تاريخ الإسلام للذهبى--7
الجزء الثانى والثلاثون
الجزء الثاني والثلاثون
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 5 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)
5 (الطبقة الثامنة والأربعون أحداث)
1 (الأحداث من سنة إلى)
4 (احداث إحدى وسبعين وأربعمائة)
4 (عزل ابن جهير من الوزارة) فيها عزل فخر الدولة بن جهير من وزارة المقتدي بالله بأبي شجاع بن الحسين، لكونه شذَّ من الحنابلة. وكتب أبو الحسن محمد بن علي بن أبي الصَّقر الفقيه الواسطّي إلى نظام الملك هذه الأبيات: (يا نظام الملك قد حلّ .......... ببغداد النّظام)
(وابنك القاطن فيها .......... مستهانٌ مستضام)
(وبها أودى له قتي .......... لاً غلامٌ، وغلام)
(والذي منهم تبقَّى .......... سالماً فيه سهام)
(يا قوام الدّين لم يب .......... ق ببغداد مقام)
(عظم الخطب، وللحر .......... ب اتّصال، ودوام)
(فمتى لم تحسم الدّا .......... ء أياديك الحسام)
(ويكفّ القوم في بغ .......... داد قتلٌ، وانتقام)
(فعلى مدرسة في .......... ها، ومن فيها السّلام)
(واعتصامٌ بحريم .......... لك، من بعد، حرام)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 6 فعظم هذا الخطب على النّظام، وأعاد كوهرائين إلى شحنكّية بغداد، وحمّله رسالة إلى المقتدي تتضّمن الشَّكوى من ابن جهير. وأمر كوهرائين بأخذ أصحاب ابن جهير، وإيصال المكروه والأذى إليهم. فسار عميد الدّولة بن فخر الدّولة بن جهير إلى النّظام، وتلطّف في القضيّة إلى أن لان لهم. 4 (دخول تاج الدولة تتش دمشق ومقتل أتسز) وفيها سار الملك تاج الدولة تتش أخو السّلطان ملكشاه فدخل الشّام، وتملّك دمشق بأمر أخيه بعد أن افتتح حلب. وكان معه عسكرٌ كثيرٌ من التّركمان. وذلك أن أتسز، والعامّة تغيّره يقولون أقسيس، صاحب دمشق لمّا جاء المصريّون لحربه استنجد بتتش، فسار إليه من حلب، وطمع) فيه. فلمّا قارب دمشق أجفل العسكر المصريّ بين يديه شبه الهاربين، وفرح أتسز، وخرج لتلقّيه عند سور المدينة، فأبدى تتش صورةً، فأظهر الغيظ من أتسز، إذ لم يبعد في تلقّيه، وعاتبه بغضب، فاعتذر إليه، فلم يقبل، وقبض عليه وقتله في الحال، وملك البلد. وأحسن السّيرة، وتحبَّب إلى الناس. ومنهم من ورَّخ فتح تتش لدمشق في سنة اثنتين وسبعين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 7 وكان أهل الشّام في ويل شديد مع أتسز الخوارزميّ المقتول.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 8 4 (احداث اثنتين وسبعين وأربعمائة)
4 (أخذ مسلم بن قريش حلب) كتب شرف الدّولة مسلم بن قريش بن بدران العقيليّ صاحب الموصل إلى السّلطان جلالا الدّولة ملكشاه ابن السّلطان عضد الدّولة ألب أرسلان السَّلجوقيّ يطلب منه أن يسلَّم إليه حلب على أن يحمل إليه في العام ثلاثمائة ألف دينار. فأجابه إلى ذلك وكتب له توقيعاً بها. فسار إليها وبها سابق آخر ملوك بني مرداس. فأعطاه مسلم بن قريش إقطاعاً بعشرين ألف دينار، على أن يخرج من البلد، فأجاب. فوثب عليه أخواه فقتلاه واستوليا على القلعة، فحاصرهما مسلم، ثمّ أخذها صلحاً. 4 (وفاة صاحب ديار بكر) وفيها مات نصر بن أحمد بن مروان صاحب ديار بكر، وتملَّك بعده ابنه منصور.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 9 4 (غزوة صاحب الهند) وفيها غزا صاحب الهند إبراهيم بن مسعود بن محمود بن سبكتكين في الكفّار غزوةً كبرى.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 10 4 (احداث ثلاث وسبعين وأربعمائة)
4 (الخلاف بين السلطان ملكشاه وأخيه) فيها عرض السّلطان ملكشاه جيشه بالرَّيّ، فأسقط منهم سبعة آلاف لم يرض حالهم. فساروا إلى أخيه تكش، فقوي بهم وأظهر العصيان، واستولى على مرو وترمذ، وسار إلى نيسابور فسبقه إليها السّلطان، فردَّ وتحصّن بترمذ، ثمّ نزل إليه، فعفا عنه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 11 4 (احداث أربع وسبعين وأربعمائة)
4 (خطبة الخليفة المقتدي بنت السلطان) ) فيها بعث الخليفة المقتدي بالله الوزير أبا نصر بن جهير يخطب ابنة السّلطان. فأجابوا: على أن لا يتسرّى عليها، ولا يبيت إلاّ عندها. 4 (حصار مدينة قابس) وفيها حاصر تميم صاحب إفريقية مدينة قابس، وأتلف جنده بساتينها، وضيَّق على أهلها. 4 (فتح تتش لأنطرطوس) وفيها سار تتش صاحب دمشق، فافتتح أنطرطوس، وغيرها. 4 (أخذ صاحب الموصل لحرّان) وفيها أخذ شرف الدّولة صاحب الموصل حرّان من بني وثّاب النّميريّين،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 12 وصالحه صاحب الرّها وخطب له. 4 (وفاة الأمير داود بن ملكشاه) وفيها مات الأمير داود ولد السّلطان ملكشاه، فجزع عليه، ومنع من دفنه حتّى تغيّرت رائحته، وأراد قتل نفسه مرّات فيمنعونه. كذا نقل صاحب الكامل. 4 (تملّك عليّ بن مقلّد حصن شيزر) وفيها تملّك الأمير سديد الدّولة أبو الحسن عليّ بن مقلّد بن نصر بن منقذ الكنانيّ حصن شيزر، وانتزعه من الفرنج. وكان له عشيرة وأصحاب، وكانوا ينزلون بقرب شيزر، فنازلها ثمّ تسلّمها بالأمان. فلم تزل شيزر بيده ويد أولاده، إلى أن هدمتها الزَّلزلة وقتلت أكثر من بها، فأخذها السّلطان نور الدين محمود، وأصلحها وجدَّدها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 13 4 (وفاة سديد الدولة ابن منقذ) وأما سديد الدّولة فلم يحيى بعد أن تملّكها إلاّ نحو السّنة. وكان فارساً شجاعاً شاعراً. وتملَّك بعده ابنه أبو المرهف نصر. 4 (وفاة الأمير دبيس الأسديّ) وفيها مات نور الدّولة دبيس بن الأمير سند الدّولة عليّ بن مزيد الأسديّ، وقد ولي الإمارة صبيّاً بعد أبيه من سنة ستًّ وأربعمائة، وبقي رئيس العرب هذه المدّة كلّها. وكان كريماً عاقلاً شريفاً، قليل الشّرّ والظلم.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 14 4 (احداث خمس وسبعين وأربعمائة)
4 (الخلاف بين الواعظ الأشعري والحنابلة ببغداد) فيها قدم الشّريف أبو القاسم البكريّ الواعظ الأشعريّ بغداد، وكان جاء من الغرب وقصد نظام الملك فأحبه ومال إليه، وبعثه إلى بغداد، فوعظ بالنّظامية، وأخذ يذكر الحنابلة ويرميهم بالتّجسيد، ويثني على الإمام أحمد ويقول: ما كفر سليمان ولكنَّ الشَّياطين كفروا. ثمّ وقع بينه وبين جماعة من الحنابلة سبٌّ، فكبس دور بني الفرّاء، وأخذ كتاب أبي يعلى الفرّاء، رحمه الله، في إبطال التّأويل، فكان يقرأ بين يديه وهو جالس على المنبر، فيشَّنع به، فلقبَّوه علم السّنَّة. ولمّا مات دفنوه عند قبر أبي الحسن الأشعريّ. 4 (إيفاد الشيرازيّ رسولاً) وفي آخر السّنة بعث الخليفة الشّيخ أبا إسحاق الشّيرازي رسولاً إلى السّلطان يتضمّن الشَّكوى من العميد أبي الفتح. 4 (ضرب الطبول لمؤيّد الملك) وفيها قدم مؤيّد الملك بن نظام الملك من إصبهان، ونزل بالنّظامّية،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 15 وضربت على بابه الطّبول أوقات الصَّلوات الثّلاثة، فأعطي مالاً جزيلاً حتّى قطعها وبعث بها إلى تكريت.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 16 4 (احداث ست وسبعين وأربعمائة)
4 (وزارة ابن المسلمة) فيها عزل عميد الدّولة بن جهير عن وزارة الخليفة، وولي أبو الفتح المظفَّر بن رئيس الرؤساء ابن المسلمة. وسار ابن جهير وأبوه إلى السّلطان فأكرمهم. 4 (ولاية فخر الدولة على ديار بكر) وعقد لابنه فخر الدّولة على ديار بكر وأعطاه الكوسات والعساكر، وأمره أن ينتزعها من بني مروان. 4 (عصيان أهل حرّان على مسلم بن قريش) وفيها عصى أهل حرّان على شرف الدّولة مسلم بن قريش، وأطاعوا قاضيهم ابن جلبة) الحنبليّ، وعزموا على تسليم حرّان إلى جنق أمير التّركمان لكونه سنّياً، ولكون مسلم رافضيّاً. وكان مسلم على دمشق يحاصر أخا السّلطان تاج الدّولة تتش في هوى المصريّين، فأسرع إلى حرّان ورماها بالمنجنيق،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 17 وافتتح البلد، وقتل القاضي وولديه، رحمهم الله. 4 (قصد تاج الدولة أنطاكية) وكان تاج الدّولة قد سار فقصد أنطاكيّة. 4 (عزل المظفّر ووزارة أبي شجاع) وفيها عزل المظفّر بن رئيس الرؤساء من وزارة الخليفة، وولي أبو شجاع محمد بن الحسين، ولقّبه الخليفة ظهير الدّين، ومدحته الشّعراء فأكثروا. 4 (مقتل سيّد الرؤساء ابن كمال الملك) وفيها قتلة سيّد الرؤساء أبي المحاسن بن كمال الملك بن أبي الرّضا، وكان قد قرب من السّلطان ملكشاه إلى الغاية. وكان أبوه كمال الملك يكتب الإنشاء للسّلطان. فقال أبو المحاسن: أيّها الملك، سلِّم إليَّ نظام الملك وأصحابه وانا أعطيك ألف ألف دينار، فإنَّهم قد أكلوا البلاد. فبلغ ذلك نظام الملك، فمدَّ سماطاً وأقام عليه مماليكه، وهم ألوف من الأتراك، كذا قال ابن الأثير، وأقام خيلهم وسلاحهم. فلمّا حضر السّلطان قال له: إنّني في خدمتك وخدمة أبيك وجدّك، ولي حقّ خدمة. وقد بلغك أخذي لأموالك، وصدق القائل. أنا آخذ المال وأعطيه لهؤلاء الغلمان الّذين جمعتهم لك. وأصرفه أيضاً في الصَّدقات والوقوف والصّلات التي معظم ذكرها وأجرها لك. وأموالي وجميع ما أملكه بين يديك، وأنا أقنع بمرقَّعة وزاوية. فصفا له السّلطان، وأمر أن تسمل عينا أبي المحاسن، ونفَّذه إلى قلعة ساوة. فسمع أبوه كمال الملك الخبر. فاستجار بنظام الملك وحمل مائتي ألف
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 18 دينار، وعزل عن الطّغراء، يعني كتابة السّرَّ، ووليها مؤيَّد الملك بن النّظام. 4 (محاصرة المهديّة والقيروان) وفيها خرج على تميم بن المعزّ: ملك بن علويّ أمير العرب، وحاصر المهديّة، وتعب معه تميم، ثمّ سار إلى القيروان فملكها، فجهّز إليه تميم جيوشه، فحاصروه بالقيروان، فعجز وخرج منها، وعادت إلى يد تميم. 4 (رخص الأسعار) ) وفيها رخصت الأسعار بسائر البلاد، وعاش النّاس، ولله الحمد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 19 4 (احداث سبع وسبعين وأربعمائة)
4 (الحرب بين العرب والتركمان عند آمد) فيها بعث السّلطان جيشاً عليهم الأمير أرتق بن اكسب نجدةً لفخر الدّولة بن جهير. وكان ابن مروان قد مضى إلى مشرف الدّولة صاحب الموصل، واستنجد به، على أن يسلّم إليه آمد، وحلف له على ذلك، وكانت بينهما إحنٌ قديمة، فاتّفقا على حرب ابن جهير وسارا، فمال ابن جهير إلى الصّلح، وعلمت الترّكمان نيّته، فساروا في اللّيل، وأتوا العرب فأحاطوا بهم، والتحم القتال، فانهزمت العرب، وأسرت أمراء بني عقيل، وغنمت التّركمان لهم شيئاً كثيراً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 20 واستظهر ابن جهير وحاصر شرف الدّولة، فراسل شرف الدّولة أرتق وبذل له مالاً، وسأله أن يمنّ عليه، ويمكّنه من الخروج من آمد. فأذن له، فساق على حميّةٍ، وقصد الرَّقة، وبعث بالمال إلى أرتق. وسافر فخر الدّولة إلى خلاط. وبلغ السّلطان أنّ شرف الدّولة قد انهزم وحصر بآمد، فجهَّز عميد الدّولة بن جهير في جيشٍ مداداً لأبيه، فقدم الموصل، وفي خدمته من الأمراء: قسيم الدّولة آقسقر جدّ السّلطان نور الدّين رحمه الله، والأمير أرتق، وفتح له أهل الموصل البلد فتسلّمه. 4 (مصالحة السلطان وشرف الدولة) وسار السّلطان بنفسه ليستولي على بلاد شرف الدّولة بن قريش، فأتاه البريد بخروج أخيه تكش بخراسان، فبعث مؤيّد الدّولة بن النّظام إلى شرف الدّولة، وهو بنواحي الرحبة، وحلف له، فحضر إلى خدمة السّلطان، فخلع عليه، وقدَّم هو خيلاً عربيّة من جملتها فرسه بشّار، وكان فرساً عديم النّظير في زمانه، لا يسبق. فأجري بين يديه، فجاء سابقاً، فوثب قائماً من شدّة فرحه، وصالح شرف الدّولة. 4 (عصيان تكش على أخيه السلطان) وعاد إلى خراسان لحرب أخيه، وكان قد صالحه. فلمّا رأى تكش الآن بعد السّلطان عنه عاد إلى العصيان، فظفر به السّلطان فكحّله وسجنه، وليته قتله، فإنّه قصد مرو، فدخلها وأباحها لعسكره ثلاثة أيّام، فنهبوا الأموال، وفعلوا
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 21 العظائم، وشربوا في الجامع في رمضان. 4 (استرجاع أنطاكية ممن الروم) ) وفيها سار سليمان بن قتلمش السّلجوقيّ صاحب قونية وأقصرا بجيوشه إلى الشّام، فأخذ أنطاكّية، وكانت بيد الروم من سنة ثمانٍ وخمسين وثلاثمائة، وسبب أخذها أنّ صاحبها كان قد سار عنها إلى بلاد الروم، ورتَّب بها شحنة. وكان مسيئاً إلى أهلها وإلى جنده حتّى أنّه حبس ابنه. فاتّفق ابنه والشّحنة على تسليم البلد إلى سليمان، فكاتبوه يستدعونه، فركب في البحر في ثلاثمائة فارس، وجمع من الرّجّالة، وطلع من المراكب، وسار في جبالٍ وعرة ومضائق صعبة حتى وصل إليها بغتةً ونصب السلالم ودخلها في شعبان. وقاتلوه قتالاً ضعيفاً، وقتل جماعة وعفا عن الرعيّة، وعدل فيهم، وأخذ منها أموالاً لا تحصى. ثمّ أرسل إلى السّلطان ملكشاه يبشّره، فأظهر السّلطان السرور، وهنّأه النّاس. وفيها يقول الأبيورديّ قصيدته: (لمعت كناصية الحصان الأشقر .......... نارٌ بمعتلج الكثيب الأعفر) منها:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 22 (وفتحت أنطاكيّة الرّوم الّتي .......... نشرت معاقلها على الإسكندر)
(وطئت مناكبها جيادك فانثنت .......... تلقي أجنتَّها بنات الأصفر) وأرسل شرف الدّولة مسلم بن قريش إلى سليمان يطلب منه الحمل الّذي كان يحمله إليه صاحب أنطاكية. فبعث يقول له: إنّما ذاك المال كان جزية رأس الفردروس، وأنا بحمد اللَّه فمؤمن، ولا أعطيك شيئاً. فنهب شرف الدّولة بلاد أنطاكّية، فنهب سليمان أيضاً بلاد حلب، فاستغاث له أهل القرى، فرقَّ لهم، وأمر جنده بإعادة عامّة ما نهبوه. 4 (مقتل شرف الدولة بنواحي أنطاكية) ثمّ إنّ شرف الدّولة حشد العساكر، وسار لحصار أنطاكّية، فأقبل سليمان بعساكره، فالتقيا في صفر سنة ثمانٍ وسبعين بنواحي أنطاكية، فانهزمت العرب، وقتل شرف الدّولة بعد أن ثبت، وقتل بين يديه أربعمائة من شباب حلب. وكان أخوه إبراهيم في سجنه، فأخرجوه وملّكوه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 23 4 (حصار حلب) وسار سليمان فنازل حلب وحاصرها أكثر من شهر، وترحّل عنها.) 4 (ولاية آقسنقر شحنكية بغداد) وفيها ولي شحنكيّة بغداد قسيم الدّولة آقسنقر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 24 4 (احداث ثمان وسبعين وأربعمائة)
4 (استيلاء الأدفونش على طليطلة) كان قد جمع الأدفونش، لعنه الله، جيوشه، وسار فنزل على مدينة طليطلة من بلاد الأندلس في السّتين الماضية، فحاصرها سبع سنين، وأخذها في العام من صاحبها القادر بالله ولد المأمون يحيى بن ذي النّون، فازداد قوةً وطغى وتجبَّر. 4 (موقعة الملّثمين بالأندلس) وكان ملوك الأندلس، حتى المعتمد صاحب قرطبة وإشبيلية، يحمل إليه قطيعةً كلّ عام. فاستعان المعتمد بن عبّاد على حربه بالملّثمين من البربر، فدخلوا إلى الأندلس، فكانت بينهم وقعة مشهورة، ولكن أساء يوسف بن تاشفين ملك الملّثمين إلى ابن عبّاد، وعمل عليه، وأخذ منه البلاد، وسجنه بأغمات إلى أن مات. 4 (رواية ابن حزم عن كتاب الأدفونش) إلى المعتمد بن عبّاد وذكر اليسع بن حزم قال: كان وجّه ادفونش بن شانجة رسولاً إلى
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 25 المعتمد. وكان من أعيان ملوك الفرنج يقال له البرهنس، معه كتاب كتبه رجلٌ من فقهاء طليطلة تنصَّر ويعرف بابن الخيّاط، فكان إذا عّير قال: إنَّك لا تهدي من أحببت والكتاب: من الانبراطور ذي الملّتين الملك أدفونش بن شانجة، إلى المعتمد بالله، سدّد الله آراءه، وبصّره مقاصد الرشاد. قد أبصرت تزلزل أقطار طليطلة، وحصارها في سالف هذه السّنين، فأسلمتم إخوانكم، وعطّلتم بالدَّعة زمانكم، والحذر من أيقظ باله قبل الوقوع في الحبالة. ولولا عهدٍ سلف بيننا نحفظ ذمامه نهض العزم، ولكن الإنذار يقطع الأعذار، ولا يعجل إلاّ من يخاف الفوت فيما يرومه، وقد حمّلنا الرّسالة إليك السّيد البرهانس، وعنده من التّسديد الّذي يلقى به أمثالك، والعقل الّذي يدبّر به بلادك ورجالك، ما أوجب استنابته فيما يدق ويجلّ. فلمّا قدم الرسول أحضر المعتمد الأكابر، وقريء الكتاب، فبكى أبو عبد الله بن عبد البرّ وقال: قد أبصرنا ببصائرنا أنَّ مآل هذه الأموال إلى هذا، وأن مسالمة الّعين قوّة بلاده، فلو تضافرنا لم) نصبح في التّلاف تحت ذلّ الخلاف، وما بقي إلاّ الرجوع إلى الله والجهاد. وأما ابن زيدون وابن لبون فقالا: الرأي مهادنته ومسالمته. فجنح المعتمد إلى الحرب، وإلى استمداد ملك البربر، فقال جماعة: نخاف عليك من استمداده. فقال: رعي الجمال خيرٌ من رعي الخنازير. 4 (جواب المعتمد بن عبّاد إلى الأدفونش) ثمّ أخذ وكتب جواب أدفونش بخطّه، ونصّه: (الذّلّ تأباه الكرام وديننا .......... لك ما ندين به من البأساء)
(سمناك سلماً ما أردت وبعد ذا .......... نغزوك في الإصباح والإمساء)
(الله أعلى من صليبك فادرع .......... لكتيبة خطبتك في الهيجاء)
(سوداء غابت شمسها في غيمها .......... فجرت مدامعها بفيض دماء)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 26 (ما بيننا إلاَ النّزال وفتنة .......... قدحت زناد الصّبر في الغماء) من الملك المنصور بفضل الله المعتمد على الله محمد بن المعتضد بالله، إلى الطّاغية الباغية أدفونش الّذي لقَّب نفسه ملك الملوك، وتسمّى بذي الملَّتين. سلام على من اتَّبع الهدى، فأول ما نبدأ به من دعواه أنه ذو الملّتين والمسلمون أحقّ بهذا الإسم لأنّ الّذي نملكه من نصارى البلاد، وعظيم الاستعداد، ولا تبلغه قدرتكم، ولا تعرفه ملّتكم. وإنّما كانت سنة سعدٍ اتَّعظ منها مناديك، وأغفل عن النّظر السّديد جميل مناديك، فركبنا مركب عجز يشحذ الكيس، وعاطيناك كؤوس دعةٍ، قلت في أثنائها: ليس. ولم تستحي أن تأمر بتسليم البلاد لرجالك، وإنّا لنعجب من استعجالك وإعجابك بصنعٍ وافقك فيه القدر، ومتى كان لأسلافك الأخدمين مع أسلافنا الأكرمين يدٌ صاعدة، أو وقفة مساعدة، فاستعد بحربٍ، وكذا وكذا.. إلى أن قال: فالحمد لله الّذي جعل عقوبة توبيخك وتقريعك بما الموت دونه، والله ينصر دينه ولو كره الكافرون، وبه نستعين عليك. ثمّ كتب إلى يوسف بن تاشفين يستنجده فأنجده. 4 (استيلاء ابن جهير على آمد وميافارقين) وفيها استولى فخر الدّولة بن جهير على آمد وميافارقين، وبعث بالأموال إلى السّلطان ملكشاه. 4 (ملك ابن جهير جزيرة ابن عمر) ) ثمّ ملك جزيرة ابن عمر بمخامرة من أهلها، وانقرضت دولة بني مروان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 27 4 (محاصرة أمير الجيوش دمشق) وفيها وصل أمير الجيوش في عساكر مصر، فحاصر دمشق، وضيّق على تاج الدّولة تتش، فلم يقدر عليها، فعاد إلى مصر. 4 (الفتنة بين السّنّة والشيعة) وفيها كانت فتنة كبيرة بين أهل الكرخ الشّيعة وبين السّنّة، وأحرقت أماكن واقتتلوا. 4 (الزلزلة بأرَّجان) وجاءت زلزلة مهولة بأرَّجان، مات خلق منها تحت الردّم. 4 (الريح والرعد والبرق ببغداد) وفيها كانت الرّيح السّوداء ببغداد، واشتدّ الرَّعد والبرق، وسقط رملٌ وتراب كالمطر، ووقعت عدّة صواعق، وظنّ النّاس أنّها القيامة، وبقيت ثلاث ساعات بعد العصر، نسأل الله السلامة. وقد سقت خبر هذه الكائنة في ترجمة الإمام أبي بكر الطُّرطوشيّ لأنّه شاهدها وأوردها في أماليه. وكان ثقة ورعاً، رحمه الله تعالى.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 28 4 (احداث تسع وسبعين وأربعمائة)
4 (مقتل ابن قتلمش عند حلب) لمّا قتل شرف الدّولة نازل سليمان بن قتلمش حلب، وأرسل إلى نائبها ابن الحتيتيّ العبّاسيّ منه أن يسلِّمه إليه، فقدَّم تقدمةً، واستمهله إلى أن يكاتب السّلطان ملكشاه. وأرسل العبّاسيّ إلى صاحب تتش، وهو أخو السّلطان يحرّضه على المجيء ليتسلّم البلد. فسار تتش بجيشه، فقصده قبل أن يصل إليها سليمان، وكان مع تتش أرتق التُّركمانيّ جدّ أصحاب ماردين، وكان شجاعاً سعيداً، لم يحضر مصافّاً إلاّ وكان الظَّفر له. وقد كان فارق ابن جهير لأمرٍ بدا منه، ولحق بتاج الدّولة تتش، فأعطاه القدس. والتقى الجمعان، وبلى يومئذٍ أرتق بلاءً حسناً، وحرَّض العرب على القتال، فانهزم عسكر سليمان، وثبت سليمان بخواصّه إلى أن قتل، وقيل: بل أخرج سكّيناً عند الغلبة قتل بها نفسه. ونهب أصحاب تتش شيئاً كثيراً. ثمّ إنّه سار لأخذ حلب، فامتنعوا، فحاصرها وأخذها بمخامرةٍ جرت. 4 (دخول السلطان حلب) ) وأمّا السّلطان فإنّ البرد وصلت إليه بشغور حلب من ملكٍ، فساق بجيوشه من إصبهان، فقدمها في رجب، وهرب أخوه عنها ومعه أرتق. وكانت قلعة حلب عاصيةً مع سالم ابن أخي شرف الدّولة، فسلّمها إلى
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 29 السّلطان، وعوّضه عنها بقلعة جعبر، فبقيت في يده ويد أولاده إلى أن أخذها نور الدّين. 4 (إقرار الأمير نصر بن علي على شيزر) وأرسل الأمير نصر بن عليّ بن منقذ إلى السّلطان ملكشاه ببذل الطّاعة، وسلَّم إليه لاذقيه وكفر طاب وفامية، فترك قصده وأقرَّه على شيزر. ثمّ سلمَّ حلب إلى قسيم الدّولة أقسنقر، فعمّرها وأحسن السّيرة. 4 (افتقار ابن الحتيتي) وأمّا ابن الحتيتيّ فإنّ أهلها شكوه، فأخذه السّلطان معه، وتركه بديار بكر، فافتقر وقاسى. وأمّا ولده فقتلته الفرنج بأنطاكّية لمّا ملكوها. 4 (خبر وقعة الزّلاقة بالأندلس) وهو أنّ الأدفونش، لعنه الله، تمكّن وتمرَّد، وجمع الجيوش فأخذ طليطلة، فاستعان المسلمون بأمير المسلمين يوسف بن تاشفين صاحب سبتة
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 30 ومراكش، فبادر وعدَّى بجيوشه، واجتمع بالمعتمد بن عبّاد بإشبيلية، وتهيَّأ عسكرها وعسكر قرطبة، وأقبلت المطَّوَّعة من النّواحي. وسار جيش الإسلام حتّى أتوا الزّلاّقة، من عمل بطليوس، وأقبلت الفرنج، وتراءى الجمعان، فوقع الأدفونش على ابن عبّاد قبل أن يتواصل جيش ابن تاشفين، فثبت ابن عبّاد وأبلى بلاءً حسناً، وأشرف المسلمون على الهزيمة، فجاء ابن تاشفين عرضاُ، فوقع على خيام الفرنج، فنهبها وقتل من بها، فلم تتمالك النّصارى لمّا رأت ذلك أن انهزمت، فركب ابن عبّاد أقفيتهم، ولقيهم ابن تاشفين من بين أيديهم، ووضع فيهم السيف، فلم ينج منهم إلاّ القليل. ونجا الأدفونش في طائفة. وجمع المسلمون من رؤوس الفرنج كوماً كبيراً، وأذّنوا عليه، ثمّ أحرقوها لما جيفت. وكانت الوقعة يوم الجمعة في أوائل رمضان، وأصاب المعتمد بن عبّاد جراحات سليمة في وجهه. وكان العدو خمسين ألفاً، فيقال: لم يصل منهم إلى بلادهم ثلاثمائة نفس. وهذه ملحمة لم يعهد مثلها. وحاز المسلمون غنيمةً عظيمة.) 4 (استيلاء ابن تاشفين على غرناطة) وطابت الأندلس للملّثمين، فعمل ابن تاشفين على أخذها، فشرع أوّلاً، وقد سار في خدمته ملك غرناطة، فقبض عليه وأخذ بلده، واستولى على قصره بما حوى، فيقال إنّ في جملة ما أخذ أربعمائة حيّة جوهر، فقوَّمت كلّ واحدةٍ بمائة دينار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 31 4 (تلقيب ابن تاشفين بأمير المسلمين) ونقل ابن الأثير أنّ ابن تاشفين أرسل إلى المقتدي بالله العّباسّي يطلب أن يسلطنه، فبعث إليه الخلع والأعلام والتّقليد، ولقِّب بأمير المسلمين. 4 (دخول السلطان ملكشاه بغداد) ولمّا افتتح السّلطان ملكشاه حلب وغيرها رجع ودخل بغداد، وهو أوّل دخوله إليها، فنزل بدار المملكة ولعب بالكرة، وقدَّم تقادم للخليفة، ثمّ قدم بعده نظام الملك. ثمّ سار فزار قبور الصّالحين. وفيه يقول ابن زكرويه الواسطيّ: (زرت المشاهد زورةً مشهودةً .......... أرضت مضاجع من بها مدفون)
(فكأنّك الغيث استهلّ بتربها، .......... وكأنّها بك روضةٌ ومعينٌ) ثمّ خرج وتصيّد، وأمر بعمل منارة القرون من كثرة ما اصطاد من الغزلان وغيرها. ثمّ جلس له الخليفة ودخل إليه وأفرغ الخلع عليه. ولم يزل نظام الملك
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 32 قائماً يقدَّم أميراً أميراً إلى الخليفة، وكلما قدَّم أميراً قال: هذا العبد فلان، واقطاعه كذا وكذا، وعدّة رجاله وأجناده كذا وكذا إلى أن أتى على آخرهم. ثمّ خلع على نظام الملك. وكان يوماً مشهوداً. وجلس نظام الملك بمدرسته، وحدَّث بها، وأملى مجلساً. ثمّ سار السّلطان من بغداد إلى إصبهان في صفر من سنة ثمانين. 4 (الفتنة بين السنّة والشيعة) وفيها كانت فتنة هائلة بين السُّنّة والشّيعة، وكادت الشّيعة أن تملك، ثمّ حجز بينهم الدّولة. 4 (تدريس الدبّوسيّ بالنظامية) وفيها قدم الشّريف أبو القاسم عليّ بن أبي يعلى الحسينيّ الدّبّوسيّ بغداد في تجمُّل عظيم لم ير مثله لعالم، ورتّب مدرسّاً بالنّظاميّة بعد أبي سعد المتولّي.) 4 (زواج ابن صاحب الموصل وإقطاعه البلاد) وفيها زوّج السّلطان أخته زليخا بابن صاحب الموصل، وهو محمد بن شرف الدّولة مسلم بن قريش، وأقطعه الرحبة، وحرّان، والرَّقَّة، وسروج، والخابور. وتسلَّم هذه البلاد سوى حرّان، فإنّ محمد بن الشّاطر امتنع من تسليمها مدّة، ثمّ سلّمها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 33 4 (عزل ابن جهير عن ديار بكر) وفيها عزل فخر الدّولة بن جهير عن ديار بكر بالعميد أبي علي البلخيّ، بعثه السّلطان وجعله عاملاً عليها. 4 (الخطبة للمقتدي بالحرمين) وفيها أسقطت خطبة صاحب مصر المستنصر بالحرمين، وخطب لأمير المؤمنين المقتدي. 4 (إسقاط المكوس بالعراق) وفيها أسقط السّلطان المكوس والاجتيازات بالعراق. 4 (محاصرة قابس وسفاقس) وفيها حاصر تميم بن باديس قابس وسفاقس، وفرق عليهما جيوشه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 34 4 (احداث ثمانين وأربعمائة)
4 (عرس الخليفة المقتدي) في أوّلها عرس أمير المؤمنين على بنت السّلطان ملكشاه، عندما ذهب السّلطان للصّيد. فنقل جهازها إلى دار الخليفة، فيما نقل ابن الأثير، على مائةٍ وثلاثين جملاً مجلَّلة بالدّيباج الروميّ، وعلى أربعة وسبعين بغلاً مجلَّلة بألوان الدّيباج، وأجراسها وقلائدها الذَّهب، فكان على ستّة بغال اثنا عشر صندوقاً فيها الحليّ والمصاغ، وثلاثة وثلاثون فرشاً عليها مراكب الذَّهب مرصّعة بأنواع الجوهر والحليّ، ومهد كبير كثير الذّهب، وبين يدي الجهاز الأميران كوهرائين وبرسق. فأرسل الخليفة وزيره أبا شجاع إلى تركان خاتون، وبين يديه ثلاثمائة مركبيّة، ومثلها مشاعل، ولم يبق في الحريم دكّان إلاّ وقد أشعل فيها الشّمع. وأرسل الخليفة محفّة لم ير مثلها. وقال الوزير لتركان: يقول أمير المؤمنين: إنّ الله يأمركم أن تؤدُّوا الأمانات إلى أهلها، وقد أذن في نقل الوديعة إليه.) فأجابت، وحضر نظام الملك فمن دونه، وكلٌّ معهم الشّمع والمشاعل. وكان نساء الأمراء بين أيديهن الشّمع والمشاعل. ثمّ أقبلت الخاتون في محفّةٍ مجلَّلة بألوان الذَّهب والجواهر الكوشيّ، قد أحاط بالمحفّة مائتا جارية من الأتراك بالمراكب العجيبة، فسارت إلى دار الخلافة. وكانت ليلة مشهودة لم ير ببغداد مثلها. وعمل الخليفة من الغد سماطاً لأمراء السّلطان، يحكى أنّ فيه
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 35 أربعين ألف منّاً من السُّكّر، وخلع عليهم. وجاءه منها ولد في ذي القعدة سمّاه جعفراً. وجاء السّلطان في هذه السّنة من تركان خاتون ولده محمود الذّي ولي الملك.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 36 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)
5 (الطبقة الثامنة والأربعون وفيات)
4 (وفيات سنة إحدى وسبعين وأربعمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن الحافظ أبي عمرو عثمان بن سعيد الدّاني.) المقريء أبو العبّاس. قرأ على أبيه، وأقرأ النّاس بالروايات. أخذ عنه: أبو القاسم بن مدير. توفي في ثامن رجب. 4 (أحمد بن عليّ بن محمد بن الفضل.) أبو الحسن بن أبي الفرج البغداديّ البشّاريّ، المعروف أيضاً بابن الوازع. شيخ معمّر، وجد ابن ماكولا سماعه من أبي الطّاهر المخلّص في جزء من الفتوح لسيف. فأفاده النّاس، وسمعوه منه. روى عنه: مكّيّ الرُّميليّ، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 37 توفّي في ربيع الأوّل وله سنة 94. 4 (أحمد بن محمد بن هبة الله.) أبو الحسين الدّمشقيّ الأكفانيّ والد الأمين أبي محمد. حدَّث عن: المسدَّد الأملوكيّ، وعبد الرحمن بن الطُّبيز. وعنه: ابنه.) مات في ربيع الأوّل. 4 (أتسز بن أواق الخوارزمي التّركي.) صاحب دمشق. قال ابن الأكفاني: غلت الأسعار في سنة حصار الملك أتسز بن الخوارزمي دمشق، وبلغت الغرارة أكثر من عشرين ديناراً. ثمّ ملك البلد صلحاً، ونزل دار الإمارة داخل باب الفراديس، وخطب لأمير المؤمنين المقتدي بالله عبد الله بن أبي العبّاس، وقطعت دعوة المصرييّن، وذلك في ذي القعدة سنة ثمانٍ وستّين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 38 وقال ابن عساكر: إنّه ولي دمشق بعد حصاره إيّاها دفعات، وأقام الدّعوة لبني العبّاس، وتغلّب على أكثر الشّام، وقصد مصر ليأخذها فلم يتمّ له ذلك. ثمّ وجّه المصريّون إلى الشّام عسكراً ثقيلاً في سنة إحدى وسبعين، فلمّا عجز عنهم راسل تتش بن ألب أرسلان يستنجد به. فقدم تتش دمشق، وغلب على دمشق، وقتل أتسز في ربيع الآخر، واستقام الأمر لتتش. وكان أتسز لمّا أخذ دمشق أنزل جنده في دور النّاس، واعتقل من الرُّؤساء جماعةّ وشمّسهم بمرج راهط حتّى افتدوا نفوسهم منه بمالٍ كثير، ونزح جماعة إلى طرابلس. وقتل بالقدس خلقاً كثيراً كما مرَّ في الحوادث إلى أن أراح النّاس منه. 4 (إبراهيم بن إسماعيل.) أبو سعد اليعقوبيّ. مات بمرو في شعبان. 4 (إبراهيم بن عليّ.) الشّيخ أبو إسحاق القبّانيّ. شيخ الصّوفيّة بدمشق. أقام بدمشق، وأقام بصور أربعين عاماً. وسمع بالرملة من شيخه أبي الحسين بن التّرجمان، وبصيدا من الحسن بن جميع. روى عنه: نصر المقدسيّ، وغيث الأرمنازيّ، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 39 وكان صالحاً صدوقاً له معاملة.) 4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن أحمد بن عبد الله.) الفقيه أبو عليّ بن البنّا البغداديّ الحنبليّ، صاحب التّصانيف والتّخاريج. سمع من: هلال الحفّار، وأبي الفتح بن أبي الفوارس، وأبي الحسن بن رزقويه، وأبي الحسين بن بشران، وعبد الله بن يحيى السُّكَّريّ، وهذه الطبّقة فأكثر. روى عنه: أحمد بن ظفر المغازليّ، وأبو منصور عبد الرحمن القزّاز، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ، وجماعة، وولداه يحيى وأحمد، وأبو الحسين بن الفرّاء، وقاضي المرستان. وقرأ بالرّوايات على أبي الحسن الحمَّاميّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 40 وعلّق الفقه والخلاف عن القاضي أبي يعلى قديماً. ودرّس في أيّامه، وله تصانيف في الفقه والأصول والحديث. وكان له حلقتان للفتوى وللوعظ وكان شديداً على المبتدعة، ناصراً للسُّنَّة. آخر من روى عنه بالإجازة الحافظ محمد بن ناصر. قال القفطيّ: كان من كبار الحنابلة. سأل فقال: هل ذكرني الخطيب في تاريخه مع الثّقات أو مع الكذّابين فقيل له: ما ذكرك أصلاً. فقال: ليته ذكرني ولو مع الكذّابين. قال القفطيّ: كان مشاراً إليه في القراءآت واللّغة والحديث. حكي عنه أنّه قال: صنّف خمسمائة مصنَّف. قال: إلاّ أنّه كان حنبليّ المعتقد، تكلّموا فيه بأنواع. توفّي في رجب. قلت: ما تكلَّم فيه إلاّ أهل الكلام لكونه كان لهجاً بمخالفتهم، كثير الذّمّ لهم، معنياً بأخبار الصِّفات. قرأ عليه جماعة. ولم يذكره الخطيب في تاريخه لأّنه أصغر منه، ولا ذكر أحداً من هذه الطّبقة إلاّ من مات قبله. وذكره ابن النّجّار فقال: كان يؤدَّب بني جردة. قرأ بالرّوايات على الحمّاميّ، وغيره. وكتب) بخطّه كثيراً. إلى أن قال: وتصانيفه تدلّ على قلّة فهمه، كان صحفيّاً قليل التّحصيل. روى الكثير، وأقرأ ودرّس، وأفتى، وشرح الإيضاح لأبي عليّ الفارسيّ. إذا
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 41 نظرت في كلامه بان لك سوء تصرُّفه. ورأيت له ترتيباً في غريب أبي عبيد قد خبط كثيراً وصحّف. حدَّث عنه: أولاده أحمد ومحمد ويحيى، وابن الحصين، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ، وأبو منصور القزّاز، وأحمد بن ظفر المغازليّ. قال شجاع الذُّهليّ: كان أحد القرّاء المجّودين، سمعنا منه قطعة من تصانيفه. وقال المؤتمن السّاجيّ: كان له رواء ومنظر، ما طاوعتني نفسي للسَّماع منه. وقال إسماعيل بن السَّمرقنديّ: كان واحدٌ من المحدّثين اسمه الحسن بن أحمد بن عبد الله الَّنيسابوريّ. سمع الكثير، فكان ابن البنّا يكشط بوريّ منه ويمدّ السّين، فتصير البنّا كذا قيل إنّه كان يفعل ذلك.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 42 4 (الحسن بن عليّ بن محمد بن أحمد بن جعفر.) الحافظ أبو عليّ البلخيّ الوخشيّ، ووخش: من أعمال بلخ. رحّال حافظ كبير سمع بدمشق من: تمّام الرّازيّ، وعقيل بن عبدان. وببغداد من: أبي عمر بن مهديّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 43 وبالبصرة من: أبي عمر الهاشميّ. وبمصر من: أبي محمد عبد الرحمن بن عمر بن النّحّاس. وبخراسان من أصحاب الأصمّ. قال أبو بكر الخطيب: علّقت عنه ببغداد، وإصبهان. وقال ابن السَّمعانيّ: كان حافظاً فاصلاً ثقة، حسن القراءة. رحل إلى العراق، والجبال، والشّام، والثّغور، ومصر. وذاكر الحفّاظ. وسمع ببلخ من أبي القاسم عليّ بن أحمد الخزاعيّ وبنيسابور من أبي زكريّا المزكّي، والحيريّ وببغداد من أبي مهديّ، وابن أبي الفوارس وبإصبهان من أبي نعيم.) روى لنا عنه: عمر بن محمد بن عليّ السَّرخسيّ، وعمر بن عليّ المحموديّ. روى عنه الخطيب في تصانيفه، وذكر الحافظ عبد العزيز النَّخشبيّ أنّه كان يتَّهم بالقدر. قال السَّمعانيّ: ولد سنة خمسٍ وثمانين وثلاثمائة. وتوفّي في خامس ربيع الآخر سنة إحدى وسبعين ببلخ. قلت: انتقى على أبي نعيم خمسة أجزاء مشهورة بالوخشيّات، وسمعنا جزءاً من حديثه رواه من حفظه. سئل عن إسماعيل بن محمد التَّيميّ فقال: حافظ كبير. قلت: روى عن الوخشيّ كتاب السُّنن لأبي داود: الحسن بن عليّ الحسينيّ البلخيّ، والّذي قيّد وفاته صاحبه عمر السَّرخسيّ. وقد حدَّث المحموديّ عنه في سنة ستًّ وأربعين وخمسمائة وقال: كنت قد راهقت لما
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 44 توفّي الوخشيّ وحضرت جنازته، فلمّا وضعوه في القبر، سمعنا صيحةً، فقيل إنّه لمّا وضع في القبر خرجت الحشرات من المقبرة وكان في طرفنا وادي، فانحدرت إليه الحشرات، فذهبت وأبصرت البيض الصِّغار، والعقارب، والخنافس، وهي منحدرة إلى الوادي بعينيَّ، والّناس ما كانوا يتعّرضون لها. قال ابن النّجّار: سمع ببلخ من عليّ بن أحمد الخزاعيّ، وبهمذان محمد بن أحمد بن مزدين، وبحلب، وبعكّا. وسمع منه نظام الملك ببلخ، وصدّره بمدرسته ببلخ. وقال: جعت بعسقلان أيّاماً حتّى عجزت عن الكتابة، ثمّ فتح الله. وقال فيه إسماعيل التيَّميّ: حافظ كبير.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 45 4 (الحسين بن عقيل بن محمد بن عبد المنعم بن ريش الدّمشقيّ البزّار.) الشاعر. سمع: عبد الرحمن بن أبي نصر. روى عنه: الخطيب مع تقدُّمه، وأبو الحسن بن المسلّم الفقيه. 4 (حرف السين)
4 (سعد بن عليّ بن محمد بن عليّ بن حسين)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 46 أبو القاسم الزَّنجانيّ، الحافظ الزّاهد) سمع: أبا عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف، وأبا عليّ الحسين بن ميمون الصّدفيّ بمصر وبغزّة عليّ بن سلامة، وبزنجان محمد بن أبي عبيد وبدمشق عبد الرحمن بن ياسر، وأبا الحسن الحبّان، وجماعة. روى عنه: أبو بكر الخطيب وهو أكبر منه، وأبو المظفّر منصور السَّمعانيّ الفقيه، ومكّيّ الرُّميليّ، وهبة الله بن فاخر، ومحمد بن طاهر المقدسيّ، وعبد المنعم القشيريّ، وآخرون. وجاور بمكّة زماناً، وصار شيخ الحرم. قال أبو الحسن محمد بن أبي طالب الفقيه الكرجيّ: سألت محمد بن طاهر عن أفضل من رأى، فقال: سعد الزَّنجانيّ، وعبد الله بن محمد الأنصاريّ، فسألته أيُّهما أفضل فقال: عبد الله كان متفنناً، وأمّا الزَّنجانيّ فكان أعرف بالحديث منه. وذلك أنّي كنت أقرأ على عبد الله فأترك شيئاً لأجرّبه، ففي بعضٍ يردّ، وفي بعض يسكت، والزَّنجانيُّ، كنت إذا تركت اسم رجلٍ يقول: تركت بين فلان وفلان اسم فلان. قال ابن السَّمعانيّ: صدق. كان سعد أعرف بحديثه لقلَّته، وعبد الله كان مكثراً. قال أبو سعد السَّمعانيّ: سمعت بعض مشايخي يقول: كان جدّك أبو المظفّر قد عزم على أن يقيم بمكّة ويجاور بها، صحبة الإمام سعد بن عليّ، فرأى ليلةً من اللّيالي والدته كأنّها قد كشفت رأسها وقالت له: يا بنيّ، بحقّي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 47 عليك إلاّ ما رجعت إلى مرو، فإنّي لا أطيق فراقك. قال: فانتبهت مغموماً، وقلت أشاور الشّيخ سعد، فمضيت إليه وهو قاعد في الحرم، ولم أقدر من الزّحام أن أكلّمه، فلمّا تفرَّق النّاس وقام تبعته إلى داره، فالتفت إليّ وقال: يا أبا المظفَّر، العجوز تنتظرك. ودخل البيت. فعرفت أنّه تكلَّم على ضميري، فرجعت مع الحاجّ تلك السّنة. قال أبو سعد: كان أبو القاسم حافظاً، متقناً، ثقة، ورعاً، كثير العبادة، صاحب كرامات وآيات. وإذا خرج إلى الحرم يخلوا المطاف، ويقبّلون يده أكثر ممّا يقبّلون الحجر الأسود. وقال محمد بن طاهر: ما رأيت مثله، سمعت أبا إسحاق الحبّال يقول: لم يكن في الدّنيا مثل أبي القاسم سعد بن عليّ الزَّنجانيّ في الفضل. وكان يحضر معنا المجالس، ويقرأ الخطأ بين يديه، فلا يردّ على أحدٍ شيئاً، إلاّ أن يسأل فيجيب. قال ابن طاهر: وسمعت الفقيه هيّاج بن عبيد إمام الحرم ومفتيه يقول: يومٌ لا أرى فيه سعد بن) عليّ لا أعتدّ أنّي عملت خيراً. وكان هيّاج يعتمر ثلاث مرّات. وسيأتي ذكره. قال ابن طاهر: كان الشّيخ سعد لمّا عزم على المجاورة عزم على نيِّفٍ وعشرين عزيمة أنّه يلزمها نفسه من المجاهدات والعبادات. ومات بعد أربعين
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 48 سنة ولم يخلّ منها بعزيمةٍ واحدة. وكان يملي بمكّة، ولم يكن يملي بها حين تولّى مكّة المصريّون، وإنمّا كان يملي سرّاً في بيته. وقال ابن طاهر: دخلت على الشّيخ أبي القاسم سعد وأنا ضيّق الصَّدر من رجلٍ من أهل شيراز لا أذكره، فأخذت يده فقبَّلتها، فقال لي ابتداءً من غير أن أعلمه بما أنا فيه: يا أبا الفضل، لا تضيِّق صدرك، عندنا في بلاد العجم مثل يضرب، يقال: بخل أهوازيّ، وحماقة شيرازيّ، وكثرة كلام رازيّ. ودخلت عليه في أوّل سنة سبعين لمّا عزمت على الخروج إلى العراق حتّى أودّعه، ولم يكن عنده خبر من خروجي. فلمّا دخلت عليه قال. أراحلون فنبكي، أم مقيمونا فقلت: ما أمر الشّيخ لا نتعدّاه. فقال: على أيَّ شيءٍ عزمت قلت: على الخروج إلى العراق لألحق مشايخ خراسان. فقال: تدخل خراسان، وتبقى بها، وتفوتك مصر، ويبقى في قلبك. فاخرج إلى مصر، ثمّ منها إلى العراق وخراسان، فإنه لا يفوتك شيء. ففعلت، وكان في ذلك البركة. سمعت سعد بن عليّ وجرى بين يديه ذكر الصّحيح الّذي خرَّجه أبو ذرّ الهرويّ فقال: فيه عن أبي مسلم الكاتب، وليس من شرط الصّحيح. قال أبو القاسم ثابت بن أحمد البغداديّ: رأيت أبا القاسم الزَّنجانيّ في
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 49 المنام يقول لي مرةً بعد أخرى: إنّ الله بنى لأهل الحديث بكّل مجلسٍ يجلسونه بيتاً في الجنّة. ولد سعد في حدود سنة ثمانين وثلاثمائة، أو قبلها. وتوفّي في سنة إحدى وسبعين، أو في أواخر سنة سبعين بمكّة. وله قصيدة مشهورة في السُّنّة. وقد سئل عنه إسماعيل الطّلحيّ فقال: إمامٌ كبيرٌ عارفٌ بالسُّنَّة. 4 (سلمان بن الحسن بن عبد الله) ) أبو نصر، صاحب ابن الذّهبيّة البغداديّ. رجل صالح معمَّر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 50 روى عن: أبي الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد صاحب الصفّار. روى عنه: محمد بن عبد الباقي الأنصاريّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ وقال: عاش أكثر من مائة سنة. مات أبو نصر في رجب. 4 (سهل بن عمر بن محمد بن الحسين.) أبو عمر بن المؤَّيد أبي المعالي البسطاميّ ثمّ النيَّسابوريّ. من بيت الإمامة والحشمة، وهو ختن عمّه الموفّق بابنته. روى عن: أبي الفضل عمر بن إبراهيم الهرويّ، وأصحاب الأصمّ. توفّي في شوّال. 4 (حرف الطاء)
4 (طاهر بن محمد شاه فور.) أبو المظفّر الطٌّ وسيّ. مات بطوس في شوّال. يروي عن: ابن محمش الزّياديّ، وغيره. وعنه: زاهر الشّحّاميّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 51 وكان إماماً مفسِّراً أصوليّاً. وسمّاه عبد الغافر. شاهفور. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن سبعون بن يحيى) أبو محمد المسلّميّ القيروانيّ. محدَّث عارف. سكن بغداد ونقل بخطّه الكثير، وقرأ بنفسه. سمع: أبا القاسم عبد العزيز الأزجيّ وأبا طالب بن غيلان، وجماعة. وبمكّة: أبا نصر السِّجزيّ، وأبا الحسن بن صخر.) وبمصر: عليّ بن منير. روى عنه: أبو القاسم السَّمرقنديّ، وأبو الحسن بن عبد السّلام. توفّي في رمضان. 4 (عبد الباقي بن محمد بن غالب.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 52 أبو منصور بن العطّار الأزجيّ وكيل أميري المؤمنين: القائم، والمقتدي. قال السّمعانيّ: كان حسن السِّيرة، جميل الأمر، صحيح السّماع. سمع: أبا طاهر المخلّص، وأحمد بن محمد بن الجنديّ. روى عنه: يوسف بن أيّوب الهمذانيّ، وعبد المنعم القشيريّ، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي، وآخرون. قلت: كان قليل الرّواية، رئيساً. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً. قال لي: ولدت سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. توفّي ابن العطّار في ربيع الآخر. 4 (عبد الحميد بن الحسن بن محمد.) أبو الفرج الهمذانيّ الدّلاّل الفقاعيّ. روى عن: أبي بكر بن لال، وعبد الرحمن الإمام، وعبد الرحمن المؤَّدب الهمذانيّين. قال شيرويه: سمعت منه وليس التّحديث من شأنه. وسماعه مع أخيه عليّ. ولد سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة. وتوفّي في ثامن عشر ذي القعدة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 53 4 (عبد الرحمن بن عليّ بن عبد الله بن منصور الطَّبريّ) قال السَّمعانيّّ: أبو القاسم بن الزُّجاجي كان ينزل باب الطّاق من بغداد، وكان خيرّاً ثقة صدوقاً. سمع من: أبي أحمد الفرضيّ، وثنا عنه أبو بكر الأنصاريّ، وأبو محمد بن الطّرّاح، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي. توفّي في ربيع الأوّل. 4 (عبد الرحمن بن علوان بن عقيل.) أبو القاسم الشّيبانيّ البغداديّ، أخو عبد الواحد.) سمع من: عبد القاهر بن عترة. روى عنه: قاضي المرستان ووثَّقه أبو الفضل بن خيرون. 4 (عبد العزيز بن عليّ بن أحمد بن الحسين الأنماطي.) أبو القاسم ابن بنت السُّكّريّ العتّابيّ. من محلّة العتّابين ببغداد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 54 قال الخطيب: حدَّث عن أبي طاهر المخلِّص. كتبت عنه، وكان سماعه صحيحاً. قلت: روى عنه: أبو بكر الأنصاريّ، وعبد الوهّاب الأنماطّي، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ. وقال عبد الوهّاب الأنماطيّ: هو ثقة. ولد أبو القاسم في سنة ثمانٍ وثمانين وثلاثمائة، ومات في رجب. وآخر من حدَّث عنه أحمد بن الطّلاّيه. قرأت على أحمد بن إسحاق: أنا المبارك بن أبي الجود، أنا أحمد بن أبي غالب الزّاهد، أنا عبد العزيز بن عليّ سنة ثمانٍ وستّين وأربعمائة: أنا محمد بن عبد الرحمن الذّهبيّ، ثنا عبد الله بن أبي داود، ثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن أبي فديك: أخبرني ابن أبي ذئب، عن شرحبيل، عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لأن يتصدَّق الرجل في حياته بدرهمٍ خيرٌ من أن يتصدَّق بمائة دينارٍ عند موته. 4 (عبد القاهر بن عبد الرحمن.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 55 أبو بكر الجرجانيّ النَّحويّ المشهور. أخذ النَّحو بجرجان عن: أبي الحسين محمد بن الحسن الفارسيّ ابن أخت الشّيخ أبي عليّ الفارسيّ. وعنه أخذ عليّ بن أبي زيد الفصيحيّ. وكان من كبار أئمّة العربيّة. صنَّفَّ كتاب المغني في شرح الإيضاح في نحوٍ من ثلاثين مجلَّداً، وكتاب المقتصد في شرح الإيضاح أيضاً، ثلاث مجلّدات، وكتاب إعجاز القرآن الكبير، وكتاب إعجاز القرآن الصّغير، وكتاب العوامل المائة، وكتاب المفتاح، وكتاب شرح الفاتحة في مجلَّد، وكتاب العمد في التصريف، وكتاب الجمل وهو مشهور. وله كتاب التّلخيص في شرح هذا الجمل. وكان شافعيَّ المذهب، متكلّماً على طريقة الأشعريّ، مع دين وسكون.) وقد ذكره السَّلفيّ في معجمه فقال: كان ورعاً قانعاً، دخل عليه لصٌ وهو
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 56 في الصّلاة فأخذ ما وجد، وعبد القاهر ينظر، فلم يقطع صلاته. سمعت أبا محمد الأبيورديّ يقول: ما مقلت عينيّ لغويّاً مثله. وأمّا في النّحو فعبد القاهر. وله نظمٌ، فمنه: (كبِّر على العقل لا ترمه .......... ومل إلى الجهل ميل هائم)
(وعش حماراً تعش سعيداً .......... فالسَّعد في طالع البهائم) توفّي عبد القاهر، رحمه الله سنة إحدى وسبعين، وقيل: سنة أربعٍ وسبعين، فالله أعلم. 4 (عليّ بن أحمد بن عليّ.) أبو القاسم السّمسار الإصبهانيّ. مات في ربيع الأوّل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 57 4 (عليّ بن محمد بن أحمد بن حمدان بن عبد المؤمن.) أبو الحسن الميدانيّ، ميدان زياد الّذي على باب نيسابور. سكن همذان. روى عن: محمد بن يحيى العاصميّ، وأبي حفص بن مسرور. ورحل فسمع من: عبد الملك بن بشران، وبشر الفاتنيّ، وطائفة كبيرة. قال شيرويه: سمعت منه. وكان ثقة، صدوقاً، معنيَّاً بها الشّأن، متقناً، اهداً، صامتاً، لم تر عيناي مثله. وسمعت أحمد بن عمر الفقيه يقول: لم ير أبو الحسن الميدانيّ مثل نفسه. قال شيرويه: ازدحموا على جنازته، وأطنبوا في وصفه وفضله. توفّي يوم الجمعة ثامن عشرة صفر. قلت: روى عنه هبة الله بن الفرج. 4 (عليّ بن محمد بن عليّ بن هارون.) أبو القاسم التَّيميّ الكوفيّابن الإدلابيّ النَّيسابوريّ. حدَّث عن: أبي بكر بن المزكّيّ، وعبد الرحمن بن محمد السّرّاج، وأبي بكر الحيريّ، وابن نظيف المصريّ، وعبد الملك بن بشران.) وحدَّث ببغداد بمسند الشّافعيّ. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وأبو البركات بن أبي سعد، ومحمد بن طلحة الرّازيّ. وكان ثقة. مات في ربيع الأوّل سنة إحدى وسبعين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 58 4 (عمر بن عبد الملك بن عمر بن خلف.) أبو القاسم بن الرّزّاز. أحد عدول بغداد وفقهائها. سمع: أبا الحسن بن رزقويه، وأبا القاسم الحرفيّ، وابن شاذان. روى عنه: ابن السَّمرقنديّ. توفّي في رجب. 4 (عمر بن عبد الله بن عمر.) أبو الفضل بن البقّال البغداديّ الأزجيّ المقريء. قرأ القرآن على أبي الحسن الحمّاميّ. وسمع: أبا أحمد بن ابي مسلم الفرضيّ. وختم عليه خلق. وكان ورده كلَّ يومٍ ختمة. روى عنه: أبو بكر الأنصاريّ، وأبو القاسم بن السَّمرقنديّ، وأحمد بن عمر الغازي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 59 وكان مولده سنة 395. 4 (حرف الفاء)
4 (الفضيل بن يحيى بن الفضيل.) أبو عاصم الفضيليّ الهرويّ، الفقيه. راوي المائة وغيرها. عن: عبد الرحمن بن أبي شريح، وأقرانه. ذكره أبو سعد السَّمعانيّ، فقال: كان فقيهاً، مزكِّياً، صدوقاً، ثقة. عمِّر حتّى حمل عنه الكثير. روى عنه: أبو الوقت.) وكان مولده في سنة ثلاثٍ وثمانين وثلاثمائة، وتوفّي في جمادى الأولى. روى عن: أبي عليّ منصور بن عبد الله الخالديّ، وأبي الحسين بن بشران. وقدم بغداد. وروى عنه: عبد السّلام بكبرة، ومحمد بن الحسين العلويّ. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن عبد الله بن أبي توبة) أبو بكر الكشميهنيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 60 توفّي بمرّو، وكان واعظاً فقيهاً. تفقَّه على أبي بكر القفّال، وسمع من جماعة. 4 (محمد بن عبد الواحد بن عبد الله.) أبو بكر المستعمل السِّمسار. سمع: البرقانيّ، وأبا عليّ بن شاذان. روى عنه: عبد الله، وإسماعيل ابنا السَّمرقنديّ. 4 (محمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن عليّ بن مزدين.) أبو الفضل القومسانيّ، ثمّ الهمذانيّ، ويعرف بابن زيرك. قال شيرويه: هو شيخ عصره ووحيد وقته في فنون العلم، روى عن: أبيه، وعمّه أبي منصور محمد، وخاله أبي سعد عبد الغفّار، وابن جانجان، وعليّ بن أحمد بن عبدان، ويوسف بن كجّ، والحسين بن فنجويه الثّقفيّ، وعبد الله بن الأفشين، وجماعة. وروى بالإجازة عن أبي عبد الرحمن السُّلميّ، وأبي الحسن بن رزقويه. وسمعت منه عامّة ما مرَّ له. وكان صدوقاً ثقة، له شأن وحشمة. وله يد في التّفسير، حسن العبارة والخطّ، فقيهاً، أديباً، متعبّداً. توفّي في سلخ ربيع الآخر. وقبره يزار ويتبرَّك به. وسمعته يقول: ولدت سنة تسعٍ وتسعين وثلاثمائة. قال شيرويه: سمعت عبد الله بن مكّيّ: سمعت أبا الفضل القومسانّي يقول
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 61 في مرضه: رأيت رجلاً دفع إليَّ كتاباً، فأخذته، فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى محمد بن عثمان القومسانيّ، سلامٌ عليكم.) وسمعت إبراهيم بن محمد القزّاز الشّيخ الصالح يقول: رأيت ابن عبدان ليلة مات أبو الفضل القومسانيّ، فأخذ بيدي ساعةً، ثمّ قرأ أو لم يروا أنَّا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها يريد موته. سمعت أبا الفضل القومسانيّ يقول: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه كان يقول: اللّهم أمتعني بسمعي وبصري، واجعلهما الوارث منّي. معناه مشكلٌ، فإنّ العلماء قالوا: كيف يكون سمعه وبصره يرثانه بعده دون سائر أعضائه فتأوّلوه أنّه أراد بذلك الدّعاء لأبي بكر وعمر، بدليل قوله: إنّي لا غنى بي عنهما، فإنّهما من الدّين بمنزلة السَّمع والبصر من الرّأس. فكأنّه دعا بأن يمتّع بهما في حياته، وأن برثاه خلافة النُّبوَّة بعد وفاته. ولا يجد العلماء لهذا الحديث وجهاً ولا تأويلاً غير هذا.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 62 فرأيت أبا هريرة في النّوم، وكنت مارّاً في مقبرة سراكسلهر فقال لي: أتعرفني فقلت: لا. قال: أنا أبو هريرة. أصبت ما قلت، أنا رويت هذا الحديث وكذا أراد به النبي صلى الله عليه وسلم ما فسّرت. سمعت أبا الفضل يقول: مرضت حتّى غلب على ظنّي أنّي سأموت، فاشتدّ الأمر وعندي أبي وعمر خادم لنا، فكان أبي يقول: يا بنيّ أكثر من ذكر الله. فأشهدته وعمر على نفسي، أنّي على دين الإسلام، وعلى السُّنّة. فرأيت وأنا على تلك الحال كأنّ هيبةً دخلت قلبي، فنظرت فإذا أنا برجلٍ يأتي من جهة القبلة، ذو هيبة وجمال، كأنّه يسبح في الهواء، فازددت له هيبةً. فلمّا قرب منّي قال لي: قل. قلت: نعم. وهبته أن أقول له: ماذا أقول. وكرَّر علي وقال: قل. قلت: نعم، أقول. فقال: قل الإيمان يزيد وينقص، والقرآن كلام الله غير مخلوق بجميع جهاته، وأنّ الله تعالى يرى في الآخرة، وقل بفضل الصّحابة، فإنّهم خيرٌ من الملائكة بعد الأنبياء. قلت: لست أطيق أن أقول ذلك من الهيبة. فقال: قل معي. فأعاد الكلام فقلتها معه، فتبسَّم وقال: أنا أشهد لك عند العرش. فلمّا تبسَّم سكن قلبي، وذهبت عنّي الهيبة، فأردت أن أسأله هل أنا ميت فكأنّه عرف فقال: أنا) لا أدري. أو قال: من أين أدري فقلت في نفسي: هذا ملك. وعوفيت من المرض. وسمعته يقول: أصابني وجعٌ شديد، فرأيت في المنام كأنّ قائلاً يقول لي: أقرأ على وجعك الآيات الّتي فيها اسم الله الأعظم. فقلت: ما هي؟
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 63 قال: بديع السَّموات والأرض إلى قوله اللَّطيف الخبير فقرأته فعوفيت. وسمعته يقول: أتاني رجلٌ من خراسان فقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني في منامي وأنا في مسجد المدينة، فقال لي: إذا أتيت همذان فاقرأ على أبي الفضل بن زيرك منّي السَّلام. قلت: يا رسول الله، لماذا قال: لأنّه يصلّي عليَّ في كلّ يومٍ مائة مرّة. وقال: أسألك أن تعلّمنيها. فقلت: إنّي أقول كلّ يوم مائة مرّة أو أكثر: اللّهمَّ صلَّ على محمد النّبيّ الأمّيّ، وعلى آل محمد، جزى الله محمداً، صلى الله عليه وسلم، عنّا ما هو أهله. فأخذها عنّي، وحلف لي: وإنّي ما كنت عرفتك ولا اسمك حتّى عرَّفك لي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فعرضت عليه برّاً لأنّي ظننته متزيِّداً في قوله، فما قبل منّي وقال: ما كنت لأبيع رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرضٍ من الدّنيا. ومضى فما رأيته بعد ذلك. 4 (محمد بن عليّ بن محمد بن يحيى بن المهديّ بالله.) الهاشميّ العبّاسيّ البغداديّ الشّاعر. ويعرف بابن الحندقوقيّ. سمع: أبا الحسن بن رزقويه، وأبا الحسين القطّان. وسمع بالبصرة من القاضي أبي عمر الهاشميّ. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ. توفّي في ذي الحجّة، وهو في عشر الثمانين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 64 4 (محمد بن عمر.) ) أبو طاهر الإصبهانيّ، النّقّاش. 4 (محمد بن أبي عمران موسى بن عبد الله.) أبو الخير المروزيّ الصّفار. آخر من روى صحيح البخاريّ في الدّنيا بعلوٍّ. رواه عن أبي الهيثم الكشميهنيّ. قال ابن طاهر المقدسيّ: ظهر سماعه على الأصل بالصّحيح، فقريء عليه. ثمّ استحضره الوزير نظام الملك، وسمعوا منه. فسقط يوماً عن دابّته، وحمل إلى بيته فمات. قلت: روى عنه: أبو بكر محمد بن إسماعيل المروزيّ الخراجيّ، والحافظ أبو جعفر محمد بن أبي عليّ الهمذانيّ، وأبو الفتح محمد بن عبد الرحمن الكشميهنيّ الخطيب، وهو آخر أصحابه. قال الحافظ ابن طاهر: سمعت عبد الله بن أحمد السَّمرقنديّ يقول: لم يصحّ لهذا الرجل، أبي الخير بن أبي عمران، من الكشميهنيّ سماع، وإنمّا وافق الاسم الاسم، وكان هذا آخرمن روى الكتاب بمرو. حمل إلى الوزير نظام الملك ليقرأ عليه، فقريء عليه بعضه، وطرحته البغلة فمات، ولم يتمّ. وقد رأيت أهل مرو يحكون: إذا قيل إنّ أبا الخير بن أبي عمران سمع من أبي الهيثم، ويشيرون إلى أنّ هذا غير ذلك.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 65 وقال أبو سعد السَّمعانيّ: كان صالحاً سديد السِّيرة. حدَّث بالبخاريّ، وحدَّث ببعض الجامع للترمذيّ، عن أحمد بن محمد بن سراج الطّحّان. وعمّر، وصار شيخ عصره. تكلَّم بعضهم في سماعه، وليس بشيء. أنا رأيت سماعه في القدر الموجود من أصل أبي الهيثم، وأثنى عليه والدي. وقال الأمير ابن ماكولا: سألت أبا الخير عن مولده، فقال: كان لي وقت ما سمعت الصّحيح عشر سنين. وسمع في سنة، وتوفّي في رمضان. 4 (محمد بن المهديّ.) وهو محمد بن عبد العزيز بن العبّاس ابن المهديّ الهاشميّ البغداديّ، والد أبي عليّ محمد. روى عن: أبي عمر الهاشميّ البصريّ.) وعنه: ابنه. 4 (مهديُّ بن نصر.) أبو الحسن الهمذانيّ الفقيه المشظّيّ. روى عن: نافع القاضي، وطاهر الإمام. قال شيرويه: صدوق، سمعت منه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 66 4 (حرف الهاء)
4 (هبة الله بن حسين بن المهلَّب البزّاز.) أبو محمد. بغداديّ. سمع: أبا عمر بن مهديّ، وأبا الحسين بن بشران، وابن رزقويه، وغيرهم. روى عنه: أبو القاسم بن السَّمرقنديّ، وأبو بكر القاضي، وأبو نصر الغازي. قال ابن خيرون: كان سماعه صحيحاً. قال السّمعانيّ: كان من ملاح البغدادييّن ممّن يشار إليه في الدعابة والولع. مات في ربيع الآخر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 67 4 (وفيات سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن الحسن بن محمد.) أبو العبّاس القاريء مسكويه. مات في جمادى الآخرة. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد.) أبو ذرّ الإسكاف. حدَّث بإصبهان عن: أبي سعيد محمد بن موسى الصَّيرفيّ. روى عنه: سعيد بن أبي الرجاء. 4 (أحمد بن محمد بن عثمان.) الأستاذ أبو عمر البشخوانيّ.) شيخ الصُّوفيّة. كان مولده في سنة أربعمائة، وهو من ذرّية الحسن بن سفيان النَّسويّ. وبشخوان: من قرى نسا. ولي الخطابة ونيابة القضاء، ثمّ ترك ذلك وتجرَّد، وحجّ ورجع، فخدم أبا
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 68 سعيد الميهنيّ، وأبا القاسم القشيريّ، وظهرت عليه أحوال الطّريقة، وصار من أصحاب الكرامات، وسمع من شيخ الإسلام أبي عثمان الصابونيّ، وبنى بقربته الخانقاه، وصار شيخ تلك النّاحية. أضرّ في آخر عمره. وذكره السِّمعانيّ. 4 (حرف التاء) تبّع. تقدَّم في السّنة الماضية في تقريبها. 4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن إسماعيل بن صاعد بن محمد.) قاضي القضاة أبو عليّ الحنفيّ النيَّسابوريّ. سمع الكثير من: أبي يعلى حمزة، وعبد الله بن يوسف، وأبي الحسن بن عبدان. توفّي في جمادى الأولى. 4 (الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن) العبّاس بن جعفر بن أبي جعفر المنصور العبّاسيّ. أبو عليّ المكّيّ الشّافعيّ الحنّاط.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 69 شيخ ثقة، كان يبيع الحنطة. روى عن: أحمد بن إبراهيم بن فراس، وعبيد الله بن أحمد السَّقطيّ. وغيرهما. روى عنه: أبو المظفّر منصور السَّمعانيّ، وعبد النعم بن القشيريّ، ومحمد بن طاهر، وأحمد بن محمد العبّاسيّ المكّيّ، وطائفة من حجّاج المغاربة، وغيرهم. قيل إنّه توفّي في شهر ذي القعدة وكان أسند من بقي بالحجاز. وثقّه ابن السَّمعانيّ في الأنساب.) وقال محمد بن محمد بن يوسف الفاشانيّ: كنت أقرأ على هبة الله بن عبد الوارث الشّيرازيّ فقال: قرأت على أبي عليّ الشّافعيّ بمكّة: (ألا ليت شعري هل أبيتنَّ ليلةّ .......... بفخًّ) قال هبة الله: فقرأته بالتّصحيف بفجّ. فقال أبو عليّ، وأخرجني إلى ظاهر مكّة، وأتى بي إلى موضعٍ فقال: يا بنّي، هذا هو الفخّ، بالخاء المعجمة، وهو الموضع الّذي تمنّى بلال أن يكون به. وقد سأل ابن السّمعانيّ إسماعيل بن محمد الحافظ، عن أبي عليّ المذكور فقال: عدلٌ ثقة، كثير السّماع.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 70 4 (الحسين بن عليّ بن أبي شريك الحاسب.) كان آيةً في الهندسة والحساب، ولم يكن بذاك. سمع: عبد الودود بن عبد المتكبِّر. روى عنه: أبو القاسم هبة الله الحاسب. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن أحمد بن عبيد الله بن عثمان.) أبو محمد بن أبي الخير البغداديّ. السكِّريّ صاحب الزّاهد عبد الصّمد. كان أميناً مطبوعاً، صحيح الأصول. سمع: أبا أحمد الفرضيّ، ومحمد بن بكران الرّازيّ. روى عنه: أبو نصر الغازي بإصبهان، ويحيى بن الطّرّاح، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ. وكان يعرف بابن المّطوِّعة. 4 (عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن جحّاف.) أبو المطرِّف المعافريّ، الفقيه البلنسيّ. قاضي بلنسية. روى عن: خلف بن هانيء الطُّرطوشيّ. روى عنه: أبو بحر سفيان بن العاص الأسديّ، وأبو اللَّيث السَّمرقنديّ. وسمع خلف من أحمد بن الفضل الدَّينوريّ.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 71 4 (عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن عبّاس.) أبو محمد القرطبيّ المقريء. قرأ على: مكّيّ بن أبي طالب بالروايات. وسمع من: حاتم بن محمد، وأبي عبد الله محمد بن عتّاب. قال ابن بشكوال: كان مع جلَّة المقرئين، وخيارهم. عارفاً بالقراءآت، ضابطاً لها، مجوَّداً، مع الدّين والعفاف. أنبا عنه جماعة. وتوفّي رحمه الله في ذي الحجّة. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن مسلم.) أبو سعيد الأبهريّ المالكيّ. سمع بمصر من: عليّ بن منير، وعبد الله بن الوليد الأندلسيّ. وحدَّث بدمشق. روى عنه: نصر المقدسيّ، وهبة الله بن الأكفانيّ، ونصر الله المصِّيصيّ وآخرون. 4 (عبد الملك بن الحسين بن خيران.) أبو نصر الدّلاّل. سمع: أبا بكر بن الإسكاف.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 72 مات في جمادى الأولى. 4 (عليّ بن عبد الرحمن بن محمد.) أبو القاسم المحميّ. شيخ رئيس من بيت الرواية والتَّزكية. سمع: ابن محمش، وأبا بكر الحيريّ، وجماعة. مولده سنة أربعمائة. روى عنه: إسماعيل بن عبد الرحمن العصائديّ، وغيره. 4 (عليّ بن أبي القاسم بن عبد الله بن عليّ.) أبو الحسن السَّرقسطيّ، نزيل طليطلة.) حجّ، وأخذ عن أبي ذرّ الهرويّ، وأبي الحسن بن صخر، والقاضي عبد الوهّاب المالكيّ، وجماعة. وكان رجلاً صالحاً، فاضلاً، لم تكن له خبرة بالإسناد. وفي كتبه تخليط كثير. توفّي في ربيع الأوّل، وكانت له جنازة مشهودة بقرطبة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 73 4 (حرف الفاء)
4 (الفضل بن عبد الله بن محمد بن المحبّ.) قال عبد الغافر: توفّي في المحرَّم سنة اثنتين. وقال غيره: توفّي في سنة ثلاثٍ وسبعين وهو هناك. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن حسّان بن محمد) أبو بكر الملقاباذيّ النيَّسابوريّ. سمع مسند أبي عوانة من أبي نعيم، وحدَّث به. وكان من كبار الفقهاء. روى عنه: وجيه الشّحّاميّ، وعبيد الله بن جامع الفارسيّ، وأحمد بن سهل المطرَّزيّ، وآخرون من آخرهم وفاةً أبو طالب محمد بن عبد الرحمن الحنزبارانيّ. قال أبو سعد: محمد بن أبي الوليد حسّان بن محمد بن القاسم فقيه، ثقة، عدل مشتغل بنفسه، غير دخّال في الأمور، أدرك الأسانيد العالية. سمع: أبا الحسن العلويّ، وعبد الله بن يوسف، وابن محمش.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 74 وروى عنه جدّي أبو المظفّر في الأحاديث الألف. ولد في المحرَّم سنة أربعٍ وتسعين وثلاثمائة. ومات بنيسابور في ذي القعدة سنة اثنتين. 4 (محمد بن الحسن بن محمد بن الأنماطيّ الخزاعيّ الكوفيّ.) أبو عبد الله. سمع: أبا عبد الله بن محمد بن عبد الله الجعفيّ القاضي، وغيره. وعنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ. ولد سنة أربعمائة.) ومات في شوّال. 4 (محمد بن الحسين بن أحمد بن إبراهيم بن دينار بن يزدانيار.) أبو جعفر السَّعيديّ الهمذانيّ الصُّوفيّ. ويعرف بالقاضي. روى عن: يوسف بن أحمد بن كجّ، وأبي عبد الله بن فنجويه، ومحمد بن أحمد بن حمدويه الطُّوسيّ، وعبد الرحمن بن الإمام، وأحمد بن الحسن الإمام، وأحمد بن عمر حموش، ونصر بن الحارث، وجماعة كبيرة. قال شيرويه: سمعت منه، وكان ثقة صدوقاً فقيراً. وكان أصمّ، وكنت إذا دخلت بيته ضاق لما أرى من حاله. توفّي في جمادى الأولى. وكان مولده في سنة ثمانين وثلاثمائة. 4 (محمد بن أبي مسعود عبد العزيز بن محمد.) أبو عبد الله الفارسيّ الهرويّ. راوي جزء أبي الجهم، ونسخة مصعب الزُّبيريّ، وأجزاء ابن صاعد السّتّة، وغير ذلك عن عبد الرحمن بن أبي شريح.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 75 روى عنه: محمد بن طاهر المقدسيّ، وعبد السّلام بن أحمد بن بكبرة وأبو الفتح محمد بن عليّ المضريّ، وأبو الوقت عبد الأوّل، وأهل هراة. ورحل ابن طاهر إليه بالقصد إلى هراة، فحكى أنّه منع من الدّخول، فتنازل إلى أن يدخل ويقرأ عليه حديثاً واحداً، فأذن له. فلّما دخل عليه قرأ عليه الحديث الّذي في ذكر خيبر، وقد رواه البخاريّ بواسطة ثلاثة بينه وبين مالك، والشّيخ يروي هذا الحديث بواسطة ثلاثة كالبخاريّ، فقال لابن طاهر: لم اخترت هذا الحديث فوصف له علوّه فيه. فقال: اقرأ باقي الجزء ولازمه حتّى أكثر عنه. توفيّ في شوّال. 4 (محمد بن عبد العزيز بن محمد.) أبويعلى بن المناطقيّ البغداديّ الدّلاّل في الملك. سمع: ابن رزقويه، وأبا الحسين بن بشران. وعنه: أحمد بن المجلّيّ، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ.) ومات في رمضان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 76 4 (محمد بن عليّ بن محمود بن إبراهيم بن ماخرة.) أبو بكر الزَّوزنيّ الصُّوفيّ. ولد الشّيخ أبي الحسن. سمع: أبا الحسن بن مخلد، وأبا القاسم الخرقيّ. روى عنه: أبو عليّ البردانيّ، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ. ومات رحمه الله في ذي القعدة عن ستّين سنة. 4 (محمد بن قاسم بن هلال التِّنِّيسيّ.) الطلُّليطليّ، الفقيه. حدَّث عن: أبيه، وأبي عمر الطَّلمنكيّ. توفّي في جمادى الآخرة. 4 (محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز.) أبو منصور العكبريّ الإخباريّ الندّيم، فارسيّ الأصل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 77 كان راويةً للأخبار والحكايات، مليح النّادرة، حادّ الخاطر، طيّب العشرة، من أولاد المحدّثين. ولد سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة. وسمع بالكوفة من: محمد بن عبد الله الجعفيّ، وببغداد من: هلال الحفّار، وابن رزقويه، وأبي الحسن بن بشران. روى عنه: عبد الله النحَّويّ، والحسين سبط الخيّاط، ويحيى بن الطّرّاح، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ. وقال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً. وقال عبد الله بن عليّ سبط الخيّاط: كان يتشيَّع. وقال ابن خيرون: إنّه خلّط في غير شيء، وسمّع لنفسه فيه. وتوفّي في رمضان. قال أبو سعد السَّمعانيّ: قول ابن خيرون لا يقدح فيه، لأنّ عمدة قدحه كونه استعار منه جزءاً، فنقل فيه سماعه وردّه، وما زالت الطَّلبة يفعلون ذلك.) قلت: وقع لنا المجتبى لأبن دريد بعلوًّ من طريقه، سمعناه من أبي حفص ابن القوّاس، عن الكنديّ إجازة: أنا سبط الخيّاط، أنا أبو منصور النّديم، أنا أبو الطّيّب محمد بن أحمد بن خلف بن خاقان العكبريّ، أنا أبو بكر بن دريد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 78 والنّديم أيضاً بنزول، عن ابن أيّوب الشّافعيّ، عن ابن الجّراح، عنه. 4 (محمد بن هبة الله بن الحسن بن منصور.) أبو بكر بن الحافظ أبي القاسم الطَّبريّ اللاّلكائيّ ثمّ البغداديّ. ثقة، مكثر. سمعّه أبوه من هلال الحفَّار، وأبي الحسين بن بشران، وأبي الحسين بن الفضل القطّان. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وأبو محمد سبط الخيّاط، وعبد الوهّاب الأنماطيّ. ومولده في ذي الحجّة سنة تسعٍ وأربعمائة. قلت: فيكون سماعه من الحفّار حضوراً. توفّي في جمادى الأولى. وكان شافعيّ المذهب، تبادر من أورده في علماء الشّافعيّة، فإنّه ليس هناك.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 79 4 (محمد بن يحيى بن سعيد.) أبو عبد لله السِّرقسطيّ، خطيب سرقسطة. ويعرف بابن سماعة. حدَّث عن: أبي عمر الطَّلمنكيّ. روى عنه: أبو عليّ بن سكَّرة. وهو مشهور بالصَّلاح التّامّ. 4 (حرف النون)
4 (نصر بن أحمد بن مروان الكرديّ.) صاحب ديار بكر. مات عن سنٍّ عالية، وتملَّك ابنه منصور سنة اثنتين وسبعين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 80 4 (حرف الهاء)
4 (هيّاج بن عبيد بن حسين.) الفقيه الزّاهد أبو محمد الحطّينيّ. وحطّين قرية بين عكا وطبرّية، بها قبر شعيب عليه السّلام فيما قيل.) سمع: أبا الحسن عليّ بن موسى السِّمسار، وعبد الرحمن بن عبد العزيز ابن الطُّبيز، ومحمد بن عوف المزنيّ، وجماعة بدمشق وأبا ذرّ الهرويّ بمكّة وعبد العزيز الأزجيّ، وغيره ببغداد. ومحمد بن الحسين الطّفّال، وعليّ بن حمِّصة بمصر. والسَّكن بن جميع بصيداء. ومحمد بن أحمد بن سهل بقيساريّة. روى عنه هبة الله الشّيرازيّ في معجمه فقال: أنا هيّاج الزّاهد الفقيه، وما رأت عيناي مثله في الزُّهد والورع.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 81 وروى عنه: محمد بن طاهر، وعمر الرُّؤاسيّ، ومحمد بن أبي عليّ الهمذانيّ، وثابت بن منصور القيسرانيّ وإبراهيم بن عثمان الرّازقيّ، وأبو نصر هبة الله السِّجزيّ، وغيرهم. قال ابن طاهر المقدسيّ: كنّا جلوساً بالحرم، فتمارى اثنان أيُّهما أحسن: مصر، أو بغداد فقلت: هذا يطول، ولا يفصل بينكما إلاّ من دخل البلدين. فقالوا: من هو قلت: الفقيه هيَّاج. فقمنا بأجمعنا إليه، قال: فيم جئتم فقصصت عليه وقلت: قد أحتكما إليك. فأطرق ساعةً ثمّ قال: أقول لكما أيُّهما أطيب قلنا: نعم. فقال: البصرة. قلت: إنّما سألا عن مصر وبغداد، فقال: البصرة أطيب ذاك الخراب وقلّة النّاس، ويطيب القلب بتلك المقابر والزّيارات. وأمّا بغداد ومصر، فليس فيهما خير من الزَّحمة والأكاسرة. وكان هيّاج فقيه الحرم بعد رافع الحمّال. وسمعته يقول: كان لرافع الحمّال في الزُّهد قدم، وإنّما تفقّه أبو إسحاق الشّيرازيّ، وأبو يعلى بن الفرّاء بمراعاة رافع. كانوا يتفقّهون، وكان يكون معهما، ثمّ يروح يحمل على رأسه، ويعطيهما ما يتقوَّتان به. قال ابن طاهر: وكان هيّاج قد بلغ من زهده أنّه يصوم ثلاثة أيّام، ويواصل ولا يفطر إلاّ على) ماء زمزم. فإذا كان آخر اليوم الثّالث من أتاه بشيء أكله، ولا يسأل عنه. وكان قد نيّف على الثّمانين، وكان يعتمر في كلّ يومٍ ثلاث عمر على
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 82 رجليه، ويدّرس عدّة دروس لأصحابه. وكان يزور عبد الله بن عبّاس بالطّائف كلّ سنة مرّة، يأكل بمكّة أكلة، وبالطّائف أخرى. وكان يزور النبّيَّ صلى الله عليه وسلم كلّ سنة مع أهل مكّة. كان يتوقّف إلى يوم الرحيل، ثمّ يخرج، فأوّل من أخذ بيده كان في مونته إلى أن يرجع، وكان يمشي حافياً من مكّة إلى المدينة ذاهباً وراجعاً. وسمعته يقول، وقد شكى إليه بعض أصحابه أنّ نعله سرقت في الطّوّاف: إتَّخذ نعلين لا يسرقهما أحد. ورزق الشهادة في وقعةٍ وقعت لأهل السُّنَّة بمكّة، وذلك أنّ بعض الرّوافض شكى إلى أمير مكّة: أنّ أهل السُّنَّة ينالون منّا ويبغضونا. فأنفذ وأخذ الشّيخ هيَّاجاً، وجماعة من أصحابه، مثل أبي محمد بن الأنماطي، وأبي الفضل بن قوّام، وغيرهما. وضربهم، فمات الإثنان في الحال، وحمل هيّاج إلى زاويته، وبقي أيّاماً، ومات من ذلك رضي الله عنه. وقال السّمعانيّ: سألت إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ، عن هيّاج بن عبيد، فقال: كان فقيهاً زاهداً. وأثنى عليه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 83 4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن محمد بن الحسين.) الشّريف أبو محمد بن الأقساسيّ العلويّ الكوفيّ. من ولد زيد بن عليّ بن الحسين. وأقساس: قرية من قرى الكوفة. ثقة، روى عن: محمد بن عبد الله الجعفيّ. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وأبو الفضل الأرمويّ. توفّي في حدود هذه السّنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 84 4 (وفيات سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن حاتم بن بسّام بن عامر) ) أبو العبّاس البكريّ التَّيميّ الإصبهانيّ الشّاهد له رحلة إلى خراسان وإلى بغداد سنة عشرين، فسمع من جماعة. روى عن: أبي عليّ بن شاذان. روى عنه: الحسين بن عبد الملك الأديب. وتوفّي في صفر. 4 (أحمد بن عبد الرحمن بن عليّ بن سرابان.) أبو طاهر الرُّوذباريّ الصّائغ ابن الزّاهد. روى عن: أحمد بن تركان، وعبد الرحمن المؤدّب، وأبي سلمة الهمدانيين، ومنصور بن رامش. قال شيرويه: سمعت منه، وكان ثقة متقناً. توفّي في شوّال، وله ثمانون سنة. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد الأخضر البغداديّ المقريء.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 85 كان من أحسن النّاس تلاوة في المحراب. وكان مقلاًّ قانعاً. روى عن: أبي عليّ بن شاذان. وعنه: ابن السَّمرقنديّ، وعلي بن أحمد بن بكّار المقريء. 4 (أحمد بن محمد بن الحسين بن الحسن.) الخيّاط الأنصاريّ. روى عن: ابن خرَّشيد قوله، وأبي الفرج البرجيّ. 4 (إسماعيل بن أحمد بن محمد بن عبد الله الحيريّ.) أبو ممد الَّنيسابوريّ، البزّاز. شيخ معمَّر، صالح، مجاور بالجامع. سمع الكثير، وحدَّث عن أبي الحسين العلويّ، وأبي طاهر بن محمش، وعبد الله بن يوسف بن مامويه، وأبي عبد الرحمن السُّلميّ. روى عنه: عبد الغافر الفارسي وقال: توفّي في رابع ذي الحجّة، والحسين بن عليّ الشّحّاميّ، وسعيدة بنت زاهر الشّحّاميّ، وآخرون.) 4 (أمة الرحمن بنت عمر بن محمد بن يوسف بن دوست العلاّف.) أمّ الخير. صالحة مستورة، روت عن: عمّها عثمان بن دوست. وماتت في شوّال. 4 (أمة القاهر بنت محمد بن أبي عمرو بن دوست العلاّف.) أمّ العزّ. عن: جدّها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 86 وعنها: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وغيره. أرّخها ابن النّجّار. 4 (حرف الحاء)
4 (الحسين بن عليّ بن عمر بن عليّ.) أبو عبد الله الأنطاكيّ. كان ينوب بدمشق في القضاء عن أبي الفضل بن أبي الجنّ العلويّ. سمع من: تمّام الرّازيّ، وعبد الرحمن بن أبي نصر. وكان يسكن بالشّاغور، وهو آخر من حدَّث عن تمّام. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وهبة الله بن أحمد الأكفانيّ، وجمال الإسلام أبو الحسن، وعلي بن قبيس. وسأله غيث عن مولده، فقال: سنة أربعٍ وتسعين وثلاثمائة. وتوفّي في المحرَّم. 4 (الحسين بن عليّ بن محمد بن أحمد بن إسحاق.) أبو القاسم النَّيسابوريّ المختار. حدَّث عن: عبد الله بن يوسف، وابن محمش، والأستاذ أبي سعد، وأصحاب الأصمّ. ودفن إلى جانب ابن نجيد. وله كلام في المعرفة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 87 4 (الحسين بن محمد بن مبشّر.) ) أبو عليّ الأنصاري السَّرقسطيّ. ويعرف بابن الإمام. أخذ القراءة من: أبي عمرو الدّانيّ، وأبي عليّ الإلبيريّ. ورحل وسمع من: أبي ذرّ عبد بن أحمد، وإسماعيل الحدّاد المقريء. وأقرأ النّاس. وكان خيِّراً فاضلاً، رحمه الله. 4 (حرف السين)
4 (سعيد بن يوسف.) أبو طالب. صلبوه بهمذان في شوّال. رحمه الله. 4 (سفيان بن الحسين بن محمد بن فنجويه.) ورّخه بعضهم فيها، والصّحيح ما تقدَّم. 4 (حرف الشين)
4 (شبيان بن عبد الله بن أحمد بن محمد.) أبو المعمّر البرجيّ، الإصبهانيّ المحتسب. توفّي في ربيع الآخر. شيخ صالح صاحب سنّة. يعظ في القرى. سمع: أبا عبد الله بن مندة، والجرجانيّ، وأبا سعد المالينيّ، وأبا بكر بن مردويه. أرّخه يحيى بن مندة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 88 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن عبد العزيز.) أبو محمد بن عزّون التّميميّ المهدويّ المغربيّ المالكيّ. من أصحاب أبي عمران الفاسيّ، وأبي بكر عبد الرحمن. وكان أحد الفقهاء الأربعة الّذين نزحوا بعد خراب القيروان عنها، وهم: عبد الحميد الصّائغ، وأبو الحسن اللَّخميّ، وهذا، وأبو الرّجال المكفوف. وكان ابن عزّون متفننِّاً في العلوم.) تخرَّج به ابن حسّان، والقاضي ابن شغلان، وكان من أقيم النّاس على المدوَّنة، وأبحثهم في أسرارها. توفّي رحمه الله في حدود هذا العام. 4 (عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الرحمن بن عليّ بن أيّوب.) أبو القاسم العكبريّ. من بيت العلم والعدالة. كان تقة ورعاً، أضرّ في آخر عمره. سمع: عمّ أبيه الحسين، وعمر بن أحمد بن أبي عمرو، وعبد الله بن عليّ بن أيّوب العكبريّين. روى عنه: ابن السَّمرقنديّ، وأبو الحسن بن عبد السّلام. حدَّث في هذا العام. 4 (عبد الرحمن بن عيسى بن محمد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 89 أبو زيد الأندلسيّ، قاضي طليطلة. ويعرف بابن الحشّاء. سمع بقرطبة من: يونس بن عبد الله، وأبي المطِّرف القنازعيّ. وسمع بدانية من: أبي عمرو المقريء، وأبي الوليد بن فتحون. وبمكّة من: أبي ذرّ الهرويّ، وأبي الحسن بن صخر. وبالمغرب من: عبد الحقّ بن هارون الصَّقلّيّ وبمصر من: أبي القاسم عبد الملك بن الحسن، وعليّ بن إبراهيم الحوفيّ. وبالقيروان من: أبي عمران الفاسيّ الفقيه. استقضاه المأمون يحيى بن ذي النُّون بطليطلة بعد أبي الوليد بن صاعد. وحمدت سيرته، ثمّ استقضي بدانية. وقال أبو بكر الطّرطوشيّ: ولمّا ولي جدّي، يعني لأمّه، أبو زيد بن الحشاء القضاء بطليطلة جمع أهلها وأخرج لهم صندوقاً فيه عشرة آلاف دينار، وقال: هذا مالي، فلا تحسبوا ظهور حالي من ولايتكم، ولا نموَّ مالي من أموالكم. 4 (عبد السّلام ابن شيخ الشيوخ أبي الحسن بن سالبة.) أبو الفتح.) توفّي في جمادى الأولى. كأنّه إصبهانيّ. 4 (عبد الواحد بن محمد بن عبيد الله.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 90 أبو القاسم البغداديّ الزّجّاج. ثمّ الخبّاز. سمع: ابن بشران، وابن رزقويه. وعنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ. ومات في ربيع الأوّل سنة ثلاثٍ وسبعين. 4 (عبد الواحد بن المطهّر بن عبد الواحد بن محمد البزانّي الإصبهانيّ.) قدم بغداد عميداً على العراق، ومات كهلاً قبل أبيه. 4 (عليّ بن محمد بن عبيد الله بن حمزة.) القاضي أبو الحسن الهاشميّ العبّاسيّ، الفقيه الشّافعيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 91 سمع: عبد الرحمن بن أبي نصر. وعنه: جمال الإسلام. 4 (عليّ بن محمد بن عليّ.) أبو الحسن الصُّليحيّ، الخارج باليمن. ذكره القاضي ابن خلِّكان فقال: كان أبوه قاضياً باليمن، سنِّيّ المذهب. وكان الدّاعي عامر بن عبد الله الزّواخيّ يلاطف عليّاً، فلم يزل به حتّى استمال قلبه وهو مراهق، وتفرَس فيه النّجابة. وقيل: كانت عنده حليته في كتاب الصُّور وهو من الذّخائر القديمة،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 92 فأوقف عليّاً منه على تنقُّل حاله، وشرف ماله، وأطلعه على ذلك سرّاً من أبيه. ثمّ مات عامر عن قريب، وأوصى لعليّ بكتب، فعكف عليّ على الدّرس والمطالعة، فحصّل تحصيلاً جيدّاً. وكان فقيهاً في الدّولة المصريّة الإمامّية، مستبصراً في علم التّأويل، يعني تأويل الباطنيّة، وهو قلب الحقائق، ولبّ الإلحاد والزَّندقة. ثمّ صار يحجّ بالنّاس على طريق السَّراة والطاّئف خمس عشرة سنة. وكان النّاس يقولون له: بلغنا أنّك ستملك اليمن بأسره، فيكره ذلك، وينكر على قائله. فلمّا كان في سنة تسعٍ وعشرين وأربعمائة، ثار عليٌ بجبل مسار، ومعه ستّون رجلاً، قد حلفوا له بمكّة على الموت والقيام بالدّعوة. وآووا إلى ذروةٍ منيعة برأس الجبل، فلم يتمّ يومهم إلاّ وقد أحاط) بهم عشرون ألفاً، وقالوا: إن لم تنزل وإلاّ قتلناك ومن معك جوعاً وعطشاً. فقال: ما فعلت هذا إلاّ خوفاً علينا وعليكم أن يملكه غيرنا، فإن تركتموني أحرسه، وإلاّ نزلت إليكم. وخدعهم، فانصرفوا عنه. ولم تمض عليه أشهر حتّى بناه وحصّنه وأتقنه، وازداد أتباعه، واستفحل أمره، وأظهر الدّعوة فيما بين أصحابه لصاحب مصر المستنصر. وكان يخاف من نجاح صاحب تهامة، ويلاطفه، ويعمل عليه، فلم يزل به حتّى سقاه سمّاً مع جاريةٍ مليحة أهداها له في سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة. وكتب إلى المستنصر يستأذنه في إظهار الدّولة، فإذن له. فطوى البلاد طيّاً، وطوى الحصون والتّهائم. ولم تخرج سنة خمسٍ وخمسين حتّى ملك اليمن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 93 كلَّه، حتّى أنه قال يوماً وهو يخطب في جامع الجند: في مثل هذا اليوم نخطب على منبر عدن. ولم يكن أخذها بعد. فقال بعض من حضر: سبُّوح قدُّوس. يستهزيء به. فأمر بالحوطة عليه، وخطب يومئذٍ على منبر عدن كما قال. واتّخذ صنعاء كرسيَّ مملكته، وأخذ معه ملوك اليمن الّذين أزال ملكهم، وأسكنهم معه، وبنى عدّة قصور، وطالت أيّامه. وقال صاحب المرآة: في سنة خمسٍ وخمسين دخل الصُّليحيّ إلى مكة، واستعمل الجميل مع أهلها، وطابت قلوب النّاس، ورخصت الأسعار، ودعوا له. وكان شابّاً أشقر، أزرق، إذا جاز على جماعةٍ سلَّم عليهم. وكان ذكيّاً فطناً لبيباً، كسا البيت ثياباً بيضاء، ودخل البيت ومعه الحرّة زوجته الّتي خطب لها على منابر اليمن. وقيل: إنّه أقام بمكّة شهراً ورحل، وكان يركب فرساً يألف دينار، وعلى رأسه العصائب. وإذا ركبت الحرّة ركبت في مائتي جارية، مزينّات بالحليّ والجواهر، وبين يديها الجنائب بسروج الذَّهب. قال ابن خلكِّان: وقد حجّ في سنة ثلاثٍ وسبعين، واستخلف مكانه ولده الملك المكرَّم أحمد. فلمّا نزل بظاهر المهجم وثب عليه جيّاش بن نجاح وأخوه سعيد فقتلاه بأبيهما نجاح الّذي سمّه. فانذعر النّاس، وكان الأخوان قد خرجا في سبعين راجلاً بلا مركوب ولا سلاح بل مع كلّ واحدٍ جريدة في رأسها
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 94 مسمار حديد، وساروا نحو السّاحل. وسمع بهم الصليحي فسيّر خمسة آلاف حربة من الحبشة الذين في ركابه لقتالهم فاختلفوا في الطّريق. ووصل السّبعون إلى) طرف مخيّم الصُّليحيّ، وقد اخذ منهم التّعب والحفا، فظنَّ النّاس أنّهم من جملة عبيد العسكر، فلم يشعر بهم إلاّ عبد الله أخو الصُّليحيّ، فدخل وقال: يا مولانا اركب، فهذا والله الأحول سعيد بن نجاح. وركب عبد الله، فقال الصُّليحيّ: إنّي لا أموت إلاّ بالدُّهيم وبئر أمّ معبد. معتقداً أنّها أمّ معبد الّتي نزل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا هاجر. فقال له رجل من أصحابه: قاتل عن نفسك، فهذه والله الدُّهيم، وهذه بئر أمّ معبد. فلّما سمع ذلك لحقه زمع اليأس من الحياة على بغتة وبال، ولم يبرح من مكانه حتّى قطع رأسه بسيفه، وقتل أخوه وأقاربه، وذلك في ذي القعدة من السّنة. ثمّ أرسل ابن نجاح إلى الخمسة الآف فقال: إنّ الصُّليحيّ قد قتل، وأنا رجل منكم، وقد اخذت بثأر أبي، فقدموا عليه وأطاعوه. فقاتل بهم عسكر الصُّليحيّ، فاستظهر عليهم قتلاً وأسراً، ورفع رأس الصُّليحيّ على رمح، وقرأ القارىء: قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممَّن تشاء. ورجع فملك زبيد، وتهامة، إلى أن عملت على قتله الحرَّة، ودبّرت عليه، وهي امرأة من أقارب الصُّليحيّ. فقتل سنة إحدى وثمانين وأربعمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 95 قال محمد بن يحيى الزَّبيديّ الواعظ: أنشدني الفقيه عبد الغالب بن الحسن الزَّبيديّ لنفسه بزبيد: (أيُّها ذا المغرور لم يدم الدَّه .......... ر لعادٍ الأولى ولا لثمود)
(نقّبوا في البلاد، واجتاب مجتا .......... بهم الصَّخر، باليفاع المشيد)
(والّذي قد بنى بأيدٍ متينٍ .......... إرماً هل وراءها من مزيد)
(وقروناً من قبل ذاك ومن بع .......... د جنوداً أهلكن بعد جنود)
(والصُّليحيّ كان بالأمس ملكاً .......... ذا اقتدارٍ وعدّةٍ وعديد)
(دخل الكعبة الحرام، وزارت .......... منه للشّحر خافقات البنود)
(فرماه ضحىً بقاصمة الظَّه .......... ر قضاء أتيح غير بعيد)
(وأبو الشّبل إذ يتيه بما أع .......... طي من مخلبٍ ونابٍ جديد)
(وأخو المخطم المدلَّ بنابي .......... ن كجذعين من سقيًّ مجود) وهي قصيدة طويلة. 4 (عليّ بن أحمد بن الفرج.) أبو الحسن العكبريّ البزّاز الفقيه الحنبليّ، ويعرف بابن أخي أبي نصر.) كان مفتي عكبرا وعالمها. وكان ورعاً، زاهداً، ناسكاً، فرضيّاً، مقرئاً، له محلٌّ رفيع عند أهل عكبرا.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 96 سمع: أبا عليّ بن شاذان، والحسن بن شهاب العكبريّ. روى عنه: مكّيّ الرُّميليّ، وإسماعيل بن السمَّرقنديّ. وتوفّي في ربيع الآخر. 4 (عليّ بن مقلّد بن عبد الله بن كرامة.) أبو الحسن الأطهريّ، البوّاب الحاجب. صدوق، خيّر. سمع: محمد بن محمد بن الرُّوزبهان، والحسين بن الحسن الغضائريّ. روى عنه: هبة الله الكاتب، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ. توفّي في ربيع الآخر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 97 4 (عليّ بن عبد الغافر بن عليّ بن الحسن.) أبو القاسم الخزاعيّ النيَّسابوريّ. حدَّث عن: عبد الله بن يوسف الإصبهانيّ، وابن محمش، وجماعة. توفّي في ثاني شوّال. 4 (حرف الفاء)
4 (الفضل بن عبد الله بن المحبّ.) أبو القاسم الَّنيسابوري، الواعظ. سمع: أبا الحسين الخفّاف، وتفرَّد في وقته عنه. وسمع: السّيد أبا الحسن العلويّ، وعبد الله بن يوسف، وابن محمش. وهو معروف بالوعظ، قد صنَّف فيه. وكان من أهل الخير والسَّداد والعلم. أثنى عليه ابن السَّمعاني فيما انتقى لولده عبد الرحيم. وممّن حدَّث عنه: سعيد بن الحسين الجوهريّ، والحسين بن عليّ الشّحّاميّ، ومحمد بن إسماعيل بن أحمد المقريء، وهبة الرحمن بن القشيريّ، ومليكة بنت أبي الحسن الفندورجيّ ومحمد بن طاهر، وزاهر الشّحّاميّ، وأبو طالب محمد بن عبد الرحمن الكنجروذيّ الحيريّ،) ومحمد بن إسماعيل الشّاماتيّ، وآخرون.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 98 وبالإجازة: وجيه الشّحّاميّ، والحافظ ابن ناصر. وقال ابن طاهر: رحلت من مصر إلى نيسابور لأجل الفضل بن عبد الله المحبّ صاحب الخفاّف، فلّما دخلت قرأت عليه في أوّل المجلس جزءين من حديث السّرّاج، فلم أجد لذلك حلاوة، واعتقدت أنّي نلته بلا تعب، لأنّه لم يمتنع عليَّ، ولا طالبني بشيء، وكلّ حديثٍ من الجزءين يسوى رحلة. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن حارث بن أحمد بن منيوه.) أبو عبد الله السَّرقسطيّ النَّحويّ. كان من جلّة الأدباء. روى عن: أبي عمر أحمد بن صارم الباجيّ كثيراً من كتب الأدب. أخذ عنه بغرناطة: أبو الحسن عليّ بن أحمد المقريء في هذا العام. وبقي بعده. 4 (محمد بن الحسن بن الحسين.) أبو عبد الله المروزيّ، الفقيه الشّافعيّ. تفقّه بمرو على أبي بكر القفّال. وسمع بهراة من: عمر بن أبي سعد، وجماعة. وكان إماماً، متفننّاً، متقناً، ورعاً، عابداً. وقيل: توفّي سنة، فالله أعلم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 99 4 (محمد بن الحسين بن عبد الله.) أبو عليّ بن الشِّبل البغداديّ، الشّاعر المشهور. له ديوان سائر، وقد سمع غريب الحديث من: أحمد بن عليّ بن الباديّ، وكان ظريفاً، نديماً، مطبوعاً، رقيق الشِّعر. روى عنه: أبو القاسم بن السَّمرقنديّ، وأبو الحسن بن عبد السّلام، وأبو سعد الزَّوزنيّ. وهو القائل:) (ما أطيب العيش في التّصابي .......... لو أنّ عهد الصّبى يدوم)
(أو كان طيب الشّباب يبقى .......... لم يتله الشَّيب والهموم) وله: (خذ ما تعجّل واترك ما وعدت به .......... فعل الأريب فللّتأخير آفات)
(فللسّعادة أوقات ميسَّرة .......... تعطي السُّرور وللأحزان أوقات)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 100 4 (محمد بن سلطان بن محمد بن حيُّوس.) الأمير مصطفى الدّولة أبو الفتيان الغنويّ الدّمشقيّ. أحد فحول الشعراء، له ديوان كبير. سمع من: خاله أبي نصر بن الجنديّ. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو محمد بن السَّمرقنديّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 101 وروى عنه من شعره: أبو القاسم النّسيب، وأبو المفضّل يحيى بن عليّ القرشيّ. وقال ابن ماكولا: بم أدرك بالشّام أشعر منه. وقال النّسيب: مولده بدمشق في سنة. وورد أنّ أباه كان من أمراء العرب. وقد مدح في شعره ملوكاً وأكابر، وتوفّي بحلب في شعبان. ومن شعره: (طالما قلت للمسائل عنهم .......... واعتمادي هداية الضُّلاّل)
(إن ترد علم حالهم عن يقينٍ .......... فالقهم في مكارمٍ أو نزال)
(تلق بيض الأعراض سود مثار النّ .......... قع خضر الأكناف حمر النِّضال) وله: (أسكّان نعمان الأراك تيقَّنوا .......... بأنّكم في ربع قلبي سكّان)
(ودوموا على حفظ الوداد فطال ما .......... منينا بأقوامٍ إذا استحفظوا خانوا)
(سلوا اللَّيل عنّي قد تناءت دياركم .......... هل اكتحلت بالنّوم لي فيه أجفان)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 102 (وهل جرَّدت أسياف برقٍ دياركم .......... فكانت لها إلاّ جفوني أجفان)
4 (محمد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن.) أبو سعيد الكرابيسيّ الصّفّار المؤذّن.) سمَّعه أبوه من: عبد الله بن يوسف بن مامويه، وأبي عبد الرحمن السُّلميّ. روى عنه: وجيه الشّحّاميّ، وغيره. ومات في ذي الحجّة. وروى عنه أيضاً: عبد الغافر بن إسماعيل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 103 وسمع أيضاً من: ابن محمش، وأكثر عن السُّلميّ. وكان من الصّالحين الثّقات. روى عنه أيضاً: هبة الرحمن بن القشيريّ، وجامع السّقّاء، ومحمد بن منصور الكاغذيّ بالإجازة. 4 (محمد بن محمد بن عليّ.) أبو الفضل العكبريّ المقريء. من نبلاء القرّاء. قرأ على أبي الفرج عبد الملك النَّهروانيّ، وأبي الحسن الحمّاميّ، والحسن بن محمد بن الفحّام. وأتقن القراءآت. وسمع من: ابن رزقويه. وكان صدوقاّ. توفّي في ربيع الآخر بعكبرا عن سنٍّ عالية. روى عنه: أبو القاسم بن السَّمرقنديّ، وأخوه. وقد حدَّث عن ابن رزقويه، وكان ضريراً. ويقال له الجوزرانيّ، بجيم ثمّ زاي. 4 (محمد بن يحيى الهاشميّ السَّرقسطيّ.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 104 توفّي في هذه الحدود. سمع بمصر: أبا العبّاس بن نفيس. وكان يحفظ صحيح البخاريّ كلّه، والموطَّأ رحمه الله. 4 (محمود بن جعفر بن محمد.) أبو المظفّر الإصبهانيّ الكوسج التّميميّ. سمع من: عممّ أبيه الحسين بن أحمد الكوسج، والحسن بن عليّ بن أحمد بن سليمان البغداديّ ثمّ الإصبهانيّ، وغير واحد.) وسئل عنه إسماعيل بن محمد الحافظ فقال: عدلُ مرضيّ رحمه الله. 4 (حرف النون)
4 (نصر بن أحمد بن مزاحم الخطيب.) أبو الفتح السِّمنجانيّ البلخيّ. سمع: أبا عليّ بن شاذان البزّاز، وغيره. روى عنه: أبو بكر محمد بن عبد الباقي القاضي، وأبو غالب بن البنّا. وكتب عنه: أبو الفضل بن خيرون مع تقدُّمه. وكان يترسّل إلى الأطراف من الدّيوان. وقد سمع ببخاري من: منصور بن نصر الكرمينيّ، وغيره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 105 4 (نصر بن المظفر بن طاهر البوسنجيّ.) أبو الحسن. توفّي بإصبهان في رجب. 4 (حرف الهاء)
4 (هيّاج بن عبيد الحطّينيّ الزّاهد.) ورد أيضاً أنّه توفّي في ذي الحجّة من هذه السّنة. وقد مرّ في سنة اثنتين. 4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن أبي نصر الهرويّ.) الفقيه أبو سعد. سمع من: أبي منصور محمد بن محمد الأزديّ القاضي، وأبي بكر الحيريّ. 4 (يحيى بن محمد بن الحسن.) أبو محمد بن الأقساسيّ العلويّ الحسينيّ الكوفيّ. روى عن: محمد بن عبد الله الجعفيّ. وعنه: ابن الطُّيوريّ، والمؤتمن السّاجيّ، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ، وأبو الفضل الأرمويّ. ولد سنة 395 ومات سنة 73.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 106 4 (وفيات سنة أربع وسبعين واربعمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن عبد العزيز بن عليّ.) أبو طالب الشُّروطيّ الجرجانيّ، ثمّ البغداديّ. ولد سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة. وسمع: أباه، وبكر بن شاذان الواعظ، وأبا عليّ بن شاذان. وأوّل سماعه سنة أربع وأربعمائة من أبيه عن بشر الإسفرائينيّ. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، ويحيى بن الطّرّاح. وتوفّي في المحرَّم. 4 (أحمد بن عليّ بن الحسن بن محمد بن عمرو بن منتاب.) أبو محمد بن أبي عثمان البصريّ، ثمّ البغدادي الدقّاقّ، المقريء. كان ثقة، مكثراً من الحديث، مهيباً، جليلاً. ختم عليه جماعة. سمع: أباه، وإسماعيل بن الحسن الصَّرصريّ، وأحمد بن محمد المجبر، وأبا عمر بن مهديّ، وأبا أحمد الفرضيّ، والحسن بن القاسم الدّبّاس، وابن البيِّع. وعنه: مكّيّ الرُّميليّ، وهبة الله الشّيرازيّ، وعبد الغافر بن الحسين الكاشغريّ، وعمر الرُّؤاسيّ، ومحمد بن عبد الباقي الأنصاريّ، وإسماعيل بن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 107 السَّمرقنديّ، ومحمد بن عبد الملك بن خيرون. ومولده سنة سبعٍ وتسعين وثلاثمائة. قال يحيى بن الطّرّاح: أنا أبو محمد بن أبي عثمان: أنا الحسن بن القاسم سنة أربعمائة حضوراً، أنا أحمد وكيل أبي صخرة، فذكر حديثاً. وقال إسماعيل بن السَّمرقنديّ: سئل أبو محمد أخو أبي الغنائم بن أبي عثمان أن يستشهد، فامتنع، فكلِّف، فقال: أصبروا إلى غدٍ. ودخل البيت، فأصبح ميتاً رحمه الله. ومثلها حكاية نصر بن علّي الجهضمّي لمّا ورد عليه الكتاب بتوليته القضاء، فاستصبرهم وبات يصلّي إلى السَّحر، فسجد طويلاً ومات. توفي أبو محمد في ذي القعدة، وشيعّه قاضي القضاة الدّامغانيّ، والشّيخ أبو إسحاق، وخلائق، وأمَّهم أخوه أبو الغنائم.) 4 (أحمد بن محمد بن إبراهيم بن علّي.) أبو طاهر الخوارزميّ القصّار. سمع: أبا عمر بن مهديّ، وإسماعيل بن الحسن الصَّرصريّ. روى عنه: ابنه محمد، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ، وجماعة. مات في ذي الحجّة. وكان صحيح السَّماع، فاضلاً. 4 (أحمد بن محمد بن عبد الله شاهكويه.) الصُّوفيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 108 كأنّه إصبهانيّ. 4 (أحمد بن المطهّر بن الشيخ أبي نزار محمد بن عليّ.) أبو سعد العبديّ العبقسيّ الإصبهانيّ. روى عن: جدّه، والحافظ أبي بكر بن مردويه. 4 (أحمد بن هبة الله بن محمد بن يوسف بن صدقة.) أبو بكر الرحبيّ الدّبّاس. قيل إنّه من ولد سعد بن معاذ رضي الله عنه. كان شيخاً معمَّراً، نيَّف على المائة، ويسكن بغداد محلّة النَّصرية. سمع: أبا الحسين بن بشران، ومحمد بن الحسين القطّان. روى عنه: أبو بكر الأنصاريّ، وأبو القاسم السَّمرقنديّ. قال شجاع الذُّهليّ: حدَّثني غير مرّة أنّه ولد سنة سبعين وثلاثمائة. وقال ابن ناصر: مات أبو بكر الرَّحبيّ في رجب، وقد بلغ مائةً وأربع سنين. وقال ابن النّجّار: كان يذكر أنّه سمع من أبي الحسين بن سمعون، والمخلِّص، وأنّ أصوله ذهبت في النَّهب. 4 (إبراهيم بن عقيل بن حبش.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 109 أبو إسحاق القرشيّ السّاميّ النَّحويّ، المعروف بالمكبريّ. روى عن: عليّ بن أحمد الشّرابيّ، وعن خيثمة الأطرابلسيّ. روى عنه: الخطيب في كتاب التّلخيص.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 110 ضعفّه ابن الأكفانيّ، واطّلع عليه بتركيب سندٍ مستحيلٍ للنَّحو. 4 (أرسلان تكين بن ألطنطاش.) أبو الحارث التُّركيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 111 ببغداد. ويعرف أبوه بسيف المجاهدين. روى عن: أبي عليّ بن شاذان. وعنه: أبو القاسم بن السَّمرقنديّ. مات في جمادى الأولى. 4 (حرف الحاء)
4 (الحسين بن عبد الرحمن بن عليّ الجنابذيّ.) أبو عليّ الفقيه. حدَّث عن: ابن محمش، وأبي إسحاق الإسفرائينيّ، والحيريّ. ومات رحمه الله بنيسابور. 4 (الحسين بن عليّ بن عبد الرحمن بن محمد بن محمود.) أبو بكر النَّيسابوريّ الحاكم الحنفيّ الدّهّان. من أعيان مذهبه. روى عن: أبي الحسن بن عبدان، وجماعة من أصحاب الأصمّ. وتوفّي في ذي الحجّة. 4 (حمد بن عبد العزيز.) أبو القاسم الإصبهانيّ المعدّل. حدَّث في هذه السّنة عن: أبي عبد الله الجرجانيّ. روى عنه: مسعود الثّقفيّ، والحسن بن العبّاس الرُّستميّ. 4 (حمد بن محمد بن أحمد بن العبّاس.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 112 أبو عبد الله الأسديّ الزُّبيديّ الآمليّ. ولي القضاء والرئاسة بآمل، وطبرستان سنين. وكان من رجال الدَّهر رأياً وكفاءة.) وصاهر نظام الملك. وكان يلقَّب بناصر السُّنَّة. روى عن: أبيه، وناصر العمريّ، وأبي محمد الجوينيّ. وتوفّي في ربيع الأوّل، وله بضعٌ وخمسون سنة. 4 (حرف الدال)
4 (دبيس بن عليّ بن مزيد الأسديّ.) نور الدّولة أمير عرب العراق. كان نبيلاً، جواداً، ممدَّحاً، بعيد الصِّيت.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 113 عاش ثمانين سنة، ومات في شوّال فرثاه الشُّعراء فأكثروا. وولي بعده ابنه بهاء الدّولة أبو كامل منصور، فسار إلى السّلطان، وخلع عليه الخليفة أيضاً، وأعطاه الحلَّة كأبيه. 4 (حرف السين)
4 (سعد بن محمد بن يحيى.) أبو المظّفر الجوهريّ الإصبهانيّ، المؤدَّب الضّرير. حدَّث أيضاً في هذه السّنة عن عثمان البرجيّ. وعنه: مسعود، والرُّستميّ. وهو أخو سعيد شيخ السّاميّ. 4 (سليمان بن خلف بن سعد بن أيّوب بن وارث.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 114 الإمام أبو الوليد التُّجيبي القرطبيّ الباجيّ. صاحب التّصانيف. أصله بطليوسيّ، وانتقل آباؤه إلى باجة، وهي مدينة قريبة من إشبيلية. ولد في ذي القعدة سنة ثلاثٍ وأربعمائة. أخذ عن: يونس بن عبد الله بن مغيث، ومكّيّ بن أبي طالب، ومحمد بن إسماعيل، وأبي بكر محمد بن الحسن بن عبد الوارث، وجماعة. ورحل سنة ستًّ وعشرين، فجاور ثلاثة أعوام.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 115 ولزم أبا ذرّ، وكان يروح معه إلى السَّراة، ويتصّرف في حوائجه، وحمل عنه علماً كثيراً.) وذهب إلى بغداد، فأقام بها ثلاثة أعوام. وأظنّه قدمها من على الشّام، لأنّه سمع بدمشق أبا القاسم عبد الرحمن بن الطُّبيز، وعليّ بن موسى السِّمسار، والحسين بن جميع. وسمع ببغداد: أبا طالب عمر بن إبراهيم الزُّهريّ، وعبد العزيز الأزجيّ، وعبيد الله بن أحمد الأزهريّ، وابن غيلان، والصُّوريّ، وجماعة. وأخذ الفقه عن: أبي الطّيِّب الطَّبريّ، وأبي إسحاق الشّيرازيّ. وأقام بالموصل على أبي جعفر السمِّنانيّ سنةً يأخذ عنه علم الكلام والأصول. وأخذ أيضاً عن القاضي: أبي عبد الله الحسين بن عليّ الصَّيمريّ الحنفيّ، وأبي الفضل ابن عمروس المالكيّ، وأحمد بن محمد العتيقيّ، وأبي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 116 الفتح الطَّناجيريّ، ومحمد بن عبد الواحد بن رزمةً، وطبقتهم. حتّى برع في الحديث وبرز فيه على أقرانه، وأحكم الفقه وأقوال العلماء. وتقدَّم في علم النّظر بالكلام. ورجع إلى الأندلس بعد ثلاث عشرة سنة بعلومٍ كثيرة. روى عنه: الحافظ أبو بكر الخطيب، والحافظ أبو عمر بن عبد البرّ، وهما أكبر منه، ومحمد بن أبي نصر الحميديّ، وعليّ بن عبد الله الصّقلّيّ، وأحمد بن عليّ بن غزلون، وأبو عليّ بن سكَّرة الصَّدفيّ، وابنه العلاّمة الزّاهد أبو القاسم أحمد بن سليمان، وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد القاضي، وأبو بكر محمد بن الوليد الطُّرطوشيّ، وابن شبرين القاضي، وأبو عليّ بن سهل السَّبتي، وأبو بحر سفيان بن العاص، ومحمد بن أبي الخير القاضي، وآخرون. وتفقَّه به جماعة كثيرة. وكان فقيراً قانعاً، خدم أبا ذرّ بمكّة. قال القاضي عياض: وأجَّر نفسه ببغداد لحراسة درب. وكان لمّا رجع إلى الأندلس يضرب ورق الذَّهب للغزل، ويعقد الوثائق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 117 وقال لي أصحابه: كان يخرج إلينا للقراءة عليه، وفي يده أثر المطرقة، إلى أن فشا علمه، وهنّيت الدّنيا به، وعظم جاهه، وأجزلت صلاته، حتّى مات عن مالٍ وافر. وكان يستعمله الأعيان في التَّرسُّل بينهم، ويقبل جوائزهم. وولي قضاء مواضع من الأندلس. صنَّف كتاب المنتقى في الفقه، وكتاب المعاني في شرح الموطّأ، عشرين مجلّداً، لم يؤلَّف مثله.) وكان قد صنَّف كتاباً كبيراً جامعاً بلغ فيه الغاية سمّاه كتاب الإستيفاء، وصنَّف كتاب الإيماء في الفقه، خمس مجلَّدات، وكتاب السّراج في الخلاف. لم يتمَّم، ومختصر المختصر في مسائل المدوَّنة، وكتاب إختلاف الموطّآت، وكتاب الجرح والتّعديل، وكتاب التّسديد إلى معرفة التّوحيد وكتاب الإشارة في أصول الفقه، وكتاب إحكام الفصول في أحكام الأصول، وكتاب الحدود، وكتاب شرح المنهاج، وكتاب سنن الصّالحين وسنن العابدين، وكتاب سبل
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 118 المهتدين، وكتاب فرق الفقهاء، وكتاب تفسير القرآن، لم يتمّه، وكتاب سنن المنهاج وترتيب الحجّاج. ابن عساكر: حدَّثني أبو محمد الأشيريّ: سمعت أبا جعفر بن غزلون الأمويّ الأندلسيّ: سمعت أبا الوليد الباجيّ يقول: كان أبي من تجّار القيروان من باجة القيروان، وكان يختلف إلى الأندلس ويجلس إلى فقيه بها يقال له أبو بكر بن سماح، فكان يقول: ترى أرى لي ابناً مثلك فلمّا أكثر من ذلك القول قال: إن أحببت ذلك فاسكن قرطبة، والزم أبا بكر القبريّ، وتزوّج بنته، عسى أن ترزق ولداً مثلي. ففعل ذلك، فجاءه أبو الوليد، وآخر صار صاحب صلاة، وثالث كان من الغزاة. وقال أبو نصر بن ماكولا: أمّا الباجيّ ذو الوزارتين أبو الوليد سليمان بن خلف القاضي، فقيه، متكلم، أديب، شاعر، رحل وسمع بالعراق، ودرس الكلام على القاضي السِّمنانيّ، وتفقّه على أبي إسحاق الشّيرازي، ودرس وصنَّف.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 119 وكان جليلاً رفيع القدر والخطر. توفّي بالمريّة من الأندلس، وقبره هناك يزار. وقال أبو عليّ بن سكَّرة: ما رأيت أحداً على سمته وهيبته وتوقير مجلسه مثل أبي الوليد الباجيّ. ولمّا كنت ببغداد قدم ولده أبو القاسم، فسرت معه إلى شيخنا قاضي القضاة أبي بكر محمد بن المظفّر الشّاميّ، وكان ممّن صحبه أبو الوليد الباجيّ قديماً، فلمّا دخلت عليه قلت له: أدام الله عزَّك، هذا ابن شيخ الأندلس. فقال: لعلّه ابن الباجيّ قلت: نعم. فأقبل عليه. وقال عياض القاضي: حصلت لأبي الوليد من الرؤساء مكانة، وكان مخالطاً لهم، يترسَّل بينهم في مهمّ أمورهم، ويقبل جوائزهم. وهم له في ذلك على غاية التِّجلَّة، فكثرت القالة فيه من أجل هذا. وولي قضاء مواضع من الأندلس تصغر عن قدره كأوريولة وشبهها، فكان يبعث إليها خلفاء، وربّما أتاها المرَّة ونحوها.) وكان في أوّل أمره مقلاًّ حتّى احتاج في سفره إلى القصد بشعره، واستئجار نفسه في مقامه ببغداد فيما سمعته مستفيضاً لحراسة درب، فكان يستعين بإجارته على نفقته وبضوئه على دراسته، وكان بالأندلس يتولّى ضرب ورق الّذهب للغزال والأنزال، ويعقد الوثائق. وقد جمع ابنه شعره. وكان ابتدأ كتاباً سمّاه الإستيفاء في الفقه، لم يضع منه غير الطّهارة في مجلَّدات. قال عياض: ولمّا قدم الأندلس وجد بكلام ابن حزم طلاوة إلاّ أنّه كان خارجاً عن المذهب، ولم يكن بالأندلس من يشتغل بعلمه، فقصرت ألسنة الفقهاء عن مجادلته وكلامه، واتَّبعه على رأيه جماعةٌ من أهل الجهل، وحلّ
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 120 بجزيرة ميورقة، فرأس فيها، واتَّبعه أهلها. فلّما قدم أبو الوليد كلِّم في ذلك، فدخل إلى ابن حزم وناظره، وشهر باطله، وله معه مجالس كثيرة. ولمّا تكلَّم أبو الوليد في حديث البخاريّ ما تكلَّم من حديث المقاضاة يوم الحديبية، وقال بظاهر لفظه، أنكر عليه الفقيه أبو بكر بن الصّائغ وكفّره بإجازته الكتب على رسول الله صلى الله عليه وسلم الآي، وأنّه تكذيبٌ للقرآن، فتكلَّم في ذلك من لم يفهم الكلام، حتّى أطلقوا عليه الفتنة، وقبّحوا عند العامّة ما أتى به، وتكلم به خطباؤهم في الجمع. وفي ذلك يقول عبد الله بن هند الشّاعر قصيدةً منها: (برئت ممّن شرى دنيا بآخرة .......... وقال: إنّ رسول الله قد كتبا) فصنَّف أبو الوليد في ذلك رسالةً بيَّن فيها أنّ ذلك لا يقدح في المعجزة، فرجع جماعة بها. ومن شعره: (قد أفلح القانت في جنح الدُّجى .......... يتلو الكتاب العربيَّ النّيرا)
(له حنينٌ وشهيقٌ وبكا .......... بيل من أدمعه ترب الثرا)
(إنّا لسفرٌ نبتغي نيل المدى .......... ففي السُّرا بغيتنا لا في الكرى)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 121 (من ينصب اللّيل ينل راحته .......... عند الصّباح يحمد القوم السُّرا) وله: (إذا كنت أعلم علماً يقيناً .......... بأنّ جميع حياتي كساعه)
(فلم لا أكون ضنيناً بها .......... وأجعلها في صلاح وطاعه) وله يرثي أمَّه وأخاه رحمهما الله تعالى:) (رعى الله قبرين استكانا ببلدةٍ .......... هما أسكناها في السّواد من القلب)
(لئن غيَّباً عن ناظري وتبوَّءا .......... فؤادي لقد زاد التباعد في القرب)
(يقرُّ بعيني أن أزور رباهما .......... وألزق مكنون التّرائب بالتُّرب)
(وأبكي، وأبكي ساكنيها لعلّني .......... سسأنجد من صحبٍ وأسعد من سحب)
(فما ساعدت ورق الحمام أخا أسى .......... ولا روَّحت ريح الصَّبا عن أخي كرب)
(ولا استعذبت عيناي بعدهما كرىً .......... ولا ظمئت نفسي إلى البارد العذب)
(أحنُّ ويثني اليأس نفسي على الأسى .......... كما اضطُّرّ محمولٌ على المركب الصَّعب)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 122 وله: (إلهي، قد أفنيت عمري بطالةً .......... ولم يثنني عنها وعيدٌ ولا وعد)
(وضيَّعته ستّين عاماً أعدُّها .......... وما خير عمر إنّما خيره العدُّ)
(وقدّمت إخواني وأهلي، فأصبحوا .......... تضمُّهم أرضٌ ويسترهم لحد)
(وجاء نذير الشّيب لو كنت سامعاً .......... لوعظ نذير ليسٍ من سمعه بدُّ)
(تلبّست بالدّنيا، فلمّا تنكّرت .......... تمنيّت زهداً حين لا يمكن الزُّهد)
(وتابعت نفسي في هواها وغيهِّا .......... وأعرضت عن رشدي وقد أمكن الجهد)
(ولم آت ما قدّمته عن جهالةٍ .......... يمكنني عذرٌ ولا ينفع الجحد)
(وها أنا من ورد الحمام على مدىً .......... أراقب أن أمضي إليه وان أعدو)
(ولم يبق إلاّ ساعة إن أضعتها .......... فما لي في التّوفيق نقدٌ ولا وعد) قال ابن سكَّرة: توفّي بالمريّة لتسع عشرة ليلة خلت من رجب. ذكره ابن السّمعانيّ فقال: باجة بين إشبيلية وشنترين من الأندلس. وذكر ابن عساكر في تاريخه أنّ أبا الوليد قال: كان أبي من باجة القيروان تاجراً، كان يختلف إلى الأندلس. وهذا أصحّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 123 4 (حرف العين)
4 (العبّاس بن محمد بن عبد الواحد بن العبّاس.) أبو الفضل الدّارانيّ. إصبهانيّ.) توفّي في صفر. 4 (عبد الله بن عبد العزيز بن الشدّاد.) بغداديّ. سمع من: أبي الحسن بن رزقويه، ومحمد بن فارس الغوريّ. روى عنه: قاضي المرستان، وعبد الوّهاب الأنماطيّ. وكان صدوقاً. 4 (عبد الرحمن بن منصور بن رامش الزّاهد.) أبو سعد الدَّينوريّ، نزيل نيسابور. سمع: أباه، وأبا طاهر بن محمش، وعبد الله بن يوسف الإصبهانيّ، والحاكم أبا عبد الله، جماعة. وكان ثقة، صوفيّا، نبيلاً، رئيساً، كثير الكتابة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 124 روى عنه: زاهر ووجيه ابنا الشّحّاميّ، وعبد الغافر الفارسيّ. توفّي في شعبان. 4 (عبد القاهر بن عبد الرحمن.) أبو بكر الجرجانيّ. قيل: توفّي فيها. وقد مرّ. 4 (عليّ بن أحمد بن محمد بن عليّ.) أبو القاسم البسريّ البغداديّ البندار. والد الحسين. قال أبو سعد السَّمعانيّ: كان شيخاً صالحاً، ثقة فهماً، عالماً، عمّر، وحدَّث بالكثير، وانتشرت عنه الرّواية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 125 سمع: أبا طاهر المخلّص، وأبا أحمد الفرضيّ، وأبا الحسن بن الصَّلت المجبر، وإسماعيل بن الحسن الصَّرصريّ، وأبا عمر بن مهديّ، وجماعة. وأجاز له: نصر بن أحمد بن الخليل المرجي، وأبو عبد الله بن بطّة وأبو الحسن محمد بن جعفر التّميميّ. وكان حسن الأخلاق متواضعاً، ذا هيبة ورواء.) قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً. قال أبو سعد: وسألت إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ عنه فأثنى عليه وقال: شيخ ثقة. وسأله الخطيب عن مولده فقال: في صفر سنة ستًّ وثمانين وثلاثمائة. روى عنه: أبو الفضل محمد بن المهتدي بالله، وعليّ بن طراد الزَّينبيّ، وإسماعيل بن أحمد بن عمر الغازي، وأبو منصور موهوب الجواليقيّ، والإمام أبو الحسن عليّ بن الزّاغونيّ، وأخوه أبو بكر محمد، ومحمد بن طاهر المقدسيّ، والحافظ عبد الوهّاب الأنماطيّ، وأبو القاسم سعيد بن البنّا، وأبو الفضل محمد بن ناصر، ونصر بن نصر العكبريّ، وخلق كثير. وآخر من روى عنه بالإجازة، والله أعلم، أبو المعالي بن اللّحّاس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 126 وتوفّي في سادس رمضان. 4 (عليّ بن محمد بن أحمد) أبو الحسن البغداديّ الصّابونيّ. سمع: أبا عمر بن مهديّ. روى عنه: عبد الوهّاب الأنماطيّ. وتوفّي رحمه الله في ذي الحجّة. 4 (حرف القاف)
4 (قتيبة بن محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان بن عبد الله.) أبو رجاء العثمانيّ النَّسفيّ الحافظ، نافلة أبي العبّاس المستغفريّ. سمع الكثير بسمرقند، وأملى بها وبنسف مجالس كثيرة. روى عنه: المستغفريّ، وعبد الملك بن القاسم، وطائفة. قال عمر بن محمد النَّسفيّ في كتاب القند: مولده سنة تسعٍ وأربعمائة، وهو أوّل من سمعت منه، أملى علينا في صفر من السّنة. وتوفّي في ربيع الآخر. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن إبراهيم بن محمد بن فارس) أبو عبد الله الشيّرازيّ الكاغذيّ. كان له دكّان يبيع فيها الكتب ببغداد. وكان ظاهريّ المذهب.) ولد سنة خمسٍ وتسعين وثلاثمائة بشيراز. وسمع بها من:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 127 عبد الرحمن بن محمد الرّشيقيّ. وبمصر من: ابن نظيف الفرّاء. وبدمشق من: الحسين بن محمد الحلبيّ. روى عنه: أبو الحسين بن الطُّيوريّ، وأبو بكر قاضي المرستان، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ، ومحمد بن القاسم بن المظفّر الشَّهرزوريّ. قال شجاع بن فارس: كان غير ثقة. وقال ابن ناصر: سَّمع لنفسه. وقال أحمد بن خيرون: توفّي في نصف المحرَّم. وحدَّث عن أبي القاسم بن بشران. قال: وقيل إنّه حدَّث عن أبي حيّان التّوحيديّ، ولم يكن له عنه ما يعوَّل عليه. 4 (محمد بن الحسن بن الحسين.) أبو عبد الله المروزيّ المهربندقشائيّ. نسبة إلى قريةٍ على بريدٍ من مرو. كان إماماً ورعاً، عابداً، فقيهاً، مفتياً. سمع الكثير، وتفقّه على أبي القفّال.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 128 وسمع منه، ومن مسلم بن الحسن الكاتب، ومحمد بن محمود السَّاسجرديّ. ورحل إلى هراة، فسمع: أبا الفضل عمر بن إبراهيم بن أبي سعد، وأبا أحمد محمد بن محمد المعلّم، وأحمد بن محمد بن الخليل. روى عنه: محمد بن أبي ناصر المسعوديّ، ومحمد بن أبي النَّجم البزّاز، ومصعب بن عبد الرّزّاق، وعبد الواحد بن أبي عليّ الفارمذيّ، وآخرون. توفّي في سنة أربعٍ. وقيل: سنة ثلاثٍ، وقد ذكرته فيها مختصراً. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن أحمد بن العجوز.) الفقيه أبو عبد الله الكتاميّ السَّبتيّ. من كبار فقهاء المالكيّة، وعليه وعلى ابن الثُّريا كانت العمدة في الفتوى. أخذ عن أبي إسحاق التُّونسيّ بالقيروان. وكانت بينه وبين المذكور وبين حمّود مطالبات) ومشاحنات، جرت عليه منها محنة بسبب كلمةٍ قالها. وذلك أنّه خطب الخطيب، فقال: وأعدُّوا لهم ما استطعتم من عدَّة. فقال النّاس: أخطأ الخطيب، أبدل مكان قوَّة عدَّة. فقال هو: الوزن واحد. فقيل: كفر. وأفتى عليه أولئك الفقهاء بالإستتابة، فسجن ثمّ أخرج، فرحل إلى فاس، فولاّه أمير المؤمنين ابن تاشفين قضاء فاس، فأحسن السّيرة. تفقّه عليه أبو عبد الله بن عيسى التّميميّ، والفقيه أبو عبد الله بن عبد الله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 129 توفّي في رمضان، وخلّف ثلاثة أولاد: عبد الرحمن وهو فقيههم وكبيرهم، وعبد الله، وعبد الرّحيم. 4 (محمد بن عليّ بن محمد بن جعفر بن جولة.) أبو بكر الأبهريّ الإصبهانيّ المؤدَّب. روى عن: محمد بن إبراهيم الجرجانيّ. وعنه: مسعود الثّقفيّ. توفّي في حدود هذا العام. 4 (محمد بن محمد بن أحمد.) أبو جعفر الشّاماتيّ النَّيسابوريّ الأديب. سمع: عبد الله بن يوسف الإصبهانيّ، وأبا طاهر بن محمش، وأبا عبد الرحمن السُّلميّ. روى عنه: الحافظ عبد الغافر وقال: شيخ فاضل، عفيف. تخرَّج به جماعة من المتأدّبين، وله الخطّ المنسوب المشهور بالحسن، والحظّ الوافر في التّأديب. وروى عنه: وجيه الشحامي، وأبو نصر الغازي. أخبرنا أحمد بن هبة الله: أنا إسماعيل بن عثمان كتابةً: أنا وجيه بن طاهر حضوراً: أنا أبو جعفر محمد بن محمد، أنا أبو عبد الرحمن السُّلميّ: نا جدّي إسماعيل بن نجيد قال: سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وسئل هل تكفّر من قال: القرآن مخلوق قال: نعم. ولم لا أكفّره وقد سمعت المزنيّ، والرّبيع يقولان: من قال القرآن مخلوق فهو كافر. وقالا: سمعنا الشّافعيّ يقول: من قال القرآن مخلوق فهو كافر. ثمّ قال: وما لي لا أكفّره وقد كفّره مالك، وابن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 130 أبي ذئب قالا: من قال القرآن مخلوق لا يستتاب، بل يقتل، فإنّه كفرٌ به وارتداد. 4 (محمد بن محمد بن المختار.) ) أبو الفتح الواسطيّ النَّحويّ. أخذ عن: أبي القاسم بن كردان، وأبي الحسن بن دينار. وسمع من: أبي الحسن بن عبد السّلام بن عبد الملك البّزاز، ومحمد بن أحمد السَّقطيّ. وكان حسن الفهم، متيّقظاً في الشّهادة. عاش تسعين سنة. قاله خميس الحوزيّ. 4 (محمد بن مكّيّ بن أبي طالب بن محمد بن مختار.) أبو طالب القيسيّ القرطبيّ. روى الكثير عن أبيه، وعن: يونس بن عبد الله القاضي، وأبي القاسم بن الإفليليّ. وولي إمامة جامع قرطبة، وأحكام السُّوق. وكان عالماً، مشكور السّيرة. توفّي في المرَّم عن ستين سنة. 4 (محمد بن يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سختويه.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 131 أبو بكر المزكّي النَّيسابوريّ، المحدَّث ابن المحدَّث أبي زكريّا بن المزكّي أبي إسحاق. قال عبد الغافر الحافظ: هو من أظراف المشايخ الّذين لقيناهم، وأكثرهم سماعاً وأصولاً. جمع لنفسه فبلغ عدد شيوخه خمسمائة شيخ. وكان يروي عن نحوٍ من خمسين من أصحاب الأصمّ. وأكثر عن أبيه، وعن أبي عبد الرحمن السُّلميّ. وأملى ببغداد، فحضر مجلسه القاضي أبو الطيّب الطَّبريّ، وحضره أكثر من خمسمائة محبرة. وأوصى لي بعد وفاته بالكتب والأجزاء. وقال أبو سعد السَّمعانيّ: كان من أظرف الشّيوخ وأرغبهم في التّجمُّل والنّظافة، وأحفظهم لأيّام المشايخ. خرج إلى الحجّ، وبقي بالعراق وغيرها نحواً من عشرين سنة، ثمّ رجع إلى نيسابور وأملى، ورزق الرّواية، ومتِّع بما سمع. سمع: أبا عبد الله الحاكم، وعبد الله بن يوسف، ومحمد بن محمد بن محمش، والسُّلميّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 132 ثنا عنه: وجيه الشّحّاميّ، وهبة الرحمن القشيريّ، وأبو نصر الغازي. وقال الخطيب في ترجمته في تاريخه: أنا محمد بن يحيى، نا عبد الرحمن بن بالويه: نا محمد) بن الحسين القطّان، ثنا قطن، فذكر حديثاً. وقع لنا عالياً في مجلس ابن مالويه هذا. قال السّمعانيّ: كان الخطيب متوقّفاً فيه، فإنّه قال: كتبت عنه، ثمّ عاد إليّ بعد ستّ سنين، فحدَّث عن الحاكم، ولم يكن حدَّث فيما تقدَّم. ولم نر له أصلاً، وإنّما كان يروي من فروع. وتوفّي في رجب وله ثمانون سنة. 4 (حرف الياء)
4 (يعقوب بن أحمد.) أبو سعد الأديب النَّيسابوريّ. من علماء العربيّة. روى عن: أبي بكر الحيريّ وغيره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 133 روى عنه: وجيه الشّحّاميّ. وتوفّي في رمضان. قال: عبد الغافر فيه: أستاذ البلد في العربيّة واللّغة، كثير التّصانيف والتّلامذة. تلمذ للحاكم أبي سعيد بن دوست، وقرأ عليه الأصول. وقرأ الحديث الكثير على المشايخ. وأفاد أولاده. وحدَّث عن: أبي القاسم السّرّاج، وابن فنجويه، وطبقة أصحاب الأصمّ. ثمّ روى عنه عبد الغافر حديثاً. 4 (يونس بن أحمد بن يونس.) أبو الوليد الأزديّ الطُّليطليّ. ويعرف بابن شوقه. روى عن: قاسم بن هلال، وأبي عمر بن سميق، وجماهر بن عبد الرحمن. وكان خيِّراً، فاضلاً، زاهداً، له بصرٌ بالفقه، وتصرُّف في الحديث، وفيه مروءة. توفّي بمجريط.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 134 4 (وفيات سنة خمس وسبعين وأربعمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن الحسن الماندكانيّ.) ) أبو نصر الإصبهاني المعروف بالقاضي. توفّي في شوّال. 4 (أحمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن حسنويه.) أبو نصر الخراسانيّ. سمع: أبا بكر الحيريّ، والصَّيرفيّ، والطرازيّ. 4 (حرف الباء)
4 (بديل بن عليّ بن بديل.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 135 أبو محمد البرزنديّ الشّافعيّ. سكن بغداد، وتفقّه، وسمع من: أبي الطيّب الطّبريّ، والبرمكيّ. وكتب الكثير. روى عن: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وأبو العزّ بن كادش، وجماعة. صالح، خيِّر، من أهل السُّنّة. قال ابن خيرون: مات في جمادى الآخرة. 4 (بكر بن محمد بن أبي سهل السُّبعيّ الصُّوفيّ.) أبو عليّ النَّيسابوريّ. حدَّث ببغداد عن: أبي بكر الحيريّ. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ. وكان جدّه مثرياً فوقف سبع أملاكه، فلذا قيل له السُّبعيّ. توفّي ببغداد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 136 4 (حرف الجيم)
4 (جعفر بن عبد الله بن أحمد القرطبيّ، ثمّ الطُّليطليّ.) أبو أحمد. قرأ القرآن على أبي المطرِّف عبد الرحمن بن مروان القنازعيّ، وسمع منه الكثير في سنة إحدى عشرة وأربعمائة. وقرأ الأدب على: قاسم بن محمد المروانيّ، وحكم بن منذر.) وأخذ أيضاً عن: أبي محمد بن عبّاس الخطيب، وغير واحد. قال ابن بشكوال: وكان ثقة فيما رواه، فاضلاً منقبضاً. سمع النّاس منه. وأخذ عنه أبو عليّ الغسّانيّ، وأنبا عنه محمد بن أحمد الحاكم وقال لي: قتل بداره ظلماً ليلة عيد الأضحى، ومولده سنة ثلاثٍ وتسعين وثلاثمائةٍ. قلت: هذا من مسندي الأندلس في عصره، وشيخه القنازعيّ قرأ على الأنطاكيّ. 4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن محمد بن محمد بم حمُّويه.) أبو عليّ النَّيسابوريّ، الصّفّار الفقيه. سمع: أبا بكر الحيريّ. وعنه: زاهر الشّحّاميّ، وأبو طالب محمد بن عبد الرحمن الحيريّ، وغيرهما. مات في صفر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 137 4 (الحسين بن عبد الله بن عليّ.) أبو عبد الله بن عربية الرَّبعيّ، والد أبي القاسم عليّ. سمع مع ولده من: أبي الحسن بن مخلد البزّاز. روى عنه: أبو بكر محمد بن عبد الباقي. وتوفّي في ذي الحجّة. 4 (حمد بن الفضل بن أحمد بن منصور الرّازيّ.) الفقيه. توفّي في ربيع الآخر. 4 (حرف الخاء)
4 (خلف بن محمد بن جعفر.) أبو القاسم الأندلسيّ. من أهل المريَّة. حجّ، وأخذ عن: أبي عمران الفاسيّ، وأبي ذرّ عبد بن أحمد. روى عنه: أبو جعفر بن أحمد بن سعيد.) ولي خطابة بلده. وعاش ثمانين سنةً. 4 (حرف السين)
4 (سهل بن عبد الله بن عليّ.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 138 أبو الحسن الغازي الإصبهانيّ الزّاهد. سمع: عثمان بن أحمد البرجيّ، ومحمد بن إبراهيم الجرجانيّ، وابن مردويه. روى عنه: مسعود الثّقفيّ، وأبو عبد الله الرُّستميّ. مات في ربيع الآخر. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن أحمد بن أبي الحسين.) أبو الحسين النَّيسابوريّ الشّاماتيّ، الأديب. سمع من: أبي الحسين بن عبد الغافر، وغيره. وأدَّب بالعربيّة بنيسابور، وصنَّف شرحاً لديوان المتنّبي، وشرحاً للحماسة، وشرحاً لأمثال أبي عبيد، وغير ذلك. وتوفّي في رابع عشر رجب. 4 (عبد الله بن مفوَّز بن أحمد بن مفوَّز.) أبو محمد المعافريّ الشّاطبيّ. روى الكثير عن أبي عمر بن عبد البرّ، ثمّ زهد فيه لصحبته السّلطان. وروى عن: أبي تمّام القطينيّ، وأبي العبّاس العذريّ. وكان رحمه الله مشهوراً بالعلم والزُّهد. وهو أخو الحافظ طاهر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 139 4 (عبد الوهّاب بن الحافظ أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة.) أبو عمرو العبديّ الإصبهانيّ. وكان أصغر من أخويه عبد الرحمن، وعبيد الله. وكان حسن الأخلاق، متواضعاً، رحيماً باليتامى والأرامل، حتّى كان يقال له أبو الأرامل. وسمع الكثير من والده، وسمع من: إبراهيم بن خرَّشيد قوله، وأبي عمر بن عبد الوهّاب، وأبي محمد الحسن بن يوه.) وسمع بمكّة الحسن بن احمد بن فراس. ووقع لنا أجزاء من حديثه. وروى بالإجازة عن أبي الحسين الخفّاف القنطريّ، وأبي عبد الله الحاكم، وجماعة. وحديثه في هذا الوقت بالإجازة من العوالي. روى عنه: إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ، ومحمد بن طاهر، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي، وأخوه خالد بن عمر، وأبو سعد البغداديّ، وأحمد بن محمد بن أحمد بن الفتح الفيج، والحسن بن العبّاس الرُّستميّ، وأبو الخير محمد بن أحمد بن الباغبان، ومسعود بن الحسن الثقّفيّ، وآخرون. ورحل النّاس إليه من البلدان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 140 قال أبو سعد السَّمعانيّ: رأيت النّاس بإصبهان مجمعين على الثنّاء عليه والمدح له. وكان شيخنا إسماعيل الحافظ كثير الثنّاء عليه والرّواية عنه. وكان يفضّله على أخيه أبي القاسم. وقال ابنه أبو زكريّا يحيى: توفّي ليلة تاسع عشر من جمادى الآخرة. قرأت على فاطمة بنت سليمان، وغيرها، عن محمود بن إبراهيم، أنّ أبا الخير محمد بن أحمد أخبرهم: أنبا عبد الوهّاب بن محمد: ثنا أبي: سمعت الحسين بن علي النَّيسابوريّ: سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: دخل إليَّ جماعة من الكلابية، وسمّاهم بأسمائهم، قال: فقلت لهم: إن كان كما تزعمون أنّ الله لم يكن خالقاً حتّى خلق الخلق، فأنتم تزعمون أنّ الله ليس بالآخر، والله يقول هو الأوَّل والآخر، وأنّه ليس بمالك يوم الّدين، لأنّ يوم الّدين يوم القيامة. فبهتوا ورجعوا. وقال السِّلفيّ: سألت المؤتمن السّاجيّ، عن أبي عمرو بن مندة فقال: لم أر شيخاً أقعد منه وأثبت منه في الحديث. قرأت عليه إلى أن فاظت نفسه، ولم أفجع بموت شيخٍ لقيته كما فجعت به رحمه الله. 4 (عليّ بن عبد الملك بن محمد بن عمر بن إبراهيم بن بشر.) أبو الحسن الحفصيّ. من أهل إستراباذ. قدم بغداد، وسمع من: هلال الحفّار، وغيره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 141 وحدَّث بإستراباذ.) سمع منه: محمد بن طاهر، وعبد الله بن أحمد السَّمرقنديّ، ومحمد بن أبي عليّ الهمذانيّ. ولد سنة ستّ وتسعين وثلاثمائة. وتوفّي بإستراباذ. 4 (عليّ بن هبة الله بن ماكولا.) الحافظ. يقال إنّه قتل فيها. وسيأتي في سنة سبعٍ وثمانين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 142 4 (حرف القاف)
4 (قتيبة بن سعد بن محمد البقّال.) توفّي بكرمان. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن عليّ.) أبو بكر السمَّسار. إصبهانيّ، مسند. سمع: إبراهيم بن خرَّشيد قوله، وجعفر بن محمد بن جعفر، وأبا الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز الّتميميّ، وغيرهم. روى عنه: أبو عبد الله الرُّستميّ، ومسعود الثّقفيّ. ومات في نصف شوّال عن سنٍّ عالية. قال السَّمعانيّ: سألت أبا سعد البغداديّ عنه، فأثنى عليه وقال: كان من المعمَّرين. سمعته يقول: ولدت سنة خمسٍ وسبعين. وعاش مائة سنة. 4 (محمد بن أحمد بن علاّن.) أبو الفرج الكرجيّ، ثمّ الكوفيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 143 حدَّث في هذا العام عن القاضي أبي عبد الله محمد بن عبد الله الهروانيّ الكوفيّ. روى عنه: أبو الحسن بن عنبرة. 4 (محمد بن الحسن بن عليّ.) كمال الملك أبو جعفر ابن الوزير نظام الملك.) كان همام الطَّبع، شجاع القلب. كانت فيه نخوة الوزارة وكبرياء الملك. جمع خزائن أموالاً، وعدّة غلمان وحجّاب، وأشياء لم تجتمع إلاّ لأبيه. ووزر مدّةً للأمير تكش. وكان أكبر أولاد أبيه، ففجع به.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 144 4 (محمد بن عمر بن محمد بن تانة.) أبو نصر الإصبهانيّ الخرجانيّ. وخرجان: محلّة بإصبهان. توفّي في شهر رجب. يروي عن: الحافظ ابن مردويه. ورحل فسمع من أبي عليّ بن شاذان. روى عنه: أبو سعد أحمد بن محمد البغداديّ، وأبو عبد الله الرُّستميّ، وإسماعيل الحافظ. وكان عارفاً بالقراءات، ليس بالصّالح. 4 (محمد بن فارس بن عليّ.) أبو الوفاء الإصبهانيّ الصُّوفيّ. سمع: أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ. وعنه: الرُّستميّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 145 توفّي رحمه الله ليلة عيد الفطر. 4 (محمد بن المحسّن بن الحسن بن عليّ.) أبو حرب العلويّ الدَّينوريّ النَّسَّابة. قال شيرويه: قدم علينا من بغداد في جمادى الآخرة سنة خمسٍ وسبعين. وروى عن: أبيه، وأبي عليّ بن شاذان، وأبي الطَّيّب الطَّبريّ. وكان فاضلاً، استمليت عليه. 4 (مسعود بن عبد الرحمن بن القاضي أبي بكر أحمد بن الحسن.) أبو البركات الحيريّ النَّيسابوريّ. سمع الكثير من جدّه، ومن جماعة. وتوفّي في ربيع الآخر عن إحدى وسبعين سنة.) وعنه: عبد الغافر. 4 (مسعود بن عليّ.) أبو نصر النَّيسابوريّ المحتسب. روى عن: أبي بكر الحيريّ، والصَّيرفيّ، والطّرازيّ. ومات في رجب. 4 (المطهّر بن عبد الواحد بن محمد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 146 أبو الفضل اليربوعيّ البزانيّ الإصبهانيّ. سمع: أبا جعفر بن المرزبان، وأبا عبد الله بن مندة، وأبا عمر بن عبد الوهّاب السُّلميّ، وجماعة، وإبراهيم بن خرَّشيد قوله أيضاً. وطال عمره، وأكثر النّاس عنه. ولا أعلم متى توفّي، ولكنّه بقي إلى هذا العصر. روى عنه: مسعود الثّقفيّ، والرُّستميّ. وكان رئيساً كاتباً. سأل السّمعانيّ أبا سعد البغداديّ عنه، فقال: كان والده محدّثاً، أفاده في صغره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 147 4 (الكنى)
4 (أبو عبد الله بن أبي الحسن بن أبي قدامة.) القرشيّ الخراسانيّ الأمير. مات في رجب. 4 (الأمير أبو نصر بن ماكولا.) توفّي فيها في قول، ويذكر في سنة سبعٍ وثمانين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 148 4 (وفيات سنة ست وسبعين وأربعمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن عليّ.) أوب الخطّاب. يذكر بكنيته. 4 (أحمد بن محمد بن الفضل.) ) الإمام أبو بكر الفسويّ. توفّي بسمرقند. ذكره عبد الغافر في تاريخه فقال: الإمام ذو الفنون، دخل نيسابور، وحصّل بها العلوم. قرأ على الإمام زين الإسلام، يعني القشيريّ، الأصول. وسمع من أبي بكر الحيريّ، وأقام بنيسابور مدّةً، ثمّ خرج إلى ما وراء النّهر. وصار من أعيان الأئمّة. وشاع ذكره، وانتشر علمه. 4 (إبراهيم بن عليّ بن يوسف.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 149 الشيخ أبو إسحاق الشّيرازيّ الفيروزآباذيّ. شيخ الشّافعيّة في زمانه. لقبه: جمال الدّين. ولد سنة ثلاثٍ وتسعين وثلاثمائة. تفقَّه بشيراز على: أبي عبد الله البيضاويّ، وعلى: أبي أحمد عبد الوهّاب بن رامين. وقدم البصرة فأخذ عن الخرزيّ. ودخل بغداد في شوّال سنة خمس
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 150 عشرة وأربعمائة، فلازم القاضي أبا الطَّيِّب وصحبة، وبرع في الفقه حتّى ناب عن أبي الطَّيَّب، ورتَّبه معيداً في حلقته. وصار أنظر أهل زمانه. وكان يضرب به المثل في الفصاحة. وسمع من: أبي عليّ بن شاذان، وأبي الفرج محمد بن عبيد الله الخرجوشيّ. وأبي بكر البرقانيّ، وغيرهم. وحدَّث ببغداد، وهمذان، ونيسابور. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو الوليد الباجيّ، وأبو عبد الله الحميديّ، وأبو القاسم بن السَّمرقنديّ، وأبو البدر إبراهيم بن محمد الكرخيّ، ويوسف بن أيّوب الهمذانيّ، وأبو نصر أحمد بن محمد الطُّوسيّ، وأبو الحسن بن عبد السّلام، وطوائف سواهم. وقرأت بخطّ ابن الأنماطيّ أنّه وجد بخطٍّ قال: أبو عليّ الحسن بن أحمد الكرمانيّ الصُّوفي، يعني الّذي غسّل الشّيخ أبا إسحاق، سمعته يقول: ولدت سنة تسعين وثلاثمائة، ودخلت بغداد سنة ثماني عشرة وله ثمانٍ وعشرون سنة. ومات لم يخلّف درهماً، ولا عليه درهم. وكذلك كان يقضي عمره.) قال أبو سعد السَّمعانيّ: أبو إسحاق إمام الشّافعيّة، والمدرّس بالنّظاميّة، شيخ الدّهر، وإمام العصر. رحل النّاس إليه من البلاد، وقصدوه من كلّ الجوانب، وتفرَّد بالعلم الوافر مع السّيرة الجميلة، والطّريقة المرضيّة. جاءته الدّنيا صاغرةً، فأباها واقتصر على خشونة العيش أيّام حياته. صنَّف في الأصول، والفروع، والخلاف، والمذهب. وكان زاهداً، ورعاً، متواضعاً، ظريفاً، كريماً، جواداً، طلق الوجه، دائم البشر، مليح المجاورة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 151 تفقَّه بفارس على أبي الفرج البيضاويّ، وبالبصرة على الخرزي. إلى أن قال: حدَّثنا عنه جماعة كثيرة. وحكي عنه أنّه قال: كنت نائماً ببغداد، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر، فقلت: يا رسول الله بلغني عنك أحاديث كثيرة عن ناقلي الأخبار، فأريد أن أسمع منك خبراً أتشرَّف به في الدّنيا، وأجعله ذخيرةً للآخرة. فقال: يا شيخ، وسمّاني شيخاً وخاطبني به، وكان يفرح بهذا. ثمّ قال: قل عنّي: من أراد السّلامة فليطلبها في سلامة غيره. رواها السّمعانيّ، عن أبي القاسم حيدر بن محمود الشّيرازيّ بمرو، أنّه سمع ذلك من أبي إسحاق. وورد أنّ أبا إسحاق كان يمشي، وإذا كلبٌ، فقال فقيهٌ معه: إخسأ. فنهاه الشّيخ، وقال: لم طردته عن الطّريق أما علمت أنّ الطّريق بيني وبينه مشتركٌ. وعنه قال: كنت أشتهي ثريداً بماء باقلاّء أيّام اشتغالي، فما صحَّ لي أكلةٌ، لاشتغالي بالدّرس، وأخذي النَّوبة. قال السَّمعانيّ: قال أصحابنا ببغداد: كان الشّيخ أبو إسحاق إذا بقي مدّةً
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 152 لا يأكل شيئاً صعد إلى النَّصريّة، فله فيها صديق، فكان يثرد له رغيفاً، ويشربه بماء الباقلاّء. فربمّا صعد إليه، وقد فرغ، فيقول أبو إسحاق: تلك إذا كرَّةٌ خاسرة. ويرجع. قال أبو بكر الشّاشيّ: الشّيخ أبو إسحاق. حجّة الله تعالى على أئمّة العصر. وقال الموفّق الحنفيّ: أبو إسحاق، أمير المؤمنين فيما بين الفقهاء. قال السَّمعانيّ: سمعت محمد بن عليّ الخطيب: سمعت محمد بن يوسف الفاشانيّ بمرو، وسمعت محمد بن محمد بن هانيء القاضي يقول: إمامان ما اتَّفق لهما الحجّ: أبو إسحاق،) والقاضي أبو عبد الله الدّامغانيّ. أمّا أبو إسحاق فكان فقيراً، ولكن لو أيّدوه لحملوه على الأعناق، والدّامغانيّ، لو أراد الحجّ على السُّندس والإستبرق لأمكنه. قال: وسمعت القاضي أبا بكر محمد بن القاسم الشَّهرزوريّ بالموصل يقول: كان شيخنا أبو إسحاق إذا أخطأ أحدُ بين يديه قال: أيُّ سكتةٍ فاتتك وكان يتوسوس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 153 سمعت عبد الوهّاب الأنماطيّ يقول: كان أبو إسحاق يتوضّأ في الشّطّ، وكان يشكّ في غسل وجهه، حتّى غسّله مرّات، فقال له رجل: يا شيخ، أما تستحي، تغسل وجهك كذا وكذا نوبة فقال له: لو صحّ لي الثّلاث ما زدت عليها. قال السّمعانيّ: دخل أبو إسحاق يوماً مسجداً ليتغذّى على عادته، فنسي ديناراً معه وخرج، ثمّ ذكر، فرجع، فوجده، ففكّر في نفسه وقال: ربّما وقه هذا الدّينار من غيري، فلم يأخذه وذهب. وبلغنا أنّ طاهراً النَّيسابوري خرَّج للشّيخ أبي إسحاق جزءاً، فكان يذكر في أوّل الحديث: أنا أبو عليّ بن شاذان، وفي آخر: أنا الحسن بن أحمد البزّاز، وفي آخر: أنا الحسن بن ابي بكر الفارسي، فقال: من هذا قال: هو ابن شاذان، فقال: ما أريد هذا الجزء. هذا فيه تدليس، والتّدليس أخو الكذب. وقال القاضي أبو بكر الأنصاريّ: أتيت الشَّيخ أبا إسحاق بفتيا في الطّريق، فناولته، فأخذ قلم خبّازٍ وداوته، وكتب لي في الطّريق، ومسح القلم في ثوبه. قال السّمعانيّ: سمعت جماعةً يقولون: لمّا قدم أبو إسحاق رسولاً إلى نيسابور، تلقّاه النّاس لما قدم، وحمل الإمام أبو المعالي الجوينيّ غاشية فرسه، ومشى بين يديه، وقال: أنا أفتخر بهذا. وكان عامّة المدرّسين بالعراق والجبال تلامذته وأشياعه وأتباعه، وكفاهم
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 154 بذلك فخراً. وكان ينشد الأشعار المليحة ويوردها، ويحفظ منها الكثير. وصنَّف المهذّب في المذهب، والتّنبيه، واللُّمع في أصول الفقه، وشرح اللُّمع، والمعونة في الجدل، والملخَّص في أصول الفقه، وغير ذلك. وعنه قال: العلم الّذي لا ينتفع به صاحبه، أن يكون الرجل عالماً، ولا يكون عاملاً. ثمّ أنشد لنفسه: (علمت ما حلّل المولى وحرَّمه .......... فاعمل بعلمك، إنّ العلم للعمل) وقال: الجاهل بالعلم يقتدي، فإذا كان العالم لا يعمل، فالجاهل ما يرجو
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 155 من نفسه؟ فالله الله يا) أولادي، نعوذ بالله من علم يصير حجَّةً علينا. وقيل: إنّ أبا نصر عبد الرّحيم بن القشيريّ جلس بجنب الشّيخ أبي إسحاق، فأحسّ بثقل في كمّه، فقال: ما هذا يا سيّدنا قال: قرصي الملاّح. وكان يحملهما في كمّه طرحاً للتكلُّف. قال السّمعانيّ: رأيت بخطّ أبي إسحاق رحمه الله في رقعة: بسم الله الرحمن الرحيم الله الرحمن الرحيم، نسخة ما رآه الشّيخ السّيّد أبو محمد عبد الله بن الحسن بن نصر المزيديّ، أبقاه الله. رأيت في سنة ثمانٍ وستّين وأربعائة ليلة جمعة أبا إسحاق إبراهيم بن عليّ بن يوسف الفيروزآباذيّ طوَّل الله عمره في منامي يطير مع أصحابه، وأنا معهم استعظاماً لتلك الحال والرّؤية. فكنت في هذه الفكرة، إذ تلقى الشّيخ ملكٌ، وسلَّم عليه، عن الرّبّ تبارك وتعالى، وقال له: إنّ الله تعالى يقرأ عليك السّلام ويقول: ما الّذي تدرَّس لأصحابك فقال له الشّيخ: أدرَّس ما نقل عن صاحب الشَّرع. فقال له الملك: فاقرأ عليَّ شيئاً لأسمعه. فقرأ عليه الشّيخ مسألةً لا أذكرها، فاستمع إليه الملك وانصرف، وأخذ الشّيخ يطير، واصحابه معه. فرجع ذلك الملك بعد ساعة، وقال للشّيخ: إنّ الله يقول: الحقُّ ما أنت عليه وأصحابك، فادخل الجنّة معهم. وقال الشّيخ أبو إسحاق: كنت أعيد كلّ قياسٍ ألف مرّة، فإذا فرغت، أخذت قياساً آخر على هذا، وكنت أعيد كلَّ درسٍ مائة مرّة، فإذا كان في المسألة بيتُ يستشهد به حفظت القصيدة الّتي فيها البيت. كان الوزير عميد الدّولة بن جهير كثيراً ما يقول: الإمام أبو إسحاق وحيد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 156 عصره، وفريد دهره، ومستجاب الدّعوة. وقال السّمعانيّ: لمّا خرج أبو إسحاق إلى نيسابور، وخرج في صحبته جماعةٌ من تلامذته، كانوا أئمّة الدّنيا، كأبي بكر الشّاشيّ، وأبي عبد الله الطَّبريّ، وأبي معاذ الأندلسيّ، والقاضي عليّ الميانجيّ، وأبي الفضل بن فتيان قاضي البصرة، وأبي الحسن الآمديّ، وأبي القاسم الزَّنجانيّ، وأبي عليّ الفارقيّ، وأبي العبّاس بن الرُّطبيّ. وقال أبو عبد الله بن النّجّار في تاريخه: ولد، يعني أبا إسحاق، بفيروزآباد، بليدة بفارس، ونشأ) بها. ودخل شيراز. وقرأ الفقه على أبي عبد الله البيضاويّ، وابن رامين. وقرأ على أبي القاسم الدّراكيّ، وقرأ الدّراكيّ على المروزيّ صاحب ابن سريج. وقرأ أبو إسحاق أيضاً على الطَّبريّ، عن الماسرجسيّ، عن المروزيّ. وقرأ أبو إسحاق أيضاً على الزَّجاجيّ، وقرأ الزَّجّاجيّ على ابن القاصّ صاحب ابن سريج. وقرأ أصول الكلام على أبي حاتم القزوينيّ، صاحب أبي بكر بن الباقلاّنيّ. وكان أبو إسحاق خطُّه في غاية الرَّداءة. أنبأني الخشوعيّ، عن أبي بكر الطُّرطوشيّ قال: أخبرني أبو العبّاس
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 157 الجرجانيّ القاضي بالبصرة قال: كان أبو إسحاق لا يملك شيئاً من الدّنيا، فبلغ به الفقر حتّى كان لا يجد قوتاً ولا ملبساً. ولقد كنّا نأتيه وهو ساكن في القطيعة، فيقوم لنا نصف قومة، كي لا يظهر منه شيءٌ من العري. وكنت أمشي معه، فتعلَّق بنا باقلاّنيّ وقال: يا شيخ، أفقرتني وكسرتني، وأكلت رأس مالي، إدفع إليَّ ما لي عندك. فقلنا: وكم لك عنده قال: أظنّه قال: حبتّان من ذهب أو حبتّان ونصف. وقال أبو بكر محمد بن أحمد ابن الخاضبة: سمعت بعض أصحاب الشّيخ أبي إسحاق يقول: رأيت الشّيخ كان يركع ركعتين عند فراغ كلّ فصل من المهذَّب. قال: قرأت بخطّ أبي الفتوح يوسف بن محمد بن مقلّد الدّمشقيّ: سمعت الوزير ابن هبيرة: سمعت أبا الحسن محمد بن القاضي أبي يعلى يقول: جاء رجل من ميَّافارقين إلى والدي ليتفقّه عليه، فقال: أنت شافعيٌّ، وأهل بلدك شافعيّة، فكيف تشتغل بمذهب أحمد قال: قد أحببته لأجلك. فقال: يا ولدي ما هو مصلحة. تبقى وحدك في بلدك ما لك من تذاكره، ولا تذكر له درساً، وتقع بينكم خصومات، وأنت وحيد لا يطيب عيشك. فقال: إنّما أحببته وطلبته لما ظهر من دينك وعلمك. قال: أنا أدلّك على من هو خيرٌ منّي، الشّيخ أبو إسحاق. فقال: يا سيدّي، إنّي لا أعرفه. فقال: أنا امضي معك إليه.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 158 فقام معه وحمله إليه، فخرج الشّيخ أبو إسحاق إليه، واحترمه وعظّمه، وبالغ. وكان الوزير نظام الملك يثني على الشّيخ أبي إسحاق ويقول: كيف لنا مع رجلٍ لا يفرَّق بيني وبين بهروز الفرّاش في المخاطبة لمّا التقيت به قال: بارك الله فيك. وقال لبهروز لما صبّ عليه الماء: بارك الله فيك. وقال الفقيه أبو الحسن محمد بن عبد الملك الهمذانيّ: حكى أبي قال: حضرت مع قاضي القضاة أبي الحسن الماورديّ عزاء النّابتيّ قبل سنة أربعين، فتكلَّم الشّيخ أبو إسحاق وأجاد، فلّما خرجنا قال الماورديّ: ما رأيت كأبي إسحاق، لو رآه الشّافعيّ لتجمَّل به. أنا ابن الخلاّل، أنا جعفر، أنا السِّلفيّ قال: سألت شجاعاً الذُّهليّ، عن أبي إسحاق فقال: إمام الشّافعية، والمقدَّم عليهم في وقته ببغداد. كان ثقة، ورعاً، صالحاً، عالماً بمعرفة الخلاف، علماً لا يشاركه فيه أحد. أنباؤنا عن زين الأمناء: أنا الصّائن هبة الله بن الحسن، أنا محمد بن مرزوق الزَّعفرانيّ: أنشدنا أبو الحسن عليّ بن فضّال القيروانيّ لنفسه في التنّبيه، للإمام أبي إسحاق: (أكتاب التّنبيه ذا، أم رياض .......... أم لآلي فلونهنّ البياض)
(جمع الحسن والمسائل طرّاً .......... دخلت تحت كلّه الأبعاض)
(كلُّ لفظٍ يروق من تحت معنًى .......... جرية الماء تحته الرَّضراض)
(قلَّ طولاً، وضاق عرضاً مداه .......... وهو من بعد ذا الطّوال العراض)
(يدع العالم المسمَّى إماماً .......... كفتاةٍ أتى عليها المخاض)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 159 أيُّها المدّعون ما ليس فيهمليس كالدُّرّفي العقود الحضاض (كلُّ نعمى عليَّ يا ابن عليًّ .......... أنا إلاّ بشكرها نهّاض)
(ما تعدَّاك من ثنائي محالُ .......... ليس في غير جوهرٍ أعراض)
(أنت طودٌ لكنّه لا يسامى، .......... أنت بحرٌ، لكنّه لا يخاض)
(فابق في غبطةٍ وأنت عزيز .......... ما تعدي عن المنال انخفاض) وقال أبو الحسن محمد بن عبد الملك الهمذانيّ: ندب المقتدي بالله الشّيخ أبا إسحاق الشّيرازيّ للخروج في رسالةٍ إلى المعسكر، فتوجّه في ذي الحجّة سنة خمسٍ وسبعين، وكان في صحبته جماعةٌ من أصحابه، فيهم الشّاشيّ، والطَّبريّ، وابن فتيان، وإنّه عند وصوله إلى بلاد العجم) كان يخرج إليه أهلها بنسائهم وأولادهم، فيسمحمون أردانه، ويأخذون تراب نعليه يستشفون به. وحدَّثني القائد كامل قال: كان في الصُّحبة جمال الدّولة عفيف، ولمّا وصلنا إلى ساوة خرج بياضها وفقهاؤها وشهودها، وكلّهم أصحاب الشّيخ، فخدموه. وكان كلّ واحدٍ يسأله أن يحضر في بيته، ويتبرَّك بدخوله وأكله لمّا يحضره. قال: وخرج جميع من كان في البلد من أصحاب الصنِّاعات، ومعهم من الّذي يبيعونه طرفاً ينثرونه على محفَّته. وخرج الخبّازون، ونثروا الخبز، وهو ينهاهم ويدفعهم من حواليه ولا ينتهون. وخرج من بعدهم أصحاب الفاكهة والحلواء وغيرهم، وفعلوا كفعلهم. ولمّا بلغت النَّوبة إلى الأساكفة خرجوا، وقد عملوا مداساتٍ لطافاً للصَّغار ونثروها، وجعلت تقع على رؤوس النّاس، والشّيخ أبو إسحاق يتعجَّب. فلّما انتهوا بدأ يداعبنا ويقول: رأيتم النّثار ما أحسنه، أيّ شيء وصل إليكم منه فنقول لعلمنا أنّ ذلك يعجبه: يا سيّدي وأنت أيّ شيء كان حظَّك منه فيقول: أنا غطّيت نفسي بالمحفّة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 160 وخرج إليه من النّسوة الصُّوفيات جماعة، وما منهن إلاّ من بيدها سبحة، وألقوا الجميع إلى المحّفة، وكان قصدهنّ أن يلمسها بيده، فتحصل لهّن البركة، فجعل يمرَّها على بدنه وجسده، وتبرَّك بهنّ، ويقصد في حقّهنّ ما قصدن في حقّه. وقال شيرويه الدَّيلميّ في تاريخ همذان: أبو إسحاق الشّيرازيّ إمام عصره، قدم علينا رسولاً من أمير المؤمنين إلى السّلطان ملكشاه. سمعت منه ببغداد، وهمذان وكان ثقة، فقيهاً، زاهداً في الدّنيا. على الحقيق أوحد زمانه. قال خطيب الموصل: حدَّثني والدي قال: توجَّهت من الموصل سنة تسعٍ وخمسين وأربعمائة إلى بغداد، قاصداً للشّيخ أبي إسحاق، فلمّا حضرت عنده بباب المراتب، بالمسجد الّذي يدرّس فيه رحّب بي، وقال: من أين أنت قلت: من الموصل. قال مرحّباً: أنت بلدييّ. فقلت: يا سيدّنا، أنت من فيروزآباد، وأنا من الموصل فقال: أما جمعتنا سفينة نوحٍ عليه السّلام) وشاهدت من حسن أخلاقه ولطافته وزهده ما حبَّب إليَّ لزومه، فصحبته إلى أن توفّي. قلت: وقد ذكره ابن عساكر في طبقات الأشعرية. ثمّ أورد ما صورته قال: وجدت بخطّ بعض الثّقات: ما قول السّادة الفقّهاء في قومٍ اجتمعوا على لعن الأشعريّة وتكفيرهم وما الّذي يجب عليهم أفتونا. فأجاب جماعة، فمن ذلك: الأشعريّة أعيان السُّنّة انتصبوا للرّدّ على
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 161 المبتدعة من القدريّة والرّافضة وغيرهم. فمن طعن فيهم فقد طعن على أهل السُّنّة، ويجب على النّاظر في مر المسلمين تأديبه بما يرتدع به كلّ أحدٍ. وكتب إبراهيم بن عليّ الفيروزآباديّ. وقال: خرجت إلى خراسان، فما دخلت بلدةً ولا قريةً إلاّ كان قاضيها، أو خطيبها، أو مفتيها، تلميذي، أو من اصحابي. ومن شعره: (أحبّ الكأس من غير المدام .......... وألهوا بالحسان بلا حرام)
(وما حبّي لفاحشةٍ ولكن .......... رأيت الحبّ أخلاق الكرام) وله: (سألت النّاس عن خلّ وفيًّ .......... فقالوا: ما إلى هذا سبيل)
(تمسك إن ظفرت بودّ حرًّ .......... فإنّ الحرَّ في الدّنيا قليل) وله: (حكيم يرى أنّ النّجوم حقيقةٌ .......... ويذهب في أحكامها كلَّ مذهب)
(يخبّر عن أفلاكها وبروجها .......... وما عند علمٌ بما في المغَّيب)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 162 ولسلاّر العقبيّ: (كفاني إذا عنّ الحوادث صارمٌ .......... ينيلني المأمول في الإثر والأثر)
(يقدّ ويغري في اللقاء كأنّه .......... لسان أبي إسحاق في مجلس النّظر) ولعاصم بن الحسن فيه: (تراه من الذّكاء نحيف الجسم .......... عليه من توقُّده دليل)
(إذا كان الفتى المعالي .......... فليس يضيره الجسم النَّحيل) ولأبي القاسم عبد الله بن ناقيا يرثي أبا إسحاق، رحمه الله تعالى:) (أجرى المدامع بالدّم المهراق .......... خطبٌ قيامة الآماق)
(خطبٌ شجا منّا القلوب بلوعةٍ .......... بين التَّراقي ما لها من راق)
(ما للّياليّ لا تألّف شملها .......... بعد ابن بجدتها أبي إسحاق)
(إن قيل: مات، فلم يمت من ذكره .......... حيٌّ على مرّ اللّيالي باقي)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 163 توفّي ليلة الحادي والعشرين من جمادى الآخرة، ودفن من الغد، وأحضر إلى دار المقتدي بالله أمير المؤمنين، فصلّى عليه، ودفن بباب أبرز. وجلس أصحابه للعزاء بالمدرسة النّظاميّة،. وكان الّذي صلّى عليه صاحبه أبو عبد الله الطَّبريّ. ولمّا انقضى العزاء رتَّب مؤيَّد الدّولة ابن نظام الملك أبا سعد المتولّي مدرّساً، فلمّا وصل الخبر إلى نظام الملك، كتب بإنكار ذلك، وقال: كان من الواجب أن تغلق المدرسة سنةً من أجل الشّيخ. وعاب على من تولّى مكانه، وأمر أنّ يدرّس الشّيخ أبو نصر عبد السّيّد بن الصّبّاغ مكانه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 164 4 (حرف الطاء.)
4 (طاهر بن الحسين بن احمد بن عبد الله.) أبو الوفا القوّاس البغداديّ، الفقيه الحنبليّ الزّاهد، من أهل باب البصرة. ولد سنة تسعين وثلاثمائة. وسمع من: هلال الحفّار، وأبي الحسين بن بشران، وأبي سهل محمود العكبريّ، وجماعة. روى عنه: أبو محمد، وأبو القاسم ابنا السَّمرقنديّ، وأبو البركات عبد الوهّاب الأنماطيّ، وعليّ بن طراد، وآخرون. ذكره السَّمعانيّ فقال: من أعيان فقهاء الحنابلة وزهّادهم، أجهد نفسه في الطّاعة والعبادة، واعتكف في بيت الله تعالى خمسين سنة. وكان يواصل ليله بنهاره. وكان قارئاً للقرآن، فقيهاً، ورعاً، خشن العيش. كانت له حلقة بجامع المنصور. قال عبد الوهاب الأنماطيّ: سأله رجلٌ في حلقته عن مسألةٍ، فقال: لا أجيبك حتّى تقوم وتخلع سراويلك وتتكشّف. كان قد رآه كذلك في الحمّام. فقال: هذا لا يمكن، وأنا أستحيي. فقال: يا فلان، فهؤلاء بعينهم هم الّذين رأوك في الحمّام بلا مئزر، إيش الفرق بين هنا وبين الحمّام فخجل)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 165 وذكر الشّيخ فصلاً في النَّهي عن كشف العورة. توفّي يوم الجمعة سابع عشر شعبان. 4 (حرف العين.)
4 (العبّاس بن أحمد بن محمد بن العبّاس بن بكران.) أبو الفضل الهاشميّ البغداديّ. روى عنه: الحسين بن الحسن الغضائريّ. روى عنه: قاضي المرستان، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ. توفّي في جمادى الآخرة. 4 (عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 166 أبو حكيم الخبريّ الفقيه الفرضيّ. تفقّه على: أبي إسحاق الشّيرازيّ. وبرع في الفرائض، والحساب، والعربيّة، واللّغة. وسمع من: الحسين بن حبيب القادسيّ، والحسين بن عليّ الجوهريّ. وصنَّف الفرائض وشرح كتاب الحماسة، وديوان البحتريّ، وديوان المتنّبي، وديوان الشّريف الرَّضيّ. وكان متديّناً صدوقاً. روى عنه: ابن بنته أبو الفضل محمد بن ناصرن وأبو العزّ بن كاذش. قال السِّلفيّ: سألت الذُّهليّ، عن أبي حكيم فقال: كان يسمع معنا من الجوهريّ ومن بعده. وكان قيِّماً بعلم الفرائض، وله فيها مصَّنف، وله معرفة بالآداب صالحة. قال ابن ناصر كان جدّي أبو حكيم يكتب المصاحف، فبينما هو يوماً قاعداً مستنداً يكتب، وضع القلم واستند، وقال: والله إنّ هذا موت مهنّأ، موت طيّب. ثمّ مات. ورّخ أبو طاهر الكرجيّ موته في ذي الحجّة. 4 (عبد الله بن عطاء بن عبد الله بن أبي منصور بن الحسن بن إبراهيم.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 167 أبو محمد الإبراهيميّ الهرويّ. أحد من عني بهذا الشأن. وسمع: أبا عمر عبد الواحد المليحيّ، وجمال الإسلام أبا الحسن الدّاووديّ، وأبا إسماعيل شيخ) الإسلام. ورحل فسمع ببغداد من: أبي الحسن بن النَّقُّور، وعبد العزيز بن السُّكَّريّ، وهذه الطّبقة. وسمع بإصبهان، ونيسابور. روى عنه زاهر الشّحّاميّ، وأبو بكر سبط الخيّاط، وأبو بكر بن الزّاغونيّ، وأبو المعالي النّحّاس، وغيرهم. قال يحيى بن مندة: كان أحد من يفهم الحديث ويحفظ، صحيح النَّقل، حسن الفهم، سريع الكتابة، حسن التّذكير. قال هبة الله السَّقطيّ: كان يصحّف في الأسماء والمتون، ويصرّ على غلطه، وكان متهافتاً، تظهر على لسانه الأباطيل، ويركِّب الأسانيد، فمن ذلك ما ثنا قال: ثنا عبد الرحمن بن محمد العبديّ، نا الحسين بن محمد الدَّينوريّ، ثنا عبيد الله بن محمد بن شنبة، ثنا محمد بن موسى بن زياد الإصبهانيّ، نا الحسين بن محمود بن وكيع، ثنا سفيان بن وكيع، عن أبيه، عن هشام بن عروة،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 168 عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أدّوا الزَّكاة وتحرُّوا بها أهل العلم، فإنّه أبرّ وأتقى. قال السّمعانيّ: محمد بن موسى، وشيخة، مجهولان، وهو موضوع لا شكّ فيه. توفّي الإبراهيميّ راجعاً من الحجّ بقرب العراق سامحه الله. وروى عنه وجيه الشّحّاميّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 169 قال خميس الحوزيّ: رأيته ببغداد ملتحقاً بأصحابنا، متخصّصاً بالحنابلة، يخرَّج لهم أحاديث الصّفات وأضداده يقولون: هو يضعها، وما علمت ذلك فيه. 4 (عبد الله بن عليّ بن بحر.) أبو بكر. توفّي ببوسنج برجب. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن عيسى بن زياد.) أبو عيسى الإصبهاني التّانيّ، الأديب. كان يشبه الصّدر الأوّل. عنده جزء لوين، وغريب القرءان للقتبيّ.) مات في شعبان سنة ستًّ. وجد سماعه في آخر عمره. روى عنه: مسعود الثّقفيّ، وغيره. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي عاصم.) أبو عطاء ابن الهرويّ الجوهريّ. روى عن: محمد بن محمد بن جعفر المالينيّ، وابي منصور محمد بن محمد الأزديّ، وأبي حاتم بن أبي حاتم محمد بن يعقوب، وجماعة. روى عنه أبو الوقت السِّجزيّ، ووجيه، وعبد الجليل بن أبي سعد الهرويّ. توفّي في شعبان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 170 قال السّمعانيّ: كان شيخاً ثقة، صدوقاً. تفرَّد عن أبي معاذ الشّاه، والمالينيّ. سمع منه جماعة كثيرة. ولد سنة سبعٍ أو ثمانٍ وثمانين وثلاثمائة. حدَّثنا عنه أحمد بن أبي سهل الصّوفيّ، وعبد الواسع بن أميرك. 4 (عبد السّميع بن عبد الودود بن عبد المتكّبر بن هارون بن عبيد الله بن المهتدي) بالله. أبو أحمد الهاشميّ، أخو الحسن. سمع: أبا الحسن بن بشران. سمع منه: الحميديّ، وشجاع الذُّهليّ. قال إسماعيل بن السَّمرقنديّ: سألته عن مولده فقال: سنة أربعٍ وأربعمائة. مات في جمادى الأولى سنة. 4 (عبد الوهّاب بن أحمد بن جلبة.) الفقيه أبو الفتح الخزّاز البغداديّ ثمّ الحّرانيّ، الحنبليّ. مفتي حرّان عالمها. تفقّه على القاضي أبي يعلى ولازمه، وكتب عنه تصانيفه. وسمع من: أبي بكر البرقانيّ، وأبي عليّ بن شاذان، وأبي عليّ الحسن بن شهاب العكبريّ.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 171 سمع منه: هبة الله الشّيرازيّ، ومكّيّ الرُّميليّ، والرَّحّالة بحرّان. وقتل شهيداً مظلوماً. قال أبو الحسن بن أبي يعلى: ولي أبو الفتح بن جلبة قضاء حرّان من قبل الوالد، وكتب به سجلاًّ، وكان ناشراً للمذهب، داعياً له في تلك الدّيار. وكان مفتيها وواعظها وخطيبها وقاضيها. قتل رحمه الله على يد قريش العقيليّ في سنة ستًّ وسبعين، عند اضطراب أهل حرّان على ابن قريش، لما أظهر سبَّ السَّلف رضي الله عنهم. قلت: جاء في حديث ماكسين من أربعين السِّلفيّ. وقال السِّلفيّ: أنا أحمد بن محمد حامد الحّرانيّ قاضي ماكسين، أنبا عبد الوهّاب، فذكر حديثاً. 4 (عتيق.) أبو بكر المغربيّ الواعظ المعروف بالبكريّ. كان من غلاة الأشاعرة ودعاتهم. هاجر إلى باب نظام الملك، فنفق عليه،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 172 وكتب له كتاباً بأن يجلس بجوامع بغداد، فقدم وجلس للوعظ، وذكر ما يلطخ به الحنابلة من التّجسيم، وهاجت الفتن ببغداد، وكفَّر بعضهم بعضاً. ولمّا همَّ بالجلوس بجامع المنصور، قال نقيب النُّقباء: اصبروا لي حتّى أنقل من هذه النّاحية، لأنّي أعلم من قتلٍ ونهبٍ يكون. ثمّ إنّ أبواب الجامع أغلقت سوى بابٍ واحد، فصعد البكريّ على المنبر، والأتراك بالقسيّ والنّشّاب حوله، كأنّه حرب. فنعوذ بالله من الفتن، ما ظهر منها وما بطن. ولقّبوه بعلم السُّنّة، وأعطوه ذهباً وثياباً، فتعرَّض لأصحابه قومٌ من الحنابلة، فكسب دور بني القاضي أبي يعلى، وأخذت كتبهم، ووجد فيها كتاب الصّفات. فكان يقرأ بين يدي البكريّ وهو على منبر الوعظ، وهو يشنّع عليهم. وكان عميد بغداد أبو الفتح بن أبي الَّليث، فخرج البكريّ إلى المعسكر شاكياً منه، فلمّا عاد مرض ومات. ولمّا تكلَّم بجامع المنصور رفع من الإمام أحمد وقال: وما كفر سليمان ولكنَّ الشَّياطين كفروا فجاءته حصاةً، وأخرى، فأحسَّ بذلك النّقيب، فكشف عن الأمر، فكانوا ناساً من الهاشمييّن من أصحاب أحمد اختفوا في السُّقوف، فأخذهم فعاقبهم.) مات في جمادى الأولى. ذكره ابن النّجّار. 4 (عليّ بن أحمد بن عبد الله.) الأستاذ أبو الحسن الطَّبريّ. توفّي في شهر ربيع الآخر. 4 (عليّ بن الحسين بن الحسن بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 173 محمد بن الحسن بن) محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب. الحسنيّ أبو طالب الهمذانيّ. قال شيرويه: وحيد زمانه في الفصل والخلق، وطراز البلد. روى عن: جدّه لأمّه أبي طاهر الحسين بن عليّ بن سلمة، وأبي منصور القومسانيّ، وعبد الله بن حسّان، ورافع بن محمد القاضي، وأبي بكر عبد الله أحمد بن بيهس. ورحل فسمع بنيسابور من: أبي سعد الفضل بن عبد الرحمن بن حمدان النَّضروييّ، وأبي حفص بن مسرور، وأبي الحسين عبد الغافر الفارسيّ. وسمع بإصبهان من أبي ريذة، وعبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذيّ، وأحمد بن محمد بن النُّعمان، وعامّة أصحاب ابن المقريء. وسمع بالدَّينور من: أبي نصر أحمد بن الحسين بن بوّان الكسّار، وعامّة مشايخ زمانه. سمعت منه واستمليت عليه. وكان صدوقاً، حسن لخلق، خفيف الرُّوح، كريم الطَّبع، ملجأ أصحاب الحديث، أديباً، فاضلاً، من أدباء وقته. ولد سنة إحدى وأربعمائة. وتوفّي في جمادى الأولى، ودفن في داره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 174 4 (عليّ بن عبد الله بن سعيد.) أبو الحسن النَّيسابوريّ. التّاجر الحنفيّ الفقيه. شيخ ثقة. سمع الكثير من أصحاب الأصمّ. وتوفّي في عاشر رجب، وله خمسُ وثمانون سنة.) 4 (عمر بن عمربن يونس بن كريب.) أبو حفص الأصبحيّ السَّرقسطيّ. نزيل طليطلة. روى عن: عليّ بن موسى بن حزب الله، ويحيى بن محارب، وأبي عمرو الدّانيّ، وخلف بن هشام العبدريّ القاضي. وكان فاضلاً ثقة. عمَّر وأسنّ. قاله ابن بشكوال. 4 (عمر بن واجب بن عمر بن واجب.) أبو حفص البلنسيّ. روى عن: أبي عمر الطَّلمنكيّ. وسمع من أبي عبد الله بن الحذّاء صحيح مسلم. وكان صاحب أحكام بلنسية. روى عنه: حفيده أبو الحسن محمد بن واجب بن عمر، وأبو عليّ بن سكَّرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 175 4 (حرف الفاء)
4 (فرج) مولى سيّد بن أحمد الغافقيّ الكتبيّ. أبو سعيد الطُّليطليّ. حجّ وسمع: أبا ذرّ الهرويّ. وكان صالحاً ثقة. روى عنه: عبد الرحمن بن عبد الله المعدّل، وغيره. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن عمر بن شبويه.) أبو نصر بنيسابور من: أبي بكر الحيريّ، وأبي سعيد الصَّيرفيّ. روى عنه: الرٌّ ستميّ، ومسعودج الثّقفيّ. توفّي في المحرَّم. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن إسماعيل.) ) أبو طاهر بن أبي الصَّقر اللّخميّ الأنباريّ، الخطيب. له مشيخة في جزءين، سمعناها. وله رحلة إلى الشّام، والحجاز، ومصر. وسمع: عبد الرحمن بن أبي نصر التّميمي، وأبا نصر بن الحبّان، وأبا عبد الله بن نظيف، ومحمد بن الحسين الصَّنعانيّ، وإسماعيل بن عمرو الحدّاد المصريّ، وعبد الوهّاب المرّي، وأبا العلاء بن سليمان المعرَّيّ، وأبا محمد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 176 الجوهريّ، وصلة بن المؤمّل المصريّ. وكان دخوله إلى مصر سنة ثلاثٍ وعشرين. وأكبر شيوخه ابن أبي نصر. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وعبد الله بن عبد الرّزّاق بن الفضيل، وإسماعيل بن أحمد السِّمرقنديّ، وأبو الفتح محمد بن احمد الأبياريّ الخلاّل، وعبد الوهّاب الأنماطيّ، والحافظ ابن ناصر، وموهوب بن أحمد بن الجواليقيّ. وآخر من روى عنه أبو بكر بن الزّعفرانيّ. ولد سنة ستًّ وتسعين وثلاثمائة. قال السّمعانيّ: سمعت خليفة بن محفوظ بالأنبار يقول: كان ابن أبي الصَّقر صوّاماً قوَّاماً. سأله بعض النّاس: كم مسموعات الشّيخ قال: وقر جملٍ، سوى ما شذّ عنّي. قال خليفة: وكان قد أصيب ببعضها. وقال السمعانيّ: سمعت خطيب الأنبار أبا الفتح بن الخلاّل يقول: خرج شيخنا ابن أبي الصَّقر إلى الرحلة قبل سنة ثمان عشر وأربعمائة. وله شعرٌ، فمنه: (حبيبٌ خصَّ بالكرم .......... إمام الحسن في الأمم)
(بوجه نور جوهره .......... يريك البدر في الظُّلم)
(مهذَّبة خلائقه .......... شمّاً بالأصل والشّيم)
(حلفت على الوداد له .......... بربّ البيت والحرم)
(لأنت أعزّ من بصري .......... عليَّ وكلّ ذي رحم) ) (فقال: لك الوفاء بذا .......... ولو لم تأت بالقسم)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 177 توفّي رحمه الله بالأنبار في جمادى الآخرة. 4 (محمد بن أحمد بن الحسن بن جردة.) أبو عبد الله العكبريُّ التّاجر. كان رأس ماله نحو مائتي درهم يتَّجر بها من عكبرا إلى بغداد، فاتَّسعت عليه الدّنيا، إلى أن ملك ثلاثمائة ألف دينار. وصاهر أبا منصور بن يوسف علي بنته، وبنى داراً عظيمة في غاية الكبر والحسن، واتَّخذ لها بابين، وعلى كلّ باب مسجداً. ولمّا دخل البساسيريُّ بغداد بذل لقريش بن بدران عشرة آلاف دينار حتّى حمى داره، واختفت عنده زوجة السّلطان طغرلبك فلمّا قدم طغرلبك بغداد جاء إلى داره متشكراً. وله برٌّ معروف، وأوقاف، وآثار جميلة. روى شعراً عن الوزير أبي القاسم المغربيّ. وروى عنه: أبو العزّ بن كادش، وغيره. ومات في عاشر ذي القعدة عن إحدى وثمانين سنة. وكان سبط الخيّاط إمام مسجده الكبير. 4 (محمد بن أحمد بن علاّن.) أبو الفرج الكرجيّ، ثمّ الكوفيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 178 ثقة، مسند، مشهور. روى عن: أبي الحسن بن النّجّار، وأبي عبد الله الهروانيّ. كتب عنه: أو الغنائم النَّرسيّ، وغيره. وآخر من بقي من أصحابه أبو الحسن بن غبرة الّذي أجاز لكريمة. قال النَّرسيّ: كان ثقة، من عدول الحاكم. توفّي في شعبان. 4 (محمد بن الحسن بن محمد بن القاسم بن المنثور.) أبو الحسن الجهنيّ الكوفيّ. من الرؤساء لكنّه سّيء المعتقد، شيعيّ. وهو آخر من حدَّث عن محمد بن عبد الله الجعفيّ الهروانيّ.) توفّي في شعبان. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وعمر بن إبراهيم الحسينيّ، ومحمد بن طرخان. وعاش اثنتين وثمانين سنة. 4 (محمد بن الحسين.) أبو بكر البغداديّ البنّا. ويعرف بأخي فبيدة، بالضّمّ وبموحّدة. سمع: البرقانيّ، وأبي عليّ بن شاذان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 179 وعنه: إسماعيل، وعبد الله ابنا السَّمرقنديّ. وكان مقرئاً خيّراً، مات في شهر رجب. ذكره ابن نقطة. 4 (محمد بن شريح بن أحمد بن محمد بن شريح.) أبو عبد الله الرُّعينيّ الإشبيليّ المقريء، مصنَّف كتاب الكافي، وكتاب التّذكير، وخطيب إشبيلية. كان من جلَّة المقرَّبين في زمانه بالأندلس. رحل وحجّ، وسمع من أبي ذرَّ الهرويّ، وأجاز له مكّيّ القيسيّ. وسمع بمصر من: أبي العبّاس بن نفيس، وأبي القاسم الكحّال وبإشبيلية من: عثمان بن أحمد القيشطاليّ. وقرأ بالروايات بمكّة على القنطريّ، وبمصر على ابن نفيس. روى عنه: ابنه الخطيب أبو الحسن شريح، وقال: توفّي عصر يوم الجمعة الرابع من شوّال، وله عاماً إلاّ يوماً. 4 (محمد بن طلحة بن محمد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 180 أبو مسعد الجنابذيّ النَّيسابوريّ التّاجر. سمع من أصحاب الأصمّ. وسمع بدمشق من عبد الرحمن بن الطُّبيز. روى عنه: عبد الغافر بن إسماعيل وقال: كان صالحاً ثقة كثير البرّ. وروى عنه بالإجازة وجيه الشّحّاميّ.) 4 (محمد بن عليّ بن أحمد بن الحسين.) أبو الفضل السَّهلكيّ البسطاميّ الفقيه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 181 شيخ الصُّوفية. له الأصحاب والتّصانيف في الطّريق. سمع: أبا بكر الحيريّ، وغيره. وحدَّث بنيسابور. وقيل: توفّي سنة، فالله أعلم. 4 (حرف الياء)
4 (يوسف بن سليمان بن عيسى.) أبو الحجّاج الأندلسيّ النَّحويّ المعروف بالأعلم. من أهل شنتمريّة. رحل إلى قرطبة في سنة ثلاثٍ وثلاثين، وأتى أبا القاسم إبراهيم بن محمد الإفليليّ فلازمه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 182 وأخذ عن: أبي سهل الحرّانيّ، ومسلم بن أحمد الأديب. وكان عالماً باللُّغات والإعراب والمعاني، واسع الحفظ، جيّد الضَّبط، كثير العناية بهذا الشّأن. اشتهر اسمه، وسار ذكره. وكانت الرحلة إليه في وقته. أخذ عنه: أبو عليّ الغسّانيّ، وطائفة كبيرة. وكفّ بصره في آخر عمره. وكان مشقوق الشَّفة العليا شقّاً كبيراً. توفّي بإشبيلية، وله ستٌّ وستّون سنة. قال أبو الحسين شريح بن محمد: توفّي أبي في منتصف شوّال فأتيت أبا الحجّاج الأعلم فأعلمته بموته، فإنّهما كانا كالأخوين، فانتخب وبكى، وقال: لا أعيش بعده إلاّ شهراً. فكان كذلك.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 183 4 (الكنى)
4 (أبو الخطّاب الصّوفيّ.) هو أحمد بن عليّ بن عبد الله المقريء البغداديّ المؤدَّب. أحد الحذَّاق. قرأ القراءات على الحمّاميّ.) وله قصيدة مشهورة في السُّنَّة، رواها عنه عبد الوهّاب الأنماطيّ. وقصيدة في آي القرآن، رواها عنه قاضي المرستان. قرأ عليه: هبة الله بن المجليّ، والخطيب أبو الفضل محمد بن المهتدي بالله. قال أبو الفضل بن خيرون: كان عنده عن ابن الحمّاميّ السّبعة تلاوةً. وقال شجاع الذَّهليّ: كان أحد الحفّاظ للقرآن المجودَّين. يذكر أنّه قرأ بالرّوايات على الحّماميّ، ولم يكن معه خطٌّ بذلك، فأحسن النّاس به الظّنّ، وصدّقوه، وقرأوا عليه. مات في رمضان سنة ستّ. كذا ورّخه ابن خيرون. وولد سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 184 4 (وفيات سنة سبع وسبعين وأربعمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن الحسين بن محمد بن محمد.) أبو الحسين البغداديّ العطّار. سمع: أبا الحسن بن رزقويه، وأبا الفضل عبد الواحد التّميميّ، وأبا القاسم الحرفيّ. وعنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وعبد الوهّاب بن الأنماطيّ. وأثنى عليه عبد الوهّاب، ووصفه بالخير، وقال: ما كان يعرف شيئاً من الحديث. ولد سنة سبعٍ وتسعين وثلاثمائة، ومات في سادس ذي القعدة. 4 (أحمد بن عبد الرحمن بن محمد.) أبو الحسين النَّيسابوريّ الكّياليّ المقريء. سمع أبا نصر محمد بن عليّ بن الفضل الخزاعيّ صاحب محمد بن الحسين القطّان. روى عنه: إسماعيل بن أبي صالح المؤذّن.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 185 4 (أحمد بن محمد بن الفضل.) أبو بكر الفسويّ نزيل سمرقند. كان إماماً ذا فنون وورع وديانة. سمع:: أبا نعيم الحافظ، وأبا بكر الحيريّ، ومحمد بن موسى الصَّيرفيّ، والحسين بن إبراهيم الحمّال.) مات في رمضان عن بضعٍ وسبعين سنة. روى عنه بالإجازة أحمد بن الحسين الفراتيّ. 4 (أحمد بن عبد العزيز شيبان) أبو الغنائم بن المعافى التّميميّ الكرخيّ. سمع: أبا الحسين بن بشران، وأبا محمد السُّكَّريّ. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ. مات في ربيع الأوّل. 4 (أحمد بن محمد بن عبد الله الإصبهانيّ البقّال.) توفّي في رجب. 4 (أحمد بن محمد بن رزق بن عبد الله.) أبو جعفر القرطبيّ، الفقيه المالكيّ. تفقّه بابن القطّان، وأخذ عن: أبي عبد الله بن عتّاب، وأبي شاكر بن قهب، وابن يحيى المرييّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 186 ورحل إلى ابن عبد البرّ فسمع منه. وكان فقيهاً، حافظاً للرأي، مقدّماً فيه، ذاكراً للمسائل، بصيراً بالنّوازل. كان مدار طلبة الفقه بقرطبة عليه في المناظرة والتَّفقُّه، نفع الله به كلَّ من أخذ عنه. وكان صالحاً، ديّناً، متواضعاً، حليماً. على هدًى واستقامة. وصفه بذلك ابن بشكوال وقال: أنا عنه جماعة من شيوخنا، ووصفوه بالعلم والفضل. وقال عياض القاضي: تخّرج به جماعة كأبي الوليد بن رشد، وقاسم بن الأصبغ، وهشام بن أحمد شيخنا. وذكره أبو الحسن بن مغيث فقال: كان أذكى من رأيت في علم المسائل، وألينهم كلمةً، وأكثرهم حرصاً على التّعليم، وأنفقهم لطالب فرع على مشاركةٍ له في علم الحديث. توفّي ابن رزق فجأةً في ليلة الإثنين لخمسٍ بقين من شوّال، وكان مولده سنة سبعٍ وعشرين وأربعمائة. 4 (أحمد بن المحسِّن بن محمد بن عليّ بن العبّاس.) أبو الحسن بن أبي يعلى البغداديّ العطّار الوكيل.) أحد الدُّهاة المتبحّرين في علم الشُّروط والوثائق والدَّعاوي، يضرب به المثل في التّوكيل. قال أبو سعد السّمعانيّ: سمعت محمد بن عبد الباقي الأنصاريّ يقول: طلّق رجل امرأته، فتزوَّجت بعد يوم، فجاء الزّوج إلى القاضي أبي عبد الله بن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 187 البيضاويّ، فطلبها القاضي ليشهِّرها، فجاءت إلى ابن المحسّن الوكيل، وأعطته مبلغاً، فجاء إلى القاضي فقال: الله الله، لا يسمع النّاس. فقال: أين العدّة قال: كانت حاملاً فوضعت البارحة ولداً ميتاً، أفلا يجوز لها أن تتجوَّز. قال عبد الوهّاب الأنماطيّ: كان صحيح السّماع، قليل الأفعال والحيل. قلت: روى عن: أبي القاسم الحرقيّ، وأبي عليّ بن شاذان، ومحمد بن سعيد بن الرُّوزبهان. قرأ القرآن على أبي العلاء الواسطيّ، وأقرأ مدّة. روى عنه: مكّيّ الرُّميليّ، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ، ويحيى بن الطّرّاح، وعبد الوهّاب الأنماطيّ. توفّي في رجب. وولد في سنة إحدى وأربعمائة. وأبوه اسمه المحسّن عند ابن السّمعانيّ، والحسين ابن النّجّار، فلعلّهما إسمان، واتّفقت وفاتهما في سنةٍ واحدة. ويقوّي أنّهما اثنان اختلاف كنيتهما ونسبهما، وأنّ كنية أحمد بن الحسين: أبو الحسين، وأنّ اسم جدّه محمد بن محمد بن سلمان، وأنّه ليس بوكيل، وأنّه مات في ذي القعدة، وغير ذلك. 4 (إسماعيل بن مسعدة بن إسماعيل بن الإمام أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل.) المفتي أبو القاسم الإسماعيليّ الجرجانيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 188 صدر محتشم، نبيل القدر، تامّ المروءة، واسع العلم، صدوق. كان يعظ ويملي على فهمٍ ودراية. وحدَّث ببلاد كثيرة. وكان عارفاً بالفقه، مليح الوعظ، له يدٌ في النَّظم والنَّثر والتَّرسُّل. حدَّث بكتاب الكامل وبالمعجم لابن عديّ، وبتاريخ جرجان. سمع: أباه، وعمّه المفضّل، وحمزة السَّهميّ، والقاضي أبا بكر محمد بن يوسف الشّالنجيّ، وأحمد بن إسماعيل الرَّباطيّ، وجماعة.) روى عنه: زاهر ووجيه ابنا الشّحّاميّ، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي، وأبو سعد أحمد بن محمد البغداديّ، وإسماعيل بن السَّمرقندي، وأبو منصور بن خيرون، وأبو الكرم الشهرزوريّ، وأبو البدر الكرخيّ، وآخرون. ولد في سنة سبعٍ وأربعمائة. قال إسماعيل السَّمرقنديّ: سمعت ابن مسعدة: سمعت حمزة بن يوسف: سمعت أبا بكر الإسماعيليّ يقول: كتبه الحديث رقّ الأبد. توفّي ابن مسعدة بجرجان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 189 4 (حرف الباء)
4 (بيبى بنت عبد الصّمد بن عليّ بن محمد.) أمّ الفضل، وأمّ عزَّي الهرثميَّة الهرويّة. راوية الجزء المنسوب إليها. عن: عبد الرحمن بن أبي شريح صاحب البغويّ، وابن صاعد. توفّيت في هذا العام أو في الّذي بعده. وقد كمَّلت التّسعين وتعدَّتها. روى عنها: ابن طاهر المقدسيّ، ووجيه الشّحّاميّ، وأبو الوقت السِّجزيّ، وعبد الجليل بن أبي سعد الهرويّ وهو آخر من روى عنها. قال أبو سعد السَّمعانيّ: هي من أهل بخشة، قرية على أربعة فراسخ من هراة، صالحة عفيفة. عندها جزء من حديث ابن أبي شريح تفرَّدت برواية ذلك في عصرها. سمع منها عالمٌ لا يحصون. وكانت ولادتها في حدود سنة ثمانين وثلاثمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 190 قال: وماتت في حدود خمسٍ وسبعين بهراة. روى لنا أبو الفتح محمد بن عبد الله الشّيرازيّ، وعبد الجبّار بن أبي سعد الدّهّان، وجماعة. قلت: وقد روى أبو عليّ الحدّاد في معجمه، عن ثابت بن طاهر الهرويّ، عن بيبى الهرثميّة. وقد ادخل بعض المتفضّلين في الجزء الّذي روته حديثاً موضوعاً، رواه أيضاً ابن أخي ميمي، عن البغويّ. أخبرناه أبو الحسين اليونينيّ. وأبو عبد الله بن النّحاس النَّحويّ، وآخرون أنّ أبا المنجَّى بن اللُّتّيّ أخبرهم، وأناه أبو المعالي الأبرقوهيّ، أنا زكريا العلبيّ قالا: أنا عبد الأوّل السِّجزيّ. وأنا يحيى بن أبي منصور إجازةً، أنا عبد القادر الحافظ، أنا عبد الجليل بن أبي سعد المعدّل،) قالا: أخبرتنا بيبى: أنا عبد الرحمن بن أبي شريح، نا عبد الله البغويّ، ثنا داود بن رشيد، ثنا يحيى بن زكريّا، عن موسى بن عقبة، عن أبي الزُّبير،. وعن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في ملأ من أصحابه، إذ دخل أبو بكر وعمر في بعض
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 191 أبواب المسجد، معهما فئام من النّاس يتمارون، وقد ارتفعت أصواتم، يردّ بعضهم على بعض، حتّى انتهوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما الّذي كنتم تمارون قد ارتفعت فيه أصواتكم وكثر لغطكم فقال بعضهم، يا رسول الله، شيء تكلَّم فيه أبو بكر وعمر، فاختلفا، فاختلفنا لاختلافهم. فقال: وما ذاك قالوا: في القدر، قال أبو بكر: يقدّر الله الخير، ولا يقدَّر الشّرّ. وقال عمر: يقدّرهما جميعاً. فقال: ألا أقضي بينكما فيه بقضاء إسرافيل بين جبريل وميكائيل قال جبريل مقالة عمر، وقال ميكائيل مقالة أبي بكر وذكر تمام الحديث. تأمّلت هذا الحديث يوماً فإذا هو يشبه أقوال الطُّرقيّة، فجزمت بوضعه، لكونه بإسنادٍ صحيح. ثمّ سألت شيخنا ابن تميمة عنه، فقال: هذا كذب، فاكتب على النُّسخ أنّه موضوع. قلت: والظّاهر أنّ بعض الكذّابين أدخله على البغويّ لمّا شاخ وانهزم. وأمّا ابن الجوزيّ فقال في الموضوعات: المتَّهم به: يحيى بن زكريّا،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 192 قال ابن معين: هو دجّال هذه الأمّة. 4 (حرف الثاء)
4 (ثابت بن أحمد بن الحسين.) أبو القاسم البغداديّ. قدم دمشق من بغداد حاجّاً، وذكر أنّه سمع أبا القاسم بن بشران، وأبا ذرّ
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 193 عبد بن أحمد الهرويّ، ومحمد بن جعفر الميماسيّ. روى عنه: الفقيه نصر المقدسيّ، وأحمد بن حسين سبط الكامليّ. قال غيث الأرمنازيّ: قدم علينا وذكر أنّه سمع من عبد الملك بن بشران وأبي ذرّ. وأجاز لنا في ربيع الأوّل سنة سبعٍ وسبعين، وأنّ مولده في أوّل سنة إحدى وأربعمائة. وروى نصر في أماليه، أنّ ثابتاً هذا حدّثه أنّه شاهد رجلاً أذّن بمدينة الرسول صلى الله عليه) وسلم عند قبره صلى الله عليه وسلم للصبح، وقال في الأذان: الصّلاة خير من النّوم، فجاء بعض خدم المسجد فلطمه، فبكى الرجل وقال: يا رسول الله في حضرتك يفعل بي هذا ففلج الخادم في الحال، فحملوه إلى بيته، فمات بعد ثلاثٍ. 4 (حرف الحاء)
4 (الحسين بن احمد بن عليّ بن البقّال.) أبو عبد الله الأزجيّ، الفقيه الشّافعيّ، تلميذ أبي الطّيبّ الطَّبريّ. علاّمة مدقّق، زاهد متعبّد. ولي قضاء الحريم مدّة. ودرَّس وأفتى. وحدَّث عن: عبد الملك بن بشران. في شعبان عن ستَّ وسبعين. 4 (الحسين بن عثمان بن أبي بكر النَّيسابوريّ.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 194 حدَّث عن عبد الله بن يوسف الإصبهانيّ، وغيره. توفّي في ربيع الأوّل. 4 (الحسين بن محمد بن الحسين.) أبو الغنائم بن السّراج الشّاذانيّ. بغداديّ. سمع من: عبد الله بن يحيى السُّكَّريّ. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ. وله سميٌّ في الطّبقة الآتية. 4 (حرف الخاء)
4 (خلف بن إبراهيم بن محمد.) أبو القاسم القيسيّ الطُّليطليّ، نزيل دانية. قرأ على: أبي عمرو الدّاني. وأقرأ النّاس. مات رحمه الله في ربيع الأوّل. 4 (حرف الطاء)
4 (طاهر بن هشام بن طاهر.) أبو عثمان الأزديّ، الفقيه المالكيّ الأندلسيّ.) مفتي المريّة. روى عن: المهلّب بن أبي صفرة ورحل وأخذ عن: أبي عمران الفاسيّ، وأبي ذرّ الهرويّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 195 قال ابن بشكوال: أنبأ عنه جماعة من شيوخنا. وقيل إنّه عاش ستّاً وثمانين سنة. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن عبد الكريم بن هوازن.) الإمام أبو سعد بن القشيريّ. كان أكبر أولاد الشّيخ، وكان كبير الشّأن في السُّلوك والطّريقة، ذكيّاً أصوليّاً، غريز لعربيّة. سمع: أبا بكر الحيريّ، وأبا سعيد الصَّيرفيّ، وهذه الطّبقة. ومولده سنة أربع عشرة وأربعمائة، وقدم بغداد مع أبيه. وسمع من: أبي الطَّيِّب الطَّبريّ، وأبي محمد الجوهريّ. قال السّمعانيّ: كان رضيع أبيه في الطّريقة، وفخر ذويه وأهله على الحقيقة. ثمّ بالغ في تعظيمه في التَّصوُّف، والأصول، والمناظرة، والتّفسير. قال: وكانت أوقاته ظاهراً مستغرقاً في الطّهارة والإحتياط فيها، ثمّ في الصّلوات والمبالغة في وصل التّكبير، وباطناً في مراقبة الحقّ، ومشاهدة أحكام الغيب. لا يخلو وقته عن تنفُّس الصُّعداء وتذكّر البرحاء، وترنُّم بكلامٍ منظومٍ أو منثور، يشعر بتذكر وقتٍ مضى، وتأسُّفٍ على محبوب مرّوانقضى. وكان أبوه يعاشره معاشرة الإخوة، وينظر إلى أحواله بالحرمة. روى عنه: ابن اخته عبد الغافر بن إسماعيل الفارسيّ، وابن أخيه هبة الرحمن، وعبد الله بن الفراويّ، وعائشة بنت أحمد الصّفار، وجماعة. وذكر عبد الغافر أنّ خاله أصابته علّة احتاج في معالجتها إلى الأدوية الحارّة، فظهر به علّةٌ من الأمراض الحادّة، وامتدّت مدّة مرضه ستّة أشهر، إلى
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 196 أن ضعف ومات في سادس ذي القعدة قبل أمّه بأربع سنين، وهي فاطمة بنت الدّقّاق. قال عبد الغافر: هو أكبر الإخوة، من لا ترى العيون مثله في الدُّهور، ذو حظًّ وافر من العربيّة، وحصّل الفقه، وبرع في علم الأصول بطبع سيّال، وخاطر، إلى مواقع الإشكال ميّال،) سبّاق إلى درك المعاني، وقّاف على المدرك والمباني. وأمّا علوم الحقائق فهو فيها يشّق الشَّعر. قلت: وطوّل ترجمته. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن عفيف.) أبو منصور البوشنجيّ الهرويّ، المعروف بكلاّريّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 197 سمع: عبد الرحمن بن أبي شريح. وقيل إنّه آخر من روى عنه. روى عنه: أبو الوقت، ووجيه الشّحّاميّ، وأبو عليّ الحسن بن محمد بن السَّجبستيّ، ومحمد وفضيل ابنا إسماعيل الفضيليّان، وضحّاك بن أبي سعد الخّباز، وزهير بن عليّ بن زهير الجذاميّ السرَّخسيّ، وعبد الجليل بن أبي سعد. وقع لنا من طريقه بعلوًّ حكايات شعبة للبغويّ. وكان صالحاً معمَّراً. مات في رمضان ببوشنج. 4 (عبد السّيّد بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن جعفر.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 198 ابن الصّبّاغ الفقيه أبو نصر البغداديّ الشّافعيّ، فقيه العراق، ومصِّنف كتاب الشّامل. كان يقدَّم على الشّيخ أبي إسحاق في معرفة المذهب. ذكره السّمعانيّ فقال: ومن جملة التّصانيف الّتي صنفّها: الشّامل، والكامل، وتذكرة العالم والطريق السّالم. قال: وكان يضاهي أبا إسسحاق. وكانوا يقولون: هو أعرف بالمذهب من أبي إسحاق. وكانت الرحلة إليهما في المختلف والمتّفق. قال: وكان أبو نصر ثبتاً حجّةً دينِّاً خيراً. ولي النّظاميّة بعد أبي إسحاق، وكفَّ بصره في آخر عمره. وحدَّث بجزء ابن عرفة، عن محمد بن الحسين القطّان. وسمع أيضاً أبا عليّ بن شاذان. روى لنا عنه: ابنه أبو القاسم عليّ، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ، وأبو نصر الغازي، وإسماعيل بن محمد بن الفضل، وغيرهم.) ومولده في سنة أربعمائة. وقال الحاكم، ابن خلَّكان: كان تقيّاً، صالحاً، له كتاب الشّامل، وهو من أصحّ كتب أصحابنا، وأثبتها أدلّةً. درَّس بالنّظاميّة ببغداد أوّل ما فتحت،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 199 ثمّ عزل بأبي إسحاق بعد عشرين يوماً. وذلك في سنة تسعٍ وخمسين وأربعمائة. وكان النّظّام أمر أن يكون المدرَّس بها أبو إسحاق، وقرّروا معه أن يحضر في هذا اليوم للتّدريس، فاجتمع النّاس، ولم يحضر أبو إسحاق، فطلب، فلم يوجد، فأرسل إلى أبي نصر وأحضر، ورتَّب مدرَّسها، وتألّم أصحاب أبي إسحاق، وفتروا عن حضور درسه، وراسلوه أنّه إن لم يدرس بها لزموا ابن الصّبّاغ وتركوه. فأجاب إلى ذلك، وصرف ابن الصّبّاغ. قال شجاع الذُّهليّ: توفّي أبو نصر بن الصَّبَّاغ في يوم الثّلاثاء ثالث عشر جمادى الأولى، ودفن من الغد في داره بدرب السَّلوليّ. قال ابن السّمعانيّ: ثمّ نقل إلى مقابر باب حرب. وقد درّس بعد أبي إسحاق سنةً، ثمّ عزل أيضاً وعمي. 4 (عبد الوهّاب بن عليّ بن عبد الوهّاب.) البغداديّ السُّكّريّ البزّاز المعروف بابن اللَّوح. سمع من: هلال الحفّار. وعنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ. وتوفّي في رمضان وله سنة. وسمع من: أبي أحمد الفرضيّ أيضاً. 4 (عليّ بن أحمد بن عبد العزيز بن طبيز.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 200 أبو الحسن الأنصاريّ الميورقيّ، الأندلسيّ. حكى عن: أبي عمر بن عبد البرّ، وغيره. وسمع بدمشق من: عبد العزيز الكتّانيّ، وابن طلاّب. وكان من علماء اللّغة والنَّحو، ديّناً، فاضلاً، فقيهاً، عارفاً بمذهب مالك كتب بصور عامَّة تصانيف أب يبكر الخطيب وحصّلها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 201 وحدَّث بالقدس، والبحرين، وبغداد.) حكى عنه: شيخاه: الخطيب، والكتّانيّ، وعمر الرُّؤاسيّ. وأثنى عليه الحافظ ابن ناصر وقال: انحدر إلى البصرة وتوفّي بها. وقال: سمعت أبا غالب محمد بن الحسن الماورديّ يقول: قدم علينا أبو الحسن سنة تسعٍ وستيّن، فسمع السَّنن من أبي عليّ التُّستريّ، وأقام عنده نحواً من سنتين، ثمّ ذهب بعد ذلك إلى عمان، والتقيت به بمكّة في سنة ثلاثٍ وسبعين. وأخبرني أنّه ركب البحر إلى بلاد الزَّنج، وكان معه من العلوم أشياء فما نفق عندهم إلاّ النَّحو. وقال: لو أردت أن أكسب منهم آلافاً لأمكن ذلك، وقد حصل لي نحوٌ من ألف دينار، وأسفوا على خروجي من عندهم. ثمّ إنّه عاد إلى البصرة على أن يقيم بها، فلمّا وصل إلى باب البصرة وقع عن الجمل، فمات بعد رجوعه من الحجّ. وقال ابن عساكر: ثنا عنه هبة الله بن الأكفانيّ ووثّقه. قلت: وذكر وفاته هبة الله في هذه السّنة. وأمّا ابن السّمعانيّ وغيره
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 202 فقالوا: توفّي سنة أربعٍ وسبعين، وهو أشيه. 4 (عليّ بن محمد.) أبو الحسن الغزنويّ. ولي قضاء دمشق في أيّام تاج الدّولة تتش بن ألب أرسلان. وفي هذه السنة ضرب وسجن، وولي القضاء نجم القضاة. وذكره ابن عساكر مختصراً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 203 4 (حرف الفاء.)
4 (الفضل بن محمد.) أبو عليّ الفارمذيّ. توفّي رحمه الله في شهر ربيع الآخر. وكان شيخ الصَّوفيّة في زمانه. ذكره عبد الغافر فقال: هو شيخ الشّيوخ في عصره وزمانه، المنفرد بطريقته في التّذكير الّتي لم يسبق إليها في عبارته وتهذيبه، وحسن آدابه، ومليح استعاراته، ودقيق إشارته ورقة ألفاظه، ووقع كلامه في القلوب.) دخل نيسابور، وصحب زين الإسلام القشيريّ، وأخذ في الإجتهاد البالغ. وكان ملحوظاً من الإمام بعين العناية، موفّراً عليه منه طريقة الهداية. وقد مارس في المدرسة أنواعاً من الخدمة، وقعد سنين في التّفكير، وعبر قناطر المجاهدة، ختّى فتح عليه لوامع من أنوار المشاهدة. ثمّ عاد إلى طوس، واتّصل بالشّيخ أبي القاسم الكركانيّ الزّاهد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 204 مصاهرةً، وصحبةً، وجلس للتّذكير، وعفّى على من كان قبله بطريقته، بحيث لم يعهد مثله في التّذكير. وصار من مذكّري الزّمان، ومشهوري المشايخ. ثمّ قدم نيسابور، وعقد المجلس، ووقع كلامه في القلوب، وحصل له قبول عند نظام الملك خارج عن الحدّ، وكذلك عند الكبار. وسمعت ممّن أثق به أنّ الصّاحب خدمه بأنواع من الخدمة، حتّى تعجَّب الحاضرون منه. وكان ينفق على الصوفية أكثر مما يفتح له به. وكان مقصداً من الأقطار للصُّوفيّة. وكان مولده في سنة سبعٍ وأربعمائة. وسمع من: أبي عبد الله بن باكويه، وأبي حسّان المزّكي، وأبي منصور البغداديّ، وابن مسرور، وجماعة. روى عنه عبد الغافر، وعبد الله بن عليّ الحركوشيّ، وعبد الله بن محمد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 205 الكوفيّ العلويّ، وأبو الخير صالح السّقّاء، وآخرون. 4 (أبو الفضل بن القاضي أبي بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحيريّ.) توفّي في صفر. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سلة.) أبو الطّيِّب الإصبهانيّ. عن: أبي عليّ الحسن بن عليّ بن أحمد البغداديّ. وعنه: الحافظ أبو سعد البغداديّ، وأبو القاسم الطّلحيّ، وأبو الخير الباغبان، وآخرون. حدَّث في ذي الحجّة من السّنة، وانقطع خبره. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم.) أبو الفضل ابن العلاّمة أبي الحسن المحامليّ.) الفقيه الشّافعيّ. سمع: أبا الحسين بن بشران، وأبا عليّ بن شاذان، وجماعة. أخذ عنه: مكّيّ الرُّميليّ، وغيره. وكان من الأذكياء. مات في رجب عن إحدى وسبعين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 206 4 (محمد بن سعيد بن محمد بن فرُّوخ زاد.) القاضي أبو سعيد النَّوقانيّ، الفرخزاديّ الطُّوسيّ. قال السّمعانيّ: فاضل، عالم، سديد السّيرة، مكثر من الحديث. وسمع من: ابن محمش، وعبد الله بن يوسف الإصبهانيّ، والسُّلميّ، ويحيى المزّكيّ، وأبي عمر البسطاميّ. وسمع من: الثعَّلبيّ أكثر تفسيره. مولده سنة تسعين. وقيل: نيّفٌ وتسعين وثلاثمائة. حدَّث عنه: أبو سعد محمد بن أحمد الحافظ، والعبّاس بن محمد العصّاري، وأحمد بن بشر النَّوقانيّ، ومحمد بن أحمد بن عثمان النَّوقانيّ، وصخر بن عبيد الطّابرانيّ. توفّي سنة سبعٍ وسبعين. قرأت على ابن عساكر، عن عبد الرّحيم بن السّمعانيّ: أنا محمد بن أحمد بن عثمان بنوقان: أنا محمد بن سعيد، أنا أبو طاهر محمش، أنا صاحب ابن أحمد، نا أبو عبد الرحمن المروزيّ، نا ابن المبارك، نا مبارك بن فضالة:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 207 حدَّثنيّ الحسن، عن أنس، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب يوم الجمعة ويسند ظهره إلى خشبة، فلمّا كثر النّاس قال: ابنوا لي منبراً للحديث. 4 (محمد بن عمّار.) أبو بكر المهري الأندلسيّ، ذو الوزارتين. شاعر الأندلس. كان هو وابن زيدون الأندلسيّ القرطبيّ كفرسي رهان. وكان ابن عمّار قد اشتمل عليه المعتمد بن عبّاد، وبلغ الغاية القصوى، إلى أن استوزره، ثمّ جعله نائباً له على مرسيّة، فعصى بها على المعتمد، فلم يزل يحتال عليه ويتلطّف إلى أن وقع في يده، فذبحه صبراً بيده، لعصيانه،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 208 ولكونه هجا المعتمد وآباءه، بقوله:) (مما يقبّح عندي ذكر أندلسٍ .......... سماع معتمدٍ فيها ومعتضد)
(أسماء مملكة في غير موضعها .......... كالهرّ يحكي انتفاخاً صولة الأسد) وقيل: قتله في سنة تسعٍ وسبعين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 209 ومن شعره: (أدر الزُّجاجة فالنّسيم قد انبرى .......... والنَّجم قد صرف العنان عن السُّرى)
(والصُّبح قد أهدى لنا كافوره .......... لمّا استردّ اللَّيل منّا العنبرا) منها: (ملكٌ إذا ازدحم الملوك بموردٍ .......... ونحاه لا يردوه حتّى يصدرا)
(أندى على الأكباد من قطر النَّدى .......... وألذ في الأجفان من سنة الكرى)
(قدَّاح زند المجد لا ينفكُّ من .......... نار الوغى إلاّ إلى نار القرى)
(جلَّلت رمحك من رؤوس كماتهم .......... لمّا رأيت الغصن يعشق مثمرا)
(والسَّيف أفصح من زيادٍ خطبةً .......... في الحرب إن كانت يمينك منبرا) وله: (عليَّ وإلاّ ما بكاء إلغممائم .......... وفيَّ وإلاّ ما نياح الحمائم)
(وعنّى أثار الرَّعد صرخة طالب .......... لثأرٍ وهزَّ البرق صفحة جارم)
(وما لبست زهر النُّجوم جدادها .......... لغيري ولا قامت له في مآتم) منها: (أبى الله أن تلقاه إلاّ مقلَّداً .......... حميلة سيفٍ أو حمالة غارم)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 210 وقد جال ابن عمّار في الأندلس، ومدح الملوك والرؤساء، حتّى السُّوقة حتّى أنّه مدح رجلاً مرّةً، فأعطاه مخلاة شعير لحماره، وكان ذلك الرجل فقيراً. ثمّ آل بابن عمّار الأمر إلى أن نفق على المعتمد، ووّلاه مدينة شلب، فملأ لصاحب الشّعير مخلاةً دراهم، وقال للرسول: لو ملأتها برَّاً لملأناها تبراً. ولمّا استولى على مرسية خلع المعتمد، ثمّ عمل عليه أهل مرسية فهرب ولجأ إلى بني هود بسرقسطة، فلم يقبلوه، ثمّ وقع إلى حصن شقُّورة فأحسن متولّيه نزله، ثمّ بعد أيّام قيَّده، ثمّ أحضر إلى قرطبة مقيِّداً على بغلٍ بين عدلي تبنٍ ليراه النّاس.) وقد كان قبل هذا إذا دخل قرطبة اهتزّت له، فسجنه المعتمد مدَّةً، فقال في السّجن قصائد لو توسّل بها إلى الزّمان لنزع عن جوره، أو إلى الفلك لكفّ عن دوره، فكانت رقىً لم تنجع، وتمائم لم تنفع، منها: (سجاياكإن عافيتأندى وأسجح .......... وعذركإن عاقبتأجلى وأوضح)
(وإن كان بين الخطَّتين مزيَّة .......... فأنت إلى الأدنى من الله تجنح)
(حنانيك في أخذي برأيك، لا تطع .......... عداي، ولو أثنوا عليك وأفصحوا)
(أقلني بما بيني وبينك من رضى .......... له نحو روح الله باب مفتَّح)
(ولا تلتفت قول الوشاة ورأيهم .......... فكل إناءٍ بالّذي فيه يرشح)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 211 4 (محمد بن محمد بن أصبغ.) أبو عبد الله الأزديّ القرطبيّ، خطيب قرطبة. جوَّد القرآن على مكّيّ بن أبي طالب. وأخذ عن: حاتم بن محمد، ومحمد بن عتّاب، وجماعة. وكان فاضلاً، ديّناً، متواضعاً، مقرئاً، كثير العناية بالعلم. ولا نعلمه حدَّث. 4 (محمد بن محمود بن سورة.) الفقيه أبو بكر التّميميّ النَّيسابوريّ، ختن أبي عثمان الصّابونيّ على ابنته. سمع: ابن محمش الزّياديّ، وأبا عبد الرحمن السُّلميّ. روى عنه: زاهر ووجيه ابنا الشّحّاميّ، وجماعة. توفّي في ربيع الأوّل. وروى عنه: سعيدة بنت زاهر، وعبد الله بن الفراويّ. محمد بن محمد بن جعفر. أبو الحسن النّاصحّي النَّيسابوري الفقيه. كان ديَّناً ورعاً فاضلاً. روى عن: أصحاب الأصمّ. روى عنه: عبد الغافر بن إسماعيل.) يروي عن: الحيريّ، والسُّلميّ. وتفقّه على أبي محمد الجوينيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 212 4 (مسعود الرَّكّاب.) الحافظ. قال ابن النّجّار: قدم بغداد بعد الثّلاثين وأربعمائة، فسمع من بشرى مولى فاتن، وجماعة. وبواسط من: أحمد بن المظّفر العطّار. سمع منه الصُّوريّ، وهو شيخه. وقال عبد الغافر الفارسيّ: كان متقناً ورعاً، قصير اليد، زجّى عمره كذلك إلى أن ارتبطه نظام الملك ببيهق مدّةً، ثمّ بطوس للإستفادة منه. وكان يسمع إلى آخر عمره. وقال أحمد بن ثابت الطُّرفيّ: سمعت ابن الخاضبة يقول: كان مسعود
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 213 قدريّاً. سمعته قرأها: فحجَّ آدم، بالنَّصب. 4 (مسعود بن ناصر بن أبي زيد عبد الله بن أحمد.) أبو سعيد السِّجزيّ الرّكّاب الحافظ. أحد الرّحّالين والحفّاظ، صنَّف التّصانيف وجمع الأبواب وسمع بسجستان من: أبي الحسن عليّ بن بشرى، وأبي سعيد عثمان النُّوقانيّ. وبهراة من: محمد بن عبد الرحمن الدّبّاس، وسعيد بن العبّاس القرشيّ، وأبي أحمد منصور بن محمد بن محمد الأزديّ. وبنيسابور من: أبي حسّان محمد بن أحمد المزّكي، وأبي سعد النَّصرويي، وأبي حفص بن مسرور. وببغداد من: ابن غيلان، وأبي محمد الخلاّل، والتَّنوخيّ. وبإصبهان من: ابن ريذة، وخلق كثير. روى عنه: محمد بن عبد العزيز العجليّ المروزيّ، وأبو بكر عبد الواحد بن الفضل الطُّوسيّ، وأبو نصر الغازي، وهبة الرحمن بن القشيريّ، وأبو الغنائم النّرسيّ، والحافظ أبو بكر الخطيب مع تقدُّمه، ومحمد بن عبد الواحد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 214 الدّقّاق وقال: ولم أر فيهم يعني المحدّثين أجود إتقاناً ولا أحسن ضبطاً منه. وقال زاهر الشّحّاميّ: كان مسعود بن ناصر يذهب إلى رأي القدريّة، ويميل إليهموكان يقرأها) في الحديث: فحجَّ آدم موسى. وقد روى أبو بكر الخطيب عن مسعود. وتوفّي بنيسابور في جمادى الأولى، وصلّى عليه أبو المعاليّ الجوينيّ، ووقف كتبه بنيسابور، وكانت كثيرة نفيسة. 4 (منصور بن عبد الله بن محمد بن منصور المنصوريّ.) الفقيه أبو القاسم الطُّوسيّ. روى عن أصحاب الأصمّ، مثل أبي بكر الحيريّ، وأبي سعيد الصَّيرفيّ، وروى عنه عبد الغافر وقال: توفّي ليلة عيد الأضحى، وكان صالحاً مكثراً. 4 (حرف النون)
4 (نصر بن بشر.) أبو القاسم الشّافعيّ. سمع: أبا عليّ بن شاذان، وجماعة. وتفقّه على القاضي أبي الطّيّب. ونزل البصرة. سمع منه: الحميديّ، وشجاع الذَّهليّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 215 4 (وفيات سنة ثمان وسبعين وأربعمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي الحسين.) الشيخ أبو الحسن الكيّاليّ النَّيسابوريّ المشّاط المقريء. شيخ ثقة، جليل، عالم، ذو ثروة وحشمة. روى عن: أبي نصر محمد بن الفضل بن عقيل، وابن محمش الزَّياديّ، وعبد الله بن يوسف الإصبهانيّ. ثمّ سمع الكثير مع ابنه مسعود من: أبي بكر الحيريّ، وأبي الحسين السّقّاء، وأبي سعد الصَّيرفيّ. ذكره عبد الغافر فأثنى عليه وقال: قيل كان له سماع من أبي الحسين الخفّاف.) ولد سنة أربعٍ وثمانين. وتوفّي في سابع عشر جمادى الأولى سنة ثمانٍ. روى عنه: عبد الغافر المذكور، وإسماعيل بن المؤذّن، وإسماعيل بن عبد الرحمن العصائديّ، وأحمد بن الحسن الكاتب، وآخرون. وقلَّ ما روى.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 216 4 (أحمد بن عمر بن أنس بن دلهاث بن أنس بن فلذان بن عمر بن منيب.) أبو العبّاس العذريّ الدَّلايي. ودلاية من عمل المريّة. رحل مع أبويه فدخلوا مكَّة في رمضان سنة ثمانٍ وأربعمائة، وجاوروا بها ثمانية أعوام، فأكثر عن أبي العبّاس الرّازيّ راوي صحيح مسلم، وأبي الحسن بن جهضم، وأبي بكر بن نوح، وعليّ بن بندار القزوينيّ. وصحب أبا ذرّ، وسمع منه البخاري سبع مرّات. وسمع من جماعة من الحجّاج، ولم يسمع بمصر شيئاً. وكتب بالأندلس عن أبي عليّ البجَّانيّ الحسين بن يعقوب صاحب سعيد بن فحلون، وعن أبي عمر بن عفيف، والقاضي يونس بن عبد الله، والمهلَّب بن أبي صفرة، وأبي عمرو السَّفاقسيّ. وكان معيناً بالحديث، ثقة، مشهوراً، عالي الإسناد، ألحق الأصاغر بالأكابر
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 217 حدَّث عنه: إماماً الأندلس: أبو عمر بن عبد البرّ، وأبو محمد بن حزم، وأبو الوليد الوقشيّ، وطاهر بن مفوَّز، وأبو عليّ الغسّانيّ، وأبو عبد الله الحميديّ وأبو عليّ الصَّدفيّ، وأبو بحر سفيان بن العاص، والقاضي أبو عبد الله بن شبرين، وجماعة كثيرة. وولد في رابع ذي القعدة سنة ثلاثٍ وتسعين وثلاثمائة. ومات في سلخ شعبان. وصلّى عليه ابنه أنس. وقد صنَّف كتاب دلائل النُّبوَّة، وكتاب المسالك والممالك. قلت: أحسبه آخر من روى عن ابن جهضم في الدُّنيا. قال ابن سكَّرة: أنا أبو العّباس العذريّ، ثنا محمد بن نوح الإصبهانيّ بمكّة، ثنا أبو القاسم الطّبرانيّ، فذكر حديثاً. 4 (أحمد بن عيسى بن عبّاد بن عيسى بن موسى.) أبو الفضل الدَّينوريّ، المعروف بابن الأستاذ.) قدم همذان قبل السّبعين، وحدَّث عن: أبيه أبي القاسم، وأبي بكر بن لال، وأحمد بن تركان، وعبد الرحمن الإمام، وعبد الرحمن الصّفّار، وطاهر بن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 218 ماهلة، وأبي عمر بن مهديّ، وعليّ البيِّع، وجماعة. قال شيرويه: سمعت منه بهمذان، والدَّينور، وكان دوقاً. سألته عن مولده فقال: ولدت سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة. ومات بالدَّينور سنة ثمانٍ. قلت: فيكون عمره سبعاً وتسعين سنة، وكان رحمه الله مسند تلك الدَّيار في زمانه. 4 (أحمد بن محمد.) أبو العبّاس النَّيسابوريّ التّاجر الصّوفيّ، المعروف بأحمد محمود. خادم الفقراء في مدرسة الحدّادين سنين. وقد خدم الشّيخ محمود الصُّوفي مدّة، ولذا نسب إليه. وقد ورث عن أبيه أموالاً جمّة، أنفقها على الفقراء. وقد تخرَّج به جماعة، وكان له نفسُ صادق، وقبول بين الأكابر. يفتح على يديه ولسانه للفقراء أنواع الفتوح. وقد سمع من أبي حفص بن مسرور. وتوفّي رحمه اله بناحية جوين في شعبان كهلاً. 4 (أحمد بن محمد بن الحسن بن فورك.) أبو بكر الزُّهريّ النَّيسابوريّ سبط الأستاذ أبي بكر بن فورك. كان أحد الكتَّاب والمترسِّلين، يلبس الحرير. سمع مسند الشّافعيّ من أبي بكر الحيريّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 219 وسمع من أبي حفص بن مسرور، وجماعة. وكان زوج بنت القشيريّ، ذكيّاً مناظراً، واعظاً، شهماً، مقبلاً على طلب الجاه والتّقدُّم، وبسببه وقعت فتنةٌ ببغداد بين الحنابلة والأشاعرة. وقد روى عنه: إسماعيل بن محمد التَّميميّ الحافظ، وأبو القاسم إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وغيرهما.) ووعظ ببغداد، ونفق سوقه وزادت حشمته وأملاكه ببغداد، وتردّد مرّاتٍ إلى المعسكر. وكان نظام الملك يكرمه ويحترمه. قال ابن ناصر: كان داعيةً إلى البدعة، يأخذ مكس الفحم من الحدّادين. 4 (أحمد بن محمد بن الحسن بن داود الإصبهانيّ.) الخيّاط، سبط محمد بن عمر الجرواآنيّ. مات فجأة في سلخ ذي القعدة. 4 (أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن يحيى ين خليل بن ماسويه.) أبو العبّاس بن الحدّاد الأنصاريّ البلنسيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 220 حجّ سنة اثنتين وخمسين، ودخل إلى خراسان، وعاد إلى مصر. وكان واسع العلم والرّواية. ذكره ابن الأبّار في تاريخه. 4 (إسماعيل بن أحمد بن عبد العزيز.) أبو القاسم السّيّاريّ العطّار النَّيسابوريّ. شيخ، معتمد، رئيس. صحب أبا محمد الجوينيّ، وسمع ابن محمش الزّياديّ. وحدَّث ببغداد بعد السّبعين. وتوفّي سنة ثمانٍ. ثم حضر إليَّ تاريخ عبد الغافر فإذا فيه: 4 (إسحاق بن أحمد بن عبد العزيز بن حامد.) أبو يعقوب المحمَّداباذيّ الزّاهد، المعروف بإسحاقك. شيخ ثقة من العبّاد، عديم النّظير في زهده وورعه. وكان من أصحاب أبي عبد الله. قليل الإختلاط بالنّاس، محتاط في الطّهارة والنّظافة. ولد سنة أربعمائة. وسمع من أبي سعيد الصَّيرفيّ. وتوفّي عاشر جمادى الأولى سنة.) 4 (إسماعيل بن عمرو بن محمد بن أحمد بن جعفر.) أبو سعيد البحيريّ النَّيسابوري. حدَّث في هذا العاملمّا حجّبهمذان، عن: أبيه أبي عثمان، وأبي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 221 حسّان محمد بن أحمد المزكّي، وأبي سعد النَصروييّ، والحسين بن إبراهيم الكيسليّ، ومحمد بن عبد العزيز النّيليّ، وبشرويه بن محمد المغفَّليّ، وأبي إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم النَّصراباذيّ. قال شيرويه: سمعت منه، وكان صدوقاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 222 4 (حرف الحاء)
4 (الحسين بن عليّ بن أبي نزار.) الحاجب الصدر أبو عبد الله المردوسيّ، حاجب باب النُّوبيّ. محمود السّيرة، ديّن، خيّر، متعبّد. مات في ذي القعدة، وله أربعٌ وتسعون سنة. لم يرو شيئاً. 4 (حمزة بن عليّ بن محمد بن عثمان بن السّوّاق.) أبو الغنائم البغداديّ البندار. ولد سنة اثنتين وأربعمائة. وسمع: أبا الحسين بن بشران، وأبا الفرج أحمد بن عمر العصائديّ صاحب جعفر الخلديّ. وعنه: أبو بكر الأنصاريّ، وأبو القاسم بن السَّمرقنديّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ، والمبارك بن أحمد. مات في شعبان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 223 4 (حرف الزاي)
4 (زياد بن عبد الله بن محمد بن زياد.) أبو عبد الله الأنصاريّ الأندلسيّ، خطيب قرطبة. أخذ عن: يونس بن عبد الله. وحجّ فسمع من: أبي محمد بن الوليد. وأجاز له أبو ذرّ.) قال ابن بشكوال: وكان فاضلاً، ديّناً، ناسكاً، خطيباً، بليغاً، محببَّاً إلى النّاس، معظَّماً عند السُّلطان، جامعاً لكلّ فضيلة، حسن الخلق، وافر العقل. أخبروني عن: محمد بن فرج الفقيه، قال: ما رأيت أعقل من زياد بن عبد الله. توفّي زياد في رمضان، وله ستٌّ وثمانون سنة. انبا عنه أبو الحسن بن مغيث.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 224 4 (حرف السين)
4 (سليمان بن أحمد الواسطيّ.) عن: ابن شاذان. وعنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ. 4 (حرف الطاء)
4 (طلحة بن عليّ بن يوسف.) أبو محمد الرّازيّ. ثمّ البغداديّ، الصُّوفيّ الفقيه. من ساكني رباط أبي سعد. كان حسن السّيرة. سمع: أبا الحسين بن بشران، وأبا القاسم الخرقيّ. وعنه: ابنه محمد بن طلحة، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ. توفّي رحمه الله في صفر. 4 (حرف الظاء)
4 (ظفر بن عبد الواحد بن عبد الرّحيم.) أبو محمد الإصبهانيّ. في ذي الحجّة. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن إسماعيل بن محمد بن خزرج.) أبو محمد اللَّخميّ الإشبيليّ الحافظ المؤرِّخ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 225 ولد سنة سبعٍ وأربعمائة. وروى عن: أبي عمرو المرشانيّ، وأبي الفتوح الجرجانيّ، وأبي عبد الله الخولانيّ، وخلق.) وعدد شيوخه مائتان وستّون رجلاً. وكان مع حفظه فقيهاً مشاوراً. أكثر النّاس عنه. روى عنه: شريح بن محمد، وأبو محمد بن يربوع. مات رحمه الله في شوّال بإشبيلية. 4 (عبد الرحمن بن الحسن.) أبو القاسم الشّيرازيّ الفارسيّ. إمامٌ ذو فنون، سافر الكثير، وسكن ميهنة، قصبة خابران، في آخر عمره، وكان من مريدي أبي سعيد بن أبي الخير الميهنيّ. سمع ببغداد: أبا يعلى بن الفرّاء وبدمشق: الحسين بن محمد الحنّائيّ، وبالمعرَّة: أبا صالح محمد بن المهذَّب، وجماعة. روى عنه: أبو بكر المحتاجي الخطيب بميهنة. وحدَّث في هذا العام، ولم نعرف وفاته. 4 (عبد الله بن عليّ بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن عليّ الباجيّ.) أبو محمد الَّخميّ. من أهل إشبيلية. سمع من: جدّه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 226 وكان فقيهاً فاضلاً. روى عنه: أحمد بن عبد الله بن جابر. 4 (عبد الرحمن بن مأمون بن عليّ.) الإمام أبو سعد المتولّي النيَّسابوري، الفقيه الشّافعيّ. أحد الكبار. قدم بغداد، وكان فقيهاً محققِّاً، وحبراً مدققاً. ولي تدريس النظّاميّة بعد الشّيخ أبي إسحاق، ودرَّس وروى شيئاً يسيراً. ثمّ عزل بابن الصّبّاغ في أواخر سنة ستٍّ وسبعين، ثمّ أعيد إليها سنة سبع وسبعين. وقد تفقّه على القاضي حسين بمرو الرُّوذ، وعلى أبي سهل أحمد بن عليّ الأبيورديّ ببخارى، وعلى أبي القاسم عبد الرحمن الفوارنيّ بمرو، حتّى برع وتميَّز.) وكان مولده في سنة ستٍّ وعشرين وأربعمائة. وتوفّي ببغداد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 227 وله كتاب التَّتمَّة تمَّم به الإبانة لشيخه الفورانيّ، ولكنّه لم يكمله، وعاجلته المنيَّة، وانتهى فيه إلى الحدود. وله مختصر في الفرائض، ومصنَّف في الأصول، وكتاب في الخلاف جامع للمآخذ. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن زياد.) أبو عيسى الإصبهانيّ الأديب الزّاهد. لا أعرف متى توفّي. وتوفّ في هذه الحدود. وسمع: أبا جعفر بن المرزبان الأبهريّ. روى عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ، ويحيى بن عبد الله بن أبي الرجاء، ومحمد بن أبي القاسم الصّالحانيّ، ومسعود الثقفيّ، والحسن بن العبّاس الرُّستميّ، وآخرون. وكان رحمه الله من بقايا الصّالحين والعلماء. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن سلمة.) أبو المطرِّف الطُّليطليّ. عن: أبي عمر الطَّلمنكيّ، وأبي عمر بن عبّاس الخطيب. وكان من كبار الفقهاء المفتين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 228 مات فجأةً. في صفر، وله سبع وسبعون سنة. 4 (عبد الكريم بن عبد الصّمد بن محمد بن عليّ.) أبو معشر الطبريّ القطّان المقريء، مقريء مكّة. كان إماماً مجوداً، بارعاً، مصنفاً، له كتب في القراءآت. قرأ بحرّان على أبي القاسم الزَّيديّ، وبمصر على أصحاب السّامرّيّ، وأبي عديّ عبد العزيز. قرأ بمكّة على أبي عبد الله الكارزينيّ. وسمع بمصر من: أبي عبد الله بن نظيف، وأبي النُعمان تراب بن عمر، وعبد الله بن يوسف بتنيس، وأبي الطّيّب الطّبريّ ببغداد، وعبد الله بن عمر بن العبّاس بغزّة. وسمع بمنبج، وحرّان، وآمد، وحلب، وسلماس، والجزيرة.) روى عنه: أبو نصر أحمد بن عمر الغازي، ومحمد بن عبد الباقي الأنصاريّ، وأبو تمّام إبراهيم بن أحمد الصَّميريّ. قال ابن طاهر: سمعت أبا سعد الحرميّ بهراة يقول: لم يكن سماع أبي معشر الطَّبريّ في جزء ابن نظيف صحيحاً، وإنمّا أخذ نسخةً فرواها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 229 قلت: قرأ القراءآت خلق، منهم أبو عليّ بن العرجاء، وأبو القاسم خلف بن النّحّاس، وأبو عليّ بن بليّمة. وله كتاب سوق العروس، يقال: فيه ألف وخمسمائة طريق. توفّي بمكّة. وله كتاب الدُّرر في التّفسير، وكتاب الرّشاد في شرح القراءآت الشّاذّة، وكتاب عيون المسائل، وكتاب طبقات القرّاء، وكتاب مخارج الحروف، وكتاب الورد، وكتاب هجاء المصاحف، وكتاب في اللّغة. وقد روى كتاب شفاء الصُّدور للنّقّاش، عن الزَّيديّ، عنه، ومسند أحمد عن الزَّيديّ، عن القطيعيّ، وتفسير الثّعلبيّ. رواه عن مؤلِّفه. وكان فقيهاً شافعيّاً، رحمه الله. 4 (عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن حيُّويه.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 230 إمام الحرمين أبو المعالي ابن الإمام أبي محمد الجوينّي، الفقيه الملقَّب ضياء الّدين. رئيس الشّافعية بنيسابور. قال أبو سعد السّمعانيّ: كان إمام الأئمّة على الإطلاق، المجتمع على إمامته شرقاً وغرباً، لم تر العيون مثه. ولد سنة تسع عشرة وأربعمائة في المحَّرم، وتفقَّه على والده، فأتى على جميع مصنفّاته، وتوفّي أبوه وله عشرون سنة، فأقعد مكانه للتّدريس، فكان يدرّس ويخرج إلى مدرسة البيهقيّ. وأحكم الأصول على أبي القاسم الإسفرائينيّ الإسكاف. وكان ينفق من ميراثه وممّا يدخله من معلومه، إلى أن ظهر التعّصُّب بين الفريقين، واضطّربت الأحوال، واضطّر إلى السَّفر عن نيسابور، فذهب إلى المعسكر، ثمّ إلى بغداد. وصحب أبا نصر الكندريّ الوزير مدّةً يطوف معه، ويلتقي في حضرته بالأكابر من العلماء،) ويناظرهم، ويحتك بهم، حتّى تهذَّب في النَّظر وشاع ذكره. ثمّ خرج إلى الحجاز، وجاور بمكّة أربع سنين، يدرّس ويفتيّ، ويجمع طرق المذاهب، إلى أن رجع إلى بلده بنيسابور بعد مضيّ نوبة التّعصّب، فأقعد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 231 للتّدريس بنظاميّة نيسابور، واستقامت أمور الطَّلبة، وبقي على ذلك قريباً من ثلاثين سنة غير مزاحم ولا مدافع، مسَّلم له المحراب، والمنبر، والخطابة والتّدريس، ومجلس الوعظ يوم الجمعة. وظهرت تصانيفه، وحضر درسه الأكابر والجمع العظيم من الطَلبة. وكان يقعد بين يديه كلَّ يومٍ نحو من ثلاثمائة رجل. وتفقّه به جماعة من الأئّمة. وسمع الحديث من أبيه، ومن: أبي حسّان محمد بن أحمد المزكّي، وأبي سعد البصروبيّ، ومنصور بن رامش، وآخرين. ثنا عنه: أبو عبد الله الفراويّ، وأبو القاسم الشّحّاميّ، وأحمد بن سهل المسجديّ، وغيرهم. أخبرنا أبو الحسين اليونينيّ، أنا الحافظ زكيّ الدّين المنذريّ قال: توفّي والد أبي المعالي، فأقعد مكانه، ولم يكمّل عشرين سنة، فكان يدرِّس، واحكم الأصول على أبي القاسم الإسكاف الإسفرائينيّ. وجاور بمكّة أربع سنين، ثمّ رجع إلى نيسابور، وجلس للتدّريس بالنّظاميّة قريباً من ثلاثين سنة، مسلَّم له المحراب، والمنبر، والخطابة، والتّدريس، والتّذكير. سمع من أبيه، ومن: عليّ بن محمد الطِّرازيّ، ومحمد بن إسحاق المزكّيّ، وأبي سعد بن عليَّك، وفضل الله أبي الخير الميهنّي،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 232 والحسن بن عليّ الجوهريّ البغداديّ. وأجاز له أبو نعيم الحافظ. قال المؤلّف: في سماعه من الطِّرازيّ نظر، فإنّه لم يلحق ذلك، فلعلّه أجاز له. قال السّمعانيّ: قرأت بخطّ أبي جعفر محمد بن أبي عليّ الهمذانيّ: سمعت أبا إسحاق الفيروزآباديّ يقول: تمتَّعوا بهذا الإمام، فإنّه نزهة هذا الزّمان، يعني أبا المعالي الجويني. قال: وقرأت بخطّ أبي جعفر أيضاً: سمعت أبا المعالي يقول: قرأت خمسين ألفاً في خمسين ألفاً، ثمّ خلّيت أهل الإسلام بإسلامهم فيها وعلومهم الظّاهرة وركبت البحر الخضمَّ العظيم، وغصت في الّذي نهي أهل الإسلام منها، كلّ ذلك في طلب الحقّ. وكنت أهرب في سالف الدّهر من التّقليد، والآن رجعت من الكلّ إلى كلمة الحقّ. عليكم بدين العجائز. فإن لم يدركني الحقُّ) بلطيف برّه، فأموت على دين العجائز، ويختم عاقبة أمري عند الرحيل على برهة أهل الحقّ، وكلمة الإخلاص: لا إله إلاً الله، فالويل لابن الجوينيّ يريد نفسه. وكان أبو المعالي مع تبحُّره في الفقه وأصوله لا يدري الحديث. ذكر في
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 233 كتاب البرهان حديث معاذ في القياس، فقال: هو مدوَّنُ في الصّحاح، متَّفق على صحّته. كذا قال، وأنيَّ له الصّحّة، ومداره على الحارث بن عمرو، مجهول، عن رجالٍ من أهل حمص لا يدري من هم، عن معاذ. وقال المازريّ رحمه الله في شرح البرهان في قوله إنّ الله تعالى يعلم الكلّيات لا الجزئّيات: وددت لو محوتها دمي. قلت: هذه لفظة ملعونة. قال ابن دحية: هذه كلمة مكذِّبة للكتاب والسَّنة، مكّفر بها، هجره عليها جماعة، وحلف القشيريّ لا يكلّمه أبداً ونفي بسببها مدّةً. فجاور وتاب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 234 قال السّمعانيّ: وسمعت أبا الفرج بن أبي بكر الأرمويّ مذاكرةً يقول: سمعت أستاذي غانم الموشيليّ. سمعت الإمام أبا المعالي الجوينيّ. يقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما اشتغلت بالكلام. وقال أبو المعالي الجوينيّ في كتاب الرسالة النّظاميّة: اختلفت مسالك العلماء في الظّواهر الّتي وردت في الكتاب والسُّنّة، وامتنع على أهل الحقّ اعتقاد فحواها، فرأى بعضهم تأويلها، والتزم ذلك في آي الكتاب وما يصح مم السُّنن. وذهب أئّمة السًّلف إلى الإنكفاف عن التّأويل، وإجراء الظّواهر على مواردها، وتفويض معانيها إلى الرّبّ تعالى. والّذي نرتضيه رأياً، وندين الله به عقداً أتِّباع سلف الأمّة فالأولى الإتِّباع وترك الإبتداع، والّدليل السَّمعيُّ القاطع في ذلك أنّ إجماع الأمّة حجّة متّبعة
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 235 وهو مستند معظم الشّريعة. وقد درج صحب الرسول صلى الله عليه وسلم على ترك التّعريض لمعانيها، ودرك ما فيها، وهو صفوة الإسلام المستقلّون بأعباء الشّريعة، وكانوا لا يألون جهداً في ضبط قواعد الملَّة، والتّواصي بحفظها، وتعليم النّاس أن يكون اهتمامهم ها فوق اهتمامهم بفروع الشّريعة، فإذا تصرم عصرهم وعصر التّابعين. على الأضراب عن التّأويل، كان ذلك قاطعاً بأنّه الوجه المتبَّع، فحقَّ على ذي الدّين أن يعتقد تنزه الباري تعالى عن صفات المحدثين، ولا يخوض في تأويل) المشكلات، ويكل معناها إلى الرّبّ فليجر آية الاستواء والمجيء وقوله لما خلقت بيديّ، ويبقى وجه ربِّك، و تجري بأعيننا، وما صحّ من أخبار الرسول كخبر النّول وغيره على ما ذكرناه. وقال محمد بن طاهر الحافظ: سمعت أبا الحسن القروانيّ الأديب بنيسابور، وكان يسمع معنا الحديث، وكان يختلف إلى درس الأستاذ أبي المعالي الجوينيّ، يقرا عليه الكلام، يقول: سمعت الأستاذ أبا المعالي اليوم يقول: يا أصحابنا، لا تشتغلوا بالكلام، فلو عرفت انّ الكلام يلغ بي إلى ما بلغ ما اشتغلت به. وحكى أبو عبد الله الحسن بن العبّاس الرُّستميّ فقيه إصبهان قال: حكى
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 236 لنا أبو الفتح الطَّبرّي الفقيه قال: دخلت على أبي المعالي في مرضه فقال: اشهدوا عليَّ أنّي قد رجعت عن كلّ مقالةٍ تخالف السَّف، وأنّي أموت على ما تموت عليه عجائز نيسابور. وذكر محمد بن طاهر أنّ المحدِّث أبا جعفر الهمذانيّ حضر مجلس وعظ أبي المعالي فقال: كان الله ولا عرش، وهو الآن على ما كان عليه. فقال أبو جعفر: أخبرنا يا أستاذ عن هذه الّتي نجدها، ما قال عارفٌ قطّ: يا الله إلاّ وجد من قلبه ضرورة تطلب العلوَّ، لا نلتفت يمنةً ولا يسرة، فكيف ندفع هذه الضرورة عن أنفسنا أو قال: فهل عندك من دواء لدفع هذه الضّرورة الّتي نجدها فقال: يا حبيبي، ما ثمَّ إلاّ الحيرة. ولطم على رأسه ونزل، وبقي وقت عجيب، وقال فيما بعد: حيرَّني الهمذانيّ. ولأبي المعالي من التّصانيف: كتاب نهاية المطلب في المذهب، وهو كتاب جليل في ثمانية مجلَّدات، وكتاب الإرشاد في الأصول، وكتاب الرسالة النّظاميّة في الأحكام الإسلامية، وكتاب الشّامل في أصول الدّين، وكتاب البرهان في أصول الفقه، ومدارك العقول لم يتمُه،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 237 وكتاب غياث الأمم في الإمامة، وكتاب مغيث الخلق في اختيار الأحقّ، وغنية المسترشدين في الخلاف. وكان إذا أخذ في علم الصُّوفية وشرح الأحوال أبكى الحاضرين. وقد ذكره عبد الغافر في تاريخه فأسهب وأطنب، إلى أن قال: وكان يذكر في اليوم دروساً يقع كلّ واحدٍ منها في عدّة أوراق، لا يتعلثم في كلمةٍ منها، ولا يحتاج إلى استدراك عثرةٍ، مراً فيها كالبرق بصوت كالرَّعد.) وما يوجد في كتبه من العبارات البالغة كنه الفصاحة غيض من فيض ما كان على لسانه، وغره من أمواج ما كان يعهد من بيانه، تفقّه في صباه على والده. وذكر التّرجمة بطولها. وقال عليّ بن الحسن الباخرزيّ في الدمية، وذكر الإمام أبا المعالي فقال: فالفقه فقه الشّافعيّ، والأدب أدب الأصمعيّ، وفي بصره بالوعظ الحسن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 238 البصريّ. وكيف ما هو، فهو إمام كلّ إمام، والمستعلي بهمّته على كلّ همام. والفائز بالظَّفر على إرغام كلّ ضرغام. إذا تصدَّر للفقه، فالمزنيّ من مزنته قطره، وإذا تكلَّم فالأشعريّ من وفرته شعره، وإذا خطب ألجم الفصحاء بالعيّ شقاشقه الهادرة، ولثم البلغاء بالصَّمت حقائقه البادرة. وقد أخبرنا يحيى بن أبي منصور الفقيه وغيره في كتابهم عن الحافظ عبد القادر الرّهاويّ أنّ الحافظ أبا العلاء الهمذانيّ أخبره قال: أخبرني أبو جعفر الهمذانيّ الحافظ قال: سمعت أبا المعالي الجوينيّ، وقد سئل عن قوله تعالى: الرَّحمن على العرش استوى فقال: كان الله ولا عرش. وجعل يتخبطّ في الكلام، فقلت: قد علمنا ما أشرت عليه، فهل للضّرورات من حيلة فقال: ما تريد بهذا القول وما تعني بهذه الإشارات فقلت: ما قال عارف قط يا رباه، إلاً قبل أن يتحرّك لسانه قام من باطنه قصد، لا يلتفت يمنةّ ولا يسرةّ، يقصد الفوق. فهل لهذا القصد الضّروريّ عندك من حيلةٍ، فنَّبئا نتخلَّص من الفوق والتَّحت وبكيت، وبكى الخلق، فضرب بكمّه على السّرير، وصاح بالحيرة. وخرَّق ما كان عليه، وصارت قيامة في المسجد، ونزل ولم يجبني إلاّ: بيا حبيبي، الحيرة الحيرة والدّهشة الدّهشة. فسمعت عد ذلك أصحابه يقولون: سمعناه يقول: حيرَّني الهمذانيّ. وقد توفّي أبو المعالي في الخامس والعشرين من ربيع الآخر، ودفن في داره، ثمّ نقل بعد سنين إلى مقبرة الحسين، فدفن إلى جانب والده وكسر منبره في الجامع، وأغلقت الأسواق، ورثوه بقصائد. وكان له نحو من أربعمائة تلميذ،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 239 فكسروا محابرهم وأقلامهم، وأقاموا على ذلك حولاً. وهذا من فعل الجاهلية والأعاجم، ولا من فعل أهل السُّنّة والإتّباع. 4 (عليّ بن أحمد بن عليّ.) أبو الحسن الشَّهرستانيّ، شيخ الصُّوفيّة برباط شهرستان.) خدم الكبار، وعمّر وأسنَ، ولعله نيّف على المائة. قال عبد الغافر: اجتمعت به وأكرم موردي في سنة ثمان، توّفي بعد بقريب. 4 (عليّ بن أحمد بن محمد بن أبي سعد الهرويّ الشُّروطيّ.) أبو الحسين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 240 سمع من: الحاكم أبي الحسن الدِّيناريّ، والقاضي أبي عمر البسطاميّ. 4 (عليّ بن الحسن بن سلمويه.) أبو الحسن النَّيسابوري الصُّوفيّ التّاجر. روى عن: أبي بكر الحيريّ، والطّرازيّ، والصَّيرفيّ، وغيرهم. وتوفيّ في شعبان. روى عنه: عمر بن محمد الدّهستانيّ. 4 (عليّ بن عبد السّلام الأرمنازيّ.) له شعر حسن. روى عنه منه: المحدِّث غيث، والحافظ محمد بن طاهر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 241 4 (عليّ بن عبد العزيز بن محمد.) أبو القاسم النَّيسابوري الخشّاب. من شيوخ الشّيعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 242 سمع الكثير عن: أبي نعيم الإسفرائينيّ، وأبي الحسن السقاء الإسفرائينيّ، وعبد الله بن يوسف الإصبهانيّ، وطائفة. توفّي رحمه الله في ربيع الأوّل، وله تسعون سنة. 4 (عليّ بن محمد.) أبو الحسن القيراونيّ، الفقيه المالكي المعروف باللَّخميّ، لأنّه ابن بنت اللَّخميّ. تفقَّه بابن محرز، وأبي الفضل ابن بنت خلدون، والسّيوريّ. وظهرت في أيّامه له فتاوٍ كثيرة، وطال عمره، وصار عالم إفريقيّة، وتفقَّه به جماعة من السّفاقسيّين. وأخذ عنه: أبو عبد الله المازريّ، وأبو الفضل ابن النَّحويّ، وأبو علي الكلاعيّ، وعبد الحميد السَّفاقسيّ.) وله تعليق كبير على المدوَّنة ن سماه التَّبصرة. 4 (عوض بن أبي عبد الله بن حمزة.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 243 السّيّد أبو الرضيّ العلويّ الهرويّ. توفّي في رمضان. 4 (حر الفاء)
4 (فرج بن عبد الملك الأنصاريّ القرطبي.) روى عن: مكّيّ. وصحب محمد بن عتّاب. وتقدَّم في الفقه والحديث. كان يحفظ. 4 (الفضل بن محمد بن أحمد.) أبو القاسم الإصبهانيّ البقّال المؤدب. عرف بتانة. سمع: محمد بن إبراهيم الخرجانيّ، وعليّ بن ميلة. وكان صالحاً عابداً. روى عنه: مسعود الثّقفيّ، وأبو عبد الله الرُّستميّ. 4 (فيّاض بن أميرجة.) أبو القاسم الهرويّ السوسمانيّ. مات بالكوفة. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن إبراهيم بن سليمان.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 244 أبو الطيّب الإصبهانيّ. في ذي الحجّة بإصبهان. 4 (محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن الوليد.) شيخ المعتزلة أبو عليّ بن الوليد الكرخيّ. ولد سنة ستٍّ وتسعين وثلاثمائة، وأخذ علم الكلام عن أبي الحسين البصريّ، وحفظ عنه حديثاً) واحداً بإسناده، وهو حديث القعنبيّ: إذا لم تستحي فاصنع من شئت. رواه عنه: أبو القاسم بن السَّمرقنديّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ، وغيرهما. وأخذ عنه: ابن عقيل شيخ الحنابلة، وبه انحرف عن السُّنَّة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 245 قال محمد بن عبد الملك في تاريخه: في ذي الحجة توفي أبو عليّ بن الوليد شيخ المعتزلة وزاهدهم، ولم نعرف في أعمارنا مثل تورُّعه وقناعته. تورَّع عن ميراثه من أبيه، وقال: لم أتحقّق أنه أخذ حراماً، ولكنّي أعافه. ولمّا كبر وافتقر جعل ينقض داره، ويبيع منها حسبةً، يتقوَّت بها، وكانت من حسان الدُّور. وكان يلبس الخشن من القطن. وقال أبو الفضل بن خيرون: توفي في خامس ذي الحجّة، ودفن في الشونيزيّة، إلى جنب أبي الحسن البصريّ أستاذه، وكان يدرّس الاعتزال والمنطق. وكان داعيةً إلى الاعتزال. 4 (محمد بن خيرة.) أبو عبد الله بن أبي العافية الأندلسيّ، من كبار فقهاء المريّة، وممن شهر بالحفظ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 246 يروي عن حاتم بن محمد. 4 (محمد ن عبد الله بن محمد.) أبو بكر القصّار، المعروف بابن الكنداجيّ، البغداديّ المقريء. روى عن: أبي الحسين بن بشران، وأبي الحسن الحمّاميّ، والحرفّي. روى عنه: قاضي المرستان، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ، وأبو بكر بن الزاغونيّ. توفّي في صفر. 4 (محمد بن عليّ بن محمد بن المطّلب.) أبو سعد الكرمانيّ الكاتب، والد الصّاحب الوزير أبي المعالي هبة الله. قدم أبوه من كرمان، وولد هو ببغداد. ونظر في الأدب وأخبار الأوائل. ومع من: أبي الحسين بن بشران، وأبي عليّ بن شاذان. روى عنه: يحيى بن البنّا، وشجاع الذُّهليّ. وكان شاعراً هجّاً، بليغ الفحش، مقدماً في ذلك.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 247 عزل لهجوه، فقال: (عزلت وما خنت فيما وليت .......... وغيري يخون ولا يعزل) ) (وهذا يدلَّ على أنَّ من .......... يولِّي ويعزل لا يعقل) ومن شعره: (يا حسرتي مات حظّي من قلوبكم .......... وللحظوظ كما للنّاس آجال)
(تصرَّم العمر لم أحظى بقربكم .......... كم تحت هذي القبور الخرس آمال) قال هبة الله السَّقطيّ: كنت اجتمع بأبي سعد كثيراً، فقلَّ أنَّ انفصلت عنه إلاّ بنادرةٍ أو شعر، ولم تنزل الحال به إلى أن تاب، وألهم الصّلاة والصَّوم والصَّدقات، وغسل مسوَّدات شعره قبل موته رحمه الله. مات في ربيع الآخر، وله أربع وثمانون سنة. 4 (محمد بن عليّ بن محمد بن حسن بن عبد الوّهاب بن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 248 حسُّويه.) قاضي القضاة أبو عبد الله الدَّامغانيّ، الحنفيّ. شيخ حنفيّة زمانه. تفقَّه بخراسان، ثمّ قدم بغداد في شبيبته، ودرس على القدوريّ. وسمع الحديث من: القاضي أبي عبد الله بن عليّ الصَّيمريّ، والحافظ محمد بن عليّ الصّوري، وشيخه أبي الحسين أحمد بن محمد القدوريّ. روى عنه: عبد الوّهاب الأنماطيّ، وعليّ بن طراد الزَّينبيّ، والحسين المقدسيّ، وغيرهم. وتفقّه به جماعة. وكان مولده بدامغان سنة ثمانٍ وتسعين وثلاثمائة، وحصّل للعلم على
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 249 الفقر والقنوع. قال أبو سعد السَّمعانيّ: قال والدي: سمعت احمد بن الحسين البصريّ الخبّاز يقول: رأيت أبا عبد الله الدّامغانيّ كان يحرس في درب الرّياح، وكان يقوم بعيشته إنسان اسمه أبو العشائر الشيرجيّ. قلت: ثمّ آل به الأمر إلى أن ولي قضاء القضاة للمقتدي بالله، ولأبيه قبله. وطالت أيّامه، وانتشر ذكره، وكان مثل القاضي أبي يوسف قاضي الرّشيد في أيّامه حشمةً وجاهاً وسؤدداً وعقلاً، وبقي في القضاء نحواً من ثلاثين سنة. ولي أولاً في ذي القعدة سنة سبعٍ وأربعين، بعد موت قاضي القضاة أبي عبد الله بن ماكولا.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 250 وقال محمد بن عبد الملك الهمذانيّ في طبقات الفقهاء: قال قاضي القضاة الدّامغانيّ: قرأت على) أبي صالح الفقيه بدامغان، وهو من أصحاب أبي عبد الله الجرجانيّ، وأصابني جدريّ فاكتحلت، وجئت إلى المجلس بعدما برأت فقال: آنت مجدور، فقم. فقمت وقصدت من دامغان نيسابور، فأقمت أربعة أشهر، وصحبت أبا العلاء صاعد بن محمد الأستوائي قاضيها. قرأت على أبي الحسن المصَّيصيّ لدينه وتواضعه. وجرت فتنة بين الطّوائف هناك، فمنعهم محمود بن سبكتكين من الجدل، فخرجت إلى بغداد ووردتها. قال محمد: فقرأ على القدوريّ إلى أن توفّي سنة ثمانٍ وعشرين وأربعمائة، ولازم أبا عبد الله الصَّيمريّ فلمّا مات، انفرد بالتّدريس، وصار أحد شهود بغداد. ثمّ ولي قضاء القائم بأمر الله، وبعده لأبنه ثلاثين سنة وثلاثة أشهر وخمسة أيّام. وقد شهد عنده شيخ الشّافعية أبو الطّيّب الطَّبريّ. وكان أبو الطّيّب يقول: أبو عبد الله الدّامغاني أعرف بمذهب الشّافعيّ من كثير من أصحابنا. قال: وكان عندنا بدامغان أبو الحسن صاحب أبي حامد الإسفرائينيّ،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 251 يعني فاستفاد منه الدّامغانيّ. وكان الدّامغانيّ قد جمع الصّورة البهيّة، والمعاني الحسنة من الدّين والعقل والعلم والحلم، وكرم المعاشرة للنّاس، والتّعصُّب لهم. وكانت له صدقات في السّرِّ، وإنصافٌ في العلم لم يكن لغيره. وكان يورده الشّيخ أبو إسحاق الشّيرازيّ، فإذا اجتمعا صار اجتماعهما نزهة. عاش ثمانين سنة وثلاثة أشهر وخمسة أيّام، وغسله أبو الوفاء ابن عقيل الواعظ، وصاحبه الفقيه أبو ثابت مسعود بن محمد الرّازيّ، وصلّى عليه ولده قاضي القضاة أبو الحسن عليّ باب داره بنهر القلاّيين. ولقاضي القضاة أصحاب كثيرون انتشروا بالبلاد، ودرّسوا ببغداد فمنهم أبو سعد الحسن بن داود بن بابشاذ المصريّ، ومات قبل الأربعين وأربعمائة. ومنهم نور الهدى الحسين بن محمد الزَّينبيّ، ومنهم أبو طاهر الياس بن ناصر الدَّيلميّ. ومات في حياته منهم أبو القاسم عليّ بن محمد الَّرحبيّ ابن السمنانيّ، وآخرون فيهم كثرة كرهم ابن عبد الملك الهمذانيّ. توفّي في رابع وعشرين رجب. ودفن في داره بنهر القلاّيين، ثمّ نقل ودفن في القبّة إلى جنب الإمام أبي حنيفة رحمهما الله.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 252 4 (محمد ن عمر بن محمد بن أبي عقيل.) أبو بكر الكرجيّ الواعظ. ولد بالكرج سنة أربع وأربعمائة ورحل إلى إصبهان فسمع معجم الطَّبرانيّ، عن شيوخه من أبي ريذة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 253 وسمع بالشّام من: محمد بن الحسين بن التُّرجمان، والسَّكن بن جميع، وجماعة. روى عنه: الفقيه نصر، وهبة الله بن طاوس. وتوفّي في رجب بدمشق. 4 (محمد بن محمد بن موسى.) أبو عليّ النعُّيميّ النَّيسابوريّ. حدَّث عن: أبي الحسن محمد بن الحسين العلويّ. وعمّر أربعاً وتسعين سنة. وتوفّي رحمه الله في رجب. 4 (مسلم ابن الأمير أبي المعالي قريش بن بدران بن مقلّد حسام الدّولة أبي حسّان بن) المسيّب بن رافع العقيليّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 254 السّلطان الأمير شرف الدّولة أبو المكارم. كان أبوه قد نهب دار الخلافة مع البساسيريّ، ومات سنة ثلاثٍ وخمسين كهلاً، فقام شرف الدّولة بعده، واستولى على ديار ربيعة، ومضر، وتملَّك حلب، وأخذ الحمل والإتاوة من بلاد الرّوم، أعني من أنطاكيّة، ونحوها. وسار إلى دمشق فحاصرها. وكان قد تهيَّأ له أخذها، فبلغه أنّ حرّان قد عصى عليه أهلها، فسار إليهم، فحاربهم وحاربوه، فافتتحها وبذل السَّيف، وقتل بها خلقاً من أهل السُّنَّة. وكان رافضيّاً خبيثاً، أظهر ببلاده سبّ السَّلف، واتّسعت مملكته، وأطاعته العرب، واستفحل أمره حتّى طمع في الإستيلاء على بغداد بعد وفاة طغرلبك. وكان فيه أدبٌ، وله شعرٌ جيّد. وكان له في كلّ قرية قاض، وعامل، وصاحب خبر. وكان أحول، له سياسة تامّة. وكان لهيبته الأمن، وبعض العدل في أيّامه موجوداً. وكان يصرف الجزية في بلاده إلى العلوييّن. وهو الّذي عمَّر سور الموصل وشيدّها في ستّة أشهر من سنة) أربع وسبعين. ثمّ إنّه جرى بينه وبين السّلطان سليمان بن قتلمش السَّلجوقيّ ملك الرّوم مصافٌّ في نصف صفر على باب أنطاكيّة فقتل فيه مسلم، وله بضعٌ وأربعون سنة. قال صاحب الكامل، والقاضي شمس الدّين بن خلّكان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 255 وقال المأمونيّ في تاريخه: بل وثب عليه خادمٌ في الحمّام فخنقه. ثمّ إنّ السّلطان ملكشاه رتَّب ولده في الرَّحبة، وحرّان وسروج، وزوّجه بأخته زليخا. 4 (حرف الهاء)
4 (هبة الله بن عبد الله بن أحمد بن محمد.) أبو الحسن القصريّ السّيبيّ. من أهل قصر هبيرة. قدم بغداد مع عمّه أبي عبد الله بن السّيبيّ. وسمع الحديث من: أبي الحسن بن بشران، وغيره. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي، وعليّ بن عبد السّلام. وكان فاضلاً. قرأ طرفاً من النَّحو والفقه، وولي القضاء بناحيته. ثمّ إنّه طلب لتأديب أمير المؤمنين المقتدي بالله وبنيه من بعده. وولي القضاء بالحريم
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 256 الشّريف. وكان وقوراً مهيباً فهماً عالماً. توفّي في ثاني عشر المحرَّم عن بضعٍ وثمانين سنة. 4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن محمد بن القاسم بن محمد.) أبو المعمَّر بن طباطبا العلويّ الشّيعيّ. من كبار الإماميّة. روى عن الحسين بن محمد الخلاّل. وشارك في العلم. روى عنه: أبو نصر الغازي، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 257
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 258 4 (وفيات سنة تسع وسبعين وأربعمائة)
4 (حرف الألف) ) 4 (أحمد بن عبد العزيز بن شيبان.) البغداديّ. روى عن: أبي الحسين بن بشران، وعبد الله بن يحيى السُّكَّريّ. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ. 4 (أحمد بن عبيد الله.) أبو غالب بن الزّيّات البيّع الخيّاط المؤذّن. سمع: ابن شاذان، والحرفيّ. وعنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وأبو بكر بن الزّاغونيّ. توفّي في شعبان. 4 (أحمد بن محمد بن دوست دادا.) شيخ الشّيوخ أبو سعد النَّيسابوريّ الصُّوفيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 259 صحب الزّاهد القدوة أبا سعيد فضل الله بن أبي الخير الميهنيّ، وسافر الكثير. وكان ذا همّةٍ شريفة وأخلاق سنيّة. حجّ على التّجريد مرّات، لأنّ الطّريق كان منقطعاً. وكان يجمع جماعة من الفقراء والصُّوفيّة، ويدور في قبائل العرب، وينتقل من حلّة إلى حلّة، إلى أن يصل مكّة. وكان بينه وبين نظام الملك مودَّة أكيدة. إتّفق أنّه كان منصرفاً من إصبهان إلى حضرة نظام الملك، فنزل بنهاوند، وكان قد غربت الشّمس، فنزل فأتى خانقاه أبي العبّاس النَّهاونديّ، فمنع من الدّخول وقيل: إن كنت من الصّوفيّة، فليس هذا وقت دخول الخانقاه، وإن كنت لست منهم، فليس هذا موضعك. فبات تلك اللّيلة على باب الخانقاه في البرد، فقال في نفسه: إن سهّل الله لي بناء خانقاه أمنع من دخولها أهل الجبال، وتكون موضع نزول الغرباء من الخراسانيّين. قال أبو سعد السّمعانيّ: بلغني أنّه خرج مرّةً إلى البادية، فأضافه صاحبه أحمد بن زهراء، وكانت له زاوية صغيرة يجتمع فيها الفقراء، فلمّا دخلها أبو سعد قال: يا شيخ لو بنيت للأصحاب موضعاً أوسع من هذا، وباباً أرفع من هذا، حتّى لا يحتاج الدّاخل إلى انحناء ظهره. فقال له أحمد: إذا بنيت أنت رباطاً للصُّوفيّة في بغداد، فاجعل له باباً يدخل في الجمل وعليه الرّاكب.) فضرب الدَّهر ضرباته، وانصرف أبو سعد، إلى نيسابور، وباع أملاكه، وجمع ما قدر عليه، وقدم بغداد، وبنى الرّباط، وحضر فيه الأصحاب، وأحضر أحمد بن زهراء وركب واحدٌ جملاً حتّى دخل من باب الرّباط. وسمعت ولده أبا البركات إسماعيل يقول: لمّا غرق جميع بغداد في سنة ستًّ وستّين وأربعمائة، وكان الماء يدخل الدُّور من السُّطوح، وضرب الجانب
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 260 الشّرقيّ بالكلّية، أكترى والدي زورقاً، وركب فيه، وحمل أصحابه الصُّوفيّة وأهله. وكان الزَّورق يدور على الماء، والماء يخرّب الحيطان، ويحمل الأخشاب إلى البحر، فقال أحمد بن زهراء لوالدي: لو اكتريت زورقاً ورجلاً يأخذ هذه الجذوع ويربطها في موضع، حتّى إذا نقص الماء بنيت الرّباط، كان أخفَّ عليك. قال: يا شيخ أحمد هذا زمان التّفرقة، ولا يمكن الجمع في زمن التّفرقة. فلمّا هبط الماء بنى الرّباط أحسن ممّا كان. توفّي في ربيع الآخر، وهو الّذي تولّى رباط نهر المعلَّى. وكان عالي الهمّة، كثير التّعصُّب لأصحابه، جدَّد تربة معروف الكرخيّ بعد أن احترقت. وكان ذا منزلةٍ كبيرةٍ عند السّلطان، وحرمة عند الدّولة. وكان يقال: الحمد لله الّذي أخرج رأس أبي سعد من مرقَّعةٍ، فلو خرج من قباء لهلكنا. وابن زهراء هذا هو أبو بكر الطُّريثيثيّ. 4 (أحمد بن محمد بن مفرجّ.) أبو العبّاس الأنصاريّ القرطبيّ. يعرف بابن رميلة. كان معنيّاً بالعلم، وصحبة الشّيوخ. وله شعر حسن في الزُّهد، وفيه عبادة. واستشهد بوقعة الزّلاّقة، مقبلاً غير مدبر رحمه الله وكانت يوم الجمعة ثاني عشر رجب على مقربةٍ من بطليوس. قتل فيها من الفرنج ثلاثون ألف فارس، ومن الرَّجَّالة ما لا يحصى وهي من الملاحم المشهورة كما يأتي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 261 4 (أحمد بن يوسف بن أصبغ.) أبو عمر الطُّليطليّ. سمع: أباه، وعبد الرحمن بن محمد بن عبّاس. وكان ماهراً في الحديث والفرائض والتّفسير، ورحل إلى المشرق وحجّ. وولي قضاء طليطلة.) ثمّ عزل. وكان ثقة رضىً. توفّي في شعبان. 4 (إبراهيم بن عبد الواحد بن طاهر القطّان.) أبو الخطّاب البغداديّ. ثقة صالح. سمع: البرقانيّ، وأبا القاسم الحرفيّ، وابن بشران. وعنه: ابن السَّمرقنديّ، والأنماطيّ. توفّي في جمادى الأولى. 4 (إسماعيل بن زاهر بن محمد.) أبو القاسم النوُّقانيّ النيسابوريّ. قال السَّمعانيّ: فقيه صالح، صدوق، كثير السّماع.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 262 سمع: أبا الحسن العلويّ، وأبا الطَّيِّب الصعلوكّي، وعبد الله بن يوسف بن مامويه، وابن محمش بنيسابور. وأبا الحسين بن بشران، ونحوه ببغداد. وجناح بن بدر بالكوفة وابن نظيف، وأبا ذر بمكّة. روى عنه: زاهر الشّحّاميّ، وأبو نصر بن عمر الغازي، وإسماعيل بن عبد الرحمن القاريء. وقد تفقّه على الطُّوسيّ، وعقد مجلس الإملاء، وأفاد الكثير. وكان مولده سنة سبعٍ وتسعين وثلاثمائة. ومن آخر من روى عنه عبد الكريم بن محمد الدّامغانيّ. قال عبد الغافر: هو من أركان فقهاء الشّافعيةّ. سمعت منه بعض أماليه. وروى عنه أيضاً: سعيد بن عليّ الشّجّاعيّ، وعائشة بنت أحمد الصّفّار، وأبو الفتوح عبد الله بن عليّ الخركوشيّ، وعبد الكريم بن عليّ العلويّ، وعبد لملك بن عبد الواحد بن القشيريّ، ومحمد بن جامع خيّاط الصُّوف، وغيرهم. ومن مسموعاته: كتاب تاريخ الفسويّ.) رواه عن ابن الفضل القطّان، عن ابن درستويه، عن الفسويّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 263 4 (إسماعيل بن محمد بن أحمد.) أو سعد الحجّاجيّ الفقيه. سمع: الحسين بن محمد بن فنجويه الثّقفي، وأبا بكر الحيريّ، وأبا سعيد الصَّيرفيّ، وابن حيد. وعنه: إسماعيل بن أبي صالح، وعبد الغافر الفارسيّ، وعبد الله بن الفراويّ. 4 (حرف الثاء)
4 (ثابت بن الحسين بن شراعة.) أبو طالب التّميميّ الهمذانيّ الأديب. روى عن: أبي طاهر بن سلمة، ومنصور بن رامش، وابن عيسى وجماعة. قال شيرويه: سمعت منه، وكان صدوقاً. توفّي في صفر. 4 (حرف الجيم)
4 (جعبر بن سابق.) الأمير سابق الدّين القشيريّ، صاحب قلعة جعبر، الحصن الّذي على فرات. قتله السّلطان ملكشاه السَّلجوقيّ لمّا قدم حلب لأنهّ بلغه أنّ ولديه يقطعان الطّريق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 264 يقال لقلعة جعبر أيضاً الدَّوسريّة، لأنّ دوسر غلام ملك الحيرة النعمان بن المنذر بناها. 4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن محمد بن القاسم بن زينة.) أبو عليّ البغداديّ الدّقّاق الكاتب. قال السّمعانيّ: شيخ صالح، ثقة مأمون. مع الكثير، وتفرّقت كتبه. وكان يسمع من أصول غيه. روى عن: هلال الحفّار. ثنا عنه: إسماعيل السَّمرقنديّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ، واحمد بن الأخوَّة. مات في صفر، وله ثمانون سنة. 4 (حمد بن احمد الحلمقريّ الهرويّ.) ) يروي عن أبي منصور الأزديّ. 4 (حرف السين)
4 (سعيد بن فضل الله بن أبي الخير.) الشيخ أبو طاهر ابن الإمام القدوة، أبي سعيد الميهنيّ. توفّي في شعبان. وهو أكبر أولاد أبيه. وجلس في المشيخة بعد والده ولم يحدّث. روى عن: أبي بكر الحيريّ، وعن والده.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 265 4 (سليمان بن قتلمش ن سلجوق.) أمير قونية، وجدّ سلاطين الرّوم. قتل في صفر في المصافّ بأرض حلب، وقام بعد انه قلج أرسلان. 4 (حرف الشين)
4 (نافع بن محمد بن شافع.) أبو بكر الأبيورديّ. 4 (حرف الصاد)
4 (صالح بن أحمد بن يوسف.) أبو رجاء البستيّ، المعبرّ. جاور بمكّة مدّةً، وحدَّث عن: أبي المستعين محمد بن أحمد البستي، وطاهر بن العبّاس المروزي، وأبي ذرّ الهرويّ، سمع منه: عمر الرُّؤآسيّ، وغيره. توفّي بعد سنة ثمانٍ وسبعين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 266 4 (حرف الطاء)
4 (طاهر بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف.) أبو عبد الرحمن الشّحّاميّ النَّيسابوريّ المستملي. والد زاهر ووجيه. كان أحد من غبي بالحديث وأكثر منه. وسمَّع أولاده. وحدَّث عن: أبي بكر الحيريّ، وأبي عيد الصَّيرميّ، وفضل الله بن أبي الخير المهيمنيّ الزّاهد،) ووالده أبي بكر محمد بن محمد الرجل الصّالح، والأستاذ أبي إسحاق الإسفراينيّ، وصاعد بن محمد القاضي. روى عنه: ابناه، وحفيده عبد الخالق بن زاهر، وفاطمة بنت خلف، وعبد الغافر الفرسيّ. وصنَّف كتاباً بالفارسيّة في الشّرائع والأحكام. واستملى على نظام الملك، وغيره. وكان فقيهاً، أديباً، بارعاً، شروطيّاً، صالحاً، عابداً، توفّي في جمادى الآخرة، وله ثمانون سنة. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الصّمد بن المهتدي بالله بن الواثق) بن المعتصم ابن الرشيد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 267 الخطيب أبو جعفر العبّاسيّ البغداديّ، والد أبي الفضل محمد بن عبد الله. كان خطيباً جليلاً رئيساً صالحاً، يخطب بجامع الحربيّة. سمع: أبا القاسم بن بشران، وغيره. وعن: ابن السَّمرقنديّ. ومات في شعبان. 4 (عبد الجليل بن عبد الجبّار بن عبد الله بن طلحة.) أبو المظفّر المروزيّ، الفقيه الشّافعيّ. قدم دمشق، وتفقّه به جماعة منهم: أبو الفضل يحيى بن عليّ القرشيّ. وكان قد تفقَّه على الكارزونيّ، وولي القضاء حين دخل التُّرك إلى دمشق. وكان فاضلاً مهيباً عفيفاً. حدَث عن: عبد الوهّاب بن برهان، وغيره. وعنه: غيث الأرمنازيّ، وهبة الله بن طاوس. 4 (عبد الخالق بن هبة الله بن سلامة.) أبو عبد اله الواعظ ابن المفسِّر، خال رزق الله التّميميّ. صالح، زاهد، ورع، نبيل، مهيب. سمع: أبا عليّ بن شاذان.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 268 روى عنه: عبد الوهّاب الأنماطيّ. مولده سنة تسعين وثلاثمائة. 4 (عبد الكريم بن عبد الواحد.) أبو الفتح الإصبهانيّ، الصّواف الدّلاّل. سمع: عثمان بن أحمد البرجيّ، وأبا عبد اله الجرجانيّ. روى عنه: الثّقفيّ، والرُّستميّ 4 (عبد الواحد بن محمد بن عبد السّميع بن إسحاق.) أبو الفضل بن الطَّوابيقيّ، العبّاسيّ. من أولاد الواثق بالله. سمع: أبا الحسن عليّ بن هبة الله العيسويّ. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وغيره. توفّي في جمادى الآخرة ببغداد. 4 (عبيد الله بن عثمان بن محمد بن يوسف دوست.) أبو منصور ابن العلاّف. من أولاد الشّيوخ. روى عن: الحسين ن الحسن الفضائريّ، وعبيد الله بن منصور الحربيّ. وعنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ، وعمر بن السّنبك. توفّي في شعبان عن ستٍّ وثمانين سنة. قال ابن النّجّار
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 269 4 (عليّ بن أحمد بن عليّ بن إبراهيم بن بحر.) أبو عليّ التُّستريّ، ثم البصريّ السَّقطيّ. كانت الرحلة إليه في سماع سنن أبي داود. رواها عن: أبي عمر الهاشميّ. وروى عن: عمه أبي سعيد الحسن بن عليّ. روى عنه: المؤتمن السّاجيّ، وعبد الله بن أحمد السَّمرقنديّ، وأبو الحسن محمد بن مرزوق الزَّعفرانيّ، وأبو غالب بن الحسن الماورديّ، وعبد الملك بن عبد الله، وآخرون.) وكان صدوقاً. وآخر من حدَّث عنه أبو طالب محمد ن محمد ن أبي زيد العلويّ النّقيب. روى عنه الجزء الأول من السُّنن بالسَّماع، والباقي إجازةً إن لم يكن سماعاً. وبقي إلى سنة ستيّن وخمسمائة. 4 (عليّ بن أحمد بن عليّ.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 270 الأديب أبو القاسم الأسديّ النّجّاشيّ. سمع: أبا عليّ بن شاذان، وطبقته. وكان إخبارياً، عارفاً، راوية. روى عنه: أبو محمد بن السَّمرقنديّ، وهبة الله بن المجلي. يعرف بان الكوفّي. توفّي في رجب. 4 (عليّ بن فضّال بن عليّ بن غالب.) أبو الحسن القيروانيّ، المجاشعيّ التّميميّ، الفرزدقيّ النَّحويّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 271 صاحب التّصانيف. مسقط رأسه هجر، وطوَّف الأرض حتّى وصل إلى غزنة، وأقبل عليه أكابرها. وانخرط في صحبة الوزير نظام الملك. وصنَّف برهان العميديّ في التفسير، في عشرين مجلداً، وكتاب الأكسير في علم التّفسير خمسة وثلاثون مجلَّداً، وكتاباً في النَّحو، في عدّة مجلدات وهو كتاب إكسير الذّهب في صناعة الأدب، وغير ذلك. قال أن طاهر المقدسيّ: سمعت إبراهيم بن عثمان الأديب الغزّيّ يقول: لمّا دخل أبو الحسن بن فضّال النَّحويّ نيسابور اقترح عليه أبو المعالي الجوينيّ أن يصنّف باسمه كتاباً في النَّحو، فصنَّفه وسمّاه الإكسير. ووعده بألف دينار، فلمّا صنَّفه وفرغ ابتدأ أبو المعلي بقراءته عليه، فلمّا فرغ من القراءة انتظر أيّاماً أن يدفع إليه ما وعده، فلم يعطه شيئاً، فأرسل إليه: إنّك إنّ لم تفي بما وعدت وإلاّ هجوتك. فأنفذ إليه على يد الرسول: نكثتها، عرضي فداؤك. ولم يعطه حبة.) وقيل: إنّ ابن فضّال روى أحاديث، فأنكرها عليه عبد الله بن سبعون القيروانيّ، فاعتذر بأنّه وهم. وقد صنَّف ابن فضّال بغزنة عدَّة كتب بأسماء أكابر غزنة. وكان إماماً في اللّغة، والنَّحو، والسِّير، وأقرأ الأدب مدّةً ببغداد. ومن شعره: (وإخواني حسبتهم دروعاً .......... فكانوها ولكن للأعادي)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 272 (وخلتهم سهاماً صائبات .......... لقد صدقوا ولكن عن ودادي) وله: (لا عذر للصَّبّ إذا لم يكن .......... يخلع في ذاك العذار العذار)
(كأنه في خدّه إذ بدا .......... ليلٌ تبدّى طالعاً في نهار) وشعره كثير. وله من التّصانيف أيضاً: كتاب النُّكَّت في القرآن، وكتاب البسملة وشرحها مجلّد، وكتاب العوامل والهوامل في الحروف خاصّة، وكتاب الفصول في معرفة الأصول، وكتاب الإشارة في تحسين العبارة، وكتاب شرح عنوان الإعراب، وكتاب العروض، وكتاب معاني الحروف، وكتاب الدُّول في التّاريخ، وهو كبير وجد منه ثلاثون مجلَّداً، وكتاب شجرة الذَّهب في معرفة أئمّة الأدب، وكتاب معارف الأدب، وغير ذلك مع ما تقدَّم. قال ابن ناصر: توفّي ابن فضّال المجاشعيّ في ثاني وعشرين ربيع الأوّل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 273 4 (علي بن مقلَّد بن نصر بن منقذ بن محمد.) الأمير سديد الملك أبو الحسن الكنانيّ صاحب شيزر. أديب شاعرٌ. قدم دمشق مرَّات. واشترى حصن شيزر من الرّوم وكان أخا محمود بن صالح صاحب حلب من الرّضاعة. ومن شعره في غلام: (أسطو عليه وقلبي لو تمكّن من .......... يديَّ غلَّهما غيظاً إلى عنقي)
(وأستعير إذا عاتبته حنقاً .......... وأين ذلُّ الهوى من عزّة الحنق)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 274 وكان قبل تملُّك شيزر ينزل في نواحي شيزر، على عادة العرب وقيل إنّه حاصرها وأخذها) بالأمان في سنة أربعٍ وسبعين. ولم تزل في يد أولاده إلى أن هدمتها الزَّلزلة، وقتلت سائر من فيها في سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة. وكان جواداً ممدَّحاً، مدحه ابن الخيّاط، والخفاجيّ، وغيرهما.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 275
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 276
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 277 وقيل: بل توفّي سنة خمسٍ وسبعين وأربعمائة. وهلك في الزّلزلة حفيدة تاج الدّولة محمد بن سلطان بن عليّ ابن عمّ الأمير أسامة الشّاعر. 4 (حرف الفاء)
4 (الفضل بن العلاّمة أبي محمد عليّ بن أحمد بن سعيد بن حزم.) أبو رافع القرطبيّ. روى عن: أبيه، وابن عبد البرّ. وكتب بخطّه علماً كثيراً. وكان ذا أدبٍ ونباهة، وذكاء. توفّي رحمه الله بوقعة الزّلاّقة شهيداً. وكان مع مخدومه المعتمد. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد.) أبو الفتح الخزاعيّ المطيريّ. المعروف بالباهر. خطيب قصر هبيرة، من أعمال سامرّاء. روى عن: عليّ بن أحمد بن محمد بن يوسف السّامرّيّ الرّفّاء، وأبي محمد الحسن بن محمد بن يحيى الفحّام، وأبي عليّ شهاب الدّين العكبريّ، وأبي الحسن محمد بن جعفر بن محمد التّميميّ النَّحويّ الكوفيّ، وجماعة. روى عنه: هبة الله السَّقطيّ، وأبو العزّ بن كادش. ولد في رمضان سنة خمسٍ وثمانين وثلاثمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 278 وقال السَّقطيّ: مات بقصر هبيرة. فذكر السّنة وقال: تسمَّح في حديثه عن الرّفّاء خاصّة. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن يونس الأنصاريّ.) أبو عبد الله السَّرقسطيّ المقريء. أخذ عن: أبي عمرو الدّانيّ، وأبو عمر بن عبد البرّ.) روى عنه: هبة الله بن الأكفانيّ. 4 (محمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف.) أبو بكر البغداديّ، أخو أحمد. كان ورعاً صالحاً لا يخرج من منزله إلاّ للصَّلوات. سمع: أبا الفتح بن أبي الفوارس، وأبا الحسين بن بشران، والحمَّاميّ. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ. قال ابن ناصر: كان عالماً، متقناً، مجوَّداً، كثير السّماع، ورعاً، ثقة. هجر أخاه لكونه حضر مجلس أبي نصر بن القشيريّ. مات في ربيع الأوّل. 4 (محمد بن عبيد الله بن محمد.) أبو الفضل الصّرّام النَّيسابوريّ الصّالح العابد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 279 سمع: أبا نعيم عبد الملك بن الحسن، وعبد الله بن يوسف بن مامويه، وأبا الحسن العلويّ، وأبا عبد الله الحاكم، وجماعة. روى عنه: وجيه الشّحّاميّ، وإسماعيل بن المؤذّن، وممد بن جامع الصّوّاف، وعبد الله بن الفراويّ، وجماعة. وطال عمره، ومات في شعبان، وكان أبوه من رؤساء نيسابور، وهو، فكان يقرأ القرآن في ركعة أو ركعتين. ويديم التّعبُّد والتّلاوة رحمه الله. 4 (محمد بن الحسن بن منازل.) أبو سعد الموصليّ الحدّاد الإسكاف. سمع: ابن مخلد الرّزّاز، وأبا القاسم بن بشران. وزعم أنّه سمع شيئاً من أبي الحسين بن بشران. روى عنه: قاضي المرستان، وعبد الوهّاب الأنماطيّ، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ، وإسماعيل بن محمد الطّلحيّ. مات في شعبان. قاله السّمعانيّ. 4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن هلال.) ) أبو الحسن بن الخبّازة، المستعمل العتّابي، الملقَّب بالجنيد. سمع: أبا الحسن بن رزقويه، وأبا الحسين بن بشران، وغيرهما. روى عنه: يحيى بن الطّرّاح، وابن السَّمرقنديّ، ومحمد بن مسعود بن السَّدنك. توفّي في ذي الحجّة. 4 (محمد بن عليّ بن إبراهيم الأمويّ.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 280 يعرف بابن قرذيال، أبو عبد الله الطُّليطليّ. سمع من: جماعة من رجال بلده. وكان يقريء الفقه. وله تصنيفٌ في شرح البخاريّ. ذكره ابن بشكوال. 4 (محمد بن عمّار.) قيل: قتل فيها. وقد مرّ سنة سبعٍ. 4 (محمد بن محمد بن عليّ بن الحسن بن محمد بن عبد الوهّاب بن سليمان بن محمد) بن سليمان بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم الإمام بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن عبّاس بن عبد المطّلب. أبو نصر الهاشميّ العبّاسيّ، الزَّينبيّ. مسند العراق في زمانه، وآخر من حدَّث عن المخلّص. قال السّمعانيّ: شريف، زاهد، صالح، متعبّد، ديّن، هجر الدّنيا في حداثته، ومال إلى التّصوُّف. وكان منقطعاً إلى رباط شيخ الشّيوخ أبي سعد. وانتهى إسناد البغوي إليه. ورحل إليه الطَّلبة. وسمع: المخلّص، وأبا بكر محمد بن عمر بن عمر الورّاق، وأبا الحسن الحمّاميّ، وغيرهم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 281 ثنا عنه: إبنا أخيه عليّ ومحمد ابنا طرد، وأبو الفضل الأرمويّ، والفراويّ، ووجيه الشّحّاميّ، وأبو تمّام أحمد بن محمد المؤيَّد بالله، ومحمد بن القاسم الشَّهرزوريّ، والمظفّر بن أبي احمد القاضي بسنجار، وإسماعيل الحافظ، وأبو نصر الغازي، وآخرون. ثمّ قال: أنا فلان وفلان، إلى أن سمّى سبعة عشر رجلاً قالوا: ثنا أبو نصر الزَّينبيّ، أنا المخلّص، ثنا البغويّ، نا أبو نصر التّمّار، عن حمّاد، فذكر حيث يوم يقوم النّاس لرب العالمين. وقد وقع لي عالياً في أوّل المخلّصيّات.) وقال السّمعانيّ: سمعت أبا الفضل محمد بن المهتدي بالله يقول: كان أبو نصر إذا قريء عليه اللَّحن ردّه لكثرة ما قرئت عليه تلك الأجزاء. قلت: كان أبو نصر أسند من بقي. وكذا أخوه طراد، وكذا أخوهما نور الهدى الحسين، ومات سنة عن اثنتين وتسعين سنة. قال السّمعانيّ: سمعت إسماعيل الحافظ بإصبهان يقول: رحل أبو سعد البغداديّ إلى أبي نصر الزَّينبيّ، فدخل بغداد، ولم يلحقه، فحين أخبر بموته خرَّق ثوبه، ولطم، وجعل يقول: من أين لي عليّ بن الجعد، عن شعبة سألت إسماعيل الحافظ، عن أبي نصر فقال: زاهد صحيح السَّماع، آخر من حدَّث عن المخلّص. قلت: آخر من حدَّث عنه هبة الله الشّبليّ القصّار وبقي بعده يروي بالإجازة عن أبي نصر أبي الفتح بن البطّيّ. قال السّمعانيّ: ولد في صفر سنة سبعٍ وثمانين وثلاثمائة. وتوفّي في حادي وعشرين من جمادى الآخرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 282 4 (محمد بن محمد بن عليّ.) أبو الحسين البجليّ الكوفيّ، ويعرف بالرُّزّيّ. عن: أبي الطّيّب أحمد بن عليّ الجعفريّ بن عشيق سمع منه سنة اثنتي عشرة وأربعمائة. روى عنه: أبو الحسن بن الطُّيوريّ، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ. ومات في جمادى الآخرة سنة سبعٍ. 4 (محمد بن أبي جعفر محمد بن أحمد بن عمر بن المسلمة.) أبو عليّ. سمع من: جدّه أبا الفرج، وهلالاً الحفّار. وعنه: أبو بكر قاضي المرستان، وأبو القاسم بن السَّمرقنديّ. توفّي في رمضان وله ثمانون سنة. قال ابن النّجّار: كان زاهداً متعبّداً، له كرامات. وسئل عنه المؤتمن بن أحمد فقال: كان شيخاً شديداً في السُّنَّة ثبتاً في الحديث، لا يخرج إلاّ) لجمعة. 4 (محمد بن أبي القاسم عبد الجبّار بن عليّ الإسفرائينيّ.) أبو بكر الإسكاف المتكلّم إمام الجامع المنيعيّ. سمع: أبا عبد الرحمن السُّلميّ، وأبا إسحاق الإسفرائينيّ المتكلّم، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 283 أخذ عنه: أبو المظفّر السّمعانيّ، والكبار. قال عبد الرحيم بن السّمعانيّ: ثنا عنه: إسماعيل العصائديّ، وأحمد بن العباس الشّقّانيّ، وأبو العبّاس الشّقّانيّ، وأبو القاسم محمد بن الحسين العلويّ. مات في جمادى الأولى سنة سبعٍ بنيسابور. 4 (مسعود بن سهل بن حمك.) أبو الفتح العميد النَّيسابوريّ. أحد الأكابر. حدَّث في هذا العام ببغداد. في شوّال. عن: عليّ بن أحمد بن عبدان، والحسين بن محمد بن فنجويه الثَّقفيّ. روى عنه: أبو محمد، وأبو القاسم ابنا السَّمرقنديّ. وقد تزهَّد وحجَّ، وأنفق الأموال على الصُّوفية والعبّاد، ولبس المرقَّعة. وكان مولده سنة. 4 (المعتزّ بن عبيد الله بن المعتزّ بن منصور.) أبو نصر البيهقيّ، ولد الرئيس أبي مسلم. سمع: عليّ بن محمد بن عليّ بن السّقاء الإسفرايينيّ، وأبا القاسم عبد الرحمن بن محمد السّرّاج.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 284 روى عنه: أبو البركات بن الفراويّ، وعبد الرحمن بن عبد الصّمد الفاينيّ المقريء. عاش خمساً وسبعين سنة. 4 (منصور بن دبيس بن عليّ بن مزيد الأسدي.) أمير العرب بهاء الدّولة، صاحب الحلّة والنيّل. كان فارساً شجاعاً مذكوراً. أديباً شاعراً. ذا رأي وسماحة. قرأ الأدب وأخبار الجاهليّة) وأشعارها. وقرأ النَّحو على: عبد الواحد بن برهان. وكان عادلاً حسن السّيرة. مات في الكهولة سامحه الله. وولي بعده ولده سيف الدّولة صدقة بن منصور. 4 (حرف الواو)
4 (واقد بن الخليل بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن الخليل.) الخطيب أبو زيد بن أبي يعلى القزوينيّ، صاحب أبي الحسن عليّ بن إبراهيم القطّان. قال شيرويه: سمعت منه بهمذان وقزوين. وكان فقيهاً، فاضلاً، صدوقاً، مفتياً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 285 4 (حرف الهاء)
4 (هبة الله بن محمد بن عليّ بن محمد بن عبيد الله بن المهتدي بالله.) أبو الحسن بن أبي الحسين بن الغريق. أحد الأعيان، وخطيب جامع القصر. سمع: أبا بكر البرقانيّ. روى عنه: ابن السَّمرقنديّ. وكان أفصح خطباء بغداد. قتل رحمه الله في صفر في الفتنة. 4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن الموفّق بالله أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل بن زيد.) أبو الحسين العلويّ الحسينيّ الزَّيديّ الشَّجريّ الرّازيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 286 كان مفتي الزَّيدية ومقدّمهم وعالمهم. وكان متفنناً من العلم، والأدب، واللّغة. سمع: ابن غيلان، والصُّوريّ، والعتيقيّ ببغداد، وأبا بكر بن ريذة، وابن عبد الرّحيم الكاتب بإصبهان. روى عنه: محمد بن عبد الواحد الدّقّاق، ونصر بن مهدي العلويّ، وأبو سعد يحيى بن طاهر السّمّان. وكان ممّن عني بالحديث والرحلة فيه. توفّي بالرّيّ في سنة تسعٍ وسبعين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 287 4 (وفيات سنة ثمانين وأربعمائة) ) 4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن الحسن بن عليّ بن مر بن جعفر بن عبد السّلام.) أبو نصر بن الحدّاد الأزديّ التّبريزيّ. قدم في صفر إلى همذان، وحدَّث عن: محمد بن منصور الميمذيّ. قال شيرويه: قرأت عليه مصنَّفاً له في أصول السُّنَّة، فأنكرت عليه مسائلفيه، فرجع إليَّ فيها. 4 (أحمد بن عليّ بن محمد.) أبو نصر الهبَّاري، البصريّ. شيخ مسنّ يخضب. قدم مرو، وحدَّث بسنن أبي داود عن: أبي عمر الهاشميّ. وحدَّث بالسُّنن ببخارى، وأتُّهم في ذلك. قال محمد بن عبد الواحد فيه: كذّاب لا تحلّ الرواية عنه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 288 وكذا كذّبه غيره. وحدَّث بمرو في هذا العم. وسيعاد. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر.) أبو الحسن البغداديّ الأوانيّ البزّاز. سمع: أبا علي بن شاذان. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ. وتوفّي في شوّال. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد.) أبو القاسم العاصميّ البوشنجيّ. سمع: أبا الحسين بن العالي، وعفيف بن محمد الخطيب. روى عنه: أبو الوقت، وعبد الجليل بن منصور العدل. مات في المحرَّم عن نحوٍ من ثمانين سنة. 4 (أحمد بن أبي الربيع محمد بن أحمد بن عبد الواحد.) الحافظ أبو طاهر الإستراباذيّ. سمع: أباه، وأبا سعد المالينيّ، وعليّ بن عمر الأسداباذيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 289 روى عنه: الرُّستميّ، وطائفة.) مات في رجب. 4 (إسماعيل بن عبد الله بن موسى.) أبو القاسم السّاويّ. توفّي في جمادى الأولى. كان صدوقاً فاضلاً، أملى مجالس. سمع: أبا بكر الحيريّ. ورحل فسمع ببغداد: أبا محمد السُّكّريّ، وابن الفضل القطّان، وجماعة. روى عنه: زاهر الشّحّاميّّ، وابنه عبد الخالق، وأخوه وجيه، وعبد الله بن الفراويّ. 4 (حرف الحاء) الحسن بن عليّ بن العلاء بن عبدويه. أبو عليّ البشتيّ، وبشت: بالمعجمة، ناحية من أعمال نيسابور، غير
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 290 بست الّتي بالمهملة. كان واعظاً فاضلاً، كبير القدر. لكنّه كان قليل العقل، يأكل في الطُّرق، ويسفّه، ويطرق على الأبواب. ثمّ عميّ، وبقي في حالٍ زريّ، فكان يؤذيه الصّبيان، ويبسط هو لسانه فيهم. قال ابن السّمعانيّ. سمع: ابن محمش الزّياديّ، وأباعبد الرحمن السُّلميّ، وعليّ بن محمد السّقّاء وغيرهم. روى عنه: أبو الأسعد هبة الرحمن، وشريفة بنت الفراويّ، وإسماعيل بن أبي صالح المؤذّن، وآخرون. توفّي في رمضان. وكان أبوه أبو الحسن من كبار الشّافعيّة. 4 (حرف الشين)
4 (شافع بن صالح بن حاتم.) الفقيه أبو محمد الجيليّ الحنبليّ، الفقيه الزّاهد. قدم بغداد بعد الثّلاثين وأربعمائة. ولزم القاضي أبا يعلى، وكتب معظم مصنفّاته، وبرع في الأصول والفروع، وسمع الحديث، ودرّس وأفاد. وكان ذا تقشُّف. وعنه سمع من ابن غيلان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 291 4 (حرف العين) ) 4 (عبد الله بن الحسين.) الإمام أبو الفضل ابن الجوهريّ المصريّ الواعظ. منن جلَّة مشايخ بلده ومن بيت العلم. روى عن: أبي سعد المالينيّ. أخذ عنه: أبو عبد الله الحميديّ، وغيره. وكان أبوه من كبار العلماء والصُّلحاء. أنشد أبو الفضل على كرسيّ وعظه: (أقبل جيش الهجر في موكبٍ .......... بين يديه علمٌ يخفق)
(وصار قلبي في حصار الهوى .......... كأنما النّار له تحرق) مات في سابع عشر شوّال منه السّنة. وروى عنه: عليّ بن المشرف الأنماطيّ، وطائفةً من مشيخة السّلفّي. واسم جدّه سعيد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 292 4 (عبد الله بن سهل بن يوسف.) أبو محمد الأنصاريّ الأندلسيّ المرسي المقريء. أخذ عن: أبي عمر الطَّلمنكيّ، ومكّيّ، وأبي عمرو الدّانيّ. ورحل فأخذ بالقيروان عن مصنّف الهادي في القرءآت، أبي عبد الله محمد بن سفيان، وأبي عبد الله محمد بن سليمان الأّبيّ. وكان ضابطاً لقرءآت وطرقها، عارفاً بها، حاذقاً بمعانيها. أخذ النّاس عنه. قال أبو عليّ بن سكَّرة: هو إمام أهل وقته في فنّه، لقيته بالمريّة. لازم أبو عمرو الدّانيّ ثمانية عشر عاماً، ثمّ رحل ولقي جماعة. وأقرأ بالأندلس، وبعد صيته. فمن شيوخه: الطَّلمنكيّ، ومكّيّ، وأبو ذرّ الهرويّ، وأبو عمران الفاسيّ، وأبو عبد الله بن غالب، وحسن بن حمَّود التّونسيّ، وعبد الباقي بن فارس الحمصيّ. قال: وجرت بينه وبين أبي عمرو شيخه عند قدومه منافسة، وتقاطعاً، وكان أبو محمد شديداً على أهل البدع، قوّالاً بالحقّ مهيباً، جرت له في ذلك أخبار كثيرة، وامتحن بالتّغّرب، ولفظته) البلاد، وغمزه كثيرٌ من النّاس، فدخل سبتة، وأقرأ بها مديدة، ثمّ خرج إلى طنجة، ثمّ رجع إلى الأندلس، فمات برندة. قال ابن سكَّرة، عزمت على القراءة عليه، فقطع عن ذلك قاطعٌ. قال القاضي عياض: وقد حدَّث عنه غير واحدٍ من شيوخنا، وثنا عنه
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 293 شيخنا أبو إسحاق بن جعفر. وحدَّث عنه خالي أبو بكر محمد بن عليّ. وقال أبو الأصبغ بن سهل: أشكلت عليَّ مسائل من علم القرآن، لم أجد في من لقيت من يشفيني، حتّى لقيته. قال: وكانت بينه وبين القاضي أبي الوليد الباجيّ منافرة عظيمة، بسبب مسألة الكتابة، فكان ابن سهل يلعنه في حياته، وبعد موته، فأدّى ذلك أصحاب الباجيّ إلى القول في ابن سهل، والإكثار عليه. قلت: وقرأ عليه بالرّوايات أبو الحسن عبد العزيز بن عبد العزيز بن عبد الملك بن شفيع المذكور في أسانيد الشّاطبيّ. 4 (عبد الباقي بن أحمد بن هبة الله) أبو الحسن البزّاز. صهر المقريء أبي علي الأهوازيّ. دمشقيّ، سمع من: الأهوازيّ، وأبي عثمان الصّابونيّ، وابن سلوان المازنيّ. روى عنه: أبو القاسم الخضر بن عبدان. وذكر هبة الله بن طاوس أنّ هذا زوَّر سماعاً لنفسه في جزء. 4 (عبد الرحيم بن أبي عاصم بن الأحنف.) أبو سعد الهروي الزّاهد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 294 سمع من: أبي محمد حاتم بن محمد بن يعقوب الميت في سنة 454. 4 (عبد الملك بن الحسن بن خبرون بن إبراهيم.) أبو القاسم الدّبّاس، أخو الحافظ أبي الفضل أحمد. كان من خيار البغدادييّن وسراتهم وصلحائهم. سمع من: البرقانيّ، وعبد الملك بن بشران. روى عنه: ابنه المقريء أبو منصور محمد، وعبد الوهّاب الأنماطيّ.) ومات في ذي الحجّة. 4 (عبد الواحد بن إسماعيل.) الإمام أبو القاسم البوشنجيّ الفقيه. 4 (عليّ بن احمد بن محمد بن عبد الله بن اللَّيث.) أبو الحسن النّاتقيّ، ثمّ النيَّسابوريّ. سمع: أبا طاهر بن محمش. وعنه: زاهر الشّحّاميّ، وبنته سعيدة بنت زاهر، وعائشة بنت الصّفّار، والحسين بن عليّ الشّحّاميّ، وغيرهم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 295 توفّي في سلخ جمادى الأولى. 4 (عليّ بن أبي بكر أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن يوسف.) أبو الحسن الفارسيّ ثمّ النَّيسابوريّ. سمع:: ابن محمش، وأبا بكر الحيريّ، وجماعة. حدّث عنه: عبد الخالق بن زاهر، وغيره. أرَّخه السّمعانيّ في رابع ربيع الأوّل. 4 (حرف الفاء)
4 (فاطمة بنت الحسن بن عليّ.) أمّ الفضل البغداديّة الكاتبة، المعروفة بنت الأقرع. كانت تكتب طريقة ابن البّواب. كتب النّاس وجوَّدوا على خطّها، وهي الّتي أهّلت لكتابة كتاب الهدنة إلى ملك الرّوم من الدّيوان العزيز. يضرب المثل بحسن خطّها. وكان لها سماعٌ عالٍ. روت عن: أبي عمر بن مهديّ، وغيره. روى عنها: أبو القاسم بن السَّمرقنديّ، وأبو البركات الأنماطيّ، وأبو سعد البغداديّ الإصبهانيّ، وقاضي المرستان، وغيرهم. قال السّمعانيّ: سمعت محمد بن عبد الباقي: سمعت فاطمة بنت الأقرع
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 296 قالت: كتبت لعميد الملك) أبي نصر الكندريّ، فأعطاني ألف دينار توفّيت في المحرَّم. 4 (فاطمة بنت الأستاذ أب يعليّ الحسن بن عليّ الدّقّاق.) أمّ البنين النيَّسابوريّة الحرّة الزّاهدة، زوجة أبي القاسم القشيريّ وأمّ أولاده. سمعت: أبا نعيم عبد الملك الإسفرائينيّ، وأبا الحسن العلويّ، وعبد الله بن يوسف الإصبهانيّ، وأبا عليّ الرُّوذباريّ، وأبا عبد الله الحاكم، وأبا عبد الرحمن السُّلميّ، وغيرهم. روى عنها: سبطها أبو الأسعد هبة الرحمن، وعبد الله بن الفراويّ، وزاهر الشّحاميّ، وآخرون. وأوّل سماعٍ لها من أبي الحسن العلويّ، وذلك في سنة ثمانٍ وتسعين وثلاثمائة. وعمّرت تسعين سنة. وكانت عابدةً، قانتة، متهجّدة، متبتلّة. توفّيت في ثالث عشر ذي القعدة. قال أبو سعد السّمعانيّ: كانت فخر نساء عصرها، ولم ير نظيرها في سيرتها، كانت عالمة بكتاب الله، فاضلة. إلى أن قال: سمعت من أبي نعيم، والعلويّ. ثمّ قال: ولدت سنة إحدى وأربعمائة وهذا غلظٌ بيّن والصّواب إنّها ولدت قبل ذلك بمدّة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 297 4 (الفضل بن محمد بن أحمد.) أبو القاسم المدينيّ البقّال. مات في رمضان. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن إبراهيم بن عليّ.) العلاّمة أبو الخطّاب الكعبيّ الطَّبريّ بشيخ الشّافعيّة ببخارى. تفقَّه بأبي سهل أحمد بن عليّ الأبيورديّ. وكان من العلماء الزُّهّاد، تخَّرج به الأصحاب. قال السّمعانيّ: حتّى كان يقعد بين يديه اكثر من مائتي فقيه على ما قيل. سمع من شيخه أبي سهل، والحسن بن أبي المبارك الشّيرازيّ الحافظ، ومكّيّ بن عبد الرّزّاق) الكشميهنيّ، ومحمد بن عبد العزيز القنطريّ، وعبد الكريم بن عبد الرحمن الكلاباذيّ، والمظفّر بن أحمد. نا عنه عثمان بن عليّ البيكنديّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 298 مات ببخارى في ربيع الأوّل. 4 (محمد بن الحسن بن عليّ بن أحمد.) أبو طاهر الحلبيّ المعروف بابن الملحيّ. روى عن: رشأ بن نظيف، وأبي عليّ الأهوازيّ، وجماعة. وعنه: ابن الأكفانيّ. 4 (محمد بن أبي سعيد أحمد بن الحسن بن عليّ بن أحمد بن سليمان.) أبو الفضل البغداديّ، ثمّ الإصبهانيّ. من بيت العلم والحديث. كان واعظاً، عالماً، فصيحاً، حلو المنطق، عارفاً بالتفّسير، له مشيخة خرَّج فيها عن جماعة منهم: أبوه، وأبو الحسين بن فاذشاه، وابن ريذة، وعبد العزيز بن أحمدبن فادويه، وغيرهم. روى عنه: ابنه الحافظ أبو سعد أحمد، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ، وعبد الوهّاب ابن الأنماطيّ. حجّ، ورجع، فأدركه أجله ببغداد، في صفر، رحمه الله. 4 (محمد بن هلال بن المحسّن بن إبراهيم بن هلال بن الصّابيء)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 299 أبوالحسن البغداديّ، غرس النّعمة. من بيت الكتابة والبلاغة والتّاريخ. جمع ذيلاً على تاريخ أبيه. وكان عاقلاً، لبيباً، رئيساً مبجّلاً. سمع: أبا عليّ بن شاذان، وغيره. روى عنه: ابن السَّمرقنديّ، والأنماطيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 300 وتوفّي في ذي القعدة عن ستيّن سنة، أو أربعٍ وستين سنة. وله أيضاً كتاب الربيع، وكتاب الهفوات. 4 (مسعود بن سهل بن حمك.) أبو الفتح النَّيسابوريّ، نزيل مرو.) كان أحد الرّؤساء المتموّلين. روى عن: علي بن أحمد بنعبدان الأهوازيّ، وجماعة. توفّي في حدود هذه السَّنة. وقد ذكر سنة تسعٍ أيضاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 301 4 (ومن المتوفين تقريباً)
4 (حرف الألف)
4 (إسماعيل بن أحمد بن حسن.) الفقيه أبو سريج الشّاشيّ الصُّوفيّ. شيخ جوّال، لقي المشايخ والصُّلحاء، وحدَّث بنيسابور، وغيرها. سمع بهراة: أبا الحسن محمد بن عبد الرحمن الدّبّاس، وأبا عثمان سعيد بن العبّاس القرشيّ. روى عنه: عبد الغفّار الفارسيّ ووثّقه، وأثنى عليه في سياقه، ولقيه سنة سبعين. 4 (إسماعيل بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن يحيى بن معاذ الرّازيّ.) أبو إبراهيم. شيخ من أهل نيسابور. صدوق خيّر. سمع: عبد الملك بن أبي عثمان الخركوشيّ الواعظ، وغيره. روى عنه: سعيد بن الحسين الجوهريّ، شيخٌ لعبد الرحيم بن السّمعانيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 302 4 (إفرائيم بن الزّفّان.) أبو كثير اليهوديّ المصريّ، الطّبيب. خدم ملوك الباطنية بمصر، ونال دنيا عريضة، واقتنى من الكتب شيئاً كثيراً. وهو أمهر تلامذة علي بن رضوان المذكور في سنة ثلاثٍ وخمسين. وكان إفرائيم في أيّام الأفضل ابن أمير الجيوش. وخلَّف من الكتب ما يزيد على عشرين ألف مجلَّد، ومن الأموال شيئاً كثيراً. 4 (حرف الجيم)
4 (الجنيد بن القاسم.) أبو محمد المحتاجي، خطيب ميهنة. سمع: أبا بكر الحيريّ، وأبا إسحاق الإسفرائينيّ.) روى عنه: حفيده محمد بن أحمد بن الجنيد. وسماعه منه في سنة اثنتين وسبعين. 4 (حرف السين)
4 (سعيد بن محمد بن أحمد بن سعيد بن صالح.) البقّال أبو القاسم الإصبهانيّ الحافظ. عن: ابن المرزبان الأبهريّ، وابن مردويه، وخلق. وهو والد قتيبة بن سعيد البقّال، وأخته لامعة، ذكرهم ابن نقطة مختصراً. 4 (سليمان بن أبي الفضل عبّاس بن سليمان.) الشّيخ أبو محمد القيروانيّ، مسند معمَّر، أجاز له من الحجاز أبو الحسن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 303 أحمد بن إبراهيم بن فراس، وأبو القاسم عبيد الله السَّقطيّ. وأجاز له ممن القيروان أبو الحسن القابسيّ. سمع منه: أبو عليّ الصَّدفيّ، وغيرره. وقال: قال لي: لمّا ولدت ذهب أبي إلى أبي الحسن القابسيّ، فقال: سمّه باسم الأعمش. أنا سليمان، أنا ابن فراس كتابةً، أنا نافلة بن المقريء، فذكر حديثاً. 4 (حرف الشين)
4 (شبيب بن أحمد بن محمد بن خشنام البستيغيّ النَّيسابوريّ.) أبو سعد. ولد سنة ثلاثٍ وتسعين وثلاثمائة. سمع: أبا نعيم عبد الملك الإسفرائينيّ، وأبا الحسن العلويّ، وغيرهما. روى عنه: أبو عبد الله الفراويّ، وزاهر الشَّحّاميّ، وأخوه وجيه، وأبو الأسعد القشيريّ. ذكره ابن السّمعانيّ في الأنساب، وقال: كان من الكّراميّة. وبستيغ: قرية من سواد نيسابور. توفّي في... وسبعين واربعمائة. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن محمد بن عمر.) أبو محمد الطُّليطليّ، ويعرف بابن الأديب.) روى عن: الصّاحبين أبي إسحاق بن شنظير، وأبي جعفر بن ميمون، وعبدوس بن محمد، وأبي عبد الله الفخّار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 304 وسمع على أبي القاسم البراذعيّ كتابه في اختصار المدوّنة. وعمّر دهراً. وحمل النّاس عنه. قال ابن بشكوال: كان في عشر الثّمانين وأربعمائة. 4 (عبد الرحمن بن عبد الله بن أسد الجهنيّ.) أبو المطّرف الطُّليطليّ. روى عن: محمد بن مغيث، وأبي محمد القشاريّ. ولقي بمكّة أبا ذرّ الهرويّ. وكان ثقة، محدّثاً، فقيهاً، مشاوراً، ذا خيرٍ وتواضع، وسنّ وجلالة. توفّي قبل الثّمانين. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن اللّبّان.) الصّنهاجيّ القرطبيّ. روى عن: مكّيّ بن أبي طالب، وأبي عمر أحمد بن مهديّ. واختصّ بمحمد بن عتّاب. وكان عارفاً، نبيهاً، يقظاً، كامل الأدوات، مليح الخطّ. توفّي في نحو الثّمانين أيضاً. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن يونسس بن أفلح.) أبو الحسن الأندلسيّ. من كبار النُّحاة. أخذ عن: أبي تمّام القطينيّ، وأبي عثمان الأصفر. حمل النّاس عه. ومات بإشبيلية في حدود الثّمانين أو بعدها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 305 4 (عبد الصّمد بن سعدون.) أبو بكر الصَّدفيّ، المعروف بالرّكانيّ الطُّليطليّ. روى عن: قاسم بن محمد بن هلال.) وحجّ، وسمع بمصر من: أبي محمد بن الوليد، وأبي العبّاس أحمد بن نفيس، وأبي نصر الشّيرازيّ. وكان صالحاً يلقّن القرآن. وتوفّي بعد سنة خمسٍ وسبعين، قاله ابن بشكوال. 4 (عبد الوهّاب بن محمد بن الحسن بن إبراهيم.) أبو محمد الجزريّ البروجرديّ، نزيل اليمن. مقريء فاضل. سمع: أبا مر بن مهديّ ببغداد، وأبا محمد بن النّحّاس بمصر. روى عنه: مكّيّ الرُّميليّ، وابن طاهر المقدسيّ، ومحمد بن القاسم الحلوانيّ. توفّي بعد السّبعين. قاله السّمعانيّ. 4 (عبيد الله بن عبد الله بن احمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسكان.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 306 القاضي أبو القاسم بن الحذّاء القرشيّ النَّيسابوريّ الحنفيّ الحاكم، الحافظ. شيخ متقن، ذو عناية تامّة بالحديث والسَّماع. أسنّ وعمّر، وهو من ذرّية عبد الله بن عامر بن كريز. سمع وجمع وصنَّف، وجمع الأبواب والطُّرف، وتفقَّه على القاضي أبي العلاء صاعد. وحدَّث عن: جدّه، والسّيد أبي الحسن العلويّ، وأبي عبد الله الحاكم، وابن محمش الزّيادي، وعبد الله بن يوسف، وأبي الحسن بن عبدان، وابن فنجويه، وأبي الحسن بن السّقّاء، وابن باكويه، وأبي حسّان المزكّيّ، ومن بعدهم إلى أبي سعد الكنجروذيّ، وطبقته. واختصّ بأبي بكر بن الحارث الإصبهانيّ، وأخذ عنه. وكذا أخذ العلم عن أحمد بن عليّ بن فنجويه. وما زال يسمع ويسمع ويحدّث ويفيد. وقد أكثر عنه أبو الحسن عبد الغفّار بن إسماعيل، وذكره. ولم أجده ذكر له وفاةً. وقد بقي إلى بعد السّبعين وأربعمائة. ووجدت له مجلساً في تصحيح ردّ الشَّمس وتزعيم النّواصب الشُّمس. وقد تكلَّم على رجاله كلام شيعيًّ عارفٍ بفنّ الحديث.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 307 ويعرف بالحسكانيّ.) فابن حسكويه الّذي روى عنه عبد الخالق الشّحّاميّ آخر يأتي سنة ثمانٍ وثمانين، اسمه عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن حسكويه أبو سعد. 4 (عليّ بن الحسن بن عليّ بن بكر.) أبو الحسن المحكَّميّ الأستراباذيّ الفقيه الأديب. سمع الحديث، وأكثر منه. وعمّر حتّى حدَّث وحمل عنه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 308 سمع بأسداباذ: أبا عبد الله بن شاذي الجيليّ، وأبا القاسم نصر بن احمد. وببغداد: أبا الحسين بن بشران، وأبا الحسن الحمَّاميّ، وجماعة. وبنيسابور: أبا بكر الحيريّ، وغيره. وبإصبهان وغيرها. روى عنه: هبة الله ابن أخت الطّويل الهمذانيّ. وولد سنة ثلاثٍ وتسعين وثلاثمائة. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن عثمان.) أبو عبد الله القيسيّ الأندلسيّ ابن الحدّاد الشّاعر المشهور. ولقبه: مازن. من أهل مدينة وادي آش، سكن المريّة. ذكره ابن الأبار فقال: كان من فحول الشُّعراء، وأفراد البلغاء، له ديوان
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 309 كبير، ومؤلَّف في العروض. اختصَّ بالمعتصم محمد بن معن بن صمادح، وفيه استفرغ مدائحه. ثمّ سار عنه إلى سرقسطه وأقام في كنف المقتدر بن هود. توفّي في حدود الثّمانين وأربعمائة. 4 (محمد بن أحمد بن أبي الحسن العارف الميهنيّ.) أبو الفضل. شيخ صالح، ثقة، صوفيّ. سمع الكثير. حدَّث بمرو عن: أبي بكر الحيريّ، وأبي سعد الصَّيرفيّ، وجماعة. وعن: جدّه أبي العبّاس. سمع منه أبو المظفّر السّمعانيّ وابنه مسند الشّافعيّ في سنة ثمانٍ وسبعين وأربعمائة.) روى عنه: أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن الخطيب الكشمسهنيّ، والحافظ أبو سعد محمد بن أحمد بن محمد بن الخليل، ومحمد بن أحمد بن الجنيد المحتاجيّ، والعبّاس بن محمد العصّاريّ، وعبد الواحد بن محمد التُّونيّ، وسعيد بن سعد الميهنيّ، وآخرون. سمع منهم عبد الرّحيم بن السّمعانيّ. 4 (محمد بن عليّ بن حيدرة.) أبو بكر الهاشميّ الجعفريّ البخاريّ. تفقَّه على القاضي أبي عليّ الحسين بن الخضر النَّسفيّ. وسمع الكثير، وأملى عن: أبي الطّيَّب إسماعيل بن إبراهييم الميدانيّ صاحب خلف الخيّام. وعن: إبراهيم بن سلم الشّكانيّ، وأبي مقاتل أحمد بن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 310 محمد بن حمدي، ومحمد بن أحمد الغنجار الحافظ. ولد قبل الأربعمائة. حدَّث عنه عثمان بن عليّ البيكنديّ، وجماعة. 4 (محمد بن عليّ بن محمد بن جولة.) أبو بكر الأبهريّ الإصبهانيّ. عن: أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الجرجاني، وأبي بكر بن مردويه. وعنه: أبو المنازل عبد العزيز الأدميّ، وأبو سعد أحمد بن محمد البغداديّ، وأحمد بن حامد بن أحمد بن محمود الثّقفيّ، وأبو مسعود عبد الجليل كوتاه. 4 (محمد بن الفضل بن جعفر.) أبو عبد الله المروزيّ الخرقيّ الزّاهد. من أهل قرية: خرق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 311 قال السّمعانيّ: كان فقيهاً ورعاً زاهداً متبرَّكاً به. سمع: محمد بن عمر بن طرفة السّجزيّ، وعليّ بن عبد الله الطَّيسفونيّ. وكان في الزُّهد والورع إلى غاية. ولد قبل سنة أربعمائة، وبقي إلى حدود سنة ثمانٍ وسبعين. ثنا عنه عبد الواحد بن محمد التُّونيّ.) 4 (محمد بن محمد بن زيد بن عليّ بن موسى.) الشّريف المرتضى أبو المعالي، وأبو الحسن. ذو الشَّرفين، العلويّ، الحسينيّ. ولد ببغداد وسمع بها من: أبي القاسم الحرفيّ، وأبي عبد الله المحامليّ، والبرقانيّ، وطلحة الكنانيّ، ومحمد بن عيسى الهمذانيّ، وأبي عليّ بن شاذان، وأبي القاسم بن بشران، وطائفة. وتخرَّج بأبي بكر الخطيب ولازمه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 312 روى عنه: الخطيب شيخه، وأبو العبّاس المستغفريّ أحد شيوخه، وزاهر الشّحّاميّ، ويوسف بن أيّوب الهمذانيّ، وأبو الأسعد بن القشيريّ، وهبة الله السّيِّديّ، وخلق أخرهم وفاةً الخطيب أبو المعالي المدينيّ. وممّن حدَّث عنه: أبو طالب محمد بن عبد الرحمن الحيريّ، وأبو الفتح أحمد بن الحسين الأديب السمَّرقنديّ حدَّث هذا عنه بالإجازة. قال فيه السّمعاني: أفضل علويّ ف عصره، له المعرفة التّامة بالحديث. وكان يرجع إلى عقلٍ وافر، ورأيٍ صائب. وبرع على الخطيب في الحديث. ونقل عنه الخطيب، أظنُّ في كتاب البخلاء. ورزق حسن التّصنيف وسكن في آخر عمره سمرقند، ثمّ قدم يغداد وأملى بها. وحدَّث بإصبهان، ثمّ ردّ إلى سمرقند. سمعت يوسف بن أيّوب الهمذانيّ يقول: ما رأيت علويّاً أفضل منه. وأثنى عليه. وكان من الأغنياء المذكورين. وكان كثير الإيثار، ينفّذ كلّ سنة إلى جماعةٍ من الأئمّة إلى كلّ واحدٍ ألف دينار أو خمسمائة أو أكثر، وربمّا يبلغ مبلغ ذلك عشرة الآف دينار، ويقول: هذه زكاة مالي، وأنا غريب، ففرِّقوا على من تعرفون استحقاقه. ويقول: كلّ من أعطيتموه شيئاً، فاكتتبوا له خطّأ، وأرسلوه حتّى نعطيه من عشر الغلَّة. وكان يملك قرياً من أربعين قرية خالصة بنواجي كش. وله في كلّ قرية وكيل أوفى من رئيسٍ بسمرقند.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 313 قلت: هذا من فرط المبالغة من السّمعانيّ. ثمّ قال: سمعت أبا المعالي محمد بن نصر الخطيب يقول ذلك، وكان من أصحاب الشّريف. وسمعت أبا المعالي يقول: إنّ الشّريف عمل بستاناً عظيماً، فطلب ملك سمرقند وما وراء النهّر الخضر خاقان أن يحضر البستان، فقال الشّريف السّيّد لحاجب الملك: لا سبيل إلى ذلك. فالحّ) عليه، فقال: لكن لا أحضر، ولا أهيّيء آلة الفسق والفساد لكم، ولا أفعل ما يعاقبن الله عليه في الآخرة. فغضب الملك، وأراد أن يمسكه، فاختفى عن وكيل له نحو شهرين، ونودي عليه في البلد، فلم يظفروا به. ثم أظهروا النَّدم على ما فعلوه، فألحّ عليه أهله حتّى ظهر، وجلس على ما كان مدّة. ثمّ إنّ الملك نفَّذ إليه يطلبه ليشاوره في أمر، فلّما استقرَّ عنده أخذه وسجنه، واخذ جميع ما يملكه من الأموال والجواهر والضّياع، فصبر وحمد اله، وقال: من يكون من أهل بيت رسول اله صلى الله عليه وسلم لا بدّ وأن يبتلى. وأنا قد ربِّيت في النّعمة، وكنت أخاف لا يكون وقع خلل في نسبي، فلّما وقع هذا فرحت، وعلمت أنّ نسبي متّصل. قال لنا أبو المعالي: فسمعنا أنّهم منعوه من الطّعام حتّى مات جوعاً. ثمّ أخرج من القلعة ودفن. وهو من ولد عليّ بن زين العابدين عليّ بن الحسين رضي الله عنه. قال السّمعانيّ: قال أبو العبّاس الجوهريّ: رأيت السّيّد المرتضى أبا المعالي بعد موته وهو في الجنّة، وبين يديه مائدة من طعام، وقيل له: ألا تأكل؟
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 314 قال: لا، حتّى يجيء ابني، فإنّه غداً يجيء. فلمّا انتبهت، وذلك في رمضان سنة اثنتي وتسعين، قتل ابنه أبو الرّضا في ذلك اليوم. ولد السّيّد المرتضى رضي الله عنه في سنة خمسٍ وأربعمائة، واستشهد بعد سنة ستٍّ وسبعين، وقيل: سنة ثمانين. قتله الخاقان خضر بت إبراهيم صاحب ما وراء النَّهر. وقد قدم رسولاً من سلطان ما وراء النّهر إلى الخلفية القائم بأمر الله في سنة ثلاثٍ وخمسين. قلت: وقع لنا من تصنيفه كتاب فرحة العالم، سمعناه بالإجازة العالية من ابن عساكر. وأخبرنا أحمد بن هبة الله أبو المظفّر بن السّمعاني، كتابةً: أنا أبو الأسعد بن القشيريّ، أنا أبو المعالي محمد بن محمد الحسينيّ الحافظ، أنا الحسن بن أحمد الفارسيّ، أنا محمد بن العبّاس بن نجيح، ثنا عبد الملك بن محمد، ثنا بشر بن عمر، وسعيد بن عامر قالا: ثنا شعبة، عن زياد بن علاّقة، عن أسامة بن شريك قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه كأنّما على رؤوسهم الطَّير. الفارسيّ هو ابن شاذان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 315 4 (مطهر بن يحيى بن محمد بن احمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن بحير.) ) أبو القاسم البحيريّ النّيسابوريّ. حدَّث عن: أبيه، الحاكم، وحمزة المهلَّبيّ، وابن محمش. وعنه: ابن ماكولا، ابن طاهر المقدسيّ، وعبد الغافر وقال: شيخ معروف سديد. 4 (حرف النون)
4 (نصر بن عليّ بن أحمد بن منصور بن شاذويه.) أبو الفتح الحاكميّ الطُّوسيّ. شيخ عالم مشهور معمَّر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 316 حدَّث بالسُّنن بأبي داود، عن أبي عليّ الرُّوذباريّ. وسمع أيضاً من أبي بكر الحيريّ. وأحضر إلى نيسابور، فسمعوا منه السُّنن. قال أبو سعد السّمعانيّ: فسمعه منه جدّي. روى عنه لولدي عبد الرّحيم: صخر بن عبيد الطّابرانيّ، وهبة الرحمن بن القشيريّ، وأبو الفتح محمد بن أبي أحمد الحصريّ. مات عد السّبعين والأربعمائة.
