تاريخ الإسلام للذهبى--5

من معرفة المصادر

الجزء الثانى والعشرون

الكتاب: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام. تأليف: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي. دار النشر: دار الكتاب العربي. مكان النشر: لبنان/ بيروت. سنة النشر: 1407هـ - 1987م. الطبعة: الأولى. تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمري. ملاحظات حول الكتاب: الكتاب موافق للمطبوع كاملاً. غير مفهرس.غير مقابل على نسخة ورقية. بل هو نفس الموجود في مكتبة التراث. قام بنسخه وإدخاله إلى الشاملة أخوكم: أبو عبد الله السني. راجياً منكم دعاءً بظهر الغيب. تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 109 قلت: روى عنه: أبو مسعود أحمد بن محمد البجلي الرازي صحيح مسلم. وتوفي ليلة النحر، ولم يرو عنه الحاكم شيئاً. 4 (محمد بن سعيد بن الحسن بن محمد بن سهل، أبو سعيد الهروي القراب. توفي في ذي) القعدة. 4 (محمد بن عبد الله بن محمد، أبو العباس بن سكرة الهاشمي الأديب.) ) بغدادي من ذرية أبي جعفر المنصور. كان متسع الباع إلى أنواع الإبداع، فائق الشعر، لا سيما في المجون والسخف، وكان يقال ببغداد: إن زماناً جاد بمثل ابن سكرة وابن الحجاج لسخي جداً، وقد شبها في وقتهما بجرير والفرزدق في وقتهما، ويقال إن ديوان ابن سكرة يربي على خمسين ألف بيت. وتوفي في ربيع الآخر. ومن شعره: (في وجه إنسانه كلفت بها .......... أربعة ما اجتمعن في أحد.)

(الوجه بدر، والصدع غالية .......... والريق خمر، والثغر من برد.) وقال أبو القاسم التنوخي: أنشدنا ابن سكرة لنفسه، وكان طيب المزاح: (27/109)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 110 (وقائل قال لي: لا بد من فرج .......... فقلت واغتظت كم لا بد من فرج)

(فقال لي: بعد حين. قلت: واعجباً .......... من يضمن العمر لي يا بارد الحجج.) وله: (غصن بان وفي اليد منه .......... غصن فيه لؤلؤ منظوم.)

(فتحيرت بين غصنين في ذا .......... قمر طالع وفي ذا نجوم.)

4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن نصر بن ورقاء، أبو بكر الأودني وأودن قرية من قرى) بخارى. قيده ابن السمعاني بضم الهمزة، وابن ماكولا ومن تبعه على فتحها. كان إمام الشافعية في زمانه بما وراء النهر، وهو من أصحاب الوجوه. وقال الحاكم: هذا من أزهد الفقهاء وأورعهم وأعبدهم وأبكاهم على تقصيره، وأشدهم تواضعاً وإنابةً. قلت: روى عن الهيثم بن كليب الشاشي، وعبد المؤمن بن النسفي، ومحمد بن صابر البخاري. روى عنه الحاكم، وأبو عبد الله الحليمي، ومحمد بن أحمد بن غنجار، وجعفر المستغفري، وتوفي ببخارى في شهر ربيع الآخر. ومن غرائب وجوهه أن الربا حرام في كل شيء، فلا يجوز بيع مال بجنسه مطلقاً. ومن شيوخه ببخارى يعقوب بن يوسف القاسمي. (27/110)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 111 4 (محمد بن عبيد الله بن الحسين، أبو بكر الأصبهاني.) ) سمع محمد بن هارون الروياني، وعباس بن الوليد بن شجاع ابن أخي أبي زرعة الرازي. روى عنه: أحمد بن محمود الثقفي، وكان ثقة مأموناً. توفي في ربيع الآخر. وروى عنه أيضاً أبو نعيم، ووصفه بالعدالة، ولكن قال: مات في ذي القعدة. 4 (محمد بن عمر بن حفصويه، أبو الحسن السرخسي جد الحافظ إسحاق بن إسحاق القراب.) توفي في ذي الحجة. 4 (محمد بن محمد بن احمد بن عثمان، أبو بكر البغدادي الطرازي نزيل نيسابور. من كبار) القراء والصلحاء. قرأ على: أبي بكر بن مجاهد، وسمع أبا القاسم البغوي، ويحيى بن صاعد، ودخل البصرة وأصبهان ثم نيسابور، وكتب بها عن محمد بن الحسين القطان وغيره. وكان عارفاً بالعربية والحديث. قال الحاكم: خالف الأئمة في آخر عمره في أحاديث حدث بها في ذي الحجة. روى عنه الحاكم، وأبو حفص بن مسرور، وأبو سعد الكنجروذي وغيرهم. وقال الخطيب: ذاهب الحديث. 4 (محمد بن موسى بن المثنى الفقيه، أبو بكر البغدادي الآبري الداوودي الطاهري.) (27/111)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 112 سمع أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، وأبا سعيد العدوي. روى عنه: البرقاني وقال: كان فقيهاً نبيلاً على مذهب داوود. ولد سنة ثلاثمائة. 4 (مظفر بن أحمد بن إبراهيم بن الحسين بن برهان، أبو الفتح المقرئ.) أقرأ القرآن بدمشق مدة. وصنف كتاباً في القراءات، وقرأ على أبي القاسم علي بن العقب، وأبي الحسن محمد بن الأخرم، وصالح بن إدريس البغدادي، وحدث عن أحمد بن عبد الله بن نصر بن هلال، وإبراهيم بن المولد الزاهد، وابن حذلم، وأبي علي الحضايري، وأحمد بن محمد بن فطيس. وعنه: تمام الرازي، وأبو سعيد الماليني، وعلي بن الحسن الربعي وجماعة. والصواب برهان، بالضم. 4 (هاشم بن الحجاج، أبو الوليد البطليوسي.) ) سمع: محمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن إصبع، وحج، فسمع من أبي سعيد الأعرابي، وأبي حامد البغدادي، وأبي يحيى محمد بن عبد الرحمن بن المقرئ، وأبي محمد بن أسد بن عبد الرحمن الكازروني، وخلق بمكة، ومحمد بن إبراهيم السراج، والفضل بن عبيد الله بالقدس، وعلي بن العباس الغزي بغزة، والحسن بن مليح، واحمد بن بهزاد بمصر، واستقر ببطليوس، ثم سعي به إلى السلطان فامتحن، وأسكن قرطبة، فقرأ عليه كثيراً وكان لا بأس به في ضبطه. توفي في شوال. قاله ابن الفرضي. (27/112)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 113 4 (يوسف بن الشيخ أبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي النحوي، أبو محمد.) كان إخبارياً، لغوياً، علامةً، عارفاً بالعربية معرفة جيدة، تصدر في مجلس أبيه بعد موته، وقد كان يفيد له في حياته، وكمل بعض تصانيف أبيه، وشرح أبيات سيبويه، فجاء نهايةً في بابه، وشرح إصلاح المنطق فأجاد، وله في اللغة مصنفات. توفي في ثالثة من ربيع الآخر. وعمره خمس وخمسون سنة. 4 (يوسف بن عمر بن مسرور، أبو الفتح القواس الزاهد. بغدادي محدث مشهور.) وسمع: أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، وابن صاعد، وأحمد بن محمد بن المغلس، ومحمد بن هارون الحضرمي، وخلقاً كثيراً، ذكر في تراجمهم أنه روى عنهم. روى عنه: أبو محمد الخلال، وأبو الحسن العتيقي، وعبد العزيز الأزجي، وأبو ذر الهروي، وآخر من روى عنه أبو الحسين بن المهتدي. قال الخطيب: كان ثقة زاهداً صادقاً، ولد سنة ثلاثمائة، وأول سماعه سنة ست عشرة. سمعت علي بن محمد السمسار يقول: ما أتيت يوسف القواس إلا وجدته يصلي، وسمعت أبا بكر البرقاني والأزهري ذكرا القواس فقالا: كان من الأبدال، زاد الأزهري: وكان مجاب الدعوة. (27/113)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 114 وقال أبو ذر الهروي: سمعت الدارقطني يقول: كنا نتبرك بأبي الفتح القواس وهو صبي. وقال تمام بن محمد الزينبي وغيره: سمعنا القواس أنه وجد في كتبه جزءاً في فضائل معاوية قد قرضته الفارة، فدعا عليها، فسقطت فارة من السقف واضطربت حتى ماتت. وجاء عن أبي ذر العروي أنه كان حاضراً لما ماتت. قال العتيقي: مات في ربيع الآخر. كان ثقة مستجاب الدعوة، ما رأيت في معناه مثله. أنبأنا ابن علان، أنا الكندي، أنا القزاز، أنا الخطيب، حدثني عبد الغفار الأموي، حدثني أبو) الحسن بن حميد، سمعت أبا ذر الهروي يقول: كنت عند أبي ذر القواس، فأخرج جزءاً فيه قرض الفارة، فدعا الله على الفارة التي قرضته، فسقطت من السقف فارة، لم تزل تضطرب حتى ماتت. وذكر أبو الفتح أنه كان يكتب من لفظ المستسلمي، بل من لفظ الشيخ، فذكر أن رجلاً قال له: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام يقول لي: من أراد السماع كأنه يسمعه مني فليسمعه كسماع أبي الفتح القواس. (27/114)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 115 1 (وفيات سنة ست وثمانين وثلاثمائة.)

4 (أحمد بن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى، أبو حامد المزكي النيسابوري.) قال الحاكم: له إجازة من أبي العباس الدغولي بخط يده، وسمع من محمد بن الحسين القطان، وبمكة من ابن الأعرابي، وببغداد من البختري والصفار وطبقتهم. روى عنه: أبوه، وأبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ، أملى ببغداد ونيسابور، وحضر مجالسه القضاة والأشراف، وخرجت له فوائد. وتوفي في شعبان، ومولده سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، وصحبته ببغداد، وبطريق مكة، وعندي أن الملائكة لم تكتب عليه خطيئة، وصام الدهر نيفاً وعشرين سنة، وكان عابداً. قلت: وهو أحد الأخوة. حدث بهمذان، فروى عنه من أهلها جعفر الأبهري، وأبو بكر الزنجاني، وأحمد بن محمد بن سعدويه، وآخرون، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو سعد الكنجروذي. 4 (أحمد بن عبد الوهاب بن الحسين بن سفيان بن يوسف، أبو علي البغدادي القاضي نزيل) مصر. حدث وتوفي في المحرم. (27/115)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 116 4 (أحمد بن عبد الله بن نعيم بن الجليل، أبو حامد النعيمي.) روى صحيح البخاري. سمع أبا عبد الله الفربري، وأبا العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي، والحسين بن محمد بن مصعب، وإبراهيم بن حمدويه السلمي، وأبا أحمد بن إسحاق السرخسي، وجماعة. روى عنه: أبو يعقوب القراب، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو بكر البرقاني، وأبو حازم) العبدوي، وأبو منصور الكرابيسي، وأبو عمر عبد الواحد بن أحمد المليحي شيخ محيي السنة البغوي وغيرهم. وهو سرخسي نزل هراة واستوطنها، وتوفي في ربيع الأول. 4 (أحمد بن علي بن محمد، أبو علي المدائني المعروف بالحاكم، أحد الأدباء المذكورين.) سمع: أبا بكر بن دريد وجماعة، وصحب عضد الدولة بن بويه، وكان راوية للشعر. روى عن: علي بن المحسن التنوخي، وهلال بن المحسن الصابي، وذكر أنه كان يحفظ ثلاثين ألف بيت شعر. 4 (عبد الله بن الحسين بن حسنون، أبو أحمد السامري البغدادي.)

4 (أحمد بن محمد بن جعلان. روى عن أبي بكر بن الأنباري.) وعنه: ابن المحسن التنوخي. (27/116)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 117 4 (أحمد بن وموسى بن أحمد بن خصيب، أبو بكر الأندلسي المعروف بابن الإمام.) ولي القضاء ببعض مدن الأندلس، وسمع من عمر بن يوسف ومحمد بن شبل، وعاش ستين سنة. 4 (أحمد بن أبي الليث نصر بن محمد النصيبي المصري الحافظ. قدم نيسابور.) قال الحاكم هو باقعة في الحفظ، شبهت مذاكرته بالحفظ بالسحر، وكان يتقشف، وجالس الصالحين، ثم ذهب إلى ما وراء النهر، وأقبل على الأدب والشعر، ودخل في الأعمال السلطانية، ثم اجتمعت به هناك، وحفظه كما كان، فكنت أتعجب منه. سمع: أحمد بن عبد الرحيم القيسراني، وأبا هاشم الكتاني بالشام وأبا عبد الله الحكيمي، وأبا علي الصفار ببغداد، وأبا العباس الأصم بنيسابور، وأصحاب يونس بن عبد الأعلى بمصر. روى عنه: الحاكم، وجماعة. 4 (جندب بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المؤمن بن خالد، أبو ذر المهلبي الأزدي) الجرجاني. روى عن أبي إسحاق البحري، ومحمد بن الحسين بن ماهيار، ودعلج السجزي، وجماعة. وكان فقيهاً خيراً. قال ابن ماكولا: مات في رجب سنة ست. 4 (حمد بن محمد بن حمدون النيسابوري، أبو منصوري الجوزجاني الفقيه.) (27/117)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 118 تفقه ببلخ عند أبي القاسم الصفار، وحدث عن أبي العباس الدغولي وطبقته، وعمر نيفاً وتسعين) سنة. 4 (الحسن بن إبراهيم بن زولاق، أبو محمد. أحد علماء الديار المصرية، وصاحب التصانيف) والتواريخ. مولده في حدود سنة ست وثلاثمائة، ومن كبار شيوخه أبو جعفر الطحاوي، ورحل إلى دمشق بعد الثلاثين، ولم يؤرخه ابن عساكر. 4 (سعيد بن محمد بن مسلمة بن محمد بن تيري، أبو بكر القرطبي.) سمع من عمه خطاب بن مسلمة، وقاسم بن إصبع. وولي قضاء قرمونة. وتوفي وصلى عليه أخوه مسلمة الزاهد. 4 (عباس بن إصبع بن عبد العزيز الهمذاني الحجاري، أبو بكر القرطبي، ولم يكن من أهل) وادي الحجارة فيما قيل. سمع محمد بن عبد الملك بن أيمن، وعبد الله بن يونس، وسيد أبيه الزاهد، وسعيد بن جابر، وعباس بن محمد. وكان ضابطاً لما كتب. قرأ الناس عليه كثيراً، وتوفي في ذي القعدة، وله اثنتان وثمانون سنة. (27/118)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 119 4 (صالح بن جعفر، أبو الفرج الرازي.) حدث عن: أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن زياد النيسابوري. وعنه: أبو الحسن العتيقي، وأبو القاسم التنوخي، وجماعة. أحاديثه تدل على صدقة. 4 (عبد الله بن أحمد بن مالك، أبو محمد البغدادي البيع.) سمع: أبا بكر بن داوود، ومحمد بن منصور الشيعي، وسعيداً أخا زبير الحافظ. روى عنه: العتيقي، وأبو طالب النيسابوري، وأبو حازم محمد بن الفراء. وثقه ابن أبي الفوارس. توفي في جمادى الأولى. 4 (عبد الله بن الحسين بن حسنون، أبو أحمد السامري البغدادي المقرئ، مسند ديار مصر) بالقراءات. ذكر أنه قرأ لحفص على أحمد بن سهل الأشناني صاحب عبيد بن الصباح، وقرأ للسوسي على أصحابه أبي الحسن بن الرقي، وأبي عثمان النحوي، وأبي عمران موسى بن جرير النحوي، وقرأ لقالون على أبي الحسن بن شنبوذ، وقرأ للدوري وغيره على أبي بكر بن) مجاهد، وكذا قرأ على ابن شنبوذ بطرق متعددة. قرأ عليه: أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، وأبو الفتح فارس بن (27/119)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 120 أحمد، ويوسف بن رباح البصري، وعبد الساتر بن الذرب باللاذقية، وأبو الحسين القيسي الخشاب، وأبو القاسم عبد الجبار بن أحمد الطرسوسي ثم المصري، قرأ عليه بمذاهب السبعة، ورواياته عنه في كتاب العنوان وآخر من قرأ عليه أبو العباس أحمد بن سعيد بن أحمد بن نفيس شيخ ابن الفحام. وقد وقع لنا بحمد الله من طريقه رواية حفص السوسي بعلو، من قراءتي على أصحاب الصفراوي عنه. إلا أن السامري قد تكلم فيه بعضهم، فقال محمد بن علي الصوري: قال أبو القاسم العنابي البزاز: كنا يوماً عند أبي أحمد المقرئ فحدثنا عن أبي العلاء محمد بن أحمد الوكيعي، فاجتمعت بأبي محمد عبد الغني بن سعيد، فذكرت ذلك له، فاستعظمه، وقال: سله متى سمع منه فرجعت إليه، فقال: سمعت منه بمكة في الموسم، سنة ثلاثمائة، فأتيت عبد الغني فأخبرته، فقال: أبو العلاء مات عندنا في أول سنة ثلاثمائة. ثم عبرت معه بعد مدة، وأبو أحمد قاعد يقرئ، فقلت له: لا أسلم على من يكذب في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال صاحب العنوان إنه قرأ لأبي الحارث الليث عن الكسائي، على عبد الجبار الطرسوسي، عن قراءته على أبي أحمد السامري، وتلا أبو أحمد برواية المذكور على محمد بن يحيى الكسائي الصغير، عن قراءته على الليث. قال أبو عبد الله القصاع: كذا نقل الجماعة عن أبي أحمد أنه قرأ على محمد بن يحيى، وهو وهم، لأنه توفي سنة ثمانين ومائتين، وولد أبو أحمد بعد موته بنحو خمس عشرة سنة. (27/120)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 121 وقال الخطيب: قال الصوري: وقد ذكر أبو أحمد أنه قرأ على محمد بن يحيى الكسائي، فكان الأمر من ذلك بعيداً. قلت: وهذا وهم، وقع لأبي أحمد رجع عنه، وإنما يروي هذه القراءة عن مجاهد تلاوةً عن محمد بن يحيى سماعاً لحروفها، وكذا رواه لأبي عمرو الداني في جامع البيان، فقال: قرأت بها على شيخنا أبي الفتح، وقال: قرأت على عبد الله بن الحسين، قال: قرأت على ابن مجاهد، قال: أخبرني محمد بن يحيى الكسائي، عن الليث بن خالد، عن الكسائي. قلت: وأبو الفتح من أثبت القراء وأتقنهم، وأما أبو القاسم الجدلي، وابن الفحام، وغيرهما ممن) عنده طرق أبي أحمد، فلم يذكروا قراءة أبي أحمد عن محمد بن يحيى أصلاً، وقد رواها، أعني رواية محمد بن يحيى أبو الحسن بن شنبوذ، وقد سقط اسمه على صاحب العنوان، والله أعلم. وأنا أستغرب قراءة أبي أحمد على أحمد بن سهل الأشناني فإنه توفي سنة سبع وثلاثمائة، ومولد أبي أحمد سنة خمس وسبعين ومائتين، فيكون قد قرأ عليه وهو ابن اثنتي عشرة سنة إن كان قد قرأ عليه. توفي ليلة السبت لثمان بقين من المحرم. وذكر يحيى بن الطحان أن أبا أحمد روى عن أبي العلاء الكوفي وعبد الله بن المعتز، وعون بن المعتز، وعون بن أبي المزرع. قلت: ولم يدرك ابن المعتز، فسألت الله السلامة، فقد بان ضعف أبي أحمد وتخليطه فياحينه. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن الخطيب بن رسته، أبو علي الضبي الأصبهاني.) سمع الحسن بن محمد الداركي، وأبا عمرو ابن عقبة، وإبراهيم بن عبد الله بن محمد الزينبي. (27/121)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 122 روى عنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم الحافظ، وأبو نصر إبراهيم بن محمد بن علي الكسائي. 4 (عبد الكبير بن محمد بن عفير، أبو محمد الحكمي الأندلسي المقرئ.) سمع من أبي جعفر بن النحاس، وأبي سعيد بن الأعرابي، وقاسم بن إصبع، والمظفر بن أحمد المصري، وقرأ على محمد بن عبد الله بن أشته ومحمد بن علي. وأقرأ الناس بقرطبة مدة، وتوفي في صفر. 4 (عبد الله بن أبي زيد، وأبو محمد فقيه القيروان.) توفي سنة ست وثمانين، وقيل سنة تسع، وقد ذكر هنالك. 4 (عبيد الله بن فرج بن مروان القرطبي النحوي ويعرف بالطوطالقي.) أخذ عن أبي علي القالي وأبي عبد الله الرياحي، وطائفة، وبرع في اللغة. وبرع في النحو والآداب، وقد اختصر كتاب المدونة، وأجاد. توفي في عشر السبعين. 4 (عبيد الله بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن جميل، أبو أحمد الأصبهاني.) سمع من جده إسحاق مسند أحمد بن منيع وسمع من الحسن بن عثمان الفسوي: كتب يعقوب ابن سفيان، وسمع من أحمد بن جعفر بن محمويه البغدادي.) (27/122)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 123 روى عنه: أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني، وأبو نعيم الحافظ، وعلي بن القاسم بن إبراهيم بن شنبويه المقرئ، وأبو نصر إبراهيم بن محمد الكسائي، وعثمان بن أحمد بن سعيد الخلال، وعبد الواحد بن أحمد المعلم. قال ابن مردويه: توفي في شعبان. 4 (علي بن أحمد بن محمد بن مهران الأصبهاني.) روى عن أبي بكر محمد بن سعيد الفارسي، عن زيد بن أخرم. وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم. 4 (علي بن القاضي أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل الضبي المحاملي، أبو القاسم البغدادي.) سمع: أباه، ومحمد بن محمد الباغندي، وابن زياد النيسابوري. وعنه: ابن أخيه أحمد بن عبد الله، وأبو القاسم الأزهري، وتوفي في شعبان. وثقه الخطيب. 4 (علي بن عمر بن محمد بن الحسن بن شاذان، أبو الحسن الحميري البغدادي الحربي يعرف) بالسكري وبالختلي، وبالصيرفي، وبالكيال. سمع: أحمد الصوفي، وعلي بن سراج، وعباد بن علي السيريني، ويحيى بن محمد الباغندي، والهيثم بن خلف، وأبا حبيب بن البرتي، وعلي بن إسحاق بن زاطيا، وعيسى بن سليمان، والحسن بن الطيب البلخي، وعلي بن الحسين بن حبان، وجماعة. تفرد بالرواية عن جماعة منهم. (27/123)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 124 روى: عنه أبو القاسم الأزهري، وأبو محمد الخلال، وأبو الطيب الطبري، والعتيقي، وأبو القاسم التنوخي، والقاضي أبو يعلى محمد بن الحسين الفراء، وأبو الغنائم محمد بن علي بن الدجاجي، وعبد الصمد بن المأمون، وأبو الحسين محمد بن المهتدي بالله وهو آخرهم، وأبو الحسين بن النقور. أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي، أنا أحمد بن أبي الفتح، والفتح بن عبد السلام قالا: أنا محمد بن عمر الأرموي، أنا أحمد بن محمد البزاز، أنا علي بن عمر الحربي، ثنا أحمد بن الحسن الصوفي ثنا يحيى بن زبير، ثنا سفيان بن عيينة، عن حميد الأعرج، عن سليمان بن عتيق، عن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم: أمر بوضع الجوائح ونهى عن بيع السنين. قال التنوخي: سمعت الحربي يقول: ولدت سنة ست وتسعين ومائتين، وأول سماعي سنة ثلاث) وثلاثمائة من الصوفي. قال الخطيب: قال البرقاني، عن الحربي: لا يساوي شيئاً، فسألت الأزهري عنه فقال: صدوق، وكان سماعه في كتب أخيه، لكن بعض المحدثين قرأ عليه منها شيئاً، لم يكن سماعه، وأما الشيخ فكان في نفسه ثقة. وقال الأزجي: كان صحيح السماع. وقال العتيقي: كان ثقة ذهب بصره في آخر عمره، وتوفي في شوال. 4 (علي بن محمد بن أحمد اليزداذي الرازي نزيل ما وراء النهر.) روى عن أبي بكر بن زياد النيسابوري، وابني المحاملي: القاسم والحسين، وغيرهم. (27/124)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 125 يعرف بالخازن، ولي القضاء بمدائن عدة. 4 (غزوان بن القاسم بن علي، أبو عمرو المازني البغدادي ثم المصري.) روى عن الحسن بن مليح، وقرأ القرآن على ابن شنبوذ، وأقرأ. عمر ستاً وتسعين سنة. وقال الداني: قرأ على ابن مجاهد، وكان مساهراً ضابطاً. تلا عليه إسماعيل بن عمرو الحداد. 4 (المثنى بن محمد بن المثنى، أبو الهيثم الأزدي المروزي.) حدث عن أحمد بن محمد بن المنكدري، وعبد الرحمن بن محمد بن حمدويه. روى عنه: جعفر المستغفري، وأبو العلاء الواسطي، وعلي بن طلحة. 4 (محمد بن إبراهيم السوسي شيخ الصوفية بدمشق.) روى عن أبي علي محمد بن شعيب، وأبي عبد الله الروذباري. روى عنه: محمد بن الحسين بن الترجمان. 4 (محمد بن حسان بن محمد الفقيه، أبو عبد الله بن أبي الوليد النيسابوري الشافعي.) أفتى ودرس زمن أبيه، وروى عن ابن الشرفي، وابن عبدان. وعنه: الحاكم وجماعة. مات في شوال، وله أربع وثمانون سنة. 4 (محمد بن الحسن بن إبراهيم الإستراباذي، وقيل إنه جرجاني، الفقيه (27/125)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 126 الشافعي المعروف) بالختن. كان ختن الإمام أبي بكر الإسماعيلي. ولد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، وكان إماماً فاضلاً ورعاً مشهوراً، وله وجوه حسنة في المذهب، وكان مقدماً في الأدب، ومعاني القراءات والقرآن، مناظراً.) سمع الحديث من أبي نعيم عبد الملك بن عدي وجماعة بجرجان، ومن عبد الله بن فارس ونحوه بأصبهان، ومن أبي العباس الأصم بنيسابور، وأكثر عن الأصم، وشرح التلخيص لأبي العباس بن القاص. وخلف من الأولاد أبا بشر الفضل، وأبا النضر عبيد الله، وأبا عمرو عبد الرحمن، وأبا الحسن عبد الواسع. توفي بجرجان يوم عرفة، ودفن يوم الأضحى. 4 (محمد بن خراسان، أبو عبد الله المصري.) قرأ القرآن على المظفر بن أحمد، وسمع من أبي جعفر النحاس، وبرع في العربية، وسكن صقلية. وحمل عنه جماعة، وعمر ستاً وتسعين سنة. 4 (محمد بن سليمان بن يزيد الفامي القزويني، أبو سليمان.) سمع من أبيه، ومحمد بن جمعة بن زهير، والعباس بن الفضل بن شاذان الرازي، وغيرهم. وعاش تسعين سنة. 4 (محمد بن عبد الله بن عبد المؤمن، أبو عبد الله القرطبي المعلم، ابن بنت أصبغ بن مالك،) كان عنده أصول جده أصبغ ويذكر أنه سمعها، ويدعي أنه أدرك محمد بن وضاح، كان شيخاً تائهاً لا معرفة له. (27/126)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 127 كتب عنه قوم حدثهم عن جده، لو أرادوه على أن يحدثهم عن نوح عليه السلام لفعل. توفي في المحرم، وقيل إنه جاوز المائة، فالله أعلم. 4 (محمد بن عثمان بن إسحاق، أبو الفضل النسفي. شيخ مسن.) روى عن محمود بن عنبر تسعين حديثاً، وهو آخر أصحابه. روى عنه جعفر المستغفري. 4 (محمد بن علي بن عطية، أبو طالب الحارثي المكي. مصنف كتاب قوت القلوب.) كان من أهل الجبل، ونشأ بمكة وتزهد، وله لسان حلو في التصوف. روى عن: علي أحمد المصيصي، وأحمد بن يوسف بن جلاد النصيبي، وأحمد بن الضحاك الزاهد، وأبي بكر الآجري، ومحمد بن عبد الحميد الصنعاني، ومحمد بن أحمد المفيد، وغيرهم. روى عنه: عبد العزيز الأزجي. قال الخطيب: حدثني العتيقي، والأزهري أنه كان مجتهداً في العبادة، وتوفي في جمادى) الآخرة، وقال لي أبو طاهر محمد بن علي العلاف إنه وعظ ببغداد، وخلط في كلامه، وحفظ عنه أنه قال: ليس على المخلوقين أضر من الخالق، فبدعه الناس وهجروه. وقال غيره: إن أبا طالب كان يستعمل الرياضة كثيراً، ولقي مشايخ وسادةً، ودخل البصرة بعد وفاة أبي الحسن بن سالم، فانتهى إلى مقالته. (27/127)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 128 قال أبو القاسم بن بشران: دخلت على شيخنا أبي طالب المكي فقال: إذا علمت أنه قد ختم لي بخير فانثر على جنازتي سكراً ولوزاً، وقل: هذا حاذق، ثم قال: خذ بيدي إذا احتضرت، فإذا قبضت على يدك فاعلم أنه قد ختم بخير، وإن لم أقبض فاعلم أنه لم يختم بخير، فقعدت عنده، فلما كان عند موته قبض على يدي قبضاً شديداً، فلما خرجت جنازته نثرت عليه سكراً ولوزاً، وقلت: هذا الحاذق كما أمرني. رأيت أربعين حديثاً لأبي وبخطه، قد أخرجها بأسانيده، وروى فيها عن عبد الله بن جعفر بن فارس إجازة، وروى في أولها: من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من خمسة أوجه. وقد خرج فيها من أبي زيد المروزي من صحيح البخاري رحمه الله، كنه حمده بحمده. 4 (محمد بن عبد الله بن حمشاذ، أبو منصور الحمشاذي النيسابوري الفقيه الأديب الزاهد.) سمع من: أبي طالب حامد بن بدال أبي بكر القطان، وفي الرحلة من ابن الأعرابي، وابن البختري. وكان زاهداً عابداً كبير الشأن يخرج أئمة، وعاش اثنتين وسبعين سنة، وكان من كبار الشافعية. 4 (محمد بن عمر بن سعدون، أبو عبد الله المعافري القرطبي الغضايري.) شيخ صالح قليل العلم، حج وسمع بمكة من ابن الأعرابي، وبمصر من أحمد بن جامع وجماعة. سقط عليه حائط فمات تحته في ربيع الآخر. وقد أخذ عنه ابن الفرضي. (27/128)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 129 4 (محمد بن محمد بن إبراهيم بن جبريل، أبو طاهر النسفي الفقيه.) قال جعفر المستغفري: كان يسبح وحده في الفقه والزهد والورع، رحمه الله، ومات كهلاً. 4 (محمد بن المسيب، أبو داود العقيلي صاحب الموصل، تملكها سنوات.)

4 (منصور بن يوسف بن بلكين الصنهاجي صاحب إفريقية.) كان بطلاً شجاعاً جواداً، فولي بعد أبيه باديس لعمه حماد على ولاية أشتر، فعظم حماد وكثر) عسكره، ثم عصى على ابن أخيه، ثم اقتتلا سنة ست وأربعين، فانهزم حماد، ومات باديس بعد أشهر، فقاتل المعز بن باديس حماداً، فانهزم أيضاً، وفي بيته ملوك أنشأوا بجاية. 4 (ميمون بن عبد الغفار بن حسنويه، أبو سعيد المصري. توفي عن نيف وستين سنة.)

4 (أبو منصور العزيز بالله بن المعز بالله أبي تميم معد بن المنصور بالله أبي الطاهر إسماعيل) ابن القائم بأمر الله محمد بن العبيدي. إنهم علويون فاطميون، وهذا هو صاحب مصر والشام والغرب، ووالد الحاكم. ولي المملكة بعد والده في ربيع الآخر سنة خمس وستين وثلاثمائة، وله إحدى وعشرون سنة. وكان كريماً شجاعاً، حسن الصفح. (27/129)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 130 قال المسبحي: وفي أيامه بني قصر البحر بالقاهرة الذي لم يكن مثله لا في شرق ولا غرب، وقصر الذهب، وجامع القرافة. كان أسمر، أصهب الشعر، أعين أشهل، بعيد ما بين المنكبين، حسن الخلق، قريباً من الناس، لا يؤثر سفك الدماء، وكان مغرىً بالصيد، ويتصيد السباع، وكان أديباً فاضلاً، فذكر له أبو منصور الثعالبي في يتيمة الدهر هذه الأبيات: (نحن بنو المصطفى ذوو محن .......... تجرعها في الحياة كاظمنا.)

(عجيبة في الأنام محنتنا .......... أولنا مبتلىً وخاتمنا.)

(يفرح هذا الورى بعيدهم .......... طراً وأعيادنا مآتمنا.) وكان قد مات له ابن في العيد، فقال هذا. ثم قال أبو منصور: سمعت الشيخ أبا الطيب يحكي أن الأموي صاحب الأندلس كتب إليه نزار صاحب مصر كتاباً يسبه فيه ويهجوه، فكتب إليه: أما بعد، فإنك قد عرفتنا فهجوتنا، ولو عرفناك لأجبناك قال: فاشتد ذلك على نزار، وأفحمه عن الجواب، يعني أنه دعي لا يعرف قبيلته، حتى كان يهجوه. وقال أبو الفرج بن الجوزي: كان العزيز قد أولى عيسى بن نسطورس النصراني، واستناب منشأ اليهودي، فكتبت إليه امرأة: بالذي أعز اليهود بمنشأ، والنصارى بابن نسطورس، وأذل المسلمين بك، إلا نظرت في أمري، فقبض على اليهودي والنصراني، وأخذ من ابن نسطورس ثلاثمائة ألف دينار. قال ابن خلكان، رحمه الله: وأكثر أهل العلم لا يصححون نسب المهدي عبيد الله جد خلفاء مصر، حتى أن العزيز في أول ولايته صعد المنبر يوم الجمعة، فوجد هناك ورقة فيها: (27/130)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 131 (إنا سمعنا نسباً منكراً .......... يتلى على المنبر في الجامع.) ) (إن كنت فيما تدعي صادقاً .......... فاذكر أباً بعد الأب السابع.)

(وإن ترد تحقيق ما قلته .......... فانسب لنا نفسك كالطائع.)

(أو لا دع الأنساب مستورةً .......... وادخل بنا في النسب الواسع.)

(فإن أنساب بني هاشم .......... يقصر عنها طمع الطامع.) وصعد العزيز يوماً آخر المنبر فرأى ورقةً فيها مكتوب: (بالظلم والجور قد رضينا .......... وليس بالكفر والحماقه.)

(إن كنت أوتيت علم غيب .......... بين لنا كاتب البطاقه.) قال ابن خلكان: وذلك أنهم ادعوا المغيبات، وأخبارهم في ذلك مشهورة. وفتحت للعزيز مصر وحماه وحلب، وخطب له صاحب الموصل أبو الذواد محمد بن المسيب العقيلي بالموصل سنة اثنتين وثمانين، وضرب اسمه على السكة والأعلام، وخطب له أيضاً باليمن. ومات في رمضان، وعمره اثنتان وأربعون سنة وأشهر، ببلبيس في حمام من قولنج لحقه. 4 (يوسف بن إبراهيم بن موسى أبو يعقوب السهمي الجرجاني الرجل الصالح، والد الحافظ) حمزة. وسمع أبا نعيم بن عدي الإسترباذي الجويني، وجماعة. وروى عنه: ابنه، ومحمد بن الخواص. 4 (أبو طالب المكي. اسمه محمد بن علي، قد تقدم.) (27/131)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 132 (27/132)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 133 1 (وفيات سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.)

4 (أحمد بن محمد بن علي بن مزدئن أبو علي القومساني النهاوندي الزاهد. سكن أنبط، قرية) من كورة همذان. روى عن: أبي يعلى محمد بن زهير الأبلي، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، وعبد الله ابن أحمد بن عمر الطائي، وعلي بن محمد بن عامر النهاوندي، وعبد الرحمن الجلاب الهمذاني، وطائفة. روى عنه: ابناه محمد وعثمان، ورافع بن محمد أبو نصر شعيب، وجعفر بن محمد الأبهري، ومحمد بن عيسى، وجماعة من أهل همذان.) قال شيرويه في الطبقاتك كان صدوقاً ثقة، شيخ الصوفية، ومقدمهم في الجبل، والمشار إليه، وكان له آيات وكرامات ظاهرة، وقبره بأنبط يزار ويقصد من البلدان. سمعت الإمام محمد بن عثمان القومساني: سمعت جعفر بن محمد الأبهري يقول: دخلت على الشيخ أبي علي بن مردين وهو في محرابه، بعدما ذهب بصره، فجلست حلف عمود أفكر في نفسي، هل بقي في الدنيا من يتكلم على السر، فلم أستكمل خاطري حتى صاح الشيخ من المحراب فقال: يا جعفر، لم تقول كذا وهل تخلو الدنيا من أولياء الله الذين يتكلمون على السر قال شيرويه: وسمعت أبا جعفر محمد بن الحسين (27/133)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 134 الصوفي يقول: سمعت جعفر الأبهري يقول: سمعت أبا علي القومساني يقول: رأيت رب العزة في المنام سنة إحدى وثمانين فناولني كوزين، شبه القوارير، فشربت منهما، فانتبهت وأنا أتلو هذه الآية وسقاهم ربهم شراباً طهوراً. ورأيت مرة رب العزة في أيام القحط فقال: يا أبا علي لا تشغل خاطرك، فإنك من عيالي وعيالك عيالي وأضيافك عيالي. قال شيرويه: سمعت أبا علي أحمد بن طاهر القومساني يقول: سمعت جعفر الأبهري يقول: دخلت على أبي علي القومساني، فغسل يديه عقيب الطعام، فأخذت الطشت وخرجت به فشربته، فخرجت إلى بغداد، وما ذقت شيئاً. وكنت أسمعه يقول: الرافضة أسوأ حالاً عند الله من إبليس، لأنه قال في إبليس وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين. فهذه لعنة إلى وقت معلوم. وقال في الروافض. إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم. يعني تكلموا في عائشة. سمعت أبا الفضل محمد بن عثمان الفقيه، سمع أبا الهيج الكردي يقول: كانت نفسي تطالبني في زيارة الشيخ أبي علي القومساني، فتمادت بي الأيام حتى بلغني مرضه، فبادرت، فتلقاني نعيه في الطريق، فسألت ولده أبا إسحاق أن يحكي لي بعض كراماته، فقال لي: يطول علي وعليك ذلك، ولكني أخبرك ما شاهدت منه في مرض موته، أتانا رجل من كرمان، صوفي في بزة حسنة، فاستأذنت له، فقال: هذا الرجل لا أحب لقاءه، فرجعت وتعللت بشدة مرضه، فقال: إنني من مسافة بعيدة، فلا تحرمني لقاء الشيخ، فتبقى حسرة، فقال لي: قبل أن أكلمه يا بني إياك أن تدخل هذا الرجل علي، فهبت أن أراجعه، ثم في المرة الثالثة قال: يا بني لا تدخلنه علي، فإنه عاق لوالديه، فرجعت وتجرأت عليه، وأخبرته بجلية الأمر، فاضطرب (27/134)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 135 الرجل وبكى، وسقط إلى الأرض، وقال لي: أنت تائب إلى) الله، فدخلت على الشيخ، فقال: إن الرجل قد تاب، فأدخله، فإن الله يقبل المعذرة، فدخل يبكي ويعتذر، فقال الشيخ: تذكر خروجك من عند أمك وهي تبكي، وتمنعك مفارقتها، وأنت تقول، أنا أريد المشايخ، وهي تمنعك، فخرجت وهي باكية حزينة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي أتاه يغزو ألك والدان قال: نعم، فارقتهما وهما يبكيان، قال: ارجع فأضحكهما كما أبكيتهما. ثم قال الشيخ: عليك بالرجوع من فورك هذا، وإلا كنت من المطرودين من باب الله، فرجع كما أمره ومات الشيخ بعد يوم. قال شيرويه: توفي سنة سبع وثمانين. 4 (أحمد بن محمد بن سلمة، أبو بكر الغساني الدمشقي النحوي، المعروف بابن شرام.) سمع: أبا الدحداح أحمد بن محمد، وأبا بكر الخرائطي، وجماعة. وعنه: أحمد الطيان، وعلي بن محمد الربعي، ورشا بن نظيف. توفي في شعبان. 4 (إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أبي حماد، أبو إسحاق الأسدي الأبهري المالكي.) حدث بهمذان سنة سبعين كما ذكر وما وراء النهر، وعمر دهراً. قال أبو يعلى الخليلي: فقيه عابد كبير المحل. سمع أحمد بن (27/135)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 136 محمد بن ساكن الزنجاني، ومحمد القزويني، وبالعراق الجوزجاني، وابن عقدة، ونيف على المائة. مات سنة سبع وثمانين وثلاثمائة. قلت: تفرد بالرواية عن محمد بن عبد بن عامر السمرقندي وغيره. روى عنه خلق بهمذان. 4 (تميم بن إسماعيل المعروف بالفحل.) قدم دمشق متولياً عليها من قبل صاحب مصر الحاكم في هذه السنة، وليها سنة تسعين، مات فيها. 4 (جعفر بن محمد بن الفضل، أبو القاسم بن المارستاني الدقاق، بغدادي، قدم مصر، وحدث) عن أبي بكر بن مجاهد، ومحمد بن مخلد. روى عنه: أبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وأبو علي بن المذهب. روى كتباً وقراءات. قال الدارقطني: يكذب، ما سمع من هؤلاء. وقال الصوري: كان كذاباً. 4 (الحسن بن إبراهيم بن الحسن بن الحسين بن علي بن خلف بن زولاق، أبو محمد الليثي) ) المصري المؤرخ. له مصنف في التاريخ، وله كتاب خطط مصر. توفي في ذي القعدة، كان جده من مشاهير العلماء. 4 (الحسن بن أحمد بن عبد الله بن بكير، أبو عبد الله البغدادي الصيرفي الحافظ.) (27/136)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 137 سمع أبا جعفر بن البختري، وإسماعيل الصفار، وعثمان بن السماك، وأبا بكر النجار، فمن بعدهم. روى عنه: أبو حفص بن شاهين وهو أكبر منه، وأبو العلاء الواسطي وأبو القاسم التنوخي، وعبيد الله الأزهري، وآخر من حدث عنه أبو الحسين محمد بن المهتدي بالله. قال الأزهري: سمعته يقول في حديث: هذا كتبه عني محمد بن إسماعيل الوراق، وأبو الحسن الدارقطني. وقال أبو القاسم الأزهري: كنت أحضر عند ابن بكير، وبين يديه أجزاء، فأنظر فيها فيقول لي: أيما أحب إليك تذكرني متن ما تريد من هذه الأجزاء، حتى أخبرك بإسناده، أو تذكر إسناده حتى أخبرك بمتنه، فكنت أذكر له المتون، فيحدثني بالأسانيد كما هي حفظاً، وفعلت هذا معه مراراً كثيرة، وكان ثقة، لكنهم حسدوه وتكلموا فيه. قال الخطيب: قال ابن أبي الفوارس: كان يتساهل في الحديث، ويلحق في بعض أصول الشرع ما ليس منها، ويصل المقاطيع. ولد سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، وتوفي في ربيع الآخر، رحمه الله. 4 (حسن بن أحمد بن النيسابوري المحمي، أبو علي.) حدث ببغداد. عن أبي العباس الأصم. روى عنه: محمد بن طلحة النعالي، وعبيد الله الأزهري. حدث في هذه السنة، وكان ثقة. (27/137)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 138 4 (الحسين بن أحمد بن محمد، أبو عبد الله البصري الريحاني.) سكن بغداد، حدث عن أبي القاسم البغوي، وابن صاعد، وابن مبشر الواسطي. وعنه: أبو محمد الخلال، والعتيقي، ومحمد بن علي العشاري. قال العتيقي: كان شيخاً أميناً له أصول صحاح. 4 (الحسين بن محمد بن سليمان، أبو عبد الله البغدادي الكاتب.) ) حدث عن البغوي، وأبي محمد بن صاعد، وأبي بكر النيسابوري. روى عنه: أبو القاسم التنوخي، وأبو طالب العشاري، وأبو الحسين بن المهتدي بالله. حدث في هذه السنة، ولم يضبط وفاته، وكان صدوقاً. 4 (الحسين بن محمد بن إبراهيم بن شريك، أبو علي الأصبهاني الطبيب.) سمع محمد بن عمر الجورجيري، وأحمد بن محمد البناي. روى عنه: أبو بكر بن أبي علي المعدل، وأبو نعيم. 4 (سبكتكين الأمير حاجب معز الدولة بن بويه.) (27/138)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 139 خلع عليه الطائع لله وطوقه وسوره، ولقبه نصر الدولة، فلم تطل أيامه. قال أبو الفرج بن الجوزي: سقط من الفرس، فانكسرت ضلعه، فاستدعي ابن الصلت المجبر، فرد ضلعه، ولازمه حتى برأ، فأعطاه يوم دخوله الحمام ألف دينار وفرساً وخلعة، وبقي لا يمكن الانحناء للركوع، وكان يقول للمجبر: إذا تذكرت عافيتي على يدك، فرحت بك، ولا أقدر على مكافأتك، وإذا ذكرت حصول رجلك فوق ظهري اشتد غيظي منك. توفي في أواخر المحرم، وكانت مدة إمارته شهرين ونصف. وخلف ألف ألف دينار، وعشرة ألف ألف درهم، وصندوقين جواهر، وستين صندوقاً قماش وفضيات وتحف، ومائة وثلاثين سرجاً مذهبة، منها خمسون، في كل واحد، وألف دينار حلية، وستمائة سرج فضة، وأربعة عشر ألف ثوب من أنواع القماش، وثلاثمائة عدل وبسط، وثلاثة آلاف رأس من الدواب، وألف جمل، وثلاثمائة مملوك دارية، وأربعين خادماً. وكانت له دار هي دار المملكة اليوم، يعني صارت دار السلطنة، وقد غرم عليها أموالاً لا تحصى. ومما روى علي بن المحسن التنوخي عن أبيه، قال: بلغت النفقة على عمل البستان، يعني الذي للدار وسوق الماء إليه، خمسة آلاف ألف درهم. قال: ولعله قد أنفق على أبنية الدار مثل ذلك فيما أظن. 4 (سلمان بن جعفر بن فلاح، أبو تيم الأمير. ولي دمشق في أثناء السنة للحاكم، ثم عزل في) آخرها بجيش من صمصامة. 4 (سعيد بن خلف، أبو عثمان الصوفي.) (27/139)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 140 سمع بقرطبة من أحمد بن سعيد بن حزم، وأبي عبد الملك بن أبي دليم، وجماعة.) وكان فقيراً من أهل السنة، يعيش من صلة إخوانه. 4 (سهل بن إبراهيم بن سهل بن نوح، أبو القاسم الإستجي مولى بني أمية، ويعرف بابن) العطار. كان عالما زاهداً متفنناً. سمع أحمد بن خالد بن الحباب، ورحل إلى إلبيرة، فأكثر عن ابن فطيس، ولزم العبادة، وسمع الناس منه قديماً وجديداً، وطال عمره. قال ابن الفرضي: قرأت عليه أكثر كتبه، وقال لي: ولدت سنة تسع وتسعين ومائتين، وتوفي في رجب. 4 (صدقة بن محمد بن صدقة، أبو القاسم البزاز المصري الوكيل. توفي في شوال.)

4 (عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن أسد، أبو القاسم الرازي الفقيه الشافعي المحدث، نزيل) مصر، وكان يلقب بالدود. سمع: عبد الرحمن بن أبي حاتم وغيره بالري، وأحمد بن إبراهيم بن عبادل، ومحمد بن يوسف الهروي بدمشق. قال أبو إسحاق الحبال: كان مكثر جداً. قلت: روى عنه عبد الكريم بن عبد الواحد الحسنابادي وعبد الوهاب بن محمد المصري، ومحمد بن مغلس، وأبو عمر الطلمنكي. مات في جمادى الآخرة. 4 (عبد الله بن محمد بن اليسع، أبو القاسم المقرئ صاحب ابن مجاهد.) قرأ عليه طلحة بن علي شيخ ابن سوار وغيره. (27/140)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 141 مات في هذا العام، وولد سنة ثلاثمائة، ويعرف بابن اليسع الأنطاكي. قرأ أيضاً على إبراهيم بن عبد الرزاق مقرئ الشام، وعلي بن أحمد بن حمد بن عبد الأعلى، وغيرهم. وقرأ عليه أبو العلاء محمد بن علي الواسطي أيضاً، وأكبر شيخ له الحسين بن إبراهيم بن أبي عجرم تلميذ أحمد بن جبير. وقد ذكر ثابت بن بندار أنه قرأ على علي بن طلحة البصري عن قراءته على موسى بن جرير الرقي، وهذا بعيد باعتبار مولده، فإنه ضعيف لا يوثق به. 4 (عبد الله بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم البغدادي الشاهد، أبو القاسم بن الثلاج.) أصله من حلوان، ولد سنة سبع وثلاثمائة، وحدث عن أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، ويحيى بن صاعد، ومن بعدهم، فأكثر.) روى عنه: أبو عبد الله الصيمري، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو القاسم التنوخي، وآخرون. قال التنوخي: قال لنا: ما باع أحد من أسلافي الثلج، وإنما كان جدي مترفاً يجمع لنفسه في كل سنة ثلجاً كثيراً، فمر بعض الخلفاء بحلوان، فطلب ثلجاً، فلم يوجد إلا عند جدي، فأهدى إليه منه، فوقع منه بموقع، فقال: اطلبوا عبد الله الثلاج، فغلب عليه هذا النسب وعرف به. وقال عبيد الله الأزهري: كان ابن الثلاج يضع الحديث على سليمان الملطي وغيره. قلت: وكذا تكلم فيه الدارقطني وغيره. توفي فجأة في ربيع الأول. (27/141)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 142 قال الدارقطني: لا يشتغل به، يضع الأحاديث والأسانيد. 4 (عبد العزيز بن حكم بن أحمد بن الأمير محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام الملقب) بالداخل، أبو الإصبع الأموي المرواني القرطبي. سمع: عبد الله بن يونس، وقاسم بن إصبغ، وجماعة. وكان أديباً شاعراً نحوياً. ولد سنة عشرة وثلاثمائة، وتوفي في المحرم، وحدث. 4 (عبد السلام بن السمح بن نابل، أبو سليمان الهواري.) سمع أبا سعيد بن الأعرابي، وأبا جعفر بن النحاس النحوي وطائفة، وتفقه بمصر للشافعي، وكان زاهداً صالحاً سكن الأندلس. أكثر عنه ابن الفريضي وقال: نوفي في صفر، وله أربع وثمانون سنة. 4 (عبد الرحمن بن أحمد بن النعمان، أبو القاسم النيسابوري الصفار.) عن مكي بن عبدان، وعبد الله بن الشرفي، وعدة. وعنه: الحاكم. 4 (عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين بن عبديل، أبو نصر الشيباني الهمذاني الأنماطي.) روى عن الكبار الحسن بن علي بن أبي الحناء، وأحمد بن محمد بن أوس، ومحمد بن عبد الله بلبل، وإبراهيم بن محمد لن يعقوب، وإبراهيم بن عمروس، وعبد الرحمن بن أبي حاتم الحافظ، وأبي بكر بن مجاهد المقرئ، وأبي نصر محمد المروزي، وطائفة. روى عنه: حمد الزجاج، وجعفر الأبهري، وابن منده الحافظ، وآخرون. (27/142)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 143 قال شيرويه: هو صدوق، ثقة، فقيه، أديب، يحسن هذا الشأن، يعني الحديث. توفي لسبع بقين من ذي القعدة، وصلى عليه ابن لال.) 4 (عبد الواحد بن محمد بن عبد الله، أبو الوفاء النيسابوري البزاز.) سمع أبا حامد بن الشرفي، ومكي بن عبدان، وحدث بانتقاء أبي جعفر المفيد العزائمي. توفي في صفر. 4 (عبد القاهر بن حبان بن عبد القاهر، أبو عبد الله. توفي في جمادى الأولى.)

4 (عبيد الله بن محمد بن خلف بن سهل بن أبي غالب، أبو القاسم المصري البزاز.) سمع: محمد بن محمد الباهلي، وابن هاشم الطبراني، وعلي بن أحمد علان، وأبا عبيد بن حربويه القاضي، وعبد الله بن محمد بن جعفر القزويني، وأحمد بن مروان الدينوري. روى عنه: ابن أبي الفتح المصري، وأبو عمر أحمد بن محمد الطلمنكي، وعبد الملك بن مسكين الزجاج، وآخرون. قال الطلمنكي: سمعته يقول: أقمت على هذه الدار أبني فيها عشر سنين، وفيها مائة وأربعون ألف قطعة رخام، وأنفقت عليها نحو عشرة آلاف دينار، وأخذ مني كافور الإخشيدي سبعة وثمانين ألف دينار، ولم يخلف لي أبي إلا اثني عشر ألف دينار، ولكن رزقت من التجارة، ربحت في أربعة أيام في عسل أربعة آلاف دينار. (27/143)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 144 وقال الحبال: توفي لأربعة عشر ليلة، خلت من جمادى الأولى. 4 (عبيد الله بن محمد بن حمدان، الإمام الصالح القدوة، أبو عبد الله بن بطة العكبري الفقيه) الحنبلي. سمع أبا القاسم البغوي، وابن صاعد، وأبا ذر الباغندي، وأبا بكر بن زياد، وإسماعيل الوراق، والمحاملي، ومحمد بن مخلد، وأبا طالب أحمد بن نصر الحافظ، ومحمد بن أحمد بن ثابت العكبري، فسمع بدمشق على ابن أبي العقب، وسمع بحمص أحمد بن عبيد، وآخرين. روى عنه: أبو نعيم الحافظ وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو القاسم عبيد الله الأزهري، وعبد العزيز الأزجي، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو محمد الجوهري، وأبو إسحاق البرمكي، وأبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي نزيل مصر، وآخرون. وآخر من روى عنه بالإجازة، أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري روى عنه كتاب الإبانة الكبرى في السنة تأليفه. قال عبد الواحد بن علي العكبري: لم أر في شيوخ الحديث، ولا في غيرهم أحسن هيئة من ابن بطة.) قال الخطيب: حدثني أبو حامد الدلوي قال: لما رجع ابن بطة من الرحلة، لازم بيته أربعين سنة، لم ير يوماً منها في سوق، ولا رؤي مفطراً إلا في عيد، وكان أماراً بالمعروف، لم يبلغه خبر أمر منكر إلا غيره. (27/144)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 145 وقال أبو محمد الجوهري: سمعت أخي الحسين يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقلت: يا رسول الله، قد اختلفت علي المذاهب. فقال لي: عليك بابن بطة، فأصبحت، ولبست ثيابي، ثم أصعدت إلى عكبرا، فدخلت على ابن بطة في المسجد، فلما رآني، قال لي: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، صدق رسول الله. وقال العتيقي: توفي ابن بطة في المحرم. قال: وكان مستجاب الدعوة. وقال ابن بطة: ولدت في شوال سنة أربع وثلاثمائة، وكان لأبي ببغداد شركاء، فقال أحدهم لأبي: ابعث بابنك إلى بغداد يسمع الحديث. قال: هو صغير. قال: أنا أحمله معي، فحملني معه، فجئت، فإذا ابن منيع يقرأ عليه الحديث، فقال لي بعضهم سل الشيخ أن يخرج معجمه لنقرأ عليه، فسألت ابنه، فقال: إنه يريد دراهم كثيرة، فقلت: لأمي طاق ملجم آخذه منها وأبيعه، قال: ثم قرأنا عليه كتاب المعجم في نفر خاص، في نحو عشرة أيام، وذلك في آخر سنة خمس عشرة، وأول سنة ست عشرة، فاذكره. وقد قال: ثنا إسحاق الطالقاني سنة أربع وعشرين ومائتين، قال المستسلمي: خذوا هذا قبل أن يولد كل محدث على وجه الأرض، اليوم سمعت المستسلمي وهو أبو عبد الله بن مهران يقول له: من ذكرت ياثبت الإسلام. قلت: وابن بطة ضعيف من قبل حفظه، فقد أخبرنا المسلم بن علان والمؤمل البالسي كتابةً أن أبا اليمن الكندي أخبرهم، أنا أبو منصور القزاز، أنا أبو بكر الخطيب، حدثني عبد الواحد بن علي الأسدي، قال لي أبو الفتح بن أبي الفوارس، روى ابن بطة، عن البغوي عن مصعب بن عبد الله، عن مالك، عن الزهري، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: طلب العلم فريضة على كل مسلم. (27/145)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 146 قال الخطيب: هذا باطل، والحمل فيه على ابن بطة. قلت: يعني أنه يحدث عن البغوي، وتفرد به ابن بطة، فيجوز أن يكون غلط فيه، وقفز من سند إلى متن آخر، لقلة إتقانه، لا أنه تعمد وضعه. قال الخطيب: وأنا العتيقي، نا ابن بطة، والبغوي، نا مصعب، نا مالك بن هشام بن عروة، قد) ذكر حديث قبض العلم. قال الخطيب: وهو باطل بهذا الإسناد. قلت: والكلام في هذا، كالكلام في الذي قبله، لعله دخل على ابن بطة حديث في حديث. وقال الخطيب: حدثني عبد الواحد بن علي، قال: قال لي الحسن بن شهاب: سألت ابن بطة: أسمعت من البغوي حديث علي بن الجعد فقال: لا. قال عبد الواحد: وكنت قد رأيت في كتب ابن بطة نسخة بحديث علي بن الجعد قد حكها، وكتب بخطه سماعه فيها، فذكرت ذلك للحسن ابن شهاب، فعجب منه. قال عبد الواحد: وروى ابن بطة، عن النجاد، عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي، فأنكر عليه علي بن ينال، وأساء القول فيه، حتى همت العامة بأن تنال منه، فاختفى. وكان ابن بطة قد خرج تلك الأحاديث في تصانيفه فتتبعها على أكثرها. (27/146)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 147 قال الخطيب: وحدثني التنوخي قال: أراد أبي أن يخرجني إلى عكبرا. وسمع من ابن بطة معجم البغوي، فجاءه أبو عبد الله بن بكير، فقال: لا تفعل، فإن ابن بطة لم يسمعه. قال الخطيب: وحدثني أحمد بن الحسن بن خيرون قال: رأيت كتاب ابن بطة بمعجم البغوي في نسخة كانت لغيره، وقد حك اسم صاحبها، وكتب اسمه عليها. قلت: وقد قال ابن الجوزي: قرأت بخط أبي القاسم بن الفراء أخي القاضي أبي يعلى قال: قابلت أصل ابن بطة بالمعجم، ورأيت سماعه في كل جزء، إلا أني لم أر الجزء الثالث أصلاً. قال الخطيب: قال لي الأزهري، ابن بطة ضعيف، وعندي عنه معجم البغوي ولا أخرج عنه في الصحيح شيئاً. قلت: فكيف كان قال: لم أر به أصلاً وإنما وقع إلينا نسخة طرية بخط ابن شهاب، فنسخنا منها، فقرأنا عليه. شاهدت عند حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق نسخة بالغريب لمحمد بن عزيز، وعليها سماع ابن السوسنجردي عن ابن عزيز، فسألت حمزة، فأنكر أن يكون ابن بطة سمع الكتاب، وقال: ادعى سماعه. قال الخطيب: وروى ابن بطة كتب ابن قتيبة، عن ابن أبي مريم الدينوري، وابن أبي مريم هذا لا نعرفه أخذ من أهل العلم، ولا روى عنه سوى ابن بطة، وروى ابن بطة في الإبانة فقال: ثنا إسماعيل الصفار، ثنا (27/147)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 148 ابن عرفة، نا خلف بن خليفة، عن حميد الأعرج، عن عبد الله بن الحارث، عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلم الله موسى، يوم كلمه، وعليه جبة صوف ونعلان من جلد حمار غير ذكي، فقال: من ذا العبراني الذي يكلمني من) الشجرة قال: أنا الله. تفرد به ابن بطة، وبهذه الزيادة في آخره، وهو في جزء ابن عرفة بدونهما. وقال الخطيب: ثنا الحسن بن شهاب، ثنا ابن بطة، ثنا حفص بن عمر، بأردبيل، ثنا رجاء بسمرقند، ثنا يحيى الوحاظي، قال ابن بطة: وحدثني أحمد بن عبيد الصفار بحمص، ثنا أبي، ثنا محمد بن عوف الحمصي، ثنا مروان بن محمد قالا: ثنا سليمان بن بلال، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم الأدام الخل. قال الخطيب: حدثني أبو القاسم عبد الواحد الأسدي، حدثني الحسن بن شهاب، أن ابن بطة كتب عنه أبو الحسن بن الفرات كتاب السنن كرجاء بن مرجا، حدثه به عن حفص بن عمر الأردبيلي، عن رجاء، فأنكر ذلك القرطبي، وزعم أن حفصاً ليس عنده عن رجاء، وأنه يصغر عن ذلك، فكتبوا إلى أردبيل، وكان ولد حفص بن عمر حياً يستجيزونه، فعاد جوابهم أن أباه لم ير رجاء قط، وأن مولده بعد موت رجاء بسنين. قال عبد (27/148)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 149 الواحد: فتتبع ابن بطة النسخ التي كتبت عنه، وجعلها عن ابن الراجيان، عن الفتح بن شخرف، عن رجاء. قلت: رحم الله ابن بطة، فيدون ما يضعف المحدث. وقد توفي في المحرم. 4 (عبيد الله بن محمد بن جرو، أبو القاسم الأسدي الموصلي النحوي العروضي المعتزلي.) أخذ العربية عن أبي الدرامي، وأبي سعيد السيرافي، وكان من الأذكياء الفصحاء الشعراء. له كتاب الموضح في العروض جود تصنيفه، وكتاب الأخذ في علوم القرآن، وله كتاب الفصح في القوافي. وكان يلثغ بالراء غيناً، فقال له أبو علي شيخه: ضع ذبابة القلم تحت لسانك، ففعل، فلفظ بها. 4 (علي بن عبد العزيز بن مردك بن أحمد، أبو الحسن البرذعي البزاز، نزيل بغداد.) حدث عن: عبد الرحمن بن أبي حاتم، ونصر بن منصور الأردبيلي، ومحمد بن أحمد بن يعقوب بن شبه. روى له: العتيقي، وعبد العزيز الأزجي، وأبو محمد الجوهري، وأبو طالب العشاري، وجماعة. قال الخطيب: كان ثقة. قال أبو عبد الله الصيمري: ترك الدنيا عن مقدرة، واشتغل بالعبادة ولزم المسجد، وكان أحد الباعة الكبار ببغداد.) (27/149)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 150 توفي في المحرم. 4 (علي بن محمد بن أحمد بن شوكر البغدادي العدل. سمع البغوي، ويحيى بن صاعد.) وعنه: أبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وكان ثقة. توفي في المحرم. 4 (علي بن محمد بن عبد الله بن مفلح.) وأبو عبد الله بن باكويه، جماعة. 4 (علي الملك فخر الدولة، أبو الحسن بن ركن الدولة بن بويه صاحب الري ونواحيها.) ترجمته في الحوادث، وقد توفي في شعبان. 4 (عمر بن إبراهيم الإمام، أبو حفص العكبري شيخ الحنابلة. كان قيماً بأصول الفقه وفروعه،) صنف شرخ الخرقي وكتاباً في الخلاف بين مالك، وأحمد، وسمع أبا بكر النجار، وأبا عمر بن السماك، وجماعة. وعنه أبو بكر عبد العزيز، وابن بطة، وكان يعرف في زمانه بابن المسلم. توفي في جمادى الآخرة، رحمه الله. (27/150)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 151 4 (عمار بن محمد بن مخلد بن جبير، أبو ذر التميمي البغدادي، نزيل بخارى.) حدث بدمشق وبغداد وخراسان وبخارى عن يحيى بن محمد بن صاعد ومحمد بن عمرو الحضرمي، والمحاملي، وأخيه القاسم بن عقدة، ومحمد بن يوسف الهروي، وأبي سعيد بن الأعرابي، وعبد الكريم النسائي. وعنه: الحاكم، وأبو سهل أحمد بن علي الأبيوردي، وعبد الواحد بن محمد اللحياني، وآخر من حدث عنه عبد الواحد بن عبد الرحمن الزبيري. ذكره المستغفري في تاريخ نسف، وقال: روى عن ابن صاعد مجلساً واحداً، وسمع محمد بن محمود بن عنبر، وعبد المؤمن بن خلف، وحج تسعاً وعشرين حجة. ثم قال: أنا أبو ذر، ثنا الحضرمي، فذكر حديثاً. قال الحافظ بن عساكر: أنبأ محمود بن أبي القاسم المستسلمي، أنبأ الزبير، ثنا أبو ذر عمار، فذكر حديثاً. قال غنجار: توفي ببخارى في حادي عشر صفر. وقال أبو بكر بن السمعاني: هو ثقة. قلت: مات الزبيري بعده بمائة وثمان سنين.) 4 (قاسم بن حمداد بن ذي النون العتقي، أبو بكر القرطبي.) سمع قاسم بن إصبع وغيره، وكان أديباً لغوياً. كتبوا عنه شيئاً من الأدب، وداخل الدولة. (27/151)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 152 4 (محمد بن أحمد بن إسماعيل بن عنبس، الإمام، أبو الحسين بن سمعون البغدادي الواعظ.) سمع أبا بكر بن أبي داود، ومحمد بن مخلد العطار بن البختري، وبدمشق أحمد بن سليمان بن زبان، ومحمد بن أبي حذيفة وجماعة، وأملى عنهم. روى عنه: أبو عبد الرحمن السلمي، وعلي بن طلحة المقرئ، والحسن بن محمد الخلال، وأبو طالب العشاري، وأبو الحسين الأبنوسي وخديجة بنت محمد الشاهجانية الواعظة، وأبو بكر أحمد بن محمد بن حمدوه الحنبلي، وآخرون. قال السلمي: هو من مشايخ البغداديين، له لسان عال في هذه العلوم لا ينتمي إلى إسناد، وهو لسان الوقت والمرجوع إليه في آداب المعاملات، ويرجع إلى فنون من العلم. وقال الخطيب: كان أوحد دهره وفرد عصره في الكلام، على علم الخواطر والإشارات، ولسان الوعظ، دون الناس حكمه وجمعوا كلامه، وكان بعض شيوخنا إذا حدثنا عنه قال: حدثنا الشيخ الجليل المنطق بالحكمة. قلت: ولد سنة ثلاثمائة. وسمعون، هو: إسماعيل جده. أنباؤنا عن القاسم بن علي، أن نصر الله الفقيه أخبرهم: أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا عبيد الله بن عبد الواحد الزعفراني، حدثني أبو محمد السني صاحب أبي الحسين بن سمعون قال: كان ابن مسعود فس أول أمره (27/152)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 153 ينسخ بالأجرة، وينفق على نفسه وأمه، فقال لها يوماً: أحب أن أحج، قالت: وكيف يمكنك فغلب عليها النوم، فنامت وانتبهت بعد ساعة، وقالت: يا ولدي حج، رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم يقول: دعيه يحج فإن الخير له في حجه. ففرح وباع دفاتره، ودفع إليها من ثمنها، وخرج مع الوفد، فأخذت العرب الوفد، قال: فبقيت عرياناً، ووجدت مع رجل عباءة، فقلت: هبها لي أشتريها، فأعطانيها، قال: فجعلت إذا غلبني الجوع ووجدت قوماً من الحاج يأكلون، وقفت أنظر إليهم، فيدعون إلى كسرةً فأقتنع بها، وأحرمت في العباءة، ورجعت إلى بغداد، وكان الخليفة قد حرم جارية وأراد إخراجها من الدار، قال أبو محمد السني: فقال الخليفة: اطلبوا رجلاً مستوراً يصلح، فقال بعضهم: قد جاء ابن سمعون من الحج، فاستصوب الخليفة قوله، فزوجه بها، فكان ابن سمعون يجلس على) الكرسي فيعظ ويقول: خرجت حاجاً، ويشرح حاله، وها أنا اليوم علي من الثياب ما ترون. قال البرقاني: قلت له يوماً: تدعو الناس إلى الزهد وتلبس أحسن الثياب، وتأكل أطيب الطعام، فكيف هذا فقال: كل مايصلحك لله فافعله إذا صلح حالك مع الله. قال الخلال: قال لي ابن سمعون: ما اسمك قلت: حسن. قال: أعطاك الله الاسم، فسله الحسنى. وجرت لابن سمعون حكاية في سنة بضع وستين وثلاثمائة. رواها قاضي المارستان عن القضاعي بالإجازة، قال: ثنا علي بن نصر الصباح، ثنا أبو الثناء شكر العضدي، قال: لما دخل عضد الدولة بغداد، وقد هلك أهلها قتلاً وخوفاً وجوعاً، للفتن التي اتصلت فيها بين الشيعة والسنة، فقال: آفة هؤلاء القصاص، فنادى: لا يقص أحد في الجامع ولا الطرف ولا يتوسل بأحد من الصحابة، ومن أحب التوسل قرأ القرآن، فمن خالف فقد أباح دمه، فوقع في الخبر أن ابن سمعون جلس على كرسيه بجامع المنصور، فأمرني أن أطلبه، فأحضر، فدخل علي رجل له هيئة وعليه نور، فلم أملك أن قمت (27/153)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 154 إليه، وأجلسته إلى جنبي، فجلس غير مكترث، فقلت: إن هذا الملك جبار عظيم، وما أؤثر لك مخالفة أمره، وإني موصلك إليه، فقبل الأرض وتلطف له، واستعن بالله عليه، فقال: الخلق والأمر لله، فمضيت به إلى حجرة، وقد جلس فيها وحده، فأوقفته، ثم دخلت لأستأذن، فإذا هو إلى جانبي قد حول وجهه إلى نحو دار فخر الدولة، ثم استفتح وقرأ وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة قال: ثم حول وجهه، وقرأ: ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون فأتى بالعجب، ففتح عين الملك، وما رأيت ذلك منه قط، وترك كمه على وجهه، فلما خرج أبو الحسين قال الملك: اذهب إليه بثلاثة آلاف درهم، وعشرة أثواب من الخزانة، فإن امتنع فقل له: فرقها في أصحابك، وإن قبلها، فجئني برأسه، ففعلت، فقال: إن ثيابي هذه من نحو أربعين سنة، ألبسها يوم خروجي إلى الناس، وأطويها عند رجوعي، وفيها متعة وبقية ما بقيت، ونفقتي من أجرة دار خلفها أبي، فما أصنع بهذا فقلت: فرقها على أصحابك، فقال: ما في أصحابي فقير، فعدت فأخبرته، فقال: الحمد لله الذي سلمه منا وسلمنا منه. وقال أبو سعيد النقاش: كان ابن سمعون يرجع إلى علم القرآن، وعلم الظاهر، متمسكاً بالكتاب والسنة، لقيته وحضرت مجلسه، سمعته يسأل عن قوله: أنا جليس من ذكرني، قال: أنا) صائنه عن المعصية، أنا معه حيث يذكرني، أنا معينه. وقال السلمي: سمعت ابن سمعون، وسئل عن التصوف، فقال: أما الاسم فترك الدنيا وأهلها، وأما حقيقة التصوف فنسيان الدنيا ونسيان أهلها، وسمعته يقول: أحق الناس يوم القيامة بالخسارة أهل الدعاوي والإشارة. وقال أبو النجيب الأموي: سألت أبا ذر: هل اتهمت ابن سمعون بشيء فقال: بلغني أنه روى جزءاً عن أبي بكر بن أبي داود، كان عليه مكتوب: (27/154)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 155 وأبو الحسين ابن سمعون، وكان رجلاً آخر سواه، لأنه كان صبياً، ما كانوا يكنونه في ذلك الوقت، وسماعه من غيره صحيح. قال أبو ذر: وكان القاضي أبو بكر الأشعري وأبو حامد يقبلان يد ابن سمعون إذا جاءاه، وكان القاضي أبو بكر يقول: ربما خفي علي من كلامه بعض الشيء لدقته. وقال السلمي: سمعته يقول: في واعدنا موسى ثلاثين ليلة قال: مواعيد الأحبة وإن اختلفت، فإنها تؤنس. كنا صبياناً ندور على الشط ونقول: (ما طليني وسوفي .......... وعديني ولا تفي.)

(واتركيني مولهاً .......... أو تجودي وتعطفي.) قال الخطيب: ثنا محمد بن محمد الظاهري: سمعت ابن سمعون يذكر أنه أتى بيت المقدس ومعه تمر، فطالبته نفسه برطب، فلامها، فعمد إلى التمر وقت إفطاره فوجده رطباً، فلم يأكل منه وتركه، فلما كان ثاني ليلة وجده تمراً. وقال الخطيب: سمعت أبا الفتح القواس يقول: لحقتني إضافة، فأخذت قوساً وخفين، وعزمت على بيعها، فقلت: أحضر مجلس ابن سمعون، ثم أبيعهما، فحضرت، فلما فرغ ناداني: يا أبا الفتح لا تبع الخفين والقوس، فإن الله سيأتيك برزق أو كما قال. وقال الخطيب: حدثني شرف الوزراء أبو القاسم علي بن الحسن، قال: حدثني أبو طاهر محمد بن علي بن العلاف، قال: حضرت أبا الحسين يوماً وهو يعظ، وأبو الفتح القواس إلى جنب الكرسي، فنعس، فأمسك أبو الحسين عن الكلام ساعة، ثم استيقظ أبو الفتح، ورفع رأسه، فقال له أبو الحسين: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نومك قال: نعم، فقال: لذلك أمسكت خوفاً من أن تنزعج. (27/155)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 156 وقال الخطيب: حدثني رئيس الرؤساء الوزير: نا أبو علي بن أبي موسى الهاشمي، حكى لي) مولى الطائع لله أن الطائع أمره فأحضر ابن سمعون، فرأيت الطائع غضباناً، وكان ذا حدة، فأحضرت ابن سمعون، فأذن له الطائع في الدخول، فدخل وسلم بالخلافة، ثم أخذ في وعظه، فقال: روي عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، ثم روى عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، ثم روى عن أمير المؤمنين وترضى عنه، ووعظ حتى بكى الطائع، وسمع شهيقه، وابتل منديل من دموعه، فلما انصرف، سألت عن سبب طلبه، فقال: رفع إلى أنه ينتقص علياً رضي الله عنه، فأردت أقابله، فلما حضر افتتح بذكر علي والصلاة عليه، وأعاد وأبدى في ذكره، فعلمت أنه وفق، ولعلمه كوشف بذلك. قال العتيقي: توفي سنة ست وعشرين وأربعمائة من داره، ودفن بباب حرب، ولم تكن أكفانه بليت فيما قيل. 4 (محمد بن أحمد بن الفضل بن شهريار، أبو بكر بن أخي علي بن الفضل التاجر الأردستاني.) روى عن: عبد الرحمن بن أبي حاتم. وعنه: أبو نعيم. 4 (محمد بن الحسين بن جعفر، أبو الطيب التيمي الكوفي النخاس.) حدث بالكوفة وبغداد عن عبد الله بن زيدان البجلي، وعلي بن العباس المقانعي، وجماعة. (27/156)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 157 وعنه: عبيد الله الأزهري، وأبو محمد الخلال، ومحمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي، ومحمد وأبو طاهر ابنا محمد بن عيسى الحذاء الكوفي وجماعة. وكان ثقة. 4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله، أبو الفضل الشيباني الكوفي نزيل بغداد.) حدث عن: محمد بن جرير، ومحمد بن محمد الباغندي، وأبي القاسم البغوي، وخلق كثير من العراقيين والشاميين والمصريين. روى عنه جماعة، وانتخب عليه الدارقطني، ثم بان كذبه، وسرقوا حديثه. قال الخطيب: كان عند ذلك يضع الحديث للرافضة، وعاش تسعين سنة. قلت: وكان حافظاً عارفاً بالفن، مصنفاً، لكنه لحقه الإدبار. روى عنه تمام الرازي، وأبو محمد الحسن بن محمد الخلال، وأبو العلاء الواسطي، وأبو القاسم التنوخي، وخلق. قال الأزهري: كان يحفظ، وكان كذاباً دجالاً. قال حمزة السهمي: كان يضع الحديث، كتبت عنه، وله سمت ووقار.) قال العتيقي: توفي في ربيع الآخر، وكان كثير التخليط. 4 (محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة، أبو طاهر السلمي، نافعة) الأئمة أبي بكر، محدث نيسابور، وسمع جده، ومحمد بن إسحاق السراج، وأحمد بن محمد الماسرجسي، وأقرانهم. (27/157)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 158 قال الحاكم: عقدت له مجلس التحديث سنة ثمان وستين، ودخلت بيت كتب جده، وأخرجت له مائتين وخمسين جزءاً من سماعاته الصحيحة، وانتقيت له عشرة أجزاء، وقلت: دع الأصول عندي صيانةً لها، فأخذها وفرقها على الناس، وذهبت، ومد يده إلى كتب غيره، ثم إنه مرض، وتغير بزوال عقله في سنة أربع وثمانين. ثم قصدته بعد ذلك للرواية، فوجدته لا يعقل، وتوفي سنة سبع وثمانين، في جمادى الأولى، ودفن في دار جده. روى عنه: الحاكم، وأبو حفص بن مسرور، وأبو سعد الكنجروذي وأبو المظفر سعيد بن إبراهيم المقرئ، وأبو بكر محمد بن الحسن بن علي المقرئ، وغيرهم من شيوخ زاهر السحامي، وما أعتقد أنهم سمعوا منه إلا في صحة عقله، فإن من لا يعقل كيف يسمع عليه، والله تعالى أعلم. 4 (محمد بن يحيى البوزجاني، أحد الكبار البارعين في معرفة الهندسة. له فيها تصانيف) عجيبة. وبوزجان قرية من نيسابور. 4 (محمد بن المسيب بن رافع العقيلي الأمير أبو الذواد. تغلب على الموصل وأخذها سنة) ثمانين وثلاثمائة، وصاهر لولد عضد الدولة. وتوفي في سنة سبع وثمانين هذه، وقام بعده أخوه حسام الدولة مقلد بن المسيب. 4 (محمد بن هشام بن عباس، أبو عبد الله القرطبي البزاز. جمع الكثير من قاسم بن إصبع،) وسمع من أبي عبد الملك ابن أبي دليم، وأحمد بن رحيم. (27/158)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 159 قال ابن الفرضي: كتبت عنه وكان صالحاً ثقة. توفي في رجب. 4 (موسى بن عيسى بن طانجور، أوب القاسم السراج.) سمع محمد بن سليمان الباغندي، وأبا بكر بن أبي داود، ومحمد السوانيطي. روى عنه: أبو الحسن العتيقي، ومحمد بن احمد بن حسنون النرسي وعبيد الله بن الأزهري، ووثقه، وكان مولده سنة خمس وتسعين ومائتين.) 4 (نوح بن منصور بن نوح بن عبد الملك بن نصر بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن أسد بن) سامان، أبو القاسم، سلطان ما وراء النهر، وابن سلاطينها. توفي في رجب، وبقيت ولايته اثنتين وعشرين سنة، وولي الأمر بعده ابنه أبو الحارث منصور بن نوح. وذكره ابن الجوزي فقال: مالك خراسان وغزنه وما وراء النهر، ولي بعده ابنه فبقي سنةً وتسعة أشهر، ثم قبض عليه خواصه، وأجلسوا في الملك أخاه عبد الملك بن نوح، فقصدهم محمود بن سبكتكين، فالتقاهم وكسرهم، فانهزموا منه إلى بخارى، وانقرض ملك السامانية. 4 (منجوتكين التركي العزيزي. مولى الملقب بالعزيز بن المعز.) ولي دمشق سنة إحدى وثمانين، وبقي مدةً، وفي سنة سبع هذه عزله الحاكم، وأرسل عوضه سليمان بن جعفر بن فلاح، فنزع منجوتكين الطاعة، وسار إلى (27/159)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 160 الرملة، لحرب من يجيئه من مصر، ثم كانت الوقعة يوم الجمعة من جمادى الأولى، فاقتتلوا، ثم انهزم منجوتكين، ووصل دمشق في يومين، وطلب من أهل البلد النصرة، فلم يجيبوه خوفاً من الحصار والغلاء، ونهبوا داره، وهموا بالقبض عليه، فانهزم إلى أذرعات، ولجأ إلى ابن الجراح الطائي، فلم يمنعه، وأسلمه إلى الأمير سليمان بن فحل، فبعث إلى مصر، فعفا عنه الحاكم. 4 (أبو العلاء بن ماهان، راوي صحيح مسلم. هو: عبد الوهاب بن عيسى بن عبد الرحمن بن) ماهان البغدادي. حدث بمصر، عن أبي بكر أحمد بن محمد بن يحيى الأشقر الفقيه، عن القلانسي صاحب مسلم. وله فوت ثلاثة أجزاء الصحيح رواها عن الجلودي. روى عنه: أبو بكر يحيى بن محمد الأشعري، وأحمد بن الفتح بن الواساني المعافري، ومحمد ابن يحيى الحذاء الأندلسيون. وقد كتب الدارقطني إلى أهل مصر ليكتبوا عن ابن ماهان كتاب مسلم ووصفه بالثقة والتمييز. قال الحبال: توفي في سنة سبع وثمانين. (27/160)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 161 1 (وفيات سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.)

4 (أحمد بن عبدان بن محمد بن فرج، أبو بكر الشيرازي الحافظ نزيل الأهواز.) كان من كبار أئمة الحديث. سأله حمزة السهمي عن الرجال والجرح والتعديل.) روى عن محمد بن محمد الباغندي، وأبي القاسم البغوي، وجماعة. ولد سنة ثلاث وتسعين ومائتين، وسمع سنة أربع وثلاثمائة من أحمد بن محمد بن السكن البغدادي بشيراز، وسمع من بكر بن أحمد الزهري بكازرون، وتوفي في شهر صفر. روى عنه: أبو الحسن محمد بن علي بن صخر، وحمزة السهمي، وأبو ذر الهروي، وقاضي الأهواز عبد الواحد بن منصور بن المشتري، ولاقاضي علي بن عبيد الله الحسكاني من مشيخة الرازي، وعبد الوهاب الغندجاني وآخرون. وكان يقال له الباز الأبيض، وروى تاريخ البخاري. (27/161)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 162 4 (أحمد بن عبد الله بن عبد البصير أبو عمر الجذامي القرطبي.) سمع الكثير من قاسم بن إصبع، وأحمد بن دحيم، ومحمد بن الخشني، وخالد بن سعد وطائفة، وكان عارفاً بالحديث ووقوف على أحوال نقلته. روى عنه: محمد بن الحسن الزبيدي، وابن الفرضي وقال: أجاز لي ولأبي مصعب ما رواه، وتوفي في جمادى الآخرة، وله سبع وسبعون سنة. 4 (أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف المزني.) روى عن محمد بن إبراهيم بن عبادل، وعلي بن أبي العقب. روى عنه: علي بن الحسن الربعي. 4 (أحمد بن منصور بن محمد بن حاتم، أبو النوشري.) سمع يحيى بن صاعد، وأحمد بن علي الجوزجاني، وإبراهيم بن عبد الصمد القاضي. روى عنه: العتيقي، والتنوخي، وعاش ثمانين سنة، وكان ثقة. 4 (إصبع بن عبد الله بن مسرة، أبو القاسم الخياط.) حج، وسمع أبا محمد بن الورد، وأحمد بن الحسن الرازي، وأبا إسحاق محمد بن القاسم بن شعبان، وأبا علي بن السكن. سمع منه مصنفه الصحيح في السنن، وكان من الشهود. (27/162)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 163 قال ابن الفرضي: سمعت منه أشياء، توفي في رمضان. 4 (بكر بن محمد بن بكر بن خريم، أبو القاسم الدمشقي الطرائفي المعدل.) روى عن ابن جوصا. روى عنه: أحمد بن الحسين الطيان، ورشأ بن نظيف، وغيرهما. 4 (الحسن بن أحمد بن محمد، أبو علي الحرشي الحيري.) ) سمع أباه أبا عمرو، وأبا نعيم بن عدي، وعدة. وعنه: القاضي أبو بكر. مات في جمادى الآخرة. 4 (الحسن بن عبد الله بن سعيد، أبو علي الكندي الحمصي الفقيه، نزيل بعلبك.) حدث في هذا العام عن سعيد بن عبد العزيز الحلبي، وابن جوصا. روى عنه: الحسن بن الأشعث المنبجي، وعلي بن محمد الرحبي وجماعة. وقع لنا جزء من حديثه. 4 (الحسن بن علي بن محمد بن بشار، أبو علي الريحاني.) روى عنه الهمذاني. (27/163)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 164 روى عن: إبراهيم بن عمروس، ومحمد بن عبد الله بن بلبل الزعفراني، ومحمد بن حمدان بن سفيان البغدادي، والقاسم بن أبي صالح، وإبراهيم بن محمد بن يعقوب. روى عنه: أحمد بن زنجويه، وأبو طاهر بن سلمة، ومحمد بن عيسى، وآخرون. قال شيرويه: كان صدوقاً صالحاً. 4 (الحسن بن علي بن محمد الدمشقي نزيل نيسابور.) وحدث في هذه السنة عن إبراهيم بن علي الهجيمي، والفضل بن الفضل الكندي، وجماعة. وعنه: أبو عثمان الصابوني، وأحمد بن منصور المقرئ. روى أحاديث لا تشبه أحاديث الصدق. 4 (الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير، أبو عبد الله البغدادي الصيرفي الحافظ.) سمع أبا جعفر بن البختري، وإسماعيل الصفار، وعثمان بن السماك وأبا بكر بن النجار فمن بعدهم. روى عنه: أبو حفص بن شاهين، وهو أكبر منه، وأبو العلاء الواسطي، وأبو القاسم التنوخي، وعبيد الله الأزهري، وآخر من حدث عنه أبو الحسين محمد بن المهتدي بالله. قال الأزهري: سمعته يقول في حديث: هذا حديث كتبه عني محمد بن إسماعيل الوراق، وأبو الحسن الدارقطني. (27/164)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 165 وقال أبو القاسم الأزهري: كنت أحضر عند ابن بكير، وبين يديه أجزاء، فأنظر فيها، فيقول لي: أيما أحب إليك، تذكرني متن ما تريد من هذه الأجزاء، حتى أخبرك بإسناده، أو تذكر إسناده حتى أذكرك بمتنه فكنت أذكر المتون، فيحدثني بالأسانيد كما هي حفظاً منه، وفعلت) هذا مراراً كثيرة، وكان ثقة، لكنهم حسدوه، وتكلموا فيه. قال الخطيب: قال ابن أبي الفوارس: كان يتساهل في الحديث ويلحق في أصول الشيوخ ما ليس منها، ويصل المقاطيع. ولد سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، وتوفي في ربيع الآخر، رحمه الله. 4 (حمد بن محمد بن إبراهيم بن خطاب، الإمام، أبو سليمان الخطابي البستي الفقيه الأديب،) مصنف كتاب معالم السنن، وكتاب أسماء الله الحسنى وكتاب الغنية عن الكلام وأهله، وكتاب العزلة، وغير ذلك من التصانيف. سمع: أبا سعيد بن الأعرابي بمكة، وأبا بكر بن داسة بالبصرة، وإسماعيل الصفار ببغداد، أبا العباس الأصم بنيسابور وطبقتهم. وأقام بنيسابور مدة يصنف ويفيد. روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، والشيخ أبو حامد الإسفرايني، وأبو نصر محمد بن أحمد بن سليمان البلخي الغزنوي المقرئ، وعلي بن (27/165)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 166 الحسن الفقيه السجزي، ومحمد بن علي بن عبد الملك الفارسي الفسوي، وأبو عبيد الهروي صاحب الفرسين، وعبد الغافر بن محمد الفارسي. وقد سماه أبو منصور الثعالبي في كتاب اليتيمة: أبا سليمان أحمد بن محمد، والصواب حمد كما قاله الجم الغفير. ويقال إنه من ولد زيد ين الخطاب بن نفيل العدوي، ولم يثبت. أخبرنا أبو الحسين اليونيني وشهدة العامرية قالا: أنا جعفر الهمذاني، أنا أبو طاهر السلفي: سمعت أبا المحاسن الروياني بالري، سمعت أبا نصر البلخي بغزنة، سمعت أبا سليمان الخطابي، سمعت سعيد الأعرابي، ونحن نسمع عليه هذا الكتاب، يعني كتاب السنن لأبي داود، وأشار إلي النسخة وهي بين يديه: لو أن رجلاً لم يكن عنده من العلم إلا المصحف الذي في كتاب الله، ثم هذا المصحف، لم يحتج معهما إلى شيء من العلم البتة. ولأبي سليمان مقطعات من الشعر في كتاب اليتيمة للثعالبي، منها: (وما غربة الإنسان في شقة النوى .......... ولكنها والله في عدم الشكل.)

(وإني غريب بين بست وأهلها .......... وإن كان فيها أسرتي وبها أهلي.) وله: (فسامح ولا تستوف حقك كله .......... وأبق فلم يستوف قط كريم.)

(ولا تغل في شيء من الأمر واقتصد .......... كلا طرفي قصد الأمور سليم.) ) وقد أخذ الخطابي اللغة عن أبي عمر الزاهد، والفقه عن أبي علي بن أبي هريرة، وأبي بكر القفال الشاشي وغيرهما. (27/166)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 167 وذكر أبو يعقوب القراب وفاته في ربيع الآخر. 4 (سعيد بن حسان بن العلاء، أبو عثمان القرطبي نزيل مصر.) سمع بها من عبد الملك بن بحر بن شاذان الجلاب، ومن عثمان بن محمد السمرقندي بتنيس. وحدث بقرطبة، وبها توفي في صفر. 4 (شافع بن محمد بن الحافظ أبي عوانة يعقوب بن إسحاق، أبو النضر الإسفراييني.) رحل وطوف إلى العراق والشام ومصر وخراسان بعد وفاة جده. سمع من جده، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، وعبد الله بن الزينبي الدمشقي، وابن جوصاء، وأحمد بن إبراهيم الديبلي، وطبقتهم. وروى عنه: الحاكم، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو نعيم، وأبو ذر الهروي، وأبو مسعود أحمد بن محمد البجلي، أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي. قال الحاكم: خرجت عنه في الصحيح. وقال أبو القاسم بن منده: توفي في المحرم من السنة. 4 (عبيد الله بن سعيد بن عبد الله بن عبد الواحد بن مازيا القاضي، أبو الحسين البروجردي.) (27/167)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 168 حدث بهمذان في سنة أربع وستين عن أبيه، وعبد الله بن إسحاق المدائني، والباغندي، وابن جرير، ومحمد بن المجدر، وأحمد بن جوصا. روى عنه: رافع بن محمد القاضي، وطاهر بن ماهلة، وأبو بكر محمد بن إبراهيم الهمذانيون. ذكره شيرويه ووثقه وقال: توفي ببروجرد سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة. قلت: يبعد أنه عاش إلى الآن. 4 (عبيد الله بن المحدث عبد الله بن الحسين البصري، القاضي أبو القاسم المروزي قاضي) نسف. قال المستغفري: كان صلب المذهب، لما دخل سبكتكبن صاحب غزنة إلى بلخ، دعا فقهاءها إلى مناظرة الكرامية، وكان منهم القاضي عبيد الله، وهو يومئذ على قضاء بلخ، فقال سبكتكين: ما تقولون في هؤلاء الزهاد الأولياء، يعني الكرامية فقال القاضي: هؤلاء كفار. فقال: ما تقولون في أن كنت أعتقد مذهبهم فقال: قولنا فيك كقولنا فيهم، فقام وضربهم بطبرزين حتى أدماهم، وشبح القاضي، وقيدهم وحبسهم، ثم خاف الملامة فأطلقهم، وتوفي) القاضي سنة ثمان وثمانين. 4 (عبيد الله بن عمرو بن محمد بن منتاب، أبو القاسم البغدادي، أخو أبي الطيب.) سمع يحيى بن صاعد، وعثمان بن السماك. روى عنه: أبو القاسم التنوخي، وأبو الحسين محمد بن حسنون، وغيرهما. وثقه العتيقي، وولد سنة إحدى وثلاثمائة. 4 (عبيد الله بن محمد بن عبيد الله، أبو الفضل الفامي، شيخ صالح نيسابوري، سكن محلة) نصراباذ. (27/168)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 169 سمع أبا العباس السراج، وأكثر الناس عنه لعلو سنده. قال الحاكم: سماعاته بخط أبيه صحيحة. قلت: روى عنه سعيد العيار، وجماعة، وقع لنا من عواليه. 4 (عبد العزيز بن يوسف، أبو القاسم كاتب الإنشاء للسلطان عضد الدولة، ثم وزر لابنه بهاء) الدولة خمسة أشهر، وتوفي في شعبان من السنة، وكان أديباً شاعراً نبيلاً، ولم يشتهر لأنه لم تطل وزارته. 4 (عمر بن أحمد بن إبراهيم الإمام أبو حفص البرمكي الحنبلي، أحد الأعلام والزهاد، وقد) ذكرناه في الماضية. أبو حفص العكبري المعروف بابن المسلم. روى هذا عن أبي بكر الصواف، وإسماعيل الخطبي، وتفقه بأبي علي النجار، وأبي بكر عبد العزيز، وله في الفقه تواليف حسنة، رحمه الله. وهو والد المعمر أبي إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي شيخ قاضي المرستان. 4 (عمر بن محمد بن عراك بن محمد بن عراك، أبو حفص الحضرمي المصري المقرئ) المجود. قرأ القرآن بورش على أبي جعفر حمدان بن عون بن حكيم الخولاني صاحب إسماعيل بن عبد الله النحاس، وعلى أبي العباس أحمد بن إبراهيم بن جامع السكري، وعلى أبي غانم المظفري أحمد بن حمدان. (27/169)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 170 قرأ عليه فارس بن أحمد الضرير، وتاج الأئمة أحمد بن علي بن قاسم، وأبو الوليد عتبة بن عبد الملك العثماني، وغيرهم.) قال أبو إسحاق الحبال: توفي بمكة يوم عاشوراء، وقد توفي أبو غانم شيخه في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. وتوفي أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن هلال الأزدي سنة عشرين وثلاثمائة، وهو شيخ أبي غانم. وقرأ الأزدي وحمدان الخولاني، على إسماعيل النحاس، عن قراءته على أبي يعقوب الأزدي، عن ورش، فقراءته على الخولاني أعلى بدرجة. وكان ابن عراك من كبار المقرئين. 4 (عمر بن محمد بن الحسين، أبو حفص اليسع. بغدادي، توفي في تنيس.)

4 (القاسم بن محمد بن أحمد بن معروف، أبو أحمد القنطري الحاكم.) توفي في ربيع الأول بنسف. روى عن الأصم، وعبد المؤمن بن خلف، وجماعة. روى عنه جعفر المستغفري. 4 (قاسم بن محمد بن قاسم بن إصبع بن محمد البياني، أبو محمد القرطبي قاضي مدينة الفرج.) سمع من جده. وكتب عنه ابن الفرضي وجماعة. وكان مولده سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وتوفي في ربيع الأول. 4 (محمد بن أحمد بن سليمان، أبو النضر السرمغوني النسوي.) سمع بدمشق، ونشأ، وحدث عن محمد بن أحمد بن عبد الجبار النسوي، وأبي الدحداح أحمد ابن محمد، وابن جوصا، وأبي نعيم بن عدي. (27/170)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 171 روى عنه أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن سلمة، والحسين بن عثمان الشيرازي، وأبو مسعود أحمد بن محمد البجلي. وعاش إلى هذه السنة، ولم تحفظ وفاته. 4 (محمد بن أحمد بن إبراهيم، أبو الفرج الشنبوذي المقرئ، تلميذ ابن شنبوذ، قرأ عليه) القراءات، وعلى أبي بكر بن مجاهد، وأبي عبد الله إبراهيم بن عرفة النحوي نفطويه، وابن بشار العلاف صاحب الدوري، وهو أقدم شيخ له، ومحمد بن النضر بن الأخرم، وجماعة، واعتنى بهذا الشأن، وتصدر للإقراء بعد أن أكثر الترحال في لقي الشيوخ المقربين. قرأ عليه الهيثم بن أحمد الدمشقي الصباغ، وأبو طاهر محمد بن ياسين الحلبي، وأبو الفرج الأستراباذي، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو عبد الله محمد بن الحسين الكارزيني وطائفة، وآخرهم وفاةً، فيما أعلم، أبو علي الأهوازي. وكان عالماً بالتفسير ووجوه القراءات. قال الخطيب: سمعت أبا الفضل عبيد الله بن أحمد يذكر أبا الفرج الشنبوذي، فعظم أمره وقال:) سمعته يقول: أحفظ خمسين ألف بيت من الشعر شواهد القرآن. وقال الخطيب: ولد سنة ثلاثمائة، وتكلم الناس في رواياته، فحدثني أحمد بن سليمان الواسطي المقرئ قال: كان أبو الفرج الشنبوذي يذكر أنه (27/171)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 172 قرأ على أبي العباس الأشناني، فتكلم الناس فيه، وقرأت عليه لابن كثير، ثم سألت عنه الدارقطني، فأساء القول فيه. قال التنوخي: توفي أبو الفرج الشنبوذي في صفر من السنة. قال الدارقطني: أخذ عرضاً عن ابن شنبوذ ولازمه، فنسب إليه، عن محمد بن هارون التمار، وأبي مزاحم الخاقاني، وأحمد بن حماد التيمي، ثم سمى جماعة، وقال: مشهور، ضابط، نبيل، حافظ، ماهر، خازن، كان يتحرك في البلدان. روى عنه القراءة غير واحد من شيوخنا. 4 (محمد بن أحمد بن مت، أبو بكر الإشتيخني.) سمع صحيح البخاري في سنة تسع وثلاثمائة من أبي عبد الله الفربري، وحدث. توفي في رجب، وكان من كبار الشافعية، مع الزهد والعبادة، رحمه الله. روى عنه: أبو سعيد الإدريسي، وعلي بن سختام السمرقندي، وجماعة. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن قادم، أبو عبد الله القرطبي المالكي.) سمع قاسم بن إصبع وذويه، ورحل فسمع بمصر، وتفقه على ابن سفيان، وسمع ببغداد من أبي بكر الشافعي، وأبي علي بن الصواف. قال ابن الفرضي: كان ضعيفاً غير ضابط لنفسه ولا لسانه. توفي في هذا العام، وكان شاعراً محسناً إخبارياً، وقد سمعه غير واحد ينال من علي رضي الله عنه، وأنا سمعته ينال من الحسن، لعن الله من نال منهما. (27/172)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 173 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن مج، أبو النضر الكشاني الكرميني.) روى عن داود بن سليمان بن خزيمة، وأبي حسان مهيب بن سليم، وغيرهما. سماعه سنة عشرة. روى عنه جعفر بن المستغفري. حدث في هذه السنة، وانقطع خبره. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن عقيل، أبو بكر النيسابوري القطان.) سمع محمد بن أحمد بن دلويه، وعلي بن عبدان، وطبقتهما. وعنه: الحاكم، وأبو علي الصابوني. ورخه الحاكم. 4 (محمد بن أحمد بن محمى، أبو بكر البغدادي الجوهري.) ) روى عن أبي القاسم البغوي. روى عنه: العشاري، والعتيقي، والأزهري. وتوفي في شعبان، وهو ثقة. 4 (محمد بن الحسن بن المظفر، أبو علي البغدادي اللغوي الكاتب، المعروف بالحاتمي، أحد) الأعلام المشاهير. (27/173)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 174 أخذ اللغة عن أبي بكر الزاهد. روى عنه أبو القاسم التنوخي، وغيره. وله الرسالة الحاتمية التي شرح فيها ما جرى بينه وبين المتنبي من إظهار سرقاته وإبانة عيوبه في شعره، وهي رسالة تدل على تبحره، يذكر في أولها ذهابه على بغلته، وبين يديه غلمانه إلى دار المتنبي، فما أكرمه ولا احترمه، وأنه جلس، فما التفت إليه، فعفنه الحاتمي ووبخه على تيهه وعجبه. توفي الحاتمي في هذه السنة. بلغتنا أخباره مختصرة. 4 (محمد بن الحسن بن أحمد بن علي، أبو الطيب الماذرائي. من رؤساء المصريين ومن بيت) حشمه. توفي في شوال. 4 (محمد بن الحسين بن مهران القاضي، أبو الفضل المروزي الحدادي الواعظ الصوفي.) سمع عبد الله بن محمود المروزي، ومحمد بن يحيى بن خالد صاحب إسحاق بن راهويه، وحماد بن أحمد السلمي، والكبار، وعمر حتى جاوز المائة. روى عنه: الحاكم، وبالإجازة أبو يعلى الخليلي. وقال فيه الحاكم: شيخ أهل مرو في الفقه والحديث والتصوف والقضاء، مات بمرو في صفر. قلت: حديثه من أعلى شيء وقع لمحيي السنة البغوي. (27/174)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 175 روى عنه: أبو عمر، ومحمد بن عبد العزيز القنطري، وأبو عبد الرحمن محمد بن أحمد بن جعفر الشاذ باخي، ومحمد بن إبراهيم الوزيري الخوارزمي، وأبو بكر محمد بن أبي الهيثم الترابي، وغيرهم. 4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا الحافظ، أبو بكر الشيباني الجوزقي العدل، شيخ) نيسابور ومحدثها، وابن أخت محدثها أبي إسحاق إبراهيم بن المزكي. روى عن: أبي العباس السراج، وأبي نعيم بن عدي الجرجاني، وأبي العباس الدغولي. رحل به خاله إلى سرخس وسمع مكي بن عبدان، وأبا حامد بن الشرفي، وأخيه عبد الله بن) الشرفي، ورحل فسمع أبا سعيد بن الأعرابي بمكة، وأبا علي الصفار ببغداد، وأبا حاتم الوسقندي بالري، والقاسم بن عبد الواحد بهمذان، وصنف المسند الصحيح على كتاب مسلم. وجوزق: قرية من قرى نيسابور. وأما الفضل إسحاق الهروي الجوزقي الحافظ فمنسوب إلى جوزق من عمل هراة. ولأبي بكر الجوزقي كتاب المتفق مشهور، وله كتاب المتفق الكبير في نحو ثلاثمائة جزء، يرويه أبو عثمان الصابوني. روي عن أبي بكر قال: أنفقت في الحديث مائة ألف درهم، وما كسبت به درهماً. (27/175)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 176 قال الحاكم: وانتقيت له فوائد في عشرين جزءاً، ثم بعدها ظهر سماعه من السراج. وتوفي في شوال عن اثنتين وثمانين سنة. روى عنه: الحاكم، والكنجروذي، وسعيد بن محمد البحيري، ومحمد بن علي الخشاب، وسعيد العيار، وأحمد بن منصور بن خلف المغربي، وآخرون. 4 (محمد بن عبد الله حمشاد، أبو منصور النيسابوري الزاهد، أحد الأئمة.) سمع: أبا حامد بن بلال، ومحمد بن الحسين القطان، وإسماعيل الصفار، وابن البختري، وتفقه على جماعة، وأخذ الكلام عن جماعة، والعربية عن أبي عمر الزاهد ونحوه، ودخل إلى اليمين. كان مجتهداً في العبادة، زاهداً، واعظاً، كثير التصانيف، تخرج به جماعة، وكان مجاب الدعوة. توفي في رجب، وله اثنتان وسبعون سنة. له نحو ثلاثمائة مصنف. 4 (محمد بن عبيد الله بن محمد، أبو بكر البغدادي الكرخي الكاتب.) سمع أبا عبد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد، وأبا بكر بن داسة. روى عنه: أبو حفص بن شاهين، وهو أكبر منه، وجماعة من المتأخرين. ذكره البرقاني، قال: ثقة، ثقة، ثقة. وقال غيره: كان يقرب إلى الدارقطني فخرج له. وتوفي في ذي الحجة. (27/176)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 177 4 (محمد بن علي بن أحمد الإمام، أبو بكر الأدفوي المصري المقرئ النحوي المفسر. وأدفو) من الصعيد بقرب أسوان. سكن مصر، وكان خشاباً يتكسب في بيع الخشب. صحب أبا بكر النحاس ولزمه، وحمل عنه سائر كتبه، وسمع الحديث، وقرأ القرآن برواية) ورش، وكان سيد أهل عصره، وكانت له حلقة كبيرة. أخذ عنه طائفة. وله كتاب تفسير القرآن في مائة وعشرين مجلدة، ومنه نسخة بمصر، بوقف القاضي عبد الرحيم الفاضل. توفي يوم الخميس لثمان بقين من ربيع الأول. ومن قال: الأثفوي فعلى لغة عوام المصريين. قرأ على أبي غانم المظفر بن أحمد المصري، وغيره. قرأ عليه أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، ومحمد بن الحسين بن النعمان، والحسن بن سليمان، وعاش ثلاثاً وثمانين سنة. وقد سمع من أحمد بن إبراهيم بن جامع، وسعيد بن السكن، وعدة. 4 (محمد بن سهل القاضي، أبو نصر النيسابوري الفقيه، شيخ الحنفية وعالمهم بخراسان) وأحسنهم سيرةً في القضاء. سمع: أبا حامد بن بلال، وأبا العباس الأصم، وما زال منسوباً إلى الورع والزهد. (27/177)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 178 وحدث عنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو جعفر الأزهري، والقاضي أبو القاسم التنوخي. وأبو عبد الله الصيمري. وعاش سبعين سنة. 4 (موسى بن يحيى، أبو هارون الصديني الفاسي الفقيه المالكي.) كان إماماً عالماً بالمذهب. لقي الإمام الأسواني، ودخل الأندلس في طلب العلم. روى عنه: أبو الفرج عبدوس. وتوفي بفاس في يوم عرفة، يوم جمعة من سنة ثمان وثمانين. 4 (يوسف بن أحمد بن يوسف بن الدخيل، أبو يعقوب الصيدلاني المكي راوي كتاب الضعفاء) لأبي جعفر العقيلي، عنه. توفي بمكة. سمع: محمد بن عمرو العقيلي، وعبد الله بن أبي رجاء، وعبد الرحمن بن عبد الله المقرئ، وإسحاق بن أحمد الحلبي، وعلي بن محمد بن أبي قراد الكوفي، وأبا التريك ابن الحسين الطرابلسي، وأبا سعيد بن الأعرابي، ومحمد بن علي السامري صاحب الزيادي. وخلقاً من القادمين إلى الحج، وصنف كتاب سيرة أبي حنيفة. روى عنه: الحكم بن النمذر البلوطي، وأحمد بن محمد العتيقي، ومحمد بن أحمد بن نوح الأصبهاني، وعلي بن الوراق. (27/178)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 179 1 (وفيات سنة تسع وثمانين وثلاثمائة.)

4 (أحمد بن سهل بن محسن، أبو جعفر الحداد الأنصاري الطليطلي المقرئ.) ) قرأ بمصر على عبد الباقي الأدفوي، وأبي الطيب بن غلبون، وصنف قراءة نافع. مات كهلاً. 4 (أحمد بن محمد بن الحسن بن مالك الكلائي، أبو القاسم بليط القرطبي.) روى عن قاسم بن إصبع، وأبي عبد الملك بن أبي دليص، وكان صالحاً. قال ابن الفرضي: كتبت عن، توفي في ذي القعدة. 4 (أحمد بن محمد بن عابد، أبو عمر الأسدي القرطبي الحافظ.) سمع أحمد بن سعيد بن حزم، وأحمد بن مطرف، ومحمد بن معاوية، وحدث باليسير. (27/179)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 180 4 (الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسن بن علي بن مخلد بن سنان، أبو محمد المخلدي) النيسابوري العدل، شيخ العدالة، وبقية أهل البيوتات. سمع: أبا العباس السراج، وأحمد بن محمد بن الحسن الذهبي، ومؤمل بن الحسن الماسرجسي، وأبا حامد الأعمشي، وأبا نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي، وأبا بكر بن حمدون، وعبد الله ابن محمد بن مسلم الإسفراييني، وزنجويه بن محمد اللباد، وموسى بن العباس الجويني، وجماعة. قال الحاكم: وهو صحيح السماع، محدث عصره. روى عنه الحاكم، وأبو عثمان البحيري، ويعقوب بن أحمد الصيرفي، وأبو سعيد محمد بن علي الخشاب، وأبو يعلى الصابوني، وأبو سعد الكنجروذي، وأبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري. توفي في رجب. 4 (الحسن بن علي بن عون، أبو محمد الحريري، بغدادي.) روى عن المحاملي. حدث عنه العتيقي. 4 (زاهر بن أحمد بن محمد بن عيسى، أبو علي السرخسي الفقيه الشافعي المقرئ المحدث.) (27/180)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 181 سمع أبا لبيد محمد بن إدريس الشامي. وسمع محمد بن زهير الأبلي، وأبا القاسم البغوي، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن حفص الجويني، ومحمد بن المسيب الأرغياني، ومؤمل بن الحسن الماسرجسي، وأبا جعفر أحمد بن محمد بن إسحاق العنزي، وإبراهيم بن عبد اله العسكري الزبيبي، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، ومحمد بن هارون الحضرمي، وأبا علي محمد بن سليمان المالكي. ذكره الحاكم، فقال: شيخ عصره بخراسان، سمعت مناظرته في مجلس أبي بكر بن إسحاق) الصبغي، وكان قد قرأ على أبي بكر بن مجاهد، وتفقه عند أبي إسحاق المروزي. ودرس الأدب على أبي بكر بن الأنباري، وكانت كتبه ترد علي على الدوام. وتوفي في ربيع الآخر، وله ست وتسعون سنة. روى عنه: الحاكم، وأبو عثمان إسماعيل الصابوني، ومحمد بن أحمد بن جعفر المزكي، وأبو عثمان سعيد بن محمد البحيري، والقاضي أبو المظفر منصور بن إسماعيل بن أبي قرة الحنفي، وكريمة الكشميهنية المجاورة، وخلق سواهم. وقد أخذ عن أبي الحسن الأشعري، علم الكلام، وشهده وهو يقول عند الموت: لعن الله المعتزلة موهوا ومخرقوا. وروى الموطأ عن إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، عن أبي مصعب، وعن مالك، سمعناه بالإجازة العالية من طريقه. (27/181)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 182 4 (سعيد بن عثمان البطليوسي.) سمع بقرطبة من قاسم بن إصبع، ووهب بن مسرة، وتقدم في الآداب، وولي قضاء بطليوس، فلم يحمد، ثم صرف، وولي الشرطة، ثم عزل. مات في هذه السنة. 4 (سعيد بن يمن، أبو عثمان المرادي. روى عن وهب بن مسرة. روى عنه الصاحبان.) مات في ذي القعدة بقرطبة. 4 (طالب بن هجرش.) حدث بمصر، فروى عنه أبو سعيد الماليني. 4 (العباس بن محمد بن حبان بن موسى بن حبان، أبو الفرج الكلابي الدمشقي.) روى عن جده حبان، ومحمد بن خريم، وأحمد بن جوصاء، وجماعة. روى عنه: تمام، وعلي بن المفضل بن الفرات، وعلي بن موسى السمسار، وغيرهم. وحبان كلاهما بالكسر. ورخه ووثقه عبد العزيز الكتاني. 4 (عبد الله بن إسحاق المعافري، أبو بكر القرطبي.) عن وهب بن مسرة، وأحمد بن مطرف، وجماعة. حدث عنه الصاحبان وقالا: قدم علينا طليطلة مجاهداً، وأجاز لنا في سنة تسع وثمانين. 4 (عبد الله بن حامد بن محمد، أبو محمد النيسابوري الفقيه الواعظ، كان (27/182)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 183 أبوه من كبار تجار) ) أصبهان، فسكن نيسابور، فتفقه على أبي محمد علي بن الحسن البيهقي، وأخذ علم الكلام، وسمع أبا حامد بن الشرفي ومكي بن عبدان، وارتحل إلى أبي علي بن أبي هريرة. وعاش ثلاثاً وثمانين سنة، وصلى عليه الفقيه أبو بكر بن فورك. روى: عنه الحاكم وأهل نيسابور. 4 (عبد الله بن أبي زيد الفقيه القيرواني، أبو محمد شيخ المالكية بالمغرب. اسم أبيه عبد) الرحمن، وكان أبو محمد قد جمع مذهب مالك، وشرح أقواله، كان واسع العلم، كثير الحفظ، ذا صلاح وورع. وعنه قال القاضي عياض: حاز رئاسة الدين والدنيا، ورحل إليه من الأقطار، ونخب أصحابه، وكثر الآخذون عنه. وهو الذي لخص المذهب، وملأ البلاد من تواليفه. تفقه بفقهاء بلده، وعول على أبي بكر بن اللباد، وأخذ عن محمد بن مسرور الحجام، والغسال، فسمع من أبي سعيد بن الأعرابي، ومحمد بن الفتح، والحسن بن نصر السوسي، ودارس بن إسماعيل. سمع منه خلق كثير من جميع الآفاق، منهم: الفقيه عبد الرحيم بن العجوز السبتي، والفقيه عبد الله بن غالب السبتي، وعبد الله بن الوليد بن سعد الأنصاري، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الخولاني القيرواني، وخلق سواهم من علماء المغرب. وكان يسمى مالكاً الصغير، وصنف كتاب النوادر والزيادات نحو (27/183)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 184 المائة جزء، واختصر المدونة. وعلى هذين الكتابين المعول في الدنيا بالمغرب، وصنف كتاب العتيبة على الأبواب، وكتاب الاقتداء بمذهب مالك وكتاب الرسالة وهو مشهور. وكتاب... 4 (عبد المنعم بن عبد الله بن غلبون بن المبارك، أبو الطيب الحلبي المقرئ، المحقق.) مؤلف كتاب الإرشاد في القراءات، والد أبي الحسن مؤلف التذكرة، عداده في المصريين، سكنها مدة. قرأ على: إبراهيم بن عبد الرزاق، ونظيف بن عبد الله، ونصر بن يوسف المجاهدي، وصالح ابن إدريس، ومحمد بن جعفرالفريابي. وسمع الحرف من: جعفر بن سليمان صاحب السوسي، ومن الحسن بن حبيب الحصائري، وسمع الحديث من عبيد الله بن الحسين الأنطاكي، وسليمان بن محمد بن زويط وعدي بن) أحمد بن عبد الباقي الأذني، وأحمد بن محمد بن عمارة الدمشقي. قرأ عليه القراءات ابنه طاهر مصنف التذكرة، والحسن بن عبد الله الصقلي، وأحمد بن علي الربعي، وأبو جعفر أحمد بن علي الأزدي، ومكي بن أبي طالب التنيسي، وأبو العباس بن تنيس، وأحمد بن علي بن هاشم تاج الأئمة. وحدث عنه: عبيد الله بن أحمد بن السخت الرقي، وأحمد بن إبراهيم بن كامل الصوري، ومحمد بن جعفر الميماسي، والحسن بن إسماعيل الضراب. (27/184)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 185 قال أبو علي الحسين بن محمد الغساني الحافظ: كان ثقة خياراً. وذكره أبو عمرو الداني، فقال: كان حافظاً ضابطاً، ذا عفاف ونسك وفضل، وحسن تصنيف. وقال غيره: ولد سنة تسع وثلاثمائة. وقال الحبال: توفي يوم الجمعة لسبع خلون من جمادى الأولى. 4 (عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن سليمان بن حبابة، أبو القاسم البغدادي المتوثي البزاز.) ولد سنة ثلاثمائة، وسمع أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، وجماعة. روى عنه: أبو محمد الخلال، وعبد العزيز الأزجي، وعبيد الله الأزهري، وأبو محمد عبد الله بن هزارمرد الصريفيني، روى عنه كتاب الجعديات. وتوفي في ربيع الآخر، وصلى عليه الإمام أبو حامد الإسفراييني. قال الخطيب: كان ثقة. 4 (عثمان بن عمرو بن محمد بن المنتاب، أبو الطيب البغدادي الدقاق إمام جامع المنصور.) (27/185)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 186 حدث عن أبي القاسم البغوي، وابن صاعد، وإسماعيل الوراق. روى عنه: عبيد الله الأزهري، والحسن بن محمد، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو القاسم التنوخي، وآخرون. قال أبو الفتح بن أبي الفوارس: كان كثير التساهل، لم ير له أصل جيد. 4 (عمر بن أحمد بن عمر، أبو حفص النيسابوري الزاهد. صدوق مكثر.) سمع ابن الشرفي بن عبدان، وإسماعيل الصفار. وعنه: الحاكم وغيره. 4 (عمر بن أحمد بن حفص البرمكي. تقدم في الماضية.)