الجزء الثالث والثلاثون
الجزء الثالث والثلاثون
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 5 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)
5 (الطبقة التاسعة والأربعون احداث)
1 (الأحداث من سنة إلى)
2 (احداث إحدى وثمانين وأربعمائة)
4 (استيلاء الفرنج على مدينة زويلة) فيها استولت الفرنج على مدينة زويلة من بلاد إفريقيّة، جاؤوا في البحر في أربعمائة قطعة فنهبوا وسبوا، ثمّ صالحهم تميم بن باديس، وبذل لهم من خزانته ثلاثين ألف دينار فردّوا جميع ما حووه. 4 (وفاة النّاصر بن علناس) وفيها مات النّاصر بن علناس بن حمّاد، ووليّ بعده ابنه المنصور، فجاءته كتب تميم بن المعزّ، وكتب يوسف بن تاشفين صاحب مرّاكش بالعزاء والهناء. 4 (وفاة ملك غزنة) وفيها مات ملك غزنة الملك المؤّيد إبراهيم بن مسعود بن محمود بن سبكتكين وكان كريماً، عادلاً، مجاهداً، عاقلاً، له رأي ودهاء، ومن مخادعته أن السّلطان ملكشاه سار بجيوشه يقصده، ونزل بأسفزار، فكتب إبراهيم كتباً إلى جماعةٍ من أعيان أمراء ملكشاه يشكرهم، ويعتذر لهم بما فعلوه من تحسينهم لملكشاه أن يقصده: ليتم لنا ما استقر بيننا من الظفر به، وتخليصكم من يده، ويعدهم بكلّ جميل. وأمر القاصد بالكتب أن يتعرض
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 6 لملكشاه في تصيّده، فأخذ وأحضر عند ملكشاه فقررّه، فأنكر، فأم بضربه، فأقرّّ وأخرج الكتب، فلما فتحها وقرأها تخيّل من أمرائه، وكتم ذلك عنهم خوف الوحشة، ورجع من وجهه. وكان إبراهيم يكتب في العالم ختمةً، ويهديها ويتصدّق بثمنها، وكان يقول: لو كنت بعد وفاة جدي محمود لما ضعف ملكنا، ولكني الآن عاجز أن أسترد ما أخذ منّا من البلاد لكثرة جيوشهم. 4 (ولاية جلال الدين مسعود الملك) وقام في الملك بعد ولده جلال الدّين مسعود، الذي كان أبوه زوجه بابنة السّلطان ملكشاه، وناب نظام الملك في عرسه عليها مائة ألف دينار. 4 (منازلة متولي حلب لشيزر) ) وفيها جمع أقسنقر متولي حلب العساكر، ونازل شيزر، ثمّ صالحه صاحبه ابن منقذ. 4 (وفاة الملك أحمد بن ملكشاه) وفيها مات الملك أحمد بن السّلطان ملكشاه، وله إحدى عشرة سنة، وكان قد جعله وليّ عهد أوّل، ونثر الذّهب على الخطباء في البلاد عند ذكره. فلمّا مات عمل عزاؤه ببغداد سبعة أيام بدار الخلافة، ولم يركب أحد فرساً وناح النّساء في الأسواق عليه، وكان منظراً فظيعاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 7 4 (توجه ملكشاه إلى سمرقند) وفيها توجه ملكشاه إلى سمرقند ليملكها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 8 2 (احداث اثنتين وثمانين وأربعمائة)
4 (الفتنة بين السّنة والشّيعة) في صفر كبس غوغاء السّنة الكرخ، وقتلوا رجلاً وجرحوا آخر، فأغلق أهل الكرخ أسواقهم، ورفعوا الّمصاحف وثياب الّرجلين بالدماء، ومضوا إلى دار كمال الملك الدّهستاني مستغيثين، فأرسل إلى الّنقيب طراد يطلب منه إحضار الرّجلين القاتلين، فلم يقدر، وكفّ النّاس، فلما سار السّلطان عادت الفتنة. 4 (تملك السّلطان ما وراء النهر) وفيها ملك السّلطان ما وراء النهر، وذلك لأن سمرقند تملكها ابن أخي تركان زوجة السّلطان، وكان صبياً ظلوماً غشوماً، كثير المّصادرة فكتبوا إلى السّلطان سراً يستغيثون به ليتملك عليهم، فطمع السّلطان، وتحركت همته، وسار من إصبهان بجميع جيوشه، وعبر النّهر، وقصد بخارى فملّكها، وقصد سمرقند ونازلها، وكاتب أهلها، ففرح به التّجار والرؤساء، وفرّق صاحبها أحمد خان الأبرجة على الأمراء، وسلم برج العّيار إلى رجل علوي، فنصح في القّتال، وكان ولده ببخارى أسيراً فبعث إليه ملكشاه يهدده بقتله، ففتر عن القتال، ورمى السّلطان عدة أماكن من السّور بالمنجنيقات، فلما صعدوا السّور اختفى أحمد خان في بيت عامي، فغمز عليه، وحمل إلى السّلطان يجر بحبل،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 9 فأكرمه السّلطان وأطلقه، وأرسله تحت الاحتياط إلى إصبهان. ورتب لسمرقند أبا طاهر عميد خوارزم. ثمّ قصد كاشغر، فبلغ إلى يوزكند، وهي بلدة يجري على بابها نهر، فأرسل رسله إلى ملك كاشغر يأمره بإقامة الخطبة والسّكة له، ويتهدده إن خالف. فدخل في الطّاعة، وجاء إلى) الخدمة، فأكرمه السّلطان وعظمه، وأنعم عليه، ورده إلى بلده. ثمّ رد إلى خراسان، فوثبّ عسكر سمرقند بالعميد أبي طاهر، فاحتال حتّى هرب منهم، وكان كبيرهم عين الدّولة، ثمّ ندم وخاف، فكاتب يعقوب أخا الملك صاحب كاشغر فحضر واتفق معه، وجرت أمور، فلمّا اتصلت الأخبار بالسلطان كرّ راجعاً إلى سمرقند، فهرب يعقوب وكان قد قتل عين الدّولة، فلحق بفرغانة وهي ولايته، ثمّ هادنه، ورجع بعد فصول طويلة. 4 (وفاة ابنة السّلطان) وكانت ابنة السّلطان زوجة الخليفة أرسلت تشكو من الخليفة لكثرة اطراحه
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 10 لها، فأرسل يطلب ابنته طلباً لا بد منه، فأذن لها الخليفة، ومعها ولدها جعفر، وسعد الدّولة كوهرائين، فذهب إلى إصبهان، فأدركها الموت في ذي القعدة من السّنة، وعمل الشّعراء فيها المراثي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 11 2 (احداث ثلاث وثمانين وأربعمائة)
4 (تسلم المصريين صور وصيدا وعكا وجبيل) وفيها جاءت عساكر مصر وحاصروا صور، وكانّ قد تغلب عليها القاضي عيّن الدّولة ابن أبي عقيل، ثمّ توفي ووليها أولاده، فسّلموها لضعفهم. وسارت العّساكر إلى صيدا فتسلموها. ثمّ ساروا إلى عكا، فحاصروها وضيّقوا على المسلمين فافتتحوها. وملكوا مدينة جبيل، ورتبوا نواب المستنصر بها، ورجعوا إلى مصر
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 12 منصورين ظافرين بعزم أمير الجيوش. 4 (تعاظم الفتنة بين السّنة والشّيعة) وفيها عظمت البليّة ببغداد بين السّنة والشّيعة، وقتل بيّنهم بشرٌ كثير، وركب شحنة بغداد ليكفهم فعجز، وذلت الرّافضة بإعانة الخليفة أعوانه عليهم، وأجابوا إلى إظهار السّنة، وكتبوا بالكرخ على أبواب مساجدهم: خّير الناس بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أبو بكر، ثمّ عمر، ثمّ عثمان، ثمّ علي فعظم هذا على جهلتهم وشطارهم، فثاروا ونهبوا شارع ابن أبي عوف، وفي جملة ما نهبوا دار المحدّث أبي الفضل بن خيرون، فذهب مستصرخاً ومعه خلق، ورفعت العامة الصلبان وهجموا على الوزير وما أبوا ممكناً، وقتل يومئذ رجل هاشمي بسهم غرب، فقتلت السّنة عوضه رجلاً علوياً وأحرقوه. وجرت أمور قبيحة، فطلب الخليفة من صدقه بن) مزيد عسكراً فبعث عسكراً، وتتبعوا المفسدين إلى أن خمدت الفتنة. 4 (القحط بإفريقيّة) وفيها كان بإفريقيّة قحط وحروب، ثمّ أمنوا ورخصت الأسعار. 4 (بناء المدرسة التّاجية ببغداد) وفيها عملت ببغداد مدرسة لتاج الملك مستوفي الدّولة بباب أبرز، ودرس بها أبو بكر الشّاشيّ، وتعرف بالمدرسة التاجية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 13 4 (عمارة منارة جامع حلب) وفيها عمرت منارة جامع حلب. 4 (إمساك النّحوي السّارق) وفيها سرق رجل نحوي أشقر ثياباً فأخذ وهموا به فهرب وذهب إلى بلاد بني عامر، وبلاده متاخمة الإحساء وقال لأميرهم: أنت تملك الأرض ويتم لك وأنت أجدادك أفعالهم بالحاج في التواريخ. وحسن له نهب البصرة فجمع العريان، وقصدوا البصرة بغتة، والناس آمنون بهيبة السّلطان، فملكها ونهبها، وفعلوا كل قبيح، وأحرقوا عدة أماكن، وجاء الصريخ إلى بغداد، فانحدر سعد الدّولة كواهرئين، وسيف الدّولة صدقة بن مزيد، فوجدوا الأمر قد فات، ثمّ أخذ ذلك النحوي فشهر وصلب ببغداد. 4 (تعيين مدرسين في النّظامية) ووصل للنّظامية مدرسان، كل واحد معه منشور بها من نظام الملك، وهما أبو محمد عبد الوهاب الشّيرازيّ، وأبو عبد اللّه الطبري. ثمّ تقرر الأمر أن كل واحد يدرس يوماً. 4 (وفاة ابن جهير) وفيها مات فخر الدّولة بن جهير.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 14 4 (تسلم رئيس الإسماعيلية قلعة إصبهان) وفي شعبان تسلم ابن الصباح رأس الإسماعيلية قلعة إصبهان، وذلك أول ظهورهم. وسيأتي ذكرهم في سنة أربع وتسعين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 15 2 (احداث أربع وثمانين وأربعمائة)
4 (عزل أبي شجاع عن الوزارة) ) وفيا عزل عن الوزارة ببغداد أبو شجاع بعميد الدّولة بن جهير وأمر بلزوم داره، فتمثل عن نفسه: تولاها وليس له عدووفارقها وليس له صديق 4 (سجن الصاحب بن عباد) وفيها استولى أمير المسلمين يوسف على بلاد الأندلس قرطبة، وإشبيلية، وسجن ابن عباد، وفعل في حقه ما لا ينبغي لملك، فإن الملوك إما أن يقتلوا، وإما أن يسجنوا، ويقرر لذلك المحبوس راتب يليق به، وهذا لم يفعل ذلك، بل استولى على جميع ممالكه وذخائره، وسجنه بأغمات، ولم يجر على أولاده ما يكفيهم، فكان بنات المعتمد بن عباد يغزلن بأيديهن، وينفقن على أنفسهن، فأبان أمير المسلمين بهذا عن صغر نفس، ولؤم طبع.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 16 4 (بدء المرابطين) واتسعت ممكلته واستولى على المغرب وكثير من إقليم الأندلس، وترك كثيراً من جيوشه بثغور الأندلس، وطاب لهم الخصب والرفاهية، واسترحوا من جبال البربر وعيشها القشب، ولقبهم بالمرابطين. وسالمه المستعين بالله ابن هود صاحب شرق الأندلس، وكان يبعث إليه بالتحف. وكان هو وأجناده ممن يضرب بهم المثل في الشجاعة، فلما اختصر يوسف بن تاشفين أوصى ولده علياً ببني هود وقال: اتركهم بينك وبين العدو، فإنهم شجعان. 4 (استيلاء الفرنج على صقلية) وفيها استولت الفرنج على جميع جزيرة صقلية، وأول ما فتحها المسلمون بعد المائتين، وحكم عليها آل الأغلب دهراً، إلى أن استولى المهدي العبيدي على الغرب، وكان العزيز العبيدي صاحب مصر قد استعمل عليها الأمير أبا الفتوح يوسف بن عبد الله فأصابة فالجم فاستناب ولده جعفراً فضبط الجزيرة الفتوح يوسف بن عبد اللّه، فأصابه فالج، فاستناب ولده جعفراً، فضبط الجزيرة، وأحسن السيرة إلى سنة خمس وأربعمائة، فخرج عليه أخوه علي في جمع من البربر والعبيد، فالتقوا فقتل خلق من البربر والعبيد، وأسر علي، وقتله أخوه، فعظم قتله على أبيه وهو مفلوج، وأمر جعفر بنفي كل بربري بالجزيرة، فطردوا إلى أفريقيّة، وقتلوا سائر العبيد، واستخدم له جنداً من أهل البلاد، فاختلف عسكره، ولم تمض إلا أيام حتّى أخرجوه وخلعوه، وأرادوا قتله. وكان ظلوماً لهم، عسوفاً، فعملوا حسبته، وحصروه في قصره سنة عشر) وأربعمائة، فخرج لهم أبوه أبو الفتوح في محفة، فرقوا لحاله، وأرضاهم، واستعمل عليهم ابنه أحمد المعروف بالأكحل. ثمّ جهز ابنه في البحر في مركب إلى مصر، وسار هو بعد ابنه ومعهما من العين ستمائة ألف وسبعون ألف دينار. وكان ليوسف من الخيل ثلاث عشرة ألف حجرة، سوى البغال وغيرها. ومات يوم مات وما له إلا فرس واحد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 17 وأما الأكحل فكان حازماً سائساً أطاعه جميع حصون صقلية التي للمسلمين، ثمّ إن أهل صقلية اشتكوا منه، وبعث المعز بن باديس جيشاً عليهم ولده، فحصروا الأكحل، ووثب عليه طائفة من البلد، فقتلوه في سنة تسع وعشرين وأربعمائة. ثمّ رأوا مصلحتهم في طرد عسكر ابن باديس عنهم، فالتقوا، فانهزم الإفريقيون، وقتل منهم ثمانمائة نفس، ورجع الباقون بأسوا حال، فولى أهل صقلية عليهم الأمير حسناً الصمصام أخا الأكحل، فلم يتفقوا وغلب كل مقدم على قلعة، واستولى الأراذل. ثمّ أخرجوا الصمصام فانفرد القائد عبد اللّه بن متكون بمازر وطرابنش، وانفرد القائد على علي بن نعمة بقصريانه وجرجنت وانفرد ابن الثمنة بمدينة سرقوسة وقطانية، وتحارب هو وابن نعمة، وجرت لهم خطوب، فانهزم ابن الثمنة، فسولت له نفسه الانتصار بالنصارى، فسار إلى مالطة، وقد أخذتها الفرنج بعد السبعين وثلاثمائة وسكنوها، فقال لملكها: أنا أملك الجزيرة، وملأ يد هذا الكلب خسايا، فسارت الفرنج معه في سنة أربع
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 18 وأربعين وأربعمائة، فلم يلقوا من يمنعهم، فأخذوا ما في طريقهم، وحاصروا قصريانه، وعمل معه ابن نعمة مصافاً، فهزموه، فالتجأ إلى القصر، وكان منيعاً حصيناً. فحلوا عنه واستولوا على أماكن كثيرة، ونزح عنها خلق من الصالحين والعلماء، واجتمع بعضهم بالمعز، فأخبره بما الناس فيه من الويل مع عدوهم، فجهز أسطولاً كبيراً، وساروا في الشتاء، فغرق البحر أكثرهم، وكان ذلك مما أضعف المعز، وقويت عليه العرب، وأخذت البلاد منه، وتملك الفرنج أكثر صقلية. واشتغل المعز بما دهمه من العرب الذين بعثهم صاحب مصر المستنصر لحربه وانتزاع البلاد منه، فقام بعده ولده تميم في الملك، فجهز أسطولاً وجيشاً إلى صقلية، فجرت لهم حروب وأمور طويلة، ورجع الأسطول، وصحبهم طائفة من أعيان أهل صقلية، ولم يبق أحد يمنع الفرنج، فاستولوا على بلاد صقلية، سوى قصريانه وجرجنت، فحاصروا المسلمين مدة حتّى) كلوا، وأكلوا الميتة من الجوع، وسلم أهل جرجنت بلدهم، ولبث قصريانه بعده ثلاث سنين في شدة من الحصار، ولا أحد يغيثهم، فسلموا بالأمان، وتملك رجار، جميع الجزيرة، وأسكنها الروم والفرنج مع أهلها. وهلك رجار قبل التسعين وأربعمائة، وتملك بعده ابنه، فاتسعت ممالكه، وعمر البلاد، وبالغ في الإحسان إلى الرعية، وتطاول إلى أخذ سواحل إفريقيّة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 19 4 (دخول السّلطان بغداد للمرة الثانية) وفي رمضان وصل السّلطان إلى بغداد، وهي القدمة الثانية، وبادر إلى خدمته أخوه تاج الدّولة تتش صاحب دمشق وقسيم الدّولة اقسنقر صاحب حلب، وغيرهما من أمراء النواحي فعمل الميلاد ببغداد، وتأنقوا في عمله على عادة العجم، وانبهر الناس، وأروا شيئاً لم يعهدوه من كثرة النيران، حتّى قال شاعرهم: وكل نارٍ على العشاق مضرمةٌ من نار قلبي أو من ليلة الصدق نارٌ تجلت بها الظلماء فاشتبهتبسدفة الليل فيه غرةٌ الفلق وزارت الشمس فيه البدر واصطلحاعلى الكواكب بعد الغيظ والحنق مدت على الأرض بسطٌ من جواهرهاما بين مجتمع دارٍ ومفترق مثل المصابيح إلا أنها نزلتمن السماء بلا رجمٍ ولا حرق أعجب بنارٍ ورضوانٌ يسعرهاومالك قائمٌ منها على فرق في مجلسٍ ضحكت روض الجنان لهلما جلى ثغره عن واضحٍ يقق وللشموع عيونٌ كلما نظرتتظلمت من يديها أنجم الغسق من كل مرهفة الأعطاف كالغصن المياد لكنه عارٍ من الورق إني لأعجب منها وهي وادعةٌ تبكي وعيشتها من ضربه العنق 4 (بناء جامع السّلطان ببغداد) وفي آخرها أمر السّلطان بعمل جامعٍ كبير له ببغداد، وعمل الأمراء حوله
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 20 دوراً لهم ينزلونها، ولم يدروا أن دولتهم قد ولت، وأيامهم قد تصرمت نسأل اللّه خاتمة صالحة. 4 (الزلزلة بالشّام) وفيها كانت زلازل عظيمة مزعجة بالشام، تخرب من سور أنطاكية تسعون برجاً وهلك من) أهلها عالمٌ كثير تحت الردم، فأمر السّلطان بعمارتها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 21 2 (احداث خمس وثمانين أوربعمائة)
4 (وقعة جيان بالأندلس) فيها وقعة جيان بالأندلس. كانت بعد وقعة الزلاقة، وتقاربها في الكبر فإن الأذفونش جمع جموعاً عظيمة، وقصد بلاد جيان، فالتقاه المرابطون فانهزم المسلمون، وأشرف الناس على خطة صعبة، ثمّ أنزل اللّه النصر، فثبتوا وهزموا الكفار، ووضعوا السيف فيهم، ونجا الأذفونش في نفر يسير. كتاب. 4 (كتاب النبي إلى هرقل) ثمّ تهيأ في العام القابل وأغار على القرى وحرق الزرع، وبقي الناس معه في بلاء شديد، وشاخ وعمر، وكان من دهاة الروم، وهو أكبر ملك للفرنج، تحت يده عدة ملوك وجعل دار مملكته طليطلة، فبقي مجاوراً لبلاد الإسلام. وهو من ذرية هرقل. وكان عنده كتاب النبي صلى اللّه عليه وسلم إلى جده. قال اليسع بن حزم: حدثنا الفقيه أبو الحسن بن زيدان قال: لما توجهنا إلى ابن بنته رسلاً أنا وفلان، أمر فأخرج سفط فيه حق ذهب مرصع بالياقوت والدر، فاستخرج منه الكتاب كما نصه في صحيح البخاري فلما رأيناه بكينا، فقال: مم تبكون فقلنا: تذكرنا به النبي صلى اللّه عليه وسلم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 22 فقال: إنما هذا الكتاب شرفي وشرف آبائي من قبلي. 4 (ملك شاه يفتح بلاد السّاحل) وفيها أمر السّلطان ملكشاه لقسيم الدّولة وبوران وغيرهما أن يسيرا في خدمة أخيه تتش، حتّى يستولوا على ما بيد المستنصر العبيدي بالسّواحل، ثمّ يسيرون بعد ذلك إلى مصر فيفتحوها، فساروا إلى أن نزلوا على حمص، وبها صاحبها ابن ملاعب، وكان كثير الأذية للمسلّمين، فأخذوا منه البلد بعد أيام. ثمّ ساروا إلى حصن عرقة، فأخذوه بالأمان. ثمّ نازل طرابلس، فرأى صاحبها جلال الملك ابن عمار جيشاً لا قبل له به، فأرسل إلى الأمراء الذين مع تتش، ووعدهم ليصلحوا حاله، فلم ير فيهم مطعماً ثمّ سير لقسيم الدّولة ثلاثين ألف) دينار وتقادم فسعى له عند تتش هو وكاتبه، فغضب تتش وقال: هل أنت إلا تابع لي: فخلاه في الليل، ورحل إلى حلب، فاضطر تتش إلى التّرحل عن طرابلس وانتقض ما قرر لهم السّلطان من الفتوح. 4 (فتح اليمن للسّلطان) وفيها فتح للسلطان اليمن: كان فيمن حضر إلى خدمته ببعداد جنق أمير التّركمان صاحب قرميسين، فجهزه السّلطان في جماعة أمراء من التّركمان
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 23 إلى الحجاز واليمن، وأن يكون أمرهم إلى سعد الدّولة كوهرائين، فاستعمل عليهم كوهرائين عوضة ترشك، فساروا إلى اليمن واستولوا عليها، فظلموا وعسفوا وفسقوا فأسرفوا، وملكوا عدن، وظهر على ترشك جدري أهلكه بعد جمعة من وصوله إلى عدن. وعاش سبعين سنة فنقله أصحابه معهم، ودفن ببغداد عند مشهد أبي حنيفة. 4 (وفاة السّلطان) قال صاحب المرأة: في غرة رمضان توجه السّلطان من إصبهان إلى بغداد عازماً على تغيير الخليفة فوصل بغداد في ثامن عشر رمضان، فنزل داره، ثمّ بعث إلى الخليفة يقول: لا بد أن تترك لي بغداد، وتذهب إلى أي بلد شئت. فانزعج الخليفة وقال: أمهلني ولو شهراً. فقال: ولا ساعة. فبعث الخليفة إلى وزير السّلطان تاج الملك، فطلب المهلة عشرة أيام. فاتفق مرض السّلطان وموته، وعد ذلك كرامة للخليفة. 4 (مقتل الوزير نظام الملك) وفي عاشر رمضان قتل نظام الملك الوزير بقرب نهاوند، أتاه شاب ديلمي من الباطنية في صورة مستغيث فضربه بسكين عندما أخرجت محفته إلى خيمة
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 24 حرمه بعد إفطاره، وتعس الباطني فلحقوه وقتلوه. وكان مولده سنة ثمان وأربعمائة. وقيل إن السّلطان هو الذي دس عليه من قتله، لأن ابن ابن نظام الملك كان شاباً طرياً، وليّ نظر مرو ومعه شحنة للسلطان، فعمد وقبض عليه، فغضب السّلطان، وبعث جماعة إلى نظام) الملك يعنقه ويوبخه ويقول: إن كنت شريكي في الملك فلذلك حكم وهؤلاء أولادك قد استولى كل واحد على كورة كبيرة، ولم يكفهم حتّى تجاوزوا أمر السياسة. فقوى نفسه، ولقد يمت بأمور ما أظن عاقلاً يقولها، ويقول: إن كان ما علم أني شريكه فليعلم. 4 (وفاة السّلطان ملكشاه) فازداد غضب السّلطان ملكشاه وعمل عليه، ولكنه ما متع بعده، إنما
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 25 بقي خمسةً وثلاثين يوماً ومات. 4 (سلطنة محمود بن ملكشاه) فلما مات السّلطان كتمت زوجته تركان، موته، وأرسلت إلى الأمراء سراً فاستحلفتهم لولدها محمود ابن السّلطان، وهو في السّنة الخامسة من عمره. فحلفوا له، وأرسلت إلى المقتدي بالله في أن يسلطنه، فأجاب، وخطب له، ولقب ناصر الدنيا والدين، وأرسلت في الحال تركان إلى إصبهان من قبض على بركياروق أكبر أولاد السّلطان فقبض عليه. 4 (خلاف بركياروق) فلما اشتهر موت أبيه وثب المماليك بإصبهان، وأخرجوه وملكوه بإصبهان. وطالبت العساكر الوزير بالأرزاق، فوعدهم فلما وصل إلى قلعة
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 26 برجين التي فيها الخزائن صعد إليها ليفرق فيهم، فأغلقها وعصى على تركان فنهبت العساكر أثقاله، وذهبت هي إلى إصبهان. فندم ولحقها، وزعم أن متولي القلعة حبسه، وأنه هرب منه، فقبلت عذره. وأما بركياروق ففارق إصبهان، وبادر إلى الريّ، وانضم إليه فرقة من العسكر، وأكثرهم من المماليك النظامية، لبغضهم لتاج الملك لأنه كان عدواً لمولاهم، وهو المتهم بقتله، فنازلو قلعة طبرك، وأخذوها عنوةً. 4 (انهزام عسكر تركان وأسر تاج الملك) وجهرت تركان عساكرها لحربهم، فالتقى الجمعان بناحية بروجرد، فخامر طائفة، والتفوا أيضاً على بركياروق، واشتد الحرب. ثمّ انهزم عسكر تركان، وساق بركياروق في أثرهم، فنازل إصبهان في آخر السّنة. وأسر بعد الوقعة تاج الملك، فأتي به بركياروق وهو على إصبهان، فأراد أن يستوزره.) 4 (مقتل تاج الملك) وأخذ تاج الملك في إصلاح كبار النظامية، وفرق فيهم مائتي ألف دينار،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 27 وبلغ ذلك عثمان بن نظام الملك، فشغب عليهم سائر الغلمان الصغار، وقال: هذا قاتل أستاذكم. ففتكوا به، وقطعوه في المحرم سنة ست. وكان كثير المحاسن والفضائل وإنما غطى ذلك ممالأته على قتل نظام الملك، ولأن مدته لم تطل. وعاش سبعاً وأربعين سنة. 4 (إيقاع عرب خفاجة بالركب العراقي) وأما عرب خفاجة فطمعوا بموت السّلطان، وخرجوا على الركب العراقي، فأوقعوا بهم، وقتلوا أكثر الجند الذين معهم، ونهبوا الوفد، ثمّ أغاروا على الكوفة، فخرجت عساكر بغداد وتبعتهم حتّى أدركتهم فقتل من خفاجة خلق، ولم تقو لهم شوكة بعدها. 4 (حريق بغداد) وفيها كان الحريق المهول ببغداد، وكان من الظهر إلى العصر. قال صاحب الكامل: واحترق من الناس خلق كثير، واحترق نهر معلى، من عقد الحديد إلى خزانة الهراس، إلى باب دار الضرب، واحترق سوق الصاغة، والصيارف، والمخلطين والريحانيين، وركب الوزير عميد الدّولة بن جهير وأتى، فما زال راكباً حتّى أطفئ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 28 4 (وقوع البرد بالبصرة) وفيها وقع بالبصرة برد عظيم كبار، أهلك الحرث والنسل. كانت البردة من خمسة أرطال إلى عشرة أرطال.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 29 2 (احداث ست وثمانين وأربعمائة)
4 (وزارة عز الملك) استهلت وبركياروق منازل إصبهان، فخرج إليه جماعة من أولاد نظام الملك، فاستوزر عز الملك بن نظام الملك الذي كان متولي خوارزم. 4 (استيلاء تاج الدّولة تتش على الرحبة ونصيبين) وأما تاج الدّولة تتش صاحب دمشق، فلما علم بموت أخيه ملكشاه جمع الجيوش وأنفق الأموال، وسار يطلب السلطنة، فمر بحلب وبها قسيم الدّولة اقسنقر فصالحه وصار معه، وأرسل إلى) ياغي سيان صاحب أنطاكية، وإلى بوزان صاحب الرها وحران، يشير عليهما بطاعة تتش، فصاروا معه، وخطبوا له في بلادهم، وقصدوا الرّحبة، فملكوها في المحرم سنة ست. ثمّ سار بهم وحاصر نصيبين، فسبوه ونالوا منه، فغضب وأخذها عنوةً، وقتل بها خلقاً ونهبها. ثمّ سلّمها إلى محمد بن شرف الدّولة العقيلي، وقصد الموصل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 30 4 (وزارة ابن جهير) واستوزر الكافي ابن فخر الدّولة بن جهير، أتاه من جزرة ابن عمر. 4 (وقعة المضيع) وكان قد تغلب على الموصل إبراهيم بن قريش أخو شرف الدّولة، فعمل معه مصافاً، وتعرف بوقعة المضيع، فكان هو في ثلاثين ألفاً، وكان تتش في عشرة آلاف فتمت الكسرة على جيش إبراهيم، وأخذ أسيراً، ثمّ قتل صبراً. وقيل إن تقدير القتلى من الفريقين عشرة آلاف، امتلأت الأيدي من السّبيّ والغنائم، حتّى أبيع الجمل بدينار، وأما الغنم فقيل: أبيعت مائة شاه بدينار. ولم يشاهد أبشع من هذه الوقعة، وقتل بعض نسوان العرب أنفسهن خوف الفضيحة، ومنهن من غرقت نفسها. وأقر تتش على الموصل الأمير علي بن شرف الدّولة وأمه صفية، وهي عمة تتش، ثمّ بعث إلى بغداد يطلب تقليداً بالسلطنة، وساعده كوهرائين فتوقفوا قليلاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 31 4 (استقامة الأمور لتاج الدّولة تتش) وسار تتش فملك ميافارقين، وديار بكر وقصد أذربيجان، وغلب على بعضها، فبادر بركياروق ليدفع عنه تتش عن البلاد، وقصده، فالتقيا، فقال قسيم الدّولة لبوزان: إنما أطعنا هذا لنظر ما يكون من أولاد السّلطان، والآن فقد ظهر ابنه هذا، وينبغي أن نكون معه، ففارقا تتش وتحولا بعسكرهما إلى بركياروق، فلما رأى ذلك تتش ضعف ورجع إلى الشّام، واستقام دست بركياروق. 4 (تملك عسكر مصر مدينة صور) وفيها في جمادى الآخرة جاء عسكر المصريين، فتملكوا مدينة صور بمخامرة أهلها، وأخذ متوليها إلى مصر، فقتل هو وجماعة. 4 (امتناع الحج العراقي) ) ولم يحج أحدٌ من العراق، بل خرج ركب من دمشق، فنهبهم أمير مكة محمد بن أبي هاشم، وخرجت عليهم العربان غير مرة ونهبوهم، وتمزقوا، وقتل جماعة، ورجع سلم في حال عجيب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 32 4 (الفتنة بين السّنة والرّافضة) وأما بغداد فهاجت فيها فتنة مزعجة على العادة بين السّنة والرافضة. 4 (دخول صدقه بن مزيد في خدمة السّلطان ملكشاه) وسار سيف الدّولة صدقه بن مزيد أمير العرب، فلقي السّلطان بركياروق بنصيبين، وسار في خدمته إلى بغداد، فوصلها في ذي القعدة. وخرج عميد الملك بن جهير الوزير والناس معه إلى لقائه. 4 (وفاة جعفر بن المقتدي بالله) ومات جعفر بن المقتدي بالله، وله ست سنين، وهو سبط السّلطان ملكشاه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 33 2 (احداث سبع وثمانين وأربعمائة)
4 (الخطبة لبركياروق بالسلطنة) في أولها خطب للسلطان بركياروق، ولقب ركن الدّولة وعلم الخليفة على تقليده. 4 (وفاة الخليفة المقتدي) ومات الخليفة المقتدي من الغد فجأة. 4 (خلافة المستظهر) وبويع بالخلافة ولده المستظهر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 34 4 (قتل تتش لاقسنقر صاحب حلب) وأما تاج الدّولة تتش فإنه رجع وشرع يجمع العساكر، وصار قسيم الدّولة وبوزان ضداً له، وأمدهما بركياروق بعسكر، فكان بينهما مصاف بتل السّلطان، على بريد من حلب، فانهزم، جمع اقسنقر صاحب حلب، وثبت هو، فأخذ أسيراً، وأحضر بين يدي تتش، فقال له: لو كنت ظفرت بي ما كنت تفعل بي قال: كنت أقتلك. فذبحه صبراً. 4 (تغلب تتش على حلب وغيرها) وساق إلى حلب وقد دخلها المنهزمون، فحاصرها حتّى ملكها، وأخذ الأميرين بوزان وكربوقا) أسيرين، فقتل بوزان ثمّ بعث برأسه إلى حران والرها، فخافوه، وسلموا إليه البلدين، وسجن كربوقا بحمص، ثمّ سار إلى بلاد الجزيرة فملكها، ثمّ ملك خلاط وغيرها، ثم سار فافتتح أذربيجان جميعها،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 35 وكثرت جيوشه واستفحل أمره. 4 (سلطنة بركياروق على إصبهان) وسار بركياروق في طلب عمه، فبيته ليلة عسكر تتش، فانهزم بركياروق في طائفة يسيرةٍ، ونهبت أثقاله، فقصد إصبهان لما بلغه موت امرأة أبيه تركان، ففتحوا له خديعة، وقبضوا عليه، وأرادت الأمراء أ يكحلوه، فاتفق أن أخاه محمود بن السّلطان ملكشاه جدر، فقال لهم الطبيب: ما رأيته يسلم، فلا تعجلوا بكحل هذا، وأنتم تكرهون أن يملك تاج الدّولة تتش، فدعوا هذا حتّى تنظروا في أمركم، فمات محمود في سلخ شوال وله سبع سنين، فملكوا بركياروق، ووزر له مؤيد الملك بن نظام الملك، لأن أخاه الوزير عز الملك مات بناحية الموصل مع السّلطان. فأخذ مؤيد الملك يكاتب له الأمراء ويتألفهم، فقوي سلطانه وتم. 4 (وفاة المستنصر بالله العبيدي) وفيها مات المستنصر بالله الرافضي صاحب مصر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 36 4 (خلافة المستعلي بالله) وقام بعده ابنه المستعلي. 4 (وفاة بدر أمير الجيوش) وفيها مات بدر أمير الجيوش قبل المستنصر بأشهر. 4 (وفاة أمير مكة) ومات محمد بن أبي هاشم الحسيني أمير مكة، وقد نيف على السبعين وكان ظالماً قليل الخير، أمر بنهب الركب في هذا العام. 4 (قتل تكش عم السّلطان بركياروق) وفيها قتل السّلطان بركياروق عمه تكش وغرقه، وكان محبوساً مكحولاً بقلعة تكريت، لأنه اطلع منه على مكاتبات. 4 (وفاة الخاتون تركان) وكانت تركان الخاتون قد بعثت جيشاً مع الأمير أنر لأخذ فارس من
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 37 الملك تورانشاه بن قاروت) بك، فانهزم تورانشاه، وعمل معه مصافاً، فانهزم أنر، ومات تورانشاه من سهم أصابه، ومرضت تركان وهي بنت طمغان خان أحد ملوك الترك، وكان لها هيبة وصولة، وأمر مطاع، لأنها بنت ملك كبير، ولأن زوجها سلطان الوقت كان، وابنها ولي عهد، وهي حماة المقتدر بالله، إلى غير ذلك، وكانت قد تجهزت تريد المسير إلى تاج الدّولة لتتزوج به، فأدركها الأجل، وأوصت بولدها إلى الأمير أنر، ولم يكن بقي له سوى إصبهان. 4 (دخول الروم بلنسبة) وفيها دخلت الروم لعنهم اللّه بلنسبة صلحاً بعد حصار عشرين شهراً، فلا قوة إلا بالله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 38 2 (احداث ثمان وثمانين وأربعمائة)
4 (قتل صاحب سمرقند) في المحرم قتل أحمد خان صاحب سمرقند، وكان قد كرهه جنده واتهموه بالزندقة، لأن السّلطان ملكشاه لما تملك سمرقند وأسر أحمد خان وكل به جماعة من الديلم، فحسنوا له الانحلال، وأخرجوه إلى الإباحة. فلما عاد إلى سمرقند كان يظهر منه الانحلال، وعصى طغرل ينال بقلعة له، فسار لحصاره، فتمكن الأمراء وقبضوا عليه، ورجعوا به، وأحضروا الفقهاء، وأقاموا له خصوماً ادعوا عليه بالزندقة، فأنكر، فشهدوا عليه، فأفتى العلماء بقتله، فخنقوه، وملكوا ابن عمه. 4 (إنتهاب ابن أبق باجسري وبعقوباً) وفي صفر بعث تتش شحنة لبغداد، وهو يوسف بن أبق التركماني، فجاء صدقة بن مزيد صاحب الحلة ومانعه، فسار نحو طريق خراسان، ونهب باجسرى، وبعقوبا أفحش نهب ثمّ عاد إلى بغداد، وقد راح منها صدقة،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 39 فدخلها وأراد نهبها، فمنعه أمير معه، فجاء الخبر بقتل تتش فترحل إلى الشّام. 4 (مقتل تاج الدّولة تتش) وذلك أن تتش لما هزم بركياروق سار بركياروق فحاصر همذان، ثمّ رحل عنها، ومرض بالجدري، وقصد تتش إصبهان وكاتب الأمراء يدعوهم إلى طاعته، فتوقفوا لينظروا ما يكون من بركياروق، فلما عوفي فرحوا به، وأقبلت إليه العساكر حتّى صار في ثلاثين ألفاً والتقى هو وتتش بقرب الري فانكسر عسكر تتش، وقاتل هو حتّى قتل، قتله مملوك لقسيم الدّولة، وأخذ) بثأر مخدومه. 4 (تفرد بركياروق بالسلطنة) وانفرد بركياروق بالسلطنة، ودانت له المماليك بعد أن انهزم من عمه بالأمس في نفر يسير إلى إصبهان، ولو اتبعه عشرون فارساً لأسروه، لأنه بقي على باب إصبهان أياماً، ثمّ خدعوه وفتحوا له، ثمّ قبضوا عليه وهموا بكحله فحم أخوه محمود وجدر ومات فملكوه عليهم، وشرعت سعادته. 4 (تملك رضوان بن تتش حلب) وقد كان تتش بعث إلى ولده رضوان يأمره بالمجيء إلى بغداد، وينزل بدار السلطنة، فسار في عسكر كبير، فلما قارب هيت جاءه نعي أبيه، فرد إلى
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 40 حلب، وتملكها بعد أبيه، وجعل زوج أمه جناح الدّولة حسين بن أيدكين أتابكه ومدبر دولته، فأحسن السياسة. وصالحهم صاحب أنطاكية ياغي سيان التركماني، فقصدوا ديار بكر، والتف عليهم نواب الأطراف الذين لتتش، فساروا يريدون سروج، فسبقهم إليهم الأمير سقمان بن أرتق، فحكم عليها. ثمّ ملك رضوان الرها، ووهبها لصاحب أنطاكية، ثمّ وقع بينهم اختلاف، فسار جناح الدّولة مسرعاً إلى حلب، ثمّ قدم رضوان. 4 (تملك دقاق دمشق) وأما أخوه دقاق الملك فإنه كان في خدمة عمه السّلطان ملكشاه، وهو صبي قد خطب ابنه السّلطان، وسار بعد موت عمه مع تركان إلى إصبهان. ثمّ خرج إلى بركياروق، فصار معه، ثمّ هرب إلى أبيه، وحضر مقتل أبيه، وهرب مع بعض المماليك إلى حلب، فبقي مع أخيه، فراسله الخادم ساوتكين متولي قلعة دمشق سراً، يدعوه ليملكه فهرب، وأرسل أخوه وراءه فوارس، فلم يدركوه، وفرح الخادم بقدومه، وتملك دمشق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 41 مجيء طغتكين إلى دمشق وتمكنه واتفق مجيء طغتكين هو وجماعة من خواص تتش قد سلموا، فخرج لتلقيهم دقاق وأكرمهم، وقيلا كانوا أسروا يوم المصاف، ثمّ تخلصوا، وكان طغتكين زوج أم دقاق، فتمكن من الأمور، وعمل على قتل الخادم فقتله.) 4 (وزارة الخوارزمي) وجاء إلى الخدمة ياغي سيان صاحب أنطاكية، ومعه أبو القاسم الخوارزمي، فاستوزره دقاق. 4 (وفاة المعتمد بن عباد) وفيها توفي المعتمد بن عباد مسجوناً بأغمات وكان من محاسن الدنيا جوداً، وشجاعة، وسؤدداً، وفصاحة، وأدباً، وما أحسن قوله: سلت علي يد الخطوب سيوفهافجذذن من جسدي الخصيب الأفتنا ضربت بها أيدي الخطوب وإنماضربت رقاب الآملين بنا المنى يا آملي العادات من نفحاتناكفوا، فإن الدهر كف أكفنا 4 (وفاة الوزير أبي شجاع) وفيها توفي الوزير أبو شجاع وزير الخلفة مجاوراً بالمدينة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 42 4 (بناء سور الحريم ببغداد) وفيها عملوا سور الحريم ببغداد، فزينوا البلد لذلك، وعملوا القباب والمغاني، وجدوا فيه. 4 (جرح السّلطان بركياروق) وفي رمضان وثب رجل فجرح السّلطان بركياروق. 4 (قدوم الغزالي الشّام وتصنيفه كتاب الإحياء) وفيها قدم الغزالي، رحمه اللّه، إلى الشّام متزهداً، وصنف كتاب الإحياء وأسمعه بدمشق، وأقام بها سنتين، ثمّ حج، وسار إلى خراسان. 4 (وزارة فخر الملك لبركياروق) وفيها عزل بركياروق مؤيد الملك بن نظام الملك من الوزارة بأخيه فخر الملك.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 43 2 (احداث تسع وثمانين وأربعمائة) تملك كربوقا الموصل قد ذكرنا أن تتش سجنه فأطلقه رضوان بن تتش، وأطلق أخاه التونتاش، فالتف عليهما كثير من العسكر البطالين، فأتيا حران، وجاء إليهما محمد بن شرف الدّولة مسلم بن قريش يستنصر بهما على أخيه علي صاحب الموصل من جهة تتش، فسار كربوقا، ثمّ غدر بمحمد، وقبض عليه، وغرقه، ونازل الموصل على فرسخ منها، ونزل أخوه ألتونتاش من الجهة الأخرى، فجاء) صاحب الجزيرة العمرية جكرمش ليكشف عنهم، فهزمه ألتونتاش، وطالت مصابرتهما لأهل الموصل حتّى عدمت بها الأقوات، وكل شيء حتّى ما يوقدونه، ودام الحصار تسعة أشهر، ففارقها صاحبها، وسار إلى الحلة إلى الأمير صدقة، واستولى كربوقا على الموصل، وشرع ألتونتاش في مصادرة الناس، فقتله أخوه وأحسن السيرة، ثمّ سار فملك الرحبة. 4 (اجتماع الكواكب السبعة وغرق الحجاج) وفيها اجتمعت الكواكب السبعة، سوى زحل في برج الحوت، فحكم المنجمون بطوفان يقارب طوفان نوح، فاتفق أن الحجاج نزلوا في وادي المناقب، فأتاهم سيل، فغرق أكثرهم. كذا ذكر ابن الأثير، ونجا من تعلق بالجبال، وذهبت الجمال والأزواد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 44 4 (تدريس الطبري بالنظامية) وفيها درس بالنظامية ببغداد أبو عبد اللّه الطبري الفقيه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 45 2 (احداث تسعين وأربعمائة)
4 (قتل الملك أرسلان أرغون) فيها قتل الملك أرسلان أرغون، ابن السّلطان ألب أرسلان السلجوقي بمرو، وكان قد حكم على خراسان. وسبب قتله أنّه كان مؤذياً لغلمانه، جباراً عليهم، فوثب عليه غلامٌ بسكين قتله. وكان قد ملك مرو، وبلخ، ونيسابور، وترمذ، وأساء السيرة، وخرب أسوار مدن خراسان، وصادر وزيره عماد الملك بن نظام الملك وأخذ منه ثلاثمائة ألف دينار، ثمّ قتله. 4 (عصيان متولي صور وقتله) وفيها عصى متولي صور على المصريين، فسار لحربه جيش، وحاصروه، ثمّ افتتحوها عنوةً وقتلوا بها خلقاً ونهبوها، وحمل واليها إلى مصر، فقتل بها. 4 (تسلم بركياروق سائر خراسان) وكان بركياروق قد جهز العساكر مع أخيه الملك سنجر لقتال عمه أرسلان
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 46 أرغون المتغلب على خراسان، فلما بلغوا الدامغان أتاهم قتله، ثمّ لحقهم السّلطان بركياروق، وسار إلى نيسابور، فتسلمها ثمّ تسلم سائر خراسان بلا قتال، ثمّ نازل بلخ وتسلمها، وبقي بها سبعة أشهر، وخطبوا له بسمرقند، وغيرها، ودانت له البلاد، وخضعت له العباد، واستعمل أخاه سنجر على خراسان، ورتب في خدمته من يسوس الممالك، لأنه كان حدثاً.) 4 (ولاية محمد بن أنوشتكين على خوارزم) وفيها أقر بركياروق الأمير محمد بن أنوشتكين على خوارزم، وكان أبوه مملوك الأمير بلكابك السلجوقي، فطلع نحيباً، كامل الأوصاف، فولد له محمد هذا، فعلمه وأدبه، وترقت به الحال إلى أن ولي خوارزم، ولقب خوارزم شاه. وكان كريماً، عادلاً، محسناً، محباً للعلماء، فلما تملك السّلطان سنجر أقر محمداً على خوارزم، ولما توفي ولي بعده ولده أتسز بن خوارزم فمد ظلل الأمن، ونشر العدل، وكان عزيزاً على السّلطان سنجر، واصلاً عنده لشهامته وكفايته وشجاعته، وهو والد السّلطان خوارزم شاه محمد الذي خرج عليه جنكزخان. 4 (انهزام دقاق عند قنسرين أمام أخيه) وفيها نازل رضوان صاحب حلب مدينة دمشق ليأخذها من أخيه دقاق، فرأى حصانتها، فسار ليأخذ القدس فلم يمكنه، وانقطعت عنه العساكر. وكان معه ياغي سيان ملك أنطاكية، فانفصل عنه، وأتى دمشق، وحسن لدقاق محاضرة حلب، فسار معه، واستنجد رضوان بسقمان بن أرتق، فنجده بجيش
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 47 التركمان، وخاض الفرات إليه. والتقى دقاق ورضوان بقنسرين، فانهزم وجمعه، ونهبوا، ورجعوا بأسوأ حال. ثمّ قدم رضوان في الخطبة على أخيه بدمشق، واصطلحا. 4 (الخطبة للمستعلي بالله بولاية رضوان بن تتش) وفيها خطب للمستعلي بالله المصري في ولاية رضوان بن تتش، لأن جناح الدّولة زوج أن رضوان رأى من رضوان تغيراً، فسار إلى حمص، وهي يومئذ له، فجاء حينئذ ياغي سيان إلى حلب، وصالح رضوان، وكان لرضوان منجمٌ باطنيٌ اسمه أسعد، فحسن له مذهب المصريين، وأتته رسل المستعلي تدعوه إلى طاعته، على أن يمده بالجيوش، ويبعث له الأموال ليتملك دمشق، فخطب للمستعلي بحلب، وأنطاكية، والمعرة، وشيزر شهراً. فجاءه سقمان، وياغي سيان، فأنكرا عليه وخوفاه، فأعاد الخطبة العباسية. 4 (منازلة الفرنج أنطاكية) ورد ياغي سيان إلى أنطاكية، فما استقر بها حتّى نازلتها الفرنج يحاصرونها. وكانوا قد خرجوا في هذه السّنة في جمع كثير، وافتتحوا نيقية، وهو أول بلدٍ افتتحوه، ووصلوا) إلى فامية، وكفرطاب، واستباحوا تلك النواحي. فكان هذا أول مظهر من الفرنج بالشام، قدموا في بحر القسطنطينية في جمع عظيمٍ، وانزعجت الملوك والرعية، وعظم الخطب، ولا سيما سلطان بلاد الروم سليمان، فجمع وحشد، واستخدم خلقاً من التركمان، وزحف إلى معابرهم،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 48 فأوقع بخلقٍ من الفرنج، ثمّ إنهم التقوه، فقلوا جمعه، وأسروا عسكره، واشتد القلق وزاد الفرق، وكان المصاف في رجب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 49 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)
5 (الطبقة التا سعة والأربعون وفيات)
2 (وفيات سنة إحدى وثمانين وأربعمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن إبراهيم) أبو بكر القرشي الدرعي الهرويّ. توفي بهراة في شهر صفر. سمع: أبا الفضل الجارودي 4 (أحمد بن عبد الصمد بن أبي الفضل.) أبو بكر الغورجي الهرويّ التاجر. سمع الجامع لأبي عيسى من الجراح. روى عنه: المؤتمن الساجي، وعبد الملك الكروخي. وتوفي في ذي الحجة بهراة. وثقه الحسين بن محمد الكتبي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 50 4 (أحمد بن محمد بن حسن بن خضر.) أبو طاهر الجواليقي، والد أبي منصور الجواليقي. كان صالحاً صحيح السماع. سمع: أبا القاسم بن بشران. وعنه: عبد الوهاب الأنماطي. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد.) ) أبو نصر الثعالبي الصوفي. توفي في رجب بخراسان. روى عنه: ابن محمش، وأبي عبد الرحمن السلمي، وجماعة. 4 (أحمد بن محمد بن عبيد اللّه.) أبو الفضل الرّصاص الإصبهانيّ. سمع: محمد بن إبراهيم الجرجانيّ. وعنه: مسعود الثّقفيّ، والرّستميّ. توفيّ في هذه السّنة تقريباً. 4 (إبراهيم بن محمد بن إبراهيم.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 51 أبو إسحاق الإصبهانيّ الطّيّان القفّال. سمع: إبراهيم بن خرّشيد قوله. وعنه: مسعود الثّقفيّ، والرّستميّ. توفّي في صفر. وقد سئل أبو سعد البغداديّ عنه فقال: شيخ صالح. سمعت أنّه كان يخدم ابن خرّشيد قوله في صغره، وما سمعت فيه إلا خيراً. 4 (إسماعيل بن عليّ بن محمد بن عبد اللّه.) أبو الفضل الدّلشاذيّ الفقيه. من تلامذة أبي محمد الجُوينيّ. صالح مستور. حدّث عن: أبي القاسم عبد الرحمن السّرّاج، وأبي بكر الحيريّ، وأبي سعيد الصّيرفيّ. روى عنه: عبد الغافر الفارسيّ، وقال: توفي في الحادي والعشرين من المحرم. 4 (إسماعيل بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن نوح.) القاضي الخطيب أبو محمد النوحي السّمرقنديّ. توفي يوم عيد الأضحى. وحدّث عن: جعفر المستغفريّ.) وعنه: عمر بن محمد النّسفيّ، وغيره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 52 وعاش تسعاً وخمسين سنة. 4 (حرف الجيم)
4 (جعفر بن حيدر.) أبو المعالي العلوي الهرويّ الزاهد. أحد الكبار، بنى بهراة الخانقاه. وكان له مريدون وأصحاب أشعريّون. سمع: عبد الغافر الفارسيّ، وجماعة. 4 (حرف الحاء)
4 (حجّاج بن قاسم.) أبو محمد المأمونيّ السّبتيّ الفقيه. سمع من: أبيه وبمكّة من: أبي ذر عبدٍ الهرويّ، وأبي بكر المطّوّعيّ. وسكن المرية، وصار رئيس علمائها. وبعد ذلك انتقل إلى سبتة. وحدّث بصحيح البخاري. سمع منه: قاضي القضاة أبو محمد بن منصور، وأبو علي بن طريف، وأبو القاسم بن العجوز وكان أبوه القاسم بن محمد الرّعينيّ ممن لقي ابن أبي زيد، توفي سنة ثمان وأربعين ث يعني أباه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 53 4 (الحسن بن محمد بن الحسن.) أبو القاسم الخوافيّ. نزيل نيسابور. سمع من: ابن محمش، وعبد اللّه بن يوسف، والسلميّ. روى عنه: أبو البركات الفراوي، وعائشة بنت الصّفّار، ومحمد بن الحسن الزوزني. قال ابن السّمعاني: مات بعد سنة ثمانين. حرف العين عبد اللّه بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عليّ بن جعفر بن منصور بن متّ. شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنّصاري الهرويّ الحافظ العارف) من ولد صاحب النبي صلى اللّه عليه وسلم أبي أيّوب الأنّصاري. قال أبو النضر الفامي: كان بكر الزمان وواسطة عقد المعاني،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 54 وصورة الإقبال، في فنون الفضائل، وأنواع المحاسن، منها نضرة الدين والسنة من غير مداهنةٍ ولا مراقبة لسلطان ولا وزير. وقد قاسى بذلك قصد الحساد في كل وقت، وسعوا في روحه مراراً، وعمدوا إلى هلاكه أطواراً فوقاه اللّه شرّهم، وجعل قصدهم أقوى سببٍ لارتفاع شأنه. قلت: سمع من: عبد الجبّار الجراحيّ جامع التّرمذي وسمع من: الحافظ أبي الفضل محمد بن أحمد الجاروديّ، والقاضي أبي منصور محمد بن محمد الأزديّ، وأحمد بن محمد بن العالي، ويحيى بن عمّار السّجزيّ المفسّر، ومحمد بن جبريا بن ماحٍ، وأي يعقوب القرّاب، وأبي ذرّ عبد بن أحمد الهرويّ. ورحل إلى نيسابور، فسمع من: محمد بن موسى الحرشيّ، وأحمد بن محمد السّليطيّ، وعلي ن محمد الطرّازي الحنبليّ أصحاب الأصمّ، والحافظ أحمد بن عليّ بن فنجويه الإصبهاني. وسمع من خلقٍ كثير بهراة، أصحاب الرّفّاء فمن بعدهم. وصنّف كتاب الفاروق في الصّفات وكتاب ذمّ الكلام وكتاب الأربعين حديثاً في السّنة. وكان جذعاً في أعين المتكلمين، وسيفاً مسلولاً على المخالفين، وطوداً في السّنة لا تزعزعه الرّياح. وقد امتحن مرّات. قال الحافظ محمد بن طاهر: سمعت أبا إسماعيل الأنّصاري يقول بهراة: عرضت على السّيف خمس مرّات، لا يقال لي: ارجع عن مذهبهم، لكن يقال
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 55 لي: أسكت عمن خالفك، فأقول: لا أسكت. وسمعته يقول: أحفظ اثني عشر ألف حديث أسردها سرداً. قلت: خرّج أبو إسماعيل خلقاً كثيراً بهراة، وفسر القرآن زماناً، وفضائله كثيرة. وله في السّوق كتاب منازل السّائرين وهو كتاب نفيس في التصّويف، ورأيت الاتّحادية تعظّم هذا الكتاب وتنتحله، وتزعم أنّه على تصوفهم الفلسفيّ. وقد كان شيخنا ابن تميمة بعد تعظيمه لشيخ الإسلام يحطّ عليه ويرميه بالعظائم سبب ما في هذا الكتاب. نسأل اللّه العفو.) وله قصيدة في السّنة، وله كتاب في مناقب أحمد بن حنبل، وتصانيف
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 56 أخر لا تحضرني. روى عنه: المؤتمن السّاجيّ، ومحمد بن طاهر المقدسيّ، وعبد اله بن أحمد السّمرقنديّ، وعبد الصّبور بن عبد السّلام الهرويّ، وعبد الملك الكروخيّ، وأبو الفتح محمد بن إسماعيل الفاميّ، وعطاء بن أبي الفضل المعلّم، وحنبل بن عليّ البخاريّ، وأبو الوقت عبد الأول، وعبد الجليل بن أبي سعد، وخلق سواهم. وآخر من روى عنه بالإجازة أبو الفتح نصر بن سيّار. قال السّلفي: سألت المؤتمن عنه فقال: كان آيةً في لسان التذكير والتصوف، من سلاطين العلماء. سمع ببغداد من أبي محمد الخلال، وغيره. يروى في مجالس وعظه أحاديث بالإسناد، وينهى عن تعليقها عنه. وكان بارعاً في اللغة، حافظاً للحديث، قرأت عليه كتاب ذمّ الكلام، وكان قد روى فيه حديثاً عن: عليّ بن بشرى، عن أبي عبد اللّه بن مندة، عن إبراهيم بن مرزوق. فقلت له: هذا هكذا قال: نعم. وإبراهيم هو شيخ الأصمّ وطبقته. وهو إلى الآن في كتابه على هذا الوجه. قلت: وكذا سقط عليه رجلان في حديثين مخرّجين من جامع التّرمذي. وكذا، وقعت لنا في ذمّ الكلام نبهت عليه في نسختين، واعتقدتها سقطت على النتقى من ذمّ الكلام ثمّ رأيت غير نسخةٍ كما في المنتقى. قال المؤتمن: وكان يدخل على الأمراء والجبابرة، فما كان يبالي بهم،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 57 وكان يرى الغريب من المحدثين، فيكرمه إكراماً يتعجب منه الخاصّ والعامّ. وقال لي مرّةً: هذا الشأن شأن من ليس له شأن سوى هذا الشأن. يعني طلب الحديث. وسمعته يقول: تركت الحيريّ لله، يعني القاضي أبا بكر أحمد بن الحسن صاحب الأصمّ. قال: وإنّما تركه لأنه سمع منه شيئاَ يخالف السّنة. وقال: أبو عبد اللّه الحسين بن عليّ الكتبي في تاريخه: خرج شيخ الإسلام لجماعة الفوائد بخطه، إلى أن ذهب بصره، فلما ذهب بصره أمر واحداً بأن يكتب لهم ما يخرج، ثمّ يصحح عليه، وكان يخرج لهم متبرعاً لحبه للحديث، وقد تواضع بأن خرج لي فوائد. ولم يبق أحدٌ) خرج له سواي. وقال الحافظ محمد بن طاهر: سمعت أبا إسماعيل الأنّصاري، يقول: إذا ذكرت التفسير، فإنما أذكره من مائةٍ وسبعة تفاسير. وسمعت أبا إسماعيل ينشد على المنبر: أنا حنبلي ما حييت، وإن أمتفوصيتي للنّاس أن يتحنبلوا وسمعت أبا إسماعيل يقول: لما قصدت الشيخ أبا الحسن الحرقانيّ الصوفي، وعزمت على الرجوع، وقع في نفسي أن أقصد أبا حاتم بن حاموش الصوفيّ، وعزمت على الرجوع، وقع في نفسي أن أقصد أبا حاتم بن حاموش الحافظ بالريّ وألتقي به وكان مقدم أهل السّنة بالريّ، وذلك أن السّلطان
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 58 محمود بن سبكتكين لما دخل الريّ، وقتل بها الباطنية، منع سائر الفرق من الكلام على المنابر، غير أبي حاتم، وكان من دخل الريّ من سائر الفرق، يعرض اعتقاده عليه، فإن رضيه أذن له في الكلام على الناس وإلا منعه فلما قربت من الريّ كان معي في الطريق رجلٌ من أهلها، فسألني عن مذهبي. فقلت: أنا حنبلي. فقال: مذهبٌ ما سمعت به وهذه بدعة. وأخذ بثوبي وقال: لا أفارقك حتّى أذهب بك إلى الشيخ أبي حاتم. فقلت: خيرة. فذهب بي إلى داره، وكان له ذلك اليوم مجلسٌ عظيم، فقال: هذا سألته عن مذهبه، فذكر مذهباً لم أسمع به قط. قال: ما قال قال: أنا حنبليّ. فقال: دعه، فكل من لم يكن حنبلياً فليس بمسلم. فقلت: الرجل كما وصف لي: ولزمته أياماً انصرفت. قال ابن طاهر: حكى لي أصحابنا أنّ السّلطان ألب أرسلان قدم هراة ومعه وزيره نظام الملك، فاجتمع إليه أئمة الفريقين من الشافعية والحنفية للشكاية من الأنّصاري، ومطالبته بالمناظرة. فاستدعاه الوزير، فلما حضر قال: إن هؤلاء قد اجتمعوا لمناظرتك، فإن يكن الحق معك رجعوا إلى مذهبك، وإن يكن الحق معهم إما أن ترجع وإما أن تسكت عنهم. فقام الأنّصاري وقال: أناظر على ما في كميّ) فقال: وما في كميك قال: كتاب اللّه، وأشار إلى كمه الأيمن، وسنّة رسوله، وأشار إلى كمه اليسار، وكان فيه الصّحيحان. فنظر الوزير إليهم كالمستفهم لهم، فلم يكن فيهم من يمكنه أن يناظره من هذا الطريق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 59 وسمعت أحمد بن أميرجة القلانسيّ خادم الأنّصاري يقول: حضرت مع شيخ الإسلام على الوزير أبي عليّ، يعني نظام الملك، وكان أصحابه كلفوه الخروج إليه، وذلك بعد المحنة ورجوعه من بلخ. قلت: وكان قد غرب عن هراة إلى بلخ. قال: فلمّا دخل عليه أكرمه وبجّله، وكان في العسكر أئمة الفريقين. في ذلك اليوم، قد علموا أن الشيخ يأتي، فاتفقوا على أن يسألوه عن مسألةٍ بين يدي الوزير، فإن أجاب بما يجيب بهراة سقط عين الوزير، وإن لم يجب سقط من عيون أصحابه، فلما استقر به المجلس قال العلويّ الدبوسي: يأذن الشّيخ الإمام في أن أسأل مسألة. قال: سل. فقال: لم تلعن أبا الحسن الأشعري فسكت، وأطرق الوزير، فلما كان بعد ساعةٍ، قال له الوزير: أجبه. فقال: لا أعرف الأشعري، وإنما ألعن من لم يعتقد أن اللّه في السماء، وأن القرآن في المصحف، وأن النبي صلى اللّه عليه وسلم نبي غير خطاء. ثمّ قام وانصرف، فلم يمكن أحدٌ أن يتكلم بكلمةٍ من هيبته وصلابته وصولته، فقال الوزير للسائل أو من معه: هذا أردتم، كنا نسمع أنّه يذكر هذا بهراة، فاجتهدتم حتّى سمعناه بآذاننا. وما عسى أن أفعل به ثمّ بعث خلقه خلعاً وصلةً، فلم يقبلها، وخرج من فوره إلى هراة ولم يتلبث. قال: وسمعت أصحابنا بهراة يقولون: لما قدم السّلطان ألب أرسلان هراة في بعض قدماته اجتمع مشايخ البلد ورؤساؤه، ودخلوا على أبي إسماعيل الأنّصاري، وسلموا عليه وقالوا: قد ورد السّلطان، ونحن على عزم أن نخرج ونسلّم عليه، فأحببنا أن نبدأ بالسلام على الشيخ الإمام، ثمّ نخرج إلى هناك. وكانوا قد تواطؤوا على أن حملوا معهم صنماً من نحاس صغيراً،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 60 وجعلوه في المحارب تحت) سجادة الشيخ، وخرجوا. وذهب الشيخ إلى خلوته. ودخلوا على السّلطان، واستغاثوا من الأنّصاري أنّه مجسّم، وأنه يترك في محرابه صنماً، ويقول إن اللّه على صورته، وإن بعث السّلطان الآن يجد الصّنم في قبلة مسجده. فعظم ذلك على السّلطان، وبعث غلاماً ومعه جماعة، ودخلوا الدار وقصدوا المحراب، وأخذوا الصنم من تحت السجادة، ورجع الغلام بالصّنم، فوضعه بين يدي السّلطان، فبعث السّلطان من أحضر الأنّصاري، فلما دخل رأى مشايخ البلد جلوساً، ورأى ذلك الصنم بين يدي السّلطان مطروحاً، والسلطان قد اشتد غضبه، فقال له السّلطان: ما هذا قال: هذا صنم يعمل من الصفر شبه اللعبة. قال: لست عن هذا أسألك. فقال: فعممّ يسألني السّلطان قال: إن هؤلاء يزعمون أنّك تعبد هذا، وأنّك تقول إن اللّه على صورته. فقال الأنّصاري: سبحانك، هذا بهتان عظيم. بصوت جهوريّ وصولة، فوقع في قلب السّلطان أنهم كذبوا عليه، فأمر به فأخرج إلى داره مكرماً. وقال لهم: أصدقوني. وهدّدهم، فقالوا: نحن في يد هذا الرجل في بليةٍ من استيلائه علينا بالعامة، فأردنا أن نقطع شرّه عنا، فأمر بهم، ووكل بكلّ منهم، ولم يرجع إلى منزله حتّى كتب بخطه بمبلغٍ عظيم يحمله إلى الخزانة. وسلموا بأرواحهم بعد الهوان والجناية. وقال أبو الوقت السّجزيّ: دخلت نيسابور، وحضرت عند الأستاذ أبي المعالي الجوينيّ فقال: من أنت قلت: خادم الشيّخ أبي إسماعيل الأنّصاري. فقال: رضي اللّه عنه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 61 وعن أبي رجاء الحاجيّ قال: سمعت شيخ الإسلام عبد اللّه الأنّصاري يقول: أبو عبد اللّه بن مندة سيّد أهل زمانه. وقال شيخ الإسلام في بعض كتبه: أنا أبو بكر أحمد بن عليّ بن محمد بن إبراهيم الإصبهانيّ أحفظ من رأيت من البشر.) وقال ابن طاهر: سمعت أبا إسماعيل الأنّصاري يقول: كتاب أبي عيسى الترمذيّ عندي أفيد من كتاب البخاري ومسلم. قلت لم فقال: لأن كتاب البخاريّ ومسلم لا يصل إلى الفائدة منهما إلا من يكون من أهل المعرفة التامة، وهذا كتاب قد شرح أحاديثه وبينها فيصل إلى فائدته كلّ واحدٍ من الناس من الفقهاء، والمحدثين، وغيرهم. قال ابن السّمعاني: سألت إسماعيل بن محمد الحافظ عن عبد اللّه الأنّصاري، فقال: إمام حافظ. وقال في ترجمته عبد الغافر بن إسماعيل كان علي حظّ تام من المعرفة العربية، والحديث، والتواريخ والأنساب، إماماً كاملاً في التفسير، حسن السّيرة في التصّوف، غير مشتغل بكسبٍ، مكتفياً بما يباسط به المريدين والأتباع من أهل مجلسه في السّنة مرة ومرتين على رأس الملأ، فيحصل على ألوفٍ من الدنانير، وأعدادٍ من الثّياب والحلي، فيجعها ويفرقها على القصاب والخباز، وينفق منها، ولا يأخذ من السّلاطين ولا من أركان الدّولة شيئاً، وقل ما يراعيهم، ولا يدخل عليهم، ولا يبالي بهم، فبقي عزيزاً مقبولاً أتم من الملك، مطاع الأمر، قريباً من ستين سنة، من غير مزاحمة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 62 وكان إذا حضر المجلس لبس الثياب الفاخرة، وركب الدّواب الثمينة، ويقول: إنّما أفعل هذا إعزازاً للدين، ورغماً لأعدائه، حتّى ينظروا إلى عزّي وتحمّلي، ويرغبوا في الإسلام، ثمّ إذا انصرف إلى بيته عاد إلى المرقعة، والقعود مع الصّوفية في الخانقاه، يأكل معهم، ولا يتميز في المطعوم ولا في الملبوس. وعنه أخذ أهل هراة، التكبير بالصبح، وتسمية أولادهم في الأغلب بالعبد المضاف إلى أسماء اللّه، كعبد الهادي، وعبد الخلاّق، وعبد المعزّ. قال ابن السّمعاني: كان مظهراً للسّنة، داعياً إلهياً، محرضاً عليها، وكان مكتفياً بما يباسط به المريدين، ما كان يأخذ من الظلمة والسّلاطين شيئاً، وما كان يتعدى إطلاقاً ما ورد في الظواهر من الكتاب والسّنة، معتقداً ما صح، غير مصرّح بما يقتضيه من تشبيه. نقل عنه أنّه قال: من لم ير مجلسي وتذكيري وطعن فيّ، فهو في حلّ. ومولده سنة ست وتسعين وثلاثمائة.) وقال أبو النضر الفامي: توفي رحمه اللّه في ذي الحجة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 63 وقد جاوز أربعاً وثمانين سنة. 4 (عبد العزيز بن طاهر بن الحسين بن علي.) أبو طاهر البغدادي الصّحراوي. زاهد، عابد، قانت. لازم التفّرد والعزلة. روى شيئاً يسيراً عن: أبي الحسن بن رزقويه، وعثمان بن دوست العلاف. توفي في شعبان. 4 (عبد الكريم بن أبي حنيفة بن العباس.) أبو المظفر الأندقي البخاريّ، شيخ الحنفيّة في زمانه. ولد بما وراء النّهر. تفقه على الإمام عبد العزيز بن أحمد الحلوائي. وسمع من: محمد بن عليّ بن أحمد الإسماعيلي، وأبي إبراهيم إسماعيل بن محمد المزكي، وجماعة. روى عنه: عثمان بن عليّ البيكنديّ، وغيره. توفي في شعبان عن نحو ثمانين سنة، وأندقى قريةٌ من قرى بخارى. 4 (عبد الملك بن أحمد.) أبو طاهر بن السّيوريّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 64 شيخ صالح، بغداديّ. سمع: أبا القاسم بن بشران، وبشر بن الفاتنيّ، وعثمان بن دوست. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطيّ، وجماعة. توفي في جمادى الآخرة. وروى عنه أبو محمد سبط الخيّاط. 4 (عثمان بن محمد بن عبيد اللّه.) أبو عمرو المحميّ النيّسابوري المزكي. حدث عن: أبي نعيم عبد الملك بن الحسن الإسفرائيني، وعبد الرحمن بن إبراهيم المزكيّ،) وأبي عبد اللّه الحاكم، وجماعة. روى عنه: محمد بن طاهر المقدسيّ، وعبد الغافر بن إسماعيل، وعبد اللّه بن الفراويّ، وهبة الرحمن القشيريّ، وعبد الخالق بن زاهر، ومحمد بن جامع الصّيرفي، وعبد الكريم بن الحسن الكاتب، وأخوه أحمد والحسين بن علي الشّحامي، وعبد الرحمن بن يحيى الناصحيّ وأخوه أبو نصر أحمد، وخلق كثير.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 65 قال عبد الغافر: سمع المشايخ والصّدور، وأدرك الإسناد العالي، وحضر الوقائع. وكان شيخاً حسن الصحبة والعشرة. وتوفي في صفر. قلت: روى عنه بالإجازة محمد بن ناصر الحافظ. وقيل: هو عثمانيّ. 4 (عطاء بن الحسن.) أبو خالد الخراسانيّ. توفي في ذي الحجة. 4 (عليّ بن الحسين بن عليّ بن عمرويه.) أبو الحسن. نيسابوري مستور. روى عن: الحيريّ، وأبي سعيد الصّيرفيّ، وأبي عبد اللّه بن فنجويه. وتوفي في نصف شوال. 4 (عليّ بن منصور بن الفراء.) أبو الحسن القزويني، ثمّ البغدادي المؤدّب. سمع: أبا عليّ بن شاذان، وأبا بكر البرقانيّ، والّلالكائي. ونسخ بخطه الكثير. وكان صالحاً خيراً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 66 روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وأبو الكرّام الشّهرزوري، وأبو منصور محمد ولده. 4 (عمر بن الحسين الدّوني.) الصّوفي الفقيه، السفياني المذهب، نزيل صور.) سمع من: السّكن بن جميع. وعنه: الأرمنازي. مات في ذي الحجة، وقد جاوز الثّمانين. 4 (حرف العين)
4 (غانم بن عبد الواحد بن عبد الرّحيم.) أبو شكر الإصبهانيّ، الفقيه الشافعيّ إمام جامع إصبهان. أحد العلماء. سمع: محمد بن إبراهيم الجرجانيّ. روى عنه: مسعود الرّستمي، وجماعة. توفي في ثالث رجب. 4 (حرف الفاء)
4 (الفضل بن عبد اللّه بن علي بن عمر الأذيوجانيّ.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 67 أبو سعد المعروف بالقاضي. قال شيرويه: قدم همذان في رجب للتحديث. وروى عنه: عبيد اللّه بن أبي حفص بن شاهين، وأبي منصور محمد بن محمد السواق، وأبي محمد الخلال، وجماعة. انتخب عليه. وكان ثقة له أصول مقيدة بخط أبي بكر الخطيب وغيره. 4 (حرف القاف)
4 (القاسم بن عليّ.) أبو عدنان القرشي الشريف، العميد الهرويّ. روى عن: أبي منصور محمد بن محمد القاضي، وأبي الحسن الدّيناريّ وغيرهما. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن.) أبو بكر بن ماجة الأبهريّ، أبهر إصبهان لا زنجان وهي قرية كبيرة، ولد سنة ست وثمانين وثلاثمائة.) روى جزء لوين عن أبي جعفر بن المرزبان، وطال عمره، وأكثروا عنه. توفي في هذه السّنة. روى عنه: ابن طاهر المقدسيّ، وأبو سعيد البغدادي، وأبو القاسم التيميّ، ومحمود بن محمد بن ماشاذة، وأبو منصور عبد اللّه بن محمد الاكسائي، وعبد المغيث بن أبي عدنان، وأبو الغنائم مسعود بن إسماعيل، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي، وأبو الخير محمد بن أحمد الباغيان، ومحمود بن عبد الكريم بن فورجه، وأبو الغنائم محمد بن عبد المؤمن، وأبو رشيد أحمد بن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 68 حمد الخرقيّ، وعبد المنعم بن محمد بن سعدويه، والحسن بن رجاء بن سليم، والأديب محمد بن أبي القاسم الصالحانيّ، وغيرهم. 4 (محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن جعفر.) أبو الحسن الباقرجي البغدادي الصيّرفي. سمع: ابن المتيم وابن رزقويه، وغيرهما. روى عنه: محمد بن ناصر. 4 (محمد بن الحسين بن عليّ بن محمد بن محمود.) أبو يعلى الهمذاني السّراج. سمع بمكة صحيح البخاريّ من كريمة المروزيّة. وبمصر من القاضي أبي عبد محمد القضاعيّ. وببغداد من الجوهريّ. وكان صدوقاً، حسن السيرة كثير الصّدّقة. توفي في صفر. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن أحمد.) أبو بكر النيسابوريّ الماوردي الصّوفي الحنفيّ، صوفي، نظيف، ظريف، ورع.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 69 روى عن: أبي العلاء صاعد بن محمد. وعنه: عبد الغافر بن إسماعيل وهو وصفه. 4 (محمد بن محمد بن بشير.) أبو عبد اللّه المعافريّ القرطبيّ الصيرفيّ المقريء، صاحب مكيّ.) روى عنه أبو علي الغسانيّ، وقال: كان رجلاً صالحاً، طلب الأدب عند أبي بكر مسلم بن أحمد الأديب. وقرأ القرآن على مكيّ بن أبي طالب. وحجّ، وكتبصحيح مسلم بمصر، عن أبي محمد بن الوليد، وكان رجلاً منقبضاً، مقبلاً على ما يعنيه. وتوفيّ في رمضان. 4 (محمد بن هشام بن محمد بن عثمان بن نصر.) أو بكر القيسي الوزير القرطبيّ، ويعرف بابن المصحفيّ. روى عن: أبيه، وعن: ثابت بن محمد الجرجانيّ، وأبي الحسن التبّريزيّ، وأبي عبد اللّه بن فتحون، وصاعد بن الحسن اللّغويّ، وأبي عمر بن عفيف. روى عنه: أبو عليّ الغسّانيّ، وقال: كان من المتحقّقين بالأدب، الدّائبين على طلبه مدّة عمره. وكان ذا صيانة وجلالة. أكثر الناس عنه. وقال ابن بشكوال: أنبا عنه غير واحد. وقال أبو الحسن بن مغيث: كان حافل الأدب، متسعّ المعرفة، من بيت نباهةٍ ووجاهة، دمث الأخلاق، مثابراً على المطالعة. وكانت كتبه في غاية الإتقان والتقييد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 70 توفي الوزير أبو بكر في ثالث جمادى الأولى، وله ثمانون سنة. 4 (محمد بن يبقى.) أبو عبد اللّه الأندلسيّ اللّخميّ. من أهل المريّة. كان فقيهاً عالماً بالأثر. اختلف إلى الشيّوخ كثيراً. ورّخه أبو القاسم بن مدير، وقال: ما تركت بالمريّة أحداً فوقه. 4 (مسعود بن سعيد بن عبد العزيز النيّلي.) أبو الفضل النّيسابوريّ الطبيب. قال السّمعاني: ولد سنة أربعٍ وأربعمائة، وتوفيّ في سنة نيّفٍ وثمانين. يروي عن الحسين بن فنجوية الثقفيّ. ثنا عنه: أبو البركات بن الفراويّ، وغيره. وعبد الخالق الشّحّاميّ. 4 (معلّي بن حيدرة.) الأمير حصن الدّولة أبو الحسن الكناني.) تغلّب على إمرة دمشق في شوّال سنة إحدى وستيّن بعد هروب أمير
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 71 الجيوش بدر، وبعد بارزطغان، فأساء السّيرة، وصادر النّاس وعذّبهم. وزعم أنّ التقليد وصل إليه من المستنصر صاحب مصر. وعمّ بلاؤه إلى أن خربت أعمال البلد وجلا كثير من النّاس، ووقعت بينه وبين العسكر وحشة فخافهم وهرب إلى بانياس في آخر سنة سبعٍ وستيّن، وأراح اللّه منه. ثمّ خاف من عسكرٍ قدم من مصر سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة، وهرب إلى صور، ومنها إلى طرابلس، فأخذ منها، وحمل أسيراً إلى مصر، وبقي بها إلى أن قتل في هذه السّنة. 4 (حرف الهاء)
4 (هبة اللّه بن عليّ.) أبو سعد الكوّاز القارىء. توفيّ ببغداد في رجب. يروى عن: عبد الملك بن بشران. وعنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وإسماعيل الطلحيّ. 4 (هبة اللّه بن محمد بن محمد بن مخلد.) أبو المفضل بن الجلخت الأزديّ الواسطيّ الزاهد، المقريء. اسمه: عليّ بن عبد اللّه الطرسوسي، وأبا تّمام عليّ بن محمد العبدريّ، وعمر بن عليّ الميمونيّ. روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وغيره. قال خميس الخوري: أبو المفضل شيخنا يقصر الوصف عما كان عليه
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 72 من خشونة الطريقة وحسنها. صام وقته كله، ولازم الجامع معتكفاً، يقرئ القرآن ويحدث. وكان حسن المعرفة بالفقه والحديث، جماعةٌ لخلال الخير، ذا جاهٍ عظيم عند السّلطان. توفي في أول السّنة، ودفن بداره، وله سبعٌ وخمسون سنة. 4 (الكنى)
4 (أبو يعلى بن عبد الواحد بن أحمد المليحيّ الهرويّ.) اسمه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 73 2 (وفيات سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة)
4 (حرف الألف) ) 4 (أحمد بن عمر بن أحمد بن عليّ.) أبو بكر الهمذانيّ الصندوقي البزار المعبر. روى عن: أبي طاهر بن سلمة، وأبي سعيد بن شبابة، ومحمد بن عيسى وأكثر عنه، وابن المحتسب، وجعفر الأبهري، وطاهر بن أحمد الإمام، وعليّ بن أحمد، وعليّ بن شعيب، وأبي نصر بن الكسّار، وأبي الفضل عمر بن إبراهيم بن أبي سعد الهرويّ، ومنصور بن رامش، وأبي حاتم أحمد بن الحسن بن خاموش الرّازيّ الفقيه، وخلق كثير. قال شيرويه: سمعت منه كثيراً، وكان ثقة صدوقاً، عارفاً بأحوال البلد وأهلها، وبأخبار المشايخ. وكان أحد دهاة الفرس. حسن السّيرة، اعتكف في الجامع نيفاً وأربعين سنة. توفي في ذي الحجة، وتوليت غسله. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 74 أبو العباس الجرجاني الفقيه، قاضي البصرة وشيخ الشافعية بها. وهو مذكور في أعيان الأدباء، له تصانيف. وسمع من: أبي طالب بن غيلان، وأبي الحسن القزويني، والصوريّ. روى عنه: الحسين بن عبد الملك الأديب بإصبهان. وله كتاب سماه كتاب الأدباء أورد فيه نفائس من النظم والنثر، وكان من أجلاد العالم. تفقه على الشّيخ أبي إسحاق. وقد روى عنه أبو عليّ بن سكرة الحافظ، وأثنى عليه. وروى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر.) أبو الفتح الإصبهاني الوبريّ المقريء. قرأ بالروايات على أبي المظفر عبد اللّه بن شبيب، والباطرقانيّ. وسمع من: أبي نعيم، وجماعة. وروى اليسير، وكان مقرئ إصبهان في وقته. 4 (أحمد بن محمد بن صاعد بن محمد.) أبو نصر القاضي الصاعديّ، رئيس نيسابور وقاضيها.) أجرى رئاسة بلده ورسومها على أحسن مجاريها، وكان معظماً عند
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 75 السّلطان، وله معرفة بالفروسية ورمي القوس، وكان من أعيان الحنفية. سمع من: جده أبي العلاء صاعد بن محمد القاضي والقاضي أبي بكر الحيريّ، ومحمد بن موسى الصيرفي، وعلي بن محمد الطرازيّ، ويحيى بن إبراهيم المزكيّ. وسمع ببغداد في الكهولة من القاضي أبي الطيّب الطبريّ، وغيره. وكان مولده في سنة عشرٍ وأربعمائة. روى عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ، وأبو سعد البغداديّ، وسفيان بن مندة، وزاهر روجيه ابنا الشّحاميّ، ومنصور بن محمد حفيده، وعبد اللّه بن الفراويّ، وعبد الخالق بن زاهر، وأبو الغنائم منصور بن محمد الكشميهنيّ، وإسماعيل العصائدي، وأحمد بن عليّ المقريء البهيقي، ومحمد بن عليّ بن دوست، وآخرون. قال السّمعاني: تعصب بأخرة في المذهب، حتّى أدى إلى إيحاش العلماء، وأغرى بعض الطوائف على بعض، حتّى غيرت الخطباء، وشرع اللعن على أكثر الطوائف من المسلمين، فانتهى الأمر إلى السّلطان ألب أرسلان، والوزير نظام الملك، فأبطل ذلك، ولزم القاضي أبو نصر بيته مدة إلى دولة ملكشاه، ففوض القضاة إليه، وكان العدل والإنصاف في أيّامه. وعقد مجلس الإملاء في خمسيات رمضان، وكان يحضر إملاءه من دبّ ودرج.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 76 توفي في ثامن رمضان، وكان أحد من يقال له شيخ الإسلام. 4 (أحمد بن محمد بن محمد بن عليّ بن محمد بن عليّ بن شجاع.) الأستاذ أبو حامد الشّجاعي السرخسي ثمّ البلخي، الفقيه. كان إماماً مبرزاً كبير القدر. تفقه على: أبي عليّ السّنجيّ. ودرس مدةً، وله أصحاب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 77 سمع الحديث من: الليث بن الحسن الليثيّ، وغيره. روى عنه: ابن أخيه محمد بن محمود السّره مرد بسرخس، وأبو حفص عمر بن محمد بن القاسم القاضي الشهرزوري، وآخرون. سمع منهم: أبو سعد السّمعاني.) وتوفي رحمه اللّه ببلخ. وقع لنا مجلسٌ من أماليه. 4 (إبراهيم بن سعيد بن عبد اللّه.) الحافظ أبو إسحاق النعمانيّ، مولاهم المصري، المعروف بالحبال. قال أبو عليّ بن سكرة: أخبرني أن مولده في سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، وأنه سمع من الحافظ عبد الغني بن سعيد سنة سبعٍ وأربعمائة وأن عبد الغنيّ توفيّ سنة ثمانٍ. قلت: سمع: أحمد بن عبد العزيز بن ثرثال صاحب المحامليّ، وهو أكبر شيخٍ له، وعبد الغنيّ المذكور، ومحمد بن أحمد بن شاكر القطّان، ومحمد بن ذكوان التنيسيّ سبط عثمان السّمرقنديّ، وأحمد بن الحسين بن جعفر النّخالي العطار، وقال: ما أقدم عليه أحداً من شيوخي في الثقة وجميع
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 78 الخصال التي اجتمعت فيه وعبد الرحمن بن عمر النحاس، وأحمد بن محمد بن الحاج الإشبيليّ، ومنير بن أحمد، والخصيب، بن عبد اللّه، ومحمد بن محمد النّيسابوريّ صاحب الأصم، وابن نظيف، وخلقاً سواهم. وجمع لنفسه عوالي سفيان بن عيينة، وغير ذلك. وكان يتجر في الكتب، ولهذا حصل من الأصول والأجزاء ما لا يوصف. وكان متقناً، ثقة، حافظاً متحرياً، صادقاً. روى عنه: أبو عبد اللّه الحميديّ، وإبراهيم بن الحسن العلويّ المصريّ النّقيب، وعبد الكريم بن سوار التككيّ، وعطاء بن هبة اللّه الإخميميّ، ووفاء بن ذبيان النّابلسيّ، ويوسف بن محمد الأردبيلي، سمع السّلفي من خمستهم، ومحمد بن محمد بن جماهر الطليطلي، ومحمد بن إبراهيم البكري الطليطليّ، وأبو الفتح سلطان بن إبراهيم المقدسي، وأبو الفضل محمد بن بنان الأنباريّ، وعليّ بن الحسين الموصليّ الفرّاء، وأبو بكر محمد بن عبد الباقيّ قاضي المرستان. وآخر من روى عنه بالإجازة الحافظ محمد بن ناصر. وكان خلفاء مصر الرافضة قد منعوه من التحديث، وأخافوه، قاتلهم اللّه، فلهذا انقطع حديثه بوقتٍ. قال أبو عليّ بن سكرة: منعت من الدخول إليه، فلم أدخل عليه إلا بشرط
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 79 أن لا يسمعني، ولا يكتب إجازة، فأول ما فاتحته الكلام خلط في كلامه، وأجابني على غير سؤالي حذراً أن أكون) مدسوساً عليه، حتّى بسطته، وأعلمته أنّي من أهل الأندلس أريد الحجّ، فأجاز لي لفظاً، وامتنع من غير ذلك. وقال ابن ماكولا: كان الحبّال مكثراً ثقة، ثبتاً، ورعاً، خيراً. ذكر أنّه مولى لابن النعمان قاضي قضاة مصر. وحدّث عنه ابن ماكولا وذكر أنّه ثبته في غير شيء. وروى عنه الحافظ أبو بكر الخطيب إجازة، ثمّ قال: وحدثني عنه أبو عبد اللّه الحميديّ. وقد أتى الحبّال بعض الطلبة، قبل أن يمنعه بنو عبيد من الرواية، ليسمعوا منه جزءاً، فأخرج به عشرين نسخة، وناول كل واحدٍ نسخةً يعارض بها. وقال الحافظ محمد بن طاهر: سمعت أبا إسحاق الحبّال يقول: كان بمصر رجلٌ يسمع معنا الحديث، وكان متشدداً. وكان يكتب السّماع على الأصول، ولا يكتب اسم رجلٍ حتّى يستحلفه أنّه سمع الجزء، ولم يذهب عليه منه شيء. وسمعته يقول: كنا نقرأ على شيخٍ جزءاً، فقرأنا قوله صلى اللّه عليه وسلم: لا يدخل الجنّة قتات. وكان في الجماعة رجلٌ ممن يبيع القتّ، وهو علف الدّوابّ، فقام وبكى، وقال: أتوب إلى اللّه من بيع القت. فقيل: ليس هو الذي يبيع القت، ولكنه النمام الذي ينقل الحديث من قومٍ إلى قوم. فسكن بكاؤه وطابت نفسه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 80 قال ابن طاهر: كان شيخنا الحبّال لا يخرج أصله من يده إلا بحضوره، يدفع الجزء إلى الطالب، فيكتب منه قدر جلوسه، فإذا قام أخذ الأصل منه. وكان له بأكثر كتبه عدة نسخ، ولم أر أحداً أشد أخذاً منه، ولا أكثر كتباً منه. وكان مذهبه في الإجازة أن يقدمها على الإخبار. يقول: أجاز لنا فلان، أنا فلان، ولا يقول: أنا فلان إجازة. يقول: ربما تترك إجازةً، فيبقى إخباراً، فإذا ابتدئ بها، ولم يقع الشّك، فيه. وسمعته يقول: خرج أبو نصر السّجزي الحافظ على أكثر من مائة شيخ، لم يبق منهم غيري. قال ابن طاهر: كان قد خرج له عشرين جزءاً في وقت الطلب، وكتبها في كاغدٍ عتيق، فسألت الجبال عن الكاغد، فقال: هذا من الكاغد الذي كان يحمل إلى الوزير من سمرقند، وقعت إليّ) من كتبه قطعة، فكنت إذا رأيت ورقةً بيضاء قطعتها، إلى أن اجتمع هذا القدر، فكنت أكتب فيه هذه الفوائد. قال ابن طاهر: لما دخلت مصر قصدت الحبّال، وكان قد وصفوه لي بحليته وسيرته، وأنّه يخدم نفسه، فكنت في بعض الأسواق لا أهتدي إلى أين أذهب. فرأيت شيخنا على الصفة التي وصف بها الحبال، واقفاً على دكان عطار، وكميّه ملأى من الحوائج. فوقع في نفسي أنّه هو، فلما ذهب سألت العطار: هذا من الشيخ فقال: وما تعرفه، هذا أبو إسحاق الحبّال. فتبعته وبلغته رسالة سعد بن عليّ الزنجانيّ، فسألني عنه، وأخرج من جيبه جزءاً صغيراً، فيه الحديثان المسلسلان اللّذان كان يرويهما. أحدهما. وهو أوّل وهو أول حديث سمعته منه. فقرأهما علي وأخذت عليه الموعد كل يوم في عمرو بن العاص إلى أن خرجت رحمه اللّه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 81 قلت: كان لقيّ ابن طاهر له في سنة سبعين وأربعمائة، وقد سمع منه القاضي أبو بكر الأنّصاري في سنة ست وسبعين. وإنّما منعوه من التّحديث بعد ذلك. 4 (إبراهيم بن عثمان بن إبراهيم بن يوسف.) أبو القاسم الخلاّل، مسند جرجان في زمانه. توفي بعد الثّمانين. ذكره أبو سعد السّمعاني، فقال: ثقة، مكثر، معمر. روى الكثير. سمع: أبا نصر محمد بن لإسماعيلي، وحمزة السّهمي، والحسن بن محمد الأديب، وأبا مسلم غالب بن عليّّ الرّازيّ الحافظ، والمفضل بن إسماعيل الإسماعيليّ، وأبا عمرو بن عبد الرحمن بن محمد الجرجاني، وأخاه عبد الواسع، وأبا الفضل محمد بن جعفر الخزاعيّ، وأبا سعد المالينيّ، وبشر بن محمد الأبيورديّ، وطبقتهم. مولده في ذي القعدة سنة تسعين وثلاثمائة. قال: وتوفي بجرجان سنة نيفٍ ثمانين. أنبئت عن أبي المظفر بن السّمعاني قال: أنا سعد بن عليّ العصاريّ: أنا إبراهيم الخلاليّ بجرجان، فذكر حديثاً. 4 (أصرم بن عبد الوهاب بن محمد بن خريم.) ) الإصبهانيّ، أبو نهشل. سمع: أبا بكر بن أبي عليّ، وأبي سعيد بن حسنويه. مات في شوال. أرخه يحيى بن مندة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 82 4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن أحمد بن عبد الواحد بن أبي بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن الوليد.) أبو عبد اللّه السّلمي الدمشقيّ، ابن أبي الحديد المعدل، الخطيب. حكم بين الناس بدمشق حين عزل عنها القاضي الغزنويّ إلى حين وصول الشّهرستاني من الحجّ. وحدّث عن: المسدّد الأملوكيّ، وأبي الحسن بن السّمسار، وأبي الحسن العتيقيّ، وعبد الرحمن بن الطّبيز، وجماعة. روى عنه: حفيده أبو الحسين الخطيب، وهبة اللّه بن الأكفانيّ، وهبة اللّه بن طاوس، وأبو القاسم بن البن، وعليّ بن عساكر الخشاب، وعلي بن أحمد الحرستانيّ. توفيّ في آخر السّنة: وكان مولده سنة ست عشرة. أخبرنا أيّوب بن أبي بكر الفقيه بدمشق، وسنقر المحموديّ بحلب، قالا: أنا مكرم التاجر، أنا عليّ بن أحمد بحرستا سنة ست وخمسين وخمسمائة، أنا الحسن بن أحمد السلمي، أنا المسدّد بن عليّ، أنا أحمد بن عبد الكريم الحلبيّ، أنا أبو الحسن محمد بن أحمد الرافقيّ: ثنا صالح بن عليّ النوفليّ: ثنا
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 83 يحيى الحمانيّ: ثنا وكيع، عن سفيان، عن عاصم بن كليب، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن علقمة، عن عبد اللّه قال: ألا أريكم صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فرفع يده في أولّ مرة، ثمّ لم يعد. 4 (الحسن بن عبد الصّمد بن أبي الشّخباء.) أبو عليّ، الشيخ المجيد العسقلاني، صاحب الرسائل والخطب. كان القاضي الفاضل جل اعتماده على حفظ كلام الشيخ المجيد. توفي مقتولاً في سجن خزانة البنود بالقاهرة في هذه السّنة. فمن شعره: ما زال يختار الزّمان ملوكهحتّى أصاب المصطفى المتخيرا) قل للألى ساسوا الورى وتقدمواقدماً: هلموا شاهدوا المتأخر تجدوه أوسع في السياسة منكمصدراً، وأحمد في العواقب مصدر قد صام، والحسنات ملء كتابه، وعلى مثال صيامه قد أفطرا
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 84 4 (الحسن بن عليّ بن عبد الواحد بن الموحد.) أبو محمد السّلميّ الدمشقي، المعروف بابن البريّ. سمع: عبد الرحمن بن أبي نصر، وأبا نصر عبد الوهاب بن الجبان، ومنصور بن رامش. روى عنه: أبو بكر الخطيب وهو أكبر منه، والفقيه نصر المقدسيّ، وأبو الفضل يحيى بن عليّ القاضي، ونصر بن قاسم المقدسيّ، ونصر بن أحمد بن مقاتل. توفي في نصف رمضان. كذا ورّخه ابن الأكفاني. وورد عن غيث أنّه توفي في صفر. 4 (الحسين بن عليّ بن أحمد.) أبو طاهر الإصبهانيّ، الشيخ الصالح. روى عن: أبي عبد اللّه الجرجاني، وأبي بكر بن مردويه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 85 ومولده سنة خمس وتسعين وثلاثمائة. مات في شوال. قاله يحيى بن مندة. 4 (حرف الطاء)
4 (طاهر بن بركات بن إبراهيم بن عليّ بن محمد.) أبو الفضل القرشيّ الدمشقيّ، المعروف بالخشوعيّ. سمع: أبا القاسم الحنائيّ، وأبا الحسين بن مكيّ، وعبد الدائم الهلاليّ، والكتانيّ، والخطيب، وطبقتهم. وخرج معجم شيوخه. سمع منه: الفقيه نصر المقدسيّ، وهو من شيوخه، ومكيّ الرميليّ. قال ابن عساكر الحافظ: سألت ابنه أبا إسحاق لم سموا الخشوعيّ فقال: كان جدنا الأعلى يؤم الناس، فتوفي في المحراب. وذكر أنّ أباه طاهراً توفي وقد ناهز الخمسين سنة. 4 (حرف الظاء) ) 4 (ظاهر بن أحمد بن عليّ.) الحافظ المفيد أبو محمد السّليطي النّيسابوريّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 86 ويسمى أيضاً عبد الصمد. ولد بالريّ ونشأ بها، وكتب الكثير بخطه المتقن الصحيح. سمع: أبا عليّ بن المذهب، والتنوخيّ، والجوهريّ، وطبقتهم. روى عنه: ابن بدران الحلوائي، وأبو بكر المروزيّ. وسكن همذان 4 (ظفر بن الداعي بن مهدي بن حسن.) السّيد أبو الفضل العلويّ، من ذرية محمد بن عمر بن عليّ بن طالب. من أهل أستراباذ. سمع الكثير، وأملى مدة. روى عن: والده، وحمزة السّهمي، وإبراهيم بن مطرف، وعلي بن أحمد ابن عبدان الأهوازيّ، وأبي بكر الحيريّ. وأجاز له السّهميّ. مات في هذا الحدود بعد الثمانين. روى عنه: عبد اللّه بن الفراويّ، وعائشة بنت الصفار. 4 (حرف العين)
4 (عبد اللّه بن محمد بن إبراهيم بن غريب الخال.) سمع: الحرفي، وعثمان بن دوست، وأبا عليّ بن شاذان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 87 روى عنه: أبو غالب بن البناء، وابنه سعيد بن البناء، وإسماعيل بن السّمرقنديّ. 4 (عبد الرحمن بن الأستاذ أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن.) أبو منصور القشيريّ النّيسابوريّ. كان صالحاً عابداً، سمع: عبد الرحمن بن حمدان النصرويي، وأبا عبد اللّه بن باكويه بنيسابور، وأبا الطيّب الطبريّ، وجماعة ببغداد. روى عنه: أبو الأسعد هبة الرحمن، وأبو حفص عمر الفرغوليّ.) وتوفي بمكة هذه السّنة. عبد السّلام بن منصور بن الياس. أبو الفتح الهرويّ. توفي في جمادى الآخرة. وتوفي أخوه عبد البديع قبله بيوم. 4 () عبد الصّمد بن أحمد بن عليّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 88 أبو محمد السّليطيّ النّيسابوري المعروف بظاهر. أصله رازي، كان أحد أئمة الحفاظ، نسخ الكثير بخطه المتقن، ورحل فسمع: أبا علي بن المذهب، وأبا طاهر الصباغ، وأبا الطيّب الطبري، والجوهري. وخرج للجوهري أمالي معروفة. روى عنه: محمد بن بطال بهمذان، وعبد الواحد بن الفضل الفارمذي، ومحمد بن أميرك. إلا أنّه أخذ كتب الناس في نهب البساسيري، وجمعها، ولم ينفعه اللّه بها. توفي بنواحي همذان. 4 (عبد الواحد بن علي بن أحمد.) أبو الفضل الهمذاني الكرابيسي، المعروف بابن يوغة الصّوفيّ. روى عن: ابن تركان، وعليّ بن أحمد البيع، وسعد بن علويه، ومحمد بن عليّ بن خذاداذ، وجماعة. قال شيرويه: شيخ الصّوفية صدوق. سمعت منه جمع ما مر له. ومات في سلخ ذي الحجة، ومولده في سنة تسعين وثلاثمائة. وقال السّمعاني: سمع أبا بكر بن حمدويه الطوسي، وأجاز له أبو بكر بن لال، ثنا عنه حمدان بن الحسن الضرير، وأبو الفخر سعد بن محمد الصوفي، وأبو المكارم عبد الكريم بن عبد الملك الكرابيسي. وكان شيخ الصّوفية بهمذان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 89 4 (عبد الواحد بن علي بن البختري.) ) أبو القاسم. بغدادي مقل. روى عن: أبي القاسم بن بشران. كتب عنه: أبو محمد بن السّمرقنديّ، وأخوه. ومات في صفر. 4 (عبد الواحد بن محمد بن عمر.) أبو زيد الطرسوسيّ. مات في ربيع الأول. 4 (عبد الوهاب بن أحمد بن محمد بن زكريا.) أبو منصور الثقفي النّيسابوري الأطروش. قال السّمعاني: شيخ ظريف، خفيف، أصم، صوفي، سافر الكثير ولقي المشايخ، وتبرع بأنواع من القرب من عمارة القبور، وإعادة الأسماء على مشاهدة الأئمة، واتخاذ الأواني النّحاس للصوفية. وسمع بخراسان، والعراق، وكان يقرأ بنفسه لصممه. حدث عن: أبي بكر الحيريّ، وأبي عبد الرحمن السّلمي، وأبي الحسن الطرّازي، وأبي عليّ السّختياني، وأبي عبد اللّه بن باكويه. روى عنه: أبو عثمان العصائدي، وأبو الوقت عبد الأول. توفي في خامس رجب. وقع لنا من طريقه مجلساً السلمي، وابن باكويه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 90 4 (عبيد اللّه بن عمر بن محمد بن أبي عبد الرحمن.) البحيريّ النّيسابوري. قال عبد الغافر: هذا الشيخ رقيق الحال في التزكية والعدالة. سمع من: أبي عبد اله الحاكم، وعبد اللّه بن يوسف الإصبهانيّ، وجماعة. توفي في تاسع ذي الحجة وله خمس وثمانون سنة وأيام. قلت: روى عنه: عبد الغافر، وغيره، والأمير أحمد بن محمد الفراتيّ.) 4 (عبد الكريم بن زكريّا بن سعد بن عمار.) أبو محمد البخاريّ الخبازيّ البزار. فقيه حافظ فاضل، يفهم الحديث. سمع الكثير، وأملى عن: أبي نصر أحمد بن الحسن المراجليّ، وحمزة بن أحمد الكلاباذي، والحسين بن الخضر النّسفي، وطبقتهم. وعنه: عثمان بن عليّ البيكنديّ، وجماعة. ولد سنة تسعٍ وتسعين وثلاثمائة. ومات في ربيع الأول. 4 (عليّ بن أحمد بن عليّ بن حنويه.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 91 أبو الحسن الشهرستاني الفاروزي الكاتب. سمع: الليث بن الحسن اللليثيّ بسرخس، وأبا بكر الحيريّ. وصحب: أبا عبد اللّه بن باكويه. توفي في ذي القعدة عن مائة سنة. 4 (عليّ بن أبي نصر المناديليّ.) أبو الحسن النّيسابوريّ الحافظ. كان من نوادر الزّمان. جمع ما لم يجمعه غيره من أنواع العلوم، حتّى فاق أقرانه في القراءآت، ومعرفة أسماء الرجال، والمتون، والطبّ، وغير ذلك. بالغ الحافظ عبد الغنيّ في وصفه، وقال: ما رأيت أحسن ولا أصحّ من قراءته. سمع من: أبي القاسم القشيريّ، والفضل بن المحبّ، وطبقتهما. ولم يتكهل ولم يبلغ أوان الرواية. قال عبد الغافر: لمّا عاد من بغداد سمعته يقول: ما استفدت من غيري في سفري، بل كلّ من لقيته استفاد منّي. وقال لي: لست أطالع شيئاً مرةً أو مرتين إلا وحفظته ولا أنساه، فقد من البلد ولا يدري ما تم له. عليّ بن أبي يعلى بن زيد بن حمزة.) أبو القاسم الحسيني الدّبوسيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 92 ودبوسية: بلدة بقرب سمرقند. كان من كبار أئمة الشّافعية، متوحداً متفرداً في الفقه والأصول واللغة والنّحو والنظر والجدل. وكان حسن الخلق والخلق، سمحاً. جواداً كثير المحاسن. قدم بغداد، وولي تدريس النظامية، تفقه عليه جماعة من البغداديين، ومن الغرباء. وأملى ببغداد مجالس. سمع: أبا عمرو بن عبد العزيز القنطريّ، وأبا سهل أحمد بن عليّ الأبيورديّ، وأبا مسعود أحمد بن محمد البجليّ. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وأبو غانم مظفر البروجرديّ، ومحمد بن أبي نصر المسعوديّ المروزيّ، وآخرون. توفي ببغداد في شعبان، وهو من ذرية الحسين الأصغر بن زيد العابدين
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 93 عليّ بن الحسين رضي اللّه عنه. 4 (عليّ بن محمد بن حسين ابن المحدث عبد الكريم بن موسى بن عيسى بن مجاهد.) الإمام أبو الحسن البزدويّ النّسفيّ الزاهد، صاحب التصانيف الجليلة، والمدرس بسمرقند. توفي بكسّ في رجب. قال السّمعاني: كان إمام إصحاب أبي حنيفة بما وراء النهر، يضرب به المثل في حفظ المذهب. وطريقته مفيدة. ظهر له الأصحاب، وهو أخو القاضي أبي اليسر. تفقه بالشمس عبد العزيز بن أحمد الحلوائي، وسمع منه، ومن: عمر بن منصور بن خنب، وأبي الوليد الحسن بن محمد الدربنديّ. وكان مولده في حدود الأربعمائة. روى عنه: أبو المعالي محمد بن نصر الخطيب. 4 (عليّ بن محمد بن عبد العزيز بن حميدين.) أبو الحسن القرطبي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 94 روى عن: يحيى بن محمد القليعيّ، ومحمد بن عتاب، وأبي جعفر الكنديّ الزاهد وهو خاله:) وكان من أهل العلم والفقه والصلاح والتلاوة والإقبال على نشر العلم، صدراً مشاوراً في الأحكام، معظماً في النفوس، متعيناً للوزارة. قال اليسع بن حزم: له همة انتعلت السّماك، وتبوأت الأفلاك، كتب مرة إلى المعتمد بن عباد: يا من حللت جوارهوالجود طوع يمينه أتجير من ألقى إليك بنفسه وبدينه حاشى نهاك بأن يرى بخلاً بعين معينه إني غرست به الثنافقطعت حسن يقينه ولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، وتوفي في بيع الأول رضي اللّه عنه. 4 (عليّ بن محمد بن الحسين بن موسى) أبو الحسن الأسدي الفارقيّ الشيعيّ. غال، كثير المجون والدغابة. سمع: أبا الحسن بن مخلد البزارّ. وعنه: عبد الوهاب الأنماطيّ. 4 (عيسى بن نصر بن عيسى.) أبو الطيبّ الرّازيّ البزار. رحل وسمع بمصر: أبا عبد اللّه بن نظيف، وشعيب بن المنهال. روى عنه: أبو القاسم بن السّمرقنديّ، وأبو البركات الأنماطيّ. وتوفي في شوال.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 95 4 (حرف الغين)
4 (غانم بن محمد بن عبد الواحد بن عبيد اللّه الإصبهانيّ.) الحافظ أبو سهل. توفي بإصبهان في جمادى الأولى. يروي حضوراً عن عليّ بن مندة الفقيه الزاهد. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن حامد بن عبيد.) ) أبو جعفر البيكنديّ البخاريّ المتكلم، المعروف بقاضي حلب. ورد بغداد في أيام عبد الملك بن محمد بن يوسف، فمنعه من دخولها فلما مات ابن يوسف دخلها وسكنها، وكان رأساً في الاعتزال، داعيةً إليه. روى عن: أبي عامر عدنان بن محمد الضبيّ، وأبي الفضل أحمد بن عليّ السّليمانيّ، ومنصور بن نصر الكاغدي، وطائفة. روى عنه: عليّ بن هبة اللّه بن زهمويه، وثابت بن منصور الكيليّ، وصدقة السياف، وأبو غالب بن البناء، وغيرهم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 96 روى عن: إسماعيل بن حاجب الكشانّي، واتهم في ذلك. ورماه بالكذب عبد الوهاب الأنماطيّ، وغيره. ولد سنة اثنتين وتسعين. وقال مرةً أخرى: سنة أربعٍ وتسعين. ومات في رابع المحرم ببغداد. 4 (محمد بن أحمد بن عبد اللّه.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 97 أبو الفتح بن سمكويه الإصبهانيّ نزيل هراة. أحد الحفاظ المذكورين. سمع الكثير، وحصّل الأصول، ونسخ كثيراً. سمع ببغداد من: أبي محمد الحسن بن محمد الخلال، وطبقته. وبنيسابور من: أبي عثمان الصابوني، وأبي حفص بن مسرور، والطبقة. وبإصبهان: أصحاب ابن المقريء. وبشيراز من: الحافظ أبي بكر بن أبي عليّ. وبسمرقند من: ابن شاهين السّمرقنديّ. ومولده بإصبهان في سنة تسعٍ وأربعمائة. صنف، وجمع الأبواب. روى عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ، وكان يتبرك بدعائه. وقال أبو عبد اللّه في رسالته: كان لابن سمكويه التواليف الكثيرة الوافرة في كتب الحديث،) ووهمه أكثر من فهمه. خرج إلى نيسابور في صحبة عبد العزيز النخشبيّ، ثمّ خرج إلى ما وراء النهر، وأقام بهراة سنين يورق، صادقته بها وبنيسابور، وبيني وبينه ما كان من الحقد والحسد. وتوفي بنيسابور. قلت: في ذي الحجة. 4 (محمد بن أحمد بن عليّ بن شكرويه.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 98 القاضي أبو منصور الإصبهانيّ. توفيّ بإصبهان في شعبان. قال يحيى بن مندة: هو آخر من روى عن أبي عليّ بن البغداديّ، وأبي إسحاق بن خرشيذ قوله: وسافر إلى البصرة. وسمع من: أبي عمر الهاشمي، وعليّ بن القاسم النجاد، وجماعة. إلا أنّه خلط في كتاب السنن ما سمعه بما لم يسمعه، وحك بعض السّماع، كذلك أراني مؤتمن السّاجيّ، ثمّ ترك القراءة عليه، وخرج إلى البصرة، وسمع الكتاب من أبي عليّ التستريّ. وقال المؤتمن السّاجيّ: ما كان عند ابن شكرويه عن ابن خرّشيذ قوله، والجرجانيّ، وهذه الطبقة فصحيح، وأطلعني ابن شكرويه على كتابه لسنن أبي داود فرأيت تخليطاً ما استحللت معه سماعه. وقال أبو طاهر: لما كنا بإصبهان كان يذكر أنّ السنن عند ابن شكرويه، فنظرت فإذا هو مضطرب، فسألت عن ذلك، فقيل إنه كان له ابن عم، وكانا جميعاً بالبصرة، وكان القاضي أبو منصور مشتغلاً بالفقه، وإنما سمع اليسير من القاضي أبي عمر الهاشميّ، وكان ابن عمه قد سمع الكتاب كله، وتوفي قديماً. فكشط أبو منصور اسم ابن عمّه، وأثبت اسمه، فخرجت إلى البصرة، وقرأته على التستريّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 99 وقال السّمعاني: سألت أبا سعد البغداديّ، عن أبي منصور بن شكرويه، فقال: كان أشعرياً، لا يسلم علينا ولا نسّلم عليه، ولكنه كان صحيح السّماع. وقال يحيى بن مندة: كان أبو منصور على قضاء قرية سين، سافر البصرة فسمع من الهاشميّ،) وأبي الحسن النّجاد، وأبي طاهر بن أبي مسلم. ولد ابن شكرويه سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، ومات في العشرين من شعبان. وقد روى عنه: إسماعيل الحافظ، وابن طاهر المقدسيّ، ونصر اللّه بن محمد المصّيصيّ، وهبة اللّه بن طاوس الدمشقيان، وأبو عبد اللّه الرستميّ، وطائفة كبيرة منهم أبو سعد البغداديّ، وعبد العزيز الأدميّ، والجنيد القاينيّ. 4 (محمد بن أحمد بن عبد اللّه بن هارون بن زرا.) أبو الخير الإصبهانيّ. سمع: أبا عبد اللّه الجرجانيّ، وأبا بكر بن مردويه، وعثمان بن أحمد البرجيّ. وعنه: إسماعيل الحافظ، ومسعود الثّقفيّ، والرستميّ، ومحمد بن عبد الوهاب المغازليّ، وأبو البركات الفراويّ، وعبد المنعم بن محمد بن سعدويه، وآخرون. مات في رجب. وكان صالحاً واعظاً فقيهاً متعبداً. أمّ بجامع إصبهان مدة. وممن روى عنه: عبد العزيز بن محمد الشيرازي الأدميّ. ومات في رجب. 4 (محمد بن أحمد بن أبي جعفر الطبسيّ النّيسابوريّ.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 100 أبو الفضل. محدث زاهد، عالم، صنف كتاب بستان العارفين وسمع من: أبي عبد اللّه الحاكم، وأبي طاهر بن محمش، وعبد اللّه بن يوسف بن مامويه، وأصحاب الأصم. روى عنه: الجنيد بن محمد القايني، وجماعة من القدماء. وأملي مدة. وممن روى عنه: وجيه الشّحاميّ، وأبو الأسعد القشيري، وجماعة. توفي في رمضان. وقال عبد الغافر بن إسماعيل: شيخ، فاضل، زاهد، صوفيّ، ورع، ثقة، كتب الكثير، وجمع التصانيف المفيدة..) وقد سمع مسند أبي الموجه بمرو، ومن القاضي أبي بكر الصيرفيّ. قدم علينا، وأفادنا في آخر عمره، وأملى بالنظامية أياماً، ثمّ عاد إلى طبسّ، وبها مات. 4 (محمد بن أحمد بن الحسين بن عليّ.) أبو عبد اللّه ابن الإمام الكبير أبي بكر البيهقيّ. مات في شعبان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 101 4 (محمد بن علي بن محمد بن جعفر.) أبو سعد الرستمي البغداديّ. ولد سنة أربعمائة. وسمع: أبا الحسين بن بشران، وأبا الفضل القطان. روى عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ، وعبد الوهاب الأنماطيّ. وكان رجلاً خيراً. توفي رحمه اللّه في ربيع الأول. 4 (محمد بن منصور بن عمر بن عليّ.) أبو بكر ابن الإمام الفقيه أبي القاسم الكرخي، الفقيه الشافعيّ، والد الشيخ أبي البدر إبراهيم الكرخيّ. صالح، متدين، عالم. روى عنه: إسماعيل بن أحمد السّمرقنديّ، وعبد الوهاب الأنماطيّ. ومات في جمادى الأولى. وأما أبوه فمن كبار أئمة الشافعية، سمع أبا طاهر المخلص، ودرس على الأستاذ أبي حامد الإسفرائيني، وصنّف واشتغل. محمد بن نعمة. أبو بكر الأسديّ ابن القيرواني الصابر. روى عن: أبي عمران الفاسيّ، ومروان بن عليّ البونيّ وعليّ بن أبي طالب الصابر
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 102 وله كتب في التعبير، سكن المرية، وحمل النّاس عنه. قال ابن بشكوال: سمعت بعضهم يضعفه.) توفي سنة إحدى واثنتين وثمانين. 4 (مرزوق بن فتح بن صالح.) أبو الوليد القيسي الأندلسيّ الطلبيريّ. روى عن: محمد بن موسى بن عبد السلام، والوليد بن فتوح، وأبي محمد بن عبّاس الخطيب، وأبي محمد الشنجاليّ، وجماعة. وحجّ سنة ثمانٍ وعشرين وأربعمائة، ولقي أبا ذر فسمع منه. وسمع بمصر، وكان من أهل المعرفة والتيقظ والمحافظة على الرواية. ترجمه ابن بشكوال، أنبأ عنه غير واحد. وتوفي في جمادى الآخرة. 4 (حرف الهاء)
4 (هبة اللّه بن أبي الصهباء محمد بن حيدر القرشيّ) الشريف العدل أبو السنابل. شيخ نبيل رئيس، من أهل نيسابور. سمع: الأستاذ أبا إسحاق الإسفرائيني، وأبا بكر الحيريّ، وعبد اللّه بن يوسف بن بامويه، وابن محمش، ويحيى بن إبراهيم المزكيّ، وأبا عبد الرحمن السّلميّ، وجماعة. روى عنه: عبد الخالق بن زاهر، وعائشة بنت أحمد الصّفار، ووجيه الشّحاميّ، ومحمد بن جامع الصواف، وآخرون.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 103 وكان ثقة مكثراً، روى الكثير. وقد سمع سنن النسائي من: الحسين بن فنجويه الدّينوري، ولد سنة إحدى وأربعمائة، وعاش نيفاً وثمانين سنة وهو من أولاد الأمير عبد اللّه بن عامر بن كريز العبشميّ. 4 (هبة اللّه بن عليّ بن محمد بن أحمد بن المجلي.) الحافظ أبو نصر البغدادي البابصريّ. ولد سنة اثنتين وأربعمائة. وسمع: عبد الصّمد بن المأمون، وأبا جعفر ابن المسلمة، وابن المهتدي بالله، وطبقتهم. وعنه: أخوه أبو السّعود أحمد بن عليّ، وأبو البركات بن أبي سعد، وهبة اللّه بن الشبليّ.) وله تصانيف وخطب. قال السّمعاني: فاضل دين، ثقة، وله تخريجات وجموع، وكتب الكثير، أدركته المنية شاباً. قلت: مات في جمادى الأولى. 4 (هبة اللّه بن محمد بن عليّ بن عبد الغفار.) أبو القاسم البغداديّ ابن السّمسميّ المذهب. سمع: أبا عليّ بن شاذان. روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ. ومات فجأة في ربيع الأول. وكان مليح الكتابة، يكتب المصاحف وغيرها ويذهبها ويزوقها. وكان في الطبقة العليا في التذهيب، وكان حسن الخلق والخلق، متودداً مطبوعاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 104 4 (هبة اللّه بن محمد بن أحمد.) أبو طاهر الجنزيّ، المؤدب. توفي بإصبهان في سابع جمادى الآخرة. 4 (حرف الواو)
4 (الوليد بن عبد الملك بن أبي عمرو عبد الوهاب بن الحافظ بن مندة.) الإصبهانيّ، أبو غالب التاجر. مات في السفر. وقد توفي بإصبهان في هذه السّنة جماعة لا أعرفهم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 105 2 (وفيات سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن عثمان بن أحمد بن نفيس.) أبو البركات الواسطيّ. حدثّ بواسط وبغداد عن: التبانيّ، وعليّ بن خزفة، وأبي الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التميميّ، وغير واحد. روى عنه: أبو القاسم بن السّمرقنديّ، وسعد بن عبد الكريم الغندجانيّ الواسطيّ، وأبو محمد) عبد اللّه بن عليّ سبط الخياط. توفي في جمادى الأولى، وله إحدى وثمانون سنة، وكان مؤدباً. 4 (أحمد بن يحيى بن هلال.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 106 أبو الفضل بن العداد البغداديّ الحناط المقريء، إمام النظامية. روى عن: أبي القاسم بن بشران. وعنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وعبد الوهاب الأنماطيّ. توفي في جمادى الآخرة. 4 (إسماعيل بن محمد النّوحيّ.) القاضي. 4 (حرف الجيم)
4 (جعفر بن محمد بن جعفر) المكتفي بالله العباسيّ، أحد المعمرين. عاش ستاً وتسعين سنة. وفاته السّماع من المخلص، وطبقته. حدث عن: أبي القاسم بن بشران. روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ. 4 (حرف الخاء)
4 (خواهر زاذة.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 107 شيخ الحنفية، اسمه محمد بن الحسين بن محمد، أبو بكر البخاريّ القديديّ، الحنفيّ الفقيه، ابن أخت القاضي أبي ثابت محمد بن أحمد البخاريّ، ولهذا قيل له بالعجميّ: خواهر زاذة، وتفسيره: ابن أخت عالم. كان أبو بكر إماماً كبير الشأن، بحراً في معرفة المذهب، وطريقته أبسط طريقة للأصحاب، وكان يحفظها. سمع: أباه، وأبا الفضل منصور بن نصر الكاغدي، وأبا نصر أحمد بن عليّ الخارقيّ، وسعيد بن أحمد الإصبهانيّ، والحاكم أبا عمر محمد بن عبد العزيز القنطريّ.) وأملى ببخارى مجالس، وخرج له أصحاب أئمة، وكان عالم ما وراء النّهر. روى عنه: عثمان بن عليّ البيكنديّ، وعمر بن محمد بن لقمان النّسفيّ، وغيرهما. توفي ببخارى في جمادى الأولى. ذكره السّمعاني في الأنساب 4 (حرف العين)
4 (عاصم بن الحسن بن محمد بن عليّ بن عاصم بن مهران.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 108 أبو الحسين العاصميّ البغداديّ، العطار الكرخيّ الشاعر. أحد ظرفاء البغداديين وأكياسهم، كان صاحب ملح ونوادر، وله الشعر الرائق، مع الصلاح والورع والعفة. سمع الكثر، ورحل إليه الطلبة واشتهر اسمه، وسار نظمه، وحدث عن: أبي الحسين بن المتيّم الواعظ، وأبي عمر بن مهديّ، وهلال الحفار، وأبي الحسين بن بشران، ومحمد بن عبد العزيز البرذعيّ. روى عنه: الحافظ أبو بكر الخطيب في كتاب المؤتنف، وإسماعيل بن محمد، وأبو نصر أحمد بن عمر، وأبو سعد أحمد بن محمد الإصبهانيّون، وهبة اللّه ابن طاوس، ونصر اللّه بن محمد المصّيصيّ الدمشقيان، ووجيه الشّحاميّ، وأبو عبد اللّه الفراوي النّيسابوري، وعبد الخالق بن أحمد اليوسفي، ومحمد بن ناصر، وسعيد بن البنا، وأحمد بن عبد الباقي قفرجل، وعبد الوهاب الأنماطيّ، وهبة اللّه بن الحسن الدّقاق، ومحمد بن عبد العزيز البيّع، وابن البطيّ، وخلق سواهم. قرأت على الأبرقوهيّ: أخبرك محمد بن هبة اللّه بن عبد العزيز أن عمه أبا بكر البيّع أخبرهم: أنا عاصم بن الحسن، أنا عبد الواحد بن محمد، نا المحامليّ، ثنا أحمد بن إسماعيل، ثنا الدّراوردي، عن العلاء بن عبد الرحمن،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 109 عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: من صدقة جارية، أو علمٍ ينتفع به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له. قال السّمعاني: سألت أبا سعد أحمد بن محمد الحافظ، عن عاصم بن الحسن، فقال: كان شيخاً، متقناً، أديباً، فاضلاً، كان حفاظ بغداد يكتبون عنه، ويشهدون بصحة سماعه.) قال: وسمعت الحافظ عبد الوهاب بن المبارك يقول: ضاع الجزء الرابع من جزء عبد الرزاق، لابن عاصم، وكان سماعه، قرأوه عليه بالسماع قبل أن ضاع، ثمّ بعد أن ضاع ما كان يرويه إلا إجازةً، فلما كان قبل موته بأيام جاءني شجاع الذّهليّ وقال: وجدت أصل ابن عاصم الرابع، تعال حتّى نسمعه منه. قال لي عبد الوهاب: كان عاصم عفيفاً، نزه النفس صالحاً، رقيق الشعر، مليح الطبع، قال لي: مرضت، فغسلت ديوان شعري. توفي عاصم في جمادى الآخرة، وقد استكمل ستاً وثمانين سنة. وقال أبو عليّ بن سكرة: كان عاصم ثقة فاضلاً، ذا شعر كثير، كان يلزمني، وكان لي منه مجلسٌ يوم الخميس، لو أتاه فيه ابن الخليفة لم يمكنه. أنبأني أبو اليمن بن عساكر: أنشدنا أبو القاسم بن صصرى، أنشدنا أبو
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 110 المظفر ابن التريكيّ من كتابه: أنشدنا عاصم بن الحسن لنفسه: لو كان يعلم من أحبّ بحاليلرثى لقلبي من جرى البلبال لكنه مما ألاقي سالمٌ، من أين يعلم بالكئيب الخالي لهفي على صلف أحلّ قطيعتيظلماً، وحرم زورتي ووصالي يقظان يبخل باللقاء، فليتهفي النوم يسمح لي بطيف خيال 4 (عبد اللّه بن عليّ بن محمد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 111 أبو القاسم المروزي الكنانيّ القرينينيّ. عالمٌ صين. سمع: أبا بكر محمد بن الحسن بن عبويه الأنباريّ، وأزدشير بن محمد الهشاميّ. حدث في هذا العام، ولم تضبط وفاته. روى عنه: الحسن بن عليّ القطان، وغيره. 4 (عبد الرزاق بن عمر بن بلدج.) أبو بكر الشاشيّ المقريء. رحل إلى مصر، وأخذ عن: عبد الباقي بن فارس المقريء، وخلف بن أحمد الحوفيّ، وجماعة. روى عنه: الحسين بن الحسن بن البن، وأبو الحسن بن المسلم.) وتوفي رحمه اللّه بدمشق في جمادى الآخرة. 4 (عبد العزيز بن محمد بن علي بن إبراهيم بن ثمامة.) أبو نصر التّرياقيّ الهرويّ. سمع جامع الترمذيّ سوى الجزء الأخير منه، وهو من أول مناقب ابن عباس، من عبد الجبار الجراحيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 112 سمعه منه: المؤتمن السّاجي، وأبو الفتح عبد الملك الكروخيّ. وترياق: قرية من قرى هراة. وسمع أبو نصر أيضاً من: القاضي أبي منصور محمد بن محمد الأزديّ وأبي الفضل الجاروديّ. وكان ثقة أدبياً. توفي في رمضان ولد سنة. 4 (عبد الغني بن بازل.) أبو محمد الألواحي المصريّ. من بليدة ألواح. شيخ، صالح فقيه شافعي. رحل، وسمع: أبا إسحاق الرمليّ، وأبا الحسن الماورديّ، وأبا بكر أحمد بن الحسين البيهقي، وأبا عثمان البحيريّ. روى عنه: أبو سعد أحمد بن البغداديّ، وإسماعيل بن عليّ الحماميّ. 4 (عليّ بن عبد اللّه بن فرح.) أبو الحسن الجذاميّ الطليطليّ المقريء، خطيب طليطلة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 113 ويعرف بابن الإلبيريّ. أخذ عن: مكيّ بن أبي طالب، وعن: أبي القاسم وليد بن العربيّ المقريء، وأبي محمد بن عباس الخطيب، وأبي الربيع بن صهيبة، ومحمد بن مساور، وجماعة كثيرة، وأقرأ الناس بالروايات، وكان عارفاً بها، عاقلاً وقوراً ثقة، صالحاً واعظاً مذكراً، قدم قرطبة، فقدم إلى الإقراء بجامعها في سنة ثلاثٍ وثمانين، فاقرأ الناس بها نحو شهرين، ومات رحمه) اللّه. ومولده سنة عشر وأربعمائة. 4 (عليّ بن محمد بن محمد بن الطيب.) أبو الحسن الواسطيّ المغازليّ، ويعرف بابن الجلابيّ. سمع الكثير، وسمع ابنه أبا عبد اللّه، وذيل تاريخ واسط في كراديس. سمع: عليّ بن عبد الصمد الهاشميّ، وأبا غالب بن بشران. روى عنه: ابنه. ونزل ليتوضأ فغرق في دجلة في صفر ببغداد، وثم أحدر إلى واسط. 4 (عليّ بن محمد بن عليّ بن الطراح.) أبو الحسن المدير. والد يحيى بن الطراح.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 114 سمع: أبا القاسم بن بشران، ومن بعده. روى عنه: ابنه يحيى، وعبد الوهاب الأنماطيّ وأثنى عليه. توفي في ذي الحجة. 4 (عيسى بن إبراهيم.) أبو الأصبغ السرقسطيّ. روى عن: أبي عمر الطلمنكيّ، وغيره. وكان من أهل المعرفة والأدب والفهم. حدث عنه: أبو عليّ بن سكرة. 4 (حرف القاف)
4 (القاسم بن عبد الرحمن بن محمد.) أبو سعد الخلقاني النّيسابوريّ. حدث عن: ابن محمش، وأبي عبد الرحمن السّلميّ، وأبي بكر الحيريّ. وتوفي في ربيع الآخر عن ثمانين سنة. روى عنه: عبد الغافر في تاريخه. 4 (حرف الميم) ) 4 (محمد بن أحمد الخباز.) أبو الحسن اللحاس البغداديّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 115 عن: أبي الحسن بن رزقويه، وأبي الحسين بن بشران، وابن أبي الفوارس. وعنه: أبو عليّ أحمد بن أحمد بن الخرازّ، وحفيده أبو المعالي محمد بن محمد. مات في ثامن رجب. 4 (محمد بن إسماعيل بن محمد بن السريّ بن بنون بن حميد.) أبو بكر التفليسيّ ثمّ النّيسابوريّ الصوفيّ، المقريء. شيخ صالح مستور، سليم النفس، صوفيّ الطبع. سمع من: أبي يعلى حمزة المهلبي، وعبد اللّه بن بامويه، وأبي صادق الصيدلانيّ، وأبي عبد الرحمن السلمي، وجماعة من أصحاب الأصمّ. وأملى وحدث سنين. وكان مولده في سنة أربعمائة في رجبها. روى عنه: عبد الغافر بن إسماعيل وأثنى عليه، وإسماعيل بن المؤذن، ووجيه الشّحاميّ، وآخرون. توفي في سلخ شوال. وقد سئل عنه إسماعيل بن محمد الحافظ فقال: شيخ صالح يتبرك بدعائه، سمع الكثير من المهلبيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 116 4 (محمد بن ثابت بن حسن.) أبو بكر الجنديّ، أحد فحول المتكلمين. كان يعظ ويتكلم في كل فن، ويقع كلامه من القلوب الموقع العظيم. استوطن إصبهان ونفق على أهلها وصار من رؤساء علمائها ومحتشميهم، وتفقه به جماعة في مذهب الشافعي، وانتشر ذكره، وولي تدريس نظامية إصبهان. وتفقه على أبي سهل الأبيورديّ. وحدث عن والده. وتوفي في ذي القعدة. 4 (محمد بن الحسين.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 117 أبو بكر البخاريّ الفقيه. هو خواهر زاذة، تقدم ذكره.) 4 (محمد بن سهل بن محمد بن أحمد.) أبو نصر الشاذياخي السّراج. كان أسند من بقي بنيسابور. سمع: أبا نعيم عبد الملك بن الحسن، وعبد اللّه بن يوسف بن مامويه، والإمام سهل الصلعوكيّ، وابن محمش، وجماعة. روى عنه: ابن طاهر المقدسيّ، وإسماعيل بن محمد الحافظ، وعبد اللّه بن الفراويّ، ومحمد بن جامع خياط الصوف، وآخرون، والحافظ عبد الغافر وقال: شيخ نظيف طريف، مختص بمجالس الصاعدية للمنادمة والخدمة. سمع الكثير. وتوفي في صفر وله تسعون سنة. 4 (محمد بن عبد اللّه بن محمد.) أبو نصر الإصبهانيّ المعروف بالصيقل. قدم بغداد حاجاً، فحدث بها عن: الحسين بن إبراهيم الجمال، وأبي الحسين بن فاذشاه، وأبي ذر محمد بن إبراهيم الصالحانيّ. كتب عنه أبو بكر ابن الخاضبة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 118 وروى عنه: ابن السّمرقنديّ، وعبد الوهاب الأنماطيّ، وعبد الملك بن عليّ بن يوسف، وغيرهم. ذكره ابن النجار. 4 (محمد بن عليّ بن الحسن.) أبو طالب بن الواسطيّ، الكرخيّ، البزار، النيليّ، التاجر، السّفار. سمع، وكتب بخطه، وحدث بنيسابور وهراة. وسمع ابن غيلان، وأبا محمد الخلال، وأبا الطيّب الطبري، وأبا القاسم التنوخي، وجماعة. روى عنه: المؤتمن السّاجي، ومحمد بن عبد الواحد الدقاقّ، وأبو البركات عبد اللّه بن الفراويّ. ومات بنيسابور.) 4 (محمد بن محمد بن جهير.) الوزير فخر الدّولة، أبو نصر التغلبيّ، مؤيد الدين، ناظر ديوان حلب،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 119 ووزير ميّارفارقين. وكان من رجال العالم حزماً ودهاءً ورأياً، سعى إلى أن قدم بغداد، وتوصل إلى أن ولي وزارة أمير المؤمنين القائم بأمر اللّه في سنة أربعٍ وخمسين وأربعمائة. ودامت دولته مدة. ولما بويع المقتدي بالله أقره على الوزارة عامين، ثمّ عزله في حدود سنة سبعين. وفي سنة ست وسبعين استدعاه السّلطان ملكشاه، فعقد له على ديار بكر، وسار معه الأمير ارتق بن أكسب صاحب حلوان، فلما وصلوا فتح زعيم الرؤساء أبو القاسم بن الوزير أبي نصر مدينة آمد، بعد أن حاصرها حصاراً شديداً. ثمّ فتح أبو فخر الدّولة ميارفارقين بعد أشهر. وكان رئيساً جليلاً، مدحه الشعراء، وعاش نيفاً وثمانين سنة، وتوفي بالموصل، وكان قد قدمها متولياً من جهة ملكشاه في سنة اثنتين وثمانين. وكان الخليفة قد أعاده إلى الوزارة مدة، قبل سنة ثمانين، وفي حدودها. وولد في ثالث المحرم سنة اثنتين وأربعمائة. قال ابن النجار في تاريخه: ذكر أبو الحسن محمد بن عبد الملك الهمذاني أنّه نشأ بالموصل، وبها ولد، وكان مشتغلاً بالتجارة، ثمّ تركها. وصحب قرواش بن المقلد بن المسيب أمير عبادة، فلما قبض الأمير بركة على أخيه قرواش قرب منه أبو نصر، وأنفذه رسولاً إلى القسطنطينية. ثمّ كاتبه ابن مروان صاحب ديار بكر، فورد عليه ووزر له في أول سنة ست وأربعين وأربعمائة، وذلك في آخر أيام ابن مروان، فاستولى أبو نصر على الأمور، ووصل إلى ما لم يصل إليه غيره بشهامته وإقدامه، على صعاب الأمور، فأقام الهيبة، وأكثر العطاء والبذل، وكاتبه ملوك الأطراف بالشيخ الأجل الناصح كافي الدّولة، ومدحه الشعراء، وقصده العلماء، فلما مات ابن مروان سنة ثلاثٍ وخمسين أقام ولده نصر بن أبي نصر في الإمرة، فحاربه إخوته سعيد، وأبو الفوارس، واختلفوا، فسفر أبو نصر أمواله، وكاتب القائم في وزارته، وبذل له
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 120 ثلاثين ألف دينار، فخرج إليه طراد النقيب، وأطهر أنّه في رسالة إلى ابن مروان، فلما عاد طراد من ميارفارقين خرج ابن جهير لتوديعه، فصحبه إلى بغداد، ومعه ولداه عميد الدّولة أبو) منصور محمد، وزعيم الرؤساء أبو القاسم، فتلقاه أرباب الدّولة، ووزر للقائم، ولقبه فخر الدّولة، وكانت الهطبة بالشام جميعه إلى عانة تقام للمصريين، فكاتب فخر الدّولة أهل دمشق، وبني كلب ومحمود بن الروقلية صاحب حلب والمتميزين بها وجماعتهم أصدقاؤه، يدعوهم إلى الدعوة العباسيّة، فأجابوه، وجاءت رسلهم بالطاعة. قال: وعزل القائم في سنة ستين، وأخرج من بغداد، ورشحٍ للوزارة أبو يعلى كاتب هزارسب، وطلب من همذان، فأتته المنية بغتةًً لسعادة ابن جهير فطلبه القائم وأعاده إلى الوزارة، وبقي إلى أن عزل في أول سنة سبعين، فإن السّعادة سعت بينه وبين نظام الملك وزير السّلطان، فكلف النظام السّلطان أن يكتب إلى الخليفة يطلب منه أن يعزل ابن جهير، فعزله. ثمّ صارت الوزارة إلى ولده عميد الدّولة. قال محمد بن أبي نصر الحميديّ: حدثني أبو الحسن محمد بن هلال بن الصابئ: حدثني الوزير فخر الدّولة بن جهير: حدثني نصير الدّولة أبو نصر صاحب آمد وميارفارقين قال: كان بعض مقدميّ الأكراد معي على الطبق، فأخذت حجلةً مشوية، فناولته، فأخذها وضحك. فقلت: مم تضحك قال: خبرٌ. فألححت عليه، ودافع عن الجواب، حتّى رفعت يدي وقلت: لا آكل حتّى تعرفنيّ. فقال: شيء ذكرتنيه الحجلة، كنت أيام الشباب قد أخذت تاجراً وما معه،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 121 وقربته لأذبحه خوفاً من غائلته، فقال: يا هذا أخذت مالي، فدعني أرجع إلى عيالي فأكد عليهم، وبكى وتضرع إليّ، فلم أرق له، فلما آيس من الحياة إلتفت إلى حجلين على جبلٍ وقال: اشهدا لي عليه عند اللّه أنّه قاتلي ظلماً. فقتلته فلما رأيت الحجلة الآن ذكرت حمقه في استشهاده الحجل عليّ. قال ابن مروان: فحين سمعت قوله اهتززت حتّى ما أملك نفسي، وقلت: قد والله شهدت الحجلتان عليك عند من أقادك بالرجل، وأمرت بأخذه، وكتفوه، ثمّ ضربت رقبته بين يديّ، فلم آكل حتّى رأيت رأسه يتبرأ من بدنه. قلت للوزير: قد والله ذكر التنوخيّ في كتاب النّشوار مثل هذه الحكاية بعينها، عن الراسبيّ عامل خورسان، لا تزيد حرفاً، ولا تنقص حرفاً، وعجبنا من اتفاق الحكايتين. توفي فخر الدّولة في يوم الثلاثاء ثامن صفر سنة ثلاثٍ بالموصل.) 4 (محمد بن المؤمل بن محمد بن إسحاق.) أبو صالح النّيسابوريّ البشتيّ. شيخ صالح عابد. سمع: أبا عبد الرحمن السلميّ، وأبا زكريا المزكي، وتوفي بإصبهان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 122 روى عنه: سفيان بن مندة، وإسماعيل الحافظ، وعبد الخالق الشحاميّ. 4 (الموفق بن طاهر.) أبو نصر الجوزقيّ الإمام. سمع بهراة: أبا الفضل عمر بن أبي سعد، وأبا يعقوب القراب. 4 (حرف الهاء)
4 (هبة اللّه بن عليّ بن بندار بن أحمد بن فورك بن بطة.) أبو منصور الأديب. أظنه إصبهانياً. الكنى 4 (أبو القاسم) المحسن بن محمد بن المحسن بن سبسنويه الإصبهانيّ الطراقّ. سمع: أبا بكر بن مردويه. ورّخه ابن مندة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 123 2 (وفيات سنة أربع وثمانين وأربعمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر محمد بن أبي عليّ أحمد بن عبد الرحمن.) أبو الحسين الهمذانيّ الذكوانيّ الإصبهانيّ. سمع: جدّه أبا بكر، وأبا الفرج عثمان بن أحمد البرجيّ، وأبا بكر أحمد بن موسى بن مردويه، وأبا طاهر السيرنجانيّ، ومحمد بن إبراهيم الجرجانيّ. روى عنه: الحفاظ إسماعيل الطلحيّ، وأبو نصر الغازي، وأحمد بن محمد أبو سعد البغداديّ، ومحمد بن أبي نصر اللفتوانيّ، وعبد الجليل كوتاه، وعدة.) وعاش تسعين سنة. توفي يوم عرفة، وكان صدوقاً نبيلاً. 4 (أرتق بن أكسب التركمانيّ.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 124 جدّ الملوك الأرتقية. كان أميراً مطاعاً، تغلب على حلوان والجبل، وكثر أتباعه، فسار إلى الشّام، وملك ولده سقمان بيت المقدس. وذريته هم ملوك ماردين من مائتي سنة وإلى وقتنا هذا. 4 (الياس بن مضر بن محمد.) أبو عمرو التّميمي الهرويّ، شيخ المزكين بهراة. كان فاضلاً أدبياً. سمع: عبد الرحمن بن أبي أحمد السّرخستي، ويحيى بن عمار الواعظ، والقاضي محمد بن محمد الأزدي، ومحمد بن عليّ الباشاني، وعدة. وعنه: عبد الصبور بن عبد السلام الفامي، وحفيدته جوهر ناز بنت مضر. مات في صفر، وله أربع وثمانون سنة. 4 (حرف الحاء.)
4 (الحسن بن أحمد بن الحسن.) أبو عليّ الدقاق. توفي في رمضان. إصبهانيّ، ثقة، حافظ، وبصبحة محمد بن عبد الواحد الدقاقّ لأبي عليّ الدّقاق عرف محمد بالدّقاقّ. وكان أبو عليّ أحد الرّحّالين، كتب الكثير بخطّه، وسمع العالم بقراءته، وكانت له معرفة وفهم. سمع منه: مكيّ الرّميليّ، وابن طاهر. حدث عن: ابن ريذة، وأصحاب ابن المقريء. وحدّث بالمعجم الصغير.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 125 4 (الحسين بن عليّ بن خلف بن جبريل.) ) الألمعيّ الكاشغريّ. رحل، وسمع من: عبد العزيز الأزجيّ، ومحمد بن عليّ الصوريّ، ومحمد بن محمد بن غيلان، وأبي عبد اللّه العلويّ الكوفيّ. روى عنه: محمد بن محمود السّره مرد، وأبو سفيان العبدوييّ، بسرخس. وكان بكاءً خائفاً واعظاً، لا يخاف في اللّه لومة لائم، تاب على يديه خلق كثير، لكنّ في حديثه مناكير. قال السّمعاني: قال محمد بن عبد الحميد: كان الكاشغريّ يضع الأحاديث. قال السّمعاني: وقرأت بخط عطاء بن مالك النحويّ فهرست تصانيف أبي عبد اللّه الكاشغريّ: المقنع في تفسير القرآن كتاب التوبة، كتاب الورع، كتاب الزهد. إلى أن ذكر السّمعاني له أكثر من مائة تصنيف، سائرها في التصوفّ والآداب الدينيّة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 126 ثمّ ورخ وفاته فقال: بعد سنة أربع وثمانين وأربعمائة. 4 (الحسين بن محمد.) أبو عليّ الدّلفي المقدسيّ، ثمّ البغداديّ الزاهد. توفي في ذي الحجة. قال أبو عليّ بن سكرة: لم ألق ببغداد أزهد منه، وقد سمع من أبي بكر محمد بن جعفر الميماسي بعسقلان، وتفقه على أبي نصر بن الصباغ ببغداد. وروى عنه: هبة اللّه بن عليّ بن مجليّ، وأبو سعد أحمد بن محمد البغداديّ. وسمع منه أبو بكر ابن الخاضبة. 4 (حرف الطاء)
4 (طاهر بن مفوز بن أحمد بن مفوز.) الحافظ أبو الحسن المعافريّ الشاطبيّ صاحب أبي عمر بن عبد البر، اختص به، وهو من أثبت الناس فيه، وأكثرهم عنه. وسمع من: أبي العباس العذريّ، وأبي الوليد الباخيّ، وأبي شاكر الخطيب، وأبي الفتح السّمرقنديّ. وسمع بقرطبة من: حاتم بن محمد، وأبي مروان بن حيّان.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 127 وكان من أهل العلم والذكاء، عني بالحديث أتم عناية، وشهر بحفظه وإتقانه ومعرفته، وكان حسن الخطّ، جيد الضبط، مع الفضل، والصّلاح، والورع، والانقباض، والوقار. وكان أخوه عبد اللّه أزهد الناس بالأندلس. توفي أبو الحسن في رابع شعبان، وفيه ولد سنة تسعٍ وعشرين. عنه: أبو عليّ بن سكرة. 4 (حرف العين)
4 (عبد الخالق بن الحسن بن أحمد بن المحتسب.) أبو سعد النّيسابوريّ. شيخ صالح، سمع من: ابن محمش، وأبي بكر الحيريّ، والصيرفيّ، وجماعة. توفي في المحرم، وولد سنة أربعمائة. روى عنه: عبد الغافر. 4 (عبد الرحمن بن أحمد بن علك.) أبو طاهر الساويّ، أحد أئمة الشافعية. ولد بإصبهان بعد الثلاثين وأربعمائة، وحمل إلى سمرقند، فتفقه بها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 128 وصحب عبد العزيز النخشبيّ، وأخذ منه علم الحديث. سمع: أبا الربيع طاهر بن عبد اللّه الإملاقيّ، وأحمد بن منصور المغربيّ، النّيسابوريّ، وأبا الحسين بن النقور. روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، ومحمد بن عليّ الإسفرائيني، نزيل مرو. توفي ببغداد. 4 (عبد الرزاق بن عبد الكريم بن عبد الواحد.) أبو الفتح الحسناباذيّ الإصبهانيّ. روى عن: أبي عبد اللّه الجرجانيّ، وأبي الحسين بن بشران المعدل، وله رحلة إلى بغداد. روى عنه: إسماعيل الحافظ، وهبة اللّه بن طاوس الدمشقيّ. 4 (عبد الغفار بن محمد بن أحمد.) أبو مطيع الطيوريّ الإصبهانيّ الأديب.) سمع: أبا عبد اللّه الجرجانيّ، وأبي الفرج البرجيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 129 4 (عبد الملك بن عليّ بن خلف بن محمد بن النضر بن شغبة.) أبو القاسم الأنّصاري البصريّ الحافظ، الزاهد. قال أبو سكرة: أدركته وقد ترك كل شيء وأقبل على العبادة، وهو في نهاية السن، فدخلت عليه مسجده بعد صلاة الصبح، فوجدته مستقبل القبلة يدعو ويبكي، فانحنيت لأقبل رأسه، فانقبض عني، فقالوا لي: دعه، فتركته حتّى أكمل غرضه، ثمّ قرأت عليه شيئاً من الحديث، ولم أتكرر عليه، ورزق الشهادة في آخر عمره. قال: وكان عنده جملة من سنن أبي داود، عن أبي عمر الهاشميّ، وكان كثير الحديث. وقال السّمعاني: شيخ متقن، حافظ، ثقة، مكثر. سمع: أبا عمر الهاشميّ، ويوسف بن غسان، والحسن بن بشار السّابوريّ، وأبا طاهر أحمد بن محمد بن أبي مسلم، وعليّ بن هارون التميميّ المالكيّ، وغيرهم. ثنا عنه: أبو نصر الغازي بإصبهان، وجابر الأنّصاري بالبصرة. وقد روى عنه أبو نصر بن ماكولا، وحضر مجلس إملائه. قتل ابن شغبة في هذا العام رحمه اللّه. وروى عنه: ابن طاهر المقدسيّ، وعبد اللّه بن السّمرقنديّ، وأبو غالب الماورديّ. 4 (عليّ بن الحسن بن عليّ.) الزاهد أبو الحسن الصندليّ، النّيسابوريّ الحنفي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 130 ذكره عبد الغافر فقال: وجه أئمة أصحاب أبي حنيفة في عصره، وصاحب القبول الخارج عن الحد المعهود. شرح آثار الطحاويّ عن: أبي بكر أحمد بن عليّ الإصبهانيّ. وتوفي في ربيع الآخر. ودفن في مدرسته. 4 (عليّ بن الحسن بن طاوس بن سكر.) كذا في تاريخ ابن النجار، وفي المشتبه: سكر. أبو الحسن العاقوليّ، المعروف بتاج القراء.) سكن دمشق، وسمع بها من: أبي الحسين بن أبي نصر التميميّ، وابن سلوان المازنيّ. وسمع بغداد من: أبي القاسم بن بشران، والقاضي أبي عبد اللّه الحسين بن عليّ الصيمريّ، وأحمد بن عليّ التوزيّ، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 131 روى عنه: غيث الأرمنازيّ، ونصر اللّه بن محمد المصيصيّ، وإبراهيم أبو البركات الخشوعيّ، ونصر بن أحمد السوسيّ. قال غيث: كان فكهاً، حسن المحادثة، لا بأس به، حدثني أنّه نسخ إحدى وثمانين ختمة، ونحواً من ثلاثين ألف ورقة، مثل الصحيحين وسنن أبي داود. ورأيته يكتب في تعليقة القاضي أبي الطيبّ، وكان سريع الكتابة جداً. قال ابن الأكفانيّ: توفي بصور في شعبان، وله نحو من سبعين سنة. وقال ابن عساكر: كان ثقة. 4 (عليّ بن الحسين بن عليّ بن الحسن بن عثمان بن قريش.) أبو الحسن الحربيّ النصريّ، من محلة النّصرية، البناء. قال السّمعاني: كان صالحاً، ثقة، صدوقاً. سمع: أحمد بن محمد بن الصلت الأهوازي، وأبا الحسن الحماميّ، وأبا القاسم الحرفيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 132 روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وعبد الوهاب الأنماطيّ، ومحمد بن ناصر، وآخرون. توفي في ذي الحجة. ومن آخر أصحابه أحمد بن هبة اللّه بن الفرضيّ المقريء وعبد الخالق بن يوسف. 4 (عليّ بن أحمد بن عبد اللّه بن البطر.) أبو الحسن الدّقاق، أخو أبي الفضل محمد وأبي الخطاب. سمع من: أبي عليّ بن شاذان. وحدث عن: ابن رزقويه فتكلموا فيه. مات في صفر. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وأحمد بن عليّ الدلال، وغيرهما. 4 (عليّ بن أحمد بن محمد بن حميد.) أبو الحسن الواسطيّ الناقد البزار.) سمع: أبا الحسين بن بشران، وابن الفضل القطان. وكان صالحاً مستوراً. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطيّ، وعبد الخالق بن البدن. مات في رجب. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن محمد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 133 أبو الحسن البغداديّ العطار الجبان. روى عن: أبي الحسين بن بشران، وغيره. وعن: أحمد بن عمران الإسكافي. روى عنه: حفيده أبو المعالي محمد بن محمد شيخ ابن اللتيّ. 4 (محمد بن أحمد بن عليّ بن حامد.) أبو نصر الكركانجيّ المروزي، الأستاذ المقريء، صاحب أبي الحسين الدّهان. قال أبو سعد السّمعاني: كان إماماً في علوم القرآن، له مصنفات في ذلك مثل كتاب المعول وكتاب التذكرة طوف الكثير إلى العراق، والحجاز، والشام، والجزيرة، والسواحل في القراءة على الشيوخ، إلى أن صار أوحد عصره. وكان زاهداً ورعاً. حكى لي بعض المشايخ أن أبا نصر المقريء قال: غرقت نوبةً في البحر، فكنت أغوص في الماء، ويلعب بي الموج، فنظرت إلى الشمس، فرأيتها قد زالت.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 134 قال: فغصت في الماء، ونويت فرض الظهر، وشرعت في الصلاة، فخلصني اللّه ببركة ذلك. قرأ بمرو على أستاذه أبي الحسن عبد اللّه بن محمد الدهان وبنيسابور على: محمد بن عليّ الخبازيّ، وسعيد بن محمد المعدل وببغداد على أبي الحسن الحماميّ مسند العراق في القراءات، وبالموصل على الحسين بن عبد الواحد المعلم، وبحران على أبي القاسم عليّ بن محمد الشريف الزيديّ، وبدمشق علي الحسين بن عبيد اللّه الرهاويّ، وبصور علي أحمد بن محمد المصري، وبمصر علي إسماعيل بن عمرو بن راشد الحداد. مولده في سنة تسعين وثلاثمائة تقريباً، وتوفي في ذي الحجة سنة أربع وثمانين، فالله أعلم، والصواب الأول.) ذكره مؤرخ خوارزم. أخذ عنه خلق كثير.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 135 4 (محمد بن الحسين بن أحمد بن الهيثم.) أبو منصور القزوينيّ، راوي سنن ابن ماجة عن القاسم بن أبي المنذر الخطيب. سمع الكثير في سنة ثمانٍ وأربعمائة وبعدها من القاسم. ومن: الزّبير بن محمد بن أحمد بن عثمان، وعبد الجبّار بن أحمد المتكلم، وجماعة. وحدّث بالريّ في هذه السّنة. ولم أقع بوفاته. وقد سأله ابن ماكولا عن مولده، فقال: في سنة ثمانٍ وتسعين وثلاثمائة. روى عنه: ملكذاد بن عليّ العمركيّ، وعليّ بن شافعيّ، وعبد الرحمن بن عبد اللّه بن الرّازيّ، وأبو العلاء زيد، وأبو المحاسن مسعود ابنا عليّ بن منصور الشروطيّان، ومحمد بن طاهر المقدسيّ، وابنه أبو زرعة المقدسيّ، وهو
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 136 آخر من حدث عنه. 4 (محمد بن الحسن بن محمد بن سليم.) القاضي أبو بكر الإصبهانيّ. سمع: أبا عبد اللّه الجرجانيّ، وأبا بكر بن مردويه، وجماعة. ورحل فسمع ببغداد من: أبي عليّ بن شاذان، وغيره. روى عنه: مسعود الثقفيّ، والحسن الرّستميّ، وعامة الإصبهانييّن. ومات بإصبهان في ذي القعدة. 4 (محمد بن عبد اللّه بن الحسين.) قاضي القضاة أبو بكر الناصحي النّيسابوريّ. سمع: أبا بكر الحيريّ، وأبا سعيد الصيرفيّ، وأبا الحسين عبد الغافر الفارسي. قال فيه عبد الغافر بن إسماعيل: قاضي القضاة ابن إمام الإسلام أبي محمد الناصحيّ، أفضل عصره في أصحاب أبي حنيفة، وأعرفهم بالمذهب، وأوجههم في المناظرة، مع حظّ وافر من الأدب، وحفظ الأشعار والطبّ، أقعد في التدريس في حياة والده في مدرسة السّلطان، وفوض إليه أمرها وأمور أوقافها، وهي الآن برسم أولاده، ثمّ ولي القضاة بنيسابور في أيام السّلطان) ألب أرسلان، فبقي في القضاة عشر سنين، ونال من الحشمة
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 137 والدرجة لأصله وفضله وبراعته، وكان فقيه النفس، حسن الإيراد تكلم في مسائل مع إمام الحرمين أبي المعالي، شاهدت ذلك، وكان الإمام يثني عليه. وبقي على ذلك إلى إبتداء الدّولة الملكشاهية، فشكي قلة تعاونه في قبض يده ووكلاء مجلسه وأصحابه عن الأموال، وفشا منهم زيادة البسط في التركات، وأشرف بعض الحقوق على الضياع من فتح أبواب الرشا، فعزل ولم يهمل لعظمته، فولي قضاء الريّ، وكانت تلك الديار أكثر احتمالاً، فبقي على ذلك إلى أن توفي منصرفه من الحجّ في رجب. قلت: وقد شاخ. روى عنه: عبد الوهاب بن الأنماطيّ، وأبو بكر الزاغونيّ، ومحمد بن عبد الواحد الدّقاقّ، وجماعة. ومات على فراسخ من إصبهان في غرة رجب. 4 (محمد بن عبد السّلام بن عليّ بن عفان.) أبو الوفاء البغداديّ الواعظ. مذكر حسن الوعظ، رضي السيرة، له صيت وقبول. سمع: أبا عليّ بن شاذان. روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ وتوفي في جمادى الآخرة. 4 (محمد بن عبد السلام بن عليّ بن نظيف.) أبو سعد البغداديّ، الضّرير. سمع: أبا طالب عمر الزّهري، وأبا الحسين النّهراويّ، وعبد الملك بن بشران. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطيّ، وعبد الخالق بن عبد الصمد. توفي رحمه اللّه في ذي القعدة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 138 4 (محمد بن معن بن محمد بن أحمد بن صمادح.) السّلطان أبو يحيى التجبيّبي الأندلسيّ، الملقب بالمعتصم. كان جده محمد صاحب مدينة وشقة، فحاربه ابن عمه منذر بن يحيى، فعجز عنه: فترك له) شقة وهرب، وكان من الدّهاة. وكان من الدهاة، وكان ابنه معن مصاهراً لعبد العزيز بن عامر صاحب بلنسية والمرية، فاستخلف معناً على المريّة، فخانه وتملكها، وتم له الأمر، ثمّ انتقل ملكها إلى ولدها المعتصم، وكان حليماً جواداً، مدحه الشّعراء، وهو أحد من داخل ابن تاشفين واختص به، ثمّ إنّ ابن تاشفين عزم على أخذ البلاد من المعتصم، وكان معه المريّة وبجّانة والصمادحيّة، فأظهر المعتصم العصيان، وكان له مع اللّه سريرة، فلم يكن بينه وبين حلول الناقرة إلا أياماً يسيرة، فمات واستراح وهو في عزه وبلده. وقد روى عن أبيه، عن جده مختصر في غريب القرآن روى عنه: إبراهيم بن أسود الغسّانيّ. حكت جارية قالت: إنني لعنده وهو يوصي، وقد غلب، وجيش ابن تاشفين بحيث تعد خيامهم، ونسمع أصواتهم، إذا سمع وجبةً من وجباتهم، فقال: لا إله إلا اللّه، نغص علينا كل شيء حتّى الموت. فدمعت عينيّ، فلا أنساه وهو يقول بصوتٍ ضعيف:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 139 ترفق بدمعك لا تفنهفبين يديك بكاءٌ طويل توفي في ربيع الآخر: 4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن عبد اللّه بن أحمد.) أبو بكر الغافقيّ القرطبيّ المعروف بالرشتسانيّ. حجّ وأخذ عن: أبي محمد بن الوليد. وسمع بإشبيلية من: أبي عبد اللّه بن منظور وكتب للقاضي أبي عبد اللّه بن بقي. وكان ثقة فاضلاً. أخذ عنه: أبو الحسن بن مغيث. وتوفي في ذي القعدة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 140 2 (وفيات سنة خمس وثمانين وأربعمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبيد اللّه:) ) أبو الحسن المحميّ النّيسابوريّ. 4 (أحمد بن محمد.) أبو غالب الأدميّ القارئ بين يدي الوعاظ. سمع: أبا عليّ بن شاذان، وأبا القاسم الحرفيّ. وعنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وعبد الوهاب الأنماطيّ. مات في ذي الحجّة ببغداد. 4 (حرف التاء)
4 (تميم بن عبد الواحد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 141 أبو طاهر الإصبهانيّ المؤدب. 4 (حرف الجيم)
4 (جعفر بن يحيى بن إبراهيم.) أبو الفضل التميّمي المكيّ الحكاك. قال السّمعاني: كان ثقة، متقناً خيراً صالحاً، كثير السّماع، كان يترسل عن أمير مكّة إلى الخلفاء. سمع: أبا الحسن بن صخر، وأبا ذر الهرويّ، وأبا نصر السجزيّ. وانتقى ببغداد على أبي الحسن بن النقور، وتكلم على التخريج بكلام مفيد، سمع من أئمة، وثنا عنه، أبو القاسم بن السّمرقنديّ، وإسماعيل بن محمد الحافظ، ومحمد بن ناصر. وقد سمع بإصبهان من أصحاب أبي بكر المقريء. وكان مولده في سنة ست عشرة وأربعمائة. سألت عبد الوّهاب الأنماطيّ عنه، فقال: ثقة مأمون. وتوفي في رابع عشر صفر. أمير مكة هو ابن أبي هشام، كان جعفر يتولّى ما يدفع إليه من المال، فيقبضه مع كسوة الكعبة. 4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن الحسين بن جعفر) أبو عليّ بن الدّيناراباذيّ الخطيب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 142 حدّث بهمذان مرات عن: القاضي أبي محمد عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه التّيميّ اللبان، وعبد) الصّمد بن أحمد الهيثميّ، وأحمد بن منصور الحنفيّ. قال شيرويه: سمعت منه، وكان شيخاً، فاضلاً متديناً. توفي في شعبان بدينار آباذ. 4 (الحسن بن عليّ بن إسحاق بن العباس.) الوزير أبو عليّ الطوسيّ، الملقب نظام الملك قوام الدين. ذكره السّمعاني فقال: كعبة المجد، ومنبع الجود، كان مجلسه عامراً
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 143 بالقراء والفقهاء، أمر ببناء المدارس في الأمصار، ورغب في العلم كل أحد. سمع الحديث، وأملى في البلاد، وحضر مجلسه الحفاظ. وابتداء حاله أنّه كان من أود الدهاقين بناحية بيهق وأن أباه كان يطوف به على المرضعات قيرضعنه حسبة، فنشأ، وساقه التقدير إلى أن علق بشيء من العربية وقاده ذلك إلى الشروع في رسوم الاستيفاء وكان يطوف في مدن خراسان فوقع إلى غزنة في صحبة بعض المتصرفين ووقع في شغل أبي علي بن شاذان المعمد عليه ببلخ من جهة الأمير جغري حتّى حسن حاله عند يومئذ، فنصبه السّلطان مكان لبن شاذان وصار وزيراً له، فاتفق وفاة السّلطان طغربلتك ولم يكن له من الأود من يقوم بالأمر، فتوجه الأمر إلى ألب أرسلان، وتعين للملك، وخطب له على منابر خراسان، والرعاق، وكان نظام الملك يدبر أمره، فجرى على يده من الرسوم المستحسنة ونفي الظّلم، وإسقاط المؤن، وحسن النظر في أمور الرعية، ورتب أمور الدّواوين أحسن ترتيب، وأخذ في بذل الصّلات وبناء المدارس والمساجد والرّباطات، إلى أن انقضت مدة السّلطان ألب أرسلان في سنة خمسٍ وساين، وطلع نجم الدول الملكشاهية وظهرت كفاية نظام الملك في دفع الخصوم حتّى توطدت أسباب الدّولة، فصار الملك حقيقةً لنظامه، ورسماً للسّلطان ملكشاه بن ألب أرسلان، واستمر على ذلك عشرين سنة. وكان صاحب أناةٍ وحلم وصمت، ارتفع أمره، وصار سيد الوزراء من سنة خمسٍ وخمسين وإلى حين وفاته. حكى القاضي أبو العلاء الغزنويّ في كتاب سر السّرور: أن نظام الملك صادف في السفر رجلاً في زيّ العلماء، قد مسه الكلال، فقال له: أيّها الشيخ، أعييت أم عييت فقال: أعييت يا مولانا. فتقدم من حاجبه أن يركبه جنبياً، وأن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 144 يصلح من شأنه، وأخذ في اصطناعه، وإنما أراد) بسؤاله اختباره، فإنّ عي في اللسان، وأعيى: تعب. وروي عن عبد اللّه السّاوجيّ أنّ نظام الملك استأذن ملكشاه في الحج، فأذن له، وهو إذ ذاك ببغداد، فعبر الجسر، وهو بتلك الآلات والأقمشة والخيام، فأردت الدخول عليه، فإذا فقيرٌ تلوح عليه سيماء القوم فقال لي: يا شيخ، أمانة ترفعها إلى الوزير، قلت: نعم: فأعطاني ورقةُ، فدخلت بها، ولم أفتحها فوضعتها بين يدي الصاحب، فنظر فيها وبكى بكاء كثيراً، حتّى ندمت وقلت في نفسي: ليتني نظرت فيها. فقال لي: أدخل عليّ صاحب الرقعة. فخرجت فلم أجده، وطلبته فلم أره، فأخبرت الوزير، فدفع إليّ الرقعة، فإذا فيها: رأيت النبي صلى اللّه عليه وسلم في المنام فقال لي: اذهب إلى حسن، وقل له: أين تذهب إلى مكة حجك هنا: أما قلت لك أقم بين يدي هذا التركيّ، وأغث أصحاب الحوائج من أمتي. فبطلّ النظام الحجّ، وكان يود أن يرى ذلك الفقير. قال: فرأيته يتوضأ ويغسل خريقات، فقلت: إن الصّاحب يطلبك. فقال: ما لي وله: إنما كان عندي أمانةٌ أديتها. قال ابن الصّلاح: كان الساوجيّ هذا شيخ الشيوخ، نفق على النظام حتّى أنفق عليه وعلى الفقراء باقتراحه في مدةٍ يسيرةٍ قريباً من ثمانين ألف دينار. رجعنا إلى تمام الترجمة:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 145 وكان ملكشاه منهمكاً في الصيد واللّهو. سمع النظام من أبي مسلم محمد بن عليّ بن مهريز الأديب، بإصبهان، ومن: أبي القاسم القشيريّ، وأبي حامد الأزهري، وهذه الطبقة. روى لنا عنه: عمّي أبو محمد الحسن بن منصور السّمعاني، ومصعب بن عبد الرزاق المصعبيّ، وعليّ بن طراد الزّينبيّ. قلت: ونصر بن نصر العكبريّ، وغيرهم. قال: وكان أكثر ميله إلى الصوفيّة. وحكي عن بعض المعتمدين، قال: حاسبت نفسي، وطالعت الجرايد، فبلغ ما قضاه الصّدر من ديوانٍ واحدٍ من المنتمسين المقبولين عنده في مدة سنين يسيرةٍ ثمانين ألف دينار حمر.) وقيل إنّه كان يدخل عليه أبو القاسم القشيريّ، وأبو المعالي الجوينيّ، فيقوم لهما، ويجلس في مسنده كما هو، ويدخل عليه الشيخ أبو عليّ الفارمذيّ فيقوم ويجلس بين يديه، ويجلسه مكانه، فقيل له في ذلك، فقال: أبو القاسم وأبو المعالي وغيرهما، إذا دخلوا عليّ يثنون عليّ ويطروني بما ليس فيّ، فيزيدني كلامهم عجباً وتيهاً، وهذا الشيخ يذكرني عيوب نفسي، وما أنا فيه من الظلم، فتنكسر نفسي، وأرجع عن كثير مما أنا فيه. مولده يوم الجمعة من ذي القعدة سنة ثمانٍ وأربعين، وأدركته الشهادة سامحه اللّه ورحمه في شهر رمضان، فقتل غيلةً وهو صائم، وذلك بين إصبهان وهمذان، أتاه شابٌ في زيّ صوفيّ، فناوله ورقةً، فتناولها منه، فضربه بسكينٍ في فؤاده، وقتل قاتله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 146 وقيل: إن السّلطان سئم منه، واستكثر ما بيده من الأموال والأقطاع، فدس هذا عليه، ولم يبق بعده السّلطان إلا مدة يسيرة. وهو أول من بنى المدارس في الإسلام، بنى نظامية بغداد، ونظامية نيسابور، ونظامية طوس، ونظامية إصبهان. وقال القاضي ابن خلكان إنّ نظام الملك دخل على الإمام المقتدي بالله، فأذن له في الجلوس، وقال له: يا حسن، رضب اللّه عنك كرضى أمير المؤمنين عنك. وكان النظام إذا سمع الأذان أمسك عمّا هو فيه حتّى يفرغ المؤذن.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 147 ومن شعره: بعد الثمانين ليس قوهقد ذهبت شرة الصبوه كأنني والعصا بكفيموسى ولكن بلا نبوه قال شيرويه في تاريخ همذان: قدم نظام الملك علينا في سنة سبعٍ وسبعين إرغاماً لأنوفنا بما أصابنا من الجور والظلم. روى عن: أبي مسلم الأديب صاحب ابن المقريء، وأبي سهل الحفصي، وإسماعيل بن حمدون، وبندار بن عليّ، وأحمد بن الحسن الأزهري، وأميرك القزوينيّ، ويوسف الخطيب، وقاضينا عبد الكريم بن أحمد الطبريّ. وسمعت منه بقراءة أبي الفضل القومسانيّ. وقتل بغندجان ليلة الجمعة حادي عشر رمضان.) وقال السّلفي: سمعت صواب بن عبد اللّه الخصيّ ببغداد يقول: قتل
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 148 مولاي نظام الملك شهيداً بقرب نهاوند في رمضان. قال: وكان آخر كلامه أن قال: لا تقتلوا قاتلي، فقد عفوت عنه: وتشهد ومات. وقد طول ابن النجار في سيرة النظام. 4 (حندور بن فتوح بن حميد.) أبو محمد الزّناتيّ، الفقيه المالكي الأصيليّ. أصله من أصيلا. نزل سبتة، وأخذ عن: أبي إسحاق بن يربوع، ويوسف بن أبي مسلم. وسافر للتجارة إلى الأندلس. انفرد الفتيا بسبتة في دولة برغوطة، وكان صالحاً خيراً، والخير أغلب عليه من العلم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 149 4 (حرف الخاء)
4 (خلف بن مروان.) أبو القاسم الأمويّ القرطبيّ المقريء. أخذ عن: مكيّ بن أبي طالب، ومسلم بن أحمد الأديب. وحجّ، ولقي: أبا محمد بن الوليد. وكان صالحاً، متواضعاً، ديناً، ورعاً، نحوياً، لغوياً، يؤم يجامع قرطبة ويقرئ القرآن، ويعلم النحو. قال ابن بشكوال: أنبأ عنه جماعة من شيوخنا، ووصفوه بما ذكرته. ولد سنة سبعٍ وأربعمائة. وتوفي في سابع ذي الحجة. 4 (حرف العين)
4 (عبد اللّه بن محمد بن أبي أحمد.) أبو أحمد الطوسيّ الصوفيّ. شيخ جليل طيب الوقت. فتى من الفتيان. خدم الفقراء، ولقي الأستاذ: أبا عليّ الدّقاق في صباه.) وسمع: أبا بكر الحيريّ، وغيره. روى عنه: عبد الغافر الفارسي، وقال: توفي رحمه اللّه في عاشر ذي القعدة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 150 4 (عبد الباقي بن الحسن بن عليّ الشاموخيّ.) الزاهد، خطيب البصرة. روى عن: أبيه. روى عنه: أبو عليّ بن سكرة، وقال: كان مشهوراً بزهدٍ وخيرٍ وأمرٍ بمعروف، وكان العامة حزبه، قدم بغداد، فأدركه أجله بها، وكانت جنازته، حفلة. لقد تجمعت الصوفيّة وجماعة من الأئمة، وختم على قبره عدة ختم. توفي في ربيع الآخر سنة خمس. 4 (عبد الباقي بن محمد بن الحسين بن داود بن ناقيا.) أبو القاسم الحريميّ البغدادي الشاعر. شاعر مجود، صنف عدة كتب منها: تفسير الفصيح لثعلب، و الأغاني وغير ذلك، إلا أنّه كان معثراً ثلابة، يطعن على الشريعة، ويذهب إلى رأي الأوائل، وله مقالة في التعطيل، لعنه اللّه. وكان كثير المجون والهزل، سمع أبا القاسم الحرفيّ. ترجمه السّمعاني، وقال: روي لنا عنه: ثنا عنه: ابن السّمرقنديّ، وعبد الوهاب الأنماطيّ، وأبو الفضل بن ناصر. وسألت عبد الوهّاب عنه: فقال: ما كان يصليّ، وكان يقول: في السماء نهرٌ من خمر، ونهرٌ من لبن، ونهرٌ من عسل، لا ينقط منه شيء، بل ينقط هذا الذي يخرب البيوت، ويهدم السّقوف.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 151 مات في المحرم وله خمسٌ وسبعون سنة، اللّهم لا ترحم الزنادقة. 4 (عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن إبراهيم بن الفضل بن شجاع بن هاشم بن) عبد اللّه بن عبد الرحمن بن بديل بن ورقاء بن نوفل. أبو محمد الخزاعيّ النّيسابوريّ الشيعيّ. نزيل الريّ. محدث حافظ رحال، كثير الفضائل، لكنه غالٍ في التشيع. سمع ببغداد: هناد بن إبراهيم النّسفيّ، وابن المهتدي بالله، وأبا الحسين بن النقور.) ورحل إلى الشّام، والحجاز، وخراسان. قال ابن السّمعانيّ: ثنا عنه: أبو البركات عمر بن إبراهيم الزيديّ، وأبو حرب المجتبي ابن الداعي بن الحسنيّ، وأحمد بن عبد الوهاب الصيرفيّ كلاهما بالريّ. طالعت عدة مجالس من أماليه بالريّ، فرأيت فيها مجلساً أملاه في إسلام أبي طالب، غير أنّه كان مكثراً من كتب الحديث، وله به أنسة. وتوفي سنة خمس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 152 وقد قال ابن أبي طيء: كان عبد الرحمن الخزاعيّ من أعلم النّاس بالحديث، وأبصرهم به وبرجاله، ثنا شيخنا رشيد الدين، عن أبيه قال: حضرت مجلس الإمام الخزاعيّ، فكان في مجلسه أكثر من ثلاثة آلاف محبرة مستملي. وكان إذا قيل له في الحديث: هل جاء في الصحيحين قال: ذروني من المكسورين، والله لو حوققنا، وأنصف النّاس فيهما لما سلم لهما إلا القليل قال وما سئل عن حديثٍ إلا وعرف علته وصحته من سقمه، وكان يقول: أذاكر بمائة ألف حديث، وأحفظ مائة ألف حديث. وكان يقول: لو أنّ لي سلطاناً يشدّ على يدي، لأسقطت خمسين ألف حديث يعمل بهما، ليس لها صحة ولا أصل. قلت: عين ما مدحه به ابن أبي طيّ من هذه الفضائل هو عين ما ندّمع به، فإنّ هذا كلام من في قلبه غل على الإسلام وأهله، لا بارك اللّه فيه. 4 (عبد الرحمن بن أحمد بن شاه.) الفقيه أبو أحمد السيقذنجيّ. نسبة إلى قريةٍ على ثلاثة فراسخ من مرو.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 153 كان يعرف بفقيه الشّاه. سمع: الإمام أبا بكر عبد اللّه بن أحمد القفال، وعبد الرحمن بن أحمد الشيرنخشيريّ، وغيرهما. ذكره ابن السّمعانيّ في الأنساب وقال: ثنا عنه محمد بن أبي بكر السّنجي، وأبو حنيفة محمد بن النّعمان، ومحمد بن أبي سعيد، وغيرهم. قال: توفي بعد سنة خمسٍ وثمانين وأربعمائة. 4 (عبد الرحمن بن إبراهيم بن أبي نصر السقاء النّيسابوريّ.) ) الصّوفيّ، أبو نصر. له حال عجيب في السماع. سمع عبد الرحمن النّصرويّ، وحدث. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن الحسن.) أبو سلم الصّباغ الإصبهانيّ. توفي في رجب. 4 (عبد الصّمد بن عبد الملك بن عليّ.) أبو سعد النّيسابوريّ العدل الحنفي. مشهور، نبيل، ثقة، محترم. سمع: أبا بكر الحيريّ، وأبا القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج، وأبا سعيد الصيرفيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 154 وحدّث باليسير. قدم بغداد ليحجّ فتوفي رحمه اللّه بها في شوال. 4 (عبد الملك بن موسى بن أبي جمرة المرسيّ.) سمع من: أبيه، وأبي عمرو الدانيّ. وأجاز له أبو عبد اللّه بن عائذ، وغيره. مات في جمادى الآخرة. روى عنه: ولده أحمد. 4 (عروة بن أحمد بن محمد بن عروة.) الحاكم أبو القاسم النّيسابوري الحنفيّ. من أركان مجلس الحكم. سمع الكثير، وحدث عن، أبي بكر الحيريّ، وجماعة. وأكثر عن المتأخرين. وتوفيّ في رمضان. 4 (حرف الفاء)
4 (الفضل بن القاسم بن سعيد بن عثمان بن سعيد) ) أبو سعيد الهرويّ القطان. روى عن: إسحاق بن يعقوب القرّاب، وأقرانه. وعاش اثنتين وسبعين سنة. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن الحسين بن عبد اللّه بن فنجويه.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 155 أبو بكر الثقفيّ الدّينوريّ ثمّ الهمذانيّ. روى عن: أبيه أبي عبد اللّه، وأبي عمر البسطاميّ، وسعد بن عبد اللّه القطان. قال شيرويه: كتبت عنه. وكان شيخاً صويلحاً. عاش تسعين سنة. 4 (محمد بن خلف بن مسعود بن شعيب.) أبو عبد اللّه بن السّقاط الأندلسيّ، قاضي قونكة. حجّ سنة خمس عشرة وأربعمائة، وسمع الصحيح من أبي ذر. وأخذ كتاب الجوزقيّ عن: أبي بكر بن عقال، عن المؤلف. وأخذ عن: أبي بكر المطوعيّ، ومحمد بن خميس. ونسخ بمكة صحيح البخاري قال ابن بشكوال: كان سريع الكتابة، حسن الخط، ثقة فيما رواه وعني به. وروى بالأندلس عن: أبي القاسم خلف بن أبي مسرور صاحب أبي محمد الباجيّ، عن المنذر بن المنذر، وأبي عمر الطلمنكيّ، وأبي عمرو الدانيّ. وأخذ عن: أبي الحسن بن بطال كتابه في شرح البخاريّ. وولي القضاء بمدينته قونكة. وكان محبباً إلى أهلها، امتحن في آخر عمره، وذهب ماله وكتبه. وتوفي بدانية سنة خمسٍ وثمانين أو نحوها. وولد سنة خمسٍ وتسعين وثلاثمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 156 4 (محمد بن خلف بن سعيد بن وهب.) الأندلسيّ، المرييّ، القاضي أبو عبد اللّه بن المرابط، قاضي المريّة ومفتيها وعالمها. سمع: أبا القاسم المهلب بن أبي صفرة، وأبا الوليد بن ميقل.) وأجاز له أبو عمر الطلمنكيّ، وأبو عمرو الدانيّ. وصنف كتاباً كبيراً في شرح البخاريّ ورحل إليه النّاس، وسمعوا منه. وكان من العالمين بمذهب مالك. قال القاضي عياض: أخذ عنه: شيخنا أبو عبد اللّه بن عيسى التّميميّ، وقاضي القضاة أبو عليّ بن سكرة، وأبو محمد بن أبي جعفر الفقيه، وغيرهم. توفي في شوال. 4 (محمد بن سعدوان بن عليّ بن بلال.) أبو عبد اللّه القيروانيّ الفقيه المالكيّ. سمع من: أبي بكر أحمد بن عبد الرحمن الفقيه، ومحمد بن محمد بن الناطور، وحجّ، فسمع بمصر من أبي الحسن عليّ بن منير، وجماعة، ومن:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 157 أبي حمصة الحرانيّ، والطفال. وبمكة من: أبي ذر الهرويّ، وأبي بكر محمد بن عليّ المطوعيّ، وأبي الحسن بن صخر القاضي. وتفقه على: أبي عبد اللّه، وأبي الحسن ابني الأحدابيّ، وأبي القاسم اللبيديّ، وابن الناطور، وأبي عليّ الزيات الفقيه، وأحمد بن محمد القرشيّ. روى عنه: أبو عليّ الغسانيّ، وأبو عليّ بن سكرة الصدفيّ، وأبو الحسن طاهر بن مفوز، وأبو بحر سفيان بن العاص، فمن بعدهم. وكان عالماً بالأصول والفروع، بارعاً في المذهب. صنف كتاب إكمال التعليق لأبي إسحاق التونسيّ على المدونة. وقال ابن بشكوال: أنبأ عنه، من شيخونا أبو بحر بن العاص، وأبو عليّ الصدفيّ، وأبو الحسن بن مغيث، ومحمد بن عبد العزيز القاضي، وأبو محمد بن أبي جعفر، وأبي عامر بن حبيب. وتوفيّ بأغمات في جمادى الأولى، وحدث بقرطبة، وبلنسية، والمرية. 4 (محمد بن طاهر بن ممّان بن الحسن.) أبو العلاء الهمذاني النّجار العابد، المعروف بابن الصباغ. روى عن: ابن المحتسب، وأبي سعيد بن شبانة، وعليّ بن إبراهيم بن حامد، وعليّ بن شعيب، وأحمد بن زنجويه العمريّ، ومحمد بن عيسى، وأبي الفضل الهرويّ، وأبي بكر الأردستاني،) وخلق كثير.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 158 قال شيرويه: سمعت منه عامّة ما مرّ له، وكان أحد العبّاد في الجبل، صواماً قواماً، لا يفتر عن عبادة اللّه باللّيل والنهار، ثقة صدوقاً. توفي رضي اللّه عنه في ذي الحجّة. 4 (محمد بن عليّ بن حامد.) الإمام أبو بكر الشّاشيّ، الفقيه الشافعيّ، صاحب الطريقة المشهورة، تفقّه ببلده على الإمام أبي بكر السّنجيّ، وكان من أنظر أهل زمانه، ثمّ ارتحل إلى حضرة السّلطان بغزنة، فأقبل الكلّ عليه، وقيدوه بالإحسان والتبجيل، واستفاد علماؤهم منه، وتأهل، وولد له الأولاد، ثمّ في آخر أمره بعدما ظهرت له التصانيف استدعاه نظام الملك إلى هراة، وأشار عليهم بتسريحه، وكان يشق عليهم مفارقة تلك الحضرة، فما وجدوا بداً من امتثال أمر الصّاحب، فجهزوه مكرماً بأولاده إلى هراة، فدرس بها مدّة بالمدرسة النظاميّة بهراة، ثمّ قصد نيسابور زائراً. قال عبد الغافر الفارسيّ: قدمها في رمضان سنة إحدى وتسعين كذا قال ولم يتفق لي الالتقاء به لغيبتي إلى غزنة، وأكرم أهل نيسابور مورده، فسمعت غير واحدٍ من الفقهاء يقول: إنه لم يقع منهم الموقع الذي كانوا يعتقدونه فيه، فلقد كان بعيد الصّيت، عظيم الاسم بين الفقهاء، ولم تجر مناظرته على الدرجة المشهورة به، وعاد إلى هراة، وحدث عن منصور الكاغديّ، عن الهيثم بن كلب، وأنبأ عنه والدي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 159 وكان مولده بالشاشّ سنة سبعٍ وتسعين وثلاثمائة وتوفيّ في شوال سنة خمسٍ وتسعين وأربعمائة بهراة، كذا قال عبد الغافر في وفاته، فيما قرأت بخط أبي عليّ البكريّ. وقال غيره، فيما قرأت بخط الحافظ الضّياء، في جزء وفيات على السّنين: سنة خمسٍ وثمانين، فيها مات السّلطان ملكشاه، والإمام أبو بكر محمد بن عليّ الشاشّ بهراة في سادس شّوال، وهو ابن أربعٍ وتسعين سنة. وفيها قتل نظام الملك، ودفن بإصبهان. نقلت ترجمته من تاريخ عبد الغافر. ثمّ نقلت من كلام أبي سعد السّمعانيّ أن ولادته في سنة سبعٍ وتسعين وثلاثمائة. قال: وتوفيّ في شوال سنة خمسٍ وثمانين، وزرت قبره بهراة.) روى لنا عنه: محمد بن محمد السّنجيّ الخطيب، وأبو بكر محمد بن سليمان المروزّيان. 4 (محمد بن عليّ بن أحمد بن مبارك الدمشقيّ.) أبو عبد اللّه البزّار. سمع: أبا عثمان الصابونيّ، ومحمد بن عوف المزنيّ، وجماعة. روى عنه: جمال الإسلام أبو الحسن، وأبو المعالي محمد بن يحيى القرشيّ، والخضر بن عبدان. وعاش ستين سنة. 4 (محمد بن عيسى بن فرج.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 160 أبو عبد اللّه التّجبيبي المغاميّ الطليطليّ المقرئ صاحب أبي عمرو الدانيّ، روى عنه، وعن: مكيّ بن أبي طالب، وأبي الربيع سليمان بن إبراهيم. قال ابن بشكوال: كان عالماً بوجوه القراءات، ضابطاً لها، متقناً لمعانيها، إماماً ديّناً، أنبأ عنه غير واحد من شيوخنا، ووصفوه بالتجويد والمعرفة. وقال ابن سكرة: أجاز لنا، وهو مشهور بالتقدّم والإمامة في الإقراء، وشدّة الأخذ على القراء والالتزام للسّمت والهيبة معهم. ومن شيوخه مكيّ، وأبو عمر الطلمكنيّ. ومغام: حصنٌ بثغر طليطلة. وولد في ربيع الأوّل سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة. وقد وصف كتبه. 4 (محمد بن نصر بن الحسن.) أبو بكر الجميليّ البخاريّ الخطيب. قال السّمعانيّ: كان إماماً فاضلاً ورعاً، سديد السيرة، خطب مدةً بجامع بخارى. وسمع من: منصور بن عبد الرحيم الكاغديّ، والحسين بن الخضر النّسفيّ، وعبد العزيز بن أحمد الحلوائيّ، وجماعة. روى لنا عنه: عثمان بن عليّ البيكنديّ. ولد في حدود سنة وأربعمائة ومات في ثامن شوّال.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 161 4 (مالك بن أحمد بن عليّ بن إبراهيم.) ) أبو عبد اللّه بن الفراء البانياسيّ الأصل، البغداديّ. كان يقول: سماني أبي مالكاً، وكنّاني بأبي عبد اللّه، وسمّتني أمي علياً، وكنّتني أبا الحسن، فأنا أعرف بهما. قال السّمعانيّ: كان يسكن في غرفة بسوق الريحانيّين، شيخ صالح ثقة، متدين، مسن، عمّر حتّى أخذ عنه الطلبة، وتكابّوا عليه. سمع: أبا الحسن بن الصّلت، وأبا الفتح بن أبي الفوارس، وأبا الحسن بن بشران، وابن الفضل القطان. سألت إسماعيل بن محمد الحافظ عنه، فقال: شيخ صالح مسن. وقال أبو محمد بن السّمرقنديّ: كان مالك آخر من حدّث عن ابن الصّلت، وكان ثقة، سمعته يقول: ولدت سنة ثمانٍ وتسعين وثلاثمائة. وقال أبو عليّ بن سكرة وقد روى عنه: كان شيخاً صالحاً مالكيّاً، وقعت النّار ببغداد بقرب حجرته، وقد زمن، فأنزل في قفةٍ إلى باب الحجرة، فوجد النّار عند الباب فتركه الذي أنزله وفرّ، فاحترق هو رحمه اللّه. قلت: روى عنه: أبو عامر محمد بن سعدون العبدريّ، وأبو الفضل بن ناصر السّلاميّ، وأبو بكر بن الزاغونيّ، وأبو الحسن عليّ بن عبد الرحمن بن تاج القراء، وخلق كثير. قال محمد السّمرقنديّ: احترق سوق الريحانيّين وسط النهار في تاسع جمادى الآخرة وهلك فيه، جماعة منهم شيخنا مالك البانياسيّ. قلت: آخر من روى عنه: أبو الفتح بن البطيّ رحمهم اللّه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 162 مسعود بن عبد العزيز. أبو ثابت بن السّماك الرازيّ الفقيه الحنفيّ. قدم بغداد فتفقه بها على أبي عبد اللّه الصيمريّ، وأبي الحسن القدوريّ، ثمّ على قاضي القضاة أبي عبد اللّه. وبرع في المذهب والخلاف. وأفتى ودرسّ، ونفذ رسولاً من الديوان إلى صاحب غزنة، فأدركه أجله بخراسان في شعبان. روى عن: ابن غيلان، والصيمريّ.) سمع منه: إسماعيل بن محمد بن الفضل، وعبد اللّه بن السّمرقنديّ. ملكشاه. السّلطان جلال الدّولة أبو الفتح ابن السّلطان ألب أرسلان محمد بن داود السلجوقيّ. أوصى إليه أبو بالملك، ووصّى به وزيره نظام الملك، وأوصى إليه يفرق البلاد على أولاده، وأن يكون مرجعهم إلى ملكشاه، وذلك في سنة خمسٍ
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 163 وستين، فخرج عليه عمّه صاحب كرمان، فتواقعا وقعةً كبيرة بقرب همذان، فانهزم عمّه، ثمّ أتي به أسيراً فقال: أمراؤك كاتبوني، وأحضر كتبهم في خريطة، فناولها لنظام الملك ليقرأها، فرمى بها في منقل نارٍ بين يديه، فأحرقها، فسكنت قلوب الأمراء، وبذلوا الطاعة. وكان ذلك سبب ثبات ملكه، وخنق عمّه بوتر. وتمّ له الأمر، وملك من الأقاليم ما لم يملك أحدٌ من السلاطين، فكان في مملكته جميع بلاد ما وراء النهر، وبلاد الهياطلة، وباب الأبواب، وبلاد الروم، والجزيرة، والشام. وملك من مدينة كاشغر، وهي أقصى مدينة بالترك إلى بيت المقدس طولاً، ومن القسطنطينيّة إلى بلاد الخزر وبحر الهند عرضاً. وكان من أحسن الملوك سيرة، ولذلك كان يلقب بالسّلطان العادل، وكان منصوراً في حروبه، مغرىً بالعمائر وحفر الأنهار، وعمر الأسوار والقناطر، وعمّر جامعاً ببغداد، وهو جامع السّلطان، وأبطل المكوس والخفّارات في جميع بلاده، كذا نقل ابن خلّكان في تاريخه فالله أعلم. قال: وصنع بطريق مكة مصانع للماء، غرم عليها أموالاً كثيرة، وكان لهجاً بالصيّد، حتّى قيل إنه ضبط ما اصطاده بيده، فكان عشرة ألآف وحش، فتصدق بعشرة ألآف دينار، وقال: إني خائف من اللّه تعالى لإزهاق الأرواح من غير مأكلة. شيّع مرةً الحاجّ، فتعدى العذيب، وصاد في طريقه وحشاً كثيراً، يعنى هو وجنده فبنى هناك منارةً، من حوافر حمر الوحش وقرون الظّباء وهي باقية تعرف بمنارة القرون. وأما السّبيل فأمنت في أيّامه أمراً زائداً، ورخصت الأسعار، وتزوج أمير
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 164 المؤمنين المقتدي بالله بابنته، وكان السفير بينهما الشيخ أبو إسحاق الشيرازيّ، وكان زفافهما إلى الخليفة سنة ثمانين وأربعمائة، وفي صبيحة دخول الخليفة بها عمل وليمة هائلة لعسكر ملكشاه، كان فيها أربعون ألفاً منا سكر، فأولدها جعفراً.) ودخل ملكشاه بغداد مرتين، وكان ليس للخليفة معه سوى الاسم، وقدمها ثالثاً متمرضاً. وكان المقتدي قد جعل ولده المستظهر بالله ولي العهد، فألزم ملكشاه الخليفة أن يعزله، ويجعل ابن ابنته، جعفراً وليّ العهد، وكان طفلاً وأن يسلم بغداد إلى السّلطان ويخرج إلى البصرة، فشقّ ذلك على الخليفة، وبالغ في استنزال السّلطان ملكشاه عن الرأي، فأبى فاستمهله عشرة أيّام ليتجهّز، فقيل إنّه جعل يصوم ويطوي، فإذا أفطر جلس على الرّماد يدعو على ملكشاه، فقوي به مرضه، ومات في شوّال. وكان نظام الملك قد مات من أكثر من شهر، فقيل إنّ ملكشاه سمّ في خلالٍ تخلّل به فهلك، ولم تشهده الدّولة، ولا عمل عزاؤه، وحمل في تابوت إلى إصبهان، فدفن فيها في مدرسةٍ عظيمة، ووقى اللّه شرّه، وتزوّج المستظهر بالله بخاتون بنته الأخرى. 4 (منصور بن أحمد بن محمد.) أبو المظفّر البسطاميّ، ثمّ البلخيّ، الفقيه الحنفيّ، أحد الأعلام. كان ذا حشمةٍ وأموالٍ وجاهٍ وتقدم. سمع: أباه، وعبد الصّمد بن محمد العاصميّ، وأبا بكر محمد بن عبد اللّه بن زكريا الجوزقيّ. كذا قال السّمعانيّ إنّه سمع من الجوزقيّ، وهو وهم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 165 قال: وأبا عليّ بن شاذان، وأبا طاهر عبد الغفّار المؤدب، وأبا القاسم عبد الرحمن بن الطبيّز بدمشق، وأبا القاسم الزيديّ بحرّان، ومصر، وحلب، وهراة. روى عنه: السّمعانيّ محمد بن القاسم بن المظفّر الشهرزوريّ، وعمر بن عليّ المحموديّ قاضي بلخ. وتوفيّ ببلخ في رمضان. 4 (حرف الهاء)
4 (هبة اللّه بن عبد الوارث بن عليّ.) أبو القاسم الشّيرازيّ، الثّقة الحافظ الجوّال. سمع بخراسان، والعراق، والجبال، وفارس، خورستان، والحجاز، واليمن، ومصر، والشام، والجزيرة. وحدّث عن: أبي بكر محمد بن الحسن بن اللّيث الشيرازيّ، وأحمد بن عبد الباقي بن طوق،) وعبد الباقي بن فارس المقرئ، وعبد الجبّار بن عبد العزيز بن قيس الشيرازيّ، وأبي جعفر ابن المسلمة، وعبد الصّمد بن المأمون، وعبد الرّزاق بن شمة، وأحمد بن الفضل الباطرقانيّ، وخلق كثير.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 166 وصنّف تاريخ شيراز قال السّمعانيّ: كان ثقة صالحاً ديناً خيّراً، حسن السيّرة. كثير العبادة، مشتغلاً بنفسه. خرّج التّخاريج، واستفاد وأفاد، وسّمع جماعةً من الطلبة ببركته وقراءته، وانتفعوا بصحبته. وورد بغداد سنة سبعٍ وخمسين. روى لنا عنه: أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن الخطيب، وعمر بن أحمد الصّفار، وأحمد بن ياسر المقرئ، وأبو نصر محمد بن محمد بن يوسف الباشانيّ، وأبو القاسم إسماعيل الحافظ، وأبو بكر اللفتوانيّ، وغيرهم. وسكن في آخر عمره مرو، وتوفيّ بها. وقال ابن عساكر: روى عنه نصر المقدسيّ، وغيث بن عليّ. وثنا عنه: هبة اللّه بن طاوس، وأبو نصر اليونارتيّ، فحدثنا عنه ابن طاوس: ثنا أبو زرعة أحمد بن يحيى الخطيب بشيراز إملاءً، أنا الحسن بن سعيد المطوعيّ، ثنا أبو مسلم الكجيّ، فذكر حديثاً. وقال عبد الغافر في تاريخه: هو شيخ عفيف، فاضل، طاف البلاد، وسمع الكثير، وخطّه مشهور معروف، كان كثير الفوائد. وقال محمد بن محمد الفاشانيّ: كنت إذا مضيت إلى أبي القاسم هبة اللّه،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 167 وكان قد نزل برباط يعقوب الصّوفيّ بظاهر مرو، وأخذ بيدي وأخرجني إلى الصّحراء وقال: إقرأ ما تريد، فالصّوفيّة يتبرمون بمن يشتغل بالعلم والحديث، ويقولون: هم يشوّشون علينا أوقاتنا. وقال عمر أبو الفتيان الرّؤآسيّ: إن هبة اللّه مات بمرو في شهور سنة ست وثمانين. وقال أبو نصر اليونارتيّ: ترفي هبة اللّه بمرو بالبطن في رمضان سنة خمس وثمانين. وقال محمد بن محمد الفاشانيّ: احتاج هبة اللّه ليلة مات إلى القيام سبعين كرةً، أقل أو أكثر، وفي كل نوبةٍ يغتسل في النّهر، إلى أن توفّي على الطّهارة، رحمه اللّه. وقال المؤتمن السّاجيّ: بذل نفسه في طلب الحديث جداً، وسألني فخرّجت جزءين في صلاة) الضّحى، ففرح بهما شديداً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 168 2 (وفيات سنة ست وثمانين وأربعمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن عليّ بن أحمد.) أبو الحسين التغلبيّ الأرتاحيّ. توفّي بدمشق. روى عن: أبي الحسن الحنّائي. روى عنه: ابن صابر شيئاً 4 (أحمد بن عليّ بن قدامة.) القاضي أبو المعالي الحنفيّ، من بني حنيفة، البغداديّ، الكرخيّ، الشيعيّ، من أجلاد الرّافضة وعلمائهم وصلحائهم، له خبرة بالكلام والجدل والفقه. قرأ على: الشّريف المرتضى، وعلى أخيه الشّريف الرضيّ. روى عنه: الحسن بن محمد الأستراباذيّ الفقيه، وأحمد بن محمد العطارديّ الكرخيّ. ذكره ابن السّمعانيّ في الذّيل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 169 وتوّفي في شوّال. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم.) الخبّاز الإصبهانيّ المؤدّب. مات في المحرّم. عبدٌ صالحٌ، خيّر. سمع من: أبي منصور بن معمر، وأبي الحسن الجرجانيّ. 4 (أحمد بن محمد بن أبي العبّاس.) اللّباد. قتل في آخر شعبان. 4 (إبراهيم بن محمد) أبو إسحاق البجليّ البوشنجيّ.) سكن دمشق، وأمّ بمسجد دار بطيخ، وكان يكتب المصاحف، ثمّ ولي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 170 إمامة الجامع مدّة. وسمع: أبا عليّ بن نصر التميميّ، ورشأ بن نظيف، والأهوازيّ. روى عنه: أبو القاسم بن عبدان، وأبو القاسم بن جابر. توّفي في المحرّم، وكان ثقة صالحاً. مولده سنة. 4 (إسماعيل بن عليّ بن عبد اللّه.) الحاكم أبو الحسن النّاصحيّ الحنفيّ النيسابوريّ. روى عن: عبد اللّه بن يوسف الإصبهانيّ، والحاكم أبي الحسن بن السقّاء، وأبي سعيد الصيرفيّ. وعنه: عبد الغافر، وقال: مات في جمادى الآخرة. 4 (حرف الباء)
4 (بلال بن الحسين السّقلاطونيّ.) سمع: أبا القاسم بن بشران. وعنه: أبو الوفاء بن الحصين، وغيره. مات سنة. 4 (حرف التاء)
4 (تاج الملك.) الوزير. اسمه مرزبان، يأتي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 171 4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن عنبس بن مسعود.) أبو محمد الرّافقي الشيخ المعمّر الشيعيّ، العارف بمذهب القوم. ذكر الكراجكيّ أنّه اجتمع به بالرّافقة، ورأى له حلقةً عظيمة يقرأون عليه مذهب الإمامية، وكان بصيراً بالأصول. يذكر أنّه قرأ على الشيّخ المفيد، ولقي القاضي عبد الجبّار.) مات وقد نيّف على المائة. 4 (الحسين بن عبد العزيز.) أبو عبد اللّه النخّاس البزّار. بغداديّ، سمع: عبد الملك بن بشران. وعنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ. وسمع: ابن أبي الفوارس، وأبي الحسين بن بشران. 4 (حمد بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن مهرة.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 172 أبو الفضل الإصبهانيّ الحّداد، أخو المقرئ أبي عليّ الحدّاد. قدم بغداد حاجاً سنة خمسٍ وثمانين، وحدّث بكتاب الحلية لأبي نعيم، عنه. وسمع: أبا الحسن عليّ بن ميلة، وعليّ بن عبدكويه، وأبا سعيد بن حسنويه، وأبا بكر بن أبي عليّ الذكوانيّ، وعليّ بن أحمد بن محمد بن حسين، وجماعة. قال السّمعانيّ: كان إماماً صحيح السماع، محققاً، فاضلاً في الأخذ. ثنا عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وعبد الوّهاب الأنماطيّ، ومحمد بن البطيّ، وغير واحد. قلت: ورّخه بعض الإصبهانييّن في هذا العام في جمادى الأولى. وقال السّمعانيّ: ورد نعيّه من إصبهان إلى بغداد في ذي الحجّة سنة ثمانٍ وثمانين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 173 4 (حرف الخاء)
4 (خلف بن أحمد بن داود.) أبو القاسم الصّدفيّ البلنسيّ. سمع: أبا عمر بن عبد البّر، وأبا الوليد الباجيّ. وتفقّه في الشّعر. ومات في ذي الحجّة في حصار بلنسية. 4 (حرف السين)
4 (سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان.) الحافظ أبو مسعود الإصبهانيّ الملنجيّ. سمع الكثير، ورحل وتعب.) قال السّمعانيّ، كانت له معرفة بالحديث، جمع الأبواب، وصنّف التّصانيف، وخرّج على الصّحيحين. سمع: بإصبهان أبا عبد اللّه الجرجانيّ، وأبا بكر بن مردويه، وأبا سعد أحمد بن محمد المالينيّ، وأبا نعيم الحافظ، وأبا سعيد النقاش، وابن جولة الأبهريّ، وجماعة كثيرة. وببغداد: أبا عليّ بن شاذان، وأبا بكر البرقانيّ، وأبا القاسم بن بشران،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 174 وأبا بكر بن هارون المنقيّ، وأبا القاسم الحرفيّ، وطبقتهم. سمع منه: شيخه أبو نعيم. وروى عنه: أبو بكر الخطيب مع تقدمه وثنا عنه: إسماعيل بن محمد التيّميّ، وأحمد بن عمر الغازي، وهبة اللّه بن طاوس، وخلق ببلاد عديدة. وسألت أبا سعد البغداديّ عنه فقال: لا بأس به، ووصفه بالرحلة والجمع والكثة، وقد كنّا يوماً في مجلسه، وكان يملي، فقام سائل وطلب شيئاً، فقال سليمان: من شؤم السّائل أن يسأل أصحاب المحابر. وسألت إسماعيل الحافظ عنه، فقال: حافظ، وأبوه حافظ. وقال أبو عبد اللّه الدّقاق في رسالته: سليمان بن إبراهيم الحافظ له الرحلة والكثرة، وأبوه إبراهيم يعرف بالفهم والحفظ، وهما أصحاب أبي نعيم، تكلّم في إتقان سليمان، والحفظ: الإتقان، لا الكثرة. قال السّمعانيّ: وسألت أبا سعد البغداديّ عن سليمان نوبةً أخرى، فقال: شنع عليه أصحاب الحديث في جزءٍ ما كان له به سماع. وسكتّ أنا عنه. وقال يحيى بن مندة في طبقات الإصبهانييّن في ترجمة سليمان: إلاّ أنّه في سماعه كلام، سمعت من الثّقات أنّ له أخاً يسمى إسماعيل، وكان أكب منه، فحكّ اسمه وأثبت اسم نفسه مكانه، وهو شيخٌ شره لا يتورّع، لحّانٌ وقاح. وقال عبد اللّه بن السّمرقنديّ إنّ سليمان ولد في رمضان سنة سبعٍ وتسعين وثلاثمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 175 وقال غيره: توفّي في ذي القعدة. وممّن روى عنه: أبو جعفر محمد بن الحسن الصّيدلانيّ، وأبو عليّ شرف بن عبد المطّلب الحسينيّ، ومحمد بن طاهر الطّوسيّ، ومحمد بن عبد الواحد المغازليّ، ومسعود بن الحسن) الثّقفيّ، ورجاء بن حامد المعدانيّ. أنبأنا المسلم بن علاّن، وغيره قالوا: أنا أبو اليمن الكنديّ، أنا أبو المنصور القزّاز، أنا أبو البكر الخطيب، أنا سليمان بن إبراهيم أبو مسعود، ثنا محمد بن إبراهيم، ثنا محمد بن الحسين القطّان، نا إبراهيم بن الحارث البغداديّ، نا يحيى بن أبي بكر، نا زهير، ثنا أبو إسحاق، عن عمر بن الحارث ختن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: والله ما ترك رسول اللّه عند موته ديناراً ولا درهماً، ولا عبداً ولا أمةً، ولا شيئاً إلا بغلته البيضاء، وسلاحه، وأرضاً جعلها صدقةً. أخبرناه محمد بن الحسن الأرمويّ: أخبرنا كريمة القريشيّة، عن محمد بن الحسن الصيّدلاني قال: أنا سليمان الحافظ، فذكره. هذا حديثٌ عالٍ، وقع لنا موافقةً، من حيث أنّ البخاريّ رواه عن إبراهيم بن الحارث، وأنّ الخطيب رواه عن سليمان، وعاشّ الصيّدلاني هذا بعد الخطيب مائة سنة وخمس سنين، ولله الحمد. 4 (حرف العين)
4 (عبد اللّه بن عليّ بن أحمد بن محمد بن زكريّ.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 176 أبو الفضل الدقّاق الكاتب، بغداديّ مشهور. سمع: أبا الحسين بن بشران، وأبا الحسن الحماميّ. وعنه: إسماعيل بن محمد، وأبو سعد البغداديّ، وعبد الوّهاب الأنماطيّ وأبو بكر بن الزاغونيّ، ومحمد بن أحمد بن سوار. قال عبد الوّهاب الأنماطيّ: كان صالحاً ديّناً، ثقة. وقال القاضي عياض: سألت أبا عليّ بن سكرة عن عبد اللّه بن زكريّ فقال: كان شيخاً عفيفاً، كنا نقرأ عليه في داره. وقال غيره: ولد سنة أربعمائة في آخرها. وكانت وفاته في ذي القعدة. أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن: أنا عبد اللّه بن أحمد، أنا هبة بن الحسن الدقّاق، أنا أبو الفضل عبد اللّه بن عليّ، أنا عليّ بن محمد، أنا محمد بن عمرو، ثنا سعدان بن نصر، ثنا سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس، عن جرير بن عبد اللّه قال: كنّا عند) النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال: إنّكم سترون ربكم عزّ وجلّ، ولا تضامّون في رؤيته، كما تنظرون إلى القمر ليلة البدر، فمن استطاع منكم أن لا يغلب على صلاة قبل طلوع الشّمس ولا غروبها فليفعل 4 (عبد اللّه بن عمر بن مأمون.) إمام أهل سجستان، شيخ كبير القدر. سمع: عليّ بن بشرى الليّثي، وجماعة بسجستان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 177 أكثر الحافظ أبو محمد الرّهاويّ، عن حفيده أبي عروبة، عنه. مات في ذي الحجة. 4 (عبد الباقي بن أحمد البزّار.) دمشقيّ. يروى عن: أبي الحسن بن السّمسار. روى عنه: عبد اللّه، وعبد الرحمن ابنا صابر. 4 (عبد الحميد بن محمد.) الفقيه أبو محمد بن الصائغ القيروانيّ. سكن سوسة، وأدرك أبا بكر بن عبد الرحمن، وأبا عمران الفاسيّ، وتفقه بالعطّار، وجماعة. وله تعليقة على المدوّنة. وعليه تفقّه الماوزريّ، وأبو عليّ بن البربريّ، وجماعة. طلبه صاحب المهديّة تميم بن المعزّ بن باديس ليكون مفتي البلد، فأقام عنده مدّة. وتوفي في هذا العام.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 178 4 (عبد الحميد بن منصور بن محمد بن إبراهيم بن عبد اللّه.) الأستاذ أبو محمد البجليّ، الجريريّ، العراقيّ، المقرئ المجود. شيخ القّراء بسمرقند. توفّي في ذي الحجّة بسمرقند. روى عن: الحسين بن عبد الواحد الشيّرازيّ. روى عنه: محمد بن عمر كاك البخاريّ. 4 (عبد الحميد.) ) أبو محمد التونسيّ الزّاهد. تفقّه على: أبي عمران الفاسيّ، وأبي إسحاق التونسيّ. ومال إلى الزّهد والتقشف، وسكن مالقة، واستقر أخيراً بأغمات، ودرس النّاس عليه الفقه، ثمّ تركه لما رآهم نالوا به الخطط والعمالات، وقال: صرنا بتعليمنا لهم كبائع السّلاح من اللّصوص. قال ابن بشكوال: وكان ورعاً متقلّلاًً من الدنيا، هارباً عن أهلها. توفّي بأغمات رحمه اللّه. 4 (عبد القادر بن عبد الكريم بن حسين.) أبو البركات الدّمشقي الخطيب. أصله من الأنبار. سمع: محمد بن عوف، وغيره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 179 روى عنه: الخضر بن عبدان، ونصر بن مقاتل. ووثقه أبو محمد بن صابر. خطب بدمشق لبني العبّاس وللمصرييّن. 4 (عبد الواحد بن محمد بن عليّ بن أحمد.) الشّيخ القدوة، أبو الفرج الفقيه الحنبليّ، الواعظ الشيرازيّ الأصل الحرّاني المولد. وكان يعرف في بغداد بالمقدسيّ. سمع بدمشق من: أبي الحسن عليّ بن السّمسار، ومن: عبد الرزّاق بن الفضل الكلاعي، وشيخ الإسلام أبي عثمان الصّابونيّ. ورحل إلى بغداد، ولزم القاضي أبا يعلى، وتردّد إليه سنين عديدة، ونسخ واستنسخ تصانيف القاضي، وبرع في الفقه. وسافر إلى الرّحبة، ثمّ رجع إلى دمشق، وبث بها مذهب أحمد، وبأعمال بيت المقدس. وصنّف التّصانيف في الفقه والأصول. قال أبو الحسن بن الفرّاء: صحب والدي، وسافر إلى الشّام وحصل له الإتباع والغلمان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 180 قال: وكانت له كرامات ظاهرة، ووقعات مع الأشاعرة، وظهر عليهم بالحجة في مجالس) السّلاطين بالشّام. قال أبو الحسين: ويقال إنّه اجتمع بالخضر مرتّين، وكان يتكلم على الخاطر، كما كان يتكلّم على الخاطر الزّاهد ابن القزوينيّ، وكان تتش يعظمه، لأنّه تمّ له معه مكاشفة، وكان ناصراً لاعتقادنا، متجرّداً في نشره. وله تصانيف في الفقه والوعظ والأصول. وأرّخ وفاته ابن الأكفانيّ في يوم الأحد الثّامن والعشرين من ذي الحجّة بدمشق. قلت: وقبره مشهور بجبّاية باب الصغير، يزار ويقصد، ويدعى عنده. وله ذرّية فضلاء، وكان أبوه الشّيخ أبو عبد اللّه صوفياً من أهل شيراز، قدم الشّام، وكان يعرف بالصّافي. ذكر له ابن عساكر ترجمة لأبي الفرج فقال: سكن دمشق وكان صوفيّاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 181 سمع أبا الحسن بن السّمسار، وأبا عثمان الصّابونيّ. وصنف جزءاً في قدم الحروف، رأيته يدلّ على تقصير كثير. 4 (عبد الواحد بن عليّ بن محمد بن فهد.) أبو القاسم بن العلاّف البغداديّ. قال السّمعانيّ: شيخ صالح صدوق مكثر، انتشرت عنه الرواية، وكان خيّراً، ثقة، مأمون، متواضعاً، سليم الجانب، على جادّة القدماء، وكانت بلاغاته في كتب النّاس، لأنّ كتبه ذهبت حريقاً ونهباً. سمع: أبا الفتح بن أبي الفوارس، وأبا الفرج الغوريّ، وهو آخر من حدّث عنهما. وسمع: أبا الحسين بن بشران. روى لنا عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وأبو سعد البغداديّ، وأبو القاسم إسماعيل الطلحيّ، وعبد الخالق بن يوسف. وتوفّي في سادس عشر ذي القعدة. قلت: آخر من حدّث عنه: أبو الفتح بن البطيّ، وقع لي من عواليه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 182 4 (عبيد اللّه بن أبي العلاء صاعد بن محمد.) القاضي أبو محمد.) توفّي بنيسابور في خامس شعبان، وكان صالحاً زاهداً. ولد سنة تسع وأربعمائة. وسمع من: أبي بكر الحيريّ، وأبي سعيد الصيرفيّ، ووالده. وعنه: عبد الغافر. 4 (عبيد اللّه بن عبد العزيز بن البراء بن محمد بن مهاصر.) أبو مروان القرطبيّ. روى عن: إبراهيم بن محمد الإفليليّ، وغيره. وكان من أهل اللّغة والأدب، معنياً بذلك، شروطيّاً. روى عنه: أبو الحسن بن مغيث. 4 (عبيد اللّه بن محمد بن أدهم.) أبو بكر القرطبيّ قاضي الجماعة بقرطبة. استقضاه المعتمد على اللّه في سنة ثمانٍ وستين وأربعمائة، وكان من أهل الصّرامة والحقّ والعدل، لا يخاف في اللّه لومة لائم، نزهاً متعاوناً، تفقّه على أبي عمر بن القطّان، وسمع من: حاتم بن محمد، وغيره. ولم يزل على القضاء بقرطبة عشرين سنة. وتوفيّ في شعبان. وقد استكمل سبعين سنة. 4 (عليّ بن أحمد بن يوسف بن جعفر بن عرفة بن المأمون بن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 183 المؤمل بن الوليد بن القاسم بن) الوليد بن عتبة بن أبي سفيان بن حرب بن أميّة. القرشيّ الأمويّ أبو الحسن الهكاريّ. وقيل: سقط بين الوليد وبين القاسم خالد، وأنّه الوليد بن خالد بن القاسم. قال السّمعانيّ: شيخ الإسلام هذا تفرد بطاعة اللّه في الجبال، وابتنى أربطة ومواضع يأوي إليها الفقراء والمنقطعون إلى اللّه، وكان كثير العبادة، حسن الزّهادة صافي النيّة، خالص الطويّة، لطيفاً مقبولاً وقوراً. قدم بغداد، ونزل برباط الزّوزنيّ، ورحل وسمع بمصر: أبا عبد اللّه بن نظيف، وغيره. وبمكّة: أبا الحسن بن منهر، وببغداد: أبا القاسم بن بشران، وبالرملة: أبا الحسين بن التّرجمان،)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 184 روى لنا عنه: يحيى بن عطاف الموصليّ بمكة، وعبد الرحمن بن الحسن الفارسيّ ببغداد، والحسن بن محمد بن أبي عليّ المقرئ، وجماعة سواهم. وقال عبد الغفّار الكرجيّ: ما رأيت مثل شيخ الإسلام الهكاريّ زهداً وفضلاً. وقال يحيى بن مندة: قدم علينا أبو الحسين الهكاريّ إصبهان وكان صاحب صلاة وعبادة واجتهاد، مشهور معروف، أحد كبراء الصوفيّة. قال: ولدت سنة تسعٍ وأربعمائة. وقال ابن ناصر: توفي في أول المحرم بالهكاريّة، وهي جبال فوق الموصل. وقال ابن عساكر: لم يكن موثقاً في روايته. قال ابن النّجار: كان يسكن جبال الهكارية بقرية اسمها دارس. وقد ابتني هناك أربطة ومواضع، سمع الحديث الكثير، وسافر في طلبه، وجمع كتباً في السّنة والزّهد وفضائل الأعمال، وحدّث بالكثير، وانتقى عليه محمد بن طاهر، وكان الغالب على حديثه الغرائب والمنكرات، وفي ذلك متون موضوعة مركبة، رأيت بخطّ بعض المحدثين أنّه كان يضع الحديث. روى عنه: يحيى بن البنا، وأبو القاسم بن السّمرقنديّ. وقيل تكلم فيه ابن الخاضبة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 185 4 (عليّ بن عبد الواحد بن عليّ بن صالح.) أبو يعلى الهاشميّ، قيمّ مشهد باب أبرز. سمع: أبا الحسين بن بشران، وابن الفضل القطان. روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وغيره. وولد سنة ثلاثٍ وأربعمائة. 4 (عليّ بن محمد بن محمد بن يحيى بن شعيب بن حسن الشّيبانيّ.) أبو الحسن الأنباريّ ابن الأخضر، خطيب الأنبار. تفقّه ببغداد على مذهب أبي حنيفة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 186 قال السّمعانيّ: كان ثقة، نبيلاً، صدوقاً، معمراً، مسنداً، عمّر حتّى صار يقصد ويرحل إليه إلى الأنبار، وانتشرت عنه الرّواية في الآفاق.) وقد قطعت يده في فتنة البساسيريّ. وكان يقدم بغداد أحياناً. سمع: أبا أحمد الفرضيّ، وأبا عمر بن مهديّ، وأبا الحسن بن بشران، وابن رزقويه. ثنا عنه: إسماعيل بن محمد، وأبو نصر الغازي، وأبو سعد بإصبهان وهبة اللّه طاوس، ونصر اللّه المصّيصي بدمشقّ، وجماعة يطول ذكرهم. وسألت إسماعيل الحافظ عنه فقال: ثقة. وقال ابن سكّرة في مشيخته: كان شيخاً أبو الحسن أقطع اليد، حنفيّ المذهب، قال لي إنّه سأل وهو صبيّ في مجلس الشّيخ. أبي حامد الإسفرائينيّ عن الوضوء من مسّ الذّكر. وقال لي: رأيت يحيى جدّ جدّي، وأنا اليوم جدّ جدٍّ. قال ابن سكّرة: لم ألق من يحدّث عن أبي أحمد الفرضيّ سواه، وإنّما عنده عنه حديثان. قلت: وقعا لنا بعلوّ، قرأتهما على عبد الحافظ، عن ابن قدامة، عن ابن البّطيّ، عنه. قال ابن ناصر: مات في شوّال بالأنبار. وهو آخر من حدّث عن الفرضيّ. قلت: وآخر من حدّث عنه أبو الفتح بن البطيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 187 4 (عيسى بن سهل.) أبو الأصبغ الأسديّ الجيّانيّ المالكيّ، نزيل قرطبة. تفقّه بابن عتّاب القرطبيّ، واختصّ به. وسمع من: حاتم الأطرابلسيّ، وبقرطبة من: يحيى بن زكريّا، وبطليطلة من: ابن أسد القاضي، وابن رافع رأسه. وله في الأحكام كتابٌ حسن. قدم سبتة، فنوه باسمه صاحبها الأمير البراغوطيّ، فرأس بها. وأخذ عنه: القاضي أبو محمد بن منصور، والقاضي أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد البصريّ. وسمع منه خالا القاضي عياض أبو محمد وأبو عبد اللّه ابنا الجوزيّ، وولي قضاء غرناطة وغيرها. كذا ترجمة القاضي عياض. وزاد ابن بشكوال فقال: روى عن مكيّ القيسيّ، وأبي بكر بن الغراب، وابن الشّماخ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 188 وتوفي مصروفاً عن قضاء غرناطة في المحرّم سنة ستّ، وله ثلاث وسبعون سنة، وكان من) جلة الفقهاء الأئمة. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن إسماعيل بن أحمد بن حسنويه.) أبو عبد اللّه النّيسابوريّ. سمع: الحيريّ. 4 (محمد بن عليّ بن حسن بن العميش الحربيّ.) عن: أبي القاسم بن بشران. وعنه: إسماعيل السّمرقنديّ. 4 (أبو سعد البحيريّ النّيسابوريّ المزّكي.) سمع من: الطّرازيّ، وأبي نصر المفسر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 189 4 (المرزبان بن خسرو بن دارست.) تاج الملك أبو الغنائم. كان يناوئ نظام الملك ويعاديه، فلما قتل نظام الملك عام أول استوزر ملكشاه هذا، ثمّ إنّ غلمان نظام الملك وثبوا على هذا وقطعوه في المحرم، وله سبعٌ وأربعون سنة. ومن أخبار تاج الملك أنّه كان كاتباً بسرهنك، فلما مات مخدومه قصده نظام الملك وقال: عندك بسرهنك ألف ألف دينار. فقال: إذا قيل عنّي هذا وقد خدمت أحد الأمراء، فكيف بمن خدم ثلاثين سنة سلطانين يعرض. ولكن أنا القائم بمال سرهنك. وحمل إليهم ألفي ألفي دينار، فتقدم عند السّلطان ملكشاه، وعوّل عليه، وقرب منه، فتألم النّظام من قربه، وكان يعظّم النّظام في الظاهر، وينال منه باطناً، فلمّا قتل النّظام، قررّ تاج الملك وزيراً، لكن فجأ ملكشاه الموت، فوزر لابنه محمود، وجرّدت أمّ محمود معه الجيش لمحاربة بركيّاروق، فانكسر عسكرها، وأسر تاج الملك وقتل في ثاني المحرّم، وأراد بركيّاروق أن يستبقه، وعرفت مكانته وحشمته، فهجم عليه غلمان النظام، ففتكوا به، وزعموا أنّه هو قتل مولاهم. وكان ينتسك ويكثر الصّوم.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 190 4 (المشطب بن محمد بن أسامة بن زيد.) أبو المظفر الفرغانيّ التركيّ، الحنفيّ. تفقّه وبرع في المذهب والجدل، وورد العراق في صحبة نظام الملك وناظر الأئمة، وجرت له قصص، وكان بالأجناد أشبه منه بالعلماء. وكان جمّاعاً للمال، مناعاً، دنئ النفّس، له في البخل حكايات، يلبس الحرير، ويرتكب المحظورات. سمع: محمود بن جعفر الكوسج، وأبا عليّ الحسن بن عبد الرحمن الشافعيّ المكيّ. روى عنه: هبة اللّه بن السّقطيّ، وكمار بن ناصر. قال عبد الغافر بن إسماعيل: كان من فحول أهل النظر، مستظهراً بالخدم والحشم والعبيد والتّجمل، ينادم الوزراء، ويزاحم الصّدور. قرئ بخطّ أبي الخطّاب الكلوذانيّ: مولد المشطب سنة أربع عشرة وأربعمائة، ومات بالمعسكر ببغداد في شوال سنة. 4 (موسى بن عبد اللّه بن أبي الحسين يحيى بن جعفر بن عليّ بن موسى بن جعفر الصادق.) العلويّ الحسينيّ. أصله كوفيّ، ثمّ صار إلى صقلّية، ودخل الأندلس مجاهداً. يكنّى أبا البسّام.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 191 كان عنده علم وأدب، ومعرفة بالأصول على المذاهب السنة أخذوا عه بميورقة، وله شعر بديع. قال ابن بشكوال: ثمّ رجع إلى بد بي حمّاد، فامتحن هنالك وقتل ذبحاً ليلة سبع وعشرين من رمضان. قلت: وابنه السيد الشريف أبو علي الحسن بن موسى، تجول بعد والده في الأندلس، ثمّ استقر بميورقة، وولى خطابتها. وكان رفيع القدر. فلماّ غلب عليها الروم في سنة ثمانٍ وخمسمائة، انهزم وسكن قرطبة. وابنه أبو محمد عبد العزيز أحد بلغاء العصر، كتب الأنشاء وصنفّ وأفاد. موسى بن عمران.) أبو المظفر الأنصاري النّيسابوريّ. كان أسند من بقي بنيسابور تفردّ بالروايةّ عن أبي الحسن العلوي وسمع من: أبي عبد الحاكم وأبي القاسم السراّج. وعمر ثمانياً وتسعين سنة وهو موسى بن عمران بن محمد بن إسحاق بن يزيد الصّوفي. قال عبد الغافر: شيخ وجيه، حسن المنظر والروّاء، راسخ القدم في الطريقة لقي الشّيخ أوحد وقته أبا سعيد بن أبي الخير الميهم وخدمه، وصحب
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 192 القشيريّ وخدمه، وكان من أركان الشيوخ الذّين عهدناهم من الصوفيّة. وقد روى الكثير. قلت: حدّث عنه: عمر بن أحمد الصّفار، والحسين بن عليّ الشّحاميّ، وعبد اللّه بن الفراويّ، وزاهر ووجيه ابنا الشّحاميّ، وأبو عمر محمد بن عليّ بن دوست الحاكم، وآخرون. توّفي رحمه اللّه في ربيع الأول. 4 (موهوب بن إبراهيم.) الخبّاز البقّال. أبو نصر. بغداديّ، سمع: عبد الملك بن بشران. وعنه: عبد الوّهاب الأنماطيّ، وغيره. 4 (الموفّق بن زياد بن محمد.) أبو نصر الحنفيّ الهرويّ التاجر. ولد سنة عشرة وأربعمائة، وسمع من: عمر بن إبراهيم الزّاهد. روى عنه ولده زياده، وغيره. مات في شعبان. 4 (حرف النون)
4 (نصر بن الحسن بن القاسم بن الفضل)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 193 أبو اللّيث، وأبو الفتح التركيّ التنكتي الشّاشّي، نزيل سمرقند، وتنكت: بلدة عند الشّاش.) ولد سنة ست وأربعمائة، ورحل في كبره، فسمع بنيسابور صحيح مسلم من عبد الغافر الفارسيّ. وسمع من: أبي حفص بن مسرور، وأبي عامر الحسن النّسويّ. وبصور من: أبي بكر الخطيب. وبمصر من: أبي الحسن بن الطفال وغيره. وبالإسكندرية من: الحسين بن محمد المعافريّ. وبالأندلس من: أحمد ابن دلهاث العذريّ، وجماعة. ودخل الأندلس وغيرها تاجراً، وأقام بالأندلس ثلاث سنين، وصدر عنها في شوّال سنة ثلاث وستين. وقال: كنّاني أبي الليث، فلما قدمت مصر كنّونيّ أبا الفتح، حتّى غلب عليّ. قال السّمعانيّ: روى لنا عنه: أبا القاسم بن السّمرقنديّ، وعبد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 194 الخالق بن أحمد، ونصر العكبريّ ببغداد وعبد الخالق بن زاهر بنيسابور. وسكن نيسابور في آخر عمره، وبها توفّي. ومن جملة خيراته السّقاية والمرجل في وسط الجامع الحديد بها. قال: وقيل إنّ تركته قوّمت بعد موته مائةً وثلاثين ألف دينار. وقال عبد الغافر بن إسماعيل: هو شيخ مشهور، ورع، نظيف، بهيّ متجمّل، متطّلس. جال في الآفاق، وحدّث، ورأى العزّ والقبول بسبب تسميع مسلم. وسمع منه الخلق في تلك الدّيار، وبورك له في كسبه، حتّى حصل على أموالٍ جمّة، وعاد إلى نيسابور. وكانت معه أوقارٌ من الأجزاء والكتب، وحدّث ببعضها. وقال ابن بشكوال: كان عظيم اليسار، كريماً، كثير الصّدقات، كامل الخلق، حسن السّمت والخلق نظيف المكسب والملبس، ينمّ عليه من الطّيب ما يعرفه من يألفه، وإن لم يبصر شخصه، وما يبقى على ما يسلك من الطّريق رائحته برهة، فيعرف به من يسلك ذلك الطّيق إثره أنّه مشى عليه. وقال الحميديّ: نصر بن الحسن بن أبي قاسم بن أبي حاتم بن الأشعث الشّاشيّ التّنكتيّ نزيل سمرقند، دخل الأندلس، وحدّث، ولقيناه
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 195 ببغداد، وسمعنا منه. وكان رجلاً مقبول الطريقة، مقبول اللّقاء ثقة فاضلاً.) قلت: ورّخ السّمعانيّ وفاته في السّابع والعشرين من ذي القعدة، سنة ستّ وثمانين، ودفن بالحيرة. وهذا الصّحيح، ووهم من قال سواه. قال أبو الحسن بن مفوّز: اتّصل بنا أنّ أبا الفتح هذا توّفي في أطرابلس الشّام سنة إحدى وسبعين وأربعين. وقيّده ابن نقطة فقال: التنكتيّ: بضم التّاء والكاف. 4 (حرف الهاء)
4 (هبة اللّه بن محمد بن موسى.) أبو الحسن بن الصّفار النّعمانيّ الأصل ثمّ الواسطيّ. الكاتب النحويّ المقرئ. قرأ القراءآت على: أبي عليّ أحمد بن محمد بن علاّن صاحب الحضينيّ، وعلى: ابن الصوافّ، وغيرهما. وهو آخر من سمع من الحسن بن أحمد بن التّبانيّ. توّفي في رمضان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 196 ترجمه خميس الحافظ وقال: قرأت عليه القرآن. 4 (حرف الياء)
4 (يعقوب بن إبراهيم بن أحمد بن سطورا.) القاضي أبو عليّ العكبريّ البرزبينيّ، وبرز بين: قرية بين بغداد وأوانا. تفقّه على القاضي أبي يعلى حتّى برع في مذهب أحمد، وبرز على أقرانه، وكانت له يدٌ قويّة في القرآن، والحديث، والأصول، والفقه، والمحاضرات. قرأ عليه خلقٌ من الفقهاء وانتفعوا به، وكان جميل السّيرة. وقال أبو الحسين بن الفرّاء: كان له غلمان كثيرون، وصنّف في الأصول والفروع، وكان مبارك التّعليم لم يدرس عليه أحد إلاّ وأفلح. وعليه تفقّه أخي أبو خازم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 197 قلت: حدّث عن أحمد بن عمر بن ميخائيل العكبريّ، وأجاز لأبي نصر الغازي، ولأبي عبد اللّه الخلاّل، وغانم بن خالد الإصبهانييّن. توّفي في شوال عن سبعٍ وسبعين سنة.) وقد ذكره السّمعانيّ في الذّيل وعظّمه، قال: جرت أموره في أحكامه على سداد واستقامة، وحدّث بشيءٍ يسير عن ابن ميخائيل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 198 2 (وفيات سنة سبع وثمانين وأربعمائة.)
4 (حرف الألف.)
4 (أحمد بن عبيد اللّه بن سعيد الهرويّ.) سمع: أبا الفضل الجاروديّ. وعنه: أبو النّضر الفاميّ. 4 (أحمد بن عليّ بن عبد اللّه بن عمر بن خلف.) أبو بك الشيرازيّ، ثمّ النّيسابوريّ الأديب العلامة، مسند نيسابور في وقته. أكثر عن: أبي عبد اللّه الحاكم، وحمزة بن عبد العزيز، وعبد اللّه بن يوسف الإصبهانيّ، ومحمد بن محمد بن محمش، وأبي بك بن فورك، والسّلميّ. روى عنه: عبد اللّه بن السّمرقنديّ، ومحمد بن طاهر المقدسيّ، وعبد الغافر بن إسماعيل، ووجيه الشّحاميّ، وعمر بن أحمد الصّفار، وأحمد بن سعيد الميهنيّ، وخلق كثير سواهم، آخرهم أبو سعد عبد الوهاب الكرمانيّ المتوفيّ سنة تسعٍ وخمسين وخمسمائة. قال عبد الغافر: أمّا شيخنا ابن خلف فهو الأديب المحدّث، المتقن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 199 السّماع، الصّحيحه، ما رأينا شيخاً أورع منه، ولا أشدّ إتقاناً، حصل على حظّ وافرٍ من العربية، وكان لا يسامح في فوات كلمة ممّا يقرأ عليه، ويراجع في المشكلات ويبالغ، رحل إليه العلماء من الأمصار، وكانت ولادته في سنة ثمانٍ وتسعين وثلاثمائة، وسمع في سنة أربعٍ وأربعمائة، سمّعه أبوه أبو الحسن الكثير، وأملى على الصّحة. سمعنا منه الكثير، وتوفيّ في ربيع الأوّل. وقال إسماعيل بن محمد الحافظ: كان حسن السّيرة، من أهل العلم والفضل، محتاطاً في الأخذ، سمع الكثير، وكان ثقة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 200 وقال ابن السّمعانيّ: كان فاضلاً عارفاً باللّغة والأدب، ومعاني الحديث، في كمال العفّة والورع، رحمه اللّه تعالى. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد.) الشيخ أبو نصر العجليّ البخاريّ.) من بيت العلم والخير، ولد بعيد الأربعمائة، وسمع من منصور الكاغديّ صاحب الهيثم بن كليب. ومن: أحمد بن الحسين الماجليّ. وبقي إلى هذا العام. آخر من حدّث عنه: عثمان بن عليّ البيكنديّ. 4 (أحمد بن محمد بن سعيد بن محمد.) أبو نصر القيسيّ الدمشقيّ الصوفيّ. سمع: عليّ بن منير الخلاّل، وأبا الحسن الطّفّال بمصر، وأبا عليّ بن أبي نصر، وابن سلوان بدمشق. روى عنه: عمر الرّؤآسيّ، وجمال الإسلام أبو الحسن السّلميّ. توّفي في رجب عن سبعٍ وثمانين سنة. 4 (أحمد بن يحيى بن محمد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 201 أبو سعد بن أبي الفرج الشيرازي الواعظ، المعروف بابن المطبخي. له مسجد كبير بدرب القّيار يعرف به. سمع: أبا الحسن بن مخلد، وأبا القاسم بن بشران. روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ. كذا قال ابن النجار. وقال ابن السّمرقنديّ: سألته عن مولده، فقال: سنة ثمان عشرة وأربعمائة. قلت: فتبين أنه لم يدرك السّماع من ابن مخلد. قال شجاع الذهلي: توفي في شوال سنة. 4 (آقسنقر قسيم الدولة.) أبو الفتح الحاجب، مملوك السلطان ملكشاه. وقيل: هو لصيق به. وقيل: اسم أبيه إكّ ترغان. تزوج داية السلطان إدريس بن طغان شاه، وحظي عند السلطان ملكشاه وقدم معه حلب، حين قصد تاج الملك أخاه فانهرم، وملكها ملكشاه في سنة تسعٍ وسبعين، وملك أنطاكية، وقرر نيابة حلب لقسيم الدولة في أوّل سنة ثمانين، فأحسن فيها السياسة، وأقام الهيبة، وأباد قطّاع الطريق،) وتتبعهم، وبالغ، فأمنت البلاد، وعمّرت حلب، ووردها التجار، ورغبوا في سكناها للعدل. وعمّر منارة حلب، فاسمه منقوشٌ عليها، وبنى مشهد قرنبياً، ومشهد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 202 الدّكّة. وكان أحسن الأمراء سياسة لرعيّته وحفظا لهم. وتحدّث الركبان بحسن سيرته. وكان يستغل حلب في كل يومٍ ألفاً وخمسمائة دينار. وأما تتش فتملك دمشق. ولمّا كان ربيع الأوّل سنة سبعٍ وثمانين هذه خرج تتش، وجمع معه خلقاً من العرب، ووافاه عسكر أنطاكية بحماه، ورعوا ونهبوا، فاتصل الخبر بآقسنقر، فكاتب السلطان بركياروق، وخطب له بحلب، فجمع وحشد، وأنجده كربوقا صاحب الموصل، وبُزان صاحب الرّها، ويوسف بن أبق صاحب الرّحبة، في ألفين وخمسمائة فارس، وتهيّأ قسيم الدولة للّقاء، فقيل إنه عرض عشرين ألف فارس، فلمّا التقوا أول من برز للحرب قسيم الدّولة، وحمى القتال، فحمل عسكر تتش، فانهزم العرب الذين مع قسيم الدولة، وكُسر كربوقا وبُزان، ووقع فيهم القتل، وثبت قسيم الدّولة، فأُسر في طائفةٍ من أصحابه وحُمل إلى تتش، فأمر بضرب عنقه وأعناق جماعة من أصحابه. وذلك في شهر جمادى الأولى، ودُفن بالمدرسة الزجاجية داخل حلب، بعدما كان دُفن مدةً بمشهد قرنبياً. وإنّما نقله ولده زنكي، وعمل عليه قبة. وهو جدّ نور الدّين. 4 (أمة الرحمن بنت عبد الواحد بن حسين.) أمّ الدّلال البغداديّة. عُرف أبوها بالجُنيد. زاهدة عابدة. سمعت: أبا الحسن بن بشران. وعنها: أبو الحسن بن عبد السلام، وأبو بكر بن الزاغونيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 203 ومولدها عام أربعمائة. وماتت في شوال. 4 (حرف الباء)
4 (بلال بن الحسين بن نقيش.) أبو الغنائم، بغدادّي. روى عن: عبد الملك بن بشران.) توفّي في ربيع الأول. 4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن أسد) أبو نصر الفارقيّ الأديب قال القفطيّ: هو معدن الأدب، ومنبع كلام العرب، وعلامة زمانه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 204 له النّظم الذّائع، والنّثر الرّائع، والتّصنيف البديع في شرح اللّمع، وأشياء ليس للأديب في مثلها طمع. وكان في أيّام نظام المُلك على ديوان آمد. ثمّ صودر. وله كتاب مشهور في الألغاز. وكان عزباً مدّة عمره، ولمّا صودر أطلق سراحه، فانتقل إلى ميّافارقين، وقد باضت الرياسة في رأسه وفرّخت. واتفق أنّ ميّافارقين خلت من متولّ، فأجمع رأي أهلها على تولية رجلٍ من أولاد ابن نباتة، فأقام أياماً، ثم اعتزلهم، فتهيّأ لها ابن أسد، ونزل القصر وحكم، ثمّ انفصل غير محمودٍ، وخاف من الدّولة، فتسحّب إلى حلب، فأقام بها. ثم حمله حبّ الرياسة فعاد إلى الجزيرة، فلمّا صار بحرّان قبض عليه نائبها، وشنقه في هذا العام.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 205 ومن شعره: ونديمةٍ لي في الظّلام وحيدةٍ أبداً مجاهدة كمثل جهادي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 206 فاللّون لوني، والدمع كأدمعيوالقلب قلبي، والسّهاد سهادي لا فرق فيما بيننا لو لم يكنلهبي خفيّاً وهو منها بادي 4 (الحسن بن عبد الملك بن الحسين بن عليّ بن موسى بن إسرائيل.) الحافظ أبو عليّ النسفيّ. سمع الكثير من: أبي العباس المستغفريّ. وحدّث ببخارى وسمرقند. ومات بنسف في ثاني وعشرين جمادى الآخرة وله ثلاث وثمانون سنة. وروى عنه خلق بما وراء النّهر، وكان أبوه القاضي أبو الفوارس مفتي نسف. وروى أبو عليّ أيضاً عن: معتمر بن محمد المكحوليّ، وأبي نعيم الحسين بن محمد، وخلق لا) أعرفهم. وروى عنه: عثمان بن عليّ البيكنديّ، وأبو ثابت الحسين بن عليّ البزودي، وأبو المعالي محمد بن نصر، وعدّة. وشيخه أبو نعيم سمع من خلف الخيّام.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 207 4 (حرف السين)
4 (ساتكين بن أرسلان) أبو منصور الرتكي المالكيّ النّحويّ. له مقدّمة نحو. توفيّ بالقدس في آخر السّنة. 4 (سعد الله بن صاعد الرّحبيّ الخلال.) من كبار الدمشقيين، له حمّام القصر والدّار التي بقربه التي عملها السلطان نور الدين مدرسة، وتعرف بالعمادّية. سمع من: المسدّد الأملوكي، وحمد بن عوف المزنيّ. روى عنه: ابن أخته هبة الله بن المسلم. حدّث في هذه السنة. ولم يؤرّخ موته. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن حيّان بن فرحون) أبو محمد الأنصاري الإشبيليّ. سكن بلنسية، وحدّث عن: أبي عمر بن عبد البرّ، وعثمان بن أبي بكر السّفاقسيّ، وأبي القاسم الإفليليّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 208 وكان ذا همّةٍ في اقتناء الكتب، جمع منها شيئاً عظيماً. توفي في شوّال. 4 (عبد الله بن عبد العزيز بن محمد) أبو عبيد البكريّ. نزل قرطبة، وحدّث عن: أبي مروان بن حيّان، وأبي بكر المصحفيّ.) وأجاز له ابن عبد البر. وكان إماماً، لغوياً، إخبارياً، متقناً، علامة. صنّف كتباً في أعلام النّبوة. روى عنه: محمد بن عمر المالقيّ، وأبو بكر بن عبد العزيز اللخميّ. وصنّف كتاب اللالي في شرح نوادر أبي عليّ القالي، وكتاب المقال في شرح كتاب الأمثال لأبي عبيد، وكتاب اشتقاق الأسماء، وكتاب معجم ما استعجم من البلاد والمواضع، وكتاب النبات، وغير ذلك. توفي في شوّال. وكان من أوعية العلم وبحور الأدب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 209 فأما: 4 (البكري صاحب القصص، فهو أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن محمد البكري.) كان أيضاً في هذا الزمان أو قبله. وإليه المنتهى في الكذب والاختلاق، ومن طالع تواليفه جزم بذلك. 4 (عبد الله بن عطاء بن أبي أحمد بن بكر البغاوردي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 210 حدّث ب الترمذي، عن عبد الجبّار الجرّاحيّ. رواه عنه: أبو نصر اليونارتي، وأبو النضر الفاميّ، وجماعة. قال الكتبيّ: توفيّ في رمضان. وقال السمعانيّ: هو أبو المظفر عبد الله بن ظفر. كذا سمّاه. 4 (عبد الله.) أبو القاسم أمير المؤمنين المقتدي بأمر الله ابن الأمير ذخيرة الدّين أبي العبّاس محمد بن القائم بأمر الله عبد الله بن القادر بالله أحمد بن إسحاق بن جعفر المقتدر بن المعتضد الهاشميّ العبّاسيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 211 بويع بالخلافة في ثالث عشر شعبان سنة سبعٍ وستين، وهو ابن تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر. وتوفيّ أبوه الذخيرة والمقتدي حمل، وأمّه أمةٌ اسمها أرجوان. ظهرت في أيّامه خيراتٌ كثيرة، وآثارٌ حسنة في البلدان. وتوفيّ في ثامن عشر المحرّم، وهو ابن تسع وثلاثين سنة فجأةً. وكان قد أحضر إليه تقليد السلطان بركياروق ليعلم عليه، فقرأه وعلّم عليه، ثم تغذى وغسل) يديه، وعنده فتاته شمس النّهار، فقال لها: ما هذه الأشخاص قد دخلوا بغير إذن قالت: فالتفتّ، فلم أر شيئاً، ورأيته قد تغير حاله، واسترخت يداه وسقط. فظننت أنه غشي عليه. ثمّ تقدّمت إليه، فرأيت عليه دلائل الموت، فقلت لجاريةٍ عندي: ليس هذا وقت النّعي، فأن صحت قتلتك. وأحضرت الوزير، فأخبرته، فأخذوا في البيعة لولده المستظهر بالله أحمد. وعاشت أمّه إلى خلافة ابن ابنها المسترشد بالله. وكانت قواعد الخلافة في أيّامه باهرة، وافرة الحرمة، بخلاف من تقدّمه. ومن محاسنه أنّه أمر بنفي المغنيّات والخواطي من بغداد، وأن لا يدخل أحدٌ الحمّام إلا بمئزر. وضرب أبراج الحمام صيانةً لحرم النّاس. وكان ديناً خيّراً، قويّ النّفس، عالي الهمّة، من نجباء بني العبّاس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 212 وقيل إنّ جاريته سمّته. وقد كان السلطان ملكشاه صمّم على إخراجه من بغداد، فحار في نفسه، وعجز، وأقبل على الابتهال إلى الله، فكفاه الله كيد ملكشاه ومات. 4 (عبد الله بن فرح بن غزلون.) أبو محمد اليحصبيّ الطّليطلي ابن العسّال. روى عن: مكّيّ بن أبي طالب، وأبي عمرو الدّانيّ، وابن أرفع رأسه، وابن شقّ الليل، وطائفة. وكان متقناً فصيحاً مفوّهاً، حافظاً للحديث، خبيراً بالنحو واللغة والتّفسير. وكان شاعراً مفلقاً، وله مجلسٌ حفل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 213 روى عنه جماعة من مشيخه ابن بشكوال. مات في عشر التسعين. 4 (عبد الله بن أبي طاهر محمد بن محمد بن حسين.) أبو محمد الجويني البغدادي. سمع: أحمد بن عبد الله بن المحامليّ، وأبا القاسم بن بشران. وعنه: إسماعيل بن السّمرقنديّّ. قال عبد الوهاب الأنماطيّ: كان رحمه الله ثقة، وله خلق ميشوم. 4 (عبد الرحمن بن أحمد بن محمد.) ) أبو القاسم الواحديّ. سمع: ابن محمش، ويحيى بن إبراهيم المزكّي، وغيرهما. وعنه: زاهر الشحّاميّ. وهو أخو المفسّر أبي الحسن الواحديّ. وممّن روى عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ، وعبد الخالق، وعبد الله بن الفروايّ، وعدّة. وكان ثقة. أملى زماناً. 4 (عبد السّيّد بن عتّاب.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 214 أبو القاسم البغداديّ الضّرير المقريء المجوّد. توفيّ في نصف ذي القعدة. قرأ القراءات على أبي الحسن عليّ بن أحمد بن عمر الحمّاميّ شيخ العراق، وعلى: أبي العلاء محمد بن عليّ الواسطيّ، وأبي طاهر محمد بن ياسين الحلبيّ، وأبي بكر محمد بن عليّ بن زلال المطرز، والحسين بن أحمد الحربيّ الزاهد، وأبي بكر محمد بن عبد الله بن المزربان الإصبهاني صاحب ابن فورك القبّاب، والحسن بن الفضل الشّرمقانيّ والحسن بن عليّ بن عبد الله العطّار، وأبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الإصبهانيّ الأشعريّ المعروف بابن اللبّان قاضي إيذج، والحسن بن عليّ بن الصّقر الكاتب صاحب زيد بن أبي بلال الكوفيّ، وعليّ بن أحمد داود الرّزّاز، عن قراءته على أبي بكر بن مقسم. قرأ عليه: أبو منصور بن خيرون، وأبو عليّ بن سكّرة الصّدفيّ، وأبو الكرم المبارك بن الشهرزوريّ، وجماعة. وكان من كبار المقرئين في زمانه. عاش نيّفاً وسبعين سنة أو نحوها. 4 (عطاء بن عبد الله بن سيف.) أبو طاهر الدّارميّ الهرويّ القرّاب. توفيّ في شوّال عن ثلاثٍ وثمانين سنة. سمع من أصحاب حامد الرّفّاء. 4 (عليّ بن أبي الغنائم عبد الصّمد بن عليّ بن محمد بن الحسن بن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 215 الفضل بن المأمون.) ) أبو الحسن الهاشميّ البغداديّ. سمع: أبا عليّ بن شاذان، وغيره. وكان المقدّم بعد أبيه في الموكب. وكبر حتّى انقطع عن الخروج. وكان سالكاً نهج أبيه في إيثار الخمول، وسلوك الطريقة المثلى، والتفرّد والعزلة عن الخلق. روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ. وتوفيّ في المحرّم، ودفن بقصر بني المأمون. 4 (عليّ بن محمد عليّ بن أحمد بن أبي العلاء) أبو القاسم المصّيصيّ الأصل، الدّمشقيّ، الفقيه الشّافعيّ، الفرضيّ. ولد في رجب سنة أربعمائة. وسمع: محمد بن عبد الرحمن القطّان، وأبا محمد بن أبي نصر، وعبد الوهّاب بن جعفر الميّدانيّ، وأبا نصر بن هارون، وعبد الوهّاب المرّيّ، وطائفة بدمشق وأبا الحسن بن الحمّاميّ، وأبا عليّ بن شاذان، وأحمد بن عليّ الباداء،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 216 وهبة الله اللالكائي، وطلحة الكّتانيّ، وجماعة ببغداد وأبا نصر بن البقّال بعكبرا ومحمداً وأحمد ابني الحسين بن سهل بن خليفة ببلد وأبا عبد الله بن نظيف، وأبا النّعمان تراب بن عمر، وجماعة بمصر. روى عنه: أبو بكر الخطيب وهو أكبر منه، والفقيه نصر المقدسيّ، والخضر بن عبدان، وأبو الحسن جمال الإسلام، وهبة الله بن الأكفانيّ، وأبو القاسم بن مقاتل السّوسيّ، وأخوه عليّ، وأبو العشائر محمد بن خليل الكرديّ، وأبو يعلى حمزة بن الحبوبيّ، وأبو القاسم الحسين بن البنّ الأسديّ، وهبة الله بن طاوس، وأبو المعالي محمد بن يحيى قاضي دمشق، وآخرون. وذكر محمد بن عليّ بن قبيس أنّه ولد بمصر. وقال ابن عساكر: كان فقيهاً فرضياً، من أصحاب القاضي أبي الطّيّب. وتوفّي بدمشق في حادي عشر جمادى الآخرة. ودفن بمقبرة باب الفراديس. قلت: كريمة آخر من روى حديثه بعلو. 4 (عليّ بن هبة الله بن عليّ بن جعفر بن عليّ بن محمد بن دلف بن الأمير أبي دلف القاسم بن) عيسى بن إدريس بن معقل العجلي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 217 وعجل بطنٌ من بكر بن وائل من أمة ربيعة أخي مضر ابني نزار بن معد بن عدنان.) وقد استوفى السّمعانيّ نسبه إلى عدنان. وقال بعضهم فيه: عليّ بن هبة الله بن عليّ بن جعفر بن علّكان، بدل عليّ. أصلهم من جرباذقان. بلد بين همذان وإصبهان، وداره ببغداد، يلقّب بالأمير أبي نصر. وقال شيرويه في طبقاته: يعرف بالوزير سعد الملك ابن ماكولا. قدم رسولاً مراراً، أوّلها سنة تسعٍ وستين. روى عن: أبي طالب بن غيلان، وعبد الصّمد بن محمد بن مكرم، وعبيد الله بن عمر بن شاهين، وأبي بكر محمد بن عبد الملك بن بشران،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 218 وبشر بن الفاتني، وأبي الطّيّب الطّبريّ. سمعت منه، وكان حافظاً متقناً. أحد من عني بهذا الشأن. ولم يكن في زمانه بعد أبي بكر الخطيب أحد أفضل منه، وحضر مجلسه الكبار من شيوخنا، وسمعوا منه، وسمع منهم. وقال: ولدت بعكبرا في شعبان سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة. وقال ابن عساكر: وزر أبوه للخليفة القائم، وولي عمّه قضاء القضاة، وهو الحسين بن عليّ. قال: وسمع ابن غيلان، والعتيقي، وأبا منصور محمد بن محمد السواق، وأبا القاسم الحنّائيّ، وأحمد بن القاسم بن ميمون المصريّ، وخلقاً. روى عنه: الخطيب شيخه، والفقيه نصر المقدسيّ، وعمر الدّهستانيّ. وولد بعكبرا سنة إحدى وعشرين في شعبان. قال أبو عبد الله الحميديّ: ما راجعت الخطيب في شيء إلا وأحالني على الكتاب، وقال: حتّى أبصره. وما راجعت أبا نصر بن ماكولا في شيء إلا وأجابني حفظاً، كأنّه يقرأ من كتاب. وقال أبو الحسن محمد بن مرزوق الزعفرانيّ: لمّا بلغ أبا بكر الخطيب أنّ ابن ماكولا أخذ عليه في كتابه المؤتنف، وصنّف في ذاك تصنيفاً، وحضر عنده ابن ماكولا، سأله الخطيب عن ذلك، فأنكر ولم يقرّ به وأصرّ على الإنكار، وقال: هذا لم يخطر ببالي. وقيل: إنّ التصنيف كان في كمّه. فلمّا مات الخطيب أظهره ابن ماكولا. وهو الكتاب الذي سمّاه مستمرّ الأوهام. قلت: لي نسخة به، وهو كتاب نفيس، يدلّ على تبحّر مصنّفه وإمامته.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 219 قال ابن طاهر: سمعت أبا إسحاق الحبّال يمدح أبا نصر بن ماكولا ويثني عليه، ويقول: دخل مصر في زيّ الكتبة، فلم نرفع به رأساً، فلمّا عرفناه كان من العلماء بهذا الشأن.) وقال أبو سعد السّمعانيّ: كان لبيباً، عالماً، عازفاً، حافظاً. ترشح للحفظ، حتّى كان يقال له الخطيب الثّانيّ. وصنّف كتاب المؤتلف والمختلف وسمّاه كتاب الإكمال. وكان نحوياً، مجوّداً، وشاعراً مبرزاً جزل الشعر، فصيح العبارة، صحيح النّقل، ما كان في البغداديّين في زمانه مثله. رحل إلى الشّام، والسّواحل، وديار مصر، والجزيرة، والحبال، وخراسان، وما وراء النهر. وقال ابن النّجّار: أحبّ العلم منذ صباه، وطلب الحديث، وكان يحضر المشايخ إلى منزله، وسمع منهم. ورحل إلى أن برع في الحديث، وأتقن الأدب. وله النظم والنّثر والمصنّفات. وأنفذه المقتدي بأمر الله رسولاً إلى سمرقند وبخارى، لأخذ البيعة له على ملكها طمغان الخان. روى عنه: الخطيب، والفقيه نصر، والحميدي، وأبو محمد الحسن بن أحمد السّمرقنديّ، ومحمد بن عبد الواحد الدّقّاق، وشجاع الذّهليّ، ومحمد بن طرخان، وأبو عليّ محمد بن محمد بن المهديّ، وإسماعيل بن السّمرقنديّّ، وعليّ بن عبد الله بن عبد السّلام، وآخرون. وقال هبة الله بن المبارك ابن الدّوانيّ: اجتمعت بالأمير ابن ماكولا، فقال
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 220 لي: خذ جزأين من الحديث، واجعل متن الحديث الذي في هذا الجزء على إسناد الذي في هذا الجزء، من أوّله إلى آخره، حتى أردّه إلى حالته الأولى، من أوّله إلى آخره. أخبرني أبو عليّ بن الخلال، أنا جعفر، أنا السّلفيّ، قال: سألت شجاعاً الذّهليّ عن ابن ماكولا فقال: كان حافظاً، فهماً، ثقة، صنّف كتباً في علم الحديث. وقال المؤتمن السّاجيّ: لم يلزم ابن ماكولا طريق أهل العلم، فلم ينتفع بنفسه. وقال أبو الحسن بن عبد السّلام: لمّا خرج الأمير أبو نصر إلى خراسان في طلب الحديث، كتب إلى بغداد، والشّعر له: قوّض خيامك عن دار أهنت بهاوجانب الذّلّ إن الذّلّ يجتنب وارحل إذا كانت الأوطان مضيعةًفالمنزل الرّطب في أوطانه حطب وللأمير: ولمّا تواقفنا تباكت قلوبنافممسك دمع يوم ذاك كساكبه
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 221 فيا كبدي الحرّى ثوب حسرةٍ فراق الذي تهوينه قد كساك به قال ابن عساكر: سمعت ابن السّمرقندي يذكر ابن ماكولا قال: كان له غلمان ترك أحداث،) فقتلوه بجرجان سنة نيّفٍ وسبعين وأربعمائة. وقال ابن النّجّار: قال ابن ناصر: كان ابن ماكولا الحافظ بالأهواز، إمّا في سنة ست أو سبعٍ وثمانين. وقال السّمعانيّ في أوائل ترجمته: خرج من بغداد إلى خورستان، وقتل هناك بعد الثّمانين. وذكر أبو الفرج بن الجوزيّ: في المنتظم إنّه قتل سنة خمسٍ وسبعين، وقيل: في سنة ستّ وثمانين. وقال غيره: قتل في سنة تسعٍ وسبعين. وقيل: في سنة سبعٍ وثمانين بخورستان. حكى هذين القولين القاضي شمس الدّين بن خلكّان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 222 4 (عمر بن أحمد بن عمر) أبو حفص السّمسار الإصبهانيّ الفقيه الفرضيّ. سمع: عليّ بن عبدكويه، وأبا بكر بن أبي عليّ الذّكوانيّ، وغيرهما. روى عنه: مسعود الثّقفيّ، وأبي عبد الله الرّستميّ. 4 (عيسى بن خيرة) مولى ابن برد الأندلسيّ المقريء، أبو الأصبغ. روى عن: مكّيّ بن أبي طالب، وحاتم بن محمد، ومحمد بن عتّاب، وأبي عمر بن الحذّاء، وأبي عمرو السفاقسيّ. وكان مجوّداً للقراءات، ورعاً، زاهداً، فاضلاً، متواضعاً، محبّباً إلى النّفس. ولي إمامة قرطبة، ثمّ تخلّى عن ذلك. ومولده سنة إحدى عشرة وأربعمائة. وتوفّي في ثامن جمادى الآخرة. وكانت جنازته مشهودة. 4 (حرف الفاء)
4 (الفضل بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي العبّاس النّيسابوريّ الفراويّ.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 223 والد الفقيه المحدّث أبي عبد الله محمد بن الفضل. مولده سنة أربع عشرة وأربعمائة. سمع: عبد الرحمن بن حمدان النّصرويّ، وأبا سعيد عبد الرحمن بن عليك، وطائفة.) روى عنه: ابنه، وعبد الغافر بن إسماعيل. وكان صوفيّاً صالحاً، محدّثاً، جيّد القراءة، مليح الخطّ. توفّي في صفر. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن عبد العزيز) أبو عبد الله الطّاهريّ البغداديّ، من ساكني الحريم. سمع: أبا الحسن بن الباداء. وعنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وعبد الوهاب الأنماطيّ. توفي في آخر السنة. 4 (محمد بن إبراهيم بن محمد) أبو عبد الله الدّينوريّ المؤذّن. سمع بدمشق من: المسدّد الأملوكيّ وعليّ بن السّمسار، وغيرهما. روى عنه: القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى القرشيّ، وغيره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 224 4 (محمد بن الحسين ن محمد بن طلحة.) أبو الحسن الإسفرائينيّ، الأديب الرئيس. شاعر محسن، له ديوان شعر. سمع: ابن محمش الزّياديّ، وأبا الحسن عليّ بن محمد السّقاء، وحمزة بن يوسف السّهميّ، وغيرهم. وكان أبوه من رؤساء نيسابور، وهو سبط القاضي أبي عمر البسطاميّ. وكان يسلك طريق الفتيان ولا يتكلّف ويحفظ أشعاراً كثيرة. وله في نظام الملك قصيدة ومطلعها: ليهن الهوى إنّي خلعت عذاريوودّعت من بعد المشيب وقاري فقال له نظام الملك: أيّها الشيخ، بالرفاء والبنين. فقال: يا مولانا، هذه التّهنئة منك أحبّ إليّ من شعري. ومن مليح شعره قوله: بنفسي من سمحت له بروحيولم يسمح بطيفٍ من خياله) وقد طبع الخيال على مثاليكما طبع الجمال على مثاله ولمّا أن رأى تدليه عقليوشدّة حرقتي ورخاء باله تبسّم ضاحكاً عن برق ثغريكاد البرق يخرج من خلاله وله: بيضاء آنسة الحديث كأنّهاشمس الضّحى لن تستطيع منالها وأشدّ ما بي في هواها أنّهاقد أطمعت في الوصل ثمّ بدا لها قلت: روى عنه: سعيد بن سعد الله الميهنيّ، وسعد بن المعتز، وجماعة. 4 (محمد بن عبد الله بن موسى بن سهل)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 225 أبو عبد الله الجهنيّ القرطبيّ، ويعرف بالبيّاسيّ. مكثر عن حاتم الأطرابلسي. وروى عن: أبي عبيد الله بن عابد، وأبي عبد الله بن عتاب، وأبي عمر بن الحذّاء. وكان مجتهداً في طلب العلم وسماعه. 4 (محمد بن عبد السّلام بن عليّ بن نظيف.) أبو البركات الصّيدلانيّ الحمّاميّ أخو أبي سعد محمد المكور من ثلاث سنين. سمع: عبد الملك بن بشران. وعنه: شجاع الذّهليّ. 4 (محمد بن عبيد الله بن عبد البر بن ربيعة.) الحافظ أبو عبد الله البلنسيّ. ورّخه الأبّار فقال: سمع: أبا عمر بن عمر بن عبد البرّ، وأبا المطرّف بن حجّاف، وغيرهما. وكان فقيهاً حافظاً مفتياً. حدّث عنه: خليص بن عبد الله. مات في حاصر الرّوم بلنسية رحمه الله. 4 (محمد بن أبي هاشم العلويّ.) صاحب مكّة. كان يخطب مرّةً لبني عبيد، ومرّةً لأمير المؤمنين، بحسب من يقوى منهما، ويأخذ جوائز) هؤلاء.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 226 مات في هذا العام. 4 (محمود بن القاسم بن القاضي أبي منصور محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن حسين) بن محمد بن مقاتل بن صبيح بن ربيع بن عبد الملك بن يزيد بن المهلّب. القاضي أبو عامر الأزديّ، المهلّبي الهرويّ، من ولد المهلّب بن أبي صفرة. إمام فقيه علامة، شافعيّ. حدّث بجامع التّرمذيّ، عن: عبد الجبّار الجرّاجيّ. روى عنه: مؤتمن السّاجيّ، ومحمد بن طاهر، وأبو نصر اليونارتيّ، وأبو العلاء صاعد بن سيّار، وزاهر الشّحاميّ، وأبو عبد الله الفراويّ، وأبو جعفر محمد بن أبي عليّ الهمذانيّ، وطائفة آخرهم موتاً أو الفتح نصر بن سيّار. قال السّمعانيّ: هو جليل القدر، كبير المحلّ، عالمٌ فاضل. سمع: الجرّاجيّ، ومحمد بن محمد الأزدي جدّه، وأبا عمر محمد بن الحسين البسطاميّ، وأبا معاذ أحمد بن محمد الصّرفيّ، وأحمد الجاروديّ، وأبا معاذ بن عيسى الدّاغانيّ، وبكر بن محمد المروروذيّ، وجماعة. قال أبو النّضر الفاميّ: عديم النّظير زهداً وصلاحاً عفّةً. ولم يزل ذلك من ابتداء عمره وإلى انتهائه. وكانت إليه الرحلة من الأقطار والقصد لأسانيده. ولد سنة أربعمائة، وتوفّي في جمادى الآخرة قال أبو جعفر بن أبي عليّ: كان شيخنا أبو عامر من أركان مذهب الشّافعيّ بهراة، وكان إمامنا شيخ الإسلام يزوره، ويعوده في مرضه ويتبرّك بدعائه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 227 وكان نظام الملك يقول: لولا هذا الإمام في هذه البلدة كان لي ولهم شأن. يهدّدهم به. وكان يعتقد فيه اعتقاداً عظيماً، لكونه لم يقبل منه شيئاً قطّ. ولمّا سمعت منه مسند التّرمذي هنّاني شيخ الإسلام، وقال: لم تخسر في رحلتك إلى هراة. وكان شيخ الإسلام قد سمع الكتاب قديماً من محمد بن محمد بن محمود، عن الحسين بن الشّمّاخ، ومحمد بن إبراهيم قالا: أنا أبو عليّ التّراب، عن أبي عيسى ثمّ سمعه من الجرّاحيّ. 4 (محمود بن منصور البغداديّ.) المعروف بطاس سمع: عبد الملك بن بشران.) وعنه: شجاع الذّهليّ، وغيره. توفّي في صفر. 4 (معدّ.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 228 أبو تميم الملقب بأمير المؤمنين المستنصر بالله بن الظّاهر بالله بن الحاكم بأمر الله بن العزيز بن المعز العبيدي، صاحب مصر والمغرب. بويع بعد موت أبيه الظّاهر في شعبان، وبقي في الخلافة ستين سنة وأربعة أشهر. وهو الذي خُطب له بإمرة المؤمنين على منابر العراق، في نوبة الأمير أبي الحارث أرسلان البساسيريّ، في سنة إحدى وخمسين وأربعمائة. ولا أعلم أحداً في الإسلام لا خليفةً ولا سلطاناً طالت مدّته مثل المستنصر هذا. ولي الأمر وهو ابن سبع سنين ولمّا كان في سنة ثلاثٍ وأربعين وأربعمائة قطع الخطبة له من المغرب الأمير المعزّ بن باديس، وقيل: بل قطعها في سنة خمسٍ وثلاثين، وخطب لبني العبّاس، وخرج عن طاعة بني عبيد الباطنيّة. وحدث في أيام هذا المتخلّف بمصر الغلاء الذي ما عهد مثله منذ زمان يوسف صلى الله عليه وسلم، ودام سبع سنين، حتّى أكل النّاس بعضهم بعضاً، حتّى قيل: إنّه بيع رغيفٌ واحدٌ بخمسين ديناراً. فإنّا لله وإنّا إليه راجعون. وحتى أن المستنصر هذا بقي يركب وحده وخواصّه ليس لهم دواب يركبونها. وإذا مشوا سقطوا من الجوع. وآل الأمر إلى استعارة المستنصر بغلةً يركبها حامل الخبز من ابن هبة صاحب ديوان الإنشاء. وآخر شيء توجّهت أمّ المستنصر وبناته إلى بغداد خوفاً من أن يمتن جوعاً. وكان ذلك في سنة ستين وأربعمائة. ولم يزل هذا الغلاء حتّى تحرّك الأمير بدر الجماليّ والد الأفضل أمير الجيوش من عكاء، وركب في البحرّ حسبما ذكر في ترجمة الأفضل شاهنشاه، وجاء إلى مصر وتولى تدبير الأمور،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 229 وشرع الأمر في الصلاح. توفّي المستنصر في ذي الحجّة وفي دولته كان الرفض والسّب فاشياً مجهوراً، والسّنة والإسلام غريباً مستوراً، فسبحان الحليم الخبير الذي يفعل في ملكه ما يشاء. وقام بعده ابنه المستعلي أحمد، أقامه أمير الجيوش بدر، واستقامت الأحوال، فخرج أخوه نزار من مصر خفية، فصار إلى نصر الدّولة أمير الإسكندريّة، فأعانه ودعا إليه، فتمت بين أمير) الجيوش وبينهم حروب وأمور، إلى أن ظفر بهم. 4 (حرف الهاء)
4 (هبة الله بن عليّ بن عراك بن أبي اللّيث.) أبو القاسم الأندلسيّ المقريء نزيل تستر. قرأ بمصر، والشام، والعراق، القراءات، فقرأ على الأهوازيّ بدمشق، وعلى أبي الوليد عتبة بن عبد الملك العثمانيّ ببغداد. قرأ عليه القراءآت في هذه السّنة بتستر: أبو سعد محمد بن عبد الجبّار الفارسيّ. 4 (حرف الواو)
4 (واضح بن محمد بن عمر بن واضح بن أبرويه.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 230 الصّوفيّ الأصبهانيّ. مات في ذي القعدة. 4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن الحسين بن شراعة) أبو الحسين التّيميّ الهمذانيّ المؤذّن. روى عن: أبي طاهر بن سلمة، ومحمد بن عيسى، وغيرهما. وعنه: شيرويه، وقال: صدوق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 231 2 (وفيات سنة ثمان وثمانين وأربعمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن الحسن بن أحمد بن خيرون.) أبو الفضل البغداديّ الباقلانيّ الحافظ. ذكره السّمعانيّ فقال: ثقة، عدل، متقن واسع الرواية، كتب بخطه الكثير. وكان له معرفة بالحديث. روى عنه الخطيب في تاريخه فوائد. سمع: أبا بكر البرقانيّ، وأبا عليّ بن شاذان، وأحمد بن عبد الله بن المحامليّ، وعثمان بن دوست العلاف، وأبا القاسم الحرفيّ، وعبد الملك بن بشران، وأبا يعلى أحمد بن عبد الواحد) فمن بعدهم، إلى أن سمع من أقرانه. وكتب بخطّه ما لم يدخل تحت الوصف. قلت: وأجاز له أبو الحسين بن المتيّم، وأبو الحسن بن الصّلت
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 232 الأهوازيّ، وأبو الفرج محمد بن فارس الغوريّ، وابن رزقويه. وتفرّد بإجازة جماعة من الكبار. روى عنه: أبو عامر العبدريّ، وأبو عليّ بن سكّرة، وأبو القاسم بن السّمرقندي، وإسماعيل بن محمد التّيمي، وأبو بكر الأنصاريّ، وشيخ الشّيوخ إسماعيل، وأبو الفضل بن ناصر، وعبد الوهاب الأنماطيّ، وخلق كثير آخرهم أبو الفتح محمد بن البطّيّ. قال السّمعانيّ: سمعت أبا منصور بن خيرون يقول: كتب عمّي أبو الفضل عن أبي عليّ بن شاذان ألف جزء. قال: وسمعت عبد الوهاب يقول: ما رؤي مثل أبي الفضل بن خيرون، لو ذكرت له كتبه وأجزاءه التي سمعتها تول: عمّن سمع، وبأيّ طريقٍ سمع. وكان يذكر الشّيخ وما يروي وما يتفرّد به. وقال أبو منصور: كتبوا مرةً لعمّي الحافظ، فغضب وضرب عليه وقال: إيش قرأنا حتّى يكتب لي الحافظ. قلت: وقد أقرأ النّاس بالرّوايات، فقرأ على: أبي العلاء الواسطيّ، وعليّ بن طلحة البصريّ. قرأ عليه: ابن أخيه محمد بن عبد الملك بن خيرون. قال أبو عليّ الصّدفيّ: قرأت عليه عدّة ختم. وممّن روى عنه أيضاً: هبة الله بن عبد الوارث، وعمر الرّواسيّ. وكان يقال: هو في زمانه كيحيى بن معين في زمانه إشارة إلى أنّه كان يتكلّم في شيوخ وقته جرحاً وتعديلاً، ولا يحابي حداً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 233 قال السّلفيّ: كان يحيى بن معين وقته ولد في جمادى الآخرة سنة ستّ وأربعمائة، ومات في رابع عشر رجب، رحمه الله تعالى. أخبرنا أحمد بن عبد الحميد: أنا أبو محمد بن قدامة، أنا أبو الفتح بن البطّيّ، أنا أبو الفضل بن خيرون: أنا أبو عليّ الحسن بن شاذان، أنا عبد الله بن إسحاق: ثنا أحمد بن عبيد، نا أبو عامر) العقديّ: ثنا قرّة، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من اشترى شاةً مصرّاة فله الخيار ثلاثة أيّام، فإن ردها ردّ معها صاعاً من طعام لا سمرآء. م، عن محمد بن عمرو بن جبلة، عن العقديّ، فوقع بدلاً عالياً. 4 (أحمد بن زاهر بن محمد.) أبو بكر بن أبي سعيد النّيسابوريّ المقريء التّاجر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 234 روى عن: أبي حسّان المزكيّ، ومحمد بن إبراهيم الفارسيّ. وحدّث بإصبهان بمسلم، فحمله عنه طائفة. قال يحيى بن مندة: توفّي سنة سبعٍ أو ثمانٍ وثمانين وأربعمائة، رحمه الله. 4 (أحمد بن عليّ بن عبيد الله.) أبو سعد الحصريّ. القزّاز. شيخ بغداديّ مسن، يعرف بابن تحريش. سمع: أبا الحسين بن بشران. روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ وعمر المغازليّ، وأبو الكرم الشّهرزوري. ولم يكن يعرف شيئاً. 4 (إبراهيم بن محمد بن سعدويه.) أبو نصر الإصبهانيّ. سمع من: أبي بكر بن أبي عليّ، وجماعة. ومولده سنة سبعٍ وأربعمائة. 4 (إسماعيل بن محمد بن أحمد.) أبو القاسم الزّاهريّ المرزويّ الدّندانقانيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 235 كان يدخل مرو أحياناً من قريته. وكان عالماً ورعاً صدوقاً. أثنى عليه أبو المظفّر منصور بن السّمعانيّ. أكثر النّاس عنه. سمع من: أبيه أبي الفضل، وأبي بكر عبد الله بن أحمد القفّال، وعبد الرحمن بن أحمد الشّرنخشيريّ، وأبي إبراهيم إسماعيل بن ينّال المحبوبيّ، وأحمد بن محمد بن عبدوس الحافظ) النّسائيّ. روى عنه: عبد الكريم بن بدر، وأبو طاهر محمد بن محمد السّنجيّ، وغير واحد. مات في ربيع الآخر عن سنة. 4 (إسماعيل بن الفضيل بن محمد.) الإمام أبو محمد الفضيليّ الهرويّ. كان فقيهاً متفنّناً في العلوم، نبيلاً. وكان أبوه عالم هراة وخطيبها. وله شعرٌ رائق. وهو والد محمد بن إسماعيل شيخ أبي روح. 4 (حرف الباء)
4 (بدر.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 236 أمير الجيوش. أرمنيّ الجنس. ولي إمارة دمشق من قبل المستنصر العبيديّ سنة خمسٍ وخمسين وأربعمائة، إلى أن جرت بينه وبين الجند والرّعيّة فتنة، وخاف على نفسه، فهرب في رجب سنة ست وخمسين. ثمّ وليها في سنة ثمانٍ وخمسين والشّام بأسره، ثمّ وقع الخلاف بينه وبين أهل دمشق، فهرب سنة ستين. وأخرب القصر الذي كان خارج باب الجابية. أخربه أهل البلد والعسكر خراباً لم يعمّر بعد. ومضى إلى مصر، فعلت رتبته، وصار صاحب الأمر، فبعث إلى دمشق عسكراً بعد عسكر، فلم يظفر بها. وتوفّي بمصر. وهو بدر الجماليّ، وهو الذي بنى جامع العطّارين بالإسكندرية. وفيه يقول علقمة العليميّ. يا بدر أقسم لو بك اعتصم الورى ولجوا إليك جميعهم ما ضاعوا اشتراه جمال الدّين بن عمّار وربّاه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 237 وقيل: ركب البحر في الشّتاء من صور إلى الدّيار المصريّة في سنة ست وستين، والمستنصر في غاية الضعف واختلال الدّولة للغلاء والوباء الذي تمّ من قريب، ولاختلاف الكلمة، فولاه الأمور كلّها، من وزارة السّيف، والقلم، وقضاء القضاة، والتقدم على الدّعاة، فضبط الأمور، وزال قطوع المستنصر واستفاق. ولمّا دخل قرأ القاريء: ولقد نصركم الله ببدر ووقف، فقال المستنصر: لو أتمّها لضربت) عنقه. ولم يزل إلى أن مات في ذي القعدة سنة ثمانٍ وثمانين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 238 وبنى مشهد الرّأس بعسقلان. وقد وزر ولده الأفضل في حياته لمّا مرض. 4 (حرف التاء)
4 (تتش بن ألب أرسلان أبي شجاع محمد بن داود بن ميكال بن سلجوق بن دقاق.) الملك أبو سعيد تاج الدّولة السّلجوقيّ، ولد السّلطان وأخو السلطان. تركيّ محتشم، شجاع، من بيت ملك وتقدّم. مرّ كثير من سيرته وفتوحاته العظيمة في الحوادث. استنجد به صاحب دمشق أتسز على قتال عسكر المصريين الرّافضة،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 239 فقدم دمشق في سنة اثنتين وسبعين، وقتل أتسز في تلك الأشهر، وملك دمشق، وقيل إنه كان حسن السّيرة. وبقي على دمشق إلى صفر سنة ثمانٍ هذه، فقتل بمدينة الرّيّ. وكان قد سار من دمشق إلى خراسان عندما سمع بموت أخيه السّلطان ملكشاه ليتملك، فلقيه ابن أخيه بركياروق، فقتل تتش في المعركة، وتسلطن بعده بدمشق ابنه دقاق الملقّب شمس الملوك، أخو فخر الملوك رضوان. وكان تتش معظّماً للشيخ أبي الفرح الحنبليّ. وقد جرت في مجلسه بدمشق مناظرة عقدها لأبي الفرج وخصومه في قولهم: إنّ القرآن يسمع ويقرأ ويكتب، وليس بصوتٍ ولا حرف. فقال الملك: هذا مثل قول من يقول هذا قباء، وأشار إلى قبائه، على الحقيقة، وليس بحرير، ولا قطن، ولا كتّان. وهذا الكلام صدر من تركيّ أعجميّ، فأيّد الله شرف الإسلام أبا الفرج، فجاهد في الإسلام حقّ جهاده ثمّ خلّف ولداً نجيباً عالماً سيفاً مسلولاً على المخالفين، وهو شرف الإسلام عبد الوهّاب. 4 (حرف الجيم)
4 (جعفر بن عبد الله بن حجّاف.) أبو أحمد المعافريّ، قاضي بلنسية ورئيسها في الفتنة. سمع: أبا عمر بن عبد البرّ. صارت إليه ولاية بلنسية بعد خلع القادر بن ذي النون وقتله على يديه، فلم تحمد دولته.) امتحن بالكنبيطور الكلب الذي أخذ بلنسية، فأخذ ماله وعذّبه، وأحرقه بالنار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 240 4 (حرف الحاء)
4 (حمد بن أحمد بن الحسن.) أبو الفضل الحدّاد. قال ابن السّمعانيّ: ورد نعيّه من إصبهان إلى بغداد في ذي الحجّة سنة ثمانٍ وثمانين. قلت: قد ذكرته في سنة ستّ، لأنّي رأيت وفاته في تاريخٍ لبعض الإصبهانّيين في جمادى الأولى سنة ست، وهو أشبه. 4 (الحسن بن عبد الله بن الحسين بن الحسن بن سلمة.) أبو عليّ الهمذانيّ المعدّل. إمام الجامع بهمذان. روى عن: إبراهيم بن جعفر الأسديّ، وعليّ بن إبراهيم بن حامد، والحسين بن فنجويه الثّقفيّ، ومحمد بن عيسى، وابن سلمة، وغيرهم. قال شيرويه: سمعت منه جميع ما كان عنده مراراً، وكان ثقة، صدوقاً، متديّناً، جمالاً لمحراب، زيناً للمجالس والمحافل. من بيت العلم. توفّي في صفر، وتولّيت غسله. قال: وكان مولده في شعبان سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة. 4 (الحسن بن محمد بن الحسن.) الفقيه أبو عليّ السّاويّ الشّافعيّ، المتكلّم الأشعريّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 241 حدّث بدمشق عن: أبي طالب بن غيلان، وأبي ذرّ الهرويّ، وأبي الحسن صخر، وغيرهم. روى عنه: الفقيه نصر المقدسيّ وهو من أقرانه، وهبة الله بن طاوس. وتوفيّ في ذي القعدة، وله ستٌّ وسبعون سنة. 4 (الحسين بن إسماعيل) أبو عبد الله العلويّ الحسنيّ النّيسابوريّ فخر الحرمين. روى عن: عبد الرحمن بن حمدان النّصرويّيّ، وناصر بن الحسين العمريّ. روى عنه: أبو سعد خيّاط الصّوف. مات في شوّال، وقد جاوز الثّمانين.) 4 (حرف الخاء)
4 (خديجة بنت أبي عثمان إسماعيل الصّابونيّ النّيسابوريّ.) ماتت في رمضان: وكانت صالحة عابدة. ولدت سنة أربعٍ وأربعمائة، وسمعت من أصحاب الأصمّ، ومن: أبي نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة، والحسين بن فنجويه الثّقفيّ. وعنها: أبو البركات بن الفراويّ، وعبد الخالق الشّحاميّ، وعمر بن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 242 الصّفار، وغيرهم. ماتت في رمضان، وستأتي أختها ستيك. 4 (حرف الراء)
4 (رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد.) الإمام أبو محمد بن أبي الفرج التّميميّ البغداديّ، رئيس الحنابلة ببغداد. ولد سنة أربعمائة، وقيل: سنة إحدى وأربعمائة. قال السّمعانيّ: هو فقيه الحنابلة وإمامهم. قرأ القرآن، والحديث، والفقه، والأصول، والتفسير، والفرائض، واللغة، وعمّر حتّى صار يقصد من كلّ جانب. وكان مجلسه جمّ الفوائد. وكان يجلس في حلقة أبيه بجامع المنصور للوعظ والفتوى. وكان فصيح اللسان. قرأ القرآن على أبي الحسن الحمّاميّ. وسمع منه ومن: أبيه، وأبي الحسين أحمد بن محمد بن المتيّم، وأبي عمر بن مهدي، وأبي الحسين بن بشران، وابن الفضل القطّان، والحرفيّ، وابن شاذان، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 243 روى لنا عنه خلق كثير، وورد إصبهان رسولاً في سنة ثلاثٍ وثمانين. وثنا عنه ن أهلها أكثر من ستين نفساً. ثمّ قال: أنبأ المشايخ، فذكر ستين بإصبهان، وأربعة عشر نفساً من غيرها. ثم قال: وجماعة سواهم، قالوا: أنبا رزق اللّه التّميميّ، فذكر حديث من عادى لي ولياً. وهو حديث انفرد رزق اللّه بعلوه. أنبأ أبو المعالي الهمذانيّ، أنا أبو بكر بن سابور، أنا عبد العزيز الشّيرازيّ، أنا رزق الله إملاءً، فذكر مجلساً أوّله هذا الحديث. قال السّمعانيّ: سمعت أحمد بن سعد العجليّ بهمذان يقول: كان شيخنا أبو محمد التميميّ إذا) روى هذا الحديث قال: أفسحرٌ هذا أمّ أنتم لا تبصرون وقال السّلفيّ: فيما أنا الدّمياطيّ، أنا ابن رواج، أنا أبو طاهر بن سلفة قال: رزق الله شيخ الحنابلة، قدم إصبهان رسولاً من قبل الخليفة إلى السّلطان، وإنا إذ ذاك صغير. وشاهدته يوم دخوله. كان يوماً مشهوداً كالعيد، بل أبلغ في المزيد. وأنزل بباب القصر، محلتنا، في دار سلطان. وحضرت في الجامع الجورجيريّ مجلسه متفرّجاً، ثمّ لمّا تصديت للسّماع، قال لي أبو الحسن أحمد بن معمر اللبنانيّ، وكان من الأثبات: قد استجرته لك في جملة من كتبت اسمه من صبياننا.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 244 فكتب خطّه بالإجازة. وقال أبو غالب هبة الله قصيدة أوّلها: بمقدم الشّيخ رزق الله قد رزقتأهل اصبهان أسانيداً عجيبات ثمّ قال السّلفيّ: وروى بالإجازة عن أبي عبد الرحمن السّلميّ. قال ابن النّجار: وقرأ بالرّويات على الحمّاميّ. وقرأ عليه جماعةٌ من القراء. وتفقه على أبيه، وعمّه أبي الفضل. وله مصنفات حسنة. وكان واعظاً، مليح العبارة، لطيف الإشارة، فصيحاً، ظريف المعاني. له القبول التّامّ والحرمة الكاملة. ترسّل إلى ملوك الأطراف. وقال أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة: سمعت أبا محمد رزق الله الحنبليّ بإصبهان يقول: أدركت من أصحاب ابن مجاهد واحداً يقال له أبو القاسم عبيد الله بن محمد الخفاف، وقرأت عليه سورة البقرة، وقرأها على أبي بكر بن مجاهد. وأدركت أيضاً أبا القاسم عمر بن تعويذ من أصحاب الشّبليّ، وسمعته يقول: رأيت أبا بكر الشّبليّ في درب سليمان بن عليّ في رمضان، وقد اجتاز على البقال، وهو ينادي على البقل: يا صائم من كل الألوان. فلم يزل يكّرر هذا اللفظ ويبكي، ثم أنشأ يقول: خليليّ إن دام همّ النفوسعلى ما أراه سريعاً قتل فيا ساقي القوم لا تنسنيويا ربّة الخدر غنّي رمل لقد كان شيءٌ يسمّى السّرورقديماً سمعنا به ما فعل وقال السّمعانيّ: أنشدنا هبة الله بن طاوس: أنشدنا رزق الله التميميّ لنفسه:)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 245 وما شنأن الشيب من أجل لونهولكّنه حادٍ إلى البين مسرع إذا مادبت منه الطّليعة آذنتبأنّ المنايا خلفها تتطلع فإن قصّها المقراض صاحت بأختهافتظهر تتلوها ثلاثٌ وأربع وإن خضبت حال الخضاب لأنهيغالب صنع الله والله أصنع إذا ما بلغت الأربعين فقل لمنيودّك فيما تشتهيه ويسرع هلمّوا لنبكي قبل فرقة بيننافما بعدها عيشٌ لذيذٌ ومجمع وخلّ التّصابي والخلاعة والهوى وأمّ طريق الخير فالخير أنفع وخذ جنّةً تنجي وزاداً من التّقى وصحبة مأمومٍ فقصدك مفزع قال أبو عليّ بن سكّرة: رزق الله التّميميّ، قرأت عليه برواية قالون ختمةً، وكان كبير بغداد وجليلها، وكان يقول: كلّ الطّوائف تدّعيني. سمعته يقول: يقبح بكم أن تستفيدوا منّا ثمّ تذكرونا، فلا تترحّموا علينا فرحمه الله. قلت: وآخر من روى عنه سماعاً أبو الفتح بن البطّيّ، وإجازةً أبو الطّاهر السّلفيّ. قال ابن ناصر: توفّي شيخنا أبو محمد التّميميّ في نصف جمادى الأولى سنة ثمانٍ. ودفن في داره بباب المراتب. ثمّ دفن في سنة إحدى وتسعين إلى جنب قبر الإمام أحمد. قال أبو الكرم الشّهرزوريّ: سمعته يقول: دخلت سمرقند، فرأيتهم
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 246 يروون الناسخ والمنسوخ لجدّي هبة الله، عن خمسةٍ، إليه، فرويته عن جدّي لهم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 247 4 (حرف الشين)
4 (شافع بن عليّ) أبو الفضل الطريثيثيّ، الصّوفيّ النّيسابوريّ الزاهد. كان عالماً عاملاً، قانتاً عابداً، ناسكاً كبير القدر، صاحب مقامات وأحوال. من سكان دويرة أبي عبد الرحمن السّلميّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 248 توفيّ في ذي الحجّة. وقد سمع بمكّة من ابن صخر وبالبصرة من إبراهيم بن طلحة بن غسّان. روى عنه: عبد اللّه بن الفروايّ، وعبد الخالق الشّحّاميّ. 4 (حرف الصاد) ) 4 (صالح بن أحمد بن رضوان بن محمد بن رضوان جالينوس.) أبو عليّ التّميميّ البغداديّ المعدلّ. روى عن: عبد الملك بن بشران، وغيره. روى عنه: محمد بن عليّ بن عبد السّلام الكاتب. توفيّ في رجب. حرف العين عبد اللّه بن الحسن بن حمزة بن الحسن بن حمدان بن ذكوان. أبو محمد البعلبكّيّ. يعرف بابن أبي فجّة. سمع: عليّ بن محمد الحنّائيّ، وعبد الرحمن بن ياسر الجوبريّ، وعليّ بن السّمسار، وأحمد بن محمد العتيقيّ، وأبا نصر بن الحبّان. وأجاز له الحسين بن أبي كامل صاحب خيثمة. سمع منه: عبد الرحمن وعبد اللّه إبنا صابر. قال ابن عساكر: ثنا عنه ابن ابنه عليّ بن حمزة، والخضر بن عليّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 249 وتوفيّ في ذي القعدة. عبد اللّه بن طاهر بن محمد شهفور. أبو القاسم التّميميّ الفقيه، نزيل بلخ. من أهل إسفرائين. قال السّمعانيّ: كان إماماً فاضلاً نبيلاً، برع في الفقه والأصول، ودرّس بالمدرسة النّظاميّة ببلخ. حسن الأخلاق، ظهرت له الحشمة التّامةّ حتّى صار من أهل الثروة. وكان له مروءة وحسان، وتفقّد للفقراء، وسعي جميل في الحقوق. سمع بنيسابور: عليّ بن محمد الطّرّازيّ، وعبد الرحمن النّصرونيّ، وجدّه أبا منصور عبد القاهر البغداديّ. روى لنا عنه: أبو القاسم بن السّمرقنديّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ، والمبارك بن خيرون الوزّان. سمعوا منه لمّا حجّ. وثنا عنه بهراة: أبو شجاع البسطامي وببلخ: أخوه أبو الفتح محمد البسطاميّ.) عبد الجبّار بن الحسين بن محمد بن القاسم. أبو يعلي الهاشميّ البغداديّ الشّروطيّ، المعروف بابن أبي عيسى. وهم أربعة إخوة: محمد: وعبد الجبّار، وعبد السّميع، وعبد المهيمن. سمع: أبا عليّ بن شاذان. وعنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وعليّ بن عبد العزيز بن السّمّاك. توفيّ في شعبان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 250 عبد الرحيم بن عثمان بن أحمد. أبو القاسم السّنيّ الحنفيّ النّيسابوريّ. حدّث عن: أبي سعيد الصّيرفيّ، وأصحاب الأصمّ، وعنه: عبد الغافر، وقال: توفيّ في رمضان. عبد السّلام بن محمد بن يوسف بن بندار. أبو يوسف القزوينيّ. شيخ المعتزلة. نزل بغداد، وسمع: أبا عمر بن مهديّ الفارسيّ، وعبد الجبّار بن أحمد الهمذانيّ القاضي المعتزليّ، ودرس عليه الكلام بالرّيّ. وسمع بهمذان: أبا طاهر بن سلمة، وبحرّان: أبا القاسم عليّ بن محمد الزّيديّ ويإصبهان: أبا نعيم الحافظ. وسمع من: أبيه، وعمّه إبراهيم. وسماعة قبل الأربعمائة. روى عنه: أبو القاسم بن السّمرقنديّّ، وأبو غالب بن البنّاء، وهبة الله بن طاوس، ومحمود بن محمد الرّحبيّ، وإسماعيل بن محمد الإصبهانيّ الحافظ،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 251 وأبو بكر قاضي المرستان، وأبو البركات الأنماطيّ، وأحمد بن محمد أبو سعد البغداديّ، وآخرون. قال السّمعانيّ: كان أحد المعمّرين المقدّمين، جمع التفسير الكبير الذي لم ير في التفاسير كتابٌ أكبر منه، ولا أجمع للفوائد، ولولا أنه مزجه بكلام المعتزلة، وبثّ فيه معتقده، وما أتّبع نهج السّلف فيما صنّفه من الوقوف على ما ورد في الكتاب والسّنّة والتصديق بهما. وأقام بمصر سنين، وحصّل أحملاً من الكتب، وحملها إلى بغداد، وكان داعيةً إلى الاعتزال. سمعت أبا سعد البغداديّ الحافظ يقول: كان يصرّح بالاعتزال. وقال ابن عساكر: هو مصنف مشهور. سكن طرابلس مدّةً، ثمّ عاد إلى بغداد.) سمعت الحسين بن محمد البلخي يقول: إنّ أبا يوسف صنّف التفسير في ثلاثمائة مجلّد ونيّف، وقال: من قرأه عليّ وهبته النّسخة. فلم يقرأه عليه أحد. وسمعت هبة الله بن طاوس يقول: دخلت على أبي يوسف ببغداد وقد زمن، من أين أنت قلت: من دمشق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 252 قال: بلد النّصب. وقال ابن النّجّار: قرأت بخط أبي الوفاء بن عقيل الفقيه: قدم علينا أبو يوسف القزوينيّ من مصر، وكان يفتخر بالاعتزال. وكان فيه توسّع في القدح في العلماء الذين يخالفونه وجرأة. وكان إذا قصد باب نظام الملك يقول لهم: استأذنوا لأبي يوسف القزوينيّ المعتزليّ. وكان طويل اللسان بعلمٍ تارةٍ، وبسفعهٍ يؤذي به الناس أخرى. ولم يكن محقّقاً إلا في التفسير، فإنّه لهج بالتفاسير حتّى جمع كتاباً بلغ خمسمائة مجلّد، حشى فيه العجائب، حتّى رأيت منه مجلّدة في آيةٍ واحدة، وهي قوله تعالى: واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان فذكر فيه السّحرة والملوك الذين نفق عليهم السّحر وأنواع السّحر وتأثيراته. وقال أبو الحسن محمد بن عبد الملك: ملك أبو يوسف القزويني كتباً لم يملك أحدٌ مثلها. فكان قومٌ يقولون ابتاعها من مصر بالخبز وقت شدّة الغلاء. وحدّثني أبو منصور عبد المحسن بن محمد أنّه ابتاعها بالأثمان الغالية. وكان يحضر بيع كتب السّيرافيّ، وهو شاهدٌ معروف بمصر، وبيعت كتبه في سنتين، وزادت على أربعين ألف مجلّدة. قال: وكان أبو يوسف يبتاع في كلّ أسبوع بمائة دينار، ويقول: قد بعت رحلي وجميع ما في بيتي. وكان الرؤساء هناك يواصلونه بالذّهب. وقيل: إنّه قدم بغداد معه عشرة أحمال كتب، وأكثرها بالخطوط المنسوبة. وعنه قال: ملكت ستين تفسيراً، منها تفسير ابن جرير، و تفسير الجبائي، و تفسير ابنه أبي هاشم، و تفسير أبي مسلم بن بحر، و تفسير البلخي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 253 قال محمد بن عبد الوهاب: وأهدى أبو يوسف لنظام الملك أربعة أشياء ما لأحدٍ منها: غريب الحديث لإبراهيم الحربيّ في عشر مجلّدات بخطّ أبي عمر بن حيّويه، و شعر الكميت في ثلاث عشرة مجلّدات بخطّ أبي منصور، و عهد القاضي عبد الجبّار بن أحمد بخطّ الصّاحب) بن عبّاد وإنشائه، فسمعت أبا يوسف يقول: كان سبعمائة سطر، كلّ سطر في ورقة سمرقنديّ، وله غلاف آبنوس يطبق كالأسطوانة الغليظة، وأهدى له مصحفاً بخطّ منسوب واضح، وبين الأسطر القراءات بالحمرة، وتفسير غريبه بالخضرة، وإعرابه بالزّرقة، وكتب بالذّهب علامات على الآيات التي تصلّح للانتزاعات في العهود، والمكاتبات، والتّعازي، والتّهاني، والوعيد. فأعطاه نظام الملك ثلاثمائة دينار. فسمعت من يسأل أبا بويف عند نظام الملك فقال: أعطيته أكثر ممّا أعطاني، وإنّما رضيت منه بالإكرام، وغدرته حين قال: ليس عندي حلال لا شبهة فيه سوى هذا القدر. وسئل عنه المؤتمن السّاجّي فقال: قطعته رأساً لما كان يتظاهر به من خلاف الطّريق. وقال محمد بن عبد الملك في تاريخه: كان أبو يوسف فصيح العبارة، حلو الإشارة، يحفظ غرائب الحكايات والأخبار. وكان زيديّ المذهب، وفسّر بمصر القرآن في سبعمائة مجلّدٍ كبار. قلت: وقد دخل عليه الإمام أبو حامد الغزاليّ، وجلس بين يديه، فسأله: من أين أنت فقال: من المدرسة ببغداد. وقال الغزاليّ: علمت أنه ذو اطلاع ومعرفة، فلو قلت أنني من طوس، لذكر ما يحكى عن أهل طوس من التّغفيل، من أنهم توسلّوا إلى المأمون بقبر أبيه، وكونه عندهم، وطلبوا منه أن يحوّل الكعبة، وينقلها إلى عندهم: وأنّه جاء عن بعضهم أنّه سئل عن نجمه، فقال بالتيس. فقيل له في ذلك، فقال: من
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 254 سنين كان بالجدي، والآن فقد كبر. قال ابن عساكر: وسمعت من يحكي أنّه كان بأطرابلس، فقال له ابن البرّاج: متكلّم الرّافضة: ما تقول في الشّيخين فقال: سفلتان ساقطان. قال: من تعني قال: أنا وأنت. وقال أبو عليّ بن سكّرة الصّدفيّ: أبو يوسف القزوينيّ كان معتزلياً داعية، كان يقول: لم يبق من ينصر هذا المذهب غيري. وكان قد بلغ من السّنّ مبلغاً يكاد أن يخفى في الموضع الذي كان يجلس فيه، وله لسانٌ شابّ. ذكر لي أن تفسيراً في القرآن في نحو ثلاثمائة مجلّد، سبعة منها في سورة الفاتحة. كان عنده) جزءٌ ضخمٌ، من حديث محمد بن عبد الله الأنصاريّ، رواية أبي حاتم الرّازيّ، عنه، كنت أودّ أن يكون عند غيره بما يشق عليّ. قرأت عليه بعضه، رواه عن القاضي عبد الجبار المعتزليّ، عنه. وكان سبب مشيي إليه أن شيخنا ابن سوار المقريء سألني أن أمضي مع ابنيه لأسمعهما عليه، فأجبته، وقرأ لهما شيئاً من حديث المحامليّ، وأنا أنه سمع ذلك سنة سبعٍ وتسعين وثلاثمائة، وهو ابن أربع سنين أو نحوها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 255 قال لي: كنت في سنّ هذا، يعني ولد شيخنا ابن سوار، وكنت أعقل من أبيه. وكان لا يسالم أحداً من السّلف وكان يقول لنا: أخرجوا تدخل الملائكة يريد المحدّثين. قال: ولم أكتب عنه حرفاً. يعني ابن سكّرة أّنه لا يحدّث عنه وقد روى عنه شعراً، وذكره في مشيخته. قال شجاع الذّهليّ: أبو يوسف القزويني أحد شيوخ المعتزلة، عاش ستاً وتسعين سنة. ذكر لي أن مولده في سنة ثلاثٍ وتسعين وثلاثمائة. وقل ابن ناصر: مات في رابع عشر ذي القعدة، وقال مرّةً: ولدت نصف شعبان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 256 4 (عبد الصّمد بن أحمد ابن الروميّ.) أبو القاسم البغدادي. سمع: أبا عليّ بن شاذان. روى عنه: عبد الوهّاب الأنماطيّ، ومحمد بن عليّ بن عبد السّلام. توفي في صفر. 4 (عبد الغفّار بن نصر.) أبو طاهر الهمذانيّ المقريء البزاز ويعرف بابن هاموش. قال شيرويه: روى عن: ابن عبدان، وعبد الغافر الفارسيّ، وأبي حفص ابن مسرور، والنيسابوريين. قرأت عليه القرآن، وتوفي المحرّم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 257 4 (عبد الملك بن عبد الله.) أبو سهل الدّشتيّ الفقيه. نيسابوريّ عالي الإسناد.) سمع: أبا طاهر الزّياديّ، وعبد الله بن يوسف بن مامويه، وأبا عبد الرحمن السّلميّ. ومات في شوال. روى عنه: عبد الغافر الفارسيّ، وقال شيخ من بيت العلم والتصوّف والثّروة. وقال السّمعانيّ: كان شيخاً مستوراً، صدوقاً من بيت العلم والصّلاح. ولد سنة ست وأربعمائة. قلت: روى عنه: عبد الخالق بن زاهر، وعمر بن أحمد الصّفّار، وأبو البركات بن الفروايّ، وعبد الرحمن بن الحسن الكرمانيّ، وآخرون. 4 (عبيد الله بن عبد الله بن حسكويه.) أبو سعد النّيسابوريّ. شيخ مسند، روى عن: أبي بكر الحيريّ، والطّرازيّ، والصّيرفيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 258 روى عنه: وجيه، وعبد الخالق بن زاهر. وقد مرّ أبوه سنة ثلاثٍ وخمسين. 4 (عليّ بن أحمد بن عليّ بن زهير.) أبو الحسن التّميميّ المالكيّ. دمشقيّ مشهور. روى عن: عليّ بن الخضر، وعليّ بن السّمسار، ومحمد بن عبد الله بن بندار، وأحمد بن الحسن بن الطّيّان، وأبي عثمان الصّابونيّ، وجماعة. روى عنه: جمال الإسلام السّلميّ، ونصر بن أحمد بن مقاتل، وناصر بن محمود القرشيّ. قال أبو محمد بن جابر: لم يكن المالكيّ ثقة. وكذلك قال أبو القاسم بن جابر، وقال: أخرج لنا جزءاً من حديث ابن زبر، قد كتب عليه سماعه من ابن السّمسار سنة خمسٍ وثلاثين. ومات ابن السّمسار سنة أربع وثلاثين. توفي في ذي القعدة، وله ثلاثٌ وسبعون سنة. 4 (عليّ بن أحمد بن خشنام.) أبو سعيد الصّيدلانيّ. شيخ نيسابوريّ صالح.) سمع: محمد بن محمد بن محمش. وهو أخو شبيب البستيغيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 259 روى عنه: عمر بن أحمد الصّفّار وإسماعيل العصايديّ. 4 (عليّ بن عمرو الحرانيّ.) الفقيه الحنبليّ، الرّجل الصّالح. يكنى أبا الحسن. مات بسروج. وكان من أصحاب القاضي أبي يعلى. توفّي في شعبان. 4 (عليّ بن عبد الصّمد بن عثمان بن سلامة.) أبو الحسن العسقلانيّ، المعروف بطيف. سمع: أبا عبد الله بن نظيف بمصر، ومحمد بن جعفر الميماسيّ بغزّة، وعليّ بن السّمسار بدمشق. قال غيث بن عليّ: سمعت منه في سنة ثمانٍ وثمانين، ما علمت من أمره إلا خيراً. 4 (عليّ بن عبد الغني.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 260 أبو الحسن الفهري المقريء الحصريّ. الشّاعر الضّرير. أقرأ النّاس بسبتة وغيرها. قال ابن بشكوال: ذكره الحميدي وقال: شاعر أديب، رخيم الشّعر، دخل الأندلس ولقي ملوكها وشعره كثير، وأدبه موفور. قلت: وكان عالماً بالقراءات وطرقها. قال ابن بشكوال: روى لنا عنه أبو القاسم بن صواب، أخبرنا عنه يقصيدته التي نظمها في قراءة نافع، وهي مائتا بيت وتسعة أبيات، قال: لقيته بمرسية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 261 ومن شعره، وقد كتب إليه المعتمد وبعث خمسمائة دينار يتجهّز بها ليفد عليه، فقال: أمرتني بركوب البحر أقطعهغيري لك الخير فاخصصه بذا الداء ما أنت نوحٌ فتنجيني سفينتهولا المسيح أنا أمشي على الماء 4 (حرف الفاء)
4 (الفضل بن أحمد بن محمد بن عيسى.) )
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 262 أبو القاسم بن أبي حرب الجرجانيّ الزّجاجيّ. شيخ نيسابوري الدّار، ثقة، صالح، حسن السيرة، تاجر أمين. سمع: أبا عبد الرحمن السّلميّ، وابن محمش، والحيريّ، وغيرهم. روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وأحمد بن سعد العجليّ الهمذانيّ، وأبو عثمان العصايديّ المرزويّ، وعمر بن أحمد الصّفّار، وعبد الله بن الفراويّ، وأحمد بن مبارك بن قفرجل، وصدفة بن محمد السّيّاف. حدّث ببلدان، وحكى عنه جيرانه كثرة تلاوة وبكاء. ولد سنة خمسٍ وأربعمائة، وتوفي في رمضان. قال ابن النّجار: أمين صدوق، صالح، عفيف، من التّجّار، كثير الصّدقة. وقيل: كان أبوه حاتم وقته. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن الحسين بن عبد الله بن إبراهيم) الوزير ظهير الّدين أبو شجاع الرّوذراوري. وزر للمقتدي بالله بعد عزل عميد الدّولة منصور بن جهير سنة ستّ وسبعين، وصرف سنة أربعٍ وثمانين، وأعيد ابن جهير. ولمّا عزل قال: تولاها وليس له عدوّوفارقها وليس له صديق
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 263 ثمّ إنّه حجّ وجاور بالمدينة إلى أن مات بها كهلاً. وكان ديّناً عالماً، من محاسن الوزراء. قال العماد الكاتب: لم يكن في الوزراء من يحفظ أمر الدّين والشرّع مثله. وكان عصره أحسن العصور رحمه الله. ذكره صاحب المرآة. ولمّا ولي وزارة المقتدي كان سليماً من الطّمع في المال، لأنّه كان يملك حينئذٍٍ ستّمائة ألف دينار، فأنفقها في الخيرات والصّدقات. قال أبو جعفر الخرفيّ: كنت أنا واحداً من عشرة نتولّى إخراج صدقاته، فحسبت ما خرج على يديّ، فكان مائة ألف دينار.) وكان يبيع الخطوط الحسنة، ويتصدّق بها، ويقول: أنا أحب الأشياء إليّ الدّينار والخطّ الحسن، فأنا أتصدّق بمحبوبي لله. وجاءته قصةٌ بأنّ امرأةً وأربعة أيتام عراباً، فبعث من يكسوهم، وقال: والله لا ألبس ثيابي حتّى ترجع. وتعرّى، فعاد الغلام وهو يرعد من البرد. وكان قد ترك الاحتجاب ويكلّم المرأة والصّبيّ، ويحضر مجالسة الفقهاء والعوامّ، ولا يمنع أحداً. وأسقطت المكوس في أيامه، وألبس الذّمة الغيار. ومحاسنه كثيرة، وصدقاته غزيرة، وتواضعه أمر عجيب، فرحمه الله تعالى.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 264 4 (محمد بن عبّاد بن محمد بن إسماعيل بن قريش.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 265 السّلطان المعتمد على الله أبو القاسم ابن السّلطان المعتضد بالله أبي عمرو ابن الإمام الفقيه قاضي إشبيلية، ثم سلطانها الظّافر المؤيّد بالله أبي القاسم بن أبي الوليد اللخمي، من ولد النّعمان بن المنذر صاحب الحيرة. كان المعتمد صاحب إشبيلية وقرطبة، وأصلهم من بلاد العريش التي كانت في أوّل رمل مصر، فدخل أبو الوليد الأندلس. مات المعتضد سنة إحدى وستّين وأربعمائة، فتملّك بعده المعتمد هذا. وكان عالماً، ذكيّاً، أديباً، شاعراً محسناً، وكان أندى الملوك راحةً، وأرحبهم مساحةً، كانت حضرته ملقى الرّحال، وموسم الشّعراء، وقبلة الآمال ومألف الفضلاء. وشعره في غاية الحسن، وهو مدوّن موجود. قال أبو بكر محمد بن عيسى اللخميّ الدّانيّ المعروف بابن اللّبّانة الشّاعر: ملك المعتمد بن مسوّرات البلاد ما بين أمصارٍ ومدن وحصون مائتي مسوّر وإحدى وثلاثين مسوّراً. وخلع من ملكه عن ثمانمائة سرّية، وولد له مائةٌ وثلاثةٌ وسبعون ولداً. وكان راتبه كلّ يومٍ ثمانمائة رطل لحم. وكان له ثمانية عشر كاتباً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 266 وذكر القاضي شمس الدّين ابن خلكان، قال: كان الأذفونش بن فرذلند ملك الفرنج بالأندلس قد قوي أمره، وكانت ملوك الطّوائف من المسلمين بجزيرة الأندلس يصالحونه، ويؤدون إليه ضريبة، ثمّ إنّه أخذ طليطلة في سنة ثمانٍ وسبعين وأربعمائة بعد حصارٍ شديد، وكانت للقادر بالله بن ذي النّون. وكان المعتمد مع كونه أكبر ملوك الجزيرة يؤدّي الضّريبة للأذفونش، فلمّا) ملك الكلب طليطلة قويت نفسه، ولم يقبل ضريبة المعتمد، وأرسل إليه يتهدّده ويقول: تنزل عن الحصون التي بيدك، ويكون لك السّهل. فضرب المعتمد الرسول، وقتل من كان معه. فبلغ الأدفونش الخبر وهو متوجّهٌ لحصار قرطبة، فرجع إلى طليطلة لأخذ آلات الحصار، فأتى المشايخ والعلماء إلى أبي عبد الله محمد بن أدهم، وفاوضوه فيما نزل بالمسلمين، فاجتمع رأيهم أن يكتبوا إلى الأمير أبي يعقوب يوسف بن تاشفين صاحب مرّاكش، يستنجدونه ليعدّي بجيوشه إلى الأندلس، وينجد الإسلام. واجتمع القاضي بالمعتمد على الله، وأعلمه بما جرى فقال: مصلحة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 267 ثمّ، إنّ ابن تاشفين نزل سبتة، وأمر جيشه، فعبروا إلى الجزيرة الخضراء، ولمّا تكامل له جنده عبر هو في السّاقة. ثم إنّه اجتمع بالمعتمد. وقد عرض المعتمد عساكره. وأقبل المسلمون من كلّ النّواحي طلباً للجهاد. وبلغ الأدفونش الخبر فخرج في أربعين ألف فارس، وكتب إلى ابن تاشفين يتهدّده، فكتب ابن تاشفين جوابه في ظهر كتابه: الذي يكون ستراه. وردّه إليه. فلمّا وقف عليه ارتاع لذلك، وقال: هذا رجل عازم. ثمّ سار حزب الإسلام وحزب الصّليب والتقى الجمعان بالزّلاقة من بلد بطليوس، فكانت ملحمةً كبرى، وهزم الله الأذفونش، بعد استئصال عسكره، ولم يسلم معه سوى نفرٍ يسير. وذلك في يوم الجمعة من رمضان سنة تسعٍ وسبعين. وأصاب المعتمد جراحاتٌ في وجهه وبدنه، وشهدوا له بالشّجاعة، وغنم المسلمون شيئاً كثيراً. وعاد ابن تاشفين إلى بلاده. ثمّ إنّه في العام المقبل، عدّى إلى الأندلس، وتلقاه المعتمد، وحاصرا بعض حصون الفرنج، فلم يقدروا عليها، فرحل ابن تاشفين، ومرّ بغرناطة إليه صاحبها عبد الله بن بلكّين تقادم سنيّة، وتلقاه، فغدر به ابن تاشفين، ودخل بلده وقصره، وأخذ منه ما لا يحصى، ثمّ رجع إلى مرّاكش، وقد أعجبه حسن الأندلس وبساتينها وبناها ومطاعمها التي لا توجد بمراكش، فإنّها بلاد بربر وأجلاف العربان. وجعل خواصّ ابن تاشفين يعظّمون عنده الأندلس، ويحسّنون له أخذها، ويغرون قلبه على المعتمد بأشياء.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 268 وقال عبد الواحد بن علي المراكشي في ' تاريخه ': غلب المعتمد على قرطبة في سنة إحدى وسبعين، فأخرج منها ابن عكاشة، ثم رجع إلى إشبيلية، واستخلف عليها ولده عبادا، ولقبه المأمون. وفي سنة تسع وسبعين جاز المعتمد البحر إلى مراكش مستنصرا بيوسف بن تاشفين على الروم، فلقيه أحسن لقاء، وأسرع إجابته وقال: أنا أول منتدب لنصرة الدين. فرجع مسرورا، ولم يدر أن تدميره في تدبيره، وسل سيفا عليه لا له. فأخذ ابن تاشفين في أهبة العبور إلى الأندلس، واستنفر الناس، وعبر في سبعة آلاف فارس، سوى الرجالة، ونزل الجزيرة الخضراء، وتلقاه المعتمد، وقدم له تحفا جليلة، وسأله أن يدخل إشبيلية، فامتنع وقال: نريد الجهاد. ثم سار بجيوشه إلى شرقي الأندلس. وكان الأدفونش، لعنه الله يحاصر حصنا، فرجع إلى بلاده يستنفر الفرنج، وتلقى ابن تاشفين ملوك الأندلس الذين كانوا على طريقه كصاحب غرناطة، وصاحب المرية، وصاحب بلنسية، ثم استعرض جنده على حصن لورقة، وقال للمعتمد: هلم ما جئنا له من الجهاد. وجعل يصغر قدر الأندلس ويقول: في أوقات كان أمر هذه الجزيرة عندنا عظيما، فلما رأيناها وقعت دون الوصف. وهو في ذلك كله يسر حسوا في ارتقاء. فسار المعتمد بين يديه، وقصد طليطلة، فتكامل عدد المسلمين زهاء عشرين ألفا، فالتقوا هم والعدو بأول بلاد الروم، لعنهم الله، وجاء الأدفونش في جيش عظيم بمرة، فلما رآهم يوسف قال للمعتمد: ما كنت أظن هذا الخنزير يبلغ هذا الحد. فالتقوا في ثاني عشر رمضان، وصبر البربر، وأبلوا بلاء حسنا، وهزم الله النصارى، وكانت ملحمة مشهودة. ونجا الأدفونش في تسعة من أصحابه. وتسمى هذه وقعة الزلاقة. ففرح أهل الأندلس بالبربر، وتيمنوا بهم، ودعوا لابن تاشفين على المنابر، فقوي طمعه في الأندلس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 269 وقد كانت الفرنج تأخذ الإتاوة من ملوكها قاطبة. ثمّ جال ابن تاشفين في الأندلس على سبيل التفرّج، وهو يضمر أشياء، ويظهر إعظام المعتمد ويقول: إنّما نحن في ضيافته، وتحت أمره.) وكان المعتصم معن بن محمد بن صمادح، صاحب المرية، يحسد المعتمد، فداخل ابن تاشفين، وحظي عنده، فأخذ يعيب المعتمد، وقدّم لابن تاشفين هدايا فاخرة، ولم يدر ابن صمادح أنّه يسقط في البئر الذي حفر. وأعانه جماعةٌ على تغيير قلب ابن تاشفين يقول الزّور، وبأنه يتنقّصك. فعبر إلى بلاده مرّاكش. وفهم المعتمد أنه قد تغير عليه. ثم اتّفق رأي ابن تاشفين أن يراسل المعتمد، يستأذنه في رجالٍ صلحاء أصحاب ابن تاشفين رغبوا في الرّباط في حصون الأندلس. فأذن له. وأراد ابن تاشفين أن يكون له بالأندلس أعواناً لوقت الحاجة. وقد كانت قلوب الأندلسيين قد أشربت حبّ ابن تاشفين، فانتخب رجالاً، وأمر عليهم قرابته بلّجين، وقرّر معه أموراً، فبقوا بالأندلس إلى أن ثارت الفتنة. ومبدؤها في شوّال سنة ثلاثٍ وثمانين. فملك المرابطون جزيرة طريف، ونادوا فيها بدعوة أمير المسلمين يوسف. ثمّ زحف المرابطون الذين في الحصون إلى قرطبة فحاصروها، وفيها المأمون بعد أن أبدى عذراً وأظهر في الدّفاع جلداً وصبراً في صفر سنة أربع وثمانين. فزادت الإحنة والمحنة، وعلت الفتنة. قال ابن خلّكان: وحاصروا إشبيليّة، وبها المعتمد، أشدّ المحاصرة، وظهر من شدّة بأس المعتمد ومصابرته وتراميه على الموت بنفسه، ما لم يسمع بمثله. فلمّا كان في رجب سنة أربعٍ هجم ابن تاشفين البلد، وشنّوا فيه الغارات. ولم يتركوا لأحدٍ شيئاً. وخرج الناس يسترون عوراتهم بأيديهم. وقبضوا على المعتمد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 270 وقال عبد الواحد المذكور: وفي نصف رجب ثاروا على المعتمد، فبرز من قصره وسيفه بيده، وغلالته ترفّ على جسده، لا درع عليه، ولا درقة معه، فلقي فارساً مشهور النّجدة فرماه الفارس بحربةٍ، فأصاب غلالته، وضرب هو الفارس بالسيف على عاتقه، فخرّ صريعاً. فانهزمت تلك الجموع، وظنّ أهل إشبيليّة أنّ الخناق قد تنفّس. فلمّا كان وقت العصر، عاودهم البربر، فظهروا على البلد من واديه، وشبّت النار في شوانيه، فعندها انقطع العمل. وكان الذي ظهر عليها من جهة البرّ جدير بن البربريّ، ومن الوادي الأمير أبو حمامة. والتوت الحال أياماً، إلى أن قدم سير ابن أخي يوسف بن تاشفين بعساكره، والناس في تلك الأيام يرمون أنفسهم من الأسوار. فاتّسع الخرق على الرّاقع بمجيء سير،) ودخل البلد من واديه، وأصيب حاضره وباديه بعد أن جدّ الفريقان في القتال، وشنت الغارة في إشبيلية، ولم يترك البربر لأهلها سبداً ولا لبداً. ونهبت قصور المعتمد، وأخذ أسيراً. ثمّ أكره على أن يكتب إلى ولديه: أن تسلّما الحصنين، وإلا قتلت. وإن دمي رهنٌ على ذلك. وهما الرّاضي بالله، والمعتدّ بالله، وكانا في رندة ومارتلة، فنزلا بعد عهودٍ مبرمة. فأمّا المعتدّ، فعند نزوله قبض عليه القائد الواصل إليه، وأخذ كلّ أمواله، وأمّا الآخر فقتلوه غيلةً. وذهبوا بالمعتمد وآله بعد استئصال جميع أحواله، وعبروا به إلى طنجة، فبقي بها أياماً، ثم نقلوه إلى مكناسة، فترك بها أشهراً، ثمّ نقّلوه إلى مدينة أغمات، فبقي بها أكثر من شنتين محبوساً. ومات. وللمعتمد مراثٍ في ولديه اللذين قتلوهما. وله في حاله: تبدّلت من ظلّ عزّ البنود بذلّ الحديد وثقل القيود وكان حديدي سناناً ذليقاً وعضباً رقيقاً صقيل الحديد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 271 وقد صار ذاك وذا أدهماً يعضّ بساقيّ الأسود وقيل: إنّ بنات المعتمد دخلن عليه السّجن في يوم عيدٍ، وكنّ يغزلن للنّاس بالأجرة في أغمات، فرآهنّ في أطمارٍ رثّة، فصدعن قلبه، فقال: فيما مضى كنت بالأعياد مسروراً فسآءك العيد في أغمات مأسورا ترى بناتك في الأطمار جائعةٍ يغزلن للنّاس لا يملكن قطميرا برزن نحوك للتّسليم خاشعةًإبصارهنّ حسيراتٍ مكاسيرا يطأن في الطّين والأقدام حافيةٌ كأنّها لم تطأ مسكاً وكافورا من بات بعدك في ملكٍ يسرّ بهفإنّما بات بالأحلام مسرورا ودخل عليه ولده أبو هاشم، والقيود قد عضّت بساقيه، فقال: قيدي، إما تعلمني مسلماً أبيت أن تشفق أو ترحما دمي شرابٌ لك، واللّحم قدأكلته، لا تهشم الأعظما يبصرني فيك أبو هاشمٍ فينثني، والقلب قد هشّما إرحم طفيلاً طائشاً لبّهلم تخش أن يأتيك مسترحما وارحم أخيّاتٍ له مثلهجرّعتهنّ السّمّ والعلقما) وللمعتمد، وقد أحيط به: لمّا تماسكت الدّموعوتنهنه القلب الصّديع
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 272 قالوا: الخضوع سياسةٌ فليبد منك لهم خضوع وألذ من طعم الخضوع على فمي السّمّ النقيع إن تسلب عنّي الدّناملكي وتسمني الجموع فالقلب بين ضلوعهلم تسلم القلب الضّلوع قد رمت يوم نزالهمأن لا تحصّنني الدّروع وبرزت ليس سوى قميصٍ عن الحشى شيءٌ دفوع أجلي تأخّر، لم يكنبهواي ذلّي والخضوع ما سرت قطّ إلى القتال وكان في أملي الرّجوع شيم الأولى أنا منهموالأصل تتبعه الفروع ولأبي بكر محمد بن اللّبّانة الدّانّي فيه قصائد سائرة، وكان منقطعاً إليه من ذلك: لكلّ شيءٍ من الأشياء ميقاتوللمنى من مناياهنّ غايات والدّهر في صيغة الحرباء منغمسٌ ألوان حالاته فيها استحالات ونحن من لعب الشّطرنج في يدهوربّما قمرت بالبيدق الشّاة أنفض يديك من الدّنيا وساكنها فالأرض قد أقفرت والنّاس قد ماتوا وقل لعالمها الأرضيّ: قد كتمتسريرة العالم العلويّ أغمات وهي طويلة. وله فيه قصائد طنّانة، هي: تنشّق رياحين السّلام فإنّماأفضّ بها مسكاً عليك مختّما
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 273 وقل لي مجازاً إن عدمت حقيقةًبأنّك في نعمى فقد كنت منعما أفكّر في عصر مضى لك مشرقاً فيرجع ضوء الصّبح عندي مظلما وأعجب من أفق المجرّة إذ رأى كسوفك شمساً كيف أطلع أنجما فتاةٌ سعت للطّعن حتى تقصّدتوسيفٌ أطال الضّرب حتى تثلمّا بكى آل عبّاد ولا لمحمّدٍ وأبنائه صوب الغمامة إذ هما) صباحهم كنا به نحمد السّرى فلمّا عدمناهم سرينا على عمى وكنّا رعينا العزّ حول حماهمفقد أجدب المرعى وقد أقفر الحمى وقد ألبست أيدي اللّيالي محلّهممناسيج سدّى الغيث فيها وألحما قصورٌ خلت من ساكنيها فما بهاسوى الأدم تمشي حول واقفة الدّما كأن لم يكن فيها أنيسٌ ولا التقى بها الوفد جمعاً والجميش عرمرما حكيت وقد فارقت ملكك مالكاً ومن ولهي أبكي عليك متمّما تضيق عليّ الأرض حتّى كأنّنيخلقت وإيّاها سواراً ومعصما وإنّي على رسمي مقيمٌ فإن أمتسأجعل للباكين رسمي موسماً بكاك الحيا والرّيح شقّت جيوبهاعليك وناح الرّعد باسمك معلما
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 274 ومزّق ثوب البرق واكتست السّماحداداً وقامت أنجم اللّيل مأتما وما حلّ بدر التّمّ بعدك دارةًولا أظهرت شمس الظّهيرة مبسما سينجيك من نجّى من الجبّ يوسفاً ويؤويك من آوى المسيح بن مريما ثمّ إنّه وفد على المعتمد وهو في السجن وفادة وفاءٍ لا استجداء، وحكى انه لما عزم على الانفصال عنه بعث إليه عشرين ديناراً، وتفصيلة، وأبياتاً يعتذر فيها، قال: فرددتها عليه لعلمي بحاله، وأنّه لم يترك عنده شيئاً. قال ابن خلّكان: مولده سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة. ومات في شوّال سنة ثمانٍ وثمانين. قلت: وقد سمّى ابن اللّبّانة أولاد المعتمد الذين في الحياة بأسمائهم وألقابهم، فذكر نحواً من ثلاثين ذكراً. قال: وعدد بناته أربعٌ وثلاثون بنتاً. 4 (محمد بن عبد الواحد.) أبو بكر الإصبهاني. عرف بخوروست. شيخ مسنّ. قال السّلفيّ: لم يمت أحدٌ من شيوخي قبله. روى عن: أبي منصور بن مهريرد. 4 (محمد بن عثمان بن عليّ بن حسان.) )
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 275 أبو سعيد البستيّ الغازي القوّاس، ابن الأديب النّحويّ أبي طاهر. سمع من أصحاب الأصمّ. وكان أحد الرّماة المذكورين. وتوفي في ذي الحجّة عن أربع وثمانين سنة بنيسابور. روى عنه: أبو البركات الفراويّ، وأمّ سلمة بنت عبد الغافر. 4 (محمد بن عليّ بن الحسين بن يحيى بن حميدون.) القاضي أبو عبد الله الصّوريّ توفي بصور في رمضان. 4 (محمد بن عليّ بن أبي عثمان.) أبو الغنائم. قال شجاع الذّهليّ: توفي فيها. وقد مرّ سنة ثلاث. 4 (محمد بن عليّ بن محمد بن عبد الله.) أبو عليّ الشّاذياخيّ الصّوفيّ. حدّث عن: أبي حسّان محمد بن أحمد المزكّي، وأبي بكر بن الحارث، وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم المزكّي. ولد سنة خمس عشرة وأربعمائة. وتوفيّ في صفر. 4 (محمد ين عليّ بن أبي صالح البغويّ الدّبّاس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 276 سمع: الجرّاحيّ، ومسعود بن محمد البغويّ،) وعليّ بن أحمد الإستراباذيّ وغيرهم. وهو آخر من روى جامع التّرمذيّ بعلوّ. روى عنه: ابنه عثمان، وأبو الفتح محمد بن عبد الله الشيرازيّ، وأحمد بن ياسر المقريء، وأبو الفتح محمد بن أبي عليّ، ومحمد بن عبد الرحمن الحمدوييّ، وآخرون كثرون. وتوفّي ببغشور في ذي القعدة. وكان من الفقهاء. عاش ثمانياً وثمانين. وكنيته أبو سعيد. 4 (محمد بن المظفّر بن بكران بن عبد الصّمد.) العلامة قاضي القضاة أبو بكر الشّاميّ الحمويّ الفقيه الشافعيّ. ولد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 277 بحماه سنة أربعمائة، ورحل) إلى بغداد شاباً، فسكنها وتفقّه بها. وسمع الحديث من: عثمان بن دوست، وأبي القاسم بن بشران، وأبي طالب بن غيلان، وأبي محمد الخلال، وأبي الحسن العتيقيّ، وجماعة. روى عنه: أبو القاسم بن السّمرقنديّ، وإسماعيل بن محمد الحافظ، وهبة الله بن طاوس المقريء. وكان دخوله بغداد في سنة عشرين. قال السمعانيّ: هو أحد المتقنين لمذهب الشافعيّ، وله اطّلاع على أسرار الفقه. وكان ورعاً زاهداً متّقياً. وجرت أحكامه على السداد. ولي قضاء القضاة ببغداد بعد موت أبي عبد الله الدامغانيّ سنة ثمانٍ وسبعين، إلى أن تغّير عليه المقتدي بالله لأمرٍ، فمنع الشهود من حضور مجلسه مدّةً، فكان يقول: ما أنعزل ما لم يتحقّقوا عليّ الفسق. ثمّ إنّ الخليفة خلع عليه، واستقام أمره. وسمعت الفقيه أحمد بن عبد الله بن الأبنوسيّ يقول: جاء أمير إلى قاضي القضاة الشّاميّ، فادّعى شيئاً، فقال: بيّنتي فلان والمشطب الفرغانيّ الفقيه. فقال: لا أقبل شهادة المشطب، لأنه يلبس الحرير. فقال: السّلطان ملكشاه ووزيره نظام الملك يلبسانه. فقال: ولو شهدا عندي ما قبلت شهادتهما أيضاً. وقال ابن النّجّار: كان رحمه الله قد تفقّه على أبي الطّيّب الطّبريّ، وكان يحفظ تعليقته، وولي قضاء القضاة، وأبى أن يأخذ على القضاء رزقاً. ولم يغيّر مأكله ولا ملبسه، ولا استناب أحداً في القضاء. وكان يسوّي بين الشّريف والوضيع في الحكم، ويقيم جاه الشّرع. فكان هذا سبب انقلاب الأكابر عنه، فألصقوا به ما كان منه بريّاً من أحاديث ملفّقة، ومعاييب مزوّرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 278 وصنّف كتاب البيان عن أصول الدّين. وكان على طريقه السّلف، ورعاً نزهاً. وأنبأنا أبو اليمن الكنديّ أنّ أحمد بن عبد الله بن الأبنوسي أخبره قال: كان لقاضي القضاة الشّاميّ كيسان، أحدهما يجعل فيه عمامته، وهي كتّان، وقميصاً من القطن الحسن، فاذا خرج لبسهما. والكيس الآخر فيه فتيت، فاذا أراد الأكل جعل منه في قصعة، وجعل فيه قليلاً من الماء، وأكل منه.) وكان له كادك في الشهر بدينار ونصف، كان يقتات منه. فلمّا ولي القضاء جاء إنسان فدفع فيه أربعة دنانير، فأبى، وقال: لا أغيّر ساكني. وقد ارتبت بك لم لا كانت هذه الزيادة من قبل القضاء وكان يشدّ في وسطه مئزراً، ويخلع في بيته ثيابه، ويجلس. وكان يقول: ما دخلت في القضاء حتّى وجب عليّ، وأعصي إن لم أقبله. وكان طلاب المنصب قد كثروا، حتّى أنّ أبا محمد التميمي بذل فيه ذهباً كثيراً، فلم يجب. وقال ابن الجوزيّّ: لمّا مات الدامغانيّ سنة ثمانٍ وسبعين أشار الوزير أبو شجاع على الخليفة أن يولّيه القضاء، فامتنع، فما زالوا به حتى تقلّده، وشرط أن لا يأخذ رزقاً، ولا يقبل شفاعة، ولا يغيّر ملبوسه، فأجيب إلى ذلك، فلم يتغير حاله، بل كان في القضاء كما كان قبله رحمه الله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 279 وقال ابن السّمعانيّ: سمعت عبد الوهاب الأنماطيّ يقول: كان قاضي القضاة الشّاميّ حسن الطّريقة ما كان يتبسّم في مجلسه، ويقعد معبساً، فلّما منعت الشّهود من حضور مجلسه، وقعد في بيته، نفّد إليه القاضي أبو يوسف القزوينيّ المعتزليّ: ما عزلك الخليفة، إنّما عزل النبي صلى الله عليه وسلم. قال: كيف ذلك قال: لأنّه قال: لا يقضي القاضي بين اثنين وهو غضبان. وأنت طول عمرك غضبان. وقال محمد بن عبد الملك الهمذانيّ: كان حافظاً لتعليقة أبي الطّيّب، كأنّها بين عينيه، لم يقبل من سلطانٍ عطيّة، ولا من صديقٍ هدية. وكان يعاب الحدّة وسوء الخلق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 280 وقال أبو عليّ بن سكّرة: ورعٌ زاهدٌ، وأمّا العلم فكان يقال: لو رفع مذهب الشّافعيّ أمكنه أن يمليه من صدره. علّق عنه القاضي أبو الوليد الباجيّ. قال عبد الوهاب الأنماطيّ: كان قاضي القضاة الشّاميّ حسن الطّريقة، ما كان يتبسّم في مجلس قضائه. قال السّمعانيّ: توفي في عاشر شعبان، ودفن في تربةٍ له عند أبي العبّاس بن سريح. وله ثمانية وثمانون عاماً. 4 (محمد بن أبي نصر فتّوح بن عبد الله بن فتّوح بن حميد بن يصل.) الحافظ أبو عبد الله الأزديّ الحميديّ الأندلسيّ الميورقيّ.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 281 وميورقة جزيرة قريبة من الأندلس. سمع بالأندلس، ومصر، والشّام، والحجاز، وبغداد واستوطنها. وكان من كبار أصحاب أبي محمد بن حزم الفقيه. قال: ولدت قبل العشرين وأربعمائة. سمع: ابن حزم، وأخذ عنه أكثر كتبه وأبا العباس أحمد بن عمر العذريّ، وأبا عمر بن عبد البرّ. ورحل سنة ثمانٍ وأربعين وأربعمائة، فسمع بإفريقيّة كثيراً، ولقي كريمة بمكّة. وسمع بمصر: القاضي أبا عبد الله القضاعيّ، وعبد العزيز بن الضّرّاب، وابن بقاء الورّاق، والحافظ أبا زكريا البخاريّ. وبدمشق: أبا القاسم الحسين الحنّائيّ، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأبا بكر الخطيب. وببغداد: أبا الغنائم بن المأمون، وأبا الحسين بن المهتدي بالله، والطّبقة. وبواسط: أبا غالب بن بشران اللّغويّ. ولم يزل يسمع ويكثر حتّى كتب عن أصحاب الجوهريّ. روى عنه: شيخه الخطيب في مصنفاته، وأبو نصر بن ماكولا، وأبو عليّ بن سكّرة، وأبو الحسن بن سرحان، وأبو بكر بن طرخان، وهبة الله بن الأكفانيّ، وأبو القاسم بن السّمرقنديّ، والحافظ إسماعيل بن محمد، وصدّيق بن عثمان التبريزي، وأبو إسحاق الغنويّ، وأبو الفضل محمد بن ناصر، وطائفة آخرهم أبو الفتح بن البطّيّ. سمع الكثير ورحل وتعب. وكان من كبار الحفّاظ. كان ثقة، متديناً، يصيراً بالحديث، عارفاً بفنونه، خبيراً بالرجال، لاسيما بأهل الأندلس وأخبارها، مليح النّظر، حسن النغمة في قراءة الحديث، صيّناً ورعاً، جيّد المشاركة في العلوم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 282 وكان ظاهريّ المذهب، ويسرّ ذلك بعض الشّيء. قال ابن طرخان: سمعته يقول: كنت أحمل للسّماع على الكتف سنة خمسٍ وعشرين وأربعمائة، وأوّل ما سمعت من الفقيه أبي القاسم أصبغ بن راشد. وكنت أفهم ما يقرأ عليه. وكان ممّن تفقه على أبي محمد بن أبي زيد. وأصل أبي من قرطبة، من محلةٍ يقال لها الرصافة، وسكن جزيرة ميورقة، وبها ولدت.) قال يحيى بن البنّا: كان الحميدي من حرصه واجتهاده ينسخ بالليل في الحرّ، فكان يجلس في إجانة ماءٍ يتبرّد به. وقال الحسين بن محمد بن خسرو: جاء أبو بكر بن ميمون، فدق على الحميديّ، وظنّ أنّه قد أذن له فدخل، فوجده مكشوف الفخذ، فبكى الحميديّ وقال: والله لقد نظرت إلى موضعٍ لم ينظره أحدٌ منذ عقلت. وقال ابن ماكولا: لم أر مثل صديقنا الحميديّ في نزاهته وعفّته وورعه وتشاغله بالعلم. صنّف تاريخاً للأندلس. وقال السّلفيّ: سألت أبا عامر محمد بن سعدون العبديّ، عن الحميديّ فقال: لا يرى قطّ مثله، وعن مثله يسأل جمع بين الفقيه والحديث والأدب، ورأى علماء الأندلس. وكان حافظاً. قلت: لقي حفّاظ العصر ابن عبد البرّ، وابن حزم، والخطيب، والحبّال. وقال يحيى بن إبراهيم السّلماسيّ: قال أبي: لم تر عيناي مثل الحميدي في فضله ونبله وغزارة علمه وحرصه على نشر العلم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 283 قال: وكان ورعاً تقيّاً إماماً في الحديث وعلله ورواته، متحقّقاً في علم التحقيق والأصول على مذهب أصحاب الحديث، بموافقة الكتاب والسّنة، فصيح العبارة، متبحراً في علم الأدب والعربيّة والتّرسّل. وله كتاب الجمع بين الصحيحين، و تاريخ الأندلس، و جمل تاريخ الإسلام، وكتاب الذهب المسبوك في وعظ الملوك، وكتاب في الترسّل، وكتاب مخاطبات الأصدقاء، وكتاب ما جاء من الآثار في حفظ الجار، وكتاب ذمّ النّميمة. وله شعرٌ رصينٌ في المواعظ والأمثال. قلت: وقد جاء عن الحميدي أنّه قال: صيّرني الشهاب شهاباً. وكان يسمع عليه كثيراً، عن مصنّفه القضاعيّ. وقال ابن سكّرة: كان يدلني على المشايخ، وكان متقللاً من الدّنيا، يموّنه ابن رئيس الرؤساء. ثمّ جرت لي معه قصص أوجبت انقطاعي عنه. وكان يبيت عند ابن رئيس الرؤساء كلّ ليلة. وحدّثني أبو بكر ابن الخاضبة أنّه لم يسمعه يذكر الدّنيا قطّ. وقال أبو بكر بن طرخان: سمعت أبا عبد الله الحميديّ يقول: ثلاثة كتب من علوم الحديث يجب تقديم الهمم بها: كتاب العلل وأحسن كتاب وضع فيه كتاب الدارقطنيّ، وكتاب المؤتلف) والمختلف وأحسن كتاب وضع فيه كتاب الأمير ابن ماكولا، وكتاب وفيات الشّيوخ وليس فيه كتابٌ، وقد كنت أردت أن أجمع في ذلك كتاباً، فقال لي الأمير: رتبه على حروف المعجم، بعد أن ترتّبه على السّنين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 284 قال ابن طرخان: فشغله عنه الصّحيحان، إلى أن مات. قلت: قد فتح الله بكتابنا هذا، يسّر الله إتمامه، ونفع به، وجعله خالصاً من الرّياء والرياسة. وقد قال الحميديّ في تاريخ الأندلس: أنا عمر بن عبد البرّ، أنا أبو محمد عبد الله بن محمد الجهني، بمصنف أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النّسائيّ، قراءةً عليه، عن حمزة بن محمد الكنانيّ، عن النّسائيّ. وللحميدي رحمه الله تعالى: كتاب الله عز وجل قوليّوما صحّت به الآثار ديني ما اتفق الجميع عليه بدءاً وعوداً فهو عن حقّ مبين فدع ما صدّ عن هذا وخذهاتكن منها على عين اليقين وقال القاضي عياض: محمد بن أبي نصر أبو عبد الله الأزديّ الأندلسيّ، سمع بميورقة من أبي محمد بن حزم قديماً. وكان يتعصب له، ويميل إلى قوله. وكانت قد أصابته فيه فتنة، ولمّا شدّد على ابن حزم وأصحابه خرج الحميديّ إلى المشرق. ومن شعره: طريق الزّهد أفضل ما طريقوتقوى الله تأدية الحقوق فثق بالله يكفك واستعنهيعنك ودع بنيّات الطّريق وله:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 285 لقاء النّاس ليس يفيد شيئاً سوى الهذيان من قيلٍ وقال فاقلل من لقاء النّاس إلالأخذ العلم أو إصلاح حال قال السّمعانيّ: روى لنا عنه: يوسف بن أيوب الهمذانيّ، وإسماعيل الحافظ، ومحمد بن عليّ الحلابيّ، والحسين بن الحسن المقدسيّ، وغيرهم. وتوفي في سابعٍ عشر ذي الحجّة، ودفن بمقبرة باب أبرز بالقرب من قبر الشيخ أبي إسحاق الشّيرازيّ، وصلّى عليه الفقيه أبو بكر الشّاشيّ بجامع القصر. ثم نقل في سنة إحدى وتسعين) وأربعمائة إلى مقبرة باب حرب، ودفن عند قبر بشر الحافي. ونقل ابن عساكر في تاريخه إنّ الحميدي أوصى إلى الأجلّ مظفّر ابن رئيس الرؤساء أن يدفن عند بشر بن الحارث، فخالف وصيته، فلمّا كان بعد مدّة رآه في النّوم يعاتبه على ذلك، فنقله في صفر سنة إحدى وتسعين، وكان كنفه جديداً، وبدنه طرّياً، يفوح منه رائحة الطّيب. ووقف كتبه رحمه الله. وقع لنا تذكرة الحميديّ بعلوّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 286 4 (محمد بن محمد بن جماهر.) أبو بكر الحجريّ الطّليطليّ. روى عن: عمه جماهر، وقاسم بن هلال، وأبي عمر بن سميق. وحجّ، وسمع من: أبي العباس بن نفيس، والقضاعيّ. وكان شديد العناية بالسّماع، وليس عنده كبير علم. ورّخه ابن بشكوال. 4 (محمد بن منصور بن عمر.) أبو بكر الكرخيّ، الفقيه الشّافعيّ. والد أبي البدر إبراهيم الكرخيّ. فقيه صالح سمع: أبا الحسن بن مخلد، وأبا عليّ بن شاذان. وعنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ. توفي في جمادى الأولى. 4 (موسى بن محمد بن موسى.) أبو عمران الإصبهاني، ثمّ البغداديّ المؤدّب. سمع: عبد الملك بن بشران، وغيره. روى عنه: أبو غالب بن البنا، وابنه سعيد بن البنّا. 4 (حرف النون)
4 (نجيب بن ميمون بن سهل بن عليّ.) أبو سهل الواسطيّ، ثمّ الهرويّ.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 287 سكن أبوه هراة. وسمع نجيب من: والده ومن: أبي عليّ منصور بن عبد الله الخالديّ، ورافع بن عصم الضّبيّ، وطائفة من مسندي هراة في زمانه. روى عنه: ابن طاهر المقدسيّ، ووجيه الشّحّاميّ، وأبو النّصر الفامي، وخلق سواهم منهم: عبيد الله بن حمزة الموسوي، وأخوه عليّ بن حمزة، والمطهر بن يعلى العلويّ، ومحمد بن المفضل الدّهّان، والجنيد بن محمد القاينيّ، ومحمد بن ريحان النّسائي، وأبو الفتح نصر بن سيّار، وعليّ بن سهل الشّاشيّ، وأمة الله بنت محمد العارف، وعبد الملك بن عبد الله العلويّ. قال الدقاق: ليس بقي في الدنيا من يروي عن الخالديّ سواه. وسمع من: حاتم بن محمد بن أبي حاتم الهرويّ، وأحمد بن عليّ بن أحمد الشارعيّ ومحمد بن منصور الجولكي، ومحمد بن محمد الأزديّ القاضي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 288 وكان مولده في شعبان سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، ومات في الثّاني والعشرين من رمضان سنة ثمان. 4 (حرف الهاء)
4 (هبة الله بن محمد بن الطّيب.) أبو القاسم بن أبي الصّبّاغ. من سراة البغداديين. سمع: أباه، وعثمان بن دوست، وغيرهما. روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وعمر بن ظفر الشّيبانيّ، وأبو الفتح محمد بن عبد السّلام. قال ابن ناصر: توفي في سادس ذي القعدة. 4 (حرف الياء)
4 (يعقوب بن سليمان بن داود.) أبو يوسف الإسفراييني. نزيل بغداد وخازن كتب النّظاميّة. حدّث بسنن النّسائيّ عن أبي نصر الكسّار. وحدّث عن: عبد العزيز الأزجيّ، والطّبريّ. وتوفي في العشرين من ذي القعدة.) 4 (يلبر بن خطلع.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 289 أبو منصور الفانيذيّ الكرخيّ. سمع مشيخة أبي عليّ بن شاذان منه. روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ. وكان صالحاً، صحيح السّماع. توفي في جمادى الآخرة. 4 (الكنى)
4 (أبو شجاع الوزير) اسمه محمد كما تقدّم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 290 2 (وفيات سنة تسع وثمانين وأربعمائة.)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن خداداد.) أبو طاهر الكرجيّ الباقّلانيّ. ولد سنة ستّ عشرة وأربعمائة. وسمع: أبا عليّ بن شاذان، وأبا القاسم بن بشران، وأبا بكر البرقانيّ. وسمع كتباً كباراً، وتفرّد بها، من ذلك: سنن سعيد بن منصور، تفرّد به عن أبي عليّ بن شاذان. ولأبي طاهر السّلفيّ منه إجازة، بمرويّاته. روى عنه: ابن ناصر، وعمر الدّهستانيّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ، وأبو عليّ بن سكّرة. وهو ابن خال ابن خيرون.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 291 قال السّمعانيّ: كان شيخاً عفيفاً، زاهداً، منقطعاً إلى الله، ثقة، فهماً، لا يظهر إلا يوم الجمعة. سمعت عبد الوهّاب الحافظ يقول: كان أبو طاهر الباقّلانيّ أكثر معرفة من أبي الفضل بن خيرون. وكان زاهداً حسن الطّريقة، وما كان له حلقة في الجامع، ولا قريء فيه حديث. كان يقول لأصحاب الحديث: أنا لكم من السّبت إلى الخميس، ويوم الجمعة أنا بحكم نفسي للتّكبير والتّلاوة. وسمعت عبد الوهّاب يقول: جاء نظام الملك إلى بغداد، وأراد أن يسمع من شيوخها، فكتبوا له) أسماء الشّيوخ، وكتبوا في جملتهم اسمه، وسألوه أن يحضر دار نظام الملك حتّى يسمع منه. فامتنع، وألحّوا عليه، فما أجاب، ثمّ قال: إنّ ابن خيرون قرابتي، وما انفردت أنا بشيء، بل كلّ ما سمعت أنا سمعه هو، وهو في خزانة الخليفة على عملكم، فسمعوا منه. توفّي في رابع ربيع الآخر. 4 (أحمد بن عبد الرحمن بن مظاهر.) أبو جعفر الأنصاريّ الطّليطليّ. روى عن: خاله جماهر بن عبد الرحمن، ومحمد بن إبراهيم بن عبد السّلام الحافظ، وقاسم بن هلال، وجعفر بن عبد الله، وجماعة كثيرة. وعُني بسماع العلم ولقاء الشيوخ، وكان ذا بصر بالمسائل، وميل إلى الأثر. صنّف تاريخ فقهاء طليطلة. رواه عنه: القاضي أبو الحسن بن بقيّ. وكان ثقة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 292 4 (أحمد بن عمر بن الأشعث.) ويقال: ابن أبي الأشعث. أبو بكر السّمرقنديّ المقريء. نزيل دمشق، ثم نزيل بغداد. سمع: أبا عثمان الصّابونيّ، وأبا عليّ بن أبي نصر، وأبا عليّ الأهوازيّ وقرأ عليه بالروايات. روى عنه: أبو الكرم الشّهرزوريّ، وابنه أبو القاسم إسماعيل بن السّمرقنديّ، وأبو الفتح بن البّطيّ. وقال أبو الحسن عليّ بن أحمد بن قبيس الغسّانيّ: كان أبو بكر يكتب المصاحف من حفظه. وكان إذا فرغ من الوجه كتب الوجه الآخر إلى أن يجفّ، ثمّ يكتب الوجه الذي بينهما فلا يكاد أن يزيد ولا ينقص، مع كونه يكتب قطع كبير، وقطع لطيف. قال: وكان مزّاحاً. وخرج مع جماعة في فرجة، فقدّموه يصلّي بهم، فلمّا سجد بهم تركهم في الصّلاة، وصعد شجرة، فلمّا طال عليهم، رفعوا رؤوسهم من السّجدة، فلم يجدوه، ثمّ إذا به في الشّجرة يصيح: نوّ نوّ فسقط من أعينهم وانتحس، وخرج إلى بغداد، وترك أولاده بدمشق.) قلت: ثمّ أرسل أخذ أهله. وسمّع ابنيه بدمشق سنة بضعٍ وخمسين. وببغداد سنة نيّفٍ وستين وأربعمائة. وأقرأ القرآن ببغداد. قال ابن النّجّار: هو من أهل سمرقند، سافر إلى الشّام، وكان محموداً، متقناً، عارفاً بالرّويات، محقّقاً في الأخذ، متحرّياً، صدوقاً ورعاً. وكان يكتب على طريقة الكوفيين، ويجمع بين نسخ المصحف من حفظه، وبين الأخذ على ثلاثة، ويضبط ضبطاً حسناً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 293 ثنا ابن الأخضر، ثنا ابن البّطيّ: أنا أحمد بن عمر السّمرقنديّ: أنبأ الحسين بن محمد الحلبيّ: ثنا أحمد بن عطاء الرّوذباريّ إملاء بصور. قلت: مات الحلبي سنة ستّ وثلاثين، وهو أقدم شيخ للسّمرقنديّ. قال: الحسين بن محمد البلخيّ: كان شيخنا أبو بكر السّمرقنديّ لا يكتب لأحدٍ خطّه إذا قرأ عليه، إلا أن يكون مجوّداً في الغاية. وما رأيته كتب إلا لمسعود الحلاويّ، وقال: ما قرأ عليّ أحدٌ مثله. فجاء إليه الطّبّال، فقرأ ختمات، وأعطى ولد الشّيخ دنانير، فردّها الشّيخ وقال: لا أستحل أن أكتب له. قال البلخيّ: وكان أبو بكر لمّا جاء من دمشق اتّصل بعفيف القائمي الخادم، فأكرمه وأنزله، فكان إذا جاءه الفرّاش بالطعام بكى، فسأله عن بكائه، فقال: إنّ لي بدمشق أولاداً في ضيق. فأخبر الفرّاش عفيفاً، فأرسل من جاء بهم من دمشق، فجاءوا أباهم بغتةً، ولم يزالوا في ضيافة عفيف حتّى مات. ولد أبو بكر سنة ثمان وأربعمائة، ومات في سادس عشر رمضان. قال محمد بن عبد الملك الهمذانيّ في تاريخه: هو مشهور في التّقدّم بالقرآن ونسخ المصاحف، جعل دأبه أن ينسخ، ويقرئ جماعةً بروايات مختلفة، ويردّ على المخطئ منهم. فكان له في هذا كلّ عجيبة، رحمه الله. قلت: قرأ عليه جماعة، وكانت قراءته على الأهوازيّ في سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة. 4 (أحمد بن محمد بن عليّ.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 294 أبو بكر الهرويّ المقريء الضّرير. سكن دمشق، وسمع بها، رشأ بن نظيف، وأبا عليّ الأهوازيّ، وعليّ بن الخضر السّلميّ. وسمع بصور من: عبد الوهّاب بن برهان.) سمع منه: عمر الدّهستانيّ، وطاهر الخشوعيّ، وأبو محمد بن صابر ووثّقه. وتوفّي بالقدس في ربيع الآخر. قرأ على الأهوازيّ، وعاش اثنتين وثمانين سنة، وولد بهراة. وقد صنّف في القراءات الثّمان كتاباً سمّاه التذكرة. قرأ عليه القراءات: إبراهيم بن حمزة ابن الجرجرائيّ، وغيره. 4 (إسماعيل بن حمد بن محمد بن خيران.) أبو محمد الهمذانيّ البزّاز. سمع: أبا الحسين الفارسيّ، وعمر بن مسرور. وحدّث ببغداد. روى عنه: محمد بن سعدون العبدريّ أبو عامر، وأبو البركات بن السّقطيّ. وكان محدّثاً مكثراً. 4 (إسماعيل بن حمزة بن فضالة.) أبو القاسم الهروي الحنفيّ العطّار. عالم صدوق. حدّث بصحيح الإسماعيليّ، عن الحسين بن محمد الباشانيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 295 وسمع أيضاً من سعيد بن العبّاس القرشيّ. روى عنه: الجنيد بن محمد القاينيّ، والقاسم بن الحسين الحصيريّ، مات في ربيع الأول. 4 (إسماعيل بن عبد الملك.) الفقيه أبو القاسم الطّوسيّ، الفقيه المعروف بالحاكميّ. قدم دمشق. عديل الإمام أبي حامد الغزاليّ. وسمع من: نصر المقدسيّ في سنة تسعٍ وثمانين. قال أبو المفضّل يحيى بن عليّ القرشيّ القاضي: كان أعلم بالأصول من الغزاليّ، وكان شافعيّاً. قلت: لا أعلم وفاته متى هي. 4 (إسماعيل بن عثمان بن عمر الأبريسميّ.) نيسابوريّ. روى عن: أبي سعيد محمد بن موسى الصّيرفيّ.) روى عنه: زاهر الشّحّاميّ، وغيره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 296 وقيل: توفّي سنة تسعين. 4 (أمة الرحمن بنت أبي القاسم عبد الواحد بن حسين بن الجنيد.) امرأة عالمة صالحة، متبرّكٌ بها. سمعت أبا القاسم بن بشران. روى عنها: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وابن عبد السّلام الكاتب. وولدت سنة أربعمائة، وعمّرت. 4 (حرف الحاء)
4 (الحسين بن محمد بن الحسين بن عبد الله بن عمر.) أبو عبد الله بن السّرّاج البغداديّ النّصريّ. كان من أهل الصّلاح والسّداد. سمع: أبا القاسم الحرفيّ، وعثمان بن دوست العلاف، وعبد الملك بن بشران، ونصر بن علالة. روى عنه: أبو القاسم بن السّمرقنديّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ، وعبد الخالق اليوسفيّ، ومسعود بن محمد بن شنيف، وآخرون. توفّي في صفر. أخبرونا عن ابن اللّتّيّ، عن مسعود، عنه، بجزء ابن عفّان. 4 (حمزة بن محمد بن الحسن بن محمد.) أبو القاسم القرشيّ الأسديّ الزّبيريّ البغداديّ. شيخ صالح. سمع: أبا القاسم الحرفيّ، وأبا عليّ بن شاذان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 297 روى عنه: الأنماطيّ، وعمر بن ظفر، وابن ناصر، وآخرون. توفّي في شعبان عن نيّفٍ وثمانين سنة. 4 (حرف السين.)
4 (سليمان بن أحمد بن محمد.) أبو الربيع الأندلسيّ السّرقسطيّ.) دخل بغداد، وسمع بها من: أبي القاسم بن بشران، وأبي العلاء الواسطيّ، وجماعة. وكان عارفاً باللّغة، لكن قال ابن ناصر: كان كذّاباً، وكان يلحق اسمه. قال السّمعانيّ: ثنا عنه: عبد الوهّاب الأنماطيّ، وإسماعيل بن السّمرقنديّ، وابنه منصور بن سليمان. وسألت أبا منصور بن خيرون عنه، فأساء القول فيه، وقال: نهاني عمّي أبو الفضل أن أقرأ عليه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 298 وتوفّي في ربيع الآخر. 4 (حرف الشين.)
4 (شافع بن عليّ بن أبي الفضل الطّريثيثيّ.) الصّوفيّ. من ساكني نيسابور. شيخ صالح ظريف، له مجاهدة وحفظ أوقات وجمع همّة. صحب السّادة وحجّ وسمع بمكّة: أبا الحسن بن صخر. وبالبصرة: إبراهيم بن طلحة بن غسّان. روى عنه: وجيه الشّحّاميّ. ولد سنة أربعمائة، وتوفّي في ذي الحجّة. 4 (حرف الظاء)
4 (ظفر بن هبة الله بن القاسم.) أبو نصر الكسائيّ الهمذانيّ التّانيّ. قال شيرويه: روى عن: ابن المحتسب، وعليّ بن إبراهيم بن حامد، وأبي طاهر بن سلمة، وابن عبدان، وأبي بكر الأردستانيّ. سمعت منه وولداي شهردار وزينب، وهو شيخ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 299 توفّي في جمادى الأولى، وصلّينا عليه يوم الجمعة. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن الحسين بن عليّ بن حسين الأموي.) أبو محمد السّعيدانيّ، البصريّ. من ولد أمير مكّة عتّاب بن أسيد رضي الله عنه.) كان أبو محمد محتسب البصرة. وقد سمع الكثير من: عليّ بن هارون المالكيّ، والمبارك بن عليّ بن حمدان، والحسن بن أحمد الدّبّاس، وطلحة بن يوسف المواقيتيّ، وجماعة. ورحل إلى بغداد، وسمع وحدّث. ولد سنة تسعٍ وأربعمائة، وأوّل سماعه سنة ثمان عشرة. وكان حافظاً محدّثاً، حدّث عنه: أبو عبد الله البارع، وأبو غالب الماورديّ. ووثّقه الحافظ جابر بن محمد البصريّ، وقال: عنه أخذت علم الحديث. وقد كتب عن السّعيدانيّ: أبو عبد الله الحميديّ، ومكّيّ الرّميليّ، وشجاع الذّهليّ. وقد تقدّم ذكره. ورّخ ابن النّجّار وفاته في هذه السّنة. 4 (عبد الله بن يوسف.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 300 القاضي أبو محمد الجرجانيّ المحدّث. صنّف فضائل الشّافعيّ و فضائل أحمد بن حنبل. ودخل هراة. وتوفّي في ذي القعدة. وسماعاته في حدود الثّلاثين وأربعمائة. روى عنه: وجيه الشّحّاميّ، وغيره، وعبد الغافر الفارسيّ. سمع من: عمر بن مسرور، وأبي الحسين الفارسيّ، وأبي سعد الكنجروذيّ، وأبي عثمان البحيريّ، وطبقتهم، ومن بعدهم فأكثر. وهو ثقة صاحب حديث. قال السّمعانيّ: ولد بجرجان سنة تسعٍ وأربعمائة سمع من: حمزة السّهميّ، وأحمد بن محمد الخندقيّ، ومحمد بن عليّ بن محمد الطّبريّ، وكريمة بنت محمد المغازليّ، والأربعة سمعوا من ابن عديّ. وسمع من: أبي نعيم عبد المالك بن محمد الأسترباذيّ، الصّغير صاحب الإسماعيليّ. روى لنا عنه: الجنيد بن محمد القاينيّ، وعبد الملك بن عبد الله العدويّ، وأخوه أبو الفتح سالم، وعليّ بن حمزة الموسويّ، وهبة الرحمن القشيريّ، وآخرون.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 301 قال: ومات في تاسع ذي القعدة.) 4 (عبد الجبّار بن عبد الواحد بن أحمد بن سبويه.) أبو الفضل بن أبي طاهر، التّاجر، الإصبهانيّ. حدّث عن: أبي نعيم. سمع منه: المؤتمن السّاجيّ، وإسماعيل بن السّمرقنديّ، وأبو الفتح بن عبد السّلام. ولد سنة ثلاثٍ وعشرين وأربعمائة، وتوفّي ببغداد في شوّال سنة تسعٍ وثمانين. 4 (عبد المحسن بن محمد بن عليّ بن أحمد بن عليّ.) أبو منصور الشّيحيّ التّاجر السّفّار المعروف بابن شهدانكة، من أهل محلّة النّصريّة ببغداد. سمع الكثير من: أبي منصور محمد بن محمد بن السّواق، وأبي بكر أحمد بن محمد بن الصّقر، وعبد العزيز بن عليّ الأزجيّ، وابن غيلان، وأبي محمد الخلال، والعتيقيّ، وطبقتهم. وكتب بخطّه أكثر مسموعاته.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 302 وسمع بمصر: أبا الحسن الطّفّال، وأبا القاسم عليّ بن محمد الفارسيّ، وعبد الملك بن مسكين. وبدمشق: أبا الحسين محمد بن عبد الرحمن بن أبي نصر، وأبا القاسم الحنّائيّ، وأبا عبد الله محمد بن يحيى بن سلوان. وبالرّحبة: عبيد الله بن أحمد الرّقيّ، وطائفة سواهم. وكتب بخطّه أكثر مصنّفات الخطيب. وروى الكثير. حدّث عنه: شيخه أبو بكر الخطيب، وأبو السّعود أحمد بن عليّ، وأبو حامد العبدريّ، وأبو القاسم بن السّمرقنديّ، وأبو الفتح محمد بن عبد السّلام، وسعيد بن محمد الرّزّاز الفقيه، وأبو بكر بن الزّاغونيّ، وأبو الفضل بن ناصر، وخلق سواهم. سُئل إسماعيل بن محمد الحافظ عنه فقال: شيخ فاضل ثقة. وقال شجاع الذّهليّ: كان صدوقاً. وقال أبو عامر العبدريّ: كان من أنبل من رأيت وأوثقه. وقال أبو عليّ الصّدفيّ: كان فقيهاً نبيلاً كيّساً ثقة. وكان عنده أصل أبي بكر الخطيب بتاريخه، خصّه به. قلت: لأنّه فيما قال السّمعانيّ هو الذي حمل الخطيب إلى العراق، فأهدى إليه الخطيب تاريخه) بخطّه. وقال غيث بن عليّ: سألته عن مولده، فقال: سنة إحدى وعشرين وأربعمائة. وأوّل سماعي سنة سبعٍ وعشرين. وقال أبو عليّ البردانيّ: كان من المتموّلين، وكان أميناً سريّاً، كتب
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 303 كثيراً. وتوفّي في جمادى الأولى. قال السّمعانيّ: سمعت شيخاً لنا يقول: إنّ الخطيب لمّا حدّث بالجزء الأوّل من تاريخه استأذنه أبو الفضل بن خيرون أو شجاع الذّهليّ في التّسميع في أيّ موضعٍ يكتب، فقال: استأذنوا الشّيخ عبد المحسن، فإنّ النّسخة له، ولو كان عندي شيءٌ أعزّ منه أهديته له. وقال أبو الفضل محمد بن عطّاف: كان شيخنا عبد المحسن على طريقةٍ حسنة مرضيّة، حسن العناية بالعلم، وكان مالكيّاً ثقة أميناً. قال لي: ولدت في رجب سنة إحدى وعشرين. وقال ابن ناصر: توفّي شيخنا عبد المحسن بن الشّيحيّ في سادس عشر جمادى الأولى. قلت: وأبوه من شيحة، قريةٌ من قرى حلب. 4 (عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 304 أبو الفضل المقدسيّ الهمذانيّ الفرضيّ. نزيل بغداد. كان واحد عصره في الفرائض. سمع: الحسن بن محمد الشّاموخيّ بالبصرة، وعبد الواحد بن هبيرة العجليّ، وجماعة. روى عنه: ابن السّمرقنديّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ. وقيل: كان معتزليّاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 305 توفّي في رمضان ببغداد، وهو والد المؤرّخ محمد. 4 (عبد الملك بن سراج بن عبد الله بن محمد بن سراج.) الإمام أبو مروان الأمويّ، مولاهم القرطبيّ. إمام اللّغة بالأندلس. غير مدافع. روى عن: أبيه، ويونس بن عبد الله القاضي، وإبراهيم بن محمد الإفليليّ، ومكّيّ بن أبي طالب، وأبي عمرو السّفاقسيّ، وجماعة. روى عنه: أبو عليّ الصّدفيّ، وقال: هو أكثر من لقيته علماً وبضروب الآداب ومعاني القرآن) والحديث. وقال القاضي أبو عبد الله بن الحاجّ: كان شيخنا أبو مروان بن سراج يقول:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 306 حدّثنا وأخبرنا واحدٌ، ويحتجّ بقوله تعالى: يومئذٍ تحدّث أخبارها فجعل الحديث والخبر واحداً. وقال القاضي عياض: الوزير أبو مروان الحافظ اللّغويّ النّحويّ إمام الأندلس في وقته في فنّه، وأذكرهم للسان العرب، وأوثقهم على نقله. وكان أبوه أبو القاسم قاضي قرطبة من أفضل العلماء. قال عياض: وأخبرني ابنه أبو الحسين الحافظ أنّ أبا محمد مكّيّاً المقريء كان يعرض عليه بعض مصنّفاته، ويأخذ رأيه فيها، وإليه كانت الرحلة من أقطار الأندلس. وقال اليسع بن حزم: لكن ابن سراج زين الإيمان، وحسنة الزّمان، العلامة، النّسّابة، ذو الدّعوة المستجابة، والتسهيل والإجابة. كان المعتمد يزوره ويعظّمه. وقال أبو الحسن بن مغيث: كان أبو مروان من بيت خيرٍ وفضل، من مشاهير الموالي بالأندلس. كان جدّهم سراج من موالي بني أميّة، على ما حكاه أهل النّسب، إلا أنّ أبا مروان قال لي غير مرّة أنّه من العرب، من كلب بن وبرة، أصابهم سباء.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 307 اختلفت إليه كثيراً ولازمته، وكان واسع الرّواية والمعرفة، حافلهما، بحر علم، عالماً بالتّفاسير، ومعاني القرآن، ومعاني الحديث، أحفظ النّاس للسان العرب، وأصدقهم فيما يحمله، وأقومهم بالعربيّة والأشعار والأخبار والأيّام والأنساب. عنده يسقط حفظ الحفّاظ ودونه يكون علم العلماء. فاق الناس في وقته، وكان حسنةً من حسنات الزّمان، وبقيّة الأشراف والأعيان. قال أبو عليّ الغسّانيّ: سمعته يقول: مولدي في ثاني عشر ربيع الأوّل سنة أربعمائة. ومتّع بجوارحه على اعتلاء سنه، إلى أن توفّي، وهو حسن البقيّة، متوقدّ الذّهن، سريع الخاطر، في تاسع ذي الحجّة يوم عرفة، وصلّى عليه ابنه أبو الحسن سراج. رحمه الله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 308 وأبا بكر الحيريّ، وأبا سعيد الصّيرفيّ، وعبد الرّحمن بن محمد بن أحمد بن حبيب القاضي، ومحمد بن محمد بن بالويه الصّائغ، والحسين بن عبد الرحمن التّاجر، وعبد الرحمن بن بالويه، وعليّ بن أحمد بن عبدان الشّيرازيّ، وأبا عمرو محمد بن عبد الله الرّزجاهيّ، وعليّ بن محمد بن خلف، وأبا حازم عمر بن أحمد العبدويّ، وجماعة بنيسابور. وهلال بن محمد الحفّار، وأبا الحسين بن بشران، وابن الفضل القطّان، والغضائريّ، والإياديّ،) وجماعة ببغداد. وأبا عبد الله بن نظيف بمكّة. روى عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازيّ، وأبو طاهر أحمد بن حامد الثّقفيّ، ونعمان بن محمد الكندوج، وشيبان بن عبد الله المؤدّب، وبندار بن غانم، وعبد الجبّار بن محمد بن عليّ الصّالحانيّ. 4 (حرف القاف.)
4 (القاسم بن الفضل بن أحمد بن أحمد بن محمود.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 309 أبو عبد الله الثّقفيّ الإصبهانيّ. رئيس إصبهان وكبيرها ومسندها. ولد سنة سبعٍ وتسعين وثلاثمائة. وأوّل سماعه في ذي الحجّة سنة ثلاثٍ وأربعمائة. سمع: أبا الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق بن بندار البرجيّ، وعبد الله بن أحمد بن حولة الأبهريّ، ومحمد بن إبراهيم الجرجانيّ، وأبا بكر بن مردويه، وعليّ بن فيلة الفرضيّ، وأحمد بن عبد الرحمن اليزديّ، وجماعة بإصبهان. ومحمد بن محمد بن محمش، ومحمد بن الحسين السّلميّ، ويحيى بن إبراهيم المزكّي، وأبو المطهّر الصّيدلانيّ القاسم بن الفضل، وأبو جعفر محمد بن الحسن الصّيدلانيّ، وأبو رشيد محمد بن عليّ بن محمد الباغبان، وأبو عبد الله الحسن بن العباس الرّستميّ، وحفيده مسعود بن القاسم الثّقفيّ، والحافظ أبو طاهر السّلفيّ، وأبو رشيد عبد الله بن عمر الإصبهانيّ، وخلق سواهم. قال السّمعانيّ: كان ذا رأيٍ وكفاءة وشهامة. وكان أيسر أهل عصره ثروةً ونعمةً وبضاعةً ونقداً. وكان منفقاً كثير الصّدقة، دائم الإحسان إلى الطّارئين والمقيمين وأهل الحديث عموماً، وإلى العلويّة خصوصاً، كثير الإنفاق عليهم. وصرف في آخر عمره، يعني عن رئاسة البلد، وصودر، فدفع مائة ألف دينار حمر في مدّةٍ يسيرة، لم يبع في أدائها ضياعاً ولا عقاراً، ولا أظهر من نفسه أنكساراً إلى أن خرج من عهدة ذلك. وكان رجلاً من رجال الدّنيا. وعمّر حتّى سمع منه، الكثير، وانتشرت عنه الرواية في الأقطار، ورحلت الطّلبة من الأمصار. وكان) صحيح السّماع، غير أنّه كان يميل إلى التّشيّع على ما سمعت جماعةً من أهل إصبهان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 310 وقال يحيى بن مندة: لم يحدّث في وقته أوثق في الحديث منه وأكثر سماعاً، وأعلى إسناداً، إلا أنّه كان يميل إلى الرّفض فيما قيل. سمع تاريخ يعقوب الفسويّ من ابن الفضل القطّان، عن ابن درستويه، عنه. وسمع تاريخ ابن معين من أبي عبد الرحمن السّلميّ. حكي لي أنّه ولد سنة خمسٍ وتسعين وثلاثمائة، وقيل: سنة سبعٍ. وقال غيره: توفّي في رجب. وقال السّلفيّ كان الرئيس الثّقفيّ عظيماً كبيراً في أعين النّاس، على مجلسه هيبةٌ ووقار. وكان له ثروة وأملاك كثيرة. وذكر ابن السّمعانيّ في تخريجٍ لولده عبد الرّحيم فقال: كان محمود السّيرة في ولايته، مشفقاً على الرّعيّة. سمعت أنّ السّلطان ملكشاه أراد أن يأخذ مالاً من أهل البلد إصبهان، فقال الرئيس: أنا أعطي النّصف، ويعطي الوزير يعني النّظام، وأبو سعد المستوفي النّصف. فما قام حتّى وزن ما قال. وظنّي أنّ المال كان أكثر من مائة ألف دينار أحمر. وكان يبرّ المحدّثين بمالٍ كثير، ورحلوا إليه من الأقطار. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن عبد الباقي بن منصور.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 311 الحافظ أبو بكر ابن الخاضبة، البغداديّ الدّقاق. مفيد بغداد، والمشار إليه في القراءة الصّحيحية مع الصّلاح والورع. حدّث عن: أبي بكر الخطيب، وأبي جعفر ابن المسلمة، وأبي الحسين ابن النّقّور، وعبد الرّحيم بن أحمد البخاريّ، وأحمد بن عليّ الدّينوريّ. وأكثر عن أصحاب المخلّص. ورحل إلى الشّام، والقدس. وسمع بدمشق من: إمام الجامع عبد الصّمد بن محمد بن تميم. وأقدم شيخ له: مؤدّبه أبو طالب عمر بن محمد بن الدّلو، فإنه يروي عن أبي عمر بن حيّويه، وتوفي سنة ستّ وأربعين وأربعمائة.) وسمع بالقدس من: محمد بن مكّيّ بن عثمان الأزديّ، وعبد الرّحيم البخاريّ، وأبي الغنائم محمد بن الفراء. روى عنه: أبو عليّ بن سكّرة. وكان محبوباً إلى النّاس كلّهم، فاضلاً، حسن الذّكر. ما رأيت مثله على طريقته. وكان لا يأتيه مستعير كتاباً إلا أعطاه، أو دلّه عند من هو. وسمعت أبا الوفاء بن عقيل الحنبليّ الإمام يقول، وذكر شدةً أصابته بمطالبةٍ طولب بها، وأنّه كانت له عند ذلك خلوات يدعو ربّه فيها ويناجيه، فقرأ في مناجاته: فلئن قلت لي يا ربّ: هل واليت فيّ وليّاً أقول: نعم يا رب، أبو
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 312 بكر ابن الخاضبة. ولئن قلت هل عاديت فيّ عدّواً أقول: نعم يا ربّ فلاناً ولم يسمّه لنا. فأخبرت ابن الخاضبة بقوله. فقال: اغترّ الشّيخ. وقال ابن السّمعانيّ: نسخ صحيح مسلم سنة الغرق بالأجرة سبع مرّات. وقال ابن طاهر: ما كان في الدّنيا أحسن قراءة للحديث من ابن الخاضبة في وقته، لو سمع بقراءته إنسانٌ يومين لما ملّ من قراءته. وقال السّلفيّ: سألت أبا الكرم الحوزيّ عن ابن الخاضبة، فقال: كان علامةً في الأدب، قدوةً في الحديث، جيّد اللسان، جامعاً لخلال الخير، ما رأيت ببغداد من أهلها أحسن قراءةً للحديث منه، ولا أعرف بما يقوله. وقال ابن النّجّار: كان ابن الخاضبة ورعاً، تقيّاً، زاهداً، ثقة، محبوباً إلى النّاس. روى اليسير. وقال أبو الحسن عليّ بن محمد الفصيحيّ: ما رأيت في أصحاب الحديث أقوم باللغة من ابن الخاضبة. وقال السّلفيّ: سألت أبا عامر العبدريّ عنه، فقال: كان خير موجودٍ في وقته. وكان لا يحفظ، إنّما يعوّل على الكتب. وقال ابن طاهر: سمعت ابن الخاضبة، وكنت ذكرت له أنّ بعض الهاشميين حدّثني بإصبهان، أنّ الشّريف أبا الحسين بن الغريق يرى الاعتزال، فقال لي: لا أدري، ولكن أحكي لك حكاية: لمّا كان في سنة الغرق وقعت داري على قماشي وكتبي، ولم يكن لي شيء. وكان عندي الوالدة والزّوجة والبنات، فكنت أنسخ للناس، وأنفق عليهن، فأعرف أنّني كتبت صحيح مسلم)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 313 في تلك السّنة سبع مرات، فلمّا كان ليلة من الليالي رأيت كأنّ القيامة قد قامت، ومنادياً ينادي: أين ابن الخاضبة فأحضرت، فقيل لي: ادخل الجنّة. فلمّا دخلت الباب وصرت من داخل استلقيت على قفاي، ووضعت إحدى رجليّ على الأخرى، وقلت: استرحت والله من النّسخ. فرفعت رأسي، فإذا ببغلة في يد غلام فقلت: لمن هذه فقال: للشّريف أبي الحسين ابن الغريق. فلمّا أصبحت نعي إلينا الشّريف. وقال ابن عساكر: سمعت أبا الفضل محمد بن محمد بن عطّاف يحكي أنّه طلع في بعض بني الرؤساء ببغداد إصبعٌ زائدة، فاشتد تألمه منها ليلةً، فدخل عليه ابن الخاضبة، فشكا إليه وجعه، فمسح عليها وقال: أمرها يسير. فلمّا كانت الليلة الثانية نام وانتبه، فوجدها قد سقطت. أو كما قال. توفّي رحمه اللّه في ثاني ربيع الأوّل ببغداد، وكان يوماً مشهوداً، وختم على قبره ختمات. 4 (محمد بن الحسن.) أبو بكر الحضرميّ، المعروف بالمراديّ القيروانيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 314 دخل الأندلس، وأخذ عنه أهلها. روى عنه: أبو الحسن المقريء ابن الباذش، وقال فيه: كان رجلاً نبيهاً عالماً بالفقه، وإماماً في أصول الدّين، وله في ذلك تصانيف حسان مفيدة، وله حظّ وافر من البلاغة والفصاحة. وقال أبو العبّاس: دخل قرطبة في سنة سبعٍ وثمانين رجل من القروييّن، وهو أبو بكر المراديّ، له نهوض في علم الاعتقادات، ومشاركة في الأدب والقريض. اختلف إلى أبي مروان بن سراج في سماع التّبصرة لمكّي، وحدّثني بكتاب فقه اللّغة مسافهةً، عن عبد الرحمن بن عمر التّميميّ القصديريّ، عن محمد بن عليّ التّميميّ، عن إسماعيل بن عبدوس النّيسابوريّ، عن مصنّفه أبي منصور الثّعالبيّ، وبلغني موته سنة. قلت: له رسالة الإيماء إلى مسألة الاستواء. 4 (محمد بن عليّ بن محمد بن عمير الزّاهد.) أبو عبد اللّه العميري الهرويّ، الرجل الصّالح. ولد سنة ثمانٍ وتسعين وثلاثمائة. وأوّل سماعه سنة سبعٍ وأربعمائة.) سمع من أبيه عليّ بن محمد بن عمير بن محمد بن عمير، عن العبّاس بن الفضل النّضرويّ. وسمع من: عليّ بن أبي طالب الخوارزمي، وعليّ بن جعفر القهندزيّ، وعبد الرحمن بن محمد أبي الحسن الدّيناريّ، ومحمد بن أبي اليمان منصور
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 315 الخطيب وأبي إسماعيل محمد بن عبد الرحمن الحدّاد، ويحيى بن عبد اللّه البزّاز، ومحمد بن إبراهيم بن أميّة، وأبي بشر الحسن بن محمد بن أحمد القهندزيّ، وشعيب بن محمد البوسنجيّ، وضمام بن محمد الشّعرانيّ، وخلق كثير بهراة وأبي بكر أحمد بن الحسن الحيريّ النّيسابوريّ بها. وأبي عليّ بن شاذان، وطبقته ببغداد. وقال الفاميّ في تاريخ هراة: العميريّ تفرّد عن أقرانه، وتوحّد عن أبناء زمانه بالعلم والزّهد في الدّنيا، والإتقان في الرّواية، والرّغبة في التّحديث، والتّجرّد من الدّنيا، والإعراض عن حطامها والإقبال على الآخرة. وقال محمد بن عبد الواحد الدّقاق: أبو عبد اللّه العميريّ ليس له نظير بخراسان، فكيف بهراة. وقال في رسالته: ولم أر في شيوخي كالإمام الزّاهد المتقن أبي عبد اللّه العميريّ، رحمة اللّه عليه. وقال غيره: كان فقيهاً إماماً ورعاً قدوة، واسع الرواية، حدّث بالكثير وقد حجّ في سنة عشرين وأربعمائة. قال السّمعانيّ: ودخل بلاد اليمن، ورجع، فقدم بغداد سنة ثلاثٍ وعشرين. وسمع بمكّة من محمد بن الحسين الصّنعانيّ. وبنيسابور من: أبي بكر الحيريّ، وأبي سعيد الصّيرفيّ. وببغداد من: الحرفيّ، وابن شاذان، وعثمان بن دوست. وبهراة من: يحيى بن عمّار، وأبي يعقوب القرّاب، ومحمد بن جبريل بن ماحٍ. روى عنه: أبو طاهر المقدسيّ، والمؤتمن السّاجيّ، وأبو عبد اللّه الدّقاق، وأبو الوقت عبد الأوّل، وعليّ بن حمزة، والجنيد بن محمد، والقاسم بن عمر
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 316 الفصّاد ومحمد بن أبي عليّ الهمذانيّ وأبو النّضر الفاميّ. وقال أبو جعفر محمد بن أبي عليّ: قال لي أبو إسماعيل الأنصاريّ: احفظ الشّيخ أبا عبد اللّه العميريّ، واكتب عنه، فإنّه متقن. مع ما كان بينهما من الوحشة.) قال أبو جعفر: وكان فقيهاً محدّثاً سنيّاً. وسئل إسماعيل الحافظ عنه: فقال: إمامٌ زاهد. توفّي العميريّ رحمه اللّه في المحرّم. 4 (محمد بن عليّ بن محمد الحماميّ.) أبو ياسر البغداديّ. قال السّمعانيّ: كان إماماً في القراءات، ضابطاً لها. كتب بخطّه الكثير من القراءات والحديث والكتب الكبار في معاني القرآن. وكان ثقة. قرأ على: أبي بكر محمد بن عليّ بن موسى الحنّاط. ورحل إلى غلام الهرّاس فأكثر عنه. وسمع من: أبي جعفر ابن المسلمة، وجماعة. وتوفّي في المحرّم. 4 (محمد بن عليّ)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 317 القاضي أبو سعيد البغويّ الدّباس. مرّ في العام الماضي. أعدته لقول بعضهم: توفّي سنة تسعٍ وثمانين. روى عنه: محمد بن عبد الرحمن الحمدونيّ، وأحمد بن ياسر المقريء، وأبو الفضل اللّيث بن أحمد، وعبد الصّمد بن محمد الخطيب، وعبد الرحمن بن محمد بن عمر، وخلق كثير. 4 (محمد بن محمد بن أحمد بن هميماه.) أبو نصر الرّامشيّ النّيسابوريّ المقريء، ابن بنت الرئيس منصور بن رامش. سمع من أصحاب الأصمّ. وسمع بمكّة، والعراق، والشّام، وهراة. وحدّث عن: أبي الفضل عمر بن إبراهيم الزّاهد، وعبد الرحمن بن محمد السّرّاج، وعليّ بن محمد الطّرازيّ، وعليّ بن محمد بن عليّ السّقّاء، والحسين بن محمد بن فنجويه الثّقفيّ، ومحمد بن الحسين بن الترجمان الرّمليّ، وأبي عليّ بن أبي نصر التّميميّ، وأبي العلاء بن سليمان) المقريء. قال عبد الغافر: ولد سنة أربعٍ وأربعمائة. وسمع مع أخواله. وعقد مجلس الإملاء في المدرسة العميديّة فأملى سنين. وأنشدني لنفسه: سوّد أيّامي المشيبوابيضّت الرّوضة العشيب وكان روض الشّباب غضّاً نوّار أشجاره رطيب
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 318 فصار عيشي مرير طعمٍ وعيش ذي الشّيب لا يطيب وله: وكنت صحيحاً والشّباب منادميفأنهلني صفو الشّراب وعلّني وزدت على خمسٍ ثمانين حجّةًفجاء مشيبي بالضّنى فأعلّني قال ابن عساكر: كان عارفاً بالنّحو وعلوم القرآن. حدّثنا عنه: عمر بن أحمد الصّفّار، وعبد اللّه بن الفراويّ. وقال عبد الغافر: لمّا طعن في السّنّ تبرّز في القراءات وعلوم القرآن، وكان له حظّ صالح من النّحو. وهو إمام في فنّه. ارتبطه نظام الملك في المدرسة المعمورة بنيسابور، ليقريء في المسجد المبنيّ فيها، فتخرّج به جماعة. وتوفّي في جمادى الأولى. قلت: وروى عنه: عبد الخالق بن زاهر، وإسماعيل العصائديّ، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 319 4 (محمد بن عبد الواحد بن محمد.) أبو بكر الإصبهانيّ. سمع: أبا منصور بن مهريزد صاحب أبا عليّ الصّحّاف. قال أبو طاهر السّلفيّ: لم يمت أحد من شيوخي قبله، ولا أنا عن ابن مهرزاد سواه. قلت: مات قبيل الرئيس الثّقفيّ. 4 (محمد بن محمد بن عبد الرحمن.) أبو عبد اللّه المدينيّ المقريء. سمع مجلساً من أحمد بن عبد الرحمن اليزديّ في سنة تسعٍ وأربعمائة. وهو من كبار شيوخ) السّلفيّ، لا أعلم وفاته، بل سمع منه في هذه السّنة. قال السّلفي: هو أوّل من كتبت عنه الحديث. ثمّ وجدت في تاريخ ابن النّجّار قد زاد في نسبه محمد بن إبراهيم بن عبد الوهّاب بن بهمن بن كوشيذ. سمع: القاضي أبا بكر اليزديّ، وأبا بكر بن أبي عليّ المزكّي، وعبد الرحمن بن محمد بن عبيد اللّه، ومحمد بن صالح العطّار. وحدّث ببغداد. سمع منه: أبو بكر محمد بن منصور السّمعانيّ، والسّلفيّ. وقال أبو زكريّا يحيى بن مندة: كان شروطيّاً، ثقة، أميناً، أديباً، ورعاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 320 قرأ كتاب الحجّة لأبي عليّ الفارسيّ، على أبي عليّ المرزوقيّ، ولزمه مدّة. ولد سنة تسعٍ وتسعين وثلاثمائة. ومات في حادي عشر شعبان سنة. 4 (مظهر بن أحمد بن عبد اللّه) أبو سعد المضريّ السّكريّ الإصبهانيّ. قدم بغداد للحجّ. وحدّث عن: أبي بكر بن أبي عليّ الذّكوانيّ، وأبي الحسين بن فاذشاه. روى عنه: عمر بن ظفر، وغيره. وله شعرٌ حسنّ. توفّي في شعبان. 4 (معمر بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبان.) أبو منصور العبدي اللّنبانيّ الإصبهانيّ. شيخ الصّوفيّة. قال السّلفيّ: هو شيخ شيوخ إصبهان. لم يكن يدانيه في رتبته أحدٌ. روى لنا عن: أبي الحسين بن فاذشاه، وأبي بكر بن رندة، وعليّ بن أحمد بن مهران الصّحّاف. وله إجازة من أبي عليّ بن شاذان. وتفقّه على أبي محمد الكرونيّ الشّافعيّ، ورزق جاهاً وهيبةً عند السّلاطين.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 321 وتوفّي في شهر رمضان سنة تسعٍ وثمانين. وجدّهم أحمد يروي عن: ابن أبي الدّنيا، والحارث بن أبي أسامة. 4 (منصور بن محمد بن عبد الجبار بن أحمد بن محمد بن جعفر بن أحمد بن عبد الجبّار بن) الربيع بن مسلم بن عبد اللّه. الإمام أبو المظفّر السّمعانيّ التّميميّ المروزيّ، الفقيه الحنفيّ ثمّ الشّافعيّ. تفقّه على والده الإمام أبي منصور حتّى برع في مذهب أبي حنيفة وبرّز على أقرانه. وسمع: أباه، وأبا غانم أحمد بن عليّ الكراعيّ وهو أكبر شيوخه، وأبا بكر التّرابيّ. وبنيسابور: أبا صالح المؤذّن، وجماعة. وبجرجان: أبا القاسم الخلال. وببغداد: عبد الصّمد بن المأمون، وأبا الحسين بن المهتدي بالله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 322 وبالحجاز: أبا القاسم سعد بن عليّ، وأبا عليّ الشّافعيّ، وطائفة سواهم. قال حفيده الحافظ أبو سعد: نا عنه عميّ الأكبر، وعمر بن محمد السّرخسيّ، وأبو نصر محمد بن محمد بن يوسف الفاشانيّ، ومحمد بن أبي بكر السّنجيّ، وإسماعيل بن محمد التّيميّ الحافظ أبو القاسم، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي، وأبو سعد البغداديّ، وجماعة كثيرة سواهم. ودخل بغداد في سنة إحدى وستّين وأربعمائة، وسمع الكثير بها. واجتمع بأبي إسحاق الشّيرازيّ، وناظر أبا نضر بن الصّبّاغ في مسألةٍ. وانتقل إلى مذهب الشّافعيّ. وسار إلى الحجاز في البرّيّة. وكان الرّكب قد انقطع لاستيلاء العرب، فقصد مكّة في جماعة، فأخذوا، وأخذ جدّي معهم، ووقع إلى حلل العرب، وصبر إلى أن خلّصه اللّه، وحملوه إلى مكّة، وبقي بها في صحبة الشيخ أبي القاسم الزّنجانيّ. وسمعت محمد بن أحمد المدينيّ يحكي عن الحسين بن الحسن الصّوفيّ المرزويّ، عن أبي المظفّر السّمعانيّ قال: لمّا دخلت البادية انقطعت، وقطعت العرب علينا الطريق، وأسرنا وكنت أخرج مع جمالهم أرعاها. وما قلت لهم إنّي أعرف شيئاً من العلم، فاتفق أنّ مقدّم العرب أراد أن يزوّج بنته من رجلٍ، فقالوا: نحتاج أن نخرج إلى بعض البلاد، ليعقد هذا العقد العقد بعض الفقهاء. فقال واحدٌ من المأخوذين: هذا الرجل الذي يخرج مع جمالكم إلى الصّحراء فقيه خراسان. فاستدعوني، وسألوني عن أشياء، فأجبتهم، وكلّمتهم بالعربيّة، فخجلوا واعتذروا،) وعقدت لهم العقد، وقرأت الخطبة، ففرحوا، وسألوني أن أقبل منهم شيئاً، فامتنع، فحملوني إلى مكّة في وسط السّنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 323 وذكره أبو الحسن عبد الغافر في سياقه، فقال: هو وحيد عصره في وقته فضلاً، وطريقة، وزهداً، وورعاً، من بيت العلم والزّهد. تفقّه بأبيه، وصار من فحول أهل النّظر، وأخذ يطالع كتب الحديث، وحجّ، فلمّا رجع إلى وطنه، ترك طريقته التي ناظر عليها أكثر من ثلاثين سنة، وتحوّل شافعيّاً. أظهر ذلك في سنة ثمانٍ وستين وأربعمائة. واضطّرب أهل مرو لذلك، وتشوّش العوامّ، إلى أن وردت الكتب من جهة بلكا بك من بلخ في شأنه والتّشديد عليه، فخرج من مرو في أوّل رمضان، ورافقه ذو المجدين أبو القاسم الموسويّ، وطائفة من الأصحاب. وخرج في خدمته من الفقهاء وصار إلى طوس، وقصد نيسابور، فاستقبله الأصحاب استقبالاً عظيماً. وكان في نوبة نظام الملك وعميد الحضرة أبي سعد محمد بن منصور، فأكموا مورده، وأنزلوه في عزّ وحشمة، وعقد له مجلس التّذكير في مدرسة الشّافعيّة. وكان بحراً في الوعظ، حافظاً لكثير من الرّوايات والحكايات والنّكت والأشعار، ثمّ عاد إلى مرو، ودرّس بها في مدرسة أصحاب الشّافعيّ، وقدّمه نظام الملك على أقرانه، وعلا أمره، وظهر له الأصحاب. وخرج إلى إصبهان، وجع إلى مرو. وكان قبوله كلّ يومٍ في علوّ. واتّفقت له تصانيف
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 324 في الخلاف مشهورة، مثل كتاب الاصطلام، وكتاب البرهان، و الأمالي في الحديث. وتعصّب للسّنّة والجماعة وأهل الحديث. وكان شوكاً في أعين المخالفين، وحجةً لأهل السّنّة. قال أبو سعد: صنّف في التفسير، والفقه، والأصول، والحديث، فالتفسير في ثلاث مجلّدات، وكتاب البرهان و الإصطلام الذي شاع في الأقطار، وكتاب القواطع في أصول الفقه. وله في الآثار كتاب الانتصار و الرّدّ على المخالفين، وكتاب المنهاج لأهل السّنّة، وكتاب القدر. وأملى قريباً من تسعين مجلساً. وسمعت بعض المشايخ يحدّث عن رفيق جدّي في الحجّ الحسين بن الحسن الصوفيّ قال: اكترينا حماراً ركبه الإمام أبو المظفّر إلى خرق، وهي ثلاثة فراسخ من مرو، فنزلها بها، وقلت: ما معنا إلا إبريق خزف، فلو اشترينا آخر. فأخرج من جيبه خمسة دراهم، وقال: يا) حسين، ليس معي إلا هذا، خذ واشتر ما شئت، ولا تطلب بعد هذا منّي شيئاً. فخرجنا على التجريد، وفتح اللّه لنا. سمعت شهردار بن شيرويه بهمذان يقول: سمعت منصور بن أحمد الإسفزاريّ، وسأله أبي، فقال: سمعت أبا المظفّر السّمعانيّ يقول: كنت على
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 325 مذهب أبي حنيفة، فبدا لي أن أرجع إلى مذهب الشّافعيّ، وكنت متردّداً في ذلك. فحججت، فلمّا بلغت سميراء، رأيت ربّ العزّة في المنام، فقال لي: عد يا أبا المظفّر. فانتبهت، وعلمت أنّه يريد مذهب الشّافعيّ، فرجعت إلى مذهب الشّافعيّ. وقال الحسين بن أحمد الحاجّيّ: خرجت مع الإمام أبي المظفّر إلى الحجّ، فكلّما دخلنا بلدةً نزل على الصّوفيّة، وطلب الحديث من المشيخة. ولم يزل يقول في دعائه: اللهم بيّن لي الحق من الباطل. فلمّا دخلنا مكّة، نزل على أحمد بن عليّ بن أسد، ودخلت في صحبة سعد الزّنجانيّ، ولم يزل معه حتّى صار ببركته من أصحاب الحديث. فخرجنا من مكّة، وتركنا الكلّ، واشتغل هو بالحديث. قرأت بخطّ أبي جعفر الهمذانيّ الحافظ قال: سمعت أبا المظفر يقول: كنت في الطّواف، فوصلت إلى الملتزم، وإذا برجلٍ قد أخذ بطرف ردائي، فالتفتّ، فإذا بالإمام سعد الزّنجانيّ، فتبسّمت إليه، فقال: أما ترى أين أنت هذا مقام الأنبياء والأولياء. ثمّ رفع طرفه إلى السّماء وقال: اللّهم كما أوصلته إلى أعزّ المكان، فاعطه أشرف عزّ في كلّ مكان وزمان. ثمّ ضحك إليّ، وقال لي: لا تخالفني في سرّك، وارفع معي يدك إلى ربّك، ولا تقولنّ البتّة شيئاً، واجمع لي همّتك، حتّى أدعو لك، وأمّن أنت، ولا تخالفني عهدك القديم. فبكيت، ورفعت معه يدي، وحرّك شفتيه، وأمنت. ثمّ قال: مر في حفظ اللّه، فقد أجيب فيك صالح دعاء الأمّة. فمضيت من عنده، وما شيء في الدّنيا أبغض إليّ من مذهب المخالفين. قرأت بخطّ أبي جعفر أيضاً: سمعت الإمام أوحد عصره في علمه أبا
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 326 المعالي الجوينيّ يقول: لو كان من الفقه ثوياً طاوياً لكان أبو المظفّر بن السّمعانيّ طرازة. وقرأت بخطّه: سمعت الإمام أبا عليّ بن أبي القاسم الصّفّار يقو: إذا ناظرت أبا المظفّر السّمعانيّ فكأنّي أناظر رجلاً من أئمة التّابعين، ممّا أرى عليه من آثار الصّالحين سمتاً، وحسناً،) وديناً. سمعت أبا الوفاء عبد اللّه بن محمد الدّشتي المقريء يقول: سمعت والدك أبا بكر محمد بن منصور السّمعانيّ يقول: سمعت أبي يقول: ما حفظت شيئاً فنسيته. سمعت أبا الأسعد هبة الرحمن القشيريّ يقول: سئل جدّك أبو المظفّر في مدرستنا هذه، بحضور والدي، عن أحاديث الصّفات فقال: عليكم بدين العجائز. ثمّ قال: غصت في كلّ بحرٍ، وانقطعت في كلّ بادية، ووضعت رأسي على كلّ عتبة، ودخلت من كل باب. وقد قال هذا السّيّد، وأشار إلى أبي عليّ الدّقّاق، أو إلى أبي القاسم القشريري: لله وصفٌ خاصٌ لا يعرفه غيره. ولد جدّي في ذي الحجة سنة ستّ وعشرين وأربعمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 327 وتوفّي يوم الجمعة الثّالث والعشرين من ربيع الأوّل. 4 (حرف الهاء)
4 (هشام بن أحمد بن خالد بن سعيد.) أبو الوليد الكنانيّ الطّليطليّ، ويعرف بالوقّشي. ووقّش قرية على أثني عشر ميلاً من طليطلة. أخذ العلم عن: أبي عمر الطّلمنكيّ، وأبي محمد بن عبّاس الخطيب، وأبي عمر السّفاقسيّ، وأبي عمر بن الحذّاء، وجماعة. قال أبو القاسم صاعد: أبو الوليد الوقّشيّ أحد رجال الكمال في وقته، باحتوائه على فنون المعارف، وجمعه لكليات العلوم. هو من أعلم النّاس بالنّحّو، واللّغة، ومعاني الشّعر، وعلم العروض، وصناعة البلاغة. بليغ، شاعر، حافظ للسّنن وأسماء الرّجال. بصير بالاعتقادات وأصول الفقه، واقف على كثير من فتاوى فقهاء الأمصار، نافذ في علوم الشّروط والفرائض، متحقّق بعلم الحساب والهندسة، مشرف على جميع آراء الحكماء، حسن النّقد للمذاهب، ثاقب الذّهن، يجمع إلى ذلك آداب الأخلاق، مع حسن المعاشرة، ولين الكنف، وصدق اللّهجة. وقال ابن بشكوال: أنبأ عنه أبو بحر الأسديّ، وكان مختصاً به، وكان يعظّمه ويقدّمه على من لقيه من شيوخه، ويصفه بالاستبحار في العلوم. وقد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 328 نسبت إليه أشياء اللّه أعلم بحقيقتها، وسائله عنها ومجازيه بها.) وكان الشّيخ أبو محمد الريواليّ يقول فيه: وكان من العلوم بحيث يقضى له في كلّ علمٍ بالجميع وقال عتيق بن عبد الحميد: توفّي في جمادى الآخرة. وكان مولده سنة ثمانٍ وأربعمائة. وقال القاضي عياض: كان غايةً في الضّبط والإتقان، نسّابة، له تنبيهات وردود على كبار التّصانيف التّاريخية والأدبية، وناهيك من حسن كتابه في تهذيب الكنى لمسلم، الذي سمّاه بعكس الرّتبة، ومن تنبيهاته على أبي نصر الكلاباذيّ، و مؤتلف الدّارقطنيّ. لكنّه اتّهم بالاعتزال، وظهر له تأليف في القدر، والقرآن. فزهد فيه النّاس، وتركه جماعة من الكبار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 329 2 (وفيات سنة تسعين وأربعمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن محمد بن الحسن بن عليّ بن زكريّا بن دينار.) أبو يعلى العبديّ البصريّ، الفقيه، شيخ مالكيّة العراق، ويعرف بابن الصّوّاف. كان ينزل القسامل، إحدى محالّ البصرة. ولد سنة أربعمائة. وسمع بالبصرة: محمد بن عبد الرحمن الكازروني، ومحمد بن أحمد بن داسة، وعليّ بن هارون التّميميّ، والحسن القسامليّ، وإبراهيم بن طلحة بن غسّان، وجماعة. وقدم بغداد سنة إحدى وعشرين وأربعمائة. وسمع بها من: أبي عليّ بن شاذان، وأبي بكر البرقانيّ. روى عنه: أبو عليّ بن سكّرة الصّدفيّ، وقاضي سبتة أبو بكر عتيق النّفراويّ، وجابر بن محمد البصريّ، وأبو الحسن الصّوفي البوشنجيّ، وآخرون.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 330 وتفقّه على القاضي أبي الحسن عليّ بن هارون المالكيّ وصنّف التّصانيف، ودرّس بالبصرة، وتخرّج به الأصحاب. تفقّه عليه أبو منصور بن باخي، وأبو عبد اللّه بن ضابح، ومالكّية البصرة. قال القاضي عياض: كان يملي الحديث وعلى رأسه مستمليان يسمعان النّاس. سمع منه عالم عظيم. وقال أبو سعد السّمعانيّ: كان فقيهاً، مدّرساً، متزهّداً، خشن العيش، مجدّاً في عيادته، ذا سمتٍ) ووقار. وكان جابر بن محمد البصريّ يقول: ثنا أبو يعلى العبديّ فريد عصره. وكان به معرفة الحديث. وقال غيره: كان إماماً، زاهداً، عابداً، إماماً في عشرة أنواع من العلم. قال جابر: توفّي في ثالث عشر رمضان. قلت: قد أكمل تسعين سنة، رحمه اللّه. 4 (أحمد بن محمد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 331 أبو بكر بن أبي طالب البغداديّ المقريء الملقّن، ويعرف بابن الكسائيّ. سمع أبا الحسن القزوينيّ، وأبا محمد الخلال. وعنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وعبد الخالق اليوسفي. توفّي في ذي الحجّة. 4 (أحمد بن محمد بن إسماعيل بن عليّ.) أبو الحسن الشّجاعيّ النّيسابوريّ أمين مجلس القضاء بنيسابور. كان من ذوي الرّأي الكامل. ومن الشّافعيّة المتعصّبين لمذهبه. وكان له ثروة ودنيا ورئاسة، وولي أوقافاً وأنظاراً، ولم يكن بالمتحريّ فيها. وقد أملى سنين. وحدّث عن أصحاب الأصمّ، كأبي بكر الحيريّ، وغيره. وكان مولده في سنة عشرٍ وأربعمائة. وتوفّي في ثامن عشر المحرّم سنة تسعين. روى عنه: عبد الغافر بن إسماعيل، ومن تاريخه اختصرته ومحمد بن جامع خيّاط الصّوف، وعمر بن أحمد الصّفّار، ومحمد بن أحمد بن الجنيد الخطيب، وعبد الخالق بن زاهر، وعبد اللّه بن الفراويّ، وهبة الرحمن القشيريّ. روى عنه: عبد الغافر بن إسماعيل. أمّا: 4 (أبو حامد أحمد بن محمد الشّجّاعيّ الفقيه.) فقد ذكرنا وفاته ببلخ في سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة. وهو أشهر من ذا. 4 (إبراهيم بن عبد الوهّاب بن محمد بن إسحاق بن مندة.) ) الشّيخ الصّالح أبو إسحاق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 332 توفّي في ذي الحجّة في طريق الحجّ رحمه اللّه. سمع: ابن ريدة، وأبا يعلى الصّابونيّ، وعدّة. روى عنه: السّلفيّ، وغيره. 4 (أرغش النّظاميّ.) الأمير. مملوك نظام الملك. كان من أكب أمراء دولة بركياروق، فزوجّه بنت عمّه. وثب عليه باطنيّ بالرّيّ فقتله. 4 (إسماعيل بن عثمان بن عمر.) أبو عثمان الإبريسميّ النّيسابوريّ. ذكره عبد الغافر فقال: ثقة صالح مشتغل بالتّجارة. حدّث عن: أبي القاسم السّرّاج، وأبي بكر الحيريّ، وأبي إسحاق الإسفرائينيّ. قلت: روى عنه: عبد اللّه بن الفراويّ، والعبّاس بن محمد العصاريّ ومحمد بن جامع الصّيرفيّ. قال عبد الغافر: سمعت منه. وتوفّي في ربيع الأوّل. 4 (حرف الباء.)
4 (برسق الأمير) من كبار الدّولة الملكشاهيّة. وثب عليه ديلميّ من الباطنيّة فضربه بسكّين بي كتفيه، فقضى عليه. وكان برسق من أصحاب طغرلبك. وهو أوّل شحنة ولي بغداد للسّلجوقية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 333 4 (بنجير بن منصور بن عليّ.) أبو ثابت الهمذانيّ. شيخ الصّوفيّة. روى عن: شيخه جعفر الأبهريّ، ومحمد بن عيسى، وأبي الفضل عمر بن إبراهيم الهرويّ، وغيرهم. قال شيرويه: سمعت منه عامّة ما مّر له. وكان صدوقاً.) توفّي في ذي الحجّة وأبا تولّيت عسله. وكان شيخ وقته، ووحيد عصره في خدمة الفقراء واحتمالهم، رحمه اللّه. قلت: أجاز للسّلفيّ. 4 (حرف الحاء) 4 (الحسن بن أحمد بن محمد بن إسماعيل الشّجاعيّ.) النّيسابوريّ. توفّي في المحرّم. 4 (الحسين بن عليّ بن محمد بن مسلمة بن نجاح.) القاضي أبو عليّ الأزديّ. سمع: أبا عثمان الصّابونيّ بدمشق. روى عنه: جمال الإسلام. وتوفّي في ربيع الأوّل. 4 (الحسين بن محمد بن الحسين.) أبو القاسم الدّهقان المقريء الصّريفينيّ صريفين الكوفة. ختم عليه
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 334 القرآن خلقٌ. وكان أحد العارفين بمذهب زيد بن عليّ. وكان الزّيديّة، يستفتونه. سمع من: جناح بن نذير المحاربيّ، وزيد بن جعفر العلويّ. وحدّث، وعاش ستاً وثمانين سنة. روى عنه: ابن السّمرقنديّ، وإسماعيل الطّلحيّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ، وأحمد بن سعد العجليّ الهمذانيّ، وغيرهم. توفّي في المحّرم. 4 (الحسين بن محمد بن أحمد.) القزّاز. أبو نصر العتّابيّ. سمع: عبد الملك بن بشران. روى عنه: عبد الوهّاب الأنماطيّ، وغيره. ومات في صفر.) 4 (الحسين بن المظفّر بن الحسن.) أبو عبد اللّه الصّائغ. ويعرف بصهر ابن لؤلؤ البغداديّ. معمّر، ولد سنة ثمانٍ وتسعين وثلاثمائة. وسمع: أبا بكر أحمد بن طلحة المنقّيّ. روى عنه أيضاً: عبد الوهّاب. وتوفّي في خامس المحرّم. 4 (حرف الذال)
4 (ذو النّون بن سهل.) أبو بكر الأشنانيّ الإصبهانيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 335 سمع: أبا نعيم. روى عنه: السّلفيّ. 4 (حرف السّين.)
4 (ستيك بنت الشّيخ أبي عثمان إسماعيل بن عد الرحمن الصّابونيّ.) فقيرة، عابدة، صوفيّة. ولدت سنة خمس عشرة وأربعمائة. وسمعت من: أبي الحسن الطّرّازيّ صاحب الأصمّ. وعنها: عبد اللّه بن الفراويّ، ومحمد بن عبد الكريم المطرّز. ماتت في جمادى الأولى. 4 (سعد بن عبد اللّه بن أبي الرّجاء محمد بن عليّ.) القاضي أبو المطهّر بن القاضي الأثير الإصبهانيّ. حجّ في هذه السّنة. وحدّث بغداد بمسند الحارث، عن أبي نعيم. روى عنه: عبد الوهّاب الأنماطيّ، ومحمد بن ناصر. 4 (سعد بن عبد الرحمن.) ) الفقيه أبو محمد الأسترباذيّ. سمع: أبا الحسين الفارسيّ، وأبا حفص بن مسرور الكنجروذيّ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 336 وكان فقيهاً بارعاً، إماماً، مختصّاً، بإمام الحرمين. وتفقّه أيضاً على القاضي حسين المرورّوذيّ. توفّي في نصف شوّال. 4 (حرف الشين)
4 (شعبة بن عبد اللّه بن عليّ.) أو بكر الطّوسيّ الأثريّ. سمع: عبد الرحمن بن حمدان النّصرونيّ، وأبا حسّان المزكّي. ومات في رجب. 4 (حرف العين)
4 (عبد الرحمن بن عليّ بن القاسم.) أبو القاسم الصّوفيّ العدل. ويعرف بابن الكامليّ. سمع: أبا الحسين بن أبي نصر، وأبا عليّ الأهوازيّ، وسليم بن أيّوب، وجماعة. روى عنه: أبو بكر الخطيب وهو أكبر منه، وغيث الأرمنازيّ، وابن أخيه
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 337 أحمد بن الحسين الكامليّ. وسكن صور، وبها توفّي في رمضان. وولد سنة تسع عشرة. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن يوسف.) أو نصر الإصبهانيّ السّمسار. آخر من حدّث عن أبي عبد اللّه محمد بن إبراهيم الجرجانيّ. روى عنه، وعن: عليّ بن ميلة الفقيه، وأبي بكر بن أبي عليّ الذّكوانيّ، وغيرهم. روى عنه: السّلفيّ، وقال: توفّي في المحرّم. وسئل عنه إسماعيل الحافظ فقال: شيخ لا بأس به.) 4 (عبد الرحيم بن أحمد بن عليّ.) أبو الحسن النّيسابوريّ الدّرديرانيّ. شيخ صالح عفيف. سمع: أبا بكر الحيريّ، ومن بعده. وعنه: عبد الغافر، وقال: توفّي في ربيع الأوّل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 338 4 (عبد الملك بن منصور بن حمد بن زائدة.) أبو المعالي الكاتب. إصبهانيّ من شيوخ السّلفيّ القدماء. مات في جمادى الأولى. سمع: ابن حسنويه. 4 (عبد المهيمن بن الحسين بن محمد بن القاسم.) أبو منصور الهاشميّ البغداديّ. توفّي في حدود هذه السّنة. سمع: أبا عليّ بن شاذان. وعنه: عبد الوهّاب الأنماطيّ، وعمر المغازليّ، وغيرهما. 4 (عبدوس بن عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه بن عبدوس.) أبو الفتح بن أبي محمد الرّوذباريّ، الفارسيّ، ثمّ الهمذانيّ. رئيس همذان. سمع: أباه، وعمّ أبيه عليّ بن عبدوس، ومحمد بن أحمد بن حمدويه الدّوسيّ، شيخ روى عن الأصمّ، وأبا طاهر الحسين بن سلمة، ومحمد بن عيسى المحتسب، ورافع بن محمد القاضي، وحمد بن سهل، وحميد بن المأمون، والحسين بن محمد بن فنجويه. وسمع بالدّينور: أبا نصر الكسّار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 339 وبنيسابور: منصور بن رامش، وأبا عثمان الصّابونيّ، وعبد الغافر الفارسيّ، وجماعة. أجاز له أبو بكر أحمد بن عليّ بن لال، وأبو عبد الرحمن السّلميّ، وأبو الحسن بن جهضم. وكان أسند من بقي بهمذان.) حدّث بغداد في سنة ستّ وستين، فروى عنه: أبو الحسين بن الطّيوريّ، وأبو القاسم بن السّمرقنديّ، وأبو الفضل محمد بن بنيمان الهمذاني. قال شيرويه: وسمعت من عبدوس، وكان صدوقاً، متقناً، فاضلاً، ذا حشمةٍ وصيت حسن الخطّ، حلّو المنطق. كفّ بصره، وصمّت أذناه في آخر عمره. وسماع القدماء منه أصحّ إلى سنة نيّفٍ وثمانين. ومات في جمادى الآخرة، وأنا غسلته. وقال: ولدت سنة خمسٍ وتسعين وثلاثمائة. وقال محمد بن طاهر: لمّا دخلت همذان بأولادي، كنت سمعت أنّ سنن النّسائي يرويه عبدوس، فقصدته، وأخرج إليّ الكتاب، والسّماع فيه ملحقٌ بخطّه، سماعاً طرّياً. فامتنعت من قراءته. وبعد مدّة خرجت بابني أبي زرعة إلى الدّونيّ، وقرأته على هارون بن حمدلة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 340 قلت: أبو زرعة آخر من روى عن عبدوس، وله عنه جزءان من حديث الأصمّ، رواهما عبد اللّطيف بن يوسف، عنه. وأنا التّاج عبد الخالق، عن الموفق، عن أبي زرعة، عن عبدوس بحديثٍ واحد. 4 (عليّ بن طاهر بن أحمد بن الملقب.) أبو الحسن الموصليّ البزّار. سمع: أبا الحسن محمد بن محمد بن مخلد. روى عنه: ابنه إسماعيل، وعبد الوّهاب الأنماطيّ، وإسماعيل السّمرقنديّ. وقرأ القرآن على ابن شيطا. وتوّفي في رجب، وله ستٌ وثمانون سنة. 4 (عليّ بن عبد الملك.) أبو الحسن الدبيقيّ المالكيّ. مات بعكّاء في جمادى الأولى. ورّخه هبة اللّه بن الأكفانيّ. 4 (عليّ بن محمد بن محمد بن عليّ الحاكم.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 341 أبو الحسن الأشقر.) نيسابوريّ صالح. روى عن: أبي نصر المفسّر صاحب الأصمّ، وغيره. وتوّفي في ربيع الآخر. 4 (عليّ بن محمد بن عبيد اللّه.) أبو القاسم الجوزجاني النّيسابوريّ. سمع: أبا القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللّه السراجّ. روى عنه: عبد اللّه بن الفراوي، ومنصور بن محمد الصّاعديّ، وعائشة بنت الصّفار. مات في جمادى الآخرة. 4 (حرف الفاء)
4 (الفضل بن عبد الواحد الإصبهانيّ الخبّاز.) يروي عن: أبي نعيم. روى عنه: أبو طاهر بن سلفة، وقال: مات في ذي الحجّة. 4 (الفضل بن محمد بن أحمد بن سعيد الحدّاد.) أخو أبي الفتح الحدّاد الإصبهانيّ. روى عن: أبي بكر عليّ الذكوانيّ، وعليّ بن عبدكويه، والحسين بن إبراهيم الجمّال. وعنه: السّلفيّ، وقال: مات في ذي القعدة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 342 4 (حرف الكاف)
4 (كمشتكين الرّوميّ.) عتيق بن مروان الإصبهانيّ، يكنى أبا طاهر. توفّي غريباً بالبصرة. روى عن: أبي القاسم بن البسريّ. وعنه: السلفيّ. 4 (حرف الميم)
4 (ماجد بن عليّ.) أبو الجيش الأعرابيّ الضبيّ.) حدّث في هذا العام بإصبهان. سمع سنة عشر وأربعمائة من أبي بكر الذّكوانيّ. وعنه: عبد اللّه بن عليّ الطامذيّ. 4 (محمد بن الحسين.) أبو الفضل الصّوفيّ الواعظ الحنفيّ. من مشاهير الوعاظّ بخراسان، ذكر بنيسابور مدّة، وسكنها، وحصل له قبولٌ تامّ. 4 (محمد بن عليّ بن الحسين.) أبو عبد اللّه القطيعيّ الكاتب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 343 وروى عن: عبد الملك بن بشران، وغيره. وعنه: عبد الرحيم ابن الأخوة، وأبو الفتح محمد بن عليّ بن عبد السلام. 4 (محمد بن محمد بن عبيد اللّه بن موسى.) أبو غالب العطّار، البقّال، البغداديّ، من ساكني النّصرية. صدوق صالح. سمع: أبا القاسم الحرفي، وأبا عليّ بن شاذان، وأبا القاسم بن بشران. 4 (محمد بن أبي نعيم بن عليّ النّسويّ.) أبو عبد اللّه الشافعيّ المقرئ، ويعرف بالبويطيّ. سمع: أبا محمد عبد الرحمن بن أبي نصر، وغيره. روى عنه: غيث الأرمنازيّ، وجمال الإسلام أبو الحسن، وهبة اللّه بن طاوس. توفّي بدمشق في ثامن المحّرم، وكان مولده بنسا في سنة. ورّخ موته ابن اكفانيّ. 4 (مسعود بن محمد بن إسماعيل.) أبو محمد الشّجاعيّ النّيسابوريّ الزّاهد. سمع: أبا الحسين عبد الغافر الفارسيّ، وأبا عثمان الصابونيّ، وابن مسرور، وخلقاً كثيراً. وروى عنه: عبد اللّه بن الفراويّ، وغيره. وأقبل على العبادة، وكان فقيهاً عابداً قانتاً عديم النّظير في انزوائه وورعه
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 344 واجتهاده، وكان أبوه أبو المظفر من وجوه المشايخ.) وتوّفي مسعود في ثالث عشر شوّال، وله ستٌ وسبعون سنة رحمه اللّه. 4 (المعمّر بن محمد.) النّقيب الطّاهر أبو الغنائم العلويّ العراقيّ الحنفيّ، نقيب الطالبييّن ببغداد، فيها توفّي، وولي بعده ابنه حيدرة. 4 (مفرح بن الحسين الأردبيليّ.) أبو الفضل الخطيب. قدم بغداد، وسمع من: عبد الملك بن بشران. وحدّث في هذا العام. روى عنه: إسماعيل السّمرقنديّ. 4 (منصور بن إسماعيل بن صاعد بن محمد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 345 القاضي أبو القاسم ابن قاضي القضاة أبي الحسين. ناب عن أبيه، ثمّ وليّ قضاء القضاة، وسمع الحديث الكثير، وقرأ وحصّل النسخ، وكان محتشماً نبيلاً، مفتياً، إماماً، إليه المرجع في مذهب أبي حنيفة. حدّث عن: أبي القاسم السّراج، وأبي بكر الحيريّ، وعليّ بن أحمد بن عبدان، ومحمد بن موسى الصبرفيّ، وخلق. روى عنه: عبد الغافر الفارسيّ. وتوّفي في سلخ ربيع الأوّل، وله رحلة إلى بغداد والرّي وما وراء النّهر. 4 (حرف النون)
4 (نصر بن إبراهيم بن نصر بن داود.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 346 الفقيه أبو الفتح المقدسيّ النابلسيّ الشافعيّ، الزاهد. شيخ الشّافعية بالشّام، وصاحب التّصانيف. سمع بدمشق من: عبد الرحمن بن الطّبيز، وعليّ بن السّمسار، ومحمد بن عوف المزنيّ، وابن سلوان، وأبي عليّ الأهوازيّ. وسمع أيضاً من: محمد بن جعفر الميماسيّ بعزةّ ومن هبة اللّه بن سليمان بآمد ومن سليم بن أيوب بصور وعليه تفقه.) وسمع من خلقٍ كثير، حتّى سمع ممّن هو أصغر منه، وأملى مجالس قد وقع لنا بعضها. روى عنه من شيوخه: أبو بك الخطيب، وأبو القاسم النّسيب، وأبو الفضل يحيى بن عليّ، وجمال الإسلام أبو الحسن السّلميّ، وأبو الفتح نص اللّه المصّيصيّ، وعليّ بن أحمد بن مقاتل، وحسّان بن تميم الزّيات، وأبو يعلى حمزة بن الحبوبيّ، وخلق كثير. وسكن القدس مدّةً طويلة، ثمّ قدم دمشق سنة ثمانين وأربعمائة، فأقام بها يدرّس ويفتي، إلى أن مات بها. نقل صاحب تاريخ دمشق أنّ السلطان تاج الدولة تتش زار الفقيه نصراً، فلم يقم له، ولا التفت إليه، وكذا ولده دقاق. وسأله دقاق: أيّ الأموال أحلّ فقال: مال الجوالي. فبعث إليه بمبلغٍ، فلم يقبله، وقال: لا حاجة بنا إليه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 347 فلمّا راح الرّسول لامه نصر اللّه المصيصيّ وقال: قد علمت حاجتنا إليه. فقال: لا تجزع، فسوف يأتيك من الدّنيا ما يكفيك فيما بعد، فكان كما تفرس فيه. حكاها غيث الأرمنازيّ، وقال: سمعته يقول: درست على سليم أربع سنين، فسألته: في كم كتبت تعليقة سليم فقال: في ثمانين جزءاً وما كتبت منها شيء إلاّ على وضوء. قلت: وكان إماماً علاّمة في المذهب، زاهداً، فاتناً، ورعاً، كبي الشأن. قال الحافظ ابن عساكر: لم يقبل من أحدٍ صلةً بدمشق، بل كان يقتات من غلةٍ تحمل إليه من أرضٍ بنابلس ملكه، فيخب له كلّ ليلة قرصةً في جانب الكانون. حكى لي ناصر النّجار، وكان يخدمه، أشياء عجيبة من زهده وتقلّله، وتركه تناول الشّهوات. وكان رحمه اله، على طريقةٍ واحدةٍ من الزّهد والتنزه عن الدّنايا والتّقشف. وحكى لي بعض أهل العلم قال: صحبت إمام الحرمين بخراسان، وأبا إسحاق الشيرازيّ ببغداد، فكانت طريقته عندي أفضل من طريقة إمام الحرمين. ثمّ قدمت الشّام، فرأيت الفقيه أبا الفتح، فكانت طريقته أحسن من طريقتيهما. قال غيه: كان الفقيه نصر يعرف بابن أبي حافظ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 348 ومن تصانيفه: كتاب الحجّة على تارك المحجّة، وهو مشهور مرويّ، وكتاب الانتخاب الدمشقيّ وهو كبير في بضعة عشر مجلداً، وكتاب التّهذيب في المذهب في عشر مجلدات،) وكتاب الكافي مجلّد، ليس فيه قولين ولا وجهين. وعاش أكثر من ثمانين سنة. ولمّا قدم الغزاليّ دمشق جالس الفقيه نصراً، وأخذ عنه. وتفقّه به جماعة بدمشق. توفّي يوم عاشوراء، ودفن بمقبرة باب الصّغير، وقبره ظاهرُ يزار، رحمه اللّه. وقال ابن عساكر: قال من حضر جنازة الفقيه نصر: خرجنا بها، فلم يمكنّا دفنه إلى قريب المغرب، لأن الخلق حالوا بيننا وبينه، ولم نر جنازةً مثلها. أقمنا على قبره سبع ليالٍ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 349 4 (حرف الهاء)
4 (هادي بن الحسن بن محمد بن العلوي.) أبو البركات الإصبهانيّ. من أعيان السّادة. سمع: ابن ريدة، والفضل بن سعيد، وعبد الرحمن بن أبي بكر الذكوانيّ. روى عنه: السلفيّ، وقال: توفّي في ذي القعدة. 4 (حرف الياء.)
4 (يحيى بن أحمد بن أحمد بن محمد بن عليّ.) أبو القاسم السّيبيّ القصريّ، المقرئ المعمر. سأله غير واحدٍ عن مولده فقال: في سنة ثمانٍ وثمانين وثلاثمائة. وقال مرةً: في جمادى الأولى بقصر ابن هبيرة. فيكون عمره مائةً وسنتين. قرأ القرآن بالرّوايات على: أبي الحسن الحماميّ. وسمع: أبا الحسن بن الصلت، وأبا الحسين بن بشران، وأبا الفضل عبد الواحد التّميميّ، ومحمد بن الحسين القطّان، وغيرهم. ولو سمع على قدر مولده لسمع من أصحاب البغويّ، وابن أبي داود.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 350 وكان حسن الإقراء، مجوداً، ختم عليه خلق القرآن. وذكره السّمعانيّ فقال: رحل النّاس إليه من الآفاق، وأخذوا عنه الحديث وأكثروا.) وكان خيراً، ثقة، صالحاً، ديّناً. روى لنا عنه: أبو بكر الأنصاريّ، وأبو القاسم بن السّمرقنديّ، وأبو البركات الأنماطيّ، وأبو الفرج اليوسفيّ، وأبو القاسم التيّميّ الحافظ، وأبو نصر الغازي، وآخرون. وسمعت ابن ناصر يقول: إنّه توفّي في الخامس والعشرين من ربيع الآخر. وقال ابن سكرة: كان صالحاً، مسناً، عفيفاً، لو سمع لكان من أسند من لقيناه. وفارقته سنة تسعٍ وثمانين، وهو يمشي ويتصرف، ويتعمّم بالسواد. ذكر ابن النّجار أنّه سمع من أبي الحسن أحمد بن محمد بن الصّلت.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 351 4 (الكنى)
4 (الأمير أبو نصر.) ابن الملك جلال الدّولة أبي طاهر بن بويه. عدم في هذا العام. وهو آخر من ركب الخيل من بني بويه. كان السلطان ملكشاه قد أقطعه المدائن وغيرها، فهرب والتجأ إلى سيف الدّولة ابن مزيد، فأعرض عنه، فتنقل في الأرض، وأضمرته البلاد. وكانوا قد شهدوا عليه بالزندقة، وحكم القاضي بقتله. وكان له داران ببغداد، فعملتا مسجدين بأمر الخليّفة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 352 4 (المتوفّون تقريباً من أهل هذه الطبقة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن زاهر.) أبو بكر الطوسيّ. قدم إصبهان فروى صحيح مسلم عن: أبي بكر محمد بن إبراهيم الفارسيّ صاحب الجلوديّ. روى عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ، وأبو الخير عبد الكريم بن فورجة، وجماعة. مات سنة سبعٍ أو ثمانٍ وثمانين. 4 (أحمد بن عبد اللّه بن سمير.) الإصبهانيّ المقرئ، العبد الصالح. سمع: ابن مردويه، وأبا بكر بن أبي عليّ.) وعنه: إسماعيل الصلحيّ ووصفه بالصّلاح، وأبو سعد البغداديّ، وعبد العزيز بن محمد الأدميّ الشيرازيّ. وسمير بضم المهملة. 4 (أحمد بن عليّ بن محمد بن يحيى بن الفرج.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 353 أبو نصر الهاشميّ البصريّ، المعروف بالهباريّ، وبالعاجيّ، المقرئ المجوّد. أحد من عني بالقراءآت والفرائض. قال ابن النجار: سافر في طلب القراءآت، فدخل بغداد سنة ست عشرة وأربعمائة، وقرأ القرآن على أبي الحسن الحماميّ، وقرأ بدمشق على أبي عليّ الأهوازيّ، وبحران على الشّريف أبي القاسم عليّ بن محمد الزّيديّ. ثمّ جال في العراق، وخراسان، وحدّث بمرو بكتاب السّنن لأبي داود، عن أبي عمر الهاشميّ. سمعه منه: أبو بكر محمد بن منصور السّمعانيّ. ثمّ دخل بخارى، وسمرقند. قرأ عليه أبو الكرم الشّهرزوريّ بالرّوايات. قلت: إلى سورة الفتح. وقال أبو سعد السّمعانيّ: نا أبو طاهر محمد بن محمد الخطيب قال: كان أبوك سمع من أبي نصر الهبّاريّ كتاب السنن، فلمّا ورد العراق طعنوا في الهبّاريّ، ورموه بالكذب والتعمد فيه، وشرطوا عليه أن لا يروي عنه. وقال: محمد بن عبد الواحد الدّقاقّ: أبو نص الهباريّ، كذّاب، لا تحل الرواية عنه. قال خميس الحوزيّ: ولد أبو نصر بالبصرة سنة ست وتسعين وثلاثمائة، وحدّث بواسط سنة ثلاثٍ وثمانين، ويقال إنّه مات بها، فالله أعلم. 4 (أحمد بن منصور.) أبو نصر الظفريّ الإسبيجابيّ، الفقيه الحنفيّ، المعروف بأحمد جي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 354 كان أحد الأئمة الكبار، شرح مختصر الطّحاوي وتبحر في حفظ المذهب في بلاده، ثمّ قدم سمرقند، فأجلسوه للفتوى، وتخّرج به الأصحاب، وظهرت له الآثار الجميلة. ويقال إنّه وجد له بعد وفاته صندوق فيه فتاوى كثيرة، كان فقهاء عصره قد أفتوا فيها) وأخطأوا، ووقعت في يده، فأخفاها لئلا يظهر بقضائهم وأجاب المستفتين عنها بغيرها. وقد ذكره صاحب القند في معرفة علماء سمرقند، ولم يذكر له وفاةً، وذكره بين جماعة توفوا بعد الثمانين وقبلها. 4 (إبراهيم بن أحمد بن عبد اللّه.) أبو إسحاق الرازيّ المعروف بالبيّع. رحّال، صالح، خيّر، صوفيّ متواضع. حدّث عن: أبي الحسن بن صخر البصريّ، وأبي الفضل الأرجانيّ، وجماعة. روى عنه: أبو عليّ العجليّ بهمذان، وأبو تمام الصّيمريّ ببروجرد. وقيل إنّه ورث من أبيه أكثر من سبعين ألف دينار، فأنفقها على الفقراء والمتعلمين. ولد سنة إحدى عشرة، ومات بالرّيّ بعد الثّمانين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 355 4 (أحمد بن محمد بن عمر بن سيّويه بن خرّة.) أبو نصر الإصطخريّ، ثمّ الإصبهانيّ. حدّث عن: أبي عبد اللّه الجرجانيّ، وأبي بكر الحيريّ، وأبي سعيد الصيرفيّ. روى عنه: أبو سعد أحمد بن محمد البغداديّ، وعبد اللّه بن أحمد السّمرقنديّ، وآخرون. حدّث بمسند الشافعيّ. 4 (حرف الحاء)
4 (الحسين بن عليّ بن خلف بن جبريل.) الواعظ الكبير أبو عبد اللّه الألمعيّ الكاشغريّ، ويعرف بالفضل. قدم بغداد مرّات، وسمع من ابن غيلان، والصّوريّ. وبالكوفة من محمد بن عليّ العلويّ. وحدّث عن: المختار بن عبد اللّه البصريّ، وعبد الكريم بن أحمد الثعالبيّ البلخيّ، وعبد الوهاب بن الشعبيّ. وحدّث باليسير. حدّث عنه: أبو غالب بن البنا. قال ابن النّجار: كان صالحاً بكاءً خاشعاً، لا تأخذه في اللّه لومة لائم، إلاّ أنّه كثير المنكرات) والموضوعات، ضعّف واتهم بها، وحدّث ببغداد في سنة ثلاثٍ وستين. وقال شيرويه: قدم علينا، فكنت أحضر مجلسه، وكان يعظ النّاس وتاب على يديه خلق كثير، وعامة حديثه مناكير. وقال السّمعانيّ: قرأت بخطّ أبي: سمعت محمد بن عبد الحميد العبديّ المروزيّ يقول: كان الكاشغريّ يضع الأحاديث ويركب المتون، وكان ابنه عبد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 356 الغافر ينكر عليه ذلك. عاش بعد ابنه عبد الغافر قريباً من عشر سنين. 4 (الحسين بن محمد بن مبشّر.) أبو عليّ الأنصاريّ الأندلسي السّرقسطيّ، المقرئ. ويعرف بابن الإمام. قرأ القرآن على: أبي عمرو الدّانيّ، وغيره. ورحل إلى ديار مصر، وقرأ القراءآت على: أبي عليّ الحسن بن محمد بن إبراهيم البغداديّ المالكيّ. وسمع من: أبي ذرّ الهرويّ، وإسماعيل بن عمرو الحدّاد، وتصدر للإقراء بجامع سرقسطة نحواً من أربعين سنة. قرأ عليه القراءآت جماعة منهم: أبو عليّ بن سكرة. 4 (حرف الخاء)
4 (خديجة بنت أبي القاسم عبد العزيز بن عبد الرحمن الكرابيسيّ الصّفار.) شيخة مسنة مسندة. عاشت إلى حدود التّسعين. سمعت: محمد بن أحمد بن إبراهيم الأشنانيّ، وأبا حامد أحمد بن الوليد الزوزنيّ صاحب محمد بن أحمد بن خنب. روى عنهما: فضل اللّه بن وهب اللّه الحذّاء، وعبد الخالق بن الشحاميّ،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 357 وعبد اللّه بن الفراويّ، وشافع بن عليّ الشّغريّ، وآخرون. وقد مضى أخوها محمد في سنة ثلاثٍ وسبعين. 4 (حرف العين) ) 4 (عبيد اللّه بن عطاء الإبراهيمي.) مر في تلك الطّبقة. 4 (عبد اللّه بن عليّ.) أبو المظفر ابن الدهّان الهرويّ. سمع من: عبد الجبّار الجراحيّ. روى عنه: عبد الملك الكروخيّ الجزء الأخير من الترمذيّ 4 (عبد الرحمن بن أحمد.) أبو أحمد المروزيّ المعروف بفقيه شاه. سمع: أبا الخير أحمد بن عبد اللّه بن بريدة المسروريّ، وإسماعيل بن ينال المحبوبيّ. قال عبد الرحيم بن السّمعانيّ: ثنا عنه أبو طاهر محمد بن محمد السنجيّ، ومحمد بن النعمان بن أبي عاصم. توفّي بعد سنة. 4 (حرف الميم.)
4 (محمد بن أحمد بن عمر.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 358 القاضي أبو عمر النهاونديّ. من بقايا المسندين بالبصرة. روى عن جدّه لأمه أبي بكر محمد بن الفضل بن العبّاس البابسيريّ، سمع منه في سنة إحدى وعشرين وأربعمائة وعن طلحة بن يوسف المواقيتيّ، صاحبيّ أبي إسحاق الهجيميّ. وعمّر طويلاً. سمع منه: ابنه القاضي أبو طاهر، وغيره. وروى عنه: بالإجازة الحافظان أبو عليّ بن سكرة الصدفيّ، وأبو طاهر السلفيّ. وبقي إلى بعد التسعين وأربعمائة فيما أرى. قرأت على عبد المؤمن الحافظ، أخبرك ابن رواج، أنّ أبا طاهر بن سلفة الحافظ أخبره، قال: كتب إليّ أبو عمر النهاونديّ من البصرة: أنا جدّي أبو بكر محمد بن الفضل، ثنا إبراهيم بن عليّ الهجيميّ، ثنا أبو قلابة، نا أبو عاصم، نا سفيان الثوريّ، قال: بلغني عن الحسن أنّه قال في الرجل يذنب ثمّ يتوب، ثمّ يذنب، ثمّ يتوب ثلاثاً، قال: تلك أخلاق المؤمنين.) 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد.) الحاكم أبو منصور، النوّقانيّ، الطوسيّ المعروف بالعارف، من علماء خراسان. سمع: عبد اللّه بن يوسف، وأبا عبد الرحمن السّلميّ، وأبا مسلم غالب ابن عليّ الرّازيّ الحافظ، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 359 قال عبد الرحيم بن السّمعانيّ: أدركت من أصحابه أبا سعد محمد بن أحمد بن الجليل الحافظ، ولد قبل عام أربعمائة. وسأله أبو محمد السّمرقنديّ عن مولده، فقال: سنة خمسٍ وتسعين وثلاثمائة. توفّي بنوقان سنة نيفٍ وثمانين وأربعمائة. 4 (محمد بن عبد السّلام بن شانده.) أبو المعالي الإصبهانيّ، ثمّ الواسطيّ الشيعيّ. روى عن: عليّ بن محمد بن عليّ الصيدلانيّ ابن خزفة، وأبي القاسم عليّ بن كردان النّحويّ، وغيرهما. قال السلفيّ: سألت خميساً الحوزيّ وقد قال لي: آخر من روى عن ابن كردان أبو المعالي بن شانده، فقلت: من ابن شانده قال: كان إصبهانيّاً رئيساً محتشماً ثقة، ولد سنة ست وتسعين وثلاثمائة، سمع من ابن خزفة تاريخ أحمد بن أبي خيثمة، وكان عنده عن عمّه أبي محمد التلعكبريّ، من مصنفي الرّافضة، كتبٌ من علمهم لا يسمعها أحداً. ومددت يدي إليها. قلت: وممّن روى عنه: عليّ بن محمد الجلابيّ في تاريخه وبقي إلى بعد الثّمانين: والحافظ أبو عليّ بن سكرة، وقال: هو محمد بن عبد السلام بن عبيد اللّه بن حمولة نزيل واسط، سمع سنة من ابن خزفة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 360 4 (محمد بن يوسف بن عليّ بن خلصة.) أبو عبد اللّه الشّاطبيّ. سمع: ابن عبد البر، وبمكة: هيّاج بن عبيد. وروى عنه: طاهر بن مفوز، وأبو إسحاق بن جماعة، وجماعة. توفّي نحو التسعين وأربعمائة. 4 (محمد بن إبراهيم بن إلياس.) ) أبو عبد اللّه اللّخميّ الأندلسيّ، ويعرف بابن شعيب، وهو جدّه لأمه. روى عنه: وعن: مكيّ بن أبي طالب القيسيّ، وأبي العباس المهدويّ، وأبي عمرو الدانيّ. قال الأبّار: تصدر بجامع المرية لإقراء القرآن والعربيّة والآداب. روى عنه: أبو الحسن بن موهب، وأبو الحسن بن نافع، وأبو عبد اللّه بن معمر. وقفت على السّماع منه في سنة. 4 (مغيرة بن محمد بن محمد بن حسن.) أبو الغيث الثقفيّ الجرجانيّ. ثقة، خير، من ذرية المغيرة بن شعبة. كان من بقايا أصحاب حمزة بن يوسف السّهميّ. قال السّمعانيّ: ثنا عنه أبو عامر سعد بن عليّ الجرجانيّ بمرو. قال: وتوفّي رحمه اللّه بمرو سنة نيفٍ وتسعين وأربعمائة، وكان من أبناء تسعين سنة.
الجزء الرابع والثلاثون
الجزء الرابع والثلاثون
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 7 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)
5 (الطبقة الخمسون أحداث)
1 (الأحداث من سنة إلى)
4 (سنة إحدى وتسعين وأربعمائة) ابتداء دولة الإفرنج قال ابن الأثير: ابتداء دولة الإفرنج، لعنهم الله، في سنة ثمان وسبعين فملكوا طليطلة وغيرها من الأندلس، ثم قصدوا صقلية في سنة أربع وثمانون فملكوها، وأخذوا بعض أطراف إفريقية. بدء حملات الإفرنج إلى بلاد الشام، وخرجوا في سنة تسعين إلى بلاد الشام، فجمع ملكهم بردويل جمعاً كثيراً، وبعث إلى الملك رجار صاحب صقلية يقول: أنا واصل إليك وسائر من عندك إلى الإفريقية أفتحها، وأكون مجاوراً لك، فاستشار رجار أكابر دولته، فقالوا: هذا جيد لنا وله، وتصبح البلاد بلاد النصرانية، فضرط ضرطةً وقال: وحق ديني هذا خير من كلامهم. قالوا: ولم ذلك قال: إذا وصل احتاج إلى كلفة كبيرة ومراكب وعساكر من عندي فإن فتحوا إفريقية كانت له ويأخذون أكثر مغل بلادي، وإن لم يفتحوا رجعوا إلى بلادي وتأذيت. ويقول تميم يعني ابن بادرس: غدرت ونقضت العهد ونحن إن وجدنا قوة أخذنا إفريقية. ثم أحضر الرسول، إذا عزمتم على حرب المسلمين فالأفضل فتح بيت
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 8 المقدس، تخلصونه من أيديهم، ويكون لكم الفخر، وأما إفريقية فبيني وبين صاحبها عهود وأيمان. فتركوه وقصدوا الشام. وقيل أن صاحب مصر لما رأى قوة السلجوقية واستيلائهم على الشام ودخول اتسز إلى القاهرة وحصارها، كاتب إفرنج يدعوهم إلى المجيء إلى الشام ليملكوه. عبور الإفرنج خليج القسطنطينية إلى إنطاكية وقيل: إنهم عبروا خليج القسطنطينية وقدموا إلى بلاد قليج أرسلان بن سلمان بن قتلمش السلجوقي، فالتقاهم، فهزموه في رجب سنة تسعين. واجتازوا ببلاد ليون الأرمني فسلكوها. وخرجوا إلى إنطاكية فحاصروها، فخاف ياغي سيان من النصاري الذين هم رعيته، فأخرج المسلمين خاصة لعمل الخندق أيضاً، فعملوا فيه إلى العصر، ومنعهم من الدخول، وأغلق الأبواب، وأمن غائلة النصارى. وحاضرته الإفرنج تسعة أشهر، وهلك أكثر الإفرنج قتلاً وموتاً بالوباء وظهر من شجاعة ياغي سيان وحزمه ورأيه ما لم يشاهد من غيره، وحفظ بيوت رعيته النصارى بما فيها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 9 ثم إن الإفرنج راسلوا الزراد أحد المقدمين، وكان متسلماً برجاً) من الوادي، فبذلوا له مالاً، فعامد إلى المسلمين يطلعوا إلى أن تكاملوا خمسمائة، فضربوا البوق وقت السحر، ففتح ياغي سيان الباب، وهرب في ثلاثين فارساً، ثم هرب نائبه قي جماعة. إستباحة الإفرنج إنطاكية واستبيحت إنطاكية فأنا لله وأنا إليه راجعون، وذلك في جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين. وأسقط في يد يغيسيان صاحبها، وأكل يديه ندماً حيث لم يعد ويقاتل عن حرمة حتى يقتل. فلشدة ما لحقه سقط مغشياً عليه، وأراد أصحابه أن يركبوه، فلم يكن فيه حيل يتماسك به، بل قد خارت قوته فتركوه ونجوا. فاجتاز به أرمني حطاب، فرآه بآخر رمق، فقطع رأسه وحمله إلى الإفرنج. رواية سبط ابن الجوزي وقال صاحب المرآة: وكثر النفير على الإفرنج، وبعث السلطان بركياروق إلى العساكر يأمرهم بالميسر إلى عميد الدولة للجهاد. وتجهز سيف الدولة فمعنه ابن مزيد. فجاءت الأخبار إلى بغداد بأن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 10 إنطاكية أخذت، وأن الإفرنج صاروا إلى المعرة، وكانوا في ألف ألف إنسان، فنصبوا عليهم السلالم، ودخلوها، وقتلوا منها مائة ألف إنسان، وسبوا مثل ذلك، وفعلوا بكفر ما طاب كذلك. قلت: دافع أهل المعرة عنها وقاتلوا قتال موت حتى خذلوا، فقتل بها عشرون ألف، فهذا أصح. رواية ابن القلانسي وقال أبويعلى ابن قلانسي: وأما إنطاكية فقتل بها وسبي بها من الرجال والنساء والأطفال ما لم يدركه حصر. وهرب إلى القلعة تقدير ثلاثة الآلف تحصنوا. قال أبو معلى: وبعد ذلك أخذوا المعرة في ذي الحجة. رواية ابن الأثير قال ابن الأثير: ولما سمع قوام الدولة كبر بوقا صاحب الموصل بذلك،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 11 جمع الجيوش وسار إلى الشام، ونزل بمرج دابق فاجتمعت معه عساكر الشام، تركها وعربها سوى جند حلب. فاجتمع معه دقاق وطغتكين أتابك، وجناح الدولة صاحب حمص، وأرسلان صاحب سنجار، وسليمان بن أرتق وغيرهم، فعظمت المصيبة على الإفرنج، وكانوا في وهن وقحط. وسارت الجيوش فنازلتهم. ولكن أساء السيرة كبربوقا في المسلمين، وأغضب الأمراء وتحامق، فأضمروا له الشر، وأقامت الإفرنج في إنطاكية بعد أن ملكوها ثلاثة عشر يوماً، وليس لهم ما يأكلونيه وأكل ضعفاؤهم الميتة وورق الشجر، فبذلوا البلد بشرط الأمان، فلم يعطهم كبربوقا.) حربة المسيح عليه السلام المزعومة وكان بردويل، وصنجيل وكندفري، والقمص صاحب الرها وبيمنت صاحب إنطاكية، ومعهم راهب يراجعون إليه، فقال: إن المسيح كانت له حربة مدفونة بإنطاكية، فإن وجدتموها نصرتم، ودفن حربة في مكان عفاه، وأمرهم بالصوم والتوبة ثلاثة أيام، ثم أدخلهم في مكان، أمر بحفرة، فإذا بالحربة، فبشرهم بالظفر
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 12 وخرجوا للقاء، وعملوا مصافاً، فولى بعض العساكر حرب كبربوقا، لما في قلبهم منه، وما كان ذا وقت ذا، فاشتغل بعضهم ببعض، ومالت عليهم الإفرنج فهزمتم، وهربوا من غير أن يقاتلوا، فظنت الإفرنج أنها مكيدة، إذا لم يجر قتال يوجب الهزيمة. وثبت جماعة من المجاهدين، وقاتلوا خشية، فحطمتهم الإفرنج، واستشهد يومئذ ألوف، وغنمت الإفرنج من المسلمين معظم ثقلهم ودوختهم. دخول الإفرنج المعرة ثم ساروا إلى المعرة فحاصروها أياماً، ثم دخل المسلمين فشل هلع، وظنوا أنهم إذا تحصنوا بالدور الكبار امتنعوا بها، فنزلوا من السور إلى الدور، فرآهم طائفة أخرى، ففعلوا كفعلهم، فخلا مكانهم من السور، فصعدت الإفرنج على السلالم، ووضعوا فيهم السيف ثلاثة أيام، وقتلوا ما يزيد على مائة ألف، وملكوا جميع ما فيها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 13 محاصرة الإفرنج عرقة وساروا إلى عرقة، فحصروها أربعة أشهر، ونقبوا أماكن، ثم صالحهم عليها صاحب شيزر ابن منقذ. منازلة الإفرنج حمص: فساروا ونازلوحمص، ثم صالحهم جناح الدولة على طريق عكا. شغب الجند على السلطان بركياروق وفيها شغب الجند على السلطان بركياروق وقالوا: لا نسكت لك حتى تسلم لنا مجد الملك القمي المستوفي وكان قد أساء السيرة، وضيق الأرزاق. فقال: والله لا أمكنهم منك. وعزم إلى إخفائه، فقيل له: متى خرج عنه قتلوة، ولكن اشفع فيه. فبعثه وقال للأمراء: السلطان يشفع إليكم فيه فثاروا به وقتلوه. ثم جاءوا وقبلوا الأرض من بين يدي بركياروق، فسكت.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 14 خروج بيت المقدس من يد ابن أرتق وقال أبويعلى: وسار أمير الجيوش أحمد حتى نازل بيت المقدس وحاصره، وأخذه من سقمان) بن أرتق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 15 4 (سنة اثنتنين وتسعين وأربعمائة.)
4 (مقتل أنر عامل بركياروق:) لما سار السلطان بركياروق إلى خراسان، استعمل أنر على فارس وبلادها وكان قد تغلب عليها خوارج الأعراب، وآغتضدوا بصاحب كرمان ابن قاروت، فالتقاهم أنر، فهزموه وجاء مفلولاً. ثم ولي إمارة العراق، يعني قبل بركياروق، فأخذ يكاتب الأمراء المجاورين له، وعسكر بإصبهان، ثم سار إلى إقطاعه بأذربيجان، وقد عاد، وانتشرت دعوة الباطنية بأصبهان، فانتدب لقتالهم، وحاصر قلعة لهم بارض إصبهان. واتصل به مؤيد الملك ابن نظام الملك، وجرت له الأمور. ثم كاتب غياث الدين محمد بن ملكشاه، وهوذا ذاك بكنجة، ثم سار إلى الري في نحوعشر الآف، وهم بالخروج على بركياروق، فوثب عليه ثلاثة فقتلوه في رمضان بعد الإفطار. فوقعت الصيحة ونهبت خزائنه، تفرق جمعه، ثم نقل إلى إصبهان، فدفن في داره. استيلاء الإفرنج على بيت المقدس وفيها أحدق الإفرنج ببيت المقدس. لما كسرت الإفرنج خذلهم الله، المسلمين على إنطاكية في العام
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 16 الماضي قووا وطغوا، وكان تاج الدولة تتش قد استولى على فلسطين وغيرها، وانتزع البلاد من نواب بني عبيد، فاقطع الأمير سقمان بن أرتق التركي بيت المقدس، فرتبه وحصنه، فسار الأفضل بن بدر أمير الجيوش، فحاصر الأمير سقمان وأخاه إيلغازي، ونصبوا على القدس نيفاً وأربعين منجنيقاً، فهدموا في سوره. ودام الحصار نيفاً وأربعين يوماً، وأخذوه بالأمان في شعبان سنة تسع وثمانين. وأنعم الأفضل على سقمان وأخيه، وأجزل لهم الصلات. فسار سقمان واستولى على الرها، وذهب أخوه إلى العراق. وولي على القدس افتخار الدولة، فدام فيه إلى هذا الوقت. وسارت الجيوش النصرانية من حمص، ونازلت عكا أياماً، ثم ترحلوا وأتوا القدس، فحاصروه شهراً ونصف، ودخلوا من الجانب الشمالي ضحوة نهار الجمعة لسبعٍ بقين من شعبان، واستباحوه، فأنا لله وأنا إليه راجعون. واحتمى جماعة ببرج داود، ونزلوا بعد ثلاثٍ بالأمان، وذهبوا إلى عسقلان. رواية ابن الأثير عن دخول الإفرنج بيت المقدس) قال ابن الأثير: قتلت الإفرنج بالمسجد الأقصى ما يزيد على سبعين
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 17 ألفاً، منهم جماعة من العلماء والعباد والزهاد، ومما أخذوا أربعين قنديلاً من الفضة، وزن القنديل ثلاثة الآلف وستمائة درهم. وأخذوا تنوراً من فضة، وزنه أربعون رطلاً بالشامي، وغنموا ما لا يحصى. وورد المستنفرون من الشام إلى ببغداد صحبة القاضي أبي سعد الهروي، فأوردوا في الديوان كلاماً أبكى العيون وجرح القلوب. وبعث الخليفة رسلاً، فساروا إلى حلوان، فبلغهم قتل مجد الملك الباسلاني، فردوا من غير بلوغ إربٍ، ولا قضاء حاجة، واختلف السلاطين، وتمكنت الإفرنج من الشام. وللأبيوردي:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 18 (مزجنا دماء بالدموع السواجم .......... فلم يبق منا عرضة للمراحم)
(وشر سلاح المرء دمع يفيضه .......... إذا الحرب شبت نارها بالصوارم)
(فيا أيهاً بني الإسلام، إن وراءكم .......... وقائع يلحقن الذرى بالمناسم)
(أتهويمة في ظل أمنٍ وغبطةٍ .......... وعيش كنوار الخميلة ناعم)
(وكيف تنام العين ملء جفونها .......... على هفوات أيقظت كل نائم)
(وإخوانكم بالشام يضحي مقيلهم .......... ظهور المذاكي أوبطون القشاعم)
(تسومهم الروم الهوان وأنتم .......... تجرون ذيل الخفض فعل المسالم)
(فكم من دماء قد أبيحت، ومن دمىٍ .......... توارى حياء حسنها بالمعاصم)
(بحيث السيوف البيض محمرة الظبا .......... وسمر العوالي داميات اللهاذم)
(يكاد لهن المستجن بطيبةٍ .......... ينادي بأعلى الصوت: يا آل هاشم)
(أرى أمتي لا يشرعون إلى العدى .......... رماحهم، والدين واهي الدعائم)
(ويجتنبون النار خوفاً من الردى .......... ولا يحسبون العار ضربة لازم)
(أترضى صناديد الأعارب بالأذى .......... وتغضي على ذلٍ كماة الأعاجم)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 19 (فليتهم لم يردوا حمية .......... عن الدين ضنوا غيرة بالمحارم) رواية سبط ابن الجوزي قال أبوالمظفر سبط ابن الجوزي: سارت الإفرنج ومقدمهم كندفري في ألف ألف، بينهم خمسمائة ألف مقاتل، عملوا برجين من خشب مطلين على السور، فأحرق المسلمون البرج الذي كان بباب صهيون، وقتلوا من فيه، وأما الآخر فزحفوا به حتى ألصقوه بالسور وحكموا) به على البلد وكشفوا من كان بإزائهم، ورموا بالمجانيق والسهام رمية رجلٍ واحدٍ، فانهزم المسلمون من السور. قلت: هذه مجازفة بينة، بل قال ابن منقذ: إن جزءاً كان بخيل، وإن قوما وقفوا على سورها بأمر الوالي في مضيق لا يكاد يعبر منه إلا واحد بعد واحد. قال: فكان عدد خيلهم ستة آلاف ومائة فارس، والرجالة ثمانية وأربعون ألفاً. ولم تزل دار الإسلام من فتحها عمر رضي الله عنه. وكان الأفضل لما بلغه نزولهم على القدس تجهز وسار من مصر في عشرين ألف، فوصل إلى عسقلان ثاني يوم الفتح، ولم يعلم. وراسل الإفرنج.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 20 قال ابن الأثير: فأعادوا الرسول بالجواب، ولم يعلم المصريون بشيء فبادلوا السلاح بالخيل، وأعجلتهم الإفرنج فهزموهم، وقتلوا منهم من قتل، وغنموا خيامهم بما فيها. ودخل الأفضل عسقلان، وتمزق أصحابه. فحاصرته الإفرنج بعسقلان، فبذل لهم ذهباً كثيراً، فردوا إلى القدس. قال أبويعلى ابن القلانسي: قتلوا بالقدس خلقاً كثيراً وجمعوا اليهود في الكنيسة وأحرقوها عليهم، وهدموا المساجد. ابتداء دولة محمد بن ملكشاه وفيها ابتداء دولة محمد بن ملكشاه. لما مات أبوه ببغداد سار مع أخيه محمود والخاتون تركان إلى إصبهان، ثم أن أخاه بركياروق أقطعه كنجة، وجعل له أتابكاً، فلما قوي محمد قتل أتابغل قتلغ تكين، واستولى على مملكة أران، وطلع شهماً شجاعاً مهيباً، قطع خطبة أخيه، واستوزره مؤيد الملك عبد الله بن نظام الملك. فإنه التجأ إليه بعد قتل مخدومه أنر. واتفق قتل مجد الملك الباسلاني، واستيحاش العسكر من بركياروق، ففارقوه وقدموا على محمد، وكثر عسكره فطلب الري، وعرج أخوه إلى إصبهان، فعصوا عليه، ولم يفتحوا له، فسار إلى خوزستان. وأما محمد فاستولى على الري وبها زبيدة والدة السلطان بركياروق،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 21 فسجنها مؤيد الملك الوزير، وصادرها وأمر بخنقها. ولكن أظفر الله بركياروق بالمؤيد فقتله. الخطبة للسلطان محمد وسار سعد الدولة كوهرائين من بغداد إلى خدمة السلطان محمد، فخلع عليه ورده إلى بغداد نائباً له، وأقيمت الخطبة ببغداد، ولقب غياث الدنيا والدين في آخر السنة. الغلاء والوباء بخراسان وفيها، وفي العام الماضي، كان بخراسان الغلاء المفرط، والوباء، حتى عجزوا عن الدفن،) وعظم البلاء. نقل المصحف العثماني من طبرية إلى جامع دمشق وفيها نقل الأتابك طغتكين من طبرية المصحف العثماني خوفاً عليه إلى دمشق، وخرج الناس لتلقيه، فأقره في خزانة بمقصورة الجامع.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 22 4 (سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة) دخول عسكر بركياروق الحلة لما سار بركياروق إلى خوزستان دخلها بجميع من معه وهم في حالٍ سيئة، ثم سار عسكره إلى واسط، فظلموا الناس، ونهبوا البلاد وسار إلى خدمته الأمير صدقة بن مزيد صاحب الحلة. إعادة الخطبة لبركياروق ببغداد ثم سار ودخل بغداد في سابع عشر من صفر، وأعيدت خطبته وتراجع إليه بعض الأمراء، ولم يؤآخذ كواهرئين، وخلع عليه، وقبض على وزير بغداد عميد الدولة ابن جهير، والتزم بحمل مائة وستين ألف دينار. هزيمة بركياروق أمام أخيه محمد ثم سار بالعساكر إلى شهرزور، وانضم إليه عسكر لجب، فالتقى الأخوان فكان محمد في عشرين ألفاً، وكان على ميمنته أمير آخر، وعلى مسيرته مؤيد الملك والنظامية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 23 وكان على ميمنة بركياروق كوهرائين، والأمير صدقة، وعلى مسيرته كبر بوقا صاحب الموصل، فهزم كوهرائين ميسرة محمد، وهزم أمير آخر بميسرة محمد ميمنة بركياروق، فعاد كوهرائين فكبا به الفرس، فأتاه فارس فقتله، وانهزمت عساكر بركياروق وذل، وبقي في خمسين فارساً. وأسر وزيره الجديد الأعز أبوالمحاسن، فبالغ مؤيد الملك وزير محمد في احترامه، وكفله عمادة بغداد، وإعادة الخطبة لمحمد، فساق إلى بغداد، وخطب لمحمد ثاني مرة في نصف رجب. ترجمة سعد الدولة كوهرائين وكان سعد الدولة كوهرائين خادماً كبيراً محتشماً، ولي بغداد وخدم ملوكها، ورأى ما لم يره أمير من نفوذه الكلمة والعز. وكان حليماً كريماً حسن السيرة. كان خادماً تركياً للملك أبي) كليجار ابن سلطان الدولة ابن بهاء الدولة ابن عضد الدولة بن بوية. وبعث به ابوه مع ابنه أبي نصر إلى بغداد، فحبسه مع مولاه. ثم خدم السلطان ألب أرسلان. وفداه بنفسه. وثب عليه يوسف الخوارزمي، وكان صاحب صلاة، وتهجدٍ، وصيام، ومعروف، رحمه الله. مسير بركياروق إلى نيسابور وغيرها. وأما السلطان بركياروق فسار بعد الوقعة إلى إسفرائين، ثم دخل نيسابور وضيق على رؤسائها. وعمل مصافاً مع أخيه سنجر، فانهزمت الفتيان، وسار بركياروق إلى جرجان، ثم دخل البرية مع عسكر يسير، وطلب إصبهان،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 24 فسبقه أخوه محمد إليها. فتح ابن بادس مدينة سفاقس: وفيها فتح تميم بن المعز بن باديس مدينة سفاقس، وغيرها واتسع سلطانه. وقوع بيمند الإفرنجي في أسر كمشتكين وفيها لقي كمشتكين ابن الدنشمند صاحب ملطية، وسيواس بيمند الإفرنجي صاحب أنطاكية بقرب ملطية، بقرب بيمند. أخذ الإفرنج قلعة أنكورية ووصل في البحر سبعة قوامص، فأخذوا قلعة أنكورية، وقتلوا أهلها، ثم التقاهم ابن الدنشمند. قال ابن الأثير: فلم يفلت أحد من الإفرنج، وكانوا ثلاثمائة ألف، غير ثلاثة الآفٍ هربوا ليلاً. كذا قال: والعهدة عليه. ثم سار الإفرنج من أنطاكية، فالتقاهم وكسرهم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 25 وزارة الدهستاني ووزر للخليفة أبوالمحاسن عبد الجليل بن علي الدهستاني جلال الدول، فجاء بركياروق يحثه على اللحاق به، ماستوزر الخليفة المستظهر بالله سديد الملك أبا المعالي الفضل بن عبد الرزاق الإصفهاني، قاله: صاحب المرآة. رواية فيها مجازفة لصاحب مرآة الزمان وفيها خرج سعد الدولة الطواشي من مصر، فالتقى الإفرنج على عسقلان، وقاتل بنفسه حتى قتل، وحمل المسلمون على النصارى فهزموهم إلى قيسارية. قال: فيقال إنهم قتلوا من الإفرنج ثلاثمائة ألف. قلت: هذه مجازفة عظيمة من نوع المذكورة آنفاً. القحط بالشام) وفيها كان القحط بالشام، والخوف من الإفرنج.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 26 4 (سنة أربعة وتسعين وأربعمائة) هزيمة السلطان محمد وذبح وزيره مؤيد الملك في وسطها كان مصاف كبير بين السلطانين: محمد، وبركياروق. كان مع بركياروق خمسون ألفاً، فانهزم محمد، وأسر وزيره مؤيد الملك، فذبحه بركياروق بيده. وكان بخيلاً سيء الخلق، مذموم السيرة، إلا أنه كان من دهاة العالم، عاش خمسين سنة. دخول بركياروق الري ودخل بركياروق الري وسجد لله، وجاء إلى خدمته صاحب الموصل كبربوقا، ونور الدولة دبيس ولد صدقة. تحالف السلطان محمد وأخيه سنجر وانهزم محمد إلى خراسان، فأقام بجرجان، وراسل أخاه لأبويه الملك سنجار يطلب منه مالاً وكسوة، فسير إليه ما طلب. ثم تحالفا وتعاهدا واتفقا. ولم يكن بقي مع محمد غير ثلاثمائة فارس، فقدم إليه أخيه سنجر وانضم إليهما عسكر كثير، وتضرر بالعسكر أهل خراسان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 27 تراجع بركياروق إلى همذان وأما السلطان بركياروق فسار جيشه قريباً من مائة ألف، فغلت الأسعار، واستأذنته الأمراء في التفرق بالفلاة، فبقي في عسكر قليل، فبلغ ذلك أخويه، فقصداه وطويا المراحل، فتقهقر ونقصت هيبته، وقصد همذان، فبلغه أن إياز متوليها قد راسل محمداً ليكون معه، فسار إلى خوزستان، ثم خرج إلى حلوان. مرض بركياروق وأما إياز فلم يقبله محمد، فخاف وهرب إلى عند بركياروق، فدخلت أصحاب محمد ونهبوا حواصله، فيقال أنهم الخمسمائة فرس العربية. وتكامل مع بركياروق خمسة آلاف ضعيف، قد ذهبت خيامهم وثقلهم، وقدم بهم بغداد، ومرض، وبعث يشكوقلة المال إلى الديوان، فتقرر الأمر على خمسين ألف دينار حملت إليه، ومد أصحابه أيديهم إلى أموال الرعية وظلموهم. خروج صاحب الحلة عن الطاعة وخرج عن طاعته صاحب الحلة، وخطب لأخيه محمد.) دخول السلطان محمد بغداد وفي آخر العام وصل محمد وسنجر إلى بغداد، وجاء إلى خدمته إيلغازي بن أرتق، وتأخر بركياروق وهومريض إلى واسط، وأصحابه ينهبون القري والمؤنة. وفرح الخليفة والناس بالسلطان محمد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 28 ظهور الباطنية ببغداد وفي حدودها ظهرت الباطنية ببغداد ونواحيها، وكثروا. رواية ابن الجوزي عن الباطنية قال أبوالفرج ابن الجوزي: وأول ما عرف من أخبار الباطنية، يعني الإسماعلية، إنهم اجتمعوا فصلوا العيد في ساوة، ففطن بهم الشحنة، فأخذهم وحبسهم، ثم أطلقهم، ثم اغتالوا مؤذناً من أهل ساوة فاجتهدوا أن يدخل في مذهبهم، فامتنع فخافوا أن ينم عليهم، فقتلوه، فرفع ذلك إلى نظام الملك، فأخذ رجلاً نجاراً اتهمه بقتله، وهوأول من فتكوا به، وكانوا يقولون: قلتم منا نجاراً فقتلنا به نظام الملك. ثم أستفحل أمرهم بإصبهان. ولما مات السلطان ملكشاه، آل أمرهم إلى أنهم كانوا يسرقون الناس فيقتلوهم ويلقونهم بالآبار، فكان الإنسان إذا دنا وقت ولم يعد إلى منزله يئسوا منه. وبلغ من حيلهم امرأة على حصير لا تبرح منها، فدخلوا الدار، يعني الإخوان، فأزالوها، فوجدوا تحت الحصير بئراً فيها أربعون قتيلاً. فقتلوا المرأة، وهدموا الدار. وكانوا يجلسون ضريراً على باب زقاقهم، فإذا مر به إنسان سأله أن يقوده
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 29 إلى رأس الزقاق، فإذا فعل جذبه من في الدار إليها فقتلوه. فجد أهل أصبهان فيهم، فقتلوا منهم خلقاً كثيراً. وأول قلعة ملكوها بناحية إصبهان، تسمى الروذبار، وكانت لقراج صاحب ملكشاه، وكان متهماً بمذهبهم. فلما مات ملكشاه أعطوه ألفاً و مائتي دينار، فسلمها إليهم في سنةٍ ثلاث وثمانين. وقيل: لم يكن ملكشاه مات. مقدم الباطنية وكان مقدمهم يقال له الحسن بن الصباح، وأصله من مرو، وكان كاتباً لبعض الرؤساء، ثم صار إلى مصر وتلقى من دعاتهم، وعاد داعيةً للقوم، وحصل على هذه القلعة، وكان لا يدعوا إلا غنياً، وثم يذكر له ما تم على أهل البيت من الظلم، ثم يقول له: إذا كانت الإزارقة والخوارج سمحوا بنفوسهم في القتال مع بني أمية، فما سبب تخلفك بنفسك عن إمامك فيتركه) بهذه المقالة طعمة للسباع. طاعة الباطنية لمقدمهم وكان ملكشاه نفذ إليه يتهدده ويأمره بالطاعة، ويأمره أن يكف أصحابه عن قتل العلماء والأمراء، فقال للرسول: الجواب ما تراه. ثم قال لجماعة بين يديه: أريد أن أنفذكم إلى مولاكم في حاجةٍ، فمن ينهض بها فأشرأب كل واحدٍ منهم، وظن الرسول أنها حاجة، فأومى إلى شاب فقال: أقتل نفسك. فجذب سكيناً، فقال بها في عاصمته، فخر ميتاً. وقال لآخر: إرم نفسك من القلعة. فألقى نفسه فتقطع. فقال للرسول:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 30 قل له عندي من هؤلاء عشرون ألفاً هذا حد طاعتهم فعاد الرسول وأخبر ملكشاه، فعجب، وأعرض عن كلامهم. حيلة للباطنية في الإستيلاء على قلعة. وصار بأيديهم قلاع كثيرة، منها قلعة على خمسة فراسخ من إصبهان، وكان حافظها رجلاً تركياً، فصادقه نجارُ منهم، أهدى له جارية، وقوساً فوثق به، وكان يستنيبه في حفظ القلعة. فاستدعى النجار ثلاثين رجلاً من أصحاب ابن عطاش، وعمل دعوة، ودعا التركي وأصحابه، وسقاهم الخمر، فلما سكروا تسلق الثلاثون بحبال إليه، فقتلوا أصحاب التركي، وسلم هووحده، فهرب. وتسلموا القلعة. وقطعوا الطرقات ما بين فارس وخورزستان. ثم ظفر جاولي بثلاثمائة منهم، فأحاط هووجنده بهم فقتلوهم، وكان جماعة منهم في عسكر بركياروق، فاستغووا خلقاً منهم، فوافقهم، فاستشعر أصحاب السلطان منهم، ولبسوا السلاح، ثم قتلوا منهم مائة رجل. من خزعبلات الباطنية وكان بنواحي المشان رجل منهم يتزهد ويدعي الكرامات. أحضر مرة جدياً مشوياً لأصحابه، وأمر برد عظامه على التنور، فردت، وجعل على التنور طبقاً. ورفع الطبق فوجدوا جدياً يرعى حشيشاً، ولم يروا ناراً ولا رماداً. فتلطف بعض أصحابه حتى عرف بأن التنور كان يفضي إلى سرداب، وبينهما شق من
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 31 حديد يدور بلولب، فيفرك اللولب، فتدور النار، ويجيء بدلها الجدي والمرعى. وقال الغزالي في كتاب سر العالمين شاهدت قصة الحسن بن الصباح لما تزهد تحت حصن الموت، فكان أهل الحصن يتمنون صعوده إليهم، ويمتنع ويقول: أما ترون المنكر كيف فشا وفسد الناس وبعثنا إليهم خلقاً. فخرج أمير الحصن يتصيد، وكان أكثر تلامذته في الحصن، فاصعدوه إليهم وملكوه، وبعث إلى الأمير من قتله. ولما كثرت قلاعهم،) واشتغل عنهم أولاد ملك شاه باختلافهم اغتالوا جماعة من الأمراء والأعيان. وللغزالي رحمه الله كتاب فضائح الباطنية، ولابن الباقلاني، والقاضي عبد الجبار، وجماعة: رد على الباطنية. وهم طائفة خبيثة، ويظهرون الزهد، والمراقبة، والكشف، فيضل بهم كل سليم الباطن. رواية ابن الأثير عن الباطنية قال ابن الأثير وفي شعبان سنة أربعٍ وتسعين أمر السلطان بركياروق بقتل الباطنية، وهم اإسماعيلية، وهم القرامطة. قال: وتجرد بإصبهان للإنتقام منهم أبوالقاسم مسعود بن محمد الخجندي الفقيه الشافعي، وجمع الجم الغفير بالأسلحة، وأمر بحفر أخاديد أوقدوا فيها النيران، وجعل فيها رجلاً لقبوه مالكاً، وجعلت العامة يأتون ويلقونهم في النار، إلا أن قتلوا منهم خلقاً كثيراً. إلى أن قال: وكان الحسن بن الصباح رجلاً شهماً، كافياً، عالما بالهندسة، والحساب، والنجوم، والسحر، وغير ذلك.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 32 وكان رئيس الري أبومسلم، فاتهم ابن الصباح بدخول جماعة من دعاة المصريين عليه، فخافه ابن الصباح وهرب فلم يدركه أبومسلم. وكان ابن الصباح من جملة تلامذة أحمد بن عطاش الطبيب الذي ملك قلعة إصبهان. وسافر ابن الصباح فطاف البلاد، ودخل على المستنصر صاحب مصر، فأكرمه وأعطاه مالاً، وأمره أن يدعوالناس إلى أمامته، فقال له الحسن بن الصباح: فمن الإمام بعدك فاشار إلى ابنه نزار. الدعوة للمستعلي ونزار ولما هلك المستنصر واستخلف ولده المستعلي صار نزار هذا إلى الإسكندرية، ودعى إلى نفسه، فاستجاب له خلق، ولقب بالمصطفى لدين الله. وقام بأمر دولته ناصر الدولة أفتكين مولى أمير الجيوش بدر. هذا في سنة سبع وثمانين وأربمائة. حصار المصريين للإسكندرية فسار عسكر مصر لحصار الإسكندرية في سنة ثمانٍ، فخرج ناصر الدولة وطرهم فردوا خائبين. ثم سار الأفضل فحاصر الإسكندرية وأخذها، وأسر نزار، وأفتكين وعدة. وجرت أمور.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 33 إقامة ابن الصباح بقلعة ألموت ودخل ابن الصباح خراسان وكاشغر، والنواحي، يطوف على قوم يضلهم، فلما رأى قلعة ألموت بقزوين اقام هناك، طمع في أغوائهم، ودعاهم في السر، وأظهر الزهد، ولبس المسوح،) فتبعه أكثرهم. وكان نائب ألموت رجلاً أعجمياً علوياً، فه بلة وسلامة صدر، وكان حسن الظن بالحسن، يجلس إليه، ويتبرك فيه. فلما أحكم الحسن أمره دخل يوماً على العلوي فقال: أخرج من هذه القلعة. فتبسم، وظنه يمزح، فأمر الحسن بعض أصحابه فأخرجوه، وأعطاه ماله. فبعث نظام الملك لما بلغه الخبر عسكرياً فنازلوه ضايقوه، فبعث من قتل نظام الملك، وترحل العسكر عن ألموت. ثم بعث السلطان محمد بن ملكشاه العسكر وحاصروه. ومن جملة ما استولوا عليه من القلاع: قلعة طبس، وزوزن، وقاين، وسيمكوه. وتأذى بهم أهل البلد، واستغاثوا بالسلطان، فبعث عسكراً حاصروه ثمانية أشهر، وفتحت، وقتل كل من فيها. ولهم عدة قلاعٍ سوى ما ذكرنا.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 34 قال: وكان تيرانشاه ابن تورانشاه بن قاروت بك السلجوقي بكرمان قد قتل اإسماعيلية الأتراك أصحاب الأمير اسماعيل، وكانوا قوماً سنة، قتل منهم ألفي رجل صبراً، وقطع أيدي ألفين، ونفق عليه أبوزرعة الكاتب، فحسن له مذهب الباطنية، فإجاب. وكان عنده الفقيه أحمد بن الحسين البلخي الحنفي، وكان مطاعاً في الناس، فأحضره عنده ليلةً، وأطال الجلوس، فلما خلرج أتبعه من قتله فلما أصبح دخل عليه الناس، وفيهم صاحب جيشه، فقال: أيها الملك، من قتل هذا الفقيه فقال: أنت شحنة البلد، تسألني من قتل هذا وأنا أعرف قاتله، ونهض. ففارقه الشحنة في ثلاثمائة فارس، وسار من كرمان إلى ناحية إصبهان. فجهز الملك خلفه ألفي فارس فقاتلوهم وهزمهم وقدم إصبهان وبها السلطان محمد فأكرمه وأما عسكر كرمان، فخرجوا على تيرانشاه، وطردوه عن مدينة بردشير التي هي قصبة كرمان، وأقاموا عليهم ابن عمه أرسلانشاه. وأما تيرانشاه فالتجأ إلى مدينة صغيرة، فمنعته أهلها وحاربوه، وأخذوا خزائنه ثم تبعه عسكره، فأخذوه، وأخذوا أبا زرعة، فقتلهما أرسلان شاه. لباس الدروع تحت الثياب خوفاً من الباطنية واستفحل أمر الباطنية وكثروا، وصاروا يتهددون من لا يوافقهم بالقتل،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 35 حتى صارت الأمراء يلبسون الدروع تحت أثيابهم. وكان الوزير الأعز أبوالمحاسن يلبس زرديةً تحت ثوبه. واشارت الأمراء إلى بركياروق السلطان يقصدهم قبل أن يعجز عن تلافي أمرهم. فأذن في قتلهم. وركب هو والعسكر وطلبوهم، وأخذوا جماعة من خيامهم. وممن اتهم وقتل بأنه مقدمهم الأمير محمد بن كاكوية صاحبب يزد. وقتل جماعة برءآء سعى بهم أعداؤهم. الباطنية في عهد المقتدي بالله) وقد كان أهالي عانة نسبوا إلى هذا المذهب قديماً من أيام المقتدي بالله، فأنهي حالهم إلى الوزير أبي شجاع، فطلبهم، فأنكروا وجحدوا، فأطلقهم. اتهام الهراسي بالباطنية واتهم إلكيا الهراسي مدرس النظامية بأنه باطني فأمر السلطان محمد بالقبض عليه، وثم شهد له ببراءة الساحة، فأطلق. حصار الأمير بزغش حصن طبس وفيها حاصر الأمير بزغش، وهوأكبر أمراء الملك سنجر، حصن طبس الذي فيه اإسماعيلية، وضيق عليهم، وخرب كثيراً من أسوارها بالمنجنيق، ولم يبق إلا أخذها، فرحل عنهم وتركهم، فبنوا السور، وملأوا القلعة ذخائر. ثم عاودهم بزغش سنة سبعٍ وتسعين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 36 مقتل كندفري صاحب القدس وفيها سار كندفري صاحب القدس إلى عكا فحاصرها، فأصابه سهم فقتله. إنكسار بغدوين فسار أخوه بغدوين، ويقال: بردويل، إلى القدس في خمسمائة، فبلغ الملك دقاق صاحب دمشق، فنهض إليه وجناح الدولة صاحب حمص، فانكسرت الإفرنج. ملك الإفرنج سروج وفيها ملكت الإفرنج سروج، من بلاد الجزيرة، لأنهم كانوا قد ملكوا الرها بمكاتبةٍ من أهلها النصارى، وليس بها من المسلمين إلا القليل، فحاربهم سقمان، فهزموه في هذه السنة. وساروا إلى سروج، فأخذوها بالسيف، وقتلوا وسبوا. ملك الإفرنج حيفا وفيها ملكوا مدينة حيفا، وهي بقرب عكا على البحر. أخذواها بالأمان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 37 ملكهم أرسوف وأخذوا أرسوف بالأمان. ملكهم قيسارية وفي رجب أخذوا قيسارية بالسيف، وقتلوا أهلها. إعادة صلاة التراويح والقنوت) وفي رمضان أمر المستظهر بالله بفتح جامع القصر، وأن تصلى فيه التراويح، وأن لم يجهر بالبسملة لهذا عادة. وإنما تركوا الجهر بالبسملة في جوامع بغداد مخالفة للشيعة أصحاب مصر. وأمر أيضاً بالقنوت على مذهب الشافعي. حكاية ابن قاضي جبلة أبي محمد عبيد الله بن صليحة كانت جبلة تحت حكم ابن عمار صاحب طرابلس، فتعانى ابن صليحة الجندية. وكان أبوه قاضياً، فطلع هوفارساً شجاعاً، فأراد ابن عمار أن يمسكه، فعصى عليه، وأقام الخطبة العباسية، وحوصر، فلم يقدروا عليه لما غلبت
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 38 الإفرنج إلى الشام، فرحلت الإفرنج. ثم عاودوه، فأرجفهم بمجيء المصريين، فرحلوا. ثم عادوا لحصاره، فقرر مع رعيته النصارى أن يراسلوا الإفرنج، ويعدوهم إلى برج ليطلعوا منه، فبادروا وندبوا ثلاثمائة من شجعانهم، فلم يزالوا يطلعون في الحبال واحداً واحداً، وكلما طلع واحد قتله ابن صليحة، إلى أن قتلهم أجمعين، فلما طلع الضوء صفف الرؤوس على السور. ثم إنهم هدموا برجاً، فأصبح وقد عمله. وكان يخرج من الباب بفوارسه يقاتل. فحملوا مرة عليه، فانهزموا، وجاء النصر عليه، وأسر مقدم الإفرنج. ثم علم ابن صليحة أن الإفرنج لا ينامون عنه، فسلم البلد إلى صاحب دمشق. وسار إلى بغداد بأمواله وخزائنه، وأخذ له السلطان بركياروق شيئاً كثيراً. كسرة الإفرنج أمام قلج أرسلان وفيها أقبل جيش الإفرنج، نحوخمسين ألف، فمروببلاد قلج أرسلان،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 39 فحشد وجمع وعرض ستة الآف فارس، وعمل له كميناً، فكسر الإفرنج كسرة مشهورة، وغنم مالا يوصف. جموع الإفرنج حسب وصف المستوفي قال ابن منقذ: حدثني محمد المستوفي رسول جناح الدولة إلى ملك الروم، أنهم اعتبروا عدتهم، فكانوا ثلاثمائة ألف وخمسة وأربعين ألف إنسان، ومعهم خمسون حمل ذهب وفضةٍ وديباجٍ، فانضاف إليهم الذين انهزموا من الوقعة المذكورة، فجمع قلج رسلان الترك ببلاده، فزادوا على خمسين ألفاً. وغور الماء الذي في طريقهم، وأحرق العشب، وأخلى القرى، فأقبلوا في أرض بلا ماء ولا مرعى. رواية رسول رضوان عن جموع الإفرنج قال: حدثني رسول رضوان إلى ملك الإفرنج طتكين أنه اجتمع مع الملك تنين صاحب) هذاالجمع، فقال: خرجت من بلادي في أربعمائة ألف، منهم ألفا شرأبي، وألف طباخ، وألف فراش، وسبعمائة بغل ديباج، ومال، والخيالة تزيد على خمسين ألفاً، ولما سرت عن القسطنطينية أياماً، لم أجد مرفقاً، ولا قبلت من صنجيل في هذه الطريق ولا أتمكن من العودة لضعف الناس والعطش والجوع، فعند اليأس خرجت في ثلاثة نفر، معنا كلاب ديارات، وأوهمت أني أتصيد، وسرت إلى البحر، ونزلت في مركب، وتركت العسكر. وبلغني أن الترك دخلوه، فلم يمنع أحد عن نفسه، وهلكوا بالموت والقتل. وغنم التركمان ما لا يوصف. ثم سار تنين وحج القدس، ورجع إلى بلاده في الفجر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 40 انهزام المصريين والإفرنج عند عسقلان وفيها قدم عسكر المصريين فالتقاهم الإفرنج فانهزم الفريقان بعد معركة كبيرة بقرب عسقلان، والله أعلم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 41 4 (سنة خمس وتسعين وأربعمائة) وفاة المستعلي بالله العبيدي فيها توفى المستعلي بالله أحمد بن المستنصر بالله معد العبيدي الشيعي صاحب مصر. خلافة الآمر بأحكام الله العبيدي وقام بعده ولده الآمر بأحكا الله منصور، طفل له خمس سنين. والأمور كلها إلى أمير الجيوش الأفضل. أقام هذا الصغير ليتمكن من جميع الأمور، وذلك في سابع عشر صفر. المصاف الثالث بين الأخوين محمد وبركياروق وكان المصاف الثالث بين الأخوين محمد وبركياروق. كان محمد ببغداد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 42 أول السنة، ورحل منها هووأخوه سنجر، فقصد سنجر بلاده بخراسان، وقصد همذان السلطان محمد. وسار بركياروق معه أربعة آلاف، وكان معه مثلها. فالتقوا بروذراود، وتصافوا، ولم يجري بينهم قتال لشدة البرد. وتصافوا من الغد، فكان الرجل يبرز فيبارزه آخر، فإذا تقابلا أعتنق كل منهما صاحبه، وسلم عليه، ويعود عنه. مصالحة الأخوين ثم سعت الأمراء في الصلح لما عم المسلمين من الضرر والوهن، فتقررت القاعدة على أن يكون بركياروق السلطان، ومحمد الملك، ويضرب له ثلاث نوب، ويكون له جنزة وأعمالها) وأذربيجان، وديار بكر، والموصل، والجزيرة. وحلف كل واحد منهما لصاحبه، وانفصل الجمعان من غير حرب، ولله الحمد. وسار كل أمير مع أقطاعه، هذه في ربيع الأول. المصاف الرابع بين الأخوين فلما كان في جمادى الأولى كان بينهما مصاف رابع. وذلك أن السلطان محمداً سار إلى قزوين، ونسب الأمراء الذين سعوا في صورة الصلح إلى المخامرة، فكحل الأمير أيدكين، وقتل الأمير سمل. وجاء إلى محمد الأمير
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 43 ينال، وتجمع العسكر، وقصده بركياروق، وكانت الوقعة عند الري، فانهزم عسكر محمد، وقصدوا نحوطبرستان، ولم يقتل غير رجل واحد، قتل صبراً ومضت قطعة منهم نحوقزوين، ونهبت خزائن محمد. وانهزم في نفر يسير إلى أصبهان في سبعين فارساً، وحصنها ونصب مجانيقها، وكان معه بها ألف فارس. وتبعه بركياروق بجيوش كثيرة تزيد على خمسة عشر ألف، فحاصره وضيق عليه. وكان محمد يدور كل ليلة على السور ثلاث مرات. وعدمت الأقوات فأخرج من البلد الضعفاء. واستقرض محمد من أعيان البلد أموالاً عظيمة، وعثرهم وصادرهم، واشتد عليهم القحط، وهانت فيهم الأمتعة. وكانت الأسعار على بركياروق رخيصة. ودام البلاء إلى عيد الأضحى، فلما رأى محمد أموره في إدبار، فارق البلد، وساق في مائة وخمسين فارساً، ومعه الأمير ينال، وفحمل بركياروق وراءه عسكراً، وفلم ينصحوا في طلبه، وزحف جيش بركياروق على إصبهان ليأخذوها، فقاتلهم أهل البلد قتال الحريم، فلم يقدروا عليهم. فأشار الأمراء على بركياروق بالرحيل، فرحل إلى همذان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 44 منازلة ابن صنجيل طرابلس وفيها نازل ابن صنجيل الإفرنجي طرابلس، فسار عسكر دمشق مع صاحب حمص جناح الدولة، فالتقوا، فانكسر المسلمون ورجعوا. انهزام بردويل أمام عسكر المصريين قال ابن المظفر سبط ابن الجوزي: جهز الأفضل عساكر مصر فوصلوا في رجب إلى عسقلان مع الأمير نصير الدولة يمن. وخرج بردويل من القدس في سبعمائة، فكبس المصريين، فثبتوا له، وقتلوا معظم رجاله، وانهزم هو في ثلاثة أنفار، واختبا في أجمة قصب. فأحاط المسلمون به وأحرقوا القصب، فهرب إلى يافا.) نجدة عسكر دمشق لطرابلس وأما عسكر دمشق، فعادوا وكشفوا عن طرابلس الإفرنج. وفاة جناح الدولة صاحب حمص ومات صاحب حمص جناح الدولة حسين بن ملاعب، وكان بطلاً شجاعاً مذكوراً قفز عليه ثلاثة من الباطنية يوم الجمعة في جامع حمص، فقتلوه، وقتلوا.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 45 تسلم شمس الملوك دقاق مدينة حمص فنازلها صاحب أنطاكية الذي تملكها بعد أسر بيمنت بالإفرنج، فصالحوه على مال. وجاء شمس الملوك دقاق فتسلمها. مقتل الوزير الدهستاني وفيها قتل الوزير الأعز أبوالمحاسن عبد الجليل الدهستاني وزير بركياروق. وجاءه شاب أشقر، وقد ركب إلى خيمة السلطان وهونازل على إصبهان، فقيل: كان مملوكاً لأبي سعيد الحداد الذي قتله الوزير عام أول، وقيل: كان باطنياً فأثخن الوزير بالجراحات. وزارة الميبذي ووزر بعده الخطير أبومنصور الميبذي الذي كان وزرللسلطان محمد. وكان في حصار إصبهان متسلماً بعض السور، وطالبه محمد بمال للجند، ففارقه في الليل وخرج إلى مدينة ميبذ، وتحصن بها، فبعث بركياروق من حاصره، فنزل بالأمان. ثم رضي عنه بركياروق واستوزره. الفتنة بين شحنة بغداد إيلغازي والعامة وفيها كانت فتنة كبيرة بين شحنة بغداد إيلغازي بن أرتق وبين العامة. أنى جندي من أصحابه ملاحاً ليعبر به وبجماعة، فتأخر، فرماه بنشابةٍ
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 46 فقتله، فأخذت العامة القاتل، فجروه إلى باب النوبي، فلقيهم ابن إيلغازي فخلصه، فرجمتهم العامة. فتألم إيلغازي، وعبر بأصحابه إلى محلة الملاحين، فنهبوها، وانتشرت الشطار، فعاثوا هناك وبدعوا، وغرق جماعة، وقتل آخرون. وجمع إيلغازي التركمان، وأراد نهب الجانب الغربي من بغداد، ثم لطف الله تعالى، وفاة قوام الدولة كبر بوقا التركي وفيها ساق صاحب الموصل قوام الدولة كبربوقا التركي في ذي القعدة عند مدينة خوي. وكان) السلطان بركياروق قد أرسله في العام الماضي إلى أذربيجان، فاستولى على أكثرها، ومرض ثلاثة عشر يوما، ودفن بخوي. وأوصى أمراؤه بطاعة سنقرجاه. فسار بهم ودخل الموصل، وأقام ثلاثة أيام. مقتل سنقرجاه صاحب الموصل وكان كبيروها قد كاتبوا الأمير موسى التركماني، وهوبحصن كيفا، ينوب عن قبربوقا. فسار مجداً، فظن سنقرجاه أنه قدم إلى خدمته، فخرج يتلقاه، ثم ترجل كل واحد منهما للآخر، واعتنقا، وبكيا عل كبربوقا، ثم ركبا، فقال سنقرجاه: أنا مقصودي المخدة والمنصب، وأما الأموال والولايات فلكم. فقال موسى: الأمر في هذا إلى السلطان. ثم تنافسا في الحديث، فجذب سنقرجاه سيفه، وضرب موسى صفحاً
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 47 على رأسه فجرحه، فقال موسة نفسه، وجذب سنقرجاه إلى الأرض ألقاه، جذب بعض خواص موسى سكيناً قتل بها سنقر جاه. ودخل موسى البلد، وخلع على أصحاب سنقرجاه، وطيب قلوبهم، وحكم على الموصل. مقتل الأمير موسى التركماني ثم غدر به عسكره و، انضموا إلى شمس الدولة جكرمش، فافتتح نصيبين، ثم نازل الموصل، وحاصر موسى مدة، فأرسل موسى إلى سقمان بن أرتق يستنجد به، على أن أطلق له حصن كيفاً وعشرة آلاف دينار. فسار من ديار بكر ونجده، فرحل عنه جكرمش. فخرج موسى يتلقى سقمان، فوثب عليه جماعة فقتلوه، وهرب خواصه. وملك سقمان حصن كيفا، فبقيت بيد ذريته إلى سنة بضع وعشرين وستمائة. وكان بها في دولة الملك بن العادل محمود بن محمد بن قرا رسلان بن داوود بن سقمان بن أرتق صاحبها. إستيلاء جكرمش على الموصل والخابور ثم سار جكرمش وحاصر الموصل، فتسلمها صلحاً، وأحسن السيرة، وقتل الذين وثبوا على موسى. واستولى بعد ذلك على الخابور، وغيره، وقوي أمره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 48 موقعة صنجيل الإفرنجي عند طرابلس قال ابن الأثير: وكان صنجيل الإفرنجي، لعنه الله، قد لقي قلج ارسلان بن سليمان بن قتلمش صاحب الروم، فهزمه ابن قتلمش، وأسر خلقاً من الإفرنج، وقتل خلقاً، وغنم شيئاً كثيراً. وبقي مع صنجيل ثلاثمائة، فوصل بهم إلى الشام، فنازل طرابلس، فجاءت نجدة دمشق نحوألفي) فارس، وعسكر حمص، وغيرهم، فالقوا على باب طرابلس، فرتب صنجيل مائة في وجه أهل البلد، ومائة لملتقى عسكر دمشق، وخمسين فارساً للحمصيين، وبقي هوفي خمسين. فأما عسكر حمص، فلم يثبتوا للحملة، وولوا منهزمين، وتبعهم عسكر دمشق. وأما أهل البلد، فقتلوا المائة الذين بارزتهم، فحمل صنجيل بالمائتين، فكسروا أهل طرابلس، وقتل منهم مقتلة، وحاصرهم، وأعانه أهل البر، فإن أكثرهم نصارى. ثم هادنهم على مالٍ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 49 ونازل أنطرسوس، فافتتحها وقتل أهلها. إطلاق سراح بيمند صاحب أنطاكية وفيها أطلق ابن الدانشمند بيمند الإفرنجي صاحب أنطاكية، وكان أسره كما تقدم، فباعه نفسه بمائة ألف دينار، وبإطلاق ابنه ياغي سنان صاحب أنطاكية، وكان أسرهما لما أخذ أنطاكية من أبيها. فقدم أنطاكية، وقويت نفوس بأهلها به. وأرل إلى أهل قنسرين والعواصم يطالبهم بالإمارة، وانزعج المسلمون. حصار صنجيل لحصن الأكراد وفيها سار صنجيل إلى حصن الأكراد فحصره، فجمع جناح الدولة عسكراً ليسير إليه وليكسبهم، فقتله كما قلت باطني، بالجامع.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 50 وقيل: إن ربيبه الملك رضون جهز عليه من قتله. منازلة صنجيل حمص وأصبح صنجيل حمص فنازلها محاصرة القمص عكا ونزل القمص على عكا، وجد في حصارها وكاد أن يأخذها، فكشف عنها المسلمون محاصرة صاحب الرها لبيروت وفيها سار القمص صاحب الرها إلى أن نازل بيروت، فحاصرها مدة، ثم عجز عنها وترحل. طمع صاحب سمر قند في خراسان وأما سنجر، فإنه لما عاد من بغداد إلى خراسان خطب لأخيه محمد بجميع خراسان. وطمع صاحب سمر قند جبريل بن عمر في خراسان، وجمع عسكراً تملأ الأرض قيل: كانوا مائة ألف فيهم خلق من الكفار وقصد خراسان. وكان قد كاتبه كندغدي أحد أمراء سنجر، وأعلمه بمرض سنجر، وبأن السلطانين في شغل بأنفسهما. وعوفي سنجر، فسار لقصده في ستة ألاف) فارس، إلى أن وصل بلخ، فهرب كندغدي إلى خدمة قدرخان، وهوصاحب سمرقند جبريل بن عمر، ففرح بمقدمه، وسار معه فملك ترمذ، وقرب قدرخان بجيوشه إلى بلخ، فجاءت
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 51 العيون إلى سنجر، أن قدرخان ذهب يتصيد في ثلاثمائة فارس، فندب الأمير بزغش لقصده، فساق ولحقه وقاتله، فانهزم أصحاب قدرخان لقلتهم، واسر قدرخان وكندغدي وأحضر بين يدي سنجر فقبل قدرخان الأرض واعتذر فأمر به فقتل وتكس كندغدي، ونزل في قناة مشى فيها قدر فرسخين تحت الأرض، على ما به من النقرس، وقتل فيها حيتين، وطلع من القناة، فصادف أصحابه، فسار في ثلاثمائة فارس إلى غزنة. وفاة كندغدي قال ابن الأثير: وقيل: بل جمع سنجر عساكر كثيرة، والتقى بصاحب سمر قند، وكثر القتل بين الناس، وانهزم قدرخان صاحب سمر قند، وأسر، ثم قتل. وحاصر سنجر ترمذ، وفيها كندغدي، فنزل بالأمان، وأمره بمفارقة بلاده، فسار إلى غزنه، فأكرمه صاحبها علاء الدولة وبالغ، ثم خاف منه كندغدي، ثم هرب، فمات بناحية هراة. تملك سنجر بن محمد على سمر قند وأحضر السلطان سنجر محمد بن سليمان بن بغراخان نائب مرو، وملكه سمرقند، وبعثه إليها. وهومن أولاد الخانية بما وراء النهر، وأمه ابنة السلطان ملكشاه، وسنجر خاله، فدفع عن مملكة آبائه، فقصد مرو، وأقام بها إلى الآن، فعظم شأنه، وكثرت جموعه، إلا أنه انتصب له هاغوابك، وزاحمه في الملك، وجرت له معه حروب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 52 استرجاع بلنسية من النصارى وفيها نازل المسلمون بلنسية، واسترجعوها من النصارى بعد أن بقيت بأيديهم ثمانية أعوام، فجدد محراب جامعها. ودامت دار إسلام إلى أن أخذتها النصارى المرة الثانية سنة ست وثلاثين وستمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 53 4 (سنة ست وتسعين وأربعمائة) خلعة المستظهر بالله على ينال بن انوشتكين كان ينال بن أنوشتكين الحسامي من أمراء السلطان محمد، فسار هووأخوه علي من جهة محمد إلى الري، فورد إليه الأمير برسق من جهة السلطان بركياروق، فاقتتلا بظاهر الري، فانهزم) ينال وسلك الجبال، وقتل خلق من أصحابه، فقدم بغدد في سبعمائة فارس، فأكرمه المستظهر بالله وخلع عليه، واجتمع هو، وإيلغازي، وسقمان ابنا أرتق، تحالفوا على مناصحة محمد، وساروا إلى سيف الدولة صدقة، فخلف لهم. ظلم ينال بببغداد ورجع ينال فظلم ببغداد وعسف، واستطال عسكره على العامة بالضرب والأذية البالغة والمصادرة، تزوج هوبأخت إيلغازي، فبعث الخليفة إليه ينهاه عن الظلم، فلم ينته. إفساد ينال في البلاد وسار بعد أشهر إلى أوانا، فنهب وقطع الطريق، وأقطع القرى لأصحابه، ثم شغب باجسرا، وقصد شهربان، فمنعه أهلها، فقاتلهم، فقتل منهم طائفة، وسار، لا سلمه الله، إلى أذربيجان قاصداً مخدومه السلطان محمد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 54 الفتنة في بغداد وكان قد ورد قبله إلى بغداد كمشتكين شحنة من قبل بركياروق، وكان بها ايضاً شحنة لمحمد، وهوإيلغازي بن ارتق، فحرك الفتنة، وترك الخطبة والدعوة للسلطان، واقتصروا على الدعوة للخليفة لا غير. وجاء سقمان نجدة لأخيه، فعاثو أفسد ونهب، واجتمع بأخيه فيها، ونهبا دجيلاً، ولم يبقيا على أحد، وافتضت الأبكار، وعملا ما لا تعمله التتار، وغلت الأسعار. مقاتلة سيف الدولة لكمشتكين وسار القيصري، وهوكمشتكين، إلى واسط، فتبعه سيف الدولة بالعرب وهزمهم. المصاف الخامس بين بركياروق وأخيه وفي جمادى الآخرة، كان المصاف الخامس بين بركياروق ومحمد على باب خوي، فانهزم عسكر محمد، وانهزم هوإلى أرجيش من أعمال خلاط، ثم سار إلى خلاط. واتصل به الأمير علي صاحب ارزن الروم. القبض على الوزير سديد الملك أبي المعالي، وحبس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 55 وزارة ابن الموصلايا وولي النظر في الوزارة أبوسعيد بن الموصلايا الملقب بأمين الدولة. تسلم الملك دقاق الرحبة وحمص) وفيها سار الملك دقاق إلى الرحبة وحاصرها، وتسلمها وحصنها، ورجع وتسلم أيضاً حمص بعد صاحبهاجناح الدولة إنهزام الإفرنج أمام عسكر مصر في يافا وفيها قدمت عساكر مصر، فحاصرت يافا وفيها الإفرنج، ثم التقوا هم والإفرنج، فهزموهم وقتلوهم، وقتلوا من الإفرنج أربعمائة. ودخلوا في ثلاثمائة. أسير. زيارة الإفرنج لبيت المقدس ثم جاء الخلق من الإفرنج في البحر لزيارة بيت المقدس. استمرار حصار طرابلس وفيها كان الحصار مستمراً على طرابلس، والناس في بلاءٍ من الإفرنج بالشام.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 56 إستيلاء الإفرنج على كثير من الشام وفيها نازلت الإفرنج الرستن، ثم ترحلوا، وجرت لهم وقعات، واستولوا على شيء كثير من الشام، وهادنهم أمراء البلاد على مالٍ يؤدونه كل عام، فلا قوة إلا باله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 57 4 (سنة سبع وتسعين وأربعمائة) الصلح بين بركياروق وأخيه محمد في ربيع الآخر، وقع الصلح بين السلطانين بركياروق ومحمد وسببه أن الحرب لما تطاولت بينهما وعم المفساد، وصارت الأموال منهوبة، والدماء مسفوكة، والبلاد مخربة، والسلطنة مطموعاً فيها، محكوماً عليها، واصبح الملوك مقهورين بعد أن كانوا قاهرين. وكان بركياروق حاكماً حينئذ على الري، والجبال، وطبرستان، وفارس، ودياربكر، والجزيرة، والحرمين، وهوبالري. وكان محمد بأذربيجان وهوالحاكم عليها وعلى إرمينية، وأران، وإصبهان، والعرق جميعه سوى تكريت، وبعض البطائح. وأما خراسان فإن السلطان سنجر كان يخطب له فيها جميعها، ولأخيه محمد، وبقي بركياروق ومحمد كفتي رهان، فدخلل العقلاء بينهم بالصلح، وكتب بينهم أيمان وعهود ومواثيق، فيها ترجيح جانب بركياروق، واقيمت له الخطبة بغداد، وتسلم لإصبهان بمقتضى الصلح، وأرسل الخليفة خلع السلطنة إلى بركياروق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 58 حصار الإفرنج لطرابلس ورفعه وفيها جاءت الإفرنج في البحر، فأعانوا صنجيل على حصار طربلس، وبالغوا في الحصار) اياماً، فلم يغن شيئاً، ففارقوه. إستيلاء الإفرنج على جبيل ونازلوا مدينة جبيل اياماً، وجدوا في القتال، فعجز أهلها وتسلموها بالأمان، فغدروا بأهلها، وأخذوا أموالهم وعذبوهم. إستيلاء الإفرنج على عكا ثم ساروا إلى عكا نجدةً لبرودين صاحب القدس، فحاصروها براً وبحراً، وأميرها زهر الدولة بنا الجيوشي، فزحفوا عليها مرة مرة، إلى أن عجز بنا عن عكا، ففارقها ونزل إلى البحر، وأخذتها الإفرنج بالسيف، فأنا لله وأنا إليه راجعون. وقدم واليها إلى دمشق، ثم رحل إلى مصر، وعفا عنه أمير الجيوش الأفضل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 59 وقعة نهر البليخ وفيا نازلت الإفرنج حران، فسار لجهادهم سقمان وجكرمش في عشرة الآف فارس، فكانت الواقعة على نهر البليخ، فانهزم المسلمون أولاً، وتبعتهم الإفرنج فرسخين، ثم عاد المسلمون عليهم فقتلوهم كيف شاؤوا، وغنموا أسلابهم، وكان فتحاً عظيماً أذل نفوس الإفرنج بالمرة. هرب صاحب أنطاكية وصاحب الساحل وكان بيمند صاحب أنطاكية وتنكري صاحب الساحل قد كمنا وراء جبل، فلما خرجا رايا اصحابهم منهزمين، فتسحبا بالليل، وفطن يهم المسلمون قتبعوهم، وقتلوا وأسروا. وأفلت الملكان في ستة فرسان. وقوع قمص الرها في الأسر وأسروا قمص الرها، وحاز الغنيمة عسكر سقمان، ولم يظفر عسكر جكرمش صاحب الموصل بطائل. تملك سقمان وألبس أصحابه أسلاب الإفرنج، ورفع أعلامهم، وكان يأتي الحصن فتخرج الإفرنج منه، ظناً أن هؤلاء اصحابهم، فيقتلونهم، وتملك
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 60 سقمان الحصن فعل ذلك بعدة حصون. سير جكرمش إلى حران ومحاصرته الرها وأما جكرمش فإنه سار إلى حران وتسلمها، وقر بها نائبه، وسار فحاصر الرها خمسة عشر يوماً وبها الإفرنج.) مفاداة القمص بالمال والأسرى ثم ترحل إلى الموصل وفي اسره القمص، ففاداه بخمسة وثلاثين ألف دينار، ومائة وستين اسيراً من المسلمين. حكاها ابن الأسير، وقال: كان عدة القتلى تقارب اثني عشر ألف قتيل. وفاة شمس الملوك دقاق صاحب دمشق وفيها مات صاحب دمشق شمس الملوك دقاق بن تتش، وأقيم ولده بتدبير الأتابك طغتكين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 61 وفاة أرتاش أخي دقاق وقيل: بل لما مات دقاق أخضر طغتكين ارتاش أخا دقاق من بعلبك، كان أخوه حبسه بقلعتها، فلما قدم سلكنه طغتكين، فبقي في المللك ثلاثة اشهر، ثم هرب سراً لأمر توهمه من طغتكين. فذهب إلى بغدوين الذي ملك القدس مستنصراً به، فلم يحصل منه على أملٍ، فتوجه إلى العراق على الرحبة فهلك في طريقه. حصن صنجيل ومهاجمة ابن عمار له وأما صنجيل لعنه الله فطال مقامه على طرابلس، حتى أنه بنى على ميل منها حصناٍ صغيراً، وشحنه بالرجال والسلاح. فخرج صاحب طرابلس ابن عمار في ذي الحجة، فهجم أهل الحصن وملكه، وقتل كل من فيه، وهدم بعضه، ودخل البلد بالغنائم منصوراً. وكان بطلاً، شجاعاً، مهيباً، برز إلى الإفرنج مرات، وينصر عليهم، بذل وسعه في الجهاد. تخريب المقدم بزغش حصون اإسماعيلية وفيها جمع بزغش مقدم جيش سنجر عسكراً كثيراً وخلقاً من المطوعة،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 62 وسار إلى قتال الإسماعيلية، وقدم طبس، وهي لهم فخربها وما جاء وراءها من القلاع والقرى، وأكثر فيهم النهب والسبي والقتل، وفعل بهم الأفعال العظيمة. تأمين اإسماعيلية وسخط الناس على السلطان ثم إن أصحابه اشاروا بأن يؤمنوا، ويشترط عليهم أن لايبنوا حصناً، ولا يشترون سلاحاً، ولا يدعون أحداً إلى عقائدهم، فسخط كثير من الناس هذا الأمان، ونقموه على السلطان سنجر. ومات بزغش، ختم له بغزوهؤلاء الكلاب الزنادقة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 63 4 (سنة ثمان وتسعين وأربعمائة) وفاة السلطان بركياروق) في ربيع الآخر، مات السلطان بركياروق، وملكت الأمراء بعده ولده جلال الدولة ملكشاه، وخطب له ببغداد وهوصبي دون الخمس سنين. دخول جكرمش في طاعة السلطان محمد وأما السلطان محمد، فكان مقيماً بتبريز، فسار إلى مراغة يريد جكرمش، فحصن الموصل، وجعل أهل الضياع إلى البلد، فنازله محمد، وجد في قتاله، وقاتل في جكرمش أهل الموصل لمحبتهم فيه، ودام القتال مدةً، فلما بلغت جكرمش وفاة بركياروق، ارسل إلى محمود يبذل الطاعة ن فدخل إليه وزير محمد سعد الملك، وخرج معه جكرمش، فقام له محمد واعتنقه وقال: ارجع إلى رعيتك، فإن قلوبهم إليك، فقبل الأرض وعاد، فقدم للسلطان وللوزير تحفاً سنية، ومد سماطاً عظيماً بظاهر الموصل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 64 سلطنة محمد على بغداد ثم أسرع محمد إلى بغداد وفي خدمته صاحب الموصل. وكان ببغداد ملكشاه بن بركياروق الصبي الذي سلطنه الخليفة، وأتابك الصبي إياز. فبرز وأمن بغداد، وتحالفوا على حرب محمد، ومنعه من السلطنة. وجاء محمد ونزل بالجانب الغربي، وخطب لديه، ثم ضعف إياز والأمراء، فراسلوا محمداً في الصلح وليعطي إياز أمأنا على ما سلف منه. وتم الدست لمحمد، واجتمعت الكلمة عليه، فاستخلف السلطان إلكيا الهراسي، وأقام السلطان محمد ببغداد ثلاثة اشهر، وتوجه إلى إصبهان. مقتل إياز أتابك ملكشاه وأما إياز أتابك ملكشاه، فإنه لما سلم السلطنة إلى محمد عمل دعوةً عظيمةً في داره ببغداد، دعى إليها محمداً، وقدم إليه تحفاً، منها الحبل البلخشي الذي أخذه من تركة مؤيد الملك ابن النظام. وحضر مع السلطان الأمير سيف الدولة صدقة بن مزيد. فاعتمدوا إياز اعتماداً رديئاً، وهوأنه ألبس مماليكه العدد والسلاح ليعرضوا على محمد، فدخل عليهم رجل مسخرة فقالوا: لا بد أن نلبسك درعاً. وعبثوا به يصفعونه، حتى كل وهرب، وألتجأ إلى غلمان السلطان، فرآه السلطان مذعوراً وعليه لباس عظيم، فارتاب. ثم جسه غلام، فإذا درع تحت الثياب الفاخرة، فاستشعر، وقال محمد: إذا كان أصحاب
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 65 العمائم قد لبسوا السلاح، فكيف الأجناد وتحيل لكونه في داره، فنهض وخرج. فلما كان بعد اربعة ايام استدعى إياز وجكرمش صاحب الموصل) وجماعة وقال: بلغنا أن الملك قلج أرسلان بن سليمان بن قتلمش قصد دياربكر ليأخذها، فانظروا من ينتدب له. فقالوا: ماله إلا الأمير إياز. فطلب إيازاً إلى بين يديه لذلك، وأعد جماعة ليفتكوا به إذا ما دخل، فضربه واحد ابن رأسه، فغطى صدقة وجهه بكمه. وأما الوزير فغشي عليه. ولف إياز في مسحٍ، وألقي على الطريق. فركب أجناده وشغبوا ثم تفرقوا. وهذ أمر عدة المزاح، نسأل الله السلامة. ثم أخذه قوم من المطوعة، وكفنوه ودفنوه. وعاش نحوالأربعين سنة. وكان من مماليك السلطان ملكشاه. وكان شجاعاً غزير المروءة، ذا خبرة بالحروب. ثم قتلوا وزيره بعد شهرين. هلاك صنجيل وفيها هلك الطاغية صنجيل الذي حاصر طرابلس في هذه المدة، وبنى بقربها قلعة وكان من شياطين الإفرنج ورؤوسهم. ووصل إلى الشام
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 66 ليحج القدس، فأخذ بأرض صيداء وذهب حينئذٍ عينه. ودار في بلادالشام بزي التجار فلما توفي السلطان ملكشاه واختلفت الكلمة دخل إلى بلاده، وجمع الإفرنج للحج، ودخل أنطاكية، وحارب المسلمين مرات، وتمكن. ثم شن الغارة من حصنه، فبرز له ابن عمار من طرابلس، وكبس الحصن بغتةً، فقتل من فيه، ورمى بالنيران في جوانبه، ورجع صنجيل، فدخل الحصن، فانخسف به سقفه، ثم مرض وغلب، فصالح صاحب طرابلس. ثم مات في سنة ثمانٍ. فقام بعده أخيه وجد في حصار طرابلس، والأمر بيد الله تعالى. وفاة الأمير سقمان بن أرتق وفيها توفي الأمير سقمان بن أرتق، وكان فخر الملك ابن عمار صاحب طرابلس كاتبه واستنجد به، فتهيأ لذلك، فأتاه وهوعلى العزم كتاب طغتكين صاحب دمشق: بأني مريض أخاف إن مت أن تملك الإفرنج دمشق، فأقدم
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 67 علي فبادر إلى دمشق، ووصل القريتين، وأسقط في يد طغتكين وندم، فلم يلبث أن أتاه الخبر بموت سقمان بالقريتين بالخوانيق، وكانت تعتريه كثيراً، فمات في صفر، ورجع به عسكره، ودفن بحصن كيفا. وكان ديناً حازماً مجاهداً، فيه خير في الجملة. قتل الإسماعيلية للحجاج الخراسانيين وأما الإسماعيلية فثاروا بخراسان، ولم يقفوا على الهدنة فعاثوا بأعمال بيهق، وبيتوا الحجاج) الخراسانيين بنواحي الري ووضعوا فيهم السيف، ونجا بعضهم بأسوأ حال. قتل الإسماعيلية ابن المشاط وقتلوا الإمام أبا جعفر المشاط أحد شيوخ الشافعية، وكان يعظ بالري، فلما نزل عن الكرسي وثب عليه باطني قتله. إستيلاء الإفرنج على حصن أرتاح وفيها كانت وقعة بين الإفرنج ورضوان بن تتش صاحب حلب، فانكسر رضوان. وذلك أن تنكري صاحب أنطاكية نازل حصناً، فجمع رضوان عسكراً ورجالة كثيرة، فوصلوا إلى تبريز. فلما رأى تنكري كثرة سوادهم راسل بطلب الصلح، فامتنع رضوان، فعملوا مصافات، فانهزمت الإفرنج من غير قتال. ثم قالوا: نعود ونحمل حملةً صادقةً، ففعالوا، فانخطف المسلمون، وقتل
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 68 منهم بشر كثير. ولم ينج من الأسر إلا الخيالة. وافتتح الإفرنج الحصن. ويقال له حصن أرتاح. وذلك في شعبان. الموقعة بين المسلمين والإفرنج بين يافا وعسقلان وفيها قدم المصريون في خمسة آلاف، وكاتبوا طغتكين أحب دمشق، فأرسل ألفاً ثلاثمائة فارس، عليهم الأمير إصبهبذ صباوة فاجتمعوا، وقصدهم ببغدوين صاحب القدس وعكا في ألف وثلاثمائة فارس، وثمانية الآلف راجل، فكان المصاف بين يافا وعسقلان، وثبت الفريقان، حتى قتل من المسلمين ألف ومائتان، ومن الإفرنج مثلهم، فقتل نائب عسقلان جمال الملك. ثم قطعوا القتال وتحاجزوا. وقل أن يقع مثل هذا. ثم رد عسكر دمشق، ودخل المصريون إلى عسقلان. شحنكية بغداد وفيها عزل عن شحنكية بغدلد إيلغازي بن أرتق، وجعل السلطان محمد على بغداد قسيم الملك سنقر البرسقي، وكان ديناً عاقلاً من خواص محمد. دخول السلطان محمد إصبهان ودخل محمد إصبهان سلطأنا متمكناً، مهيباً، كثير الجيوش، بعد أن كان
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 69 خرج منها خائفاً، يترقب، وبسط العدل، وأحسن إلى العامة. الجدري والوباء في بغداد) وفيها كان ببغداد جدري مفرط، مات فيه خلق من الصبيان لا يحصون وتبعه وباء عظيم. مواصلة حصار طرابلس وكان الحصار متواتراً على طرابلس. وكتب أهلها متواصلة إلى طغتكين يستصرخونه لإنجادهم وعونهم، فأهلك الله تعالى صنجيل مقدم الإفرنج، وقام غيره كما سبق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 70 4 (سنة تسع وتسعين وأربعمائة) قتل متنبيء بنهاوند وفيها ظهر بنواحي نهاوند ولد فادعى النبوة، وكان يمخرق بالسحر والنجوم، وتبعه الخلق، وحملوا إليه أموالهم، فكان لا يدخر شيئاً. وسمى أصحابه باسماء الصحابة أبي بكر، وعمر. قتل خارج يطلب الملك بنهاوند وخرج أيضاً بنهاوند من ولد ألب أرسلان السلطان رجل يطلب الملك، فأخذا وقتلا في وقت واحد. استرجاع طغتكين حصنين من الإفرنج وفيها شرع الإفرنج وعملوا في حصنٍ بين طبرية والبثنية يقال له عال، فبلغ طغتكين صاحب دمشق، فسار وأخذ الحصن، وأعاد الأسارى والغنائم وزينت دمشق أسبوعاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 71 ثم سار إلى حصن رفنية، وصاحبه ابن أخت صنجيل، فحاصره طغتكين وملكه، وقتل به خمسمائة من الإفرنج. إمتلاك اإسماعيلية حصن فامية وفيها ملك اإسماعيلية حصن فامية وقتلوا صاحبه خلف بن ملاعب الكلأبي. وكان خلف قد تغلب على حمص، وقطع الطريق، وعمل أغس مما تعمله الإفرنج فطرده تتش عن حمص، فذهب إلى مصر، فما التفتوا إليه. فاتفق أن نقيب فامية من جهة رضوان بن تتش أرسل إلى المصريين، وكان على مذهبهم، يستدعي منهم من يسلم إليه الحصن، فطلب ابن ملاعب منهم أن يمون والياً عليه لهم. فلما ملك خلع طاعتهم. فأرسلوا من مصر يتهددونه بما يفعلونه بولده الذي عندهم رهينة، فقال: لاأنزل من قلعتي، وابعثوا إلي بعض أعضاء ابني حتى آكله. وبقي بفامية يقطع الطريق، ويخيف السبيل، وانضم إليه الكثير من المفسدين. قتل ابن ملاعب بحيلة قاضي سرمين) ثم أخذت الإفرنج سرمين، وأهلها رافضة، فتوجه قاضيها إلى ابن ملاعب فأكرمه وأحبه، ووثق به، فأعمل القاضي الحيلة، وكتب إلى أبي طاهر
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 72 الصائغ أحد رؤوس الباطنية ومن الواصلين عند رضوان صاحب حلب واتفق معه على الفتك بابن ملاعب. وأحس ابن ملاعب فأحضر القاضي، فجاء وفي كمه مصحف، وتنصل وخدع ابن ملاعب، فسكت عنه وكتب إلى الصائغ يشير إليه بأن يحسن لرضوان إنقاذ ثلاثمائة رجل من أهل سرمين الذين نزحوا إلى حلب، وبنقذ معهم خيلاً من خيول الإفرنج، وسلاحاً من سلاحهم، ورؤوساً، من رؤوس الإفرنج، فيأتون ابن ملاعب في صورة أنهم غزاة، ويشكون من سوء معاملة رضوان الملك لهم. وأنهم فارقوه، فلقيهم طائفة من الإفرنج، فنصروا على الإفرنج، وهي رؤوسهم. ويحملون على جميع مامعهم إليه، فإذا اذن لهم في المقام عنده اتفق على إعمال الحيلة. ففعل الصائغ جميع ذلك، وجاؤوا بتلك الرؤوس، وقدموا لابن ملاعب ما معهم من خيل وغيرها، فأنزلهم ابن ملاعب في ربض فامية. فقام القاضي ليلة هوومن معه بالحصن، فدلوا حبالاً، وأصعدوا أولئك من الربض، ووثبوا إلى أولاد ابن ملاعب وبني عمه فقتلوهم، وأتوا ابن ملاعب وهومع امرأته فقال: من أنت قال: ملك الموت جئت لقبض روحك. ثم قتله. ثم وصل الخبر إلى أبي طاهر الصائغ، فسار إلى فامية، وهولا يشك أنها له. فقال القاضي: إن وافقتني وأقمت معي، وإلا فارجع. فآيس ورجع. قتل الإفرنج قاضي سرمين وكان عند طغتكين الأتابك ولد لابن ملاعب فولاه حصناً، فقطع
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 73 الطريق، وأخذ القوافل كأبيه. فهم بالقبض عليه طغتكين، فهرب إلى الإفرنج، واستدعاهم إلى فامية، وقال: ما فيها إلا قوت شهر. فنازلوه وحصروه، وجاع أهله، وملكته الإفرنج، فقتلوا القاضي المذكور. وظفروا بالصائغ فقتلوه، وهوالذي أظهر مذهب الباطنية بالشام، فقيل: لم يقتلوه وإنما بقي إلى سنة سبعٍ وخمسمائة، فقتله ابن بديع رئيس حلب بعد موت رضوان صاحبها. إفساد ربيعة والعرب في البصرة ونواحيها وفيها ملك ضيف الدولة صدقة بن مزيد الأسدي البصرة، وحكم عليها، وأقام بها نائباً، وجعل معه مائةً وعشرين فارس. فاجتمعت ربيعة، والعرب، في جمع كبير، وقصدوا البصرة، فقاتلهم النائب، فأسروه، ودخلوا البلد بالسيف، فنهبوا وأحرقوا، وما أبقوا ممكناً، وانتشر أهلها بالسواد.) وأقامت العرب تفسد شهراً، فأرسل صدقة عسكراً وقد فات الأمر. اشتداد الحصار على طرابلس وأما ابن عمار فكان يخرج من طرابلس وينال من الإفرنج، وخرب الحصن الذي أقامه صنجيل، وحرق فيه، فرجع صنجيل ومعه جماعة من القمامصة والفرسان، فوقف على بعض السقوف المحترقة، فانخسف، فمرض صنجيل عشرة أيام ومات، لعنه الله تعالى وحملت جيفة الملعون إلى القدس، فدفنت به. ولم يزل الحرب بين أهل طرابلس والإفرنج خمس سنين إلى هذا الوقت.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 74 فعدموا الأقوات، وافتقر الأغنياء، وجلا الفقراء، وظهر من ابن عمار ثبات، وشجاعة عظيمة، ورأي، وحزم. وكانت طرابلس من أعظم بلاد الإسلام وأكثرها تجملاً وثروة، فباع أهلها من الحلي والات الفاخرة ما لا يوصف بأقل ثمن، ولا أحد يغيثهم، ولا يكشف عنهم. وأمتلأت الشام من الإفرنج.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 75 4 (سنة خمسمائة) وفاة يوسف بن تاشفين فيها توفي أمير المغرب والأندلس يوسف بن تاشفين. سلطنة علي بن يوسف بن تاشفين وولي الملك بعده ابنه علي بن يوسف. وكان قد بعث فيما تقدم تقدمة جليلة، ورسلاً إلى المستظهر بالله، يلتمس أن يولى السلطة، وأن يقلد ما بيده من البلاد، فكتب له تقليداً، ولقب أمير المسلمين، وبعث له خلع السلطنة، ففرح بذلك، وسر فقهاء المغرب بذلك. وهوالذي أنشأ مدينة مراكش. مقتل فخر الملك ابن نظام الملك ويوم عاشوراء قتل فخر الملك علي بن نظام الملك. وثب عليه واحد من اإسماعيلية في زي متظلم، فناوله قصةً، ثم ضربه بسكين فقتله. وعاش ستاً وستين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 76 ونقل ابن الأثير أنه كان أكبر أولاد النظام، وأنه وزر للسلطان بركياروق، ثم انفصل عنه، وقصد نيسابور، فأقام عند السلطان سنجر، ووزر له. فاصبح يوم عاشوراء صائماً، فقال لأصحابه: رأيت الليلة الحسين بن علي رضي الله عنهما وهويقول: عجل إلينا، وليكن إفطارك عندنا. وقد اشتغل فكري، ولا محيد عن قضاء الله وقدره. فقالوا: يكفيك الله، والصواب، أن لا تخرج اليوم والليلة. فاقام) يومه كله يصلي ويقرأ، وتصدق بشيء كثير، ثم خرج وقت العصر يريد دار النساء، فسمع صياح متظلم، شديد الحرقة، هويقول: ذهب المسلمون، فلم يبق من يكشف كربة، ولا يأخذ بيد ملهوف. فطلبه رحمةً له، وإذا بيده قصة، وذكر الحكاية. القبض على الوزير سعد الملك وصلبه وفيها قبض السلطان محمد على وزيره سعد الملك أبي المحاسن، وصلبه على بباب إصبهان، وصلب أربعة من أصحابه نسبوا أنهم باطنية. وأما الوزير فاتهم بالخيانة، وكانت وزارته سنتين وتسعة اشهر. وكان على ديوان الإستيفاء في أيام وزارة مؤيد الملك ابن نظام الملك، ثم خدم السلطان محمد وقام معه، فاستوزه. ثم نكبه وصلبه. وزارة قوام الملك ثم استوزر قوام الملك أبا ناصر أحمد ابن نظام الملك. إنتزاع قلعة إصبهان من الباطنية وقتل صاحبها وفيها انتزع السلطان محمد قلعة إصبهان من الباطنية، وقتل صاحبها أحمد بن عبد الملك بن غطاس وكانت الباطنية بأصبهان قد ألبسوه تاجاً،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 77 وجمعوا له الأموال، وقدموه لأن أباه عبد الملك كان من علمائهم له أدب وبلاغة، وحسن خط، وسرعة جواب، مع عفة ونزاهة، وطلع ابنه أحمد هذا جاهلاً. قيل لابن الصباح صاحب ألموت: لماذا تعظم ابن غطاس على جهله قال: لمكان أبيه، فإنه كان أستاذي. وكان ابن غطاس قد استفحل أمره، واشتد باسه، وقطعت أصحابه الطرق، وقتلوا الناس. رواية ابن الأثير عن قتل ابن غطاس قال ابن الأثير: قتلوا خلقاً كثيراً لا يمكن إحصاؤهم، وجعلة لهم على القرى والأملاك ضرائب يأخذونها، ليكفوا أذاهم عنها. فتعذر بذلك انتفاع الناس بأملاكهم، والدولة بالضياع. وتمشى لهم الأمر بالخلف الواقع. فلما صفا الوقت لمحمد لم يكن همه سواهم. فبدأ بقلعة إصبهان، لتسلطها على سرير ملكه، فحاصرهم بنفسه، وصعد الجبل الذي يقابل القلعة، ونصب له التخت. واجتمع من إصبهان وأعمالها لقتالهم الأمم العظيمة، فأحاطوا بجبل القلعة، ودوره أربعة فراسخ، إلى أن تعذر عليهم القوت، وذلوا، فكتبوا فتيا:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 78 ما يقول السادة الفقهاء في قوم يؤمنون بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر، وإنما يخالفون في الإمام، هلل يجوز للسلطان مهادنتهم) وموادعتهم، وأن يقبل طاعتهم فأجاب الفقهاء بالجواز، وتوقف بعض الفقهاء. فجمعوا للمناظرة، فقال أبوالحسن علي بن عبد الرحمن السمنجاني: يجب قتالهم، ولا ينفعهم اللفظ بالشهادتين، فإنهم يقال لهم: أخبرونا عن إمامكم إذا أباح لكم ما حذره الشارع أيقبلون منهم فإنهم يقولون: نعم، وحينئذ تباح دماؤهم بالإجماع. وطالت المناظرة في ذلك. ثم بعثوا يطلبون من السلطان من يناظرهم، وعينوا اشخاصاً، منهم شيخ الحنفية القاضي أبوالعلا صاعد بن يحيى قاضي إصبهان، فصعدوا إليهم، وناظروهم، وعادوا كما صعدوا. وإنما كان قصدهم التعلل، فلج السلطان حينئذ في حصرهم. فأذعنوا بتسليم القلعة على أن يعطون قلعة خالنجان، وهي على مرحلة من إصبهان. وقالوا: إن نخاف على أرواحنا من العامة، ولا بد من مكان نأوي إليه. فأشير على السلطان بإجابتهم، فسألوا أن يؤخرهم إلى يوم النوروز، ثم يتحولون. فأجابهم إلى ذلك. هذا، وقصدهم المطاولة إنتظاراً لفتقٍ ينفتق، أوحادث يتجدد. ورتب لهم الوزير سعد الملك راتباً كل يوم. ثم بعثوا من وثب على أمير
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 79 كان جد في قتالهم، فجرح وسلم، فحينئذٍ خرب لسلطان قلعة خالنجان، وجدد الحصار عليهم. فطلبوا أن ينزل بعضهم، ويرسل السلطان معهم من يحميهم إلى قلعة الناظر بأرجان، وهي لهم، وإلى قلعة طبس، وأن يقيم باقيهم في ضرس القلعة إلى أن يصل إليهم من يخبرهم بوصول أصحابهم، فأجابهم إلى ذلك، وذهبوا، ورجع من أخبر الباقن بوصول أولئك إلى القلعتين. فلم يسلم ابن غطاس الناس الذين احتموا فيه، ورأى السلطان منه الغدر والرجوع عما تقرر، فزحف الناس عليه عامة، في ثاني ذي القعدة. وكان قد قل عنده من يمنع أويقاتل، وظهرمنه بأس شديد، وشجاعة عظيمة، وكان قد استأمن إلى السلطان إنسان من أعيانهم فقال: أنا أدلكم على عورة لهم، فأتى بهم إلى جانب السن لا يرام فقال: اصعدوا من ههنا. فقيل: إنهم قد ضبطوا هذا المكان وشحنوه بالرجال. فقال: إن الذي ترون أسلحة وكزغندات قد جعلوها كهيئة الرجال، وذلك لقلتهم. وكان جميع من بقي ثمانين رجلاً. فصعد الناس من هناك، وملكوا الموضع، وقتلوا أكثر الباطنية، فاختلط جماعة منهم على من دخل فسلموا، واسر ابن غطاس، فشهر باذربيجان، وسلخ، فتجلد حتى مات، وحشي جلده تبناً وقتل ولده، وبعث برأسيهما إلى بغداد. وألقت زوجته نفسها من رأس القلعة فهلكت. وضرب محمد القلعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 80 وكان والده السلطان جلال الدولة هوالذي بناها. يقال: إنه غرم على بناءها ألفي ألف دينار) ومائتي ألف دينار، فاحتال عليها ابن غطاس حتى ملكها، وأقام بها اثنتي عشر سنة. عزل الوزير ابن جهير وفي صفر عزل الوزير أبوالقاسم علي بن جهير، كان قد وزر للخليفة ثلثة أعوام وخمسة أشهر. فهرب إلى دار سيف الدولة صدقة بن مزيد ببغداد ملتجئاً إليها، وكانت ملجأً لكل ملهوف. فأرسل إليه صدقة من أحضره إلى الحلة، وأمر الخليفة بأن تخرب داره. وزارة أبي المعالي ابن المطلب ثم تقررت الوزارة في أول السنة إحدى وخمسمائة لأبي المعالي هبه الله بن المطلب غرق قلج أرسلان وفيها غرق قلج أرسلان بن سليمان بن قتلمش صاحب قونية، سقط في الخابور فغرق. ووجد بعد أيام منتفخاأ، والحمد لله على العافية. إستنجاد طغتكين وابن عمار بالسلطان السلجوقي وتتابعت كتب أتابك طغتكين وفخر الملك ابن عمار ملك الشام وإلى
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 81 السلطان غياث الدين محمد بن ملكشاه، بعظيم ما حل بالشام وأهله من الإفرنج، ويستصرخون به، ويستنجدون به ليدركهم، فندب جيشاً عليهم جاولي سقاوة، وكاتب صدقة بن مزيد، وصاحب الموصل وغيرهما لينهضوا إلى حرب الكفار. فثقل ذلك على المكاتبين ونكلوا عن الجهاد، وأقبلوا على حظوظ الأنفس، فلا قوة إلا بالله. إستظهار الروم على الإفرنج وكان ابن قتلمش نفذ بعض جيشه لإنجاد صاحب قسطنطينية على بيمند وإفرنج الشام، فلما التقى الجمعان استظهر الروم وكسروا الإفرنج شر كسرة، أتت على أكثرهم بالقتل والأسر. وفصل الأتراك جند ابن قتلمش بعد أن خلع عليهم طاغية الروم وأكرمهم. انتهت الوقائع ولله الحمد والمنّة. ويتلوها طبقات المتوفين في هذه السنتين إن شاء الله تعالى، وبه أستعين، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه، وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين. وكان الفراغ من هذا الكتاب يوم الثلاثاء الساعة الثالثة ونصف من شهر ربيع الثاني من شهور سنة الخامسة والثلاثين بعد الثلاثمائة وألف من الهجرة النبوية، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، وأزكى التحية. والله أعلم.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 82
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 83 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)
5 (الطبقة الخمسون وفيات)
4 (وفيات سنة إحدى وتسعين وأربعمائة)
4 (حرف الألف) أحمد بن ابراهيم بن أحمد: أبوالعباس بن الحطاب الرازي، ثم المصري الفقيه الشافعي. سمع: أبا الحسن بن السمسار بدمشق، وشعيب بن المنهال، وإسماعيل بن عمروالحداد، وعلي بن منير الخلال بمصر، وجماعة كثيرة. روى عنه: ابنه أبوعبد الله الرازي صاحب المشيخة والسداسيات، وغيث بن علي. وكتب عنه من القدماء: أبوزكريا عبد الرحيم البخاري، ومكي الرميلي. قال ابنه: قال أبي في سكرة الموت: مالي في الدنيا حسرة إلا أني مشيت في ركاب الشيوخ، وسافرت إليهم باليمن والشام، ومصر، وها أنا أموت، ولم يؤخذ عني ما سمعته على الوجه الذي أردت. قال أبي: وحججت سنة أربع عشرة وأربعمائة، وقرأت بمكة بروايات على