4 (علي بن أحمد بن يوسف، أبو الحسن الخدري العسقلاني. توفي في شعبان، وله اثنتان) وثمانون سنة. 4 (علي بن معاذ بن سمعان بن أبي شيبة، أبو الحسن الرعيني البجاني الأندلسي.) ) سمع ببجانة من سعيد بن فحلون، وعلي بن الحسن المري، ومسعود بن علي، وبقرطبة من قاسم بن إصبع. وكان بليغاً شاعراً مفوصاً نسابة. روى عنه ابن الفرضي وقال: كان يكذب، وقفت على ذلك منه. توفي في رجب، وله نيف وثمانون سنة. 4 (فائق عميد الدولة، أبو الحسن الأمير فتى السلطان نوح بن نصر الساماني.) (27/186)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 187 يروي عن محمد بن قريش، وعبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري، وعيد الله الفاكهي المكي، وابن أبي دارم الكوفي. توفي ببخارى. وقد ولي إمرة هراة مدة، وعقد بها مجلس الإملاء. روى عنه: أبو منصور المؤدب، وأبو عمر عبد الواحد المليحي، وولي بمدن خراسان نيفاً وأربعين سنة. 4 (فرج بن عيشون، أبو ثابت الأندلسي.) سمع كثيراً من قاسم بن إصبع وغيره، وكان رجلاً صالحاً. كان إمام مدينة إستجة. قال ابن الفرضي: سمعت منه كثيراً، وتوفي في رمضان. 4 (محبوب بن عبد الرحمن، أبو عاصم المحبوبي القاضي الهروي.) روى عن جده أبي بكر. روى عنه: أبو يعقوب القراب، وأبو عمر المليحي، وغيرهما. 4 (محمد بن أحمد بن علي بن نصير، أبو عبد الله النيسابوري المعدل.) روى عن: ابن خزيمة، وأبي قريش محمد بن جمعة، وأبي العباس السراج. روى عنه الحاكم. 4 (محمد بن سعيد بن سليمان، أبو عبد الله الغافقي من أهل فحص البلوط.) سمع وهب بن مسرة، وأحمد بن مطرف، وابن القوطية، وكان فقيهاً إماماً، أخذ العربية عن الرياحي. كتب عن ابن الفرضي. 4 (محمد بن أحمد بن إصبع بن واقد، أبو عبد الله القرطبي.) (27/187)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 188 سمع أحمد بن مطرف، ومحمد بن معاوية القرشي. وكان قليل الفهم والضبط. 4 (محمد بن إسماعيل بن يوسف بن إسحاق بن إبراهيم، أبو عبد اله اليعقوبي النسفي.) سمع من جده لأمه سعيد بن إبراهيم بن معقل بن عبد المؤمن بن خلف الحافظ. روى عنه أهل بخارى، وسمعوا منه جامع أبي عيسى الترمذي ست مرات. روى عنه: أبو العباس المستغفري، وغيره. وتوفي في رمضان.) 4 (محمد بن عبدوس بن حاتم، أبو نصر النيسابوري الزاهد الدهان.) سمع أبا نعيم بن عدي، وزنجويه بن محمد، وأبا بكر الذهبي. وعنه: الحاكم، وقال: مات في رجب، وله مائة سنة. وهو أبو الفقيه أحمد الحاتمي. 4 (محمد بن محمد بن علي، أبو بكر بن أبي الحسن السرخسي النيسابوري الشافعي.) تفقه على والده، وسمع من ابن نجيد، ومات شاباً. 4 (محمد بن محمد بن الحسن بن علي بن بكر، أبو بكر سبط ابن هانئ النيسابوري.) سمع أبا العباس بن السراج، وأقرانه. توفي في جمادى الآخرة من السنة. وعنه: سعيد العيار، وأبو يعلى الصابوني. (27/188)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 189 4 (محمد بن مكي بن زراع بن هارون، أبو الهيثم الكشميهني المروزي.) حدث بصحيح البخاري غير مرة عن محمد بن يوسف الفربري، وحدث عن محمد بن إبراهيم ابن يزيد المروزي الداعوني، ومحمد بن أحمد بن عاصم، وإسماعيل بن محمد الصفار، وغيرهم. روى عنه: أبو ذر الهروي، وأبو عثمان سعيد بن محمد البحيري، وأبو الخير محمد بن أبي عمران الصفار، وأبو سهل محمد بن أحمد الحفصي، وكريمة المروزيه وآخرون. ولا أعلمه إلا من الثقات. قال أبو بكر بن السمعاني: توفي في يوم عرفة سنة تسع وثمانين. 4 (محمد بن النعمان بن محمد بن منصور، أبو عبد الله المغربي الفقيه، قاضي ديار مصر،) وابن قاضيها، وأخو قاضيها لبني عبيد. قال ابن زولاق: لم نشاهد بمصر لقاض من الرئاسة ما شاهدناه لمحمد بن النعمان، ولا بلغنا ذلك عن قاض بالعراق، قال: ووافق ذلك استحقاقاً لما فيه من العلم والصيانة والتحفظ والهيبة وإقامة الحق. قلت: وكان على دين بني عبيد، مظهراً للرفض، مبطناً لأمور، نسأل الله العفو. (27/189)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 190 وله شعر رائق، فمنه: (أيا مشبه البدر بدر السماء .......... لخمس وسبع مضت واثنتين.)

(ويا كامل الحسن في فعله .......... شغلت فؤادي وأسهرت عيني.)

(فهل لي في مطمع أرتجيه .......... وإلا انصرفت بخفي حنين) ) (فإما مننت وإما قدرت .......... فأنت قدير على الحالتين.) وفي سنة ثلاث وثمانين لتسع سنين مضت من ولايته القضاء استخلف على القضاء بمصر والقاهرة ابنه أبا القاسم عبد العزيز على الدوام، وارتفعت رتبة قاضي القضاة محمد، وحتى أقعده صاحب مصر على المنبر معه يوم عيد النحر، سنة خمس وثمانين، وهو الذي غسل العزيز، لما مات، وازدادت عظمنه في أيام الحاكم قم إنه تعال، ولازمه النقرس والقولنج، ومات في صفر من سنة تسع وثمانين. وأتى الحاكم إلى داره وشيعه. وكان مولده بالمغرب سنة أربعين وثلاثمائة، وولي بعده ابن أخيه أبو عبد الله الحسين بن علي ابن النعمان قضاء القضاة، ثم إنه عزل في أربع وتسعين، وضربت رقبته بقصة يطول شرحها، وولي بعده أبو القاسم عبد العزيز بن محمد المذكور، ثم قتله الحاكم في سنة إحدى وأربعمائة، وولي بعده القضاء أبو الحسن مالك بن سعيد الفارقي. 4 (يحيى بن إبراهيم بن أبي الأسد القيسي، أبو زكريا القرطبي.) سمع من أحمد بن خالد وغيره، وكان مشهوراً بالعدالة، ولم يحدث. (27/190)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 191 4 (يحيى بن محمد بن أحمد بن محمد بن قاسم بن هلال، أبو القاسم القيسي القرطبي الشاهد.) سمع من أبيه، ومحمد بن عيسى بن زرقا. توفي في ذي الحجة. 4 (يحيى بن هذيل بن عبد الملك بن هذيل بن إسماعيل بن نويرة بن إسماعيل بن نويرة بن) مالك، أبو بكر التميمي القرطبي الشاعر. سمع من أخيه أحمد بن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن إصبع، وكان شاعر وقته غير مدافع، وطال عمره، فسمع منه بعض الناس على سبيل الرواية. قال ابن الفرضي: كتبت عنه من حديثه وشعره، وأجاز لي ديوان شعره، وأملى علي نسبه، وأخبرني أنه ولد سنة خمس وثلاثمائة، وكف بصره قبل موته بأعوام. توفي في ثالث عشر ذي القعدة بقرطبة. قلت: هذا كان حامل لواء الشعراء في الأندلس، وقد نبهنا على أنه قيل: توفي سنة إحدى وسبعين، فالله أعلم. ومن شعر ابن هذيل: (إذا جلست على قلبي يدي بيدي .......... وصحت في الليلة الظلماء واكبدي.) ) (ضجت كواكب ليلي في مطالعها .......... وذابت الصخرة الصماء من كمدي.) وله: (عرفت بعرف الريح أين تيمموا .......... وأين استقل الظاعنون وسلموا.)

(خليلي رداني إلى جانب الحمى .......... فلست إلى غير الحمى أتيمم.) (27/191)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 192 (أبيت سمير الفرقدين كأنما .......... وسادي قتاداً وضجيعي أرقم.)

(وأجوز وسنان العيون كأنه .......... قضيب من الريحان لدن منعم.)

(نظرت إلى أجفانه أول الهوى .......... فأيقنت أني لست منهن أسلم.)

4 (يحيى بن علي بن محمد بن الملقب بالمختفي أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين) ابن علي بن أبي طالب، أبو الحسين الزيدي الهاشمي البغدادي. نزيل شيراز. حدث بدمشق عن أبي بكر بن مجاهد، وأبي العباس بن عقدة. روى عنه: الربعي، وعلي بن موسى السمسار. (27/192)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 193 1 (وفيات سنة تسعين وثلاثمائة.)

4 (أحمد بن علي بن الحسين بن محمد بن الأسد التميمي الحماني، أبو عمرو الطبني.) دخل الأندلس، وسمع من قاسم بن إصبع، وحج سنة اثنتين وأربعين، وكان صالحاً. قال ابن الفرضي: كتبت عنه، ومات في المحرم. 4 (أحمد بن الحسن بن بندار، أبو بكر الصبهاني، ثم الطرسوسي القاضي الزاهد.) قدم نيسابور بعد محنة أهل طرسوس ومصيبتهم، وحدث عن ابن الأعرابي. روى عنه الحاكم. 4 (أحمد بن علي بن إبراهيم، أبو بكر الآبندوني، وآبندون على خمسة فراسخ من جرجان.) (27/193)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 194 روى عن: جده لأمه جعفر بن محمد بن عبد الكريم، وأبي نعيم بن عدي، وعلي بن محمد بن حاتم القومسي. توفي بجرجان. روى عنه: مشايخ جرجان. 4 (أحمد بن محمد بن عبد الرحمن، أبو بكر السرخسي.) سمع عمر بن يعقوب القراب. توفي بهراة في المحرم. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن نصر بن ميمون، أبو عمرو الأسلمي القرطبي الكفيف النحوي.) سمع قاسم بن إصبع، ومحمد بن محمد بن عبد السلام الخشني. وكان صالحاً عفيفاً. توفي في شوال، وقد أدب جماعة من الأعيان.) 4 (أحمد بن محمد بن يعقوب، أبو عبد الله الفارسي الوراق.) حدث ببغداد عن أبي القاسم البغوي، وابن صاعد، وأبي بكر بن مجاهد. روى عنه: أبو القاسم التنوخي، ومحمد بن علي العشاري، وجماعة. وثقه الخطيب وتوفي في ذي القعدة. 4 (أحمد بن محمد بن أبي موسى القاضي، أبو بكر الهاشمي العباسي الفقيه المالكي.) بغدادي شريف، ولي قضاء المدائن، وولي خطابة جامع المنصور زماناً، وكان مولده سنة خمس عشرة وثلاثمائة. (27/194)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 195 وسمع من إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وأحمد بن علي الجوزجاني، وأبي عبد الله المحاملي. روى عنه: أبو الحسن العتيقي، وأبو القاسم التنوخي. قال الخطيب: كان ثقةً، انتخب عليه الدارقطني. 4 (أحمد بن هارون، أبو الحسين المهلبي البغدادي الذي حدث عن أبي القاسم البغوي، وابن) زياد النيسابوري. سمع منه العتيقي في هذه السنة، ولم يؤرخ. 4 (أحمد بن إسماعيل بن محمد، أبو سعيد الهروي، حفيد الشيخ أبي سعد، وجد أبي عثمان) الصابوني لأمه، ووالد الحافظ أبي الفضل عمر بن إبراهيم. يروي عن أبي العباس الأصم. روى عنه إسحاق القراب وجماعة. 4 (أمة السلام، أخت القاضي أبي بكر أحمد بن كامل بن شجرة، أم الشيخ البغدادية. سمع منها) جماعة. روت عن محمد بن إسماعيل البصلاني، ومحمد بن حسين بن حميد بن الربيع. روى عنها: أبو القاسم التنوخي، والقاضي أبو يعلى بن الفراء، وجماعة. توفيت في رجب، ولها اثنتان وتسعون سنة، وكانت دينة فاضلة. (27/195)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 196 4 (برجوان الأستاذ.) من كبار خدام الحاكم ومدبري دولته، وإليه تنسب جادة برجوان بالقاهرة. قتله الحاكم في نصف جمادى الأولى. أمر زيدان الصقلبي صاحب المظلة فضربه بسكين، فقتله صبراً. ثم إن الحاكم قتل زيدان في سنة ثلاث وتسعين. 4 (جيش بن محمد بن صمصامة.) ) أمير دمشق، القائد أبو الفتح، وليها من قبل خاله أبي محمود الكتامي سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، ووليها سنة سبعين، بعد موت خاله، ثم عزل بهد سنتين، ثم ولي دمشق سنة تسع وثمانين، إلى أن مات جيش. وكان جباراً ظالم سفاكاً للدماء، أخاذاً للأموال، وكثر ابتهال أهل دمشق إلى الله في هلاكه، حتى هلك بالجذام في ربيع الآخر سنة تسعين. وكان الأستاذ برجوان مدبر دولة الحاكم قد جهز القائد جيش بن محمد في عسكر، وأمره على الشام، فنزل الرملة، فسار إلى خدمته نواب الشام وخدموه، وقبض على سليمان بن فلاح قبضاً جميلاً، ونفذ عسكراً لمنازلة صور، وكان أهلها قد عصوا وأمروا عليهم رجلاً يعرف بالعلاقة الملاح، وجهز إسطولان في البحر إليها، فاستنجد العلاقة بالروم، فبعث إليه بسيل الملك عدة مراكب، فالتقى الأسطولان، وظفر المصريون بالروم، (27/196)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 197 بيت لهيا، فأحضر بين يدي جيش، فسأله عن أشياء من القرآن والحديث والفقه، فوجده عالماً بما سأله، فنظر إلى شاربه وأظفاره، فوجدها مقصوصةً، وأمر من ينظر إلى عانته، فوجدها محلوقةً، اذهب فقد نجوت مني، لم أجد ما أحتج به عليك، فلما بلغ جيش في مرضه ما بلغ من الجذام، وألقى ما في بطنه حتى كان يقول لأصحابه: اقتلوني، أريحوني من الحياة، لشدة ما كان يناله من الألم. قال لأصحابه: رأيت كأن أهل دمشق كلهم بالسهام فأخطأوني، غير رجل أصابني سهمه، ولو سميته لعبده أهل دمشق، فكانوا يرون أنه ابن الجرمي، أصابت دعوته، وعاش ابن الجرمي بعده ستاً وأربعين سنة. 4 (الحسن بن محمد بن عبد الله بن طوق، أبو علي التغلبي الجياني.) روى عن وهب بن مسرة وأحمد بن زكريا بن الشامة. وقدم طليطلة مرابطاً، فروى عنه الصاحبان، وكان رجلاً صالحاً. توفي في عشر ذي الحجة، وله سبع وسبعون سنة، رحمه الله. 4 (الحسين بن أحمد بن جعفر، أبو عبد الله بن الكوسج المعدل. توفي في ربيع الآخر.)

4 (الحسين بن أحمد بن محمد بن القنين البغدادي، أبو عبد الله المقرئ في مسجده عند داره،) وكان من أصحاب عبد الواحد بن أبي هاشم. قرأ عليه أحمد بن محمد القنطري المجاور، وله سماع من أبي عمر الزاهد وغيره.) مات في شعبان. 4 (الحسين بن وليد بن نصر، أبو القاسم القرطبي العريف النحوي، أبو (27/197)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 198 حسن بن وليد النحوي.) كان عارفاً بالنحو، بارعاً فيه. أخذ عن ابن القوطية، وحج، فسمع من أبي الطاهر الذهلي، وابن رشيق، وأقام بمصر أعواماً، ثم رجع إلى الأندلس، فأدب أولاد المنصور محمد بن أبي عامر. توفي بطليطلة في رجب. 4 (سعيد بن حمدون، أبو بكر القيسي الأندلسي.) سمع من أصبغ، وابن الشامة، وابن حزم، وحج، فسمع عبد الله بن الورد، وأبا بكر الآجري، ولم يزل يطلب العلم إلى أن مات. قال ابن الفرضي: لم يكن له نفوذ في شيء من العلم. 4 (طاهر بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن موسى، أبو العباس البغدادي الشاعر.) مدح الخلفاء، وكسب الأموال بالأدب، وتنسك في آخر عمره وتزهد، وله رسائل في الزهد. وتوفي يوم عاشوراء سنة تسعين، وله خمس وسبعون سنة، ودخل الأندلس في سنة أربعين وثلاثمائة. 4 (عبد الله بن أحمد بن علي بن أبي طالب، أبو القاسم البغدادي نزيل مصر.) روى عن: حسين بن حيان وجادةً من كلام يحيى بن معمر، في الجرح والتعديل، والحسين هو جده لأمه. روى أيضاً عن أبي ذر الباغندي، وإبراهيم بن علي بن عبد الصمد الهاشمي، وأبي عبد الله المحاملي. (27/198)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 199 روى عنه: تمام الرازي، وأبو سعيد الماليني، وآخرون. وثقه الخطيب وقال: ولد سنة سبع وثلاثمائة. توفي بمصر في المحرم. 4 (عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، بن يحيى، أبو محمد التجيبي ويعرف بقرطبة بابن) الزيات. رحل إلى العراق مرتين، فسمع من إسماعيل الصفار، ومحمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب بن السماك، وسمع بالبصرة من أبي بكر بن داسة، وجماعة، وبتنيس من عثمان بن محمد السمرقندي. وكان كثير الحديث، مسنداً، صحيح السماع، صدوقاً إن شاء الله، إلا أن) ضبطه لم يكن جيداً، وكان ضعيف الخط، ربما أخل بالهجاء، وكان متصرفاً بالتجارة. كتب الناس عنه كثيراً قديماً وحديثاً، وسمعنا منه كثيراً. قال ذلك ابن الفرضي. وهو من كبار شيوخ أبي عمر بن عبد البر. توفي في نصف رجب، وله سبع وسبعون سنة. 4 (عبد العزيز بن العباس بن سعدون بن يحيى، أبو القاسم الخولاني المصري.) توفي في ربيع الآخر. 4 (عبد الحميد بن يحيى، أبو محمد البويطي المصري، نزيل الرملة.) روى عن: ابن قتيبة العسقلاني، وغيره. وعنه: أبو سعد الماليني، والوليد بن بكر الأندلسي. 4 (عبد الرحمن بن عبد الله بن حمدون، أبو سعيد النيسابوري.) سمع الكثير من أبي حامد بن الشرفي، ومكي، وأبي بكر بن حمدون، وحدث سنين. (27/199)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 200 4 (عبد الرحمن بن محمد بن صاعد القرطبي المالكي.) ولي الشورى أيام ابن زرب، وقد رحل إلى مصر، وسمع الحسن بن رشيق وجماعة. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن خيران، أبو سعيد الشيباني المقرئ الهمذاني) المعروف بابن الكسائي. روى عن: أبيه، وعن إبراهيم بن محمد بن يعقوب، وأحمد بن محمد بن أوس، وإبراهيم بن عمروس، وعبد الله بن محمد بن الخليل بن الأشقر، ورحل إلى بغداد فأخذ عن أبي بكر بن زياد النيسابوري، وأبي عيسى بن قطن، وأبي ذر ابن الباغندي، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وطبقتهم. روى عنه: محمد بن عيسى، وعبد الرحمن الصائغ، والهمذانيون. وقد قال: ولدت في سنة إحدى وثلاثمائة، وسمعت عن أبي، عن جدي في سنة ثمان وثلاثمائة. وولد ابني أبو القاسم سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وفيها رحلت. قال شيرويه: كان ثقة. توفي في المحرم، رحمه الله. 4 (عبد الكريم بن موسى البزودي النسفي.) سمع من منصور أبي طلحة البزودي صاحب البخاري، وبالبصرة من أبي علي اللؤلؤي، وحدث. كان زاهداً مفتياً، تفقه على أبي منصور الماتريدي. روى عنه أهل سمرقند. 4 (عبيد الله بن عثمان بن يحيى، أبو القاسم بن جنيفا الدقاق، من ثقات البغداديين.) ) ولد سنة ثمان عشرة وثلاثمائة، وسمع المحاملي، والحسين المطبقي، وإسماعيل الصفار. (27/200)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 201 روى عنه: العتيقي، ومحمد بن العلاق، وسبطه القاضي أبو يعلى بن الفراء، وجماعة. قال ابن أبي الفوارس: كان ثقة مأموناً فاضلاً، ما رأينا مثله في معناه، رحمه الله. 4 (عبيد الله بن محمد بن إبراهيم بن جبريل، أبو بكر النيسابوري.) سمع أبا عمر أحمد بن محمد الحيري، ويعقوب بن ماهان الصيدلاني. روى عنه الحاكم. 4 (عبدوس بن محمد بن عبدوس، أبو الفرج الطليطلي.) سمع ببلده من تمام بن عبد الله، ورحل مرتين، فسمع من الآجري، وأبي العباس الكندي، وحمزة بن محمد الكتاني، وأبي زيد المروزي. وكان زاهداً ورعاً فقيراً متقللاً. سمع منه الناس كثيراً، وكان ثقة، حسن الضبط. توفي في ذي القعدة. 4 (علي بن أحمد بن عون الله القرطبي، أبو الحسن. توفي في جمادى الأولى.) سمع من قاسم بن إصبغ مع والده صغيراً، ثم سمع من محمد بن معاوية. 4 (علي بن محمد بن أحمد بن يعقوب المروزي. ثقة مكثر.) حدث بالري عن عبد الرحمن بن أبي حاتم، وأحمد بن خالد الجزوري. أكثر عنه أبو يعلى الخليلي. (27/201)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 202 4 (علي بن عبد الله بن محمد بن عبيد، أبو الحسن البغدادي الزجاج الشاهد.) عن حبشون الخلال، وأحمد بن علي بن الجوزجاني. وعنه التنوخي، وقال: سمعته يقول: ولدت سنة خمس وتسعين، أو إحدى. قال: وكان نبيلاً فاضلاً، قرأ على أحمد بن سهل الأشناني. قلت: فهو خاتمة أصحاب الأشناني. 4 (عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير، أبو حفص الكتاني المقرئ. بغدادي مسند.) قرأ على ابن مجاهد وحمل عنه كتاب السبعة، وسمع من البغوي، وابن صاعد، وأبي حامد الحضرمي، وأبي سعيد العدوي، وجماعة. قرأ عليه أبو علي الأهوازي، وغيره. وحدث عنه: أبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وأبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله، وأبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور، وابن هزارمرد الصريفيني. وقد سمعت كتاب السبعة لابن مجاهد من طريقه بعلو، وقطع لنا قطعة من عواليه بالإجازة. وقد قرأ أيضاً على محمد بن جعفر الجزري، وبكار بن أحمد، وزيد بن أبي بلال، وعلي بن) ذؤابة، وأقرأ في مسجده دهراً. وقرأ عليه أحمد بن مسرور، وأبو علي الشرمقاني، وأبو الفوارس محمد بن العباس الأواني، وأبو الفضل عبيد الله بن أحمد الكوفي. وثقه الخطيب، وتوفي في شهر رجب، وله تسعون سنة. (27/202)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 203 قرأت على عمر بن عبد المنعم في سنة ثلاث وتسعين، عن أبي اليمن الكندي، أنا عبد الرحمن ابن محمد الشيباني، أنا محمد بن علي الهاشمي، ثنا عمر بن إبراهيم إملاءً، ثنا محمد بن هارون الحضرمي، ثنا زياد بن أيوب، ثنا أبو معاوية الضرير، ثنا عاصم الأحول، عن أنس قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصوم في السفر، فقال، من أفطر فرخصة، ومن صام فالصوم أفضل. صحيح، غريب. 4 (عمر بن داود بن سلمون، أبو حفص الأنطرطوسي الأطرابلسي.) حدث عن محمد بن إبراهيم الديبلي، وأبي روق الهزاني، وابن عقدة، وجماعة. روى عنه: أبو علي الأهوازي، وأحمد بن الحسن الطياني. كان يروي الموضوعات. وقال الأهوازي: سمعته يقول: ختمت اثنتين وأربعين ألف ختمة، وذكر أن مولده سنة خمس وتسعين ومائتين، وسمعته يقول: تزوجت مائة امرأة، واشتريت ثلاثمائة جارية. مات سنة تسعين. 4 (عيسى بن سعيد بن سعدان الكلبي القرطبي، أبو الأصبغ، المقرئ، المحقق.) (27/203)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 204 رحل وعرض القراءة على السامري، وأحمد بن نصر الشذائي وعمر بن إبراهيم الكتاني، وسمع من القاضي أبي بكر الأبهري، وعدة. وأقرأ في مسجده بقرطبة. توفي في جمادى الآخرة كهلاً. 4 (فحل بن تميم الأمير المغربي) ولي إمرة دمشق للحاكم في هذه السنة، ومات فيها، فولي بعده علي بن جعفر بن فلاح. 4 (القاسم بن ميمون بن حمزة محمد بن جعفر أبو محمد العلوي توفي بمصر بن رميل، أبو) عبد الله البغدادي ثم المصري. سمع محمد بن زبان بن حبيب، ومحمد بن محمد بن الأشعث. وعنه عبد الله بن عبد الله المحاملي، وعبد العزيز بن علي الدقاق، المصري. سمع مراد جزءين من حديثه حدثونا بهما. مات في جمادى الأولى.) 4 (محمد بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن هارون، أبو الحسين بن أخي ميمي الدقاق، من) ثقات البغداديين. سمع أبا القاسم البغوي، وأبا جعفر أحمد بن إسحاق بن بهلول، وأبا حامد بن محمد بن هارون الحضرمي، وإسماعيل الوراق، وجماعة. روى عنه: أبو الحسين بن النقور، وأبو طالب العشاري، وأبو محمد الصريفيني، وتوفي سلخ رجب. (27/204)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 205 4 (محمد بن عبد الله بن حمدون، أبو سعيد النيسابوري الزاهد، أحد العباد ببلده.) سمع من أبي بكر محمد بن حمدون، وأبي حامد بن الشرفي، وأبا نعيم بن عدي. وعنه أحمد بن منصور المغربي، وأبو عثمان سعيد البحيري. 4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن ذي النون، أبو عبد الله الأندلسي البجاني.) سمع من سعيد بن فحلون، وأحمد بن جابر، وحدث. وفي سماعه من سعيد مقال. 4 (محمد بن عمر بن يحيى بن الحسين بن أحمد بن يحيى بن الحسين بن الشهيد بن علي) الزيدي العلوي، أبو الحسن الكوفي نزيل بغداد. كان رئيس الطالبيين، مع كثرة المال والضياع واليسار. ولد سنة خمسة عشرة. وسمع هناد بن السري الصغير، وأبا العباس بن عقدة. روى عنه: أبو محمد الخلال وغيره، وانتخب عليه الدارقطني، وتوفي في ربيع الأول، وكان وافر الجاه والحرمة. ناب عن بني بويه، ولما دخل عضد الدولة بغداد، قال له: امنع الناس من الدعاء والصحبة وقت دخولي، ففعل، فتعجب من طاعة العامة له، ثم فيما بعد قبض عليه وسجنه، وأخذ أمواله، فبقي في السجن مدة، حتى أطلقه شرف الدولة أبو الفوارس بن عضد الدولة، فأقام معه، وأشار عليه بطلب الملك، فتم له ذلك، ودخل معه بغداد. (27/205)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 206 وقيل إنه أخذت منه لما صودر ألف ألف دينار عيناً. توفي في عاشر ربيع الأول. 4 (محمد بن محمد بن يعقوب، أبو عصمة السجزي الضبعي.) توفي في ربيع الأول. 4 (محمد بن يوسف بن محمد الجنيد، أبو زرعة الكشي الحافظ الجرجاني.) ) كان أبوه من قرية كش، وهي على ثلاثة فراسخ من جرجان. سمع أبو زرعة من: أبي نعيم بن عدي، وأبي العباس الدغلولي، ومكي بن عبدان، وأبي محمد عبد الرحمن بن أبي حلتم، ورحل إلى نيسابور وبغداد وهمذان والحجاز. قال حمزة بن يوسف: جمع الأبواب والمشايخ، وكان يحفظ ويفهم، وأملى علينا بالبصرة، ثم إنه جاوز بمكة إلى أن توفي بها سنة تسعين وثلاثمائة. 4 (المعافى بن زكريا بن يحيى بن حميد القاضي، أبو الفرج النهرواني (27/206)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 207 المعروف بابن طرار) الفقيه الجريري، نسبةً إلى مذهب محمد بن جرير الطبري. سمع: أبا القاسم البغوي، وابن أبي داود، وابن صاعد، وأبا سعيد العدوي، وأبا حامد الحضرمي، وخلقاً مثلهم ودونهم، فأكثر، وقرأ على ابن شنبوذ، والخاقاني. قرأ عليه: أبو العلاء، محمد بن علي القاضي، وأبو تغلب الملحمي، وأحمد بن مسرور الخباز، ومحمد بن عمر بن زلال النهاوندي. روى عنه: أبو القاسم الأزهري، وأبو الطيب الطبري، وأحمد بن علي التوزي، وأحمد بن عمر بن روح، وأبو علي محمد بن الحسين الجازري، وآخرون. قال الخطيب: كان من أعلم الناس في وقته بالفقه والنحو واللغة وأصناف الأدب، وولي القضاء بباب الطاق، وكان على مذهب ابن جرير، وبلغنا عن أبي محمد البافي الفقيه أنه كان يقول: إذا حضر القاضي أبو الفرج، فقد حضرت العلوم كلها. قال الخطيب: حدثني أبو حامد الدلوي قال: كان أبو محمد البافي يقول: لو أوصى رجل بثلث ماله أن يدفع إلى أعلم الناس، لوجب أن يدفع إلى المعافى بن (27/207)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 208 زكريا. قال الخطيب: وسألت البرقاني عن المعافى فقال: كان أعلم الناس، وكان ثقة، لم أسمع منه. وزكريا أبو حيان التوحيدي قال: رأيت المعافى بن زكريا قد نام مستدبر الشمس في جامع الرصافة، في يوم شات، وبه من أثر الضر والفقر والبؤس أمر عظيم، مع غزارة علمه. وقال أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي: قرأت بخط المعافى بن زكريا قال: حججت، فكنت بمنى، فسمعت منادياً ينادي: يا أبا الفرج. فقلت: لعله يريدني، ثم نادى: يا أبا الفرج المعافى. فهممت أناجيه، ثم رجع فنادى: يا أبا الفرج المعافى النهرواني، فقلت: ولم أشك أنه يناديني، هأنذا، فما تريد قال: لعلك من نهروان الشرق قلت: نعم. قال: نحن نريد نهروان) الغرب، قال: فعجبت من هذا الاتفاق، وعلمت أن بالمغرب مكاناً يسمى النهروان. توفي المعافى بالنهروان في ذي الحجة، وله خمس وثمانون سنة. 4 (ناجية بن محمد، أبو الحسن الكاتب.) عن ابن الأنباري، والمحاملي، وجماعة. وعنه العتيقي، والتنوخي. وثقه الخطيب. 4 (يحيى بن منصور، أبو سعيد البوسنجي الفقيه، سمع بنيسابور محمد بن الحسين القطان،) وغيره. روى عنه جمال الإسلام أبو الحسن الداوودي، وتوفي في ذي الحجة. 4 (وهب بن محمد بن محمود بن إسماعيل، أبو الحزم القرطبي.) سمع من قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة، وكان حافظاً للرأي، مشاوراً في الأحكام في أيام ابن السليم، فلما ولي القضاء محمد بن يبقى ترك مشاورته، وكان شيخاً صالحاً كثير الصلاة، مواظباً للجامع، يقرئ الفقه ويفتي. توفي في رمضان. 4 (يحيى بن محمد بن يوسف، أبو زكريا الأشعري القرطبي المعروف بابن الجياني.) (27/208)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 209 سمع محمد بن معاوية القرشي، ومسلمة بن قاسم، ومحمد بن أحمد الخزاز، رمل فسمع بمكة كتاب الضعفاء للعقيلي، وبمصر صحيح مسلم من ابن ماهان. وكان جيد النقل، ضابطاً. مات في صفر. وقال أبو عمر بن عبد البر: أنا هذا بجميع جامع الترمذي عن أبي يعقوب بن الدخيل المكي، عن أبي ذر محمد بن إبراهيم الترمذي، عنه. (27/209)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 210 (27/210)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 211 4 (من الوفيات وممن كان في هذا الوقت.)

4 (أحمد بن محمد بن مهلهل أبو القاسم إلبيري نزيل غرناطة.) سمع محمد بن عبد الله بن أبي دليم. قال ابن الفرضي: كتبت عنه، وكان صالحاً. توفي سنة ثمان أو تسع وثمانين. 4 (إبراهيم بن محمد، أبو معشر الوراق المروزي.) روى عن أبي علي بن رزين الباساني. وعنه أبو عمر بن عبد الواحد المليحي. 4 (الحسن بن يحيى بن قيس، أبو بكر المقرئ.) روى مختصر الخرقي في الفقه، عن الخرقي. روى عنه: أبو عبد الله بن حامد الحنبلي الفقيه،) وأبو طالب العشاري. 4 (الحسين بن علي بن محمد بن إسماعيل بن إسحاق، أبو العباس الحلبي.) توفي قبل والده فيما أظن. (27/211)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 212 قدم بغداد، وحدث بها عن قاسم الملطي، والمحاملي، وابن عقدة، وعلي بن أبي مطر الإسكندراني. روى عنه: علي بن أحمد النعيمي، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي. قال الخطيب: كان يوصف بالحفظ، وما علمت من حاله إلا خيراً. 4 (الحسن بن محمد بن إبراهيم بن شريك، أبو علي الأصبهاني الغسال.) عن أبي عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن جعفر، ومحمد بن حفص وأحمد بن بندار الشعار. وعنه: أبو طاهر أحمد بن محمود بن النعمان الصائغ، وغيره. ذكره ابن نقطة. 4 (الحسين بن أبي جعفر بن محمد الخالع الرافقي.) قال: إنه من ذرية معاوية بن أبي سفيان، وكان من كبار النحاة. أخذ عن أبي سعيد السيرافي، وأبي علي الفارسي. وله من المصنفات كتاب الشعراء وكتاب المواصلة والمقاصدة وكتاب الأمثال وكتاب الأدوية والجبال وكتاب الرمال وكتاب تخيلات العرب وكتاب تفسير شعر أبي تمام وكتاب صناعة الشعر وكتب سوى هذه، وكان من الشعراء المذكورين، ولا أعرف متى مات. (27/212)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 213 4 (سليمان بن حسان، أبو داود بن جلجل الأندلسي الطبيب، عالم الأندلس بالطب.) كان بصيراً بالمعالجات. خدم المؤيد بالله هشام بن المستنصر، وكان إماماً في معرفة الأدوية المفردة، لا سيما بكتاب ديسقوريدس العين زربي الذي عرب في خلافة المتوكل، وبقي منه ألفاظ كثيرة يونانية لم تعرب ولا عرفت. قال ابن جلجل: وانتفع الناس بما عرب منه، فلما كان في دولة الناصر عبد الرحمن بن محمد صاحب الأندلس، كاتبه أرمانوس صاحب القسطنطينية قبل الأربعين وثلاثمائة وهاداه بنفائس، فكان منها كتاب ديسقوريدس مصور الحشائش بالتصوير العجيب، والكتاب باليوناني، ومنها كتاب هروشيش تاريخ عجيب في الأمم والملوك باللسان اللطيني. وكان بالأندلس من يتكلم به، ثم كاتبه الناصر وسأله أن يبعث إليه برجل يتكلم باليوناني) واللطيني، ليعلم له عبيداً، حتى يترجموا له، فيعث إليه براهب يسمى نقولا، فوصل قرطبة في سنة أربعين، ونشر من كتاب ديسقوريدس ما كان مجهولاً، وكان هناك جماعة من حذاق الأطباء، فأحكم الكتاب، وقد أدركتهم، وأدركت نقولا الراهب وصحبتهم، وفي صدر دولته مات نقولا الراهب. ولابن جلجل تاريخ الأطباء والفلاسفة، وله تذييل وزيادات على كتاب ديسقوريدس مما لم يعرفه ديسقوريدس، صنفه في سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة. ولم تبلغنا وفاته متى كانت. (27/213)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 214 4 (عبد الباقي بن الحسين بن أحمد الإمام المقرئ، أبو الحسن بن السقا الخراساني ثم الدمشقي.) أحد الحذاق بالقراءات، وأحد من عني بهذا الشأن. قرأ على: محمد بن سليمان البعلبكي صاحب هارون الأخفش، وعلى نظيف بن عبد الله، وعلي ابن زيد بن علي الكوفي، وعلي بن محمد بن علي الجلندي، وعلي بن محمد بن الحسن الدبيلي وأحمد بن صالح وإبراهيم بن الحسن، وطائفة بالحجاز والشام والعراق ومصر، وحدث عن عبد الله بن عتاب بن الزفتي، وأبي علي الحصايري، وجماعة. قرأ عليه: أبو الفتح فارس وغيره، وحدث عنه علي بن داود المقرئ، وأبو علي محمد بن أحمد الأصبهاني. وقال أبو عمر الداني: وكان خيراً، فاضلاً، ثقةً، مأموناً، إماماً في القرآن، عالماً بالعربية، بصيراً بالمعاني. قال لنا فارس بن أحمد عنه أنه قال: أدركت إبراهيم بن عبد الرزاق بأنطاكية، وحضرت مجلسه، وهو يقرئ في سنة أربع وثلاثين، وأنا داخل، ولم أقرأ عليه. قال الداني: سمعت عبد الرحمن بن عبد الله يقول: كان عبد الباقي سمع معنا على أبي بكر الأبهري، وكتب عنه كتبه في الشرح، ثم قدم مصر، فقامت له فيها رئاسة، وكنا لا نظنه هناك، وكان ببغداد. توفي سنة ثمانين بالإسكندرية، أو بمصر. 4 (عثمان بن محمد، أبو القاسم السامري الوراق.) سمع أبا بكر بن نيروز الأنماطي، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وجعفر بن مرشد. (27/214)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 215 وعنه: الماليني، والحاكم، وحمزة السهمي، وجماعة. 4 (علي بن الحسين بن عثمان بن سعيد، أبو الحسن الغضائري.) ) قرأ عليه بالروايات أبو علي الأهوازي. وزعم أنه قرأ على عبد الله بن هاشم الزعفراني تلميذ خلف البزاز، وعلى أحمد بن فرج، وسعيد بن عبد الرحيم الضرير صاحبي الدوري، وعلي بن شنبوذ، ومحمد بن إبراهيم الأهناسي المصري، وعبد الله بن أحمد بن الهيثم المقرئ، على تلميذ أبي أحمد الطيب بن إسماعيل. 4 (عمر بن القاسم، أبو الحسين البغدادي المقرئ صاحب ابن مجاهد، يعرف بابن الحداد وبابن) وبرة، من بقايا من تلا على ابن مجاهد. حدث عن: ابن مبشر الواسطي، والمحاملي، وقاسم الملطي. روى عنه: أبو محمد الخلال، والعتيقي، وأبو الفرج الطناجيري. قال الخطيب: كان صدوقاً. قلت: بقي إلى سنة تسعين. 4 (عبد الله بن إبراهيم بن تميم، أبو القاسم القاضي.) روى عن أحمد بن إبراهيم الإمام البلدي، وأبي الفوارس الصابوني، وأحمد بن الحسن بن إسحاق الرازي. روى عنه أبو الحسن العتيقي، وأبو القاسم الأزجي. قال الخطيب: كان صدوقاً، خرج له ابن شاهين. 4 (عبد الله بن محمد بن القاسم بن خلف بن حزم، أبو الحسن الثغري (27/215)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 216 القلعي، من قلعة أيوب) بالأندلس. سمع وهب بن مسرة، وابن عابس، وفي الرحلة من أبي علي بن الصواف ببغداد. ورجع فلزم العبادة والجهاد، وولي قضاء بلده، ثم استغنى من القضاء، وإليه كانت الرحلة، وانتفع به الناس. روى عنه: أبو عمر الطلمنكي، وابن الفرضي، وابن الشقاق. وتوفي سنة ثلاث، وكان عارفاً بمذهب مالك. 4 (عثمان بن أحمد بن جعفر العجلي، مستملي ابن شاهين.) روى عن البغوي، وابن أبي داود، والحسين بن عفير. روى عنه: الخلال، وعبد العزيز الأزجي، والعتيقي، وأبو طالب العشاري. 4 (عثمان بن محمد بن القاسم الأدمي.) روى عن عبد الله بن إسحاق المدائني، والباغندي، والبغوي.) روى عنه: العتيقي، وأبو بكر بن بشران، ومحمد بن أحمد النرسي. وثقه أبو بكر الخطيب. 4 (نصر بن أحمد بن محمد بن الخليل المرجى أبو القاسم الموصلي.) روى عن أبي يعلى الموصلي، فهو آخر من روى في الدنيا عنه، وعمر دهراً طويلاً. روى عنه: أبو علي الأهوازي، وأبو نصر بن طوق الموصلي، وآخر من روى عنه بالإجازة علي بن البشري. توفي قريباً من سنة تسعين وثلاثمائة. (27/216)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 217 4 (محمد بن أحمد بن عبد الله، وقيل علي بدل عبد الله الفقيه، أبو بكر بن خويز منداذ المالكي) صاحب أبي بكر الأبهري من كبار المالكية العراقيين. صنف كتاباً كبيراً في الخلاف، وآخر في أصول الفقه، وكتاب أحكام القرآن، وله اختيارات في الفقه خالف فيها المذاهب، كقوله: إن العبيد لا يدخلون في الخطاب للأحرار، وأن خبر الواحد يوجب العلم. قاله القاضي عياض، وقال: قد تكلم فيه أبو الوليد الباجي وقال: لم أسمع له في علماء العراقيين ذكر، أو كان له بجانب الكلام جملة، وينافر أهله حتى يؤدي إلى منافرة المتكلمين من أهل السنة، وحكم على أهل الكلام أنهم من أهل الأهواء الذين قال مالك، رحمه الله، في مناكحتهم وأمانتهم وشهادتهم ما قال. قلت: وذكره أبو إسحاق في الطبقات، فقال فيه: المعروف بابن كواز. 4 (محمد بن الحسن بن محمد، أبو الفضل الكاتب، بغدادي صالح.) روى عن المحاملي، ومحمد بن مخلد. قال الخطيب: حدثونا عنه. 4 (محمد بن الحسين بن حاتم أبو عبد الله الزغرتاني الهروي. سمع أحمد بن سعيد الأشج،) وأبي الأشعث العجلي. روى عنه: إسحاق القراب، وأبو عبد الواحد المليحي، وغيرهما. (27/217)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 218 4 (محمد بن عمر بن عزيز بن عمران، أبو بكر الهمذاني التككي.) روى عن أوس الخطيب، وموسى بن محمد بن جعفر، وإبراهيم بن محمد بن فيره الطيان، وأبي بكر بن أبي زكريا، وجماعة. وعنه: عبد الغفار بن محمد، وعبد الله بن كاله، ومكي بن المحتسب وعبد الله بن الحسن الهاشمي، وهو آخر من حدث عنه. قال شيرويه: هو صدوق. 4 (محمد بن عمر بن الفضل بن الموفق، أبو بكر الصوفي الهمذاني الخباز المعروف بابن) جزر صاحب الشبلي.) روى عن أحمد بن عبد الله الهروي صاحب يحيى بن معاذ الرازي، وغير واحد، وروى تفسير جويبر عن إبراهيم بن محمد بن فيرة الطيان. روى عنه: أبو سهيل بن زيرك، وأبو منصور محمد بن عيسى، وحمد بن سهل المؤدب، والخليل بن عبد الله الخليلي، وآخرون. وقيل إن الدارقطني روى عنه. قال شيرويه: صدوق. قد روى عنه من أهل بغداد أبو حفص بن شاهين، وهو أكبر منه. 4 (عبد الله بن أحمد بن محمد، أبو الحسين بن الأصبهاني المقرئ نزيل بغداد، وحدث عن) محمد بن عمر بن حفص الجورجيري، وابن داسه، وأبي محمد بن فارس، وعدة. وعنه البرقاني، والعتيقي. وثقه عابد. (27/218)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 219 4 (عبد الواحد بن الحسين القاضي، أبو القاسم الصيمري الشافعي، أحد الأعلام، ومن أصحاب) الوجوه في المذهب. تفقه بأبي حامد المروروذي، وبأبي الفياض، وارتحل الفقهاء إلى البصرة، وكان من أوعية العلم. تفقه عليه أقضى القضاة الماوردي، وله كتاب الإيضاح في المذهب في سبع مجلدات، وكتاب القياس والعلل، وغير ذلك. سمعوا منه في سبع وثمانين بعض كتبه. 4 (إبراهيم بن الحسين بن حكمان الإمام، أبو منصور بن الكرخي البغدادي.) سمع أحمد بن عبيد الصفار، وأبا علي الصواف، وطبقتهما، فأكثر، وأراد أن يصنف مسنداً، وكان يحضر عنده الدارقطني كل أسبوع، ويعلم على الأحاديث في أصوله، ويملي عليه العلل، حتى خرج من ذلك جملة كبيرة. روى عنه الدارقطني في كتاب المدبج حديثاً، ومات قبل الدارقطني بزمان. قال الخطيب: سألت البرقاني عنه، فقال: ما علقت عنه يسيراً، ولم أر مثل صحبته نحواً من عشرين سنة، أدام فيها الصيام، وكان يصلي أربع ركعات بسبع القرآن كل ليلة وقت العتمة. 4 (أحمد بن محمد بن إسحاق بن جوري، أبو الفرج العكبري.) (27/219)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 220 أكثر التطواف، وسمع الكثير بالعراق والعجم والشام والحجاز ومصر، وقد حدث عن خثيمة الأطرابلسي، وأبي سعيد بن الأعرابي، وعبد الصمد الطستي، وطبقتهم. روى عنه: أبو بكر بن لال، وحمزة السهمي، وأبو نعيم الحافظ، وأبو طاهر محمد بن محمد) ابن الصباغ. قال الخطيب: في حديثه مناكير. 4 (علي بن الحسن بن بندار بن محمد بن المثنى، أبو الحسن التميمي الإستراباذي القسري) الزاهد، شيخ الصوفية بجرجان. رحل وسمع من أبي سعيد بن الأعرابي، وخثيمة بن سليمان، وأبي بكر الرقي، وخلق. وعنه: ابنه إسماعيل، وعلي بن محمود الزوزني، وفضل الله أبو سعيد الميهني وسعيد بن أبي سعيد العيار، وغيرهم. قال ابن طاهر المقدسي: كان يقف على أفراد لقوم، فيحدث بها عن أناس آخرين، لا يحتج به. 4 (عتبة بن محمد بن حاتم القاضي، أبو الهيثم النيسابوري الحنفي الإمام.) سمع الأصم وطائفة، وتفقه على أبي الحسين قاضي الحرمين، وسمع (27/220)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 221 في الفقه، وصار أوحد عصره، حتى لم يبق بخراسان قاض حنفي إلا وهو ينتمي إليه. قال أبو عبد الله الحليمي: لقد بارك الله في علم الفقه بأبي الهيثم، فليس بما وراء النهر أحد يرجع إلى النظر والجدل إلا أصحابه. قلت: روى عنه الحاكم حديثاً في تاريخه. 4 (عياش بن الحسن الخزري.) عن أبي بكر بن زياد النيسابوري، وابن الأنباري، والمحاملي. روى عنه الدارقطني، وهو أكبر منه، وأبو بكر بن بشران، وعبد الكريم بن المحاملي. وثقه الخطيب. 4 (مهدي بن محمد، أبو سلمة القشيري النيسابوري الصيدلاني.) عن أبي حامد بن الشرفي الحافظ، ومحمد بن أحمد بن دلويه، وأبي حامد بن بلال. وقدم بغداد، فحدث بها قبل سنة تسعين. روى عنه: أبو القاسم التنوخي، وهبة الله اللالكائي. قال الخطيب: رواياته مستقيمة. 4 (زيد بن رفاعة، أبو الخير.) روى بخراسان عن ابن دريد، وابن الأنباري كتب اللغة، وروى لهم عن أبيه، عن ابن كامل الجحدري. (27/221)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 222 ذكره الخطيب، فقال: كان كذاباً. سمعت أبا القاسم هبة الله، يعني اللالكائي يقول: رأيته بالري،) وأساء القول فيه، وقال لي التنوخي: ذكر لنا عنه أنه كان يذهب مذهب الفلاسفة. 4 (الحسين بن أحمد بن علي بن خزيمة النيسابوري، أبو محمد الكرابيسي.) سمع ابن خزيمة. وعنه أبو سعد الكنجروذي. 4 (الربيع بن محمد بن حاتم، أبو الطيب الحاتمي الطوسي.) عن أبي القاسم، عبد الله بن إبراهيم المزكي، وإبراهيم بن عبدوس الحرشي، وإسماعيل الصفار، وطبقتهم. وعنه: أبو يعلى الصابوني، وأبو بكر محمد بن الحسن المقرئ، غيرهما. (27/222)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 223 4 (يسم الله الرحمن الرحيم.)

5 (الطبقة الأربعون حوادث)

1 (الأحداث من سنة إلى)

1 (حوادث سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.) فيها جلس القادر للحجاج الخراسانية، وأعلمهم أنه قد جعل ولي عهده ولده أبا الفضل الغالب بالله، وله يومئذ ثمان سنين وأربعة أشهر، وسبب عجلته في ذلك أن عبد الله بن عثمان العباسي الواثقي الخطيب خرج إلى خراسان، واتفق هو ورجل رئيس على أن افتعلا كتاباً من القادر بتقليد الواثقي ولاية العهد من بعده، ودخل على بعض السلاطين، فاحترمه وخطب له بعد القادر، وكتب إلى القادر بالله، فبادر بولاية العهد لابنه، وأثبت فسق الواثقي، ولم يزل الواثقي في البلاد النائية حتى مات غريباً خائفاً من سوء افترائه. (27/223)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 224 (27/224)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 225 1 (حوادث سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة.) فيها ثارت العامة ببغداد على النصارى، فنهبوا البيعة وأحرقوها، سقطت على جماعة من المسلمين، فهلكوا، وعظمت الفتنة ببغداد، وانتشر الدعار. وبطل الحج من العراق في هذه السنة. وفيها ولد أبو الحسن وأبو الحسين توأمين للسلطان بهاء الدولة، فعاش أبو الحسين سبع سنين، وأما أبو علي فعاش وملك العراق، ولقب مشرف الدولة. وزاد أمر الشطار ببغداد، وواصلوا أخذ العملات والأموال، وقتلوا، وأشرف الناس معهم على خطة صعبة، وكان فيهم من هو عباسي وعلوي، فبعث بهاء الدولة أبا علي عميد الجيوش إلى) العراق ليبر أمورها، فقدم بغداد، وزينت له، وغرق جماعة، ومنع الشيعة والسنية من إظهار مذهبهم، (27/225)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 226 ونفى الدعار، ونفى ابن المعلم فقيه الشيعة، وقامت هيبته. وفي المحرم غزا السلطان محمود بن سبكتكين الهند، فالتقاه صاحبها الملك جيبال، ومعه ثلاثمائة فيل، فنصر الله محمود، وقتل من الكفار خمسة آلاف، ومن الفيول خمسة عشر فيلاً، وأسر جيبال في جماعة من قواده، فكان عليه من الجواهر ما قيمته مائتا ألف رأس دينار وبلغت القيمة من الرقيق خمسمائة ألف رأس نقل ذلك صاحب سيرة محمود بن سبكتكين الأديب الكاتب أبو النصر محمد بن عبد الجبار العتبي، وقد سمع هذا من أبي الفتح البستي وجماعة. قال أبو النصر: وافتدى الملك نفسه بخمسين فيلاً. وكان مسناً، فتألم مما تم عليه، وآثر النار على العار، فحلق شعره، ثم حرق نفسه حتى تلف. قال أبو النصر: وافتدى الملك نفسه بخمسين فيلاً. (27/226)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 227 1 (حوادث سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.) فيها منع عميد الجيوش يوم عاشوراء من النوح وتعليق المسوح في الأسواق، ومنع السنية عما أبدعوه في أمر مصعب بن الزبير. وفيها قبض بهاء الدولة على وزيره أبي غالب محمد لن خلف، وقرر عليه مائة ألف دينار. وفيها برز عميد الجيوش، وذهب إلى سورا، فاستدعى سيف الدولة على بن مزيد، وقرر عليه في العام أربعين ألف دينار عن بلاده، وأقره عليها. وفي ربيع الآخر منها أمر نائب دمشق بمصولة الأسود الحاكمي بمغربي، فطيف به على حمار، ونودي عليه: هذا جزاء من يحب أبا بكر وعمر، ثم أمر به، فأخرج إلى الرملة فضربت عنقه هناك، رضي الله عنه، ولا رضي عن قاتله. (27/227)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 228 وفيها نازل السلطان محمود بن سبكتكين بسجستان، وأخذها من صاحبها خلف بن أحمد بالأمان، فاستناب عليها الحاجب قنجى من كبار قواد أبيه، فخرج عليه أهل سجستان بعد أشهر، فسار محمود في عشرة آلاف وحاربهم، وقتل منهم مقتلة كبيرة في ذي الحجة. (27/228)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 229 1 (حوادث سنة أربع وتسعين وثلاثمائة.) فيها قلد بهاء الدولة الشريف أبا أحمد الحسين بن موسى الموسوي قضاء القضاة والحج) والمظالم ونقابة الطالبيين، وكتب له من شيراز العهد، ولقبه الطاهر الأوحد ذو المناقب، فلم ينظر في قضاء القضاة، لامتناع القادر بالله من الإذن له. وحج بالناس أبو الحارث محمد بن محمد العلوي، فاعترض الحاج الأصيفر المنتفقي ونازلهم، وعول على نهبهم، فقالوأ: من يكلمه ويقرر له ما يأخذ فنفذوا أبا الحسن بن الرفاء وأبا عبد الله بن الدجاجي، وكانا من أحسن الناس قراءةً، فدخلا إليه، وقرءا بين يديه، فقال: كيف عيشكما ببغداد فقالا: نعم العيش، تصلنا الخلع والصلات. فقال: هل وهبوا لكما ألفا ألف دينار قالا: لا، ولا ألف دينار. فقال: قد وهبت لكما الحاج وأموالهم، فدعوا له وانصرفوا، وفرح الناس. ولما قرءا بعرفات، قال أهل مصر والشام: ما سمعنا عنكم بتبذير مثل هذا يكون عندكم شخصان مثل هذين، فتستصحبونهما معكم معاً، فإن هلكا، أي شيء تحملون؟ (27/229)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 230 وأخذهما أبو الحسين بن بويه مع أبي عبد الله بن بهلول، وكانوا يصلون به بالنوبة التراويح، وهم أحداث. (27/230)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 231 1 (حوادث سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.) حج بالعراقيين جعفر بن شعيب السلار، ولحقهم عطش في طريقهم، فهلك خلق كثير. وفي المحرم قتل الحاكم بمصر جماعة من الأعيان صبراً. وفيها قتل المنتصر أبو إبراهيم إسماعيل بن نوح بن نصر بن نوح الساماني، وكان قد أسر أخوه عبد الملك، كما ذكرنا في سنة تسع وثمانين. واستولى على ما وراء النهر ايلك خان، وقبض على أبي إبراهيم هذا، وعلى أخيه عبد الملك، وعلى نوح بن منصور الرضي، وعلى أعمامهم أبي زكريا، وأبي سليمان، فتحيل المنتصر وهرب من السجن في زي امرأة كانت تنتابهم لمصالحهم، واختفى أياماً عند عجوز، وذهب إلى خوارزم، فتلاحق به من بدو نمار من بقايا الدولة السامانية، حتى اجتمع شمله، وكثف خيله ورجله، وأغار بعض عماله على بخارى، وبيتوا بضعة عشر قائداً من القواد، وحملوا في وثاق إلى خوارزم، وانهزم من بقي من قواد ايلك خان، وعاد المنتصر إلى بخارى، وفرح الناس، فجمع ايلك جيوشه، وتكاثفت أيضاً جموع المنتصر، وقصد نيسابور، وحارب أميرها نصر بن سبكتكين أخا محمود، فهزمه، وأخذ نيسابور، فانزعج لذلك السلطان محمود، وطوى (27/231)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 232 المغاور، حتى وافى نيسابور، فتقهقر عنها المنتصر إلى أسفرايين، وجبى الخراج، وقدم له) شمس المعالي قابوس خيلاً وجمالاً وبغالاً، وألف ألف درهم، وثلاثين ألف دينار، مدارةً عن جرجان. ثم إن المنتصر عاد إلى نيسابور، فتحيز عنها أخومحمد، وجبى المنتصر منها الأموال، ثم التقى هو وأخو محمود، فكانت بينهما وقعة ملحمة هائلة، فكانت النصرة لصاحب الجيش نصر بن سبكتكين، وانهزم المنتصر، فجاء إلى جرجان، فدفعه عنها شمس المعالي، ثم التقى المنتصر أيضاً هو والسبكتكينية بظاهر سرخس، وقتل خلق من الفريقين، وانهزم جمع المنتصر، وقتل جماعة من قواده، فسار المنتصر يعتسف المهالك، فانتبذ به إلى محال الأتراك الغزية، ولهم ميل إلى آل سامان، فأخذتهم المذمة من خذلانه، وحركتهم الحمية لعونه في سنة ثلاث وتسعين، وقصدوا أيلك خان، وحاربوه، ثم خافهم المنتصر وفارقهم، وراسل السلطان محمود بن سبكتكين يذكره بحقوق سلفه عليه، فأكرم محمود رسوله، وتماثل حال المنتصر، جرت له أحوال وأمور وحروب عديدة. وكان موصوفاً بالدهاء والشجاعة المفرطة، ثم قام معه فتيان أهل سمرقند، وتراجع أمره، فسمع الخان باحتداد شوكته واشتداد وطأته، فزحف إليه في شعبان سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، وانكسر الخان أيلك، ثم جمع وحشد وكر لطلب الثأر، فالتقوا، فخامر خمسة آلاف من جيش المنتصر، وبقي المنتصر أينما قصد، شهرت عليه السيوف وكثر أضداده، ودلف إليه صاحب الجيش ابن سبكتين، وولي سرخس، وولي طوس. وحثوا الظهر في (27/232)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 233 طلبه، ففاتهم إلى بسطام، فرماه شمس المعالي بنحو ألفين من الأكراد والشاهجانية، فأزعجوه عنها حتى ضاقت عليه المسالك، فتلقاه ابن سرخك الساماني، بكتاب يخدعه فيه، فانفعل طمعاً في وفائه، فثنته خيل أيلك خان بطرف خراسان، فطاردهم، ثم ولاهم ظهره، فأسروا أخوته، والتجأ إلى ابن بهيج الأعرابي، فما خفر حق مقدمه، وروى الأرض من دمه، كما عناه أبو تمام بقوله: (فتىً مات بين الطعن والضرب ميتةً .......... تقوم مقام النصر إذ فاته النصر.)

(فأثبت في مستنقع الموت رجله .......... وقال لها من دون أخمصك الحشر.)

(غدا غدوة الحمد فسبح ردائه .......... فلم ينصرف إلا وأكفانه الأجر.)

(مضى طاهر الأثواب لم تبق روضةً .......... غداة ثوى إلا اشتهت أنها قبر.)

(عليك سلام الله وقفاُ فإنني .......... رأيت الكريم الحر ليس له عمر.) ) وانقضت الأيام السامانية، وذلك في أوائل سنة خمس وتسعين وثلاثمائة. (27/233)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 234 1 (حوادث سنة ست وتسعين وثلاثمائة.) فيها تولى ابن الأكفاني قضاء جميع بغداد. وفيها جلس القادر بالله لأبي المنيع قرواش بن أبي حسان، ولقبه بعميد الدولة، وتفرد قرواش بالإمارة. وحج بالناس محمد بن محمد بن عمر العلوي، وخطب بالحرمين للحاكم صاحب مصر على القاعدة، وأمر الناس بالحرمين بالقيام عند ذكره، وفعل مثل ذلك بمصر، وكان إذا ذكر قاموا وسجدوا في السوق، وفي مواضع الاجتماع، فإنا لله وإنا إليه راجعون، فلقد كان هؤلاء العبيديون شراً على الإسلام وأهله من الشر. (27/234)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 235 1 (حوادث سنة سبع وتسعين وثلاثمائة.) فيها خروج أبي ركوة الأموي من ولد هشام بن عبد الملك، واسمه الوليد، وكان يحمل ركوة في السفر، ويتزهد، وقد لقي المشايخ، وكتب الحديث بمصر، وحج، ودخل اليمن والشام، وكان في خلال أسفاره يدعو إلى القائم من ولد هشام بن عبد الملك، ويأخذ البيعة على من ينقاد له، ثم جلس معلماً، واجتمع عنده أولاد العرب، فدعاهم فوافقوه، وأسر إليهم أنه الإمام، ولقب نفسه بالثائر بأمر الله المنتصف من أعداء الله، فعرف بهذا بعض الولاة، فكتب إلى الحاكم بأن يأذن له في طلبه قبل أن تقوى شوكته، فأمره باطراح الأمر والفكر فيه، لئلا يجعل له سوقاً، وينبه عليه، وكان يخبرهم عن المغيبات، ثم حاربه ذلك الوالي في عسكره، فظفر به أبو ركوة، ثم أخذوا أسلابهم، فأصاب مالية. ونزل برقة، فجمع له أهلها مائتي ألف دينار، وأخذ من يهودي مائتي ألف دينار، ونقش السكة باسمه، وخطب الناس ولعن الحاكم وشتمه، فحشد له الحاكم وجهز لقتاله ستة عشر ألفاً، عليهم الفضل بن عبد الله، وأنفق فيهم ذهباً عظيماً، فلما قارب تلقاه أبو ركوة، فرام مناجزته، والفضل يراوغ، فقال أصحاب أبي ركوة: قد بذلنا نفوسنا دونك، ولم يبق فينا فضل لمعاودة حرب، ونحن مطلوبون لأجلك، فخذ لنفسك، وانظر أي بلد شئت لنحملك إليه، فذهب إلى بلد النوبة لأنه كان مهادنه، فبعث الفضل في طلبه عسكراً، فأدركوه، فأسلمه أصحابه، فحمل إلى (27/235)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 236 الحاكم. فأركب جملاً وطيف به، ثم قتل. وبالغ الحاكم في إكرام الفضل وإعطائه الأقطاع، فمرض، فعاوده مرتين دفعتين، فلما عوفي) قتله. وفيها ورد كتاب من بهاء الدولة بتقليد الشريف أبي الحسن محمد بن أبي أحمد الحسين بن موسى العلوي الحسني النقابة والحج، وتلقيبه بالرضى ذي الحسبين، ولقب أخوه أبو القاسم بالشريف المرتضى ذي المجدين. وفي رمضان قلد سند الدولة علي بن مزيد ما كان لقرواش، وخلع عليه. وثارت على الحجاج ريح سوداء بالثعلبية حتى لم ير بعضهم بعضاً، وأصابهم عطش شديد، واعتقلهم ابن الجراح على مال طلبه، وضاق الوقت، فردوا، ووصل أولهم إلى بغداد يوم التروية، فلا قوة إلا بالله. (27/236)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 237 1 (حوادث سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.) في ربيع الآخر، وقع ثلج عظيم ببغداد، حتى كان سمكه في بعض المواضع ذراعاً ونصفاً، وأقام أسبوعاً لم يذب، ورمي إلى الشوارع، وبلغ وقعه إلى الكوفة، وإلى عبادان. وكثرت العملات ببغداد واللصوص، وقتل منهم جماعة. وفي رجب قصد بعض الهاشميين أبا عبد الله محمد بن النعمان بن المعلم شيخ الشيعة، وهو في مسجد، وتعرض به تعرضاً امتعض منه تلامذته، فثاروا واستنفروا أهل الكرخ، وصاروا إلى دار القاضي أبي محمد الأكفاني والشيخ أبي حامد الإسفراييني فسبوهما، وطلبوا الفقهاء ليوقعوا بهم، ونشأت فتنة عظيمة، وأحضر مصحف ذكروا أنه مصحف ابن مسعود، وهو يخالف المصاحف، فجمع له القضاة والكبار، فأشار أبو حامد والفقهاء بتحريفه، ففعل ذلك بمحضرهم، وبعد أيام كتب إلى الخليفة بأن رجلاً حضر المشهد ليلة نصف شعبان، ودعا على من أحرق المصحف وشتمه، فتقدم بطلبه، فأخذ، فرسم بقتله، فتكلم أهل الكرخ في أمر هذا المقتول لأنه من الشيعة، ووقع القتال بينهم وبين أهل البصرة وباب الشعير ونهر القلائين، وقصد أهل الكرخ دار أبي حامد، فانتقل عنها، ونزل دار القطن، وصاح الروافض: يا حاكم يا منصور، فأحفظ القادر بالله ذلك، وأنفذ الفرسان (27/237)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 238 الذين على بابه لمعاونة السنة، وساعدهم الغلمان، فانكسر الروافض وأحرق ما يلي نهر الدجاج، ثم اجتمع الرؤساء إلى الخليفة، فكلموه، فعفى عنهم ودخل عميد الجيوش بغداد، فراسل ابن المعلم بأن يخرج عن بغداد ولا يساكنه، ووكل به، فخرج في رمضان، وضرب جماعة، ممن قام في الفتنة، وحبس آخرين، ومنع) القصاص من الجلوس، ثم سأل ابن مزيد في ابن المعلم فرد وأذن للقصاص، بشرط أن لا يتعرضوا للفتن. وفي شعبان وقع برد في الواحدة نحو خمسة دراهم. وفيه زلزلت الدينور، فمات تحت الردم أكثر من ستة عشر ألف آدمي، وفر السالمون إلى الصحراء، فأخذوا أكواخاً، وهلك ما لا يحصى، وأهدمت أكثر المدينة، وزلزلت سيراف والسيف، وغرق الماء عدة مراكب، ووقع هناك برد عظيم، ووزنت بردة، فكانت مائة وستة دراهم. وفيها هدم الحاكم بيعة قمامة التي بالقدس، وهي عظيمة القدر عند النصارى، يحجون إليها، وبها من الستور والآلات والأواني الذهب شيء مفرط، وكانوا في العيد يظهرون الزينة، وينصبون الصلبان، وتعلق القوام القناديل في بيت المذبح، ويجعلون فيها دهن الزئبق، ويجعلون بين القنديلين خيطاً الحرير متصلاً، وكانوا يطلونه بدهن البلسان، ويتقرب بعض الرهبان، فيعلق النار في خيط منها من موضع لا يراه أحد، فيتنقل بين القناديل، فيرقد الكل ويقولون: نزل النور من السماء فأوقدها، فيضجون، (27/238)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 239 فلما وصفت هذه الحالة للحاكم، كتب إلى والي الرملة، وإلى أحمد بن يعقوب الداعي بأن يقصد بيت المقدس، ويأخذ القضاة والأشراف والرؤساء، وينزلون على هذه الكنيسة، ويبيحوا للعامة نهبها، ثم يخربونها إلى الأرض، وأحس النصارى، فأخرجوا ما فيها من جوهر وذهب وستور، وانتهب ما بقي، وهدمت. ثم أمر بهدم الكنائس، ونقض بعضها بيده، وأمره بأن يعمر مساجد للمسلمين، وأمر بالنداء: من أراد الإسلام فليسلم، ومن أراد الانتقال إلى بلد الروم كان آمناً إلى أن يخرج، ومن أراد المقام على أن يلزم ما شرط عليه فليقم. وشرط على النصارى تعليق الصلبان ظاهرةً على صدورهم، وعلى اليهود تعليق مثال رأس العجل في أعناقهم، ومنعهم من ركوب الخيل، فعملوا صلبان الذهب والفضة، فأنكر الحاكم ذاك، وأمر المحتسبين بإلزامهم تعليق صلبان الخشب، وأن يكون قدر الواحد أربعة أرطال، واليهود تعليق خشبة كالمدقة، وزنها ستة أرطال، وأن يشد في أعناقهم أجراساً عند دخولهم الحمامات. ثم إنه قبل أن يقتل أذن في إعادة البيع والكنائس، وأذن لمن أسلم أن يعود إلى دينه، لكونه مكرهاً. وقال: تنزه مساجدنا عمن لا نية له في الإسلام.) (27/239)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 240 (27/240)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 241 1 (حوادث سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.) وفي شعبان عصفت ريح شديدة بالعراق، وألقت رملاً أحمر بالطرق والبيوت. وفيها عزل أبو عمرو قاضي القضاة وولي القضاء أبو الحسن بن أبي الشوارب، فقال العصفري الشاعر: (عندي حديث ظريف .......... بمثله يتغنى.)

(من قاضيين يعزى .......... هذا وهذا يهنا.)

(هذا يقول: أكرهونا، .......... وذا يقول: استرحنا.)

(ويكذبان جميعاً .......... ومن يصدق منا.) ورجع الركب العراقي خوفاً من ابن الجراح الطائي، فدخلوا بغداد يوم عرفة، وخرج بنو رعب الهلاليون، وهم ستمائة، على ركب البصرة، فأخذوا منهم بما قيمته ألف ألف دينار. كذا نقل ابن الجوزي في منتظمه. وفيها ولي دمشق أبو الحسن حامد بن ملهم للحاكم، بعد علي بن جعفر بن فلاح، فوليها سنة وأشهراً، ثم عزل، وكان جواداً ممدحاً، وولي (27/241)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 242 بعده أو معه القائد أبو منصور ختكين الداعي المعروف بالضيف، ذكره ابن عساكر فقال: ولي إمرة دمشق مرتين للحاكم فأساء السيرة. وفي جمادى الآخرة كانت الفتنة بالأندلس، وثار محمد بن هشام الأموي على متولي الأندلس، وانخرم النظام ووهى سلطان بني أمية بالأندلس. (27/242)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 243 1 (حوادث سنة أربعمائة.) نقص في ربيع الآخر نهر دجلة نقصاناً لم يعهد مثله، وامتنع سير السفن من أوانا والراشدية من أعالي دجلة، لأجل جزائر ظهرت، ولا يعلم أن كري دجلة وقع قبل ذلك. وفيها عمل أبو محمد الحسن بن الفضل بن سهلان على مشهد علي سوراً منيعاً من ماله، لكثرة من يطرقه من الأعراب، وتحصن المشهد. وفي رمضان أرجف بالقادر بالله بموته، فجلس للناس يوم الجمعة وعليه البردة، وبيده القضيب، وقبل الشيخ أبو حامد الإسفراييني الأرض، فسأل الحسن بن حاجب النعمان الخليفة أن يقرأ آيات من القرآن يسمعها الناس، فقرأ عند ذلك بصوت عال لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة الآيات.) وفيها ورد الخبر إلى العراق بأن الحاكم أنفذ إلى دار جعفر الصادق (27/243)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 244 بالمدينة من فتحها وأخذ ما فيها، ولم يتعرض لهذه الدار أحد، وكان الحاكم قد أنفذ رجلاً ومعه صلات العلويين وزادهم، وأمره أن يجمعهم ويعلمهم إيثاره لفتح هذه الدار، والنظر إلى ما فيها من آثار جعفر بن محمد، وحمل ذلك إليه ليراه ويرده، ووعدهم على ذلك بالإكرام، فأجابوه، ففتحت، فوجد فيها مصحف وقعب من خشب مطوق بحديد، ودرقة خيزران وحربة وسرير، فحمل ذلك، ومضى معه جماعة من الحسينيين، ولما وصلوا إلى مصر أعطاهم مبلغاً، ورد عليهم السرير وأخذ الباقي، وقال: أنا أحق به. وأمر بعمارة دار العلم، وأحضر فيها فقهاء ومحدثين. وعمر أيضاً الجامع الحاكمي بالقاهرة، واتصل الدعاء له، فبقي كذلك ثلاث سنين، ثم أقبل يقتل أهل العلم، وأغلق دار العلم، ومنع من كل ما يفعل من الخير، ثم قتل سراً. وحج بالناس من العراق أبو الحارث محمد بن محمد بن عمر العلوي الكوفي. وفيها غزا محمود بن سبكتكين الهند، فكانت وقعة نارين، ونصر الله الإسلام، فله الحمد، وغنم المسلمون ما لا يحد ولا يوصف، وطلب صاحب الهند الهدنة، وبعث بتحف وتقادم مع أقاربه. قال أبو النصر محمد بن عبد الجبار في سيرة السلطان محمود: نشط (27/244)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 245 السلطان في سنة أربعمائة لغزو الهند تقرباً إلى الله، فنهض يحث الخيول، ويخترق الحزون والسهول، إلى أن توسط ديار الهند فاستباحها، ونكس أصنامها، وأوقع بعظيم العلوج وقعةً أفاء الله عليه بها أمواله، وأغنم خيوله وأفياله، وحكم فيها سيوف أوليائه، يحرسونهم ما بين كل سبسب وفدفد، ويجررونهم عند كل مهبط ومصعد، ورد إلى غزنة بالغنائم، فلما رأى ملك الهند ما صب الله عليه وعلى أهل مملكته من سوط العذاب بوقائع السلطان، أيقن انه لا قبل له بثقل وطأته، فأرسل إليه أعيان أقاربه ضارعاً إليه في هدنة يقف فيها عند أمره، ويسمح بماله ووفره، على أن يقود إليه بادئ الأمر وخمسين فيلاً، معها مالاً عظيم الخطر، بما يضاهيه من مسار تلك الديار، ومتاع تلك البقاع، وعلى أن يناوب كل عام من أفناء عسكره في خدمة باب السلطان بألفي رجل، إلى إتاوة معلومة. فأوجب السلطان إجابته ببذل طاعته، وإعطاءه الجزية عن يده، وبعث إليه من طالبه بتصحيح المال، وقود الأفيال، فنفذ ما وعدوا، وانعقدت الهدنة، وتتابعت القوافل من خراسان والهند، ولله الحمد.) وبقيت جبال الغور في وسط ممالك السلطان محمود، وبها قوم من الضلال الخالين عن سمة الإسلام يخيفون السبيل، ويتمنعون بتلك الجبال الشواهق، فأهم السلطان شأنهم، وصمم على تدويخ ديارهم وانتزاع بعرة الإستطالة من رؤوسهم، فاجلب عليهم بخيله ورجله، وقدم أمامه والي هراة التونتاش، ووالي طوس أرسلان، فسارا مقتحمين مضايق تلك المسالك، إلى مضيق قد غص بالكماة، فناشدوا الحرب تناوشاً بطلت فيه العوامل إلا الصوارم في الجماجم والخناجر في الحناجر، وتصابر الفريقان، حتى سالت نفوس، وطارت رؤوس، فلحقهم السلطان في خواص أبطاله، وجعل يلجئهم إلى ما وراءهم شيئاً فشيئاً، إلى أن فرقهم في عطفات الجبال، واستفتح المجال إلى عظيم الكفرة المعروف بابن سورى، فغزاه في عقر داره، وأحاط ببلده، وشد عليه، فبرز الرجل في عشرة آلاف كأنما خلقوا من حديد، وكأن (27/245)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 246 أكبادهم الجلاميد، يستأنسون بأهل الوقائع استئناس الظبايا السرايع، ودام القتال إلى نصف النهار، فأمر السلطان بتوليتهم الظهور استدراجاً، فاغتروا وانقضوا على مواقعتهم، واغتنموا الفرصة، فكرت عليهم الخيول بضربات غنيت بذواتها عن أدواتها، فلم ترتفع منها واحدة إلا عن دماغ منثور، ونياط مبتور، وصرع في المعركة رجال كهشيم المحتضر، أو أعجاز نخل منقعر، وأسر ابن سورى وسائر حاشيته، وأفاء الله على السلطان ما اشتمل عليه حصنه من ذخائره التي اقتناها كابر عن كابر، وورثها كافر عن كافر، وأمر السلطان بإقامة شعار الإسلام فيما افتتحه من تلك القلاع، فأفصحت بالدين المنابر، واشترك في عز دعوته البادي والحاضر، ولعظم ما ورد على ابن سورى، مص فص خاتم مسموم، فأتلف نفسه، وخسر الدنيا والآخرة. وأما الأندلس فتم فيها فتن هائلة، وانقضت أيام الأمويين، وتفرقت الكلمة. وفي ربيع الأول سنة أربعمائة دخل البربر والنصارى قرطبة، فقتلوا من أهلها أزيد من ثلاثين ألفاً، وتملكها سليمان الأموي المستعين، واستقر بها سبعة أشهر، ثم بلغه أن المهدي الأموي، هو ابن عمه، قد استنجد بالنصارى لأخذ الثأر منه، فتأهب، ثم وقع بينهم مصاف، فانهزم البربر والمستعين، وذلك في رابع شوال، ودخل المهدي قرطبة بدولته الثانية، فصادرهم، وفعل الأفاعيل، وخرج يتبع البربر، فكروا عليه فهزموه، واستبيح عسكره، وقتل نحو العشرين ألفاً من أهل قرطبة، فإنا لله وإنا إليه راجعون، والله أعلم. آخر الحوادث، والحمد لله وحده.) (27/246)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 247 5 (الطبقة الأربعون وفيات)

1 (وفيات سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.)

4 (أحمد بن عبد الله بن حميد بن زريق، أبو الحسن البغدادي نزيل مصر.) سمع: أبا عبد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد، وأبا علي محمد بن سعيد الرقي الحافظ، ومحمد ابن بكارالسكسكي، ومحمد بن يوسف الهروي، ومحمد بن جعفر بن ملاس، وخلقاً سواهم، وانتقى عليه خلف الوساطي. روى عنه ابن بنته أبو الحسين محمد بن مكي المصري، ورشأ بن نظيف، وعبد العزيز بن علي الأزجي، وأبو عمر أحمد بن عبد الله الناجي، وآخرون. وثقه الصوري. وزريق بتقديم الزاي. توفي في ربيع الأول. 4 (أحمد بن محمد بن نوح، أبو حامد البخارى، قاضي نسف.) روى عن أبي نعيم عبد الملك بن عدي، وعيسى بن عبد الله العثماني صاحب بندار. روى عنه: جعفر المستغفري، وقال: توفي في شوال. (27/247)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 248 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون الأنصاري القرطبي، أبو بكر.) سمع محمد بن معاوية، وأحمد بن ثابت التغلبي، وحج فسمع أبا العباس الكندي، والحسن بن رشيق. وكان صالحاً منقطعاً، رحمه الله. 4 (أحمد بن محمد بن عبد الله الأستاذ، أبو العباس السجستاني الزاهد نزيل نيسابور.) صحب الشبلي، وسمع من أبي عمرو الحيري، وطبقته، وقل ما روى. أرخه الحاكم. 4 (أحمد بن يوسف بن أحمد بن إبراهيم بن أيوب بن عمرو بن مسلم بن واضح، أبو بكر) الثقفي الخشاب الأصبهاني المؤذن. روى عن: الحسن بن محمد بن دلويه، وعمر بن عبد الله بن الحسن، والحسن الداركي، والفضل بن الخصيب، وجماعة. روى عنه: أبو بكر بن علي، وأبو نعيم أحمد بن عبد الله، وأبو سهل أحمد بن أحمد الصيرفي، وأحمد بن الفضل الباطرقاني، وجماعة.) 4 (إسماعيل بن محمد بن أحمد حاجب، أبو علي الكشاني.) روى الصحيح عن الفربري. وقال الإدريسي: توفي فيها، وهو آخر من حدث بالجامع الصحيح. وسيعاد في الآتية. (27/248)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 249 4 (جعفر بن الفضل بن جعفر بن محمد بن موسى بن الحسن الفرات، الوزير المحدث، أبو) الفضل ابن الوزير أبي الفتح بن حنزابة البغدادي، نزيل مصر. وزر أبو ه للمقتدر في السنة التي قتل المقتدر فيها، وتقلد أبو الفضل وزارة صاحب مصر كافور. وحدث عن: محمد بن هارون الحضرمي، والحسن بن محمد الداركي الأصبهاني، ومحمد بن زهير الأبلي، ومحمد بن حمزة بن عمارة، وأبي بكر محمد بن جعفر الخرائطي، ومحمد بن سعيد الحمصي، وجماعة. قال الخطيب: كان يذكر أنه سمع من أبي القاسم البغوي مجلساً، ولم يكن عنده، وكان يقول: من جاءني به أغنيته. وكان يملي الحديث بمصر، وبسببه خرج الدارقطني إلى هناك، فإن ابن حنزابة كان يريد أن يصنف مسنداً، فخرج أبو الحسن الدارقطني إلى مصر، فأقام عنده مدة، وحصل له منه مال كثير. وروى عنه الدارقطني أحاديث. ولد ابن حنزابة في ذي الحجة سنة ثمان وثلاثمائة، وتوفي في ثالث عشر ربيع الأول. ومن شعره: (من أخمل النفس أحياها وروحها .......... ولم يبت طاوياً منها على ضجر.)

(إن الرياح إذا اشتدت عواصفها .......... فليس ترمي سوى العالي من الشجر.) (27/249)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 250 وقال السلفي: كان أبو الفضل بن حنزابة من الثقات الحفاظ المتبجحين بصحبة أصحاب الحديث، مع جلالة ورئاسة. يروي ويملي بمصر في حال وزارته، ولا يختار على العلم وصحبة أهله شيئاً، وعندي من أماليه فوائد، ومن كلامه على الحديث وتصرفه الدال على حدة فهمه ووفور علمه. وقد روى عنه حمزة الكناني الحافظ مع تقدمه. وقال غير السفلي: إن ابن حنزابة بعد موت كافور، وزر لأبي الفوارس أحمد بن علي) الإخشيدي، فقبض على جماعة من أرباب الدولة وصادرهم، وصادر يعقوب بن كلس، وأخذ منه أربعة آلاف دينار، فهرب إلى المغرب، وآل أمره إلى أن وزر لبني عبيد. ثم إن ابن حنزابة لم يقدر على رضى الإخشيدية، واضطربت عليه الأحوال، واختفى مرتين ونهبت داره. ثم قدم أمير الرملة أبو الحسن محمد بن عبد الله بن طغج وغلب على الأمور، وصادر الوزير ابن حنزابة وعذبه، فنزح إلى الشام في سنة ثمان وخمسين، ثم بعد ذلك رجع إلى مصر. وممن روى عنه الحافظ عبد الغني بن سعيد. وقال الحسن بن أحمد بن صالح السبيعي: قدم علينا الوزير جعفر بن الفضل إلى حلب، فتلقاه الناس، فكنت فيهم، فعرف أني محدث، فقال: تعرف إسناداً فيه أربعة من الصحابة، كل واحد يروي عن صاحبه قلت: نعم. وذكرت له حديث السائب بن يزيد، عن حويطب بن عبد العزى، عن عبد الله بن السعدي، عن عمر رضي الله عنهم في العمالة، فعرف لي ذلك، وصار لي به عنده منزلة. (27/250)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 251 وقيل: إن الوزير ابن حنزابة كان يستعمل له الكاغد بسمرقند، ويحمل إلى مصر في كل سنة، وكان عنده عدة نساخ. وقال عبد الله بن يوسف: حضرت عند أبي الحسين بن المهلبي بالقاهرة، فقال: كنت منذ أيام حاضراً في دار الوزير أبي الفرج بن كلس، فدخل عليه أبو العباس بن الوزير أبي الفضل بن حنزابة، وكان قد زوجه ابنته، وأكرمه وأجله، وقال له: يا أبا العباس، يا سيدي، ما أنا بأجل من أبيك، ولا بأفضل، أتدري ما أقعد أباك خلف الناس، شيل أنفه بأبيه، يا أبا العباس لا تشل أنفك بأبيك، تدري ما الإقبال نشاط وتواضع، وتدري ما الإدبار كسل وترافع. وقال غيره: كان الوزير أبو الفضل يفطر وينام نومة ثم ينهض في الليل لمتوضأه، ويدخل بيت مصلاه، فيصف قدميه إلى الغداة، ولما توفي صلى عليه في داره الحسين بن علي بن النعمان القاضي، وحضر جنازته قائد القواد وسائر الأكابر، ودفن في مجلس بداره الكبيرة، المعروفة بدار العامة. قال المختار المسبحي: إنه لما غسل، جعل فيه ثلاث شعرات من شعر النبي صلى الله عليه وسلم، كان ابتاعها بمال عظيم، وكانت عنده في درج ذهب، مختومة الأطراف بالمسك،) ووصى بأن تجعل في فيه، ففعل ذلك. وحنزابة: جارية، هي أم والده الفضل. والحنزابة، في اللغة: القصيرة الغليظة. (27/251)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 252 قال ابن طاهر: رأيت عند الحبال كثيراً من الأجزاء التي خرجت لابن حنزابة، وفي بعضها الجزء الموفى ألفاً من مسند كذا، والجزء الموفى خمسمائةً من مسند كذا، وكذا سائر المسندات، ولم يزل ينفق في البر والمعروف الأموال، وأنفق الكثير على أهل الحرمين، إلى أن اشترى داراً من أقرب الدور، إلى الضريح النبوي، ليس بينه وبين القبر إلا الحائط، وطريق في المسجد، وأوصى أن يدفن فيها، وقرر عند الأشراف ذلك، فسمحوا له بذلك، فلما حمل تابوته من مصر، خرجت الأشراف من الحرمين لتلقيه، وحجوا به، وطافزا بتابوته، ثم ردوه إلى المدينة ودفنوه في تلك الدار، فعلوا ذلك لما له عليهم من الأفضال. 4 (حامد بن محمد بن المطيب، أبو منصور الماليني.) روى عن أبي علي الرفاء، وأبي محمد المزني، وابن أبي عون الفسوي. روى عنه: الإمام أبو عاصم العبادي، وغيره، وتوفي في شعبان. 4 (الحسن بن محمد بن أحمد بن شعبة، أبو علي المروزي السبخي.) سكن بغداد، وحدث بجامع الترمذي عن المحبوبي. وحدث عن إسماعيل الصفار وغيره. روى عنه: أبو الحسن العتيقي، وغيره. قال الأزهري: سمعت منه، وكان ثقةً فهماً. وقال أحمد بن عمران بن البقال: مات في نصف ذي الحجة. 4 (الحسين بن أحمد بن الحجاج، أبو عبد الله البغدادي الشيعي الشاعر المشهور، صاحب) الديوان الكبير الذي هو عدة مجلدات في الفحش والسخف، (27/252)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 253 وقد أفرد بعض الأدباء من شعره شيئاً حسناً، وكان قد ولي حسبة بغداد، وكان إذا مدح أحداً فكأنما قد هجاه في شعره في الركاكة. وكان غالياً في التشيع. ومن شعره. (نمت بسري في الهوى أدمعي .......... ودلت الواشي على موضعي.)

(يا معشر العشاق إن كنتم .......... مثلي وفي حالي فموتوا معي.) وله:) (قالوا غداً العيد فاستبشر به فرحاً .......... فقلت: مالي وما للعيد والفرح.)

(قد كان ذا والنوى لم تمس نازلةً .......... بعقوتي وغراب البين لم يصح.)

(أيام لم يحترم قربي الشباب ولم .......... يغد الشباب على بابي ولم يرح.)

(وطائر ناح في صحراء مونقة .......... على شفا جدول بالعشب متشح.)

(بكى وناح ولولا أنه شجن .......... بشجو قلبي المعنى فيك لم ينح.)

(بيني وبينك عهد ليس تخلفه .......... بعد المزار ووعد غير مطرح.)

(وما ذكرتك، والأقداح دائرة .......... إلا مزجت بدمعي باكياً قدحي.)

(ولا سمعت بضرب فيه ذكر هوىً .......... إلا غضبت عليه كل مقترح.) (27/253)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 254 ومن شعره: (يا صاحب البيت الذي .......... قد مات ضيفاه جميعاً.)

(حصلتنا حتى نمو .......... ت بدائنا عطشاً وجوعاً.)

(مالي أرى فلك الرغي .......... ف لديك مسترقىً رفيعاً.)

(كالبدر لا نرجوا إلى .......... وقت المساء له طلوعاً.) ومن شعره: (يا ذاهباً في داره جائياً .......... بغير معنىً وبلا فائده.)

(قد جن أضيافك من جوعهم .......... فاقرأ عليهم سورة المائده.) ومن شعره وكان اثني عشرياً: (فمذهبي أن خير الناس كلهم .......... بعد النبي أمير المؤمنين علي.)

(وليس سب أبي بكر ولا عمر .......... شيء يقوم به قولي ولا عملي.)

(أعوذ بالله من أمر يسوءهما .......... كلا فإن طريقي في الصواب جلي.) وله معان مستنكرة في الفحش لم يسبق إلى مثلها. روى عنه من شعره التنوخي وغيره. مات بالنيل في جمادى الآخرة، وحمل إلى بغداد. 4 (سعيد بن أحمد بن سعيد بن موسى بن جدير، أبو عثمان (27/254)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 255 القرطبي، صالح زاهد متقشف.) سمع خالد بن سعد، وأحمد بن سعيد بن حزم، وأحمد بن مسور، وجماعة.) روى عنه ابن الفرضي. 4 (سعيد بن علي بن شعيب بن عبد الوهاب القاضي، أبو نصر الهمذاني.) روى عن أبي عبد الرحمن بن حمدان الجلاب، وأبي القاسم بن أبي صالح، ومحمد بن عبد الواحد البزاز، وإسماعيل الصفار، وأبي سعيد بن الأعرابي، وابن البختري، وأبي عمرو بن السماك، وطائفة كثيرة. روى عنه: محمد الزجاج، وحمد بن سهل، ومحمد بن جعفر بن بويه الأسداباذي، وأبو منصور محمد بن منصور بن محمد بن الحسين البروجردي. قال شيرويه: كان ثقة صدوقاً مرضياً في حكمه، مات بأسداباذ، وحمل إلى همذان في ذي القعدة. وأخبرنا فيد بن عبد الرحمن الصوفي، أنا محمد بن عيسى إجازةً، أنه سمع صالحاً الحافظ يقول: رأيت في المنام كأن الدنيا كلها ظلمة، إلا حيث كان القاضي شعيب بن علي واقفاً، فقلت له: يا أبا نصر النور، يا أبا نصر النور. 4 (ضرار بن نافع، أبو عمرو الضبي الهروي.) سمع أبا الحسين النيسابوري الحافظ وغيره. 4 (عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد الماسرجسي.) (27/255)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 256 روى عن الأصم وغيره. 4 (عبد الله بن محمد بن أحمد، أبو العباس السجستاني الصوفي.) سمع ابن الصوفي، ومكي بن عبدان، وكان من الزهاد. 4 (عبد الله بن محمد بن عبد الله بن علي بن زياد، أبو القاسم النيسابوري النهدي.) سمع ابن الشرفي، ومحمد بن حمدون. وعنه الحاكم. 4 (عبد الرحمن بن أحمد، أبو سهل البلخي.) روى عن ابن طرخان المسند، وكتب بنسف عن عبد المؤمن بن خلف، وجماعة. قال جعفر المستغفري: هو اليوم محدث بلخ. قال: وتوفي في ربيع الآخر. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن سعيد، أبو القاسم التاجر النيسابوري، وكان يحمل إلى) مجالس الحديث ومعه العبيد والخدم وجماعة من الوراقين، فسمع من أبي العباس الأصم، ثم) رحل به طاهر الوراق إلى المحبوبي بمرو فأكثر عنه، وتفقه على أبي سهل الصعلوكي، ثم في آخر عمره استشهد على يد الملحد عبد الملك البستي في رمضان. 4 (عبد الخالق بن شبلون، أبو القاسم المغربي المالكي.) تفقه على أبي سعيد خلف بن أبي هشام، وكان الاعتماد عليه بالقيروان. رحمه الله تعالى. 4 (عبد العزيز بن أحمد الفقيه، أبو الحسن الخوزي شيخ أهل الظاهر.) (27/256)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 257 أخذ عن قاضي القضاة بشر بن الحسين الظاهري، وقدم من شيراز في صحبة السلطان عضد الدولة. وأخذ عنه فقهاء بغداد كأبي بكر بن محمد بن عمر القاضي الداوودي، وقاضي فيروز أباد أبو علي الداوودي. قال القاضي أبو عبد الله الصيمري: ما رأيت فقيهاً أنظر من الخوزي، وأبي حامد الإسفراييني. 4 (عبد الملك بن محمد الفارسي البغدادي، أخو أبي عمر بن مهدي.) سمع إسماعيل الصفار، وعثمان بن السماك، وكان سفاراً، فحدث بأماكن. روى عنه: أبو سعد السماك، وأبو يعلى الخليلي، وأجاز لأبي القاسم البسري. مات في ذي القعدة. 4 (علي بن الحسن بن علي بن الرازي البغدادي.) حدث عن أبي يكر بن الأنباري، والمحاملي، وغيرهما. روى عنه: الجوهري، والتنوخي، وجماعة. قال الأزهري: كذاب، ووثقه العتيقي وغيره. 4 (عيسى بن داود بن الجراح، أبو القاسم بن الوزير أبي الحسن البغدادي.) سمع: أبا االقاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، وابن صاعد، وبدر بن (27/257)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 258 الهيثم، وأبا بكر بن دريد، ومحمد بن نوح، وأبا بكر بن مجاهد، وأباه أبا الحسن، وجماعة. روى عنه: أبو القاسم الأزهري، وأبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وعبد الواحد بن شطا، وأبو جعفر بن المسلمة، وأبو الحسين بن النقور، وآخرون. قال الخطيب: كان ثبت السماع، صحيح الكتاب. ولد سنة اثنتين وثلاثمائة، وأنشدني أبو يعلى بن الفراء، أنشدنا عيسى الوزير لنفسه:) (رب ميت قد صار بالعلم حياً .......... ومبقى قد حاز جهلاً وعيا.)

(فاقتنوا العلم كي تنالوا خلوداً .......... لا تعدوا الحياة في الجهل شيا.) وقال: أنشده التنوخي: أنشدنا عيسى لنفسه: (قد فات ما القاه تحديدي .......... وجل عن وصفي وتعديدي.)

(وقلت للأيام هزأً بها .......... بحق من أغراك بي زيدي.) وقال: ذكر لي محمد بن أبي الفوارس أن وفاة عيسى بن الوزير كانت يوم الجمعة، مستهل ربيع الأول سنة إحدى وسبعين. قال: وكان يرمى بشيء من مذهب الفلاسفة. وقال غيره: توفي في ربيع الآخر. وقيل: في المحرم. وقع لنا جزء من عواليه عن الأبرقوهي. 4 (كعب بن عمرو البلخي.) حدث عن إسماعيل الصفار، وابن الأعرابي. وعنه أبو محمد الخلال، وعبد العزيز الأزجي. وضع حديثاً. قال الخطيب: كان غير ثقة. (27/258)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 259 4 (محمد بن أحمد بن عبد الله، أبو عمر السليطي، من وجوه أهل نيسابور، وزوج بنت الإمام) أبي بكر الضبعي. سمع أبا حامد بن الشرفي، ومكي بن عبدان، وغيرهما. توفي في ذي القعدة. 4 (محمد بن الحسين بن داسة الأصبهاني الصوفي.) خرج له الحاكم عن الأصم وأقرانه، وذكر أنه سمع من أبي حامد بن السمرقندي. 4 (محمد بن الحسن بن سليم، أبو بكر البغدادي النجاد.) سمع ابن عقدة الحافظ، ومحمد بن جعفر المطيري. روى عنه: الأزهري، والعتيقي، ووثقه. 4 (محمد بن حميد بن محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع اللخمي الخزاز، أبو بكر، من بيت) علم وشهرة. روى عن يوسف بن بهلول الأنباري، وأبي بكر الصولي. روى عنه العتيقي، والأزهري. 4 (محمد بن عثمان بن شهاب، أبو الحسن المعروف بالبغوي رحل إلى بغداد.) روى عن أبي حامد الحضرمي، ومحمد بن منصور المنيعي، ومحمد بن نوح، وسعيد بن أخي زبير الحافظ.) روى عنه: عبيد الله الأزهري، والعتيقي، وجماعة. وثقه العتيقي، وتوفي في رمضان عن ثمانين سنة. (27/259)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 260 4 (محمد بن مسلم بن السمط، أبو بكر بن الدلاء الدمشقي المعدل.) روى عن أبي هاشم، ومحمد بن عبد الأعلى، وابن جوصا، وأبي الدحداح محمد بن أحمد، وجماعة. روى عنه: تمام الرازي، وعلي الحنائي، وأبو علي الأهوازي. توفي في ذي الحجة. 4 (محمد بن محمد بن مسلمة بن سعيد بن تيري، أبو محمد الأباري الأندلسي ابن أخي خطاب) ابن مسلمة الزاهد. وكان هذا أيضاً زاهداً متبتلاً، فقيهاً عارفاً بمذهب مالك. سمع: وهب بن مسرة، وابن عون الله، وبمكة أبا بكر الآجري، وقرئت عليه المدونة وغيرها. توفي في هذا العام، وشيعه خلق عظيم. قرأ عليه أبو عمر بن عبد البر جزءين من حديثه. 4 (مقلد بن المسيب بن رافع، حسام الدولة، أبو حسان العقيلي صاحب الموصل.) كان أخوه أبو الذواد محمد أول من تغلب على الموصل، وملكها في سنة ثمانين وثلاثمائة، وملك حسام الدولة بعده في سنة سبع وثمانين، وكان أعور، له سياسة وحسن تدبير، واتسعت مملكته. نفذ إليه الخليفة القادر بالله اللواء والخلع، فاستخدم من الترك والديلم ثلاثة آلاف فارس، وأطاعته عرب خفاجة. وله شعر وسط وحسن. قتله في هذا العام غلام له تركي في صفر، (27/260)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 261 فيقال: قتله لأنه سمعه يوصي رجلاً من الحاج أن يسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول: قل له لولا صاحباك لزرتك. فأخبرنا محمد بن النحاس، أنا يوسف الساوي، أنا السلفي، أنا أبو علي البرادني، أنا أبي، والحسن بن طالب البزاز، وابن نبهان الكاتب، قالوا: أراد رجل الحج، فأحضره الأمير مقلد وقال اقرأ على النبي صلى الله عليه وسلم وقل له: لولا صاحباك لزرتك. قال الرجل: فحججت وأتيت المدينة، ولم أقل ذلك إجلالاً، فنمت، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في منامي، فقال: يا فلان، لم لا تؤد الرسالة فقلت: يا رسول الله أجللتك، فرفع رأسه إلى رجل قائم فقال: خذ هذا الموسى، يعني مقلداً، فوافيت إلى العراق، فسمعت أن الأمير مقلد ذبح على فراشه، ووجد الموسى عند رأسه، فذكرت للناس الرؤيا، فشاعت، فأحضرني ابنه قرواش، فحدثته، فقال لي:) تعرف الموسى فقلت: نعم. فأحضر طبقاً مملوءً مواسي، فأخرجته منهم، فقال: صدقت، هذا وجدته عند رأسه، وهو مذبوح. رثاه الشريف الرضي وجماعة، وقام بالملك بعده ابنه معتمد الدولة أبو المنيع قرواش فبقي خمسين سنة. 4 (المؤمل بن أحمد بن محمد بن محمد، أبو القاسم الشيباني البغدادي البزاز نزيل مصر.) حدث عن أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وابن صاعد، وأبي حامد الحضرمي، ويعقوب الحراب. روى عنه: يوسف بن رباح، وأبو الحسين محمد بن مكي المصري، وآخرون. وثقه الخطيب وقال: عاش أربعاً وتسعين. (27/261)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 262 4 (مهدي بن محمد بن محمد، أبو سلمة النيسابوري الصيدلاني.) روى عن عبد الله بن الشرفي، وتوفي في رجب في عشر الثمانين. 4 (هبة الله بن موسى بن الحسن، أبو الحسين المزني الموصلي.) توفي، وله خمس وتسعون سنة. 4 (وهب بن محمد بن محمود الأموي القرطبي.) سمع: قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة، وكان فقيهاً عارفاً بمذهب مالك، عابداً مصلياً مفتياً، له حلقة بالجامع. شاوره ابن السليم في الأحكام، وقد حدث، وأخذ عنه جماعة. وقد روى عنه: أبو عمر بن عبد البر، وسماه في شيوخه. 4 (يحيى بن عبد الرحمن العاصمي النيسابوري.) سمع من الأصم، وحدث. (27/262)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 263 1 (وفيات سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة.)

4 (أحمد بن سعيد بن بشر، أبو العباس بن الحصار القرطبي.) سمع من قاسم بن أصبغ، وابن أبي دليم، ومسلمة بن القاسم، وجماعة. وكان محدثاً مفتياً. سمع الناس منه كثيراً، ولم يكن بالضابط. توفي في شعبان.) 4 (أحمد بن عبد الله بن حسن، أبو عمر القرطبي الفقيه، قاضي ريه.) روى عن قاسم بن أصبغ. 4 (أحمد بن العباس الأملوكي الطحان، مصري.) روى عن محمد بن الربيع الجيزي، وغيره. 4 (أحمد بن الفرج، أبو الحسن الفارسي، بغدادي، ثقة، فهم.) روى عن المحاملي، وأبي العباس بن عقدة. روى عنه: أبو بكر البرقاني، وغيره. (27/263)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 264 4 (إبراهيم بن محمد بن محمود الأصبهاني. من أعيان العلماء والتجار.) حدث بنيسابور بمسند الطيالسي، عن ابن فارس. توفي في صفر. إسماعيل بن سعيد بن سويد، أبو القاسم البغدادي. حدث عن أبي بكر بن دريد، وابن زياد النيسابوري، وأبي بكر بن الأنباري، ومحمد بن مخلد. روى عنه: عبيد الله الأزهري، وأبو القاسم التنوخي، والقاضي أبو يعلى بن الفراء. قال ابن أبي الفوارس: فيه تساهل في السماع والدين. قال الخطيب: كان بعض سماعه مستوراً، رأيت إلحاقه فيه. قلت: روى كتاب الوقف والابتداء عن مؤلفه. 4 (إسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب، أبو علي الكشاني السمرقندي.) سمع صحيح البخاري سنة عشرين وثلاثمائة من الفربري وحدث به. روى عنه الصحيح: أبو عبد الله الحسين بن محمد الخلال أخو الحافظ أبي محمد، وأبو سهل أحمد بن علي الأبيوردي، وأبو طاهر محمد بن (27/264)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 265 علي الشجاعي، وغنجار أبو عبد الله الحافظ، وعمر بن أحمد بن شاهين بسمرقند. وقال حمزة أبو سعد الإدريسي: توفي سنة إحدى وتسعين. وقال مؤتمن الساجي: سنة اثنتين. 4 (الحسن بن أحمد بن محمد بن عبد الله، أبو علي بن الرئيس أبي الحسن النيسابوري.) سمع الأصم ببخارى، وأبا بكر بن خنيس بمرو، وخرج له الفوائد. وحدث ببغداد ونيسابور، وتوفي في ذي القعدة. يقال له: المحمى. 4 (الحسن بن إسماعيل بن محمد الضراب المصري، أبو محمد مصنف المروءة.) سمع أحمد بن مروان الدينوري، وأبا الحسين محمد بن علي بن أبي الحديد المصري، وأحمد) بن مسعود المقدسي، وعثمان بن محمد الذهبي، وأحمد بن عبيد الحمصي، وعبد الله بن جعفر ابن الورد، ودعلج بن أحمد السجزي، وطائفة، وزاد بيت المقدس، فسمع به وبعسقلان. روى عنه: ابنه عبد العزيز: وأحمد بن علي بن هاشم المقرئ، ورشأ بن نظيف الدمشقي، وجماعة. توفي في ربيع الآخر، وكان مولده في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة، وقد روى عنه الدارقطني مع تقدمه. 4 (عبد الله بن أحمد بن خالد بن روزبة، أبو بكر الفارسي الكسروي.) سمع القاسم بن أبي صالح الجلاب، ومحمد بن عبد الواحد بن (27/265)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 266 شاذان، وعلي بن قرقور، وجماعة بهمذان، وأحمد بن سلمان النجار وجعفر الخلدي، وعبد الله بن إسماعيل الهاشمي ببغداد، ومحمد بن العباس بن وصيف الغزي السمان، وحامد بن محمد الرفاء، وجماعة بالشام وأماكن. روى عنه: محمد بن عيسى، وحمد بن سهل، والخليل بن عبد الله القزويني الحافظ، وآخرون. وكان ينسخ بهمذان بالأجرة، وسكن همذان، وكان يستقي الماء للبيوتات. وقيل: إنه رؤي في النوم، فقال: غفر الله لي بكثرة صلاتي على النبي صلى الله عليه وسلم. وكان يكتب خطاً في دقة الشعر، فسئل: لم تفعل ذلك فقال: من قلة الورق والورق، والحمل على العنق. قال شيرويه: كان ثقة صدوقاً. 4 (عبد الله بن أحمد بن محمد بن ثرثال، أبو محمد البغدادي نزيل مصر.) توفي في شوال، وهو نسيب أحمد بن عبد العزيز صاحب الجزء المشهور. 4 (عبد الله بن إبراهيم بن محمد الفقيه، أبو محمد الأصيلي.) أصله من كورة شذونة، ورحل به والده إلى أصيل من بلاد العدوة، فنشأ بها وطلب العلم، وتفقه بقرطبة، وسمع من ابن المشاط، وابن السليم، (27/266)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 267 وأبان بن عيسى، وأخذ عن وهب بن مسرة بوادي الحجارة، ثم رحل إلى المشرق، فكتب بمصر عن أبي الطاهر الذهلي، وابن حيويه النيسابوري، وابن إسحاق بن سفيان، وكتب بمكة عن أبي زيد المروزي صحيح البخاري، وكتب عن الآجري، ثم دخل بغداد، وأخذ عن أبي بكر الشافعي، وأبي علي بن الصواف، وأبي بكر الأبهري، وأبي الحسن الدارقطني، وأبي أحمد بن محمد بن محمد) الجرجاني. وصنف كتاباً سماه الدلائل ذكر فيه عن مالك، وأبي حنيفة، والشافعي، وكان عالماً بالحديث والسنة. قال القاضي عياض: قال الدارقطني: حدثني أبو محمد الأصيلي، ولم أر مثله. قال عياض: وكان من حفاظ مذهب مالك، ومن العالمين بالحديث وعلله ورجاله، وكان يرى القول في إتيان النساء في أدبارهن كراهيةً دون التحريم، على أن الآثار في ذلك شديدة. وكان ينكر الغلو في كرامات الأولياء، ويثبت منها ما صح، ودعاء الصالحين. ولي قضاء سرقسطة، ثم إنه كره أميرها، فأقيل من القضاء، وبقي على الشورى بقرطبة. وكان نظير أبي محمد بن أبي زيد بالقيروان، وعلى طريقه وهديه، إلا أنه كانت فيه زعارة. حمل الناس عنه، وتوفي في تاسع عشر ذي الحجة، سنة اثنتين وتسعين، وشيعه الخلائق. 4 (عبد الله بن محمد بن زيرك، أبو سهل التميمي الهمذاني. صدوق مكثر.) روى عن: أبي القاسم بن عبيد، وأبي الفضل الكندي، والقاسم بن محمد بن السراج، وطائفة. (27/267)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 268 روى عنه: عبد الغفار، ويوسف الهمداني الخطيب. 4 (عبد الله بن محمد الضرير المقرئ ببغداد. كان رجلاً صالحاً.) روى عن أبي جعفر بن البختري، وأبي علي الصفار. روى عنه آحاد المحدثين. 4 (عبد الأعلى بن محمد النيسابوري الفقيه الشافعي.) تفقه على أبي الوليد حسان بن محمد، وحدث عن أبي العباس الأصم وغيره. توفي في المحرم. 4 (عبد الرحمن بن أبي شريح أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى بن مخلد بن عبد الرحمن بن) المغيرة بن ثابت، أبو محمد الأنصاري الهروي سيد خراسان في زمانه. ولد بعد الثلاثمائة. وسمع: محمد بن عقيل البلخي، وعبد الله بن محمد البغوي، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي، وإسماعيل الوراق، وأحمد بن سعيد الطبري، وجماعة، ورحل به أبوه، وأدرك به البغوي في آخر عمره. وكان صدوقاً صحيح السماع. وحدث عنه كثير من أهل هراة، منهم: أبو عمر عبد الواحد بن أحمد المليحي، وسفيان بن) محمد التنوخي، وأبو بكر محمد بن عبد الله الغميري وأبو صاعد يعلى بن هبة الله الفضيلي، وأبو عاصم الفضيل، ومحمد بن أبي مسعود الفارسي، وعبد الرحمن البوسنجي، وبيبى بنت عبد الصمد الهرثمية وآخرون. وحديثه اليوم أعلى ما يروى في الدنيا، وقد تدلت شمسه للغروب. (27/268)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 269 وكانت وفاته في صفر، وله خمس وثمانون سنة. أنبأنا جماعة سمعوا من ابن بهرون، أنا أبو الوقت، أنا شيخ الإسلام أبو إسماعيل: سمعت محمد بن أحمد البلخي المؤذن يقول: كنت مع ابن أبي شريح في طريق غور، فأتاه إنسان في بعض تلك الجبال فقال: إن امرأتي ولدت لستة أشهر، فقال: هو ولدك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الولد للفراش. فعاوده، فرد عليه ذلك، فقال الرجل: أنا لا أقول بهذا. فقال: هذا الغزو، وسل عليه السيف، فأكببنا عليه وقلنا: جاهل لا يدري ما يقول. 4 (عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن ماك القزويني. من بيت حديث ورواية.) سمع من إسحاق بن محمد بن مهرويه، وببغداد من إسماعيل الصفار. أكثر عنه أبو يعلى الخليلي. 4 (عبد الوهاب بن أبي أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم، أبو عامر الأصبهاني الغسال.)