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 84 أبي عبد الله الكارزيني. أحمد بن الحسين بن أحمد بن جعفر. أبوحامد الفقيه الهمذاني. روى عن: أبيه، ومحمد بن عيسى، وأبي نصر أحمد بن الحسين الكسار، وجعفر بن محمد الحسيني. قال شيرويه: سمعته، وكان أحد المشايخ البلد ومفتيه. مات في صفر في سادس وعشرين وكان من جلة الشافعية. أحمد بن سهل أبوبكر النيسابوري السراج. روى عن: محمد بن موسى الصيرفي، وأبي بكر الحيري، وعلي بن محمد الطرازي، وكان فقيهاً ورعاً، عابداً صالحاً. ولد سنة ثمان وأربعمائة، وكان يتكلم عن الحديث وشرحه. حدّث عنه: أبوسعيد محمد بن أحمد الخليلي النوقاني الحافظ،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 85 وعمر بن أحمد الصفار، وعبد الله بن الفرواي، وعبد الخالق بن زاهر، أبوه زاهر ووجيه ابنا الشحامي، وجماعته. توفي في ليلة السابع والعشرين من رمضان. أحمد بن عبد الغفار بن أحمد بن علي بن أحمد بن اشته. أبوالعباس الإصبهاني الكاتب. شيخ مكثر مسند. سمع أبا سعيد النقاش، وعلي بن ميلة الفقيه، وابن عقيل الباوردي،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 86 والفضل بن شهريار، وغيرهم. وتوفي في ذي الحجة عن اثنتين وثمانين) سنة. روى عنه: السلفي، وأبوسعيد البغدادي. أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحيم التيمي. المعروف بابن اللبان المتكلم. يروي عن: أبي نعيم، وغيره. روى عنه: السلفي، وورخة. أحمد بن عبد اللعزيز. الإمام أبوسعد البردعي الحنفي الفقيه. كان عليه مدار الفتوى بنيسابور. وكان يعقد مجالس الوعظ من غير تكلف على طريقة أهل الورع، ويذكر مسائل أهل الفقه مما ينفع العوام. وكان يميل إلى الاعتزال. ثم صار يحضر مجالس الشافعية، يستطيب طريقة أهل السنة ويظهر انه تارك لما كان عليه. ومال إلى التصوف. توفي في ثامن عشر ذي القعدة. وماأظنه حدث. أحمد بن المبارك أبوسعد البغدادي الأكفاني المقريء. شيخ معمر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 87 قرأ على: أبي الحسن الحمامي إلى سورة سبأ. قرأ عليه: أبوالكرم الشهرزوري. وروى عن: بشر بن القاسم. روى عنه: ابن السمر قندي، وابن ناصر. وكان سمساراً. أحمد بن محمد بن عبد الله بن حسن بن بشرويه. أبوالعباس الإصبهاني الحافظ. سمع: أبا عبد الله بن حسنوكية، ومحمد بن علي بن مصعب، وأبا نعيم الحافظ، ومحمد بن عبد الله بن شهريار، والهيثم بن محمد الخراط، وابراهيم بن محمد بن إبراهيم الجلاب، وأبا ذر محمد بن إبراهيم الصالحاني، ومن بعدهم. قال السلفي: كان أهل المعرفة بالحديث والفقه والفرائض، كتبنا بانتخابه كثيراً، وأكثرنا عنه لثبته ومعرفته. وسمعته يقول: ولدت سنة خمس عشرة. قلت: توفي في جمادى الآخرة. وروى عنه: هبه الله بن طاوس. وقيل: مات سنة سبعٍ. إبراهيم بن خلف بن إبراهيم بن لب أبوإسحاق التجيبي القرطبي، ويعرف بابن الحاج.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 88 سمع من: بكر بن عيسى الكندي، وحج ورأى أبا ذر الهروي، ولم يسمع عنه. وأجاز لابن أخيه محمد بن أحمد بن خلف في هذا العام، وانقطع خبره بعد. إبراهيم بن سليم بن ايوب أبوسعد الرازي. سمع من والده ومن أبي الحسين ابن الطبال بمصر ومن عبد الوهاب بن) برهان الغزالي بصور ومن كريمة بمكة ومن الجوهري ببغداد. وتوفي بدمشق في ذي الحجة. سمع منه: غيث، وأبومحمد بن صابر. إبراهيم بن يحيى بن موسى أبوإسحاق الكلاعي القرطبي. ويعرف بابن العطار. سمع من: أبي محمد الشنتجالي. وحج، وسمع من: أبي زكريا عبد الرحيم البخاري، وغيره. قال أبوبحر الأسدي: لقيته في سنة إحدى وتسعين بالجزائر، وكان ثقة نبيهاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 89 إبراهيم بن يونس بن محمد. أبوإسحاق المقدسي الخطيب الإصبهاني الأصل. سمع بدمشق: أبا القاسم إبراهيم بن محمد الحنائي، وأبا القاسم علي بن محمد السميساطي. وبالمقدس: الفقيه أبا محمد عبد الله بن الوليد الأندلسي، وعلي بن طاهر، وعبد الرحيم بن أحمد البخاري الحافظ، وخزرون بن الحسن، وجماعة. روى عنه: أبومحمد بن الأكفاني، والخضر بن عبدان، ونصر بن أحمد بن مقاتل. وكان تلا القرآن. توفي بدمشق في ذي الحجة، له سبعون سنة. إسماعيل بن علي بن طاهر. أبوالقاسم الرازي السلفي. من شيوخ إصبهان. روى عن: أبي بكر بم أبي علي الذكواني المعدل، وأبي بكر بن محمد بن حمويه، وعلي بن أحمد الجرجاني. وعنه: أبوطاهر السلفي، وقال: توفي في ربيع الآخر. 4 (حرف الجيم) جعفر بن حيدر بن محمد. الشيخ أبوالمعالي العلوي الهروي، شيخ الصوفية. وكان ورعاً زاهداً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 90 سمع بنيسابور: شيخ الإسلام أبا عثمان الصابوني، وأبا سعيد الكنجروذي. وتوفي بهراة. ذكر السماني في الذيل. 4 (حرف الحاء) حاتم بن محمد بن علي بن أبي محمد حاتم محمد بن يعقوب إسحاق بن محمود أبومحمد الهروي الحاتمي. شيخ صالح. سمع: أبا منصور محمد بن عبد الله بن إبراهيم الفاسي صاحب حامد الرفاء. وروى عنه: علي بن حمزة الموسوي، وعبد الفتاح بن عطاء، وعبد الواسع بن أبي بكر السقطي. مات بهراة في جمادى الأولى عن نيفٍ وثمانين سنة.) حديد بن حسن المؤدب الشيباني. حدث عن أبي إسحاق البرمكي، توفي في شوال. الحسن بن أحمد بن محمد الحافظ أبومحمد السمر قندي صاحب الحافظ جعفر بن محمد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 91 المستغفري. توفي قي ذي القعدة بنيسابور عن اثنين وثمانين سنة. كان مكثراً فاضلاً، وغيره أتقن وأحفظ منه. وقال ابن السمعاني: سألت إسماعيل الحافظ عن الحسن السمر قندي فقال: إمام حافظ. سمع وجمع وصنف. سمع من: المستغفري، وعبد الصمد العاصمي، وشيوخ بخارى، وبلخ، ونيسابور. وأكثر السماع عنهم. قلت: روى عنه خلق من شيوخ عبد الرحيم بن السمعاني. وقال عمر بن محمد بن لقمان النسفي في كتاب القند: ذكر الإمام الحافظ قوام السنة أبومحمد الحسن بن أحمد بن محمد بن القاسم بن جعفر السمر قندي اللوخميتني نزيل نيسابور: لم يكن في زمانه في فنه مثله في الشرق والغرب، له كتاب بحر الأسانيد في صحاح المسانيد، وجمع فيه مائة ألف حديث، ورتب هذب، لم يقع في الإسلام مثله وهوثمانمائة جزء. وذكر عبد الغافر فقال: عديم النظير في حفظه. قدم نيسابور، وسمع اابن مسرور، وأبا عثمان الصابوني، والكنجروذي. وطائفة. وعاد إلى سمر قند. ثم قدم نيسابور واستوطنها. وهومكثر عن المستغفري. قلت: روى عنه: عبد الرحمن القشيري، ومحمد بن جامع خياط الصوف، والجنيد القايني. وأكبر شيخ له منصور الكاغدي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 92 الحسين بن أحمد بن عبد الرحمن بن علي بن أيوب بن معافى أبوعبد الله العكبري. سمع: أبا الحسين بن بشران، ومحمود بن عمر العكبري. وعنه: إسماعيل السمر قندي، وأبوالكرم الشهرزوري، وعمر بن ظفر. مات في شوال، وقيل: في رمضان عن ثمان وثمانين سنة. الحسين بن الحسن الفقيه أبوعبد الله الشهرستاني الشافعي. قاضي دمشق. سمع بنيسابور من أبي القاسم القشيري وبجرجان من إسماعيل بن مسعدة وبالعراق من ابن هزارمرد الصريفيني. قال ابن عساكر: ثنا عنه هبه الله بن طاوس، وكان حسن السيرة في الأحكام. ولي قضاء دمشق سنة سبعٍ وسبعين في أيام تتش، وكان شديداً على من خالف الحق. واستشهد بظاهر انطاكية بيد الإفرنج) يوم المصاف. الحسين بن علي الدمشقي المقريء. ويعرف بالدمنشي. سمع أبا الحسين بن أبي الحديد. وكان رافضياً. سعى بالحافظ أبي بكر الخطيب إلى أمير الجيوش وقال: هوناصبي يروي فضائل الصحابة، وفضائل بني العباس في جامع دمشق. فكان ذلك سبب نفي الخطيب من دمشق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 93 4 (حرف الراء) روح بن محمد بن عبد الواحد بن عباس. أبوطاهر الرازامي الصوفي. سمع: أبا الحسن علي بن عبدكوية، وبا بكر بن أبي علي الذكواني، وعبد الواحد منصور الكاغذي الباطرقاني، وعلي بن أحمد الجرجاني. وتوفي في شعبان. روى عنه السلفي. 4 (حرف السين) سعيد بن محمد بن يحيى أبوالحسين الإصبهاني الجوهري، من كبار شيوخ السلفي. يروي عن: علي بن ميلة الفرضي، وأبي نعيم الحافظ. توفي في المحرم. وكان فقيهاً عالماً، وأبوه يروي عن ابن المقريء. حدث عنه أبوسعيد المطرزي. قيل: ظهر لسعيد سماع من ابن مردوية. سهل بن بشر بن أحمد بن سعيد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 94 أبوالفرج الإسفرائيني الصوفي المحدث، نزيل دمشق. سمع على: حمصة، وعلي بن منير، وعلي بن ربيعة، ومحمد بن الحسين الطفال، والحسن بن خلف الواسطي صاحب الرياشي بمصر. وسمع بجرجان: محمد بن عبد الرحيم. وببغداد: الجوهري. وبدمشق: رشأ بن نظيف، وابن سلوان، وهذه الطبقة. وبالرملة: ابن الترجمان الصولي. وبصور سليم بن ايوب. وبتنيس: علي بن الحسين بن جابر. روى عنه: إبناه طاهر والفضل، وجمال الإسلام أبوالحسن، وهبه الله بن طاوس، ومحفوظ النجار، ونصر الله المصيصي الفقيه، وأحمد بن سلامة، وحمزة بن علي الحبوبي، وعبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني، وجماعة. وقال: ولدت سنة تسعٍ وأربعمائة. توفي في ربيع الأول. وقال غيث: سألت أبا بكر الحافظ عن سهل بن بشر فقال: كيس صدوق.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 95 4 (حرف الطاء) طراد بن محمد بن علي بن الحسن بن محمد. النقيب، الكامل، أبوالفوارس بن أبيالحسن بن أبي القاسم بن أبي تمام الهاشمي العباسي الزينبي البغدادي، نقيب النقباء. قال السمعاني: ساد الدهر رتبة وعلواً وفضلاً ورأياً وشهامة. ولي نقابة العباسيين بالبصرة، ثم انتقل إلى بغداد. وكان من أكفى أهل الدهر، متعه الله بسمعه وبصره وقوته وحواسه. وكان يترسل من الديوان إلى الملوك، وحدث بإصبهان كذلك، وصارت إليه الرحلة من الأقطار. وأملى بجامع المنصور، وكان يحضر مجلس إملائه جميع أهل العلم من الطوائف وأصحاب الحديث والفقهاء. ولم ير ببغداد على ما ذكر مثل مجالسه بعد أبي بكر القطيعي. وأملى سنة تسعٍ وثمانين بمكة، والمدينة، وألحق الصغار بالكبار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 96 سمع هلال بن محمد الحفار، وأبا نصر أحمد بن محمد بن حنسون النرسي، وأبا الحسين بن بشران، والحسين بن عمر بن برهان، وأبا الفرج أحمد بن المقرب الكرخي، ويحيى بن ثابت البقال. وشهدة بنت الإبري، وخلق كثير آخرهم وفاة أبوالفضل خطيب الموصل، وقال أبوعلي الصدفي: كان أعلى أهل بغداد منزلة عند الخليفة، وكنا نكر إليه، فيتعذر علينا السماع منه والوصول إليه، وعند بابه الحجاب، ولعل زي بعضهم فوق زيه. وكنا نقرأ عليه وهويركع، إذ ليس مثله ما يرد. وربما اتبعناه ونحن نقرأ عليه إلى أن يركب. وقال السلفي: كان حنيفاً من جلة الناس وكبرائهم، ثقة فاضلاً، ثبتاً، لم ألحقه. وقال أبوالفضل بن عطاف: كان شيخاً طراد شيخاً حسناً، حسن اليقظة، سريع الفطنة، جميل الطريقة في الرواية، فقه في جميع ما حدث به. وقال غيره: ولد في شوال سنة ثمانً وتسعين وثلامائة. وقال ابن الناصر: توفي في سلخ شعبان: ودفن بداره، ثم نقل في السنة الآتية إلى مقابر الشهداء.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 97 أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن، أنا أبومحمد بن قدامة: أخبرتنا شهدة بقراءتي عليها: أنا طراد، أنا محمد بن أحمد بن محمد، أنا محمد بن يحيى، ثنا علي بن حرب، ثنا سفيان، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، أن عمر توضأ من بيت نصرانية. 4 (حرف العين) عبد الرزاق بن حسان بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن ابن سيف الله خالد بن الوليد المخزومي المنيعي. أبو الفتح بن أبي علي المروروذي، الحاجتي، الخطيب، محتشم خراسان كوالده. وكان زاهداً، عابداً، عاملاً، متبتلاً،) ورعاً، فقيهاً، قدوة. تفقه على القاضي حسين، وعلق عنه المذهب. وكان خطيب جامع والده. وقد حج وسمع ببغداد، وصار رئيس نيسابور. وقعد للتدريس بالجامع، واجتمع عليه الفقهاء. وعقد مجلس الإملاء، وحدث عن: أبي الحسين بن النقور، وأبي بكر البيهقي، وسعد الزنجاني، وأبي مسعود أحمد بن محمد البجلي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 98 روى عنه: أبوطاهر السنجي، وأبوشحمة محمد بن علي المعلم المروزي، وإسماعيل بن عبد الرحمن العصائدي، وآخرون. توفي في ثامن عشر ذي القعدة وله ثمانون سنة. عبد الأحد بن أحمد بن الفضل: أبوالحارث العنبري الإصبهاني. سمع هارون بن محمد الكاتب، وأحمد بن فاذشاه الوزير. ولي رندة. روى عنه: السلفيي عبد الله بن المبارك بن عبد الله: أبومحمد المديني. سمع: علي بن أحمد بن مهران الصحاف. روى عنه: السلفي وقال: توفي في شوال. عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن بليزة:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 99 أبوالقاسم الخرقي الإصبهاني المقريء. سمع: محمد بن عبد الله بن شمة. وقرأ القرآن على أحمد بن محمد الملنجي، وأحمد بن محمد بن زنجوية. وتلاوته على ابن زنجوية في سنة ثلاثٍ وعشرين وأربعمائة. سمع منه: السلفي، وتلا عليه ختمة لقنبل في هذا الوقت، ولم يؤرخ وفاته. عبد الله بن الحسين بن هارون: أبونصر الخراساني الناسخ. سمع: أبا بكر أحمد بن محمد بن الحارث التميمي النحوي، وأبا بكر الحيري. ولد سنة ثلاث عشرة، وأملى مدة. ومات في المحرم. روى عنه: أبوسعد محمد بن أحمد بن محمد الخليلي النوقاني الحافظ، ومحمد بن أحمد الجنيد الخطيب، وعمر بن أحمد بن الصفار، وأبوالبركات بن الفراوي، وعبد الخالق الشحامي، شافع بن علي، وآخرون.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 100 عبد العزيز بن محمد بن عتاب بن محسن. أبوالقاسم القرطبي أخوعبد الرحمن. روى عن: أبيه كثيراً، وعن: حاتم الطرابلسي. وأجاز له أبوحفص الزهراوي، وأبوعمر بن الحذاء، وجماعة. وكان عارفاً بمذهب مالك، بصيراً بالفتوى، مقدماً في الشروط، له عناية بالحديث ونقله. وكان مهيباً، وقوراً، معظماً عند الخاصة والعامة. توفي في جمادى الأولى عن إحدى وخمسين سنة. روى اليسير. عبد الله بن الحسين بن هارون. أبونصر الخراساني الناسخ. سمع: أبا بكر أحمد بن محمد بن الحارث التميمي النحوي، وأبا بكر الحيري. ولد سنة ثلاث عشرة. عبد الرزاق بن عبد الله بن المحسن. أبوغانم بن أبي حصن التنوخي المعري القاضي. سمع: أباه، وأبا صالح محمد بن المهذب، وأبا عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، والسميساطي، وأبا إسحاق الحبال الحافظ، وطائفة
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 101 بدمشق و، والقدس) ومصر. روى عنه: الخطيب مع تقدمه شيئاً مما سمعه، وأبوالبيان محمد بن أبي غانم، وغيرهما. وتوفي بالمعرة. عبد السميع بن علي بن عبد السميع. أبوالحسين الهاشمي. من أهل البصرة ببغداد. سمع: أبا الحسن بن مخلد. روى عنه: أبوالبركات الأنماطي، وأبوبكر الزاغواني. وتوفي في ربيع الآخر. ومولده سنة تسعٍ. عبد الواحد بن أحمد بن إبراهيم: أبوطاهر المغازلي الإصبهاني الشرأبي. سمع: أبا نعيم الحافظ. وعنه: السلفي، وقال: مات في صفر. عمر بن أحمد بن محمد بن الخليل: أبوحفص البغوي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 102 سمع مسند إسحاق الكوسج، من أبي الهندي محمد بن محمد إسماعيل البغوي. ومات بعد شعبان في هذا العام أوبعده. روى عنه: عبد الله بن محمد بن المظفر البنا، وأسعد بن أحمد الخطيب، وأبوأحمد بن عبد الرحمن بن أبي نصر البغويون. عبد الواحد بن علوان بن عقيل بن قيس الشيباني: أبوالفتح السقلاطوني البغدادي النصري من النصرية. شيخ ثقة صدوق. سمع: أبا نصر بن حسنون، وأبا القاسم الحرفي، وعثمان ن دوست، وهوأخوعبد الرحمن بن علوان. روى عنه: عبد الباقي بن محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وولده أبوبكر، وإسماعيل بن السمر قندي، وعبد الوهاب الأنماطي، وآخرون. وآخر من روى عنه فخر النساء شهدة. توفي في رجب. عبد الوهاب بن رزق الله بن عبد الوهاب: أبوالفضل التميمي، أخوعبد الواحد. سمع: أباه، وأبا طالب بن غيلان. وكان حسن الصورة، ظريفاً بارعاً في الوعظ. روى عنه: محمد بن عبد الواحد الدقاق، وعبد الوهاب الأنماطي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 103 علي بن محمد بن حسين خذام. أبوالحسين الخذامي البخاري الواعظ. كان معمراً مكثراً من السماع. تفرد بشيوخ. روى عن: القاضي أبي علي الحسين بن الخضر النسفي، ومنصور الكاغادي، وأحمد بن محمد بن القاسم الفارسي، وأحمد بن الحسن المراجلي، وخلق أخذ عنهم الكبار. روى عنه: عثمان بن علي البيكندي، وابوثابت الحسن بن علي البردعي وأبو رجاء محمد بن محمد، ومحمد بن محمد السنجي، وعدة. وعمر تسعين سنة. مات في هذا العام. 4 (حرف الفاء) فارس بن الحسين بن فارس بن حسين بن غرب:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 104 أبو شجاع الذهلي السهروردي، ثم البغدادي. شيخ فاضل، صالح، ثقة، لغوي، شاعر. سمع: أبا علي بن شاذان، وعبد الملك بن بشران. روى عنه: قاضي المرستان، وإسماعيل السمر قندي، وابن ناصر. توفي في ربيع الآخر وقد) تجاوز التسعين رحمه الله. ابنه شجاع حافظ معروف: الفضل بن علي بن أحمد بن محمد بن محمد: أبوسعد الإصبهاني المقريء. سمع أبا سعيد محمد بن علي بن النقاش، وعلي بن ميلة، ومعمر بن زياد. روى عنه: السلفي، وقال: توفي في رجب. وكناه أبا نصر. 4 (حرف الميم) المحسن بن المحسن بن محمد بن جمهور: أبوالرضا الأنصاري الدمشقي الفراء المعدل. إمام الجامع الأموي، ثم ولي نظر الأوقاف وعمادة الأملاك السلطانية، فظلم وجار. وحدث عن: محمد بن عوف المزني، وغيره. روى عنه: عمر الرؤآسي. محمد بن أحمد بن محمد:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 105 أبوعبد اله الميبذي البغدادي اللغوي. من كببار أئمة العربية. سمع: أبا جعفر ابن المسلمة. روى عنه: ابن ناصر. محمد بن جامع بن محمد بن علي: ابوبكر القطان الهمذاني الجوهري. روى عن: أبيه، والزنجاني. قال شيرويه: سمعت منه، وكان كيساً صدوقاً. محمد بن الحسين بن محمد: أبوسعد الحرمي المكي الحافظ، نزيل هراة. أحد الحفاظ والزهاد. سمع بمصر: محمد بن الحسين الطفال، وأبا الفتح بن باشاذ، وعلي بن حمصة، وعلي بن بغا الوراق. وبمكة: أبا نصر السجزي الحافظ، وعبد العزيز بن بندار الشيرازي. وببغداد: أبا بكر الخطيب، والموجودين. قال محمد بن أبي علي الهمذاني: كان أبوسعد الحرمي من العباد، ولم أر بعيني أحفظ منه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 106 وقال الواعظ أبوحامد الخيام: إن كان لله بهراة أحد من أوليائه فهوهذا وأشار إلى أبي سعد. مات في شعبان. محمد بن عبد الله بن أحمد: أبوالمحاسن المحمي النيسابوري الحنفي. أحد الرؤساء والأكابر. خالف أهل بيته لأن المحمية شافعيون. وقد سمع من أصحاب الأصم. وكان يضيف الطبلة. توفي في شعبان عن ثمانين سنة. روى عنه: عمر بن أحمد بن الصفار، وعبد الله بن الفراوي. روى عن: أبي بكر الحيري. محمد بن محمد: أبوسعيد الخداشي. توفي بنسف وله ثمانٍ وثمانون سنة. سمع بهراة: إسحاق الفرات، وأبا عثمان القرشي. مروان بن عبد الملك:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 107 أبومحمد اللواتي الطنجي، الفقيه المالكي، نزيل مصر. كان متفنناً في العلوم، بارعاً في المذهب. قرأ القراءآت على أبي العباس أحمد بن نفيس، وسمع منه. ومن: أبي هاشم، وأبي محمد الوليد. قال القاضي عياض: كان ذا علم بالقراءآت، والنحو، واللغة، خطيباً مفوهاً مصقعاً، ولي القضاء والخطبة بسبتة في دول البرغواطي، وسمع منه كثيراُ. وكان ذا هيبة وسطوة. سمع عليه: القاضي عبود بن سعيد، وأبوإسحاق بن جعفر،) وخالاي أبوعبد الله وأبومحمد إبنا الجوزي. وله بنون نجباء أئمة. وكان أخوه أبوالحسن من كبار الأئمة. وله إبنان، إحداهما عبد الله ولي قضاء غرناطة وغيرها، وعبد الرحمن ولي قضاء مكناسة مدة ثم ولي قضاء تلمسان بعد الثلاثين وخمسمائة علي بن عبد الرحمن. المظفر بن علي بن الحسين بن أحمد بن محمد: الصدر أبوالفتح ابن رئيس الرؤساء أبي القاسم ابن المسلمة. ناب في الوزارة في خلافة المقتدي بالله بعد عزل الوزير عميد الدولة أبي منصور بن جهير، إلى أن ولي أبوشجاع الوزارة. وكانت دار أبي الفتح مجمعاً لأهل العلم والدين. ومن جملة من أقام في داره ومرض عنه ومات أبوإسحاق مصنف التنبيه. وممن كان يقيم عنده أبوعبد الله الحميدي. سمع الحديث من: أبي الطيب الطبري، وأبي محمد الجوهري بإفادة
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 108 الخطيب. كتب عنه: الحميدي، وغيره. وتوفي في ذي القعدة وله أربع وخمسون سنة. مكي بن منصور بن محمد بن علان السلار: الرئيس أبوالحسن الكرجي. رئيس كرج ومعتمدها. حدث عن: أبي بكر الحيري، ومحمد بن القاسم الفارسي، وأبي الحسين ابن بشران المعدل، وأبي سعيد محمد بن موسى الصيرفي، أبي القاسم هبه الله اللالكائي. قال شيرويه: رحلت إليه إلى الكرج، وسمعت منه ولدي، وكان شيخاً لا بأس به، محموداً بين الرؤساء، محسناً إلى الفقراء والعلماء. قلت: روى عنه: أبوالحسن محمد بن عبد الملك الكرجي الفقيه، وأبوالمكارم أحمد بن محمد بن علان البلدي، وأبو أحمد بن نصربن دلف، ومحمد بن عبد الواحد الدقاق، وإسماعيل بن محمد الحافظ، ورجاء بن حامد المعداني، ومحمد بن أحمد بن ماشاذة، وأبو زرعة طاهر المقدسي والقاسم بن الفضيل الصيدلاني وأبو طاهر السلفي قال ابن طاهر دخلت بابني أي زرعة الكرج حتى سمع مسند الشافعي من السلارمكي، وكان قد سمعه بنيسابور، وورق له ابن هارون، وكانت أصوله صحيحة جيدة. وقال السلفي: كان السلار جليل القدر، نافذ الأمر، محبوباً إلى رعيته
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 109 بجود سجيته. وآخر ما قدم إصبهان كنت أول من قرأ عليه. وقال السمعاني: هو من رؤساء الكرج، كانت له الثروة الكبيرة والدنيا العريضة الواسعة، والتقدم ببلده. عمر حتى صار يرحل إليه. ونقل عنه الكثير، لأنه لحق إسناد العراق وخراسان. وقال أبو زكريا بن مندة: توفي بإجهان في سلخ جمادى الأولى، وولد سنة سبعٍ أوتسعٍ وتسعين وثلاثمائة. 4 (حرف النون) ) نصر بن علي بن مقلد بن نصر بن منفذ: الأمير الجليل عز الدولة أبوالمرهف الكناني، صاحب شيزر تملكها بعد أبيه. ولما قدم إلى الشام السلطان ملكشاه سلم إليه ابوالمرهف اللاذقية، وفامية، وكفرطاب، وبقيت له شيزر. وكان سمحاً، كريماً، شاعراً فارساً، عاقلاً، ديناً، عابداً، خيراً، وكان باراً أباه، وأحسن إلى أخوته ورباهم. وله بر كثير وصدقات، رحمه الله. ويحكي عنه أنه كان يقوم عامة الليل. توفي في شيزر في جمادى الآخرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 110
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 111 4 (حرف الهاء) هبه الله بن عبد الرزاق بن محمد بن عبد الله بن الليث: أبوالحسن الأنصاري الأشهلي السعدي البغدادي، من ولد سعد بن معذ رضي الله عنه. سمع: هلال بن محمد الحفار، وأبا الحسين بن بشران، وأبا الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التميمي. وتفرد بالرواية عن التميمي. وكان أحد قراء المواكب، ومن ذوي الهيئات النبلاء، وأرباب الديانات، وصحيح السماع. قال ابن السمعاني: ثنا عنه إسماعيل بن السمر قندي، وأبوالبركات الأنماطي، وعبد الخالق اليوسفي، وجماعة كبيرة. وسمعت بعض مشايخي يقول: إن الشريف هبه الله الأنصاري كان يأخذ على جزء الحفار ديناراً صحيحاً. ولد هبه الله في سنة اثنتين وأربعمائة، وتوفي في الحادي والعشرين من ربيع الآخر. قلت: وروى عنه: عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الطوسي، ومحمد بن عبد الله بن العباس الحراني، وجماعة. وللسلفي منه إجازة، ولكنه ما درى بأن عنده مثل جزء الحفار، ولا خرج عنه شيئا هبة الله بن محمد بن هارون بن محمدً
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 112 الأديب أبوغالب الهاروني التاني الإصبهاني. سمع من: جده هارون صاحب الطبراني. روى عنه: السلفي، وقال: مات في رجب، وكان له حظ وافر من الأدب، وإذا قرأ الحديث أطرب. 4 (حرف الياء) ياسين بن سهل: ابوروح القايني الخشاب الصوفي شيخ الصوفية ببيت المقدس طوف البلاد، وسمع، واباه وأبا الحسن بن الطفال، ورشأ بن نظيف، وأبا الحسن بن صخر، وطبقتهم. روى عنه: هبة الله بن الأكفاني، وأبوالمعالي محمد بن يحيى القرشي، وإسماعيل بن أبي سعد النيسابوري، وابن السمر قندي، ويحيى بن عبد الرحمن الطوسي. توفي في آخر السنة، وكان كبير القدر، زاهداً. قال غيث الأرمنازي: تحدث ياسين الصوفي، وكان عندهم محتشماً مميزاً قدم عليناً، ومات بالقدس في ذي الحجة. يحيى بن محمد:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 113 أبو بكر بن الفرضي الداني النحوي.) نزيل المرية. وكان رأساً في العربية واللغة. أخذ عنه: أبوالحجاج بن سبعون، وأبوعبد الله بن سعيد ابن غلام القرشي، وأبوبكر بن خطاب، وجماعة. كان حياً في سنة إحدى هذه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 114 4 (وفيات سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة)
4 (حرف الألف) أحمد بن عبد الله بن علي بن طاوس بن موسى: أبوالبركات المقريء. ولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ببغداد، وقرأ القراءآت على أبي الحسن علي بن الحسن العطار، وعلى: محمد بن علي بن فارس الخياط. وسمع: أبا عبيد الله الأزهري، وأبا طالب بن بكير بن غيلان، والعتيقي وجماعة. قدم دمشق، سنة إحدى وخمسين وأربعمائة فسكنها، وسمع من: أبي القاسم الحنائي، وجماعة. وصنف في القراءآت. وأقرأ الناس. وكان إماماً ماهراً، مجوداً، ثقة، ديناً. روى عنه: الفقيه نصر المقدسي وهوأكبر منه، وابنه هبة الله بن طاوس، والفقيه نصر الله المصيصي، وحمزة بن أحمد، وكردوس. وتوفي في جمادى الآخرة. وقرأ عليه ابنه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 115 أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف: أبوالحسين البغدادي. قال السمعاني: شيخ ثقة، جليل القدر، خير، مرضي الطريقة، حسن السيرة. سافر الكثير ووصل إلى الغرب. وسمع: أبا القاسم الحرفي، وأبا عمروبن دوست، وأبا علي بن شاذان، أبا القاسم بن بشران، وجماعة. وبمكة: أبا الحسن بن صخر، وأبا نصر السجزي وبالرملة: محمد بن الحسين بن الترجمان وبمصر: أبا الحسن بن حمصة. روى عنه: بنوه عبد الله، وعبد الخالق، وعبد الواحد، وأبو الفضل بن ناصر، وأبوالفتح بن البطي، وشهدة، وخطيب الموصل، وآخرون. قال ابن ناصر: كان صالحاً ثقة. وقال عبد الخالق ابنه: حدثني أخي قال: رأيت أبي في النوم، فقلت يا سيدي، ما فعل الله بك قال: غفر لي. توفي في شعبان، وله إحدى وثمانون سنة. أحمد بن مسلم بن محمد بن علي: الشيخ أبومنصور الشعيري الإصبهاني. قال السلفي: روى عنه عبد الواحد بن أحمد الباطرقاني، وأبونعيم
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 116 كتبنا عنه ومات في شوال سنة اثنتين. أحمد بن محمد بن محمد: أبوالقاسم الخليلي الدهقان. حدث ببلخ بمسند الهيثم بن كليب، عن أبي القاسم الخزاعي، عنه. وعاش مائة سنة وسنة، فإن أبا نصر اليورنارتي قال: سألته عن مولده، فقال: في سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة. وأنه سمع من الخزاعي لما قدم عليهم بلخ في سنة ثمانٍ وأربعمائة. وقال السمعاني: توفي في صفر. قلت: حدث عنه بالمسند أبوشجاع عمر البسطاني، ومسعود) بن محمد الغانمي، ومحمد بن إسماعيل الفضيلي، واليونارتي، وآخرون. قال: وكان ثقة، صحيح السماع. روى الشمائل ايضاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 117 إبراهيم بن مسعود بن محمود بن سبكتكين: السلطان أبوالمظفر. توفي في غزنة في شوال. وكان عادلاً، منصفاً، شجاعاً، جواداً، منقاداً إلى الخير، محبوباً إلى الرعية، واسع المملكة. عاش أكثر من سبعين سنة. وتوفي في السلطنة أكثر من أربعين سنة. أسعد بن علي: أبوالقاسم الزوزني، الشاعر المشهور. توفي ليلة الأضحى بنيسابور.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 118 ذكره عبد الغافر فقال: شاعر عصره وواحد دهره في فنه، وديوان شعره أكبر من أن يحصيه مجموع، وهوفي الفضل ينبوع. له القصائد الفريدة قديماً وحديثاً، والمعاني الغريبة. شاع ذكره، وسار في البلاد شعره، ومدح عميد الملك الكندري وأركان دولة السلطان طغرلبك، ثم أركان الدولة الملكشاهية. وكان مع ذلك سمع الحديث وكتبه. الأطهر بن محمد بن محمد بن زيد: الحسيني العلوي أبو الرضا ابن السيد الأجل الحافظ المعروف، مسند بغداد، نزيل سمرقند. كان أبو الرضا يلقب بسيد السادات. ذكره عبد الغافر فقال: سيد السادات، الفائق حشمته ودولته وماله وجاهه، مطرد العادات. وأبوه كان من الأفاضل السادة وأكثرهم ثروة. وله السماع العالي والتصانيف الحسان في الحديث والشعر وهذا النحل السري. ورد نيسابور بعد وفاة أبيه، وطلب ماكان له من الودائع والبضائع، وأخذها وعاد. ولم يزل يعلوا شأنه ويرتفع إلى أن بلغت درجته الملك، و ناصب الخان وباض شيطان الولاية في رأسه، وفرخ. وكان في نفسه وهمته متكبراً أبلج. ماكان همته تسمح إلا بالملك، حتى سمعت أنه أمر بضرب السكة على اسمه، و رتب ألوفاً من الأعوان والشاكرية والأتباع. و كان يضبط الولاية ويجبي المال ويجمع ويفرق، إلى أن انتهت أيامه وامتلا صاع عمره، و استعلى عليه من ناصبه، فسعى في دمه وقده
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 119 نصفين وعلقه في السوق، و أغار على أمواله و خدمه، وسار حديثاً يسمر به، ولم يبق منهم نافخ نار. قتل سنة اثنتين و تسعين. إبراهيم بن أبي نصر بن إبراهيم: أبو إسحاق الإصبهاني البخاري، نزيل بلخ. شيخ صالح، تاجر متمول. سمع من: منصور الكاغدي صاحب الهيثم بن كليب جزئين و سمع من جماعة. توفي ببلخ، حدث عنه: أبو شجاع عمر بن محمد البسطاني، و غيره. ورخه السمعاني. 4 (حرف الباء) بركة بن أحمد بن عبد الله: أبو غالب الواسطي البزار. سمع: أبا القاسم بن بشران، وأحمد بن) عبد الله بن المحاملي. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وأحمد بن المقريء، وهبه الله بن هلال الدقاق، وإسماعيل بن الحافظ. توفي في ذي الحجة و له نيف وثمانون سنة. وثقه عبد الوهاب. بكر بن نصر بن أحمد: أبو محمد البخاري الخياط.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 120 شيخ صالح سمع ببخارى: عمر بن منصورر بن خب وبالري: عبد الكريم بن أحمد الوزان وببغداد: أبا يعلى بن الفراء، وهناد ابن إبراهيم، وطائفة. توفي ببخارى بعد هذه السنة أو فيها. روى عنه: عثمان بن علي بن البيكندي، وصاعد بن عبد الرحمن. 4 (حرف الحاء) الحسن بن محمد بن الحسن بن علي: العلامة أبو علي ابن الشيخ أبي جعفر الطوسي راس الرافضة. ولد ببغداد. وسمع من: أبي محمد الخلال، وأبي الطيب الطبري. وأم بالمشهد بالكوفة. روى عنه: عمر بن محمد النسفي، وهبه الله بن السقطي، وجماعة. بقي إلى هذه السنة، وكان متديناً قاعر النسب. الحسين بن أحمد بن عبد الرحمن بن علي بن أيوب: أبو عبد الله العكبري أحد الأذكياء الندماء. ولد سنة ثلاثٍ وأربعمائة. وسمع أحمد بن علي بن أيوب العكبري، وأبا الحسين بن بشران. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وعمر بن ظفر، ومحمد بن علي بن هبه الله بن عبد السلام، ومحمد بن محمد بن عطاف. ومات في رمضان. وقد أجاز للسلفي، وذكره ولم يترجمه ولا عرفه. الحسين بن عبدوس بن عبد الله بن محمد بن عبدوس. أبو عبد الله الهمذاني التاني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 121 روى عن أبي نصر الكسار، ومحمد بن عيسى، وحمد بن سهل، ومنصور بن ربيعة، وجماعة. قال الحافظ شيرويه: سمعت منه: وكان صدوقاً. توفي في المحرم، ودفن بجنب والده. 4 (حرف الزاء) زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن محمد: أبو محمد بن أميرك الحسيني الهروي الوضاع الدجال. قال السمعاني: سافر إلى الشام، ومصر، والعراق، وفرق حياته وعقارربه بها، واختلق أربعين حديثاً تقشعر منها الجلود. وكان يترك الجمعة فيما قيل. وأكثر شيوخه مجاهيل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 122 مات في ذي القعدة بنيسابورر. 4 (حرف السين) سعد بن أحمد بن محمد: القاضي أبو القاسم النسوي. سكن دمشق حدث عن: أبي الحسن بن) ضمر، وعبد الواحد بن يوسف. وعنه: نصر الله المصيصي، والخضر بن عبدان، وأبو العشائر محمد بن خليل الكردي. ولد سنة عشرين وأربعمائة. وقتل إلى رحمة الله فيما قيل يوم أخذت الفرنج البيت المقدس. سعد بن زيد بن أبي نصرر الهروي: عاش إلى هذه الحدود. وحدث عن: علي بن أبي طالب الخوارزمي. 4 (حرف الصاد) صاعد بن سهل بن بشر: أبو روح الإسفرائيني، ثم الدمشقي. سمع: أبا القاسم الحنائي، وأيا بكر الخطيب، وغيرهما. وحدث.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 123 سمع منه: أبو محمد، وأبو القاسم إبنا صابر. وتوفي في الكهولة في رمضان. 4 (حرف العين) عبد الله بن عبد اللرزاق بن عبد الله بن الحسن. أبو محمد الكلاعي الدمشقي. سمع: محمد بن عوف، ورشأ بن نظيف، والعتيقي، وطبقتهم. قال ابن عساكر: سمع منه خالي، وكان يكثر الرواية عنه لأجل خدمته بعض الجنود. وثنا عنه أبو محمد بن صابر ووثقه. عبد الأعلى بن عبد الواحد: أبو عطاء بن أبي عمر المليحي الهروي. توفي في هذه السنة في رمضانها. روى عن: القاضي أبي عمر محمد بن الحسين البسطاني، وإسماعيل بن إبراهيم المقريء السرخسي، مصنف كتاب درجات التائبين، والقاضي أبي منصور محمد بن محمد الأزدي. وعنه: علي بن حمزة الموسوي، وأبو النضر عبد الرحمن الفامي، وأبو صالح ذكوان بن سيار، وابن أخته محمد بن المفضل بن سيار، وعبد الرحمن بن عبد الرحيم الدارمي، وعبد السلام بن محمد المؤدب، وأهل هراة. وعاش نحواً من تسعين سنة، فإن مولده في ذي القعدة سنة اثنتين وأربعمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 124 عبد الباقي بن يوسف بن علي بن صالح بن عبد الملك بن هارون. أبو تراب المراغي التبريزي. نزيل نيسابور. ذكره السمعاني فقال: الإمام، عديم النظير في فنه، بهي المنظر، سليم النفس، عامل بعلمه، حسن الخلق، نفاع للخلق، فقيه النفس، قوي الحفظ. تفقه ببغداد على القاضي أبي الطيب الطبري. وسمع أبا القاسم بن بشران، وأبا علي بن شاذان، وجماعة. وبإصبهان: أبا طاهر بن عبد الرحيم وبالري ونيسابور. روى عنه: عمر بن سهل الدامغاني، وأبو عثمان العصائدي، وزاهر الشحامي، وابنه عبد الخالق بن زاهر، وآخرون. وقرأت بخط أبي جعفر محمد بن أبي علي بهمذان قال: سمعت أبا بكر محمد بن) أحمد البسطامي غيره يقول: كنا عند الإمام أبي تراب المراغي حين دخل عليه عبد الصمد، ومعه المنشور بقضاء همذان، فقال أبوتراب، وصلى ركعتين، وأقبل علينا وقال: أنا بانتظار المنشور من الله تعالى على يد عبده ملك الموت، وقدومي على الآخرة، أنا بهذا المنشور أليق من منشور القضاء. ثم قال: قعودي في هذا المسجد ساعة على القلب، أحب إلي من
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 125 أن أكون ملك العراقين. و مسألة في الفقه يستفيدها مني طالب عالم أحب غلي من عمل الثقلين. سألت إسماعيل الحافظ عن أبي تراب المراغي فقال: كان مفتي نيسابور. أفتى سنين على مذهب الشافعي، و كان حسن الهيئة، بهياً، عالماً. وقيل ولد سنة إحدى وأربعمائة، و توفي في رابع ذي القعدة. وقيل: عاش ثلاثاً و تسعين سنة. عبد الجليل الرازي: الزاهد القدوة. ممن قتل بالقدس يوم أخذها. عبد العزيز: أخو أبي نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي. حدث عن: أبي الحسن بن أحمد الحمامي بشيء يسير. ويعرف بالشريف أبي الهيجاء. مات في المحرم. روى عنه: ابن المظفر الغادني. عبد الكريم بن أحمد بن محمد بن خشنام:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 126 أبونصر الخشنامي توفي في ذي القعدة بنيسابور. سمع أبا بكر الحيري. و عنه: عبد الله بن الفراوي، و عمر بن أحمد الصفار، وعبد الخالق بن زاهر. علي بن الحسن بن الحسين بن محمد: القاضي أبوالحسين الموصلي الأصل، المصري، الفقيه الشافعي المعروف بالخلعي. ولد بصر في أول سنة خمسٍ وأربعمائة. وسمع: أبا محمد عبد الرحمن بن عمر النحاس، وأبا الحسن أحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي، وأبا الحسن الخصيب بن عبد الله بن محمد القاضي،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 127 وأبا سعد أحمد بن محمد الماليني، وأبا العباس بن منير بن أحمد بن الخشاب، وأبا محمد إسماعيل بن رجاء الأديب، والحسن بن جعفر الكللي، وأبا عبد الله بن نظيف الفراء، وجماعة. وكان مسند ديار مصر. روى عنه: الحميدي، ومات قبله بمدة، فقال في تاريخه: أنا أبوالحسين، أنا الحاج، أنا غندر: أنا إسماعيل بن محمد، نا محمد بن إبراهيم، ثنا أبونواس، عن ثابت، عن أنس، مرفوعاً: لا يموتن أحدكن حتى يحسن الله.. الحديث. روى عنه: أبوعلي بن سكرة، وأبوالفضل بن طاهر المقدسي، وأبوالفتح سلطان بن إبراهيم الفقيه، وسليمان بن محمد بن أبي داود الفارسي، وعلي بن محمد بن سلامة الروحاني، وعبد الكريم بن سوار التككي، وعبد الحق بن أحمد البايناسي الكاتب، ومحمد بن حمزة العرقي اللغوي. وبقي إلى سنة... وخمسين، وطائفة سواهم. وآخرمن حدث عنه عبد الله بن رفاعة السعدي خادمه. وقال فيه ابن سكرة: ففيه له) تصانيف، ولي القضاء وحكم يوماً واحداً
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 128 و استعفى وانزوى بالقرافة. وكان مسند مصر بعد الحبال. وقال الفقيه أبوبكر بن العربي: شيخ معتزل في القرافة، له علو في الرواية، وعنده فوائد. وقد حدث عنه: أبوعبد الله الحميدي، وكنى عنه بالقرافي. وقال غيره: كان يبيع الخلق لملوك مصر. قال ابن الأنماطي: سمعت أبا صادق عبد الحق بن هبه الله القضاعي المحدث بمصر: سمعت العالم الزاهد أبا الحسن علي بن إبراهيم ابن بنت أبي سعد يقول: كان القاضي أبوالحسن الخلعي يكم بين الجن، وانهم أبطأوا عليه قدر جمعة، ثم أتو وقالوا: كان في بيتك شيء من هذا الأترج، ونحن لا ندخل مكأنا يكون فيه. قال المحدث أبوالميمون عبد الواهب بن وردان، فيما حكى عن والده أبي الفضل، قال: حدثني بعض المشايخ، عن أبي الفضل الجوهري ابن الواعظ قال: كنت أتردد إلى الخلعي، فقمت في ليلة مقمرة ظننت أن الفجر قد طلع، فلما جئت بباب مسجده وجدت فرساً حسنة على بابه، فصعدت، فوجدت بين يديه شأبا لم أر أحسن منه، يقرأ القرآن، فجلست أسمع، إلى أن قرأ جزءاً، ثم قان للشيخ: آجرك الله. فقال له: نفعك الله. ثم نزل، فنزلت خلفه من علو المسجد، فلما استوى على الفرس طارت به، فغي علي من الرعب، والقاضي يصيح بي: اصعد يا أبا الفضل. فصعدت، فقال: هذا من مؤمني الجن الذين آمنوا بنصيبين، وإنه يأتي في الإسبوع مرة يقرأ جزاً ويمضي. قال ابن الأنماطي: قبر الخلعي بالقرافة، يعرف بقبر قاضي الجن و الإنس، و يعرف بإجابة الدعاء عنده.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 129 وسألت شجاعاً المدلجي و غيره من شيوخنا عن الخلعي، نسبة إلى أي شيء فما أخبرني أحد شيء. وسألت السديد الربعي، و كان عارفاث بأخبار المصريين و كان معدلاً، فقال: كان ابوه يزار، وكانت أمراء المصريين وأهل القصر يشترون الخلع من عنده. وكان يتصدق بثلث مكسبه. وذكر ابن رفاعة أنه سمع من الحبال، وأنه أنى إلى الخلعي، فطرده مدة. وكان بينهما شيء أظن من جهة الإعتقاد. وكان أبوالحسن علي بن أحمد العابد: سمعت الشيخ ابن بخيساء قال: ندخل على القاضي أبي الحسن الخلعي في مجلسه، فنجده في الشتاء و الصيف وعليه قميص واحد، فسألته عن ذلك، وقلت، يا سيدنا، أنا لنكثر من الثياب قي هذه الأيام، وما يغني ذلك عنا من شدة البرد، ونراك على حالة واحدة في الشتاء و الصيف لا يرتد على قميص واحد، فبالله يا سيدي أخبرني. فتغير وجهه ودمعت عيناه، ثم قال: أتكتم علي ما أقول قلت: نعم. فقال: غشيتني حماه يوماً، فنمت في تلك الليلة، فهتف لي هاتف، فناداني باسمس، فقلت لبيك) داعي الله. فقال: لا. قل: لبيك ربي الله. ما تجد من الألم فقلت: إلهي وسيدي، قد اخذت مني الحمى ما قد علمت. فقال: قد أمرتها أن تقلع عنك. فقلت: إلهي و البرد أيضاً. فقال: قد أمرت البرد ايضاً أن يقلع عنك، فلا تجد ألم البرد و لا الحر. قال: فو الله ما أحس ما أنتم منه من الحر ولا من البرد. قال ابن الأكفاني: توفي بمصر في السادس و العشرين من ذي الحجة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 130 علي بن الحسين بن علي بن ايوب: البغدادي البزاز. كان يسكن بباب المراتب. قال السمعاني: كان من خيار البغداديين ومميزيهم، و من بيت الصون، والعفاف، النزاهة، والثقة، والديانة. سمع أبا علي بن شاذان، وأبا القاسم الحرفي، وعبد الغفار بن محمد المؤدب، وغيرهم. سأله أبومحمد السمر قندي عن مولده فقال: سنة عشر وأربعمائة. روى عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ، والفضل بن ناصر، وعبد الوهاب الأنماطي، وأبوالفتح بن البطي، وشهدة. وآخر من حدث عنه أبوالفضل خطيب الموصل. توفي يوم عرفة يوم الخميس، ودفن ليومه. ومولده سنة. قال شجاع الذهلي: صحيح السماع، ثقة. وقال ابن العربي: ثقة عدل. علي بن الفضيل بن عبد الرزاق:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 131 القاضي أبوطاهر اليزدي الإصبهاني. روى عن: أبي بكر بن أبي علي الذكواني، والجمال، وأبي حفص الزعفراني. روى عنه: السلفي، وقال: توفي في جمادى الآخرة، وسمعته يقول: ولدت سنة سبعٍ وأربعمائة. علي بن محمد: أبوالحسن النيسابوري المطرز، الزاهد، العابد، الفقيه، ذكره عبد الغافر فقال: عديم النظير في زهده، وتوفي في عاشر صفر وولد سنة سبعٍ و تسعين وثلاثمائة. ولم يذكر له رواية. 4 (حرف الغين) الغضنفر بن فارس بن حسن: أبوالوحش البلخي، ثم الدمشقي البتلهي. سمع: ابن سلوان، وأبا القاسم السيمساطي. وعنه: أبومحمد بن صابر. 4 (حرف الفاء) فضلان بن عثمان بن محمد بن هدبة بن خالد بن قيس بن ثوبان، وليس هدبة بهدبة بن خالد بن الأسود صاحب حماد بن سلمة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 132 أبوأحمد القيسي الإصبهاني. روى عن: أبي بكر بن أبي بكر بن أبي علي، و علي بن عبد كوية، و عبد الواحد الباطرقاني. وعنه السلفي، وقال: مات في ربيع الأول. وكان أبوه عثمان من طلبة الحديث. 4 (حرف الكاف) ) كامل بن ديسم بن مجاهد: أبوالحسن العسقلاني، الفقيه المعروف بالمقدسي. سمع: محمد بن الحسين بن الترجمان، وأبا نصر محمد بن إبراهيم الهاروي، و علي بن صالح العسقلاني، وجماعة. روى عنه: ابنه أبة الحسين، وإسماعيل بن السمرقندي، وغيرهما. قتلته الفرنج يوم دخولهم القدس وهو يصلي، رحمه الله. 4 (حرف الميم) المبارك علي بن الحسن: أبوسعد البصري البزاز، ويسمى ايضاً: علياً. سمع: عبد الملك بن بشران. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، و غيره. المبارك بن محمد بن عبيد الله: أبوالحسين بن السوادي الواسطي الفقيه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 133 نزيل نيسابور. قال السمعاني: شيخ كبير فاضل، من اركان الفقهاء المكثرين، الحافظين للمذهب و الخلاف. تفقه بواسط، وقدم بغداد، فتفقه على القاضي أبي الطيب. وكان قوي المناظرة، ينقل طريقة العراقيين. درس بالمدرسة الشطبية بنيسابور، وكان متجملاً قانعاً. وقد سمع الحديث يواسط، والبصرة، وبغداد، مصر. وأضر في آخر عمره، وسرقت اصوله. سمع: أبا علي بن شاذان، وأبا عبد الله بن نظيف. روى عنه: طاهر بن مهدي الطبري بمرو، إسماعيل الحافظ بإصبهان وشافع بن علي بنيسابور. وكان يلقي الدرس فتوفي فجأة في ربيع الأخر، وله سبع و ثمانون سنة. وقال السمعاني فيما انتخب لولده: إمام فاضل، وفت مصلب، عديم النظير، وورع، حسن السيرة، متجمل، قانع بقليل من التجارة. ثنا عنه عبد الخالق بن زاهر، وعمران الصفار، وجماعة. محمد بن أحمد بن علي: أبوبكر الطوسي، الصوفي المقريء، إمام صخرة بيت المقدس. روى عن عمر أحمد الواسطي. وعنه: أبوالقاسم محمد بن السمر قندي. قتلته الفرنج في شعبان فيمن قتلوا. محمد بن سليمان بن لوبا: البغدادي. سمع: عبد الملك بن بشران.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 134 محمد بن عبد الله بن الحسين بن عبيد الله بن بردة: القاضي أبوطاهر الفزاري، قاضي شيراز. حدث بإصبهان عن: أبي بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن حسين أبو سعد ابن الموذن الشيرازي ثم البغدادي روى عن أبي علي بن دوما بن الفاتني روى عنه: المبارك ابن المبارك بن السراج محمد بن الحسن بن الليث الصفار، وجماعة. روى عنه: السلفي: وقال توفي في صفر بشيراز. محمد بن علي بن عبد الواحد بن جعفر. أبوغالب ابن الصباغ البغدادي. سمع من: أبي ال لحسن أحمد بن محم الزعفراني، وأحمد بن محمد بن قفرجل، وأبي إسحاق البرمكي. وتفقه على ابن عمه القاضي) أبي النصر بن الصباغ. روى عنه: ابنه أبوالمظفر عبد الواحد، وهزارست الهروي. ومات في شعبان، وقد شهد عنه قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني وقبله. مجد الملك:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 135 أبوالفضل البلاشاني الوزير، واسمه أسعد بن موسى. وزر للسلطان بركياروق. من أولاد الكتاب، فيه دين خير وقلة ظلم وعدم سفك للدماء. عاش إحدى وخمسين سنة. تقدم في الدولة الملكشاهية، وعظم محله، وصار يعتض بالباطنية في مقاصده، فقيل أنه وضع باطنياً على قتل الأمير برسق سنة تسعين، واتهمه أولاده بذلك، ونفرت الأمراء منه، واختلفوا على بركياروق، وصعدوا فوق تل، وهم طغرل، وأمير آخر، وبنوا برسق، وراسلوا السلطان في أن يسلمه إليهم فمنعهم سنة ثم أضطر إلى أن يسلمه إليهم واستوثق منهم بالإيمان، على أن يحبسوه لأنه كان عزيزا عليه، فلما توثق منهم وبعثه إليهم لم يدعه غلمانهم أن يصل إليهم حتى قتلوه، سامحه الله. و كان شيعياً قد أعد كفنه فيه تربة وسعفة، فلما أحضر بين يديه تفكر وقال: ما أصنع بهذا ومن يحفظه، والله ما أبقى إلا لقا وطريحا. فأنطقه الله. بما يصير وأحس قلبه. وكان له ورد بالليل يقومه، ولا يتعاطى مسكرا، ومولاته دارة على العلويين. قتلوه في ثاني عشر رمضان بطرف خراسان. محمد بن الفرج بن منصور بن إبراهيم: أبوالغنائم الفارقي الفقيه. قد بغداد مع أبيه سنة نيفٍ وأربعين. فسمع من: عبدالعزيز الأزجي، وأبي إسحاق البرمكي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 136 و تفقه على الشيخ أبي إسحاق، و يرع في المذهب، وعاد إلى يار بكر، ثم قدم بعد حين، وحدث ودرس. ثم عاد فسكن جزيرة ابن عمر. روى عنه: أبوالفتح بن البطي. توفي في مستهل شعبان سنة اثنتين وتسعين. وكان موصوفاً بالزهد والورع. محمد بن محمد بن أحمد بن علي: أبوبكر الشبلي القصار المدبر. شيخ مسند من أهل البصرة وسمع أبا القاسم الحرفي، وأبا علي بن شاذان، وأبا بكرالبرقاني. وعنه: إسماعيل بن السمرقندي، وعبد الوهاب الأنماطي، والمبارك بن أحمد الكندي. توفي في ثامن عشر صفر. قال الأنماطي: كان رجلاً ثقة، خيراً. مقرن بن علي بن مقرن: العلامة أبوالقاسم الإصبهاني الحنفي. من أعيان المناظرين. روى عن: ابن رندة، وغيره. حدث عنه: السلفي، وقال: توفي في صفر سنة اثنتين. مكي بن عبد السلام بن الحسين بن القاسم:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 137 أبوالقاسم بن الرميلي، المقدسي الحافظ. قال السمعاني: أحد الجوالين في الآفاق. وكان كثير النصب والسهر، والتعب تغرب، وطلب، وجمع، وكان ثقة، متحريا، ورعاً، ضابطاً.) شرع في تاريخ بيت المقدس وفضائله جمع فيه شيئاً وحدث باليسير، لأنه قتل قبل الشيخوخة. سمع بالقدس: محمد بن يحيى بن سلوان المازني، وأبا عثمان بن ورقاء، وعبد العزيز بن أحمد النصيبي. وبمصر: عبد الباقي بن فارس، وعبد العزيز بن الحسن الضراب. وبدمشق: أبا القاسم إبراهيم بن محمد الحنائي، وعلي بن الخضر. وبعسقلان: أحمد بن الحسين الشماع. وبصور: أبا بكر الخطيب، وعبد الرحمن بن علي الكاملي. وبأطرابلس: الحسين بن أحمد. وببغداد: أبا جعفر ابن المسلمة، وعبد الصمد ابن المأمون، وطبقتهما. وسمع بالبصرة، والكوفة، وواسط، وتكريت، والموصل، وآمد، وميا فارقين. سمع منه: هبه الله الشيرازي، وعمر الرؤآسي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 138 وروى عنه: محمد بن علي بن محمد المهرجاني، بمرو، وأبوسعد عمار بن طاهرالتاجر بهمذان، وإسماعيل بن السمرقندي بمدينة السلام، وجمال الإسلام، والسلمي، وحمزة بن كروس، وغالب بن أحمد بدمشق. ولد يوم عاشوراء سنة اثنتين وثلاثين. قال السمعاني: أنا عمار بهمذان: ثنامكي الرميلي ببيت المقدس، ثنى موسى بن الحسين: حدثني رجل كان يؤذن في مسجد الخليل عليه السلام قال: كنت أؤذن الأذان الصحيح، حتى جاء أمير من المصريين، فألزمني بأن أؤذن الأذان الفاسد، فأذنت كما أمرني، ونمت تلك الليلة، فرأيت كأني أذنت كما أمرني الأمير، فرأيت على باب القبة التي فيها قبر الخليل عليه السلام رجلاً شيخاً قائماً، وهويستمع أذاني. فلما قلت: محمد وعلي خير البشر، قال لي: كذبت، لعنك الله. فجئت إلى رجل آخر غريب صالح فقلت: ما تحتشم من الله تلعن رجلاً مسلماً. فقال لي: والله ما أنا لعنتك إبراهيم الخليل لعنك. قال ابن النجار: مكي بن عبد السلام الأنصاري المقدسي من الحفاظ، رحل وحصل، وكان مفتياً على مذهب الشافعي. سمع: أبا بعد الله بن سلوان. قال المؤتمن: الساجي: كانت الفتاوى تجيئه من مصر، و الساحل، ودمشق. وقال أبوالبركات السقطي: جمعت بيني و بينه رحلة البصرة، وواسط. وقد عرض نفسه ليخرج تاريخ بيت المقدس، ولما أخذ الفرنجي القدس، و قبض عليه أسيرأً، و نودي عليه في البلاد ليفتدى بألف مثقال، لما علموا أنه من علماء المسلمين، فلم يفتده أحد، فقتل بظاهر باب أنطاكية، رحمه الله. وكان صدوقاً، متحرياً، ثبتاً، كاد أن يكون حافظاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 139 وقال مكي: ولدت يوم عاشوراء سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة وقال غيث الأرمنازي: حدثني محمد بن خلف الرملي قال: قتل مكي بن عبد السلام، قتلته الإفرنج بالحجارة في ثاني عشر سنة اثنتين و تسعين عند) النزول، وكنت معهم إذا ذاك مأسوراً. مقرن بن علي بن مقرن بن عبد العزيز: أبوالقاسم الحنفي الفقيه. أحد أعيان فقهاء إصبهان. روى عن: ابن رندة. روى عنه: السلفي، وقال: توفي في صفر. 4 (حرف النون) نجاح بن علي بن زقاقيم: أبوالقاسم البغدادي الطحان. سمع: أبا علي بن شاذان. و عنه: إسماعيل بن السمرقندي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 140 توفي في ربيع الآخر. نصر بن أحمد بن الفتح: أبوالقاسم الهمذاني المؤدب. قدم دمشق و سمع: أبا عبد الله بن سلوان، ورشأ بن نظيف، وجماعة. قال ابن عساكر: ثنا عنه محفوظ بن الحسن بن صصرى، وأبوالقاسم بن عبدان، و عبد الرحمن الداراني، 4 (حرف الهاء) هبة الله بن محمد بن علي بن عبد السميع. أبوتمام الهاشمي. أحد الأشراف في ببغداد. سمع: أبا الحسن بن مخلد. و البزار. روى عنه: أبوبكر الأنصاري، وأبوبكر بن الزاغوني. 4 (حرف الياء) يوسف بن إبراهيم: أبوالفتح الزنجاني الصوفي. ممن قتل بالقدس. يوسف بن علي: أبوالحجاج ابن الملجوم الأزوي الفاسي أحد الأعلام. تفقه بأبيه، وولي قضاء الجماعة لابن تاشفين وغزا معه مرات. وكان رأساً في الفقه و الحديث والآداب. روى عنه: ابنه أبي موسى توفى في ذي الحجة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 141 4 (وفيات سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة)
4 (حرف الألف) أحمد بن الحسن بن الحسين بن كيلان: أبوبكر البغدادي المقرئ الخباز. سمع: أبا القاسم الحرفي. روي عنه. أحمد بن عبد الوهاب: أبومنصور الشيرازي الواعظ الشافعي الفقيه المغسل، نزيل بغداد. تفقه على: أبي إسحاق. وسمع من: أحمد بن محمد الزعفراني، وأبي محمد الجوهري. وسمع منه: ابن طاهر، وعبد الله بن أحمد بن السمر قندي. ذكره ابن الصلاح في طبقات الشافعية. أحمد بن سليمان بن خلف بن سعد بن ايوب بن ايوب: الأستاذ أبوالقاسم بن القاضي أبي الوليد الباجي. سكن سرقسطة وغيرها. وروى عن أبيه معظم علمه،) وخلفه في حلقته بعد وفاته. وأخذ عن:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 142 حاتم بن محمد، وابن جيان، ومحمد بن عتاب ومعاوية بن محمد العقيلي، ويوسف بن الفرج. و غلب عليه علم الأصول و النظر. وله تصانيف تدل على حذقه وتوسعه في المعارف. وله كتاب العقيدة في المذاهب السديدة ورسالة الإستعداد للخلاص من المعاد. وكان غايتة في الورع، معدوداً في الأذكياء. توفي بجدة بعد منصرفه. ودخل بغداد ولم يقم بها. وتحول منها إلى البحرين، وإلى اليمن، وأجاز للقاضي عياض. وقال ابن بشكوال: أخبرنا عنه غير واحد من شيوخنا، ووصفوه بالنباهة والجلالة. وكان من كبار المالكية. وقال القاضي عياض: خلف أباه في الحلقة، وكان حافظاً للخلاف و المناظرة، أديبا، ناظما، ورعا، تخلى عن تركة أبيه لقبوله جوائز السلطان، وكانت وافرة. وخرج عن جميعها، حتى احتاج بعد ذلك رحمه الله. احمد بن عمر بن محمد بن أحمد بن محمود بن علكان: الفقيه أبوبكر الهمذاني الشروطي البيع. ويعرف بابن المحتسب. روى عنه: عبد الله بن عبدان، وأبي عبد الله التوثي، وأبي سعد بن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 143 زيرك، وحمد بن المأمون، وبندار بن الحسين الزاهد، وأبي عبد الله بن خرجة النهاوندي، و غيرهم. قال شيرويه: إنه سمع منه، وإنه كان صدوقاً صالحاً، مثابراً للمتعلمين. توفي في رمضان. قلت: روى عنه شهردار بن شيرويه كتاب اللألقاب لأبي بكر الشيرازي، وقد وقع لنا. أحمد بن محمد بن سميكة: البغدادي: أحد وكلاء الخليفة. روى عن: أبي علي بن شاذان. روى عنه: أبوالقاسم بن السمرقندي، و غيره. مات في شوال. أحمد بن محمد بن أحمد بن يوسف بن دينار: أبوطالب الكندلاني. وكندلان من قرى إصبهان. روى عن: أبي بكر بن أبي علي المعدل، وغلام محسن، والجمال. روى عنه: السلفي، وغيره. وقيل إنه سمع لنفسه في شيء.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 144 قال السلفي: سمعته يقول: ولدت سنة اثنتين وأربعمائة. ونا عن النقاش. قال السمعاني: نا عنه محمد بن عبد الواحد المغازلي أحمد بن محمد: أبوالقاسم الإصبهاني الباغبان. والد أبي الخير. وأبي بكر. حدث عن: أبي القاسم عبد الرحمن بن مندة. ومات كهلاً. إبراهيم بن يحيى: أبوإسحاق التجيبي الطليطلي، النقاش. المعروف بابن الزرقالة. كان واحد عصره في علم العدد و الرصد، وعلل الأزياج. لمن تخرج الأندلس أحداً مثله، مع ثقوب الذهن والبراعة في عمل الات النجومية. وله رصد بقرطبة. وتوفي في ذي الحجة. إسماعيل بن إبراهيم بن عبيد الله: أبوالفرج البردي. سمع: الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه. روى عنه: السلفي، وقال: مات في شعبان سنة). أحمد بن عبد الرحيم بن القاضي:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 145 أبونصر البخاري الحمال الواعظ. سمع: أباه، وأحمد بن القاسم، وطاهر بن حسين المطوعي. وأملى مدة. ولد سنة اربع عشر. حدث عنه: عثمان بن علي البيكندي، ومحمد بن أبي بكر السنجي، وعمر بن أبي بكر الصابوني، و أبورجاء محمد بن محمد البخاري. 4 (حرف الباء) بريدة بن محمد بن بريدة: أبوسهل الأسلمي المروزي. سمع: إسماعيل بن ينال المحبوبي صاحب محمد بن احمد بن محبوب ومولاه، وأبا بكر محمد الحسن بن عبويه. قال ابن السمعاني: هو الشيخ الصالح بريدة بن محمد بن بريدة بن محمد بن بريدة بن أحمد بن عباس بن خلف بن برد بن سرجس بن عبد الله بن بريدة بن الخصيب، كان صالحاً جميل الأمر، فقيه أهل بيته. توفي في ذي الحجة، كان مولده في سنة ثمان وأربعمائة، روى لنا عنه: محمد بن أبي بكر السنجي، وجماعة. 4 (حرف الثاء) ثابت بن روح بن محمد بن عبد الواحد: أبوالفتح الراراني الإصبهاني، جد خليل بن أبي الرجاء. سمع: أبا بكر بن رندة، وأبا طاهر بن عبد الرحيم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 146 روى عنه: محمد بن طاهر المقدسي، وأبوعامر العبدري، والسلفي. صوفي كبير. 4 (حرف الجيم) جعفر بن محمد بن الفضل: أبوطاهر القرشي العباداني البصري. حدث عن أبي عمر الهاشمي بأجزاء من مسند علي بن ابراهيم المادرائي، وشيء من إملاء أبي بكر الهاشمي، وغير ذلك. روى عنه: أبوغالب محمد بن أبي الحسن الماوردي، وعلي بن عبد الله الواعظ، وطلحة بن علي المالكي، وعبد الله بن علي الطامذي، ومحمد بن طاهر المقدسي، وعبد الله بن عمر بن سليخ، وآخرون. وآخر من حدث عنه: ابن سليخ. وآخر من حدث عنه بالإجازة أبوطاهر السلفي. وأما قول أبي نصر اليونارتي أنه روى عن أبي داود عن الهاشمي، فقول لا يتابع عليه، فإن الناس ازدحموا على أبي علي التستري، ورحل إليه ابن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 147 طاهر، و المؤتمن الساجي، و عبد الله بن السمر قندي، ومحمد أبو مرزوق الزعفراني، وطائفة سواهم. وقد مات من سنة تسع و سبعين، فلو كان العباداني يروي الكتاب إلى عامنا هذا، لرحل الناس إليه مما رحل) إلى التستري، وايضاً، فلا نعلم أحداً حدث بالسنن عن العباداني إلا ما قاله أبونصر وثبته لأهل إصبهان، و لو كان هذا معروفاً بالعراق لسمعوا السنن على ابن سليخ بالإجازة من العباداني وأسمعه أهل مصر، على السلفي، عن العباداني، مع أن الإحتمال باق. قرأت على عبد المؤمن الحافظ: أخبركم ابن رواج، أنا السلفي، كتب إلينا أبوطاهر جعفر بن محمد من البصرة، وحدثني عنه شجاع الكناني: أنا أبوعمر الهاشمي، ثنا علي بن إسحاق، ثنا علي بن حرب، ثنا عبد الله بن إدريس، عن الأعمش، عن شقيق قال: كان ابن مسعود يقول: إني لأخبر بمكانكم، فما يمنعني أن أخرج إليكم إلا كراهية أن أملكم. إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يتخولنا بالموعظة كراهية الساقة علينا، قال ابن سكرة: أبوطاهر رجل صالح أمي. قلت: قال السلفي في معجم إصبهان: سمعت يحيى بن محمد البحراني يقول: توفي العباداني في جمادى الأولى سنة ثلاث. ونودي في البصرة على بن العباداني الزاهد فليحضر، فلعله لم يتخلف من أهل البلدة إلا القليل. قال السلفي: كان يروي عن الهاشمي، وأبي الحسن النجاد. ومن مروياته كتاب السنن لأبي داود. يرويه عن أبي عمر الهاشمي. كذا قال السلفي:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 148 4 (حرف الحاء) الحسن بن تميم: أبوعلي البصري. سمع كتاب الشهاب من القضاعي. و سمع ببغداد بن النقور، وبالبصرة من أبي علي التستري. روى عنه: عبد الواحد بن محمد المديني في مشيخته. وسمع منه السلفي بإصبهان بعض الشهاب. توفي في رجب. حمزة بن مكي: أبوطاهر الخباز. بغدادي يروي عن: عبد الملك بن بشران. وعنه: عمر بن ظفر المغازلي. توفي في رجب. الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة. أبوعبد الله النعالي. شيخ معمر من كبار المسندين ببغداد. قال السمعاني: كان صالحاً، إلا أنه ما كان يعرف شيئاً. وكان حمامياً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 149 قلت: ولهذا يقال له الحافظ، لأنه كان قعاداً لحفظ ثياب الناس في الحمام. قال شجاع الذهلي: صحيح السماع، خالٍ من العلم و الفهم. سمعت منه. وبخط أبي عامر العبدري قال: الحسين بن طلحة عامي، أمي، رافضي، لا يحل أن يحمل عنه حرف. وبخطه أيضاً: كان أمياً، لا يدري ما يقرأ عليه. لم يكن أهلاً أن يؤخذ عنه. وكذا نعته بعض شيوخ السمعاني بعدم الفهم، وقال: لا أروي عنه. سمعه جده من أبي عمر بن مهدي، وأبي سعد الماليني، وأبي الحسين محمد بن عبيد الله الحنائي، وأبي سهل العكبري، وأبي القاسم بن المنذر القاضي و هو آخر من حدث عنه. قال) السمعاني: ثنا عنه جماعة ببلاد. وسالت إسماعيل الحافظ بإصبهان عنه، فقال: هو من أولاد المحدثين، سمع الكثير. وسألت أبا الفرج إبراهيم بن سليمان عنه، فقال: سمعت منه، ولا أدري عنه. كان لا يعرف ما يقرأ عليه. وسمعت عبد الوهاب الأنماطي يقول: دلنا عليه أبوالغنائم بن أبي عثمان فمضينا إليه، فقرأت عليه الجزء الذي فيه اسمه وسألناه: هل عندك من الأصول شيء فقال: كان عندي شدة بعتها ابن الطيوري، وما أدري أيش فيها. فمضينا إلى ابن الطيوري فأخرج لنا شدة فيها سماعاته من الماليني و غيره، فقرأناها عليه. قلت: روى عنه خلق كثير منهم: أبوالفتح بن البطي، ويحيى بن ثابت بن بندار، وهبة الله بن الحسن الدقاق، والقاضي أبوالمعالي حسن بن أحمد بن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 150 محمد بن جعفر الكرخي، والقاضي أبومحمد عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حمزة الثقفي، وأبوالقاسم هبة الله بن الفضل القطان، ومسعود بن عبد الواحد بن الحصين، وأبوالبركات سعد الله بن محمد بن حمدي البزاز، زأبوالغمر خريفة، والهاطر أو المبارك بن هبة الله بن العقاد، وأبوالمظفر محمد بن أحمد بن محمد عبد الوهاب بن الدباس، و المبارك بن المبارك السمسار، وعبد الله بن المنصور الموصلي، ومحمد بن اسحاق بن الصابئ، ومحمد بن علي بن محمد بن العلاف، وصالح بن الرخلة، وأبوعلي أحمد بن محمد الرحبي، وتركناز بنت عبد الله بن محمد بن الدامغاني، وكمال بنت عبد الله بن السمر قندي، وشهدة الكاتبة، ونفيسة البزازة، وتجني الوهبانية، وأحمد بن المقرب. ومات في صفر. 4 (حرف الخاء) خلف بن محمد بن خلف أبوالحزن العبدري السرقسطي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 151 أجاز له جده أبوالحزم خلف بن أحمد بن هاشم قاضي وشقة. وسمع من خاله موسى بن خلف وولي الأحكام. وكان فقيهاً صالحاً. مات في ذي الحجة عن نيف وثمانين سنة. و كانت جنازته مشهودة. توفي جده سنة إحدى عشرين. 4 (حرف السين) سعد بن محمد بن عبد الملك: أبومنصور البغدادي النحوي. سمع الكثير، ونسخ، وحدث عن: أبي طالب بن غيلان، و الجوهري. روى عنه: هبة الله القسطي ومات في ربيع الأول، وكان صحيح النقل. سلمان بن أبي طالب عبد الله بن محمد بن الفتى، أبوعبد الله اللنهرواني النحوي.) من كبار أئمة العربية. صنف كتباً في اللغة من ذلك كتاب القانون في عشرة اسفار في اللغة، قليل المثل. وصنف كتاب في تفسير القرآن وشرح
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 152 الإيضاح لأبي علي الفارسي. وصنف من علل القراآت ونزل إصبهان، وتخرج به أهلها. قرأ الأدب على أبي الخطاب الجيلي، الثمانين. وقدم بغداد بعد الثلاثين وأربعمائة. وله شعر جيد. وسمع: أبا طالب بن غيلان، وأبا الطيب الطبري. وروى عنه أبو زكريا بن مندة، وأبوالقاسم اسماعيل الطلحي، وأبوطاهر السلفي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 153 وهو والد مدرس النظامية أبي علي الحسين بن سلمان. قال السلفي: هو إمام في اللغة. أخذ عن ابن برهان، وطائفة. 4 (حرف الصاد) صالح بن الحافظ أبي صالح أحمد بن عبد الملك النيسابوري. المؤذن أبوالفضل. توفي في شعبان. روى اليسير، ومات في الكهولة. 4 (حرف الطاء) طاهر بن الحسين بن علي بن عبد المطلب بن حمد. أبوالمظفر النسفي. قال السمعاني: كان من العلماء الزهاد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 154 سمع: الحسين بن عبد الواحد الشيرازي الحافظ، وميمون بن علي النسفي الأديب. ولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، ومات في رابع رمضان عن ثمانين سنة. 4 (حرف العين) عبد الله بن الحسين بن أبي منصور: الحافظ أبومحمد الطبسي. يوصف بالفهم والحفظ. سمع: ابن النقور، وعبد الوهاب بن مسور. وكان مشتغلاً بإخراج الصحيح والموافقات. مات بخراسان. عبد الله بن أحمد بن علي بن صابر بن عمر: أبوالقاسم السلمي الدمشقي أخو عبد الرحمن. ويعرف بان سيده. محدث مشهور كتب الكثير وسمع واستنسخ. وروى عن: الحافظ بن العزيز الكتأبي وأبي عبد الله بن أبي الحديد، وأبي القاسم بن أبي العلاء. روى عنه: أبوالقاسم بن مقاتل. وعاش إحدى و أربعين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 155 عبد الله بن جابر بن ياسين بن الحسين: أبومحمد العسكري الحنائي، الفقيه الحنبلي. تفقه على: القاضي أبي يعلى، وكان خال أولاده. وسمع: أبا علي بن شاذان، وأبا القاسم بن بشران. روى عنه: إسماعيل بن السمرقندي، وابن أخيه أبوالحسين بن أبي يعلى، وعمر بن ظفر، وعبد الوهاب الأنماطي، وأبوطاهر السلفي. قال السمعاني: كان صدوقاً. مليح المحاضرة، حسن الحظ، بهي المنظر. كان يستملي للقاضي) أبي يعلى بجامع المنصور. وقال السفلي: كان من مشاهير المحدثين وثقاتهم. وقال أبوالحسين: توفي خالي في العشرين من شوال. وكان مولده سنة تسع عشرة. عبد الله بن محمد بن أحمد بن العربي. أبومحمد المعافري الإشبيلي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 156 قال ابن بشكوال: هو والد شيخنا القاضي أبي بكر بن العربي. سمع ببلده من محمد بن أحمد بن منظور، ومن أبي محمد بن خزرج. وبقرطبة من محمد بن عتاب. وأجاز له أبوعمر بن عبد البر. ورحل مع ابنه سنة خمس وثمانين وأربعمائة، وحج. وسمعا بالشام والعراق. وكان أبي محمد من أهل الاداب الواسعة، واللغة، و البراعة، و الذكاء، والتقدم في معرفة الخبر والشعر و الإفتتان بالعلوم وجمعها. توفي بمصر في المحرم منصرفاً عن المشرق. وكان مولده في سنة خمسٍ وثلاثين وأربعمائة. وقال ابن عساكر في ترجمته: أنبأني أبوبكر محمد بن طرخان قال: قال لي أبومحمد العربي: صحبت الإمام أبا محمد بن حزم سبعة أعوام، وسمعت منه جميع مصنفاته سوى المجلد الأخير من كتاب القصد، وسوى أكثر كتاب الإيصال. قلت: مدح الوزير عميد الدولة بن جهير بعدة قصائد. عبد الجليل بن محمد بن الحسين أبوسعد الساوي التاجر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 157 كان يتاجر في مصر و الشام، ويسمع ويكتب. وشهد عند قاضي القضاة الدامغاني في سنة خمس وستين وأربعمائة. ثم ارتفع شأنه، ورتب في أعماله جليلة. سمع بمصر: اقاضي أبا عبد الله القضاعي، عبد العزيز بن الحسن الضراب. وبآمد: أحمد بن عبد الباقي بن طوق الموصلي. وبتنيس: رمضان بن علي. وبدمياط: عبد الله بن عبد الوهاب: وبدمشق: أبا القاسم الحسين بن محمد الحنائي، وعبد الصمد بن تميم. وبالبصرة أباعلي التستري: وببغداد: أبا الحسين بن المهتدي بالله. وخلقاً سواهم. وروى عنه عبد الوهاب الأنماطي، ومحمد بن البطي، وشهدة، وغيرهم. قال شجاع الذهلي: مات في رجب. عبد الصمد بن علي بن الحسين بن البدن: أبوقاسم الصفار البغدادي، والد الشيخ عبد الخالق. سمع: أبا طالب بن غيلان. روى عنه: ابنه، وعبد الوهاب الأنماطي. كان سنياً قوي النفس، يضرب ويعاقب بمحلته.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 158 عبد العزيز بن عمر بن احمد الزعفراني. الإصبهاني. روى عن: أبي بكر بن أبي علي وروى عنه: السلفيز توفى في صفر. عبد الغفار بن طاهر بن أحمد بن جعفر بن دواس. البزار، أبوأحمد. توفي في أواخر رمضان. روى عن محمد بن إبراهيم الأردستاني صحيح البخاري، وروى عن أبي مسعود البجلي. قال شيرويه: سمعت منه ولم يكن التحدث من شأنه. عبد القاهر بن عبد السلام بن علي: أبوالفضل العباسي) الشريف النقيب المكي. تلميذ أبي عبد الله محمد بن الحسين الكارزيني. قال السمعاني: كان فقيه الهاشميين. وكان من سراة الناس، استوطن بغداد، وتصدر للإقراء، وصار قدوة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 159 وكان قيماً بالقراءآت، أخذها عن الكاريزيني وسمع من: أبي الحسن بن صخر، وسعد الزنجاني. قرأ عليه بالروايات: أبومحمد سبط الخياط، وصنف كتاب المبهجي في رواياته عنه. وقرأ عليه: أبوالكرم الشهرزوري، ودعوان بن علي. وقرأت بخط أبي الفضل محمد بن محمد بن عطاف قال: رحمة الله على هذا الشريف، فقد كان على أحسن طريقة سلكها الأشراف من دين مكين وعقل رزين، قدم من مكة وأقام بالمدرسة النظامية فأقرأ بها القرأن عن جماعة، وحدث. جميل الأمر. وقال غيره: توفي في يوم الجمعة من جمادى الآخرة، وقال: ولدت سنة خمس وعشرين. عبد الكريم بن المؤمل بن المحسن بن علي. أبوالفضل السلمي الكفرطأبي، ثم الدمشقي البزار. سمع جزءاً من عبد الرحمن من أبي نصر التميمي. وروى عنه: أبومحمد بن صابر، وطاهر الخشوعي، وعمر الدهستاني، وأبوالمكارم عبد الوهاب. ووثقه بن صابر وقال: سألته عن مولده فقال: سنة عشر وأربعمائة. وتوفي في المحرم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 160 ووقع لنا ذلك الجزء علي بن سعيد بن محرز. العلامة أبوالحسن العبدري الميورقي، نزيل بغداد. من كبار الشافعية. سمع من: القاضيين أبي الطيب، و الماوردي، وأبي محمد الجوهري وتفقه بالشيخ أبي اسحاق. وصنف في المذهب و الخلاف كتباً. وكان ديناحسن الطريقة. روى عن: إسماعيل بن السمر قندي، وسعد الخير وعبد الخالق بن يوسف. توفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث. ذكره ابن النجار. عبد الهادي بن عبد الله بن محمد: أبوعروبة بن شيخ الإسلام الأنصاري الهروي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 161 علي بن المبارك بن عبيد الله. أبوالقاسم الوقاياتي. مات ببغداد في شعبان. روى عن: أبي القاسم بن بشران. وكان صالحاً ضريراً فقيراً يسكن ترب الرصافة. علي بن محمد بن الحسين: أبوالحسن البخاري، ويعرف بابن خدام. روى عن: أبي الفضل منصور الكاغدي. وقيده أبوالعلاء الفرضي بالكسر وبدال مهملة، وقال: روى عن منصور وعن: جده لأمه الحسين بن الخضر النسفي، ولأبي نصر أحمد بن محمد بن مسلم. وعنه: صاعد بن مسلم وأبوجعفر الخلمي، وأبوالمعالي بن أبي اليسر
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 162 المروزي، وعمر بن محمد النسفي الحافظ. سمع أبوسعد السمعاني وابنه من خلق من أصحابه. 4 (حرف الكاف) ) كامكار بن عبد الرزاق بن محتاج أبومحمد المحتاجي المروزي الأديب. كتب الكثير، وعلم العربية، وتخرج به جماعة. ورحل في الحديث. سمع: أحمد بن محمد بن إبراهيم الصدفي، أردشير بن محمد الهشامي، وطائفة. وعنه: محمد بن محمد السنجي، و النعمان بن محمد، وتميم بن محمد، وعتيق بن علي، وعبد الكريم بن بدر المراوزة شيوخ عبد الرحيم بن السمعاني. ولد بعد عشر وأربعمائة، ومات في عاشر رمضان سنة. 4 (حرف اللام) لامعة بنت سعيد بن محمد بن أحمد بن سعيد بن معدان البقال. الإصبهانية سمعت من: أبي سعيد بن حسنوية الكاتب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 163 وروت كثيراً بالإجازة من: أبوبكر الحيري، وعلي بن ميلة، وأبي القاسم بن بشران. أخذ عنهما: أبوبكر الصقلي السمنطاري في سنة تسعٍ وعشرين و أربعمائة وهي شابة. واكثر عنها: أبوطاهر السفلي، وقال: مات أبوبكر بصقيلية في سنة قبلها بنحو ثلاثين سنة. قلت: وقع لنا من حديثها. 4 (حرف الميم) محمد بن الحسن بن محمد بن ابراهيم بن أبرويه السكوراني. واسكوران من ضياع إصبهان. قال السفلي: توفى في جمادى الأولى وأنا قال: أنا جدي منصور بن محمد بن بهران، أنا أبوالشيخ، فذكر أحاديث. محمد بن الحسين هرمية. أبومنصور بغدادي من قدماء شيخوخ شهدة، يروي عن: البرقاني وروى عن: عمر بن ظفر المغازلي، و عبد الوهاب الأنماطي. محمد بن محمد بن الحسين بن المحدث عبد الكريم بن موسى بن عيسى بن مجاهد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 164 العلامة أبواليسر البزدوي النسفي، شيخ الحنفية بما وراء النهر. قال عمر بن محمد النسفي في كتاب القند: كان إمام الأئمة على الإطلاق، والموفود عليه من الآفاق. ملأ الشرق و الغرب بتصانيفه من الأصول والفروع. وكان قاضي قضاة سمر قند. وكان يدرس في الدار الجوزجانية ويملي فيها الحديث. توفي ببخارى في تاسع رجب. قال السمعاني: عرف بالقاضي الصدر، ولد في إحدى وعشرين وأربعمائة. ثنا عنه: عثمان بن علي البيكندي، وأحمد بن نصر البخاري، ومحمد بن أبي بكر السنجي، وعمر بن أبي بكر الصابوني، وأبورجاءمحمد بن محمد الخرقي. محمد بن سابق. أبوبكر الصقلي. روى عن: كريمة المروزية بغرناطة. و كان خبيرا بعلم الكلام. روى عنه: أبوبكر، وعلي بن أحمد المقريء. مات بمصر في ربيع الأول.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 165 المحسن أبونصر) الفرقدي الإصبهاني. ولد سنة عشر وأربعمائة، وسمع في كبره من: هارون بن محمد الكاتب صاحب الطراز. حدث عنه السلفي، وترجمه هكذا فيها. محمد بن أحمد بن الحسين بن الدواني: أبوطاهر الدباس. شيخ بغدادي. حدث عن أبي القاسم بن بشران. روى عنه: ابن السمر قندي، وعبد الوهاب الأنماطي. ومات في شعبان. محمد بن إبراهيم بن الحسن: الزاهد أبوبكر الرازي، الفقيه الحنفي، الرجل الصالح. قال ولد الزكي عبد العظيم: هو الشيخ الصالح، صاحب الكرامات الظاهرة، والدعوات المجانية السائرة. سكن الإسكندرية، وحدث عن: اسحاق الحبال الحافظ. وتوفي بالإسكندرية سنة ثلاثٍ وتسعين. محمد بن محمد بن جهير:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 166 الوزير عميد الدولة أبومنصور ابن الوزير فخر الدولة. وزر في ايام والده، وخدم ثلاثة خلفاء، ولما احتضر القائم بأمر الله أوصى به ولده المقتدي بالله. وولي الوزارة للمقتدي سنة اثنتين وسبعين، فبقي فيها خمس سنين، و عزل بالوزير أبي شجاع. ثم عاد إلى الوزارة عند عزل أبي شجاع سنة اربعٍ وثمانين، فبقي في الوزارة تسعة أعوام. وكان خيراً، كافياً، مدبراً، شجاعاً، نبيلاً، رئيساً، تياهاً معجباً، فصيحاً، مفوهاً، مرسلاً يتقعر في كلامه، وله هيبة وسكون، وكلماته معدودة، وفضائله كثيرة. وللشعر فيه مدائح كثيرة وآخر أمره أن الخليفة حبسه في داره بعد أن صادره وزير السلطان
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 167 بركياروق وأخذ من خمسة و عشرين ألف دينار في رمضان. ثم أخرج في دار الخلافة، ميتاً في سادس عشر شوال، وحمل إلى بيته، وغسل ودفن بتربة له، فقيل: إنه أهلك في حمام أغلق عليه. وقيل: بل اهلك بأمراض وأوجاع مع شدة الخوف والغرق. وكان قد اشتهر بالوفاء و العفة، وجودة الرأي، ووفور الهيبة، وكمال الرئاسة، لم يكن يعاب بأكثر من التكبر الزائد. فمن الذي كان يفرح بأن ينظر إليه نظرة أو يكلمه كلمة. قال مرة لولد الشيخ أبي نصر بن الصباغ: اشتغل و تأدب، وإلا كنت صباغاً، بغير ابز فلما خرج من عنده هنأه من حضر بأن الوزير خاطبه بهذا، ولما تغير المستظهر عليه بسعي صاحب الديوان هبة الله بن المطلب، وناظر الخزانة الحسن بن عبد الواحد بن الحصين، وصاحب ديوان الإنشاء بن الموصلايا إلى المستظهر وكانوا قد خافوا منه وخرج المرسوم بحفظ باب العامة لأجله، فأمر زوجته بالخروج إلى الحلة، وهيأ لنفسه صدوقاً يدخل فيه، وبكون من جملة صناديق زوجته، فلما قعد فيه أسرع الخروج منه وقال: لا يتحدث الناس عني بمثل هذا. وكان خواص الخليفة ايضا قد ملوه و سئموه، فأخذ وحبس. قال ابن) الحصين المذكور: وجدت عميد الدولة قد استحال في محبسه،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 168 واشتد إشفاقه، جعل يخاطبني ويقول: يا روحي ويا قرة عيني، وانشد لي في عرض حديثه ثم قال: نازلت الحصون وشهدت الوقائع و الحروب فاستهنت بحظنا، وقد قنطت من النجاة، ولا أعرفها إلا منك. وأريد المقام في مقام آمر فيه بسفارتك، فقد غرقت بالمصيبة. فوعدته بأنني استعطف الخليفة، وخرجت وجلست أكتب ما أرقق به قلب الخليفة عليه. فدخل علي أبونصر بن الموصلايا، فجذب الورق مني، وقال: لأن خرج، فما يبعد هلاكنا بتوصله، لأنه يعلم أن القبض عليه كان من جانبك. فترك ابن الحصين الكتابة. وقال بن الحصين: آخر ما سمع منه التشهد والرجوع إلى الله. وكان المستظهر بالله قد أقطع عميد الدولة إقطاعاً بثلاثين ألف دينار فعمره، فقال الذين تكلموا فيه للخليفة: إنه قد أخرب نواحيك وعمر نواحيه، وأنه وأنه: فقنص عليه وكان مولده في أول سنة خمس و ثلاثين و قدم بغداد مع أبيه وله عشرون سنة، فسمع الحديث في الكهولة من: أبي نصر النرسي، وعاصم بن الحسن، وأبي إسحاق الشيرازي، وأبي القاسم البسري، وسمع منه: اسماعيل بن السمر قندي، وأبوبكر محمد بن عمر البخاري المعروف بكاك، وقاضي القضاة أبوالقاسم علي بن الحسين الزينبي وغيرهم. وقد شكا إليه الحراس بأمر أرزاقهم، فكتب على رقعتهم: من باع حطباص بقوت يومه فسبيله أن يوفى، وهؤلاء قوم ضعفاء. وقال قاضي القضاة أبوالحسن علي بن الدامغاني: كنا بحضرة عميد الدولة، فسقط من السقف حية عظيمة، واضطربت بين يديه، فبعدنا، واستحالت ألواننا، سواه، فإنه جلس موضعه حتى قتلها الفراشون،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 169 ومن شعر عميد الدولة (إلى متى أنت في حل وترحال .......... تبغي العلا و المعالي مهرها غالي)
(ياطالب المجد، دون المجد ملحمة .......... في طيها خطر بالنفس و المال)
(لليالي صروف قل ماانجذبت .......... إلى مرادها في سعي ولا مال)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 170
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 171 محمد بن محمد بن عبد الواحد: أبوطالب بن الصباغ الأزجي أخو الإمام أبونصر منصف الشامل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 172 سمع: أبا القاسم بن بشران. روى عنه اسماعيل بن السمر قندي. محمد بن مأمون بن علي. أبوبكر الأبيوردي المتولي. سمع بنيسابور أبا بكر الحيري روى عنه: زاهر الشحامي، وابنه، وخياط الصوف، وغيرهم، و قيل: سنة اربع محمد بن المسلم بن الحسن بن هلال: أبوطاهر الأزدي الدمشقي المعدل. سمع من: جده لأمه أبي القاسم بن أبي العلاء المصيصي) وغيره و مات كهلاً روى عنه: عبد الرحمن بن أبي الحسين الداراني المختار بن معبد: أبوغالب الكاتب. سمع: الجوهري، ومحمد بن أحمد النرسي، وطائفة. روى عنه: أبوالبركات، و السقطي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 173 وخرج له أبوعامر العبدري جزءاً توفي في ربيع اآخر عن تسع و سبعين سنة، و إنما سمع و هو في عشر الأربعين. المظفر بن عبد الغفار أبوالفتح البروجردي قرأ بالروايات على أبي بكر محمد بن علي الخياط، وأبي علي بن البنا وتفقه على الشيخ إلى اسحاق. قرأ عليه جماعة. قال ابن ناصر: قرأت عليه القرآن وأثنى عليه. وسمع من الجوهري. وسمع منه: الحسين بن خسرو البلخي. مات في ثامن ذي القعدة. 4 (حرف النون) نصر بن إبراهيم بن نصر: السلطان شمس الملك صاحب ما وراء النهر. قال السمعاني: كان من أفاضل الملوك علماً و رأياً و حزماً وسياسة، وكان حسن الحظ، كتب مصحفاً و درس الفقه في دار الجوزجانبة، وخطب على منبر سمر قند وبخارى، تعجب الناس من فصاحته، و أملى الحديث عن الشريف.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 174 حمد بن محمد الزبيري، وكتب الناس عنه. ونجز بيده بأبا لمقصورة باب الخطابة. توفي في شهر ذي القعدة سنة اثنتين و تسعين. أنبأت عن أبي المظفر بن السمعاني: أنا أبوالمعالي محمد بن النصر المديني الخطيب: ثنا الملك العالم شمس الملك فذكر حديثاً موضوعاً في فضل أبي بكر و عمر. 4 (حرف الهاء) هبة الله بن الحسن بن أبي الغنائم. أبومحمد البزار: شيخ صالح، بغدادي روى عن أبي طالب بن غيلان أحاديث. هبة الله بن علي. أبوتراب بن الشريحي البغدادي البزار. سمع: بن دوما النعالي روى عنه: أبوالحسن بن حراز الخياط و الحافظ سعد الخير. 4 (حرف الياء) يحيى بن عيسى بن جزلة:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 175 أبوعلي البغدادي الطيب، مصنف المنهاج في الأدوية و العقاقير. كان نصرانياً فأسلم، و صنف رسالته في الرد على النصارى وبيان عوار مذهبهم وكان يقرأ الكلام على أبي علي بن الوليد المعتزلي، فكان يورد عليهم الحجج والدلائل حتى أسلم. وبرع أيضاً في الطب. وصنف كتباً للإمام المقتدي بالله، فمن ذلك: تقويم الأبدان و كتاب الإشارة،) وأشياء. توفي في شعبان. وكان إسلامه في سنة ست و ستين و أربعمائة. ذكره بن خلكان، وابن النجار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 176 4 (وفيات سنة أربع وتسعين وأربعمائة)
4 (حرف الألف) أحمد بن علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات. أبوالفضل الدمشقي سمع: أباه، وأبا محمد بن أبي نصر ومنصور بن رامش، وأحمد بن محمد العتيقي، ورشأ بن نظيف، وأبا عبد الله بن سعدان. قال ابن عساكر: ثنا عنه هبة الله بن طاوس، ونصر بن أحمد السوسي، والحسين بن أشليها، وابنه علي بن الحسين، وأحمد بن سرمة، قال: وكان من أهل الأدب و الفضل، إلا أنه كان مهتماً برقة الدين رافضياً. وهو واقف الكتب التي في الجامع في حلقة شيخنا أبوالحسين بن الشهرزوري. قال ابن صابر: سألته عن مولده فقال: بدمشق في ذي الحجة سنة إحدى عشرة وأربعمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 177 قال: وهو رافضي، سألته عن نسبه، فانتمى إلى الوزير بن الفرات. وتوفي في صفر. وله شعر جيد. وقد هجاه جعفر بن دواس. قلت: آخر من روى عنه: عبد الرحمن الداراني شيخ كريم. وهو راوي. إبراهيم بن محمد بن عبد الله: أبوإسحاق العقيلي الجزري، المقريء نزيل نيسابور. حدث عن: أبي الحسن علي بن السمسار. وعن: أبيه محمد، والحافظ أحمد بن علي بن فنجويه الإصبهاني ثم
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 178 النيسابوري والشريف بن القاسم الزيدي الحراني و غيرهم. قال السمعاني: ثنا عنه عمي: وجماعة. وتوفي في شعبان بنيسابور. وهو مقريء صالح ثقة قال ابن عساكر: ونا عنه إسماعيل التيمي، وشافع بن أبي حسن. أحمد بن محمد بن علي: أبوياسر الحربي. سمع: أبا الحسن القزويني. وأبامحمد الخلال. وعنه: عبد الله بن أحمد، وجحشويه، والقاضي عبد الواحد بن محمد المديني. توفي في صفر. أحمد بن محمد بن محمد. أبومنصور الصباغ. تفقه على: عمه أبي النصر، و أبي الطيب الطبري، وأستمتع منه. ومن: الجوهري. وقد ناب في القضاء، وولي الحسبة، وله مصنفات.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 179 روى عنه أبي الحسن بن أنجل. إبراهيم بن محمد بن عقيل بن زيد: أبوإسحاق الشهرزوري الدمشقي، الفقيه الفرضي الواعظ. خال جمال الإسلام أبي الحسن بن مسلم الفقيه. سمع: أبا عبد الله بن سلوان، و عبد الوهاب، وأبا القاسم الحنائي، وجماعة. روى عنه: علي بن نجا بن أسد، والخضر بن عبدان. ومات وقد قارب السبعين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 180 أسعد بن مسعود بن علي: أبوإبراهيم العتبي. من ولد عتبة بن غزوان) بنيسابور. مسند كبير، روى عن: أبي بكر الحيري، و أبي سعيد الصيرفي. روى عنه: عبد الخالق و الفضل، وطاهر بنو زاهر الشحامي، وعبد الله ابن الفراوي، وآخرون. وتوفي في جمادى الأولى وله تسعون سنة. وكان كاتبا فضعف ولزم بيته. وقنع باليسير. وله نظم حسن. مات عن سبع وثمانين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 181 4 (حرف الحاء) الحسن بن أحمد بن علي: عن: ابن شاذان، وأبي القاسم بن بشران. روى: ابن المعمر الأنصاري، وعمر بن ظفر، وسعد الخيري الأندلسي، وشهدة الكاتبة، و السلفي، وتوفي في رمضان. 4 (حرف السين) سعد بن علي بن الحسن: أبومنصور العجلي الأسداباذي، الفقيه، نزيل همذان. قال السمعاني: كان ثقة مفتياً، حسن المناظرة، كثير العلم والعمل، سمع: أبا الطيب الطبري وأبا إسحاق البرمكي وبمكة كريمة المروزية، عبد العزيز بن بندار. وروى عنه: ابنه أحمد، وإسماعيل بن محمد الحافظ، و السلفي إذناً. وقال شيرويه: قرأت عليه شيئاً من الفقه، كان حسن المناظرة، كثير العبادة، هيوباً. مات في ذي القعدة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 182 سعد بن محمد بن جعفر أبونصر السدأباذي، ثم الحلوائي، خدم أبا طالب يحيى بن علي الدسكري. وسمع: اابن مسرور الزاهد، وأبا عثمان الصابوني، وعبد الغافر الفارسي وروى عنه: محمد بن سعد، وعبد الخالق بن زاهر توفي في شعبان عن نيف وتسعين سنة. 4 (حرف الظاء) ظبيان بن خلف: أبوبكر المالكي المتكلم قال ابن عساكر: كانومتورعاً في المعيشة، موسوس في الضوء. سمع: محمد بن مكي المصري، والكتاني. سمع منه: غيث الأرمنازي، وعمر الرؤآسي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 183 4 (حرف العين) عاصم بن أيوب أبوبكر البطليوسي الأديب. روى عن: أبي بكر محمد بن الغراب وأبي عمر السفاقسي ومكي بن أبي طالب وكان لغوياً أديباً، فاضلاً، خيراً، ثقة روى عنه: أبومحمد بن السيد، شيخ لابن بشكوال. عبد الله بن الحسن بن محمد بن ماهويه: أبومحمد بن أبي علي) الطبسي الحافظ، سمع: أبا القاسم القشيري، وأبا الحسن بن المظفر الدوادي، وأبا صالح المؤذن، وخلقاً كبيراً بخراسان وأبا محمد الصريفيني، وابن النقور، وابن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 184 البسري وطبقتهم ببغداد. وانتقى على الشيوخ، واستوطن مرو الروذ وكان رديء الكتابة. قال سيرويه: كان ثقة يحسن هذا الشأن، ورعاً، مشتغلاً بإخراج الصحيح و الموافقات، مواظباً على ذلك. وقال المؤتمن الساجي: لم يكن يتحرى فيما يحدث به الصدق فسقط، وعاش نيفاً وخمسين سنة. عبد الله بن عبد الصمد بن أحمد: أبوبكر الترأبي المروزي. ثالح خير. روى عن: عبد الرحمن بن أحمد الشيرنخشيري، وغيره. قال عبد الرحمن بن محمد المقريء بمرو: أنا الترأبي، فذكر حديثاً. مات بعد ربيع الأول من العام.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 185 عبد الجبار بن سعيد: أبونصر بن البحيري أبي عثمان. رجل خياط خير، سمعه أبوه من: أبي سمعة الصيرفي، وأبي بكر الحيري. روى عنه: أبوالبركات الفراوي، وأحمد بن محمد البيع، وجوهر نار بنت زاهر الشحامي، وأخوها عبد الخالق، وآخرون. مات في صفر. عبد الباقي بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان. أبومحمد ابن الشيخ أبي طالب البزار. روى عن: أبيه. قال ابن ناصر: ما كان يعرف شيئاً. مات في المحرم. عبد الحميد بن عبد الرحمن بن أحمد. أبوالقاسم العيداني الحنفي. أحد الأئمة. سمع: محمد بن أبي الهيثم الترأبي، وخاله علي بن الحسين الدهقان. خواهرزادة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 186 ولم يكن في عصره حنفي أطلب للحديث منه. عبد الخالق بن محمد بن خلف: أبو التراب البغدادي المؤدب، ويعرف باب الأبرص. سمع: هبة الله بن الحسن اللالكائي، وعبد الرحمن الحرفي. وعنه: إسماعيل بن السمر قندي، وعبد الوهاب الأنماطي، وأبوطاهر السفلي. ولد سنة خمس وأربعمائة، وتوفي في آخر رمضان. وقال الأنماطي: كان رجلاً صالحاً، أدبني. عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن زاز بن محد بن عبد الرحمن حميد بن أبي عبد الله النويزي: فقيه مرو، الستاذ أبوالفرج السرخسي، الفقيه الشافعي، المعروف بالزاز. كان أحد من يضرب به المثل في حفظ المذهب. وكان رئيس الشافعية بمرو. ورحل إليه الأئمة، وسارت تصانيفه. وكان ورعاً ديناً. تفقه على القاضي حسين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 187 وتوفي في شهر ربيع الآخر، وله نيف وستون سنة. ومصنفه الذي سماه الإملاء انتشر في الأقطار. وكان عديم النظير في الفتوى، ورعاً، ديناً، محتاطاً في مأكله وملبسه إلى الغاية. وكان يأكل الرز لكونه لا يزرعه إلا الجند، ويأخذون مياه الناس غالباً) ويسقونه. سمع: الحسن بن علي المطوعي، وأبا المظفي محمد بن أحمد التميمي، وأبا القاسم القشيري، وخلقاً. روى عنه: أحمد بن إسماعيل النيسابوري، وأبوطاهر السنجي، وعمر بن أبي مطيع، وآخرون.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 188 عبد الغفار بن محمد بن أبي بكر: الصوفي الهمذاني أبوبكر الصائغ. أجاز للسلفي. رحل، وسمع من: أبي الحسين بن المهتدي بالله، وابن النقور، وجماعة. قال شيرويه: سمعت منه، وكان أحد مشايخ الصوفية، كثير العبادة، توفي في شوال. عبد الواحد بن أحمد بن عبد الله بن بندار: الإمام أبومنصور. خطيب همذان ومفتيها. يروي عن ابن عيسى، وابن مأمون، وابن مسعود البجلي. أجاز للسلفي. مات في فرات. عبد الواحد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن زيد بن إبراهيم: الخطيب أبوالقاسم النيسابوري، المعروف بالحكم. مات بالشاش في جمادى الآخرة وله سبع وثمانون سنة. روى عن: أبي بكر محمد بن عبيد الله الخطيب، وغيره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 189 عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة. الإمام أبوسعيد ابن الإمام أبي القاسم القشيري النيسابوري الخطيب. قال السمعاني فيه: أوحد عصره فضلاً ونفساً وحالاً، الثاني من ذكور أولاد أبي القاسم. نشأ في العالم والعبادة، وكان قوي الحفظ، بالغاً فيه. تخرج في العربية وضرب في الكتابة والشعر بسهم وافر. وأخذ في تحصيل الفوائد من أنفاس والده، وضبط حركاته و سكناته وما جرى له وصار في آخر عمره سيد عشيرته، وحج ثانياً بعد الثمانين. وحدث ببغداد والحجاز. ثم عاد إلى نيسابور مشتغلاً العبادة، لا يفتر عنها ساعة. سمع: علي بن محمد الطرازي، وأبا نصر منصوراً المفسر، وأبا سعد النصرويني. وببغداد: أبا الطيب الطبري، وأبا محمد الجوهري.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 190 ثنا عنه ابنه هبة الرحمن، وأبوطاهر السنجي، وأبوصالح عبد الملك ابنه الآخر، وغيرهم. ومولده في صفر سنة ثمان عشرة وأربعمائة. ومات في جمادى الآخرة. وقال غيره: خطب نحو خمس عشرة سنة، فكان ينشيء الخطب ولا يكررها. وروى عنه ايضاً: عبد الله بن الفراوي. وسماعه من الطرازي والمفسر حضوراً في الرابعة أو نحوها. عزيزي بن عبد الملك بن منصور:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 191 أبوالمعالي الجيلي القاضي، الملقب شيذلة. ورد بغداد وسكنها، وولي قضاء باب الأزج مدة، وكان مطبوعاً، فصيحاً، كثير المفوظ حلو النادرة. جمع كتأبا في مصارع العشاق ومصائبهم. وسمع من: أبي عبد الله محمد بن علي الصوري، والحسين بن محمد الوني الفرضي، وجماعة. وحدث بيسير، وكان شافعي المذهب. مات في سابع صفر. روى عنه: فخر النساء شهدة، وأبوعلي بن سكرة) وقال كان زاهداً، متقللاً من الدنيا، وكان شيخ الوعاظ ومعلمهم الوعظ بتصانيفه وتدريبه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 192 علي بن أحمد بن عبد الغفار: أبوالقاسم البجيلي المؤدب: سمع من: أبي العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبي طالب عمر بن إبراهيم الزهري.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 193 روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وعبد الخالق الغزال، والسلفي، وجماعة ببغداد. ومات في شعبان. علي بن أحمد بن أبي ذكرى النجاد: شيخ صالح. سمع: ابن غيلان. روى عنه: عمر بنظفر، وأبوالمعمر الأنصاري. علي بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن إسماعيل بن أبي الطيب أخرم: أبوالحسن المديني ابن النيسابوري، الصيدلاني المؤذن الزاهد. ولد في رجب سنة خمس وأربعمائة. ذكره عبد الغافر فقال: شيخ عابد، جليل، فاضل، من تلامذة الإمام أبي محمد الجويني. كان يسكن المدينة الداخلة في المسجد المعروف به، لزمه سنين منزوياً عم الناس، قل ما يخرج ويدخل. سمع: أبا زكريا المزكي، والشيخ أبا علي عبد الرحمن السلمي، وأبا
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 194 القاسم عبد الرحمن السراج، وأبا بكر اللحيري، وأبا سعيد الصيرفي، وجماعة. روى عنه: خلق كثير. وتوفي في ثامن عشر اللمحرم سنة اربه وتسعين. عقد مجلساً للإملاء، وحضره الأعيان. روى عنه: أبوالبركات الفراوي، والعباس العصاري، وعمر بن الصفار، والفلكي، وعبد الخالق بن الشحامي. علي بن محمد بن الحسين بن ثابت: أبوالحسن الزهري الأبيوردي، عرف بالأيوبي. إمام فاضل خليل. روى عن: أبي منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي، وفضل الله بن أبي الخير المهيني، وأبي حسان محمد بن أحمد المزكي، وأحمد بن محمد الحارث الإصبهاني، وعدة. وكان مولده بعد الأربعمائة. روى عنه: ابنه عبد القاهر بن طاهر البغدادي، وفضل الله بن أبي الخير المهيني، وأبي حسان محمد بن أحمد المزكي، وأحمد بن محمد بن الحارث الإصبهاني، وعدة. وكان مولده بعد الأربعمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 195 روى عنه: ابنه عبد الملك وجماعة. وتوفي في هذه السنة، أو في الماضية. 4 (حرف الفاء) الفضل بن عبد الواحد بن الفضل: أبوالعباس السرخسي، ثم النيسابوري الحنفي التاجر. سمع: أبا القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج، وأبا بكر الحيري، وصاعد بن محمد القاضي. وسمع بمرو: أبا بكر بن محمد بن عبوية النباري، وأبا غانم الكراعي. ببخارى: أبا سهل الكلاباذي. وتفرد بالرواية في الدنيا عن أبي سهل بن حسنويه، وأبي علي بن عبدان صاحبي الصم.) ومولده سنة أربعمائة. قال السمعاني: شيخ حسن السيرة، مسن، معمر، ذو نعمة وثروة. ورد بغداد مع والده في سنة عشر وأربعمائة. روى لنا عنه: عمي الحسن بن منصور، وأبوطاهر السنجي، وأبومضر الطبري، وعبد الله بن الفراوي، وناصر بن سليمان الأنصاري، وجماعة كبيرة. وكان صلباً في مذهب أبي حنيفة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 196 وقرأت بخط إسماعيل بن عبد الغافر قال: طلبوا من الفضل بن عبد الواحد ألفي دينار، واخذوه وضربوه، وحملوه إلى دار القاضي صاعد، وضمنه أبوالمعالي بن صاعد، وبقي اياماً في داره. وتوفي في أوائل جمادى الأولى سنة أربعٍ وتسعين، وخلوه في التابوت في داره أياماً، وما وجدوا له شيئاً، فإن ابنه هرب واصحابه. 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن علي بن لقمان. أبوبكر النسفي المقريء، والد أبي حفص عمر، مؤرخ سمر قند. ولد سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة. وسمع من: القاضي أبي الفوارس النسفي، والإمام يوسف بن محمد المودودي، وأحمد بن جعفر الكاسني، وأبي بكر بن إبراهيم النوحي. ودخل بخارى، وسمر قند. وتوفي في أول صفر. محمد بن أحمد بن عبد الباقي بن طرق: أبوالفضائل الربعي الموصلي. احد الفقهاء الشافعية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 197 سكن بغداد، وسمع من: أبي إسحاق من البرمكي، وأبي الطيب الطبري، وابن غيلان. وتفقه على أبي إسحاق الشيرازي. روى عنه: كثير من مماليق، وأبونصر الحرشي الشاهد. توفي في صفر. محمد بن الحسن: الفقيه أبوعبد الله الرازاني. أحد العباد الحنابلة. قال السمعاني: من الزهاد و المنقطعين، والعباد الورعين. مجاب الدعوة، صاحب كرامات. سمع أبا: يعلى الفقيه الحنبلي، وغيره. حكي عنه أنه أراد أن يخرج إلى الصلاة، فجاء ابنه إليه، وكان صغيراً، فقال: أريد غزالاً ألعب به، فسكت الشيخ، فألح عليه وقال: لا بد لي من غزال. فقال له: اسكت، غداً يجيئك غزال.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 198 فجاء من الغد غزال، ووقف على باب الشيخ، وجعل يضرب بقرنيه الباب، إلى أن فتحوا له ودخل، فقال الشيخ: يا بني، جاءك الغزال. توفي رحمه الله في رابع عشر جمادى الأولى. محمد بن عبد الله بن أحمد: أبومسعود السوذرجاني. شيخ السلفي. يروي عن: علي بم ميلة الفرضي، وغيره. توفي في جمادى الأولى عن سن عالية. محمد بن عبد الحميد بن عبد الرحيم بن أحمد:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 199 العلامة أبوسعد العيداني الخراساني المروزني، الحنفي. ويعرف بخواهرزادة. كان مائلاً إلى الحديث وكتابته. كبير الشأن في مذهبه. روى عن خاله القاضي) علي بن الحسن الدهقان، والخطيب عبد الوهاب الكسائي، وطائفة. ومات بمرو. ذكره ابن شيخنا قاضي الحسن. محمد ابن الوزير الشهيد أبي القاسم رئيس الرؤساء علي بن الحسن بن مسلمة. أبوالنصر. ولد نصر. ولد سنة أربعين وأربعمائة، وولي الأستاذ دارية في العراق. وكان صدراً محتشماً معظماً. مات في المحرم. محمد بن علي بن عبيد الله بن ودعان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 200 القاضي أبونصر الموصلي. قدم بغداد في سنة ثلاث وتسعين قبل موته بعام، وروى الأربعين الودعانية الموضوعة التي سرقها عمه أبوالفتح بن ودعان من الكذاب زيد ين رفاعة. سمعها منه: هبة الله الشيرازي، وعمر الرؤآسي. وكان مولده سنة اثنتين وأربعمائة. ومات بالموصل. قال السمعاني: حدث عن عمه أبي الفتح أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن سليمان بن ودعان، وأبي الحسن محمد بن علي بن بحشل، والحسين بن محمد الصيرفي. وروى عنه: أبوالمعمر الأنصاري، وأبوطاهر السلفي. وقال السلفي: قرأت عليه الأربعين جمعه، ثم تبين لي حين تصفحتها تخليط عظيم يدل على كذبه وتركيبه الأسانيد. وقال هزارست: سألته عن مولده، فقال: ليلة النصف من شعبان سنة إحدى وأربعمائة، أول سماعي سنة ثمان وأربعمائة. وقال ابن ناصر: رأيته ولم أسمع منه لأنه كان متهماً بالكذب، وكتابه في الأربعين سرقة من ابن رفاعة، وحذف منه الخطبة، وركب على كل حديثٍ رجلاً أو رجلين إلى شيخ زيد بن رفاعة واضع الكتاب. وكان كذاباً، والف بين
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 201 كلمات قد قالها النبي صلى الله عليه و سلم وبين كلمات من كلام لقمان والحكماء، وطول الأحاديث. وقال السلفي: توفي في المحرم بالموصل، ولم يكن ثقة. محمد بن أبي القاسم علي بن المحسن بن علي بن محمد: أبوالحسين التنوخي البغدادي المعدل. شهد عند قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني فقبله. وروى عن أبيه، وغيره، مقطفات من الشعر. روى عنه: مفلح الدوني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 202 ومات في شوال وانقرض بيته. محمد بن هبة الله بن أحمد: أبوالبركات ابن الحلواني البغدادي على باب قاضي القضاة أبي عبد الله بن الدامغاني، فمن بعده. سمع: أبا محمد بن الحسن بن محمد الخلال، ومحمد بن علي الصوري، وجماعة. وعنه: الحافظ ابن ناصر، وغيره. توفي في ذي الحجة وقيل: في سنة ثلاث. محمد بن محمد بن عبيد الله بن أحمد بن أبي الرعد العكبري: أبوالحسن. سمع: الحسن بن شهاب العكبري. روى عنه: أبوالمعمر الأنصاري. ومات في صفر. وقد أجاز للسلفي. محمد بن مامويه بن علي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 203 أبوبكر المتولي الأبيوردي. كان متولي أمور مدرسة البيهقي، وكان في) اسلافه من تولى الأوقاف. سمع: أبا بكر الحيري، وغيره. روى عنه: زاهر الشحامي. توفي في جمادى الأولى وغسلته امرأته، ودفن ليلاً مخافة الظلمة و الأعوان، وكان في زمان الغلاء والتشويش. وقد مر عام أول. محمد بن المفرج بن إبراهيم: أبوعبد الله البطليوسي المقريء. قال ابن بشكوال: روى فيها عن الأهوازي. وكان يكذب فيما ذكره. وتوفي بالمرية. قلت: وقد روى أبوالقاسم بن عيسى القراءآت، وليس هو بثقة، عن عبد المنعم بن الخلوف، عن أبيه، عن ابن المفرج هذا، وزعم أنه قرأ على مكي، وأبي عمرو الداني، وأبي على الأهوازي، وأبي عبد الله محمد بن الحسين الكارزيني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 204 منصور بن بكربن محمد بن علي بن محمد بن حيد بن عبد الجبار بن النضير. أبوأحمد بن أبي منصور النيسابوري التاجر. سمع: جده أبا طالب بن غيلان، وأبا علي بن المذهب السلفي، وشهدة، وخطيب الموصل، وآخرون. توفي في شوال. 4 (حرف النون) نصربن أحمد بن عبد الله بن البطر: أبوالخطاب البغدادي البزاز المقريء. سمع بإفادة أخيه من: أبي محمد عبد الله بن البيع، وعمر بن أحمد العكبري، ومحمد بن أحمد بن رزقويه، وأبي الحسين بن بشران، وأبي بكر
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 205 المنقي، ومكي بن علي الحريري، وجماعة. وتفرد في وقته، ورحل إليه. روى عنه: أبوبكر الأنصاري، وإسماعيل بن السمر قندي، وعبد الوهاب الأنماطي، وابن ناصر، وسعد الخير الأندلسي، وأحمد بن عبد الغني الباجسرائي، وأبوالفتح بن البطي، وأبوطاهر السلفي، ومحمد بن محمد بن السكن، وشهدة الكاتبة، وخطيب الموصل أبوالفضل الطوسي، وخلق سواهم، آخرهم موتاً. قال صاحب المرآة: جرت له حكاية، كان على دواليب البقر مشرفاً على علوفاتهم، فكتب إلى المستظهر بالله رقعة: العبد ابن البقر المشرف على البطر: فلما رآها الخليفة ضحك. وكان ذلك تغفلاً منه. قال أبوعلي بن سكرة: شيخ مستور. أنا الحسن بن علي، أنا أبوالفضل الهمذاني، أنا أبوطهر السلفي: سألت شجاعاً الذهلي عن ابن البطر فقال: كان قريب الأمر ليناً في الرواية، فراجعته في ذلك وقلت: ماعرفنا مما ذكرت شيئاً، وما قريء عليه شي تشك فيه. وسماعاته كالشم وضوحاً. فقال: هو لعمري كما ذكرت، غير أني وجدت في بعض الأحيان ما كان له به نسخة سماعاً، يشهد القلب ببطلانه. ولم يحمل عنه شيء من ذلك. وقال السلفي: سألت ابن البطر عن مولده، فقال: سنة ثمان وتسعين
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 206 وثلاثمائة وقد دخلت بغداد في الرابع و العشرين من شوال، فساعة دخولي لم) يكن لي شغل إلا أن مضيت إلى ابن البطر، وقد حكمت عليه، وكان شيخاً عسراً فقلت: قد وصلت من إصبهان لأجلك. فقال: إقرأ. وجعل موضع الراء من إقرأ غنياً. فقرأت عليه و أنامتكيءلأجل دمامل في موضع جلوسي. فقال: أبصر ذا الكلب يقرأ وهو متكيء فاعتذرت فاعتذرت بالدماميل، وبكيت من كلامه. وقرأت عليه سبعة وعشرين حديثاً، وقمت. ترددت، وقرأت عليه خمسة وعشرين جزءاً، ولم يكن بذاك. توفي ابن البطر في سادس عشر ربيع الأول. وقد أنبأ بلال المغيثي عن ابن رواج، عن السلفي، عنه، بجزء حديث الإفك، للآجري. وروى هذا الجزء أبوالفتح بن شاتيل، وهو غلط من بعض الطلبة وجهل، فإن أبا الفتح لم يلحقه. وقال السمعاني: كان أبوالخطاب يسكن باب الغربة عند المشرعة،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 207 مما يلي البدرية، وعمر حتى صارت إليه الرحلة من الأطراف، وتكاثر عليه الطلبة. وكان شيخاً صالحاً صدوقاً، صحيح السماع. سمع: ابن البيع، وابن رزقويه، وابن بشران، وهو آخر من حدث عنهم. 4 (حرف الهاء) هبة الله بن جمزة: أبوالجوائز العباسي. روى عن: ابن غيلان. وهو ابن الكاتبة بنت الأقرع. توفي في صفر. 4 (الكنى) أبوالحسن بن زفر العكبري: المقريء الفقيه الحنبلي. توفي عن تسعين سنة، وقيل: إنه صام خمساً وسبعين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 208 4 (وفيات سنة خمس وتسعين وأربعمائة)
4 (حرف الألف) أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عيسى: أبوالعباس الكناني القرطبي، ويعرف بالبييرس. روى عن: محمد بن هشام المصحفي، وأبي مروان بن سراج، وعيسى بن خيرة، وخلف بن رزق، وجماعة. وبرع في النحو واللغة، وصار أحد أعلام العربية، مع مشاركةٍ في الحديث والفقه والأصول، وبذ أهل زمانه في الحفظ و الإتقان، مع خير وانقباض، وحسن خلق، ولين جانب. إسماعيل بن الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن حسن بن علي بن علي ابن ريحانة رسول الله صلى الله عليه و سلم الحسين رضي الله عنه. أبوالهادي العلوي الإصبهاني. كثير السماع، نبيل. سمع: بمكة: أبا الحسن بن صخر الأزدي. وبإصبهان:) أبا نعيم، وأبا الحسين بن فاذشاه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 209 وقدم بغداد في هذه السنة ليحج، فحدث. روى عنه: السلفي، وغيره. وقد قرأ بالروايات على أبي عبد الله المليحي بإصبهان. وكان ناسكاً صالحاً. توفي في شعبان من أول السنة. قرأ بمكة على: علي الكازروني. قال السلفي: انتقى عليه أحمد بن بشر، وإسماعيل التيمي وكان مفسرأً. أحمد بن معد: أبوالقاسم، الملقب بالمستعلي بالله بن المستظهر بن الظاهر بن الحاكم بن العزيز بن المعز العبيدي، صاحب مصر. ولي الأمر بعد أبيه في سنة سبع وثمانين وأربعمائة، وسنة إحدى وعشرون سنة. وفي أيامه وهت دولتهم، واختلفت أمورهم، وانقطعت دعوتهم من
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 210 أكثر مدن الشام، واستولى عليها أتراك وفرنج، فنزل الفرنج على أنطاكية، وحاصروها ثمانية أشهر، وأخذوها في سادس عشر رجب سنة إحدى وتسعين، وأخذوا المعرة سنة اثنتين وتسعين، والقدس فيها أيضاً في شعبان. واستولى الملاعين على كثير من مدن الساحل. ولم يكن للمستعلي مع الأفضل أمير الجيوش حكم. وفي أيامه هرب أخوه نزار إلى الإسكندرية، هو منتسب أصحاب الدعوة بقلعة الألموت، فأخذ له البيعة على أهل الثغر أفتكين، وساعده قاضي الثغر ابن عمار، وأقاموا على ذلك سنة، فجاء الأفضل سنة ثمان وثمانين، وحاصر الثغر، وخرج إليه أفتكين، فهزمه أفتكين. ونازلها ثانياً، وافتتحها عنه، فقتل جماعة، وأتى القاهرة بنزار وأفتكين، فذبح أفتكين صبراً، وبنى المستعلي على أخيه حائطاً، فهو تحته إلى الآن. توفي المستعلي في ثالث عشر صفر سنة خمس وتسعين، قاله ابن خلكان، وغيره. 4 (حرف الجيم) جناح الدولة: صاحب حمص، مر في الحوادث.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 211 4 (حرف الحاء) الحسين بن محمد بن أحمد: أبوعلي الكرماني السيرجاني الصالح الصوفي، أحد من عني بطلب الحديث وأكثر منه ببغداد، لكنه أفسد نفسه وادعى ما لم يسمعه. وهو الذي دمر على الطريثيثي وألحق اسمه في أجزاء، فعرفت. وكان قد كتب عن محمد بن الحسين بن الترجمان بالشام. وحدث عنه السلفي فقال: ثنا من أصله ببغداد، وسمع من عاصم، ورزق الله. وكان صالحاً زاهداً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 212 الحسين بن علي بن محمد بن عبد الله بن المرزبان: أبوعبد الله الهمذاني الخطيب. روى عن: ابن حميد، وابن الصباغ، ومحمد بن ينال الصوفي، وابن عزو، وجماعة.) قال شيرويه: وكان صدوقاً فاضلاً، كثير النسخ، متديناً، عابداً. الحسين بن محمد بن أبي الحسين: الطبري، ثم البغدادي، الفقيه الشافعي، توفي بإصبهان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 213 وقد درس بنظامية بغداد مرتين، إحداهما استقلا بعد الغزالي سنة تسع وثمانون. وقد تفقه على أبي الطيب، وسمع منه، ومن: الجوهري. ثم لازم الشيخ أبا إسحاق حتى برع في الفقه. ثم استدعي إلى إصبهان من جهة أميرها، فقدمها، وأفاد أهلها ثلاث سنين، وانتقل إلى رحمة الله تعالى. فهذا غير شيخ الحرم. 4 (حرف الخاء) خالد بن عبد الواحد بت أحمد بن خالد الإصبهاني: أبوطاهر التاجر، أخو غانم. سمع: أبا نعيم الحافظ وبغداد: بشرى بن الفاتني، ومحمد بن رزمة، وابن غيلان. روى عنه: السلفي، وجماعة. ولد سنة إحدى عشرة وأربعمائة. وتوجفي في شعبان. خلف بن عبد الله بن سعيد بن عباس بن مدير: أبوالقاسم الأزدي الخطيب بجامع قرطبة. روى عن: أبي عمر بن عبد البر كثيراً، وأبي العباس العذري، وأبي الوليد الباجي، وأبي شاكر القبري، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 214 وسكن المرية ثم استوطن قرطبة، وأقرأ الناس بها، وحدث. وكان ثقة، كثير الجمع والتفنيد. كتب بيده الكثير. ولد سنة سبع وعشرون وأربعمائة، وتوفي في رمضان. 4 (حرف السين) سعيد بن هبة الله بن الحسين: أبوالحسن البغدادي. شيخ الأطباء ببالعراق. وكان بارعاً أيضاً في العلوم الفلسفية، مشتهراً بها. وخدم المفتدي بالله بصناعة الطب. وانتهى في عصره معرفة الطب إليه. سلمان بن حمزة بن الخضر السلمي الدمشقي: أخو عبد الكريم: سمع: أبا القاسم الحنائي، وأبا بكر الخطيب. وحدث باليسير. 4 (حرف الصاء) صاعد بن سيار بن يحيى بن محمد بن إدريس:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 215 أبوالعلاء الكناني الهروي قاضي القضاة بهراة. سمع: جده القاضي أبا نصر يحيى، وأبا سعيد محمد بن موسى الصيرفي، وعلي بن محمد الطرازي، والقاضي أبا العلاء صاعد بن محمد، وأبا بشر الحسن بن أحمد المزكي، وسعيد بن العباس النرسي. روى عنه: محمد بن طاهر، وجماعة آخرهم حفيده نصر بن سيار. وكان ضيناًً، نزهاً، إماماً، انقاد لتقدمه لجميع الطوائف، وعمر، وانتخب عليه شيخ) الإسلام مع تقدمه. ولد سنة خمس وأربعمائة في جمادى الآخرة. من الرواة عنه: حفيد شهاب بن يسار، وعلي بن سهل الشاشي، وعبد المعز بن بشر المزني، ومحمد بن المفضل الدهان، وعبد الواسع بن عطاء، ومسرور بن عبد الله الحنفي. توفي في رجب سنة أربع. أخذ عن: أبي العلاء بن التلميذ والد أمين الدولة وعن: أبي الفضل كتفات، وعبدان الكاتب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 216 وصنف كتباً كثيرة في الطب وهو صغير، وكتاب الإقناع وهو كبير، وكتاب التلخيص النظامي، كتاب خلق الإنسان، كتاب اليرقان، مقالة في الحدود، مقالة في تحديد مبادء الأقاويل الملفوظ بها. وعليه اشتغل أمين الدولة بن التلميذ النصراني. توفي في سادس ربيع الأول عن ثمان وخمسين سنة. وله عدة تلاميذ. 4 (حرف العين) عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن قورتس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 217 أبومحمد السرقسطي. روى عن: أبيه، وأبي الوليد الباجي. وأجاز له أبوعمر الطلمنكي، وأبوعمر السفاقسي. وكان وقوراً مهيباً فاضلا، ذا نظر، عليماً في المسائل وولي قضاء سرقسطة. توفي في صفر. عبد الرحمن بن محمد بن ثابت: أبوالقاسم الثابتي الخرقي. من قرية خرق بمرو. كان من أئمة الشافعية الكبار، ورعاً زاهداً. تفقه بمرو على أبي القاسم عبد الرحمن الفوراني وبمرو الروذ على القاضي حسين. وأخذ ببغداد عن أبي إسحاق الشيرازي. وحج ورجع إلى قريته، وأقبل على العبادة والزهد والفتوى. سمع: عبد الله الشيرتحشيري، وأبا عثمان الصابوني، وجماعة. روى عنه: ابنه عبد الله، وأحمد بن محمد بن بشار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 218 توفي في ربيع الأول. عبد الصمد بن موسى بن هزيل بن تاجيت. أبوجعفر البكري قاضي الجماعة بقرطبة. روى عن: أبيه، وحاتم بن محمد، ناظر عند: أبي عمربن القطان الفقيه. وولي قضاء قرطبة. وكان له حظ من الفقه و الشروط. وكان يؤم الناس في مسجده، ويلزم الأذان فيه. واستمر على ذلك مدة قضائه. وكان وقورا شهما متضامنا، من بيت علم وجلة. ثم صرف عن القضاء ولزم بيته إلى أن مات في ربيع الآخر وله نحو من سبعين سنة. عبد العزيز بن الحسين الدمشقي الدلال: سمع: أبا عبد الله بن سلوان، وغيره. ووثقه أبومحمد بن صابر. روى عنه: علي بن زيد بن المؤدب. عبد العزيز بن عبد اللوهاب بن أبي غالب: أبوالقاسم القروي. روى بمكة، أي سمع بها من القاضي أبي الحسن بن صخر، وأبي القاسم بن عبد العزيز بن بندار. قال ابن بشكوال: حدث عنه جماعة) من شيوخنا، منهم: يحيى بن موسى
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 219 القرطبي، وعلي بن أحمد المقريء. وقال: كان شيخاً جليلاً له روايات عالية، قدم علينا غرناطة. وكتب إلي أبوعلي الغساني يقول: إنه قدم عليكم رجل صالح عنده روايات، فخذ عنه ولا يفوتك. توفي في ذي القعدة. عبد الواحد بن عبد الرحمن. أبومحمد الزبيري الوركي الفقيه الزاهد. ذكره أبوسعد السمعاني وقال: عمر مائة وعشرين سنين. رحل الناس إليه من الأقطار، وروى عن عمار وعن: إبراهيم بن محمد بن يزداد الرازي، وإسماعيل بن الحسن البخاري، وإسحاق بن محمد المهلبي، واحمد بن محمد بن سليمان الجودي. روى عنه جماعة من ابن السمعاني، وقال قبره بوركي على فرسخين من بخارى، زرت قبره. قلت: هذا نظر له في العالم، ولو كان قد سمع بإصبهان أو نيسابور
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 220 ونحوهما لأدرك إسناداً عظيماً. ولكنه سمع بماوراء النهر، وما إسنادهم بعالٍ. وقد أدرك والله إسناداً عالياً بمرة، فإن شيخه أبا ذر المذكور روى عن يحيى بن صاعد. وقد ذكرنا في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة موته. روى عنه: عثمان بن علي البيكندي، وأبوالعطاء أحمد بن أبي بكر الحمامي، ومحمد بن أبي بكر عثمان البزدوي، واخوه عمر الصابوني، ومحمد بن ناصر السرخسي، ومحمود بن أبي القاسم الطوسي، وخلق سواهم. عندي جزء من حديث بعلو. أرخ السمعاني وفاته في سنة خمس هذه، وقال: هو فقيه إمام زاهد. أخبرنا أحمد بن هبه الله، عن عبد الرحيم بن عبد الكريم التميمي: أنا عثمان بن علي البيكندي، أما الإمام أبومحمد بن عبد الواحد بن عبد الرحمن بقرية وركي في ذي القعدة سنة اربع وتسعين وأربعمائة: ثنا أبوالحسن أحمد بن محمد بن الزبير القرشي، ثنا الحسن بن علي بن عفان، ثنا زيد بن الحباب، عن معاوية بن صالح: ثنا عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، سمع عمرو بن الحمق يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله بعبد خيراً عسله فقيل لرسول الله: وما عسله قال: فتح له عمل صالح بين يدي موته حتى يرضي عنه ما حوله. عثمان بن عبد الله: أبوعمر النيسابوري الجوهري، نزيل بغداد. قال: حضرت مجلس أبي بكر الحيري، وصحبت أبا عثمان
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 221 الصابوني، وصحبت بصور الفقيه بن أيوب، وبمصر أبا عبد الله القضائي. روى السلفي وسأله في هذه السنة عن سنة فقال: جاوزت التسعين. علي بن محمد بن عصيدة: أبوالحسن البغدادي الغزال. أحد القراء الحذاق. قال شجاع الذهلي: كان آخر من يذكر أنه قرأ القرآن على أبي الحسن الحمامي. علي بن عبد الواحد بن فاذشاه: أبوطاهر الإصبهاني. سمع) أبا نعيم، وهارون بن محمد. وعنه: السلفي. وبقي إلى هذه الحدود. 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن محمد بن الكامخي: أبوعبد الله الساوي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 222 قال أبوسعد إنه محدث مشهور، معروف بالطلب. رحل وسمع بنفسه، واكثر. سمع بنيسابور: أبا بكر الحيري، وأبا سعيد الصيرفي. وببغداد: أبا القاسم هبة الله اللالكائي، وأبا بكر البرقاني. روى عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ، وغيره. وعن آخر من روى عنه أبوزرعة المقدسي. قلت: أخبرتنا عائشة بنت المجد عيسى بجزء سفيان بن عيينة، عن جدها أبي زرعة، عنه. وتوفي في هذه السنة على ظن، أو في حدودها. قد حدث بمسند الشافعي، من غير أصل. قال ابن طاهر: سماعه فيما عداه صحيح. وممن روى عنه: سعيد بن سعد الله الميهني، واخواه راضية، وهبة الله. محمد بن أحمد بن عبد الواحد:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 223 أبوبكر الشيرازي، البغدادي، المعروف بابن الفقيرة. رجل صالح من أهل النصرية، محلة ببغداد. سمع: أبا القاسم بن بشران. روى عنه: السلفي، وغيره. قال عبد الوهاب الأنماطي: كان ابن الفقيرة يمضي ويخرب قبر أبي بكر الخطيب ويقول: كان كثير التحامل على أصحابنا الحنابلة. فرأيته يوماً، فأخذت الفأس من يده، وقلت: هذا كان إماماً كبير الشأن. وتوبتة وتاب، وما رجع إلى ذلك. توفي يوم تاسع المحرم. محمد بن عبد العزيز: أبوغالب الرازي البغدادي، المعروف بابن أخت الجنيد. سمع أبا القاسم بن بشران. وكان إمام جامع الرصافة، وكان رجلا صالحاً، توفي في المحرم. وروى عنه: عمر بن ظفر، وعبد الوهاب الأنماطي السلفي. وقع لنا حديثه في الثالث من البسرانيات. محمد بن عبد العزيز بن عبد الله: أبوياسر البغدادي الخياط. سمع: البرقاني، وأباعلي بن شاذان، وابن بكير النجار، وأبا القاسم بن بشران. وكان رجلاً خيراً. توفي في جمادى. روى عنه: أبوطاهر السلفي، وأبوالفضل، خطيب الموصل، وجماعة، وسعد الخير الأندلسي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 224 محمد بن عبد اللوهاب: أبوالفرج الكوفي الخزاز، ويعرف بالشعيري. روى ببغداد عن: محمد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي. وعنه: السلفي. محمد بن علي: الإمام أبوبكر الشاشي. قيل توفي في هذا العام، والأصح ما تقدم وهو سنة خمس وثمانين. محمد بن هبة الله بن ثابت. الإمام أبونصر البندنيجي الشافعي، فقيه الحرم. كان من كبار أصحاب الشيخ أبي إسحاق الشيرازي. وقد سمع من: أبي إسحاق البرمكي، وأبي محمد الجوهري، وجماعة. روى عنه: إسماعيل بن محمد) الفضل الحافظ، ورفيقه أبوسعد أحمد بن محمد البغدادي، وعبد الخالق بن يوسف. قال السلفي: سمعت حميد بن أبي الفتح الإصبهاني الشيخ الصالح بمكة
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 225 يقول: كان الفقيه أبونصر البندنيجي يقرأ في كل اسبوع ستة آلاف مرة قل هو الله أحد ويعتمر في رمضان ثلاثين عمرة، هو ضرير يؤخذ بيده. وقال غيره: توفي بمكة وقد جاوز أربعين سنة، وعاش بضعاً وثمانين سنة. وكان مفتياً مدرساً، بارعاً، صاحب جد وعبادة. مقاتل بن مطكوذ بن تمريان: أبومحمد السوسي المغربي الضرير المقريء. قدم دمشق، وقرأ بها على أبي محمد بن شجاع، وأبي علي أحمد بن عبد الرحمن بن أبي نصر. روى عنه: حفيده نصر بن أحمد، وغيه. وقدم دمشق سنة سبع وثلاثين وأربعمائة، وعمره إحدى وعشرين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 226 مات في صفر. منصور بن المؤمل الغزالي: الضرير، أبوأحمد. سمع: ابن غيلان. روى عنه: أبوالبركات السقطي، والسلفي. قال الذهلي: توفي في شعبان. 4 (حرف الياء) يحيى بن عبد الله بن الحسين: القاضي أبوصالح الناصح. ولد قاضي قضاة نيسابور. مدرس، مفتٍ على مذهب أبي حنيفة. ناب في القضاء مدة. حدث عن: أبيه وعن أبي حسان المزكي، وأبي سعد عبد الرحمن بن حمدان النصروي. وعنه: ابناه عبد الرحمن، وأحمد بن محمد السنجي، وإسماعيل العصائدي. مات في ذي الحجة، وله سبعون سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 227 4 (الكنى) أبوالحسن بن أبي عاصم العبادي: الفقيه الشافعي، مصنف كتاب الرقم في المذهب. توفي عن ثمانين سنة، وكان من كبار الفقهاء المراوزة. له ذكر في الروضة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 228 4 (وفيات سنة ست وتسعين وأربعمائة)
4 (حرف الألف) أحمد بن الحسن بن الحسن: البغدادي البزاز، المعروف بابن الزرد. شيخ صالح سمع: عبد الملك بن بشران، ومحمد بن عبد الواحد بن رزمة. وعنه: ابن ناصر، والسلفي، وطائفة. أحمد بن عبد الله بن أحمد: أبوالفتح السوذرجاني الإصبهاني. أخو أبي مسعود محمد المتوفى سنة اربع وتسعين، وعاش أحمد بعده مدة. سمع: علي بن ميلة الفرضي، واحسبه آخر من روى عنه، أبا بكر بن علي بن الذكواني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 229 وعمر تسعين سنة. روى عنه: أبوطاهر السلفي، وأبورشيد) إسماعيل بن غانم البيع، ومحمود بن أبي القاسم بن حمكا. ثم ظفرت بوفاته في صفر سنة ست وتسعين. وآخر اصحابه أبوالفتح الخرقي. وكان من كبار الأدباء والنحاة بإصبهان. خرج له الحفاظ. أحمد بن علي بن عبيد الله بن عمر بن سوار: الأستاذ أبوطاهر البغدادي، مقرىء العراق، مصنف كتاب المستنير في القراءآت العشر. ولد سنة اثنتي عشرة وأربعمائة. قال السمعاني: كان قة أميناً، مقرئاً فاضلاً، حسن الأخذ للقرآن. ختم عليه جماعة كتاب الله، وكتب بخطه الكثير من الحديث. سمع: محمد بن عبد الواحد بن رزمة، ومحمد بن الحسين الحراني، وأبا
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 230 طالب بن غيلان، والتنخي، وجماعة. وهو والد شيخنا هبة الله بن محمد. ثنا عنه: أبوالفضل بن ناصر، والخطيب محمد بن الخضر المحولي، وعبد الوهاب الأنماطي. قلت: وروى عنه: السلفي، وجماعة. قال السمعاني: سألت ابن ناصر عنه، فقال: نبيل ثبت، متقن أنبأونا عن حماج الحراني أنه سمع السلفي يقول، وذكر ابن سوار: كان فاضلاً عالماً من أعيان أهل زمانه في علم القراءآت، وله كتاب فيها، سمعناه منه. وقرأ عليه خلق كثير. وكان ثقة، ثبتاً، أميناً. قلت: أخبرنا بكتابه المستنير أبوالقاسم علي بن بلبان إجازة، بسماعه من أبي طالب ابن النبطي، أنا أبوبكر أحمد بن المقريء سماعاً، أنا المؤلف سماعاً. وممن قرأ عليه القراءآت العشر أبوعلي بن سكرة، وقال: هو حنفي المذهب، ثقة، خير، حبس نفسه على الإقراء والحديث. قلت: وممن قرأ عليه: أبومحمد المقريء سبط الحناط. و من شيوخه: أبوعلي الشرمقاني، وعتبة العثماني. وأسانيده موجودة
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 231 في صدر كتابه. قال ابن النجار: قرأ القرآن على: أبي القاسم فرج بن عمر الضرير، والقاضي أبي العلاء الواسطيين، وأبي نصر ابن مسرور، وعلي بن طلحة، وعتبة بن عبد الملك، والحسن بن علي العطار. وكان إماماً، ثقة، نبيلاً. قرأ عليه: سبط الحناط، والشهرزوري. مات في رابع شعبان. إبراهيم بن أحمد بن محمد بن أحمد: أبوطاهر السلماني الواعظ. روى عن: أبي القاسم بن عليك النيسابوري، وغيره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 232 روى عنه: هبة بن السقطي، وأبوعامر العبدري، وولده الواعظ يحيى ابن إبراهيم، وآخرون. وكان شيخاً بهياً، فاضلاً، عظيم اللحية. قال ابنه: كان أبي علامة في علم الأدب، والتفسير، والحديث، ومعرفة السانيد والمتون، وأوحد عصره في علم الوعظ والتذكير. أدرك جماعة من الأئمة، وكتب بخطه مائة وخمسين مجلداً. وكان من الورع وصدق الحديث بمكان. ولد سنة ثلاثة وثلاثين وأربعمائة، ومات بخوي في جمادى الآخرة.) 4 (حرف الحاء) حمد بن مراون بن قيصر: أبوعمر الأموي، الزاهد المعروف بابن اليمنالش. من أهل المرية أخذ عن: المهلب بن أبي صفر، وغيره. قال ابن بشكوال: فاق في الزهد والورع أهل وقته. وكان العمل أملك به ولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، وتوفي في صقر. الحسين بن الحسين بن علي بن العباس: أبوأسعد الهاشمي الفانيذي البغدادي. سمع: أبا علي بن شاذان روى عنه: إسماعيل بن السمرقندي، وابن ناصر، وعبد الوهاب الأنماطي، وأبوطاهر السلفي، وآخرون. أثنى عليه عبد الوهاب، وذكر شجاع الذهلي أنه تغير في آخر عمره، ولد سنة ثمانٍ وأربعمائة، وتوفي في شوال. قال السلفي: نقص بآخرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 233 الحسين بن محمد. أبوعبد الله الكتبي الحاكم. محدث هراة. توفي عن سبع وثمانين سنة. صنف التاريخ، وسمع من: أبي معمر سالم بن عبد الله، وطبقته من أصحاب الرفاء، وابن حميرويه. روى عنه: أبوالنضر الفامي، وأهل هراة، وعبد الرشيد بن ناصر، وعبد الملك بن عبد الله العمري، ومسعود بن محمد الغانمي، وعدة. أثنى عليه السمعاني، وقال: يعرف بحاكم كراسة، له عناية تامة بالتواريخ. سمع: سعيد بن العباس القرشي، وأبا يعقوب القراب. ولد سنة تسعٍ وأربعمائة، ومات في صفر بهراة. 4 (حرف الخاء) خازم بن محمد بن خازم: أبوبكر المخزومي القرطبي. ولد سنة عشر وأربعمائة، وروى عن: يونس القاضي، ومكي ابن أبي طالب، وأبي محمد الشنتجالي، وأبي القاسم بن الإفليلي، وجماعة. قال ابن بشكوال: وكان قديم الطلب، وافر الأدب. ولم يكن بالضابط، وكان يخلط في أسمعته. وقفت له على أشياء قد اضطرب فيها. وكان أبومروان بن سراج، ومحمد بن فرج الفقيه يضعفاه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 234 قلت: آخر من روى عنه: محمد بن عبد الله بن خليل نزيل مراكش، قال أبوالوليد بن الدباغ: كان من جلة أهل الأدب، وله اعتناء بالحديث. 4 (حرف السين) سليمان بن أبي القاسم نجاح: مولى أمير المؤمنين بالأندلس المؤيد بالله بن المستنصر الأموي، الأستاذ أبوداود المقريء. سكن دانية، وبلسنية. قرأ القراءآت على أبي عمرو الداني، وأكثر عنه. وهو أثبت الناس فيه. وروى عن: عمر بن عبد البر، وأبي العباس العذري، وأبي عبد) الله بن سعدون القروي، وأبي شاكر الخطيب، وأبي الوليد الباجي، وغيرهم. قرأ عليه خلق كثير، وأخذوا عنه منهم: أبوعبد الله محمد بن الحسن بن محمد بن سعيد ابن غلام الفرس، وأبوعلي بن سكرة، وأبوالعباس بن أحمد بن عبد الرحمن بن عاصم الثقفي، واحمد بن علي الثقفي، وأحمد بن علي بن سحنون المرسي، وابن أحمد بن خلف، وجماعة، وإبراهيم بن البكري
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 235 الداني وجعفر بن يحيى المعروف بابن غتال، ومحمد بن علي النوالشي، وعبد الله بن الفرج الزهيري، أبوالحسن علي بن هذيل، وأبونصر فتح بن خلف البلنسي، وأبونصر فتح بن أبي كبة البلنسي، وأبوداود سلمان بن يحيى القرطبي، وآخرون. قال ابن بشكوال: كان من جلة المقرئين وفضلائهم وخيارهم. علماً بالقراءآت وروايات وطرقها، حسن الضبط. اخبرنا عنه جماعة ووصفوه بالعلم، والفضل، والدين. وتوفي ببلنسية، في سادس عشر رمضان. وكان مولده في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، وأحفل الناس بجنازته، وتزاحموا على نعشه. قلت: وقرأت بخط بعض أصحاب أبي داود: تسميه الكتب التي صنفها أبوداوود: كتاب البيان الجامع لعلوم القرآن، في ثلاثمائة جزء وكتاب التبيين بهجاء التنزيل، وفي ست مجلدات وكتاب الرجز المسمى بالإعتماد الذي عارض به المقريء أبا عمرو في اصول القرآن وعقود الديانة، عشرة أجزاء، وهو ثمانية عشر ألف بيت وأربعمائة وأربعون بيتاً وكتاب الجواب عن قوله حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 236 مجلد وذكر تتمة ستة وعشرين مصنفاً. 4 (حرف العين) عبد الباقي بن محمد ابن الشروطي. عن: ابن غيلان. وعنه: السلفي. مات فجأة في رجب. عبد الرحمن بن الحسين بن محمد بن إبراهيم. أبوالحسين بن أبي القاسم الحنائي الدمشقي. سمع الكثير من أبيه. ومن: أبي علي الأهوازي، وأبي عبد الله بن سلوان، وجماعة كثيرة. قال ابن عساكر: ثنا عنه: أبوعبد الله النسائي، وأبوالحسين الأبار. وثقة أبومحمد بن صابر وقال: سألته عن مولده، فقال: في رجب سنة أربعين وأربعمائة. وتوفي في ذي القعدة. قلت: روى عنه: سليمان بن علي الرحبي المتوفى سنة تسعٍ وستين وخمسمائة بدمشق. عبيد الله بن طاهر بن الحسين: الشيخ أبوالحسن الروقي سبط أبي بكر بن فورك. من علماء طوس. عمر ذهراً في صيانة وعلم. سمع: أباه، وأبا عبد الله بن باكويه الشيرازي، وأبا محمد الجويني، وأبا
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 237 عثمان الصابوني. مات في رمضان. قال عبد الرحيم السمعاني: روى لنا عنه: أبوحامد محمد) بن الفضل الطابراني، والموفق بن محمد الصكاك، وأبوطاهر السنجي، وسعد بن عبيد عاش ثمانين سنة. علي بن أحمد بن عمر ابن الخلي: أبوالحسن الكرخي البغدادي. سمع: أحمد بن عبد الله بن الحاملي، وعبد الملك بن بشران، وغيرهما. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، والمظفر بن جهير، ويحيى بن ثابت، وأبوعلي أحمد بن محمد الرحبي، وأبوطاهر السلفي، وغيرهم. وأحسبه قرابة الفقيه أبي الحسن محمد بن الخلي. توفي في جمادى الآخرة، وله ثمان وتسعون سنة. والخلي بفتح الخاء. علي بن عبد الرحمن بن أحمد: أبوالحسن بن الدوش، ويقال الدش، الشاطبي المقريء.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 238 روى القراءآت عن أبي عمرو الداني تلاوة. سمع منه: ومن: أبي عمر بن عبد البر، وغيرهما. قال ابن بشكوال: أقرأ الناس وأسمعهم الحديث، وكان ثقة فيما رواه، ثبتاً فيه ديناً، فاضلاً. توفي في رابع شعبان بشاطبة. قلت: قرأ عليه القراءآت: أبو عبد الله محمد بن الحسن ابن غلام الفرس، وأبرو دواود سليمان بن يحيى بن سعيد القرطبي، وإبراهيم بن محمد بن خليفة النفزي الداني، وعلي بن محمد بن أبي العيش الطرطوسي ثم الشاطبي، ومحمد بن علي بن خلف التجيبي، وآخرون. وإبراهيم من آخرهم وفاة. علي بن محمد بن علي بن فورجة: أبو الحسن الإصبهاني التاجر. يروي عن: علي بن عبدكويه، وغيره. توفي يوم عاشوراء.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 239 وروى عن أبي بكر الذكواني، والجمال، وجماعة. 4 (حرف الفاء) الفرج بن محمد المقرون: النجار. بغدادي، سمع: عبد الله بن شاهين، وأبا محمد الخلال. روى عنه: هبة الله السقطي. توفي في ذي القعدة. 4 (حرف الميم) محمد بن عبد الجبار بن محمد الضبي: الفرساني الإصبهاني، أبو العلاء. شيخ صالح مكثر. سمع: أبا بكر بن أبي علي الذكواني، وأبا القاسم بن الأستراباذي. روى عنه: السلفي، وأبو سعد أحمد بن محمد البغدادي، وجماعة. توفي في ربيع الآخر. وهو من قرية فرسان بالضم والكسر وقد ذكره ابن قطة فقال: حدث عن علي بن عبدكويه، والجمال. وحدث عنه: أبو نصر أحمد بن محمد طاهر الكواز وإسماعيل بن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 240 محمد بن أحمد الزتاني. وكان يروي أبوه أيضا عن أبي بكر المقريء. ومات قبل أبي نعيم الحافظ. محمد بن عبيد الله بن محمد كادش: أبو ياسر الحنبلي المحدث، أخو أبي العز. قرأ الكثير بنفسه ونسخ وحصل. وسمع: أقضى) القضاة أبا الحسين الماوردي، وابا محمد الجوهري، وأكثر عن طراد بن البطر، وطبقتهما. وهو من شيوخ السلفي. وكان قاريء أهل بغداد والمستملي بها. وكان يلحن قليلاً، وله صوت جهوري. محمد بن عمر بن عبد الله: أبو طاهر الكراني الإصبهاني. سمع: ابن أبي علي الذكواني، وغيره. وحدث. محمد بن عمر بن إبراهيم بن جعفر: أبو بكر الإصبهاني ابن عزيزة الفقيه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 241 روى عن: ابن فاذشاه، وابن ريدة، وأبي القاسم عبد الرحمن بن محمد الذكواني، وعبيد الله بن العتر، وأبي ذر الصالحاني، وجماعة. وعنه: أبو سعيد بن محمد حامد، وأبو طاهر السلفي. محمد بن المنذر بن ظبيان بن المنذر: أبو البركات الكرخي المؤدب. سمع أبا القاسم بن بشران. وهو أحد الشيوخ السلفي في عض أمالي ابن بشران. وروى عنه أيضاً: إسماعيل السمرقندي، وعبد اللوهاب الأنماطي. وتوفي في صفر. قال أبو سعد السمعاني: سمعت ابن ناصر يقول: كان كذاباً. وقال السلفي: هو مع ظبيان. معالي العابد: أحد الزهاد المنقطعين إلى الله. كان مقيماً بمسجد ببغداد، وتحكى عنه الكرامات ومجاهدات. قال أبو محمد سبط الحناط: كان لا ينام إلا جالساً، ويبلس ثوباً واحداً في الصيف و الشتاء، فإذا برد شد المئزر على كتفه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 242 مات في ذي الحجة. 4 (حرف النون) نصر بن عبد الجار بن عبد الله بن عبد الجبار: أبو منصور التميمي القزويني الواعظ. سمع: أبا يعلى الخليل بن عبد الله الحافظ، وابا بكر أحمد بن الخضر القزويني، وجماعة. وبغداد: أبا محمد الجوهري، وابن الفتح العشاري. وسمع بأماكن، وجمع لنفسه معجمه. وكان من أهل الفضل والدين. وقدم بغداد في هذه السنة، وهو آخر العهد به. وروى عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ، والمعمر بن البيع، والسفي وقال: هو محدث ابن محدث ابن محدث، وبيتهم بقزوين. كتب بني مندة بإصبهان، وكتب أولاد السمعاني بمرو، وسألته عن مولده فقال: في سنة خمسٍ وعشرين وأربعمائة. 4 (حرف الياء) يحيى بن إبراهيم بن أبي زيد:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 243 أبو الحسن اللواتي المرسي، المعروف بابن العياز. روى القراءآن عن: مكي بن أبي طالب، وأبي عمرو الداني، وجماعة. ورحل إلى المشرق. قال ابن بشوال: حج ولقي بمصر عبد الوهاب القاضي المالكي، وأخذ عنه التلقين من تأليفه. وأقرأ) الناس القرآن، وعمر وأسن. قلت: وسمع القراءآت من عبد الجبار بن أحمد الطرسوسي، وهو آخر من روى عنهما. قال الحافظ أبو القاسم خلف بن بشكوال: أخبرنا عنه جماعة من شيوخنا، وسمعت بعضهم يضعفه وينسبه إلى الكذب وآدعاء الراوية عن أقوام لم يلقهم ولا كاتبوه. ويشبه أن يكون ذلك في وقت اختلاطه، لأن اختلط في آخر عمره. توفي بمرسية في ثالث المجرم وله تسعون سنة. قلت: روى عنه القراءآت: أبو عبد الله بن سعيد الداني، وعلي بن عبد الله بن ثابت الخزرجي، وأبو داود، وسليمان بن يحيى بن سعيد المقريء، وآخرون. وقد وقع لنا إسناده بالقراءآت عالياً للإمام علم الدين القاسم الأندلسي، فإنه تلا بها على أبي جعفر الحصار، عن أبي عبد الله بن سعيد المذكور.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 244 وقد روى الموطأ عن يونس بن عبد الله بن مغيث. يحيى بن منصور: أبو ذكريا الصوفي الجنزي، والد الإمام محمد بن يحيى الفقيه. سكن بنيسابور، ونفق على نظام الملك، وصاده بحسن كلامه. وسيرته قصيرة. شيخ رباطه، توفي في رمضان بنيسابور.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 245 4 (وفيات سنة سبع وتسعين وأربعمائة)
4 (حرف اللف) أحمد بن إبراهيم بن يونس: الخطيب أبو الحسين المقدسي. سمع ببلده: أبا الغنائم محمد بن محمد بن الفراء، وأبا عثمان بن ورقاء، وأبا زكريا عبد الرحيم البخاري. سمع منه: عبد الرحمن، وعبد الله ابنا صابر. وتوفي بدمشق. احمد بن بندار بن إبراهيم: أبو ياسر البقال القطان، أخو أبي المعالي ثابت. سمع: بشربن الفاتني، وأبا علي بن دوما، وأبا طاهر محمد بن علي العلاف، وجماعة. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وأبو المعمر المبارك بن أحمد واثنيا عليه، وشهدة، والسلفي، وجماعة. ومات في رجب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 246 أحمد بن علي بن الحسين: أبو المعالي ابن الحداد البغدادي و الدلال المستعمل. سمع: أبا علي بن المذهب، والعشاري، والجوهري. وعنه: أبو نصر النورباني، وأبو طاهر السلفي. مات في ربيع الآخر ببغداد. أحمد بن محمد بن أحمد بن حمزة: القاضي أبو الحسن الكوفي، الثقفي. سمع: أبا طاهر محمد بن محمد بن الحسن الصباغ، ومحمد بن إسحاق بن فدويه، ومحمد بن علي بن الحسن العلوي، وطائفة. وتفقه على قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني ببغداد. وسمع ببغداد من: البرمكي، وأحمد بن محمد بن حبيب الفارسي. روى عنه: إسماعيل بن السمر قندي، وعبد الوهابب) الأنماطي، وأبو الحسن بن الخلي الفقيه، والسلفي. وثقة عبد الوهاب الأنماطي. وقال أبي النرسي: توفي في سادس عشر رجب. قلت: وله خمس وسبعون سنة. أحمد بن محمد بن بشرويه: الإصبهاني. قد مر في سنة إحدى وتسعين. وقال يحيى بن مندة: مات في صفر سنة سبعٍ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 247 أحمد بن علي بن الحسن بن زكريا: أبو بكر الطريثيثي، ثم البغدادي الصوفي المعروف بابن زهراء. قال السمعاني: شيخ له قدم في التصوف. رأى المشايخ وخدمهم، وكان حسن التلاوة. صحب أبا سعد النيسابوري. وسمع: أباه، وابن الحسين القطان، وأبا القاسم اللاكائي الحافظ، وأبا القاسم الحرفي، وأبا الحسن بن مخلد، وأبا علي بن شاذان، وجماعة. قلت: روى عنه: أبو القاسم بن السمرقندي، وابن ناصر، وأبو الفتح بن البطي، وأبو طاهر السلفي، وطائفة آخرهم موتاً أبو الفضل خطيب الموصل. وسمع منه: الكبار: عبد الغافر الألمعي، وهبة الله الشيرازي، وعمر الرؤآسي، وابن طاهر المقدسي. قال السمعاني: صحيح السماع في أجزاء، لكنه أفسد سماعاته بأن روى منها شيئاً، وادعى أنه سمعه من أبي الحسن بن رزقويه، ولم يصح سماعه منه. وقال فيه شجاع الذهلي: مجمع على ضعفه، وله سماعات صحيحة خلط بها غيرها. وقال أبو القاسم بن السمرقندي: دخلت على أحمد بن زهراء الطريثيثي وهو يقرأ عليه جزء من حديث ابن رزقوية، فقلت: متى فقال: في سنة اثنتي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 248 عشرة وأربعمائة. فقلت: وابن رزقويه في هذه السنة توفي. وأخذت الجزء من يده، وقد سمعوا فيه، فضربت على التسميع، فقام وخرج من المسجد. وقال ابن ناصر: كان كذأبا لايحتج بروايته. قلت: ولهذا كان السلفي يقول: أنا الطريثيثي من أصل سماعه. وقال في معجمه: هذا من أجل شيخ شاهدته ببغداد، من شيوخ الصوفية، وأكثرهم حرمة وهيبة عند الصحابة. قد افتدى بأبي سعيد بن أبي الخير المهيني فيما أظن. وأنا عن جماعة لم يحدثنا عنهم سواه. ولم يقرأ عليه إلا من أصول سماعة، وهي كالشمس وضوحاً. وكف بصره بآخر. وكتب له أبو علي الكرماني أجزاءً طرية، فحدث بها اعتماداً عليه، ولم يكن ممن يعرف طرق المحدثين ودقائقه وإلا لكان من الثقات الأثبات. وذكره ابن الصلاح في طبقات الشافعية. وقال أبو المعمر الأنصار: مولده في شوال سنة إحدى عشرة. وتوفي في جمادى الآخرة. قلت: قرأت بخط السلفي أنه سمع الطريثيثي يقول: ولدت في شوال سنة اثنتي عشر وأربعمائة. أحمد بن محمد بن الحسين العكبري: ثم الواسطي المقريء أبو الحسن. قرأ القرءآت على أصحاب أبي علي بن علان.) وسمع: الحسن بن موسى الغندجاني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 249 وقدم بغداد فقرأ بها على: سليمان بن أحمد السرقسطي، ورزق الله التميمي. وسمع: أبا القاسم البسري. وأقرأ الناس. وهو الذي سمع محمد بن علي الكتاني المحتسب، ولما مات رثاه خميس الحوزي. روى عنه: الكتاني المذكور. أرتاش، ويقال التاش، بن السلطان تتش بن ألب رسلان: أخو صاحب دمشق دقاق. سجنه أخوه بعلبك، فلما مات دقاق أطلقه الأمير طغتكين وأقدمه دمشق، واقامه في السلطنة في هذه السنة، ثم خرج سراً بعد ثلاثة أشهر لأمر تخيله من طغتكين، فذهب إلى بغدوين ملك الفرنج طمعاً في أن يكون له ناصراً، فلم يحصل منه على أمل فتوجه على الرحبة إلى الشرق الأوسط، فهلك هناك. إسماعيل بن علي بن حسن: الشيخ أبو علي الجاجرمي النيسابوري الأصم الزاهد كان حسن الطريقة صالحاً واعظاً. ولد سنة ست وأربعمائة، وسمع: أبا عبد الله بن باكويه الشيرازي، وأبا بكر أحمد بن محمد بن الحارث، وأبا سعيد فضل الله بن أبي الخير المهيني، وعبد القاهر بن طاهر التميمي، وأبا عثمان الصابوني، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 250 وخرج له صالح المؤذن فوائد. روى عنه: إسماعيل بن السمرقندي، وجماعة من شيوخ السمعاني، وقال: دفن عند ابن خزيمة. وذكره عبد الغافر فقال: شيخ ظريف، خفيف الحركة، اشتغل مدة بنيسابور، وكان واعظاً بكاءً حصل له قبول زائد. توفي في المحرم. إسماعيل بن عبد الله بن عبد الرحمن: أبو علي النيسابوري القلانسي، عرف بالتركي. شيخ صالح، سمع من: أبي سعيد الصيرفي. وعنه: عمر بن أحمد الصفار، ومحمد بن محمد السنجي، وأبو الأسعد بن القشيري. مات في المحرم، وهو في عشر المائة. إسماعيل بن أبي الفضل محمد بن عثمان: أبو الفرج القومساني، ثم الهمذاني، الحافظ، شيخ همذان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 251 قال شيرويه: هو شيخ البلد والمشير إليه بالصلاح والديانة. روى عن: أبيه محمد بن عثمان بن أحمد بن مزين، وجده عثمان، وابن هبيرة، وعمر بن جاباره البهري، وأبي الحسين بن المهتدي بالله، والصريفيني، وابن النقور، وابن عزو النهاوندي، وهارون بن طاهر بن ماهلة، وطائفة. وكان حافظاً ثقة صدوقاً، حسن المعرفة بالرجل والمتون، أمينا مأموناً، وحيد عصره في حفظ شرائع الإسلام وشعاره. وكان ابن ثمان وخمسين سنة. توفي في المحرم، وتوليت غسله. قلت: قال السمعاني: ثنا عنه غير واحد، وهو القائل لابن طاهر المقدسي: ثلاثة لا أحبهم لتعصبهم: الحاكم، وأبو نعيم، والخطيب. زذكره السلفي ممن أجاز له، وأنه مشهور بالمعرفة التامة بالحديث. اشير بن أبي منصور: الأمير أبو) الحسين المروزي العبادي الواعظ، قدم نيسابور ووعظه فأبدع وأعجب المستمعين بحسن إيراده، ونكت انفاسه، وملاحة قصصه. وظهر له القبول عند الخاص والعام بغرابه إشاراته، ووقع كلماته المطابقة لجلالته. وكان له سكون وهيبة واناة وتؤدة، وطريقة غريبة في تمهيد كلام سني غير مسبوق على نسق واحد، مشحون بالإشارات الدقيقة والعبارات الرشيقة الحلوة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 252 خرج إلى العراق ولقي ببغداد قبولاً بالغاً، ثم عاد إلى نيسابور، وأقام بها مدة، وسلم إليه المدرسة بباب الجامع المنيعي، فسكنها، ولم يزل قبوله في ازدياد. وسمع الحديث في كبره، ولم يحدث. ومات كهلاً في جمادى الآخرة. قال ابن النجار: هو والد الواعظ المشهور أبي منصور بن المظفر. قدم أبو الحسين الأمير بغداد سنة خمس وثمانين وأربعمائة ليحج، فحج وعاد وعظ، وازدحموا، وازداد التعصب له إلى أن منع من الجلوس فرد إلى بلده. وكان. وكان بديع الأفاظ حلو الإيراد، غريب النكت. سمع من: أبي الفضل بن خيرون، وغيره. وحدث بمرو. قال ابن السمعاني: سمعت علي بن علي الأمين يقول: اتفق أن واحداً به علة جاء إلى العبادي، قرأ عليه شيئاً، فعوفي. فمضيت معه إلى زيارة قبر أحمد، فلما خرجنا إذا جماعة من العميان والزمنى على الباب، فقالوا للأمير: نسألك أن تقرأ علينا. فقال: لست بعيسى بن مريم، وذلك قول وافق القدر. وقيل: إن بعض الناس دخل على العبادي، فقال له: قم اغتسل. فقام، وكان جنباً. وجاء عنه زهد وتعبد، وتكلم على الخواطر، وتاب على يده خلق كثير، وكان أماراً بالمعروف، مريقاً الخمور، مكسراً للملاهي، وصلح أهل بغداد تلك الأيام، والله يرحمه ويغفر له.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 253 4 (حرف الجيم) جامع بن محمد بن عبد الحميد: أبو سهل النيسابوري. قال السمعاني: ثقة، صالح. سمع على: محمد الطرازي. روى عنه: محمد بن محمد السنجي، وغيره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 254 4 (حرف الحاء) الحسن بن الحسين بن محمد: أبو محمد الكاأبي الدمشقي. رئيس دمشق المعروف بابن الصوفي. سمع: محمد بن عوف المزني. وحدث باليسير واصلهم من حلب. الحسين بن عبد الملك بن محمد بن يوسف: أبو محمد اليوسفي البغدادي ابن الشيخ الأجل. سمع: ابن غيلان، وإسحاق البرمكي، وجماعة. وحدث. روى عنه: السلفي، وابن الخلي، وخميس، وجماعة. وكان) ذا أموال وحشمة. الحسين بن إبراهيم بن أحمد: أبو عبد الله الإصبهاني النظنزي الأديب. صاحب التصانيف الأدبية. وله النظم والنثر. سمع: أبا بكر بن ريذة، وغيره. وحدث. أظن أن السلفي روى عنه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 255 قال يحيى بن مندة: مات في المحرم. الحسين بن علي بن أحمد بن محمد: أبو عبد الله بن البسيري البندار. محدث بغداد وابن محدثها، كان رجلاً صالحاً. تفرد بالرواية عن عبد الله السكري. وسمع أيضاً من: أبو علي بن سكرة، وسعد الخير النصاري، والسفي، وشهدة، وأبو الفتح بن شاتيل، وأبو هاشم الدوشاني، وآخرون كثيرون، آخرهم ابن شاتيل. توفي في جمادى الآخرة، وولد سنة تسع أو عشر. قال السلفي: لم يرو لنا عن السكري سواه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 256 قال: وروى عن: ابن مخلد، والبرقاني، وأبي علي بن شاذان. 4 (حرف الدال) دقاق: شمس الملوك أبو نصر بن تتش بن ألب أرسلان. ولي دمشق بعد قتل أبيه تاج الدولة، وذلك في سنة سبعً وثمانين. وكان دقاق بحلب، فرسلع خادم أبيه ونائبه بقلعة دمشق سراً من أخيه رضوان ملك حلب، فخرج دقاق وقدم دمشق فتملكها. ثم عمل هو والأتابك طغتكين زوج أمه على خادم أبيه المذكور، واسمه ساوتكين، فقتلاه. ثم إن رضوان قدم دمشق وحاصرها، فلم يقدر عليه، فرجع. ثم إن دقاق عرض له مرض تطاول به إلى أن توفي في ثامن عشر رمضان. فغلب طغتكين على دمشق، وأقام في اسم الملك بن طغتكين طفل له سنة. ثم مات الطفل بعد قليل واستقل الأتابك ظهير الدين طغتكين بمملكة دمشق وأعمالها. وقيل إن أم دقاق رتبت له جارية فسمت له عنقود عنب نقبته بإبرة فيها
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 257 خيط مسموم، ثم أطعمته، فندمت بعد ذلك، وتهرى ومات وذفن بخانكاه الطواويس. 4 (حرف الزاي) زيد بن علي بن عبد الله: أبو القاسم الفسوي الفارسي النحوي. ذكر أن أبا علي الفارسي النحوي خاله، فلعله خال أبيه أو أمه، وإلا فما يمكن أن يكون أبو علي أخا أمه لقدم زمانه. قدم الشام، وأخذ الناس عنه بحلب، وسكن دمشق مدةً، وأملى بها شرح الإيضاح لأبي علي، وشرح الحماسة، وحدث عن أبي الحسن بن أبي الحديد. سمع منه: عمر الدهستاني، وأبو المفضل يحيى القرشي. وكانت وفاته بأطرابلس. وقرأ عليه بحلب، أبو البركات عمر بن إبراهيم العلوي الكوفي كتاب الإيضاح. رواه عنه.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 258 4 (حرف الطاء) طاهر بن أسد بن طاهر بن علي بن هاشم بن نزار: أبو ياسر الطباخ الأجمي الشيرازي. ثم البغدادي. ولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. وسمع: أبا القاسم بن بشران، وعبد الباقي بن محمد الطحان. روى عنه: أبو القاسم السلفي، وآخرون. وقع لنا حديثه عالياً. وقد قال السمعاني: كان يعرف النجوم، وكان متميزاً. سكن دار الخلافة، وكان صاحب الفنجان للصلوات والساعات. توفي في منتصف رجب. 4 (حرف العين) عبد الله بن إسماعيل:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 259 أبو محمد الإشبيلي. قال ابن بشكوال: كان من أهل العلم التام والحفظ للحديث والفقه. كان يميل في فقهه إلى النظر واتباع الحديث. وكان متقشفاً. سكن المغرب مدةً، وولي قضاء أغمات. ثم نقل إلى قضاء الحضرة، متقلدها إلى أن توفي. وكان مشكور السيرة، حسن المخاطبة، كثيراً ما يقول لمن يحكم عليه: خذوا بيدي سيدي إلى السجن. وله تصنيفان في شرح المدونة، ومختصر ابن أبي زيد ملئت علماً. عبد الرحمن بن عمر بن عبد الرحمن: أبو مسلم السمناني، ثم البغدادي ابن ابن القاضي أبي جعفر السمناني. سمع: أبا علي بن شاذان. روى عنه: أسماعيل بن السمر قندي، وعبد الوهاب الأنماطي، وأبو طاهر السلفي، وجعفر بن عبد الله الدامغاني، وآخرون. وثقه الأنماطي. وولده سنة ست عشرة وأربعمائة، وتوفي في تاسع عشر المحرم. وقال السلفي: كان حنيفاً أشعرياً
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 260 قلت: أخذ الكلام عن جده أبي جعفر. عبد الرحمن بن قاسم: أبو المطرف الشعبي المالقي. قال ابن بشكوال: روى عن: أبي العباس أحمد بن أبي الربيع الإلبيري، وقاسم بن محمد المأموني، وإسماعيل بن حمزة، والقاضي يونس بن عبد الله إجازة، وغيرهم. وكان ذاكراً للمسائل، فقيهاً، مشاوراً. سمع الناس منه: وعمر وأسن، وشهر بالعلم والفضل. ولد سنة اثنتين وأربعمائة. وتوفي في عاشر رجب. وقال فيه القاضي عياض: فقيه بلدهم وكبيرهم في الفتاوى والراوية. سمع بالمرية من قاسم المأموني، وتفقه عند أبي الحسن بن عيسى المالقي. واجاز له يونس القاضي و الشنتجالي. روى عنه شيخنا أبو عبيد الله بن سليمان، وولي قضاء بلدة في ايام الصنهاجي. ثم عزله، وجعل سجنه دار الأشياء بلغته عنه. فلما دخل المرابطون دعاه أمير المسلمين للقضاء، فامتنع، واشار عليه بأبي مروان بن حسنون، فقلده جملة القضاة، فكان أبو مروان لا يقطع امراً دونه.) وبينه وبين ابن الطلاع في الوفاة جمعة. العلاء بن حسن بن وهب بن الموصلايا
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 261
- أبو سعد البغدادي الكاتب المنشيء بدار الخلافة. أسلم، وكان نصرانياً، على يد المقتدي بالله، وحسن إسلامه. وله الرسائل المشهورة الرائقة، والشعار الفائقة. عمر دهراً، وكف بصره. وتوفي في جمادى الولى. ذكره ابن خلكان وقال: لقبه أمين الدولة. وقال صاحب المرآة: خدم في كتابة الإنشاء خمساً وستين سنة، وأسلم سنة أربع وثمانين. ثم ناب في الوزارة مرات. وكان كريم الأخلاق، حسن الفعال، أفصح أهل زمانه، كان ظاهر اللسان. كان يملي على ابن أخته العلامة أبي نصر الإنشاء إلى أن مات فجأة. وكان الوزير عميد الدولة ابن جهير يثني عليه وعلى تفهمه، ويقول: هما يمينا الدولة وأميناها. أنبأ أحمد بن سلامة الخياط: أنبأنا العماد والكاتب في الخريدة: أنشدني عبد الرحيم ابن الأخوة البغدادي، أنشدني أبو سعد بن الموصلايا لنفسه:
(ياخليلي، خلياني ووجدي .......... فملام العذول ماليس يجدي)
(ودعاني فقد دعاني إلى الحك .......... م غريم الغريم للدين عندي)
(فعساه يرق إذ بملك الرق .......... بنقدٍ من وصله أو بوعدي)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 262 (ثم من ذا يجيز عنه إذا جا .......... ر ومن ذا على تعديه يعدي) قال ابن الثير: كان أمين الدولة أبو سعد بن الموصلايا كثير الصدفة، جميل المحضر، صالح النية. وقف أملاكه على أبواب البر. ولما مات خلع على ابن أخته أبي نصر، ولقب نظام الحضرتين. وقلد ديوان الإنشاء. قال ياقوت في تاريخ الأدباء: خرج توقيع الخليفة بإلزام الذمة بلبس الغيار، فأسلم بعضهم وهرب طائفة. وفي ثاني يوم اسلم الرئيسان أبو سعد ابن الموصلايا صاحب ديوان الإنشاء، وابن أخته أبو نصر ابن صاحب الخبر على يد الخليفة، بحيث يريانه ويسمعان كلامه. ناب أبو سعد في الوزارة عدة نوب، ورسائله وأشعاره مدونة متداولة. أخذ عنه: أبو منصور بن الجواليقي، وأبو حرب الخياط، وعلي بن الحسن بن دينار، وآخرون. ومن شعره: (أحن إلى روض التصأبي وأرتاح .......... وأمتح من حوض التصافي وأمتاح)
(واشتاق ريماً كلما رمت صيدة .......... تصد يدي عنه سيوف وأرماح)
(غزال إذا ما لاح أو فاح نشره .......... تعذب أرواح وتعذب أرواح)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 263 (وتفتضح العذار فيهم إذا بدوا .......... ويفتضح اللاحون منهم إذا لاحوا) ) ومات بعده بسنة وأشهر ابن أخته. أبو نصر هبة الله: صاحب ديوان الإنشاء. علي بن الحسن: أبو القاسم العلوي الخراساني. قال السمعاني: كان عالماً، ورعاً، رئيساً. سمع عبد الرحمن بن حمدان النصرويي، وتوفي بأبيورد. علي بن الحسين بن أبي نزار: الشيخ أبو المعالي المرستي. أحد الرؤساء ببغداد. سمع في الكهولة من: أبي محمد الجوهري. روى عنه: السلفي. عاش تسعين سنة. علي بن عبد الرحمن بن هارون بن عيسى بن هارون بن الجراح
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 264 الرئيس أبو الخطاب الشافعي، الكاتب، البغدادي، المقريء، النحوي. كان حسن الإقراء والأخذ. ختم عليه خلق. وصنف منطومة في القراءآت. سمع: أبا القاسم بن بشران، ومحمد بن عمر بن بكير النجار، وغيرهما. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وعمر المغازلي، والسلفي، وخطيب الموصل، وجماعة. وذكر السلفي فقال: إمام في اللغة، وشعره في أعلى درجة. وخطه من أحسن الخطوط، والقول يتسع في فضائله، وكان يصلي بأمير المؤمنين المستظهر بالله التراويح. وقال غيره: ولد سنة تسعٍ أو عشرة وأربعمائة، وتوفي في العشرين من شهر ذي الحجة سنة سبعٍ. عيسى بن الحافظ أبي ذر عبد بن أحمد: أبو مكتوم الأنصاري الهروي، ثم السروي. تزوج أبو ذر في العرب في سروات بني شبابة، وسكن هناك مدةً، وولد أبو مكتوم في حدود سنة خمس عشرة وأربعمائة. سمع من أبي عبد الله الصنعاني صاحب التقوى جملة من مسند عبد الرزاق. وسمع من أبيه صحيح البخاري، وكتاب الدعوات لأبيه، وغير ذلك.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 265 روى عنه الصحيح جماعة، منهم: أبو التوفيق مسعود بن سعيد الأندلسي، وأبو عبيد نعمة بن زيادة الله الغفاري، وعلي بن حميد بن عمار المكي. وروى عنه بالإجازة أبو طاهر السلفي. أخبرنا عبد المؤمن الحافظ قال: قرأت على ابن رواج: أخبركم السلفي قال: قد اجتمعنا أنا وأبو مكتوم بن أبي ذر في عرفات سنة سبعٍ وتسعين لما حججت مع والدي، فقال لي الإمام أبو بكر محمد بن السمعاني: إذهب بنا إليه نقرأ عليه شيئاً. فقلت: هذا الموضع موضع عبادة، فإذا دخلنا إلى مكة نسمع عليه، ونجعله من شيوخ الحرم. فاستصوب ذلك. وقد كان ميمون بن ياسين الصنهاجي من أمراء المرابطين رب في السماع منه بمكة، واستقدمه من سراة بني شباب، واشترى منه صحيح البخاري اصل أبيه الذي سمعه منه بجملة كبيرة، وسمعه عليه في عدة أشهر، قبل وصول الحجيج. فلما حج ورجع من عرفات إلى مكة رحل إلى السراة مع النفر الأول من أهل النفر. قلت: وانقطع خبره من هذا الوقت. ورواية الصحيح في وقتنا من) طريقه حسنة عالية. رواه جماعة عن أم حرمي، عن ابن عمار، عنه. 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن النقور: أبو منصور بن أبي الحسين البزاز. سمع: أباه، وأبا إسحاق البرمكي، وأبا القاسم التنوخي، وجماعة. روى عنه: السلفي، وابنه أبو بكر عبد الله. وقال السلفي: لم يكن بذاك، ولكنه سمع الكثير، وكان ابنه أبو بكر يسمع معنا.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 266 محمد بن عبد الله بن محمد: أبو الفضل البغدادي، الناقد السمسار. سمع: ابن غيلان، وأبا منصور محمد بن محمد ابن السواق. وعنه: أبو المعمر الأنصاري، والسلفي. وكان شيعياً. مات في المحرم. محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز: أبو مطيع المديني، صاحب الأمالي المشهورة. نسبه عبد الرحيم بن أبي ألوفا الإصبهاني فقال: محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز بن عبد الله بن أحمد بن زكريا. قلت: وبعد زكريا أحمد بن محمد بن يحيى بن الليث بن الضب بن عوف الضبي المجلد الناسخ المصاحف المعروف بالمصري. مسند أهل إصبهان. عاش بضعاً وتسعين سنة. وتفرد بالرواية عن جماعة. سمع: من الحافظ أحمد بن موسى بن مردويه ثلاث مجالس، وأبي سعيد محمد بن علي النقاش، وأبي منصور معمر بن أحمد بن زياد الصوفي، وعبد الله محمد بن عقيل البارودي، والحسين بن إبراهيم الإكمالي، والفضل بن عبيد الله، وأبي بكر بن أبي علي، وأبي زرعة روح بن مجد الرازي، والحافظ بن أبي نعيم، وجماعة. روى عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ، وأبو طاهر السلفي، ومحمد بن معمر اللنباني، وأبو حنيفة محمد بن عبد الله الخطيبي، وأحمد بن ينال التركي، وعبد الله بن أحمد أبو الفتح الخرقي، ومحمد بن عبد الله بن علي الإصبهاني
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 267 المقريء، وعمر بن أبي سعد، وخلق من الإصبهانيين. أخبرنا إسماعيل بن الفراء، أنا أبو محمد بن قدامة، أنا أبو حنيفة محمد بن عبد الله القاضي، أنا أبو مطيع: ثنا أحمد بن موسى الحافظ، ثنا أحمد بن هشام بن حميد الحصري: نبا يحيى بن أبي طالب، أنا علي بن عاصم، أنا حصين، عن عامر، هو الشعبي، عن عروة البارقي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الخيل معقود بنواصيها الخير، قيل: ماذلك قال: الأجر والمغنم إلى يوم القيامة: متفق عليه من حديث حصين. قال السمعاني: كان شيخاً صالحاً معمراً، أديباً فاضلاً. محمد بن فرج: أبو عبد الله مولى محمد بن يحيى، المعروف بابن الطلاع القرطبي، الفقيه المالكي، مفتي الأندلس ومسندها في الحديث. ولد في سلخ ذي الحجة سنة) أربع وأربعمائة. ذكره ابن بشكوال فقال: بقية الشيوخ الأكابر في وقته، وزعيم المفتين بحضرته. روى عن: يونس بن عبد الله القاضي، ومكي بن أبي طالب، وأبي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 268 عبد الله بن عابد، وحاتم بن محمد، وأبي علي الحداد الأندلسي، وابن عمرو المرشاني، ومعاوية بن محمد العقيلي، وأبي عمر القطان. قال: وكان فقيهاً عالماً، حافظاً للفقه، حاذقاً بالفتوى، مقدماً في الشوروى، مقدماً في علل الشروط، مشاركاً في أشياء، مع دين وخير وفضل، وطول صلاة، قوالاً بالحق وإن أوذي فيه، لا تأخذه في الله لومة لائم، معظماً عند الخاصة، والعامة يعرفون له حقه. ولي الصلاة بقرطبة، وكان مجوداً لكتاب الله. أفتى الناس بالجامع، وأسمع الحديث، وعمر حتى سمع منه الكبار والصغار، وصارت الرحلة إليه. ألف كتأبا حسناً في أحكام النبي صلى الله عليه وسلم قرأته على أبي رحمه الله عنه. وتوفي لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب، وشهده جمع عظيم. وقال القاضي عياض: كان صالحاً قوالاً بالحق، شديداً على أهل البدع، غير هيوب للأمراء، شوور عند موت ابن القطان، إلى أن دخل المرابطون فأسقطوه من الفتيا لتعصبه عليهم، فلم يستفت إلى أن مات. سمع منه عالم كثير، ورحل الناس إليه من كل قطر لسماع الموطأ ولسماع المدونة لعلوه في ذلك. وحدث عنه أبي علي بن سكرة، وقال في مشيخته التي خرجها له عياض: سمع يونس بن عبد الله بن مغيث، وحمل عنه الموطأ وسنن النسائي. وكان أسند من بقي، صحيحاً، فاضلاً، عنده بلة تام بأمر دنياه وغفله، ويؤثر عنه في ذلك طرائف. وكان شديدا على أهل البدع، مجانباً لمن يخوض في غير الحديث. وروى اليسع بن حزم عن أبيه قال: كنا مع ابن الطلاع في بستانه، فإذا بالمعتمد بن عباد يجتاز من قصره، فرأى ابن الطلاع، فنزل عن مركوبه، وسال دعاءه وتذمم وتضرع، ونذر وتبرع، فقال له: يامحمد انتبه من غفلتك وسنتك. قلت: وآخر من روى عنه على كثرتهم: محمد بن عبد الله بن خليل القيسي اللبلي نزيل مراكش، وبقي إلى سنة سبعين وخمسمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 269 وقد أجاز لنا رواية الموطأ أبو محمد بن هارون الطائي قال: ثنا القاسم أحمد بن بقي ماذلك قال: الأجر. قال: ثنا محمد بن عبد الحق الخزرجي القرطبي قال: ثنا الطلاع بإسناده. وروى عنه: علي بن حنين، ومحمد بن عبد الله بن خليل كتاب الموطأ، وهما من شيوخ ابن دحية. المؤمل بن أحمد بن المؤمل: أبو البركات المصيصي الدمشقي. سمع: ابن سلوان، ورشأ) بن نظيف، والأهوازي. سمع منه: أبو محمد بن صابر وقال: كان يكذب في انتمائه إلى عثمان رضي الله عنه. 4 (حرف الياء) يزيد: مولى المعتصم بالله محمد بن معن بن صمادح. أبو خالد، من أهل المري. روى الكثير عن: أبي العباس العذري. قال ابن بشكوال: روى عنه غير واحد من شيوخنا، وكان معتنياً بالأثر وسماعه، ثقة في روايته. وكان مقرئاً فاضلاً. توفي في المحرم. قلت: روى عنه: أبو العباس بن العريف الزاهد، وأبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن عاصم الثقفي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 270 4 (وفيات سنة ثمان وتسعين وأربعمائة)
4 (حرف الألف) أحمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم: أبو طالب البصري، ثم البغدادي الكرخي الخباز. شيخ عامي صحيح السماع. سمع سنة إحدى وعشرين وأربعمائة من عبد الملك بن بشران. وتوفي في جمادى الآخرة. وهو من شيوخ السلفي في البشرانيات. أحمد بن خلف بن عبد الملك بن غالب: أبو جعفر بن القلعي، من أهل غرناطة. روى عن: حاتم بن محمد، وأبي عبد الله بن عتاب، وجماعة. قال ابن بشكوال: كان ثقة صدوقاً. أخذ الناس عنه، وتوفي في ربيع الآخر. أحمد بن عبد الله بن محمد الخطيب: أبو منصور الهاشمي المعروف بابن الدبخ الكوفي. سمع: محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي، ومحمد بن فدويه. وعنه: المبارك بن أحمد الأنصاري، وأبو طاهر السلفي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 271 توفي في ذي الحجة. أحمد بن نصر بن أحمد: أبو منصور الخراساني الخوجاني الواعظ. قدم بغداد في هذا العام. وروى عن: أبي عثمان الصابوني. سمع منه: عبد الوهاب الأنماطي، وأبو طاهر السلفي، وغيرهما. أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسن: الحافظ أبو علي البرداني البغدادي. ولد سنة ست وعشرين وأربعمائة، وأول سماعه في ثلاثٍ وثلاثين من أبي طالب العشاري. قال السمعاني: كان أحمد المتميزين في صنعة الحديث وأحد حفاظه، خرج لنفسه وللشيوخ، وكتب الكثير. وكان ثقة صالحاً. سمع: عبد العزيز بن علي الأزجي، وأبا الحسن القزويني، وأبا طالب بن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 272 غيلان، وأبا إسحاق البرمكي، وأبا محمد الجوهري، والقاضي أبا يعلى، وأبا بكر الخطيب، وطبقتهم. وكان حنبلياً واستملى لأبي يعلى. حدثنا عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ. قلت: وقد جمع مجلداً في المقامات النبيوية،) انتخبه السلفي، وسمعه منه، وهو مما يرى اليوم بعلو بالنسبة إليه. توفي في حادي وعشرين شوال. قال السلفي: كان أبو علي أحفظ وأعرف من شجاع الذهلي. وكان ثقة ثبتاً، له مصنفات. قال: وكأنا حنبليين. قلت: وروى عنه: علي بن طراد الوزير، وأحمد بن المقرب، وجماعة. قرأت بخط أبي علي: أنبأ عثمان بن محمد بن دوست العلاف إجازة كتبها لي سنة ثمانٍ وعشرين وأربعمائة، وفيها مات، أنا أبو بكر الشافعي، فذكر حديثاً. وقد سأله السلفي في كراسٍ عن جماعة من الرجال، فأجابه جواب عارفٍ محقق. أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك بن موسى: أبو بكر سبط الحافظ أبي بكر بن مردويه الحافظ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 273 سمع أبا منصور محمد بن سلمان الوكيل، وعمر بن عبد الله بن الهيثم الواعظ، وغلما محسن، والحسين بن إبراهيم الحمال، وأبا بكر بن أبي علي الذكواني، وعبد الله بن أحمد بن قولويه التاجر، وأحمد بن إبراهيم الثقفي الواعظ، وجماعة. قال السلفي: كتبنا عنه كثيراً، وكان رجل ثقة جليلاً، سمعته يقول: كتب الحافظ. قلت: روى عنه: أبو رشيد إسماعيل بن غانم، وعدة. توفي بسوذرجان، إحدى قرى إصبهان. قال يحيى بن مندة: ولد سنة تسع وأربعمائة، وكان كثير السماع، واسع الرواية. قلت: بقي حفيده علي بن عبد الصمد إلى سنة يحدث عن الثقفي، أما هو فرأيت له طرق طلب العلم تذكر على معرفته، وحفظه، لم يلحق الأخذ عن جده. 4 (حرف الباء) بركياروق:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 274 السلطان أبو المظفر ركن الدين ابن السلطان الكبير ملكشاه بن ألب آرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق بن دقاق السلجوقي ويلقب أيضاً شهاب الدولة تملك بعد موت أبيه، وكان أبوه قد ملك مالم يملكه غيره. وكان السلطان سنجر نائب أخيه ركن الدين على بلاد خراسان. وكان ملازماً للشرب. بقي في السلطنة أثنتي عشرة سنة، وتوفي ببروجرد في شهر ربيع الأول، وقتل الآخر. وأما أخوه سنجر، فمتدت أيامه، وعاش إلى بعد سنة خمسين وخمسمائة. وبركياروق فتح أباء الموحدة. تمرض بإصبهان بالسل والبواسير، فسار منا في محفة طالباً بغداد، فضعف في الطريق وعجز. ولما احتضر خلع على ولده ملكشاه، وله نحو خمس سنين، وجعله ولي عهده بمشورة الأمراء، وحلفوا له، ومات وهو ببرود جرد، ودفن بإصبهان في تربة له. وعاش خمساً وعشرين سنة، قاسى فيها من الحروب واختلاف الأمور) ما لم يقاسه أحد، واختلفت به الأحوال ما بين انخفاض وارتفاع، فلما قوي أمره، وصار كبير البيت السلجوقي أدركته المنية. وكان متى خطب له ببغداد وقع الغلاء، ووقعت المعايش، ومع ذلك يحبونه ويختارونه. وكان فيه حلم وكرم وعقل وصفح، عفا الله عنه. 4 (حرف الثاء) ثابت بن بندار بن إبراهيم بن بندار:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 275 أبو المعالي الدينوري الأصل، البغدادي، المقريء البقال. قال السمعاني: كان صالحاً، ثقة، فاضلاً، واسع الرواية. أقرأ القرآن، وحدث بالكثر. سمع: أبا القاسم الحرفي، وأبا بكرالبرقاني، وأبا علي بن شاذان، وعثمان بن دوست، وأبا علي دوما. روى لنا عنه: ابنه يحيى، ابن السمر قندي، وابن ناصر، وعبد الخالق بن أحمد اليوسفي، وجماعة كثيرة بمرو، وبلخ، وبوشنج. وقرأت بخط والدي: ثابت ثابت. وقال عبد الوهاب الأنماطي: ثقة مأمون. وقال غيره: كان يعرف بابن الحمامي، ولد سنة ست عشرة وأربعمائة. وقرأعلى: ابن الصقر الكاتب، وأبي تغلب الملحمي. قرأ عليه سبط الخياط، وأحمد بن محمد بن شنيف. وروى عنه: أبو طاهر السلفي، وأحمد بن المبارك المرقعاني، وأحمد وعمر ابنا تيمان المستعمل، وشهدة الكاتبة، وأبو علي بن سكرة. توفي في جمادى الأولى. وحدث عنه بالإجازة الفقيه نصر المقدسي. 4 (حرف الحاء) الحسن بن علي بن محمد بن محمد بن عبد العزيز:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 276 أبو بكر الطائي المرسي النحوي، ويعرف بالفقيه الشاعر لغلبة الشعر عليه. روى عن: أبي عبد الله بن عتاب، وأبي عمر بن القطان، وأبي محمد بن المأموني، وأبي بكربن صاحب الأحباس، وابن أرفع رأسه. وجالس أبا الوليد بن مقيل. وله كتاب المقنع في النحو. توفي في رمضان، وله ست وثمانون سنة. الحسين بن علي بن الحسين: أبو عبد الله الطبري الفقيه. نزيل مكة ومحدثها. ولد سنة ثمان عشرة وأربعمائة بآمل طبرستان، ورحل نيسابور سنة تسعٍ وثلاثين. سمع صحيح مسلم من عبد الغافر الفارسي، وسمع: عمرو ابن مسرور، وأبا عثمان الصابوني وسمع بمكة صحيح البخاري من كريمة. قال السمعاني: كان حسن الفتاوى، تفقه على ناصر بن الحسين العمري المروزي، وصار له بمكة أولاد وأعقاب. قلت: روى عنه: إسماعيل الحافظ، وأبو طاهر السلفي، وأبو غالب الماوردي، وأحمد بن محمد العباسي المكي، ورزين بن معاوية العبدري)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 277 مصنف جامع الأصول، وأبو علي بن سكرة، وأبو بكر محمد بن العربي القاضي، وأبو الحجاج يوسف بن عبد العزيز الميورقي، ووجيه الشحامي، وخلق بن المغربة. قال ابن سكرة في مشيخته التي خرجها عياض له: هو شافعي أشعري جليل. قال: وبعضهم يكنيه بأبي علي، ويدعى إمام الحرمين، لازم التدريس لمذهب الشافعي والتسميع بمكة نحواً من ثلاثين سنة، وكان أسند من بقي في صحيح مسلم، يعني بمكة سمعه منه عالم عظيم. وكان من أهل العلم والعبادة. وجرت بينه وبين أبي محمد هياج بن عبيد الشافعي وغيره من الحنابلة ممن يقول من أصحاب الحديث بالحرف والصوت خطوب. وقال هبة الله بن الأكفاني: توفي بمكة في العشر الأواخر من شعبان. وقال ابن السمعاني: سمعت أنه انتقل إلى اصبهان، فمات بها. الحسين بن محمد بن أحمد:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 278 الحافظ أبو علي الغساني الجياني. ولم يكن من جيان، إنما نزلها أبوه في الفتية، وأصلهم من الزهراء. رئيس المحدثين بقرطبة، بل الأندلس. قال ابن بشكوال: روى عن: حكم بن محمد الجذامي، وأبي عمر بن عبد البر، وأبي شاكر القبري عبد الواحد، وأبي عبد الله بن عتاب، وحاتم بن محمد، وأبي عمر الحذاء، وسراج بن عبد الله القاضي، وأبي الوليد الباجي، وأبي العباس العذري، وجماعة كثيرين سمع منهم وكتب عنهم. وكان من جهابذة المحدثين زكبار العلماء المسندين، وعني بالحديث وضبطه، وكان بصيراً باللغة، وألإعراب، والغريب، والشعر، والأنساب، جمع من ذلك كله مالم يجمعه أحد في وقته. ورجل الناس غليه، وعولوا في الرواية عليه. وجلس لذلك بجامع قرطبة. وسمع من الأعلام، وأنبا عنه غير واحد، وصفوه بالجلالة، والحفظ، والنباهة، والتواضع، والصيانة. قال السهيلي في الروض: حدثني أبو بكر بن طاهر، عن أبي علي الغساني، أن أبا عمر بن عبد البر قال له: أمانة الله في عنقك، متى عبرت على اسم من أسماء الصحابة لم أذكره، إلا ألحقته في كتأبي الذي في الصحابة. وقال ابن بشكوال: قال شيخنا أبو الحسن بن مغيث: كان من أكمل من رأيت علماً بالحديث، ومعرفة بطرقه وحفظاً لرجاله. عانى كتب اللغة، وأكثر من رواية الأشعار، وجمع من سعة الرواية مالم يجمعه أحد. أدركناه، وصحح من الكتب مالم يصححه غيره من الحفاظ. كتبه حجة بالغة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 279 جمع كتاباً في رجال الصحيحين سماه تقييد المهمل وتمييز المشكل وهو كتاب حسن مفيد، أخذه الناس عنه. قال ابن بشكوال: وسمعناه على القاضي أبي عبد الله بن الحجاج، عنه، وتوفي يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من شعبان، ومولده في) المحرم سنة سبع وعشرين وأربعمائة. وكان قد لزم داره قبل موته بمدة لزمانه لحقته. قلت: روى عنه: محمد بن أحمد بن إبراهيم الباهلي شيخ العماني، والسلفي في سماع تقييد المهمل، ومحمد بن أحمد بن إبراهيم الجياني المشهور بالبغدادي، وأبو علي بن سكرة، وأبو العلاء زهر بن عبد الملك الإيادي، وعبد الله بن أحمد بن سماك الغرناطي، وعبد الرحمن بن أحمد بن أبي ليلى الأنصاري الحافظ، ويوسف بن يبقى النحوي، وخلق كثير، آخرهم فيما أرى وفاءً: محمد بن عبد الله بن خليل التنيسي مسند مراكش، سمع منه صحيح مسلم، وتوفي في سنة سبعين وخمسمائة. 4 (حرف السين) سقمان، ويقال سكمان، ابن أرتق بن أكسب التركماني: ولي هو وأخوه إيل غازي إمرة القدس الشريف بعد أبيهما، فقصدهما الأفضل شاهنشاه أمير الجيوش، وأخذ منهما في شوال سنة إحدى وتسعين، فتوجها إلى الجزيرة، واخذ ديا بكر، ثم توفي سقمان بين طرابس وماردين
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 280 هي إلى اليوم لذريته. وقد ساق صاحب الكامل أخباره في أماكن، إلى أن ذكر وفاته، فحكى أن ابن عمار طلبه ليكشف عن الفرنج على مالٍ يعطيه، وأن صاحب دمشق مرض وخاف على دمشق، فطلبه ليسلم إليه البلد، فسار إلى دمشق ليملكها، ويتجهز منها لغزو الفرنج، فأخذته الخوانيق، وتوفي بالقريتين، ونقل فدفن بحصن كيفا. قال: وأما ملكه ماردين فإن صاحب الموصل كبربوقا قصد آمد، فجاء سقمان ليكشف عنها، فالتقوا، وكان عماد الدين زنكي بن آقسنقر حينئذ صبياً مع كبربوقا، فتظهر سقمان عليهم، فألقى الصبي إلى الأرض، وصاح مماليك أبيه: قاتلوا عن زنكي. فصدقوا حينئذ في القتال، فانهزم سقمان، وأسروا ابن أخيه فسجنوه بماردين، وهي لإنسان مغني للسلطان بركياروق، غناه مرة، فأعطاه ماردين، فمضت زوجة أرتق تسأل لصاحب الموصل أن يطلق الشاب من حبس ماردين، فأطلقه، فنزل تحت ماردين، وبقي يفكر كيف يتملكها. وكان الأكراد الذين يجاورونها قد طمعوا في صاحبها المغني، وأغاروا على ضياع ماردين، فبعث ياقوتي ابن أخي سقمان، أعني الذي كان مسجوناً بها، إلى صاحبها يقول: قد صار بيننا مودة، وأريد أن أعمر بلدك، وأمنع الأكراد منه، وأقيم في الربض. فأذن له، فبقي يغير من بلاد خلاط إلى أطراف بغداد، وصار ينزل معه بعض أجناد القلعة، وهو يكرمهم، ويكسبون معه، إلى أن صار ينزل معه أكثرهم، فلما عادوا من) الغارة أمسكهم وقيدهم، وساق إلى القلعة، فنادى أهاليهم: إن فتحتم الباب وإلا ضربت أعناقهم. فامتنعوا، فقتل إنساناً منهم، فسلموا القلعة إليه. ثم جمع جمعاً، وأغار على جزيرة ابن عمر، فجاء صاحبها جكرمش، وكان ياقوتي قد مرض، فأصابه سهم فسقط. وجاء جكرمش، فوقف عليه وهو يجود بنفسه، فبكى عليه، فمضت امرأة أرتق إلى ابنها سقمان، وجمعت التركمان، وطابت بثار ابن ابنها، وحاصر سقمان نصيبين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 281 وملك ماردين علي أخو ياقوتي، ودخل في طاعة صاحب الموصل، وسار إلى خدمته، واستناب بها أميراً، فعمل عليه سقمان وقال: إن ابن اختك يريد أن يسلم ماردين لجكرمش، فتملكها سقمان. 4 (حرف العين) عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم بن يوسف بن بشر: أبو محمد المعافري القرطبي. من بيت فقهٍ وقضاء. روى عن: حكم بن محمد، وحاتم بن محمد، وأبي عبد الله بن عتاب، وأبي عمر بن الحداد. وكان حسن الطريقة، ذا سمتٍ وهديٍ صالح، وله اعتناء بالعلم والرواية. سمع منه الناس. توفي أبو محمد بن بشر في المحرم، وله أربع وثمانون سنة، ومات معه ابنه عبيد الله قاضي الجماعة. عبد الرحمن بن محمد بن الحسين بن الجنيد: الحاكم أبو نصر النيسابوري الحنفي. شيخ صالح. سمع: أبا الحسن بن علي بن محمد الطرازي، وأبي سعد الصيرفي. وعنه: عبد الله بن الفراوي، وعمر بن الصفار، وعبد الخالق بن زاهر، وأبو طاهر السنجي. مات في شوال في عشر التسعين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 282 عبد الله بن محمد بن عبد العزيز: أبو غالب بن الدهان الطرائفي. بغدادي سمع،: ابن غيلان وغيره. وعنه: السلفي. وقال شجاع الذهلي: لا بأس به. علي بن خلف بن ذي النون بن أحمد بن عبد الله بن هذيل. أبو الحسن العبسي القرطبي الإشبيلي الأصل، المقريء، أحد الأعلام والزهاد والأئمة والأوتاد، أولو العلم والعمل. سمع من: أبي محمد بن خزرج. ورحل فأخذ بمصر عن: أبي العباس بن نفيس تلاوة، وأبي عبد الله القضاعي كتاب الشهاب، وعليه يعول الناس فيه. وروى عن: أبي محمد بن الوليد الأندلسي، والفقيه نصر المقدسي. أخذ عنه: عبد الجليل بن عبد العزيز الأموي، وعبد الله بن موسى القرطبي، ويحيى بن محمد بن سعادة المثريء. قال ابن بشكوال: كان رحمه الله من جلة المقرئين، وفضلائهم، وعلمائهم، وخيارهم. وأقرأ الناس بالمسجد الجامع بقرطبة، وأسمعهم الحديث. وكان ثقة، شهر بالخير والزهد في الدنيا، والتقلل والصلاح والتواضع،) وشهرت إجابة دعوته، وعلمت في غير ما قصة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 283 توفي لثلاث عشر ما تبقى من جمادى الأولى، وكانت جنازته مشهودة. ومولده في سنة سبع عشرة وأربعمائة. علي بن محمد بن محمد بن قنين. أبو الحسن العبدي الكوفي الخزار. قدم في هذه السنة بغداد، وحدث بها عن أبي طاهر محمد بن محمد بن الصباغ، سمعه في سنة ثلاثٍ وثلاثين وأربعمائة. روى عنه: أبو بكر بن السمعاني، وأبو طاهر السنجي. علي بن محمد بن إسماعيل العراقي: أبو الحسن الشافعي، ويلقب بقاضي القضاة. ولي القضاء بطوس، وتفقه على: أبي محمد الجويني. وسمع: أبا حفص ابن مسرور، وأبا عثمان إسماعيل الصابوني، وابن المهتدي بالله، وعدة. روى عنه: أبو طاهر محمد بن محمد السنجي. توفي بطوس في اول رمضان، وله أربع وثمانون سنة. عيسى بن عبد الله بن القاسم: الواعظ أبو المؤيد الغزنوي. كاتب، شاعر، متفنن، متعصب للأشعري.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 284 قدم بغداد ووعظ وحصل له قبول عظيم، ثم ذهب، فمات بإسفراين في هذه السنة. 4 (حرف الفاء) الفضل بن عبد العزيز بن محمد بن الحسين بن الفضل بن يعقوب: أبو عبد الله بن أبي قاسم بن الشيخ أبي الحسن بن القاطل المتوثي. قال السمعاني: هو والد شيخنا هبة الله الشاعر. كان من أولاد المحدثين، وكان بقية بيته. سمع: محمد بن علي كردي، وأبا طالب بن غيلان، وغيرهما. وروى لنا عنه: عبد الوهاب الحافظ، ومحمد بن ناصر، وأبو طاهر السنجي المروزي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 285 قلت: وروى عنه: السلفي. وقع لي جزء من طريقه. ولد سنة ثمان عشرة وأربعمائة. وتوفي لست بقين من ربيع الأول. فيد بن عبد الرحمن بن محمد بن شاذي: أبو الحسين الشعراني الهمذاني. قدم بغداد سنة تسعين حاجاً. وحدث: وسمع: أبا الفضل عمر بن إبراهيم الهروي، وعلي بن شعيب القاضي، وأبا منصور أحمد بن عمر، وأبا مسعود البجلي، وأحمد بن زنجويه، منصور بن رامش، وعلي بن إبراهيم سختام، ومحمد بن عيسى محدث همذان، وأحمد بن عبد الواحد بن شاذي. قال السمعاني: كان صالحاً، مكثراً، صدوقاً، من أولاد المحدثين، عمر حتى انتشرت عنه الرواية. روى لنا عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وعمر المغازلي، وأبو طاهر السنجي، وغيرهم. ولد فيد في جمادى الأولى سنة سبع عشرة وأربعمائة، وتوفي في أواخر ربيع الآخر. قلت: وممن روى عنه: أبو الفتوح الطائي، ومحمد بن محمد السنجي. مات بهمذان.) 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن محمد بن قيداس: أبو طاهر التوثي الحطاب، من محلة التوثة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 286 سمع أبا علي بن شاذان، وأبا القاسم الحرفي. وأجاز له أبو الحسين بن بشران. ولد في سنة عشر وأربعمائة. وتوفي في المحرم. روى عنه: أبو طاهر السلفي. محمد بن عبد السلام بن أحمد بن محمد: الشريف أبو الفضل النصاري البزار. كان ثقة صالحاً، من بيت حديثٍ وخير. سمع: أبا القاسم الحرفي. وأبا علي بن شاذان، وأبا بكر البرقاني. وغيرهم. روى عنه: أبو طاهر السلفي، وشهدة، وأبو المظفر يحيى بن علي الخيمي، وأبو طاهر السنجي، وخطيب الموصل. ومات في ربيع الآخر، وله أربع وثمانون سنة. محمد بن علي بن الحسن بن أبي الصقر. أبو الحسن الواسطي الفقيه الشافعي الكاتب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 287 أحد الشعراء، له ديوان في مجلداً وعاش بضعاً وثمانين سنة. روى عنه: السلفي، وغيره تفقه على إسحاق الشيرازي، وكان يتردد ما بين واسط وبغداد. وحدث عن: عبيد الله بن القطان. روى عنه: كثير بن شماليق ناصر ايضاً. ومن شعره: (من عارض الله في مشيئته .......... فما من الدين عنده خبر)
(لا يقدر الناس باجتهادهم .......... إلا على ما جرى به القدر) وعمل فيهم أشعاراً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 288
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 289 محمد بن فتوح بن علي بن وليد: أبو عبد الله الأنصاري الطلبيري، قاضي غرناطة. روى عن: أبي جعفر بن مغيث، والطلمنكي، وأبي عمر بن عبد البر، وأبي عمر بن سميق، وجماعة. وكان عالماً بالرأي والوثائق. توفي بمالقة في صفر. محمد بن محمود بن عبد الله بن القاسم: أبو عبد الله الرشيدي النيسابوري الفقيه. خدم أبا عثمان الصابوني، وكان تقياً رضي الأخلاق، منفقاً على أهل العلم. سمع: ببغداد من: أبي طالب بن غيلان ويحتمل أنه سمع من أصحاب
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 290 الأصم، فإنه أدر لهم. وأملى مجالس. وتوفي في شوال وله سبع وثمانون سنة. وقد سمع من أبي سعد فضل الله المهيني. روى عنه: أبو البركات بن الفراوي، وأبو طاهر السنجي، وعمر بن أحمد الصفار، وأبو نصر أحمد بن عبد الوهاب، وجماعة. محمد بن محمد بن محمد بن الطيب: أبو الفضل ابن الصباغ البزار. سمع: ابن دوست العلاف، وأبا القاسم بن بشران. وعمه: سبط الحناط، وابن ناصر، والسلفي. مات في صفر. 4 (حرف النون) ) نصر الله بن أحمد بن عثمان: أبو علي الخشنامي النيسابوري. ثقة صالح: قاله أبو سعد السمعاني. سمع: أبا عبد الرحمن السلمي، وأبا بكر الحيري، وعلي بن أحمد بن عبدان، وأبا سعيد الصيرفي. وصار مسند خراسان. وطال عمره، وما أراه يروي عن السلمي إلا
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 291 حضوراً، فإن السمعاني قال: ولد في رمضان سنة تسعٍ وأربعمائة. قال: وتوفي في شعبان. روى لنا عنه خلق. قلت: وقع لنا حديثه في جزء الفلكي. وروى عنه: حفيده مسعود ابن أحمد، ومحمد بن محمد السنجي، وعبد الخالق بن زاهر، وعمر بن الصفار، وخلق. نصر الله بن محمد بن هبة الله بن أحمد: أبو المكارم الوكيل، شيخ بغداد. سمع من: القاضيين: أبي الطيب الطبري، وأبي يعلى بن الفراوي. عنه: أبو طاهر السلفي، وأبو الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين. توفي في المحرم. 4 (حرف الهاء) هبة الله بن الحسين بن علي: الكاتب تاج الرؤساء أبو نصر ابن أخت أمين الدولة بن الموصلايا، وقد أسلما معاً. لأبي نصر رسائل مدونة، وعاش سبعين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 292 ذكره ابن خلكان: أبو نصر بن الموصلايا صاحب ديوان الإنشاء بدار الخلافة، قلد الديوان بعد عمه أبي سعيد، فبقي نحو سنتين، ومات عن سبعين سنة، وكان يبخل، إلا أنه كان كثير الصدقة، ولم يخلف وارثاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 293 4 (وفيات سنة تسع وتسعين وأربعمائة)
4 (حرف الألف) أحمد بن خلف: أبو عمر الأموي القرطبي المؤدب. جود القرآن على أبي عبد الله الطرفي المقريء. وسمع من حاتم بن محمد. روى عنه: القاضي أبو عبد الله بن الحاج. أحمد بن عبد المنعم بن أحمد بن بندار: القائد أبو الفضل بن الكريدي. سمع أبا القاسم عبد الرحمن بن الطبيز، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبا بكر أحمد بن حريز السلماني، وعلي بن السمسار. قال ابن عساكر: ثنا عنه أبو الحسن النابلسي، وعبد الله بن خليفة وغالب بن أحمد، وأبو الحسن بن مهدي الهلالي، وآخرون. وتوفي في جمادى الأولى بدمشق. أحمد بن الفضل بن أبي القاسم الإصبهاني: أبو الفضل القصار، شيخ صالح.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 294 سمع: ابن القاسم سبط بحرويه. وبمكة: سعد بن علي، وهياج بن عبد الزاهد. توفي من البرد بطريق مكة. روى عنه: السلفي. أحمد بن علي) بن عبد الغفار: أبو طاهر البيع البغدادي. روى عن أبي تمام، عن علي بن محمد الواسطي، وأبي الحسن محمد بن أحمد بن الحسين السكري. روى عنه: السلفي، وعبد الخالق بن يوسف، وعمر بن ظفر المغازلي. وقد سمع: أبا محمد الخلال، وضاع سماعه. توفي في رمضان عن نيف وثمانين سنة. أحمد بن محمد: أبو بكر الموازيني الإسكاف، شيخ بغدادي. سمع منه: السلفي. توفي في صفر. 4 (حرف الباء) بدر النشوي: أبو النجم الصوفي: سافر الكثير، وصحب المشايخ، وسكن بغداد، وسمع بها من: أبي القاسم بن البسري، وأبي نصر الزينبي. وحدث.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 295 روى عنه: السلفي، ومحمد بن عبد الله بن حبيب بن العامري، ومحمد بن علي بن فولاذ الطبري. سمعوا من هذا العام. وقال: أنا في عشر الثمانين. بنجر بن علي بن محمد بن عمويه: أبو الوفاء الزنجاني، ثم الهمذاني. قال شيرويه: كهل، سمعنا. روى عن: أبي الفرج البجلي، وعبد الحميد بن الحسن الفقاعي، ومحمد بن الحسين، وعامة مشايخنا. مات في صفر، وكان صالحاً متديناً صدوقاً. 4 (حرف الحاء) الحسن بن أحمد بن علي بن فتحان بن منصور بن عبد الله بن دلف ابن الأمير أبي دلف العجلي ابن الشهر زوري: العطار أبو منصور، من ساكني خرابة ابن جرادة. قرأ القرآن على: أبي نصر أحمد ابن مسرور. وسمع من: أحمد بن علي الثوري، وأبي علي المذهب، وطائفة. قرأ عليه ولده شيخ القراء المبارك.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 296 وحدث عنه هو، والسلفي. مات في جمادى الآخرة. ذكره ابن النجار. 4 (حرف الدال) دارا بن العلاء بن أحمد: أبو الفتح الفارسي الكاتب البليغ. ذو النظم النضير كاتب السلطان ملكشاه. سمع مع نظام الملك من: ابن شيرويه الإصبهاني، وطائفة. وأخذ عنه: السلفي، وهزارست. أرخه ابن النجار. 4 (حرف الحاء) الحسين بن إبراهيم: أبو عبد الله النطنزي الإصبهاني، النحوي، الملقب بذي اللسانين. من كبار أئمة العربية. الحسين بن سعد الآمدي: الأديب. حدث بإصبهان عن ابن غيلان، وبها توفي.) 4 (حرف الخاء) خمارتكن:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 297 أبو منصور الجستاني، أمير الحاج. قال السلفي: قرأنا عليه بالمدينة النبوية: أخبركم أبو محمد الجوهري. توفي بمراغة في المحرم. 4 (حرف السين) سهل بن أحمد بن علي: الحاكم أبو الفتح الأرغياني الفقيه الشافعي الزاهد، أحد الأئمة. تفقه على القاضي حسين وأخذ الأصول والتفسير عن شهفور الإسفرائيني بطوس. وأخذ عن أبي المعالي الجويني علم الكلام.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 298 وولي القضاء بناحيته أرغيان، وهي قرى كثيرة من عمال نيسابور. ثم تعبد وترك القضاء وآوى إلى الخانقاه، ووقف عليها، ولزم العبادة، وصحب الزاهد حسن السمناني. وله فتاوى مجموعة معروفة به. وقد سمع: أبا حفص بن مسرور، وأبا عثمان الصابوني، وهذه الطبقة فأكثر. روى عنه: أبو طاهر السنجي، وغيره. توفي في يوم النحر. 4 (حرف العين) عبد الله بن علي بن إسحاق بن العباس: أبو القاسم الطوسي، أخو نظام الملك. قال السمعاني: أحد مشايخ نيسابور في عصره، العفيف في نفسه، النظيف في ملابسه ومجالسه وصلواته، المواظب على قراءته للقرآن في أكثر أحواله. دخل نيسابور في طلب العلم، وسمع الحديث وكان من أولاد الدهاقين، لهم ضيعة موروثة، وكان يتجمل بها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 299 ثم استمر به الحال إلى أن ترقى أمر أخيه، فما غير هيئته. سمع: أبا حسان محمد بن أحمد المزكي، وأبا عثمان الصابوني، وحفص ابن مسرور. سمع منه والدي. روى لنا عنه جماعة. وحدث ببغداد، ثنا عنه بها ابن السمر قندي. وكان مولده في سنة أربع عشرة وأربعمائة، ومات في جمادى الآخرة. عبد الله بن عمر بن الخواص البغدادي: أبو نصر الدباس. سمع: أبا طالب بن غيلان، وأبا القاسم التنوخي. روى عنه: المبارك بن أحمد، والسلفي، وغيرهما. قال السلفي: كان مشهوراً بالصلاح، وسماعة صحيح. عبد العزيز بن محمد بن أحمد: أبو مسلم الشيرازي اللغوي النحوي. له عدة مصنفات. قال السلفي: كان من أفراد الدهر واعيان العصر، متفنناً، نحوياً، لغوياً فقيهاً، متكلماً، شاعراً. له مصنفات كثيرة وكان حافظاً للتواريخ. ما رأينا في معناه مثله. توفي في ذي الحجة وقد نيف على التسعين. حضرت الصلاة عليه. علي بن) الحسن بن عبد السلام بن أبي الخرور: الأزدي الدمشقي، أبو الحسن. سمع: أبا الحسن بن السمسار، ومحمد بن عوف، وأبا عثمان الصابوني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 300 وعنه: الخضر بن عبدان، ونصر بن أحمد السوسي. توفي في ربيع الأول. وكان يقرأ على القبور. علي بن هبة الله بن الحسن بن أبي صادق: أبو سعد الحيري النيسابوري. حدث في آخر هذه السنة، ولا اعلم متى مات. سمع: علي بن محمد الطرازي صاحب الأصم، وأبا عمر، ومحمد بن عبد الله الرزجاهي، وأبا عبد الله بن باكويه، ومحمد بن إبراهيم المزكي. روى عنه: عبد الله التفتازاني. علي بن عبد الرحمن بن يوسف:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 301 أبو الحسن الأنصاري العبادي الطليطلي، ويعرف بابن اللونقه. روى عن: أبي المطرف بن سلمة، وأبي سعيد الوراق، وابن عبد البر النمري. وكان فقيهاً، ورعاً، بصيراً بالطب، أخذه عن أبي المطرف بن واقد. توفي بقرطبة في هذه السنة أو في التي قبلها. روى عنه: ابنه الحسن. عمر بن المبارك بن عمر بن عثمان بن الخرقي:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 302 أبو الفوارس المحتسب البغدادي. قال السمعاني: شيخ صالح دين خير. سمع أبا القاسم بن بشران. ثنا عبد الوهاب الأنماطي، وعمر المغازلي، ومحمد بن محمد السنجي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 303 قلت: وروى عنه السلفي في البشرانيات. توفي في نصف جمادى الآخرة. 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن علي بن عبد الرزاق: الشيخ أبو نصور الخياط البغدادي المقريء الزاهد. قال السمعاني: ثقة صالح عابد، يقريء الناس ويلقن. قلت: سمع: أبا القاسم بن بشران، وأبا بكر محمد بن عمر بن الأخضر الفقيه، وعبد الغفار بن محمد المؤدب وحدث عنه بمسند الحميدي. وقرأ القرآن على الشيخ أبي نصر ابن مسرور المقريء. وكا قديم المولد، فلو أنه سمع في حدود العشر وأربعمائة، فكان يمكن أن يقرأعلى أبي الحسن الحمامي ولكن هذه الأشياء قسمية. روى عنه جماعة منهم: سبطاه أبو عبد الله الحسين، والمقريء الكبير أبو محمد عبد الله شيخنا الكندي، وابن ناصر، وأبو طاهر السلفي، وأبو الفضل خطيب الموصل، وسعد الله بن الدجاجي، وأحمد الباجسرائي. قال السمعاني: كان له ورد بين العشائين، يقرأ فيه سبعاً من القرآن قائماً وقاعداً، حتى طعن في السن وكان صاحب كرامات. قال ابن ناصر: كانت له كرامات. وقال أبو منصور بن خيرون: ما رأيت مثل يوم صلي على أبي منصور.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 304 الخياط من كثرة الخلق والتبرك بالجنازة. وقال السمعاني: وقد رؤي بعد موته في المنام، فقيل) له: مافعل الله بك قال: غفر لي بتعليمي الصبيان فاتحة الكتاب. وكان إمام مسجد ابن جرده بالحرم الشريف، واعتكف فيه مدة يعلم العميان القرآن لله، ويسأل لهم، وينفق عليهم. قال ابن النجار في تاريخه: إلى أن بلغ عدد من أقرأهم القرآن من العميان سبعين ألفاً. قال: هكذا رأيته بخط أبي نصر اليونارتي. قلت: هذا غلط لا ريب فيه، لعله اراد أن يكتب سبعين نفساً، فكتب سبعين ألفاً. ولا شك أن من ختم عليه القرآنسبعون أعمى يعز وقوع مثله. قال السلفي: ذكر لي المؤتمن الساجي في ثاني جمعة من وفاة منصور: اليوم ختموا على رأس قبره ماءتين وإحدى وعشرين ختمة، يعني أنهم كانوا قد قرأوا الختم قبل ذلك إلى سورة الإخلاص، فاجتمعوا هناك، ودعوا عقيب كل ختمة. قال السلفي: وقال أبي علي بن الأمير العكبري، وكان رجلاً صالحاً: حضرت جنازة أبي منصور، فلم ار أكثر خلقاً منها، فاستقبلنا يهودي، فرأى كثرة الزحام والخلق فقال: اشهد أن هذا هو الحق، واسلم. توفي يوم الأربعاء سادس عشر محرم سنة تسع، ودفن بمقبرة باب حرب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 305 محمد بن إبراهيم بن محمد بن خلف: أبو نعيم الواسطي ابن الجماري. روى مسند مسدد، عن أحمد بن المظر العطار. روى عنه: علي بن نغوبا، وهبة الله بن البوقي، وهبة الله بن الحلخت، وأبو طالب محمد بن علي الكتاني. وثقة الحافظ خميس الحوزي. آخر ما حدث في هذه السنة. ولم تؤرخ وفاته. محمد بن عبد الله بن يحيى: أبو البركات بن الوكيل، الخباز، المقريء، الشيرجي. أحد الفضلاء بالكرخ. قرأ القراءآت على: أبي العلاء الواسطي، والحسن بن الصقر، وعلي بن طلحة البصري، ومحمد بن بكير النجار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 306 وتفقه على: أبي الطيب الطبري. وسمع ديوان المتنبي من علي بن أيوب. وسمع: أبا القاسم بن بشران. قرأ عليه: أبو الكرم الشهروزري، والسلفي، والسبط الحناط. وروى عنه: أبو بكر محمد بن منصور السماعي، وابن ناصر، والسلفي، وأبو بكر عبد الله بن النقور. قال ابن ناصر: كان رجلاً صالحاً، أتهم بالإعتزال، ولم يكن يذكره، ولا يدعو إليه. وقال أبو المعمر المبارك بن أحمد: دخلت عليه مع المؤتمن الساجي في مرضه، فقال له المؤتمن: يا شيخنا، بلغنا عنك أشياء. فقال: ذلك صحيح، وانا قد رجعت إلى الله، وتبت عن ذلك الاعتقاد. ولد في رمضان سنة ست وأربعمائة، ومات في ربيع الأول، وله ثلاث وتسعون سنة. محمد بن عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن أبي البقاء. أبو الفرج البصري، قاضي القضاة بالبصرة. كان عالماً، فهماً، فصيحاً، كثير المحفوظ، مهيباً تام المروءة، متديناً. قدم بغداد وسمع:) الطبري، والتنوخي، وأبا الحسن الماوردي. وكان يقريء كتب الأدب. توفي في المحرم بالبصرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 307 وقد سمع بالكوفة من: محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي. وبالبصرة من: الفضل بن محمد القصباني، وعيسى بن موسى الأندلسي من أبي غالب بن أحمد بن بشران. وأملى مجالس بجامع البصرة. روى عنه: أبو القاسم بن السمرقندي، وأبو علي بن سكرة الصدفي وقال: كان من أعلم الناس بالعربية واللغة. وله تصانيف، ما رأيت مجلساً أوقر من مجلسه. وقال السلفي: أنا عبد المؤمن بن خلف، عن ابن رواج، عنه قال: كتب غلي أبو الفرج قال: أنبأ محمد بن علي بن بشر البصري، أنا طاهر بن عبد الله، أنا أبو خليفة، نا مسدد، عن عيسى بن يونس، نا معاوية بن يحيى، عن القاسم، عن أبي أمامة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من اسلم على يد رجلٍ فلاؤه قال السلفي: كان من أجلاء القضاة، وبنى داراً للعلم بالبصرة في غاية الحسن والزخرفة، ووقف بها اثني عشر ألف مجلدة، ثم ذهبت عند فتنة العرب والترك لما نهبت البصرة. المعمر بن محمد بن علي بن إسماعيل: أبو البقاء الكوفي، الحبال، الخراز، المعروف في بلده. بخريبة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 308 روى بالكوفة وبغداد عن الكبار. سمع: القاضي جناح بن نذير المحاربي، وزيد بن أبي هاشم العلوي، وأبا الطيب أحمد بن علي الجعفري. روى عنه: عبد اللوهاب الأنماطي، وكثير بن سماليق، والمبارك بن أحمد الأنصاري، وعبد الخالق اليوسفي، وابن ناصر، والسلفي. قال السمعاني شيخ ثقة، صحيح السماع، انتشرت عنه الرواية، وعمر حتى روى كثيراً. وقال: قليل السماع، غلا أنه بورك له فيما سمع. روى لنا أبو طاهر السنجي، وأبو المعالي الحلواني بمرو وأبو القاسم إسماعيل الحافظ بإصبهان. وقد سأله هزارست بن عوض عن مولده، فقال: سنة عشرٍ وأربعمائة. وقال أبو بكر بن طرخان، والحسين بن خسرو: وسألناه عن مولده فقال: سنة ثلاث عشرة. توفي في جمادى الآخرة بالكوفة. مكي بن جبير بن عبد الله بن مكي بن أحمد: أبو محمد الهمذاني الشعار. سمع من: شيخه أبي القاسم نصر بن علي، وابن حميد، وابن أبي الليث، وأبي سعد بن الصفار، وأبي سعد بن ممسوس وأبي طالب بن الصباح، وهارون بن مالهة، وابن مأمون، وعامة مشايخ همذان. ورحل إلى بغداد، فسمع من أبي محمد الجوهري، وأبي جعفر بن المسلمة. وجمع كتباً كثيرة في العلوم. قال شيرويه: كنا نسمع بقراءته من مشايخ البلد ومن القادميم، وكان حسن السيرة، شديداً في السنة، متعصباً لأهل الأثرة، مؤمناً، متواضعاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 309 قلت روى عنه أبو طاهر) محمد بن محمد السنجي: أبو الفتوح محمد بن محمد الطائي، وطائفة سواهم. توفي في ثامن وعشرين جمادى الآخرة. مهارش بن مجلي بن عكيث: أبو الحارث مجير الدين العقيلي أمير العرب بعانة والحديثة. كان كثير الصلاة والخير والبر، يتصدق كل يوم بثلاثمائة رطل خبز. ولما خرج أرسلان البساسيري في سنة خمس و أربعمائة على الخليفة القائم، انحاز الخليفة، فآوى إلى مهارش هذا كما تقدم، فكان يخدم الخليفة بنفسه تلك السنة. ورد القائم شاكراً له. وقد مدحه مهارش بقصيدة، وبعث بها إليه، أولها: (لولا الخليفة ذو الأفضال والمنن .......... نجل الخلائف آل الفرض والسنن)
(ما بعث قومي وهم خير الأنام ولا .......... أصبحت أعرف بغداد أو تعرفني)
(حاربت فيه ذوي القربى، وبعت به .......... ما كنت أهواه من دارٍ ومن سكن)
(ما استحق سواي مثل منزلتي .......... ما دام عدلك هذا اليوم ينصفني) توفي عن سن عالية. محمد بن محمد بن محمد بن الطيب بن سعيد بن الصباغ:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 310 أبو الفضل البغدادي البزاز. ولد الشيخ أبي الحسين. سمع: عثمان بن محمد بن دوست العلاف، وعبد الملك بن بشران، وجماعة. وعنه: ابن ناصر، وعبد الخالق اليوسفي، وأبو محمد سبط الحناط، والسلفي. قال شجاع الذهلي: مات في أول ربيع الأول سنة تسعٍ. وأما أبو عامر العبدري فقال: مات في صفر سنة ثمانٍ وتسعين كما ذكرناه. وقال: في العشرين منه. قلت: ومولده سنة عشرين أو إحدى وعشرين وأربعمائة. نقله ابن النجار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 311 4 (وفيات سنة خمسمائة)
4 (حرف الألف) أحمد بن الحسين بن علي بن عمروية: أبو منصور النيسابوري. سمع: أباه وأبا سعيد النصروني، وعبد الغافر الفارسي، والكنجروذي. وتوفي في سادس شعبان وله أربع وثمانون سنة. أحمد بن محمد بن أحمد بن سعيد: أبو الفتح الحداد المقريء الإصبهاني التاجر، سبط الحافظ أبي عبد الله بن مندة. كان شيخاً جليل القدر، ورعاً، خيراً، كثير الصدقات. تفرد بالإجازة من إسماعيل بن ينال المحبوبي الذي يروي عن ابن محبوب جامع الترمذي. وأجاز له أبو سعيد الصيرفي، وعلي بن محمد الطرازي. وسمع: أبا سعيد محمد بن علي النقاش، وعلي بن عبد كويه، وأحمد بن إبراهيم بن يزداد غلام محسن، وأبا سهل عمر بن أحمد بن) عمر الفقيه، وأبا بكر
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 312 محمد بن الحسين الدشتي، وأبا سعيد الحسين بن محمد عبد الله بن حسنويه، وعبد الواحد بن أحمد الباطرقاني، وأبا الفرج محمد بن عبد الله بن شهريار، وطائفة كبيرة. روى عنه: أبو طاهر السلفي، وأبو الفتح عبد الله الخرقي، وجماعة. بإصبهان وعبد الوهاب الأنماطي، وصدقة بن محمد ببغداد. وقد قرأ القراءآت على: أبي عمر الخرقي، وشاكر بن علي الأسواري. وبمكة على: أبي عبد الله الكارزيني، وهو آخر أصحابه وفاةً، وعبد الله السلفي العاصمي إلى حم عسق. وكان مولده في سنة ثمانٍ وأربعمائة. وتوفي في ذي القعدة. أحمد بن محمد بن مظفر: الإمام أبو المظفر الخوافي الغيه الشافعي، عالم أهل طوس مع الغزالي. كان من أنظر أهل زمانه، وهو رفيق الغزالي في الإشتغال على إمام الحرمين. وخواف: قرية من أعمال نيسابور.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 313 وكما رزق الغزالي السعادة في تصانيفه، رزق الخوافي السعادة في مناظرته. توفي بطوس. أحمد بن محمد بن أحمد بن زنجويه. الفقيه أبو بكر الزنجاني. ولد سنة ثلاث وأربعمائة، وتوفي في عشر المائة. سمع ببغداد من: أبي علي بن شاذان، وغيره. وسمع من: القاضي أبي عبد الله الحسن بن محمد الفلاكي، وأبي طالب الدسكري، وأبي طالب عبد الله بن عمر الشاذني، وعبد القاهر بن طاهر البغدادي، والحسن بن علي بن معروف الزنجاني، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 314 قال شيرويه: كان فقيهاً متقناً، رحلت إليه مع ابن شهردار، وسمعنا منه بزنجان. قلت: وروى عنه: سعيد بن أبي شكر بإصبهان، والحافظ محمد بن طاهر، وأبو طاهر السلفي. لا أعلم متى توفي، لكنه حدث في العام. وكان شيخ ناحيته ومسندها ومفتيها. تفقه بأبي الطيب الطبري، وسمع مسند الإمام أحمد الفلاكي سنة نيف وعشرين، بسماعة من القطيعي. وسمع غريب أبي عبيد، من ابن هارون التغلبي، عن علي بن عبد العزيز، عنه. وقرأ لأبي عمرو، على ابن الصقر صاحب زيد بن أبي بلال. وكان الرحلة إليه، ومدار الفتيا عليه. ورأيت له ترجمة بخط الحافظ عبد الغني سمعها من أبي طاهر السلفي، فيها بعض ما قدمنا، وأنه تلا بحرف أبي عمرو على الحسن بن علي بن الصقر الكاتب. وقرأ كتاب المرشد على مؤلفه أبي يعلى بن السراج. وتلا عليه بما في المرشد من الروايات. وكتب بنيسأبور تفسير إسماعيل الضرير، عنه. وسمع من أبي علي بن باكويه الشيرازي. وكانت الرحلة إليه لفضله وعلو إسناده. سمعته يقول: افتى من سنة تسعٍ وعشرين. وقيل لي عنه إنه لم يفت خطأ قط، وأهل بلده يبالغون في الثناء عليه، الخواص والعوام،) ويذكرون ورعه، وقلة طعمه. أحمد بن عبد الله بن محمد: الشيخ أبو منصور بن الذنج، الهاشمي. الموسوي، الكوفي، الخطيب. ولد سنة وأربعمائة، وحدث ببغداد عن: العلوي، وابن فدويه. وعنه: أبو الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين، والسلفي. لم أجد وفاته.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 315 إسماعيل بن أحمد بن محمد بن حبان: أبو عبد الله النسوي الصوفي. من خواص أبي القاسم القسري. سمع: عمرو ابن مسرور، وغيره. روى عنه: أبو طاهر السنجي. ومات في صفر. 4 (حرف الجيم) جعفر بن أحمد: أبو محمد البغدادي السراج القاريء. سمع: أبا علي بن شاذان، وأبا محمد الخلال، وعبيد الله بن عمرو بن شاهين، ومحمد بن إسماعيل بن عمر بن سنبك، وأحمد بن علي التوزي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 316 وعلي بن عمر القزويني، وابن غيلان، والبرمكي، والتنوخي، وأبا الفتح عبد الواحد بن شيطا، وغيرهم ببغداد والحافظ أبا نصر عبيد الله السجزي، وأبا بكر محمد بن إبراهيم الأردستاني بمكة وأبا القاسم الحنائي، وأبا بكر الخطيب بدمشق وعبد العزيز الضراب بن الحسين، وجماعة بمصر. وخرج له الحافظ أبو بكر الخطيب خمسة أجزاء مشهورة مروية. روى عنه: ابنه ثعلب، وإسماعيل بن السمر قندي، وعبد الوهاب الأنماطي، ومحمد بن ناصر، ومحمد بن البطي، وأبو طاهر السلفي، وسلمان بن مسعود الشحام، وأبو الحسن بن الخلي الفقيه، وعبد الحق بن يوسف، وشهدة الكاتبة، وأبو الفضل خطيب الموصل، وخلق كثير. وكتب بخطه الكثير. وصنف كتاب مصارع العشاق، وكتاب حكم الصبيان، وكتاب مناقب السودان. ونظم الكثير في الفقه، واللغة، والمواعظ وشعره حلو سهل في سائر فنون الشعر. وكان له اعتناء بالحديث. انتخب السلفي من كتبه أجزاء عديدة. وحدث ببغداد، ودمشق، ومصر. قال شجاع الذهلي. كان صدوقاً، ألف في فنون شتى. وقال أبو علي الصدفي: هو شيخ فاضل، جميل، وسيم، مشهور، يفهم. عنده لغة وقراءآت. وكان الغالب عليه الشعر. ونظم التنبيه لابن إسحاق الشيرازي، ونظم مناسك الحج. وذكره الفقيه أبو بكر بن العربي، فقال: ثقة، علم، مقريء، له أدب ظاهر، واختصاص بالخطب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 317 وقال السلفي: سألته عن مولده، فقال: إما في آخر سنة سبع عشرة، وإما في أول سنة ثمان عشرة وأربعمائة ببغداد. وقال السلفي: وكان ممن يفتخر برؤيته وروايته لديانته ودرأيته، وله تواليف مفيدة. وفي شيوخه كثرة. وأعلامهم إسناداً ابن شاذان. وقال حماد الحراني: سئل السلفي عن جعفر) السراج فقال: كان عالماً بالقراءآت، والنحو، واللغة، وله تصانيف وأشعار كثيرة. وكان ثقة، ثبتاً. وقال ابن ناصر: كان ثقة، مأموناً، عالماً، فهماً، صالحاً، نظم كتباً كثيرة، منها المبتدأ لوهب بن منبه، وكان قديماً يستملي على القزويني، وأبي محمد الخلال
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 318 توفي في صفر رحمه الله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 319 4 (حرف الخاء) خلف بن محمد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 320 أبو القاسم الأنصاري القرطبي، المعروف بابن السراج. مكثر عن حاتم بن محمد. وكان رجلاً صالحاً ورعاً يشار إليه بإجابة الدعوة، وكان الناس يقصدونه ويتبركون بلقائه ودعائه، وسمعوا منه. توفي ليلة سبعٍ وعشرين من رمضان. 4 (حرف العين) عباس بن محمد بن أحمد البرداني: أبو الفضل سمع: محمد بن محمد بن غيلان، وغيره. توفي في ربيع الأول. عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله: أبو الحسن التجيبي الطليطلي ابن المشاط. روى عن: أحمد بن مغيث، وجماهر بن عبد الرحمن، وأبي محمد الفارقي. قال ابن بشكوال: كان من أهل العلم، مقدماً في الفهم، حافظاً، ذكياً، لغوياً أديباً، شاعراً، متيقظاً. جمع كتباً في غير ما فن. اخبرني عنه أبو الحسن بن مغيث، وقال: تردد في الأحكام بناحية إشبيلية، ثم صرف عنها، وقصد مالقة فسكنها، وبها توفي في سابع رمضان، وشهده جمع عظيم. عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب بن محمد: الفامي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 321 الفارسي، أبو محمد، الفقيه الشافعي قدم بغداد سنة ثلاثٍ وثمانين وأربعمائة على تدريس النظامية، وكان مدرسها يومئذٍ الحسين بن محمد الطبري، فتقرر أن يدرس كل واحد منها يوماً. فبقيا على ذلك سنة وعزلا. فأملى أبو محمد بجامع القصر عن: أبي بكر أحمد بن الحسين بن الليث، الشرازي الحافظ، ومحمد بن أحمد بن حمدان بن عبدك، وعلي بن بندار الحنفي، وجماعة من شيراز. قال أبو علي بن سكرة: قدم عبد الوهاب الفامي وانا ببغداد، وخرج كافة العلماء والقضاة لتلقيه. وكان يوم قريء منشوره يوماً مشهوداً، سمعت عليه كثيراً، وسمعته يقول: صنفت سبعين تأليفاً في ثمانية عشر عاماً. ولي كتاب في التفسير ضمنه مائة ألف بيت شاهداً. أملى بجامع القصر، وحفظ عليه تصحيف شنيع. ثم أجلب عليه وطولب، ثم رمي بالإعتزال حتى فر بنفسه. وقال السمعاني: أنا أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ: سمعت أحمد بن ثابت الطرقي) الحافظ يقول سمعت غير واحد ممن أثق به، أن عبد الوهاب الشيرازي أملى ببغداد حديثاً متنه صلاة في أثر صلاة كتاب في عليين، فصحف وقال: كناز في عليين. وكان الإمام محمد بن ثابت
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 322 الخجندي حاضراً فقال: ما معناه فقال: النار في الغليس يكون أضوأ. قال الطرقي: وسألته بعض اصدقائي عن جامع أبي عيسى الترمذي: هل لك بسماع فقال ما الجامع، ومن أبو عيسى ما سمعت بهذا قط. ثم رأيته بعد ذلك يعده في مسموعاته. قال الطرفي: ولما أراد أن يملي بجامع القصر قلت له: لو استعنت بحافظ ما، ينتقي الأحاديث، ويرتبها على ماجرت به عادتهم فقال: إنما يفعل ذلك من قلت معرفته بالحديث، أنا حفظي يغنيني، وامتحنت بالإستملاء. فأول ما حدث رأيته يسقط من الإسناد رجلاً، ويبدل رجلاً برجل، ويجعل الواحد رجلين، وفضائح أعجز عن ذكرها. ففي غير موضعٍ، نا الحسن بن سفيان، عن يزيد بن زيرع، فأمسك أهل المجلس، وأشاروا إلي، فقلت: سقط إما محمد بن منهال، أو أمية بن بسطام. فقال: اكتبوا كما في اصلي. واورد: أنا سهل بن بحر أنا سألته، فقال: إننا سالبة، وأما تبديل عمرو بعمر، وكذا جميل بجميل، وقال في سعيد بن عمرو والأشعثي: سعيد بن عمر، والأشعثي، فجعل واو عمرو واو العطف، فقلت: إنما نسبه، فقال: لا. فقلت: فمن الشعثي قال: فضول منك. وقال في الطور: الكود. وقال السمعاني: كانت له يد في المذهب. وحدث عن عبد الواحد بن يوسف الخزار، وأبي زرعة أحمد بن يحيى الخطيب، والحسن بن محمد بن عثمان بن كرامة، وجماعة من الفارسيين. روى لنا عنه: عبد الوهاب الأنماطي، والحسين بن عبد الملك الخلال، ومحمود بن ماشاذة. وقال يحيى بن مندة: أبو محمد الفامي أحفظ من رأيناه لمذهب الشافعي. صنف كتاب تاريخ الفقهاء، وقال فيه: مات جدي أبو الفرج عبد الوهاب سنة
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 323 أربع عشرة وأربعمائة، وفيها ولدت. وقال غيره: توفي في الرابع والعشرين من رمضان بشيراز. علي بن طاهر بن جعفر: أبو الحسن الدمشقي، النحوي. سمع: أبا عبد الله بن سلوان: وأبا نصر الكفرطابي، وعلي بن الخضر السلمي، وأبا القاسم الحنائي، وأبا القاسم السميساطي. روى عنه: جمال الإسلام أبو الحسن، وأبو المعالي محمد بن يحيى الفرشي، وجميل بن تمام، وحفاظ بن الحسن، والخضر بن هبة الله بن طاوس، وأبو المعالي بن صابر. قال ابن عساكر: كان ثقة. وكان له حلقة في الجامع وثق عندها كتبه. توفي في ربيع الأول. 4 (حرف الميم) ) محمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن خذاداذا: أبو غالب العاقلاني، البقال، الفامي، البغدادي، الشيخ الصالح المحدث.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 324 سمع من أبي علي بن شاذان، وأبي بكر البرقاني، وأحمد بن عبد الله بن المحاملي، وطائفة. روى عنه أبو بكرالسمعاني، وإسماعيل بن محمد بن التيمي، وابن ناصر، والسلفي، وخطيب الموصل، وشهدة، وخلق. أثنى عليه عبد الوهاب الأنماطي. وقال ابن ناصر: كان كثير البكاء من خشية الله. قلت: عاش ثمانين سنة أو أزيد، وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة خمس مائة. وهو أخو الشيخ الإمام، المحدث، العالم المفيد، بقية النقلة المكثرين، أبو الحسين البغدادي، الصيرفي ابن الطيوري. ولد سنة إحدى عشرة وأربعمائة. سمع: أبا القاسم الحرفي، وأبا علي بن شاذان، ثم أبا الفرج
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 325 الطناجيري، وأبا محمد الخلال، وابن غيلان، وأبا الحسن العتيقي، ومحمد بن علي الصوري، وعلي بن أحمد الغالي، وأبا طالب العشاري، وعدداً كثيراً. وارتحل فسمع بالبصرة أبا علي بن الشاموخي، وغيره. قال السمعاني: أكثر عنه والدي، وثنا عنه أبو طاهر السنجي، وأبو المعالي الحلواني بمرو، وإسماعيل بن محمد بإصبهان، وخلق يطول ذكرهم. وكان المؤتمن الساجي سيء الرأي فيه، وكان يرميه بالكذب ويصرح بذلك. وما رايت أحداً من مشايخنا الثقات يوافقه، فإنني سالت جماعة مثل عبد الوهاب الأنماطي، وابن ناصر، وغيرهما، فاثنوا عليه ثناء حسناً، وشهدوا له بالطلب والصدق والأمانة، وكثرة السماع. وسمعت سلمان بن مسعود الشحام يقول: قدم علينا أبو المغانم بن النرسي، فانقطعنا عن مجلس ابن الطيورس أياماً، واشتغلنا بالسماع منه. فلما مضينا إلى ابن الطيوري قال لنا: لم انقطعتم عني هذه الأيام قلنا: قدم شيخ من الكوفة كنا نسمع منه. قال: فانشرا علي ما عنده. قلنا: حدث علي بن عبد الرحمن البكائي. فقال الشيخ أبو الحسين، واخرج لنا شدةً من حديث البكائي، وقال: هذا من حديثه، سماعي من أبي الفرج بن الطناجيري. قال السمعاني: وأظن أن هذه الحكاية سمعها من الحافظ ابن ناصر. ولد ابن الطيوري في سنة إحدى عشرة وأربعمائة. وقد روى عنه: السفي، وشهدة، وعبد الحق اليوسفي، وخطيب الموصل، وأبو السعادات. وذكره أبو علي بن سكرة فقال: الشيخ الصالح الثقة. كان ثبتاً فهماً، عفيفاً، متطنناً، صحب الحفاظ ودرب معهم. وسمعت أبا بكر ابن الخاضبة يقول: شيخنا أبو الحسين ممن يستشفى بحديثه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 326 وقال ابن ناصر في أماليه: ثنا الثبت الصدوق أبو الحسين. وقال السلفي: ابن الطيوري محدث كبير، مفيد، ورع، لم يشتغل قط بغير الحديث،) وحصل ما لم يحصله أحد من التفاسير، والقراءآت، وعلوم القرآن، والمسانيد، والعلل، والكتب المصنفة، والأدبيات في الشعر. رافق الصوري، واستفاد منه، والنخشبي، وطاهر النيسابوري. وكتب عنه مسعود السجزي، والحميدي، وجعفر بن الحكاك، فأكثروا عنه. ثم طول السلفي الثناء عليه: وذكر أبو نصر بن ماكولا فقال: صديقنا أبو الحسين ابن الحمامي مخففاً، سمع: أبا علي بن شاذان، وخلقاً كثيراً بعده وهو من أهل الخير والعفاف والصلاح. قال ابن سكرة: ذكر لي شيخنا أبو الحسين أن عنده نحو ألف جزءٍ بخط الدارقطني، أو أخبرت عنه بمثل ذلك. وأخبرني أن عنده نحو ألف جزءٍ بخط الدارقطني، أو أخبرت عنه بمثل ذلك. وأخبرني أن عنده لابن أبي الدنيا أربعة وثمانين مصنفاً. وقال علي بن أحمد النهراوي: توفي في نصف ذي القعدة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 327 المبارك بن فاخر بن محمد بن يعقوب بن فاخر بن محمد بن يعقوب: أبو الكرم ابن الدباس، النحوي. من كبار أئمة العربية واللغة، له فيها باع طويل. ولد سنة ثمانٍ وأربعمائة. وقيل: سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، وهو أصح، والأول غلط. أخذ عن: أبي القاسم عبد الواحد بن برهان الأسدي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 328 وسمع الحديث من أبي الطيب الطبري، وأبي محمد الجوهري. أخذ عنه: الشيخ أبو محمد سبط الحناط. وروى عنه: أبو المعمر النصاري، وجماعة. وله كتاب المعلم في النحو، وكتاب نحو العرف، وكتاب شرح خطبة أدب الكتاب. وكان ابن ناصر يرميه بالكذب، ويقول: كان يدعي سماع ما لم يسمعه. وقال أبو منصور بن خيرون: كانوا يقولون إنه كذاب. توفي في ذي القعدة. مطهر بن أحمد بن عمر بن صالح:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 329 أبو الفرج الهمذاني. روى عن: أبي طالب بن الصباح، وهارون بن طاهر، وأبي الفتح بن الضراب، وابن غزو، وعامة مشايخ همذان الذين أدركهم. قال شيرويه: كان صدوقاً، حسن السيرة، لين الجانب، فاضلاً. مات في جمادى الآخرة. 4 (حرف الياء) يحيى بن سعيد بن حبيب: أبو زكريا المحاربي الجياني. قرأ بالسبع على: أبي عبد الله محمد بن أحمد الفراء الزاهد. وسمع من: محمد بن عتاب الفقيه، وسراج القاضي. واقرأ الناس بقرطبة، ثم استقضي بجيان، وخطب بها. قال عياض شيخ صالح مسن، اندلسي، سكن فاس، وقدم سبتة مراراً، وحج. وكان مباركاً في الأصول، مائلاً إلى النظر، لكن لم يكن يستعمل. يوسف بن تاشفين:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 330 السلطان أبو يعقوب اللمتوني المغربي البربري، الملقب بأمير المسلمين،) وبأمير المرابطين، وبأمير الملثمين. والأول هو الذي استقر. كان أحد من ملك البلاد، ودانت بطاعته العباد، واتسعت ممالكه، وطال عمره. وقل عدد أحد من ملوك الإسلام ماعمر. هو الذي بنى مدينة مراكش، وهو الذي أخذ الأندلس من المعتمد بن عباد وأسره. فمن أخباره أن بر البربر الجنوبي كان لزناتة، فخرج عليهم من جنوبي المغرب من البلاد التي تتاخم ارض السودان الملثمون عليهم أبو بكر بن عمر، وكان رجلاً خيراً ساذجاً، فأخذت الملثمة البلاد من زناتة من تلمسان إلى البحر الأكبر. فسمع أبو بكر أن امرأة ذهبت ناقتها في غارةٍ فبكيت وقالت: ضيعنا أبو بكر بدخوله إلى المغرب. فتألم واستعمل على المغرب يوسف بن تاشفين هذا، ورجع أبو بكر إلى بلاد الجنوب. وكان ابن تاشفين بطلاً شجاعاً، عادلاً، اختطف مراكش، وكان مكمناً للصوص مأوى الحرامية، فكان المارون بن يقول بعضهم لبعض: مراكش. وكان بناء مدينة مراكش في سنة خمسٍ وستين وأربعمائة، اشتراها يوسف بماله الذي خرج به من الصحراء. وكان في موضعها غابة من الشجر وقرية. فيها جماعة من البربر، فاختطها، وبنى بها القصور والمساكن الأنيقة. وهي في مرجٍ
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 331 فسيحٍ وحولها جبال على فراسخ منها، وبالقرب منها جبل عليه الثلج، وهو الذي يعدل مزاجها. وقيل: كانت لعجوزٍ مصمودية. فاسكن مراكش الخلق، وكثرت جيوشه وبعد صيته، وخافته ملوك الأندلس، وكذلك خافته ملوك الفرنج لأنها علمت أنه ينجد الأندلسيين عليهم. وكان قد ظهر للملثمين في الحروب ضربات بالسيوف تقد الفارس، وطعنات تنظم الكلى، فكتب إليه المعتمد يتلطف به، ويسأله أن يعرض عن بلاده لما رأى همته على قصد الأندلس، وأنه تحت طاعته. فيقال كان في المتاب: فإنك إن أعرضت عنا نسبت إلى كرم، ولم تنسب إلى عجز، وإن أجبنا داعيك نسبنا إلى عقلٍ، ولم ننسي إلى وهن، وقد اخترنا لأنفسنا أجمل نسبتينا. وإن في استبقائك ذوي البيوت دواماً لأمرك وثبوت. وأرسل له تحفاً وهدايا. وكان بربرياً لا يكاد يفهم، ففسر له كاتبه، على لسانه: من يوسف بن تاشفين، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية من سالمكم، وسلم إليكم، حكمة التأييد والنصر فيما حكم عليكم، وإنكم في أوسع إباحة مما بأيديكم
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 332 من الملك، وانتم مخصوصون منا بأكرم إيثار، فاستديموا وفاءنا بوفائكم، واستصلحوا إخاءنا بإصلاح إخائكم، والله ولي التوفيق لنا ولكم، والسلام. ففرح بكتابه ابن عباد وملوك الأندلس، وقويت نفوسهم على دفع الفرنج، ونووا أن رأوا من ملك الفرنج ما يريبهم أن يستنجدوا بابن تاشفين. وصارت لابن تاشفين) بفعله محبة في نفوس أهل الأندلس ثم إن الأذفونش ألح على بلاد ابن عباد، فقال ابن عباد في نفسه: إن دهينا من مداخلة الأضداد، فأهون الأمرين أمر الملثمين، ورعاية أولادنا جمالهم أهون من أن يرعوا خنازير الفرنج. وبقي هذا الرأي نصب عينه، فقصده الأذفونش في جيشٍ عرمرم، وجفل الناس، فطلب من ابن تاشفين النجدة، والجهاد. وكان ابن تاشفين على أتم أهبةٍ، فشرع في عبور جيشه. فلما رأى ملوك الأندلس عبور البربر للجهاد، استعدوا أيضاً للنجدة، وبلغ ذلك الأذفونش، فاستنفر دين النصرانية، واجتمع له جنود لا يحصيهم إلا الله. ودخل مع ابن تاشفين شيء عظيم من الجمال، ولم يكن أهل جزيرة الأندلس يكادون يعرفون الجمال، ولا تعودتها خيلهم، فتجافلت منها ومن رغائها وأصواتها. وكان ابن تاشفين يحدق بها عسكره، ويحضرها الحروب، فتنفر خيل الفرنج عنها. وكان الأذفونش نازلاً بالزلاقة بالقرب من بطليوس، فقصده حزب الله،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 333 وقدم ابن تاشفين بين يديه كتاباً إلى الفرنج يدعوهم إلى الإسلام، أو الحرب، أو الجزية. ثم اقبلت الجيوش، ونزلت تجاه الفرنج أولاً، وأن يكون ابن تاشفين ردفاً له. ففعلوا ذلك، فخذل الفرنج، استمر القتل فيهم، فقيل: إنه لم يفلت منهم إلا الأذفونش في أقل من ثلاثين. وغنم المسلمون غنيمة عظيمة. وذلك في سنة تسع وسبعين وأربعمائة. وعف يوسف عن الغنائم، وآثر بها ملوك الأندلس ليتم له الأجر، فأحبوه وشكروا له. وكانت ملحمة عظيمةٍ قل أن وقع في الإسلام مثلها. وجرح فيها ملك الفرنج، وجمعت رؤوس الفرنج، فكانت كالتل العظيم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 334 ثم عزم ابن عباد عى أمير المسلمين يوسف، ورام أن ينزل في ضيافته. فأجابه فأنزله الله في قصوره على نهر إشبيلية. فرأى أماكن نزهة، كثيرة الخير والحسن والرزق. وبالغ المعتمد بن عباد وأولاده في خدمة أمير المسلمين، وكان رجلاً بربرياً. قليل التنعم والتلذذ والرفاهية، فرأى ما هاله من الحشمة والعرش والأطعمة الفاخرة، فأقبل خواصه عليه ينبهونه على تلك الهيئة ويحسنونها، ويقولون: ينبغي أن تتخذ ببلادك نحو هذا. فأنكر عليهم، وكان قد دخل في الشيخوخة وفنيت إرادته، وأدمن على عيش بلاده. ثم أخذ يعيب طريقة المعتمد وتنعمه المفرط، وقال: من يتعانى هذه اللذات لا يمكن أن يعدل كما ينبغي أباداً. ومن كان هذا همته في حفظ بلاده ورعيته. ثم سال يوسف: هل يفعل المعتمد هذا التنعم في كل أوقاته فقيل له: بل كل زمانه على هذا. فسكت، وأقام عنده أياماً، فأتى المعتمد رجل عاقل ناصح، فخوفه من غائلة ابن تاشفين، وأشار عليه بأن يقبض عليه، وأن لا يطلقه حتى يأمر كل من بالأندلس) من عسكره أن يرجع من حيث جاء: ثم تتفق أنت وملوك الأندلس على حراسة البحر من سفينة تجري له، ثم تتوثق منه الأيمان أن لا يغدر، ثم تطلقه، وتأخذ منه على ذلك رهائن. فأصغى المعتمد إلى مقالته واستوصبها، وبقي يفكر في انتهاز الفرصة، وكان له ندماء قد انهمكوا معه في اللذات، فقال أحدهم لهذا الرجل: ما كان أمير المؤمنين، وهو إمام أهل المكرهات ممن يعامل بالحيف ويغدر بالضيف. قال: إنما الغدر أخذ الحق ممن هو له، لا دفع المرء عن نفسه. قال النديم: بل كظم مع وفاءٍ، خير من حزم مع جفاء. ثم إن ذلك الناصح استدرك الأمر وتلافاه، وشكر له المعتمد، وأجازه، فبلغ الخبر ابن تاشفين، فاصبح غادياً. فقدم له المعتمد هدايا عظيمة، فقبلها وعبر إلى سبتة. وبقي جل عسكره بالجزيرة يستريحون.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 335 وأما الأذفونش، فقدم إلى بلده بأسوأ حال، فسأل عن أبطاله وبطاركته، فوجد أكثرهم قد قتلوا، وسمع نوح الثكالى عليهم، فلم يأكل ولا التذ بعيشٍ حتى مات غماً، وخلف بنتاً، فتحصنت بطليطلة. ثم أخذ عسكر ابن تاشفين يغيرون، حتى كسبوا من الفرنج ما تجاوز الحد، وبعثوا، بالمغانم إلى مراكش. واستأذن مقدمهم سير بن أبي بكر لابن تاشفين في المقام بالأندلس، وأعلمه أنه قد افتتح حصوناً، ورتب فيها، وأنه لا يستقيم الأمر إلا بإقامته. فكتب إليه ابن تاشفين يأمره بإخراج ملوك الأندلس من بلادهم وإيجافهم في العدوة، فإن أبوا عليه حاربهم. وليبدأ بالثغور: ولا تتعرض للمعتمد. فابتدأ سير بملوك بني هود يستنزلهم من قلعة روطة، وهي منيعة إلى الغاية، وماؤها ينبوع في أعلاها، وبها من الذخائر المختلفة ما لا يوصف. فلم يقدر عليها، فرحل عنها. ثم جند أجناداً على زي الفرنج، وأمرهم أن قصدوها كالمغيرين، وكمن هو العسكر، ففعلوا ذلك. فرآهم ابن هود، فاستضعفهم، ونزل في طلبهم، فخرج عليه سير فأسره وتسلم القلعة. ثم نازل بني ظاهر بشرق الأندلس، فسلموا إليه، ولحقوا بالعدوة. ثم نازل بني صمادح بالمرية، فمات ملكهم في الحصار، فسلموا المدينة. ثم نازلوا المتوكل عمر بن الفطس ببطليوس، فخامر عليه أصحابه، فقبضوا عليه، ثم قتل صبراً. ثم إن سير كتب إلى ابن تاشفين أنه لم يبق بالجزيرة غير المعتمد فأمره أن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 336 يعرض عليه التحول إلى العدوة بأهله وماله، فإن أبى فنازله. فلما عرض عليه سير ذلك لم يجب، فسار وحاصره اشهراً ثم دخل عليه البلد قهراً، وظفر به، وبعثه إلى العدوة مقيداً، فحبس بأغمات إلى أن مات. وتسلم سير الجزيرة كلها. وقال ابن دحية أو غيره: نزل يوسف على مدينة فاس في سنة أربع وستين وأربعمائة) وحاصرها. ثم أخذها، فأقر العامة، ونفا البربر والجند عنها، بعد أن حبس رؤوسهم، وقتل منهم، وكان مؤثراً إلى يوم العلم والدين، كثير المشورة لهم. وكان معتدل القامة، أسمر، نحيفاً، حازماً، سائساً. وكان يخطب لبني العباس. وهو أول من سمي بأمير المسلمين. وكان يحب العفو والصفح، وفيه خير وعدل. وقال أبو الحجاج البياسي في كتاب تذكير الغافل: إن يوسف بن تاشفين جاز البحر مرة ثالثة، وقصد قرطبة، وهي لابن عباد، فوصلها سنة ثلاثٍ وثمانين، فخرج إليه المعتمد بالضيافة، وجرى معه على عادته. ثم إن ابن تاشفين أخذ غرناطة من عبد الله بن بلقين بن باديس، وحبسه،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 337 فطمع ابن عباد في غرناطة، وأن يعطيه ابن تاشفين إياها، فعرض له بذلك، فأعرض عنه ابن تاشفين إلى مراكش في رمضان من السنة. فلما دخلت سنة اربع عزم على العبور إلى الأندلس لمنازلة المعتمد بن عباد، فاستعد له ابن عباد، ونازلته البربر، فاستغاث بالأذفونش، فلم يلتفت إليه. وكانت إمرة يوسف بن تاشفين عند موت أبي بكر بن عمر أمير المسلمين سنة اثنتين وستين وأربعمائة. وكانت الدولة قبلها لزناتة، وكانت دولة ظالمة فاجرة. وكان ابن تاشفين وعسكره فيهم يبس وديانة وجهاد، فافتتح البلاد، وأحبته الرعية. وضيق لثمامه هو وجماعته. فقيل: إنهم كانوا يتملثمون في الصحراء كعادة العرب، فلما تملك ضيق ذلك اللثام. قال عزيز: وما رأيته عياناً أنه كان لي صديق منهم بدمشقٍ، وبيننا مودة. فأتيته، فدخلت وقد غسل عمامته، وشد سرواله على رأسه، وتلثم به. هذا بعد أن انقضت دولتهم، وتفرقوا في البلاد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 338 وحكى لي ثقة أنه راى شيخاً من الملثمين بالمغرب متردياً في نهر يغسل ثيابه وهو عريان، وعورته بادية، ويده اليمنى يغسل بها، ويده اليسرى يستر بها وجهه. وقد جعل هؤلاء اللثام جنة، فلا يعرف الشيخ منهم من الشباب، فلا يزيلونه ليلاً ولا نهاراً، حتى أن المقتول منهم في المعركة لا يكاد يعرفه اهله، حتى يجعلوا على وجهه لثاماً. ولبعضهم: (قوم لهم درك العلا في حميرٍ .......... وإن انتموا صناجةً فهم هموا)
(لما حووا إحراز كل فيلةٍ .......... غلب الحياة عليهم، فتلثموا) وتزوج ابن تاشفين بزينب زوجة أبي بكر بن عمر، وكانت حاكمة عليه، وكذلك جميع المثمين يكبرون نساءهم، وينقادون لأمرهم، وما يسمون الرجل منهم إلا بأمه. وهنا حكاية، وهي أن ابن خلوف القاضي الأديب كان له شعر، فبلغ زينب هذه أنه مدح حواء امرأة سير بن أبي) بكر، وفضلها على جميع النساء بالجمال، فأمرت بعزله عن القضاء. فسار إلى أغمات، واستأذن عليها، فدخل البواب فاعلمها به، فقالت: يمضي إلى التي مدحها ترده إلى القضاء. فابلغه، فعز عليه، وبقي بالحضرة أياماً حتى نفيت نفقته، فأتى خادمها فقال: قد أردت بيع هذا المهر، فأعطني مثقالين أتزود بهما إلى أهلي، وخذه فأنت أولى. فسر الخادم وأعطاه، ودخل مسروراً بالمهر، وأخبر الست، فرقت له، وقالت: ائتني به. فأسرع وأدخله عليها، فقالت: تمدح حواء وتسرف، وزعمت أنه ليس في النساء أحسن منها، وما هذه منزلة القضاة. فقال في الحال:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 339 (أنت بالشمس لاحقة .......... وهي بالأرض لاصقه)
(فمتى ما مدحتها .......... فهي في سير طالقة) فقالت ياقاضي طلقتها. قال: نعم. ثلاثة وثلاثة وثلاثة. فضحكت حتى افتضحت، وكتبت إلى يوسف يرده إلى القضاء. قلت: ولا ريب أن يوسف ملك من الملوك، بدت منه هنات وزلالات، ودخل في دهاء الملوك وغدرهم. ولما أخذ إشبيلية من المعتمد شن عسكر بان تاشفين الغارة بإشبيلية، وخلوا أهلها على برد الديار، وخرج الناس من بيوتهم يسترون عوراتهم بأيديهم، واقتضت الأبكار. وتتابعت الفتوحات لابن تاشفين، وكانت فقهاء الأندلس قالوا: له لا يجب طاعتك حتى يكون لك عهد من الخليفة. فأرسل إلى العراق قوماً من أهله بهدايا. وكتاباً، يذكر فيه ما فعل بالفرنج. فجاءه أمر المستظهر بالله أحمد رسول بهدية، وتقليد وخلعة، وراية. وكان يقتدي بآراء العلماء، ويعظم أهل الدين. ونشأ ولده علي في العفاف والدين والعلم، فولاه العهد في سنة تسعٍ وتسعين وأربعمائة. وتوفي يوسف في يوم الإثنين ثالث المحرم سنة خمسمائة، ورخه ابن خلكان، وقبله عز الدين ابن الأثير، وغيرهما. وعاش تسعين سنة. قال اليسع بن حزم: فمن فضله أنه لما أراد بناء مراكش ادعى قوم مصامدة فيها أرضاً، فأرضاهم بمالً عظيم. وكان يلبس العباء، ويؤثر الحياء، ويقصد مقاصد العز في طرق المعالي، ويكره السفاف، ويحب الشرف المتعالي، ويقلد العلماء، ويؤثر الحكماء، يتدبر مرضاتهم. وإذا دخل عليه من طول ثيابه وجرها... إليه وجهه، وأعرض عنه، فإن كان ذا ولاية عزله. وكان كثير الصدقة عظيم البر والصلة للمساكين، رحمه الله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 340 يوسف بن علي الزنجاني: أبو القاسم الشافعي من كبار أصحاب أبي إسحاق الشيرازي. مات في صفر.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 341 4 (المتوفون تقريباً) أحمد بن محمد بن عبد الرحمن: أبو العباس الأنصاري، الشارقي الواعظ. حج وسمع كريمة، وتفقه على أبي إسحاق الشيرازي. ودخل العراق وفارس، وسكن سبتة، وفاس. وكان صالحاً، ديناً، ذاكراً، بكاءً، واعظاً. توفي بشرق الأندلس في نحو الخمسمائة. قال ابن بشكوال. أحمد بن محمد بن الفضل بن شهريار: أبو علي الإصبهاني. سمع: أبا الفرج محمد بن عبد الله بن شهريار، وغيره. وكان من أبناء التسعين. روى عنه: السلفي، وأبو طاهر السنجي. مات قبل الخمسمائة بقليل. أحمد بن عبد الله السوذرجاني: عبد الرحيم بن محمد بن أحمد: أبو منصور الشرابي الإصبهاني
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 342 توفي قبل الخمسمائة أو بعدها. روى عن: أبي بكر محمد بن الحسن بن الليث الصفار صاحب ابن خميروية الهروي. روى عنه: أبو سعد محمد بن عبد الواحد الصائغ. عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد. أبو بكر ابن الإمام أبي عثمان الصابوني النيسابوري. خلف أباه في حضور المجالس، وكان له قبول تام لأجل والده. وكان مليح الشمائل، متجملاً بهياً. بقي على التصون قليلاً، ثم لعب واخذ في الصيد والتنزه، فقبر أمره، ثم أصاب في الآخر نقرس وزمن، فباع بقية ضيعةٍ له. سمع: أباه، وعمه أبا يعلى، وأبا حفص ابن مسرور. روى عنه: محمد بن الحسين الأملي، وعبد الله بن الفراوي، وعمر بن أحمد الصفار، وآخرون. وقد سمع صحيح مسلم من عبد الغافر الفارسي. روى عنه أيضاً: هبة الله بن محمد بن حسنة، وتيمان بن أبي الفوارس، وأبو رشيد بن إسماعيل بن غانم، وأبو الفتح عبد الله بن أحمد الخرقي، وعدد كبير. أسعد بن مسعود بن علي: أبو إبراهيم النيسابوري، أحد الرؤساء والعلماء. تأدب على منصور بن عبد الملك الثعالبي. وسمع من: الحيري، والصيرفي. ومن جده أبي نصر العتبي، وقال: مات جدي سنة أربع عشرة. روى عنه: مسعود بن أحمد الحوافي، وأبو طاهر السنجي، وعبد الخالق الشحامي، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 343 تزهد بأخرة. عاش بضعاً وثمانين سنة. غالب بن عيسى بن نعم الخلف: أبو تمام الأنصاري الأندلسي. طوف الشام، والعراق، واليمن. وجاور مكة. سمع أبا محمد الجوهري، وجماعة ببغداد وأبا غالب بن بشران النحوي بواسطة وأبا العلاء بن سليمان بالمعرة وأحمد بن الفضل الباطرقاني بإصبهان. سمع منه: أبو بكر السمعاني في سنة ثمانٍ وتسعين بمكة، وقال: كان قد نيف على المائة وزمن وعمر. المظفر بن الحسين بن إبراهيم بن هرثمة: أبو منصور) الفارسي الرجاني، ثم الغزنوي. قال السمعاني: شيخ، إمام، فقيه، عارف بالحديث وطرقه. صنف تصانيف في الحديث. وسمع بغزنة حنبل بن أحمد بن حنبل البيع، وبالهند أبا الحسن محمد بن الحسن البصري، وببغداد أبا الطيب الطبري، وأبا القاسم التنوخي، وبدمشق أبا عبد الله بن سلوان، وبمصر أبا الحسن الطفال، وعبد الملك بن مسكين. قدم بلخ فحدث بها. روى عنه: أبو شجاع عمر البسطامي، وأبو حفص بن عمر الأشهبي، وغيرهما. وتوفي بعد التسعين وأربعمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 344 عباد بن الحسين بن غانم الطائي: الوزير أبو منصور. وزر لبعض ملوك العجم، وحدث ببغداد عن ابن ريدة الإصبهاني. روى عنه: أبو الوفاء أحمد بن الحصين، وأبو طاهر السلفي. إبراهيم بن علي بن الحسن. أبو أحمد البصري البجيرمي. سمع: إبراهيم بن طلحة بن غسان. وعنه: السلفي. محمد بن المظفر بن عبيد الله النهاوندي: المعدل. سمع: القاضي أحمد بن عبد الرحمن الراوي عن البكاشي. أخذ عنه السلفي بنهاوند. محمد الإصبهاني الزجاج. سمع: علي بن ماشذة، وأبا علي أحمد بن محمد بن حسن المرزوقي، وأبا بكر بن أبي علي، والحسين أحمد بن سعد الرازي. قال السلفي: لم يرو منا عن المرزوقي سواه. محمد بن إدريس بن خلف: أبو تمام القرتائي البصري.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 345 روى عن: إبراهيم بن طلحة بن غسان. سمع منه: السلفي بالبصرة. سعد بن علي بن حميد: أبو علان المضري المراغي. روى عن: أحمد بن الحسين التراسي. وعن: السلفي. علي بن هبة الله التراسي: عن: أحمد بن الحسين التراسي. وعنه: السلفي، وغيراه. محمد بن علي بن عبد الرزاق: أبو الحسن الإصبهاني الكاغدي. شيخ مسن، مسند. روى عن: علي بن ميلة الفرضي. روى عنه: السلفي. أحمد بن أبي هاشم: أبو طالب القرشي الإصبهاني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 346 سمع أبا سعيد محمد بن علي النقاش، وأبا سعيد الحسن بن محمد بن حسنويه الكاتب، ومحمد بن عبد الله بن شاذان الأعرج. روى عنه: السفي عنهم، وعن: أبي بكر بن أبي علي. محمد بن أحمد بن سعيد: أبو المظفر الإصبهاني الفاشاني المعدل. سمع: سفيان بن محمد بن حسنويه، وأبا نعيم. وعنه: السلفي. لاحق بن محمد بن أحمد: أبو القاسم التميمي، الإصبهاني الإسكاف. سمع: أبا علي أحمد بن محمد بن يزداد، والا بكر بن أبي علي، وإبراهيم بن علي الخياط، والفضل بن شهريار، وأبا عبد الله اللجمال، وابن عبدويه، وأبا حفص الزعفراوي، وأبا نعيم. وأجاز له أبو سعيد النقاش، وعلي بن ميلة، والقاضي أبو بكر الحيري. روى عنه السلفي فاكثر عنه، ولم يؤرخ وفاته. محمد بن أحمد بن) جعفر: أبو صادق الإصبهاني. سمع: الفضل بن عبيد الله بن شهريار، وأبا بكر بن أبي علي الذكواني. وجماعة. وعنه: السلفي وقال: كان كاتباً مكثراً، من رؤساء البلد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 347 محمد بن الحسين بن محمد: أبو إبراهيم البالوي النيسابوري. صالح سديد. سمع الإمام أبا إسحاق الأسفرائيني، وحدث عنه بثلاثة أجزاء. وعاش إلى سنة ثلاثٍ وتسعين. روى عنه: أبو طاهر السنجي، وأبو البركات الفراوي، وعبد الخالق الشحامي. محمد بن عبد العزيز بن أحمد: أبو بكر الإصبهاني العسال. سمع: أبا نعيم الحافظ، وسفيان بن محمد بن حسنويه. وعنه: السلفي. حمد بن عمر بن سهلويه. أبو العلاء الإصبهاني الشرابي سمع: أبا نعيم الحافظ، ويوسف بن حسن الرازي. وعنه: السلفي. أحمد بن الحسن بن أحمد بن علي بن الخصيب: الفقيه أبو سعيد الجرباذقاني الخانساري. سمع: أبا طاهر بن عبد الرحيم الكاتب، وأحمد بن الفضل الباطرقاني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 348 روى عنه السلفي جزءاً من حديثه سمعناه. عبد الله بن يوسف: الحافظ أبو محمد الجرجاني القاضي. صنف فضائل الشافعي، وفضائل أحمد بن حنبل، وغير ذلك. وسمع الكثير. قال أبو النضر الفامي: توفي بعد العشرين وأربعمائة. عمر بن محمد بن عمر بن علوية: أبو الفتح الإصبهاني. سمع: أبا بكر الذكواني. وحدث في سنة اثنتين وتسعين، وهو إن شاء الله من شيوخ السلفي. وآخر من روى عنه: أبو الفتح الخرقي. سداد بن محمد بن أحمد بن جعفر: القاضي أبو الرجاء الخلقاني الإصبهاني. روى عن: أبي نعيم الحافظ، والهيثم بن محمد الخراط، وأبي القاسم عبد الله بن الحسن المطيعي. قال السلفي: كان مكثراً من الطلب والمعرفة، وتكلم فيه بغير حجة. روى عنه: السلفي، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 349 وآخر أصحابه أبو الفتح الخرقي. محمد بن أحمد بن طاهر بن حمد: أبو غالب البغدادي. حدث في هذه السنة بواسط عن أبي القاسم التنوخي بالطوالات. رواها عنه أبو طالب محمد بن علي الكتاني. إسماعيلبن الحسين بن حمزة: السيد أبو الحسن العوي الهروي. رئيس محتشم، كبير الشأن، علي الرتبة ببلده. سمع: أبا عثمان بن العباس القرشي، وغيره. روى عنه: عبد الغافر بن إسماعيل، وذكر أنه عاش إلى سنة نيفٍ وتسعين وأربعمائة، وأنه حدث بنيسابور سنة أربع وتسعين. عبد الملك بن الحسن بن بتنة:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 350 أبو محمد الأنصاري. شيخ صالح، مجاور بمكة. سمع: أبا القاسم علي بن الحسين بن محمد الفسوي، والشيخ عبد العزيز بن بندار الشيرازي. سمع منه: أبو طاهر السلفي، وابو بكر السمعاني، وغيرهما بمكة. ذكره السلفي في معجمه، وأنه حج سبعاً وسبعين) حجة، وزار النبي صلى الله عليه وسلم أربع عشرة مرة. وله في كل سنة مائة عمرة في رجب، وشعبان ورمضان، وذي الحجة. وبتنة: بكسر الباء والتاء، ثن تشديد النون، ورأيتها مرة بفتحها. محمد بن عبد الله بن أبي داود: أبو الحسن الفارسين ثم المصري الوراق، الكتبي. شيخ فاضل. حدث عن: أبي عبد الله بن نظيف، وغيره. وكان ذا هيئة ومعرفة. وروى عنه: أبو علي بن سكرة، وابو بكر بن الفزاري، وقال: شيخ مفيد له علو. قلت: بقي إلى حدود الخمسمائة، وأظن سمع منه الشريف الخطيب أبو الفتوح. محمد بن خلف بن قاسم الخولاني: الإشبيلي. أبو عبد الله. يروي عن: ابن حزم، وأبي محمد بن خزرج.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 351 قرأ عليه: أبو العباس أحمد بن محمد صحيح مسلم في سنة أربعٍ وتسعين وأربعمائة. المظهر بن الفضل بن عبد الوهاب بن أحمد بن بطة: أبو علي الإصبهاني. ولد سنة ست وأربعمائة. وسمع: أبا عبد الجمال، وأبا نعيم، وجماعة. وعنه: السلفي. المظهر بن علي: أبو الفتح البندنيجي المالحاني. سمع: الجوهري. روى عنه: السلفي. لقيه في سنة سبعٍ وتسعين. إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن اسود: أبو إسحاق الغساني المريي. من علماء أهل المرية من الأندلس. روى عن: أبيه إبراهيم، وحاتم بن محمد، وأبي عمر بن عبد البر، وأبي لأصبغ عيسى بن محمد، وطائفة. وكان شديد العناية بالرواية. ذكر البار فقال: روى عنه: ابنه القاضي أبو عبد الله محمد، وعبد الرحيم بن محمد الخزرجي، وأبو عبد الله بن إحدى عشرة
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 352 توفي نحو الخمسمائة. أحمد بن نصر بن أحمد: أبو العلاء الهمذاني. روى عن: ابن حميد، وابن الصباح، وهارون بن ماهلة، وأبي الفرج بن عبد الحميد، ونصر بن علي الفقيه، وعدد كبير. روى عنه السلفي، وغيره. وكان حافظاً أديباً ناصراً للسنة عارفاً بمذهب أحمد، ثقة. أملى مجالس من حفظه. ياتي في سنة. عبد الله بن إبراهيم بن هاشم: أبو محمد القيسي المريي الفقيه، ويعرف بحفيد هاشم. شرح كتاب التفريع لابن الجلاب في ست مجلدات، واجمع أهل المرية على تقديمه للقضاء، فقال: إن فعلتم فررت عن أهلي وولدي، والله أسألكم. فتركوه. قرأ عليه صهره الخطيب أبو عبد الله الحمزي. وكان موجوداً في حدود الخمسمائة. محمد بن جابار بن علي: الواعظ المذكر أبو الوفاء الهمذاني. ممن أجاز للسلفي سنة اربعً وتسعين. ذكره شيرويه فقال: صالح، دين، زاهد، صدوقن متعصب للحنابلة جدا.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 353 روى عن: علي بن حميد، وحميد بن المأمون، وطائفة. سمعت منه أحاديث. الحسن بن الفتح بن حمزة بن الفتح: أبو القاسم الهمذاني الأديب.) من أولاد الوزراء والأعيان. كما يرجع إلى معرفة باللغة، والمعاني، والبيان. قدم بغداد سنة ثمانٍ وتسعين وأربعمائة، فكتب عنه: هزارت الهرروي، والحسين بن خسرو. ذكر السمعاني، ولم يذكر له وفاة. وقال السلفي: كان من أهل الفضل والتقدم في الفرائض، والتفسير، والآداب، وله تفسير حسن، وشعر فائق. علقت عنه حكايات وشعر. وقد صحب أبا إسحاق الشيرازي، وتفقه عليه. وله: (نسيم الصبا إن هجت يوماً بأرضها .......... فقولي لها حالي علت عن سؤآلك)
(فها أنذا إن كنت يوماً تعتبي .......... فلم يبق لي إلا حشاشة هالك.) قال ابن صلاح: رايت مجلدين من تفسيره من تجزئة ثلاث مجلدات، واسمه كتاب البديع في البيان عن غوامض القرآن فوجدته ذا عناية بالعربية الكلام ضعيف الفقه. الحسين بن أحمد بن أحمد:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 354 القاضي أبو عبد الله بن الصفار. من فقهاء همذان. كان ينوب عن القضاة بها. وهو من رواة الزهد. أخذ عن ابن المذهب. سمع: ابن الكسار، وبشر بن الفاتني، والحسن بن دوما النعالي، والحسين بن علي الطناجيري، وابن غيلان، وخلقاً سواهم. كتب عنه: أبو شجاع شيرويه الديلمي وقال: كان صحيح السماع، من الأشعريه. وذكر ابن السمعاني، ولم يذكر له وفاة. علي بن الحسن بن أبي سهل: أبو القاسم النيسابوري الأدمي السراج. شيخ مبارك، سمع: علي بن محمد الطرازي، وجماعة. وبقي إلى سنة بضعٍ وتسعين. روى عنه: محمد بن محمد السنجي، وعبد الله بن الفراوي، ومحمد بن أحمد الصفار، وجماعة.
الجزء الخامس والثلاثون
الجزء الخامس والثلاثون
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 5 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)
5 (الطبقة الحادية والخمسون حوادث)
1 (الأحداث من سنة إلى)
4 (سنة إحدى وخمسمائة)
4 (فتنة العميد على سيف الدولة صدقة بن مزيد) كان سيف الدولة صدقة قد صار ملك العرب في زمانه، وبنى مدينة الحلة وغيرها. وقبل ذلك كان صاحب عمود وسيف، فعظم شأنه، وارتفع قدره، وصار ملجأً لمن يستجير. وكان معيناً للسلطان محمد على حروبه مع أخيه، وناصراً له، فزاد في إقطاعه مدينة واسط، وأذن له في أخذ البصرة. ثم افتن ما بينهما العميد أبو جعفر محمد بن الحسين البلخي مع ما كان يفعله صدقة من إجارة من يلتجيء إليه من أعداء السلطان محمد. وشغب العميد السلطان عليه، ثم زاد عليه بأن صبغه بأنه من الباطنية، ولم يكن كذلك كان شيعياً. وسخط السلطان على سرخاب بن دلف صاحب ساوة، فهرب منه، فأجاره صدقة، فطلبه السلطان منه، فامتنع. إلى أمور أخر، فتوجه السلطان إلى العراق. فاستشار صدقة أصحابه، فأشار إليه ابنه دبيس بأن ينفذه إلى السلطان بتقادم وتحف وخيل، وأشار سعيد بن حميد صاحب جيش صدقة بالحرب، فأصغى إليه، وجمع العساكر، وبذل الأموال، فاجتمع له عشرون ألف فارس، وثلاثون ألف راجل. فأرسل إليه المستظهر ينهاه عن الخروج، ويعده بأن يصلح أمره. وأرسل السلطان يطلبه ويطيب قلبه، ويأمره بالتجهز معه لقصد غزو الفرنج، فأجاب بأنهم ملأوا قلب السلطان علي، ولا آمن من سطوته. وقال صاحب جيشه: لم يبق لنا في صلح السلطان مطمع.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 6 4 (دخول السلطان بغداد) ودخل السلطان بغداد في العشرين من ربيع الآخر جريدة لا يبلغ عسكره ألفي فارس، فلما اطمأن ببغداد، وتحقق معاندة صدقة له بعث شحنة بغداد سنقر البرسقي في عسكر، فنزل على صرصر، وبعث بريداً يستحث عساكره فأسرعوا إليه. 4 (الحرب بين السلطان وصدقة بن مزيد) ثم نشبت الحرب بين الفريقين شيئاً فشيئاً، وتراسلوا في الصلح غير مرة، فلم يتفق، وجرت لهم أمور طويلة. ثم التقى صدقة والسلطان في تاسع عشر رجب، فكانت الأتراك ترمي الرشقة) عشرة الآف سهم، فتقع في خيل العرب وأبدانهم. وبقي أصحاب صدقة كلما حملوا منعهم نهر بين الفريقين من الوصول، ومن عبر إليهم لم يرجع. وتقاعدت عبادة وخفاجة شفقة على خيلها. وبقي صدقة يصيح: يا آل خزيمة، يا آل ناشرة، ووعد الأكراد بكل جميل لما رأى من شجاعتهم. وكان راكباً على فرسه المهلوب، ولم يكن لأحد مثله، فجرح الفرس ثلاث جراحات. وكان له فرس آخر قد ركبه حاجبه أبو نصر، فلما رأى الترك قد غشوا صدقة هرب عليه، فناداه صدقة، فلم يرد عليه. وحمل صدقة على الأتراك وضرب غلاماً منهم في وجهه بالسيف، وجعل يفتخر ويقول: أنا ملك العرب، أنا صدقة. فجاءه سهم في ظهره، وأدركه بزغش مملوك أشل، فجذبه عن فرسه فوقع فقال: يا غلام أرفق. فضربه بالسيف قتله، وحمل رأسه إلى السلطان، وقتل من أصحابه أكثر من ثلاثة الآف فارس، وأسر ابنه دبيس، وصاحب جيشه سعيد بن حميد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 7 4 (ترجمة صدقة بن منصور) وكان صدقة كثير المحاسن بالجملة، محبباً إلى الرعية، لم يتزوج على امرأته، ولا تسرى عليها. وكان عنده ألوف مجلدات من الكتب النفيسة. وكان متواضعاً محتملاً، كثير العطاء. 4 (سفر فخر الملك ابن عمار إلى بغداد) وأما طرابلس، فلما طال حصارها، وقلت أقواتها، وعظمت بليتها ولا حول ولا قوة إلا بالله، من الله عليهم سنة خمسمائة بميرة جاءتهم من البحر، فتقووا شيئاً. واستناب فخر الملك أبو علي بن عمار على البلدان ابن عمه، وسلف المقاتلة رزق ستة أشهر. وسار منها إلى دمشق ليمضي إلى بغداد فأظهر ابن عمه العصيان، ونادى بشعار المصريين، فبعث فخر الملك إلى أصحابه، فأمرهم بالقبض عليه، ففعلوا به ذلك. واستصحب فخر الملك معه تحفاً ونفائس وجواهر وحلى غريبة، فاحترمه أمير دمشق وأكرمه، ثم سار إلى بغداد، فدخلها في رمضان قاصداً باب السلطان، مستنفراً على الفرنج، فبالغ السلطان محمد في احترامه. وكان يوم دخوله مشهوداً. ورتب له الخليفة الرواتب العظيمة. ثم قدم للسلطان التقادم، وحادثه السلطان في أمر قتال الفرنج، فطلب النجدة، وضمن الإقامة بكفاية العساكر، فأجابه السلطان. وقدم للخليفة أيضاً، وحضر دار الخلافة وخلع عليه. وجرد السلطان معه عسكراً لم يغن شيئاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 8 4 (دخول فخر الملك جبلة) ) ثم وصل إلى دمشق في المحرم سنة اثنتين، وتوجه بعسكر دمشق إلى جبلة، وأطاعه أهلها. 4 (القبض على جماعة ابن عمار) وأما أهل طرابلس فراسلوا المصريين يلتمسون والياً وميرة في البحر، فجاءهم شرف الدولة ومعه الميرة الكثيرة، فلما دخلها قبض على جماعة من أقارب ابن عمار، وأخذ نعمهم وذخائرهم، وحمل الجميع إلى مصر في البحر. 4 (إظهار السلطان العدل ببغداد) وفي شعبان أطلق السلطان الضرائب والمكوس ببغداد، وكثر الدعاء له، وشرط على وزير الخليفة العدل وحسن السيرة، وأن لا يستعمل أهل الذمة، وعاد إلى إصبهان بعد إقامة نحو الستة أشهر، فأحسن فيها ما شاء. وكتب في يوم أربعمائة فقير. ومضى يوماً إلى مشهد أبي حنيفة، فانفرد وغلق عليه الأبواب يصلي ويتعبد، وكف غلمانه عن ظلم الرعية، وبالغ في ذلك. 4 (بناء حصن عند صور) وفيها حاصر بغدوين ملك الفرنج صور، وبنى تلقاءها حصناً، وضيق
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 9 عليهم، فبذل له متوليها سبعة الآف دينار، فرحل عنها. 4 (منازلة الفرنج صيدا) ونازل صيدا ونصب عليها البرج الخشب، وقاتلها في المراكب. وجاء أصطول ديار مصر ليكشف عنها، فقاتلهم أصطول الفرنج، وظهر المسلمون، وبلغ الفرنج مسير عسكر دمشق نجدة لأهل صيدا، فتركوها ورحلوا عنها. 4 (أسر صاحب طبرية) وأغار أمير دمشق طغتكين على طبرية، فخرج ملكها جرفاس لعنه الله فالتقوا، فقتل خلق من عسكره وأسر هو، وفرح المسلمون.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 10 4 (سنة اثنتين وخمسمائة)
4 (حصار مودود الموصل) كان السلطان قد بعث الأمير مودود إلى الموصل فحاصرها مدة، وانتزعها من يد جاولي سقاووا. وكان جاولي قد سار في سنة خمسمائة في المحرم منها، قد بعثه السلطان محمد إلى الموصل والأعمال التي بيد جكرمش، وكان جاولي سقاووا قبل هذا قد استولى على البلاد التي) بخوزستان وفارس، فأقام بها سنتين، وعمر قلاعها، وظلم وعسف، وقطع، وشنق، ثم خاف جاولي من السلطان، فبعث إليه السلطان الأمير مودود، فتحصن جاولي، وحصره مودود ثمانية أشهر، ثم نزل بالأمان ووصل إلى السلطان فأكرمه، وأمره بالمسير لغزو الفرنج، وأقطعه الموصل ونواحيها. 4 (الحرب بين جاولي وجكرمش) وكان جكرمش لما عاد من عند السلطان قد التزم بحمل المال وبالخدمة، فلما حصل ببلاده لم يف بما قال، فسار جاولي إلى بغداد ثم إلى الموصل، ونهب في طريقه البواريج بعد أن أمن أهلها، ثم قصد إربل، فتجمع جكرمش في ألفين، وكان جاولي في ألف، فحمل جاولي على قلب جكرمش فانهزم من فيه، وبقي جكرمش وحده لا يقدر على الهزيمة، فعالج به فأسروه. ونازل
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 11 جاولي الموصل فحاصرها وبها زنكي بن جكرمش، ومات جكرمش أمام الحصار عن نحو ستين سنة. 4 (تملك قلج أرسلان الموصل) وأرسل غلمان جكرمش إلى الأمير صدقة بن مزيد وإلى قسيم الدولة البرسقي وإلى صاحب الروم قلج أرسلان قتلمش يستدعون كلا منهم ليكشف عنهم، ويسلمون إليه الموصل. فبادر قلج أرسلان، وخاف جاولي فترحل. وأما البرسقي شحنه بغداد فسار فنزل تجاه الموصل بعد رحيل جاولي بيوم، فما نزلوا إليه، فغضب ورجع، وتملكها قلج أرسلان، وحلفوا له في رجب. وأسقط خطبة السلطان محمد، وتألف الناس بالعدل وقال: من سعى إلي في أحد قتلته. 4 (منازلة جاولي الرحبة) وأما جاولي فنازل الرحبة يحاصرها، ثم افتتحها بمخامرة وأنهبها إلى الظهر. وسار في خدمته صاحبها محمد بن سباق الشيباني. 4 (غرق قلج بالخابور) ثم سار قلج أرسلان ليحارب جاولي، فالتقوا في ذي القعدة فحمل قلج أرسلان بنفسه، وضرب يد صاحب العلم فأبانها، ووصل إلى جاولي فضربه بالسيف. فقطع الكزاغند فقط. وحمل أصحاب جاولي على الآخرين فهزموهم فعلم قلج أرسلان أنه مأسور، فألقى نفسه في الخابور، وحمى نفسه من أصحاب جاولي، فدخل به فرسه في ماء غميق، فغرق، وظهر بعد أيام، فدفن) ببعض قرى الخابور.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 12 4 (تملك جاولي الموصل) وساق جاولي إلى الموصل، ففتح أهلها له وتملكها، وكثر رجاله وأمواله، ولم يحمل شيئاً من الأموال إلى السلطان. فلما قدم السلطان بغداد لحرب صدقة جهز عسكراً لحرب جاولي، وتحصن هو بالموصل وعسف وظلم، وأهلك الرعية. 4 (دخول مودود الموصل) ونازل العسكر الموصل في رمضان سنة إحدى وخمسمائة وافتتحوه بمعاملة من بعض أهله، ودخلها الأمير مودود، وأمن الناس، وعصت زوجة جاولي بالقلعة ثمانية أيام، ثم نزلت بأموالها. 4 (أخذ جاولي بالس) وأما جاولي فإنه كان في عسكره بنواحي نصيبين. وجرت له أمور طويلة، وأخذ بالس وغيرها، وفتك ونهب المسلمين. 4 (وقعة جاولي وصاحب أنطاكية) ثم فارقه الأمير زنكي بن اقسنقر، وبكتاش النهاوندي، وبقي في ألف فارس، فخرج لحربه صاحب أنطاكية تنكري في ألف وخمسمائة من الفرنج، وستمائة من عسكر حلب، فانهزم جاولي لما رأى تقلل عسكره، وسار نحو الرحبة، وقتل خلق من الفريقين. 4 (صفح السلطان عن جاولي) ثم سار جاولي إلى باب السلطان، وهو بقرب إصبهان، فدخل وكفنه تحت
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 13 إبطه، فعفا عنه. وكان السلطان محمد كثير الحلم والصفح. 4 (غزوة طغتكين إلى طبرية) وفيها سار طغتكين متولي دمشق غازياً إلى طبرية، فالتقى هو وابن أخت صاحب القدس بغدوين. وكان المسلمون ألفي فارس سوى الرجالة، وكانت الفرنج أربعمائة فارس وألفي راجل. فاشتد القتال، وانهزم المسلمون فترجل طغتكين، فتشجع العسكر وتراجعوا، وأسروا ابن أخت بغدوين، ورجعوا منصورين. وبذل في نفسه ثلاثين ألف دينار، وإطلاق خمسمائة أسير فلم يقنع منه طغتكين بغير الإسلام، ثم ذبحه بيده، وبعث بالأسرى إلى بغداد.) 4 (مهادنة طغتكين وبغدوين) ثم تهادن طغتكين وبغدوين على وضع الحرب أربع سنين. 4 (أخذ الفرنج عرقة) ثم سار طغتكين لتسلم حصن عرقة، أطلقه له ابن عمار لعجزه عن حفظه، فقصده السرداني بالفرنج، فتقهقر عسكر طغتكين ووصلوا إلى حمص كالمنهزمين، وأخذ السرداني عرقة بالأمان من غير كلفة. 4 (وزارة ابن جهير) وفيها عزل الخليفة هبة الله بن المطلب بأبي القاسم علي بن أبي نصر بن جهير.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 14 4 (زواج المستظهر بالله) وفيها تزوج المستظهر بالله بأخت السلطان محمد على مائة ألف دينار، وعقد العقد القاضي أبو العلاء صاعد بن محمد النيسابوري الحنفي، وقبل العقد ابن نظام الملك، وذلك بإصبهان. 4 (شحنة بغداد) وفيها ولي شحنكية بغداد مجاهد الدين بهروز. 4 (مقتل قاضي إصبهان) وفيها قتلت الباطنية قاضي إصبهان عبيد الله بن علي الخطيبي بهمذان، وكان يحرض عليهم، وصار يلبس درعاً تحت ثيابه حذراً منهم. قتله أعجمي يوم الجمعة في صفر. 4 (مقتل قاضي نيسابور) وقتلوا يوم الفطر أبا العلاء صاعد بن محمد قاضي نيسابور وقتل قاتله، واستشهد كهلاً. 4 (أخذ الفرنج قافلة من دمشق) وفيها تجمع قفل كبير، وسار من دمشق طالبين مصر، فأخذتهم الفرنج. 4 (قتل الباطنية بشيزر) وفيها ثار جماعة من الباطنية لعنهم الله في شيزر على حين غفلة من أهلها، فملكوها وأغلقوا الباب، وملكوا القلعة، وكان أصحابها أولاد منقذ قد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 15 نزلوا يتفرجون على عيد النصارى، فبادر أهل شيزر إلى الباشورة، فأصعدهم النساء في حبال من طاقات، ثم صعد أمراء الحصن، واقتتلوا بالسكاكين، فخذل الباطنية في الوقت، وأخذتهم السيوف، وكانوا مائة، فلم ينج منهم) أحد. 4 (مقتل الروياني شيخ الشافعية) وفيها قتلت الباطنية شيخ الشافعية أبا المحاسن عبد الواحد الروياني. 4 (أخذ طرابلس) وفيها على ما ذكر أبو يعلى حمزة أخذت طرابلس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 16 4 (سنة ثلاث وخمسمائة)
4 (سقوط طرابلس بيد الفرنج) قال ابن الأثير: في حادي عشر ذي الحجة تملك الفرنج طرابلس، وكانت قد صارت في حكم صاحب مصر من سنتين، وبها نائبه، والمدد يأتي إليها، فلما كان في شعبان وصل أصطول كبير من الفرنج في البحر، عليهم ريمند بن صنجيل، ومراكبه مشحونة بالرجال والميرة، فنزل على طرابلس مع السرداني ابن أخت صنجيل الذي قام بعد موت صنجيل، وهو منازل لها، فوقع بينهما خلف وقتال، فجاء تنكري صاحب أنطاكية نجدة للسرداني، وجاء بغدوين صاحب القدس، فأصلح بينهما، ونزلوا جميعهم على طرابلس، وجدوا في الحصار في أول رمضان، وعملوا أبراجاً وألصقوها بالسور، فخارت قوى أهلها وذلوا، وزادهم ضعفاً تأخر الأصطول المصري بالنجدة والميرة، وزحفت الفرنج عليها، فأخذوها عنوة، فإنا لله وإنا إليه راجعون. ونجا واليها وجماعة من الجند التمسوا الأمان قبل فتحها، فوصلوا إلى دمشق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 17 4 (أخذ بانياس) وسار تنكري إلى بانياس فأخذها بالأمان. 4 (أخذ جبلة) ونزل بعض الفرنج على جبلة وبها فخر الملك بن عمار الذي كان صاحب طرابلس، فحاصروها أياماً، وسلمت بالأمان لقلة الأقوات بها، وقصد ابن عمار شيزر، فأكرمه سلطان بن علي بن منقذ الكناني، فاحترمه وسأله أن يقيم عنده، فسار إلى دمشق فأكرمه طغتكين وأقطعه الزبداني. وذكر سبط الجوزي: أخذ طرابلس في سنة اثنتين، وذكر الخلاف فيه. 4 (محاصرة حصن الألموت) ) وفيها سار وزير السلطان محمد، وهو أحمد بن نظام الملك فحاصر الألموت، وبها الحسن بن الصباح، ثم رحل عنها لشدة البرد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 18 4 (إقامة السلطان ببغداد) وفي ربيع الآخر قدم السلطان بغداد، فأقام بها أشهراً. 4 (جرح الباطنية ابن نظام الملك) وفي شعبان ظفر باطني على الوزير ابن نظام الملك فجرحه، فتعلل أياماً وعوفي، وسقي الباطني خمراً وقرر، فأقر جماعة بمسجد المأمونية، فأخذوا وقتلوا. 4 (موت صاحب آمد) وفيها مات إبراهيم بن ينال صاحب آمد، وكان ظلوماً غشوماً، نزح كثيراً من أهل آمد عنها لجوره. وتملك بعده ابنه. 4 (تعويق محمد بن ملكشاه عن الغزو) وفيها عزم محمد بن ملكشاه على غزو الفرنج، وتهيأ. ثم عرضت له عوائق. 4 (أخذ الفرنج طرسوس وحصن شيزر) وفيها أخذ تنكري صاحب أنطاكية طرسوس، وقرر على شيزر ضريبة في السنة وهي عشرة الآف دينار. وتسلم الحصن.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 19 4 (سنة أربع وخمسمائة)
4 (سقوط بيروت) نزل بغدوين وابن صنجيل على بيروت، وجاءت الفرنج الجنوية في أربعين مركباً، وأحاطوا بها، ثم أخذوها بالسيف. 4 (سقوط صيدا) ثم نازلوا صيدا في ثالث ربيع الآخر، فأخذوها في نيف وأربعين يوماً، وأمنوا أهلها، فتحول خلق من أهلها إلى دمشق، وأقام أكثر الناس رعية للفرنج، وقرر عليهم في السنة قطيعة عشرين ألف دينار. 4 (عصيان نائب عسقلان) وكان نائب بعسقلان شمس الخلافة، فراسل بغدوين صاحب القدس وهادنه وهاداه، وخرج عن) طاعة صاحب مصر، فتحيلوا للقبض عليه فعجزوا.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 20 ثم إنه أخرج الذي عنده من عسكر مصر خوفاً منهم، وأحضر جماعة من الأرمن واستخدمهم، فمقته أهل عسقلان وقتلوه، ونهبوا داره، فسر بذلك أمير الجيوش الأفضل، وبعث إليها أميراً. 4 (أخذ الفرنج حصني الأثارب وزردنا) وفيها نازل صاحب أنطاكية حصن الأثارب، وهو على بريد من حلب، فأخذوه عنوة، وقتل ألفي رجل، وأسر الباقين. ثم نازل حصن زردنا، وأخذه بالسيف. وجفل أهل منبج، وأهل بالس، فقصدت الفرنج البلدين، فلم يروا بها أنيساً. تعاظم البلاء وعظم بلاء المسلمين، وبلغت القلوب الحناجر، وأيقنوا باستيلاء الفرنج على سائر الشام، وطلبوا الهدنة، فآمتنعت الفرنج إلا على قطيعة يأخذونها. فصالحهم الملك رضوان السلجوقي صاحب حلب على اثنتين وثلاثين ألف دينار، وغيرها من الخيل والثياب، وصالحهم أمير صور على شيء، وكذا صاحب شيزر، وكذا صاحب حماه علي الكردي، صالحهم هذا على ألفي دينار، وكانت حماه صغيرة جداً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 21 4 (ثورة الناس ببغداد) وسار طائفة من الشام إلى بغداد يستنفرون الناس، واجتمع عليهم خلق من الفقهاء والمطوعة، واستغاثوا وكسروا منبر جامع السلطان، فوعدهم السلطان بالجهاد. ثم كثروا وفعلوا أبلغ من ذلك بكثير من جامع القصر، وكثر الضجيج، وبطلت الجمعة، فأخذ السلطان في أهبة الجهاد. 4 (وزارة الميبذي) وفيها عزل وزير السلطان محمد نظام الملك بن أحمد بن نظام الملك ووزر الخطير محمد بن حسين الميبذي. 4 (زواج الخليفة ببنت السلطان) وفي رمضان دخل الخليفة ببنت السلطان ملكشاه، وزينت بغداد وعملت القباب، وكان وقتاً مشهوداً. 4 (الريح السوداء بمصر) ) وفيها هبت بمصر ريح سوداء مظلمة أخذت بالأنفاس، حتى لا يبصر الرجل يده، ونزل على الناس رمل، وأيقنوا بالهلاك. ثم تجلى قليلاً وعاد إلى الصفرة. وكان ذلك من العصر إلى بعد المغرب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 22 4 (مهادنة طغتكين بغدوين) وفيها غدر بغدوين ونازل طبرية، وبرز طغتكين إلى رأس الماء، ثم وقعت هدنة. وفيها حيف على المسلمين وإذلال، ولم ينجدهم لا جيش الشرق ولا جيش مصر، واستنصرت الفرنج بالشام.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 23 4 (سنة خمس وخمسمائة)
4 (محاصرة المسلمين الرها) وفيها سارت عساكر العراق والجزيرة لقتال الفرنج، فحاصروا الرها، ولم يقدروا عليها، واجتمعت جموع الفرنج، فلم يكن وقعة. 4 (مسير المسلمين إلى الشام) ثم سار المسلمون وقطعوا الفرات إلى الشام ونازلوا تل باشر خمسة وأربعين يوماً، ورحلوا فجاءوا إلى حلب، فأغلق في وجوههم صاحبها رضوان بابها، ومات مقدمهم سقمان القطبي، واختلفوا ورجعوا، وما فعلوا شيئاً، إلا أنهم أطمعوا في المسلمين عساكر الفرنج. 4 (حصار صور) فتجمعت الملاعين، وساروا مع بغدوين فحاصروا صور.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 24 قال ابن الأثير: عملوا عليها ثلاثة أبراج خشب، علو البرج سبعون ذراعاً، وفيه ألف رجل فألصقوها بالسور. وكان نائب المصريين بها عز الملك، فأخذ المسلمون حزم حطب، وكشفت الحماة بين أيديهم إلى أن وصلوا إلى البرج، فألقوا الحطب حوله، وأوقدوا النار فيه، وأشغلوا الفرنج عن النزول من البرج بالنشاب، وطرشوهم بجرار ملأى عذرة في وجوههم، فخبلوهم، وتمكنت النار، فهلك من في البرج إلا القليل. ثم رموا البرجين الآخرين بالنفط فآحترقا. وطلبوا النجدة من صاحب دمشق، فسار إلى ناحية بانياس، واشتد الحصار. قلت: وجرت فصول طويلة.) 4 (غارات طغتكين) وكان تلك الأيام يغير طغتكين على الفرنج وينال منهم وأخذ لهم حصناً في السواد، وقتل أهله. وما أمكنه مناجزة الفرنج لكثرتهم. 4 (إحراق المراكب بصيدا) ثم جمع وسار إلى صور، فخندقوا على نفوسهم ولم يخرجوا إليه، فسار إلى صيدا وأغار على ضياعها، وأحرق نحو عشرين مركباً على الساحل. وبقي الحصار على صور مدة، وقاتل أهلها قتال من آيس من الحياة، فدام
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 25 القتال إلى المغل، فخافت الفرنج أن يستولي طغتكين على غلات بلادهم، وبذل لهم أهل صور مالاً ورحلوا عنها. 4 (الملحمة بالأندلس) وفيها كانت ملحمة كبيرة بالأندلس بين علي بن يوسف بن تاشفين وبين الأذفونش لعنه الله، نصر فيها المسلمون، وقتلوا وأسروا وغنموا ما لا يعبر عنه. فخاف الفرنج منها، وامتنعوا من قصد بلاد ابن تاشفين، وذل الأذفونش حينئذ وخاف فإنها وقعة عظيمة أبادت شجعان الفرنج. وانصرف ابن الأذفونش حينئذ جريحاً، فهلك في الطريق. وكان أبوه قد شاخ وارتعش.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 26 4 (سنة ست وخمسمائة)
4 (موت بسيل الأرمني) فيها مات الملك بسيل الأرمني صاحب الدروب، فسار تنكري صاحب أنطاكية الفرنجي ليملكها فمرض، فعاد ومات بعد أيام. وتملك أنطاكية بعده سرخالة ابن أخته. 4 (موت قراجا صاحب حمص) وفيها مات قراجا صاحب حمص، وقام بعده ولده قرجان. وكلاهما ظالم. 4 (قدوم القادة للجهاد في الإفرنج) وفي أواخر السنة، خاض الفرات صاحب الموصل مودود بن التون تكين، وصاحب سنجار تميرك، والأمير اياز بن إيلغازي بنية الجهاد، فتلقاهم صاحب دمشق طغتكين إلى سلمية، وكان كثير المودة بمودود. وكانت الفرنج قد تابعت الغارات على حوران، وغلت الأسعار بدمشق، فاستنجد طغتكين بصديقه مودود، فبادر إليه، فاتفق على قصد بغدوين صاحب القدس، فساروا حتى صاروا إلى الأردن، ونزل بغدوين على الصنبرة وبينهما الشريعة.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 27 4 (سنة سبع وخمسمائة)
4 (موقعة المسلمين والفرنج عند الشريعة) في ثالث عشر المحرم التقى عسكر دمشق الجزيرة وعسكر الفرنج بقرب طبرية، وصبر الفريقان، واشتد الحرب، وكانت وقعة مشهورة، ثم انكسرت الفرنج ووضع المسلمون فيهم السيف، وأسروا خلقاً، وأسر ملكهم بغدوين، لكن لم يعرف، فأخذ الذي أسره سلاحه وأطلقه، فنجا جريحاً، ثم مات بعد أشهر. وغرق منهم في الشريعة طائفة. وغنم المسلمون الغنيمة. ثم جاء عسكر أنطاكية وعسكر طرابلس، فقويت نفوس المنهزمين وعاودوا الحرب، فثبت لهم المسلمون فآنحاز الملاعين إلى جبل، ورابط المسلمون بإزائهم يرمونهم بالنشاب، فأقاموا كذلك ستة وعشرين يوماً، وهذا شيء لم يسمع بمثاله قط، وعدموا الأقوات. ثم سار المسلمون إلى بيسان، فنهبوا بلاد الفرنج وضياعهم من القدس
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 28 إلى عكا، ورجعوا فنزلوا بمرج الصفر، وسافرت عساكر الموصل. 4 (اغتيال مودود صاحب الموصل) ودخل مودود في خواصه دمشق، وأقام عند صاحبه طغتكين، وأمر عساكره بالبحر في الربيع ونزل هو وطغتكين يوم الجمعة في ربيع الأول للصلاة، ومشى ويده في يد طغتكين في صحن الجامع، فوثب على مودود باطني جرحه في مواضع، وقتل الباطني وأحرق. قال أبو يعلى حمزة: ولما قضيت الجمعة تنفل بعدها مودود، وعاد هو والأتابك وحولهما من الأتراك والديلم والأحداث بأنواع السلاح من الصوارم والصمصامات والخناجر المجردة ما شاكل الأجمة المشتبكة، فلما حصلا في صحن الجامع وثب رجل لا يؤبه له، فقرب من مودود كأنه يدعو له ويتصدق عليه، فقبض ببند قبائه، وضربه بخنجر أسفل سرته ضربتين، هذا والسيوف تنزل عليه. ومات مودود ليومه صائماً. وكان فيه عدل وخير. فقيل: إن الإسماعيلية قتلته. وقيل: بل خافه طغتكين، فجهز عليه الباطني، وذلك بعيد. قال ابن الأثير: حدثني والدي رحمه الله أن ملك الفرنج كتب إلى
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 29 طغتكين أن ملك الفرنج كتب إلى طغتكين كتاباً فيه: وإن أمة قتلت عميدها، يوم عيدها، في بيت معبودها، لحقيق على الله أن يبيدها.) ودفن مودود في تربة دقاق بخانكاه الطواويس، ثم حمل بعد ذلك إلى بغداد، فدفن في جوار الإمام أبي حنيفة، ثم نقل إلى أصبهان. وتسلم صاحب سنجار حواصله وحملها إلى السلطان محمد، فأقطع السلطان الموصل والجزيرة لأقسنقر البرسقي، وأمره أن يتوافق هو والأمير عماد الدين زنكي ابن أقسنقر، وتشاوروا في المصلحة لنهضته وشهامته. 4 (نقل المصحف العثماني إلى دمشق) وكان بطبرية مصحف. قال أبو يعلى القلانسي: كان قد أرسله عثمان رضي الله عنه إلى طبرية، فحمله أتابك طغتكين منها إلى جامع دمشق. 4 (وفاة الوزير ابن جهير) وفيها مات الوزير أبو القاسم علي بن جهير، وولي وزارة الخليفة بعده ربيب الدين أبو منصور الحسين بن الوزير أبي شجاع.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 30 4 (وفاة الملك رضوان) وفيها توفي الملك رضوان صاحب حلب، وولي بعده ألب أرسلان الأخرس فقتل أخوين له مباركشاه وملكشاه، وقتل رأس الباطنية أبا طاهر الصائغ في جماعة من أعيانهم، فرحلوا عن حلب، وكان لهم بها منعة وشوكة قوية. وكان رضوان قد عمل لهم دار دعوة بحلب لقلة دينه، وكان ظالماً فاتكاً يقرب الباطنية، ويستعين بهم، وقتل أخويه بهرام، وأبا طالب، وكان غير محمود السيرة. 4 (ثورة الباطنية بشيزر) وفيها، ذكر سبط الجوزي ثورة الباطنية بشيزر، وقد مر لنا ذلك قبل هذه السنة. 4 (مهادنة بغدوين أهل صور) وفيها هادن بغدوين أهل صور، وأتتهم النجدة والإقامات من مصر في البحر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 31 4 (سنة ثمان وخمسمائة)
4 (خروج البرسقي لحرب الفرنج) في أولها قدم أقسنقر البرسقي على مملكة الموصل، وسير معه السلطان محمد ولده مسعوداً في جيش كبير لحرب الفرنج. فنازل البرسقي الرها في خمسة عشر ألف راكب، فحاصرها شهرين، ثم رحل لقلة الميرة، وعاد إلى شحنان، فقبض على إياز بن إيلغازي، ونهب أعمال) ماردين. ثم تسلم حصن مرعش من الفرنج صلحاً. 4 (حرب صاحب ماردين والبرسقي) وأما صاحب ماردين فغضب لخراب بلاده ولأسر ولده، فنزل وحشد، ونزل معه ابن أخيه صاحب حصن كيفا ركن الدولة داود بن سقمان، فالتقى هو والبرسقي في أواخر السنة، فانهزم البرسقي وخلص أياز، ولكن خاف إيلغاز من السلطان، فسار إلى دمشق، وكان صاحبها خائفاً من السلطان أيضاً لأنه نسب قتل مودود صاحب الموصل إليه، فاتفقا على الامتناع والاعتضاد بالفرنج، فأجابهما إلى المعاوية صاحب أنطاكية وجاء، فآجتمعوا به على بحيرة حمص، وتحالفوا وآفترقوا.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 32 4 (أسر إيلغازي وإطلاقه) وسار إيلغازي إلى ديار بكر، فنزل بالرستن ليستريح، وشرب فسكر، فتبعه صاحب حمص، فأسره ودخل به حمص، ثم طلب أن يصاهره ويطلقه، ويأخذ ولده إياز رهينة، فأطلقه خوفاً من طغتكين. 4 (وفاة سلطان الهند) وفيها مات سلطان الهند وغزنة علاء الدولة مسعود، وجرت بعده أمور سقتها في ترجمته. 4 (الزلزلة بالجزيرة والشام) وفيها جاءت زلزلة مهولة بالجزيرة والشام، هلك خلق كثير تحت الهدم. 4 (وفاة الشريف بدمشق) وفيها مات الشريف النسيب بدمشق. 4 (مقتل صاحب حلب) وفيها قتل صاحب تاج الدولة ألب أرسلان بن الملك رضوان بن تتش، قتله غلمانه. وكان المستولي عليه الخادم لؤلؤ. وملكوا بعده سلطان شاه أخاه بإشارة الخادم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 33 4 (هلاك بغدوين) وفيها هلك بغدوين الفرنجي صاحب القدس من جراحة، أصابته في مصاف طبرية. 4 (موت صاحب مراغة) ) وفيها مات الأمير أحمديل صاحب مراغة، وكان شجاعاً جواداً، إقطاعه تغل في العام أربعمائة ألف دينار، وعسكره خمس الآف دينار. وثب عليه ثلاثة من الباطنية، فقتلوه وقتل. بل قتل بعد ذلك بقليل، وكذا بغدوين تأخر موته فيحرر ذلك.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 34 4 (سنة تسع وخمسمائة)
4 (عصيان صاحبي ماردين ودمشق على السلطان) لما بلغ السلطان عصيان صاحب ماردين وصاحب دمشق غضب، وبعث الجيوش لحربهما، فساروا وعليهم برسق صاحب همذان في رمضان من السنة الماضية، وعدوا الفرات في آخر العام، فأخذوا حماه عنوة ونهبوها، وهي لطغتكين، فاستعان بالفرنج فأعانوه. 4 (استرجاع كفر طاب من الفرنج) وسار عسكر السلطان وهم خلق كثير، فأخذوا كفر طاب من الفرنج واستباحوها. 4 (خذلان المسلمين أمام الفرنج) ثم ساروا إلى المعرة، فجاء صاحب أنطاكية في خمسمائة فارس وألفي راجل، فوقع على أثقال العساكر، وقد تقدمتهم على العادة، فنهبوها وقتلوا السوقية والغلمان، وأقلبت العساكر متفرقة، ولم يشعروا بشيء، فكان الفرنج يقيلون كل من وصل. وأقبل برسق مقدم العساكر في مائة فارس، فرأى الحال، فصعد تلا هناك، والتجأ إليه الناس وعليهم ذل وانكسار، فأشار على برسق أخيه بأننا ننزل وننجو. فنزل بهم على حمية، وساق وراءهم الفرنج نحو
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 35 فرسخ. ثم ردوا، فتمموا الغنيمة والأسر، وأحرقوا كثيراً من الناس، واشتد البلاء، وتبدل فرح المسلمين خوفاً وحزناً، لأنهم رجوا النصر من عساكر السلطان، فجاء ما لم يكن في الحساب، وعادت العساكر بأسوأ حال، نعوذ بالله من الخذلان. 4 (موت برسق وأخيه) ومات برسق، وأخوه زنكي بعد سنة قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذاً لا تمتعون إلا قليلاً. 4 (استرداد رفنية من الفرنج) وجالت الفرنج بالشام، وأخذوا رفنية، فساق إليهم طغتكين على غرة، واسترد رفنية، وأسر وقتل.) 4 (إجتماع طغتكين بالسلطان) ثم رأى المصلحة أن يتلافى أمر السلطان، فسار بنفسه إلى بغداد بتقادم وتحف للسلطان والخليفة، فرأى من الإكرام والتبجيل ما لا مزيد عليه، وشرف بالخلع، وكتب له السلطان منشوراً بإمرة الشام جميعه. وكان السلطان هذه السنة قد قدم بغداد واجتمع بعه طغتكين في ذي القعدة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 36 4 (مصالحة بغدوين والأفضل) قال سبط الجوزي: وفيها صالح بغدوين صاحب القدس الأفضل متولي الديار المصرية. وكان بغدوين صاحب القدس قد سار إلى السنجة المعروفة مما يلي العريش، فأخذ قافلة عظيمة جاءت من مصر، فهادنه الأفضل، وأمن الناس قليلاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 37 4 (سنة عشر وخمسمائة)
4 (قتل صاحب مراغة) الأصح أن أحمديل صاحب مراغة قتل في أول سنة عشر ببغداد بدار السلطان، وكان جالساً إلى جانب طغتكين صاحب دمشق أتاه رجل فبكى وبيده قصة، وتضرع إليه أن يوصلها إلى السلطان محمد، فأخذها منه، فضربه بسكين، فجذبه أحمديل في الحال، وبرك فوقه، فوثب باطني آخر، فضرب أحمديل بسكين، فأخذتهما السيوف. ووثب رفيق لهما والسيوف تنزل عليهما، فضرب أحمديل ضربة أخرى، فهبروه أيضاً. 4 (موت جاولي) وفيها مات جاولي الذي كان قد حكم على الموصل، ثم أخذها السلطان منه، فخرج على الطاعة. ثم إنه قصد السلطان لعلمه بحلمه، فرضي عنه. وأقطعه بلاد فارس، فمضى إليها وحارب ولاتها وحاصرهم، وأوطأهم ذلاً إلى أن مات. 4 (محاصرة ابن باديس تونس) وفيها حاصر علي بن يحيى بن باديس مدينة تونس وضيق عليها، فصالحه
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 38 صاحبها أحمد بن خراسان على ما أراد. 4 (فتح ابن باديس جبل وسلات) وفيها افتتح ابن باديس جبل وسلات وحكم عليه. وهو جبل منيع كان أهله يقطعون الطريق،) فظفر بهم، وقتل منهم خلقاً. 4 (فتنة مشهد الرضا) وفي يوم عاشوراء كانت فتنة في مشهد علي بن موسى الرضا بطوس خاصم علوي فقيهاً، وتشاتما وخرجا، فاستعان كل منهما بحزبه، فثارت فتنة عظيمة هائلة، حضرها جميع أهل البلد، وأحاطوا بالمشهد وخربوه، وقتلوا جماعة، ووقع النهب، وجرى ما لا يوصف، ولم يعمر المشهد إلى سنة خمس عشرة وخمسمائة. 4 (حريق بغداد) ووقع ببغداد حريق عظيم، ذهب للناس فيه جملة. 4 (هرب ابن صنجيل بالبقاع) وقال أبو يعلى بن القلانسي: وفي سنة عشر ورد الخبر بأن بدران بن صنجيل صاحب طرابلس جمع وحشد، ونهض إلى البقاع، وكان سيف الدين سنقر البرسقي صاحب الموصل قد وصل إلى دمشق لمعونة الأتابك طغتكين، فتلقاه وسر به، فاتفقا على تبييت الفرنج، فساقاً حتى هجما على الفرنج وهم غارون، فوضعوا فيهم السيف قتلاً وأسراً، فقيل هلك منهم نحو ثلاثة الآف
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 39 نفس، وهرب ابن صنجيل، وغنم المسلمون خيلهم وسلاحهم، ورجعوا. ورد البرسقي إلى الموصل، وقد استحكمت المودة بينه وبين طغتكين. 4 (مقتل الخادم لؤلؤ) وفيها قتل الخادم لؤلؤ المستولي على حلب. وكان قد قتل ألب أرسلان بن رضوان، وشرع في قتل غلمان رضوان، فعملوا عليه وقتلوه. والصحيح أنه قتل في السنة الآتية. 4 (حج الركب العراقي) وفيها حج بالركب العراقي أمير الجيوش الحبشي مولى المستظهر بالله، ودخل مكة بالأعلام والكؤوسات والسيوف المسللة، لأنه أراد إذلال أمير مكة وعبيده.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 40 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)
5 (الطبقة الحادية والخمسون وفيات)
4 (وفيات سنة إحدى وخمسمائة)
4 (حرف الألف) أحمد بن الحسن بن أحمد بن يزداد. أبو العز المستعملي. روى عن: الجوهري، والعشاري. أحمد بن الحسين بن أحمد. أبو طاهر بن النقار الحميري. ولد بالكوفة سنة ثمان عشرة وأربعمائة، ونشأ ببغداد. وكان يعرف القراءآت ويفهمها. قرأ على: خاله أبي طالب بن النجار. وقرأ الأدب على أبي القاسم بن برهان، ثم انتقل إلى دمشق وإلى مصر، وسكن طرابلس. وبدمشق توفي في رمضان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 41 أحمد بن عبد الله بن سبعون. أبو بكر القيسي، القيرواني، ثم البغدادي. سمع: أبا الطيب الطبري، وأبا محمد الجوهري. وعنه: ابنه عبد الله، وعمر بن ظفر. إبراهيم بن مياس القشيري الدمشقي. سمع: أبا عبد الله بن سلوان، وأبا القاسم الحنائي، وأبا الحسين بن المهتدي بالله، وغيره ببغداد. سمع منه: الصائن هبة الله، وغيره. توفي في شعبان، وله خمس وستون سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 42 إسماعيل بن عمرو بن محمد بن أحمد. أبو سعيد بن أبي عبد الرحمن البحيري، النيسابوري. ثقة، صالح، محدث، من بيت الحديث. وكان صحيح القراءة. قال السمعاني: سمع بإفادته خلق، وتفقه على ناصر العمري.) وكان يقرأ دائماً صحيح مسلم للغرباء والرحالة على أبي الحسين عبد الغافر الفارسي، وكف بصره بأخرة. سمع من: أبي بكر أحمد بن علي بن منجويه الحافظ، وأبي حيان المزكي، وأبي العلاء صاعد بن محمد، وعبد الرحمن بن حمدان النصروي. روى لنا عنه: إسماعيل بن جامع بمرو، وواكد بن محمد العالم بسمنان، وأبو شجاع البسطامي ببخارى، وأبو القاسم الطلحي بإصبهان. قال ابن النجار: كان نظيفاً، عفيفاً، اشتغل بالتجارة وبورك له فيها، وحصل جملة. وقال ابن السمعاني: وقرأت بخط والدي قال: سمعت أبا سعيد البحيري يقول: قرأت صحيح مسلم على عبد الغفار أكثر من عشرين مرة. وولد سنة تسع عشرة وأربعمائة، وتوفي في آخر السنة بنيسابور.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 43 وقد أملى مجالس بنيسابور، وتوفي ابنه محمد قبله. إسماعيل بن يحيى بن حسين. أبو نصر الملاح. بغدادي. حدث بشيء يسير عن الجوهري. وتوفي في صفر. 4 (حرف التاء) تميم بن المعز بن باديس بن المنصور بن بلكين بن زيري بن مناد. السلطان أبو يحيى الحميري الصنهاجي، ملك إفريقية بعد أبيه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 44 كان حسن السيرة، محباً للعلماء، قصده الشعراء من النواحي، وآمتدحه الحسن بن رشيق القيرواني، وغيره. وكان ملكاً جليلاً، شجاعاً، مهيباً، فاضلاً، شاعراً، جواداً، ممدحاً. ولد سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، ولم يزل بالمهدية منذ ولاه أبوه إياها من صفر سنة خمس وأربعين إلى أن توفي أبوه بعد أشهر في شعبان. ومن شعره: (سل المطر العام الذي عم أرضكم .......... أجاء بمقدار الذي فاض من دمعي) ) (إذا كنت مطبوعاً على الصد والجفا .......... فمن أين لي صبر فأجعله طبعي) ولابن رشيق فيه، وأجاد: (أصح وأعلى ما سمعناه في النوى .......... من الخبر المأثور منذ قديم)
(أحاديث ترويها السيول عن الحيا .......... عن البحر عن كف الأمير تميم) وفي أيامه أجتاز ابن تومرت بإفريقية وأظهر الإنكار على من خرج عن الشرع، وراح إلى مراكش. آمتدت دولة تميم إلى هذه السنة، وتوفي في رجب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 45 وخلف من البنين أكثر من مائة ولد، ومن البنات ستين على ما ذكره حفيده العزيز بن شداد بن تميم، وملك بعده ولده يحيى وقد تكهل، فأحسن السيرة في الرعية، وافتتح حصناً كبيراً امتنع على أبيه، ولم يزل مظفراً منصوراً. 4 (حرف الخاء) الحسن بن محمد بن عبد العزيز. أبو علي التككي. بغدادي صالح، صحيح السماع. سمع: أبا علي بن شاذان. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وسلمان الشحام، وأبو طاهر السلفي، وأبو بكر بن النقور. توفي في رمضان. أخبرنا ابن الفراء: أنا ابن قدامة، أنا عبد الله بن أحمد بن النرسي: أنا الحسن بن محمد، أنا أبو علي بن شاذان، أنا عثمان، وهو ابن السماك: ثنا موسى بن سهل، ثنا إسماعيل بن علية، نا حميد، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ليدخل العبد الجنة بالأكلة أو الشربة يحمده عليها. هذا حديث غريب على شرط الصحيح، مع لين في موسى الوشاء. حمزة بن هبة الله بن سلامة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 46 أبو يعلى العثماني، الدمشقي. روى عن: علي بن الخضر السلمي، وغيره.) سمع منه: أبو محمد بن صابر، وغيره. 4 (حرف الراء) رزماشوب بن زايار. الإمام، الأديب، أبو نصر الديلمي. أرخه السلفي في السنة. مات في رمضان. وروى عنه في جزء ابن قلبنا، وقال: كان من أفراد الدهر، ونوادر العصر. له نظم رائق، ونثر فائق، ورياسة. 4 (حرف الصاد) صدقة بن منصور بن دبيس بن علي بن مزيد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 47 الأمير سيف الدولة ابن بهاء الدولة الأسدي، الناشري، صاحب الحلة السيفية. كان يقال له ملك العرب. وكان ذا بأس وسطوة. نافر السلطان محمد بن ملكشاه، وأفضت بينهما الحال إلى الحرب، فتلاقيا عند النعمانية، فقتل صدقة في المعركة يوم الجمعة سلخ جمادى الآخرة وحمل رأسه إلى بغداد. وكانت وفاة أبيه سنة تسع وسبعين، ووفاة جده في سنة ثلاث وسبعين. 4 (حرف العين) عبد الرحمن بن حمد بن الحسن بن عبد الرحمن. أبو محمد الذوني، الصوفي، الزاهد. من بيت زهد وعبادة، من قرية الدون، ويقال: دونة. وهي على عشر فراسخ من همذان، مما يلي الدينور. روى كتاب السنن للنسائي، عن ابن الكسار، وهو آخر من حدث به عنه. قرأه عليه السلفي بالدون في سنة خمسمائة، وقال: قال لي ابنه أبو سعد: لوالدي خمسون سنة ما أفطر بالنهار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 48 وقال شيرويه في تاريخه: كان صدوقاً، متعبداً، سمعت منه السنن، ورياضة المتعبدين. وقال السلفي: كان سفياني المذهب، ثقة. بلغنا أنه توفي في رجب. قال: وولد سنة سبع وعشرين وأربعمائة في رمضان.) وقال غيره: سمع السنن في شوال سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة. وحدث عنه: أبو بكر محمد بن منصور السمعاني، وأبو العلاء الحسن بن أحمد العطار، والسلفي، وأبو زرعة المقدسي، وأبو الفتح عبد الله بن أحمد الخرقي، وأحمد بن ينال الترك، وعبد الرزاق بن إسماعيل القومساني الهمذاني، وابن عمه المطهر بن الكريم، ومحمد بن سليمان، وأبو الفتوح الطائي، وأبو الحسن سعد الخير الأندلسي، وخلق. وأجاز للحافظ أبي القاسم بن عساكر. عبد الرحمن بن خلف بن مسعود. أبو الحسن الكناني القرطبي. روى عن: حكم بن محمد، ومحمد بن عتاب، وابن عمر بن القطان. وكان معتنياً بالسماع الكثير، وكان يعظ ويذكر في مسجده. وهو دين، ثقة، عالم. عبد الكريم بن المسلم بن محمد بن صدقة. الشبلي، العطار. سمع: أبا القاسم الحنائي، وعبد العزيز الكتاني. وهو دمشقي، قليل الرواية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 49 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن مسعود بن مفرج. أبو عبد الله الأندلسي، الشسلبي، الفقيه. كان مفتي تلك الناحية. تفقه على: أبيه. وسمع صحيح البخاري بإشبيلية من أبي عبد الله بن منظور. وكان بصيراً بالفتوى، إماماً، ثقة. توفي في ذي الحجة. محمد بن سليمان بن يحيى. أبو عبد الله القيسي، المقريء. قرأ على أصحاب عمرو الداني بالروايات. ومات كهلاً.) محمد بن عبد الملك بن عبد القاهر بن أسد. أبو سعد الأسدي، البغدادي، المؤدب. سمع: أبا علي بن شاذان، وابن بشران، وغيرهما. روى عنه: السلفي، وعبد الحق، وخطيب الموصل، وجماعة. ضعفه ابن ناصر لأنه كان يلحق سماعاته مع أبيه، وكان الإلحاق بيناً طرياً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 50 توفي في رمضان وقد جاوز الثمانين بيسير. قال السمعاني: ألحق سماعه في أجزاء. محمد بن عبد الواحد بن علي. أبو الغنائم ابن الأزرق. سمع: أبا طالب بن غيلان، وأبا محمد الخلال، وعبد العزيز بن علي الأزجي. روى عنه: عمر بن عبد الحربي، وأبو المعمر الأنصاري، وجماعة. ويعرف بابن الشهرستاني. وممن روى عنه مسعود بن أبي علان شيخ أحمد بن طبرزد. محمد بن العراقي بن أبي عنان القزويني، الطاوسي. أبو جعفر. حدث في شوال من السنة بهمذان، عن محمد بن الحسين المقومي بأحاديث. وكان صالحاً، قدوة. محمد بن عمر بن قطري. أبو بكر الزبيدي، الإشبيلي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 51 سمع من: أبي الوليد الباجي، وجماعة. ورحل إلى المشرق. وسمع من: أبي بكر الخطيب، وجماعة. وكان عالما بالنحو والأصول. توفي بسبتة
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 52 محمد بن محمود بن حسن بن محمد بن يوسف.) أبو الفرج ابن العلامة أبي حاتم الأنصاري القزويني. من آمل طبرستان. فقيه، دين، صالح، صاحب معاملة. حج سنة سبع وتسعين، وأملى بمكة مجلساً. وضاع ابن له قبل وصوله المدينة. قال بعضهم: فرأيناه في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم يتمرغ في التراب ويتشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم في لقي ولده، والخلق حوله، فبينا هو في تلك الحال إذ دخل ابنه من باب المسجد، فاعتنقا زماناً. رواها السمعاني، عن أبي بكر بن أبي العباس... المروزي، أنه حج تلك السنة، ورآه يتمرغ في التراب، والخلق مجتمعون عليه، وهو يقول: يا رسول الله جئتكم من بلد بعيد زائراً، وقد ضاع آبني، لا أرجع حتى ترد علي ولدي. وردد هذا القول، إذ دخل ابنه، فصرخ الحاضرون. سمع: أباه، ومنصور بن إسحاق الحافظ، وسهل بن ربيعة، وأبا علي الحسيني. روى عنه: ابن ناصر، والسلفي، وابن الخل، وشهدة، وآخرون.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 53 توفي بآمل في المحرم سنة إحدى. وكان أبوه من كبار الفقهاء. محمد بن هبة الله بن محمد بن الحسن بن المأمون الهاشمي. أبو نصر. سمع: أبا محمد الجوهري. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري وأثنى عليه. توفي في ربيع الأول. قال ابن النجار: سمع أيضاً من: أبي علي بن المذهب، وابن المحسن التنوخي. وكان من سروات بيته، صالحاً، متديناً. روى عنه: أبو طاهر السلفي، وعبد الحق اليوسفي. منصور بن الحسن بن عاذل. أبو الفرج البجلي، البوازيجي. والبوازيج: بين تكريت والموصل. قدم بغداد، وتفقه بأبي إسحاق الشيرازي، ولازمه.) وسمع من: ابن المهتدي بالله، وغيره، روى عنه: علي بن أحمد اليزدي، ومحمد بن أبي الغنائم التكريتي. وكان من العقلاء، الصلحاء. ولي قضاء البوازيج، وعاش إلى هذا العام.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 54 4 (حرف الهاء) هبة الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسنون. أبو طاهر بن أبي الحسين بن أبي نصر النرسي، البغدادي، المعدل، الشاهد. من أولاد المحدثين. سمع: أبا طالب بن غيلان، وعبد الملك بن عمر الرزاز. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وأبو طاهر السنجي، وغيرهما. وتوفي في ربيع الآخر. 4 (حرف الياء) يحيى بن محمد بن بذال. أبو نصر الحريمي، الطاهري، ولد محمد. شيخ صالح. سمع: أبا إسحاق البرمكي، والجوهري. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري. توفي في رمضان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 55 4 (وفيات سنة اثنتين وخمسمائة)
4 (حرف الألف) أبق بن عبد الرزاق. الأمير أبو منصور، عضب الدولة، الذي بالتربة العضبية، خارج باب الفراديس. أخو الأمراء الكبار، من خواص صاحب دمشق تاج الدولة تتش. وهو الذي مدحه ابن الخياط بقصيدته الطنانة: (سلوا سيف ألحاظه الممتشق .......... أعند القلوب دم للحدق) ) أحمد بن عبد العزيز. الدلال، البغدادي، المعروف بالخرمي. روى عن: أبي الحسن القزويني يسيراً. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وعبد الله بن منصور الموصلي. توفي في جمادى الأولى. أحمد بن علي بن أحمد بن سعيد. الخطيب أبو حاتم النيسابوري، الصوفي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 56 سمع: أبا عثمان الصابوني. وحدث ببغداد. روى عنه: سعد الخير الأنصاري، والسلفي. حدث في هذه السنة، ولا أعلم متى توفي. مولده سنة إحدى وعشرين. أحمد بن علي بن حسين. الشابرخواستي، القاضي أبو طاهر، الصالح، الزاهد، العابد. روى عن علي بن القاسم البصري، عن أبي روق الهزاني. روى عنه السلفي في البلد التاسع والعشرين. توفي في هذه السنة. 4 (حرف الباء) بدر بن خلف بن يوسف. أبو نجم الفركي، والفرك: قرية من قرى إصبهان. سمع: أبا نصر الكسار، وغيره. وعاش ثلاثاً وثمانين سنة. روى عنه أبو طاهر السلفي قطعة من ذاك الجزء المتبقي من سنن النسائي. وسمع من أبي نصر إبراهيم بن الكساري أيضاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 57 4 (حرف الحاء) الحسين بن علي بن الحسين.) أبو الفوارس ابن الخازن الكاتب، الديلمي. روى عن: أبي محمد الحوهري. حدث عنه: السلفي وقال: كان أحسن الناس خطاً. قلت: هو صاحب الخط الفائق، كان مشتهراً بلعب النرد. وقيل إنه نسخ خمسمائة مصحف، وكتب من مقامات الحريري عدة نسخ، ومن الأغاني ثلاث نسخ. ولم يخلف وارثاً. وكان يسكن بدرب حبيب ببغداد. وله شعر جيد، فمنه: (عنت الدنيا لطالبها .......... وآستراح الزاهد الفطن)
(كل ملك نال زخرفها .......... حسبه مما حوى كفن)
(يقتني مالاً ويتركه، .......... في كلا الحالتين مفتتن)
(أكره الدنيا وكيف بها، .......... والذي تسخو به وسن)
(لم تدم قبلي على أحد، .......... فلماذا الهم والحزن) توفي فجأة في ذي الحجة. وقيل: توفي سنة تسع وتسعين. وسيأتي في سنة ثمان عشرة ابن الخازن الشاعر الكاتب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 58 حمد بن عبد الله بن أحمد بن حنة. أبو أحمد المعبر، إصبهاني، فقيه، مشهور. سمع: أبا الوليد الحسن بن محمد الدربندي، وأبا طاهر بن عبد الرحيم الكاتب، وأحمد بن محمد بن النعمان الصائغ، ومنصور بن الحسين سبط بحروية، وجماعة. وأملى عدة مجالس. روى عنه: أبو طاهر السلفي، وأبو الفتح عبد الله بن أحمد الخرقي، وآخرون. قال السلفي: ذكره ابن نقطة فقال: خرج له إسماعيل بن محمد بن الفضيل الحافظ فوائده. وكان يؤم في الجامع الأعظم ثلاث صلوات، ويفتي، ويعبر الرؤيا. وكان من شيوخ الصوفية. قال لي إسماعيل بن محمد بن الفضيل: النزول عن أبي الصلت الطهراني، ومحمد بن عزيزة، وحمد بن حنة، أحب إلي من العلو عمن سواهم فهم لا يدرون ما) يروون. 4 (حرف الزاي) زيد بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن حسن بن القاسم بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسين بن علي بن أبي طالب. أبو هاشم الحسيني الهمذاني، رئيس البلد وأميره. روى عن أبي سعد جامع بن محمد الأديب حديثاً واحداً. وكان هيوباً، مطاعاً، سائساً. جمع الأموال، وظلم، وعسف. وكان يطرح
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 59 الشيء الذي يساوي درهماً بثلاثة دراهم وأكثر. واستعبد الناس، وعمر دهراً. توفي في رجب وله ثلاث وتسعون سنة. وهو ابن بنت الصاحب إسماعيل بن عباد. 4 (حرف الصاد) صاعد بن محمد بن عبد الرحمن. أبو العلاء البخاري، القاضي. قال السمعاني: هو من أهل إصبهان، الإمام المقدم في زمانه على أقرانه فضلاً، وعلماً، وزهداً، وتواضعاً. تفقه على مذهب أبي حنيفة حتى صار مفتي إصبهان. سمع من أصحاب ابن المقريء ولقي ببغداد ابن النقور، وبمكة أبا علي الحسن بن عبد الرحمن الشافعي. قتل في جامع إصبهان يوم عيد الفطر وله خمس وخمسون سنة. قتله باطني. 4 (حرف الطاء) طاهر بن سعيد بن فضل الله بن أبي الخير. أبو الفتح الميهني. والد أحمد. وأبي القاسم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 60 كان من أهل الخير، ومن بيت المشيخة والتصوف. أقام ببغداد مدة يسمع ويطلب، وسافر الكثير، ولقي الكبار. وسمع من: جده الشيخ أبي سعيد فضل الله، وخلف بن أحمد الأبيوردي، وأبي القاسم القشيري، وأبي علي الحسن بن غالب المقريء البغدادي، وأبي الغنائم بن المأمون.) روى عنه: أبو شجاع عمر بن محمد البسطامي، وغيره. توفي في جمادى الآخرة. وكان ذا تعبد وتأله وخير. 4 (حرف العين) عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم. أبو علي الدينوري، المؤذن. حدث عن: عبد الرزاق بن الفضيل الكلاعي. سمع منه: سهل بن بشر مع تقدمه، وأبو محمد بن صابر. عبد الله بن سعيد بن حكم. الزاهد، أبو محمد القرطبي، المقتلي. قرأ القرآن على أبي محمد مكي بن أبي طالب. وكان آخر من قرأ عليه. وكان أحد العباد الزهاد، المتبرك بهم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 61 عبيد الله بن عمر بن محمد بن أحيد. أبو القاسم الكشاني، الخطيب. ثقة، إمام، مشهور. أملى مدة سنين، وطال عمره. سمع: محمد بن الحسن الباهلي، وعلي بن أحمد السنكباثي، وأبا سهل عبد الكريم الكلاباذي، وأبا نصر أحمد بن عبد الله بن الفضل، وعبد العزيز ابن أحمد الحلواني. قال السمعاني: ثنا عنه إبراهيم بن يعقوب الكشاني، وأبو العلاء آصف بن محمد النسفي، وعطاء بن مالك النقاش، وآخرون كثيرون بما وراء النهر. ولد في حدود سنة عشر وأربعمائة. وتوفي في رجب. عبد الله بن يحيى. أبو محمد التجيبي، الأندلسي، الأقليشي، ويعرف بابن الوحشي. أخذ القراءآت بطليطلة عن أبي عبد الله المغامي. وسمع من: خازم بن محمد، وأبي بكر بن جماهر.) وكان من أهل المعرفة والذكاء. وآختصر كتاب مشكل القرآن لابن فورك، وولي أحكام أقليش.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 62 عبد الله بن أبي بكر. أبو القاسم النيسابوري، البزاز، الفقيه شيخ الحنفية في عصره، ومناظرهم، وواعظهم. سمع من: أبي الحسين عبد الغافر الفارسي، وغيره، وأبي طاهر محمد ابن علي الإسماعيلي البخاري، سمع منه الشمائل. قال: أنبا إبراهيم بن خلف، أنا الهيثم الشاشي، ثنا الترمذي. توفي في جمادى الآخرة. عبد الباقي بن محمد بن سعيد بن أصبع. أبو بكر الأنصاري، الحجازي، الأندلسي، ويعرف بابن بريال. روى عن: المنذر بن المنذر، وهشام بن أحمد الكناني، وابن عم الطلمنكي، والقاسم بن فتح. وكان نبيلاً، حافظاً، ذكياً، شاعراً، محسناً. قال ابن بشكوال: ثنا عنه غير واحد من شيوخنا. وتوفي في شعبان ببلنسية. وكان مولده سنة ست عشرة وأربعمائة. قلت: أخذ عنه ابن العريف وله سماع أيضاً من أبي عمر بن عبد البر، عرض عليه القرآن. عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد بن محمد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 63 أبو المحاسن الروياني، الطبري، فخر الإسلام، القاضي أحد الأئمة الأعلام. له الجاه العريض، والقبول التام في تلك الديار. سمع: أبا منصور محمد بن عبد الرحمن الطبري، وأبا محمد عبد الله بن جعفر الخبازي، وأبا حفص بن مسرور، وأبا بكر عبد الملك بن عبد العزيز، وأبا عبد الله محمد بن بيان الفقيه، وأبا غانم أحمد بن علي الكراعي، وعبد الصمد بن أبي نصر العاصمي البخاري، وأبا نصر أحمد بن محمد البلخي، وأبا عثمان الصابوني، وجده أبا العباس أحمد بن محمد بن أحمد الروياني، وتفقه عليه. وسمع بمرو، وغزنة، وببخارى من طائفة. روى عنه: زاهر الشحمامي وأبو رشيد إسماعيل بن غانم، وأبو الفتوح الطائي، وعبد الواحد بن يوسف، وإسماعيل بن محمد التيمي الحافظ، وأبو طاهر السلفي، وجماعة كثيرة.) ولد في ذي الحجة سنة خمس عشرة وأربعمائة، وتفقه ببخارى مدة، وبرع في المذهب، حتى كان يقول فيما بلغنا: لو احترقت كتب الشافعي أمليتها من حفظي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 64 وله مصنفات في المذهب ما سبق إليها منها: كتاب بحر المذهب وهو من أطول كتب الشافعية، وكتاب مناصيص الشافعي، وكتاب الكافي، وكتاب حلية المؤمن. وصنف في الأصول والخلاف. وكان قاضي طبرستان. قال السلفي: بلغنا أنه أملى بآمل، وقتل بعد فراغه من الإملاء، بسبب التعصب في الدين، في المحرم. قال: وكان العماد محمد بن أبي سعد صدر الري في عصره يقول: القاضي أبو المحاسن، شافعي عصره. وقال معمر بن الفاخر: قتل بجامع آمل يوم الجمعة ثالث عشر المحرم قتلته الملاحدة. وكان نظام الملك كثير التعظيم له. رويان: بلدة بنواحي طبرستان. عبد الواحد بن محمد بن عمر بن هارون. الفقيه أبو عمر الولاشجردي. وولاشجرد من قرى كنكور، وهي قرية من همذان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 65 كان فقيهاً، ديناً، خيراً. سمع ببغداد في رحلته من: أبي الحسين بن المهتدي بالله، والصريفيني، والخطيب. وتوفي بكنكور. عبيد الله بن علي بن عبيد الله. أبو إسماعيل الخطيبي الفقيه، قاضي القضاة بإصبهان. سمع عبد الرزاق بن شمة. روى عنه السلفي: وقال: قتل بهمذان شهيداً، وأنا بها، في صفر رحمه الله. قتلته الباطنية. عبيد الله بن عمر بن محمد بن أحيد. الخطيب، العالم، أبو القاسم الكشاني.) ثقة، مكثر، معمر، ولد في حدود سنة عشر وأربعمائة، وروى الكثير. وأملى عن: محمد بن الحسن الباهلي، وعلي بن أحمد بن ربيع الشنكباثي، وأبي سهل عبد الكريم الكلاباذي، وطائفة. وعنه: إبراهيم بن يعقوب الكشاني، وأبو العلاء آحف بن محمد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 66 الخالدي، وعطاء بن مالك بن أحمد النقاش، وأبو المعالي محمد بن نصر المديني، وآخرون. مات في سادس عشر رجب عن نيف وتسعين سنة. عبيد الله بن محمد بن طلحة. الدامغاني، القاضي، ابن أخت قاضي القضاة أبي عبد الله محمد بن علي الدامغاني. شهد عند خاله في سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة، وولي قضاء ربع الكرخ سنة سبعين. وكان صالحاً، ورعاً، عفيفاً. سمع: أبا القاسم التنوخي، وعبد الكريم بن محمد بن المحاملي. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وعمر بن ظفر، وأبو طاهر السلفي. وتوفي في صفر. وكان مولده بالدامغان سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة. علي بن أحمد بن علي بن الإخوة. المحدث، المفيد، أبو الحسن البيع، الحريمي. من كبار المحدثين. سمع: الخطيب، وأبا الغنائم بن المأمون، وغيره. انتقى عليه أبو علي البرداني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 67 وكتب عنه: أبو عامر العبدري، وابن ناصر. مات كهلاً. علي بن الحسين بن عبد الله بن عريبة. أبو القاسم الربعي، البغدادي. تفقه على أقضى القضاة، أبي الحسن الماوردي، وأبي الطيب الطبري. ولم يبرع في المذهب. ثم صحب أبا علي بن الوليد وغيره من شيوخ المعتزلة، وأخذ عنهم.) وقد سمع: أبا القاسم بن بشران، وأبا الحسين بن مخلد البزار. روى عنه: أبو بكر محمد بن منصور السمعاني، وعبد الخالق بن أحمد اليوسفي، وأبو طاهر السنجي، وابن ناصر، وأبو طاهر السلفي، وأبو محمد بن الخشاب النحوي، وشهدة. قال شجاع الذهلي: كان يذهب إلى الإعتزال. وقال أبو سعد السمعاني: سمعت أبا المعمر الأنصاري إن شاء الله، أو غيره يذكر أنه رجع عن ذلك، وأشهد المؤتمن الساجي وغيره على نفسه بالرجوع عن رأيهم، والله أعلم. قال: وسمعت علي بن أحمد اليزدي يقول: قال لي أبو القاسم الربعي: ولدت في سنة أربع عشرة وأربعمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 68 توفي في ثالث وعشرين رجب. علي بن عبد الرحمن. أبو الحسن السمنجاني، الفقيه. أحد الأئمة. تفقه ببخارى على أبي سهل الأبيوردي. وسمع من: محمد بن عبد العزيز القنطري، وغيره. روى عنه: تامر بن علي الصوفي، وإسماعيل بن محمد الحافظ، والسلفي. توفي في شعبان. علي بن عبد الوهاب بن موسى. أبو الكرم الهاشمي، الخطيب. بغدادي جليل. حدث مجلسين عن أبي علي بن المذهب. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري. علي بن أبي طالب محمد بن علي بن عبيد الله. المؤدب، أبو الحسن الهمذاني، ثم البغدادي. روى عن أبي الطيب الطبري، وأبي محمد الجوهري. 4 (حرف الميم) محمد بن عبد القادر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 69 أبو الحسين بن السماك البغدادي.) روى عن: ابن غيلان، وغيره. روى عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ، وأبو طاهر السلفي. وتوفي في رجب. وكان واعظاً. رماه ابن ناصر بالكذب كأبيه. محمد بن عبد اللطيف بن محمد بن ثابت بن الحسن. المهلبي، الخجندي، أبو بكر، صدر الدين، ويعرف بصدر العراق على الإطلاق في زمانه. كذا قال أبو سعد في الذيل. وكان إماماً، مناظراً، وواعظاً، جواداً، سمحاً، مهيباً. كان يروي الحديث، في وعظه من حفظه. وكان السلطان محمود يصدر عن رأيه. وكان بالوزراء أشبه منه بالعلماء. وقد درس ببغداد وناظر، وسمع من أبي علي الحداد. يؤخر خمسين سنة. محمد بن عبد الكريم بن خشيش.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 70 أبو سعد البغدادي. سمع: أبا علي بن شاذانن وغيره. روى عنه: أبو طاهر السلفي، وشهدة، وأبو السعادات القزاز. وسمع جزء ابن عرفة من أبي مخلد. وكان شيخاً صالحاً، صحيح السماع. توفي في عاشر ذي القعدة، وله تسع وثمانون سنة. محمد بن يحيى بن مزاحم. أبو عبد الله الأشبوني، ثم الطليطلي. المقريء مصنف كتاب الناهج في القراءآت. وقد رحل إلى مصر وأكثر السماع، وحمل عن القضاعي وطبقته. مات في أول السنة. وذكره أحمد بن محمد بن حرب المستملي أنه قرأ عليه القرآن، وأنه قرأ على أبي عمرو) الداني. محمد بن يوسف بن عطاف. أبو عبد الله الأزدي، قاضي المرية. روى عن: أبي القاسم عبد الرحمن بن مالك، وأبي عبد الله بن القزاز،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 71 الفقيه. وغيرهما من علماء الأندلس. وكان فقيهاً، مدرساً، يناظر عليه، ويجتمع في علم الرأي إليه. أخذ عنه: أبو بكر بن أسود، وعبد الرحيم بن الفرس، وأبو عبد الله بن أبي يد، وأبو الحسن بن اللواتي، وغيرهم. توفي بالمرية. مسعود بن عثمان بن خلف. أبو الخيار الشنتمري. رحل وسمع من: أبي عبد الله محمد بن سلامة القضاعي. وكان شيخاً صالحاً. توفي بمرسية. منصور بن أحمد بن الفضل بن نصر بن عصام. أبو القاسم المنهاجي، الأسفزاري، الفقيه الصالح. كان ورعاً، حسن السيرة، ظهر له القبول التام بالجبال ونواحيها، وبنى بهمذان وغيرهما خانقاهات، وكثر عليه المريدون، وآزدحم، عليه الناس، وتبركوا بلقائه. وكان قد تفقه بمرو على الإمام أبي المظفر السمعاني، ولزمه مدة. وسمع ببغشور جامع الترمذي من أبي سعد محمد بن علي البغوي الدباس. وقتل فتكاً على باب خانقاه المقري بهمذان في شوال.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 72 4 (حرف الهاء) هبة الله بن أحمد بن محمد بن علي بن إبراهيم بن سعد الزهري ابن الموصلي. أبو عبد الله، من أهل باب المراتب ببغداد. شيخ صالح، صحيح السماع.) سمع: عبد الملك بن بشران، والحسين بن علي بن بطحا. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وعبد الخالق اليوسفي، وابن ناصر، والسلفي، وخطيب الموصل، وشهده، وآخرون. وكان مولده في ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، وقيل في ربيع الآخر. وتوفي في شوال. هبة الله بن محمد بن بديع. الوزير أبو النجم الإصبهاني. سمع: أباه، وأبا طاهر بن عبد الرحيم الكاتب، وإبراهيم سبط بحرويه، وغيرهم. وآنتقى عليه الحافظ أحمد بن محمد بن شيرويه. روى عنه: أبو نصر اليونارتي، وأبو مسعود عبد الجليل كوتاه، وأبو طاهر السلفي. وقدم دمشق، ووزر بحلب لرضوان بن تتش.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 73 ثم استوزره طغتكين أتابك مدة، ثم صادره في هذا العام، وخنق، وألقي في جب بقلعة دمشق. وكان مولده في سنة ست وثلاثين وأربعمائة. 4 (حرف الياء) يحيى بن علي بن محمد بن الحسن بن بسطام. أبو زكريا الشيباني، التبريزي، الخطيب، اللغوي، أحد الأعلام في علم اللسان. رحل إلى الشام، وقرأ اللغة والأدب على أبي العلاء بن سليمان بالمعرة، وعلى عبيد الله بن علي الرقي، وأبي محمد الدهان اللغوي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 74 وسمع بصور من سليم بن أيوب الفقيه، ومن عبد الكريم بن محمد السياري. وسمع كتباً عديدة أدبته من أبي بكر الخطيب، ومن أبي ثمال، ومن ابن برهان. وأقام بدمشق مدة، ثم سكن بغداد وأقرأ بها اللغة. روى عنه: أبو منصور موهوب بن الجواليقي، وابن ناصر الحافظ، وسعد الخير الأندلسي، وأبو طاهر السلفي، وأبو طاهر محمد بن أبي بكر السنجي. وقد روى عنه شيخه الخطيب في تصانيفه. وكان موثقاً في اللغة ونقلها. تخرج عليه خلق، وصنف شرح الحماسة، وشرح ديوان المتنبي، وشرح سقط الزند، وشرح) السبع قصائد المعلقات، وكتاب تهذيب غريب الحديث. وكانت له نسخة بتهذيب اللغة للأزهري فحمله في مخلاة على ظهره من تبريز إلى المعرة. ودخل إلى مصر أيضاً، وأخذ عن أبي الحسن طاهر بن بابشاذ، وغيره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 75 ومن شعره: (خليلي ما أحلى صبوحي بدجلة .......... وأطيب منه بالصراة غبوقي)
(شربت على الماءين من ماء كرمة .......... فكانا كدر ذائب وعقيق)
(على قمري أفق وأرض تقابلا .......... فمن شائق حلو الهوى ومشوق)
(فما زلت أسقيه وأشرب ريقه .......... وما زال يسقيني ويشرب ريقي)
(وقلت لبدر التم: تعرف ذا الفتى .......... فقال: نعم، هذا أخي وشقيقي) ومما رواه عن شيخه ابن نحرير من شعره: (يا نساء الحي من مضر .......... إن سلمى ضرة القمر)
(إن سلمى لا فجعت بها .......... أسلمت طرفي إلى السهر)
(فهي إن صدت وإن وصلت .......... مهجتي منها على خطر)
(وبياض الشعر أسكنها .......... في سواد القلب والبصر) كان أبو زكريا يقريء الأدب بالنظامية. وقال أبو منصور بن محمد بن عبد الملك بن خيرون: ما كان بمرضي الطريقة، وذكر منه أشياء.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 76 توفي في جمادى الآخرة لليلتين بقيتا منه. وعاش إحدى وثمانين سنة. وقال ابن نقطة: ثقة في علمه، مخلطاً في دينه، لعبة بلسانه. وقيل إنه تاب من ذلك. وقال ابن ناصر، عن أبي زكريا: التبريزي، بكسر التاء. يحيى بن المفرج. أبو الحسين اللخمي، المقدسي، الفقيه، الشافعي.) قاض الإسكندرية. تفقه على الفقيه نصر المقدسي، وحدث عنه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 77 4 (وفيات سنة ثلاث وخمسمائة)
4 (حرف الألف) أحمد بن إبراهيم بن محمد. الدينوري، ثم الدمشقي. سمع: رشأ بن نظيف، وأبا عثمان الصابوني، وجماعة. سمع منه: أبو محمد بن صابر. أحمد بن علي بن أحمد. أبو بكر بن العلثي، الحنبلي، العبد الصالح. كان أحد المشهورين بالصلاح والزهد، وإجابة الدعوة. وظهر له قبول زائد. تفقه على القاضي أبي يعلى، وحدث عنه بشيء يسير. روى عنه: علي بن المبارك بن الصوفي، وابن ناصر، وأبو طاهر محمد بن أبي بكر السنجي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 78 وكان في صباه يعمل في صنعة الجص والإسفيذاج، ويتنزه عن التصوير. وورث من أبيه عقاراً، فكان يبيع منه شيئاً بعد شيء، ويتقوت به. حج في هذا العام، وتوفي عشية عرفة بعرفة محرماً، فحمل إلى مكة، وطيف به، ودفن عند قبر الفضيل بن عياض. وقيل: كان إذا حج يجيء إلى قبر الفضيل، ويخط بعصاه، ويقول: يا رب ها هنا، يا رب هنا هنا. فاتفق أنه مات ودفن عنده، رحمهما الله. وروى عنه السلفي، وقال: كان من زهاد بغداد، ومن القوالين بالحق، والناهين عن المنكر. أحمد بن المظفر بن الحسين بن عبد الله بن سوسن. أبو بكر البغدادي، التمار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 79 حدث عن: أبي علي بن شاذان، وأبي القاسم الحرفي، وأبي القاسم ابن بشران. روى عنه: إسماعيل بن السمرقندي، وعبد الوهاب الأنماطي، وابن سلفه، وآخرون. وكان ضعيفاً.) قال السمعاني: كان يلحق سماعاته في الأجزاء. قاله شجاع الذهلي. توفي في صفر، وله اثنتان وتسعون سنة. وقال عبد الوهاب الأنماطي: هو شيخ مقارب. أحمد بن هبة الله بن محمد بن المهتدي بالله. الخطيب، أبو تمام ابن الغريق، الهاشمي، البغدادي. سمع: جده القاضي أبا الحسين محمد بن علي. وحدث. وتوفي في جمادى الآخرة. وكان من كبار المعدلين. روى عنه: السلفي. إسماعيل بن إبراهيم بن العباس. أبو الفضل الحسيني، أخو أبي القاسم النسيب. كان إماماً كبير القدر، ولي قضاء دمشق وخطابتها بعد والده.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 80 وسمع: أبا الحسين أحمد بن عبد الرحمن بن أبي نصر التميمي. سمع منه: أبو محمد بن صابر. وتوفي في صفر عن ثلاث وثمانين سنة. 4 (حرف الحاء) حمد بن الفضل بن محمد. الإصبهاني، الخواص، أبو محمد. توفي في ذي الحجة، وصلى عليه القاضي أبو زرعة، واجتمع لجنازته خلق كثير. 4 (حرف العين) عبد الله بن عمر بن البقال. أبو الكرم المقريء، البغدادي. سمع: الحسن بن المقتدر، وابن غيلان، وأبا طاهر محمد بن علي العلاف. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وأبو بكر بن النقور. وتوفي في ذي القعدة وله سبع وسبعون سنة.) علي بن علي بن شيران. أبو القاسم الواسطي المقريء، المجود للقراءآت. كان حافظاً للقراءآت، جيد الأخذ. قدم بغداد في شعبان من السنة. وحدث عن: الحسن بن أحمد الغندجاني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 81 روى عنه: علي بن أحمد اليزدي. وقال سعد الله بن محمد الدقاق: كان يميل إلى الإعتزال. علي بن محمد بن الحبيب بن شماخ. أبو الحسن الغافقي. من أهل مدينة غافق بالأندلس. روى عن: أبيه، والقاضي أبي عبد الله بن السفاط. وكان من أهل المعرفة والنبل والذكاء. ولي قضاة بلدة مدة. وحمدت سيرته. عمر بن عبد الكريم بن سعدويه بن وهمت.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 82 أبو الفتيان الدهستاني، الرواسي، الحافظ، الرحال. رحل إلى خراسان، والعراق، والحجاز، والشام، ومصر، والسواحل. وكان أحد الحفاظ المبرزين، حسن السيرة، جميل الأمر. كتب ما لا يوصف كثرة. وسمع: أبا عثمان الصابوني، وأبا حفص بن مسرور، وأبا الحسين عبد الغافر الفارسي، وطائفة. وببغداد: أبا يعلى بن الفراء، وابن النقور. وبمرو، ومصر. وسمع بدهستان. أبا مسعود البجلي وبه تخرج. وسمع بحران: مبادر بن علي بن مبادر. روى عنه: شيخه أبو بكر الخطيب، وأبو حامد الغزالي، وأبو حفص عمر بن محمد الجرجاني، ومحمد بن عبد الواحد الدقاق، وشيخه نصر المقدسي الفقيه، وهبة الله بن الأكفاني، وإسماعيل بن محمد التيمي الحافظ، ومحمد بن أبي الحسين الجويني، وآخرون، والسلفي بالإجازة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 83 ودخل طوس في آخر عمره، وصحح عليه أبو حامد الغزالي الصحيحين.) ثم خرج من طوس إلى مرو قاصداً إلى الإمام أبي بكر السمعاني بآستدعائه إياه، فأدركته المنية بسرخس، فتوفي في ربيع الآخر كما هو مؤرخ على بلاطة قبره. قال أبو جعفر محمد بن أبي علي الهمذاني الحافظ: ما رأيت في تلك الديار أحفظ منه، لا بل في الديار كلها. كان كتاباً، جوالاً، دار الدنيا لطلب الحديث. لقيته بمكة، ورأيت الشيوخ يثنون عليه ويحسنون القول فيه. ثم لقيته بجرجان، وصار من إخواننا. وقال أبو بكر بن السمعاني: قال لي إسماعيل بن محمد بن الفضيل بإصبهان: كان عمر خريج أبي مسعود البجلي. سمعته يقول: دخل أبو مسعود دهستان، فآشترى من أبي رأساً، ودخل المسجد يأكله. فبعثني والدي إليه، فقال لي: تعرف شيئاً فقلت: لا. فقال لوالدي: سلمه إلي فسلمني أبي إليه، فحملني إلى نيسابور، وأفادني، وآنتهى أمري إلى حيث آنتهى. وقال خزيمة بن علي المروزي الأديب: سقطت أصابع عمر الرواسي في الرحلة من البرد الشديد. وقال الدقاق في رسالته: إن عمر حدث بطوس بصحيح مسلم من غير أصله، وهذا أقبح شيء عند المحدثين. وحدثني أن مولده بدهستان سنة ثمان وعشرين وأربعمائة. وأنه سمع منه هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي في سنة ست وخمسين وأربعمائة. قال ابن نقطة في كتابه الإستدارك: سمعت غير واحد من أهل العلم، أن أبا الفتيان سمع من ثلاثة الآف وستمائة شيخ. وقال الرواسي: أريد أن أخرج إلى مرو وسرخس على الطريق، وقد قيل إنها مقبرة العلم، فلا أدري كيف يكون حالي بها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 84 قال الراوي: فبلغنا أنه توفي بها. قال ابن طاهر، وغيره: الرواسي نسبة إلى بيع الرؤوس. وقال ابن ماكولا: كتب الرواسي عني، وكتبت عنه، ووجدته ذكياً. وقال السمعاني: سمعت أبا الفضل أحمد بن محمد السرخسي يقول: لما قدم عمر بن أبي الحسن الرواسي سرخس روى بها وأملى. حضر مجلسه جماعة كثيرة فقال: أنا أكتب أسماء الجماعة على الأصل بخطي. وسأل الجماعة وأثبت، ففي المجلس الثاني حضرت الجماعة، فأخذ القلم وكتب اسماءهم كلهم عن ظهر قلب، بحيث ما آحتاج أن يسألهم. أو كما قال.) ثم سمعت محمد بن محمد بن أحمد يقول: حضرت هذا المجلس، وكان الجمع إثنان وسبعون نفساً. وقال عبد الغافر بن إسماعيل: عمر بن أبي الحسن الرواسي، مشهور، عارف بالطرق. كتب الكثير، وجمع الأبواب، وصنف، وكان سريع الكتابة. وكان على سيرة السلف، مقلاً، معيلاً. خرج من نيسابور إلى طوس، فأنزله الغزالي عنده وأكرمه، وقرأ عليه الصحيح، ثم شرحه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 85 4 (حرف الميم) محمد بن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن سندة. الإصبهاني، المطرز، أبو سعد، خازن الرئيس أبي عبد الله. سمع: الحسين بن إبراهيم الجمال، وأبا نعيم، أحمد بن عبد الله الحافظ، وأبا علي بن يزداد غلام محسن، وأبا الحسن بن عبد كويه، ومحمد بن عبد الله العطار. كنيته أبو سعد. ولد في ربيع الأول سنة إحدى عشرة وأربعمائة. روى عنه: أبو طاهر السلفي، وسعد الخير الأندلسي، وأبو طاهر محمد ابن محمد السنجي، وجماعة من الإصبهانيين. وروى عنه حضوراً الحافظ أبو موسى المديني وقال: توفي في الثاني
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 86 والعشرين من شوال سنة ثلاث، وهو أول من حضرت عنده للسماع. قال السمعاني: ثقة، صالح. وقال السلفي في معجمه: كان في الفضل على غاية من الجلالة، قرأنا عليه عن غلام محسن، وابن مصعب، وجماعة. وقرأت عليه القرآن، عن أبي بكر بن البقاء المقريء صاحب أبي علي بن حبش، وغيره. خرج له غانم بن محمد الحافظ خمسة أجزاء، سمعناها. محمد بن عبد الحميد بن عبد الرحمن. أبو بكر القرشي، الزهري، البخاري. كان فقيهاً، صالحاً، مسناً، خيراً. سمعه أبوه من جماعة من المتقدمين، وعمر حتى حدث وأملى.) وتوفي في رجب، وله ثمانون سنة. محمد بن علي بن محمد. أبو عبد الله الطليطلي. سمع من: عبد الرحمن بن سلمة، وقاسم بن هلال، وأبي الوليد الباجي. وولي خطابة فاس، ثم سبتة. وكان أعمى، صالحاً. توفي خطيباً بسبتة في المحرم. محمد بن عبد العزيز بن السندواني. أبو طاهر البغدادي، شيخ صالح من أهل نهر الدجاج.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 87 حدث عن: أبي الحسن القزويني، وأبي إسحاق البرمكي. روى عنه: أبو طالب بن خضير. وتوفي في ربيع الأول. المحسر بن محمد بن أحمد بن الحسين. أبو طاهر الإسكاف، الإصبهاني. حدث بالمعجم الكبير للطبراني عن: ابن أبي الحسين بن فاذشاه. قال معمر، وغيره: مات في ربيع الآخر. 4 (حرف الهاء) هبة الله بن محمد بن علي. أبو المعالي الكرماني، ويعرف بابن المطلب الوزير. وزر للخليفة مدة. وسمع من: أبي الحسين بن المهتدي بالله. وما كأنه حدث. ولد سنة أربعين وأربعمائة، وتوفي في ثاني شوال. وكان كاتباً مجيداً حاسباً بارعاً، تفرد في زمانه بعلم الديوان والتصرف. ومدة وزارته سنتان وأربعة أشهر. وكان ذا بر ومعروف وجلالة.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 88 4 (وفيات سنة أربع وخمسمائة)
4 (حرف الألف) أحمد بن أبي الفتح عبد الله بن محمد بن أحمد بن القاسم. أبو العباس الإصبهاني، الخرقي. سمع: ابن ريذة، وأبا القاسم بن أبي بكر الذكواني، ومحمد بن أحمد بن عبد الرحيم الكاتب، وغيرهم. روى عنه: ابنه أبو الفتح عبد الله، والحافظ أبو موسى المديني، وجماعة. توفي في السابع والعشرين من ذي القعدة. نعم. روى عنه السلفي، وجماعة من شيوخ ابن اللتي الذين بالإجازة. وخرق: موضع بإصبهان. قال السلفي: كان يقول: سمعت ببغداد من أبي علي بن شاذان مع سليمان الحافظ. أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله. أبو المكارم بن السكري، الكاتب، البغدادي. سمع: الحسن بن المقتدر بالله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 89 روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وغيره، والسلفي. إسماعيل بن عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر بن أحمد. أبو عبد الله ابن الشيخ أبي الحسين الفارسي، ثم النيسابوري. زوج بنت القشيري. سمع في صباه من: أبي حسان محمد بن أحمد المزكي، وأبا سعد عبد الرحمن بن حمدان النصروي، وأحمد بن محمد بن الحارث النحوي، ومحمد ابن عبد العزيز النيلي. ورحل سنة ثلاث وخمسين، وبقي يطوف عشر سنين في خوزستان وفارس. وكتب قريباً من ألف جزء بخطه. وسمع ببغداد: عبد الصمد بن المأمون، وقبله أبا محمد الجوهري، وجماعة. روى عنه: عبد الله بن الفراوي، وعبد الخالق بن الشحامي، وأبو شجاع عمر البسطامي، وأم سلمة، والحافظ عبد الغافر، وعمر بن الصفار، وأبو بكر التفتازاني، وطائفة سواهم.) وتوفي في ذي القعدة. وكان مولده في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة. قال السمعاني: كان فاضلاً، عالماً، لم يفتر من السماع والتحصيل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 90 4 (حرف الحاء) الحسين بن علي. أبو عبد الله بن الحبال، الحنبلي، المقريء. سمع: أبا محمد الخلال، والغساني. مات في ذي القعدة. حمزة بن محمد بن علي. أبو يعلى، أخو طراد الزينبي، الهاشمي. توفي في رجب، في سادس عشره. قال السلفي: كان أبو يعلى جليل القدر. ولد سنة سبع وأربعمائة. وروى لنا عن أبي العلاء الواسطي، وأبي محمد الخلال. وذكر لي أنه قرأ الفصيح على علي بن عيسى الربعي. قلت: وكذا ورخ ابن السمعاني مولده، ولو أن حمزة سمع في صغره مثل أخيه طراد، لسمع من أبي الحسين بن بشران، وهلال الحفار، ولصار مسند الدنيا في عصره، وأنا أتعجب كيف لم يسمعوه. قال السلفي: قال لي أبو يعلى: قد سمعت على القاضي أبا الحسين التوزي، وأبي الحسن بن فشش المالكي. وتمول الوزير ابن أبي الريان على حملي إلى أبي الحسن بن الحمامي المقريء، فلم يتفق ذلك، ولا سمعت منه. قلت: عاش سبعاً وتسعين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 91 4 (حرف العين) عبد الغفار بن عبد الملك بن عبد الغفار. أبو منصور البصري الأديب، من شيوخ همذان. ثقة صدوق. له رحلة إلى بغداد. سمع من: أبي الحسين ابن النقور، وطبقته.) توفي في رجب. وقد روى اليسير. عبد المنعم بن علي بن أحمد بن الغمر. أبو القاسم الكلابي، الدمشقي، الوراق، المعروف بالمديد. سمع: أبا عبد الله بن سلوان، وأبا القاسم بن الفرات، وأبا علي الأهوازي، ورشأ بن نظيف، وأبا الحسين بن أبي نصر، وجماعة. روى عنه: الصائن هبة الله بن عساكر، وأبو المعالي بن صابر، وغيرهما. وكان مولده في سنة ثمان وعشرين وأربعمائة. وأول سماعه بعد الأربعين. وتوفي في ثامن ذي القعدة. فذكر ابن الأكفاني أنه نزل في بركة حمام حارة فمات. عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الله بن محمد بن علي. أبو الفرج السيبي، ثم البغدادي. كان يعرف النحو واللغة، وأدب أولاد الخليفة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 92 سمع: أبا محمد الصريفيني. توفي في المحرم، وقد جاوز الثمانين، في طريق الحج، ودفن بالمدينة المنورة. علي بن الحسين بن المبارك. أبو الحسن، ابن أخت المزرفي. إمام مسجد درب السلسلة. كان إماماً فاضلاً، حسن الإقراء ختم عليه خلق. وكان قد قرأ على: أبي بكر الخياط، وأبي علي بن البنا، وغيرهما. قرأ عليه القرآن سعد الله الدقاق وقال: كان أوحد عصره في حسن الأداء، والقراءة الحسنة، والنغمة الطيبة. وما كان لسانه يفتر عن ذكر الموت. توفي في ربيع الآخر. علي بن محمد بن علي إلكيا.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 93 أبو الحسن الهراسي، الطبرستاني، الفقيه الشافعي، عماد الدين. تفقه بنيسابور مدة على إمام الحرمين، وكان مليح الوجه، جهوري الصوت، فصيحاً، مطبوع) الحركات، زكي الأخلاق. ثم خرج إلى بيهق، فأقام بها مدة، ثم قدم العراق، وولي تدريس النظامية ببغداد إلى أن توفي. وحظي بالحشمة والجاه والتجمل، وتخرج به الأصحاب. وروى شيئاً يسيراً عن أبي المعالي، وغيره. روى عنه: سعد الخير الأنصاري، وعبد الله بن محمد بن غلاب الأنباري، وأبو طاهر السلفي. وكان يستعمل الحديث في مناظراته. وإلكيا: بالعجمي هو الكبير القدر، المقدم. توفي أول المحرم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 94 وكان مولده في سنة خمسين. وأربعمائة. وقد رمي إلكيا، رحمه الله، بأنه يرى في المناظرة رأي الإسماعيلية، وليس كذلك، بل وقع الإشتباه على القائل بإن صاحب الألموت ابن الصباح يلقب بإلكيا أيضاً. فافهم ذلك، وأما الهراسي فبريء من ذلك.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 95 قرأت على العلامة أبي محمد عبد المؤمن بن خلف الحافظ: أخبركم أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي الحافظ سنة تسع وثلاثين إملاء، أنه قرأ من حفظه على أبي الحسن علي بن المفضل الحافظ قال: ثنا أبو طاهر بن سلفة الحافظ، ثنا أبو الحسن علي بن محمد الطبري إلكيا: أنا إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف: أنا والدي أبو محمد، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، ثنا أبو العباس الأصم، ثنا الربيع بن سليمان، ثنا الشافعي، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المتبايعان كل واحد منهما على صاحبه بالخيار ما لم يتفرقا، إلا بيع الخيار. متفق عليه. وممن يشتبه بإلكيا الهراسي معاصره الإمام القاضي: أبو الحسن علي بن محمد بن علي الطبرستاني الآملي. سمع من الحافظ عبد الله بن جعفر الخباز بآمل في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة، ومن أبي يعلى الخليلي، وأبي جعفر ابن المسلمة، وابن المأمون. وله قصيدة رثى بها إمام الحرمين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 96 ذكره ابن الصلاح في الشافعية، ولم يذكر له وفاة. وكأنه مات قبل هذا الأوان، فالله أعلم.) روى عنه: قاضي آمل ابن أخته أبو جعفر محمد بن الحسين بن أميركا. 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن علي ابن الصندلي. أبو بكر المقريء البابصري. سمع: أبا محمد الخلال. وحدث. روى عنه: سعد الله بن محمد الدقاق. ومات في صفر. محمد بن صالح بن حمزة بن محمد. أبو يعلى ابن الهبارية، الهاشمي، العباسي الشريف البغدادي نظام الدين. أحد الشعراء المشهورين. أكثر شعره في الهجاء والسخف.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 97 وكان ملازماً لخدمة نظام الملك. وله كتاب نتائج الفطنة في نظم كليلة ودمنة. وديوان شعره في ثلاث مجلدات. وهو القائل: (رأيت في النوم عرسي وهي ممسكة .......... ذقني، وفي كفها شيء من الأدم)
(معوج الشكل مسود به نقط .......... لكن أسفله في هيئة القدم)
(حتى تنبهت محمر القذال، فلو .......... طال الرقاد على الشيخ الأديب عم) قال العماد الكاتب: توفي بكرمان سنة أربع وخمسمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 98
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 99 وهبار جد لأمه. وقيل: توفي سنة تسع، فسأعيده هناك. محمد بن أحمد بن محمد بن أبي النضر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 100 أبو بكر البلدي، النسفي، المحدث. منسوب إلى بلد نسف، يعني أنه ليس من قرى نسف. حدث بالكتب الكبار كالصحيح لعمر بن محمد بن بجير. سمع من: جعفر بن محمد المستغفري، وأحمد بن علي المايمرغي، وغيرهما. قال ابن السمعاني: ثنا عنه نحو من عشرين نفساً.) وقال عمر بن محمد النسفي في كتاب القند إنه توفي في ثالث صفر سنة خمس وخمسمائة، وإنه ولد في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة. قال أبو سعد: كان إماماً فاضلاً، وعمر العمر الطويل حتى روى الكثير. وسمع: أباه أبا نصر، ومحمد بن يعقوب السلامي، وأبا مسعود أحمد بن محمد البجلي، والحسين بن إبراهيم القنطري. روى لنا عنه أحمد بن عبد الجبار البلدي، والحسن بن عبد الله المقريء، ومسعود بن عمر الدلال، وميمون بن محمد الدربي. محمد بن الحسين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 101 أبو جعفر السمنجاني. إمام مسجد راعوم. تفقه ببخارى على: أبي سهل الأبيوردي. وبمرو الروذ على: القاضي حسين. وأملى ببلخ. قال السمعاني: ثنا عنه جماعة بما وراء النهر، وخراسان، ومات ببلخ. محمد بن علي بن محمد. أبو الحسن بن الحديثي، البغدادي، عرف بآبن الشداد. سمع: أبا طالب بن غيلان. وعنه: أبو المعمر الأنصاري، والسلفي. محمد بن عمر بن أبي العصافير. الخزرجي، الجياني. أبو عبد الله. كان فقيهاً مبرزاً، تفقه على أبي مروان بن مالك بقرطبة. ورحل فأخذ عن عبد الحق بن هارون الفقيه. وشوور في الأحكام. وطال عمره، وشاخ. 4 (حرف الياء) يحيى بن علي بن الفرج.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 102 أبو الحسين المصري، الخشاب، المقريء، الأستاذ.) قرأ على: أبي العباس بن نفيس، ومصنف العنوان أبي الطاهر إسماعيل بن خلف، ومحمد بن أحمد القزويني، وأبي الحسين الشيرازي، وجماعة. قرأ عليه الشريف أبو الفتوح الخطيب شيخ أبي الجود، وغيره. وتوفي في هذه السنة. فأما: علي بن أحمد. المصيصي، الأبهري، الضرير، صاحب أبي علي الأهوازي، فلم أظفر له بترجمة، وهو أكبر شيخ للشريف الخطيب. تلا عليه بعد عام خمسمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 103 4 (وفيات سنة خمس وخمسمائة)
4 (حرف الألف) أحمد بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن كوشيذ. أبو غالب الإصبهاني. توفي في غرة جمادى الأولى، وله ثمانون سنة. من شيوخ الحافظ أبي موسى المديني، سمع منه جميع الكبير للطبراني، عن ابن ريذة. أحمد بن عمر بن عطية. أبو الحسين الصقلي، المؤدب. سمع: أبا القاسم السميساطي، وعبد العزيز الكتاني. وكان يؤدب في مسجد رحبة البصل. قال الحافظ ابن عساكر: أدركته وأجاز لي، وتوفي في ربيع الآخر، وهو ثقة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 104 سأله ابن صابر عن مولده فقال: سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة. أصبغ بن محمد بن أصبغ. أبو القاسم الأزدي، القرطبي، العلامة، كبير المفتين بقرطبة. روى الكثير عن: حاتم بن محمد. وتفقه على أبي جعفر رزق. وأخذ عن: أبي مروان بن سراج، وأبي علي الغساني.) وأجاز له أبو عمر بن عبد البر، وأبو عمر بن الحذاء ما رووه. وكان من جلة العلماء وكبار الفقهاء، بارعاً في المذهب، قدوة في الشروط لا يجارى. وأم بجامع قرطبة. وكان مجوداً للقرآن، فاضلاً، متصوناً، عزيز النفس. سمع الناس منه، وناظروا عليه. توفي في صفر. وولد في سنة خمس وأربعين. إبراهيم بن سعد بن إبراهيم. النيسابوري. شيخ، صالح، دلال. سمع: أبا حفص بن مسرور، وأبا عثمان الصابوني، وجماعة. توفي فجأة. إبراهيم بن محمد. الفقيه أبو إسحاق الجرجاني، الزاهد، نزيل إسفراين. ذكره عبد الغافر، وأنه توفي سنة خمس تخميناً، وقال: أحد الأولياء والعباد، وأرباب الفنون، المشتغلين بمراعاة الأنفاس مع الله، المعرضين عن الدنيا بنى دويرة بإسفراين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 105 إلى أن قال: وكان من أصحاب الكرامات الظاهرة، رحمه الله. 4 (حرف الباء) بركات بن الفضل بن محمد. التغلبي، الفارقي. سمع: أبا الحسين بن المهتدي بالله، وأبا الحسين بن النقور، وابن البطر، وجماعة في كهولته. مولده بميافارقين سنة سبع وعشرين وأربعمائة. وتوفي بصور. قال ابن عساكر: ثنا عبدان بن رزين، ثنا بركات الفارقي في سنة تسع وثمانين وأربعمائة، أنا ابن البطر. 4 (حرف التاء) تمرتاش بن... كين التركي.) روى عن: أبي جعفر ابن المسلمة. ذكره شجاع الذهلي في معجمه. 4 (حرف الحاء) الحسن بن إسماعيل بن حفص. أبو المعالي المصري. روى عن: أبي القاسم بن القطاع. روى عنه: أبو محمد العثماني. الحسن بن عبد الأعلى. أبو علي الكلاعي، السفاقسي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 106 أخذ ببلده عن أبي الحسن اللخمي. وسمع بالأندلس من: أبي عبد الله بن سعدن، وأبي علي الغساني. وسكن سبتة، وأريد على قضاء الجزيرة فآمتنع. وكان فقيهاً، متكلماً، عارفاً بالهندسة والفرائض. مات كهلاً. الحسن بن عبد الواحد بن أحمد بن الحصين. أبو القاسم الدسكري، ويعرف بابن الفقيه، وكيل الخليفة المستظهر، وناظر المخزن. ذهب رسولاً إلى إصبهان. وحدث عن: الصريفيني، وابن النقور. روى عنه: محمد بن عبد الخالق الجوهري، وطائفة. 4 (حرف الخاء) خلف بن سليمان بن خلف بن محمد بن فتحون. أبو القاسم الأندلسي. من أهل أوريوله. روى عن: أبيه، وابن الوليد الباجي، وطاهر بن مفوز. وكان فقيهاً، أديباً، شاعراً، مفلقاً. ولي قضاء شاطبة، ودانية.) روى عنه: ابنه محمد، وزياد بن محمد. وكان يصوم الدهر. وله مصنف في الشروط، رحمه الله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 107 4 (حرف السين) سعد بن محمد بن المؤمل. أبو نصر النيسابوري. سمع: أبا حفص بن مسرور. قال يحيى بن مندة: سمعت منه، وقدم إصبهان مراراً. مات في ربيع الآخر، وله إحدى وسبعون سنة. 4 (حرف العين) عبد الله بن علي بن عبد الله بن محمد بن علي ابن الآبنوسي. أبو محمد، أخو أبي الحسن أحمد الفقيه. كان أحد وكلاء القاضي أبي عبد الله الدامغاني، وغيره من القضاة. وكان قد اشتغل وحصل، وسمع الحديث من: التنوخي، والجوهري، وأبي طالب العشاري. وسمع التاريخ من الخطيب. روى عنه: محمد بن محمد السنجي، وعبد الله الحلواني بمرو، وجماعة ببغداد، والسلفي. قال أبو بكر السمعاني: سمعت أبا محمد الآبنوسي يقول: كنت لا أسمع مدة من التنوخي لما أسمع من مليه إلى الإعتزال، ثم سمعت منه حتى صرت عنده أعز من كل أحد، وكان يسميني يحيى بن معين. ولد سنة ثمان وعشرين. وتوفي في يوم الثلاثاء سادس عشر جمادى الأولى.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 108 عبد الملك بن محمد بن حسين. البزوغاني، الحربي، أبو محمد. روى عن: أبي الحسن القزويني. روى عنه: محمد بن محمد السنجي، وأبو المعمر، وغيرهما، وعبد الحق. مات في المحرم.) عبد الواحد بن أحمد بن عمر بن السمرقندي. أبو طاهر، أخو عبد الله، وإسماعيل. سمع: أبا محمد الصريفيني، وابن النقور. ومات في صفر، ولم يرو. علي بن محمد بن علي بن محمد بن يوسف بن يعقوب. أبو الحسن بن أبي طاهر ابن العلاف البغدادي. من بيت الحديث والقراءة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 109 وكان أحد حجاب الخليفة. عمر حتى رحل إليه الناس، وكان ذا طريقة جميلة وخصال حميدة. وهو آخر من روى عن الحمامي. وسمع عبد الملك بن بشران أيضاً. روى عنه: ابنه أبو طاهر محمد، ومحمد بن محمد السنجي، والسلفي، وخطيب الموصل، وأبو بكر بن النقور، وخلق كثير. وآخر من حدث عنه أبو السعادات القزاز. وقال أبو بكر السمعاني بعد أن ذكر من لحق من أصحاب ابن بشران فسمى ابن العلاف، وقال: هو أجل أصحابه عندي. سمعته يقول: ولدت في المحرم سنة ست وأربعمائة، وسمعت من أبي الحسين بن بشران. وقال: وعظ والدي الناس سبعين سنة. توفي في الثالث والعشرين من المحرم سنة خمس. وكمل تسعاً وتسعين سنة. 4 (حرف الميم) المبارك بن سعيد. أبو الحسن الأسدي، البغدادجي، التاجر، ويعرف بابن الخشاب. سمع: القضاعي، وأبا بكر الخطيب. ودخل الأندلس تاجراً، فحدث بتاريخ بغداد. سمع منه: أبو علي الغساني، والكبار. وسمع هو من أبي مروان بن سراج.) قال ابن يشكوال: كان من أهل الثقة والثروة. رجع إلى بغداد. وقال ابن السمعاني: كان أحد الشهود المعدلين. مات في ذي القعدة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 110 المبارك بن فاخر بن محمد بن يعقوب. الأستاذ، إمام النحو، أبو الكرم ابن الدقاق. ولد سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، ولازم ابن برهان الأسدي. وروى عن: الجوهري، وابن المسلمة، والقاضي أبي يعلى، وغيره. أخذ عنه: ابن ناصر، والسلفي، وابن السجزي. وصنف، وتصدر، وبرع. توفي في ذي القعدة. حط عليه ابن ناصر وكذبه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 111 محمد بن أحمد بن أبي النضر بن موسى بن سعيد بن منذر بن صاحب. البلدي، أبو بكر النسفي. محدث ما وراء النهر. قد ذكرناه في السنة الماضية، والأصح وفاته في هذه، فينقل إلى هنا. محمد بن حيدرة بن مفوز بن أحمد بن مفوز. أبو بكر المعافري، الشاطبي. روى عن: عمه طاهر، وأبي علي الغساني وأكثر عنهما. وأخذ أيضاً عن: أبي مروان بن سراج، ومحمد بن فرج الطلاع. وأجاز له أبو عمر بن الحذاء، وأبو الوليد الباجي. وكان حافظاً للحديث وعلله، عارفاً برجاله، متقناً، ضابطاً، عارفاً، بالأدب، والشعر، والمعاني، كامل العناية بذلك. أسمع الناس بقرطبة، وخلف أبا علي شيخه في مجلسه، وأقرأ على ابن حزم في جزء، وتصدر وعلم إلى أن توفي سنة خمس وخمسمائة. وكان مولده سنة ثلاث وستين، رحمه الله.) محمد بن عبد الرحمن بن سعيد. أبو عبد الله بن المحتسب القرطبي، المقريء. أخذ عن: أبي محمد بن أبي شعيب، وأبي مروان بن سراج. وكان نحوياً، لغوياً، علامة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 112 أخذ الناس عنه. محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم. أبو سعد الإصبهاني المديني، يعرف بسر فرتج الثاني. كان من أجلاء الكتبة. روى عن: أبي نعيم الحافظ. وحدث عنه جماعة، منهم أبو موسى المديني، وهو من كبار شيوخه. توفي في آخر يوم من السنة. وقد حدث ببغداد. وروى عنه: أبو الفتح بن البطي، والسلفي. وقد خدم بالشام. محمد بن علي بن محمد. شيخ الحنابلة، أبو الفتح الحلواني، الزاهد. توفي يوم الأضحى، وشيعه خلائق. صحب القاضي أبا يعلى قليلاً، ثم برع على الشريف أبي جعفر. وأفتى، ودرس، وتعبد، وتأله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 113 محمد بن عيسى بن حسن. القاضي أبو عبد اله التميمي، الفقيه، المالكي، السبتي. أخذ عن: أبي محمد المسيلي، ولزمه مدة. وتفقه أيضاً على أبي عبد الله بن العجوز. وسمع بالمرية صحيح البخاري على ابن المرابط. ورحل إلى قرطبة، فأخذ عن: عبد الملك بن سراج، وأبي علي الغساني، ومحمد بن فرج. وكتان حسن السمت، وافر العقل، مليح الملبس.) تفقه به أهل سبتة، وكان يسمى: الفقيه العامل. تفقه عليه: أبو محمد بن شبونة، والقاضي عياض، وأبو بكر بن صلاح. ورحل إليه الناس من النواحي، وبعد صيته، وآشتهر اسمه، ونجب من أصحابه خلق. وكان خيراً، رقيق القلب، سريع الدمعة، مؤثراً للطلبة. بنى جامع سبتة، وعزل نفسه من القضاء بأخرة. ثم ولوه قضاء الجماعة بفاس، فلم تعجبة الغربة، فرجع، وتوفي بسبتة في جمادى الآخرة. قاله تلميذه أبو عبد الله محمد بن حمادة الفقيه، وبالغ في تعظيمه حتى قال: كان إمام المغرب في وقته. ولم يكن في قطر من الأقطار منذ يحيى بن يحيى الأندلسي من حمل الناس عنه أكثر منه، ولا أكثر نجابة من أصحابه. وقال عياض: مولده سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 114
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 115 محمد بن محمد بن محمد بن أحمد. الإمام زين الدين أبو حامد الغزالي، الطوسي، الفقيه الشافعي، حجة الإسلام. قرأ قطعة من الفقه بطوس على أحمد الراذكاني، ثم قدم نيسابور في طائفة من طلبة الفقه، فجد وآجتهد، ولزم إمام الحرمين أبا المعالي حتى تخرج
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 116 عن مدة قريبة، وصار أنظر أهل زمانه، وواحد أقرانه، وأعاد للطلبة، وأخذ في التصنيف والتعليق. وكان الإمام أبو المعالي مع علو درجته وفرط ذكائه، لا يطيب له تصديه للتصنيف، وإن كان في الظاهر مبتهجاً به. ثم إن أبا حامد خرج إلى المعسكر، فأقبل عليه نظام الملك، وناظر الأقران بحضرته، فظهر اسمه، وشاع أمره، فولاه النظام تدريس مدرسته ببغداد، ورسم له بالمصير إليها، فقدمها، وأعجب الكل مناظرته. وما لقي الرجل مثل نفسه. ثم أقبل على علم الأصول، وصنف فيها وفي المذهب والخلاف، وعظمت حشمته ببغداد، حتى كانت تغلب حشمة الأمراء والأكابر، فآنقلب الأمر من وجه آخر، وظهر عليه بعد مطالعة العلوم الدقيقة، وممارسة التصانيف طريق التزهد والتأله فترك الحشمة، وطرح الرتبة، وتزود للمعاد، وقصد بيت الله، وحج، ورجع على طريق الشام، وزار القدس، وأقام بدمشق مدة سنين، وصنف بها إحياء علوم الدين وكتاب الأربعين، والقسطاس، ومحك النظر، وغير ذلك.) وأخذ في مجاهدة النفس، وتغيير الأخلاق، وتهذيب الباطن، وآنقلب شيطان الرعونة، وطلب الرئاسة والتخلق بالأخلاق الذميمة، إلى سكون النفس، وكرم الأخلاق، والفراغ عن الرسوم، وتزيا بزي الصالحين. ثم عاد إلى وطنه، لازماً بيته، مشتغلاً بالتفكير، ملازماً للوقت، فبقي على ذلك مدة. وظهرت له التصانيف. ولم يبد في أيامه مناقضة لما كان فيه، ولا آعتراض لأحد على مآثره، حتى انتهت نوبة الوزارة إلى فخر الملك، وقد سمع وتحقق بمكان أبي حامد وكمال فضله، فحضره وسمع كلامه، فطلب منه أن لا تبقى أنفاسه وفوائده عقيمة، لا آستفادة منها ولا آقتباس من أنوارها، وألح عليه كل الإلحاح، وتشدد في الإقتراح إلى أن أجاب إلى الخروج، وقدم نيسابور. وكان الليث غائباً عن عرينه، والأمر خافياً في مستور قضاء الله ومكنونه. ورسم
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 117 له بأن يدرس بالمدرسة النظامية، فلم يجد بداً من ذلك. قال هذا كله وأكثر منه عبد الغافر بن إسماعيل في تاريخه. ثم قال: ولقد زرته مراراً، وما كنت أحدس في نفسي مع ما عهدته في سالف الزمان عليه من الزعارة، وإيحاش الناس، والنظر إليهم بعين الإزدراء، والإستخفاف بهم كبراً وخيلاء وآعتراراً بما رزق من البسطة في النطق، والخاطر، والعبارة، وطلب الجاه، والعلو في المنزلة أنه صار على الضد، وتصفى من تلك الكدورات. وكنت أظن أنه متلفع بجلباب التكلف، متنمس بما صار إليه، فتحققت بعد السبر والتنقير أن الأمر على خلاف المظنون، وأن الرجل أفاق بعد الجنون. وحكى لنا في ليال كيفية أحواله، من آبتداء ما ظهر له بطريق التأله، وغلبة الحال عليه، بعد تبحره في العلوم، وآستطالته على الكل بكلامه، والإستعداد الذي خصه الله به في تحصيل أنواع العلوم، وتمكنه من البحث والنظر، حتى تبرم بالإشتغال بالعلوم العرية عن المعاملة، وتفكر في العاقبة، وما ينفع في الآخرة فآبتدأ بصحبة أبي علي الفارمذي، فأخذ منه استفتاح الطريقة، وآمتثل ما كان يشير بع عليه من القيام بوظائف العبادات، والإمعان في النوافل، وآستدامة الأذكار والاجتهاد والجد، طلباً للنجاة، إلى أن جاز تلك العقاب، وتكلف تلك المشاق، وما حصل على ما كان يرومه. ثم حكى أنه راجع العلوم، وخاض في الفنون، وعاود الجد في العلوم الدقيقة، وآلتقى بأربابها، حتى تفتحت له أبوابها، وبقي مدة في الوقائع، وتكافؤ الآداب، وأطراف المسائل.) ثم حكى أنه فتح عليه باب من الخوف، بحيث شغله عن كل شيء،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 118 وحمله على الإعراض عما سواه، حتى سهل ذلك عليه. وهكذا إلى أن آرتاض كل الرياضة، وظهرت له الحقائق، وصار ما كنا نظن به ناموساً وتخلقاً، طبعاً وتحققاً. وأن ذلك أثر السعادة المقدرة له من الله تعالى. ثم سألناه عن كيفية رغبته في الخروج من بيته، والرجوع إلى ما دعي إليه من أمر نيسابور. فقال معتذراً: ما كنت أجوز في ديني أن أقف عن الدعوة، ومنفعة الطالبين، وقد خف علي أن أبوح بالحق، وأنطق به، وأدعو إليه. وكان صادقاً في ذلك. فلما خف أمر الوزير، وعلم أن وقوفه على ما كان فيه ظهور وحشة وخيال طلب جاه وحشمة، ترك ذلك قبل أن يترك، وعاد إلى بيته، وآتخذ في جواره مدرسة لطلبة العلم، وخانقاه للصوفية، ووزع أوقاته على وظائف الحاضرين، من ختم القرآن، ومجالسته أصحاب القلوب، والقعود للتدريس لطالبه، إلى أن توفاه الله بعد مقاساة أنواع من القصد، والمناوأة من الخصوم، والساعين به إلى الملوك، وكفاية الله إياه، وحفظه وصيانته عن أن تنوشه أيدي النكبات، أو ينتهك ستر دينه بشيء من الزلات. وكانت خاتمة أمره إقباله على طلب حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومجالسة أهله، ومطالعة الصحيحين. ولو عاش لسبق الكل في ذلك الفن بيسير من الأيام. ولم يتفق له أن يروي، ولم يعقب إلا البنات. وكان له من الأسباب إرثاً وكسباً ما يقوم بكفايته، وقد عرضت عليه أموال فما قبلها. ومما كان يعترض به عليه، وقوع خلل من جهة النحو يقع في أثناء كلامه، وروجع فيه، فأنصف من نفسه، وآعترف بأنه ما مارسه، وآكتفى بما كان يحتاج إليه في كلامه، مع أنه كان يؤلف الخطب، ويشرح الكتب بالعبارة التي يعجز الأدباء والفقهاء عن أمثالها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 119 ومما نقم عليه أيضاً ما ذكر من الألفاظ المستبشعة بالفارسية في كتاب كيمياء السعادة والعلوم، وشرح بعض الصور والمسائل، بحيث لا يوافق مراسم الشرع، وظواهر ما عليه قواعد الإسلام. وكان الأولى به، والحق أحق ما يقال، ترك ذلك التصنيف، والإعراض عن الشرح له، فإن العوام ربما لا يحكمون أصول القواعد بالبراهين والحجج، فإذا سمعوا أشياء من ذلك تخيلوا منه ما هو المضر بعقائدهم، وينسبون ذلك إلى بيان مذهب الأوائل على أن المنصف اللبيب إذا) رجع إلى نفسه، علم أن أكثر ما ذكره مما رمز إليه إشارات الشرع، وإن لم يبح به. ويوجد أمثاله في كلام مشايخ الطريقة مرموزة، ومصرحاً بها، متفرقة. وليس لفظ منه إلا وكما يشعر أحد وجوهه بكلام موهوم، فإنه يشعر بسائر وجوهه بما يوافق عقائد أهل الملة، فلا يجب إذاً حمله إلا على ما يوافق، ولا ينبغي أن يتعلق به في الرد عليه متعلق، إذا أمكنه أن يبين له وجهاً. وكان الأولى به أن يترك الإفصاح بذلك كما تقدم. وقد سمعت أنه سمع من سنن أبي داود، عن القاضي أبي الفتح الحاكمي الطوسي. وسمع من أبي عبد الله محمد بن أحمد الخواري، مع آبنيه الشيخين: عبد الجبار، وعبد الحميد، كتاب المولد لابن أبي عاصم، عن أبي بكر أحمد بن محمود بن الحارث، عن أبي الشيخ، عنه. قلت: ما نقم عبد الغافر على أبي حامد من تلك الألفاظ التي في كيمياء السعادة فلأبي حامد أمثاله في بعض تواليفه، حتى قال فيه، أظنه تلميذه ابن العربي: بلغ شيخنا أبو حامد الفلاسفة، وأراد أن يتقيأهم فما آستطاع. رأيت غير واحد من الأئمة يقولون، إنه رد على الفلاسفة في مواضع، ووافقهم عليها في بعض تواليفه، ووقع في شكوك، نسأل الله السلامة واليقين، ولكنه مثال حسن القصد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 120 وللإمام أبي عبد الله محمد بن علي المازري الصقلي كلام على الإحياء يدل على تبحره وتحقيقه، يقول فيه: وبعد فقد تكررت مكاتبتكم في استعلام مذهبنا في الكتاب المترجم بإحياء علوم الدين، وذكرتم أن آراء الناس فيه اختلفت، فطائفة انتصرت وتعصبت لإشهاره، وطائفة منه حذرت وعنه نفرت، وطائفة لعيبه أظهرت، وكتبه حرقت، ولم تنفردوا أهل المغرب باستعلام ما عندي، بل كاتبني أهل المشرق مثل ذلك، فوجب عندي إبانة الحق. ولم نتقدم إلى قراءة هذا الكتاب سوى نبذ منه. فإن نفس الله العمر، مددت في هذا الكتاب للأنفاس، وأزلت عن القلوب الإلتباس. وآعلموا أن هذا الرجل، وإن لم أكن قرأت كتابه، فقد رأيت تلامذته وأصحابه، فكل منهم يحكي لي نوعاً من حاله وطريقته، استلوح منها من مذاهبه وسيرته، ما قام لي مقام العيان، فأنا أقتصر في هذا الإملاء على ذكر حال الرجل، وحال كتابه، وذكر جمل من مذاهب الموحدين، والفلاسفة، والمتصوفة وأصحاب الإشارات. فإن كتابه متردد بين هذه الطرائق الثلاث، لا تعدوها، ثم أتبع ذلك بذكر حيل أهيل مذهب على أهل مذهب آخر، ثم أبين عن طرق الغرور، وأكشف عما فيه من خيال الباطل، ليحذر من الوقوع في حبائل صائده.) ثم أثنى المازري على أبي حامد في الفقه، وقال: هو بالفقه أعرف منه بأصوله، وأما علم الكلام الذي هو أصول الدين، فإنه صنف فيه أيضاً، وليس بالمستبحر فيها، ولقد فطنت لسبب عدم استبحاره، وذلك لأنه قرأ علوم الفلسفة قبل إستبحاره في فن الأصول، فأكسبته قراءة الفلسفة جرأة على المعاني، وتسهلاً للهجوم على الحقائق، لأن الفلاسفة تمر مع خواطرها، وليس لها حكم شرع يزعها، ولا يخاف من مخالفة أئمة تتعبها. وعرفني بعض أصحابه أنه كان له عكوف على رسائل إخوان الصفاء، وهي إحدى وخمسون رسالة،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 121 ومصنفها فيلسوف قد خاض في علم الشرع والنقل، فخرج ما بين العلمين، وذكر الفلسفة، وحسنها في قلوب أهل الشرع بآيات يتلو عندها، وأحاديث يذكرها. ثم كان في هذا الزمان المتأخر رجل من الفلاسفة يعرف بابن سينا، ملأ الدنيا تواليف في علوم الفلسفة، وهو فيها إمام كبير، وقد أداه قوته في الفلسفة إلى أن حاول رد أصول العقائد إلى علم الفلسفة، وتلطف جهده حتى تم له ما لم يتم لغيره. وقد رأيت جملاً من دواوينه، ووجدت هذا الغزالي يعول عليه في أكثر ما يشير إليه من علوم الفلسفة. إلى أن قال: وأما مذاهب الصوفية، فلست أدري على من عول فيها، ولكني رأيت فيما علق عنه بعض أصحابه، أنه ذكر كتب ابن سينا وما فيها، وذكر بعد ذلك كتب أبي حيان التوحيدي، وعندي أنه عليه عول في مذاهب الصوفية. وقد أعلمت أن أبا حيان ألف ديواناً عظيماً في هذا الفن، ولم ينقل إلينا شيء منه. ثم ذكر المازري توهنه أكثر ما في الإحياء من الأحاديث. وقال: عادة المتورعين أن لا يقولوا: قال مالك، قال الشافعي. فيما لم يثبت عندهم. وفي كتابه مذاهب وآراء في العمليات هي خارجة عن مذاهب الأئمة. واستحسانات عليها طلاوة، لا تستأهل أن يفتى بها. وإذا تأملت الكتاب وجدت فيه من الأحاديث والفتوى ما قلته، فيستحسن أشياء مبناها على ما لا حقيقة له، مثل قص الأظفار أن تبدأ بالسبابة، لأن لها الفضل على بقية الأصابع، لأنها
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 122 المسبحة، ثم نقص ما يليها من الوسطى، لأنها ناحية اليمين، ونختم بإبهام اليمنى. وذكر في ذلك أثراً. وقال: من مات بعد بلوغه ولم يعلم أن الباريء قديم، مات مسلماً إجماعاً. ومن تساهل في حكاية الإجماع في مثل هذا الذي الأقرب أن يكون فيه الإجماع يعكس ما قال، الحقيق أن لا يوثق بما فعل.) وقد رأيت له في الجزء الأول أنه ذكر أن في علومه هذه ما لا يسوغ أن تودع في كتاب. فليت شعري، أحق هو أو باطل فإن كان باطلاً فصدق، وإن كان حقاً، وهو مراده بلا شك، فلم لا يودع في الكتب، ألغموضه ودقته فإن كان هو فهمه، فما المانع لأن يفهمه غيره. قال الطرطوشي محمد بن الوليد في رسالة لابن المظفر: فأما ما ذكرت من أمر الغزالي، فرأيت الرجل وكلمته، ورأيته جليلاً من أهل العلم، قد نهضت به فضائله، واجتمع فيه العقل والفهم، وممارسة العلوم طول عمره. وكان على ذلك معظم زمانه، ثم بدا له عن طريق العالم، ودخل في غمار العمال، ثم تصوف، فهجر العلوم وأهلها، ودخل في علوم الخواطر، وأرباب العقول، ووساوس الشيطان، ثم شابها بآراء الفلاسفة، ورموز الحلاج، وجعل يطعن على الفقهاء والمتكلمين. ولقد كاد أن ينسلخ من الدين. فلما عمل الإحياء عمد يتكلم في علوم الأحوال ومرامز الصوفية، وكان غير أنيس بها، ولا خبير بمعرفتها، فسقط على أم رأسه وشحن كتابه بالموضوعات.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 123 وقال أبو عمرو بن الصلاح: فصل لبيان أشياء مهمة أنكرت على الغزالي في مصنفاته، ولم يرتضها أهل مذهبه وغيرهم من الشذوذ في تصرفاته، منها قوله في المنطق: هو مقدمة العلوم كلها، ومن لا يحيط به، فلا ثقة له بمعلومه أصلاً، وهذا مردود، فكل صحيح الذهن منطقي بالطبع، وكيف غفل الشيخ أبو حامد حال مشايخه من الأئمة، وما رفعوا بالمنطق رأساً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 124 قال ابن الصلاح: وأما كتاب المضنون به على غير أهله، فمعاذ الله أن يكون له. شاهدت على نسخة بخط القاضي كمال الدين محمد بن عبد الله ابن الشهرزوري أنه موضوع على الغزالي، وأنه مخترع من كتاب مقاصد الفلاسفة، وقد نقضه بكتاب التهافت. وقال أبو بكر الطرطوشي: شحن الغزالي كتابه الإحياء بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا أعلم كتاباً على بسطة الأرض أكثر كذباً على رسول الله منه. ثم شبكه بمذاهب الفلاسفة، ومعاني رسائل إخوان الصفاء وهم قوم يرون النبوة إكتساباً. فليس نبي في زعمهم أكثر من شخص فاضل، تخلق بمحاسن الأخلاق، وجانب سفاسفها، وساس نفسه، حتى ملك قيادها، فلا تغلبه شهواته، ولا يقهره سوء أخلاقه، ثم ساس الخلق بتلك الأخلاق. وزعموا أن المعجزات حيل ومخاريق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 125 وقال الحافظ أبو القاسم بن عساكر في ترجمته: ثم حج، ودخل الشام، وأقام بها نحواً من عشر) سنين، وصنف، وأخذ نفسه بالمجاهدة، وكان مقامه بدمشق في المنارة الغربية من الجامع. وقد سمع صحيح البخاري من أبي سهل محمد بن عبيد الله الحفصي. وقدم دمشق في سنة تسع وثمانين. قلت: وجالس بها الفقيه نصر المقدسي. وقال القاضي شمس الدين بن خلكان إنه لزم إمام الحرمين، فلما توفي خرج إلى نظام الملك، فبالغ في إكرامه، وولاه نظامية بغداد، فسا إليها في سنة أربع وثمانين، وأقبل عليه أهل العراق، وآرتفع شأنه. ثم ترك ذلك في سنة ثمان وثمانين، وتزهد، وحج، ورجع إلى دمشق، فآشتغل بها مدة بالزاوية الغربية، ثم انتقل إلى بيت المقدس، وجد في العبادة، ثم قصد مصر، وأقام مدة بالإسكندرية، ويقال إنه عزم على المضي إلى الأمير يوسف بن تاشفين سلطان مراكش، فبلغه نعيه. ثم إنه عاد إلى وطنه بطوس. وصنف التصانيف: البسيط، والوسيط، والوجيز، والخلاصة في الفقه، وإحياء علوم الدين. وفي الأصول: المستصفى، والمنخول، واللباب، وبداية الهداية، وكيمياء السعادة، والمأخذ، والتحصين، والمعتقد، وإلجام العوام، والرد على الباطنية، والإقتصاد في إعتقاد الأوائل، وجواهر القرآن، والغاية القصوى، وفضائح الإباحية، وعود الدور. وله: المنجل في علم الجدل، وكتاب تهافت الفلاسفة، وكتاب محك النظر، ومعيار العلم، والمضنون به على غير أهله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 126 وشرح الأسماء الحسنى، ومشكاة الأنوار، والمنقذ من الضلال، وحقيقة القولين، وغير ذلك من الكتب. وقد تصدر للإملاء. ولد سنة خمسين وأربعمائة. وقال عبد الغافر: توفي يوم الإثنين رابع عشر جمادى الآخرة سنة خمس، ودفن بمقبرة الطابران، وهي قصبة بلاد طوس. وقولهم: الغزالي، والعطاري، والخبازي، نسبة إلى الصنائع بلغة العجم، وإنما ينبغي أن يقال الغزال، والعطار، ونحوه. وللغزالي أخ واعظ مدرس له القبول التام في التذكير واسمه:) أبو الفتوح أحمد. درس بالنظامية ببغداد، نيابة عن أخيه لما ترك التدريس، قليلاً، وبقي إلى حدود سنة عشرين وخمسمائة. وقال ابن النجار في تاريخه: الغزالي إمام الفقهاء على الإطلاق، ورباني الأمة بالإتفاق، ومجتهد زمانه، وعين أوانه. برع في المذهب، والأصول، والخلاف، والجدل، والمنطق، وقرأ الحكمة، والفلسفة، وفهم كلامهم، وتصدى للرد عليهم. وكان شديد الذكاء، قوي الإدراك ذا فطنة ثاقبة، وغوص على المعاني، حتى قيل إنه ألف كتابه المنخول، فلما رآه أبو المعالي قال: دفنتني وأنا حي، فهلا صبرت حتى أموت، لأن كتابك غطى على كتابي. ثم روى ابن النجار بسنده، أن والد الغزالي كان رجلاً من أرباب المهن يغزل الصوف، ويبيعه في دكانه بطوس، فلما احتضر أوصى بولديه محمد وأحمد إلى صديق له صوفي صالح، فعلمهما الخط، وفني ما خلف لهما أبوهما، وتعذر عليهما القوت، فقال: أرى لكما أن تلجأ إلى المدرسة كأنكما طالبين للفقه، عسى يحصل لكما مقدار قوتكما. ففعلا ذلك.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 127 وقال أبو العباس أحمد الخطيبي: كنت يوماً في حلقة الغزالي، رحمه الله، فقال: مات أبي، وخلف لي ولأخي مقداراً يسيراً، ففني، بحيث تعذر القوت علينا، وصرنا إلى مدرسة نطلب الفقه، ليس المراد سوى تحصيل القوت. وكان تعلمنا لذلك لا لله. فأبى أن يكون لله. وقال أسعد الميهني: سمعت الغزالي يقول: هاجرت إلى أبي نصر الإسماعيلي بجرجان، فأقمت إلى أن أخذت عنه التعليقة. قال ابن النجار: وقرأت على أبي القاسم الأسدي العابد بالثغر، عن أبي محمد عبد الله بن علي الأشيري قال: سمعت أبا محمد عبد المؤمن بن علي القيسي، سمعت أبا عبد الله محمد عبد الله بن تومرت السوسي يقول: أبو حامد الغزالي قرع الباب وفتح لنا. قال ابن النجار: بلغني أن أبا المعالي الجويني كان يصف تلامذته يقول الغزالي بحر مغرق، إلكيا أسد مخرق، والخوافي نار تحرق. وقال أبو محمد العثماني، وغيره: سمعنا محمد بن يحيى بن عبد المنعم العبدري المؤدب يقول: رأيت بالإسكندرية سنة خمسمائة كأن الشمس طلعت من مغربها، فعبره لي عابر ببدعة تحدث فيهم، فبعد أيام وصل الخبر بإحراق كتب الغزالي بالمرية.) وقال أبو عامر العبدري الحافظ: سمعت أبا نصر أحمد بن محمد بن عبد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 128 القاهر الطوسي يحلف بالله أنه أبصر في نومه كأنه ينظر في كتب الغزالي، فإذا هي كلها تصاوير. قلت: للغزالي غلط كثير، وتناقض في تواليفه، ودخول في الفلسفة، وشكوك. ومن تأمل كتبه العقلية رأى العجائب. وكان مزجي البضاعة من الآثار، على سعة علومه، وجلالة قدره، وعظمته. وقد روى عنه أبو بكر بن العربي الإمام صحيح البخاري، بروايته عن الحفصي، فيما حكى ابن الحداد الفاسي، ولم يكن هذا بثقة، فالله أعلم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 129 (أنا صب مستهام .......... وهموم لي عظام)
(طال ليلي دون صحبتي .......... سهرت عيني وناموا)
(بي غليل وعليل .......... وغريم وغرام)
(ففؤادي لحبيبي .......... ودمي ليس حرام)
(ثم عرضي لعذولي .......... أمة العشق كرام) مقاتل بن عطية بن مقاتل. أبو الهيجا البكري، الحجازي. الأمير شبل الدولة. من أولاد أمراء العرب. دخل خراسان، وغزنة لوحشة وقعت بينه وبين إخواته، وآختص بالوزير نظام الملك وصاهره، ثم عاد إلى بغداد لما قتل النظام. وله شعر جيد. ثم قصد كرمان ليمتدح وزيرها ناصر الدين مكرم بن العلاء، فوفد عليه،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 130 فوصله بألفي دينار لما أنشده قصيدته: (دع العيس تذرع عرض الفلا .......... إلى ابن العلاء وإلا فلا) ثم إنه دخل هراة، وأحب بها امرأة، وقال فيها الأشعار، ثم مرض، وغلبت عليه السوداء، وتوفي في حدود هذه السنة، في ربيع الأول بمرو وله ديوان. 4 (حرف الهاء) هبة الله بن علي بن الفضل.) أبو سعد الشيرازي، الأديب. سمع: أبا طالب محمد بن محمد بن غيلان. روى عنه: محمد بن أحمد بن علي زفرة المفيد الإصبهاني، وغيره. وتوفي في صفر عن: أربع وسبعين سنة. 4 (حرف الياء) يوسف بن عبد العزيز بن عديس. أبو الحجاج الأنصاري، الأندلسي. مكثر عن: أبي عمر بن عبد البر. وسمع بطليطلة من جماهر بن عبد الرحمن. وسكنها وتفقه بها. وكان حافظاً، ذكياً، متقناً، مصنفاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 131 روى عنه: أبو عامر بن حبيب الشاطبي. توفي في نصف شوال.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 132 4 (وفيات سنة ست وخمسمائة)
4 (حرف الألف) أحمد بن الفرج بن عمر. أبو نصر الدينوري، الإبري، والد شهدة. شيخ، زاهد، ثقة، خير. سمع: أبا يعلى بن الفراء، وأبا الغنائم بن المأمون، وجماعة. روى عنه: بنته. وتوفي في جمادى الأولى من السنة. أحمد بن أبي عاصم. الصيدلاني، الهروي. أحد المعمرين. سمع: أبا يعقوب القراب الحافظ. قال أبو سعد السمعاني: أجاز لي مروياته في سنة ست هذه. أحمد بن محمد بن عمر بن إبراهيم.) أبو منصور الكرماني، ثم الإصبهاني، الواعظ، الزاهد، ويعرف بابن إدريس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 133 روى عن: أبي طاهر بن عبد الرحيم. روى عنه: أبو موسى الحافظ وقال: توفي في تاسع صفر. ودفن عند قبر حممة الدوسي. أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد ابن القاريء. أبو غالب الهمذاني، الخفاف، العدل. كان شيخاً مسناً، معمراً، من أهل الشهادات. وجد سماعه في كتب المحدثين. روى عن: أبي سعيد بن شبانة، ومنصور بن عبد الرحمن الحنبلي، والحسين بن عمر النهاوندي الصوفي. روى عنه: السلفي، وشهردار بن شيرويه. وأظن الحافظ أبا العلاء روى عنه. وآخر من روى عنه أبو الكرم علي بن عبد الكريم. وقد حدث في سنة ست هذه. ولم يذكر له شيرويه وفاة. أحمد بن عبد الرحمن بن الحسين. الأستاذ أبو الحسين الكرماني، الزاهد، شيخ الصوفية. ذكره عبد الغافر الفارسي فقال: أحد أولياء الله، ومن أفراد عصره مجاهدة ومعاملة وخلقاً مشاهدة. ورد نيسابور، وأقام عند أبي القاسم القشيري، وسلك طريق الإرادة ونفذ منها. وكان أبو القاسم يعتني به. وحصل من العلوم ما يحتاج إليه من الأصول والفروع، وجمع كتب أبي القاسم وسمعها، ثم غلب عليه قوة الحال، فصار مستغرقاً في الإرداة. وكان ظريف اللقاء، مقبول المشاهدة، رخيم الصوت، ولم يزل في صحبة
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 134 الشيخ أبي القاسم إلى أن توفي، فعاد إلى كرمان، وقد طاب وقته مرة، فخرج من الكتب التي حصلها، ووضعها في الوسط، فأشار عليه أبو القاسم بحفظ ذلك. وقال: احفظها وديعة عندك، ولم يأذن له في بيعها ولا هبتها، فكان يستصحبها، يصونها ولا يطالعها، ويقول: إنها وديعة للإمام عندي. واشتغل بما كان له من الأحوال العالية الصافية، ثم بعدما صار إلى كرمان، بقي شيخ وقته، ووقع له القبول عند الملوك، والوزراء، والأكابر، واستكانوا له، وتبركوا به. وما كان يرغب فيهم ولا) يأخذ أموالهم، بل كان يجتنبهم، ويختار العزلة والإنزواء ببعض القرى. جاء نعيه إلى نيسابور في سنة أربع وسبعين وأربعمائة، ثم ظهر خلاف ذلك، وعاش إلى سنة ست وخمسمائة، فجاء نعيه في منتصف ربيع الأول. سمع الكثير، وما روى إلا القليل. قلت: عاش سبعين أو ثمانين سنة. أحمد بن علي بن محمد بن عبدوس. أبو حامد بن الحذاء النيسابوري. ذكره عبد الغافر فقال: شيخ مستور من أقارب الحاكم الحسكاني. سمع من: صاعد بن محمد. وسمع مسند العشرة من أبي سعد النصروي. وسمع فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل من النصروي، بسماعه من أبي بكر القطيعي سنة سبع وستين. أنا عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد: نا أبي وقرىء عليه بدلالة الوالد عليه. واسم أبي سعد عبد الرحمن بن حمدان. ولد أحمد في سنة ثمان عشرة، وتوفي في شوال. روى عنه: عمر بن أحمد الصفار، وجماعة من مشيخة عبد الرحيم السمعاني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 135 أحمد بن عبد الواحد بن محمد ابن الدباس. أبو سعد، ويعرف بابن السقلاطوني وبابن الحريري. حدث عن: أبي محمد الجوهري. وعنه: أبو المعمر الأنصاري، وأبو طاهر السلفي. توفي في شعبان. أحمد بن أبي نصر. البغدادي، الغضاري. سمع: الحسن بن محمد الخلال. روى عنه: المبارك بن كامل، وأبو طالب بن خضير. توفي في ذي الحجة، ودفن بباب حرب، رحمه الله.) إبراهيم بن حمزة بن ينكي بن محمد بن علي. أبو محمد الخداباذي، البخاري. حج سنة خمسمائة، فسمع بالبصرة، وسمع بمكة أبا محمد بن بتنة. روى عنه ابنه حمزة ببخارى. توفي بالمدينة، ودفن بالبقيع يوم عاشوراء.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 136 إدريس بن هارون بن الحسين. أبو محمد البغدادي، الصائغ، المقريء. شيخ صالح، روى قليلاً عن أبي الحسين بن النقور. وتوفي في رمضان. روى عنه: السلفي، وأبو عامر العبدري. وما زال يسمع إلى أن مات. إسماعيل بن أحمد بن محمد بن أحمد. أبو الرجاء ابن الشيخ أبي الفتح الحداد الإصبهاني. روى عن: أبي بكر بن ريذة، وعبد العزيز بن أحمد بن ماذويه، وأبي طاهر بن عبد الرحيم. روى عنه: المبارك بن المبارك السراج، والمبارك بن أحمد الأنصاري، وأبو طاهر السلفي. سكن بغداد، ثم سكن مصر، وبها توفي. إسماعيل بن الحسن بن علي بن حمدون. أبو القاسم السنجبستي الفرائضي، القاضي، مسند وقته. ولد في حدود سنة عشر وأربعمائة. وسمع: أبا بكر أحمد بن الحسن الحيري، والصيرفي، وأبا علي الحسن البلخي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 137 وسمع منه الآباء والأبناء، وعمر دهراً طويلاً، وكان ذا مروءة وحشمة. روى عنه: محمد بن محمد السنجي، وأبو شجاع عمر بن محمد البسطامي، ومحمد بن الحسين الواعظ بواسط، وأبو الفتوح الطائي، وجماعة كثيرة. توفي في شهر صفر بسنجبست. وثقه عبد الغافر.) وسنجبست: على مرحلة من نيسابور. وكان يدخل البلد ويحدث. 4 (حرف الجيم) جعفر الحنبلي. المعروف بالدرزيجاني، الفقيه. صاحب القاضي أبى يعلى بن الفراء. ذكره أبو الحسين بن الفراء في طبقات أصحاب أحمد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 138 وقد لقن خلقاً القرآن. وكان جواداً، مهيباً، ذا سطوة وجلالة. وهو جعفر بن الحسن. وبالغ في تعظيمه ابن النجار، وأنه كان يختم كل يوم القرآن في ركعة واحدة، وأنه تفقه على أبي يعلى. 4 (حرف الحاء) حبيبة بنت عبد العزيز بن موسى بن سباع. الأندلسية، زوجة أبي القاسم بن مدبر. سمعت: أبا عمر بن عبد البر، وأبا العباس العذري. وكان لها خط مليح ومعرفة، وفيها دين. وولدت سنة سبع وثلاثين. الحسين بن الحاكم أحمد بن عبد الرحيم. الإسيماعيلي أبو سعيد. سمع من: أبي الحسين عبد الغافر، وجماعة. وتوفي في ذي الحجة. الحسن بن محمد بن محمود بن سورة. أبو سعيد النيسابوري، سبط شيخ الإسلام أبي عثمان الصابوني. ذكره عبد الغافر فقال: فاضل، عالم، عهدناه أفضل أهل بيته. سمع من جده ومشايخ عصره، وسمع من الواحدي تفسيره. وعقد مجلس الإملاء.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 139 توفي في شوال في آخر الكهولة. حمد بن إسماعيل بن حمد بن محمد. أبو الحسن الهمذاني، المعروف بالشيخ الزكي. كان صدوقاً حجاجاً. سمع: ابن غيلان، والخلال، والطناجيري، وعبد العزيز بن علي الأزجي، وابن المذهب. روى عنه: عبد الخالق بن يوسف، والسلفي. وتوفي في نصف ربيع الأول بالمدينة، ودفن بالبقيع. روى عنه السلفي في البلد الأول من أربعيه. حمد بن محمد بن أحمد بن منصور. أبو القاسم الإصبهاني، القصاب، والصوفي، الطويل. حمد بن محمد بن أبي بكر. أبو شكر الإسكاف. حمد بن طاهر بن أحمد. أبو الفضل الأنماطي، المؤذن. إصبهاني يروي عن الباطرقاني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 140 روى عنه: أبو موسى المديني. حيدرة بن أحمد بن حسين. أبو تراب الأنصاري، الدمشقي المقريء، المعروف بالخروف. سمع: أبا الحسين بن مكي، وأبا القاسم الحنائي، وأبا بكر الخطيب. قال ابن عساكر: سمعت منه جزءاً من تاريخ بغداد. وكان مكثراً. وتوفي في ربيع الأول. قلت: وهو أقدم شيخ لابن عساكر موتاً. 4 (حرف الخاء) خلف بن محمد. الشيخ أبو القاسم بن المريي.) كان من سكان المرية من الأندلس. قال ابن الدباغ: رأيته سنة ست وخمسمائة. سمع من: أبي العباس العذري. ولقي أبا عمرو عثمان بن سعيد الداني. وكان عنده أدب. 4 (حرف الصاد) صاعد بن منصور بن إسماعيل بن صاعد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 141 أبو العلاء النيسابوري، الخطيب، القاضي، المدرس، قاضي القضاة. كان إمام الحرمين يثني عليه، وكان محبوباً، مقبولاً، رضي الأخلاق، خلف أباه في الخطابة، والتدريس، والوعظ، ثم ولي قضاة خوارزم. وحج، وأقام ببغداد مدة، ثم عاد إلى نيسابور، وعقد مجلس الإملاء. سمع جده: أبا الحسن، وعمه أبا علي، وأباه القاضي أبا القاسم، وعمر بن مسرور، وأبا عثمان الصابوني، وعبد الغافر الفارسي، والحسن بن محمد الدربندي، وجماعة. روى عنه: أبو عثمان إسماعيل العصائدي، وأبو شجاع عمر البسطامي، وغيرهما. توفي في رمضان. 4 (حرف الطاء) طونة بنت عبد العزيز بن موسى بن طاهر. العالمة، زوجة أبي القاسم بن مدبر. أخذت عن أبي عمر بن عبد البر، وكتبت تصانيفه. وكانت حسنة الخط. عاشت سبعين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 142 4 (حرف العين) العباس بن أحمد بن محمد. أبو الفضل الحسنوي، النيسابوري، الشقاني، الفقيه، المحدث. أنفق عمره في طلب الحديث، وأفاد، وكتب، وكان رقيق الحال، فقيراً، قانعاً.) سمع: عبد الرحمن بن حمدان النصروبي، وأحمد بن محمد بن الحارث التميمي الإصبهاني، وأبا حسان محمد بن أحمد بن جعفر، ومحمد بن إبراهيم المزكي، وجماعة كثيرة. وقل أن يوجد بنيسابور جزء إلا قد سمعه. روى عنه: محمد بن محمد السنجي، وعمر بن محمد البسطامي، وعبد الرحيم بن الإخوة، وآخرون كثيرون. وتوفي في ذي الحجة. وكان من المسندين بنيسابور. وكان أبوه أبو العباس من الأئمة. وابنه أبو بكر محمد: يروي عن القشيري. سوف يأتي. والآخر اسمه أحمد، يأتي أيضاً. عبد الله بن الحسن بن هلال بن الحسن.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 143 أبو القاسم الأزدي، الدمشقي. سمع: أبا علي الأهوازي، وأبا عبد الله بن سعدان، ورشأ بن نظيف، وسحنام، وجماعة سواهم. وكان يسكن بقرية سقبا، ولم يكن الحديث من شأنه. روى عنه: الصائن هبة الله، وجماعة. توفي في سقبا، في ذي القعدة، وبها دفن. عبد الجبار بن عبيد الله بن أبي سعد محمد بن ظورويه. أبو بكر الإصبهاني، الدلال، الصفار. ولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. وسمع من: أبي نعيم. روى عنه: أبو موسى المديني، وغيره. ومات في ربيع الآخر. عبد الملك بن عبد الله بن أحمد بن رضوان. أبو الحسين المراتبي، من أهل باب المراتب. كان صالحاً، خيراً، رئيساً، كثير الصدقة.) وكان صاحب ديوان الرسائل لأمير المؤمنين المستظهر بالله. روى عن: أبي محمد الجوهري. وعنه: أبو المعمر الأنصاري. وتوفي في شوال.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 144 علي بن عبد الملك بن محمد بن شاذان. أبو الحسن الطوسي، الجوهري، الصوفي، الزاهد، سمع الكثير بنفسه من: أبي حفص بن مسرور، وأبي الحسين عبد الغافر، وأبي سعد الكنجروذي. ورحل فسمع من: أبي يعلى بن الفراء، وابن المهتدي بالله. روى عنه: علي بن الحسن المقريء، ومحمد بن أبي بكر السنجي، وغيرهما. قال ابن السمعاني: توفي بعد سنة أربع وخمسمائة، وكان مقرئاً، صالحاً. قلت: إنما كتبته هنا على سبيل التقريب، لا أنه توفي في هذا العام. علي بن ناصر بن محمد بن الحسن. أبو الفضل العلوي المحمدي. من ولد محمد بن الحنفية. وكان نقيب مشهد باب التبن. وكان يسكن الكرخ، وله معرفة بالأنساب. سمع: أبا محمد الجوهري. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وأبو طالب بن خضير، وغيرهما. وحدث في هذه السنة، ولم تؤرخ وفاته. 4 (حرف الفاء) الفضل بن أحمد بن محمد بن متوبه. أبو عمرو الكاكوتي. كان يقال لأبيه كاكو.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 145 سمع من: عبد الغافر الفارسي، وأبي عثمان الصابوني، وابن مسرور بإفادة والده. قال أبو سعد السمعاني: أجاز لي، وحدثني عنه جماعة. وتوفي ليلة عيد الفطر. وكان مولده في سنة تسع وثلاثين.) ومن الرواة عنه ولده، وبقي إلى سنة أربع وخمسين. وروى أبوه أحمد كاكو عن: أبي عبد الله بن نظيف. الفضل بن محمد بن عبيد بن محمد بن محمد بن مهدي. أبو محمد القشيري، النيسابوري. شيخ، ثقة، مشهور، من بيت العدالة والصلاح. كان مبالغاً في الاحتياط في الشهادات، ومن أعيان العدول. كان صوفياً، مليحاً، خيراً. سمع: عبد الرحمن بن حمدان النضرويي، وعبد القاهر أبا منصور البغدادي، وأبا حسان المزكي، وأبا الحسين الفارسي. وحدث ببغداد لما حج. روى عنه: أبو الفتح محمد بن عبد السلام الكاتب، وغيره. ولد سنة عشرين وأربعمائة. وتوفي في رمضان. وهو آخر عبيد القشيري، سيأتي. فضل الله بن محمد بن أحمد بن أبي جعفر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 146 أبو محمد بن أبي الفضل الطبسي. من أولاد المحدثين. سافر الكثير، وسمع، ونسخ. سمع ببلده: أباه، وأبا عثمان العيار، وأبا بكر البيهقي، وعبيد الله بن محمد بن مندة. وبنيسابور. وسمع ببغداد من: أبي الفضل بن خيرون. وبالبصرة من: أبي علي القشيري. وبإصبهان من: إبراهيم بن محمد القفال. روى عنه: عبد العزيز بن محمد بن سيما، وجماعة. وأجاز للجنيد القايني في هذه السنة. ولم تضبط وفاته. 4 (حرف الميم) محمد بن أبلي القاسم الفضل بن محمد بن عبد الله.) أبو بكر الإصبهاني الأعسر، القرابي القصار. عبد صالح، يقال إنه كان من الأبدال. روى عن: ابن ريذة. روى عنه: أبو موسى في معجمه. وتوفي في ذي الحجة. محمد بن محمد بن أيوب بن محسن.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 147 أبو محمد القطواني، السمرقندي. وقطوان: على خمسة فراسخ من سمرقند كان إماماً في الوعظ، له القبول. التام من الخاص والعام، سمع من جماعة، وحدث. روى عنه جماعة من أهل سمرقند. وكان مولده في سنة أربع وأربعين وأربعمائة. رماه فرسه فآندقت عنقه. وتوفي من الغد في سادس رجب. محمد بن محمد بن الحسن بن عيشون. موفق الملك، أبو الفضل المنجم. كان رأساً في صنعة التنجيم بالعراق، وله شعر رقيق. روى عنه: أبو الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين. فمن شعره: (أنت يا مغرور ميت .......... فتأهب للفراق)
(وذر الحرص على الرز .......... ق، فما أنت بباق)
(فالأماني والمنايا .......... تتجارى في سباق)
(لك بالأخرى اشتغال .......... فتهيأ للتلاق) محمد بن موسى بن عبد الله. القاضي أبو عبد الله التركي، البلاساغوني، الحنفي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 148 سمع ببغداد من شيخه القاضي أبي عبد الله الدامغاني، ومن: أبي الفضل ابن خيرون. ونزل بدمشق.) روى عنه: أبو البركات الحضري عبد الحارثي. وولي قضاء القدس مدة، فشكوه وعزل. ثم ولي قضاء دمشق، وكان قد عزم على نصب إمام حنفي بجامع دمشق، من محبته في مذهبه، وعين إماماً، فآمتنع أهل دمشق من الصلاة خلفه، وصلوا بأجمعهم في دار الخيل، وهي القيسارية التي قبل المدرسة الأمينية. وهو الذي رتب الإقامة في الجامع مثنى مثنى، فبقي إلى أن أزيل في أيام صلاح الدين في سنة سبعين. قال ابن عساكر: سمعت أبا الحسن بن قبيس الفقيه يذمه، ويذكر أنه كان يقول: لو كان لي أمر لأخذت من الشافعية الجزية. وكان مبغضاً للمالكية أيضاً. توفي في جمادى الآخرة. محمود بن يوسف بن حسين. أبو القاسم التفليسي، الشافعي. قدم بغداد، وتفقه بها على الشيخ أبي إسحاق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 149 سمع من: أبي يعلى بن الفراء، وعبد الصمد بن المأمون، وجماعة. ورجع إلى بلاده. روى عنه: الطيب بن محمد الغضائري. وتوفي في هذه السنة أو بعدها. مصعب بن محمد بن أبي الفرات. أبو العرب القرشي العبدري، الصقلي، الشاعر المشهور. دخل الأندلس عند تغلب الروم على صقلية. وحظي عند المعتمد بن عباد. وديوانه بأيدي الناس. روى عن: أبي عمر بن عبد البر. أخذ عنه: أبو علي بن عريب أدب الكاتب لابن قتيبة، ثم إنه صار في آخر أمره إلى صاحب ميورقة ناصر الدولة، فتوفي هناك. وله: (كأن أديم الأرض كفاك إن يسر .......... به راكب تقبض عليه الأناملا) )
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 150 (فأين يفر المرء عنك بجرمه .......... إذا كان في كفيك يطوي المراحلا) المعمر بن علي بن المعمر بن أبي عمامة. أبو سعد الحنبلي، الواعظ. بغدادي كبير، درس، وأفتى، وناظر، وحفظ الكثير من النوادر والغرر، وآنفراد بالكلام على لسان الوعظ، وآنتفع الخلق بمجالسه. وكان يبكي الحاضرين ويضحكهم، وله قبول عظيم. وله من سرعة الجواب، وحدة الخاطر، ما شاع وذاع، ووقع عليه الإجماع. وكان يؤم المقتدي بالله في التراويح وينادمه. وسمع من: أبي طالب بن غيلان، والخلال، والأزجي، والحسن بن المقتدر، وجماعة. روى عنه: ابن ناصر، وأبو المعمر الأنصاري. ولد في سنة تسع وعشرين وأربعمائة. وتوفي في ربيع الأول. قاله ابن النجار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 151 4 (حرف النون) ناجية بنت أبي عبد الله محمد بن أحمد بن الحسن بن جردة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 152 وتعرف بست السعود، الحاجبة. روت عن: أبي محمد الجوهري. روى عنها: أبو المعمر الأنصاري. وتوفيت في شوال، ودفنت بالحربية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 153 4 (وفيات سنة سبع وخمسمائة)
4 (حرف الألف) أحمد بن أحمد بن هبة الله. أبو الفتح العراقي. روى عن: الأمير حسن بن المقتدر، والحسن بن محمد الخلال، وأبي القاسم التنوخي. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري. وتوفي في شوال وله تسع وثمانون سنة.) وقد سمع ديوان المطرز منه. وعنه أيضاً: المبارك بن خضير، وغيره. أحمد بن عثمان بن علي بن قرايا. أبو الحسن البغدادي البزاز. سمع: الحسين بن جعفر السلماسي، صاحب أبي حفص بن شاهين. روى عنه: المبارك بن كامل، والسلفي. أحمد بن أبي نصر القصاري. البغدادي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 154 سمع: أبا محمد الخلال. مات في ذي الحجة. أحمد بن علي بن بدران بن علي. أبو بكر الحلواني، البغدادي، المعروف بخالوه. شيخ صالح، دين. سمع الكثير بنفسه، وكتب، وخرج له الحميدي فوائد عن شيوخه. سمع: أبا بكر محمد بن علي بن شبانة الدينوري، وأبا الطيب الطبري، وأبا الحسن الماوردي، والجوهري. روى عنه: أبو القاسم السمرقندي، والسلفي، وأبو طالب بن خضير، وخطيب الموصل أبو الفضل، وخلق آخرهم ابن كليب. ذكره ابن ناصر فقال: شيخ صالح، ضعيف، لا يحتج بحديثه، ولم يكن له معرفة بالحديث. ولد في حدود سنة عشرين وأربعمائة. وتوفي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 155 في جمادى الآخرة سنة ست، وأوصى أن يدفن بجنب إبراهيم الحربي. وقال السلفي: كان ثقة، زاهداً. وقال ابن النجار: قرأ بالروايات على أبي علي الحسن بن غالب، وعلي بن محمد بن فارس الخياط. وسمع الكثير وخرج تخريجات. وأثنى عليه الحميدي.) قرأ عليه أبو الكرم الشهرزوري. أحمد بن محمد بن عبد الله بن عمروس. الفقيه، أبو العباس المالكي. من أهل محلة النصرية ببغداد. كان صالحاً، خيراً، عارفاً بمذهب مالك. ولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، وأجاز له أبو علي بن شاذان، وأحمد بن الباداء. قال شجاع الذهلي: قرأت عليه بهذه الإجازة من نحو ثلاثين سنة. وقال غيره: كان أبوه إماماً مبرزاً في مذهب مالك. وتوفي في ثالث عشر رمضان. حدث عنه: المبارك بن خضير، ونصر الله بن القزاز. أحمد بن محمد بن عبد السلام بن قيداس. أبو نصر. سمع: أبا بكر محمد بن علي الدينوري المقريء، وأبا بكر بن بشران. روى عنه: أبو محمد بن الخشاب. وتوفي في هذه السنة أو بعدها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 156 أحمد بن محمد بن عبد الله. أبو منصور الصيرفي، المراتبي. روى عن أبي الحسن القزويني يسيراً. روى عنه: المبارك، وعبد الوهاب الصابوني. إبراهيم بن عبد الواحد بن أبي ذر محمد بن إبراهيم بن علي. الصالحاني، الإصبهاني. توفي في جمادى الآخرة. وهو من شيوخ أبي موسى الحافظ. روى عن ابن ريذة. إسماعيل بن الحسين بن حمزة. أبو الحسين العلوي، الهروي، العمري، من ولد عمر بن علي بن أبي طالب. ولد سنة تسع وأربعمائة.) وسمع: سعيد بن العباس القرشي. مات في سابع المحرم، وله مائة إلا سنتين. إسماعيل بن الإمام أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى. شيخ القضاة أبو علي البيهقي، الخسروجردي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 157 حدث عن أبيه، وعن: أبي حفص بن مسرور، وأبي عثمان الصابوني، وعبد الغافر الفارسي. روى عنه: أبو القاسم بن السمرقندي، وإسماعيل بن أبي سعد الصوفي. وأجاز لأبي سعد السمعاني. وتوفي في جمادى الآخرة في بيهق. وكان قد سافر عنها نحو ثلاثين سنة، وعاد إليها قبل وفاته بأيام. وسكن خوارزم مدة، ثم بلخ وكان إماماً، مدرساً، فاضلاً، عالماً. ولد سنة ثمان وعشرين وأربعمائة. 4 (حرف الحاء) الحسين بن عقيل بن سنان. الخفاجي، الحلبي، المعدل، الأصولي، الشيعي. له كتاب المنجي من الضلال في الحرام والحلال، فقه، بلغ عشرين مجلدة، ذكر فيه خلاف الفقهاء، يدل على تبحره. 4 (حرف الخاء) خيرون بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون الدباس. أخو محمد. سمع الكثير من: أبي علي بن المذهب، وأبي إسحاق البرمكي، والجوهري.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 158 روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وغيره. وتوفي في المحرم. 4 (حرف الراء) رابعة بنت محمود بن عبد الواحد. أم الغيث الإصبهانية.) سمعت: سعيد بن أبي سعيد العيار، وأبا بكر الباطرقاني. وحدثت ببغداد لما حجت. روى عنها: عمر بن ظفر. رضوان ابن سلطان دمشق تتش بن ألب رسلان السلجوقي. ولي سلطنة حلب بعد أبيه إلى أن مات بها في هذه السنة. وولي بعده ابنه ألب رسلان الأخرس، وله ست عشرة وكان رضوان لما مات أبوه بالري في القتال. أقيمت السكة والخطبة بدمشق أياماً لرضوان، ثم استقر على إمرة حلب ونواحيها. ومنه أخذت الفرنج أنطاكية سنة اثنتين وتسعين. وقد ذكر من سيرته المذمومة في الحوادث.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 159 4 (حرف السين) سراج بن عبد الملك بن سراج بن عبد الله. الإمام أبو الحسين بن العلامة اللغوي أبي مروان. وقد مر أبوه بعد الثمانين وأربعمائة. سمع: أباه، وأبا عبد الله بن عتاب. وخلف أباه بالأندلس في معرفة الأدب. وكان من أذكياء العالم. توفي بقرطبة. قاله ابن الدباغ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 160 4 (حرف الشين) شجاع بن فارس بن الحسين بن فارس بن الحسين بن غريب بن بشير بن عبد الله بن منخل بن ثور بن مسلمة بن سعنة بن سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة. الحافظ أبو غالب الذهلي، السهروردي، ثم البغدادي، الحريمي. قال ابن السمعاني: نسخ بخطه من التفسير، والحديث، والفقه، ما لم ينسخه أحد من الوراقين. قال لي عبد الوهاب الأنماطي: دخلت عليه يوماً، فقال لي: توبني. فقلت: من أي شيء قال: كتبت شعر ابن الحجاج بخطي سبع مرات.) سمع: أبا طالب بن غيلان، وعبد العزيز بن علي الأزجي، والأمير أبا محمد بن المقتدر، وأبا محمد الجوهري، وأبا جعفر ابن المسلمة، وأبا بكر الخطيب، وطبقتهم، ومن بعدهم، إلى أن سمع من جماعة من طبقته. روى عنه: إسماعيل بن السمرقندي، وعبد الوهاب الأنماطي، وأبو طاهر السلفي، وعمر بن ظفر، وسلمان بن جزوان، وطائفة من الطلبة. وملكت بخطه عدة أجزاء.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 161 قال عبد الوهاب: قل ما يوجد بلد من بلاد الإسلام إلا وفيه شيء بخط شجاع الذهلي، وكان مفيد وقته ببغداد، ثقة، سديد السيرة. أفنى عمره في الطلب. وكان قد عمل مسودة تاريخ بغداد ذيلاً على تاريخ الخطيب، فغسله في مرض موته. توفي في ثالث جمادى الأولى، وولد في سنة ثلاثين. 4 (حرف العين) عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عمر بن جحشويه. أبو محمد الطوابيقي، الآجري، الحربي، القصار. شيخ صالح، سمع: أبا الحسن القزويني، والجوهري. روى عنه: المبارك بن خضير، ومحمد بن جعفر بن عقيل، وغيرها. وتوفي في صفر. عبد الله بن مرزوق بن عبد الله. الهروي، أبو الخير الحافظ، مولى أبي إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري. كان أصم، غير أنه تعلم ورزق فهم الحديث. وكان حسن السيرة. جميل الأمر، متقناً، متثبتاً. سمع: أبا إسماعيل الأنصاري، وغيره بهراة، وأبا عمرو بن مندة، وغيره بإصبهان، وأبا القاسم بن البسري، وطبقته ببغداد، وأبا الفضل محمد بن أحمد الحافظ بطبس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 162 وجال في الآفاق، ثم سكن إصبهان. روى عنه: حنبل الفخاري، وأبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضيل. الإصبهاني، وآخرون. توفي في جمادى الآخرة.) وأكبر شيخ له أبو عمر المليحي. عبد القدر بن محمد. أبو محمد الصدفي، القروي، المعروف بابن الحناط، نزيل المرية. روى عن: أبي بكر أحمد بن محمد بن يحيى الصقلي، وعبد الرحمن بن محمد الخرقي، وأبي مروان عبد الملك بن زيادة الله الطبي، سمع منه بالقيروان، ومحمد بن الفرج، سمع منه بمصر، وعبد الله بن محمد القرشي، والفقيه عبد الحق الصقلي، وغيرهم. وكان صالحاً، زاهداً، معتنياً بالعلم والرواية. روى عنه جماعة. وتوفي في ربيع الأول عن بضع وثمانين سنة. عبد الوهاب بن أحمد بن عبيد الله بن الصحنائي. أبو غالب البغدادي، المستعملي. سمع: أبا محمد الخلال، وعلي بن محمد بن قشيش، وأبا طالب بن غيلان، وأبا القاسم الأزجي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 163 روى عنه: عمر بن ظفر، وأبو المعمر الأنصاري، وعبد الحق اليوسفي، وآخرون. توفي في ذي الحجة. وكان مولده في سنة عشرين وأربعمائة. علي بن الحسين المردستي. أبو الفوارس الحاجب. سمع: أبا محمد الجوهري. وكان شيعياً من بيت حشمة. علي بن علي بن عبد السميع بن الحسين. الهاشمي، العباسي، أبو الحارث. سمع: أبا طالب بن غيلان. وحدث. سمع منه: أبو المعمر الأنصاري، وأبو طاهر السلفي. علي بن محمد بن علي بن أحمد بن إسماعيل.) الواعظ، أبو منصور الأنباري. كان يسكن دار الخلافة. سمع الكثير، وانتشرت عنه الرواية. سمع: ابن غيلان، وأبا بكر بن بشران، وأبا إسحاق البرمكي، وجماعة. وقرأ بالروايات على أبي علي الشرمقاني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 164 وتفقه على القاضي أبي يعلى. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وعبد الخالق اليوسفي، وأبو المعمر الأزجي، وجماعة. توفي في ذي الحجة، وولد سنة خمس وعشرين. وهو من علماء الحنابلة. عمر بن أحمد بن رزق. أبو بكر بن الفصيح التجيبي، الأندلسي. من أهل المرية. روى عن: أبي عمرو الداني المقريء، وغيره. قال ابن بشكوال: كان ثقة فيما رواه. أخذ الناس عنه. أخبرني بأمره يحيى بن محمد صاحبنا. 4 (حرف الميم) مالك بن عبد الله. أبو الوليد العتبي، السهلي، القرطبي، اللغوي. من أئمة الأدب. سمع من: محمد بن عتاب، وحاتم بن محمد، وأبي مروان بن حيان المؤرخ، وسراج القاضي. روى الناس عنه كثيراً. ومات بقرطبة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 165 محمد بن أحمد بن الحسين بن عمر. الإمام أبو بكر الشاشي، الفقيه، الشافعي، مؤلف المستظهري، بميافارقين سنة تسع وعشرين وأربعمائة. وتفقه على الإمام أبي عبد الله محمد بن بيان الكازروني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 166 وتفقه على قاضي ميافارقين أبي منصور الطوسي تلميذ الأستاذ أبي محمد الجويني. ثم رحل) أبو بكر إلى العراق، ولازم الشيخ أبا إسحاق، وكان معيد درسه. وكان يتردد إلى أبي نصر بن الصباغ، فقرأ عليه الشامل. وسمع الحديث من الكازروني شيخه، ومن ثابت بن أبي القاسم الخياط. وبمكة من أبي محمد هياج الحطيني. وسمع ببغداد من: أبي بكر الخطيب، وجماعة. روى عنه: أبو المعمر الأزجي، وأبو الحسن علي بن أحمد اليزدي، وأبو بكر بن النقور، وشهدة، والسلفي، وغيرهم. وتفقه به جماعة. قال القاضي ابن خلكان: أبو بكر الشاشي، الفارقي، المعروف بالمستظهري، الملقب فخر الإسلام. كان فقيه وقته. ودخل نيسابور صحبة الشيخ أبي إسحاق، وتكلم في مسألة بين يدي إمام الحرمين وتعين في الفقه ببغداد بعد أستاذه أبي إسحاق. وانتهت إليه رئاسة الطائفة الشافعية، وصنف تصانيف حسنة، من ذلك كتاب حلية العلماء في المذهب ذكر فيه مذهب الشافعي، ثم ضم إلى كل مسألة اختلاف الأئمة فيها، وسماه المستظهري، لأنه صنفه للإمام المستظهر بالله. وصنف أيضاً في الخلاف. وولي تدريس النظامية ببغداد بعد شيخه، وبعد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 167 ابن الصباغ، والغزالي. ثم وليها بعد موت إلكيا الهراسي سنة أربع وخمسمائة في المحرم. ودرس بمدرسة تاج الملك وزير ملكشاه. وتوفي في خامس وعشرين شوال، ودفن مع شيخه أبي إسحاق في قبر واحد. وقيل: دفن إلى جانبه. وكان أشعرياً، أصولياً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 168 محمد بن إبراهيم بن سعيد بن نعم الخلفاء. أبو عبد الله الرعيني، الأندلسي. سمع بسرقسطة من أبي الوليد الباجي، ورحل وحج. وقرأ القراءآت على أبي معشر الطبري. وكان مولده في سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.) وتوفي بأوريوله. وكان ثقة، خياراً. محمد بن الحسين بن وهبان. أبو المكارم الشيباني. عن: القاضي الطبري، والجوهري. سمع لنفسه من ابن غيلان. محمد بن طاهر بن علي بن أحمد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 169 الحافظ أبو الفضل المقدسي، ويعرف بابن القيسراني، الشيباني. له الرحلة الواسعة. سمع ببلده من: نصر المقدسي، وابن ورقاء، وجماعة. ودخل بغداد سنة سبع وستين، فسمع من: الصريفيني، وابن النقور، وطبقتهما. وحج، وجاور فسمع من: أبي علي الشافعي، وسعد الزنجاني، وهياج الحطيني. وصحب الزنجاني، وتخرج به في التصوف، والحديث، والسنة، ورحل بإشارته إلى مصر، فسمع بها من أبي إسحاق الحبال. وبالإسكندرية من الحسين بن عبد الرحمن الصفراوي. وبتنيس من علي بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الحداد، حدثه عن جده، عن أحمد بن عيسى الوشاء، عن عيسى بن زغبة وذلك من أعلى ما وقع له في الرحلة المصرية. وسمع بدمشق من أبي القاسم بن أبي العلاء الفقيه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 170 وبحلب من الحسن بن مكي الشيرازي. وبالجزيرة العمرية من أبي أحمد عبد الوهاب بن محمد اليمني، عن أبي عمر بن مهدي. وبالرحبة من الحسين بن سعدون. وبصور من القاضي علي بن محمد بن عبد الله الهاشمي. وبإصبهان من: عبد الوهاب بن مندة، وإبراهيم بن محمد القفال، وطائفة. وبنيسابور من: الفضل بن المحب، وموسى بن عمران، وأبي بكر بن خلف. وبهراة من: محمد بن أبي مسعود الفارسي، وكلار، وبيبى، وشيخ الإسلام. وبجرجان من: إسماعيل بن مسعدة، والمظفر بن حمزة البيع.) وبآمد من قاسم بن أحمد الخياط الإصبهاني، وهو من كبار شيوخه، سمع سنة أربع وثمانين وثلاثمائة من محمد بن أحمد بن جشنس، صاحب ابن صاعد. وبأستراباذ من: علي بن عبد الملك الحفصي، حدثه عن هلال الحفار. وببوشنج من: عبد الرحمن بن محمد بن عفيف كلار. وبالبصرة من: عبد الملك بن شغبة. وبالدينور من: أحمد بن عيسى بن عباد الدينوري، عن ابن لال الهمذاني. وبالري من: إسماعيل بن علي الخطيب، عن يحيى بن إبراهيم المزكي. وبسرخس من: محمد بن عبد الملك المظفري، عن أحمد بن محمد بن الفضل الكرابيسي، عن محمد بن حمدويه المروزي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 171 وبشيراز من: علي بن محمد بن علي الشروطي، عن الحسن بن أحمد ابن محمد بن الليث الحافظ إملاء سنة إحدى وأربعمائة، ثنا ابن البختري ببغداد. وبقزوين من: أبي بكر محمد بن إبراهيم بن علي العجلي الإمام، عن أبي عمر بن مهدي، قدم عليهم. وبالكوفة من: أبي القاسم الحسين بن محمد، من طريق آبن أبي غرزة. وبالموصل من: هبة الله بن أحمد المقريء، عن محمد بن علي بن بحشل، عن محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب. وبمرو: محمد بن الحسن المهربن دقشابي، عن أحمد بن عبدوس النسوي. وبمرو الروذ من: الحسن بن محمد الفقيه، عن الحيري. وبنوقان من: محمد بن سعيد الحاكم، عن السلمي. وبنهاوند من: عمر بن عبيد الله القاضي، عن عبد الملك بن بشران. وبهمذان من: عبد الواحد بن علي الصوفي، عن محمد بن علي بن حمدويه الطوسي. وبالمدينة النبوية من: طراد الزينبي. وبواسط من صدقة بن محمد المتولي. وبساوة من: محمد بن أحمد الكامخي. وبأسداباذ من: أبي الحسن علي بن محمد المحلمي، عن الحيري.) وبالأنبار من: أبي الحسن علي بن محمد بن محمد الخطيب. وبإسفراين من: عبد الملك بن أحمد العدل، عن علي بن محمد بن علي السقاء. وبآمل طبرستان من: الفضل بن أحمد البصري، عن جده، عن أبي أحمد ابن عدي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 172 وبالأهواز من: عمر بن محمد بن حيكان النيسابوري، عن ابن ريذة. وببسطام من: أبي الفضل محمد بن علي السهلكي، عن الحيري. وبخسروجرد من: الحسن بن أحمد البيهقي، عن الحيري. فهذه أربعون مدينة قد سمع فيها الحديث، وسمع في بلدان أخر تركتها. روى عنه: شيرويه الهمذاني، وأبو جعفر محمد بن الحسن الهمذاني، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي، وعبد الوهاب الأنماطي، وابن ناصر، والسلفي، وطائفة كبيرة، آخرهم موتاً محمد بن إسماعيل الطرسوسي الإصبهاني. قال أبو القاسم بن عساكر: سمعت إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ يقول: أحفظ من رأيت محمد بن طاهر. وقال يحيى بن مندة في تاريخه: كان أحد الحفاظ، حسن الإعتقاد، جميل الطريقة، صدوقاً، عالماً بالصحيح والقيم، كثير التصانيف، لازماً للأثر. وقال السلفي: سمعت ابن طاهر يقول: كتبت صحيح البخاري ومسلم وابن داود سبع مرات بالوراقة، وكتبت سنن ابن ماجة بالوراقة عشر مرات، سوى التفاريق بالري. وقال ابن السمعاني: سألت أبا الحسن محمد بن أبي طالب عبد الملك الفقيه بالكرج، عن محمد بن طاهر، فقال: ما كان على وجه الأرض له نظير. وعظم أمره، ثم قال: كان داودي المذهب. قال لي: اخترت مذهب داود. فقلت: له: ولم قال: كذا اتفق. فسألته عن أفضل من رأى، فقال: سعد الزنجاني، وعبد الله بن محمد الأنصاري. وقال أبو مسعود الحاجي: سمعت ابن طاهر يقول: بلت الدم في طلب الحديث مرتين. مرة ببغداد، ومرة بمكة. وذاك أني كنت أمشي حافياً في حر
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 173 الهواجر، فلحقني ذلك. وما ركبت دابة قط في طلب الحديث. وكنت أحمل كتبي على ظهري، إلى أن استوطنت البلاد. وما سألت في) حال الطلب أحداً. وكنت أعيش على ما يأتي من غير مسألة. وقال ابن السمعاني يقول: سمعت بعض المشايخ يقول: كان ابن طاهر يمشي في ليلة واحدة قريباً من سبعة عشر فرسخاً. وكان يمشي على الدوام بالليل والنهار عشرين فرسخاً. أخبرنا إسحاق الأسدي، أنا ابن خليل، أنا خليل بن أبي الرجاء الرازاني، نا محمد بن عبد الواحد الدقاق قال: محمد بن طاهر كان صوفياً ملامتياً، سكن الري، ثم همذان. له كتاب صفوة الصوفية. له أدنى معرفة بالحديث في باب شيوخ البخاري ومسلم، وغيرهما. شاهدناه بجرجان، ونيسابور. ذكر لي عنه حديث الإباحة، أسأل الله أن يجنبنا منها، وممن يقول بها من الرجال والنساء، والأخابث الكحلية من جوانية زماننا، وصوفية وقتنا، وأن ينقذنا من المعاصي كلها، وهم قوم ملاعين، لهم رموز ورطانات، وضلالة، وخذلان، وإباحات، إن قولهم عند فعل الحرام المنع شؤم، والسراويل حجاب. وحال
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 174 المذنبين من شربة الخمور والظلمة، يعني خير منهم. وقال ابن ناصر: محمد بن طاهر ممن لا يحتج به. صنف كتاباً في جواز النظر إلى المرد، أورد فيه حكاية يحيى بن معين أنه قال: رأيت جارية بمصر مليحة صلى الله عليها. فقيل له: تصلي عليها فقال: صلى الله عليها وعلى كل مليح. ثم قال ابن ناصر: كان يذهب مذهب الإباحة. يعني في النظر إلى الملاح. وإلا فلو كان يذهب إلى إباحة مطلقة لكان كافراً، والرجل مسلم متبع للأثر، شيء. وإن كان قد خالف في أمور مثل جواز السماع، وقد صنف فيه مصنفاً ليته لا صنفه. وقال ابن السمعاني: سألت عنه إسماعيل الحافظ، فتوقف، ثم أساء الثناء عليه. وسمعت أبا القاسم بن عساكر يقول: جمع ابن طاهر أطراف الصحيحين، وأبي داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، وأخطأ فيه في مواضع خطأ فاحشاً. رأيته يخط عند أبي العلاء العطار. وقال ابن ناصر: محمد بن طاهر كان لحنة وكان يصحف. قرأ وإن جبينه
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 175 ليتقصد عرقاً بالقاف فقلت: بالفاء، فكابرني. وقال السلفي: كان فاضلاً يعرف، ولكنه كان لحنة. حكى لي المؤتمن قال: كنا بهراة عند عبد الله الأنصاري، وكان ابن طاهر يقرأ ويلحن، فكان الشيخ يحرك رأسه ويقول: لا حول ولا قوة) إلا بالله. وقال ابن طاهر: ولدت في شوال سنة ثمان وأربعين ببيت المقدس، وأول ما سمعت سنة ستين. ورحلت إلى بغداد سنة سبع وستين. ثم رجعت إلى بيت المقدس، فأحرمت من ثم إلى مكة. وقال ابن عساكر: كان ابن طاهر له مصنفات كثيرة، إلا أنه كثير الوهم، وله شعر حسن، مع أنه كان لا يحسن النحو. وله كتاب المختلف والمؤتلف. وقال ابن طاهر في المنثور: رحلت من مصر إلى نيسابور، لأجل أبي القاسم الفضل بن المحب صاحب أبي الحسين الخفاف، فلما دخلت عليه قرأت في أول مجلس جزءين من حديث أبي العباس السراج فلم أجد لذلك حلاوة، واعتقدت أني نلته بغير تعب، لأنه لم يمتنع علي، ولا طالبني بشيء، وكل حديث من الجزءين يسوى رحلة. وقال: لما قصدت الإسكندرية كان في القافلة من رشد إليها رجل من أهل الشام، ولم أدر ما قصده في ذلك. فلما كانت الليلة التي كنا في صبيحتها
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 176 ندخل الإسكندرية رحلنا بالليل، وكان شهر رمضان، فمشيت قدام القافلة، وأخذت في طريق غير الجادة، فلما أصبح الصباح، كنت على غير الطريق بين جبال الرمل، فرأيت شيخاً في مقثأة، فسألته عن الطريق، فقال: تصعد هذا الرمل، وتنظر البحر وتقصده، فإن الطريق على شاطيء البحر. فصعدت الرمل، ووقعت في قصب الأقلام، وكنت كلما وجدت قلماً مليحاً اقتلعته، إلى أن اجتمع من ذلك حزمة عظيمة، وحميت الشمس وأنا صائم، وكان الصيف. فتعبت، فأخذت أنتقي الجيد، وأطرح سواه، إلى أن بقي معي ثلاثة أقلام لم أر مثلها طول كل عقدة شبرين وزيادة: فقلت إن الإنسان لا يموت من حمل هذه. ووصلت إلى القافلة المغرب، فقام إلي ذلك الرجل وأكرمني. فلما كان في بعض الليل رحلت القافلة، فقال لي: إن في هذه الليلة مكس، ومعي هذه الفضة، وعليها العشر، فإن قدرت وحملتها معك، لعلها تسلم، فعلت في حقي جميلاً. فقلت: أفعل. قال: فحملتها ووصلت الإسكندرية وسلمت، ودفعتها إليه فقال: تحب أن تكون عندي، فإن المساكنة تتعذر. فقلت: أفعل. فلما كان المغرب صليت، ودخلت عليه، فوجدته قد أخذ الثلاثة الأقلام، وشق كل واحد منها) نصفين، وشدها شدة واحدة، وجعلها شبه المسرجة وأقعد السراج عليها. فلحقني من ذلك من الغم شيء لم يمكني أن آكل الطعام معه، وآعتذرت إليه، وخرجت إلى المسجد، فلما صليت التراويح، أقمت في المسجد، فجاءني القيم وقال: لم تجر العادة لأحد أن يبيت في المسجد. فخرجت وأغلق الباب، وجلست على باب المسجد، لا أدري إلى أين أذهب، فبعد ساعة عبر الحارس، فأبصرني، فقال لي: من أنت فقلت: غريب من أهل العلم، وحكيت له القصة. فقال: قم معي. فقمت معه، فأجلسني في مركزه، وثم سراج جيد، وأخذ يطوف ويرجع إلى عندي، واغتنمت أنا السراج، فأخرجت الأجزاء، وقعدت
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 177 أكتب إلى وقت السحر، فأخرج إلي شيئاً من المأكول، فقلت: لم تجر لي عادة السحور. وأقمت بعد هذا بالإسكندرية ثلاثة أيام، أصوم النهار، وأبيت عنده، وأعتذر إليه وقت السحر، ولا يعلم إلى أن سهل الله بعد ذلك وفتح. وقال: أقمت بتنيس مدة على أبي محمد بن الحداد ونظرائه، فضاق بي، ولم يبق معي غير درهم، وكنت في ذلك أحتاج إلى خبز، وأحتاج إلى كاغذ، فكنت أتردد إن صرفته في الخبر لم يكن لي كاغذ، وإن صرفته في الكاغذ لم يكن لي خبز، ومضى على هذا ثلاثة أيام ولياليهن لم أطعم فيها، فلما كان بكرة اليوم الرابع قلت في نفسي: لو كان لي اليوم كاغذ لم يمكن أن أكتب فيه شيئاً لما بي من الجوع، فجعلت الدرهم في فمي، وخرجت لأشتري الخبز، فبلعته، ووقع علي الضحك، فلقيني أبو طاهر بن حطامة الصائغ، المواقيتي بها وأنا أضحك، فقال لي: ما أضحكك فقلت: خير. فألح علي وأبيت، فحلف بالطلاق لتصدقني لم تضحك فأخبرته. وأخذ بيدي، وأدخلني منزلة، وتكلف لي ذلك اليوم أطعمة، فلما كان وقت صلاة الظهر خرجت أنا وهو إلى الصلاة، فآجتمع به بعض وكلاء عامل تنيس، فسأله عني، فقال: هو هذا. فقال: إن صاحبي منذ شهر أمرني أن أوصل إليه في كل يوم عشرة دراهم، قيمتها ربع دينار، وسهوت عنه. قال: فأخذ منه ثلاثمائة درهم، وجاءني وقال: قد سهل الله رزقاً لم يكن في الحساب. وأخبرني بالقصة، فقلت: تكون عندك، ونكون على ما نحن من الإجتماع إلى وقت الخروج، فإنني) وحدي. ففعل. وكان بعد ذلك يصلني ذلك القدر، إلى أن خرجت من البلد إلى الشام. وقال: رحلت من طوس إلى إصبهان لأجل حديث أبي زرعة الرازي الذي أخرجه مسلم عنه في الصحيح، ذاكرني به بعض الرحالة بالليل، فلما
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 178 أصبحت شددت علي، وخرجت إلى إصبهان، فلم أحلل عني حتى دخلت على الشيخ أبي عمرو، فقرأته عليه، عن أبيه، عن أبي بكر القطان، عن أبي زرعة، ودفع إلي ثلاثة أرغفة وكمثراتين، ثم خرجت من عنده إلى الموضع الذي نزلت فيه، وحللت عني. وقال: كنت ببغداد في أول الرحلة الثانية من الشام، وكنت أنزل برباط الزوزني وكان به صوفي يعرف بأبي النجم، فمضى علينا ستة أيام لم نطعم فيها، فدخل علي الشيخ أبو علي المقدسي الفقيه، فوضع ديناراً وآنصرف، فدعوت بأبي النجم وقلت: قد فتح الله بهذا، أي شيء نعمل به. فقال: تعبر ذاك الجانب، وتشتري جبزاً، وشواءً، وحلواء، وباقلى أخضر، وورداً، وخساً بالجميع، وترجع. فتركت الدينار في وسط مجلدة معي وعبرت، ودخلت على بعض أصدقائنا، وتحدثت عنده ساعة، فقال لي: لأي شيء عبرت. فقلت له. فقال: وأين الدينار؟
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 179 فظننت أني قد تركته في جيبي، فطلبته فلم أجده، فضاق صدري ونمت، فرأيت في المنام كأن قائلاً يقول لي: أليس قد وضعته في وسط المجلدة فقمت من النوم، وفتحت المجلدة، وأخذت الدينار، واشتريت جميع ما طلب رفيقي، وحملته على رأسي، ورجعت إليه وقد أبطأت عليه، فلم أخبره بشيء إلى أن أكلت، ثم أخبرته، فضحك وقال: لو كان هذا الأكل لكنت أبكي. وقال: كنت ببغداد في سنة سبع وستين، فلما كان عشية اليوم الذي بويع فيه المقتدي بأمر الله دخلنا على الشيخ أبي إسحاق جماعة من أهل الشام، وسألناه عن البيعة، كيف كانت فحكى لنا ما جرى، ثم نظر إلي، وأنا يؤمئذ مختط، وقال: هو أشبه الناس بهذا. وكان مولد المقتدي في الثاني عشر من جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، ومولدي في سادس شوال من هذه السنة. قال أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر: أنشدني أبي لنفسه:) (لما رأيت فتاة الحي قد برزت .......... من الحطم تروم السعي في الظلم)
(ضوء النهار بدا من ضوء بهجتها .......... وظلمة الليل من مسودها الفحم)
(خدعتها بكلام يستلذ به .......... وإنما يخدع الأحرار بالكلم) وقال المبارك بن كامل الخفاف: أنشدنا ابن طاهر لنفسه: (ساروا بها كالبدر في هودج .......... يميس محفوفاً بأترابه)
(فاستعبرت تبكي، فعاتبتها .......... خوفاً من الواشي وأصحابه)
(فقلت: لا تبك على هالك .......... بعدك ما يبقى على ما به)
(للموت أبواب، وكل الورى .......... لا بد أن تدخل من بابه)
(وأحسن الموت بأهل الهوى .......... من مات من فرق أحبابه) وله: (خلعت العذار بلا منة .......... على من خلعت عليه العذارا)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 180 (وأصبحت حيران لا أرتجي .......... جناناً، ولا أتقي فيه نارا) وقال شيرويه في تاريخ همذان: محمد بن طاهر سكن همذان، وبنى بها داراً. وكان ثقة، صدوقاً، حافظاً، عالماً بالصحيح والسقيم، حسن المعرفة بالرجال والمتون، كثير التصانيف، جيد الخط، لازماً للأثر، بعيداً من الفضول والتعصب، خفيف الروح، قوي السير في السفر، كثير الحج والعمرة. كتب عن عامة مشايخ الوقت.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 181 قال شجاع الذهلي: مات ابن طاهر عند قدومه بغداد من الحج يوم الجمعة في ربيع الأول. وقال أبو المعمر: توفي يوم الجمعة النصف من ربيع الأول ببغداد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 182 محمد بن أبي العباس أحمد بن محمد أحمد بن إسحاق. الرئيس أبو المظفر الأموي، المعاوي، الأبيوردي، اللغوي، الشاعر المشهور، من أولاد عنبسة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية. كان أوحد عصره، وفريد دهره في معرفة اللغة والأنساب، وغير ذلك. وله تصانيف كثيرة مثل تاريخ أبيورد ونسا. وكان حسن السيرة، جميل الأمر، منظرانياً من الرجال، وكان فيه تيه
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 183 وتكبر. وكان يفتخر بنسبه ويكتب: العبشمي المعاوي، لا أنه من ولد معاوية بن أبي سفيان، بل من ولد معاوية بن محمد) بن عثمان بن عنبسة بن أبي سفيان. وله شعر فائق، وقسم ديوان شعره إلى أقسام، منها العراقيات، ومنها النجديات، ومنها الوجديات. وأثنى عليه أبو زكريا بن مندة في تاريخه بحسن العقيدة، وحميد الطريقة، وكمال الفضلية. وقال ابن السمعاني: صنف كتاب المختلف، وكتاب طبقات العلم، وما آختلف وآئتلف من أنساب العرب. وله في اللغة مصنفات ما سبق إليها. سمع: إسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي، وأبا بكر بن خلف الشيرازي، ومالك بن أحمد البانياسي، وعبد القاهر الجرجاني النحوي. وسمعت غير واحد من شيوخي يقولون: إنه كان إذا صلى يقول: اللهم ملكني مشارق الأرض ومغاربها. وذكره عبد الغافر فقال: فخر العرب، أبو المظفر الأبيوردي، الكوفني، الرئيس، الأديب، الكاتب، النسابة، من مفاخر العصر، وأفاضل الدهر. له الفضائل الرائقة، والفصول الفائقة، والتصانيف المعجزة، والتواليف المعجبة،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 184 والنظم الذي نسخ أشعار المحدثين، ونسج فيه على منوال المعري ومن فوقه من المفلقين. رأيته شاباً قام في درس إمام الحرمين مراراً، وأنشأ فيه قصائد طوالاً كباراً، يلفظها كما يشاء زبداً من بحر خاطره، كما نشأ ميسر له الإنشاء، طويل النفس، كثير الحفظ، تلتفت في أثناء كلامه إلى النثر والوقائع والاستنباطات الغريبة. خرج إلى العراق، وأقام مدة يجذب فضله بطبعه، ويشتهر بين الأفاضل كمال فضله، ومتانة طبعه حتى ظهر أمره، وعلا قدره، وحصل له من السلطان مكانه ونعمة. ثم كان يرشح من كلامه نوع تشبث بالخلافة، ودعوة إلى آتباع فضله، آدعاء استحقاق الإمامة. تبيض وساوس الشيطان في رأسه وتفرخ، ويرفع الكبر بأنفه، ويشمخ، فاضطره الحال إلى مفارقة بغداد، ورجع إلى همذان، فأقام بها يدرس ويفيد، ويصنف مدة. ومن شعره: (وهيفاء لا أصغي إلى من يلومني .......... عليها، ويغريني أن يعيبها)
(أميل بإحدى مقلتي إذا بدت .......... إليها، وبالأخرى أراعي رقيبها) ) (وقد غفل الواشي فلم يدر أنني .......... أخذت لعيني من سليمى نصيبها) وله: (أكوكب ما أرى يا سعد أم نار .......... تشبها سهلة الخدين معطار)
(بيضاء إن نطقت في الحي أو نظرت .......... تقاسم الشمس أسماع وأبصار)
(والركب يسيرون والظلماء راكدة .......... كأنهم في ضمير الليل أسرار)
(فأسرعوا وطلا الأعناق مائلة .......... حيث الوسائد للنوام أكوار) عن حماد الحراني قال: سمعت السلفي يقول: كان الأبيوردي والله
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 185 من أهل الدين والخير والصلاح والعفة، قال لي: والله ما نمت في بيت فيه كتاب الله، أو حديث رسول لله، احتراماً لهما أن يبدو مني شيء لا يجوز. أنشدنا أبو الحسين النوبي، أنا جعفر، نا السلفي: أنشدنا الأبيوردي لنفسه: (وشادن زارني على عجل .......... كالبدر في صفحة الدجا لمعا)
(فلم أزل موهناً لحديثه .......... والبدر يصغي إلي مستعما)
(وصلت خدي بخده شغفاً .......... حتى التقى الروض والغدير معا) وقال أبو زكريا بن مندة: سئل الأديب أبو المظفر الأبيوردي عن أحاديث الصفات، فقال: نقر ونمر. وقال أبو الفضل بن طاهر المقدسي: أنشدنا أبو المظفر الأبيوردي لنفسه: (يا من يساجلني وليس بمدرك .......... شأوي، وأين له جلالة منصبي)
(لا تتعبن فدون ما حاولته .......... خرط القتادة وآمتطاء الكواكب)
(والمجد يعلم أينا خير أبا .......... فاسأله يعلم أي ذي حسب أبي)
(جدي معاوية الأغر سمت به .......... جرثومة من طينها خلق النبي)
(ورثته شرقاً رفعت مناره .......... فبنو أمية يفخرون به وبي) وقيل: إنه كتب رقعة إلى الخليفة المستظهر بالله، وعلى رأسها: المملوك المعاوي، فحك الخليفة الميم، فصار العاوي، ورد إليه الرقعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 186 ومن شعره: (تنكر لي دهري ولم يدر أنني .......... أعز وأحداث الزمان تهون) ) (فبات يريني الخطب كيف اعتداؤه .......... وبت أريه الصبر كيف يكون) ومن شعره: (نزلنا بنعمان الأراك وللندى .......... سقيط به ابتلت علينا المطارف)
(فبت أعاني الوجد والركب نوم .......... وقد أخذت منا السرى والتنائف)
(وإذا خوداً إن دعاني على النوى .......... هواها أجابته الدموع الذوارف)
(لها في مغاني ذلك الشعب منزل .......... لئن أنكرته العين فالقلب عارف)
(وقفت به والدمع أكثره دم .......... كأني من جفني بنعمان راعف) أنشدنا أبو الحسن ببعلبك: أنشدنا أبو الفضل الهمذاني: أنشدنا السلفي: أنشدنا الأبيوردي لنفسه: (من رأى أشباح تبر .......... حشيت ريقة نحله)
(فجمعناها بذوراً .......... وقطعناها أهله) توفي بإصبهان في ربيع الأول مسموماً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 187
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 188 محمد بن عبد الله بن عبد الواحد بن عبد الله بن عبد الواحد بن عبد الله بن محمد بن الحجاج بن مندويه. أبو منصور الإصبهاني، الشروطي، المعدل. سمع: أبا نعيم. روى عنه: أبو موسى المديني، وقال: توفي في الثامن، وقيل السادس، والعشرين من جمادى الآخرة. محمد بن عيسى بن محمد اللخمي. أبو بكر الأندلسي، الشاعر، المعروف بابن اللبانة الداني. كان من جلة الأدباء وفحول الشعراء، معين الطبع، واسع الذرع، عزيز الأدب، قوي العارضة، متصرفاً في البلاغة. له تصانيف. له كتاب مناقل الفتنة، وكتاب نظم السلوك في وعظ المملوك، وكتاب سقيط الدر ولقيط الزهر في شعر ابن عباد، ونحو ذلك. وديوان شعره موجود.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 189 أخذ عنه: أبو عبد الله بن الصفار. وتوفي بميورقة.) وقد سقت من شعره في ترجمة المعتمد بن عباد. وكان من كبراء دولة محمد بن صمادح. وهو القائل في صاحب ميورقة مبشر العامري: (وضحت وقد فضحت ضياء النير .......... فكأنما التحفت ببشر مبشر)
(وتبسمت عن جوهر فحسبته .......... ما قلدته محامدي من جوهر)
(وتكلمت فكان طيب حديثها .......... متعب منه بطيب مسك وإذفر)
(هزت بنغمة لفظها نفسي، كما .......... هزت بذكراه أعالي المنبر)
(ولئمت فاها فاعتقدت بأنني .......... من كفه سوغت لثم الخنصر)
(بمعاطف تحت الذوائب خلتها .......... تحت الخوافق ما له من سمهري)
(ملك أزرة برده ضمت على .......... بأس الوصي وعزمة الإسكندر) وهي طويلة. محمد بن محمد بن أحمد بن محمد. الآبنوسي، أبو غالب بن أبي الحسين. روى عن أبيه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 190 وعنه: المعمر بن أحمد، وأبو طاهر السلفي. مات في شوال، وله ثمانون سنة. محمد بن مكي بن دوست. أبو بكر البغدادي. يروي عن: أبي محمد الجوهري، والقاضي أبي الطيب. وعنه: السلفي، وابن خضير. محمد بن وهبان. أبو المكارم البغدادي. روى عن: أبي الطيب الطبري، وأبي محمد الجوهري. توفي في صفر. روى عنه: المبارك بن كامل. المفضل بن عبد الرزاق.) سديد الدين، أبو المعالي الإصبهاني، صاحب ديوان الحسن ببغداد. ولد بعد الأربعين وأربعمائة. وتفقه على: أبي بكر محمد بن ثابت الخجندي. وولي ديوان العرض، ورأى من الجاه والمال ما لم يكن لعارض. قدم بغداد مع السلطان بركياروق سنة أربع وتسعين وأربعمائة فأقام بها، فسفر له أبو نصر بن الموصلايا كاتب الإنشاء في الوزارة، وطلب، وخلع عليه خلع الوزارة. وكان ابن الموصلايا يجلس إلى جانبه فيسدده، لأنه كان لا يعرف الإصطلاح، ثم عزل بعد عشرة أشهر. وكانت حاشيته سبعين مملوكاً من الأتراك، فآعتقل بدار الخلافة سنة، ثم أطلق بشفاعة بركياروق، فتوجه إلى
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 191 المعسكر، فولاه السلطان الإستيفاء، ثم صودر، وجرت له أمور. توفي في ربيع الأول. ورخه أبو الحسن الهمذاني. ملكة بنت داود بن محمد. الصوفية، العالمة. سمعت بمصر سنة اثنتين وخمسين من الشريف أحمد بن إبراهيم بن ميمون الحسيني. وبمكة من كريمة. وسكنت مدة بدويرة السميساطي بدمشق. سمع منها: غيث بن علي، وقال: سألتها عن مولدها، فذكرت أنه على ما أخبرتها أمها في ربيع الأول سنة وأربعمائة، بناحية جنزة، ونشأت بتفليس. توفيت بشوال سنة سبع، ولها مائة وخمس سنين. قال ابن عساكر: أجازت لي، وحضرت دفنها بمقبرة باب الصغير. المؤتمن بن أحمد بن علي بن الحسين بن عبد الله. الحافظ أبو نصر الربعي، الديرعاقولي، ثم البغدادي، المعروف بالساجي. أحد أعلام الحديث. حافظ كبير، متقن، حجة، ثقة، واسع الرحلة، كثير الكتابة، ورع، زاهد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 192 سمع: أبا الحسين بن النقور، وعبد العزيز بن علي الأنماطي، وأبا القاسم ابن البسري، وأبا القاسم عبد الله بنم الجلال، وأبا نصر الزينبي، وإسماعيل بن مسعدة، وخلقاً ببغداد. وأبا بكر الخطيب بصور وأبا عثمان بن ورقاء ببيت المقدس والحسن بن مكي الشيرازي) بحلب. ولم أره سمع بدمشق، ولا كأنه رآها. ودخل إلى إصبهان فسمع: أبا عمرو عبد الوهاب بن مندة، وأبا منصور بن شكرويه، وطبقتهما. وبنيسابور: أبا بكر بن خلف. وبهراة: أبا إسماعيل الأنصاري، وأبا عامر الأزدي، وهؤلاء وأبا علي التستري وجماعة بالبصرة. ثم سمع ببغداد ما لا يحصر، ثم تزهد وآنقطع. روى عنه: سعد الخير الأنصاري، وأبو الفضل بن ناصر، وأبو المعمر الأنصاري، ومحمد بن محمد السنجي، وأبو طاهر السلفي، وأبو سعد البغدادي، وأبو بكر بن السمعاني، ومحمد بن علي بن فولاذ، وطائفة. قال ابن عساكر: سمعت أبا الوقت عبد الأول يقول: كان الإمام عبد الله بن محمد الأنصاري إذا رأى المؤتمن يقول: لا يمكن أحد أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دام هذا حياً. حدثني أخي أبو الحسين هبة الله قال: سألت السلفي، عن المؤتمن الساجي، فقال: حافظ متقن، لم أر أحسن قراءة منه للحديث، تفقه في صباه على الشيخ أبي إسحاق، وكتب الشامل، عن ابن الصباغ بخطه، ثم خرج إلى الشام، فأقام بالقدس زماناً. وذكر لي أنه سمع من لفظ أبي بكر الخطيب حديثاً واحداً، بصور، غير أنه لم يكن عنده نسخة. وكتب ببغداد كتاب الكامل لابن عدي، عن ابن مسعدة الإسماعيلي وكتب بالبصرة السنن عن التستري. وانتفعت بصحبته ببغداد، ونعي إلي وأنا بثغر سلماس، وصلينا عليه صلاة الغائب يوم الجمعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 193 وقال أبو النضر الفامي: أقام المؤتمن بهراة نحو عشر سنين، وقرأ الكثير، وكتب الجامع للترمذي ست كرات. وكان فيه صلف نفس، وقناعة، وعفة واشتغال بما يعنيه. وقال أبو بكر محمد بن منصور السمعاني: ما رأيت بالعراق من يفهم الحديث غير رجلين: المؤتمن الساجي ببغداد، وإسماعيل بن محمد التيمي بإصبهان. وسمعت المؤتمن يقول: سألت عبد الله بن محمد الأنصاري، عن أبي علي الخالدي، فقال: كان له في الكذب قصة، ومن الحفظ حصة. وقال السلفي: لم يكن ببغداد أحسن قراءة للحديث منه، يعني الساجي، كان لا يمل قراءته وإن) طالت. قرأ لنا على أبي الحسين بن الطيوري كتاب الفاضل للرامهرمزي في مجلس. وقال يحيى بن مندة الحافظ: قدم المؤتمن الساجي إصبهان، وسمع من والدي كتاب معرفة الصحابة وكتاب التوحيد والأمالي، وحديث ابن عيينة لجدي، فلما أخذ في قراءة غرائب شعبة بلغ إلى حديث عمر في لبس الحرير فلما انتهى إلى آخر الحديث كان الوالد في حال الإنتقال إلى الآخرة، وقضى نحبه عند انتهاء ذلك بعد عشاء الآخرة. هذا ما رأينا وشاهدنا وعلمنا. ثم قدم أبو الفضل محمد بن طاهر سنة ست وخمسمائة، وقرأنا عليه جزءاً من مجموعاته، وقرأ عليه أبو نصر اليونارتي جزءاً من الحكايات فيه. سمعت أصحابنا بإصبهان يقولون: إنما تمم المؤتمن الساجي كتاب معرفة الصحابة على أبي عمرو بعد موته، وذلك أنه كان يقرأ عليه وهو في النزع، ومات وهو يقرأ عليه. وكان يصاح به: نريد أن نغسل الشيخ. قال يحيى: فلما سمعت هذه الحكاية قلت: ما جرى ذلك، يجب أن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 194 تصلح هذا، فإنه كذب وزور. وكتب اليونارتي في الحال على حاشية النسخة صورة الحال. وأما قراءة معرفة الصحابة فكان قبل موت الوالد بشهرين. وكان المؤتمن والله، متورعاً، زاهداً، صابراً على الفقر، رحمه الله. وقال أبو بكر محمد بن فولاذ الطبري: أنشدنا المؤتمن لنفسه. (وقالوا كن لنا خدناً وخلاً .......... ولا والله أفعل ما شاءوا)
(أحابيهم ببعضي أو بكلي .......... وكيف وجلهم نعم وشاء) وقال ابن ناصر: سألت المؤتمن عن مولده فقال: في صفر سنة خمس وأربعين وأربعمائة. وتوفي في صفر سنة سبع. وصليت عليه. وكان عالماً، فهماً، ثقة، مأموناً. مودود بن ألتونكين. سلطان الموصل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 195 قتل بدمشق في رمضان صائماً، كما هو مذكور في الحوادث. 4 (حرف النون) ناصر بن أحمد بن بكران. القاضي أبو القاسم الخويي. قدم بغداد وتفقه على: أبلي إسحاق الشيرازي.) وسمع: أبا الحسين بن النقور. وقرأ العربية وبرع فيها. روى عنه: السلفي، وقال: كتبنا عنه بخوي. وكان شيخ الأدب ببلاد أذربيجان بلا مدافعة، وله ديوان شعر ومصنفات. وولي القضاء مدة كأبيه. توفي في ربيع الآخر. نصر بن عبد الجبار بن منصور بن عبد الله بن عبد الرحمن. أبو منصور التميمي، القزويني، الواعظ، المعروف بالقرائي. من أهل قزوين. كان واعظاً، صالحاً، صدوقاً، قدم بغداد. وسمع: أبا محمد الجوهري، وأبا طالب العشاري. وسمع بقزوين من: أبي يعلى الخليل بن عبد الله الحافظ. روى عنه: إسماعيل بن أبي الفضل الناصحي، وطيب بن محمد الأبيوردي، وأظن السلفي سمع منه. وقد حدث في سنة سبع وخمسمائة، ولا أعلم وفاته. وقد جمع لنفسه معجماً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 196 4 (حرف الهاء) هادي بن إسماعيل بن الحسن بن علي بن أبي محمد الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. الشريف أبو المحاسن العلوي، الحسيني، الإصبهاني. قال السمعاني: كان له تقدم ووجاهة، وصيت وشهرة ببلده. ورد بغداد حاجاً، فتوفي بها بعد حجه. روى عن: أبي طاهر بن عبد الرحيم، وأبي عثمان العيار. روى عنه: أبو موسى المديني، وأبو المعمر الأنصاري، وأبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الإصبهاني، وعبد الحق بن يوسف. توفي في ثالث عشر ربيع الأول، وهو أخو داعي. وقد تقدم في سنة تسعين وأربعمائة وفاة سميه هادي بن الحسن العلوي. وفي سنة خمس) وتسعين ذكر والده إسماعيل. وقال السلفي في معجم إصبهان: قرأنا عليه، وعلى أبيه، وأخيه، وهذا فأحسنهم خلقاً، وكتابة، وخطاً. وأنشدنا فيه أبو عبد الله النضري: (لهادي بن إسماعيل خلال أربع .......... بها غدا مستوجباً للإمامة)
(خطاب ابن عباد وخط ابن مقلة .......... وخلق ابن يعقوب وخلق أمامة)
4 (حرف الياء) يحيى بن أحمد بن حسين. أبو زكريا الغضائري، الدربندي. سمع بمصر: أبا عبد الله القضاعي وبمكة: كريمة المروزية وبآمد: أبا
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 197 منصور بن أحمد الإصبهاني وبنيسابور: أبا القاسم القشيري. روى عنه: إسماعيل بن الفضيل بطبرستان، وغيره. وكان عالماً، فاضلاً، صالحاً، ورعاً، متميزاً. كان حياً في سنة سبع. يحيى بن عبد الله بن الجداء. أبو بكر الفهري، اللبلي، نزيل إشبيلية. كان جامعاً لفنون من العلم، وشوور في الأحكام بإشبيلية. وتوفي في جمادى الأولى. يحيى بن عبد الوهاب بن عثمان بن الفضل. أبو سالم بن المخبزي، البغدادي، ابن خال أبي الحسين بن الطيوري. صالح، خير. سمع: أبا الطيب الطبري، والجوهري. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، والسلفي، وأبو المعمر الأنصاري، وغيرهم. ومات في جمادى الأولى.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 198 4 (وفيات سنة ثمان وخمسمائة)
4 (حرف الألف) أحمد بن بغراج.) أبو نصر البغدادي. سمع: أبا الحسن القزويني، وغيره، وأبا محمد الخلال. توفي يوم عاشوراء. روى عنه: المبارك بن كامل، وابن ناصر. وقد قرأ بالروايات على أبي الخطاب الصوفي، وأبي ياسر محمد بن علي الحمامي. قرأ عليه يوسف بن إبراهيم الضرير. وكان شيخاً صالحاً، كثير التلاوة. توفي في المحرم، وهو أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن بغراج. أحمد بن الحسن. المخلطي، أبو العباس الحنبلي، الفقيه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 199 من علماء بغداد وثقاتهم. سمع من: القاضي أبي يعلى. أحمد بن خالد الطحان. توفي في رجب ببغداد. روى عن: أبي يعلى أيضاً. أحمد بن عبيد الله بن أبي الفتح محمد بن أحمد. أبو غالب المعير، البغدادي، المقريء. ابن خال أبي طاهر بن سوار. قرأ لابن عمرو على عبد الله بن مكي السواق، عن أبي الفرج الشنبوذي. قال المبارك بن كامل: قرأت عليه برواية أبي عمرو. وقد سمع: محمد ابن محمد بن غيلان، ومحمد بن الحسين الحراني، وأبا محمد الخلال، وأبا الفتح المحاملي، وأحمد بن علي التوزي، وجماعة. روى عنه: السلفي، وابن ناصر، وأبو المعمر الأنصاري، وأبو الحسين عبد الحق. وكان ثقة، مقرئاً، صالحاً. وتوفي في جمادى الأولى، وله ثمانون سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 200 أحمد بن محمد بن أحمد.) أبو نصر البغدادي، سبط الأقفالي، الزاهد. سمع: أبا محمد الجوهري. وعنه: السلفي. سقط من سطح فمات في جمادى الأولى. أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن غلبون. أبو عبد الله الخولاني، القرطبي، ثم الإشبيلي. روى عن أبيه الحافظ أبي عبد الله الخولاني كثيراً. وسمع معه من: أبي عمر، وعثمان بن أحمد القشطالي، وأبي عبد الله الأحدب، وأبي محمد الشنتجالي، وعلي بن حمويه الشيرازي. وأجاز له يونس بن عبد الله القاضي، وأبو عمر الطلمنكي، وأبو عمرو المرشاني الذي له إجازة أبي بكر الآجري، وأبو ذر عبد بن أحمد الهروي، وأبو عمران الفاسي، ومكي بن أبي طالب، وأبو عمرو الداني المقرئان. قال ابن بشكوال: وكان شيخاً، فاضلاً، عفيفاً، منقبضاً، من بيت علم، ودين، وفضل. ولم يكن عنده كبير علم أكثر من روايته عن هؤلاء الجلة. وكانت عنده أيضاً أصول يلجأ، ويعول عليها. أخذ عنه جماعة من شيوخه وكبار أصحابنا. قال لي أبو الوليد بن الدباغ إن هذا ولد سنة ثمان عشرة وأربعمائة وتوفي في شعبان، وله تسعون سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 201 وهو خال أبي الحسن شريح. وقد أجاز لابن الدباغ. وسمع من خلق منهم علي بن الحسين اللواتي. وقرأ عليه ابن الدباغ الموطأ، بسماعه من عثمان بن أحمد، والحرمي. روى عنه كتابة أبو... أحمد بنت محمد بن عبد العزيز بن بغراج. أبو نصر السقلاطوني. كان مولده في سنة ثلاث وعشرون. وذد ذكر في أول السنة فنسب إلى أبيه. إبراهيم بن محمد بن مكي بن سعد. الفقيه أبو إسحاق الساوي، الملقب بشيخ الملك.) فاضل معروف، مشتغل بالتجارة والدهقفة. وكان يعد من دهاة الرجال. روى عن: أبي الحسين عبد الغافر، وأبي عثمان الصابوني، والحاكم أبي عبد الرحمن الشاذياخي، وغيرهم. ومرض مدة، وقاسى حتى توفي في سلخ صفر. إسماعيل بن المبارك بن وصيف.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 202 أبو خازم الحنبلي. تفقه على أبي يعلى بن الفراء، وسمع منه. ومن: أبي محمد الجوهري. وتوفي في رجب. روى عنه: المبارك بن كامل وبالإجازة ابن كليب. ألب رسلان ابن السلطان رضوان ابن السلطان تتش بن ألب التركي. ولي إمارة حلب في جمادى الآخرة بعد أبيه صاحب حلب وله ست عشرة سنة. وولي تدبير مملكته البابا لؤلؤ، فقتل أخويه ملكشاه ومباركاً، وقتل جماعة من الباطنية، والقرامطة، وكانت دعوتهم قد ظهرت في أيام أبيه. ثم قدم دمشق في رمضان من سنة سبع، فتلقاه طغتكين والأعيان، وأنزلوه في القلعة، وبالغوا في خدمته، فأقام أياماً، ثم عاد إلى حلب وفي خدمته طغتكين، فلما وصلا إلى حلب لم ير منه طغتكين ما يحب، ففارقه ورد إلى دمشق. ثم إن ألب رسلان ساءت سيرته بحلب، وانهمك في المعاصي واغتصاب الحرم، وخافه البابا لؤلؤ، فقتله في ربيع الآخر سنة ثمان، ونصب في السلطة أخاً له طفلاً عمره ست سنين. ثم قتل لؤلؤ ببالس في سنة عشر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 203 4 (حرف الباء) بغدوين. ملك الفرنج الذي أخذ القدس. هلكلعنه الله من جراح أصابته يوم مصاف طبرية. وقيل: بل توفي بعد ذلك كما هو في الحوادث.) 4 (حرف الخاء) خلف بن محمد بن خلف. أبو القاسم بن العربي، الأنصاري، الأندلسي. من أهل المرية. روى عن: أحمد بن عمر العذري، وأبي بكر ابن صاحب الأحباس، وأبي علي الغساني. وكان معنياً بالآثار، جامعاً لها. كتب بخطه علماً كثيراً ورواه. وكان متقناً، أديباً، شاعراً. يذكر أنه لقي أبا عمرو الداني، وأخذ عنه قليلاً. وكان مولده في سنة إحدى وعشرين وأربعمائة. 4 (حرف الدال) دعجاء بنت أبي سهل الفضل بن محمد بن عبد الله الإصبهاني الكاغدي. روت عن جدها أحمد بن محمد بن محمد بن زنجويه، عن ابن فورك القباب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 204 روى عنها: أبو موسى المديني. دلال بنت الخطيب أبي الفضل محمد بن عبد العزيز بن المهتدي بالله. سمعت: أباها، وأبا علي بن المذهب. روى عنها: ابن ناصر. أرخها ابن النجار. 4 (حرف الراء) ريحان. غلام أبي عبد الله بن جردة البغدادي. روى عنه أبو المعمر الأنصاري، عن أبي علي بن البنا. توفي في ربيع الآخر. 4 (حرف السين) سالم بن إبراهيم بن الحسن. أبو عبد الله الجرار، البغدادي، المراتبي. سمع: أبا يعلى بن الفراء.) وعنه: أبو المعمر. سبيع بن المسلم بن علي بن هارون.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 205 المعروف بابن قيراط. أبو الوحش الدمشقي، المقريء، الضرير. قرأ لابن عامر على رشأ بن نظيف، والأهوازي، وسمع منهما. ومن: عبد الوهاب بن برهان بصور، وأبي القاسم السميساطي، وجماعة. وانتهت إليه الرئاسة في الدعوة بدمشق، وصار أعلى الناس فيها إسناداً. وكان يقريء القرآن من ثلث الليل إلى قريب الظهر. وأقعد، فكان يؤتى به محمولاً إلى الجامع. قال ابن عساكر: سمعت منه: وكان ثقة. ولد سنة تسع عشرة وأربعمائة. وتوفي في شعبان سنة ثمان. سراج بن عبد الملك بن سراج بن عبد الله. الوزير أبو الحسين القرطبي. روى عن أبيه كثيراً وعن: محمد بن عتاب الفقيه. وبرع في الآداب واللغة، وحمل الناس عنه الكثير. وله شعر رائق. مات في جمادى الآخرة وقد ناطح السبعين. وهو من بيت علم وجلالة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 206 سليمان بن حسين. أبو مروان الأنصاري، الأندلسي. سمع بقرطبة: أبا عبد الله محمد بن عتاب، وأبا عمران بن القطان، وحاتم بن محمد. وبشرق الأندلس: أبا عمر بن عبد البر، وأبا الوليد الباجي. وولي قضاء لاردة. روى عنه: ابنه أبو الوليد يحيى، والحافظ أبو محمد القلني. وعاش أكثر من تسعين سنة. سعيد بن إبراهيم بن أحمد.) أبو الفتح الإصبهاني، الصفار. يروي عن: أبي طاهر بن عبد الرحيم. روى عنه: الحافظ أبو موسى. توفي في ذي الحجة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 207 سعيد بن محمد بن سعيد. أبو الحسن الجمحي، الأندلسي، المعروف بابن قوطة الفرجي. من أهل مدينة الفرج. له راحلة في القراءآت، قرأ فيها على عبد الباقي فارس، وغيره. وأخذ أيضاً عن: أبي عمرو الداني، وأبي الوليد الباجي. وأقرأ الناس ببلده. وأخذ عنه غير واحد. توفي سنة ثمان أو تسع وخمسمائة. 4 (حرف العين) عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن حزمون. أبو الأصبغ القرطبي. روى عن: حاتم بن محمد، وأبي جعفر بن رزق وناظر عليه. وأجاز له أبو العباس العذري. وكان إماماً بصيراً بالفتوى، أخذ الناس عنه وتفقهوا له. وولي الإمامة بجامع قرطبة. وتوفي بشعبان وله ثمان وستون سنة. عبد الله بن الحسين بن أحمد بن جعفر. أبو جعفر النوبي، الهمذاني. شيخ صالح، مسن، هو آخر من روى عن أبي منصور محمد بن عيسى الهمذاني. وسمع أيضاً من والده، وتوفي والده سنة أربع وثلاثين وأربعمائة،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 208 ومن: أبي حاتم أحمد بن الحسن بن خاموش الرازي، وجعفر بن محمد بن مظفر، وجماعة.) قال شيرويه الحافظ: سمعت منه، وكان صدوقاً، حسن السيرة، عدلاً، مرضياً. توفي في السادس والعشرين من رمضان. وقال السلفي في معجمه: كان من أعيان الهمذانيين وشهودهم. وكان له كتاب وأصول جيدة. وما كتبته عنه قد أودعته بسلماس. قلت: سمع منه: محمد بن السمعاني، ومحمد بن محمد السنجي، والسلفي. ومات في رمضان. عثمان بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن محمد بن الفضل. أبو عمرو الأسدي، الفضلي، البخاري. كان شيخاً، معمراً، صالحاً، عالماً. سمع: إبراهيم بن الريورثوني، وعلي بن الحسين السغدي، القاضي. قال ابن السمعاني: ثنا عنه جماعة كثيرة. وعاش اثنتين وثمانين سنة وكان ابنه السيف عبد العزيز قاضي بخارى. علي بن أحمد بن علي بن فتحان. أبو الحسن الشهرزوري، البغدادي. شيخ كبير مسن، صالح. سمع مجلساً من إملاء أبي القاسم بن بشران. وسمع أيضاً أبا علي بن المذهب. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، والسلفي، وابن الخشاب، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 209 توفي في جمادى الآخرة، وولد سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة. علي بن إبراهيم بن العباس بن الحسين بن العباس بن الحسن بن الرئيس أبي الجن حسين بن علي بن محمد بن علي بن إسماعيل بن الصادق جعفر بن محمد. الشريف، النسيب أبو القاسم الحسيني، الدمشقي، الخطيب. كان صدراً، نبيلاً، مرضياً، ثقة، محدثاً، مهيباً، سنياً، ممدوحاً بكل لسان خرج له شيخه الخطيب عشرين جزءاً سمعها بكاملها وعلى أكثر تصانيف الخطيب خطه وسماعه. وأول سماعه في سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة. وكان مولده في سنة أربع وعشرين. وقرأ القرآن على أبي علي الأهوازي، وغيره.) وسمع: أبا الحسين محمد بن عبد الرحمن التميمي، ورشأ بن نظيف، ومحمد بن علي المازني، وسليمان بن أيوب الفقيه، وأبا عبد الله القضاعي، وكريمة المروزية، وأبا القاسم الحنائي، وأبا بكر الخطيب، وجماعة. روى عنه: هبة الله الأكفاني، والخضر بن شبل الحارثي، وعبد الباقي بن محمد التميمي، وعبد الله أبو المعالي بن صابر، والصائن، وأبو القاسم إبنا ابن عساكر، وخلق سواهم. قال ابن عساكر: كان ثقة مكثراً، له أصول بخطوط الوراقين. وكان
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 210 متسنناً، وسبب تسننه مؤدبه أبو عمران الصقلي وكثرة سماعه للحديث. سمع منه شيخه عبد العزيز الكتاني، وسمعت منه كثيراً. وحكي لي أنني لما ولدت سأل أبي: ما سميته وكنيته فقال: أبو القاسم علي. فقال: أخذت اسمي وكنيتي. قال لي أبو القاسم السميساطي، أو قال أبو القاسم بن أبي العلاء، إنه ما رأى أحداً اسمه علي وكني أبا القاسم إلا كان طويل العمر. وذكر أنه صلى على جنازة، فكبر عليها أربعاً. قال: فجاء صاحب مصر إلى أبيه يعاتبه في ذلك، فقال له أبوه: لا تصل بعدها على جنازة. قلت: كان صاحب مصر رافضياً. قال ابن عساكر: كانت له جنازة عظيمة، ووصى أن يصلي عليه أبو الحسن الفقيه جمال الإسلام، وأن يسنم قبره، وأن لا يتولاه أحد من الشيعة. وحضرت دفنه. وتوفي في الرابع والعشرين من ربيع الآخر، ودفن في المقبرة الفخرية في المصلى، ولقبه نسيب الدولة، وإنما خفف فقيل: النسيب. علي بن محمد بن محمد بن محمد بن جهير. الوزير، ابن الوزير، ابن الوزير زعيم الدولة أبو القاسم. ولي نظر ديوان الزمام في أيام جده، ووزر للمستظهر بالله مرتين، تخللهما الوزير أبو المعالي بن المطلب. وكان عاقلاً، حليماً، سديد الرأي، معرقاً في الوزارة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 211 مات في أوائل الشيخوخة. 4 (حرف الميم) ) محمد بن إبراهيم بن محمد. الأستاذ أبو بكر بن الصناع، المقريء، الملقب بالهدهد. من أهل بلنسية. أخذ القراءآت عن أبي داود، وكان أنبل أصحابه. أخذ عنه: أبو عبد الله بن أبي إسحاق المريي وأقرأ بقرطبة. وتوفي كهلاً. محمد بن سليمان. أبو بكر الكلاعي، الإشبيلي، الكاتب المعروف بابن القصيرة. رأس أهل البلاغة في زمانه. أخذ عن: أبي مروان بن سراج، وغيره. وكان من أهل الأدب البارع، والتفنن في أنواع العلوم. وتوفي عن سن عالية، وقد خرف. محمد بن عبد الواحد بن الحسن. أبو غالب الشيباني، البغدادي، القزاز. قرأ القراءآت على: الشرمغاني، وأبي الفتح بن شيطا. وحدث عن: أبي إسحاق البرمكي، والجوهري، والعشاري، وجماعة. وكان مولده سنة ثلاثين وأربعمائة. نسخ الكثير، وسمع، وسمع ولده أبا منصور عبد الرحمن.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 212 وتوفي في رابع شوال. وكان ثقة، مقرئاً، فاضلاً، حاذقاً بالقراءآت. روى عنه: حفيده نصر الله بن عبد الرحمن، وسعد الله الدقاق، ويحيى ابن السدنك. محمد بن علي بن محمد. القاضي أبو سعيد المروزي الدهان. سمع: أبا غانم الكراعي، وابن عبد العزيز القنطري، وجماعة. أجاز للسمعاني، وعنده تفسير ابن راهويه، يرويه عن الحاكم محمد بن عبد العزيز القنطري، عن الحاكم محمد بن الحسين الحدادي، عن محمد بن يحيى بن خالد المروزي، عنه.) ولد في حدود سنة ثلاثين وأربعمائة. وقيل: مات سنة عشر. محمد بن علي بن محمد بن عبد العزيز بن حمدين. أبو عبد الله، قاضي القضاة بقرطبة. تفقه على والده. وروى عنه، وعن: محمد بن عتاب، وجماعة. وكان من أهل التفنن في العلوم. وكان حافظاً، ذكياً، فطناً، أديباً، شاعراً، لغوياً أصولياً. ولي القضاء سنة تسعين، فحمدت سيرته.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 213 وتوفي في المحرم سنة ثمان وخمسمائة. وكان مولده سنة تسع وثلاثين وأربعمائة. محمد بن المختار بن محمد بن عبد الواحد بن عبد الله بن المؤيد بالله. أبو العز الهاشمي، العباسي، المعروف بابن الخص. والد الشيخ أبي تمام وأحمد. نزيل خراسان. من أهل الحرم الطاهري، شريف، ثقة، صالح، دين، سمع الكثير، وعمر حتى حمل عنه. روى عن: أبي الحسن القزويني، وأبي علي بن المذهب، وعبد العزيز الأزجي، والبرمكي. روى عنه: أبو علي الرحبي، وأحمد بن السدنك، وابن كليب. وتوفي في عاشر المحرم وله ثمانون سنة. ميمون بن محمد بن محمد بن معتمد بن محمد بن محمد بن مكحول بن الفضل. الإمام، الزاهد، أبو المعين المكحولي، النسفي رضي الله عنه. قال عمر بن محمد النسفي في كتاب القند: هو أستاذي. كان بسمرقند
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 214 مدة، وسكن بخارى، يغترف علماء الشرق والغرب من بحاره، ويستضيئون بأنواره. توفي في الخامس والعشرين من ذي الحجة، وعمره سبعون سنة. قلت: روى عنه شيخ الإسلام محمود بن أحمد الشاغرجي، وعبد الرشيد بن أبي حنيفة الوأو الجي. 4 (حرف الهاء) ) هبة الله بن الحسن بن محمد. الحافظ، الزاهد، أبو الخير الأبرقوهي. رحل إلى إصبهان. وسمع من: أبي طاهر بن عبد الرحيم، وطبقته. وقع لنا من حديثه. روى عنه: أبو طاهر السلفي، وأبو موسى المديني، وأبو الفتح الخرقي. وآخرون. توفي بأبرقوه في شعبان، وكان قد عمر. قال السلفي: كان قاضي أبرقوه، وهي بقرب يزد. وكان من المكثرين، من أهل الفضل، ثقة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 215 4 (وفيات سنة تسع وخمسمائة)
4 (حرف الألف) أحمد بن أبي القاسم الحسن بن أحمد بن محمد بن أحمد. أبو العباس الإصبهاني، المعروف بنجوكه. روى عن: أبي نعيم الحافظ. وتوفي في عشر التسعين. روى عنه: أبو موسى المديني، وقال: توفي في ثامن شوال. أحمد بن الحسين بن أبي ذر محمد بن إبراهيم بن علي. أبو العباس، الصالحاني، الواعظ. الرجل الصالح. ولد في حدود سنة أربع وعشرين وأربعمائة. وحدث عن جده أبي ذر. روى عنه: أبو موسى وقال: توفي في ربيع الآخر. وقال غيره: في ربيع الأول. إبراهيم بن حمزة بن نصر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 216 أبو طاهر الجرجرائي، ثم لدمشقي، المقريء، المعدل. قرأ على أبي بكر أحمد الهروي صاحب الأهوازي.) وسمع: الحسن بن علي اللباد، وأبا بكر الخطيب. وعنه: أبو القاسم بن عساكر وقال: توفي في ربيع الأول. إبراهيم بن غالب. أبو إسحاق الفقيه، الشافعي، ابن الآمدية. من علماء الإسكندرية. روى عنه: أبو محمد العثماني. إسماعيل بن محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر بن أبي سعيد بن ملة. أبو عثمان المحتسب، الواعظ، الإصبهاني، صاحب المجالس المروية. سمع: أبا بكر بن ريذة، وأبا طاهر بن عبد الرحيم، وجماعة من أصحاب ابن المقري، وغيره. وأملى بجامع المنصور. روى عنه: ابن ناصر، وظاعن بن محمد الخياط، وجماعة آخرهم موتاً عبد المنعم بن كليب. وكان ضعيفاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 217 قال ابن ناصر: وضع حديثاً وأملاه، وكان يخلط. توفي في ثاني ربيع الأول بإصبهان. قلت: روايته عن ابن ريذة حضور، فإنه قال: ولدت في رجب سنة ست وثلاثين. قلت: ومات ابن ريذة سنة أربعين. وقال أبو نصر اليونارتي في معجمه: إسماعيل بن ملة كان من الأئمة المرضيين، يرجع في كل فن من العلم إلى حظ وافر. وروى عنه السلفي فقال: هو من المكثرين. يروي عن عبد العزيز فاذويه، وأبي القاسم عبد الرحمن من أبي بكر الذكواني. وكان يعظ. وأبوه يروي عن عمر بن أبي محمد بن زكريا البيع. 4 (حرف الجيم) جامع بن أبي بكر الحسن بن علي. أبو الحسن الفارسي. سمع: أباه، وأبا حفص بن مسرور، وجماعة.) وتوفي في شعبان. جامع بن الحسن بن علي. أبو علي البيهقي. ذكر أبو علي السمعاني أنه حضر عليه بقراءة والده، وأنه كان معمراً. سمع من: أبي بكر أحمد بن محمد بن الحارث الإصبهاني، والفضل بن عبد الله الأبيوردي. وأن مولده بعد العشرين وأربعمائة. ومات في شعبان أيضاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 218 4 (حرف الحاء) الحسن بن نصر بن عبيد الله بن عمر بن محمد بن علان. النهاوندي، أبو عبد الله بن المرهف. فقيه فاضل، قدم بغداد. وسمع: أبا محمد الجوهري، وجماعة. وحدث بإصبهان، ونهاوند. روى عنه: مهدي بن إسماعيل العلوي. وتوفي في المحرم. حمد بن نصر بن أحمد بن محمد بن معروف. أبو العلاء الأديب، ويعرف بالأعمش. همذاني، حافظ، مكثر، ثقة. سمع بهمذان من: عبيد الله بن أبي عبد الله بن مندة، وأبي مسلم بن غزو النهاوندي، وأبي محمد بن ماهلة. وولد في سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة. قال أبو سعد السمعاني: أجاز لي في ذي القعدة سنة تسع. قلت: روى عنه: السلفي، وأبو العلاء العطار، وجماعة. وكان مع بصره بالحديث عارفاً بمذهب أحمد، ناصراً للسنة، وافر الحرمة. أملى عدة مجالس من حفظه، رحمه الله تعالى.) وكان أحد الأدباء بارعاً في فضائله. وقع لنا من روايته في السلماسية، مات سنة اثنتي عشرة. وسيعاد فيضم ما هنا إلى هناك.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 219 4 (حرف الشين) شيرويه بن شهردار بن شيرويه بن فناخسرو بن خسركان. الحافظ، أبو شجاع الديلمي، الهمذاني، مؤرخ همذان، ومصنف كتاب الفردوس. سمع الكثير بنفسه، ورحل. سمع: أبا الفضل محمد بن عثمان القومساني، ويوسف بن محمد بن يوسف المستملي، وسفيان بن الحسين بن محمد بن فنجويه الدينوري، وعبد الحميد بن الحسن الفقاعي الدلال، وأبا الفرج علي بن محمد بن علي الجريري البجلي، وأحمد بن عيسى بن عباد الدينوري، وخلقاً سواهم. وببغداد: أبا منصور عبد الباقي بن محمد العطار، وأبا القاسم بن البسري، وخلقاً. وبإصبهان: أبا عمرو بن مندة، وغيره. وبقزوين والجبال. قال فيه يحيى بن مندة: شاب كيس، حسن الخلق والخلق، زكي القلب،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 220 صلب في السنة، قليل الكلام. روى عنه ابنه شهردار، ومحمد بن الفضل الإسفرائيني، ومحمد بن أبي القاسم الساوي، وأبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ، وآخرون. وتوفي في تاسع عشر رجب. وهو متوسط المعرفة، وليس هو بالمتقن. ولد سنة خمس وأربعين وأربعمائة. وكان صلباً في السنة. دخل إصبهان في سنة خمس وخمسمائة، فروى عنه أبو موسى المديني، وطائفة. 4 (حرف الصاد) صدقة بن محمد بن صدقة. أبو الكرم الإسكاف. شيخ صالح بغدادي. سمع: أبا يعلى بن الفراء، وأبا الحسين بن المهتدي بالله.) روى عنه: عمر بن ظفر. 4 (حرف الظاء) ظفر بن عبد الملك. الخلال، والإصبهاني. ورخه عبد الرحيم الحاجي. توفي في ربيع الأول. كأنه أخو الحسين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 221 4 (حرف العين) عبد الله بن بننان. أبو محمد النحوي، نزيل إشبيلية. روى عنه: أبي عبد الله بن يونس الحجازي، وعاصم بن أيوب، وابن الحجاج الأعلم. روى عنه: أبو الوليد بن خيرة، وأبو عامر بن ربيع الأشعري، وهارون بن أبي الغيث، وأبو الحسن بن فيل. وكان حافظاً لكتب الآداب، ذاكراً للكامل للمبرد، وأمالي القالي. علم الناس النحو بقرطبة. وكان حياً في هذه السنة. قاله ابن الأبار. عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت. أبو محمد الأموي، الأندلسي. خطيب شاطبة. روى كثيراً عن أبي عمر بن عبد البر. وعن: أبي العباس العذري. وكان زاهداً، ورعاً، فاضلاً، منقبضاً. سمع منه جماعة، ورحلوا إليه، واعتمدوا عليه. ولد سنة ست وأربعين وأربعمائة. وقال: زارنا ابن عبد البر مرة في منزلنا، فحفظت من لفظه يقول: (ليس المزار على قدر الوداد، ولو .......... كانا كفيين كنا لا نزال معاً) ) عبد الله بن عبد العزيز بن المؤمل. الأديب، أبو نصر الزيتوني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 222 كان إخبارياً، علامة. روى عن: أحمد بن عمر النهرواني، وعلي بن محمود الزوزني، ومحمد بن الحسين بن الشبل، وجماعة من الشعراء. روى عنه: عبد الخالق اليوسفي، وعبد الرحيم ابن الإخوة، والسلفي، وآخرون. قال السمعاني: ما كان مرضي السيرة. كان جماعة من شيوخي يسيئون الثناء عليه. توفي في ذي القعدة، وله تسعون سنة. عبد الوهاب بن أحمد بن عبيد الله بن الصحنائي. أبو غالب المستعمل. عن: جده لأمه عبد الوهاب بن أحمد الدلال، وابن غيلان، وعبد العزيز الأزجي، وعدة. وعنه: عمر المغازلي، وآخرون. مات في ذي الحجة عن تسعين سنة. علي بن أحمد بن سعيد. أبو الحسن اليعمري، الشاعر، الأندلسي، الأديب. أخذ بقرطبة عن أبي مروان بن سراج. وأقرأ العربية والأدب. وكان كاتباً، شاعراً، فقيهاً. توفي وهو في عشر الثمانين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 223 علي بن عبد الله بن محمد. أبو الحسن النيسابوري، الواعظ. وأصله من إصبهان. سمع: أبا حفص بن مسرور، وأبا الحسين بن عبد الغافر، وغيرهما. قال السلفي: بلغني أنه توفي سنة تسع وخمسمائة. وقال ابن عساكر: أجاز لي سنة عشر.) قلت: سأعيده سنة عشر. علي بن محمد بن عبد الله. أبو الحسن الجذامي، الأندلسي، من أهل المرية، ويعرف بالبرجي، بفتح الباء. أخذ القراءآت عن: أبي داود، وابن الدش. وسمع من أبي علي الغساني. وكان مقرئاً حاذقاً، وفقيهاً، مفتياً، من أهل الخير، والصلاح، والتفنن في العلم. قال ابن الأبار: دارت له مع قاضي المرية مروان بن عبد الملك قصة غريبة في إحراق ابن حمدين كتب الغزالي وأوجب فيها حين اسفتي تأديب محرقها، وضمنه قيمتها. وتبعه على ذلك أبو القاسم بن ورد، وعمر بن الفصيح. أخذ عنه: عمر بن نمارة، والشيخ أبو العباس بن العريف.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 224 علي بن محمد بن علي. أبو الحسن الأندش، النيسابوري، الشعري. ولد سنة خمس عشرة وأربعمائة. وسمع: أبا العلاء صاعد بن محمد، وابن مسرور. قال السمعاني: حضرت عليه جزء ابن نجيد. ومات في رمضان. 4 (حرف الغين) غيث بن علي بن عبد السلام بن محمد. أبو الفرج الصوري، الأرمنازي. خطيب صور، ومحدثها مفيدها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 225 سمع: أبا بكر الخطيب، وعلي بن عبيد الله الهاشمي، وجماعة. وقدم دمشق، وسمع: أبا نصر بن طلاب، وأبا الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، وجماعة. ورحل إلى تنيس، فسمع بها في سنة تسع وستين من: رمضان بن علي. وبمصر، والإسكندرية. وكتب الكثير، وسود تاريخاً لصور. وكان ثقة، ثبتاً، حسن الخط.) روى عنه: شيخه الخطيب شعراً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 226 وسكن دمشق في الآخر، وبها توفي في صفر، وله ست وستون سنة. وروى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 227 4 (حرف القاف) قوام بن زيد بن عيسى. الإمام أبو الفرج القرشي، التيمي، البكري، الدمشقي، المري، الفقيه الشافعي. سمع: أبا بكر الخطيب بدمشق، والصريفيني، وابن النقور ببغداد. روى عنه: الصائن بن عساكر، وأخوه الحافظ، وعبد الصمد بن سعد النسوي، وغيرهم. قال الحافظ ابن عساكر: كان شيخاً ثقة. حدث عنه الفقيه نصر الله المصيصي. وتوفي في رمضان، وحضرت دفنه. قلت: عاش سبعاً وسبعين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 228 4 (حرف الميم) محمد بن الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن القاسم الزينبي بن إبراهيم طباطبا بن إسماعيل. العلوي الإصبهاني. شيخ جليل معمر. يروي عن: أبي سعد عبد الرحمن بن أحمد بن عمر الصفار. روى عنه: أبو موسى المديني. وتوفي في ثاني رمضان. كنيته أبو العساف. محمد بن الخلف بن إسماعيل. أبو عبد الله الصدفي، البلنسي، المعروف بابن علقمة الكاتب. صنف تاريخ بلنسية، وحمله الناس عنه على سوء ما رصفه. توفي في شوال، وقد جاوز الثمانين. محمد بن أبي العافية.) أبو عبد الله الإشبيلي النحوي، المقريء. إمام جامع إشبيلية. أخذ عن: أبي لحجاج الأعلم النحوي. وكان بارعاً في النحو، واللغة. حمل الناس عنه. وقد قرأ بالقراءآت على أبي عبد الله محمد بن شريح. محمد بن علي بن الحسن بن أبي المضاء محمد بن أحمد بن أبي المضاء.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 229 أبو المضاء البعلبكي، ويعرف بالشيخ الدين. سمع: أبا بكر الخطيب، وعبد العزيز الكتاني، وجماعة. روى عنه: الصائن هبة الله. وأجاز للحافظ أبي القاسم. توفي في شعبان وله أربع وثمانون سنة. وأول سماعه سنة ست وأربعين وأربعمائة. محمد بن سعد. الإمام أبو بكر البغدادي، الحنبلي، الغسال، المقريء، الملقب بالتاريخ. حدث عن: أبي نصر الزينبي، وعدة. وكان رأساً في حفظ القرآن، وحسن الصوت، خيراً، ثقة، صالحاً. كبير القدر، محسناً إلى الناس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 230 كانت جنازته مشهودة. عاش بضعاً وأربعين سنة. محمد بن كمار بن حسن بن علي. الفقيه أبو سعيد الدينوري، ثم البغدادي. قال: ولدت سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، وكانت زوجة أبي بكرر الخطيب ترضعني، فلما كبرت أسمعني من: ابن غيلان، وأبي محمد الخلال، وأبي إسحاق البرمكي، وأبي الحسن القالي، وغيرهم. وقرأت القرآن على أبي الحسن القزويني، وسمعت منه الحديث. وقرأت المقنع على القاضي أبي الطيب الطبري، ثم علقت تعليقة كاملة في الخلاف عن أبي) إسحاق الشيرازي، وقرأت الفرائض على أبي عبد الله الوني، إلا أن كتبي ذهبت كلها في النهب، ولم يبق عندي منها شيء إلا ما بقي بأيدي الناس من مسموعي. ووزنا عشرة دنانير حتى سمعنا المسند من ابن المذهب. وسمعت من الأزجي، يعني عبد العزيز، كتاب يوم وليلة للمعمري. قلت: روى عنه: الحسين بن خسرو البلخي، والسلفي، عن البرمكي، والفالي. ثم آنحدر إلى واسط، وبها مات في جمادى الآخرة سنة تسع. محمد ابن الهبارية. هو محمد بن محمد بن صالح بن حمزة بن محمد بن عيسى بن محمد بن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 231 عبد الله بن محمد بن داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، أبو يعلى الهاشمي، العباسي، البصري. والهبارية هي من جداته، وهي من ذرية هبار بن الأسود بن المطلب. قرأ الأدب ببغداد، وخالط العلماء، وسمع الحديث، ومدح الوزراء والأكابر. وله معرفة بالأنساب، وصنف كتاب الصادح والباغم والحازم والعازم، نظمه لسيف الدولة صدقة، وضمنه حكماً وأمثالاً، ونظم كليلة ودمنة. وله كتاب مجانين العقلاء، وغير ذلك. وله كتاب ذكر الذكر وفضل الشعر. وقد بالغ في الهجو حتى هجا أباه وأمه. وشعره كثير سائر، فمنه قصيدة شهيرة: أولها: (حي على خير العمل .......... على الغزال والغزل) يقول فيها: (لو كان لي بضاعه .......... أو في يدي صناعه)
(ألقى بها المجاعه .......... لم أخلع الخلاعه) ولم أفق من الخذل (ولا درست مسأله .......... ولا رحلت بعمله)
(ولا قطعت مجهله .......... ولا طلبت منزله) ولا تعلمت الجدل) (ولا دخلت مدرسه .......... سباعها مفترسه)
(وجوههم معبسه .......... ما لي وتلك المنحسه) لولا النفاق والخبل (الأصفر المنقوش .......... شيدت به العروش)
(به الفتى يعيش .......... وباسمه يطيش) مولاه ما شاء فعل (يا عجباً كل العجب .......... لا أدب ولا حسب)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 232 (ولا تقى ولا نسب .......... يغني الفتى عن الذهب) سبحانه عز وجل (بؤساً لرب المحبره .......... وعيشه ما أكدره)
(ودرسه ودفتره .......... يا ويله ما أدبره) إن لم تصدقني فسل (إصعد إلى تلك الغرف .......... وانظر إلى قلب الحرف)
(وآبك لفضلي والشرف .......... وآحكم لضري بالسرف) وآضرب بخذلاني المثل وله أيضاً القصيدة الطويلة التي أولها: (لو أن لي نفساً هربت لما .......... ألقى، ولكن ليس لي نفس)
(ما لي أقيم لدى زعانفة .......... شم القرون أنوفهم فطس)
(لي مأتم من سوء فعلهم .......... ولهم بحسن مدائحي عرس) وهجا في هذه القصيدة الوزير، والنقيب، وأرباب الدولة بأسرهم فأطيح دمه، فاختفى مدة، ثم سافر ودخل إصبهان، وانتشر ذكره بها، وتقدم عند أكابرها، فعاد إلى طبعه الأول، وهجا نظام الملك، فأهدر دمه، فاختفى، وضاقت عليه الأرض. ثم رمى نفسه على الإمام محمد بن ثابت الخجندي، فتشفع فيه، فعفا عنه النظام، فاستأذن في مديح، فأذن له فقام، وقال قصيدته التي أولها: (بعزة أمرك دار الفلك .......... حنانيك فالخلق والأمر لك) ) فقال النظام: كذبت، ذاك هو الله تعالى. وتمم القصيدة، ثم خرج إلى كرمان وسكنها، ومدح بها، وهجا على جاري طبيعته. وحدث هناك عن: أبي جعفر ابن المسلمة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 233 سمع منه: محمد بن عبد الواحد الدقاق، ومحمد بن إبراهيم الصيقلي في آخر سنة ثمان وتسعين. وروى عنه: القاضي أحمد بن محمد الأرجاني، الشاعر، حديثاً عن مالك البانياسي. قال ابن النجار: فأخبرنا محمد بن معمر القرشي كتابة، أن أبا غالب محمد بن إبراهيم أخبره: أنا أبو يعلى محمد بن محمد بن صالح العباسي الشاعر بكرمان، أنا ابن المسلمة سنة ستين وأربعمائة، أنا أبو الفضل الزهري، أنبا الفريابي، ثنا إبراهيم بن الحجاج، نا عبد الوارث، نا محمد بن حجادة، فذكر حديثاً. وقد روى عنه من شعره: عمر بن عبد الله الحربي، وأبو الفتح محمد بن علي النطنزي، وأحمد بن محمد بن حفص الكاتب، وآخرون. ومن غرر قصائده قوله: (يا صاحبي هات المدامة هاتها .......... فصبيحة النيروز من أوقاتها)
(كرمية، كرمية، ذهبية .......... لهبية، بكراً تقوم بذاتها)
(رقت وراقت في الزجاج فخلتها .......... جادت بها العشاق من عبراتها)
(من كف هيفاء القوام كأنما .......... عصرت سلاف الخمر من وجناتها)
(السحر في ألحاظها، والغنج في .......... ألفاظها، والدل في حركاتها)
(أو ما ترى فصل الربيع وطيبه .......... قد نبه الأرواح من رقداتها)
(والطير تصدح في الغصون كأنما .......... مدحت نظام الملك في نغماتها)
(فآنهض بنا وآنشط لنأخذ فرصة .......... من لذة الأيام قبل فواتها)
(يا صاحبي سرى فلا أخفيكما .......... ما أطيب الدنيا على علاتها)
(قم فآسقنيها بالكبير، ورح إلى .......... راح تريح النفس من كرباتها)
(إن مت فخلني وغوايتي .......... إن الغواية حلوة لجناتها)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 234 (ولقد جريت على الصباية والصبى .......... وجذبت أقراني إلى غاياتها) ) (ثم آرعويت وما بكفي طائل .......... من لذة الدنيا سوى تبعاتها) وهي قصيدة طويلة. قال الأرجاني: سألت ابن الهبارية عن مولده، فقال: سنة أربع عشرة وأربعمائة. وقال أبو المكارم يعيش بن الفضل الكرماني الكاتب: مات بكرمان في جمادى الآخرة سنة تسع وخمسمائة. ولابن الهبارية: (وإذا البيادق في الدسوت تفرزنت .......... فالرأي أن يتبيذق الفرزان)
(خذ جملة البوى ودع تفصيلها .......... ما في البرية كلها إنسان) مغاور بن الحكم. أبو الحسن السلمي، الشاطبي، المؤدب. أخذ القراءآت عن: أبي الحسن بن الدش. وأقرأ الناس. أخذ عنه: ابنه محمد، وأبو عبد الله بن بركة، وعبد الغني بن مكي. مهذب الدولة. أمير البطائح. هو أبو العباس أحمد بن محمد بن عبيد بن أبي الجبر الكناني. أديب، فاضل، شاعر، إخباري، دون شعره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 235 ولي البطيحة وأعمالها. وتولى النظر بواسط وأعمالها، مضافاً إلى إمرة البطيحة. ولم يزل آباؤه وأجداده أمراء البطيحة. وله شعر في المستظهر بالله. توفي في المحرم. 4 (حرف الهاء) هابيل بن محمد بن أحمد بن هابيل. أبو جعفر الألبيري، الأندلسي. أخذ بقرطبة عن: أبي القاسم بن عبد الوهاب المقريء، وأبي مروان الطبني، وأبي مروان بن سراج.) روى عنه: أبو الحسن بن الباذش المقريء. وتوفي في رمضان سنة تسع، ويحتمل أن تكون سنة سبع. هبة الله بن أحمد بن هبة الله بن الرحبي. أبو القاسم الدباس. من أولاد الشيوخ. سمع: أبا الحسن القزويني، وأحمد بن محمد الزعفراني، وعلي بن المحسن. روى عنه: عمر المغازلي، وأبو المعمر الأنصاري. هبة الله بن المبارك بن موسى بن علي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 236 أبو البركات السقطي، المفيد. أحد من عني بهذا الشأن، وسمع ببغداد، وإصبهان، والموصل، والكوفة، والبصرة، وواسط. وتعب وبالغ. وكان فيه فضل ومعرفة باللغة. جمع الشيوخ، وخرج الفوائد، وقيل إنه ذيل على تاريخ الخطيب، وما ظهر ذلك. وله معجم في مجلد، آدعى فيه لقي أناس كأبي محمد الجوهري، ولم يدركه وضعفه شجاع الذهلي، وكذبه ابن ناصر. روى عنه: ابنه أبو العلاء وجيه، وأبو المعمر الأزجي، وعبد القادر الجيلي، وغيرهم. وتوفي في ربيع الأول، سامحه الله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 237 هبة الله بن محمد بن علي بن المطلب. أبو المعالي الكرماني، الكاتب الوزير. من رؤساء بغداد. تفرد في عصره بكتابة الحساب والديوان. ووزر للمستظهر سنتين ونصف، ثم عزل. وكان فقيهاً شافعياً. سمع: عبد الصمد بن المأمون، وطبقته. وله معروف وصدقات. روى اليسير. ولقبه مجد الدين. ولد سنة، وكان من الأذكياء حسن المحاضرة.) عزل سنة اثنتين وخمسمائة. ومات سنة تسع. هشام بن أحمد بن سعيد. أبو الوليد القرطبي، المعروف بابن العواد. تلميذ أبي جعفر أحمد بن رزق، وأخذ أيضاً عن: أبي مروان بن سراج، ومحمد بن فرج الفقيه، وأبي علي الغساني. وكان من جلة الأئمة وأعيان المفتين بقرطبة. مقدماً في الرأي والمذهب على جميع أصحابه، ذا دين وورع، وآنقباض عن الدولة، وإقبال على نشر العلم وبثه، واسع الخلق، حسن اللقاء، محبباً إلى الناس، حليماً متواضعاً. دعي إلى القضاء فامتنع.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 238 تفقه به خلق كثير نفعهم الله به. توفي في صفر، وشيعه عالم كثير، ومتولي قرطبة. مولده في سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة. وعاش سبعاً وخمسين سنة، رحمه الله، ورضي عنه. 4 (حرف الياء) يحيى بن السلطان تميم بن المعز بن باديس. الملك أبو طاهر الحميري، الصنهاجي صاحب إفريقية وبلادها. تسلطن بعد أبيه، وخلع على الأمراء، ونشر العدل، وافتتح قلاعاً لم يتمكن أبوه من فتحها. وكان كثير المطالعة لكتب الأخبار والسير، شفوقاً على الرعية والفقراء، مقرباً للعلماء، جواداً، ممدحاً. وفيه يقول أبو الصلت أمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت: (وآرغب بنفسك إلا عن ندى ووغى .......... فالمجد أجمع بين البأس والجود)
(كدأب يحيى الذي أحيت مواهبه .......... ميت الرجاء بإنجاز المواعيد)
(معطي الصوارم والهيف النواعم وال .......... جرد الصلادم والبزل الجلاميد)
(إذا بدا بسرير الملك محتبياً .......... رأيت يوسف في محراب داود)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 239 توفي يحيى يوم الأضحى فجأة أثناء النهار، وخلف ثلاثين ولداً ذكراً، وقام بالملك بعده ابنه علي، فبقي ست سنين ومات، فأقاموا في المملكة ابنه الحسن ابن علي، وهو صبي ابن ثلاث) عشرة سنة، فآمتدت دولته إلى أن أخذت الفرنج أطرابلس المغرب بالسيف، وقتلوا أهلها في سنة إحدى وأربعين وخمسمائة، فخاف الحسن وخرج هارباً من المهدية هو وأكثر أهلها. ثم إنه التجأ إلى السلطان عبد المؤمن بن علي. ومما تم ليحيى أن ثلاثة غرباء كتبوا إليه أنهم كيمائيون، فأحضرهم ليعملوا ويتفرج. وكان عنده الشريف أبو الحسن وقائد الجيش إبراهيم، فجذب أحدهم سكيناً، وضرب يحيى، فلم يصنع شيئا، ورفسه يحيى ألقاه على ظهره، ودخل المجلس وأغلقه، وأما الثاني، فضرب الشريف قتله، وجذب الأمير إبراهيم السيف وحط عليهم، ودخل الغلمان فقتلوا الثلاثة، وكانوا من الباطنية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 240 4 (وفيات سنة عشر وخمسمائة.)