4 (عبيد بن محمد بن حميد، أبو عبد الله القيسي القرطبي.) سمع من: قاسم بن أصبغ ورحل سنة اثنتين وأربعين فسمع من (27/269)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 270 أحمد بن سلمة الهلالي وابن الجران وأحمد بن محمود الشمعي، وجماعة كثيرة. وكان شيخاً صالحاً متعبداً مجاهداً. سمع الناس منه كثيراً، وحج في آخر عمره، فتوفي بالحجاز في المحرم. 4 (عثمان بن جني، أبو الفتح الموصلي النحوي اللغوي، صاحب التصانيف.) كان جني مملوكاً رومياً لسليمان بن فهد الأزدي. لزم أبو الفتح: أبا علي الفارسي وتبعه في أسفاره حتى أحكم العربية، وصنف في حياته، وسكن بغداد وأقرأ بها الأدب، وصنف اللمع وكتاب سر الصناعة وكتاب شرح تصريف المازني وكتاب التلقين في النحو، (27/270)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 271 وكتاب التعاقب وكتاب الخصائص كتاب المذكر والمؤنث وكتاب المقصور والممدود وكتاب إعراب الحماسة، وكتاب المحتسب في شواذ القراءآات، وله) شعر جيد. وخدم ملوك بني بويه، كعضد الدولة وشرف الدولة، وكان يلزمهم، وقيل إنه كان بفرد عين، وقد قرأ ديوان المتنبي على المتنبي، وصنف شرحه. توفي في صفر، وهو في عشر السبعين رحمه الله. وله كتاب سماه البشرى والظفر شرح فيه بيتاً واحداً من شعر الأمير عضد الدولة، وقدمه له، وهو: (أهلاً وسهلاً بذي البشرى ونوبتها .......... وباشتمال سرايانا على الظفر.) أوسع الكلام في شرحه واشتقاق ألفاظه. أخذ عنه الثمانيني، وعبد السلام البصري، وأبو الحسن الشمسي، وطائفة. 4 (علي بن عبد العزيز القاضي، أبو الحسن الجرجاني، الفقيه الشافعي الشاعر، وله ديوان) مشهور، وكان حسن السيرة في أحكامه، صدوقاً، جم (27/271)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 272 الفضائل، بديع الخط جداً. ورد نيسابور سنة تسع وثلاثين، مع أخيه في الصبا، وسمعا سائر الشيوخ. ولي قضاء الري. وقال الثعالبي في يتيمة الدهر: هو فرد الزمان، ونادرة الفلك، وإنسان حدقة العلم، وقبة تاج الأدب، وفارس عسكر الشعر، يجمع خط ابن مقلة، إلى نثر الجاحظ، إلى نظم البحتري. وشعره كثيره. وله كتاب الوساطة بين المتنبي وخصوصه، وأبان فيه عن فضل غزير. وهو القائل: (يقولون لي فيك انقباض وإنما .......... رأوا رجلاً عن موقف الذل أحجما.) الأبيات المشهورة. توفي بالري، وحمل إلى جرجان فدفن بها. ومن شعر أبي الحسن الجرجاني هذا: (ولا ذنب للأفكار أنت تركتها .......... إذا احتشدت لم تنتفع باحتشادها.)

(سبقت بأفراد المعاني وألفت .......... خواطرك الألفاظ بعد شرادها.)

(فإن نحن حاولنا اختراع بديعة .......... حصلنا على مسروقها ومعادها.) وله: (قد برح الحب بمشتاقك .......... فأوله أحسن أخلاقك.) ) (لا تجفه وارع له حقه .......... فإنه آخر عشاقك.) (27/272)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 273 وللصاحب إسماعيل بن عباد يخاطبه: (إذا نحن سلمنا لك العلم كله .......... فدعنا وهذي الكتب ننشي صدورها.)

(فإنهم لا يرتضون مجيئنا .......... بجزع إذا نظمت أنت شذورها.) وللقاضي أبي الحسن الجرجاني تفسير القرآن، وكتاب تهذيب التاريخ. قال الثعالب: ترقى محله إلى قضاء القضاة بالري فلم يعزله إلا موته. قال: صلى عليه القاضي عبد الجبار بن أحمد. وقال أبو سعد منصور بن الحسين الآبي في تاريخه: وقع اختيار فخر الدولة بن ركن الدولة على أن تولى علي بن عبد العزيز الجرجاني قضاء مملكته، فولاه بعد موت الصاحب بن عباد بعام، فكان ذلك من محاسن فخر الدولة، وكان هذا القاضي لم ير لنفسه مثلاً ولا مقارناً، مع العفة والنزاهة والعدل والصرامة. وقال حمزة السهمي: أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن الحسن بن علي بن إسماعيل الجرجاني، كان قاضي القضاة بالري، وكان من مفاخر جرجان. توفي في الثالث والعشرين من ذي الحجة. 4 (محمد بن أحمد بن حبيب، أبو سهل النيسابوري المقرئ العابد.) سمع أبا العباس الأصم وجماعة. توفي في صفر. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، أبو الحسين) النيسابوري. (27/273)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 274 سمع الأصم وأقرانه، وحدث. وتوفي في شوال. 4 (محمد بن خليفة بن عبد الجبار بن عبد الله البلوي القرطبي، أبو عبد الله المؤدب.) حج سنة ثمان وأربعين، وسمع من أبي الحسن الخزاعي، وأبي بكر الآجري، وكان ضعيفاً مغفلاً، حط عليه ابن الفرضي. وقد روى عنه أبو عمرو الداني المقرئ. 4 (محمد بن سعدون، أبو عبد الله الأندلسي.) سمع بقرطبة، وحج، فسمع من ابن الورد، وابن أبي الموت، وابن السكن، والآجري، وكان زاهداً ورعاً.) سمع منه ابن الفرضي وقال: كان ضعيف الكتاب، غير ضابط، رحمه الله. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن حنشام، أبو الحسين بن البيع.) سمع محمد بن حمدويه المروزي، والقاسم بن إسماعيل المحاملي ببغداد، وسمع بالشام من جماعة. قال الخطيب: كان ثقة، ثنا عنه البرقاني والأزهري. قلت: وروى عنه أبو القاسم بن الفسوي، وأبو الحسين محمد بن أحمد الأبنوسي. 4 (محمد بن الحسن بن علي القاضي، أبو عبد الله بن الدقاق المصري.) سمع أبا سعيد بن الأعرابي، ومحمد بن الربيع بن سليمان، وأبا إسحاق بن أبي ثابت، وابن حذلم، وجماعة. (27/274)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 275 روى عنه هبة الله بن إبراهيم الصواف، وانتقى عليه الدارقطني، مع جلالته. ورخه الحبال. 4 (محمد بن عبد الأعلى، أبو بكر النيسابوري الفقيه.) سمع الأصم، وأبا الوليد الفقيه. 4 (محمد بن عبد الواحد بن محمد بن زكريا، أبو حاتم الخزاعي الرازي اللبان.) عن ميسرة بن علي، وحامد الرفاء، وابن عدي. وعنه: أبو العلاء الواسطي، والجوهري، وابن المهتدي بالله، وعدة. بقي إلى هذا العام. 4 (محمد بن محمد بن جعفر، أبو بكر الدقاق، الفقيه الشافعي الحاكم.) قال الخطيب: روى حديثاً واحداً، ولم يكن عنده سواه، لأن كتبه احترقت. أنبأه الصيمري عنه، عن أحمد بن إسحاق بن البهلول، عن أبي كريب. وكان أبو بكر هذا يلقب خباط. وله كتاب في الأصول على مذهب الشافعي، وكان فيه دعابة. 4 (محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم، أبو سهل الضبي ابن أخي عبد) الله الحاكم النيسابوري. قال الحاكم: سمع الكثير قبلي ومعي، وكتب بخطه جملةً، وحدث، وكان أكبر مني بخمس عشرة سنة، وكذا علقمة بن قيس، أكثر من عمه عبد الله بن شبرمة. (27/275)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 276 توفي سنة اثنتين وتسعين في جمادى الآخرة، وله سبع وثمانون سنة. رحمه الله.) 4 (محمد بن محمد بن الفضل، أبو حاتم النيسابوري، الوكيل في مجالس القضاة.) حدث عن أبي بكرة القطان، وغيره. ذكره الحاكم. 4 (ميمون بن حمزة بن الحسين بن حمزة، أبو القاسم العلوي المصري.) روى عن: أحمد بن عبد الوارث العسال، وأحمد بن محمد الطحاوي، وجماعة. روى عنه: حفيده أبو إبراهيم أحمد بن القاسم شيخ الرازي. 4 (الوليد بن بكر بن مخلد بن أبي دياز، أبو العباس العمري الأندلسي السرقسطي.) رحل من الأندلس إلى مصر والشام والعراق وخراسان، وحدث عن: علي بن أحمد بن الخطيب، والحسن بن رشيق المصري، ويوسف الميانجي، وأبي بكر الربعي، وأحمد بن جعفر الرملي، وجماعة. روى عنه: أبو الطيب الكوفي، والحافظ عبد الغني المصري، وأبو ذر عبد بن أحمد الهروي، وأبو الحسن العتيقي، وأبو طالب العشاري، وأبو سعيد السمان، وأحمد بن منصور بن خلف المغربي، والحسين بن جعفر السلماسي. (27/276)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 277 وله شعر جيد. قال عبد الله بن الفرضي: كان إماماً في الحديث والفقه، عالماً باللغة والعربية، ولقي في رحلته فيما ذكر أزيد من ألف شيخ، وكان أبو علي الفارسي يرفعه ويثني عليه. وقال الحاكم: إنه سكن نيسابور، ثم انصرف إلى العراق، وعاد إلى نيسابور، وهو مقدم في الأدب، شاعر فائق. توفي بالدينور في رجب. وقال الحافظ عبد الغنب في نسبه: الغمري بالعين المعجمة، ثنا بكتاب التاريخ لعبد الله بن صالح العجلي. وقال الحسن بن شريح: الوليد هذا عمري، ولكنه دخل بلد إفريقية، ومضى ينقط الغين حتى يسلم، وهو مؤدبي، وقال: إذا رجعت إلى الأندلس جعلت النقطة التي على الغين ضمة. وقال الخطيب: كان ثقةً كثير السماع. (27/277)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 278 (27/278)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 279 1 (وفيات سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.)

4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن سعيد، أبو علي الأصبهاني المقرئ نزيل دمشق.) قرأ على: زيد بن أبي بلال الكوفي، وأبي بكر بن النقاش، وجماعة، وسمع بدمشق من جماعة متأخرين، وبأصبهان من الطبراني، وبجرجان من ابن عدي، وبالبصرة من أبي إسحاق) الهجيمي، وغيرهم. روى عنه، تمام الرازي، وهو أسند منه، وأبو نصر بن الحبان، وإسماعيل بن رجاء العسقلاني. ودفن بباب الفراديس، وشيعه خلق. وله مصنف في القراءات. وقيل مات عام أول. 4 (أحمد بن محمد بن حاتم، أبو حاتم الطوسي الفقيه.) سمع أبا سعيد ابن الأعرابي، والصفار، وطبقتهما. وعنه الحاكم. ليس بحكيم، من جزء ابن عرفة. 4 (أحمد بن محمد بن المرزبان بن آزر جشنس، أبو جعفر الأبهري، أبهر أصبهان.) سمع جزء لوين من أبي جعفر محمد بن إبراهيم الحزوري في سنة (27/279)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 280 خمس وثلاثمائة، وكان أديباً فاضلاً. روى عنه: شجاع وأحمد ابنا علي بن شجاع المصقلي، وعبد الرحمن بن محمد بن منده، وهو الذي ورخ وفاته، وأبو عيسى عبد الرحمن بن محمد بن زياد، وأبو بكر محمد بن عمر بن إبراهيم الطهراني، والمطهر بن عبد الواحد البزاني، وأبو بكر محمد بن ماجه الأبهري، وغيرهم. محله الصدق. 4 (إبراهيم بن أحمد بن محمد، أبو إسحاق الطبري المقرئ المالكي المعدل.) ولد سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، وحدث عن: إسماعيل الصفار، وعلي الستوري، وأحمد بن سليمان العباداني، وطبقتهم، وقرأ لقالون على أبي بن بويان، وقرأ لأبي عمرو على أبي بكر أحمد بن عبد الرحمن الولي، والحسن بن محمد الفحام، وقرأ لعاصم على أبي بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش، وقرأ لحمزة على أبي بكر محمد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم صاحب إدريس الحداد، وقرأ لحمزة أيضاً على أبي عيسى بكار بن أحمد، وأبي الحسن محمد بن عبد الله بن مرة الطوسي. قرأ عليه شيخا أبي طاهر بن سوار: أبو علي الحسن بن علي العطار، وأبو علي الحسن بن أبي الفضل الشرمقاني، وغيرهما. قال الخطيب: كان الدارقطني قد خرج للطبري خمسمائة جزء، وكان مفضلاً على أهل العلم، وداره مجمع أهل القرآن والحديث، وكان ثقةً.) قلت: وروى عنه جماعة، وكان عارفاً بمذهب مالك، وعليه حفظ (27/280)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 281 القرآن الشريف الرضي. وبخل الرضي فنحل الشريف داراً فاخرة بالكرخ. 4 (إدريس بن علي بن إسحاق، أبو القاسم البغدادي المؤدب.) حدث عن: أبي حامد الحضرمي، وإبراهيم بن عبد الصمد القاضي الهاشمي، وأبي بكر بن الأنباري، وقرأ القرآن على أبي الحسن بن شنبوذ. قال العتيقي: ولد سنة اثنتين وثلاثمائة، وكان ثقة مأموناً، وتوفي في رمضان. روى عنه الأزهري، والحسين الطناجيري، وجماعة. 4 (إسماعيل بن حماد، أبو نصر الجوهري مصنف الصحاح.) كان من فاراب أحد بلاد الترك، وكان يضرب به المثل في حفظ اللغة، وحسن الكتابة، ويذكر خطه مع خط ابن مقلة، ومهلهل والبريدي. كان يؤثر الغربة على الوطن. دخل بلاد ربيعة، ومضر في طلب الآداب، ولما قضى وطره من قطع الآفاق والأخذ عن علماء الشام والعراق وخراسان، أنزله أبو الحسين الكاتب عنده، وبالغ في إكرام مثواه جهده، فسكن بنيسابور يدرس ويصنف اللغة، ويعلم الكتابة، وينسخ الختم. وفي كتابه الصحاح يقول إسماعيل بن محمد النيسابوري: (27/281)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 282 (هذا كتاب الصحاح سيد ما .......... صنف قبل الصحاح في الأدب.)

(تشمل أنواعه وتجمع ما .......... فرق في غيره من الكتب.) ومن العجب أن المصريين يروون الصحاح عن ابن القطاع الصقلي، ولا يرويه أحد بخراسان، وقد قيل إن ابن القطاع ركب له سنداً لما رأى رغبة المصريين فيه، ورواه لهم، نسأل الله الستر. وفي الصحاح أشياء لا ريب فيه أنه نقلها من صحف فصحف، فانتدب لها علماء مصر، وأصلحوا أوهاماً. وقيل إنه اختلط في آخر عمره. ومن شعره: (يا صاحب الدعوة لا تجزعن .......... فكلنا أزهد من كرز.) ) (والماء كالعنبر في قومس .......... من عزه يجعل في الحرز.)

(فسقنا ماءً بلا منة .......... وأنت في حل من الخبز.) وله: (فها أنا يونس في بطن حوت .......... بنيسابور في ظلم الغمام.)

(فبيتي والفؤاد ويوم دجن .......... ظلام في ظلام في ظلام.) (27/282)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 283 قال جمال الدين على بن يوسف القفطي: مات الجوهري متردياً من سطح داره بنيسابور، في سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة: قال: وقيل: مات في حدود الأربعمائة. وقيل إنه تسودن وعمل له دفين، وشدهما كالجناحين معاً، وقال: أريد أن أطير، وقفز، فأهلك نفسه، رحمه الله. وكان من أذكياء العالم. أخذ العربية عن أبي سعيد السيرافي، وأبي علي الفارسي، وأخذ اللغة عن خاله أبي إبراهيم إسحاق الفارابي. وقيل: إن الصحاح كان قد بقي عليه منها قطعة مسودة، فبيضها بعد موته تلميذه إبراهيم بن صالح الوراق، فغلط في أماكن، حتى أنه قال في سفر هو بالألف واللام، وهذا يدل على أنه لم يقرأ القرآن، وقال: الجر اضل الجبل، فصيرها كلمةً واحدةً، بضاد معجمة، وإنما هي الجر بالتثقيل، أصل الجبل. قال الراضي: (رأيت فتى أشقراً أزرقاً .......... قليل الدماغ كثير الفضول.)

(يفضل من حمقه دائماً .......... يزيد من هند على ابن البتول.)

4 (أمية بن أحمد بن حمزة، أبو العباس القرشي المرواني الأندلسي المالكي.) كان فقيهاً نبيلاً مشاوراً بالأندلس. ذكره القاضي عياض. (27/283)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 284 4 (حزم بن أحمد بن حزم بن كوثر، أبو بكر القيسي القرطبي.) حج سنة ثمان وأربعين، فسمع عبد الرحمن بن أحمد بن أبي مسرة، وأبا بكر الآجري، وحدث بتستر. توفي في جمادى الأولى. 4 (الحسن بن علي بن أحمد، أبو محمد بن وكيع التنيسي، الشاعر المشهور، له ديوان شعر،) وله كتاب فيه سرقات أبي الطيب المتنبي، سماه المنصف.) وتوفي بتنيس، وهو نافلة محمد بن خلف بن حبان الضبي وكيع البغدادي القاضي. 4 (الحسن بن محمد بن القاسم، أبو علي المخزومي البغدادي المؤدب.) روى عن: أبي داود، وأبي بكر بن زياد النيسابوري، وابن مجاهد المقرئ. روى عنه: أبو القاسم الأزهري، وأبو محمد الخلال. ووثقه الخطيب. وعاش اثنتين وتسعين سنة. 4 (الحسين بن محمد بن إسحاق البغدادي المعروف بابن السوطي.) (27/284)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 285 سمع: أحمد بن عثمان الأدمي، وجماعة. روى عنه أبو طالب العشاري، وكان كثير الوهم. 4 (خلف بن القاسم بن سهل بن أسود، أبو القاسم الأندلسي بن الدباغ، الحافظ.) رحل إلى المشرق، فسمع بمصر: أبا محمد بن الورد البغدادي، وسلم بن الفضل، والحسن بن رشيق، وجماعة، وسمع بدمشق علي بن العقب، وأبا الميمون بن راشد، وبمكة من بكير الحداد، وأبي الحسن الخزاعي، والآجري، وبقرطبة من أحمد بن يحيى بن الشامة، ومحمد بن معاوية، وقرأ بالروايات على جماعة. وكان حافظاً فهماً، عارفاً بالرجال. صنف حديث مالك، وحديث شعبة، وأشياء في الزهد. توفي في ربيع الآخر. روى عنه جماعة. وقد قرأ بالرملة على أحمد بن صالح ابن مجاهد. ولد سنة خمس وعشرين. روى عنه: أبو عمرو الداني، وابن عبد البر، وكان لا يقدم عليه أحداً من شيوخه، وهو محدث الأندلس في زمانه. 4 (سعيد بن محمد، أبو عثمان النيسابوري السكري المعدل، سمع أبا العباس الأصم.) توفي في ذي القعدة. 4 (سليمان بن الفتح، أبو علي بن مكرم السراج الموصلي، من كتاب الشعراء.) ديوانه مجلد، الغالب عليه الهجو والسخف والمجون، وله مكاتبات إلى (27/285)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 286 الخالديين، والهائم، والببغاء، والبديهي. يحول إلى سنة ثمان وتسعين، ففيها مات. 4 (عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد الرومي النيسابوري.) صالح، لكن قال الحاكم: لم يقتصر على سماع الصحيح من الشراح، فروى عن ابن خزيمة.) وتوفي في رمضان. قلت: روى عنه أحمد بن منصور بن خلف المقرئ، وسعيد بن أبي سعيد العيار. 4 (عبد الكريم هو أمير المؤمنين الطائع بن المطيع لله الفضل بن المقتدر جعفر بن المعتضد،) يكنى أبا بكر، وأمه أمة. قال أبو علي بن شاذان: تقلد الطائع لله الخلافة في ذي القعدة سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، وقبضوا عليه في شعبان سنة إحدى وثمانين، وبقي إلى هذه السنة، فتوفي فيها. قال: ورأيته رجلاً مربوعاً، كبير الأنف، أبيض الشعر. قال أبو الفرج بن الجوزي: ولما ولي الطائع ركب وعليه البردة، ومعه الجيش، وبين يديه سبكتكين، في تاسع عشر ذي القعدة، وخلع من الغد على سبكتكين خلع السلطنة، وعقد له اللواء، ولقبه نصر الدولة، وحضر (27/286)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 287 عيد الأضحى، فركب الطائع إلى المصلى، وعليه قباء وعمامة، وخطب خطبة خفيفة، بعد أن صلى بالناس، ثم إن عز الدولة أدخل يده في إقطاع سبكتكين، فجمع سبكتكين، الأتراك الذين ببغداد، ودعاهم إلى طاعته، فأجابوه، وراسل أبا إسحاق معز الدولة يعلمه بالحال ويطعمه أن يقعد له الأمر، فاستشار أمه، فمنعته، فصار إليها من بغداد جماعة، فصوبوا لها محاربة سبكتكين فحاربوه فهزمهم، واستولى على ما كان ببغداد لعز الدولة، ونادت العامة بنصر سبكتكين، فبعث إلى عز الدولة يقول: إن الأمر قد خرج عن يدك، فأفرج لي عن واسط وبغداد، وليكونا لي، ويكون لك الأهواز والبصرة، ودع الحرب. وكتب عز الدولة إلى عضد الدولة يستنجده، فتوانى، وصار الناس حزبين، وأهل التشيع ينادون بشعار عز الدولة، والسنة والديلم ينادون بشعار سبكتكين، واتصلتالحروب، وسفكت الدماء، وكشفت الدور، وأحرق الكرخ حريقاً ثانياً. وكان الطائع شديد الحيل، قوياً في خلقه. وتقلد بهاء الدولة بن عضد الدولة بإشارة الأمراء ومعونتهم. ثم كان في دار عبد القادر بالله مكرماً محترماً، إلى أن مات ليلة عيد الفطر، وصلى عليه القادر بالله، وكبر عليه خمساً، وحمل إلى الرصافة، وشيعه الأكابر (27/287)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 288 والخدم، ورثاه الشريف الرضي بقصيدة. وقال أبو حفص بن شاهين: خلع المطيع نفسه غير مكره، فما صح عندي، وولي ابنه الطائع، وسنه يوم ولي ثلاثة وأربعون سنة.) قلت: فيكون عمره ثلاثاً وسبعين سنة. 4 (عبد الملك بن أحمد بن عبد الملك بن شهيد الوزير، أبو مروان القرطبي.) روى عن: قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة، وكان إماماً في اللغة والأخبار. صنف التاريخ الكبير على السنين، من وفاة علي رضي الله عنه، إلى وقته، وهو أزيد من مائة سنة، توفي في رابع ذي القعدة بالذبحة، عن سبعين. روى عنه ابن عائذ. 4 (عثمان بن محمد بن أحمد، أبو عمرو المخرمي القارئ.) سمع إسماعيل الصفار، والحسين بن صفوان، وبنيسابور: الأصم. روى عنه: أبو العلاء الواسطي، وأبو الحسن العتيقي، ووثقه العتيقي. توفي بالدينور. 4 (عمر بن زكار أبو حفص التمار، بغدادي.) روى عن: المحاملي، وعثمان بن جعفر اللبان، وإسماعيل الصفار. (27/288)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 289 روى عنه: عبد العزيز الأزجي، وعبيد الله الأزهري، وهبة الله اللالكائي. قال العتيقي: ثقة مأمون. 4 (القاسم بن أحمد، أبو محمد التجيبي الطليطلي نزيل قرطبة، ويعرف بابن أرفع رأسه.) سمع قاسم بن أصبغ، ومحمد بن أيمن، وابن المشاط، وشاوره ابن السليم وغيره في الأحكام. وولي قضاء بلده وقضاء بطليوس، وتولى بناء حصون الثغر. وكان ثقة، تفقه به جماعة، وكان خبيراً بمذهب مالك. روى عنه: ابن الفرضي، وأبو عمر بن عبد البر، وجماعة. توفي في جمادى الآخرة، وكان ثقة، مزاحاً. 4 (كوهي بن الحسن، أبو محمد الفارسي.) حدث عن أحمد أخي أبي الليث الفرائضي، وأبي حامد محمد بن هارون الحضرمي. روى عنه: عبد العزيز الأزجي، وأبو عبد الله الصيمري القاضي التنوخي، وغيرهم. وثقه الخطيب، وتوفي في شوال. 4 (محمد بن أحمد بن الحسن بن علي، أبو بكر الطاهري البغدادي الضرير، نزيل أصبهان.) حدث عن: أبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الكريم الرازي، ومحمد بن عياش الموصلي.) سمع علي بن حرب، وأبا صالح السليل بن أحمد، وجماعة. روى عنه: أحمد بن علي اليزدي، وعبد الرحمن، وعبيد الله، ابنا أبي (27/289)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 290 عبد الله بن منده، وغيرهم. ومات في عاشر ذي القعدة. ذكر ابن النجار. 4 (محمد بن أحمد بن عبد الأعلى، أبو عبد الله المغربي المقرئ الزاهد المعروف بالورشي.) سمع بمصر والشام والعراق وأصبهان بعد الخمسين وثلاثمائة، وكان راساً في علم القرآن. توفي بسجستان. ذكره الحاكم في تاريخه. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن مهدي الإسكافي، أبو عبد الله الشاهد، من فضلاء بغداد.) جمع تاريخاً كبيراً على السنين، بدأ فيه بسنة الهجرة النبوية. قال ابن الخازن: نقلت منه أشياء حسنة. وقال ابن النجار: كان ثقةً أميناً عفيفاً، مات في رجب سنة ثلاث وتسعين. 4 (محمد بن ثابت، أبو الحسن الصيرفي، بغدادي.) عن إسماعيل الصفار، وابن السماك. وعنه: عبيد الله بن أحمد الصيرفي. مات سنة ثلاث وتسعين في رمضان. 4 (محمد بن الحسين بن داود، أخو أبي الحسن محمد الحسين العلوي النيسابوري. كان كثير) المروءة والأفضال على الصلحاء. يكنى أبا علي. روى عن أبي حامد بن بلال، ومحمد بن الحسين القطان. روى عنه الحاكم، وقال: توفي في شعبان. وذكر ابن الصلاح هذا وأخاه في طبقات الشافعيين، وقيل إن هذا درس فقه الشافعي. (27/290)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 291 4 (محمد بن عبد الله بن أبي عامر محمد بن الوليد القحطاني المعافري الأندلسي الملك) المنصور الحاجب، أبو عبد الله، مدبر دولة الخليفة المؤيد بالله هشام بن المستنصر الأموي صاحب الأندلس. بويع بعد أبيه، وله تسع سنين، وكان الحاجب أبو عامر هو الكل، فعمد أول تغلبه على الأمر إلى خزائن المستنصر بالله الحكم بن تالناصر، الجامعة للكتب، فأبرز ما فيها من صنوف التواليف من خواصه العلماء، وأمر بإفراد ما فيها من كتب الأوائل، حاشى كتب الطب والحساب، وأمر بإحراقها، فأحرقت، وطمس بعضها، وكانت كثيرة جداً، ففعل ذلك تحبباً إلى العوام، وتقبيحاً لرأي المستنصر عندهم.) وكان أبو عامر حازماً مدبراً وشجاعاً بطلاً غزا ما لم يغزه أحد من الملوك، وافتتح فتوحاً كثيرة، وبقي في المملكة ستاً وعشرين سنة. وكان عالماً فاضلاً، كثير المآثر والمحاسن، قد طلب العلوم في صباه، وزانت بهيبته أقطار الأندلس، وآمنت به لفرط سياسته، وقد استوزر جماعة، كان المؤيد بالله معهم صورة بلا معنى، فإنه استولى على التدبير والحجوبية، ولم يبق أحد مع الدولة يقدر على رؤية المؤيد، بل كان أبو عامر يدخل عليه القصر ويخرج، فيترك إمرة أمير المؤمنين بكذا، وينهى عن كذا، فلا يخالفه (27/291)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 292 أحد، وكان يمنع المؤيد من الاجتماع بأحد، وإذا كان بعد سنين أركبه وجعل عليه برنساً، وألبس جواريه مثله، فلا يعرف المؤيد في سائر الجواري، ويخرجه ليتنزه في الزهراء، ثم يعود إلى القصر على هذه الحالة، وليس له إلا الخطبة والسكة. وكان أبو عامر له في الجمعة مجلس حافل، تجتمع فيه العلماء للمناظرة. وغزا في أيامه نيفاً وخمسين غزوة، وملأ بلاد المسلمين غنائم وسبياً، حتة قيل: لقد ابتيعت بنت عظيم من عظماء الروم ذات حسن وجمال بقرطبة بعشرين دينارً عامرية، وكان إذا فرغ من قتال العدو، نفض ما عليه من غبار، ثم يجمعه ويحفظه، فلما احتضر، أمر بما اجتمع من ذلك الغبار أن يذر على كفنه. وتوفي رحمه الله وهو بأقصى الثغور، عند موضع يعرف بمدينة سالم، مبطوناً شهيداً في هذه السنة. وللشعراء فيه مدائح كثيرةً، وكان يجزيهم بالذهب الكثير، وقام بالأمر بعده ولده أبو مروان عبد الملك بن أبي عامر، ولقبره بالمظفر، فدامت أيامه في الأمن والخصب، ولكن لم تطل مدته، ومات، فثارت الفتن بالأندلس. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن بن زكريا، محدث العراق، أبو طاهر) البغدادي الذهبي المخلص. سمع: أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود بن صاعد وأحمد بن سليمان الطوسي، ورضوان الصيدلاني، ومحمد بن هارون الحضرمي، وجماعة. (27/292)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 293 روى عنه: هبة الله اللالكائي، وأبو محمد الخلال، وأبو سعد إسماعيل بن علي السمان، وأبو طالب المحسن بن شفيروز الفقيه، وإبراهيم بن محمد بن موسى الشروي الفقيه نزيل بغداد، وعبد العزيز بن محمد بن الحسين القطان، وأحمد بن محمد النقور وعلي بن أحمد بن البسري، وعبد العزيز بن علي الأنماطي، وخلق كثير آخرهم محمد بن محمد الزينبي.) قال الخطيب: كان ثقة، مولده في شوال سنة خمس وثلاثمائة. وقال المخلص: أول سماعي من البغوي في سنة اثنتي عشرة. قلت: انتقى عليه الفتح بن أبي الفوارس عدة أجزاء، وأبو بكر البقال عدة أجزاء. والمخلص هو الذي يخلص الغش من الذهب بالتعليق والنار، وقد وقع لنا جملة صالحة من عوالي المخلص. وكانت وفاته في رمضان من السنة، رحمه الله. فمن حديث، قرأت على أحمد بن إسحاق بمصر، أخبركم المبارك بن الجورد، أنا أحمد بن الطلاية، أنا عبد العزيز بن علي، أنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، ثنا محمد بن هارون الحضرمي، أنا إسحاق بن أبي إسحاق إسرائيل، أنا كثير بن عبد الله الأبلي، ثنا أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار. هذ حديث لنا (27/293)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 294 تساعي لنا متصل الإسناد، وإن كان كثير الأبلي من الضعفاء، فيبعد أنه تعمد الكذب في سماعه لهذا الحديث من أنس، إذ فيه من الوعيد ما فيه. 4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن محمد، أبو الحسن القرشي المخزومي السلامي المشهور،) نشأ ببغداد، ولقي بالموصل جماعةً من الأدباء، منهم أبو الفرج الببغاء، وأبو عثمان الخالدي، وأبو الحسن التلعفري، فأعجبتهم براعته على حداثة سنه، إلا التلعفري، فإنه اتهمه في شعره. وفيه يقول السلام. (سما التلعفري إلى وصالي .......... ونفس الكلب تكبر عن وصاله.)

(ينافي خلقه خلقي وتأبى .......... فعالي أن تضاف إلى فعاله.)

(فصنعتي النفيسة في لساني .......... وصنعته الخسيسة في قذاله.)

(فإن أشعر فما هو من رجالي .......... وإن يصفع فما أنا من رجاله.) قصد السلامي حضرة الصاحب إسماعيل بن عباد وهو بأصبهان، فامتدحه، فبالغ الصاحب في إكرامه وإعطائه، ثم قصد حضرة السلطان عضد (27/294)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 295 الدولة إلى شيراز، فأقبل عليه، واختص به، وكان يقول: إذا رأيت السلامي في مجلسي، ظننت أن عطارد نزل من الفلك، فوقف بين يدي. وللسلامي فيه: (يشبهه المداح في البأس والندى .......... بمن لو رآه كان أصغر خادم.)

(في جيشه خمسون ألفاً كعنتر .......... وأمضى وفي خزانه ألف حاتم.) ) توفي السلامي في جمادى الأولى من السنة، وهو في عشر الستين، وشعره سائر مدون. 4 (محمد بن علي بن الحسين بن الحسن بن القاسم بن محمد الشريف السيد، أبو الحسن العلوي) الزيدي الهمذاني المعروف بالوصي. روى عن: عبد الرحمن الجلاب، وأحمد بن عبيد، وعبدان بن يزيد الدقاق، وجماعة بهمذان، وإسماعيل الصفار، وجعفر الخلدي، وابن كامل القاضي ببغداد، والطبري بأصبهان، وخثيمة الأطرابلسي بالشام، وجماعة. روى عنه: محمد بن عيسى، وعبد الرحمن بن أبي الليث الصفار، ومحمد بن عمر بن عزيز التككي، وجعفر بن محمد الأبهري، وآخرون. قال شيرويه: كان ثقة صدوقاً صوفياً واعظاً، تفقه ببغداد على أبي علي بن أبي هريرة، وتزهد، وجاوز بمكة، ورجع فأقام ببخارى مدةً، وبها مات في ثاني عشر المحرم، سنة ثلاث وتسعين. قلت: روى عنه أيضاً أبو سعد الكنجروذي، وسمع من الأصم. وقيل إنه مات ببلخ. (27/295)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 296 وقال السلمي: كان أحد الأشراف علماً نسباً ومحبة للفقراء، وصحبةً لهم، ما يرجع إليه من العلوم كتب الحديث والفقه، وصحب الخلدي، وكان يكرمه، ودخل دويرة الصوفية بالرملة، وكان يخدمهم أياماً، حتى قدم فقير فأتى فقبل رأسه، وقال: هذا شريف الجبل، وليس بهمذان أغنى منهم ولا أجل، فقام عباس الشاعر فقبل رجله، فأخذ الشريف أبو الحسن ركوته، وذهب إلى مصر. وقال الحاكم: عاش ثلاثاً وثمانين سنة. وقال أبو سعدي الإدريسي: يحكى عنه أنه كان يجازف في الرواية في آخر عمره. 4 (محمد بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن بهلول التنوخي الأنباري، أبو غانم بن الأزرق.) روى عن: أبيه، وأبي بكر بن الأنباري، ومحمد بن مخلد، وتوفي بالأنبار. 4 (وليد بن عبد الرحمن، أبو العباس القيسي القرطبي الزيات.) سمع من أحمد بن مطرف، ومحمد بن معاوية، وأحمد بن سعيد، وجماعة. وعاش سبعين سنة. 4 (يحيى بن محمد بن يحيى، أبو بشر النيسابوري الكاتب.) روى عن الأصم، وعلي بن حمشاد. وتوفي في شعبان.) 4 (يوسف بن محمد بن عمر بن يوسف بن عمروس أبو عمر الأندلسي الأستجي.) (27/296)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 297 سمع الكثير من: قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد الله بن أبي دليم وجماعة، وكان إماماً فقيهاً رأساً في الفتيا. توفي في جمادى الأولى، وله ثلاث وسبعون سنة، وسمع من غير واحد. وروى عنه ابن عبد البر. (27/297)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 298 (27/298)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 299 1 (وفيات سنة أربع وتسعين وثلاثمائة.)

4 (أحمد بن إبراهيم القصار، أصبهاني محدث.) روى عن أبي عمر، وأحمد بن محمد بن حكيم، وأبي علي الصحاف، فمن بعدهما. قال أبو نعيم: كان يختلف معنا، إلى أن توفي في ذي الحجة، رحمه الله. 4 (أحمد بن عمر بن خرشيد قوله، أبو علي الأصبهاني التاجر.) حدث بمصر عن: أبي حامد محمد بن هارون الحضرمي، وأبي بكر بن زياد النيسابوري، وغيرهما. روى عنه: العتيقي، وإسماعيل بن رجاء العسقلاني، ورشأ بن نظيف، وخلق. وثقه الخطيب، وذكر العتيقي أنه سمع منه بمصر وبمكة وبغداد، وكان يحج كل سنة. قال الخطيب: سكن مصر حتى مات. وقال الحبال: مات في جمادى الأولى، رحمه الله. 4 (أحمد بن محمد بن الفضل، أبو العباس بن النهاوندي الزاهد العارف.) ورخه السلمي، وقال: صحب جعفر الجليدي، له مجاهدة عظيمة وأحوال. (27/299)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 300 4 (إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين بن سيبخت، أبو الفتح البغدادي الكاتب، نزيل مصر.) حدث عن: أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود. روى عنه: عبد الملك بن عمر الرزاز، ورشأ بن نظيف، وجماعة. قال الخطيب: كان سيئ الحال في الرواية، وقال مرة: ساقط الرواية. توفي بمصر في جمادى الآخرة. 4 (أفلح بن يحيى القرطبي، مولى إبراهيم بن يوسف.) وحج وسمع من الآحري، وأبي بكر بن خروف، وجماعة. كتب عنه غير واحد.) 4 (بدر، أبو الغصن مولى أحمد بن قطن الزيات القرطبي.) سمع قاسم بن أصبغ، وبمصر من حمزة الكناني، وأبي العباس الرازي، وأبي أحمد بن الناصح. وكان رجلاً صالحاً. روى أحاديث، ولم يكن كثير علم. 4 (تمصولت الأسود، يقال طزملت الأمير المصري الرافضي.) ولي دمشق للحاكم سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وفي سنة ثلاث عزر رجلاً مغربياً بدمشق على حمار ونودي عليه: هذا جزاء من يحب أبا بكر وعمر، ثم قتله. مات إلى غير رحمة الله في صفر. 4 (حباشة بن حسن.) سمع بالقيروان: إبراهيم بن عبد الله القلانسي، (27/300)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 301 وزياد بن عبد الرحمن، ودخل إلى الأندلس، فصحب محمد بن عبد الله بن الحداد، وتردد في الثغور مرابطاً، ثم رحل إلى المشرق، فسمع من أبي زيد المروزي وغيره، ورجع إلى الأندلس، وكان من فقهاء المالكية. توفي بقرطبة. 4 (سعيد بن محمد بن الفضل الفقيه، أبو سهل النيسابوري الواعظ.) سمع مكي بن عبدان. وعنه: الحاكم، وطائفة. 4 (شاه بن عبد الرحمن، أبو معاذ الهروي الماليني.) رحل وسمع علي عبد الله بن مبشر الواسطي، وأبا بكر عبد الله بن زياد النيسابوري، وله جزء سمعناه. روى عنه: أبو عمر المليحي، وأبو عثمان الصابوني، وأبو عاصم الجوهري الهروي، وه آخر من حدث عنه، وحدث عنه أيضاً أبو يعلى الصابوني. توفي في جمادى الأولى بهراة. 4 (طلحة بن أسد بن عبد الله بن المختار الرقي، نزيل دمشق.) روى عن أبي بكر الآجري، وأبي علي الحسن، بن منير التنوخي، وجماعة. روى عنه: أحمد بن الحسن الطيان، ورشأ بن نظيف، وأبو علي الأهوازي، وغيرهم. وكان من الصالحين. توفي في ربيع الأول. قال الكتاني: حدث بكتب الآجري كلها، وكان ثقة مأموناً، يذكر عنه من السخاء والكرم شيء) عظيم، رحمه الله. (27/301)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 302 4 (عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الوهاب، أبو عمر السلمي الأصبهاني المقرئ الوراق.) روى عن: عبد الله بن محمد بن عمر الزهري بن أخي رسته، وعبد الله بن الصباح، ومحمد ابن عمر الجورجيري، وابن الجاورد، وأبي الحسن اللبناني، وغيرهم، وكتب الكثير. روى عنه: أبو بكر بن أبي علي الذكواني، وعبد الوهاب بن منده. توفي في ذي القعدة. 4 (عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن زر، بفتح الزاي، أبو محمد الخواري الرازي.) روى عن أحمد بن جعفر بن نصر الجمال، وإبراهيم بن محمد السمناني صاحب عيسى بن حماد زغبة. قال الأمير ابن ماكولا وأنه مات في صفر. 4 (عبد الله بن محمد بن علي بن محمد بن نصرويه، أبو محمد النيسابوري، ابن خال الحاكم.) سمع الأصم، وأحمد بن إسحاق الضبعي، وحدث في ربيع الآخر. 4 (عبد الله بن محمد بن عبد الله، أبو القاسم النيسابوري المطوعي.) سمع ببغداد من جعفر الخلدي، وعبد الله بن عدي الحافظ. توفي في جمادى الآخرة. 4 (عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم بن عثمان، أبو محمد الأنصاري النيسابوري الحافظ) العماري. سمع: أبا بكر بن إسحاق العتيقي، وأبا علي الرفاء، وطبقتهما، وصنف وذاكر. (27/302)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 303 قال الدارقطني: سررت برؤيته، عاش سبعاً وخمسين سنة. روى عنه الحاكم. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن محمد، أبو سعيد النيسابوري الخلال.) سمع: أبا العباس الأصم، وغيره، وحدث بطريق مكة. 4 (عبد السلام بن علي، أبو أحمد البغدادي المعلم.) سمع الجذاع، حدث عن: أبي بكر بن مجاهد، وابن زياد النيسابوري، وأبي مزاحم موسى بن عبيد الله الخاقاني، والمحاملي. روى عنه: أبو القاسم الأزهري، وأبو الحسن العتيقي، وعبد العزيز الأزجي، وثقه العتيقي. 4 (عبد الملك بن إدريس الأزدي، أبو مروان بن الجزيري الكاتب الشاعر، نزيل قرطبة.) ) توفي في حبس المظفر بن أبي عامر، ولم يخلف مثله كتابةً ولا بلاغةً وشعراً، وبه ختم بلغاء كتاب الأندلس. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن الخلاص القيسي البجاني الأندلسي.) عني بالحديث وحج، وسمع من: أبي محمد بن الورد، وحمزة الكناني، وعلي بن الحسن بن علان الحراني، ومحمد بن جعفر غندر. وكان زاهداً صالحاً متواضعاً حافظاً. قال ابن الفرضي: سمعت منه ببجان، وسمع منه غير واحد. توفي في رجب. (27/303)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 304 4 (محمد بن إسماعيل بن محمد، أبو عبد الله الأنصاري الأندلسي من أهل ريه.) حج سنة ثلاث وأربعين، وله اثنتان وعشرون سنة، فسمع من عثمان بن محمد السمرقندي، وأحمد بن سلمة بن الضحاك، وإسماعيل بن الجراب، وعبد الله بن جعفر بن الورد، ومحمد بن عيسى التميمي البغدادي بن العلاف، وسمع صحيح البخاري من ابن السكن، ورجع فلزم الزهد والانقباض، وولي الخطابة بموضعه، وكان رقيقاً بكاءً. توفي في شعبان. سمع الناس منه. 4 (محمد بن حسين بن محمد بن أسد، أبو عبد الله التميمي الطبني، الأديب، نزيل الأندلس.) قيل إنه لم يدخل الأندلس أحد أشعر منه، وكان واسع الأدب والمعرفة، واتصل بالحاجب أبي عامر، وولي الشرطة، وعاش أكثر من تسعين سنة. وكان دخوله الأندلس في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، وتوفي قي يوم من سنة أربع وتسعين، وشهده المظفر بن أبي عامر، والأعيان. 4 (محمد بن عبد الملك بن ضيفون، أبو عبد الله اللخمي القرطبي الحداد.) سمع: عبد الله بن يونس الغبري، وأحمد بن زياد، وقاسم بن أصبغ، (27/304)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 305 وحج في سنة تسع وثلاثين، وشهد رد الحجر الأسود إلى مكانه في هذا العام. وسمع منه: ابن الأعرابي، وعبد الكريم بن النسائي، ومحمد بن يحيى بن دحمان المصيصي، سمع منه بأطرابلس، وعبد الله بن محمد بن سرور الغسال بمدينة القيروان. وكان صالحاً عدلاً، كتب الناس عنه، وعلت سنه، واضطرب في أشياء قرأت عليه لم يسمعها، ولم يكن ضابطاً. قال لي: ولدت سنة ثلاث وثلاثمائة، وتوفي في شوال. قاله ابن الفرضي، وآخر من حدث عنه أبو عمر عمر بن عبد البر.) 4 (محمد بن عمر بن محمد بن حميد، أبو الحسن بن بهتة البغدادي البزاز.) سمع إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، والمحاملي، والحسين النطبقي، وغيرهم. روى عنه: العتيقي وقال: ثقة. 4 (محمد بن عبد الله، أبو نصر الأنماطي، نيسابوري صالح، خدم أبا علي الثقفي، وصحب) الزهاد والأئمة. 4 (محمد بن عطاء الله القرطبي النحوي، من كبار أئمة العربية.)

4 (محمد بن محمد بن حسان الماليني، ختن الشاركي، أحد المحدثين بهراة.) روى عن أحمد بن محمد بن علي الباشاني. روى عنه: أبو عثمان الصابوني، وغيره، وأبو عطاء عبد الرحمن بن محمد الجوهري. (27/305)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 306 4 (محمد بن يحيى بن زكريا بن يحيى التميمي، العلامة أبو عبد الله بن برطال القرطبي) القاضي المالكي. سمع من أحمد بن خالد الحباب، وقاسم بن أصبغ، ومحمد بن عيسى، وحج، فسمع من إبراهيم العقبسي، وأحمد بن إبراهيم بن جامع السكري، وولي قضاء ريه، ثم ولي قضاء الجماعة والصلاة. وعاش إلى أن علت سنه، وثقلت ذهنه، فصرفه الحاجب أبو عامر من القضاء، ونقله إلى الوزارة. روى عنه: عبد الله بن الفرضي، وسراج بن عبد الله. وحدث أيضاً عن عثمان بن محمد السمرقندي وخلق، وعاش خمساً وتسعين سنة. وكان حجةً. ورحل في سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، وكان كبير الشأن وافر الجلالة، لحق محمد بن محمد الحناش، وإسماعيل بن القراب. تفرد بأشياء. 4 (يحيى بن إسماعيل بن يحيى بن زكريا بن حرب، وحرب ابن أخي الزاهد أحمد بن حرب) النيسابوري، وأبو زكريا المزكي المعروف بالحربي. كان أديباً إخبارياً، كثير العلوم، رئيساً. سمع أبا العباس السراج، ومكي بن عبدان، وعبد الله بن محمد الشرفي، وأحمد بن حمدون الأعمش، وعبد الواحد بن محمد بن سعيد، وغيرهم، وحدث بنيسابور والري وببغداد، فأكثروا عنه ثم.) روى عنه: الحاكم، وأبو بكر الأردستاني، ومحمد بن أبي عمرو النيسابوري شيخ الخطيب، وأبو سعد محمد بن محمد بن علي الحاكم، (27/306)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 307 وأبو الحسن أحمد بن عبد الرحيم الإسماعيلي، وأبو عثمان البحيري، وأبو نصر عبد الرحمن بن علي التاجر، وآخرون. وتوفي في ذي الحجة، وهو صدوق فيه بدعة. 4 (يحيى بن محمد بن وهب بن مسرة بن حكم، أبو زكريا التميمي الفرجي، من مدينة الفرج) بالأندلس. سمع من جده، ورحل فسمع بمصر من الحسن بن رشيق، وأبي بكر بن إسماعيل المهندس، وجماعة. روى عنه الناس كثيراً، واختصر كتاب الأسماء والكنى للنسائي، وعاش ستين سنة. رحمه الله. 4 (يعيش بن سعيد بن محمد، أبو القاسم القرطبي الوراق المعروف بابن الحجام.) سمع من قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد الله بن أبي دليم، وجمع لمحمد بن معاوية مسند حديثه. وقد ذهب بصره بآخرة، توفي في صفر. كتب الناس عنه. روى عن: شريح الذكواني. 4 (لبنى كاتبة الخليفة المستنصر بالله الحكم بن الناصر الأموي.) كانت نحوية، حاذقة بالكتابة، شاعرة، بصيرة بالحساب، لم يكن في قصر الإمرة أنبل منها، وكان خطها مليحاً، ومعرفتها بالعروض تامة. توفيت في هذه السنة. (27/307)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 308 (27/308)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 309 1 (وفيات سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.)

4 (أحمد بن علي بن أحمد بن عمران، أبو العباس الأصبهاني الخلقاني. ثقة، دين.) سمع بالبصرة من علي بن إسحاق المارداني، وغيره. روى عنه: الحسن بن محمد بن سليم، ومحمد بن علي بن متويه، والأصبهانيون. توفي في جمادى الآخرة. 4 (أحمد بن فارس بن محمد بن حبيب، أبو الحسن الرازي، وقيل القزويني، المعروف بالرازي) المالكي اللغوي، نزيل همذان وصاحب (27/309)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 310 المجمل في اللغة. روى عن: أبي الحسن علي بن إبراهيم القطان، وسليمان بن يزيد الفامي، وعلي بن محمد بن) مهرويه القزوينيين، وسعيد بن محمد القطان، ومحمد بن هارون الثقفي، وعبد الرحمن الجلاب، وأحمد بن حميد الهمذانيين، وأبي القاسم الطبراني، وأبي بكر بن السني، وجماعة. روى عنه: أبو سهل بن زيرك، وأبو منصور بن عيسى الصوفي، وعلي بن القاسم الخياط المقرئ، وأبو منصور بن المحتسب، وآخرون. ولد بقزوين، ونشأ بهمذان، وكان اكثر مقامه بالري. وكان كاملاً في الأدب، فقيهاً مناظراً، مالكياً. وكان يناظر في الكلام، وينصر مذهب أهل السنة، وطريقته في النحو طريقة الكوفيين، كان بالجبل نظير ابن لنكك بالعراق، وجمع إتقان العلماء، إلى ظرف الكتاب والشعراء. وله مصنفات بديعة ورسائل مفيدة، وأشعار جيدة، وتلامذه فيهم كثرة، وكان شديد التعصب لآل العميد، وكان الصاحب إسماعيل بن عباد يكرهه لذلك، وكان قد صنف كتاب الحجر وسيره إلى الصاحب، فقال: ردوا الحجر من حيث جاء وأمر له بجائزة قليلة. وقال بعضهم: كان إذا ذكرت اللغة فهو صاحب مجملها، لا بل صاحبها المجمل لها. وكان يحث الفقهاء دائماً على معرفة اللغة، ويلقي عليهم ويخجلهم ليتعلموا اللغة، ويقول: من قصر علمه على الفقه وغولط غلط. (27/310)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 311 وقال سعد بن علي الزنجاجي: كان أبو الحسين بن فارس من أئمة اللغة محتجاً به في جميع الجهات غير منازع، رحل إلى أبي الحسن علي بن إبراهيم القطان الأوحد في العلوم، ورحل إلى زنجان إلى أبي بكر أحمد بن الحسن الخطيب راوية ثعلب، ورحل إلى مشايخ، إلى أحمد بن طاهر النجم، وكان يقول: ما رأيت مثله. قال سعد: وحمل ابن فارس إلى الري ليقرأ عليه مجد الدولة بن فخر الدولة، وحصل بهما مالاً، وبرع ذلك الأمير في الأدب. قال: وكان ابن فارس من الأجواد، حتى أنه يهب ثيابه وفرش بيته. وكان من رؤساء أهل السنة المجردين على مذهب أهل الحديث. توفي في صفر، سنة خمس وتسعين. انتهى قول الزنجاني. وكذا ورخه عبد الرحمن بن مندة وغيره. وقيل: مات سنة تسعين وثلاثمائة، وهو قول ضعيف. أخبرنا إسماعيل بن الفراء، أنا البهاء عبد الرحمن سنة سبع عشرة وستمائة، أنا أبو الحسن عبد الحق، أنا هادي بن إسماعيل، أنا علي بن القاسم سنة ست وأربعين وأربعمائة، أنا أحمد) بن فارس اللغوي، ثنا علي بن أبي خالد بقزوين، ثنا الدبري، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن عبد الله بن السائب، عن زاذان، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله ملائكة في الأرض سياحين يبلغوني عن أمتي السلام. ومن شعر ابن فارس: (27/311)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 312 (مرت بنا هيفاء مجدولة .......... تركية تنمى لتركيي.)

(ترنو بطرف فاتر فاتن .......... أضعف من حجة نحوي.) وله: (سقى همذان الغيث لست بقائل .......... سوى ذا وفي الأحشاء نار تضرم.)

(ومالي لا أصفي الدعاء لبلدة .......... أفدت بها نسيان ما كنت أعلم.)

(نسيت الذي أحسنته غير أنني .......... مدين وما في جوف بيتي درهم.)

4 (أحمد بن القاسم بن عبد الرحمن، أبو الفضل التميمي التاهرتي البزاز.) قدم قرطبة صغيراً، فسمع من قاسم بن أصبغ، وأحمد بن الفضل الدينوري، وأبي عبد الملك بن أبي دليم، ومحمد بن معاوية القرشي، ووهب بن مسرة، ومحمد بن عيسى بن رفاعة. وكان صالحاً زاهداً منقبضاً. ولد بتاهرت سنة تسع وثلاثمائة، وأتى قرطبة سنة بضع عشرة فسمعه أبوه من هؤلاء أربع وثلاثين، وطلب بنفسه. روى عنه: أبو عمر بن عبد البر، وتوفي في جمادى الآخرة. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر الزاهد، أبو الحسين بن أبي نصر النيسابوري الخفاف.) قال الحاكم: مجاب الدعوة، وسماعاته صحيحة بخط أبيه، من أبي (27/312)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 313 العباس السراج وأقرانه، وبقي واحد عصره في علو الإسناد، وتوفي في ربيع الأول، وصليت أنا عليه، وله ثلاث وتسعون سنة. قلت: روى عنه الحاكم، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن حسكويه، أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن الصوفي، وأبو الحسن بن عبد الرحيم الإسماعيلي، والسيد علي بن محمد الحسيني، وأبو المظفر محمد بن إسماعيل الشجاعي، وأبو نصر الحسين بن احمد القاضي الحريمي، وأبو الفضل بن عبد الله بن المحب، وسعيد بن العيار، وعائشة بنت محمد بن الحسين البسطامي، وخلق سواهم. وقع لنا جملة من عواليه.) 4 (أحمد بن محمد، أبو الحسين السمناوي. توفي بمصر في صفر.) روى عن: محمد بن عيسى بن قرة الزهري. روى عنه محمد بن أبي عدي السمرقندي في مشيخة الرازي، وأحمد بن القاسم بن ميمون بن حمزة الحسيني. 4 (إبراهيم بن مبشر، أبو إسحاق البكري الأندلسي المغربي المؤدب.) عرض القراءة على محمد الأنطاكي، وكان يقرئ في دكانه، واحتجم فصفي دمه. 4 (جعفر بن عبد الرزاق الدمشقي المهندس.) روى عن جده أحمد بن خمارويه، وأبي بكر الخرائطي. روى عنه: أبو ذر الهروي، وأبو علي الأهوازي. 4 (الحسين بن محمد بن درستويه، أبو علي الدمشقي المعدل الإمام.) حدث عن: مكحول، ومحمد بن خريم، وابن جوصا، وجماعة. وكان ثقة. توفي في ربيع الأول. روى عنه: ابنه محمد، و علي بن محمد الحنائي، وأبو علي (27/313)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 314 الأهوازي وأبو القاسم الحنائي، وإبراهيم بن الخضر الصائغ. قال الكتاني: كان ثقةً ثبتاً. 4 (الحسين بن علي بن النعمان، أبو عبد الله، قاضي قضاة مملكة الحاكم.) ولي سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، وعزل في سنة أربع وتسعين، وفي أول سنة خمس قتله الحاكم وأحرق جثته، وولي بعده ابن عمه عبد العزيز. 4 (الحسين بن محمد إسماعيل بن أبي عابد، أبو القاسم الكوفي.) سمع أحمد بن عثمان الآدمي، واليمان بن محمد الغوثي، وزيد العامري. روى عنه: أبو القاسم التنوخي وقال: كان ثقة، ولي قضاء الكوفة نيابةً، وكان حنفياً، فاضلاً، زاهداً. 4 (داود بن رضوان، أبو علي السمرقندي الفقيه الحنفي.) تفقه بالعراق، وسمع من ابن داسة السنن، ودرس بنيسابور دهراً، وحدث. وتوفي في رجب. 4 (سعيد بن نصر، أبو عثمان مولى الناصر لدين الله عبد الرحمن بن محمد الأموي.) ) روى عن: قاسم بن أصبغ، وأحمد بن مطرف، وأحمد بن دحيم، ومحمد بن معاوية، وطائفة. وعني بالرواية والضبط، وكان ثقة. (27/314)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 315 روى عنه: ابن عبد البر، وأبو عمر بن الحذاء، وآخرون. ونيف على الثمانين في ذي الحجة. أثنى عليه ابن عبد البر، قال: أحسن التقييد والضبط، وكان من أهل الورع والفضل، رحمه الله. 4 (شيبة بن محمد بن أحمد بن شعيب بن هارون، أبو محمد الشعيبي.) سمعه أبوه من عبد الله بن الشرفي، وعلي بن محمد الوراق، وجماعة. توفي في المحرم. 4 (عاصم بن يحيى النيسابوري الزاهد.) سمع أبا حامد بن بلال، وجماعة. قال الحاكم: وحدثني أبو حازم العبدري أنه كتب بخطه ألف مصحف. د 4 (عبيد الله بن أحمد بن الحسين النيسابوري الحنبلي الواعظ.) حدث عن: أبي بكر محمد بن الحسين القطان وأقرانه، وأفتى نيفاً وخمسين سنة. توفي في رجب. 4 (عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أسد، أبو محمد الجهني الطليطلي الأندلسي الفقيه) المالكي المغربي، أحد الأعلام، البزار، ثقة أديب ومحدث مسند. سمع من قاسم بن أصبغ وغيره، ورحل فسمع بمصر عبد الله بن جعفر بن الورد، وابن السكن، وبمكة أحمد بن أبي الموت صاحب علي بن عبد العزيز، وكان لا يعير كتاباً إلا لمن يثق به، ولا يسمع من غير كتابه، ويحب التلاوة في المصحف، وقد امتحن أيام المنصور ابن أبي عامر بالحبس والقيد، والإخراج من الأندلس. (27/315)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 316 روى عنه: أبو عمر بن عبد البر، وهو من كبار شيوخه، وأبو المطرف بن فطيس، وأبو عمر بن الحذاء، ومصعب بن عبد الله بن محمد الفرضي، والخولاني وآخرون. ولد سنة عشر وثلاثمائة، وتوفي في آخر السنة. 4 (عبد الله بن محمد بن جعفر، أبو الحسن البزاز.) سمع ابن عبيد ومحمد بن مخلد. روى عنه: أبو الحسن العتيقي، وأبو القاسم الأزجي. وقال الأزجي: ثقة.) 4 (عبد الرحمن بن طلحة بن محمد بن أسيد، والفضل بن الخصيب، وابن الجارود.) روى عنه: شريح الذكواني. 4 (عبد الرحمن بن عثمان، أبو المطرف القشيري القرطبي الحيان.) روى عن: عاصم بن أصبغ، وأحمد بن ثابت القرطبي التغلبي، وسعيد بن عثمان. وحج سنة خمس وخمسين. وكان صالحاً منقبضاً زاهداً ثقة، وروى الكثير. روى عنه: علي بن أبي طالب، وأبو إسحاق بن شنظير، وأبو عمرو الداني. (27/316)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 317 مولده سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، وتوفي في ذي الحجة بقرية راشد. 4 (عبد الوارث بن سفيان بن جبرون، أبو القاسم القرطبي المعروف بالحبيب.) سمع من قاسم بن أصبغ أكثر رواياته، وكان أوثق الناس فيه، وأكثرهم ملازمةً له، وسمع أيضاً من وهب بن مسرة، ومحمد بن عبد الله بن أبي دليم. روى عنه: أبو محمد عبد الله الأصيلي في غير موضع من كتاب الدلائل وأبو عمران الفاسي الفقيه، وأبو عمر بن الحذاء، وأبو عمر بن عبد البر. وقال ابن الحذاء: كان شيخاً صالحاً عفيفاً، يعيش من ضيعة ورثها من أبيه، وقال: مولده سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وأول سماعه سنة ثلاث وثلاثين، وتوفي لخمس بقين من ذي الحجة. وقال ابن عبد البر: قرأت عليه تاريخ أحمد بن أبي خثيمة، عن قاسم بن أصبغ، عنه، وقرأت عليه موطأ ابن وهب، ثلاثون كتاباً، عن قاسم بن أصبغ، عن ابن وضاح، عن سحنون، عنه، وقرأت عليه موطأ يحيى بن بكير، وأجزاء كثيرة. 4 (علي بن محمد، أبو الحسن الشيرازي المقرئ المعروف بالمقنعي، نزيل بغداد، ووالد أبي) محمد الجوهري. حدث عن إبراهيم بن علي الهجيمي، وقرأ بالصرة على ابن خشنام، (27/317)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 318 وببغداد على عبد الواحد بن أبي هاشم، وتصدر للإقراء. قال ابنه: قال لي أبي: ما طلع الفجر علي إلا وأنا أدرس القرآن. مات في المحرم. 4 (عبد العزيز بن محمد بن الحسن بن علي بن مهران، أبو الحسن التيمي.) عن: أبي علي الصحاف، وأبي عمرو بن حكيم، وأحمد بن شعيب. مات في شعبانبأصبهان. روى عنه: سعيد البقال.) 4 (محمد بن أحمد بن أبي النجود، أبو الفرج البغدادي المقرئ، نزيل الديار المصرية.) أخذ القراءة عرضاً وسماعاً عن أبي طاهر بن أبي هاشم، وسمع منه كتبه، وروى الحروف عن أحمد بن جعفر الختلي، وسمع من دعلج السجزي وجماعة. قرأ عليه جماعة بمصر، وخرج منها قبل موته بيسير إلى الشام، فتوفي سنة خمس، أو ست وتسعين. رحمه الله. 4 (محمد بن أحمد بن العباس، أبو الحسن الإخميمي المصري.) سمع محمد بن زبان بن حبيب، وعلي بن احمد علان، ومحمد بن عبد الله بن سعيد المهراني، وإسماعيل بن داود بن وردان، وأبا جعفر أحمد بن محمد الطحاوي، ومحمد بن إسماعيل المهندس، وجماعة. روى عنه: الحسين محمد بن مكي ثلاثة أجزاء لطاف، وتوفي في ذي القعدة. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن حمدان، أبو أحمد المراري (27/318)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 319 النيسابوري المعدل.) روى عن: مكي بن عبدان، والمحاملي، وأبي العباس بن عقدة، وغيرهم. روى عنه: أبو سعد الكنجروذي توفي في جمادى الآخرة. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن موسى، أبو نصر الملاحمي البخاري.) حدث بنيسابور وبغداد، عن محمود بن إسحاق عن محمد بن إسماعيل البخاري كتاب القراءة وراء الإمام، وكتاب رفع اليدين في الصلاة له، وروى أيضاً عن: عبد الله بن محمد بن يعقوب الفقيه، وعلي بن قريش، وسهل بن السري الحافظ، والهيثم بن كليب الشاشي، وجماعة. روى عنه: الحاكم، وأبو العلاء الواسطي، ومحمد بن أحمد بن حسنون النرسي، وعبد الصمد ابن علي بن المأمون، وجماعة. وقال أبو العلاء: توفي أبو نصر، وكان من أعيان المحدثين وحفاظهم في سنة خمس وتسعين. زاد غيره: في جمادى الآخرة. وولد سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة. (27/319)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 320 4 (محمد بن أبي يعقوب إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة واسم مندة: إبراهيم بن الوليد بن) سنده بن بطة بن أستندار الحافظ الكبير، أبو عبد الله العبدي الأصبهاني. رحل وطوف الدنيا، وجمع، وصنف، وكتب ما لا يحصر، وحدث عن أبيه، وعم أبيه عبد الرحمن بن يحيى، وأبي علي الحسن بن محمد بن النضر، ومحمد بن حمزة بن عمارة،) ومحمد بن الحسين القطان، أبي حامد بن بلال، وأبي سعيد بن الأعرابي، وخثيمة، والأصم، وإسماعيل الصفار، و ابن البختري، والهيثم بن كليب الشاشي، وأبي الطاهر أحمد بن عمر المديني، وأبي الميمون بن راشد الدمشقي، وابن حذلم، وأبي عمرو أحمد بن محمد بن حكيم المديني، ومحمد بن أحمد بن محبوب المروزي، وعثمان بن أحمد بن السماك، وعبد الله بن إبراهيم بن الصباح، وأبي طاهر محمد بن الحسن المجداباذي، ومحمد بن عمر بن حفص الأصبهاني، وخلق كثير، لقيهم بأصبهان وخراسان والعراق والحجاز ومصر والشام وبخارى، (27/320)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 321 وبقي في الرحلة نيفاً وثلاثين سنة، وأقام بما وراء النهر زماناً. روى عنه: أبو الشيخ، وهو من شيوخه، والحاكم أبو عبد الله، وتمام الرازي، وحمزة السهمي، وأبو نعيم، ومحمد بن أحمد غنجار، وأحمد بن الفضل الباطرقاني، وأحمد بن محمود الثقفي، وأبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد العجلي الرازي، وأحمد بن محمد بن المرزبان، وعمر بن محمد بن عمر المعداني، وعبد الواحد بن أحمد بن البقال، والمطهر بن عبد الواحد البزاني، وأحمد بن محمد بن عمر النقاش، والفضل بن عبد الواحد الخيام، وأبو طاهر المنتجع بن أحمد، وأبو بكر محمد بن عمر الطهراني، وأبو المظفر عبد الله بن شبيب المقرئ، وشجاع بن علي المصقلي، وأخوه أحمد، وزياد بن محمد بن زياد الجلاب، وأبو سهل حمد بن أحمد، وعائشة بنت الحسن الوركانية، وبنوه عبيد الله، وعبد الرحمن، وعبد الوهاب، وخلق سواهم. قال الباطرقاني: ثنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق العبدي إمام الأئمة لقاه الله رضوانه. وقال الحاكم: أول خروجه إلى العراق من عندنا، سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، فسمع بها، وبالشام، وأقام بمصر سنين، وصنف التاريخ والشيوخ، ثم التقينا ببخارى، وقد زاد زيادة ظاهرة، وجاءنا إلى نيسابور سنة أربع أو خمس وسبعين، ثم خرج إلى وطنه. وقال عبد الله بن أحمد السوذرجاني: سمعت ابن مندة يقول: كتبت عن ألف شيخ، لم أر فيهم أتقن من أبي أحمد العسال. وقال الحاكم: سمعت أبا علي النيسابوري يقول: أبو عبد الله، من بيت الحديث والحفظ، وأحسن الثناء عليه، وقال: ألا ترون إلى قريحته؟. (27/321)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 322 وقال إسماعيل بن محمد التيمي الحافظ: سمعت عمر السمناني غير مرة يقول: ذكر أبي عبد الله بن منده عند أبي نعيم، فقال: جبلاً من الجبال.) وقال ابن طاهر: سمعت سعيد بن علي الحافظ بمكة يقول: وسئل عن الدارقطني، وابن مندة، والحافظ عبد الغني بن سعيد، فقال: أما الدارقطني فأعلمهم بالعلل، وأما ابن مندة فأكثرهم روايةً، مع المعرفة التامة، وأما الحاكم فأحسنهم تصنيفاً، وأما عبد الغني فأعرفهم بالأنساب. وقال أبو عبد الله بن ذهل الهروي: سمعت ابن منده يقول: لا يخرج الصحيح إلا من ينزل أو يكذب. وقال أحمد بن الفضل الباطرقاني: كتب أبو أحمد العسال إلى عبد الله بن منده وهو بنيسابور، في حديث أشكل عليه، فأجابه بإيضاحه، وبيان علله. وذكر غير واحد، عن أبي إسحاق بن حمزة الحافظ أنه قال: ما رأيت مثل أبي عبد الله بن منده. قلت: أبو إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن حمزة. توفي سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، وقد روى مع تقدمه عن ابن منده، وقد قال فيه ابن منده: ما رأيت أحفظ منه. وقال عبد الرحمن بن منده: كتب أبي عن أربعة من شيوخه، عن كل واحد ألف جزء. كتب عن ابن الأعراب بمكة ألف جزء وعن خيثمة (27/322)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 323 بأطرابلس ألف جزء، وعن أبي العباس الأصم بنيسابور ألف جزء، وعن الهيثم بن كليب ببخارى ألف جزء. وسمعت أبي يقول: كتبت عن ألف وسبعمائة شيخ. وقال جعفر بن محمد المستغفري الحافظ: ما رأيت أحفظ، من ابن منده، سألته ببخارى: كم تكون سماعات الشيخ قال: تكون خمسة آلاف من. وقال أحمد بن جعفر الأصبهاني الحافظ: كتبت عن أكثر من ألف شيخ، ما فيهم أحفظ من أبي عبد الله منده. وكان أبو عبد الله قد تزوج في عشر الثمانين، فولد له عبد الرحمن، وعبيد الله، وعبد الرحيم، وعبد المهاب. وقال شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري: أبو عبد الله بن منده، سيد أهل زمانه. وقال الحافظ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده: كنت مع عمي عبيد الله في طريق نيسابور، فلما بلغنا بير مجنة، قال عمي: كنت مرة ههنا، تعرض لي شيخ جمال، فقال: كنت قافلاً عن خراسان مع أبي، فلما وصلنا إلى هنا، إذا نحن بأربعين وقراً من الأحمال، فظننا أنه) منسوج الثياب، وإذا خيمة صغيرة، فيها شيخ، فإذا هو والدك، فسأله بعضنا عن تلك (27/323)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 324 الأحمال، فقال: هذا متاع، قل من يرغب في هذا الزمان فيه، هذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال الباطرقاني: سمعت أبا عبد الله يقول: طفت الشرق والغرب مرتين، وكنت مع جماعة عند أبي عبد الله في الليلة التي توفي فيها، ففي آخر نفسه، قال واحد منا: لا إله إلا الله، يريد تلقينه، فأشار بيده إليه دفعتين ثلاثة، أي أسكت، يقال لي مثل هذا وتوفي ليلة الجمعة، سلخ ذي القعدة. قلت: وكان أبو نعيم كثير الحط على ابن منده، لمكان المعتقد واختلافهما في المذهب، فقال في تاريخه: ابن منده، حافظ من أولاد المحدثين، توفي في سلخ ذي القعدة، واختلط في آخر عمره، فحدث عن أبي أسيد، وعبد الله ابن أخي أبي زرعة، وابن الجارود، بعد أن سمع منه أن له عنهم إجازة، وتخبط في أماليه، ونسب إلى جماعة أقوالاً في المعتقد لم يعرفوا بها، نسأل الله الستر والصيانة. قلت: أي والله، نسأل الله الستر وترك الهوى والعصبية. وسيأتي في ترجمته شيء من تضعيفه، فليس ذلك موجباً لضعفه، ولا قوله موجباً لضعف ابن منده، ولو سمعنا كلام الأقران، بعضهم في بعض لا تسع الخرق. 4 (محمد بن علي بن الحسين العلوي، تقدم في سنة وأرخه غنجار في هذه السنة.)

4 (محمد بن علي بن الفضل بن محمد بن عقيل، أبو نصر الخزاعي النيسابوري.) (27/324)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 325 سمع أبا بكر محمد بن الحسين بن القطان، والأصم، وتوفي في رجب، بعد أن حدث سنين. روى عنه: أبو يعلى الصابوني. 4 (محمد بن علي بن الحسين بن القصار الخلقاني النيسابوري.) سمع الأصم، وأبا بكر بن إسحاق الضبعي، وحدث في رمضان. 4 (محمد بن علي، أبو علي البلاذري.) تفقه على أبي إسحاق المروزي ببغداد، وسمع من الشبلي، والموجودين. لقيه الحاكم ببخارى، ثم نيسابور، ونزل عند القاضي أبي بكر الحيري. مات في نصف المحرم، وكان من كبار الشافعية.) 4 (محمد بن القاسم، أبو منصور النيسابوري.) عن الأصم، وأبي محمد الفاكهي المكي. وخرجوا له فوائد، وتوفي في ذي القعدة. 4 (يعقوب بن أبي إسحاق القراب الهروي، أخو الحافظ إسحاق وإسماعيل.) روى عن أبي الفضل بن حميرويه، ومات شاباً، رحمه الله. قل من حمل عنه. (27/325)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 326 (27/326)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 327 1 (وفيات سنة ست وتسعين وثلاثمائة.)

4 (أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن شريعة أبو عمر اللخمي الإشبيلي المعروف بابن) الباجي الحافظ. سمع من أبيه جميع ما عنده، من ذلك مصنف أبي بكر بن أبي شيبة، جميعه عن أبيه، عن عبد الله بن يونس القبري، عن بقي، عنه. قال الخولاني: كان عارفاً بالحديث ووجوهه، إماماً مشهوراً، لم تر عيني مثله في المحدثين وقاراً وسمتاً، رحل مع ابنه محمد، ولقي شيوخاً جلة، وولي أبو عمر قضاء إشبيلية مدةً يسيرةً، ثم رحل إلى قرطبة فاستوطنها، وأخذنا عنه كثيراً، وكان مولده سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، وتوفي في حادي عشر المحرم، سنة ست وتسعين، وشهدت جنازته في محفل عظيم من وجوه الناس وكبرائهم. وقال عبد الغني بن سعيد في مشتبه النسبة: أبو عمر هذا كتبت عنه (27/327)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 328 وكتب عني. وحدث أيضاً عن أبي عمر بن عبد البر، وقال: كان يحفظ غريب الحديث لأبي عبيد وابن قتيبة حفظاً حسناً، وشاوره ابن أبي الفوارس القاضي في الأحكام وهو ابن ثماني عشرة سنة، وجمع له أبوه علوم الأرض، ولم يحتج إلى أحد، إلا أنه رحل متأخراً، ولقي في الرحلة أبا بكر بن إسماعيل المهندس، وأبا العلاء بن ماهان. قال: وكان فقيه عصره، وإمام زمانه، لم أر بالأندلس مثله. وقال ابن عبد البر: كتبت عليه مصنفات ابن أبي شيبة سنة خمس وتسعين وثلاثمائة، رحمه الله. وكان إماماً في الأصول والفروع. روى عنه ابنه محمد. 4 (أحمد بن بيري الواسطي.) ترجمته في بضع وأربعمائة، قال لنا ابن الخلال: أنا جعفر، نا السلفي قال: سألت خميساً الجوربي، عن ابن بيري فقال: هو أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل بن سهل بن بيري. سمع البغوي، وابن أبي داود، وابن صاعد الصولي، وابن مبشر الواسطي، وكان ثقة. كف بآخر) عمره. آخر من حدث عنه بواسط أبو الحسن بن مخلد، والداني المفضل. قال خميس: قال لي أبو المعالي ابن سانده: ولدت في السنة التي مات فيها أبو بكر بن بيري سنة ست وتسعين. 4 (أحمد بن موفق أبو القاسم الأموي القرطبي.) روى عن أحمد بن سعيد بن حزم، وأحمد بن مطرف، ووهب بن مسرة. (27/328)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 329 حج فسمع من حمزة الكناني، وأبي بكر الآجري. مات في عشر الثمانين. 4 (أحمد بن محمد بن زكريا الأستاذ، أبو العباس الفسوي الزاهد، شيخ الحرم.) سمع ابن عدي الجرجاني، وأحمد بن عطاء الروذباري، وجمح بن القاسم الدمشقي، وأبا بكر الربعي، وطائفة بالشام والعراق والعجم. روى عنه: أبو نصر بن الحبان، وأبو علي الأهوازي، وأبو يعلى إسحاق الصابوني، وطائفة. قال الخطيب، كان ثقة، ثنا عنه أبو محمد الخلال وغيره. 4 (أحمد بن محمد بن عمران، أبو الحسن بن الجندي النهشلي البغدادي.) ولد في آخر سنة ست وثلاثمائة، وسمع من أبي القاسم الأزهري، وأبي محمد الخلال، وأبي الحسين بن النقور، وآخرون. قال الأزهري: حضرته وهو يقرأ عليه كتاب ديوان الأنواع الذي جمعه، فقال لي ابن الأبنوسي: ليس هذا سماعه، وإنما رأى نسخة على ترجمتها اسم وافق اسمه فادعى ذلك. وقال العتيقي: توفي في جمادى الآخرة، وكان يرمى بالتشيع، وكانت له أصول حسان. (27/329)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 330 4 (إبراهيم بن محمد بن الشرفي الحضرمي، خطيب قرطبة، أبو إسحاق.) روى عن أحمد بن مطرف، وأبي عيسى الليثي، وجماعة، وكان مجلسه محتفلاً بوجوه الناس وطلبة العلم، وكان ذكياً حافظاً، ولكن أصابه فالج وخرس، وكان إليه شرطة قرطبة، وكان ابن عامر الحاجب يقول: إنه يصلح لكل أمر. 4 (إسحاق بن عبد الله بن إسحاق النصري، أبو يعقوب الحنفي، شيخ الحنيفة وعالمهم) بجرجان.) يروي عن دعلج، وابن علي بن الصواف. وتوفي في المحرم. 4 (إسماعيل بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس، العلامة، أبو سعيد) الإسماعيلي الجرجاني الفقيه، شيخ الشافعية بجرجان. كان مقدماً في الفقه والعربية، كثير التصانيف، رئيساً مفضلاً على أهل العلم. روى عن: أبيه، وابن عدي، وأبي العباس الأصم، وابن دحيم الشيباني، وأحمد بن كامل بن شجرة، وعن محمد بن حفص المكي، وجماعة. روى عنه بنوه: الفضل، والسري، وسعد، ومسعدة، وأبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الخلال، وحمزة بن يوسف السهمي، وخلق سواهم. (27/330)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 331 وثقه الخطيب وغيره. قال القاضي أبو الطيب: ورد الإمام أبو سعد بغداد، فأقام بها، ثم حج. عقد له الفقهاء مجلسين، فولي أحدهما أبو حامد الإسفرايني، والآخر أبو محمد البافي. وتوفي في نصف ربيع الآخر ليلة الجمعة، وله ثلاث وستون سنة، ومما أكرمه الله به أنه مات، وهو في صلاة المغرب يقرأ: إياك نعبد وإياك نستعين ففاضت نفسه. قال حمزة السهمي: كان إمام زمانه، مقدماً في الفقه والعربية والكتابة والشروط والكلام، صنف في أصول الفقه كتاباً كبيراً، وتخرج على يده جماعة، مع الورع الثخين، والمجاهدة والنصح للإسلام، والسخاء، وحسن الخلق، بالغ السهمي في تقريظه. 4 (إسحاق بن محمد بن حمدويه المروزي، وعبد الله بن محمد الحارثي، وجماعة.) وعنه: أبو القاسم الأزهري، والحسين أخو الخلال، وغيرهما. 4 (حاتم بن عبد الله بن أحمد بن حاتم بن فرانك، أبو بكر القرطبي البزار.) ولد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، وحدث عن احمد بن خالد بن الحباب، وعبد الله بن يونس القبري، والحسن بن سعد، وعمر دهراً. (27/331)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 332 روى عنه القاضي أبو عمر بن الحذاء وقال: أظنه مات سنة ست وتسعين. 4 (شعيب بن محمد بن شعيب، أبوه صالح العجلي البيهقي، وكان أبوه فقيه عصره للشافعية) بنيسابور. وسمع شعيب من: أبي نعيم عبد الملك بن عدي، ومحمد بن حمدون، وأبي حامد بن الشرفي، ومكي بن عبد الله، وبالعراق من أبي بكر بن الأنباري، وأبي عبد الله المحاملي، وروى الكثير) بنيسابور. روى عنه الحاكم، وقال: توفي في صفر، وولد سنة تسع وثلاثمائة، وأبو عثمان سعيد البحيري. 4 (طالب بن عثمان، أبو أحمد الأزدي النحوي البغدادي المؤدب.) سمع محمد بن حمدويه المروزي، وأبا بكر بن الأنباري، والمحاملي. روى عنه: علي بن محمد المالكي، ومحمد بن محمد الحسين العطار، وجماعة، وآخرهم أبو الحسين بن المهتدي الخطيب. 4 (عبد الرحمن بن محمد، أبو زيد القرطبي العطار.) وروى عن أحمد بن سعيد بن حزم الصدفي، وأحمد بن المطرف بن أبي عيسى، وجماعة، وحج، وسمع من حمزة الكناني، وبكر بن الحداد، وأبي حفص عمر الجمحي، والحسن بن الخضر الأسيوطي، وسمع الناس منه كثيراً. قال ابن بشكوال: كان ثقةً كثير السماع. روى عنه: أبو إسحاق بن شنظير، وأبو عمر بن عبد البر، وعاش سبعين سنة، رحمه الله. (27/332)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 333 4 (عبد الرحمن بن أحمد بن أصبغ، أبو المطرف الأموي.) روى في هذه السنة بالأندلس، عن أبي الحسن الدارقطني. حدث عنه: عبد الرحمن بن يوسف الرفاء. 4 (عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد بن موسى الكلابي المحدث، أبو الحسين الدمشقي المعروف) بأخي تبوك. روى عن: محمد بن خريم، وطاهر بن محمد، وسعيد بن عبد العزيز، وأبي الجهم بن طلاب، وأبي الحسن بن جوصا، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان، وأبي عبيدة أحمد بن عبد الله بن ذكوان، ومحمد بن بكار السكسكي، وخلق سواهم. روى عنه: تمام، وعبد الوهاب الميداني، ورشأ بن نظيف، وأبو علي الأهوازي، وأبو قاسم بن الفرات، وأبو القاسم السميساطي، وأبو القاسم الجنابي، وأبو الحسين محمد بن أحمد بن حسنون النرسي، وخلق كثير. ولد في ذي القعدة، سنة ثلاث وثلاثمائة، وتوفي في ربيع الأول، عن تسعين سنة. قال عبد العزيز الكتاني: وكان ثقة نبيلاً. قلت: كان مسند وقته بدمشق.) (27/333)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 334 4 (علي بن جعفر، أبو الحسين السيرواني الصوفي الزاهد، المجاور بمكة. في سلخ المحرم) كان موته. قال الحبال: إنه بلغ من السن مائة وإحدى عشرة سنة، حدثونا عنه، وحدث عن إبراهيم الخواص. وقال السلمي في تاريخه: هو من ثقات الشيوخ بناحيته، معدوم القرين، صحب الشبلي. أخبرنا ابن الخلال، أنا جعفر، أنا العثماني، حدثني أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي المقرئ، ثنا عبد الرحمن بن عبد الباقي الباقي بن فارس، نا أبو حفص بن عراك إمام الجامع العتيق بمصر، قال: كان الشيخ أبو الحسن السيرواني المجاور يزور إخوانه في البلاد، فزارني سنةً، فبينا هو جالس معي، إذ سمعنا ضوضاء في الجامع، فقيل لنا: رجل سرق منه شيء، فاستحضره الشيخ، فسأله عن أمره، فقال له: إني فقير، ولي عائلة، ففتح علي برداء ودينارين، فصررتهما في الرداء، فسرق ذلك مني، فقال له انتظر، ثم حرك الشيخ شفتيه، ورفع طرفه إلى السماء، فما استتم دعائه حتى سمعنا قائلاً يقول: من ضاع منه شيء فليصفه ويأخذه، فوصف له الرجل صفة متاعه، فسلمه إليه، فقال الشيخ: خذه وامض. قال ابن عراك: فسألته عما دعا به، فقال: دعوت باسم الله الأعظم، فسألته أن يعلمني إياه، فامتنع، ثم قال لي: قل اللهم إنا نسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت، بديع السموات والأرض، ذو الجلال والإكرام، الحي القيوم، أحرزت نفسي بالحي الذي لا يموت، وألجأت ظهري للحي (27/334)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 335 القيوم، لا إله إلا الله نعم الغافر، الله لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، أفوض أمري إلى الله، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. 4 (علي بن محمد بن إسحاق بن محمد بن يزيد، أبو الحسن الحلبي القاضي الفقيه الشافعي،) نزيل مصر. سمع جده إسحاق، وعلي بن عبد الحميد الغضائري، وعبد الرحمن بن عبيد الله ابن أخي الإمام، ومحمد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي، ومحمد بن نوح الجنديسابوري، ومحمد بن الربيع الجيزي، وأبي بكر بن زياد النيسابوري، وجماعة سواهم. روى عنه: عبد الملك بن عثمان الزاهد، ورشأ بن نظيف، والحسين بن عتيق التنيسي، وعبد الملك بن عمر البغدادي الرزاز، وأبو الحسين محمد بن مكي، وآخرون.) قال أبو عمرو الداني: روى عن ابن مجاهد كتاب السبعة، وهو، وشيخنا أبو مسلم، آخر من بقي من أصحاب ابن مجاهد. وعمر أبو الحسن عمراً طويلاً، حتى نيف على عشر ومائة فيما بلغني. قلت: ورخ موته القاضي، وقال: يقال إنه ولد سنة خمس وتسعين ومائتين قلت: فعلى هذا يكون قد عاش مائة سنة ونيف سنة. أنبأني أحمد بن عبد القادر، أنا عبد الصمد بن محمد الحاكم، أنا طاهر بن سهل الإسفراييني سنة خمس وعشرين وخمسمائة، أنا محمد بن مكي الأزدي، أنا علي بن محمد بن إسحاق، ثنا عبد الرحمن بن عبيد بن أخي الإمام بحلب، ثنا محمد بن قدامة، ثنا جرير، عن رقبة بن جعفر ابن إياس، عن حبيب، يعني ابن سالم، عن النعمان بن بشير، قال: أعلم الناس بصفات هذه الصلاة، صلاة عشاء الآخرة، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، لسقوط القمر لثالثه. تفرد به جرير، عن رقبة بن مصقلة. (27/335)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 336 4 (علي بن محمد بن يوسف بن يعقوب الأستاذ، أبو الحسن بن العلاف البغدادي المقرئ، والد) أبي طاهر بن العلاف، وجد أبي الحسن الحاجب. كاد أن يقرأ على ابن مجاهد، وابن شنبوذ، فإنه ولد سنة عشر وثلاثمائة، وعني بالقراءات في كبره، وقرأ على النقاش، وبكار بن أحمد ورشد بن علي بن أبي بلال، والحسن بن داود النقار، وعبد الواحد بن أبي هاشم، وسمع من أبي علي بن محمد الواعظ وجماعة، وتصدر للإقراء مدة، واشتهر وبعد صيته. قرأ عليه: الحسن بن محمد القنطري، وأبو علي الشرمقاني، والحسن بن علي العطار، وأبو الفتح بن شيطا، وآخرون. وثقه الخطيب. 4 (قاسم بن محمد بن قاسم بن عباس، أبو محمد بن عسلون القرطبي الفراء.) يقال: مات في السنة الماضية. 4 (محمد بن أحمد بن محمد جعفر بن محمد بن بحير بن نوح، أبو عمرو البحيري النيسابوري) المزكي. سمع أباه الحسين، ويحيى بن منصور القاضي، وعبد الله بن محمد الكعبي، ومحمداً، وعلياً، وابني المؤمل بن الحسن، ورحل إلى العراق بعد الستين وثلاثمائة، فكتب عن الموجودين.) روى عنه: الحاكم، وهو أكبر منه، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي ومحمد بن شعيب الروياني. قال الحاكم: كان من حفاظ الحديث المبرزين في المذاكرة. توفي في (27/336)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 337 شعبان، وله ثلاث وستون سنة. قلت: روى عنه ابنه سعيد أيضاً، وله أربعون حديثاً، سمعناها بعلو. 4 (محمد بن أحمد بن عبدوس بن أحمد، أبو بكر الأديب النحوي النيسابوري الفقيه.) سمع: أبا عمرو الحيري، ومكي بن عبدان، وابن الشرفي، وعمه إبراهيم بن عبدوس. قال الحاكم: عقدت له مجلس الإملاء سنة ثمان وثمانين، وتوفي في شعبان سنة ست وتسعين. قلت: روى عنه الحاكم، وأبو القاسم القشيري، وأبو يعلى الصابوني. ومن طبقته: 4 (أحمد بن محمد بن عبدوس، أبو بكر الحافظ النسوي نزيل مرو.) سمع بدمشق أبا القاسم علي بن أبي العقب، وبكير بن الحسن الرازي بمصر، وجماعة. روى عنه: أبو محمد عبد الله بن يوسف الجويني الفقيه، والحسن بن القاسم المروزي، ومحمد ابن الحسن المروزي. ومن طبقتهما: 4 (أحمد بن محمد بن عبدوس الحاتمي، أبو الحسن النيسابوري الفقيه الشافعي.) سمع الأصم، وجماعة. ومات في الكهولة في حياة أبيه، سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، وكان من الفضلاء. أما 4 (أحمد بن محمد بن عبدوس العنزي الطرائفي صاحب عثمان بن سعيد الدرامي، فقد ذكر) في. 4 (محمد بن إسحاق النيسابوري المطوعي الكيال. أصله من جرجان.) سمع من الأصم، وأبي عبد الله الصفار. وكان من الصالحين. (27/337)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 338 4 (محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون، أبو بكر الهاشمي العباسي البغدادي.) سمع أبا بكر بن زياد النيسابوري، وأبا بكر بن الأنباري، والمحاملي، وجماعة، وهو جد أبي) الغنائم عبد الصمد بن علي. روى عنه: أبو بكر البرقاني، وهبة الله اللالكائي، وعبد الباقي بن محمد بن غالب العطار، وجماعة. وعاش ستاً وثمانين سنة. وثقه الخطيب. 4 (محمد بن علي بن النضر، أبو بكر الديباجي البغدادي.) سمع علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، وأحمد بن محمد بن سعدان الواسطي، ومحمد بن حمدويه المروزي. وعنه: هبة الله اللالكائي، وأبو بكر البرقاني. ووثقه أبو الحسن العتيقي. 4 (محمد بن عمر بن علي بن خلف بن زنبور، أبو بكر الوراق، من شيوخ بغداد.) حدث عن: أبي بكر بن أبي داود، والقاسم البغوي، وعمر الدوري، وابن صاعد، وغيرهم. روى عنه: أبو القاسم الأزهري، وأبو محمد الخلال، وجماعة آخرهم أبو نصر محمد بن محمد الزينبي. (27/338)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 339 قال الأزهري: ضعف في روايته عن البغوي. وسماعه من الدوري صحيح. وقال العتيقي: فيه تساهل. وتوفي في صفر. وقال الخطيب: كان ضعيفاً جداً. قلت: وهو راوي البعث لابن أبي داود، والثاني من مسند ابن مسعود. 4 (محمد بن عيسى بن محمد بن معلى بن أبي ثور، أبو عبد الله الحضرمي الوراق، من أهل) قرطبة. روى عن: أحمد بن مسعود بن سعيد بن حزم، وأبي جعفر بن عون الله، وجماعة. وكانت له عناية كبيرة بالرواية، وكان صالحاً ثقة. ولد سنة سبع عشرة وثلاثمائة. روى عنه: أبو المطرف بن فطيس القاضي، وغيره. وتوفي في ربيع الآخر. ذكره ابن بشكوال، وقد ذكره ابن الفرضي فقال: سمع من أحمد بن مطرف، ومحمد بن معاوية القرشي، وكان شيخاً صالحاً حسن المعرفة، ثقة. رحمه الله. 4 (محمد بن نصر بن أحمد بن مالك، أبو الحسن القطيعي.) روى عن المحاملي، ويوسف بن البهلول الأزرق. روى عنه: أبو محمد الخلال، وغيره وبقي إلى هذه السنة. (27/339)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 340 4 (نجيح بن سليمان الخولاني الأندلسي. توفي بالأندلس.)

4 (ياسين بن محمد بن محمد بن ياسين بن النضر، أبو يوسف الباهلي النيسابوري.) ) سمع مكي بن عبدان، وجماعة. روى عنه الحاكم في تاريخه. (27/340)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 341 1 (وفيات سنة سبع وتسعين وثلاثمائة.)

4 (أصبغ بن الفرج بن فارس، أبو القاسم الطائي القرطبي المالكي، من كبار المفتين بقرطبة.) كان من أهل اليقظة والنباهة، بصيراً بالفقه. سمع من أبي جعفر بن عون الله، وأبي محمد بن عبد المؤمن، وأبي محمد الباجي. ولي قضاء بطليوس، فأحسن السيرة، ومنهم من يقول: توفي سنة أربعمائة. وكان أخوه حامد من الصلحاء القانتين، يتبرك بلقائه. عاش بعد أخيه أصبغ خمسة أعوام. 4 (الحسن بن محمد بن إبراهيم، أبو علي الصوفي. قال عبد الغافر:) شيخ قديم، ثقة، كثير الحديث. سمع أبا بكر القطان، وأبا حامد بن بلال، والأصم، وحدث. 4 (خلف بن سليمان، أبو القاسم بن الحجام القرطبي. كان مجوداً لحرف نافع.) قرأ على أبي الحسن الأنطاكي، وكان عارفاً برسم المصحف ونقطه، بارعاً فيه، ولذلك قيل له: خلف الناقط. (27/341)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 342 4 (سعيد بن يوسف، أبو عثمان الأموي الأندلسي القلعي، من قلعة أيوب.) روى في الرحلة عن أبي بكر محمد بن عمار الدمياطي، وإبراهيم بن أبي غالب المصري، وجماعة. روى عنه الصاحبان، وأبو عبد الله بن عبد السلام. 4 (سعيد بن محمد بن سيد أبيه، أبو عثمان الأموي الأندلسي.) حج وأكثر عن أبي الآجري، وحمزة بن محمد الكتاني، ولقي بالقيراون علي بن مسرور، وتميم، وكان صالحاً زاهداً متبتلاً مجاهداً، أجاز الخولاني في هذه السنة. وكان مولده في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. 4 (عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن الفرج بن متويه القزويني، الفقيه النسابة الحافظ.) كان متفنناً في العلوم. سمع: علي بن مهرويه، وفي الرحلة من إسماعيل الصفار، وعبد الله بن شوذب الواسطي، وجماعة. وولي قضاء خراسان، وعاش بضعاً وسبعين سنة.) روى عنه: أبو يعلى الخليل بن عبد الله. 4 (عبد الله بن محمد بن سعيد بن داود، أبو محمد المديني. شيخ صالح، يروي عن ابن داسة.) وعنه عبد الرحمن بن منده، وسعيد السعداني. مات في رجب سنة سبع وتسعين. 4 (عبد الله بن مسلم بن يحيى، أبو يعلى الدباس. بغدادي ثقة.) روى عن القاضي المحاملي. (27/342)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 343 روى عنه: هبة الله اللالكائي، وعبيد الله الأزهري، وابن العريف، وأحمد بن سليمان المقرئ. 4 (عبد الحميد بن محمد بن القاسم الشاشي الخانكاهي المذكر.) سمع من الأصم وطبقته في ذي القعدة. 4 (عبد الرحمن بن المزكي، أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى، أبو الحسن النيسابوري.) حدث بنيسابور وبغداد، عن محمد بن حفص بن عمرو بن الشرفي وأبي العباس الأصم، وأبي بكر القطان، وأبي حامد بن بلال، وجماعة، وخرجوا عنه الفوائد. قال الحاكم: توفي في شعبان، وكان من عقلاء الرجال العباد. وقال الخطيب: كان ثقة، ثنا عنه محمد بن طلحة. قلت: وروى عنه عمر بن أحمد النيسابوري الحوري، وأبو أحمد بن منصور المقرئ. 4 (عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن حمة، أبو الحسن البغدادي الخلال.) سمع المحاملي، وابن عقدة، وعبد الغافر بن سلامة، وجماعة. روى عنه: البرقاني، وعبد العزيز الأزجي، وعبيد الله الأزهري، وأحمد بن سليمان المقرئ وأبو الحسين محمد بن المعتدي بالله، وطائفة. وثقه الخطيب، وعنده جملة كثيرة من مسند يعقوب بن شيبة، سمعه من حفيده، وقد مر أبوه في سنة. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن إسحاق، أبو القاسم بن الحاكم أبي أحمد الأنماطي) المزكي. نيسابوري، ثقة جليل. روى عن أبي العباس الأصم، وأقرانه. (27/343)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 344 توفي يوم الشك. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عبيد الله، أبو المطرف الرعيني القرطبي المعروف بابن) المشاط.) أخذ القراءات عن أبي الحسن الأنطاكي، وسمع من خلف بن قاسم وغيره، وكان فاضلاً رئيساً عالماً متصلاً بالدولة، نفق على المنصور محمد بن أبي عامر، وولي قضاء بلنسية وغيرها. توفي فجأة في جمادى الآخرة، وصلى عليه والده الثكلان به، وعاش بعده عامين. 4 (عبد الصمد بن عمر، أبو القاسم الدينوري، ثم البغدادي الواعظ.) روى عن أبي بكر النجاد. قال الخطيب: ثنا عبد العزيز الأزجي، والقاضي أبو عبد الله الصيمري، قال: وكان ثقة زاهداً أماراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر، صاحب مجاهدات وأوراد ومقامات، وإليه تنسب الطائفة المعروفة بأصحاب عبد الصمد. قلت: وكان ببغداد في زماننا الشيخ عبد الصمد بن أبي الجيش المقرئ الصالح، له أصحاب منهم الشيخ إبراهيم بن أحمد الرقي الزاهد، رحمة الله عليه، والشيخ أبو بكر المقصاتي المقرئ، وجماعة ينسبون إليه أيضاً. 4 (عبد الكريم بن أحمد بن أبي جدار، أبو الحسن المصري، شيخ مسند.) روى عن أحمد بن عبد الوارث العسال، وغيره. (27/344)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 345 روى عنه أبو إبراهيم أحمد بن القاسم بن ميمون الحسيني، وجماعة. توفي في سلخ رجب. 4 (عبد الملك بن سعيد بن إبراهيم بن معقل بن الحجاج، أبو مروان النسفي.) شيخ ثقة، ولد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، وسمع من الطرخاني، ونصر بن مكي، وخلف بن الفتح، والهيثم بن كليب. روى عنه المستغفري في تاريخه. 4 (عاصم بن محمد بن يعقوب بن إسحاق، أبو نصر بن أبي حاتم الهروي، وليس هو) بالمعصمي. توفي في شعبان. 4 (علي بن أحمد بن علي النيسابوري الشاهد الحذاء.) سمع الأصم، وقتيبة، وطبقته، وحدث. 4 (علي بن أحمد بن طالب المعدل.) روى عن أبي سعيد العدوي. حدث عنه القاضي، أبو عبد الله الصيمري، وكان معتزلياً، صنف في الرد على الرافضة. توفي في سنة سبع وسبعين ظناً في هذه السنة، أو في التي قبلها.) 4 (علي بن عمر الفقيه، أبو الحسن بن القصار البغدادي المالكي.) روى عن علي بن الفضل الستوري، وغيره. روى عنه: أبو ذر الهروي، وأبو الحسين محمد بن المهتدي بالله وغيرهما. (27/345)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 346 ووثقه الخطيب كان من كبار المالكية ببغداد. تفقه على القاضي أبي بكر الأبهري. قال أبو إسحاق الشيرازي: له كتاب في مسائل الخلاف كبير، لا أعرف لهم كتاباً في الخلاف أحسن منه. وقال القاضي عياض: كان أصولياً نظاراً، ولي قضاء بغداد. وقال أبو ذر: هو أفقه من لقيت من المالكيين، وكان ثقةً، قليل الحديث. توفي في سنة ثمان وتسعين. قلت: الصحيح وفاته في هذه السنة، في ثامن من ذي القعدة. ضبطه ابن أبي الفوارس في الوفيات له. 4 (علي بن معاوية بن مصلح، أبو الحسن الأندلسي.) حج وسمع أبا حفص عمر بن أحمد الجمحي، وإبراهيم بن محمد الديبلي، والآجري، وحمزة بن محمد الكناني الحافظ، وأبا محمد بن الورد البغدادي، والحسن بن الخضر، وسمع بقرطبة من خالد بن سعد، وأحمد بن مطرف، وبمدينة الفرج من وهب بن مسرة، ومحمد بن القاسم بن سعد. قال ابن بشكوال: كان شيخاً فاضلاً، ثقة فيما رواه. سمع الناس منه كثيراً. حدث عنه الصاحبان، وتوفي في رجب، وكان مولده سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة. 4 (عمر بن إبراهيم بن محمد بن علي، أبو سعد الهروي، خال القراب.) روى عن أبيه، وأبي أحمد بن محمد بن قريش بن سليمان. روى عنه: إسحاق القراب، وحمزة ابن فضالة. توفي في جمادى الآخرة. (27/346)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 347 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن عبيد، أبو عبد الله الوشاء الفقيه المالكي الزاهد، كبير المالكية) بمصر. أخذ عن أبي إسحاق محمد بن القاسم بن شعبان المصري وغيره، ورحل الناس إليه، وكان قوي النفس، شديد المباينة لبني عبيد أصحاب مصر. أخذ عنه أبو عمران الفاسي، وأبو محمد الشنتجاني، وأبو محمد بن غالب السبتي.) قال الحبال: توفي في تاسع جمادى الآخرة. 4 (محمد بن سعيد البوسنجي، قاضي بوسنج وخطيبها، قتل غيلةً في رمضان.)

4 (محمد بن محمد بن سليمان بن جعفر، أبو الحسن العبدي البغدادي العطار.) سمع أبا بكر بن زياد النيسابوري، والقاسم، والحسين، ابني المحاملي، وأحمد بن محمد الآدمي. قال العتيقي: هو ثقة مأمون. مات في صفر. روى عنه ابن المهتدي بالله. 4 (موسى بن أحمد بن سعيد، أبو محمد اليحصبي القرطبي، ويعرف بالولد، الفقيه المالكي.) سمع قاسم بن محمد، وأحمد بن مطرف، ودرس الفقه، وتقلد الشورى. (27/347)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 348 قال ابن الفرضي: نسب إليه تخليط كثير عرف به. 4 (النعمان بن محمد بن محمود بن النعمان، أبو نصر الجرجاني التاجر، نزيل نيسابور.) سمع أبا طاهر محمد بن الحسن المحمداباذي، والأصم، وأبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم النحوي الجرجاني، وتفقه على أبي بكر الإسماعيلي، وسمع بآمل من أصحاب أبي حاتم الرازي، وأكثر عن ابن عدي. روى عنه أبو عبد الله الحاكم. 4 (أبو سهل بن أبي بشر، هو محمد بن هارون النيسابوري.) سمع أبا بكر القطان والأصم. توفي في رجب. 4 (أبو سهل محمد بن يحيى النيسابوري الواعظ.) سمع من الأصم، وأبي سهل القطان. مات في صفر. 4 (أبو العباس بن واصل.) كان يخدم في الكرخ، وكانوا يقولون: إنك تملك ويهزؤون به، ويقول بعضهم: إن صرت، ملكاً فاستخدمني، ويقول الآخر: اخلع علي، فآل أمره إلى أن ملك سيراف، ثم البصرة، ثم قصد الأهواز، وحارب السلطان بهاء الدولة وهزمه، ثم تملك البطيحة، وأخرج عنها مهذب الدولة علي بن نصر إلى بغداد، فنزح مهذب الدولة بخزائن، فأخذت في الطريق، واضطر إلى أن ركب بقرة، واستولى ابن واصل على داره وأمواله، ثم إن فخر الملك أبا غالب قصد ابن واصل، فعجز عن حربه، واستجار بحسان الخفاجي، ثم قصد بدر بن حسنويه، فقتل بواسط في صفر، والله أعلم. (27/348)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 349 1 (وفيات سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.) ) 4 (أحمد بن إبراهيم بن محمد بن سهل، أبو بكر بن إسحاق الهروي القراب الشهيد.) سمع أبا علي بن درزين الباشاني، وغيره. وعنه: شيخ الإسلام إسماعيل الصابوني، وأبو العلاء صاعد بن منصور، ومحمد بن محمد الأزدي، وأبو عاصم محمد بن أحمد العبادي الفقيه، وجماعة. 4 (أحمد بن إبراهيم، أبو العباس البروجردي، الوزير لفخر الدولة أبي الحسن بن بويه. كان) يلقب بالأوحد الكافي، وكان أديباً شاعراً. توفي في صفر، وأخرج تابوته، وشيعه الكبار والأشراف، وحمل إلى مشهد كربلاء، ودفن به، وكان يتشيع، وسافر مع تابوته جماعة. 4 (أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد، أبو الفضل الهمذاني الملقب ببديع الزمان، صاحب) الرسائل الرائعة، وصاحب المقامات التي على منوالها (27/349)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 350 صنف الحريري، واعترف له بالفضل. ومن كلامه: الماء إذا طال مكثه ظهر خبثه، وإذا سكن متنه تحرك نتنه. الموت خطب قد عظم حتى هان، ومس قد خشن حتى لان. والدنيا قد تنكرت حتى صار الموت أخف خطوبها، وخبثت حتى صار أصغر ذنوبها، فانظر هل ترى إلا محنة، ثم انظر يسرةً، هل ترى إلا حسرةً. ومن رسائله البديعة، وكان قد جرى ذكره في مجلس شيخه أبي الحسن بن فارس فقال ما معناه: إن بديع الزمان قد نسي حق تعليمنا إياه وعقنا، وطمح بأنفه عنا، فالحمد لله على فساد الزمان، وتغير نوع الإنسان. فبلغ ذلك بديع الزمان، فكتب إليه: نعم، أطال الله بقاء الشيخ الإمام، إنه الحمأ المسنون، وإن ظننت به الظنون، والناس لآدم، وإن كان العهد قد تقادم، وتركبت الأضداد، واختلاف البلاد، والشيخ يقول: فسد الزمان، وأفلا يقول: متى كان صالحاً في الدولة العباسية، فقد رأينا آخرها، وسمعنا أولها أم المدة المروانية، وفي أخبارها. (لا تكسع الشول بأغبارها .......... أم السنين الحربية.)

(والسيف يعقد في الطلى .......... والرمح يركز في الكلى.)

(ومبيت حجر بالملا .......... وحرتان وكربلا.) أم البيعة الهاشمية، والعشرة برأس من بني فراس، أم الأيام الأموية، والنفير إلى الحجاز، والعيون تنظر إلى الأعجاز، أم الإمارة العدوية، وصاحبها يقول: هلم بعد البزول إلى النزول،) أم الخلافة التيمية، وهو يقول: طوبى لمن مات في نأنأة الإسلام، أم على عهد الرسالة ويوم الفتح، قيل: (27/350)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 351 اسكني يا فلانة، فقد ذهبت الأمانة. أم في الجاهلية، ولبيد في خلف كجلد الأجرب، أم قبل ذلك، وأخو عاد يقول: (إذ الناس ناس .......... والبلاد بلاد.) أم قبل ذلك، وآدم فيما يقول: تغيرت البلاد ومن عليها. أم قبل ذلك والملائكة تقول: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ما فسد الناس، إنما اطرد القياس، لا أظلمت الأيام، إنما امتد الظلام، وهل يفسد الشيء إلا عن صلاح، ويمسي المرء إلا عن صباح وإني على توبيخ شيخنا لي، لفقير إلى لقائه، شفيق على بقائه، منتسب إلى ولائه، شاكر لآلائه، لا أجل حريداً عن أمره، ولا أقل بعيداً عن قلبه، وما أنسيته ولا انساه. (إن له علي كل نعمة خولينها الله ثارا .......... وعلى كل كلمة علمنيها الله منارا.) ولو عرفت لكتابي موقعاً من قلبه، لاغتنمت خدمته به، ولرددت إليه سؤر كاسه وفضل أنفاسه، ولكني خشيت أن يقول: هذه بضاعتنا ردت إلينا. وله، أيده الله العتبى والمودة في القربى، والمرباع، وما ناله الباع، وما ضمه الجلد، وضمنه المشط. ليست رضىً، ولكنها جل ما أملك اثنتان، أيد الله الشيخ الإمام، الخراسانية والإنسانية، وإن لم أكن خراساني الطينة، فإني (27/351)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 352 خراساني المدينة، والمؤمن حيث يوجد، لا من حيث يولد، فإذا أصاب إلى خراسان، ولادة همذان، ارتفع القلم، وسقط التكليف، فالجرح جبار، والجاني حمار، ولا جنة ولا نار، فليحملني على هناتي، أليس صاحبنا يقول: (لا تلمني على ركاكة عقلي .......... إن تيقنت أنني همذاني.) والسلام. وله في كتاب: والبحر وإن لم أره. فقد سمعت خبره. والليث وإن لم ألقه. فقد بصرت خلقه. والملك العادل وغن لم اكن لقيته. فقد بلغني صيته. ومن رأى من السيف أثره، فقد رأى أكثره. والحضرة وإن احتاج إليها المأمون، وقصدها. ولم يستغن عنها قارون، فإن الأحب إلي أن أقصدها، قصد موال. والرجوع عنها بجمال، أحب إلي من الرجوع عنها بمال، قدمت التعريف، وأنا أنتظر الجواب الشريف. فإن نشط الأمير، لضيف ظله خفيف، وضالته رغيف،) فعل، والسلام. وله: (إنا لقرب دار مولانا .......... كما طرب النشوان مالت به الخمر.)

(ومن الارتياح للقائه .......... كما انتفض العصفور بلله القطر.)

(ومن الامتزاج بولائه .......... كما التقت الصهباء والبارد العذب.)

(ومن الابتهاج بمزاره .......... كما اهتز تحت البارح الغصن الرطب.) ومن شعره: (وكاد يحكيك صوب الغيث منسكباً .......... لو كان طلق المحيا يمطر الذهبا.)

(والدهر لو لم يخن والشمس لو نطقت .......... والليث لو لم يصد والبحر لو عذبا.) (27/352)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 353 وأول هذه القصيدة: (على أن لا أريح العيس والقتبا .......... وألبس البيد والظلماء واليلبا.)

(واترك الفؤاد معسولاً مقبلها .......... واهجر الكاس تغزو شربها طربا.)

(وطفلة كقضيب البان منعطفا .......... إذا مشت وهلال العيد منتقبا.)