4 (حرف الألف) أحمد بن الحسين بن علي بن قريش. أبو العباس البغدادي، البناء، النساج، المقريء. سمع: أبا طالب بن غيلان، وأبا إسحاق البرمكي، وجماعة. روى عنه: إسماعيل بن السمرقندي، وأحمد بن الطلاية الزاهد، وابن ناصر، والسلفي، وفارس الحفار. ومات في رجب وله خمس وثمانون سنة. وكان صالحاً ثقة. أجاز لابن كليب. أحمد بن عبد الله بن مظفر بن محمد بن ماجة. أبو الرجاء الإصبهاني. روى عن: ابن ريذة، وغيره. روى عنه: أبو موسى الحافظ. أحمد بن محمد بن عمر. المركزي أبو البركات. شيخ مؤدب ببغداد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 241 كان يروي عن: إسحاق البرمكي. وعنه: السلفي، وأبو المعمر الأنصاري. مات في نصف شعبان.) أحمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن سليم. أبو الفضل بن أبي بكر بن أبي علي. من بيت حديث. توفي في صفر. روى عنه: أبو موسى المديني، عن علي بن أحمد بن يوسف. إبراهيم بن أحمد. أبو الفضل المخرمي، البغدادي. روى عن: الصريفيني، وابن النقور. إسماعيل بن الفضل بن إسماعيل. أبو القاسم بن أبي عامر التميمي، الجرجاني. قدم في هذه السنة بغداد ليحج، فحدث عن عبد الرحمن بن سعيد العسكري، عن أبي أحمد الغطريفي. روى عنه: المبارك بن كامل، وروح بن أحمد الحديثي قاضي القضاة، ويحيى بن هبة الله البزاز، وأحمد بن سالم المقريء، وأبو الفتح عبد الوهاب بن الحسن الفرضي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 242 4 (حرف الحاء) حبيب بن أبي مسلم محمد بن أحمد بن يحيى. الفقيه الزاهد الكبير، أبو الطيب الطهراني، الإصبهاني. روى عن: أبي طاهر بن عبد الرحيم. وعنه: أبو موسى، وغيره. توفي ليلة الثلاثاء، ثاني عشر ربيع الأول. وهو من شيوخ السلفي ومن أقاربه. الحسن بن أحمد بن يحيى. أبو أحمد بن أبي سلمة الكاتب، النيسابوري، أحد المعروفين بالفضل والشعر. سمع من: الأمير أبي الفضل عبيد الله بن أحمد الميكالي، وأبي الحسين عبد الغافر. روى عنه: ولده أحمد.) وتوفي في ربيع الأول. الحسن بن عبد الكريم. أبو حرب العباسي، الإصبهاني، النقيب. سمع: أبا أحمد المكفوف.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 243 كتب عنه: يحيى بن مندة. توفي في المحرم. 4 (حرف الخاء) خميس بن علي بن أحمد بن علي بن الحسن. الحافظ، أبو الكرم الواسطي، الحوزي. ورد بغداد، وسمع: أبا القاسم بن البسري، وطبقته. وسمع بواسط: علي بن محمد النديم، وهبة الله بن الجلخت، وخلقاً سواهم، وكتب وجمع. روى عنه: أبو الجوائز سعد بن عبد الكريم، وأبو طاهر السلفي، وآخر من روى عنه أبو بشر عبد الله بن عمران الباقلاني، المقريء. وله شعر جيد، فمنه: (إذا ما تعلق بالأشعري .......... أناس، وقالوا: وثيق العرى)
(وطائفة رأت الإعتزال .......... صواباً، وما هو فيما ترى)
(وأخرى روافض لا تستحق .......... إذا ذكر الناس أن تذكرا)
(فنحن معاشر أهل الحديث .......... علقنا بأذيال خير الورى)
(فمن لم يكن دأبه دأبنا .......... فنحن وأحمد منه برا)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 244 وقد سأل السلفي خميساً عن أهل واسط المتأخرين، فأجابه في جزء، وانتفى عليه جزءاً سمعناه، وكان يثني عليه ويقول: كان عالماً ثقة، يملي علي من حفظه. وقد ذكره ابن نقطة، فذكر معه الحسن بن إبراهيم بن سلامويه. قال: والحوز قرية بشرقي واسط. حدث عن عبد العزيز بن علي الأنماطي، ومحمد بن محمد العكبري النديم. قال: وكان له معرفة بالحديث والأدب.) قال: ومولده في شعبان سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة. ومات أيضاً في شعبان. 4 (حرف الطاء) طاهر بن أحمد بن الفضل. أبو القاسم الإصبهاني، الخطاط، المعروف بالبزاز. توفي في شعبان، وله تسعون سنة. روى عن: ابن ريذة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 245 وعنه: أبو موسى المديني. 4 (حرف العين) عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت. أبو محمد الأندلسي، ثم الشاطبي، البلالي. وبلالة من عمل شاطبة. دين، عاقل، عالم. سمع من: ابن عبد البر، وأبي العباس العذري. وعنه: أبو الوليد يوسف بن الدباغ، وقال: سمعت منه كتاب الصحابة، وكتابي التقصي، وكتاب الأنباء. وقرأت عليه الموطأ والسيرة. أنا بجميع ذلك، عن أبي عمر، وقال: كان بيننا وبين أبي مصاهرة. ومولده في سنة ست وأربعين وأربعمائة. عبد الغفار بن محمد بن الحسين بن علي بن شيرويه بن علي. أبو بكر الشيرويي، النيسابوري، التاجر. سمع: أبا بكر الحيري، وأبا سعيد الصيرفي. وهو آخر من روى في الدنيا عنهما. وروى عن: أبي حسان المزكي، وأحمد بن محمد بن الحارث النحوي، ووالده.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 246 روى عنه: الحافظ أبو سعد السمعاني، وأبو الفتوح الطائي، وعبد المنعم الفراوي، وخلق كثير. وروى عنه بالإجازة: ذاكر بن كامل الخفاف، وأبو المكارم أحمد بن محمد اللبان.) وكان مولده في ذي الحجة سنة أربع عشرة. وتوفي في ثامن عشر ذي الحجة، وقد استكمل ستاً وتسعين سنة. قال السمعاني في كتاب الأنساب: كان صالحاً، عابداً، معمراً، رحل إليه من البلاد، وسمع الحيري، والصيرفي، وعبد القاهر بن طاهر، ومحمد ابن إبراهيم المزكي. وقد دخل إصبهان، وسمع بها من ابن ريذة، وأبي طاهر بن عبد الرحيم. أحضرني والدي مجلسه. وكان أبوه يروي عن المخلص. وهو فقد أجاز لمن شاء الرواية عنه. وهو من قرية كونابذ، ثم عربت، فقيل: جنابذ، بفتح الباء. وهي من قهستان من رساتيق نيسابور. وكان صالحاً، عفيفاً، تجر إلى البلاد مضاربة بأموال الناس، ثم عجز، وانقطع لتسميع الحديث. وكان مكثراً. ومن شيوخه أبو سعيد نصر الدين بن أبي الخير الميهني، وأبو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي. ألحق الأحفاد بالأجداد، وسمع منه من دب ودرج. وسار ذكره، ولم تتغير حواسه، إلا بصره فضعف.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 247 ومن شيوخه: أبو عبد الله بن باكويه السراج. قال الفضل بن عبد الواحد الإصبهاني: سمعت الرئيس الثقفي يقول: لا جادنا من خراسان ناصر إلا بأبي بكر الشيرويي، فإنه أخيرهم وأنفعهم. قال السلفي: سمعت منه الكثير، ولي ثلاث سنين ونصف بقراءة أبي. وسمع أخي في الخامسة، فمن ذلك جزء سفيان، وخمسة أجزاء من ثمانية من مسند الشافعي خمسة أجزاء من ثمانية أجزاء. عبد الله بن عبد الرحمن بن يونس. أبو محمد بن خيرون الأندلسي، القضاعي. محدث مكثر عن ابن عبد البر. وسمع: مكثر عن ابن عبد البر. وسمع: أبا الوليد الباجي، وابن دلهاث.) وكان عارفاً بالفقه، والشعر. ولي قضاء قربيطر. روى عنه: أبو محمد بن علقمة، ومحمد بن يعيش، وعبد الوهاب التجيبي، وآخرون. علي بن أحمد بن محمد بن بيان. أبو القاسم بن الرزاز، البغدادي. مسند الدنيا في عصره. روى عنه خلق لا يحصون.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 248 سمع: أبا الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد، وطلحة بن الصقر الكتابي، وأبا علي بن شاذان، وأبا القاسم بن بشران الواعظ، وأبا القاسم الحرفي، وأبا العلاء الواسطي، وجماعة. ولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. وكانت إليه الرحلة من الأقطار. وهو آخر من حدث بنسخة ابن عرفة. قال أبو سعد السمعاني: وكان يأخذ على روايتها ديناراً عن كل واحد على ما سمعت. وأجاز لي، وحدثني عنه جماعة كثيرة. سمعت أبا بكر محمد بن عبد الباقي يقول: كان أبو القاسم بن بيان يقول: أنتم ما تطلبون الحديث والعلم، أنتم تطلبون العلو، وإلا ففي دربي جماعة سمعوا مني هذا الجزء، فاسمعوه منهم، ومن أراد أن يسمع مني يزن ديناراً. سمعت أبا بكر محمد بن عبد العطار بمرو يقول: وزنت الذهب لأبي القاسم بن بيان، حتى سمعت منه جزء ابن عرفة. وكذا ذكر لي محمد بن أبي العباس بسمرقند، أنه أعطاه ديناراً حتى سمع منه. قلت: روى عنه: أبو الفتوح الطائي، والسلفي، وخطيب الموصل، وأحمد بن محمد بن قضاعة، وأحمد بن محمد المنبجي، وأبو محمد عبد الله بن الخشاب النحوي، ومحمد بن عبد الباقي ابن النرسي، والمبارك بن محمد بن سكينة، ووفاء بن أسعد التركي، والحافظ أبو العلاء العطار، ومحمد بن بدر الشيحي، ومحمد بن جعفر بن عقيل، وأبو الفرج محمد بن أحمد حفيد ابن نبهان، وأبو الفتح بن شاتيل، وأحمد بن المبارك بن درك، وأحمد بن أبي الوفاء الصائغ، وأبو السعادات نصر الله القزاز، وأبو منصور عبد الله بن عبد السلام، وعبد المنعم بن كليب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 249 توفي في سادس شعبان.) علي بن عبد الله بن محمد. أبو الحسن النيسابوري، الواعظ. توفي في سلخ المحرم، وله نيف وتسعون سنة. روى بإصبهان عن: ابن حفص بن مسرور. وعنه: أبو موسى الحافظ، وأبو طاهر السلفي، ومحمد بن حمزة الزنجاني، وأبو غانم بن زينة، وزيد بن حمزة الطوسي. وروى عنه بالأجازة أبو القاسم بن عساكر. وقد سمع: أبا عثمان الصابوني، وأبا الحسين عبد الغافر الفارسي. وبدمشق: أبا القاسم الجنائي. روى عنه: الفقيه نصر المقدسي، قلت: وهو أكبر منه، وأبو موسى. وذلك يدخل في السابق واللاحق. قال السلفي: أبو الحسن علي بن عبد الله بن الصباغ، ذكر أنه يعرف بنيسابور بالإصبهاني، وبإصبهان بالنيسابوري. وكان يعقد المجلس في جامع إصبهان، ثقة. 4 (حرف الغين) غانم بن أحمد بن محمد بن أحمد بن سعيد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 250 أبو سهل بن الشيخ أبو الفتح الحداد. يروى عن: أبي القاسم بن أبي بكر الذكواني، والإصبهانيين. وعنه: أبو موسى، وجماعة. وحدث ببغداد عن: الذكواني، وأبي طاهر بن عبد الرحيم، وأبي نصر الكسائي. توفي في ربيع الأول. وهو أخو صاحب الأموال الجزيلة أبي سعيد الحداد ووالد محمد ومحمود. سمع أيضاً من أبي طاهر بن عبد الرحيم، وأبي الوليد الدربندي، وإبراهيم بن محمد الكسائي، وعدة. أجاز للسمعاني. 4 (حرف الميم) المبارك بن الحسين بن أحمد.) الغسال أبو الخير البغدادي، الشافعي، المقريء. كان صالحاً، ثقة، متميزاً. قرأ القرآن على: أبي القاسم بن الغوري، وأبي بكر محمد بن علي الخياط، وأبي علي الحسن بن غالب المقريء، وأبي بكر ابن الأطروش، وأبي بكر اللحياني. ورحل إلى واسط في طلب القراءآت، فقرأ على أبي علي غلام الهراس، وتصدر للإقراء، وقصده الطلبة. وكان محافظاً، مجوداً، يتكلم على معاني القرآن.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 251 وسمع الحديث من: أبي محمد الخلال، وأبي جعفر ابن المسلمة، وأبي يعلى بن الفراء. روى عنه: أبو طاهر محمد بن محمد السنجي، وعلي بن أحمد المحمودي، وسعد الله بن محمد. وآخر من روى عنه: عبد المنعم بن كليب. وقد أجاز لابن السمعاني. وكان مولده قبل الثلاثين وأربعمائة. وتوفي في غرة جمادى الأولى والغسال بغين معجمة. المبارك بن محمد بن علي. أبو الفضل الهمذاني. سمع: أبا يعلى بن الفراء، وابن المسلمة. وأجاز له أبو محمد الجوهري. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وغيره. توفي في ربيع الآخر. محفوظ بن أحمد بن الحسن بن الحسين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 252 الإمام، أبو الخطاب الكلوذاني، الأزجي، شيخ الحنابلة. كان مفتياً، صالحاً، ورعاً، ديناً، وافر العقل، خبيراً بالمذهب، مصنفاً فيه، حسن العشرة والمجالسة. له شعر رائق. صنف كتاب الهداية المشهور في المذهب، ورؤوس المسائل. وتفقه على: أبي يعلى. وسمع: أبا محمد الجوهري، وأبا طالب العشاري، وأبا علي محمد بن الحسين الجازري، حدث عنه بكتاب الجليس والأنيس للمعافى.) روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، والمبارك بن خضير، وأبو الكرم بن الغسال. وتفقه عليه أئمة. وكان مولده في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة. ولأبي الخطاب قصيده في العقيدة يقول فيها: (قالوا: أتزعم أن على العرش استوى .......... قلت: الصواب كذاك خبر سيدي)
(قالوا: فما معنى استواه أبن لنا، .......... فأجبتهم: هذا سؤآل المعتدي.) قال السمعاني: أنشدنا دلف بن عبد الله بن التبان بسمرقند في فتوى جاءت إلى أبي الخطاب:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 253 (قل للإمام أبي الخطاب مسألة .......... جاءت إليك، وما إلا سواك لها:)
(ماذا على رجل رام الصلاة، فإذ .......... لاحت لناظره ذات الجمال لها) فكتب في الحال: (قل للأديب الذي وافى بمسألة: .......... سرت فؤآدي لما أن أصخت لها)
(إن الذي فتنته عن عبادته .......... خريدة ذات حسن فانثنى ولها)
(إن تاب، ثم قضى عنه عبادته .......... فرحمة الله تغشى من عصى ولها) توفي في الثالث والعشرين من جمادى الآخرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 254 محمد بن أحمد بن طاهر بن حمد. أبو منصور البغدادي، الخازن. أخو أبي غالب المتوفى سنة أربع وتسعين. سمعا معاً من: أبي طالب بن غيلان، وأبي القاسم بن المحسن التنوخي، وجماعة. روى عنه: أبو منصور بن الجواليقي، وابن ناصر. وروى عن هذا عبد المنعم بن كليب. وكان من رؤوس الشيعة وفقهائهم، وفيه اعتزال. وقد أدب أولاد نقيب الطالبيين. وعاش نيفاً وتسعين سنة. أخذ النحو عن ابن برهان، والثمانيني. توفي في شعبان. محمد بن الشيخ أبي علي الحسن بن أحمد بن البناء. أبو نصر الحنبلي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 255 بغدادي من بيت العلم والرواية. سمع: أبا محمد الجوهري، وأبا بكر محمد بن عبد الملك بن بشران. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وغيره. وتوفي في ربيع الأول وله أربع وسبعون سنة. محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم. الدمشقي أبو طاهر الحنائي. من أهل بيت حديث، وعدالة، وسنة، وكان ثقة، صدوقاً. سمع: أباه أبا القاسم الحنائي، وأبا الحسين محمد، وأبا علي أحمد ابني عبد الرحمن بن أبي نصر، ومحمد بن عبد الواحد الدارمي، وابن سحنام، والأهوازي، ورشأ بن نظيف، ومحمد بن عبد السلام بن سعدان، ومحمد بن علي بن سلوان، والحسن بن علي بن شواش، وطائفة سوام. روى عنه: الحافظان السلفي، وابن عساكر، والصائن ابن عساكر، وأبو طاهر بن الحصني، والخضر بن شيل الحارثي، والخضر بن طاوس، والفضل بن البانياسي، وأبو المعالي بن صابر. ولد سنة ثلاث وثلاثين. وأول سماعه في سنة تسع وثلاثين وأربعمائة. وتوفي في ثالث جمادى الآخرة عن سبع وسبعين سنة. محمد بن عبد المنعم بن حسن بن أنس. السمرقندي، ابن الفقيه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 256 تفقه على السيد أبي شجاع بن حمزة العلوي. وسمع: أبا عمارة بن أحمد. روى عنه: عمر السلفي. وتوفي بسمرقند في رابع عشر رجب. محمد بن علي بن ميمون بن محمد الحافظ. أبو الغنائم النرسي، الكوفي، المقريء. ويعرف بأبي. ثقة، مفيد، سمع الكثير بالكوفة، وببغداد. وكان ينوب عن خطيب الكوفة. وسمع: محمد بن علي بن عبد الرحيم العلوي، وأبا طاهر محمد بن العطار، ومحمد بن إسحاق) بن فدويه، ومحمد بن محمد بن خازم بن نفط، وجماعة بالكوفة وكريمة المروزية، وعبد العزيز بن بندار الشيرازي بمكة، وأبا الحسن أحمد بن محمد الزعفراني، وأحمد بن محمد بن قفرجل، وعبد الكريم بن محمد المحاملي، وأبا الفتح بن شيطا، وأبا بكر بن بشران، وأبا عبد الله بن حبيب القادسي، وأبا القاسم التنوخي، وأبا إسحاق البرمكي، وأبا الطيب الطبري، وأبا منصور بن السواق ببغداد. وقدم الشام زائراً بيت المقدس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 257 وسمع بالشام، وكان يقول: ما بالكوفة أحد من أهل الحديث والسنة إلا أبياً. وكان مولده سنة أربع وعشرين وأربعمائة. روى عنه: أبو الفتح نصر المقدسي الفقيه مع تقدمه، وابن كليب إجازة وبينهما في الموت مائة وست وسنين، ومحمد بن ناصر، ومعالي بن أبي بكر الكيال، ومسلم بن ثابت النحاس، ومحمد بن حيدرة بن عمر الحسيني، وخلق كثير. وسمع منه الحفاظ: أبو عبد الله الحميدي، وجعفر بن يحيى الحكاك، وأبو بكر بن الخاضبة، وأبو مسلم عمر بن علي الليثي في سنة ستين وأربعمائة. وجمع لنفسه معجماً، وخرج مجاميع حساناً، ونسخ الكثير. وممن روى عنه من القدماء: عبد المحسن بن محمد الشيحي التاجر. وقال: أول سماعي للحديث سنة اثنتين وأربعين. وأول رحلتي سنة خمس. أدركت البرمكي، فسمعت منه ثلاثة أجزاء ومات. وقد وصفه عبد الوهاب الأنماطي بالحفظ والإتقان، وقال: كانت له معرفة ثاقبة. وقال محمد بن علي بن فولاذ الطبري: سمعت أبا الغنائم الحافظ يقول: كنت أقرأ القرآن على المشايخ وأنا صبي، فقال الناس: أنت أبي، وذلك لجودة قراءتي. قلت: قرأ على محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي، عن قراءته على أبي عبد الله الجعفي. قرأ عليه أبو الكرم الشهر زوري لعاصم. وروى عنه السلفي أجزاء وقعت لنا.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 258 وقال ابن ناصر: كان حافظاً، ثقة، متقناً، ما رأينا مثله. كان يتهجد، ويقوم الليل. قرأ عليه أبو طاهر بن اللفة حديثاً فأنكره، وقال: ليس هذا من حديثي. فسأله عن ذلك، فقال:) أعرف حديثي كله، لأني نظرت فيه مراراً، فما يخفى علي منه شيء. وكان يقدم كل سنة من سنة ثمان وتسعين في رجب، فيبقى ببغداد إلى بعد العيد ويرجع. ونسخ بالأجرة ليستعين على العيال. وأول ما سمع سنة اثنتين وأربعين. وكان أبو عامر العبري يثني عليه ويقول: ختم هذا الشأن بأبي رحمه الله. مرض أبي ببغداد، وحمل إلى الكوفة، فأدركه أجله بالحلة السيفين. وحمل إلى الكوفة مشياً، فدفن بها، وذلك في شعبان. ومات يوم سادس عشره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 259 محمد بن علي بن محمد. القصار، الإصبهاني. ويعرف بمكرم. من شيوخ بغداد. روى عن: القزويني، وابن لؤلؤ، وأبي محمد الجوهري. روى عنه: المبارك بن كامل، وقال: توفي في رجب. محمد بن علي بن محمد بن علي بن خزيمة. أبو بكر الخزيمي، النسوي، العطار، الفقيه، المزكي. سمع: جده محمد بن علي، وأبا عامر الحسن بن محمد النسوي. أجاز لأبي سعد بن السمعاني، وقال: توفي في رجب، وثنا عنه عبد الخالق بن زاهر. محمد بن منصور بن محمد بن عبد الجبار. الإمام أبو بكر ابن العلامة أبي المظفر التميمي، السمعاني، المروزي، الحافظ، والد الحافظ أبي سعد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 260 قال ولده: نشأ في عبادة وتحصيل، وحظي من الأدب وثمرته نظماً ونثراً بأعلى المراتب، وكان متصرفاً في الفنون بما يشاء، وبرع في الفقه والخلاف، وزاد على أقرانه بعلم الحديث، ومعرفة الرجال، والأنساب، والتواريخ، وطرز فضله بمجالس تذكيره الذي تصدع صم الصخور عن تحذيره، ونفق سوق تقواه عن الملوك والأكابر. وسمع: والده، وأبا الخير محمد بن أبي عمران الصفار، وأبا القاسم الزاهري، وعبد اله بن) أحمد الطاهر، وأبا الفتح عبيد الله الهاشمي. ورحل إلى نيسابور فسمع: أبا علي نصر الله بن أحمد الخشنام، وعلي بن أحمد المؤذن، وعبد الواحد بن القشيري. ودخل بغداد سنة سبع وتسعين، فسمع بها: ثابت بن بندار، ومحمد بن عبد السلام الأنصاري، وأبا سعد بن خشيش، وأبا الحسين بن الطيوري، وطبقتهم. وبالكوفة: أبا البقاء المعمر الحبال، وأبا الغنائم النرسي. وبمكة، والمدينة. وأقام ببغداد مدة يعظ بالنظامية. وقرأ التاريخ على أبي محمد الأبنوسي، عن الخطيب، ثم رحل إلى همذان في سنة ثمان وتسعين، فسمع بها وبإصبهان من أبي بكر أحمد بن محمد ابن مردويه، وأبي الفتح أحمد بن محمد الحداد، وأبي سعد المطرز. ورجع إلى مرو. قال: ثم رحل بي وبأخي سنة تسع وخمسمائة إلى نيسابور، وأسمعنا من الشيروي، وغيره. وتوفي في صفر، وله ثلاث وأربعون سنة، وقد أملى مائة وأربعين مجلساً بجامع مرو، كل من رآها اعترف له أنه لم يسبق إليها. وكان يروي في الوعظ والحديث بأسانيده. وقد طلب مرة للذين يقرأون في مجلسه، فجاءه لهم ألف دينار من الحاضرين. وقيل له في مجلس الوعظ: ما يدرينا أنه يضع الأسانيد في الحال ونحن لا
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 261 ندري، وكتبوا له بذلك رقعة، فنظر فيها، وروى حديث: من كذب علي متعمداً.. من نيف وتسعين طريقاً، ثم قال: إن كان أحد يعرف فقولوا له يكتب عشرة أحاديث بأسانيدها، ويخلط الأسانيد، ويسقط منها، فإن لم أميزها فهو كما يدعي. ففعلوا ذلك امتحاناً له، فرد كل إسم إلى موضعه. وفي هذا اليوم طلب لقراء مجلسه، فأعطاهم الناس ألف دينار. هذا معنى ما ثنا شيخنا محمد بن أبي بكر السنجي وسمعت إسماعيل بن محمد الإصبهاني الحافظ يقول: لو صرف والدك همته إلى هدم هذا الجدار لسقط. وقال السلفي فيه فيما سمعت أبا العز البستي ينشده عنه: (يا سائلي عن علم الزمان .......... وعالم العصر لدى الأعيان) )
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 262 (لست ترى في عالم العيان .......... كابن أبي المظفر السمعاني) وله: (هو المزني كان أبا الفتاوى .......... وفي علم الحديث الترمذي)
(وجاعظ عصره في النثر صدقاً .......... وفي وقت التشاعر بحتري)
(وفي النحو الخليل بلا خلاف .......... وفي حفظ اللغات الأصمعي) قلت: روى عنه: السلفي، وأبو الفتوح الطائي، وخلق من أهل مرو.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 263 محمد بن منصور بن محمد بن الفضل. الشيخ أبو عبد الله الحضرمي، الإسكندراني، المقريء. قرأ لورش على أحمد بن نفيس. وسمع من جماعة. قرأ عليه أحمد بن الحطيئة وروى عنه العثمانيات.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 264 ورخ موته ابن المفضل. محمود بن سعادة بن أحمد بن يوسف. أبو القاسم الهلالي، السلماسي. سمع: أحمد بن حريز السلماسي، الفقيه، وأبا يعلى الخليلي، وأبا عثمان الصابوني. قدم عليهم. وهو من بيت رئاسة وصلاح. روى عنه: السلفي، وقال: توفي في سنة عشر، وسماعه من الخليلي سنة اثنتين وعشرين. ومات وقد قارب المائة. مسعود بن حمزة أبو الوفاء الحداد. سمع: أبا محمد الجوهري. روى عنه: المبارك بن أحمد، وغيره. توفي سنة إحدى عشرة. 4 (حرف النون) نصر بن أحمد بن إبراهيم.) أبو الفتح الهروي، الحنفي، الزاهد، العابد. سمع: جده لأمه أبا المظفر منصور بن إسماعيل صاحب ابن خميرويه، وإسحاق القراب، وأبا الحسن الدباس، وجماعة. وخرج له شيخ الإسلام ثلاث مجلدات. وكان أسند من بقي بهراة وأعبدهم، رحمه الله. آخر الطبقة الحادية والخمسين
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 265 بعون الله وتوفيقه تم تحقيق هذه الطبقة الحادية والخمسين من تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام لمؤرخ الإسلام الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي المتوفى سنة ه.، وقام بضبط النص، وتخريج أحاديثه، وتوفيق مادته، والإحالة إلى مصادره، والتعليق عليه، خادم العلم وطالبه الحاج أبو غازي عمر عبد السلام تدمري، أستاذ التاريخ الإسلامي في الجامعة اللبنانية، عضو الهيئة العربية العليا لإعادة كتابة تاريخ الأمة في اتحاد المؤرخين العرب، وكان الفراغ منه عند أذان عصر يوم الجمعة الواقع في ذي القعدة ه. الموافق أيار مايو م. وذلك بمنزله بساحة النجمة بطرابلس المحروسة. والله الموفق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 266
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 267
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 268
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 269 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)
5 (الطبقة الثانية والخمسون حوادث)
1 (الأحداث من سنة إلى)
4 (سنة إحدى عشر وخمسمائة)
4 (زلزلت بغداد يوم عرفة) وفيها زلزلت بغداد يوم عرفة ووقعت دور، وحوانيت بالجانب الغربي. 4 (مهاجمة الفرنج حماه) وفيها هجمت الفرنج حماه في الليل، وقتلوه بها مائة وعشرين رجلاً. 4 (رحيل العساكر عن الألموت) وفيها ترحلت العساكر، وتركت حصار الألموت عندما بلغها موت السلطان محمد، بعد أن كادوا يفتحونها. 4 (غرق سنجار بالسيل) وفيها غرقت سنجار. جاءها سيل عرم، وهدم سورها. خلق كثير، حتى أن السيل أخذ باب المدينة وذهب به عدة فراسخ، واختفي تحت التراب الذي جره السيل، ثم ظهر بعد سنوات.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 270 وسلم طفل في سرير له، حمله السيل، فتعلق السرير بثوبه، وعاش وكبر. 4 (مقتل لؤلؤ الخادم) وفيها قتل قوم من الأتراك لؤلؤاً الخادم صاحب حلب وهو متوجه إلى قلعة جعبر. 4 (وفاة السلطان محمد بن ملكشاه) والسلطان محمد بن ملكشاه، فيها توفي أيضاً بإصبهان، وقام بالأمر بعده ابنه محمود، وله أربع عشرة سنة، وفرق خزائنه في العسكر. وقيل كانت أحد عشر ألف ألف ديناراً عيناً، وما يناسب ذلك من العروض. 4 (هلاك بغدوين) وفيها هلك بغدوين صاحب القدس
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 271 4 (هلاك ملك القسطنطينية) وفيها هلك ملك القسطنطينية، لعنهما الله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 272 4 (سنة اثنتي عشرة وخمسمائة) ) 4 (حريق محلات ببغداد) فيها كان حريق كبير ببغداد، احترقت الريحانيتين ومسجد ابن عبدون. 4 (إعدام ابن الجزري) وفيها قبض على صاحب المخزن أبي طاهر بن الجزري وأعدم. وأخذ من داره أربعمائة ألف دينار مدفونة. 4 (وفاة ولدي المسترشد بالله) وتوفي ولد المسترشد بالله الكبير، ثم الصغير بالجدري، فبكى عليه المسترشد بالله حتى أغمي عليه. 4 (مصادرة ابن كمونة) وقبض على ابن كمونة وصدور، وأخذ منه مال كثير. 4 (إمارة الموصل) وفيها كان على إمرة الموصل مسعود بن السلطان ملكشاه، له أربع عشرة
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 273 سنة، وأبو بكر جيوش بك، ووزيره فخر الملك أبو علي بن عمار صاحب طرابلس. 4 (الخلعة لابن مزيد) وفيها خلع على دبيس بن مزيد جبة، وفرجية، وطوق، وعمامة، وفرس، وسيف، ومنطقة ولواء، وحمل إليه نقيب النقباء نجاح، وكان يوماً مشهوداً. 4 (حجابة ابن طلحة) وصرف عن الحجابة أبو جعفر بن الدامغاني، وولي أبو الفتوح بن طلحة. 4 (شحنكية بغداد) وفيها ولي شحنكية بغداد أقسنقر البرسقي، وعزل مجاهد الدين بهروز الخادم، وتحول بهروز إلى تكريت، وهي له. ثم ولي شحكنية بغداد منكبرس، فحاربه البرسقي. 4 (وفاة الخليفة المستظهر) ومات الخليفة المستظهر بعد أيام، وبويع المسترشد ولده فنزل أبو الحسن علي بن المستظهر في مركب هو وثلاثة نفر، وانحدروا إلى الحلة إلى عند دبيس، فأكرمه وخدمه، وأهم ذلك المسترشد، وطلبه من دبيس، فتلطف في المدافعة عنه.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 274
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 275 4 (سنة ثلاث عشرة وخمسمائة)
4 (انفصال ابن المستظهر بالله عن الخليفة) وفيها انفصل على الحلة الأمير أبو الحسن بن المستظهر بالله، فمضى إلى واسط، ودعى إلى نفسه، واجتمع معه جيش، وملك واسط وأعمالها، وجبى الخراج. وشق ذلك على الخليفة، فبعث ابن الأنباري كاتب الإنشاء إلى دبيس، وعرفه وقال: أمير المؤمنين يعول عليك. فأجاب، وجهز صاحب جيشه عنان في جمع كبير، فلما سمع أبو الحسن ترحل من واسط في عسكره ليلاً، فأضلوا الطريق، وساروا ليلهم أجمع حتى وصلوا إلى عسكر دبيس، فلما لاح لهم العسكر انحرف أبو الحسن عن الطريق، فتاه مع عدد من خواصه، وذلك في تموز، ولم يكن معهم ماء، فأشرفوا على التلف، فأدركه نصر بن سعد الكردي، فسقاه، وعادت نفسه إليه، ونهب ما كان معه من مال، وحمله إلى دبيس إلى النعمانية، فأقدمه إلى بغداد خيم بالرقة، وبعث به إلى المسترشد بعد تسليم عشرين ألف دينار قررت عليه. وكانت أيامه أحد عشر شهراً وشهر وزيره ابن زهمويه على جمل، ثم
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 276 قتل في الحبس. فقيل: إن الأمير أبا الحسن دخل على أخيه المسترشد، فقبل قدمه فبكيا جميعاً، ثم قال له: قضحت نفسك، وباعوك مع العبيد. وأسكنه في داره التي كان فيها وهو ولي عهد. ورد جواريه وأولاده، وأحسن إليه. ثم شدد عليهن بعد ذلك. 4 (الخطبة بولاية العهد) وفيها خطب بولاية العهد للأمير أبي جعفر منصور بن المسترشد، وله اثنا عشر سنة. 4 (الوقعة بين السلطان سنجر وابن أخيه) وفي جمادى الأولى كانت الوقعة بين السلطانين سنجر ومحمود ابن أخيه وزوج ابنته. وذلك أن سنجر لما بلغه موت أخيه السلطان محمد دخل عليه حزن مفرط، وجلس للعزاء على الرماد وصاح، وأغلق البلد أياماً، وعزم على قصد العراق ليملكه، وندم على قتل وزيره أبي جعفر محمد بن فخر الملك ابن نظام الملك لأمور بدت منه، وأخذ أمواله، وكان له من الجواهر والأموال ما لا يوصف، فالذي وجدوا له من العين ألف ألف دينار. فلما قتله استوزر بعده شهاب الإسلام عبد الرزاق ابن أخي نظام الملك. ولما سمع محمود بحركة عمه سنجر نحوه راسله ولاطفه وقدم له تقادم، فأبى إلا القتال أو) النزول له عن السلطنة. فتجهز محمود، وتقدم على مقدمة أمير
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 277 حاجب في عشرة الآف. ووصل محمود إلى الري فخلها، ثم ضجر منها وتقدم منها، وجاء إلى خدمته منصور أخو دبيس، وجماعة أمراء، وأصبح معه ثلاثون ألفاً، وأقبل سنجر في نجو مائة ألف، وكانت الوقعة بصحراء ساوة، وكان مع سنجر خمسة ملوك على خمسة أسرة وأربعون فيلاً، عليها البركصطوانات والرايات والزينة الباهرة، وألوف من الباطنية، وألوف من كفار الترك، فلما التقوا هبت ريح سوداء أظلمت الدنيا، أظهر في الجو حمرة منكرة، وآثار مزعجة، خاف الناس، ثم انكشفت الظلمة واقتتلوا، فانكسرت ميمنة سنجر، ثم ميسرته، وثبت هو في القلب والفيل معه، وكذا بقي محمود في القلب وحده، وتفرق أكثر جيشه في النهب، فحمل سنجر بالفيلة، فولت الخيل منها، فتأخر محمود ولم ينهزم، فلم يتبعه سنجر لأنه أى مجنبتيه قد انهزموا، وثقله ينهب، وكثير من امرائه قد قتلوا، ووزيره قد أسر، ورأى ثبات ابن أخيه، فأخذ في المخادعة فأرسل إلى ابن أخيه محمود يقول: أنت ابن أخي وولدي، وما أؤآخذك، إنك محمول على ما صنعت، ولا أؤآخذ أصحابك، لأنهم لم يطلعوا على حسن نيتي لهم. فقال محمود: وأنا مملوكه. ثم جاء بنفسه، وسنجر قد جلس على سرير، فقبل الأرض، فقام له سنجر، واعتنقه وقبله، وأجلسه معه، وخلع عليه خلعة عظيمة، كان على سرج فرس الخلعة جوهر بعشرين ألف دينار. وأكل معه، وخلع على أمرائه. وأفرد له إصبهان يكون حاكماً عليها، وعلى مملكة فارس وخوزستان، وجعله ولي عهده، وزوجه بابنته. ثم عاد إلى خراسان. ثم جاءت رسله بالتقادم إلى الخليفة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 278 4 (هزيمة صاحب أنطاكية بأرض حلب) وفيها اجتمع طغتكين وايلغازي، وخرج صاحب أنطاكية في عشرين ألفاً، فالتقوا في أرض حلب، فانهزموا الملعون، وقتل من أصحابه خلق، وأسر خلق. ولم ينج إلا الأقل، وفرح المؤمنون بهذه الوقعة الهائلة. وقد ذكرها أبو يعلى حمزة فقال: ولم يمض ساعة إلا والإفرانج على الأرض سطح واحد، فارسهم وراجلهم، بحيث لم يفلت منهم شخص يخبر خبرهم، وقتل طاغيتهم صاحب أنطاكية. ولم يتفق مثل هذا الفتح للمسلمين.) 4 (الفتنة بين الآمر والأفضل أمير الجيوش) وفيها وقعت الفتنة والمباينة بين الأفضل أمير الجيوش وبين الآمر، واحترز كل منهما، وحرض الأفضل على اغتيال الآمر. ودس إليه السم مراراً، فلم يقدر. وجرت لهما أمور طويلة. 4 (الخلعة لابن صدقة) وفيها خلع على أبي علي بن صدقة، ولقب جلال الدين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 279 4 (هدايا السلطان سنجر للخليفة العباسي) ووردت كتب من السلطان سنجر، فيها أقطاع للخيفة بخمسين ألف دينار وللوزير ببضعة الآف دينار. ثم جاء من سنجر هدايا، ثلاثين تختاً من الثياب، وتحف وعشرة مماليك. 4 (التضييق على الأمير أبي الحسن) وفي آخر السنة زاد التضييق على الأمير أبي الحسن، وسد عليه الباب، وكان ينزل إليه ما يصلحه من طاقة. 4 (قتل منكبرس) وفيها ولي منكبرس شحكنكية بغداد، وظلم وعسف، وعتر الرعية، وضج الناس وأغلفت الأسواق إلى أن قلعة الله وطلبه السلطان، وقتله صبراً. 4 (شحنكية بهروز) ثم أعيد الخادم بهروز إلى الشحنكية. 4 (وفاة ربيب الدولة) ومات فيها وزير السلطان ربيب الدولة. 4 (وزارة السميرمي) ووزر بعده الكمال السميرمي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 280 4 (ظهور قبور الخليل، وإسحاق، ويعقوب عليهم السلام) وفيها ظهر قبر إبراهيم الخيل، وقبر إسحاق، ويعقوب صلى الله عليهم وسلامه، ورآهم كثير من الناس لم تبل أجسادهم. وعندهم في المغارة قناديل من ذهب وفضة. قاله حمزة بن أسد التميمي في تاريخه على ما حكاه ابن الأثير.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 281 4 (سنة أربع عشرة وخمسمائة)
4 (الخطبة واللقب للسلطان سنجر وابن أخيه) فيها هطب للسلطان سنجر ولابن أخيه السلطان محمود معاً في موضع واحد، وسمي كل واحد شاهنشاه. ولقب سنجر: عضد الدولة ولقب محمود: جلال الدولة. 4 (نقل أبي الفتح من الحجابة) وفي صفر نقل أبو الفتوح حمزة بن علي من الحجابة إلى وكالة الخليفة وإلى نظر المخزن. 4 (تمرد العيارين ببغداد) وتمرد العيارون، وأخذوا زوارق منحدرة إلى بغداد، وفتكوا بأهل السواد وأسرفوا، وهجموا على محلة العتابين، فحفظوا أبواب المحلة ونهبوها عنوة، فأمر الخليفة بإخراج أتراك دارية لقتالهم، فخرجوا وحاصروهم في الأجمة خمسة عشر يوماً. ثم إن العيارين نزلوا في السفن، وانحدوا إلى شارع دار الرقيق ودخلوا المحلة، وأفلتوا منها إلى الصحارى. وقصد أعيانهم دار الوزير أبي علي بن صدقة بباب العامة في ربيع الأول، وأظهروا التوبة. وخرج فريق منهم لقطع
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 282 الطريق، فقتلهم أهل السواد بأوانا، وبعثوا برؤوسهم إلى بغداد. 4 (زواج دبيس بن صدقة) وفيها ورد قاضي الكوفة أبو جعفر عبد الواحد بن أحمد الثقفي من جهة سيف الدولة دبيس إلى الأمير إيلغازين بن أرتق خطب منه ابنته لدبيس، فزوجه بها، ونفذها في صحبته. 4 (الخلف بين السلطان محمود وأخيه) وفيها وقع الخلف بين السلطان محمود وأخيه مسعود، فتلطفه محمود، فلم يصلح، فانحاز البرسقي إلى محمود، وانهزم مسعود وعسكره، واستولى على أموالهم. وقصد مسعود جبلاً، فأخفى نفسه، ثم أحضروه إلى السلطان محمود بالأمان، واعتنقا، وبكيا طويلاً. ولما بلغ دبيس اشتغال محمود أخذ في أذية السواد، وانجفل أهل نهر عيسى، ونهر الملك، وأتى غسان صاحب جيشه، فحاصر بعقوبا، وأخذها، وسبى الحرم والأولاد. وكان دبيس يعجبه اختلاف السلاطين فلما خاف من مجيء محمود أمر بإحراق الغلات والأتيان، وبعث إليه) الخليفة ينذره، فلم ينفع. وبعث إليه السلطان محمود يتألفه، فلم يهتز لذلك، وقدم بغداد ونازلها بإزاء دار الخليفة، فوجل منه الناس، وأخرج نقيب الطالبين، وتهدد دار
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 283 الخلافة، وقال: إنكم استدعيتم السلطان، فإن إنتم صرفتموه، وإلا فعلت وفعلت. فأنفذ إليه أنه لا يمكن رد السلطان، بل نسعى في الصلح. فانصرف دبيس، فسمع أصوات أهل باب الأزج يسبونه، فعاد وتقدم بالقبض عليهم، وضرب جماعة منهم بباب النوبي. 4 (خروج الخزر إلى بلاد الإسلام) وفيها، قال ابن الأثير: خرج الكرج، وهم الخزر، إلى بلاد الإسلام. وكانوا قديماً يغيرون، فأمتنعوا أيام ملكشاه. فلما كان في هذه السنة خرجوا فارس، فالتقى الجمعان، فانكسر المسلمون، واصطدام المنهزمون، وتبعهم الكفار يقتلون ويأسرون، فقتلوا أكثرهم، أسروا أربعة الآف رجل، ونجا طغرل أخو السلطان دبيس. ونازلت الكرج تفليس، وحصروها مدة إلى سنة خمس عشرة، وأخذوها بالسيف. 4 (المصاف بين السلطان محمود وأخيه) وفيها في ربيع الأول كان المصاف بين السلطان محمود وأخيه الملك مسعود، وكان بيد مسعود أذربيجان والموصل، وعرمه إحدى عشرة سنة. وسبب الحرب أن دبيس بن صدقة كان يكاتب أتابك الملك مسعود، ويحثه على طلب السلطنة لمسعود، وكان مع مسعود قسيم الدولة، اقسنقر البرسقي الذي كان
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 284 شحنة بغداد قد أقطعه مراغه والرحبة، وكان معادياً لدبيس، فكاتب دبيس للأتابك جيوش بك يحرضه على القبض على البرسقي، فعرف البرسقي، ففارقهم إلى محمود، فأكرمه ورفع محله. واتصل أبو إسماعيل الحسين بن علي الإصبهني الطغرائي مصنف لامية العجم بمسعود. وكان ولد الظغرائي يكتب لمسعود، فلما وصل الطغراني استوزره مسعود قبل أن يعزل أبا علي بن عمار الذي كان صاحب طرابلس، فحسن أيضاً لمسعود الخروج على أخيه محمود، وخطب لمسعود بالسلطنة، ودقت له النوبة في الأقوات الخمس. فأقبل محمود، والتقوا ند عقبة أسداباذ، ودام القتال طوال النهار، وانهزم جيش مسعود، وأسر منهم خلق، منهم الطغرائي، ثم قتل بحضرة السلطان محمود، وحرب خواص مسعود به إلى جبل، فاختفى به وبعث يطلب الأمان، فرق له السلطان محمود وأمنه.) ثم قووا نفس مسعود، وساروا به إلى الموصل، فلحق البرسقي، ورد به، واعتنقه أخوه وبكيا، وعد ذلك من مكارم محمود. ثم جاء جيوش بك وخاطر، فعفا عنه أيضاً السلطان. 4 (ظهور ابن تومرت بالمغرب) وفي هذا الوقت كان ظهور ابن تومرت بالمغرب، كما هو مذكور في ترجمته وانتشرت دعوته في جبال البربر، إلى أن صار من أمره ما صار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 285 4 (إنهزام دبيس من بغداد) وفي رجب قدم السلطان محمود، فتلقاه الوزير، ونثر عليه أهل باب الأزج الدنانير، فبعث دبيس زوجته بنت عميد الدلوة بن جهير إلى السلطان، فقدم عشرين ألف دينار، وثلاثة عشر فرساً، فما وقع الرضا عنه، وطولب بأكثر من هذا، فأصر على اللجاج، ولم يبذل شيئاً آخر، فمضى السلطان إلى ناحيته، فبعث يطلب الأمان، وغالط لينهزم، فلما بعث إليه خاتم الأمير دخل البرية. 4 (الأمر بإراقة الخمور) وفيها أمر الخليفة بإراقة الخمور إلى سوق السلطان، ونقض بيوتهم. 4 (رد الوزير السميرمي) وفيها رد وزير السلطان الوزير المعروف بالسميرمي المكوس والضرائب. وكان السلطان محمد قد أسقطها سنة إحدى وخمسمائة، ورجع السلطان، فتلقاه الوزير والموكب، فطلب الإفراج عن الأمير أبي الحسن أخي المسترشد بالله، فنذل له ثلاثمائة ألف دينار ليسكت عن هذا. 4 (إنهزام المسلمين أمام ابن ردمير ملك الإفرنج) وفيها نازل ملك الفرنج ابن ردمير مدينة قتنده، فحاصرها، وهي قريبة من مرسية، فجاء عسكر المسلمين، فطلب المصاف، فانهزم المسلمون، وقتل خلق، منهم ابن الفراء، وابن سكرة، واستطال ابن ردمير لعنه الله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 286 4 (سنة خمس عشرة وخمسمائة)
4 (وفاة جدة السلطان محمود) فيها بلغ السلطان محمود وفاة جدته، فرد من الصيد، عمل غزاءها ببغداد، وتلكم أبو سعد) إسماعيل بن أحمد، وأبو الفتوح أحمد الغزالي الطوسيان. 4 (عزل ابن طراد عن النقابة وإعادته) وفيها استدعى علي بن طراد النقيب الحاجب من الديوان، وقرأ عليه الوزير توقيعاً بان قد استغني عن خدمتك. فمضى ولزم بيته. وكانت بنته متصلة بالأمير أبي عبد الله بن المستظهر، وهو المقتفي. وفي ربيع الأول انحدر أبو طالب علي بن أحمد السميرمي وزير السلطان متفرجاً، فلما حاذى باب الأزج عبر إليه علي بن طراد وحدثه، فوعده، ثم تلكم في حقه، فأعيد إلى النقابة. 4 (إنقضاض كوكب) وفيه انقض كوكب صارت من ضوئه أعمدة عند انقضاضه، وسمع عند ذلك هدة كالزلزلة. 4 (خلعة القضاء للهروي) وفيه خلع على القاضي أبي سعد الهروي خلعة القضاء، قلده السلطان
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 287 محمود القضاء بجميع الممالك سوى العراق مراعاة لقاضي القضاة أبي القاسم الزينبي، وركب إلى داره ومعه كافة الأمراء. 4 (احتراق دار المملكة) وفي جمادى الآمرة احترقت دار المملكة التي استجدها بهروز الخادم، وكان بها السلطان نائماً على سطح، فنزل وخرب في سفينة، وذهب من الفرش والآلات والجواهر ما يزيد ثمنه على ألف ألف دينار، وغسل الغسالون التراب، وظفروا بالذهب والحلي قد تسبك، ولم يسلم من الدار ولا خشبة، وأمر السلطان ببناء دار على المسناة المستحدثة، وأعرض عن الدار التي احترقت، وقال: إن أبي لم يمتع بها ولا آمتد بقاؤه بعد انتقاله إليها. وقد ذهبت أموالنا فيها. 4 (أحتراق جامع بإصبهان) واحترق بإصبهان جامع كبير أنفقت عليه أموال، يقال إنه غرم على أخشابه ألف ألف دينار. 4 (إنعقاد مجلس السلطان) وفي شعبان عقد مجلس، وحلف السلطان للخليفة على المناصحة والطاعة. ثم نفذ هدية إلى الخليفة. وجلس الخيفة في الدار الشاطئية، وهي من الدور البديعة التي أنشأها المقتدي، وتممها المسترشد، فجلس في قبته، وعليه ثوب مصمت وعمامة رصافية، وعلى كتفه البردة، وبين) يديه القضيب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 288 ورتب وزيره ابن صدقة الأمور. وأتى وزير السلطان أبو طالب السميرمي والمستوفي وخواص دولتهم، ثم وقف ابن صدقة عن ياسر السدة، وأبو طالب السميرمي عن يمينها. وأقبل السلطان محمود ويده في يد أخيه مسعود، فلما قرب استقبله الوزيران والكبار، وحجبوه إلى بين يدي الخيفة، فلما قاربوا كشفت الستارة لهما، ووقف السلطان في الموضع الذي كان وزير واقفاً فيه، وأخوه إلى جانبه، فخدما ثلاث مرات ووقفاً، والوزير ابن صدقة يذكر له عن الخليفة أنسه به وتقربه وحسن اعتقاده فيه. ثم أمر الخليفة بإفاضة الخلع عليه، فحمل إلى مجلس لذلك، ثم وقف الوزيران بين يدي الخليفة يحضران الأمراء أميراً أميراً، فيخدم ويعرف خدمته، فيقبل الأرض وينصرف. ثم عاد السلطان وأخوه، فمثلاً بين يدي الخليفة، وعلى محمود الخلع السبع والطواق، والسواران، والتاج، فخدما. وأمر الخيلفة بكرسي، فجلس عليه السلطان، ووعظه الخليفة وتلى عليه قوله تعالى: فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره. ومن يعلم مثقال ذرة شراً يره وأمره بالإحسان إلى الرعية، ثم أذن للوزير أبي طالب في تفسير ذلك عليه، ففسره، وأعاد عنه أنه قال: وفقتني الله لقبول أوامر مولانا أمير المؤمنين، وارتسامها بالسعادات. فلما فعلاً قال: اقمع بهما الكفار والملحدين. وعقد ل بيده لواءين حملا معه، وخرج، فقدم له في صحن الدار فرس من مراكب الخليفة، بمركب جديد صيني، وقيد بين يديه أربعة أفراس بمراكب الذهب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 289 4 (الأمطار ببغداد) وفيها كان ببغداد أمطار عظيمة متوالية، ثم وقع ثلج، عظيم وكبر حتى كان علو ذراع. 4 (الثلج بالبصرة) قال ابن الجوزي: وقد ذكرنا في كتابنا هذا، يعني المنتظم أن الثلج وقع في سنين كثيرة في أيام الرشيد، وفي أيام المقتدر، والمعتمدة، وفي أيام المطيع، والطائع، والقادر، والقائم، وما سمع بمثل هذا الواقع في هذه السنة، فإنه بقي خمسة عشر يوماً ما ذاب، وهلك شجر الأترج، والنارنج والليمون، ولم يعهد سقوط ثلج بالبصرة إلا في هذه السنة. 4 (خروج دبيس إلى الحلة ومصالحته) ودخل دبيس الحلة، فأخرج أهلها، فازدحموا على المعابر، فغرق منهم نحو الخمسمائة، ودخل) أخوه النيل، فأخرج شحنة السلطان منها، وأخذ ما فيها من الميرة، فحث الخليفة السلطان على دبيس، فندب السلطان الأمراء لقصد دبيس، فلما قصدوه أحرق دار أبيه، وذهب إلى النيل، فأتى العسكر الحلة، فوجودها فارغة، فقصدوه وهو بنواحي النيل، ثم صالحوه. خلف السلطان. 4 (إقطاع الموصل لآقسنقر) وفي صفر أقطع السلطان أقسنقر البرسقي الموصل وأعمالها، وبعثه إليها،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 290 وأمره بجهاد الفرنج، فسار إليها في عسكر كبير، واستقر بها. 4 (حكم إيلغازي بماردين) وكان الأمير إيلغازي بن أرتق في هذه المدة حاكماً على ماردين وحلب، وابنه سليمان بحلب، فعزل سلميان منها سليمان منها لكونه أراد أن يعصي على أبيه. 4 (إلزامه الباعة المكوس) وفيها أعيدت المكوس، وألزمت الباعة أن يدفعوا إلى السلطان ثلثي ما يأخذونه من الدلالة، وفرض على كل ثوب من السلاطوني ثمانية قراريط. ثم قيل للباعة: زنوا خمسة الآف شكراً للسلطان، فقد أرم بإزالة المكوس. 4 (مرض الوزير وشفاؤه) ومرض وزير السلطان، فعاده السلطان وهنأه بالعافية، فاحتمل واحتفل وعمل، أعني الوزير، وليمة عظيمة إلى الغاية، فيها الملاهي والأغاني، نابه عليها خمسون ألف دينار. 4 (وفاة ابن يلدرك) وفيها توفي علي بن يلدرك التركي، وكان شاعراً مترسلاً ظريفاً، توفي في صفر ببغداد. قال أبو الفرج بن الجوزي: نقلت من خط ابن عقيل قال: حدثني الرئيس أبو الثناء علي بن يلدرك، وهو من خبرته بالصدق، أنه كان في سوق نهر
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 291 المعلى، وبين يديه رجل على رأسه قفص زجاج، وهو مضطرب المشي، يظهر منه عدم المعرفة بالحمل، فما زلت أترقب سقوطه. قال: فسقط، فتكسر الزجاج، فبهت الرجل، ثم أخذ عند الإفاقة من البكاء يقول: هذا والله جميع بضاعتي، والله لقد أصابني بمكة مصيبة عظيمة توفي على هذه، ما دخل على قلبي مثل هذه. واجتمع حوله جماعة يرثون لهن ويبكون عليه، وقالوا: ما الذي أصابك بمكة قال: دخلت قبة زمزم، وتجردت للإغتسال، وكان في يدي دملج ثمانون مثقلاً، فخلعته) واغتسلت، وأنسيته، وخرجت. فقال رجل من الجماعة: خذه، له معي سنين. فدهش الناس من إسراع جبر مصيبته. 4 (منازلة ابن تاشفين قرطبة) وفيها نازل الملك علي بن يوسف بن تاشفين البربري مدينة قرطبة وحاصرها، وأذل الناس، فذللوا له، وبذلوا له أموالاً عظيمة، حتى ترحل عنهم. وكانوا قد خرجوا عليه لكونه بعث على نيابه قرطبة قائداً ظالماً، فأراد عبد من عبيده أن يكره امرأة ويضطهدها علانية، فضربه الناس، فآل الأمر إلى قتال، حتى تسوروا على القائد وأخرجوه، بعد أن كادوا يقتلوه. وجرت فتنة عظيمة. وكان البربر في هذه السنين غالبين على الأندلس، وفيهم قلة دين. وقبل سفر ابن تاشفين وقف له بجامع مراكش محمد بن تومرت الفقيه، وكلمه بكلام فج، فقال: أيها الأمير، وإنك حلت بين بصرك وبين الحق، فظلمت التقليد، وقلدت قوماً أكلوا الدينا بالآخرة، وأنا أناظرهم بين يديك، وأصقل نرآتك، حتى تأمر بالاحتياط عليه. وأحضر به جماعة من أهل الأصول والفروع.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 292 4 (سنة ست عشرة وخمسمائة)
4 (مصالحة البرسقي ودبيس بن صدقة) فيها كلم الخيفة الوزير أبا طالب السميرمي في أمر دبيس، وأن في قرية من بغداد خطراً، فنؤثر مقام أقسنقر البرسقي عندنا لنصحه، فوافق السلطان محمود على ذلك. ثم خرج في ربيع الأول من بغداد، وكانت إقامته بها سنة وسبعة أشهر ونصف. وخلع على البرسقي، وكلم في شأن دبيس، فتوجه إلى صرصر، وتصاف العسكران، وانجلت الوقعة عن هزيمة البرسقي، وكان في خمسة الآف فارس، ودبيس في أربعة الآف، بأسلحة ناقصة، إلا أن رجالته كانت كثيرة. ورأى البرسقي في المسيرة خللاً، فأمر بحط خيمته لتنصب عندهم ليشجعهم بذلك، وكان ذلك ضلة من الرأي، لأنهم لما رأوها حطت أشفقوا فانهزموا، وكان الحر شديداً، فهلكت البراذين والهمالج عطشاً، وترقب الناس من دبيس الشر، فلم يفعل، وأحسن السيرة، وراسل الخيفة وتلطف، وتقررت قواعد الصلح. 4 (وزارة الزينبي) ثم جرت أمور، وولي علي بن طراد الزينبي نيابة الوزارة، وعزل ابن صدقة، ولم يؤذ.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 293 4 (وزارة عثمان بن نظام الملك) ثم قدما قاضي القضاة أبو سعد الهروي من العسكر بتحف من سنجر، وأن السلطان محمود قد استوزر عثمان بن نظام الملك، وعول عثمان علي أبي سعد بأن يخاطب الخليفة في أن يستوزر أخاه أحمد بن نظام الملك، وأنه لا يستقيم له وزارة بدار الخلافة. 4 (نزول ابن صدقة حديثة الفرات) فتخير ابن صدقة حديثة الفرات ليكون عند سليمان بن مهارش. فأخرج وخفر، فوقع عليه يوسف الكرامي، وجرت له معه قصص. 4 (وزارة أحمد بن النظام) واستدعى أبو نصر أحمد بن النظام من داره نقيب النقباء علي بن طراد، وابن طلحة، ودخل الخليفة وحده وخرج مسروراً، وخلع عليه للوزارة. 4 (تألم دبيس من معاملة الخليفة له) وفي رمضان بعث دبيس طائفة، فنهبوا أكثر من مائة ألف رأس، فأرسل الخليفة يقبح ما فعل، فبث ا في نفسه، وما يعامل به من الأمور الممضة، منها أنهم ضمنوا له إهلاك عدوه ابن صدقة الوزير، فأخرجوه من الضيق إلى السعة، ومنها أنه طلب إخراج البرسقي من بغداد، فلم يفعلوا، ومنها أنهم وعدوه في حق أخيه منصور أن يطلقوه. وكان قد عصى على السلطان بركيا روق وخطب لمحمد، فلما ولي محمد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 294 صار به بالخطبة، جاءه عند محمد، وقرر مع أخيه أن لا يتعرض لصدقه، وأقطعه الخيفة الأنبار، ودمما، ولفلوجة، وأعطاه واسط، وأذن له في أخذ البصرة، فصار يدل على السلطان الإدلال الذي لا يحتمله، وإذا وقع إليه زاد التوقيع، وطال مقام الرسول على مواعيد لا ينجزها، وأوحش أصحاب السلطان، وعادى البرسقي، وكان أيضاً قد أظهر سب الصحابة بالحلة، فأخذ العميد أبو جعفر ثقة الملك فتاوى فيما يجب على من سب، وكتب المحاضر فيما يتم في بلاد ابن مزيد من ترك الصلوات، وأنهم لا يتعتقدون الجمعة ولا الجماعات، ويتظاهرون بالمحرمات، فكتب الفقهاء بأنه يتعين قتالهم. ثم قصد العميد باب السلطان وقال: إن حال ابن مزيد قد عظمت، وقد قلت فكرته في أصحابك، واستبد بالأموال، وأراه الفتوى وقال: هذا سرخاب قد لجأ إليه، وهو عل غاية من بدعته التي) هي مذهب الباطنية. وكانا قد اتفقا على قلب الدولة وإظهار مذهب الباطنية. 4 (إحتماء سرخاب بابن مزيد) وكان السلطان قد تغير على سرخاب، فهرب منه إل الحلة، فتلقاه دبيس بالإكرام، فراسله السلطان، وطالبه بتسليم سرخاب، فقال: لا أسلم من لجأ إلي، وإن السلطان قصده. فاستشار أولاده، فقال ابنه دبيس: تسلم إلي مائة ألف دينار، وتأذن لي أن أنتقي ثلاثمائة فرس من الإصطبلات، وتجرد معي ثلاثمائة فارس، فإني أقصد باب السلطان، وأعتذر عنك، وأخذمه بالمال والخيل ويقرر معه أن لا يتعرض لأرضك. فقال غيره: الصواب أن لا تصانع من تغيرت فيك نيته. فقال: هذا الرأي. وجمع عشرين ألف فارس، وثلاثين ألف راجل، وتمت وقعة هائلة، ثم قتل صدقة. وقد مر ذلك.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 295 4 (خروج الخليفة لقتال دبيس) ونشأ دبيس، ففعل القبائح، ولقي الناس منه فنون الأذى، وطغى وبغى فنفذ إليه المسترشد يهدده، فتواعد وأوعد، وأرسل، وبعث طلائعه، فانزعج أهل بغداد. فلما كان ثالث شوال صلب البرسقي تسعة، قيل: إنهم مجهزون من دبيس لقتل البرسقي، وعبر البرسقي في ذي القعدة. ونصب الخيفة سرادقه عند رقة ابن دحروج، ونصب هناك الجسر. وبعث القاضي أبا بكر الشهرزوري إل دبيس ينذره. وفي الكلام: وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً. فاحتد وغضب وجمع، فكانت فرسانه تزيد على ثمانية الآف، ورجالته عشرة الآف. ونزل المسترشد بالله راكباً من باب الغربة، ثم عبر في الزبزب، وعليه القباء، والعمامة، وبيده القضيب، وعلى كتفه البردة النبوية، وعلى رأسه طرحة، ومعه وزيره أحمد بن نظام الملك، وقاضي القضاة الزينبي، والنقيبان، والهاشميون، والقضاء، فنزل بالمخيم، وأقام به أياماً 4 (مقتل الوزير السميرمي) وفيها قتل الوزير أبو طالب السميرمي ببغداد 4 (وزارة شمس الملك) وولي وزارة السلطان محمود بعده شمس الملك عثمان بن نظام الملك، فأبطل ما جدده السميرمي من المكوس. 4 (مقتل الأمير جيوش بك) ) وفي رمضان قتل السلطان محمود الأمير جيوش الأمير جيوش بك. وكان تركياً من
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 296 مماليك السلطان محمد، وكان مهيباً شجاعاً. قتله محمود خوفاً، فأمن عائلته. 4 (وفاة إيلغازي) وفيها مات إيلغازي صاحب ماردين، وحلب، وميافارقين. 4 (إقطاع البرسقي واسط وأعمالها) وفيها أقطع السلطان محمود قسيم الدولة البرسقي واسطاً وأعمالها، مضافاً إلى ولاية الموصل، وشحكنيكة العراق. فسير إلى واسط عماد الدين زنكي بن اقسنقر. 4 (الغزنزي الواعظ ببغداد) وفيها وصل إلى بغداد أبو الحسن الغزنوي، فوعظ، وأقبلوا عليه، 4 (ورود أبي الفتوح الإسفرائيني بغداد) ثم ورد بعد أبو الفتوح الإسفرائيني، ونزل بربا أبى سعد، وتكلم بمذهب الأشعري، ثم سلم إليه رباط الأرجوانية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 297 4 (سنة سبع عشرة وخمسمائة)
4 (الحرب بين المسترشد ودبيس) في أولها رحل المسترشد بالله، ثم نزل بقرية تعرف بالحديثة من نهر الملك، وأتاه البرسقي وجماعة من الأمراء، وحلفوا على المناصحة والمبالغة في الحرب. وقرأ محمد بن عمر الأهوزاي على المسترشد جزء ابن عرفة وهو سائر. ثم سار إلى النيل. ورتب البرسقي بنفسه الجيش صفوفاً، فكانوا نحو الفرسخ عرضاً، وجعل بين ك ل صفين مجالاً للخيل، ووقف الخيفة في موكبه من ورائهم، بحيث يراهم: فرتب دبيس عسكره صفاً واحداً، والرجالة بين يدي الفرسان بالتراس الكبار، ووقف في القلب، ومنى عسكره، ووعدهم نهب بغداد. فلما تراءى الجمعان حملت رجاله دبيس، وكان قد استصحب معه القيان والمخانيث بالدفوف والزمر يحرضون عسكره، ولم يسمع في عسكر الخليفة إلا القرآن والكر والدعاء، فحمل عنبر الكردي على صنف الخليفة، فتراجعوا وتأخروا، ثم جرد الخليفة سيفه وصعد على تل، فقال عسكر دبيس إن عنبراً خامر، فلم يصدق، فلما رأى المهد والعلم والموكب قد صعدوا أيقن غدر) عنبر بن أبي العسكر، فهرب ووقعت الهزيمة. وعبر دبيس الفرات بفرسه،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 298 وأدركته الخيل، ففاتهم، فقيل: إن عجوزاً هناك قالت: دبيس دبير خبيث. فقال: دبير من لم يجيء. وقتل خلق من رجالته، وأسر خلق كبير. وقتل ممن عسكر الخليفة عشرون فارساً، وعاد منصوراً. 4 (بناء سور بغداد) ودخل بغداد يوم عاشوراء. وأمر بجباية الأموال ليعمل سوراً على بغداد، فجبى شيء كثير، ثم أعيد إليهم، فعظم دعاؤهم له، وشرعوا في عمل السور في صفر. وكان كل جمعة يعمل أهله محلة يخرجون بالطبول والخيالات. 4 (ختان أولاد الخيفة) وعزم الخليفة على ختان أولاده وأولاد إخوته، فكانوا اثنا عشر صبياً، فغلقت بغداد، وعمل الناس القباب، وعملت خاتون قبة باب النوبي، وعلقت عليها من الديباج والجواهر ما أدهش الأبصار، وعملت قبة على باب السيد العلوي، عليها غرائب الحلي والحلل، من ذلك ستران من الديباج الرومي، طول الستر نحو عشرين ذراعاً، على الواحد اسم المتقي لله، وعلى الآخر اسم المعتز بالله، وبقوا أسبوعاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 299 4 (أعمال دبيس المنكرة) وجاء الخبر أن دبيس ذهب إلى غزية، فدعاهم إلى الشقاق، فقالوا: ما عادتنا معاداة الملوك، فذهب إلى بني المنتفق، فخالفوه، وقصد البصرة، وكبس مشهد طلحة على مال وجعلوا على ل رأس شيئاً. 4 (القبض على الوزير شمس الملك) وفيها قبض السلطان محمود على وزيره شمس الملك عثمان بن نظام الملك، لأن سنجر طلبه منه، فقال أبو نصر المستوفي له: متى ذهب إلى سنجر لم تأمنه، فاقتله وابعث برأسه. فقتله وبعث إلى الخليفة ليعزل أخاه، فانقطع في منزله، وناب في الوزارة علي بن طراد. 4 (وزارة ابن صدقة) ثم طلب الوزير ابن صدقة من الحديثة، فأخضر، واستوزر في ربيع الآخر. 4 (استيلاء الأميربن بهرام على حران) وفيها استيلاء الأميربلك بن بهرام بن أرتق على حران، وسار منها فنزل على حلب وضيق) عليها، وبها ابن عمه بدر الدولة سليمان بن عبد الجبار،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 300 فسلمها إليه بالأمان، فدخلها وتزوج بنت الملك رضوان. 4 (التدريس في نظامية بغداد) وقدم ابن الباقرحي ومعه كتب محمود وسنجر بتدريس نظامية بغداد. ثم وصل في شعبان أسعد المهيني بتدريسها، وصرف ابن الباقرحي. 4 (موت ابن قراجا صاحب حماه) وفيها سار محمود بن قراجا صاحب حماه إلى حصن فامية، ونهب ودخلها، فأصابه سهم، وعاد فمرض ومات، وكان ظالماً جائراً، فاستولى طغتكين صاحب دمشق على حماه، ورتب بها والياً وعسكراً. 4 (مقتل بلك صاحب حلب) وفيها التقى بلك صاحب حلب بالفرنج، فهزمهم وقتل منهم خلقاً، وعاد إلى منبج فحاصرها وبها الأمير حسان، فأتاه سهم غرب قتله. 4 (تحول تمرتاش عن حلب) وتسلم حسام الدين تمرتاش حلب فسكنها، رتب بها نوابه، ثم سار إلى ماردين لأنه رأى الشام في بلاء وحروب مع الفرنج مستمرة، وكان يحب الفاهية والراحة، فأخذت حلب منه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 301 4 (سنة ثمان عشرة وخمسمائة)
4 (ظهور الباطنية بآمد) وردت الأخبار بأن الباطنية ظهروا بآمد وكثروا، فنفر إليهم أهل أمد، فقتلوا منهم سبعمائة رجل. 4 (رد شحنكية بغداد إلى برتقش) وردت شحنكية بغداد إلى سعد الدولة برتقش الزكوي، وأمر البرسقي بالعود إلى الموصل. 4 (تأهب الخيفة لمواجهة ابن صدقة) وورد الخبر بان دبيس بن صدقة التجأ إلى الملك طغرلبك أخي السلطان محمود بعد عوده من الشام، وأنهما على قصد بغداد، فتأهب الخليفة، وجمع الجيوش من كل ناحية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 302 4 (الوباء ببغداد والبصرة) ) وجاء الوباء ببغداد وإلى البصرة في ربيع الأول. 4 (زواج الخليفة) وتزوج الخليفة ببنت السلطان سنجر. 4 (قتل جماعة من الباطنية) وفيها أخذ جماعة من الباطنية كانوا قد قدموا في قافلة، فقتلوا في بغداد. قيل: جاءوا لقتل الوزير ابن صدقة والأمير نظر. واخذ في الجملة ابن أيوب قاضي عكبرا ونهب، فقيل: كانت عنده مدارج من كتب الباطنية، وأخذ آخر كان يعينهم. 4 (القبض على أستاذ الدار) وفيها قبض على ناصح الدولة أستاذ الدار وصودر، وقرر عليه أربعون ألف دينار. 4 (مقتل بلك صاحب حلب) وفيها التقى صاحب حلب بلك بن بهرام هو والفرنج، فهزمهم وقتل منهم خلقاً، وعاد فاصر منبج، وهي لحسان البعلبكي، فجاءه سهم غرب قتله، وكان معه ابن عمته تمرتاش بن إيلغاري، فحمله قتيلاً إلى ظاهر حلب، وتسلمها في ربيه الأول من السنة، واستقر بها. ثم رتب بها نائباً له ورد ورد إلى ماردين لأنه رأى الشام كثيرة الحروب مع الفرنج، وكان يحب الراحة، فلما رد أخذت حلب منه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 303 4 (محاصرة الإفرانح صور) وفيها أخذت الفرنج صور، وكان بها عسكر للعبيديين ونائب إلى سنة ست وخمسمائة، فحاصرتها الفرنج، وخربوا ضياعها، ثم نجدهم صاحب دمشق طغتكين، وأمدهم بما يصلحهم، ولم يقطع منها خطبة المصريين، فبعث إليه صاحب مصر يشكره ويثني عليه، وجهز لها أسطولاً. 4 (القبض على والي صور) واستقام أمرها عشر سنين لأمر مسعود الطغتكيني، لكنه كثرت الشكاية منه، فجاء أصطول من مصر، ومعهم أمر أن يقبضوا على مسعود، فخرج مسعود للسلام على مقدم الأصطول، وطلع إلى الركب، فقبض عليه المقدم، ونزل إلى البلد، فاستولى عيه، وبعث مسعوداً إلى مصر، فأكرموه ورودوه إلى دمشق، فرضي طغتكين بذلك.) 4 (عودة الفرنج لمحاصرة صور وسقوطها) وتحركت الفرنج، وفويت أطماعهم، فرأى المصريون أن يردوا أمرها إلى طغتكين، وراسلوه بذلك، فملكها، ورتب بها الجند، فنازلها الفرنج، وجدوا في الحصار، وقلت بها الأقوات. وسار طغتكين إلى بانياس ليرهب الفرنج، فما فكروا فيه، واستنجد بالمصريين، فما نجدوه، وتمادت الأيام، وأشرف أهلها على الهلاك، فراسل طغتكين ملك الفرنج، على أن يسلمها إليه، ويمكن أهلها من حمل ما يقدرون عليه من الأمتعة، فأجابه إلى ذلك، ووفى بالعهد، وتفرقت أهلوها في البلاد، ودخلها الفرنج في الثلث والعشرين من جمادى الأولى. وكانت من أمنع حصون الإسلام، فإنا لله وإنا إليه راجعون. ودامت في يد الفرنج إل سنة تسعين وستمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 304 4 (عزل البرسقي عن بغداد) وفيها عزل عن بغداد البرسقي، وولي سعد الدولة برتقش الزكوي، لأن المسترشد نفر عن البرسقي، وطلب من السلطان أن يصرفه، فأجابه. 4 (إكرام السلطان لعماد الدين زنكي) وسار عماد الدين زنكي من البصرة، وكانت إقطاعه، إلى خدمة السلطان محمود، فأكرمه ورده على إمرة البصرة. 4 (ملك البرسقي حلب) وفي ذي الحجة ملك البرسقي مدينة حلب، وكانت الفرنج لما ملكوا صور طمعوا، وقويت نفوسهم، ثم وصل إليهم دبيس بن صدقة، قبحه الله، فطمعهم أيضاً في المسلمين، وقال: إن أهل حلب شيعة، ويميلون إلي، ومتى رأوني سلموها إلي، فاكون نائباً لكم. فساروا معه، وحاصروا حصاراً شديداً، فاستنجد أهلها بالبرسقي، فسار إليها بجيوشه، فترحل الفرنج عنها وهو يراهم، فلم يهجمهم، ودخل حلب وتب أمرها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 305 4 (سنة تسع عشرة وخمسمائة)
4 (القبض على دبيس) في صفر برز الخليفة إلى صحراء الشماسية بجيوشه، ثم رحل فنزل الدسكرة. وجاء دبيس وطغرلبك فدبروا أن يكبسوا بغداد ليلاً، ويحفظ دبيس المخايض، وينهب طغرلبك بغداد، فمرض طغرلبك تلك الليلة، وجاء المطر، وزاد الماء، وضج الناس بالإبتهال إلى الله تعالى،) وأرجف عند الخيفة بأن دبيساً دخل بغداد، فرحل مجداً إلى النهروان، فلم يشعر دبيس إلا برايان الخليفة، فلما رآها دهش، وقبل الأرض، وقال: أنا العبد المطرود، أما أن يعفى عن العبد المذنب، فلم يجبه أحد، فأعادو القول والتضرع، فرق له الخليفة، وهم بالعفو عنه، فصرفه عن ذلك الوزير أبو علي بن صدقة، وبعث الخليفة نظر الخادم إلى بغداد بالبشارة، ونودي في البلد بأن يخرج العسكر لطلب دبيس، والإسراع مع الوزير ابن صدقة. ودخل الخليفة. وسار دبيس وطغرلبك إلى سنجر مستجيرين به، هذا من أخيه، وهذا من الخليفة، فأجارهما، وليسا عليه فقالا: قد طردنا الخليفة وقال: هذه البلاد لي. فقبض سنجر على دبيس وسجنه خدمة للخليفة. 4 (شكوى برتقش من الخليفة) في رحب راح سعد الدولة برتقش، فاجتمع بالسلطان خالياً وأكثر
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 306 الشكوى من الخليفة، وحقق عنده أنه يطلب الملك، وأنه خرج من بيته نوبتين وكسر من قصده، وإن لم يفكر في حسم ذلك اتسع الخرق. وسترى حقيقة ذلك إذا دخلت بغداد. والذي يحلمه على ذلك وزيره. وقد كاتب أمراء الأطراف، وجمع الأكراد والعرب. فحصل في نفس محمود ما دعاه إلى المجيء إلى بغداد. 4 (رواية ابن الجوزي عن قتل آقسنقر) وفيها قتلت الباطنية بالموسل آقسنقر البرسقي في مقصورة الجامع، فيما ذكر ابن الجوزي. والصحيح سنة عشرين. 4 (كسرة الفرنح للبرسقي) وفيها قدم البرسقي فنازل كفرطاب، وأخذها من الفرنج، ثم عمل مصافاً مع الفرنج، وكانوا خلقاً، فكسروه، وقتلوا نحوا الألف من المسلمين، وأسروا خلقاً. 4 (هزيمة المسلمين أمام بغدوين) زفيها جمع بغدوين الصغير صاحب القدس وحشد، وأغار على حوران، فخرج لحربة طغتكين في خلق كثير وتركمان قدموا للجهاد، وخلق من أحداث دمشق، من المرج، والغوطة بالعدد التامة، فالتقوا بمرج الصفر، فحملت الملاعين على المسلمين، فهزموهم إلى عقبة سحوراء، وقتلوا أكثر الرجالة، وما نجا إلا من له فرس جواد. وجاء طغتكين وقد أسرت أبطاله، وما شك) الناس أن الفرنج يصبحون البلد، فحازوا الغنائم والأسرى ورجعوا، فلا قوة إلا بالله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 307 4 (منازلة ابن ردمير بلاد الأندلس) وفيها عسكر اللعين ابن ردمير الذي استولى على شرق الأندلس في جيش بأربعة الآف فارس بفاوة من سرقطية، ثم عل بلنسية، ثم مرسية، ومر على جزيرة شقير، فنازلهم أياماً. وكان على الأندلس تميم بن يوسف بن تاشفين، ومقامه بغرناطة، فجمع الجيوش. والتف على ابن أردمير سواد عظيم من نصارى البلاد، فوطيء بلاد الإسلام يغير وينهب. وقصده المسلمون، فالتقوا، فأصيب خلق من المسلمين وغاب ابن أردمير في بلاد الإسلام أكثر من سنة، ورجع بغنائم لا تحصى.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 308 4 (سنة عشرين وخمسمائة)
4 (كتاب سنجر إلى السلطان محمود) لما علم السلطان محمود بقتال الخليفة لطغرلبك فرح، وكاتب الخليفة وقال: قد علمت ما فعلت لأجلي، وأنا خادمك. وتراسلا بالأيمان والعهود عل أنهما ينقصان على سنجر، فعلم سنجر، وبعث إلى محمود يقول: أنت صبي، والخليفة قد عزم على أن يمكر بك وبي، فإذا اتفقتما علي ففرغ مني، عاد إليك، فلا تصغ إليه. وأنا فما لي ولد ذكر، وأنت لما ضربت معي مصافاً فظفرت بك، لم أسيء إليك وقتلت من كان سبباً لقتالنا، وأعدتك إلى السلطنة، وجعلتك ولي عهدي، وزوجتك ابنتي، فلما توفيت زوجتك الأخرى، فسر إلى بغداد بالعساكر، وأمسك الوزير أب صدقة، واقتل رؤوس الأكراد وخذ آلة السفر التيعلمها، وتقول للخليفة: ما تحتاج إلى هذا، أنا سيفك وخادمك، فإن فعل وإلا أخذته بالشدة، وإلا لم يبق لي ولا لك معه أمر. وبعث إليه رجلاً، وقال: هذا يكون وزيرك. فثنى عزمه. 4 (انزعاج الخليفة من قدوم السلطان إلى بغداد) فكتب صاحب الخبر إلى الخليفة بذلك، فنفذ الخليفة إليه سديد الدولة ابن الأنباري يقول له: ينبغي أن تتأخر في هذه السنة لقلة الميرة. فقال: لا بد لي من المجيء وتوجه. فلما سمع الخيفة نفذ رسولاً وكتاباً إلى وزير السلطان، يأمره برد السلطان عن المجيء، فأبى، أجاب بجواب ثقل سماعه على الخيفة، وشرع ف يعمل آلة القتال، وجمع الجيش. ونودى ببغداد في ذي القعدة بعبور الناس إلى الجانب الغربي، وازدحم الخلق، وبعد أيام بدا
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 309 للخليفة وقال: أنا) أخلي البلد له، وأحقن دماء المسلمين ونودي بالعبور إلى الجانب الشرقي، واشتدت الأمطار حتى كادت الدور أن تغرق، وانتقل الخليفة إلى مخيمه بالجانب الغربي تحت الرقة، فعرف السلطان، وقرب ن بغداد، فبعث برتقش الزكوي، وأسعد الطغرائي، فذهبا إلى الخيفة، وأديا رسالة السلطان وتألمه من إنزعاج الخليفة. ثم حشيا في آخر الرسالة، فقال المسترشد: أنا أقول به يجب أن تتأخر في هذه السنة، ولا يقبل، ما بيني وبينه إلا السيف. وقال لبرتقش: أنت كنت السبب في مجيئه وأنت أفسدته. وهم بقتله، فمنعه الوزير وقال: هو رسول. فرجعا بكتاب الخيفة وبالسالة، فاستشاط غضباً، وأمر بالرحيل إلى بغداد. 4 (صلاة الخليفة بالناس يوم الأضحى) وفي يوم الأضحى نصبت خيمة عظيمة، وصلى المسترشد الخليفة بالناس، وكان المكبرون خطباء الجوامع ابن الغريق، وابن المهتدي، وابن التريكي. وصعد المنبر، ووقف ولي عهده الراشد بالله دونه، وبيده سيف مشهور، فقال: الله أكبر، ما سحت الأنواء، وأشرق الضياء، وطلعت ذكاء، وعلت على الأرض السماء، الله أكبر، ما همع سحاب، ولمع سارب، وأنجح طلاب، وسر قادم بإياب. وذكر خطبة بليغة، ثم جلس، ثم قام فخطب وقال: اللهم أصلحني في ذريتي، وأعني على ما وليتني، وأودعني شكر نعمتك، ووفقتي وانصرني. فلما أنهاها وتهيأ للنزول بدره أبو المظفر محمد بن أحمد بن عبد العزيز الهاشمي فأنشده: (عليك سلام الله يا خير من علا .......... على منبر قد حف أعلامه النصر)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 310 (وأفضل من أم الأنام وعمهم .......... بسيرته الحسنى وكان له الأمر)
(وأفضل أهل الأرض شرقاً ومغرباً .......... ومن جده من أجله نزل القطر)
(لقد شرفت أسماعنا منك هطبة .......... وموعظة فضل يلين لها الصخر)
(ملأت بها كل القلوب مهابة .......... فقد رجفت من خوف تخويفها مصر)
(وزدت بها عدنان مجداً مؤثلً .......... فأضحى لها بين الأنام بك الفخر)
(وسدت بني العباس حتى لقد غدا .......... تباهي بك السجاد والعلم البحر)
(فلله عصر أنت فيه إمامه .......... ولله دين أنت فيه لنا الصدر)
(بقيت على أليام والملك كلما .......... تقادم عصر أنت فيه أتى عصر)
(وأصبحت بالعيد السعيد مهنئاً .......... تشرفنا فيه صلاتك والنحر) ) ونزل، فنحر البدنة بيده، وكان يوماً لم ير مثله من دهره. ثم دخل السرادق، ووقع البكاء على الناس، ودعوا له بالنصر، وجعمت السفن جميعها على الجانب الغربي، وانقطع عبور الناس بالكلية. 4 (وصول السلطان إلى حلوان) وبلغ السلطان حلوان، فأرسل من هناك الأمير زنكي إلى واسط، فأزاح عنها عفيف الخادم، فلحق بالخليفة، ولم يبق بالجانب الشرقي سوى الحاجب لحفظ دار الخلافة، وسدت أبوابها كلها سوى باب النوبى، ونزل السلطان بالشماسية في ثامن عشر ذي الحجة، ونزل عسكره في دور الناس. وترددت
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 311 الرسل إلى الخليفة تتلطف به، وتطلب الصلح وهو يمتنع ثم وقف عسكر السلطان بالجانب الشرقي، والعامة بالجانب الغربي يسبون الأتراك، ويقولون: يا باطنية، ما ملاحدة. عصيتم أمير المؤمنين، فعقودكم باطلة وأنكحتكم فاسدة: وتراموا بالنشاب. 4 (وصول ابن ردمير إلى قرب قرطبة) ظفيها عاث ملك الفرنج بان ردمير، لعنه الله، بالأندلس، وشق بلاد المسلمين جميعها، وسبى ونهب، حتى انتهى إلى قرب قرطبة، فحشد المسلمون وقصدوه، فكبسهم وقتل منهم مقتلة، ثم عاد نحو بلاده، وهو الذي كسر المسلمين أيضاً سنة أربع عشرة وخمسمائة. ثم حاصر سنة ثمان وعشرين مدينة أفراغه، وأهلكه الله. 4 (هياج الإسماعيلية بخراسان) وفيها هاجت الإسماعيلية بخراسان، ونصر عليهم عسكر سنجر، وقتلوا منهم مقتلة كبيرة. 4 (مقتل البرسقي) وفيها قتل البرسقي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 312 4 (تكاثر الإسماعيلية بالشام) وفيها كثرت الإسماعيلية بالشام، وكان الناس والكبار يخافونهم، فرأى طاهر بن سعد الدين المزدقاني من المصلحة أن يسلم إلى رئيسهم بهرام حصناً، فأعطاه طغتكين بانياس وتأمل الناس 4 (وقعة مرج الصفر)
4 (استفحال الباطنية بحلب والشام) ) وفيها استفحل أم ربهرام داعي الباطنية بحلب والشام، وعظم الخطب وهو على غاية الاختفاء، يغير الزي، ويطوف البلاد والقلاع، ولا يعرف إلا أن حصل بدمشق بتقرير قرره إيلغازي بن أرتق مع طغتكين، فأكرم اتقاء لشره، وما كذب العناية به، فتبعه جهلة وسفهاء من العامة وأهل البر وتحزبوا معه. ووافقه الوزير طاهر بن سعد المزدقاني، وإن لم يكن عل عقيدته. وأعانه على بث شره، وخفى سره ليكون عوناً له. ثم التمس من طغتكين حصناً يحتمي بهن فأعطاه بانياس سنة عشرين هذه، فصار إليها يجمع إليها أوباشا اسغواهم محالة وخداعة، فعظمت البلية بهم، وتألم العلماء وأهل الدين، وأحجموا عن الكلام فيهم بالتعرض لهم، خوفاً من شرهم، لأنهم قتلوا جماعة من الأعيان، بحيث لا ينكر عليهم ملك ولا وزير، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 313 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)
5 (الطبقة الثانية والخمسون وفيات)
4 (وفيات سنة إحدى عشرة وخمسمائة)
4 (حرف الألف) أحمد بن إبراهيم بن أحمد. أبو جعفر بن إبراهيم بن أحمد. أخذ عن: أبي جعفر أحمد بن رزق. وسمع الكثير من: حاتم بن محمد. وشوور في الأحكام. وولي خطابه قرطبة. توفي في جمادى الآخرة وله أربع وستون سنة. أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الحق. أبو جعفر الخزرجي القرطبي المقريء. روى عن: أبى القاسم الخزرجي، وأبي عبد الله الطرفي المقرئين ونظرائهما. وقرأ على الأستاذ مكي بن أبي طالب أحزاباً من القرآن. وأقرأ الناس دهراً. وعمر وعاش تسعين سنة، وتوفي في ربيع الأول. قال ابن بشكوال: جالسته وأنا صغير.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 314 أحمد بن محمد بن عبد الله. أبو الوفا بن الخضر، الكاتب، المحدث. سمع الكثير بنفسه، وكتب وعلق. روى عن: أبي نصر الزينبي، وعاسم بن الحسن فمن يعجهما بحيث أنه أكثر عن أصحابه الجوهري. روى عنه: الحسين بن خسرو السلفي. وله شعر جيد. أحمد العربي. الرجل الصالح. رأى أبا الحسن القزويني، وقرأ عليه شيئاً من القرآن. ذكره أحمد بن صالح فقال: ولي لله، حزر الجمع في جنازته بمائة ألف. وصلى عليه أبو الحسين بن الفراء بوصية منه. ودفن بقرب قبر معروف، وكان من المنطقين الملهمين، ومن بقايا ببغداد. توفي في رمضان. قال المبارك بن كامل الحمصي: ممن حضره ينيف على سبعين ألفاً. أسعد بن طبيب خراسان عبد الرحمن بن علي بن أبي صادق أبو الفضل النيسابوري الطيب. كان أبوه جالينوس زمانه. سمع أسعد من: أبي عثمان البحيري، وأبي سعد الكنجروذي. قال أبو سعد السمعاني: أسمعني منه والدي حضوراً. وعاش نحواً من ثمانين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 315 4 (حرف الباء) بختيار السلار. نائب طغتكين على دمشق. كان ورعاً نزهاً، ديناً حسن السيرة، وافر الحرمة، أمراً بالمعروف نهاء عن المنكر، كثير المحاسن.) توفي في شعبان، وحزن عليه الناس، وولي شحنكية دمشق بعده ابنه عمر السلار. بغدوين. هو بردويل الفرنجل الطاغية الذي افتتح القدس وغيرها من مدن الشام. وكان شجاعاً مهيباً خبيثاً. وقد استفحل شره، وكثر جنده، فجمع العساكر وسار ليأخذ الديار المصرية من بني عبيد، إلى أن قارب تنيس، فسبح في النيل، فانتقض عليه جرح كان به، فرجع ونزل بداء الموت بالسبخة المعروفة، فمات، فشقوا بطنه، ورموا بحشرته هناك، فهي ترجم إلى اليوم، وحملوه فدفنوه بالقمامة بالقدس في ذي الحجة سنة إحدى عشرة، وكان قد جاء القمص صاحب الرها إلى القدس زائراً، فوصى بغدوين له بالملك من بعده. فبعث يطلب عقد الهدنة مع طغتكين، فسار طغتكين إلى طبرية فنهبها وما حولها، وسار عسقلان، وكاتب المصريين، فجاءته سبعة الآف فارس، وأقاموا بعسقلان شهرين، ولم يؤثروا في الفرنج، ورجع طغتكين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 316 4 (حرف الحاء) الحسين بن أحمد. أبو عبد الله بن الشقاق البغدادي. لم يكن له نظير في الفرائض ببغداد، ولا في الحساب. روى عنه خطيب الموصل من شعره. وعليه تفقه أبو حكيم الخبري، وغيره. وممن روى عنه: ابن ناصر، أبو طالب بن العجمي الحلبي، والسلفي، وقال: كان آية من آيات الزمان، ونادرة من نوادر الدهر. قال ابن النجار: وسمع من أبي الحسين بن المهتدي بالله، وكان شقاقاً للقرون للعشي. قرأ الفرائض والحساب على الخبري، وعبد الملك بن إبراهيم الهمذاني. ومات في ذي الحجة عن إحدى وسبعين سنة. الحسين بن محمد بن الحسين. الوزير أبو منصور ابن الوزير الكبير أبي شجاع الروذراوري، ثم البغدادي. وزر أبوه للمقتدي، ووزر هو للمستظهر سنة ثمان وخمسمائة. ثم خرج إلى إصبهان، فمات بها.) ذكره ابن الدبيثي. 4 (حرف العين) عباد بن محمد بن المحسن.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 317 أبو القاسم الجعفري الإصبهاني. من بيت شرف وتقدم. سمع تفسير أبي الشيخ أب أبي أحمد محمد بن علي ابن المكفوف، عن مؤلفه. وسمع: أبا سعد عبد الرحمن بن عمر الصفار، وعلي بن مهران. قال السمعاني: أجاز لنا في ذي القعدة سنة عشرة. قلت: لعل السلفي سمع منه. عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن صابر بن عمر. المحدث أبو محمد السلمي الدمشقي، ويعرف بابن سيده. سمع: أبا القاسم بن أبي العلاء، وأبا عبد الله بن أبي الحديد، وأبا الفتح نصراً المقدسي، وخلقاً بعدهم. قال ابن عساكر: سمعنا بقراءته الكثير، وكان ثقة متحرزاً. ولد سنة إحدى وستين وأربعمائة. قلت: روى عنه الحافظان: السلفي، وابن عساكر. وتوفي في رمضان. وهو والد أبي المعالي عبد الله. قال السلفي: كان قاريء الحديث بدمشق، وكان ثقة، سيء الخلق، بخيلاً بالإفادة. عبد الرحيم بن يحيى بن إسماعيل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 318 أبو الفضائل الأموي العثماني الديباجي. روى عن جده لأمه أبي حفص البوصيري. وعنه: ولده أبو محمد عبد الله العثماني. ورخه ابن المفضل، وقال: تكلم في سماعه. علي بن أحمد بن كرز. أبو الحسن الأنصاري الغرناطي المقريء. روى عن: أبي القاسم بن عبد الوهاب المقريء، وغانم بن دليل، وأبي عبد الله بن عتاب،) وجماعة. وعني بالإقراء وسماع العلم. وكان ثقة فاضلاً. 4 (حرف الغين) غانم بن محمد بن عبيد الله بن عمر بن أيوب بن زياد. أبو القاسم بن أبي نصر الإصبهاني البرجي. وبرج قرية من قرى إصبهان. سمع أبا نعيم، من ذلك مسند الحارث بن أبي أسامة، أنبا ابن خلاد النصيبي، ولأبي نعيم فوت معروف. وسمع من ابن فاذشاه وأجاز له: أبو علي بن شاذان، وأبو القاسم بن بشران، والحسين بن شجاع الموصلي أجازوا له في سنة تسع عشرة وأربعمائة والحسين بن إبراهيم الحمال.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 319 وعاش تسعين سنة أو نحوها. روى عنه: السلفي، وأبو بكر محمد بم منصور السمعاني، وأبو العلاء الحسن بن أحمد العطار، ومعمر بن الفاخر، وأبو طاهر محمد بن محمد السنجي، وأبو موسى المديني، وأبو سعد محمد بن عبد الواحد الصائغ الحفاظ والفضل بن القاسم الصيدلاني، مسعود بن أبي منصور الجمال، ومحمد بن عبيد بن الشيخ أبي علي الحداد. وآخر من روى عنه بالإجازة أبو المكارم اللبان. قال السمعاني: أجاز لي، وهو شيخ صالح، سديد، ثقة، مكثر. عمر العمر الطويل، وكان من تلاميذ محمد الخابوطي. سمع: أبا نعيم، وابن فاذشاه، والفضل بن محمد القاشاني، ومحمد بن عبد الله بن شهريار، وعمر بن محمد بن عبد الله بن الهيثم، وأبا الفتح محمد بن عبد الرزاق بن أبي الشيخ. ومن مسموعه مسند الطيالسي، من أبي نعميم، وسمع الحلية سوى أجزاء من موضعين، وجزء محمد بن عاصم، وجزء الجابري. ثم سمى السمعاني عدة مرويات. قال أبو موسى: وفاته في سابع وعشرين ذي القعدة. وسأله أبي عن مولده فقال في ذي القعدة سنة. 4 (حرف الميم) ) محمد بن أحمد بن عبد الله بن فاذويه. أبو الفضل ابن العجمي الواسطي البزاز.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 320 سمع: أبا الحسن بن مخلد، والحسن بن أحمد الغندجاني. وببغداد من: ابن المسلمة، وابن النقور. وروى الكثير. روى عنه: أبو طالب الكتاني المحتسب، وهبة الله بن نصر الله بن الجلخت، وأحمد بن سالم البرجويي، وعدة. وأملي بجامع واسط. وثقة أبو الكرم الحوزي، وأثنى على فهمه. توفي بواسط في صفر. محمد بن الحسن بن عبد الله بن باكبر. الكاتب الشيعي. تولى في الأعمال السلطانية. وسمع: الحسن بن علي الشاموخي بالبصرة، وعبد السلام بن سالبة الصوفي بفارس، سمع منه تفسير النقاش، بروايته عن أبي القاسم علي بن محمد الزيدي الحراني، عنه. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وهبة الله بن محمد بن مميك الشيرازي. قال ابن ناصر: حاله أشهر من أن يذكر، صاحب المظالم، لا تحل الرواية عنه. توفي في ربيع الأول عن بضع وثمانين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 321 محمد بن سعيد بن إبراهيم بن سعيد بن نبهان. أبو علي الكاتب. من أهل الكرخ. سمع: أبا علي بن شاذان، وبشر بن الفاتني، وابن دوما النعالي، وجده لأمه أبا الحسين الصابيء. وطال عمره، وألحق الصغار بالكبار. روى عنه: حفيده محمد بن أحمد، ومحمد بن جعفر بن عقيل، وأبو ظاهر بن سلفة، ودهيل بن) كاره، وعيسى بن محمد الكلوذاني. وآخر من روى عنه عبد المنعم بن كليب. ذكره ابن السمعاني فقال: شيخ عالم فاضل مسن، من ذوي الهيئات. وهو آخر من روى عن ابن شاذان، ولي منه إجازة. وقال ابن ناصر: كان فيه تشيع، وكان سماعه صحيحاً. وبقي قبل موته بسنة ملقى على ظهره لا يعقل، من قرأ عليه في تلك الحال فقد أخطأ وكذب
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 322 عليه، فإنه لم يكن يفهم ولا يعقل ما يقرأ عليه من أول سنة إحدى عشرة. وسمعته يقول: مولدي سنة إحدى عشرة وأربعمائة. ثم سمعته مرة أخرى يقول: سنة خمس عشرة. فقلت له ذلك، فقال: أردت أن يدفع عني العين، وإلا فمولدي سنة إحدى عشرة. وقال ابن السمعاني: سمعت أبا العلاء بن عقيل يقول: كان شيخنا ابن نبهان إذا مكث عنده أصحاب الحديث وطولوا قال: قوموا، فإن عندي مريضاً. بقي على هذا سنتين، فكانوا يقولون: مريض ابن نبهان لا يبرأ. توفي ابن نبهان ليلة الأحد السابع عشر من شوال، وقد استكمل مائة سنة. قال ابن النجار: وقرأ بخط ابن ناصر: كان ابن نبهان قد بلغ ستاً وتسعين سنة، وسمعه جده هلال بن المحسن من ابن شاذان أول أمره على معاملة الظلمة، وكان رافضياً، وقد تغير في سنة إحدى عشرة. قال: والصحيح أن مولده سنة خمس عشرة، وكذلك وجد بخط الحميدي. وذكر ابنه، وجده بخط جده ابن الصابيء. محمد بن علي بن طالب. أبو الفضل البغدادي الخرقي الحنفي، ويعرف بابن زبيبا.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 323 حدث عن: علي بن المذهب، وأبي المذهب، وأبي بكر بن بشران، وأبي حفص بن أبي طالب المكي، وأبي محمد الجوهري. وتوفي في شوال. قال ابن ناصر: كان كثير السماع، ولم يكن في دينه مرضياً. كان يذهب إلى أن النجوم هي المدبرة للعالم. لا تجوز الرواية عنه.) قلت: وكان بزازاً، أجاب لابن كليب. وروى عنه: الصائن ابن عساكر، وأبو المعمر المبارك بن أحمد. المبارك بن طالب. الإمام أبو السعود الحلاوي الحنبلي صاحب الزاهد أبي منصور الخياط. سمع: ابن هزارمرد، وأبا علي بن البنا. وتلا على ابن البنا، على الخياط. سمع منه: ابن ناصر، وغيره. وكان أماراً بالمعروف، زاهداً، وحسن التلاوة. مات في ربيع الأول. 4 (حرف النون) نصر بن أحمد بن إبراهيم بن أسد بن أحمد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 324 أبو الفتح الحنفي الهروي. وساق السمعاني نسبه إلى حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل. وقال: هو من أهل العلم والسداد والصلاح. أفنى عمره في كتابه العلم. حدث بالكثير، وتفرد بالرواية الكثيرة. سمع: أباه، وجده أبا العباس إبراهيم، وجده لأمه منصور بن إسماعيل الحنفي، وأبا عثمان سعيد بن العباس القرشي، وإسحاق بن أبي إسحاق القراب، وعبد بن محمد بن عيسى، ومحمد بن الفضيل الفضيلي. وحدثني عنه جماعة بهراة، ومرو، وبوسنج. ولد سنة تسع عشرة وأربعمائة، ومات بهراة في سابع شعبان. قلت: هذا كان مسند تلك الديار في عصره. وقد مر أيضاً في سنة عشر، ولكن هذا أصح. 4 (حرف الهاء) هبة الله بن المبارك بن عبد الجبار بن الطيوري. الأخرس. سمعه أبوه من أبي الحسين بن الزينبي. وتوفي رحمه الله في شوال. هبة الله بن المبارك بن أحمد. أبو المعالي ابن الدواتي الكاتب.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 325 من أهل باب المراتب. كان ينسخ بالأجرة. سمع: ابن غيلان، وأبا الحسين التوزي، وأبا الحسن القزويني، والبرمكي. قال ابن ناصر: لم يكن في دينه بذاك، وكان يتهم بالرفض والإعتزال. وكان جمع نحو مائتي دينار، وهو يظهر الفقر، فأخذت منه في الحمام وبقي متحسراً عليها. وترك من كان يحسن إليه مراعاته. أخبرني جماعة أنه لم ير في جمعة قط في الجامع. 4 (حرف الياء) يمن. أبو الخير مولى المستطهر بالله. كان مهيباً وقوراً، سمحاً، جواداً، فطناً، ذا رأي ومعرفة، ولي إمرة الحاج، ونفذ رسولاً غير مرة إلى السلطان. وسمع: أبا عبد الله النعالي. وحدث بإصبهان. وكان يلقب أمير الجيوش. توفي في ربيع الآخر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 326 4 (وفيات سنة اثنتي عشرة وخمسمائة)
4 (حرف الألف) أحمد المستظهر بالله. أمير المؤمنين أبو العباس ابن المقتدي بالله أمير المؤمنين أبي القاسم عبد الله ابن الأمير محمد الذخيرة ابن القائم بأمر الله أبي جعفر عبد الله ابن القادر بالله أحمد بن إسحاق بن المقتدر بالله جعفر بن المعتضد الهاشمي العباسي. بويع بالخلافة بعد موت المقتدي في ثامن عشر المحرم سنة سبع وثمانين، وعمره ستة عشر عاماً وشهران، فإن ولد في شوال سنة سبعين، وصلى بالناس الظهر، ثم صلى على والده. وكان ميمون الطلعة، حميد الأيام. وزر له أبو منصور بن محمد بن جهير.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 327 وولي القضاء له) أبو بكر بن المظفر الشامي قليلاً، ومات فولي بعده القضاء أبو الحسن علي بن محمد بن علي الدامغاني. ووزر له بعد عميد الدولة أبي منصور سديد الدولة أبو المعالي الإصفهاني، ثم زعيم الرؤساء أبو القاسم علي بن عميد الدولة بن جهير، ثم مجد الدين أبو المعالي هبة الله بن المطلب، ثم نظام الدين أبو منصور الحسين بن أبي شجاع الوزير. قال ابن الأثير: كان لين الجانب، كريم الأخلاق، يسارع في أعمال البر، وكانت أيامه أيام سرور للرعية، فكأنها من حسنها أعياد. وكان حسن الخط، جيد التوقيعات، لا يقاربه فيها أحد، يدل على فضل غزير، وعلم واسع. ومات بعلة التراقي، وهي دمل تطلع في الحلق. وكان سمحاً جواداً. قال ابن الجوزي: كان حافظاً للقرآن، محباً للعلماء والصالحين، منكراً للظلم. ومن شعره: (أذاب حر الهوى في القلب ما جمدا .......... لما مددت يدي إلى رسم الوداع يدا)
(وكيف أسلك نهج الاصطبار وقد .......... أرى طرائق مهوى الهوى قددا)
(إن كنت انقض عهد الحب في خلدي .......... من بعد حبي، فلا عاتبتكم أبداً) وكانت خلافته خمساً وعشرين سنة وثلاثة أشهر وأياماً ولم تصف له الخلافة، بل كانت أياماً مضطربة، كثيرة الحروب. وغسله شيخ الحنابلة ابن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 328 عقيل، وصلى عليه ابنه المسترشد بالله الفضل، وخلف من الأولاد هذا، والمقتفي لأمر الله، ومحمداً، وعلياً، وأبا طالب العباس، وإبراهيم، وعيسى، وإسماعيل. وتوفيت بعده بقليل جدته أرجوان الأرمنية والدة المقتدي، ولا يعلم خليفة عاشت بعده جدته إلا هو. قال السلفي: قال لي أبو الخطاب ابن الجراح: صليت بالمستظهر بالله في رمضان فقرآت: إن ابنك سرق رويناها عن الكسائي، فلما سلمت قال: هذه قراءة حسنة، فيها تنزيه أولاد الأنبياء عن الكذب. وللصارم مرجاً البطائحي الشاعر فيه: (أصبحت بالمستظهر بن المقتدي .......... بالله بن القائم بن القادر) ) (مستعصماً أرجو نوافل جوده .......... وبأن يكون على العشيرة ناصري)
(فيقر مع كبري قراري عنده، .......... ويفوز من مدحي بشعر سائر) فوقع المستظهر: يخير بين الصلات والإنحدار، أو المقام والإدبار. فاختار الإنحدار. ولمرجا هذا شعر كثير، أكثره في الهجو. توفي أمير المؤمنين إلى رضوان الله في يوم الأربعاء الثالث والعشرين من شهر ربيع الآخر من هذه السنة. أحمد بن محمد بن أحمد بن علي. أبو العباس بن الزوال الهاشمي العباسي المأموني المعدل. سمع: القاضي أبا يعلي، وأبا جعفر ابن المسلمة، وعبد الصمد بن المأمون، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 329 وقد قرأ القرآن على: محمد بن علي الخياط، وأبي علي بن البنا توفي في المحرم عن سبعين سنة. أحمد بن محمد بن عبد السلام بن قيداس. البغدادي، أبو نصر المقريء. سمع: أبا طالب محمد بن الحسين بن بكير، أبا طاهر بن العلاف، وأبا بكر بن بشران. وعنه: أبو محمد بن الخشاب، وأبو العز محمد بن محمد بن الخراساني. ولد سنة أربع وثلاثين. قلت: إن صح مولده، فروايته عن أبي بكر حضوراً غلط. قال أبو الحسن بن الزاغوني: توفي ابن قيداس المقريء بالحريم في جمادى الأولى. وقد قرأ القرآن، وسمع الحديث. أرجوان. وتدعى قرة العين، الأرمنية. والدة الخليفة المقتدي، وجدة المستظهر. عاشت في العز والجاه حتى رأت البطن الرابع من أولادها. وكانت صالحة، كثيرة الصدقة. حجت مرات ولها رباط بمكة، ورباط ببغداد، ولها حشمة وهيبة ومعروف وبر، رحمها الله. عاشت إلى هذا الوقت.) 4 (حرف الباء) بكر بن محمد بن علي بن الفضل بن الحسن بن أحمد بن إبراهيم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 330 العلامة أبو الفضل الأنصاري الجابري، من ولد جابر بن عبد الله البخاري الزرنجري. وزرنجر من قرى بخارى الكبار. ويعرف بشمس الأئمة أبي الفضل. كان فقيه تلك الديار، ومفتي ما وراء النهر. وكان يضرب به المثل في حفظ مذهب أبي حنيفة. قال لنا أبو العلاء الفرضي: كان الإمام على الإطلاق، والموفود إليه من الآفاق. رافق في أول أمره برهان الأئمة سراج الأمة الماضي عبد العزيز بن عمر ابن مازة تفقها معاً على شمس الأئمة محمد بن أبي سهل السرخسي. ولد أبي الفضل في سنة سبع وعشرين وأربعمائة. وسمع الحديث في صغره، وأدرك الكبار. وتفقه أيضاً على شمس الأئمة أبي محمد عبد العزيز بن أحمد الحلوائي، وكان أبوه محمد يروي عن إسماعيل بن أحمد الفضائلي، وغيره. سمع: أباه، وأبا حفص عمر بن منصور بن خنب، وأبا مسعود أحمد بن محمد البجلي، وميمون بن علي الميموني، أبا سهل أحمد بن علي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 331 الأبيوردي، وإبراهيم بن علي الطبري، ويوسف بن منصور السياري الحافظ، وأبا بكر محمد بن سليمان الكاخستوائي. وسمع صحيح البخاري من أبي سهل المذكور. أنبا أبو علي بن حاجب الكشاني. وقال أبو سعد السمعاني: وورد بغداد حاجاً قبل الخمسمائة، وتفرد بالرواية عن جماعة. وكتب لي بالإجازة بمسموعاته. وكان يسمى أبا حنيفة الأصغر. سألوه عن مسألة فقال: كررت عليها أربعمائة مرة. وكانت له معرفة بالأنساب والتواريخ. وثنا عنه جماعة منهم: عمر بن محمد بن ظاهر الفرغاني، وأبو جعفر أحمد بن محمد الحلمي البلخي، ومحمد بن يعقوب نزيل سرخس، وعبد الحليم بن محمد البخاري. تفقه على شمس الأئمة: ابنه عمر، وتوفي ابنه عمر سنة وشيخ
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 332 الإسلام برهان الدين علي بن أبي بكر الفراغاني، وجماعة. وتوفي في تاسع عشر شعبان. الحسن بن عمر بن الحسن بن عمر. أبو القاسم الهوزني الإشبيلي.) روى عن: أبيه، وأبي محمد بن الباجي، وأبي عبد الله بن منصور وحج، وسمع بالمهدية من: عبد الله بن منصور الحضرمي. وبمصر من: محمد بن بركات. وأجاز له أبو عمر بن عبد البر، وأبو محمد بن وليد. وكان فقيهاً مشاوراً، فاضلاً، رحل الناس إليه. وتوفي في ذي القعدة. وكان مولده في سنة خمس وثلاثين وأربعمائة. الحسين بن محمد بن علي بن الحسن. نور الهدى أبو طالب الهاشمي العباسي الزينبي، الفقيه الحنفي، رئيس الطائفة الحنفية. كان إمام معظماً كبير الشأن، مكرماً للغرباء، بارعاً في المذهب. ولد سنة عشرين وأربعمائة. وسمع: أبا طالب بن غيلان، وأبا القاسم الأزهري، وأبا القاسم التنوخي، والحسن بن المقتدر. وسمع بمكة الصحيح من كريمة. وتفرد به عنها ببغداد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 333 وسمعه منه الناس. روى عنه: عبد الغافر الكاشغري، ومات قبله بأربعين سنة أو أكثر، وابن أخيه علي بن طراد الوزير، والصائن هبة الله بن عساكر. وسمع منه الصحيح عبد المنعم بن كليب وقد قرأ القرآن على الزاهد أبي الحسن القزويني. وتفقه على قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني. وقد مدحه الغزي الشاعر بقصيدة حسنة. توفي في صفر، وله اثنتان وتسعون سنة، فهو وأخوه أبو نصر محمد، وطراد ماتوا في عشر المائة. وتفردوا في وقتهم. ولم يزل نور الهدى مدرس مدرسة شرف الملك، وترسل إلى ملوك الأطراف. وولي نقابة العباسيين والطالبيين. ثم استعفى بعد أشهر، فأعفي، وأحضر أخوه، طراد من الكوفة، كان نقيبها، فولي نقابة العباسيين. حمد بن نصر بن أحمد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 334 الحافظ أبو العلاء الهمذاني الأعمش الأديب.) أجاز لأبي سعد السمعاني، وقال: كان عارفاً بالحديث حافظاً ثقة، مكثراً. سمع الكثير بنفسه وأملى وحدث. سمع: أبا مسلم بن غزو النهاوندي، وأبا الحسن عبيد الله بن مندة، وهارون بن ماهلة الهمذاني، وطبقتهم. ومولده بهمذان سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة. ومات في عاشر شوال. أنبأ أحمد بن عبد الكريم، أنبا نصر بن جرو، أنبا أبو طاهر السلفي: سعمت حمد بن نصر الحافظ بهمذان: سمعت علي بن حميد الحافظ: سمعت طاهر بن عبد الله الحافظ يقول: سمعت حمد بن عمر الزجاج الحافظ يقول: لما أملى صالح بن أحمد التميمي الحافظ بهمذان كانت له رحى، فباعها بسبعمائة دينار، ونثرها على محابر أصحاب الحديث. رواها أبو سعد السمعاني، عن شيخ له، عن السلفي، فكأنس لقيته وسمعتها منه، مع أن حمد بن نصر، رحمه الله، قد أجاز لأبي سعد. 4 (حرف الراء) رابعة بنت الإمام أبي حكيم عبد الله بن إبراهيم الخبري. أم الفضل والدة الحافظ ابن نصر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 335 امرأة صالحة، سمعت: أباها، وأبا محمد الجوهري، وأبا جعفر ابن المسلمة. روى عنها: ابنها، وأبو المعمر الأنصاري. وتوفيت في ذي القعدة. 4 (حرف الطاء) طلحة بن أحمد بن طلحة بن أحمد بن الحسن بن سليمان بن الحارث. أبو البركان الكندي العاقولي ولد بدير العاقولي، وهي على خمسة عشر فرسخ من بغداد. ودخل بغداد سنة ثمان وأربعين، واشتغل بالعلم. وقرأ على القاضي أبي يعلى كتاب الخصال، وسمع منه، ومن: أبي محمد الجوهري، وأبي الحسن بن حسنون النرسي، وجماعة. روى عنه: هبة الله الصائن، ومحمد بن أبي القاسم بن حمزة الشاوي، وابن ناصر، وغيرهم.) وكان من الأئمة الصالحين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 336 توفي في شعبان ببغداد، وله ثمانون سنة. 4 (حرف العين) عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل. أبو الفضائل الأموي العثماني الديباجي، والد العثمانيين. قال ابن المفضل: روى عن جده لأمه أبي حفص البوصيري. روى عنه: ولده أبو محمد العثماني. ثم قال ابن المفضل الحافظ: وقد تكلم في سماعه. مات في المحرم. عبد الكريم بن أحمد بن قاسم بن أبي عجينة. الشيخ أبو محمد القباري، والمعروف بالخلقاني الإسكندراني، المؤذن المعمر. من شيوخ السلفي. قال فيه: كان يقال إنه ابن مائة وعشرين سنة. أنبا عن أحمد بن إبراهيم الرازي، وغيره. وسمعت أبا عبد الله بن الحطاب الرازي، وجماعة يقولون: ما عندنا أكبر منه سناً. قال أبو عبد الله: وقد بلغ مائة وعشرين سنة أو دونها بقليل، وبلغني انه بقي ثلاثاً وستين سنة لا يأكل لحماً إلا لحم الصيد الذي يصيده بنفسه، ومنه قوته. ولم يأكل اللبن ولا الجبن هذه المدة تورعاً. وكان يأكل من القبار المباح، ويعبر المنامات ويصيب، وهو أمي لا يكتب. رأيته وهو حاضر الذهن يبصر
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 337 ويسمع، ويعبر المنامات، ولا يتتعتع في حرف. وقد سمع على أين العباس الرازي كثيراً. وتوفي في رجب، رحمه الله تعالى. قال السلفي: وقد كنت أداعبه وأقول: أنت مكبر، مخبر، معبر فيبتسم. وقد ذكر لي أن رأى أبا عمران الفاسي لما قدم الإسكندرية حاجاً. قال: وكان مخبر. وكان مالكياً. كان مع كبر سنه يقصدني إلى أن مات محمولاً كأنه قفة. عبد الكريم بن علي بن محمد بن علي بن فورجة.) أبو الخير الإصبهاني. ولد سنة ثمان وعشرين وأربعمائة. وروى عن: أبي الحسين بن فاذشاه، وأبي طاهر بن عبد الرحيم. روى عنه: أبو موسى المديني، وغيره. وآخر من روى عنه حضوراً أبو جعفر الصيدلاني. توفي في ثامن عشر شوال. ومما يوري الزهد لأسد، سمعه من ابن فاذشاه، وكتاب ثواب الأعمال لأبي الشيخ، رواه عن الفضل بن محمد بن سعيد، عنه. عبيد بن محمد بن عبيد. أبو العلاء القشيري النيسابوري التاجر، من بيت عدالة ورواية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 338 سمع: عبد الرحمن بن حمدان النصروبي، وعبد القاهر بن طاهر البغدادي، وأبا حسان محمد بن أحمد المزكي، وأبا حفص بن مسرور. وسافر في شبيبته إلى المغرب تاجراً، وأقام هناك مدة، وحصل أموالاً، ثم عاد إلى نيسابور ولزم داره. وكان قليل المخالطة. وحدث ببغداد مع أخيه لما قدم للحج وقد مر أخوه الفضل من سنوات. روى عنهما: أبو الفتح محمد بن عبد السلام. سمع منهما في سنة سبع وثمانين. وسأله اليونارتي عن مولده فقال: في سنة سبع عشرة وأربعمائة. وذكر أنه غاب عن نيسابور نيفاً وعشرين سنة. ووصفه عبد الغافر في تاريخه: بالصدق والعدالة والعبادة، وصحة السماع، ولإنفاق على الفقراء. وتصدق في آخر عمره بصدقات كثيرة. وثقل سمعه. وتوفي في شعبان. قال أبو سعد السمعاني: كان والدي أحضرني للسماع عليه في سنة تسع وخمسمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 339 وتوفي في ثامن عشر شعبان سنة، رحمه الله. قاله ابن النجار. عيسى بن شعيب بن إبراهيم. الزاهد المعمر أبو عبد الله السجزي الصوفي نزيل هراة.) ولد بسجستان بعد سنة عشر وأربعمائة. وسمع من علي بن بزي الحافظ وبهراة من عبد الوهاب بن محمد الخطابي وبغزنة الخليل بن أبي يعلى. وحمل ولده أبا الوقت على كتفه من هراة إلى بوسنج، فأسمعه الصحيح. قال أبو سعد السمعاني: شيخ صالح، مسن، حريص على السماع. أجاز لي مروياته. مولده في سنة عشرين وأربعمائة، وتوفي بمالين هراه في ثاني عشر شوال وله مائة وسنتان. 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن عبد الرحمن. أبو عبد الله الأنصاري الطليطلي المقريء ويعرف بابن فرقاش. نزيل فارس. له مصنف في القراءآت.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 340 أخذ عن: المغامي، وأبي الحسن الألبيري. قرأ عليه في هذا العام بغرناطة: أبو إسحاق الغرناطي. محمد بن أحمد بن عون. أبو عبد الله المعافري القرطبي. روى عن: حاتم بن محمد، وأبي عبد الله بن عتاب. وكان فقيهاً، إماماً، ورعاً، متصاوناً، كثير الكتب. ومات في ذي القعدة، فصلى عليه ابنه أبو بكر. محمد بن الحسين بن محمد. فخر القضاة أبو بكر الأرسابندي المروزي. وأرسابند من قرى مرو. تفقه على الأستاذ أبي منصور السمعاني. ورحل إلى بخارى، فتفقه عل القاضي الزوزني صاحب أبي زيد. وبرع حتى صار يضرب به المثل في علم النظر. وحج، سمع من رزق الله التميمي. روى عنه: صاحباه أبو الفضل عبد الرحمن بن أميرويه الكرماني، وقاضي مرو محمد بن عبد الله الصائني، وغيرهما من كبار الحنفية.) وتوفي ربيع الأول.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 341 محمد بن عتيق بن أبي بكر محمد بن أبي نصر. أبو عبد الله التميمي القيرواني الأشعري المتكلم، ويعرف بابن أبي كديه. درس الأصول بالقيروان على أبي عبد الله الحسين بن حاتم الأزدي صاحب ابن الباقلاني. وسمع بمصر من أبي عبد الله القضاعي. وقدم الشام، فأخذ عنه أبو الفتح نصر الله بن محمد المصيصي. ودخل العراق، وأقرأ علم الكلام بالمدرسة النظامية. وكان صلباً في الإعتقاد. توفي ببغداد في ذي الحجة. وقد سمع بالأندلس من ابن عبد البر. وقرأ بالروايات بمصر على أبي العباس بن نفيس. وسمع ببغداد من عبد الباقي العطار، وصاحب المخلص. وأقام بالشام مدة، ثم قدم بغداد ثانياً، وأقرأ بها القرآن أيضاً. قرأ عليه: أبو الكرم الشهرزوري. وحدث عنه: عبد الحق اليوسفي بكتاب الشهاب، فقال فيه ابن عقيل: ذاكرته، فرأيته مملوءاً علماً وحفظاً. وقال السلفي في معجمه: كان مشاراً إليه في علم الكلام، وقال لي: أنا أدرس علم الكلام من سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة. وكان مقدماً على
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 342 نظرائه، مبجلاً عند من ينتحل مذهبه، مجانباً عند مخالفيه. جرت بينه وبين الحنابلة فتن، وأوذي غاية الإيذاء. وأتى من شعر صديقه الحسن بن رشيق. وقال لي إنه قرأ أيضاً الكلام ببلده على أبي طاهر علي بن محمد بن عرس الموصلي صاحب ابن الباقلاني. وإنه سمع من أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد الخرقي. قلت: عاش تسعين سنة أو جاوزها. وسأله السلفي عن مسألة الإستواء، فذكر أن أحد الوجهين لأبي الحسن الأشعري أن يحمل على ما ورد ولا يفسر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 343 محمد بن عيسى بن محمد بن بقاء. أبو عبد الله الأنصاري الأندلسي. أحد القراء المجودين.) قرأ على أبي داود صاحب أبي عمرة الداني. وأقرأ بدمشق. قرأ عليه جماعة من الدمشقيين. وكان فاضلاً، تاركاً للتكلف حفظه للحكايات. يسكن في دار الحجارة. توفي في ذي القعدة وله ثمانية وخمسون سنة. محمد بن محمد بن علي بن حكيم. أبو عبد الله الباهلي القرقوي، الأندلسي، المري. سمع: أبا خالد يزيد مولى المعتصم، وأبا علي الغساني. وحدث بتقييد المهمل لأبي علي بالإسكندرية، فأخذه عنه: السلفي، وأبو محمد العثماني، وأخوه أبو الفضل العثماني. وروى عنه بالإجازة: بركات الخشوعي. ووصفه السلفي بالحفظ، وقال: ثنا من حفظه، من أبي بكر حازم بن محمد الطليلطي. وكان من أهل المعرفة بقوانين الحديث. أخذ ذلك عن أبي علي الجياني، وغيره. وقد كتب عني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 344 قال ابن الأبار: توفي في رجب سنة اثنتي عشرة. قال السلفي: توفي في رجوعه من الحج بالبادية. محمود بن الفضل بن محمود بن عبد الواحد. أبو نصر الصباغ الإصبهاني الحافظ، نزيل بغداد. بالغ في الطلب، وكتب بخطه السريع كثيراً لنفسه ولغيره. وكان حميد الطريقة مفيداً لغوياً. نسخ الكتب الكبار. وقد سمع: عبد الرحمن وعبد الوهاب ابني أبي عبد الله من مندة، وأبا الفضل البزاني، وأبا بكر بن ماجة. وحدث ببغداد بشيء يسير عن عائشة بنت الحسين الوركانية. قال شيرويه الديلمي: قدم علينا همذان سنة اثنتين وخمسمائة، وكان حافظاً ثقة، يحسن هذا الشأن، حسن السيرة، عارفاً بالأنساب والأسماء، مفيداً لطلبه العلم. وقال غيره: توفي في جمادى الأولى ببغداد، وقد سمع بها من رزق الله التميمي، وطراد،) وطبقتهما، وخلقاً من أصحاب أبي علي بن شاذان. ثم خلقا من أصحاب ابن غيلان. وبالغ حتى كتب عن أصحاب الصريفيني، وعلي بن البسري. روى عنه: ابن ناصر، وأبو الفتح بن عبد السلام، والمبارك بن كامل. قال
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 345 السلفي: كان رفيقنا محمود بن الفضل يطلب الحديث، ويكتب العالي والنازل فعاتبته في كتبه النازل، فقال: والله، إذا رأيت سماع هؤلاء لا أقدر على تركه. فرأيته بعد موته، فقلت: ما فعل الله بك قال: غفر لي بهذا. وأخرج من كمه جزءاً. مروان بن عبد الملك. الفقيه. ولي قضاء المرية. وجرت له قصة مع أبي الحسن البرجي المفرئ في إحراق كتب أبي حامد الغزالي الذي اتبعه عليها أبو القاسم بن ورد وغيره. وتوفي بالمرية سنة اثنتي عشرة. 4 (حرف الياء) يحيى بن عثمان بن الحسين بن عثمان. أبو القاسم بن الشواء البغدادي، البيع، الفقيه الحنبلي، تلميذ القاضي أبي يعلى، كتب أكثر تواليفه. وسمع: أبا محمد الجوهري، وأبا جعفر ابن المسلمة. أجاز لابن كليب. مات في جمادى الآخرة سنة 512. يحيى بن محمد بن حسان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 346 أبو محمد القلعي الأندلسي المقريء، من قلعة أيوب. أخذ القراءات عن أبي جعفر عبد الوهاب بن حكم ورحل فأخذ عن أبي عبد الله بن الحداد الأقطع القراءآت بالمهدية، وعن أبي عبد الله الطرابلسي الأشقر. وتصدر ببلده للإقراء. أخذ عنه: أبو عمرو البلخي. وكان صالحاً صواماً.) توفي في سنة اثنتي عشرة أو نحوها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 347 4 (وفيات سنة ثلاث عشرة وخمسمائة)
4 (حرف الألف) احمد بن الحسن بن طاهر. ألو المعالي الفتح بغدادي جليل. روى عن: أبي الطيبي الطبري، وأبي يعلى بن الفراء. قال المبارك بن كامل: توفي في رجب روى عنه: ابن ناصر، والمبارك بن خضر، وعبد الحق اليوسفي. أحمد بن محمد بن شاكر. أبو سعيد الطرسوسي، ثم البغدادي الخرزي. شيخ مستور يبيع الخرز في رحبة الجامع. سمع: أبا الحسن القزويني، والجوهري، وابن غيلان. وحدث. وتوفي في صفر. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وذاكر بن كامل. وعاش خمساً وتسعين سنة. وقد كان يمكنه أن يسمع من أبي علي بن شاذان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 348 قرأ القرآن على القزويني أيضاً. قاله ابن النجار. ويقال له: البارزي، وكذا يقال لبياع الخرز والخواتم. روى عنه السلفي وقال فيه: الموازيني العتابي. 4 (حرف الحاء) الحسين بن علي بن داعي بن زيد بن علي. الشهيد أبو عبد الله العلوي الحسني النسابة النيسابوري. سمع بإفادة أبيه أبي الحسن الزاهد من: أبي حفص بن مسرور، وأبي سعد الكنجروذي، وأبي الحسين عبد الغافر، وجماعة. وختم به كثير من الأجزاء، فإنه كان من المكثرين في السماع.) وتوفي في المحرم. وكان رحمه الله تعالى معتنياً بالأنساب ودقائقها. 4 (حرف الخاء) خليص بن عبيد الله بن أحمد. أبو الحسن العبدري البلنسي. روى عن: أبي عمر بن عبد البر، وأبي الوليد الباجي، وجماعة. وكتب بخطه علماً كثيراً، ولم يكن بالضابط لما كتب. قال ابن بشكوال: سمعت بعضهم يضعفه وينسبه إلى الكذب. قلت: روى عنه السلفي بالإجازة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 349 4 (حرف العين) عبد الباقي بن محمد بن عبد الواحد. أبو منصور البغدادي الغزال، والد يحيى بن عبد الباقي. شيخ صالح عابد. سمع: أبا محمد الجوهري، وأبا الغنائم بن المأمون. روى عنه جماعة. وتوفي في رجب. علي بن عقيل بن محمد بن عقيل بن عبد الله. الإمام أبو الوفاء البغدادي، الظفري، شيخ الحنابلة، وصنف التصانيف.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 350 كان يسكن الظفرية، ومسجده بها معروف. ولد سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة. وسمع: أبا بكر محمد بن عبد الملك بن بشران، وأبا الفتح بن شيطا المقريء، وأبا محمد الجوهري، والقاضي أبا يعلى، والحسن بن غالب المقريء، وجماعة. روى عنه: أبو حفص المغازلي، وأبو المعمر الأنصاري، ومحمد بن أبي بكر السنجي، والسلفي، وخطيب الموصل، وآخرون. وتفقه على القاضي أبي يعلى، وعلى الموجودين بعده.) وقرأ علم الكلام على أبي علي بن الوليد، وأبي القاسم بن التبان البغداديين صاحبي القاضي أبي الحسين البصري.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 351 أنبئت عن حماد الحراني قال: سمعت السلفي يقول: ما رأت عيني مثل الشيخ أبي الوفاء بن عقيل الفقيه. ما كان أحد يقدر أن يتكلم معه لغزارة علمه، وحسن إيراده، وبلاغه كلامه، وقوة حجته. ولقد تكلم يوماً مع شيخنا أبي الحسن إلكنا في مسألة، فقال له شيخنا: هذا ليس بمذهبك. فقال له أبو الوفاء: أكون مثل أبي علي الجبائي، وفلان، وفلان لا أعلم شيئاً أنا لي اجتهاد، حتى ما طالبني خصم بحجة، كان عندي ما أدفع به عن نفسي وأقوم له بحجتي. فقال شيخنا: كذلك الظن بك. قلت: وكان إماماً مبرزاً، مناظراً، كثير العلم، له يد طولى في علم الكلام. وكان يتوقد ذكاء. له كتاب الفنون لم يصنف في الدنيا أكبر منه. حدثني من رأى المجلد الفلاني بعد الأربعمائة يحكي فيه بحوثا شريفة ومناظرات وتواريخ ونوادر، وما قد وقع له. قال رحمه الله: عصمني الله في شبابي بأنواع من العصمة، وقصر محبتي على العلم، وما خالطت لعاباً قط، ولا عاشرت إلا أمثالي من طلبه العلم، وأنا في عشر الثمانين، أجد من الحرص على العلم أسند ما كنت أجده وأنا ابن عشرين، وبلغت لاثنتي عشرة سنة. وأنا اليوم لا أرى نقصاً في الخاطر والفكر والحفظ، وحدة النظر بالعين لرؤية الأهلة الخفية، إلا أن القوة ضعيفة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 352 قال ابن الجوزي: وكان ديناً، حافظاً للحدود. توفي له ولدان، فظهر منه من الصبر ما يتعجب منه. وكان كريماً ينفق ما يجد، وما خلف سوى كتبه وثياب بدونه، وكانت بمقدار. وتوفي بكرة الجمعة ثاني عشر جمادى الأولى. وكان الجمع يفوت الإحصاء. قال شخنا ابن ناصر: حزرتهم بثلاثمائة ألف. أخبرنا إسحاق الأسدي: أنا أبو البقاء يعيش، أنبا عبد الله بن أحمد الخطيب، أنبا أبو الوفاء علي بن عقيل الفقيه: أنبا أبو محمد الجوهري، أنبا أبو بكر القطيعي، ثما بشر بن موسى، نبا هوذ، نبا عوف، عن سعيد بن أبي الحسن قال: كنت عند ابن عباس إذ أتاه رجل فقال: إنما معيشتي من صنعة يدي التصاوير. فقال ابن عباس: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من صور صورة عذبه الله بوم القيامة حتى ينفخ فيها، وليس بنافخ فيها أبداً.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 353 فرنا له الرجل واصفر، فلما رأى ذلك منه قال: فإن لم يكن من ذلك بد فعليك بالشجر وما لا روح فيه. رأيت شيخنا وغيره من علماء السنة والأثر يحطون على ابن عقيل لما تورط فيه من تأويل الجهمية، وتحريف النصوص، نسأل الله الستر والسلامة. وقد توفي في سادس عشر جمادى الآخرة، وقيل في جمادى الأولى، فالله أعلم. وقال أبو الفرج بن الجوزي فيه: فريد دهره، وإمام عصره، وكان حسن السيرة والصورة، ظاهر المحاسن. قرأ بالروايات على أبى الفتح بن شيطا، وأخذ النحو عن أبي القاسم بن برهان. وقال: قرأت على القاضي أبي يعلى من سنة سبع وأربعين إلى أن توفي. حطيت من قربه بما لم يحظ به أحد من أصحابه مع حداثة سني. وكان أبو الحسن الشيرازي إمام الدنيا وزاهدها، وفارس المناظرة وواحدها، يعلمني المناظرة، وانتصفت بمصنفاته. ثم ذكر جماعة من شيوخه. قال: وكان أصحابنا الحنابلة يريدون مني هجران جماعة من العلماء، وكان ذلك يحرمني علماً نافعاً. وأقبل علي أبو منصور بن يوسف، وقدمني على الفتاوى، وأجلسني في حلقة البرامكة بجامع المنصور لما مات شيخي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 354 سنة ثمان وخمسين. وقام بكل مؤونتي وتجملي، وأما أهل بيتي فأي بيت، أي كلهم أرباب أقلام وكتابة وأدب وعانيت من الفقر والنسخ بالأجرة شدة، مع عفة وتقى. ولا أزاحم فقيهاً في حلقة، ولا تطلب نفسي رتبة من رتب أهل العلم القاطعة عن الفائدة، وأوذيت من أصحابي حتى طلب الدم. وأوذيت في دولة النظام بالطلب والحبس. وقال ابن الأثير في تاريخه: كان قد اشتغل بمذهب المعتزلة في حداثته على أبي علي بن الوليد، فأراد الحنابلة قتله، فاستجار بباب المراتب عدة سنين، ثم أظهر التوبة. قال ابن الجوزي: وتكلم على المنبر بلسان الوعظ مدة، فلما كانت سنة خمس وسبعين، وجرت الفتنة ترك الوعظ. وذكر سبط ابن الجوزي في ترجمة ابن عقيل حكايات، ثم قال: ومنها ما حكاه ابن عقيل عن نفسه، قال: حججت، فالتقطت عقد لؤلؤ منظوم في خيط
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 355 أحمر، فإذا بشيخ أعمى ينشده، ويبذل لملتقطه مائة دينار. فرددته عليه وقال: خذ الدنانير. فامتنعت. قال: وخرجت إلى الشام، وزرت القدس، ونزلت إلى دمشق، وقصدت بغداد، وكانت أمي باقية،) فاجتزت بحلب، وأويت إلى مسجد وأنا جائع بردان، فقدموني فصليت بهم، فعشوني، وكانت ليلة رمضان، وقالوا: إمامنا توفي من أيام، ونسألك أن تصلي بنا هذا الشهر. ففعلت. فقالوا: لإمامنا الميت بنت. فتزوجت بها، فأقمت معها سنة، وولد لي منها ولد. ثم مرضت في نفاسها، فتأملتها ذات يوم، وإذا خيط أحمر في عنقها، وإذا به العقد الذي لقيته بعينه. فقلت لها: يا هذه، إن لهذا العقد قصة. وكيت لها، فبكت وقالت: أنت هو والله، لقد كان أبي يبكي ويقول: اللهم ارزق بنتي مثل الذي رد علي العقد. وقد استجاب الله منه. ثم ماتت، فأخذت العقد والميراث، وعدت إلى بغداد. ومنها ما حكاه أيضاً عن نفسه قال: كان عندنا بالظفرية دار كلما سكنها ناس أصبحوا موتى. فجاء مرة رجل مقريء، فقال: أكروني إياها. فقالوا: قد عرفت حالها. قال: قد رضيت. فبات بها وأصبح سالماً. فعجب الجيران، وأقام بها مدة، ثم انتقل، فسئل عن ذلك فقال: لما دخلتها صليت العشاء، وقرأت شيئاً، وإذا بشاب قد صعد من البئر، فسلم علي، فبهت، فقال: لا بأس عليك، علمني شيئاً من القرآن. فشرعت أعلمه. فلما فزعت قلت: هذه الدار كيف حديثها قال: محن قوم من الجن مسلمون نقرأ ونصلي، وهذه الدار ما يكتريها إلا الفساق، فيجتمعون على الخمر، فنخنقهم. قلت: وفي الليل أخاف منك فأجعل مجيئك في النهار. قال: نعم. فكان يصعد من البئر في النهار، ووالفته. فبينما هو قاعد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 356 عندي يقرأ إذا بمعزم في الدرب يقول: المرقي من الدبيب ومن العين ومن الجن. فقال: إيش هذا قلت: هذا معزم يعرف أسماء الله، ويفعل ما تسمع. فقال: اطلبه. فقمت وأدخلته، فإذا بالجني قد صار ثعباناً في السقف، فضرب المعزم المندل وعزم، فما زال الثعبان يتدلى حتى سقط في وسط المندل. فقام ليأخذ ويدعه في الزنبيل، فمنعته، فقال: أتمنعني من صيدي فأعطيته ديناراً وأخرجته. فانتفض الثعبان، وخرج الجني وقد ضعف واصفر وذاب، فقلت: ما لك) قال: قتلني هذا الرجل بهذه الأسامي، وما أظنني ألفح، فاجعل بالك الليلة، متى سمعت من البئر صراخاً فانهزم. قال: فسمعت تلك الليلة النعي، فانهزمت. قال ابن عقيل: وامتنع أحد أن يسكن تلك الدار. ولابن عقيل في الفنون، قال: الأصح لاعتقاد العوام ظواهر الآي، لأنهم ما يثبتون بالإثبات. فمتى محونا ذلك من قلوبهم زالت الحشمة. فتهافتهم في التشبيه أحب إلي من إغراقهم في التنزيه. لأن التشبيه يغمسهم في الأثبات، فيخافون ويرجعون والتنزيه يرمي بهم إلى التقى، ولا طمع ولا مخافة في التقى. ومن تدبر الشريعة رآها غامسة للمكلفين في التشبيه بالألفاظ التي لا يعطي ظاهرها سواه، لقول الأعرابي: أو يضحك ربنا قال: نعم. فلم يكفهر لقوله، بل تركه وما وقع له. 4 (حرف الكاف) كتائب بن علي بن حمزة بن الخضر. السلمي الدمشقي الجابي، أبو البركات ابن المقصص الحنبلي. سمع: أبا بكر الخطيب، وعبد العزيز الكتاني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 357 ورحل إلى بغداد وإصبهان، وسمع: مالكاً البانياسي، وغيره. قال السلفي: قال لي كتائب: لما دخلت إلى إصبهان كتب عني الحافظ يحيى بن مندة، وكتب عني عمر الدهستاني وقت قدومه دمشق وقال: اسمك غريب نحتاج إليه في معجم الشيوخ. وقال الحافظ ابن عساكر: سمعت أبا محمد بن الأكفاني يقول للحافظ أبي طاهر الإصبهاني: بلغني أنك سمعت من ابن المقصص قال: نعم، دخل إلينا في الدويرة، وسمعنا منه فقال: هذا كان في صباه يغني ويأخذ الجرز على الغناء. فاعتذر إليه أبو طاهر بأنه ما علم بذلك. ولد كتائب سنة أربع وأربعين وأربعمائة، وتوفي قريباً من سنة ثلاث عشرة وخمسمائة. 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن الحسين بن محمويه.) أبو عبد الله اليزدي، أخو أبي الحسن. سافر في طلب القراءآت إلى البلاد، وكان طيب الصوت يبكي من يسمعه. وقد حدث عن أبي إسحاق الشيرازي. وكان مولده في سنة خمس وخمسين. وقرأ على أصحاب الحمامي، وغيره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 358 محمد بن عبد الباقي بن محمد بن يسر. أبو عبد الله الدوري السمسار. شيخ صالح، ثقة، بغدادي. سمع: أبا محمد الجوهري، وأبا طالب العشاري، وأبا بكر بن بشران، وغيرهم. ولد في سنة. وتوفي في صفر. روى عنه: أبو عامر العبدري، وابن ناصر، والسلفي، وذاكر بن كامل، والصائن ابن عساكر، وجماعة. قال ابن السمعاني: كان شيخاً صالحاً، ثقة، خيراً. وقال ابن نقطة: هو محمد بن عبد الباقي بن محمد بن أبي البسر. وآخر من حدث عنه بالإجازة عبد المنعم بن كليب. محمد بن محمد بن القاسم بن منصور. أبو بكر بن عمران العمراني النسوي النسفي، الوزير. ثم ترك الوزارة في آخر عمره. وتوفي في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة، وهو ابن ثلاث وثمانين سنة. قاله مصنف القند، وحدث عنه قال: أنبا الدهقان إبراهيم بن محمد الحاجي الحليمي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 359 المبارك بن علي بن الحسين. أبو سعد المخزومي، الفقيه الحنبلي. أحد شيوخ المذهب. ولي القضاء بباب الأزج، وكان إماماً مفتياً، ذكياً، كثير المحفوظ، جميل السيرة، مليح العشرة. تفقه على: السيف أبي جعفر بن أبي موسى الهاشمي، وعلى: القاضي يعقوب بن إبراهيم الطبري.) وسمع: القاضي أبا يعلى، وأبا الحسين بن المقتدي بالله، وجماعة. وكان مولده في سنة. وتوفي ليلة الجمعة ثامن عشر المحرم. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري. وتفقه به جماعة كثيرة. ودفن بجنب المروذي في مدرسته بباب الأزج، ثم شهرت بالشيخ عبد القادر تلميذه، رضي الله عنهم. المؤمل بن محمد بن الحسين بن علي بن عبد الواحد بن إسحاق بن المعتمد على الله بن المتوكل ابن المعتصم بن الرشيد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 360 أبو البقاء العباسي الواسطي الخطيب، ويعرف بابن المنبور. سكن بغداد، وأم بالنظامية. وسمع: أبا الحسين بن النقور. سمع منه: الصائن هبة الله بن عساكر، وغيره. 4 (حرف الياء) يوسف بن محمد. أبو الفضل القيرواني، ابن النحوي. روى عن أبي الحسن اللخمي صحيح البخاري، وعن الأبي عبد الله المازري. وكان عارفاً بالفقه وأصول الدين، وله تصانيف. وكان لا يرى التقليد. روى عنه: القاضي موسى بن حماد، وغيره. وعاش ثمانين سنة. وله رحلة إلى الأندلس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 361 4 (وفيات سنة أربع عشرة وخمسمائة)
4 (حرف الألف) أحمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي ليلى. أبو القاسم المرسي. روى عن: هشام بن أحمد بن وضاح المرسي، وأبي الوليد الباجي، وأبي العباسي العذري. وكان فقيهاً فاضلاً، شروطياً، استقضي بشلب.) ومات فجأة عن سنة. أحمد بن الخطاب بن حسن. أبو بكر البغدادي الحنبلي، ويعرف بابن صوفان الغسال. قرأي بالروايات على: أبي علي بن البنا. وسمع من: عبد الصمد بن المأمون، والصريفيني. روى عنه: ذاكر بن كامل. ومات رحمه الله في ذي القعدة. قاله ابن النجار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 362 أحمد بن عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الله. أبو البركات السبي البغدادي. مؤدب أولاد المستظهر بالله. سمع: أبا محمد الصريفيني، وأبا الحسين بن النقور، وأبا القاسم بن البسري. وكان كثير الصدقات والمعروف. وحدث، وولي نظر المخزن سنة وثمانية أشهر، وخلف مائة ألف دينار أو نحوها، وأوصى بثلث ماله. وعاش ستاً وخمسين سنة وثلاثة أشهر. روى عنه: الخليفة المقتفي، والمبارك بن كامل. وتوفي في المحرم سنة أربع عشرة. أحمد بن محمد بن علي بن أحمد. أبو المعالي ابن البخاري، البزاز. بغدادي. قال أبو بكر المفيد: هو ابن البخوري فجعل البخاري كما جرت عادة البغاددة في تقليب الألفاظ. كان جدة يبخر الناس يوم الجمعة بالمبخرة، وكان شيخاً مستوراً خيراً. سمع: أبا طالب بن غيلان، وأبا علي بن المذهب، وأبا محمد الجوهري.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 363 روى عنه: هبة الله بن عساكر، وأبو المعمر الأنصاري، وأبو منصور الدقاق، والسلفي، وابن أبي عصرون، وجماعة. وتوفي في جمادى الآخرة وله أربع وثمانون سنة. إسماعيل بن محمد بن أبي بكر محمد بن عبد الرحمن. أبو القاسم المديني.) روى عن: ابن ريذة. وتوفي في ذي القعدة فجأة في التشهد الأول من صلاة العصر، وهو إمام. روى عنه أبو موسى الحافظ. وبالإجازة ابن السمعاني. عرف بالكاغذي. 4 (حرف الثاء) ثابت بن سعيد بن ثابت بن قاسم بن ثابت. أبو القاسم السرقسطي العوفي، قاضي سرقسطة. من بيت فضل وجلالة وعلم، رحمه الله. 4 (حرف الحاء) الحسن بن خلف بن عبد الله بن بليمة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 364 أبو علي القروي المقريء الأستاذ. نزيل الإسكندرية، ومصنف كتاب تلخيص العبارات بلطيف الإشارات، في القراءات. ولد سنة سبع أو ثمان وعشرين وأربعمائة، وعني بالقراءآت في صغره، فقرأ بالقيروان على: أبي بكر القصري، والحسن بن علي الجلولي، وأبى العالية البندوني، وعثمان بن بلال العابد، وعبد الملك بن داود القسطلاني. وقرأ على أبي عبد الله محمد بن سفيان الفقيه مصنف كتاب الهادي. ثم رحل إلى مصر، وقرأ بها سنة خمس وأربعين على محمد بن أحمد بن علي القزويني تلميذ طاهر بن غلبون، وعلى: عبد الباقي بن فارس، وأبي العباس أحمد بن سعيد بن نفيس. وتصدر للإقرار والإفادة. قرأ عليه: أبو القاسم عبد الرحمن بن عطية شيخ الصفراوي، وأبو العباس أحمد بن الحطيئة. وتوفي في ثالث عشر رجب سنة أربع عشرة. وكان هو وابن الفحام أسند من بقي بديار مصر، وماتا بالإسكندرية. الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 365 العميد مؤيد الدين، وأبو إسماعيل الإصبهاني، صاحب ديوان الإنشاء ويعرف بالطغرائي. كان يتولى الطغراء، وهي العلامة التي تكتب على التواقيع.) ولي من قبل السلطان محمد بن ملكشاه. ثم ولي الوزارة لابنه السلطان مسعود بن محمد. وكان من أفراد الدهر، وحامل لواء الشعر. كامل الظرف، لطيف المعاني. وهو صاحب لامية العجم المشهور: (أصالة الرأي صانتني عن الخطل .......... وحلية الفضل زانتني لدى العطل) ومن شعره في قصيدة مدح بها نظام الملك: (إذا مادجى ليل العجاجة لم تزل .......... بأديهم حمر إلى الهند منصوب)
(عليها سطور الضرب يعجبها الفتا .......... صحائف يغشاها من النقع تثريب) وله: (تمنيت أن ألقاك في الدهر مرة .......... فلم أك في هذا التمني بمرزوق)
(سوى ساعة التوديع دامت فكم مني .......... أنالت وما قامت بها أملاً سوق)
(فيا ليت أن الدهر كل زمانه .......... وداع، ولكن لا يكون بتفريق) وله: (يا قلب ما لك والهوى من بعدما .......... طاب السلو وأقصر العشاق)
(أو ما بدا لك في الإفاقة والألى .......... نازعتهم كأس الغرام أفاقوا)
(مرض النسيم وصح والداء الذي .......... أشكوه لا يرجى له إفراق)
(وهذى خفوق البرق والبرق الذي .......... تطوى عليه أضالعي خفاق)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 366 وله يرثي غلاماً: (يا ارض تيهاً فقد ملكت به .......... أعجوبة من محاسن الصور)
(إن قدمت مقلتي فلا عجب، .......... فقد حثوا تربه على بصري)
(لا غرو إن أشرقت مضاجعه .......... فإنها من منازل القمر) وذكره أبو البركات ابن المستوفي في تاريخ إربل، وأنه ولي الوزارة بمدينة إربل مدة. وذكره العماد الكاتب في كتاب نصرة الفترة وعصرة الفطرة، وهو تاريخ الدولة السلجوقية، وذكر أنه كان ينعت بالأستاذ، وكان وزير السلطان مسعود بالموصل. وأنه لما جرى المصاف بين مسعود وبين أخيه السلطان محمود بقرب همذان، فكانت النصرة لمحمود، وانهزم مسعود، أسر الطغرائي، وذبح بين يدي محمود. وذلك في ربيع الأول سنة أربع عشرة.) وقيل: في سنة ثلاث عشرة. وجاوز الستين سنة. وقيل: قتله طغرل أخو بيده.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 367 الحسين بن محمد بن فيرة بن حيون بن سكرة. أبو علي الصدفي السرقسطي الأندلسي الحافظ. أخذ ببلده عن: أبي الوليد الباجي، وغيره. ورحل فسمع ببلنسية من أبي العباس بن دلهاث، وبالمرية من محمد بن سعدون القروي الفقيه. وحج سنة إحدى وثمانين ودخل مصر على أبي إسحاق الحبال، وقد منعه
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 368 المستنصر العبيدي الرافضي من التحديث. قال: فأول ما فاتحته الكلام أجابني على غير سؤالي، حذراً أن أكون مدسوساً عليه، حتى بسطته وأعملته أنني من أهل الأندلس أريد الحج، فأجاز لي لفظاً وامتنع من غير ذلك. وأخبرني أن مولده سنة إحدى وتسعين، وأنه سمع من عبد الغني بن سعيد سنة سبع وأربعمائة، وأنه توفي سنة ثمان. ورحل أبو علي إلى العراق، فسمع بالبصرة من: جعفر بن محمد بن الفضل العباداني، وعبد الملك بن شغبة. وبالأنبار: الخطيب أبا الحسن علي بن محمد بن محمد الأقطع. وببغداد: علي بن الحسين بن قريش بن الحسن صاحب ابن الصلت الأهوازي، وعاصم بن الحسن الأديب، وأبا عبد الله الحميدي، ومالك بن أحمد البانياسي. وبواسط: أبا المعالي محمد بن عبد السلام بن أحمولة. وتفقه ببغداد على: أبي بكر الشاشي، وأخذ عنه التعليقة الكبرى. وأخذ بالشام عن الفقيه نصر المقدسي. ورجع إل بلاده في سنة تسعين بعلم كثير، وأسانيد شاهقة واستوطن مرسية، وجلس للإسماع بجامعها. ورحل الناس إليه وكان عالماً بالحديث وطرقه، عارفاً بعلله ورجاله، بصيراً بالجرح والتعديل. مليح الخط، جيد الضبط كثير الكتابة، حافظاً لمصنفات الحديث، ذاكراً لمتونها وأسانيدها. وكان قائماً على الصحيحين مع جامع أبي عيسى. ولي قضاء مرسيه ثم استعفى منه فأعغي، وأقبل) على نشر العلم وتأليفه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 369 وكان صالحاً ديناً، خيراً، عاملاً بعلمه، حليماً، متواضعاً. قال ابن بشكوال: هو أجل من كتب إلي بالإجازة. وخرج له القاضي عياض مشيخة، فذكر في أولها ترجمة لأبي علي في أوراق، وأنه أخذ عن مائة وستين شيخاً، وأنه جالس نحو أربعين شيخاً من الصالحين والفضلاء، وأنه أكره على القضاء فوليه، ثم اخفتى حتى أعفي منه. وأنه قرأ بروايات على أبي الفضل بن خيرون، ولقالون على رزق الله التميمي. وأن الفقيه نصر بن إبراهيم كتب عنه ثلاثة أحاديث قلت: روى عنه بدمشق: أنبا صابر، وأبو المعالي محمد بن يحيى القرشي. وبالمغرب: القاضي عياض، وخلق. وقد سمع منه عياض صحيح مسلم، حدثه به عن العذري، عن أبي العباس أحمد بن الحسن الرازي. استشهد أبو علي الصدفي في وقعة قتندة بثغر الأندلس، لست بقين من ربيع الأول وهو من أبناء الستين. وكانت هذه الوقعة على المسلمين. وكان عيش أبي علي من كسب بضاعة مع ثقات إخوانه. حمد بن محمد بن أحمد بن مندويه. أبو القاسم الإصبهاني القاضي. ولد في حدود الثلاثين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 370 وسمع: أبا بكر بن ريذة. روى عنه: السمعاني بإجازة. ومن مسموعاته: الفتن لنعيم بن حماد، عن ابن ريذة. مات في شعبان. 4 (حرف الخاء) خلف بن محمد بن عبد الله بن صواب. أبو القاسم التجيبي القرطبي. روى عن: سراج بن عبد الله القاضي، وأبي عبد الله الطفري المقريء، وأبي محمد بن شعيب،) وأبي محمد البسكلاري وطائفة سواهم. وكان فاضلاً ثقة قديم الطلب، ذا عناية بلقى الشيوخ، عارفاً بالقراءات وطرقها. كتب بخطه علماً كثيراً. قال ابن بشكوال: وأجاز لي ما رواه. وسمع منه جلة أصحابنا. وعمر وكف بصره في آخر عمره. ولم ألق في شيوخنا أسن منه. ولد في المحرم سنة أربع وعشرين وأربعمائة. وتوفي في ثالث جمادى الأولى، وصلى عليه قاضي الجماعة أبو الوليد بن رشد. قلت: لعله قرأ على ابن شعيب. 4 (حرف العين) عبد الرحمن بن محمد بن نجا بن محمد بن علي بن شاتيل. الدباس. أخو عبد الله، وعم عبيد الله، ووالد قاضي المدائن حمد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 371 أبو البركات الأزجي. سمع: أبا جعفر بن المسلمة، وأبا بكر محمد بن علي الخياط. وتوفي في ذي القعدة. روى عنه: عبد الله بن شاتيل، وغيره. عبد العزيز بن عبد الملك بن شفيع. أبو الحسن الأندلسي المريي، الفقيه الأستاذ. تلميذ أبي محمد عبد الله بن سهل. ورى عن: أبي عمر بن عبد البر، وأبي تمام القطيني النحوي، وخلف بن إبراهيم المقريء الطليطلي، وابن سهل، وغيرهم. وأقرأ الناس بجامع المرية. أخذ عنه: أبو عبد الله محمد بن الحسن بن غلام النرسي، وغيره. قال أبن بشكوال، كان شيخاً صالحاً، مجوداً للقرآن، حسن الصوت به. وسمعت صاحبنا أبا عبد الله القطان يثني عليه، ويصحح سماعه من ابن عبد البر. مولدوه قبل الثلاثين وأربعماية. وتوفي بالمرية في شعبان، وله بضع وثمانون سنة.) عبد العزيز بن علي بن عمر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 372 الدينوري، ثم البغدادي أبو حامد. أحد ذوي اليسار المعروفين يفعل الخيرات والإيثار. روى قليلاً عن: أبي محمد الجوهري، وابن النقور. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وأبو العباس بن خالد. وهو والد المحدث أبي بكر محمد بن عبد العزيز الدينوي، وجد شيخ الأبرقوهي محمد بن هبة الله بن عبد العزيز. روى عنه: عبد الحق اليوسفي. عبيد الله بن نصر. أبو محمد الزعفراني والد العلامة أبي الحسن، والمسند أبي بكر. كان صالحاً من أهل القرآن. سمع: أبا جعفر ابن المسلمة، وجماعة. روى عنه: ذاكر بن كامل. وتوفي في صفر. 4 (حرف الميم) محمد بن إبراهيم بن محمد. أبو عبد الله الأبيوردي المقري الصوفي، نزيل بغداد. قرأ بالروايات على: أبي معشر الطبري بمكة. وسمع من: إسماعيل بن مسعدة، وغيره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 373 قرأ عليه: أبو العلاء العطار الهمذاني، برواية أبي عمرو. وروى عنه: هو، والسلفي، وعبد الملك بن علي الهراسي، وسعد الله بن محمد المقريء. وتوفي في شوال، وله نيف وثمانون سنة. محمد بن علي بن محمد بن إسحاق. أبو الفوارس الكرخي. قيل إنه من كرخ البصرة.) سمع: أبا بكر بن بشران، وأبا جعفر بن المسلمة. روى عنه: المبارك بن كامل، وغيره. وتوفي في ربيع الآخر. وعنه أيضاً حفيده عبد الرحمن بن محمد. محمد بن علي بن محمد الدينوري. القصاب المؤدب، أبو بكر. شاعر بليغ، كان يؤدب بدرب الدواب. أخذوا عنه من شعره. وتوفي في المحرم. كتبوا عنه كثيراً، وهو مشهور.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 374 محمد بن محمد بن علي. أبو الفتح الفراوي الواعظ. كان حسن الوعظ، حلو الإيراد، مليح الإشارة. قدم بغداد وعقد بها مجلس الوعظ والإملاء. وحدث عن: أبي القاسم القشيري، وغيره. وكانت وفاته بالري. قال ابن الجوزي: لكنه كان يروي الكثير من الموضوعات. قال: وكذلك مجالس الغزالي الواعظ وابن العبادي فيها العجائب المتخرصة والمعاني التي لا توافق الشريعة. وهذه المحنة تعم أكثر القصاص، بل كلهم، لاختيارهم ما ينفق على العوام. وذكره ابن النجار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 375 محمود بن إسماعيل بن محمد بن محمد. أبو منصور الإصبهاني الصيرفي الأشقر. راوي المعجم الكبير عن أبي الحسين أحمد بن محمد بن فاذشاه. وهو محمد بن أبي العلاء. ولد في ربيع الآخر سنة إحدى عشرين وأربعمائة.) وسمع المعجم وغيره في سنة إحدى وثلاثين. وسمع: أبا بكر محمد بن عبد الله بن شاذان الأعرج. روى عنه: أبو القاسم إسماعيل التيمي في كتاب الترغيب، وأبو طاهر السلفي، وأبو موسى المديني، وأبو بكر محمد بن أحمد المهاد، ومحمد بن إسماعيل الطرسوسي، ومحمد بن أبي زيد الكراني. وآخر من روى عنه أبو جعفر الصيدلاني سمع منه حضوراً. قال السلفي: كان رجلاً صالحاً، وله اتصال ببني مندة، وبإفادتهم سمع الحديث. وقال أبو موسى: توفي في ذي القعدة. محمود بن مسعود بن عبد الحميد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 376 أبو بكر الشعيبي البوزجندي، وبوزجندة بلدة بفرغانة. ولد سنة أربعين وأربعمائة تقريباً. قال ابن السمعاني: كان إماماً، فاضلاً، مفتياً، متقنناً، مناظراً، مبرزاً، تفقه على الإمام محمد بن أبي سهل السرخسي، وحظي من الملوك. وجاء رسولاً إلى المستظهر بالله من جهة الخاقان صاحب ما وراء النهر، وأكرم مورده. سمع من: شيخه ابن أبي سهل، وأبي بكر محمد بن علي بن حيدرة الجعفري، والمشطب الفرغاني، وعطاء بن علي الأديب. روى عنه: محمد وعمر ابنا أبي بكر محمد بن عثمان السنجي، ومحمود بن أبي بكر الصابوني، وغيرهم. قال عمر بن محمد النسفي في كتاب القند: توفي قاضي القضاة أبو بكر الشعيبي بسمرقند في سابع ربيع الأول، وحمل تابوته إلى بخارى. محمد بن يحيى بن عبد الله بن زكريا. القاضي الزاهد أبو عبد الله بن الفراء الأندلسي، قاضي المرية. روى عن: أبي العباس العذري كثيراً وعن: أبي عبد الله بن المرابط، وأبي محمد بن العسال. وكان إماماً زاهداً، صالحاً، ورعاً متواضعاً، قوالاً بالحق، مقبلاً على الآخرة. لما شرعوا في جباية المعونة كتب إلي علي بن يوسف بن تاشفين: إن الله قلدك أمر المسلمين ليبلوك فيما آتاك) مما يزلفك لديه أو يدنيك بين يديه. وهذا المال الذي يسمى المعونة جبي من أموال اليتامى والمساكين بالقهر والغصب، وأنت المسؤول عنه: والمجيب على النقير والقطمير، والكل في صحيفتك.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 377 ولعل بعض فقهاء السوء أشار عليك بهذا، واحتج لك بأن عمر أخذ من المسلمين معونة جهز بها جيشاً، فإن عمر لم يفعل حتى توجه إلى القبلة، وحلف أنه ليس في بيت المال درهم، وإن تجهيز ذلك الجيش مهم، فيلزمك أن تفعل كعمر. فلما وقف على هذا الكتاب قال: صدق، هم والله أشاروا علي، وما بيت المال يحتاج. ثم رد ثلث الأموال إلى أربابها. ولم يكن بين يدي ابن الفراء شرطي قط. استشهد ابن الفراء في وقعة كتندة، ويقال قتندة، رحمه الله وقد أراد ابن تاشفين مرة مصادرته، وأن يقيده، فدفع الله عنه بصدقه ودينه. المعمر بن محمد بن الحسين. أبو نصر الأنماطي البيع، بغدادي صالح، مكثر كثير التلاوة، مقريء، فاضل. حدث بتاريخ الخطيب عنه. وسمع: أبا محمد الجوهري، وابن المسلمة، وأبا الحسين ابن الأبنوسي، وجماعة. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وأبو العباس بن هالة، وهبة الله بن عساكر، وآخرون آخرهم ذاكر بن كامل. كان يؤدب الصبيان. وزعم الحافظ أب ناصر أنه كان ضعيفاً، ألحق سماعه في جزءين من تاريخ الخطيب، فقلت له: لم فعلت هذا. قال: لأني سمت الكتاب كله. توفي في شعبان، عن تسعين سنة. قلت: لا يؤثر قدح ابن ناصر فيه، فإن الرجل كان فيه نباهة، وما يمنع من
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 378 أنه كان له فوت، فأعيد له بعد كتابة الطبقة، ثم ألحق اسمه، بل الضعيف من يروي الموضعات، ولا يتلكم عليها. مكي بن أحمد بن محمد بن مظفر.) أبو بكر البغدادي المقريء الحنبلي. قرأ بالروايات على: غلام الهراس، وابن موسى الخياط، وأبي علي بن البنا. وكانت رحلته إلى غلام الهراس في سنة خمس وخمسين. قرأ عليه طائفة منهم: أحمد بن محمد بن شقيق، ومقبل بن الصدر. وحدث عنه: أبو طالب بن خضير. توفي في رمضان سنة أربع عشرة. 4 (حرف الياء) يونس بن أبي سهولة بن فرج. أبو الوليد الشنتجالي، نزيل دانية. لقي أشياخ طليطلة كأبي محمد بن عباس، وأبي المطرف بن سلمة. وكان إماماً مدرساً مشاوراً. تحدث عنه: أبو عبد الله ابن برنجال، وأبو عبد الله بن سعيد بن غلام الفرس، وأبو إسحاق بن خليفة. توفي بدانية في ربيع الأول.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 379 4 (وفيات سنة خمس عشرة وخمسمائة)
4 (حرف الألف) أحمد بن عبد الرحمن بن جحدر. أبو جعفر الأنصاري الشاطبي. روى عن: طاهر بن مفوز، ومحمد بن سعدون القروي، وعلي بن عبد الرحمن المقريء. وكان حافظاً للفقه، بصيراً بالفتوى. ثقة ضابطاً. وولي القضاء بشاطبة، ثم صرف. 4 (حرف الحاء) الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن علي بن مهرة. أبو عي الإصبهاني الحدادي المقريء. مسند إصبهان في القراءآت والحديث. ولد في شعبان سنة تسع عشرة وأربعمائة، فسمع الحديث في سنة أربع وعشرين وأربعمائة، وبعدها. وعاش بعدما سمع إحدى وتسعين سنة.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 380 سمع: أبا بكر محمد بن علي بن مصعب، وأبا نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، فأكثر عنه إلى الغاية، وأبا الحسين بن فاذشاه، ومحمد بن عبد الرزاق بن أبي الشيخ، وهارون بن محمد الكاتب، وأبا القاسم عبد الله بن محمد العطار المقريء، وأبا سعد عبد الرحمن بن أحمد بن عمر الصفار، وعلي بن أحمد بن مهران الصحاف، وأحمد بن محمد بن بزدة الملنجي، وأحمد بن محمد بن الأسود الشروطي، أبا نصر الفضل بن محمد القاشاني، محمد بن عبد الله التبان، وأبا احمد محمد بن علي بن سيويه المكفوف، ومحمد بن عبد الله بن مهران البقال، وأبا ذر محمد بن إبراهيم الصالحاني، أبا بكر بن ريذة، وطائفة كبيرة. وخرج نفسه معجماً سمعناه، أو لعله بتخريج ولده الحافظ عبيد الله. وقرأ بالروايات على: أبي القاسم عبد الله بن محمد العطار مقريء إصبهان، صاحب أبي جعفر التميمي الصابوني، ومحمد بن جعفر بن جعفر الذي قرأ على جعفر بن محمد بن الطيار. وقرأ على: أبى الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي الزاهد، وأحمد بن الفضل الباطرقاني، أحمد بن بزدة، وجماعة. قال السمعاني في تحبيره: رحل الناس إليه، ورأى من العز ما لم يره أحد في عصره. وكان خيراً، صالحاً، مقرئاً ثقة، صدوقاً. وهو أجل شيخ أجاز لي. وحدثني عنه جماعة كثيرة. ومن مسموعه على أبي نعيم: كتاب التوبة والإعتذار، وكتاب شرف الصبر، وكتاب ذم الرياء والسمعة، وكتاب الحث على كسب الحلال،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 381 وكتاب حفظ اللسان، وكتاب تثبيت الإمامة، وكتاب رياضة الأبدان، وكتاب فضل التهجد، وكتاب الإيجاز وجوامع الكلم، وكتاب خصائص فضل علي، وكتاب الخطب النبوية، وكتاب لباس السواد، وكتاب تعظيم الأولياء، وكتاب الساعين، وكتاب التعبير، وكتاب رفع اليدين في الصلاة، وكتاب تجويز المزاح. وكتاب الهدية، وكتاب حرمة المساجد، وكتاب فضل الجار، وكتاب فضل السحور، وكتاب الفرائض، وكتاب اثنتين وسبعين فرقة، وكتاب مدح الكرام، وكتاب الجواب عن: ثم أورثنا الكتاب، وكتاب إسماع الكليم، وكتاب سحنة العقلاء، وكتاب حديث الطير، وكتاب لبس الصوف، وكتاب الأربعين في الأحكام وأربعي الصوفية، وكتاب الإستسقاء، وكتاب الخسف، وكتاب الصيام والقيام، وكتاب الرؤية، وكتاب قراءآت النبي صلى الله عليه وسلم، وكتاب معرفة الصحابة، وكتاب علوم الحديث، وتاريخ إصبهان،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 382 وكتاب) الأخوة، وكتاب العلم، وكتاب الحلية، وكتاب المتواضعين، وكتاب القراءة خلف الإمام، وكتاب التشهد، وكتاب حسن الظن، وكتاب المؤآخاة، وكتاب وعيد الزناة، وكتاب الشهداء، وكتاب القدر، وكتباً غير ذلك، والجميع تأليف أبي نعيم، وسماعه منه. روى عنه: معمر بن الفاخر، وأبو العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني العطار. وقرأ عليه بالروايات وأكثر عنه، وأبو طاهر السلفي، أبو موسى المديني، أبو مسعود الحاجي، أبو الفتح عبد الله الخرقي، وأبو الفضل خطيب الموصل وأبو سعد الصائغ، ويحيى الثقفي، والفضل بن القاسم الصيدلاني، ومحمد بن الحسن بن الفضل الأدمي، والأديب محمد بن أحمد المصلح، وعبد الرحيم بن محمد الخطيب، ومسعود بن أبي منصور الخياط، وخليل بن بدر الراراني، ومحمد بن إسماعيل الطرسوسي، وأبو المكارم اللبان، ومحمد بن أبي زيد الكراني، أبو جعفر الصيدلاني، وله عنه حضور كثير، ولم يسمع منه مع إمكان ذلك. وآخر من روى عنه بالإجازة عفيفة الفارقانية، وعاشت بعده إحدى وتسعين سنة. قال أبو سعد السمعاني: كان عالماً ثقة، صدوقاً، من أهل العلم
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 383 والقرآن والدين. قرأ القرآن بروايات، وعمر العمر الطويل، حتى حدث بالكثير ورحل الناس إليه. كان والده يخرج إلى حانوته ليعمل في الحديد ويأخذ بيد الحسن، ويدفعه في مسجد أبي نعيم، فأكثر عنه، حتى صار بحيث لا يفوته إلا ما شاء الله. قال ابن نقطة: سمع من أبي نعيم الموطأ، عن الطبراني، عن علي بن عبد العزيز، عن القعنبي، عن مالك. ح وعن ابن خلاد النصيبي، عن تمتام، عن القعنبي، عن مالك. وسمع من أبي نعيم مسند الإمام أحمد، عن ابن الصواف بعضه، وتمامه عن القطيعي، كلاهما عن عبد الله، عن أبيه. وسمع منه مسند الطيالسي، ومسند الحارث بن أبي أسامة، ولكن لأبي نعيم فوت في مسند الحارث، وذلك جزءان معلومان: الثالث عشر، والسادس والعشرون، وكتاب السنن لأبي مسلم رواه له عن فاروق الخطابي، وبعضه عن حبيب القزاز. وسمع منه المستخرجين عل الصحيحين، وكتاب الحلية، وأشياء كثيرة، والمعجم الأوسط للطبراني، ومسانيد سفيان الثوري، وعوالي الأوزاعي، والجود، ومسند الشاميين والسنن) المخرجة من كتب عبد الرزاق، وجامع عبد الرزاق ومغازيه، الكل سمعه من أبي نعيم، أنبا الطبراني. وسمع من أبي نعيم كتاب غريب الحديث لأبي عبيد، وكتاب مقتل الحسين، وكتاب الشواهد، وكتاب القضاء بسماعه الكل من الطبراني، عن علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد. وسمع من أبي نعيم فوائد سمويه، وفوائد أبي علي بن الصواف، ومسند الطيالسي، والطبقات لابن المديني، وتاريخ الطالبيين للجعابي، وجزء محمد بن عاصم، وجزء ابن الفرات، وأربعي الآجري. وسمع ابن ريذة المعجم الكبير للطبراني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 384 4 (حرف الخاء) خلف بن سعيد بن خير. أبو القاسم الطليطلي الزاهد، نزيل قرطبة. كان يلقن القرآن، وقد قرأ على: أبي عبد الله المغامي. وأخذ أيضاً عن: عبد الصمد بن سعدون. وكان ورعاً، قانعاً، متواضعاً، متبراكاً به، وحسن الأخلاق مذكوراً بإجابه الدعوة وكان ينوب في جامع قرطبة. توفي في نصف ذي العقدة. وكانت جنازته مشهورة قل أن سمع بمثلها، رحمه الله تعالى. 4 (حرف الراء) روزبة بن موسى بن روزبة. أبو الحسن الخزاعي الفقيه. ولي القضاء بغير موضع بمصر، ثم استعفى من القضاء. وكان مولده في رجب سنة عشرين وأربعمائة. قال السلفي: روى لنا عن نصر بن عبد العزيز الشيرازي، وأبي إسحاق الحبال. وتوفي في رجب. وكان حسن الخلق والخلق، كثير العبادة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 385 قال ابنه: كان أبي يختم في اليوم والليلة، ويقوم الليل رحمه الله.) 4 (حرف السين) سعيد بن فتح. أبو الطيب الأنصاري الأندلسي القلعي المقريء، من قلعة أيوب. أخذ القراءآت عن: أبي داود، وابن الدس، وابن البياز، وأبي القاسم بن النحاس. وسمع من جماعة. وتصدر للإقرار بمرسية، وعلم، وكان ماهراً مجوداً، أديباً، محققاً. أخذ عنه: أبو عبد الله بن فرج المكانسي، وغيره. وتوفي بقرطبة في هذه السنة أو في التي بعدها. 4 (حرف الشين) شاهنشاه الأفضل. أمير الجيوش أبو القاسم ابن أمير الجيوش بدر الجمالي الأرمني. كان بدر هو الكل، وكان المستنصر مقهوراً معه، وتوفي سنة ثمانين. فلما مات قام الأفضل مقام أبيه. وقضيته مع نزار بن المستنصر وغلامه أفتكين متولي الإسكندرية مشهورة في أخذهما وإحضارهما إلى القاهرة، ثم لم يظهر لهما خبر بعد ذلك. وذلك في سنة ثمان وثمانين أيضاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 386 فأما أفتكين فقتل ظاهراً، وأما نزار فيقال إن المستعلي أخاه بنى عليه حائطاً. ونزار المذكور هو الذي تنسب إليه الإسماعيلية أرباب قلعة الألموت. وكان الأفضل داهية، شهماً، مهيباً كأبيه، فحل الرأي، جيد السياسة. أقام في الخلافة الآمر ولد المستعلي بعد موت المستعلي، ودبر دولته، وحجر عليه، ومنعه من شهواته، فإنه كثير اللعب، فحمله ذلك على قتله، فأوثب عليه جماعة. وكان يسكن بمصر، فلما ركب من داره وثبوا عليه فقتلوه في سلخ رمضان في هذه السنة. وخلف من الأموال ما لم يسمع بمثله. قال ابن الأثير: كانت ولايته ثمانية وعشرين سنة، وكان الإسماعلية يكرهونه لأسباب، منها تضييقه على إمامهم، وتركه ما يجب عندهم سلوكه معهم، وتركه معارضه أهل السنة في اعتقادهم، والنهي عن معارضتهم، وإذنه للناس في إظهار معتقداتهم، والمناظرة عليها.) قال: وكان حسن السيرة، عادلاً. يحكى انه لما قتل وظهر الظلم بعده اجتمع جماعة، واستغاثوا إلى الخليفة. وكان من جملة قولهم: إنهم لعنوا الأفضل. فسألهم عن سبب لعنته، فقالوا: إنه عدل وأحسن السيرة، ففارقنا بلادنا وأوطاننا، وقصدنا بلاده لعدله، فقد أصابنا هذا الظلم، فهو كان سبب ظلمنا. فأمر الخليفة بالإحسان إليهم إلى الناس. وقيل إن الآمر بأحكام الله وضع عليه من قتله، وكان ق فسد ما بينهما. وكان أبو عبد الله البطائحي هو الغالب على أمر الأفضل، فأسر إليه الأمر أن يعمل على تلافه، ووعده بمنصبه، فلما قتل ولي البطائحي وزارة الآمر، ولقب بالمأمون، وبقي إلى سنة تسع عشرة وصلب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 387 وقال سبط الجوزي في ترجمة الأفضل، ووضعها في سنة ست عشرة، وكأنه وهم، قال: إن الأفضل ولد بعكا سنة ثمان وخمسين وأربعمائة. قال أبو يعلى بن القلانسي: وكان الأفضل حسن الإعتقاد، سنياً، حميد السيرة مؤثراً للعدل، كريم الأخلاق، صادق الحديث. لم يأت الزمان بمثله، ولا حمد التدبير عند فقده. واستولى الآمر على خزائنه، وجميع أسبابه. وكان الأفضل جواداً ممدحاً، مدحه جماعة، منهم قاضي مصر القاضي الرشيد أحمد بن القاسم الصقلي صاحب الديوان الشعر. قال القاضي شمس الدين: قال صاحب الدول المنقطعة: خلف الأفضل ستمائة آلف ألف دينار، ومائتين وخمسين إردب دراهم، وخمسة وسبعين ألف ثوب ديباج، وثلاثين راحلة أحقاق ذهب، عراقي ودواة منت ذهب مجوهرة قيمتها اثنا عشر ألف دينار ومائة مسمار من ذهب وزن المسمار مائة مثقال، في كل مجلس منها عشرة، على كل مسمار منديل مشدود مذهب، فيه بذلة بلون من الألوان، أيما أحب منها لبسه، وخمسمائة صندوق كسوة لخاصته. وخلف من الرقيق والخيل والبغال والطيب والتجمل ما لم يعلم قدره إلا الله، ومن الجواميس والبقر والغنم ما يستحي من ذكر عدده، بلغ ضمان ألبانها في العام ثلاثين ألف دينار. وقلت: كذا قال هذا الناقل ستمائة ألف ألف دينار، والعهدة عليه. وفي الجملة فإن الأفضل هذا تصرف في الممالك، وكنز الأموال، وجمع
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 388 ما لم يجمعه ملك. وكان ملكه سبعاً وعشرين سنة.) وفي أيامه تغلبت الفرنج، لعنهم الله، على القدس، وأنطاكية، وعكا، وطرابلس، وصور، وصيدا، وبيروت، وقيسارية، وعدة حضون سوى ذلك وكذا كل ملك نهمته في جمع الأموال يبخل عن استخدام الجيوش، ويفرط. فلله الأمر كله. قال ابن الأثير في كامله: وثب عليه ثلاثة، فضربوه بالسكاكين، فقتلوه، وحمل وبه رمق إلى داره، ونزل الآمر بأحكام الله إلى داره، وتوجع له، فلما مات نقل من أمواله ما لا يعلمه إلا الله. وبقي الخليفة الآمر في داره أربعين يوماً أو نحوها، والكتاب بين يديه، والدواب تحمل وتنقل ليلاً ونهاراً، ووجد له من الأعلاق النفسية، والأشياء المعدومة، وما لا يوجد لغيره، وحبس أولاده. شمس النهار بنت الحافظ أبي علي أحمد بن محمد البرداني. أم الفضل، زوجة أبي منصور عبد الرحمن بن زريق القزاز. سمعها أبوها من: أبي جعفر ابن المسلمة، وغيره. روى عنها: أبو المعمر الأنصاري. 4 (حرف الطاء) طلحة بن الحسن بن أبي ذر محمد بن إبراهيم الصالحاني. الأديب أبو الطيب. ولد سنة ست وعشرين وأربعمائة. وسمع من: جده، وابن ريذة. روى عنه: أبو موسى، وقال: توفي في صفر. وأجاز لابن السمعاني، وقال: فمن مسموعاته: كتاب أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 389 وشمائله لأبي الشيخ، يرويه عن جده أبي ذر، عنه وكتاب السنة الصغير لأبي الشيخ، وعن جده، والبر والصلة لأبي الشيخ بالإسناد، وكتاب القدر لعلي بن محمد الطنافسي، وكتاب الصوم لابن أبي عاصم، وعن جده، عن القباب، عنه. 4 (حرف العين) عبد الله بن إدريس. أبو محمد السرقسطي المقريء.) كان من أهل الضبط. أخذ عن: عبد الوهاب بن حكم، وغيره. وتصدر بجامع سبتة للإقراء. وقرأ عليه: القاضي عياض، وغيره. عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن. أبو ياسر البرداني، أخو أبي علي. شيخ صالح خير. سمع: أباه، وأبا الحسن القزويني، أبا إسحاق البرمكي، وأبا محمد الجوهري، وجماعة. روى عنه: علي بن طراد، وشعبة بن عمر الإصبهاني، والصائن هبة الله، والسلفي، وجماعة. عبد الوهاب بن حمزة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 390 أبو سعد الحنبلي صاحب أبي الخطاب. كان فقيهاً مفتياً، معدلاً. سمع: أبا محمد الصريفيني، ابن النقور. روى عنه: أبو حكيم إبراهيم بن دينار النهرواني. وتوفي في شعبان. علي بن جعفر بن علي بن محمد بن عبد الله بن حسين بن أحمد بن محمد بن زيادة الله بن محمد بن الأغلب. الأغلبي أبو القاسم بن القطاع، السعدي الصقلي، الكاتب اللغوي. ولد بصقلية في سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة، وأخذ بها عن: أبي بكر محمد بن علي بن البر اللغوي، غيره. وبرع في النحو، وصنف التصانيف. ونزح عن صقلية حين أشرف الفرنج على تملكها، وقدم مصر في حدود الخمسمائة، فبالغوا في إكرامه، وأحسنت إليه الدولة. وله كتاب الأفعال، من أجود الكتب في معناه، وكتاب أبينة الأسماء
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 391 جمع فيه فأوعب، وله مصنف في العروض، وكتاب الذرة الخطيرة في المختار من شعراء الجزيرة، جزيرة صقلية،) وأورد فيه لمائة وسبعين شاعراً، وكتاب لمح الملح. وكان نقاد المصريين ينسبوه إلى التساهل في الرواية. وذلك لأنه لما قدم سألوه عن كتاب الصحاح للجوهري، فذكر أنه لم يصل إلى صقلية. ثم أنه لما رأى اشتغالهم فيه ركب له إسناداً، وأخذه الناس عنه مقلدين له. قال السلفي: سمعت عبد الواحد بن غلاب يقول: سمعت أبا القاسم بن القطاع يقول: لما خرجت من المغرب، شيعني شيخي أبو بكر محمد بن علي ابن البر التميمي اللغوي، وقال: توجه حيث أردت، فما يرى مثلك. قال ياقوت الحموي: كان أبوه جعفر ذا طبقة عالية في اللغة والنحو، وجده علي شاعر محسن، مدح الحاكم، وولي ديوان الخاصة. وجد أبيه من الشعراء أيضاً. وكذلك جدهم الأعلى الحسين بن أحمد. وكان أبو القاسم بن القطاع يعلم ولد الأفضل أمير الجيوش، إلى أن ذكر أنه مات سنة. وكان ذكياً شاعراً، رواية للأدب. وله في غلام اسمه حمزة: (يا من رمى النار، في فؤآدي .......... وأنبط العين بالبكاء)
(اسمك تصحيفه بقلبي .......... وفي ثناياك برء دائي)
(أردد سلامي فإن نفسي .......... لم يبق منها سوى الذماء) وله: (وشادن في لسانه عقد .......... حلت عقودي وأوهنت جلدي)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 392 (عابوه جهلاً بها، فقلت لهم: .......... أما سمعتم بالنفث في العقد) توفي رحمه الله بمصر في صفر. وهو من ولد زيادة الله بن الأغلب الأمير. علي بن زيد بن شهريار. أبو الوفاء الإصفهاني التاجر المقريء. في جمادى الأولى توفي. سمع: أبا الحسن الداوودي، وأبا عمر المليحي، وأحمد بن الفضل الباطرقاني، وطبقتهم. وعنه: أحمد بن مسعود بن الناقد، ويحيى بن ثابت، والسلفي.) من كبراء أهل إصبهان وثقاتهم. له بصر بالحديث. عاش سبعاً وسبعين سنة. 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن مبارك القطان. أبو عبد الله القرطبي. سمع: أبا علي الغساني، وأبا عبد الله أحمد بن محمد الخولاني. وكان مختصاً بالقراءة على الشيوخ لمعرفته وذكائه، وحسن قراءته، وكان الشيوخ يعظمونه ويكرمونه. توفي كهلاً. محمد بن الحسن بن علي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 393 أبو عبد الله الخولاني الأندلسي المربي، ويعرف بالبلغي. رحل، وقدم دمشق. وحدث بها عن: خلف بن إبراهيم، والحسين بن بكير. وسمع من: سهل ابن بشر الإسفرائيني، وأبي حامد الغزالي، والشريف النسيب. وكان صالحاً، مقبلاً على شأنه، قانعاً باليسير، طلابة للعلم. روى عنه: هبة الله بن طاوس. وتوفي بالمرية في رمضان سنة خمس عشرة، وله ثلاث وسبعون سنة. محمد بن خليفة بن محمد بن حسين. أبو عبد الله النمري العراقي، الشاعر المعروف بالسنبسي، لأن أمه سنبسية وأصله من هيت. وأقام في الحلة عند صدقة بن مزيد، وكان شاعره وشاعر ولده دبيس. لكن لم يحسن له دبيس فتركه، وقدم بغداد، مدح الوزير أبا علي بن صدقة، فأجزل عطاءه. وأقام ببغداد. وله شعر رائق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 394 روى عنه: السلفي، وعبد الرحيم ابن الإخوة، وهزارسب بن عوض، وغيرهم. وكان يعرف بالقائد السنبسي. وتوفي في أول العام، وقد عمي، وجاوز التسعين. قال عز الدين أبو القاسم بن رواحة: أنشدنا السلفي قال: أنشدني أبو عبد الله السنبسي لنفسه من) قصيدة: (وكم ليلة قد سرتها غير مرة .......... إليها وقد نام الغيور المخلف)
(فبات حشاها تجت ركبتي بطانة .......... لكشحي وما عين من الناس تطرف)
(وما بينا إلا النطاق وحليها .......... وأبيض مسحور العذارين أهيف)
(فبت أجاريها الحديث وأشتكي .......... جوى الحب حتى كادت الشمس تشرف)
(فرأيت ولم تحلل معاقد مئزري .......... على ريبة أخزى بها حين أقرف)
(سوى رشفات من شفاه وكأنها .......... جني الورد من أغصانه حين يقطف) أبرد أنفاسي بهن وألتويعلى كبدي ولله بالسر أعرف ومما شجاني يوم بانت حمولهاحمام بأعلى دمنة الدار هتف (عشية راحوا بالنياق فغربوا .......... وأصبحت في آثارها أتعرف)
(بكيت إلى أن لان من ماء أدمعي .......... صميم الحصا أو كاد بالدمع ينطف)
(وما الحي بالحي الذين ألفتهم .......... ولا الدار بالدار التي كنت أعرف) محمد بن عبد الباقي بن جعفر بن محمد بن مجالد. أبو منصور البجلي الكوفي الشاهد. سمع: الشريف محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي، وعبيد الله بن علي بن أبي قربة، ومحمد بن عبد العزيز النهشلي العطار، ومحمد بن إسحاق بن فدوية، ودارم بن محمد، ومحمد ابني ممد بن عيسى بن حازم ومحمد بن حمزة التميمي الزيات وجماعة وخرجله أبي النرسي جزءاً عن شيوخه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 395 وقدم بغداد تاجراً غيره مرة. روى عنه ابن ناصر، وعبد الوهاب بن الصابوني، وأبو طالب بن خضير وغيرهم. وثقة أبي. وقال يحيى بن سعد الله بن عبد الباقي البجلي: توفي عمي في السابع والعشرين من ربيع الأولي بالكوفة. قلت: وسمع منه: السلفي، والصائن ابن عساكر. ذكره الحافظ ابن عساكر وقال: أجاز لي. وذكر أنه قدم دمشق.) محمد بن علي بن عبيد الله. أبو بكر بن الدنف. بغدادي مقريء. سمع: عبد الصمد بن المأمون، وابن المسلمة. وكان إماماً صالحاً، خيراً، حنبلياً. توفي في شوال. وقد تفقه على أبي جعفر بن أبي موسى، وجلس للاشتغال مدة. روى عنه: ذاكر بن كامل، وابن بوش. 4 (حرف الهاء) هزارسب بن عوض بن حسن.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 396 أبو الخير الهروي، المفيد، المحدث، نزيل بغداد. أحد من عني بهذا الشأن وتعب عليه. وكان يحرض الناس على السماع، ويفيدهم ويبالغ. وحصل أصولاً كثيرة. وتوفي قبل أوان الرواية. سمع: طراد الزينبي، وأحمد بن عبد القادر بن يوسف، وأصحاب أبي علي بن شاذان. إلى أن سمع من أصحاب أبي الحسين بن النقور. وتوفي في ربيع الأول، وخطه دقيق مليح. روى عنه: بن أحمد البزدي، وذاكر بن كامل. 4 (حرف الياء) يحيى بن صاعد بن سيار. الكناني، الهروي، الحنفي، أبو عمرو، قاضي قضاة هراة. قال أبو النصر عبد الرحمن الفامي: كان في العلوم بحراً لا يدرك قعره. عاش ثلاثاً وتسعين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 397 4 (وفيات سنة ست عشرة وخمسمائة) ) 4 (حرف الألف) أحمد بن سعد بن خالد بن بشتغير. أبو جعفر اللخمي اللورقي. روى عن: أبي العباس العذري، وطاهر بن هشام، وجماعة. وأجاز له: أبو عمر بن عبد البر، وحاتم بن محمد. وكان واسع الرواية، كثير السماع، عالي الإسناد. 4 (حرف الجيم) جامع بن عبد الصمد. أبو منصور الخلقاني الصوفي النيسابوري. روى عن: أبي الحسين عبد الغافر، وابن مسرور الكنجروذي، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 398 وتوفي في ذي القعدة. وكان كثير الصلاة والصيام، وله عناية بإحياء قبور المشايخ. سمع منه: أبو سعد السمعاني، وغيره. 4 (حرف الحاء) الحسن بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد. أبو علي الباقرحي، ثم البغدادي. من أولاد المحدثين. رجل مستور كثير السماع. ولد سنة سبع وثلاثين وأربعمائة. وسمع: أبا الحسن القزويني، وأبا بكر بن بشران، وأبا الفتح بن شيطا، وأبا طاهر محمد بن علي العلاف، وأبا إسحاق البرمكي، وأبا القاسم التنوخي. روى عنه جماعة. وله مشيخة سمعناها. روى عنه: ذاكر بن كامل، وأبو نصر بن يوسف. ومات في رجب. 4 (حرف الدال) داود بن إسماعيل بن الحسن بن محمد بن الحسين ب داود.) السيد أبو جعفر ابن النقيب أبي المعالي العلوي النيسابوري.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 399 شيخ أهل بيته في وقته. سمع: أبا حفص بن مسرور، وأبا الحسين عبد الغافر، وأبا سعد الكنجروذي. توفي فيسادس صفر، وعنده صحيح مسلم. 4 (حرف السين) سليمان بن الفياض. أبو الربيع الإسكندراني، الشاعر. تلميذ أمية بن الصلت قرأ عليه من الفلسفة والعلوم المهجورة شيئاً كثيراً. وكان من فحول الشعراء. دخل العراق، خراسان، والهند. وتوفي في الغبرة في حدود سنة ست عشرة، أو بعد ذلك بيسير. وله يقول: (بيني وبينك ما لو شئت لم يضع .......... سر إذا ذاعت الأسرار لم يذع)
(به أحتمل، واستطل أصبر، أعز أهن .......... وول أقبل، وقل أسمع، ومر أطع)
4 (حرف العين) عبد الجبار بن أبي بكر محمد بن حمديس. أبو محمد الصقلي الشاعر. أمتدح ملوك الأندلس بعد السبعين وأربعمائة، واختص بالمعتمد بن عباد، فحظي لديه لحسن شعره. فلما أسر المعتمد وسجن بأغمات قدم عليه أبو
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 400 محمد وافياً ومعزياً. وانصرف إلى أفريقيا، فامتدح ملكها يحيى بن تميم الصنهاجي، ثم ابنه الحسن، وآخر العهد به سنة ست عشر. ومن شعره: (حرك لمعناك لفظاً كي يزان به .......... وقل من الشعر سحراً أو فلا تقل)
(فالكحل لا يفتن الأبصار منظره .......... حتى يصير حشو الأعين النجل) عبد الجبار بن عبد الله بن أحمد بن أصبغ. أبو طالب الأموي المرواني الهاشامي القرطبي. روى عن: محمد بن فرج الفقيه، وأبي جعفر بن رزق، وجماعة.) وجمع تاريخاً كبيراً. وكان أديباً إخبراياً، شاعراً ذكياً. ولد سنة خمسين وأربعين، وتوفي في رمضان. وقد لقي أبا عبيد البكري المؤرخ، وحمل عنه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 401 عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف. أبو طالب بن أبي بكر البغداي. كان يسكن القرية داخل دار الخلافة. ولد سنة نيف وثلاثين وأربعمائة، وسمع المصنافت الكبار من: أبي علي بن المذهب، وأبي إسحاق البرمكي، وأبي بكر بن بشران، أبي محمد الجوهري، وجماعة. وتفرد في وقته بكثرة المرويات. روى عنه: السلفي، وأبو العلاء الهمذاني، والصائن ابن عساكر، وأبو طالب بن خضير، وأبو محمد بن الخشاب، أبو الحسن بن عساكر البطائحي، وأبو الحسين عبد الحق، وأبو بكر النقور، ولشيخ عبد القادر الجيلي، وأبو الحسين عبد الحق اليوسفي، وأبو منصور محمدبن أحمد الدقاق، ويحيى بن برش، وخلق سواهم. قال السمعاني: شيخ صالح، ثقة، دين، منحري في الرواية، كثير السماع. انتشرت عنه الرواية في البلدان، وحمل عنه الكثير. وقال السلفي: تربى أبو طالب على طريقة والده في الاحتياط التام في الدين من غير تكلف وكان كامل الفضل، حسن الجملة، ثقة، متحرياً إلى غاية ما عليها مويد. قل من رأيت مثله. وكان والده أبو بكر أوهد خلق الله. وقال محمد بن عطاف: توفي في آخر يوم الجمعة، وقيل ليلة السبت، ثامن عشر ذي الحجة، رضي الله عنه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 402 علي بن أحمد بن حرب. أبو طالب السميرمي. وزير السلطان محمد. وسميرم: قرية من قرى إصبهان. كان مجاهداً بالظلم والفسق، بنى ببغداد داراً فظلم الناس، أخرب محلة التوثة، ونقل آلتها، فاستغاث أهلها، فحبسهم وغرمهم.) وهو الذي أعاد المكوس بعد أربع عشرة سنة. وكان يقول: قد فرشت حصيراً في جهنم، وقد استححيت من كثرة الظلم. قال هذا في الليلة التي قتل في صبيحتها. ركب في موكب عظيم وحوله السيوف المسللة، فمر بمضيق، فظهر رجل من دكة فضربه، فجاءت في البغلة، فهرب، فتبعه الأعوان والغلمان، وبقي منفرداً، فوثب عليه آخر فضربه في خاصرته، وجذب هرماه، ثم ضربه عدة جراحات ثم ذبحه. وقتل ذلك الرجل فوق الوزير، وقتل إثنان من أصحاب الوزير، وقتل ثلاثة كانوا من قاتله يقاتلون الغلمان فقتلوا. وذلك في سلخ صفر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 403 علي بن محمد بن الحسين. أبو الحسن المداري، أخو أحم، وأبي السعود. بغدادي من باب المراتب. كان محتشماً متمولاً. سمع: أبا الحسين بن ألبنوسي، وأبا الحسن المكي. وعنه: أبو المعمر الأنصاري. مات في ذي الحجة عمر بن الأستاذ أبي بكر محمد بن الحسن الخراساني. المعروف بالحامدي الزاهد الصوفي، والأستاذ أبو عبد الرحمن. ذكره عبد الغافر فقال: من وجوه أصحاب أبي عبد الله الإمام في علم القراءآت وسمع صحيح مسلم من: أبي الحسين عبد الغافر. وسمع من: مر بن مسرور. وحدث. توفي في ثامن عشر ربيع الأول. حرف الميم محمد بن أحمد بن أبي عمر المظهر بن أبي نزار محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن بجير.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 404 الرئيس أبو عدنان الربعي الإصبهاني.) من أولاد المحدثين. ولد سنة أربع وثلاثين وأربعمائة. وسمع المعجم الصغير من ابن ريذة. ورى عنه: يحيى الثقفي، وأبو موسى وقال: توفي في ربيع الأول. وأجاز للسمعاني، وقال فيه: شيخ سديد، صالح، وهو والد شيخنا عبد المغيث، وعبد الجليل. وسمع من: جده المطهر، وجعفر بن محمد بن جعفر، وأبي القاسم عبد الرحمن بن محمد الذكواني. يروي كتاب الرهان للأسلمي، عن الذكواني، عن أبى عثمان، عن الشعراني، عنه، وكتاب معرفة شيوخ شعبة، ألفه أبو داود الطيالسي، بسماعه من الذكواني، عن أبي الشيخ، وكتاب العيد لأبي الشيخ، وألطعمة لابن أبي عاصم، والسنة ليعقوب الفسوي، المحنة جمع صالح بن أحمد وعدة تواليف ذكرها السمعاني. محمد بن عبد الله. أبو الوفاء الطوسي، المعروف بالمقدسي. شيخ الحرم في وقته. رأى الكبار وخدمهم. وكان سيدي الطريقة، مرضي الأمر. جاور مدة طويلة. وسمع من: هياج بن عبيد. وببغدادي من: أبي بكر الطريثيثي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 405 وتوفي في حدود سنة ست عشرة، رحمه الله. محمد بن عبد الواحد بن محمد. الحافظ أبو عبد الله الدقاق، ألإصبهاني. قال: عرفت بين المحدثين بالدقاق بصديقي أبي علي الدقاق. فإنهم سألوني في وقت سماعي: بأي شيء تكتب تعريف سماعك فقلت: بالدقاق. وولدت بمحلة جرواءآن سنة بضع وثلاثين وأربعمائة، سمعت سنة سبع وأربعة م أبي المظفر الباطرقاني المقريء. وسمعت سنة من أصحاب أبي بكر بن المقريء، سمعت من أبي الفضل عبد الرحمن بن أحمد) الرازي المقريء قدم علينا، ومن سعيد بن أبي سعيد العيار. وأول من سمعت منه: السديد الأوحد، أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن مندة. وألو رحلتي في سنة ست وستين وأربعمائة. وأول ما أمليت الحديث بسرخس في سنة أربع وسبعين، فسمع مني: الإمام أبو عبد الله العميري، وأبو عروبة عبد الهادي الصاري، وأبو الفتح عبد الرزاق بن حسان المنيعي، وجماعة من شيوخي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 406 وكان أبي من أهل البيوتات، لم يكن من المحتشمين، كان من أوساط المسلمين من أهل القرآن، معبراً، يرجع إلى قليل من العلم، سمع من أبي سعيد النقاش، وغيره. ثم إنه ذكر البلدان التي دخلها لسماع الحديث، فذكر نيسابور، وطوس، وسرخس، وهراة، ومرو، وبلخ، وجرجان، وبخاري، وسمرقند، وكرمان، إلى أن ذكر أكثر من مائة وعشرين موضعاً، ما بين مدينة إلى قرية. ولم يصل إلى العراق، ولا حج، مع كثرة ترحاله وتغربه. وقال: فأما المشايخ الدين كتبت عنهم بإصبهان، فأكثر من ألف شيخ إن شاء الله، وأما من كتبت عنهم في الرحلة، فأكثر من ألف أخرى، لأني سمعت بنيسابور، وهراة من نحو ستمائة شيخ. وكان الدقاق صالحاً، محدثاً، سنياً، أثرياً، قانعاً باليسير، فقيراً متقالاً. روى عنه: أبو طاهر السلفي، وخليل بن أبي الرجاء الراراني، وأبو سعد محمد بن عبد الواحد الصائغ. أخبرنا أبو علي الخلال ا، أم الفضل الأسدية أخبرتهم، عن عبد الرحيم بن أبي الوفاء الحاجي قال: توفي الشيخ الحافظ أبو عبد الله الدقاق ليلة الجمعة، وقت السحر، السادس من شوال، سنة ست عشرة. محمد بن علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء. أبو عبد الله ابن الفقيه أبي القاسم المصيصي، ثم الدمشقي المعدل. سمع: أباه، وأبا القاسم السميساطي، وأبا القاسم الحنائي، وعبد الدائم الدلال، وأبا بكر الخطيب، وجماعة. وكان ثقة صحيح السماع.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 407 روى عنه: أبو طاهر السلفي، وأبو القاسم بن عساكر، وعبد الرزاق التجار. وتوفي في رمضان، وله إحدى وسبعون سنة.) محمد بن علي بن منصور بن عبد الملك. أبو منصور القرائي، قيده ابن نقطة بضم القاف، وألف ساكنه، القراء القزويني، اللغوي، نزيل بغداد. أو ولد بها. قرأ القرآن على: أبي بكر بن موسى الخياط. وأقرأ عنه. وسمع: أبا طالب بن غيلان، وأبا إسحاق البرمكي، وأبا الطيب الطبري، وأبا الحسن الماوردي. روى عنه: الصائن ابن عساكر، وجماعة آخرهم يحيى بن بوش. ومولده تقديراً في سنة أربع وثلاثين، وتوفي في شوال. والقرآء من أجداده. المعلا بن عبد العزيز. أبو محمد المرغيناني الحنفي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 408 حج في أواخر عمره، وسكن بغداد يدرس بها ويفتي ويناظر. أملى عن: والده، ومحمد بن أبي سهل السرخس، وأبي المعالي محمد ابن محمد بن زيد الحسيني الحافظ. روى عن: الحسين بن خسرو، وعلي بن أبي سعد الخباز. مات في رمضان رحمه الله عن اثنتين وسبعين سنة. حرف الهاء هشام بن محمد ب سعيد. القدوة، أبو علي المغربي الطليطلي الزاهد، نزيل بغداد. من كبار المشايخ. له كلام في الحقيقة. ونظر في الزهد. حكى عنه جماعة. ذكره ابن النجار. 4 (حرف الياء) يحيى بن محمد بن أبي نعيم. أبو نعيم الأبيوردي، شيخ الصوفيه بأبي ورد. حج سبع حجج، وكان من سادة القوم.) توفي رحمه الله ورضي عنه في صفر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 409 4 (وفيات سنة سبع عشرة وخمسمائة)
4 (حرف الألف) أحمد بن عبد الجبار بن أحمد بن القاسم. أبو سعد ابن الطيوري، الصيرفي، الكتبي، المقريء، المجود. البغدادي. أخو المبارك. شيخ صالح مكثر، اعتنى به أخوه، وسمعه وستجاز له. سمع: أبا طالب بن غيلان، وأبا محمد الخلال، وأبا الطيب الطبري، وأبا طالب العشاري، وأبا محمد الجوهري، وآخرين. وأجاز له محمد بن علي الصوري الحافظ، وأبو علي الأهوازي المقريء. وكان دلالاً في الكتب، صدوقاً. روى عنه: السفلي، والحسين بن عبد الملك الخلال، والصائن ابن عساكر، وذاكر بن كامل، وجماعة آخرهم وفاة يحيى بن برش. وكان مولده في سنة أربع وثلاثين وأربعمائة. وتوفي في رجب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 410 قال ابن النجار: قرأ بالروايات على: أبي بكر محمد بن علي الخياط، وأبي علي بن البنا. وأجاز له: الحسن بن محمد الخلال، وعبد العزيز الأزجي أيضاً. أحمد بن هبة الله بن محمد بن أحمد بن حسنون. أبو نصر النرسي. من أهل باب المراتب. سمع: جدة أبا الحسين. وقيل إنه تغير بآخرة واختلط. توفي في ربيع الأول. وقد شهد عند أبي الحسن علي بن الدامغاني. وكان متديناً، حسن الطريقة. روى عنه: ابن ناصر، ويحيى بن بوش، أبو طاهر بن سلفة وقال: ذكر لي أبو منصور بن) النقور قال: قلما قمت من الليل إلا وسعمت قراءة أبي نصر بن النرسي في الصلاة. إبراهيم بن محمد بن خيرة. أبو إسحاق القونكي، نزيل قرطبة. روى بقونكة عن القاضي محمد بن خلف بن السقاط صحيح البخاري. وأكثر بقرطبة عن: أبي علي الغساني، وحازم بن محمد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 411 وكان حافظاً للحديث، وهو من شيوخنا. قاله ابن بشكوال. وتوفي في شوال. إبراهيم بن محمد. أبو إسحاق الأنصاري. القرطبي الضرير. جود القرآن على أبي عبد الله المغامي. وسمع من: جماهر بن عبد الرحمن. وأقرأ الناس القراءآت. وكان ثقة صالحاً منقبضاً، مقبلاً على شأنه. توفي في شعبان. إسماعيل بن نصر بن بكر بن أحمد بن الحسين بن مهران. المقريء النيسابوري. سمع: أبا عثمان الصابوني، وأبا القاسم القشيري. أجاز لأبي سعد السمعاني. مات في صفر وكان من أولاد الأئمة. 4 (حرف الحاء) حمزة بن العباس بن علي بن الحسن بن علي. الشريف أبو محمد العلوي الحسيني الإصبهاني الصوفي. توفي في سادس عشر جمادى الأولى.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 412 قال أبو موسى: سمع أبا طاهر بن عبد الرحيم الكاتب، وغير واحد بإصبهان.) وعنه: أبو موسى، وأبو سعد محمد بن عبد الواحد الصائغ، وأبو ظاهر السلفي، ومحمد بن عبد الخالق بن أبي سكر الجوهري، وجماعة سواهم، آخرهم موتاً عفيفة الفارقانية. وروى عنه بالإجازى أبو سعد السمعاني، وقال: مات سنة ست عشرة. وطول ترجمته بتسمية مسموعاته. وقال: كان شيخ الصوفية ومقدمهم، ويعرف ببرطلة. سيد، حسن السيرة، حميد الأمور، ورع عفيف. رحل الناس إليه. سمع: أبا أحمد محمد بن علي بن سمويه المكفوف، وابن ريذة، والحسين بن عبد الله بن فنجويه، وعلي بن القاسم الخياط، وابن النعمان القصاص، وأبا طاهر بن عبد الرحيم. وأجاز له: أبو الحسن بن صخر الأزدي من مكة، وأبو سعد عبد الرحمن بن أحمد الصفار. ومن مسموعاته: فوائد أبي علي بن فنجويه، خمسون جزءاً سمعها منه وكتاب التوحيد لعلي بن أحمد البوسنجي، رواه عن علي بن القاسم، عن أبي بكر الطاهري، عن محمد بن حامد الموصلي، عنه وكتاب الهادي للحافظ ابن مندة. وكان مولده في حدود سنة ثلاثين وأربعمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 413 4 (حرف العين) عبد الصمد بن أبي الفوارس أحمد بن الفضل. أبو نهشل العنبري الإصبهاني. من بني العنبر. ولد سنة سبع وعشرين وأربعمائة. وسمع: أبا بكر بن ريذة. وله أجازة من ابن فاذشاه، وعاينت أصل سماعه بالزهد لأسد من ابن فاذشاه سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة. روى عنه: أبو موسى المديني، وأبو جعفر الطرسوسي، وجماعة. توفي في ذي الحجة. وروى عنه أيضاً: عبد الرحيم بن محمد بن حمويه الإصبهاني، ومسعود بن أبي منصور الجمال، ومسعود بن محمود بن خلف العجلي، وعبد الواحد بن أبي المطهر الصيدلاني.) وأجاز لأبي سعد السمعاني، وقال: كان معمراً مكثراً ن ووالده أبو الفوراس كانن من فضلاء الأدباء. وكان عبد الصمد من غلاة العبد رحمانية. سمع هارون بن محمد بن أحمد، وابن فإذا، وابن ريذة، وأبا بكر بن شاذان الأعرج. فمن مسموعاته: المعجم الكبير والمعجم الصغير للطبراين، رواهما عن ابن ريذة وكتاب فضائل القرآن لعبد الرزاق، رواه عن هارون، عن الطبراني، عن الديري، عنه وكتاب المواعظ لأبي عبيد وبر الوالدين لأبي الشيخ وفضائل القرآن لإسماعيل بن عمر البجلي، رواه عن أبي القاسم بن مهران، عن عبد العزيز بن محمد السعدي، عن محمد بن علي بن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 414 مخلد، عنه والموطأ، رواه عن أبي القاسم بن مهران، عن المعري، عن علي بن عبد الله بن عبان المكي القزاز، عن أبي مصف، عن مالك رحمه الله تعالى. عبد المنعم بن حفاظ بن أحمد بن خلف. أبو البركات بن البقلي، الأنصاري، الدمشقي. سمع: أبا القاسم بن أبي العلاء وبمصر: أبا الحسن الخلعي وبمكة: هياج بن عبيد. ووزر لصاحب حمص، ثم غضب عليه وكحله فأعماه. سمع منه جماعة. عبيد الله بن أبي علي الحسن بن أحمد بن الحسن الإصبهاني. الحداد، أبو نعيم الحافظ. رحل في الحديث، وعني بجمعه، ونسخ الكثير بخطه المليح. وكان يكرم الغرباء ويفيدهم، ويقرأ لهم، ويهبهم الأجزاء، وينسخ لهم، مع الدين والتقوى والبكاء والخشية والفضيلة التامة. جمع أطراف الصحيحين، وانتشرت عنه، واستحسنها كل من رآها. وانتقى على الشيوخ. سمع: أبا عمرو بن مندة، وسليمان بن إبراهيم، وأبا طاهر أحمد بن محمد النقاش، وحمد بن ولكيز. ورحل بعيد الثمانين، فسمع بنيسابور: أبا المظفر موسى بن عمران، وأبا بكر بن خلف.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 415 وبهراة: أبا عبيد الله العميري، وأبا سهل نجيب بن ميمون، وأبا الأزدي.) وببغداد: أبا الغنائم بن أبي عثمان، وابن طلحة النعالي، وجماعة. قال محمد بن عبد الواحد الدقاق: بإصبهان صديق لي هو ابن نعيم بن الحداد، أحد العلماء في فنون كثيرة، بلغ مبلغ الإمامة بلا مدافعة. وله عندي أياد كثيرة سفراً وحضراً. وجمع ما لم يجمعه أحد من أقرانه، وحصل ما لم يحصله أحد من إخوانه، من الكتب الكثيرة، والسماعات الغزيرة النفيسة. صدوق في جمعه وكتبه، أمين في قراءته، بارك الله فيه وفي عمره. قال السمعاني: سألت الحسين بن الحداد عن وفاة أخيه فقال: ي جمادى الأولى ثم كتب إلي معمر إنها في ربيع الأول. قلت: هذا غلط، فإن أبا موسى الحافظ روى عنه قال: توفي يوم الإثنين السادس والعشرين من جمادى الأولى. وكان مولده في سنة ثلاث وستين وأربعمائة. وقال أبو مسعود الحلبي: مات يوم الثلاثاء وقت الظهر السابع والعشرين من جمادى الأولى. قلت: كأنه ورخ ساعة دفنه، وورخ أبو موسى موته. وآخر من روى عنه بالإجازة عفيفة الفارقانية. علي بن محمد بن أبي الحسين أحمد بن محمد بن النقور. أبو الحسن البغدادي. شيخ صالح. سمع جده وحدث. توفي رحمه الله في ربيع الأول. علي بن منكدر بن محمد بن محمد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 416 السيد أبو الحسن العلوي الحسيني الفارسي، الأمير الشاعر المفلق. توفي فجأة في شوال. ذكره عبد الغفر الفارسي. عيسى بن إسماعيل بن عيسى بن إسماعيل بن محمد. أبو زيد العلوي الحسيني الصوفي الأبهري. شيخ عارف نبيل، كثير الأسفار. له حال عجيب في السماع، وفيه كيس وظرف.) سمع في الكهولة من: فاطمة بنت أبي علي الدقاق، ومحمد بن علي العميري الهروي، ورزق الله التميمي، ومكي الرملي، وخلق. روى عنه: شهردار بن شيرويه، ومحمد بن أبي بكر السنجي، وجماعة. توفي في شوال بنيسابور. 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن عمر بن الطبر. أبو غالب البغدادي الحريري. روى عن: أبي الحسن ابن زوج الحرة، وأبي الطيب الطبري، وأبي طالب العشاري. توفي في صفر. وهو أخو هبة الله بن الطبر. محمد بن حيدر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 417 أبو طاهر البغدادي، الشاعر المشهور. شاعر محسن، سائر القول. توفي في رجب. ومن شعره يقول: (بنفسي التي عاد عود الأراك .......... عن ثغرها وهو للطيب عود)
(ولكن علا قدره في النفوس .......... من أن يحكم فيه الوقود) محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد. أبو منصور بن أبي ياسر البراداني الخريمي. من بيت الحديث والفضيلة. سمع: أبا جعفر ابن المسلمة، وأبا الغنائم بن المأمون. وعنه: علي بن أبي سعد الخباز، وأبو المعمر الأنصاري. وتوفي في أول العام وله نيف وستون سنة. محمد بن عثمان بن أبي بكر بن نصر. الإمام بكر السمرقندي الدباس أمير الحاج.) حج بأهل سمرقند مرات. وتوفي بسرخس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 418 روى عنه: أبي الحسين بن النقور. وعنه: عمر بن محمد النسفي. مرشد بن يحيى بن القاسم. أبو صادق المديني، ثم المصري. سمع: أبا الحسن علي بن حمصة الحراني، وعلي بن ربيعة، علي بن محمد الفارسي، وأبا الحسن محمد بن الحسين الطفال، وداجن، والحيمي، وجماعة. وأجاز له علي بن منبر بن أحمد الخلال، والقاضي أبو الحسن بن جعفر، وغيرهما. قال السلفي: كان ثقة، صحيح الأصول، أكثرها بخط ابن بقا وبقراءته. روى عنه السلفي، ومحمد بن علي بن محمد الرحبي، وعسير بن علي المزارع، وإسماعيل بن قاسم الزيات، وعلي بن هبة الله الكاملي، وعبد الله بن بري النحوي، وأبو القاسم هبة الله بن علي البوصيري، وجماعة. توفي في ذي القعدة. موسى بن عبد الرحمن بن خلف بن موسى بن أبي تليد. أبو عمران الشاطبي. من بيت الرواية فإن جدهن الأعلى أبا تليد رحل وسمع من النسائي، وحدث بالسنن بالأندلس سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، وابنه موسى سمع من قاسم بن أصبغ وجماعة، حفيده خلف بن موسى سمع من عبد الوارث بن سفيان، وروى عنه ولده عبد الرحمن. وولد موسى سنة أربع وأربعين. وسمع كثيراً من أبي عمر بن عبد البر، وسماعه بخطو الثقات.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 419 روى عنه: ابن الدباغ وأثنى عليه، وقال: سمع كتاب الإستذكار، وكتاب التقصي. وحج، وسمع عيسى بن أبي ذر الهروي. وحدث. روى عنه جماعة: أبو عبد الله بن زرتون، وغيره. 4 (حرف الياء) ) يحيى بن عامر بن علي. أبو الحسين المقدسي الرملي، خطيب الأغربة بدمشق. سمع بالقدس: أبا عثمان محمد بن أحمد بن ورقاء وبدمشق: أبا القاسم بن أبي العلاء. توفي في رمضان وله سبع وستون سنة. أجاز للحافظ ابن عساكر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 420 4 (وفيات سنة ثمان عشرة وخمسمائة)
4 (حرف الألف) أحمد بن محمد بن الفضل بن عبد الخالق. أبو الفضل بن الخازن الدينوري الأصل، والبغدادي. الكاتب الشاعر، صاحب الخط الفائق. وهو والد أبي الفتح نصر الله الكاتب المشهور أيضاً الذي توج بخطه مقامات الحريري كثيراً. ومن شعر أبي الفضل وقد دعاه صديق له إلى بستان وفيه حمام، فدخله وتغسل: (وافيت منزله فلم أر حاجباً .......... إلا تلقاني بسن ضاحك)
(والبشر في وجه الغلام أمارة .......... لمقدمات حياء وجه المالك)
(ودخلت جنته وزرت جحيمه .......... فشكرت رضواناً ورأفة مالك)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 421 وله: (من لي بأسمر حجبوه بمثله .......... في لونه والقد والعسلان)
(من رامه فليدرع صبراً على .......... طرف السنان وطرفه الوسنان)
(راح الصبا تثنيه لا ريح الصبا .......... سكران ولي من حبه سكران) توفي في صفر سنة ثمان عشرة، وله سبع وأربعون سنة. وذكره ابن الجوزي في المنتظم في سنة اثنتي عشرة. وذكره ابنه وغيره سنة ثمان عشرة، وهو الصحيح. وقد ذكره العماد في الخريدة، وقال: ما بعد خط أبي الفوارس بن الخازن مثل خطه في الحسن. وكلاهما يقال له ابن الخازن، وقد تناسبا خطاً وفضلاً. فهو أبو الفضل وابن الفضل كنيته، ونسباً، وأدباً وحسباً. وكان ظريفاً، لبيباً، أديباً، أربياً، كاتباً حاسباً.) مر أبو الفوارس سنة. أحمد بن أبي الفتوح محمد بن أحمد بن علي. أبو العباس الخراساني الواعظ. حدث بإصبهان عن الحسن بن عبد الرحمن المكي الشافعي. وعنه: أبو موسى الحافظ. وسمع أيضاً من: سعيد بن أبي سعيد العيار، وعبد لوهاب بن مندة. وحج خمس حجج، وجاور، ووعظ ببغداد، ونفق عليهم لعذوبة منطقه ولزهده وورعه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 422 قال معمر بن الفاخر: بن عند أحمد بن أبي الفتوح ابن الهراساني، ففرغ الدهن من السراج، فقال: أدنوا مني السراج. فأدنيته، فأصلح الفتيلة وقال: لا تقربوا منه. فكان يضيء إلى أن فرغت من مسخ جزءي جملة، ثم نمنا وهو يزهر. إسحاق بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن نوح. الخطيب أبو إبراهيم النسفي النوحي، الفقيه. أملي بسمرقند. وسمع منه أمم. روى عن محمد بن عبد الرحيم المقريء، ناقلة محمد بن علي الترمذي، روى كتاب تنبيه الغافلين عن مصنفه أبي الليث السمرقندي. وكان محمد هذا معمراً. قال أبو سعد السمعاني: عاش أزيد من مائة وعشر سنين. وروى النوحي عن: علي بن الحسين السعدي، وعلي بن الحسن بن مكي النسفي، وعمر بن أحمد بن شاهين السمرقند، والفقيه أحمد بن عبد العزيز بن أحمد الحلواني، وأبي مسعود أحمد بن محمد البجلي، وجماعة. وتوفي في جمادى الأولى. وكان من كبار الفقهاء أصحاب الرأي، وعاش خمساً وثمانين سنة. روى عنه: عمر بن الحسن الدرعي، وإبراهيم بن يعقوب الواعظ، ومحمد بن محمد بن السعدي المعلم، ومحمد بن يوسف النجانيكثي، وأسعد بن إبراهيم القطواني، ومحمد بن أحمد بن فارس الهاشمي، ومحمود بن علي النسفي، وعلي بن عبد الخالق السكري، وخلق من مشيخة عبد الرحيم بن السمعاني.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 423 إسماعيل بن علي بن سعل المسيبي. شيخ الصوفية. سمع: أبا عثمان الصابوني، والقشيري. أجاز لأبي سعد السمعاني، وأرخه في معجمه. أسعد بن نصر. المهراني النيسابوري المقريء. سمع: أبا محمد عبد الله بن يوسف الجويني، وعبد الغافر الفارسي، والكنجروذي. أجاز للسعماني. مات في جمادى الأولى. 4 (حرف الحاء) حمزة بن أبي علي محمد بن طاهر بن علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الملقب بطباطبا ابن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب. الشريف أبو الفضل الإصبهاني العلوي. توفي يوم الجمعة سلخ السنة. من شيوخ أبي موسى.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 424 4 (حرف الدال) داود الملك الكرجي. ملك الأبخاز الذي افتتح تفليس. مات في هذه السنة وهو على كفره. 4 (حرف العين) عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن الهيثم. أبو طاهر الإصبهاني الذهبي الصباغ، المعروف بالدشتج وبالدشتي. آخر من حدث عن أبي نعيم الحافظ. توفي في ربيع الأول في ثاني عشر. روى عنه: أبو موسى المديني، وأحمد بن أبي الفضل الكراني، وعفيفة الفارقانية، وجماعة.) وعفيفة آخر من سمع منه. وروى عنه حضوراً: أبو جعفر، وعبد الواحد بن القاسم الصيدلانيات. وهو أيضاً آخر من حدث عن عبد الرحمن بن أحمد بن عمر الصفار. وسمع من: ابن ريذة، وأبي الوفاء مهدي بن محمد، وعبيد الله بن المعتز النبسابوري. سمع منه أيضاً حضوراً يحيى الثقفي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 425 عثمان بن عبد الرحيم بن محمد. أبو عمرة الكبيكي النبيسابوري. حدث في هذا العام بإصبهان عن: عمر بن مسرور. روى عنه: أبو موسى المديني، وأبو إبراهيم أحمد بن القاسم الحسيني. سكن في أيام الشدة الثغر وكان شافعياً، فتمذهب لمالك. وكان كثير السماعات. ولد سنة سبع وثلاثين وأربعمائة. وأدرك ابن الفارسي، والطفال. وسمع من: أبي زكريا البخاري، ونصر الشيرازي. وانتقيت من أصوله التي ارتاب فيه أكثر من مائة جزء، ووقفت فيها على لا أرتضيه. وخلف كتباً كثيرة. مات في شعبان. علي بن أحمد بن عبيد الله بن أبي الفتح. أبو الحسن بن المعبر. شيخ بغدادي من أولاد الشيوخ. شمع: ابن المسلمة، وأبا بكر الخطيب، أبا محمد الصريفيني. وعنه: أبو المعمر الأنصاري، وأبو طاهر السلفي، وأحمد بن محمد الزناتي. توفي في ربيع الأول. علي بن أبي سعد هاشم بن طاهر بن علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الشريف طباطبا.) العلوي أبو الحسين الإصبهاني، صاحب ابن ريذة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 426 توفي في ذي الحجة قبل ابن عمه المذكور بعدة أيام، وله ست وتسعون سنة. وعنه: أبو موسى. 4 (حرف الفاء) الفضل بن محمد بن أحمد بن أبي منصور. أبو القاسم الأبيوردي العطار. أحد شيوخ نيسابور. كان صالحاً عفيفاً، حسن السيرة، عابداً، جاور بمكة مدة. وسمع: فضل الله بن أبي الخير الميهني، وأبا عثمان الصابوني، وأبا القاسم القشيري. وروى عنه: عمر الفرغولي، وإبراهيم بن سهل المسجدي، ويوسف بن شعيب وجماعة. وأجاز لأبي سعد السمعاني، وهو الذي ترجمه وقال: توفي في سادس صفر بنيسابور. وقال عبد الغافر: شيخ مشهور، معمر، نيف على المائة. وكان كثير العبادة، مشتغلاً بنفسه. سمع الكثيرين، مثل: أبي الحسين عبد الغافر، وابن مسرور. وسمى جماعة، ثم قال: وسمع معجم البغوي من أبي نصر الإسفرائيني، رحل إليه إلى إسفراين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 427 وعاش حتى قريء عليه الكثير. وقد سمع سنن الدارقطني عالياً، وانقطع إسناده بموته. رواه عن النواقاني، عنه. رواه عنه أبو سعد الصفار. وقال السمعاني: لقد عمر حتى أناف على المائة، وكان كثير العابدة. سمع محمد بن عبد العزيز النيلي، وعدة. روى لي عنه جماعة كثيرة، رحمه الله تعالى. 4 (حرف الكاف) كامل بن ثابت. أبو تمام الصوري الفرضي. ولد سنة إحدى وثلاثين.) وسع بصور: أبا بكر الخطيب، وغيره. وبمصر: أبا الحسن الخلعي. روى عنه: السلفي، وقال: كامل كان كاملاً في فنون العلم، منها الفرائض، وله حلقة بمصر لإقراء الفرائض. وكان فريد عصره. قال لي: ألفت في الفرائض تصانيف، وولدت بعكا سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، وأنا أدري الفرائض والحساب من ستين سنة. قرأت الفرائض على أبي عبد الله الوني، وعلى أبي الحسن الجهرمي. قال السلفي بعد أن روى عنه حديثاً وشيئاً من نظمه: توفي سنة ثمان عشرة، أبو سنة تسع عشرة بمصر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 428 4 (حرف الميم) محمد بن عبد العزيز بن أبي الخير بن علي. أبو عبد الله الأنصاري السرقسطي القرطبي. روى عن: أبي الوليد الباجي واختص به، وأبي العباس العذري، ومحمد بن سعدون القروي، وأبي داود المقريء. وقرأ القراءآت على أبي عبد الله المغامي فأحكمها. وكان عارفاً بالأصول والفروع، كامل المروءة، كثير البر. وقد أخذ عنه: أبو علي الغساني، والقاضي أبو عبد الله بن الحاج. قال ابن بشكوال: قرأت عليه كثيراً من روايته، وصحبته إلى أن توفي في رجب، وصلى عليه أخوه أبو جعفر. محمد بن نصر بن منصور. القاضي أبو سعد الهروي الحنفي. قدم دمشق ووعظ بها، ثم توجه إلى بغداد فولي قضاء الشام، وعاد قاضياً فأقام مدة، ثم رجع إلى العراق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 429 وقد ولي القضاء في مدن كثيرة بالعجم. وكان في صباه يؤدب الصبيان، ثم ترقت حاله وبلغ ما بلغ. وكان من دهاة العالم. قتلته الباطنية لعنهم الله بجامع همذان في هذه السنة.) وله شعر رائق، فمنه يقول: (البحر أنت سماحة وفضلاً .......... فالدر ينثر بين يديك وفيكا)
(والبدر أنت صباحة وملاحة .......... والخير مجموع لديك وفيكا) وكان بفرد عين، ويلقب بزين الإسلام. وترسل من الديوان العزيز إلى الملوك، وبعد صيته وعظيمت رتبته. قال ابن النجار: ولي القضاء ببغداد سنة اثنتين وخمسمائة للمستظهر بالله على حريم دار لخلافة وما يليه من النواحي والأقطار، وديار مضر، وربيعة، وغير ذلك. وخوطب بأقصى القضاء زين الإسلام. واستناب في القضاء أبا سعد المبارك بن علي المخرمي الحنبلي بباب المراتب وباب الأزج، والحسن بن محمد الأسراباذي الحنفي باب النوبي، وأبا الفتح عبد الله بن البصاوي بسوق الثلاثاء. ثم عزل في شوال سنة أربع وخمسمائة، واتصل بخدمة السلاطين السلجوقي إلى أن قتل. وقد حدث بأحاديث مظلمة، رواها عنه الحسين بن محمد البلخي. وللغزي يهجوه: (واهاً لإسلام غدا .......... والأعور الهروي زينه)
(أيزين الإسلام من .......... عميت بصيرته وعينه) محمد بن وهب بن محمد بن وهب. أبو عبد الله بن نوح الغافقي الأندلسي. أحد الفقهاء.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 430 كان إماماً مشاوراً معظماً، ترعاه السلاطين. ونزل بلنسية، وولي قضاء سقر، وبها مات في صفر. حدث عنه: ابنه أيوب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 431 4 (وفيات سنة تسع عشرة وخمسمائة)
4 (حرف الألف) أحمد بن عبد الملك بن موسى بن المظفر. القاضي أبو نصر الأشروسني، المعروف بكال.) من علماء ما وراء النهر. ولد سن ثلاث وثلاثين وأربعمائة. وحدث عن العلامة محمود بن حسن القاضي، فسمع منه المصنف. وفاته في ربيع الأول. أحمد بن محمد ب أحمد بن إبراهيم. أبو لبقاء البغدادي الملحي، المقريء، المؤدب. قرأ بالروايات على: أبي بكر محمد بن علي بن موسى الخياط، وأبي الخطاب ابن الجراح. وسمع من: أبي بكر الخطيب، وأبي محمد الصريفيني. روى عنه: المبارك بن كامل، وغيره. توفي في جمادى الأولى. وما علم أحداً قرأ عليه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 432 4 (حرف الحاء) الحسن بن الحسين ألب رسلان. الحافظ، الإمام أبو علي. روى عن: إسحاق بن أبي منصور. روى عنه: عمر النسفي في كتاب القند، وقال: توفي في تاسع عشر ربيع الآخر، وهو ابن مائة سنة وتسع وثلاثين سنة. وخرجت الحيات من المقبرة التي دفن بسمرقند. 4 (حرف العين) علي بن إبرهيم بن عمر. أبو الحسن الناتلي، الحلبي، التاجر بنيسابور. سمع من: موسى بن عمران، ومحمد بن إسماعيل التفليسي، وأبي بكر بن خلف. وكان يفهم ويعرف. سمع منه ابن ناصر. وحدث عنه: أبو محمد بن الخشاب، ويحيى بن بوش. وكان مولده بحلب، وعاش سبعين سنة. علي بن الحسين بن عمر.) أبو الحسن بن الفراء الموصلي، ثم المصري. روى عنه: السلفي، وقال: من ثقات الرواة، وأكثر شيوخنا بمصر سماعاً. ومن شيوخه: عبد لعزيز بن الضراب أخذ عنه المجالسة، وعبد الباقي بن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 433 فارس، وأبو زكريا عبد الرحيم البخاري، وابن المحاملي، وأبو إبراهيم أحمد بن لقاسم بن ميمون العلوي، ومحمد بن مكي الأزدي، وكريمة المروزية بمكة، وابن الفراء بالقدس. وأصول أصول أهل الصدق. وقد انتخبت من أجزائه مائة جزء. وقال لي: ولدت في سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة في أول يوم منها. وتوفي في ربيع الآخر. روى عنه: أبو القاسم البوصيري وبالإجازة أبو عبد الله الأرتاحي. علي بن القاسم بن محمد. أبو الحسن التميمي، المغربي، القسنطيني، والأشعري، المتكلم. سمع بدمشق البخاري من الفقيه نصر المقدسي. وأخذ الكلام عن أبي عبد الله محمد بن عتيق القيرواني. ورحل إلى العراق. وله تصنيف سماه تنزيه الإلهية وكشف فضائح المشبهة المشوية، خرج فيه عن قشوره. قال ابن عساكر: وكان يذكر عنه أنه يعمل الكيميا الفضة. توفي بدمشق. علي بن أبي القاسم محمود بن محمد. النصراباذي النيسابوري أبو الحسن، المتفنن في العلوم. أنفق عمره وماله على العلم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 434 وحدث عن: أبي صالح المؤدب، وجماعة. وكان مكثراً بمرة. توفي في نصف شعبان. وسمع أيضاً من: علي بن محمد الدينوري نزيل غزنة، وأبي الحسن الواحدي، وطائفة. أجاز للسمعاني. 4 (حرف الميم) ) المأمون. أبو عبد الله بن البطائحي، وزير الديار المصرية. ولي الممالك بعد قتل الأفضل أمير الجيوش سنة ست عشرة. وكان أبوه من جواسيس أمير الجيوش بالعراق، فمات ولم يخلف شيئاً، وربي محمد هذا يتيماً، فاتصل بإنسان يعرف البنات بمصر، ثم صار حمالاً بالسوق، فدخل مع الحمالين إل دار الأفضل شاباً ضعيفاً، حلو الحركات، فأعجبه، فسأل عنه، فقيل: هو ابن فلان. فاستخدمه مع الفراشين. ثم تقدم عنده، وترقت حاله. وكان آخر أمره انه عمل على قتل الأفضل، وولي منصبه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 435 وكان كريماً، شهماً، مقدماً ن سفاكاً للدماء. وفي الآخر راسل أخا الآمر بذلك، فأمسكه، ثم صلبه. محمد بن عبد الله بن حسين. أبو عبد الله بن حسن الكلبي المالقي، قاضي مالقة وابن قاضيها. وكان فصيحاً بليغاً، ماضي الأحكام. وولي قضاء مالقة. وابن قاضيها. وكان فصيحاً بليغاً، ماضي الأحكام. وولي قضاء مالقة. محمد بن عبد الرحمن بن موسى بن عياض. أبو عبد الله المخزومي الشاطبي المقريء المنتيشي، من قرية المنتيشة. أخذ القراءآت عن: أبي داود، وابن الدش، وابن شفيع، وأبي القاسم بن النحاس، ومنصور بن لخير، وجماعة. وسمع من: ابن سكرة، وجماعة. وتصدر للإقراء بشاطبة، فأخذ عنه الناس. وكان إماماً في التفسير، مقدماً في البلاغة، مشاركاً في أشياء. وكان يفسر كل جمعة. روى عنه أبو عبد الله المكناسي.) وتوفي وهو كهل. محمد بن واجب بن عمر بن واجب. أبو الحسن القيسي البلنسي، قاضي بلنسية. روى عن: أبي العباس الذري وأكثر عنه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 436 وعن: أبي الوليد الباجي، وأبي الليث السمرقندي. قال ابن بشكوال: كتب إلينا بمروياته، وكان محبباً إل أهل بلده، رفيقاً بهم، عفيفاً. توفي في ذي الحجة، وله اثنان وسبعون سنة. منصور بن علي. روى عنه العثماني بالإسكندرية. ورخه ابن المفضل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 437 4 (وفيات سنة عشرين وخمسمائة)
4 (حرف الألف) أحمد بن علي بن غزلون. أبو جعفر الأموي الأندلسي. روى عن: أبي الوليد الباجي. قال ابن بشكوال: وهو معدود في كبار أصحابه وكان من أهل الحفظ والمعرفة والذكاء. أخذ عنه أصحابنا، وتوفي بالعدوة في نحو العشرين وخمسمائة. وقيل: توفي سنة أربع وعشرين، وقيل: سنة اثنتين وثلاثين. أحمد بن محمد بن أحمد بن عيسى بن منظور. أبو القاسم القيسي الإشبيلي، قاضي إشبيلية. روى عن: أبيه، وابن عم أبيه أبي عبد الله محمد بن أحمد. واستقضى ببلده مدة طويلة. أخذ عنه ابن بشكوال. وعاش أربعاً وثمانين سنة. والصواب في جدهم محمد بدل عيسى، حرره ابن رشيد.) إسحاق بن عمر بن عبد العزيز.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 438 أبو القاسم النيسابوري الشجاعي الجميلي، الشاعر المشهور الشروطي. كان كثير الفنون، شاعراً مفلقاً، مجوداً في فنون الشعر، كثير القول. سمع: عمر بن مسرور، وعبد الغافر بن محمد الفارسي، وأبا عثمان الصابوني، والطبقة. وكان يختم أماليه بأشعاره الرائقة، وحسنت سريرته وتوبته في آخر أيامه. وكان ذا تجمل وحشمة. توفي في جمادى الآخرة، وعاش ثمانين سنة. روى عنه: أبو سعد السعماني بالإجازة. إسماعيل بن أحمد بن محمد بن مكرم. أبو القاسم الصيدلاني النيسابوري لعطار. كان والده أبو حامد محدث عصره. ولد أبوالقاسم سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة. وسمع: عبد الغافر، والفارسي، وابن مسور، وعبد الله بن يوسف الجويني. أجاز للسمعاني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 439 4 (حرف الباء) بهرام بن بهرام بن فارس. أبو شجاع البغدادي البيع. أحد الرؤساء والمتمولين. ولد في المحرم سنة ثلاثين وأربعمائة. وسمع: أبا القاسم التنوخي، وأبا محمد الجوهري، وغيرهما. قال ابن السمعاني: صلح أمره فيآخره عمره، وحسنت طريقته، وكان له معروف كثير وصدقة جارية. قال أبو الفرج: كان سماعه صحيحاً. وكان كريماً بنى مدرسة للحنابلة بلواذا ودفن فيها. ووقف قطعة من أملاكه على الفقهاء. وتوفي في سادس عشر محرم.) 4 (حرف الجيم) جابر بن عبد الله بن محمد بن علي بن مت. الأنصاري، شيخ هراة، أبو عطية ابن شيخ الإسلام أبي إسماعيل. كان زاهداً صلفاً، تام المروءة، ذا خيبة وجلالة. ولد سنة، وسمع الكثير من أصحاب عبد الرحمن بن أبي شريح، وغيرهم. وكان قليل العلم. وكان يعظ ويزدحمون عليه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 440 سمع: أبا عمر المليحي، محلم بن إسماعيل الضبي، ومحمد بن عبد العزيز الفارسي. روى عنه طائفة. ومات في غرة ذي القعدة. 4 (حرف الطاء) طرخان بن محمود الشيباني. أحد الأمراء الكبار بدمشق، وصاحب المدرسة التي بجيرون. توفي في رجب. 4 (حرف العين) عبد الله بن طاهر بن محمد بن كاكو. أبو محمد الصوري، الواعظ، المعروف بالقاضي ابن زينة. واعظ الأعزية. قال ابن عساكر: كان كثير التطفيل. ذكر لي أنه سمع بمصر من أبي عبد الله القضاعي، وأنه تفقه ببغداد على أبي إسحاق الشيرازي، وأنه ولد سنة نيف وثلاثين وأربعمائة. اجتمعت به غير مرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 441 عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن. أبو القاسم الإصبهاني الصفار. أخو أبي على الدقاق الحافظ. روى عن: إبراهيم سبط بحرويه. وعنه: أبو موسى.) وتوفي في رمضان. عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن. أبو محمد الجيزباران. ذكره عبد الغافر فقال: شيخ معروف من أبناء المياسير وذوي النعم. سمع الكثير من: أبي حفص بن مسرور، وأبي عثمان الصابوني، أبي الحسين عبد الغافر، والكنجروذي، وأبي عثمان البحيري، وأبي بكر البيهقي، والمتأخرين. توفي سنة عشرين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 442 وذكر السمعاني فيمن أجاز له، وقال فيه: التميمي البيع الجيزباراني المعروف بالجيزباران. مات في ربيع الأول. سمعت من ولده محمد الكثير، وأما والده فعاش مائة وخمس سنين. عبد العظيم بن سعيد اليحصبي. الداني، المقريء أبو محمد. روى عن: أبي سخل المقريء، وأبي الوليد الباجي، وأبي الحسن ابن الخشاب، وأبي القاسم الطليطلي. وأقرأ الناس بدانية. وتوفي في نحو العشرين وخمسمائة. علي بن محمد بن دري. أبو الحسن الطليطلي الغرناطي، خطيب غرناطة. روى عن: أبي عبد الله المغامي، وأبي الوليد الوقشي، وأبي المطرف ابن سلمة، وجماعة. وكان مقرئاً، فاضلاً، ضابطاً، عارفاً. أخذ الناس عنه. وتوفي رحمه الله في رمضان. عمر بن محمود بن غلاب. أبو حفص الإفريقي الباجي، باجة إفريقية، لا باجة الأندلس. توفي في صفر، وله ست وثمانون سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 443 قال السلفي: علقت عنه حكايات عن شيوخه الذين صحبهم، كعبد الحق ابن محمد السبتي، وعبد الجليل بن مخلوف.) 4 (حرف الفاء) فضل الله بن عمر بن أحمد بن محمد. أبو طاهر المعروف بليلى النسوي. سمع بدمشق: أبا القاسم الحسين بن محمد. وبصور: أبا بكر الخطيب. وبالقدس: عبد العزيز بن أحمد النصيبي. روى عنه: أبو سعد السعماني، وقال: كان شيخاً معمراً مشهوراً، سمع منه الكبار في مجلس نظام الملك مثل جدي أبي المظفر السمعاني، ووالدي، وعمي. وتوفي في رمضان ودفن برباط بمرو، وله تسعون سنة. 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد. أبي الوليد القرطبي المالكي، قاضي الجماعة بقرطبة. روى عن: أبي جعفر أحمد بن رزق الفقيه شيخه وعن: أبي علي الغساني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 444 وأجاز له أبو العباس العذري. قال ابن بشكوال: وكان فقيهاً عاملماً، حافظاً للفقه، مقدماً فيه عل جميع أهل عصره، عارفاً بالفتوى على مذهب مالك وأصحابه، بصيراً بأقوالهم، نافذاً في علم الفرائض ولأصول، من أهل الرئاسة في العلم والبراعة في الفهم، مع الدين والفضل والوقار والحلم، والسمت الحسن والهدي الصالح. ومن تصانيفه: كتاب لمقدسات لأوائل كتب المدونة، وكتاب البيان والتحصيل لما في المستخرجة من التوجيه والتعليل، واختصار المبسوطة، واختصار مشكل الآثار للطحاوي، إلى غير ذلك. سمعنا عليه بعضها، وأجاز لنا سائرها. وسار في القضاء بأحسن سيرة وأقوم طريقة، ثم استعفى منه فأعفى. ونشر كتبه وتواليفه، وكان الناس يعولون عليه ويلجؤون إليه. وكان حسن الخلق، سهل اللقاء، كثير النفع لخاصته، وجميل العشرة لهم، حافظاً لعهدهم، باراً بهم.) توفي في حادي عشر ذي القعدة. وصلى عليه ابنه أبو القاسم، وعاش سبعين سنة. قلت: روى عنه: أبو الوليد ابن الدباغ فقال: كان أفقه أهل الأندلس في وقته، وقد صنف شرحاً للعتيبة، وبلغ فيه الغاية. قلت: وهو جد ابن رشد الفيلسوف.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 445 محمد بم خلف بن سليمان بن فتحون. أبو بكر الأندلسي الأوريولي الحافظ. روى عن: أبيه، وأبي الحسن طاهر بن مفوز. وأكثر عن: أبي علي بن سكرة، وغيره. وكان معتنباً بالحديث، عارفاً بالرجال، وله استدراك على ابن عبد البر في كتاب الصحابة في سفرين، وكتاب، آخر في أوهام الصحابة المذكور، وأصلح أيضاً أوهام معجم ابن قانع في جزء. وأجاز لابن بشكوال من مرسية. محمد بن الربيع. أبو سعد الهروي الجيلي. يروي صحيح البخاري عن: أبي عمر المليحي. ويروي جامع الترمذي عن جماعة. توفي في حدود العشرين. محمد بن عبد الخالق بن محمد. القاضي أبو المؤيد ابن القاضي أبي بكر. ولي قضاء سمرقند، ثم قضاء كس أكثر من ثلاثين سنة. وكان من خيار الحنفية. مات أبوه في سنة ثمانين وأربعمائة، وكان أبوه مستملي شمس الأئمة الحلواني بكس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 446 مسعود بن الحسين. أبو المعالي الكشاني السمرقندي. نقله الخاقان من بخاري إلى سمرقند للتدريس بالمدرسة الخاقانية وولاه خطابة سمرقند، فبقي) على ذلك مدة. وتوفي في ربيع الأول، وله ثلاث وسبعون سنة. تفقه عليه غير واحد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 447 1 (ومن هذه الطبقة ممن لا أعرف وفاته)
4 (حرف الألف) أحمد بن علي بن الحسن بن محمد بن أحمد بن سلمويه. أبو العباس النبيسابوري الصوفي، من أولاد المشايخ. مرة أبوه سنة ثمان وسبعين. وهو: شيخ صالح، سمع من: عبد الغافر الفارسي، وابن مسرور، وغيرهما. سمع منه: أبو سعد السمعاني حضوراً، وذكره في الأنساب في السلموني، وقال: توفي سنة عشرة وخمسمائة. أسعد بن أحمد بن أبي روح. القاضي العالم أبو الفضل الطرابلسي. رأس الشيعة بالشام، وتلميذ القاضي ابن البراج.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 448 جلس بعد ابن البراج بطرابلس لتدريس الرفض، وصنف التصانيف. وولاه ابن عمار قضاء طرابلس بعد ابن البراج. وله كتاب عيون الأدلة في معرفة الله، وكتاب التبصرة في خلاف الشافعي للإمامية، وكتاب البيان عن حقيقة الإنسان، وكتاب المقتبس في الخلاف بيننا وبين مالك بن أنس، وكتاب التبيان في الخلاف بيننا وبين النعمان، مسألة تحريم الفقاع، كتاب الفرائض، كتاب المناسك، كتاب البراهين، وأشياء أخرى ذكرها ابن أبي طيء في تاريخه، وأنه انتقل من طرابلس إلى صيدا، وأقام بها، وكان مرجع الإمامية بها إليه. فلم يزل بها إلى أن ملكت الفرنج صيدا. قال ابن أبي طيء. فأظنه قتل بصيدا عندما ملكت الفرنج البلاد. ورأيت من يقول إنه انتقل إلى دمشق. قال: وذكره ابن عساكر فقال: كان جليل القدر، يرجع إليه أهل عقيدته. قال: وكان عظيم الصلاة والتجهد، لا ينام إلا بعض الليل. وكان صمته أكثر من كلامه.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 449 قلت: لم أره في تاريخ ابن عساكر. وحكى أبو اللطف الداراني، قال: ما استيقظت من الليل قط إلا وسمعت حسه بالصلاة. وبالغ في وصفه، وحكى له كرامة. وحكى الراشدي تلميذه قال: جمع ابن عمار بين أبي الفضل وبين مالكي مناظرة في تحريم الفقاع، وكان الشيخ جريئاً قصيحاً، فنطق بالحجة ووضح دليله، فانزعج المالكي وقال: كلني كلني. فقال: ما أنا على مذهبك. أراد أن مذهبه جواز أكل الكلب. وقال له ابن عمار يوماً: ما الدليل على حدث القآن قال: النسخ، والقديم لا يتبدل ولا يدخله زيادة ولا نقص. وقال له آخر: ما الدليل على أنا مخيرون في أفعالنا قال بعثه الرسل. وقال له أبو الشكر ب عمار: ما الدليل على المتعة قال: قول عمر: متعتان كانتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنا أنهى عنهما. فقبلنا روايته، ولم نقبل قوله في النهي. قلت: هلا قبلت رواية إمامك علي بن أبي طالب رضي الله عنه في النهي عن متعة النساء.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 450 4 (حرف العين) علي بن عبد الله بن محمد بن الهيصم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 451 الإمام أبو الحسن النيسابوري، أحد الوجوه. من أئمة أصحاب أبي عبد الله، البارع في الفنون. سمع الحديث في صباه، وسمع صحيح مسلم من: أبي الحسين عبد الغافر. وسمع من أبيه. وله أولاد نجباء. عيسى بن شعيب بن إبراهيم. أبو عبد الله السجري، شيخ صالح، خير. سكن هراة وولد سنة بها أبو الوقت.) سمع: علي بن بشري الليثي. قال أبو سعد السعماني: أجاز لي مسموعاته، ومات سنة نيف عشرة وخمسمائة. قلت مر سنة اثنتي عشرة. 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن الحسين. أبو منصور الرزاز الخلال. ويعرف بالرفاء. أخو أبي ثعلب. شيخ بغدادي عالي الإسناد. حدث في سنة عشرة. وكان ذا دين وصلاح وتلاوة. ولد سنة ثمان وعشرين وأربعمائة في صفر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 452 وسمع من: الحافظ أبي محمد الخلال، وأبي طالب العشاري، والجوهري. روى عنه: المبارك بن أحمد الأنصاري، وصالح ب زرعان التاجر، ويحيى بن بوش. ذكره ابن النجار. محمد بن عبد الجبار بن محمد بن الحسن. أبو سعد الجويمي الفارسي، المقريء الشيرازي. أحد من عني بالقراءآت، ورحل إلى الآفاق فيها. وصنف فيها التصانيف. قرا على: أبي القاسم هبة الله بن علي بن عراك المغربي التاجر، تلميذ أبي عمرو الداني، وأبي علي الأهوازي. وقرأ بالأهواز على: أبي بكر محمد بن عبد الكريم الفرغاني. وببغداد على: أبي الخطاب بن الجراح، وابن سوار. وسمع من: طراد، وجماعة. وسكن بغداد. قرأ عليه: المبارك بن كامل الخفاف، وهبة الله بن بدران العجان في سنة إحدى عشرة وخمسمائة. وروى عنه: معمر بن الفاخر. محمد بن عبد الملك بن محمد.) أبو بكر الأشناني، المؤدب، الأديب، المعروف بالباقلاني. وأسنان من قرى بلد الخالص. سكن بباب الأزج يؤدب. روى عنه من شعره: من وجهر بن تركانشاه، وأبو نصر الرسولي، وأبو
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 453 المعمر المبارك الأنصاري. قال أبوالمعمر: أنشدنا لنفسه: (قل للمليحة في الخمار المذهب .......... ذهب الزمان وحبكم لم يذهب)
(وجمعت بين المذهبين فلم يكن .......... للحسن عن ذهبيهما من مذهب)
(نور الخمار ونور وجهك نزهة .......... عجباً لخدك. كيف لم يتلهب)
(وإذا رنت عيني لتسرق نظرة .......... قال الجمال لها: اذهبي لا تذهب) أبو عدنان. محمد بن أبي نزار. المؤمل بن الجنيد بن محمد. أبو الفتوح الإسفرائيني، الصوفي. شيخ الصوفية. قال عبد: يختم في اليوم والليلة ويتجهد لصلاة الليل، ويقوم بحقوق الصوفية. سمع من: سعيد بن أبي سعيد العيار. وتوفي قبل العشرين وخمسمائة. 4 (حرف الهاء) هبة الله بن علي بن العقاد. أبو الحسن العجلي، المؤدب. من فضلاء بغداد. روى عن: أبي طالب بن غيلان. قال ابن السمعاني: كان أدبياً لسناً، له بلا بلاغة وفصاحة وفيه دين وعفة. سمع بإفادة أبيه. نبا عنه: أبو المعمر الأزجي، ومحمد بن علي بن عبد السلار الكاتب.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 454 4 (حرف الياء.) يحيى بن علي بن عبد اللطيف. أبو لحسن التنوخي المعري، الأديب. ذكر انه سمع من أبي صالح محمد بن المهذب بالمعرة، وروى أناشيد عن عبد الباقي بن أبي حصين المعري، وغيره. كتب عنه: السلفي، وقال: هو حفظه للتواريخ وأخبار العرب والملوك، وأشعار لقدماء والمحدثين. قال لي قاضي دمشق أبو المعالي: هذا تاريخ الشام. قال السلفي: وكان يتحرى الصدق، ويذكر بالصلاح. وقال السلفي: أنشدنا يحيى بن علي قال: حفظني أبي هذين البيتين، ثم أمر غلامنا، فحملني إلى أبي لعلاء المعري، فقرأتهما عليه، وهما: (إلى الله أشكو أنني كل ليلة .......... إذا نمت لم أعدم طوارق أوهام)
(فإن كان شراً فهو لا بد واقع .......... وإن كان خيراً فهو أضغاث أحلام) يوسف بن أحمد بن عبد الله. أبو يعقوب اللجامي الغزنوي، الواعظ الشهير. سار ذكره في الآفاق، وتخرج به العلماء. وله رحلة إل العراق وغيرها. وعمر حتى صار يحمل في محفة. ذكره السمعاني هكذا فيمن أجاز له، وقال: سمع: أبا بكر بن ريذة الضبي، وخاله محمد ب أحمد بن حمدان الحدادي، ويوسف بن إسرائيل القاضي، وأبا محمد سعيد بن إسحاق المفسر، وأبا عثمان العيار، وعلي بن نصر الدينوري اللبان، وأبا جعفر محمد بن إسحاق البحاثي الزوزني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والثلاثون الصفحة 455 توفي بغزنة في السنة التي توفي فيها القاضي الفخر. كذا قال، ولم أعرف وفاة الفخر.
الجزء السادس والثلاثون
الجزء السادس والثلاثون
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 5 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)
5 (الطبقة الثالثة والخمسون حوادث)
1 (الحوادث من سنة إلى)
4 (سنة إحدى وعشرين وخمسمائة)
4 (حرب الخليفة والسلطان في بغداد) قد ذكرنا أن أهل بغداد كانوا بالجانب الغربي، وعسكر محمود في الجانب الشرقي، وتراموا بالنشاب. ثم إن جماعة من عسكر محمود حاولوا الدخول إلى دار الخلافة من باب النوبي، فمنعتهم الخاتون، فجاءوا إلى باب الغربة في رابع المحرم، ومعهم جمع من الساسة والرعاع، فأخذوا مطارق الحدادين، وكسروا باب الغربة، ودخلوا إلى التاج فنهبوا دار الخلافة من ناحية الشط، فخرج الجواري حاسرات تلطمن، ودخلن دار خاتون وضج الخلق، فبلغ الخليفة، فخرج من السرداق، وابن صدقة بين يديه، وقدموا السفن دفعةً واحدة، ودخل عسكر الخليفة، وألبسوا الملاحين السلاح، وكشفوا عنهم. ورمى العيارون أنفسهم في الماء وعبروا. وصاح المسترشد بالله بنفسه، يا آل بني هاشم. فصدق الناس معه القتال، وعسكر السلطان مشغولون بالنهب، فلما رأوا عسكر الخليفة ذلوا وولوا الأدبار، ووقع فيهم السيف، واختفوا في السراديب، فدخل وراءهم البغداديون وأسروا جماعة من الأمراء ونهب العامة دور، وقتلوا أصحاب السلطان، ودار وزيره، ودار العزيز أبي نصر المستوفي، وأبي البركات الطيب وأخذ من داره ودائع وغيرها بما قيمته ثلاثمائة ألف. وقتل من أصحاب السلطان عدةٌ وافرةٌ في الدروب والمضائق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 6 ثم عبر الخليفة إلى داره في سابع المحرم بالجيش، وهم ثلاثين ألف مقاتل بالعوام وأهل البر، وحفروا بالليل خنادق عند أبواب الدروب، ورتب على أبواب المحال من يحفظها. وبقي القتال أياماً إلى يوم عاشوراء، انقطع القتال، وترددت الرسل، ومال الخليفة إلى الصلح والتحالف، فأذعن السلطان وأحب ذلك، وراجع الطاعة، واطمأن الناس، وطمت الخنادق. ودخل أصحاب السلطان يقولون: لنا ثلاثة أيام ما أكلنا خبزاً، ولولا الصلح لمتنا جوعاً.) فكانوا يسلقون القمح ويأكلونه. فما رؤي سلطانٌ حاصر فكان هو المحاصر، إلا هذا. وظهر منه حلم وافر عن العوام. 4 (إرسال الخلع إلى ابن طراد) وبعث الخليفة مع علي بن طراد إلى سنجر خلعاً وسيفين، وطوقاً ولواءين، ويأمره بإبعاد دبيس من حضرته. 4 (مقتل وزير سنجر) وجاء الخبر بأن سنجر قتل من الباطنية إثني عشر ألفاً، فقتلوا وزيره المعين، لأنه كان يحرض عليهم وعلى استئصالهم. فتجمل رجل منهم، وخدم سائساً لبغال المعين، فلما وجد الفرصة وثب عليه وهو مطمئن فقتله، وقتل بعده، وكان هذا الوزير ذا دين ومروءة، وحسن سيرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 7 4 (مرض السلطان محمود) ومرض السلطان محمود في الميدان، وغشي عليه، ووقع من فرسه، واشتد مرضه. ثم تماثل فركب، ثم انتكس، وأرجف بموته ثم خلع عليه وهو مريض، وأشار عليه الطبيب بالرواح من بغداد، فرحل يطلب همذان، وفوض شحنكية بغداد إلى عماد الدين زنكي. 4 (القبض على المستوفي والوزير) وبعد أيام جاء الخبر من همذان بأن السلطان قبض على العزيز المستوفي وصادره وحبسه، وعلى الوزير فصادره فحبسه وكان السبب أن الوزير تكلم على العزيز، وأن برتقش الزكوي تكلم على الوزير. 4 (وزارة أنوشروان) ثم بعث السلطان إلى أنوشروان بن خالد الملقب بشرف الدين، فاستوزره، فلم يكن له ما يتجهز به حتى بعث له الوزير جلال الدين من عند الخليفة الخيم والخيل، فرحل إلى إصبهان في أول رمضان في السنة. أقام في الوزارة عشر أشهر، واستعفى وعاد إلى بغداد. 4 (تفويض بهروز ببغداد والحلة) ) وفي رمضان وصل مجاهد الدين بهروز إلى بغداد، وقد فوض إليه السلطان بغداد والحلة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 8 4 (تفويض زنكي الموصل) وفوض إلى زنكي الموصل، فسار إليها. 4 (وفاة مسعود بن آقسنقر) ومات عز الدين مسعود بن آقسنقر البرسقي في هذه السنة. وكان قد وصل إلى الموصل بعد قتل والده، واتفق موته بالرحبة، فإنه سار إليها. وكان بطلاً شجاعاً، عالي الهمة. رد إليه السلطان جميع إقطاع والده، وطمع في التغلب على الشام، فسار بعساكره، فبدأ بالرحبة، فحاصرها، ومرض مرضاً حاداً، فتسلم القلعة، ومات بعد ساعة، وبقي مطروحاً على بساط، وتفرق جيشه، ونهب بعضهم بعضاً، فأراد غلمانه أن يقيموا ولده، فأشار الوزير أنوشروان بالأتابك زنكي لحاجة الناس إلى من يقوم بإزاء الفرنج، لعنهم الله. 4 (سؤال الإسفرائيني عن حديث) وفيها سئل أبو الفتح الإسفرائيني في مجلسه ببغداد عن الحديث: لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات. فقال: لم يصح. 4 (خبر الإسفرائيني) أبو الفتح الإسفرائيني، رضوان الله عليه من كبار أهل السنة ومن ذوي الكرامات الظاهرة. وما نسب إليه من الإستخفاف بالقرآن كذب وزور هو وغيره
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 9 من الأشاعرة يصرحون بتكفير من استخف بالمصاحف وشيخنا الذهبي غير عادته بهم، وأذن برأيهم، والحديث في الصحيح. وقال يوماً على المنبر: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أصبحت فقال: أعمى بين العميان، ضالاً بين الضالين. فاستحضره الوزير، فأقر، وأخذ يتأول تأولات فاسدة، فقال الوزير للفقهاء: ما تقولون فقال ابن سلمان مدرس النظامية: لو قال هذا الشافعي ما قبلنا منه، ويجب على هذا أن يجدد إيمانه وتوبته. فمنع من الجلوس بعد أن استقر أنه يجلس، ويشد الزنار، ثم يقطعه ويتوب، ثم يرحل.) فنصره قوم من الأكابر يميلون إلى اعتقاده، وكان أشعرياً. فأعادوه إلى الجلوس، وكان يتكلم بما يسقط حرمة المصحف من قلوب العوام، فافتتن به خلق، وزادت الفتن ببغداد. وتعرض أصحابه بمسجد ابن جردة فرجموه، ورجم معهم أبو الفتوح. وكان إذا ركب يلبس الحديد ومعه السيوف مسللة، ثم اجتاز بسوق الثلاثاء، فرجم ورميت عليه الميتات، ومع هذا يقول: ليس هذا الذي نتلوه كلام الله، إنما هو عبارة ومجاز. ولما مات ابن فاعوس انقلبت بغداد، وغلقت الأسواق، وكان عوام الحنابلة يصيحون على عادتهم: هذا يوم سني حنبلي لا أشعري ولا قشيري ويصرخون بأبي الفتوح هذا. فمنعه المسترشد بالله من الجلوس، وأمره أن يخرج من بغداد. وكان ابن صدقة يميل إلى السنة، فنصرهم. ثم ظهر عند إنسان كراس قد اشتراها، فيها مكتوب القرآن، وقد كتب بين الأسطر بالأحمار أشعار على وزن أواخر الآيات. ففتش على كاتبها، فإذا هو مؤدب، فكبس بيته، فإذا هو كراريس كذلك، فحمل إلى الديوان، وسئل عن ذلك، فأقر، وكان من أصحاب أبي الفتوح، فنودي عليه حمار، وشهر، وهمت العامة بإحراقه. ثم أذن لأبي الفتوح، فجلس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 10 4 (ظهور الشيخ عبد القادر الحنبلي) وظهر في هذه الأيام الشيخ عبد القادر الحنبلي، فجلي في الحلبة، فتشبث به أهل السنة، وانتصروا بحسن اعتقاد الناس به. 4 (وقعة مرج الصفر) قال ابن الأثير: كانت وقعة مرج الصفر بين المسلمين، أنهم التقوا في أواخر ذي الحجة، واشتد القتال، فسقط طغتكين، فظن الجند أنه قتل فانهزموا إلى دمشق، وركب فرسه ولحقهم، فساقت الفرنج وراءهم، وبقية رجالة التركمان قد عجزوا عن الهزيمة، فحملوا على رجالة الفرنج، فقتلوا عامتهم، ونهبوا عسكر الفرنج وخيامهم، ثم عادوا سالمين غانمين إلى دمشق. ولما ردت خيالة الفرنج من وراء طغتكين، رأوا رجالتهم صرعى، وأموالهم قد راحت، فتموا) منهزمين. قال: وهذا من الغريب أن طائفتين تنهزمان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 11 4 (وفيات سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة)
4 (وفاة ابن صدقة) فيها توفي ابن صدقة الوزير، وناب في الوزارة علي بن طرد. 4 (مصالحة السلطان محمود وسنجر) وفيها ذهب السلطان محمود إلى السلطان سنجر، فأصلحا بعد خشونة، ثم سلم سنجر إلى دبيساً وقال: تعزل زنكي ابن آقسنقر عن الموصل والشام. وتسلم البلاد إلى دبيس، وتسأل الخليفة أن يرضى عنه. فأخذه ورحل. وقال أبو الحسن الزاغوني: تقدم إلى نقيب النقباء ليخرج إلى سنجر، فرفع إلى الخزانة ثلاثين ألف دينار، وتقدم إلى شيخ الشيوخ ليخرج، فرفع إلى الخزانة خمس عشر ألف دينار ليعفى. 4 (الطموح للوزارة) وتطاول للوزارة عز الدين بن المطلب، ابن الأنباري، وناصح الدولة ابن المسلمة، وأحمد بن نظام الملك، فمنعوا من الكلام في ذلك.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 12 4 (ملك زنكي حلب) وفي أول السنة سار عماد الدين زنكي فملك حلب، وعظم شأنه، واتسعت دولته.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 13 4 (سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة)
4 (الختم على وقف مدرسة أبي حنيفة) في المحرم دخل السلطان محمود بغداد، وأقام دبيس في بعض الطريق، واجتهد في أن يمكن دبيس فامتنع. وأمر السلطان بالختم على أموال وقف مدرسة أبي حنيفة ومطالبة العمال بالحساب، ووكل بقاضي القضاة الزينبي كذلك. وكان قد قيل للسلطان إن دخل المكان ثمانين ألفاً، ما ينفق عليه عشرة. 4 (وزارة علي بن طراد) ) وفي ربيع الآخرة خلع المسترشد علي أبي القاسم علي بن طراد واستوزره. 4 (إقرار زنكي في مكانه) وضمن زنكي أن ينفذ السلطان مائة ألف دينار، وخيلاً، وثياباً، على أن يقر في مكانه. واستقر الخليفة على مثل ذلك، على أن لا يولي دبيس شيئاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 14 4 (بيع عقار للخليفة) وباع الخليفة عقاراً بالحرم، وقريء لذلك، ومازال يصحح. 4 (دخول دبيس بغداد) ثم إن دبيساً دخل إلى بغداد بعد جلوس الوزير ابن طراد، ودخل دار السلطان، وركب في الميدان ورآه الناس. 4 (تسليم الحلة بهروز) وجاء زنكي فخدم. وسلمت الحلة والشحنكية إلى بهروز 4 (خطف دبيس ولداً للسلطان) وكانت بنت سنجر التي عند ابن عمها السلطان محمود قد تسلمت دبيساً من أبيها، فكانت تشد منه وتمانع عنه، فماتت، ومرض السلطان محمود، فأخذ دبيس ولداً صغيراً لمحمود، فلم يعلم به حتى قرب من بغداد، فهرب بهروز من الحلة، فقصدها دبيس ودخلها في رمضان وبعث بهروز عرف السلطان، فطلب قزل والأجهيلي وقال: أنتما ضمنتما دبيساً، فلا أعرفه إلا منكما. 4 (أخذ دبيس الأموال من القرى) وساق الأجهيلي يطلب العراق، فبعث دبيس إلى المسترشد: إن رضيت عني رددت أضعاف ما نفذ من الأموال. فقال الناس: هذا لا يؤمن. وباتوا تحت السلاح طول رمضان، ودبيس يجمع الأموال، ويأخذ من القرى، حتى قيل إنه
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 15 حصل خمسمائة ألف دينار، وإنه قد دون عشرة آلاف، بعد أن كان قد وصل في ثلاثمائة فارس. 4 (مساومة دبيس للسلطان) ) ثم قدم الأجهيلي بغداد، وقبل يد الخليفة، وقصد الحلة. وجاء السلطان إلى حلوان، فبعث دبيس إلى السلطان رسالة وخمسة وخمسين مهراً عربية، وثلاثة أحمال صناديق ذهب، وذكر أنه قد أعد إن رضي عنه الخليفة ثلاثمائة حصان، ومائتين ألف دينار، وإن لم يرض عنه دخل البرية. فبلغه أن السلطان حنق عليه، فأخذ الصبي وخرج من الحلة، وسار إلى البصرة، وأخذ منها أموالاً كثيرة. وقدم السلطان بغداد، فبعث لحربه قزل في عشرة آلاف فارس، فسار دبيس ودخل البرية. 4 (غدر زنكي بسونج بن بوري) وفي سنة ثلاث أظهر عماد الدين زنكي بن آقسنقر أنه يريد جهاد الفرنج، وأرسل إلى تاج الملوك بوري يستنجده، فبعث له عسكراً بعد أن أخذ عليه العهد والميثاق، وأمر ولده سونج أن يسير إليه من حماة. ففعل فأكرمهم زنكي، وطمنهم أياماً، وغدر بهم، وقبض على سونج، وعلى أمراء أبيه، ونهب خيامهم، وحبسهم بحلب، وهرب جندهم. ثم سار ليومه إلى حماة، فاستولى عليها، ونازل حمص ومعه صاحبها خرخان فأمسكه، فحاصرها مدة، ولم يقدر عليها ورجع إلى الموصل. ولم يطلق سونج ومن معه حتى اشتراهم تاج الملوك بوري منه بخمسين ألف دينار. ثم لم يتم ذلك. ومقت الناس زنكي على قبيح فعله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 16 4 (مقتل ابن الخجندي) وفيها وثبت الباطنية على عبد اللطيف بن الخجندي رئيس الشافعية بإصبهان، ففتكوا به. 4 (الفتنة في وادي التين) وأما بهرام، فإنه عتى وتمرد على الله، وحدثته نفسه بقتل برق بن جندل من مقدمي وادي التيم لا لسبب، فخدعه إلى أن وقع في يده فذبحه. وتألم الناس لذلك لشهامته وحسنه وحداثة سنه، ولعنوا من قتله علانية، فحملت الحمية أخاه الضحاك وقومه على الأخذ بثأره، فتجمعوا وتحالفوا على بذل المهج في طلب الثأر.) فعرف بهرام الحال، فقصد بجموعه وادي التيم، وقد استعدوا لحربه، فنهضوا بأجمعهم نهضة الأسود، وبيتوه وبذلوا السيوف في البهرامية، وبهرام في مخيمه، فثار هو وأعوانه إلى السلاح، فأزهقتهم سيوف القوم وخناجرهم وسهامهم، وقطع رأس بهرام لعنه الله. 4 (الإنتقام من الباطنية في وادي التيم) ثم قام بعده صاحبه إسماعيل العجمي، فجدوا في الإضلال والإستغواء، وعامله الوزير المزدقاني بما كان يعامل به بهراماً، فلم يمهله الله، وأمر الملك بوري بضرب عنقه في سابع عشر رمضان، وأحرق بدنه، وعلق رأسه، وانقلب البلد بالسرور وحمد الله وثارت الأحداث والشطار في الحال بالسيوف والخناجر يقتلون من رأوا من الباطنية وأعوانهم، ومن يتهم بمذهبهم، وتتبعوهم حتى
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 17 أفنوهم، وامتلأت الطرق والأسواق بجيفهم. وكان يوماً مشهوداً أعز الله فيه الإسلام وأهله. وأخذ جماعةٌ أعيانٌ منهم شاذي الخادم تربية أبي طاهر الصائغ الباطني الحلبي، وكان هذا الخادم رأس البلاء، فعوقب عقوبة شفت القلوب، ثم صلب هو وجماعة على السور. 4 (الحذر من الباطنية) وبقي صاحب دمشق يوسف فيروز، ورئيس دمشق أبو الذواد مفرج بن الحسن بن الصوفي يلبسان الدروع، ويركبان وحولهما العبيد بالسيوف، لأنهما بالغا في استئصال شأفة الباطنية. 4 (تسليم بانياس للفرنج) ولما سمع إسماعيل الداعي وأعوانه ببانياس ما جرى انخذلوا وذلوا، وسلم إسماعيل إلى الفرنج، وتسلل هو وطائفة إلى البلاد الإفرنجية في الذلة والقلة. 4 (هلاك داعية الباطنية) ثم مرض إسماعيل بالإسهال، وهلك وفي أوائل سنة أربعٍ وعشرين. 4 (موقعة جسر الخشب) فلما عرف الفرنج بواقعة الباطنية، وانتقلت إليهم بانياس، قويت نفوسهم،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 18 وطمعوا في دمشق، وحشدوا وتألبوا، وتجمعوا من الرها، وأنطاكية، وطرابلس، والسواحل، والقدس، ومن البحر، وعليهم كندهر الذي تملك عليهم بعد بغدوين، فكانوا نحواً من ستين ألفاً، ما بين فارسٍ وراجل، فتأهب تاج الملوك بوري، وطلب التركمان والعرب، وأنفق الخزائن.) وأقبل الملاعين قاصدين دمشق، فنزلوا على جسر الخشب والميدان في ذي القعدة من السنة، وبرز عسكر دمشق، وجاءت التركمان والعرب، وعليهم الأمير مرة بن ربيعة وتعبوا كراديسٍ في عدة جهات، فلم يبرز أحد من الفرنج، بل لزموا خيامهم، فأقام الناس أياماً هكذا، ثم وقع المصاف، فحمل المسلمون، وثبت الفرنج، فلم يزل عسكر الإسلام يكر عليهم ويفتك بهم إلى أن فشلوا وخذلوا. ثم ولى كليام مقدم شجعانهم في فريقٍ من الخيالة، ووضع المسلمون فيهم السيف، وغودروا صرعى، وغنم المسلمون غنيمة لا تحد ولا توصف، وهرب جيش الفرنج في الليل، وابتهج الخلق بهذا الفتح المبين. ومنهم من ذكر هذه الملحمة في سنة أربعٍ كما يأتي، وانفرجت الكربة من نصر الله تعالى ما لم يخطر ببال. وأمن الناس، وخرجوا إلى ضياعهم، وتبدلوا بالأمن بعد الخوف. 4 (قتل الباطنية بدمشق) وفيها قتل من كان يرمى بمذهب الباطنية بدمشق، وكان عددهم ستة آلاف
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 19 4 (قتل الأسداباذي ببغداد) وكان قد قتل ببغداد من مديدة إبراهيم الأسداباذي، وهرب ابن أخيه بهرام إلى الشام وأضل خلفاءه واستغواهم، ثم إن طغتكين ولاه بانياس، فكانت هذه من سيئات طغتكين، عفا الله عنه. 4 (قتال الباطنية في وادي التيم) وأقام بهرام له بدمشق خليفة يدعو إلى مذهبه، فكثر بدمشق أتباعه. وملك بهرام عدة حصون من الجبال منها القدموس. وكان بوادي التيم طوائف من الدرزية والنصيرية والمجوس، واسم كبيرهم الضحاك، فسار إليهم بهرام وحاربهم، فكبس الضحاك عسكر بهرام، وقتل طائفة منهم، ورجعوا إلى بانياس بأسوأ حال. 4 (خيانة المزدقاني وقتله) وكان المزدقاني وزير دمشق يعينهم ويقويهم. وأقام بدمشق أبا الوفاء، فكثر أتباعه وقويت شوكته، وصار حكمه في دمشق مثل حكم طغتكين.) ثم إن المزدقاني راسل الفرنج، لعنهم الله، ليسلم إليهم دمشق، ويسلموا إليه صور. وتواعدوا إلى يوم جمعة، وقرر المزدقاني مع الباطنية أن يحتاطوا ذلك اليوم بأبواب الجامع، لا يمكنون أحداً من الخروج، ليجيء الفرنج ويملك دمشق. فبلغ ذلك تاج الملوك بوري، فطلب المزدقاني وطمنه، وقتله وعلق رأسه على باب القلعة، وبذل السيف في الباطنية، فقتل منهم ستة آلاف. وكان ذلك فتحاً عظيماً في الإسلام في يوم الجمعة نصف رمضان. فخاف الذين ببانياس وذلوا،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 20 وسلموا بانياس إلى الفرنج، وصاروا معهم، وقاسوا ذلاً وهواناً. 4 (إنكسار الفرنج) وجاءت الفرنج ونازلت دمشق، فجاء إلى بغداد في النفير عبد الوهاب الواعظ الحنبلي، ومعه جماعة من التجار، وهموا بكسر المنبر، فوعدوا بأن ينفذ إلى السلطان في ذلك. وتناخى عسكر دمشق والعرب والتركمان، فكسبوا الفرنج، وثبت الفريقان، ونصر الله دينه فقتل من الفرنج خلق، وأسر منهم ثلاثمائة، وراحوا بشر خيبة، ولله الحمد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 21 4 (سنة أربع وعشرين وخمسمائة)
4 (المطر والحريق بالموصل) وردت أخبار بأن في جمادى الأولى ارتفع سحاب أمطر بلد الموصل مطراً عظيماً، وأمطر عليهم ناراً أحرقت من البلد مواضع ودوراً كثيرة، وهرب الناس. 4 (كسرة الإفرنج عند دمشق) وفيها كسرت الإفرنج على دمشق، وقتل منهم نحو عشرة آلاف، ولم يفلت منهم سوى أربعين. وصل الخبر إلى بغداد بذلك، وكانت ملحمة عظيمة. 4 (الملحمة بين ابن تاشفين وابن تومرت) وفيها كانت ملحمة كبرى بين ابن تاشفين، وبين جيش ابن تومرت، فقتل من الموحدين ثلاثة عشر ألفاً، وقتل قائدهم عبد الله الونشريسي، ثم تحيز عبد المؤمن بباقي الموحدين. وجاء خبر الهزيمة إلى ابن تومرت وهو مريض، ثم مات في آخر السنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 22 4 (غدر زنكي بسونج مرة أخرى) وفيها راسل زنكي ابن آقسنقر صاحب حلب تاج الملوك بوري يلتمس منه إنفاذ عسكره ليحارب) الفرنج، فتوثق منه بأيمانٍ وعهود، ونفذ إلى زنكي خمسمائة فارس، وأرسل إلى ولده سونج وهو على حماة أن يسير إلى زنكي، فأحسن ملتقاهم وأكرمهم، ثم عمل عليهم، وغدر بهم، وقبض على سونج وجماعة أمراء، ونهب خيامهم، وهرب الباقون. 4 (تملك زنكي حماة) ثم زحف إلى حماة فتملكها، ثم ساق إلى حمص، وغدر بصاحبها خرخان بن قراجا واعتقله، ونهب أمواله، وتحلف منه أن يسلم حمص، ففعل، فأبى عليه بوابه بها، فحاصرها زنكي مدة، ورجع إلى الموصل ومعه سونج، ثم أطلقه بمالٍ كثير. 4 (مقتل الخليفة الآمر) وفيها قتل صاحب مصر الخليفة الآمر بأحكام الله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 23 4 (إستيلاء سنجر على سمرقند) وفي سنة أربعٍ قتل أمير سمرقند، فسار السلطان سنجر فاستولى عليها، ونزل محمد خان من قلعتها بالأمان، وهو زوج بنت سنجر، وأقام سنجر بسمرقند مدة. 4 (إنكسار الإفرنج أمام زنكي عند الأثارب) وأما أهل حلب فكانوا مع الفرنج الذين استولوا على حصن الأثارب في ضرٍ شديد لقربهم منهم. والأثارب على ثلاثة فراسخ من غربي حلب، فجاء عماد الدين زنكي في هذا العام وحاصره، فسارت ملوك الفرنج لنجدته وللكشف عنه، فالتقاهم زنكي، واشتد الحرب، وثبت الفريقان ثباتاً كلياً ثم وقعت الكسرة على الملاعين، ووضع السيف فيهم، وأسر فيهم خلق. وكان يوماً عظيماً. وافتتح زنكي الحصن عنوةً، وجعله دكاً. 4 (محاصرة زنكي حارم) ثم نزل على حارم، وهي بالقرب من أنطاكية، فحاصرها، وصالحهم على نصف دخلها. ومنها ذلت الفرنج، وعلموا عجزهم عن زنكي، واشتد أزر المسلمين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 24 4 (إنهزام صاحب ماردين أمام زنكي) وعدّى زنكي الفرات، فنازل بعض ديار بكر، فحشد صاحب ماردين لقتاله، ونجده ابن عمه داود بن سقمان من حصن كيفا، وصاحب آمد، حتى صاروا في عشرين ألفاً، فهزمهم زنكي،) وأخذ بعض بلادهم. 4 (خلافة الحافظ بمصر) وفيها مات الآمر بأحكام الله صاحب مصر، وولي بعده الحافظ. 4 (وفاة زوجة السلطان) وفيها ماتت زوجة السلطان محمود خاتون بنت السلطان سنجر. 4 (مقتل صاحب أنطاكية) وفيها قتل بيمند صاحب أنطاكية. 4 (وزارة ابن الصوفي بدمشق) وفيها وزر بدمشق الرئيس مفرج ابن الصوفي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 25 4 (ظهور عقارب طيارة) وفيها ظهر عقارب طيارة، لها شوكتان، وخاف الناس منها وقد قتلت جماعة أطفال. 4 (ملك السلطان قلعة ألموت) وفيها ملك السلطان محمود قلعة ألموت.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 26 4 (ومن سنة خمس وعشرين وخمسمائة)
4 (رواية ابن الأثير عن دبيس) وقد ساق ابن الأثير قصة دبيس فقال: لما فارق البصرة قصد الشام، لأنه جاءه من طلبه إلى صرخد، وقد مات صاحبها، وغلبت سريته على القلعة، وحدثوها بما جرى على دبيس، فطلبته للتزوج به، وتسلم إليه صرخد بما فيها. فجاء إلى الشام في البرية، فضل ونزل بأناس من كلب بالمرج، فحملوه إلى تاج الملوك، فحبسه، وعرف زنكي صاحب الموصل، فبعث يطلبه من تاج الملوك، على أن يطلق ولده سونج ومن معه من الأمراء، وإن لم يفعل جاء وحاصره بدمشق، وفعل وفعل فأجاب تاج الملوك، وسلم إليه دبيساً، وجاءه ولده والأمراء. وأيقن دبيس بالهلاك للعداوة البليغة التي بينه وبين زنكي، ففعل معه خلاف ما ظن، وبالغ في إكرامه، وغرم عليه أموالاً كثيرة، وفعل معه ما يفعل مع أكابر الملوك. ولما جرى على الباطنية ما ذكرناه عام ثلاثةٍ وعشرين تحرقوا على تاج الملوك، وندبوا لقتله) رجلين، فتوصلا حتى خدما في ركابه، ثم وثبا عليه في جمادى الآخرة سنة خمسٍ، فجرحاه، فلم يصنعا شيئاً، وهبروهما بالسيوف، وخيط جرح بعنقه فبرأ، والآخر بخاصرته، فتنسر، وكان سبباً لهلاكه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 27 4 (وفاة الدباس) وفيها توفي الشيخ حماد الدباس الزاهد ببغداد 4 (عودة زنكي إلى الموصل) قال ابن واصل: وفي المحرم سنة خمسٍ وعشرين توجه زنكي راجعاً من الشام إلى الموصل. 4 (رد العراق إلى زنكي) وفي ربيع الآخر من السنة رد السلطان محمود أمر العراق إلى زنكي، مضافاً إلى ما بيده من الشام والجزيرتين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 28 4 (سنة خمس وعشرين وخمسمائة)
4 (القبض على دبيس وبيعه) فمن الحوادث أن دبيساً ضل في البرية، فقبض عليه مخلد بن حسان بن مكتوم الكلبي بأعمال دمشق، وتمزق أصحابه وتقطعوا، فلم يكن له منجى من العرب، فحمل إلى دمشق، فباعه أميرها ابن طغتكين من زنكي بن آقسنقر صاحب الموصل بخمسين ألف دينار. وكان زنكي عدوه، لكنه أكرمه وخوله المال والسلاح، وقدمه على نفسه. 4 (وفاة المسترشد) وتوفي للمسترشد ابنٌ بالجدري، وعمره إحدى وعشرين. 4 (الحرب بين السلطان داود وعمه مسعود) وتوفي السلطان محمود، فأقاموا ابنه داود مكانه، وأقيمت له الخطبة ببلاد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 29 الجبل وأذربيجان، وكثرت الأراجيف. وأراد داود قتل عمه مسعود بقيام عمه سنجر. وكان طغرل يوم المصاف على ميمنة عمه، وكان على المسيرة خوارزم بن أتسز بن محمد، فبأهم قراجا بالحملة، فحمل على القلب بعشرة آلاف، فعطف على حنيتي العشرة آلاف ميمنة سنجر وميسرته، فصار في الوسط، وقاتلوا قتال الموت وأثخن قراجا بالجراحات، ثم أسروه،) فانهزم الملك مسعود، وذلك في ثامن رجب. وقيل: وجاء مسعود مستأنساً إلى السلطان، فأكرمه وأعاده إلى كنجة وصفح عنه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 30 4 (سنة ست وعشرين وخمسمائة)
4 (الحرب على السلطنة في بغداد) فيها سار الملك مسعود بن محمد إلى بغداد في عشرة آلاف فارس، وورد قراجا الساقي معه سلجوق شاه بن محمد أخو مسعود، وكلاهما يطلب السلطنة. وانحدر زنكي من الموصل لينضم إلى مسعود أو سلجوق، فأرجف الناس بمجيء عمهما سنجر، فعملت السور وجنى العقار، وخرجوا جريدة بأجمعهم متوجهين لحرب سنجر، وألزم المسترشد قراجا بالمسير، فكرهه ولم يجد بداً من ذلك، وبعث سنجر يقول: أنا العبد، ومهما أريد مني فعلت. فلم يقبل منه. ثم خرج المسترشد بعد الجماعة، وقطعت خطبة سنجر، فقدم سنجر همذان، فكانت الوقعة قريباً من الدينور. 4 (رواية ابن الجوزي) قال ابن الجوزي: وكان مع سنجر مائة ألف وستون ألفاً. وكان مع قراجا
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 31 ومسعود ثلاثون ألفاً. وكانت ملحمة كبيرة، أحصي القتلى فكانوا أربعين ألفاً، وقتل قراجا، وأجلس طغرل على سرير الملك، وعاد سنجر إلى بلاده. 4 (هزيمة زنكي ودبيس) وجاء زنكي ودبيس في سبعة آلاف ليأخذ بغداد، فبلغ المسترشد اختلاط بغداد، وكسرة عسكره، فخرج من السرداق بيده السيف مجذوب، وسكن الأمر. وخاف هو، وعاد من خانقين، وإذا بزنكي ودبيس قد قاربا بغداد من غربيها، فعبر الخليفة إليهم في ألفين، وطلب المهادنة، فاشتطا عليه، فحاربهما بنفسه وعسكره، فانكسرت ميسرته، فكشف الطرحة ولبس البردة، وجذب السيف، وحمل، فحمل العسكر، فانهزم زنكي ودبيس، وقتل من جيشهما مقتلة عظيمة، وطلب زنكي تكريت، ودبيس الفرات منهزمين.) 4 (هلاك بغدوين) وفيها هلك بغدوين الرويس ملك الفرنج بعكا، وكان شيخاً مسناً، داهية، ووقع في أسر المسلمين غير مرة في الحروب، ويتخلص بمكره وحيله، وتملك بعده القومص كندانحور، فلم يكن له رأس، فاضطربوا واختلفوا ولله الحمد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 32 4 (تملك شمس الملوك دمشق) وتملك دمشق شمس الملوك بعد أبيه تاج الملوك بوري بن طغتكين، فقام بالأمر، وخافته الفرنج، ومهد الأمور، وأبطل بعد المظالم، وفرح الناس بشهامته وفرط شجاعته، واحتملوا ظلمه. 4 (وقعة همذان) وفيها كانت وقعة بهمذان بين طغرل بن محمد وبين داود بن محمود بن محمد، فانتصر طغرل. 4 (وزارة أنوشروان) وفيها وزر أنوشروان بن خالد للمسترشد بعد تمنع، واستعفى. 4 (هزيمة دبيس) وعاد دبيس بعد الهزيمة يلوذ ببلاده، فجمع وحشد. وكانت الحلة وأعمالها في يد إقبال المسترشدي، وأمد بعسكرٍ من بغداد، فهزم دبيس، وحصل دبيس في أجمة فيها ماء وقصب ثلاثة أيام، لا يأكل شيئاً، حتى أخرجه جماس على ظهره وخلصه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 33 4 (قدوم الملك داود بغداد) وقدم الملك داود بن محمد إلى بغداد. 4 (القبض على الوزير شرف الدين) وفيها قبض الخليفة على الوزير شرف الدين، وأخذ سائر ما في دياره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 34 4 (سنة سبع وعشرين وخمسمائة)
4 (الخطبة بالسلطنة لمسعود) خطب لمسعود بن محمد بالسلطنة ببغداد في صفر، ومن بعده لداود، وخلع عليهما وعلى الأمير آقسنقر الأحمديلي مقدم جيوش السلطان محمود، وهو المقيم داود بعده في الملك.) واستقر مسعود بهمذان. 4 (إنهزام طغرل) وكانت وقعة انهزم فيها طغرل. 4 (مقتل آقسنقر) ثم قتل آقسنقر، قتلته الباطنية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 35 4 (غارة التركمان على بلاد طرابلس) وفيها قصد أمير التركمان الجزريين بلاد الشام، فأغاروا على بلاد طرابلس، وصموا وسبوا، فخرج ملك طرابلس بالفرنج، فتقهقر التركماني، ثم كروا عليه فهزموه، وقتلوا في الفرنج فأكثروا وأطنبوا، فالتجأ إلى حصن بعرين، فحاصرته التركمان أياماً. وخرج في الليل هارباً، فجمعت الفرنج لنجدته ملوكهم، ورد فواقع التركمان ونال منهم. 4 (الخلاف بين الفرنج) وفيها وقع الخلف بين الفرنج بالشام، وتحاربوا وقتل منهم، ولم يجر لهم بذلك سابقة. 4 (وقعة الأمير سوار بالفرنج) وفيها واقع الأمير سوار نائب زنكي على حلب الفرنج، فقتل من الفرنج نحو الألف، ولله الحمد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 36 4 (محاولة اغتيال شمس الملوك) وفيها وثب على شمس الملوك صاحب دمشق مملوك نجدة، فضربه بسيفٍ لم يغن شيئاً، وقتلوه بعد أن أقر على جماعة وادعى أنه إنما فعل ذلك ليريح المسلمين من ظلمه وعسفه، فقتل معه جماعة. 4 (مقتل سونج) وقتل شمس الملوك أخاه سونج الذي أسره زنكي، فحزن الناس عليه. 4 (إنهزام دبيس بواسط) وفيها جمع دبيس جمعاً بواسط، وانضم إليه جماعة من واسط، فنفذ الخليفة لحربه البازدار وإقبال الخادم، فهزموه وأسروا بختيار. 4 (حصار المسترشد الموصل) وعزم المسترشد على المسير إلى الموصل، فعبرت الكوسات والأعلام إلى الجانب الغربي في) شعبان، ونودي ببغداد: من تخلف من الجند حل دمه. ثم سار أمير المؤمنين في اثني عشر ألف فارس، ونفذ إلى بهروز يقول له: تنزل عن القلعة، وتسلم الأموال، وتدخل تحت الطاعة. فقال: أنا رجل كبير عاجز، ولكن أنفذ الإقامات وتقدمة. ففعل وعفى عنه. ووصل الخليفة الموصل في العشرين من رمضان، فحاصرها ثمانين يوماً، وكان القتال كل يوم. ووصل إليه أبو الهيج الكردي من الجبل في عساكر كثيرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 37 ثم إن زنكي بعث إلى الخليفة: إني أعطيك الأموال، فترحل عنا. فلم يجبه، ثم رحل، فقيل كان سبب رحيله أنه بلغه أن السلطان مسعوداً قد غار وقتل الأحمديلي، وخلع على دبيس. 4 (وعظ ابن الجوزي بجامع المنصور) وقال ابن الجوزي: وتوفي شيخنا ابن الزاغوني، فأخذ بحلقته بجامع القصر أبو علي بن الراذاني، ولم أعطها لصغري، فحضرت عند الوزير أنوشروان، وأوردت فصلاً في الوعظ، فأذن لي في الجلوس بجامع المنصور، فحضر مجلسي أول يومٍ الكبار من أصحابنا عبد الواحد بن شنيف، وأبو علي ابن القاضي، وابن قسامي، وقوي إشتغالي بفنون العلم. وأخذت عن أبي بكر الدينوري الفقه، وعن ابن الجواليقي اللغة، وتتبعت مشايخ الحديث. 4 (أخذ بانياس من الفرنج) وفيها أخذ شمس الملوك بانياس من الفرنج بالسيف، وقلعتها بالأمان، فلما نزلوا أسروهم. وقدم شمس الملوك دمشق مؤيداً منصوراً، والأسرى بين يديه ورؤوس القتلى. ورأى الناس ما أقر أعينهم، فلله الحمد. وكان يوماً مشهوداً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 38 4 (وفاة صاحب مكة) وفيها مات صاحب مكة أبو فليتة، وولي بعده أبو القاسم. 4 (حصار مدينة أفراغه بالأندلس) ) وفيها نازل ابن ردمير مدينة أفراغه، فحاصرها وبها ابن مردنش.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 39 4 (سنة ثمان وعشرين وخمسمائة)
4 (الخلعة لإقبال الخادم) فيها خلع على إقبال الخادم خلعة الملك، ولقب بسيف الدولة ملك العرب. 4 (مصالحة زنكي) ووقع الصلح مع زنكي بن آقسنقر، وجاء منه الحمل. 4 (وزارة ابن طراد) وصرف عن الوزارة أنوشروان، وأعيد أبو القاسم بن طراد. وقبص على بطر الخادم وسجن وأخذت أمواله. وخلع على ابن طراد خلعة الوزارة، وأعطي فرساً برقية، وثلاثة عشر حمل كوسات، وأعلاماً ومهداً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 40 4 (الخلعة لابن الأنباري) وقدم رسول السلطان سنجر، فخلع عليه، وأرسل إلى سنجر مع رسوله ومع ابن الأنباري خلعاً عظيمة الخطر بمائة وعشرين ألف دينار. 4 (محاصرة بهروز) وبعث الخليفة إلى بهروز الخادم، وهو بالقلعة، يطلب منه حملاً فأبى، فبعث جيشاً لقتاله، فحاصروه. 4 (خدمة السلحدار) وقدم ألبقش السلحدار التركي طلباً للخدمة مع الخليفة. 4 (إستعراض الخليفة الجيش) ثم إن الخليفة خلع على الأمراء، وعرض الجيش يوم العيد، ونادى: لا يختلط بالجيش أحد. ومن ركب بغلاً أو حماراً أبيح دمه. وخرج الوزير وصاحب المخزن والقاضي ونقيب النقباء وأركان الدولة في زي لم ير مثله من الخيل والزينة والعسكر والملبس، فكان الجيش خمسة عشر ألف فارس. 4 (توطد الملك لطغرل) ) وعاد طغرل إلى همذان وانضمت إليه عساكر كثيرة، وتوطد له الملك، وانحل أمر أخيه مسعود. وسببه أن الخليفة بعث بخلع إلى خوارزم شاه، فأشار دبيس على طغرل بأخذها، وإظهار أن الخليفة بعثها له. ففعل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 41 4 (الخلاف بين الخليفة ومسعود) وبعث الخليفة يحث مسعوداً على المجيء ليرفع عنه، فدخل إصبهان في زي التركمان، وخاطر إلى أن وصل بغداد في ثلاثين فارساً، فبعث إليه الخليفة تحفاً كثيرة. وعثر على بعض الأمراء أنه يكاتب طغرل، فقبض عليه الخليفة، فهرب بقية الأمراء إلى مسعود، وقالوا: نحن عبيدك، فإذا خذلتنا قتلنا الخليفة. فطلبهم الخليفة، فقال مسعود: قد التجأوا إلي. فقال الخليفة: إنما أفعل هذا لأجلك، أو يصيبك نوبة بعد نوبة. ووقع الاختلاف بينهما، وشاش العسكر، ومدوا أيديهم إلى أذى المسلمين، وتعذر المشي بين المحال، فبعث إليه الخليفة يقول له: تنصرف إلى بعض الجهات، وتأخذ العسكر الذين صاروا إليك. فرحل في آخر السنة والخواطر متوحشة. فأقام بدار الغربة. وجاءت الأخبار بتوجه طغرل إلى بغداد. فلما كان يوم سلخ السنة نفذ إلى مسعود الخلع والتاج، وأشياء بنحو ثلاثين ألف دينار نعم. 4 (هزيمة ابن ردمير وموته) وفيها حاصر ملك الفرنج ابن ردمير مدينة أفراغه من شرق الأندلس، وكان إذ ذاك على قرطبة تاشفين ابن السلطان، فجهز الزبير اللمتوني بألفي فارس، وتجهز أمير مرسية وبلنسية يحيى بن غانية في خمسمائة وتجهز عبد الله بن عياض صاحب لاردة في مائتين، فاجتمعوا وحملوا الميرة إلى أفراغه. وكان ابن عياض فارس زمانه، وكان ابن ردمير في اثني عشر ألف فارس.) فأدركه العجب، وقال لأصحابه: اخرجوا خذوا هذه الميرة. ونفذ قطعة من جيشه، فهزمهم ابن عياض، فساق ابن ردمير بنفسه، والتحم الحرب،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 42 واستحر القتل في الفرنج، وخرج أهل أفراغه الرجال والنساء، فنهبوا خيم الروم. فانهزم الطاغية، ولم يفلت من جيشه إلا القليل، ولحق بسرقسطة، فبقي يسأل عن كبار أصحابه، فيقال له: قتل فلان، قتل فلان، فمات غماً بعد عشرين يوماً. وكان بلية على المسلمين، فأهلكه الله. 4 (فتح الموحدين لتادلة) وفيها خرج عبد المؤمن في الموحدين من فافتتح تادلة ونواحيها، وسار في تلك الجبال يفتتح معموره. 4 (حرب تاشفين للموحدين) وأقبل تاشفين من الأندلس باستدعاء ابنه، فانتدب لحرب الموحدين. 4 (مسير الفرنج إلى حلب) وفيها سار صاحب القدس بالفرنج فقصد حلب، فخرج إليه عسكرها، فالتقوا، فانهزم المسلمون، وقتل منهم مائة فارس، ثم التقوا ونصر الله. 4 (محاولة اغتيال شمس الملوك) وفيها وثب إيليا الطغتكيني في الصيد على شمس الملوك بأرض صيدنايا بالسيف، فغطس عنها، ورمى بنفسه إلى الأرض، وضربه ثانية، فوقعت في رقبة
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 43 الفرس أتلفته. وتلاحقت الأجناد فهرب إيليا، ثم ظفروا به، فقتله صبراً، وقتل جماعة بمجرد قول إيليا فيهم، وبنى على أخيه حائطاً، فمات جوعاً. وبالغ في الظلم والعسف، وبنى دار المسرة بالقلعة، فجاءت بديعة الحسن. 4 (خلاف الإسماعيلية والسنة بمصر) وفيها جاءت الأخبار من مصر بخلف ولدي الحافظ لدين الله عبد المجيد وهما: حيدرة، والحسن. وافترق الجند فرقتين، إحداهما مائلة إلى الإسماعيلية، و الأخرى إلى مذهب السنة. فاستظهرت السنة، وقتلوا خلقاً من أولئك، واستحر القتل بالسودان، واستقام أمر ولي العهد) حسن، وتتبع من كان ينصر الإسماعيلية من المقدمين والدعاة، فأبادهم قتلاً وتشريداً. قال أبو يعلى حمزة: فورد كتاب الحافظ لدين الله شمس الملوك بهذا الخلاف. 4 (نقض الفرنج الهدنة) وفيها فسخت الفرنج الهدنة وأقبلت بخيلائها، فجمع شمس الملوك جيشه، واستدعى تركمان النواحي، وبرز في عساكره نحو حوران، فالتقوا. وكانت الفرنج في جمعٍ كثيف، فأقامت المناوشة بين الفريقين أياماً، ثم غافلهم شمس الملوك، ونهض ببعض الجيش، وقصد عكا والناصرة، فأغار وغنم، فانزعجت الفرنج، وردوا ذليلين، وطلبوا تجديد الهدنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 44 4 (سنة تسع وعشرين وخمسمائة)
4 (إخراج مسعود من بغداد) قد ذكرنا أن الخليفة قال لمسعود: ارحل عنا. وأنه بعث إليه بالخلع والتاج، ثم نفذ إلى الجاولي شحنة بغداد، مصانعاً له على الخروج، وأمره إن هو دافع أن يرمي خيمته. ثم أحس منه أنه قد باطن الأتراك، واطلع منه على سوء نية، فأخرج أمير المؤمنين سرادقه، وخرج أرباب الدولة، فجاء الخبر بموت طغرل، فرحل مسعود جريدةً، وتلاحقته العساكر، فوصل همذان، واختلف عليه الجيش، وانفرد عنه قزل، وسنقر، وجماعة، فجهز لحربهم، وفرق شملهم، فجاء منهم إلى بغداد جماعة، وأخبروا سوء نيته، منهم البازدار، وقزل، وسنقر. 4 (القبض على أنوشروان) وسار أنوشروان بأهله إلى خراسان لوزارة السلطان مسعود، فأخذ في الطريق. 4 (استرجاع زنكي المعرة) وفيها افتتح الأتابك زنكي بن أقسنقر المعرة، فأخذها من الفرنج. وكان لها
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 45 في أيديهم سبعٌ، وثلاثون سنة، ورد أملاكهم، وكثر الدعاء له. 4 (طاعة ابن زنكي للخليفة) وفيها قدم الموصل ابن زنكي من عند والده بمفاتيح الموصل مذعناً بالطاعة والعبودية للخليفة، فخرج الموكب لتلقيه، وأكرم مورده.) ونزل وقبل العتبة. 4 (موت رسول دبيس) وجاء رسول دبيس يقول: أنا الخاطيء المقر بذنبه. فمات رسوله، فذهب هو إلى مسعود. 4 (كتاب ابن الأنباري) وجاء السديد بن الأنباري من عند السلطان سنجر، ومعه كتابه يقول فيه: أنا العبد المملوك. ثم توارت الأخبار بعزم مسعود على بغداد، وجمع وحشد، فبعث الخليفة إلى بكبة نائب البصرة، فوعد بالمجيء. ووصل إلى حلوان دبيس وهو سائس عسكر مسعود، فجهز الخليفة ألفي فارس تقدمه، وبعث إلى أتابك زنكي، وكان منازلاً دمشق. 4 (انفصال الأمراء عن جيش مسعود) وبعث سنجر إلى مسعود أن هؤلاء الأمراء، وهم البازدار وابن برسق، وقزل، وبرتقش، ما يتركونك تنال غرضاً لأنهم عليك، وهم الذين أفسدوا أمر
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 46 أخيك طغرل، فابعث إلي برؤوسهم. فأطلعهم على الكتاب، فقبلوا الأرض وقالوا: الآن علمنا أنك صافٍ لنا، فابعث دبيساً في المقدمة. ثم اجتمعوا وقالوا: ما وراء هذا خير، والرأي أن نمضي إلى أمير المؤمنين، فإن له في رقابنا عهداً. وكتبوا إليه: إنا قد انفصلنا عن مسعود، ونحن في بلاد برسق، ونحن معك، وإلا فاخطب لبعض أولاد السلاطين، ونفذه نكون في خدمته. فأجابهم: كونوا على ما أنتم عليه، فإني سائر إليكم. وتهيأ للخروج، فلما سمع مسعود ساق لكبسهم، فانهزموا نحو العراق، فنهب أموالهم. وجاءت الأخبار، فهيأ لهم الخليفة الإقامات والأموال. 4 (مهاجمة مقدمة جيش الخليفة) وخرج عسكر بغداد والخليفة، وانزعج البلد. وبعث مسعود خمسة آلاف ليكسبوا مقدمة الخليفة، فبيتوهم وأخذوا خيلهم وأموالهم، فأقبلوا) عراة، ودخلوا بغداد في حالٍ رديئة. فأطلق لهم ما أصلح أمرهم. وجاء الأمراء الكبار الأربعة في دجلة فأكرموا وخلع عليهم، وأطلق لهم ثمانون ألف دينار، ووعدوا بإعادة ما مضى لهم. 4 (قطع الخطبة لمسعود) وقطعت خطبة مسعود وخطب لسنجر، وداود.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 47 4 (استمالة مسعود الأطراف إليه) ثم برز الخليفة، وسار في سبعة آلاف فارس، وكان مسعود بهمذان في آلفٍ وخمسمائة فارس ثم أفسد نيات الأطراف بالمكاتبة، واستمالهم حتى صار في نحو خمسة عشر ألف فارس، وتسلل إليه ألفا فارس من عسكر المسترشد. ونفذ زنكي إلى الخليفة نجدةً، فلم يلحق. 4 (أسر المسترشد) ووقع المصاف في عاشر رمضان، فلما التقى الجمعان هرب جميع العسكر الذين كانوا مع المسترشد، وكان على ميمنته قزل، والبازدار، ونور الدولة الشحنة، فحملوا على عسكر مسعود، فهزموهم ثلاثة فراسخ ثم عادوا فرأوا الميسرة قد غدرت، فأخذ كل واحدٍ منهم طريقاً وأسر المسترشد وحاشيته، وأخذ ما معه، وكان معه خزائن عظيمة، فكانت صناديق الذهب على سبعين بغلاً أربعة آلاف ألف دينار، وكان الثقل على خمسة آلاف جمل، وخزانة السبق أربعمائة بغل. ونادى مسعود: المال لكم، والدم لي، فمن قتل أقدته. ولم يقتل بين الصفين سوى خمسة أنفس غلطاً. ونادى: من أقام من أصحاب الخليفة قتل. فهرب الناس، وأخذتهم التركمان، ووصلوا بغداد وقد تشققت أرجلهم، وبقي الخليفة في الأسر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 48 4 (كتاب الخليفة إلى أستاذ الدار) وبعث بالوزير ابن طراد وقاضي القضاة الزينبي، وبجماعةٍ إلى قلعة، وبعث شحنة بغداد ومعه كتاب من الخليفة إلى أستاذ الدار، أمره مسعود بكتابته، فيه: ليعتمد الحسين بن جهير مراعاة) الرعية وحمايتهم، فقد ظهر من الولد غياث الدنيا والدين، أمتع الله به في الخدمة ما صدقت به الظنون. فليجتمع وكاتب الزمام وكاتب المخزن إلى إخراج العمال إلى النواحي، فقد ندب من الجانب الغياثي هذا الشحنة لذلك، وليهتم بكسوة الكعبة، فنحن في إثر هذا المكتوب. 4 (ثورة أهل بغداد) وحضر يد الفطر، فنفر أهل بغداد ووثبوا، ووثبوا على الخطيب، وكسروا المنبر والشباك، ومنعوه من الخطبة، وحثوا في الأسواق على رؤوسهم التراب يبكون ويضجون، وخرج النساء حاسراتٍ يندبن الخليفة في الطرق
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 49 وتحت التاج، وهموا برجم الشحنة، وهاشوا عليهم، فاقتتل أجناده والعوام، فقتل من العوام مائة وثلاثة وخمسون نفساً، وهرب أبو الكرم الوالي، وحاجب الباب إلى دار خاتون، ورمى أعوان الشحنة الأبواب الحديد التي على السور، ونقبوا فيه فتحات، وأشرفت بغداد على النهب، فنادى الشحنة: لا ينزل أحدٌ في دار أحد، ولا يؤخذ لأحدٍ شيء، والسلطان جاي بين يدي الخليفة، وعلى كتفه الغاشية. فسكن الناس. وطلب السلطان من الخليفة نظر الخادم فنفذ أطلقه، وسار بالخليفة إلى داود، إلى مراغة. 4 (زلزلة بغداد) وقال ابن الجوزي: وزلزلت بغداد مراراً كثيرة، ودامت كل يومٍ خمس أو ست مرات إلى ليلة الثلاثاء، فلم تزل الأرض تميد من نصف الليل إلى الفجر، والناس يستغيثون. 4 (تفاقم الأمر ببغداد) وتصرف عمال السلطان في بغداد، وعوقوا قرى ولي العهد، وختموا على غلاتها، فافتك ذلك منهم بستمائة دينار، فأطلقوها. وتفاقم الأمر، وانقطع خبر العسكر، واستسلم الناس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 50 4 (رسالة سنجر إلى مسعود بطاعة الخليفة) ثم أرسل سنجر إلى ابن أخيه مسعود يقول: ساعة وقوف الولد غياث الدنيا والدين على هذا المكتوب يدخل على أمير المؤمنين ويقبل الأرض بين يديه، وتسأله العفو والصفح، وتتنصل غاية التنصل، فقد ظهرت عندنا من الآيات السماوية والأرضية ما لا طاقة لنا بسماع مثلها،) فضلاً عن المشاهدة من العواصف والبروق والزلازل، ودوام ذلك عشرين يوماً، وتشويش العساكر وانقلاب البلدان، ولقد خفت على نفسي من جانب الله وظهور آياته، وامتناع الناس من الصلوات في الجوامع، ومنع الخطباء ما لا طاقة لي بحمله، فالله الله بتلافي أمرك، وتعيد أمير المؤمنين إلى مقر عزه، وتسلم إليه دبيساً ليحكم فيه، وتحمل الغاشية بين يديه أنت وجميع الأمراء، كما جرت عادتنا وعادة آبائنا. فنفذ مسعود بهذه المكاتبة مع الوزير، ونظر، فدخلا على الخليفة، واستأذنا لمسعود، فدخل وقبل الأرض، ووقف يسأل العفو، فقال: قد عفي عن ذنبك، فاسكن وطب نفساً. 4 (شفاعة مسعود بدبيس) ثم عامله مسعود بما أمره به عمه، وسأل من الخليفة أن يشفعه في دبيس، فأجابه، فأحضروه مكتوفاً بين أربعة أمراء، ومع واحد سيف مجذوب، وكفن منشور، وألقي بين يدي السرير، وقال مسعود: يا أمير المؤمنين هذا السبب الموجب لما تم، فإذا زال السبب زال الخلاف، ومهما تأمر نفعل به. وهو يبكي ويتضرع ويقول: العفو عند المقدرة، وأنا أقل وأذل. فعفى عنه وقال: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم فخلوه، وقبل يد أمير المؤمنين وأمرها على
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 51 وجهه، وقال: بقرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ما عفوت عني، وتركتني أعيش في الدنيا، فإن الخوف منك قد برح بي. 4 (نقض سور بغداد) وأما بكبة شحنة بغداد، فإنه أمر بنقض السور ببغداد، فنقض مواضع كثيرة. وقال: عمرتموه بفرح، فانقضوه لذلك. وضربت لهم الدبادب، وردوا الباب الحديد الذي أخذ من جامع المنصور إلى مكانه. 4 (قتل الباطنية الخليفة المسترشد) وقدم رسولٌ ومعه عسكر يستحث مسعود أمر جهة عمه على إعادة الخليفة إلى بغداد، فجاء في العسكر سبعة عشر من الباطنية، فذكر أن مسعوداً ما علم بهم، فالله أعلم، فركب السلطان والعساكر لتلقي الرسول، فهجمت الباطنية على الخليفة، ففتكوا به رحمه الله، وقتلوا معه جماعة من أصحابه، فعلم العسكر، فأحاطوا بالسرادق فخرج الباطنية وقد فرغوا من شغلهم، فقتلوا.) وجلس السلطان للعزاء، ووقع النحيب والبكاء وذلك على باب مراغة، وبها دفن.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 52 وجاء الخبر، فطلب الراشد الناس طول الليل فبايعوه ببغداد، فلما أصبح شاع قتله، فأغلق البلد، ووقع البكاء والنحيب، وخرج الناس حفاةً مخرقي الثياب، والنساء منشرات الشعور يلطمن، ويقلن فيه المراثي على عادتهن، لأن المسترشد كان محبباً فيهم بمرة، لما فيه من الشجاعة والعدل والرفق بهم. فمن مراثي النساء فيه: (يا صاحب القضيب ونور الخاتم .......... صار الحريم بعد قتلك رائم)
(اهتزت الدنيا ومن عليها .......... بعد النبي ومن ولي عليها)
(قد صاحت البومة على السرادق .......... يا سيدي ذا كان في السوابق)
(ترى تراك العين في حريمك .......... والطرحة السواد على كريمك) وعمل العزاء في الديوان ثلاثة أيام، تولى ذلك ناصح الدولة ابن جهير، وأبو الرضا صاحب الديوان. 4 (بيعة الراشد بالخلافة) ثم شرعوا في الهناء، وكتب السلطان إلى الشحنة بكبة أن يبايع للراشد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 53 وجلس الراشد في الشباك في الدار المثمنة المقتدرية، وبايعه الشحنة من خارج الشباك، وذلك في السابع والعشرين من ذي القعدة. وظهر للناس وكان أبيض جسيماً بحمرةٍ مستحسنة. وكان يومئذٍ بين يديه أولاده وإخوته، ونادى بإقامة العدل ورد بعض المظالم. 4 (ظهور التشيع أيام الغدير) وفي أيام الغدير ظهر التشيع، ومضى خلقٌ إلى زيارة مشهد علي ومشهد الحسين. 4 (منازلة زنكي دمشق) وفيها نازل زنكي دمشق، وحاصرها أشد حصار، فقام بأمر البلدان أتم قيام، وأحبه الناس، فجاء زنكي رسول المسترشد بالله يأمره بالرحيل. 4 (مسير سنجر إلى غزنة وهرب ملكها) وفي ذي القعدة سار السلطان سنجر بالجيوش إلى غزنة فأشرف عليها، وهرب منه ملكها،) فأمنه ونهاه عن ظلم الرعية، وأعاده إلى مملكته، وهو بهرام شاه. ورجع السلطان فوصل بلخ في شوال من سنة ثلاثين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 54 4 (سنة ثلاثين وخمسمائة)
4 (رفض الراشد بالله مضمون كتاب المسترشد) جاء برتقش بأمورٍ صعبة، فقالوا للراشد بالله: جاء مطالباً بخطٍ كتبه المسترشد بالله لتخليص من أسره بمبلغ، وهو سبعمائة ألف دينار، ويطالب لأولاد صاحب المخزن بثلاثمائة ألف، وبقسط على أهل بغداد خمسمائة ألف دينار. فاستشار الراشد الكبار، فأشاروا عليه بالتجنيد، وأرسل الخليفة إلى برتقش: أما الأموال المضمونة فإنما تكتب لإعادة الخليفة إلى داره، وذلك لم يكن، وأنا مطالب بالثأر، وأما مال البيعة، فلعمري، لكن ينبغي أن تعاد إلى أملاكي وإقطاعي، حتى يتصور ذلك. وأما الرعية فلا سبيل لكم عليهم، وما عندي إلا السيف. ثم أحضر بكبة وخلع عليه، وأعطاه ثلاثة آلاف دينار، وقال له: دون بهذه العسكر كله. وجمع العسكر، وبعث إلى برتقش يقول: قد تركنا البلد مع الشحنة والعميد، فلما جئت بهذه الأشياء فعلنا هذا. 4 (إنزعاج أهل بغداد) وانزعج أهل بغداد، وباتوا تحت السلاح، ونقل الناس إلى دار الخلافة ودار خاتون متاعهم، وقيل للخليفة إنهم قد عزموا على كبس بغداد وقت الصلاة، فركب العسكر، وحفظ الناس البلد، وقطع الجسر، وجرى في أطراف البلد قتال قوي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 55 وفي صفر قدم زنكي، والبازدار، وإقبال، عليهم ثياب العزاء، وحسنوا للراشد الخروج فأجابهم، واستوزر أبا الرضا بن صدقة، واتفقوا على حرب مسعود. 4 (دخول السلطان دار المملكة) وجاء السلطان داود بن محمود فنزل بالمزرفة، ثم دخل دار المملكة، وأظهر العدل، وجاء إليه أرباب الدولة ومعهم تقدمة من الراشد، فقام ثلاث مرات، فقبل الأرض. 4 (تقديم صدقة بن دبيس الطاعة) وجاء صدقة ولد دبيس ابن خمس عشرة سنة وقبل الأرض بإزاء التاج وقال: أنا العبد ابن العبد) جئت طائعاً. 4 (قطع الخطبة لمسعود) وقطعت خطبة مسعود، وخطب لداود. 4 (القبض على إقبال الخادم) وقبض على إقبال الخادم ونهب ماله، فتألم العسكر من الخليفة لذلك. ونفذ زنكي يقول: هذا جاء معي. ويعتب ويقول: لابد من الإفراج عنه. ووافقه على ذلك البازدار. وغضب كجبة ومضى إلى زنكي، فرتب مكانه غيره. واستشعر العسكر كلهم وخافوا، وجاء أصحاب البازدار وزنكي فخربوا
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 56 عقد السور، فشاش البلد، وأشرف على النهب. وجاء زنكي فضرب بإزاء التاج، وسأل في إقبال سؤالاً تحته إلزام، فأطلق له. 4 (الإفراج عن ابن طراد) وأما السلطان مسعود فإنه أفرج عن الوزير ابن طراد، وقاضي القضاة والنقيب وسديد الدولة ابن الأنباري. فأما نقيب الطالبيين أبو الحسن بن معمر فتوفي حين أخرج. وأما القاضي الزينبي فدخل بغداد سراً، وأقام الباقون مع مسعود. 4 (القبض على ابن جهير) وقبض الراشد على أستاذ داره أبي عبد الله بن جهير، فخاف الناس من الراشد وهابوه. 4 (تأخر ابن صدقة عن الخليفة) ثم نفذ زنكي إلى الراشد يقول: أريد المال الذي أخذ من إقبال، وهو دخل الحلة، وذلك مال السلطان. وتردد القول في ذلك، ثم نفذ الراشد إلى الوزير ابن صدقة وصاحب الديوان يقول: ما الذي أقعدكما وكانا قد تأخرا أياماً عن الخدمة خوفاً من الراشد، فقال ابن صدقة: كلما أشير به يفعل ضده، وقد كان هذا الخادم إقبال بإزاء جميع العسكر، وأشرت بأن لا يمسك، فما سمع مني،) وأنا لا أوثر أن تتغير الدولة وينسب إلي. فإن هذا ابن الهاروني الملعون قصد إساءة السمعة وإهلاك المسلمين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 57 4 (قتل ابن الهاروني) فقبض الخليفة على ابن الهاروني في ربيع الأول. فجاءت رسالة زنكي يشكو ما لقي من ابن الهاروني وتأثيراته في المكوس والحواضر، ويسأل تسلميه إلى المملوك ليقتله، فقال: ندبر ذلك. ثم أمر الوالي بقتله فقتله، وصلب ومثل به العوام، فسرقه أهله بالليل، وعفوا أثره. وظهر له أموال، ووصل إلى الخليفة من ماله مائتا ألف. 4 (إقطاع أملاك الوكلاء) وأقطعت أملاك الوكلاء. وسببه أن زنكي طلب من الخليفة مالاً يجهز به العسكر لينحدروا إلى واسط، فقال: الأموال معكم، وليس معي شيء، فاقطعوا البلاد. 4 (مصانعة زنكي) ثم استقر أن يدفع إلى زنكي ثلاثون ألفاً مصانعةً عن الأملاك ثم بات الحرس تحت التاج خوفاً من زنكي. 4 (وزارة ابن صدقة) ثم أشار زنكي على ابن صدقة أن يكون وزيراً لداود، فخلع عليه بذلك. ثم استوثق زنكي من اليمين من الخليفة وعاهده، وقبل يده. وطلب الخليفة أبا الرضا بن صدقة فجاء، ففوض إليه الأمور كلها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 58 4 (مسير الخليفة لحرب مسعود) وأمر السلطان داود والأمراء بالمسير لحرب مسعود، فساروا، فبلغهم أنه رحل يطلب العراق، فردهم الراشد وحلفهم وقال: أريد أن أخرج معكم. فلما انسلخ شعبان خرج الخليفة ورحلوا، وخاض العامة، وشرعوا في إصلاح السور، ولبسوا السلاح، فكان الأمراء ينقلون اللبن على الخيل، وهم نقضوه. وجاءت كتبٌ، إلى سائر الأمراء من مسعود، فأحضروها جميعها إلى الخليفة، وأنكر شحنة) بغداد المكاتبة وأخفاها، ثم كتب جوابها إلى مسعود، فأخذه زنكي فغرقه. 4 (منازلة عسكر مسعود بغداد) وفي وسط رمضان جاء عسكر مسعود فنازلوا بغداد، ووقع القتال، وخامر جماعة أمراء إلى الخليفة، فخلع عليهم وقبلهم، ثم بعد أيام كان وصول رسول مسعود يطلب الصلح، فقرئت الرسالة على الأمراء، فأبوا إلا القتال. وصلى الناس العيد داخل السور، فوصل يومئذٍ أصحاب مسعود فدخلوا الرصافة، وكسروا أبواب الجامع ونهبوا، وقلعوا شبابيك الترب وعاثوا. وجاء مسعود في رابع شوال في خمسة آلاف راكب على غفلة، وخرج الناس للقتال، ودام الحصار أياماً. وجاء ركابي لزنكي، فقتله العيارون فقال زنكي: أريد أن أكبس الشارع والحريم، وآخذ ما قيمته خمسمائة ألف دينار من الحرير والقماش والذهب والفضة. 4 (نهب مسعود النعمانية) ونفذ مسعود عسكراً إلى واسط فأخذها، والنعمانية فنهبها، فتبعهم عسكر