(تظل تنثر من أجفانها حببا .......... دوني وتنظم من أسنانها حببا.)

(فأين الذين أعدوا المال من ملك .......... ترى الذخيرة ما أعطى وما وهبا.)

(ما الليث مختطماً والسيل مرتطما .......... والبحر ملتطما والليل مقتربا.)

(أمضى شباً منك أدهى منك صاعقة .......... أجدى يميناً وأدنى منك مطلبا.)

(يا من تراه ملوك الأرض فوقهم .......... كما يرون على أبراجها الشهبا.)

(لا تكذبن فخير القول أصدقه .......... ولا تهابه في أمثالها العربا.)

(فما السمؤل عهداً والخليل قرى .......... ولا ابن سعدى أمة والشنفرى غلبا.)

(من الأمير بمعشار إذا اقتسموا .......... مآثر المجد فيما أسلفوا نهبا.)

(ولا ابن حجر ولا ذبيان يعسرني .......... والمازني ولا القيسي منتدبا.)

(هذا لركبته وذا لرهبته .......... وذا لرغبة أو ذا إذا طربا.) وهي من غرر القصائد لولا ما شانها بإساءة أدبه على خليل الله عليه السلام، وما ذاك ببعيد من الكفر.) توفي البديع الهمذاني بهراة في حادي عشر جمادى الآخرة مسموماً. وقيل: مات بالسكتة، وعجل دفنه، وأنه أفاق في قبره، وسمع صوته بالليل، وأنه نبش، فوجد وقد قبض على لحيته من هول القبر، وقد مات، رحمه الله. (27/353)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 354 4 (أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن الفرج، أبو بكر الهمذاني الشافعي الفقيه، المعروف بابن) لآل. روى عن: أبيه، والقاسم بن أبي صالح، وعبد الرحمن الخلال، وموسى الفراء، وعبد الله بن أحمد الزعفراني من أهل همذان، وإسماعيل الصفار، وعبد الرحمن الطيشي، وعبد الباقي بن قانع، وعثمان بن السماك، وعبد الله بن شوذب الواسطي، وعلي بن الفضل الستوري، وجماعة بالعراق، وأبي سعيد أحمد بن محمد بن الأعرابي بمكة، وحفص بن عمر الأردبيلي، وعلي بن محمد بن عامر النهاوندي، وأبي نصر محمد بن حمدويه المروزي، وأبي بكر بن محمويه العسكري، وأبي الحسن علي بن إبراهيم القطان. روى عنه: جعفر بن محمد الأبهري، ومحمد بن عيسى بن عباد الدينوري، وأبو الفرج عبد الحميد بن الحسن القضاعي، وأبو الفرج البجلي، وخلق كثير من أهل همذان، ومن الواردين عليها. وكان إماماً ثقة مفتياً. قال شيرويه: كان ثقة، أوحد زمانه، مفتي البلد، يعني همذان، يحسن هذا الشأن، له مصنفات في علوم الحديث، غير أنه كان مشهوراً بالفقه، ورأيت له كتاب السنن ومعجم الصحابة، ما رأيت شيئاً أحسن منه. ولد سنة ثمان وثلاثمائة، وتوفي في سادس عشر ربيع الآخر، سنة ثمان وتسعين، والدعاء عند قبره مستجاب. وسمعت يوسف بن الحسن التفكري، سمعت أبا علي الحسن بن علي بن بندار الفرضي بزنجان يقول: ما رأيت قط، مثل أبي بكر بن لآل، وسمعت أبا طالب الزاهد يقول: سمعت أبا سعيد الشكلي وأبا الحسن بن حميد يقولان: كثيراً ما سمعنا أبا بكر بن لآل يقول في دعائه: لا تحييني في سنة أربعمائة. قالا: فمات سنة تسع وتسعين. (27/354)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 355 4 (أحمد بن محمد بن الحسين الحافظ، أبو نصر الكلاباذي، وكلاباذ محلة من بخارى.) سمع: الهيثم بن الكليب الشاشي، وعلي بن محتاج، وأبا جعفر محمد بن محمد البغدادي، وعبد المؤمن بن خلف النسفي، ومحمد بن محمود بن عنبر، وجماعة.) قال جعفر المستغفري بعد أن روى عنه: هو أحفظ من بما وراء النهر اليوم فيما أعلم، ومات في جمادى الآخرة، عن خمس وسبعين سنة. وقال الحاكم أبو عبد الله: أبو نصر الكلاباذي الكاتب من الحفاظ، حسن الفهم والمعرفة، عارف بصحيح البخاري، وكتب ما وراء النهر وبخراسان والعراق، وجدت شيخنا أبا الحسن الدارقطني قد رضي فهمه ومعرفته، وهو متقن ثبت. توفي في جمادى الآخرة، ولم يخلف بما وراء النهر مثله. قلت: روى عنه الدارقطني في كتاب المدبج، والحاكم، وله مصنف مشهور في أسماء رجال صحيح البخاري وتراجمهم، وحديثه عزيز الوقوع. 4 (أحمد بن هشام بن أمية، أبو عمر الأموي القرطبي.) سمع قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة، ورحل إلى المشرق، وصحب هناك أبا محمد بن أسد، وأبا جعفر بن عون الله، وأبا عبد الله بن مفرج، وانصرف إلى الأندلس، والتزم الإمامة والتأديب، وانتدب لأعمال البر والطاعة والجهاد. روى عنه: الخولاني، وابن الفرضي، وجماعة، وتوفي في ذي الحجة. (27/355)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 356 4 (إبراهيم بن محمد بن أيوب، أبو إسحاق النيسابوري الفقيه الواعظ.) أملى مدة عن: أبي العباس الأصم. وأقرانه. وتوفي في شعبان. 4 (الحسين بن جعفر بن محمد بن حمدان العنزي الجرجاني، أبو عبد الله الوراق الفقيه.) طوف البلاد، وسمع أبا سعيد بن الأعرابي، وخيثمة الأطرابلسي، وإسماعيل الصفار، وأبا العباس الأصم. روى عنه: حمزة السهمي، وسليم الرازي، وأبو مسعود أحمد بن محمد البجلي، وآخرون. توفي في رمضان. 4 (الحسين بن هارون بن محمد، أبو عبد الله الضبي البغدادي.) ولي القضاء بربع الكرخ، ثم أضيف إلى قضاء مدينة المنصور، وقضاء الكوفة. روى عن: أبي العباس بن عقدة، والمحاملي، وأحمد بن علي الجوزجاني، وأحمد بن محمد الآدمي المقرئ، ومحمد بن صالح بن زياد القهستاني، وغيرهم، وأملى عدة مجالس. روى عنه: أبو بكر البرقاني، وأبو القاسم التنوخي، وأبو الحسين بن النقور وجماعة.) وكان ذهبت كتبه، إلا جزأين من سماعه من أحمد الآدمي، وابن عقدة. قال الخطيب. وقال: أنا عبد الكريم المحاملي، أنا الدارقطني، (27/356)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 357 قال القاضي أبو عبد الله الضبي، غاية الفضل والدين، عالم بالأقضية، ماهر بصناعة المحاضر والترسل، موفق في أحواله كلها. وقال البرقاني: حجة في الحديث، وأي شيء كان عنده من السماع جزأين، والباقي إجازة. مات بالبصرة في شوال. 4 (سعيد بن محمد بن عبد الله بن زهير، أبو عثمان الكلبي الأندلسي.) سكن إشبيلية، وحدث عن وهب بن مسرة، وأحمد بن مطرف، وغيرهما. قال ابن بشكوال: كان صالحاً زاهداً، مائلاً إلى الآخرة، واسع البر، وأنه كثير العناية بالعلم، ومعاني الزهد. روى عنه الناس، وأجاز الخولاني في سنة ثمان وتسعين، وذكر أن مولده سنة سبع عشرة وثلاثمائة. 4 (سليمان بن الفتح الموصلي.) يكتب هنا، وتقدم في سنة. 4 (عبد الله بن محمد، أبو محمد البخاري الفقيه الشافعي، المعروف بالبافي، نزيل بغداد، تفقه) على أبي علي بن أبي هريرة المروزي، وبرع في المذهب، وكان ماهراً بالعربية، حاضر البديهة، حلو النظم، وهو من أصحاب الوجوه، تفقه به جماعة. قال الخطيب: أنشدنا أبو القاسم التنوخي، أنشدني أبو محمد البافي لنفسه: (27/357)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 358 (ثلاثة ما اجتمعن في رجل .......... إلا وأسلمنه إلى الأجل.)

(ذل اغتراب وفاقة وهوى .......... وكل سائق على عجل.)

(يا عاذل العاشقين إنك لو .......... أنصفت رفهتهم عن العذل.) وقصد البافي صديقاً فلم يجده، فطلب دواةً، كتب له: (قد حضرنا وليس يقضي التلاقي .......... نسأل الله خير هذا الفراق.)

(إن تغب لم أغب غب .......... ت وكان افتراقنا باتفاق.) أثنى عليه الخطيب وقال: كان من أفقه أهل وقته في المذهب، بليغ العبارة مع عارضة وفصاحة، يعمل الخطب، ويكتب الكتب الطويلة، من غير روية.) توفي البافي، رحمه الله، في المحرم. 4 (عبد الواحد بن نصر بن محمد، أبو الفرج المخزومي النصيبي الشاعر، المعروف بالببغاء،) خدم سيف الدولة بن حمدان. قال الخطيب: كان شاعراً مجوداً، وكاتباً مترسلاً، جيد المعاني، حسن القول في المديح والغزل، ومن شعره: (يا من تشابه من الخلق والخلق .......... فما تسافر إلا نحوه الحدق.)

(توريد دمعي من خديك مختلس .......... وسقم جسمي من جفنيك مسترق.)

(لم يبق لي رمق أشكو إليك به .......... وإنما يتشكى من به رمق.) (27/358)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 359 وله: (استودع الله قوماً ما ذكرتهم .......... إلا وضعت يدي لهفاً على كبدي.)

(تبدلوا وتبدلنا وأخسرنا .......... من ابتغى خلفا يسلى فلم يجد.)

(طمعت ثم رأيت أجمل اليأس بي .......... تنزهاً فخصمت الشوق بالجلد.) وقال أبو محمد الجوهري: أنشدني الببغاء لنفسه، ومرة قال: أنشدنا ابن الحجاج: (كثير التلون في وعده .......... قليل الحنو على عبده.)

(يموج الكثيب إلى ردفه .......... وينمي القضيب إلى قده.)

(ولما بدا الروض في عارضيه .......... واشتعل الورد في خده.)

(بعثت بقلبي مستعدياً .......... على وجنتيه فلم تعده.)

(وخلفته عنده موثقاً .......... فما لي سبيل إلى رده.) وله: (وكأنما نقشت حوافر خيله .......... للناظرين أهله في الجلمد.)

(وكأن طرف الشمس مطروف وقد .......... جعل الغبار له مكان الإثمد.) وله: (أوليس من إحدى العجائب أنني .......... فارقته وحنيت بعد فراقه.)

(يا من يحاكي البدر عند تمامه .......... ارحم فتىً يحكيه عند محاقه.) توفي في شعبان سنة ثمان، ولقبوه بالببغاء لفصاحته، وقيل: للثغه في لسانه.) 4 (عبيد الله بن أحمد بن علي، أبو القاسم الصيدلاني المقرئ البغدادي.) (27/359)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 360 سمع من ابن صاعد مجلسين، وهو آخر من حدث عنه من الثقات، قاله الخطيب. وسمع أبا بكر بن زياد النيسابوري ومن بعده. روى عنه: هبة الله بن الحسن اللالكائي، وأبو الحسن العتيقي، وخلق كثير يطول ذكرهم. وقال العتيقي: كان ثقة مأموناً، توفي في رجب، وقد جاوز التسعين بقليل، رحمه الله. 4 (عبيد الله بن عثمان بن علي، أبو زرعة الصيدلاني البناء.) سمع أبا عبد الله المحاملي، ويرسف بن البهلول. روى عنه: أبو محمد الخلال، والعتيقي، وابن المهتدي، وجماعة. ووثقه عبيد الله الأزهري. توفي في عشر التسعين. 4 (علي بن أحمد، أبو الحسن الهمذاني البيع، المعروف بأقلب خف.) روى عن: عبد الرحمن بن حمدان، وأبي جعفر ابن عبيد الله، والفضل الكندي. روى عنه: أبو الفرج البجلي، وأحمد بن عيسى، وجبريل بن علي البزار. قال شيرويه: صدوق. 4 (علي بن عبد الملك بن عباس، أبو طالب القزويني النحوي.) أخذ الناس عنه العربية، وأبو يعلى الخليل بن عبد الله، وغيره، وقد حدث عن أبي الحسن بن سلمة القطان. (27/360)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 361 4 (علي بن عبادل، أبو حفص الرعيني الأندلسي. من كورية. أحد الزهاد المتبتلين، والعلماء) الراسخين. كان بصيراً بمذهب مالك، إماماً متواضعاً، يحرث أرضه، ويحتطب، ويمتهن نفسه. محب الفقيه معوذ الزاهد. 4 (علي بن محمد، أبو الحسن النيسابوري المقرئ المعروف بالخباري صاحب التصنيف.)

4 (محمد بن أحمد بن حاتم الفقيه، أبو حاتم الطوسي.) رحل وسمع من إسماعيل الصفار، وأبي بكر بن راشد. وتوفي بالطالقان في ذي الحجة. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن إسماعيل، أبو عبد الله الآملي.) حدث في هذه السنة بجرجان عن أحمد بن الحسن بن إسحاق بن عتبة الرازي، نزيل مصر.) 4 (محمد بن موسى بن مردويه، أبو عبد الله الأصبهاني، أخو الحافظ أبي بكر.) كان إماماً في الفقه والأصول، وتخرج عليه جماعة، ومضى حميداً سديداً. وروى عن أبي عمرو بن حكيم، وأبي الحسن أحمد بن محمد الكناني. 4 (محمد بن يحيى، أبو عبد الله الجرجاني الفقيه الحنفي، فلج في آخر أيامه، ودفن إلى جانب) قبر أبي حنيفة، رحمه الله. وقد روى الحديث عن أبي أحمد الغطريفي، وعبد الله بن إسحاق البصري. (27/361)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 362 روى عنه: أبو نصر عبد الكريم بن محمد الشيرازي، وأبو سعد السمان الرازي. وتفقه على أبي الحسين القدوري. توفي في العشرين من رجب، واسم جده مهدي. 4 (مفلح، أبو صالح الخادم.) ولي أمر دمشق للحاكم، مدة خمس سنين، وصرف في هذه السنة، بعلي بن فلاح. 4 (مظفر بن نظيف. روى عن المحاملي، وابن مخلد، وكان كذاباً.)

4 (أبو سهل النيسابوري الزاهد، المعروف بالبقال.) روى عن أبي العباس الأصم، وأبي بكر النجاد، وجماعة. ووعظ وحدث سنين. توفي في صفر. (27/362)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 363 1 (وفيات سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.)

4 (أحمد بن أبي أحمد، أبو عمرو الفراتي الأستوائي الزاهد الواعظ.) حدث عن أبي الهيثم بن كليب الشاشي، ومحمد بن يعقوب الأصم، وجماعة. روى عنه حفيده رئيس نيسابور أبو الفضل أحمد بن محمد الفراتي وغيره. وتوفي في المحرم. 4 (أحمد بن سعيد بن إبراهيم الهمذاني الأندلسي المعروف بابن الهندي. كان أوحد عصره في) علم الشروط، وله فيها مصنف. قال القاضي عياض: لم يكن بالمقبول القول، ولا بالمرضي في دينه، وهو آخر من لاعن زوجة بالأندلس. كنيته أبو عمر. روى عن: قاسم بن أصبغ، وابن مسرة. لاعن زوجته في ثمان وثمانين وثلاثمائة، فقيل له: مثلك يفعل هذا قال: أردت إحياء سنة. توفي في رمضان، وله تسع وسبعون سنة.) (27/363)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 364 4 (أحمد بن علي بن لآل، أبو بكر الهمذاني، مختلف فيه.) مر في السنة الماضية. 4 (أحمد بن عبد القوي بن جبريل، أبو نزار.) توفي بمصر في ربيع الآخر. 4 (أحمد بن عمر، أبو بكر بن البقال، بغدادي ثقة صالح.) روى عن: أبي بكر الشافعي، وأبي علي بن الصواف. روى عنه: أبو بكر البرقاني. 4 (أحمد بن عمر بن محمد بن عمر بن محفوظ القاضي، أبو عبد الله المصري الجيزي.) قرأ على أبي الفتح أحمد بن مدهن. وسمع الحروف من أحمد بن بهزاد، وأحمد بن إبراهيم بن جامع، ومحمد بن احمد بن منير، وأبي جعفر بن النحاس، وأحمد بن مسعود الزبيري. روى عنه: فارس بن أحمد، وأبو عمرو الداني، وجماعة. قال أبو عمرو: كتبنا عنه شيئاً كثيراً من القراءات والحديث. توفي سنة تسع وتسعين. 4 (أحمد بن أبي عمران الهروي، أبو الفضل الصرام الصوفي المجاور بمكة، حمل عنه) المغاربة كثيراً، وكان زاهداً عارفاً. روى عن: محمد بن أحمد بن محبوب المروزي، ودعلج بن السجزي، وأحمد بن بندار، وخثيمة الأطرابلسي، والطبراني، وخلق كثير. روى عنه: أبو يعقوب، القراب وأبو نعيم، وعلي الحنائي، وأبو علي (27/364)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 365 الأهوازي، وأبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي، وآخرون من الحجاج والأندلسيون. وأخذ عن محمد بن داود الرقي، ووصفه الأهوازي بالحفظ. 4 (أحمد بن محمد بن إبراهيم بن بندار الأصبهاني، وهو في عشر التسعين.)

4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر، أبو بكر الأصبهاني القصار، الفقيه الشافعي.) روى عن: أبي علي بن عاصم، وعبد الله بن خالد الرداني، وعبد الله بن جعفر بن فارس، ومحمد بن إسحاق بن عباد البصري، وأبي أحمد العسال. وكان ثبتاً صالحاً، كبير القدر. حدث عنه: عبد الرحمن بن منده، وأخوه عبد الوهاب، ومحمد بن أحمد بن علي السمسار. ومحمد بن يحيى الصفار، وجماعة.) 4 (أحمد بن محمد بن الحسين الرازي الضرير، ويقال له البصير، أبو العباس، وكان قد ولد) أعمى، وكان ذكياً حافظاً. استملى على عبد الرحمن بن أبي حاتم، ورحل إلى خراسان وبخارى، فسمع من أبي حامد بن بلال، وأبي العباس الأصم، وجماعة، وحدثببغداد، وانتخب عليه الدارقطني، ووثقه الخطيب. روى عنه عبد الله الأزهري، ومحمد بن عبد الملك بن بشران، وحمد الزجاج، وحميد بن المأمون الهمذانيان، وسليم بن أيوب الفقيه، وجماعة من أهل الري وهمذان. (27/365)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 366 وكان عارفاً بهذا الشأن، وحج في هذا العام، وإن لم يكن توفي فيه، فتوفي بعده بيسير، ثم وجدت وفاته في رمضان سنة تسع. قال أبو يعلى الخليلي: سمعته يقول: كنت أستملي لابن أبي حاتم. قال: وسمع من أبي معاوية بن لآل، ومحمد بن الحسين القطان، وشيوخ مرو، وببلخ عبد الله بن محمد بن طرخان البلخي الحافظ، وبخارى محمود بن إسحاق القواس صاحب البخاري، وعبد الله بن محمد بن يعقوب. وكان عارفاً بأحاديثه، حافظاً، وهو آخر من مات بالري من أصحاب ابن أبي حاتم. قلت: ابن معاوية هو أحمد بن الحسين بن معاوية اسم أبي جده كاسم البصير. روى عن أبي زرعة الرازي، وابن سليمان القزار، وجماعة. 4 (أحمد بن محمد بن ربيع بن سليمان، أبو سعيد الأصبحي الأندلسي المعروف بابن مسلمة،) وهو جده لأمه. روى عن: أبي علي القالي، وكان لغوياً إخبارياً. حدث عنه الصاحبان، ومحمد بن أبيض، وهو من أهل قبره. 4 (أحمد بن محمد بن أبي حامد الأنطاكي، الشاعر الملقب بابن الرقعمق، من أعيان شعراء) زمانه، ظريف الشعر، كثير المجون والهجو، مدح ملوك مصر ورؤساءها فمدح المعز، والعزيز، والحاكم، والوزير ابن كلس. وله في هذا الوزير: (قد سمعنا مقاله واعتذاره .......... وأقلناه ذنبه وعثاره.) (27/366)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 367 (والمعاني لمن عنيت ولكن .......... بك عرضت فاسمعي يا جاره.) ) (من مراد به أنه أبد الده .......... ر تراه محلالاً أزراره.)

(عالم أنه عذاب من الل .......... ه مباح لأعين النظارة.)

(هتك الله ستره فلكم هت .......... ك من ذي تستر أستاره.)

(سحرتني ألحاظه وكذا ك .......... ل مليح لحاظه سحاره.)

(لم أزل لا عدمته من حبيب .......... أشتهي قربه وآبى نفاره.) وخرج إلى المديح. وله: (كتب الحصير إلى السرير .......... أن الفصيل ابن البعير.)

(فلأمنعن حمارتي .......... سنتين من علف الشعير.)

(لا هم إلا أن تطي .......... ر من الهزال مع الطيور.)

(إن الذين تصافعوا .......... بالقرع في زمن القشور.)

(أسفوا علي لأنهم .......... حضروا ولم أك في الحضور.)

(يا للرجال تصافعوا .......... فالصفع مفتاح السرور.)

(هو في المجالس كالبخو .......... ر، فلا تملوا من بخور.) توفي سنة تسع وتسعين. 4 (أحمد بن وليد بن هشام بن أبي المفوز، أبو عمر القرطبي.) عوض حرف نافع على أبي الحسن الأنطاكي، وأقرأ زماناً بمسجده. (27/367)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 368 4 (إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر، أبو جعفر العلوي الموسوي المكي القاضي.) حدث بدمشق عن: أبي سعيد ابن الأعرابي، وابن الآجري. وعنه: أبو علي الأهوازي، ورشأ بن نظيف، وعلي الحنائي، وأخوه أبو القاسم إبراهيم، وآخرون. وكان قاضي الحرمين. توفي في رمضان. 4 (جنادة بن محمد، أبو أسامة الأزدي الهروي اللغوي.) كان علامةً لغوياً أديباً، وكان بينه وبين الحافظ عبد الغني الأزدي المصري، وأبي الحسن علي بن سليمان الأنطاكي المقرئ النحوي اتحاد ومذاكرة وصحبة بمصر، فقتله الحاكم صبراً، وقتل الأنطاكي، واختفى عبد الغني قبلهما في ذي القعدة، قاله المسبحي.) وقال ابن خلكان: كان جنادة مكثراً من حفظ اللغة ونقلها، عارفاً بوحشيها ومستعملها، لم يكن في زمان مثله فيه. رحمه الله. 4 (الحسن بن سليمان بن الخير، أبو علي اليافعي الأنطاكي المقرئ، نزيل مصر.) قرأ القراءات على أبي الفتح بن بدهن، وعلي بن محمد بن علي الأدفوي، وعلي بن الفرج الشنبوذي، وجماعة. قال أبو عمر الداني: كان من أحفظ أهل عصره للقراءات والشواذ، ومع ذلك يحفظ تفسيراً كثيراً، ومعاني جمة، وإعراباً، وعلالاً، يسرد ذلك (27/368)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 369 سرداً، ولا يتتعتع. جلست إليه، وسمعت منه، وكان يظهر مذهب الرافضة، بسبب الدولة، شاهدت ذلك منه، وذاكرت به فارس بن أحمد، وكان لا يرضاه في دينه. وقيل: كان يؤدب أولاد الوزير ابن حنزابة. قلت: كان مداخلاً للدولة العبيدية، فسلط عليه الحاكم قتله في آخر السنة. 4 (الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان، أبو علي البغدادي التاجر الشطرنجي، نزيل أصبهان.) كان جده سليمان بن علي يروي عن هشام بن عبيد الله الرازي. روى أبو علي عن: أبيه، وعن أبي القاسم هبة الله بن محمد بن أخي أبي زرعة، وأحمد بن موسى بن إسحاق الأنصاري، والحسن بن علي الهمذاني، والفضل بن الخصيب الأصبهاني. روى عنه جماعة، منهم محمود بن جعفر الكوسج، وطلحة بن أحمد القصار، وعبد الرحمن ابن منده، وابن شكرويه. توفي في رجب، وله أربع وتسعون سنة، وكان أسند من بقي بأصبهان، رحمه الله. وهم بيت حديث بأصبهان. انتقى له الحافظ ابن مردويه عشرة أجزاء. ومن شيوخه: أبو أسيد أحمد بن محمد بن أسيد، والحسن بن علي بن أبي الحناء الهمذاي الكسائي، وأحمد بن محمد اللبناني. 4 (الحسن بن محمد الغنجردي الأديب الهروي، يروي عن أبي علي الرفاء وغيره.) روى عنه: أبو الحسن الداودي. 4 (الحسين بن حيدرة، أبو الخطاب الداوودي الطاهري الشاهد.) (27/369)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 370 توفي ببغداد، وكان ثقة. روى عن: المحاملي، ويوسف الأزرق. روى عنه: أبو محمد الخلال. 4 (حكم بن محمد بن إسماعيل، أبو العاصي السالمي السرقسطي.) ) روى عن: الحسن بن رشيق المصري، وكان صالحاً زاهداً يوم جامع سرقسطة. روى عنه: وضاح بن محمد السرقسطي. 4 (حمد بن عبد الله بن محمد، أبو علي الرازي الأصبهاني.) سمع عبد الرحمن بن أبي محمد، وغيره، وأحمد بن محمد بن الحسين بن معاوية الرازي. روى عنه: أبو يعلى الخليلي، وسليم الرازي وآخرون. توفي في هذا العام، أو في حدوده. قال سليم: توفي فيها، أو في سنة أربعمائة، وكتب عنه الدارقطني، وقال: من شيوخ الري وعدوله. 4 (خلف بن أحمد بن محمد بن الليث، أمير سجستان، وابن أميرها.) كان أوحد الملوك في إجلال العلم، والإفضال على العلماء. سمع علي بن بندار الصوفي، ومحمد بن علي الماليني، صاحب عثمان الدارمي، وبالحجاز عبد الله بن محمد الفاكهي، وببغداد أبا علي بن الصواف. وكان مولده سنة ست وعشرين وثلاثمائة. روى عنه: الحاكم مع جلالته، وأبو يعلى الصابوني، وانتخب له الدارقطني. (27/370)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 371 وتوفي شهيداً في الحبس ببلاد الهند، رحمه الله، في قبضة ابن سبكتكين، وكان محمود في سنة ثلاث وتسعين قد نازله وحاصره، واستنزله بالأمان من قلعته، ووجهه إلى بلاد الجوزجان في هيئة ووفور رهبة. ثم بلغ السلطان عنه بعد أربع سنين من ذلك، أنه يكاتب ايلك خان الذي استولى على بخارى، فضيق عليه السلكان بعض الشيء، إلى أن مات في رجب، وورثه ولده أبو حفص. وكان خلف مغشي الجناب من النواحي، لسماحته وأفضاله، ومدحته الشعراء. وكان قد جمع العلماء على تأليف تفسير كبير، لم يغادر فيه شيئاً من أقاويل القراء والمفسرين والنحاة، ووشحه بما رواه من الثقات. قال أبو النصر في كتاب اليميني: بلغني أنه أنفق عليهم في جمعة عشرين ألف دينار، والنسخة به بنيسابور، وهي تستغرق عمر الكاتب. أخبرني أبو الفتح البستي، قال: عملت فيه أبياتاً، لم أبلغها إياه، ولكنها سارت واشتهرت، فلم أشعر إلا بصرة منه، فيها ثلاثمائة دينار، بعثها. والأبيات، هي هذه الثلاثة.) (خلف بن أحمد الأخلاف .......... أربى بسؤدده على الأسلاف.)

(خلف بن أحمد في الحقيقة واحد .......... لكنه مرب على الآلاف.)

(أضحى لآل الليث أعلام الور .......... مثل النبي لآل عبد مناف.) وقد مدحه البديع الهمذاني وغيره، وقد حكم على مملكة سجستان دهراً، وعاش خمساً وثمانين، رحمه الله. وفيه يقول الثعالبي: (من ذا الذي لا يذل الدهر صعبته .......... ولا تلين يد الأيام صعدته.)

(أما ترى خلفاً شيخ الملوك غذا .......... مملوك من فتح العذراء بكرته.) (27/371)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 372 4 (طاهر بن عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون، أبو الحسن الحلبي، ثم المصري المقرئ،) مصنف التذكرة في القراءات، وغير ذلك. كان من كبار المقرئين هو وأبوه أبو الطيب. قرأ على والده، وعلى أبي عدي عبد العزيز بن علي المصري بمصر، وعلى أبي الحسن علي بن محمد بن صالح الهاشمي بالبصرة، وهو من أصحاب العباس الأشناني، وقرأ بالبصرة أيضاً على أبي الحسن محمد بن يوسف بن نهار الحرتكي صاحب ابن ثوبان، وتصدر للإقراء. عرض عليه: أبو عمرو الداني، وإبراهيم بن ثابت الإقليسي، وروى عنه كتاب التذكرة. أبو الفتح بن بابشاذ، ومحمد بن أحمد بن علي القزويني، وغيرهما. 4 (عبد الله بن بكر بن محمد، أبو أحمد الطبراني الزاهد، نزيل أكواخ بانياس.) حدث عن خثيمة، وابن الأعرابي، وأحمد بن زكريا المقدسي، وعثمان بن محمد بن أحمد السمرقندي، وجمع بن القاسم الدمشقي، وخلق كثير. روى عنه: تمام الرازي، ووثقه، وعلي بن محمد الربعي، وأحمد بن رواد العكاوي، وأبو علي الأهوازي، ومحمد بن علي الصوري الحافظ، وقال: كان ثقةً، ثبتاً، مكثراً. حكى عنه الدارقطني. وقال عبد العزيز الكتاني: كان ثقة يتشيع. (27/372)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 373 قلت: رحل إلى العراق سنة تسع وأربعين. 4 (عبد الله بن محمد بن نصر بن أبيض الأموي، أبو الحسن الطليطلي النحوي الحافظ، نزيل) ) قرطبة. روى عن أبي جعفر بن عون الله، وعباس بن أصبغ، وعلي بن مصلح، وأجاز له تميم بن محمد القيرواني، ومحمد بن القاسم بن مسعدة. وعني بالحديث وجمعه، جمع كتاباً في الرد على محمد بن عبد الله بن مسرة، وهو كتبا كبير حفيل. روى عنه: القاضي أبو عمر بن سميق، وحكم بن محمد، وأبو إسحاق، وأبو جعفر الصاحبان. وكان مولده سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. توفي سنة تسع أو سنة أربعمائة. 4 (عبد الرحمن بن الحاجب المنصور أبي عامر محمد بن عبد الله بن أبي عامر القحطاني) الأندلسي، المعروف بشنشول، والملقب بالناصر. لما توفي المظفر عبد الملك بن أبي عامر، ولي بعده أخوه هذا، وافتتح أموره باللهو والخلاعة واللعب، وكان يخرج إلى النزه ويتهتك، وهشام المؤيد بالله على عادته التي قررها المنصور، من الاحتجاب غالباً، فدس هذا على المؤيد قوماً منه، وأعلموه أنه عازم على قتله إن لم يوله عهده، ويجعله الخليفة من بعده، ثم أمر شنشول القاضي والفقهاء والكبار المثول إلى القصر الذي بالزهراء، وهو قصر يقصر الوصف عنه، فأحضر المؤيد، وأخرج كتاباُ قرأ بحضرته، كتبه عمرو بن موبذ، بأن المؤيد قد خلع نفسه، واستخلف على الأمة الناصر عبد الرحمن، لعلمه بأهليته في كلام طويل، فشهد من حضر بذلك على المؤيد في ربيع الأول، سنة تسع وتسعين وثلاثمائة. (27/373)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 374 ثم أخذ شنشول في التهتك والفسق، وكان زيه زي أصحاب الشعور المكشوفة، فأمر أصحابه بحلق الشعر، وشد العمائم، تشبهاً ببني زيري، فبقوا أوحش ما يكون وأسجمه، لأنهم لفوا العمائم بلا صنعة، فبقوا ضحكةً. ثم سار غازياً نحو طليطلة، فاتصل به أن محمد بن هشام بن عبد الجبار قام بقرطبة، وهدم الزهراء، وقام معه ابن ذكوان القاضي، لأن الناصر فوض الأمور إلى عيسى ين سعيد الوزير، فعظم ذلك على ابن ذكوان، ودب إلى إفساد رجال عيسى، وذكر فساد رأي المؤيد هشام، وخلعه نفسه، وتوليته شنشول، وتصديقه بما لا يجوز، من جمع البقر البلق، وإعطائه الأموال والجوائز، لمن أتاه بحافر حمار، يدعي أنه حافر العزيز، ومن يأتيه بحجر، يقول: هذا) من الصخرة، وناس يأتونه بشعر، يقولون: هذا من شعر النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الذي أوجب طمع شنشول. وقيل: لهذا السبب كان المنصور أبو عامر يخفيه عن الناس. ثم أنفق ابن عبد الجبار الذهب في جماعة من الشطار، فاجتمع له أربعمائة رجل، وأخذ يرتب أموره في السر. فلما كانت ليلة الأحد ثاني عشر جمادى الآخرة، من سنة تسع، جمع والي المدينة العسس، وطاف بهم. وهجم الدور، فلم يقع له على أثر، ثم ركب ابن عبد الجبار بعد أيام بغلته، وقت الزوال وصرخ أصحابه، وقصد دار الوالي، فقطع رأسه، وتملك الزهراء، فخرج إلى جوذر الكبير، فقال له أين المؤيد أخرجه، فقد أذل نفسه، وأذلنا بضعفه عن الخلافة، قال: فخرج إليه يقول: يؤمنني وأخرج إليه، قال: إني إنما قمت لأزيل الذل عنه، فإن خلع نفسه طائعاً، فليس له عندي إلا ما يحب، قال له جوذر: قد أجابك إلى ذلك، فأرسلوا إلى ابن الكوهي الفقيه، وابن ذكوان القاضي، والوزراء، وأهل الشورى، فدخلوا على هشام، فكتب كتاب الخلع، وعقد الأمر لمحمد المذكور، ثم ضعف أمر شنشول، فظفر به ابن عبد لاجبار، فذبحه في أثناء هذه السنة، وطيف برأسه. ومن تاريخ ابن أبي الفياض قال: ختن شنشول في سنة ثمانين (27/374)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 375 فانتهت النفقة في ختانته إلى خمسمائة ألف دينار، وهو ابن ثماني سنين، وختن معه خمسمائة وسبعون صبياً. 4 (عبد الملك بن الحاجب المنصور محمد بن عبد الله بن أبي عامر المعافري الأندلسي، أبو) مروان الملقب بالمظفر. قام بعد أبيه بإمرة الأندلس بين يدي خليفة الأندلس، المؤيد بالله هشام بن المستنصر الأموي، وجرى في الأمور مجرى والده، فكان هو الكل، والمؤيد معه صورة بلا حل ولا ربط. ومات المظفر في هذه السنة، وقيل: سنة ثمان وتسعين، والصحيح في سابع عشر صفر، سنة تسع هذه. وقال عبد الواحد بن علي المراكشي: دامت أيامه في الأمن والخصب سبع سنين. قال ابن أبي الفياض: كان المظفر بن المنصور ذا سعد عظيم وكان من فرط الحياء في غاية، ما سمع بمثلها، ومن الشجاعة في منزلة لم يسبق إليها. وكان براً تقياً، طاهر الجيب، حتى أنه لم يحلف بالله، وكان يرى أنه من حلف بالله وحنث أنه) لا كفارة له، ويراه من العظمائم. وقال غيره: إن المظفر غزا ثمان غزوات، وعاش ستاً وثلاثين سنة. وثارت الفتن بعج موته، وقام بالأمر بعده أخوه عبد الرحمن المذكور في هذه السنة، ويلقب بالناصر، ويسمى ولي العهد، فاضطربت أحواله، وقام عليه محمد ين هشام بن عبد الجبار بن الناصر لدين الله الأموي، فخذلت الجيوش عبد الرحمن، فقتل وصلب في جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين، وخلعوا المؤيد بالله من الخلافة، وبويع محمد بن هشام، ويلقب المهتدي، ثم قتل سنة أربعمائة، في أواخرها، ورد المؤيد. (27/375)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 376 4 (عبد الواحد بن أحمد بن إسماعيل بن عوف، أبو القاسم المزني الدمشقي الشاهد.) حدث عن خيثمة، ومحمد بن سليمان بن حيدرة، وأبي المعمر حسين بن محمد الموصلي. روى عنه: علي بن محمد الحنائي، وعلي الربعي. 4 (علي بن الحافظ أبي سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفي) المصري، أبو الحسن. روى عن: محمد بن علي بن أبي الحديد، عن جدهم يونس. روى عنه: الفضل بن صالح الروذباري، أحد مشيخة الرازي. توفي فجأةً في شوال. قلت: ولا تحل الرواية عنه، فإنه منجم، وهو صاحب الزيج الحاكمي، صنفه في أربع مجلدات. قاله ابن خلكان، وقال: ما أقصر في تحريره، وله نظم رائق، وقال: قال المسبحي: أخبرني من رأى ابن يونس، فطلع معه إلى المقطم، فوقف للزهرة، فنزع ثيابه، ولبس ثوباً أحمر، ومقنعة حمراء، وأخرج عوداً، فضرب به، والبخور بين يديه، فكان عجباً من العجب. قال المسبحي: وكان أبله مغفلاً، يعتم على طرطور طويل، ويجعل رداءه فوق العمامة، وكان طوالاً، فإذا ركب بقي ضحكةً، وله إصابة بديعة في النجامة. كان القاضي محمد بن النعمان قد عدله وقبله في سنة ثمانين. قلت: القاضي والسلطان أنجس منه. (27/376)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 377 4 (علي بن محمد بن الخضر القزويني.) يروي عن أبي الحسن القطان وغيره. 4 (فضل بن عبد الله بن صالح، أبو الفتوح. إليه تنسب منية القائد.) ) القائد المصري، من كبار قواد العزيز. قربه الحاكم وأدناه، ثم نقم عليه، وضرب عنقه في ذي القعدة، لم يظهر منه جزع، وكان شجاعاً، جواداُ، ممدحاً، نبيلاً، من وجوه الدولة. وإليه تنسب منية القائد. فضل، وهي بليدة من أعمال الجيزة، قبالة مصر. 4 (قسيم بن أحمد بن مطير، أبو القاسم الظهراوي المصري، شيخ مسن.) قرأ القرآن على جده لأمه عبد الله بن عبد الرحمن الظهراوي صاحب أبي بكر بن سيف، وكان محققاً لرواية ورش، خيراً فاضلاً. أثنى عليه أبو عمرو الداني، وقال: كان من ساكني قرية أبي البيس، وكان يقرئ بها وأنا بمصر. توفي في سنة ثمان وتسع وتسعين. 4 (محمد بن أحمد بن علي بن حسين، أبو مسلم البغدادي الكاتب، نزيل مصر.) روى عن أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وابن صاعد، (27/377)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 378 وأبي بكر بن دريد، وأبي بكر بن مجاهد، وأبي بكر بن الأنباري، وأبي عيسى بن قطن وسعيد بن محمد أخي زبير الحافظ، وأبي عليمحمد بن سعيد الحراني، وأبي علي الحضائري الدمشقي، وأبي إسحاق بن أبي ثابت، وسمع بالقيروان في حدود الأربعين أو بعدها، من أبي القاسم زياد بن يونس. وتفرد في الدنيا بالرواية عن: البغوي، وجماعة. روى عنه: الحافظ عبد الغني، وأبو عمرو الداني، ورشأ بن نظيف، وأبو علي الأهوازي، وأحمد بن بابشاذ الجوهري، وأبو الفضل بن بندار، وأبو الحسين محمد بن مكي، ومحمد بن عدي السمرقندي ثم المصري، والشريف أبو إبراهيم أحمد بن القاسم بن ميمون الحسيني، وعلي بن بقاء الوراق، والقاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي، وخلق سواهم. قال الخطيب: قال لي الصوري: بعض أصول أبي مسلم عن البغوي وغيره جياد. قلت: فكيف حاله من حال ابن الجندي فقال: قد اطلع منه على تخليط، وهو أمثل من ابن الجندي. حدثني وكيل أبي مسلم، وكان محدثاً حافظاً، يقال له أبو الحسين العطار قال: ما رأيت في أصول أبي مسلم عن البغوي شيئاً صحيحاً، غير جزء واحد، كان سماعه فيه صحيحاً، وما عداه كان مفسوداً. وقال أبو إسحاق الحبال: توفي في ذي القعدة. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن خلف، أبو الحسين الرقي المقبري ابن الفحام، ويعرف بابن أبي) العميري، نزيل دمشق.) قرأ القرآن على زيد بن أبي بلال الكوفي، وحدث عن النجاد، وعثمان بن محمد المقرئ، وجعفر بن الخلدي، وجماعة. (27/378)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 379 روى عنه: علي بن محمد الحنائي، وأخوه إبراهيم، وأبو علي الأهوازي، وأبو الفرج عمر بن عبد الله الرقي، وحمزة بن محمد الطوسي. قال أبو عمر الداني: كان زاهداً فاضلاً متقشفاً. وقال ابن الأهوازي: كان يرمى بالتشيع. توفي في ربيع الأول. 4 (محمد بن أحمد بن عبيد الله بن سعيد، أبو عبد الله الأموي القرطبي بن العطار الفقيه) المالكي، والمتجر في الفقه. روى عن: أبي عيسى الليثي، وأبي بكر بن القوطية، وسعيد بن أحمد بن عبد ربه، وحج فذاكر أبا محمد ابن زيد وناظره. وكان حافظاً متيقظاً، أديباً، شاعراً، ذكياً، نحوياً، بصيراً بالفتوى، عارفاً بالفرائض، والحساب، واللغة، والإعراب، رأساً في الشروط وعللها، مدققاً لمعانيها، لا يجاريه فيها أحد، صنف فيها كتاباً حسناً، وجرت له مع فقهاء قرطبة خطوب طويلة، وأخبار مشهور. كتب عنه جماعة من الفضلاء. وولد سنة ثلاثين وثلاثمائة، وتوفي في ذي الحجة، وكان الجمع في جنازته عظيماً، وانتاب قبره طلاب العلم أياماً، وقرؤوا على قبره ختمات. 4 (محمد بن إبراهيم بن يحيى الأندلسي. رحل وسمع من أبي قتيبة مسلم بن الفضل، وأبي بكر) بن خروف. روى عنه الصاحبان، قالا: مات في رجب. 4 (محمد بن عبد الله بن عيسى بن محمد المري الإمام، أبو عبد الله الإلبيري المعروف بابن) أبي زمنين، نزيل قرطبة. (27/379)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 380 سمع ببجانة من سعيد بن فحلون، فقرأ عليه مختصر ابن عبد الحكم، وسمع بقرطبة من محمد بن معاوية القرشي، وأحمد بن المطرف وأحمد بن الشامة، وكان عارفاً بمذهب مالك، بصيراً به، وسمع أيضاً من وهب بن مسرة، وتفقه عند إسحاق بن إبراهيم الطليطلي. وكان من الراسخين في العلم، متفنناً في الأدب والشعر، مقتفياً لآثار السلف. له مصنفات في الرقائق والزهد، وشعر رائق، مع زهد ونسك وصدق لهجة، وإقبال على) الطاعة، ومجانبة للسلطان، وسئل: لم قيل لكم: بنو زمنين فلم يعرف. وقال: كنت أهاب أبي، فلم أسأله، ثم في آخر عمره انتقل إلى إلبيرة فسكنها. ولد في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، أو في آخرها. وتوفي على الصحيح سنة تسع وتسعين في ربيع الآخر. وله كتب المغرب في اختصار المدونة ليس في مختصراتها مثله، وكتاب منتخب الأحكام الذي سار في الآفاق، وكتاب الوثايق، وكتاب المذهب في الفقه وكتاب مختصر تفسير ابن سلام وكتاب حياة القلوب في الزهد، وكتاب أنس المريدين وكتاب النصائح المنظومة من شعره، وكتاب أدب الإسلام وكتاب أصول السنة وكتاب قدوة القارئ. ومن شعره: (الموت في كل حين ينشر الكفنا .......... ونحن في غفلة عما يراد بنا.)

(لا تطمئن إلى الدنيا وزخرفها .......... وإن توشحت من أثوابها الحسنا.)

(أين الأحبة والجيران ما فعلوا .......... أين الذين هم كانوا لنا سكنا.)

(سقاهم الدهر كأساً غير صافية .......... فصيرتهم لأطباق الثرى رهنا.) (27/380)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 381 روى عنه: أبو عمرو الداني، والقاضي أبو عمر بن الحذاء، وطائفة من علماء الأندلس، وكان من بقايا حملة الحجة. رحمه الله. 4 (محمد بن علي بن إسحاق، أبو طالب العلوي، المعروف بابن المهلوس الزاهد.) كان القادر بالله يعظمه ويحترمه. حكى عن السبكي، وغيره. روى عنه: الحسن بن غالب البغدادي، وغيره، وكان من الزهاد المعدودين. 4 (يحيى بن زكريا بن أحمد ابن أخت أبي بكر البلخي، ثم الدمشقي الشاهد.) كان أبوه قد ولي قضاء دمشق، فولدبها هذا، وسمع من إبراهيم بن أبي ثابت، وأبي علي الحضائري، وخثيمة، ولم يدرك السماع من أبيه. روى عنه: أبو القاسم إبراهيم بن محمد الحنائي، وأخوه علي والحسن بن الحسين بن يحيى بن زكريا حفيده. وتوفي في ربيع الآخر، وقد نيف على السبعين. 4 (أبو إسحاق الجبيناني، أحد الأئمة والأولياء بالقيروان، اسمه إبراهيم بن أحمد بن علي) البكري بكر بن وائل.) أجاز له عيسى بن مسكين، وتفقه على حمود بن سهلون، ودرس من الفقه دواوين، وكان أبو محمد بن أبي زيد يعظمه، ويقول: طريقه عالية لا يسلكها أحد في هذا الوقت. توفي سنة تسع وتسعين، وكان كثيراً ما يقول: اتبع ولا تبتدع، اتضع ولا ترتفع، وكان العلماء يقصدونه، ويتبركون برؤيته. (27/381)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 382 (27/382)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 383 1 (وفيات سنة أربعمائة.)

4 (أحمد بن عبد العزيز بن الفرج بن أبي الحباب، أبو عمر القرطبي النحوي صاحب أبي) عالي القالي. أخذ عنه، وعن أبي محمد عبد الله بن محمد الثغري القاضي. روى عنه: أبو عمرو بن الحذاء وقال: كان من جملة الشيوخ، عالماً باللغة والأخبار، فيه صلاح وخير. توفي في سلخ المحرم، وقد قارب التسعين. وقال أبو حيان: وكانت فيه غفلة زائدة، وكان متقد الذهن، عالماً، حافظاً، ثبتاً، بصيراً بالعربية، وهو كان مؤدب المظفر عبد الملك بن أبي عامر، وهو بربري النسب، من مصموده. 4 (أحمد بن عمر بن محمد بن عمر، أبو عبد الله الجيزي المصري.) توفي في شعبان، وهو من شيوخ أبي عمرو الداني في الحديث. يروي عن طبقته عثمان بن السمرقندي، وأبي الطاهر المديني. 4 (أحمد بن عمار بن عصمة بن معاذ النسفي. سمع بنسف، من علي بن محتاج، وعبد المؤمن) بن خلف، ونصر بن محمد، سمع منه جامع الترمذي، وسمع بجرجان من ابن عدي، وببغداد من دعلج، وجماعة. وهو من قرية سيركت، إحدى قرى نسف. توفي بها في شعبان، في عشر الثمانين. (27/383)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 384 4 (أحمد بن محمد بن محمد بن عبيدة، أبو جعفر الأموي الطليطلي، ويعرف بابن ميمون) صاحب ابن إسحاق بن شنظير، ونظيره في الجمع والإكثار والملازمة معاً، والسماع جملة، وهما الصاحبان، فهذا أحدهما. روى عن: عبد الله بن محمد بن أمية، وعبد الله بن فتح بن معروف، ومحمد بن عمرو بن عيشون، وشكور بن حبيب وجماعة، وسمع بقرطبة مع صاحبه من أبي جعفر بن عون الله. وتوفي في شوال.) 4 (عبد الرحمن بن عبد الله بن علي بن سمقويه، أبو بكر المزكي الفقيه الشافعي النيسابوري.) روى عن أبي العباس الأصم، وغيره، ودرس الفقه سنين. مات في رمضان. 4 (عبد الملك بن الحسن بن محمد بن إسحاق بن الأزهر الأزهري، أبو نعيم الإسفراييني.) روى عن خال أبيه الحافظ أبي عوانة كتابه الصحيح المسند بقراءة أبيه، واحتاط له حاله في جماعة، فبارك الله في عمره، حتى سمعه الأئمة واشتهر به. قال الحافظ عبد الغافر بن إسماعيل: كان رجلاً صالحاً ثقة، حضر نيسابور في آخر عمره، ولم يعهد بعد ذلك المجلس مثله لقراءة الحديث، كما حدثنا الثقات، وعاد إلى إسفراين، وذلك في سنة تسع وتسعين. قلت: روى عنه الكتاب: الإمام أبو القاسم القشيري، وزوجته فاطمة بنت أبي علي الدقاق، ولها فوت، وعبد الحميد وعبد الله، ابنا عبد الرحمن بن محمد البحيري، وأبو القاسم علي بن عبد الرحمن بن عليك (27/384)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 385 الرازي، وروى عنه بعض الكتاب عثمان بن محمد بن عبيد الله المحمي، وشبيب بن أحمد البستيغي، وأبو الحسن علي بن عبد الله بن يوسف الجويني، وعلي بن محمد بن علي بن ماسرجس الخازن، وعلي بن عبد العزيز الخشاب، وأبو المعالي عمر بن محمد بم حسين البسطامي، أبو بكر محمد بن حسان بن محمد، ومحمد بن عبيد الله الصرام، وأبو نصر محمد بن سهل بن محمد السراج، وهو آخر أصحابه موتاً. توفي سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة. وقع لنا هذا المسند بإجازة أبي المظفر ابن السمعاني، لكني أنا سمعت منه ست مجلدات، وبطلت. قال الحاكم في تاريخه. توفي أبو نعيم الإسفراييني ابن أخت أبي عوانة في ربيع الأول، سنة أربعمائة. قلت: وسماعه من خاله كان في حياة البغوي، وابن صاعد، وأبي بكر بن أبي داود، وتوفي خاله قبل البغوي بسنة، وكان مولد أبي نعيم في ربيع الأول، سنة عشر وثلاثمائة، وقد سمع أيضاً من أبيه المحدث أبي محمد صاحب يوسف القاضي، ومن أبي نعيم عبد الملك بن عدي، وأبي عمران الجويني، وعبد الله بن محمد بن مسلم الإسفراييني، ومحمد بن عبدك الشعراني، والأصم، وابن الأخرم، لكن اشتغل عنه أكثر الطلبة بمسند أبي عوانة.) 4 (عبد الواحد بن علي بن غياث، أبو بكر البغدادي الرزاز.) سمع محمد بن حمدويه المروزي، وابن عياش القطان. روى عنه: أبو محمد الخلال، وأبو القاسم الأزجي، وأبو الحسين بن المهتدي بالله، ووثقه الخطيب. أنبأني المسلم بن محمد القيسي، أنا الكندي، أنا عبد الله بن أحمد بن (27/385)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 386 يوسف، أنا محمد بن علي ابن المهتدي بالله، قال: ذكر لنا شيخنا عبد الواحد بن علي بن غياث أن مولده في رمضان سنة تسع وثلاثمائة، وانه سمع الحديث من أبي القاسم بن بنت منيع، وأن كتبه انتهبت. قال الخلال: توفي سنة أربعمائة. 4 (عبيد الله بن أحمد بن الحسن، أبو الفرج بن السخت الرقي المقرئ البزاز.) حدث بدمشق عن النجاد، وجعفر الخلدي، وجماعة. روى عنه: أبو علي الأهوازي، وعلي الحنائي، وهو المذكور في السنة الماضية. 4 (علي بن محمد بن إبراهيم، أبو الحسن المديني الآدمي.) توفي في رجب. 4 (علي بن محمد بن أحمد بن داود، أبو الحسن بن النحوي الدمشقي الشاهد الخطيب، والد عبد) المنعم. روى عن علي بن أبي العقب. وعنه: علي الحنائي وغيره. توفي في المحرم. 4 (عمرو بن عثمان بن خطار، أبو حفص القرطبي.) أخذ عن علي بن عبيد مختصره في الفقه، وعن محمد بن عمرو بن عيشون. روى عنه أبو حفص الزهراوي، وغيره. 4 (عمران بن الحسن بن يوسف، أبو الفرج الخفاف.) روى بدمشق عن أحمد بن زبان، وأبي إسحاق بن أبي ثابت، وعثمان بن محمد الذهبي. روى عنه: علي بن محمد الحنائي، ورشأ بن نظيف، وأحمد بن الحسن الطيان، وأبو علي الأهوازي، وآخرون. (27/386)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 387 4 (محمد بن أحمد بن جعفر الأصبهاني الكوسج. توفي في صفر.)

4 (محمد بن أحمد بن معارك، أبو القاسم العقيلي القرطبي النحوي.) ) روى عن أبي علي القالي، وكان مقدماً في علم العربية، والبصر بالشعر. أقرأ النحو. وهو والد عبد الرحمن العقيلي. 4 (محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى، أبو عبد الله الخشني الطليطلي، ويعرف بابن) المشكيالي. روى عن: أحمد بن خليل قاضي طليطلة، ومحمد بن عمرو بن عيشون، وبقرطبة أحمد بن عيسى، وحج فسمع بمصر أبا محمد بن الورد، أحمد بن سلمة بن الضحاك، وأبا هريرة، وابن أبي العصام، وحمزة بن محمد الكناني، وأبا بكر بن أبي الموت. وكان من كبار المالكية، عيناً من أعيان طليطلة، مع زهد وتواضع وورع، وعمل بعلمه لا يأخذه في الله لومة لائم، ثقة، قصده المظفر بن أبي عامر إلى داره، فلما علم قال للطلبة: لا يقم أحد، فامتثلوا أمره، فلما دخل سأله الدعاء، فقال: اللهم أدخل له في قلوب رعيته الطاعة، وأدخل لهم في قلبه الرأفة والرحمة. توفي في سادس جمادى الآخرة، وولد سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة، وكان من كبار المسندين بالأندلس. رحمه الله. 4 (محمد بن خلف بن الشوله، أبو عبد الله الأندلسي.) رحل إلى مصر وأخذ عن الحسين بن عبد الله القرشي معجم الصحابة له، في ثلاثين جزءاً، وعن الحسن بن رشيق. (27/387)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 388 حدث عنه الصاحبان، وأبو محمد بن دين، وأبو عبد الله بن عبد السلام الحافظ. وتوفي في جمادى الأولى، عن ست وستين سنة. 4 (محمد بن عمروس بن العاصي القرطبي، أبو عبد الله المالكي.) أخذ عن أبي عبد الله بن مفرج، وحج سنة تسع وستين، وذهب إلى بغداد، فأخذ عن أبي بكر الأبهري الفقيه، وأبي الحسن بن المظفر، والدارقطني، وأخذ عن أهل البصرة، ومصرف القيروان. روى عنه: أبو عمر بن عبد البر، وأبو عبد الله بن عائذ، وغيرهما. وتوفي في جمادى الآخرة. 4 (محمد بن هشام بن عبد الجبار بن الناصر لدين الله أبي المظفر عبد الرحمن بن محمد) ) الأموي الملقب بالمهدي. توثب على الأمر بالأندلس، وخلع المؤيد بالله هشاماً، وحارب عبد الرحمن بن الحاجب بن أبي عامر القحطاني شنشول الذي وثب قلبه بسنة، وسمى نفسه ولي العهد، وجعل ابن عمه محمد بن المعز حاجبه، وأمر بإثبات كل من جاءه في الديوان، فلم يبق زاهد، ولا جاهل، ولاحجام، حتى جاءه فاجتمع له نحو من خمسين ألف، وذلن له الوزراء والصقالبة، وجاءوا وبايعوه، وأمر بنهب دور بني عامر، وانتهب جميع ما في الزهراء من الأموال والسلاح، حتى قلعت الأبواب، فيقال: إن الذي وصل إلى خزانة أبي عبد الجبار خمسة آلاف ألف دينار، وخمسمائة ألف دينار، ومن الفضة وخطب له بالخلافة بقرطبة، وتسمى بالمهدي، وقطعت دعوة المؤيد، وصلى المهدي الجمعة بالناس، وقرأ كتاب بلعن عبد الرحمن بن أبي عامر الملقب بشنشول، ثم سار إلى حربه إثر ذلك في سنة تسع وتسعين، وكان (27/388)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 389 ابن ذكوان يحرض على قتاله، ويقول عن شنشول: هو كافر. وكان قد استعان بعسكر من الفرنج وقام معه ابن عومس القومص، فسار إلى قرطبة، وأخذ أمر ابن عبد الجبار يقوى، وأمر شنشول يضعف، وأصحابه تتسحب عنه، فقال له القومص: ارجع بنا قبل أن يدهمنا العدو، فأبى، ومال إلى دير شريس، جوعان سهران، فنزل له الراهب بخبز ودجاجة، فأكل وشرب وسكر، وجاء لحربه حاجب المهدي في خمسمائة فارس، فجدوا في السير وقبضوا عليه، فقال: أنا في طاعة المهدي، وظهر منه جزع وذل، وقبل قدم الحلجب، ثم ضرب عنق شنشول، ونودي عليه هذا شنشول المأبون المخذول. قال الحميدي: قام على المهدي في شوال سنة تسع وتسعين ابن عمه هشام بن سليمان بن الناصر الأموي، مع البربر، فحاربه، ثم انهزمت البربر، وأسر هشام، فضرب المهدي عنقه. وقال غيره: لما استوسق الأمر لابن عبد الجبار المهدي، أظهر من الخلاعة أكثر مما فعله شنشول، وأربى عليه في الفساد، وأخذ الحرم، وعمد إلى نصراني يشبه المؤيد بالله، فقصده حتى مات، وأخرجه إلى الناس، وقال: هذا هشام، وصلى عليه، ودفنه. وفي رمضان وصل إلى ابن عبد الجبار رسول صاحب طرابلس المغرب، فلفل بن سعيد الزناتي، داخلاً في الطاعة، ويسأل إرسال سكة يضرب بها الذهب على اسمه، كل ذلك ليعينه على باديس ابن المنصور، فخرج باديس، واخذ طرابلس، وكتب إلى عمه حماد في إغراء القبائل على ابن عبد الجبار.) وكان ابن عبد الجبار بخذلانه قد هم بالغدر، بالبربر الذين حوله، وصرح بذلك لجهله، فنم عليه بسببه هشام بن سليمان بن الناصر لدين الله، وحرضهم على خلعه، فقتلوا وزيريه محمد ابن دري وخلف بن طريف، وثار الهيج، واجتمع لهشام عسكر، وحرقوا السراحين، وعبروا (27/389)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 390 القنطرة، ثم تخادلوا عن هشام، فأخذ، وأخذ أخوه أبو بكر، فقتلهم ابن عبد الجبار صبراً، وقتل خلق من البربر، ثم تحيز البربر إلى قلعة رباح، وهرب معهم سليمان بن الحكم بن سليمان بن الناصر، فبايعوه، وسموه المستعين بالله، وجمعوا له مالاً من كل قبيلة، حتى اجتمع له نحو من مائة ألف دينار، فتوجه بالبربر إلى طليطلة، فامتنعوا عليه، ثم ملكها، وقتل واليها، فاعتد ابن عبد الجبار للحصار، وجزع حتى حرى عليه العامة، ثم بعث عسكراً، فهزمهم سليمان، فرتب الناس للقتال، وكان أكثر جند ابن عبد الجبار لحامين رجاله، وقارب سليمان قرطبة، فبرز إليه عسكر ابن عبد الجبار، فناجزهم سليمان، وكان من غرق منهم في الوادي أكثر ممن قتل، وكانت وقعة هائلة، وذهب خلق من الأخيار والمؤدبين والأئمة، فلما أصبح ابن عبد الجبار أخرج المؤيد بالله هشام بن الحكم الذي كان أظهر موته، فأجلسه للناس، وأقبل القاضي يقول: هذا أمير المؤمنين، وأنا محمد نائبه، فقال له البربر: يا بن ذكوان بالأمس تصلي عليه، واليوم تحييه وخرج أهل قرطبة إلى المستعين سليمان، فأحسن ملقاهم، واختفى ابن عبد الجبار، واستوسق أمر المستعين، ودخل القصر، ووارى الناس قتلاهم، فكانوا نحو اثني عشر ألفاً. ثم هرب ابن عبد الجبار إلى طليطلة، فقاموا معه، وكتب إلى الفرنجية ووعدهم بالأموال، واجتمع إليه خلق عظيم، وهو أول مال انتقل من بيت المال بالأندلس إلى الفرنج، وكانت الثغور كلها باقية على طاعة ابن عبد الجبار، فقصد قرطبة في جيش كثير، فكان الملتقى على عقبة البقر، على بريد من قرطبة، فاقتتلوا قتالاً شديداً، فانهزم سليمان، واستولى المهدي على قرطبة ثانياً، ثم خرج بعد أيام إلى قتال جمهرة البربر، فالتقاهم بوادي آره، فهزموه، ففر إلى قرطبة، ثم انهزم ابن عبد الجبار أقبح هزيمة، وقتل من الفرنج ثلاثة ألف في السنة، وغرق منهم خلق، وأسر ابن عبد الجبار، (27/390)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 391 ثم ضربت عنقه، وقطعت أربعته، في ثامن ذي الحجة، سنة أربعمائة، وله أربع وثلاثون سنة. وثب عليه العبيد، إذ جاء قرطبة منهزماً، والله أعلم. 4 (مطهر بن أحمد بن مطهر الأشموني.) توفي بمصر في ذي الحجة، وله خمس وثمانون سنة.) 4 (هشام بن عبيد الله بن الناصر لدين الله عبد الرحمن بن محمد الأموي الأمير، أبو الوليد) الأندلسي، ويعرف بصاحب الخضراء. قال ابن الأبار: كان خير من بقي من أهل بيت الخلافة عفافاً ومروءة وسخاء، إلى أدب ومعرفة، وجمع للكتب، رغب المستعين بالله سليمان في كتبه، فقومت واشتراها. توفي في أول سنة أربعمائة. 4 (أبو سعيد الفلاحي الحنفي النيسابوري.) حدث عن الأصم وغيره. توفي في صفر. 4 (أبو نصر ابن الحسن بن أحمد بن الحيري النيسابوري، أخو القاضي أبي بكر.) روى عن أبي العباس الأصم، وأقرانه. وتوفي في رمضان. (27/391)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 392 (27/392)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 393 4 (المتوفون قبل الأربعمائة.)

4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن سيد أبيه، أبو عمر القرطبي.) روى عن محمد بن معاوية. روى عنه: الصاحبان أبو إسحاق، وأبو جعفر. مات قبل الأربعمائة، وله قريب من سبعين سنة. 4 (أحمد بن أفلح بن حبيب بن عبد الملك، أبو عمر الأموي القرطبي الأديب.) روى عن قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عيسى بن رفاعة، ووهب بن مسرة، وجماعة، ورحل إلى الشرق. حدث عنه الصاحبان، وابن أبيض. 4 (أحمد بن عيسى بن سليمان، من أهل بجانة، أبو القاسم الأندلسي.) روى عن: سعيد بن فحلون، واحمد بن جابر. روى عنه: الصاحبان، وأبو عمر الطلمنكي. 4 (أحمد بن محمد الأديب، أبو طاهر الشيرازي الشاعر البليغ.) روى عنه من شعره، أبو القاسم عمر بن محمد النعماني، وأبو غالب محمد بن أحمد بن بشران اللغوي، وعلي بن الحسن الشمس. (27/393)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 394 4 (أحمد بن محمد بن المكتفي بالله علي بن المعتضد.) سمع من أبي القاسم البغوي. وعنه: أبو الحسين بن المهتدي بالله. سمع منه سنة سبع وتسعين وثلاثمائة. 4 (أحمد بن محمد بن زيد، أبو سعد القزويني المالكي، صاحب أبي بكر الأبهري، تفقه عليه،) ) وعلى أبي بكر بن علويه الأبهري. صنف المذهب والخلاف وله كتاب المعتمد في الخلاف في مائة جزء، وهو من أحسن الكتب. وسمع من أبي زيد المروزي. وتوفي سنة نيف وتسعين وثلاثمائة. قاله عياض وقرظه. 4 (إبراهيم بن شاكر بن خطاب، أبو إسحاق القرطبي اللجام.) روى عن أحمد بن ثابت التغلبي، وأبي محمد بن عثمان، وجماعة، وكان رجلاً صالحاً ورعاً، حافظاً للحديث، وأسماء الرجال. روى عنه: أبو عمر بن عبد البر. وقال: إن كان في عصره أحد من الأبدال فيوشك أن يكون منهم. رحمه الله. 4 (إسحاق بن إبراهيم بن شريح، أبو محمد الجرجاني.) عن الأصم، ومحمد بن عبد الله الصفار. قال الخطيب: ثنا عنه أبو العلاء الواسطي، والعتيقي. 4 (الحسين بن محمد بن أحمد بن قطينا، أبو عبد الله البغدادي.) روى عن أبي بكر بن زياد النيسابوري، والمحاملي. روى عنه أبو بكر البرقاني وعبد العزيز الأزجي، ووثقه الخطيب. (27/394)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 395 4 (حكم بن محمد بن حكم، أبو العاصي الأموي الأطروش.) روى عن ابن النحاس النحوي، وسلم بن الفضل، وابن خروف، وأبي بكر بن أبي الموت، وابن حيويه النيسابوري. وولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. روى عنه: الصاحبان، وأبو عمرو الداني. 4 (محمد بن خطاب، أبو عبد الله الأزدي القرطبي النحوي.) روى عن أبيه، وأبي عالي القالي، وابن القوطية، وبرع في الآداب، وتصدر للعربية. قال ابن الأبار: كان قبل الأربعمائة. 4 (خلف بن سعيد بن عبد الله بن عثمان بن زبارة أبو القاسم ابن المرابط الكلبي، من قرية) الأبرش الكلبي، ويعرف بالمبرقع المحتسب من أهل قرطبة. رحل إلى المشرق مرتين، أولاهما: سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، وهو ابن ثلاث وعشرين سنة، فسمع أبا سعيد بن الأعرابي، وابن الورد، وأبا بكر الآجري. روى عنه: أبو إسحاق بن شنظير، وأبو حفص الزهراوي. قال ابن شنظير: توفي في نحو) الأربعمائة. 4 (خلف بن عيسى بن سعيد الخير، أبو الحزم الوشقي، فقيه وشقه وقاضيها.) يروي عن ابن عيشون، وأبي عيسى. حدث عنه: ابنه أبو الأصبغ، وأبو عمر بن الحذاء. (27/395)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 396 وكان من فضلاء المالكية. 4 (علي بن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي النيسابوري.) سمع أبا حامد بن الشرفي، ومكي بن عبدان. 4 (علي بن محمد بن يعقوب الرازي.) مكثر عن عبد الرحمن بن أبي حاتم. روى عنه أهل بلده. 4 (علي بن محمد بن هبة الله الحاجي، أبو الحسن.) سمع الأصم، وفي الرحلة من أبي بكر الشافعي، وطبقته. مات في صفر، سنة سبع أو تسع وتسعين وثلاثمائة. 4 (عمر بن القاسم، أبو الحسين المقريء البغدادي صاحب ابن مجاهد، يلقب وبره، ويعرف) بابن الحداد. حدث عن علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، وقاسم بن إبراهيم الملطي، والحسين المحاملي. روى عنه: أبو محمد الخلال، وأبو الحسن العتيقي، وأبو الفرج الطناجيري. قال الخطيب: صدوق. 4 (عبد الرحمن بن أبي الفهد الأندلسي الإلبيري، أبو المظفر. أحد فحول شعراء قرطبة، وعين) شعراء الدولة العامرية. رحل في شبيبته إلى المشرق، وأضمرته البلاد قبل الأربعمائة. قال أبو عامر بن شهيد: عمل بحضرتي أربعين بيتاً على البديهة، ليس فيها حرف معجم أولها: حلمك ما حد حده أحد 4 (مروان بن عبد الرحمن بن مروان بن الإمام الناصر عبد الرحمن (27/396)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 397 الأموي الأندلسي) المعروف بالطليق، أبو عبد الملك. أحد فحول الشعراء الأشراف. قال ابن حزم: هو في بني أمية كابن المعتز في بني العباس. سجن وهو ابن ست عشرة سنة، فبقي في السجن ست عشرة سنة، ثم أخرج ولقب بالطليق، وعاش بعد إطلاقه ست عشرة) سنة، ومات كهلاً قريباً من سنة أربعمائة. قال الحميدي: فأخبرت أنه كان يتعشق جارية ربيت معه، وعينت له، ثم بدا لأبيه فاستأثرها، فاشتدت بمروان الغيرة، فقتل أباه بسجن. فمن شعره: (غصن يهتز في دعص نقا .......... يجتني منه فؤآدي حرقا)

(أطلع الحسن لنا من وجهه .......... قمراً ليس يرى ممحقا)

(ورنا عن طرف ريم أحور .......... لحظه سهم لقلبي فوقا) منها: (أصبحت شمساً وفوه مغرباً .......... ويد الساقي المحيي مشرقا)

(فإذا ما غربت في فمه .......... تركت في الخد منه شفقا)

4 (محمد بن مسعود، أبو عبد الله البجاني، ثم القرطبي. شاعر مفلق مكثر، مدح الملوك، وكان) في حدود الأربعمائة. فمن جيد شعره: (على قدر فضل المرء تأتي خطوبه .......... ويعرف عند الصبر فيما ينوبه)

(وعاقبة الصبر الجميل من الفتى .......... إلى فرج من ذي الجلال تعيبه)

(إذا المرء لم يسحب إلى الهول ذيله .......... ولم يعتزل بالحادثات جيوبه)

(فقد خسر في الدنيا من المال حظه .......... وقل من الأخرى لعمري نصيبه) وله: (خليلي في الأظعان بدر دجنة .......... أعار سناه مغرب الشمس مشرقا) (27/397)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 398 (فلا تنكروا شقي جيوبي فإنه .......... يقل لقلبي بعده أن يشفقا)

4 (يعيش بن سعيد، أبو عثمان الأندلسي الوراق. سمع قاسم بن أصبغ، ومحمد بن معاوية بن) الأحمر. فأكثر عنهما، وألف مسند حديث ابن الأحمر، بأمر الحاكم المستنصر. قال ابن عبد البر: قرأ علينا مسند ابن الأحمر سنة تسعين وثلاثمائة. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن النعمان، أبو الفتح بن النحوي الأنباري، نزيل الرملة.) روى عن المحاملي، وأبي العباس بن عقدة، ويوسف الأزرق.) روى عنه: أبو سعد الماليني، وعلي الحنائي، وأبو علي الأهوازي، وآخرون. وكان كثير الحديث. 4 (محمد بن الحسن بن سليمان القاضي، أبو جعفر المطوعي، المعروف بالباحث.) ولي القضاء بكور خراسان. وله مصنفات كثيرة. أراده ابن عباد على القضاء على شروط، أن ينتحل الاعتزال، فامتنع. ذكره ابن الصلاح في الشافعية. 4 (محمد بن احمد بن محمد بن حمدان النيسابوري المرادي العدل.) سمع مكي بن عبدان، والمحاملي، وابن عقدة. قال ابن ماكولا: ثنا عنه أبو سعيد بن عليك بالري. 4 (محمد بن إسحاق النديم البغدادي، أبو الفرج الإخباري الأديب الشيعي المعتزلي، صاحب) التصانيف. فمن كتبه كتاب الفهرست، وكتاب التشبيهات. والفهرست هو (27/398)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 399 في أخبار الأدباء، ذكر أنه صنف في سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، ولا علم متى توفي، وإنما كتبته هنا على التوهم. 4 (محمد بن أسد، أبو طاهر الأشناني، إمام جامع الرقة.) روى عن أبي سهل ابن زياد، والخلدي، وقرأ بالروايات على النقاش، وأبي طاهر عبد الواحد بن أبي هاشم. روى عنه: أبو سعد الماليني، وأبو نصر السجزي. 4 (محمد بن الحسن القاضي، أبو عبد الله المصري الدقاق.) سمع: محمد بن الزبير بن سليمان، وأبا سعيد بن الأعرابي. وعنه: هبة الله بن إبراهيم الصواف. 4 (محمد بن علي بن أحمد بن ذهب التميمي البغدادي المذهب.) سمع يحيى بن صاعد، وأبا بكر بن زياد النيسابوري. روى عنه: حفيده أبو علي الحسن بن علي بن المذهب، وبقي إلى بعد التسعين وثلاثمائة فيما أظن. 4 (محمد بن علي بن عبد الله الأموي، أبو عبد الله السبتي، ويعرف بابن الشيخ.) كان محدث سبتة في وقته، مشهور بالخير والورع، رحل إلى الأندلس، وسمع من وهب بن) مسرة، وأبي عيسى الليثي. قال القاضي عياض: كانت عنده غرائب وعجائب. 4 (محمد بن عمر بن خشين، أبو أحمد البغدادي.) حدث عن يزداد الكاتب، وأبي عبد الله المحاملي، وخيثمة الأطرابلسي. روى عنه: هبة الله اللالكائي، وأبو الحسن العتيقي، وقال: ثقة، كثير الأسفار. (27/399)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 400 4 (علي بن عمر بن محمد بن العباس، أبو الحسن الرازي القصار، الفقيه الشافعي.) قال أبو يعلى الخليلي: أفضل من لقيناه بالري. كان مفتيها قريباً من ستين سنة، أكثر من عبد الرحمن بن أبي حاتم، وابن معاوية الكاغدي وأحمد بن خالد الحروري، ومحمد بن قارن، ولقي بآخره شيوخ بغداد: ابن السماك، والنجاد، وكان عالماً، له في كل علم حظ، وبلغ قريباً من مائة سنة. سمعت عبد الله بن محمد الحافظ يقول: لم يعش أحد من الشافعية ما عاش هذا، وكان عالماً بالفتاوى والنظر. قلت: وروى عنه هبة الله اللالكائي، وعبد الجبار بن عبد الله بن بزرة الرازي، وجماعة، ولا أعلم متى توفي. 4 (أبو عبد الله القمي التاجر، من كبار المتمولين بمصر، اشتملت وصيته على ألف ألف دينار،) وتوفي بطريق مكة سنة أربعمائة. 4 (بديل بن أحمد بن محمد الحافظ، أبو بكر الهروي.) حدث ببغداد عن الأصم، ومنصور بن الحسن الدينوري، وجماعة. وعنه: أبو سعد الماليني، وأبو محمد الخلال. ذكر الخطيب ترجمته مختصرة. 4 (معروف بن محمد، أبو المشهور الزنجاني الواعظ، نزيل الري.) روى عن: أبي سعيد بن الأعرابي، وقاسم الملطي. وعنه: البرقاني، ورضوان الدينوري، والعتيقي. قال الخطيب: تكلم فيه. حدث في سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة. 4 (أبو حيان التوحيدي، صاحب المصنفات، واسمه علي بن محمد بن العباس الصوفي.) (27/400)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 401 كان في حدود الأربعمائة، وله مصنفات عديدة في الأدب والفصاحة والفلسفة، وكان سيئ الاعتقاد، نفاه الوزير أبو محمد المهلبي. قال ابن بابي في كتاب الخريدة والفريدة: كان أبو حيان كذاباً، قليل الدين والورع عن القذف) والمجاهرة بالبهتان، تعرض لأمور جسام من القدح في الشريعة والقول بالتعطيل، ولقد وقف سيدنا الصاحب كافي الكفاة على ما كان يدغله ويخفيه من سوء الاعتقاد، فطلبه ليقتله، فهرب والتجأ إلى أعدائه، ونفق عليهم بزخرفه وإفكه، ثم عثروا منه على قبيح دخلته وسوء عقيدته وما يبطنه من الإلحاد، ويرويه في الإسلام من الفساد، وما يلصقه بأعلام الصحابة من القبائح، ويضيفه إلى السلف الصالح من الفضائح، فطلبه الوزير المهلبي، فاستتر منه، ومات في الاستتار، وأراح الله منه، ولم يؤثر عنه إلا مثلبة أو مخزية. وقال أبو الفرج بن الجوزي في تاريخه: زنادقة الإسلام ثلاثة: ابن الراوندي، وأبو حيان التوحيدي، وأبو العلاء المعري، وأشدهم على الإسلام أبو حيان لأنهما صرحا، وهو مجمع ولم يصرح. قلت: وكان من تلامذه علي بن عيسى الرماني، وقد بالغ في الثناء على الرماني في كتابه الذي ألفه في تقريظ الجاحظ، فانظر إلى الحامد والمحمود، وأجود الثلاثة: الرماني مع اعتزاله وتشيعه. (27/401)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 402 وأبو حيان هو الذي نسب نفسه إلى التوحيد، كما سمى ابن تومرت أتباعه، فقال: الموحدين، وكما سمى صوفية الفلاسفة نفوسهم بأهل الوحدة وأهل الإلحاد. أخبرني أحمد بن سلامة كتابةً، عن الطرسوسي، عن ابن طاهر الحافظ، قال: سمعت أبا الفتح عبد الوهاب الشيرازي بالري يقول: سمعت أبا حيان التوحيدي يقول: أناس مضوا تحت التوهم، وظنوا أن الحق معهم، وكان الحق وراءهم. قلت: مثلك يا معشر، بل أنت حامل لوائهم. وقيل: إن أبا حيان معدود في كبار الشافعية. ذكره لي القاضي عز الدين الكناني. وقال الشيخ محيي الدين النواوي في كتاب تهذيب الأسماء: أبو حيان التوحيدي من أصحابنا المصنفين، من غرائبه أنه قال في بعض رسائله: لا ربا في الزعفران، ووافقه عليه القاضي أبو حامد المروزي، والصحيح تحريم الربا فيه. وقد ذكره ابن النجار وقال: له المصنفات الحسنة، كالبصائر وغيرها، وكان فقيراً صابراً متديناً، إلى أن قال: كان صحيح العقيدة، كذا قال، بل كان عدواً لله خبيثاً. قال: سمع أبا بكر الشافعي، وجعفر الخلدي، وأبا سعيد السيرافي، والقاضي أحمد بن بشر العامري.) وعنه: علي بن يوسف القاضي، ومحمد بن منصور بن جيكان وعبد الكريم بن محمد الداوودي، ونصر ين عبد العزيز المقرئ الفارسي، ومحمد بن إبراهيم بن فارس الشيرازيون، ولقي الصاحب ابن عباد، وأمثاله. قلت: وسماع نصر بن عبد العزيز منه في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة، وقد سمع منه بشيراز أبو سعد عبد الرحمن بن ممجة الأصبهاني في سنة أربعمائة. (27/402)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 403 4 (أبو القاسم بن مسلمة بن أحمد القرطبي.) كان أستاذاً مقدماً في علم الهيئة والهندسة والأرصاد وهذه الصنائع المظلمة، وكان حاذقاً بمعرفة كتاب المجسطي لبطليموس، وله تصانيف عديدة في العلوم الرياضية، وأنجب له تلامذةً منهم ابن السمح، وابن الصفار، وابن خلدون، والكرماني، والزهراوي، وتوفي في حدود سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة. 4 (منصور بن محمد بن منصور، أبو الحسن البغدادي القزاز المقرئ.) قرأ القرآن: برواية أبي عمرو، على أبي بكر أحمد بن موسى بن مجاهد، وأسن وتفرد في وقته. قرأ عليه القرآن: أبو نصر أحمد بن مسرور الخباز المقرئ، وأبو علي الحسن بن علي العطار، ونصر بن عبد العزيز الشيرازي، وغيرهم. قال الخطيب: حدث عن نفطويه ونحوه. ثنا عنه أبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وكان ثقة. 4 (محمد بن احمد، أبو الفرج الغساني الدمشقي الشاعر المعروف بالوأواء، وليس للشامين في) وقته مثله. روى عنه من شعره: أبو الحسن الميداني، وأبو محمد الجوهري، وأبو منصور يوسف بن هلال. قال فيه أبو منصور الثعالبي في اليتيمة: وهو من حسنات الشام، وأحد صياغة الكلام، ومن عجيب شأنه ما أخبرني أبو بكر الخوارزمي قال: كان أبو الفرج الوأواء منادياً في دار بطيخ بدمشق على الفواكه، فما زال يشعر، حتى جاد شعره، وسار، ووقع منه ما يروق، وتفرق حتى تعلو العيوق.) (27/403)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 404 وقال يوسف بن هلال: أنشدني الوأواء لنفسه: (ترشفت من شفتيه العقار .......... وقبلت من خده جلنارا.)

(وشاهدت منه كثيباً مهيلا .......... وغصنا رطيباً وبدراً ونارا.)

(وأبصرت من وجهه في الظلام .......... بكل ما كان بليل نهارا.) قال: وأنشدني لنفسه: (زمان الربيع زمان أنيق .......... وعيش الخلاعة عيش رفيق.)

(وقد جمع الوقت حاليهما .......... فمن ذا يفيق ومن يستفيق.)

(ويوم ستارته غيمه .......... وقد طرزت رفرفيه البروق.)

(عقدنا من الند دخانه .......... ومن شرر الراح فيه رحيق.)

(سجدنا لصلبان منشوره .......... وقد نصرتنا لديه الرحيق.)

(فذا أصفر وجل خائف .......... وذا أحمر وكذاك العشيق.)

(أدريا غلام كؤوس المدام .......... وإلا فيكفيك لحظ وريق.)

(تغنم بنا غفلة الحادثا .......... ت فوجه الحوادث وجه صفيق.) وله في سيف الدولة بن حمدان: (من قاس جداواك بالغمام فما .......... أنصف في الحكم بين شكلين.)

(أنت إذ جدت ضاحك أبداً .......... وهو إذا جاد باكي العين.) وله: (أتاني زائراً من كان بيدي .......... لي الهجر الطويل ولا يزور.)

(فقال الناس لما أبصروه .......... ليهنك زارك القمر المنير.)

(متى أرعى رياض الحسن فيه .......... وعيني قد تضمنها غدير.) (27/404)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 405 4 (سعيد بن عثمان بن مروان القرشي الأندلسي، الشاعر المعروف بابن عمرون، من فحول) شعراء المنصور أبي عامر صاحب الأندلسي، ومن شعره في المنصور، وقد أحسن ما شاء. (ذكر العقيق ومنزلاً بالأبرق .......... فكفاه ما يلقى الفؤاد وما لقي.)

(ردت إليه صبابة ردته من .......... فرط التوقد كالذبال المحرق.)

(من لي بمن تأبى الجفون لفقده .......... أن لا يلتقي أو نلتقي.) ) (ريم يروم وما اجترمت جريمة .......... قتلي ليتلف من بقائي ما بقي.)

(لم يلق قلبي قط من لحظاته .......... إلا بسهم للحتوف مفوق.)

(وإذا رماني عن قسي جفونه .......... لم أدر من أي الجوانب أتقي.) قال الإمام أبو محمد بن حزم: تذكر المنصور هذه القصيدة في سنة إحدى وثمانين فأعجبته، وكان سعيد قد مدحه بها قديماً، فأمر له الآن بثلاثمائة دينار. 4 (ابن الحسين الأندلسي شاعر مفلق في حدود الأربعمائة. فمن شعره:)

(تعيرني أن لا أقيم ببلدة .......... وفي مثل حالي هذه القمران.)

(رأت رجلاً لا يشرب الماء صافياً .......... ويحلو لديه وهو أحمر قان.)

(له همم سافرن في طلب العلى .......... نجوم الثريا عندهن دواني.)

(تغرب لما أن تغرب ذكره .......... علواً كلا هاذين مغتربان.)

4 (أحمد بن علي بن وصيف، أبو الحسين بن خشكناكه البغدادي، الكاتب الشاعر النديم،) صاحب الموصول بالنظم، وكتاب صناعة البلاغة، وكان شيعياً مناظراً، نادم الوزير المهلبي، وبقي إلى أيام الملك شرف الدولة، وقد نادم ابن بقية الوزير. فمن شعره: (سلمت بالجفون سلمى فسلم .......... ت إليها قلباً سليماً سقيماً.) (27/405)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 406 (فالقوام القويم يهتز لدناً .......... زاده الهز في النقى تقويما.)

(كم لها من مقاتل وقتيل .......... وكلام به تداوي الكلوما.)

(رب ليل من شعرها ونهار .......... من سناً وجهها اتخذت نديما.)

4 (علي بن إسماعيل بن الحسن الأستاذ، أبو الحسن البصري القطان المقرئ المعروف) بالخاشع، أحد من عني بالقراءات ورحل فيها. قرأ بمكة على أبي بكر محمد بن عيسى بن بندار صاحب قنبل، وبأنطاكية على الأستاذ إبراهيم بن عبد الرزاق، وبغيرها على محمد بن عبد العزيز بن الصباح، وأحمد بن محمد بن بقرة، ومحمد بن عبد الله الرازي صاحب الحسين بن علي الأزرق، وطائفة. وتصدر للإقراء ببغداد. قرأ عليه أبو علي الأهوازي، وأبو نصر أحمد بن مسرور، وأبو بكر محمد بن عمر بن زلال) النهاوندي. 4 (أحمد بن عبد الواحد بن أحمد، أبو بكر البجلي الجريري المكي. رحال جوال.) روى عن عبد الله بن محمد بن السقاء، وأبي بكر الإسماعيلي، والمفيد، وطبقتهم. وعنه: تمام الرازي، وهو أسند منه، وعلي بن الحسن الربعي، وأبو الحسن بن السمسار، ومات قبل أوان الرواية. 4 (علي بن الحسين بن محمد بن يوسف بن بحر بن بهرام الوزير، أبو القاسم بن المغربي،) وهو بغدادي الأصل، والمغربي لقب جده. ولد أبو القاسم بحلب، ونشأ بها، ووزر لصاحبها سعد الدولة أبي المعال بن سيف الدولة بن حمدان، ثم هرب خوفاً منه إلى مصر، وعظم بها، ووزر للحاكم، ثم قتله الحاكم. وكان شاعراً أديباً. (27/406)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 407 روى عنه: الحافظ عبد الغني الأزدي، وهو والد الوزير أبي القاسم الحسين. 4 (الحسن بن المليح بن مسلم بن عبيد الله بن طاهر بن يحيى بن الحسين بن جعفر بن عبيد الله) بن الحسن بن علي بن أبي طالب، الأمير الشريف، أبو محمد العلوي الحسيني المدني، أمير المدينة وابن أميرها. أبي طاهر. قال أبو الغنائم النسابة في كتاب نزهة العيون: حكى الشريف حسن بن المليح قال: قدمت على بكجور نائب دمشق. قلت: وليها في سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة. قال: فأتيته وأنا شاب، وكان يحب العلويين، وكان أبي إذا ذاك أمير المدينة، فنزلت في فندق الطائي بسوق القمح من دمشق، وأهديت له شعراً من شعر النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر الحكاية، وأن بكجور وصله بأشياء، فلما خرج، قال بعض الحاضرين: كيف يكون هذا شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعله من شعر أهل بيته، قال: فتغير على ثاني يوم، ثم بلغني ذلك، فتألمت، وجئته، وقلت: أشتهي ترد علي هديتي، فأحضره، فطلبت منقل نار، فأحضر، فوضعت الشعر، وكان أربع عشرة شعرة، على ذلك الحجر، فلم يحترق، فبكى الأمير وقال: يا حيانا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبالغ في كرامتي، حتى أنني لما ركبت، أخذ بركابي وقبل رجلي. 4 (محمد بن عمر، أبو الحسن الأنباري، الشاعر الذي رثى الوزير ابن بقية بكلمته البديعة.) ) علو في الحياة والممات. توفي سنة نيف وتسعين وثلاثمائة. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن عثمان الخولاني، أبو بكر القرطبي الزاهد، ويعرف بالعواد. روى) الموطأ عن أبي عيسى يحيى بن عبد الله، وغيره. حدث عنه أبو الوليد بن الفرضي، وابن أخيه محمد بن عبد الله والد (27/407)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 408 أحمد بن محمد الخولاني، بلغنا أنه توفي بعسقلان. 4 (محمد بن علي بن عبد الحميد الصنعاني.) سمع من إسحاق الدبري جملة صالحة، وحدث بمكة. روى عنه: أبو عبد الله الحاكم في المستدرك. 4 (محمد بن أبي موسى عيسى بن أحمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن معبد) بن العباس بن عبد المطلب، الرئيس الأنبل، أبو عبد الله الهاشمي، والد الشريف أبي بكر أحمد. حدث عن جعفر الفريابي، وكان ثقة. قال الخطيب: روى عنه ولده أبو بكر، قال: وإليه انتهت رئاسة العباسيين في زمانه. قال أبو إسحاق الطبري، رأيت ثلاثة لا يزاحمون، يعني في السؤدد: أبو عبد الله الحسين بن أحمد الموسوي الطالبي، والد الشريف المرتضى، وأبو عبد الله محمد بن أبي موسى الهاشمي، وأبو بكر الأكفاني، صدر الشهود. (27/408)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 5 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الحادية والأربعون احداث)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (احداث سنة إحدى وأربعمائة)

4 (إظهار قرواش الطاعة للحاكم وخطبته) فيها ورد الخبر أن أبا المَنِيع قرواش بن مُقَلّد جمع أهل المَوْصِل وأظهر عندهم طاعة الحاكم، وعرفهم بما عنده من إقامة الدعوة له، ودعاهم إلى ذلك. فأجابوه في الظاهر، وذلك في المحرم. فأعطى الخطيب نسخة ما خطب به، فكانت: الله أكبر، ولا إله إلا الله، وله الحمد الذي انجلت بنوره غَمَرات الغضب، وأنقهرت بقُدرته أركان النَّصْب، وأطلع بنوره شمس الحق من الغرب. الذي محا بعدله جور الظلمة، وقصم بقُوته ظهر الفِتْنة، فعاد الحق إلى نصابه، والحق إلى أربابه، البائن بذاته، المنفرد بصفاته، الظاهر بآياته، المتوحد بدلالاته، لم تَفُتْه الأوقات فتسبقه ولم تُشْبهه الصور فتحويه الأمكنة، ولم تره العيون فتصفه الألسنة. إلى أن قال: بعد الصلاة على الرسول، وعلى أمير المؤمنين وسيد الوصيين، أساس الفضل والرحمة، وعمار العِلْم والحكمة، وأصل الشجرة الكرام النابتة في الأرومة المقدسة المطهرة، على أغصانه بواسق من تلك الشجرة. (28/5)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 6 وقال في الخطبة الثانية: بعد الصلاة على محمد، اللهم صل على وليك الأكبر علي بن أبي طالب أبي الأئمة الراشدين المَهْديين، اللهم صل على السَّبْطَيْن الطاهرين الحسن والحسين اللهم صل على الإمام المهدي بك والذي بلغٍ بأمرك وأظهر حُجتَّك، ونهض بالعدل في بلادك هادياً لعبادك. اللهم صلّ على القائم بأمرك، والمنصور بنصرك، اللذين بذلا نفوسهما في رضاك، وجاهدا عداك، وصل على المعز لدينك، المجاهد في سبيلك، والمُظْهِر لآياتك الحقية، والحجة العلية. اللهم وصل على العزيز بك، والذي تهذبت به البلاد. اللهم اجعل توافي صلواتك على سيدنا ومولانا، إمام الزمان، وحصن الإيمان، وصاحب الدعوة العلوية والملة النبوية، عبدك ووليك المنصور أبي علي الحاكم بأمر الله، أمير المؤمنين، كما صليت على آبائه الراشدين. اللهم أعنه ما وليته، واحفظ له ما استرعيته، وانصر جيوشه وأعلامه. وكان السبب أن رسل الحاكم وكتبه تكررت على قرواش، واستمالته وأفسد نيته. ثم انحدر إلى الأنبار، فأمر الخطيب بهذه الخطبة، فهرب الخطيب. فسافر قرواش إلى الكوفة،) فأقام بها الدعوة في ثاني ربيع الأول، وأقيمت بالمدائن، وأبدى قرواش صفحة الخلاف، وعاث. فآنزعج القادر بالله، وكاتب بهاء الدولة، وأرسل في الرّسْليّة أبا بكر محمد بن الطيب الباقلاني، وحمله قولاً طويلاً، فقال: إن عندك أكثر مما عند أمير المؤمنين، وقد كاتبنا أبو علي يعني عميد الجيوش، وأمرنا بإطلاق مائة ألف دينار يستعين بها على نفقة العسكر، (28/6)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 7 وإن دَعَت الحاجة إلى مسيرنا سِرنْا. ثم نفذ إلى قرواش في ذلك، فاعتذر ووثق من نفسه في إزالة ذلك، وأعاد الخطبة للقادر. وكان الحاكم قد وجه إلى قرواش هدايا بثلاثين ألف دينار، فسار الرسول فتلقّاه قَطْعُ بالرَّقَّة فردَّ. ولاية دمشق: وفي ربيع الأول منها عُزِل عن إمرة دمشق منير بالقائد مظفر، فولى أشهراً. ثم عُزِل بالقائد بدر العطار، ثم عُزِل بدر في أواخر العام أيضاً. وولي القائد منتجب الدولة لؤلؤ، وكلهم من جهة الحاكم العُبَيْديّ. ثم قدم دمشق أبو المطاع بن حمدان متولياً عليها من مصر يوم النَّحْر. إنقضاض كوكب: وفي صفر انقض وقت العصر كوكب من الجانب الغربي إلى سَمْتِ دار الخلافة، لم يُرَ أعظم منه. (28/7)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 8 زيادة دجلة: وفي رمضان بلغت زيادة دِجْلة إحدى وعشرين ذراعاً وثُلثاً، ودخل الماء إلى أكثر الدُّور الشّاطيّة، وباب التِّبْن، وباب الشعير. وغرفت القُرى. خروج أبي الفتح العلوي الملقب بالراشد بالله: وفيها خرج أبو الفتح الحسن بن جعفر العلوي، ودعى إلى نفسه وتلقب بالراشد بالله. وكان حاكماً على مكة، والحجاز، وكثير من الشام. فإن الحاكم بعث أمير الأمراء ياروخ نائباً إلى الشام، فسار بأمواله وحُرمَه، فلقِيَهم في غزَّة مفرج بن جراح، فحاز جميع ما معهم وقتل ياروخ. وسار مفرج إلى الرملة فنهبها، وأقام بها الدعوة للراشد بالله، وضرب السكة له. واستحوذت العربُ على الشام من الفَرَما إلى طبرية، وحاصروا الحصون. امتناع ركب العراق: ولم يحج ركْبُ من العراق. وفاة عميد الجيوش: وفيها توفي عميد الجيوش أبو علي الحُسين بن جعفر عن إحدى وخمسين سنة. وكان أبوه من حُجاب الملك عضد الدولة، فجعل أباً علي برسم خدمة ابنه صمصام) الدولة، فخدمه، وخدم بعده بهاء الدولة. ثم ولاه بهاء الدولة تدبير العراق، فقدِم في سنة اثنتين وتسعين والفِتَن (28/8)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 9 شديدة، واللصوص قد انتشروا ففتك بهم، غرق طائفة، وأبطل ما تعمله الشيعة يوم عاشوراء. وقيل: إنه أعطى غلاماً له دنانير في صينية، فقال: خذها على يدك. وقال: سر من النجمى إلى الماصر الأعلى، فإن عرض لك معترض فدعْه بأخذها، واعرف الموضع. فجاء نصف الليل فقال: قد مشيتُ البلدَ كله، فلم يلْقني أحد. ودخل مرة الرُّخَّجي وأحضر مالاً كثيراً، وقال: مات نصراني مصري ولا وارث له. فقال: نترك هذا المال، فإن حضر وارث وإلا أخذ فقال: الرُّخَّجي: فيحمل إلى خزانة مولانا إلى أن يتيقن المال فقال: لا يجوز ذلك. ثم جاء أخو الميت فأخذ التركة. وكان مع هيبته الشديدة عادلاً. ولي العراق ثمان سنين وسبعة أشهر، وتولى الشريف الرضي أمره، ودفنه بمقابر قُرَيْش. وولى بعده العراق فخر الملك. وفيه يقول الببغاء الشاعر: (سألتُ زماني: بمن استغيث .......... فقال: استغِثْ بعميد الجيوشِ)

(فناديتُ: ما لي من حِرْفةٍ .......... فجاوب حُوشِيت من هذا وحوشي)

(رجاؤك إيُّاه. يُدْنيك منه .......... ولو كنتَ بالصين أو بالعريشِ)

(نَبَتْ بي داري وفر القريب .......... وأودت ثيابي وبيعت فروشي) (28/9)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 0 (وكنتُ أُلَقَّبُ بالببغا قديماً .......... فقد مزق الدهرُ ريشي)

(وكان غداءي نقي الأرز .......... فها أنا مقتنعٌ بالحشيش)

4 (القحط بخراسان:) وفيها كان القحط الشديد بخراسان، لا سيما بَنْيسابور، فهلك بنَيْسابور وضواحيها مائة ألف أو يزيدون. وعجزوا عن غسل الأموات وتكفينهم. وأُكِلَتْ الجيفة والأرواث ولحوم الآدميين أكْلاً ذريعاً، وقبض على أقوام بلا عدد كانوا يغتالون بني آدم ويأكلونهم. وفي ذلك يقول أبو نصر الذُّهْليّ: (قد أصبح الناسُ في بلاء .......... وفي غلاءتداولوه)

(من يلزم البيت مات جوعاً .......... أو يشهد الناس يأكلوه) ) وقد أنفق محمود بن سُبُكْتكين في هذا القحط أموالاً لا تحصى حتى أحيى الناس، وجاء الغيث. الفتنة بالأندلس: وفيها وقبلها جرت بالأندلس فتنة عظيمة، وبُذِلَ السيف بقُرْطُبة، وقُتل خلقٌ كثير وتَمَّ ما لا يعبرَّ عنه، سُقناه في تراجم الأمراء. (28/10)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 1 4 (احداث سنة اثنتين وأربعمائة:) عمل عاشوراء بالعراق: أذِنَ فخرُ المُلْك أبو غالب بن حامد الوزير الذي قُلِّد العراق عام أول في عمل عاشوراء والنَّوْح. محضر الطعن في صحة نسب الخلفاء بمصر: وفي ربيع الآخر كُتِبَ من الديوان محضر في معنى الخلفاء الذين بمصر والقدح في أنسابهم وعقائدهم. وقُرِئت النسخةُ ببغداد. وأُخِذَت فيها خطوط القُضاة والأئمة والأشراف بما عندهم من العِلْم والمعرفة بنسَب الدَيْصَانية، وهم منسوبون إلى دَيْصَان بن سعيد الخُرّميّ، إخوان الكافرين، ونُطَف الشياطين، شهادةً يُتقرَّبُ بها إلى الله. ومعتقد ما أوجب الله تعالى على العلماء أن يبينوه للناس. شهدوا جميعاً أن الناجم بمصر وهو منصور بن نزار الملقب بالحاكم حكم الله عليه بالبوار، والخزْي والنكال، ابن مَعَد بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن سعيد، لا أسعده الله. فإنه لما صار سعيد إلى الغرب تسمى بُعبَيْد الله وتلقب بالمهدي. وهو ومن تقدم من سلفه الأرجاس الأنجاس، عليه وعليهم اللعنة، أدعياء خوارج لا نسب لهم في ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وأن ذلك باطل وزور. وأنتم لا تعلمون أن أحداً من الطالبيين توقف عن إطلاق القول في هؤلاء الخوارج أنهم أدعياء. وقد كان هذا الإنكار شائعاً بالحَرَمَيْن، وفي أول أمرهم بالمغرب، منتشراً (28/11)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 2 انتشاراً يمنع من أن يُدلَّس على أحدٍ كَذِبُهُم، أو يذهب وهْمٌ إلى تصديقهم. وأن هذا الناجم بمصر هو وسيلة كفار وفُساق فُجار زنادقة. ولمذهب الثنوية والمَجُوسية معتقدون، قد عطلوا الحدود، وأباحوا الفروج، وسفكوا الدماء، وسبوا الأنبياء ولعنوا السلف، وادعوا الربوبية. وكتب في ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعمائة. وكتب خلق كثير في المحضر منهم الشريف الرضي، والشريف المرتضي أخوه، وابن الأزرق الموسوي، ومحمد بن محمد بن عمر بن أبي يَعْلَي العلويون، والقاضي أبو محمد عبد الله بن الأكفانيّ، والقاضي أبو محمد أبو القاسم الجزري، والإمام أبو حامد الإسفرائينيّ، والفقيه أبو محمد الكُشفليّ، والفقيه أبو الحسين) القدوريّ الحنفيّ، والفقيه أبو علي بن حَمَكَان، وأبو القاسم بن المحسنّ التنوخيّ، والقاضي أبو عبد الله الصَيْمُريّ. إنفاق فخر الملك الأموال في العرق: وفيها فرق فخر المُلْك أموالاً عظيمة في وجوه البر، وبالغ في ذلك حتى كثر الدعاء له ببغداد، وأقام داراً هائلة أنفق عليها أموالاً طائلة. نُصْرة يمين الدالة على الكافر: وفيها ورد كتاب يمين الدولة أبي القاسم محمد بن سُبكْتكين إلى القادر بالله بأنه غزا قوماً من الكُفار، وقطع إليهم مفازة، وأصابه عطش كادوا يهلكون، ثمّ تفضّل الله عليهم بمطرٍ عظيم رواهم، ووصلوا إلى الكفّار. وهم خلق معهم ستّمائة فيل، فنصر عليهم وغنم وعاد. (28/12)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 3 هياج الريح على الحجاج: وفي آخر السنة ورد كتاب أمير الحاج محمد بن محمد بن عمر العلوي بأن ريحاً سوداء هاجت عليهم بُزبالة، وفقدوا الماء، فهلك خلْق. وبلغت مزادة الماء مائة درهم. وتخفر جماعة بني خَفَاجة وردّوا إلى الكوفة. الاحتفال بعيد الغدير: وعُمل الغدير. ويوم الغدير معروف عند الشيعة، ويوم الغار لجهلةِ السُّنّة في شهر ذي الحجة بعد الغدير بثمانية أيام اتخذته العامة عناداً للرافضة. فَعُمِل الغدير في هذه السنة والغار في ذي الحجة، لكن بِطُمَأنينة وسُكُون. وأظهرت القَيْنات من التعليق شيئاً كثيراً، واستعان السُّنّة بالأتراك، فأعاروهم القماش المفتخر والحلي والسلاح المذهب. هرب ناظر الزمام بمصر: وفي هذه الحدود هرب من الديار المصرية ناظر ديوان الزمام بها، وهو الوزير أبو القاسم الحسن بن علي المغربي حين قَتَلَ الحاكم أباه وعمته، وبقي إِلْباً على الحاكم يسعى في زوال دولته بما استطاع. فحصل عند المفرج بن جراح الطائي أمير عرب الشام، وحسن له الخروج على الحاكم، وقتل صاحب جيشه، فقتله كما ذكرناه سنة إحدى وأربعمائة. إمامة صاحب مكة الرشد بالله: ثم قال أبو القاسم لحسان ولد المفرج بن الجراح، إن الحسن بن جعفر العلوي صاحب مكة لا مَطْعَن في نسبه، والصواب أن تنصبه إماماً. فأجابه، (28/13)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 4 ومضى أبو القاسم إلى مكة، واجتمع بأميرها وأطعمه في الإمامة، وسهل عليه الأمور وبايعه، وجوز أخذ مال الكعبة وضربِهِ دراهم، وأخذ أموالاً من رجل يُعرف بالمطّوعي، عنده ودائع كثيرة للناس. واتفق موت المطوعي، فاستولى على الأموال، وتلقب بالراشد بالله. واستخلف نائباً) على مكة، وسار إلى الشام، فتلقاه المفرج وابنهُ وأمراء العرب، وسلموا عليه بإمرة المؤمنين. وكان متقلداً سيفاً زعم أنه ذو الفِقار، وكان في يده قضيب زعم أنه قضيب النبيّ صلى الله عليه وسلم، وحوله جماعة من العلويين، وفي خدمته ألف عبد. فنزل الرملة، وأقام العدل، واستفحل أمره، فراسل الحاكمُ ابن جراح، وبعث إليه أموالاً استماله بها. وأحس الراشد بالله بذلك، فقال لابن المغربي: غَرَرْتني وأَوْقعتني في أيدي العرب، وأنا راضٍ من الغنيمة بالإياب والأمان. وركب إلى المفرج بن جراح وقال: قد فارقتُ نعمتي، وكشفتُ القناع في عداوة الحاكم سُكوناً إلى ذمامك، وثقةً بقولك، واعتماداً على عهودك، وأرى ولدكَ حساناً قد أصلح أمره مع الحاكم، وأريدُ العَوْد إلى مأمني. فسيره المفرج إلى وادي القُرى، وسيرَّ أبا القاسم المغربي إلى العراق. فقصدَ أبو القاسم فخر الملك أبا عليّ، فتوهّموا فيه أنه يفسد الدولة العباسية، فتحسب إلى الموصل ونفق على قرواش، ثم عاد إلى بغداد. أمراء دمشق: وفي جمادى الأولى عُزل أبو المطاع بن حمدان عن إمرة دمشق، وأعيد إليها بدر العطار. ثم صُرِف بعد أيام بالقائد بن بزال، فولِيَها نحواً من أربعة أعوام. (28/14)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 5 4 (احداث سنة ثلاثٍ وأربعمائة:) تقليد الشريف الرضي نقابة الطالبيين: فيها قُلد الشريف الرضي أبو الحسن الموسَوِيّ نقابة الطالبين في سائر الممالك، وخُلِعَتْ عليه خلعة سوداء. وهو أول طالبي خُلِعَ عليه السواد. عمارة رستاق العراق: وفيها عَمر رُستاقَ العراق فخر الملك الوزير، فجاء الارتفاع لحق السلطان بضعة عشر ألف كُرٍ. إعتداء فُلَيتة الخفاجي على ركْب الحاجّ: وفيها، في أولها، بل في صَفرَ، وقْعة القرعا. جاء الخبر أن فُلَيْتَة الخفاجيّ سبق الحاج إلى واقصة في ستمائة من بني خَفَاجة، فغور الماء، وطرحَ في الآبار الحنظل، وقعد ينتظر الرَّكْب. فلما وردوا العقبة حبسهم ومنعهم العبور، وطالبهم بخمسين ألف دينار. فخافوا وضعُفُوا، وأجهدهم العطش، فهجم عليهم، فلم يكن عندهم مَنَعَة، فاحتوى على الجِمال والأحمال، وهلك الخلق. فقيل: إنه هلك خمسة عشر ألف إنسان، ولم يفلت إلا العدد اليسير. وأفلت أميرهم محمد بن محمد بن عمر العلوي في نفرٍ من الكِبار في أسوأ حال بآخر رَمقَ. فورد على فخر المُلْك الوزير من هذا أعظم ما يكون، وكتبَ إلى) عامل الكوفة بأن يُحسن إلى من توصل ويُعينهم. وكاتب علي بن مَزْيد وأمره أن يطلب العرب، وأن يُوقِع بهم. فسار ابن مَزْيد، فلحقهم بالبرية وقد قاربوا (28/15)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 6 البصرة، فأوقع بهم وقتل كثيراً منهم، وأسر القوي والد فُلَيتَةَ، والأشتر، وأربعة عشر رجلاً من الوجوه. ووجدَ الأموال والأحمال قد تمزقت وتفرقت، فانتزع ما أمكنه وعاد إلى الكوفة، وبعث الأسرى إلى بغداد، فشهروا وسجِنوا، وجُوع بعضهم، ثم أطعمهم المالح، وتُرِكوا على دجلة يرون الماء حتى ماتوا عطشاً. انقضاض كوكب ببغداد: وفي رمضان انقضّ كوكبّ من المشرق ببغداد، فغلب ضوؤه على ضوء القمر وتقطع قِطعاً. جنازة بنت أبي نوح الطبيب والفتنة بسببها: وفي شوال أخرجت جنازة بنت أبي نوح الطبيب امرأة ابن إسرائيل كاتب الناصح أبي الهيجاء. ومع الجنازة النوائح والطُّبولُ والزُّمور والرُّهْان والصّلْبان والشُّموع. فأنكر هاشمي ذلك ورجم الجنازة، فوثب بعض غلمان الناصح فضربَ الهاشمي بدبوس فشجه، وهربوا بالجنازة إلى بَيْعةٍ هناك، فتبِعَتْهم العامة، ونهبوا البيعة وما جاورها مِن دُور النصارى. وعاد ابن إسرائيل إلى داره، فهجموا عليه، فهربَ واستجار بمخدومه، وثارت الفتنة بين العامة وبين غلمان الناصح، وزادت ورُفِعَتْ المصاحف في الأسواق، وغُلقت الجوامع، وقصد الناسُ دار الخليفة، فركب ذو السَّعادتين إلى دار الناصح، وترددت رسالة الخليفة بإنكار ذلك، وطُلِبَ ابن إسرائيل، فامتنع الناصح من تسليمه. فغضب الخليفة وأمر بإصلاح الطيار للخروج من البلد. وجمع الهاشميين في داره، واجتمعت العامة يوم الجمعة، وقصدوا دار الناصح، ودفعهم غلمانه عنها، فقُتل رجل قيل إنه علوي، فزادت الشناعة، وامتنع الناس من صلاة الجمعة. وظفرت العامة بقومٍ من النصارى فقتلوهم. ثم بعث الناصحُ (28/16)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 7 ابن إسرائيل إلى دار الخليفة، فسكنت العامة. وأُلزِمت النصارى بالغيار، ثم أُطلِقَ ابن إسرائيل. إلزام النصارى واليهود بحمل شارات في رقابهم: وفيها ألزم الحاكم صاحب مصر النصارى بحمل صلبان خَشب، ذراع في ذراع أعناقهم، وزن الصليب خمسة أرطال، وفي رقاب اليهود أكر خشب بهذا الوزن، فاسلهم بسبب هذا الذُّلّ طائفة. النهي عن تقبيل الأرض: ونهى الأمراء عن تقبيل الأرض وبوس اليد، ورسم أن يقتصروا) على السلام عليكم ورحمة الله ولبس الصوف على جسده وراسه، واقتصر على ركوب الحمار بغير حجاب ولا طرادين. كتاب الحاكم بأمر الله إلى أبن سبكتكين: وفيها بعث محمود بن سُبُكْتكين كتاباً إلى القادر بالله. وقد ورد إليه من الحاكم صاحب مصر، يدعوه فيه إلى الطاعة والدخول في بيعته، وقد خرقه وبصق عليه. ولاية ابن مَزْيد على أمد وديار بكر: وفيها قديء عهد أبي نصر بن مزيد الكُردي على آمد وديار بكر، وطُوق وسُور، ولُقب نصير الدولة. (28/17)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 8 أبطال الحاج: ولم يحج أحد من العراق. وردّ حاجُّ خُراسان. وفاة أيلك خان صاحب ما وراء النهر: وفيها مات أيلك الخان صاحب ما وراء النهر الذي أخذها من آل سامان بعد التسعين وثلاثمائة. وكان ملكاً شجاعاً حازماً ظالماً، شديد الوطأة. وكان قد وقع بينه وبين أخيه الخان الكبير طُغان ملك التُرْك، فورث مملكته أخوه طغان، فمالأ السلطان محمود سُبكْتكين ووالاه وهادنه، وتودد له، فجاست من جهة الصين جيوش تقصد جيوش طغان وبلاد الإسلام من ديار الترك وما وراء النهر يزيدون على مائة ألف خِركاه، لم يعهد الإسلام مثلها في صعيدٍ واحد، فجمع طغان جمعاً لم يسمع بمثله ونصره الله تعالى. وفاة السلطان بهاء الدولة: ومات السلطان بهاء الدولة أحمد بن عضد الدولة، وكان مصافياً لسلطان محمود بن سُبُكْتكين مدارياً له، مُوثِراً لِمصافاته لحكم الجوار. والله أعلم. (28/18)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 9 4 (احداث سنة أربع وأربعمائة:) تلقيب فخر المُلك بسلطان الدولة: في ربيع الأول انحدر فخر المُلك إلى دار الخلافة، فلما صعِد مِن الزَّبْزَب تلقاه أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن حاجب النعمان، وقبل الأرض بين يديه، وفعل الحُجاب كذلك، ودخل الدار والحُجّاب بين يديهُ، وأجلس في الرواق، وجلس الخليفة في القُبَّة. ودعي فخر الملك. ثم كثر الناس وازدحموا، وكثر البَوسَ واللَّغَط، وعجز الحُجّابُ عن الأبواب، فقال الخليفة: يا فخر الملك، إمنع من هذا الاختلاط. فرد بالدّبوس الناس، ووكل النُقباء بباب القبُة. وقرأ ابن حاجب النُعمان عهد السلطان الدولة بالتقليد والألقاب. وكتب القادر بالله علامته عليه،) وأحضرت الخِلَع والتاج والطَّوْق والسواران والّواءآت، وتولى عقدهما الخليفةُ بيده، ثم أعطاه سيفاً وقال للخادم: إذهب قلده به، فهو فخر له ولعَقبه، يفتح به شرق الدنيا وغَربها. وبعث ذلك إلى شِيراز مع جماعة. إبطال الحاكم للمنجمين: وفيها أبطل الحاكم المنجمين من بلاده، وشددَّ في ذلك، واعتقَ أكثر مماليكه وأحسن إليهم. (28/19)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 20 ولاية عهد الحاكم: وجعل ولي عهده ابن عمه عبد الرحيم بن الياس، وخطب له بذلك. حبس الحاكم للنساء: وأمر بحبس النساء في بيوت. فاستمر، وكذلك في سنة ستّ ملحمة الترك والصين: وفي حدود هذه السنة كانت الملحمة الهائلة بين ملك الترك طُغان، رحمه الله، وبين جيش الصين، فَقُتِل فيها من الكُفار نحو من مائة ألف، ودامت الحرب أياماً، ثم نزل النصر، ولله الحمد. (28/20)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 21 4 (احداث سنة خمسٍ وأربعمائة:) منع النساء من الخروج في مصر: فيها ورد الخبر أن الحاكم صاحب مصر حظَر على النساء الخروج من بيوتهن والإطلاع من الأسطحة ودخول الحَمّامات. ومنعَ الأساكفة من عمل الخِفاف، وقتل عدة نِسوة خالفنَ أمره. ومن كان قد لهج بالكوب في الليل يطوف في الأسواق. ورتب في كل درب أصحاب أخبار يطالعونه بما يتم. ورتبوا عجائز يدخلن الدُّور ويكشفن ما يتم للنساء، وأن فلانة تحب فلاناً ونحو هذا. فُيْنفٍ ذ من يُمسك تلك المرأة، فإذا اجتمع عنده جماعة منهن أمر بتغريقهم. فافتضح الناس وضجوا في ذلك. ثم أمر بالنداء: أيما امرأةٍ خرجت من بيتها أباحت دمها. فرأى بعد النداء عجائز، فغرقهن. قال: فإذا ماتت امرأةٍ جاء ولُّها إلى قاضي القضاة يلتمس غاسلة، فيكتب إلى صاحب المعونة، فيرسل غاسلةً مع اثنين من عنده ثم تعاد إلى منزلها. وكان قد هم بتغيير هذه السُنة. حيلة امرأة: فاتفق أن مَر قاضي مالك بن سعيد الفارقي، فنادته امرأة من رَوُزَنةٍ: أقسمتُ عليك بالحاكم وآبائه أن تقف لي. (28/21)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 22 فوقفَ، فبكت بكاءً شديداً وقالت: لي أخ يموت فبالله إلا ما حملتني إليه لأشاهده، قبل الموت. فرق لها وأرسلها مع رجلين، فأتت باباً فدخلته. وكانت الدار لرجلٍ يهواها وتهواه. وأتى زوجها فسأل الجيران، فأخبروه بالحال، فذهب إلى القاضي وصاح،) وقال: أنا زوج المرأة وما لها أخ، وما أفارقك حتى تردها إلي. فعظم ذلك على قاضي القُضاة، وخاف سطوة الحاكم، فطلع بالرجل إلى الحاكم مرعوباً وقال: العفو يا أمير المؤمنين. ثم شرح له القصة. فأمره أن يركب مع ذَيْنك الرجلين. فوجدوا المرأة والرجل في إزارٍ واحدٍ نائمين على سُكرٍ، فَحُملا إلى الحاكم. فسألها فأحالت على الرجل وما حسنه لها. وسأل الرجل فقال: هي هجمت علي وزعمت أنها خلْو من بعلٍ، وإني إن لم أتزوجها سَعَتْ بي إليك لتقتلني. فأمر الحاكم بالمرأة، فلُفت في بارية وأحرقت، وضُرب الرجل ألف سوط. ثم عاد وشدد على النساء إلى أن قُتَلِ. تقليد القاضي ابن أبي الشوارب: وفيها قلد قاضي القضاة بالحضرة أبو الحسن أحمد بن محمد بن أبي الشوارب بعد وفاة ابن الأكفاني. تقليد ابن مَزْيد أعمال بني دُبيس: وفيها قلد علي بن مَزْيد أعمال بني دُبَيْس بالجزيرة الأسدية. (28/22)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 23 4 (احداث سنة ستٍّ وأربعمائة:) الفتنة بين السنة والرافضة: فيها جرت فتنة بين السُنة والرافضة ببغداد في أول السنة، ومنعهم فخر المُلك مِن عمل عاشوراء. الوباء في البصرة: وفيها وقع وباء عظيم بالبصرة. تقليد الشريف المرتضى الحج والنقابة: وقُلد الشريف المرتضى أبو القاسم الحج والمظالم ونقابة الطالبيين، وجميع ما كان إلى أخيه. وحضر فخر المُلك والأشراف والقُضاة قراءة عهده، وهو: هذا ما عهد عبدُ الله أبو العباس أحمد القادر بالله أمير المؤمنين إلى علي بن موسى العلوي حين قربته إليه الأنساب الزّكية، وقدمت لديه الأسباب القوية، وذكر العهد. هلاك آلاف الحجاج: وفي آخر صفر وردَ الخبر إلى بغداد تأخره بالهلاك الكثير من الحاج، وكانوا عشرين ألفاً، فَسلمِ منهم ستة آلاف وأن الأمراء اشتد بهم العطش حتى (28/23)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 24 شربوا أبوال الجمال. ولم يحج أحد تلك السنة. غزوة ابن سُبكتكين للهند وغرق أصحابه: وفيها ورد الخبر أن محمود بن سُبُكْتكين غزا الهند، فَغَرَّهُ أّدلأؤه وأضلوه الطريق، فحصل في مائية فاضت من البحر، فغرق كثير ممن كان معه، وخاض الماء بنفسه أياماً ثم تخلص وعاد إلى خراسان. ولاية سهم الدولة على دمشق: وفيها ولي إمرة دمشق سَهْم الدولة ساتكين الحاكمي، فولِيها) سنتين وثلاثة أشهر. (28/24)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 25 4 (احداث سنة سْبعٍ وأربعمائة:) احتراق مشهد الحسين: فيها احترق مشهد الحسين رضي الله عنه بكربلاء من شمعتين سقطتا في جوف الليل على التأزير. احتراق دار القطن: وفيها احترقت دار القطن ونهر طابق. وقوع قبة الصخرة: وفيها وقعت القُبة الكبيرة التي على الصخرة ببيت المقدس. الفتنة بين الشيعة والسُّنة: وفيها هاجت الفتنة بين الشيعة والسُّنة بواسطة، ونُهبتْ دور الشيعة الزيدية وأُحرِقَتْ، وهرب وجوه الشيعة والعلوين، فقصدوا علي بن مَزْيَد واستنصروا به. (28/25)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 26 الخِلَع بالوزارة للرامُهرْمُزي: وفيها خُلَعِ على أبي الحسن بن الفضل الرّامَهُرْمُزِي خِلَعُ الوزارة من قِبل سلطان الدولة. وهو الذي بنى سور الحائرِ بمشهد الحسين. الواقعة بين أبي شجاع وأخيه أبي الفوارس: وفيها كانت وقعة بين سلطان الدولة أبي شجاع وبين أخيه أبي الفوارس بعد أن دخل شيراز وملكها. فتح خوارزم: وفيها افتتح محمود بن سُبُكْتكين خوارزم، ونقل أهلها إلى الهند. إمتناع الركب من العراق: ولم يخرج رَكْبّ من العراق. (28/26)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 27 4 (احداث سنة ثمان وأربعمائة:) تفاقم الفتنة بين الشيعة والسنة: وقعت الفتنةُ بين السنة والشيعة وتفاقمت، وعمل أهل نهر القلايين باباً على موضعهم، وعمل أهلُ الكَرْخ باباً على الدقاقين. وقُتل طائفة على هذين البابين. فركب المقدام أبو مقاتل، وكان على الشرطة، ليدخل الكَرْخ فمنعه أهلها وقاتلوه. فأحرق الدكاكين وأطراف نهر الدجاج، وما تهيأ له دخول. استتابة فقهاء المعتزلة: قال هبة الله اللالكائي في كتاب السُّنة أو في غيره: وفيها استتاب القادر بالله فُقهاء المعتزلة، فأظهروا الرجوع وتبرأوا مِن الاعتزال والرفض والمقالات المخالفة للإسلام. وأخذ خطوطهم بذلك، وأنهم متى خالفوه عاقبهم. ضعف الدولة البويهية: وضعفت دولة بني بُوَيه الدّيلم، وقدم بغداد سلطانُ الدولة، فكانت النوبة تُضْرَب له في أوقات الصلوات الخمس. وما تم ذلك لجده عَضُد الدولة.) (28/27)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 28 التنكيل بالمعتزلة والرافضة وغيرهم في خراسان: وامتثل يمين الدولة محمود بن سُبُكُتكين أمر القادر بالله، وبث سُنَّته في أعماله بُخراسان وغيرها في قتلِ المعتزلة والرافضة والإسماعيلية والقرامطة والجهمية والمشبهة وصلبهم وحبسهم وننفاهم وأمر بلعنهم على المنابر وشردهم عن ديارهم، وصار ذلك سُنةً في الإسلام. زواج سلطان الدولة: وفيها تزوج سلطان الدولة ببنت قرواش بن المقلد على خمسين ألف دينار. إمارة الأدريسي للأندلس: وفيها بويع بإمارة الأندلس القاسم بن حمود الإدريسي، فبقى ست سنين، وخُلع. قتل الدرزي: وفيها قتل الدرزي الملحد لكونه ادعى ربوبية الحاكم. فقُتِل وقُطّع. إمرة سديد الدولة بدمشق: وفيها ولي إمرة دمشق سديد الدولة أبو منصور، ثم عُزِل بعد أشهر. غزو السلطان محمود للهند: وغزا السلطان محمود الهند، فافتتح بلاداً كثيرة من الهند، ودانت له الملوك. (28/28)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 29 4 (احداث سنة تسعٍ وأربعمائة:) تكفير القائل بخلق القرآن: في المحرم قُريء بدار الخلافة كتاب بمذاهب السُنة، وفيه: من قال: القرآن مخلوق فهو كافر حلال الدم، إلى غير ذلك من أصول السنة. زيادة ماء البحر: وفيها زاد ماء البحر إلى أن وصل إلى الأُبُلّة، ودخل البصرة. عود سلطان الدولة إلى بغداد: وفيها ردّ سلطان الدولة إلى بغداد. فتح مهر وختُوج بالهند: وفيها غزا السلطان محمود الهند، وافتتح مدينتي مهرة وختوج. وكان فتحاً عزيزاً. وبين ذلك وبين غَزْنَة مسيرة ثلاثة أشهر. قال أبو النصر في تاريخه: عدل السلطان بعد أخذ خوارزم إلى بُسْت ثم إلى غّزْنة، فاتفق أن حشد إليه من أدنى ما وراء النهر زُهاء عشرين ألفاً من المطوعة. فحرك من السلطان محمود نفيرهم، ورد من نفوس المسلمين (28/29)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 30 تكبيرهم. واقتضى رأيه أن يزحف بهم إلى فتوح، وهي التي أعيت الملوك، غير كشاسب على ما زعمته المجوس، وهو ملك الملوك في زمانه، فزحف السلطان بهم وبجنوده، وعبرَ مياه سيْحون وتلك الأدوية التي تجل أعماقها من الوصف، ولم يطأ مملكةَ من تلك الممالك إلا أتاه الرسول واضعاً خد الطاعة، عارضاً في الخدمة الاستطاعة. إلى أن جاءه جنكي بن شاهي) وسهمي صاحب درب قشمير، عالماً بأنه بْعثُ الله الذي لا يرضيه إلا الإسلام أو الحسام. فضمن إرشاد الطريق، وسار أمامه هادياً. فما زال يفتح الصياصي والقلاع حتى مر بقلعة هارون، فلما رأى ملكُها الأرض تموج بأنصار الله ومن حولها الملائكة زُلْزِلت قدَمُه، وأشفق أن يُراقَ دمه، ورأى أن يتقي بالإسلام بأس الله، وقد شُهِرت حدوده ونُشِرت بعذبات العذاب بنوره، فنزل في عشرة آلاف ينادون بدعوة الإسلام. ثم سار بجيوشه إلى القلعة كلنجد، وهو من رؤوس الشياطين، فكانت له معه ملحمة عظيمة، هلك فيها من الكُفار خمسون ألفاً، من بين قتيل وحريق وغريق. فعمد كلنجد إلى زوجته فقتلها، ثم ألحق بها نفسه. وغنم السلطان مائة وخمسة وثمانين فيلاً، ثم عطف إلى البلد الذي يسمى المعبد، وهو مهرة الهند بطالع أبنيتها التي تزعم أهلها أنها من بناء الجن، فرأى ما يخالف العادات، وتفتقد روايتها إلى الشهادات. وهي مشتملة على بيوت أصنام بنقوشٍ مبدعة، وتزاويق تخطف البصر. قال: وكان فيما كتب به السلطان أنه لو أراد مُريد أن يبني ما يعادل تلك الأبنية ليعجز عنها بإنفاق مائة ألف ألف درهم، في مدة مائتين سنة، على أيدي عَمَلَة كَمَلَة، ومَهَرة سَحرةَ. وفي جملة الأصنام خمسة من الذهب معمولة طول خمسة أذرُع، عينا كل واحدٍ منها ياقوتتان، قيمتهما خمسون ألف دينار بل أَزْيَد. وعلى آخر ياقوتة زرقاء، وزنها أربعمائة وخمسون مثقالاً. فكان جملة الذهبيات الموجودة على أحد الأصنام المذكورة ثمانية وتسعين ألف مثقال. ثم أمر السلطان بسائر الأصنام فَضُربَت بالنفط، وحاز من السبايا والنهاب ما يعجز عنه أناملُ الحُساب. ثم سار (28/30)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 31 قُدُما يروم فتوح وخلف معظم العسكر، فوصل إليها في شعبان سنة تسعٍ، وقد فارقها الملك إقبال منهزماً، فتتبع السلطان قلاعها، وكانت سبعة على البحر، وفيها قريب من عشرة الآف بيت من الأصنام، تزعم المشركون أنها متوارثة منذ مائتي ألف سنة إلى ثلاثمائة ألف سنة كذباً وزوراً، ففتحها كلها في يومٍ واحد، ثم أباحها لجيشه فانتهبوها. ثم ركض منها إلى قلعة البراهمة، وتعرف بمنح، فافتتحها وقتل بها خلقاً كثيراً، ثم أفتتح قلعة جنداري وهي ممن يُضرب المثل بحصانتها. وذكر أبو النصر ذلك مطولاً مفصلاً بعبارته الرائقة، فأسهب وأطنب. فلقد أقر عين السامع، وسر المسلم بهذا الفتح العظيم الجامع، ولله الحمد على إعلاء كلمة الإسلام، وله الشكر على) إقامة هذا السلطان الهُمام. وبعد الأربعمائة كان قد غلب على بلاد ما وراء النهر أيلك خان أخو صاحب التُرك طُغَان الكبير، وهما مهادنان للسلطان يمين الدولة محمود بن سُبُكْتكين، فقويت نفوسهما عليه مكُراً وراوغا، وبقي كل واحدٍ منهما يُحيل على الآخر. فبعثوا رُسُلهم، فأكرم الرُّسُلَ، وأظهر الزينة، وعرض جيشه. قال أبو النصر محمود بن عبد الجبار: فأمر بتعبئة جيوشه وتغشية فيوله، ورتب العسكر سِماطين في هيئة، لو رآها قارون قال: يا ليت لي مثل ما أوتي محمود. فصف نحو ألفي غلام تُرك في ألوان الثياب، ونحو خمسمائة غلام بقُربه بمناطق الذهب المرصعة بالجواهر، وبين أيديهم أربعون فيلاً من عظام الأفيلة بغواشي الديباج. ووراء السماطين سبعمائة فيل في تجافيف مشهرة الألوان، وعامة الجيش في سرابيل قد كدت القيون وردت العيون، وأمامهم الرجال بالعُدد، وقام في القلب كالبدر في ظُلمة الديجور. وأذِن للرُسُل حينئذٍ، ثم عُدل بهم إلى الموائد في دارٍ مفروشة بما لم يُحك عن غير الجنة. ففي كل مجلس دُسُوت من الذهب من جِفانٍ وأطباق، فيها الأواني الفائقة والآلات الرائقة، وهيأ لخاص مجلسه طارم قد جُمِعَتْ ألواحه وعضادته بضباب الذهب وصفائحه وفُرِش بأنواع الديباج المذهب، وفيه كُوات مضلعة، تشتمل على أنواع الجواهر التي أَعْيَتُ أمثالها أكاسرة العجم، وقياصرة الروم، وملوك الهند، (28/31)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 32 وأفيال العرب. وحوالي المجلس أطباق تخان من الذهب، مملوءة من المِسْك والعنبر والعود، وأواني لم يُسمع بمثلها. ثم جهز الرُّسُل. ووقع بين الأخوين، وتنافراً مدة لسعادة الإسلام وسلطانه يمين الدولة. وكان على مملكة خوارزم الملك مأمون بن مأمون، قد وليها بعد أخيه علي، فزوجه السلطان محمود بأختيه، ثم طلب منه أن يذكر اسمه في الخطبة معه، فأجاب. وامتنع من الإجابة نائبة وكُبراء دولته ولاموه. ثم إنهم قتلوه غيلة، فغضب السلطان وسار بجيوشه لحربهم، فالتقاهم بظاهر خوارزم وظفر بهم، فسمر جماعةً من الأمراء، واستناب على خوارزم حاجبه الكبير الْتُونْتاش. وصفت له مملكة خُراسان، وسجِسْتان، وغَزنة، وخوارزم، والغور. وافتتح نصف إقليم الهند. في عدة غزوات وكانت سلطنته بضْعاً وثلاثين سنة كما سيأتي في ترجمته. (28/32)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 33 4 (احداث سنة عشرٍ وأربعمائة:) ) كتاب يمين الدولة محمود بفتوحاته في الهند: وردَ من يمين الدولة محمود كتابٌ بما افتتحه مِنُ الهند، وبما وصل إليه مِن أموالهم وغنائمهم، فيه: إن كتاب العبد صدر من غزنة لنصف المحرم سنة عشر، والدينُ مخصوص بمزيد الإظهار، والشَّرْك مقهور بجميع الأطراف والأقطار. وانتدب العبدُ لتنفيذ الأوامر وتابع الوقائع على كُفار السند والهند. فرتب بنواحي غزنة العبد محمداً مع خمسة عشر ألف فارس وعشرة الآف راجل. وأنهض العبد مسعوداً مع عشرة الآف فارس وعشرة الآف راجل، وشحن بلح وطخارستان بأرسلان الحاجب، مع اثني عشر ألف فارس، وعشرة الآف راجل. وضبط ولاية خوارزم بالتونْتاش الحاجب مع عشرين ألف فارس وعشرين ألف راجل. وانتخب ثلاثين ألف فارس وعشرة الآف راجل لصُحة راية الإسلام. وانضم إليه جماهير المطوعة. وخرج العبد من غزنة في جُمادى الأولى سنة تسعٍ بقلبٍ منشرح لطلب السعادة، ونفس مشتاقة إلى درك الشهادة، ففتح قلاعاً وحصوناً، وأسلم زهاء عشرين ألفاً من عُباد الوثن، وسلموا قدر ألف ألف من الوَرِق، ووقع الإحتواء على ثلاثين فيلاً. وبلغ عدد الهالكين منهم خمسين ألفاً. ووافى العبد مدينة لهم عاين زهاء ألف قصر مَشِيد، وألف بيت للأصنام، ومبلغ ما في الصنم ثمانية وتسعون ألف مثقال. وقلع من الأصنام الفضة زيادة على ألف صنم. ولهم صنم معظم يؤرخون مدته بجهالتهم بثلاثمائة ألف عام. وقد بنوا (28/33)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 34 حول تلك الأصنام المنصوبة زهاء عشرة الآف بيت. فعني العبد بتخريب تلك المدينة اعتناءَ تاماَ، ونهبها المجاهدون بالإحراق. فلم يبقى منها إلا الرسوم. وحين وجد الفراغ لاستيفاء الغنائم، حصل منها عشرين ألف ألف درهم، وأفرد خُمس الرقيق، فبلغ ثلاثةً وخمسين ألفاً. واستعرض ثلاثمائة وستة وخمسين فيلاً. ولاية قوام الدولة على كرمان: وفيها جلس القادر بالله فَقُرِيء عهد الملك قوام الدولة أبي الفوارس، وحُملت إليه خِلَع السلطنة بولاية كَرْمان. وفاة الأصيفر المنتفقي: وفيها مات الأصيفر المنتفقي الذي كان يأخذ الخفارة من الحجاج. نيابة دمشق: وقد ولي نيابة دمشق عدة أمراء للحاكم في هذه السنين، وكان الناس يتعجبون من كثرة ذلك. ثم وليها ولي العهد عبد الرحيم بن الياس بن أحمد بن عبد العزيز العُبَيدي، وكان) يوم دخوله يوماً مشهوداً موصوفاً. ثم عُزِل أقبح عزلْ بعد أشهر، وأُخِذَ إلى مصر مقيداً، بعد أن قُتل وقت القبضِ عليه جماعة من أعوانه. موت صاحب حران: وفيها مات صاحب حران وثاب بن سابق، وتملك ابنه شبيب. (28/34)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 35 5 (بسم الله الرحمن الرحيم:)

5 (الطبقة الحادية والأربعون وفيات)

1 (وفيات سنة إحدى وأربعمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن عبد الملك بن هاشم: أبو عمر بن المُكوي الإشبيلي المالكي، كبير المفتين بقرطبة، الذي انتهت رئاسة العلم بالأندلس في عصره إليه. تفقه على إسحاق بن إبراهيم الفقيه، وكان حافظاً للمذاهب، مقدماً فيه، بصيراً بأقوال أصحاب مالك، من أهلِ المتانة في دينه، والصلابة في رأيه، والبُعد عن هوى نفسه. القريب والبعيد عنده في الحق سواء. دُعي إلى القضاءِ قُرطبة مرتين فأبى، وصنف كتا بالإستيعاب في رأي مالك للحكم أمير المؤمنين، فجاء في مائة جزء. وكان جمعه له مع أبي بكر محمد بن عبد الله القُرشي المعُيطي. ورفع إلى الحكم فسر بذلك، ووصلهما وقدمهما إلى الشورى. ولد أبو عمر في سنة أربعٍ وعشرين وثلاثمائة. وعليه تفقه أبو عمر بن عبد البر، وأخذ عنه المُدَونة (28/35)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 36 توفي فجأة في سابع جُمادى الأولى. وكانت له جنازة عظيمة. أحمد بن عبدوس بن أحمد الجُرجاني: يروي عن: أبي العباس الأصم وغيره. توفي في ربيع الأول. أحمد بن علي بن أحمد بن محمد: أبو العباس الريغي الباغاني المقريء، الفقيه المالكي. قدمِ الأندلس سنة وسبعين، وأدب ولد المنصور محمد بن أبي عامر. ثم علت منزلته، وقدم للشورى بعد أبي عمر بن المُكوي. وكان أحد الأذكياء الموصوفين. وكان بحراً من بحور العلم، لا سيما في القراءآت والإعراب والناسخ والمنسوخ والأحكام.) أخذ بمصر عن: أبي بكر الأْدفوي، وعبد المنعم بن غَلْبُون. وتوفي في ذي القعدة وله ست وستون سنة. وقد أخذ عنه: ابن عتاب، وغيره. أحمد بن عمر بن أحمد: أبو عمر الجرجاني المطرز. عُرف بالبكراباذي المحدث. أحد من عُني بالرحلة والسماع. أنفق مالاً جزيلاً، وسمع بإصبهان من أبي الشيخ، وببغداد من القَطِيعي، (28/36)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 37 وباليمن من أبي عبد الله النِقوي آخر أصحاب إسحاق الدبرِي وتوفي بجُرجان في جُمادى الأولى، وقد شاخ. أحمد بن عمر بن أحمد بن محمد بن عبد الواحد: أبو الحسن الكناني المصري، والد أبي الحسن علي الرواي عن ابن حيوية النيسابوري. توفي لليلتين بقيتا من ربيع الآخر. قاله أبو إسحاق الحبال. أحمد بن محمد بن أحمد بن سعيد بن الحُباب بن الجسور: أبو عمر القُرطُبي، مولى بني أمية. وأما أبو إسحاق بن شِنظير فكناه: أبو عُمير، والأول أشهر. روى عنه: قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة، ومحمد بن عبد الله بن أبي دُليم، ومحمد بن معاوية القُرشي، وأحمد بن مُطرف، وجماعة. حدث عنه: الصاحبان، وأبو عمر بن عبد البر، وأبو عبد الله الخولاني، وأبو محمد بن حزم، وهو أكبر شيخ لابن حزم. قال: وهو أول شيخٍ سمعت عليه قبل الأربعمائة ومات لأربع بقينٍ من ذي القعدة. تُوفي أيام الطاعون. وكان خيراً فاضلاً، شاعراً، عالي الإسناد مُكثراً. ولد في حدود سنة عشرين وثلاثمائة. قال ابن عبد البر: قرأت عليهالمُوطأعن محمد بن عيسى بن رفاعة، عن يحيى بن أيوب بن باذي العلاف، عن يحيى بن بُكيْر. وقرأت عليهالمُدونة عن وهب بن مسرة، عن ابن وضاح، عن سَحْنُون مؤلفها. (28/37)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 38 وقرأت عليه تفسير سُفيان بن عُيينة، عن قاسم بن أصبغ. أحمد بن محمد بن وسيم: أبو عمر الطُّليطلي. كان فقيهاً متفنناً، شاعراً لُغوياً نحوياً. غزا مع محمد بن تمام إلى مكادة. فلما انهزموا هرب إلى قُرطبة، واتبعه أهل طُليطلة، فصلبوه ثم رموه بالنبل والحجارة حتى هلك وهو يتلو سورة يس، رحمه الله. أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن: أبو عبيد الهروي المؤدب اللغوي، مصنف الغريبين في اللغة: لغة القرآن، ولغة الحديث. أخذ اللغة عن: الأزهري، وغيره. وتُوفي في رجبٍ لستٍ خَلَوْن منه. وقد ذكره القاضي فيوفيات الأعيان فقال: سار كتابه في) الآفاق، وهو من الكُتُب النافعة. ثم قال: وقيل: إنه كان يحب البذلة، ويتناول في الخلوة، ويعاشر أهل الأدب في مجالس اللذة، والطرب، عفا الله عنه وعنا. ويقال له الفاشاني، بالفاء. وفاشان: بفاء مَشُوبةٍ بباء، قرية من قرى هراة. (28/38)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 39 وذكره ابن الصلاح في طبقات الشافعية فقال: روى الحديث عن: احمد بن محمد بن ياسين، وابي إسحاق احمد بن محمد بن يونس البزاز الحافظ. روى عنه أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، وأبو عمر عبد الواحد بن أحمد المليحي كتابة الغريبين إبراهيم بن محمد بن إبراهيم: أبو القاسم المؤذن المقريء الخفاف. ويروي عن: أبي بكر الإسماعيلي. وتوفي في شوال، في الكُهُولة. إبراهيم بن محمد الحافظ: أبو مسعود الدمشقي. الصحيح وفاته سنة أربعمائة كما تقدم. آدم بن محمد بن توبة: أبو القاسم العُكبري. مات بعُكبرا في صفر. يروي عن: النجاد، وابن قانع، وجماعة. وعنه: أبو طاهر أحمد بن محمد الخفاف. إسحاق بن علي بن مالك: أبو القاسم الجرجرائي الملحمي. (28/39)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 40 روى عن: الإسماعيلي، ونُعيم بن عبد الملك. وتوفي رحمه الله في رجب. 4 (حرف الحاء:) الحُسين ابن القائد جوهر المغربي: كان قائد القواد للحاكم صاحب مصر، فنقم عليه وقتله في هذه السنة. الحُسين بن عثمان اليبرودي: روى عن: علي بن أبي العقب. روى عنه: علي الحنائي، وأبو علي الأهوازي، وعلي بن الحسين بن صصرى. الحُسين بن مظفر بن كُنداج: أبو عبد الله البغدادي. سمع: إسماعيل الصفار، وجعفراً الخالدي. روى عنه: أبو بكر البرقاني، وقال: ليس به بأس، كان يعرف. الحُسين بن حي بن عبد الملك بن حي: أبو عبد الله القُرْطُبي، المعروف بابن الجُزُقة. يروي عن: أبي عيسى الليثي، وابن القُوطية، ومحمد بن أحمد بن خالد. وشاوره القاضي محمد بن بقي. (28/40)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 41 وكان من كبار المفتين بقُرطبة. عارفاً بمذهب مالك. حج سنة ثمانٍ وأربعين، وأخذ عن أبي بكر الآجُري كثيراً من تصانيفه، وتردد فيها ستة أعوام. وولي قضاء مدينة سالم، ثم مدينة جيان. قال أبو حيان: لم يكن بالمحمود في القضاء، واستهواه حُب الدنيا،) وآرتكس مع المهدي بن عبد الجبار، وكان أحد دُعاته، فاستوزره عن ظهوره، فأخلد إلى الأرض، واتبع هواه. فلما زالت دولة المهدي اختفى، والطلب عليه شديد، إلى أن وُجد في مقبرة على نعش قد أخرج من دار ميتاً، وعلى صدره ورقة فيها قصته. حمد بن عبد الله بن علي: أبو الفرج الدمشقي المقري المعدل. من جِلة عُدُول البلد. وهو صاحب دُوَيْرة حمد بباب البريد. حكى عنه محمد بن عوف المُزني. قال هبة الله بن الأكفاني في سنة إحدى وأربعمائة: وُجِدَ حمد وزوجته مذبوحين وصبي قرابته في داره بباب البريد، رحمه الله. 4 (حرف الخاء:) خالد بن محمد بن حُسين بن نصر بن خالد. أبو المستعين البُسْتي الحنفي الواعظ. تُوفي في رجب منصرفاً من الحج. خَلف بن مروان بن أمية. أبو القاسم القُرْطُبي الصخري، من أهل صخرة حيوة، بُليدة بغربي الأندلس. (28/41)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 42 كان من فقهاء الأندلس. ولي الشورى، ثم قضاء طُليطلة فاستعفى. توفي في رجب. 4 (حرف السين:) سامة بن لؤي: أبو مضر القُرشي الهروي. سمع: أبا بكر محمد بن عبد الله حفيد العباس بن حمزة. روي عن: ناصر العمري. وتوفي في ربيع الآخر. سعيد بن عبد الله بن الحسن: أبو القاسم العماني، الفقيه. توفي في جمادى الآخرة بخراسان. 4 (حرف الشين:) شقيق بن علي بن هود بن إبراهيم. أبو مطيع الجرجاني الفقيه. روى عن: نعيم بن عبد الملك، وأبي الحُسين بن ماهيار. وولي قضاء جُرْجان سنةً ونصفاً. فمات في السادس والعشرين من المحرم. 4 (حرف العين) عبد الله بن عَمرو بن مسلم. أبو محمد الطرسوسي. سمع: إسماعيل الصفار، وأبا سهل بن زياد. (28/42)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 43 وعُمر تسعين سنة، وحدث بنسف. عبد الله بن محمد بن عبد الله بن هلال:) أبو بكر الحِنائي البغدادي الأديب، نزيل دمشق. روى عن: يعقوب الجصاص، والحسين بن عياش القطان، وأبي جعفر بن البختري، والصفار. روى عنه: أحمد بن علي الكفرطابي، ورشأ بن نظيف، وأبو القاسم الحنائي، وأبو علي الأهوازي. وثقه الخطيب. عبد العزيز بن محمد بن نعمان بن محمد بن منصور: قاضي مملكة الحاكم. ولي الحكم سنة أربعٍ وتسعين وثلاثمائة بعد ابن عمه الحسين بن علي. وعلت رُتبته عند الحاكم إلى أن أصعده معه على المنبر في يوم العيد. ثم عزله في سنة ثمانٍ وتسعين بالقاضي أبي الحسن الفارقي. ثم قتله سنة إحدى وأربعمائة، وقتل معه القائد حسين بن جوهر. عبد الملك بن أحمد بن نُعيم ابن الحافظ أبي نعيم عبد الملك بن عدي: (28/43)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 44 أبو نعيم الإستراباذي. ولي قضاء جُرجان، وحدث عن: جده، وابن ماجة القزويني، والحافظ ابن عدي. توفي في آخر السنة. عبد الواحد بن زوج الحرة محمد بن جعفر: أبو القاسم البغدادي. سمع: أحمد بن كامل، وعبد الله بن أسحق الخُرساني، وجماعة كبيرة. روى عنه: البَرقاني، وعبد العزيز الأزجي. عبيد الله بن أحمد بن الهُذيل الكاتب: يروي عن أبيه، عن محمد بن أيوب الضُّرَيسْ روى عنه: أبو الحسين محمد بن المهتدي بالله. كان ببغداد. عبيد الله بن محمد بن الوليد. أبو مروان المُعيطي القْرطبي. قال ابن بشكوال: كان عالماً حافظاً فاضلاً ورِعاً كثير الصدقة، من بيت فقهٍ وعبادة. تُوُفي في ذي القعدة، وصلى عليه عمه الفقيه عبد الله. وعاش 43 سنة. (28/44)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 45 عثمان بن عبد الله بن إبراهيم: أبو عمر والطرسُوسي، الكاتب، قاضي المعرة روى عنه: خيثمة بن سليمان وموسى بن القاسم. روى عنه: أبو علي الأهوازي، وأبو الفضل محمد بن أحمد السعدي، وعبد الواحد بن محمد الكفرطابي. توفي بكفر طاب سنة إحدى وأربعمائة تقريباً.) علي بن عبد الواحد بن محمد بن الحر. أبو الحسين البري، قاضي أطرابلس. حدث عن: خيثمة بن سليمان، وأبي الطاهر أحمد بن عمرو المديني، وأحمد بن بهزاد السيرافي، والمصريين. روى عنه: علي بن محمد الحنائي، وأبو علي الأهوازي، وعبد الرحيم بن محمد البخاري. وفي ذي الحجة وصل قائد من مصر وخادمان إلى أطرابلس، فقطعوا رأس (28/45)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 46 هذا القاضي لكونه سلم عزاز إلى مُتولي حلب بغير أمر الحاكم. قاله عبد المنعم بن علي النحوي. علي بن محمد: أبو الفتح البُستي، الكاتب الشاعر المشهور. وقيل: اسمه علي بن محمد بن حُسين بن يوسف بن عبد العزيز. وقيل علي بن أحمد بن الحسن. له أسلوب معروف في التجنيس. روى عنه من شعره: أبو عبد الله الحاكم، وأبو عثمان الصابوني، وأبو عبد الله الحسين بن علي البرذعي. قال الحاكم: هو واحد عصره. حدثني أنه سمع الكثير من أبي حاتم بن حبان. ومن نثره: من أصلح فاسده أرغم حاسده. عادات السادات سادات العادات. لم يكن لنا طمع في دَرْكِ دِرِّكَ، فاعفِنا من شَرِكِ شَرِّكَ. (28/46)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 47 يا جهل من كان على السلطان مُدلاً، وللإخوان مُذِلاً. إذا صح ما فاتك، فلا تأس على ما فاتك. المعاشرة ترك المُعايرة. مِن سعادة جِدك وقوفك عند حدك. ومن شعره: (أعلك بالمُنى روحي لعلي .......... أروح بالأماني الهم عني.)

(وأعلم أن وصلك لا يُرجى .......... ولكن لا أقل من التمني.) وله: (زيادةُ المرءِ في ذُنْياهُ نُقْصانُ .......... وربْحُهُ غير محض الخبر خُسْرانُ)

(وكل وجدان حظ لا ثبات له .......... فإن معناه في التحقيق فقدانُ)

(يا عامراً لخراب الدار مجتهدا .......... بالله، هل لخراب العُمر عُمرانُ)

(ويا حريصاً على الأموال يجمعها .......... أقْصرْ، فإن سُرور المال أحزانُ)

(زع الفؤاد عن الدنيا وزُخْرُفها .......... فَصَفْوُها كدر والوصلُ هِجرانُ)

(وأرعِ سمعك أمثالاً أفصلها .......... كما يُفصل ياقوتاً ومُرجانُ)

(أحسن إلى الناس تسعبد قلوبهم .......... فطالما استعبد الإنسان إحسانُ)

(وإن أساء مُسيءٌ فليكن لك .......... في عروض زلته صفحٌ وغُفرانُ)

(واشدُدْ يديك بحبل الله معتصماً .......... فإنه الركنُ إن خانتك أركانُ) ) (من استعان بغير الله في طلبٍ .......... فإن ناصره عجزٌ وخُذْلانُ)

(من جاد بالمال مال الناسُ قاطبةً .......... إليه والمالُ للإنسان فتانُ)

(من سالم الناس يسلمْ من غوائلهم .......... وعاش وهو قرير العين جذلانُ)

(والناس أعوانُ من واتته دولته .......... وهم عليه إن خانته أعوانُ)

(يا ظالماً فرِحاً بالسَّعْد ساعده .......... إن كنت في سنةٍ فالدهرُ يَقظانُ) (28/47)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 48 (لا تحسبن سُروراً دائماً أبداً .......... من سره زمن سأته أزمان)

(لا تغتر شبابرائق خضلً .......... فكم تقدم قبل الشيبِ شُبانُ)

(ويا أخا الشيب لو ناصحت نفسك لم .......... يكن لمثلك في اللذات إمعانُ)

(هب الشبيبة تُبلى عُذر صاحبها .......... ما عُذر أشيب يستهويه شيطانُ)

(كل الذُّنُوب فإن الله يغفرها .......... إن شيع المرء إخلاص وإيمانُ)

(وكل كسرٍ فإن الدين يجْبُرُهُ .......... وما لكسرِ قناةِ الدين جُبرانُ) وهي طويلة. عمر بن حُسين بن محمد بن نابل: أبو حفص الأموي القُرطبي. شيخ محدث صالح مُسند، من بيت عِلم ودين كُف بصره بآخره، وسمع الناس منه كثيراً. روى عن: قاسم بن أصبغ، وأبي عبد الملك بن أبي دُليم، ومحمد بن عيسى بن رفاعة، ومحمد بن معاوية، وأبيه حسين بن محمد. تُوُفي في الوباء في ذي القعدة، وكان ثقة صدوقاً موسراً. روى عنه: ابن عبد البر الحافظ. وآخر من روى عنه حيان بن خلف الأموي. عميد الجيوش: مذكور في الحوادث. (28/48)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 49 4 (حرف الفاء:) فارس بن أحمد بن موسى بن عمران: أبو الفتح الحمصي المقريء الضرير. نزيل مصر. قرأ القراءآت على: أبي الحسن عبد الباقي بن الحسين بن السقا، وعبد الله بن الحسين السامري، ومحمد بن الحسن الأنطاكي، وأبي الفرج الشنبُوذي، وجماعة. قرأ عليهم في حدود سنة ثمانين وثلاثمائة. وصنف كتاب المُنشأ في القراءآت الثمان. وكان أحد الحُذاق بهذا الشأن. قرأ عليه القراءآت: ولده عبد الباقي، وإسماعيل بن رجاء العسقلاني، وأبو عمر الداني. وتُوفي عن ثمانٍ وستين سنة. وإسناده في القراءآت والتيسير لأبي عمرو، وغيره. قال الداني:) لم نلق مثله في حفظه وضبطه وحُسن مادته وفهمه، تعلم صناعته مع ظهور نسكه وفضله وصدق لهجته، وصبره على سرد الصيام والتجهد بالقرآن. قال لي: ولُدتُ بحمص سنة، وتُوفي بمصر فيما بلغنا سنة. الفضل بن أحمد بن ماج بن جبريل. أبو محمد الهروي الماجي. (28/49)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 50 4 (حرف القاف) القاسم بن أبي منصور: القاضي أبو محمد. تُوفي في ربيع الأول بخُراسان. 4 (حرف الميم:) محمد بن الحسين بن أسد: أبو نُعيم الجُرجاني الفامي. روى عنه: أبيه، وأبي يعقوب البحري. تُوفي في رمضان. محمد بن الحسين بن داود بن علي: السيد أبو الحسن العلوي الحسني النيسابوري شيخ الأشراف في عصره. سمع: أبا حامد وأبا محمد ابني الشرقي، ومحمد بن إسماعيل بن إسحاق المروزي، صاحب علي بن حُجر، ومحمد بن الحسين القطان، ومحمد بن عمر بن جميل الأزدي، وأبا حامد بن بلال، وعُبيد الله بن إبراهيم بن بالُويه، وأبا نصر محمد بن حَمدويه بن سهل الغازي، وأبا بكر بن دلويه الدقاق، وطائفةً سواهم. روى عنه الحاكم، وقال: هو ذو الهمة العالية والعبادة الظاهرة. وكان يُسأل الحديث فلا يُحدث. ثم في الآخر عقدتُ له الإملاء، وانتقيت له ألف حديث. وكان يُعد في مجلسه ألف محبرة. فحدث وأملى ثلاث سِنين، ثم توفي فجأة في جمادى الآخرة. (28/50)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 51 وروى عنه أيضاً: الإمام أبو بكر البيهقي، وهو من كبار شيوخه، بل أكبرهم، وأبو بكر محمد بن القاسم الصفار، وأبو عُبيد صخر بن محمد الطُوسي، وأبو القاسم إسماعيل بن زاهر، ومحمد بن عُبيد الله الصرام، وأبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن، وعثمان بن محمد بن عُبيد الله المحمي، وعمر بن شاه المقريء، وشبيب بن أحمد البستيغي، وأحمد بن محمد بن مُكرم الصيدلاني، وموسى بن عِمران بن محمد الأنصاري، وفاطمة بنت الزاهد أبي علي الدقاق، وآخرون. وتفرد بالراوية عن جماعةٍ من كِبار شيوخه.: المظفر أبو الفتح القائد: ولي إمرة دمشق للحاكم بعد الأمير مطهر بن بزال، ثم عُزِل بعد ستة أشهرُ في ربيع الأول من هذه السنة. المُعلى بن عثمان: أبو أحمد المادرائي. توفي بمصر في جمادى الأولى.) مُغيرة بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن يزيد بن شمر الفياض. أبو عاصم. تُوفي بخُراسان في شعبان. منصور بن عبد الله بن خالد: أبو علي الذُهلي الخالدي الهروي. (28/51)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 52 روى عن: ابن الأعرابي، وإسماعيل الصفار، وأحمد بن سليمان، وأبي علي الرفاء، وأبي العباس الأصم، وعبد المؤمن النسفي، ودعلج. روى عنه: أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد الؤدب، وأبو حازم عمر بن إبراهيم العبدوي، وأبو يعلى الصابوني، ونجيب بن ميمون الواسطي، وخلق كثير. قال أبو سعيد الإدريسي: كذاب لا يعتمد عليه. وقال جعفر المُستغفري: روى عن أبي طلحة منصور بن محمد بن علي البزدوي. قيل: تُوفي سنة إحدى وأربعمائة. والصحيح أنه تُوفي في المحرم سنة اثنتين. منصور بن عبد الله بن عدي: الواعظ الفاضل أبو حاتم بن الحافظ أبي أحمد الجُرجاني. روى عن: أبيه، والإسماعيلي. روى عنه: ابنه إسماعيل. وكان يعظ في مسجد والده إلى أن مات في سابع جُمادى الأولى. منصور بن محمد بن عبد الله بن محمد: أبو الطيب الدوستكي الهروي. من شيوخ أبي يعقوب القراب. 4 (حرف الهاء:) هارون بن موسى بن جندل القيسي. الأديب أبو نصر القُرطبي. (28/52)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 53 سمع من: أبي عيسى الليثي، وأبي علي القالي. روى عنه: الخولاني، وقال: كان رجلاً صالحاً منقبضاً مقتصداً عاقلاً مهيباً، تختلف إليه الأحداث للأدب. وكان من الثقات في دينه وعلمه. وأخذ منه أيضاُ: أبو عمر الطلمنكي، وأبو عمر بن عبد البر، وآخرون تُوفي في ذي القِعدة. 4 (حرف الياء) يحيى بن أحمد بن الحسين بن مروان: أبو سلمة بن أبي نصر المرواني الخُرساني. تُوفي في ربيع الأول يحي بن عمر بن بن حسين بن محمد بن عمر بن نابل: أبو القاسم القُرطبي. تُوفي قُبيل والده. روى عن: أبي الحسن الأنطاكي المقريء. حدث عن: الخولاني، وقال: كان من أهل الفضل والصلاح والخير مع التقدم في العلم. عُني هو وأبوه وجده بالعِلم، وحج كل واحدٍ منهم) وسمع بالمشرق. تُوفي في جُمادى الأولى. يحيى بن يحيى بن محمد: أبو الحسن ابن المحدث أبي زكريا العنبري. سمع أباه. وشهد وحدث. وتُوفي في رجب. ورخه الحاكم. (28/53)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 54 1 (وفيات سنة اثنين وأربعمائة:)

4 (حرف الألف) أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن تُركان بن جامع: أبو العباس التميمي الهمداني الخفاف. روى عن: عبد الرحمن الحلاب، والقاسم بن أبي صالح، وإبراهيم بن أحمد بن حمدان الهروي، وإسحاق بن عبدوس، وأوس الخطيب، وخلق. ورحل، فأخذ عن: عبد الباقي بن قانع، وأبي سهل بن زياد، وطائفة. روى عنه: جعفر الأبهري، ومحمد بن عيسى، وأبو الفرج بن عبد الحميد، ويوسف الخطيب، وأحمد بن عبد الرحمن الزاهد، وأحمد بن عيسى بن عباد، وآخرون. وهو ثقة صدوق. قاله شِيرويه، وسمع من جماعةٍ من أصحابه وقال: سمعت يوسف الخطيب يقول: كنت عند ابن تُركان فجاءه أبو عبد الله الجابول المقريء، فعانقه وقبله، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الليلة في المنام فقال: من أحب أن يغفر الله له فليأت ابن تُركان. فبكى ابن تُركان. ولد سنة سبع عشرة وثلاثمائة، ومات في ربيع الأول سنة اثنتين. وقبره يُزار. أحمد بن الحسين بن أحمد: (28/54)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 55 أبو العباس بن زنيبل النهاوندي. حدث بهمدان في رمضان من السنة عن: أبي القاسم عبد الله بن محمد بن الأشقر القاضي البغدادي بتاريخ البخاري الصغير، برواية ابن الأشقر عنه. ورحل وسمع من: الطبراني، ومن القطيعي، وأبو بكر المفيد، وطائفة سواهم. روى عن: حمزة بن أحمد الرُّوذراوردي، وهناد بن إبراهيم النسفي، وسعيد بن أحمد الجعفري، وأبو الطاهر أحمد بن عبد الرحمن الروذراوردي، وأبو منصور محمد بن الحسن بن محمد النهاوندي، وآخرون. وثقة شِيرويه. أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب: أبو عمر الأديب. والد العلامة أبي محمد بن حزم. قال الحميدي: كان له في البلاغة يد قوية. تُوفي في ذي القعدة، وقد وزر في دولة المنصور بن أبي عامر، وكان يقول: إني لأتعجب ممن يلحن في مخاطبةٍ، أو يجيء بلفظةٍ قلقةٍ في مُكاتبة، لأنه ينبغي إذا شك في شيءٍ أن يتركه ويطلب غيره، فالكلام أوسع من هذا. قلت: هذا لا يقوله) إلا المتبحر في اللغة العربية، رحمه الله. أحمد بن عبد الله بن الخضر بن مسرور. أبو الحسن السوسنجردي، ثم البغدادي المعدل. (28/55)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 56 سمع: أبا جعفر بن البختري، وأبا عمرو بن السماك، والنجاد. روى عنه: عبد العزيز الأزجي، وأبو بكر محمد بن علي بن موسى الخياط، وعبد الكريم بن عثمان بن دُوست، وأحمد بن الحسين بن أبي حنيفة، ومحمد بن علي بن سُكينة، وجماعة. وقد قرأ بالروايات على: زيد بن أبي بلال الكوفي، وأبي طاهر بن أبي هاشم، ومحمد بن عبد الله بن أبي مُرة الطوسي النقاش. قرأ عليه: أبو بكر محمد بن علي الخياط المذكور، وأبو علي الحسن بن القاسم غلام الهراس. وقد روى عنه ابن المهتدي بالله في مشيخته. وقال الخطيب: كان ثقة، ديناً، شديداً في السنة. مات في رجب، وقد نيف على الثمانين. أحمد بن عبد الله بن محمد: أبو العباس المهرجاني النيسابوري المعدل. سمع: أبا العباس الأصم، وأقرانه. تُوفي في رجب. أحمد بن محمد بن الحسين بن الفرات: أبو الحسن البزاز المعدل. ويُعرف بابن صغيرة. عن: النجاد، ودعلج. وعنه: البرقاني. وثقه الخطيب. أحمد بن نصر: (28/56)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 57 أبو جعفر الأزدي الداودي المالكي الفقيه. كان بأطرابلس المغرب، فأملي بها كتابه في شرح الموطأ، ثم نزل تلمسان. وكان ذا حظ من الفصاحة والجدل. وله: الإيضاح في الرد على البكرية. حمل عنه: أبو عبد الملك البرقي، وأبو بكر بن الشيخ. ومات بتلمسان. إبراهيم بن محمد بن حسين بن شِنْظير. أبو إسحاق الأموي الطليطلي الحافظ، صاحب أبي جعفر بن ميمون الطليطلي، ويقال لهما: الصاحبان، لأنهما كانا في الطلب كفرسي رهان. سمعا بطليطلة على من أدركاه، ورحلا إلى قرطبة فأخذا عن علمائها، وسمعا بسائر بلاد الأندلس. ورحلا إلى المشرق فسمعا. وكانا يفترقان. وكان السماع عليهما معاً. ولد ابن شنظير في سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. وكان زاهداً فاضلاً ناسكاً صواماً قواماً ورعاً، كثير التلاوة. غلب عليه علم الحديث ومعرفة طرقه. وكان سنياً نافراً للمبتدعة، هاجرا لهم. وما رئي أزهد منه في الدنيا، ولا أوقر مجلساً منه. رحل الناس إليه وإلى صاحبه من النواحي، فلما توفي صاحبه أحمد بن علي بن ميمون، وهو في المجلس. توفي ليلة النحر سنة اثنتين وأربعمائة.) إسماعيل بن الحسين بن علي بن هارون. (28/57)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 58 أبو محمد الفقيه الزاهد ببُخارى. توفي في شعبان. وحج مرات. وحدث عن: خلف الخيام، ومحمد بن أحمد بن حنب، وبكر المروزي صاحب الكُديمي. روى عنه: عبد العزيز الأزجي، وجماعة. قال الخطيب: ثنا عنه القاضي أبو جعفر محمد بن أحمد السمناني. 4 (حرف الحاء) الحسن بن الحسين بن علي بن أبي سهل: أبو سهل النوبختي الكاتب. روى عن: علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، وأبي عبد الله المحاملي. قال الخطيب: كان سماعه صحيحاً. ثنا عنه أبو بكر البرقاني، والأزهري، وأبو القاسم التنوخي. وقال لي الأزهري: كان رافضياً. قال لي البرقاني: كان مُعتزلياً. وقال غيره: مات في ذي القعدة. وقال البرقاني: تبين لي أنه صدوق. الحسن بن القاسم بن خسُرو. (28/58)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 59 أبو علي البغدادي الدباس. سمع: أحمد بن عبد الله وكيل أبي صخرة. روى عنه: أبو الحسن العتيقي، وأبو محمد الخلال، وابن المهتدي بالله. وثقة الخطيب، وقال: توفي في صفر وله إحدى وتسعون سنة. 4 (حرف الخاء) خلف بن إبراهيم بن محمد بن جعفر بن حمدان بن خاقان. أبو القاسم المصري المقريء، أحد الحذاق، ومن كبار شيوخ أبي عمرو الداني في القراءة. قرأ لورش على: أحمد بن سامة التجيبي، وأحمد بن محمد بن أبي الرجاء، ومحمد بن عبد الله المعافري، وأبي سلمة الجمراوي. وسمع الحديث من: ابن الورد، وأحمد بن الحسن الرازي، وأحمد بن محمد بن أبي الموت، وطائفة. قال الداني: كان ضابطاً لقراءة ورش، ومتقناً لها. مجوداً مشهوراً بالفضل والنُسك، واسع الرواية، صادق اللهجة. كتبنا عنه الكثير من القراءآت والحديث والفقه، وغير ذلك. سمعته يقول: كتبتُ العلم ثلاثين سنة. وذهب بصره دهراً، ثم عاد إليه. وكان يؤم بمسجد. مات شيخنا بمصر في عشر الثمانين. 4 (حرف الدال:) داود بن الشيخ أبي الحسن محمد بن الحسين: العلوي النيسابوري. (28/59)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 60 توفي في صفر. 4 (حرف الطاء:) ) طاهر بن عبد الله بن عمر بن يحيى بن عيسى بن ماهلة: أبو بكر الهمداني الزاهد. روى عن: أبيه، وأوس الخطيب، وأبي القاسم بن عبيد، والقاسم بن محمد السراج، ومحمد بن خيران، وأحمد بن الحسن بن ماجة القزويني، وأبي بكر بن السُني الحافظ، وإبراهيم المُزكي، وجماعة. وروى عنه: ابنه هارون الأمين، وأبو الحسن بن حُميد، وأبو الفضل أحمد بن عيسى الدينوري. قال شيرويه: كان ثقة صدوقاً، زاهداً ورِعاً يتبرك به. وكان يصاحب صالح اللوملاذي. وله آيات وكرامات ظاهرة. وتوفي رحمه الله في صفر. 4 (حرف العين) عبد الله بن محمد: أبو أحمد المهرقاني النيسابوري. سمع: الأصم، وطبقته. وحدث. مات في رجب، ورخه الحاكم. عبد الرحمن بن محمد بن عيسى بن فُطيس بن أصبغ بن فُطيس: (28/60)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 61 العلامة أبو المُطرف، قاضي الجماعة بقرطبة. روى عن: أحمد بن عون الله، وأبي عبد الله بن مُفرج، وأبي الحسن الأنطاكي، وعبد الله بن القاسم القلعي، وأبي عيسى الليثي، وأبي محمد الإربيلي، وأبي محمد بن عبد المؤمن، وخلف بن القاسم. وأجاز له من مصر الحسن بن رشيق، ومن بغداد أبو بحر الأبهري، والدارقُطني، وكان من جهابذة المحدثين وكبار العلماء والحفاظ، عالماً بالرجال، وله مشاركة في سائر العلوم. جمع من الكتب ما لم يجمعه أحد من أهل عصره بالأندلس. وكان يُملي من حفظه. وكان له ستة وراقين ينسخون له دائماً. وقيل: إن كُتبه بيعت بأربعين ألف دينار قاسمية. وتقلد قضاء القضاة في سنة أربع وتسعين مقروناً بالخطابة، وصُرف بعد تسعة أشهر. روى عنه: الصاحبان، وأبو عبد الله بن عابد، وابن أبيض، وسراج القاضي، وأبو عمر بن عبد البر، وأبو عمر بن سُميق، وأبو عمر الطلمنكي، وأبو عمر ابن الحذاء، وحاتم بن محمد، وآخرون. وصنف كتاب القصص، وكتابأسباب النزول، وهو في مائة جزء، وكتابفضائل الصحابة، في مائة جزء، وكتابفضائل التابعين، في مائة وخمسين جزاءاً، والناسخ والمنسوخ، ثلاثون جزءاً، الأخوة من أهل العلم الصحابة ومن بعدهم، أربعون جزاءاً، وأعلام النبوة، ودلالة الرسالة، عشرة أسافر، وكرامات الصالحات، ثلاثون جزءاً، ومُسند حديث محمد بن فُطيس، خمسون جزاءاً، ومسند قاسم بن أصبغ العوالي، ستون جزءاً، والكلام على الإجازة والمناولة، في عدة أجزاء. وتوفي في نصف ذي القعدة،) وصلى عليه ابنه محمد. وكان مولده في سنة ثمانٍ وأربعين وثلاثمائة. وقد ولي الوزارة للمظفر بن أبي عامر. فلما ولي القضاء ترك زي الوزراء. وكان عدلاً سديداً في أحكامه، من بُحُور العلم، رحمه الله. (28/61)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 62 عثمان بن عيسى: أبو عمرو الباقلاني الزاهد ببغداد. كان ملازماً للوحدة، وكان يكون منقطعاً. وقال مرة: أحب الناس إلى من ترك السلام علي لأنه يشغلني عن الذكر بسلامه. وقال: أحس بروحي تخرج وقت غروب، يعني لاشتغاله عن الذكر بالإفطار. أنبأنا المسلم القيسي وغيره، أن أبا اليُمن الكنِدي أخبرهم: أنا عبد الله بن أحمد اليوسفي، أنا محمد بن علي الهاشمي، أنا عثمان بن عيسى الزاهد: حدثني أبو الحسن عبد الله بن أبي النجم مؤدب الطائع لله: ثنا يحيى بن حبيب العطار قال: بلغني أن رجلاً من العلماء قال: كتب أربعمائة ألف حديث ما العطار قال: بلغني أن رجلاً من العلماء قال: كتبتُ أربعمائة ألف حديث ما انتفعت من الأربعة أحاديث إلا بأربع كلمات: فأول كلمةٍ: اعمل لله على قدر حاجتك إليه. والكلمة الثانية: اعمل للآخرة على قدر إقامتك فيها. والكلمة الثالثة: إعمل للدنيا بقدر القوت. والكلمة الرابعة: اعصِ ربك على قدر جَلَدِكَ على النار. علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله: القاضي أبو القاسم النيسابوري. تُوفي بطريق غزنة. علي بن أحمد بن محمد بن يوسف (28/62)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 63 القاضي أبو الحسن السامري الرفاء. روى عن: إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وحمزة بن القاسم، وغيرهما. روى عنه: سبطه أبو الحسن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي، وعبد الرحمن بن أحمد العِجلي الرازي، وغيرهما. وثقة الخطيب. وقال: قال لي سِبطه: ما رأيته مُفطراً قط. علي بن داود بن عبد الله: أبو الحسن الداراني القطان المقريء. قرأ القرآن على: أبي الحسن محمد بن النضر بن الأخرم، وأحمد بن عثمان السباك، وغيرهما. وحدث عن: أبي علي الحصائري، وخيثمة الأطربلسي، وأبي الميمون راشد، وابن حذلم. قرأ عليه: علي بن الحسن الربعي، ورشا بن نظيف، وأحمد بن محمد بن مردة الإصبهاني. وحدث عنه: رشا، وعبد الرحمن بن محمد البخاري. وقال رشا: لم ألق مثله حذفاً وإتقاناً، في رواية ابن عامر. قال عبد المنعم ابن النحوي: خرج القاضي أبو محمد بن أبي الحسن العلوي وجماعة من الشيوخ إلى داريا إلى ابن داود، فأخذوه ليؤم بجامع دمشق في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.) وجاءوا به بعد أن منعهم أهل داريا من ذلك، وجرت بينهم منافسة. (28/63)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 64 قال الحافظ ابن عساكر: فسمعت ابن الأكفاني يحكي عن بعض مشايخه الذين أدركوا ذلك أن أبا الحسن بن داود كان إمام داريا، فمات إمام الجامع، فخرج أهل دمشق إلى داريا ليأتوا به ليصلي بدمشق. فلبس أهل داريا السلاح وقالوا: لا، لا نمكنكم من أخذ إمامنا. فقال أبو محمد بن أبي نمير: يا أهل داريا، أما ترضون أن يسمع في البلاد أن أهل دمشق احتاجوا إليكم في إمام فقالوا: قد رضينا. فقدمت له بغلة القاضي، فأبى وركب حماره، ودخل معهم وسكن في المنارة الشرقية. وكان يُقريء بشرقي الرواق الأوسط. ولا يأخذ على الصلاة أجراً، ولا يقبل ممن يقرأ عليه برا. ويقتات من غلة أرض له، بداريا. يحمل ما يكفيه من الحنطة كل جمعة، ويخرج بنفسه إلى طاحونة لمسكين خارج باب السلامة فيطحنه ثم يعجنه وبخبزه. وقال: الكتاني: توفي ابن داود في جمادى الأولى وكان ثقة انتهت إليه، الرئاسة في قراءة الشاميين. حضرت جنازته، ومضى على سداد. وكان يذهب إلى مذهب أبي الحسن الأشعري، قاله الكتاني. علي بن محمد بن أحمد بن إدريس: أبو الحسن الرملي الأنماطي. روى عن: خيثمة بن سليمان، وأبي الميمون بن راشد، وأبي الحسن بن حذلم، وجماعة. روى عن: رشأ بن نظيف، وأبو علي الأهوازي، وأبو القاسم بن الفُرات. وتُوفي في ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعمائة. (28/64)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 65 علي بن محمد بن علويه البغدادي الجوهري: حدث عن: محمد بن حمدويه المروزي، ومحمد بن الحسن الأنباري، وغيرهما. روى عنه أهل بغداد. قال الخطيب: كان ثقة. 4 (حرف الميم:) محمد بن أحمد بن إبراهيم. أبو أحمد الغورجي الهروي. قُتل هو وابنه أبو الحسن بداره في رمضان. محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن يحيى بن جميع: (28/65)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 66 أبو الحسين الصيداوي، الغساني. رحل وطوف في الحديث، فسمع بمكة: أبا سعيد بن الأعرابي، وبالبصرة: أبا روق الهزاني، وبالكوفة: أبا العباس بن عُقدة، وببغداد: الحسين المُطبقي، وأبا عبد الله المحاملي، وابن مخلد، وبمصر: أبا الطاهر أحمد بن عمرو المديني، وبدمشق: أحمد بن محمد بن عمارة، وخلقاً سواهم بعدة بلاد في مُعْجمه الذي سمعناه عالياً. روى عنه:) الحافظ عبد الغني بن سعيد، وتمام الرازي، ومحمد بن علي الصوري، وعبد الله بن أبي عقيل، وأبو نصر بن سلمة الوراق، وأبو علي الأهوازي، وابنه الحسن بن جُميع، وأبو نصر بن طلاب، وآخرون. ولُد سنة خمسٍ وثلاثمائة، وقيل: سنة ست. قال أبو الفضل السعدي، وابنه الحسن، وأبو إسحاق الحبال: تُوفي سنة اثنتين وأربعمائة في رجب، لكن لم يذكر ابنه الشهر. وقال الكتاني: تُوفي سنة ثلاثٍ، والأول الصحيح. قال ابنه الحسن: صام أبي وله ثمان عشرة سنة إلى أن تُوفي. ووثقه أبو بكر الخطيب، وغيره. وأول سماعه سنة ثلاثٍ وعشرين وثلاثمائة. وكان أسند من بقي بالشام. محمد بن بكران بن عمران: أبو عبد الله الرازي، ثم البغدادي البزاز. سمع: أبا عبد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد. (28/66)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 67 وعنه: أبو بكر البرقاني، وأبو الحسين بن المهتدي بالله. توفي في جمادى الآخرة. ووثقه البرقاني. يُعرف بابن الرازي. محمد بن جعفر بن محمد بن هارون بن فروة: أبو الحسن التميمي النحوي المقريء ابن النجار. قرأ عل: أبي علي الحسن بن عون النقار برواية عاصم، والنقار. فقرأ عل القاسم بن أحمد الخياط صاحب الشموني. وسمع الحديث من: محمد بن الحسين الأشناني، وأبي بكر بن دُريد، وإبراهيم بن عرفة نفطويه، وأبي روق الهزاني. قرأ عليه: أبو علي وهو غلام الهراس. وحدث عنه: أبو القاسم الأزهري، وجماعة من شيوخ أبي الغنائم النرسي. وقرأ عليه أيضاً: الحسن بن محمد، وغيره. وقال الأزهري: كان مولده في المحرم سنة ثلاثٍ وثلاثمائة. وقال العتيقي: تُوفي بالكوفة في جُماد الأول، وهو ثقة. قلت: تُوفي وله مائة سنة، وقد حدث ببغداد. وهو أخر من حدث في الدنيا عن الأشناني. وغلام الهراس هو أخر من قرأ عليه. محمد بن الحسن: (28/67)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 68 أبو منصور الهروي. حدثبسنن أبي داود بما وراء النهر عن ابن داسة. محمد بن عبد الله: أبو الفضل الهروي. يروي عن الأصم. محمد بن عبد الله بن الحسن: أبو الحُسين بن اللبان البصري الفرضي العلامة. سمع: أبا العباس الأثرم، ومحمد بن بكر بن داسة. وحدثبسنن أبي داود ببغداد، فسمعها منه: القاضي أبو الطيب الطبري، وغيره. وقيل: إنه كان يقول: ليس في الدنيا فرضي إلا من أصحابي أو أصحاب أصحابي، أو لا يُحسن شيئاً. ولا ريب أنه إليه المنتهى في هذا الشأن. ولكن لو سكت) لكان أكمل له. فإن العالم إذا قال مثل هذا مجته نفوس العقلاء، ودخله كِبر وخيلاء. وقال الشيخ أبو إسحاق: كان ابن اللبان إماماً في الفقه والفرائض، صنف فيها كُتباً كثيرة ليس لأحدٍ مثلها. أخذ عنه أئمة وعلماء. قال ابن أرسلان: دخل ابن اللبان خوارزم في أيام أبي العباس مأمون بن (28/68)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 69 محمد بن علي بن مأمون خوارزم شاه، فأكرمه وبره، وبالغ، وأمر فبني باسمه مدرسة ببغداد ينزل فيها فقهاء خوارزم. وكان هو يدرس بها، وخوارزم شاه يبعث إليه كل سنة بمال. ثم قال: وأنا رأيت هذه المدرسة وقد خربت بقرب قطيعة الربيع. وثقة الخطيب، وقال: انتهى إليه علم الفرائض، وصنف فيها كُتباً. وتُوفي في ربيع الأول. محمد بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن يحيى بن حاتم الجُعفي: القاضي أبو عبد الله الكوفي الحنفي، العلامة المعروف بالهرواني. أحد الأئمة الأعلام. قرأ القرآن على: أبي العباس محمد بن الحسن بن يونس النحوي. وسمع من: محمد بن القاسم المحاربي، وعلي بن محمد بن هارون، ومحمد بن جعفر بن رياح الأشجعي. وحدث ببغداد، وكان يُفتي بمذهب أبي حنيفة، ويُقرأ القرآن عليه. قرأ عليه: أبو علي غلام الهراس. قال الخطيب: كان ثقة. حدث ببغداد. قال: وكان من عاصره بالكوفة يقول: لم يكن بالكوفة من زمن ابن مسعود إلى وقته أحد أفقه منه، حدثني عنه غير واحد. وقال لي العتيقي: ما رأيت بالكوفة مثله. (28/69)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 70 قال ابن النرسي: كان على قضاة الكوفة سِنين، ثقة مأمون. وقال غيره: وُلد سنة خمسٍ وثلاثمائة. وروى عن: أبو محمد يحيى بن محمد بن الحسن العلوي الأقساسي، وأبو الفرج محمد بن أحمد بن علان الكُرجي شيخ أبي الحسن بن نُمير، وأبو الحسن محمد بن الحسن بن المنثور الجُهني، وأبو منصور محمد بن محمد العُكبري الإخباري. توفي في رجب. محمد بن عبيد الله بن جعفر بن حمدان: أبو الحسين البغدادي. روى عن: إسماعيل الصفار، وابن البختري. وعنه: أبو بكر البرقاني، وغيره. ثقة. محمد بن علي بن إبراهيم: أبو منصور العمركي، الكاتب بخُراسان. هو آخر من حدث عن عبد الله بن جعفر اليزدي. محمد بن علي بن مهدي الأنباري: حدث بالأنبار عن: أبي الطاهر الخامي، وابن أبي مطر الإسكندراني. روى عنه: أبو الفرج الحسين الطناجيري، وأبو محمد بن أبي عثمان. ووثقه الخطيب.) محمد بن محمد بن أحمد بن يحيى بن محمد بن أحمد: أبو منصور البقار الخُرساني. أظنه هروياً. تُوفي في ربيع الأول. (28/70)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 71 محمد بن يحيى بن محمد بن عبد الله بن محمد السُلمي بن السميساطي: الدمشقي، والد أبي القاسم، واقف الخانقاه. سمع: أحمد بن سليمان بن ريان الكندي، وعثمان بن محمد الذهبي. روى عنه: ابنه علي، وقال: تُوفي أبي في صفر. وقال الكتاني: كان يذهب إلى الإعتزال، وحدث لابنه لا غير. منُتخب الدولة لؤلؤ البشراوي: أمير دمشق. وليها للحاكم في سنة إحدى وأربعمائة. وقُرىء عهده بالجامع، ثم عُزل بعد ستة أشهر يوم النحر. فصلى يومئذ بالناس صلاة العيد وكان يوم جمعة، فصلى الجمعة بالناس الأمير ذو القرنين بن حمدان. قال عبد المنعم النحوي: قدِم على دمشق لؤلؤ ثامن جُمادى الآخرة. قال: وأظهر ابن الهلالي سِجلا بعد الصلاة الأضحى من أبي المطاع ذي القرنين ابن ناصر الدولة بن حمدان بإمرة دمشق وتدبير العساكر. وركب إلى الجامع، وقُرىء عهده، فلما كان آخر أيام التشريق أرسل ذو القرنين إلى لؤلؤ يقول له: إن كنت في الطاعة فأركب إلى القصر إلى الخدمة. وإن كنت عاصياً فاخرج عن البلد. فخاف، فرد عليه: أنا في الطاعة، ولا أجيء. فامهلوني ثلاثة أيام حتى أسير عن البلد. فركب ابن حمدان لوقته ومعه المغاربة والجُند، وجاء إلى باب البريد ليأخذ لؤلؤ من دار العفيفي. فركب لؤلؤ وعبى أصحابه واقتتلوا. ولم يزل القتال بينهم إلى العتمة، وقُتل بينهم جماعة. ثم طلع لؤلؤ من سطح واختفى. فَنُهبت داره ونودي في البلد: من جاء بلؤلؤ فله ألف دينار. فلما كان ثاني ليلة جاء تركي يُعرف بخواجاه إلى الأمير، فعرفه أن لؤلؤ عنده، نزل إليه من سُطُوح. (28/71)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 72 فأرسل معه من قبض عليه، ثم سيره مقيداً إلى بعلبك. فلما أن صار في محرم سنة اثنتين وأربعمائة عشرون يوماً ورد من بَعلبك ابن الأمير ذي القرنين ومعه رأس لؤلؤ. أتاه الأمر من مصر بقتله. منصور بن عبد الله: أبو علي الذُهلي الخالدي. تُوفي في محرم. وقيل: في ذي الحجة من سنة إحدى وأربعمائة. مَرّ. 4 (حرف الياء) ) يحيى بن أحمد التميمي القُرطبي: والد أبي عبد الله الحذاء. كان شيخاً أديباً وسيماً وقوراً. تُوفي في شوال، وله ست وتسعون سنة. وابنه قاضي بجانة. يحيى بن عبد الرحمن بن مسعود بن موسى: أبو بكر بن وجه الجنة القُرطبي. سمع من: قاسم بن أصبغ، وابن أبي دُليم، وأحمد بن سعيد بن حزم، وأحمد بن مُطرف، ومحمد بن معاوية. وكان رجلاً صالحاً، من عُدول القاضي أبي بكر بن الُّسليم. عُمر دهراً. (28/72)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 73 وحدث عنه: أبو عمر بن عبد البر، وأبو محمد بن حزم، وجماعة. وكان مولده في سنة أربع وثلاثمائة، وكان يلتزم صناعة الخزازين. توفي في ذي الحجة عن ثمانٍ وتسعين سنة. (28/73)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 74 1 (وفيات سنة ثلاث وأربعمائة:)

4 (حرف الألف) أحمد بن إبراهيم بن فراس العبقسي المكي. صاحب محمد بن إبراهيم الدبِيلي. يقال: توُفي فيها. وقع لنا حديثه بعُلو. روى عنه: خلق كثير من الحُجاج، وآخر من روى عنه أبو علي الحسن بن عبد الرحمن المكي الشافعي. وقيل: تُوفي سنة خمس. أحمد بن عبد الله بن الحسين: أبو بكر البغدادي الحنبلي البزاز. سمع: ابن السماك، وابن زياد النقاش. مات في ذي الحجة. أحمد بن فتح بن عبد الله بن علي: أبو القاسم المعافري القُرطبي، التاجر المعروف بابن الرسان. (28/74)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 75 روى عن: إسحاق بن إبراهيم الفقيه، وحج، فأدرك: حمزة الكناني، وأبا الحسن بن عُقبة الرازي، وابن رشيق. وروى صحيح مسلم عن أبي العلاء بن ماهان. روى عنه: الصاحبان، ويونس بن عبد الله، وأبو عمر بن عبد البر، والخولاني، ومحمد بن عتاب. قال الخولاني: هو رجل صالح على هديٍ وسنة. صنف في الفرائض، وكان عنده فوائد جمة عوالي. وقال غيره: وُلد سنة تسع عشرة وثلاثمائة. وتوفي في ربيع الأول مختفياً بعد طلبٍ شديد بسبب مالٍ طُلب منه. روى ابن حزم، عن رجلٍ، عنه. أحمد بن فناخسرو بن الحسن بن بويه: السلطان بهاء الدولة أبو نصر بن السلطان عضد الدولة. مذكور بلقبه. أحمد بن محمد بن مسعود بن الحباب: أبو عمر القُرطبي الفقيه. قتلته البربر فيمن قتلوا يوم دخلوا قُرطبة في سادس شوال. وكنا ذكرنا أن المهدي محمد بن هشام قُتل في آخر سنة) أربعمائة، ورد المؤيد بالله إلى الخلافة. فبقي كذلك وجيوش البربر تحاصره، وراسلهم ابن عمه سليمان بن الحكم. واتصل الحصار إلى شوال من هذا العام، فدخلوا مع سليمان قُرطبة وبذلوا السيف، وقتلوا المؤيد بالله، وقُتل بقرطبة نيف وعشرون ألفا، منهم خلق من العلماء والصلحاء رحمهم الله. وبايعوا المستعين بالله سليمان بن الحكم بن (28/75)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 76 سليمان بن الناصر لدين الله الأموي، فعاث وأفسد وأخرب البلاد إلى أن قُتل صبراً في سنة سبعٍ وأربعمائة. إسماعيل بن الحسن بن هشام: سمع: أبا عبد الله المحاملي، وابن عُقدة، ومحمد بن عبيد الله بن العلاء. وقال البرقاني: صدوق، ثقة. روى عنه: هبة الله اللالكائي، وأبو القاسم علي بن البسري، وجماعة أخذ أبو القاسم ابن السمرقندي عنهم. توفي في جمادى الآخرة، وصلى عليه أبو حامد إسفرائيني. إسماعيل بن عمر بن سبنك: القاضي أبو الحسين البجلي، من ولد جرير بن عبد الله. كان يقضي بباب الأزج. يروي عن: أبي بكر الشافعي، وأبي عبد الله بن مُحرم. حدث عن: ولده محمد، وعبد العزيز الأزجي. ثقة، مات ببغداد، رحمه الله. أيلك خان: أخو الخان الكبير طُغان. تجهز أيلك في جيش طُغان ملك بلاد الترك، فاستولى على بُخارى (28/76)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 77 وسمرقند وأزال الدولة السامانية، وتوطد مُلكه. وكان قصد بلخ ليأخذها، فعجز عن حرب ابن سُبكتكين، ووقع بينه وبين أخيه. فلما مات في هذه السنة استولى أخوه طُغان على ما وراء النهر، واتسعت ممالكه. فقصده ملك الصين في مائة ألف خِركاه، فجمع طُغان وحشد، وتزلزل المسلمون، واشتد الخطب، ونفر للجهاد خلق من المطوعة حتى اجتمع لطُغان نحو من مائة ألف مقاتل، وكثر الإبتهال والتضرع إلى الله تعالى، والتقى الجمعان، والتطم البحران، وصبر الفريقان، ودامت الحرب أياماً على ملاحم لم يدر من فتق العروق، وضرب الحُلوق، واصطدام الخيول، أصوات أنواء، أم صب دماء، ولمع بُرُوق، أو وقع سُيوف، وظُلمة ليل، أم نقع خيل. فيا لها ملحمة من ملاحم الإسلام لم يعهد مثلها في هذه الأعوام، وفي كل ذلك يتولى الله بنصره، حتى وثق المؤمنون بالتأييد، وتلاقوا ليومٍ على فيصل الحرب. وثبتوا، ولذ لهم الموت، حتى قال أبو النصر محمد بن عبد الجبار في تاريخه: فغادروا من جماهير الكفار قريباً من مائة ألف عنان صرعى على وجه البسيطة، عن نفوسٍ موقوذة،) ورؤوس منبوذة، وأيدٍ عن السواعد مجزوزة، بدعوة جفلاء للسباع والطيور. وأفاء الله على المسلمين مائة ألف غلام كالبدور، وجواري كالحور، وخيل ملأت الفضاء، وضاقت بها الغبراء. فعم السرور، وزينت المدائن والثغور. ولم ينشب طُغانُ بعد أن رجع من هذه الوقعة الميمونة أن توفاه الله سعيداً شهيداً، وتملك بعده أخوه، فزوج السلطان محمود ابنه بكريمة هذا الملك وعمل عرسه عليها وزينت بلخ. 4 (حرف الباء) بهاء الدولة: (28/77)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 78 أبو نصر ابن سلطان عضد الدولة بن بويه الديلمي. توفي بأرجان في جمادى الأولى، وله اثنتان وأربعون سنة. وكانت أيامه اثنتين وعشرين سنة ويومين. ومات بعلة الصرع، وولي بعده ابنه سلطان الدولة اثنتي عشر سنة. وولي هو السلطنة ببغداد بعد أخيه شرف الدولة، وهو الذي خلع الطائع لله، كما تقدم. 4 (حرف الحاء) الحسن بن حامد بن علي بن مروان: أبو عبد الله البغدادي الوراق. شيخ الحنابلة. قال القاضي أبو يعلى: كان ابن حامد مدرس أصحاب أحمد وفقيههم في زمانه. وله المصنفات العظيمة منها: كتاب الجامع، نحو أربعمائة جزء يشتمل على اختلاف العلماء. وله مصنفات في أصول السنة، وأصول الفقه، وكان معظماً في النفوس، مقدماً عند الدولة والعامة. (28/78)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 79 قال الخطيب: روى عن ابي بكر محمد بن عبد الله الشافعي، والخُتلي، وأبي بكر بن مالك القطيعي. ثنا عنه علي الأهوازي. وقال أبو الحسين بن الفراء في طبقات الحنابلة إنه سمع أبي بكر النجاد أيضاً، وأنه تفقه على أبي بكر عبد العزيز غلام الخلال، وغيره. وعليه تفقه: القاضي أبو يعلى، وأبو طالب العُشاري، وأبو بكر الخياط المقريء. وكان قانعاً متعففاً، يأكل من نسخ يده ويتقوت. وكان يكثر الحج. قال الخطيب: توفي بطريق مكة. قلت ولعله هلك جوعاً وعطشاً. فإن هذا العام كانت وقعة القرعا، بطريق مكة. وذاك أن بني خفاجة، قاتلهم الله، أخذوا الركب في القرعا، فقيل إنه هلك خمسة عشر ألف إنسان من الوفد. فإنا لله وإنا إليه راجعون. الحُسين بن الحسن بن محمد بن حليم. القاضي أبو عبد الله الحليمي البخاري الفقيه) الشافعي. أوحدُ الشافعيين بما وراء النهر، وأنظرهم وآدبهم بعد أستاذه أبي بكر القفال، وأبي بكر الأودي. (28/79)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 80 سمع: أبا بكر محمد بن أحمد بن جنب، وبكر بن محمد المروزي، وغيرهما. وكان مولده بجرجان سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاثمائة. وحُمل إلى بُخارى صغيراً. وقيل: بلُ ولد ببخارى. وكان رئيس أصحاب الحديث، وله التصانيف المفيدة، ينقلُ منها البيهقي كثيراً. وله وجوه حسنة في المذهب. روى عنه الحاكم مع تقدمه. وتوفي في ربيع الأول. وروى عنه: أبو زكريا عبد الرحيم البخاري، وأبو سعد الكَنْجرودي. الحسين بن محمد بن محمد بن علي بن حاتم: أبو علي الروذباري الطوسي. سمع: إسماعيل بن محمد الصفار، وعبد الله بن عمر بن شوذب، والحسين بن الحسن الطوسي، وأبا بكر بن داسه، والقاسم بن أبي صالح الهمداني. وحدثبسنن أبي داود بنيسابور. وقد سماه أبو عبد الله الحاكم وحده: الحسن، وقال: كتبنا عن أبيه، وعن جده. وقدم نيسابور بمسألة جماعة من الأشراف والعلماء ليحدثهم بالسنن. وعقد له المجلس في الجامع، فمرض ورُد إلى وطنه بالطابران، فُتُوفي في ربيع الأول. قلت: روى عنه: الحاكم، وأبو بكر البيهقي، وأبو الفتح نصر بن علي الطوسي شيخ وجيه الشحامي، وفاطمة بنت الدقاق، وخلق. (28/80)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 81 4 (حرف الخاء) خلف بن سلمة بن خميس: أبو القاسم القُرطبي. روى عن: عباس بن أصبغ، وأبي عبد الله بن نوح. وكان عدلاً. قُتل يوم أخذ قُرطبة. 4 (حرف السين) سعيد بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد: أبو عمرو الكاغدي. تُوفي في رجب بخُراسان. 4 (حرف العين) عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد: أبو سلمة الأزدي المتولي الهروي. تُوفي في رمضان. عبد الله بن عبد الرحمن بن عثمان: أبو محمد بن غلْبُون الخولاني القُرطبي. روى عن: مسلمة بن القاسم، وأبي جعفر بن عون الله. ورحل سنة إحدى وسبعين. وسمع بمصر من) عتيق بن موسى موطأ يحيى بن بُكير، بسماعه من أبي الرقراق، بسماعه من أبي بُكير، ومن جماعة. (28/81)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 82 ولد سنة ثلاثين وثلاثمائة، وتُوفي في شوال. روى عنه ابنه أبو عبد الله محمد. عبد الله بن عبد العزيز بن أبي سُفيان: أبو بكر الغافقي القُرطبي. روى عن: أبيه. حدث عنه: الصاحبان، وأبو حفص الزهراوي، ويونس بن مُغيث، وقاسم بن هلال، وعبد الرحمن بن يوسف. تُوفي في رجب. عبد الله بن محمد بن يوسف بن نصر: الحافظ أبو الوليد بن الفرضي القُرطبي. مصنف تاريخ الأندلس أخذ عن: أبي جعفر بن عون الله، وابن مُفرج، وعبد الله بن قاسم، وخلف بن القاسم، وعباس بن أصبغ، وخلق. وحج، فأخذ عن: يوسف بن الدخيل، وأحمد بن محمد بن المهندس، والحسن بن إسماعيل الضراب، وأبي محمد بن أبي زيد، وأحمد بن رحمون، وأحمد بن نصر الداوودي. (28/82)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 83 وله مصنف في أخبار شطر الأندلس، وكتاب في المؤتلف والمختلف، وفي مُشتبه النسبة. روى عنه ابن عبد البر، وقال: كان فقيهاً عالماً في جميع الفنون في الحديث والرجال. أخذت معه عن أكثر شيوخي. وكان حسن الصُّحبة والمعاشرة. قتلته البربر، وبقي مُلقي في داره ثلاثة أيام. أنشدنا لنفسه: (أسيرُ الخطايا عند بابِك واقفُ .......... على وجل مما به أنت عارفُ.)

(يخافُ ذُنُوباً لم يغبْ عنك غَيْبُها .......... ويرجوك فيها فهو راجٍ وخائفُ.)

(ومن ذا لذي يرجو سِواك ويتقي .......... ومالك في فصلِ القضاء مُخالفُ.)

(فيا سيدي، لا تُخزِني في صحيفتي .......... إذا نُشرتْ يوم الحساب الصحائفُ)

(وكُن مؤنسي في ظُلمة القبر عندما .......... يصدُّ ذوو ودي ويجفو المُوالِفُ.)

(لئن ضاق عني عفوك الواسع الذي .......... أرجى لإسرافي فإني لتالفُ.) وقال أبو مروان بن حيان: وممن قُتل يوم فتح قُرطبة الفقيه الأديب الفصيح ابن الفرضي، ووري متغيراً من غير غسلٍ ولا كفن ولا صلاة. ولم يُر مثله بقُرطبة في سعة الرواية، وحِفظ الحديث، ومعرفة الرجال، والافتتان في العلوم والأدب البارع. وولد سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، وحج سنة اثنتين وثمانين. وجمع من الكتب أكثر ما جمعه أحد من علماء البلد.) وتقلد قراءة الكُتب بعهد العامرية. واستقضاه محمد المهدي ببلنسية وكان حسن البلاغة والخط. وقال الحُميدي: ثنا علي بن أحمد الحافظ: أخبرني أبو الوليد بن (28/83)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 84 الفرضي قال: تعلقتُ بأستار الكعبة، وسألت الله الشهادة، ثم انحرفتُ وفكرتُ في هول القتل، فندمتُ، وهممتُ أن أرجعُ، فأستقيل الله ذلك، فاستحييت. قال الحافظ أبو محمد بن حزم: فأخبرني من رآه بين القتلى ودنا منه فسمعه يقول بصوتٍ ضعيف: لا يكلم أحد في سبيل الله، والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وجُرحه يثعبُ دماً، اللون لون الدم، والريح ريح المِسك كأنه يعيد على نفسه الحديث الوارد في ذلك. قال: ثم قضى على إثر ذلك رحمه الله. وأنشد له ابن حزم رحمه الله: (إن الذي أصبحتُ طوع يمينهِ .......... إن لم يكن قمراً فليس بدونهِ.)

(ذُلي له في الحب من سُلطانه .......... وسقام جسمي من سقام جُفونهِ.) عبد الرحمن بن عثمان بن سعيد بن ذُنين بن عاصم: أبو المُطرف الصدفي الطليطلي. روى عن: أبي المُطرف عبد الرحمن بن عيسى، ومسلمة بن القاسم، وتميم بن محمد. وحج سنة إحدى وثمانين، وأخذ عن: أبي بكر المهندس، وأبي إسحاق الثمار، وأبي الطيب بن غلبون، وأبي محمد بن أبي زيد. (28/84)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 85 وكان ذا عناية بالحديث. شُهر بالعلم والعمل والورع والتعفف. وكان يعظ ويُذكر. وكان الناس يرحلون إليه لثبته سعة روايته. وله تصانيف. روى عنه: ابنه عبد الله، وجماعة. وتوُفي في ذي القعدة، وهو في عشر الثمانين. عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن جهور القُرطبي: أبو الأصبغ روى عن: أبي بكر محمد بن معاوية، وأحمد بن سعيد بن حزم. وروى عنه: أبو عمر بن عبد البر، وأبو عبد الله الخولاني. توفي في ذي الحجة. عبد الملك بن علي بن محمد بن حاتم: أبو علي الشيرازي السمسار. مات في بشيراز في رمضان. علي بن محمد بن خلف: الإمام أبو الحسن المعافري القروي القابسي الفقيه المالكي، عالم أهل إفريقية. (28/85)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 86 حج، وسمع: حمزة بن محمد الكناني، وأبا زيد المروزي، وجماعة. وأخذ بإفريقية عن: ابن مسرو الدباغ، ودراس بن إسماعيل. وكان حافظاً للحديث وعلله ورجاله، فقيهاً أصولياً متكلماً، مصنفاً صالحاً منقباً. وكان أعمى لا يرى شيئاً، وهو مع ذلك من أصح) الناس كُتُباً، وأجودهم تقييداً. يضبط كُتُبه ثقاتُ أصحابه. والذي ضبط له صحيح البخاري بمكة رفيقه أبو محمد الأصيلي. ذكره حاتم الأطرابلس فقال: كان زاهداً ورِعاً يقظاً، لم أر بالقيروان إلا معترفاً بفضله. تفقه عليه: أبو عِمران القابسي، وأبو القاسم اللبيدي، وعتيق السوسي، وغيرهم. وألف تواليف بديعة ككتاب الممهد في الفقه، و أحكام الديانات والمنقذ من شُبه التأويل، وكتاب المنبه للفطن من غوائل الفتن، وكتاب ملخص الموطأ، وكتاب المناسك، وكتاب الإعتقادات، وسوى ذلك من التصانيف. وكان مولده سنة أربعٍ وعشرين وثلاثمائة. وتوفي في ربيع الآخر بمدينة القيروان. وبات عند قبره خلق من الناس، وضُربت الأخبية لهم. ورثاه الشعراء. وقيل له القابسي لأن عمه كان يشد عمامته شدة قابسية. وممن روى عنه: أبو محمد عبد الله بن الوليد بن سعد الأنصاري الفقيه من شيوخ أبي عبد الله الرازي. (28/86)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 87 قال أبو عمرو الداني: أبو الحسن بن القابسي أخذ القراءة عرضاً عن أبي الفتح بن برهن. وعليه كان اعتماد إقراء القرآن بالقيروان دهراً. ثم قطع الإقراء لما بلغه أن بعض أصحابه أقرأ الوالي. ثم أعمل نفسه في درس الفقه ورواية الحديث، إلى أن رأس فيهما وبرع، وصار إمام عصره، وفاضل دهره. كتبنا عنه شيئاً كثيراً. وبقي في الرحلة من سنة اثنتين وخمسين إلى سنة سبعٍ وخمسين وثلاثمائة، رحمه الله. علي بن محمد بن أحمد بن علي: أبو القاسم النوشجاني. مات في رمضان. 4 (حرف الفاء) فتح بن إبراهيم: أبو النصر الأموي القشاري الطليطلي. حج، وسمع بمكة من الآجري، وبمصر، والقيروان. وكان صالحاً عابداً قانتاً مجتهداً في طلب العلم. روى عنه: أبو جعفر بن ميمون. وتوفي في رجب وله ثمانون. 4 (حرف الميم) محمد بن سعيد بن السري: أبو عبد الله الأموي القُرطبي الحرار. رحل، ولقي أبا عبد الله البلخي، والحسن بن رشيق، ومحمد بن موسى النقاش.) (28/87)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 88 وصنف كتاب يوم وليلة، وكتاب واضح الدلائل روى عنه: أبو عبد الله بن عبد السلام الحافظ، وأبو حفص الزهراوي. قتلته البربر في دخولهم قُرطبة. وكان استقبلهم شاهراً سيفه يناديهم: إلي إلي يا حطب النار، طُوبى لي إن كنتُ من قتلاكم. فقتلوه رحمه الله عليه. وكان قد امتحن في العصبية مع محمد بن أبي عامر، فأخرجه من قُرطبة، ثم رجع. محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر بن القاسم: القاضي أبو بكر الباقلاني، صاحب التصانيف في علم الكلام. سكن بغداد. وكان في فنهِ أوحد زمانه. سمع: أبا بكر القطيعي، وأبا محمد بن ماسي. وخرج له أبو الفتح بن أبي الفوارس. وكان ثقة عارفاً بعلم الكلام. صنف في الرد على الرافضة والمعتزلة والخوارج والجهمية. وذكره القاضي عياض في طبقات الفقهاء المالكية، فقال: هو الملقب بسيف السنة ولسان الأمة، المتكلم على لسان أهل الحديث وطريق أبي الحسن الأشعري. (28/88)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 89 وإليه انتهت رئاسة المالكيين في وقته. وكان له بجامع المنصور حلقه عظيمة. روى عنه: أبو ذر الهروي، وأبو جعفر محمد بن أحمد السمناني، والحسين بن حاتم. قال الخطيب: كان ورده كل ليلة عشرين ترويحة في الحضر والسفر، فإذا فرغ منها كتب خمساً وثلاثين ورقةً من تصنيفه. سمعت أبا الفرج محمد بن عمران يقول ذلك. وسمعتُ علي بن محمد الحربي يقول: جميع ما كان يذكر أبو بكر بن الباقلاني من الخلاف بين الناس صنفه من حفظه، وما صنف أحد خلافاً إلا احتاج أن يُطالع كُتب المخالفين سوى ابن الباقلاني. قلت: أخذ ابن باقلاني علم النظر عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن مجاهد الطائي صاحب الأشعري. وقد ذهب في الرسلية إلى ملك الروم، وجرت له أمور، منها أن الملك أدخله عليه من باب خوخة ليدخل راكعاً للملك، ففطن لها ودخل بظهر. ومنها أنه قال لراهبهم: كيف الأهل والأولاد فقال له الملك: أما علمت أن الراهب يتنزه عن هذا فقال: تنزهونه عن هذا ولا تنزهون الله عن الصاحبة والولد. وقيل: إن طاغية الروم سأله كيف جرى لعائشة، وقصد توبيخه، فقال: كما جرى لمريم فبرأ الله المرأتين، ولم تأتِ عائشة بولد. فأفحمه فلم يُحر جواباً. قال الخطيب: سمعت أبا بكر الخوارزمي يقول: كل مصنف ببغداد إنما (28/89)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 90 ينقل من كُتب الناس إلى تصانيفه، سوى القاضي أبي بكر، فإن صدره يحوي علمه وعلم الناس. وقال أبو محمد اليامي: لو أوصى رجل بثلث ماله لأفصح الناس لوجب أن يدفع إلى أبي بكر) الأشعري. وقال الإمام أبو حاتم محمود بن الحسين القزويني: كان ما يضمره القاضي أبو بكر الأشعري من الورع والديانة أضعاف ما كان يُظهره، فقيل له في ذلك فقال: إنما أظهر ما أظهره غيظاً لليهود، والنصارى، والمعتزلة، والرافضة، لئلا يستحقروا علماء الحق. وأضمر ما أضمره، فإني رأيت آدم مع جلالته نودي عليه بذوقه، وداود بنظره، ويوسف بهمه، ونبينا بخطره عليهم السلام. ولبعضهم في أبي بكر الباقلاني: (أنظر إلى جبلٍ تمشي الرجال به .......... وانظر إلى القبر ما يحوي من الصلفِ)

(وانظر إلى صارم الإسلام متغمداً .......... وانظر إلى دُرة الإسلام في الصدفِ) وتوفي في ذي القعدة لسبعٍ بقين منه. وصلى عليه ابنه الحسن. ودُفن بداره، ثم نُقل إلى مقبرة باب حرب. محمد بن عبد الله بن محمد بن عفان بن سعيد: أبو جعفر الأسدي القُرطبي. سمع من: أبيه كثيراً. ومن: قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة في الصغر مع والده. روى عنه: قاسم بن إبراهيم الخزرجي، وأبو عمر بن عبد البر، وغيرهما. ولُد سنة عشرين وثلاثمائة، وقيل بعدها. محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن محبور: (28/90)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 91 أبو عبد الرحمن الدهان. له فوائد منتقاة، روى فيها عن: أبي حامد بن بلال، فمن بعده. وتوفي بنيسابور في هذه السنة أو بعدها. محمد بن قاسم بن محمد: أبو عبد الله الأموي القُرطبي الجالطي. وجالطة: من قُرى قُرطبة. روى عن: أبي عبيد الجُبيري. وعن: أبي عبد الله الرياحي، وغيرهما. وحج سنة سبعين، وأخذ هناك عن جماعة. وسمع منه: أبو محمد بن زيد كتاب رد الزُبيري على ابن مسرة. وكان من أهل العلم والحفظ والصلاح، من الفقهاء والأدباء. ولي الشورى مع أبي بكر التجيبي. وولى الصلاة بجامع الزهراء. وولي أحكام الشرطة. واستشهد على يد البربر يوم تغلبهم على قُرطبة. وكان مولده سنة ست وثلاثين وثلاثمائة. حدث عنه: أبو عمر بن عبد البر، وغيره. محمد بن موسى: أبو بكر الخوارزمي الحنفي. شيخ أهل الرأي ومُفتيهم. وانتهت إليه الرئاسة في مذهب أبي حنيفة بالعراق. (28/91)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 92 وكان قد تفقه على أبي بكر الرازي أحمد بن علي. وسمع الحديث من أبي بكر الشافعي. روى عنه أبو بكر البرقاني، وقال: سمعته يقول: ديننا) دين العجائز ولسنا من الكلام في شيء. وكان له إمام حنبلي يصلي به. وقال القاضي أبو عبد الله الصيمري: ثم صار إمام أصحاب أبي حنيفة ومُفتيهم شيخنا أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي، وما شاهد الناس مثله في حسن الفتوى وحُسن التدريس. وقد دُعي إلى ولاية الحكم مراراً فامتنع وتوفي في جُمادى الأولى رحمه الله. 4 (حرف الهاء) هبة الله بن الفضيل بن محمد: أبو يعلى الفضيلي الهروي. روى عنه: إسحاق القراب في ذي القعدة. هشام بن الحكم: يحول إلى هنا. الهيثم بن أحمد بن محمد بن سلمة: أبو الفرج القُرشي الدمشقي الفقيه الشافعي، المعروف بابن الصباغ. إمام مسجد سوق اللؤلؤ. قرأ علي: أبي الفرج الشنبُوذي، وأبي الحسن علي بن محمد بن إسماعيل. وصنف قراءة حمزة. وحدث عن: ابن أبي العقب، وأبي عبد الله بن مروان، وأبي علي بن آدم، وجماعة. (28/92)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 93 روى عنه: علي بن محمد بن شجاع، وعلي الحنائي، وأبو علي الأهوازي، وآخرون. وكان من فُضلاء الشاميين. توفي في ربيع الأول. 4 (حرف الياء) يوسف بن هارون: أبو عمر الرمادي القُرطبي. شاعر أهل الأندلس في عصره. روى كتاب النوادر لأبي علي القالي. روى عنه: أبو عمر بن عبد البر قطعة من شعره. وكان يُلقب بأبي جنيش. وكان فقيراً مُعدماً في آخر أيامه، ومنهم من يلقبه بأبي رماد. وروى عنه من القدماء الوليد بن بكر الأندلس قوله من قصيدة: (أضعُتمُ الرُشد في مُحبٍ .......... ليس يرى في الهوى جناحاَ)

(بُحتْ بحبي ولو غرامي .......... يكون في جلمدٍ لباحا)

(لم يستطيع حمل ما يُلاقي .......... فشق أثوابه وناحا)

(تُحير المُقلتين، قل لي: .......... هل شربت مُقلتاك راحا؟) (28/93)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 94 (نفسي فِدا لِمة وقد .......... كحلت الليل والصباحا)

(ومُقلةٍ أولعتْ بقتلي .......... قد صيرت لحظها سلاحا) ) (وعقربٍ سُلطت علينا .......... تملأ أكبادنا جراحا) ومن قصيدته في أبي علي القالي، أولها: (من حاكم بيني وبين عذُولي .......... الشجو شجوي والعويلُ عويلي)

(في أي جارحةٍ أصون مُعذبي .......... سلمت من التعذيب والتنكيلِ)

(إن قلتُ في بصري فثم مدامعي .......... أو قلتُ في كبدي فثم غليلي) وله في ألثغ: (لا الراء تطمع في الوصال ولا أنا .......... الهجرُ يجمعنا ونحن سواءُ)

(فإذا خلوتُ كتبتها في راحتي .......... وبكيتُ منتحباً أنا والراءُ) وله: (لا تُنكروا غُزر الدموع فكلما .......... ينحلُ من جسمي يصير دموعا)

(والعبدُ قد يعصي وأحلف أنني .......... ما كنتُ إلا سامعاً ومُطيعا)

(قولوا لمن أخذ الفؤاد مسلما .......... يمنُن علي برده مصدوعا) ومن شعره في صاحب سرقُسطة عبد الرحمن بن محمد التُجيبي، وأجازه بثلاثمائة دينار: (قفوا تشهدوا بثي وإنكار لائمي .......... علي بكائي في الرُسوم الطواسم)

(أنأمنُ من أن تغدُو حريق تنفسي .......... وإلا غريقاً في الدموع السواجم)

(وما هي إلا فُرقةٌ تبعث الأسى .......... إذا نزلت بالناس أو بالبهائم) وله: (قالوا: اصطبر وهو شيء لست أعرفه .......... من ليس يعرف صبراً كيف يصطبرُ) (28/94)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 95 (أوصي الخلي بأن يُغضي الملاحظ عن .......... غر الوجوه، ففي إهمالها غررُ)

(وفاتنُ الحُسنِ قتالُ الهوى، نظرت .......... عيني إليه، فكان الموتُ والنظرُ)

(ثم انتصرتُ بعيني وهي قاتلتي .......... ماذا تريد بقتلي حين تنتصرُ) وقد كان المستنصر بالله سجنه مدة لكونه هجاه تعريضاً في بيت، فقال: (يُولي ويعزل من يومه .......... فلا ذا يتمُ ولا ذا يتمُ.) (28/95)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 96 1 (وفيات سنة أربع وأربعمائة:)

4 (حرف الألف) أحمد بن علي بن عمرو: الحافظ أبو الفضل السُليماني البيكندي البخاري. رحل إلى الآفاق، ولم يكن له نظيرٌ في عصره ببُخارى حِفظاً وإتقاناً، وعُلو إسناد، وكثرة تصانيف. سمع: محمد بن حمدويه بن سهل، وعلي بن إسحاق المادرائي، ومحمد بن يعقوب الأصم، ومحمد بن صابر بن كاتب البخاري، ومحمود بن إسحاق الخُزاعي، وصالح بن زُهير البُخاريين، وعلي بن سختُويه، وعلي بن إبراهيم بن معاوية، النيسابوريين، وعبد الله بن جعفر بن فارس الإصبهاني. قال ابن السمعاني في كتاب الأنساب: السُليماني نُسب إلى جده لأمه أحمد بن سُليمان البيكندي. له التصانيف الكبار. وكان يصنف في كل جمعة شيئاً، ويدخل من بيكند إلى بُخارى، ويحدث بما صنف. روى عنه: جعفر بن محمد المستغفري، وولده أبو ذر محمد بن جعفر، وجماعة بتلك الديار. (28/96)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 97 توفي في ذي القعدة، وله من العمر ثلاثٌ وتسعون سنة. فإنه ولد إحدى عشرة وثلاثمائة. أحمد بن علي بن الحسن بن بشر: أبو عبد الله القطان. بغدادي، ثقة. سمع: الحسين بن عياش، وعثمان بن السماك. وعنه: أبو محمد الخلال. أحمد بن محمد بن نفيس: أبو الحسين الملطي. روى عن: الحسن بن حبيب الحصائري الدمشقي. روى عنه: علي الحنائي، وأبو علي الأهوازي. وكان عدلاً. أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الجوزي البروي: خُرساني. توفي في ربيع الآخر. إبراهيم بن عبد الله بن حصن: أبو إسحاق الغافقي الأندلسي. محتسب دمشق. (28/97)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 98 طوف البلاد، وسمع: أبا بكر القطيعي ببغداد، وأبا الطاهر الذهلي بمصر، وأبا أحمد الغطريفي بجرجان، والميانجي بدمشق، وولي حسبتها سنة خمسٍ وتسعين وثلاثمائة. روى عنه: أبو نصر الحبان. قال ابن الأكفاني: حكى لنا شيوخنا أن هذا كان صارماً في الحسبة. وكان بدمشق قطائفي، فكان المحتسب يريد أن يؤذيه، فإذا رآه مقبلاً قال: بحق مولانا أمضِ عني. فيمضي عنه. فغافله يوماً وأتاه من خلفه وقال: وحق مولانا لا بد أن تنزل. فأمر بإنزاله وتأديبه. فلما ضرب) درة قال: هذه في قفا أبي بكر. فلما ضُرب الثانية قال: هذه في قفا عمر. فلما ضُرب الثالثة قال: هذه في قفا عثمان. فقال المحتسب: أنت لا تعرف أسماء الصحابة، والله لأصفعنك بعدد أهل بدر ثلاثمائة وبضعة عشر. فصفعه بعدد أهل بدر وتركه. فمات بعد أيام من ألم الصفع. فبلغ إلى مصر، فأتاه كتاب الحاكم يشكره على ما صنع. وقال: هذا جزاء من ينتقص السلف الصالح. توفي أبو إسحاق في ذي الحجة. 4 (حرف الحاء) حاتم بن محمد بن يعقوب بن إسحاق بن محمود: الشيخ أبو محمود بن أبي محمود بن أبي حاتم المحمودي الهروي المحدث ابن المحدث ابن المحدث. له مصنف في السُنن نحو مائة جزء. وكان من حُفاظ هراة. روى عن: الحسن بن عمران الحنظلي، وحامد الرفاء، وهذه الطبقة. روى عنه: نجيب الواسطي. (28/98)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 99 حبيب بن أحمد بن محمد بن نصر: أبو عبد الله الشطجيري، الشاعر الأديب القُرطبي. مولى بني أمية. روى عن: قاسم بن أصبغ، وأبي علي البغدادي، وثابت بن قاسم. وكان مولده في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. روى عنه: أبو عمرو الداني، وقاسم بن هلال. وخرج من قُرطبة هذا العام وانقطع خبره. الحسين بن عثمان بن علي البغدادي: أبو عبد الله المجاهدي المقريء الضرير. نزيل دمشق. توفي في جمادى الأولى، وقد جاوز المائة. كذا ورخه الأهوازي. وورخه الكتاني سنة أربعمائة. وقال رشأ بن نظيف: قرأت عليه برواية أبي عمرو، وأخبرني أن ابن مجاهد علمه القرآن كله. قلت: وهو آخر من قرأ عليه ابن مجاهد. الحسن بن علي: أبو محمد السجستاني. القاضي الخطيب. توفي في جمادى الآخرة. الحسين بن أحمد بن جعفر: أبو عبد الله بن البغدادي الزاهد. (28/99)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 00 كان ورعاً زاهداً خاشعاً صادقاً فقيهاً حنبلياً. سمع: عبد الله بن إسحاق الخُراساني. روى عنه: القاضي محمد بن الحسين أبو يعلى. وتوفي في شعبان. وكان كبير الشأن لا ينام إلا عن غلبة، ولا يدخل حماماً. وربما كان يخرج رأسه ميشوم أو وجهه. كان ينعس فيقع على المحبرة، أو على المجمرة، رحمه الله. 4 (حرف الزاي) ) زكريا بن خالد بن زكريا بن سماك: أبو يحيى الضني، من أهل وادي آش، مدينة بالأندلس. روى عن: سعيد بن فحلُون، وقاسم بن أصبغ. وولد سنة عشرة وثلاثمائة في المحرم. ومات في آخر سنة أربع. روى عنه: أبو عمر الطلمنكي، وأبو عمر بن الحذاء وقال: هو صحيح الرواية عن سعيد بن فحلُون. زيد بن عبد الله بن محمد: أبو الحسن التنوخي البلوطي، نزيل أكواخ بانياس. حدث عن شيخه إبراهيم بن مهدي البلوطي بكتاب الجوع. روى عنه: علي الحنائي، وأبو علي الأهوازي، وجماعة. وقال الكتاني: توفي زيد البلوطي العابد في شعبان، ودُفن بباب كيسان. وكان سالم المذهب. (28/100)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 01 4 (حرف السين) سعيد بن محمد بن عبد البر: أبو عثمان الثقفي المقريء، من أهل ثغر الأندلس. قرأ على أبي بكر محمد بن عبد الله المعافري بمصر سنة اثنتين وخمسين ثلاثمائة. وسمع من: حمزة الكناني، وغيره. قال أبو عمرو الداني: سمعته يقول: أصلي من الطائف، وحججتُ سنة تسعٍ وأربعين. مات بسرقسطة سنة أربعٍ وأنا بها. سليمان بن بيطير بن سليمان بن ربيع: أبو أيوب القرطبي الكلبي الفقيه المالكي. كان رجلاً تقياً عارفاً بمذهب مالك، مصنفاً مشاوراً. روى عن: أبي بكر بن الأحمر، وأبي عيسى الليثي، وابن القوطية. وتوفي بمالقة. ولد سنة ست وثلاثمائة. سهل بن محمد بن سليمان بن محمد: الإمام أبو الطيب ابن الإمام أبي سهل العجلي الحنفي الصعلوكي (28/101)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 02 النيسابوري. الفقيه الشافعي مفتي نيسابور وابن مُفتيها. تفقه على: أبيه. وسمع من: أبي العباس الأصم، وأبي علي الرفاء، وجماعة من أقرانهما. ودرس الفقه، واجتمع إليه خلق. قال أبو عبد الله الحاكم: هو أنظر من رأينا. وتخرج به جماعة، وحدث وأملى. قال: وبلغني أنه كان في مجلسه أكثر من خمسمائة محبرة. وقال أبو إسحاق: كان فقيهاً أديباً جمع رئاسة الدين والدنيا. وأخذ عنه فقهاء نيسابور. وقال الحاكم: كان أبوه يُجله ويقول: سهل والد. قلت: روى عنه الحاكم، وأبو بكر البيهقي، ومحمد بن سهل أبو نصر الشاذياخي، وآخرون. ومن بديع نثره: من تصدر قبل أوانه، فقد تصدى لهوانه. وقال: إذا كان رضى الخلق معسوراً لا يدرك، كان ميسوره لا يترك. إنما نحتاج إلى أخوات العشرة) لذمان العسرة توفي رحمه الله في رجب. 4 (حرف العين) عبد الرحمن بن أحمد بن سعيد: أبو المُطرف البكري. عُرف بابن عجب القُرطبي الحافظ لمذهب مالك. كان متبحراً في الفقه، من علماء قرطبة. توفي في ثاني المحرم من السنة. (28/102)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 03 عبد الرحمن بن محمد بن عبد الغفار بن محمد بن يحيى: أبو أحمد الهمذاني، إمام الجامع. الشيخ الصالح. روى عن: عبد الرحمن بن حمدان الجلاب، والقاسم بن أبي صالح، وأبي عبد الله بن أوس، ومحمد بن يوسف الكسائي، وأبي القاسم بن عبيد، وعبد الغفار بن أحمد الفقيه، وحامد الرفاء، وخلق. روى عنه: أبو مسعود أحمد بن محمد البجلي، وأبو منصور بن عيسى، ويوسف خطيب همدان، وأحمد بن عيسى بن عباد الدينوري، وعبد الحميد بن الحسن الفقاعي. قال شيرويه: كان ثقة صدوقاً. ولد سنة أربع عشرة وثلاثمائة بأردبيل. ومات في جمادى الآخرة، وله تسعون سنة. وقبره يزار. عبد الملك بن بكران بن العلاء. أبو الفرج النهرواني المقريء القطان. من أعيان المقرئين بالروايات بالعراق. قرأ على: زيد بن أبي بلال الكوفي، وعبد الواحد بن أبي هاشم، وأبي بكر النقاش، وبكار بن أحمد، وأبي القاسم هبة الله بن جعفر، وأبي بكر بن مُقسم. وله مصنف في القراءآت. وسمع من: جعفر الخُلدي، وأبي بكر النجاد. روى عنه القراءآت تلاوة: أبو علي غلام الهراس، ونصر بن عبد العزيز الفارسي، وأبو علي الحسن بن علي بن عبد الله العطار. وحدث عنه: أحمد بن رضوان الصيدلاني، وغيره. وكان عبداً صالحاً قُدوة. (28/103)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 04 وثقه الخطيب، وقال: توفي في رمضان. عبدة بن محمد بن أحمد بن ملة. أبو بكر الهروي البزاز. توفي في آخر السنة. عبيد الله بن القاسم المراغي: أبو الحسن. حدث بأطرابلس عن: خيثمة بن سليمان، وأبي العباس بن عتبة الرازي. روى عنه: محمد بن علي الصوري، ومحمد بن أحمد بن عيسى السعدي. علي بن جعفر بن محمد بن سعيد: أبو الحسن الرازي المقريء الخطيب. توفي في شعبان. علي بن سعيد الإصطخري: ثم البغدادي. القاضي أبو الحسن المعتزلي المتكلم. حدث) عن: إسماعيل الصفار. ذكره الخطيب، وجاوز الثمانين. (28/104)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 05 عمر بن روح بن علي بن عباد: أبو بكر النهرواني، ثم البغدادي. سمع: محمد بن حمدويه المروزي، والحُسين المحاملي، ومحمد بن مخلد. روى عنه: ابنه أحمد. وكان يذهب مذهب الإعتزال. وكان مولده سنة خمس عشرة وثلاثمائة، قاله الخطيب. 4 (حرف الميم:) مأمون بن الحسن. أبو عبد الله الهروي، الداوودي. محمد بن أحمد بن أبي طاهر. أبوالطاهر الهروي الداوودي الفقيه. محمد بن أسد بن هلال الأشناني. أبو الطاهر المقريء. قرأ على: أبي الطاهر بن أبي هاشم، وأبي بكر النقاش. وسمع من: أحمد بن كامل. روى عنه: أبو نصر عبيد الله السجزي. محمد بن علي بن أحمد بن أبي فروة: أبو الحسين الملطي المقريء. نزيل دمشق. روى عن: محمد بن شاه مرد فارسي، ووهب بن عبد الله الحاج، (28/105)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 06 ومُظفر بن محمد بن بشران الرقي روى عنه: علي الحنائي، وأبو نصر بن الحيان، وجماعة. قال علي الحنائي: سمعته يقول، وقد ظهر في الجامع من يقول باللفظ في القرآن والتلاوة غير المتلو، فقال لي: تقدر أن تضيف شعر امريء القيس. إلى نفسك قلت: لا. قال: أليس إذا أنشده إنسان قلنا: شعر امريء القيس. فكذلك القرآن ممن سمعناه قلنا: كلام الله. ولا يجوز أن يضيفه إنسان إلى نفسه. محمد بن ميسور. أبو عبد الله القرطبي النحاس. سمع: وهب بن مسرة، وحج فسمع من الجُمحي. روى عنه: قاسم بن إبراهيم. رحمه الله. 4 (حرف الواو) وسيم بن أحمد بن محمد بن ناصر بن وسيم الأموي. أبو بكر القرطبي المقريء. يعرف بالحنتمي. أخذ بقرطبة عن: أبي الحسن الأنطاكي. وحج، وأخذ بمصر عن: عبد المنعم بن غلبون، وأبي أحمد السامري، وأبي حفص بن عراك. وسمع بالقيروان من: أبي محمد بن أبي زيد. وكتب شيئاً كثيرا من القراءآت والحديث والفقه. (28/106)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 07 وحدث عنه: الخولاني، وأبو عمر بن عبد البر. وجماعة. 4 (حرف الياء) يحي بن عبد الرحمن بن واقد. أبو بكر القرطبي قاضي الجماعة. سمع: أبا عيسى الليثي،) وغيره. وحج، وناظر أبا محمد بن أبي زيد. وكان فقيهاً حافظاً ذاكراً للمسائل، بصيراً بالأحكام، ورعاً متواضعاً ديناً، محمود الأحكام. وكان يؤذن في مسجده ويقيم الصلاة وفي مدة قضائه. وامتحن حين تغلب البربر على قرطبة، وبلغوا منه مبلغاً عظيماً وسجنوه حتى توفي في ذي القعدة. وصلى عليه حماد الزاهد. قال ابن حيان: كان أحد كُملاء الفضلاء بالأندلس. وقال عياض: كان متبحراً في علم المالكية، حاذقاً شديداً على البرابرة وعلى خليفتهم المستعين. فلما خلعوا المؤيد بالله وأقاموا صاحبهم المستعين كانوا أحنق شيء على القاضي ابن واقد. فاستخفى المسكين إلى أن عثر عليه عند امرأة، فحمل راجلاً، مكشوف الرأس، يقاد بعمامته. ونودي عليه: هذا جزاء قاضي النصارى وقائد الضلالة. وهو يقول: كذبت بفيك الحجر، بل والله ولي المؤمنين، وعدو المارقين، وأنتم شر مكاناً، والله أعلم بما تصفون. وأدخل على المستعين فوبخه، ثم أمر بصلبه. وشرع في ذلك، فاضطرب البلد، ووردت شفاعة ابن المستعين وشفاعة بني ذكوان والفقهاء والصلحاء، فحبس حتى مات رحمه الله.ً (28/107)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 08 1 (وفيات سنة خمسٍ وأربعمائة:)