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 59 الخليفة ونودي: لا يبقى ببغداد أحد من العسكر. 4 (دخول الراشد بغداد) وخرج الراشد فنزل على صرصر، واستشعر بعض العسكر من بعض، فخشي زنكي من البازدار والبقش، فعاد إلى ورائه، فرجع أكثر العسكر منهزمين، ودخل الراشد بغداد. وقيل إن مسعوداً كاتب زنكي سراً، وحلف له أنه يقره على الموصل والشام، وكاتب الأمراء أيضاً فقال: من قبض منكم على زنكي أو قتله أعطيته بلاده. فعرف زنكي بذلك، فأشار على الراشد أن يرحل صحبته. وفي رابع عشر ذي القعدة ركب الخليفة ليلاً وسار، وزنكي قائم ينتظره، فدخل دار برتقش. ولم ينم الناس، وأصبحوا على خوفٍ شديد. وخرج أبو الكرم الوالي يطلب الخليفة فأسر وحمل إلى مسعود، فأطلقه وأكرمه، وسلم إليه بغداد. ورحل الراشد يومئذٍ ولم يصحبه شيء من آلة السفر، لأنه لما بات في دار برتقش أصبحوا،) ودخل خواصه يصلحون له آلة السفر، فرحل على غفلة. 4 (دخول مسعود بغداد) ودخل مسعود بغداد، ونهب دواب الجند، وجاء صافي الخادم فقال: لم يفعل الخليفة صواباً بذهابه، والسلطان له على نية صالحة. وسكن الناس. وأظهروا العدل، واجتمع القضاة والكبار عند السلطان مسعود، وقدحوا في الراشد، وبالغ في ذلك الوزير علي بن طراد. وقيل: بل أخرج السلطان خط الراشد: إني متى جندت أو خرجت انعزلت. فشهد العدول أن هذا خط الخليفة. والقول الأول أظهر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 60 4 (كتابة محضر بحق الراشد) ثم أحكم ابن طراد النوبة، واجتمع بكلٍ من القضاة والفقهاء، وخوفهم وهددهم إن لم يخلعوه. وكتب محضراً فيه: إن أبا جعفر بن المسترشد بدا منه سوء أفعال وسفك دماء، وفعل ما لا يجوز أن يكون معه إماماً. وشهد بذلك الهيتي، وابن البيضاوي، ونقيب الطالبيين، وابن الرزاز، وابن شافع، وروح بن الحديثي، وأخر. وقالوا: إن ابن البيضاوي شهد مكرهاً. وحكم ابن الكرخي قاضي البلد. بخلعه في سادس عشر ذي القعدة، وأحضروا أبا عبد الله محمد بن المستظهر بالله، وهو عم المخلوع. 4 (البيعة للمقتفي بالله) قال سديد الدولة ابن الأنباري: أرسل السلطان إلى عمه السلطان سنجر: من نولي فكتب إليه: لا تولي إلا من يضمنه الوزير، وصاحب المخزن، وابن الأنباري فاجتمع مسعود بنا، فقال الوزير: نولي الزاهد الدين محمد بن المستظهر. فقال: وتضمنه قال: نعم.) وكان، صهراً للوزير على بنته، فإنها دخلت يوماً في خلافة المستظهر، فطلب محمد بن المستظهر هذا من أبيه تزويجها، فزوجه بها، وبقيت عنده، ثم توفيت. قلت: فبايعوه، ولقب المقتفي لأمر الله. ولقب بذلك بسبب. قال ابن الجوزي: قرأت بخط أبي الفرج بن الحسين الحداد قال: حدثني من أثق به أن المقتفي رأى في منامه قبل أن يستخلف بستة أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 61 له: سيصل هذا الأمر إليك، فاقتفي بي. فلقب المقتفي لأمر الله. ثم بويع اليوم الثاني البيعة العامة في محلٍ عظيم. وبعث مسعود بعد أن أظهر العدل، ومهد بغداد، فأخذ جميع ما في دار الخلافة من دواب، وأثاث، وذهب، وستور، وسرادق، ومساند، فلم يترك في إصطبل الخلافة سوى أربعة أفراس، وثمانية أبغال برسم الماء. فيقال: بأنهم بايعوا المقتفي على أن لا يكون عنده خيل ولا آلة سفر، وأخذوا من الدار جواري وغلماناً، ومضت خاتون تستعطف السلطان، فاجتازت بالسوق وبين يديها القراء والأتراك. وكان عندها حظايا الراشد وأولاده، فأطلق لهم القرى والعقار. ثم إن السلطان ركب سفينة، ودخل إلى المقتفي، فبايعه يوم عرفة. وفي ثاني الأضحى وصلت الأخبار بأن الراشد دخل الموصل، وبلغه أنه خلع من الخلافة. 4 (أتابكية دمشق) وفي جمادى الأولى ولي أتابكية جيش دمشق الأمير أمين الدولة كمشتكين الأتابكي الطغتكيني، واقف الأمينية، متولي بصرى وصرخد، وأنزل في دار الأتابك بدمشق، وخلع عليه. 4 (قتل الأمير يوسف بن فيروز) ثم بعد يومين قتل الأمير يوسف بن فيروز الحاجب في الميدان، وكان من
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 62 أكبر الأمراء، تملك مدينة تدمر مدةً، وكان فيه ظلم وشر. شد عليه الأمير بزواش فقتله، ثم حمل إلى المسجد الذي بناه فيروز بالعقبة، فدفن في تربته. 4 (أتابكية بزواش) ) وجرت أمور ثم صرف أمين الدولة. وولي الأتابكية الأمير بزواش المذكور، ولقب بجمال الدين. وتوجه أمين الدولة مغاضباً إلى ناحية صرخد. 4 (السيل العظيم بدمشق) وفيها، في أيار، جاء بدمشق سيلٌ عظيم لم يسمع بمثله، وطلعت على البلد سحابة سوداء، بحيث صار الجو كالليل، ثم طلع بعدها سحابة حمراء، صار الناظر يظنها كالنار الموقدة. 4 (كبس نائب حلب اللاذقية) وفي شعبانها، اجتمعت عساكر حلب مع الأمير سوار نائب حلب، وكبسوا اللاذقية بغتة، فقتلوا وأسروا وغنموا. قال ابن الأثير: كانت الأسرى سبعة آلاف نفس بالصغار والكبار، ومائة ألف رأس من الدواب والمواشي، وخربوا اللاذقية، وخرجوا إلى شيزر سالمين. وفرح المسلمون بذلك فرحاً عظيماً. ولم يقدر الفرنج، لعنهم الله، على أخذ الثأر عجزاً ووهناً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 63 5 (الطبقة الثالثة والخمسون وفيات)
4 (وفيات سنة إحدى وعشرين وخمسمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن أحمد بن الشمس) بن عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن الشمس عبيد الله بن محمد بن أبي عيسى بن المتوكل. أبو السعادات المتوكلي الهاشمي البغدادي. شريف صالح، حافظ لكتاب الله. سمع الكثير، وحدث عن: أبي بكر الخطيب، وابن المسلمة. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وأبو الفرج بن الجوزي، وعبد الرحمن بن جامع بن غنيمة. قال أبو بكر المفيد: ختم أبو السعادات القرآن في التواريخ ليلة سبعٍ وعشرين من رمضان، ورجع إلى بيته، فوقع من السطح في محلة التوثة فمات لساعته، وعاش ثمانين سنة. 4 (أحمد بن ثابت بن محمد)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 64 أبو العباس الطرقي الحافظ، نزيل يزد. وطرق من قرى إصبهان، ويزد بين إصبهان وكرمان من نواحي إصطخر. كان حافظاً عارفاً بالفقه والأصول والأدب، حسن التصنيف. رحل وسمع: أباه، وأبا عمرو بن مندة، والمطهر بن عبد الواحد البزاني. ورحل إلى نيسابور، وإلى الأهواز، وهراة. قال ابن السمعاني: سمعت جماعة من الشيوخ يقولون إنه كان يقول: إن الروح قديمة. توفي بعد العشرين وخمسمائة بيزد. قال عبد الخالق بن أحمد بن يوسف: توفي في شوال سنة إحدى وعشرين. وقد سمع ببغداد من: أبي القاسم علي بن البسري، وأبي نصر الزينبي. وبهراة: شيخ الإسلام.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 65 4 (أحمد بن عبد السلام بن محمد المديني.) أبو عبد الله الصوفي ابن الصوفي، شيخ الصوفية بنيسابور بدويرة السلمي. سمع من: أبي سعد الحبيبي، وأبي القاسم القشيري.) وله نفسٌ وقبول عند الصدور، وإنفاق على الصوفية ومعرفة برسومهم. 4 (أحمد بن محمد بن عبد الوهاب.) أبو البركات الدباس، أخو الشيخ أبي عبد الله البارع. سمع: أبا يعلى بن الفراء، والحسن بن غالب المقريء. روى عنه: المبارك بن أحمد الأنصاري، وذاكر بن كامل، وابن يونس. مات في سابع شوال. 4 (أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن عبد العزيز بن حمدين.) أبو القاسم الثعلبي الأندلسي، قاضي الجماعة بقرطبة. تفقه على أبيه، وسمع من: محمد بن فرج الفقيه، وأبي علي الغساني، وجماعة. وتقلد القضاء مرتين. وكان نافذاً في أحكامه، جزلاً في أفعاله، من بيت علم وجلالة. وتوفي على القضاء في ربيع الآخر، وصلى عليه ابنه أبو عبد الله، وعاش خمسين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 66 4 (حرف العين)
4 (عبد الرحمن بن عبد الله بن يوسف.) أبو الحسن بن عفيف، وعفيف جده لأمه، الأموي الطليطلي، نزيل قرطبة. سمع: قاسم بن محمد بن هلال، وجماهر بن عبد الرحمن. وأجاز له محمد بن عتاب مروياته. وكان فاضلاً عفيفاً يعظ الناس، ويصلي بجامع قرطبة. وكانت العامة تعظمه لصلاحه، ولم يكن بالضابط. كان كثير الوهم في الأسانيد. قال ابن بشكوال وقال: روينا عنه. وتوفي في جمادى الآخرة. وولد سنة بضعٍ وثلاثين وأربعمائة. 4 (عبد الوهاب بن عبد الله بن عبد العزيز.) أبو محمد الصدفي القرطبي.) أخذ عن: أبي بكر المرادي. وتفقه على: أبي الوليد هشام بن أحمد. وكان ملازماً لمجلس أبي الوليد بن رشد. وكان حافظاً للفقه، ذاكراً للمسائل والفرائض والأصول. توفي في ذي الحجة. 4 (علي بن عبد الله بن محبوب.) الطرابلسي المغربي. قال السلفي: قدم الإسكندرية متفقهاً، وكان له إهتمام بالتواريخ. صنف تويريخاً لطرابلس حدثني به. وكتب عنه. وكان فاضلاً في فنون. توفي بمكة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 67 4 (علي بن عبد الواحد بن أحمد.) أبو الحسن الدينوري، ثم البغدادي. سمع: أبا الحسن القزويني، وأبا محمد الخلال، وأبا محمد الجوهري، وغيرهم. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، والحافظ ابن عساكر، وأخوه الصائن، وابن الجوزي. قال ابن السمعاني: كان صاحب الخبر. توفي في جمادى الأولى. 4 (علي بن المبارك بن علي بن الفاعوس.) أبو الحسن البغدادي، الإسكاف، الزاهد. كان شيخاً صالحاً، خيراً، متقشفاً، من أصحاب الشريف أبي جعفر بن أبي موسى. كان يقرأ للناس يوم الجمعة الحديث بلا سند، وكان صاحب إخلاص، وله قبولٌ تام عند العامة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 68 سمع: أبا يعلى بن الفراء، وأبا منصور العطار. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وأبو القاسم بن عساكر. قال أبو سعد السمعاني: سمعت أبا القاسم بدمشق يقول: ابن الفاعوس كان يتعسر في الرواية،) وأهل بغداد يعتقدون فيه. وأبو القاسم بن السمرقندي كان يقول إن أبا بكر ابن الخاضبة يقول لابن الفاعوس الحجري لأنه كان يقول: الحجر الأسود يمين الله حقيقةً. قلت: هذا تشغيب وأذية لرجلٍ صالح، وإلا فهذا نزاع محض في عبارة، وعرفنا مراده بقوله: يمين الله حقيقةً، كما تقول: بيت الله حقيقةً، وناقة الله حقيقةً، إن ذلك إضافة ملك وتشريف، فهي إضافة حقيقة، وإن شئت قلت: يمين الله مجازاً، وهو أفصح وأظهر، لأن في سياق الحديث ما يوضح ذلك. وهو قوله: فمن صافحه فكأنما صافح الله، يعني هو بمنزلة يمين الله في الأرض. قال غير واحد: نبا يحيى بن سليم، عن ابن جريح، سمعت محمد بن عباد بن جعفر المخزومي يقول: سمعت ابن عباس يقول: إن هذا الركن الأسود يمين الله في الأرض، يصافح به عباده مصافحة الرجل أخاه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 69 ورواه عيسى بن يونس، عن عبد الله بن مسلم بن هرمز، عن محمد بن عباد بن جعفر، عن ابن عباس. وروي بإسناد آخر، عن عبد الملك بن عبد الله بن أبي حسين، عن ابن عباس. ورواه عبد الرزاق، عن أبيه، عن وهب بن منبه. قوله: فإما أن يكون أراد به يمين الله، استغفر الله، حقيقة باعتبار صفة الذات، فهذا لا يعتقده بشرٌ، فضلاً عن أن يعتقده مسلم، بل ولا يدور في ذهن عاقل. وأما قوله: كان يتعسر بالرواية، فكان يفعل ذلك إزراءً على نفسه، وتفويتاً لحظه. وقد رأينا غير واحدٍ من الصالحين يمتنع من الرواية، لكن من فعل ذلك ثقالةً ونكادةً كابن يوسف الإربلي وغيره من شيوخنا، فهو مذموم. وقال أبو الفرج بن الجوزي: توفي في تاسع عشر شوال، وانقلبت بغداد بموته، وغلقت الأسواق، وضج العوام بذكر السنة، ولعن أهل البدع. ودفن بمقبرة الإمام أحمد. 4 (حرف الفاء)
4 (فاطمة بنت الحسين بن الحسن بن فضلويه الرازي.) ) العالمة المعروفة ببنت حمزة. واعظة مشهورة ببغداد، متعبدة، لها رباط تأوي إليه النساء. روت عن: ابن المسلمة، وأبي بكر الخطيب. روى عنها: أبو القاسم بن عساكر، وقال: توفيت في ربيع الأول. روى عنها: ابن ناصر، وأبو الفرج بن الجوزي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 70 4 (حرف الهاء)
4 (هبة الله بن عبد الله بن الحسن ابن البصيدائي) وبصيداء: من قرى بغداد. أبو البقاء أحد الرؤساء والأكابر. سمع: أبا محمد الجوهري، وغيره. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وأبو القاسم الحافظ. توفي في صفر. 4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن عبيد بن سعادة.) الزاهد الخير. من أهل الإسكندرية. قال السلفي: أنبأ عن: أبي العباس أحمد بن إبراهيم الرازي. 4 (يحيى بن عمرو بن بقاء.) أبو بكر الحزامي المرجوني. نزل قرطبة، وأخذ بها عن: محمد بن فرج الفقيه، وأبي علي الغساني. وتفقه عند أبي الحسن بن حمدين. وكان حافظاً للفقه، بارعاً في الشروط، حصل منها ديناً. توفي في جمادى الأولى، وله بضعٌ وستون سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 71 4 (وفيات سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة)
4 (حرف الحاء) ) 4 (الحسين بن علي بن صدقة.) أبو علي الوزير جلال الدين، وزير المسترشد بالله. كان من رجال الدهر رأياً وحزماً وله في مخدومه المسترشد بالله: (وجدت الورى كالماء طعماً ورقةً .......... وأن أمير المؤمنين زلاله)
(وصورت معنى العقل شخصاً مصوراً .......... وأن أمير المؤمنين مثاله)
(ولولا مكان الدين والشرع والتقى .......... لقلت من الإعظام: جل جلاله) توفي في رجب. قاله ابن الجوزي. وقد تكرر ذكره في الحوادث. وذكره ابن النجار فقال: ولد بنصيبين سنة تسعٍ وخمسين، وخدم إبراهيم بن قرواش صاحب الموصل، فلما أمسك هرب جلال الدين إلى بغداد،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 72 ثم خدم بها، ولم يزل في ارتقاء إلى أن تزوج بإبنة الوزير ابن المطلب. ثم ولي وزارة في سنة ثلاث عشرة. ثم قبض عليه بعد ثلاث سنين، ونهبت داره ورضوا عنه ثم أعيد إلى الوزارة سنة سبع عشرة، فكان يوماً مشهوداً. وكان منسباً بليغاً أديباً. 4 (الحسين بن علي بن أبي القاسم.) الشيخ أبو علي اللامشي السمرقندي الحنفي. قال السمعاني: إمام فاضل متدين يضرب به المثل في النظر وعلم الخلاف. وكان على طريقة السلف من طرح التكلف والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. روى شيخه دينار لنا عن القاضي محمد بن الحسن بن منصور النسفي. وسمع أيضاً من: الحافظ عبد الرحمن بن عبد الرحيم القصار، وأبي علي الحسين بن عبد الملك النسفي. وتوفي في رمضان. قال ابن الجوزي: قدم رسولاً من خاقان ملك سمرقند.) قال السمعاني: مر بمرو رسولاً من ملك سمرقند محمد بن سليمان. ولامش من قرى فرغانة. سمعت منه بقراءة عمي أبي القاسم. ولد سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، وكان قوالاً بالحق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 73 4 (حرف السين)
4 (سهل بن إبراهيم المسجدي السبعي.) أبو القاسم النيسابوري. يروي عن: أبي حفص بن مسرور، وعبد الغافر الفارسي، وأبي محمد الجويني. سمع منه حضوراً أبو سعد السمعاني. وكان والده يقرأ كل يوم سبعين، وابنه أحمد بن سهل يروي عن يعقوب بن أحمد الصيرفي. توفي سهل سنة نيف وعشرين. قال السمعاني: كان صالحاً حسن السيرة، كثير العبادة، سمع الكثير، وعمر الطويل، وتفرد عن جماعته. قلت: روى عن: أبي عثمان الصابوني، ودحية بن أبي الطيب الحلاب، والكنجرودي. روى عنه: حفيده محمد بن أحمد، وأبو المعالي بن الفراوي، وعبد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 74 الرحيم بن عبد الرحمن الشعري، وأبو سعد الصفار، وابن ياسر الجياني، وآخرون. وكان خادم مسجد المطرز دين صالح. 4 (حرف الطاء)
4 (طغتكين.) الأمير أبو منصور، المعروف بأتابك. من أمراء تاج الدولة. زوجه بأم ولده دقاق. وكان مع تاج الدولة لما سار إلى الري لقتال ابن أخيه. فلما قتل تاج الدولة رجع إلى دمشق، وصار أتابك دقاق. فلما مات دقاق تملك بدمشق.) وكان شهماً، مهيباً، شديداً على الفرنج والمفسدين، ولقبه ظهير الدين. وهو والد تاج الملوك بوري بن طغتكين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 75 قال ابن الأثير: توفي أتابك طغتكين، كذا سماه ابن الأثير في ثامن صفر، وهو من مماليك الملك تتش بن ألب أرسلان. وكان عاقلاً خبيراً، كثير الغزوات والجهاد للفرنج، حسن السيرة في رعيته، مؤثراً للعدل. وملك بعده ابنه بوري أكبر أولاده بوصيةٍ منه، فأقر وزير أبيه أبا علي طاهر بن سعد المزدغاني على وزارته. وقال سبط الجوزي: كان طغتكين شجاعاً، شهماً، عادلاً، حزن عليه أهل دمشق، ولم يبق فيها محلة ولا سوق إلا والمأتم قائم عليه فيه، لأنه كان حسن السيرة، ظاهر العدل، مدبراً للممالك. أقام حاكماً على الشام خمسة وثلاثين سنة. وسار ابنه سيرته ثم تغيرت نيته، وأضمر السوء لأصحاب أبيه، والظلم للرعية، وتمكن وزيره المزدغاني من أهل دمشق، وصادق الباطنية، واستعان بهم. وقبض بوري على خواص أبيه، فاسترابوا به، ونفرت القلوب منه. وقال أبو يعلى بن القلانسي: مرض أتابك طغتكين مرضاً أنهك قوته، وأنحل جسمه. وتوفي في ثامن صفر، فأبكى العيون، وأنكأ القلوب، وفت في الأعضاد، وفتت الأكباد، وازداد الأسف، فرحمه الله وبرد مضجعه. وماتت زوجته الخاتون شرف النساء، أم بوري، بعده بثلاثة أشهر، ودفنت بتربتها التي خارج باب الفراديس. قلت: ومات في هذه السنة ودفن بتربته، قبلي المصلى ثامن صفر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 76 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن أحمد بن سعيد بن سليمان بن يربوع.) الأستاذ الحافظ أبو محمد الأندلسي الشنتريني ثم الإشبيلي. نزيل قرطبة. سمع صحيح البخاري من محمد بن أحمد بن منظور، عن أبي ذر الهروي. وسمع من: أبي محمد بن خزرج، وحاتم بن محمد، وأبي مروان بن سراج، وأبي علي) الغساني. وأجاز له أبو العباس العذري. قال ابن بشكوال: وكان حافظاً للحديث وعلله، عارفاً برجاله وبالجرح والتعديل، ضابطاً، ثقة. كتب الكثير، وصحب أبا علي الغساني واختص به. وكان أبو علي يفضله، ويصفه بالمعرفة والذكاء. صنف كتاب الإقليد في بيان الأسانيد، وكتاب تاج الحلية وسراج البغية في معرفة أسانيد الموطأ، وكتاب المنهاج في رجال مسلم وسمعت منه مجالس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 77 وتوفي في صفر. ومولده في سنة أربعٍ وأربعين وأربعمائة. 4 (عبد الرحمن بن سعيد بن هارون.) أبو المطرف الفهمي السرقسطي المقرئ ابن الوراق. روى عن: أبي عبد الله المغامي، والحسن بن مبشر، وأبي داود، وغيرهم من القراء. وجود القراءآت. وسمع من: أبي الوليد الباجي. وأجاز له أبو عمر بن عبد البر. وأقرأ الجناس بجامع قرطبة، وأم بالناس فيه. أخذ الناس عنه، وكان ثقة. توفي في صفر، وله ثمانون سنة. أجاز لابن بشكوال. 4 (علي بن أستكين.) الأمير أبو الحسن العميدي، الحاجي، النيسابوري. كان خفيف الروح، صالحاً عابداً. ترك الخدمة ولبس لباس الصالحين، وقنع بما له من ميراث. وحدث عن: أبي الحسن محمد بن محمد الحسيني العلوي، والحسن بن محمد الصفار، وأبي نصر عبد الرحمن التاجر، وغيرهم.) توفي بنيسابور. 4 (علي بن الحسن بن علي بن سعيد بن محمد.) أبو الحسن الدمشقي العطار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 78 كان أبوه مقدم الشهود ورئيسهم بدمشق، وكان مثرياً فاشترى لابنه جارية مغنية، فتعلم منها الغناء ثم افتقر وتعثر، فكان يغني في مجالس الخمر، ويغني ويشرب، ثم كبر وضعف. قال ابن عساكر: سمع الكثير من أبي القاسم السميساطي، وأبي القاسم الحنائي، وأبي بكر الخطيب، فأتيناه فرغبناه في التوبة، فتاب وترك الغناء، وسمعنا منه كتباً. توفي في صفر. وكان مولده في سنة خمسٍ وأربعين وأربعمائة. 4 (علي بن الحسن بن محمد بن محمد.) الإمام أبو القاسم ابن الإمام أبي علي النيسابوري الصفار. فاضل، علامة، متفنن. روى عن: أبي عثمان البحيري، وأبي سعد الكنجروذي، وأحمد بن منصور المغربي، وأصحاب الخفاف. ثم عن: أصحاب الحاكم، وابن يوسف. ثم عن: أصحاب الحيري. وله النسخ والأجزاء. وكان بإسفراين وبها مات في رمضان. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أبي شجاع العبيدي.) الأمير ابن الأمير، المأمون بن نور الدولة. كان المأمون وزير الآمر بأحكام الله العبيدي المصري ومدبر دولته، بقي على ذلك أربع سنين. ثم قبض الآمر عليه في سنة تسع عشرة وخمسمائة، ثم
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 79 قتل في رجب سنة اثنتين وعشرين، وصلب بظاهر القاهرة. 4 (موسى بن أحمد بن محمد.) ) أبو القاسم النشادري، الفقيه الحنبلي. سمع الكثير، وقرأ بالروايات. وتفقه على أبي الحسن بن الزاغوني وناظر. وتوفي في رجب شاباً. 4 (حرف الهاء)
4 (هبة الله بن علي بن محمد.) أبو القاسم المروزي، ويعرف بقاضي مرغرن، وهي قرية من قرى مرو. محدث كثير المحفوظ، حريص على عقد المجالس. له قبول عند العامة، إلا أنه غير ثقة. كان لا يبالي ما يقول بحسب الوقت. سمع: أبا إسماعيل الأنصاري بهراة. وعاش نيفاً وستين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 80 4 (وفيات سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة)
4 (حرف الجيم)
4 (جعفر بن عبد الواحد بن محمد بن محمود بن أحمد.) أبو الفضل الثقفي الإصبهاني، الرئيس، النبيل. سمع: ابن ريذة الثاني، وعبد الحمن بن أبي بكر بن أبي علي المعدل، وعبد الرزاق بن أحمد الخطيب، وأبا طاهر بن عبد الرحيم، وأحمد بن الفضل الباطرقاني، وسعيد بن أبي سعيد العيار، ومحمد بن عبد الرحمن بن زياد الأرزناني. روى عنه: أحمد بن أبي منصور بن الزبرقان، والحافظ أبو موسى، وأسعد بن أبي طاهر الثقفي، وعبد الواحد بن أبي المطهر الصيدلاني، وعبد الجليل بن أبي نصر بن رجاء، ومحمد بن أحمد المهاد، وناصر بن محمد الويرج الإصبهانيون. وقد ذكره السمعاني في التحبير.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 81 يقال: كان صالحاً، سديداً، وكان خير من روى عن الرجال، عن ابن ريذة. ومن مروياته: شروط الذمة لأبي الشيخ، والسنة له، والعتق له، والضحايا والعقيقة له، والنوادر) له، وفوائد العراقيين له، وأحاديث طلحة بن مصرف له، وكتاب السبق والرمي له، وكتاب القطع والسرقة له، وغير ذلك. روى الجميع عن ابن عبد الرحيم، عنه. وكتاب الأدب لابن أبي عاصم، وكتاب معجم ابن المقريء و فوائده التي في خمسة عشر جزءاً، وكتاب حرملة، وكتاب الأسماء والكنى لأبي عروبة، وكتاب الجامع لأحمد بن الفرات، وسنن الشافعي، رواية ابن عبد الحكم، وكتاب الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم، وكتاب طبقات إصبهان لأبي الشيخ، وكتاب الصلاة لأبي نعيم الفضل بن دكين، وكتاب البكاء للفريابي، وكتاب شواهد الشعر لأبي عروبة. وسمع صحيح البخاري من سعيد العيار. وكان مولده في سنة أربعٍ وثلاثين وأربعمائة، وتوفي في تاسع جمادى الأولى، وله ثمانون سنة. 4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن المظفر بن الحسن بن المظفر بن يزيد.) أبو علي بن أبي سعد السبط. كان أبوه سبط أبي بكر بن لال الهمذاني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 82 سمع: أباه، وأبا محمد الجوهري، وأبا الحسين بن المهتدي بالله. روى عنه: ابنه هبة الله، ويحيى بن يوسف، وأبو القاسم بن عساكر، وآخرون. توفي في ربيع الأول. وثقه ابن عساكر. 4 (حمزة بن هبة الله بن محمد بن الحسين بن داود.) أبو الغنائم بن أبي البركات العلوي الحسني النيسابوري. كان جده محدث نيسابور. وكان هو حسن السيرة محدث بالكثير، وتفرد في وقته. وسمع: أباه، وأبا نصر محمد بن الفضل النسوي، وأبا الحسين عبد الغافر الفارسي، وأبا حفص بن مسرور، وعبد الرحمن بن محمد الأنماطي صاحب أبي بكر الإسماعيلي، وعمرو بن أبي عمرو البحيري.) وحج فسمع ببغداد من: القاضي أبي عبد الله الدامغاني، وأبي يوسف عبد السلام القزويني. وقال ابن السمعاني: أجاز لي، وحدثني عنه جماعة. وكان زيدي المذهب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 83 توفي في سادس المحرم، وله ستٌ وتسعون سنة. 4 (حرف الطاء)
4 (طاهر بن سعد.) الوزير كمال الدين أبو علي المزدغاني، وزير صاحب دمشق تاج الملوك بوري بن طغتكين. اتهم بمذهب الباطنية، فقتل في رمضان، ونصب رأسه على باب القلعة، ووضع الجند السيف في الباطنية بدمشق، فقتلوا منهم ستة آلاف نفس، كما مر في الحوادث. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن شاذان.) أبو الفتح بن علويه السعيدي السرخسي، الفقيه. سمع: الليث بن الحسن الليثي، وزهير بن الحسن، والحافظ محمد بن محمد بن زيد العلوي. ولد سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة. أجاز لابن السمعاني، وقال: مات يوم التروية بسرخس. 4 (عبد الله بن أبي المعمر شيبان بن عبد الله بن أحمد بن محمد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 84 الحافظ أبو محمد البرجي، الإصبهاني، المحتسب. ولد سنة سبعٍ وأربعين، وسمع: سبط حرويه، وجماعة. وكان عارفاً برجال الصحيحين. وكان صحافاً. روى عنه: أبو موسى المديني. 4 (عبيد الله بن محمد ابن الإمام أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي.) أبو الحسن البيهقي الخسروجردي. لم يكن يعرف شيئاً من العلم، بل سمع الكتب من جده. وسمع من: أبي يعلى إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني، وأبي سعد أحمد بن إبراهيم) المقريء. وقدم الحج بعد العشرين، فحدث ببغداد. روى عنه: ابن ناصر، وأبو المعمر الأنصاري، وأبو القاسم بن عساكر، وأبو الفتح المندائي، وآخرون. قال ابن السمعاني: كره السماع منه جماعةٌ لقلة معرفته بالحديث، وسألت عنه أبا القاسم الدمشقي فقال: ما كان يعرف شيئاً. وكان يتغالى بكتب الإجازة ويقول: ما أجيز إلا بطسوج. قال: وسمع لنفسه في جزءٍ، عن جده تسميعاً طرياً. وكان سماعه فيما عداه صحيحاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 85 وقال أبو محمد بن الخشاب: سألته عن مولده فقال: سنة تسعٍ وأربعين. وقال ابن ناصر: مات في ثالث جمادى الأولى ببغداد. مرض ثلاثة عشر يوماً. 4 (علي بن عبد المجيد بن يوسف بن شعيب.) أبو الحسن السلمي السمرقندي. أحد الأئمة. توفي في شوال وله اثنتان وثمانون سنة. روى عن: أبي حمية محمد بن أحمد الحنظلي. وعنه: عمر النسفي. 4 (علي بن عبد الواحد بن الحسن بن علي بن شواش.) أبو الحسن الدمشقي المعدل. سمع: أبا الحسن بن قبيس، وأبا القاسم بن أبي العلاء. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وقال: كان أميناً على المواريث، ووقف الأشراف. وكان ثقة. 4 (عمر بن أبي عيسى أحمد بن عمر بن أبي عيسى.) الإمام أبو بكر المديني الإصبهاني المقرئ.) ولد سنة أربعٍ أو خمسٍ وستين وأربعمائة بمدينة جي. ثم انتقل به أبوه إلى إصبهان وهو يرضع. روى عن: أبي عمرو بن مندة، وغيره. روى عنه: ابنه الحافظ أبو موسى، وقال: كانت له يد قوية في معرفة القراء والقراءآت وعلم الفرائض. وتوفي خامس رجب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 86 4 (عيسى بن موسى بن سعيد.) أبو الأصبغ الأنصاري البلنسي، ويعرف بالمتولي. روى عن: أبيه، وأبي داود المقريء. وأجاز له أبو الوليد الباجي. وقدم للشورى. وصدق في علم الرأي، واشتغل وأفتى ببلنسية. روى عنه: محمد بن سليمان القلعي. وتوفي في ربيع الأول. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن إسماعيل.) أبو عامر الطليطلي، نزيل قرطبة. روى عن: أبي المطرف عبد الرحمن بن محمد، وأبي المطرف عبد الرحمن بن أسد، وأبي أحمد جعفر بن عبد الله، ومحمد بن خلف السقاط، ومحمد بن محمد بن جماهر، وجماعة. وأجاز له أبو الوليد الباجي، وأبو العباس العذري، وغيرهم. قال ابن بشكوال: كان معتنياً بلقاء الشيوخ، جامعاً للكتب والأصول. كانت عنده جملة كبيرة من أصول علماء بلده وفوائدهم، وكان ذاكراً لأخبارهم وأزمانهم. وقد سمع منه أصحابنا. وترك بعضهم التحديث عنه لأشياء اضطرب فيها شاهدتها منه مع غيري، وتوقفنا في الرواية عنه.) وقد كنت أخذت عنه كثيراً ثم زهدت فيه لأشياء أوجبت ذلك. توفي في ربيع الأول. وكان مولده سنة. 4 (محمد بن سعد بن الفرج بن مهمت.) أبو نصر السيباني الحلواني المؤدب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 87 شيخ بغدادي، فاضل، ثقة. روى عن: أبي الغنائم بن المأمون، وأبي الحسين بن المهتدي بالله، وابن النقور. وخرج له عبد الوهاب الأنماطي فوائد في جزء. وروى عنه: ابن ناصر، وأبو محمد بن سوفتين، وذاكر بن كامل. 4 (المقرب بن الحسين بن الحسن.) أبو منصور العقيلي العيسوي النساج، والد أحمد الكرخي. شيخ صالح، خير. سمع: أبا يعلى بن الفراء، وأبا جعفر ابن المسلمة، وغيرهما. روى عنه: السلفي، وابن بوش. وتوفي رحمه الله في ربيع الأول. 4 (منصور بن هبة الله بن محمد الموصلي.) أبو الفوارس الحنفي، من كبار أئمة المذهب. ولي القضاء بأماكن من السواد. 4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن محمد بن موسى بن عابد.) أبو محمد الرياحي الأندلسي. قال ابن السمعاني: شيخ صالح، عفيف، سمع الكثير ونسخ، وبالغ في الطلب وكان ثقة صدوقاً. جاور مدة، وقدم بغداد، ومضى إلى ما وراء النهر. وكان موته ببخارى. سمع: أبا مكتوم عيسى بن أبي ذر، وعلي بن المفرج الصقلي، وأبا إسماعيل الأنصاري، وأبا) عبد الله العميري، وأبا بكر بن خلف الشيرازي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 88 وسمع أيضاً بسمرقند، ونسف. وأكثر الترحال. وروى لي عنه: الأمير أبو علي أحمد بن محمد بن جبريل الطرازي، وجماعة سمعوا منه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 89 4 (وفيات سنة أربع وعشرين وخمسمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الملك بن رضوان.) أبو نصر البغدادي المراتبي. شيخ صالح من باب المراتب. سمع: أبا محمد الجوهري وسماعه صحيح. روى عنه: محمد بن طاهر المقدسي مع تقدمه، وأبو القاسم بن عساكر. ومات في جمادى الآخرة وله إحدى وثمانون سنة. وقد أجاز له عبد العزيز الأزجي الحافظ. قال ابن النجار: روى لنا عنه أبو القاسم ابن السبط. وكان شيخاً صالحاً أميناً، كثير الصلاة والصدقة. سمع أيضاً أبا يعلى بن الفراء. 4 (أحمد بن عبد الواحد بن الحسن بن زريق.) الشيباني البغدادي القزاز، عم أبي منصور عبد الرحمن بن محمد. شيخ صالح. سمع: أبا جعفر ابن المسلمة، وأبا الحسين بن النقور. توفي في شعبان. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وأبو المعمر الأنصاري.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 90 4 (إبراهيم بن عثمان بن محمد.) أبو إسحاق، وقيل أبو مدين الكلبي الغزي، الشاعر المشهور. أحد فضلاء الدهر، ومن يضرب به المثل في صناعة الشعر.) ذو الخاطر الوقاد، والقريحة الجيدة. تنقل في البلدان، ومدح الأعيان، وهجا جماعة. ودور في الجبال، وخراسان. وسار شعره. وقد سمع بدمشق من الفقيه نصر سنة إحدى وثمانين وأربعمائة. قال ابن النجار: هو إبراهيم بن عثمان بن عياش بن محمد بن عمر بن عبد الله الأشهبي الكلبي. ثم قال: هكذا رأيت نسبه بخط محمد بن طرخان التركي. روى ببغداد كثيراً من شعره. وعنه من أهلها: محمد بن جعفر بن عقيل البصري، ومحمد بن علي بن المعوج، وعبد الرحيم بن أحمد ابن الأخوة. وروى السلفي عنه. وروى أيضاً عن يوسف بن عبد العزيز الميورقي، عنه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 91 ومن شعره: (أغيد للعين حين ترمقه .......... سلامةٌ في خلالها عطب)
(واخضر في وجنتيه .......... الماء ينبت العشب)
(يدير فينا بخده قدحا .......... يجتمع الماء فيه واللهب) قلت: وقيل: هو إبراهيم بن يحيى بن عثمان بن محمد. أقام بالنظامية ببغداد سنين كثيرة. وله ديوان شعر مختار نحو ألفي بيت. وقال العماد في الخريدة: مدح ناصر الدين مكرم بن العلاء وزير كرمان بالقصيدة التي يقول فيها: (حملنا من الأيام ما لا نطيقه .......... كما حمل العظم الكسير العصائبا)
(وليلٍ رجونا أن يدب عذاره .......... فما اختط حتى صار بالصبح سائبا) قال ابن السمعاني: ما اتفق أني سمعت منه شيئاً، وكان ضنيناً بشعره، إلا أنه اتفق له الخروج من مرو إلى بلخ، فباع قريباً من عشرة أرطال من مسودات شعره من بعض القلانسيين،) ليفسدها في القلانس، فاشتراها منه بعض أصدقائي، وحملها إلي، فرأيت شعراً أدهشت من حسنه وجودة صنعته. فبيضت منه أكثر من خمسة آلاف بيت. ولد رحمه الله سنة إحدى وأربعين وأربعمائة. وقال ابن نقطة في استدراكه على الأمير: نبا أبو المعالي محمد بن أبي الفرج البغدادي: حدثني سعد بن الحسن التوراني الخراساني الشاعر قال: كنا نسمع على إبراهيم الغزي ديوانه، فاختلف رجلان في إعراب بيت، فقال: قوموا، فوالله لا أسمعت بقيته، ولأبيعنّ ورقه للعطارين يصرون فيه الحوائج.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 92 ومن شعره: (قالوا: تركت الشعر قلت: ضرورةً .......... باب الدواعي والبواعث مغلق)
(خلت الديار فلا كريم يرتجى منه .......... النوال، ولا مليحٌ يعشق)
(ومن العجائب أنه لا يشترى .......... ومع الكساد يخان فيه ويسرق) وله: (أإحتمال خد يوم وجرة، أم جيد .......... أم اللحظ فيما غازلتك المها الغيد)
(سفرن فقال الصبح: لست بسفيرٍ .......... ومسنّ، فقال البان: ما فيّ املود)
(وخوطي المهتز أمكن وصلها .......... وطرفٌ رقيت الحي بالنوم مصفود)
(لك النوم تحت السجف والطيب والحلى، .......... ولي عزماتي والعلندات والبيد)
(فقالت: أمط عنك القريض وذكره، .......... فما لك في نظم القصائد تجويد) وله: (طول حياةٍ ما لها طائل .......... نقص عندي كلما يشتهى)
(أصبحت مثل الطفل في ضعفه .......... تشابه المبتدأ والمنتهى)
(فلا تلم سمعي وإن خانني، .......... إن الثمانين وبلغتها) وله: (بجمع جفنيك بين البرء والسقم .......... لا تسفكي من دموعي بالفراق دمي)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 93 (إشارةٌ منك تكفيني، وأحسن ما .......... رد السلام، وغداة البين بالعنم) ) (تعليق قلبي بذات القرط يؤلمه .......... فينكر القرط تعليقاً بلا ألم)
(وما نسيت، ولا أنسى تجشمها .......... ومنسم الجو غفلٌ، غير ذي علم)
(حتى إذا طاح منها المرط من دهشٍ .......... وانحل بالضم سلك العود في الظلم)
(تبسمت فأضاء الجو، فالتقطت .......... حبات متعثر في ضوء منتظم) وله: (إذا ما قل عقل المرء قلت همومه .......... ومن لم يكن ذا مقلةٍ كيف يرمد)
(وقد تصقل الضبات وهي كليلةٌ .......... وتصيد أحد السيف وهو مهند) وله: (إني لأشكو خطوباً لا أعينها .......... ليبرأ الناس من لومي ومن عذلي)
(كالشمع يبكي ولا يدرى، أعبرته .......... من حرقة النار، أو من فرقة العسل) وله القصيدة السائرة: (أحط عن الدرر الزهر اليواقيتا .......... واجعل لحج تلاقينا مواقيتا)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 94 (فثغرك اللؤلؤ المبيض لا الحجر ال .......... مسود طالبه يطوي السباريتا)
(لنا بذكراك أذكى الطيب رائحةً .......... ونور وجهك رد البدر مبهوتا)
(وفتية من كماة الترك ما تركت .......... للرعد كنانهم صوتاً ولا صيتا)
(قوم إذا قوبلوا كانوا ملائكةً .......... حسناً، وإن قوتلوا كانوا عفاريتا)
(مدت إلى النهب أيديهم وأعينهم، .......... وزادهم قلق الأخلاق تثبيتا) وله: (طفقت تقول أسيرة الكلل .......... لك ناظرٌ أهدى فؤادك لي)
(وأراك رائد مهمة قذف .......... ما عاقها القمران عن زحل)
(من ضنها بالطيف توعدنا .......... جود النبأ يعد في البخل)
(استغفر الله المركب في أسل .......... القدود لها ذم المقل)
(فاسنن عليك دلاص تسليةٍ .......... فاللحظ يبطل حجة البطل)
(بك من جواري السرب نازلةٌ .......... بالحسن بين مراكز الأسل)
(بدوية الحلل افتتنت بها .......... لما بدت خصرية الحلل) ) (يا دميةً سفكت دمي عشاراً .......... أنا ابن بجدة حومة الوهل)
(ما ضقت يوماً بتحيتي لهم .......... إلا وكان نزالهم نزلي)
(ومن السفاهة مقت ذي معةٍ .......... ومن العناء عتاب ذي ملل) وله: (ورب خطيبٍ حللت عقدته .......... بمنزلٍ لا تحل فيه حبا)
(وما لك جئت نحوه ظلماً .......... فزرته مشرق المنى شحبا)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 95 (جاد بما يملأ الحقائب لي .......... وحدث بالمدح يملأ الحقبا)
(وكم تصيدته والصبى شركي .......... شرب ظبا لحاطمين ظبا)
(على عذير بروده نظمت .......... نوادرها حول بدره شهبا)
(يدق فيه الغمام أسهمه .......... فيكتسي من نصالها حسبا)
(ويعجم الطل ما يحط على صفحته .......... مر شمال وصبا)
(ضروب نقشٍ كأنما خلع الز .......... هر عليهن برده طربا)
(لو كن يتقين ظنهن صفي .......... الدولة الأحرف التي كتبا) قال ابن السمعاني: خرج الغزي متوجهاً من مرو إلى بلخ في سنة أربعٍ وعشرين، فأدركته المنية في الطريق، فحمل إلى بلخ ودفن بها، وله ثلاثٌ وثمانون سنة. 4 (إسماعيل بن الفضل بن أحمد بن محمد بن علي الإخشيد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 96 التاجر الإصبهاني المعروف بالسراج. سمع: أبا القاسم بن أبي بكر الذكواني، وأبا طاهر بن عبد الرحيم، وعلي بن القاسم المقريء، وأبا العباس بن النعمان الصائغ، وأحمد بن الفضل الباطرقاني، وأبا الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي، وجماعة. روى عنه: أبو طاهر السلفي، وكناه أبا سعيد ووثقه، وأبو موسى المديني، ويحيى الثقفي، وناصر الويرج، وخلف بن أحمد الفراء، وأسعد بن أحمد الثقفي، وأبو جعفر الصيدلاني، وآخرون. سمعه أبو موسى يقول: ولدت ليلة نصف شعبان سنة ستٍ وثلاثين وأربعمائة. قال: وكان أبي اسمه محمد، وكنيته أبو الفضل، فغلب عليه الفضل.) قلت: وكان من المكثرين في السماع والرواية، وقرأ القرآن على المشايخ. وكان تاجراً أميناً. كناه أبو سعد السمعاني أبو الفتح وقال: كان سديد السيرة. قرأ بروايات، ونسخ أجزاء كثيرة، وكان واسع الرواية، موثوقاً به. كتب لي الإجازة. فمن مسموعاته: طبقات الصحابة لأبي عروبة، في أربعةٍ وعشرين جزءاً، بروايته عن أبي طاهر بن عبد الرحيم، عن ابن المقري، عنه وكتاب الإشراف في اختلاف العلماء لابن المنذر، بروايته عن ابن عبد الرحيم، عن ابن المقري، عنه وكتاب السنن للحلواني، رواية الفضل الجندي، عنه. قلت: توفي رحمه الله في رمضان، وقيل في شعبان. وله فوائد مروية. 4 (حرف الخاء)
4 (خلف بن عمر بن عيسى.) أبو القاسم الحضرمي القرطبي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 97 روى عن: سراج بن عبد الملك. وتفقه عند: هشام بن أحمد الفقيه. قال ابن بشكوال: عن جماعة معنا. وكان رحمه الله من العلماء المتفننين. توفي في رجب. 4 (حرف السين)
4 (سهل بن إبراهيم بن أبي القاسم.) أبو القاسم النيسابوري المسجدي النسفي، خادم مسجد المطرز. قال السمعاني، وقد أجاز له: كان شيخاً صالحاً، كثير العبادة، معمراً، متفرداً بالرواية عن مثل أبي سعيد بن أبي الخير الميهني، وأبي محمد الجويني، وأبي عبد الرحمن محمد بن أحمد بن محمد الشاذياخي.) وسمع من: عبد الغافر الفارسي، وابن مسرور. سمعني والدي منه أجزاء. ولد في حدود سنة ثلاثين، وحدث في آخر سنة ثلاث، ووفاته بعد ذلك. 4 (سهل بن محمود بن محمد بن إسماعيل.) أبو المعالي البخاري البراني. وبرانية من قرى بخارى. كان إماماً، ذكياً، واعظاً، صالحاً، عابداً، حج على التجريد، وبقي مع وفاقه حافياً عرياناً، حتى توصلوا إلى مكة بعد الرفقة. وجاور بمكة حتى حج. ودخل اليمن، وركب البحر إلى كرمان. سمع: أباه، والمظفر بن إسماعيل الجرجاني. روى عنه: ابنه حمزة. وتوفي ببخارى.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 98 4 (حرف الطاء)
4 (طراد بن علي بن عبد العزيز.) أبو فراس السلمي الدمشقي الكاتب المعروف بالبديع. مات متولياً بمصر. وكان مولده بدمشق في سنة أربع وخمسين. قال السلفي: علقت عنه شعراً. وكان آيةً في النظم والنثر. له مقامات ورسائل. قلت: ومن شعره في تاج الدولة تتش بن ألب رسلان: (غزالٌ غزا قلبي بعينٍ مريضةٍ .......... لها ضعف أجفانٍ تهد قوى صبري)
(له لين أعطافٍ أرق من الهوى .......... وقلبٌ على العشاق أقسى من الصخر) وهي طويلة.) ومن شعره أيضاً قوله: (قيل لي: لما جلست في طرف القو .......... م وأنت البديع رب القوافي)
(قلت: آثرته لأن المنادي .......... ل يرى طرزها على الأطراف)
(وكفاني من الفخار بأني نازلٌ .......... في منازل الأشراف)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 99 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن علي بن عبد الملك أبو محمد الهلالي الغرناطي، يعرف بابن سمجون.) أحد جلة العلماء والفقهاء. ولي قضاء غرناطة. وأخذه عنه: أبو جعفر بن البادش، وعبد الحق بن بونة. وعاش بضعاً وسبعين سنة. يروي عن: أبي علي الغساني، وطبقته. 4 (عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن صدقة.) أبو محمد المصري، المجاور بمكة. ويعرف بابن الغزال. شيخ كبير صالح. سمع: أبا عبد الله القضاعي بمصر، وأبا القاسم الحنائي، والكتاني بدمشق وكريمة المروزية. وطال عمره وكف بصره. قال ابن عساكر: سمعت من لفظه حديثاً واحداً لصممٍ شديد كان به. لقناه الحديث. وذكر لي أن جده لقب بالغزال لسرعة عدوه. توفي أبو محمد في صفر. وقال السلفي: أجاز لي، وقد أخبرني عنه بإصبهان إسماعيل بن محمد الحافظ سنة ثلاثٍ وتسعين وأربعمائة. وحججت سنة تسعٍ وتسعين ولم أعلم به. سمع: عبد العزيز بن الضراب، وأبا محمد المحاملي، والمقريء أبا الحسين الشيرازي.) وكان مقرئأ صالحاً. وسمعت من أخيه إبراهيم بمصر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 100 4 (عبد الحق بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الحق.) أبو محمد الخزرجي القرطبي. روى عن: الفقيه محمد بن فرج واختص به وناظر عند: أبي جعفر بن رزق، وأبي الحسن بن حمدين. وأجاز له أبو العباس بن العذري. وكان فقيهاً إماماً شروطياً مدرساً. توفي في صفر، وله اثنان وسبعون عاماً. 4 (عبد العزيز بن محمد بن معاوية.) أبو محمد الأنصاري الدورقي الأطروش. سكن قرطبة. وحدث عن: أبي بكر محمد بن مفوز، وأبي علي الصدفي، وأبي عبيد الله الخولاني. وكان حافظاً، عارفاً بالعلل والصحيح والسقيم والرجال، مقدماً في جميع ذلك على أهل وقته، قاله ابن بشكوال وجمع كتباً مفيدة. سمعنا منه، وكان حرجاً نكد الخلق. توفي في ربيع الآخر. 4 (عبد الملك بن عبد العزيز بن فيرة بن وهب.) أبو مروان المرسي. سمع من: أبي علي الغساني، وغيره. وحج، ودخل بغداد، ودمشق وروى هناك. ولم يذكره ابن عساكر. وكان حافظاً للرأي، ذاكراً للمسائل، صالحاً خيراً. وعاش إحدى وسبعين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 101 4 (عبد المنعم بن مروان بن عبد الملك بن سمجون.) ) أبو محمد اللواتي الطنجي. نشأ بغرناطة وتفقه بها على: أبي محمد عبد الواحد بن عيسى. وسمع من: أبي علي الغساني. وكان فقيهاً، جزلاً، مهيباً. ولي قضاء إشبيلية بعد عزل أبي مروان الباجي. ثم نقل إلى قضاء غرناطة. وتوفي في شعبان. 4 (عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد بن سيدة.) أبو المظفر الإصبهاني المقريء. توفي في رمضان. 4 (عثمان بن منصور بن عبد الكريم.) أبو عمرو الطرازي النظامي. سكن بلخ، وحدث عن أبي الحسن محمد بن محمد الحسيني. روى عنه: عبد الله بن عمر الفقيه ببلخ، ومحمد بن الفضل المارشكي بطوس. وكان رجلاً جليل القدر، واعظاً، محتشماً. 4 (حرف الفاء)
4 (فاطمة بنت عبد الله بن أحمد بن القاسم بن عقيل.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 102 أم إبراهيم، وأم الغيث، وأم الخير الجوزدانية. قال أبو موسى المديني: قدمت علينا من جوزدان، وكان مولدها نحو الخمس والعشرين وأربعمائة. وسمعت من: أبي بكر بن ريذة سنة خمسٍ وثلاثين. وهي آخر أصحابه. قلت: هي أسند أهل العصر مطلقاً، وهي للإصبهانيين كابن الحصين للبغداديين. سمعت من ابن ريذة المعجم الكبير والمعجم الصغير للطبراني، وكتاب الفتن لنعيم بن حماد.) روى عنها: أبو العلاء الهمذاني، وأبو موسى المديني، ومعمر بن الفاخر، وأبو جعفر الصيدلاني، وأبو الفخر أسعد بن سعيد، وعائشة بنت معمر، وعفيفة بنت أحمد، وأبو سعيد محمد الأرجاني الحللي، وعبد الرحيم بن أحمد ابن الأخوة، وداود بن سليمان بن نظام الملك، وشعيب بن الحسن السمرقندي، وفاطمة بنت سعد الخير، لها عنها حضور، وجماعة كثيرة. أنبا أبو علي القلانسي: أنبأتنا كريمة: عن أبي مسعود عبد الرحيم الحاجي أنهل توفيت في غرة شعبان. وقال ابن نقطة: في رابع عشر رجب. 4 (فضل الله بن محمد بن وهب الله بن محمد.) أبو القاسم الأنصاري المقرئ. أقرأ بجامع قرطبة مدة، وأخذ القراءآت عن: أبي محمد بن شعيب، وأبي عبد الله بن شريح.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 103 وسمع من: محمد بن فرج الطلاعي، وأبي محمد بن خزرج. روى عنه: ابن بشكوال، وقال: توفي في رمضان، وله سبعون سنة. وقرأ عليه بالروايات: علي بن محمد بن خاف، شاب قرطبي. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن سعدون بن مرجى بن سعدون.) الإمام أبو عامر القرشي العبدري الميورقي المغربي، نزيل بغداد. أحد الحفاظ والعلماء المبرزين، ومن كبار الفقهاء الظاهرية. رحل إلى بغداد. وسمع: أبا عبد الله البانياسي، وأبا الفضل بن خيرون، وطراد بن محمد، ويحيى السبتي، والحميدي، وابن البطر، وخلقاً سواهم. قال القاضي أبو بكر محمد بن المغربي في معجمه: أبو عامر العبدري هو أنبل من لقيته. وقال ابن ناصر: كان فهماً، عالماً، متعففاً، مع فقره، وكان يذهب إلى أن المناولة كالسماع. وذكره السلفي في معجمه فقال: كان من أعيان علماء الإسلام بمدينة السلام، متصرفٌ في فنون من العلوم أدباً ونحوا، ومعرفةً بالأنساب. وكان داوودي المذهب، قرشي النسب.) كتب عني وكتبت عنه. ومولده بقرطبة من مدن الأندلس. قال ابن نقطة: نبا أحمد بن أبي بكر البندنيجي أن الحافظ ابن ناصر قال
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 104 لما دفنوا أبا عامر العبدري: خلا لك الجو فبيضي واصفري مات أبو عامر حافظ أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن شاء فليقل ما شاء. وقال ابن عساكر: كان فقيهاً على مذهب داود، وكان أحفظ شيخٍ لقيته ذكر أنه دخل الشام في حياة أبي القاسم بن أبي العلاء، وسمعت أبا عامر وقد جرى ذكر مالك، فقال: جلفٌ جاف، ضرب هشام بن عمار بالدرة. وقرأت عليه الأموال لأبي عبيد، فقال، وقد مر قول لأبي عبيد: ما كان إلا حماراً مغفلاً لا يعرف الفقه. وقيل لي عنه إنه قال في إبراهيم النخعي: أعور سوء. فاجتمعنا يوماً عند ابن السمرقندي في قراءة الكامل، فنقل فيه قولاً عن السعدي، فقال: يكذب ابن عدي، إنما هو قول إبراهيم الجوزجاني. فقلت له: فهو السعدي فإلى كم نحتمل منك سوء الأدب. تقول في إبراهيم النخعي كذا، وتقول في مالك كذا، وفي أبي عبيد كذا فغضب وأخذته الرعدة وقال: كان ابن الخاضبة والبرداني وغيرهما يخافوني، فآل الأمر إلى أن تقول في هذا. قال له ابن السمرقندي: هذا بذاك. فقلت: إنما نحترمك ما احترمت الأئمة. فقال: والله قد علمت من علم الحديث ما لم يعلمه غيري ممن تقدم،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 105 وإني لأعلم من صحيح البخاري ومسلم ما لم يعلماه. فقلت مستهزئاً: فعلمك إذاً إلهامٌ. وهجرته. قال: وكان سيء الاعتقاد، ويعتقد من أحاديث الصفات ظاهرها. بلغني أنه قال في سوق باب الأزج يوم يكشف عن ساقٍ فضرب على ساقه وقال: ساقٌ) كساقي هذه. وبلغني أنه قال: أهل البدع يحتجون بقوله تعالى: ليس كمثله شيء أي في الإلهية، فأما في الصورة فهو مثلي ومثلك. قال الله تعالى: يا نساء النبي لستن كأحدٍ من النساء أي في الحرمة. وسألته يوماً عن أحاديث الصفات، فقال: اختلف الناس فيها، فمنهم من تأولها، ومنهم من امسك، ومنهم من اعتقد ظاهرها. ومذهبي آخر هذه الثلاثة مذاهب. وكان يفتي على مذهب داود بن علي، فبلغني أنه سئل عن وجوب الغسل على من جامع ولم ينزل، قال: لا غسل عليه، الآن فعلت ذلك بأم أبي بكر، يعني ولده، وكان بشع الصورة، زري اللباس. وقال ابن السمعاني: حافظ مبرز في صنعة الحديث، داوودي المذهب، سمع الكثير، ونسخ بخطه إلى آخر عمره. وكان يسمع وينسخ. وقال ابن ناصر: فيه تساهل في السماع، يتحدث ولا يصغي ويقول:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 106 يكفيني حضور المجلس. ومذهبه في القراءآت مذهب سوء. مات في ربيع الآخر. قلت: روى عنه أبو القاسم بن عساكر، ويحيى بن بوش، وأبو الفتح المندائي، وجماعة. وخمل ذكره لبدعته. 4 (محمد بن عبد الله بن تومرت.) أبو عبد الله الملقب نفسه بالمهدي المصمودي، الهرغي، المغربي، صاحب دعوة السلطان عبد المؤمن ملك المغرب. كان يدعي أنه حسني علوي، وهو من جبل السوس في أقصى المغرب. نشأ هناك، ثم رحل إلى المشرق لطلب العلم، ولقي أبا حامد الغزالي، وإلكيا أبا الحسن الهراسي، وأبا بكر الطرطوشي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 107 وجاور بمكة، وحصل طرفاً جيداً من العلم.) وكان متورعاً. متنسكاً، مهيباً، متقشفاً، مخشوشناً، أماراً بالمعروف، كثير الإطراق، متعبداً، يبتسم إلى من لقيه، ولا يصحبه من الدنيا إلى عصاةٌ وركوة. وكان شجاعاً، جريئاً، عاقلاً، بعيد الغور، فصيحاً في العرب، قد طبع على النهي عن المنكر، متلذذاً به، متحملاً المشقة والأذى فيه. أوذي بمكة لذلك، فخرج إلى مصر، وبالغ في الإنكار، فزادوا في أذاه وطرد. وكان إذا خاف من البطش وإيقاع الفعل به خلط في كلامه ليظنوه مجنوناً، فخرج إلى الإسكندرية، فأقام بها مدة. ثم ركب البحر إلى بلاده. وكان قد رأى في منامه وهو بالمشرق كأنه قد شرب ماء البحر جميعه كرتين، فلما ركب السفينة شرع ينكر، وألزمهم بالصلاة والتلاوة، فلما انتهى إلى المهدية، وصاحبها يومئذٍ يحيى بن تميم الصنهاجي، وذلك في سنة خمسٍ وخمسمائة، نزل بها في مسجد مغلق على الطريق. وكان يجلس في طاقته، فلا يرى منكراً من آلة الملاهي أو أواني الخمور إلا نزل وكسرها. فتسامع به الناس، وجاءوا إليه، وقرأوا عليه كتباً في أصول الديانة، وبلغ خبره الأمير يحيى، فاستدعاه مع جماعةٍ من الفقهاء، فلما رأى سمته وسمع كلامه أكرمه، وسأله الدعاء، فقال له: أصلحك الله لرعيتك. ثم نزح عن البلد إلى بجاية، فأقام بها ينكر كدأبه، فأخرج منها إلى قرية ملالة، فوجد بها عبد المؤمن بن علي القيسي، فيقال: إن ابن تومرت كان قد وقع بكتاب فيه صفة عبد المؤمن وصفة رجلٍ يظهر بالمغرب الأقصى من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم، يدعو إلى الله يكون مقامه ومدفنه بموضعٍ من المغرب، يسمى ت ي ن م ل، ويجاوز وقته المائة الخامسة. فوقع في ذهنه أنه هو. وأخذ يتطلب صفة عبد المؤمن فبلغ إلى أن رأى في الطريق شاباً قد بلغ أشده على الصفة التي معه، فقال: يا شاب ما اسمك قال: عبد المؤمن. فقال: الله أكبر، أنت بغيتي، فأين مقصدك؟
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 108 قال: المشرق لطلب العلم. قال: قد وجدت علماً وشرفاً وصحبني شلة.) ثم نظر في حليته فوافقت، وقال: ممن أنت قال: من كومية. فربط الشاب، وألقى إليه سره. وكان ابن تومرت قد صحبه عبد الله الونشريسي ممن تهذب وتفقه، وكان جميلاً، فصيحاً في العربية، فتحدثا يوماً في كيفية الوصول إلى الأمر المطلوب، فقال لعبد الله: أرى أن تستر ما أنت عليه من العلم والفصاحة عن الناس، فتظهر من العي واللكن والجهل ما تشتهر به، لتجد الخروج عن ذلك، وإظهار العلم دفعةً واحدة، فيكون ذلك معجزة. ففعل ذلك. ثم استدنى محمد أشخاصاً أجلاداً في القوى الجسمانية، أغماراً، فاجتمع له ستة، فتوجهوا إلى مراكش، وملكها علي بن يوسف بن تاشفين، وكان ملكاً حليماً، عادلاً، متواضعاً، وكان بحضرته مالك بن وهيب الأندلسي الفقيه، فأخذ ابن تومرت في الإنكار، حتى أنكر على إبنة الملك، وذلك في قصةٍ طويلة، فبلغ خبره الملك، وأنه يحدث في تغيير الدولة، فكلم مالك بن وهيب في أمره، وقال: نخاف من فتح بابٍ يعسر علينا سده. وكان محمد وأصحابه مقيمين في مسجدٍ خراب بظاهر البلد، فأحضرهم في محفلٍ من العلماء، فقال الملك: سلواً هذا ما يبغي. فكلموه، وقال: ما الذي يذكر عنك من القول في حق الملك العادل الحليم المنقاد إلى الحق فقال: أما ما نقل عني، فقد قلته، ولي من ورائه أقوال، وأما قولك إنه يؤثر طاعة الله على هواه، وينقاد إلى الحق، فقد حضر اعتبار هذا القول عليه، ليعلم بتعريه عن هذه الصفة. إنه مغرورٌ بما تقولون له وتطرونه به، مع علمكم أن الحجة عليه متوجهة. فهل بلغك يا قاضي أن الخمر تباع جهاراً، وتمشي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 109 الخنازير بين المسلمين، وتؤخذ أموال اليتامى وعدد من ذلك أشياء، حتى ذرفت عينا الملك، وأطرق حياءً، ففهم الدهاة من كلامه طمعه في الملك. ولما رأوا سكوت الملك وانخداعه له لم يتكلموا، فقال مالك بن وهيب: إن عندي نصيحة، إن قبلها الملك حمد عاقبتها، وإن تركها لم آمن عليه. قال: وما هي قال: إني خائف عليك من هذا الرجل، وأرى أن تسجنه وأصحابه، وتنفق عليهم كل يومٍ ديناراً،) وإلا أنفقت عليه خزائنك. فوافقه الملك، فقال الوزير: أيها الملك، يقبح أن تبكي من موعظة هذا، ثم تسيء إليه في مجلسٍ واحد. وأن يظهر منك الخوف مع عظم ملكك، وهو رجل فقير لا يملك سد جوعه. فأخذت الملك العزة، واستهون أمره وصرفه، وسأله الدعاء. وقيل إنه لما خرج من عنده لم يزل وجهه تلقاء وجهه، إلى أن فارقه، فقيل له: نراك تأدبت مع الملك. فقال: أردت أن لا يفارق وجهي الباطل حتى أغيره ما استطعت. ولما خرج قال لأصحابه: لا مقام لنا بمراكش مع وجود ماله بن وهيب، فإنا نخاف مكره، وإنا لنا بأغمات أخاً في الله فنقصده، فلم نعدم منه رأياً ودعاء. وهو الفقيه عبد الحق بن إبراهيم المصمودي. فسافروا إليه فأنزلهم، وبثوا إليه سرهم، وما جرى لهم، فقال: هذا الموضع لا يحميكم، وإن أحصن الأماكن المجاورة لهذا البلد تين مل، وهي مسيرة يوم في هذا الجبل، فانقطعوا فيه برهةً ريثما ينسى ذكركم. فلما سمع ابن تومرت بهذا الاسم تجدد له ذكر اسم الموضع الذي رآه في الكتاب فقصده مع أصحابه. فلما أتوه رآهم أهل ذلك المكان على تلك الصورة فعلموا أنهم طلاب علم. قال: فتلقوهم وأكرموهم وأنزلوهم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 110 وبلغ الملك سفرهم، فسر بذلك. وفشا مع أهل الجبل بوصول ابن تومرت، فجاءوه من النواحي يتبركون به، وكان كل من أتاه استدناه، وعرض عليه ما في نفسه من الخروج، فإن أجابه أضافه إلى خواصه، وإن خالفه أعرض عنه. وكان يستميل الشباب والأغمار، وكان ذوو الحلم والعقل من أهاليهم ينهونهم ويحذرونهم من اتباعه خوفاً عليهم من الملك، فكان لا يتم له مع ذلك حال. وطالت المدة، وكثرت أتباعه من أهل جبال درن، وهو جبل لا يفارقه الثلج، وطريقه ضيق) وعسر. قال اليسع بن حزم: لا أعلم مدينة من تينمل، لأنها بين جبلين، ولا يسع الطريق إليها إلا الفارس، وقد ينزل عن فرسه في أماكن صعبة، وفيها مواضع لا يعبر فيها إلا على خشب، فإذا أزيلت خشبة لم يمر أحد. وهذه الطريق مسافة يوم. فأخذ أصحابه يغيرون على النواحي سبياً وقتلاً، وتقوا وكثروا. ثم إنه غدر بأهل تينمل الذين آووه ونصروه، وأمر أصحابه، فقتلوا منهم مقتلةً عظيمة، قاتله الله. فقال له الفقيه الإفريقي، وهو أحد العشرة، عن ما فعل بأهل تينمل: هؤلاء قوم أكرمونا وأنزلونا دورهم قتلتهم فقال لأصحابه: هذا شك في عصمتي، خذوه فاقتلوه. فقتلوه، وعلقوه على جذع. قال: وكل ما أذكره من حال المصامدة فمنه ما شاهدته، ومنه ما أخذته بنقل التواتر. وكان في وصيته إلى قوم إذا ظفروا بمرابطٍ أو أحدٍ من تلمسان أن يحرقوه. فلما كان في عام تسعة عشر خرج إليهم يوماً، فقال: تعلمون أن البشير، الذي هو الونشريسي، إنه أمي لا يقرأ ولا يكتب وإنه لا يثبت على دابة، وقد جعله الله مبشراً لكم مطلعاً على أسراركم، وهو آية لكم، فإنه حفظ القرآن، وتعلم الركوب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 111 ثم استعرضه القرآن، فقرأه لهم في أربعة أيام، وركب حصاناً وساقه، فتعجبوا وعدوا ذلك آية، وصح لابن تومرت بذلك ما أطواه على نفوسٍ سليمة لا يعرفون بواطن الأمور، فتحقق تصديقهم إياه. فقام خطيباً وقال: قال الله تعالى: ليميز الله الخبيث من الطيب فقال: منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون. وهذا البشير مطلع على الأنفس محدث، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن في أمتي محدثين. وإن عمر منهم. وقد صحبنا أقوامٌ أطلعه الله على سرهم ونفاقهم، ولابد من النظر فيهم، ويتمم العدل فيهم.) ثم نودي في جبال المصامدة: من كان مطيعاً للإمام فليقبل. فكانوا يأتون قبائل قبائل، فيعرضون عليه، فيخرجون قوماً على يمينه، ويعدهم من أهل الجنة، وقوماً على يساره، ويقول: هؤلاء شاكون في الأمر. حتى كان يؤتى بالرجل فيقول: ردوا هذا على اليمين، فإنه تائب، وقد كان قبل كافراً، ثم أحدث البارحة توبة، فيعترف بما أخبر به. واتفقت له فيهم عجائب. وكان يطلق أهل اليسار وهم يعلمون أن مآلهم إلى القتل فلا يفر منهم أحد. وكان إذا اجتمع منهم كثير قتلهم قراباتهم، يقتل الأب ابنه، والأخ أخاه، وابن العم ابن العم. فالذي صح عندي أنه قتل منهم سبعون ألفاً على هذه الصفة، ويسمونها التمييز. ولما كمل التمييز وجه جموعه مع البشير نحو أغمات، فالتقوا المرابطين فهزموهم، وقتل خلقٌ من المصامدة لكونهم ثبتوا، وجرح عمر الهنتاني جراحات، فحملوه على أعناقهم وهو كالميت، لا ينبض له عرق. فقال لهم البشير: إنه لا يموت حتى يفتح البلاد، ويغزو في الأندلس. وبعد مدة من استماتته فتح عينيه، فزادهم ذلك إيماناً بأمرهم. ولما أتوا عزاهم ابن تومرت وقال: يومٌ بيوم، وكذلك حرب الرسل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 112 ونقل عبد الواحد بن علي التميمي المراكشي في كتاب المعجب الذي اختصرته، أن ابن تومرت رحل إلى بغداد، فأخذ الأصول عن أبي بكر الأصولي الشاشي، وسمع من المبارك بن عبد الجبار ابن الطيوري. وقال: إن أمير الإسكندرية نفاه منها فبلغني أنه استمر ينكر في المركب إلى أن ألقوه في البحر. فأقام نصف يومٍ يجري في ماء السفينة ولم يغرق، فأنزلوا إليه من أطلعه وعظموه، إلى أن نزل بجاية، ووعظ بها، ودرس، وحصل له القبول، فأمره صاحبها بالخروج منها خوفاً منه، فخرج، ووقع بعبد المؤمن وكان بارعاً في خط الرمل. ووقع بجفرٍ فيما قيل، وصحبهما من ملالة عبد الواحد الشرقي، فتوجه الثلاثة إلى أقصى المغرب.) وقيل إنه لقي عبد المؤمن ببلاد متيحة، فرآه يعلم الصبيان، فأسر إليه، وعرفه بالعلامات. وكان عبد المؤمن قد رأى رؤيا، وهي أنه يأكل مع أمير المسلمين علي بن يوسف في صحفةٍ قال: ثم زاد أكلي على أكله، ثم اختطفت الصحفة منه. فقصها على عابرٍ فقال: هذه لا ينبغي أن تكون لك، إنما هي لرجلٍ ثائر يثور على أمير المسلمين، إلى أن يغلب على بلاده. وسار ابن تومرت إلى أن نزل في مسجد بظاهر تلمسان، وكان قد وضع له هيبةً في النفوس. وكان طويل الصمت، كثير الإنقباض، إذا انفصل عن مجلس العلم لا يكاد يتكلم. أخبرني شيخٌ عن رجلٍ من الصالحين كان معتكفاً في ذلك المسجد أن ابن تومرت خرج ليلةً فقال: أين فلان قالوا: مسجون. فمضى من وقته ومعه رجلٌ، حتى أتى إلى باب المدينة، فدق على البواب دقاً عنيفاً. ففتح له بسرعة، فدخل حتى أتى الحبس، فابتدر إليه السجانون يتمسحون به. ونادى: يا فلان. فأجابه، فقال: أخرج، فخرج والسجانون باهتون لا يمانعونه، وخرج به حتى أتى المسجد. وكانت هذه عادته في كل ما يريد، لا يتعذر عليه. قد سخرت له الرجال. وعظم شأنه بتلمسان إلى أن انفصل عنها، وقد استحوذ على قلوب
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 113 كبرائها. فأتى فاس، وأظهر الأمر بالمعروف، وكان جل ما يدعو إليه علم الاعتقاد على طريقة الأشعرية. وكان أهل المغرب ينافرون هذه العلوم، ويعادون من ظهرت عليه. فجمع والي فاس الفقهاء له، فناظرهم، فظهر عليهم لأنه وجد جواً خالياً وناساً لا علم لهم بالكلام، فأشاروا على المتولي بإخراجه. فسار إلى مراكش، وكتبوا بخبره إلى ابن تاشفين، فجمع له الفقهاء، فلم يكن فيهم من يعرف المناظرة إلا مالك بن وهيب، وكان متفنناً قد نظر في الفلسفة. فلما سمع كلامه استشعر حدته وذكاءه فأشار على أمير المسلمين ابن تاشفين بقتله، وقال: هذا لا تؤمن عائلته، وإن وقع في بلاد المصامدة قوي شره، فتوقف عن قتله ديناً، فأشار عليه) بحبسه، فقال: علام أسجن مسلماً لم يتعين لنا عليه حق. ولكن يخرج عنا. فذهب هو وأصحابه إلى السوس، ونزل تينمل. ومن هذا الموضع قام أمره، وبه قبره، فلما نزله اجتمع إليه المصامدة، فشرع في بث العلم والدعاء إلى الخير. وكتم أمره، وصنف لهم عقيدةً بلسانهم، وعظم في أعينهم، وأحبته قلوبهم. فلما استوثق منهم دعا إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونهاهم عن سفك الدماء، فأقاموا على ذلك مدة، وأمر رجالاً منهم ممن استصلح عقولهم بنصب الدعوة. واستمال رؤساء القبائل، وأخذ يذكر المهدي ويشوق إليه، وجمع الأحاديث التي جاءت في فضله، فلما قرر عندهم عظمة المهدي ونسبه ونعته، ادعى ذلك لنفسه، وقال: أنا محمد بن عبد الله، وسرد له نسباً إلى علي عليه السلام، وصرح بدعوى العصمة لنفسه، وأنه المهدي المعصوم، وبسط يده للمبايعة فبايعوه، فقال: أبايعكم على ما أبايع عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم، وصنف لهم تصانيف في العلم، منها كتاب سماه أعز ما يطلب، وعقائد على مذهب الأشعري في أكثر المسائل إلا في إثبات الصفات، فإنه وافق المعتزلة في نفيها، وفي مسائل غيرها قليلة. وكان يبطن شيئاً من التشيع. ورتب أصحابه طبقات، فجعل منهم العشرة، وهم الأولون السابقون إلى إجابته. وهم الملقبون بالجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 114 وجعل منهم الخمسين، وهم الطبقة الثانية. وهذه الطبقات لا تجمعها قبيلة، بل هم من قبائل متفرقة. وكان يسميهم المؤمنين، ويقول لهم: ما على وجه الأرض من يؤمن إيمانكم، وأنتم العصابة المعنيون بقوله صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة بالمغرب ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله. وأنتم الذين يفتح الله بكم الروم، ويقتل بكم الدجال، ومنكم الأمير الذي يصلي بعيسى بن مريم. هذا مع جزيئات كان يخبرهم بها وقع أكثرها.) وكان يقول: لو شئت أن أعد خلفاءكم خليفةً خليفةً لعددت. فعظمت فتنة العوام به، وبالغوا في طاعته، إلى أن بلغوا حداً لو أمر أحدهم بقتل أبيه أو أخيه أو ابنه لقتله. وسهل ذلك عليهم ما في طباعهم من القسوة المعهودة في أهل الجبال، لاسيما الخاربة البربر، فإنهم جبلوا على الإقدام على الدماء، واقتضاه إقليمهم. حتى قيل إن الاسكندر أهديت له فرسٌ لا تسبق، لكنها لا تصهل، فلما حل بجبال درن، وهي بلاد المصامدة هذه، وشربت تلك الفرس من مياهها صهلت. فكتب الإسكندر إلى الحكيم يخبره، فكتب إليه: هذه بلاد سر وقسوة، فعجل بالخروج منها. وأنا فقد شاهدت من إقدامهم على القتل لما كنت بالسوس ما قضيت منه العجب. قال: وقوي أمر ابن تومرت في سنة خمس عشرة وخمسمائة، فلما كان في سنة سبع عشرة جهز جيشاً من المصامدة، جلهم من أهل تينمل والسوس، وقال لهم: اقصدوا هؤلاء المارقين المبدلين الذين تسموا بالمرابطين، فادعوهم إلى إماتة المنكر، وإزالة البدع، والإقرار بالإمام المهدي المعصوم، فإن أجابوكم فهم إخوانكم، وإلا فقاتلوهم، وقد أباحت لكم السنة قتالهم. وقدم عليهم عبد المؤمن، فسار بهم قاصداً مراكش، فخرج لقتالهم الزبير
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 115 ابن أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين، فلما تراءى الجمعان كلموا المرابطين بما أمرهم به ابن تومرت، فردوا عليهم أسوأ رد، ووقع القتال، فانهزم المصامدة، وقتل منهم مقتلة، ونجا عبد المؤمن. فلما بلغ الخبر ابن تومرت قال: أليس قد نجا عبد المؤمن قيل: نعم. قال: لم يفقد أحد. ثم أخذ يهون عليهم، ويقرر عندهم أن قتلاهم شهداء، فزادهم حرصاً على الحرب. وقال الأمير عزيز في كتاب الجمع والبيان في أخبار القيروان إن ابن تومرت أقام بتينمل، وسمى أصحابه وأتباعه بالموحدين، والمخالفين أمره: مجسمين. وأقام على ذلك نحو العام، فاشتهر أمره سنة خمس عشرة، وبايعته هرغة على أنه المهدي، فجهز له علي بن يوسف جيشاً من الملثمين، فقال ابن تومرت لأصحابه الذين بايعوه: إن هؤلاء قد جاءوا في طلبي، وأخاف عليكم منهم، والرأي أن أخرج عنكم بنفسي إلى غير هذه البلاد) لتسلموا أنتم. فقام بين يديه ابن توفيان، من مشايخ هرغة، وقال له: تخاف شيئاً من السماء قال: لا، بل من السماء تنصر. فقال ابن توفيان: فدع كل من في الأرض يأتينا. ووافقه جميع قبيلته على ذلك القول. فقال: إنما أردت أن أختبر صبركم وثباتكم وأما الآن، فابشروا بالنصر، وأنكم تغلبون هؤلاء الشرذمة، وبعد قليل تستأصلون دولتهم، وترثون أرضهم. فالتقوا جيش الملثمين فهزموهم، وأخذوا الغنيمة، ووثقت نفوسهم بالمهدي، وأقبلت إليه أفواج القبائل من النواحي ووحدت قبيلة هنتانة، وهي من أقوى القبائل إلى أن قال: ثم نهج لهم طريق التودد والآداب، فلا يخاطبون الواحد منهم إلا بضمير الجمع في وقارٍ وبشاشة، ولا يلبسون إلا الثياب القصيرة الرخيصة، ولا يخلون يوماً من طراد ومناصفة ونضارة. وكان في كل قبيلةٍ قومٌ أشرارٌ مفسدون، فنظر
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 116 ابن تومرت في ذلك، فطلب مشايخ القبائل ووعظهم، وقال: لا يصح دينكم إلا بالنهي عن المنكر، فابحثوا عن كل مفسد وانهوه، فإن لم ينته فاكتبوا أسماءهم، وارفعوها إلي. ففعلوا ذلك ثم أمرهم بذلك ثانياً وثلاثاً. ثم جمع الأوراق، فأخذ ما تكرر من الأسماء، فأفردها عنده. ثم جمع القبائل كلها وحضهم على أن لا يغيب منهم أحد. ودفع الأسماء التي أفردها إلى عبد الله الونشريسي، الملقب بالبشير، ثم جعل يعرضهم رجلاً رجلاً، فمن وجد اسمه أفرده في جهة الشمال، ومن لم يجده جعله في جهة اليمين. إلى أن عرض القبائل جميعها. ثم أمر بتكتيف جهة الشمال، وقال لقبائلهم: هؤلاء أشقياء من أهل النار قد وجب قتلهم. ثم أمر كل قبيلة أن تقتل أشقياءها، فقتلوا كلهم. وكانت واقعة عجيبة. وقال: بهذا الفعل يصح لكم دينكم ويقوى أمركم.) وعلى ذلك استمرت الحالة في جميع بلادهم. ويسمونه: التمييز. وكان له أصحاب عشرة يسمون أهل عشرة. وأصحاب من رؤوس القبائل سماهم أهل خمسين، كانوا ملازمين مجلسه. فأما العشرة: فعبد المؤمن، والشيخ أبو إبراهيم الهزرجي، والشيخ أبو حفص عمر بن يحيى الهنتاني المعروف بعمرانيني، والشيخ أبو محمد عبد الله البشير، والشيخ أبو محمد عبد الواحد الزواوي، وكان يعرف بطير الجنة، والشيخ أبو محمد عبد الله بن أبي بكر، والشيخ أبو حفص عمر بن أرناق، والشيخ أبو محمد واسناد الأغماتي، والشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن جامع، وآخر. فهؤلاء الذين سبقوا وتعرفوا به لأخذ العلم عنه. وكان اجتماعهم به أفراداً في حال تطوافه في البلاد، فآثرهم واختصهم. وفي أول سنة أربعٍ وعشرين جهز جيشاً زهاء عشرين ألف مقاتل، قدم عليهم البشير، ثم دونه عبد المؤمن، بعد أمورٍ وحروب. فساروا إلى مراكش، وحاصروها عشرين يوماً، فأرسل علي بن يوسف بن تاشفين إلى عامله على سجلماسة، فجمع جيشاً وجاء من جهة، وخرج ابن تاشفين من البلد من جهة، ووقع الحرب، واستحر يومئذٍ القتل بجيش المصامدة، فقتل أمريهم عبد الله
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 117 البشير، فالتفوا على عبد المؤمن، ودام القتال إلى الليل. وصلى بهم عبد المؤمن صلاة الخوف والحرب قائمة. وتكاثر الملثمون، وتحيز المصامدة إلى بستانٍ هناك ملتفٍ بالشجر يعرف بالبحيرة، فلذا قيل وقعة البحيرة. وبلغت قتلاهم ثلاثة عشر ألفاً. وأنهي الخبر إلى المهدي فقال: عبد المؤمن سالم قيل: نعم. قال: ما مات أحد، الأمر قائم. وكان مريضاً، فأمر باتباع عبد المؤمن، وعقد له من بعده، وسماه أمير المؤمنين، وقال لهم:) هذا الذي يفتح الله البلاد على يده، فلا تشكوا فيه وأعضدوه بأموالكم وأنفسكم. ثم مات في آخر سنة أربعٍ وعشرين. قال اليسع بن حزم: سمى ابن تومرت اتباع المرابطين مجسمين، وما كان أهل المغرب يدينون إلا بتنزيه الله تعالى عما لا يجب له، وصفته بما يجب له، وترك الخوض فيما تقصر العقول عن فهمه. وكان علماء المغرب يعلمون العامة أن اللازم لهم أن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير إلى أن قال: فكفرهم ابن تومرت بوجهين، بجهل العرض والجوهر. وأن من لا يعرف ذلك لا يعرف المخلوق، ولم يعرف الخالق. الوجه الثني إن من لم يهاجر إليه ولم يقاتل المرابطين معه فهو كافر، حلال الدم والحريم. وذكر أن غضبه لله، وإنما قام حسبةً على قومٍ أغرموا الناس ما لا يجب عليهم. وهذا تناقض، لأنه كفرهم، وإن كانوا مسلمين. فأخذ المرابطين منهم النزر اليسير أشبه من قتلهم ونهبهم. وحصل له في نفوس أتباعه من التصديق له والبركة ما لا يجوزه الوصف. وقال القاضي شمس الدين: طالت المدة على ابن تومرت، فشرع في حيلة، وذلك أنه رأى أولاد المصامدة شقراً زرقاً، ولون الآباء سمر، قال لهم عن ذلك، فلم يجيبوه، فلما ألح عليهم فقالوا: نحن من رعية أمير المسلمين علي، وله علينا خراج. وفي كل سنة تصعد مماليكه إلينا، وينزلون في بيوتنا، ويخرجونا
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 118 عنها، ويخلون بنسائنا وما لنا قدرة على دفع ذلك. فقال ابن تومرت: والله، الموت خيرٌ من هذه الحياة. كيف رضيتم بهذا، وأنتم أضرب خلق الله بالسيف وأطعنهم بالرمح قالوا: بالرغم منا. قال: أرأيتم لو أن ناصراً نصركم على هؤلاء، ما كنتم تصنعون قالوا: كنا نقدم أنفسنا بين يديه للموت، فمن هو قال: ضيفكم. فقالوا: السمع والطاعة.) فبايعهم، ثم قال: استعدوا لحضور هؤلاء بالسلاح. فإذا جاءوكم فأجروهم على عادتهم، ثم ميلوا عليهم بالخمور، فإذا سكروا فآذنوني بهم. فلما جاءوهم ففعلوا ذلك بهم وأعلموه، فأمر بقتلاهم، فلم تمض ساعة من الليل حتى أتوا على آخرهم، وأفلت منهم واحد، فلحق بمراكش، فأخبر الملك، فندم على فوات محمد من يده حيث لا ينفعه الندم. وجهز جيشاً. وعرف ابن تومرت أنه لابد من عسكرٍ يغشاهم. فأمر أهل الجبل بالقعود على أنقاب الوادي، فلما وصلت إليهم الخيل نزلت عليهم الحجارة من جانبي الوادي كالمطر، ودام القتال إلى الليل، فرجع العسكر، وأخبروا الملك، فعلم أنه لا طاقة لنا بأهل الجبل لتحصنهم، فأعرض عنهم. ثم قال ابن تومرت لعبد الله الونشريسي: هذا أوان إظهار فضائلك وفصاحتك دفعةً واحدة. ثم اتفقا على أن يصلي الصبح، ويقول بلسانٍ فصيح: إني رأيت في النوم أنه نزل بي ملكان من السماء، وشقا فؤادي، وغسلاه، وحشياه علماً وحكمة. فلما أصبح فعل ذلك، فدهشوا وعجبوا منه، وانقادوا إليه كل الإنقياد. فقال له ابن تومرت: فعجل لنا البشرى في نفسنا، وعرفنا أسعداء نحن أم أشقياء. فقال له: أما أنت فإنك المهدي القائم بأمر الله، من تبعك سعد، ومن خالفك شقي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 119 ثم قال: أعرض أصحابك حتى أميز أهل الجنة من أهل النار. وعمل ذلك حيلةً، قتل فيها من خالف أمر ابن تومرت ثم لم يزل إلى أن جهز، بعد فصولٍ طويلة، عشرة آلاف مقاتل. وأقام هو في الجبل، فنزلوا لحصار مراكش، فأقاموا عليها شهراً، ثم كسروا كسرة شنيعة وهرب من سلم من القتل، وقتل الونشريسي المذكور. وقال عبد الواحد بن علي المراكشي: ثم جعلوا يشنون الغارات على قرى مراكش، ويقطعون عنها الجلب، ويقتلون ويسبون الحريم. وكثر الداخلون في دعوتهم المنحاشون إليهم، وابن تومرت في ذلك كله يكثر الزهد والتقلل والعبادة.) أخبرني من رآه يضرب على الخمر بالأكمام والنعال وعشب النخل كفعل الصحابة. وأخبرني من شهده وقد أتي برجلٍ سكران فحده، فقال يوسف بن سليمان، أحد الأعيان: لو شددنا عليه حتى يخبرنا من أين شربها. فأعرض عنه، فأعاد قوله، فقال: أرأيت لو قال شربتها في دار يوسف بن سليمان ما كنا نصنع فاستحى وسكت. ثم ظهر أن عبيد يوسف بن سليمان سقوه، فزادهم هذا ونحوه فتنةً بابن تومرت. قال اليسع بن حزم: ألف ابن تومرت كتاب القواعد، ومما فيه: إن التمادي على ذرةٍ من الباطل كالتمادي على الباطل كله. وألف لهم كتاب الإمامة، يقول فيه: حتى جاء الله بالمهدي، يعني نفسه، وطاعته صافية نقية، لا ضد له ولا مثل له، ولا ند في الورى. وإن به قامت السموات والأرض. قال اليسع: هذا نص قوله في الإمامة، وهذا نص تلقيته من قراءة عبد المؤمن بن علي. دون لهم هذا بالعربي وبالبربري. فلما قرأوا هذين الكتابين زادهم ذلك شدةً في مذهبهم من تكفير الناس بالذنوب، وتكفيرهم بالتأخر عن طاعة المهدي الذي قامت به السموات والأرض.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 120 هذا نص ما قاله اليسع. قال: وأمرهم بجمع العساكر، فخرجوا إلى ناحية مراكش، فوجدوا جيشاً للمرابطين، فالتقوا، فانهزم المرابطون هزيمة مات فيها أكثر من شهدها، وصبر فيها الموحدون. فلما كان في سنة إحدى وعشرين تألفوا في أربعين ألف راجل وأربعمائة فارس، ونزلوا يريدون حضرة مراكش فحدثني جماعة أنهم نزلوا على باب أغمات بعد أن خرج إليهم المرابطون في أكثر من مائة ألف، بين فارسٍ وراجل، فخذلوا ودخلوا المدينة في أسوأ حالة. فجاء من الأندلس ابن همبك في مائة فارس، فشجع أمير المسلمين، وخرج فقاتل، فانتصر المرابطون، وقتل من المصامدة نحوٌ من أربعين ألفاً، فما سلم منهم إلا نحو أربعمائة نفس. كذا قال اليسع. وقال ابن خلكان: حضرت ابن تومرت الوفاة، فأوصى أصحابه وشجعهم، وقال: العاقبة لكم.) ومات في سنة أربعٍ وعشرين إثر الوقعة التي قتل فيها الونشريسي، ودفن بالجبل، وقبره مشهورٌ معظم. ومات كهلاً. وكان ربعةً، أسمر، عظيم الهامة، حديد النظر، مهيباً. وقيل فيه: آثاره تغنيك عن أخباره حتى كأنك بالعيان تراه، قدمٌ في الثرى وهامة في الثريا، ونفس ترى إراقة ماء الحياء دون ماء المحيا. أغفل المرابطون ربطه حتى دب دبيب الفلق في الغسق، وترك في الدنيا دوياً. وكان قوته من غزل أخته رغيفاً في كل يومٍ، بقليل سمنٍ أو زيت. فلم ينتقل عن ذلك حين كثرت عليه الدنيا. ورأى أصحابه يوماً وقد مالت نفوسهم إلى كثرة ما غنموه، فأمر بإحراق جميعه، وقال: من كان يبتغي الدنيا فما له عندي إلا هذا، ومن كان يبتغي الآخرة فجزاؤه عند الله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 121 ومن شعره: (أخذت بأعضادهم إذ نأوا .......... وخلفك القوم إذ ودعوا)
(فكم أنت تنهى ولا تنتهي .......... وتسمع وعظاً ولا تسمع)
(فيا حجر الشحذ حتى متى .......... تسن الحديد ولا تقطع) وكان يتمثل كثيراً من قول: (تجرد من الدنيا فإنك إنما .......... خرجت إلى الدنيا وأنت مجرد) ولم يتملك شيئاً من البلاد، وإنما قرر القواعد ومهدها، وبغته الموت. وكانت الفتوحات على يد عبد المؤمن. وقد كان الملك أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن في أيامه، وقد زار قبر ابن تومرت بمحضرٍ من الموحدين، فقام شاعر وأنشد هذه القصيدة، وفيها جمل مما كان يعتقده ابن تومرت يخبر به: (سلامٌ على قبر الإمام الممجد .......... سلالة خير العالمين محمد)
(وشبهه في خلقه ثم في اسمه .......... وفي اسم أبيه والقضاء المسدد)
(أتتنا به البشرى بأن يملا الدنا .......... بقسطٍ وعدلٍ في الأنام مخلد)
(ويفتتح الأمصار شرقاً ومغرباً .......... ويملك عرباً من ثعير ومنجد) ) (فمن وصفه أثني وأجلي وأن .......... علاماته خمس تبين لمهتدي)
(زمان واسم والمكان ونسبه .......... وفعل له في عصمة وتأبد)
(ويلبث سبعاً أو فتسعاً يعيشها .......... كذا جاء في نصٍ من النقل مسند)
(فقد عاش تسعاً مثل قول نبينا .......... فذلكم المهدي بالله يهتدي) وخرج إلى مدح عبد المؤمن وبنيه. ولابن تومرت أخبار طويلة عجيبة. 4 (محمد بن علي بن أبي الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 122 أبو غانم الهاشمي. يروي عن: جده. وعنه: أبو القاسم بن عساكر، وأبو طاهر السلفي. 4 (محمد بن علي بن محمود.) المعمر أبو منصور الزولهي التاجر، المعروف بالكراعي، ويقال إن اسمه أحمد. وكتب له محمد وأحمد من قرية زولاه، إحدى قرى مرو. شيخ صالح صائن، رحل إليه الناس، وصارت زولاه مقصد الطلبة والفقهاء بسببه. وكان آخر من روى عن جده لأمه أبي غانم الكراعي. وكان قدر مسموعاته قريباً من عشرين جزءاً. سمعت منه. قاله أبو سعد السمعاني. وقال: سمعت منه بقراءة السنجي إثني عشر جزءاً. ثم أحضره شيخنا الخطيب أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن المروزي في الخانقاه، وقرأ عليه الأجزاء المسموعة له، فسمعتها منه. ولد في العشرين من شوال سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة. ومات في أواخر سنة أربعٍ وعشرين أو في أوائل سنة خمسٍ بقريته. قلت: هو في زمانه لأهل خراسان كفاطمة الجوزدانية لأهل إصبهان، وكابن الحصين لأهل بغداد، وكالرازي لأهل مصر.) وقد حدث عنه بالشام محمد بن محمد بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن المروزي، وبقي إلى سنة ثمانين وخمسمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 123 4 (منصور.) أبو علي. الآمر بأحكام الله ابن المستعلي بالله أبي القاسم أحمد بن المستنصر بالله أبي تميم معد بن الظاهر بالله علي بن الحاكم بن العزيز بن المعز العبيدي المصري، صاحب مصر. كان رافضياً كآبائه. فاسقاً، ظالماً، جائراً، مستهزئاً لعاباً، متظاهراً باللهو والمنكر، ذا كبرٍ وجبروت. وكان مدبر سلطانه الأفضل شاهنشاه ابن أمير الجيوش. ولي الأمر وهو صبي، فلما كبر قتل الأفضل وأقام في الوزارة المأمون أبا عبد الله محمد بن مختار بن فاتك البطائحي، فظلم وأساء السيرة إلى أن قبض عليه الآمر سنة تسع عشرة وخمسمائة، وصادره ثم قتله في سنة اثنتين وعشرين وصلبه، وقتل معه خمسةً من إخوته. وفي أيام الآمر أخذت الفرنج عكا سنة سبعٍ وتسعين وأربعمائة، وأخذوا طرابلس الشام في سنة اثنتين وخمسمائة فقتلوا وسبوا، وجاءتها نجدة المصريين بعد فوات المصلحة وأخذوا عرفة، وبانياس، وجبيل. وتسلموا سنة إحدى عشرة وخمسمائة قلعة تبنين، وتسلموا صور سنة ثمان عشرة، وأخذوا بيروت بالسيف في سنة ثلاثٍ وخمسمائة، وأخذوا صيدا سنة أربع.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 124 ثم قصد الملك بردويل الإفرنجي مصر ليأخذها ودخل الفرما، وحرق جامعها، والفرما قريبة من قطيا من ناحية البحر، خربت وأحرق مساجدها، فأهلكه الله قبل أن يصل إلى العريش، فشق أصحابه بطنه وصبروه، ورموا حشوته هناك، فهي ترجم إلى اليوم بالسبخة، ودفنوه بقمامة. وكان هو الذي أخذ بيت المقدس، وعكا، وعدة حصونٍ من السواحل. وذلك كله بتخلف هذا المشؤوم الطلعة. وفي أيامه ظهر ابن تومرت وفي أيام أبيه أخذت الفرنج أنطاكية، والمعرة، والقدس. وجرى على الشام أمرٌ مهول من ظهر الرفض والسب، ومن استيلاء الفرنج والسبي والأسر، نسأل الله العفو والأمن.) وولد الآمر في أول سنة تسعين وأربعمائة، واستخلف وله خمس سنين، وبقي في الملك تسعاً وعشرين سنة وتسعة أشهر، إلى أن خرج من القاهرة يوماً في ذي القعدة، وعدى على الجسر إلى الجيزة، فكمن له قومٌ بالسلاح، فلما عبر نزلوا عليه بأسيافهم، وكان في طائفةٍ يسيرة، فردوه إلى القصر مثخناً بالجراح، فهلك من غير عقب، وهو العاشر من أولاد المهدي عبيد الله الخارج بسجلماسة، وبايعوا بالأمر ابن عمه الحافظ أبا الميمون عبد المجيد بن محمد بن المستنصر بالله، فعاش إلى سنة أربعٍ وأربعين. وكان الآمر ربعةً، شديد الأدمة، جاحظ العينين، حسن الخط، جيد العقل والمعرفة. وقد ابتهج الناس بقتله لعسفه وسفكه الدماء، وكثرة مطاردته، واستحسانه الفواحش. وعاش خمساً وثلاثين سنة. وبنى وزيره المأمون بالقاهرة الجامع الأقمر. 4 (حرف الهاء)
4 (هبة الله بن القاسم بن عطاء بن محمد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 125 أبو سعد المهراني النيسابوري. قدم بغداد، وسمع أبا محمد الصريفيني. وكان قد سمع من عبد الغافر الفارسي صحيح مسلم. وسمع من: أبي عثمان الصابوني، وأبي سعد الكنجروذي، وأبو نعيم بسرويه بن محمد. وولد سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة. قال أبو سعد السمعاني: كان شيخا أصيلاً نبيلاً، نظيفاً، من بيت العلم والزهد والورع، حافظاً للقرآن، قانعاً بالكفاف. انزوى في آخر عمره، وترك الناس، وأقبل على العبادة. أجاز لي وحدثني عنه جماعة، منهم: سعيد بن محمد الطيوري، وأبو منصور علي بن محمد الغيد الطريثيثي. وتوفي في العشرين من جمادى الأولى بنيسابور، وعمره ثلاث وتسعون سنة. قلت: وروى عنه: أبو بكر محمد بن علي بن ياسر الحياني. 4 (حرف الواو) ) 4 (وهب الله ابن الحافظ الكبير أبي القاسم عبيد الله بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن) محمد بن حشكان بن حسين بن عبد الله بن الحكم بن الوليد بن عقبة بن عامر بن عبد المجيد بن الأمير عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 126 العبشمي، الكريزي، النيسابوري، ابن الحذاء. سمع: أباه، وأحمد بن محمد بن مكرم الصيدلاني، وأبا يعلى بن الصابوني. مات في سابع شوال عن أربعٍ وسبعين سنة. كنيته أبو الفضل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 127 4 (وفيات سنة خمس وعشرين وخمسمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن حامد بن محمد بن عبد الملك بن علي بن محمود بن هبة الله بن آله.) وآله هو العقاب بالعجمي. عزيز الدين أبو نصر الإصبهاني المستوفي، عم العماد الكاتب. كان رئيساً نبيلاً، وكاتباً بليغاً، كثير البر والصلات. روى الحديث عن: أبي مطيع محمد بن عبد الواحد المديني. روى عنه: سعد الله بن الدجاجي، وغيره. وقد ولي مناصب في الدولة السلجوقية، ومدحه الشعراء. وفيه يقول الحسن بن أحمد بن حكينا: (فميلوا بنا نحو العراق ركابكم .......... لنكتال من مال العزيز بصاعه) وكان في الآخر متولي خزانة السلطان محمود بن محمد السلجوقي، فتزوج محمود ببنت عمه سنجر، فماتت عنده، فطالبه عمه بما كان خرج معها، فجحده محمود، وخاف من العزيز أن يشهد عليه بما وصل صحبتها لأنه كان مطلعاً على ذلك، فقبض عليه، وسيره إلى قلعة تكريت، وكانت له، فحبسه بها. ثم قتله على يد متوليها في أوائل سنة خمسٍ وعشرين، وله ثلاثٌ وخمسون سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 128 4 (أحمد بن علي بن محمد.) أبو السعود بن المجلي البغدادي البزاز.) شيخ، صالح، صبور على القراءة، ولم يكن يعرف شيئاً من الحديث. وكان يعظ ويذكر بجامع المنصور. سمعه أبوه هبة الله من: القاضي أبي يعلى بن الفراء، وعبد الصمد بن المأمون، وأبي جعفر ابن المسلمة، وابن المهتدي بالله، وأبي بكر الخطيب، وجماعة. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وابن الجوزي، وأبو الفتوح بن غيث، والحسن بن عبد الرحمن الفارسي، وأبو الفتح المندائي، وجماعة. ولد سنة ثلاثٍ وخمسين وأربعمائة، وتوفي في ثامن ربيع الأول رحمه الله. 4 (حرف الحاء)
4 (حماد بن مسلم بن ددوة.) أبو عبد الله الدباس الرحبي، رحبة مالك بن طوق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 129 الزاهد العارف ولد بالرحبة، ونشأ ببغداد. وكان له كاركة للدبس، يجلس في غرفتها. وكان من الأولياء أولي الكرامات. صحبه خلق، فأرشدهم إلى الله تعالى، وظهرت بركته عليهم، وكان يتكلم على الأحوال. وقد كتبوا من كلامه نحواً من مائة جزء. وكان أمياً لا يكتب. قال عبد الرحمن بن محمد بن حمزة الشاهد: رأيت في المنام كأن قائلاً يقول لي: حماد شيخ العارفين والأبدال. وعن حماد قال: مات أبواي في يومٍ واحد، ولي نحو ثلاثين سنة. وكانا من أهل الرحبة. وقال أحمد بن صالح الجيلي: سمع من أبي الفضل بن خيرون، وكان يتكلم على آفات الأعمال في المعاملات، والرياضات، والورع، والإخلاص. وقد جاهد نفسه بأنواع المجاهدات، وزوال أكثر المهن والصنائع في طلب الحلال. وكان كأنه مسلوب الإختيار، مكاشفاً بأكثر الأحوال. ومن كلام الشيخ حماد: إذا أحب الله عبداً أكثر همه فيما فرط، وإذا أبغض عبداً أكثر همه فيما) قسمه له ووعده به. العلم محجةٌ، فإذا طلبته لغير الله صار حجة. وقال أبو سعد السمعاني: سمعت أبا نصر عبد الواحد بن عبد الملك يقول: كان الشيخ حماد يأكل من النذر، ثم تركه لما بلغه قوله عليه السلام إنه يستخرجه به من البخيل، فكره أكل مال البخيل. وصار يأكل بالمنام. كان الإنسان يرى في النوم أن قائلاً يقول له: أعط حماداً كذا فيصبح ويحمل ذلك إلى الشيخ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 130 وقال الشيخ أبو النجيب عبد القاهر: مرض الشيخ حماد، فاحتاج إلى التنشق بماء ورد، فحمل إليه أبو المظفر محمد بن علي الشهرزوري الفرضي منه شيئاً، فلما وضع بين يديه قال: ردوه فإنه نجس. فردوه إلى أبي المظفر فقال: صدق الشيخ، كان قد وقع في طرفه نجاسة وتركته وحده لأريقه، فنسيت. وقال المبارك بن كامل: مات الشيخ العارف الورع الناطق بالحكمة حماد الدباس في سنة خمس، ولم أر في زماني مثله صحبته سنين وسمعت كلامه. وكان مكاشفاً يتكلم على الخواطر، مسلوب الإختيار، زيه زي الأغنياء، وتارة زيه زي الفقراء متلون، كيف أدير دار. وكان شيخ وقته، يشبه كلامه كلام الحصري. كانت المشايخ إذا جاءت إليه كالميت بين يدي الغاسل، لا يتجاسر الشخص أن يختلج. وقال ابن الجوزي قاتله الله: كان حماد الدباس على طريقة التصوف، يدعي المعرفة والمكاشفة وعلوم الباطن، وكان عارياً عن علم الشرع فلم ينفق إلا على الجهال. وكان ابن عقيل ينفر الناس عنه، حتى بلغه أنه يعطي كل من يشكو الحمى لوزةً وزبيبة ليأكلها فيبرأ، فبعث إليه ابن عقيل: إن عدت إلى مثل هذا ضربت عنقك. فكان يقول: ابن عقيل عدوي. وصار الناس ينذرون له النذور. ثم تركه، وصار يأخذ بالمنامات، وينفق على أصحابه ما يفتح له، ومات في رمضان.) قلت: وقد نقم ابن الأثير وأبو المظفر بن قزغلي في تاريخيهما على ابن الجوزي، حيث حط على الشيخ حماد، فقال أبو المظفر: ولو لم يكن لحماد من الفضائل التي اتصف بها في زهادته وطريقته، إلا أن الشيخ عبد القادر أحد تلامذته.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 131 4 (حرف الخاء)
4 (خلف بن مفرج بن سعيد.) أبو القاسم بن الحبان الشاطبي الكناني. عاش تسعين سنة إلا أشهراً. وروى عن: أبي الوليد الباجي، وأبي عبد الله بن سعدون، وطاهر بن مفوز. وكان فقيهاً، مشاوراً، مدرساً. روى عنه: أبو عبد الله بن مفاوز، وعبد الغني بن مكي، وأبو عبد الله المكناسي. 4 (حرف الزاي)
4 (زهر بن عبد الملك بن محمد بن مروان بن زهر.) أبو العلاء الإيادي الإشبيلي الطبيب. رحل إلى قرطبة فأخذ عن: أبي علي الغساني، وعبد الله بن أيوب، وأبي بكر بن مفوز. وأخذ الطب عن والده فمهر فيه، وصنف فيه حتى إن الأندلسيين ليفخرون به، وحل من السلطان محلاً عظيماً. وكانت إليه رئاسة إشبيلية. وكان بارعاً في الأدب، شاعراً، محسناً. روى عنه: ابنه أبو مروان، وأبو بكر بن أبي مروان، وأبو عامر بن يبق، وغيرهم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 132 وكان محتشماً جواداً، لكن فيه بذاءة لسان. وله كتاب الخواص، وكتاب الأدوية المفردة، وكتاب الإيضاح في الطب، وكتاب حل سلوك الرازي على الكتب، وكتاب النكت الطبية، وغير ذلك. وكان أبوه أبو مروان من رؤوس الأطباء، وكان جده محدثاً، فقيهاً، مشهوراً. وتوفي بقرطبة منكوباً. ومن شعره:) (يا راشقي بسهامٍ ما لها غرض .......... إلا الفؤاد وما منها لنا عوض)
(وممرضي بجفونٍ كلها غنجٌ .......... صحت وفي طبعها التحريض والمرض)
(جد لي ولو بخيالٍ منك يطرقني .......... وقد يسد مسد الجوهر العرض)
4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن محمد بن نجا بن علي بن محمد بن شاتيل.) أبو محمد المراتبي الدباس. شيخ صحيح السماع، أضر في آخر عمره. وسمع: أبا محمد الجوهري، وأبا محمد الصريفيني. وعنه: أبو المعمر، وأبو القاسم الحافظ. وكان لا يعرف شيئاً. وهو والد أبي الفتح عبيد الله. توفي في نصف المحرم. 4 (عبد الباقي بن الحسين بن إبراهيم.) أبو الحسين النجاد، كشلة. بغدادي له دكان بسوق الثلاثاء. سمع: أبا جعفر ابن المسلمة، والصريفيني. وقرأ القراءآت على: أبي علي بن البنا.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 133 قال ابن السمعاني: حدثني عنه جماعة، وسمعت أنه ما كانت له سيرة حسنة. توفي في نصف المحرم أيضاً. 4 (عبد الباقي بن عامر بن زيد.) أبو المجد الأنصاري الهروي، سبط أبي إسماعيل، شيخ الإسلام. واعظ حسن الإيراد، بارز العدالة، نبيل، عالم. سمع: جده، ومحمد بن عبد العزيز الفارسي، وأبا عطاء الجوهري. وأملى مجلساً بجامع المنصور. وتوفي رجب.) 4 (علي بن طاهر البغدادي.) المغازلي. قال المبارك بن كامل: هو عم والدتي. عاش مائة وعشرين سنة. ورأى: أبا الحسن القزويني. وسمع قليلاً. 4 (عيسى بن حزم بن عبد الله بن اليسع.) أبو الأصبغ الغافقي، نزيل المرية. أخذ القراءآت عن: أبيه. وروى عن: أبي داود، وابن الدوش، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 134 وتصدر للإقراء. وكان محموداً، محققاً، صالحاً. ولي خطة الشورى والخطابة بالمرية. وحدث عن: ابن الطلاع، وأبي علي الغساني. أخذ عنه: أبو القاسم بن حبيش، وأبو العباس البراذعي، وأبو عبد الله بن عباد الحنائي. ولا يعلم وفاته، لكنه حدث في هذا العام. وأكثر عنه ولده أبو يحيى اليسع صاحب المغرب. 4 (حرف الميم)
4 (مالك بن يحيى بن أحمد بن عامر.) أبو عبد الله الإشبيلي، أحد رجال الكمال والارتسام بمعرفة العلوم على تفارقها. سمع من: أحمد بن محمد الخولاني، وغيره. ومات رحمه الله تعالى بمراكش عن اثنتين وسبعين سنة. ورخه ابن بشكوال. 4 (محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد.) أبو عبد الله الرازي، ثم المصري.) المعدل الشاهد ويعرف بابن الخطاب. مسند الديار المصرية وشيخ الإسكندرية. ولد سنة أربع وثلاثين وأربعمائة، وعني به أبوه وأسمعه الكثير في سنة أربعين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 135 سمع: أباه، وأبا الحسن بن حمصة الحراني، وعلي بن ربيعة، ومحمد بن الحسين الطفال، وعلي بن محمد الفارسي، وأحمد بن محمد بن الفتح الحكيمي، وأبا الفضل أحمد بن محمد السعدي، وأحمد بن علي بن هاشم تاج الأئمة، وأبا الفتح أحمد بن بابشاذ والد طاهر، وعبد الملك بن مسكين، ومحمد بن الحسين بن سعدون الموصلي، ومحمد بن الحسين بن الترجمان، وتتمة سبعة وأربعين شيخاً، تخرج عنهم في مشيخته، وترفد بالرواية عن كثيرٍ منهم، فانقطع إسنادٌ عالٍ بموته، رحمه الله. روى عنه: أبو طاهر السلفي، ويحيى بن سعدون القرطبي، وأبو محمد العثماني، وعبد الواحد بن عسكر المخزومي، وأبو القاسم علي بن مهدي الفقيه ابن قليتا، وأبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن الحضرمي، وبدر الحذاء داوبي، وأبو طالب أحمد بن المسلم التنوخي، والفقيه أبو الطاهر إسماعيل بن عوف، وإسماعيل بن صالح بن ياسين، وخلق آخرهم موتاً عبد الرحمن بن موقا. وتوفي سادس جمادى الأولى، وله إحدى وتسعون سنة. ولو عاش أصحابه بعده كما عاش هو بعد شيوخه لتأخروا إلى سنة عشرٍ وستمائة. والسماع قسمية. 4 (محمد بن الحسن بن علي بن الحسن.) الشيخ أبو غالب الماوردي الصادق. ولد بالبصرة سنة خمسين وأربعمائة. وسمع: أبا علي التستري، وعبد الملك بن شعبة، وجماعة بالبصرة. وأبا الحسين بن النقور، وعبد العزيز الأنماطي، وعبد الله بن الحسن الخلال ببغداد. وأبا عمر بن مندة، ومحمود بن جعفر الكوسج، والبراني بإصبهان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 136 ومحمد بن أحمد بن علان أبا الفرج، وأبا الحسن محمد بن الحسن بن المنور الجهني بالكوفة. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وأبو الفرج بن الجوزي، وأبو أحمد بن سكينة، وابن بوش،) وجماعة. قال ابن الجوزي: كتب بخطه الكثير، وكان يورق للناس. وكان صالحاً. توفي في رمضان ببغداد. قال: ورؤي في المنام فقال: غفر الله لي ببركات الحديث، وأعطاني جميع ما أملته. 4 (محمد بن داود بن عطية.) أبو عبد الله العكي القلعي القيرواني الأصل. روى بالأندلس عن: عبد الجليل الربعي وأكثر عن أبي علي الغساني. واستقضى بتلمسان وبعدها بإشبيلية، ثم بفاس. وكان من جلة العلماء. وقد حدث. توفي في عاشر ذي القعدة في عشر الثمانين. 4 (محمد بن عمر بن عبد العزيز.) أبو بكر البخاري الحنفي المقرئ المعروف بكاك. إمام أصحاب أبي حنيفة بمكة. كان فقيهاً، صالحاً، محدثاً. سمع: عبد الباقي بن يوسف المراغي، وأبا بكر أحمد بن سهل السراج، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 137 وعنه: أبو القاسم بن عساكر، ومحمود بن محمد بن بابشاذ، وغيرهما. وعاش أربعاً وسبعين سنة. 4 (حرف الهاء)
4 (هبة الله بن محمود بن عبد الواحد بن حمد بن العباس بن الحصين.) أبو القاسم الشيباني الهمذاني، ثم البغدادي، الكاتب. مسند العراق. ولد في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة في رابع ربيع الأول. وسمع: أبا طالب بن غيلان، وأبا علي بن المذهب، وأبا محمد بن المقتدر، وأبا القاسم التنوخي،) والقاضي أبا الطيب الطبري. قال ابن السمعاني: شيخ ثقة، دين، صحيح السماع، واسع الرواية، عمر حتى صار أسند أهل عصره. ورحل إليه الطلبة، وازدحموا عنده. حدث بمسند أحمد وأحاديث أبي بكر الشافعي، واليشكريات. وهو آخر من حدث بهذه الكتب. وحدثني عنه: أبو بكر بن أبي القاسم الصفار، وأبو عبد الله حامد المديني الحافظ، وأبو أحمد معمر بن الفاخر، وأبو الخير عبد الحريم الإصبهاني، والحافظ أبو القاسم الشافعي، وجماعة كثيرة. وكانوا يصفونه بالسداد والأمانة والخيرية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 138 وقال ابن الجوزي: بكر به أبوه وبأخيه عبد الواحد فأسمعهما، وعمر حتى صار أسند أهل عصره. وكان ثقة صحيح السماع. سمعت منه المسند جميعه، والغيلانيات جميعها، وغير ذلك. وأملى عدة مجالس باستملاء شيخنا ابن ناصر. قلت: هي أربعون مجلساً. قال: وتوفي في رابع عشر شوال، وصلى عليه ابن ناصر بوصيةٍ منه. توفي بعد الظهر يوم الأربعاء، وترك إلى يوم الجمعة، يعني حتى دفن. قال الحسين بن خسرو: دفن يوم الجمعة بباب حرب في اليوم الثالث من وفاته. قلت: حدث عنه: الحافظ أبو العلاء الهمذاني، والحافظ أبو موسى المديني، والإمام أبو الفتح بن المنى، وقاضي القضاة أبو الحسن علي بن أحمد بن الدامغاني، وقاضي الشام أبو سعد بن أبي عصرون، وأبو منصور عبد الله بن محمد بن حمديه، وأخوه أبو طاهر إبراهيم، وأبو محمد بن شدقيني، وعبد الرحمن بن سعود القصري، والعلامة مجير الدين أبو القاسم محمود بن المبارك الواسطي، ويحيى بن ياقوت النجار، وعبد الخالق بن هبة الله البندار، والقاضي عبيد الله بن محمد الساوي، وعلي بن المبارك بن جابر العدل، وعبد الرحمن بن أبي الكرم بن ملاح الشط،) وعبد الله بن أبي بكر بن الطويلة، وعلي بن عمر الحربي الواعظ، وعبد الله بن أبي المجد الحربي، وهبة الله بن أبي المجد الحربي، وهبة الله بن الحسن السبط، وعلي بن محمد بن علي الأنباري، وعبد الله بن نصر بن مزروع التلاحي، وعبد الرحمن بن أحمد العمري، والحسن بن إبراهيم بن أشنانة، وعبد الله بن محمد بن عليان الحربي، ولاحق بن قندرة، روى المسند سنة ستمائة، وفاطمة بنت سعد الخير، وأبو
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 139 القاسم بن شدقيني، وعمر بن جريرة القطان، والمبارك بن إبراهيم بن مختار بن السبتي. وبقي بعد الستمائة من أصحابه: عبد الله بن عبد الرحمن بن أيوب البقلي: توفي سنة إحدى. وحنبل المكبر: توفي في أول سنة أربع وأبو الفتح محمد بن أحمد المندائي، وهو آخر من حدث بالمسند كاملاً: توفي في شعبان سنة خمسٍ، ودفن بداره بواسط. والحسين بن أبي نصر بن القارص الحريمي، وتوفي في شعبان أيضاً. وعبد الوهاب بن سكينة، وتوفي سنة سبعٍ في ربيع الآخر. وعمر بن طبرزد، وفيها توفي في رجب، وهو آخر أصحابه. وتوفي أبوه محمد بن عبد الواحد الكاتب سنة تسعٍ وستين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 140 4 (وفيات سنة ست وعشرين وخمسمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد ابن الأفضل شاهنشاه ابن أمير الجيوش بدر الجمالي.) الأرمني، ثم المصري، صاحب مصر وسلطانها، الملك الأكمل أبو علي، ابن صاحبها ووزيرها. ولما قتل أبوه في سنة خمس عشرة وخمسمائة، وأخذ الآمر بأحكام الله جميع أمواله سجن هذا مدة، فلما مات الآمر أشغلوا الوقت بعده بابن عمه الحافظ عبد المجيد إلى أن يولد حمل للآمر، فجاء بنتاً. وأخرجوا من السجن أبا علي عند موت الآمر، وجعلوا الأمور إليه. وكان شهماً شجاعاً مهيباً، عالي الهمة كأبيه وجده، فاستولى على الديار المصرية، وحفظ على الآمر، ومنعه من الظهور، وأدعه في خزانة، فلا يدخل إليه أحد إلا بأمر الأكمل. وعمد إلى القصر فأخذ جميع ما فيه إلى داره كما فعل الآمر بأبيه جزاءً وفاقاً، وأهمل الخلفاء) العبيديين والدعاء لهم، لأنك كان في تسنن كأبيه. وأظهر التمسك بالإمام المنتظر، فجعل الدعاء في الخطبة له، وأبطل من
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 141 الأذان حي على خير العمل وغير قواعد الباطنية، فأبغضه الأمراء والدعاة. وأمر الخطباء بأن يخطبوا له بهذه الألقاب التي نص لهم عليها، وهي: السيد الأفضل الأجل، سيد ممالك أرباب الدولة، المحامي عن حوزة الدين، ناشر جناح العدل على المسلمين، ناصر إمام الحق في غيبته وحضوره والقائم بنصرته بماضي سيفه وصائب رأيه وتدبيره، أمين الله على عباده، وهادي القضاة إلى اتباع شرع الحق واعتماده، ومرشد دعاة المؤمنين بواضح بيانه وإرشاده، مولى النعم، ورافع الجور عن الأمم، ومالك فضيلتي السيف والقلم، أبو علي ابن السيد الأجل الأفضل، شاهنشاه أمير الجيوش. فكرهوه وصمموا على قتله، فخرج في العشرين من المحرم للعب بالكرة فكمن له جماعة، وحمل عليه مملوك إفرنجي للحافظ، فطعنه فقتله، وقطعوا رأسه، وأخرجوا الحافظ وبايعوه. ونهب دار أبي علي، وركب الحافظ إلى الدار فاستولى على خزائنه، واستوزر مملوكه أبا الفتح يانس الحافظي، ولقبه أمير الجيوش، فظهر شيطاناً ماكراً بعيد الغور، حتى خاف منه الحافظ، فتحيل عليه بكل ممكن، وعجز حتى واطأ فراشه بأن جعل له في الطهارة ماءً مسموماً، فاستنجى به، فعمل على سفله ودود، فكان يعالج بأن يلصق عليه اللحم الطري، فيتعلق به الدود، فترجع للعافية، وأتاه الحافظ عائداً، فقام له، وجلس الحافظ عنده لحظةً وانصرف، فمات من ليلته في السادس والعشرين من ذي الحجة من السنة، وكانت وزارته إحدى عشر شهراً. واستوزر الحافظ ولده ولي عصره الحسن الذي قتل سنة تسعٍ وعشرين. 4 (أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن محمد بن أحمد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 142 أبو العز بن كادش، السلمي البغدادي العكبري. سمع: أقضى القضاة أبا الحسن الماوردي، وهو آخر من حدث عنه، وأبا الطيب الطبري، وابن الفتح العشاري، وأبا محمد الجوهري، وأبا علي الجازري. روى الكثير، وأثنى عليه جماعة. قال ابن الجوزي: كان مكثراً ويفهم الحديث. وقال ابن السمعاني: شيخ مسند سمع بنفسه، وكان يفهم، وأجاز لي، ونبا عن جماعة.) ونبا ابن ناصر أنه سمع إبراهيم بن سليمان يقول: سمعت أبا العز بن كادش يقول: أنا وضعت حديثاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان ابن ناصر سيء الرأي فيه. وقال لي عبد الوهاب الأنماطي: كان مخلطاً. وأما أبو القاسم بن عساكر وأبو محمد بن الخشاب فأثنيا عليه. وروى عنه: ابن عساكر، ويحيى بن بوش، وهبة الله بن الحسن السبط، وأبو موسى المديني، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أيوب الحربي، وإبراهيم بن بركة البيع، وآخرون.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 143 وتوفي في جمادى الأولى، وله تسعون سنة أو جازها. قال ابن النجار: كان مخلطاً كذاباً لا يحتج به. قرأت بخط عمر بن علي القرشي القاضي: سمعت أبا القاسم علي بن الحسن الحافظ يقول: قال لي أبو العز بن كادش: وضع فلان حديثاً في حق علي، فوضعت حديثاً في حق أبي بكر، بالله أليس فعلت جيداً قال ابن النجار: رأيت لأبي العز كتاباً سماه الانتصار لدم القحاب على نظم جماعةٍ من الشعراء يقول فيه: أنشدتني فلانة المغنية، وأنشدتني ستوت المغنية بأوانا. وخطه رديء إلى الغاية في التعقد والتسلسل. قيل: مولده سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة. 4 (أحمد بن عمر بن خلف.) أبو جعفر بن قبليل الهمداني، الغرناطي، الفقيه. روى عن: أبي علي الغساني، وأبي عبد الله الطلاعي، وأصبغ بن محمد. حدث عن: أبو عبد الله بن عبد الرحيم، وأبو خالد بن رفاعة، وأبو جعفر بن البادش، وأبو القاسم بن بشكوال. قال ابن الأبار: دارت عليه الفتيا ببلده. وكان من جلة الفقهاء المشاورين. توفي في ذي القعدة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 144 4 (حرف الجيم) ) 4 (جهور بن إبراهيم بن محمد بن خلف.) أبو الحزم التجيبي الأندلسي. حج وسمع صحيح مسلم من أبي عبد الله الطبري. قال ابن بشكوال: بإشبيلية لقيته وأجاز لي. وكان رجلاً فاضلاً، منقبضاً، مقبلاً على ما يعنيه تولى الصلاة بموضعه، يعني بقرية مورور. 4 (حرف الحاف)
4 (الحسين بن محمد بن خسرو.) أبو عبد الله البلخي، ثم البغدادي. السمسار، مفيد أهل بغداد ومحدث وقته. سمع من: أبي الحسين الأنباري، والبانياسي، وعبد الواحد بن فهد العلاف، وأبي عبد الله الحميدي، وطبقتهم، وخلقٍ بعدهم. وسمع بإفادته جماعة كثيرة. روى عنه أبو القاسم بن عساكر، وأبو الفرج بن الجوزي، وجماعة. قال السمعاني: سألت أبا القاسم الحافظ فقال: ما كان يعرف شيئاً. وسألت ابن ناصر عنه فقال: كان يذهب إلى الإعتزال. وكان حاطب ليلٍ، يسمع من كل أحد. ومات ابن خسرو في شوال، رحمه الله. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن أبي جعفر محمد بن عبد الله بن أحمد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 145 العلامة أبو محمد الخشني المرسي، الفقيه. أخذ بقرطبة عن: أبي جعفر أحمد بن رزق الفقيه. وتخرج به أبو محمد بن أبي جعفر. وسمع من حاتم بن محمد كتاب الملخص بسماعه من القابسي. وحج فسمع صحيح مسلم من الحسين بن علي الطبري. وقال القاضي عياض: سمع من: أبي عمر بن عبد البر، وأبي العباس العذري، وابن مسرور، والطليطلي.) وقال ابن بشكوال: روى عن: أبو الوليد الباجي، ومحمد بن سعدون القروي. وكان حافظاً للفقه على مذهب مالك، مقدماً فيه على جميع أهل وقته، بصيراً بالفتوى، مقدماً في الشورى، عارفاً بالتفسير، ذاكراً له. يؤخذ عنه الحديث، ويتكلم على بعض معانيه. انتفع به الطلبة. وكان رفيعاً في أهل بلده، معظماً فيهم، كثير الصدقة والذكر لله تعالى. كتب إلينا بإجازة مروياته. قال محمد بن حمادة الفقيه: كان غالباً عليه الفقه. دخلت عليه بمرسية سنة إحدى وعشرين وهو ينام، والقاريء يقرأ عليه، ولعابه يسيح عن فمه، فسألني عن سبتة وأهلها. ثم رفعت مسألةً فيمن خرج باغياً أو عادياً، فاضطر إلى الميتة، فقلت: مشهور مذهب مالك أنه لا يباح له أكلها. وقال عبد الله بن حبيب: له أكلها. فقال: ليس هو ابن حبيب إنما هو ابن الماجشون. ثم قال لصبي: قم إلى الخزانة، وأخرج السفر الفلاني، ثم اقلب منه كذا وكذا ورقة. قال: فإذا بالمسألة كما ذكر. فتعجبت من حفظه وهو على تلك الحال. وأجاز لي كتاب الموطأ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 146 وحج فسمع منه بسبتة قاضينا أبو عبد الله بن عيسى التميمي، وجماعة. وطال عمره، ورحل الناس إليه من الأقطار. وقد سمع صحيح مسلم من أبيه أبي بكر، ومات أبوه في سنة أربعٍ وتسعين وأربعمائة، بسماعه من أبي حفص عمرو الهوزني المذبوح في سنة ستين وأربعمائة، بسماعه من عبد الله بن سعيد السبتجالي، عن أبي سعد بن عمرو بن محمد السنجري، عن الجلودي نازلاً. قال ابن بشكوال: ولد بمرسية سنة سبعٍ وأربعين وأربعمائة وتوفي في ثالث رمضان. يعرف بابن أبي جعفر.) عبد الله بن موسى بن عبد الله. أبو محمد القرطبي. روى عن: حازم بن محمد، ومحمد بن فرج، وأبي علي الغساني، وأبي الحسن العبسي المقريء. وحدث. قال ابن بشكوال: عني بالحديث عناية كاملة، وكان متفنناً في عدة علوم مع الحفظ الإتقان. وتوفي في صفر. 4 (عبد الرحمن ابن الفقيه محمد ابن الفقيه عبد الرحمن ابن الفقيه عبد الرحيم ابن الفقيه أحمد) بن العجوز. الفقيه أبو القاسم الكتامي السبتي، قاضي الجزيرة الخضراء، ثم قاضي سلا. كان أحد الأعلام. قال القاضي عياض: حضرت مجلسه في تدريس المدونة، فما رأيت أحداً أحسن منه احتجاجاً، ولا أبين منه تعليلاً. وكان سل سمتُ وهمة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 147 توفي بفاس. نبا عن أبيه، عن جده. عبد الكريم بن حمزة بن الخضر بن العباس. أبو محمد السلمي الدمشقي الحداد. سمع: أبا القاسم الحنائي، وأبا بكر الخطيب، ومحمد بن مكي الأزدي المصري، وعبد الدائم بن الحسن، وعبد العزيز الكتاني، وأبا الحسن بن أبي الحديد، وعبيد الله بن عبد الله الداراني، وجماعة. وأجاز له: أبو جعفر ابن المسلمة، وأبو الحسن بن مخلد الواسطي. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر وقال: كان ثقة مستوراً سهلاً، قرأت عليه الكثير، وتوفي في ذي القعدة وأبو طاهر السلفي، وعبد الرحمن بن علي الخرقي، وإسماعيل الخبروي، وبركات الخشوعي، وأبو القاسم بن الحرستاني، وآخرون.) وكان من أسند شيوخ الشام في عصره. 4 (علي بن الحسين بن محمد بن مهدي.) الأستاذ أبو الحسن البصري، الصوفي، العارف. دار في الشام، ومصر، والجزيرة، وأذربيجان، ولقي العباد. وكانت له مقامات، وأحوال، وكرامات. وسكن بغداد في الآخر. سمع: أبا الحسن الخلقي، والمثنى بن إسحاق القرشي الأذربيجاني. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 148 ويروى أنه حضرت عنده إمرأة فقالت: يا سيدي، ضاع كتابي الذي شهدت فيه، وأريد أن تشهد. قال: ما أشهد إلا بشيء حلو. قال: فتعجب الحاضرون منه. فمضت وعادت ومعها كاغد حلواء. فضحك وقال: والله ما قلت لك إلا مزاحاً، إذهبي وأطعميه لأولادك. ولمح الكاغد الذي فيه الحلواء فقال: أرينيه. فأرته، فإذا هو كتابها، وفيها شهادته، فقال: ما ضاعت الحلواء، هذا كتابك. توفي أبو الحسن البصري في جمادى الأولى. 4 (عمر بن يوسف.) القدوة، الزاهد، أبو حفص ابن الحذاء القيسي الصقلي، نزيل الثغر. سمع منه: السلفي، عن أبي بكر عتيق بن علي السمنطاري بصقلية: نبا أحمد بن إسحاق المهراني، ثنا ألو بكر بن خلاد، ثنا، تمتام، نبا القعنبي بحديث: الذي تفوته العصر. قال السلفي: كان من مشاهير الزهاد وأعيان العباد. له مجدٌ كبير عند أهل صقلية. وكان من أهل العلم. تمنع من الرواية كثيراً تورعاً، وجرى بيني وبينه خطبٌ طويل.) وقفت على سماعه من السمنطاري بموطأ القعنبي، بهذا الإسناد. ولد بصقلية سنة ثلاثين وأربعمائة، وحج سنة إحدى وخمسين. وقرأ على جماعة القرآن. توفي في المحرم، رحمه الله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 149 4 (حرف الميم)
4 (منصور بن الخير بن تمكي.) أبو علي المغراوي، المالقي، المقرئ الأحدب. حج، وأدرك أبا معشر الطبري وأخذ عنه. ولقي أبا عبد الله محمد بن شريح وأخذ عنه. وجالس أبا الوليد الباجي. وعني بالقراءآت، وصنف فيها كتباً أخذها عنه الناس. قال ابن بشكوال قال: وسمعت بعض شيوخنا يضعفه. توفي بمالقة في شوال. قلت: قرأ عليه: محمد بن أبي العيسى الطرطوشي، ومحمد بن عبيد الله بن العويص. وقيل إنه متهم في لقي أبي معشر، مع أنه رأس في القراءآت، قين بتجويدها وعللها. قال اليسع بن حزم: رحلت إليه، فوجدته بحراً في علوم القراءآت، بعيد الغور والغايات، فجلست واستفدت وتشكلت، فقال: ما حجة من جهر وحجة من أخفى فقلت: حجة الجهر فإذا قرأت القرآن فاستعذ، وأخفوا لئلا يتوهم أنها آية من القرآن. وذكر باقي الكلام.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 150 قال أحمد بن ثعبان: انصرفت من مكة، فلقيني منصور بن الخير فقال: ما فعل أبو معشر قلت: توفي. فلما حج رجع إلى الأندلس وقال: قرأت على أبي معشر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 151 4 (وفيات سنة سبع وعشرين وخمسمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد ابن الشيخ الإمام أبي علي الحسن بن أحمد بن عبد الله.) ) أبو غالب بن البنا البغدادي الحنبلي. شيخ صالح، كثير الرواية، عالي السند. سمع: أبا محمد الجوهري، وأبا الحسين بن حسنون النرسي، وأبا يعلى بن الفراء، وأبا الغنائم بن المأمون ووالده، وابن المهتدي، بالله وطائفة. وله مشيخة. وكان مولده في سنة خمسٍ وأربعين وأربعمائة. وأجاز له: أبو الطيب الطبري، وأبو إسحاق البرمكي، وأبو بكر بن بشران، والعشاري. وثقه ابن الجوزي، وروى عنه هو، و: أبو القاسم بن عساكر، وأبو موسى المديني، وهبة الله بن مسعود البابذيني، ومحمد بن هبة الله أبو الفرج
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 152 الوكيل، وعبد الوهاب بن الشيخ عبد القادر، وإسماعيل بن علي القطان، وعمر بن طبرزد، وخلق سواهم. وتوفي في صفر. وقيل في ربيع الأول. وتفرد بالأجزاء القطعيات التي لم يبق ببغداد شيء أعلى منها في وقته. 4 (أحمد بن عمار بن أحمد بن عمار بن المسلم.) أبو عبد الله الحسيني الكوفي، مجد الشرف، الشاعر المشهور. مدح المسترشد، والوزير أبا علي بن صدقة. ومن شعره: (وباكية أبكت فأبدت محاسناً .......... أراقت فراقت أنفس الركب عن عمد)
(حباباً على خمرٍ وليلٍ على ضحىً .......... وغصناً على دعصٍ وذرا على ورد) وله: (ناس يسيء برأيه ويرى .......... صرف الحوداث غير متهم)
(لك في الذي تبديه معذرةً .......... من نام لم ينفك في حلم) عاش اثنتين وخمسين سنة. 4 (أسعد بن صاعد بن منصور بن إسماعيل.) أبو المعالي النيسابوري الحنفي، خطيب نيسابور.) سمع: جده، وأبو بكر بن خلف الشيرازي، وموسى بن عمران الصوفي، وأبا بكر الشيروي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 153 كان إليه الخطابة والوعظ والتدريس ببلده، وكان مقبولاً عند السلطان. توفي في ذي القعدة، وقد قدم بغداد رسولاً من السلطان سنجر، فسمع منه ابن عساكر، وغيره. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن أحمد بن علي بن جحشويه.) المحدث المفيد أبو محمد البغدادي. سبط قريش. طلب بنفسه وكتب الكثير، وسمع من: النعالي، وطراد، وابن البطر، وطبقتهم. وحدث بأكثر مسموعاته. روى عنه: عبد الله بن أبي المجد الحربي، وغيره. قال ابن النجار: مات في شوال سنة سبعٍ وعشرين. 4 (عبد الجبار بن أبي بكر بن محمد.) أبو محمد الأزدي، الصقلي، الشاعر. له ديوان مشهور.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 154 دخل الأندلس ومدح المعتمد بن عباد. وتوفي هذه السنة في رمضان بجزيرة ميورقة. وجزيرة صقلية يحيط بها البحر، وهي بحذاء إفريقية. أخذتها النصارى في سنة أربعٍ وستين وأربعمائة. 4 (عبد الكريم بن إسحاق.) أبو زرعة البزاز الرازي. قدم سنة إحدى وثمانين ببغداد، وسمع عاصم بن الحسن، وجماعة. وسمع بالري من: عبد الكريم الوزان وبإصبهان من: أبي عبد الله الرفقي. قال أبو سعد السمعاني: كان صدوقاً، ثقة. حدثنا عنه جماعة.) وعاش سبعاً وثمانين سنة. 4 (عبد الملك بن عبد الله بن داود.) أبو القاسم الحمزي. من حمزي مدينة بالمغرب. قدم بغداد وسكنها. قدم على أبي علي التستري، فسمع منه سنن أبي داود. وسمع ببغداد من: أبي نصر الزينبي. سمع منه: أبو القاسم بن عساكر السنن، وحدث عنه هو، وأبو المعمر. توفي في ربيع الآخر. 4 (علي بن عبيد الله بن نصر بن عبيد الله بن سهل.) الإمام أبو الحسن بن الزاغوني، شيخ الحنابلة ببغداد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 155 سمع الكثير بنفسه، ونسخ بخطه. وولد سنة خمسٍ وخمسين وأربعمائة. حدث عن: أبي جعفر بن المسلمة، وابن هزار مرد، وعبد الصمد بن المأمون، وعلي بن البسري، وأبي الحسين بن النقور، وجماعة. وقرأ بالروايات، وتفقه على يعقوب البرزبيني. وكان إماماً فقيهاً، متبحراً في الأصول والفروع، متفنناً، واعظاً، مناظراً، ثقة، مشهور بالصلاح، والديانة، والورع، والصيانة، كثير التصانيف. قال ابن الجوزي: صحبته زماناً، وسمعت منه، وعلقت عنه الفقه والوعظ. وتوفي في سابع عشر المحرم. وكان الجمع يفوت الإحصاء. وقال أبو سعد السمعاني: روى لنا عنه: علي بن أبي تراب، وأبو المعمر الأنصاري، وأبو القاسم الحافظ. وسمعت حامد بن أبي الفتح المديني: سمعت أبا بكر محمد بن عبيد الله بن الزاغوني يقول: حكى بعض الناس ممن يوثق بهم أنه رأى في المنام ثلاثة يقول واحد منهم: إخسف وواحد) يقول: أغرق وواحد يقول: أطبق. يعني البلد. فأجاب أحدهم: لا، لأن بالقرب منا ثلاثة أحدهم أبو الحسن بن الزاغوني، والثني أحمد بن الطلاية، والثالث محمد بن فلان من الحربية. قلت: وروى عنه: بركات بن أبي غالب السقلاطوني، ومسعود بن غيث
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 156 الدقاق، وأبو القاسم بن معالي بن شدقيني، وأبو الحسن علي بن عساكر، وأبو موسى المديني، وأبو حفص بن طبرزد، وطائفة سواهم. وهو من متكلمي الحنابلة ومصنفيهم. أملى علي القاضي عبد الرحيم بن عبد الله، أنه قرأ بخط أبي الحسن بن الزاغوني: قرأ أبو محمد عبد الله بن أبي سعد الضرير علي القرآن من أوله إلى آخره، بقراءة أبي عمرو، رواية اليزيدي، طريقة ابن مجاهد، وكنت رأيت في المنام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأت عليه القرآن من أوله إلى آخره بهذه القراءة المذكورة، وهو صلى الله عليه وسلم يسمع، وإني لما بلغت في سورة الحج إلى قوله تعالى: إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات الآية، أشار بيده أي إسمع، ثم قال: هذه الآية من قرأها غفر له ثم أشار أن إقرأ، فلما بلغت أول يس، قال لي: هذه السورة من قرأها أمن من الفقر فلما بلغت إلى سورة الإخلاص قال لي: هذه السورة من قرأها، فكأنما قرأ ثلث القرآن. فلما كملت الختمة قال لي: ما أعطى الله أحداً ما أعطي أهل القرآن. وإني قلت له كما قال لي. وكتب علي بن عبيد الله بن الزاغوني قال: وقرأ علي هذا الكتاب، يعني مختصر الخرقي، من أوله إلى آخره أبو محمد الضرير من حفظه، ورويته لي عن أبي القاسم الخرقي رحمه الله. وكتب ابن الزاغوني سنة تسعٍ وخمسمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 157 4 (علي بن يعلى بن عوض.) أبو القاسم الهاشمي العلوي العمري، من ولد عمر بن علي بن أبي طالب. شيخ جليل واعظ مشهور، صاحب قبول. من أهل هراة.) سمع من أبي عامر الأزدي، ونجيب بن ميمون، ومحمد بن علي العميري الزاهد. وورد بغداد فوعظ بها، وسمع من: أبي القاسم بن الحصين. وكان يورد في مجلس وعظه الأحاديث بأسانيدها، ويظهر السنة. قال ابن الجوزي: حصل له ببغداد مالٌ وكتب وقبول كثير، وحملت إليه وأنا صغير، وحفظني مجلساً من الوعظ، فتكلمت بين يديه يوم ودع الناس وسافر إلى مرو. وقال ابن السمعاني: سمعت منه حديثاً واحداً. 4 (عمر بن محمد بن محمد بن موسى.) أبو جعفر الشاشي، نزيل قاشان، إحدى قرى مرو.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 158 تفقه على الإمام أبي الفضل التميمي، وسمع منه. ومنه: أبو عبد الله محمد بن الحسين المهربندشاني، وإسماعيل بن عبد القاهر الجرجاني. وقدم بغداد قبل الثمانين وأربعمائة حاجاً، وسمع أبا عبد الرحمن بن ميمون المتولي. وحدث. توفي سنة سبعٍ وعشرين، فيحول إليها. 4 (حرف الكاف)
4 (كريم الملك.) أبو الحسن. واسمه: أحمد بن عبد الرزاق. وزير الملك شمس الملوك صاحب دمشق. مات في ذي الحجة، وتأسف الناس عليه لحسن طريقته، وحميد خلاله، وكثرة تلاوته. 4 (كريمة بنت الحافظ أبي بكر محمد بن أحمد ابن الخاضبة.) روت عن: أبي الحسين بن النقور. وعنها: أبو القاسم بن عساكر، وأبو المعمر الأنصاري، وغيرهما. وتوفيت في رجب. قال ابن السمعاني: رأيت نسخةً بتاريخ بغداد كاملةً بخطها. 4 (حرف الميم) ) 4 (محمد بن إدريس.) أبو عبد الله الجذامي الغرناطي. حدث ب صحيح البخاري، عن بكار، عن أبي ذر الهروي، وكان فقيهاً، مفتياً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 159 روى عنه: أبو خالد بن رفاعة. 4 (محمد بن الحسين بن علي.) أبو بكر البغدادي المزرفي، ومزرفة بين عكبرا وبغداد، الفرضي الحاجي. ولد سنة تسعٍ وثلاثين وأربعمائة ببغداد. وسكن به أبوه مدة في أيام الفتنة بالمزرفة. وقرأ بالروايات وجود. وسمع: أبا جعفر ابن المسلمة، وأبا الحسين ابن المهتدي بالله، وعبد الصمد بن المأمون، وأبا علي بن البنا، والصريفيني، وخلقاً سواهم. وتلا على أصحاب الحمامي. روى عنه: ابن عساكر، وأبو الفرج بن الجوزي، وأبو موسى المديني، وأبو الفتح المندائي، وطائفة. وأقرأ القراءآت. ويقول الحافظ ابن عساكر وغيره إنه مات ساجداً. مات في أول السنة. وقال ابن الجوزي: كان ثقة، عالماً، حسن العقيدة رحمه الله. 4 (منصور بن محمد بن محمد بن الطيب.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 160 أبو القاسم العلوي العمري الهروي، المعروف بالفاطمي. كان فقيهاً، مناظراً، وواعظاً، رئيساً. كان رفيع المنزلة عند الخاص والعام، ذا ثروةٍ وأموال. يقال كان له ثلاثمائة وستون طاحونة. سمع بهراة من: جده لأمه أبي العلاء صاعد بن منصور الأزدي، ومحلم بن إسماعيل، ومحمد بن أبي عاصم العمري.) وبنيسابور من: أبي القاسم القشيري، وأبي شجاع المكيالي. وقدم بغداد مرتين. وروى عنه: ابن ناصر، والسلفي، ويحيى بن بوش. قال ابن السمعاني: كان شيخنا أبو الحسن الأزدي سيء الرأي فيه، قال: لا أروي عنه حرفاً. توفي أبو القاسم الفاطمي بهراة في رمضان. وقال السمعاني في التحبير: أجاز لنا، وكان فقيهاً مبرزاً مدققاً، مولده سنة أربعٍ وأربعين وأربعمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 161 4 (وفيات سنة ثمان وعشرين وخمسمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن علي بن إبراهيم.) الشيخ أبو الوفاء الشيرازي، القدوة، الزاهد، الفيروز أباذي، شيخ الرباط الذي حذاء جامع المنصور ببغداد. قدم بغداد وسمع من: أبي طاهر الباقلاني، وأبي الحسن الهكاري شيخ الإسلام. وخدم المشايخ، وسكن بالرباط المذكور. ويعرف برباط الزوزني. قال ابن السمعاني: اتفقت الألسن على مدحه. صحب المشايخ بفارس، وكان يحفظ من كلام القوم وسيرهم وأحوالهم، ومن الأشعار المناسبة لذلك شيئاً كثيراً. واتفق أن أبا علي المغربي أحضر رجلاً يقال له محمد المغربي إلى الشيخ أبي الوفاء وأثنى عليه، وقال: إنه يصلح لخدمتك، فاستخدمه الشيخ وقربه، وكان يسعى في مهماته، فضاق منه أبو علي المغربي، فقال لأبي الوفاء: أريد أن تخرجه من الرباط ولا يخدمك.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 162 فقال: ما يحسن هذا. تثني على رجلٍ فتقربه، ثم تضيق منه فتخرجه. هذا لا يليق. فعمل أبو علي:) (إن خلي أبا الوفا .......... في صفاي أبى الوفا)
(باع ودي بردٍ من .......... لطفه غاية الجفا) وقال أبو الفرج بن الجوزي: كان أبو الوفاء على طريقة مشايخه في سماع الغناء والرقص. وكان يقول لشيخنا عبد الوهاب: إني لأدعو الله في وقت السماع. وكان شيخنا يتعجب ويقول: أليس يعتقد أن ذلك وقت إجابة، وهذا غاية القبح. وحكى أبو الوفاء أن فقيراً كان يموت وعياله يبكون، ففتح عينيه وقال: لمَ تبكون، ألموتي قالوا: لا، الموت لابد منه، ولكن نبكي على فضيحتنا، لأنه ليس لك كفن. فقال: إنما نفتضح لو كان لي كفن. قال ابن الجوزي: توفي أبو الوفاء في حادي عشر صفر. وصلى عليه خلق، منهم أرباب الدولة وقاضي القضاة. ودفن على باب الرباط. وعمل له الخادم نظر بعد يومين دعوة عظيمة، أنفق فيها مالاً على عادة الصوفية، واجتمع فيها خلق. وكان أبو الوفاء ينشد أشعاراً، أنشد مرة لأبي منصور الثعالبي: (وخيط نم في حافات وجهٍ .......... له في كل يومٍ ألف عاشق)
(كأن الريح قد مرت بمسكٍ .......... وذرت ما حوته من الشقائق)
4 (أحمد بن علي بن الحسن بن سلمويه.) أبو عبد الله النيسابوري الصوفي. شيخ طريفٌ معمر. ولد قبل الأربعين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 163 وحدث عن: عبد الغافر بن محمد الفارسي، وعمر بن مسرور، وأبي سعد الكنجروذي. ورحل مع والده، وسمع من: أبي محمد الصريفيني، وغيره. وخدم أبا القاسم القشيري، وكان يقرئ بين يديه الأبيات بصوت رخيم لين. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وقال: توفي سنة أو قبلها. 4 (أحمد بن علي بن محمد بن السكن.) ) أبو محمد بن المعوج. سمع: علي بن البسري، وجماعة. وعنه: معمر بن الفاخر، ومحمود الخيام، وغيرهما. 4 (أمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت.) أبو الصلت الأندلسي الداني، مصنف كتاب الحديقة. كان عالماً بالفلسفة، ماهراً في الطب، إماماً فيه وفي علوم الأوائل. سكن الإسكندرية مدةً، وكان مولده بدانية في سنة ستين وأربعمائة. أخذ عن: أبي الوليد الوقشي قاضي دانية، وغيره. وقدم الإسكندرية سنة تسعٍ وثمانين، ونفاه الأفضل شاهنشاه من مصر في سنة خمسٍ وخمسمائة. ثم دخل إلى المهدية، وحل من صاحبها علي بن يحيى بن باديس بالمحل الجليل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 164 وكان بارعاً في معرفة النجوم والوقت، بارعاً في الموسيقى وفي الشعر، حاذقاً بلعب الشطرنج. وله رسالة مشهورة في الأسطرلاب. وله كتاب الوجيز في علم الهيئة، وكتاب الأدوية المفردة، وكتاب في المنطق، وكتاب الانتصار في أصول الطب. صنف بعضها في سجن الأفضل. وقيل إن أمير الإسكندرية حبسه مدةً لأنه قدم إلى الإسكندرية مركبٌ موقرٌ نحاساً، فغرق وعجزوا عن استخراجه، فقال أبو الصلت: عندي فيه حيلة. فطاوعه الأمير، وبذل له أموالاً لعمل الآلات، وأخذ مركباً كبيراً فارغاً، وعمل على جنبيه دواليب بحبالٍ حرير، ونزل الغطاسون، فأوثقوا المركب الغارق بالحبال، ثم أديرت الدواليب، فارتفع المركب الغارق بما فيه إلى أن لاطخ المركب الذي فيه الدواليب وتم ما رامه، لكن انقطعت الحبال وهبط، فغضب الأمر للغرامة وسجنه. ومن شعره: (إذا كان أصلي من تراب فكلها .......... بلادي، وكل العالمين أقاربي)
(ولابد لي أن أسأل العيس حاجةً .......... تشق على شم الذرى والغوارب) ) وله: (وقائلةٍ: ما بال مثلك خاملٌ .......... أأنت ضعيف الرأي، أم أنت عاجز)
(فقلت لها: ذنبي إلى القوم أنني .......... لما لم يحوزوه من المجد حائز) وله: (ومهفهفٌ تركت محاسن وجهه .......... ما مجه في الكأس من إبريقه)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 165 (ففعالها من مقلتيه، ولونها .......... من وجنتيه، وطعمها من ريقه) وله: (عجبت من طرفك في ضعفه .......... كيف يصيد البطل الأصيدا)
(يفعل فينا وهو في غمده .......... ما يفعل السيف إذا جردا) ومن شعره، وأوصى أن يكتب على قبره، وهو يدل على أنه مسلم الاعتقاد: (سكنتك يا دار الفناء مصدقاً .......... بأني إلى دار البقاء أصير)
(وأعظم ما في الأمر أني صائرٌ .......... إلى عادلٍ في الحكم ليس يجور)
(فإن أك مجزياً بذنبي فإنني .......... بشر عقاب المذنبين جدير)
(وإن يك عفوٌ منه عني ورحمةٌ .......... فثم نعيمٌ دائمٌ وسرور) توفي رحمه الله بمرض الإستسقاء بالمهدية في منسلخ العام، وقيل: في مستهل سنة تسعٍ. 4 (حرف الثاء)
4 (ثابت بن منصور الكيلي.) أبو العز من أهل العراق. سمع الكثير ونسخ، وعني بالحديث. سمع: رزق الله التميمي، وعاصم بن الحسن، ومحمد بن إسحاق الباقرحي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 166 قال ابن ناصر: هو صحيح السماع ما يعرف شيئاً. توفي في ذي الحجة. وقال غيره: كان يحفظ ويدري. وقال ابن النجار: خرج في فنون، وكان صدوقاً. روى لنا عنه: مظفر بن علي الخياط، وست الكتبة بنت يحيى الهمذاني.) وروى عنه: السلفي وقال: كان فقيهاً على مذهب أحمد. كتب كثيراً معنا وقبلنا، وكان ثقة زعر الأخلاق. 4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن أحمد بن محمد بن جكينا.) أبو محمد الحريمي الشاعر المشهور، صاحب الرشاقة، والحلاوة، والظرافة في شعره. وكان هجاءً، غواصاً على المعاني. ويلقب بالبرغوث. وهو القائل: (ولائمٌ لام في التحالي .......... لما استباحوا دم الحسين)
(فقلت: دعني احقّ عضو .......... ألبسه بالحداد عيني) مات في ربيع الأول، ترجمة ابن النجار. 4 (الحسن بن أبي الذكر محمد بن عبد الله بن حسين.) القدوة، أبو عبد الله المصري، الجوهري، الزاهد، الناطق بالحكمة. قال السلفي: قرأنا عليه، عن أبي إسحاق الحبال، وغيره. وكان حلو الوعظ. وتوفي في جمادى الأولى.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 167 4 (حرف الخاء)
4 (الخفرة بنت مبشر بن فاتك.) الدمشقية الجديدة. روت عن: محمد بن الحسين الطفال، وأبي طاهر محمد بن سعدون الموصلي، وغيرهما. روى عنها: أبو طاهر السلفي، وقال: توفيت في جمادى الأولى أيضاً. قلت: هي آخر من حدث عن الطفال. وكان أبوها محمود الدولة من أمراء المصريين، صنف في الطب، والمنطق، وغير ذلك. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن المبارك بن الحسن.) ) أبو محمد البغدادي المقرئ، ويعرف بابن ينال. سمع: أبا نصر الزينبي، وعاصماً، وأبا الغنائم بن أبي عثمان. وتفقه على: أبي الوفاء بن عقيل، وأبي سعد البرداني. وباع ملكاً له واشترى كتاب الفنون وكتاب الفصول لابن عقيل، ووقفهما. وتوفي رحمه الله في جمادى الأولى. 4 (عبد الخلاق بن عبد الواسع بن عبد الهادي ابن شيخ الإسلام أبي إسماعيل عبد الله بن) محمد بن علي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 168 الأنصاري الهروي، أبو الفتوح بن أبي رفاعة، من أبي عروبة. كان حسن الأخلاق، حلو الشمائل. سمع محمد بن علي العميري، ونجيب بن ميمون الواسطي. وحدث ببغداد. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وأبو القاسم بن عساكر. وتوفي في شعبان. 4 (عبد الواحد بن شنيف.) أبو الفرج البغدادي. تفقه على أبي علي البرداني. وكان فقيهاً، مناظراً، مجوداً. له مال ورئاسة. توفي في شعبان. 4 (علي بن أحمد بن علي.) العلامة أبو حسن السجزي، ثم البلخي، الفقيه المعروف بالإسلامي. مقدم أصحاب أبي حنيفة، رحمه الله، ببلخ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 169 عمر دهراً، وروى الكثير، وكان زاهداً، حسن السيرة. روى عنه بالإجازة: السمعاني، وقال: سمع: منصور بن إسحاق الحافظ، والوخشي، والعيار. فمن ذلك صحيح البخاري، سمعه من منصور ابن إسحاق، عن إسماعيل الكشاني، ويرويه) أيضاً عن أبي عثمان العيار. وسمع سنن أبي داود من الوخشي. مات في سلخ ربيع الآخر، وقيل: ليلة نصف ذي الحجة. 4 (علي بن عطية الله بن مطرق.) أبو الحسن اللخمي، البلنسي، الشاعر المشهور بابن الزقاق. أخذ عن أبي محمد البطليوسي، وبرع في الآداب، وتقدم في صناعة الشعر، وامتدح الكبار، واشتهر اسمه، ودون شعره، ولم يبلغ الأربعين. سمع منه: الحافظ أبو بكر بن رزق الله. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن علي.) أبو بكر القطان البغدادي، ويعرف بابن الحلاج. حدث عن: أبي الغنائم بن أبي عثمان. قال ابن الجوزي: كان خيراً، زاهداً، كثير العبادة، دائم التلاوة، حسن الأخلاق. كان الناس يتبركون به، وكنت أزوره. وقال غيره: سمع من: مالك البانياسي، وقرأ على أبي طاهر بن سوار. روى عنه: الحافظان ابن عساكر، وأبو موسى المديني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 170 4 (محمد بن حبيب بن عبيد الله بن مسعود.) أبو عامر الأموي الشاطبي. روى عن: طاهر بن مفوز، وأبي داود المقريء، ويوسف بن عديس. قال ابن بشكوال: أجاز لنا، وسمع منه أصحابنا ووصفوه بالجلالة والفضل والديانة. توفي بشاطبة. 4 (محمد بن سعيد بن مسعود.) الإمام أبو الفضل المروزي، الزاهد، المسعودي، الواعظ. قال السمعاني: كان حسن الموعظة والنصح، سريع الدمعة، كان السلطان سنجر يزوره. سمع من جماعة، وحدث.) مولده في سنة إحدى وخمسين، ومات في جمادى الأولى. 4 (محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن زغيبة.) أبو عبد الله الكلابي الأندلسي المرسي. ولد سنة خمسين وأربعمائة. وروى عن: أبي العباس العذري، والقاضي أبي عبد الله بن المرابط، وعبد الجبار بن أبي قحافة، وأبي علي الغساني، وجماعة. وكان ذاكراً للمسائل، عارفاً بالنوازل، حاذقاً بالفتوى. قاله ابن بشكوال. وقال: أجاز لنا وتوفي في ذي الحجة. أنبا محمد بن جابر، أنبا أحمد بن الغماز، أنبا أبو الربيع بن سالم، أنبا أبو محمد بن عبيد الله، أنبا ابن زغينة قراءةً، عن أحمد بن عمر العذري، عن أحمد بن الحسن الرازي، أنبا ابن عمرويه، ثنا ابن سفيان، نبا مسلم: قال ابن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 171 قعنب: نبا أفلح بن حميد، عن القاسم، عن عائشة قالت: طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي لحرمه حين أحرم ولحله حين أحل قبل أن يطوف بالبيت. 4 (محمد بن علي بن عبد الواحد.) أبو رشيد الآملي. ولد سنة سبعٍ وثلاثين وحج، وجاور، وكان زاهداً متبتلاً، مشتغلاً بنفسه. قيل إنه فارق أصحابه من المركب، وأقام في جزيرة يتعبد، ثم رجع إلى آمل. وتوفي في جمادى الأولى. 4 (معالي بن هبة الله بن الحسن بن الحبوبي.) أبو المجد الدمشقي، البزاز. سمع: أبا القاسم المصيصي، ونصر المقدسي، وسهل بن بشر. روى عنه: ابن عساكر ووثقه، ومحمد بن حمزة بن أبي الصقر. توفي في سلخ رمضان. ويروي عنه: ابن الحرستاني.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 172 4 (وفيات سنة تسع وعشرين وخمسمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن حبيب.) الفقيه، أبو الطيب المقدسي، الواعظ، إمام جامع الرافقة. سمع من: نصر المقدسي، والحسين بن علي الطبري. وله ديوان شعر. وكان مستوراً، قصيراً، معيلاً. سمع منه: أبو القاسم بن عساكر في هذا العام بالرافقة، وهي الرقة الجديدة. وله يقول: (يا واقفاً بين الفرات ودجلة .......... عطشان يطلب شربةً من ماء)
(إن البلاد كثيرةٌ أنهارها .......... وسحابها فكثيرة الأنواء)
(أرضٌ بأرضٍ والذي خلق الورى .......... قد قسم الأرزاق في الأحياء) وله: (يا ناظري ناظري دفنٌ على السهر .......... ويا فؤادي فؤادي منك في ضرر)
(ويا حياتي حياتي غير طيبةٍ .......... وهل تطيب بفقد السمع والبصر)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 173 (ويا سروري سروري قد ذهبت به .......... وإن تبقى قليلٌ فهو في الأثر)
(والعين بعدك يا عيني مدامعها .......... تسقي مغانيك ما يغني عن المطر) وله: (من لصبٍ نازح الدار .......... نهب أشواقٍ وأفكار)
(مستهام القلب محترقٍ .......... بهوىً أذكى من النار)
(فنيت بالبعد أرمقه .......... فهو يبكي بالدم الجاري)
(فإلى من أشتكي زمناً .......... عالني في حكمه الجاري)
(صرت أرضى بعد رؤيتكم .......... بخيالٍ أو بأخبار)
4 (إبراهيم بن الحسن بن محمد بن الحسين.) الشريف، أبو إسحاق الحسيني، الكليمي، النقيب بالديار المصرية.) روى لنا عن: عبد العزيز بن الضراب، وأبي إسحاق الحبال، وعبيد الله ابن أبي مطر الإسكندراني. قاله السلفي. وقال: توفي في جمادى الآخرة وله خمسٌ وسبعون سنة. 4 (أمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت.) قال السلفي: توفي في أول سنة تسعٍ وعشرين. وقد تقدم في سنة ثمانٍ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 174 4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن الحافظ لدين الله عبد المجيد بن محمد بن المستنصر العبيدي.) المصري. استوزره أبوه وجعله ولي عهده في سنة ستٍ وعشرين، فظلم وعسف وسفك الدماء، وقتل أعوان أبي علي الوزير الذي قبله، حتى قيل: إنه قتل في ليلةٍ أربعين أميراً، فخافه أبوه، وجهز لحربه جماعةً، فحاربهم، واختلطت الأمور، ثم دس أبوه من سقاه السم، فهلك في هذه السنة. ولكنه كان يميل إلى أهل السنة. 4 (الحسن بن المبارك بن أحمد الأنماطي.) أخو الحافظ عبد الوهاب. حدث عن: أبي نصر الزينبي. توفي في جمادى الأولى. 4 (حرف الطاء)
4 (طغرل بن محمد بن ملكشاه السلجوقي.) أحد الملوك السلجوقية. توفي بهمذان في أول السنة. وهو أخو السلطان محمود والسلطان مسعود.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 175 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن إسماعيل بن عبد الملك.) ) الفقيه أبو القاسم الصدفي الإشبيلي. روى عن: أبي عبد الله محمد بن فرج، وأبي علي الغساني. وكان فقيهاً حافظاُ للمسائل، مفتياً معظماً ببلده. توفي في أوائل سنة. 4 (محمد بن أبي الخيار.) العلامة أبو عبد الله العبدري، القرطبي، صاحب التصانيف. روى عن: أصبغ بن محمد، وأبي عبد الله بن حمدين. وتفقه بهما، وبالشهيد أبي عبد الله بن الحاج. ذكره ابن الأبار، وقال: كان من أهل الحفظ والاستبحار في علم الرأي. درس ونوظر عليه. وله ثنائية على المدونة، ورد على أبي عبد الله بن الفخار. وصنف كتاب السجاج، وكتاب أدب النكاح. ورأس قبل موته في النظر، فترك التقليد، وأخذ بالحديث، وبه تفقه: أبو الوليد بن خير، وأبو خالد بن رفاعة. قال أبو القاسم بن الشهيد بن الحاج: قرأت عليه المدونة تفقهاً وعرضاً. توفي إلى رحمة الله في عاشر ربيع الأول. 4 (محمد بن علي بن محمد العربي.) أبو سعيد السمناني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 176 سمع: أبا القاسم القشيري، وكان من مريديه. حدث وأملى، وروى عنه جماعة. ذكره ابن السمعاني فقال: أحد المشهورين بالفضل والعلم والزهد، وكان متحلياً بالأخلاق الزكية. رأيت الناس مجمعين على الثناء عليه. وتوفي قبل دخولي سمنان قبل سنة ثلاثين بسنة أو سنتين رحمه الله. 4 (المفضل بن عبد الله بن أبي الرجاء محمد بن علي بن أحمد بن جعفر.) ) أبو المعالي، التميمي، المعدل. إصبهاني جليل. روى عن: أبي مسلم بن مهربزد صاحب ابن المقري. روى عنه: أبو موسى الحافظ، وقال: سألته عن مولده فقال: سنة أربعٍ وخمسين. وتوفي في رجب. 4 (منصور بن محمد بن علي.) أبو المظفر الطالقاني، نزيل مرو. قدمها وتفقه على الإمام أبي المظفر السمعاني. قال أبو سعد السمعاني: كان منبسطاً في شبيبته، دخالاً في الأمور، ثم حسنت طريقته، وترك ما لا يعنيه، واشتغل بالعبادة، وأقبل على المطالعة. حج وحدث ببغداد. وكان ليناً فصيحاً. سمع: جدي، والفضل بن أحمد بن متويه الصوفي، وإسماعيل بن الحسين العلوي. وكتبت عنه. وسمع منه: أبو القاسم بن عساكر ببغداد. توفي في رمضان بنواحي أبي ورد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 177 4 (وفيات سنة ثلاثين وخمسمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن الحسن بن هبة الله.) أبو الفضل ابن العالمة، عرف بالإسكاف. شيخ، صالح، مقرئ، إمام، فقيه، مجود، قنوع، خير، حسن التلاوة، محدث. سمع الكثير من: أبي الحسين بن النقور، وأبي محمد الصريفيني. وحدث وتوفي في شوال. وقد قرأ بالروايات على: أبي الوفاء بن القواس وتلقن على الزاهد أبي منصور الخياط. روى عنه: ابن الجوزي، وغيره.) وكان مولده في رمضان سنة تسعٍ وخمسين. ومن شيوخه في القراءآت، عبد السيد بن عتاب. أقرأ بالروايات مدة. 4 (أحمد بن علي بن محمد بن موسى المقريء.) أبو بكر الإصبهاني، الأديب، المؤدب. روى عن: أبي الطيب بن شمة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 178 روى عنه: أبو موسى المديني، وقال: كان والدي وأخي في مكتبه، وتوفي في سادس شوال. وقال السمعاني في معجمه الملقب بالتحبير: يعرف بالزين العلم. ومن مسموعاته: فضل رمضان لسلمة بن شبيب، سمعه من أحمد بن الفضل الباطرقاني، عن محمد بن أحمد بن الحسين، عن الفضل بن الخصيب، عنه، وكتاب الحجة في القراءآت الثمان تأليف أبي الفضل الخزاعي، رواه عن الباطرقاني عنه. 4 (أحمد بن أبي الفضل محمد بن عبد العزيز بن عبد الواحد.) أبو الرجاء القارئ. روى عنه: أبو موسى المديني، وقال: لم أر مثله في طريقته من الطراز الأول. روى عن: أبي الحسين ابن المهتدي بالله. 4 (إبراهيم بن الفضل.) أبو نصر الإصبهاني البئار المفيد. قال ابن السمعاني: رحل، وسمع، ونسخ، وجمع، وما أظن أن أحداً بعد محمد بن طاهر المقدسي رحل وطوف مثله، وجمع كجمعه، إلا أن الإدبار لحقه في آخر الأمر، وكان يقف في أسواق إصبهان، ويروي من حفظه بالسند. وسمعت أنه يضع في الحال.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 179 سمع: أبا الحسين بن النقور، وعبد الرحمن بن مندة، وأخاه أبا عمرو عبد الوهاب بن مندة، والفضل بن عبد الله بن المحب، وأبا عمرو المحمي، وأبا إسماعيل الأنصاري شيخ الإسلام، وخلقاً من معاصريهم. قال لي إسماعيل بن الفضل الحافظ: أشكر الله لئن ما لحقت إبراهيم البأر، وأساء الثناء عليه.) توفي البئار سنة ثلاثين. روى عنه جزءاً من حديثه: يحيى الثقفي، وداود بن سليمان بن أحمد بن نظام الملك، وأبو طاهر السلفي وقال: كان يسمى بدعلج، له معرفة، وسمعنا بقراءته كثيراً، وغيره أرضى منه. وقال معمر بن الفاخر: رأيت إبراهيم البئار واقفاً في السوق، وقد روى أحاديث منكرة بأسانيد صحاح، فكنت أتأمله تأملاً مفرطاً، ظناً مني أنه الشيطان على صورته. قال: وتوفي في شوال. قلت: كان أبوه يحفر الآبار. قال ابن طاهر المقدسي: حدثته عن مشايخ مكيين ومصريين، فبعد أيامٍ بلغني أنه حدث عنهم، فبلغت القصد إلى شيخ البلد، أبي إسماعيل الأنصاري، فسأله عن لقي هؤلاء بحضرتي، فقال: سمعت مع هذا. فقلت: ما رأيته قط إلا هنا. قال الشيخ: حججت قال: نعم. قال: فما علامات عرفات قال: دخلناها بالليل. قال: يجوز، فما علامة منى قال: كنا بها بالليل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 180 قال: ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ لم يصبح لكم الصبح لا بارك الله فيك. وأمر بإخراجه من البلد، وقال: هذا دجال. ثم انكشف أمره بعد هذا حتى صار آيةً في الكذب. 4 (حرف الحاء)
4 (الحسين بن محمد بن أحمد بن جعفر.) أبو عبد الله النهربيني المقرئ الفقيه. سمع: ابن طلحة النعالي، ويحيى بن أحمد السبتي. قال ابن عساكر: ذكر لي أنه سمع من: أبي الحسين بن النقور، وسكن دمشق بالمدرسة) الأمينية. كتبت عنه، وكان خيراً، ثقة، يؤم بالناس في مسجد سوق الغزل المعلق، ويقريء القرآن. توفي بقرية الحديثة عند أخيه أحمد الفلاح بالغوطة. 4 (الحسين بن عبد الرزاق.) أبو علي الأبهري الفقيه، المعروف بالقاضي الرحبة، قاضي همذان كان صدوقاً، محموداً في عمله، داهيةً، بعيد النظر والغور. سمع: علي بن محمد بن محمد الخطيب الأنباري، وجماعة ببغداد. وكان مولده في سنة ستٍ وأربعين وأربعمائة. وتوفي في هذه السنة، أو في التي بعدها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 181 4 (حرف الدال)
4 (دردانة بنت إسماعيل بن عبد الغافر بن محمد الفارسي.) أمة الغافر النيسابوري. والدة أبي حفص عمر بن أحمد الصفار. سمعت من: جدها أبي القاسم القشيري، ويعقوب بن أحمد الصيرفي، وأبي حامد الأزهري. وعنها: الحافظ ابن عساكر، والسمعاني. ماتت في صفر عن أربعٍ وثمانين سنة. 4 (حرف الشين)
4 (شهفيروز بن سعد بن عبد السيد.) أبو الهيجا، البغدادي، الشاعر. رقيق النظم، لطيف الطبع. أنشأ مقامات. وقد سمع من: أبي جعفر ابن المسلمة. وعنه: ابن ناصر، ويحيى بن بوش، وجماعة. وكتب عنه: أبو علي البرداني، وسماه أحمد. مات في ربيع الأول عن سنٍ عالية.) 4 (حرف العين)
4 (عبد الواحد بن الفضل بن محمد بن علي.) أبو بكر ابن القدوة أبي علي الفارمذي الطابرائي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 182 كان جليل القدر، حسن الأخلاق، مكرماً للغرباء. سافر وصحب المشايخ. وكان بقية أولاد الشيخ. سمع ببغداد من أبي القاسم بن بيان، وابن نبهان. وكان قد سمع بمرو من: أبي الخير محمد بن أبي عمران وبنيسابور من: أبي بكر بن خلف الشيرازي. قال ابن السمعاني: كتبت عنه بطوس. توفي في صفر. 4 (علي بن أحمد بن الحسن.) الموحد أبو الحسن بن البقسلام الوكيل. من أعيان البغداديين ومتميزيهم. وله معروف كثير. ولد سنة ثلاثٍ وأربعين وأربعمائة. وسمع: أبا يعلى بن الفراء، وهناد بن إبراهيم النسفي، وأبا جعفر ابن المسلمة، وأبا الحسين ابن المهتدي بالله، وابن المأمون، والصريفيني، وأبا علي محمد بن وشاح، وخلقاً كثيراً. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وأبو القاسم بن عساكر، وأبو الفرج بن الجوزي، وعبد الله بن صافي الخازني. وسئل ابن عساكر عن علي الموحد فأثنى عليه ووثقه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 183 وقال أبو بكر بن كامل: وإنما قيل البقسلام، لأن جده أو أباه مضى إلى قرية سلام، وكانت كثيرة البق، فكان يقول طول الليل: بق سلام، فلزمه ذلك لقباً. وقال ابن ناصر: كان أبو الحسن في خدمة الدولة، وكان يظلم جماعة من أهل السواد. وكان في أيام الفتنة ولم يكن من أهل السنة، ولا العارفين بالحديث، فلا يحتج بروايته.) وتوفي في رمضان. 4 (علي بن الخضر.) أبو محمد البغدادي الفرضي. قرأ الفرائض على أبي حكيم الخبري، وأبي الفضل الهمذاني. وسمع: أبا الحسين بن النقور، وابن البسري. وكان قيماً بعلم الفرائض. توفي في ثالث ربيع الأول. 4 (علي بن عبد القاهر بن خضر.) أبو محمد بن آسة الفرضي تلميذ الخبري. سمع: عبد الرحمن بن المأمون، وأبا جعفر ابن المسلمة. وعنه: هبة الله بن الحسن السبط. وكان شيخاً صالحاً. عاش 85 سنة. مات في ربيع الأول سنة 530.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 184 4 (عمر بن عبد الرحيم.) أبو بكر الشاشي، المروزي الصوفي، نزيل رباط الشيخ يعقوب. ذكره ابن السمعاني فقال: شيخ مسن، حسن السيرة، كثير الصلاة والعبادة. صحب المشايخ. رأيته. وسمع من: جدي أبي المظفر، وأبي القاسم إسماعيل الزاهدي، وهبة الله الشيرازي الحافظ. كتبت عنه، وتوفي بمرو في سنة ثلاثين. 4 (عيسى بن محمد بن عبد الله بن عيسى بن مؤمل الزهري.) الشنتريني. سمع من: أبي الوليد الباجي، والدلائي، وأبي شاكر وابن الفلاس، وأبي الحجاج الأعلم. ذكره ابن بشكوال فقال: رحل إلى المشرق وأخذ عن: كريمة المروزية، وأبي معشر الطبري،) وأبي إسحاق الحبال وذكر عنه أنه كان إذا قريء عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي بكاء كثيراً، يعني الحبال ولقي جماعة غير هؤلاء. أخذ الناس عنه، وسكن العدوة. وتوفي نحو الثلاثين وخمسمائة. كتبه لي القاضي عياض بخطه، وذكر أنه أخذه عنه. 4 (حرف الفاء)
4 (الفضل بن أبي الحسن بن أبي القاسم بن أبي علي بن أبي زيد.) الميموني الآملي، أبو زيد، التاجر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 185 كان محسناً لأهل العلم، حريصاً على الطلب. حصل الأصول، وأنفق المال في جمعها، وحج تسعاً وعشرين حجة. وورد بغداد غير مرة، ومات بطريق الحج بحلولا. سمع: أبا المحاسن الروياني بآمل، وأبا منصور الكراعي بمرو، وأبا علي الحداد بإصبهان، وأبا سعد الطيوري ببغداد. وحدث. قال ابن السمعاني: أجاز لي، وحدثني عنه: علي بن محمد بن جعفر الفاروثي وقال: توفي في شوال. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن إبراهيم بن محمد بن سعدويه.) أبو سهل الإصبهاني المزكي. حدث ببغداد، وإصبهان بمسند الروياني عن أبي الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، والمبارك بن علي الطباخ، والمؤيد ابن الأخوة، ويحيى بن بوش، وعبد الخالق بن الصابوني، وإبراهيم وعبد الله إبنا محمد بن أحمد بن حمديه. ومن شيوخه: إبراهيم بن منصور سبط بحرويه، والحافظ محمد بن الفضل الحلاوي، وآخرون.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 186 ولد سنة ستٍ وأربعين وأربعمائة، وتوفي في ذي القعدة. 4 (محمد بن عبد الله بن أحمد بن حبيب.) ) أبو بكر العامري الصوفي الواعظ، ويعرف بابن الخباز. ولد سنة تسعٍ وستين وأربعمائة، أظن ببغداد. وسمع: رزق الله التميمي، وطراداً الزينبي، وابن البطر، وابن طلحة النعالي. ورحل وسمع من: عبد الغفار بن شيرويه، وعلي بن أبي صادق وبنيسابور، وبلخ، وهراة. روى عنه أبو الفرج بن الجوزي كتاب الشهاب. وكانت له معرفة بالحديث والفقه، وكان يعظ ويتكلم على طريقة التصوف والمعرفة من غير تكلف الوعاظ. وكم من يومٍ المنبر وفي يده مروحة، وليس عنده من يقرأ، كما يفعل الوعاظ. قرأت عليه كثيراً من الحديث والتفسير، وكان نعم المؤدب يأمر بالإخلاص وحسن القصد، وبنى رباطاً بقراح ظفر واجتمع فيه جماعة من المتزهدين فلما احتضر قال له أصحابه: أوصنا. قال: أوصيكم بتقوى الله ومراقبته في الخلوة، واحذروا مصرعي هذا، فقد عشت إحدى وستين سنة، وما كأني رأيت الدنيا. ثم قال لبعض أصحابه: أنظر هل ترى جبيني يعرق فقال: نعم. قال: الحمد لله هذه، علامة المؤمن.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 187 ثم بسط يده وقال: (ها قد بسط يدي إليك فردها .......... بالفضل لا بشماتة الأعداء) توفي في نصف رمضان، ودفن برباطه رحمه الله. والبيت من شعر أبي نصر القشيري. 4 (محمد بن علي بن أبي ذر محمد بن إبراهيم.) أبو بكر الصالحاني الإصبهاني. والصالحان محلة. سمع: أبا طاهر بن عبد الرحيم. وهو آخر من حدث عنه. ومولده في سنة ثمانٍ وثلاثين وأربعمائة.) روى عنه خلق كثير منهم: أبو موسى المديني، وتميم بن أبي الفتوح المقريء، وخلف بن أحمد بن حميد، وسعد بن روح الصالحاني، وعبيد الله بن أبي نصر اللفتواني، ومحمد بن أبي عاصم بن زينة، ومحمد بن أبي نصر الحداد الضرير، وزاهر بن أحمد الثقفي، وأبو مسلم ابن الأخوة، وإدريس بن محمد العطار، ومحمود بن أحمد المصري، والمخلص محمد بن معمر بن الفاخر، وعين الشمس بنت أحمد الثقفية. ووصفه أبو موسى المديني بالصلاح، وقال: توفي في ثاني جمادى الآخرة. وهو آخر من روى حديث أبي الشيخ بعلو. قلت: وآخر أصحابه عين الشمس، وسماعها منه حضوراً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 188 4 (محمد بن عبد الله بن أبي الحسن.) قاضي مرو أبو جعفر الصايغي المروزي. إمام ورعٌ، كبير القدر، سديد الأحكام. كان خطيب مرو. تفقه على القاضي أبي بكر محمد بن الحسين الأرسابندي. وحدث عنه. عاش سبعين سنة. 4 (محمد بن علي بن عبد الله.) أبو الفتح المضري الهروي. سمع: أبا عبد الله الفارسي، ويعلى بن هبة الله الفضيلي، وأبا عاصم الفضل، وبيبى الهرثمية. وببلخ: أبا حامد أحمد بن محمد. وبنيسابور: فاطمة بنت الدقاق، وجماعة. قدم بغداد، وحدث بجامع الترمذي. وكان صدوقاً مكثراً. روى عنه: هبة الله بن المكرم الصوفي، وعلي بن أبي سعيد الخباز، ويحيى بن بوش، وجماعة. توفي في ذي القعدة بخراسان.) 4 (محمد بن القاسم بن محمد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 189 أبو العز البغدادي، المقرئ، المعروف بابن الزبيدية. قرأ القراءآت وجودها، وقال الشعر الرائق، وتفقه. وسمع الكثير، ومدح المسترشد بالله. ومات شاباً. 4 (محمد بن موهوب.) أبو نصر البغدادي الفرضي الضرير. له مصنفات في الفرائض. مؤرخ في المنتظم. 4 (محمد بن هشام بن أحمد بن وليد بن أبي حمزة.) أبو القاسم الأموي المرسي. أخذ عن: أبي علي بن سكرة وصحب أبا محمد عبد الله بن أبي جعفر، وتفقه عنده. وناظر عند الفقيه هشام بن أحمد، وغيره. وكان من أهل الحفظ، والفهم، والذكاء. استقضي بغرناطة فنفع الله بها أهلها لصرامته، ونفوذ أحكامه، وقويم طريقته. توفي بمرسية في صدر رمضان. 4 (مظفر بن الحسين بن علي بن أبي نزار.) أبو الفتح المردوستي. أحد الحجاب. ثم ترك الحجابة وتصوف وتزهد. سمع: أبا القاسم بن البسري، وأبا منصور العكبري. روى عنه: أبو المعمر، وأبو القاسم الحافظ. وولد في سنة ستٍ وخمسين وأربعمائة. وتوفي سنة ثلاثين، أو قبلها بأشهر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 190 4 (مفرج بن الحسن.) ) أبو الذواد الكلابي، رئيس دمشق، وابن رئيسها، ويعرف بابن الصوفي محيي الدين. روى عن: الفقيه نصر المقدسي، وأبي الفضل بن الفرات. قرأ عليه أبو البركات بن عبيد صحيح البخاري. وكان ذا بر ومعروف وحشمة. ولي الوزارة، بعد قتل أبي علي المزدقاني، لتاج الملوك بوري، ثم صادره وآذاه، ثم أعاده إلى المنصب، إلى أن مات بوري، فوزر بعده لابنه شمس الملوك إسماعيل. ثم قتل ظلماً في رمضان. أغلظ للأمراء فقتلوه. 4 (حرف الهاء)
4 (هشام بن أحمد بن هشام.) أبو الوليد الهلالي، الغرناطي، نزيل المرية. ويعرف بابن بقري. سمع عامة شيوخ المرية: طاهر بن هشام، وصحاج بن قاسم، وخلف بن أحمد الجرادي. ومن الطارئين عليها: القاضي أبي الوليد الباجي، ومن أبي العباس أحمد بن عمر العذري. ثم خرج سنة ثمانين وأربعمائة إلى غرناطة بلده، وولي الأحكام بها مدة وبغيرها. قال ابن بشكوال: كان من حفاظ الحديث المعتنين بالسبر عن معانيه، واستخراج الفقه منه، مع التقدم في حفظ الفقه، والبصر بعقد الوثائق، والتقدم في معرفة أصول الدين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 191 روى عنه جماعة من أصحابنا. وولد في صفر سنة أربعٍ وأربعين. وتوفي بغرناطة في ربيع الأول. 4 (حرف الياء)
4 (يعيش بن مفرج اللخمي البابري.) أبو البقاء، نزيل إشبيلية. سمع سنة خمسٍ وتسعين وأربعمائة جامع الترمذي ببابرة من أبي القاسم الهوزني، وحج، فسمع من: أبي عبد الله الرازي، وأبي طاهر السلفي.) وروى عنه: أبو بكر بن طبر. وسمع منه في هذه السنة أبو القاسم بن بشكوال كتاب المحدث الفاصل، بسماعه من السلفي، فابن بشكوال في هذا الكتاب في طبقة شيخنا أبي الفتح القرشي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 192 1 (المتوفون ما بين العشرين والثلاثين وخمسمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن إسماعيل بن عيسى.) أبو بكر الغزنوي، الجوهري، المفسر، أحد أئمة غزنة وفضلائهم. سافر إلى خراسان، والحجاز، والعراق، ولقي أبا القاسم القشيزي، وسمع منه، ومن: الحاكم أحمد بن عبد الرحيم السراج، وجماعة. وخرج لنفسه أربعين حديثاً، وعاش إلى بعد العشرين. وله شهرة بغزنة. 4 (أحمد بن الفضل بن محمود.) الصاحب أبو نصر، سيد الوزراء، مختص الملوك والسلاطين، أحد الأعيان المشهورين. ذكره عبد الغافر فقال: أحد أكابر العراق، وخراسان، المجمع على علوم قدره كل إنسان، ارتضع ثدي الدولة في النوبة الملكشهائية ولقي أكابر المتصرفين، وتلمذ للأستاذين، ومارس الأمور العظام، وصحب الملوك، ومهر في أنواع التصرف ورسوم الدولة. وزاد على ما عهد من سني المراتب، وعلي المناصب، حتى اشتهر أنه بذل بعد الإعراض عن ملابسة الأشغال ومداخلة الأعمال في إرضاء الخصوم، وتدارك ما سلف له من المظالم، يتقرر من المظلوم آلافاً مؤلفة، وصارت أوقاته عن أوضار الأوزار منطقة. وبقي مدة عن طلب الولاية خالياً، وبرتبة الفقاعة خالياً، إلى أن ضرب الدهر ضرباته، ودار
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 193 تبدل الأمور والأحوال دورانه، واستوفى أكثر الكفاة في الدولة أعمارهم، وانقرض من الصدور بقايا آثارهم. واحتاجت المملكة إلى من يلم شعثها، وينفي خبثها، ويحل صدر الوزارة مستحقها، ويرجحن بالظلم جانب النصفة وشتها، فاقتضى الرأي المصيب الاستضاءة في الملك بنور رأيه، فصار الأمر عليه فرض عين، ووقع الاختيار عليه من البين.) والتزم قصر اليد عن الرشا والتحف، وإحياء رسوم العدل والإنصاف. وهو الآن على المسيرة التي التزمها يستفرغ في مناقبة أهل العلم أكثر أوقاته، صرف الله عنه بوائق الدهر وآفاته. وذكر الكثير من هذا. 4 (حرف العين)
4 (عبد الملك الطبري.) الزاهد، شيخ الحرم في زمانه. ذكره ابن السمعاني في ذيله فقال: كان أحد المشهورين بالزهد والورع: أقام بمكة قريباً من أربعين سنة على الجهد والاجتهاد وفي العبادة، والرياضة، وقهر النفس. وكان ابتداء أمره أنه كان يتفقه في المدرسة، فلاح له شيءٌ فخرج على التجريد إلى مكة، وأقام بها. وكان يلبس الخشن، ويأكل الخشب، ويزجي وقته على ذلك صابراً. سمعت أبا الأسعد هبة الرحمن القشيري يقول: لما كنت بمكة أردت زيارته فأتيته فوجدته محموماً منطرحاً، فتكلف وجلس، وقال: أنا إذا حممت أفرح بذلك، لأن النفس تشتغل بالحمى، فلا تشغلني عما أنا فيه، وأخلو بقلبي كما أريد. وقال الحسين الزغندي: رأيت حوضاً يقال له عنبر، والماء في أسفله، بحيث لا تصل إليه اليد، فرأيت غير مرةٍ أن الشيخ عبد الملك توضأ منه، وارتفع الماء إلى أن وصل إليه، ثم غار الماء، ونزل بعد فراغه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 194 وكنت معه ليلةً في الحرم، وكانت ليلةً باردة، وكان ظهره قد تشقق من البرد، وكان عرياناً، فنام على باب المسجد، ووضع يده اليمنى تحت خده اليمنى، واليد اليسرى على رأسه، وكان يذكر الله. فقلت له: لو نمت في زاوية من زوايا المسجد كان يكنك من البرد. فقال: نمت في بعض الليالي، فرأيت شخصين دخلا المسجد، وتقدما إلي، وقالا لي: لا تنم في المسجد، فقلت لهما: من أنتما فقالا: نحن ملكان.) فانتبهت، وما نمت بعد ذلك في المسجد. وقلت له: أراك صبوراً على الجوع. قال: آكل قليلاً من ورق الغضا فأشبع. 4 (علي بن الحسين بن محمد بن مهدي.) أبو الحسن المصري الصوفي، من مشايخ الصوفية الكبار. تغرب إلى الشام، ومصر، والجزيرة، واستقر ببغداد. وكان ذا عبادة، وطريقة جميلة. حدث عن: أبي الحسن الخلعي. وعنه: جماعة. توفي بعد سنة خمسٍ وعشرين. 4 (علي بن عبد القاهر بن الخضر بن علي.) أبو محمد المراتبي الفرضي المعروف بابن آسة، لأن جده ولد تحت آسةٍ، فسمي بها. إمامٌ في الفرائض، صالح، خير، منقبض عن الناس. سمع: أبا جعفر ابن المسلمة، وعبد الصمد بن المأمون وجماعة. سمع منه: أبو القاسم بن عساكر. وأجاز لابن السمعاني. وتوفي بعد ثلاثٍ وعشرين. 4 (علي بن علي بن جعفر بن شيران.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 195 أبو القاسم الضرير، الواسطي، المقريء. قرأ بالروايات على: أبي علي غلام الهراس. وحدث عن: الحسن بن أحمد الغندجاني. وتصدر للإقراء مدة مع أبي الفراء القلانسي. قرأ عليه: أبو بكر عبد الله بن منصور الباقلاني، وأبو الفتح نصر الله بن الكيال، وجماعة. وكان قدم بغداد في سنة ثلاث وخمسمائة، وحدث بها. روى عنه: علي بن أحمد اليزدي.) وقيل عنه إنه كان يميل إلى الإعتزال. توفي في سنة نيفٍ وعشرين بواسط. 4 (حرف الغين)
4 (غالب بن أحمد بن محمد بن إبراهيم.) أبو نصر البغدادي الأدمي. القارئ بالألحان، المغني بالقضيب. سمع: أبا جعفر ابن المسلمة. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وأبو القاسم بن عساكر. وامتنع بعضهم من السماع منه للغناء. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن الحسين بن علي بن قريش.) أبو غالب البغدادي، النصري، الحنفي. سمع: عبد الصمد بن المأمون، وأبا يعلى بن الفراء، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 196 روى عنه: مسعود بن غيث الدقاق، وعمر بن طبرزد. وبقي إلى سنة. 4 (حرف الياء)
4 (يوسف بن أحمد بن حسدائي بن يوسف.) الإسرائيلي المسلم الأندلسي، أبو جعفر، الطبيب. من أعيان الفضلاء في الطب، وله مصنفات. قدم ديار مصر، واتصل بالدولة، وكان خصيصاً بالمأمون وزير الآمر بأحكام الله، وشرح له بعض كتب أبقراط. وله كتاب الإجمال في المنطق. وهو من بيت طب وفلسفة، وأجداده من فضلاء اليهود وأخيارهم، لعنهم الله. آخر الطبقة الثالثة والخمسين من تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام للحافظ شمس الدين الذهبي غفر الله له وللمسلمين أجمعين.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 197
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 198
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 199 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)
5 (الطبقة الرابعة والخمسون حوادث)
1 (الأحداث من سنة إلى)
4 (القبض على أبي الفتوح بن طلحة) وجباية الأموال ورد أبو البركات بن مسلمة وزير السلطان مسعود، فقبض على أبي الفتوح بن طلحة، وقرر عليه بحمل مائة ألف دينار من ماله ومن دار الخلافة، فبعث إليه المقتفي يقول: ما رأينا أعجب من أمرك، أنت تعلم أن المسترشد سار إليك بأمواله، فجرى ما جرى. وأن المسترشد ولي ففعل ما فعل، ورحل وأخذ ما تبقى، ولم يبق إلا الأثاث، فأخذته كله وتصرفت في دار الضرب، وأخذت التركات والجوالي، فمن أي وجهٍ نقيم لك هذا المال وما بقي إلا نخرج من الدار ونسلمها، فإني عاهدت أن لا آخذ من المسلمين حبةً ظلماً. قال: فأسقط ستين ألفاً، وقام أبو الفتوح صاحب المخزن من ماله بعشرة آلاف دينار، وأمر السلطان بجباية الأملاك، فلقي الناس من ذلك شدة، فخرج رجل صالح يقال له ابن الكواز إلى السلطان إلى الميدان، وقال: أنت المطالب بما يجري على الناس، فما يكون جوابك فانظر بين يديك، ولا تكن ممن إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم، فأسقط ذلك. 4 (الوباء بهمذان وإصبهان) وجاءت الأخبار بأن الوباء شديد بهمذان وإصبهان. ثم عادت الجباية من الأملاك، وصودر التجار، ولم يترك إلا العقار الخاص.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 200 4 (بيعة سنجر للمقتفي) وجاءت مكاتبة سنجر إلى ابن أخيه مسعود يأمره أن يدخل إلى المقتفي ويبايع عنه. 4 (بيعة زنكي صاحب الموصل) ثم أخذت البيعة من زنكي صاحب الموصل. ودفع الراشد عن زنكي، فتوجه نحو أذربيجان. 4 (زواج المقتفي أخت السلطان) وتزوج المقتفي بفاطمة أخت السلطان مسعود.) 4 (إستبانة ألبقش على بغداد) وتوجه مسعود إلى بلاد الجبل، واستناب على بغداد ألبقش السلاحي، فورد سلجوق شاه، أخو مسعود، إلى واسط، فطرده البقش، وكان مستضعفاً. 4 (وقعة الملك داود والسلطان) واجتمع الملك داود وعساكر أذربيجان، فواقعوا السلطان مسعوداً، وجرت وقعة هائلة. ثم قصد مسعود أذربيجان، وقصد داود همذان، ووصلها الراشد المخلوع يوم الوقعة. وتقررت القواعد أن الخليفة المقتفي يكتب لزنكي عشرة
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 201 بلاد، ولا يعين الراشد. ونفذت إليه المحاضر التي أوجبت خلع الراشد، وأثبتت على قاضي الموصل، فخطب للمقتفي ومسعود. فلما سمع الراشد نفذ يقول لزنكي: غدرت قال: ما لي طاقة بمسعود. 4 (ذهاب الراشد إلى مراغة) فمضى الراشد إلى داود في نفرٍ قليل، وتخلف عنه وزيره ابن صدقة، ولم يبق معه صاحب عمامة سوى أبي الفتوح الواعظ. ونفذ مسعود ألفي فارس لتأخذه، ففاتهم ومضى إلى مراغة، فدخل إلى قبر أبيه، وبكى وحثى التراب على رأسه. فوافقه أهل مراغة، وحملوا إليه الأموال، وكان يوماً مشهوداً. 4 (عودة الظلم إلى بغداد) وقوي داود، وضرب المصاف مع مسعود، فقتل من أصحاب مسعود خلق، وعادت الجباية والظلم ببغداد. 4 (هرب وزير مصر الأرمني) وفيها هرب الذي ولي الوزارة بالديار المصرية بعد الحسن ابن الحافظ العبيدي، وهو تاج الدولة بهرام الأرمني النصراني. وكان قد تمكن من البلاد، واستعمل الأرمن، وأساء السيرة في الرعية، فأنف من ذلك رضوان بن الوبخشي، فجمع جيشاً وقصد القاهرة، فهرب منه بهرام لعنه الله إلى الصعيد، ومعه خلق من الأرمن، فمنعه متولي أسوان من دخولها، فقاتله، فقتل السودان
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 202 طائفة من الأرمن، فأرسل) يطلب الأمان من الحافظ فأمنه، فعاد إلى القاهرة، فسجن مدة، ثم ترهب وأخرج من الحبس. 4 (وزارة رضوان الأفضل بمصر) وأما رضوان فوزر للحافظ، ولقب بالملك الأفضل، وهو أول وزير بمصر لقبوه بالملك. ثم فسد ما بينه وبين الحافظ، فهرب في شوال سنة ثلاثٍ وثلاثين، ونهبت أمواله وحواصله، فأتى الشام، فنزل على أمين الدولة كمشتكين صاحب صرخد، فأكرمه وعظمه. وجرت له أمور ذكرنا بعضها سنة ثلاثٍ وأربعين. 4 (جلوس ابن الخجندي بجامع الخليفة) قال ابن الجوزي: ونودي في الأسواق لابن الخجندي الواعظ بالجلوس في جامع الخليفة، فجلس يوم الجمعة بعد الصلاة، ومنع من كان يجلس. ونودي له بالجلوس في النظامية، فاجتمع خلائق، وحضر الوزير والشحنة والمستوفي. ونظر، وسديد الدولة، وجماعة من القضاة. وحضرت يومئذٍ، وكان لا يحسن يعظ ولا يندار في ذلك. 4 (إعادة البلاد للخليفة) وفي جمادى الأولى أعيدت بلاد الخليفة، ومعاملاته والتركات إليه، واستقر عن ذلك عشرة آلاف دينار. وعادت ببغداد الجبايات مرة خامسة بعنف وعسف.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 203 4 (إعادة الولاية لأبي الكرم) وقبض الشحنة على أبي الكرم الوالي وقال: لم تتصرف بلا أمري فذهب أبو الكرم إلى رباط أبي النجيب، فتاب وحلق رأسه، ثم خلع عليه، وأعيد إلى الولاية، وكان كافياً فيها. 4 (مهاجمة الأمير بزواش إفرنج طرابلس) وفيها سار عسكر دمشق وعليهم الأمير بزواش، فحاربوا عسكر طرابلس فنصروا، وقتل خلق من الفرنج، ورجع المسلمون بالغنائم والسبي الكثير. 4 (وقعة بعرين) وفيها وقعة بعرين بقرب حماة، التقى الأتابك زنكي والفرنج، فنصر عليهم أيضاً، وأخذ قلعة بعرين.) وكان ذلك أول وهنٍ أدخله الله على الفرنج. 4 (تسلم زنكي بعلبك) وسار زنكي إلى بعلبك، فسلمها إليه كمشتكين الخادم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 204 4 (مهاجمة الروم بلاداً لابن لاون الأرمني) ولما أخذ زنكي قلعة بعرين ثارت الروم، وقدموا في البحر من القسطنطينية. وسبق الفرسان إلى أنطاكية، ثم وصلت مراكبهم، فنازلوا أذنة والمصيصة، وهما لابن لاون الأرمني، فأخذها منه الروم،، ثم أخذوا عين زربة عنوةً، وتل حمدون ثم حاصروا أنطاكية في آخر سنة إحدى وثلاثين، وضيقوا على أهلها وبهما بيمند الفرنجي. ثم تصالح الأرمن والروم. ثم نازلوا حلب. 4 (حرب الموحدين والملثمين) وفيها، وفي التي بعدها كان بين الموحدين والملثمين حروب عدة، ومنازلة طويلة ومضاربة. كان عبد المؤمن بالموحدين في الجبل والشعراء، وابن تاشفين قبالته في الوطاء. ثم جاءت أمطار عظيمة تلف فيها أصحاب ابن تاشفين، وهلكت خيلهم، وجاعوا. 4 (إحتجاب هلال رمضان) وفي ليلة الثلاثين من رمضان رقب الهلال، فلم ير، فأصبح أهل بغداد صائمين أيام العدة. فلما أمسوا رقبوا الهلال، فما رأوه أيضاً، وكانت السماء جليةً صاحية ومثل هذا لم يسمع بمثله في التواريخ، وهو عجيب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 205 4 (وفيات سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة)
4 (صلب العيارين ببغداد) فيها ظفروا بأحد عشر عياراً، فصلبوا في الأسواق ببغداد، وصلب صوفي من رباط البسطامي لكم صبياً فمات. 4 (أخذ الروم بزاعة) وفيها أخذ الروم بزاعة فاستباحوها، وجاء الناس يستنفرون. 4 (القبض على نائب بغداد) ) وفيها قبض على نائي بغداد، وولي مكانه بهروز الخادم. 4 (زواج السلطان ببنت دبيس) وتزوج السلطان بسفرى بنت دبيس الأسدي. وسببه أن أولاد دبيس أقطعت أماكنهم واحتاجوا، فجاءت بنت دبيس وأمها بنت عميد الدولة جهير، وكانت بديعة الحسن، فدخلت على خاتون زوجة المستظهر لتشفع لها إلى السلطان، لبعيد عليها بعض ما أخذ منها، فوصفت له، فتزوجها، وأغلقت
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 206 بغداد سبعة أيام للفرح، وضربت الطبول وشربت الخمور ظاهراً وكثر الفساد. 4 (صلب أحد رجال الشحنة) وفي جمادى الآخرة قتل شحنة بعض البلدان صبياً مستوراً من المختارة، فأمر السلطان بصلب الشحنة فصلب، ورهطه العوام فقطعوه. 4 (زواج السلطان) وفي رمضان وصف للسلطان مسعود أمرأةٌ بالحسن، فخطبها وتزوجها، وأغلق البلد ثلاثة أيام. 4 (قتل الباطنية الراشد) وكان أمر الراشد بالله قد استفحل، واجتمعت عليه عساكر كثيرة، فدخل عليه الباطنية لعنهم الله فقتلوه. 4 (قتل ألبقش) وفيها أمر السلطان بقتل ألبقش الذي كان نائب بغداد، فقتل، وقيل: غرق نفسه، فأخرجوه من الماء وقطعوا رأسه. 4 (تسلم الروم بزاعة) وفيها نازل ملك الروم لعنهم الله مدينة بزاعة، فتسلموها بالأمان في
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 207 رجب، وكان عدة من خرج منها خمسة آلاف وثمانمائة نفس، وتنصر قاضيها وجماعة من أغنيائها نحو أربعمائة نفس. 4 (منازلة الفرنج حلب) ثم نازل حلب، فخرج إليه خلقٌ من أهلها، فقاتلوه، فقتل خلق من الروم، وقتل بطريقٌ كبير، ثم ملكوا قلعة الأثارب.) 4 (منازلة الفرنج شيزر) ثم نازلوا شيزر وبها سلطان بن علي الكناني، فنصبوا عليها ثمانية عشر منجنيقاً، وعاثوا في الشام، وقتلوا ونهبوا، فضايقهم عماد الدين زنكي، ولم يقحم عليهم، ونفذ في الرسلية كمال الدين الشهرزوري القاضي إلى السلطان مسعود يستنجد به، فما نفع، ولطف الله، ورحلت الملاعين الروم عن الشام بتهويلٍ من زنكي بين الروم والأرمن.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 208 4 (وفيات سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة)
4 (الزلزلة بجنزة) قال أبو الفرج بن الجوزي: كانت فيها زلزلة عظيمة بجنزة، أتت على مائتي ألف وثلاثين ألفاً، فأهلكهم الله، وكانت الزلزلة عشرة فراسخ في مثلها، فسمعت شيخنا ابن ناصر يقول: جاء الخبر أنه خسف بجنزة، وصار مكان البلد ماء أسود، وقدم التجار من أهلها، فلزموا المقابر يبكون على أهاليهم، فإنا لله وإنا إليه راجعون. قلت: في مرآة الزمان مائتي ألف وثلاثين ألفاً، أعني الذين هلكوا في جنزة بالزلزلة. وكذا قال ابن الأثير في كامله ولكن ذكر ذلك سنة أربعٍ وثلاثين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 209 4 (خطبة زوجة المستظهر لصاحب كرمان) وفيها وصل رسول ابن قاروت صاحب كرمان إلى السلطان مسعود يخطب خاتون زوجة المستظهر بالله، ومعه التقادم والتحف. فجاء وزير مسعود إلى الدار يستأذنها، ونثرت الدنانير وقت العقد، وبعثت إليه، فكانت وفاتها هناك. 4 (إزالة المواخير ببغداد) وفي ربيع الأول أزيلت المواخير والمكوس من بغداد، ونقشت الألواح بذلك.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 210 4 (قتل الوزير كمال الدين الرازي) كان السلطان قد استوزر محمد بن الحسن كمال الدين الرازي الخازن، فأظهر العدل ورفع المكوس والضرائب، ثم دخل إليه ابن عمارة، وابن أبي قيراط، فدفعا في المكوس مائة ألف دينار، فرفع أمرهما إلى السلطان، فشهرا في البلد مسودين الوجوه، وحبسا. فلم يتمكن مع الوزير أعداؤه مما يريدون، فأوحشوا بينه وبين قراسنقر صاحب أذربيجان، فأقبل) قراسنقر في العساكر الكثيرة، وقال: إما يحمل رأسه إلي أو الحرب. فخوفوا السلطان مسعود من حادثة لا تتلافى، ففسح لهم في قتله على كرهٍ شديد، فقتله تتر الحاجب، وحمل رأسه إلى قراسنقر. واستولى الأمراء على مغلات البلاد وعجز مسعود، ولم يبق له إلا مجرد الاسم. 4 (خروج خوارزم شاه عن طاعة السلطان سنجر) وفيها خرج خوارزم شاه عن طاعة السلطان سنجر، فسار سنجر لحربه وقاتله، وقتل في الوقعة ولدٌ لخوارزم شاه، ودخل سنجر خوارزم، وأقطعها ابن أخيه سليمان بن محمد، ورتب له وزيراً وأتابكاً، ورد إلى مرو فجاء خوارزم شاه، وهرب منه سليمان، فاستولى على البلد. 4 (أخذ الأتابك زنكي بعلبك) وفيها قتل شهاب الدين محمود، وأحضروا أخاه محمداً من بعلبك، فتملك دمشق. فجاء زنكي الأتابك، فأخذ بعلبك بعد أن نصب عليها أربعة عشر منجنيقاً ترمي بالليل والنهار، فأشرف أهلها على الهلاك، وسلموا البلد،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 211 وعصى بالقلعة جماعة من الأتراك، ونزلوا بالأمان، فغدر بهم وصلبهم، فمقته الناس وأبغضوه، ونفر منه أهل دمشق وقالوا: لو ملك دمشق لفعل بنا مثل ما فعل بهؤلاء. 4 (الزلازل بالشام والجزيرة) وفي صفر كانت زلازل هائلة بالشام والجزيرة، وخرب كثير من البلاد لاسيما حلب، فلما كثرا عليهم خرج أهلها إلى الصحراء. قال ابن الأثير: عدوا ليلةً واحدة أنها جاءتهم ثمانين مرة، ولم تزل تتعاهدهم بالشام من رابع صفر إلى تاسع عشره. وكان معها صوت وهدة شديدة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 212 4 (وفيات سنة أربع وثلاثين وخمسمائة)
4 (عقد السلطان على بنت المقتفي) في رجب عقد السلطان مسعود على بنت المقتفي لأمر الله. 4 (وقوع الوحشة بين الوزير والخليفة) وتمكن الوزير أبو القاسم بن طراد من الدولتين تمكناً زائداً، ثم وقعت وحشة بينه وبين الخليفة.) 4 (عودة الحياة إلى رجل بعد الصلاة عليه) وتوفي رجلٌ مبارك من أهل باب الأزج نودي عليه، واجتمع الناس في مدرسة الشيخ عبد القادر للصلاة عليه، فلما أريد غسله عطس وعاش. 4 (تكاثر كبسات العيارين ببغداد) وفيها تكاثرت كبسات العيارين ببغداد، وصاروا يأخذون جهاراً، وعم الخطب. 4 (محاصرة زنكي دمشق) وفيها حاصر زنكي دمشق، فذكر ابن الأثير أن زنكي ملك بعلبك،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 213 وسار فنزل داريا، وراسل جمال الدين محمد بن بوري يطلب منه دمشق، ويعوضه عنها أي بلدٍ يختار، فلم يجبه. فالتقى العسكران، فانهزم الدمشقيون، وقتل كثيرٌ منهم، ثم تقدم زنكي إلى المصلى، فالتقاه جمعٌ كبير من جند دمشق وأحداثها ورجال الغوطة، وقاتلوه، فانهزموا، وأخذهم السيف، فقتل فيهم وأكثر الأسر، ومن سلم عاد جريحا. وأشرف البلد على أن يؤخذ، لكن عاد زنكي فأمسك عدة أيامٍ عن القتال، وتابع الرسل إلى صاحب دمشق وبذل له بعلبك وحمص، فلم يجيبوه. فعاود القتال والزحف متتابعاً، فلم يقدر على البلد. وولي بعد موت محمد ابنه مجير الدين أبق، ودبر دولته أنز، فلما ألح عليهم زنكي بالقتال راسل أنز الفرنج يستنجد بهم، وخوفهم من زنكي إن تملك دمشق. فتجمعت الفرنج، وعلم زنكي، فسار إلى حوران لملتقاهم فهابوه ولم يجيئوا، فعاد إلى حصار دمشق، ونزل بعذرا، وأحرق قرى المرج وترحل. فجاءت الفرنج واجتمعوا بأنز، فسار بعسكر دمشق إلى بانياس، وهي لزنكي، فأخذها وسلمها إلى الفرنج. فغضب زنكي، وعاد إلى دمشق، فعاث بحوران وأفسد، وجاء إلى دمشق فخربوا واقتتلوا، وقتل جماعة. ثم رحل عنها ومع أصحابه شيء كثير من النهب. وسار إلى الموصل، فملك شهرزور وأعمالها. 4 (مقتل صاحب تلمسان) ) وفيها جهز عبد المؤمن جيشاً من الموحدين إلى تلمسان فخرج صاحبها محمد بن يحيى بن فانوا اللمتوني، فالتقاهم، فقتل وانهزم جيشه، وانتهبهم الموحدون. 4 (إستيلاء عبد المؤمن على جبال غماره) وفيها استولى عبد المؤمن على جبال غمارة، ووحدوا وأطاعوا، وما برح
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 214 عبد المؤمن يسير في الجبال، وتاشفين بن علي يحاذيه في الوطاء مدة طويلة، نحو سنتين، حتى قتل تاشفين. 4 (الخلف بين جيش مصر) وفيها وقع الخلف بين جيش مصر، وقتل خلقٌ من الجند.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 215 4 (وفيات سنة خمس وثلاثين وخمسمائة)
4 (وزارة المظفر أبي نصر) فيها استوزر أبو نصر المظفر محمد بن جهير. نقل من الأستاذ دارية إلى الوزارة، وعزل ابن طراد. 4 (إدعاء رجل الزهد ببغداد) وفيها ظهر ببغداد رجل قدم إليها وأظهر الزهد والنسك، وقصده الناس من كل جانب، فمات ولدٌ لإنسان، فدفنه قريباً من قبر السبتي، فذهب ذلك المتزهد فنبشه، ودفنه في موضع، ثم قال للناس: اعلموا أنني رأيت عمر بن الخطاب في المنام، ومعه علي رضي الله عنهما، فسلما علي وقالا: في هذا الموضع صبي من أولاد علي بن أبي طالب. ودلهم على المكان، فحفروه، فإذا صبي أمرد، فمن الذي وصل إلى قطعة من أكفانه. وانقلبت بغداد، وخرج أرباب الدولة، وأخذ التراب للبركة، وازدحم الخلق، وبقوا يقبلون يد التزهد وهو يبكي ويتخشع. وبقي الناس على هذا أياماً، والميت مكشوف يراه الناس، ويتمسحون به. ثم أنتن. وجاء الأذكياء وتفقدوا الكفن، فإذا هو جديد، فقالوا: كيف يمكن أن يكون هذا هكذا من أربعمائة سنة ونقبوا على ذلك حتى جاء أبوه فعرفه وقال: هو والله ولدي، دفنته عند السبتي. فمضوا معه، فرأوا القبر قد نبش، فكشفوا فإذا ليس فيه ميت.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 216 وسمع المتزهد فهرب، ثم وقعوا به وقرروه، فأقر، فأركب حماراً، وصفع، في ربيع الأول.) 4 (تملك الإسماعيلية حصن مصيات) وفي سنة خمسٍ وثلاثين ملكت الإسماعيلية حصن مصيات، كان واليه مملوكاً لصاحب شيزر، فاحتالوا عليه ومكروا به، حتى صعدوا إليه وقتلوه، وملكوا الحصن، وبقي بأيديهم إلى دولة الملك الظاهر. 4 (وفاة الوزير ابن الأنباري) وفيها توفي الوزير سيد الدولة ابن الأنباري وزير الخليفة وبعده سنجر. 4 (إنهزام سنجر أمام الخطا) وكان قد قتل إبناً لخوارزم شاه أتسز بن محمد في الوقعة المذكورة، فحنق خوارزم شاه، وبعث إلى الخطا فطمعهم في خراسان، وتزوج إليهم، وحثهم على قصد مملكة سنجر، فساروا في ثلاثمائة ألف فارس، فسار إليهم سنجر،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 217 فالتقوا بما وراء النهر، فانهزم سنجر بعد أن قتل من جيشه أحد عشر ألفاً، وأسرت زوجة السلطان سنجر، وانهزم إلى بلخ. فأسرع خوارزمشاه إلى مرو، فدخلها وقتل جماعة، وقبض على أعيانها. ولم يزل السلطان سنجر سعيداً هذا الوقت. فطلب ابن أخيه السلطان مسعود، وأمره أن يقرب منه وينزل الري. 4 (رواية ابن الأثير عن إسلام الترك) قال ابن الأثير: وقيل إن بلاد تركستان، وهي كاشغر، وبلاساغون، وختن، وطراز، كانت بيد الترك الخانية، وهم مسلمون من نسل فراسياب. وسبب إسلامهم جدهم الأول أنه رأى في منامه كأن رجلاً ينزل من السماء، فقال له بالتركية: أسلم تسلم في الدنيا والآخرة. فأسلم في منامه، وأصبح فأظهر إسلامه. ولما مات قام بعده ولده موسى بن سنق ولم يزل الملك بتركستان في أولاده إلى أرسلان خان محمد بن سليمان بن داود بغراجان بن إبراهيم طمغاج بن أيلك أرسلان بن علي بن موسى بن سنق. فخرج عليه قدر خان فانتزع الملك منه، فظفر السلطان سنجر بقدر خان، وقتله في سنة أربعٍ وتسعين من إحدى، وله أربعون سنة.) وأعاد الملك إلى أرسلان خان. وكان من جنده
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 218 نوع من الترك يقال لهم القارغلية، ونوع يقال لهم الغز الذين نهبوا خراسان سنة ثمانٍ وأربعين كما يأتي. 4 (القبض على المغربي الواعظ ببغداد) وفيها أخذ المغربي الواعظ ببغداد مكشوف الرأس إلى باب النوبى، وجدوا في داره خابية نبيذ وعوداً وآلات اللهو، فكان ينكر ويقول امرأته مغنية والعود لها. 4 (تسليم البردة والقضيب للمقتفي) وفيها وصل رسول السلطان سنجر ومعه البردة والقضيب، فسلمه إلى المقتفي لأمر الله، وكانا مع الراشد لما قتل بظاهر إصفهان. 4 (غارة الفرنج على عسقلان) وفيها غارت الفرنج على عمل عسقلان، فخرج جندها وقتلوا جماعة، وهزموا الفرنج.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 219 4 (وفيات سنة ست وثلاثيين وخمسمائة)
4 (موت البهلوي رئيس الباطنية) فيها مات رئيس الباطنية إبراهيم البهلوي، فأحرقه شحنة الري في تابوته. 4 (دخول ملك خوارزم مدينة مرو) وفيها دخل ملك خوارزم أتسز بن محمد مدينة مرو، وفتك بها مراغمةً للسلطان سنجر حين تمت عليه الهزيمة، وقبض على رئيس الحنفية أبي الفضل الكرماني، وعلى جماعة من الفقهاء. 4 (إنجاز شق النهروان) وفيها تم عمل شق النهروان، وخلع المقدم بهروز على الصناع جميعهم جباب ديباج رومي، وعمائم مذهبة. وبنى لنفسه هناك تربة. وجاء السلطان مسعود عقيب فراغه، وعند جريان الماء في النهر، فقعد بهروز والسلطان في سفينة، وسار في النهر المحفور، وفرح السلطان به. وقيل إنه عاتبه في تضييع المال، فقال: أنفقت عليه سبعين ألف دينار، أنا أعطيك إياها من ثمن التبن في سنة واحدة.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 220 4 (شحنكية بغداد) ثم إنه عزله عن شحنكية بغداد، وولى قزل. 4 (استفحال أمر العيارين) وظهر من العيارين ما حير الناس. وذاك أن كل قومٍ منهم اجتمعوا بأمير واحتموا به، وأخذوا الأموال، وظهروا مكشوفين. وكانوا يكبسون الدور بالشموع، ويدخلون الحمامات، ويأخذون الثياب، فلبس الناس السلاح لما زاد النهب، وأعانهم وزير السلطان والنهب يعمل، والكبسات متوالية. ثم أطلق السلطان الناس في العيارين فتتبعوهم. 4 (العفو عن الوزير ابن طراد) وفيها عفى الخليفة عن الوزير علي بن طراد بعد شفاعة السلطان مسعود فيه غير مرة إلى الخليفة المقتفي، وزادت حرمته، وعلت كلمته. 4 (هزيمة سنجر أمام كافر ترك) وفيها كانت وقعة هائلة بين السلطان سنجر وبين كافر ترك بما وراء النهر، فانكسر سنجر، وبلغت الهزيمة إلى ترمذ، وأفلت سنجر، في نفر يسير، فوصل بلخ في ستة أنفس، وأخذت زوجته وبنته زوجة محمود، وقتل من جيشه مائة ألف أو أكثر. وقيل إنهم أحصوا من القتلى أحد عشر ألفاً، كلهم صاحب عمامة، وأربعة آلاف امرأة. وكان سنجر قد قتل أخا صاحب خوارزم، فاستنجد عليهم بكافر ترك، وكان مهادناً له وقد صاهره، فسار الملعون في ثلاثمائة ألف فارس، فأحاطوا
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 221 بسنجر. ولم تر وقعةٌ أعظم منها. وكانت في المحرم، وقيل: في صفر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 222 4 (أحداث سنة سبع وثلاثين وخمسمائة)
4 (إجتماع العسكر مع سنجر) أرسل سنجر إلى السلطان مسعود أن يجمع الجيش وينزل الري، بحيث إن احتاجه طلبه لأجل النكبة الماضية من الترك. ووصل إلى مسعود عباس شحنة الري بعسكرٍ كثير، وخدمه.) ووصل إليه جماعة من الأمراء. 4 (أخذ زنكي الحديثة) وفيها أخذ زنكي الحديثة واعتقل من فيها من آل مهارش. 4 (وفاة صاحب ملطية) وفيها توفي محمد بن الدانشمند صاحب ملطية، فاستولى على بلاده الملك مسعود بن قلج أرسلان سليمان بن قتلمش السلجوقي صاحب قونية. 4 (الوباء بمصر) وفيها كان بمصر وباء عظيم، وهلك الناس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 223 4 (هلاك ملك الروم) وفيها جاء طاغية الروم في جموعه يعبر إلى الشام، وخاف الناس. وتلقاه صاحب أنطاكية. ثم أهلك الله طاغية الروم في هذه السنة. 4 (موت قاضي دمشق) وفيها مات قاضي دمشق المنتجب أبو المعالي محمد بن يحيى، وولي قضاء دمشق بعده ابنه أبو الحسن علي. بعث إليه بمنشور القضاء قاضي قضاة بغداد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 224 4 (أحداث سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة)
4 (مصالحة السلطان مسعود وزنكي على مال) جمع السلطان مسعود العساكر لقصد الموصل والشام، وترددت رسل زنكي. ثم تم الصلح على ثلاثمائة ألف دينار في نوب. فعجل ثلاثين ألفاً، ثم تقلبت الأحوال واحتاج إلى مدارة زنكي، وسقط المال، وقبض البعض. 4 (الصلح بين سنجر وخوارزم شاه) وفيها سار السلطان سنجر وحاصر خوارزم، وكاد أن يفتحها عنوةً، فأخرج خوارزمشاه أتسز الرسل ببذل الطاعة والمال، ويعود إلى الإنقياد، ويعتذر عما تقدم. فصالحه سنجر، وانعقد الصلح.) 4 (فتوحات زنكي) وافتتح زنكي في هذا العصر فتوحاتٍ عظيمة، وهابته الملوك، واتسعت ممالكه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 225 4 (حرامية بغداد) وكان البلاء شديداً ببغداد من الحرامية وأذيتهم، ثم صلب جماعة منهم، فسكن الناس قليلاً. 4 (قدوم المناظر النيسابوري بغداد) وقدم السلطان بغداد، وقدم معه الحسن بن أبي بكر النيسابوري الحنفي أحد الكبار والمناظرين. قال ابن الجوزي: جالسته مدةً، وسمعت مجالسه كثيراً، وجلس بجامع القصر. وكان يلعن الأشعري جهراً على المنبر ويقول: كن شافعياً ولا تكن أشعرياً، وكن حنفياً ولا تكن معتزلياً، وكن حنبلياً ولا تكن مشبهاً. وما رأيت أعجب من الشافعية، يتركون الأصل ويتعلقون بالفرع. وكان يمدح الأئمة الأعلام، وزاد في الشطرنج نقلاً. وقد جلس في رجب في دار السلطنة، وحضر السلطان مجلس وعظه. وكان قد كتب على باب النظامية اسم الأشعري، فتقدم السلطان بمحوه وكتب مكانه اسم الشافعي. وكان أبو الفتوح الإسفرائيني يجلس ويعظ في رباطه، ويتكلم على محاسن مذهب الأشعري، فتقع الخصومات، فذهب أبو الحسن الغزنوي إلى السلطان وأخبره بالفتن وقال: إن أبا الفتو صاحب فتنة، وقد رجم ببغداد مراراً، والصواب إخراجه. فأخرج من بغداد، وعاد الحسن بن أبي بكر النيسابوري إلى وطنه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 226 4 (ترجمة الإسفرائيني) ويعرف الإسفرائيني المذكور بابن المعتمد، واسمه محمد بن الفضل بن محمد. ولد سنة أربعٍ وسبعين وسبعمائة بإسفراين، ودخل بغداد فاستوطنها. وكان يبالغ في التعصب لمذهب الأشعري. وكان بينه وبين الواعظ أبي الحسن الغزنوي حسدٌ وشنان، وكان كل واحدٍ منهما ينال من الآخر على المنبر. فلما بويع الراشد بالله، وخرج عن بغداد، خرج معه أبو الفتوح إلى الموصل.) فلما قتل الراشد سئل المقتفي فيه، فأذن له في العود إلى بغداد، فجاء وتكلم. واتفق مجيء الحسن بن أبي بكر النيسابوري فوعظ. ووجد الغزنوي فرصةً، فكلم السلطان في أبي الفتوح، فأصغى إليه. وقال ابن الجوزي: بلغني أن السلطان قال للحسن النيسابوري: تقلد دم أبي الفتوح حتى أقتله. قال: لا أتقلد. فوكل بأبي الفتو ح حتى أخرج من بغداد. ووقف عند السور خمسة عشر تركياً، شيعه خلق كثير، فلما وصولوا إلى السور ضربتهم الأتراك، فرجعوا. وأرسل إلى همذان، ثم سلم إلى عباس، فبعثه إلى إسفراين، واشترط عليه أنه متى خرج من بلد أهلك. وجاء حموه، والقاسم شيخ الرباط، وأبو منصور الرزاز، ويوسف الدمشقي، وأبو النجيب الشهرزوري إلى السلطان يسألون فيه، فلم يلتفت إليهم. ونودي في بغداد أن لا يذكر أحد مذهباً، ولا يثير فتنة. فلما وصل أبو الفتوح إلى بسطام توفي بها في ذي الحجة ودفن هناك. وعمل له العزاء في رباطه ببغداد، فحضره الغزنوي، فلامه بعض الناس وقال: ما لك أظهرت الحزن عليه وبكيت قال: أنا بكيت على نفسي. كان يقال فلان وفلان، فعدم النظير، ودنا الرحيل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 227 4 (حصار تلمسان) وفيها نازل عبد المؤمن تلمسان، وحاصرها مدةً طويلة، فكشف عنها تاشفين بن علي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 228 4 (وفيات سنة تسعٍ وثلاثين وخمسمائة)
4 (غارة عسكر بعلبك على الفرنج) فيها نهض عسكر بعلبك، فأغاروا على الفرنج، فقتلوا وسبوا، ثم التقوا الفرنج، فنصرهم الله، ورجعوا إلى بعلبك، وكذا فعل عسكر حلب. وأخذوا قفلاً كبيراً للفرنج، وجاءوا بالغنيمة، فلله الحمد.) 4 (فتح الرها) وفيها نازل زنكي على الرها، وهي للفرنج، فنصب عليها المجانيق، ونقب سورها، وطرح فيها الحطب والنار، فانهدم، ودخلها، فحاربهم ونصر المسلمون، وغنموا وسبوا، وخلص منها خمسمائة أسير. فلما قتل زنكي استردها الفرنج، وقتلوا من بها من المسلمين، فلله الأمر. 4 (إنتهاب حجاج العراق) وفيها حج بالناس من العراق نظر الخادم، فنهب أصحاب هاشم بن فليتة
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 229 ابن القاسم العلوي الحسيني صاحب مكة الناس في أوسط الحرم، ولم يرقبوا منهم إلاًّ ولا ذمة. 4 (وفاة قاضي المرية) وفيها تولى تدبير مملكة غرناطة أبو الحسن علي بن عمر الهمذاني قاضي المرية، وذلك عند انقضاء دولة الملثمين، فلم تطل أيامه، وتوفي عشر السبعين. وكان من كبار الفقهاء، ومن فصحاء الشعراء. 4 (جيش الى وهران) وفيها وجه عبد المؤمن جيشاً مع أبي حفص الهناتي إلى وهران، فهاجمها وأخذها بغتة، فأسرع إليه تاشفين، ففر منها أبو حفص ونزل عندها. ثم هلك تاشفين كما ذكرنا في ترجمته. 4 (أحداث سنة أربعين وخمسمائة)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 230 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)
5 (ربنا أفرغ علينا صبراً)
5 (الطبقة الرابعة والخمسون وفيات)
4 (وفيات سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن بركة بن يحيى البقال.) صحيح السماع، بغدادي. يروي عن: أبي القاسم بن السري، وعاصم العاصمي. توفي في شعبان. 4 (أحمد بن خلف بن عيشون بن خيار.) أبو العباس الجذامي، الإشبيلي، المقرئ، ابن النحاس. ويكنى أبا جعفر أيضاً. أخذ القراءآت عن: أبي عبد الله محمد بن شريح، وأبي الحسن العبسي، وأبي عبد الله السرقسطي، ومحمد بن يحيى العبدري. وأجاز له أبو علي الغساني، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 231 وتصدر للإقراء في أيام أبي داود، وابن الدوش. أخذ عنه: أبو جعفر بن الباذش، وأبو بكر بن خير، ونجبة بن يحيى. وكان يلقب بالمجود لحسن قراءته. وله مصنف في الناسخ والمنسوخ. توفي في رجب: وكان مولده سنة أربع خمسين وأربعمائة. تلا عليه بالسبع أبو جهير عبد العزيز السمناني. 4 (أحمد بن أبي العلاء بن أحمد العبدي.) النبيل، أبو رشيد القاشاني، الإصبهاني. سمع من: البزاني، وأبا منصور بن شكروه. قال السمعاني: كتبت عنه في هذه السنة. 4 (أحمد بن عقيل بن محمد بن علي.) أبو الفتح بن أبي الحوافر البعلبكي.) حدث عن: أبيه. روى عنه: ابن عساكر، وعبد الخالق بن أسد الحنفي وقال: توفي في
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 232 ربيع الأول. وأبوه فارسي الأصل، فقيه روى عن عبد الرحمن بن أبي نصر. 4 (أحمد بن علي.) أبو البركات بن الأبرادي، الفقيه الحنبلي، الرجل الصالح. تفقه على أبي الوفاء بن عقيل. وسمع من: أبي الحسن الأنباري، وأبي الغنائم بن أبي عثمان، وغيرهما. وقف داره مدرسةً على الحنابلة، وهي بالبدرية. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وأشرف بن أبي هاشم. توفي في رمضان. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد.) أبو العباس النعالي، الأسداباذي، محدث، رحال. سمع الكثير، وتعب وجمع. ولم يكن له كبير فهم. سمع ببلده: أبا الحسين المحكمي. وببغداد: أبا نصر الزينبي، وأخاه طراداً، وجماعة. قال ابن السمعاني: ثنا عنه جماعة من أصحابنا. وتوفي في ذي القعدة. 4 (أحمد بن محمد بن ثابت بن حسن بن علي.) أبو سعد، والد الإمام أبي بكر الخجندي، الإصبهاني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 233 تفقه على واحد، وشاخ. وولي تدريس النظامية غير مرة. قال ابن السمعاني: رأيته بإصبهان لازماً بيته. سمع: علي بن عبد الرحمن بن عليك النيسابوري، والحسن بن عمر بن يونس الحافظ. وقرأ عليه جزءاً.) وتوفي في شعبان، وله ثمانٍ وثمانون سنة. 4 (أحمد بن أحمد بن محمد.) أبو الحسن بن القصير، الغرناطي. روى عن: القاضي أبي الأصبغ عيسى بن سهل، ومحمد بن سابق، وأبي علي الغساني، وأبي عبد الله الكلاعي. وكان فقيهاً، حافظاً، مشاوراً ببلده، واستقضى بغير موضع. وتوفي ذي الحجة. 4 (أحمد بن محمد بن علي بن الحسن بن محمد بن أبي عثمان.) أبو عبد الله بن أبي تمام الدقاق، الهمذاني، الشروطي. بغدادي أصيل. سمع: أباه، وعمه أبا الغنائم، وعبد الصمد بن المأمون، وهناد بن إبراهيم النسفي، وجماعة. قال ابن النجار: ثنا عنه أحمد بن صالح المصري. توفي في ذي الحجة وله ثمانٍ وسبعون سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 234 4 (أحمد بن محمد بن أبي القاسم فليزة.) أبو نصر الإصبهاني، الكاتب، الخوزي. كان يسكن سكة الخوزيين. سمع: أبا عمرو بن مندة، وجماعة. توفي في شوال في عشر السبعين. أخذ عنه أبو سعد السمعاني. 4 (إبراهيم بن محمد بن عبد الواحد بن عبدويه.) أبو إسحاق الإصبهاني، الحللي. روى عن: أبي القاسم عبد الواحد بن أحمد. وعنه: أبو موسى المديني. توفي في ربيع الأول. 4 (إسماعيل بن أبي القاسم عبد الرحمن بن أبي بكر صالح.) ) أبو محمد النيسابوري، القارئ. قال ابن نقطة: سمع صحيح مسلم من عبد الغافر بن محمد الفارسي، وأحاديث يحيى بن معين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 235 وسمع من: أبي حفص بن مسرور وجماعة أجزاء. روى عنه: الحافظ أبو القاسم بن عساكر، وأبو العلاء الهمذاني، وأبو سعد السمعاني، والحسن بن محمد القشيري، وزينب الشعرية، وآخرون. وقال أبو سعد: شيخ، صالح، عفيف، صوفي، نظيف، مواظب على الجماعات، خدم الأستاذ أبا القاسم القشيري. وولد في رجب سنة تسعٍ وثلاثين وأربعمائة وتوفي يوم الجمعة العشرين من رمضان سنة إحدى وثلاثين. وقال أبو نقطة: روى عنه صحيح مسلم أبو سعد الحسن بن محمد بن المحسن القشيري. قال: أخبرتنا زينب بنت عبد الرحمن قالت: أنا إسماعيل بن أبي القاسم القاريء، قراءةً عليه وأنا أسمع، في سنة أربعٍ وعشرين وخمسمائة، أنبا عمر بن مسرور، أن ابن نجيد، فذكر حديثاً. قلت: سمعت جزء ابن نجيد على غير واحدٍ بإجازة زينب المذكورة، بهذا الإسناد. وقد أجاز لأبي القاسم بن الحرستاني. وحدث عنه بأجزاء ابن مسرور.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 236 4 (حرف الباء)
4 (بركات بن عبد العزيز بن الحسين.) أبو الحسن الدمشقي، الأنماطي. سمع: أبا بكر الخطيب، وأحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد. وكان حافظاً للقرآن، مستوراً. قاله ابن عساكر. وقال: كان شيخاً مغفلاً. حدثني أبو الحسين القيسي أنه قال: إنهم يقولون إن صلاتي كافرة. فقال: إنما يقولون بدعة.) فقال: هو هذا. وكان يديم الخروج إلى مغارة الدم، ويصلي بالناس النوافل، ويعمم الصبيان يوم العيد. وتوفي في رمضان. قلت: روى عنه: ابن عساكر، وعبد الخالق بن أسد. 4 (حرف التاء)
4 (تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس.) أبو القاسم الجرجاني، المؤدب. سمع مسند أبي يعلى، من أبي سعد الكنجروذي. وسمع من: أبي حفص عمر بن مسرور، وأبي عامر الحسين بن محمد بن علي النسوي القومسي، وأبي بكر أحمد بن منصور المغربي، وعلي بن محمد بن علي بن عبيد الله البحاثي راوي التقاسيم والأنواع، ومحمد بن محمد بن حمدون السلمي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 237 وكان مسند هراة في زمانه. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وجماعة. وآخر من روى عنه أبو روح عبد المعز الهروي. قال ابن نقطة: ذكر لي يحيى بن علي المالقي ببغداد أنه لما قدم أبو جعفر بن خولة الغرناطي من الهند إلى هراة، أخرج إليهم بقية الأصل بمسند أبي يعلى، وفيه سماع أبي روح، من تميم. قال يحيى: فكمل له جميع المسند سماعاً منه بتلك المجلد. قلت: لا أعلم متى توفي تميم، لكنه كان باقياً في حدود هذه السنة بهراة. وسماعاته بنيسابور. وكان يؤدب. وسماع أبي روح منه في سنة تسعٍ وعشرين وخمسمائة. أخبرنا محمد بن عبد السلام التميمي، عن أبي روح: أنا تميم بن أبي سعيد، نا أبو سعد الكنجروذيسنة ثمانٍ وأربعين وأربعمائة قراءة عليه: أنا أبو عمرو بن حمدان، أبو يعلى، ثنا أبو الربيع الزهراني، ثنا فليح، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، أن أبا بكر بعثه في الحجة التي أمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حجة الوداع في يوم النحر) في رهطٍ يوذن في الناس: أن لا يحج بعد العام مشركٌ، ولا يطوفن بالبيت عريان. أخرجه البخاري، عن الزهري، فوافقناه. وأخبرنا ابن الخلال: أنا عتيق السلماني، وغيره قالا: أنا أبو القاسم بن عساكر، أنا تميم الجرجاني بهراة في شعبان سنة ثلاثين، فذكر حديث بهز بن حكيم في البر، من جزء ابن نجيد. وقد قال ابن السمعاني إنه لما دخل هراة كان تميم قد توفي، وإنه أجاز له في سنة ثمانٍ وعشرين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 238 وقد سمع منه أبو روح في هذه السنة أيضاً. وقال ابن السمعاني في التحبير: تميم بن أبي سعيد المؤدب، المعلم، القصاري، أكثر بإفادة خاله القاضي أبي محمد عبد الله بن يوسف الجرجاني. ثم سكن هراة. وكان مسنداً، ثقة، صالحاً، يعلم الصبيان. سمع: ابن مسرور، وأبا الحسين عبد الغافر الفارسي، وأبا عثمان الحيري، وأبا عثمان الصابوني، والبيهقي، ومحمد بن عبد الله العمري الهروي، وأبا بكر محمد بن الحسن بن علي الطبري. وروى لي عنه جماعة. فمن جملة ما سمعه: معجم الحاكم. أنا البيهقي، عنه، ومسند أبي يعلى القدر الذي كان عند أبي سعيد، في خمسةٍ وثلاثين جزءاً، وكتاب المتفق للجوزقي، بروايته عن أبي بكر المغربي، للقدر الذي عنده منه، وكتاب الترغيب لحميد بن زنجويه. أنا أبو بكر المعمري، أنا ابن أبي شريح، أنا الراذاني، عنه، سوى الجزء الخامس من تجزئة عشرة، و صحيح ابن حبان، روايته عن البحاثي، عن محمد بن أحمد المروزي، عنه، وفوائد المغربي، انتقاء خاله عليه، ومعرفة علوم الحديث، للحاكم، عن الكنجروذي، عنه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 239 4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن أحمد بن عبد الصمد بن محمد بن تميم.) أبو القاسم التميمي، الدمشقي، الشاهد.) سمع من: أبي القاسم بن أبي العلاء، ونصر المقدسي، وسهل بن بشر، وأبي عبد الله بن أبي الحديد. وكتب بخطه الكثير. روى عنه: عبد الخالق بن أسد. وقال ابن عساكر: سمع منه أصحابنا، وأجاز لي. وتوفي في صفر ودفن بداره بباب البريد، ثم نقل بعد خمسٍ وعشرين سنة إلى جبل قاسيون. وكان مولده في سنة ستٍ وستين وأربعمائة. 4 (الحسن بن منصور بن محمد بن عبد الجبار.) الشيخ أبو محمد التميمي، السمعاني، المروزي. عم الحافظ أبي سعد. قال: جمع الكثير ونسخه، وجمع جموعاً في الحديث. وقرأ عليه الكثير. وكان إماماً، زاهداً، ورعاً، وقوراً، تاركاً لمخالطة الناس. سمع: نظام الملك، ووالده، وعلي بن أحمد المديني، وخلقاً. ولد سنة ثمانٍ وستين وأربعمائة، دخل السراق في الليل فخنقوه لأجل مالٍ
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 240 أودع عندهم، والله يرحمه، في غرة جمادى الأولى. 4 (الحسن بن هادي بن الحسين.) أبو العز العلوي، الإصبهاني. سمع: أبا مسلم بن مهريزد، وعائشة الوركانية. قرأ عليه ابن السمعان ورقة. وجئناه مرةً، فصاح فينا، فقلنا: جئنالك لنقرأ حديث جدك صلى الله عليه وسلم فتكلم بكلامٍ يكفر الإنسان تدوينها، وضربت على سماعي منه. عاش نيفاً وثمانين سنة. 4 (الحسين بن محمد بن مرداس.) أبو محمد البيهقي، الخسروجردي، وخسروجرد إحدى قرى بيهق.) سمع بقريته من: عبيد الله بن المعتز البيهقي. أخذ عنه: أبو سعد السمعاني، وغيره. مات في صفر سنة. 4 (الحسين بن محمد بن الحسين بن علي بن الفرخان.) أبو عبد الله السمناني. ذكره ابن السمعاني فقال: شيخ صالح، صحب المشايخ وخدمهم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 241 ورحل إلى نيسابور. وسمع: أبا القاسم القشيري، وأبا الحسن الواحدي المفسر، وأبا بكر أحمد بن خلف. وروى ببغداد الوسيط للواحدي. وقد رحل إلى بوشنج، وسمع بها من جمال الإسلام أبي الحسين الداودي. وكان مولده في سنة ثلاثٍ وأربعين وأربعمائة. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وغيره. قال أبو سعد السمعاني: دخلت سمنان في أواخر صفر لأسمع منه، فذكر لي جماعة أنه مات من شهر، رحمه الله. 4 (حمزة بن شجاع بن أبي بكر محمد بن إبراهيم اللفتواني.) أبو الوفاء. أسمعه أخوه الحافظ محمد بن أبي بكر من أبي عبد الله الثقفي، وجماعة. مات كهلاً في رجب. أخذ عنه السمعاني. 4 (حرف السين)
4 (سعيد بن طلحة بن حسين بن أبي ذر محمد بن إبراهيم.) الصالحاني، الإصبهاني، أبو الخير، الأديب. شاعر مفلق، أجاز له أحمد بن الفضل الباطرقاني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 242 وسمع من: عائشة الوركانية. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وأبو موسى المديني، وغيرهما.) وتوفي في رمضان. 4 (سهل بن علي بن عثمان.) أبو نصر النيسابوري، التاجر، السفار، الشافعي. حضر درس أبي المعالي الجويني. وسمع: أبا بكر بن خلف الشيرازي، وأبا الفتح نصر بن الحسن التنكتي. ودخل الأندلس، وحدث بالإسكندرية. قال القاضي عياض: حدثني بحكايات، وروى عنه: أبو محمد العثماني. توفي غريقاً منصرفه من المرية في سنة إحدى هذه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 243 4 (حرف الشين)
4 (شبيب بن عبد الله بن محمد بت خورة.) الإصبهاني، أبو المظفر. سمع: أحمد بن الباطرقاني. مات في رمضان عن ثمانين سنة. 4 (حرف الطاء)
4 (طاهر بن سهل بن بشر بن أحمد بن سعيد.) أبو محمد الإسفرائيني، الصائغ، دمشقي من أولاد الشيوخ. ولد سنة خمسين وأربعمائة. وسمع: أباه المحدث أبا الفرج، وأبا القاسم الحنائي، وعبد الكريم بن الحسين الهلالي، وأبا الحسين محمد بن مكي الأزدي، وأبا بكر الخطيب، والكتاني، وابن أبي الحديد، وغيرهم. روى عنه: الحافظ أبو نعيم وقال: كان شيخاً عسراً، مع جهله بالحديث، وعدم ثقته. حك اسم أبيه من كتاب الشهاب للقضاعي، وأثبت بدله اسمه، وتوفي في ذي الحجة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 244 قلت: روى عنه: عبد الرحمن بن علي الخرقي، وأبو القاسم عبد الصمد ابن محمد بن الحرستاني، وجماعة. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن محمد بن أحمد بن حملة.) ) أبو منصور الإصبهاني، الشروطي، المعروف بالكسائي. سمع: عبد الرحمن بن مندة، والمظفر البراثي، وأبا عيسى بن زياد، وأبا بكر بن ماجه. روى عنه: أبو موسى المديني، وأبو المجد زاهر الثقفي، وآخرون. توفي في أول سنة إحدى وثلاثين. 4 (عبد الجبار بن عبد الوهاب بن عبد الله بن محمد.) أبو الحسن بن أبي الحسن بن الأستاذ أبي القاسم الدهان، النيسابوري، البيع. لم أظفر له بوفاة، لكني أعلم أنه كان في هذه الحدود. ذكره عبد الغافر فقال: شابٌ عهدناه في أيا م الصبا، سديد الطريقة، من بيت الثروة والمروءة. سمع من الأئمة مثل: البيهقي، وسعيد العيار، والطبقة. إلى أن توفي جده. سمع الانتخاب منه، وقريء عليه الكثير. قلت: روى عنه: السنن الكبير عبد الرحيم بن عبد المؤمن الشعري. وذكره أبو سعد السمعاني وأنه أجاز له في سنة سبعٍ وعشرين وقال:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 245 شيخ ثقة، من أهل الخير والأمانة. وكان عنده تصانيف أبي بكر البيهقي، وحدث بالكثير. وسمع: أبا طاهر محمد بن علي الزراد الحافظ، والبيهقي، وأبا يعلى الصابوني. 4 (عبد الرحمن بن الحسن بن محمد.) الإمام أبو محمد ابن العلامة أبي عبد الله الطبري، الشافعي. ولد ببغداد، وبها نشأ. ووالده من أعيان أصحاب الشيخ أبي إسحاق. أنفق هذا أبو محمد الأموال والذخائر حتى ولي تدريس النظامية ببغداد. وقال ابن السمعاني: خرج عنه في الرشوة إلى الأكابر لتحصيل المدرسة ما لو أراد لبنى به مدرسة، تأمله. وورد علينا مرو، وكان شيخاً بهي المنظر، حسن الكلام في المسائل. ثنا عن أبي علي الحداد وقال: سمعت من الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وتفقهت عليه، وأصولي) ببغداد. وذكر أنه مولده في سنة. توفي بخوارزم في سنة إحدى وثلاثين وفي سنة ثلاثين. 4 (عبد الرزاق بن عبد الله بن الأستاذ أبي القاسم القشيري.) أبو المكارمصالح، خير. سمع: جدته فاطمة بنت الدقاق، والفضل بن محمد. مات في صفر، أو في ربيع الأول. أخذ عنه: السمعاني، وغيره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 246 4 (عبد العزيز بن علي بن عيسى.) أبو الأصبغ الغافقي، المعروف بالشقوري، نزيل قرطبة. روى عن: أبي علي بن سكرة، وجماعة. وكان من كبار الفقهاء، كتب للقضاة بقرطبة. توفي يوم عيد الفطر. 4 (عبد الغني بن محمد بن عبد الغني بن محمد بن حنيفة.) أبو القاسم الباجسري، من أبناء بعقوبا. كان صالحاً، فاضلاً، متميزاً، وله شعرٌ حسن. سمع: أبا القاسم بن البسري، وأبا نصر الزينبي. روى عنه: أبو الفضل بن ناصر، وأبو المعمر الأنصاري، وابنه أبو المعالي أحمد. وتوفي في شعبان ببعقوبا. 4 (عبد الكريم بن شريح.) الفقيه أبو معمر الروياني، قاضي أهل طبرستان. إمام مناظر، سمع ببسطام، وآمل، وساوة من: محمد بن أحمد الكامخي وبإصبهان من: محمود الكوسج وبنيسابور من: محمد بن إسماعيل التفليسي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 247 أخذ عنه السمعاني. مات في رمضان.) 4 (عبد الملك بن علي بن عبد الملك بن محمد بن يوسف.) أبو الفضل بن أبي الحسن اليوسفي، البغدادي. طلب الحديث بنفسه، وأكثر، وحصل الأصول. وهو من بيت علم ورواية. سمع: أبا نصر الزينبي، وعاصم بن الحسن، وعلي بن محمد بن محمد الأنباري. وحدث، وسمع منه جماعة. وتوفي في رابع ذي الحجة. وكان أبوه يروي عن أبي علي المذهب. روى عنه: عبد الرحمن بن محمد القصري، وصالح بن محمد الأزجي. 4 (عبيد الله بن الحسن بن عبيد الله بن شباب.) أبو المعالي البروجردي، أخو القاضي شبيب. شيخ معمر، ممتع بحواسه. سمع من: أبي محمد نصر الزينبي. وحدث ببروجرد بالجعديات غير مرة. وتوفي، رحمه الله، في شهر ربيع الأول، عن تسعين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 248 4 (عبيد الله بن مسعود بن عبد العزيز.) أبو البقاء الرازي، ثم البغدادي، القاضي. أخو عبد الله. سمع: أبا الحسين بن المهتدي بالله، والصريفيني. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، ويحيى بن بوش. توفي في جمادى الأولى. 4 (علي بن أحمد بن عبد الله.) أبو الحسن الربعي، المقدسي، التاجر، الشافعي. قال ابن بشكوال: له سماع من أبي بكر، ومن نصر المقدسي. ودرس على أبي إسحاق الشيرازي.) وسكن المرية. أنبا عنه القاضي عياض وقال: أنبأ أبو الحسن هذا، عن أبي بكر الخطيب، عن أبي حازم العبدوي، فذكر حديثاً. قال: وتوفي سنة إحدى وثلاثين. 4 (علي بن محمد بن علي.) أبو الحسن الهروي، الأديب، مؤدب أولاد الوزير أنوشروان بن خالد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 249 حدث عن: البانياسي، ورزق الله التميمي. 4 (علي بن المبارك بن علي.) أبو الحسن الدردائي، ودرداء من قرى بغداد. رئيس متمول. حدث عن: أبي القاسم بن البسري. روى عنه جماعة. 4 (حرف الكاف)
4 (كامل بن بجير بن فارس بن يوسف.) الأديب، أبو الهيجا القرميسيني. شيخ صالح يؤدب الصبيان. سمع: أباه، ومكي بن بجير الهمذاني بهمذان، وأبا معشر الطبري بمكة. وحدث، وأجاز لابن السمعاني. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن علي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 250 أبو الحسن بن الأبرادي، الزاهد. تفقه وتعبد، وصحب أبا الحسين بن الناعوس، ووقف داراً له بالبدرية، مدرسة للحنابلة. وتوفي في ثاني رمضان ببغداد. 4 (محمد بن أحمد بن الحسن.) أبو بكر البروجردي، الجوهري، رئيس بروجرد، بلدة عند همذان.) كان محتشماً متمولاً، رحل وعني بالحديث. وخرج معجماً لنفسه. سمع ببلده من جماعة، وبالكرخ من مكي السلار، وبهمذان من: صاوي الكامخي، وحمد بن منصور، وأحمد بن عمر البيع. وبإصبهان من: أبي العلاء محمد الفرساني، وأبي مطيع. وببسطام، وساوة، ودامغان. وسمع بنيسابور من: علي بن أحمد بن الأخرم، ونصر الله بن أحمد الخشنامي. وبمرو: أحمد بن عبد الوهاب المروزي. وبهراة: صاعد بن سليم القاضي، وأبا عطاء عبد الأعلى بن عبد الواحد المليحي. وببلخ من: أحمد بن محمد الخليلي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 251 وببغداد من: علي بن محمد العلاف، وابن بيان، وخلق. روى عنه: المبارك بن كامل، ويحيى بن بوش. قال ابن ناصر: كان تاجراً، وما كان يعرف شيئاً من الحديث. وقال السمعاني: ولد سنة ستين، وتوفي في جمادى الأولى. قلت: كان يتجر ويسمع بهذه النواحي. 4 (محمد بن أبي علي الحسن بن محمد بن عبد الله.) أبو جعفر الهمذاني، الحافظ. شيخ، صالح، ثقة مأمون، معمر، رحل إلى العراق في سنة ستين وأربعمائة فسمع بها، ولكن لم يكن معتنياً حينئذٍ بالسماع. ثم سمع بعد ذلك من: أبي الحسين بن النقور، وأبي القاسم بن البسري، وهذه الطبقة ببغداد. ورحل إلى نيسابور: فسمع: الفضل بن عبد أبا صالح المؤذن، وأصحاب العلوي، وأبي نعيم الإسفرائيني. وحج فسمع: أبا علي الشافعي، وسعد بن علي الزنجاني شيخ الحرم. وسمع بهراة شيخ الإسلام أبا إسماعيل. وسمع صحيح البخاري من أبي الخير محمد بن موسى الصفار.) وحدث بجامع أبي عيسى عن: أبي عامر الأزدي، ومحمد بن محمد بن العلاء، وأبي حامد ثابت بن أبي العباس بن سهلك القاضي، بسماعهم من الجراحي. وسمع جماعة بهمذان. وكان من أئمة السنة، ومن مشايخ الصوفية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 252 قال ابن السمعاني: سافر الكثير إلى البلدان الشاسعة، وسمع، ونسخ بخطه. وما أعرف أن في عصره أحداً سمع أكثر منه. قال: وحكي عنه أنه قال: دخلت بغداد سنة ستين، فكنت أحضر الشيوخ، وأسمع، ولا أدعهم يكتبون اسمي، لأني كنت لا أعرف العربية، ثم دخلت البادية فلم أزل أدور مع الظاعنين من العرب حتى رجعت إلى بغداد، فقال لي الشيخ أبو إسحاق: رجعت إلينا عربياً. وكان يسميني الخثعمي، لإقامتي في بني خثعم في البادية. قال ابن السمعاني: وكان خطه رديئاً، وما كان له كبير معرفة بالحديث على ما سمعت. وسمعت محمد بن أبي طاهر الصوفي بإصبهان يقول: سمعت أبا جعفر بن أبي علي يقول: تعسر علي بعض شيوخي بجرجان، فحلفت أن لا أخرج منها أو لا أكتب كل ما عنده. فأقمت مدة. وكان يخرج إلي الأجزاء والرقاع، حتى كتبت جميع ما عنده. روى عنه: أبو العلاء الهمذاني. ومن القدماء: محمد بن طاهر المقدسي. وآخر من روى عنه: عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن المعزم الهمذاني. توفي في منتصف ذي القعدة، وهو الذي رد على إمام الحرمين في إثبات العلو لله، وقال: حيرني الهمذاني. وقد روى عنه ابن عساكر. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن محمد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 253 الهلالي، الخلوقي، المروزي، إمامٌ، مفتٍ، عارف بالمذهب. سمع: أبا الخير الصفار، ومحمد بن الحسن المهر بندقشائي، وجماعة. مات في ربيع الأول، عن ثمانٍ وسبعين سنة.) 4 (محمد بن علي.) الخفاف بغدادي، يعرف بابن الكوفية. روى عن: أبي نصر الزينبي. وتوفي في رجب. 4 (محمد بن الفضل بن عبد الواحد.) القاضي أبو الوفاء الناينجي الإصبهاني. ويعرف بابن حلة. كان يتولى القضاء بنايين، وهي ناحية من نواحي إصبهان. قال ابن السمعاني: شيخ كيس، سمع الكثير، وحصل الأصول.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 254 سمع: أبا بكر محمد بن أحمد بن ماجة، وإبراهيم بن محمد القفال، وطائفة، ورحل إلى بغداد فسمع من: طراد، وابن البطر. وخرج له أبو نصر اليونارتي. وتوفي بإصبهان. 4 (محمد بن الفضل بن محمد.) أبو بكر الإصبهاني، الخاني، المقرئ، من مسندي إصبهان. روى عن: أبي مسلم بن مهريزد، وأحمد بن الفضل البطرقاني، وبكر بن حيد، وعلي بن محمد الحسناباذي، وجماعة. وعنه: السمعاني، وغيره. لم أظفر له بوفاة 4 (محمد بن محمد بن أحمد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 255 أبو نصر الخموشي، السرخسي. صدوق، مكثر، رئيس. ولد سنة. وسمع: زهير بن الحسن الجذامي، وعبد الله بن عباس العبدوسي، وغيرهما. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وأبوه.) مات في ربيع الآخر. 4 (محمد بن محمد بن الحسين بن القاسم بن خميس.) أبو البركات الموصلي. من بيت العلم والفضيلة بالموصل. روى عن: أبي نصر أحمد بن عبد الباقي بن طوق. وعنه: الصائن هبة الله بن عساكر، والكمال محمد بن عبد الله بن الشهرزوري القاضي. وسماع الكمال منه ببغداد سنة ثلاث عشرة وخمسمائة. قال ابنه سليمان: توفي أبي في شوال هذه السنة، وكان مولده سنة. 4 (المبارك بن علي بن أبي الجود.) أبو القاسم البغدادي، العتابي، من شارع العتابيين. كان أمين القاضي. سمع: أبا الحسين بن النقور.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 256 روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وأبو القاسم بن عساكر. توفي في شعبان. 4 (مرشد بن علي بن نصر بن منقذ.) أبو سلامة الشيزري. من بيت الإمرة، والفروسية، والحشمة. كان سمحاً، جواداً، شجاعاً، شاعراً، مليح الكتابة. كتب مصحفاً بالذهب، فجاء غايةً في الحسن. ولد سنة ستين وأربعمائة بحلب، وسافر إلى إصبهان، وبغداد. قال ابن عساكر: كان بارعاً في العربية، وبحسن الخط والشعر. حسن التلاوة، كثير الصيام. بطلاً شجاعاً. نسخ بخطه سبعين ختمة. حدثني ابنه الأمير محمد، قال: لما مات عمي صاحب شيزر أبو المرهف نصر بن علي أوصى) بشيزر لأبي، فقال: والله، لا وليتها، ولأخرجن من الدنيا كما دخلت إليها، فولاها أخاه أبا العشائر سلطان بن علي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 257 ومن شعر مرشد: (لنا منك يا سلمى عذابٌ وتعذيب .......... وجفنٌ قريحٌ دمعه فيك مسكوب)
(ووعدٌ كوعد الدهر للحر بالغنى .......... ولكنه بالمين والمطل مقطوب) وهي قصيدة طويلة. قال أبو المغيث بن مرشد: كنت عند أبي وهو ينسخ مصحفاً، ونحن نتذاكر خروج الفرنج الروم، فرفع المصحف وقال: اللهم بحق من أنزلته عليه، إن قضيت بخروج الروم فخذ روحي ولا أراهم. فمات في رمضان سنة إحدى وثلاثين بشيزر، ونازلتها الروم في شعبان سنة اثنتين وثلاثين، ونصبوا عليها ثمانية عشر منجنيقاً، ثم رحلوا عنها بعد حصار أربعةٍ وعشرين يوماً. 4 (مكي بن الحسن بن المعافي.) أبو الحرم السلمي، الجبيلي. سمع: أبا القاسم بن أبي العلاء، ومقاتل بن معكود. وقال إنه سمع بطرابلس كتاب الشهاب من مصنفه. وولد بجبيل سنة أربعين، أو قبلها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 258 روى عنه: الحافظان السلفي، وابن عساكر. وتوفي في جمادى الأولى. وكان كثير التلاوة في المصحف، متين الديانة، صالحاً. 4 (حرف النون)
4 (نصر بن الحسين بن الحسن.) أبو القاسم بن الخبازة، البغدادي، الحنبلي، المقرئ. قرأ بالروايات على عبد القاهر العباسي صاحب الكارزيني، وعلى يحيى بن أحمد السبيتي صاحب الحمامي. وسمع من: طراد الزينبي، وجماعة.) وحدث وأقرأ. روى عنه: معمر بن الفاخر، وأبو الفرج بن الجوزي، وغيرهما. 4 (هبة الله بن أحمد بن عمر.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 259 أبو القاسم البغدادي، الكريزي، المقرىء، المعروف بابن الطبر. قال الحافظ عبد الوهاب الأنماطي، شيخ مشهور، معمر، مقرىء، ثقة، صدوق، عارف بالقراءآت. ولد يوم عاشوراء سنة خمسٍ وثلاثين وأربعمائة، وقرأ القرآن على أبي بكر محمد بن علي بن موسى الخياط في سنة إحدى وستين، عن قراءته على أبي أحمد الفرضي، والسوسنجردي، وجماعة. قرأ عليه: التاج الكندي، وهو أقدم شيخ له. وسمع الحديث من: أبي الحسن محمد بن عبد الواحد ابن زوج الحرة، وأبي إسحاق البرمكي، وأبي طالب العشاري، وغيرهم. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وأبو موسى المديني، ويحيى بن ياقوت النجار، وعبد الخالق بن هبة الله البندار، والحسن بن عبد الرحمن الفارسي الصوفي، وعبد الله بن أبي بكر ابن الطويلة، وعلي بن محمد بن علي الأنباري، وعبد الرحمن بن أحمد العمري، وفاطمة بنت سعد الخير، وبقاء بن حيد، وأبو الفتح محمد بن أحمد المندائي، وعمر بن طبرزد، والكندي، وآخرون. وقال أبو الفرج بن الجوزي: كان صحيح السماع، قوي التدين، ثبتاً، كثير الذكر، دائم التلاوة. وهو آخر من حدث عن ابن زوج الحرة. سمعت عليه الكثير، وقرأت عليه. وكانت قوته حسنة، كنت أجيء إليه في الحر فيقول:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 260 اصعد سطح المسجد، فيسبقني في الدرج. ومتع بسمعه وبصره وجوارحه إلى أن توفي في ثاني جمادى الأولى عن ستٍ وتسعين سنة وأشهر ودفن بالشونيزية. قلت: إنما توفي في جمادى الآخرة يوم الأربعاء، قاله أبو موسى المديني. وقال المبارك بن كامل: توفي في غرة جمادى الآخرة.) وقال ابن السمعاني: سمعت حامد بن أبي الفتح المديني يقول: مات يوم الأربعاء ثاني جمادى الآخرة ودفن يوم الخميس. وقال أبو موسى المديني: كان قد ذهب بصره وثم عاد بصيراً. 4 (هبة الله بن محمد بن الحسن.) الكاتب الأزجي. سمع من: طراد الزينبي، وأبي الحسن بن أيوب. روى عنه: أبو القاسم الحافظ. وتوفي في رمضان. 4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن الحسن بن أحمد بن عبد الله بن البنا.) أبو عبد الله بن أبي علي البغدادي. قال ابن السمعاني: شيخ صالح، من أهل الجانب الشرقي، حسن السيرة، مكثر، واسع الرواية. ومتع بما سمع، وعمر حتى حدث بالكثير.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 261 وكان حسن السيرة والأخلاق، متودداً، متواضعاً، براً بالطلبة، مشفقاً عليهم. سمعه أبوه من جماعة: أبي الحسن بن المهتدي بالله، وأبي الحسين بن الأبنوسي، وعبد الحميد بن المأمون، وأبي الحسين بن النقور. وأجاز لي، وحدثني عنه جماعة. وسمعت الحافظ عبد الله بن عيسى بن أبي حبيب الأندلسي يذكر هذا ويثني عليه، ويمدحه ويطريه. ويصفه بالعلم، والتمييز، والفضل، وحسن الأخلاق، وترك الفضول، وعمارة المسجد، وملازمته له. وقال: ما رأيت في الحنابلة ببغداد مثله، وكان شيخنا عمر بن عبد الله البسطامي كثير الثناء عليه، يصفه بالخير، والصلاح، والعلم، وكذلك كل من رأيته ممن سمع منه كان يثني عليه ويمدحه. قلت: روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وأبو موسى، وابن الجوزي، وابن طبرزد، ويحيى بن) ياقوت، وفاطمة بنت سعد الخير، وآخرون. ولد في ذي القعدة سنة ثلاثٍ وخمسين وأربعمائة. وتوفي في ثامن ربيع الأول، رحمه الله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 262 4 (وفيات سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن إبراهيم بن عبد الواحد بن محمد بن أبي ذر.) أبو الوفاء الصالحاني، الإصبهاني. من شيوخ أبي موسى المديني. قال: سمعته يقول: ولدت في نصف رجب سنة خمسٍ وخمسين وأربعمائة. وتوفي في شوال. وكان صالحاً عابداً، يحج كل سنةٍ عن الناس، فيقال إنه حج نيفاً وأربعين حجة. وحدث عن: عائشة الوركانية، وأبي سهل حمد بن دلكين، وجماعة. وروى عنه: ابن عساكر، وسعد الله بن الوادي. 4 (أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن أيوب.) أبو القاسم النيسابوري، القري. وقر: محلة. إمامٌ فاضل خير، سكن أستوا. سمع: محمد بن إسماعيل التفليسي، وفاطمة بنت الدقاق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 263 مات في هذه السنة. كذا ذكره. ابن السمعاني في شيوخه. 4 (أحمد بن سهل بن محمد الميهني.) قاضي قرية ختن وخطيبها، من أعمال طوس. سمع من: جده أبي الفضل العارف. وعاش اثنتين وسبعين سنة.) مات في غرة صفر. ذكره السمعاني. 4 (أحمد بن طاهر بن علي بن عيسى.) أبو العباس الأنصاري، الخزرجي، العبادي، من ولد مسعد بن عبادة رضي الله عنه، الأندلسي الداني، الفقيه. سمع الكثير من: أبي داود المقرىء، وأبي علي الغساني، وأبي الحسين ابن شفيع، وجماعة. ورحل إلى العدوة، وصنف، وأفتى نيفاً وعشرين سنة. قال ابن الأبار: كان ورعاً، فاضلاً، نبيلاً، له مجموع في رجال مسلم. روى عنه: ابنه محمد، وأبو العباس الإقليشي، وأبو عبد الله المكناسي. وكان يميل إلى القول بالظاهر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 264 توفي في جمادى الأولى. 4 (أحمد بن ظفر بن أحمد.) البغدادي المغازلي. أخو المحدث عمر بن ظفر. قال ابن السمعاني: شيخ صالح، مشتغل بكسبه. سمع: أبا الغنائم بن المأمون، وأبا محمد الصريفيني. وولد سنة، وتوفي في سادس رمضان. وسمعت منه جزءاً. وقال ابن الجوزي: سمعت منه، وكان ثقة. 4 (أحمد بن عبد الباقي بن الحسين بن منازل.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 265 الشيباني، السقلاطوني، الحريمي، أبو المكارم. قال ابن السمعاني: كان شيخاً، صالحاً، فقيراً، معيلاً، مكتسباً. كتب الكثير، وسمع: أبا الحسين بن النقور، وأبا نصر الزينبي، وغيرهما. وكان مولده في صفر سنة ستين. وتوفي في أوائل صفر.) كتبت عنه يسيراً. 4 (أحمد بن علي بن غزلون.) أبو جعفر الأموي، الأندلسي. قال ابن بشكوال: هو معدود في كبار أصحاب أبي الوليد الباجي، من أهل الحفظ، والمعرفة، والذكاء. توفي بالعدوة في نحو العشرين وخمسمائة، وقيل سنة، وقيل سنة وخمسمائة، وقد مر. 4 (أحمد بن عمر بن محمد بن عبد الله بن محمد.) الحافظ، أبو نصر الغازي. من كبار محدثي إصبهان. ولد في حدود سنة. قال ابن السمعاني: ثقة، دين، حافظ. واسع الرواية، كتب الكثير، وحصل الكتب. وما رأيت أكثر رحلة منه في شيوخي. سمع: أبا القاسم عبد الرحمن، وعبد الرحمن ابني أبي عبد الله بن مندة، وابن شكرويه، وسليمان بن إبراهيم الحافظ، وجماعة كثيرة بإصبهان وأبا الحسين بن النقور، وعبد الباقي بن محمد العطار، وأبا القاسم بن البسري،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 266 وجماعة ببغداد والفضل بن المحب، وأبا بكر بن خلف الشيرازي، وطائفة بنيسابور وشيخ الإسلام أبا إسماعيل، وأبا عامر محمود بن القاسم، وجماعة بهراة ومحمد بن عبد الملك المظفري بسرخس، وأبا علي التستري بالبصرة. روى عنه: ابن عساكر، وابن السمعاني، والسلفي، وأبو موسى المديني،، والمؤيد ابن الأخوة، ومحمود بن أحمد المصري، وآخرون. قال السلفي: كان من أهل المعرفة والحفظ، سمعنا بقراءته كثيراً، وأملى علي شيئاً. وقال ابن السمعاني: سمعت عليه الكثير، ونقلت من تاريخه. وكان جماعة من أصحابنا يفضلونه على إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي الطلحي في الإتقان والمعرفة، ولم يبلغ هذا الحد، لكنه كان أعلى سنداً من إسماعيل وما كان يفرق بين السماع والإجازة.) قلت: اين السماع والإجازة عنده في الاحتجاج وهناك سواء، إلا أنه لا يعرف السماع من الإجازة، فإن من له أدنى معرفة يدري أن السماع شيءٌ والإجازة شيء. قال السمعاني: توفي في ثالث رمضان ودفن في بغداد. وحضرت دفنه. زاد غيره: صلى عليه إسماعيل الحافظ. 4 (أحمد بن الفضل بن أحمد بن سمكويه.) أبو العباس الإصبهاني، السمكوي، المهاد، الخياط. شيخ معمر عامي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 267 روى الكثير عن جده لأمه أبي بكر محمد بن إبراهيم الحافظ، العطار، وعبد الرزاق بن الباطرقاني. أخذ عنه: السمعاني، وابن عساكر. مات بإصبهان. 4 (أحمد بن الفضل بن أحمد بن عبد الله.) أبو العباس القصري، الإصبهاني، المميز، أحد الطلبة. سمع الحديث الكثير وعني به، وبالغ، وقرأ على الشيوخ. وعمر دهراً. سمع: عائشة الوركانية، وعبد الوهاب بن مندة. وعنه: السمعاني، وقال: بقي إلى هذه السنة، وقد جاوز الثمانين. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن مخلد بن عبد الرحمن بن أحمد ابن الحافظ الكبيربقي بن مخلد) بن يزيد. أبو القاسم الأندلسي، القرطبي. سمع من: أبيه بعض ما عنده، ومن محمد بن أحمد بن منظور الإشبيلي. وصحب أبا عبد الله محمد بن فرج الفقيه. وانتفع بصحبته. وأجاز له أبو العباس العذري.) وبرع في الفقه وأفتى، وشوور في الأحكام. وهو من بيت علم وصيانة. وكان بصيراً بالأحكام، درباً بالفتوى، رأساً في معرفة الشروط وعللها. أخذ الناس عنه. روى عنه: أبو القاسم بن بشكوال وأبو بكر بن خير، وأبو القاسم بن الشراط، وآخرون.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 268 قال ابن بشكوال: سألت عن مولده، فقال: في شعبان سنة ستٍ وأربعين وأربعمائة. قال: وتوفي في يوم الخميس سلخ ذي الحجة، وصلى عليه ابنه أبو الحسن. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد.) أبو بكر بن أبي الفتح الدينوري، ثم البغدادي، الفقيه الحنبلي. سمع من: رزق الله التميمي، وجماعة. وتفقه على: أبي الخطاب. وبرع في المناظرة. وكان الإمام أسعد الميهني يقول: ما اعترض أبو بكر الدينوري على دليل أحد إلا ثلمه. قال ابن الجوزي: قال لي شيخنا أبو بكر الدينوري: كنت أتفقه على الإمام أبي الخطاب، وكنت في بدايتي أجلس في آخر الحلقة والناس فيها على مراتبهم، فجرى بيني وبين رجلٍ كان يجلس قريباً من الشيخ كلام. فلما كان في اليوم الآتي جلست على عادتي، فجاء ذلك الرجل، فجلس إلى جانبي، فقال له الشيخ: لم تركت مكانك فقال: أترك مثل هذا فاجلس معه. يزري علي. فوالله ما مضى إلا قليلٌ حتى تقدمت في الفقه، فصرت أجلس إلى
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 269 جانب الشيخ، وبيني وبين ذلك الرجل رجال. توفي أبو بكر، رحمه الله، في جمادى الأولى. وكان من أئمة المذهب، إلا أنه كان لحاناً لا يعرف النحو. روى عنه: أبو طاهر إبراهيم بن محمد بن حمدية العكبري، وغيره. 4 (أحمد بن محمد بن عبد الملك بن عبد الغافر.) ) أبو نصر الأسدي، البغدادي. سمع: أبا الفرج المخبزي، وأبا بكر الخطيب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 270 وحدث. توفي في ربيع الآخر. ويعرف بابن المطوعة. روى عنه: ذاكر بن كامل، وعبيد الله بن محمد الشاوي القارئ. 4 (أحمد بن محمد.) أبو العباس الجذامي، المرسي، الزنقي. وزنقا: بزاي، ونون، وقاف، قرية من عمل مرسية. أخذ عن: أبي علي بن سكرة. وأخذ علم الأصول والكلام عن أبي بكر بن سابق الصقلي. وبرع في ذلك صنف، وبعد صيته. روى عنه: أبو جعفر بن الباذش، وأبو عبد الله بن عبد الرحيم. مات بعد الثلاثين تقريباً. 4 (إبراهيم بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن حمدان.) أبو تمام الصيمري، رئيس بروجرد. ولد سنة ستٍ وأربعين وأربعمائة، وسمع بها.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 271 وحج، وسمع بمكة من أبي معشر الطبري. وببغداد من: أبي إسحاق الشيرازي. توفي ببروجرد. وقد كان سمع بها من الحافظ يوسف بن محمد. روى عنه: أبو سعد بن السمعاني. 4 (إسماعيل بن الحافظ أبي صالح المؤذن أحمد بن عبد الملك بن علي.) النيسابوري، أبو سعد الفقيه، أحد الأئمة. قال ابن السمعاني: كان ذا رأي، وعقل، وعلم.) برع في الفقه. وكان له عز ووجاهة عند الملوك. تفقه على: أبي المعالي الجويني، وأبي المظفر السمعاني. وسمعه أبوه أبو صالح المؤذن من طائفة كبيرة. وكان مولده في سنة إحدى وخمسين وأربعمائة أو سنة اثنتين. سمع أبو سعد: أباه، وأبا حامد أحمد بن الحسن الأزهري، وأبا بكر أحمد بن منصور المغربي، الحاكم أحمد بن عبد الرحيم الإسماعيلي، وبكر بن محمد بن حيد التاجر، وشجاع بن طاهر المؤدب، ونسيب بن أحمد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 272 السبيعي، وأبا العلاء صاعد بن منصور بن محمد بن محمد الأزدي الهروي، وأبا القاسم عبد الكريم القشيري، وعمر بن سعيد بن محمد البحيري، والفقيه أبا الحسن علي بن يوسف الجويني، وأبا سهل محمد بن أحمد الحفصي، وأبا بكر محمد بن الحسين الخبازي المقريء، والمسيب بن محمد الأرغياني، ويعقوب بن أحمد الصيرفي، وغيرهم. وأجاز له أبو سعد الكنجروذي. روى عنه: الحافظ محمد بن طاهر مع تقدمه في معجم البلدان. وأنبأنا أحمد بن سلامة، عن محمد بن إسماعيل، أن محمد بن طاهر أجازهم، قال: سمعت أبا سعد إسماعيل بن أحمد النيسابوري ببردشير دار مملكة كرمان يقول: سمعت محمد بن أحمد الصيرفي، سمعت أبا عمرو البحيري الحافظ، سمعت محمد بن موسى الفقيه، سمعت إبراهيم بن محمد المروزي، سمعت محمد بن سعيد الرباطي، سمعت أحمد بن حنبل يقول: طلبنا هذا العلم بالذل، فلا نعطي بالذل. وروى عنه: أبو القاسم بن عساكر وأبو موسى المديني، وأبو الفرج بن الجوزي، والقاضي أبو سعيد عبد الله بن أبي عصرون، وعبد الخالق بن عبد الوهاب الصابوني الخفاف، وأبو القاسم هبة الله بن الحسن السبط، وأبو طاهر علي بن فاذشاه، وعبد الواحد بن أبي المطهر القاسم بن الفضيل الصيدلاني. وقال أبو موسى المديني: أنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أحمد النيسابوري الواعظ، الكرماني المنزل.) قدم علينا مراراً رسولاً إلى السلطان من كرمان. وتوفي في آخر شوال. وقال ابن الجوزي: توفي ليلة الفطر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 273 4 (زاد غيره: بكرمان.) وقال أبو سعد السمعاني: كان ذا رأيٍ، وعقل، وتدبير، وفضل وافر، وعلم غزير. ظهر له العز، والجاه، والثروة. وبقي بكرمان. وقال ابن عساكر في تبيين كذب المفتري: كان إماماً في الأصول والفقه، حسن الطريقة، مقدماً في الذكر. وكان وجيهاً عند السلطان بكرمان، معظماً في أهلها، محترماً بين العلماء في سائر البلاد. قرأ الإرشاد على إمام الحرمين. 4 (حرف الباء)
4 (بختيار بن محمد بن الحسين بن محمد الإصبهاني الخلال.) ابن عم الحسين بن عبد الملك الخلال. أجاز له عبد الرزاق بن شمة. سمع منه: أبو سعد لسمعاني سنة إحدى وثلاثين، ومات بعد ذلك. وكان معمراً. 4 (بدر بن ثابت بن روح.) أبو الرجاء الإصبهاني، الراراني، الصوفي، الرجل الصالح. والد المعمر أبي سعيد خليل الراراني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 274 سمع: إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطيان، وأبا الخير بن ررا، وجماعة. سمع منه: أبو سعد السمعاني، وابن عساكر. مات في رمضان عن نحو سبعين سنة. 4 (بدر بن عبد الله.) أبو النجم الشيحي، الأرمني، مولى المحدث عبد المحسن الشيحي.) سمع الكثير من مولاه، وطال عمره. وحدث عن: أبي بكر الخطيب، وأبي جعفر ابن المسلمة، وعبد الصمد بن المأمون، والصريفيني، وجماعة. وما كان يعرف شيئاً. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وأبو سعد السمعاني، وأبو موسى المديني، وجماعة. قال أبو سعد: سمعت بعض الطلبة يقول، والعهدة عليه: طلبت من بدر الشيحي إجازة لبعض الناس، فقال: كم تستجيزون ما بقي عندي إجازة أجيزها لكم. روى عنه: أبو الفرج بن الجوزي وقال: كان سماعه صحيحاً. وتوفي في رابع وعشرين رمضان من ثمانين سنة، ودفن عند مولاه. قلت: آخر من حدث عنه أبو الفرج محمد بن هبة الله الوكيل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 275 4 (بزواش.) مقدم عساكر دمشق، سار بالجيش فحارب الفرنج ونصر عليهم، وجاء الجند بالسبي، وكان شجاعاً، فاتكاً، مفسداً، في شر وجهل. استوحش من صاحب دمشق شهاب الدين محمود بن بوري، فأقام بظاهر البلد. ثم راسله وخدعه، فدخل إليه فتركه أياماً، وقتله على يد الشمسية، وأخرج ملفوفاً في كساء، ودفن بقبته التي بالعقيبة، تعرف بقبة بزواش. وولي أتابكية العسكر بعده معين الدولة أنز. 4 (بقش السلاحي.) من كبار أمراء الدولة. قال ابن الجوزي: قبض عليه السلطان، وحبس بتكريت. ثم أمر بقتله
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 276 بعد قليل، فغرق نفسه، فأخرج من الماء وقطع رأسه وحمل إلى السلطان. 4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن أحمد بن محمد.) الواعظ أبو علي الأنصاري، الصوفي، الملقب بالبركان. سمع: رزق الله التميمي، والنعالي.) وعنه: السمعاني، وابن سكينة، وجماعة. مات في شوال. 4 (الحسن بن علي بن الحسن بن عبيد الله.) أبو محمد العلويي، الحسيني، البلخي، الرئيس. أحد الكبار المذكورين بالسخاء والجود، ومحبة العلماء. كانت داره مجمع الفضلاء. سمع: أبا علي الوحشي، وغيره. وحدث بسنن أبي داود. روى عنه: محمد بن علي بن ياسر الحنائي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 277 4 (الحسين بن تكمش بن بزدمر.) أبو الفوارس التركي، ثم البغدادي. سمع: مالكاً البانياسي، ورزق الله التميمي. وتصوف، وصحب أبا بكر الطريثيثي. وكان حسن السيرة، له شعر وكلام في المعرفة. توفي في شعبان. 4 (الحسين بن طلحة بن الحسين بن أبي ذر محمد بن إبراهيم الصالحاني.) أبو عبد الله. إصبهاني، جلد، مسند.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 278 كان يؤدب. حدث عن: أبي القاسم إبراهيم سبط بحرويه. روى عنه: ابن السمعاني، وابن عساكر، وأبو موسى، وآخرون. وتوفي في شوال، أو في ذي القعدة، قاله أبو موسى. وقال عبد الرحيم الحاجي: توفي في أواخر رجب. وكناه: أبا منصور. وقال ابن السمعاني: مولده في سنة.) 4 (الحسين بن عبد الملك بن الحسين بن محمد بن علي.) الشيخ أبو عبد الله الإصبهاني، الخلال، الأديب، النحوي، البارع، المحدث، الأثري. سمع: أبا الفضل عبد الرحمن بن الحسين الرازي، وأحمد بن محمود الثقفي، وأبا طاهر عمر الحرفي، وإبراهيم بن منصور السلمي السبط، وعبد الرزاق بن هتمة، وأبا الفضل أحمد الباطرقاني، وسعيد بن أبي سعيد العيار، وعبيد الله وعبد الرحمن وعبد الوهاب أولاد ابن مندة، وطائفة. وقدم بغداد وسمع بها من: أبي القاسم بن بيان، وابن نبهان وحدث بها بالبخاري، عن العيار. وكان أحد من عني بهذا لشأن. ولد في صفر سنة ثلاثٍ وأربعين وأربعمائة. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وأبو القاسم الدمشقي، وأبو موسى المديني، وأبو المجد زاهر بن أحمد الثقفي، وأبو نجيح فضل الله بن عثمان،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 279 والمؤيد ابن الأخوة، ومحمود بن أحمد المضري، وتقية بنت أموسان، ومحمد بن أبي نجيع النعماني، ومحمد بن معمر بن الفاخر، وخلق سواهم. قال ابن السمعاني: رأيته بعد أن أضر وكبر، وكان حسن المعاشرة والمحاورة، بساماً، كثير المحفوظ. قرأ عليه ابن ناصر صحيح البخاري. وكان عزيز النفس، قانعاً، لا يقبل من أحدٍ شيئاً، مع احتياجه. خرج له محمد بن أبي نصر اللفتواني معجماً في أكثر من عشرة أجزاء. قلت: سمع منه البخاري: عبد الرحمن بن جامع، وعبد الخالق بن وهاب الصابوني. وسمع منه مسند أبي يعلى بروايته عن سبط بحرويه: أبو القاسم بن عساكر، والمؤيد هشام ابن الأخوة، وزاهر الثقفي. وحدث بمسند الروياني، عن أبي الفضل الرازي. وكان ثقة صدوقاً، إماماً في العربية، كثير المحاسن. توفي، رحمه الله، في حادي عشر جمادى الأولى، وكان يلقب بالأثري. 4 (الحسين بن علي بن الحسين بن أحمد بن أشليها.) أبو علي الدمشقي.) سمع: أبا القاسم بن أبي العلاء، ونصر المقدسي، وغيرهما. روى عنه: الحافظ ابن عساكر، وعبد الخالق بن أسد، وغيرهما. وتوفي في جمادى الأولى، وله اثنتان وثمانون سنة. 4 (حيدرة بن بدر.) أبو يعلى العباسي، الهاشمي، ثم الرشيدي، الواسطي، المعدل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 280 سمع شهاب القضاعي من الحميدي. رواه عنه أبو الفتح المندائي. مات في جمادى الأولى، قاله الدبيثي. 4 (حرف الخاء)
4 (خالد بن عمر بن محمد بن عبد الله.) أبو الفتح الإصبهاني، أخو الحافظ أبي نصر الغازي. روى عن: أبي عمرو بن مندة. وعنه: أبو موسى المديني، وغير واحد. توفي في صفر. 4 (خلف بن يوسف بن فرتون.) أبو القاسم بن الأبرش، الأندلسي، الشنتريني، النحوي. روى عن: عاصم بن أيوب، وأبي الحسين بن السراج، وأبي علي الغساني. وكان رأساً في العربية واللغات، مع الفضل، والدين، والخير، والإنقباض. وكان كثير التجول في الأندلس. ومن محفوظاته كتاب سيبويه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 281 وهو القائل: (لو لم يكن لي آباء أسود بهم .......... ولم يثبت رجال العرب لي شرفا)
(ولم أنل عند ملك العصر منزلةً .......... لكان في سيبويه الفخر لي وكفا) توفي بقرطبة في ذي القعدة، ولم يقرأ عليه كثير أحدٍ لأخلاقه. 4 (حرف السين)
4 (سعدة بنت السلطان بركياروق.) ) زوجة السلطان مسعود. توفيت بهمذان. 4 (سعيد بن أبي الرجاء محمد بن أبي منصور بكر بن أبي الفتح بن بكر بن الحجاج.) أبو الفرج الهمذاني، الصيرفي، الخلال، السمسار في الدور. ولد سنة أربعين تقريباً، وسمع سنة ستٍ وأربعين وأربعمائة من أحمد بن محمد بن النعمان القضاض مسند العدني، بروايته عن ابن المقريء. وسمع مسند أحمد بن منيع، من الشيخ عبد الواحد بن أحمد المعلم. وحدث بالكتابين، وبمسند أبي يعلى، رواه ملفقاً عن إبراهيم سبط
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 282 بحرويه، عن ابن النعمان. وحدث أيضاً عن: أحمد بن الفضل الباطرقاني، ومنصور بن الحسين، وعبد الله بن شبيب، وأبي نصر إبراهيم بن محمد الكسائي، وأبي جعفر أحمد بن محمد بن هاموشة، وأبي مسلم محمد بن علي بن مهربزد، وسعيد بن أبي سعيد العيار، وخلق. روى عنه: الحافظان ابن السمعاني، وابن عساكر، وأبو موسى، وأبو الخير عبد الرحيم بن موسى، وعبد الواحد بن محمد التاجر، ومحمد بن أبي القاسم بن الفضل، ومحمود بن أحمد الثقفي الخطيب، ومحفوظ بن أحمد الثقفي، وزاهر بن أحمد الثقفي، وأبو مسلم ابن الأخوة، وعائشة بنت معمر، وعين الشمس بنت أبي سعيد ابن سليم، وزليخا بنت أبي حفص الغضائري، وآخرون. وكان عبد الرحيم ابن الأخوة يقول: ثنا سعيد بن أبي الرجاء الدوري، لأنه كان يبيع الدور. وقد سئل أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل عنه فقال: كثير السماع، لا بأس به. وقال أبو سعد السمعاني: شيخ، صالح، مكثر، صحيح السماع. سمعه خاله الكثير، وعمر. وكان حريصاً على الرواية. سمعت منه الكثير، ولازمته. قال لي: رويت ببغداد جزءاً واحداً. توفي في تاسع عشر صفر. وخاله هو محمد بن أحمد الخلال.) 4 (حرف الطاء)
4 (طلحة بن أبي غالب بن عبد السلام.) أبو محمد البغدادي، الرناني الفواكهي، سبط يوسف المهرواني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 283 قال ابن السمعاني: كان فقيراً، مستوراً، صحيح السماع، مشتغلاً بالكسب يحرر النعال واللوالك. سمع من: القاضي أبي يعلى بن الفراء مجلسين وجزءاً. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وأبو موسى المديني، وأبو اليمن الكندي، وآخرون. قال ابن السمعاني: لم يتفق لي السماع عنه. توفي في ربيع الآخر أو بعده. قلت: قل ما سمع هذا الشيخ. 4 (حرف العين)
4 (عبد الرحمن بن الحسين بن نصر بن عبيد الله بن المرهف.) أبو القاسم النهاوندي، الفقيه. ولي القضاء مدة ببلده. وكان أبوه قد سكن بغداد، وولد بها أبو القاسم، وسمع من شيوخها من: هزارمرد الصريفيني، وأبي الحسين بن النقور، وطائفة. وحدث ببلده. قال أبو سعد السمعاني: خرجت من بروجرد إلى نهاوند قاصداً لأكتب عن أبي القاسم، فلما وصلت إليها لقيت جنازةً وجماعةً تشيعها، فسألت: جنازة من فقيل لي: جنازة القاضي أبي القاسم بن المرهف. فنزل بي من الحزن والتحسر ما الله به عليم. وكان قد توفي بهمذان، وحملوه إلى بلده نهاوند، ودفن بها في المحرم. 4 (عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن شريعة.) أبو مروان اللخمي، الباجي، من علماء إشبيلية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 284 روى عن: أبيه، وعمه أبي عبد الله محمد، وأبي عمر محمد، وابن عمه عبد الله بن علي. قال ابن بشكوال: كان من أهل الحفظ للمسائل، متقدماً في معرفتها، استقضي بإشبيلية مرتين.) وكان من أهل الصرامة والنفوذ في أحكامه. وقد ناظر الناس، وتفقهوا عليه. وحدث، وكف بصره. وتوفي في رجب، وله خمسٌ وثمانون. 4 (عبد الملك بن عبد الواحد بن الحسن.) أبو الفضل بن زريق الشيباني، البغدادي القزاز. عم الشيخ أبي منصور عبد الرحمن. شيخ صالح، سمع: أبا الحسين بن النقور. قال ابن السمعاني: حدثني عنه جماعة من أصحابنا. 4 (عبد المنعم بن أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن.) أبو المظفر بن القشيري النيسابوري. آخر من بقي من أولاد الشيخ. ولد سنة خمسٍ وأربعين وأربعمائة، وسمع مسند أبي يعلى من أبي سعد الكنجروذي، وسمع مسند أبي عوانة من أبيه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 285 وسمع من: أبي عثمان سعيد بن محمد البحيري، وأبي بكر البيهقي، وأبي الوليد الدربندي، وأبي بكر بن خلف المغربي، وجماعة بنيسابور. وأبا الحسين بن النقور، وأبا القاسم يوسف النهرواني، وعبد العزيز بن علي الأنماطي، وعبد الباقي بن غالب العطار ببغداد. وأبا علي الشافعي، وأبا القاسم الزنجاني بمكة. وحدث بنيسابور، وبغداد. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وأبو الفتح محمد بن علي بن عبد السلام، وأبو القاسم بن عساكر، وأبو سعد السمعاني، وعبد الرحيم بن الشعيري، وأخته أم المؤيد زينب، وجماعة. وقد ذكره ابن السمعاني فقال: شيخ، ظريف، مستور الحال، سليم الجانب، غير مداخل للأمور. نشأ في حجر أخيه أبي نصر، وحج معه. ثم خرج ثانياً إلى بغداد، وأقام بها مدة، وخرج إلى كرمان في أيام الصاحب مكرم ابن العلاء،) فأنعم عليه. سمعت منه مسند أبي عوانة وأحاديث السراج في اثني عشر جزءاً، والرسالة لوالده. وكان حسن الإصغاء إلى ما يقرأ عليه. كان ابن عساكر يفضله في ذلك على الفراوي. وفد بغداد ثالثاً، وحدث بها. توفي بين العيدين. وقد ذكره ابن أخته عبد الغافر في تاريخه. وقال في ترجمته: وقد خرج له أبوه جزءاً جزءاً القوائد، سمعت منه. وقال ابن النجار: قال السمعاني: لزم البيت، واشتغل بالعبادة وكتابة المصاحف رحمه الله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 286 4 (عبد الواحد بن حمد بن عبد الواحد.) أبو الوفا الإصبهاني، الشرابي، الصباغ، من شيوخ أبي موسى المديني. توفي في ثامن جمادى الأولى. سمع: أبا طاهر بن محمود الثقفي، وأبا القاسم إبراهيم سبط بحرويه، وأبا عثمان العيار. وكان محتاجاً، مقلاً، يطلب على الرواية. وكان ديناً محله الصدق. ولد سنة ستٍ وأربعين. روى عنه أيضاً ابن السمعاني. 4 (علي بن محمد بن عبيد الله بن بكار.) أبو الحسين البغدادي، المقرئ، الوقاياتي. حدث عن: مالك البانياسي. وليس بثقة، كان يلحق اسمه في الطباق. 4 (علي بن الخضر السلمي، الدمشقي.) المعدل. زوج بنت القاضي، الزكي، أبي الفضل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 287 صحب الفقيه نصر المقدسي، وحدث عنه باليسير.) 4 (علي بن عبد الله بن محمد بن سعيد بن موهب.) أبو الحسن الجذامي، الأندلسي، المريي. مكثر عن: أبي العباس العذري. وروى أيضاً عن: أبي إسحاق بن وردون القاضي، وأبي بكر ابن صاحب الأحباس القاضي. وأجاز له أبو عمر بن عبد البر، وأبو الوليد الباجي. قال ابن بشكوال: كان من أهل المعرفة، والعلم، والذكاء، والفهم. صنف في التفسير كتاباً مفيداً، وله معرفة في أصول الدين وحج، وأخذ الناس عنه. وكتب إلينا بالإجازة. ولد في عاشر رمضان سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، وتوفي في السادس عشر من جمادى الأولى، وله إحدى وتسعون سنة. كتب إلي سعد الخير وغيره أن أبا القاسم بن أخبرهم: أن عبد الله ابن محمد الأشيري بحلب سنة تسعٍ وخمسين وخمسمائة، أنا علي بن عبد الله بن موهب الجذامي، أنا أبو عمر بن عبد البر الحافظ: أنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، نا محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب: ثنا
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 288 علي بن حرب، نا سفيان، عن عاصم سمع ذراً يقول: أتيت صفوان بن عسال، فقال: ما جاء بك قلت: ابتغاء العلم. قال: إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضىً بما يطلب. كذا رواه علي بن حرب موقوفاً. 4 (علي بن علي بن عبيد الله.) أبو منصور البغدادي، الأمين. سمع الجعديات من الصريفيني. وسمع من: جعفر السراج، وأبي الحسن العلاف، وأبي عبد الله النعالي. روى عنه: ابنه عبد الوهاب ابن سكينة، وأبو سعد السمعاني، وابن عساكر، وأبو موسى، وآخرون. كان يسكن دار الخلافة، ثم انتقل إلى ربطا صهره شيخ الشيوخ. قال ابن السمعاني في الذيل: شيخ كبير، متدين، ثقة خير، كثير الصلاة، والصدقة، والخيرات،) مبادراً إلى الطاعات، صام صوم داود خمسين سنة. وكان مع هذه العبادة حسن المعاشرة، دمث الأخلاق، صحب الكبار، وتخلق أخلاقهم. ما رأيت في البغداديين مثله. ولد في المحرم سنة تسعٍ وأربعين وأربعمائة، وتوفي في خامس ذي القعدة، وجاءنا نعيه ونحن بالحلة متوجهين إلى الحج. وروى ابن الجوزي وقال: كان تحت يده أموال اليتامى. 4 (علي بن قاسم بن مظفر بن علي.) أبو الحسن بن الشهرزوري الموصلي الشافعي القاضي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 289 قال ابن عساكر: ولي قضاء واسط، ثم قضاء الرحبة، ثم قضاء الموصل. وقد قدم مع قسيم الدولة زنكي حين حاصر دمشق. وكان حسن الاعتقاد، فهماً، رجلاً من الرجال. توفي بحلب في رمضان، وحمل تابوته إلى الرقة. وهو أحد الإخوة. 4 (علي بن هبة الله.) البصري، البزاز، المغفل. سمع الكثير من: أبي علي بن المهتدي، وطبقته. وكتب بخطه. وله حكايات في التغفل، قيل رآه بعضهم ويداه مفتوحتان، كأنه يعانق شيئاً، فقيل: ما شأنك قال: طلبت أمي أجانة في هذا القدر. وقال آخر: لقيته ومعه كوز زيت يرشح، فأعلمته، فقلبه ليرى الخرم، فساح الزيت على ثيابه. وكان رجلاً خيراً. 4 (عمر بن محمد بن عمويه بن سعد بن الحسن بن القاسم بن علقمة ابن النضر بن معاذ بن) عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق. التيمي، البكري، أبو حفص السهروردي، الصوفي، نزيل بغداد. تفقه على أبي القاسم الدبوسي، وخدم الصوفية في رباط الشرط بالجانب الشرقي.) وسمع: عاصم بن الحسن، ورزق الله التميمي، وغيرهما. سمع منه: أبو شجاع عمر البسطامي، وابن أخيه أبو النجيب عبد القاهر السهروردي. وكان جميل الأمر، مرضي الطريقة. لبس منه الخرقة أبو النجيب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 290 وكان مولده سنة. وتوفي ثامن ربيع الأول. وهو إدراك شيخ الرباط المذكور. 4 (حرف الفاء)
4 (فاطمة بنت علي بن المظفر بن الحسين بن زعبل.) البغدادي أبوها، النيسابورية، أم الخير. قال أبو سعد السمعاني: هي امرأة صالحة، من أهل القرآن. تعلم الجواري القرآن. سمعت من أبي الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي جميع صحيح مسلم، وغريب الخطابي أيضاً، وغير ذلك. مولدها في سنة خمسٍ وثلاثين وأربعمائة، وتوفيت في أوائل المحرم سنة اثنتين وثلاثين، وقيل: سنة ثلاث وثلاثين. قلت: روى عنها ابن السمعاني، وابن عساكر، والمؤيد، وزينب الشعرية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 291 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن إبراهيم بن غالب.) أبو بكر العامري، الأندلسي، الشلبي، خطيب شلب. أخذ العربية عن أبي الحجاج الأعلم، وبرع في الآداب، واشتهر بها، وطال عمره. وسمع صحيح البخاري من أبي عبد الله بن منظور. وتوفي في جمادى الأولى، وله ستٌ وثمانون سنة. قاله ابن بشكوال. وتوفي ابن منظور سنة سبعٍ وستين.) 4 (محمد بن إبراهيم بن محمد بن أحمد.) أبو بكر المروروذي، ثم البلخي. من مسموعاته: جامع الترمذي، عن أبي عبد الله محمد بن محمد المحمدي، عن أبي القاسم الخزاعي، عن الهيثم بن كليب، عنه. حدث في هذا العام. قاله السمعاني. 4 (محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أحمد.) أبو غالب الصيقلي، الدامغاني، ثم الجرجاني. نزيل كرمان. ولد سنة ثلاثٍ وخمسين وأربعمائة. ورحل في طلب الحديث، وسمع
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 292 الكثير. وكان صالحاً ثبتاً، من أهل السنة. روى عن: الفضيل بن عبد الله المحب، وأبي عمرو بن مندة، وإسماعيل ابن مسعدة، وغيرهم. روى عنه: أبو موسى المديني. وتوفي في هذه السنة بكرمان. وكان كبير الصوفية هناك. وروى عنه: عبد الخالق بن الصابوني، وأبو سعد السمعاني. 4 (محمد بن حسين بن أحمد بن محمد.) أبو عبد الله الأنصاري، الأندلسي، المريي. روى عن: أبي علي الغساني، وأبي محمد بن أبي قحافة، ويزيد بن أبي المعتصم، وعبد الباقي بن محمد. وصحب الشيخ أبا عمر بن التمتاش الزاهد. وكان متحققاً بالحديث ونقله، منسوباً إلى معرفة الرجال. له كتابٌ مليحٌ في الجمع بين الصحيحين. أخذه الناس عنه.) قال ابن بشكوال: كان ديناً، فاضلاً، متواضعاً، متبعاً للآثار والسنن، ظاهري المذهب. كتب إلينا بالإجازة. وتوفي في المحرم، وله ستٌ وسبعون سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 293 وقال غيره: كان يعرف بابن أبي أحد عشر. 4 (محمد بن حمد بن عبد الله.) أبو نصر الإصبهاني، الكبريتي، الفواكهي، القباني، الوزان. شيخ صالح. سمع: أحمد بن المفضل الباطرقاني، وأبا مسلم بن مهربزود. روى عنه: أبو سعد بن السمعاني، وأبو موسى المديني، وابن عساكر، وجماعة. توفي في الخامس والعشرين من جمادى الآخرة، وآخر أصحابه محمود بن أحمد الثقفي. 4 (محمد بن حمد بن منصور العطار.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 294 أبو نصر الإصبهاني. يروي عن: سعيد العيار، وغيره. وعنه: أبو موسى. توفي في نصف ربيع الأول. 4 (محمد بن حمزة بن إسماعيل.) أبو المناقب العلوي، الحسيني، الهمذاني. قال ابن السمعاني: فاضل، شاعر، كتب الكثير بخطه، وطلب، وطاف على الشيوخ، وصنف، وجمع. ورحل إلى بغداد، وإصبهان، وحدث. وقال ابن ناصر: فيه تساهل في الأخذ والسماع، وهو ضعيف عند أهل بلده. سمع من: الشيخ أبي إسحاق الشيرازي لما ورد همذان. ومولده في سنة ستٍ وستين وأربعمائة. وتوفي في شوال. وقيل: توفي سنة ثلاثٍ.) روى عنه: ابن عساكر، وأبو محمد بن الخشاب. 4 (محمد بن عبد الملك بن محمد بن عمر.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 295 الإمام، أبو الحسن الكرجي، الفقيه، الشافعي. ولد سنة ثمانٍ وخمسين وأربعمائة. وسمع: مكي بن منصور السلار، وجده أبا منصور الكرجي. وسمع بهمذان: أبا بكر بن فنجويه الدينوري، وغيره. وبإصبهان: أحمد بن عبد الرحمن الذكواني. وببغداد الحسين بن العلاف، وابن نبهان. وحدث. روى عنه: ابن السمعاني، وأبو موسى المديني، وجماعة. قال ابن السمعاني: رأيته بالكرج، إمام، ورع، فقيه، مفتٍ، محدث خير، أديب، شاعر. أفنى عمره في جمع العلم ونشره. وكان لا يقنت في الفجر ويقول: قال الشافعي: إذا صح الحديث فاتركوا قولي وخذوا بالحديث. وصح عندي أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك القنوت في صلاة الصبح. وله القصيدة المشهورة في السنة، نحو مائتي بيت، شرح فيها عقيدة السلف، وله تصانيف في مذهب التفسير. كتبت عنه الكثير، وتوفي في شعبان. قلت: أول قصيدته: (محاسن جسمي بدلت بالمعائب .......... وشيب فودي الحبائب) منها: (عقائدهم أن الإله بذاته .......... على عرشه مع علمه بالغرائب) ومنها: (ففي كرج، والله، من خوف أهلها .......... يذوب بها البدعي بأشر ذائب)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 296 (يموت ولا يقوى لإظهار بدعةٍ .......... مخافة حز الرأس من كل جانب) ومن شعره:) (العلم ما كان فيه قال حدثنا .......... وما سواه إنما خبط في الظلام)
(دعائم الدين آياتٌ مبينةٌ .......... وبيناتٌ من الأخبار أعلام)
4 (محمد بن علي بن أحمد.) أبو عبد الله التجيبي، الغرناطي، النوالشي المقرئ الأستاذ. أخذ القراءآت علماً وإتقاناً عن: أبي داود بن نجاح، وابن البياز، وابن الدوش، وأبي الحسين العيشي، وخازم بن محمد القرطبي. قال ابن الآبار: تصدر للإقراء وبعد صيته لإتقانه وصلاحه. وأخذ الناس عنه. وقد وجدت سماع عبد المؤمن بن الخلوف الغرناطي المقريء منه على
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 297 الرعاية لمكي في سنة اثنتين وثلاثين. ومن تلامذته: ابن عروس، وعبد الوهاب بن غياث وغيرهما. 4 (محمد بن عمر بن أميرجة.) أبو المكارم الأشهبي، المحدث، الحافظ، نزيل بلخ. قال أبو سعد السمعاني: الأشهبي لقبٌ له، وهو حافظ. سافر إلى الهند، وجال في خراسان، وكتب الكثير. وسمع بهراة: الزاهد محمد بن علي العميري، وأبا عطاء عبد الأعلى بن المليحي. وببلخ: أحمد بن محمد الخليلي. وتوفي في شوال. ولقي بخراسان نصر الله الخشنامي. مولده سنة ستٍ وستين وأربعمائة. 4 (محمد بن الفضل بن محمد بن علي.) أبو بكر الخالنجاني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 298 شيخ صالح، مقرئ، معمر. سمع: أبو مسلم بن مهريزد، وأحمد الباطرقاني، وأبا منصور بكر بن حيد. كتب عنه: السمعاني، وغيره.) مات في رمضان. 4 (محمد بن محمد بن طاهر بن النعمان.) أبو بكر الإصبهاني، الدلال. من أصحاب عبد الرحمن بن مندة. روى عنه، وعن أخيه أبي عمرو. سمع منه: السمعاني وقال: كبير مسن. ثم ورخه. 4 (محمد ابن الشريف أبي الفضل محمد بن عبد السلام بن أحمد.) الأنصاري، البغدادي، أبو الحسن. سمع: أبا جعفر ابن المسلمة، وأبا بكر الخطيب، وأبا محمد الصريفيني، وابن النقور. روى عنه: ابن عساكر، والسلفي، وجماعة. وتوفي في جمادى الأولى. 4 (محمد بن نجاح.) أبو عبد الله الأموي، القرطبي، الفقيه المالكي. تفقه على أبي جعفر بن رزق. روى عن: أبي الحسن حمدين، وأبي علي الغساني، وأبي عبد الله محمد ابن فرج.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 299 وذكر لي أنه سمع على أبي القاسم حاتم بن محمد كتاب الملخص للقابسي، قاله ابن بشكوال. قال: وذكر أن أبا العباس العذري أجاز له، ورأيت له تخليطاً كثيراً ارتبت منه. توفي في جمادى الآخرة. 4 (محمد بن ناصر بن أحمد بن أبي عياض.) أبو نصر السرخسي، العياضي، الواعظ الشهير. سمع: السيد أبا الحسين محمد بن محمد، وعبد الواحد بن عبد الرحمن الزبيري المعمر، وجماعة. مات رحمه الله في ذي الحجة. قاله السمعاني.) 4 (محمد بن أبي النجم بن محمد.) أبو طاهر المروزي، الشوالي، الخطيب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 300 رجل خير، ذكره ابن السمعاني فقال: سمع محمد بن أبي عمران الصفار، وأبا الفتح أحمد بن عبد الله الزندانقاني، وغيرهما. ورحل من قرية شوال إلى مرو، وحدث بصحيح البخاري، وانتخب له أجزاء. 4 (محمد بن أبي نصر محمود بن أحمد بن أبي نصر.) الواعظ، أبو بكر الإصبهاني، المعروف بقل هو الله جران. روى عن: أبي مطيع. وعنه: أبو موسى المديني. ومات كهلاً بواسط غريباً، رحمه الله. 4 (معقل بن الحسين بن أبي نزار.) البغدادي الحاجب. سمع: أبا القاسم بن البسري، وأبا منصور العكبري. روى عنه أبو القاسم بن عساكر، ويوسف بن مقلد. وتوفي في المحرم. وكان من كبار الحجاب، ثم إنه زاهد، متصوف. 4 (منصور الراشد بالله.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 301 أمير المؤمنين أبو جعفر بن المسترشد بالله الفضل بن المستظهر بالله أحمد بن المقتدي بالله عبد الله، الهاشمي، العباسي. ولد سنة اثنتين وخمسمائة. ويقال إنه ولد مسدوداً، وأحضروا الأطباء، فأشاروا بأن يفتح له مخرجٌ بآلةٍ من ذهب، ففعل ذلك به فنفع. وأمه أم ولد. خطب له أبوه بولاية العهد في سنة ثلاث عشرة. قال ابن واصل القاضي: حكي عمن كان يدخل إلى دار الخلافة ويطلع على أسرارهم، أن) الخليفة المسترشد أعطى ولده الراشد، وعمره أقل من تسع سنين، عدة جواري، وأمرهن أن يلاعبنه. وكانت فيهن جارية حبشية، فحملت من الراشد، فلما ظهر الحمل وبلغ ذلك المسترشد أنكره، فسألها، فقالت: والله ما تقدم إلي سواه، وإنه احتلم. فسأل باقي الجواري، فقلن كذلك. فأمر أن تحمل الجارية قطناً، ثم دخلها الراشد، ثم أخرجت القطن وعليه المني، ففرح المسترشد وهذا من أعجب الأشياء. ثم وضعت الجارية ولداً سماه أمير الجيش. وقد قيل إن صبيان تهامة يحتلمون لتسعٍ، وكذلك نساؤهم. وكان للراشد نيف وعشرون ولداً. بويع بالخلافة في ذي القعدة سنة تسعٍ وعشرين. وكان أبيض، مليحاً، تام الخلق، شديد الأيد، شجاعاً. قيل إنه كان في بستان دار الخلافة أيل عظيم الشك، اعترض في البستان، وأحجم الخدم عنه، فهجم هو عليه، وأمسك بقرنيه ورماه إلى الأرض وطلب منشاراً، وقطع قرنيه. وكان حسن السيرة، جيد الطوية، يؤثر العدل، ويكره الشر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 302 وكان فصيحاً، أديباً، شاعراً، سمحاً، جواداً، لم تطل أيامه حتى خرج من بغداد إلى الموصل، ودخل ديار بكر، ومضى إلى أذربيجان، ومازندران، ثم عاد إلى إصبهان. وأقام على باب إصبهان إلى أن قتلته الملاحدة هناك. وكان بعد خروجه من بغداد وصول السلطان مسعود بن محمد إليها، فاجتمع بالكبار، وخلع الراشد بالله، وبايع عمه الإمام المقتفي. ودام الأمر سنةً للراشد قبل ذلك. قال ابن ناصر الحافظ: دخل السلطان محمود إلى بغداد وفي صحبته أصحاب المسترشد بالله الوزير على بن طراد، وصاحب المخزن ابن طلحة، وكاتب الإنشاء، فخرج الراشد بالله طالباً إلى الموصل في صحبة أميرها زنكي. وفي اليوم الثالث أحضروا ببغداد القضاة والعلماء عند الوزير علي بن طراد، وكتبوا محضراً) فيه شهادة طائفةٍ بما جرى من الراشد بالله من الظلم، وأخذ الأموال، وسفك الدماء، وشرب الخمر، واستفتوا العلماء في من فعل ذلك، هل تصح إمامته وهل إذا ثبت فسقه يجوز لسلطان الوقت أن يخلعه، ويستبدل به خيراً منه فأفتوا بجواز خلعه، وفسخ عقده ووقع الإختيار على تولية الأمير أبي عبد الله محمد بن المستظهر بالله، فحضر السلطان مسعود والأمراء إلى دار الخلافة، وأحضر الأمير أبو عبد الله، وحضر الوزير، وأبو الفتوح بن طلحة، وابن الأنباري الكاتب، وبايعوه، ولقب بالمقتفي لأمر الله، وبايع الخلق وعمره أربعون سنة، وقد وخطه الشيب. وخرج الراشد بالله من الموصل إلى بلاد أذربيجان، وكان معه جماعة، فقسطوا على مراغة مالاً، وعاثوا هناك، ومضوا إلى همذان فدخلوها. وقتلوا جماعة، وصلبوا آخرين، وحلقوا لحى جماعة من العلماء وأفسدوا. ثم مضوا إلى نواحي إصبعان فحاصروا البلد ونهبوا القرى. ونزل الراشد بظاهر إصبهان، ومرض مرضاً شديداً، فبلغنا أن جماعةً من العجم كانوا فراشين معه دخلوا عليه خركانةً في سابع وعشرين رمضان، فقتلوه بالسكاكين، ثم قتلوا كلهم. وبلغنا أنهم كانوا سقوه سماً، فلو تركوه لما عاش. وبنى له هناك تربةً، سامحه الله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 303 قال ابن السمعاني: قتل فتكاً في سادس وعشرين رمضان صائماً، ودفن في جامع مدينة جي. وعقد له العزاء ببغداد. وعاش ثلاثين سنة. وقال العماد الكاتب: كان له الحسن اليوسفي، والكرم الحاتمي، بل الهاشمي استدعى والدي صفي الدين ليوليه الوزارة، فتعلل عليه. خلف ببغداد نيفاً وعشرين ولداً ذكراً. وقال ابن الجوزي: في سبب موته ثلاثة أقوال: أحدها، أنه سقي السم ثلاث مرات. والثاني، أنه قتله الفراشون. والثالث: أنه قتلته الباطنية. وجاء الخبر، فقعدوا له للعزاء يوماً واحداً.) وقد ذكر الصولي أن الناس يقولون أن كل سادسٍ يقوم للناس يخلع، فتأملت هذا، فرأيته عجباً. اعتقد الأمر لنبينا صلى الله عليه والسلام، ثم قام بعده أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، والحسن فخلع، ثم معاوية، ويزيد، ومعاوية، بن يزيد، ومروان، وعبد الملك، وابن الزبير، فخلع وقتل ثم الوليد، وسليمان، وعمر، ويزيد، وهشام، والوليد، فخلع وقتل، ثم لم ينتظم لبني أمية أمر، فولي السفاح، والمنصور، والمهدي، والهادي، والرشيد، والأمين، فخلع وقتل ثم المأمون، والمعتصم، والواثق، والمتوكل، والمنتصر، والمستعين، فخلع وقتل، ثم المعتز، والمهتدي، والمعتمد، والمعتضد، والمكتفي، والمقتدر، فخلع، ثم رد، ثم قتل ثم القاهر، والراضي، والمتقي، والمستكفي، والمطيع، والطائع فخلع ثم القادر، والقائم، والمقتدي، والمستظهر، والمسترشد، والراشد، فخلع. قلت: وهذا الفصل منخرمٌ بأشياء، أحدها قوله: وعبد الملك وابن الزبير وليس الأمر كذلك بل ابن الزبير خامس، وبعده عبد الملك، أو كلاهما خامس أو أحدهما خليفة، والآخر خارج على نزاعٍ بين العلماء في أيهما خارج على الأمر. والثاني تركه لعدد يزيد الناقص وأخيه إبراهيم الذي خلع، ومروان،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 304 فيكون الأمير باعتبار عددهم تاسعاً، فلا يستقيم ما ادعاه. والمستعين خلعوه أيضاً كما قال، وخلعوا الذي بعده، وهو المعتز بالله، وقتلوا المهتدي بالله، رضي الله عنه، وخلعوا القاهر وسملوه. فليس الخلع مقتصراً على كل سادسٍ لو صح العدد. 4 (حرف النون)
4 (نوشروان بن خالد بن محمد.) الوزير، أبو نصر القاشاني، الفيني، وفين: من قرى قاشان. وزير الدولتين جميعاً للخليفة المسترشد، وللسلطان محمود بن محمد. قال ابن السمعاني: كان قد جمع الله فيه الفضل الوافر، والعقل الكامل، والتواضع، والخيرية، ورعاية الحقوق. أدركته ببغداد وقد كبر وأسن وتضعضع، وأقعده العجز في داره بالحريم الظاهري. عاقني المرض عن الحضور عنده.) وقد حدث عن: عبد الله بن الحسن الكامخي العبادي. وسمع منه جماعة من أصحابنا. وكان هو السبب في إنشاء مقامات الحريري، وكان يميل إلى التشيع.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 305 قال ابن الجوزي: كان عاقلاً مهيباً، عظيم الخلقة. دخلت عليه فرأيت من هيبته ما أدهشني. وكان كريماً. سأله رجلٌ خيمةً، فلم تكن عنده، فأرسل إليه مائة دينار، وقال: إشتر بها خيمة. فكتب إليه الرجل، وهو أبو بكر الأرجاني الشاعر: (لله در ابن خالد رجلاً .......... أحيا لنا الجود بعدما ذهبا)
(سألته خيمةً ألوذ بها .......... فجاء لي ملء خيمةٍ ذهبا) وكتب إليه الحريري صاحب المقامات: (ألا ليت شعري والتمني تعلةٌ .......... وإن كان ثمة راحة لأخي الكرب)
(أتدرون أني مذ نأت دياركم .......... وشط اقترابي من جنابكم الرحب)
(أكابد شوقاً ما يزال أواره .......... يقلبني في الليل جنباً على جنب)
(وأذكر أيام التلاقي فأنثني .......... لتذكارها بادي الأسى طائر اللب)
(ولي جنة في كل وقتٍ إليكم .......... ولا جنة الصاديء إلى البارد العذب)
(ومما شجا قلبي المعنى وشقه .......... رضاكم بإهمال الإجابة عن كتبي)
(وقد كنت لا أخشى مع الذنب جفوةً .......... فقد صرت أخشاها وما لي من ذنب)
(ولما سرى الوفد العراقي نحوكم .......... وأعوزني المسرى إليكم مع الركب)
(جعلت كتابي نائبي عن ضرورةٍ .......... ومن لم يجد ماءً تيمم بالترب)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 306 قال ابن النجار: أنوشروان الوزير، ولد بالري في رجب سنة تسعٍ وخمسين وأربعمائة، ووزر ثم عزل، ثم أعيد. وكان موصوفاً بالجود والإفضال، محباً للعلماء. أحضر ابن الحصين إلى داره يسمع أولاده مسند أحمد بقراءة ابن الخشاب. وأذن للناس في الدخول، فعامة من سمعه ففي داره.) روى عنه: أبو القاسم بن عساكر في معجمه. وسماعه من الساوي في سنة ثمانٍ وسبعين. توفي في رمضان، ودفن بداره، ثم نقل بعد ذلك إلى الكوفة، فدفن بمسجد علي عليه السلام. وفي تاريخ ابن النجار نقل من خط قاضي المرستان: توفي أنوشروان في ثاني عشر صفر سنة ثلاثٍ وثلاثين. 4 (حرف الياء)
4 (يونس بن محمد بن مغيث بن محمد بن يونس بن عبد الله بن محمد بن مغيث.) أبو الحسين القرطبي، أحد الأئمة. روى عن: جده مغيث. وعن: القاضي أبي عمر بن الحذاء، وحاتم بن محمد، ومحمد بن بشير، وأبي مروان بن سراج، وأبي عبد الله بن منصور،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 307 ومحمد بن سعدون القروي، وأبي جعفر بن رزق، ومحمد بن فرج، والغساني، وغيرهم. قال ابن بشكوال: كان عارفاً باللغة والإعراب، ذاكراً للغريب والأنساب، وافر الأدب، قديم الطلب، نبيه البيت والحسب، جامعاً للكتب، رواية للأخبار، عالماً بمعاني الأشعار، أنيس المجالسة، فصيحاً، حسن البيان، مشاوراً في الأحكام، بصيراً بالرجال وأزمانهم وثقاتهم، عارفاً بعلماء الأندلس وملوكها. أخذ الناس عنه كثيراً، وقرأت عليه، وأجازني. ومولده في رجب سنة سبعٍ وأربعين وأربعمائة. وتوفي في ثامن جمادى الآخرة، وصلى عليه ابنه أبو الوليد. قلت: كان يونس من أسند من بقي بالأندلس وأجلهم. روى عنه: محمد بن عبد الله بن مفرج القنطري الحافظ، ومحمد بن عبد الرحمن بن عبادة الجياني المقرئ، ومحمد بن عبد الرحيم بن الفرس الغرناطي، ومحمد بن عبد الله بن ميمون العبدري الشاعر، وأبو محمد عبد الله بن محمد بن عبيد الله الحجري، وعبد الله بن طلحة المحاربي الغرناطي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن حبيش، وعبد الرحمن بن محمد الشراط، وآخرون.) وأول سماعه بعد الستين وأربعمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 308 4 (وفيات سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن الحسين بن أحمد.) أبو العباس البغدادي، المقرئ، العسال. قال ابن السمعاني: شيخ، صالح، مستور. قرأت عليه يسيراً، عن أبي عبد الله البسري. وتوفي في شعبان. 4 (أحمد بن عبد الباقي بن الحسن بن منازل.) أبو المكارم الشيباني، السقلاطوني، الحريمي، ابن عم ابن زريق القزاز. سمع الكثير من: أبي الحسين بن النقور، وأبي نصر الزينبي، وطائفة. ونسخ بخطه. روى عنه: أبو حامد عبد الله بن ثابت بن النحاس. مات في عاشر صفر. أثنى عليه عمر بن أحمد بن سهلان وسمع منه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 309 4 (أحمد بن عبد الرحمن بن أبي عقيل.) أبو المكارم. ذكره الحافظ ابن المفضل في الوفيات هكذا، ولا أعرفه. 4 (أحمد بن عبد الملك بن موسى بن أبي جمرة.) الأموي، مولاهم المرسي، أبو العباس. سمع: أباه، وأبا بكر بن أبي جعفر، وهشام بن أحمد، وغيرهم. وأجاز له