4 (حرف الألف) أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن إسحاق بن فراس: أبو الحسن العبقسي المكي، العطار بمكة. ورخه الحبال، وغيره. وكان مولده سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة. وكان مُسند الحجاز في زمانه. روى عن: أبي جعفر الدبيلي، وعبد الرحمن بن عبد الله بن المقريء، وأبي التريك محمد بن الحسين العقدي الأطرابلسي، سمع منه بمكة، وجماعة. وسمع منه: أبو نصر عُبيد الله السجزي، وأبو عمرو الداني، وأبو محمد الحسن بن الحسين التجيبي الفرشي، والحسن بن عبد الرحمن الشافعي. وقد دلسه السجزي مرة فقال: انبا أحمد بن أبي إسحاق قاضي جُدة. أحمد بن علي البتي الكاتب. (28/108)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 09 كاتب القادر بالله. كان خطيباً بليغاً وأديباً شاعراً. حدث عن ابن مُقسم المقريء. قاله الخطيب. أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد: القاضي أبو العباس الكُرجي. عن: العباداني، والنجاد. وعنه: عبد العزيز الأزجي، وغيره. أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت بن الحارث بن مالك بن سعد بن قيس بن عبد شُرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قُصي بن كِلاب العبدري. أبو الحسن البغدادي المُجبر. سمع: إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وأبا عبد الله المحاملي، وأحمد بن عبد الله وكيل أبي صخرة، وأبا بكر بن الأنباري. روى عنه: عُبيد الله الأزهري، وعلي بن أحمد بن البسري، وخلق آخرهم مالك البانياسي. قال الخطيب: سُئل البرقاني وأنا أسمع عن ابن الصلت المُجبر فقال: إبنا الصلت ضعيفان. قال: وسألت حمزة بن محمد بن طاهر عنه فقال: كان صالحاً ديناً. (28/109)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 10 وسمعت عبد العزيز الأزجي يقول: عمد ابن الصلت إلى كُتب لابن أبي الدنيا فحدث بها عن البردعي. بُشير الأزجي إلى أن هذه الكُتب لم تكن عند لبردعي. توفي في رجب، وله إحدى وتسعون سنة. قلت: الكاشغري آخر من روى حديثه بعُلوٍ. 4 (حرف الباء) بكر بن شاذان: أبو القاسم البغدادي الواعظ المقريء. قرأ علي: أبي بكر بن علون، وزيد) بن أبي بلال الكوفي، وغيرهما. وروى عن: ابن قانع، وجعفر الخُلدي. قرأ عليه: أبو غلام الهراس، والحسن بن علي العطار، والشرمقاني وحدث عنه: عبد العزيز الأزجي وأبو محمد الخلال. قال الخطيب: كان عبداً صالحاً ثقة. توفي في شوال. 4 (حرف الحاء) الحسن بن أحمد بن محمد بن الليث: (28/110)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 11 الحافظ أبو علي الكشي ثم الشيرازي الفقيه. كان جليل القدر من آهل القرآن. سمع ببغداد من: إسماعيل الصفار، وعبد الله بن درستويه، وبنيسابور من: الأصم، وابن الأخرم الشيباني، وبفارس من: الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي. سمع منه: أبو عبد الله الحاكم وقال: هو متقدم في معرفة القراءآت حافظ للحديث، رحال. قدم علينا أيام الأصم، ثم قدم علينا ثلاثٍ وخمسين. وذكر غيره وفاته في شعبان. ومات ابن محمد في سنة. وقد ذكر ابن الصلاح أبا علي في طبقات الشافعية مُختصراً، وقال: هو والد الليث وأبي بكر. وذكره أبو عبد الله القصار في طبقات أهل شيراز وأثنى عليه كثيراً، ثم قال: ومن أصحابه زيد بن عمر بن خلف الحافظ، ومحمد بن موسى الحافظ، ومحمد بن موسى الحافظ، وأحمد بن عبد الرحمن الحافظ. توفي لثمان عشرة مضت من شعبان، وابنه أبو بكر محمد سمع من ابن المِنقري، مات سنة أربعين وأربعمائة. وقال يحي بن مندة: روى عن أبي علي أبو الشيخ حديثاً واحداً. وقد سمع بإصبهان من أبي محمد بن فارس. الحسن بن الحسين بن حمكان. (28/111)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 12 أبو علي الهمداني الشافعي الفقيه نزيل ببغداد. روى عن: عبد الرحمن بن حمدان الجلاب، وعلي بن إبراهيم علان البلدي، وجعفر الخُلدي، وأبي بكر محمد بن الحسن النقاش. روى عنه: أحمد بن علي التوزي، وأبو القاسم الأزهري، ومحمد بن جعفر الأستراباذي، وآخرون. وكان قد عني في صباه بطلب الحديث أنه قال: كتبتُ بالبصرة وحدها عن أربعمائةٍ وسبعين شيخاً. ثم إنه طلب الفقه بعد ذلك. قال الخطيب: سمع الأزهري يضعفه ويقول: ليس بشيء في الحديث. الحسن بن عثمان بن بكران: أبو محمد البغدادي، العطار. سمع: إسماعيل الصفار،) وعثمان بن السماك، والنجاد. روى عنه: البرقاني، وأبو محمد الخلال قال الخطيب: كان ثقة صالحاً. مات وله خمس وسبعون سنة. الحسن بن علي: أبو علي الدقاق. توفي في آخر السنة. وقيل: سنة ست. وهو فيها مذكور. 4 (حرف الخاء) خلف بن يحيى بن غيث الفهري. (28/112)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 13 أبو القاسم الطُليطلي. نزيل قرطبة. روى عن: عبد الرحمن بن عيسى بن مدراج كثيراً. وعن: أحمد بن سعيد بن حزم، ومحمد بن معاوية، وأحمد بن مُطرف، وجماعة. وكان خيراً فاضلاً عارفاً بما روى. روى عنه: الخولاني، ومحمد بن عتاب. وتوفي في صفر، وولد سنة ثمانٍ وعشرين. 4 (حرف الراء:) رافع بن عُصم بن العباس. أبو العباس الضبي، رئيس هراة. روى عن: أبيه، وأبي بكر الزيادي. وآخر من حدث عنه نجيب بن ميمون. 4 (حرف الطاء) طاهر بن أحمد بن هرثمة. أبو عاصم الهروي المقريء. 4 (حرف العين:) العباس بن أحمد بن الفضل. أبو الحسن الهاشمي الأهوازي، ويُعرف بابن الخطيب. روى عن: أحمد بن عُبيد الصفار، وأحمد بن محمود بن خُرزاد. وعنه: أبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الخلال. وقال الخطيب: صدوق. عبد الله بن أحمد بن جولة: (28/113)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 14 أبو محمد الأصبهاني الأبهري، ومن قرى إصبهان. وأكثر العلماء من أبهر زنجان. روى عن: أبي عمرو بن حليم المديني، وعبد الله بن محمد بن عيسى الخشاب، ومحمد بن محمد بن يونس الغزال، وأبي علي الأبهري، وغيرهم. روى عنه: الإصبهانيون. وهو أقدم شيخ لأبي عبد الله الثقفي الرئيس. توفي في ربيع الآخر. وروى عنه: أبو القاسم بن مندة، ومحمود بن جعفر الكوسج. وقد ذكره يحيى بن مندة فقال: عبد الله بن أحمد بن جُولة أبو محمد الأديب. عبد الله بن محمد بن عيسى بن وليد: أبو محمد الأسلمي النحوي، ومن أهل مدينة الفرج) من الأندلس. أجاز له الحسن بن رشيق المصري. روى عنه: أبو عبد الله بن شُق الليل. وكان بارعاً في اللغة العربية، رئيساً وقوراً نزهاً، له تصانيف. وكان يكرر على كتاب سيبويه. وله كلام الأعتقادات. عبد الله بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم: (28/114)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 15 أبو محمد الأسدي البغدادي، المعروف بابن الأكفاني قاضي القضاة ببغداد. حدث عن: أبي عبد الله المحاملي، وأحمد بن علي الجُوزجاني، وعبد الغافر الحمصي، ومحمد بن مخلد، وابن عُقدة. روى عنه: محمد بن طلحة، وأبو القاسم التنوخي، وعبد العزيز الأزجي، وجماعة كثيرة من البغداديين والرحالة. قال التنوخي: قال لي أبو إسحاق الطبري: من قال إن أحد أنفق على أهل العلم مائة ألف دينار فقد كذب، غير أبي محمد الأكفاني. قال التنوخي: جُمع في سنة ست وتسعين وثلاثمائة لابن الأكفاني جميع قضاء بغداد. قلت: مولده سنة ستّ عشرة وثلاثمائة ببغداد. عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق. أبو القاسم المحتسب المؤذن. من أهل خراسان. سمع: أبا بكر محمد بن المؤمل الماسرجسي، ومحمد بن أحمد بن خنب محدث بُخارى. روى عنه: أبو بكر البيهقي. ومات في ذي الحجة بنيسابور. وروى أيضاً عن: أبي علي بن الصواف، وأبي بكر القطيعي، وأبي أحمد بكر بن محمد الدخمسيني. وكان كثير الأمر بالمعروف رحمه الله. عبد الرحمن بن أحمد بن حكيم المصري: سمع من: الحسن بن مُليح صاحب يونس بن عبد الأعلى. عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن حسن بن متويه: (28/115)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 16 الحافظ أبو سعد الإدريسي الإستراباذي، نزيل سمرقند. رحل وأكثر، وصنف تاريخ سمرقند وتاريخ أستراباذ وغير ذلك. وسمع: أبا العباس الأصم، وأبا نُعيم محمد بن الحسن بن حموية الإستراباذي، وأبا سهل هارون بن أحمد بن هارون، وعبد الله بن عدي الحافظ، وخلقاً سواهم. وجمع الأبواب والشيوخ. روى عنه: أبو علي الشاشي، وأبو عبد الله الخبازي، وأبو مسعود بن أحمد بن محمد البجلي، وأبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجرودي، وأبو العلاء محمد بن علي) الواسطي، وأحمد بن محمد العتيقي، وعلي بن المحسن التنوخي. وثقه الخطيب. مات بسمرقند. عبد الرحمن بن محمد بن الحسين: أبو القاسم الجُرجاني الخيمي. كان يكون بمكة. حدث عن: أبي أحمد بن عدي، والإسماعيلي، وجماعة. وحدث. دخل ابنه عبد العزيز إلى اليمن. عبد العزيز بن عمر بن محمد بن أحمد بن نُباتة بن حُميد بن نُباتة: (28/116)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 17 أبو نصر التميمي السعدي البغدادي. أحد الشعراء المجودين، مدح الملوك والوزراء. وله في سيف الدولة غُرر القصائد ونُخب المدائح. وديوان شعره كبير. مولده سنة سبعٍ وعشرين وثلاثمائة. روى عنه أكثر ديوانه أبو الفتح بن شِيطا. قال رئيس الرؤساء: ما شاهد ابن نباتة أشعر منه. وكان يعاب بكبرٍ فيه. وقال أبو علي محمد بن وشاح: سمعت أبا نصر بن نباتة يقول: كنتُ يوماً في الدهليز، فدق بابي، فقلت: من ذا قال رجل: من أهل المشرق. قلت: ما حاجتك قال: أنت القائل: (ومن لم يمُت بالسيف مات بغيره .......... تنوعت الأسباب والداء واحدُ.) فقلت: نعم. قال: أرويه عنك قلت: نعم. (28/117)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 18 فلما كان آخر النهار دُق علي الباب، فقلت، من قال: رجلُ من تاهرت من المغرب. قلت: ما حاجتك قال: أنت القائل: ومن لم يمت بالسيف. البيت. فقلت: نعم. قال: أرويه عنك قلت: نعم. وعجبت كيف وصل هذا البيت إلى المشرق والمغرب. توفي في شوال. عبد الواحد بن الحسين: أبو القاسم الصيمري الفقيه. شيخ الشافعية بالبصرة، ومن أصحاب الوجوه. حضر مجلس أبي أحمد المروروذي، وتفقه بصاحبه الفقيه أبي الفياض البصري. رحل الناسُ للتفقة عليه، وهو شيخ أقضى القُضاة الماوردي. وله كتاب الإيضاح في المذاهب، وهو كاتبٌ جليل. ومن غرائب وجوهه أنه قال: لا يملك الرجل الكلأ النابت في ملكه. ومنها: لا يجوز مس المصحف لمن بعض بدنه نجس. وكان في هذا العصر بالبصرة. ولا أعلم تاريخ موته، وإنما كتبته هنا اتفاقاً. عبيد الله بن سلمة بن حزم: (28/118)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 19 أبو مروان الحيصُبي القُرطبي. حج وكتب عن أبي بكر بن عزرة. وأخذ القراءة عن: عبيد الله بن عطية، وأبي الطيب بن غلبون. قال أبو عمرو الداني: وهو الذي علمني عامة القرآن. وكان خيراً فاضلاً صدوقاً. وتوفي سنة خمسٍ.) عدنان بن محمد بن عبيد الله الضبي: أبو عامر، رئيس هراة. روى عن: هارون بن أحمد الإسترباذي، وأبي الفوارس أحمد بن محمد بن جُمعة. روى عنه: إسحاق القراب، وأبو روح، وغيرهما. عمر ابن إبراهيم بن محمد بن الفاخر: أبو الطاهر الإصبهاني السُرنجاني. وسُرنجان من قرى إصبهان. رحل وسمع ببغداد: جعفر الخُلدي، والنجاد، وأبو بكر الشافعي. روى عنه: أحمد الباطرقاني، وأحمد بن عبد الرحمن الذكواني. 4 (حرف الغين:) غالب بن سامة بن لؤي. أبو لؤي السامري الهروي. روى عن: أبي جعفر محمد بن علي بن مهران الواسطي القفال، وأقرانه. وعنه أبو الفضل الجارودي. 4 (حرف الميم:) محمد بن أحمد بن ثوابة: أبو بكر البغدادي المعبر. حكى عن: الحلاج، وأبي بكر الشبلي. (28/119)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 20 روى عنه: نصر بن عبد العزيز بن نوح الشيرازي، وعلي بن محمود الزوزني. مات في سلخ ذي الحجة سنة خمسٍ، وعاش مائة وثلاث سنين. محمد بن الإمام أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل. أبو نصر الإسماعيلي. رأس في أيام أبيه، وبعد موته. وكان له جاه عظيم بجرجان، وقبول زائد. وقد رحل في صباه، وسمع من: محمد بن يعقوب الأصم، وأبي يعقوب البحري، ودعلج، وأبي دُحيم الكوفي، وأبي بكر الشافعي، وجماعة كثيرة. وكان يدري الحديث. أملى مجالس كثيرة، وتوفي في ربيع الآخر. روى عنه: حمزة السهمي، وقال في تاريخه: كان له جاه عظيم وقبول عند الخاص والعام في كثير من البلدان. وزعم ابن عساكر أنه كان أشعرياً. أخبرنا محمد بن أبي العز بطرابلس، عن محمود بن مندة: أنا أبو رشيد أحمد بن محمد، أنبأ عبد الوهاب بن مندة سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة: أنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي: أخبرني أحمد بن عمرو بن الخليل الآمُلي، ثنا حاتم الرازي، ثنا عمر بن عون: أنا ابن المبارك، عن ابن عجلان، عن عامر بن عبد الله، عن عمرو بن سُليم، عن أبي قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس. محمد بن أحمد بن عثمان بن الوليد بن الحكم. (28/120)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 21 أبو بكر بن أبي الحديد السلمي الدمشقي) العدل. سمع: أبا الدحداح أحمد بن محمد، ومحمد بن جعفر الخرائطي، ومحمد بن يوسف الهروي، وعبد الغافر بن سلامة الحمصي. ورحل إلى مصر فسمع: محمد بن بشير الزبيري، وعبد العزيز بن أحمد الأحمري، وأبا زيد عبد العزيز بن قيس، وجماعة. روى عنه: حفيداه عُبيد الله وأحمد إبنا عبد الواحد، وعلي بن الحسين الشرابي، وأبو الحسن بن السمسار، وأبو علي الأهوازي، وأبو القاسم الجنائي، وجماعة. وهو آخر من حدث عن الخرائطي، والهروي. وقال ابن ماكولا: ثنا عنه جماعة، وكان من الأعيان. وقال أبو الفرج بن عمرو: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فقال لي: أبو بكر بن أبي الحديد قوال بالحق. وقال الكتاني: كان ثقة مأموناً، أعرفه. وتوفي في شوال، وكان مولده في سنة تسعٍ وثلاثمائة. قلت: كان مسند الشام في وقته. محمد بن الحسين بن علي: أبو بكر الهمداني الفراء. روى عن: أوس الخطيب، وأبي القاسم بن عبيد، وأبي جعفر بن برزة، وجماعة. روى عنه: أبو مسلم بن غزو، وأبو جعفر محمد بن الحسين الصوفي: وكان ثقة. محمد بن الحسين (28/121)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 22 أبو طالب بن الصباغ الكوفي. ثقة جليل عابد. مات في رجب. من سؤآلات السلفي لأبي النرسي. محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم الضبي الطهماني. النيسابوري الحافظ أبو عبد الله الحاكم، المعروف بابن البيع صاحب التصانيف في علوم الحديث. ولد يوم الإثنين ثالث ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، وطلب العلم من الصغر باعتناء أبيه وخاله. فأول سماعه سنة ثلاثين، واستملى على أبي حاتم بن حبان سنة أربع وثلاثين. ورحل إلى العراق سنة إحدى وأربعين بعد موت إسماعيل الصفار بأشهر. وحج ورحل إلى بلاد خُراسان وما وراء النهر. (28/122)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 23 وشيوخه الذين سمع منهم بنيسابور وحدها نحو ألف شيخ. وسمع بالعراق وغيرها من البلدان من نحو ألف شيخ. وحدث عن أبيه. وقد رأى أبوه مسلم بن الحجاج. روى عن: محمد بن علي المذكر، ومحمد بن يعقوب الأصم، ومحمد بن يعقوب بن الأخرم، ومحمد بن عبد الله بن أحمد الإصبهاني الصفار نزيل نيسابور، ومحمد بن أحمد بن محبوب المروزي، وأبي حامد أحمد بن علي بن حسنويه المقريء، والحسن بن يعقوب البخاري، والقاسم بن القاسم السياري، وأبي بكر أحمد بن إسحاق الصبغي الفقيه، وأبي النضر) محمد بن محمد بن يوسف الفقيه، وأبي جعفر محمد بن صالح بن هانيء، وأبي عمرو عثمان بن السماك، وأبي بكر أحمد بن سلمان النجاد، وأبي محمد عبد الله بن جعفر بن دُرسُتُويه، وأبي محمد بن حمدان الجلاب الهمذاني، والحسين بن الحسن الطوسي، وعلي بن محمد بن عُقبة الشيباني الكوفي، وأبي علي الحسين بن علي النيسابوري الحافظ وبه تخرج، وأبي الوليد حسان بن محمد المُزكي الفقيه، وأبي جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي المؤدب، وعبد الباقي بن قانع الأموي الحافظ، ومحمد بن حاتم بن خُزيمة الكشي، شيخ معمر قدمِ عليهم. روى عن عبد بن حُميد، وغيره. ولم يزل يسمع حتى كتب من غير واحدٍ أصغر منه سناً وسنداً. روى عنه: أبو الحسن الدارقطني وهو من شيوخه، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، ومحمد بن أحمد بن يعقوب، وأبو ذر عبد بن أحمد الهروي، وأبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، وأبو يعلى الخليل بن عبد الله القزويني، وأبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القُشيري، وعثمان بن محمد المحمي، والزكي عبد الحميد بن أبي نصر البحيري، وأبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن، وجماعة آخرهم أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي. وانتخب على خلقٍ كثير، وجرح وعدل، وقُبل قوله في ذلك لسعة علمه (28/123)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 24 ومعرفته بالعلل والصحيح والسقيم. وقرأ القرآن العظيم على: أبي عبد الله محمد بن أبي منصور الصرام، وابن الإمام المقريء أحمد بن العباس. قرأ على: أحمد بن سهل الأشناني، وغيره بنيسابور. وعلى: أبي علي بن النقار الكوفي، وأبي عيسى بكار البغدادي. وتفقه على: أبي علي بن أبي هريرة، وأبي سهل محمد بن سُليمان الصعلوكي، وأبي الوليد حسان بن محمد. وذاكر: أبا بكر محمد بن عمر الجعابي، وأبا علي النيسابوري، وأبا الحسن الدارقُطني. وسمع منه: أحمد بن أبي عثمان الحيري، وأبو بكر القفال الشاشي، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد المُزني، وابن المظفر، وهم من شيوخه. وصحب من الصُوفية: أبا عمرو بن نُجيد، وجعفر الخُلدي، وأبا عثمان المغربي، وجماعة سواهم بنيسابور. وحدث عنه في حياته، وأبلغ من ذا أبا عمر الطلمنكي كتب علوم الحديث للحاكم، عن شيخ له سنة تسعٍ وثمانين وثلاثمائة، بسماعه من صاحب الحاكم، عن الحاكم. ولم يقع لي حديثه عالياً إلا بإجازة: أخبرنا أبو المُرهف المقداد بن هبة الله القيسي في كتابه: أنا أبو) الفضل عبد الله بن أحمد بن هبة الله بن عبد القادر المنصوري العباسي سنة اثنتي عشرة وستمائة حٍ، وأنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي الزاهد، وعبد الرحمن بن أحمد كتابة قالا: أنا الفتح بن عبد الله بن محمد الكاتب قالا: أنا أبو الفضل أحمد بن طاهر بن سعيد بن فضل الله الميهني ح، وأنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن تاج الأمناء قراءةً: أنا أبو الحسن علي بن الحُسين بن المقير، عن أبي الفضل الميهني ح، وأنا ابن تاج الأمناء أيضاً: أنبا المؤيد بن محمد بن علي الطوسي إجازةً: أنبا أبو بكر وجيه بن طاهر، وابن أخيه عبد الخالق بن زاهر، وابن أخيه الآخر عبد الكريم بن خلف، وعمر بن أحمد الصفار الأصولي، وعبد الله بن محمد الصاعدي، وعبد الكريم بن الحسن الكاتب، وأخوه أحمد، وأبو بكر عبد الله بن جامع الفارسي، (28/124)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 25 وأبو الفُتوح عبد الله بن علي الخرجُوشي، وأبو عبد الله الحسن بن إسماعيل العُماني، والحسن بن محمد بن أحمد الطوسي، ومنصور بن محمد الباهرزي، وعرفة بن علي السمرقندي، وعبد الرازق بن أبي القاسم السياري، وجامع بن أبي نصر السقاء، وأبو سعد محمد بن أبي بكر الصيرفي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن الكرماني، وأحمد بن إسماعيل بن أبي سعد، وسعيد بن أبي بكر الشعيري، وعبد الوهاب بن إسماعيل الصيرفي. قالوا كلهم والميهني: أنبا أبو بكر أحمد بن علي قراءةً عليه: أنبا الحاكم أبو عبد الله بن عبد الله الحافظ: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن مرزوق بمصر: ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، ثنا شُعبة، عن خالد الحذاء، عن سعيد، عن أبي الحسن، عن أمة، عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار: تقتلك الفِئة الباغية. أخرجه مسلم، عن إسحاق الكوسج، عن عبد الصمد. فوقع لنا بدلاً عالياً. أخبرنا أبو علي بن خلال، أنا جعفر الهمداني، أنا أبو الطاهر بن سلفة: سمعتُ إسماعيل بن عبد الجبار القاضي بقزوين يقول: سمعت الخليل بن عبد الله الحافظ يقول، فذكر الحاكم أبا عبد الله وعظمه، وقال: له رحلتان إلى العراق والحجاز. الرحلة الثانية سنة ثمان وستين، وناظر الدارقطني فرضية، وهو ثقة واسع العلم. بلغت تصانيفه للكتب الطوال والأبواب وجمع الشيوخ قريباً (28/125)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 26 من خمسمائة جزء، يستقصي في ذلك، يؤلف الغث والسمين، ثم يتكلم عليه فيبين ذلك. وتوفي سنة ثلاثٍ وأربعمائة. قلت: وهم الخليل في وفاته. ثم قال: سألني في اليوم لما دخلت عليه، ويُقرأ عليه في فوائد العراقيين: سُفيان الثوري، عن أبي سلمة، عن الزهري، عن) سهل بن سعد حديث الإستئذان. فقال لي: من أبو سلمة هذا فقلت من وقتي: هو المغيرة بن مُسلم السراج. فقال لي: وكيف يروي المغيرة عن الزُهري فبقيتُ، ثم قال: قد أمهلتك أسبوعاً حتى تتفكر فيه. قال: فتفكرت ليلتي حتى بقيت أكرر التفكر، فلما وقعت إلى أصحاب الجزيرة من أصحابه تذكرتُ محمد بن أبي حفصة، فإذا كنيته أبو سلمة. فلما أصبحتُ حضرت مجلسه، ولم أذكر شيئاً حتى قرأت عليه نحو مائة حديث، فقال لي: هل تفكرت فيما جرى فقلت: نعم، هو محمد بن أبي حفصة. فتعجبت وقال لي: نظرت في حديث سُفيان لأبي عمرو البحيري فقلتُ: لا. وذكرتُ له ما أقمتُ في ذلك. فتحير وأثنى علي. ثم كنتُ أسأله فقال لي: أنا إذا ذاكرتُ اليوم في باب لا بد من المطالعة لِكِبر سِني. فرأيته في كل ما ألُقي عليه بحراً. وقال لي: أعلم بأن خُراسان وما وراء النهر لكل بلدة تاريخ صنفه عالم منها. ووجدت نيسابور مع كثرة العُلماء بها لم يصنفوا فيه شيئاً، فدعاني ذلك إلى أن صنفت تاريخ النيسابوريين. فتأملته ولم يسبقه إلى ذلك أحد. وصنف لأبي علي بن سيمجور كتاباً في أيام النبي صلى الله عليه وسلم، وأزواجه وحديثه. وسماهالإكليل. لم أر أحداً رتب ذلك الترتيب. وكنت أسأله عن الضُعفاء الذين نشأوا بعد الثلاثمائة بنيسابور وغيرها من شيوخ خُراسان، وكان يبين من غير محاباة. (28/126)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 27 أخبرنا المسلم بن علان ومؤمل بن محمد كتابة قالا: أنا أبو اليُمن الكندي، أنا أبو منصور القزاز، أنا أبو بكر الخطيب قال: أبو عبد الله ابن البيع الحاكم كان ثقة. أول سماعه في سنة ثلاثين وثلاثمائة، وكان يميل إلى التشيع، فحدثني إبراهيم بن محمد الأرموي بنيسابور، وكان عالماً صالحاً، قال: جمع أبو عبد الله الحاكم أحاديث، وزعم أنها صحاح على شرط خ. م، منها: حديث الطائر، ومن كنت مولاه فعلي مولاه. فأنكر عليه أصحاب الحديث ذلك، ولم يلتفتوا إلى قوله. وقال أبو نُعيم بن الحداد: سمعتُ الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ: سمعتُ أبا عبد الرحمن الشاذياخي الحاكم يقول: كنا في مجلس السيد أبي الحسن، فسئل أبو عبد الله الحاكم عن حديث الطير فقال: لا يصح، ولو صح لما كان أحد أفضل من علي بعد النبي صلى الله عليه وسلم. قلتُ: هذه الحكاية سندها صحيح، فما باله أخرج حديث الطير في المستدرك على الصحيح فلعله تغير رأيه. أنبأونا عن أبي سعد عبد الله بن عمر الصفار، وغيره، عن أبي الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي قال: أبو عبد الله الحاكم هو إمام أهل الحديث في عصره، العارف به حق معرفته.) يُقال له الضبي لأن جد جدته عيسى بن عبد الرحمن الضبي، وأم عيسى هي متويه بنت إبراهيم بن طهمان الفقيه، وبيته بيت الصلاح والورع والتأذين في الإسلام. وقد ذكر أباه في تاريخه، فأغنى عن إعادته. (28/127)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 28 ولد سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، ولقي عبد الله بن محمد بن الشرقي، وأبا حامد بن بلال، وأبا علي الثقفي، ولم يسمع منهم. وسمع من: أبي طاهر المحمداباذي، وأبي بكر القطان. ولم يُظفر بمسموعه منهما. وتصانيفه المشهورة تطفح بذكر شيوخه. وقد قرأ القرآن بُخراسان والعراق على قراء وقته. وتفقه على: أبي الوليد حسان، والأستاذ أبي سهل. واختص بُصحبة إمام وقته أبي بكر أحمد بن إسحاق الصبغي، فكان الإمام يراجعه في السؤال والجرح والتعديل والعلل. وأوصى إليه في أمور مدرسته دار السُنة، وفوض إليه تولية أوقافه في ذلك. وذاكر مثل: الجِعابي، وأبي علي الماسرجسي الحافظ الذي كان أحفظ زمانه. وقد شرع الحاكم في التصنيف سنة سبعٍ وثلاثين، فاتفق له من التصانيف ما لعله يبلغ قريباً من ألف جزءٍ من تخريج الصحيحين، والعلل، والترجم، والأبواب، والشيوخ، ثم المجموعات مثل: معرفة علوم الحديث، ومُستدرك الصحيحين، وتاريخ النيسابوريين، وكتاب مزكي الأخبار. والمدخل إلى علم الصحيح، وكتاب الإكليل، وفضائل الشافعي، وغير ذلك. ولقد سمعت مشايخنا يذكرون أيامه، ويحكون أن مقدمي عصره مثل الإمام أبي سهل الصعلوكي، والإمام ابن فُورك، وسائر الأئمة يقدمونه على أنفسهم، ويُراعون حق فضله، ويعرفون له الحُرمة الأكيدة. ثم أطنب عبد الغافر في نحو ذلك من تعظيمه، وقال: هذه جُمل يسيرة هي غيض من فيض سيره وأحواله. ومن تأمل كلامه في تصانيفه، وتصرفه في أماليه، ونظره في طُرق الحديث أذعن لفضله، واعترف له بالمزية على من تقدمه، وإتعا من بعده، وتعجيزه اللاحقين عن بلوغ شأوه. عاش حميداً، ولم يخلف في وقته مثله. (28/128)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 29 مضى رحمه الله في ثامن صفر سنة خمسٍ وأربعمائة. وقال أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي الحافظ: سمعت الحاكم أبا عبد الله إمام أهل الحديث في عصره يقول: شربت ماء زمزم وسألت الله تعالى أن يرزقني حُسن التصنيف. قال أبو حازم: وسمعتُ السلمي يقول: كتبت على ظهر جزء: من حديث أبي الحسن الحجاجي الحافظ. فأخذ القلم وضرب على الحافظ، وقال: أيش أحفظ أنا أبو عبد الله ابن البياع أحفظ مني، وأنا لم أر من الحُفاظ إلا أبا علي الحافظ النيسابوري، وابن عُقدة.) وسمعت السلمي يقول: سألت الدارقطني: أيها أحفظ ابن مندة أو ابن البيع فقال: ابن البيع أتقن حِفظاً. قال أبو الحازم: أقمت عند الشيخ أبي عبد الله العُصمي قريباً من ثلاث سنين، ولم أر في جملة مشايخنا أتقن منه ولا أكثر تنقيراً. وكان إذا أشكل عليه شيء أمرني أن أكتب إلى الحاكم أبي عبد الله. فإذا أورد جواب كتابه حكم به وقطع بقوله. ذكر هذا كله الحافظ أبو القاسم بن عساكر أنه قرأه بخط أبي الحسن علي بن سليمان اليمني. قال: وقع لي عن أبي حازم العبدوي فذكره. وممن روى عن الحاكم من الكبار، قال أبو صالح المؤذن، أنا مسعود بن علي السجزي: ثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك: ثا أبو عمرو محمد بن أحمد بن جعفر الحيري الحافظ: ثنا أحمد بن محمد بن الفضل بن مُطرف الكرابيسي سنة سبع وأربعين وثلاثمائة: ثنا محمد بن حمدويه الحافظ: ثنا أحمد بن سلمان النجاد، ثنا محمد بن عثمان، نا الحماني: ثنا سُعير بن الخميس، عن عبيد الله، عن القاسم، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن بلالاً يؤذن بليلٍ.. الحديث. (28/129)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 30 ثم قال مسعود السجزي: حدثنيه الحاكم غير مرة بهذا. وكان للحاكم لما رووه عنه ستٌّ وعشرون سنة. وقال أبو موسى المديني: أنا هبة الله بن عبد الله الواسطي، قال: ثنا الخطيب: أنا أبو القاسم الأزهري: نا الدارقُطني: حدثني محمد النسوي، ثنا خداش بن مخلد، ثنا يعيش ين هشام، ثنا مالك، عن الزهري، عن أنس، أن النبي صلى عليه وسلم ما أحسن الهدية أمام الحاجة. هذا باطل عن مالك. وقد رواه الموقري، وهو واه، عن الزهري مرسلاً. قال أبو موسى الحافظ: أنا الحسين بن عبد الملك، عن أبي القاسم سعد بن علي، أنه سمع أبا نصر الوائلي يقول: لما ورد أبو الفضل الهمداني إلى نيسابور وتعصبوا له، ولقبوه بديع الزمان، أعجب بنفسه، إذ كان يحفظ المائة بيت إذا أنشدت بين يديه، وينشدها من آخرها إلى أولها مقلوبة. فأنكر على الناس قولهم: فلان الحافظ في الحديث، ثم قال: وحفظ الحديث مما يذكر فسمع به الحاكم ابن البيع، فوجه إليه بجزء، وأجل له جمعة في حفظه، فرد إليه الجزء بعد جمعة وقال: من يحفظ هذا: محمد بن فلان، وجعفر بن فلان، عن فلان أسامي مختلفة، وألفاظ متباينة. فقال له الحاكم: فأعرف نفسك، واعلم أن حفظ هذا أصعب مما أنت فيه. ثم روى أبو موسى المديني أن الحاكم دخل الحمام واغتسل وخرج، ثم قال: آه وقبضت روحه وهو متزر لم يلبس) قميصه بعد، ودفن بعد العصر يوم الأربعاء. وصلى عليه القاضي أبو الحيري. وقال الحسن بن أشعث القرشي: رأيت الحاكم في المنام على فرس في هيئة حسنة، وهو يقول: النجاة. (28/130)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 31 فقلت له: أيها الحاكم، في ماذا؟ قال: في كتبه الحديث. قال الخطيب في تاريخه: حدثني الأزهري قال: ورد ابن البيع بغداد قديماً فقال: ذكر لي أن حافظكم، يعني الدار قطني، خرج لشيخٍ واحد مائة جزء، فأروني بعضها. فحمل إليه منها، وذلك مما خرجه لأبي إسحاق الطبري، فنظر في أول الجزء حديثاً لعطية العوفي فقال: استفتح بشيخٍ ضعيف. ثم إنه رمى الجزء من يده ولم ينظر في الباقي. أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن أحمد ببعلبك: أنبأ أبو محمد عبد العظيم المنذري: سمعت علي بن الفضل: سمعت أحمد بن محمد الحافظ: سمعت محمد بن طاهر الحافظ يقول: سألت أبا القاسم سعد بن علي الزنجاني الحافظ بمكة قلت له: أربعة من الحفاظ تعاصروا أيهم أحفظ فقال: من قلت: الدار قطني ببغداد، وعبد الغني بمصر، وأبو عبد الله بن مندة بإصبهان وأبو عبد الله الحاكم بنيسابور. فسكت فألححت عليه، فقال: أما الدارقطني فأعلمهم بالعلل، وأما عبد الغني فأعلمهم بالأنساب، وأما ابن مندة فأكثرهم حديثاً مع معرفة تامة، وأما الحاكم فأحسنهم تصنيفا: رواها أبو موسى المديني في ترجمة الحاكم، بالإجازة عن ابن طاهر. أخبرنا أبو بكر بن أحمد الفقيه: أنا محمد بن سليمان بن معالي، أنا يوسف بن خليل، أنل محمد بن إسماعيل الطرسوسي، ح، وأنبأني أحمد بن سلامة، عن طرسوسي، أن محمد بن طاهر الحافظ كتب إليهم أنه سأل أبا إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري عن الحاكم أبي عبد الله النيسابوري فقال: ثقة في الحديث، رافضي خبيث. (28/131)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 32 أنبأنا ابن سلامة، عن الطرسوسي، عن ابن طاهر قال: كان الحاكم شديد التعصب للشيعة في الباطن، وكان يُظهر التسنن في التقديم والخلافة. وكان منحرفاً غالياً عن معاوية وأهل بيته، يتظاهر به ولا يعتذر منه. فسمعت أبا الفتح سمكويه بهراة يقول: سمعت عبد الواحد المليحي يقول: سمعتُ أبا عبد الرحمن السُلمي يقول: دخلتُ على أبي عبد الله الحاكم وهو في داره لا يمكنه الخروج إلى المسجد من أصحاب أبي عبد الله بن كرام، وذلك أنهم كسروا مِنبره ومنعوه من الخروج، فقلت له: لو خرجت وأمليت في فضائل هذا الرجل شيئاً لاسترحت من هذه المنحة. فقال: لايجيء من قلبي،) لايجيء من قلبي، يعني معاوية. وسمعتُ المظفر بن حمزة بجُرجان: سمعتُ أبا سعد الماليني يقول: طالعت كتاب المستدرك على الشيخين الذي صنفه الحاكم من أوله إلى آخره، فلم أر فيه حديثاً على شرطهما. قلتُ: هذا إسراف وغلو من الماليني، وإلا ففي هذا المستدرك جملة وافرة على شروطهما، وجملة كبيرة على شرط أحدهما. لعل مجموع ذلك نحو النصف، وفيه نحو الرُبع مما صح سنده، وفيه بعض الشيء أدلة عليه، وما بقي، وهو نحو الرُبع، فهو مناكير وواهيات لا تصح. وفي بعض ذلك موضوعات، قد أعلمت بها لما اختصرت هذا المستدرك ونبهت على ذلك. سمعت أبا محمد بن السمرقندي يقول: بلغني أن المستدرك الحاكم ذُكر بين يدي الدارقُطني، فقال: نعم، يستدرك عليهما حديث الطير. فبلغ ذلك الحاكم، فأخرج الحديث من الكتاب. قلت: لا بل هو في المستدرك، وفيه أشياء موضوعة نعوذ بالله من الخذلان. قال ابن الطاهر: ورأيت أنا حديث الطير، جمع الحاكم، في جزء ضخم بخطه فكتبته للتعجب. قلت: وللحاكم جزء في فضائل فاطمة رضي الله عنها. (28/132)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 33 وقد قال الحاكم في ترجمة أبي علي النيسابوري الحافظ من تاريخه، قال: ذكر يوماً ما روى سليمان التيمي، عن أنس، فمررت أنا في الترجمة، وكان بحضرة أبي علي رحمه الله، وجماعة من المشايخ، إلى أن ذكرت حديث: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن. فحمل بعضهم علي، فقال أبو علي له: لا تفعل، فما رأيت أنت ولا نحن في سنةٍ مثله. وأنا أقول: إذا رأيت ألف رجلٍ من أصحاب الحديث. قد مر أن الحاكم توفي في صفر سنة خمسٍ وأربعمائة. 4 (حرف النون) نُعيم بن أحمد بن إسماعيل: أبو الحسن الإسترباذي، نزيل سمرقند. روى عن: أبي العباس الأصم، ومحمد بن عبد الله الصفار، ونُعيم بن عبد الملك الجُرجاني، وغيرهم. ومات بسمرقند فيها. 4 (حرف الياء) يوسف بن أحمد بن كج: (28/133)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 34 القاضي الشهيد أبو القاسم الدينوري، صاحب أبي الحسن بن القطان. وحضر مجلس الداركي أيضاً. كان يُضرب به المثل في حفظ مذهب الشافعي. وجمع بين رئاسة الفقه والدنيا. وارتحل إليه الناس من الآفاق رغبةً في علمه وجوده. وله مصنفات) كثيرة، وكان بعض الناس يفضله على أبي حامد شيخ الشافعية ببغداد. قتله العيارون بالدينور ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان سنة خمسٍ، رحمه الله تعالى. وهو صاحب وجهٍ، قال له الفقيه: يا أستاذ الإسم لأبي حامد والعلمُ لك. قال: ذاك رفعتهُ ببغداد وحطتني الدينور. (28/134)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 35 1 (وفيات سنة ست وأربعون:)

4 (حرف الألف:) أحمد بن الحافظ أبي حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين البغدادي: روى عن: أبي علي بن الصواف، وابن مخرم، وأبي بحر البربهاري. وثقه الخطيب. أحمد بن أبي طاهر محمد بن أحمد: الإمام أبو حامد الإسفراييني الشافعي. قدمِ بغداد وهو صبي فتفقه على أبي الحسن المرزُبان، وأبي القاسم الداركي حتى صار أحد أئمة وقته وعظُم جاهد عند الملوك. (28/135)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 36 وحدث عن: عبد الله بن عدي، وأبي بكر الإسماعيلي، وأبي الحسن الدارقُطني، وجماعة. قال أبو إسحاق في الطبقات: انتهت إليه رئاسة الدين والدنيا ببغداد، وعلق عنه تعاليق في شرح المُزني، وطبق الأرض بالأصحاب، وجمع مجلسه ثلاثمائة متفقه. وقال أبو زكريا النووي: تعليق الشيخ أبي حامد في نحو خمسين مجلداً، ذكر مذاهب العلماء وبسط أدلتها والجواب عنها. تفقه عليه: أقضى القُضاة أبو الحسن الماوردي، والفقيه سُليم الرازي، وأبو الحسن المحاملي، وأبو علي السنجي. تفقه هذا السنجي عليه وعلى القفال، وهما شيخاً طريقتي العراق وخُراسان، وعنهما انتشر المذهب. وقال الخطيب: حدثونا عنه، وكان ثقة. رأيته وحضرت تدريسه في مسجد عبد الله بن المبارك، وسمعت من يذكر أنه كان يحضر درسه سبعمائة فقيه. وكان الناس يقولون: لو رآه الشافعي لفرح به. ولد سنة أربعٍ وأربعين وثلاثمائة وقدم بغداد سنة أربعٍ وستين. قال الخطيب: وحدثني أبو إسحاق الشيرازي: سألت القاضي أبا عبد الله الصيمري: من أنظر من رأيت من الفقهاء. فقال: أبو حامد الإسفراييني. قال أبو حيان التوحيدي في رسالة ما يتمثل به العلماء: سمعت) الشيخ أبا حامد يقول لطاهر العباداني: لا تعلق كثيراً مما تسمع مني في مجالس (28/136)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 37 الجدل، فإن الكلام يجري فيها ختل الخصم ومغالتطه ودمغه ومغالبته. فلسنا نتكلم فيها لوجه الله خالصاً. ولو أردنا ذلك لكان خطونا إلى الصمت أسرع من تطاولنا في الكلام، وإن كنا في كثير هذا نبوء بغضب الله تعالى، فإنا مع ذلك نطمع في سعة رحمة الله. وقال ابن صلاح: وعلى أبي حامد تأول بعض العلماء حديث: وإن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة يُجدد لها دينها، فكان الشافعي على رأس المائتين، وابن سُريج في رأس الثالثة، وأبو حامد في رأس الرابعة. وعن سُليم الرازي: إن أبا حامد في أول أمره كان يحرس في درب، وكان يطالع الدرس على زيت الحرس، وإنه وهو ابن سبع عشرة سنة. قال الخطيب: مات في شوال، وكان يوماً مشهوداً، ودفن في داره، ثم نُقل سنة عشر وأربعمائة ودُفن بباب حرب. أحمد بن بكر بن أحمد بن بقية: أبو طالب العبدي. أحد أئمة العربية، لهشرح الإيضاح لأبي علي الفارسي، والمتكلمة، وهو من أحسن الشروح. وكان العبدي كاسد السوق لا يحضر عنده إلا القليل، وإنما يزدحمون على ابن جني والربعي. (28/137)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 38 أخذ العربية عن: أبي سعيد السيرافي. ثم لزم أبا علي الفارسي حتى أحكم الفن، وتصدر ببغداد. وحدث عن: دعلج، وأبي عُمر الزاهد. روى عنه: القاضي أبو الطيب الطبراني. وأبو الفضل محمد بن المهتدي، وغيرهما. أحمد بن علي بن إسماعيل بن عبد الله بن ميكال. أبو النصر النيسابوري، الأمير العريض الجاه، البسيط الحشمة، إنسان عين آل ميكال الذي كان يُضرب به المثل في الخصال. توفي بقلعة غزنة في سنة ست، ولم يحدث. سمع من جده. وله شعر حسن ورائق، وأدب رائع، وبلاغة وبراعة. وكان جمال مملكة يمين الدولة محمود بن سُبكتكين وطراز دولته، وفيه يقول الأديب الخوارزمي: (زف المنام إلى الطيف خياله .......... لو أن طيفاً كان من أبدله.)

(ولو أن هذا الدهر يشكر لم يدع .......... شكر الأمير وقد غدا من آله.)

(الوفر عند نواله، والنيل عند .......... سؤآله، والموت عند سياله.) ) (والخلق من سُوآله، والجُود من عدله .......... والدهر من عماله.)

(تتجمع الأموال في أمواله .......... فيفرق الأموال في آماله.)

(شيخ البديهة ليس يُمسك لفظهُ .......... فكأنما ألفاظه من ماله.) إبراهيم بن جعفر بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن الصباح بن عبدة. أبو حسن الأسدي الهمداني، الحناط، الشاهد. وُلد سنة سبعٍ وعشرين وثلاثمائة. وسمع سنة ثلاثٍ وأربعين من: أبي القاسم بن عُبيد، و أوس الخطيب، (28/138)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 39 وأبي الصقر الكاتب، ومأمون بن أحمد، وأبي بكر محمد بن حيويه الكرجي، وأبي بكر بن خلاد النصيبي، ومحمد بن محمويه النسوي. روى عنه: أبو مسلم بن غرو، والحسن بن عبد الله بن ياسين، ومحمد بن الحسن الصوفي، وأبو القاسم الخطيب. قال شيروية: كان صدوقاً. وتوفي في جمادى الآخرة. 4 (حرف الباء) باديس بن المنصور بن بلكين بن زيري بن مناد. الأمير أبو مناد الحميري الصنهاجي. ولي إفريقية للحاكم، ولقبه الحاكم: نصير الدولة. وكان باديس ملكاً كبيراً حازماُ شديد البأس، إذا هز رمحاً كسره. ولد بأشير سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، فلما كان في ذي القعدة سنة ست وأربعمائة أمر جيوشه بالعرض، فعرضوا بين يديه إلى وقت الظهر، وسره حسن عسكره، وانصرف إلى قصره ومد السماط،، فأكل معه خواصه ثم انصرفوا فلما كان الليل مات فجأة، فأخفوا أمره، ورتبواه أخاه كرامة بن المنصور حتى وصلوا إلى ولده المعز بن باديس فبايعوه، وتم له الأمر. وقيل: إن سبب موته أنه قصد طرابلس ونزل بقربها عازماً على قتالها، وحلف أن لا يرحل عنها حتى يعيدها فدناً للزراعة. فاجتمع أهل البلد إلى (28/139)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 40 المؤدب محرز وقالوا: يا ولي الله، قد بلغك ما قاله باديس. فهلك في ليلته بالذبحة. وكان من دعائه عليه أن رفع يديه إلى السماء وقال: يا رب باديس، اكفنا باديس. وصنهاجة: يكسر أوله، قبيلة مشهورة من حمير. وقال ابن دريد: بضم الصاد، لا يجوز غير ذلك. 4 (حرف الحاء) الحسن بن علي بن محمد. الأستاذ أبو علي الدقاق الزاهد النيسابوري. شيخ الصوفية، وشيخ أبي القاسم القشيري. توفي في ذي الحجة. سمع: أبا عمرو بن حمدان، وأبا الهيثم) محمد بن مكي الكشميهني. وأبا علي محمد بن عمر الشبوي. ذكره عبد الغافر مختصراً فقال: لسان وقته وإمام عصره تعلم العربية، وحصل علم الأصول، وخرج إلى مرو، فتفقه بها على الخضري. وأعاد على أبي بكر القفال المروزي، وبرع. ثم أخذ في العمل وسلك طريق التصرف، وصحب أبا القاسم النصراباذي. حكى عنه أبو القاسم القشيري أحوالاً وكرامات. توفي في ذي الحجة سنة خمسٍ. (28/140)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 41 الحسن بن محمد بن حبيب بن أيوب. أبو القاسم النيسابوري، الواعظ المفسر. صنف في القراءآت، والتفسير، والأدب، وعقلاء المجانين. سمع: محمد بن يعقوب الأصم وأبا الحسن الكارزي، ومحمد بن صالح بن هانيء، وأبا حاتم محمد بن حبان البستي، وأحمد بن محمد بن حمدون السرفقاني، وجماعة. روى عنه: أبو بكر محمد بن عبد الواحد الحيري الحافظ وأبو الفتح محمد بن إسماعيل الفرغاني، وأبو علي الحسين بن محمد السكاكي. وتوفي في ذي الحجة. حمزة بن عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن حمزة. أبو يعلي المهلبي النيسابوري، الطبيب الحاذق. سمع: أبا حامد بن بلال، وأبا جعفر محمد بن الحسن الإصبهاني الصوفي، ومحمد بن أحمد بن دلويه صاحب البخاري، ومحمد بن الحسين القطان، وجماعة تفرد بالسماع منهم. وطال عمره. روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو بكر البيهقي، وأبو نصر عبيد الله بن (28/141)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 42 سعيد السجزي، وأبو بكر بن خلف الشيرازي، وأبو القاسم عبد الله بن علي الطوسي، ومحمد بن إسماعيل التفليسي، وطائفة سواهم. قال الحاكم: أبو يعلي حمزة الصيدلاني هذا صحب المشايخ وطلب الحديث، ثم تقدم في صناعة الطب. وقال غيره هو من أولاد المهلب من أبي صفرة الأزدي الأمير توفي يوم عيد الأضحى عن سنٍ عالية. 4 (حرف العين) عبيد الله بن محمد بن أحمد بن جعفر. أبو القاسم السقطي. بغدادي نبيل. لم يذكره الخطيب في تاريخه. سمع الكثير من: إسماعيل الصفار، ومحمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، وأبي جعفر بن البختري، وابن السماك، وأبي سهل القطان، والنجاد، وخلق. وسمع بمكة من: ابن الأعرابي، والآجري، وجاورها مدة. وخرج ابن أبي الفوارس له، وروى الكثير. روى) عنه: حمزة السهمي، والمظفر بن الحسن سبط ابن لال، وأبو ذر عبد بن أحمد، وعبد العزيز الأزجي، والحسن بن عبد الرحمن الشافعي المكي، وخلق سواهم من الحاج. قال سعد الزنجاني: كان السقطي يدعو الله أن يرزقه مجاورة أربع سنين، فجاور أربعين سنة، فرأى رؤيا كأن قائلاً يقول: يا أبا القاسم طلبت أربعة وقد أعطيناك أربعين، لأن الحسنة بعشر أمثالها. (28/142)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 43 ومات لسنته. قال ابن النجار: مات سنة ست وأربعمائة، رحمه الله. عُبيد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن مهران. الإمام أبن أحمد بن أبي مسلم البغدادي الفرضي المقريء. أحد شيوخ العراق، ومن سار ذكره بالأفاق. قرأ القرآن على أحمد بن عثمان بن بُويان، وهو آخر من قرأ في الدنيا عليه. وسمع: المحاملي، ويوسف بن البهلول الأزرق. وحضر مجلس أبي بكر بن الأنباري. قال الخطيب: كان ثقة ورعاً ديناً. وقال العتيقي: ما رأينا في معناه مثله. وذكره الأزهري عبيد الله فقال: إمام من الأئمة. وقال عيس بن أحمد الهمداني: كان أبو أحمد إذا جاء إلى الشيخ أبي حامد الإسفراييني قام من مجلسه ومشى إلى باب مسجده حافياً مستقبلاً له. وقال الخطيب: ثنا منصور بن عمر الفقيه قال: لم أر في الشيوخ من يُعلم لله غير أبي أحمد الفرضي. (28/143)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 44 قال: وكان قد اجتمعت فيه أدوات الرئاسة من علم وقرآن وإسناد وحالةٍ متسعة من الدنيا. وكان مع ذلك أورع الخلق. وكان يقرأ علينا الحديث بنفسه. وكنت أُطيل القعود معه وهو على حالة واحدة، لايتحرك ولا يعبث بشي. فلم أر في الشيوخ مثله. قلت قرأ عليه: نصر بن عبد العزيز الفارسي نزيل مصر، وأبو علي الحسن بن القاسم غلام الهراس، والحسن بن علي العطار، وأبو بكر محمد بن علي الخياط، وغيرهم. وحدث عنه: أبو محمد الخلال، وعمر بن عُبيد الله البقال، وأحمد بن علي ابن أبي عثمان الدقاق، وعلي بن أحمد البُسري، وعلي بن محمد بن محمد الأخضر الأنباري، وآخرون. وتوفي في شوال عن اثنين وثمانين سنة. وقد وقع لي حديثه بعُلو. وأخبرنا عمر بن عبد المنعم، برواية قالون، قراءت عليه قال: أنا بها أبو اليمن زيد بن الحسن المقريء إجازة، أن هبة الله بن عمر الجريري أخبره بها تلاوةً وسماعاً قال: قرأت بها على أبي بكر محمد بن علي بن محمد بن موسى الخياط على أبي أحمد الفرضي، عن قراءته على أبي نشيط، عن قالون، عن نافع. وقد وقعت لنا هذه الرواية كما ترى في غاية العلو.) عتبة بن خيثمة بن محمد بن حاتم بن خيثمة بن الحسن بن عوف. القاضي أبو الهيثم التميمي النيسابوري الفقيه الحنفي، شيخ الفقهاء والقضاة. (28/144)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 45 ذكره الفارسي فقال: عديم النظير في الفقه والتدريس والفتوى. تولى القضاة سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة إلى سنة خمسٍ وأربعمائة، فأجراه أحسن مجرى. سمع من أستاذيه: أبي الحسن قاضي الحرمين، وأبي العباس التبان. وسمع بالحجاز من الدبيلي، وببغداد من أبي بكر الشافعي وروى أكثر مسموعاته. روى عنه: أبو بكر بن خلف وتوفي في جمادي الآخرة. عثمان بن أحمد بن إسحاق بن بندار. أبو الفرج الإصفهاني البرجي. سمع: محمد بن عمر بن حفص الجورجيري، وغيره. وعنه أبو الخير محمد بن أحمد ررا، وسليمان بن إبراهيم الحاقظ، والقاسم بن الفضل الثقفي، وجماعة. توفي ليلة الفطر. العلاء بن الحسين بن العلاء بن أحمد. أبو الفتح الزهيري الهمذاني البزاز. روى عن أبي حاتم محمد بن عيسى الوسقندي. روى عنه: محمد بن عيسى، وابن غرو، وعلمة مشايخ الوقت بهمذان. قال شيرويه: وثنا عنه: يوسف الخطيب، ومحمد بن الحسين الصوفي، وكان صدوقاً. (28/145)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 46 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن خليل بن فرج. أبو بكر القرطبي، مولى بني العباس. سمع: وهب بن مسرة، وإسماعيل بن بدر. وحج، فأخذ بمكة عن: محمد بن نافع الخزاعي، وبمصر عن: أبي علي بن السكن، وأبي محمد بن الورد، وحمزة الكناني. روى عنه: يونس بن عبد الله القاضي. وتوفي في رمضان، وله أربع وثمانون سنة. استوفى ترجمته الحافظ قطب الدين، وأنه سمع أيضاً من محمد بن معاوية، وبمكة: عمر الجمحي، وبكير بن محمد الحداد. وكان صالحاً فاضلاً مجتهداً في العبادة، متقشفاً رحمه الله. محمد بن أحمد بن عبد الوهاب الإسفراييني. الحديثي الحافظ. رحل، وكتب عن: أبي أحمد بن عدي، وطبقته وكانت رحلته في سنة أربعٍ وخمسين وثلاثمائة. قال أبو مسعود البجلي: سمعت أبا عبد الله الحاكم يقول: أشهد على أبي بكر الإسفراييني أنه يحفظ من حديث مالك، وشعبة، والثوري، ومسعر أكثر من عشرين ألف حديث. محمد بن بزال. (28/146)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 47 مختار الدولة قائد الجيوش. ولي إمرة دمشق بعد أبي المطاع بن حمدان،) فبقي أربع سنين، وعزل في هذه السنة. محمد بن الحسن بن فورك. أبو بكر الإصبهاني الفقيه المتكلم. سمع مسند الطيالسي من: عبد الله بن جعفر الإصبهاني، واستدعي إلى نيسابور لحاجتهم إلى علمه، فاستوطنها. وتخرج به طائفة في الأصول والكلام. وله تصانيف جمة. وكان رجلاً صالحاً. وقد سمع أيضاً من أبي خرزاد الأهوازي. روى عنه: أبو بكر البيهقي، وأبو القاسم القشيري، وأبو بكر أحمد بن علي بن خلف، وآخرون. (28/147)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 48 قال عبد الغافر بن إسماعيل: قبره بالحيرة يستسقى به. ذكر ابن حزم في النصائح أن ابن سبكتكين قتل ابن فورك لقوله إن نبينا صلى الله عليه وسلم ليس هو نبي اليوم، بل مان رسول الله. وزعم أن هذا قول جميع الأشعرية. قال ابن الصلاح: ليس كما زعم، بل هو تشنيع عليهم أثارته الكرامية فيما حكاه القشيري. وتناظر ابن فورك وأبو عثمان المغربي في الولي، هل يعرف أنه ولي فكان ابن فورك ينكر أن يعرف ذلك، وأبو عثمان يثبت ذلك. وحكى بعضهم عن ابن فورك أنه قال: كل موضع ترى فيه اجتهاداً ولم يكن عليه نور، فاعلم أنه بدعة خفية. وذكره القاضي شمس الدين في وفيات الأعيان فقال فيه: الأستاذ أبو بكر المتكلم الأصولي الأديب النحوي الواعظ، درس بالعراق مدة، ثم توجه إلى الري، فسعت به المبتدعة. فراسله أهل نيسابور فورد عليهم، وبنوا له بها مدرسة وداراً، وظهرت بركته على المتفقهة، وبلغت مصنفاته قريباً من مائة مصنف ودعي إلى مدينة غزنة، وجرت له بها مناظرات. وكان شديد الرد على أبي عبد الله بن كرام. ثم عاد إلى نيسابور، فسم في الطريق، فمات بقرب بست، ونقل إلى نيسابور، ومشهده بالحيرة ظاهر يزار ويستجاب الدعاء عنده. قلت: أخذ طريقة الأشعري عن أبي الحسن الباهلي، وغيره قال عبد الغافر بن إسماعيل: سمعت أبا صالح المؤذن يقول: كان أبو علي الدقاق يعقد المجلس ويدعوللحاضرين والغائبين من أعيان البلد وأئمتهم، فقيل له: قد نسيت ابن فورك ولم تدع له. فقال أبو علي: كيف أدعو له وكنت أقسم على الله البارحة بأيمانه أن (28/148)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 49 يشفي علتي. وكان به وجع البطن تلك الليلة. وقال البيهقي: سمعت القشيري يقول: سمعت ابن فورك يقول: حملت مقيداً إلى شيراز لفتنةٍ في الدين، فوافينا باب البلد مصبحاً، وكنت مهموماً، فلما أسفر النهار وقع بصري على محراب في مسجدٍ على باب البلد، مكتوب عليه أليس الله بكسافٍ عبده فحصل لي تعريف باطني أني أكفى عن قريب،) فكان كذلك. وصرفوني بالعز. قلت: كان مع دينه صاحب قلبة وبدعة. قال: أبو الوليد سليمان الباجي: لما طالب ابن فورك الكرامية أرسلوا إلى محمود بن سبكتكين صاحب خراسان يقولون له: إن هذا الذي يؤلب علينا أعظم بدعةٍ وكفراً عندك منا، فسله عن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، هل هو رسول الله اليوم أم لا فعظم على محمود الأمر، وقال: إن صح هذا عنه لأقتلنه. ثم طلبه وسأله فقال: كان رسول الله، وأما اليوم فلا. فأمر بقتله، فشفع إليه وقيل: هو رجل له سن. فأمر بقتله بالسم. فسقي السم. وقد دعا ابن حزم للسلطان محمود إذ وفق لقتله ابن فورك، لكونه قال: إن رسول الله كان رسولاً في حياته فقط، وإن روحه قد بطل وتلاشى، وليس هو في الجنة عند الله تعالى، يعني روحه. وفي الجملة: ابن فورك خير من ابن حزم وأجل وأحسن نحلة. قال الحاكم أبو عبد الله: أنبا ابن فورك، نا عبد الله بن جعفر، فذكر حديثاً. محمد بن الطاهر ذي المناقب الحسين بن موسى بن محمد (28/149)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 50 أبو الحسن العلوي الموسوي، المعروف بالشريف الرضي، نقيب الطالبيين، من ولد موسى بن جعفر بن محمد. له ديوانشِعر مشهور، وشعره في غاية الحُست. وصنف كتاباً في معاني القرآن يتعذر وجود مثله. وكان غير واحد من الأدباء يقولون: الشؤيف الرضي أشعر قُريش. وكان مولده سنة تسعٍ وخمسين وثلاثمائة. وذكر الثعالبي انه ابتدأ بنظم الشعر وهو ابن عشر سِنين. قال، وهو أشعر الطالبين ممن مضى منهم ومن غبر، على كثرة شُعرائهم المُفلقين. ولو قلت إنه أشعر قريش لم أبعُد عن الصدق. وكان هو وأبوه نقيب الطالبين، ولي النقابة أيام أبيه، وديوانه في أربع مجلدات. وقيل: إن الشريف الرضي أحضر درس أبي سعيد السيرافي ليعلمه ولم يبلغ عشر سنين، فأمتحنه يوماً فقال: ما علاقة النصب في عمر؟ (28/150)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 51 فقال: بُغض علي. فعجب السيرافي والجماعة من حدة خاطره. وللرضي كتابمجاز القرآن أيضاً. وكان أبوه شيخاً معمراً، تُفي سنة أربعمائة، وقيل: سنة ثلاثٍ وأربعمائة، وقد جاوز التسعين. فرثاه أبو العلاء المعري. ومن شِعر الرضي: (يا قلبُ ما أنت من نجدٍ وسكانه .......... خلفت نجداً وراء المُدلجِ الساري.) ) (راحت نوازعٌ من قلبي تتبعُهُ .......... على بقايا لبناتٍ وأوطارِ)

(يا صاحبي قفا لي واقضيا وطراً .......... وحدثاني عن نجدٍ بأخبارِ)

(هل رُضتْ قاعُهُ الوعساء أم مطُرتْ .......... خميلة الطلح ذات البان والغارِ)

(أم هل أبيتُ ودارٌ دون كاظمةٍ .......... داري، وسُمار ذاك الحي سُماري)

(تضوعُ أرواحُ نجدٍ من ثيابهمُ .......... عند القدوم بقرب العهد بالدار) وللرضي: (اشترِ العز بما شئ .......... ت فما العزُّ بغالِ)

(بقِصار البيض إن شئ .......... ت أو السُمر الطوالِ)

(ليس بالمغبون عقلاً .......... من شرا عِزاً بمالِ)

(إنما يدخرال .......... مال لأثمان المعالي) توفي في محرم. محمد بن عبد الله بن محمد: أبو بكر الشيرازي المؤدب المعروف بالنجار. (28/151)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 52 تُوفي في جُمادى الآخرة عن مائةٍ وست سنين. محمد بن عثمان بن حسن: القاضي أبو الحسين النصيبي. نزيل بغداد. روى عن: أبي الميمون بن راشد البجلي، وإسماعيل الصفار، وأحمد بن جعفر بن المنادي. روى عنه: القاضي أبو الطيب الطبري، وغيره. ضعفه أحمد بن علي البادي. وقال حمزة الدقاق: روى للشيعة ووضع لهم. وقال الخطيب: سألت الأزهري عنه، فقال: كذاب. محمد بن يحيى بن السري الحذاء التنيسي. توفي بها في شعبان، ووُلد سنة سبع عشر وثلاثمائة. قاله الحبال. محمد بن موهب بن محمدأبو بكر الأزدي القبري، ثم القُرطبي الحصار. والد القاضي أبي شاكر عبد الواحد، وجد الإمام أبي الوليد الباجي لأمه. روى عن: عبد الله بن قاسم، وعبد الله بن محمد بن علي الباجي. (28/152)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 53 ورحل فأخذ عن: أبي محمد بن أبي زبيد، وأبي الحسن القابسي، وتفقه عندهما. وبرع في مذهب مالك، ونظر في علم الكلامفلما رجع تكلم في شيء من نُوبة النساء ونحو هذه الغوامض، فشنعوا عليه بذلك. وكان من زُهاد العلماء. وكان القاضي ابن ذكوان يقدمه على) فُقهاء عصره. وله مصنف في الفقه مفيد، وله شرح رسالة شيخه أبي محمد، ثن نزح إلى سبتة لأمورٍ جرت، فأخذ عنها بها: حمزة بن إسماعيل. ثم عاد إلى قُرطبة مُستخفياً، وتوفي في جُمادى الأولى. الكنى: أبو زُرعة بن حُسين بن أحمد القزويني: الفقيه. سمع من: عبد الله بن عدي بُجرجان، والفاروق الخطابي بالبصرة، وجماعة. (28/153)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 54 1 (وفيات سنة سبع وأربعمائة:)

4 (حرف الألف:)

4 (أحمد بن إبراهيم البغدادي: أبو الحسين الخازن. سمع: الحسين بن عياش القطان. وثقه) البرقاني. ومات في رمضان. روى جزءاً واحداً. سمع منه: البرقاني، وغيره. 4 (أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن موسى: الحافظ أبو بكر الشيرازي، مصنف كتاب) الأقاب. سمع ببغداد: أبا بحر محمد بن الحسن البربهاري، وأبا بكر القطيعي، وعلي بن أحمد المصيصي. وبإصبهان: أبا القاسم الطبراني، وأبا الشيخ. وبمرو: عبد الله بن عمر بن علك. وبجُجرجاني: عبد الله بن عدي، والإسماعيلي. (28/154)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 55 وبنيسابور: محمد بن الحسن السراج. وبفارس: عبد الواحد بن الحسن الجنديسابوري، وسعيد بن القاسم بن العلاء المُطوعي بطراز من بلاد التُرك. وببخارى: محمد بن محمد بن صابر. وبشيراز: أسامة بن زيد القاضي. وبالبصرة: أحمد بن عبد الرحمن الخاركي. وبواسط وبلدان عدة. وأقام بهمدان مدة، فروى عنه: محمد بن عيسى، وأبو مسلم بن عزو، وحميد بن المأمون، وآخرون. قال الحافظ شيرويه: ثنا عنه أبو الفرج البجلي، وكان صدوقاً ثقة حافظاً يُحسن هذا الشأن جيداً جيداً. خرج من عندنا سنة أربعٍ وأربعمائة إلى شيراز، وأخبرتُ أنه مات بها سنة إحدى عشرة. وقال أبو القاسم بن مندة: تُوفي في سنة سبعٍ في شوال. قلت: وهذا أقرب. وقد سمعت كتاب الألقاب له من الأبرقُوهي بسماعه حضوراً سنة ثمان عشرة وستمائة، من أبي سهل السرفُوي، بسماعه من شهردار ابن الحافظ شيرويه. أنا أحمد بن عمر البيع، أنا حُميد بن المأمون، عنه، قال جعفر المستغفري: كان يفهم ويحفظ.) دخل نسف وكتبت عنه. وسمعته يقول: وقع بيني وبين أبي عبد الله بن البيع الحافظ منازعة في عمرو بن زُرارة، وعُمر بن زُرارة، فكان يقول: هما واحد. فتحاكمان إلى الحاكم أبي أحمد الحافظ فقلنا: ما يقول الشيخ في رجل يقول عمرو بن زُرارة وعُمر بن زُرارة واحد فقال: من هذا الطبل الذي لا يفصل بينهما 4 (أحمد بن محمد بن خاقان: (28/155)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 56 أبو الطيب العُكبري الدقاق.) حدث عن: أبي ذر أحمد بن محمد بن الباغندي، ومحمد بن أيوب بن المُعافى. وهو آخر من حدث عنهما. وكان مولده سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة. 4 (أحمد بن محمد بن عبس: أبو مُعاذ الزاغاني الهروي. آخر من روى عن يعقوب بن) إسحاق بن محمود الحافظ الهروي. وتوفي في ربيع الأول. 4 (أحمد بن محمد بن يوسف بن دُوست: أبو عبد الله البغدادي البزاز. حدث عن: الحسين) بن يحيى بن عياش، ومحمد بن جعفر المطيري، وإسماعيل الصفار، وطبقتهم. وعنه: أبو محمد الخلال، والأزهري، وهبة الله اللالكائي، وأبو بكر الخطيب قال: وكان محدثاً مُكثراً حافظاً عارفاً. مكث مرة يُملي بجامع المنصور بعد المخلص. وكان يُملي من حفظه. وكان عارفاً بمذهب مالك. ضعفه الأزهري، وطعن ابن أبي الفوارس في روايته عن المطيري. (28/156)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 57 قال الخطيب: تُوفي في رمضان وله أربع وثمانون سنة. قلت: آخر من روى عنه: رزق الله التميمي. وقع لي حديثه عالياً. قال البرقاني: كان يسرد الحديث من حفظه، وتكلموا فيه، فقيل إنه كان يكتب الأجزاء ويتربُها ليظن أنها عُتق. وقال الأزهري: غرقت كُتبه فكان يجددها. وأثنى عليه بعض العلماء. وكان يُذاكر الدارقطني، ويسرد من حفظه. 4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن حامد بن الحسن: أبو محمد الدبيلي التاجر الأديب. سمع: علي بن محمد الدبيلي) التاجر الأديب. سمع: علي بن محمد بن سعيد الموصلي، وأبا الطيب المتنبي. قال الخطيب: ثنا عنه الصوري: ذكر لنا ابن حامد أنه سمع من دعلج، وأن المتنبي لما قدم بغداد نزل عليه، فكان القيم بأموره، وقال له: لو كنت مادحاً تاجراً لمدحتك. وقال الصوري: قد روى الحافظ عبد الغني بن سعيد، عن رجلٍ، عن ابن حامد.) قال أبو إسحاق الحبال: توفي في مُستهل شوال. قلت: وسماع الصوري منه بمصر. (28/157)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 58 روى عنه: خلف الحُوفي. 4 (الحسن بن حامد: شيخ الحنابلة. قد مر سنة ثلاثٍ وأربعمائة.)

4 (الحسن بن علي بن المؤمل بن الحسن بن عيسى بن ماسرجس. أبو محمد الماسرجسي) النيسابوري. وكان ثقة جليلاً. روى عنه: أبو بكر البيهقي. وتوفي في شعبان. 4 (حرف السين:)

4 (سليمان بن الحكم بن سليمان ابن الناصر لدين الله عبد الرحمن الأموي المرواني: الملقب) بالمستعين. خرج قبل الأربعمائة، والتف عليه خلق من جيوش البربر بالأندلس. (28/158)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 59 وحاصر قرطبة إلى أن أخذها كما ذكرنا سنة ثلاثٍ وأربعمائة. وعاث هو وجيشه وأفسدوا، وعملوا ما لا تعمله الفرنج. وكان من أمراء جُنده القاسم وعلي ابنا حمود بن ميمون الحسني الإدريسي، فقدمهما على البربر، ثم استعمل أحدهما على سبتة وطنجة، واستعمل القاسم على الجزيرة الخضراء. ثم إن علينا متولي سبتة راسل جماعة وحدث نفسه بولاية الأندلس، فاستجاب له خلق وبايعوه، فزحف من سبتة وعدى إلى الأندلس، فبايعه أمير مالقة. واستفحل أمره، ثم زحف بالبربر إلى قرطبة، فجهز المستعين لحربه ولده محمد بن سليمان، فأنكسر محمد وهجم علي بن حمود قرطبة فدخلها، وذبح المستعين بيده صبراً، وذبح أباه الحكم وهو شيخ في عشر الثمانين، وذلك في المحرم. وانقطعت دولة بني أمية في جميع الأندلس. وكان قيام سليمان في شوال سنة تسعٍ وتسعين، ثم كمل أمره في ربيع الآخر سنة أربعمائة، وظفر بالمهدي محمد بن عبد الجبار في ذي الحجة من السنة فقتله صبراً، وهرب المؤيد بالله هشام بن الحكم وسار سليمان في بلاد الأندلس يعيث ويفسد ويغير حتى دوخ الإسلام وأهله. قال الحُميدي: لم يزل المستعين يجول بالبربر يفسد وينهب ويفقر المدائن والقرى بالسيف لا يبقي معه البربر على صفيرٍ ولا كبير ولا إمرأة إلى أن غلب على قرطبة سنة ثلاثٍ في شوال. قلت: عاش سليمان المستعين نيفاً وخمسين سنة، وله شعر رائق فمنه: (عجباً يهاب الليث حد سِناني .......... وأهاب لحظ فواتِر الأجفان) ) (وأقارع الأهوال لا متهيباً .......... منها سوى الإعراضِ والهجرانِ)

(وتملكت نفسي ثلاث كالدمى .......... زهر الوجوه نواعم الأبدانِ)

(ككواكب الظلماء لحن لناظرٍ .......... من فوق أغصان على كثبانِ)

(هذي الهلال وتلك بنت المشتري .......... حسناً، وهذي أخت غصنِ البانِ)

(حاكمت فيهن السلُو إلى الصبي .......... فقضى بسلطانٍ على سلطاني) (28/159)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 60 منها (وإذا تجارى في الهوى أهل الهوى .......... عاش الهوى في غبطةٍ وأمانٍ)

4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن أحمد بن إبراهيم.) أبو القاسم الفارسي ثم البغدادي. حدث عن: أبي عمرو بن السماك، وأبي بكر النجاد. قال الخطيب: سمعت منه، وكان قدرياً داعية، لم أكتب ما سمعته منه. 4 (عبد الرحمن بن أحمد بن أبي المطرف عبد الرحمن الأندلسي. أبو المطرف قاضي) الجماعة. استقضاه الخليفة المؤيد بالله هشام في دولته الثانية، فحمدت سيرته. وكان الأغلب عليه الأدب والرواية. وعزل عن القضاة بعد سبعة أشهر، ففرح بالعزل، وعاد إلى الإنقباض والزهد إلى أن مضى لسبيله مستوراً. وتوفي في صفر عن إحدى وسبعين سنة 4 (عبد الرحمن بن عمر بن إبراهيم. أبو القاسم الهمذاني المؤدب. روى عن: عبد الرحمن) الحلاب، وأبي أحمد بن مملوس الزعفراني، وحامد الصرام، وجماعة. وقال شيرويه: ثنا عنه أحمد بن عبد الرحمن الروذباري، وأخوه أبو بكر، ويوسف الخطيب، ومحمد بن الحسين الصوفي. وحديثه يدل على الصدق. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن حامد. (28/160)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 61 أبو الحسن الديناري الأنصاري الهروي. سمع: أبا حامد) الشاركي، وحامد بن محمد الرفاء، وجماعة. أكثر الناس عنه. عبد السلام بن الحسن بن عون. الأديب أبو الخطاب البغدادي الحريري التاجر. من فحول الشعراء. ذكره ابن النجار وأورد له مقطعات. روى عنه: مِهيار الديلمي، وأحمد بن عمر بن روح. مات في رجب. عبد العزيز بن عثمان بن محمد القرقساني. الصوفي الشيخ أبو محمد. شيخ الصوفية) بالشام حدث عن القاضي أحمد بن كامل. روى عنه: أبو بكر علي الأهوازي، وعلي بن محمد الربعي. توفي في شوال. وكان أشعرياً. قاله ابن عساكر. عبد القاهر بن محمد بن محمد بن عترة. أبو بكر الموصلي. حدث ببغداد عن: موسى بن محمد الزرقي الموصلي. روى عنه: أبو بكر الخطيب ووثقه، وابن المهتدي بالله. عبد الملك بن أبي عثمان محمد بن إبراهيم. (28/161)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 62 أبو سعد النيسابوري الواعظ، الزاهد المعروف بالخركوشي. وخركوش: سكة بمدينة نيسابور. روى عن: حامد بن محمد الرفاء، ويحي بن منصور القاضي، وإسماعيل بن نجيد، وأبي عمرو بن مطر. وتفقه على: أبي الحسن الماسرجسي. وسمع بالعراق ودمشق، وحج وجاور، وصحب الزهاد. وكان له القبول التام. وصنف كتاب دلائل النبوة، وكتاب التفسير، وكتاب الزهد وغير ذلك. قال الحاكم: أقول إني لم أر أجمع منه علماً وزهداً وتواضعاً وإرشاداً إلى الله، وإلى الزهد في الدنيا، زاده الله توفيقاً وأسعدنا بأيامه. وقد سارت مصنفاته في المسلمين. وقال الخطيب: كان ثقة ورعاً صالحاً. قلت: روى عنه الحاكم وهو أكبر منه، والحسن بن محمد الخلال، وعبد العزيز الأزجي، وأبو القاسم التنوخي، وعلي بن محمد الحنائي، وأبو القاسم القُشيري، وأبو صالح المؤذن، وأبو علي الأهوازي، وأبو بكر البيهقي، وأبو الحسين بن المهتدي بالله، وأحمد بن علي بن خلف الشيرازي، وعلي بن عثمان الإصبهاني البيع، وآخرون. وتوفي سنة سبعٍ في جمادى الأولى. أخبرنا أحمد بن هبة الله، أنا أبو روح إجازة: أنبا علي بن عثمان بن (28/162)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 63 محمد بن البيع سنة ثلاثٍ وخمسين وأربعمائة: ثنا الأستاذ أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان إملاء في سنة ست وتسعين وثلاثمائة: ثنا يحي بن منصور، ثنا محمد بن إبراهيم البوسنجي: نا عبد الله بن محمد بن نفيل قال: قرأت على معقل بن عُبيد الله، عن عطاء، عن جابر قال: قام سُراقة بن مالك بن جعشم المُدلجي فقال: يا نبي الله حدثنا حديث قومٍ كأنما ولدوا اليوم: عُمرتنا هذه لعامِنا هذا، أم للأبد قال: لا، بل لأبد الأبد. كان أبو سعد ممن وُضع له القبول في الأرض، وكان الفقراء في مجلسه كالأمراء. وكان يعمل القلانس ويبيعها، ويأكل من كسب يمينه. بنى في سكته مدرسةً وداراً للمرضى، ووقف عليهما الأوقاف. وله خزانة كُتب كبيرة موقوفة. فالله يرحمه. وذكر ابن العساكر أنه كان أشعرياً. وقال محمد بن عُبيد الله الصرام: رأيت الأستاذ أبا سعد الزاهد بالمصلى للاستقساء على رأس) الملأ، وسمعته يصيح: (إليك جئنا وأنت جئت بنا .......... وليس رب سواك يُغنينا)

(بابُك رحبُ فناؤهٌ كرمٌ .......... تُؤوي إلى بابك المساكينا) عبد الوهاب بن أحمد بن الحسن بن علي بن منير: أبو القاسم المصري الأديب. أخو منير. لم يكن له في الحديث خبرة. وقد سمع: أبا سعيد بن الأعرابي، وغير واحد. وحدث وأفاد. روى عنه: الحافظ أبو عمرو الداني، وغيره من المغاربة والمصريين. وتوفي في شعبان من السنة. (28/163)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 64 عطية بن سعيد بن عبد الله: أبو محمد الأندلسي. سمع من: أبي محمد الباجي. ثم رحل وطاف بلاد المشرق سياحة، وانتظمها سماعاً. وبلغ إلى ما وراء النهر، ثم عاد إلى نيسابور فسكنها مدة على قدم التوكل والزهد، ورُزق القبُول الوافر. وعاد إليه أصحاب أبي عبد الرحمن السُلمي. قال الخطيب: ثم قدمِ بغداد، وحدث عن زاهر السرخسي، وعلي بن الحسين الأذني. حدثني عنه أبو الفضل عبد العزيز بن المهدي وقال: كان زاهداً لا يضع جنبه، إنما ينام مُحتبياً. وقال غيره: ثم خرج من بغداد إلى مكة. وكان قد جمع كُتباً حملها على بخاتي كثيرة، وليس له إلا ركوة ومُرقعته ووطاؤه. وكذلك خرج إلى الحج، فكان كل يوم يعزم عليه رجلٌ من الركب. قال رفيقه: ما رأيته يحمل من الزاد شيئاً. وقُريء عليه بمكة صحيح البخاري، بروايته عن إسماعيل بن حاجب صاحب الفِربْرِي. وكان عارفاً بأسماء الرجال. وكان يجوز السماع، فلذلك كانت المغاربة يتحامونه. وذكره أبو عمرو الداني في طبقات المقربين له فقال: عطية بن سعيد القفصي الصوفي، أخذ القراءة عن جماعة. وعرض بالأندلس على علي بن محمد بن بِشر، وبمصر على عبد الله. يعني السامري. ودخل الشام، والعراق، وخُراسان، وكتب الكثير من الحديث. وكان ثقة. كتب معنا بمكة عن أحمد بن (28/164)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 65 فِراس، وأحمد بن متٍ البخاري. قال: وبها توفي سنة سبعٍ وأربعمائة. ثم قال: يكتب بقية ترجمته من العام الآتي. وقال فيه: الحافظ الزاهد أحد الأمة الأعلام. سمع من عبد الله بن محمد بن علي الباجي، وطبقته. وارتحل إلى المشرق فأكثر الترحال، ولقي نبلاء الرجال، وبرز في العلم والعمل، وبعُد صيته. قال الحُميدي: أقام بنيسابور مدة، وكان صوفياُ على قدم التوكل والإثيار.) وقال عبد العزيز بن بُندار البُنداري: لقيته ببغداد، وصحبتُه، وكان من الإيثار والسخاء على أمرٍ عظيم، ويقتصر على فُوطة ومُرقعة. وخرجنا معه للحج للياسرية، فلما بلغنا المنزلة ذهبنا نتحل الرفاق، فإذا بشيخٍ خُرساني حوله حشم فقال لنا: أنزلوا. فجلسنا، فأتى بِسفرة، فأكلنا وقمنا. قال: فلم نزل على هذه الحال يتفق لنا كل يوم من يطعمنا ويسقينا إلى مكة، وما حملنا من الزاد شيئاً. ثم قال: وتوفي بمكة سنة ثملنٍ أو تسعٍ وأربعمائة. قال الحُميدي: وله كتاب في تجويز السماع، وله طُرق حديث المِغفَر ومن رواه عن مالك، في أجزاءٍ عدة. وحدثنا أبو غالب بن بشران النحوي: ثنا عطية بن سعيد، ثنا القاسم بن علقمة، ثنا بهز، فذكر حديثاً. علي بن الحسين بن القاسم: أبو الحسن بن المترفق البغدادي، ثم الطرسوسي الصوفي. حدث عن: أبي القاسم الطبراني، وعبد الله بن عدي، وجماعة. وجدث بدمشق ومصر. روى عنه: تمام الرازي وهو أكبر منه، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو الحسن بن السمسمار، وأبو علي الأهوازي، وهبة الله بن إبراهيم الصواف (28/165)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 66 المصري، ورشأ بن نظيف، وأبو إسحاق الحبال. ومات في شعبان. علي بن محمد: أبو الحسن الخُراساني العداس القياس. بمصر في ربيع الآخر. حدث عن: أبي الطاهر القاضي، والحسن بن رشيق. روى عنه: خلف بن أحمد الحُوفي. 4 (حرف الميم:) محمود بن أحمد بن شاكر. أبو عبد الله المصري القطان، الذي جمع فضائل الشافعي. روى عن: عبد الله بن جعفر بن الورد، والحسن بن رشيق، وجماعة. روى عنه: القاضي أبو عبد الله القُضاعي، وأبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبال، وجماعة. توفي في المحرم. محمد بن أحمد: أبو بكر الدمشقي الجُبني. في العام الآتي. محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل. (28/166)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 67 أبو الحسين الضبي المحاملي. سمع: إسماعيل الصفار، وعثمان بن السماك، والنجاد. وكان إماماً ثقة. قال الدارقطني: حفظ القرآن والفرائض، ودرس مذهب الشافعي، وكتب الحديث. وهو عندي ممن يزداد كل يوم خيراً. قال الخطيب: مولده سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. وتفي في رجب، وقد حضرتُ مجلسه غير مرة. قلت: وروى عنه: سُليم الرازي، وأبو الغنائم بن أبي عثمان، وجماعة. وقع لي حديثه) عالياً. محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن شاذي: أبو الحسن المؤذن الحنبلي، المعروف بابن الشعراني الهمداني. روى عن: أوس بن أحمد، والكندي، ومحمد بن موسى البزاز. روى عنه: مكي بن المحتسب، ومحمد بن الحسين الصوفي. وهو صدوق. محمد بن أحمد بن خلف بن خاقان: أبو الطيب العُبكري. ولد سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة. وسمع في سنة خمسٍ وعشرين من: محمد بن أيوب بن المُعافى، وإبراهيم الباقلاني. روى عنه: أبو منصور محمد بن محمد النديم. وهو آخر من روى عن أبي ذر بن الباغندي. (28/167)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 68 قال الخطيب: سألت عبد الواحد بن برهان عنه فعرفه ووثقه. فقلت: إنه روى عن أبي ذر. فقال: كان صدوقاً. مات ببغداد. قلت: وروى عنه أبو منصور العُبكري كتاب المُجتبى لابن دُريد، بسماعه من ابن دُريد. سمعته بُعلو. محمد بن الحسن بن عنبسة: أبو الحسن المذكر. توفي ببخارى عن ثمانين سنة. روى عن: أبي سهل بن زياد، وعبد الباقي بن قانع. محمد بن سليمان بن الخضر: أبو بكر النسفي المعدل. روى جامع الترمذي عن: محمد بن محمد بن عنبر عن المصنف. وتوفي في جمادى الأولى. محمد بن علي بن خلف: الوزير فخر المُلك أبو غالب ابن الصيرفي، الذي صنف الفخري في الجبر والمقابلة من أجله. كان جواداً ممدحاً رئيساً. قتله مخدومه سلطان الدولة ابن السلطان بهاء الدولة ابن عضد الدولة بنواحي الأهوازي في هذه السنة. (28/168)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 69 وقد ولي وزارة بغداد في أيام القادر بالله، فأثر بها أثار حسنة، وعم بإحسانه وجوده الخاص والعام. وعمر البلاد، ونشر العدل والإحسان. قُتل مظلوماً، وقد مدحه غير واحد. ولُد فخر المُلك بواسط في ربيع الآخر سنة أربعٍ وخمسين وثلاثمائة وتنقلت به الأحوال حتى ولي الوزارة، وقد كان قد جمع بين الحِلم والكرم والرأي. قال أبو جعفر بن المسلم: كنت مع أبي عند فخر المُلم أبي غالب وقد رُفعت إليه سعايةٌ برجل، فوقع فيها: السعاية قبيحة ولو كانت صحيحة. فإن كُنت مهتوكٍ في مستور، ولولا أنك في خفارة شيبك لعاملناك بما يشبه مقالك، ويردع أمثالك. فاكتم هذه المقالة والعيب، واتق من يعلم الغيب. ثم إن فخر المُلك أمر أن تطرح في المكاتب وتُعلم الصبيان، يعني هذه الكلمات.) وقد ذكره هلال بن المحسن في كتاب الوزراء من جمعه، فأسهب في وصفه. وأطنب وطول ترجمته. وكان أبوه صيرفياً بديوان واسط، فنشأ فخر المُلك في الديوان، وكان يتعانى الكرم والمروءة في صغره، وله نفس أبيه، وأخلاق سنية، فكان أهله يلقبونه بالوزير الصغير. فلم يلبث أن ولي مُشارفة بعض أعمال واسط، وتخادم لبهاء الدولة بفارس، وجرت على يده فتوحات. وتوفي أبو علي الحسن بن أستاذ هُرمز، فولي أبو غالب وزارة العراق في آخر سنة إحدى وأربعمائة، ومدحه الشعراء. فلم يزل حاكماً عليها حتى أُمْسِكَ بالأهواز في ربيع الأول وقُتل. وكان رحمه الله طلق الوجه، كثير البِشر، جواداً، تنقل في الأعمال جليلها وصغيرها. وكان إليه المنتهى في الكفاية والخبرة وتنظيم الأمور. يوقع أحسن توقيع وأسدهُ وألطفه. ويقوم بعد الكد والنصب وهو ضاحك، ما تبين عليه (28/169)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 70 ضجر. وكاتب ملوك الأقاليم وكاتبوه، وهاداهم وهادوه، ولم يكن في وزارة الدولة البُويهية من جمع بين الكتابة والكفاية وكبر الهمة والمروءة والمعرفة بكل أمرٍ مثلهُ. فإن أعيان القوم أبو محمد المهلبي، وأبو الفضل بن العميد، وأبو القاسم بن عباد وما فيهم من خبر الأعمال وجمع الأموال مثل فخر المُلك. وكانت أيامه وعدله يربى على أولئك. وكان من محاسن الدنيا التي يعز مثلها، وله بيمارستان عظيم ببغداد قل أن يُعمل مثله. وكانت جوائزه وصلاته واصلةً إلى العلماء والكُبراء والصُلحاء والأدباء والمساكين، وله في ذلك حكايات. دُفن دفناً ضعيفاً، فبدت رِجله ونبشته الكلاب، وهو في ثيابه لم يكفن. ثم أخذوا من وسطه همياناً فيه جوهر نفيس، وأخذوا له من النعم والأموال ما ينيف على ألف ألف دينار ومائتي ألف دينار. (28/170)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 71 1 (وفيات سنة ثمانٍ وأربعمائة:)

4 (حرف الألف) أحمد بن إبراهيم بن محمد بن الحُصين. حدث في هذه السنة. عن: جعفر الخُلدي والنجاد. روى عنه: الأزهري، وأحمد بن علي التوزي، ووثقاه. أحمد بن عبد العزيز بن أحمد بن حامد بن محمود بن ثرثال. أبو الحسن التيمي البغدادي. سكن مصر، وحدث عن: أبي عبد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد العطار، وإبراهيم بن محمد بن علي بن بطحاء. ولد سنة سبع عشرة وثلاثمائة. وسمع في سنة ست وعشرين. وقيل إن جميع ما حدث به جزء واحد. روى عنه: محمد بن علي الصوري، وأبو عبد الله محمد بن سلامة القُضاعي، وخلف بن أحمد الحُوفي. (28/171)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 72 وآخر من حدث عنه: أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبال. توفي في ذي القعدة. وثقه الخطيب. أحمد بن علي الحاكم. أبو حامد الشيباني. توفي في رمضان. إسماعيل بن حسن بن علي بن عتاس. أبو علي البغدادي الصيرفي. حدث عن: الحسين بن عياش القطان. قال الخطيب: كان صدوقاً، أدركته ولم أسمع منه. وتوفي في رمضان. ثنا عنه: الأزجي، وغيره. 4 (حرف الباء:) الحسن بن محمد بن يحيى. أبو محمد الفحام السامري، المقريء. شيخ مُسند متفنن. سمع: أبا جعفر بن البختري، وإسماعيل الصفار. وقرأ بالروايات على: أبي بكر النقاش، وأبي بكر بن مقسم، ومحمد بن أحمد بن الخليل، وعمر بن أحمد الحمال الذي لقنه، وأبي عيسى البكار، وأبي (28/172)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 73 بكر عبد الله بن محمد الخباز بسامراء. قرأ عليه: أبو علي غلام الهراس، وغيره. وحدث عنه: محمد بن محمد بن عبد العزيز العُبكري، وغيره. وكان فقيهاً على مذهب الشافعي، فاضلاً، ولكن كان يتشيع. قال الخطيب: مات بسامراء، وكان يُرمى بالتشيع. الحسين بن الحسن: أبو عبد الله بن العريف البغدادي الجواليقي. حدث عن: محمد بن مخلد، والصولي، ومحمد بن عمرو بن البحتري، وجماعة. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان فقيراً يسأل في الطرقات فلقيناه وأعطاه بعضنا شيئاً، وسمعنا) منه في سنة ثمانٍ بتراتي. 4 (حرف الخاء) خلف بن هانيء. أبو القاسم العدوي العُمري، الطرطُوشي. قدمِ قُرطبة، وسمع من: أبي بكر أحمد بن الفضل الدينوري، وأحمد بن معروف في سنة ست وأربعين. روى عنه: ابنه أبو مروان عبيد الله، وأبو المُطرف بن حجاب، وغيرهما. وتوفي في نصف رمضان، وقد جاوز الثمانين. 4 (حرف السين) سعد بن محمد بن يوسف. (28/173)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 74 أبو رجاء الشيباني القزويني. نزيل بغداد. قال الخطيب. ما علمتُ به بأساً، وحدثنا من حفظه سنة ثمانٍ: ثنا الحسن بن حبيب الحصائري بدمشق: ثنا الربيع بن سليمان، فذكر حديثاً. ثم قال الخطيب: لم يكن عنده سوى هذا الحديث. قلت: ورواه عنه: محمد بن إسماعيل الجوهري، ويوسف المهرواني، وغيرهما. سليمان بن خلف بن سُليمان بن عمرو بن عبد ربه بن ديسم. أبو أيوب القُرطبي. ويعرف بابن نُفيل، وهو لقب أبيه. روى عن: محمد بن معاوية القُرشي، وأحمد بن مُطرف، وأبي علي القالي، وأبي عيسى الليثي، وولي قضاء بعض مدن الأندلس. ولد سنة أربعٍ وثلاثين، وتوفي في شعبان. 4 (حرف الصاد) صالح بن محمد البغدادي المؤدب. قال الخطيب: ثنا عن: النجاد، وعلي بن محمد بن الزبير، وأحمد بن كامل في سنة ثمانٍ وكان صدوقاً. 4 (حرف العين) عبد الله بن عُبيد الله بن يحيى. (28/174)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 75 أبو محمد البغدادي المؤدب المعروف بابن البيع. سمع: الحسين بن إسماعيل المحاملي. روى عنه: أبو الغنائم محمد بن الحسن بن أبي عثمان، وأخوه أبو محمد أحمد، وأبو الفضل بن النقال، ومحمد بن عبد العزيز العُكبري، وجماعة آخرهم نصر بن أحمد بن البطر. قال أبو بكر الخطيب: كان يسكن بدرب اليهود، وخرجت يوماً من مجلس أبي الحسن المحاملي القاضي، فأرادني أصحاب الحديث على المُضي معهم إليه، فلم أفعل لأجل الحر، ولم) أرزق السماع منه. وتوفي في رجب سبعٌ وثمانون سنة. عبد الله بن عبد الملك بن محمد. أبو الفتح البغدادي النحاس. موصلي الأصل. سمع من القاضي المحاملي مجلساً. وسمع من: محمد بن عمرو بن البختري، وإسماعيل الصفار، والنجاد. وثقه البرقاني. وقال الخطيب: لم يُقضَ لي السماع منه، ومات في صفر. عبد الله بن محمد بن عفان. أبو محمد. توفي بدمشق في ذي القعدة. عنده عن: خيثمة الأطرابُلسي. عبد الله بن محمد بن أحمد بن الفلو. (28/175)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 76 أبو بكر البغدادي الكُتبي. سمع: أبا بكر النجاد. قال الخطيب: ثنا في سنة ثمانٍ وأربعمائة. عبد العزيز بن محمد بن نصر بن الفضل. أبو القاسم السُتوري. حدث عن: إسماعيل الصفار، وعثمان بن السماك، وفارس الغُوري، وجماعة. قال الخطيب: كتبنا عنه بانتخاب ابن أبي الفوارس. وكان لا بأس به. توفي في ذي القعدة. علي بن إبراهيم بن إسماعيل. أبو الحسن المصري الشرفي، الفقيه الشافعي الضرير. والشرف مكان بمصر. حدث عن: أبي الفوارس الصابوني، وأبي محمد بن الورد. روى عنه: أبو الفضل السعدي، وأحمد بن باشاذ، وأبو إسحاق الحبال، وغيرهم. توفي في ذي القعدة. علي بن حمود بن ميمون بن أحمد بن علي بن عُبيد الله بن (28/176)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 77 عمر بن إدريس بن عبد الله المحض بن الحسن المُثنى ابن ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي رضي الله عنهما، الحسني الإدريسي. قد ذكرنا في السنة الماضية في ذكر سليمان المستعين بعض أمره، ولما قتل سليمان أباه استقل بالأمر، وحكم على الأندلس، وتسمى بالخلافة، وتلقب بالناصر. ثم خالف عليه الموالي الذين كانوا قد نصروه وبايعوه، وقدموا عليه عبد الرحمن بن محمد بن عبد الملك ابن الناصر لدين الله الأموي، ولقبوه بالمرتضى، وزحفوا به إلى غرناطة. ثم ندموا على تقديمه لما رأوا من طرافته وقوة نفسه، وخافوا من عواقب تمكنه، فانهزموا عنه، ودسوا من اغتاله. وبقي علي بالإمرة اثنين وعشرين شهراً، ثم قتلوه غِلمانٌ له صقابلة في الحمام في أواخر هذا العم. وقام بالأمر بعد أخوه القاسم.) ولعلي من الولد: يحيى المُعتلي، وقد ملك، وأخوه إدريس، وشيخنا جعفر بن محمد بن عبد العزيز الإدريسي المصري الذي روى لنا عن ابن باقا من ذُرية المُعتلي. 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن هلال. أبو بكر السهمي الدمشقي، المعروف بابن الجُبني الأطروش المقريء. قرأ على: أبيه، وعلى: أبي الحسن محمد بن النضر بن الأخرم، وجعفر بن حمدان بن سليمان النيسابوري، وأحمد بن محمد بن الفتح النجاد، وأبي بكر بن أبي حمزة إمام مسجد باب الجابية، وأحمد بن عثمان السباك. (28/177)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 78 قرأ عليه: علي بن الحسن الربعي، وأبو علي الأهوازي، ورشا بن نظيف، وأبو العباس بن مرارة الإصبهاني. وانتهت إليه الرئاسة في قراءة ابن عامر. قرأها على جماعة من أصحاب هارون الأخفش. قال الكناني ذلك، وقال: توفي سنة ثمانٍ. وقال الأهوازي: سنة سبع. وكان أبوه إمام مسجد سوق الجبن، فقيل له الجبني، وقد قرأ على هارون بن موسى الأخفش. وقيل: إن جده هلال هو ابن عبد العزيز بن عبد الكريم ابن المقري، العلم أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي مقري الكوفة. وقال الأهوازي: قرأت برواية ابن ذكوان على أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد السلمي في منزله بدمشق، وأخبرني أنه قرأ على أبي الحسن بن الأخرم، وعلى أبي الفضل جعفر بن حمدان النيسابوري، وعلى أبي القاسم علي بن الحسين بن أحمد بن محمد بن السفر الجرشي، وأخبروه أنهم قرأوا على الأخفش، عن ابن ذكوان. قلت: وقد نوفي ابن السفر هذا في سنة ثمانٍ وثلاثينٍ وثلاثمائة. وقيل: إن أبا بكر ابن الجبني ولد سنة سبعٍ وأربعمائة. وإن شيخه النيسابوري توفي في صفر سنة تسعٍ وثلاثين وثلاثمائة. وآخر من قرأ عليه وفاة الحسن بن علي اللباد، بقي إلى سنة اثنتين وأربعمائة. محمد بن إبراهيم بن جعفر. (28/178)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 79 أبو عبد الله اليزدي الجرجاني. مسند إصبهان في وقته. أملى مجالس كثيرة، وسمع من: محمد بن الحسين القطان، والعباس بن محمد بن معاذ، وحاجب بن أحمد، ومحمد بن يعقوب الأصم، ومحمد بن عبد الله الصفار، وشيوخ نيسابور. روى عنه: أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن سليم القاضي، وعبد الرزاق بن عبد الكريم) الحسناباذي، وأبو مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ، ورجاء بن عبد الواحد قولويه، والقاسم بن الفضل الثقفي، وأبو عمرو بن مندة، وسهل بن عبد الله بن علي القاريء، ومحمد بن أحمد بن عبد الله بن ررا، ومحمود بن جعفر الكوسج، وأبو نصر عبد الرحمن بن محمد السمسار، وهذا آخر من حدث عنه. توقي في رجب بإصبهان. وهو صدوق مقبول عالي الإسناد، مولده بجرجان في سنة تسع عشرة وثلاثمائة، ونشأ بنيسابور واستوطنها مدة. ثم حج، وقدم إصبهان بعد عام أربعين وثلاثمائة فسمع من الأصم، وعدة. وحديثه من أعلى شيء في الثقفيات، ومما وقع لنا من روايته واحد و أربعون مجلساُ من أماليه محمد بن جعفر بن عبد الكريم بن بديل. أبو الفضل الخزاعي الجرجاني المقريء، مصنف لواضح في القراءآت. جال في الآفاق في طلب القراءآت. (28/179)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 80 وقرأ على الحسن بن سعيد المطوعي، وعلى أحمد بن نصر الشذائي، وطائفة كبيرة بالعراق، ومصر، وخراسان. وسمع من أبي الإسماعيلي، ويوسف البجيرمي، ة أبي بكر القطيعي، وأبي علي بن حبش. ونزل بآملُ. وكان ضعيفاً غير موثوق به. روى عنه: أبو القاسم التنوخي، وأبو العلاء الواسطي، وأحمد بن الفضل الباطرقاني، وأبو الحسن بن داود الداراني، وعبد الله بن شبيب الإصبهاني. وحكى أبو العلا: أن الخزاعي وضع كتاباً في الحروف نسبه إلى أبي حنيفة، فأخذت خط الدارقطني وجماعة بأن الكتاب موضوع لا أصل له، فكبر عليه ذلك، ونزع عن بغداد. محمد بن الحسين بن محمد بن الهيثم. أبو عمر البسطامي، الفقبه الشافعي الواعظ، قاضي نيسابور، وشيخ الشافعية بنيسابور. رحل وسمع بالعراق، والأهواز، وإصبهان، وسجستان. وأملي وأقرأ المذهب. وحدث عن: أبي القاسم الطبراني، وأحمد بن عبد الرحمن بن الجارود الرقي، وأبي بكر القطيعي، وعلي بن حماد الأهوازي، وأحمد بن محمود بن خرزاد القاضي، وجماعة. وكان في ابتداء أمره يعقد مجلس الوعظ والتذكير، ثم تركه وأقبل على التدريس والمناظرة والفتوى. (28/180)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 81 ثم ولي قضاء نيسابور سنة ثمانٍ وثمانين وثلاثمائة. وأظهر أهل الحديث من الفرح والاستبشار والإستقبال والثناء ما يطول شرحه. وأعقب ابنين: الموفق، والمؤيد، سيدي عصرهما. روى عنه: أبو عبد الله الحاكم مع تقدمه، وأبو بكر البيهقي، وأبو الفضل محمد بن عُبيد الله) الصرام، وسُفيان ومحمد ابنا الحسين بن فتحويه، ويوسف الهمداني. وكان نظير أبي الطيب سهل بن محمد الصُّعلوكي حشمةً وجاهاً وعلماً وعزة، فضاهره أبو الطيب، وجاء من بينهما جماعة سادة وفضلاء. توفي في ذي القعدة. ونقل الخطيب في تاريخه عن أبي صالح المؤذن، ومحمد بن المُزكي أنه توفي في سنة سبعٍ. محمد بن الحسين بن عبيد الله بن الحسين: أبو عبد الله النصيبي العلوي الشريف، قاضي دمشق وخطيبها، ونقيب السادة وكبير الشام. كان عفيفاً نزهاً أديباً بليغاً، له ديوان شعر. ولي القضاء سنة ثمانٍ وتسعين وثلاثمائة. قال ابن عساكر: ولي بعد أبي عبد الله بن أبي الدُّبيس. وورد سجله من قاضي القضاة بمصر مالك بن سعد الفارقي. وتوفي في جُمادى الآخر سنة ثمانٍ وأربعمائة. محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحيم بن سهل: أبو العباس الكاتب الخُراساني توفي في ذي الحجة. (28/181)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 82 محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عرفه: أبو علي المُرادي الخراساني. 4 (حرف الياء) يحيى بن سعيد بن محمد بن العباس الهروي القطان: مات في رجب. يوسف بن عمر بن أيوب: أبو عمر الأندلس. روى بقرطبة عن: الحسن بن رشيق المصري. روى عنه: أبو عمر الداني. وتوفي بأندة. (28/182)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 83 1 (وفيات سنة تسع وأربعمائة:)