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 310 أبو عمر بن عبد البر، وأبو عمرو المقرئ. قاله ابن الأبار. وقال: حدث عنه ابنه القاضي أبو بكر محمد شيخنا. وتوفي في رمضان.) قلت: أبو عمرو هو عثمان بن سعيد الداني، وهو آخر من حدث عنه في الدنيا بالإجازة. والقاضي أبو بكر هو آخر من روى عن أبيه، وبقي إلى سنة تسعٍ وتسعين. وهو أكبر شيخ لأبي عبد الله الأبار المؤرخ. سمع التيسير من أبيه، عن المصنف إجازة. 4 (أحمد بن علي.) أبو البقاء الظفري، البيطار. حدث عن: أحمد بن عثمان بن نفيس. وتوفي بالشونيزية. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد.) أبو الفضل الطوسي، الشلانجردي، وشرنجرد: قرية من قرى طوس. كان رجلاً صالحاً، خيراً، استوطن به أبوه الإسكندرية، وأم بمسجد المواريث. قال السلفي: أنبا عن أبي الليث نصر بن الحسين التنكتي، وهبة الله بن عبد الوارث الشيرازي. وكان مولده في سنة سبعٍ وأربعين وأربعمائة. وتوفي في جمادى الأولى، وشيعه خلائق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 311 4 (أحمد بن محمد بن عبد العزيز.) أبو جعفر اللخمي، الأشبيلي، تلميذ أبي علي الغساني. قال ابن بشكوال: أخذ عنه معظم ما عنده. وكان أبو علي يصفه بالمعرفة والذكاء. ويرفع بذكره. وأخذ أيضاً عن: أبي الحجاج الأعلم، وأبي مروان بن سراج، وأبي بكر المصحفي. وكان من أهل المعرفة بالحديث والرجال، مقدماً في الإتقان، مع التقدم في اللغة والأدب والأخبار، ومعرفة أيام الناس. أخذت عنه وجالسته. وتوفي في ربيع الأول بقرطبة. قال ابن نقطة وغيره: يعرف بابن المرجي مستفاد من المرجي، بالجيم.) قلت: روى نع محمد بن عبد الله الشلبي، وعلي بن عتيق بن موسى. 4 (أحمد بن محمد بن الحسين بن نصرويه.) الفراض، أبو العباس. من أهل باب المراتب. سمع: أبا عبد الله الحميدي، وابن طلحة النعالي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 312 قال ابن السمعاني: شيخ صالح، فقير، تابع. كان يسمع معنا. وتوفي في إحدى الجماديين. 4 (أحمد بن منصور بن محمد بن القاسم بن خنب.) أبو نصر النيسابوري، الصفار، والد عمر، وجد أبي سهل. سمع: أبا سهل الحفصي، وأبا سعد أحمد بن إبراهيم المقرئ، وأبا القاسم القشيري. سمع منه: أبو سعد السمعاني وقال: كان شيخاً، متميزاً، عالماً، سديد السيرة، صالحاً. ولد سنة سبعٍ وأربعين وأربعمائة في شعبان. توفي في أول رمضان سنة ثلاثٍ. سمعت منه، ومن زوجته دردانة بنت إسماعيل بن عبد الغافر، ومن ولديهما عمر، وعائشة. 4 (أحمد بن هبة الله بن محمد بن الزينبي.) أبو العباس. توفي بالبصرة في شغل للخليفة. روى عن: أبي نصر الزينبي. وعنه: ابن السمعاني، وابن عساكر. 4 (إبراهيم بن أبي الفتح بن عبد الله بن خفاجة.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 313 أبو إسحاق الأندلسي، الشاعر المشهور. وديوانه موجود بأيدي الناس عاش ثلاثاً وثمانين سنة. وكان رئيساً مفخماً. له النظم المفلق، والنثر الرائق، وله تأليفٌ في غريب اللغة، وهو القائل:) (وعشي أنسٍ أضجعتني نشوةٌ .......... فيه تمهد مضجعي وتدمث)
(خلعت علي الأراكة ظلها .......... والغصن يصغي والحمام يحدث)
(والشمس تجنح للغروب مريضة .......... والرعد يرقى والغمامة تخفت)
4 (إسماعيل بن محمد بن أحمد.) أبو طاهر الإصبهاني، الوثابي، الشاعر. أضر في آخر عمره وافتقر. وقيل كان يخل بالصلوات. روى عن: أبي عمرو بن مندة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 314 4 (أنوشروان.) مر في عام أول، وهو هنا على قول. 4 (حرف التاء)
4 (تمام بن عبد الله الظني الدمشقي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 315 السراج. شيخ حافظ للقرآن. سمع: علي بن الحسن بن طاوس، وسهل بن بشر الإسفرائيني. روى عن: الحافظ ابن عساكر. 4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن سلامة بن ساعد.) المنبجي، الفقيه، قاضي نهر عيسى. أبو علي. ورد بغداد، وتفقه بها على: القاضي أبي عبد الله الدامغاني. وقيل: كان معتزلياً. ولم يظهر عنه. حدث عن: أبي نصر الزينبي. وعنه: أبو سعد السمعاني، وابن عساكر، ومحمود بن الحسن المؤدب.) 4 (الحسن بن الفضل.) أبو علي الإصبهاني، الأدمي، الفقيه، الأديب. أحد طلبة الحديث. سمع: أبا منصور بن شكرويه، وسليمان بن إبراهيم الحافظ، وطائفة. روى عنه: رجب بن مذكور، وغيره. أرخه ابن النجار في ربيع الأول من السنة. 4 (الحسين بن الخليل بن أحمد.) الإمام أبو علي النسفي، الفقيه. نزيل سمرقند. سمع صحيح البخاري من الحسن بن علي الحمادي، صاحب أبي علي الكسائي، وحدث به.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 316 تفقه ببخارى على: أبي الخطاب الكعبي. وببلخ على: الإمام أبي حامد الشجاعي. ذكره ابن السمعاني فقال: إمام، فاضل، ورع، له يدٌ باسطة في النظر. وورد بغداد حاجاً في سنة ست عشرة، وحدث بها. ولي منه إجازة. توفي أبو علي هذا في الحادي والعشرين من رمضان. وأبو الخطاب هذا هو: محمد بن إبراهيم القاضي. 4 (حميد بن منصور.) أبو نصر الدرعي، الهمذاني، الصوفي، المعروف بالشيخ الزاهد. نزيل بغداد، وخادم رباط بهروز. قال ابن السمعاني: كان صالحاً، كثير التهجد، دائم التلاوة، خدم الفقراء، وناطح التسعين. وسمع بهمذان: بجير بن منصور، ومحمد بن الحسين بن فنجويه. وسمعت منه، وقال: ثلاث وتسعون سنة. قال: وذلك في وسط سنة اثنتين. وتوفي في ثامن عشر رمضان سنة ثلاثٍ وثلاثين.) وصلى عليه أبو محمد سبط الخياط بوصيةٍ منه. وتوفي شيخه بجير سنة تسعين وأربعمائة. 4 (حرف الزاي)
4 (زاهر بن طاهر بن محمد بن محمد بن أحمد بن يوسف بن محمد بن المرزبان.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 317 أبو القاسم بن أبي عبد الرحمن النيسابوري، الشحامي، الشروطي. المحدث المستملي. ولد في ذي القعدة سنة ستٍ وأربعين وأربعمائة بنيسابور، واعتنى به أبوه فسمعه الكثير، وبكر به، واستجاز له الكبار. وسمع أيضاً مسند أبي يعلى من أبي سعد الكنجروذي والسنن الكبير للبيهقي، منه. وسمع الأنواع والتقاسيم من علي بن محمد البحاثي، عن محمد بن أحمد الزوزني، عن أبي حاتم البستي. وسمع كتاب شعب الإيمان والزهد الكبير والمدخل إلى السنن وبعض تاريخ الحاكم أو أكثره، من أبي بكر البيهقي. وسمع: أباه، وأبا يعلى إسحاق بن عبد الرحمن الصابزني، وأبا سعد الكنجروذي المذكور، وأبا عثمان سعيد بن أبي عمرو البجيري، وسعيد بن لأبي سعيد العيار، ومحمد بن محمد بن حمدون السلمي، وأبا القاسم عبد الكريم القشيري، وسعيد بن منصور القشيري، وأبا سعد أحمد بن إبراهيم بن أبي شمس، وأحمد بن منصور المغربي، وأبا بكر محمد بن الحسن المقريء، ومحمد بن علي الخشاب، وأبا الوليد الحسن بن محمد البلخي، وخلقاً سواهم في مشيخته التي وقعت لنا بالإجازة العالية. وأجاز له: أبو حفص بن مسرور الزاهد، وأبو محمد الجوهري، وأبو الحسين عبد الغافر الفارسي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 318 وحدث بنيسابور، وبغداد، وهراة، وهمذان، وإصبهان، والري، والحجاز. واستملى بعد أبيه على شيوخ نيسابور كأبي بكر بن خلف الشيرازي فمن بعده. وكان شيخاً متيقظاً، له فهمٌ ومعرفة، فإنه خرج لنفسه عوالي مالك وعوالي سفيان بن عيينة، والألف حديث السباعيات.) وجمع عوالي وقع له من حديث ابن خزيمة في نيفٍ وثلاثين جزءاً، وعوالي وقع له من حديث السراج، نحواً من ذلك. وعوالي عبد الله بن هاشم، وعوالي عبد الرحمن بن بشر، وتحفة العيدين، ومشيخته. وأملى بنيسابور قريباً من ألف مجلس، وصار له أنس بالحديث. وكان ذا نهمة في تسميع حديثه، رحل في بذله كما يرحل غيره في طلب الحديث وكان لا يضجر من القراءة. قال ابن السمعاني: كان مكثراً متيقظاً، ورد علينا مرو قصداً للرواية بها، وخرج معي إلى إصبهان، لا له شغل إلا الرواية بها. وازدحم عليه الخلق. وكان يعرف الأجزاء. وجمع، ونسخ، وعمر. فقرأت عليه تاريخ نيسابور في أيامٍ قلائل، فكنت أقرأ من قبل طلوع الشمس إلى الظهر، ثم أصليوأقرأ إلى العصر، ثم إلى المغرب. وربما كان يقوم من موضعه. وكان يكرم الغرباء يعيرهم الأجزاء، ولكنه لا يخل بالصلاة إخلالاً ظاهراً وقت خروجه معي إلى إصبهان، فقال لي أخوه وجيه: يا فلان، اجتهد حتى تقعد هذا الشيخ ولا يسافر ويفتضح بترك الصلاة. وظهر الأمر كما قال أخوه، وعرف أهل إصبهان ذلك وشنعوا عليه، حتى ترك أبو العلاء أحمد بن محمد الحافظ الرواية عنه، وضرب على سماعاته منه. وأنا فوقت قراءتي عليه التاريخ، ما كنت أراه يصلي، وأول من عرفنا ذلك رفيقنا أبو القاسم الدمشقي، قال: أتيته قبل طلوع الشمس، فنبهوه فنزل ليقرأ عليه وما صلى، وقيل له في ذلك، فقال: لي عذر وأنا أجمع بين الصلوات كلها. ولعله تاب في آخر عمره، والله يغفر له.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 319 وكان خبيراً بمعرفة الشروط، وعليه العمدة في مجلس القضاء. قلت: روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وأبو سعد السمعاني، وأبو موسى المديني، وأبو بكر) محمد بن منصور السمعاني والد أبي سعد، ومنصور بن أبي الحسن الطبري، وصاعد بن رجاء الهمذاني، وعلي بن القاسم الثقفي، وعلي بن الحسين بن زيد الثقفي، وأسعد بن سعيد، ومحمود بن أحمد المقريء. وعبد الغني ابن الحافظ أبي العلاء العطار، وأبو العمد عبد الوهاب ابن سكينة، وزاهر بن أحمد الثقفي، وعبد اللطيف بن محمد الخوارزمي، ومحمد بن محمد بن محمد بن الجنيد، وعبد النبي بن عثمان الهمذاني، وإبراهيم بن بركة البيع المقريء، وعبد الله بن المبارك بن دوما الأزجي، وأبو الخير أحمد بن إسماعيل القزويني وإبراهيم بن محمد بن حمدية، وعبد الخالق ابن عبد الوهاب الصابوني، وثابت بن محمد المديني الحافظ، وعلي بن محمد بن يعيش الأنباري، ومحمد بن أبي المكارم أسعد القاضي، ومودود بن محمد الهروي ثم الإصبهاني، والمؤيد بن محمد الطوسي، وأبو روح عبد المعز الهروي، وزينب الشعرية. وتوفي في رابع عشر ربيع الآخر بنيسابور. ولا ينبغي أن يروى عن تارك الصلاة شيء البتة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 320 4 (زهير بن علي بن زهير.) أبو نصير الخدامي، بخاء مكسورة، السرخسي، ثم الميهني. سمع: عبد الرحمن بن محمد البوسنجي، والحافظ محمد بن محمد بن زيد الحسيني. ولد سنة خمسٍ وخمسين وأربعمائة. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وقال: مات في رمضان. 4 (حرف السين)
4 (سلامة بن غياض.) أبو الخير الكفرطابي. من أئمة النحو. أخذ بمصر عن ابن القطاع. وصنف كتاباً عشر مجلدات في الأدب. أخذ عنه ابن الخشاب. كان حياً في هذا العام.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 321 4 (حرف الصاد)
4 (صالح بن محمد بن علي بن محمد بن المعزم.) أبو زيد الهمذاني، إمام الجامع بهمذان. شيخ فاضل، حسن الطريقة. سمع بهمذان: أبا إسحاق الشيرازي، وسفيان بن منجويه، وأحمد بن عمر الصدوقي. روى عنه: أبو سعد السمعاني. ولد سنة اثنتين وستين وأربعمائة، وتوفي بهمذان في أواخر شعبان. 4 (حرف الطاء)
4 (الطيب بن محمد بن أحمد.) أبو بكر الأبيوردي، الغضائري. ذكره السمعاني في الذيل، فقال: شيخ صالح، دين، خير، من أهل القرآن. حسن الأخلاق. صحب المشايخ، وجال في الآفاق، وصحب السلفي، وسمع بقراءته من: محمد بن حامد المروزي، ومحمود بن أبي مخلد الطبري، وجماعة. قال: قدم علينا مرو، وانتخب له جزاءاً، وما رأيت في الصوفية أجمع للأخلاق الحسنة، مع التواضع التام والخدمة، على كبر السن مثله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 322 وسمع بسلماس من محمود بن شعبان، وأبا الحسن بن نعمة الله. مات بأبيورد في أحد الربيعين. 4 (حرف الظاء)
4 (ظالم بن زيد بن علي بن شهريار.) أبو النجم الإصبهاني، البيع. سمع: شجاع بن علي المعقلي، وعبد الجبار بن برزة الواعظ، وجماعة. أخذ عنه السمعاني، وقال: مات في رمضان عن نيفٍ وثمانين سنة. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف.) ) أبو القاسم البغدادي، الحربي، النجار. أخو الحافظ عبد الخالق، وعبد الواحد. ولد في مستهل عام اثنتين وخمسين وأربعمائة. وسمع: أبا جعفر ابن المسلمة، وعبد الصمد بن المأمون، ومحمد بن علي بن الغريق، والصريفيني، وابن النقور. روى عنه: السلفي، وابن السمعاني، وابن عساكر وعبد المجيب بن زهير، وعبد الله بن طليب، ومحاسن بن أبي بكر، وتامر بن جامع القطان، وحسين بن عثمان الكوفي القطان، وضياء بن جندل، وعمر بن عبد الكريم
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 323 الحمامي، ونفيس بن عبد الجبار، وأبو اليمن زيد بن الحسن الكندي، وهو آخر من حدث عنه. قال ابن السمعاني: دين خير، من بيت الحديث. صالح، جاور بمكة سنين، وسمع منه والدي بمكة مجلساً أملاه ابن هزارمرد الصريفيني. وجرت أموره على سدادٍ واستقامة إلى آخر عمره. وتوفي في العشرين من رجب بالحربية وله سنة. 4 (عبد الله بن علي بن أحمد بن علي.) أبو محمد اللخمي، الشاطبي. سمع من جده لأمه الحافظ أبي عمر بن عبد البر، وأجاز له تواليفه في سنة اثنتين وستين وأربعمائة. وكان مولده في سنة ثلاثٍ وأربعين. وسمع الصحيحين من أبي العباس العذري، وصحيح البخاري من القاضي أبي الوليد الباجي. وولي قضاء مدينة أغمات. وأخذ عنه جماعة. وأجاز لأبي القاسم بن بشكوال، وأغفله ولم يذكره في الصلة. توفي في صفر وله تسعون سنة. وقيل: توفي سنة اثنتين. ذكره أبو عبد الله الأبار.) روى عنه: حفيده ابن بنته عمر بن عبد الله الأغماتي، وعيسى بن الملجوم. 4 (عبد الله بن محمد بن عبد الله بن خلف.) أبو محمد بن أبي تليد الخولاني، الشاطبي. المعروف بالحمصي. أخذ القراءآت عن: أبي الحسين بن الدوش.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 324 وسمع من: طاهر بن مفوز، وأبي عمران بن أبي تليد. وتصدر للإقراء بشاطبة، وحدث، وكان فاضلاً، صالحاً، مجاب الدعوة. روى عنه: أبو عمر بن عباد. 4 (عبد الله بن محمد بن محمد بن سعد.) أبو جعفر البصري، البرذعي الشاهد. شيخ متميز، ذو بيئة. سمع: أبا علي التستري. وعنه: أبو سعد السمعاني. سمع سنن أبي داود. ومات في شوال. 4 (عبد الله بن محمد بن عبيد الله بن علي بن جعفر بن زريق.) أبو القاسم الأسدي، المضري، النسفي، ثم الإصبهاني، الخطيبي، الحنفي. خطيب الجامع الكبير بإصبهان. ولد في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وأربعين وأربعمائة. وسمع: أبا الخطيب عبد الرزاق بن شمة، وأبا بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني، والشريف أحمد بن حاتم البكري. وحدث بإصبهان، وبغداد. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وأبو موسى المديني، وأبو الفرج بن الجوزي، ومحمود بن أحمد المضري، وجماعة. وهو ابن عم قاضي إصبهان عبيد الله الخطيبي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 325 4 (عبد الرحمن بن كليب.) أبو محمد الحموي، المقرئ، الفرضي. قال ابن عساكر: كان علامةً في الفرائض، والحساب. وكان يعلم الصبيان في مكتبه، ولا يأخذ منهم شيئاً. لما توفي لم يبق أحدٌ بحماه إلا شهد جنازته. 4 (عبد العزيز بن عثمان بن إبراهيم.) أبو محمد الأسدي، الفقيه، البخاري، قاضي بخارى. قدم بغداد، وسمع: أبا طالب بن يوسف، وجماعة. وأملى ببخارى، وبها توفي. وكان رئيساً، كبير الشأن، عالماً. روى عنه: محمد بن عمر القلانسي. 4 (عبد العزيز بن ناصر بن المحاملي.) أبو القاسم. حدث عن: أبي الحسن الأنباري، وحمد الإصبهاني الحداد. سمع منه: أبو بكر المفيد، وغيره. 4 (عبد الملك بن مسعود بن موسى بن بشكوال بن يوسف.) الأنصاري، القرطبي، والد الحافظ خلف. يكنى: أبا مروان. أخذ القراءآت عن: يحيى بن حبيب، وغيره. ولازم أبا عبد الله محمد بن فرج الفقيه زماناً. وكان عارفاً بمذهب مالك، رأساً في معرفة الشروط، كثير التلاوة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 326 توفي في جمادى الآخرة، وله نحوٌ من ثمانين سنة. ذكره ابنه في الصلة. وقرأ شيخه ابن حبيب على محمد بن أحمد الفراء تلميذ مكي. 4 (عبد الواحد بن حمد.) ) ورخه بعضهم سنة ثلاثٍ، والصواب سنة اثنتين. 4 (عطية بن علي بن عطية بن علي بن الحسن.) أبو الفضل القيرواني، القرشي، العتبي. يعرف بابن الأدخان. جاور بمكة مع أبيه مدة، وولد بها. وقدما بغداد فسكنها عطية إلى أن توفي بها. وكان ظريفاً، كيساً، مطبوعاً، حسن الشعر. حدث عن: أبي معشر الطبري، وغيره. روى عنه: السلفي في مشيخته. وتوفي في صفر سنة ثلاث. 4 (علي بن أفلح.) أبو القاسم البغدادي، الكاتب، الشاعر. له النظم والنثر، والهجو الكثير السائر. ذكره أبو الفرج بن الجوزي فقال: كان المسترشد بالله قد خلع عليه ولقبه جمال الملك، وأعطاه أربعة آدر في درب الشاكرية، عمر بها وأنشأها داراً عليةً مليحة، وأعطاه الخليفة خمسمائة دينار، وأطلق له مائة جذع، ومائتي ألف آجرة، وأجرى عليه معلوماً، فظهر أنه يكاتب دبيساً، فنم عليه بوابه لكونه
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 327 طرده، فهرب ابن أفلح، وأمر المسترشد بنقض الدار. وكان قد غرم عليها عشرين ألف دينار. وكان فيها حمام، ولمستراحها أنبوبٌ، إن فرك يميناً جرى ماءٌ ساخن، وإن فرك شمالاً جرى ماءٌ بارد. ثم ظهر بتكريت، واستجار بهرون الخادم. ثم آل الأمر إلى أن عفا عنه. ومن شعره: (دع الهوى لأناسٍ يعرفون به .......... قد مارسوا الحب حتى لان أصعبه)
(بلوت نفسك فيما لست تخبره .......... والشيء صعبٌ على من لا يجربه) ) (أهن اصطباراً وإن لم تستطع جلداً .......... فرب مدرك أمرٍ عز مطلبه)
(أحيوا الضلوع على قلبٍ يحيرني .......... في كل يومٍ ويعييني تقلبه)
(تنازع الريح من نجدٍ يهيجه .......... ولامع البرق من نعمان يطربه)
4 (علي بن المسلم بن محمد بن علي بن الفتح.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 328 أبو الحسن السلمي، الدمشقي، الفقيه الشافعي، الفرضي، جمال الإسلام. سمع: أبا نصر بن طلاب، وأبا الحسن بن أبي الحديد، وعبد العزيز الكتاني، ونجا العطار، وغنائم بن أحمد، وعلي بن محمد المصيصي، والفقيه نصر بن إبراهيم، وجماعة. وتفقه على: القاضي أبي المظفر المروزي. وأعاد الدرس للفقيه نصر، وبرع في الفقه. قال الحافظ ابن عساكر: وبلغني أن أبا حامد الغزالي قال: خلفت بالشام شاباً إن عاش كان له شأن، فكان كما تفرس فيه. ودرس في حلقة الغزالي بالجامع مدة. ثم ولي تدريس الأمينية سنة أربع عشرة وخمسمائة. سمعنا منه الكثير، وكان ثقة، ثبتاً، عالماً بالمذهب والفرائض، وكان يحفظ كتاب تجريد التجريد لأبي حاتم القزويني. وكان حسن الخط موفقاً في الفتاوى. كان على فتاويه عمدة أهل الشام. وكان كثير عيادة المرضى وشهود الجنائز، ملازماً للتدريس والإفادة، حسن الأخلاق. وله مصنفات في الفقه والتفسير. وكان يعقد مجلس التذكير، ويظهر السنة، ويرد على المخالفين، ولم يخلف بعده مثله. قلت: روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وابنه القاسم، والسلفي، وخطيب دومة عبد الله بن حمزة الكرماني، وعبد الوهاب بن علي الزبيري المعدل، وأبو الحزم مكي بن علي، ويحيى بن الخضر الأرموي، وإسماعيل الجنزوي، وبركات الخشوعي، ومحمد بن الخصيب، وطائفة آخرهم وفاةً القاضي أبو القاسم الحرستاني. وقد أملى عدة مجالس.) وقع لنا من طريقه بعلو معجم ابن جميع.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 329 ذكره ابن عساكر أيضاً في طبقات الأشاعرة من كتاب تبيين كذب المفتري، فقال: تفقه أولاً على القاضي أبي المظفر عبد الجليل بن عبد الجبار المروزي، وغيره. وعني بكثرة المطالعة والتكرار، فلما قدم الفقيه نصر المقدسي دمشق لازمه. ولزم الغزالي مدة مقامه بدمشق، وهو الذي أمره بالتصدر بعد موت الفقيه نصر، وكان يثني على علمه وفهمه. وكان عالماً بالتفسير، والأصول، والفقه، والتذكير، والفرائض، والحساب، وتعبير المنامات. وتوفي في ذي القعدة ساجداً في صلاة الفجر، رحمه الله تعالى. 4 (علي بن المطهر بن مكي بن مقلاص.) أبو الحسن الدينوري، الشافعي. تفقه على: أبي حامد الغزالي. وسمع من: نصر بن البطر، ونحوه. وكان فقيهاً صالحاً. توفي ليلة السابع والعشرين من رمضان ببغداد رحمه الله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 330 4 (حرف الفاء)
4 (فاطمة بنت السيد ناصر بن الحسين.) أم المجتبة، العلوية الإصبهانية. شريفة معمرة. سمعت الكثير من: عبد الرزاق بن شمة، وإبراهيم سبط بحرويه، وسعيد بن أبي سعيد العيار. وعنها: ابن عساكر، والسمعاني وقال: ماتت سنة ثلاث. 4 (فاطمة بنت محمد بن محمد بن فرحية المقرئ، الدينوري.) بغدادية. روت عن أبي القاسم علي بن الحسين الربعي أحاديث يسيرة. وتوفيت في حدود هذه السنة ببغداد. 4 (حرف الميم) ) 4 (محمد بن أحمد بن الحسين بن أبي بشر.) الإمام أبو بكر المروزي، الخرقي، المتكلم. رحل إلى نيسابور فتفقه وأحكم الكلام. وسمع من: أبي بكر بن خلف، وجماعة. وسكن قريته يفتي ويعظ، وهي خرق، على ثلاثة فراسخ من مرو، بها سوق وجامع.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 331 مات في شوال في عشر الثمانين. روى عنه: ابن السمعاني. 4 (محمد بن أحمد بن عثمان.) أبو عامر البلنسي، الرياني، الأديب. كان من جلة الشعراء. عاش ستاً وثمانين سنة. أخذ عنه: أبو عبد الله بن نابل. وكان من طبقة أبي إسحاق الخفاجي، فماتا في هذا العام. 4 (محمد بن يحيى بن باجة.) أبو بكر الأندلسي، السرقسطي، الشاعر، الفيلسوف، المعروف بابن الصائغ. منسوب إلى انحلال العقيدة وسوء المذهب. وكان يعتقد أن الكواكب تدبر العالم. وقد استولى الفرنج على سرقسطة في سنة اثنتي عشرة وخمسمائة. وباجة: هي الفضة في لسان فرنج المغرب. وكان آية في آراء الأوائل والفلاسفة. وهم به المسلمون غير مرة، وسعوا في قتله. وكان عارفاً بالعربية، والطب، وعلم الموسيقى.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 332 قال أبو الحسن علي بن عبد العزيز ابن الإمام: هذا مجموع من أفعال أبي بكر بن الصائغ في العلوم الفلسفية. قال: وكان في ثقابة الذهن ولطف الغوص على المعاني الدقيقة أعجوبة دهره، فإن هذه الكتب) الفلسفية كانت متداولة بالأندلس من زمان الحكم جالبها، فما انتهج الناظر فيها قبله بسبيل كما تبدد عن ابن حزم، وكان من أجل نظار زمانه، وكان أبو بكر أثقب منه نظراً فيها. قال: ويشبه أن هذا لم يكن بعد أبي نصر الفارابي مثله في الفنون التي تكلم عليها، فإنه إذا قرنت أقاويله بأقاويل ابن سينا، والغزالي، وهما اللذان فتح عليهما بعد الفارابي بالمشرق في فهم تلك العلوم، ودونا فيها، بان لك الرجحان في أقاويله، وحسن فهمه، لأقاويل أرسطو. قلت: وكان ابن الإمام من تلاميذ ابن باجة. كان كاتباً، أديباً، وهو غرناطيٌ أدركه الموت بقوص. ومن تلامذة ابن باجة أبو الوليد بن رشد الحفيد. توفي ابن باجة بفاس، وقبره بقرب قبر القاضي أبي بكر بن العربي المعافري. ومات قبل الكهولة وله مصنفات كثيرة. ومن شعره: (ضربوا القباب على أقاحة روضةٍ .......... خطر النسيم بها ففاح عبيرا)
(وتركت قلبي سار بين حمولهم .......... دامي الكلوم يسوق تلك العيرا)
(لا والذي جعل الغصون معاطفاً .......... لهم وصاغ الأقحوان ثغورا)
(ما مر بي ريح الصبا من بعدهم .......... إلا شهقت له، فعاد سعيرا)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 333 وقد ذكر أبا بكر بن باجة أيضاً أليسع بن حزم في تأليفه فقال فيه: هو الوزير، الفاضل، الأديب، العالم بالفنون، المعظم في القلوب والعيون. أرسل قلمه في ميادين الخطابة فسبق، وحرك بعاصف ذهنه من العلوم ما لا يكاد يتحرك. إلى أن قال: ومن مثل أبي بكر جاد به الزمان على الخواطر والأذهان، كلامه في الهيئة والموسيقى كلام فاضل، تعقب كلام الأوائل، وحل عقد المسائل، وإني لأتحقق من عقله ما يشهد له بالتقييد للشريعة ولا شك إنه في صباه عشق، وصبا، وسبح في أنهار المجانة وحياً، وشعر ولحن، وامتحن نفسه في الغناء فمحن، وأنطق جماد الأوتار، وركب من الخلاعة كل عار. 4 (محمد بن خلف بن إبراهيم.) أبو بكر بن المقري أبي القاسم بن النحاس القرطبي. أخذ القراءآت عن أبيه.) وسمع من: ابن الطلاع، وأبي علي الغساني. وتفقه وبرع في العلم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 334 توفي في ربيع الآخر. 4 (محمد بن أبي نصر شجاع بن أحمد بن علي الإصبهاني.) أبو بكر اللفتواني، الحافظ، المفيد. سمع: أبا عمرو عبد الوهاب بن مندة، وسهل بن عبد الله الغازي، وسليمان بن إبراهيم الحافظ. ورحل إلى بغداد بعد العشرين، وحدث بها. وقد سمع من: رزق الله التميمي، وطراد النقيب. لكن بإصبهان. ولم يزل يسمع ويقرأ إلى حين وفاته. روى عنه: أبو موسى المديني، وابن السمعاني، وجماعة. وأبوه من شيوخ السلفي، وابنه عبيد الله ممن أجاز للفخر بن البخاري. وكان شيخاً صالحاً، فقيراً، ثقة، متعبداً. ولد سنة سبعٍ وستين وأربعمائة، وتوفي في حادي وعشرين جمادى الأولى. وأثنى عليه أبو موسى المديني، وقال: لم أر في شيوخي أكثر كتباً وتصنيفاً منه. استغرق عمره في طلب الحديث وكتبه وتصنيفه ونشره. وقال ابن السمعاني: كان شيخاً، صالحاً، كثير الصلاة، حسن الطريقة، خشنها. لقيته بإصبهان، وسمعت منه الكثير. وما دخلت عليه إلا وهو
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 335 مشتغل بخبر، إما أن يصلي، أو ينسخ، أو يتلو. وكان يقرأ قراءةً غير مفهومة، وهو عارف بالحديث وطرقه. كتب عن من أقبل وأدبر. وخطه لا يمكن قراءته لكل أحد. وكان يقول: يكفي من السماع شمه. 4 (محمد بن الحسين بن الحسن بن الحسين بن ربينة.) الشيخ أبو غانم بن أبي ثابت الإصبهاني، الواعظ، المفسر، المحدث.) سمع الحديث الكثير، وقرأ وأفاد وتصدر. سمع: جده لأمه محمد بن الحسن بن سليم، وأخاه عمر بن الحسن، ومحمد بن محمد بن عبد الوهاب المديني، وعمر بن أحمد بن عمر السمار، وخلائق. وسمع ببغداد سنة أربع عشرة من الموجودين. سمع منه ابن الجوزي، بقراءة ابن ناصر. ولد في أول سنة إحدى وثمانين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 336 ومات في سلخ المحرم. 4 (محمد بن حمد.) أبو منصور الإصبهاني، العطار، الطيبي. شيخ متعبد ومتيقظ، خير. سمع: إبراهيم بن منصور سبط بحرويه، وسعيد العيار، وجماعة. وعنه: ابن عساكر، والسمعاني. حدث بأجزاء من مسند أبي يعلى. وعاش بضعاً وثمانين سنة. 4 (محمد بن ظفر بن عبد الواحد بن أحمد.) الإصبهاني، أبو بكر المعدل. من شيوخ أبي موسى. توفي في صفر. يروي عن: محمد بن عبد العزيز الغزال، عن الجرجاني. 4 (محمد بن عبد الغني بن عمر بن عبد الله بن فندلة.) أبو بكر الإشبيلي، الأديب، اللغوي. تلميذ أبي الحجاج الأعلم. وأخذ أيضاً عن: أبي محمد بن خزرج، وأبي مروان بن سراج. وذكر أنه سمع بقرطبة من محمد بن عتاب كتباً ذكرها. قال ابن بشكوال: ويبعد ما ذكره.) والله أعلم. وقد أخذ عنه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 337 وتوفي في عقب شوال وله تسعون سنة إلا أشهراً. 4 (محمد بن عبد المتكبر بن الحسن بن عبد الودود.) أبو جعفر بن المهتدي بالله الهاشمي، العباسي، الخطيب. قاضي باب البصرة ببغداد. روى عن: أبي القاسم بن البسري، وغيره. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وأبو سعد السمعاني. وقال: كان خطيب جامع المنصور. وحمدت سيرته في القضاء. قال ابن عساكر: توفي سنة ثلاث. وقال ابن السمعاني: توفي سنة أربعٍ وثلاثين. 4 (محمد بن غانم بن أبي الفتح أحمد بن محمد بن سعيد.) الحداد، الإصبهاني، أبو عبد الله البيع. شيخ كبير، ثقة، كثير السماع. سمع من جده، وطائفة. وقدم بغداد مع جده للحج، وسمع من: مالك البانياسي، وابن البطر. قال ابن السمعاني: قرأت عليه أربعة أجزاء، خرجها له يحيى بن مندة. 4 (المبارك بن عثمان بن حسين.) أبو منصور بن الشوا، الدقاق، الأزجي. روى عن: مالك البانياسي. حدث عنه: أبو المعمر، وابن عساكر. 4 (مجاهد بن أحمد بن محمد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 338 أبو بكر المجاهدي، البوشبجي، الطبيب. شيخ صالح.) سمع: جمال الإسلام الداوودي. أخذ عنه: السمعاني بالإجازة. مات في ذي الحجة. 4 (محمود بن بوري بن طغتكين.) الملك شهاب الدين أبو القاسم. ولي دمشق بعد قتل أخيه شمس الملوك. وكانت أمه زمرد هي الغالبة عليه والمدبرة له، إلى أن تزوجها زنكي والد الملك نور الدين، وخرجت إليه إلى حلب. فقام بتدبير الأمور معين الدولة أنز مملوك جده. قال ابن عساكر: وكانت الأمور تجري في أيامه على إستقامة إلى أن وثب عليه جماعةٌ من خدمه، وقتلوه في شوال. وقدم أخوه محمد بن بعلبك، فتسلم القلعة والبلد من غير منازعة. قال أبو يعلى حمزة: قتل ليلة جمعةٍ بيد غلمانه الملاعين ألبقش الأرمني الذي اصطنعه وقربه، ويوسف الخادم الذي وثق به لدينه، والفراش الراقد حوله. فكانوا ثلاثتهم يبيتون حول فراشه، فقتلوه في جوف الليل وهو نائم، وأخفوا سرهم، بحيث خرجوا من القلعة، فظهر الأمر، وطلب ألبقش فهرب، وأمسك الآخران، فصلبا على باب الجابية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 339 4 (المنذر بن سعد بن سعيد بن أبي الخير فضل الله بن أحمد الميهني.) أبو الثناء الصوفي. شيخ صالح، عفيف، لازمٌ لتربة جده، ناهضٌ بحقوق الواردين. ولد في حدود سنة. وحدث عنه ابن السمعاني. 4 (حرف النون)
4 (ناصر بن سهل.) أبو سعد النوقاني.) عالم، فقيه، ثقة. سمع: محمد بن سعيد الفرخزاذي، وأبا عاصم عبد الرحمن الجوهري. مات في شوال عن تسعين سنة. 4 (حرف الهاء)
4 (هبة الله بن سهل بن عمر بن أبي عمر محمد بن الحسين بن محمد بن أبي الهيثم.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 340 أبو محمد البسطامي، النيسابوري، المعروف بالسيدي. ولد في ربيع الأول سنة ثلاثٍ وأربعين وأربعمائة. ذكره ابن المعاني فقال: عالم، خير، كثير العبادة والتهجد، ولكنه كان عسر الخلق، بسر الوجه، لا يشتهي الرواية، ولا يحب أصحاب الحديث. كنا نقرأ عليه بجهدٍ جهيد وبالشفاعات. سمع: أبا حفص عمر بن مسرور، وأبا الحسين عبد الغافر الفارسي، وأبا عثمان البحيري، وأبا سعيد الكنجروذي، وأبا يعلى إسحاق الصابوني، وأبا بكر البيهقي، وجماعة. وسمعت منه الموطأ إلا كتاب المساقاة والقراض. وتوفي في الخامس والعشرين من صفر. قلت: وروى عنه الحافظ ابن عساكر، والمؤيد الطوسي، وأجاز لأبي القاسم بن الحرستاني، وغيره. وكان زوج بنت إمام الحرمين أبي المعالي الجويني. وكان من الفقهاء
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 341 بنيسابور. وقد روى أجزاء كثيرة تفرد بها، منها جزء ابن نجيد، وبعض الحفاظ استثنى من الموطأ كتاب الفرائض. وهذا الفوت كله قديم. فاته زاهر بن أحمد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 342 4 (وفيات سنة أربع وثلاثين وخمسمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن جعفر بن أحمد بن مهدويه الأنباري.) ) سمع: أبا طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر. وعنه: ابن السمعاني. 4 (أحمد بن جعفر بن الفرج.) أبو العباس الحربي. شيخ صالح، عابد. له سمت وهيبة وسكون. يروي عن أبي طلحة النعالي. قال ابن الجوزي: كان يقال إنه رئي بعرفات في سنةٍ ما حج فيها. وتوفي في رمضان. وقال ابن النجار أحمد الأكاف الزاهد، كان ورعاً، زاهداً، دائم الفكرة، سريع الدمعة، مخفياً لأحواله، مجاب الدعوة، ظاهر الكرامات، يعد في درجة الشيخ أبي الحسن القزويني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 343 روى لنا عنه أبو علي عبد الله بن طليب. قال كرم بن أحمد: كان أحمد بن جعفر يعمل معنا سنين في السقلاطون، فما رأيته يحدث بما لا يعنيه. وكان يقول: أقصروا عما ليس فيه فائدة، فإنه يكتب عليكم. وكان إذا جاءه من يقبل يده يكره ذلك ويقول: من أنا حتى تقبل يدي رحمه الله. 4 (أحمد بن محمد بن الحسين الباباني، الواسطي.) مقرئ صالح، سكن بغداد. حدث عن: أبي القاسم بن فهد، وابن البطر. وتوفي في شعبان. روى عنه: ابن عساكر، والسمعاني. 4 (أحمد بن محمد بن الحسين بن سرطان الأنباري.) سمع من: الخطيب بن الأخضر. وعنه: ابن السمعاني. عاش بضعاً وسبعين سنة.) 4 (أحمد بن محمد بن المسلم.) أبو القاسم الهاشمي، الدمشقي. سمع: أبا القاسم السميساطي وكان عنده جزءٌ واحدٌ من موطأ ابن وهب. سمعه منه في سنة إحدى وخمسين وأربعمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 344 وكان لا بأس به. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر. وتوفي في ثامن المحرم. ودفن بمقابر الكهف. وهو آخر من حدث عن السميساطي. 4 (أحمد بن منصور بن المؤمل.) أبو المعالي الغزال. بغدادي. سمع: أبا الحسين بن النقور، وأبا بكر بن حمدويه، وأبا نصر الزينبي. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وعمر بن طبرزد، وحنبل المكبر، وآخرون. قال ابن الجوزي: كان خيراً، ويسقي الأدوية بالمارستان العضدي، ويعبر الرؤيا. أتاه رجل يوم الجمعة الثامن والعشرين من ربيع الآخر فقال: رأيتك أنك قدمت في هذا الموضع. وأشار إلى خربةٍ مقترنةٍ بالمارستان. ففكر ساعةً ثم قال: ترحموا علي. ومضى فصلى الجمعة ورجع، فوصل قريباً من ذلك الموضع، وسقط ميتاً، رحمه الله. 4 (أحمد بن عمر بن أحمد التنجكردي الطوسي.) الضرير، الواعظ. سمع: أبا بكر بن خلف، وموسى بن عمران الصوفي. قال السمعاني: سمعت منه الأربعين للحاكم. مات في المحرم.) 4 (إبراهيم بن إسماعيل بن إسحاق بن شيث.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 345 الإمام أبو إسحاق الأنصاري، الزاهد، المعروف بالصفار. زاهد، عابد، كبير القدر، قوال بالحق، شهير. أراد بعض الملوك قتله لذلك. سمع: أباه أبا أحمد الشهيد، ويوسف بن منصور السياري الحافظ. مات في ربيع الأول. أجاز للسمعاني. 4 (إبراهيم بن سليمان بن رزق الله.) أبو الفرج الورديسي، الضرير. وورديس قرية عند اسكاف من النهروان، وبها ولد. وكان يسكن بباب الأزج. قال ابن الجوزي: كان فهماً للحديث، حافظاً لأسماء الرجال، ثقة. سمع الكثير، وحدث باليسير. سمع: رزق الله التميمي، وابن البطر. وتوفي في سابع ربيع الأول. قلت: سمع جماعة كثيرة. روى عنه: يحيى بن بوش. 4 (إبراهيم بن طاهر بن بركات بن إبراهيم بن علي.) أبو إسحاق القرشي الخشوعي، الدمشقي، الرفاء، الصواف. سمع: أبا القاسم علي بن محمد المصيصي، والفقيه نصر بن إبراهيم، وجعفر بن أحمد السراج.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 346 وسمع ولده أبا طاهر كثيراً. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وابنه أبو طاهر بركات، وعبد الخالق بن أسد. وقال ابن عساكر: كان ثقة خيراً. توفي في شعبان. 4 (أسد بن علي بن عبد الله بن أبي الحسن ابن القائد محمد بن الحسن الغساني الحلبي.) ) ويكنى أبا الفضل. ذكره يحيى بن أبي طيء في تاريخه، فقال: هو عم والدي. وكان فقيهاً، قارئاً نحوياً. ولد سنة خمسٍ وثمانين. وتوفي ببلاد قم، ولم يعقب. وكان قد قرأ القراءآت قبل أن يبلغ، ثم قرأ الأصول على مذهب الإمامية، وصنف كتاباً في مناقب أهل البيت، وشرح ديوان أبي تمام. 4 (حرف الثاء)
4 (ثابت بن حميد.) المستوفي. من أعيان بغداد. قال ابن الجوزي: قبض عليه الوزير البروجردي، وحبسه في سرداب بهمذان في الشتاء بطاق قميص، فمات من البرد. وأخذ من ماله ثلاثمائة ألف دينار. 4 (حرف الجيم)
4 (جعفر بن محمد بن أبي سعيد بن شرف.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 347 أبو الفضل الجذامي، القيرواني، نزيل الأندلس شاعر عصره. قال ابن بشكوال: ولد سنة أربعٍ وأربعين وأربعمائة، ودخل الأندلس في سنة سبعٍ وأربعمائة مع والده. قال: واستوطن برجة من ناحية المرية. روى عن: أبيه وعن: عبد الله بن المرابط، وأبي الوليد الوقشي، وأبي سعيد الوراق، وغيرهم. كان من جلة الأدباء وكبار الشعراء. وكان شاعر وقته غير مدافع، وطال عمره، فأخذ الناس عنه، وله تصانيف حسان في الأمثال، والأخبار، والآداب، والأشعار. وكتب إلينا بإجازة ما رواه وصنفه.) وتوفي في منتصف ذي القعدة. وكان من خلصاء صاحب المرية ابن صمادح. قال اليسع بن حزم: ومنهم شيخنا الحكيم الوزير جعفر بن شرف، له حفظ كالسيل، وجري إلى المعالي كالخيل. ما عسى أن أصف به من برع في كل فن، وأصبح على أترابه له الفضل والمن، مع تواضع نفس. قال لي: أنشدت المعتصم بن صمادح في روضةٍ حللنا بها بعد تعب: (رياضٌ تعشقها سندسٌ .......... توشت معاطفها بالزهر)
(مدامعها فوق خدي رياً .......... لها نظرةٌ فتنت من نظر)
(لكل مكانٍ بها جنةٌ .......... وكل طريقٍ إليها سقر) وله من الكتب كتاب الحش والتجميش في الطبيعيات والإلهيات، وكتاب عقيل وعليم حاكى به كليلة ودمنة وله شعرٌ، كثير. وأخذ يبالغ اليسع ابن حزم في إطرائه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 348 4 (جوهر الحبشي.) خادم السلطان سنجر. كان مستولياً علة مملكته محكماً فيه. جاءه الباطنية في زي النساء واستغاثوا ثم قتلوه. وذلك بالري. 4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن عمر.) أبو علي الطوسي، البيع. من أهل نيسابور، متميزٌ بها. سمع: أبا صالح المؤذن، وأبا إسحاق الشيرازي الفقيه، وجماعة. ولد على رأس الستين وأربعمائة. روى عنه: أبو سعد، وقال: مات رحمه الله في غرة جمادى الآخرة.) 4 (الحسن بن نصر بن الحسن.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 349 ويعرف بابن المغني. أبو محمد الدينوري، البزاز. ولد بالري، وسكن بغداد. وكان يتجر بالبز في خان الخليفة. سمع: أبا القاسم بن البسري. وبصور من الفقيه نصر المقدسي. روى عنه: ابن عساكر، وابن السمعاني. وعاش ثمانين سنة. وتوفي في حدود هذه السنة، لأنه كان باقياً فيها. 4 (حمزة بن الحسن بن مفرج.) أبو يعلى الأزدي، الدمشقي، المقرئ، الدلال في الكتب. سمع: أبا القاسم بن أبي العلاء، وأبا عبد الله بن أبي الحديد، وسهل بن بشر. روى عنه: ابن عساكر، وعبد الخالق بن أسد. توفي في صفر. وكان مستوراً. 4 (حرف الراء)
4 (رابعة بنت معمر بن أحمد بن محمد اللنباني.) أم الفتوح الإصبهانية، زوجة الحافظ أبي سعد البغدادي. سمعت المطهر البزاني، وابن ماجة الأبهري. قال السمعاني: سمعت منها جزء لوين. ماتت رابع المحرم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 350 4 (حرف الزاي)
4 (زفرة الإصبهاني المفيد.) قال السمعاني: هو أبو بكر محمد بن أحمد بن علي. حرص وما فاته شيخ بإصبهان.) ولم يكن يعرف شيئاً أصلاً، وصار يعرف أسماء الكتب والأجزاء، حتى أن صاحبنا الشهاب محمد بن أبي الوفا قرأ يوماً فقال: حمزة بن محمد الكتاني. فصاح فيه زفرة، وقال: الكناني: فتعجبوا من صوابه الشهاب. سمع: أبا الفتح الحداد، وهبة الله بن علي الشيرازي. وقرأت عليه الأول من حديث أبي بكر الشافعي، عن الشيرازي، عن ابن غيلان، عنه. مات في جمادى الأولى، رحمه الله. 4 (حرف الشين)
4 (شبيب بن الحسين بن عبيد الله بن الحسين بن شباب.) القاضي، أبو المظهر البروجردي، الفقيه، الشافعي. قال ابن سمعان: قدم بغداد بعد السبعين وأربعمائة وتفقه على أبي إسحاق. وبرع في العلم. وهو إمامٌ مفتٍ، مناظر، أديب، شاعر، مليح المناظرة حلو النطق، متواضع. سمع: الفقيه أبا إسحاق، وإسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي، وأبا نصر الزينبي. وبإصبهان: أبا بكر محمد بن أحمد بن ماجه. وببروجرد: يوسف بن محمد بن يوسف الهمذاني الخطيب، صاحب ابن لال.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 351 وسألته عن مولده فقال: في رجب سنة إحدى وخمسين وأربعمائة، وقرأت عليه أجزاء ببروجرد، وكان قاضيها وكان من مفاخر العراق. وتوفي بعد رجوعه من حجته الثانية لأربعٍ خلون من ربيع الأول ببغداد. ودفن عند أستاذه الشيخ أبي إسحاق. وقد كتب عنه السلفي. 4 (حرف العين)
4 (عباد بن محمد بن عبد الله بن أبي الرجاء.) أبو نهشل التميمي، الإصبهاني، المعدل. من شيوخ أبي موسى المديني. توفي في ثامن ذي القعدة.) 4 (عبد الله بن أسعد بن أحمد بن محمد بن محمد بن حيان.) أبو سعد النسوي، النيسابوري. ذكره ابن السمعاني فقال: شيخ صالح، مرضٍ، من أولاد المشايخ، خدم الكبار وصحبهم، وشدا طرفاً من العلم. وسمعه أبوه من: أبي بكر بن خلف، وأبي المظفر موسى بن عمران. كتبت عنه، وكان ثقةً، متيقظاً. ولد سنة إحدى وسبعين وأربعمائة، وتوفي، رحمه الله، في ذي القعدة بنيسابور. 4 (عبد الرزاق بن محمد بن سهل.) أبو الفتح الإصبهاني، الشرابي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 352 قال السمعاني: مقرئ، فاضل، حسن السيرة، حسن الإقراء، ختم جماعة بإصبهان. ورحل في الحديث إلى خراسان، وكرمان، والبصرة. وسمع: رزق الله التميمي، وأبا المظفر السمعاني جدي، وأبا عبد الله النعالي، وابن البطر، ومظفر بن محمد العباداني البصري. وسمع بكرمان: أبا محمد بن محمد بن عبد الرزاق الكرماني. سمعت منه جزءاً خرجه بنفسه. ولد ظناً في السبعين وأربعمائة، وتوفي في صفر. قلت: سمعنا من طريقه الرد على الجهمية لعثمان الدارمي، على زينب ببعلبك، بإجازتها من عبد العظيم بن عبد اللطيف الإصبهاني الشرابي، قال: أخبرتنا ضوء النساء بنت عبد الرزاق الشرابي، أنا أبي، أنا الخطيب محمد بن عبد الله الهروي، أنا ثابت بن محمد بن أحمد السعدي، أنا أبي، أنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم القرشي، عن المؤلف. وثابت تقدم في سنة ستين وأربعمائة. وهذا الكتاب بنزول درجتين، لكنه كتابٌ نفيس. 4 (عبد السلام بن الفضل.) أبو القاسم الجيلي، الشافعي. أقام ببغداد مدةً، وتفقه في النظامية على الكيا أبي الحسن الهراسي.) وولي قضاء البصرة، وسمع بمكة صحيح مسلم من الحسين بن علي الطبري. وتوفي في خامس جمادى الآخرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 353 قال ابن الجوزي: برع في الفقه والأصول. وكان وقوراً، له هيئة. وجرت أحكامه على السداد. وكان أبو العباس البصري الواعظ يقول: ما بالبصرة شيء يستحسن غير القاضي عبد السلام والجامع. 4 (عبد السلام بن محمود.) أبو الخير الحسناباذي، الإصبهاني. ثقة، عالم، فاضل. ولد في رمضان سنة سبعٍ وأربعين وأربعمائة. سمع: أحمد الباطرقاني، وشجاع بن علي. وعنه: السمعاني، وقال: مات في صفر. 4 (عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد بن عبد الرحمن.) أبو القاسم المديني، دولجة. رحل إلى خراسان، والعراق، وغير موضع. قال ابن السمعاني: ما كان يفهم شيئاً، ويقرأ قراءةً مدغمة غير مفهومة. وكان خطه كقوله. أظن أنه كان شيخاً صالحاً، خيراً، فقيراً. سمع ببغداد من: ابن البطر، وجماعة. وبإصبهان: أبا المطيع، وخلقاً كبيراً. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وأبو موسى المديني وقال: توفي في ذي القعدة، وهو ابن عمة والدي. 4 (علي بن عبد الرحمن بن محمد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 354 أبو الحسن النيسابوري، الشروطي، الحافظ المزكي الحاكم.) سمع: أبا بكر محمد بن القاسم الصفار، وعبد الرحمن بن رامش. وعنه: السمعاني وقال: ولد سنة خمسين وأربعمائة، ومات رحمه الله في ربيع الآخر. 4 (عمر بن عبد الله بن أحمد بن محمد.) أبو العباس الأرغياني، الأحدب. أخو أبي نصر الفقيه. شيخ، صالح، فقيه. سمع: أبا القاسم القشيري، وأبا حامد الأزهري، وجماعة. وتفقه على ابن الحريني. سمع منه: أبو سعد السمعاني. مات في رمضان عن نحو تسعين سنة. 4 (عمر بن علي بن أحمد.) أبو حفص الفاضلي، النوقاني، النحوي. قال السمعاني: إمام، فاضل، مناظر، متواضع. سمع: الفضل بن محمد الزجاجي، وأبا بكر بن خلف، وجماعة. كتب عنه بنوقان طوس.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 355 وتوفي رحمه الله في غرة صفر. 4 (عنبر بن عبد الله الحبشي.) أبو المسك، المعروف بعنبر الستري، لأنك كان يحمل أستار الكعبة من بغداد. وقد جاور سنين، وكان صالحاً كثير المعروف. قال ابن السمعاني: سمعت منه بمكة في الحجتين. روى عنه: عبد الله النعالي، وابن البطر. خرج له ابن ناصر جزءين. وتوفي في ذي الحجة. 4 (حرف الفاء)
4 (فاطمة بنت الفقيه أبي حكيم عبد الله بن إبراهيم الخبري الفرضي الشافعي.) ) خالة ابن ناصر الحافظ. قال السمعاني: امرأة خيرة، دينة، ستيرة. سمعت: ابن المسلمة، وأبا منصور علي بن الحسن الكاتب، ويوسف المهرواني، وأبا منصور العكبري. وحدثت بالكثير، وتفردت في عصرها برواية الموفقيات للزبير بن بكار، عن أبي منصور الكاتب بفوت. وكان مولدها في جمادى الأولى. روى عنها: ابن ناصر، وابن السمعاني، وأبو الفرج بن الجوزي، وابن سكينة، وعبد الله بن مسلم بن النحاس، وطائفة. وتوفيت في خامس رجب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 356 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن إسماعيل بن الفضيل بن محمد بن الفضيل.) الفضيلي، الأنصاري، الهروي، المزكي. سمع: محلم بن إسماعيل الضبي، وأبا عمر المليحي، وسعيد بن أبي سعد العيار. روى عنه: الهرويون. وعنه: ابن السمعاني، وابن عساكر، وأبو روح، وغيرهم. وتوفي بمرو غريباً في صفر، وحمل إلى هراة. وقد ذكره ابن السمعاني في معجمه فقال: أملى مدةً بجامع هراة، وورد مرو وأنا بالعراق، وأجاز لي. يروي صحيح البخاري عن أبي عمر المليحي، عن النعيمي، وكتاب العلل ومعرفة الرجال رواية عباس الدوري، عن ابن معين. يروي عن: حكيم الإسفرائيني. قلت: ما أظن ابن السمعاني سمع منه. 4 (محمد ابن تاج الملوك بوري بن طغتكين.) الملك جمال الدين أبو المظفر، صاحب دمشق.) ولاه أبوه بعلبك، فأقام بها مدة إلى أن دبر على أخيه الملك شهاب الدين
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 357 محمود بن بوري من قتله، ثم قدم من بعلبك، وتسلم دمشق في شوال من السنة الماضية. وكان سيء السيرة. لم تطل مدته ولا متعه الله، فمات في شعبان من هذه السنة وأجلس في الملك ابنه أبق. وزاد تعجب الناس من قصر مدة جمال الدين، ودفن بتربة جده طغتكين بظاهر دمشق. 4 (محمد بن الحسن بن منصور.) أبو الفتوح الإصبهاني، المعلم، المؤذن. سمع: عبد الرحمن، وعبد الوهاب ابني أبي عبد الله المطهر البراني. وعنه: السمعاني، وقال: مات في ذي القعدة عن بضعٍ وثمانين سنة. 4 (محمد بن عبد المتكبر بن الحسن بن عبد الودود بن المهتدي بالله.) أبو جعفر الهاشمي، خطيب جامع المنصور. كان حسن السيرة بهي المنظر. سمع: أبا القاسم بن البسري، وطراد الزينبي، وعاصماً. وعنه: أبو القاسم بن عساكر، وأبو سعد السمعاني، ويوسف بن المبارك الخفاف. وتوفي في جمادى الأول، وله تسع وستون سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 358 4 (محمد بن علي بن محمد بن أحمد.) أبو جعفر بن أبي القاسم بن الشيخ أبي جعفر السمناني، ابن الرحبي، الوراق، الوكيل بباب القضاة. كان من مناحيس الوكلاء. ولد سنة إحدى وخمسين وأربعمائة، وحدث عن: عبد الصمد بن المأمون، وأبي بكر الخطيب، والصريفيني، وجماعة. وحدث بسنن أبي داود عن الخطيب. روى عنه: ابن السمعاني، وعلي بن يحيى بن الطراح، وأبو الفتح المندائي، وجماعة. قال ابن السمعاني: شيخ كبير، كان الزمان قد قعد به، واختلت أحواله. وكان صحيح السماع، ويدفع الحق عن أربابه.) قلت: هذا شأن كل الوكلاء حتى لقد دب هذا المرض إلى وكلاء بيت المال. توفي في المحرم. 4 (محمد بن محمد بن محمد بن عطاف.) أبو الفضل الهمذاني، الجزري. ولد بجزيرة ابن عمر، وسكن بغداد. وسمع الأكابر، وصحب الأئمة. وكان يرجع إلى فضلٍ وتمييز وديانة. سمع: رزق الله، وابن البطر، وجماعة. روى عنه: أبو سعد السمعاني وقال: سألته عن مولده فقال: سنة أربع وستين وأربعمائة. توفي في تاسع عشر شوال.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 359 قلت: عمل لنفسه معجماً، وصنف الطب النبوي. روى عنه: ولده سعيد. 4 (محمد بن محمود بن محمد بن علي بن شجاع.) أبو نصر الشجاعي، السرخسي، الفقيه، المعروف بالسره مرد. قال السمعاني: قدم من خراسان، وتفقه ببغداد على السيد علي بن أبي يعلى الأبوسي، ثم رجع إلى بلاده. وهو شيخ حسن، كبير القدر، فاضل، ورع، كثير التهجد، والصيام، والذكر. كان يفتي ويناظر، ويذهب مذهب الشافعي، ويذب عنه. سمع: أبا نصر محمد بن عبد الرحمن القرشي آخر أصحاب زاهر بن أحمد، وأبا القاسم العبدوسي، وعمه أبا حامد أحمد بن محمد الشجاعي الفقيه، وأبا القاسم عبد الرحمن الفوراني الفقيه، وأبا علي نظام الملك، والسيد أبا المعالي محمد بن محمد بن زيد، وغيرهم. روى عنه: ابن السمعاني المذكور، وابن عساكر، وجماعة. قال ابن السمعاني: سمعت منه بمرو جزءاً، ثم ارتحلت إليه إلى سرخس. ومولده سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة. وتوفي في تاسع عشر ذي الحجة.) ودفن بمدرسته بسرخس. وقد سمعته يقول: دخلت جامع طوس، فلقيت جماعةً يسمعون جزءاً على شيخ يرويه عني، فلما رأوني عرفوني وفرحوا، وقاموا فقرأوا الجزء علي. أخبرنا محمد بن محمود بمرو، أنا أبو القاسم عبد الله بن العباس العبدوسي، أنا زاهر بن أحمد، فذكر حديثاً. 4 (محمد بن ناصر بن منصور بن أحمد بن علجة.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 360 أبو الفضائل الإصبهاني، عميد بغداد. وقد ولي الوزارة للخاتون زوجة أمير المؤمنين المقتفي، وحمدت ولايته. قال ابن السمعاني: دخلت عليه ببغداد، وهو مريض، فتكلف وقعد بجهدٍ وتأدب. سمع: أبا مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ، والرئيس الثقفي، وجماعة. ولد بإصبهان في سنة سبعٍ وستين، وتوفي في أول سنة. 4 (محمد بن نصر.) أبو الفتح الصوفي، المعروف بالمقريء الهمذاني. شيخ معمر، خادم للصوفية، ذو همة وسعيٍ، وإطعام ومروءة، وكان يصله أهل إصبهان بأموالٍ عظيمة. قال السمعاني: سمعته يقول، وقد جاوز الثمانين: كان لي بهمذان خمسة آلاف، يعطيني ألفٌ منهم خمسة آلاف دينار، وألفٌ منهم أربعة آلاف، وألفٌ ثلاثةً، وألفٌ دينارين دينارين وألفٌ ديناراً ديناراً، فاليوم لم يبق منهم أحمد. سمع: عبدوس بن عبد الله، ومحمد بن جابار. كتبت عنه جزءاً. ولد تقديراً سنة خمسين وأربعمائة، ومات في المحرم. 4 (المختار بن محمد بن المختار بن محمد بن عبد الواحد بن المؤيد بالله.) الهاشمي، أبو الفضل بن أبي العز، أخو أبي تمام أحمد. من أهل الحريم الطاهري، ويعرف بابن الخص. سمع: نصر الزينبي، وغيره.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 361 روى عنه: أبو سعد السمعاني، ويوسف بن كامل. 4 (المهدي بن محمد بن إسماعيل بن مهدي بن إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن موسى بن) إسحاق بن إبراهيم بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق. أبو البركات بن أبي جعفر العلوي، الموسوي، الواعظ. ولد بإصبهان في سنة ثلاثٍ وثمانين وأربعمائة، ونشأ ببغداد. قال ابن السمعاني: هكذا أملى علي نسبه. وقال السيد النسابة أحمد بن علي بن السقاء: هذا نسبٌ مختلط، وكان مليح الوعظ، متودداً، ظريفاً، كثير الترداد إلى إصبهان. ثم صاهر شيخنا إسماعيل بن أبي سعد. وسمع: ابن البطر، وأبا عبد الله النعالي، وثابت بن بندار. كتبت عنه بمرو. خسف بجنزة سنة أربعٍ وثلاثين، وهلك فيها عالمٌ لا يحصون من المسلمين، منهم المهدي بن محمد العلوي. 4 (موسى بن سيد.) أبو بكر الأموي، خطيب الجزيرة الخضراء. حج، وجاور وسمع صحيح مسلم من الحسين الطبري. سمع منه: أبو بكر بن خير في هذه السنة. 4 (حرف الهاء)
4 (هبة الله بن الحسين بن يوسف.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 362 أبو القاسم البغدادي، المعروف بالبديع الأصطرلابي. الشاعر المشهور. ذكره القاضي شمس الدين بن خلكان فقال: كان وحيد دهره في عمل الآلات الفلكية، وحصل له من جهتها مالٌ طائل في خلافة المسترشد. ومما أورد له العماد في الخريدة، والحظيري في زينة الدهر، ويقال إنهما لغيره: (أهدي لمجلسه الكريم وإنما .......... أهدي له ما حزت من نعائمه) ) (البحر يمطره السحاب وما له .......... فضلٌ عليه لأنه من مائه) وكان كثير الخلاعة والمجون. اختار ديوان ابن حجاج، ورتبه على مائة وواحدٍ وأربعين باباً، وسماه درة التاج في شعر ابن حجاج. توفي بعلة الفالج ببغداد في هذا العام. وقال ابن أبي أصيبعة: هو طبيب، عالم، وفيلسوف متكلم، غلبت عليه الحكمة وعلم الكلام، والرياضي. وكان صديقاً لأمين الدولة بن التلميذ. قال ابن النجار: بديع الزمان، وحيد دهره، وفريد عصره، في علم الهيئة، والهندسة، والرصد، وصنعة الآلات. وله شعر مليح.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 363 4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن بطريق.) أبو القاسم الطرسوسي، ثم الدمشقي. قال ابن عساكر: كان حافظاً للقرآن، مستوراً. توفي في رمضان. سمع: أبا الحسين بن محمد بن مكي، وأبا بكر الخطيب. روى عنه: ابن عساكر، وابنه القاسم وهو أكبر شيخ للقاسم، وعبد الخالق بن أسد. 4 (يحيى بن علي بن عبد العزيز بن علي بن الحسين.) القاضي أبو المفضل القرشي الدمشقي، قاضي دمشق. ويعرف بابن الصائغ. قال ابن أخته الحافظ ابن عساكر: سمع: عبد العزيز الكتاني، والحسن ابن علي بن البري، وحيدرة بن علي، وعبد الرزاق بن الفضيلي، وأبا القاسم بن أبي العلاء، وغيرهم. ورحل إلى بغداد فسمع بها من: عبد الله بن طاهر التميمي الفقيه، وغيره. وتفقه على أبي بكر الشاشي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 364 وتفقه بدمشق على القاضي المروزي، وصحب الفقيه نصر المقدسي مدةً. وكان عالماً بالعربية. قرأ على أبي القاسم الفاسي، وقال لي: ولدت سنة ثلاثٍ وأربعين وأربعمائة. وقد ولي القضاء نيابةً عن القاضي أبي عبد الله محمد بن موسى البلاساغوني، ثم ناب عن أبي سعد محمد بن نصر الهروي، وقتل أبو سعد وجدي على القضاء. خرج إلى الحج على طريق بغداد سنة عشر، فكان ولده القاضي أبو المعالي هو الحاكم. وكان ثقةً، حلو المحاضرة، فصيح اللسان. أنا جدي، أنا عبد الرزاق سنة خمسٍ وخمسين وأربعمائة بقراءة أبي الفرج الحنبلي، فذكر حديثاً. وقال ابن السمعاني: كان جميل الأمر، مرضي السيرة. كان الناس يحمدونه في قضاياه وأحكامه. وهو أبو شيخنا محمد بن يحيى قاضي دمشق، وجد رفيقنا أبي القاسم. وكان مقلاً من الحديث. أجاز لي. قلت: روى عنه: القاسم بن الحافظ، وعبد الخالق بن أسد، وجماعة. وتوفي في الخامس والعشرين من ربيع الأول، ودفن عند مسجد القدم بتربة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 365 4 (وفيات سنة خمس وثلاثين وخمسمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن جعفر بن أحمد بن الخصيب.) أبو العباس القيسي، القرطبي، المقرئ، المعروف بالقيشطالي. وقد تبدل الشين جيماً. أخذ القراءآت عن أبي القاسم بن النحاس، وحدث عن أبي محمد بن عتاب. وأقرأ القرآن والعربية. روى عنه: أبو الحسن بن ربيع، وأبو عبد الله بن العويص، وأبو العباس بن مضاء، وغيرهم. 4 (أحمد بن سعد بن علي بن الحسن بن القاسم بن عنان.) )
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 366 أبو علي العجلي، الهمذاني، المعروف بالبديع. ولد سنة ثمانٍ وخمسين. وسمعه أبوه، ثم رحل هو بنفسه إلى إصبهان، وبغداد، والكوفة، والري. سمع: بكر بن حيد صاحب أبي الحسين القنطري، وأبا إسحاق الشيرازي، ويوسف بن محمد الهمذاني الخطيب، وأبا الفرج بن عبد الحميد، وأبا طاهر بن الزاهد، وعامة همذانيين وسليمان بن إبراهيم الحافظ، والقاسم بن الفضل الرئيس بإصبهان، وأبا الغنائم محمد بن أبي عثمان، وابن البطر، وجماعة ببغداد ومكي بن علان بالكرج. روى كتاب المتحابين لابن لال، سماعاً عن أبي الفرج علي بن محمد بن عبد الحميد، عنه. روى عنه: ابن عساكر، وابن السمعاني، وابن الجوزي، وطائفة. قال ابن السمعاني: شيخ، إمام، فاضل، ثقة، كبير، جليل القدر، واسع الرواية، حسن المعاشرة. وله نظم جيد. وقد ذكره شيرويه في الصفات، فقال: صدوق، فاضل، يرجع إلى نصيب من كل العلوم أدباً، وفقهاً، وحديثاً، وتذكيراً. وكان يراعي الناس ويداريهم، ويقوم بحقوقهم، مقبولاً بين الخاص والعام. وقال غيره: توفي سنة ستٍ وثلاثين في رجب، وقبره يزار، رحمه الله. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن هالة.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 367 أبو العباس الرناني، ورنان، من قرى إصبهان. كان من أعيان القراء. قرأ على: أبي علي الحداد وبواسط على أبي العز القلانسي. وسمع من غانم البرجي فمن بعده. وببغداد من طائفة بعد العشرين وخمسمائة. ونسخ الكثير، وخرج للشيوخ، وختم خلقاً. وتوفي بالحلة السيفية، مرجعه من الحج، فجأةً في صفر. وقد خرج الحافظ إسماعيل بن محمد التيمي عشرة أجزاء له. 4 (إسماعيل بن أبي القاسم بن عبد الواحد.) ) الإمام، أبو سعيد الخرجردي، وهي بليدة من أعمال بوسنج. فاضل عالم عابد، نزل هراة، وحدث عن: أبي صالح المؤذن، وأبي عمرو المحمي، وابن خلف الشيرازي. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وقال: توفي في جمادى الأولى. قلت: هو الآتي في سنة ست. 4 (إسماعيل بن محمد بن الفضل بن علي بن أحمد بن طاهر.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 368 الحافظ الكبير، أبو القاسم التيمي، الطلحي، الإصبهاني، المعروف بالحوزي، الملقب بقوام السنة. ولد سنة سبعٍ وخمسين وأربعمائة في تاسع شوال. وسمع من: أبي عمرو بن مندة، وعائشة بنت الحسن الوركانية، وإبراهيم بن محمد الطيان، وأبي الخير بن ررا، وأبي منصور بن شكرويه، وابن ماجة الأبهري، وأبي عيسى بن عبد الرحمن بن محمد بن زياد، وطائفة من أصحاب ابن خرشيذ قوله. ورحل إلى بغداد، فأدرك أبا نصر الزينبي، وهو أكبر شيخٍ له، فسمع منه، ومن: عاصم الأديب، ومالك البانياسي، والموجودين. ورحل إلى نيسابور فسمع: أبا نصر محمد بن سهل السراج، وعثمان بن محمد المحمي، وأبا بكر بن خلف، وجماعة من أصحاب ابن محمش. وسمع بعدة بلاد، وجاور بمكة سنة، وصنف التصانيف، وأملى، وتكلم في الجرح والتعديل. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وأبو موسى المديني، ويحيى بن محمود الثقفي، وعبد الله بن محمد بن حمد الخباز، والقاضي أبو الفضائل محمود بن أحمد العبدكوي، وأبو نجيح فضل الله بن عثمان، وأبو المجد زاهر بن أحمد، والمؤيد ابن الأخوة، وآخرون. قال أبو موسى في معجمه: أبو القاسم إسماعيل ابن الشيخ، الصالح حقيقة، أبي جعفر محمد بن الفضل الحافظ، إمام أئمة وقته، وأستاذ علماء عصره، وقدوة أهل السنة في زمانه، حدثنا عنه غي واحدٍ من مشايخنا في حال حياته بمكة، وبغداد، وإصبهان. وأصمت في صفر سنة أربعٍ وثلاثين، ثم فلج
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 369 بعد مدة، وتوفي بكرة يوم الأضحى، وصلى عليه أخوه أبو المرضي، واجتمع في جنازته جمعٌ لم نر مثلهم كثرةً، رحمه الله.) قلت: وقد أفرد أبو موسى له ترجمةً في جزءٍ كبير مبوب، فافتتحه بتعظيم والده أبي جعفر محمد بن الفضل، ووصفه بالصلاح، والزهد، والأمانة، والورع. ثم روى عن أبي زكريا يحيى بن مندة أنه قال: أبو جعفر عفيف، دين، لم نر مثله في الديانة والأمانة في وقتنا، قرأ القرآن على أبي المظفر بن شبيب، وسمع من سعيد العيار، ومات في سنة إحدى وتسعين وأربعمائة. قال أبو موسى: ووالدته من أولاد طلحة رضي الله عنه، وهي بنت محمد بن مصعب. فقال أبو القاسم في بعض أماليه عقيب حديثٍ رواه عن شيخٍ له، عن أبي بكر محمد بن علي بن إبراهيم بن مصعب: كان أبو بكر عم والدي، وهو من أوائل أهل إصبهان، له أوقاف كثيرة في البلد. قال أبو موسى: قال أبو القاسم إسماعيل: سمعت من عائشة الوركانية وأنا ابن أربع سنين. وقد سمع إسماعيل أيضاً من أبي القاسم علي بن عبد الرحمن بن عليك القادم إصبهان في سنة إحدى وستين، ولا أعلم أحداً عاب عليه قولاً ولا فعلاً، ولا عانده أحدٌ في شيءٍ إلا وقد نصره الله. وكان نزه النفس عن المطامع، لا يدخل على السلاطين، ولا على المتصلين بهم. قد خلى داراً من ملكه لأهل العلم، مع خفة يده، ولو أعطاه الرجل الدنيا بأسرها لم يرتفع ذلك عنده، ويكون هو وغيره ممن لم يعطه شيئاً سواء. يشهد بجميع ذلك الموافقون والمخالفون. بلغ عدد أماليه هذا القدر، وكان يحضر مجلس إملائه المسندون، والأئمة، والحفاظ. ما رأيناه قد استخرج إملاءه كما يفعله المملون، بل كان يأخذ معه آجر، فيملي منها على البديهة. أخبرنا أبو زكريا يحيى بن مندة الحافظ إذناً في كتاب الطبقات:
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 370 إسماعيل بن محمد الحافظ أبو القاسم، حسن الإعتقاد، جميل الطريقة، مقبول القول، قليل الكلام، ليس في وقته مثله. وقال أبو مسعود عبد الجليل بن محمد كوتاه: سمعت أئمة بغداد يقولون: ما رحل إلى بغداد بعد أحمد بن حنبل أفضل وأحفظ من الشيخ الإمام إسماعيل. قال أبو موسى: إن الدليل على أنه إمام المائة الخامسة الذي أحيا الله به الدين.) قال: لا أعلم أحداً في ديار الإسلام يصلح لتأويل هذا الحديث إلا هذا الإمام. قلت: تكلف أبو موسى في هذا الكتاب تكلفاً زائداً، وجعل أبا القاسم على رأس الخمسمائة، وإنما كان اشتهاره من العشرين وخمسمائة ونحوها، وإلى أن مات. هذا إذا سلم له أنه أجل أهل زمانه في العلم. وقال أيضاً: فإن اعترض معترضٌ بقول أحمد: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث برجلٍ من أهل بيتي. قيل له: لم يرد أن يكون من بني هاشم أو بني المطلب. قلت: لم يقل أحدٌ هذا أصلاً، ولا قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالاعتراض باطل. ثم إنه أخذ يتكلف عن هذا، وقال: كتبت أنه صلى الله عليه وسلم أراد من قريش. وهذا الإمام الذي تأولته على الحديث من قريش من أولاد طلحة بن عبيد الله من جهة الأم. ثم شرع ينتصر بأن ابن أخت القوم منهم. وهذا يدل على أن إمامنا قرشي. وعن أبي القاسم إسماعيل قال: ما رأيت في عمري أحداً يحفظ حفظي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 371 قال أبو موسى: وكان رحمه الله يحفظ مع المسانيد الآثار والحكايات. سمعته يقول يوماً: ليس في الشهاب للقضاعي من الأحاديث إلا قدر خمسين حديثاً، أو نحو ذلك. قال أبو موسى: وقد قرأ عدة ختمات بقراءآت على جماعة، وأما علم التفسير، والمعنى، والإعراب، فقد صنف فيه كتاباً بالعربية وبالفارسية وأما علم الفقه فقد شهر فتاويه في البلد والرساتيق، بحيث لم ينكر أحدٌ شيئاً من فتاويه في المذهب، وأصول الدين، والسنة. وكان يجيد النحو. وله في النحو يد بيضاء. صنف كتاب إعراب القرآن. ثم قال: أنا أبو سعد محمد بن عبد الواحد، نا أبو المناقب محمد بن حمزة بن إسماعيل العلوي بهمذان: ثنا الإمام الكبير، بديع وقته، وقريع دهره، أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل، فذكر حديثاً.) سألت أبا القاسم إسماعيل بن محمد يوماً، وقلت له: أليس قد روي عن ابن عباس في قوله تعالى: استوى قعد قال: نعم. قلت له: يقول إسحاق بن راهويه: إنما يوصف بالقعود من عمل القيام. فقال: لا أدري أيش يقول إسحاق. وسمعته يقول: أخطأ ابن خزيمة في حديث الصورة، ولا يطعن عليه بذلك، بل لا يؤخذ عنه هذا فحسب. قال أبو موسى: أشار بذلك إلى أنه قل من إمام إلا وله زلة فإذا ترك ذلك الإمام لأجل زلته ترك الكثير من الأئمة، وهذا لا ينبغي أن يفعل. وكان من شدة تمسكه بالسنة، وتعظيمه للحديث، وتحرزه من العدول عنه، ما تكلم فيه من حديث نعيم بن حماد الذي رواه بإسناد في النزول بالذات. وكان من اعتقاد الإمام إسماعيل أن نزول الله تعالى بالذات. وهو مشهور من مذهبه، قد كتبه في فتاوى عدة، وأملى فيه أمالي، إلا أنه كان يقول: وعلى بعض رواته مطعن. سمعت محمد بن محمش: سمعت الإمام أبا مسعود يقول: ربما كنا
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 372 نمضي مع الإمام أبي قاسم إلى بعض المشاهد المعروفة، فكلما استيقظنا من الليل رأيناه قائماً يصلي. وسمعت من يحكي عنه باليوم الذي قدم بولده ميتاً، وجلس للتعزية، جدد الوضوء في ذلك اليوم قريباً من ثلاثين مرة. كل ذلك يصلي ركعتين. وسمعت غير واحدٍ من أصحابه أنه كان يملي شرح مسلم عند قبر ولده أبي عبد الله، فلما كان ختم يوم الكتاب عمل مأدبةً وحلاوة كثيرة، وحملت إلى المقبرة. وكان أبو عبد الله محمد قد ولد نحو سنة خمسمائة، ونشأ فصار إماماً في العلوم كلها، حتى ما كان يتقدمه كبير أحدٍ في وقته في الفصاحة، والبيان، والذكاء، والفهم. وكان أبوه يفضله على نفسه في اللغة، وجريان اللسان. وقد شرح في الصحيحين فأملى في شرح كل واحدٍ منهما صدراً صالحاً. وله تصانيف كثيرة مع صغر سنه، ثم اخترمته المنية بهمذان في سنة ستٍ وعشرين.) وكان والده يروي عنه إجازةً، وكان شديد الفقد عليه. سمعت أبا الفتح أحمد بن الحسن يقول: كنا نمشي مع أبي القاسم يوماً، فوقف والتفت إلى الشيخ أبي مسعود الحافظ وقال: أطال الله عمرك، فإنك تعيش طويلاً، ولا ترى مثلك. وهذا من كراماته. قال أبو موسى: صنف أبو القاسم التفسير في ثلاثين مجلدة كباراً، وسماه الجامع. وله كتاب الإيضاح في التفسير أربع مجلدات، وكتاب الموضح في التفسير ثلاث مجلدات، وكتاب المعتمد في التفسير عشر مجلدات، وكتاب التفسير بالإصبهاني عدة مجلدات، وكتاب السنة مجلدة، وكتاب الترغيب والترهيب، وكتاب سير السلف مجلدة ضخمة، وشرح صحيح مسلم، كان قد صنفه ابنه فأتمها، وكتاب دلائل النبوة مجلدة، وكتاب المغازي مجلدة، وكتاب صغير في السنة، وكتاب في الحكايات، مجلدة ضخمة، وكتاب الخلفاء في جزء، وتفسير كتاب الشهاب باللسان الإصبهاني، وكتاب التذكرة نحو ثلاثين جزءاً. وقد تقدمت أماليه. قال الحافظ ابن ناصر: حدثني أبو جعفر محمد بن الحسين بن محمد ابن أخي الحافظ إسماعيل قال: حدثني أحمد الأسواري الذي تولى غسل عمي،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 373 وكان ثقة، أنه أراد أن ينحي عن سوءته الخرقة لأجل الغسل، فجبذها إسماعيل من يده، وغطى بها فرجه، فقال الغاسل: أحياة بعد موت وقال ابن السمعاني: هو أستاذي في الحديث، وعنه أخذت هذا القدر: وهو إمام في التفسير، والحديث، واللغة، والأدب، عارف بالمتون والأسانيد، وكنت إذا سألته عن الغوامض والمشكلات أجاب في الحال بجوابٍ شافٍ. وسمع الكثير ونسخ، ووهب أكثر أصوله في آخر عمره. وأملى بجامع إصبهان قريباً من ثلاثة آلاف مجلس. وسمعته يقول: والدك ما كان يترك مجلس إملائي. وكان والدي يقول: ما رأيت بالعراق ممن يعرف الحديث أو يفهمه غير اثنين: إسماعيل الحوزي بإصبهان، والمؤتمن الساجي ببغداد. قال أبو سعد: استفدت منه الكثير، وتتلمذت له.) وسألته عن أحوال جماعة. وسمعت أبا القاسم الحافظ بدمشق يثني عليه، وقال: رأيته وقد ضعف وساء حفظه. وأثنى عليه أبو زكريا ابن مندة في تاريخ إصبهان. وذكره محمد بن عبد الواحد الدقاق فقال: عديم النظير، لا مثيل له في وقته. كان والده ممن يضرب به المثل في الصلاح والرشاد. قال السلفي: كان فاضلاً في العربية ومعرفة الرجال. سمعت أبا عامر العبدري يقول: ما رأيت شاباً ولا شيخاً قط مثل إسماعيل. ذاكرته فرأيته حافظاً للحديث، عارفاً بكل علم، متقناً. استعجل علينا بالخروج. وسمعت أبا الحسن بن الطيوري يقول غير مرة: ما قدم علينا من خراسان مثل إسماعيل بن محمد، رحمه الله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 374 4 (حرف الجيم)
4 (جعفر بن محمد بن مكي بن أبي طالب بن محمد بن مختار.) أبو عبد الله القيسي، اللغوي، القرطبي. له اليد الباسطة في علم اللسان. روى عن: أبيه ولزم عبد الملك بن سراج، واختص به. قال ابن بشكوال: قال لي صحبت أبا مروان خمسة عشر عاماً أو نحوها، وأجاز لي أبو علي الغساني. وأخذ عن خلف بن رزق. قال: وكان عالماً بالآداب واللغات، متقناً لها، ضابطاً لجميعها، صنف فيها. اختلفت إليه وسمعت منه وقال لي: ولدت بعد الخمسين وأربعمائة بيسير. ثم قال ابن بشكوال: توفي الوزير أبو عبد الله بن مكي لتسعٍ بقين من المحرم سنة خمس. قلت: آخر أصحابه موتاً أبو جعفر بن يحيى، عاش إلى سنة عشر وستمائة. 4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن علي.) ) الكاتب أبو علي الدوامي. سمع: ابن البطر. وعنه: عبيد الله، سمع منه في هذه السنة. يخدم خطبة القائم الدوامية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 375 4 (الحسين بن مفرج بن حاتم.) الواعظ، أبو علي المقدسي. أحد فقهاء الشافعية بالثغر المحروس. وهو عم والد الحافظ بن الفضل. ذكره في الوفيات، وقال: توفي في نصف شعبان. روى عن: القاضي الرشيد المقدسي. روى عنه: ابنه أبو عبد الله، وأبي، وأبو طاهر السلفي، وأبو محمد العثماني. 4 (حمزة بن الحسين.) ويقال له: حمزة بن سعادة. أبو يعلى البستي، ثم البغدادي، المقرئ، الصوفي، نزيل نيسابور. سمع أبا المظفر موسى بن عمران، وعبد الباقي بن يوسف المراغي. قال ابن السمعاني: قال لي إنه سمع بمكة من كريمة. توفي في ثالثٍ وعشرين ذي القعدة. 4 (حمزة بن محمد بن أحمد بن سلامة.) أبو يعلى بن أبي الصقر بن أبي جميل القرشي، الدمشقي، البزاز. سمع: أبا القاسم بن أبي العلاء المصيصي، والفقيه نصر بن إبراهيم. روى عنه: ابنه محمد، وأبو القاسم الحافظ، وعبد الخالق بن أسد، وجماعة. وتوفي في صفر. ودفن بمقبرة باب الصغير.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 376 4 (حرف الراء)
4 (رزين بن معاوية بن عمار.) ) أبو الحسن العبدري، الأندلسي، السرقسطي، الحافظ. جاور بمكة دهراً، وسمع بها البخاري من: عيسى بن أبي ذر الهروي ومسلماً من: الحسين الطبري. وله مصنف مشهور جمع فيه الكتب الستة. روى عنه: قاضي الحرم أبو المظفر محمد بن علي بن الحسن الطبري، والشيخ أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي والد أبي عمر، والحافظ أبو موسى المديني، وغيرهم. وقع لنا من حديثه، أناه العماد عبد الحافظ: أنبا الموفق رحمه الله، عن أبيه، عنه. وتوفي في المحرم بمكة. وله في الكتاب زيادات واهية. 4 (رستم بن الفرج.) البغدادي، التاجر، نزيل خراسان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 377 حدث عن: أبي الحسين بن الطيوري، وغيره. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وقال: توفي تقريباً. 4 (حرف السين)
4 (سلطان بن إبراهيم.) أبو الفتح المقدسي، الفقيه الشافعي. قال ابن نقطة في الإستدراك: قال السلفي: مات في أواخر جمادى الأولى سنة خمسٍ وثلاثين. مر سنة. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن يوسف بن سمجون.) أبو محمد السرقسطي، نزيل بلنسية. حج، فلقي بطنجة المقرئ أبا الحسين الخضري الضرير، فأخذ عنه قصيدته في قراءة نافع. وولي خطابة شاطبة. وأخذ عنه: أبو الحسن بن هذيل، وغيره. 4 (عبد الجبار بن أحمد بن محمد بن عبد الجبار بن توبة.) ) أبو منصور الأسدي العكبري، ثم البغدادي، أخو أبي الحسين محمد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 378 قال ابن السمعاني: كان شيخاً صالحاً، ثقة، خيراً، قيماً بكتاب الله، صحب الشيخ أبا إسحاق الشيرازي وخدمه. وكان حسن الإصغاء للسماع، كثير البكاء. حضر عبد الصمد بن المأمون. وسمع: أبا محمد الصريفيني، وابن النقور، وأبا القاسم بن البسري. قال ابن السمعاني: وكتبت عنه الكثير. قلت: وآخر من حدث عنه: التاج الكندي. وروى عنه: يوسف بن مبارك الخفاف، وعبد العزيز بن الأخضر. قال ابن السمعاني: توفي في ثالث جمادى الآخرة. وقال لي: ولدت في جمادى الأولى سنة اثنتين وستين وأربعمائة. 4 (عبد الحميد بن محمد بن أحمد.) القاضي أبو علي الخوازي، البيهقي، أخو عبد الجبار. سمع: البيهقي، والقشيري، وأبا سهل الحفصي، وجماعة. قال ابن السمعاني: سمعت منه بخسروجرد. ومات في نصف رجب. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن الحسن بن مبارك.) أبو منصور بن زريق الشيباني، القزاز، البغدادي، الحريمي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 379 قال ابن السمعاني: كان شيخاً، صالحاً، متودداً، سليم الجانب، مشتغلاً بما يعنيه، من أولاد المحدثين. سمعه أبوه وعمه وشجاع الذهلي كثيراً، وعمر. وكان صحيح السماع، وتفرقت أجزاؤه وبيعا عند الحاجة. سمع التاريخ من الخطيب سوى الجزء الثالث والثلاثين، فإنه قال: توفيت والدتي، واشتغلت بدفنها والصلاة عليها، ففاتني هذا الجزء، وما أعيد لي، لأن الخطيب كان قد اشترط في الابتداء أن لا يعاد فوتٌ لأحد.) ثم حصل لي أصل شيخنا أبي منصور بالتاريخ، بخط شجاع الذهلي، وعلى كل جزء منه سماع لأبي غالب محمد بن عبد الواحد القزاز، ولابنه عبد الرحمن، ولأخيه عبد المحسن. وكان على وجه السادس والسابع والثلاثين إجازة لأبي غالب وأبي منصور، عن الخطيب. فكأنهما ما سمعا الجزأين من الخطيب وما كنا نعرف إجازته عن الخطيب، فشهد شجاع أن لهما إجازته. وقرأنا عليه السابع والثلاثين بالسماع، وهو إجازة، لأن شجاعاً كان شديد البحث عن السماعات، ولو عرف ذلك لأثبته. خصوصاً إذا كان كتب النسخة له. قال أبو سعد: فمن قال إن أبا منصور سمع السابع والثلاثين فقد وهم. وسمع: أبا الحسين بن المهتدي بالله، وأبا جعفر ابن المسلمة، وأبا علي بن وشاح، وأبا الغنائم بن المأمون. وكتبت عنه الكثير. وكان شيخاً صبوراً، حسن الأخلاق، قليل الكلام. قال: ولدت، أظن، في سنة ثلاثٍ وخمسين. وتوفي في رابع عشر شوال، وصلى عليه أخوه أبو الفتح. قرأت بخط الحافظ ضياء الدين المقدسي قال: شاهدت مجلدةً من تاريخ الخطيب بخط الإمام الحافظ أبي البركات الأنماطي فيها: السابع
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 380 والثلاثين. وقد نقل الأنماطي سماع القزاز فيه وهي في وقف الزيدي. قلت: وكذلك رواه الكندي للناس، عن القزاز سماعاً متصلاً. وروى عنه: ابن عساكر، وأبو موسى المديني، وابن الجوزي، وأحمد بن علي بن بذال، وأحمد بن الحسن العاقولي، وعمر بن طبرزد، وأبو اليمن الكندي، وأحمد بن يحيى الدبيقي، وخلق سواهم. وروى عنه بالإجازة: المؤيد الطوسي، وغيره. وممن روى عنه: أبو السعادات القزاز. 4 (عبد الصمد بن أحمد بن سعيد.) ) أبو محمد الجياني. روى عن: أبي الأصبغ بن سهل، وأبي نصر الغساني، وأبي محمد بن العسال. ذكره ابن الأبار، وقال: كان رحمه الله مائلاً إلى القول بالظاهر، ومن أهل المعرفة بالحديث. له كتاب المستوعب في أحاديث الموطأ. وقد سمعوا منه الموطأ في سنة خمسٍ وثلاثين. قلت: ولم يؤرخ وفاته. 4 (عبد المنعم بن عبد الواسع بن عبد الهادي ابن شيخ الإسلام أبي إسماعيل عبيد الله.) الأنصاري، الهروي، أبو المروح بن أبي رفاعة. ذكره ابن السمعاني فقال: إمام، جميل السيرة، مرضي الطريقة، ذو سمتٍ، ووقار، وعفة، وحياء. حريص على سماع الحديث وطلبه. سافر وتغرب، وسمع الكثير، وحصل الأصول، وحج وجاور سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 381 وسمع من: ابن الحصين. ودخل إصبهان، وكان قد سمع ببلده من: نجيب بن ميمون، ومحمد بن علي العميري، وأبي عطاء المليحي. كتبت عنه بإصبهان. وتوفي بهراة في ذي القعدة. 4 (عبد المنعم بن أبي أحمد نصر بن يعقوب بن أحمد بن علي.) الإصبهاني، المقرئ. أبو المطهر. شيخ مسن. روى عن: أبي طاهر أحمد بن محمود الثقفي، وهو جده لأمه. روى عنه: أبو موسى المديني، وقال: توفي في رجب. وروى عنه: أبو سعد السمعاني، وجماعة. 4 (عبد الوهاب بن شاه بن أحمد بن عبد الله.) ) أبو الفتوح النيسابوري، الشاذياخي، الخرزي. كان شيخاً صالحاً يبيع الخرز في حانوتٍ بنيسابور. سمع الرسالة من القشيري، وصحيح البخاري من أبي سهل محمد بن أحمد الحفصي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 382 وسمع من: أبي حامد الأزهري، وعبد الحميد بن عبد الرحمن البحيري، وأبي صالح المؤذن، وشبيب البستيغي، وحسان المنيعي، ونصر بن علي الطوسي الحاكمي، وأحمد بن محمد بن مكرم. روى عنه: ابن السمعاني في معجمه، وقال: كان من أهل الخير والصلاح. ولد سنة ثلاثٍ وخمسين. وتوفي في الحادي والعشرين من شوال. روى عنه: ابن عساكر، وإسماعيل بن علي المغيثي، ومنصور بن الفروي، والمؤيد الطوسي، وزينب بنت الشعري، وغيرهم. وسمع منه جميع صحيح البخاري منصور، والمؤيد، وزينب، والمغيثي المذكورون. قاله ابن نقطة. 4 (عطاء بن أبي سعد بن عطاء.) أبو محمد الثعلبي، الهروي، الصوفي، الفقاعي. صاحب شيخ الإسلام أبي إسماعيل.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 383 محدث، رحال، وصوفي عمال. ولد سنة أربع وأربعين وأربعمائة بمالين هراة، وسمع من أبي إسماعيل. وبنيسابور من: فاطمة بنت الدقاق. وببغداد من: أبي نصر محمد بن محمد الزينبي، وأبي القاسم علي بن البسري، وأبي يوسف عبد السلام القزويني، وجماعة كثيرة. روى عنه: أولاده الثلاثة وقد سمع أبو سعد السمعاني منهم، عن أبيهم. وممن روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، ومحمود بن الفضل الإصبهاني. قال ابن السمعاني: كان ممن يضرب به المثل في إرادة شيخ الإسلام والجد في خدمته وله آثار، وحكايات، ومقامات وقت خروج شيخ الإسلام إلى بلخ في المحنة.) وجرى بينه وبين الوزير النظام مقالات وسؤآلات في هذه الحادثة. وكان نظام الملك يحتمل ذلك كله من عطاء. وسمعت أن عطاء قد م إلى الخشبة ليصلب، فنجاه الله تعالى لحسن الاعتقاد والجد الذي كان له فيما مر فيه. فلما أطلق قام في الحال إلى التظلم وما فتر. وخرج مع النظام إلى الروم ماشياً. وسمعت أنه كان في المدة التي كان شيخ الإسلام غائباً فيها عن وطنه ما ركب عطاء دابةً، ولا عبر على قنطرة، بل كان يمشي مع الخيل، ويخوض الأنهار، ويقول: شيخي في المحنة والغربة، فلا أستريح. وما استراح إلى أن ردوا شيخه إلى وطنه. وسمعت محمد بن عطاء يقول: سمعت والدي يقول: كنت في طريق الروم أعدوا مع موكب النظام، فوقع نعلي، فما التفت لها، ورميت الأخرى، وجعلت أعدو. فأمسك النظام الدابة وقال: أين نعالك قلت: وقع إحداهما، فما وقفت عليها خشية أن تفوتني وتسبقني. فقال: هب أنه قد وقع إحداهما، فلم خلعت الأخرى ورميتها قلت: لأن شيخي عبد الله الأنصاري أخبرني أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يمشي الإنسان في نعلٍ
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 384 واحد، فما أردت أن أخالف السنة. فأعجب النظام ما فعل وقال: أكتب إن شاء الله حتى يرجع شيخك إلى هراة. وقال لي: اركب بعض الجنائب، فأبيت وقلت: شيخي في المحنة وأنا أركب الجنائب وعرض عليه مالاً، فلم يقبله. وقدم أبي بإصبهان إلى الخشبة ليصلب عليها بعد أن حبسوه مدة، فقال له الجلاد: صل ركعتين. فقال: ليس ذا وقت صلاة، اشتغل بما أمرت، فإني سمعت شيخي يقول: إذا علقت الشعير على الدابة في أسفل العقبة لا توصلك في الحال إلى أعلاها. الصلاة نافعة في الرخاء، لا في حالة اليأس. ووصل مسرعٌ من السلطان ومعه الخاتم بتسريحه، فترك.) وكانت الخاتون امرأة السلطان معينة في حقه. قال: فكلما أطلق رجع في الحال إلى التظلم والتشنيع. سمعت أبا الفتوح عبد الخالق بن زياد يقول: أمر بعض الأمراء أن يضرب عطاء الفقاعي في محنة الشهيد عبد القادر ابن شيخ الإسلام مائة سوط. فبطح على وجهه، وكان يضرب إلى أن ضربوا ستين، فشكوا كم كان خمسين أو ستين، فقال عطاء: وهو مكبوبٌ على وجهه: خذوا بالأقل احتياطاً. وحبس بعد الضرب مع جماعةٍ من النساء، وكان في الموضع أترسة، فقام بجهد من الضرب، وأقام الأترسة بينه وبين النساء وقال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الخلوة مع غير محرم. قال محمد بن عطاء: توفي أبي تقديراً سنة خمسٍ وثلاثين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 385 4 (علي بن الحسن بن علي بن عبد الواحد.) السلمي، الدمشقي، أبو الحسن بن البري. سمع من عمه عبد الواحد جزء ابن أبي ثابت. قرأه عليه ابن عساكر. 4 (علي بن محمد بن إسماعيل بن علي.) الإمام، أبو الحسن السمرقندي، المعروف بالأسبيجابي. ولد سنة أربع وخمسين وأربعمائة. وسمع من: علي بن أحمد بن الربيع الشيكاني. روى عنه: عمر النسفي، وقال: توفي في ذي القعدة. وقد ذكره السمعاني في معجمه فعظمه وقال: يعرف بشيخ الإسلام، لم يكن أحدٌ في زمانه بما وراء النهر يعرف مذهب أبي حنيفة مثله، ظهر له الأصحاب، وطال عمره في نشر العلم. كتب إلي بمروياته.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 386 4 (علي بن محمد بن علي بن الحسن بن أبي المضاء.) الفقيه، أبو الحسن البعلبكي، الشافعي. تلمذ لنصر المقدسي، وصحبه مدة، وسمع منه.) ومن: أبيه محمد، والحسن بن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وقال: توفي في ربيع الأول ببعلبك. 4 (علي بن محمد بن لب بن سعيد.) أبو الحسن القيسي، الداني، المقرئ. روى عن: أبي عبد الله المغامي، وأبي داود. وأخذ عنه: ابن رزق أبو بكر، وأبو بكر بن خير، وأبو الحسن نجبة، وآخرون. استشهد بعد هذا العام بيسير. 4 (علي بن يوسف بن تاشفين.) صاحب المغرب. قيل: توفي فيها، والأصح سنة سبعٍ كما سيأتي. 4 (عمر بن محمد بن حيذر، بذال معجمة.) أبو حفص المروزي، البرمويي، العارف.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 387 قال السمعاني: شيخ صالح، ثقة، دين، جميل الأمر، جواد النفس، أمي لا يكتب، غير أن له كلاماً حسناً في علم القوم إذا سئل. ما رأيت في فنه مثله، وكان مزيناً بالشريعة، واستعمال السنن، والعزلة، والإنفراد. سمع بقراءة والدي، أنا عبد الله بن محمد بن الحسن المهربندقشائي، وأبا الخير محمد بن أبي عمران الصفار، وبمكة أبا شاكر أحمد بن علي العثماني. سمعت منه، وكنت أكثر من زيارته، وقرأت صحيح البخاري في رباطه. وتوفي في الحادي والعشرين من جمادى الآخرة. 4 (حرف الفاء)
4 (الفتح بن محمد بن عبد الله بن خاقان.) الأديب أبو نصر القيسي، الإشبيلي، صاحب كتاب قلائد العقيان، جمع فيه من شعراء المغرب طائفة كبيرة، وتكلم عليها فأجاد. وله كتاب مطمح الأنفس في ملح أهل الأندلس، يدل كلامه فيه على تبحره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 388 وكان كثير الأسفار والتجول، خليع العذار.) أمر السلطان بقتله، فذبح في سنة خمسٍ هذه، وقيل: بل في سنة تسعٍ وعشرين، فالله أعلم. ذكره القاضي ابن خلكان. 4 (حرف القاف)
4 (قرسنقر.) الأتابك، صاحب خراسان وأران. من مماليك الملك طغرل بن السلطان محمد بن ملكشاه. وكان شجاعاً، مهيباً، ظلوماً، غشوماً، عظيم المحل. كان السلطان مسعود يخافه ويداريه، وقتل الوزير كمال الدين الرازي من أجله. وقد مات له إبنان تحت الزلزلة بجنزة. ومرض بالسل، ومات بأردبيل. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الجبار بن توبة.) أبو الحسن الأسدي، العكبري، أخو عبد الجبار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 389 ولد سنة خمسٍ وخمسين وأربعمائة، وقرأ القراءآت بروايات. وكان حسن التلاوة. قرأ على أصحاب الحمامي، وقرأ شيئاً من الفقه على أبي إسحاق الشيرازي. وكان له سمتٌ حسنٌ ووقار. سمع: أبا جعفر ابن المسلمة، وأبا بكر الخطيب، وأبا الغنائم بن المأمون، وأبا محمد الصريفيني، وابن النقور. قال ابن السمعاني: صالح خير، قرأ بروايات، وكان حسن الأخذ. قرأت عليه الكثير، وكنت أقدم السماع عليه على غيره. قلت: روى عنه: ابن عساكر، وأبو اليمن الكندي، وآخرون. توفي في صفر. وقد أنا بكتاب السبعة لابن مجاهد: أبو حفص القواص، أنا الكندي في كتابه، أنا ابن توبة. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم.) ) أبو عبد الله الخوارزمي، القصاري. ولد في رمضان سنة إحدى وستين وأربعمائة ببغداد. وسمع حضوراً من: أبي محمد الصريفيني. وحدث. وتوفي في جمادى الأولى. 4 (محمد بن إبراهيم بن جعفر.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 390 أبو عبد الله الدمشقي، الكردي، المقرئ. سمع: أبا القاسم بن أبي العلاء، وغيره. روى عنه: الحافظ ابن عساكر، وابنه القاسم. وكان يلقن. 4 (محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الربيع بن ثابت بن) وهب بن مشجعة بن الحارث بن عبد الله بن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وشاعره، وأحد الثلاثة الذين خلفوا كعب بن مالك الأنصاري. القاضي أبو بكر بن أبي طاهر، البغدادي، الحنبلي، البزاز. ويعرف أبوه بصهر هبة، ويعرف هو بقاضي المرستان. مسند العراق، بل مسند الآفاق. ولد في عاشر صفر سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، ويقال له النصري، لأنه من محلة النصرية. ويقال له السلمي، لأن كعب بن مالك من بني سلمة. سمعه أبوه حضوراً في الرابعة من أبي إسحاق البرمكي جزء الأنصاري،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 391 وسمعه من علي بن عيسى الباقلاني أمالي القطيعي و الوراق. ثم سمعه الكثير بإفادة جاره عبد المحسن بن محمد الشيحي التاجر من: أبي محمد الجوهري، وأبي الطيب الطبري، وعمر بن الحسين الخفاف، وأبي طالب العشاري، وأبي الحسين بن حسنون النرسي، وعلي بن عمر البرمكي، والحسن بن علي المقرئ، وأبي الحسين بن الأبنوسي، وأبي الحسن بن أبي طالب المكي، وأبي يعلى بن الفراء، وأبي الغنائم بن المأمون،) وأبي الفضل هبة الله بن المأمون، وغيرهم. وتفرد برواية عنهم، سوى أبي يعلى، وأبي الغنائم. وسمع بمصر من أبي إسحاق الحبال. وبمكة من: أبي معشر الطبري، وأبي الحسين الصقلي. وأجاز له أبو القاسم التنوخي، وأبو الفتح بن شيطا المقريء، وأبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي. وتفقه على القاضي أبي يعلى ابن الفراء، وشهد عند قاضي القضاة أبي الحسين بن الدامغاني. روى عنه خلق لا يحصون، منهم من مات في حياته، ومنهم من تأخر، وهم: أبو القاسم بن عساكر، وأبو سعد السمعاني، وأبو موسى المديني، وابن الجوزي، وعبد الله بن مسلم بن جوالق، والمكرم بن هبة الله الصوفي، وأبو أحمد بن تزمش الخياط، وسعيد بن عطاف، وعلي بن محمد بن يعيش الأنباري، وعبد الله بن المظفر بن البواب، وعبد الخالق بن هبة الله البندار، ويوسف بن المبارك بن كامل الخفاف، وعبد اللطيف بن أبي سعد الصوفي، وعمر بن طبرزد، وعبد العزيز بن الأخضر، وزيد بن الحسن الكندي، وعبد العزيز بن معالي بن سينا، وأبو علي ضياء بن الخريف، والحسين بن سعيد بن شنيف، وأحمد بن يحيى بن الدبيقي. وآخر من روى عنه بالإجازة المؤيد الطوسي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 392 وقد تكلم فيه ابن عساكر بكلام فج وحش، فقال: كان يتهم بمذهب الأوائل، ويذكر عنه رقة دين. قال: وكان يعرف الفقه على مذهب أحمد، والفرائض، والحساب، والهندسة. ويشهد عند القضاة، وينظر في وقف المارستان العضدي. وسرد أبو موسى نسبه كما ذكرنا، ثم قال: هو أملاه علي، وكان إماماً في فنون العلم. قال: وكان يقول: حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، وما من علم إلا وقد نظرت فيه، وحصلت منه الكل أو البعض، إلا هذا النحو، فإني قليل البضاعة فيه. وما أعلم أني ضيعت ساعةً من عمري في لهوٍ ولعب. وقال ابن الجوزي: ذكر لنا القاضي أبو بكر أن منجمين حضرا حين ولد، فأجمعا أن العمر اثنتان وخمسون سنة.) قال: وهانا قد جاوزت التسعين. قال ابن الجوزي: وكان حسن الصورة، حلو المنطق، مليح المعاشرة، كان يصلي في جامع المنصور، يجيء في بعض الأيام فيقف وراء مجلسي وأنا على منبر الوعظ، فيسلم علي. واستملى عليه شيخنا ابن ناصر بجامع القصر. وقرأت عليه الكثير، وكان ثقة، فهماً، ثبتاً، حجة، متفنناً في علومٍ كثيرة، متفرداً في علم الفرائض، قال لي يوماً: صليت الجمعة وجلست أنظر إلى الناس، فما رأيت أحداً أشتهي أن أكون مثله.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 393 وكان قد سافر فوقع في أسر الروم، وبقي سنةً ونصفاً، وقيدوه وغلوه، وأرادوه أن ينطق بكلمة الكفر، فلم يفعل، وتعلم منهم الخط الرومي. وسمعته يقول: من خدم المحابر خدمته المنابر. وسمعته يقول: يجب على المعلم أن لا يعنف، وعلى المتعلم أن لا يأنف. ورأيته بعد ثلاثٍ وتسعين سنة صحيح الحواس، لم يتغير منها شيء، ثابت العقل، يقرأ الخط الدقيق من بعد. ودخلنا عليه قبل موته بمديدة فقال: نزلت في أذني مادة، فقرأ علينا من حديثه، وبقي على هذا نحواً من شهرين، ثم زال ذلك، وعاد إلى الصحة، ثم مرض فأوصى أن يعمق قبره زيادةً على العادة، وأن يكتب على قبره قل هو نبأٌ عظيمٌ أنتم عنه معرضون، وبقي ثلاثة أيام لا يفتر من قراءة القرآن، إلى أن توفي قبل الظهر ثاني رجب. قال ابن السمعاني: ما رأيت أجمع للفنون منه، نظر في كل علم، وبرع في الحساب والفرائض، وسمعته يقول: ثبت من كل علم تعلمته إلا الحديث وعلمه. ورأيته وما تغير من حواسه شيء. وكان يقرأ الخط البعيد الدقيق. وكان سريع النسخ، حسن القراءة للحديث. وكان يشتغل بمطالعة الأجزاء التي معي، وأنا مكب على القراءة، فاتفق أنه وجد جزءاً من حديث أبي الفضل الخزاعي، قرأته بالكوفة على الشريف عمر بن إبراهيم الحسيني، بإجازته من محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي، وفيه حكايات مليحة فقال: اتركه عندي.) فلما رجعت من الغد أخرج الجزء وقد نسخه جميعه، وقال: اقرأه حتى أسمعه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 394 فقلت: يا سيدي، كيف يكون، وأنا أفتخر بالسماع منك فقال: ذاك بحاله. فقرأته، فقال للجماعة: اكتبوا إسمي. قلت: رأيت الجزء بخطه في وقف الضيائية، وفي أوله بخطه: نا أبو سعد السمعاني. وقال: قال لي: أسرتني الروم، وكان الغل في عنقي خمسة أشهر، وكانوا يقولون لي: قل: المسيح ابن الله، حتى نفعل ونصنع في حقك. فما قلت. وتعلمت خطهم لما حبست. كان يعرف علم النجوم، وسمعته يقول: عن الذباب إذا وقع على البياض سوده، وعلى السواد بيضه، وعلى التراب برغثه، وعلى الجرح يقيحه. وسمعت منه الطبقات لابن سعد، والمغازي للواقدي، وأكثر من مائتي جزء. قال لي: ولدت بالكرخ، وانتقل بنا أبي إلى النصرية ولي أربعة أشهر. وذكر ابن السمعاني أكثر ما نقلناه عن ابن الجوزي. وقال ابن نقطة: حدث القاضي أبو بكر بصحيح البخاري، عن أبي الحسين ابن المهتدي بالله، عن أبي الفتح بن أبي الفوارس، عن أحمد بن عبد الله النعيمي. قلت: والنعيمي هو شيخ أبي عمر المليحي الذي أكثر عنه صاحب شرح السنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 395 4 (محمد بن عبد القادر بن الحسن بن المنصور بالله.) أبو الحسين المنصوري، الهاشمي. شيخ مسن، كثير الفكر، أصابه فالج. وحدث عن: أبي القاسم بن البسري، ويوسف المهرواني. وتوفي في سابع رجب. 4 (محمد بن فرج بن جعفر بن أبي سمرة.) أبو عبد الله القيسي، نزيل غرناطة، أحد القراء. عن: أحمد بن عبد الحق الخزرجي، وأبي القاسم بن النحاس.) وحدث عن: غالب بن عطية، وغيره. وأقرأ القراءآت والنحو. روى عنه: أبو الأصبغ بن المرابط. وتوفي في حدود سنة خمسٍ. 4 (محمد بن المنتصر بن حفص النوقاني.) الفقيه، المفتي، الزاهد الورع. كان عارفاً بالمذهب. سمع: محمد بن سعيد الفرخزاذي وبهراة: محمد بن علي العميري.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 396 قال السمعاني: سمعت منه تفسير الثعلبي بروايته عن الفرخزاذي، عنه. مات رحمه الله في رجب. 4 (محمود بن علي بن أبي علي بن يوسف.) أبو القاسم الطرازي. قال السمعاني: إمام، فاضل، دين، ورع، حسن الأخلاق، تفقه على القاضي أبي سعد بن أبي الخطاف. وورد على المسترشد بالله من قبل الخاقان. وكان مولده بطراز سنة، وتوفي ببخارى في شعبان، وخلف بها أولاداً نجباء. 4 (موسى بن حماد.) أبو عمران الصنهاجي، المالكي، قاضي مراكش. كان فقيهاً، إماماً، حاذقاً لمذهب مالك، مقدماً في معرفة الأحكام. من جلة قضاة زمانه العادلين. وله رواية يسيرة. توفي في ذي القعدة. 4 (حرف الياء)
4 (يوسف بن أيوب بن يوسف بن الحسين بن وهرة.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 397 أبو يعقوب الهمذاني.) من أهل ضياع همذان. نزل مرو، وكان من سادات الصوفية. ذكره ابن السمعاني، وقال: هو الإمام الورع. التقي، الناسك، العامل بعلمه، والقائم بحقه، صاحب الأحوال والمقامات الجليلة، وإليه انتهت تربية المريدين، واجتمع في رباطه جماعة من المنقطعين إلى الله، ما أتصور أن يكون في غيره من الربط مثلهم. وكان من صغره إلى كبره على طريقة مرضية، وسدادٍ، واستقامة. خرج من قريته إلى بغداد، وقصد الشيخ أبا إسحاق، وتفقه عليه، ولازمه مدة، حتى برع في الفقه، وفاق أقرانه، خصوصاً في علم النظر. وكان أبو إسحاق يقدمه على جماعةٍ كثيرة من أصحابه، مع صغر سنه، لمعرفته بزهده، وحسن سيرته، واشتغاله بنفسه. ثم ترك كل ما كان فيه من المناظرة، وخلا بنفسه، واشتغل بعبادة الله تعالى، ودعوة الخلق إليها وإرشاد الأصحاب إلى الطريق المستقيم. وسمع من شيخه: أبي إسحاق، وأبي الحسين بن المهتدي بالله، وأبي بكر الخطيب، وأبي جعفر ابن المسلمة، وعبد الصمد بن المأمون، والصريفيني، وابن النقور. وببخارى محمد: أبي الخطاب محمد بن إبراهيم الطبري وبسمرقند من: أبي بكر أحمد بن محمد بن الفضل الفارسي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 398 وبإصبهان من: حمد بن أحمد بن ولكيز، وغانم بن محمد بن عبد الواحد الحافظ، وآخرين. وكتب الكثير، غير أن أجزاءه تفرقت بين كتبه، وما كان يتفرغ إلى إخراجها، فأخرج لنا أكثر من عشرين جزءاً، فسمعناها. وقد دخل بغداد سنة ستٍ وخمسمائة، ووعظ بها، وظهر له قبولٌ تام، وازدحم الناس عليه. ثم رجع وسكن مرو. وخرج إلى هراة، وأقام بها مدة، ثم طلب منه الرجوع إلى مرو، فرجع. ثم خرج ثانياً إلى هراة. ثم رجع إلى هراة، ثم خرج من هراة فأدركه الأجل بين هراة وبغشور.) وكان يقول: دخلت جبل زز لزيارة الشيخ عبد الله الجوي، وكان قد أقام عنده مدةً، ولبس من يده الخرقة، قال: فوجدت ذلك الجبل معموراً بأولياء الله، كثير المياه والأشجار، وعلى رأس كل عينٍ رجلٌ مشتغل بنفسه، صاحب مقامٍ ومجاهدة. فكنت أدور عليهم وأزورهم. ولا أعلم في ذلك الجبل حجراً لم تصبه دمعتي. وهذا من بركة أحمد بن فضالة شيخ عبد الله الجوي. سمعت الشيخ الصالح صافي بن عبد الله الصوفي ببغداد يقول: حضرت مجلس شيخنا يوسف بن أيوب في المدرسة النظامية، وكان قد اجتمع العالم، فقام فقيه يعرف بابن السقاء وآذاه، وسأله غير مسألة، فقال: اجلس، فإني أجد من كلامك رائحة الكفر، ولعلك تموت على غير الإسلام. قال صافي: فاتفق بعد مدة قدم رسولٌ نصراني من الروم، فمضى إليه ابن السقاء، وسأله أن يستصحبه، فقال له: يقع لي أن أدخل في دينكم فقبله الرسول، وخرج معه إلى القسطنطينية، والتحق بملكها وتنصر. وسمعت من أثق به أن ابني الإمام أبي بكر الشاشي قاما في مجلس وعظه، وقالا له: إن كنت تنتحل معتقد الأشعري وإلا فانزلي ولا تعظ ههنا.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 399 فقال يوسف: اقعد، لا أمتعكما الله بشبابكما. فسمعت جماعة أنهما ماتا ولم يتكهلا. سمعت السيد إسماعيل بن أبي القاسم بن عوض العلوي يقول: سمعت الإمام يوسف بن أيوب يقول للشيخ لؤلؤ الحي، وكان من أصحابه قديماً، ثم عرج عليه، ووقع فيه، ورماه بأشياء: هذا الرجل يقتل، وسترون ذلك. وكان كما جرى على لسانه، قتل قريباً من سرخس بعد وفاة يوسف. وقال أبو المظفر السمعاني: ما قدم علينا من العراق مثل يوسف الهمذاني. وقد تكلم معه بمرو في مسألة البيع الفاسد، فجرى بينهما تسعة عشر نوبة، يعني بالنوبة المجلس في هذه المسألة. قال أبو سعد السمعاني: سمعت الإمام يوسف رحمه الله يقول: خلوت نوباً عدة، كل مرة أكثر) من خمس سنين أو أقل، وما كان يخرج حب المناظرة والإشتغال بالخلاف والمذاكرة من قلبي، وصرت إلى ما كنت أشتهي، فإن المناظرة كانت تقطع علي الطريق. سمعت أبا نصر عبد الواحد بن محمد الكرجي الزاهد يقول: سألت الشيخ أبا الحسين المقدسي: هل رأيت أحداً من أولياء الله قال: رأيت في سياحتي عجمياً بمرو يعظ، ويدعو الخلق إلى الله تعالى يقال له يوسف. قال أبو نصر: أراد بذلك الإمام يوسف بن أيوب الهمذاني. وأبو الحسين المقدسي كبير القدر، مشهور. قال أبو سعد: لما عزمت إلى الرحلة، دخلت على يوسف رحمه الله مودعاً، فصوب عزمي وقال: أوصيك، لا تدخل على السلاطين، وأبصر ما تأكل لا يكون حراماً. توفي في ربيع الأول، وكان مولده تقديراً سنة أربعين أو إحدى وأربعين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 400 قلت: وقد روى عنه: ابن عساكر، وأبو الروح الهروي، وجماعة. فأخبرنا أحمد بن هبة الله بن عساكر، أنا أبو روح عبد المعز بن محمد إجازةً، أنا يوسف بن أيوب الزاهد، بقراءة حمزة بن عسول، أنا أبو محمد بن النقور سنة ثلاث وستين وأربعمائة، أنبا علي بن عمر الحربي، ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، ثنا يحيى بن معين، ثنا معن، عن مالك، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يصافح امرأةً قط. وأنا به أحمد بن إسحاق: أنا أحمد بن صرما، والفتح بن عبد الله قالا: أنا محمد بن عمر الفقيه أنا ابن النقور، فذكره. رواه النسائي في كتاب حديث مالك من تأليفه، عن معاوية بن صالح الأشعري، عن ابن معين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 401 4 (وفيات سنة ست وثلاثين وخمسمائة.)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن سلامة بن يحيى الدمشقي الأبار.) سمع: أحمد بن علي بن الفرات، وسهل بن بشر. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وقال: توفي في شوال.) أحمد بن عبد الله بن جابر. أبو عمر الأزدي، الإشبيلي. سمع من: أبي عبد الله بن منظور صحيح البخاري. وسمع: عبد الله بن علي النكاجي، والعاص بن خلف. أم بمسجد ابن بقي، وأقرأ القرآن نحواً من ستين سنة. وكان مشتهراً بالصلاح. حدث عنه: ابن بشكوال، وابن جهير.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 402 وقارب تعسين سنة. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن ينال.) أبو منصور الصوفي الإصبهاني، الترك، والد أبي العباس محمد الترك. سمع: عائشة الوركانية، وعبد الجبار بن برزة الرازي، وشجاعاً المصقلي. ومات في عشر التسعين. 4 (أحمد بن محمد بن الحسين.) أبو الفائز ابن البزوري. سمع: محمد بن هبة الله اللالكائي في سنة إحدى وسبعين وأربعمائة. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وجده. توفي في رمضان. 4 (أحمد بن محمد بن علي بن محمود ماخرة.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 403 أبو سعد بن أبي بكر بن الشيخ أبي الحسن الزوزني، ثم البغدادي. من قدماء الصوفية برباط شيخ الشيوخ إسماعيل. وهو مطبوع خفيف، يحفظ حكايات وأشعاراً. قال السمعاني: غير أنه كان منهمكاً في الشرب، سامحه الله. وقال أبو الفرج بن الجوزي: كانوا ينسبونه إلى التسمح في دينه. ولد في ذي الحجة سنة تسعٍ وأربعين وأربعمائة. وسمع القاضي: أبا يعلى وهو آخر أصحابه، وأبا جعفر ابن المسلمة، وأبا الحسين ابن المهتدي) بالله، وأبا محمد الصريفيني، وأبا علي بن وشاح، وأبا بكر الخطيب، وجماعة. قال ابن السمعاني: قرأت عليه الكثير. وحدثني محمد بن ناصر الحافظ قال: كان أبو سعد متسمحاً، فرأيته في النوم، فقلت: ما فعل الله بك قال: غفر لي. قلت: فأين أنت قال: في الجنة. قال ابن ناصر: لو حدثنيه غيري ما صدقته. قال ابن الجوزي: مرض أبو سعد الزوزني، وبقي خمسةً وثلاثين يوماً بعلة النصب لم يضطجع، ومات في تاسع عشر شعبان. قلت: روى عنه: أبو أحمد عبد الوهاب ابن سكينة، وأبو حامد بن النحاس، ويوسف بن كامل، والمحدث عبد الخالق بن أسد، وعمر بن طبرزد، وأبو الفرج بن الجوزي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 404 4 (أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن الطيب.) أبو الحسين بن الصباغ. سمع: أباه، وأبا نصر الزينبي، وإسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي. روى عنه: ابن عساكر، والسمعاني. وكان ظاهر الصلاح والخير. مات رحمه الله في آخر شوال ظناً. 4 (أحمد بن محمد بن موسى بن عطاء الله.) أبو العباس بن العريف، الصنهاجي، الأندلسي، الصوفي، الزاهد، من أهل المرية. روى عن: يزيد مولى المعتصم، وعمر بن أحمد بن رزق، وعبد القادر بن محمد القروي، وخلف بن محمد بن العربي، وجماعة. قال ابن بشكوال: كانت عنده مشاركة في أشياء من العلم، وعناية بالقراءآت، وجمع الروايات، واهتمامٌ بطرقها وجملتها. وقد استجاز مني تأليفي هذا، يعني الصلة وكتبه عني.) واستجزته أنا أيضاً، ولم ألقه. وكان متناهياً في الفضل والدين، منقطعاً إلى الخير، وكان العباد وأهل الزهد يقصدونه ويألفونه، فيحمدون صحبته. سعي به إلى السلطان، فأمر بإشخاصه إلى حضرته بمراكش، فوصلها، وتوفي بها ليلة الجمعة الثالث والعشرين من صفر، واحتفل الناس لجنازته، وندم السلطان على ما كان منه في جانبه. وظهرت له كرامات. قلت: ولد ابن العريف في سنة ثمانٍ وخمسين وأربعمائة، وكان العباد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 405 يأتونه ويجتمعون لسماع كلامه في العرفان، وبعد صيته، فثار الحسد في نفوس فقهاء بلده، فرفعوا إلى السلطان أنه يروم الثورة والخروج كما فعل ابن تومرت، فأرسل ابن تاشفين إليه وقيده، وحمل إلى مراكش، فتوفي في الطريق عند مدينة سلا. أما شيوخه: خلف، وعمر، فأخذا عن أبي عمرو الداني، وقد لبس الخرقة من أبي بكر عبد الباقي بن بريال وصحب ابن بريال أبا عمرو الطلمنكي. وآخر من بقي من أصحاب ابن العريف الزاهد موسى بن مسدي. 4 (إبراهيم بن أحمد بن محمد.) الإمام، العلامة، أبو إسحاق المروروذي، الشافعي. تفقه على الإمام ابن المظفر السمعاني، وغيره. وصارت إليه الرحلة بمرو لقراءة الفقه عليه. تفقه عليه أبو سعد السمعاني، وغيره. قتل بمرو، رحمه الله، في ربيع الأول في وقعة الخوارزم شاه، وله ثلاثٌ وثمانون سنة. قال أبو سعد السمعاني: كان أبي أوصى بنا إليه، وكان يقوم بأمورنا أتم قيام. وكان من العلماء العاملين. علقت عنه كتاب الطهارة، وسمعت منه الكثير، وحدث بالكتب الكبار. سمع بمرو الروذ من جماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 406 4 (إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث.) الحافظ أبو القاسم ابن السمرقندي.) ولد بدمشق سنة أربعٍ وخمسين وأربعمائة في رمضان. وسمع من: أبي بكر الخطيب، وعبد الدائم بن الحسن، وأبي نصر بن طلاب، وعبد العزيز الكتاني، وأبي الحسن بن أبي الحديد، وغيرهم. ثم رحل به وبأخيه عبد الله، أبوهما المقريء أبو بكر إلى بغداد في حدود سنة تسعٍ وستين وأربعمائة، وسكنوها. وسمع بها من: ابن هزارمرد الصريفيني، وابن النقور، وعبد العزيز بن علي السكري، وعبد الباقي بن محمد العطار، وأبي نصر الزينبي، وابن البسري، ورزق الله، وخلق كثير. وعني بالرواية، وقدم دمشق زائراً بيت المقدس، وسمع من مكي الرميلي، وطال عمره، وروى الكثير. حدث عنه: أبو سعد السمعاني، وأبو القاسم بن عساكر، والأعز بن علي العبدي، وإسماعيل بن أحمد الكاتب، وسعيد بن محمد بن محمد بن عطاف، ويحيى بن ياقوت الفراش، وعمر بن طبرزد، وأبو اليمن الكندي، وأبو الرضا محمد بن أبي تمام بن الزوا الهاشمي، وأبا الحسن بن علي بن أحمد بن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 407 هبل، وعبد العزيز بن الأخضر، وسليمان بن محمد الموصلي، وموسى بن سعيد ابن الصيقل الهاشمي، وخلق سواهم. قال ابن السمعاني: قرأت عليه الكتب الكبار والأجزاء، وسمعت الحافظ أبا العلاء العطار بهمذان يقول: ما أعدل بأبي القاسم الفقيه ابن السمرقندي أحداً من شيوخ العراق، وخراسان. وقال أبو شجاع عمر البسطامي: أبو القاسم إسناد خراسان، والعراق. وقال أبو القاسم: ما بقي أحدٌ يروي معجم ابن جميع غيري ولا بدمشق، ولا عن عبد الدائم بن الحسن غيري. ثم قال: (وأعجب ما في الأمر أن عشت بعدهم .......... على أنهم ما خلفوا في من بطش) وقال ابن عساكر: كان ثقة، مكثراً، صاحب أصول، وكان دلالاً في الكتب. وسمعته يقول: أنا أبو هريرة في ابن النقور، فإنه قل جزءٌ عندي قريء عليه إلا وقد سمعته مراراً. قال ابن عساكر: وعاش إلى أن خلت بغداد، وصار محدثها كثرةً وإسناداً، حتى صار يطلب) العوض على التسميع بعد حرصه على التحديث. وقد أملى في جامع المنصور الجمع زيادةً على ثلاثمائة مجلس. وكان له بخت في بيع الكتب. باع مرة صحيحي البخاري ومسلم في مجلدة لطيفة. بخط الحافظ أبي عبد الله الصوري بعشرين ديناراً. وقال لي: وقعت علي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 408 هذه المجلدة بقيراط، لأني اشتريتها وكتاباً آخر معها بدينار وقيراط، فبعت ذلك الكتاب بدينار. قال السلفي: وأبو القاسم ابن السمرقندي ثقة، له أنس بمعرفة الرجال، دون معرفة أخيه الحافظ أبي محمد. وقال ابن ناصر: كان دلالاً، وكان سيء المعاملة، يخاف من لسانه وكان ذا مخالطةٍ لأكابر البلدة وسلاطينها بسب الكتب. وقد قدم دمشق بعد الثمانين، وسمع من الفقيه نصر، وأخذ عنه أبو محمد بن صابر، وغيره. وقال ابن السمرقندي: ورواه عنه ابن الجوزي بالإجازة، أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، كأنه مريض وقد مد رجليه: فدخلت وجعلت أقبل أخمص قدميه، وأمرغ وجهي عليها. فذكرته لأبي بكر ابن الخاضبة فقال: أبشر يا أبا القاسم بطول البقاء وبانتشار الرواية عنك، فإن تقبيل رجليه اتباع أثره، وأما مرضه فوهنٌ في الإسلام. فما أتى على هذا إلا قليل حتى وصل الخبر أن الفرنج استولت على بيت المقدس. توفي في السادس والعشرين من ذي القعدة، ودفن بباب حرب. 4 (إسماعيل بن عبد الواحد بن إسماعيل بن محمد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 409 أبو سعيد البوشنجي، الفقيه الشافعي. نزيل هراة. سمع: أبا صالح المؤدب، وأبا بكر بن خلف الشيرازي، وحمد بن أحمد. وقدم بغداد بعد الخمسمائة، فسمع: أبا علي بن نبهان، وغيره. وتفقه وبرع في المذهب، ودرس وأفتى، وصنف التصانيف. قال ابن السمعاني: كان كثير العبادة، خشن العيش، قانعاً باليسير.) سمعت منه وعاش خمساً وسبعين سنة. قال عبد الغافر فيذيله: شاب نشأ في عبادة الله، مرضي السيرة على منوال أبيه. وهو فقيه، مناظر، مدرس، زاهد. 4 (حرف الجيم)
4 (جميل بن تمام.) المقدسي. أبو الحسن الطحان، المقرئ. حدث عن رجلٍ، عن عبد العزيز الكتاني. روى عنه: الحافظ أبو القاسم بن عساكر في تاريخه. 4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن عبد الرحيم بن أحمد.) المعلم البزاز، المروزي. سمع: أبا الخير الصفار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 410 قتل في ربيع الآخر في الوقعة الخوارزمشاهية بمرو، عن نيفٍ وسبعين سنة. سمع من السمعاني. 4 (الحسين بن أحمد بن علي بن الحسن بن فطيمة.) أبو عبد الله بن أبي حامد البيهقي، الخسروجردي، القاضي قاضي بيهق. وبيهق: ناحية من أعمال نيسابور، قصبتها خسروجرد. ولد قبل الخمسين وأربعمائة. وسمع: أبا بكر البيهقي، وأبا القاسم القشيري، وأبا سعيد بن محمد بن علي الخشاب، وأبا منصور محمد بن أحمد السوري، وأبا بكر محمد بن القاسم الصفار، وأبا بكر أحمد بن منصور المغربي، وطائفة. يروي عنه: أبو سعد السمعاني، وابن عساكر، وغير واحد. قال ابن السمعاني: هو شيخ مسن، كثير السماع، حسن السيرة، مليح المجالسة، كيس، ما رأيت أخف روحاً منه، مع السخاء والبذل، سمعت منه الكثير، وكتب لي أجزاء بخطه.) ومن أعجب ما رأيت منه أنه ما كان له الأصابع العشر، فإنها قطعت بكرمان لعلةٍ لحقتها، فكان يأخذ القلم بكفيه، ويترك الورق تحت رجله، ويكتب بكفيه خطاً مليحاً، من أسرع ما يكون. وكان يكتب كل يومٍ خمس طاقات خطاً واسعاً، مقروءاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 411 وقد تفقه بمرو على جدي الإمام أبي المظفر. وحج بعد العشرين وخمسمائة. وتوفي بخسروجرد في ثالث عشر رمضان. وقد سمع من البيهقي كتاب معرفة السنن والآثار. وحكى ابن السمعاني أنه بالغ في إكرامه جداً، فقال: خرجت إلى قصد إصبهان، فتركت القافلة، وعرجت إلى خسروجرد مع رفيقٍ لي راجلين، فلما دخلنا دار الحسين سلمنا على أصحابه، وما التفت إلينا أحدٌ. ثم خرج إلينا فاستقبلناه، فأقبل علينا وقال: فيم جئتم قلت: لنقرأ عليك جزءين من معرفة الآثار للبيهقي. فقال: لعلكم سمعتم الكتاب من الشيخ عبد الجبار، وفاتكم هذا القدر. قلت: بلى. وكان في الجزءين فوتاً لعبد الجبار فقال: تكونون عندي الليلة، فإن لي مهماً، أريد أن أخرج إلى سبزوار فإن ابني كتب إلي: أن ابن استاذي خارجٌ في هذه القافلة، فأريد أن أسلم عليه، وأسأله أن يكون عندي أياماً. وسماني، فتبسمت، فقال: تعرفه فقلت: هو بين يديك. فقام وبرك وبكى، وكان يقبل رجلي، ثم أخرج الكتب والأجزاء، ووهبني بعض أصوله، فكنت عنده ثلاثة أيام. 4 (حرف الخاء)
4 (خاتون.) زوجة المستظهر بالله أمير المؤمنين، وزوجة صاحب كرمان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 412 قال ابن الجوزي: كانت دارها حمى.) ولها الهيئة والأصحاب. وورد الخبر إلى بغداد بموتها، فعقد لها العزاء في الديوان يومين. 4 (حرف السين)
4 (سعيد بن أحمد بن سليمان.) أبو الحسن المالكي، النهرفضلي، البصري، نزيل بغداد. شيخ صالح، قرأ طرفاً من مذهب مالك. وقرأ بالروايات. وكان صابراً على الفقر. سمع: أبا لفضل بن خيرون، وعبد المحسن الشيحي بن البطر. روى عنه: ابن السمعاني، وقال: توفي في رمضان. 4 (سعيد بن محمد بن منصور.) الفارسي، ثم الطوسي، الواعظ، أبو منصور. سمع: عبد الرحمن بن الواحدي، وأبا بكر بن خلف، وجماعة. وأخذ عنه: أبو سعد الحافظ، وقال: مات في ذي القعدة. 4 (سهل بن الحسن بن محمد.) أبو العلاء البسطامي، الصوفي، المعروف بالكافي، نزيل دمشق. أقام مدةً بسميساطية. من بيت خطابة وقضاء. روى عن أبيه، عن أبي عثمان الصابوني. روى عنه: ابن عساكر، وابن السمعاني. توفي في صفر بدمشق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 413 4 (حرف الشين)
4 (شريفة بنت أبي عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي.) النيسابورية. سمعت: عثمان بن محمد المحمي، وأبا بكر بن خلف، والصرام.) كتب عنها السمعاني، وقال: ماتت في عشر السبعين. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن محمد بن علي بن المعزم.) أبو الحسين الهمذاني، الضرير، أخو أبي زيد. صالح، سمع: أبا إسحاق الشيرازي، وغيره. مات في شوال. 4 (عبد الجبار بن محمد بن أحمد.) الخواري، البيهقي، أبو محمد. وخوار: بليدة من أعمال الري. كان إمام الجامع المنيعي بنيسابور. وكان مفتياً، عالماً، يعرف مذهب الشافعي، وفيه تواضع وخير.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 414 ولد سنة خمسٍ وأربعين وأربعمائة. وتفقه عند إمام الحرمين أبي المعالي. وسمع: أبا بكر البيهقي، وأبا الحسين علي بن أحمد الواحدي، وأخاه أبا القاسم عبد الرحمن بن أحمد، وأبا القاسم القشيري، وغيرهم. روى عنه: ابن عساكر، وابن السمعاني، وأبو الخير أحمد بن إسماعيل القزويني، وأبو الفضائل محمد بن فضل الله السالاري، وأبو سعد عبد الله بن عمر الصفار، ومنصور بن عبد المنعم الفراوي، وأبو المحاسن أحمد بن محمد الشوكاني الحافظ، وأبو الحسن المؤيد الطوسي، وآخرون. قال ابن السمعاني: فمن جملة ما سمعت منه بنيسابور كتاب معرفة السنن والآثار للبيهقي في خمس مجلدات، ورأيت في جزءين منه سماعاً ملحقاً. وذكر أبو محمد عبد الله بن محمد بن حبيب الحافظ أنه طالع أصل البيهقي، فلم يجد سماع شيخنا عبد الجبار في جزءين. وذكر شيخنا عبد الجبار أنه وجد سماعه بالجزءين. وأنا قرأت الجزءين ببيهق على القاضي الحسين بن أحمد بن فطيمة.) وكان الكتاب كله سماعه. قال ابن حبيب العامري المذكور: تصفحت الكتاب ورقةً ورقة، فوجدت سماعه، إلا في جزءين، أحدهما الخامس والأربعون، وهو من أول كتاب النكاح إلى آخر تسري العبد، والجزء السادس والخمسون، أوله ترجمة ما يحرم من الإسلام، وآخره حد اللواط. وسماعه في سنة ثلاثٍ وخمسين، وأكثره بقراءة والده محمد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 415 قال السمعاني: وكتب شيخنا عبد الجبار بخطه: قد وجدت في الأصل سماعنا في الجزء الخامس والأربعين، والجزء السادس والخمسين من الأصل وقت قراءة الكتاب علي من نسخة الأصل بنيسابور في شهور سنة اثنتي عشرة وخمسمائة. كتبه عبد الجبار بن محمد، بعد وقوفه على سماع جملة الكتاب على المصنف. توفي، رحمه الله، في تاسع عشر شعبان. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن محمد.) أبو الفتوح السلمويي، اللباد. من فقهاء نيسابور. تفقه على أبي نصر عبد الرحيم بن القشيري. وبمرو على أبي بكر محمد بن منصور السمعاني. وكان إماماً، زاهداً، قدوة، تقياً، منقبضاً، قانعاً، كبير القدر، كثير الأسفار. سكن كرمان، وانتقل إلى إصبهان فتوفي بها. حدث بمرو عن الشيرويي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 416 وكان مولده في سنة سبعٍ وسبعين وأربعمائة. وتوفي في رمضان بمدينة جي. 4 (عبد السلام بن عبد الرحمن بن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن.) أبو الحكم اللخمي، الإفريقي، المغربي، ثم الإشبيلي. الصوفي، العارف، المعروف بابن برجان. سمع صحيح البخاري من: أبي عبد الله محمد بن أحمد بن منظور. وحدث به.) روى عنه: أبو القاسم القنطري، وأبو محمد عبد الحق الإشبيلي، وأبو عبد الله بن جليل القيسي. وآخرون. ذكره أبو عبد الله الأبار فقال: كان من أهل المعرفة بالقراءآت، والحديث، والتحقق بعلم الكلام، والتصوف، مع الزهد، والاجتهاد في العبادة. وله تواليف مفيدة، منها: تفسير القرآن لم يكمله، وشرح أسماء الله الحسنى.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 417 وقد رواهما عنه أبو القاسط القنطري. توفي بمراكش مغرباً عن وطنه في هذه السنة. وقبره بإزاء قبر الزاهد أبي العباس بن العريف. 4 (عبد الكريم بن عبد المنعم بن هبة الله.) أبو طالب بن الطرسوسي، الحلبي، الفقيه. سمع أباه أبا البركات. كتب عنه: السمعاني، وقال: ولد سنة أربعٍ وخمسين وأربعمائة. قلت: مات تقريباً في هذا العام. 4 (عبد الوهاب ابن الشيخ أبي الفرج عبد الواحد بن محمد بن علي الأنصاري.) شرف الإسلام، أبو القاسم الشيرازي، ثم الدمشقي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 418 الفقيه، الحنبلي، الواعظ. كان شيخ الحنابلة بدمشق بعد والده. وكان له القبول التام في وعظه. وبعثه السلطان رسولاً إلى المسترشد بالله يستنجده على الفرنج خذلهم الله. وقد روى شيئاً من مسند أحمد بالإجازة عن أبي طالب عبد القادر بن يوسف. وتوفي في صفر بدمشق. ووقف المدرسة الحنبلية التي قدام الرواحية بدمشق، وكان رئيساً محتشماً، عالماً. قال حماد الحراني: سمعت السلفي يثني عليه ويقول: كان فاضلاً له لسن. وكان كبيراً في أعين الناس والسلطان. وكان متقدماً، وكان ثقة.) سمع من والده، ومن غيره. وقال أبو يعلى حمزة أصيب بمرضٍ حاد أضعفه، وكان على الطريقة المرضية، والخلال الرضية ووفور العلم، وحسن الوعظ، وقوة الدين. وكان يوم دفنه يوماً مشهوداً من كثرة المشيعين له، والباكين عليه. 4 (عشائر بن محمد بن ميمون.) أبو المعالي التميمي، المعري. نزيل حمص. صالح خير. ولد سنة خمسٍ وأربعين وحضر جنازة أبي العلاء بالمعرة. وسمع من: أبي عامر عبد الرزاق التنوخي. كتب عنه: السمعاني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 419 بقي إلى هذا الوقت بحمص. 4 (علي بن محمد بن رسلان بن محمد.) أبو الحسن المروزي، الكاتب. كان صاحب بلاغة، وفصاحة، وشعر، وترسل فائق. ذكره ابن السمعاني، فقال: لعله ما رأى مثل نفسه في فنه. وسمع من إسماعيل بن أحمد البيهقي. وكتب لي من شعره. وسمعت أن قصيدة أكثر من أربعين بيتاً كانت تقرأ عليه فيحفظها في نوبةٍ واحدة. قتل بمرو في الوقعة الخوارزمشاهية في ربيع الأول، وله نيفٌ وأربعون سنة. 4 (عمر بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن مازة.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 420 أبو حفص بن أبي المفاخر البخاري. علامة ما وراء النهر. تفقه على والده العلامة أبي المفاخر. وبرع في مذهب أبي حنيفة، وصار شيخ العصر.) وحاز قصب السبق في علم النظر. ورأى الخصوم وناظرهم، وظهر عليهم، وصار السلطان يصدر عن رأيه. وعاش في حرمةٍ وافرة، وقبول زائد، إلى أن رزق الله الشهادة على يد الكفرة، بعد وقعة قطوان وانهزام المسلمين. قال ابن السمعاني: سمعت أنه لما خرج هذه النوبة كان يودع أصحابه وأولاده وداع من لا يرجع إليهم. فرحمه الله تعالى ورضي عنه. سمع: أباه، وعلي بن محمد بن خدام. وحدث. ولقيته بمرو، وحضرت مناظرته. وقد حدث عن جماعةٍ من البغدادين كأبي سعد أحمد بن الطيوري، وأبي طالب بن يوسف. وكان يعرف بالحسام. ولد سنة ثلاثٍ وثمانين وأربعمائة. وسمع منه: أبو علي الحسن بن مسعود الدمشقي ابن الوزير، وغيره. وتفقه عليه خلق، وقتل صبراً بسمرقند في صفر في سنة ستٍ وثلاثين. وقيل: بل قتل في الوقعة المذكورة. وكان قد تجمع جيوشٌ لا يحصون من الصين، والخطا، والترك، وعلى الكل كوخان، فساروا لقصد السلطان
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 421 سنجر. وسار سنجر في نحو مائة ألفٍ من عسكر خراسان، وغزنة، والغور، وسجستان، ومازندران، وعبر بهم نهر جيحون في آخر سنة خمسٍ وثلاثين، فالتقى الجيشان، فكانا كالبحرين العظيمين يوم خامس صفر. وأبلى يومئذٍ صاحب سجستان بلاءً حسناً، ثم انهزم المسلمون، وقتل منهم ما لا يحصى، وانهزم سنجر، وأسر صاحب سجستان، وقماج مقدم ميمنة المسلمين، وزوجة سنجر، فأطلقهم الكفار. قال ابن الأثير: وممن قتل الحسام عمر بن مازة الحنفي، المشهور. قال: ولم يكن في الإسلام وقعةٌ أعظم من هذه، ولا أكثر ممن قتل فيها بخراسان.) واستقرت دولة الخطا، والترك الكفار بما وراء النهر، وبقي كوخان إلى رجب سنة سبعٍ وثلاثين فمات فيه. 4 (عمر بن محمد.) أبو حفص المروزي، الناطفي. كان بعمل الناطف، وكان رجلاً صالحاً، نيف على الثمانين. وروى عن: علي بن موسى الموسوي، وجماعة. وعنه: أبو سعد السمعاني. 4 (عمر بن محمد بن بدر.) أبو الحسن الهمذاني، الغرناطي. سمع الموطأ من ابن الطلاع، وتفقه أبي الوليد بن رشد. وكان صالحاً زاهداً. روى عنه: أبو جعفر بن شراحيل، وغيره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 422 4 (حرف الفاء)
4 (الفضل بن إسماعيل بن الفضيل بن محمد.) الفضيلي، الهروي، أبو عاصم. سمع: أبا عطاء عبد الحمن الجوهري، وكلاب البوسنجي، ومحمد بن علي العميري، وطائفة. مات سنة نيفٍ وثلاثين تقريباً. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن إبراهيم بن محمد بن أسود.) أبو بكر الغساني، الأندلسي، المريي. روى عن: الحافظ أبي علي الغساني، وغيره. له رحلة سمع فيها من أبي بكر الطرطوشي، المالكي، وأبي الحسن بن شرف. وولي قضاء مرسية مدةً طويلة، ولم تحمد سيرته. ثم صرف. وسكن مراكش، وبها توفي في رجب.) 4 (محمد بن أصبغ بن محمد بن محمد بن أصبغ.) قاضي الجماعة بقرطبة وخطيبها أبو عبد الله. خاتمة الأعيان بقرطبة. روى عن أبيه واختص به.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 423 وقرأ بالروايات على أبي القاسم بن مدير المقرئ. وسمع من: محمد بن فرج الفقيه، وأبي علي الغساني. وجالس أبا علي بن سكرة. قال ابن بشكوال: كان من أهل الفضل الكامل، والدين، والتعاون والعفاف، والوقار، والسمت الحسن، والهدي الصالح. وكان مجوداً للقرآن، عالي الهمة، عزيز النفس. مخزون اللسان، طويل الصلاة، واسع الكف بالصلات، كثير المعروف والخيرات، معظماً عند الخاصة والعامة. وصرف في الآخر عن القضاء، وأقبل على التدريس وإسماع الحديث. وتوفي في الثاني والعشرين من رمضان. من أبناء الستين. 4 (محمد بن جعفر بن مهران.) أبو بكر التميمي، الإصبهاني. سمع: عبد الوهاب بن مندة، والمطهر البزاني. وعنه: سليمان الموصلي، لقيه زمن الحج. 4 (محمد بن الحسن بن خلف بن يحيى.) أبو بكر بن برنجال. رحل بعد الخمسمائة. وسمع من: محمد بن الوليد الطرطوشي، ومحمد بن منصور الحضرمي. وكان من أهل الحفظ والدراية. توفي في رجب، وقد نيف على الخمسين.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 424 4 (محمد بن الحسين بن محمد.) أبو الخير التكريتي، الملقب بالترك. من أهل رباط الزوزني ببغداد. سمع من: جعفر السراج. 4 (محمد بن سليمان بن مروان.) أبو عبد الله القيسي، المعروف بالبوني، نزيل بلنسية. أحد الأئمة. روى عن: أبي علي الغساني، وأبي داود بن نجاح، وأبي الحسن بن الدوش، وابن الطلاع، وأبي علي الصدفي، وطائفة. قال ابن بشكوال: كانت له عناية كبيرة بالعلم والرواية والدين. مات رحمه الله في صفر سنة ست بالمرية. 4 (محمد بن عبد الملك بن عبد العزيز.) أبو بكر القرطبي، اللخمي. أصله من إشبيلية. روى عن: أبي عبيد البكري، وأبي علي الغساني، وأبي الحسين بن سراج. وكان رأساً في اللغة والعربية، ومعاني الشعر، والبلاغة. كاتباً مجيداً. توفي في نصف ذي الحجة. 4 (محمد بن علي بن أحمد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 425 أبو طاهر الأنصاري، الدباس. سمع من أبي طاهر بن عبد الكريم بن رزمة، عن أبي الحسين بن بشران كتاب مداراة الناس لابن أبي الدنيا. وكان رجلاً صالحاً. روى عنه: سعد الله بن الوادي، وأبو سعد السمعاني، وعلي بن إبراهيم الواسطي. قال ابن النجار: توفي في ذي الحجة.) 4 (محمد بن علي بن عمر بن محمد.) أبو عبد الله التميمي، الفقيه، المازري المحدث، أحد الأئمة الأعلام. مصنف شرح صحيح مسلم، وأسمعه المعلم بفوائد كتاب مسلم. وله كتاب إيضاح المحصول في الأصول. وله مصنفات في الأدب. وكان من أهل الحفظ والإتقان. توفي في ربيع الأول سنة ست، وله ثلاثٌ وثمانون سنة. ومازر بفتح الزاي، وقد تكسر، بليدة بجزيرة صقلية. روى عنه: عياض القاضي، وأبو جعفر بن يحيى الفرضي الوزعي. مولده بالمهدية من إفريقية، وبهامات. وألف كتاباً في شرح التلقين لعبد الوهاب، في عشر مجلدات، وهو من أنفس الكتب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 426 بلغنا أن المازري مرض في أثناء عمره فلم يجد من يعالجه إلا يهودي، فلما عوفي على يده قال اليهودي: لولا التزامي بحفظ صناعتي لأعدمتك المسلمين. فأثر هذا عند المازري، وأقبل على تعلم الطب حتى برع فيه في زمن يسير، وصار يفتي فيه كما يفتي في العلم، رحمه الله. 4 (محمد بن علي بن محمد بن الحسين بن السكن.) أبو طالب بن المعوج المراتبي. من أهل البيوتات ببغداد. سمع: أبا محمد الصريفيني، وأبا القاسم بن البسري، وجماعة. سمع منه: ابن السمعاني، وغيره. وكان من غلاة الشيعة. توفي في أحد الربيعين. 4 (محمد بن الفضل بن محمد بن أحمد.) أبو سهل الأبيوردي، العطار. شيخ صالح، عفيف، عابد، من أهل نيسابور.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 427 سمع: أبا القاسم القشيري، وأبا صالح المؤدب، وأبا سهل الحفصي. وتوفي في رجب. روى عنه: ابن السمعاني، والرحالون. وكان والده من كبار مشيخة نيسابور. 4 (محمد بن كامل بن ديسم بن مجاهد.) أبو الحسن النضري، المقدسي. سمع من أبيه، ومن نصر المقدسي وتفقه عليه بصور، فلم ينجب. وأجاز له أبو بكر الخطيب. وكان شاهداً، فاتهم بشهادة الزور، وأسقطه خال ابن عساكر أبو المعالي محمد بن يحيى قاضي دمشق. ورتب على ختم دار الوكالة. وكان يرتزق من المكس. روى عن: ابن عساكر، وابنه القاسم بن علي، والسمعاني، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 428 وتوفي في ذي القعدة. قال السمعاني: وأجاز له أبو جعفر ابن المسلمة، وأبو علي غلام الهراس، فأجاز له جميع القراءآت. 4 (محمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن أحمد بن عمر.) أبو الحسين السهلكي، خطيب بسطام، إحدى مدن قومس. كان بارعاً في الأدب. سمع: أبا الفضل محمد بن علي السهلكي، ونظام الملك، ورزق الله التميمي. قال ابن السمعاني: كتبت عنه ببسطام. توفي في ربيع الأول ببسطام. 4 (محمد بن مغاور بن حكم بن مغاور.) أبو عبد الله السلمي، الشاطبي. يروي عن: أبيه، وأبي جعفر بن جحدر، وأبي عمران بن أبي تليد، وابن سكرة، وأبي الحسن) بن الدوش. وكان بصيراً بالمذهب، رأساً في الفتوى، جم الفوائد. توفي في شوال عن ثمانٍ وخمسين سنة. 4 (محمد بن مفرج بن سليمان.) الشيخ أبو عبد الله الصنهاجي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 429 سمع يسيراً من: أبي الوليد الباجي، وأبي عبد الله بن شبرين. وأخذ عنه: القاضي عياض. 4 (محمود بن أحمد بن عبد المنعم بن أحمد بن محمود ماشاذة.) أبو منصور الإصبهاني، الواعظ، الفقيه. ولد سنة ثمانٍ وخمسين وأربعمائة. وتفقه على: أبي بكر الخجندي. وارتفع أمره وعرض جماعة، وصار المرجع إليه. وكان يعظ ويفسر بفصاحة. ووعظ ببغداد بعد العشرين، وحدث. روى عنه: أبو موسى المديني، وابن السمعاني، وسبطه داود بن محمد بن أبي منصور، وجماعة. روى عن: شجاع، وأحمد ابني المصقلي، وعائشة الوركانية، وأبي جعفر السمعاني، وأبي بكر بن سليم. وتوفي في حادي عشر ربيع الآخر بإصبهان، وعقد له العزاء ببغداد. قال ابن السمعاني: إمام، مفسر، واعظ، حلو الكلام، مليح الإشارة. كان له التقدم والجاه العريض، والحشمة وصار أوحد وقته، والمرجوع إليه في بلده. وطعن بالسكين عدة نوب، وحماه الله بفضله، ولم يؤثر فيه ذلك.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 430 وكان كثير الصلاة والذكر. 4 (المختار بن عبد الحميد بن منتصر.) أبو الفتح البوسنجي، الأديب.) صاحب الوفيات. سمع من جده لأمه جمال الإسلام أبي الحسن الداوودي. توفي في رمضان. وقد قارب الثمانين. 4 (مرجان الحبشي الخادم.) أبو الحسن، مولى المقتدي أمير المؤمنين. سمع من: النعالي، وابن البيع. روى عنه: يوسف بن المبارك بن كامل. وكان صالحاً عابداً، جاور مدة. وتوفي في شعبان. 4 (مظفر بن القاسم بن المظفر بن علي.) أبو منصور بن الشهرزوري. ولد بإربل سنة سبعٍ وخمسين وأربعمائة، ونشأ بالموصل. وقدم بغداد، وتفقه بها على الشيخ أبي إسحاق، وسمع منه ومن أبي نصر الزينبي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 431 ثم رجع إلى الموصل، وولي قضاء سنجار، وسكنها وكان قد أسن. سمع منه ابن السمعاني سنة ببغداد، وسنة خمسٍ بسنجار، وقال: كان شيخاً، فاضلاً، كثير العبادة. قلت: توفي تقريباً سنة ست. 4 (حرف النون)
4 (نصر الله بن محمد بن محمد بن مخلد بن أحمد بن خلف بن مخلد بن امرئ القيس.) أبو الكرم الأزدي، الواسطي ابن الجلخت. سمع: أباه، وأبا تمام علي بن محمد العبدي، القاضي، وأبا الحسن علي بن محمد الحوزي، وسعيد بن كثير الشاهد. وهو آخر أصحاب أبي تمام. ولد سنة سبعٍ وأربعين وأربعمائة.) وعنه: ابن السمعاني، وقال: انحدرت إليه إلى واسط، وهو شيخ ثقة، صالح، من بيت الحديث. حدث ببغداد سنة ست عشر. وروى عنه أيضاً: أبو علي يحيى بن الربيع، والقاضي أبو الفتح المندائي، وعلي بن علي بن نغوبا، والحسين بن عبد العزيز، وعلي بن عبد الله بن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 432 فضل الله، وهو آخر من روى عنه، كما أنه آخر من روى عن أبي تمام. قال فيه خميس الحوزي: ثقة صالح. وقال غيره: توفي في ذي الحجة بواسط. 4 (حرف الهاء)
4 (هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن علي بن طاوس.) أبو محمد البغدادي، ثم الدمشقي، إمام جامع دمشق. كان مقرئاً مجوداً، حسن الأخذ، ضابطاً متصدراً بالجامع من دهر، ختم عليه خلق. وقد سمع الكثير بنفسه، ونسخ ورحل وأملى، وكان صدوقاً، صحيح السماع. وثقه ابن عساكر، ووصفه بكثرة السماع، وقال: سمع أباه، وأبا العباس ابن قبيس، وأبا القاسم بن أبي العلاء، وأبا عبد الله بن أبي الحديد، والفقيه نصر بن إبراهيم. وخرج إلى العراق، وإصبهان في صحبة والده، والفقيه نصر الله المصيصي في رسالة السلطان تاج الدولة تتش إلى السلطان ملكشاه، فسمع
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 433 من: البانياسي، وعاصم بن الحسن، ورزق الله التميمي، وأبي الغنائم بن أبي عثمان، وأبي الحسن علي بن محمد بن محمد الأنباري، وأبي منصور محمد بن علي بن شكرويه، وسليمان بن إبراهيم الحافظ، وعبد الرزاق الحسناباذي، وأبي عبد الله الثقفي. وأقرأ القرآن مدة. وكان قد قرأ للسبعة على والده أبي البركات. وكان مؤذناً في مسجد سوق الأحد، فلما ولي إمامة الجامع ترك المكتب، وكان صحيح الإعتقاد. ثنا إملاءً: أنا عاصم بقراءتي عليه، فذكر حديثاً. وقال ابن السمعاني: سمعت أنه يقع في أعراض الناس.) وكان بينه وبين الحافظ أبي القاسم الدمشقي شيء، ما صلى على جنازته. وقال السلفي: هو محدث ابن محدث، ومقرئ ابن مقرئ، وكان ثقة متصاوناً، من أهل العلم. وقال محمد بن أبي الصقر: ولد في صفر سنة إحدى وستين وأربعمائة. وقال ابن السمعاني: توفي ضحوة يوم الجمعة سابع عشر المحرم، وصلينا عليه بعد الصلاة، وشيعته إلى أن دفن في مقبرةٍ له بباب الفراديس. وكان الخلق كثيراً. قلت: روى عنه: ابن عساكر، والسلفي، وابن السمعاني، وابنه الخضر بن هبة الله، وأبو الفرج ابن الحرة الحموي، وأبو محمد القاسم بن عساكر، والقاضي أبو القاسم بن الحرستاني، وآخرون. وآخر من حدث عنه: أبو المحاسن ابن السيد الصفار. أخبرنا أحمد بن إسحاق، وإسماعيل بن عبد الرحمن، ومحمد بن علي،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 434 وأحمد بن عبد الرحمن بن مؤمن، وأحمد بن عبد الحميد قالوا: أنا محمد بن السيد بن أبي لقمة، أنا نصر الله بن محمد المصيصي الفقيه، وهبة الله بن طاوس المقرئ في سنة أربع وثلاثين وخمسمائة سماعاً منهما قالا: أنا أبو القاسم علي بن محمد الفقيه، أنا عبد الرحمن بن عثمان، أنا خيثمة بن سليمان، نا الحسن بن مكرم: ثنا شاذان، ثنا الثوري، ثنا عمرو بن قيس قال: قال عيسى بن مريم عليه السلام: لا تكثروا الكلام لغير ذكر الله فتقسوا القلوب، وإن كانت لينة، فإن القلب القاسي بعيدٌ من الله، ولكن لا تعلمون. ولا تنظروا في ذنوب الناس كهيئة الأرباب، وانظروا في ذنوب أنفسكم كهيئة العبيد، فإنما الناس اثنان: مبتلى ومعافى، فاحمدوا الله على العافية، وارحموا المبتلى. 4 (هبة الله بن عبد الله بن أحمد بن المغربي.) شيخ بغدادي، صالح. سمع من: الحسين بن البسري. روى عنه: ابن السمعاني. وكان بواب باب النوبي. وعاش ستاً وستين سنة.) 4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن علي بن محمد بن علي.) أبو محمد بن الطراح، البغدادي، المدبر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 435 ولد قبل الستين وأربعمائة. وسمع: أبا الحسين بن المهتدي بالله، وأبا بكر الخطيب، وعبد الصمد بن المأمون، ومحمد بن أحمد بن المهتدي بالله الخطيب، وابن النقور، وجماعة. قال ابن السمعاني: كتبت عنه الكثير، وكان صالحاً، ساكناً، مشتغلاً بما يعنيه، قليل الفضول، كثير الرغبة في زيارة القبور والخير. وكان مدبر قاضي القضاة أبي القاسم الزينبي. وسمعه أبوه، وحصل له النسخ. توفي في رابع عشر رمضان. قلت: وروى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وأبو الفرج بن الجوزي، وابن طبرزد، والكندي، وابن الأخضر، وعبد الكريم بن المبارك البلدي، وسليمان الموصلي، ويحيى بن ياقوت الفراش، وآخرون.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 436 4 (وفيات سنة سبع وثلاثين وخمسمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن أبي الحسين بن أحمد.) أبو الحارث الهاشمي، البغدادي، إمام جامع المنصور. روى عن: أبي الحسين بن الطيوري. وتوفي في ذي الحجة. 4 (أحمد بن علي بن الحسين العطار.) دمشقي، حدث عن: أبي البركات أحمد بن طاوس. كتب عنه: أبو سعد السمعاني. 4 (أحمد بن علي بن عبد الله.) أبو القاسم الحلاوي، بغدادي.) روى عن: أبي نصر الزينبي. وعنه: يوسف بن المبارك الخفاف. توفي في رجب. 4 (إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن سالم.) أبو منصور الهيتي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 437 ولد بهيت سنة ستين. وسمع: أبا نصر الزينبي، وأبا الغنائم بن أبي عثمان. وتفقه على قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني. وبرع في المناظرة. وتوفي في شوال. قال ابن السمعاني: كان أنظر الحنفية في زمانه، وكان ينوب عن قاضي القضاة الزينبي في الحكومة إلى أن شاخ. وكان دخوله إلى بغداد في سنة ثلاثٍ وسبعين وأربعمائة. وقرأت علي كتاب البعث لابن أبي داود. قلت: روى عنه عبد الله بن مسلم بن ثابت. 4 (إبراهيم بن هبة الله بن علي.) أبو طالب الديار بكري، الفقيه. قال ابن السمعاني: كان فقيهاً، فاضلاً، مناظراً، صالحاً، كثير الذكر والتلاوة، أقام ببغداد مدةً، وببلخ مدة، وسمع من مالك البانياسي، وجماعة. وتوفي ببلخ في المحرم. وقد سمع بإصبهان من أبي منصور بن شكرويه. قال أبو شجاع البسطامي: سمعت الإمام أبا طالب يقول: لما تركنا بناكر، وهي دار مملكة الملك محمد بن أبي حكيم أكرمني كثيراً، حتى أنه سبى أختين وهما أختا ملك الهند، فقال لي: قد تزوجت واحدةً وتركت أختها، حتى أجد لها كفؤاً، وأنت الكفؤ. فوهبها لي، فأعتقتها، وتزوجت بها، وحسن إسلامها.) فلما قتل ابن أبي حكيم نفذ أخو هذه الجارية، وقد تملك بعد أبيه، فقال: تعودي إلينا. فأبت وقالت: لا أرحل بلاد الكفر. فبعث يقول لها: ارجعي إلينا بزوجك، ونبني لكما مسجداً، وتكونون مكرمين. فأبت. فلما سافرت لحقتني حاملةً، فأولها مني وعلي قربه حتى لحقت بي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 438 4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن محمد بن علي.) أبو محمد ذو الفقار، نقيب مشهد باب التبن. روى عن: أبي بن حشيش. وكان أديباً شاعراً ببغداد. 4 (الحسن بن محمد بن علي بن الحسن بن أبي المضاء.) البعلبكي، أبو محمد. سمع من: الفقيه نصر المقدسي. وتوفي في جمادى الأولى. سمع منه بعض الطلبة. 4 (الحسن بن نصر.) أبو محمد الدينوري البزار. ويعرف بابن المعبي. سمع: أبا القاسم بن البسري، ويوسف بن الحسن التفكزي، والفقيه نصر المقدسي بصور. وعنه: ابن عساكر، والسمعاني. مات في صفر في عشر التسعين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 439 4 (الحسين بن علي بن أحمد بن عبد الله.) أبو عبد الله المقرئ، البغدادي، سبط أبي منصور الخياط. سمع: أبا الغنائم بن المأمون، وأبا محمد الصريفيني، وأبا منصور العكبري، وأبا الحسين بن النقور.) وولد في سنة ثمانٍ وخمسين وأربعمائة. قال ابن السمعاني: صالح، حسن الإقراء، دين، يأكل من كراء يده، سمع الكثير بإفادة ابن الخاضبة في مجلس عفيفٍ القائمي. وتوفي في ذي الحجة. روى عنه: ابن السمعاني، وابن الجوزي وقال: قرأت عليه القرآن، وأبو اليمن الكندي، وجماعة. وهو أخو الشيخ أبي محمد، وأكبر منه. 4 (حرف السين)
4 (سعيد بن أحمد بن عبد الواحد.) أبو القاسم بن الطيوري الأمين. شيخ إصبهان. سمع: أبا عمرو بن مندة. مات فجأةً في شوال. سمع منه: أبو سعد السمعاني، وغيره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 440 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن البيضاوي.) أبو الفتح، أخا قاضي القضاة أبي القاسم الزينبي لأمه. سمع: أبا جعفر ابن المسلمة، وعبد الصمد بن المأمون، والصريفيني، وابن النقور. قال ابن السمعاني: كتبت عنه الكثير، وهو شيخ صالح، متواضع، متحرٍ في قضائه الخير والإنصاف، متثبت. وتوفي في نصف جمادى الأولى. قلت: وروى عنه: ابن الجوزي، والكندي، وجماعة. 4 (عبد الرزاق بن محمد بن أحمد بن محمد بن عيسى.) أبو المحاسن الطبسي، نزيل نيسابور. كان مفيد الغرباء، قرأ لهم الكثير.) وكان حسن القراءة سريعها. قرأ صحيح مسلم ثماني عشرة مرة على الفراوي للناس، وكان كثير الصلاة، نظيف الظاهر، جميل الأمر. سمع: عبد الغفار الشيروي، وأبا علي الحداد، وغانماً البرجي، وابن بيان الرزاز، وغيرهم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 441 وتوفي في ربيع الأول. روى عنه: أبو سعد السمعاني. 4 (عبد المجيد بن إسماعيل.) القاضي أبو سعيد الهروي، قاضي الروم. تفقه بما وراء النهر على: البزدوي، والسيد الأشرف، وجماعة. وتخرج به الأصحاب. وله مصنفات في الأصول والفروع، وخطب ورسائل ونظم ونثر. قدم دمشق، ودرس ببغداد. ومات بقيسارية، وقد نيف على الثمانين. وكان من كبار الحنفية. 4 (عبد المجيد بن القاسم بن الحسن بن بندار.) أبو عبد الرحيم الزيدي، الإستراباذي، الحاجي. دين، شيخ زيدي المذهب. سمع: ظفر بن الداعي، وغيره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 442 وحدث في هذه السنة. 4 (عبد الواحد بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف.) أبو محمد اليوسفي، البغدادي، أخو عبد الله، وعبد الخالق. شيخ صالح، دين، سافر الكثير، وطاف في الآفاق. وسمع من: أبي نصر الزينبي، وأخيه طراد النقيب وسمع من: أبي المحاسن الروياني، وأبي سعد بن أبي صادق الحيري، وأبي سعد المطرز. وأقام باليمن مدة.) ولد سنة سبعين وأربعمائة. وقدم من الحجاز بغداد في سنة خمسٍ وثلاثين وحدث، ثم رجع وركب البحر، فغرق في حدود سنة سبعٍ. 4 (عثمان بن محمد بن حمد بن محمد.) أبو عمرو البلخي، ويعرف بالشريك. قال السمعاني: كان فاضلاً، حسن السيرة، من أهل العلم، مكثراً من الحديث، معمراً. سمع: أباه، وأبا علي الوخشي، ومحمد بن عبد الملك الماسكاني، وإسماعيل بن عثمان إمام جامع بلخ، وأبا سعيد الخليل بن أحمد السجزي. كتب إلي بمروياته.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 443 ومن مسموعاته: شرح الآثار للطحاوي، يرويه بواسطة ثلاثة، والموطأ يرويه عن عبد الوهاب بن أحمد الحديثي، عن زاهر السرخسي، وتفسير أبي الليث، رواه عن الوخشي، عن تميم بن زرعة وروى عن الوخشي عدة تفاسير كبار، وكتاب معاني الآثار للطحاوي، يرويه عن القاضي إبراهيم بن محمد بن سليمان الوراق، عن ابن المقرئ، عنه، وسنن أبي داود، يرويه عن الوخشي، عن أبي عمر الهاشمي، وعن أبي محمد بن النحاس المصري، وعن أبي محمد النيسابوري صاحب ابن داسة. توفي ببلخ في سلخ جمادى الأولى سنة. 4 (علي بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن علي بن عياض بن أبي عقيل.) أبو طالب الصوري، ثم الدمشقي. كان أبوه وأجداده من قضاة صور، وهو شيخ مهيب، ساكن، حسن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 444 السيرة، يرجع إلى صيانة وديانة. سكن مصر مدة، وسمع بها من: أبي الحسن الخلعي، ومحمد بن عبد الله الفارسي. ودخل بغداد وسمع بها من: أبي القاسم بن بيان. قال ابن السمعاني: قرأت عليه المعجم لابن الأعرابي، ومولده بعد الستين بصور. وكان يلقب بالقاضي بهجة الملك.) توفي في ربيع الأول. قلت: روى عنه: ابن عساكر، وابنه، وجماعة. قال ابن عساكر: أصله من حران. وسمع أيضاً من الفقيه نصر، وكان من أعيان من بدمشق. وكان ذا صلاة وصيام، وقوراً، مهيباً. حكى له عتيقه نوشتكين أنه سمعه في مرضه يقول: قرأت أربعة آلاف ختمة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 445 4 (علي بن يوسف بن تاشفين.) أمير المسلمين، صاحب المغرب. توفي والده في سنة خمسمائة، فقام بالملك مكانه، وتلقب بلقب أبيه أمير المؤمنين، وجرى على سنته في الجهاد، وإخافة العدو. وكان حسن السيرة، جيد الطوية، عادلاً، نزهاً، حتى كان إلى أن يعد من الزهاد المتبتلين أقرب، وأدخل من أن يعد من الملوك. واشتد إيثاره لأهل العلم والدين. وكان لا يقطع أمراً في جميع مملكته دون مشاورتهم. وكان إذا ولى أحداً من قضاته، كان فيما يعهد إليه أن لا يقطع أمراً دون أن يكون بمحضر أربعةٍ من أعيان الفقهاء، يشاورهم في ذلك الأمر، وإن صغر. فبلغ الفقهاء في أيامه مبلغاً عظيماً، ونفقت في زمانه كتب الفقه في مذهب مالك، وعمل بمقتضاها، وأنبذ وراءه ما سواها. وكثر ذلك حتى نسي العلماء النظر في الكتاب والسنن، ودان أهل زمانه بتكفير كل من ظهر منه الخوض في شيءٍ من علوم الكلام. وقرر الفقهاء عنده تقبيح الكلام وكراهية الصدر الأول له، وأنه بدعة، حتى استحكم ذلك في نفسه، وكان يكتب عنه كل الأوقات إلى البلاد بالوعيد على من وجد عنده شيءٌ من كتب الكلام. ولما دخلت كتب أبي حامد الغزالي رحمه الله إلى المغرب، أمر أمير المسلمين علي بن يوسف بإحراقها، وتوعد بالقتل من وجد عنده شيءٌ منها.) واشتد الأمر في ذلك إلى الغاية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 446 واعتنى باستدعاء النساخ والكتاب، فاجتمع له ما لم يجتمع لسلطانٍ منهم، كأبي القاسم بن الحذاء الأحدب، وألب بكر محمد بن محمد بن القنطرية، وأبي عبد الله محمد بن أبي الخطال، وأخيه أبي مروان، وعبد المجيد بن عبدان. وطالت أيامه إلى أن التقى عسكر بلنسية مع العدو الملعون، فهزموا المسلمين، وقتلوا من المرابطين خلقاً كثيراً، وذلك بعد الخمسمائة، فاختلت بعدها حال علي بن يوسف، وظهرت في بلاده مناكر كثيرة، لاستيلاء أمراء المرابطين الذين هم جنده على البلاد الأندلسية، ثم ادعوا الاستبداد بالأمور، وانتهوا في ذلك إلى التصريح، وصار كل واحدٍ منهم يجهر بأنه خيرٌ من أمير المسلمين علي بن يوسف، وأنه أولى بالأمر منه. واستولى النساء على الأحوال، وصارت كل امرأةٍ من أكابر البربر مشتملةً على كل مفسدٍ وشرير، وقاطع سبيلٍ، وصاحب خمرٍ، وأمير المسلمين في ذلك يزيد تغافله، ويقوى ضعفه، وقنع بالإسم والخطبة. وعكف على العبادة، فكان يصوم النهار، ويقوم الليل، واشتهر عنه ذلك، وأهمل أمر الرعية غاية الإهمال. وكان يعلم من نفسه العجز، حتى أنه رفع مرة يديه وقال: اللهم قيض لهذا الأمر من يقوى عليه ويصلح أمور المسلمين. حكى عنه هذا عبد الله بن خيار. وقال اليسع بن حزم: ولي علي بن يوسف، فنشأت من المرابطين والفقهاء نشأة أهزلوا دينهم، وأسمنوا براذينهم، قلدهم البلاد، وأصاخ إلى رأيهم فخانوه، وأشاروا عليه بأخذ مملكة ابن هود، وقرروا عنده أن أموال المستنصر صاحب مصر أيام الغلاء حصلت كلها عند ابن هود، وأروه الباطل في صورة الحق.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 447 قلت: وثب عليه ابن تومرت كما ذكرنا، وجرت بين الطائفتين حروبٌ، ولم يزل أمر عبد المؤمن يقوى ويظهر، ويستولي على الممالك، وأمر علي بن يوسف في سفال وزوال، إلى أن توفي في هذا العام، وعهد إلى ابنه تاشفين، فعجز عن الموحدين، وأنزوى إلى مدينة وهران، فحاصره الموحدون بها، فلما اشتد عليه الحصار خرج راكباً، وساق إلى البحر، فاقتحمه) وغرق، فيقال إنهم أخرجوه وصلبوه، ثم أحرقوه. وذلك في عام أربعين. وانقطعت الدعوة لبني العباس بموت علي وابنه تاشفين. وكانت دولة بني تاشفين بمراكش بضعاً وسبعين سنة. توفي علي في سابع رجب، وله إحدى وستون سنة. 4 (عمر بن محمد بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن نعمان.) النسفي، ثم السمرقندي. قال ابن السمعاني: كان إمامً، فاضلاً، مبرزاً، متفنناً. صنف في كل نوع من العلم، في التفسير، والحديث، والشروط، ونظم الجامع الصغير لمحمد بن الحسن، حتى صنف قريباً من مائة مصنف. وورد بغداد حاجاً في سنة سبعٍ وخمسمائة. وحدث عن: إسماعيل بن محمد النوحي، وطائفة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 448 وتوفي النوحي سنة إحدى وثمانين. قال السمعاني: روى لنا عنه: إسماعيل بن أبي الفضل الناصحي. وكتب لي بالإجازة، وقال: شيوخي خمسمائة وخمسون رجلاً. قال ابن السمعاني: ولما وافيت من سمرقند، استعرت عدة كتبٍ مما جمعه وصنفه، فرأيت فيها أوهاماً كثيرة، خارجة عن الإحصاء، فعرفت أنه كان ممن أحب الحديث وطلبه، ولم يرزق فهمه. وكان له شعر حسن على طريقة الفقهاء والحكماء. وتوفي في ثاني عشر جمادى الأولى. ومولده سنة إحدى أو اثنتين وستين وأربعمائة. قلت: روى عنه كتاب القند في ذكر علماء سمرقند أبو بكر محمد بن محمد بن علي البغدادي الأديب، وأبو القاسم محمود بن علي النسفي. ومن شعره: (كم ساكتٍ أبلغ من ناطقٍ .......... وراجلٍ أشجع من فارس) ) (ولاحقٍ يسبق عرباً مضوا .......... بفضل دينٍ، وهو من فارس)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 449 4 (حرف الكاف)
4 (كوخان.) ملك الخطا والترك. كان مليح الشكل، حسن الصورة، عظيم الهيبة، كامل الشجاعة. قاد الجيوش، وسار في ثلاثمائة ألف فارس، وهزم السلطان سنجر، وتملك سمرقند وما وراء النهر في العام الماضي، فما أمهله الله تعالى، وعجل بروحه إلى النار في رجب سنة سبع. وكان لا يمكن، أميراً من إقطاع، بل يعطيهم من خزائنه ويقول: متى أخذوا الإقطاع ظلموا الناس. وكان لا يقدم أميراً على أكثر من مائة فارس، حتى لا يقدر على العصيان. وكان يشدد في النهي عن الظلم، ويعاقب على السكر، ولا ينهى عن الزنا ولا يقبحه. وتملك بعده ابنةٌ له، فلم تطل مدتها، وتملك بعدها أمها زوجة كوخان، وحكمت أمة الخطا على ما وراء النهر، إلى أن أخذ البلاد منهم علاء الدين بن محمد الخوارزمي سنة اثنتي عشرة وستمائة. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 450 أبو بكر البسطامي، ثم النيسابوري، البزاز. سمع الكثير من: الفضل بن المحب، فمن بعده. قال السمعاني: أثبت عنه مناقب البخاري محمد بن أبي حاتم البخاري، بروايته عن أبي بكر بن خلف. مات بسرخس. 4 (محمد بن الحسين بن أحمد بن يحيى بن بشر.) أبو بكر الأنصاري، الميروقي. نزيل غرناطة. روى عن: أبي علي بن سكرة.) وحج، وسمع من: أبي عبد الله الرازي، وأبي بكر الطرطوشي بالإسكندرية. وكان فقيهاً صالحاً، محدثاً، ظاهري المذهب، يغلب عليه الزهد والصلاح. روى عنه: أبو بكر بن رزق، وأبو عبد الله بن عبد الرحيم بن الفرس، وابنه عبد المنعم. وهرب في الآخر لبجاية من صاحب المغرب بعد أن حمل إليه هود أبو العباس بن العريف، وأبو الحلم بن برجان. وبقي إلى هذا العام. 4 (محمد بن الحسين بن عمر.) أبو بكر الأرموي، الأذربيجاني، الفقيه الشافعي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 451 كان عارفاً بالمذهب، تفقه على الشيخ أبي إسحاق. وسمع من: أبي الحسين بن النقور، وطبقته. قال ابن السمعاني: كان جميل السيرة. مرضي الطريقة، غير أنه كان ببغداد فقيه آخر يقال له محمد بن الحسين الأرموي أبو بكر الفقيه، فاشتبه اسمه مع اسمه فتحرج عن الرواية وامتنع، ودخلت عليه داره بباب السلسلة ببغداد وسألته عن مولده فقال: دخلت بغداد في سنة خمس وستين وأربعمائة. وما تحقق مولده. توفي في سابع المحرم، وهو في عشر المائة. علق عنه أبو المعمر الأنصاري. 4 (محمد بن خلف بن موسى.) أبو عبد الله الأنصاري، الأندلسي، الألبيري، المتكلم، نزيل قرطبة. روى عن: أبي بكر محمد بن الحسن المرادي، ويوسف بن موسى الكلبي. ذكره الأبار فقال: كان حافظاً لكتب الأصول والإعتقادات، واقفاً على مذهب أبي الحسن الأشعري وأصحابه، مع المشاركة في الأدب. وله كتاب النكت والأمالي في النقض على الغزالي، ورسالة الانتصار على مذهب أئمة الأخبار، وكتاب شرح مشكل ما في الموطأ وصحيح البخاري. وحدث عنه: أبو الوليد بن خير، وأبو إسحاق بن قرقول، وأبو عبد الله بن الصيقل، وأبو خالد) المرواني. وذكر ابن الصيقل أن له رواية عن ابن الطلاع.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 452 وقال المرواني: ولد في سنة سبعٍ وخمسين وأربعمائة، وتوفي في جمادى الآخرة سنة سبعٍ، رحمه الله تعالى. 4 (محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله.) الخطيب، أبو الفضل الهاشمي، العباسي، البغدادي. ولد سنة تسعٍ وأربعين وأربعمائة. وسمع: أبا الغنائم بن المأمون، وأبا الحسين بن المهتدي، واحترق سماعه منهما. وحدث عن: أبي الحسين بن النقور، وعبد الله بن الحسن الخلال، وأبي القاسم بن البسري، وجده طاهر بن الحسين القواس، وطراد الزينبي. وحدث. وكان خطيب جامع القصر، صالح، خير. سرد الصوم نيفاً وخمسين سنة. قال: سمعت من: أبي المأمون، وابن المهتدي بالله، لكن احترقت كتبي. قلت: قرأ القرآن على: أبي الخطاب أحمد بن علي الصوفي صاحب الحمامي. وتلا عليه أبو اليمن الكندي بخمس روايات. وسمع منه هو، وابن طبرزد، وجماعة. وتوفي ثامن عشر جمادى الأولى.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 453 4 (محمد بن محمد بن المسلم بن هلال.) أبو الفضل الأزدي، الشاهد، المعدل، الدمشقي. سمع: أبا الفتح المقدسي، وسهل بن بشر الإسفرائيني، وعبد الكريم الكفرطابي. ثم أكثر هو عنهم، وحصل الكتب النفيسة. وذكر أخوه عبد الواحد أنه ولد سنة أربعٍ وثمانين وأربعمائة. 4 (محمد بن محمد بن علي بن جناح.) أبو الغنائم الكوفي، الهمذاني، المعدل.) قدم من همذان، وسمع: أبا البقاء بن الحبال بالكوفة، وأبا الحسن بن العلاف. قال ابن السمعاني: كتبت عنه يسيراً، وكانت الألسنة متفقة على شكره وتوفي في أوائل شوال. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن سيد بن معمر.) أبو عبد الله المذحجي، المالقي. روى عن: أبيه، وابن المطرف الشعبي، وأبي عبد الله بن خليفة القاضي، وأبي عبد الله محمد بن فرج، وأبي مروان بن سراج، وأبي علي الغساني. قال ابن بشكوال: كان من أهل العلم والفضل والدين والعفاف. أخذ الناس عنه، وأجاز لي. وتوفي في أواخر ذي الحجة. 4 (محمد بن يحيى بن علي بن عبد العزيز بن علي بن حسين بن محمد بن عبد الرحمن بن) الوليد بن القاسم بن الوليد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 454 القاضي أبو المعالي، ابن القاضي أبي المفضل المقدسي، الدمشقي، الفقيه الشافعي، المعروف بابن الصائغ قاضي دمشق. سمع: أبا القاسم المصيصي، وأبا عبد الله بن أبي الحديد، وأبا الفتح المقدسي، وأبا محمد بن البري، وعبد الله بن عبد الرزاق، وطائفة بدمشق. وأبا الحسن الخلعي، ومحمد بن عبد الله بن داود الفارسي بمصر. وعلي بن عبد الملك الدبيقي الفقيه بعكاء. وتفقه على أبي الفتح المقدسي، وناب عن والده في القضاء لما حج أبوه سنة عشر، ثم استقل بالقضاء لما كبر أبوه، وبعد موته. وهو خال الحافظ ابن عساكر، قال فيه: كان نزهاً، عفيفاً، صليباً في الحكم. ولد في أوائل سنة سبعٍ وستين وأربعمائة، ومات في ربيع الأول، ودفن عند أبيه بمسجد القدم. قلت: روى عنه: الحافظ ابن عساكر، وابنه القاسم، وأبو سعد السمعاني، وطرخان بن ماضي التيمي، ثم الشاغوري، الفقيه، وطائفة آخرهم موتاً أبو المحاسن محمد بن أبي لقمة. وكان يلقب بالقاضي المنتجب. وهو والد القاضي الزكي.) قال السمعاني: كان محموداً، حسن السيرة، شفوقاً على المسلمين، وقوراً، حسن المنظر، متودداً. سمعت منه اثنتي عشر جزءاً من حديث القاضي الخلعي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 455 4 (المبارك بن أحمد بن محمد بن الناعورة.) أبو المكارم الجحدي، البغدادي، المقريء، ويعرف بابن أبي الحجر. قال ابن السمعاني: شيخ صالح، خير، حسن السيرة، رضي الوجه. قرأ القرآن على أبي الخير المبارك العسال، وختم على جماعة. وحدث عن: رزق الله التميمي، وطراد الزينبي. روى عنه: ابن السمعاني، وغيره. توفي في ربيع الأول. 4 (مسعود بن محمد بن حسان بن سعيد.) أبو سعيد المنيعي، المخزومي، المروروذي. حاز قصب السبق في الصدقة والبر، وإيصال النفع إلى المسلمين، وهو من بيت حشمة وتقدم. سمع من: عمه عبد الرزاق بن حسان، وغيره. وكانت الألسنة متفقة على الدعاء له والثناء عليه، من كثرة ما أنفق من الأموال في حجته. ولد في حدود السبعين وأربعمائة بمرو الروذ، ومرض بمرو، فحمل مريضاً إلى بلده. وتوفي في شوال. وكان يقال له: الأمير.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 456 4 (مفلح بن أحمد بن محمد بن عبيد الله بن علي.) أبو الفتح الدومي، ثم البغدادي، الوراق. ولد سنة سبعٍ وخمسين وأربعمائة. وسمع من: أبي بكر الخطيب، وأبي محمد بن هزارمرد الصريفيني، وأبي الحسين بن النقور، وأبي القاسم بن البسري، وغيرهم. قال ابن السمعاني: كتب عنه الكثير، وكان شيخاً لا بأس به. كان يقعد في قطيعة الفقهاء بالكرخ، ويكتب الرقاع بالأجرة.) وسمعت أنه جمع مالاً كثيراً ودفنه، فورثه ابنه منجح، وكان حريصاً. وتوفي في ثاني عشر المحرم. قلت: روى عنه: ابن عساكر، وابن طبرزد، ويوسف بن المبارك، وابن محمد بن السياري. وذكر ابن النجار أنه من ذرية خالد بن الوليد المخزومي رضي الله عنه، وآخر أصحابه ترك بن محمد العطار. 4 (موسى بن علي بن قداح.) أبو الفضل البغدادي، الخياط، المعروف بن حاجبك. سمع: عبد الله بن علي الدقاق، وابن طلحة النعال، وجماعة. روى عنه: ابن عساكر، وابن السمعاني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 457 4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن همام بن يحيى.) أبو بكر السرقسطي، الكاتب المعروف بابن أرزق. كان بارع الكتابة، أديباً، نبيهاً. كتب مع أبيه للمستعين بن هود، ثم كتب ليوسف بن تاشفين صاحب الأندلس والمغرب، وابنه علي. واستدعاه علي بن يوسف إلى مراكش سنة، وتوفي بقرطبة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 458 4 (وفيات سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن الحسين بن محمد بن الحسين.) أبو سعيد الكندري، الإسفرائيني، الأديب، من أولاد الفضلاء. قال ابن السمعاني: لقيته بجوسقان إسفراين، وقد شاخ وناطح التسعين، وتغير، واختل حاله. كتبت عنه يسيراً من الحديث وشعراً لوالده. مولده سنة خمسٍ وخمسين وأربعمائة. وتوفي في آخر العام. قال: وكان أديباً، فاضلاً، عمر، وافتقر، وكان مشتغلاً بالعلم.) حكى أنه كان يصحب الصوفية، ويتكتم من كتابة الحديث قال: فسقطت مني دواةٌ، فقال صوفي: أستر عورتك. سمع: أبا إسحاق الشيرازي، وفاطمة بنت الدقاق، وجماعة. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن ينال.) أبو منصور الإصبهاني، الصوفي، المعروف بالترك. شيخ مسن معمر، أفنى عمره في خدمة الصوفية. وله رباط بإصبهان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 459 سمع: عبد الجبار بن برزة الرازي الواعظ، وسليمان بن إبراهيم الحافظ، وجماعة من أصحاب المرزبان الأبهري، وابن خرشيذ قوله. روى عنه: ابن السمعاني، وأبو موسى المديني، وغيرهما. توفي في صفر. وقال السمعاني: توفي سنة ستٍ عن بضعٍ وثمانين سنة. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن خالد.) أبو سعد الخطيب. شيخ صالح، عالم، من أهل شرمقان، وهي بليدة بقرب إسفراين. سمع بنيسابور من: أبي تراب عبد الباقي المراغي، وبجرجان من أبي القاسم إبراهيم بن عثمان الخلالي. روى عنه: أبو سعد السمعاني. وعاش ستاً وسبعين سنة. 4 (أحمد بن هبة الله بن محمد بن الديناري.) أبو المنصور. من أهل درب القيار. روى عن الشريف محمد بن عبد السلام. وعنه: ابن كامل. توفي في رمضان.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 460 4 (إبراهيم بن أحمد بن خلف.) أبو إسحاق السلمي، الفارسي، المحدث. المعروف بابن فرتول. ذكره الأبار فقال: هو جد صاحبنا أبي العباس أحمد دخل الأندلس، وروى عن: أبي علي الغساني، وأبي علي الصدفي. وسمع بسجلماسة صحيح البخاري، سنة ثلاثٍ وسبعين وأربعمائة، من بكار بن برهول. روى عنه: محمد بن أحمد بن منصور. توفي في جمادى الآخرة. قلت: توفي حفيده المؤرخ الحافظ سنة. 4 (إكز الحاجب الكبير.) أسد الدين. من كبراء دمشق. ولي الحجابة سنتين أو أكثر. وله بدمشق مدرسة معروفة. فلما كان في جمادى الأولى من سنة ثمانٍ قبض عليه، وأخذت أمواله، وسملت عيناه، وسجن، وتفرق عنه أصحابه. 4 (حرف الجيم)
4 (جعفر بن أبي جعفر أحمد بن محمد بن رزق الأموي، القرطبي.) أبو أحمد. عمر دهراً، وحدث عن أبيه. وأجاز له أبو العباس العذري. حدث عنه: أبو الحسن بن مؤمن، وأبو جعفر بن شراحيل. وسمع منه: محمد بن عبد العزيز النقوري في هذا العام. قاله أبو عبد الله الأبار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 461 4 (حرف الحاء) ) 4 (الحسن بن محمد بن الحسين.) الخطيب، أبو علي السلمي، الفارقي. سمع ببغداد من: رزق التيمي. وعنه: السمعاني، وابن عساكر. مات في ربيع الآخر. 4 (الحسين بن حمد بن محمد بن عمرويه.) أبو عبد الله، شيخ الشافعية بإصبهان. سمع: أبا علي بن زياد، وأبا بكر بن ماجة. روى عنه: السمعاني. مات في عشر الثمانين في ذي القعدة. 4 (حفاظ بن الحسن.) أبو الوفا الغساني، الدمشقي، المعروف بابن نصف الطريق. سمع من: علي بن طاهر النحوي. قال أبو القاسم بن عساكر: قرأت عليه أشياء بإجازة عبد العزيز الكتاني
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 462 المطلقة. 4 (حكيم بن إبراهيم بن حكيم.) الفقيه الدربندي. تفقه على أبي حامد الغزالي ببغداد. وسمع بمرو من الموفق بن عبد الكريم الهروي. توفي في شوال ببخارى. 4 (حرف الدال)
4 (داود بن محمود بن محمد بن ملكشاه.) السلطان السلجوقي. قتل غيلةً، ونجا الذين قتلوه، فلم يقع على خبرهم. 4 (حرف السين)
4 (سليمان بن محمد بن حسين بن محمد.) ) أبو سعد البلدي، المتكلم، المعروف بالكافي، الكرجي، بالجيم، قاضي الكرج. تفقه بإصبهان على أبي بكر محمد بن ثابت الخجندي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 463 وسمع: أبا بكر محمد بن أحمد بن ماجة الأبهري، وأبا سهل غانم بن محمد الحافظ. وبرع في الفقه، والأصول، والخلاف. واشتهر بحسن الإيراد، وقوة المناظرة والتحقيق. وقدم بغداد بعد العشرين وخمسمائة، وبحث مع أسعد الميهني في مسائل. أخذ عنه: ابن السمعاني نسخة لوين. وقال: له سمتٌ ووقار. وتوفي في سنة سبعٍ، وعندي في نسخة أخرى سنة ثمانٍ وثلاثين، في ذي القعدة. وقال ابن الجوزي: سنة سبعٍ، ومولده سنة ستين. 4 (حرف الشين)
4 (شيبان بن عبد الله بن شيبان بن عبد الله بن أحمد.) أبو سعيد الأسدي، الإصبهاني، المحتسب، المؤدب، الملقن، الرجل الصالح. سمع: إبراهيم بن محمد الطيان، وابن ماجة، وجماعة. روى عنه: السمعاني، وقال: مات في رمضان. وجده شيبان، سمع من الحافظ ابن مندة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 464 4 (حرف الصاد)
4 (صافي الأرمني.) أبو الحسن، عتيق قاضي القضاة أبي عبد الله الشهرستاني. سمع من: الفقيه نصر المقدسي. روى عنه: الحافظ ابن عساكر، وابنه القاسم. وكان خيراً كثير الصلاة. توفي في ربيع الأول. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد.) ) المرسي، ثم السبتي، النفزي، خطيب سبتة. سمع من حجاج بن قاسم صحيح البخاري، عن أبي ذر الهروي. وسمع من: أبي مروان بن سراج. وكان صالحاً ديناً، كثير الذكر لله تعالى، أثنى عليه القاضي عياض، ووثقه. أخذ عنه الناس. وكان مولده في سنة ثلاثٍ وخمسين وأربعمائة. وتوفي بقرطبة في ربيع الآخر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 465 روى عنه: ابن بشكوال. 4 (عبد الخالق بن عبد الصمد بن علي بن الحسين بن عثمان بن البدن.) أبو المعالي الصفار. شيخ بغدادي، متسبب، صالح، دين، ثقة. قيم بكتاب الله، كثير البكاء من خشية الله. سمع الكثير، وذهبت أصوله في الحريق. سمع: الحسين بن المهتدي بالله، وعبد الصمد بن المأمون، وأبا جعفر ابن المسلمة، وابن النقور، وجماعة. قال ابن السمعاني: قرأت عليه الكثير، وولد سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة. وتوفي في أحد الربيعين. قلت: وروى عنه: ابن عساكر، وابن الجوزي، وعمر بن طبرزد، وجماعة. قال ابن السمعاني: قرأت عليه الكثير، وولد سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة. وتوفي في أحد الربيعين. قلت: وروى عنه: ابن عساكر، وابن الجوزي، وعمر بن طبرزد، وجماعة. قال ابن نقطة: ثنا عنه أبو أحمد بن سكينة. 4 (عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن محمد.) أبو زيد الخزرجي، القرطبي، المقرئ. من كبار القراء بقرطبة.) تصدر للإقراء بالجامع. وكان قد أخذ القراءآت عن: أبي جعفر أحمد بن عبد الرحمن الخزرجي، وأبي الأصبغ عيسى بن خيرة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 466 روى عنه: يحيى بن عبد الرحمن المجريطي، وعبد الحق بن محمد الخزرجي، وأبو الحسن علي الشقوري. ولم تضبط وفاته، ولكنه أجاز لبعض الناس في هذه السنة. 4 (عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد بن الحسن بن بندار.) الحافظ، أبو البركات الأنماطي، مفيد بغداد. سمع الكثير، وحصل العالي والنازل، ومازال يسمع، ويفيد، ويجمع إلى آخر عمره. ولد في رجب سنة اثنتين وستين وأربعمائة. وسمع: أبا محمد الصريفيني، وأبا الحسين بن النقور، وأبا القاسم عبد العزيز الأنماطي، وأبا القاسم بن البسري، وأبا نصر الزينبي، وأبا الغنائم بن أبي عثمان، وعاصم بن الحسن، فمن بعدهم. وقرأ على أبي الحسين بن الطيوري جميع ما عنده. روى عنه: ابن عساكر، وأبو موسى المديني، وأبو سعد السمعاني، وابن الجوزي، وعبد الوهاب ابن سكينة، وعمر بن طبرزد، ويوسف بن كامل، وعبد العزيز الأخضر، وعبد الواحد بن سعد الصفار، وأحمد بن أزهر، وعبد العزيز بن مينا، وعبد العزيز بن زهر، وأحمد الدبيقي، وخلق آخرهم عبد الرحمن بن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 467 أحمد بن هدية. وقد روى عنه من القدماء محمد بن طاهر المقدسي، وغيره. قال ابن السمعاني: هو حافظ، ثقة، كثير السماع، واسع الرواية، دائم البشر، سريع الدمعة عند الذكر، حسن المعاشرة، مليح المجاورة جمع الفوائد، وخرج التخاريج. ولعله ما بقي من العالي والنازل جزء إلا قرأه وحصل نسخته، إما بخطه، أو بخط غيره. ونسخ الكتب الكبار مثل: طبقات ابن سعد، وتاريخ الخطيب. وكان متفرغاً، مستعداً للتحديث، إما أن يقرأ عليه، أو ينسخ شيئاً. وكان لا يجوز الإجازة على الإجازة.) وجمع في ذلك شيئاً. قرأت عليه الكثير مثل الجعديات، ومسند يعقوب بن سفيان الفسوي، ومسند يعقوب بن شيبة، ما كان سماعه وانتقاء ابن البقال، على المخلص. وقال ابن ناصر: كان عبد الوهاب الأنماطي بقية الشيوخ، سمع الكثير، وكان يفهم. وكان ثقة صحيح السماع. ومضى مستوراً، ولم يتزوج قط. وقال السلفي: كان عبد الوهاب رفيقنا حافظاً، ثقة، لديه معرفة جيدة. وقال ابن الجوزي: كنت أقرأ عليه الحديث وهو يبكي، فاستفدت ببكائه أكثر من استفادتي بروايته. وكان على طريقة السلف. وانتفعت به ما لم انتفع بغيره. وذكره أبو موسى المديني في معجمه فقال: حافظ عصره ببغداد. توفي حادي عشر المحرم. 4 (عبيد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن علي بن سعدويه.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 468 أبو الفضل ابن الشيخ أبي سهل الإصبهاني. سمع: جده أبا نصر، والمطهر بن عبد الواحد البزاني، وأبي منصور محمد بن علي بن شكرويه، وجماعة كثيرة. ذكره أبو سعد في الذيل فقال: سمعت منه الكثير، وهو شيخ، عالم، فاضل، عاقل، ثقة، ساكن، متميز، من بيت الحديث والتزكية بإصبهان. توفي في ذي الحجة. قرأت عليه تاريخ إصبهان لابن مردويه، يرويه عن أبي الخير بن ررا، عنه. 4 (عتيق بن أسد بن عبد الرحمن.) أبو بكر الأنصاري. نشأ بمرسية، وأخذ القراءآت عن أبي الحسين بن البياز، وغيره. والحديث عن أبي علي الصدفي فأكثر عنه.) وتفقه بأبي محمد بن جعفر، وبرع في الفقه، وغلب عليه، وولي قضاء شاطبة، ودانية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 469 ذكره أبو عبد الله الأبار فقال: كان نسيج وحده في الفقه وجودة الفتاوى، مع المشاركة في عدة فتون. روى عنه: أبو بكر مفوز بن طاهر، وأبو محمد بن سفيان، وغيرهما. وتوفي في جمادى الآخرة. 4 (علي بن الحسين بن محمد.) أبو الحسن القصري، قصر كنكور: بين بغداد وهمذان. كان دليل الحاج. وحج نحواً من خمسين حجة. وصنف مجموعاً حسناً في مجلدين في معرفة طريق مكة. قال ابن السمعاني: هو شيخ لا بأس به، مشتغل بما يعنيه. سمع: مالكاً البانياسي، وابن البطر. وكتبت عنه. وتوفي بمنى صبيحة عيد النحر، رحمه الله. 4 (علي بن طراد بن محمد بن علي بن الحسن.) الوزير الكبير، أبو القاسم ابن نقيب النقباء، الكامل أبي الفوارس
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 470 الهاشمي، العباسي، الزينبي. وزير الخليفتين المسترشد، والمقتفي. ولد في شوال سنة اثنتين وستين وأربعمائة. وأجاز له أبو جعفر ابن المسلمة. وسمع من: أبيه، وعمه أبي نصر، وأبي القاسم بن البسري، ورزق الله التميمي، وجماعة. قال ابن السمعاني: كان صدراً، مهيباً، قوراً، حاد الفراسة، دقيق النظر، ذا رأيٍ وتدبير، ومعرفة بالأمور العظام. وكان شجاعاً جريئاً. خلع الراشد الذي استخلف بعد أن قتل أبوه المسترشد، وجمع الناس على خلعه، وعلى مبايعة المقتفي لأمر الله في يومٍ واحد.) وكان الناس يتعجبون من ذلك. ولم يزل أمره مستقيماً، وأحواله على الترقي إلى أن تغير عليه المقتفي لأمر الله، وأراد القبض عليه، فالتجأ إلى دار السلطان مسعود بن محمد، إلى أن قدم السلطان بغداد، فأمر بحمله إلى داره مكرماً، وجلس في داره ملاصق دار الخلافة واشتغل بالعبادة. وكان طلق الوجه، دائم البشر، كثير التلاوة والصلاة وكل من كان له عليه رسم وإدرار من القراء والصلحاء كان يوصله إليهم بعد العزل، إلى أن توفاه الله تعالى حميداً مكرماً. قرأت عليه الكثير من الكتب والأجزاء، وكنت ألازمه، وأحضر مجلسه مرتين في الأسبوع، أقرأ عليه. وكان يكرمني غاية الإكرام ويخرج إلي الأجزاء والأصول. وتوفي في أول رمضان، ودفن في داره، ثم نقل إلى تربته بالحربية سنة أربعٍ وأربعين. قلت: وروى عنه: أبو منصور محمد بن أحمد بن محد بن عبد الباقي النرسي، وعمر بن طبرزد، وابن سكينة، وجماعة. وأوصى إلى ابن عمه قاضي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 471 القضاة علي بن الحسين الزينبي. وكان يضرب المثل بحسنه في صباه ولأبي عبد الله البارع فيه: (قالوا: عليٌّ ملك الحسن قد .......... أقسم أن لا يشرب الخمرا)
(قلت: فما يصنع في ريقه .......... فقد حنث البدر وما برا)
(لو طلب الأجر لما حقق إلا .......... صداع، أو ما زنر الخصرا)
(لتبك شمس الراح من نسكه .......... فإنها قد فارقت بدرا)
4 (علي بن عبد الملك بن مسعود.) أبو الحسن الهروي الأصل، الحلبي المولد، البغدادي الدار. ولد سنة. وسمع: أبا محمد نصر الصريفيني، وجماعة. روى عنه: ابن السمعاني، وقال: شيخ، صالح، مستور. توفي في المحرم. 4 (عمر بن محمد بن الحسين.) ) الإمام، الأديب، أبو جعفر الفرغولي، الدهستاني، نزيل مرو. مكثرٌ، سمع عبد الحكيم بن عبد الحليم بدهستان، وكامل بن إبراهيم
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 472 بجرجان، وإسماعيل بن مسعدة، وأبو عثمان المحمي، وأبا بكر بن خلف، وخلق بالنواحي. وحصل الأصول. قال السمعاني: استمليت عليه، وأكثرت عنه. مات في جمادى الآخرة عن اثنتين وثمانين سنة. 4 (حرف الغين)
4 (غانم بن أحمد بن الحسن بن محمد بن علي الجلودي.) أبو الوفاء الإصبهاني. ولد في ثاني عشر رجب، سنة ثمانٍ وأربعين وأربعمائة. وسمع من سعيد بن أبي سعيد العيار صحيح البخاري. روى عنه: أبو موسى المديني، وأبو القاسم بن عساكر، وابن السمعاني، وخلق آخرهم وفاةً: أبو الفتوح داود بن معمر بن الفاخر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 473 سمع منه صحيح البخاري. وقرأته لولدي بالإجازة العامة منه، على ابن الشحنة، تبعاً لسماعه المتصل. وسمع أيضاً من: أبي نصر محمد بن علي الكاغدي. كره الأخذ عنه اللفتواني، وحط عليه، كان ذلك لميله إلى الأشعرية، والله أعلم. توفي في ثالث ذي الحجة. 4 (غانم بن أبي طاهر بن عبد الواحد بن أحمد بن خالد.) أبو القاسم الإصبهاني، التاجر. سمع كتاب السنن لموسى بن طارق، من عبد الرزاق بن شمه، سوى الجزء الرابع، وانفرد بعلو هذا الكتاب. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وابن السمعاني، وأبو عبد الله أحمد بن أبي العلاء الهمذاني العطار، وحفيده محمد بن أبي نصر بن غانم، وحفيده الآخر محمد بن أبي طاهر بن غانم الضرير، ومحمد بن عبد الله بن محمد الرويدشتي، وآخرون.) وتوفي في ثالث عشر رجب، وقد غلط معمر وقال: توفي سنة ست، وكأنه شين قلمٍ من معمر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 474 قال السمعاني: كان سديداً، ثقة، مكثراً، سمع بإفادة ابن عمته محمد بن أحمد الجركاني، من ابن شمه، والباطرقاني، وأبي مسلم بن مهربزد، وعائشة الوركانية، وعبد الله بن محمد الكرماني. ومولده سنة اثنتين وخمسين بإصبهان. 4 (حرف الفاء)
4 (فاطمة بنت أبي الحسن علي بن عبد الله بن محمد.) النيسابورية الأصل، الإصبهانية، الواعظة. ولدت بطريق الحجاز، ونشأت بإصبهان. وكانت دينةً، متعبدة، زاهدة، لها قدمٌ راسخٌ في التصوف و الزهد. سمعت القاضي عبد الله بن علي التميمي الإصبهاني. قال ذلك ابن السمعاني، وقال: قرأت عليها مجلسين من أماليه. وكان مولدها قبل الستين وأربعمائة، وتوفيت في رمضان. 4 (فاطمة بنت الشريف محمد بن عدنان بن محمد.) أم عمرو الهاشمية، الزينبية، البغدادية. قال ابن السمعاني: امرأة صالحة افتقرت. سمعت من: أبي نصر الزينبي. روى عنها: ابن السمعاني. توفيت في ربيع الآخر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 475 4 (حرف الكاف)
4 (الكندايجور الفرنجي.) صاحب القدس. هلك ببيت المقدس، وأقيم في الملك ابنه صبي، وأم الصبي. ورميت الفرنج، خذلهم الله، بذلك. ذكره أبو يعلى. 4 (حرف الميم) ) 4 (محمد بن إبراهيم.) أبو عبيد الله الجذامي، القرطبي. روى في هذا العام عن: ابن الطلاع، وأبي علي الجبائي. وعنه: علي بن أحمد الشقوري. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم.) أبو الحسن بن صرما الدقاق، الصائغ، ابن عمة الحافظ ابن ناصر. ولد يوم نصف شعبان سنة ستين وأربعمائة. وسمع من: ابن هزارمرد، والصريفيني، وأبي الحسين بن النقور، وجماعة. وكان شيخاً صالحاً، سيداً. روى عنه: ابن السمعاني، وابن الجوزي، وعمر بن طبرزد، وعبد الخالق بن أسد الدمشقي، وأبو اليمن الكندي، وآخرون. وتوفي في نصف شعبان أيضاً. 4 (محمد بن حكم بن محمد بن أحمد بن جعفر باقي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 476 أبو جعفر السرقسطي، النحوي، حفيد الصاحب ذي الوزارتين محمد، صاحب مدينة سالم الذي قتل بها في سنة عشرين وأربعمائة. روى هذا عن: أبي الوليد الباجي، ومحمد بن يحيى بن هاشم، وأبي الأصبغ بن عيسى، وأبي جعفر بن جراح، وجماعة. وولي قضاء مدينة فاس، ودرس، وأفتى، وأقرأ العربية والكلام. قال الأبار: كان ذا حظ من علم الكلام، حسن الأخلاق، قوالاً بالحق، شرح الإيضاح لأبي علي الفارسي، وكان واقفاً على كتب أبي علي، وكتب أبي الفتح بن جني، وأبي سعيد السيرافي. روى عنه: أبو الوليد بن خيرة، وأبو مروان بن الصيقل، وقاسم بن دحمان، وأبو محمد بن بونة، وأبو الحسن اللواتي. وتوفي بتلمسان في حدود سنة ثمانٍ وثلاثين. 4 (محمد بن حمد بن خلف بن أبي المنى.) أبو بكر البندنيجي، البغدادي، المعروف بحنفش.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 477 شيخ مسن، قدم في صباه، وتفقه على الإمام أبي سعد المتولي. حصل طرفاً من الخلاف، وكان يبحث ويتكلم. وسمع من: أبي محمد الصريفيني، وأبي الحسين بن النقور. قال ابن السمعاني: كان عسراً، سيء الأخلاق، يبغض المحدثين. وسمعت غير واحد يقول إنه يخل بالصلوات، وليس له طريقة محمودة. كتبت عنه شيئاً بجهدٍ جهيد، وكان أكثر الأوقات إذا سلمت عليه لا يرد. روى عنه: ابن سكينة، ويوسف بن المبارك. وكان حنبلياً، ثم صار حنفياً، ثم شافعياً. وقد رمي بالتعطيل. 4 (محمد بن الخضر بن إبراهيم.) أبو بكر الخطيب، المحولي، خطيب المحول. كان من مشاهير القراء ببغداد. قرأ القرآن على أبي محمد رزق الله التميمي، وأبي طاهر أحمد بن سوار. وكان حسن الأخذ. ختم عليه جماعة، وروى عنه: ابن السمعاني. وقرأ عليه بالروايات: أبو اليمن الكندي، وهو آخر من لقيه. ومات في ذي القعدة وهو في عشر السبعين. وقال: لزمت ابن سوار خمس عشرة سنة. وقد قرأ بنهر الملك سنة أربعٍ وثمانين على أحمد بن الفتح بن عبد الجبار الموصلي صاحب الشريف الحراني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 478 وقال أحمد بن شافع: كان أبو بكر الخطيب المجود يضرب به المثل في الإقراء، وتجويد الأخذ، والتحقيق. وكان حسن الخلق خطابةً، مع الخشوع، وحضور القلب. كان يقصد من الأماكن البعيدة لسماع خطبته. 4 (محمد بن طلحة بن علي بن يوسف.) ) أبو عبد الله الرازي، ثم البغدادي، العطار، من صوفية رباط أبي سعيد الزوزني. وكان قليل الدين. روى عن: أبيه وعن الصريفيني حضوراً. وعن: عبد العزيز الأنماطي، وابن البسري، وجماعة. روى عنه: ابن سكينة، ويوسف بن المبارك الخفاف. ومات في جمادى الآخرة. 4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن الحسين.) أبو الفتح بن فوران، الفقيه، من أهل الري. نزل آمل طبرستان. وكان فقيهاً، ظريفاً، واعظاً، لعاباً، ليس بمرضي الطريقة. وله شعر.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 479 4 (محمد بن علي بن خلف.) أبو عبد الله التجيبي، الشاطبي. أخذ القراءآت عن ابن شفيع، وبعض القراءآت عن ابن الدوش. روى عنه: ابنه عبد الله. ومات رحمه الله في عشر الثمانين. 4 (محمد بن علي بن سعيد بن المطهر.) أبو الفضل المطهري، البخاري. فاضل معمر، من أولاد المحدثين. قال السمعاني: قدم مرو، فأظن أني سمعت منه. أجاز لنا. سمع: أبا بكر محمد بن عبد الله الكرابيسي، والحافظ قتيبة بن محمد العثماني، وأبا عصمة عبد الواحد بن أحمد، وعبد الصمد بن محمد الرباطي، وعمر بن خنب الحافظ. ومن عواليه: تفسير الأشج. قال: أنبا به ابن خنب، أنا إبراهيم بن محمد بن عبد الله الرازي، أنا الحافظ عبد الرحمن بن أبي) حاتم، عنه. وتفسير هشيم أنا عمر بن منصور بن أحمد بن محمد بن موسى بن أفلح بن خنب الحافظ البزاز، أنا أبو بكر محمد بن إدريس الجرجرائي الحافظ، أنا محمد بن عيسى بن عبد الكريم بالرملة، أنا محمد بن إبراهيم بن بطال، أنا زياد بن أيوب، عن هشيم. وسمع خ من ابن خنب، بسماعه من إسماعيل بن حاجب. وسمع ت من طريق الهيثم بن كليب. وسمع د بعده، وتاريخ غنجار، عن رجلٍ، عنه، والمسند
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 480 لوكيع، عالياً. مات رحمه الله في ذي القعدة، وله أربعٌ وثمانون سنة. 4 (محمد بن علي بن منصور.) أبو الفضل السنجي، المروزي، الخوجاني، الغازي. كان يقدم مرو من قرية خوجان. وكان ثقة مكثراً. سمع بنفسه، ورحل وكتب. سمع جدي أبا المظفر، قاله أبو سعد. ثم قال: وسمع من: إسماعيل بن محمد الزاهدي وبنيسابور: أحمد بن سهل السراج. ولد سنة سبعٍ وستين بمرو، وبها توفي في صفر. خرجت له جزءاً. 4 (محمد بن الفضل بن أبي الحسن بن محمد.) أبو بكر الإصبهاني، المؤدب، المعروف ببستة. شيخ صالح، مسن. سمع: أبا القاسم بن عبد الرحمن، وأبا عمرو ابن الحافظ ابن مندة. وتوفي في ذي الحجة أيضاً. 4 (محمد بن الفضل بن محمد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 481 أبو الفتوح الإسفرائيني، المعروف بابن المعتمد. إمامٌ في الوعظ، مليح المحاورة، فصيح العبارة، طريف الجملة والتفصيل.) سمع: أبا الحسن المديني بنيسابور، وشيرويه الديلمي بهمذان. روى عنه: ابن السمعاني، وقال: حضرت يوماً مجلسه في رباط أم الخليفة، وسألته عن مولده فقال: في سنة أربعٍ وسبعين وأربعمائة بإسفراين. وأزعج من بغداد، فخرج منها متوجهاً إلى خراسان، فأدركه الموت ببسطام في ثاني ذي الحجة، ودفن بجنب أبي يزيد البسطامي، رحمه الله. وهو مذكورٌ في حوادث هذه السنة. قال ابن النجار: كان من أفراد الدهر في الوعظ، فصيح العبارة، دقيق الإشارة، حلو الإيراد. وكان أوحد وقته في مذهب الأشعري، وله في التصوف قدمٌ راسخ، وكلام دقيق فائق. صنف في الحقيقة كتباً منها: كتاب كشف الأسرار على لسان الأخيار، وكتاب بيان القلب، وكتاب بث الأسرار. وكل كتبه نكت وإشارات. وهي مختصرة الحجم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 482 ورد بغداد سنة خمس عشرة، وظهر له القبول التام، بين الخاص والعام، وكان يتكلم على مذهب الأشعري، فثار عليه الحنابلة، ووقعت فتن، فأمر المسترشد بإخراجه، فخرج إلى أن ولي المقتفي، فعاد واستوطن بغداد، فلم يزل يعظ ويظهر مظهر الأشعري إلى أن عادت الفتن، فأخرجوه من بغداد إلى بلده، فأدركه الأجل. ثم قال ابن النجار: قرأت في كتاب أبي بكر المارستاني: حدثني أبو الفتح مسعود بن محمد بن ماشاذة قال: قال لي الحافظ ابن ناصر: أحب أن تسأل أبا الفتوح: هل القرآن الذي تكلم الله به بحرفٍ وصوت فأتيت الشيخ أبا الفتوح، وحكيت له قول ابن ناصر، فقال لي: سلم على الحافظ أبي الفضل عني، وقل له: بحرف يكتب، وبصوت يسمع. قعدت إلى ابن ناصر، فصليت خلفه المغرب، وحدثته بالجواب، فحلف أن لا يمشي إلا حافياً، وخرج وأنا معه، فسبقته إليه وحدثته، فقال: أنا والله لا أخرج لتلقيه إلا حافياً إجلالاً لمجيئه. وخرج من الرباط، وقطع درب راجي، فتلاقيا حافيين، فاعتنقا، وقبل كل منهما صاحبه، وتحادثا ساعة.) قلت: فرح ابن ناصر ما له معنى، وعسى خبره لأنه يخالطه في الجواب، كما خبط هو في السؤال. وقال أبو القاسم بن عساكر: أبو الفتوح أجرأ من رأيته لساناً وجناناً، وأكثرهم فيما يورد إعراباً وإحساناً، وأسرعهم جواباً، وأسلمهم خطاباً، مع ما رزق بعد صحة العقيدة من السجايا الكريمة، والخصال الحميدة، من قلة المراءاة، لأبناء الدنيا، وعدم المبالاة بذوي الرتبة العالية، والإقبال على إرشاد الخلق، وبذل النفس في نصرة الحق. إلى أن قال: فمات غريباً شهيداً. وقد كنت لازمت حضور مجلسه ببغداد، فما رأيت مثله واعظاً ولا مذكراً. وقال ابن النجار: قرأت في كتاب أبي بكر المارستاني: حدثني قاضي القضاة أبو طالب بن الحديثي قال: كنت جالساً، فمر أبو الفتوح الإسفرائيني،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 483 وحوله جمٌّ غفير من عصبيته، ومنهم من يصيح ويقول: لا بحرف ولا صوت بل هي عبارة عن ذلك. فرجمه العوام، ورجم أصحابه، حتى لم يكد يبقى في الطريق ما يرجم به. وكان هناك كلبٌ ميت، فتراجموا به، وصار من ذلك فتنة كبيرة، لولا قربها من باب النوبي لهلك فيها جماعة. فاتفق جواز موفق الملك عثمان عميد بغداد، فهرب معظم أصحابه من حوله، صار قصارى أمره أن يلقي نفسه عن فرسه، ودخل في بعض الدكاكين، وأغلق الباب، ووقف من تخلف معه على الباب. حتى انقضت الفتنة. ثم ركب طائر العقل إلى المملكة، ودخل إلى السلطان مسعود، فحكى له الحال، فتقدم السلطان إلى الأمير قيماز بالقبض على أبي الفتوح، وحمله إلى همذان، وتسليمه من همذان إلى الأمير عباس ليحمله إلى إسفراين، ويشهد عليه أنه متى يخرج منها فقد أطاح دم نفسه. 4 (محمد بن القاسم بن المظفر بن علي بن الشهرزوري، ثم الموصلي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 484 أبو بكر. شيخ مسن، كبير القدر، فاضل، محترم. أكثر الأسفار في شبيبته، ورأى الأئمة.) وجد في خراسان، وولي القضاء بعدة أماكن في بلاد الجزيرة، والشام، وكان يلقب بقاضي الخافقين. تفقه ببغداد على أبي إسحاق، وسمع منه. ومن: أبي القاسم الأنماطي، وأبي نصر الزينبي. وبنيسابور من: أبي بكر بن خلف، وغيره. وحدث ببغداد، والموصل. ولد بإربل في سنة ثلاثٍ وخمسين وأربعمائة. روى عنه: ابن السمعاني، وابن عساكر، وعمر بن طبرزد، وجماعة. قال ابن عساكر: قدم دمشق مراراً، أحدهاً رسولاً من المسترشد لأخذ البيعة. أنا أبو بكر بن أبي أحمد سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بدمشق، أنا عثمان المحمي، فذكر حديثاً. توفي ببغداد في جمادى الآخرة. وقال علي بن يحيى الطراح: مات في ثاني ربيع الأول.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 485 4 (محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن حسين.) أبو نصر الإصبهاني، الصائغ، المؤذن. شيخ صالح، تفرد بعدةٍ من تصانيف عبد الرحمن بن مندة، عنه. وسمع أيضاً من أخيه عبد الوهاب، وجماعة. أخذ عنه: السمعاني، وغيره. 4 (محمد بن يوسف بن عبد الله.) أبو طاهر التميمي، السرقسطي. نزيل قرطبة. سمع كثيراً من: أبي علي الصدفي، وأبي عمران بن أبي تليد، وجماعة. قال ابن بشكوال: كان مقدماً في اللغة والعربية، شاعراً محسناً. له مقامات صنفها، أخذت عنه واستحسنت.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 486 توفي في جمادى الأولى. قلت: آخر من سمع منه وفاة خطيب قرطبة أبو جعفر بن يحيى.) 4 (المبارك بن محمد بن حسين.) أبو القاسم بن البزوري، الدواني. كان يخدم نقيب الطالبيين. وهو صالح، ساكن، خير، راغب في حضور مجالس العلم. سمع: أبا الحسين بن النقور، ونصر بن معمر. وأجاز له: أبو بكر الخطيب، وأبو علي بن البنا. قال ابن السمعاني: قرأت عليه الكثير، وقال: ولدت سنة تسعٍ وخمسين وأربعمائة. قلت: وروى عنه عبد الخالق بن أسد. 4 (محسن بن النعمان.) أبو الفضل البسطامي، المؤدب، فقير، صالح. ولد في حدود الخمسين وأربعمائة. وروى عن: محمد بن عبد الجبار الإسفرائيني، وطاهر الشحامي. 4 (محمود بن عمر بن محمد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 487 العلامة، أبو القاسم الزمخشري، الخوارزمي، النحوي، اللغوي، المتكلم، المعتزلي، المفسر. مصنف الكشاف في التفسير، والمفصل
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 488 في النحو. وزمخشر: من قرى خوارزم. وكان يقال له جار الله، لأنه جاور بمكة زماناً. وولد بزمخشر، في رجب سنة سبعٍ وستين وأربعمائة. وقدم بغداد. وحدث. وأجاز لأبي طاهر السلفي، ولزينب الشعرية، وغيرهما. قال ابن السمعاني: كان ممن برع في علم الأدب، والنحو، واللغة، لقي الكبار، وصنف التصانيف في التفسير، والغريب، والنحو. وورد بغداد غير مرة، ودخل خراسان عدة نوب. وما دخل بلداً إلا واجتمعوا عليه، وتلمذوا له.) وكان علامة الأدب، ونسابة العرب. أقام بخوارزم تضرب إليه أكباد الإبل، ثم خرج منها إلى الحج، وأقام برهةً من الزمان بالحجاز حتى هبت على كلامه رياح البادية، ثم انكفأ راجعاً إلى خوارزم. ولم يتفق أني لقيته، وكتبت من شعره عن جماعةٍ من أصحابه. ومات ليلة عرفة. وقال القاضي ابن خلكان: كان إمام عصره، له التصانيف البديعة، منها الكشاف، ومنها الفائق في غريب الحديث، ومنها كتاب أساس البلاغة، وكتاب ربيع الأبرار وفصوص الأخبار، وكتاب تشابه أسماء الرواة، وكتاب النصائح الكبار، وكتاب ضالة الناشد، والرائض في الفرائض،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 489 والمنهاج في الأصول، والمفصل. وسمعت بعض المشايخ يحكي أن رجله سقطت وكان يمشي على جارف خشب، وسقطت من الثلج. وقيل إنه سئل عن قطع رجله، فقال: سببه دعاء الوالدة. كنت في الصغر اصطدت عصفوراً وربطه بخيط في رجله، فطار، ودخل في حرف، فجذبته، فانقطعت رجله، فتألمت أمي. وقالت: قطع الله رجلك كما قطعت رجله. فلما كبرت ورحلنا إلى بخارى سقطت عن الدابة، وانكسرت رجلي، وعملت عملاً أوجب قطعها. وكان متظاهراً بالإعتزال، وقد استفتح الكشاف بالحمد لله الذي خلق القرآن فقالوا له: متى تركته هكذا هجره الناس. فغيرها بجعل القرآن. وهي عندهم بمعنى خلق. ومن شعره يرثي شيخه أبا مضر منصور: (وقائلة: ما هذه الدرر التي .......... تساقط من عينيك سمطين سمطين)
(فقلت: هو الدر الذي كان قد حشا .......... أبو مضر أذني تساقط مع عيني) وقد كتب إليه السلفي إلى مكة يستجيزه، فأجازه بجزءٍ لطيف فيه لغة وفصاحة، يزر فيه على) نفسه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 490 قلت: كان داعية إلى الإعتزال والبدعة. 4 (مقداد بن المختار.) أبو الجوائز بن المطاميري، التكريتي، الشاعر المشهور. ذكره ابن النجار فقال: كان جيد القول رقيق الغزل، كثير النظم. روى عنه: الحسن بن جعفر بن المتوكل، وعلي بن أحمد بن محمويه الأزدي، وغيرهما. فمن شعره: (ولما تناحوا للفراق غدية .......... رموا كل قلبٍ مطمئنٍّ برابع) وقفنا نقوم بالأنفاس عوج الأضالع (مواقف تدمي كل سواتره .......... صدوق الكرى نهانهاً غير هاجع)
(أنبأوا الواشي أن يلهجوا بنا .......... فلم نتهم إلا وشاة المدامع)
4 (حرف الهاء)
4 (هبة الله بن محمد بن الحسن بن الصاحب.) أبو الفض الحاجب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 491 كان حاجب الديوان العزيز مدةً، ثم عزل. وحدث عن: أبي نصر الزينبي. ومولده في سنة ثلاثٍ وخمسين. وتوفي في ربيع الآخر. قاله ابن السمعاني. 4 (هلال بن الحسن بن علي.) القاضي أبو بدر السعيدي، السرخسي. سمع السيد محمد بن محمد بن زيد الحسيني، وغيره. وأجاز لعبد الرحيم بن السمعاني. 4 (حرف الواو)
4 (واثق بن علي.) ) البغدادي، المقرئ. روى عن: هبة الله بن الحصين بدمشق. 4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن محمد بن عبد الغفار.) أبو الوفاء الهمذاني الصباغ. متودد، كيس، من بيت تصوف. سمع: الحسن بن عبد الله بن ياسين إمام همذان، وأبا الفتح عبدوس بن عبد الله. كتب عنه: ابن السمعاني. وتوفي في ربيع الأول.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 492 4 (وفيات سنة تسع وثلاثين وخمسمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن سهل بن إبراهيم.) أبو عمر المساجدي، النيسابوري. سمع: أبا إسحاق الشيرازي، ويعقوب بن أحمد الصيرفي، ومحمد بن إسماعيل التفليسي، وأبا المعالي الجويني، وغيرهم. روى عنه جماعة آخرهم المؤيد بن محمد الطوسي. 4 (أحمد بن علي بن محمد.) الأنصاري، البغدادي، أبو العباس. سمع: الحسين بن علي بن البسري، والعلاف. وعنه: السمعاني، وابن عساكر. وكان صالحاً، زاهداً، جاوز الثمانين. 4 (أحمد بن محمد بن سعيد بن حرب.) أبو العباس المسيلي، المقرئ. أخذ القراءآت عن: أبي داود بن نجاح، وخازم بن محمد، وأبي الحسين العبسي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 493 وكان من أهل الحذق والتجويد.) صنف كتاباً التقريب في القراءآت السبع، وتصدر للإقراء بإشبيلية. أخذ عنه: عبد يحيى، وابن خير. وحدث في هذا العام. 4 (أحمد بن أبي الحسين بن أحمد بن ربيعة.) أبو الحارث الهاشمي. إمام جامع المنصور. شيخ، صالح، حسن. سمع: أبا الحسين بن السيوري في حال كبره. ولد في سنة بضعٍ وستين وأربعمائة. وأخذ عنه ابن السمعاني قليلاً. 4 (أحمد بن محمد بن أبي عقيل أحمد بن عيسى.) أبو بكر السلمي، الحريري. سمع: أبا نصر الزينبي، وعاصم بن الحسن، والحميدي، وجماعة. روى عنه: عبد الحق اليوسفي، وغيره. وله شعرٌ جيد. كان حياً في هذه السنة ثم انقطع خبره. 4 (إبراهيم بن محمد بن منصور بن عمر.) أبو البدر الكرخي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 494 صحب الشيخ أبا إسحاق، وقرأ عليه شيئاً من الفقه. وتفرد برواية أمالي ابن سمعون، عن خديجة بنت محمد الشاهجانية. وسمع أيضاً من: أبي محمد الصريفيني، وابن النقور، وعبد الصمد بن الميمون، وأبي بكر الخطيب، وغيرهم. وله مشيخة في جزء صغير سمعته. قال ابن السمعاني: ولد تقديراً في سنة خمسين وأربعمائة، وأصله من كرخ جدان. وكان يسكن في دار أبي حامد الإسفرائيني.) وهو شيخ، صالح، معمر، عجز عن المشي. قلت: روى عنه هو، والحافظ ابن عساكر، وعبد الوهاب ابن سكينة، وعبد الله بن عثمان سبط ابن هدية، وعبد العزيز بن معالي بن منينا، وعبد الملك بن المبارك الخريمي القاضي، وعمر بن طبرزد، وإسماعيل بن هبة الله ابن أبي نصر، والحسن بن مسلم الفارسي الزاهد، والناس لثقته وحسن سماعه. وتوفي في التاسع والعشرين من ربيع الأول. وآخر من روى عنه ترك بن محمد العطار. 4 (إبراهيم بن شيبان.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 495 أبو طاهر النفيلي. قال ابن عساكر: لم يكن بالمرضي. أنا عن أبي نصر محمد بن محمد الزينبي. وان مولده ببانياس. 4 (حرف التاء)
4 (تاشفين) أمير المسلمين، ابن أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين، المصمودي. سلطان الملثمين. وكانت تسميتهم بالمنقبين أولى، لأنهم يعملون اللثام على أكثر الوجه، حتى لا يكاد يعرف الشيخ من الشاب. وكانت دولتهم قريباً من تسعين سنة. خرجوا من برية المغرب من جهة الجنوب، كما تقدم في ترجمة سلطانهم أبي بكر المتوفى سنة اثنتين وستين وأربعمائة. ولي تاشفين هذا الأمر بعد موت أبيه سنة سبعٍ وثلاثين، وعبد المؤمن على كنفه، فلم يدعه يبلع ريقه، ولا قر له قرار. وكانت أيامه سنتين وشهرين. وكان فيها مقهوراً مع عبد المؤمن، وتيقن أن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 496 ملكهم سيزول، فأتى مدينة وهران، وهي حصينة) على البحر، ورأى إن أحاط به أمرٌ ركب منها في البحر إلى الأندلس، فإنه كان له بالأندلس آثار حميدة، وغزروات مشهورة، نصر فيها على الروم، إذ كان والياً عليها لأبيه. وكان بظاهر وهران ربوة على البحر، بأعلاها رباط يأوي إليه العباد، فصعد تاشفين إليه في ليلة السابع والعشرين من رمضان، واتفق أن عبد المؤمن أرسل منسراً إلى وهران فأتوها في اليوم السادس والعشرين، ومقدمهم الشيخ عمر بن يحيى صاحب ابن تومرت، فكمنوا تلك الليلة، وشعروا برواح تاشفين إلى ذلك المكان، فقصدوه وبيتوه، وأحرقوا الباب، فأيقن الشاب بالهلكة، فخرج راكباً فرسه، فركضه ليثب به النار وينجو، فشب الفرس واضطرب من النار، فتردى في جرفٍ هناك إلى جهة البحر على حجارة، فتهشم تاشفين، وتلف في الحال، وقتل من كان معه من الخواص. ومن ذلك الوقت نزل عبد المؤمن من الجبل إلى السهل، ثم توجه وتملك تلمسان سنة أربعين. ثم إنهم صلبوا تاشفين على خشبة. وعمل الموحدون عند أخذ تلمسان بأهلها مثل ما يعمله الفرنج، بل أشد، فلا قوة إلا بالله. 4 (حرف الجيم)
4 (جعفر بن يحيى.) أبو الحكم الداني، المعروف بابن غتال. أخذ القراءآت عن أبي داود، وسمع منهز ومن: أبي علي بن سكرة. قال أبو عبد الله الأبار: كان أديباً، شاعراً، كاتباً، مفسراً. له خطبٌ عارض بها خطب ابن نباته، وأقرأ الناس العربية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 497 روى عنه: أبو عبد الله المكناسي، وأبو محمد بن سفيان، وقرأ عليه: أبو الحسن بن هذيا كتاب الواضح للزبيدي. وتوفي مسجوناً من قبل الدولة. 4 (جقر بن يعقوب.) الأمير نصير الدين أبو سعيد الهمذاني، نائب صاحب الموصل عماد الدين زنكي في الموصل. كان ظالماً، جباراً، سفاكاً للدماء، مستحلاً للأموال.) وفي ولايته قصد المسترشد بالله في ستة سبعٍ وعشرين الموصل، فنازلها وحاصرها مدة، ثم رجع ولم ينل منها مقصوداً. وكان بها أيضاً السلطان فروخ شاه ابن السلطان محمود المعروف بالخفاجي. وقال ابن الأثير: بل اسمه ألب أرسلان بن محمود. وكان عماد الدين زنكي أتابكه. وكان جقر يعانده ويعارضه في أموره، فلما سار عماد الدين لحصار إلبيرة قرر الخفاجي مع جماعةٍ من خواصه قتل جقر، فحضر في ثامن ذي القعدة سنة تسعٍ وثلاثين للخدمة، فقتلوه. وولى عماد الدين زنكي مكانه زين الدين علي بن بلكين والد مظفر الدين صاحب إربل، فأحسن السيرة، وعدل في الرعية. ويقال: كان جقر ذا عدلٍ وإنصاف. فالله أعلم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 498 4 (حرف الدال)
4 (داود بن مناد بن عطية الله.) أبو بكر الصنهاجي الداني. سمع: أبا داود المقريء، وأبا علي الصدفي. وأجاز له أبو علي الغساني. وكان صالحاً. كتب بخطه علماً كثيراً. وتوفي في رجب. وفي هذه السنة انقرضت قومه الملثمين بالأندلس. وعطية الله هو ابن المنصور الأمير. 4 (حرف السين)
4 (سعد بن عبد الكريم بن الشيخ أبي محمد الحسن بن أحمد بن موسى.) الغندجاني، أبو الجوائز الواسطي. روى بالإجازة عن جده.) وسمع: أحمد بن عثمان بن نفيس. وعنه: أبو الفتح محمد بن المندائي. مات في ذي القعدة. 4 (سعيد بن الإمام أبي النضر أحمد بن محمد بن إبراهيم.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 499 الميداني، النيسابوري، الأديب، ابن الأديب. صنف كتاب الأسماء في الأسماء، وحدث عن: أبي الحسن المديني. روى عنه: ابن عساكر، وغيره. وقيل: كنيته باسمه، وسماه السمعاني: سعيداً، وقال: سمع من أبي بكر بن خلف، وبهراة عبد الأعلى بن المليحي. مولده في سنة. ومات في ذي القعدة. 4 (سعيد بن محمد بن عمر.) الإمام، أبو منصور الرزاز، الفقيه الشافعي. من كبار الأئمة ببغداد. وهو مدرس النظامية. تفقه على الغزالي، وأبي بكر الشاشي، وأبي سعد المتولي، وإلكيا الهراسي، وسعد الميهني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 500 وكان ذا سمتٍ ووقار وجلالة. سمع من رزق الله التميمي، ونصر بن البطر. وولد سنة اثنتين وستين وأربعمائة. ولي تدريس النظامية مدة، ثم عزل، وعاش حتى صار رئيس الشافعية. توفي في حادي عشر ذي الحجة، وصلى عليه ولده أبو سعد، وشيعه الأعيان والدولة. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وعبد الخالق بن أسد، وجماعة. 4 (حرف الشين)
4 (شريح بن محمد بن شريح بن أحمد بن محمد بن شريح بن يوسف بن شريح.) الإمام أبو الحسن الرعيني، الإشبيلي، المقرئ، خطيب إشبيلية.) روى الكثير عن: أبيه، وعن: أبي عبد الله بن منظور، وعلي بن محمد الباجي، وأبي محمد بن خزرج. قال ابن الدباغ: وله إجازة من ابن حزم، أخبرني بذلك ثقة نبيل من أصحابنا، أنه أخبره بذلك. ولا أعلم في شيوخنا أحداً عنده عن ابن حزم غيره. وقد سألته هل أجاز لك ابن حزن فسكت. وأحسب سكت عن ابن حزم لمذهبه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 501 قال ابن بشكوال: كان من جلة المقرئين، معدوداً في الأدباء والمحدثين، خطيباً، بليغاً، حافظاً، محسناً، فاضلاً، مليح الخط، واسع الخلق. سمع منه الناس كثيراً، ورحلوا إليه. واستقضي ببلده، ثم صرف عن القضاء. لقيته سنة ست عشرة وخمسمائة، فأخذت عنه. وقال لي: مولدي في ربيع الأول سنة إحدى وخمسين وأربعمائة. وتوفي في جمادى الأولى. زاد غيره فقال: في الثالث والعشرين منه، في صدر الفتنة التي حدثت على المسلمين بالأندلس. وكانت جنازته مشهودة. واشتهرت رواية شريح بالأندلس. وحدث عنه: أبو جعفر أحمد بن علي الحصار، وأبو العباس أحمد بن محمد بن مقدام الرعيني، وهو آخر من قرأ عليه القرآن. توفي سنة ستٍ وأربعمائة. وتوفي ابن الحصار في سنة ثمانٍ وتسعين، وليس هو بشيخ علم الدين اللورقي، ذاك عاش بعد ذا عشر سنين. وروى عنه: إبراهيم بن محمد بن ملكون النحوي، وإبراهيم بن محمد الطرياني، ومحمد بن عبد الله بن الغاسل، واعتمد عليه في القرآن وأبو بكر محمد بن خير اللمتوني المقريء، ومحمد بن جعفر بن حميد بن مأمون البلنسي، وأبو بكر محمد بن الجد الفهري الحافظ. ومحمد بن إبراهيم الفخار، نزيل مراكش ومحمد بن يوسف بن مفرج الإشبيلي، نزل تلمسان،) وأقرأ عنه القراءآت، وبقي إلى سنة ستمائة، ومحمد بن علي بن حسنون الكتامي البياسي، وأقرأ أيضاً عنه القراءآت، وتوفي سنة أربعٍ وستمائة عن سنٍّ عالية ومحمد بن جابر الثعلبي المعروف بابن الرمالية الغرناطي، ونجبة بن يحيى الإشبيلي المقريء، وأبو محمد عبد الله بن عبيد الله الحجري، وعبد الله بن أحمد بن جمهور القيسي، وأبو محمد عبد الله بن علوش نزيل مراكش، وأبو
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 502 القاسم عبد الرحمن بن يحيى الأموي، وعبد الرحمن بن محمد القرطبي الشراط، وعبد الرحمن بن علي الزهري الإشبيلي. سمع الزهري منه صحيح البخاري، وهو آخر من سمعه منه، وعاش إلى سنة ثلاث عشرة وستمائة. وتنافسوا في الأخذ عنه. وآخر من روى عن شريح في الدنيا بالإجازة القاضي أبو القاسم أحمد بن يزيد بن عبد الرحمن بن بقي، توفي سنة خمسٍ وعشرين وستمائة، وهو الذي سمع منه شيخنا أبو محمد بن هارون الكاتب موطأ مالك. وأخذ عن شريح عددٌ كبيرٌ سوى من ذكرنا القراءآت والحديث. وكان قد قرأ على والده بكتاب الكافي في القراءآت من تصنيفه. وقد ذكرنا والده في سنة ستٍّ وسبعين وأربعمائة. قال اليسع بن حزم: وهو إمامٌ في التجويد والإتقان، علمٌ من أعلام البيان، بذ في صنعة الإقراء، وبرز في العربية، مع علمٍ بالحديث، وفقهٍ بالشريعة. وكان إذا صعد المنبر حن إليه جذع الخطابة، فسمع له أنين الإستطابة، مع خشوعٌ ودموع. رحلت إليه عام أربعةٍ وعشرين، فحملت عنه وأجازني. قلت: عاش شريح تسعاً وثمانين سنة، رحمه الله. 4 (حرف الصاد)
4 (صاعد بن محمد بن الحسين بن علي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 503 أبو العلاء السهلوي السرخسي. إمامٌ حسن السيرة، فاضل، سمعه أبوه من أبي الخير محمد بن أبي عمران، وعلي بن حمد المديني.) وتوفي بسرخس وله ثمانون سنة. أجاز لأبي المظفر بن السمعاني. 4 (حرف الطاء)
4 (طاهر بن المفضل.) أبو المعالي الإصبهاني. روى عن: رزق الله التميمي. قدم بغداد في هذا العام. روى عنه: ابن السمعاني. 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن حمدويه.) أبو المعالي الحلواني، المروزي، البزاز. رحل وسمع مع أبي بكر السمعاني من: ثابت بن بندار، وأبي منصور الخياط، وأبي محمد بن حشيش، وبإصبهان من جماعةٍ من أصحاب أبي نعيم الحافظ. وكان قد سمع بنيسابور من: أبي بكر بن خلف الشيرازي، وغيره. قال ابن السمعاني: كان حلو الكلام، حسن المعاشرة، كثير الصلاة والصدقات. سافر إلى غزنة، فأقام بها مدة، واشترى كتباً كثيرة، وحصل الأصول، ورجع إلى
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 504 مرو، وبنى رباطاً للمحدثين، ووقف فيه الكتب. سمع من: ابن السمعاني، وجماعة. وكان فقيهاً فاضلاً: ولد سنة إحدى وستين وأربعمائة، وتوفي، رحمه الله، في أوائل ذي الحجة بمرو. 4 (عبد الله بن سعدون بن نجيب بن سعدون بن حسان.) أبو محمد التميمي، الوشقي، المقرئ الضرير. نزيل بلنسية. أخذ القراءآت على: أبي مطرف بن الوراق، وعبد الوهاب بن حكم، وخلف بن أفلح، وأبي داود، وأبي الحسين بن الدوش.) وكان أبو الحسن بن الهذيل ينكر أخذه عن أبي داود، ويقال إنه قرأ عليه ختمةً واحدة. وتصدر للإقراء. وأقرأ الناس. من أهل التجويد، والإتقان، والتعليل، والحذق بهذا الفن وبالعربية. أخذ عنه: أبو الربيع بن حوط الله، وأبو العطاء بن بدير، وأبو الوليد الأزدي، وغيرهم. قال ابن الأبار: مات قبل الأربعين. 4 (عبد الله بن عبد الرحمن بن مفيد.) أبو محمد الطائي، القرطبي. روى عن: أبي الأصبغ بن سهل، وأبي مروان بن سراج. حدث عنه: ابنه محمد، وأبو عبد الله محمد بن الفخار. وهو آخر من حدث عن أبي الأصبغ. قال الأبار: بلغني أنه دخل على القاضي أبي الوليد بن رشد، فقام له فقال إرتجالاً: (قام لي السيد الهمام .......... قاضي قضاة الورى الإمام)
(فقلت: قم لي ولا تقم لي .......... فقل ما يؤكل القيام)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 505 قال: وكان أبو محمد فقيهاً، زاهداً، وشاعراً محسناً. 4 (عبد الله بن محمد بن فهرويه.) أبو الطيبي، من الطيب، بلدة بين واسط والأهواز. شيخ، صالح، مستور. سكن بغداد، وسمع من: ابن طلحة النعالي. قال ابن السمعاني: قرأت عليه أحاديث، وسألته عن مولده فقال، سنة إحدى وثمانين بالطيب. وتوفي في المحرم، أو صفر. 4 (عبد الحق بن خلف.) أبو العلاء الكناني، الشاطبي، المعروف بابن الجنان، الشاعر. سمع من أبيه، وصحب أبا إسحاق بن خفاجة. وكان بصيراً بالشعر والبلاغة، بارعاً في الطب، واللغة، والعربية.) وأبوه أحد الفقهاء الذين أخذوا عن أبي الوليد الباجي. عاش أبو العلاء ستين سنة. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن يحيى.) أبو المسعود المذاري، أخو أحمد الأصغر منه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 506 سمع: مالكاً البانياسي، وعاصم بن الحسن. روى عنه: ابن السمعاني. وتوفي بواسط. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن الحسن بن الحسين بن هندويه بن حسنكويه.) أبو الرضا الفارسي، ثم البغدادي. محدث، مكثر، مليح الخط، غير أنه اختلط وتسودن، وانقطع مدة، ثم انصلح. سمع من أصحاب أبي علي بن شاذان، ونحوهم. علق عنه ابن السمعاني. وتوفي في رجب. 4 (عبد الرزاق ابن الشافعي بن أبي القاسم بن أحمد.) أبو الفتوح النيسابوري، السياري، العطار.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 507 رجل رئيس، متميز، خير، سخي، متصدق. سمع: أبا بكر بن خلف، وأبا بكر أحمد بن سهل. وببغداد: نصر بن البطر. توفي في رجب. ترجمه أبو سعد، وحدث عنه هو، والمؤيد الطوسي. 4 (عبد الملك بن أبي الخصال مسعود بن فرج.) أبو مروان الغافقي، الكاتب، نزيل قرطبة. روى يسيراً عن: أبي بحر بن العاص. سمع منه: أبو عبد الله بن العويص، وغيره. وكان أديباً، حاذقاً، فصيحاً، مفوهاً، بليغاً، مدركاً، له رسائل بليغة.) استعمله الأمراء في الكتابة. قاله ابن الأبار. 4 (عبيد الله بن جامع بن الحسن بن علي.) أبو بكر الفارسي، ثم النيسابوري الشروطي، المعدل. سمع: الفضل بن المحب، وأبا صالح المؤذن، وجماعة. ولد سنة ستين وأربعمائة، وتوفي رحمه الله في العشرين من شعبان. 4 (عبيد الله بن أبي عاصم عبد الله بن أبي الفضل بن أبي سعد.) أبو نصر الهروي، الدهان، الصوفي. شيخ صالح، من أصحاب شيخ الإسلام عبد الله. سمع من: محمد بن عبد العزيز الفارسي، والفضيل بن الفضيلي. وخدم شيخ الإسلام عبد الله وصحبه، وتوفي بهراة. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وسبطه أبو روح عبد المعز الصوفي. وهو الذي سمع أبا روح وحرص عليه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 508 وكان مولده بعد الستين وأربعمائة. وأجاز لأبي المظفر عبد الرحيم بن السمعاني. وحدث ببغداد لما حج، فروى عنه: يحيى بن بوش، وأبو الفرج بن الجوزي، وغيرهما. 4 (عتيق بن الحسين.) أبو بكر الرويدشتي، الإصبهاني. سمع سنة ثلاثٍ وخمسين وأربعمائة من سعيد العيار، وحدث في هذا العام. ولا أعلم متى مات. روى عنه: عبد الخالق بن أسد، وأبو جعفر محمد بن أحمد بن حامد الإصبهاني شيخ الزكي البرزالي. نعم مات سنة أربعين، فيحول. 4 (عتيق بن عبد الجبار.) أبو بكر الجذامي، البلنسي.) سمع من: أبي داود المقرئ وأكثر عن أبي حامد البطليوسي. وكان بارعاً في معرفة الشروط. كتب للقضاة ببلنسية قريباً من أربعين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 509 4 (عثمان بن علي بن محمد.) أبو القاسم الجرموكي، النوقاني، الزاهد. شيخ تلك الديار ومقرئها. قال السمعاني: سمعت منه، وكان صالحا، مقرئاً، زاهداً، كثير العبادة، صاحب كرامات وآيات. ما كان يفارق مجلسه إلا للوضوء. وكان معروفاً ببلده بالكرامات والكلام على المغيبات. سمع: علي بن الحسين النوقاني، ومحمد بن أحمد بن منصور العارف. مات في شوال. 4 (غرق بن علي.) أبو الفتوح النيسابوري، السمذي. سمع: أبا بكر بن خلف، وعبد الرحمن بن أحمد الواحدي، وموسى بن عمران الصوفي. قال السمعاني: مات في ربيع الآخر. 4 (علي بن زيد بن علي السلمي.) الدمشقي، المؤدب بمسجد السلالين. سمع من: خير المقدسي، وسهل بن بشر. روى عنه: ابن عساكر، وابنه القاسم. وقال ابن عساكر: صلى بمسجد درب الحجر خمسين سنة احتساباً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 510 وحفظ جماعة القرآن، وعاش ثمانياً وثمانين سنة. وتوفي في ذي القعدة. 4 (علي بن عبد الله بن ثابت بن محمد.) أبو الحسن الأنصاري، الخزرجي، العبادي. من ولد عبادة بن الصامت، المقرئ المجود الغرناطي.) قرأ على أبيه، وقرأ القراءآت على أبي الحسين بن كرز. ورحل إلى دانية، فأخذ عن أبي داود، وبشاطبة عن ابن الدوش، وبمرسية عن ابن البياز، وسمع منهم. وأجاز له أبو عبد الله الطلاعي، وخازم بن محمد. وحج، وسمع من: الحسين بن علي الطبري، وأبي مكتوم عيسى بن عبد الهروي في سنة سبعٍ وتسعين، لكنه فاته تسع ورقات من البخاري. وتصدر للإقراء بغرناطة، وولي الصلاة والخطبة بها. وكان مقرئاً، مجاهداً، موصوفاً بالصلاح والفضل. أخذ عنه: أبو بكر بن رزق، وأبو عبد الله بن حميد، وعبد الصمد بن يعيش، وأبو جعفر بن حكم. وتوفي بغرناطة في ذي الحجة. وقد قارب السبعين. استشهد بظاهر البلد، رحمه الله. ترجمه الأبار. 4 (علي بن عبد الله بن داود.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 511 أبو الحسن اللماتي، القيرواني، الفقيه، نزيل المرية. روى عن: أبي الحسن بن مكي اللواتي، وعبد القادر ابن الخياط، وأبي علي بن سكرة. قال الأبار: وكان فقيهاً مشاوراً متفنناً، له جمع بين الاستذكار. وانتقى وشرح في رقائق ابن المبارك، سماه رمز الحدائق. حدث عنه: أبو عبد الله النميري، وأبو محمد بن عائش، وأبو محمد بن عبيد الله الحجري، وجماعة. توفي في جمادى الأولى. 4 (علي بن عبد الكريم بن محمد الكعكي البغدادي.) أبو الحسن. قال ابن السمعاني: شيخ صالح، له سمتٌ ووقار وسكون.) سمع من: مالك البانياسي، والنعالي، وابن البطر، وطائفة. ولد في حدود سنة ثمانٍ وستين وأربعمائة. روى عنه: ابن السمعاني. وتوفي في ذي القعدة. قلت: روى عنه أيضاً ابن سكينة. وقد تلا بالروايات على: رزق الله التميمي، وأبي الفضل بن خيرون. أقرأ وحدث، وكان من كبار الشافعية. ورحل في أعمال الدولة. 4 (علي بن محمد بن حمويه.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 512 أبو الحسن ابن الزاهد أبي عبد الله الجويني. متودد، محبوب، عارف بالحقوق. بيته مجمع الفضلاء. سمع: أبا العباس بن أحمد الشقاني، والشيروي بنيسابور. وعمر الرؤآسي بطوس. وقرأ شيئاً من الفقه على الغزالي. روى عنه: ابن السمعاني. وتوفي في جمادى الآخر بنيسابور، وحمل إلى جوين. 4 (علي بن محمد بن مسلم.) أبو الحسن النحوي، الإشبيلي، مولى الأمير محمد بن عباد، اللخمي. أخذ العربية عن: أبي عبد الله بن أبي العافية ولازمه مدة طويلة وقعد لإقرائها. وكان من كبار النحويين وجلتهم. أخذ عنه: أبو بكر بن طاهر الأدب، وأبو الحسن نجبة. وكان حياً في هذا العام. 4 (علي بن هبة الله بن عبد السلام بن عبد الله بن يحيى.) أبو الحسن البغدادي، الكاتب.) ذكره ابن السمعاني فقال: سكن دار الجليلة بالقرية، شيخ كبير من بيت الرئاسة والتقدم، واسع الرواية، صاحب أصول حسنة مليحة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 513 سمع بنفسه وأكثر، ونقل وجمع. وله خطٌ مليح. وأكثر سماعاته بقراءة أبي بكر ابن الخاضبة. سمع: أبا محمد الصريفيني، وأبا الحسن بن النقور، وأبا منصور العكبري، وأبا القاسم البسري، وخلقاً سواهم. قرأت عليه، وكان ينحدر إلى واسط من جهة الخليفة على الأعمال التي بها. قال لي: ولدت سنة. وتوفي في سابع رجب. قلت: وروى عنه: ابن عساكر، وبزغش عتيق ابن حمدان، وإسحاق بن علي البقال، وأبو شجاع محمد بن المقرون، والمبارك بن المبارك بن زريق الحداد، والوزير أبو طالب يحيى بن زبادة، ويوسف بن أبي حامد الأرموي، وسليمان بن محمد الموصلي، ويحيى بن ياقوت الفراش، وعمر بن طبرزد، وأبو اليمن الكندي، وخلق سواهم. توفي بزغش المذكور سنة ست عشرة وستمائة، وهو جد أبي منصور عبد الله بن محمد شيخ ابن جليل في جزء ابن عرفة. وأبو منصور هو والد الفتح شيخ الأبرقوهي. 4 (عمر بن جد أبي منصور عبد الله بن محمد شيخ ابن جليل في جزء ابن عرفة.) وأبو منصور هو والد الفتح شيخ الأبرقوهي. 4 (عمر بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن حمزة بن) يحيى بن الحسين بن الشهيد زيد بن علي بن الحسين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 514 أبو البركات العلوي، الحسيني، الزيدي، الكوفي، الحنفي، النحوي، إمام مسجد أبي إسحاق السبيعي. ولد سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، وأجاز له محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي شيخ أبي النرسي.) وسمع: أبا الفرج محمد بن أحمد بن علان، وأبا القاسم بن المنثور الجهني، ومحمد بن الحسن الأنماطي، وغيرهم بالكوفة، وأبا بكر الخطيب، وأبا الحسين بن النقور، وأبا القاسم بن البسري، وجماعة ببغداد. وقدم الشام، وسكن دمشق مدة، وحلب. وسمع الحديث، وذلك في سنة سبعٍ وخمسين مع والده. وقرأ بها النحو على أبي القاسم زيد بن علي الفارسي قرأ عليه الإيضاح لأبي علي، بروايته عن أبي الحسين الفارسي، عن خال الفارسي المؤلف. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وأبو القاسم بن عساكر، وأبو موسى المديني، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 515 قال السمعاني: شيخ مسن، كبير، فاضل، له معرفة بالفقه، والحديث، واللغة، والتفسير، والنحو. وله التصانيف الحسنة السائرة في النحو. وهو حسن العيش، صابر على الفقر والقلة، قانع باليسير. سمعته يقول: أنا زيدي المذهب، لكني أفتي على مذهب السلطان، يعني مذهب أبي حنيفة. وسمعت عليه الإيضاح لأبي علي، وكتبت عنه الكثير، وهو شيخ متيقظ، حسن الإصغاء، يكتب خطاً مليحاً على كبر السن. وقال أبو الحسن علي بن يوسف القصار: كان الشيخ أبو محمد سبط الخياط قرأ على الشريف عمر بن إبراهيم النحوي، وفيه يقول أبو محمد: (فما له في الورى شكلٌ يماثله .......... وما له في التقى عدلٌ يناسبه) وقال ابن الجوزي: كان يقول: دخل الصوري الكوفة، فكتب عن أربعمائة شيخ، وقدم علينا هبة الله بن المبارك السقطي، فأفدته عن سبعين شيخاً، واليوم ما بالكوفة أحد يروي الحديث غيري. ثم ينشد: (لما دخلت اليمنا .......... لم أر فيها حسنا)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 516 (قلت: حرامٌ بلدةٌ .......... أحسن من فيها أنا) وقال ابن عساكر: لم أسمع من عمر بن إبراهيم الزيدي في مذهبه شيئاً. وحدثني الوزير أبو علي الدمشقي أنه سأل عن مذهبه في الفتوى، وكان مفتي أهل الكوفة، فقال: أفتي بمذهب أبي حنيفة ظاهراً وبمذهب زيد تديناً.) وحكى لي أبو طالب بن الهراس الدمشقي أنه صرح له بالقول بالقدر، وبخلق القرآن. وقال الحافظ محمد بن ناصر: سمعت الحافظ أبي الغنائم النرسي يقول: عمر بن إبراهيم جارودي المذهب، ولا يرى الغسل من الجنابة. وقال ابن السمعاني: سمعت أبا الحجاج يوسف بن محمد بن مقلد التنوخي. يقول: كنت أقرأ على الشريف عمر بن إبراهيم أجزاء، فمر بي ذكر عائشة فقلت: رضي الله عنها. فقال: تدعو لعدوة علي هكذا ذكر لي، أو سمعناه. قال ابن السمعاني: ومع طول ملازمتي له لم أسمع منه شيئاً في الاعتقاد أنكره. غير أني كنت قاعداً على باب داره، فأخرج لي شدةً من مسموعاته، فرأيت فيها جزءاً مترجماً بتصحيح الأذان بحي على غير العمل. فأخذته لأطالعه، فأخذه وقال: هذا لا يصلح لك، وله طالب غيرك. توفي في سابع شعبان بالكوفة، وصلى عليه قدر ثلاثين ألفاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 517 قلت: وروى عنه: ابنه أبو المناقب حيدرة بن عمر، وحفيده أبو المعمر محمد بن حيدرة شيخ يوسف بن خليل. وقرأ عليه بالروايات يعيش بن صدقة الغزاني ولم يقع لي شيخه في القراءآت. وقد كتب أبو بكر قاضي المارستان جزءاً، عن أبي سعد السمعاني، عن الشريف عمر بن إبراهيم، رأيته بخطه. 4 (حرف الفاء)
4 (فاطمة بنت محمد بن أبي سعد أحمد بن الحسن بن علي بن أحمد البغدادي.) أم البهاء الإصبهانية، الواعظة. شيخة، معمرة، مسندة. ولدت بعد الأربعين وأربعمائة. وسمعت من: أبي الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي، وإبراهيم بن منصور سبط بحرويه، وأحمد بن محمود الثقفي، وسعيد بن أبي سعيد العيار.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 518 وسمعت من العيار صحيح البخاري وأشياء. قال ابن السمعاني: هي إمرأة صالحة، سمعها أبوها، وعمرت حتى تفردت. قلت: روى عنها: ابن السمعاني، وابن عساكر، وأبو موسى المديني، ومحمد بن أبي طالب بن شهريار، وعبد اللطيف بن محمد الخوارزمي، ومحمد بن محمد بن محمد الراراني، ومحمد بن جعفر أيوسان، وخلق آخرهم وفاةً ولد سبطها داود بن معمر بن الفاخر إلى رجب سنة. قال أبو موسى، وغيره: توفيت في الخامس والعشرين من رمضان سنة تسعٍ وثلاثين. قال أبو موسى: ولها قريبٌ من أربعٍ وتسعين سنة. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد.) أبو عبد الله الحمزي، الأندلسي، من أهل المرية. روى عن: أبي العباس العذري، وأبي عبد الله بن المرابط. وخطب ببلده. وحدث. أجاز لابن بشكوال. 4 (محمد بن إسماعيل بن محمد بن الحسين بن القاسم.) أبو المعالي الفارسي، ثم النيسابوري. قال ابن السمعاني: هو ثقة، مكثر سمع السنن الكبير من البيهقي،
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 519 وصحيح البخاري من سعيد العيار. وسمع من: أبي حامد الأزهري. وسمع كتاب المدخل إلى السنن من البيهقي المؤلف. قال: ومولده في شعبان سنة ثمانٍ وأربعين. وتوفي في ثالث جمادى الآخرة سنة تسعٍ. قلت: روى عنه: ابن عساكر، وابن السمعاني. وأجاز لابنه عبد الرحيم بن أبي سعد. ومن روى عنه السنن الكبير: منصور بن عبد المنعم الفراوي سماعاً وإجازة إن لم يكن) سمعه. قال ابن عطية: وذلك لأنه فقد من أصل البيهقي أجزاء من مواضع متفرقة. فكلما وجد من الأصل، وجد عليه سماع منصور بن الفارسي. قاله لنا عبد العزيز بن هلال. قال ابن نقطة: وسمع منه جماعةٌ من شيوخه منصور الفراوي، وإسماعيل بن علي بن حمك المغيثي، والمؤيد الطوسي، وزينب بنت عبد الرحمن الشعري في آخرين. 4 (محمد بن الحسن بن هلال بن حمصا.) أبو المعالي العجلي، الدقاق. ناظر سوق الخضار. كان عسر الخلق. سمع: أبا نصر الزينبي، وعاصم بن الحسن. وعنه: محمود بن شعار. مات في رمضان سنة تسعٍ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 520 4 (محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون بن إبراهيم بن الشيخ.) أبو منصور البغدادي، المقرئ، الدباس. شيخ معمر، ثقة، إمام صالح، بارع في القراءآت، صنف فيها كتاب المفتاح، وغيره. وتصدر للإقراء. وطال عمره. وله أيضاً في القراءآت كتاب الموضح. قرأ على جماعةٍ مذكورين في صدر هذين الكتابين، منهم عمه أبو الفضل بن خيرون، وجده لأمه أبو البركات عبد الملك بن أحمد، وشيخه عبد السيد بن عتاب. قرأ عليه: أبو اليمن الكندي بالقراءآت، ويحيى بن الحسين الأواني، وإبراهيم بن بقاء اللبان. وسمع من: أبي جعفر ابن المسلمة، وأبي بكر الخطيب، والصريفيني، وأبي الغنائم بن المأمون، وغيرهم. وأجاز له أبو محمد الجوهري، وتفرد عنه هو بإجازة أبي الحسين بن حسنون النرسي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 521 وحدث بكتاب النسب للزبير بن بكار، عن ابن المسلمة، وسمع أكثر تاريخ الخطيب. وكان ينسخه ويبيعه. مولده في رجب سنة أربعٍ وخمسين قبل موت الجوهري بأشهر. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وأبو موسى المديني، وابن السمعاني، وابن الجوزي، وابن طبرزد، والكندي، وعبد الخالق بن أسد، وأحمد بن محمد بن سعد البروجردي الفقيه، وعلي بن محمد بن علي أخو سليمان الموصلي، وهو آخر من حدث عنه فيما علمت سمعاً وآخر من روى عنه بالإجازة أبو منصور محمد بن عفيجة. وقد ذكره ابن السمعاني فقال: ثقة، صالح، مشتغل بما يعنيه، ما له شغل غير التلاوة أو الإقراء. توفي في السادس والعشرين من رجب، وله خمسٌ وثمانون سنة. وقال ابن الخشاب: كان شافعياً من أهل السنة. 4 (محمد بن علي البسطامي.) أبو عبد الله. من علماء نيسابور. سمع: أبا تراب عبد الله المراغي. أخذ عنه: ابن السمعاني، وقال: مات في المحرم. 4 (محمد بن أبي الغنائم محمد بن محمد بن المهتدي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 522 أبو الحسن البغدادي. سمع: أبا نصر الزينبي. وكان خطيب جامع المنصور. توفي في صفر، وقد جاوز الستين. 4 (محمد بن محمد بن عبد الصمد بن دار.) أبو قف. روى عن: طراد الزينبي. وعنه: ابن السمعاني، وعمر بن أحمد بن سهلان. توفي في المحرم.) 4 (محمد بن موسى بن وضاح.) أبو عبد الله المرسي. سمع: أبا علي بن سكرة فأكثر، ورحل فسمع من: أبي بكر الطرطوشي، والسلفي، وعدة. قال ابن بشكوال: كان فاضلاً، عفيفاً، معتنياً بالعلم، مشاوراً. أجاز لنا. قلت: وروى عنه: صهره أبو الوليد بن الدباغ. 4 (المبارك بن علي بن عبد العزيز بن أحمد.) أبو المكارم، السمذي، الهماني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 523 سمع: أبا بكر أحمد بن حمدوه المقرئ، وأبا محمد الصريفيني، وأبا القاسم بن البسري. قال ابن السمعاني: شيخ، صالح، مستور، راغبٌ إلى الخير وأهله. كان له دكان بمشرعة الخبازين، وثم قرأت عليه، وكان صدوقاً، أميناً. كان أبوه يحضره مجالس الإملاء بجامع المنصور، فأكثر ما سمع إملاءً من لفظ الشيوخ. ولد في حدود سنة خمسٍ وخمسين وأربعمائة، أو قبلها. وتوفي يوم عاشوراء. قلت: روى عنه: ابن السمعاني، وعمر بن طبرزد، وعبد الوهاب بن جماز القلعي شيخٌ لابن خليل، وغيرهم. وآخر من روى عنه بالإجازة أبو منصور بن عفيجة. 4 (مجدود بن محمد بن محمود.) أبو المعالي النيسابوري، الرشيدي، الجوهري، المتولي. قاال السمعاني: عارف بالأدب، والفلسفة، والعوم المهجورة، ولم يكن بذاك. سمع: أبا عمرو المحمي، وأبا بكر بن خلف. كتبت عنه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 524 مات في ربيع الأول. 4 (محمود بن حمد بن مندويه.) أبو المحاسن الإصبهاني، المعدل.) سمع: أبا عمرو بن مندة، والمظهر البزاني. كتب عنه السمعاني. 4 (المهذب بن إسماعيل بن إبراهيم بن أبي حرب إبراهيم بن أميرك.) أبو جعفر الحسيني، المرعشي، من ولد المرعش بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن زين العابدين، الدهستاني، الجرجاني. نزيل سارية. نشأ بجرجان، وسافر إلى خراسان، والعراق، والحجاز، والجزيرة، والجبال، وما وراء النهر. قال ابن السمعاني: كان بينه وبين والدي صداقة متأكدة وقت مقامه بمرو، وكان يرجع إلى فضلٍ، وتمييزٍ، ومعرفة. قال لي إنه سمع ببغداد من: أبي يوسف عبد السلام القزويني وبالكوفة: أبا الحسين أحمد بن محمد الثقفي. وبجرجان: إسماعيل بن مسعدة وبإصبهان: نظام الملك. كتبت عنه عن المتأخرين، ولم أر له أصلاً عن هؤلاء. وكان غالياً في التشيع. ولد سنة اثنتين وستين وأربعمائة. وتوفي بسارية في رمضان.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 525 4 (حرف النون)
4 (نصر الله بن عبد الواحد بن أحمد.) أبو الفضل ابن الفقيه الدسكري، الأحدب. روى عنه: ابنه حسن، وابن عساكر، وابن السمعاني. وكان ديناً، ورعاً. توفي في شوال. 4 (نصر بن القاسم بن الحسن.) أبو الفتح الأنصاري، المقدسي، الفقيه المقرئ. قال الحافظ ابن عساكر: هو الذي لقنني القرآن.) وكان ثقة يصلي في مسجد عمر الذي على الدرج، ويلقن فيه. سمع من: أبي القاسم علي بن أبي العلا، وأبي محمد بن البري. وحدث. وعاش أكثر من ثمانين سنة. 4 (نوشتكين.) أبو منصور الشهرياري، عتيق الشيخ أبي الوفا بن شهريار الإصبهاني. قال ابن السمعاني: كان شيخاً صالحاً. سمع: أبا عمرو بن مندة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 526 وسمعت منه أحاديث إبراهيم بن أزهر رحمه الله لابن مندة. وكان تاجراً. توفي في شعبان. 4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن عبد الوهاب بن أحمد بن محمد بن أبي سهل.) أبو القاسم الكنجروذي، النيسابوري، الصوفي. سمع: أبا المظفر موسى بن عمران، ونصر الله الحسنامي. ونزل مرو. وتوفي سنة ثمانٍ أو تسعٍ. وأجاز لأبي المظفر السمعاني. 4 (يوسف بن محمد بن دينار.) أبو منصور الأزجي. سمع: أبو الحسين بن النقور. وعنه: هزارست بن عوض، وجماعة. 4 (يشكر بن محمد بن أبي بكر الحسني.) الحدادي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 527 شيخ معمر، صالح، كثير السماع.) قال السمعاني: أجاز لنا وأملى بجامع بخارى أكثر من عشرين سنة. سمع: محمد بن علي بن حيدرة الجعفري، ويحيى بن عبد الله السعدي، وأبا عصمة عبد الواحد بن يوسف. مات في شهر ربيع الأول من سنة تسعٍ.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 528 4 (وفيات سنة أربعين وخمسمائة)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن العباس.) أبو الرضا الهاشمي، المعروف بابن الرضا. سمع: أبا نصر الزينبي، وطراد بن محمد أخاه. روى عنه: عمر بن طبرزد، وغيره. 4 (أحمد بن عبد الله بن عامر.) أبو جعفر، وأبو العباس المعافري، الداني، خطيب دانية. روى عن: عمه أبي زيد عبد الرحمن بن عامر، ويوسف بن أيوب، وأبي بكر بن برنجاب. وكان ماهراً بالعربية. روى عنه: أبو عمرو بن عياد، وأبو الحجاج بن أيوب صاحب الأحكام. وعاش نحواً من سبعين سنة. 4 (أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن حسين بن عاصم.) أبو العباس الثقفي، الأندلسي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 529 أخذ القراءآت عن: أبي عمران موسى بن سليمان، وسمع منه. ومن: أبي خالد يزيد مولى المعتصم بن صمادح، أوبي داود المقرئ، وابن الدوش، وابن البياز. وحج، وتصدر للإقراء بجامع المرية. روى عنه من الجلة: أبو بكر بن رزق، وأبو القاسم بن حبيش، وأبو يحيى اليسع بن حزم. توفي في حدود الأربعين. 4 (أحمد ابن قاضي القضاة أبي الحسين علي ابن قاضي القضاة محمد بن علي.) الدامغاني، ثم البغدادي، الحنفي، أبو الحسين.) ولي بآخرة قضاء الكرخ، ثم قضاء الجانب الغربي كله، وباب الأزج. وجرت أموره على سدادٍ في القضاء. وحدث عن: أبي عبد الله النعالي، وطراد الزينبي. ترجمه ابن السمعاني، وقال: قرأت عليه جزءاً من حديث المحاملي. وتوفي في حادي عشر جمادى الآخرة، وله سبعٌ وخمسون سنة. روى عنه: ابن عساكر، وابن سكينة. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان.) الحافظ أبو سعد بن أبي الفضل البغدادي، ثم الإصبهاني.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 530 ولد بإصبهان في صفر سنة ثلاثٍ وستين وأربعمائة. وسمع: أباه، وعبد الرحمن، وعبد الوهاب ابني الحافظ ابن مندة، وحمد بن ولكيز، وإبراهيم الطيان، ومحمد بن أحمد بن ماجة الأبهري، ومحمد بن أحمد بن أسيد المديني، ومحمد بن عمر سسويه، ومحمد بن بديع الحاجب، وأبا منصور بن شكرويه، وسليمان بن إبراهيم الحافظ، وطائفة سواهم. ورحل إلى بغداد وهو ابن ست عشرة سنة، فدخلها فوجد أبا نصر الزينبي قد مات. فسمع من: عاصم بن الحسن، ومالك البانياسي، وأبي الغنائم بن أبي عثمان. وأكبر شيخ عنده: عبد الجبار بن عبيد الله بن برزة الواعظ الرازي. وقد حدثه محمود بن جعفر الكوسج، عن جد أبيه الحسن بن علي البغدادي. وهم بيت قديم بإصبهان. روى عنه: الحافظ ابن ناصر، وابن عساكر، وابن السمعاني، وأبو موسى المديني، وابن الجوزي، وابن طبرزد، ومحمد بن علي بن القبيطي، وطائفة من البغداديين، والإصبهانيين، آخرهم موتاً محمد بن محمد بن بدر الراراني. قاله ابن النجار. وقال ابن السمعاني: حافظ، ثقة، دين، خير، حسن السيرة، صحيح العقيدة، على طريقة السلف الصالح، تاركاً للتكلف، كان في بعض الأوقات
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 531 يخرج من بيته إلى الشرق ببغداد، وإصبهان، وعلى رأسه طاقية.) ورأيته في طريق الحجاز. وقد تغير لونه، ويبست أشداقه من الصوم في القيظ. وكان يملي في بعض الأوقات وقد خلع قميصه. وقال في مشيخته: كان حافظاً كبيراً، تام المعرفة، يحفظ جميع الصحيح لمسلم، وكان يملي الأحاديث من حفظه. وقال: وقدم مرة من الحج، فاستقبله خلقٌ كثير من إصبهان وهو على فرس، فكان يسير بسيرهم، حتى وصل قريباً من إصبهان، ركض فرسه وترك الناس إلى أن وصل إلى البلد، وقال: أردت أن أستعمل السنة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوضع راحلته إذا رأى جدرات المدينة. وكان مطبوعاً، حلو الشمائل، إستمليت عليه بمكة، والمدينة، وكتب عني مذاكرةً. وأبطأ علي يوماً بداره، فخرج واعتذر وقال: أوقفتك. فقلت: يا سيدي، الوقوف على باب المحدث عز. فقال: لك بهذه الكلمة أستاذ فقلت: لا. قال: أنت أستاذها. سمعت الحافظ إسماعيل بن محمد الطلحي يقول: رحل أبو سعد البغدادي إلى أبي نصر الزينبي، فدخل بغداد وقد مات، فجعل أبو سعد يلطم على رأسه ويبكي، ويقول: من أين أجد علي بن الجعد، عن شعبة وقال الحافظ عبد الله بن مرزوق الهروي: أبو سعد البغدادي شعلة نار. قال ابن السمعاني: سمعت معمر بن عبد الواحد يقول: أبو سعد البغدادي يحفظ صحيح مسلم. وكان يتكلم على الأحاديث بكلامٍ مليح. وقال ابن النجار، وقد ذكر أبا سعد البغدادي في تاريخه: إمامٌ في
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 532 الزهد، والحديث، واعظ. وممن كتب عنه: شجاع الذهلي، وابن ناصر. وكان إذا أكل طعاماً أغرورقت عيناه بالدموع، ثم يأكل ويقول: كان داود عليه السلام إذا أراد أن يأكل بكى.) وقال أبو الفتح محمد بن علي النطنزي: كنت بغداد، فاقترض مني أبو سعد بن البغدادي عشرة دنانير، فاتفق أن دخلت على السلطان مسعود بن محمد، فذكرت ذلك له، فبعث معي إليه خمسمائة دينار، فأبى أن يأخذها. قلت: حدث أبو سعد في بغداد بكتاب معرفة الصحابة لابن مندة، وكان يرويه ملفقاً عن أصحاب ابن مندة. فسمعه منه: محمد بن علي القنبيطي وسمعه كله من القنبيطي الشيخ جمال الدين يحيى بن الصيرفي. وقال أبو الفرج بن الجوزي: حج أبو سعد إحدى عشرة حجة، وسمعت منه الكثير، ورأيت أخلاقه اللطيفة، ومحاسنه الجميلة. وحج سنة تسعٍ وثلاثين، ورجع فتوفي بنهاوند في ربيع الأول سنة أربعين، وحمل إلى إصبهان. 4 (أحمد بن محمد بن عمر.) أبو القاسم التميمي، المريي، المعروف بابن ورد. ذكره ابن بشكوال فقال: كان فقيهاً، حافظاً، عالماً، متفنناً. أخذ العلم: أبي علي الغساني، وأبي محمد بن العيار. وناظر عند الفقيهين ابن رشد، وابن العود، وشهر بالعلم والحفظ والإتقان في العلوم.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 533 وأخذ الناس عنه. واستقضي بغير موضع من المدن الكبار. ولد سنة خمسٍ وستين وأربعمائة. وتوفي في رمضان، وله خمسٌ وسبعون سنة. وقال غيره: كان أبو القاسم بن ورد من بحور العلم بالأندلس كتب إلي ابن هارون الطائي، عن أبي عبد الله الأبار أنه سمع أبا الربيع بن سالم يقول: سمعت أبا الخطاب بن جميل يقول: سمعت أبا موسى عيسى بن عمران المكناسي يقول: لم يكن بالأندلس مثل أبي القاسم بن ورد، لا أحابي من الأقوام أحداً. قلت: كان أبو موسى المكناسي من كبار الأئمة، أكثر عن ابن ورد. قلت: ورأيت له المجلد الثاني من شرح البخاري يقتضي أن يكون من حساب مائتي مجلدة.) 4 (إبراهيم بن أحمد بن رشيق.) الطليطلي، أبو إسحاق المقرئ. نزيل دانية ثم سكن آش. أخذ القراءآت عن: أبي عبد الله المغامي صاحب الداني. وولي الخطابة. روى عنه: عبد الرحمن بن القصير، ويحيى بن محمد العقيلي، وأبو الحسن بن مؤمن. توفي هذا العام، أو قريباً منه. 4 (إدريس بن علي بن إدريس.) أبو الفتاح البياري، الأديب، الشاعر. سمع: أبا الحسن الأخرم، وجماعة. مات في ذي الحجة عن أربعٍ وثمانين سنة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 534 روى عنه: السمعاني. إسماعيل بن محمد بن أبي الفتح. أبو محمد الطرسوسي، النيلي. والد أبي جعفر. توفي في ربيع الأول بإصبهان. 4 (حرف الباء)
4 (بكر بن وجيه بن طاهر بن محمد.) أبو الفخر النيسابوري، الشحامي. قال ابن السمعاني: كان صالحاً، عفيفاً، كثير العبادة. سمعه أبوه من أبي بكر بن خلف الشيرازي، وجماعة. وتوفي في الحادي والعشرين من ربيع الأول. أجاز لأبي مظفر بن السمعاني. 4 (بهروز بن عبد الله.) أبو الحسن، مجاهد الدين الغياثي، الخادم، الأبيض.) ولي شرطة العراق نيفاً وثلاثين سنة، وعمر دار السلطان. وكان ابن
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 535 عقيل يقول: ما رأيت مثل مناقضة بهروز، فإنه منع أن يجتمع في السفينة النساء والرجال، وجمع بينهم في الماخور. توفي في رجب. وكان صاحب كلمة في عمارة البلاد، واسع الصدر، عالي الهمة. وكانت تكريت إقطاعاً له، فاستناب عليها شاذي جد السلطان صلاح الدين. ولبهروز رباط كبير ببغداد. 4 (حرف الحاء)
4 (الحسين بن الحسن بن عبد الله.) الشيخ أبو عبد الله المقدسي، الحنفي، المقرئ. قدم من الشام شاباً إلى بغداد فاستوطنها. وتفقه على قاضي القضاة أبي عبد الله محمد بن علي الدامغاني. وسمع من: أبي القاسم بن البسري، وأبي نصر الزينبي، وعاصم بن الحسن. وقرأ بالروايات على صاحب الحمامي أبي الخطاب أحمد بن علي الصوفي. وولي إمامة مشهد أبي حنيفة. وطال عمره. وكان ديناً، حسن الطريقة. قال لابن السمعاني، وقد سأله عن مولده: لا أعرف، لكني دخلت بغداد في أول سنة سبعين ولي سبع عشرة أو ثمان عشرة سنة. وقال ابن النجار: روى عنه ابن السمعاني. وثنا عليه يوسف وعبد السلام إبنا إسماعيل اللمقاني، وأبو النجح إسماعيل بن محمد الحنفي. وقرأت بخط أحمد بن صالح الجيلي: وفاة أبي عبد الله المقدسي في جمادى الآخرى، وحضره القضاة والفقهاء.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 536 قال: وكان صحيح السماع والقراءة، صالحاً، ديناً. حدث وأقرأ.) قلت: وحدث عنه عمر بن طبرزد، وغيره. 4 (الحسين بن محمد بن الحسن.) أبو علي بن الغصين البغدادي، القصار. حدث هذا العام. لم يحسن الثناء عليه أبو المعمر الأنصاري، وقال: لا شيء. سمع: مالكاً البانياسي، وجماعة. 4 (حيدر بن محمود بن حيدر.) أبو القاسم الشيرازي، الخالدي. كان يذكر أنه من ذرية خالد بن الوليد رضي الله عنه. قدم بغداد، وتفقه مديدة على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وذكر أنه خرج إلى الشام وأقام بها مدة، وكان أميراً على أكثر بلادها. قال ابن السمعاني: علقت عنه شعراً، وذكر أنه سمع تفسير الثعلبي عن جده حيدر، عن المصنف. توفي في شعبان. 4 (حرف الراء)
4 (رستم بن محمد بن أبي عيسى عبد الرحمن بن زياد.) القاضي أبو القاسم الإصبهاني. توفي في المحرم. قاله أبو مسعود الحاجي. سمع نسخة لوين من جده أبي عيسى.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 537 4 (حرف العين)
4 (عبد الله بن أحمد بن سماك.) أبو محمد الغرناطي. سمع من: أبي مطرف الشعبي، وتفقه عليه، وأبي علي الغساني. وجلس للتدريس والمناظرة.) وولي خطبة الشورى ببلده، ثم ولي القضاء. تفقه به: أبو خالد بن رفاعة، وأبو عبد الله بن رفاعة. وتوفي في رمضان، وله أربعٌ وثمانون سنة. 4 (عبد الله بن علي بن عبد الله بن علي بن خلف.) أبو محمد الرشاطي، اللخمي، من أهل المرية. أكثر عن: الغساني، والصدفي. وكان له عناية تامة بالحديث، والرجال، والتواريخ. وله كتاب حسن في أنساب الصحابة ورواة الحديث. أخذه الناس عنه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 538 وكان مولده سنة 466. وتوفي في حدود الأربعين. 4 (عبد الله بن محمد بن حسين.) السيد، المعمر، أبو القاسم العلوي، الحسيني، الكوفي ثم الجوجاني وجوجان من نواحي نيسابور. توفي في حدود سنة أربعين، وقد قارب المائة أو بلغها. قال ابن السمعاني: مولده في حدود سنة أربعين وأربعمائة، وكان صالحاً كثير الخير والعبادة مع كبر السن. وثقل سمعه. سمع: أبا بكر محمد بن عبد الله الفارسي بنيسابور، والإمام أبا علي الفضل الفارمذي. حمل ابن السمعاني ولده عبد الرحيم إليه بالقصر، وبات عنده ليلة، وسمعا منه ذم الدنيا لأبي عبد الرحمن السلمي، وغير ذلك. وقد رأى الشيخ أبا القاسم عبد الله بن علي الكركاني، وسمع ببغداد أبا بكر الطريثيثي. قال ابن السمعاني: ما سمعت من شيخ أسن منه. 4 (عبد الله بن محمد بن يحيى بن فرج.) أبو محمد العبدري، الزهيري، الأندلسي، من أهل المرية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 539 أخذ القراءآت عن أبي داود بدانية. وسمع من: أبي علي بن سكرة.) وأقرأ بعد حماد نحواً من عشرين سنة. ثم نزل بجاية. حدث عنه: أبو العباس بن عبد الجليل التدميري. وتفي ببجاية. 4 (عبد الله بن مسعود بن محمد.) الأمير أبو سعيد النسوي، الملقاباذي، حفيد عميد خراسان. فيه تعبد وانعزال عن الناس. سمع: موسى بن عمران، وأبا بكر بن صالح. روى عنه: أبو سعد الحافظ. وعاش ثمانياً وسبعين سنة. 4 (عبد الرحمن بن الحسين بن علي بن الخضر بن عبدان.) أبو القاسم الأزدي، المقرئ، الدمشقي. كان يقرأ في السبع الكبير في الجامع، وسمع: القاضي أبا القاسم سعد بن أحمد الذي يروي عن ابن صخر. روى عنه: الحافظ ابن عساكر، وابنه القاسم. وتوفي في جمادى الأولى. وهو قرابة الخضر بن الحسين.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 540 4 (عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد.) أبو بكر البحيري، النيسابوري. شيخ مسند، مقبول، ثقة، صالح، مشهور. حدث عن: أبي بكر البيهقي، وأحمد بن منصور المغربي، وأبي القاسم القشيري، وأبيه عبد الله، وعمه عبد الحميد، وإسماعيل بن عبد الرحمن الكيالي، وغيرهم. ومن مسموعاته: المتفق للجوزقي، تفرد به في وقته، عن المغربي وسمع أبا سهل الحفصي. وكان مولده في سنة ثلاثٍ وخمسين وأربعمائة، وهو من بيت حديث ورواية. روى عنه: ابن السمعاني، ومحمد بن فضل الله السلاري.) وأبوه أبو الحسن عبد الله شيخ عدل، حدث عن محمد بن أحمد بن عبدوس المزني، وأبي نعيم عبد الملك، وطبقتهما. وهو من شيوخ زاهر. وحدث عن أبي بكر هذا جماعة، وبالإجازة عبد الرحيم بن السمعاني، والمؤيد الطوسي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 541 وتوفي في جمادى الأولى. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن نزار.) أبو زيد الشاطبي، المالكي. روى عن: أبي الحسن طاهر بن مفوز، وأبي عبد الله الطلاعي، وجماعة. وكان فقيهاً، عاقلاً، عارفاً بالمذهب، مشاوراً، نبيلاً، حافظاً، ذا تواضع وديانة، وخير. 4 (عبد السلام بن إسماعيل بن أبي الفضل محمد بن عثمان القومساني.) الهمذاني، أبو طاهر، ابن الحافظ أبي الفرج. سمع: أباه، وأبا الفتح عبدوس. ولد سنة، ومات في صفر. أخذ عنه: السمعاني، وغيره. 4 (عبد الصمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن العباس.) أبو صالح الحنوي الشيباني، الذهلي. وحاني بليدة من آخر ديار بكر من ثغر الروم. شيخ صالح، مسن، فقير، راغب في الرواية.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 542 سمع: أبا القاسم بن أبي حرب الجرجاني، ورزق الله التميمي، والأنباري، وعاصم بن الحسن. روى عنه: محمد بن محمد السنجي، وأبو سعد السمعاني، وغير واحد. وتوفي في خامس رجب ببغداد، وله نيفٌ وثمانون سنة. وممن روى عنه: أبو أحمد ابن سكينة. 4 (عبد الفتاح بن إسماعيل.) أبو بكر الصوفي، الهروي، البيع. سمع من: أبي إسماعيل الأنصاري مناقب أحمد.) قرأه عليه السمعاني، وقال: مات في شعبان. 4 (عبد الملك بن سلمة بن عبد الملك الوشقي.) مولى بني أمية، أبو مروان بن الصيقل. جال في طلب العلم، وأخذ القراءآت عن: أبي المطرف بن الوراق، وأبي زيد بن حيوة، وأبي الحسن بن شفيع، وأبي القاسم بن النحاس. ولقي: أبا محمد بن عتاب، وأبا الوليد بن رشد، وطائفة فأكثر عنهم. وتصدر ببلنسية للإقراء والنحو مدة. وكان من أهل الضبط، والفصاحة، والذكاء. حدث عنه: أبو عمر بن عياد، وأبو جعفر بن نصرون، وأبو بكر بن هذيل، وأبو عبد الله بن نوح الغافقي. وتوفي كهلاً.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 543 4 (عتيق بن الحسين بن محمد.) أبو بكر القطان، الرويدشتي، الإصبهاني. سمع: سعيداً العيار. روى عنه: السمعاني، وقال: صالح، مستور. مات يوم عرفة. 4 (عتيق بن علي بن مكي، الفزاري.) المعروف بابن العربي، النيدي، السمسطاوي. سمع: أبا إسحاق الحبال، وأبا إسحاق الرازي. روى عنه: السلفي، وقال: كان تلآءً للقرآن، ظاهر الخير. توفي بالإسكندرية في شعبان. 4 (علي بن أبي ياسر أحمد بن بندار بن إبراهيم.) أبو الحسن، المعروف بابن الشاه، الحلاج، القطان. شيخ متميز. سمع: أباه، وعمه ثابت بن بندار البقال، وأبا غالب الباقلاني.) قدم مرو، فسمع منه: أبو سعد السمعاني. وتوفي بغزنة في التجارة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 544 4 (علي بن محمد بن سلامة.) أبو الحسن ابن البالسي. ولد بالعراق سنة إحدى وخمسين وأربعمائة، ونشأ بدمشق. وحدث عن: أبي البركات أحمد بن طاوس. وهو مدفون بمقبرة الكهف. 4 (حرف الكاف)
4 (كامل بن أحمد بن محمد بن أحمد بن سلامة.) أبو التمام الدمشقي، المقرئ، الضرير. قرأ على أبي الوحش سبيع تلميذ الأهوازي. وسمع من جماعة. عرض عليه القرآن أبو القاسم بن عساكر. وقال: حج، وتوفي بمكة، رحمه الله. 4 (كثير بن سعيد بن عبد الله بن الحسين بن إسحاق بن ثماليق.) أبو عبد الله الوكيل. كان حاذقاً بكتابة السجلات وفصل الدعاوى. سمع من: نصر بن البطر، وأبي بكر الطريثيثي، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 545 قال ابن السمعاني: كتبت عنه ببغداد والحرمين. وكان فيه ديانة وخير. توفي في صفر. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن أحمد بن محمد.) أبو بكر الباغبان، الإصبهاني، الصوفي، الصالح، أخو أبي الخير. سمع: عبد الوهاب بن مندة، وغيره.) وتوفي ثالث عشر شوال. كتب عنه أبو سعد السمعاني، وقال: كان من خواص عبد الرحمن بن مندة، فأكثر عنه. سمعت منه معرفة الصحابة، بسماعه من عبد الرحمن، عن أبيه. ولد بعد سنة ستين، وسمع من جماعة. 4 (محمد بن الحسين بن حمزة.) أبو الفتح العلوي، الهروي. سمع: أبا عاصم الفضيلي. وعنه: أبو سعد السمعاني، وقال: مات في شوال. 4 (محمد بن عبد الله بن محمد.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 546 أبو جعفر بن أبي جعفر الخشني، المرسي. تفقه بأبيه أبي محمد بن أبي جعفر الفقيه، وأخذ العربية عن أبي بكر بن الجرار. وكان فقيهاً، مبرزاً، قائماً على المدونة، متبحراً في العلم، يلقي مسائل المدونة من حفظه. وبه تفقه: هارون بن يمات، وأبو بكر بن أبي حمزة. وولي قضاء بلده عند خلع الملثمين. ثم تأمر ببلده ليمسك الناس عن الشر. وكان يقول: لست لها بأهل. ثم إنه تجهز في جموعه، وتوجه إلى غرناطة، وعمل مصافاً، فقتل وانهزم جيشه في هذا العام، وسنه دون الأربعين. وممن قتل معه: أبو بكر محمد بن يوسف بن خطاب السرقسطي، النحوي الشاعر. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن الطفيل.) العبدي، الإشبيلي، أبو الحسين بن غنيمة، المقرئ الأستاذ. أخذ القراءآت عن أبي عبد الله السرقسطي. وروى عن: أبي داود بن نجاح، وأبي عبد الله بن فرج، وأبي علي الغساني، وخازم بن محمد وغيره. وحج، وأقام بالإسكندرية حتى أخذ عن أبي القاسم بن الفحام، وأحمد بن الحسين بن الميمون.) واشتهر بالصدق والإتقان. وأخذ الناس عنه. وله أرجوزة في القراءآت. ومن جملة أصحابه أبو بكر بن خير.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 547 توفي في حدود سنة أربعين، رحمه الله. 4 (محمد بن علي بن عبد المؤمن.) القاضي أبو عبد الله الرعيني، الزينبي، الغرناطي. روى عن: أبي الأصبغ بن سهل، وأبي علي الغساني، ومحمد بن سابق. وولي الأحكام بغرناطة. روى عنه: ابنه إبراهيم، وأبو خالد بن رفاعة، وأبو عبد الله بن عبد الرحيم. 4 (محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن حسين بن حمدان.) أبو الفتح الثعلبي، الخشاب، الكاتب. نزيل مرو. أحد المشهورين بالبراعة في البلاغة والترسل، وحسن الخط. وله شعر رائق. قال ابن السمعاني: لكنه منهك مع الشيخوخة على الشرب. وكان يضرب به المثل في الكذب والمستحيلات ووضعها. قال فيه إبراهيم بن عثمان الغزي الشاعر: (أرضاه إن نحت الأخشاب والده .......... فلم يطقه وأضحى ينحت الكذبا) إلا أنه كان صحيح السماع. سمع بنيسابور: أبا القاسم القشيري، والفضل بن المحب، وأبا صالح المؤدب، وأبا سهل الجعفي. ولد سنة سبعٍ وخمسين وأربعمائة، ومات مسافراً بين مرو وسرخس في ثامن عشر رجب، ودفن بمرو.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 548 4 (مسعود بن جامع المراتبي الضرير.) سمع: ابن طلحة النعالي.) كتب عنه: أبو محمد بن الخشاب في هذه السنة. وانقطع خبره. 4 (مسعود بن أبي سعد محمد بن سهل.) القولوي، النيسابوري، وقولو: من محال نيسابور. سمع: علي بن أحمد المديني المؤدب، وأبا بكر أحمد بن سهل السراج. وقدم بغداد سنة أربعٍ وتسعين وأربعمائة. وسمع بها. قال ابن السمعاني: كتبت عنه بنيسابور، وكان شيخاً لا بأس به. توفي في رمضان. 4 (الموفق بن علي بن محمد بن ثابت.) الفقيه أبو محمد الخرقي، المروزي، الثابتي، الشافعي. تلميذ محيي السنة البغوي. قال السمعاني: كان فقيهاً، ورعاً، زاهداً، متواضعاً، لم أر في أهل العلم مثله خلقاً وسيرة. وكان يصوم أكثر أيامه، ويتكلم. تفقه أيضاً على والدي. وقرأ الخلاف ببخارى على: أبي بكر الطبري وتلمذ له. وكان يحفظ المذهب.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 549 مات في رمضان. 4 (موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر بن الحسن بن الجواليقي.) أبو منصور بن أبي طاهر البغدادي، النحوي اللغوي، إمام الخليفة المقتفي. ولد سنة ستٍ وستين وأربعمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 550 وسمع: أبا القاسم بن البسري، وأبا طاهر بن أبي الصقر الأنباري، وطراد بن محمد، وابن البطر، وجماعة كثيرة. وسمع بنفسه، وكتب الكثير بخطه. روى عنه: ابنته خديجة، وابن السمعاني، والشريف عبيد الله بن أحمد المنصوري، وأبو الفرج) بن الجوزي، ويوسف بن المبارك، وأبو اليمن الكندي، وآخرون. قال ابن السمعاني: إمامٌ في اللغة والنحو، وهو من مفاخر بغداد. قرأ الأدب على أبي زكريا التبريزي، وتلمذ له، حتى برع فيه. وهو متدين، ثقة، ورع، غزير الفضل، وافر العقل، مليح الخط، كثير الضبط. صنف تصانيف، وانتشرت عنه، وشاع ذكره. وقال غيره: كان حجةً في نقل العربية، علامة، متفنناً في الآداب، تخرج به جماعة كثيرة. وتوفي في المحرم، قاله ابن شافع، وابن المفضل المقدسي، ومحمد بن حمزة بن أبي الصقر، وأبو الفرج بن الجوزي، وأبو موسى المديني، وآخرون. وأما ما ذكره ابن السمعاني أن أبا محمد عبد الله بن محمد بن جرير القرشي كتب إليه بوفاة أبي منصور بن الجواليقي في نصف المحرم سنة تسعٍ وثلاثين، فغلطٌ بيقين، واعتمد عليه القاضي ابن خلكان، وما عرف له غلط. قال ابن الجوزي: قرأ الأدب سبع عشرة سنة على أبي زكريا التبريزي، وانتهى إليه علم اللغة فأقرأها، ودرس العربية في النظامية بعد أبي زكريا مدة. فلما استخلف المقتفي اختص بإمامته.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 551 وكان المقتفي يقرأ عليه شيئاً من الكتب، وكان غزير العقل، متواضعاً في ملبسه ورياسته، طويل الصمت، لا يقول الشيء إلا بعد التحقيق والفكر الطويل. وكثيراً ما كان يقول: لا أدري. وكان من أهل السنة. سمعت منه كثيراً من الحديث وغريب الحديث. وقرأت عليه كتابه المعرب وغيره من التصانيف. وقال ابن خلكان: صنف التصانيف المفيدة، وانتشرت عنه، مثل شرح كتاب أدب الكاتب، وكتاب المعرب، وتتمة درة الغواص التي للحريري. وخطه مرغوبٌ فيه. وكان يصلي بالمقتفي بالله، فدخل عليه، وهو أول ما دخل، فما زاد على أن قال: السلام على أمير المؤمنين ورحمة الله تعالى.) فقال ابن التلميذ النصراني، وكان قائماً وله إدلال الخدمة والطب: ما هكذا يسلم على أمير المؤمنين يا شيخ. فلم يلتفت إليه ابن الجواليقي، وقال: يا أمير المؤمنين، سلامي هو ما جاءت به السنة النبوية. وروى الحديث ثم قال: يا أمير المؤمنين، لو حلف الحالف أن نصرانياً أو يهودياً لم يصل إلى قلبه نوعٌ من أنواع العلم على الوجه لما لزمته كفارة، لأن الله ختم على قلوبهم، ولن يفك ختم الله إلا الإيمان. فقال: صدقت، وأحسنت. وكأنما ألجم ابن التلميذ بحجرٍ، مع فضله وغزارة أدبه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 552 4 (حرف الياء)
4 (يوسف بن عبد الواحد بن محمد بن ماهان.) أبو الفتح الإصبهاني، الكاتب. يروي عن أصحاب الحافظ ابن مندة. روى عنه: ابن عساكر، وأبو موسى المديني، وغيرهما. توفي في أواخر ربيع الأول. 4 (يحيى بن محمد بن عبد الرحمن بن بقي.) أبو بكر الأندلسي، القرطبي، الشاعر المشهور، صاحب الموشحات البديعة، والمعاني الرشيقة. ذكره العماد الكاتب وورخه.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 553 وهو القائل: (يا أفتك الناس لحاظاً وأحبهم .......... ريقاً متى كان فيك الصاب والعسل)
(في صحن خدك وهو الشمس طالعة .......... وردٌ يزيدك فيه الراح والخجل)
(إيمان حبك في قلبي مجددة .......... من خدك المكتب أو من لحظك المرسل)
(إن كنت تجهل أني عبد مملكةٍ .......... مرني بما شئت آتية وأتبتل) وله: (ومشمولةٍ في الكأس تحسب أنها .......... سماء عقيقٍ رصعت بالكواكب)
(بنت كعبة اللذات في حرم الصبى .......... فحج إليها اللهو من كل جانب) ) 4 (يرنقش الزكوي الأرمني.) الخادم. ولي إمرة إصبهان وإمرة العراق وشحنكيتها. وكان خادماً لزكي الدين التاجر، فترقت به الحال إلى أن صار من كبار الدولة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 554 4 (المتوفون في عشر الأربعين وخمسمائة ظناً ويقيناً)
4 (حرف الألف)
4 (أحمد بن سعيد بن الإمام أبي محمد بن حزم.) اليزيدي، مولاهم القرطبي أبو عمر، نزيل شلب. كان فقيهاً ظاهرياً كجده، عارفاً بأصولهم، داعياً إليه، صليباً فيه، مع معرفةٍ بالنحو والشعر. توفي رحمه الله بعد محنةٍ عظيمة من ضربه وحبسه وأخذ أمواله، مما نسب إليه من الثورة على السلطان، في حدود الأربعين. 4 (أحمد بن عبد الله بن بركة بن الحسين.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 555 أبو القاسم بن ناجية، الحربي، الفقيه، الوسيط. أحد الأئمة ببغداد. تفقه على أبي الخطاب، وبرع في الفقه وناظر، ثم صار حنفياً، ثم تحول شافعياً. ثم ترك التقليد وتبع الدليل. وحدث عن: ثابت بن بندار. روى عنه: ابن السمعاني. 4 (أحمد بن محمد بن أبي سعيد.) أبو العباس الطحان، البغدادي، المتقي. رجل خير يأكل من كسبه. سمع: أبا الحسين بن المهتدي بالله. توفي بعد الثلاثين. 4 (أحمد بن محمد بن علي بن أحمد.) أبو اليقظان التنوخي، المعري، الأديب.) شاعر محسن. عمر تسعاً وتسعين سنة. وانتقل بأولاده إلى حلب حين هجم الفرنج، خذلهم الله، المعرة سنة ستٍ وسبعين. وقد سمع من أبي العلاء المعري ثلاثة قصائد. رواها عنه حفيده محمد بن مؤيد بن أحمد بن محمد.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 556 وتوفي سنة بضعٍ وثلاثين. 4 (إبراهيم بن عبد الملك بن محمد بن إبراهيم.) الشحاذي، القزويني، المقرئ، شيخ صالح، خير، معمر. جاور بمكة مدةً، وقرأ القرآن على أبي معشر الطبري. وسمع ببغداد من: أبي إسحاق الشيرازي الفقيه، وغيره. روى عنه ابنه، وبالإجازة أبو سعد السمعاني. 4 (إسماعيل بن عبد الواحد.) أبو الفخر الإصبهاني، التاجر. أكثر عن أصحاب أبي نعيم. ثم سمع من: أبي الحسن العلاف ببغداد، وجماعة. سمع منه: ابن الخشاب، وأبو الفضل محمد بن يوسف الغزنوي. وكان مولده في سنة تسعٍ وستين وأربعمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 557 4 (حرف الحاء)
4 (الحسن بن سعيد بن أحمد بن عمرو بن المأمون بن عمرو.) أبو علي الجزري، الفقيه الشافعي. قدم في صباه بغدادٍ، وسمع: أبا القاسم عبد العزيز بن الأنماطي، وأبا القاسم البسري. وولي قضاء جزيرة ابن عمر. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وابن عساكر. ومولده في حدود سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة. وتفقه ببغداد.) ذكره ابن السمعاني، وقال: توفي في حدود سنة أربعين. 4 (الحسن بن محمد بن الحسن.) شيخ الرافضة وعالمهم، أبو علي ابن شيخ الرافضة وعالمهم الشيخ أبي جعفر الطوسي. رحلت إليه طوائف الشيعة إلى العراق، وحملوا عنه. ذكره ابن أبي طيء في تاريخه فقال: كان ورعاً، عالماً، متألهاً، كثير الزهد والورع، قائماً بالتلاوة والأوراد، والاشتغال، والتصنيف. ولد بمشهد علي عليه السلام، وقرأ على أبيه جميع كتبه. حدثني عماد الدين أبو جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري قال: كان الشيخ أبو علي الطوسي
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 558 من أعبد الناس وأفيدهم تألهاً، لم ير إلا قارئاً، أو مصلياً، أو معلماً، أو مشتغلاً. وكان بين عينيه الركن العتر من السجود، وكان يسترها. قال ابن رطبة: كان أبو علي خشناً في ذات الله، عظيم الخشوع والعبادة، معظماً عند الخاصة والعامة. وقال آخر: رأيت أبا علي رجلاً قد وهب نفسه لله، لم يجعل لأحدٍ معه فيها نصيباً، ولا أشك أنه كان من خواص الأبدال. قلت: وكان مقيماً بمشهد علي بالعراق. قال العماد الطبري: لو جازت الصلاة على غير النبي والإمام لصليت عليه. كان قد جمع العلم والعمل، وصدق اللهجة. وقد زار أبو سعد السمعاني المشهد، وسمع عليه، وأثنى عليه. وقال أبو منصور محمد بن الحسن النقاش: كنا نقرأ على الشيخ أبي علي بن أبي جعفر، وإن كان إلا كالبحر يتدفق بجواهر الفوائد. وكان أروى الناس للمثل، والشاهد، وأحفظ الناس للأصول، وأنقلهم للمذهب، وأرواهم للحديث. قلت: روى عن: أبي الغنائم النرسي، وغيره.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 559 4 (الحسن بن نصر.) أبو محمد بن المعبي، البزاز. حدث عن: أبي القاسم بن البسري، والفقيه نصر المقدسي.) كتب عنه: ابن عساكر، وابن السمعاني. وكان تاجراً ببغداد. 4 (حمد بن الحسن بن الفرج بن محمد.) أبو الفرج الهمذاني المعروف بعجيب الزمان. ضرير، مطبوع. ذكره ابن السمعاني فقال: سمع: عبد الواحد علي بن بوغة، وعبدوس بن عبيد الله. سمع منه: ابن السمعاني بهمذان في سنة سبعٍ وثلاثين. 4 (حمد بن عبد الرحمن بن محمد بن شاتيل.) القاضي أبو علي الأزجي، الحنبلي. ولي القضاء بسوقٍ الثلاثاء ثم بالمدائن. وحدث عن: النعالي، وابن البطر، وغيرهما.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 560 4 (حرف الزاي)
4 (زيد بن سعد بن علي بن أحمد بن علي.) الشريف، أبو إسماعيل الحسني، العلوي، الهمذاني. سمع: عبدوس بن عبد الله، وأبا العلاء محمد بن طاهر. قال ابن السمعاني: كتبت عنه، وقال لي: ولدت سنة أربعٍ وسبعين وأربعمائة. 4 (حرف الشين)
4 (شعبة بن عبد الله بن عمر.) أبو الخير الإصبهاني، الصباغ، التاجر. سمع الكثير ورحل. وسمع: رزق الله التميمي بإصبهان ونصر بن البطر، والنعالي، ببغداد وأبا نصر محمد بن علي بن ودعان الموصلي. قال ابن السمعاني: سمعت منه، وكان صدوقاً صحيح السماع. ولد سنة ثمانٍ وستين وأربعمائة. قلت: روى عنه أبو موسى المديني، وقال: توفي في صفر سنة.) تجول بكرمان. 4 (شجاع بن عمر بن بدر الجوهري النهاوندي.) أبو البدر التاجر، نزيل همذان. حدث عن: أبي المظفر بن عمران الصوفي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 561 روى عنه: أبو شجاع عمر البسطامي وأجاز لأبي سعد السمعاني، وقال: توفي بعد سنة ثلاثين. 4 (حرف الصاد)
4 (صالح بن هبة الله بن محمد بن عبد السلام بن جفان.) أبو محمد الواعظ. بغدادي، سافر إلى الشام، والجزيرة، ووعظ، وظهر له القبول. سمع: نصر بن البطر، وأبا الفضل محمد بن عبد السلام. وعنه: السمعاني. 4 (حرف الطاء)
4 (طاهر بن محمد بن طاهر بن محمد بن الفضل بن يعقوب بن إسحاق بن سعد بن الحسن بن) سفيان بن عامر. أبو نصر الشيباني، النسائي، قاضي شهرستان. 4 (حرف الظاء)
4 (ظفر بن هارون بن ظفر بن نصر.) أبو الفتوح الربعي، الموصلي، ثم الهمذاني. سمع: ثابت بن الحسين التميمي. كتب عنه: أبو سعد بهمذان، وقال: ولد سنة ثمانٍ وخمسين وأربعمائة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 562 4 (ظفر بن علي بن حمد.) أبو سعد الهمذاني، المستوفي. سمع الكثير، ونسخ الأجزاء. وسمع: فند بن عبد الرحمن الشعراني، وعبد الرحمن بن حمد الدوني، وأبا علي بن نبهان،) وابن ينال، وهذه الطبقة. وجمع وخرج. وكان مولده سنة سبعين وأربعمائة. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وابن الجوزي. حدث سنة. 4 (حرف العين)
4 (عبد المغيث بن أبي عدنان.) أبو تميم الإصبهاني. روى عن: أبي القاسم بن مندة، والمطهر البزاني، وأبي عيسى عبد الرحمن بن زياد، وابن ماجة الأبهري. روى عنه: زاهر بن أحمد الثقفي. 4 (عبد الملك بن أحمد بن مروان الأزدي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 563 الغرناطي، المالكي، ويعرف بابن البصير. فقيه، حافظ، بارع في الفقه، مشاورٌ، نبيل. روى عنه: أبو خالد بن رفاعة، وأبو إسحاق الغرناطي، وناظر عليه في المدونة، وأبو تمام العوفي، وابن أخيه عبد الرحمن بن أحمد. وتوفي قبل الأربعين وخمسمائة. 4 (عبد الصمد بن عمر الخرزي.) سمع: أبا القاسم القشيري. وحدث في سنة. روى عنه: زينب الشعرية. 4 (عمر بن أحمد بن الحسين.) أبو حفص الهمذاني، الوراق، الصوفي. محدث رحال. سمع: ابن الطيوري، والعلاف ببغداد وأبا بكر أحمد بن محمد بن رحمويه بزنجان وأبا الفتح) الحداد بإصبهان. وقرأ بدمشق على أبي الوحش سبيع، وسكن السميساطية. وكان صالحاً. روى عنه: ابن عساكر. 4 (عيسى بن عبد الله الكردي، الزاهد.) قال ابن السمعاني: كان يسكن الموصل، وكان من أهل التجويد
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 564 والتوكل. وله في قطع البادية والمقام أحوالٌ ومقامات. وكان كثير المجاهدة، صبوراً على الشدائد والجوع. وكان يستر حاله. وكان أهل الموصل يعتقدون فيه، ويتبركون به. وكان لا يخالطهم، وينزوي في موضع خارج الموصل، وإذا اشتد به الجوع غطى وجهه بخرقة ودخل فمد يده، فلا يعرف، ويعطى كسرة أو كسرتين. ولو عرفوه لأعطوه مبلغاً من المال. وكان أكثر مقامه بالحجاز. وورد بغداد مرات. سمعت منه بالمدينة النبوية. توفي قرب الأربعين بطريق الحجاز بذات عرق. 4 (عائشة بنت أبي البركات هبة الله بن المبارك السقطي.) امرأة صالحة، خيرة، ستيرة. سمعها والدها من أبي الحسن بن الأخضر الأنباري، وغيره. روى عنها: أبو سعد السمعاني. 4 (عمرو بن محمد بن بدر.) أبو الحسن الهمذاني، الغرناطي. ذكره ابن الأبار فقال: سمع الموطأ من أبي عبد الله بن الطلاع. وتفقه بأبي الوليد بن رشد.) وكان من أهل الزهد والصلاح. روى عنه: أبو جعفر بن شراحيل الهمذاني الغرناطي، وغيره. لقيه في سنة ثمانٍ وثلاثين وخمسمائة. قلت: أبو جعفر هو أحمد بن عبد الله شيخ لابن مسدي، يأتي في سنة ستٍّ وستمائة. 4 (عياش بن عبد الملك.) أبو بكر الأزدي، البابري، ثم القرطبي.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 565 من أئمة القراء. أخذ عن: خازم بن محمد، وأبي القاسم بن النحاس، وعياش بن الخلف. وروى عنهم، وعن طائفة. وكان عبداً صالحاً. روى عنه: أبو عبد الله بن عبد الرحيم، وأبو عبد الله بن حفص، وأبو جعفر بن يحيى. توفي في نحو الأربعين. 4 (حرف الميم)
4 (محمد بن إبراهيم بن أحمد.) أبو سعيد النيسابوري، العدني، نسبة إلى عمل الابراد. روى عن: فاطمة بنت الدقاق، ومحمد بن إسماعيل التفليسي. روى عنه: أبو سعد، وقال: توفي في سنة. 4 (محمد بن إسماعيل بن محمد.) أبو بكر العذري، السرقسطي بن قورس. سمع من: عمه عبد الله بن محمد القاضي مسند البزاز، وأجاز له طراد الزينبي، وجماعة. وشوور في الأحكام. ثم ولي قضاء بلده. سمع منه: أبو جعفر بن الباذش، وأبو عبيد الله النميري.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 566 وتوفي بعد الثلاثين. 4 (محمد بن الحسن بن نديمة.) ) أبو بكر المروزي، الطبيب. قرأ عليه السمعاني صحيح البخاري بسماعه من أبي الخير بن أبي عمران، وقال توفي سنة نيفٍ وثلاثين. 4 (محمد بن علي بن عطية البلنسي.) كان في حدود الأربعين وخمسمائة بالأندلس. انفرد بزمانه ببراعة خطه الفائق على وضع المغاربة. 4 (محمد بن علي بن محمد.) القاضي أبو عبد الله الجياني، النفري. تفقه بقرطبة عند أبي الوليد بن العواد، وأبي الوليد بن رشد. وحدث عنهما، وعن ابن عتاب. وشوور في الأحكام، ونوظر في المدونة. وكان عارفاً، إماماً. 4 (محمد بن أبي سعيد الفرج بن عبد الله.) السرقسطي، البزاز. حج، وسمع ببغداد من: ابن خيرون، وابن البطر، وأبي عبد الله الحميدي. وأقام بالإسكندرية، فروى عنه: أبو محمد الطحان، وأبو عبد الله الحضرمي، ومخلوف بن حازة، وكان يشهد. مات بعد الثلاثين. 4 (محمد بن محمد بن الحسين بن خميس.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 567 أبو البركات الموصلي، الفقيه. من بيت علم وتقدم. حدث ببغداد والموصل عن: أبي نصر بن طوق. روى عنه: جماعة. قال ابن السمعاني: توفي قبل دخلتي إلى الموصل. قلت: فتكون وفاته بعد الثلاثين وخمسمائة.) 4 (محمد بن يوسف بن سليمان بن محمد بن خطاب.) أبو بكر بن جزار، القيسي، السرقسطي، النحوي. نزيل مرسية. أخذ العربية عن: أبي بكر بن الفرضي، وأبي محمد البطليوسي. وسمع: أبا علي الصدفي. وجلس لتعليم العربية، وكان بارعاً فيها وفي الأدب والشعر. قتل سنة أربعين، فيحول إليها. روى عنه: أبو محمد بن عاب، وغيره. 4 (المبارك بن الحسين بن عبد المطلب بن نغوبا.) الواسطي، أبو السعادات الشاهد. قال ابن السمعاني: شيخ كبير، كثير المحفوظ، مليح المجاورة، سالم لحواس، رأيته بواسط، وصعد معي إلى بغداد، وسمعت منه بأماكن. سمع: أبا القاسم بن البسري، وأبا إسحاق الشيرازي، وأبا الفتح
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 568 نصر بن الحسن الشاشي. وسألته عن مولده، فقال في سنة خمسين وأربعمائة. وقال: نغوبا اسم قرية لجدي، كان يعبر إليها كثيراً، فنسب إليها، يعني لقب بها. قلت: روى عنه: أبو اليمن الكندي الجزء الثالث من المخلصيات، وابن أبي الفوارس، وابن ابنه علي بن علي، وأبو الفتح المندائي. وله ذرية رووا الحديث. 4 (محمود بن حامد بن محمد.) أبو المظفر الكاغدي، الدهان، البناء. من شيوخ إصبهان. قال ابن السمعاني: كان شيخاً، صالحاً، مكثراً من الحديث، غير أنه كان من العبد الرحمانية أصلاً. سمع شيخه أبا القاسم عبد الرحمن بن مندة، وسمعت منه بإصبهان. وولد بعد الستين وأربعمائة.) 4 (محمود بن سعد بن أحمد بن محمود.) أبو رجاء بن أبي الفرج بن أبي طاهر الثقفي، الإصبهاني. والد يحيى الثقفي وزوج بنت الحافظ إسماعيل التيمي. قال ابن السمعاني: كان حريصاً على طلب الحديث، وقراءته، وجمعه، وتحصيل النسخ. ورد بغداد وسمع بها الكثير، وحصل تاريخ الخطيب، وغيره من الكتب الكبار. غير أنه ليس له معرفة بالحديث.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 569 سمع: ابن عم جده القاسم بن الفضل الثقفي، وأبا نصر السمسار، وأبا مطيع المصري، وأبا القاسم بن مين، وابن نبهان. أخرج له حموه إسماعيل الحافظ ثلاثة أجزاء، فقرأتها عليه. 4 (مسيرة الزغيمي.) أبو الخير، مولى بني المعوج. شيخ، صالح، خير، صعلوك. روى عن: أبي نصر الزينبي. كتب عنه: ابن السمعاني ببغداد. وروى عنه: عبد الوهاب ابن سكينة. 4 (مورق بن كثير بن الحسن بن المجد البالسي.) الفقيه قدم بغداد، وتفقه على أبي بكر الشاشي حتى برع وصار من أعيان الشافعية. وكان ذا معرفة تامة باللغة، والأدب، ورجع إلى بالس. وسمع: أبا نصر الزينبي وأجازه الكامل، وأبا الفوارس، وأبا بكر الطريثيثي. وقد مر أبو سعد السمعاني بالبلد، وما اعتقد أن بها من يروي شيئاً، ثم لما وصل إلى بغداد ذكروه له، فندم على فواته. 4 (حرف الهاء)
4 (هبة الله بن أبي غالب محمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني.) أبو القاسم. شيخ صالح، من أولاد محدثي بغداد.) كان منقطعاً في بيته. سمع: أباه، وعمه أبا طاهر، وأبا عبد الله النعمان، وجماعة.
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 570 روى عنه: أبو سعد السمعاني. 4 (هبة الله بن محمد بن أبي الأصابع.) أبو القاسم الحربي، المقرئ، الضرير. شيخ خير، صالح. كتب عنه ابن السمعاني، عن عبد الواحد بن علون الشيباني. 4 (حرف الياء)
4 (يحيى بن عطاف بن إبراهيم بن الربيع.) أبو الفضل الموصلي، الزاهد. قال ابن السمعاني: شيخ، صالح، زاهد، متنسك، كثير العبادة، دائم التلاوة. صحب الصالحين، وخدمهم، وانتفع بهم. سمع: أبا نصر محمد بن علي بن ودعان، وأبا الحسن علي بن أحمد بن يوسف الهكاري. وجاور بمكة مدةً، ثم قدم الموصل. وحج لما حججت أيضاً، وانتفعنا. وآخر عهدي به في شوال سنة بالموصل، وقد ناطح الثمانين. 4 (يحيى بن علي بن محمد بن محمد.) الأنباري، الخطيب، أبو نصر، ابن الخطيب أبي الحسن بن الأخضر. شيخ، صالح، متودد. سمع بالأنبار من: أبيه، وأبي بكر أحمد بن علي الخطيب، وأبي طاهر ين أبي الصقر. قال ابن السمعاني: كتبت عنه ببغداد، وبالأنبار، وإصبهان. ولد في سنة خمسٍ وخمسين وأربعمائة في صفر. 4 (يحيى بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم بن المحاملي.)
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والثلاثون الصفحة 571 الفقيه أبو طاهر. جاور بمكة أزيد من خمسين سنة وكان مولده سنة ثلاثٍ وخمسين.) وقد روى عن والده، عن أبي الحسين بن بشران. سمع منه: أبو موسى المديني، وغيره بمكة.