4 (حرف الألف) أحمد بن الحسن بن بُندار بن إبراهيم: أبو العباس الرازي المحدث. جاور بمكة زماناً، وحدث بها وبهمدان عن: أبي بكر محمد بن إسحاق بن إبراهيم الأهوازي، وأبي بكر الشافعي، وأبي بكر بن خلاد، والطبراني، وعبد الله بن عدي الجُرجاني، وأحمد ابن القاسم بن الريان اللكي، وفهد بن إبراهيم. ورحل في الحديث. روى عنه: أحمد بن إبراهيم الرازي، والد صاحب المشيخة، وأحمد بن عمرو بن دلهاث العُذري، وأحمد بن محمد أبو مسعود البجلي، وطاهر بن أحمد الهمداني الإمام، وآخرون. وكان يحسن هذا الشأن. حدث في هذه السنة، ولا أعلم متى مات. أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد: (28/183)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 84 أبو الحسين بن المُتيم الواعظ. بغدادي، صدوق، كثير المزاح. روى عن: المُحمالي، ويوسف الأزرق، وعلي بن محمد بن عُبيد، وأبي العباس بن عُقدة، وحمزة بن القاسم، والصفار. جميع ما كان عنده ست مجالس عن الأزرق، وعن الباقين مجلس مجلس. وكان يعظ في جامع المنصور. توفي في جُمادى الآخرة. روى عنه: الخطيب وقال: لم أكتب عن أقدم سماعاً منه، وقد سمع سنة ثمانٍ وعشرين وثلاثمائة، ومحمد بن إسحاق بن إبراهيم الباقرحي، وعاصم بن الحسن، ورزق الله التيمي. وقع لنا حديثه بعُلُو. أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت: أبو الحسن الأوازي، ثم البغدادي. ولد سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. وسمع: الحسين بن إسماعيل المحاملي، وأبا العباس بن عُقدة، وعبد الغافر بن سلامة، ومحمد بن مخلد. قال الخطيب: كتبتُ عنه، كان صدوقاً صالحاً. (28/184)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 85 توفي في جمادى الآخرة أيضاً. روى عنه: الخطيب، وعبد الرحمن بن مندة. أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السُلمي النيسابوري الصوفي. شيخ زاهد قانت، صاحب أحوال وكرامات. يُلقب خميرويه. يروى عنه: المؤذن، ومحمد بن يحيى المُزكي. إبراهيم بن محمد بن علي ابن شاه: أبو القاسم التميمي. توفي بمرو الروذ في المحرم.) إبراهيم بن مخلد بن جعفر بن مخلد: أبو إسحاق الباقرحي. سمع: الحسين بن يحبى بن عياش، وحمزة بن القاسم الهاشمي، وأبو عبد الله الحكيمي، وعلي بن محمد الواعظ، وخلقاً من طبقتهم. قال الخطيب: كتبنا عنه وكان صحيح الكتاب جيد الضبط من أهل المعرفة بالأدب، جريري المذهب. شُهر عند القضاة، وفيه تشيع. توفي في ذي الحجة سنة عشر. وقال ابن خيرون: توفي في ذي الحجة سنة تسعٍ. قلت: عاش خمساً وثمانين سنة. (28/185)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 86 4 (حرف الباء) بشير بن النُّعمان بن علي الأنصاري الدمشقي. من ولد النُعمان بن بشير. حدث عن: أبي بكر بن أبي دُجانة، وعلي بن أبي العذب. وعنه: أبو علي الأهوازي. 4 (حرف الحاء) الحسن بن أحمد بن محمد بن أحمد. المؤذن المؤدب القُهُنْدُزي النيسابوري. 4 (حرف الخاء) خلف بن محمد بن القاسم بن محرز. أبو القاسم العنسي الداراني القاضي. قاضي داريا. سمع: أبا الحسن بن حذلم، وأبا يعقوب الأذرعي، وجماعة. وعنه: أبو علي الأهوازي، وعبد العزيز الكتاني، وعلي الحِنائي. 4 (حرف الراء) رجاء بن عيسى بن محمد. الفقيه أبو العباس الأنصنائي المالكي. وأنصنا من الصعيد. (28/186)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 87 روى عن: مؤمل بن يحيى، وأحمد بن الحسن بن عُتبة الرازي، وحمزة الكناني، والحسن بن رشيق. وحدث ببغداد ومصر. روى عنه: أبو حسن العتيقي، والصوري. وعاش اثنتين وثمانين سنة. 4 (حرف العين) عبد الله بن يوسف بن أحمد بن ماويه. أبو محمد الأردستاني، المعروف بالإصبهاني، نزيل نيسابور. كان من كبار الصوفية والمحدثين. صحب أبا سعيد بن الأعرابي وأكثر عنه. وروى عنه، وعن: أبي العباس الأصم، وأبي الحسن البُوشنجي، وأبي بكر محمد بن الحسين) القطان، وأبي رجاء محمد بن حامد التميمي، وأبي حامد بن حسنويه، وغيرهم. انتخب عليه الحافظ، ورحلوا إليه. روى عنه: أبو بكر البيهقي، وأبو قاسم الشقيري، وأبو بكر بن خلف الشيرازي، ومحمد بن أحمد بن مهدي العلوي، ومحمد بن عبيد الله الصرام، وكريمة المجاورة، وأبو القاسم عبيد الله بن عبد الله الحسكاني، وخلق سواهم. (28/187)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 88 توفي في رمضان، وأضر بأخرة. وكان مولده في سنة خمس عشرة وثلاثمائة. عبد الرحمن بن أحمد بن قاسم بن سهل. أبو بكر التُجيبي القُرطبي، ابن حوييل. روى عن: محمد بن معاوية القُرشي، وأحمد بن سعيد بن حزم الصدفي، وعبد الله بن يوسف بن أبي العطاف، وأحمد بن مُطرف، ومحمد بن حرث الخُشني، وعدة. وصحب القاضي أبا بكر بن زرب وتفقه معه. روى عنه: محمد بن عتاب الفقيه، وقال: هو أحد العُدول والشيوخ بقُرطبة وكبيرهم. وقال غيره: كان فقيهاً مشاوراً. ولد سنة تسعٍ وعشرين وثلاثمائة. وتوفي في صفر. وروى عنه: ابن عبد البر، وحاتم بن محمد، وغيرهما. عبد الغني بن سعيد بن علي بن سعيد بن بشر بن مروان. (28/188)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 89 أبو محمد الأزدي المصري الحافظ. سمع من: عثمان بن محمد السمرقندي، وإسماعيل بن يعقوب بن الجراب، وعبد الله بن جعفر بن الورد، وأحمد أبن إبراهيم بن جامع، وأحمد بن إبراهيم بن عطية، ويعقوب بن المبارك، وحمزة الكتاني، وابن رشيق. ورحل إلى الشام فسمع من: الميانجي، والفضل بن جعفر، وأبي سليمان بن زبر، وهذه الطبقة. روى عنه: سِبطة علي بن نقا، ومحمد بن علي الصوري، ورشأ بن نظيف، وأبو عبد الله محمد بن سلامة القُضاعي، وعبد الرحيم بن أحمد البخاري، وأبو علي الأهوازي، وخلق كثير آخرهم أبو إسحاق إبراهيم الحبال. وكان مولده في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. ولأبيه مصنفات في الفرائض، ورواية عن أبي بِشر الدولابي. قال البرقاني: سألت الدارقُطني بعد قدومه من مصر: هل رأيت في طريقك من يفهم شيئاً من العلم قال: ما رأيت في طول طريقي إلا شاباً بمصر يُقال له عبد الغني، كأنه شُعلة من نار. وجعل يفخم أمره ويرفع ذكره. وقال أبو الفتح منصور بن علي الطرسوسي: أراد الدارقطني الخروج من عندنا من مصر،) فخرجنا من مصر معه نودعه، فلما ودعناه بكينا، فقال لنا: تبكون وعندكم عبد الغني بن سعيد وفيه الخلف. (28/189)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 90 وقال عبد الغني: لما رددت على أبي عبد الله الحاكم الأوهام التي في مدخل الصحيح بعث إلي يشكرني ويدعو لي، فعلمتُ أنه رجل عاقل. وقال البرقاني: ما رأيت بعد الدارقطني أحفظ من عبد الغني. وقال الصوري: قال لي عبد الغني: ابتدأت بعمل كتاب المؤتلف والمختلف، فقدم علينا الدارقطني، فأخذت عنه أشياء كثيرة منه. فلما فرغت من تصنيفه سألني أن أقرأه عليه ليسمعه مني. فقلت: عنك أخذت أكثر. قال: لا تقل هكذا. فإنك أخذته عني مفرقاً، وقد أردته فيه مجموعاً، وفيه أشياء كثيرة أخذتها عن شيوخك. فقرأ عليه. وذكره أبو الوليد الباجي فقال: حافظ متقن. وقال الحبال، وغيره: توفي في سابع صفر سنة تسعٍ. وقيل: كانت له جنازة عظيمة تحدث بها الناس، ونودي على جنازته: هذه جنازة نافي الكذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال أبو الوليد الباجي: قلت لأبي ذر الهروي: أخذت عن عبد الغني فقال: لا إن شاء الله. على معنى التأكيد. وذلك أنه له اتصال ببني عُبيد، يعني خلفاء مصر. قلت: وكان عبد الغني أعلم الناس بالأنساب في زمانه، مع معرفته بفنون الحديث وحِذقه به. عبد الواحد بن محمد بن عمرو بن حُميد بن معيُوف. أبو المقدام الهمداني الدمشقي، قاضي عين ثرما. (28/190)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 91 سمع من: خيثمة الأطرابلسي. روى عنه: علي بن الخضر، وعلي بن محمد الحنائي. توفي في ربيع الأول. عبيد بن محمد بن محمد بن مهدي بن سعيد بن عاصم النيسابوري الصيدلاني. الأصم العدل. ثقة رضي. روى عن: أبي العباس الأصم، وأبي بكر الصبغي، وأبي محمد الكعبي. قال أبو صالح المؤذن: دخلت عليه فقرأ علي جزاءاً من حديث الأصم بلفظه. وكان صحيح السماع. وروى عنه الصحيح في سُننه. عبيد الله بن الحسن بن أحمد. أبو العباس بن الوراق الإصبهاني. إمام جامع دمشق. حدث عن: أبي الحسن بن حذلم، وأبي الميمون بن راشد، وأبي يعقوب الأذرعي، وجماعة. روى عنه: أبو علي الأهوازي، وأبو القاسم إبراهيم بن محمد الحنائي، وعبد العزيز الكتاني وقال: سمعت منه فوائد، وكانت عنده كتب كثيرة. وكان ثقة صالحاً. توفي في جُمادى الآخرة رحمه الله) علي بن أحمد التركاني البخاري. روى عن: خلف بن محمد الخيام، ومحمد بن موسى الرازي. روى عنه: أبو علي الوحشي. (28/191)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 92 علي بن محمد بن عبد الرحيم بن دينار. أبو الحسن الكاتب البصري. سمع: أبا بكر بن مِقسم. وسمع من المتنبي ديوانه، وقد مدحه المتنبي بالقصيدة المشهورة، وهي: (ربَّ القريض إليك الحل والرحلُ .......... ضاقت إلى العلمِ إلا نحوكَ السُبُلُ)

(تضاءل الشعراءُ اليوم عند فتى .......... صِعابُ كُل قريضٍ عنده ذُللُ) وكان شاعراً مُجيداً، شارك المتنبي في مدح ممدوحيه كسيف الدولة، وابن العميد. وكان بارع الخط ينقل طريقة ابن مُقلة. وحمل الناس عنه الأدب. وأكثر عنه أهل واسط. وكان حميد الطريقة، رئيساً، عاقلاً. علي بن محمد بن خزفة. أبو الحسن الواسطي الصيدلاني. سمع: أباه، ومحمد بن الحسين بن سعيد الزعفراني، ومحمد بن أحمد بن أبي قطن، وأبا العلاء محمد بن يونس. وروى تاريخ أحمد بن أبي خيثمة، عن الزعفراني، عنه. وقال خميس الحوزي: كان صدوقاً، أملي سِنين وتوفي سنة تسعٍ. (28/192)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 93 وكان صاحب فخر المُلك ونديمه. وأبو قاسم اللالكائي يدلسه، يقول ثنا علي بن محمد النديم. قلت روى عنه: أبو غالب محمد بن الحسين البيطار. وأبو علي المقريء غلام الهراس، وأبو يعلى محمد بن علي بن سُفيان، وعلي بن عبيد الله العلاف، والمبارك بن عبد العزيز الدباس، وإبراهيم بن خلف الجماري. علي بن محمد بن عيسى البغدادي. المعروف بابن الحصري. سمع: علي بن محمد المصري الواعظ، وأحمد بن كامل. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة. قال لي: ولدت سنة اثنتين وثلاثمائة. وتوفي في رمضان. عمر بن محمد بن عمر. أبو حفص الجُهني الأندلسي. من أهل المرية. حج وسمع من: أبي بكر الآجري. روى عنه: أبو عمر الطلمنكي، وحاتم بن محمد. حرف الفاء فاطمة بنت هللا الكُرجي. بغدادية. قال الخطيب: حدثنا عثمان بن السماك في سنة تسع واربعمائة وكانت صادقة.) (28/193)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 94 4 (حرف القاف) القاسم بن أبي المنذر أحمد بن محمد بن أحمد بن منصور. أبو طلحة القزويني الخطيب. حدث بسُنن ابن ماجة عن أبي الحسن القطان، عن ابن ماجة في هذا العام، فسمعه منه أبو منصور محمد بن الحسين المقومي مع أبيه بقراءة خُدادُوست بن باموسى الديلمي. 4 (حرف الميم) محمد بن ذكوان. أبو عبد الله، سبط عثمان بن محمد بن أحمد السمرقندي. سمع من: جده. روى عنه: أبو إسحاق الحبال، والمصريون. وتوفي بمصر. محمد بن عبد الله. أبو بكر الجوهري، أخو الحافظ أبو القاسم الجوهري البصري. مات في ذي الحجة. ورخه الحبال. محمد بن عبد الله بن حسان بن يحيى. أبو عبد الله الأموي القرطبي العطار. روى عن محمد بن معاوية، وأحمد بن سعيد بن حزم، وجماعة. (28/194)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 95 وأجاز له أبو بكر بن داسة سنن أبي داود. ولد سنة ثلاثين وثلاثمائة. وكانت له عناية بالعلم. روى عنه: قاسم بن إبراهيم الخزرجي، وقال: توفي في صفر بقرطبة. محمد بن عبد العزيز بن أنس. أبو الحسن البغدادي الصيدلاني. روى عن: دعلج. روى عنه: أحمد بن علي التوزي، وقال: كان ثقة صالحاً معمراً. محمد بن عثمان بن عبيد. أبو بكر القطان. قال الخطيب: ثنا عن أبي بكر النجاد، ولم أر له أصلاً أرضاه. حدث في هذه السنة. وتوفي قبله بيسير محمد بن عثمان بن سمعان، وكان صدوقاً يروي عن ابن البختري. محمد بن علي بن عمران. أبو بكر المصري، المعروف بابن الإمام. الرجل الصالح. سمع: سلم بن قتيبة، وابن خروف، وغيرهما. روى عنه: خلف بن أحمد، وأبو إسحاق الحبال. توفي في شوال. قال الحبال: عبد صالح. عندي عنه جزءآن محمد بن علي بن محمد. (28/195)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 96 أبو نصر الشيرازي الفقيه التاجر. تزيل نيسابور. سمع: محمد بن يعقوب الأخرم. روى عنه: أحمد بن عبد الملك المؤذن محمد بن عمر بن عبد الوارث. أبو عبد الله القيسي القرطبي النحوي، ويعرف بخال الشرفي. سمع: محمد بن رفاعة. وأجاز له: قاسم بن أصبغ، ومحمد بن قاسم بن هلال،) وجماعة. روى عنه: محمد بن عتاب الفقيه ووثقه. توفي في ربيع الأول. وقال ابن عتاب: حكى أهله أنه احتفر قبره قبل وفاته بيوم، وأعد أكفانه وجهازه، وجعل يقول لهم: يوم الجمعة أدخل قبري إن شاء الله. فكان كذلك رحمه الله. محمد بن فارس بن محمد بن محمود. أبو الفرج الغوري، ثم البغدادي. سمع: أبا الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي، وعلي بن محمد المصري، والنجاد. وأجاز له محمد بن مخلد العطار. وكان يملي في جامع المهدي. قال الخطيب: كتبت عنه مجلساً، وكان صدوقاً صالحاً. بلغني أنه ولد في شوال سنة ثمانٍ وعشرين، ومات في شعبان. ودفن بداره. قلت: روى عنه جماعة آخرهم عبد الواحد بن علي العلاف. (28/196)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 97 محمد بن القاسم بن حسنويه. أبو بكر الإصبهاني المقريء، رحمه الله. (28/197)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 98 1 (وفيات سنة عشر وأربعمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن إبراهيم بن أبي سفيان الغافقي القرطبي. أبو عمر الفقيه. كان مفتياً مالكياً مشاوراً. مات في صفر بالأندلس. أحمد بن إسحاق بن خربان. أبو عبد الله النهاوندي، ثم البصري. الشاهد الفقيه الذي يروي عن: أبي محمد الرامهرمزي، وابن داسة، وجماعة. تفقه للشافعي علي القاضي أبي اللبان، وغيرهما. وذكره ابن الصلاح في فقهاء المذهب. وقال: مات بالبصرة في حدود سنة عشرٍ وأربعمائة. أحمد بن علي بن يزداد. أبو بكر البغدادي القاريء الأعور. سمع: أبا بكر الشافعي، وبجرجان: الإسماعيلي، وبإصبهان: أبا الشيخ، (28/198)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 1 99 وخلقاً سواهم بعدة بلدان. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة عالماً بالقراءآت. قال البرقاني: كان عالماً بعلوم القرآن، مزاحاً. أحمد بن عمر بن عبد الله بن منظور. الفقيه أبو القاسم الحضرمي، ويعرف بابن عصفور. خطيب جامع إشبيلية. روى الكثير عن: أبي محمد الباجي. روى عنه: الخولاني، وقال: كان صالحاً زاهداً عاقلاً عالماً شاعراً. وروى عنه أيضاً ابن عبد البر. توفي في رمضان. أحمد بن قاسم بن عيسى بن فرج. أبو العباس اللخمي القرطبي. رحل، وسمع ببغداد من:) عبيد الله بن حبابة، وعمر الكناني. وأخذ بمصر من: أبي الطيب بن غلبون كتبه، وقرأ عليه. وكان أحمد المقرئين. صنف كتباً في معاني القراءآت، وأقرأ الناس بطليطلة. وكان مولده في سنة ثلاثٍ وستين. حدث عنه أبو عمر بن عبد البر، وقال: قرأت عليه الجوريات عن ابن حبابة. وروي عنه أيضاً: أبو عبد الله بن السلام، والخولاني. وكان صالحاً فاضلاً (28/199)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 200 أحمد بن موسى بن مردويه. أبو بكر الإصبهاني الحافظ العلامة. صنف التفسير، والتاريخ، والأبواب، والشيوخ، وخرج حديث الأئمة. وسمع الكثير بإصبهان والعراق. وحدث عن: أبي سهل بن زياد، وعبد الرحمن بن متويه البلخي، وميمون بن إسحاق الحنفي، وعبد الله بن إسحاق الخراساني، ومحمد بن عبد الله بن علم الصفار، وإسماعيل الخطبي، ومحمد بن علي بن دحيم الشيباني، وأحمد بن عبد الله بن دليل، وإسحاق بن محمد بن علي بن خالد الكوفي، ومحمد بن أحمد بن علي الإسواري، وأحمد بن عيسى الخفاف، وأحمد بن محمد بن عاصم الكراني الحافظ، وخلق سواهم. روى عنه: أبو الخير محمد بن أحمد بن محمد بن ررا، وعبد الرحمن بن مندة، وأخوه، ومحمد بن أحمد بن شكرويه، وأبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن محمد بن سليم، والقاسم بن الفضل الثقفي، وأبو مطيع محمد بن عبد الواحد، وآخرون كثيرون. توفي لستٍ بقين من رمضان سنة عشرة. وله نحو من تسعين سنة. نعم، مولده في سنة ثلاثٍ وعشرين وثلاثمائة. وله مستخرج على خ. أحمد بن مهدي بن محمد بن نصر. أبو طاهر الحنفي. خراساني. (28/200)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 201 إبراهيم بن مخلد الباقرحي. قال الخطيب: توفي سنة عشر. إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن عباد. أبو الوليد اللخمي، قاضي إشبيلية. سمع بقرطبة من: أبي محمد الأصيلي، وبإشبيلية من أبي محمد الباجي. وكان معتنياً بالعلم. توفي بإشبيلية في خامس ربيعا الآخر. 4 (حرف التاء) تركان بن الفرج البغدادي الباقلاني. قال الخطيب: ثنا عن: ابن مقسم المقريء، وأبي بكر الشافعي. وكان صدوقاً. 4 (حرف الجيم) ) الجنيد بن محمد بن الجنيد. أبو سعد الهروي الخطيب. في رمضان. 4 (حرف الحاء) الحسن بن محمد بن يحي. أبو عبد الله الصائغ. (28/201)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 202 قال الخطيب: سمع محمد بن يحي بن عمر بن علي بن حرب. وكتبت عنه بعكبرا سنة عشر. الحسين بن ميمون الصفار. أبو عبد الله المصري. روى عنه: أحمد بن إبراهيم بن جامع السكري، وإسماعيل بن الجراب. وله شعر حسن. ولأبيه ميمون بن يحي رواية عن النسائي. 4 (حرف الخاء) خلف بن محمد بن أحمد بن محمد بن زبارة. أبو منصور الغازي ببيهق سمع بالكوفة من: محمد بن علي بن دحيم الشيباني. روى عنه: أبو بكر البيهقي، وأبو صالح المؤذن، وأبو بكر بن خلف الشيرازي، وعمر بن محمد بن الحسين البسطامي. وقد سمع أيضاً: عمه أبا علي بن زبارة، وأبا العباس الأصم، وأبا زكريا العنبري، وببخارى: خلف بن محمد الخيام، وببغداد: أبا بكر النجاد، وابن مخرم، وبالكوفة: علي بن عيسى بن ماتي. وخرج له الحاكم فوائد. قال عبد الغافر: كانت أصوله صحيحة، ثم احترق قصره بما فيه، وراحت أصوله، فصار يروي من الفروع التي نسخت من أصوله. توفي بقريته ودفن بها. وهو خلف بن محمد بن أحمد بن محمد بن زبارة بن عبد الله بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب السيد، أبو منصور العلوي الحسيني، أبو منصور الغازي الزكى، رحمه الله. (28/202)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 203 4 (حرف السين) سعيد بن رشيق. أبو عثمان القرطبي الزاهد. روى عن: أبي عيسى الليثي، وأبي عبد الله بن الخرار، وأبي محمد الباجي، وجماعة. وحج سنة إحدى وثمانين، ثم تزهد وأغلق باب الرواية إلا من النادر. روى عنه: محمد بن عتاب، ومكي بن أبي طالب وتوفي في جمادى الآخرة. سهل بن أحمد بن علي. أبو منصور. حدث عن: الطبراني، وغيره. 4 (حرف العين) عبد الله بن سعيد بن محمد. أبو معصوم الأنصاري الماليني. عبد الرحمن بن عمر بن نصر بن محمد. أبو القاسم الشيباني البزاز الدمشقي المؤدب.) أصله من سامراء. (28/203)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 204 سمع: خيثمة بن سليمان، والحسن بن حبيب الحصاثري، وعلي بن أبي العقب، وأبا يعقوب الأذرعي، وعثمان بن محمد الذهبي، وخلقاً من طبقتهم. روى عنه: أحمد بن محمد العتيقي، وعلي بن الحسين بن صصرى، وأبو علي الأهوازي، ومحمد بن علي الحداد، وعبد العزيز الكناني. وقال الكناني: توفي في رجب. وقد كتب الكثير، واتهم في أبي إسحاق بن أبي ثابت، وكان يتهم بالإعتزال. قلت: وله عدة أجزاء مروية، ولم يقع لي حديثه بعلو. عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن بالُويه. أبو محمد النيسابوري المزكي. سمع من: محمد بن الحسين القطان، ومحمد بن يعقوب الأصم، وأبي بكر بن المؤمل، وأبي الحسن الطرائفي، وأبي محمد الكعبي، وأبي علي الصواف. وهو أحد أصحاب القطان. روى عنه: أبو بكر البيهقي، وأبو صالح المؤذن، ومحمد بن يحي المزكي، وأبو عبد الله الثقفي، وجماعة. توفي فجأةً في شعبان وكان أحد وجوه البلد. عقد الإملاء في داره، وكان ثقة أميناً معروفاً. عبد الرحمن بن محمد بن أبي يزيد بن خالد بن خالد الأزدي العتكي المصري. أبو القاسم الصواف النسابة. (28/204)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 205 دخل الأندلس، وحدث عن: أبي علي بن السكن، وأبي الطاهر الذُهلي، وأبي العلاء ابن ماهان، وجماعة. روى عنه: أبو عمر بن الحذاء، وقال: كان أديباً حلواً، حافظاً للحديث وأسماء الرجال، وله أشعار في كل فن. وكان تاجر مقارضاً لأبي بكر بن إسماعيل المهندس. وقيل: إن مولده سنة ثلاثٍ وثلاثين وثلاثمائة. عبد الصمد بن منصور بن بايك. أبو القاسم الشاعر المشهور. بغدادي، محسن. له ديوان كبير في ثلاث مجلدات. طوف البلاد ومدح الكبار. وتوفي ببغداد. وهو القائل للصاحب بن عباد لما سأله: أأنت ابن بابك قال: بل أنا ابن بابك. فاستحسن ذلك منه، ولم يزد غير كسر الباء وله: (وأغيد معُسولِ الشمائل زارني .......... على فرقٍ والنجمُ حيرانُ طالعُ)

(فلما جلا صبغ الدُجى قلت: حاجبُ .......... من الصبح أو قرنُ من الشمس لامعُ)

(إلى أن دنا والسحر زائدُ طرفه .......... كما ريع ظبيٌ بالصريمة راتعُ)

(فبتنا وظل الوصل دانٍ وسرُنا .......... مصون ومكنُون الضمائر ذائعُ)

(إلى أن سلا عن ورده فارطُ القطا .......... ولاذت بأطراف الغُصون السواجعُ) ) (28/205)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 206 (فولى حليف السكر يكُبو لسانُه .......... فتنطق عنه بالوداعِ الأصابعُ) عبد الواحد بن عبد العزيز بن أسد التميمي. أبو الفضل البغدادي الحنبلي. روى عن: أبيه وعن: أبي بكر النجاد، وعبد الله بن إسحاق الخراساني، وأحمد بن كامل، وجماعة. وانتخب عليه: أبو الفتح بن أبي الفوارس. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً. دُفن إلى جنب أحمد بن حنبل. وحدثني أبي، وكتن ممن حضر جنازته، أنه صلى عليه من خمسين ألفاً. قلت: وممن روى عنه: أبو محمد رزق الله التميمي، وهو ابن أخيه. وكان يميل إلى الأشعري. قال أبو المعالي عزيزي: قال أبو عبد الله الحسين بن محمد الدامغاني: سمعتُ الشيخ أبا الفضل التميمي الحنبلي، وهو عبد الواحد بن عبد العزيز يقول: اجتمع رأسي ورأس القاضي أبي بكر الباقلاني مع مِخدة واحدة سبع سِنين. وقال أبو عبد الله: وحضر أبو الفضل التميمي يوم وفاة الباقلاني العزاء، وأمر أن يُنادي بين يدي جنازة القاضي أبي بكر: هذا ناصرُ السنة والدين، هذا إمام المسلمين، هذا الذي كان يذب عن الشريعة ألسنة المخالفين، هذا الذي صنف سبعين ألف ورقة رداً على المُخلدين. وقعد للعزاء مع أصحابه ثلاثة أيام، فلم يبرح، وكان يزور تُربته كل جمعة. (28/206)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 207 قلت: ما هذا إلا وُد عظيم بين هذا الأشعري وبين هذا الحنبلي. والتميميون معرفون بشيءٍ من الإحنراف عن طريقة أحمد، كما انحرف ابن عقيل، وابن الجوزي، وابن الزغواني، وغيرهم. كما بالغ في الشق الآخر القاضي أبو يعلى، ونحوه. عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي. أبو عمر الفارسي الكازرُوني، ثم البغدادي البزاز. سمع: أبا عبد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد، وابن عياش القطان، وأبا العباس بن عُقدة، ومحمد بن أحمد بن يعقوب السُوسي، وغيرهم. وتفرد بالرواية عن جماعة. روى عنه: أبو بكر الخطيب، ووثقه، وهبة الله بن الحسين البزاز، وأبو الغنائم محمد بن علي بن أبي عثمان، وعاصم بن الحسن، وعلي بن محمد بن محمد الأنباري ابن الأخضر، وأبو يوسف عبد السلام بن محمد القزويني رأس المعتزلة، ورزق الله بن عبد الوهاب التميمي، وخلق آخرهم أبو عبد الله بن طلحة النعالي. وقال الخطيب: كان ثقة أميناً، توفي في رجب. قال: وولد سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.) عبد الواحد بن محمد بن عثمان. أبو القاسم البجلي الجريري البغدادي. سمع من: جعفر الخُلدي، والنجاد، وأبي بكر النقاش. (28/207)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 208 وعنه: أبو بكر الخطيب. وكان بصيراً بمذهب الشافعي، وبالأصول. له مصنفات في الأصول، وكان أشعرياً. ومات يوم موت ابن مهدي. علي بن أحمد بن إبراهيم. أبو الحسن النيسابوري السُكري، والأعرج، المؤذن. صاحب أبي عبد الرحمن السُلمي. حدث عن الأصم، ثم عن: أبي عمرو بن بُجير، وابن مطر، وغيرهم. ذكره عبد الغافر. علي بن عبيد الله. أبو القاسم العُنابي. قال الحبال: انتقى عليه جعفر الأندلسي، وأخذت عنه، وحضرتُ جنازته. توفي في صفر. علي بن محمد بن علي. أبو الحسن التميمي البغدادي المؤدب، والد أبي علي بن المذهِب. سمع: أبا بكر النجاد، وأبا بكر الشافعي. توفي في محرم. وكان صدوقاً. قاله الخطيب. علي بن محمد بن القاسم الفارسي. أبو الحسن العابد. يروى عن: أبي بكر الإسماعيلي، وأبي حامد الغِطريفي، وأبي الحسن الدارقُطني، وجماعة. وكان صالحاً، خيراً، مجتهداً في الطاعة. توفي في جًمادى الآخرة. (28/208)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 209 4 (حرف القاف) القاسم بن أبي المنذر الخطيب. قد ذُكر، ويقال: مات فيها. 4 (حرف الميم) محمد بن إبراهيم بن محمدأبو الفتح الجُحدري الطرسوسي البزاز، المعروف بابن البصري. سمع: محمد بن إبراهيم بن أبي أمية الطرسوسي، وأبا سعيد بن الأعرابي، وخيثمة الأطرابلسي، وجماعة. وحدث بالشام، وسكن بيت المقدس بأخرة. روى عنه: أبو القاسم عُبيد الله الأزهري، ووثقه، وعبد الرحيم بن أحمد البخاري، وأحمد بن محمد العتيقي، ورشأ بن نظيف، وأبو علي الأهوازي، وجماعة. قال الصوري: توفي في سنة تسعٍ أو عشر وأربعمائة. محمد بن أسد بن علي. أبو الحسن الكاتب البغدادي المقريء. سمع من: جعفر الخُلدي، والنجاد. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقاُ. (28/209)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 210 قلت: هو صاحب الخط المنسوب.) محمد بن عبد الله بن أبان بن قُريش. أبو بكر الهيتي، المعروف بابن أبي عباية. قال الخطيب: قدمِ علينا سنة ست وأرعمائة، وكان يُملي في جماع المنصور بعد ابن رزقويه. وكتبنا عنه عن: ابن السماك، ومحمد بن جعفر الأدمي، وأحمد بن سليمان النجاد، وثنا أيضاً عن أبي الطيب أحمد بن إبراهيم الذي روى عن الرمادي. ذكر لنا أنه سمع منه بالرحبة. وكانت أصول أبي بكر الهيتي كثيرة الخطأ إلا أنه كان صالحاً مُقلا معروفاً بالخير مع خلوه من معرفة الحديث. توفي يوم الفطر بالأنبار، وله تسعون سنة. وربما حدثنا عن شيخ شيخه وهو لا يعلم. محمد بن عبد الله بن إبراهيم. أبو الحسن ابن الرازي، المعدل المقريء. توفي في جُمادى الأولى ببغداد. يروي عن: عثمان السماك. محمد بن عبد الله بن هانئ بن هابيل. أبو عبد الله اللخمي القُرطبي البزاز. سمع من: أحمد بن سعيد بن حزم، وأحمد بن مُطرف، وجماعة. وحج سنة وخمسين وثلاثمائة، فكتب عن جماعة. روى عنه: الخولاني، وأبو عُمر بن سُميق. وتوفي في ربيع الأول، وكان فقيهاً محدثاً عالماً. (28/210)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 211 محمد بن عبد الله بن مُفوز. أبو عبد الله المعافري الشاطبي الزاهد. قدم قُرطبي فأكثر عن وهب بن مسرة حتى سمع منه مسند ابن أبي شيبة ثم حج، وكتب القيروان. وعُمر دهراُ طويلاً. وكان صالحاً عابداً متقللاً من الدنيا منقطع القرين. سمع الناس منه، وكان مشهوراً بإجابة الدعوة. توفي في آخر سنة عشر. وقد قارب المائة. وكانت جنازته مشهودة، رحمه الله. محمد بن عثمان بن محمد الصوفي الجُرجاني. توفي بهراة. يروى عن: أبي عمرو بن حمدان النيسابوري، وغيره. قال أبو إسماعيل الأنصاري: هو أول من سمعت منه. محمد بن عمر بن عيسى. أبو الحسن البلدي الحِطراني. سكن ببغداد، وصاهر أبا الحسين بن بشران على بنته. وحدث عن: أحمد بن إبراهيم الإمام، ومحمد بن العباس الموصلي الحناط. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو علي الوحشي. قال الخطيب: كان صدوقاً. بلغني أنه كان له في كل يوم ختمة. توفي في جُمادى الآخرة. محمد بن محمد بن أحمد بن سهل. (28/211)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 212 التاجر أبو الفضل الهروي. سمع: أبا بكر الشافعي،) وأبا علي الرفاء. وتوفي في ربيع الآخر. محمد بن محمد بن عبد الله بن الحسين. القاضي أبو منصور الأزدي الهروي. أحد الأعلام. محدث فقيه، رحل وسمع: محمد بن علي بن دحيم الشيباني، ودعلج بن أحمد، والحسن بن عمران الحنظلي، وأحمد بن عثمان الأدمي. وأكبر شيخ سمع منه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري. روى عنه: أحمد بن أحمد بن حمدين، وعبد الرحمن بن أبي عاصم الجوهري، وأبو سعد يحي بن أبي نصر العدل، وأبو عدنان القاسم بن علي القرشي، وشيخ الإسلام، وخلق كثير. وكان إمام الشافعية في عصره بهراة. أملى مدة، وطال عمره، وكان واسع الرواية. توفي فجأة في المحرم بهراة. محمد بن محمد بن علي بن حبيش. أبو عمر التمار الأعور. بغدادي، صدوق. من شيوخ أبي بكر الخطيب. سمع: إسماعيل الصفار، ومحمد بن جعفر الأدمي. (28/212)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 213 وولد سنة ثلاثين وثلاثمائة. توفي بالبطائح. محمد بن محمد بن محمش بن علي بن داود. الفقيه أبو طاهر الزبادي، الأديب الفقيه الشافعي. كان يسكن ميدان زياد بن عبد الرحمن من نيسابور، فنسب إليه. وكان أبوه من أعيان العباد. ولد أبو طاهر سنة سبع عشرة وثلاثمائة. وسمع سنة خمسٍ وعشرين وثلاثمائة وبعدها، من: أبي حامد بن بلال، ومحمد بن الحسين القطان، وعبد الله بن يعقوب الكرماني، والعباس بن قوهيار، ومحمد بن الحسن المحمداباذي، وأبي عثمان عمرو بن عبد الله البصري، وأبي علي الميداني، وحاجب بن أحمد الطوسي، وعلي بن حمشاذ، ومحمد بن يعقوب الأصم، وأبي عبد الله محمد بن عبد الله الصفار. وأدرك أبا حامد بن الشرقي، ولم يسمع منه. وكان إمام أصحاب الحديث بنيسابور، وفقيههم ومفتيهم بلا مدافعة. وكان متبحراً في علم الشروط، قد صنف كتاباً فيهوله عرفة قوية بالعربية. قال عبد الغافر بن إسماعيل: بقي يملي نحو ثلاث سنين، ولولا ما اختص به من الإقتار وحرفة أهل العلم لما تقدم عليه أحد من أصحابه. أخبرنا عنه: الإمام جدي، وأبو سعد بن رامش، وعثمان بن محمد المحمي، وأبو بكر بن يحي المزكي، وعلي بن أحمد الواحدي، وأحمد بن خلف، وأبو صالح (28/213)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 214 المؤذن. ومات في شعبان.) قلت: وروى عنه: الحاكم أبو عبد الله مع تقدمه، وأبو بكر البيهقي، وأبو القاسم القُشيري، وعبد الجبار بن برزة، ومحمد بن محمد الشاماتي، والقاسم بن الفضل الثقفي. وحديثه بعُلو في الثقفيات. محمد بن محمد بن بالُويه بن إسحاق. أبو عمرو النيسابوري الكسائي الصائغ المقريء. قال عبد الغافر: شيخ ثقة مشهور. حدث عن: الأصم، ومحمد بن عبد الله الصفار، والكارزي. أنا عنه أحمد بن عبد الملك المؤذن. توفي، وبيض. قلت: روى عنه الثقفي، لقيه سنة عشر هذه. محمد بن المظفر. أبو الحسن بن السراج البغدادي المعدل. سمع من: جعفر الخُلدي، وأحمد بن سلمان الفقيه. روى عنه الخطيب وقال: مات في جُمادى الأولى. محمد بن مُعافى بن صُميل. أبو عبد الله الجباني، ثم القُرطبي المقريء. ارتحل فقرأ لنافع على: أبي الطيب بن غلبُون. وكان مؤدباً، نزل طليطلة. (28/214)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 215 محمد بن منصور بن الحسن. أبو سعد الجولكي الجُرجاني، الرئيس العالم. سمع: أبا بكر الإسماعيلي، وأبا أحمد الغِطريفي. روى عنه: نجيب بن ميمون، وجماعة. وحدث بنيسابور، وهراة، وغزنة. محمد بن يونس. أبو بكر العين زربي الإسكافي المقريء. سمع بدمشق: أبا عمر بن فضالة، وأبا بكر الربعي. روى عنه: أبو علي الأهوازي، والكتاني. 4 (حرف الهاء) هادي المستجيبين. ظهر أمره وبهر كُفُره، وسار في البوادي يدعو إلى عبادة الحاكم صاحب مصر، وسب الرسول صلى الله عليه وسلم، وبصق على المصحف. فظفروا به، ثم صُلب بمكة وأُحرق. هبة الله بن سلامة. أبو القاسم البغدادي الضرير المفسر. كان من أحفظ الناس لتفسير القرآن، وكانت له حلقة بجامع المنصور. (28/215)

الجزء الثالث والعشرون

الكتاب: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام. تأليف: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي. دار النشر: دار الكتاب العربي. مكان النشر: لبنان/ بيروت. سنة النشر: 1407هـ - 1987م. الطبعة: الأولى. تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمري. ملاحظات حول الكتاب: الكتاب موافق للمطبوع كاملاً. غير مفهرس.غير مقابل على نسخة ورقية. بل هو نفس الموجود في مكتبة التراث. قام بنسخه وإدخاله إلى الشاملة أخوكم: أبو عبد الله السني. راجياً منكم دعاءً بظهر الغيب. تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 216 روى عن: أبي بكر القطيعي، وغيره. وتوفي في رجب. وله كتاب الناسخ والمنسوخ. روى عنه: ابن بنته رزق الله التميمي، وغيره. وقرأ عليه الحسن بن علي العطار القرآن، عن قراءته على زيد بن أبي بلال الكوفي. (28/216)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 217 1 (المتوفون بعد الأربعمائة ظناً:)

4 (حرف الألف:) أحمد بن الحسن بن المرزُبان. أبو العباس بن الطبري الشرابي. بغدادي، سكن الري. وحدث عن: أبي جعفر عبد الله بن بريه الهاشمي، وأبي عمر الزاهد، وجماعة. روى عنه: أبو سعد إسماعيل السمان، والمظفر بن مموس، ومحمد بن جعفر الإسترباذي. أحمد بن عُبيد الله بن الفضل بن سهل بن بيري. أبو بكر الواسطي، مُسند واسط ومحدثها. روى عن: علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، ومحمد بن عثمان بن سمعان، ومحمد بن الحسين الزعفراني، ومحمد بن يحيى الصولي، وأبي علي الحسن بن منصور، وأبي جعفر محمد بن عمرو البختري، وعبد الباقي بن قانع، وعبد الله بن شوذب الواسطي، وجماعة. وأملى، ورحل إلى بغداد. قال الحافظ خميس: كان ثقة صدوقاً. كُف بصره بأخرة. قلت: روى عنه: عبد الكريم بن محمد الشُروطي، وأبو يعلى حمزة بن (28/217)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 218 الحسن، ومحمد بن علي بن عيسى القاريء، وعلي بن الحسين بن الطيب الصوفي، وأبو غالب محمد بن أحمد بن بشران النحوي، والقاضي أبو علي إسماعيل بن محمد بن أحمد بن الطيب الفقيه بن كُماري، وأبو الحسين محمد بن علي الفقيه الشافعي، وأبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد سنة ست وتسعين، وسماعه من ابن بيري سنة نيفٍ وأربعمائة. وقد ذكر خميس أن ابن بيري سمع من البغوي، وابن أبي داود، وهذا غلط. أحمد بن محمد بن سراج. أبو العباس السنجي الطحان. سمع جامع الترمذي من أبي العباس المحبوبي. روى عنه: أبو الخير بن أبي عِمران الصفار. أحمد بن عمر بن أحمد بن علي. أبو عبد الله الكاتب المعروف بحموس، الهمذاني الضرير. روى عن: عبد الرحمن الجلاب، وأبي القاسم بن عبيد، وأحمد بن محمد الصيدنائي، وعلي بن عامر النهاوندي، وجماعة. روى عنه: محمد بن عيسى، وحمد بن سهل المؤدب، وحمد بن عبد الرحمن المؤدب، وأبو مسلم بن غرو، ومحمد بن الحسين الصوفي. وهو صدوق. أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد. أبو بكر الجوزي النيسابوري الدهان. شيخ مستور) حافظ لكتاب الله. وثقه عبد الغافر الفارسي. قال: روى عن الأصم وأقرانه. أنبا عنه أبو بكر محمد بن يحيى، وأبو صالح المؤذن. أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى. أبو حامد النيسابوري الشافعي، المعروف بأميرك بن أبي ذر. (28/218)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 219 قال عبد الغافر: نبيل، موثوق به، أصيل. روى عن الأصم وأقرانه. أنا عنه أبو صالح المؤذن، ومحمد بن يحيى، سمعنا منه في سنة ثمانٍ. أحمد بن محمد بن عبدوس. أبو بكر النسوي الفقيه، الحافظ، نزيل مرو. كان أحد الأمة الأعلام، رحال جوال. روى عن: أبي القاسم بن أبي العَقِب، وبُكير بن الحسن الرازي ثم المصري، ومحمد بن علي النقاش. وعنه: أبو محمد عبد الله بن يوسف الجوزي، والحسن بن القاسم، وعلي بن عبد القاهر الطُوسي، وآخرون. أحمد بن محمد بن يوسف. أبو الحسن النيسابوري الصفار. روى عن: الأصم، وأبي الحسن الكارزي. وعنه: محمد بن يحيى المُزكي، والمؤذن. أحمد بن محمد بن حمدان. أبو الحسن الإصبهاني الأديب. سمع: أبا عمر بن حكيم، وابن داسة البصري، وأبي الحسين الأسواري. وعنه: أحمد بن الفضل الباطرقاني، وعلي بن سعيد البقال، وعبد الله بن أحمد السوراجائي. أحمد بن محمد بن العباس بن حسنويه. أبو سهل الإصبهاني، التاجر، نزيل نيسابور. ثِقة. عن: الأصم، وأبي الطيب الجُبني. وعنه: المؤذن. أحمد بن محمد بن إبراهيم بن عيسى. أبو نُعيم الإسفراييني البزاز. (28/219)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 220 قال عبد الغفار: ثقة، قدم نيسابور وحدث عن: عبد الله بن محمد الشرقي، وأبي بكر القطان، وأبي نصر بن حمدويه، وسُفيان بن محمد الجوهري. وأملي بنيسابور. روى عنه: محمد بن يحيى المُزكي، وهو من كبار شيوخه. إبراهيم بن محمد بن علي بن إبراهيم بن معاوية. أبو إسحاق النيسابوري العطار الصيدلاني. قال عبد الغافر: شيخ مستور، ثقة، ومن أهل الصلاح. يقعد على حانوته ويعتمده الناس لأمانته وديانته. سمع من: الأصم، وأبي عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، وأبي بكر الصبغي، وأبي حامد) أحمد بن محمد بن بالُويه العفصي، وأبي الوليد القُرشي، وغيرهم. أنا عنه: محمد بن يحيى. قلت: روى عنه: البيهقي قال: وكان أبوه من الصلحاء، وجده أبو الحسن محدث وقته، حدث عن: أبي زُرعة، وابن وارة، وأحمد بن عبد الجبار العُطارِدي. أسد بن إبراهيم بن كُليب. القاضي أبو الحسن الحراني السُلمي. عن: أبي الهيذام مُرجا بن علي الرهاوي، ويوسف بن محمد الشينيزي. حدث ببغداد. وروى عنه: أبو منصور العُكبري النديم، والقاضي أبو عبد الله الصيمري. والغالب على رواياته المناكير والموضوعات. (28/220)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 221 إسماعيل بن سيدة. أبو بكر المُرسي، الأديب الضرير، والد مصنف المحكم أبي الحسن. أخذ عن: أبي بكر الزُبيدي مختصر العين. وكان من النُحات ومن أهل المعرفة والذكاء. وكان أعمى. توفي بعد الأربعمائة بمدة بَمْرسِيَه. 4 (حرف الجيم) جامع بن أحمد بن محمد بن مهدي. الوكيل أبو الخير النيسابوري المُحمداباذي. سمع من: أبي طاهر محمد بن الحسن المحمداباذي. وتوفي سنة سبعٍ وأربعمائة. روى عنه البيهقي. 4 (حرف الحاء) حديد بن جعفر. أبو نصر. حدث عن: خيثمة، وعلي بن أبي العَقِب. وعنه: أبو القاسم الحِنائي، وعبد العزيز الكتاني، وغيرهما. والأهوازي، وعلي بن الخضر السُلمي. وهو أنباري سكن الشام. قاله النجار. 4 (حرف الخاء) خلف بن عباس. (28/221)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 222 أبو القاسم الزهراوي الأندلسي. قال الحُميدي: كان من أهل الفضل والدين والعلم. وعلمه الذي يسبق فيه علم الطب، وله فيه كتاب كبير مشهور كثير الفائدة، سماه: كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف. ذكره ابن حزم وأثنى عليه، وقال: ولئن قلنا إنه لم يؤلف في الطب أجمع منه للقول والعمل في الطبائع لنصدقن. مات بالأندلس بعد الأربعمائة. خلفُ المقريء. أبو القاسم. من سكان طلبيرة. رحل إلى المشرق، وأخذ عن: أبي محمد بن أبي زيد، ولازمهُ بالقيروان مدة. وحج ثلاث حجج. وقرأ على أبي الطيب بن غلبُون.) ودخل العراق. وكان صالحاً متبتلاً عبداً يسرد الصوم. وكان مُفرط القصر يسكن مسجداً يُقريء به. حدث سنة ثمانٍ وأربعمائة. خلفُ بن محمد بن علي بن حمدون الواسطي الحافظ. (28/222)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 223 مصنف الأطراف. رحل وروى عن: أبي بكر القطيعي، وأبي بكر الإسماعيلي، ومحمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي، وأبي محمد بن ماسي. ورافق أبا الفتح بن أبي الفوارس في الرحلة، وطوف خُرسان، والشام، ومصر، والنواحي، وكتب الكثير. روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وأثنى عليه، وقال: كان حفظاً لحديث شُعبة وغيره. وقال أبو نُعيم: صحبناه بنيسابور وإصبهان. وروى عنه: هو، وأبو علي الأهوازي، وعبيد الله بن أحمد الأزهري، ثم في الآخر سكن الرملة، واشتغل بالتجارة، ومات هناك بعد الأربعمائة. سمع الناس الكثير بانتخابه، ولقد جود أطراف الصحيحين، وأحسن. وهو أقل أوهاماً من أبي مسعود. الخليل بن أحمد بن محمد. القاضي أبي سعيد البُستي. قدم نيسابور وحدث بها عن: أحمد بن المظفر البكري صاحب أحمد بن أبي خيثمة بالتاريخ. روى عنه: البيهقي، وجماعة. وكان قدومه في سنة أربعمائة. ومن الإتفاق النادرة أنه سمع من القاضي أبي سعيد الخليل بن أحمد السجزي، سميهُ. (28/223)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 224 خلف بن عيسى بن سعد الخير بن أبي درهم. الفقيه أبو الحزم الوشقي. عالم وشقة وقاضيها. يروي عن: أبي عيسى الليثي، وابن عيشون. روى عنه: ابنه أبو الأصبغ، وأبو عمر بن الحذاء. قال أبو الوليد الباجي: لا أباس به. وذكره عِياض في طبقات المالكية. حوي بن علي بن صدقة. القاضي أبو القاسم السكسكي. حدث عن أبي علي بن آدم، ومحمد بن العباس بن كوذك. وعنه: علي بن محمد الحِنائي. 4 (حرف السين) سعد بن عبد الله بن الحسين بن علويه. أبو القاسم النيلي الميموني. من ولد ميمون بن مهران. روى بهمذان عن: النجاد، وأبي سهل بن زياد، وأبي عمرو بن السماك، والحسين بن صفوان، وجماعة. حضر مجلسة ابن تركان.) وروى عنه: محمد بن عيسى، وحُميد بن المأمون، وابن غرو، وأبو الفضل أحمد بن عبد الله بن بُندار، وعُبيد الله بن أبي عبد الله بن مندة. قال شيرويه: وثنا عنه محمد بن الحسين الصوفي، وأبو الفضل بن يرغة، وأحمد بن عبد الرحمن الروذباري، وليس عندهم بذاك. سعد بن محمد بن غسان. (28/224)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 225 أبو رجاء الشيباني القزويني. سمع بدمشق من الحسن بن حسن بن الحصائري حديثاً رواه عنه الخطيب، ويوسف المهرواني، ومحمد بن إسماعيل الجوهري. قال الخطيب: وما علمت به بأساً. 4 (حرف العين) عبد الله بن أبي عبد الله الحسين العلوي الواسطي. أبو محمد المقريء. قرأ بالرويات على: أبي بكر النقاش. وتصدر للقراء مدة. قرأ عليه: أبو علي غلام الهراس، وغيره. توفي بعد الأربعمائة. وأبوه: الحسين بن محمد. عدل نبيل، روى عن: أبي الحسن بن مبشر الواسطي، والكبار. روى عنه: أبو الحسن بن مخلد، وغيره. عبد الله بن القاسم بن سهل بن جوهر. الفقيه أبو الحسن الموصلي الصواف. (28/225)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 226 سمع: خيثمة بن سليمان، ومحمد بن العباس صاحب الطعام، وعبد الله بن علي العُمري، وهارون بن عيسى البلدي، وإبراهيم بن أحمد الرقي، وجماعة. وعنه: أبو نصر بن طوق، وأحمد بن عُبيد الله بن ودعان، وعلي بن أحمد الطوسي، ومحمد بن صدقة بن حسين المواصلة، وعُبيد الله بن أحمد الرقي، وأبو طاهر أحمد بن محمد الخفاف، وغيرهم. عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سعيد. أبو محمد الدمشقي البزاز. روى عن: خيثمة، وابن حذلم، وأبي يعقوب الأذرعي. وعنه: علي بن محمد الحنائي، ورشأ بن نظيف، وأبو علي الأهوازي. وكان موصوفاً بالصلاح. عبد الله بن أحمد بن الحسن. أبو أحمد المهرجاني العدل. روى عن: محمد بن يعقوب بن الأخرم، وأبي بكر محمد بن جعفر المُزكي وغيرهما. وعنه: البيهقي.) عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن. أبو القاسم الإصبهاني التاجر. ثم الرازي. سمع: أبا الحاتم محمد بن عيسى الوسقندي. روى عنه: أبو بكر البيهقي. لقيه بالري. عبد الصمد بن زهير بن هارون بن أبي جرادة العُقلي الحلبي. سمع بمكة من أبي سعيد الأعرابي. وعاش دهراً. (28/226)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 227 أدركه أبو نصر السجزي بحلب. عُمر بن الحسن بن دُرستويه. أبو القاسم الإمام. روى عن: خيثمة بن سليمان. وعنه: علي الحنائي، وعبد العزيز الكتاني. عمر بن محمد بن محمد بن داود. أبو سعيد السجستاني. روى صحيح مسلم عن أبي أحمد الجُلودي. وحدث بن بمكة سنة ثلاثٍ وأربعمائة، فسمعه منه أبو القاسم حلتم بن محمد الطرابلسي المغربي، ورواه عنه. علي بن موسى بن إبراهيم بن حزب الله. أبو الحسن الأندلسي. سكن سرقسطه، وروى عن أحمد بن خلف المديوني. وحج فأخذ عن: علي بن عثمان القرافي، وغيره. وكان صالحاً مُجاب الدعوة، ممتنعاً من الرواية غير النزر اليسير لكونه مُشتغلاً بالعبادة. قال بعضهم: لم ألق مثله في الزُهد والتبتل. روى عنه: أبو عمرو الداني، والصاحبان، وأبو حفص بن كُريب. علي بن عبد الرحيم بن غيلان. (28/227)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 228 أبو العلاء السوسي النحوي الخزاز. حدث بواسط عن: الحسين بن إسماعيل المُحاربي. روى عنه: أبو نصر السجزي، وأبو نُعيم محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز المعدل الواسطي. 4 (حرف الكاف) كامل بن أحمد بن محمد. أبو جعفر العزائمي الحافظ المستملي. حدث بنيسابور عن الحافظ أبي عبد الله محمد بن علي بن الحسين بن الفرج البلخي، سمع من بهراة عن محمد بن خُشنام، ومحمد بن علي الصنعاني صاحب عبد الرزاق. روى عنه: أبو نصر السجزي، وأبو بكر البيهقي، ومحمد بن يحيى المُزكي. وقد ذكره عبد الغافر فقال: حافظ، عارف بالنحو، حسن الخط، بارع في الرواية، حسن القراءة. استملى على المشايخ مدة وكان مكثراً. سمع من مشايخ العراق، والحجاز، وخُراسان.) وحدث عن: أبي علي الرفاء، وأبي علي محمد بن جعفر الكرابيسي، ومحمد بن صبيح الجوهري، وأبي عبد الله العصمي، وأبي بكر القفال الشاشي، والقاضي أبي بكر الأبهري. وكان ثقة صحيح الرواية. اتفق أن المحدثين هجروه واتهموه بأنه أخفى جملة من سماع المشايخ مغايظةً لهم. وقد حدث في سنة خمسٍ وأربعمائة. قلتُ: وفي هذه السنة قدِم نيسابور وحدث بها. (28/228)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 229 كامل بن أحمد بن محمد بن سليمان. أبو الحسن البخاري. عن: أبي نصر حمدويه، وأبي بكر بن سعد الزاهد، وجماعة. 4 (حرف الميم) محمد بن عبد الصمد بن لاوي الأطرابلسي. روى عن: خيثمة. روى عنه: محمد بن علي الصوري، وعبد الرحيم بن أحمد البخاري. محمد بن عيسى. أبو بكر البستي، الفقيه المعروف بابن رُويع. إمام جليل. رحل إلى المشرق ودخل الأندلس، وولاه المظفر بن أبي عامر قضاء سبتة ونواحي المغرب. قتله علي بن حمود بعد الأربعمائة. محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منصور. أبو بكر النوقاني. حدث بنُوقان عن: أبي العباس الأصم. وعنه: البيهقي، وغيره. محمد بن زكريا. أبو عبد الله بن الإفليلي القُرطبي. سمع من: قاسم بن أصبغ، وأبي عيسى الليثي، وأبي بكر بن الأحمر القرشي. (28/229)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 230 وعنه: ابنه أبو القاسم، وابن عبد البر. محمد بن أحمد بن حيوة. أبو عبد الله القُرطبي. روى عن: قاسم بن أصبغ، ومنذر بن سعيد. روى عنه: أبو عمر ابن سُميق وابن عبد البر وجماعة. محمد بن عبد العزيز بن يحيى بن موسى بن سعيه، بياء آخر الحروف. المحدث أبو منصور الخبيري الإصبهاني الطبيب. روى عن: أبي محمد بن فارس، وأبي أحمد العسال، والجعابي، وأبي إسحاق بن حمزة، والطبراني. وعنه: أحمد بن الفضل الباطرقاني، ومحمد بن علي الجوزداني، وأبو القاسم وأبو عمرو ابنا الحافظ ابن مندة. قال يحيى بن مندة: هو صاحب الكُتب الصحاح، كثير الكتاب، واسع الرواية متعصب لأهل) العلم. محمد بن علي بن محمد. أبو نصر النيسابوري الفقيه. سمع: أبا العباس الأصم، وغيره. روى عنه: أبو بكر البيهقي. محمد بن محمد بن بكر الهزاني البصري. سمع من: عمه أبي روق أحمد بن محمد. روى عنه: أبو نصر عبيد الله السجزي، لقيه بالبصرة وكناه: أبا عمرو. محمد بن يعقوب بن حمويه. أبو بكر السجِستاني الوزير. (28/230)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 231 سمع بِبستُ من: أبي الفضل محمد بن أحمد بن الغوث الأزدي. حدث عن الهيثم بن سهل التستري. أخذ عنه بسجستان: الحافظ أبي نصر السجزي. محمد بن إسماعيل بن أحمد بن العنبر. أبو عمر العنبري. روى عن: أبي العباس الأصم. سمع منه بسجستان: أبو نصر السجزي. وروى أيضاً عن عبد الله بن محمد بن علي طرخان البلدي. محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن المغيرة بن المهلب. أبو بكر العُكلي اليواني الإصبهاني، الزاهد العابد. عن: ابن فارس، وأحمد بن جعفر بن معبد، والعسال، وفاروق الخطابي، وابن كوثر البربهاري، وطبقتهم. وله رحلة واسعة. مولده سنة عشرٍ وثلاثمائة. ومات بعد الأربعمائة. محمد بن أحمد بن محمد بن حمدويه. أبو بكر الطوسي، المعروف بالمطوعي. قدم همدان سنة خمسٍ وأربعمائة، وحدث عن: أبي العباس الأصم. روى عنه شيوخ همدان: أبو الفضل بن بوغة، ومحمد بن الحسين الصوفي، وأبو الفتح محمد بن الفضل الكوكبي الدهقان. وأبو الفتح عبدوس بن عبد الله. قال شيرويه: كان صدوقاً. قلت: وقع لي حديثه عالياً. محمد بن الهيصم. (28/231)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 232 أبو عبد الله، شيخ الكرامية، وعالمهم في وقته بخُراسان. وهو الذي ناظر الإمام أبا بكر بن فُورك، بحضرة السلطان محمود بن سُبُكتكين. وليس للكرامية مثله في معرفة الكلام والنظر، فهو في زمانه رأس طائفته واخبرهم وأخبثهم، كما أن القاضي عبد الجبار في هذا العصر: رأس المعتزلة، وأبا إسحاق الإسفراييني، رأس الأشعرية. والشيخ المفيد: رأس الرافضية. وأبا الحسن الحمامي: رأس القراء. وأبا عبد) الرحمن السُلمي: رأس الصوفية، وأبا عمر بن دراج، رأس الشعراء، والسلطان محمود: رأس الملوك، والحافظ عبد الغني الأزدي: رأس المحدثين، وابن هلال: رأس الموجودين. محمد بن يحيى بن سُراقة. أبو حسن العامري البصري، الفقيه الشافعي الفرضي المحدث. صاحب التصانيف في الفقه والفرائضوأسماء الضعفاء والمجروحين. أقام بآمد مدة، وكان حياً سنة أربعمائة. أخذ عن أبي الفتح كتابه في الضعفاء، ثم نقحه، وراجع فيه الدارقُطني. ورحل في الحديث. وروى عنه: ابن داسة، وابن عباد، والهجيمي. (28/232)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 233 ورحل إلى فارس، وإصبهان، والدينور. وله مصنف حسن في الشهادات. 4 (حرف الياء) يوسف بن خلف بن سُفيان. أبو عمر الغساني البجاني المؤدب. سمع من: أحمد بن سعيد، ومسلمة بن قاسم. وكان يؤم بمسجده، ويلقن وينسخ. روى عنه: أبو عبد الله الخولاني. توفي بعد الأربعمائة. وروى عنه: قاسم، وهاشم ابنا هلال. يحيى بن نجاح. أبو الحسين. مؤلف كتاب سُبُل الخيرات. كان في هذا العصر بمكة فيما أحسب، أو بمصر. روى عنه: عبد الله بن سعيد بن لبال، وعمر بن سهل اللخمي، وغيرهما. (28/233)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 234 (28/234)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 235 (28/235)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 236 (28/236)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 237 5 (بسم الله الرحمن الرحيم.)

5 (الطبقة الثانية والأربعون حوادث)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (احداث سنة إحدى عشر وأربعمائة:) فقد الحاكم بأمر الله: في شوال فقد الحاكم صاحب مصر، وكان يواصل الركوب وتتصدى له العامة فيقف عليهم ويسمع منهم. وكان الخلق في ضنكٍ من العيش معه. وكانوا يدسون إليه الرُقاع المختومة بالدعاء عليه والسب له ولأسلافه، حتى أنهم عملوا تمثال إمرأة من كاغدٍ بخف وإزار ثم نصبوها له. وفي يديها قصة. فأمر بأخذها من يدها، ففتحها فرأى فيها العظائم، فقال: أنظروا من هذه. فإذا هي تمثالٌ مصنوع. فتقدم بطلب الأمراء والعُرفاء فحضروا، فأمرهم بالمصير إلى مصر وضربها بالنار ونهبها وقتل أهلها. فتوجهوا لذلك فقاتل المصريون عن أنفسهم بحسب ما أمكنهم. ولحق النهب والحريق الأطراف والنواحي التي لم يكن لأهلها قوة على امتناعٍ ولا قُدرة على الدفاع. واستمرت الحرب بين العبيد والرعية ثلاثة أيام، وهو يركب ويشاهد النار، ويسمع الصياح. فيسأل عن ذلك، فيقال له العبيد يحرقون مصر. فيتوجع ويقول: من أمرهم بهذا؟ لعنهم الله. (28/237)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 238 قلت: بل لعنة الله على الكافر. فلما كان اليوم الثالث اجتمع الأشراف والشيوخ إلى الجامع ورفعوا المصاحف، وعج الخلق بالبكاء والإستغاثة بالله. فرحمهم الأتراك وتقاطروا إليهم وقاتلوا معهم. وأرسلوا إلى الحاكم يقولون له: نحن عبيدك ومماليكك، وهذه النار في بلدك وفيه حُرمنا أولادنا، وما علمنا أن أهله جنوا جناية تقتضي هذا. فإن كان باطنٌ لا نعرفه عرفنا به، وانتظر حتى نخرج عيالنا وأموالنا، وإن كان ما عليه هؤلاء العبيد مخالفاً لرأيك أطلقنا في معاملتهم بما نعامل به المفسدين. فأجابهم: إني ما أردتُ ذلك ولا أذنت فيه، وقد أذنت لكم في الإيقاع بهم. وأرسل العبيد سراً بأن كونوا على أمركم، وقواهم بالسلاح. فاقتتلوا، وعادوا الرسالة: إنا قد عرفنا غرضك، وإنه إهلاكُ البلد. ولوحوا بأنهم يقصدون القاهرة. فلما رآهم مستظهرين، ركب حماره ووقف بين الفريقين، وأومأ إلى العبيد بالإنصراف. وسكنت الفتنة.) وكان قدر ما أُحرق من مصر ثُلثها، ونُهب نصفها. وتتبع المصريون من أسر الزوجات والبنات، فاشتروهن من العبيد بعد أن زنوا بهن، حتى قتل جماعة أنفسهن من العار. ثم زاد ظُلم الحاكم، وعن له أن يدعي الربوبية، كما فعل فرعون، فصار قومٌ من الجُهال إذا رأوه يقولون: يا واحد يا أحد، يا مُحيي يا مُميت. وكان قد أسلم جماعةٌ من اليهود، فكانوا يقولون: إنما نريد أن نعاود ديننا، فيأذن لهم. (28/238)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 239 وأوحش أخته بمرسلاتٍ قبيحة، وأنها ترتكب الزنا. فراسلت ابن دواس (28/239)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 240 الأمير، وكان متخوفاً من الحاكم. ثم جاءت إليه فقبل الأرض بين يديها، فقالت: قد جئتك في أمرٍ أحرسُ نفسي ونفسك. قال: أنا خادمك. فقالت: أنت ونحن على خطرٍ عظيم من هذا. وقد انضاف إلى ذلك ما تظاهر به وهتك الناموس الذي أقامه آباؤنا، وزاد جنونه وحمل نفسه على ما لا يصبر المسلمون على مثله. وأنا خائفة أن يثور الناس علينا فيقتلوه ويقتلونا، فتنقضي هذه الدولة أقبح انقضاء. قال: صدقتِ في الرأي. قالت: تحلف لي وأحلف لك على الكتمان. فتحالفا على: قتله وإقامة ولده مكانه، وتكون أنت مدبر دولته. قالت: فاختر لي عبدين تثق بهما على سرك وتعتمد عليهما. فأحضر عبدين موصوفين بالأمانة والشهامة. فحلفتهما ووهبتهما ألف دينار، ووقعت لهما بإقطاع، وقالت: إصعدوا إلى الجبل فاكمنا له، فإن غداً يصعد الحاكم إليه وليس معه إلا الركابي وصبي، وينفردُ بنفسه. فإذا جاء فاقتلاه مع الصبي. وأعطتهما سكينتين مغربيتين. وكان الحاكم ينظر في النجوم. فنظر مولده، وكان قد حُكم عليه بقطعٍ (28/240)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 241 في هذا الوقت، وأنه متى تجاوزه عاش نيفاً وثمانين سنة. فأحضر أمه وقال: علي في هذه الليلة قطعٌ. وكأني بكِ قد هتِكت وهلكتِ مع أختي، فتسلمي هذا المفتاح، فلي في هذه الخزانة صناديق تشتمل على ثلاثمائة ألف دينار، فحوليها إلى قصرك لتكون ذخيرةً لك. فبكت وقالت: إذا كنت تتصور هذا فدع ركوبك الليلة. فقال: أفعلُ. وكان في رسمه أنه يطوف كل ليلةٍ حول القصر في ألف رجل، ففعل ذلك ثم نام. فانتبه الثُلث الأخير وقال: إن لم أركب وأتفرج خرجت نفسي. فركب وصعد الجبل ومعه صبي. فخرج العبدان فصرعاه وقطعا يديه وشقا جوفه وحملاه في كِساء إلى ابن دواس، وقتلا الصبي. فحمله ابن دواس إلى أخته فدفنته في مجلسٍ لها سراً، وأحضرت الوزير واستكتمته واستحلفه على الطاعة، وأن يكاتب ولي العهد عبد الرحيم بن) إلياس العُبيدي ليبادر، وكان بدمشق. وأنفذت إلى أمير يقيم في الطريق فإذا أوصل ولي العهد قبض عليه وعدلَ به إلى تِنيس. وكتبت إلى عامل تنيس عن الحاكم أن يحمل إليه ما قد تحصل عنده (28/241)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 242 وكان ألف ألف دينار وألفي دِرهم. وفقد الحاكم، فماجوا في اليوم الثالث وقصدوا الجبل، فلم يقفوا له على أثرٍ، فعادوا إلى أخته فسألوها عنه فقالت: قد كان راسلني قبل ركوبه، وأعلمني أنه يغيب سبعة أيام. فانصرفوا مطمئنين. ورتبت رِكابية يمضون ويعودون كأنهم يقصدون موضعه، ويقولون لكل من سألهم: فارقناه في الموضع الفُلاني، وهو عائدٌ في يوم كذا. تدبير أخت الحاكم لقتل ابن دواس: ولم تزل الأخت في هذه الأيام تدعو وجوه القُواد تستحلفهم وتُعطيهم. ثم ألبست أيا الحسن علي بن الحاكم أفخر الثياب وأحضرت ابن دواس وقالت: المعمول في القيام بهذه الدولة عليك، وهذا ولدك. فقبل الأرض. وأخرجت الصبي ولقبته بالظاهر إعزاز دين الله، وألبسته تاج المُعز، جدها، وأقامت المأتم على الحاكم ثلاثة أيام. وهذبت الأمور، وخلعت على ابن دواس خِلعاً كثيرة، وبالغت في رفع منزلته، وجلس معظماً. فلما ارتفع النهار خرج تسنيم صاحب السر والسيفُ معه ومعه مائة رجل كانوا يختصون بركاب السلطان ويحفظونه، يعني سِلحدارية، فسُلموا إلى ابن دواس يكنون بحكمه. وتقدمت إلى نسيم أن يضبط أبواب القصر، ففعل. وقالت له: أخرج بين يدي ابن دواس فقُل: يا عبيد مولانا، الظاهرُ أمير المؤمنين يقول لكم: هذا قاتلُ مولانا الحاكم، واعله بالسيف. ففعل ذلك. ثم قتلت جماعةً ممن اطلع على سرها فعظُمت هيبتها. (28/242)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 243 وقيل: إن اسمها ست المُلك. توفيت سنة أربع عشرة. وزارة ابن سهلان والقبض عليه: وفيها انحدر سلطان الدولة إلى واسط، وخلع على أبي محمد بن سهلان الوزير، وأمره أن يضرب الطبل في أوقات الصلوات. ثم قبض عليه وسلمه. الغلاء في العراق: وفيها كان الغلاء بالعراق، واشتدت المجامعة وأكلت الكلاب والبغال، وعظم الخطب. هلاك ولي العهد الحاكم بأمر الله: وفيها كان هلاك عبد الرحيم ولي عهد الحاكم، ذكرت أخباره وترجمته. وقد عمل شاعرٌ في مصادرته لأهل دمشق هذه القصيدة:) (تقضى أوانُ الحرب والطعنِ والضربِ .......... وجاء أوانُ الوزن والصفع والضرب.) (28/243)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 244 (وأضحت دمشقُ في مُصابٍ وأهلها .......... لهم خبرٌ قد سار في الشرق والغرب.)

(حريقٌ وجوعٌ دائمٌ ومذلة .......... وخوفٌ فقد حُق البُكاء مع الندب.)

(وأضحت تِلالاً قد تمحت رسُومها .......... كبعض ديار الكُر بالخسف والقلبِ) في أبيات. رواية ابن القلانسي عن هلاك ولي العهد: قال أبو يعلى حمزة في تاريخه: عاد عبد الرحيم ولي العهد إلى دمشق في رجب، فتعجب الناس من اختلاف آراء الحاكم. فلم يلبث أن وصل ابن داود المغربي على نجيبٍ مُسرعٍ ومعه جماعة، يوم عرفة من سنة إحدى عشر، بسجل إلى ولي العهد المذكور. ودخلوا عليه القصر، وجرى بينهم كلامٌ طويل، ثم إنهم أخرجوه وضربوه. وأصبح الناسُ يوم الأضحى لم يصلوا صلاة العيد لا في المُصلى ولا في الجامع. وسار به أولئك إلى مصر. ولاية أبي المطاع ابن حمدان دمشق: ثم وصل على إمرة دمشق ثانياً أبو المطاع بن حمدان، وكان سائساً أدبياً شاعراً، فولي مدة شهرين. ولاية سختكين دمشق: ثم عُزِلَ بشهاب الدولة سُختكين، فولي عامين، وأعيد ابن حمدان. (28/244)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 245 4 (احداث سنة اثنتي عشرة وأربعمائة:) إعتراض العرب البدو لقافلة الحجاج: لم يحج العراقيون في العامين الماضيين، وقصد طائفة يمين الدولة محمود بن سبكتكين وقالوا: أنت سلطان الإسلام، وأعظم ملوك الأرض، وفي كل سنة تفتتح من بلاد الكُفر ناحيةً، والثواب في فتح طريق الحج أعظم. وقد كان بدر بن حسنويه، وما في أمرائك إلا من هو أكبر منه، يسير الحاج بماله وتدبيره عشرين سنة. فانظر الله واهتم بهذا الأمر. فتقد إلى قاضيه أبي محمد الناصحي بالتأهب للحج، ونادى في أعمال خُراسان بالتأهب للحج. وأطلق العرب في البادية ثلاثين ألف دينار سلمها إلى الناصحي، غير مال الصدقات. فحج بالناس أبو الحسن الأقساسي، فلما بلغوا فيد حاصرتهم العرب، فبذل لهم الناصحي خمسة آلاف دينار، فلم يقنعوا وصمموا على أخذ الركب. وكان رأسهم جماز بن عُدي قد انضم إليه ألفا رجلٍ من بني نبهان، وكان جباراً. فركب فرسه وعليه درع وبيده رُمح. وجال جولةً) يُرهبُ بها. وكان من السمرقنديين غلام يعرف بابن عفان، فرماه بنبلة وقعت في قلبه (28/245)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 246 فسقط ميتاً، وهرب جمعه وعاد الركب سالمين. وزارة الرُّخجي: وفيها قلد الوزارة أبو الحسن الرُّخجي ولُقب مؤيد المُلك. القبض على أبي القاسم ابن المغربي الوزير: وقبض قرواش بن المقلد على أبي القاسم ابن المغربي الوزير. وثوب الأدريسي على عمه بالأندلس: وفيها توثب يحيى بن علي الإدريس بالأندلس على عمه المأمون، فهرب منه، ثم جمع الجيوش وأقبل. (28/246)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 247 4 (احداث سنة ثلاث عشرة وأربعمائة:) ضرب الحجر الأسود وكسره: فيها عمد بعض المصريين إلى الحجر الأسود فضربه بدبوسٍ كسر منه قطعاً. فقتله الحُجاج، وثار أهل مكة بالمصريين فنهبوهم وقتلوا منهم جماعة. ثم ركب أبو الفتح الحسن بن جعفر، صاحب مكة فأطفأ الفتنة، وردهم عن المصريين. قال هلال بن المحسن: قيل أن الضارب بالدبوس ممن استغواهم الحاكم وأفسد أديانهم. وقيل: كان ذلك في سنة أربع عشرة. قتل ضارب الحجر الأسود: وقال: أبي النرسي، أنا عبد الله محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي، قال في سنة ثلاث عشرة: لما صُليت الجمعة يوم النفر الأول، ولم (28/247)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 248 يكن رجع الحاج بعدُ من منى قام رجلٌ فقصد فضربه ثلاث ضربات بدبوس وقال: إلى متى يُعبد الحجر ولا محمد ولا علي فيمنعني محمد مما أفعله، فإني أهدم اليوم هذا البيت. فاتقاه أكثر الحاضرين وكاد يُفلت. وكان أحمر أشقر تام القامة جسيماً، وكان على باب المسجد عشرةٌ من الفُرسان على أن ينصره، فاحتبس رجل فوجأه بخنجر وتكاثر عليه الناس فقُتل وأحرق، وقُتل جماعة ممن اتهم بمعاونته ومُصاحبته، وأُحرقوا بالنار. وبانت الفتنة، فكان الظاهر من القتلى أكثر من عشرين رجلاً غيرما أُخفي، وألحقوا في ذلك اليوم على المصريين بالنهب والسلب. وفي ثاني يوم ماج الناس واضطربوا. وقيل: إنه أُخذ من أصحاب أربعةٌ اعترفوا بأنهم مائة بايعوا على ذلك. فضُربت أعناق الأربعة.) تشقق الحجر الأسود: وتخشن وجه الحجر من تلك الضربات، وتساقطت منه شظايا مثل الأظفار، وتشقق وخرج مكسره أسمر يضرب إلى صُفرة محبباً مثل الخشخاش. فأقام الحجرُ على ذلك يومين، ثم إن بني شيبة جمعوا الفُتات وعجنوه بالمسك واللك وحشوا الشقُوق وطلوها بطلاءٍ من ذلك. فهو يتبين لمن تأمله، وهو على حاله إلى اليوم. (28/248)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 249 استيلاء المأمون على قرطبة: وفيها زحف المأمون قاسم بن محمود الإدريسي في الجيوش، وحارب ابن أخيه يحيى بن علي، فهُزم يحيى واستوالى المأمون على قُرطبة. ثم اضطرب أمره بعد شهور. وجرت للمأمون أمور ذُكرت في ترجمته سنة إحدى وثلاثين. (28/249)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 250 4 (احداث سنة أربع عشرة وأربعمائة:) مسير السلطان مشرف الدولة إلى بغداد: سار السلطان مشرف مُصعداً إلى بغداد من ناحية واسط، ورُوسل القادر بالله في البروز لتلقيه، فتلقاه من الزلاقة. ولم يكن تلقى أحداً من الملوك قبله. فركب في الطيار، وعن جانبه الأيمن الأمير أبو جعفر، وعن يساره الأمير أبو القاسم، وبين يديه أبو الحسن علي بن عبد العزيز، وحوالي القُبة الشريف أبو القاسم المرتضى، وأبو الحسن الزينبي، وقاضي القضاة ابن أبي الشوارب، وفي الزبازب المُسودة من العباسيين، والقُضاة، والقراء، والعلماء. ونزل مشرف الدولة في زبزبه بخواصه، وصعد إلى الطيار، فقبل الأرض وأجلس على كُرسي، وسأله الخليفة عن خبره وكيف حاله، والعسكر واقفٌ بأسره على شاطيء دِجلة، والعامة في الجانبين. ثم قام مشرف الدولة فنزل إلى زبزبه. وأصعد الطيار. توغل يمين الدولة في بلاد الهند: وفيها ورد كتابُ يمين الدولة محمود بن سُبُكتكين إلى القادر يذكر أنه أوغل في بلاد الهند حتى جاء إلى القلعةٍ فيها ستمائة صنم. وقال: أتيتُ قلعةً ليس لها في الدنيا نظير، وما الظن بقلعة تسع خمسمائة فيل، وعشرين ألف دابة، وتقوم لهؤلاء بالعُلُوفة. وأعان الله حتى طلبوا الأمان، فأنت ملكهم وأقررته على ولايته بخراج (28/250)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 251 ضُرب عليه، وأنفذ هدايا كثيرة وفيلة. ومن ذلك طائر على شكل القُمري إذا حضر على الخِوان وكان فيه شيء مسموم دمعت عينُهُ وجرى منها ماء وتحجر، ويُحك فيطلى بما تحلل من دمعه المتحجر الجراحات الكبار فيلحمها، فقُبلت هديته. وانقلب العبد بنعمةٍ من الله وفضل. قلت: وهذه وقعة ياردين، وهي من الملاحم الكِبار، بلغت راية الإسلام في الهند إلى) مكان لم تبلغه قط. ووجد في بيت بذ عظيم حجر منقوش، دلت كتابته على أنه مبني من أربعين ألف سنة. فقضى السلطان والناسُ من جهلِ القوم عجباً. إذا بعضُ أهل الشريعة يقولون إن مدة الدنيا سبعة آلاف سنة. وعاد السلطان بتلك الغنائم حتى كاد عدد الأرقاء يزيد على عدد الدهماء. ونزلت قيمهم حنى اقتناهم أرباب المهن الخاملة. وزارة أبي القاسم المغربي: وفيها استوزر مؤيد الملك أبا القاسم المغربي الوزير. حج الأقساسي بالعراقيين: وحج بالعراقيين أبو الحسن محمد بن الحسن الأقساسي، وعاد على درب الشام لفساد الدرب العراقي، فأكرمهم والي الرملة ونفذ لهم الظاهر من (28/251)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 252 مصر ذهباً وخلعاً، فقبل ذلك أمير الركب. وساروا إلى بغداد، فتألم القادر وهم بالأقساسي، وسب صاحب مصر وطعن في نسبهم، وقال: إنما أصلهم يهود. ثم أحرقت الخلع بباب النوبي. (28/252)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 253 4 (احداث سنة خمسٍ عشرة وأربعمائة) إحراق خلع صاحب مصر: فيها حج بالعراقيين أبو الحسن الأقساسي، ومعه حسنك صاحب محمود بن سبكتكين، فنفذ إليه الظاهر صاحب مصر خلعاً وصلةً فقبلها، ثم خاف ولم يدخل بغداد. فكاتب الخليفة محموداً بما فعل حسنك، فنفذ مع رسوله الخلع المصرية، فأحرقت على باب النوبي. وزارة الجرجرائي. وفيها ولي وزارة مصر للظاهر: نجيب الدين علي بن أحمد بن الجرجرائي. (28/253)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 254 موت ست الملك: وماتت ست الملك، أخت الحاكم التي قتلت الحاكم. وفاة سلطان الدولة: وفيها توفي سلطان الدولة أبو شجاع ابن عضد الدولة بن بوبه بشيراز، وكانت مدة ولايته اثني عشر عاماً وأشهراً، وولي صبياً ومات عن ثلاثٍ وعشرين سنةٍ هلاك الحجاج العراقيين بعقبة واقصة: وفيها هلك عدد كثير بعقبة واقصة من الحجاج العراقيين، عطلت عليهم الأعراب المياه والقلب ليأخذوا الركب. وتسمى سنة القرعاء. فروى أبو علي البرداني الحافظ، عن أبيه قال: عاد الركب وليس لهم ماء، فهلكوا جميعاً بعقبة واقصة. (28/254)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 255 4 (احداث سنة ست عشرة وأربعمائة) ) انتشار العيارين ببغداد. فيها انتشرت العيارون ببغداد، وخرقوا الهيبة، وواصلوا العملات والقتل. وفاة السلطان مشرف الدولة: وفي ربيع الأول توفي مشرف الدولة السلطان، ونهبت خزائنه. وهو مشرف الدولة بن بهاء الدولة بن عضد الدولة بن بويه الديلمي. سلطنة جلال الدولة أبي طاهر: واستقر الأمر على توليه جلال الدولة أبي طاهر، فخطب له على المنابر، وهو بالبصرة. (28/255)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 256 وزارة ابن ماكولا: فخلع على شرف الملك أبي سعد بن ماكولا وزيره، ولقبه علم الدين، سعد الدولة، أمين الملة، شرف الملك. وهو أول من لقب بالألقاب الكثيرة. قلت: ولعله أول من لقب باسمٍ مضافٍ إلى الدين. ميل الجند إلى سلطنة أبي كاليجار: ثم إن الجند عدلوا إلى الملك أبي كاليجار ونوهوا باسمه، وكان ولي عصر أبيه سلطان الدولة الذي استخلفه بهاء الدولة عليهم فخطب لهذا ببغداد، وكُوتب جلال الدولة بذلك، فأصعد من واسط. رسالة ابن سبكتكين إلى القادر بالله: وكان قد نفذ صاحب مصر إلى محمود بن سبكتكين حاجبه مع أبي العباس أحمد بن محمد الرشيدي الملقب بزين القضاة. فجلس القادر بالله بعد أن أحضر القضاة والأعيان، وحضر أبو العباس الرشيدي وأحضر ما كان حمله صاحب مصر، وأدى رسالة محمود بن سبكتكين بأنه الخادم المخلص الذي يرى الطاعة فرضاً، ويبرأ من كل من يخالف الدعوة العباسية. فلما كان بعد اليوم أحرقت تلك الخلع التي من صاحب مصر كما ذكرنا وسبك مركب فضة أهداه، فكان أربعة آلاف وخمسمائة وستين درهما، فتصدق به على ضعفاء الهاشميين. تفاقم أمر العيارين في بغداد: وتفاقم أمر العيارين، وأخذوا الناس جهاراً، وفي الليل بالمشاعل والشمع كانوا يدخلون على الرجل فيطالبونه بذخائره ويعذبونه. (28/256)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 257 وزاد البلاء، وأحرقت دار الشريف المرتضى. وغلت الأسعار. امتناع الحج من العراق: ولم يحج أحد من العراق. كثرة الفتن في الأندلس: وكانت الأندلس كثيرة الحروب والفتن على الملك في هذا الزمان، وهم فرق.) (28/257)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 258 4 (احداث سنة سبع عشرة وأربعمائة:) انتهاب الكرخ وإحراقها: فيها ورد الإسفهسلاريه إلى بغداد، فراسلوا العيارين بالإنصراف عن البلد، فما فكروا فيهم، وخرجوا إلى خيم الإسفهسلارية وصاحوا وشتموهم وتحاربوا، ولبس الجند من العنق السلاح، وضربوا الدبادب، وهجموا على أهل الكرخ، وأحرقوا من الدقاقين إلى النحاسين، ونهب الكرخ، وأخذ شيء كثير من القطيعة ودرب أبي خلف، وأشرف الناس على خطةٍ صعبةٍ. وكان ما نهبه الغوغاء أكثر مما نهبته الأتراك. ومضى المرتضى إلى دار الخلافة، فجاء الإسفهسلارية وسألوا التقدم إليه بالرجوع. فخلع عليه وتقدم إليه بالعود. ثم حفظت المحال واشتدت المصادرات، وقرر على أهل الكرخ مائة ألف دينار. شهادة الصيمري عند ابن أبي الشوارب: وفيها شهد الحسين بن علي الصيمري عند قاضي القضاة ابن أبي (28/258)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 259 الشوارب، بعد أن استتابه مما ذكر عته من الإعتزال. تجمد دجلة: وجاء برد شديد، جلدت أطراف دجلة. وأما السواقي والمجاري فكانت تجمد كلها. إنقباض كوكب: وانقض كوكب عظيم الضوء، كان له دوي كدوي. الرعد. اعتقال الوزير ابن ماكولا: واعتقل جلال الدولة وزيره أبا سعد بن ماكولا واستوزر ابن عمه أبا علي بن ماكولا. امتناع حاج العراق: ولم يحج ركب العراق. وفاة ابن أبي الشوارب. وتوفي قاضي القضاة ابن أبي الشوارب. (28/259)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 260 4 (احداث سنة ثمان عشرة وأربعمائة:) وقوع البرد في البلاد: في ربيع الأول جاء بردٌ بقُطربل والنعمانية قتل كثيراً من الغنم والوحش. قيل: كان في البردة رطلان وأكثر. وجاء بعده بأيام برد ببغداد كقدر البيض وأكبر. وجاء كتابٌ من واسط بأنه وقع بردٌ في الواحد منه أرطال، فهلكت الغلات، وأملحت البلاد. إعادة الخطبة لجلال الدولة: وفيها قصد الإسفهسلارية والغلمان دار القادر بالله إنك مالك الأمور، وقد كنا عند وفاة الملك مشرف الدولة اخترنا جلال الدولة ظناً منا أنه ينظر في الأمور، فأغفلنا، فعدلنا إلى الملك أبي كاليجار ظناً منا أنه يحقق وعدنا به، فكنا على أقبح من الحالة الأولى. ولا بُد من تدبير أمورنا. فخرج الجواب بأنكم أبناء دولتنا، وأول ما نأمركم أن تكون كلمتكم (28/260)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 261 واحدة. وقد وقع عقد لأبي كاليجار لا يحسن حله، ولبني بُويه في رِقابنا عُهود لا) نعدل عنها. فدعونا حتى نكاتب أبا كاليجار ونعرف ما عنده. وكتب إليك أنك إن لم تدارك الأمر خرج عن اليد. ثم آل الأمر إلى أن عاودوا وسألوا إقامة الأمر لجلال الدولة أبي الطاهر، فأعيدت الخطبة له. كتاب سبكتكين إلى الخليفة عن الصنم بالهند: وكتب محمود بن سُبكتكين إلى الخليفة كتاباً فيه ما فتحه من بلاد الهند وكسره الصنم المشهور بسومنات. وإن أصناف الهند افتتنوا بهذا الصنم، وكانوا يأتونه من كل فج عيق، فيتقربون إليه بالأموال. ورتُب له ألف رجل للخدمة وثلاثمائة يحلقون رؤوس حجيجه، وثلاثمائة يغنون على باب الصنم. ولقد كان العبد يتمنى قلع هذا الصنم، ويتعرف الأحوال، فتوصف له المفاوز إليه وقلة الماء وكثرة الرمال. فاستخار العبدُ الله في الانتداب لهذا الواجب طلباً للأجر، ونهض في شعبان سنة ست عشرة في ثلاثين ألف فارس سوى المطوعة، ففرق في المطوعة خمسين ألف دينار معونةً، وقضى الله بالوصول إلى بلد الصنم، وأعان حتى ملك البلد، وقُلِع الوثن، وأوقدت عليه النار حتى تقطع. وقُتل خمسون ألفاً من أهل البلد. الأمر بضرب الطبل في أوقات الصلوات: وفي رمضان قدم السلطان جلال الدولة بعد أن خرج القادر بالله لتلقيه، واجتمعا في دجلة. ثم نزل في دار السلطنة، وأمر أن يضرب له الطبل (28/261)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 262 في أوقات الصلوات الثلاثة. وعلى ذلك جرت الحال في أيام عضُد الدولة وصمصامها وشرفها وبهائها. فثُقل هذا الفعل على القادر بالله وأرسل إليه يكلمه. فاحتج جلالُ الدولة بما فعله سلطان الدولة، فقيل: كان ذلك على غير أصل ولا إذنٍ، ولم تجر العادة بمماثلة الخليفة في هذا الأمر. وتردد الأمر إلى أن قطع الملك ضرب الطبل بالواحدة. فأذن الخليفة ضرب الطبلِ في أوقات الصلوات الخمس. البرد والجليد في العراق: وكان في هذه السنة بردٌ شديد بالعراق حتى جمد الخلُّ وأوابل الدواب. إمتناع الحاج من بغداد: ولم يحج أحدٌ من بغداد. (28/262)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 263 4 (احداث سنة تسع عشرة وأربعمائة:) احتجاج الغلمان والإسفهسلارية على جلال الدولة: في المحرم اجتمع الغلمان وأكابر) الإسفهسلارية وتحالفوا على اتفاق الكلمة، وبرزوا الخِيم. ثم أنفذوا إلى الخليفة يقولون: نحن عبيد أمير المؤمنين، وهذا المِلك متوفرٌ على لذاته لا يقوم بأمورنا، ونريد أن تأمره أن يصير إلى البصرة ويُنفذ ولده نائباً له. فأجيبوا. فأنفذ السلطان أبا الحسن الزيني، وأبا القاسم المرتضى برسالةٍ فاعتذر. فقالوا: تُعجل ما وعدنا به. فأخرج من المصاغ والفضة أكثر من مائة ألف درهم، فلم تُرضيهم. ثم بكروا فنهبوا دار الوزير أبي علي بن ماكولا، وعظُمت الفتنة وزالت الهيبة، ونهبوا بعض العوام، ووكلوا جماعةً بدار السلطنة ومنعوا من دخول الطعام والماء. فضاق الأمر على من فيها حتى أكلوا ما في البستان وشربوا ما في الآبار. فخرج جلال الدولة، ودعا الموكلين بالأبواب، فلم يجيبوه، فكتب ورقة: إني راجعٌ عن كل ما أنكرتموه. فقالوا: لو أعطيتنا مال بغداد لم تصلُح لنا. فقال: أكرهتموني، فمكنوني من الانحدار. فاتبع له زبزب شِعث، فقال: يكون نزولي بالليل. قالوا: لا، بل الساعة. (28/263)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 264 والغلمان يرونه فلا يسلمون عليه. ثم حمل قوم من الغلمان إلى السُرادق، فظن أنهم يريدون الحُرم، فخرج من الدار وفي يده طِبر. فقال: قد بلغ الأمر إلى الحُرم فقال بعضهم: إرجع إلى دارك فأنت ملكنا. وصاحوا: جلال الدولة يا منصور. وترجلوا فقلبوا الأرض، فأخرج المصاغ والفرش والآلات الكثيرة فأبيعت، ولم تف بمقصودهم. فاجتمعوا إلى الوزير ابن ماكولا، وهموا بقتله، فقال: لا ذنب لي. موت ملك إقليم كرمان: ومات فيها ملك إقليم كرمان قوام الدولة بن بهاء الدولة بن عضُد الدولة، فأخذ كرمان بعده ابن أخيه أبو كاليجار. إنعدام الرُطب ببغداد: وعُدم الرُطب ببغداد إلى أن أبيع ثلاثة أرطال بدينار جلالي. إمتناع الحاج من العراق: ولم يحج أحدٌ من العراق. ولاية الدزبري دمشق: وفيها ولي دمشق للعُبيديين أمير الجيوش الدزبري، وكان شجاعاً شهماً سائساً منصِفاً، واسمه أبو منصور أنُوشتكين التركي، له ترجمة طويلة في سنة 433. (28/264)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 265 (28/265)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 266 4 (احداث سنة عشرين وأربعمائة) وقوع البرد بالنعمانية: فيها وقع برد كبار بالنعمانية، في البردة أرطال. وجاءت ريح عظيمة قلعت الأصول والزيتون العاتية، وكثيراً من النخل. ووُجدت بردة عظيمة) يزيد وزنها على مائة رطل، وقد نزلت في الأرض نحواً من ذراع. كتاب سُبكتكين إلى القادر بالله: وفيها ورد كتاب محمود بن سبكتكين، وهو: سلامٌ على سيدنا ومولانا الإمام القادر بالله أمير المؤمنين، إن كتاب العبد صادر عن معسكره بظاهر الري غُرة جُمادى الآخرة. وقد أزال الله عن هذه البقة أيدي الظلمة، وطهرها من أيدي الباطنية الكفرة. وقد تناهت إلى الحضرة حقيقة الحال فيما قصر العبدُ عليه سعيه واجتهاده غزو أهل الكفر والضلال، وقع من بع بخُراسان من الفئة الباطنية. وكانت الري مخصوصة بالتجائهم إليها، وإعلانهم بالدعاء إلى كفرهم فيها، يختلطون بالمعتزلة والرافضة، ويتجاهرون بشتم الصحابة، ويُسيرون الكفر ومذهب الإباحة. وكان زعيمهم رستم بن علي الديلمي. فعطف العبدُ بالعساكر فطلع بجُرجان، وتوقف بها إلى انصراف الشتاء. ثم سار إلى دامغان، ووجه غالب الحاجب في مقدمة العسكر، فبرز رستم على حُكم الإستسلام والاضطرار، فقبض عليه وعلى رؤوس الباطنية من قُواده، وخرج الديالمة معترفين بذنوبهم، شاهدين بالكُفر والرفض على نفوسهم، فرُجع إلى الفقهاء في تعرف أحوالهم، فأفتوا بأنهم خارجون عن الطاعة، داخلون أهل الفساد، يجب (28/266)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 267 عليهم القتل والقطع والنفي على مراتب جنايتهم إن لم يكونوا من أهل الإحاد. فكيف واعتقادهم لا يخلوا من التشيع والرفض والباطن. وذكر هؤلاء الفقهاء أن أكثر هؤلاء القوم يصلون ولا يزكون، ولا يعترفون بشرائط الذين، ويجاهرون بالقذف وشتم الصحابة. والأمثل منهم معتقدٌ مذهب الإعتزال، والباطنية منهم لا يؤمنون بالله واليوم الآخر. وحكموايعني الفقهاءبأن رستم بن علي في حباله خمسون امرأة من الحرائر، ولدن له ثلاثةً وثلاثين نفساً. وحول رايته إلى خُرسان، فانضم إليه أعيان المعتزلة والرافضة. ثم نظر فيما احتجبه رستم، فعثر من الجواهر على ما قيمته خمسمائة ألف دينار. ثم ذكر أشياء من الذهب والستور والفرش، إلى أن قال: فخلت هذه البقعة من دُعاة الباطنية وأعيان الروافض، وانتصرت السُنة، فطالع العبدُ بحقيقة ما يسره الله تعالى لنصرة الدولة القاهرة. إنفضاض كوكب: وفي رجب انقض كوكب عظيم أضاءت له الأرض، وكان له دوي كدوي الرعد. إضطراب الأمر في بغداد: وفي شعبان اضطر أمر بغداد وكثرت العملات. وكبس العيارون) المحال. غور الماء في الفرات: وأيضاً غار الماء في الفرات غوراً شديداً، وبلغ أجرة طحن الكارة الدقيق ديناراً. (28/267)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 268 قراءة كتاب القادر بالله بتفضيل السُنة: وفيه جُمع العلماء والقضاة في دار الخلافة، وقريء عليهم كتابٌ طويل عمله القادر بالله يتضمن الوعظ وتفضيل مذهب السُنة، والطعن على المعتزلة. وفيه أخبار كثيرة في ذلك. قراءة كتابٍ ثانٍ: وفي رمضان جُمعوا أيضاً وقرأ عليهم أبو الحسن بن حاجب النُعمان كتاباً طويلاً عمله القادر بالله، فيه أخبار وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه ردٌ على من يقول بخلق القرآن، وحكاية ما جرى بين عبد العزيز وبشر المريسي، ثم ختمه بالوعظ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. قراءة كتاب ثالث: وفي ذي القعدة جُمعوا لكتابٍ ثالث في فضل أبي بكر، وعمر، وسب من يقول بخلق القرآن، وأعيد فيه ما جرى بين عبد العزيز وبشر المريسي. وأقام الناس إلى بعد العتمة حتى فرغ، ثم أخذ خطوطهم بحضورهم وسماع ما سمعوه. خطبة الشيعي بجامع براثا: وكان يخطب بجامع براثا شيعي فيُظهر شِعارهم. فتقدم إلى أبي (28/268)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 269 منصور بن تمام الخطيب ليخطب ببراثا ويُظهر السنة. فخطب وقصر عما كان يفعله من قبله في ذكر علي رضي الله عنه، فرموه بالآجُر، فنزل ووقف المشايخ دونه حتى أسرع في الصلاة. فتألم الخليفة وغاظه ذلك، وطلب الشريف المرتضى، وأبا الحسن الزيني وأمر بمكاتبة السلطان والوزير أبي علي بن ماكولا. كتاب الخليفة إلى السلطان عن خطبة الشيعي: وكان فيما كتب: إذا بلغ الأمر أطال الله بقاءه صاحب الجيش إلى الجرأة على الدين وسياسة الدولة والمملكة، ثبتها الله، من الرعاع والأوباش فلا صبر دون المبالغة بما توجبه الحِمية، وقد بلغه ما جرى في يوم الجمعة الماضية في مسجد براثا الذي يجمع الكفرة الزنادقة، ومن قد تبرأ الله منه فصار أشبه شيءٍ بمسجد الضرار. وذلك أن خطيباً كان فيه يجري إلى ما يخرج به عند الزندقة والدعوى لعلي بن أبي طالب عليه السلام بما لو كان حياً لقد قابله. وقد فعل ذلك في الغُواة أمثال هؤلاء الغُثاء الذين يدعون الله ما تكاد السموات ينفطرون منه. فإنه كان في بعض ما يورده هذا الخطيب قبحه) الله يقول بعد الصلاة على الرسول: وعلى أخيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، مكلم الجمجمة، ومُحي الأموات البشري الإلهي، مكلم أصحاب الكهف، إلى غير ذلك من الغُلو، فأنفذ الخطيب أبو تمام، فأقام الخطبة، فجاءه الآجر كالمطر، فخُلع كتفه، وكسر كتفه، وأدمى وجهه، وأسيط دمه، لولا أربعة من الأتراك فاجتهدوا وحموه وإلا كان هلك. وهذه هجمة على دين الله وفتك في شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والضرورة ماسة إلى الإنتقام. إمتناع الخطبة في جامع براثا: ونزل على الخطيب ثلاثون بالمشاعل، فانتهبوا داره وأغروا حريمه، فخاف الوزير والأمراء من فتنةٍ تتولد، فلم يخطب أحد ببراثا في الجمعة الآتية. (28/269)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 270 ازدياد تعديات العيارين: وكثُرت العملات والكبسات، وزاد الأمر، وفُتحت الدكاكين، وعم البلاء. تقليد ابن ماكولا قضاء القُضاة: وفي ذي القعدة قُلد قضاء القُضاة أبو عبد الله الحسين بن ماكولا. إعتذار الشيعة عن سُفهائهم: ثم أقيمت الجمعة في جامع براثا بعد أشهر، واعتذر رؤساء الشيعة عن سُفهائهم إلى الخليفة، وعُملت للخطيب نسخة يعتمدها، وأعفاهم الخطيب من دق المنبر بعقب سيفه. فإن الشيعة تنكر ذلك، وهو منكر. مقتل جماعة من العيارين: وفي ذي الحجة ورد أبو يعلى الموصلي وجماعة من العيارين كانوا بأوانا وعُكبرا، فقتلوا خمسة من الرجالة وأصحاب المصالح، وظهروا من الغد بالكرخ في أيديهم السيوف، وأظهروا أن كمال الدولة أبا سنان بعثهم لحفظ البلد وخدمة السلطان، فثار بهم أهل الكرخ وظفروا بهم فصُلبوا. مقتل صالح بن مرداس صاحب حلب: وفيها جهز صاحب مصر جيشاً لقتال صالح بن مرداس صاحب حلب، وكان مقدم الجيش نوشتكين الدزبري، وكانت الوقعة على نهر الأردن، فقُتل (28/270)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 271 صالح وابنه، وحُمل رأساهما إلى مصر، وأقام نصر بن صالح بحلب. والله أعلم. (28/271)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 272 بسم الله الرحمن الرحيم الطبقة الثانية والأربعون وفيات 1 (وفيات سنة إحدى عشرة وأربعمائة:)

4 (حرف الألف:) أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد. أبو بكر الشيرازي الحافظ. وقد مر سنة سبع. أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن جعفر. أبو بكر القاضي اليزدي الإصبهاني. له مجلسٌ سمعناه، روى فيه عن: الطبراني، وعبد الله بن جعفر بن فارس، وأحمد بن بُندار الشعار، والعسال. ورحل، فسمع بنيسابور وهراة وجُرجان والبصرة. ولحق إسماعيل بن بُجير، وأبا بكر الجِعابي، وجماعة. وتوفي في جُمادى الآخرة. قال يحيى بن مندة: مقبول، ثقة. صاحب أصول. (28/272)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 273 روى عنه: محمد بن محمد المديني شيخ السلفي، وأبو القاسم بن مندة. وعلي بن شجاع. أحمد بن علي بن أيوب. أبو الحسين، قاضي عُكبرى. وثقة الخطيب، وقال: سمع من: محمد بن يحيى بن عمر الطائي، كتبُ عنه، توفي في مستهل جمادى الآخرة. وولد سنة تسعٍ وعشرين. أحمد بن عمر بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم ابن الخليفة الواثق بالله. أبو الحسين الهاشمي البغدادي، المعروف بابن الغريق. سمع من: جده، ومن أبي بكر النجاد، وأبي بكر الشافعي. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان ثقة. أحمد بن محمد بن إبراهيم. أبو عبد الله المطرفي. روى عن: عم أبيه أبي الحسن المطرفي، وأبي بكر الإسماعيلي. أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون. (28/273)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 274 أبو نصر النرسي البغدادي. سمع: أبا جعفر بن البختري، وعلي بن إدريس الستوري، وأبا عمرو بن السماك. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقاً صالحاً. مات في ذي القعدة. قلت: وروى عنه ابنه أبو الحسين محمد، وطراد الزينبي، وجماعة، وعبد الواحد بن علوان. أحمد بن موسى بن عبد الله. أبو عبد الله الزاهد العراقي، الفقيه الحنبلي المعروف بالروشنائي. سمع: أبا بكر القطيعي، وابن ماسي. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان عابداً ناسكاً يزار. صحب ابن بُطة، وابن حامد. وصنف في الأصول. وتوفي في رجب. شيعه خلائق، رحمه الله.) إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن يوسف. (28/274)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 275 أبو إسحاق الطوسي الفقيه. من كبار الشافعية، ومُناظريهم. وله الثروة والجاه الوافر. سمع: الأصم، وأبا الحسن الكارزي، وأبا الوليد الفقيه، والطرائفي، وجماعة. وعنه: البيهقي، ومحمد بن يحيى. توفي في رجب. إسحاق بن إبراهيم بن نصرويه بن سختام. أبو إبراهيم السمرقندي. روى عنه: أخوه علي، وغيره. وكان شيخ الحنفية وعالمهم في زمانه. حدث عن: أبي عمرو بن صابر، وأبي إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي، ومحمد بن أحمد بن شاذان، وطائفة. 4 (حرف الجيم:) جعفر بن أبي بكر المذكر المصري. ولد سنة تسعٍ وعشرين وثلاثمائة. وتوفي في شعبان. (28/275)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 276 4 (حرف الحاء:) الحاكم: اسمه منصور بن نزار، سيجيء. الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر. القاضي أبو القاسم البغدادي. سمع: إسماعيل الصفار، ومحمد بن البختري، وعثمان بن السماك، وجماعة كثيرة. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً ضابطاً، كثير الكتاب، حسن الفهم، حسن العلم بالفرائض. خلف القاضي أبا عبد الله الحسين الضبي على القضاء، ثم ولي القضاء ميافارقين عدة سنين. ثم رجع إلى بغداد فأقام يحدث إلى أن مات في شعبان، وله ثمانون سنة. قلت روى عنه: أبو عبد الله بن طلحة النعالي. الحسن بن عمران بن عبدوس بن يوسف. أبو النصر الفسوي الأديب. توفي بهراة. (28/276)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 277 الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم. أبو عبد الله البغدادي الغضائري، أحد شيوخ الشيعة، كان ذا زهد وورع وحفظ، ويقال: كان من أحفظ الشيعة لحديث أهل البيت. روى عنه: أبو جعفر الطوسي، وابن النجاشي. يروى عن: الجعابي، وسهل بن أحمد الديباجي، وأبي المفضل محمد بن عبد الله الشيباني. قال الطوسي: كان كثير السماع، خدم العلم لله تعالى، وكان حكمه أنفذ من حُكم الملوك. وقال ابن النجاشي: له كتب منها: كتاب يوم الغدير، كتاب مواطئ أمير المؤمنين، كتاب الرد على الغُلاة، وغير ذلك. توفي في منتف صفر.) 4 (حرف العين:) عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد بن مسافر. (28/277)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 278 أبو القاسم الهمداني الوهراني. المعروف بابن الخراز، من أهل بجانة. حج، وأخذ عن: الحسن بن رشيق، ومحمد بن عمر بن شبويه المروزي، والقاضي أبي بكر محمد بن صالح الأبهري، وتميم بن محمد القروي. كان رجلاً صالحاً منقبضاً، يتكسب بالتجارة. توفي في ربيع الأول. روى عنه: أبو عمر بن عبد لبر، وأبو حفص الزهراوي، وأبو عمر أحمد بن محمد بن الحذاء، وحاتم بن محمد، وأبو عمر بن سُميق، وغيرهم. قال رحمه الله: لما وصلت إلى مرو، فذكر حكاية. وروى عنه: ابن حزم أيضاً. وكان مولده في سنة ثمانٍ وثلاثين. وسمع بمرو من: ابن شبُّويه. وقد قرأ عليه ابن عبد البر موطأ ابن القاسم، بروايته عن تميم بن محمد التميمي، عن عيسى بن مِسكين، عن سُحنون، عنه. وقد روى صحيح البخاري. عن إبراهيم بن أحمد البلخي المستملي. عبد الرحيم بن إلياس بن أحمد بن المهدي العُبيدي. الأمير أبو القاسم ابن عم الحاكم وولي عهده. له ترجمة في تاريخ دمشق، فمن أخباره أن الحاكم جعله ولي عهده من بعده في سنة أربع وأربعمائة، وقُريء التقليد بذلك بدمشق. ثم إنه قدم متولياً دمشق في سنة عشرٍ وأربعمائة، فرخص للناس فيما كان الحاكم نهاهم (28/278)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 279 عنه، وأظهر المُنكر والأغاني والخمور، فأحبه أحداث البلد، ولكن بغضه الأجناد لبُخله، وكاتبوا فيه الحاكم وحذروا من خروجه. ووقع الشر بين الجند والأحداث بسببه وازداد البلاء، ووقع الحرب بدمشق والنهب والحريق إلى أن طُلب من مصر، فسار على رأس عشرة أشهر من ولايته، ثم رجع إليها بعد أربعة أشهر، وقد غلب على دمشق محمد بن أبي طال الجرار، والتف عليه الأحداث وحاربوا الجند وقهروهم. فراسله ولي العهد ولاطفه فلم يُطعمه. فتوثب الجند ليلة على محمد بن أبي طالب وقبضوا عليه وطلبوه، ودخل ولي العهد وتمكن، فأخذ في مصادرة الرعية وبالغ فأبغضوه فجاءهم الموت الحاكم وقيام ابنه الطاهر. ثم جاء كتاب الطاهر إلى الأمراء بالقبض على ولي العهد فقيدوه، وسجن إلى أن مات. فقيل أنه قتل نفسه بسكين في الحبس. وقد جرت فتنة يوم القبض عليه، وكان يوم عيد النحر، فلم تصل صلاة العيد، ولا خطب لأحد البتة.) عبد الغني بن عبد العزيز الفأفاء المصري. السائح. سمع من: عثمان بن محمد السمرقندي. وتوفي في رجب. عبد القاهر بن عبد العزيز بن إبراهيم. أبو الحسين الأزدي المقريء الشاهد، الصائغ. قرأ على جماعة من أصحاب هارون الأخفش من أجلهم محمد بن النضر بن الأخرم. وقرأ أيضاُ على أحمد بن عثمان غلام السباك. سمع من: ابن حذلم، وعلي بن أبي يعقب. وأدرك ابن جوصا، وغيره. وكان يُعرف أيضاً بالجوهري. (28/279)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 280 روى عنه: علي الحنائي، وعلي بن الخضر، والحسن بن علي اللباد، وعبد العزيز الكتاني وقال: توفي في ذي الحجة. علي بن أحمد بن محمد بن الحسين بن عبد الله بن محمد بن الليث. من ولد أهبان بن أوس، مكلم الذئب أبو القاسم الخُزاعي البلخي. سمع من الهيثم بن كليب الشاشي مُسنده، وغريب الحديث لابن قتيبة، وشمائل النبي صلى الله عليه وسلم للترمذي. وحدث عن: أبيه، وعن: عبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري الأستاذ، وعبد الله بن محمد بن علي بن طرخان البلخي، ومحمد بن أحمد بن خنب، وأبي عمرو محمد بن إسحاق العُصفري، وأبي جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي، ومحمد بن أحمد السُلمي، وغيرهم. وحدث ببلخ، وبُخارى، وسمرقند، ونسف. وكان مولده في رجب سنة ست وعشرين وثلاثمائة. وتوفي ببخارى في صفر. وكان أسند من بقي بما وراء النهر. وآخر من حدث عنه: أحمد بم محمد بن الخليلي الدهقان. (28/280)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 281 عمر بن المحدث أبي عمر محمد بن أحمد بن سليمان بن أيوب. العلامة النحوي أبو حسن النوقاتي السجزي الشاعر. ونوقات: محلة من سجستان. كان أبوه أديباً بارعاً علامة مصنفاً. حمل عنه ولده هذا، وعثمان. نزل عمر ببغداد، وأخذ عن: السيرافي، وأبي علي الفارسي، وأقرأ الأدب، وكتب المنسوب، ومدح عضد الدولة. وديوانه في مجلدين. روى عنه من شعر جماعة. وقصد ابن عباد ومدحه. وتوفي في ذي الحجة عن سن عالية. 4 (حرف الفاء:) الفضل بن محمد بن الحسن بن إبراهيم. أبو بكر الجُرجاني، سبط الإمام أبي بكر الإسماعيلي. مات في جمادى الأولى.) روى عن: أحمد بن الحسن بن ماجة القزويني، وابن عدي، وأبي بكر الإسماعيلي، ونُعيم بن عبد الملك. ولي قضاء جُرجان. (28/281)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 282 4 (حرف الميم:) محمد بن أحمد بن عبد الله بن عبدويه. أبو بكر الإصبهاني القفال. توفي في صفر. محمد بن سهل بن محمد بن الحسن. أبو عمر الإصبهاني. في جمادى الآخرة. محمد بن عبد الرحمن بن حنش. أبو سعد الجوزقي الهروي التاجر. في شوال. محمد بن يونس بن هاشم. أبو بكر العين زربي المقريء الإسكاف. روى عن: أبي عمر بن فضالة، وأبي بكر الربعي، وأحمد بن عمرو الداراني. وألف عدد الآي. وعنه: أبو علي الأهوازي، وعبد العزيز الكتاني، والحسين بن مبشر المقريء. قال الكتاني: ثقة، مضى على سداد. توفي آخر السنة. (28/282)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 283 منصور الحاكم بأمر الله. أبو علي، صاحب مصر ابن العزيز نزار بن المعز بالله العُبيدي. كان جواداً سمحاً، خبيثاً ماكراً، رديء الاعتقاد، سفاكاً للدماء، قتل عدداً كبير من كُبراء دولته صبراً. وكان عجيب السيرة، يخترع كل وقت أموراً وأحكاماً يحمل الرعية عليها. فأمر بكتب سب الصحابة على أبواب المساجد والشوارع، وأمر العمال بالسب في سنة خمسٍ وتسعين وثلاثمائة. وأمر فيها بقتل الكلاب، فقُتلت عامة الكلاب في مملكته. (28/283)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 284 وبطل الفُقاع، والمُلوخيا. ونهى عن السمك الذي لا قشر له، وظفر بمن باع ذلك فقتلهم. ونهى في سنة اثنتين وأربعمائة عن بيع الرطب. ثم جمع منه شيئاً عظيماً فأحرق الكل، ومنع من بيع العنب، وأباد الكثير من الكروم. (28/284)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 285 وفيها أمر النصارى بأن يحملوا في أعناقهم الصُلبان، وأن يكون طول الصليب ذراعاً، ووزنه خمسة أرطال بالمصري. وأمر اليهود أن يحملوا في أعناقهم قرامي الخشب في زنة الصلبان، وأن يلبسوا العمائم السود ولا يكتروا من مسلمٍ بهيمةً، وأن يدخلوا الحمام بالصلبان. ثم أُفردت لهم حمامات. (28/285)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 286 وفي العام أمر بهدم الكنيسة المعروفة بقُمامة، وبهدم جميع كنائس مصر، فأسلم طائفة منهم. ثم إنه نهى عن تقبيل الأرض له، وعند الدعاء له بالخطبة، وفي الكتب، وجعل عوض ذلك السلام عليه.) إنكار ابن باديس على الحاكم بأمر الله: وقيل إن ابن باديس أرسل يُنكر عليه أموراً، فأراد إستمالته، فأظهر التفقه، وحمل في كُمه الدفاتر، وطلب إليه فقيهين، وأمرهما بتدريس مذهب مالك في الجامع. ثم بدا له فقتلهما صبراً. وأذن للنصارى الذين أكرههم في الرجوع إلى الشرك. (28/286)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 287 وفي سنة أربعٍ وأربعمائة نفى المنجمين من البلاد. ومنع النساء من الخروج في الطرق ليلاً ونهاراً، ونهى عن عمل الخفاف لهن. فلم يزلن ممنوعات سبع سنين وسبعة أشهرٍ حتى مات. (28/287)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 288 ثم إنه بعد مدة أمر ببناء ما كان أمر بهدمه من الكنائس، وارتد طائفة ممن أسلم منهم. وكان أبوه قد ابتدأ الجامع الكبير بالقاهرة، فتممه هو. وكان على بنائه ونظره الحافظ عبد الغني بن سعيد. وكان الحاكم يفعل الشيء ونقيضه. خرج عليه أبو ركوة الوليد بن هشام العثماني الأموي الأندلسي بنواحي برقة، فمال إليه خلقٌ عظيم، فجهز الحاكم لحربه جيشاً، فانتصر عليهم أبو ركوة وملك. ثم تكاثروا عليه وأسروه. ويقال: إنه قُتل من أصحابه مقدار سبعين ألفاً. وحُمل إلى الحاكم فذبحه في سنة سبعٍ وتسعين. وكان مولده الحاكم في سنة خمسٍ وسبعين وثلاثمائة، وكان يُحب العُزلة، ويركب على بهيمةٍ وحده في الأسواق، ويُقيم الحسبة بنفسه. (28/288)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 289 وكان خبيث الاعتقاد، مضطرب العقل، يقال إنه أراد أن يدعي الإلهية، وشرع في ذلك، فكلمه أعيان دولته وخوفوه بخروج الناس كلهم عليه، فانتهى. واتفق أنه خرج ليلة في شوال سنة إحدى عشرة من القصر إلى ظاهر القاهرة، فطاف ليلته كلها. ثم أصبح فتوجه إلى شرقي حُلوان وعه ركابيان، فرد أحدهما مع تسعةٍ من العرب السويديين، ثم أمر الآخر بالانصراف، فذكر هذا الركابي أنه فارقه عند قبر القُضاعي والقصبة، فكان آخر العهد به. وخرج الناس على رسمهم يلتمسون رجوعه، وعهم دواب الموكب والجنائب، ففعلوا ذلك جمعةً. ثم خرج في ثاني يوم من ذي القعدة مظفر صاحب المظلة، ونسيم، وابن نشتكين، وطائفة، فبلغوا دير القُصير، ثم إنهم أمعنوا في دخول في الجبل، فبينا هم كذلك إذ أبصروا حماره الأشهب المدعو بالقمر، وقد ضُربت يداه فأثر فيهما الضربُ، وعليه سرجه ولجامه. فتعبوا أثر الحمار، فإذا أثر راجلٍ خلفه وراجل قدامه. فلم يزالوا يقصون الأثر حتى انتهوا إلى) البركة التي في شرق حُلوان، فنزل رجل إليها، فوجد فيها ثيابه وهي سبع جِباب، فُوجدت مزردة لم تُحل أزرارها، وفيها أثار السكاكين، فلم يشكوا في (28/289)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 290 قتله، مع أن طائفة من المتغالين في حُبه من الحمقى الحاكمية يعتقدون حياته، وأنه لا بد أن يظهر، ويحلفون بغيبة الحاكم. ويقال: إن أخته دست عليه من قتله لأمورٍ بدت منه كما تقدم. وحُلوان: قرية نزهةٌ على خمسة أميال من مصر، كان يسكنها عبد العزيز بن مروان، فوُلدله بها عمر رحمه الله. وقد مر في الحوادث بعض أمره. (28/290)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 291 1 (وفيات سنة اثنتي عشرة وأربعمائة:)

4 (حرف الألف:) أحمد بن الحسين بن جعفر: أبو الحسن المصري النحالي العطار. سمع: أحمد بن الحسن بن عُتبة الرازي، وغيره. قال أبو لإسحاق الحبال: توفي في حادي عشر شعبان. وولد في سنة سبعٍ وثلاثين في رمضانها. وما أقدم عليه من شيوخي أحداً في الثقة، وجميع الخصال التي اجتمعت فيه. أحمد بن عبد الخالق بن سُويد الأنصاري البغدادي: خال أبي محمد الخلال الحافظ. سمع من أبي بكر النجاد جزاءاً. روى عنه: ابن أخيه ووثقه، وقال: كان حياً في سنة عشرة وأربعمائة هذه. أحمد بن عمر بن القاسم بن بشر: أبو الحسين البغدادي، عُرف بابن عُديسة. حدث عن: علي الستوري، وعثمان بن السماك. قال الخطيب: كان ثقة. وقيل لي إنه كان يحفظ عن الصفار حديثاً. لم أسمع منه شيئاً. (28/291)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 292 أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن حفص بن الخليل الأنصاري: الحافظ أبو سعد الهروي الماليني الصوفي طاووس الفُقراء. سمع بخراسان، والعراق، والشام، ومصر، والنواحي. وحدث عن: محمد بن عبد الله السليطي، وأبي أحمد بن عدي، وأبي عمر بن بُجير، وأبي الشيخ، وأبي بكر الإسماعيلي، وعبد العزيز بن هارون البصري، وأبي بكر القطيعي، والحسن بن رشيق العسكري، ويوسف الميانجي، والفضل بن جعفر المؤذن، ومحمد بن أحمد بن علي بن النعمان الرملي، وخلق كثير. وكتب من الكتب الطوال ما لم يكن عنده غيره. قال الخطيب: كان ثقة متقناً صالحاً.) روى عنه: أبو حازم العبدوي، والحافظ عبد الغني، وتمام الرازي وهما (28/292)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 293 أكبر منه، وأبو بكر البيهقي، وأبو نصر عبيد الله بن سعيد السجزي، وعبد الرحمن بن مندة، وأحمد بن عبد الرحمن الذكواني، وأبو عبد الله القُضاعي، ومحمد بن أحمد بن شبيب الكاغدي، وأبو الحسن الخِلعي، والحسين بن طلحة النعالي، وآخرون. قال حمزة السهمي في تاريخ جُرجان إن الماليني دخل جُرجان في سنة أربع وستين وثلاثمائة، ورحل رحلات كثيرة إلى إصبهان، وإلى العراق، والشام، ومصر، والحجاز، وخُرسان، وما وراء النهر. ومات بمصر في سنة تسعٍ وأربعمائة. قلت: وهم في وفاته. أخبرنا أبو الحسين اليُونيني: أنا أبو الفضل الهمداني، أنا السلفي، أنا المبارك بن عبد الجبار: سمعتُ عبد العزيز بن علي الأزجي يقول: أخذت من أبي سعد الماليني أجرة النسخ والمقابلة خمسين ديناراً في دفعةٍ واحدة. رواها أبو القاسم بن عساكر في تاريخه، بالإجازة عن السلفي. وقال أبو إسحاق الحبال: توفي أبو سعد الماليني يوم الثلاثاء السابع عشر من شوال سنة اثنتي عشرة. وذكره ابن الصلاح في طبقات الشافعية. (28/293)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 294 أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم: أبو الطاهر البغدادي، أخو أبي أحمد الفرضي. سكن البصرة، وحدث عن: عثمان بن السماك، والنجاد. قال الخطيب: أدركته حياً سنة اثنتي عشرة، وكان صدوقاً، لم يُقض لي السماع منه. وتأخر بعد ذلك مدة. أحمد بن محمد بن بطال بن وهب: أبو القاسم التيمي اللورقي. رحل مع أبيه، ولقي أبا بكر الآجري. وكان معتنياً بالعلم، مشاوراً ببلده. أحمد بن محمد بن مالك: أبو الفضل الهروي: البزاز. رجل صالح. سمع: أبا علي الرفاء. وببغداد: أبا بحر محمد بن كوثر. روى عنه: شيخ الإسلام. أحمد بن إسحاق: أبو سعيد الهروي المُلحي. توفي في ربيع الأول. (28/294)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 295 أحمد بن محمد بن جعفر: أبو عبد الله المذكر. إبراهيم بن سعيد: أبو إسحاق الواسطي الرفاعي المقريء الضرير. أخذ العربية عن: أبي سعيد السيرافي. والقراءآت عن جماعة. وحدث عن: عبد الغفار الحُضيني. روى عنه: أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل بن بشران. وكان شيخ الناس في القراءآت والأدب. والرفاعي:) بالفاء. 4 (حرف الحاء) الحسن بن الحسين بن رامين: القاضي أبو محمد الأستراباذي. نزل بغداد، وحدث عن: خلف بن محمد الخيام، وبشر بن أحمد الإسرافييني، وعبد الله بن عدي الحافظ، وأبي بكر القطيعي، وإسماعيل بن نُجيد، والقاضي يوسف بن القاسم الميانجي. ورحل إلى خُرسان، والعراق، والشام في الصبا. وروى عنه: أبو بكر الخطيب، وعبد الواحد بن عُلوان بن عقيل، وطاهر بن أحمد الفارسي نزيل دمشق. قال الخطيب: كان صدوقاً فاضلاً صالحاً. وكان يفهم الكلام على مذهب الأشعري، والفقه على مذهب الشافعي. (28/295)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 296 الحسن بن منصور: الوزير ذو السعادتين أبو غالب السرافي. مولده سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. وتصرف بالأهواز، وخرج إلى شيراز، وصحِب فخر المُلك فاستخلفه ببغداد. ثم توجه إلى فارس للنظر في الممالك بحضرة سلطان الدولة بن فناخسرُو، وخلف الوزير جعفر بن محمد. فلما قبض السلطان على جعفر ولاه الوزارة. وفي آخر أمره وقع خُلفٌ بين الجيش، فقتلوا أبا غالب في صفر. الحسين بن عمر بن بُرهان: أبو عبد الله البغدادي الغزال البزاز. سمع: إسماعيل الصفار، وعلي بن إدريس الستوري، ومحمد بن عمرو بن البختري، وعثمان بن السماك. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان ثقة صالحاً. مات في ذي الحجة. قلت: روى عنه: طِراد الزينبي، وأبو بكر البيهقي. مكررالحسين بن محمد بن أحمد بن الحارث: أبو عبد الله التميمي المؤدب. حدثنا عثمان بن السماك بأحاديثه. لم يكن بحُجة. قال أبو بكر الخطيب. (28/296)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 297 4 (حرف السين:) سهل بن محمد: أبو بشر السجزي. توفي بسجستان. 4 (حرف الصاد) صاعدا بن أحمد بن محمد بن علي بن حبيب: أبو سهل التميمي الأديب. توفي بهراة في رجب.) صاعد بن محمد بن محمد بن فياض: أبو دلف الفرضي الهروي. 4 (حرف العين) عبد الله بن الحسن بن محمد: أبو محمد الكلاعي الحمصي البزاز. والد عبد الرازق. روى عن: الحسين بن خالويه. وعنه: الكتاني، والأهوازي. عبد الله بن سعيد الأزدي المصري: أبو القاسم، أخو الحافظ عبد الغني. توفي يوم عاشوراء. (28/297)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 298 عنده عن: إسماعيل بن الجراب، وغيره. عبد الله بن عبد الله بن زاذان القزويني: سمع من: أبي الحسن علي بن إبراهيم القطان، وميسرة بن علي. وبالري من: محمد بن إبراهيم بن يونس. وبالدينور من: ابن السُني. وببغداد من: أبي بكر القطيعي. وحدث. عبد الله بن عمر بن عبد العزيز. أو أحمد الكرجي الإصبهاني السُكري. حدث عن: عبد الله بن فارس، وعبد الله بن الحسن بن بُندار المديني، ومحمد بن محمد بن عبد الله المقريء. وعنه: عبد الرحمن بن مندة، والقاسم بن الفضل الثقفي. توفي في رجب. ومولده سنة ثلاثين وثلاثمائة. عبد الجبار بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي الجراح بن الجُنيد بن هشام بن المرزُبان. أبو محمد الجراحي المرزُباني، راوي جامع الترمذي، عن أبي العباس (28/298)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 299 محمد بن أحمد بن محبوب بن فُضيل التاجر. ولُد سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة بمرو. وسمع، وسكن هراة. فروى عنه الكتاب خلقٌ من الهرويين، منهم: أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري، وعبد الله بن عطاء البغاورداني، وعبد العزيز بن محمد الترياقي، وأحمد بن عبد الصمد الغُورجي، وأبو عامر محمود بن القاسم الأزدي، ومحمد بن محمد بن العلائي، وآخرون. قدم هراة سنة تسعٍ وأربعمائة. وقال مؤتمن بن أحمد الساجي: روى الحسين بن أحمد الصفار، عن أبي علي محمد بن محمد بن يحيى القراب، عن أبي عيسى هذا الكتاب، فسمعه منه القاضي أبو منصور الأزدي ونُظراؤه، فسمعت أبا عمر الأزدي يقول: سمعتُ جدي أبا منصور محمد بن محمد يقول: اسمعوا، قد سمعنا هذا الكتاب منذ سنين وأنتم تساووننا فيه الآن. يعني لما سمعوا من الجراحي. قال أبو سعد السمعاني: توفي سنة اثنتي عشرة وأربعمائة إن شاء الله.) قال: وهو صالح، ثقة. عبد الرحيم بن إلياس العُبيدي الأمير. قيل: إنه هلك في هذه السنة. وقد مر سنة إحدى عشرة. عبد الصمد بن الحسن بن سلام البزاز. بغدادي، صدوق. سمع: أحمد بن سلمان النجاد. وعنه: محمد بن أحمد الأشناني. (28/299)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 300 عُبيد الله بن أحمد. أبو القاسم الحربي القزاز. سمع من: النجاد أيضاً. قال: الخطيب: كتبنا عنه. وكان ثقة، يُقريء القرآن ويصوم الدهر. علي بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عبدُوس. أبو الحسن الهمداني. رحل، وسمع من: علي بن عبد الرحمن البكائي، والحسن بن جعفر الخرقي، وابن لؤلؤ الوراق. وعنه: ابن ابن أخيه عبدوس بن عبد الله بن محمد. قال شيرويه: زاهد، عابد، صدوق. 4 (حرف الميم:) محمد بن إبراهيم بن حولان. أبو بكر الحداد. سمع: أبا جعفر بن بُريه، وأبا بكر الشافعي. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقاً. محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان بن كامل. أبو عبد الله البُخاري غُنجار. مصنف تاريخ بُخارى. (28/300)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 301 روى عن: خلف بن محمد الخيام، وسهل بن عثمان السُلمي، وأبي عبيد أحمد بن عُروة الكرميني، ومحمد بن حفص بن أسلم، وإبراهيم بن هارون الملاحمي، والحسن بن يوسف بن يعقوب، وخلق من أهل ما وراء النهر. ولم يرحل. وكان من بقايا الحفاظ بتلك الديار. روى عنه: أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي، وجماعة. ولم تبلغنا أخباره كما ينبغي. محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزق بن عبد الله بن يزيد البغدادي. البزاز المحدث أبو الحسن بن رزقويه. سمع: إسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن يحيى الطائي، ومحمد بن البختري، وعلي بن محمد المصري، وعبد الله بن عبد الرحمن العسكري، وطبقتهم، ومن بعدهم. قال الخطيب: كان ثقة صدوقاً، كثير السماع والكتاب، حسن الاعتقاد، مُديماً لتلاوة القرآن. بقي يُملي في جامع المدينة من بعد سنة ثمانين وثلاثمائة إلى قبل وفاته بمُديدة. وهو أول شيخٍ كتبتُ عنه، وذلك في سنة ثلاثٍ وأربعمائة، مجلساً. وذلك بعد أن كُف بصره.) وسمعته يقول: وُلِدتُ سنة خمسٍ وعشرين وثلاثمائة، وأول سماعي من الصفار سنة سبعٍ وثلاثين. (28/301)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 302 وقال أبو القاسم الأزهري: أرسل بعض الوزراء إلى ابن رزقويه بمالٍ فرده تورعاً. وكان ابن رزقويه يذكر أنه درس الفقه على مذهب الشافعي. قال الخطيب: وسمعته يقول: والله ما أحب الحياة لكسبٍ ولا تجارة، ولكن لذكر الحياة وللتحديث. وسمعتُ المبرقاني يوثق ابن رزقويه. قلت: وروى عنه: أبو الحسين محمد بن المهتدي بالله، ومحمد بن علي الحندقوقي، وعبد العزيز بن طاهر الزاهد، ومحمد بن إسحاق الباقرحي، ونصر وعلي إبنا أحمد بن البطر، وعبد الله بن عبد الصمد بن المأمون، وأبو الغنائم محمد بن أبي عثمان. محمد بن أحمد بن محمد بن فارس بن سهل. الحافظ أبو الفتح بن أبي الفوارس، وهي كنية سهل. ولد ببغداد سنة ثملنٍ وثلاثين وثلاثمائة، وسمع سنة ستً وأربعين فما بعدها من: أحمد بن الفضل بن خُزيمة، وجعفر بن محمد الخُلدي، ودعلج بن أحمد، وأبي بكر النقاش، وأبي عيسى بكار بن أحمد، وأبي بكر الشافعي، وأبي علي بن الصواف، وأبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم، وخلق كثير. ورحل إلى بصرة وبلاد فارس وخُرسان. وكتب وصنف. (28/302)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 303 قال الخطيب: وكان ذا حفظ ومعرفة وأمانة، مشهوراً بالصلاح، انتخب على المشايخ. حدث عنه: أبو بكر البرقاني، وأبو سعد الماليني. وقرأت عليه قطعةً من حديثه، وكانُ يملي في جامع الرصافة. وتوفي في ذي القعدة. قلت: روى عنه: أبو علي البنا، وأبو الحسين بن المهتدي بالله ومالك بن أحمد البانياسي، وآخرون. قال الحاكم: أول سماع ابن أبي الفوارس من أبي بكر النجاد. محمد بن جعفر. أبو عبد الله التميمي القيرواني، المعروف بالقزاز. شيخ اللغة بالمغرب. كان لغوياً، نحوياً بارعاً، مهيباً عند الملوك. وله شعر مطبوع صنف كتاب الجامع في اللغة، وهو كتاب كبير. يقال: إنه ما صنف في اللغة أكبر منه. وبه نسخة بمصر في وقف القاضي الفاضل. توفي بالقيروان. محمد بن الحسن بن محمد. أبو العلاء البغدادي الوراق. (28/303)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 304 سمع: إسماعيل الصفار، ومحمد بن يحيى بن عمر الطائي، وأحمد بن كامل. وبالبصرة: أحمد بن أحمد بن محمويه، وجماعة. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان ثقة. ذكر لي أنه ولد في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة. وتوفي) في ربيع الأول. محمد بن الحسين بن موسى. أبو عبد الرحمن الأزدي أباً، السُلمي جداً، لأنه سبط أبي عمرو إسماعيل بن بُجير بن أحمد بن يوسف السلمي النيسابوري. كان شيخ الصوفية وعالمهم بخُراسان. سمع من: أبي العباس الأصم، وأحمد بن علي بن حسنويه المقريء، وأحمد بن محمد بن عبدوس، ومحمد بن أحمد بن سعيد الرازي صاحب ابن وراة، وأبي ظهير عبد الله بن فارس العُمري البلخي، ومحمد بن المؤمل الماسرجسي، والحافظ أبي علي الحسين بن محمد النيسابوري، وسعيد بن القاسم البردعي، وأحمد بن محمد بن رُميح النسوي، وجده أبي عمرو. (28/304)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 305 وكان ذا عناية تامة بأخبار الصوفية، صنف لهم سُنناً وتفسيراً وتاريخاً وغير ذلك. قال الحافظ عبد الغافر في تاريخه: أبو عبد الرحمن شيخ الطريقة في وقته، الموفق في جميع علوم الحقائق ومعرفة طريق التصوف، وصاحب التصانيف المشهورة العجيبة في علوم القوم. وقد ورث التصوف عن أبيه، وجده. وجمع من الكُتب مالم يُسبق إلى ترتيبه، حتى بلغ فِهرستٌ تصانيفه المائة أو أكثر. وحدث أكثر من أربعين سنة إملاءً وقراءة. وكتب الحديث بنيسابور، ومرو، والعراق، والحجاز. وانتخب عليه الحفاظ الكبار. سمع من: أبيه، وجده أبي عمرو، والأصم، وأبي عبد الله الصفار، ومحمد بن يعقوب الحافظ، وأبي جعفر الرازي، وأبي الحسن الكارزي، والإمام أبي بكر الصبغي، والأستاذ أبي الوليد، وابني المؤمل، ويحيى بن منصور القاضي، وأبي بكر القِطيعي. وولد في رمضان سنة ثلاثين وثلاثمائة. قلت: وروى عنه الحاكم في تاريخه، وقال: قل ما رأيت من أصحاب المعاملات مثل أبيه، وأما هو فإنه صنف في علوم التصوف. وسمع الأصم، وأقرانه. وقيل: ولد سنة خمسٍ وعشرين وثلاثمائة، وكتب بخطه عن الصبغي سنة ثلاثٍ وثلاثين وثلاثمائة. قلت: وروى عنه أيضاً أبو القاسم القُشيري، وأبو بكر البيهقي، وأبو سعيد بن رامش، وأبو بكر محمد بن يحيى المزكي، وأبو صالح المؤذن، ومحمد بن سعيد التفليسي، وأبو بكر بن خلف، وعلي بن أحمد المديني المؤذن، والقاسم بن الفضل الثقفي، وخلق سواهم. قال أبو القاسم القشيري: سمعتُ أبا عبد الرحمن السلمي سأل أبا علي الدقاق: الذكر أتم أم الفكر؟ (28/305)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 306 فقال أبو علي: ما الذي يُفتح عليكم به؟ فقال أبو عبد الرحمن: عندي الذكرُ أتم من) الفكر، لأن الحق سبحانه يوصف بالذكر ولا يوصف بالفكر. وما وُصف به الحق أتم مما اختص به الخلق. فاستحسنه الأستاذ أبو علي رحمه الله. قال أبو القاسم: وسمعتُ الشيخ أبا عبد الرحمن يقول: خرجتُ إلى مرو في حياة الأستاذ أبي سهل الصُعلوكي، وكان له قبل خروجي أيام الجمعة بالغدوات مجلس دور القرآن يختم فيه، فوجدته عند رجوعي قد رفع ذلك المجلس، وعقد لابن العُقابي في ذلك الوقت مجلس القول، والقولُ هو الغناء، فداخلني من ذلك شيءٌ، وكنتُ أقول في نفسي: قد استبدل مجلس الختم بمجلس القول. فقال لي يوماً: أيش يقول الناس لي قلت: يقولون: رفع مجلس القرآن ووضع مجلس القول. فقال: من قال لأستاذه لم لا يُفلح أبداً. وقال الخطيب في تاريخه: قال لي محمد بن يوسف النيسابوري القطان: كان السُلمي غير ثقة، وكان يضع للصوفية. قال الخطيب: قدر أبي عبد الرحمن عند أهل بلده جليل، وكان مع ذلك موجوداً، صاحب حديث. وله بنيسابور دُويرة للصوفية. قال الخطيب: وأنا أبو القاسم القُشيري قال: كنتُ بين يدي أبي علي الدقاق فجرى حديث أبي عبد الرحمن السُلمي، وأنه يقوم في السماع موافقة للفقراء، فقال أبو علي: مثله في حالة لعل السكون أولى به. امضِ إليه فستجده (28/306)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 307 قاعداً في بيت كتبه، وعلى وجه الكتب مجلدة صغيرة مربعة فيها أشعار الحسين بن منصور، فهاتها ولا تقل له شيئاً. قال: فدخلت عليه، فإذا هو في بيت كُتبه، والمجلدة بحيث ذكر أبو علي. فلما قعدت أخذ في الحديث، وقال: كان بعض الناس يُنكر على واحدٍ من العلماء حركته في السماع، فرؤي ذلك الإنسان يوماً خالياً في بيتٍ وهو يدور كالمتوحد، فسئل عن حاله فقال: كانت مسألة مشكلة علي فتبين لي أمرها، فلم أتمالك من السرور حتى قمت أدور. فقل له: مثل هذا يكون حالهم. فلما رأيت ذلك منهما تحيرت كيف أفعل بينهما، فقلت: لا وجه إلا الصدق، فقلت: إن أبا علي وصف هذه المجلدة وقال: احملها إلي من غير أن تعلم الشيخ، وأنا أخافك، وليس يمكنني مخالففته، فأيش تأمر فأخرج أجزاءً من كلام الحسين بن منصور، وفيها تصنيف له سماه الصيهور في نقض الدهور، وقال: احمل هذه إليه. قال الخطيب: توفي السُلمي في شعبان. قلت: كان وافر الجلالة، له أملاك ورِثها من أمه،) وورثتها هي من أبيها. وتصانيفه يقال إنها ألف جزء. وله كتاب سماه حقائق التفسير ليته لم يصنفه، فإنه تحريف وقرطمة، فدونك الكتاب فسترى العجب. ورويت عنه تصانيفه وهو حي. وقع لي من عالي حديثه. محمد بن عبد الله بن أحمد. أبو الفرج الدمشقي العابد المعروف بابن المعلم الذي بنى كهف جبريل بجبل قاسيون. حكى عن: ابي يعقوب الأذرعي، وعلي بن الحسن بن طعان. (28/307)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 308 حكى عنه: علي والحسين إبنا الحنائي، وعلي بن الخضر السُلمي. قال عبد العزيز بن أحمد الكتاني: توفي شيخنا ابن المعلم صاحب الكهف، وكان عابدا محاب الدعوة، في ني الحجة سنة اثنتي عشرة. قال ابن عساكر: كان قرابة لنا. محمد بن عبد الواحد. صريع الدلاء، القصار، وقتيل الغواشي. ذكره ابن النجار فقال: بصري سكن بغداد، وكان شاعرا ماجنا مطبوعا، الغالب على شعره الغزل و المجون، وديوانه مجلدة. سافر الى الشام، وتوفي بديار مصر. ومن شعره قصيدته المقصورة: (قلقل أحشائي تباريح الجوى .......... وبان صبري حين حالفتالأسى)

(يا سادة بانوا وقلبي عندهم .......... مذ غبتم غاب عنالعين الكرى)

(وان تغب وجوهكم عن ناظري .......... فذكركممستودعطي الحشا)

(فسوف أسلي عنكم خواطري .......... بحمقيعجب منه من وعى)

(وطرف أنظمها مقصورة .......... إذ كنت قصارا صريعا للدلا) (28/308)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 309 (من صفع الناس ولم يدعهم .......... أن يصفعوهمثلهقداعتدى)

(من لبس الكتان في وسط الشتا .......... ولم يغط رأسه شكى الهوى)

(وألف حمل من متاع تشتر .......... أنفع للمسكين من لفظ النوى)

(والدقن شعر في الوجوهنابت .......... وإنما الدبر الذيتحت الخصا)

(والجوز لا يؤكل معقشوره .......... ويؤكل التمرالجديد باللبا) ) (من طبخ الديك ولايذبحه .......... طار من القدر إلى حيث يشا)

(والند لا يعدلهفي طيبه .......... عند البخور أبدا ريحالخرا)

(من دخلت في عينه مسلة .......... فسأله من ساعتهكيف العما)

(من فاته العلم و أخطاه الغنى .......... فذاك والكلب على حدسوى) في أبيات. قال أبو طاهر أخمد بن الحسن الكرجي: مات صريع الدلاء القصار بمصر سنة اثنتي عشرة وأربعمائة. وقال ابن عساكر: صريع الدلاء بصري، يحكى في شعره أصوات الطيور. وكان ماجنا، قدم دمشق واجتمع بعبد المحسن الصوري بصيداء. (28/309)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 310 حكى عنه: أبو نصر بن طلاب. ومن شعره: (ومن كان مستهترا بالملاح .......... وكان من الصفر صفرا صفع) محمد بن عبيد الله بن محمد بن يوسف بن حجاج. أبو الحسن البغدادي الجبائي. قال الخطيب: سمع: إسماعيل الصفار، وابن البختري، وعثمان بن السماك، والنجاد. كتبنا عنه، وكان ثقة زاهدا ملازما لبيته، حكى عنه ابن خرزاذ الوراق جاره أنه قال: ما لمس كفي امرأةً سوى أمي. توفي في رمضان وله خمس وثمانون سنة، رحمه الله. محمد بن عمر. أبو الفرج الخطاب المصري. روى عن: حمزة بن محمد الكتاني، والحسن بن رشيق. توفي في جمادى الأولى. منير بن أحمد بن الحسن بن علي بن منير. (28/310)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 311 أبو العباس المصري الخشاب المعدل. حدث عن: علي بن عبد الله بن أبي مطر الإسكندري، ومحمد بن الصموت، ومحمد بن أحمد بن عبد العزيز بن أبي الأصبغ، وأحمد بن سلمة بن الضحاك، وجماعة. روى عنه: محمد بن علي الصوري، وخلف بن أحمد الحوفي، وعلي بن الحسن الخِلعي، وآخرون. وثقه ابن ماكولا. وقال الحبال: كان ثقة، لا يجوز عليه تدليس. حضرتُ جنازته،) وتوفي في حادي عشر ذي القعدة. قلتُ: حديثه في الخلعيات. 4 (حرف النون:) نصر بن علي البغدادي الطحان. عرف بابن علالة. قال الخطيب: كان ثقة. كتبنا عنه، عن النجاد. نصر بن ناصر الدولة سُبُكتكين. الأمير أبو المظفر، أخو السلطان محمود. قدم نيسابور والياً سنة تسعين وثلاثمائة. وصحب الأئمة. وسمع من: أبي عبد الله الحاكم، وغيره. وبني المدرسة السعدية، ووقف عليها الأوقاف، وعاد إلى غزنة وبها توفي في رجب. وكان مشكور الولاية. (28/311)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 312 1 (وفيات سنة ثلاث عشرة وأربعمائة:)

4 (حرف الألف:) أحمد بن عبد الله بن هرثمة بن ذكوان بن عبيدوس بن ذكوان. أبو العباس الأموي، قاضي الجماعة بُقرطبة، وخطيبها. ولي القضاء سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وولي الصلاة سنة أربعٍ وتسعين مُضافاً إلى القضاء. ثم صُرف عنهما في آخر سنة أربعٍ وتسعين، وتولى ذلك أبو المطرف بن فُطيس. ثم عُزل ابن فطيس وأعيد ابن ذكوان، فلم يزل يتقلدهما إلى أن عُزل سنة إحدى وأربعمائة. وامتحن محنته المشهورة، وولي الوزارة مُضافة إلى القضاء. وطُلب بعد المحنة والنفي إلى المغرب ليولى القضاء، فلم يتولاه. ولم يقطع السلطان أمراً دونه. وكان عظيم أهل الأندلس ورئيسهم، وأقربهم من الدولة، وأعلاهم محلاًّ. توفي في رجب، ورثته الشعراء، وشيعه الخليفة يحيى بن علي بن حمود الإدريسي. وكان مولده سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة. وتوفي بعده بعامٍ أخوه أبو حاتم، وكان من العلماء والرؤساء. (28/312)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 313 أحمد بن أبي الهيثم عبد الرحمن بن علي. القاضي أبو عصمة الرقي الفقيه الحنفي. قدمٍ مصر من الرقة، فحدث عن: يونس بن أحمد الرافقي. سمع منه سنة اثنتين وخمسين هلال بن العلاء. أخذ عنه في هذا العام خلف بن أحمد الحوفي. أحمد بن علي. أبو علي البهرام زياري. توفي بأستراباذ. روى عن: عبد الله بن عدي الحافظ.) أحمد بن علي بن أحمد بن كثير، أبو المظفر. ومحمد بن عبد الله بن إبراهيم البهرامي، التاجر. ومحمد بن علي بن أحمد بن شاكر الماليني، المؤدب. وأبو دُلف طاهر بن محمد القيسي. وأبو الحسن علي بن محمد بن حسين، التاجر. ومحمد بن مظفر الوراق. وعكي بن محمد العُقبي. هؤلاء السبعة سمعوا من حامد بن محمد الرفاء، وهم هرويون. وكانوا في هذا الوقت. (28/313)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 314 روى عنهم شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي رحمه الله. أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسكان. أبو نصر النيسابوري الحذاء الحنفي. وُلد سنة نيفٍ وعشرين، وسمع بعد الثلاثين وثلاثمائة من جماعة قبل الأصم. قال أبو صالح المؤذن. سمعتُ منه وكان يغلط في حديثه ويأتي بما لا يُتابع عليه. قال عبد الغفار: وضاعت كُتبه فاقتصر على الرواية عن الأصم فمن بعده. وهو جد شيخنا القاضي أبي القاسم عبيد الله بن عبد الله. توفي في ربيع الآخر. روى عنه حفيده شيخنا. أحمد بن محمد بن أحمد بن علي بن الحُويص. أبو الفوارس البُوشنجي. توفي في سلخ صفر. سمع: حامداً الرفاء. روى عنه: عطاء القراب، وشيخ الإسلام عبد الله الأنصاري، وقال: هو فقيه صالح، صدوق، واعظ. إبراهيم بن علي بن تميم القيرواني الحُصري الشاعر المشهور. (28/314)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 315 ابن خالة أبي الحسن الحُصري. له ديوان شعر. وكتاب زهر الأداب. وكتاب المصون في سر الهوى. توفي بالقيروان. ورخه ابن الفرضي. إسماعيل بن أحمد بن محمد بن بكران السلمي. أبو القاسم الأهوازي. توفي بمصر، وقد حدث بها بصحيح البخاري عن: أبي أحمد محمد بن محمد بن مكي الجُرجاني. روى عنه: أبو الحسن الخِلعي، وغيره. قال الحبال: توفي في ربيع الأول. إسماعيل بن علي. أبو محمد بن الخزاز. توفي بمصر في رمضان.) أمية بن عبد الله الهمداني الميُورقي. رحل إلى المشرق، ولقي بمكة الأسيوطي صاحب النسائي، وبمصر: الحسن بن رشيق، وأبا إسحاق بن شعبان. وكان ذا فضلٍ وعفاف وستر. توفي فجأة في ذي القعدة. قاله أبو عمرو الداني. (28/315)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 316 4 (حرف الباء:) بشر بن عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن بشر. القُهُنْدُزي الخُرساني. أبو القاسم. 4 (حرف الجيم:) جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر الصادق. النقيب أبو عبد الله العلوي الحسيني الإسحاقي الحلبي. ولي نقابة حلب بعد أبيه الشريف أبي إبراهيم. وكان أدبياً شاعراً. كان عزيز الدولة فاتك يحبه ويُجِله. وله في فاتك مدائح. توفي بحلب. وكان يرجع إلى دين وعبادة وزُهد، إلا أنه كان شيعياً من كبار الإمامية. ذكره ابن أبي طيء. 4 (حرف الحاء:) حسان بن الحسن اللحياني. القطان. حدث بمصر. الحسين بن الحسن. (28/316)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 317 أبو علي المعدني اللواز، صاحب الفُقاع. قال أبو إسحاق الحبال: رجل صالح، توفي في ربيع الآخر. سمع من: حمزة، وابن رشيق. الحسين بن بقاء بن محمد. أبو عبد الله المصري الخشاب. روى عن: أبي هريرة أحمد بن عبد الله بن أبي عصام. روى عنه: خلف الحوفي، وغيره. حدث في هذه السنة، ولم تُحفظ وفاته. حمد بن عمر بن أحمد بن إبراهيم الزجاج. أبو نصر الهمداني المحدث. روى عن: أحمد بن محمد بن مهران، وأحمد بن محمد بن هارون الكرابيسي، وعبد الله بن الحسين القطان، وطاهر بن سهلُويه، وأبي زرعة أحمد بن الحسين الرازي، وعامة مشايخ همدان، وخراسان. روى عنه: أبو الفضل الفلكي في مصنفاته كثيراً، وجماعة. قال شيرويه: وثنا عنه: محمد بن الحسين الصوفي، ويوسف الخطيب، وغيرهما. وكان ثقة حافظاً يُحسن هذا الشأن. سمعت عبدوس يقول: كان حمد الزجاج يقرأ على المشايخ وربما كان نائماً، ويقرأ عليه مستوياً لحفظه ومعرفته بالأسانيد والمتون. وتوفي في عشر ذي القعدة، وصلى عليه محمد بن) عيسى. قلتُ: شيخه الكرابيسي سمع من أبي مسلم الكجي، وجماعة. (28/317)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 318 4 (حرف الراء:) رفاعة بن الفرج القُرشي. أبو الوليد القُرطبي. كان واسع الرواية. حدث عن: أحمد بن سعيد الصدفي، وغيره. روى عنه: حفيده محمد بن سعيد بن رفاعة. وعاش تسعين سنة. 4 (حرف السين:) سعيد بن سلمة بن عباس بن السمح. أبو عثمان القرطبي. روى عن: محمد بن معاوية القُرشي، وأبي محمد الباجي، وأبي الحسن الأنطاكي، وجماعة. وكان فاضلاً عاقلاً ضابطاً يؤم بجامع قُرطبة. وكانت كتبه في غاية الصحة، وحضر جنازته المعتلي بالله يحيى بن علي. سلطان الدولة. أبو شجاع بن بهاء الدولة أبي نصر بن عضُد الدولة بن بويه. ولي السلطنة وهو صبي له عشر سنين بعد أبيه، وبُعثت إليه خِلع المُلك من جهة الخليفة إلى شيراز. وقدم بغداد في أثناء سلطنته. ومات بشيراز، وله اثنان وعشرون عاماً وخمسة أشهر. (28/318)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 319 وكانت سلطنته ضعيفةً متماسكة. 4 (حرف الصاد:) صدقة بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الملك. أبو القاسم القرشي الدمشقي، المعروف بابن الدلم. سمع من: أبي سعيد بن الأعرابي، وعثمان بن محمد الذهبي والحسين بن حبيب الحصائري، وأبي الطيب بن عبادل، وخيثمة بن سليمان. روى عنه: عبد الرحيم بن أحمد البخاري، وعلي بن الحضر السُلمي، وأبو علي الأهوازي، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن الحسين بن صدقة الشرابي. قال الكتاني: كان ثقة مأموناً، مضى على سداد. وتوفي في جمادى الآخرة. قلت: كان أسند من بقي بدمشق، ومات في عشر المائة. 4 (حرف الطاء:) طاهر بن أحمد. أبو فرج الإصبهاني. (28/319)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 320 قال الخطيب: لقيته بسواد دُجيل، فروى لي أحاديث سمعها من الطبراني. وذلك في هذه السنة. 4 (حرف العين:) العباس أبو الفتح الحمراوي. يُعرف بمولى الخادم. قال الحبال: عنده عن الآجري،) وغيره. حضرت جنازته في ربيعه الأول، يعني بمصر. عبد الله بن أحمد بن إسماعيل الفقيه. أبو سهل النيسابوري الحضري الزاهد الصوفي. قال عبد الغافر: هو عديم النظير في طريقته وزُهده وفضله، وحفظ التجميل في الفقر وترك الإدخار. وكان يُلقن. حدث عن: يحيى بن منصور القاضي، وأبي محمد الكعبي، وأبي علي الحافظ النيسابوري، وطبقتهم. وكان يمتنع من الرواية خُمولاً وديانة. توفي في عاشر شوال. روى عنه: أبو القاسم بن أبي محمد القُرشي. عبد الله بن محمد بن المرزُبان بن منجويه الإصبهاني. شيخ متعبد، صحب الصالحين والعُباد بإصبهان ونيسابور مثل: إبراهيم النصرباذي، وعبيد الله بن محمد البستي. وسمع من: أبي أحمد العسال، والطبراني، وإبراهيم بن محمد بن حمزة. مات في أول ربيع الأول. قاله أبو نعيم. (28/320)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 321 عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم. أبو القاسم القزويني الصوفي الخباز. قال الخطيب: قدم علينا حاجاً، فحدثنا عن أبي الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان، وغيره. وحدثني أبو عمرو المروزي أن أهل قزوين يضعفونه في روايته عن أبي سلمة. عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد الحضرمي. الأديب أبو القاسم الإشبيلي، المعروف بابن شبراق. قال أبو عبد الله الخولاني: كان نبيلاً، شاعراً مُفلقاً. كان ينشدني أشعاره. وصنف كاتباً في الأخبار. وقال الحُميدي: كنيته أبو المطرف. عُمر طويلاً. عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن حبيب القاضي. أبو زيد النيسابوري. سمع: أبا العباس الأصم، وأحمد بن محمد بن بالويه، وغيرهما. (28/321)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 322 روى عنه: أبو بكر البيهقي، والقُشيري، وأبو بكر بن خلف، وأبو عبد الله الثقفي، وجماعة. توفي في جمادى الآخرة بنيسابور. وكان إماماً ومدرساً. عبد الرحمن بن مروان بن عبد الرحمن. أبو المطرف الأنصاري القنازعي القرطبي، الفقيه المالكي. سمع من: أبي عيسى الليثي، وأبي بكر محمد بن السُليم القاضي، وأبي جعفر بن عون الله، وطبقتهم. وأخذ القرآن عن: أبي الحسن علي بن محمد الأنطاكي، وأبي عبد الله بن النعمان، وأصبغ بن تمام. ورحل سنة سبعٍ وستين، فسمع المدونة بالقيروان على هبة الله) بن أبي عُقبة التميمي. وأكثر بمصر عن الحسن بن رشيق. وذكر عن ابن رشيق أنه روى عن سبعمائة محدث. (28/322)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 323 وكتب القنازعي بمصر أيضاً عن الموجودين. وحج فأخذ في الموسم عن أبي أحمد الحسين بن علي النيسابوري. وأخذ عن ابن أبي زيد جملةً من تواليفه. وقدم قُرطبة فأقبل على الزهد والإنقباض، ونشر العلم، وأقرأ القرآن. وكان عاملاً فقيهاً حافظاً ورعاً متقشفاً قانعاً باليسير، فقيراً دؤوباً على العلم، كثير الصلاة والتهجد والصيام، عالماً بالتفسير والأحكام، بصيراً بالحديث، حافظاً للرأي. له مصنفٌ في الشُّروط وعِللها، وصنف شرحاً للموطأ. وكان له معرفة باللغة والأدب. وكان حسن الأخلاق، جميل اللقاء. عرض عليه السلطان الشورى فامتنع. قال محمد بن عتاب: والقنازعي منسوب إلى صنعته، خيرٌ فاضل. توفي في رجب، ومولده سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة. وقال ابن حيان: كان زاهداً مُجاب الدعوة. امتُحن بالبربر أول ظهورهم محنةً أودت بماله. وكان أقرأ من بقي. وله في الموطأ تفسير مشهور، واختصار كتاب ابن سلام في تفسير القرآن. روى عنه: ابن عتاب، وأبو عمر بن عبد البر. عبد الصمد بن محمد بن نُجيد البغوي. أبو القاسم. توفي ببغ في ربيع الأول. عبد العزيز بن جعفر بن إسحاق بن محمد بن خُواستى. (28/323)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 324 أبو قاسم الفارسي، ثم البغدادي. المقريء النحوي. شيخ معمر، وُلد في رجب سنة عشرين وثلاثمائة. وسمع من: أبي بكر محمد بن عبد الرزاق بن داسة، وإسماعيل بن محمد الصفار، وأحمد بن سلمان النجاد، وأبي عمر الزاهد، وأبي بكر محمد بن الحسن النقاش، وعبد الواحد بن أبي هاشم. وجود القرآن مِراراً برواية أبي عمروا بن العلاء على عبد الواحد المذكور. وقرأ لابن كثير وابن عامر على النقاش. وتلا عليه بهذه الثلاث روايات أبو عمرو الداني، وأسندها عنه في التيسير. وسمع منه الحديث. وروى عنه أيضاً: أبو الوليد بن الفرضي، وذكر أنه لقيه بمدينة التراب من الأندلس. وقال أبو عمرو الداني إنه توفي في ربيع الأول، وهو ابن اثنتين وتسعين سنة. قال: ودخل الأندلس تاجراً سنة خمسين وثلاثمائة، يعني فسكنها، وكان خيراً فاضلاً صدوقاً ضابطاً. كان يُعرف بابن أبي غسان. قال لي: أذكر اليوم الذي مات فيه ابن مجاهد، وقرأت القرآن على أبي بكر النقاش في حدود) سنة أربعين. ولازمته مدة، وكان أسمح الناس وأسخاهم. وسمعتُ مصنف أبي داود من ابن داسة بالبصرة في سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاثمائة. واختلفت إلى أبي سعيد السيرافي وقرأت عليه مختصر الجرمي والتصريف للمازني، وعدة كتب. قلت: وهذا كان أسند من بالأندلس في زمانه، ولكن ضيعه أهل الأندلس ولم يعرفوا قدره ولا اذدحموا عليه لقلة اعتنائهم بالعُلو. (28/324)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 325 عبد الملك بن أحمد بن عبد الرحمن. أبو مروان العبسي الإشبيلي. عالم ورع، فاضل، متسع الرواية. عن: محمد بن معاوية القرشي، وحارث بن مسلمة. أجاز لابن خزرج في شوال من السنة، وتوفي بعد ذلك بأشهر. عبيد الله بن محمد بن محمد بن علي. أبو محمد الصرام النيسابوري. توفي في جمادى الآخرة بنيسابور. علي بن الحسن الإبريسمي. سمع من: الإسماعيلي، وأبي زُرعة، والتميمي. علي بن عيسى بن سليمان أصفروخ. أبو الحسن الفارسي الشاعر، المعروف بالسكري، نزيل بغداد. كان يعرف القراءآت والكلام، وفنون الأدب. له ديوان شِعر كبير عامته في الرد على الرافضة، وكان أشعرياً. علي بن هلال. (28/325)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 326 أبو الحسن، صاحب الخط المنسوب، المعروف بابن البواب. قال أبو الفضل بن خيرون: توفي في جُمادى الأولى سنة ثلاث عشرة، وكان من أهل السنة. وقال أبو عبد الله بن النجار في تاريخه: أبو الحسن ابن البواب مولى معاوية بن أبي سفيان، صحِب أبا الحسين بن سمعون، وقرأ الأدب على أبي الفتح بن جني، وسمع من أبي عُبيد المرزباني. وكان يعبر الرؤيا، ويقص على الناس بجامع المنصور. وله نظم ونثر. انتهت إليه الرئاسة في حسن الخط. وقال ابن خلكان: أول من نقل هذه الطريقة من خط الكوفيين أبو علي بن مُقلة، وخطه عظيم، لكن ابن البواب هذب الطريقة ابن مُقلة ونقحها، وكساها طلاوة وبهجة. وشيخه في الكتابة أبو عبد الله محمد بن أسد المذكور في سنة عشر وأربعمائة. وكان ابن البواب يذهب إذهاباً فائقاً، وكان في أول أمره مزوقاً يصور الدور فيما قيل. ثم أُذهب الكُتب. ثم تعانى الكتابة ففاق فيها على الأولين والآخرين، ونادم فخر المُلك أبا غالب.) وقيل: إنه وعظ بجامع المنصور. ولم يكن له في عصره ذاك النفاق الذي له بعد موته. لأنه وجد بخطه ورقة قد كتبها إلى بعض الأعيان يسأله فيها مساعدة صديق له بشيء لا يساوي (28/326)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 327 دينارين. وقد بسط القول فيها نحو السبعين سطراً. وقد بيعت بعد ذلك بسبعة عشر ديناراً إمامية. ولأبن البواب شعر وترسل يدل على فضله وأدبه وبلاغته. وقيل: إن بعضهم هجاه بقوله: (هذا وأنت ابن بواب وذو عدم .......... فكيف لو كنت رب الدارِ والمالِ.) وقال أبو علي الحسن بن أحمد بن البنا: حكى لي أبو الطاهر بن الغباري أن أبا الحسن ابن البواب أخبره أن ابن سهلان استدعاه، فأبى المُضي إليه. وتكرر ذلك. قال: فمضيتُ إلى أبي الحسن بن القزويني وقلتُ: ما ينطقه الله به أفعله. قال: فلما دخلت إليه قال لي: يا أبا الحسن اصدق والق من شئت. قال: فعدتُ في الحال، وإذا على بابي رسل الوزير. قال: فمضيت معهم فلما دخلت إليه قال لي: يا أبا الحسن ما أخرك عنا فاعتذرت إليه. ثم قال: قد رأيت مناماً. فقلتُ: مذهبي تعبير المنامات من القرآن. فقال: رضيت. ثم قال: رأيت كأن الشمس والقمر قد اجتمعا وسقطا في حجري. قال: وعنده فرح بذلك: كيف يجتمع له الملك والوزارة. قلت: قال الله تعالى: وجُمعَ الشمسُ والقمرُ. يقولُ الإِنْسَانُ يومئذٍ أينَ المَفرُّ. كلاَّ لاَ وَزَرَ. وكررت عليه هذه ثلاثاً. قال فدخل حُجرة النساء. وذهبت. فلما كان بعد ثلاثة أيام انحدر إلى واسط على أقبح حال. وكان قتله هناك. ولأبي العلاء المعري: (28/327)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 328 (ولاح هِلالٌ مِثل نُونٍ أجادها .......... بذوب النضار الكاتبُ ابن هلالِ.) قال أبو الحسن محمد بن عبد الملك الهمداني في تاريخه: توفي أبو الحسن ابن البواب صاحب الخط الحسن في جُمادى الأولى، ودُفن في جوار تربة أحمد، يعني ابن حنبل. وكان يقص بجامع المدينة. وجعله فخر المُلك أحمد نُدمائه لما دخل إلى بغداد. ورثاه المرتضى بقوله: (رُديت يا ابن هلالٍ والردى عرضٌ .......... لم يُحم منهُ على سُخطٍ له البشرُ)

(ما ضر فقدكُ والأيامُ شاهدةُ .......... بأن فضلك فيها الأنجُمُ الزُهُرُ)

(أغنيتَ في الأرضِ والأقوامِ كلهم .......... من المحاسن ما لم يغنيهِ المطرُ) ) (فللقُلُوبِ التي أبهجتها حزنٌ .......... وللعُيُونِ التي أقررتها سهرُ)

(وما لعيش وقد ودعته أرجٌ .......... ولا لليلٍ وفد فارقتهُ سحرُ)

(وما لنا بعد أن أضحتْ مَطالعُنا .......... مَسلُوبةً من أوضاح ولا غُررُ) وحدث أبو غالب محمد بن أحمد بن بشران الواسطي: حدثني محمد بن علي بن نصر الكاتب: حدثني أبو الحسن بن علي بن هلال ابن البواب، فذكر حكاية مضمونها أنه ظفر في خزانة بهاء الدولة بربعةٍ ثلاثين جزاءاً جلداً من جزء من الربعة فجلده به، وجلد الجزء الذي قلع عنه بجلد جديد حتى بقي ذلك الجزء الجديد الكتابة لا يعرفه حُذاق الكتاب من الربعة. ومن شعر ابن البواب: (فلو اني أُهديتُ ما هو فرضُ .......... للرئيس الأجل من أمثالي)

(لنظمتُ النجوم عِقداً إذا رص .......... عَ غيري جواهراً بلآلي) (28/328)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 329 (ثم أهديتها إليه وأقرر .......... ت بعجزي في القول والأفعالِ)

(غير أني رأيت قدرك يعلو .......... عن نظيرٍ ومشبه ومثالِ)

(فتفاءلتُ في الهدية بالأق .......... لام علماً مني بصدق الفالِ)

(فاعتقدها مفاتح الشرق والغر .......... ب والمكرُمات والأفعالِ)

(وابق للمجد صاعد الجد عزا .......... والأجل الرئيس نجم المعالي)

(وحقوقُ العبيد فرضٌ على السا .......... دة في كل مرسم للمعالي)

(وحياةُ الثناء تبقى على الده .......... رِ إذا ما انقضت حياة المالِ) في أبيات أخرى. وقال أبو بكر الخطيب: ابن البواب، صاحب الخط. كان رجلاً ديناً لا أعلمه روى شيئاً من الحديث. قال ابن خلكان: روى ابن الكلبي والهيثم بن عدي أن الناقل للكتابة العربية من الحيرة إلى الحجاز حربُ بن أُمية، فقيل لأبي سفيان: ممن أخذ أبوك الكتابة فقال: من ابن سدرة. وأخبره أنه أخذها من واضعها مرامر بن مُرة. قال: وكان لحِمير كتابة تُسمى المُسند، وحروفها متصلة. وكانوا يمنعون العامة تعلمها. فلما جاء الإسلام لم يكن بجميع اليمن من يقرأ ويكتب. قلت: وهذا فيه نظرٌ، فإن اليمن كان بها خلقٌ من أهل الكتاب يكتبون بالقلم بالعبراني.) إلى أن قال: فجميع كتابات الأمم إثنا عشر كتابة وهي العربية، والحميرية، واليونانية، والفارسية، والسريانية، والعبرانية، والرومية، والقبطية، والبربرية، والأندلسية، والهندية، والصينية، (28/329)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 330 فخمس منها ذهبت: الحميرية، واليويناية، والقبطية، والبربرية، والأندلسية. وثلاث لا تعرف ببلاد الإسلام: الصينية، والرومية، والهندية. 4 (حرف الميم:) محمد بن أحمد بن محمد. أبو الفضل الجارودي الهروي الحافظ. سمع: أبا علي حامد بن محمد الرفاء، ومحمد بن عبد الله السليطي، وأبا إسحاق القراب والد الحافظ أبي يعقوب، وعبد الله بن الحسين النضري والمروزي، وسليمان بن أحمد الطبراني، ومحمد بن علي بن حامد، وإسماعيل بن بُجير السلمي، وأحمد بن محمد بن سلمويه النيسابوري، وعمر بن محمد بن جعفر الأهوازي البصري، وجماعة كثيرة بنيسابور، والري، وهمدان، وإصبهان، والبصرة، وبغداد، والحجاز. روى عنه: أبو العطاء المليحي، وشيخ الإسلام عبد الله بن محمد الأنصاري، والهرويون. وكان شيخ الإسلام إذا روى عنه يقول: ثنا إمام أهل الشرق أبو الفضل. قال: أبو النضر الفامي: كان عديم النظير في العلوم خصوصاً فيعلم الحِفظ والتحديث، وفي التقلل من الدنيا، والاكتفاء بالقوت، وحيداً في الورع. (28/330)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 331 وقد رأى بعض الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم فأوصاه بزيارة قبر الجارودي. وقال: أنه كان فقيراً سُنياً. وقال بعضهم: هو أول من سن بهراة تخريج الفوائد وشرح الرجال والتصحيح. وقال ابن الطاهر المقدسي: سمعتُ أبا إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري يقول: سمعت الجارودي يقول دخلت إلى الطبراني فقربني وأدناني، وكان يتعسر علي في الأخذ، فقلت له: أيها الشيخ، تتعسر علي وتبذل الآخرين. قال: لأنك تعرف قدر هذا الشأن. توفي الجارودي في الثالث والعشرين من شوال سنة ثلاث عشرة. محمد بن أحمد بن يوسف. أبو بكر البغدادي الصياد. سمع: أبا بكر الشافعي، وابن خلاد النصبي، ومحمد بن أحمد بن محرم، وأحمد بن جعفر بن حمدلن القطيعي، وأحمد بن جعفر بن حمدان السقطي البصري. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة صدوقاً. انتخب عليه ابن أبي) الفوارس. توفي في ربيع الأول. وكان مولده في سنة ثلاثٍ وثلاثين وثلاثمائة. محمد بن أحمد بن زكريا. النيسابوري الزاهد. (28/331)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 332 محمد بن إبراهيم بن ماهان. أبو بكر الفقيه. سمع ببخارى من: خلف الخيام. محمد بن طلحة بن محمد بن عثمان. أبو الحسن النعالي. من محدثي بغداد. قال الخطيب: كان يكتب معنا، ويتتبع الغرائب. حدث عن: أبي بكر الشافعي، ومحمد بن كوثر البربهاري، وحبيب القزاز، وأبي بكر القطيعي. كتبتُ عنه، وكان رافضياً. وسمعتُ الأزهري يقول إنه سمعه يلعن معاوية رضي الله عنه. محمد بن محمد بن النُعمان البغدادي. (28/332)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 333 ابن المعلم، المعروف بالشيخ المفيد. كان رأس الرافضة وعالمهم. صنف كتباً في ضلالات الرافضة، وفي الطعن على السلف. وهلك في خلق حتى أهلكه الله في رمضان، وأراح المسلمين منه. وقد ذكره ابن أبي الطيء في تاريخ الشيعة فقال: هو شيخ مشايخ الطائفة، ولسان الإمامية ورئيس الكلام والفقه والجدل. كان أوحد في جميع فنون العلوم، الأصولين، والفقه، والأخبار، ومعرفة الرجال، والقرآن، والتفسير، والنحو، والشعر. ساد في ذلك كله. وكان يُناظر أهل كل عقيدة، مع جلالة العظيم في الدولة البُويهية، والرتبة الجسمية عند الخلفاء العباسين. وكان قوي النفس، كثير المعروف والصدقة، عظيم الخشوع، كثير الصلاة والصوم، يلبس الخشن من الثياب. وكان بارعاً في العلم وتعليمه، وملازماً للمطالعة والفكرة. وكان من أحفظ الناس. ثم قال: حدثني رشيد الدين المازندراني: حدثني جماعة ممن لقيت، أن الشيخ المفيد ما ترك كتاباً للمخالفين إلا وحفظه وباحث فيه، وبهذا قدر على حل شبه القوم. وكان يقول لتلامذته: لا تضجروا من العلم، فإنه ما تعسر إلا وهان، ولا يأبى إلا ولان. لقد أقصد الشيخ من الحشوية، والجبرية، والمعتزلة، فأذل له حتى أخذ منه المسألة أو أسمع منه. (28/333)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 334 وقال آخر: كان المفيد من أحرص الناس على التعليم. وإن كان ليدور على المكاتب وحوانيت الحاكة، فيلمح الصبي الفطن، فيذهب إلى أبيه وأمه حتى يستأجرهن ثم يعلمه. وبذلك كثر تلامذته. وقال غيره: كان الشيخ المفيد ذا منزلةٍ عظيمةٍ من السلطان، ربما زاره عضد الدولة، وكان يقضي حوائجه ويقول له: اشفع تشفع.) وكان يقوم لتلامذته بكل ما يحتاجون إليه. وكان المفيد ربعةً، نحيفاً، أسمر. وما استغلق عليه جوابُ معاندٍ إلا فزع إلى الصلاة يسأل الله فييسر له الجواب. عاش ستاً وسبعين سنة، وصنف أكثر من مائتي مصنف. وشيعه ثمانون ألفاً. وكانت جنازته مشهودة. محمد بن الفضل. أبو بكر المفسر. توفي ببلخ. محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن علي بن رزين. أبو عبد الله الباشاني الهروي. توفي في شوال. محمد بن منصور بن علي. أبو طاهر البغدادي، الشاعر الأديب المعروف بالقطان، المقريء. (28/334)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 335 صحاب رسالة التبيين في أصول الدين. روها عنه: أبو الحسين بن المهتدي بالله، ووالد أبي الحسن بن الطيوري. وروى عنه من شعره أبو الفضل محمد بن المهدي في مشيخته. وذكر أنه مات في هذا العام. محمود بن عمر بن جعفر بن إسحاق. أبو سهل العُبكري. فارسي الأصل، سكن بغداد. وحدث عن: أحمد بن عثمان الأدمي، وأبي سهل بن زياد، وأبي بكر النقاش. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وذكره لي أحمد بن علي البادا فقال: أدام الصيام ثلاثين سنة، وليس هو في الحديث بذاك، لأنه روى كتاب القناعة لابن أبي الدنيا، عن شيخٍ لم يسمع منه، والشيخ علي بن الفرج. 4 (حرف الواو:) ولاد بن علي. أبو الصهباء التميمي الكوفي. قدم بغداد، وحدث عن: محمد بن علي بن دُحيم الشيباني. روى عنه: الخطيب. (28/335)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 336 1 (وفيات سنة أربع عشرة وأربعمائة:)

4 (حرف الألف:) أحمد بن الحسن بن عبد الله بن أحمد. أبو عبد الله المقريء الهمداني، إمام الجامع. ويُعرف بالصائغ. روى عن: أبي جعفر بن برزة، والفضل الكندي، وأحمد بن الحسن بن ماجة، وأبي القاسم عبد الرحيم بن الحسن بن عُبيد، ومخلد بن جعفر الباقرحي، وعُبيد الله بن أحمد بن البواب، والحسين بن محمد بن عبيد العسكري الدقاق، وأبي الفتح محمد بن الحسين الأزدي. روى عنه: حمد بن سهل، وأبو الحسن بن حُميد، محمد بن ينال الصوفي. قال شيرويه الحافظ: ونبا عنه يوسف الخطيب، ومحمد بن الحسين الصوفي، وكان ثقة صدوقاً فاضلاً. مات في المحرم وصلى عليه ابنه طاهر. أحمد بن الحسن الدمشقي الوراق. حدث عنه: علي بن أبي العقب، وغير بديار مصر. توفي في صفر. روى عنه: خلف بن أحمد الحوفي، وأبو علي الأهوازي، وأبو عبد الله القُضاعي. أحمد بن زيدان. (28/336)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 337 أبو العباس المقريء. قال الداني: بغدادي، أقرأ الناس ببيت المقدس. أخذ القراءة عن أبي بكر بن مجاهد، وهو الذي لقنه القرآن. توفي سنة أربع عشرة، وعُمر، ونيف على المائة. قاله لي من قرأ عليه من المغاربة من أصحابنا. أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن إسحاق بن قبيصة. أبو حامد المُولقباذي. حدث عن: أبي العباس الصبغي، وأبي الفضل أحمد بن إسماعيل الأزدي، وأبي عمر بن مطر. ومات في ربيع الأخر. روى عنه أبو صالح المؤذن، وغيره. أحمد بن محمد بن سليمان. أبو حامد البشري الهروي العدل. سمع: محمد بن أحمد بن قُريش المروروذي الذي يروي عن عثمان بن سعيد الدارمي، وأبا علي الرفاء. روى عنه: شيخ الإسلام الأنصاري، وأبو العطاء المليحي، ومحمد بن الفضلوي. توفي في شعبان. (28/337)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 338 وقيده ابن نُقطية بكسر الباء وسكون المثلثة. إسماعيل بن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن السرخسي الهروي. أبو محمد القراب. المقريء العابد أخو الحافظ إسحاق. كان إماماً في عدة علوم، صنف التصانيف، وكان) قدوة في الزهد. سمع: أحمد بن محمد بن مقسم ببغداد، وأبا بكر الإسماعيلي بجرجان، ومنصور بن العباس بهراة. روى عنه: شيخ الإسلام، وأهل هراة. وله مصنف في مناقب الشافعي، وكتاب درجات التائبين. قال الحافظ يوسف بن أحمد الشيرازي: كان في عدةٍ من العلوم إماماً، منها الحديث. والقراءآت، ومعاني القرآن، والفقه، والأدب. وله تصانيف كلها في غاية الحسن. وله كتاب الجمع بين الصحيحين. وكان في الزهد والتقلل من الدنيا آيةً، وفي الإمامة بلا نظير. فلم يجد سوقُ فضله بهراة نفاقاً. كان الصيت إذ ذاك ليحيى بن عمار. وكذا قال أبو النضر الفامي في تاريخه، وأكثر. قال أبو عمر بن الصلاح: رأيت كتابه الكافي في علم القراءآت في عدة مجلدات. وهو كتابٌ ممتع مشتمل على علمٍ كثير. وقال في مناقب الشافعي: لقيتُ جماعةً من أصحاب ابن سُريجُ. وكان القراب قد تفقه على الداركي عبد العزيز ببغداد. (28/338)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 339 قلت: مات في شعبان من السنة. ومن شيوخه: محمد بن عبد الله الشيرازي، وأبو عمرو بن حمدان، وعلي بن عيسى العاصمي، وأبو أحمد الغطريفي، ومخلد بن جعفر الباقرحي، وبشر بن أحمد الإسفرائيني. روى كتابه في درجات التأبين عمر بن كرم الدينوري بسماعه من أبي الوقت السجزي، قال: أنا أبو عطاء عبد الأعلى بن عبد الواحد بن أحمد المُليحي، عنه. 4 (حرف الباء:) بديع. فتى القاضي الميانجي روى عن مولاه. روى عنه: عبد العزيز الكتاني، وأبو سعد إسماعيل السمان. وثقه الكتاني. وتوفي في ذي القعدة. 4 (حرف التاء:) تمام بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن الجُنيد. (28/339)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 340 الحافظ أبو القاسم ابن الحافظ أبي الحسين البجلي الرازي ثم المشقي، المحدث. ولد بدمشق سنة ثلاثين وثلاثمائة. وسمع من: أبيه، وخيثمة بن سليمان، وأحمد بن حذلم القاضي، وأبي الميمون راشد، وأبي علي أحمد بن محمد بن فضالة، والحسن بن حبيب الحصائري، وأبي يعقوب الأذرعي، ومحمد بن حميد الحوراني، وخلق كثير. خرج عنهم في فوائد.) وقرأ القرآن على أحمد بن عثمان غلام السباك. روى عنه: عبد الوهاب الكلابي أحد شيوخه الصفار، وأبو الحسين الميداني، والحسن بن علي الأهوازي، والحسن بن علي اللباد، وعبد العزيز الكتاني، وأحمد بن محمد العتيقي، وأحمد بن عبد الرحمن الطرائفي، وخلق سواهم. قال الكتاني: توفي أستاذنا تمام الحافظ لثلاثٍ خلون من المحرم سنة أربع عشرة. قال: وكان ثقة، ولم أرى أحفظ منه في حديث الشاميين. وقال أبو علي الأهوازي: وما رأيت مثله في معناه. كان عالماً بالحديث ومعرفة الرجال. وقال أبو بكر الحداد: ما لقينا مثل تمام في الحفظ والخير. 4 (حرف الحاء:) الحسن بن الفضل بن سهلان. (28/340)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 341 الوزير أبو محمد. ولي وزارة العراق لسلطان الدولة بن عضُد الدولة بعد فخر المُلك. فكان ضعيف الصناعة، قليل البضاعة، سريع الغضب، فاحشاً. ربما وثب ولكم بيده، ولكنه يندم. وكان فيه شجاعة وهيبة وسخاء. انفحم المفسدون وانقمعوا به، فلم تُطل دولته، وكانت شهرين ونصف، وتوفي. الحسين بن الحسن بن محمد بن حلبس. أبو عبد الله المخزومي الغضائري البغدادي. سمع: محمد بن يحيى الصولي، وإسماعيل الصفار، ومحمد بن البختري، وعثمان بن السماك، والنجاد. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة فاضلاً. مات في محرم. قلتُ: وقع لنا جزء من حديثه عن جماعة عن الهمداني، عن السلفي، عن أبي عبد الله الثقفي، عنه. وروى عنه: البيهقي، وعباس بن أحمد بن بكر ابن الهاشمي، وابن المهتدي بالله. وأما: الغضائري، شيخ الشيعة، فقد مر سنة إحدى عشر. (28/341)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 342 الحسين بن عبد الله بن محمد بن إسحاق بن أبي كامل الأطرابلسي القيسي. البصري الأصل، العدل. روى عن: أبيه، وعن: خال أبيه خيثمة، وابن حذلم، وأبي يعقوب الأذرعي، وأبي ميمون بن راشد، ومحمد بن إبراهيم السراج نزيل القدس. وسمع بمصر: عبد الله بن الورد، وجماعة. انتقى عليه خلف الواسطي. وحدث عنه: طراد بن الحسين بن حمدان، ومحمد بن علي الصوري، وعبد الرحيم بن أحمد البخاري، وعبد العزيز الكتاني، وأبو الحسن أحمد بن أبي الحديد، وأبو الحسن بن صصرى، وجماعة. وتوفي بأطرابلس. وكان قد حدث قبل موته بدمشق. وثقه أبو بكر الحداد.) الحسين بن علي بن عبيد الله. (28/342)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 343 أبو علي الرهاوي المقريء. قرأ القرآن لأبن عامر على: أحمد بن محمد الإصبهاني. وقرأ على غيره. وله مصنفات في القراءآت. وحدث عن: أحمد بن صالح البغدادي، قرأ عليه: أبو علي غلام هراس. وحكى عنه: عبد العزيز الكتاني. وتوفي رمضان. الحسين بن محمد بن الحسين بن عبد بن صالح بن شعيب بن منجويه الثقفي. أبو عبد اله الدينوري. توفي في ربيع الآخر بنيسابور. روى عن: هارون بن محمد العطار، وأبي بكر بن السني، وبرهان الصوفي، وأبي علي الحسين بن محمد بن حبش المقريء، وعبد الله بن عبد الرحمن الدقاق الدينوريين، وأبي الحسين بن أحمد بن جعفر بن حمدان الدينوري، وأبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، وعيسى بن حامد الرخجي، وإسحاق بن محمد النعالي، وخلق من الهمدانيين، وغيرهم. روى عنه: جعفر الأبهري، وعبد الرحمن بن أبي عبد الله بن مندة، وسعد بن حمد، ووالده سفيان وأبو بكر محمد، وأبو الفضل القُومساني، وأحمد بن عبد الله إبنا عبد الرحمن بن علي، وأبو غالب بن قصار، وأبو الفتح بن عبدوس، وأبو نصر أحمد بن محمد بن صاعد، وعلي بن أحمد بن الأخرم، وأبو صالح المؤذن ومحمد بن يحيى المزكي، ومكي بن محمد بن دُلير، وأحمد بن الحسين القرشي، وآخرون. (28/343)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 344 قال شيرويه: كان ثقة، صدوقاً كثير الرواية للمناكير، حسن الخط، كثير التصانيف. ودخل همدان فقيراً فجمعوا له وداسوه، ثم خرج إلى نيسابور ووقع له بها حشمة جليلة. وحدث عنه: أبو إسحاق الثعلبي المفسر. وقد تكلم فيه أبو الفضل بن الفلكي، وقال: ما سمع من عبيد الله بن شنبة. فخرج لذلك من همدن ساخطاً، فتبعه ابن فلكي ورجع عن مقالته، واعتذر منه، فما قبل عُذره، وكان يدعوا على ابن الفلكي. الحسين بن محمد بن الحسن. أبو عبد الله الصوري النحوي الضراب. حدث عن: يوسف الميانجي. روى عنه: عبد الرحيم البخاري. وكان شيخ صور في العربية، والفقه. 4 (حرف السين:) سُختكين شهاب الدولة. ولي أمرة دمشق للظاهر خليفة مصر سنة اثنتي عشرة. (28/344)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 345 ومات) بدمشق في قصر السلطان في ذي القعدة سنة أربع عشرة. سعيد بن محمد بن أحمد بن حسين بن مدرك. أبو عاصم الباشاني الهروي الزاهد. روى عن: حامد الرفاء. مسع: منه: شيخ الإسلام الأنصاري. سهل بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن دينار. أبو يحيى الديناري النيسابوري الجوهري. شيخ صالح، عابد، ثقة. لكنه متهم في المذهب. روى عن: الأصم، وأبي العباس القطان، وأبي يحمد الشُعبي. وعنه: أبو صالح المؤذن. 4 (حرف الطاء:) طاهر بن محمد بن علي بن هاموش. الزاهد أبو محمد الهمداني البزاز، الرجل الصالح. روى عن: إبراهيم بن محمد بن علي بن أبي حماد، وأبي أحمد الحسين بن علي حُسينك، وشُعيب بن علي القاضي. روى عنه: أبو سعد محمد بن علي بن مموش، ويوسف الخطيب، وغيرهما. وكان بَّكاءً خائفاً خاشعاً، من أولياء الله. 4 (حرف العين:) العباس بن عمر بن مروان. (28/345)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 346 أبو الحسن الكلوذاني: قال الخطيب: كتبنا عنه عن الصولي، وأبي جعفر بن البختري، وكان رافضياً غير ثقة، فخرقت ما كتبت عنه. وقال ابن خيرون: حدث عن المحاملي، وحمزة الهاشمي. رافضي كذاب، لم يكن له أصل. مات في رمضان. عبد الله بن أحمد عمرو بن أحمد بن معاذ. أبو الحسين، ويقال: أبو العباس، العنسي الداراني. روى عن: أبيه، وأبي الميمون بن راشد، وأبي يعقوب الأذرعي، وأبي الحين بن حذلم. روى عنه: علي بن محمد الحنائي، وأبو علي الأهوازي، وأبو محمد اللباد، وعبد العزيز الكتاني. وقال الكتاني: توفي بداريا في شوال، وكتب الكثير، وحدث بشيء يسير. ثقة مأمون. (28/346)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 347 عبد الله بن الحسن بن الخصيب. أبو محمد الإصبهاني الكراني. عبد الجبار بن أحمد الهمذاني. القاضي شيخ المعتزلة. توفي بالري في ربيع الآخر. وقيل: توفي سنة كما سيأتي.) عبد الرحمن بن محمد بن سليمان. أبو عقيل السلمي الأستوائي. ثقة، أصل. روى عن: الأصم، وأقرانه. ويعرف بالمائقي. روى عنه: ابن أخته زين الإسلام أبو القاسم القشيري. قاله عبد الغافر في السياق. (28/347)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 348 عبد الرحمن بن هشام بن عبد الجبار بن الناصر لدين الله الأموي المرواني. أخو محمد المهدي. لما انهزم البربر عن قرطبة مع القاسم بن حمود الحسني، اتفق أهل قرطبة على رد الأمر إلى بني أمبة، وكانت دولتهم قد زالت من سنة سبعٍ وأربعمائة بابني حمود، فاختاروا ثلاثة: عبد الرحمن هذا، وسليمان ابن المرتضى، وآخر. ثم قدموا عبد الرحمن وبايعوه بالخلافة في رمضان من السنة، وله اثنتان وعشرون سنة. وكنيته أبو المطرف، ولقبوه بالمستظهر بالله. ثم قام عليه أحد بني عمه أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن مع طائفةٍ من الغوغاء، فقتل المستظهر لثلاثٍ بقين من ذي القعدة. وكان رحمه الله ذكياً بليغاً فصيحاً مفوهاً، بارع الأدب رقيق الطبع، جيد النظم. ووزر أبو محمد بن حزم الظاهري له تلك الأيام. ولم يعقب. ثم بويع أبو عبد الرحمن، فدام أمره عشرة أشهر، ولقبوه بالمستكفي. ثم خلع ورجع الأمر إلى يحيى المعتلي، وسم أبو عبد الرحمن فهلك. عقيل بن عبيد الله بن أحمد بن عبدان. أبو طالب الأزدي الدمشقي الصفار. سمع: ابن حذلم، وأبا الميمون بن راشد، وأبا بكر بن معروف، والحافظ أبا الحسين الرازي. (28/348)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 349 روى عنه: علي بن الخضر، وعبد العزيز الكتاني، وجماعة. توفي في جمادى الآخرة. ووثقه الكتاني. علي بن أحمد بن صُبيح. أبو الحسن القاضي. سمع: أبا بكر الشافعي، وجعفر بن الحكم المؤدب. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً. علي بن بشرى بن عبد الله. أبو الحسن الدمشقي العطار. إمام مسجد ابن أبي الحديد. روى عن: أبي علي بن هارون، وعلي بن أبي العقب، ومحمد بن إبراهيم بن مروان، وجمع بن القاسم، وخيثمة بن سليمان، لكن قال الكتاني إنه اتهم في خيثمة. روى عنه: أبو علي الأهوازي، ورشأ بن نظيف، وعبد العزيز الكتاني، وعربية الحلبية. وقال الأهوازي: سمعته يقول: اسمعني والدي من خيثمة سنة ثلاثٍ وأربعين، ولي سبعُ سنين. ووثقه محمد بن علي الحداد. توفي في صفر. (28/349)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 350 روى عنه: عبد الغني بن سعيد، وإبراهيم بن محمد الحنائي، وأبو عبد الله محمد بن سلامة) القُضاعي، وأبو علي الأهوازي، وأبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، وخلق كثير من المغاربة والحُجاج. توفي بمكة. قال أبو الفضل بن خيرون: تُكلم فيه. قال: وقيل إنه يكذب. وقال شيرويه الديلمي: روى عنه: أبو منصور بن عيسى، وأبو القاسم عبد الرحمن بن مندة، وعبد الرحمن بن محمد بن شاذي، وثنا عنه بالإجازة: أبو القاسم الخطيب، وأبو القاسم بن البصري، وأبو الفتح بن عبدوس. علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم بن سعيد. أبو الحسن البوراني الصوفي، نزيل مكة، ومصنف كتاب بهجة الأسرار في أخبار القوم. حدث عن: أبي الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان، وأبي سهل بن زياد القطان، وأحمد بن الحسن بن عُتبة الرازي، وأحمد بن إبراهيم بن عطية الحداد، وأحمد بن عثمان الأدمي، وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب، (28/350)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 351 وعلي بن أبي العقب، وأبي بكر بن أبي دُجانة، وأبي بكر الرقي، وجُمح بن القاسم المؤذن، وطائفة. قال: وكان ثقة، صدوقاً، عالماً، زاهداً، حسن المعاملة، مذكوراً في البُلدان، حسن المعرفة. وروى عنه أبو طالب محمد بن علي العشاري. قرأت على الأبرقوهي: أخبركم أحمد بن مطيع إجازة وسماعاً في غالب الظن أنه قرأ على الشيخ عبد القادر بن أبي صالح الجبلي، أنا هبة الله السقطي، أنا أبو الفضل جعفر بن يحيى المكي، أنا الحسين بن عبد الكريم الجزري، أنا علي بن عبد الله بن جهضم الهمداني، أنا علي بن محمد بن سعيد البصري، أنا أبي، أنا خلف بن عبد الله الصنعاني، حُميد الطويل، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه السلام: رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي، ثم ذكر فضل ليلة صلاة الرغائب. والحديث موضوع، ولا يُعرف إلا من رواية ابن جهضم. وقد اتهموه بوضع هذا الحديث. وقد رواه عنه عبد العزيز بن بُندار الشيرازي نزيل مكة، وغيره. ولقد أتى بمصائب يشهد القلب ببُطلانها في كتاب: بهجة الأسرار. (28/351)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 352 علي بن القاسم بن الحسن البصري. أبو الحسن النجاد. هو خاتمة من روى عن أبي روق الهزاني. كان محدثاً عدلاً بالبصرة. حدث عنه: الخطيب، وأبو بكر محمد بن إبراهيم المستملي، والحسن بن عمر بن الحسن بن) يونس الإصبهانيان، وطائفة سواهم. لم أظفر بموته، إلا أنه كان حياً سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. ويروي أيضاً عن أحمد بن عبيد الصفار كتاب السنن له. علي بن محمد بن أحمد بن ميلة خُرة. ويُعرف أبو محمد بماشاذه. أبو الحسن الإصبهاني الزاهد، الفقيه الفرضي، أحد أعلام الصوفية. (28/352)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 353 قال أبو نُعيم: صحب أبا بكر عبد الله بن إبراهيم بن واضح، وأبا جعفر محمد بن الحسن، وزاد عليهما في طريقهما خُلقاً وفتوةً. جمع بي علم الظاهر والباطن، لا تأخذه في الله لومةُ لائم. وكان ينكر على المتشبهة بالصوفية، وغيرهم من الجهال فساد مقالتهم في الحلول والإباحة والتشبيه، وغير ذلك من ذميم أخلاقهم، فعدلوا عنه لما دعاهم إلى الحق جهلاً منهم وعناداً. وانفر في وقته بالرواية عن: محمد بن محمد بن يونس الأبهري، وأبي عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم، وأبي علي أحمد بن محمد بن إبراهيم المصاحفي، ومحمد بن أحمد بن علي الأسواري. وتوفي يوم الفطر. قلت: أخبرنا بلال الحبشي، أنا عبد الوهاب بن ظاهر، أنا السلفي، أنا محمد وأحمد ابنا عبد الله بن أحمد قالا: ثنا علي بن ماشاذه إملاءً، نا أبو علي الصحاف: ثنا أحمد بن مهدي، نا ثابت بن محمد، نا سُفيان الثوري، عن أبي الزُّبير، عن جابر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يقطع الصلاة الكشرُ، ولكن يقطعُها القرقرة. وروى أيضاً عن: عبد الله بن جعفر بن فارس، ومحمد بن عبد الله بن أسيدِ، وأبي علي أحمد بن محمد بن عاصم، وعبد الله بن محمد بن عيسى، وغِياث بن محمد، وأبي أحمد العسال، وغيرهم. وأملى عدة مجالس. روى عنه: أبو عبد الله الثقفي في فوائده، ورجاء بن قُولويه، وأحمد بن (28/353)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 354 محمد ابنا عبد الله السوذرجاني، وأبو الحسين سعيد بن محمد الجوهري، وأبو نصر عبد الرحمن بن محمد السمسار، وآخرون. قال أبو بكر أحمد بن جعفر اليزدي: سمعتُ الإمام أبا عبد الله بن مندة وقت قدومه من خُراسان سنة إحدى وسبعين يقول، وعنده أبو جعفر ابن القاضي أبي أحمد العسال وعدة مشايخ، فسأله ابن العسال عن أخبار مشايخ البلاد التي شاهدها، فقال: طِفتُ الشرق والغرب، فلم أر في الدنيا مثل رجُلين، أحدهما والدك القاضي، والثاني أبو الحسن علي بن ماشاذه الفقيه. ومن عزمي أن أجعله وصبي، وأسلم كُتبي أليه، فإنه أهل له. أو كما قال.) أخبرني إسحاق الصفار، أنا ابن خليل، أنا أبو المكارم، أنبا أبو علي، أنا أبو نُعيم في آخر كتاب الحلية قال: ختم التحقق بطريقة المتصوفة بأبي الحسن علي بن ماشاذه لِما أولاه الله من فنون العِلم والسخاء والفتوة، كان عارفاً بالله فقيهاً عاملاً، له من الأدب الحظ الجزيل رحمه الله. علي بن محمد بن علي بن حسين بن شاذان. الحاكم أبو الحسن بن السقا الإسفرائيني الحافظ المُحدث، الثقة. من أولاد الشيوخ. سمع الكُتب الكبار، وأملي دهراً. روى عن: الأصم، وأبي عبد الله بن الأخرم، وعلي بن حمشاذ، وأبي (28/354)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 355 عبد الله الصفار الإصبهاني، وأبي طيب الشُعيري، وأبي الحسن الطرائفي، وأبي منصور العتكي، وخلق. ورحل فأخذ عن: أبي سهل بن زياد، والنجاد، ودعلج، وجعفر بن الخُلدي، وعبد الله الخراساني، وعبد الرحمن بن الحسن الهمداني، وطائفة. روى عنه: أبو بكر البيهقي، وسبطه حكيم بن أحمد الإسفرائيني القاضي، وجماعة. توفي في هذه السنة. علي بن محمد بن علي بن يعقوب. أبو القاسم الإيادي البغدادي. سمع أبا بكر النجاد، وأبا بكر الشافعي، وحبيباً القزاز، وجماعة. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة يتفقه على مذهب مالك. مات في ذي الحجة. قلت: وروى عنه: القاسم بن الفضل الثقفي، وأهل بغداد. له جزء معروف به سمعه السبط. عمر بن محمد بن إبراهيم بن عباس. أبو حفص الدوغي المديني. توفي في شعبان. (28/355)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 356 4 (حرف القاف:) القاسم بن جعفر بن عبد الواحد بن العباس بن عبد الواحد أبو جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب. القاضي أبو عمر الهاشمي العباسي البصري. سمع: عبد الغافر بن سلامة الحمصي، وأبا العباس محمد بن أحمد بن الأثرم، وعلي بن إسحاق المادرائي، ومحمد بن الحسين الزعفراني الواسطي، والحسين بن يحيى بن عياش القطان، ويزيد بن إسماعيل الخلال صاحب الرمادي، وأبا علي الؤلؤي، والحسن بن محمد بن عثمان الفسوي، وجماعة. وولد في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.) روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي الإبهاني المستملي، وأبو علي الوخشي، وهناد إبراهيم النسفي، وسُليم بن أيوب الرازي، والمسيب بن محمد الأرغياني، وعلي بن أحمد التستري، وأبو القاسم عبد الملك بن شغبة، وجعفر بن محمد العباداني، وآخرون. قال أبو الحسن علي بن محمد بن نصر الدينوري ابن اللبان: سمعتُ سنن أبي داود على أبي عمر الهاشمي بقراءتي ست مرات. وسمعته يقول: أحضرني والدي هذا الكتاب وأنا ابن ثمان سنين، فأثبت حضوري ولم يثبت السماع، ثم أحضرني وأنا ابن تسعٍ، فأثبت حضوري ولم يُثبت السماع، وسمعته وأنا ابن عشر سنين، فأثبت حينئذٍ سماعي. وقال الخطيب: كان أبو عمر ثقة أميناً، ولي القضاء بالبصرة، وسمعت منه بها سنن أبي داود وغيرها. ومات في تاسعٍ وعشرين من ذي القعدة سنة 14. (28/356)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 357 4 (حرف اللام) ليلى بنت أحمد بن مسلم الولادي الإصبهاني. أم البهاء. توفيت في جمادى الأولى، وصلى عليها ابنها. 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن سميكة. القاضي أبو الفرج البغدادي، الفقيه الشافعي، روى عن: النجاد، وغيره. وانتقى عليه ابن أبي الفوارس. محمد بن خزيمة بن الحسين. أبو عبد الله المصري الدباغ البزاز. عن: ابن حيويه النيسابوري، وطبقته. ورخه الحبال. محمد بن الحسين بن عمر. أبو الحسين الحمصي الفرضي. ولي قضاء دمشق نيابة عن القاضي أبي عبد الله محمد بن الحسين النصيبي. وسمع من: أبي عبد الله بن مروان، وأبي طاهر محمد بن عبد العزيز الفقيه، والقاضي الميانجي، وأبي زيد المروزي، وجماعة. روى عنه: علي الجنائي، وعبد العزيز الكتاني، وأبو نصر بن طلاب، وآخرون. (28/357)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 358 توفي في جمادى الأولى. محمد بن طاهر بن يونس بن جعفر. أبو الفتح الدقاق. والد حمزة الحافظ. حدث عن: أبي بكر القطيعي، وغيره. روى عنه: إبناه حمزة والحسين، وابن أخته أبو طالب العشاري، وأبو الفضل محمد بن المهتدي بالله. ولد سنة أربعٍ وأربعين وثلاثمائة، وابيضت لحبة ابنه حمزة) قبله، فكانوا يحسبون الأب هو الابن. توفي رحمه الله في سلخ رجب. محمد بن علي بن عمرو بن مهدي. أبو سعيد النقاش الإصبهاني، الحافظ الحنبلي. سمع من: جده لأمه أحمد بن الحسين بن أيوب التميمي، وأحمد بن معبد، وعبد الله بن فارس، وعبد الله بن عيسى الخشاب، وأبي أحمد العسال، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف، وسليمان الطبراني، وجماعة سنة نيفٍ وأربعين وثلاثمائة. ثم رحل إلى بغداد فسمع من: أبي بكر الشافعي، ومحمد بن الحسن بن مقسم المقريء، وعمر بن سلم، وأبي علي بن الصواف، ومحمد بن علي بن حبيش الناقد، ومحمد بن علي بن محرم، وطبقتهم. وسمع بالبصرة من: إبراهيم بن علي الهجيمي وهو أكبر شيخ لقيه في الرحلة. (28/358)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 359 وسمع من: فاروق الخطابي، وحبيب القزاز. وبالكوفة من: أصحاب مطين، وبدين بن جناح المحاربي القاضي، وصباح بن محمد النهدي، وعبد الله بن يحيى الطلحي. وبمرو من: حاضر بن محمد الفقيه، وجماعة. وبجرجان من: أبي بكر الإسماعيلي، وجماعة منهم إسماعيل بن سعيد الخياط. وبهراة من: أبي حامد أحمد بن محمد بن حسنويه، وأبي منصور محمد بن أحمد بن الأزهر اللغوي. وبنهاوند، وهمدان ونيسابور، والدينور، سمع بها من ابن السني. وبالحجاز، وإسفرائين، ومرو الروذ، وعسكر مكرم. وأملي وجمع في الأبواب، وغير ذلك. وحدث بالكثير روى عنه: أحمد بن عبد الغفار بن أشتة، والفضل بن علي الحنفي، وأبو مطيع محمد بن عبد الواحد المصري، وخلق كثير. وكان من الثقات المشهورين. توفي في رمضان محمد بن علي بن الحسين الباشاني الهروي. الثقة، الرضا. توفي في صفر، وله مائة وست سنين. روى عن: أبي إسحاق أحمد بن محمد بن ياسين الحافظ، ومحمد بن إبراهيم بن نافع. روي عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل، وجماعة. (28/359)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 360 محمد بن علي بن ممويه. أبو بكر الإصبهاني الواعظ، المفسر المعروف بالجمال. قال محمد بن عبد الواحد الدقاق: كان ملك العلماء في وقته بإصبهان. محمد بن علي بن العباس بن جمعة. أبو طاهر الخفاف العدل. توفي بخراسان في جمادى الأولى. محمد بن علي بن ربيع بن عبد الله بن ربيع بن بنوش. أبو عبد التميمي القرطبي، ولد) القاضي أبي محمد. روى عن: أبيه، وأبي عمر أحمد بن خالد التاجر، وعباس بن أصبغ وأبي جعفر بن عون الله. وكان نبيلاً مجتهداً، قائماً بالرواية، متقناً. حدث عنه: الخولاني. ومات في حياة أبيه. محمد بن عمر بن هارون. أبو الفضل الكوكبي الإصبهاني، الأديب. توفي في رجب. محمد بن محمد بن إبراهيم الجرجاني. نزيل استرباذ، وهي على مرحلته من جرجان. روى عن: نعيم بن عبد الملك، وهارون بن أحمد الأستراباذي وغيرهما. (28/360)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 361 4 (حرف الهاء) هلال بن محمد بن جعفر بن سعدان بن عبد الرحمن بن ماهوية بن مهيار بن المرزبان. أبو الفتح الكسكري، ثم البغدادي الحفار. ولد سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. سمع من: ابن عياش القطان، وعلي بن محمد المصري الواعظ، وابن البختري، وإسماعيل الصفار، وعثمان بن السماك، وجماعة. قال الخطيب: مات في صفر، وكان صدوقاً. كتبنا عنه. وروى عنه: أبو نصر عبيد الله السجزي، وأبو بكر البيهقي، وهبة الله بن عبد الرزاق الأنصاري، والقاسم بن فضل الثقفي، وطراد بن محمد الزينبي، وخلق كثير. وآخر من روى بالإجازة حديث الحفار بعلوٍ زين الدين محمد بن عبد الدائم عن خطيب الموصل، إجازةً عن طراد. الهيصم بن محمد بن إبراهيم. أبو علي البُوشنجي الشعبي. توفي ببوشنج يوم العيد. (28/361)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 362 4 (حرف الياء:) يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى. أبو زكريا بن المزكي أبي إسحاق. مُسند نيسابور وشيخ التزكية. كان ثقة نبيلاً زاهداً صالحاً، ورعِاً متقناً. وما كان يحدث إلا وأصله بيده يُقابل به. وعقد الإملاء مدة، وقُريء عليه الكثير. وقد تفقه على الأستاذ أبي الوليد. روى عن: أبي العباس الأصم، وأبي عبد الله محمد بن يعقوب الأخرم، وأبي الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس، والحسن بن يعقوب البُخاري، وأبي بكر أحمد بن إسحاق الصبغي الفقيه، وطائفة من النيسابوريين، وأبي سهل بن زياد، وأحمد بن سلمان النجاد، وعبد الله بن إسحاق الخُراساني، وأحمد بن كامل القاضي، وأحمد بن عثمان الأدمي البغداديين، ومحمد بن علي بن دُحيم) الكوفي، وجماعة كثيرة. وانتقى عليه الحافظ أبو بكر البيهقي في جميع كُتبه، وأبو صالح المؤذن، وعثمان بن محمد المحمي، وعلي بن أحمد المؤذن ابن الأخرم، وهبة الله بن أبي الصهباء، وابنه أبو بكر محمد بن يحيى، والقاسم بن الفضل الثقفي، وآخرون. مات في ذي الحجة. (28/362)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 363 يحيى بن إبراهيم بن محارب. أبو محمد السرقسطي. روى عن: عبدوس بن محمد، وحج فروى عن أبي القاسم السقطي صاحب إسماعيل الصفار. وكان فاضلاً زاهداً، يُقال كان مجاب الدعوة. وله كتاب صفة الجنة. روى عنه: قاسم بن هلال، وعُمر بن كُريب، وموسى بن خلف، ووضاح بن محمد السرقسطي. (28/363)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 364 1 (وفيات سنة خمس عشرة وأربعمائة:)

4 (حرف الألف:) أحمد بن أحمد بن يوسف. أبو صادق الدوغي الجُرجاني البيع. سمع وطوف، وطال عمره. وحدث عن: عبد الرحمن بن عبيد الهمذاني، ودعلج بن أحمد، وأبي بكر الشافعي، وحامد الرفاء، وعبد الله بن عدي. قال الحافظ علي بن محمد الزبحي: لم أرزق السماع منه، وكان يجلس بجنبي في مجلس ابن معمر. روى عنه: أبو مسعود البجلي، وأقراننا. ومات في جُمادى الآخرة. أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن شبيب. أبو نصر الشبيبي الخندقي. (28/364)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 365 قال عبد الغافر: شيخ ثقة معروف، يكتب الأمالي على كبر السن. وحدث عن: الأصم، وأبي عبد الله بن الأخرم، وأبي حسن الكارزي، وأبي الوليد الفقيه. ثنا عنه جماعة. توفي في ذي القعدة. قلت: روى عن: أبي نصر أبو الحسن المديني ابن الأخرم، والبيهقي. أحمد بن علي بن أحمد بن مُعاذ. أبو الحسين المُلقباذي التاجر. شيخ ثقة مستور، مجاوراً بالجامع بنيسابور. ويُقال أنه من ذرية معاذ بن جبل. حدث عن: أبي محمد الكعبي، ويحيى بن منصور القاضي، وأبي بكر محمد بن المؤمل. وعنه: أبو صالح المؤذن. أحمد بن علي بن محمد. أبو عبد الله القُرشي، الدمشقي، الرُماني النحوي. المعروف) بالشرابي. الأديب. حدث بكتاب إصلاح المنطق ليعقوب بن السكيت، عن أبي جعفر محمد بن أحمد الجُرجاني. وسمع من: عبد الوهاب الكلابي. (28/365)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 366 روى عنه: أبو نصر بن طلاب الخطيب. توفي في دمشق في ربيع الآخر. أحمد بن عُمر بن عثمان. أبو فرج ابن البغل. بغدادي، سمع من: جعفر الخُلدي، وأبي بكر النجاد. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقاً. أحمد بن الفضل. أبو منصور النُعيمي الجرجاني الحافظ. عن: ابن عدي، وأبي بكر الإسماعيلي، وأبي أحمد الغطريفي، أبي أحمد الحاكم، وأبي عمر الحيري، ونصر بن عبد الملك الأندلسي، وغيرهم. وصنف كتاباً في أخبار الخيل، وله في الحديث مصنف سماه المُجتنى. مات في شوال. قاله ابن ماكولا. أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل الضبي المحاملي. (28/366)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 367 الفقيه الشافعي أبو الحسن. درس الفقه على الشيخ أبي حامد. وكان عُجباً في الذكاء والفهم، صنف في الفقه كتاب المجموع، وهو كتابٌ كبير، وكتاب المقنع في مجلد، وكتاب الُلباب، وغير ذلك. وصنف في الخلاف كثيراً. وسمع من: الحافظ محمد بن المظفر، وطبقته. ورحل به أبوه إلى الكوفة فسمعه من ابن أبي السري البكائي. ولد سنة ثمانٍ وستين وثلاثمائة. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وحضر دروسه. وقال الشريف المرتضى أبو القاسم علي بن الحسين المُوسوي: دخل علي أبو الحسن المحاملي مع الشيخ أبي الحامد، ولم أكن أعرفه، فقال لي الشيخ أبي حامد: هذا أبو الحسن بن المحاملي، وهو اليوم أحفظ للفقه مني. وقال الشيخ أبو إسحاق في الطبقات: تفقه أبو الحسن على الشيخ أبي (28/367)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 368 حامد الإسفرائيني وله عنه تعليقه تنسب إليه، وله مصنفات كثيرة في الخِلاف والمذهب، ودرس ببغداد. قلت: وتوفي في ربيع الآخر، وتوفي أبوه سنة سبعٍ كما مر. أحمد بن محمد بن الحاج بن يحيى. أبو العباس الإشبيلي الشاهد. نزيل مصر. رحل في صغره، وسمع: عثمان بن محمد السمرقندي، والحسن بن مروان القيسراني، وأبا علي بن هارون، وأبا القاسم علي بن أبي العقب، وأحمد بن محمد بن عُمارة، وأبا الفوارس أحمد بن محمد بن عُتبة الرازي، والعباس بن محمد الرافقي، وأبا بكر أحمد بن عبد الله بن أبي دُجانة) الدمشقي، وخلقاً سواهم بمصر، والشام. روى عنه: أبو نصر عبيد الله بن سعيد الوابلي، وعبد الرحيم بن أحمد البخاري، وأبو عبد الله القُضاعي، وأبو إسحال الحبال، وأبو الحسن الخلعي، وطائفة من المغاربة. وقع لنا حديثه عالياً. وخرج له أبو نصر المذكور أجزاءً كثيرة، وأثنى عليه الحبال وقال: مات في صفر. أحمد بن محمد بن أحمد بن إسماعيل. (28/368)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 369 أبو بكر الحربي، المؤدب، المؤذن. كان حجاجاً، كثير التلاوة. وسمع من: النجاد. أحمد بن محمد بن أبي أسامة. القاضي أبو الفضل الحلبي. أحد كُبراء حلب. قبض أسد الدولة صالح بن مرداس متولي حلب عليه، ودفنه حياً بقلعة حلب. قال صاحب أبو القاسم بن العديم: ولما حفر الملك العزيز أساس داره بالقلعة سنة اثنتين وثلاثين وستمائة ظهر لهم مطمورةٌ مُطبقة، وفيها رجل في رجليه لبنةُ حديد، فلا أشك أنه هو. وهو أحمد بن محمد بن عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن بهلول بن أبي أسامة. حدث عن: أبي أسامة الجنادة بن محمد. وسمع بحلب من أخيه عبيد الله، ومن: سليمان بن محمد بن سليمان التنوخي. (28/369)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 370 روى عنه: القاضي أبو الحسين أحمد بن يحيى بن أبي جرادة قاضي حلب. ولي ابن أبي أسامة قضاء حلب، وتمكن في أيام سديد الدولة ثُعبان بن محمد الكتامي أمير حلب، وموصوف الصقلبي والي القلعة. وكانا يرجعان إلى عقله ورأيه. فلما حضر نواب صالح كان ابن أبي أسامة في القلعة، فتسلمها نواب صالح وقتلوا موصوفاً وابن أبي أسامة. وقيل: بل دفنوه حياً. أحمد بن محمد بن موسى. أبو الحسين البغدادي الخياط. سمع منه أبو بكر الخطيب في هذا العام عن عبد الصمد الطستي، والنجاد، ووثقه. أحمد بن محمد بن عمر بن الحسن. أبو الفرج ابن المسلمة، البغدادي العدل. سمع: أباه، وأحمد بن كامل القاضي، وأبا بكر النجاد، وابن علم، ودعلج بن أحمد. قال الخطيب: كان ثقة، يُملي كل سنةٍ مجلساً واحداً في المحرم. وكان موصوفاً بالعقل والفضل والبِر. وداره مألفٌ لأهل العلم. (28/370)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 371 ولد سنة سبعٍ وثلاثين وثلاثمائة، وكان صواماً كثير التلاوة. توفي في ذي القعدة رحمه الله. روى عنه: الخطيب، وطراد الزينبي، وجماعة.) وكان قد تفقه على أبي بكر الرازي الحنفي. وكان يصوم الدهر، ويتهجد بِسبع القرآن. قال الخطيب: حدثني رئيس الرؤساء أبو القاسم الوزير قال: كان جدي يختلف إلى درس أبي بكر الرازي. وقال لي الوزير إنه رأى في النوم أبا الحسن القُدري. فقال له: كيف حالك فتغير وجهه وطال، وأشار إلى صعوبة الأمر. قلت: كيف حال الشيخ أبي فرج يعني جده. قال: فعاد وجهه إلى ما كان، وقال: ومن مثل الشيخ أبي الفرج ذاك. ثم رفع يده إلى السماء. فقلتُ في نفسي: يريد وهُم في الغُرفاتِ آمِنُون. أحمد بن محمد بن الصابوني. أبو الحسن البغدادي. سمع: عمر بن جعفر بن سلم، وأبا بكر الشافعي. أحمد بن يحيى بن سهل. أبو الحسين المنبجي الشاهد المقريء النحوي. نزيل دمشق. حدث عن: أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان، ونظيف بن عبد الله المقريء، وجماعة. (28/371)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 372 روى عنه: علي بن محمد الحنائي، وعلي بن محمد بن شجاع الربعي، وعلي بن الخضر السُلمي، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني. ووثقه الكتاني. إبراهيم بن أحمد. أبو إسحاق السمان. سمع: الإسماعيلي، وغيره. أسد بن القاسم. أبو الليث الحلبي المقريء. إمام مسجد النخاسين بدمشق. حدث عن: الفضل بن جعفر المؤذن، ويوسف الميانجي. روى عنه: أبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني، وجماعة. 4 (حرف الحاء:) الحسن بن عبد الله بن مسلم. أبو علي الصقلي المقريء. رحل، وقرأ القراءآت على: أبي الطيب بن غلبون، وعُمر بن عراك، وأبي عبد الله بن خُراسان. قال أبو عمرو الداني: كان رجلاً صالحاً ذا حفظ ومعرفة، وصدق. توفي بصقلية. الحسين بن سعيد بن مهند بن مسلمة. أبو علي الطائي الشيزري. (28/372)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 373 حدث عن: يوسف الميانجي، وأبي عبيد الله بن خالويه النحوي، وشاكر بن دعي. روى عنه: علي الحنائي، وأبو سعد السمان، وأبو القاسم علي بن محمد المصيصي، وغيرهم. قال الكتاني: توفي في رمضان. وكان يتهم بالتشيع. ولم أر في عبادته وورعه مثله. الحسين بن عبد الواحد الحذاء المقريء المجود. بغدادي. حدث عن: أحمد بن جعفر بن) سلم الخُتلي. الحسين بن علي ابن الإسكاف. سمع النجاد، وغيره. وحدث في هذه السنة، وانقطع خبره. 4 (حرف الزاي:) زكريا بن يحيى بن أفلح. أبو يحيى التميمي القُرطبي. ويُعرف بابن النعمان. روى عن: أبي عبد الله بن مُفرج. (28/373)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 374 روى عنه: قاسم بن إبراهيم الخزرجي. زيادة بن علي. التميمي النحوي. نزيل قرطبة. كان كبير القدر في علوم اللسان، محكماً للعربية. أخذ الناس عنه بقرطبة. 4 (حرف العين:) عبد الله بن ربيع بن عبد الله بن محمد بن ربيع بن صالح. أبو محمد التميمي القرطبي. روى عن: أبي بكر محمد بن معاوية، وأحمد بن مُطرف، وأحمد بن سعيد الصدفي، وأبي عبيد الله بن مفرج، وجماعة كثيرة. وحج في الكهولة سنة إحدى وثمانين. وسمع من: أبي بن المهندس، وأبي محمد بن أبي زيد الفقيه. وكان ثابتاً صالحاً، ديناً قانتاً، يُعرف بابن ينوش. حدث عنه: محمد بن عتاب، وأبو محمد بن حزم، وأبو عمر المهدي المقريء، وجماعة. ولد سنة ثلاثين وثلاثمائة. وتوفي في جمادى الأولى. وكان ملازماً للاشتغال. عبد الله بن محمد بن عقيل. (28/374)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 375 أبو عبد الله الباوردي. حدث عن: أحمد بن سلمان النجاد. روى عنه: أبو مطيع محمد بن عبد الواحد، ولإصبهانيون. مات في رمضان. ومن رواته: أحمد بن أشته. وهو أبيوردي غير فقيل الباوردي. سكن إصبهان. وقع لنا حديثه بعلو. وهو معتزلي، جلد، محترق. قال يحيى بن مندة: ثنا عمي عبد الرحمن قال: كتبتُ جزءين فقال لي: من لم يكن على مذهب الإعتزال فليس بمسلم. فمزقت ما كتبتُ عنه. قلت: كان الإعتزال في زمانه فاشياً بالعراق والعجم. عبد الله بن محمد بن محمد بن سعيد بن مسعود. أبو بكر السكري. خُراساني، نيسابوري، ثقة. سمع: الأصم، وأبا حامد الحسنوي المقريء، وأبا بكر محمد بن المؤمل، ويحيى بن منصور. وببغداد: أبا علي بن الصواف، وابن خلاد النصيبي. وبمكة: أبا إسحاق الدُبيلي. روى عنه: محمد بن يحيى المزكي، ومنصور بن إسماعيل بن صاعد، وأبو صالح المؤذن. وتوفي في شوال.) (28/375)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 376 عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار بن أحمد بن الخليل. القاضي أبو الحسن الهمداني الأسدباذي. شيخ المعتزلة، وصاحب التصانيف. عاش دهراً طويلاً، وكان فقيهاً شافعي المذهب. سمع من: أبي الحسن بن سلمة القطان، وعبد الرحمن بن حمدان الحلاب، وعبد الله جعفر بن فارس، والزبير بن عبد الواحد الأسداباذي. روى عنه: أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، والحسن بن علي الصيمري الفقيه، وأبو يوسف عبد السلام بن محمد القزويني المفسر المعتزلي، وآخرون. ولي قضاء الري وبلادها. ورحلت إليه الطلبة، وسار ذكره. رحم الله المسلمين. وله تصانيف مشهورة. مات في ذي القعدة، وقد شاخ. (28/376)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 377 عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن ابن الشيخ أبي القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب. الهمداني الدمشقي أبو القاسم. روى عن: جده أبو القاسم علي، وأبي عبد الله بن مروان. روى عنه: علي بن الخضر الزاهد، وأبو القاسم الحنائي، وعبد العزيز الكتاني. وقال: كان ثقة مأموناً. توفي في جمادى الآخرة. عبد الرحمن بن عبد الواحد بن أبي ميمون بن راشد. البجلي الدمشقي. روى عن: القاضي الميانجي. روى عنه: عبد الرحيم بن أحمد البخاري، وعبد العزيز الكتاني. عبد العزيز بن محمد بن جعفر بن المؤمن. أبو القاسم التميمي العطار البغدادي، والمعروف بابن شبان من ساكني البصرة. سمع: نعمان بن السماك، وأبا بكر النجاد، وابن قانع. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً. توفي في رمضان. (28/377)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 378 قلت: روى عنه أبو بكر البيهقي. عبد الرحمن بن عمر بن ممجة. أبو سعد التميمي الإصبهاني. توفي ربيع الأول. وكان يعرف ويفهم. روى عن: أبي الشيخ، والقباب. رحل وطوف، وأكثر. رحمه الله. عبد الواحد بن عبيد الله بن الفضل بن شهريار الإصبهاني. التاجر أبو علي. محتشم نبيل، خير. كتب عنه: عبد الرحمن بن مندة. توفي في رجب. عبد الوهاب بن عبد الملك بن محمد بن عبد الصمد بن المهتدي بالله. أبو طالب الهاشمي العباسي الفقيه. شامي، يروي عن: أبي عبد الله بن مروان الدمشقي، وغيره. روى عنه: الخضر بن عبيد الله المري، وعبد العزيز الكتاني وقال: توفي في رمضان. وكان فقيهاً يذهب) إلى مذهب الأشعري. (28/378)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 379 عبد الوهاب بن محمد بن أيوب. أبو زرعة الأردبيلي. مات في رجب. عبيد الله بن عبد الله بن الحسين. أبو القاسم ابن النقيب البغدادي الخفاف. رأى الشبلي، وسمع: أبا عبد الله بن علم الصفار، وأبا طالب بن البهلول. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وسماعه صحيح. وكان شديداً في السنة. قال لي. ولدت سنة خمسٍ وثلاثمائة، وأذكر المقتدر بالله. قال الخطيب: وحدثني أبو القاسم علي بن الحسن رئيس الرؤساء أن أبا القاسم ابن النقيب مكث كذا وكذا سنة يصلي الفجر على وضوء العشاء، ويحيي الليل بالتهجد، وكنت في جواره. وقال الخطيب: توفي في شعبان. وله مائة وعشرين سنين، وقال لي: مات ابن مجاهد وعُمري تسع عشرة سنة. وقال يحيى بن عبد الوهاب بن مندة: سمعت أبا محمد رزق الله التميمي يقول: أدركتُ من أصحاب مجاهد أبا القاسم عبيد الله بن محمد الخفاف. (28/379)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 380 وقرأت عليه سورة البقرة، وقرأها على أبي بكر بن مجاهد. عبيد الله بن عمر بن علي. أبو القاسم المقريء، البغدادي، ابن البقال. سمع: أبا بكر النجاد، وأبا علي بن الصواف، وجماعة. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وقال: سمعنا منه بانتقاء ابن أبي الفوارس، وكان فقيهاً ثقة. روى عنه: الثقفي، والبيهقي. علي بن الشيخ أبي الحسين أحمد بن عبد الله السوسنجردي. سمع: القطيعي. روى عنه: أبو الحسين بن المهتدي بالله، وغيره. هلك هو وابنه وخلقٌ كثير بعقبة واقصة في صفر من السنة، وتعرف بسنة القرعاء. سدت عليهم العرب الآبار وعطلت القُلُب، فعاد الركب بالصيف ولا ماء لهم، فهلكوا جميعاً. علي بن إبراهيم بن يحيى. أبو محمد الدقاق، والد أبو الحسين المصري. توفي في صفر، ومولده سنة ست وأربعين وثلاثمائة. قال الحبال: سمعنا منه. (28/380)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 381 علي بن أحمد بن عبدان بن الفرج بن سعيد بن عبدان. أبو الحسن الشيرازي النيسابوري. سمع: أحمد عبيد الصفار، ومحمد بن أحمد بن محمويه الأزدي، وأبا القاسم الطبراني، وأبا بكر محمد بن عمر الجِعابي، وأباه، وجماعة. روى عنه: أبو بكر البيهقي، وأبو عبد الله الثقفي، وأبو القاسم القشيري، وأبو سهل عبد الملك) بن عبد الله الدشتي، وآخرون. وحدث بنواحي خراسان. وتوفي في ربيع الأول. وكان ثقة، وأبوه حافظ عصره. علي بن عبد الله. أبو القاسم بن الدقيقي النحوي أحد أعلام وصاحب مصنفات. أخذ عن: السيرافي، والفارسي، والرماني. وتخرج به خلق. مات في صفر بعد ابن السمساني بشهر، وله سبعون سنة. علي بن عبد الله بن إبراهيم بن أحمد. أبو الحسن الهاشمي العيسوي البغدادي. من ولد عيسى بن موسى بن محمد ولي عهد بعد المنصور. سمع أبو الحسن من: أبي جعفر بن البختري، وموسى بن القاضي إسماعيل بن إسحاق، وعبد العزيز بن الواثق، وعثمان بن السماك، وجماعة. (28/381)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 382 قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة. ولي قضاء المدينة المنصور ومات في رجب. قلت: روى عنه: البيهقي، وطراد. علي بن عبيد الله بن عبد الغفار. أبو الحسن السمساني اللغوي. بغدادي من كبار الأدباء. أقرأ الناس العربية، وسمع من: أبي بكر بن شاذان، وأبي الفضل بن المأمون. ذكره القاضي شمس الدين في وفايته، وعاش سبعين سنة. أخذ عن: أبي علي الفارسي، والسيرامي. وتخرج به خلق كثير. علي بن محمد بن عبد الله بن بشران بن محمد بن بشر. (28/382)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 383 أبو الحسين الأموي، البغدادي المعدل. سمع: أبا جعفر بن البختري، وعلي بن محمد المصري، وإسماعيل الصفار، والحسين بن صفوان، وأحمد بن محمد بن جعفر الجوزي، وجماعة. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً ثبتاً، تام المروءة، طاهر الديانة. ولد سنة ثمانٍ وعشرين وثلاثمائة، وتوفي في شعبان. قلت: روى عنه: البيهقي، والحسن بن أحمد بن البناء، وأبو الفضل عبد الله بن زكريا الدقاق، وعلي بن عبد الواحد المنصوري العباسي، والقاسم بن الفضل الثقفي، ونصر بن أحمد بن البطر، وطراد بن أحمد الزينبي، والحسين بن أحمد بن عبد الرحمن العُكبري، وخلق سواهم. علي بن محمد بن عبد الله بن مُزاحم. أبو الحسن الداراني المقريء. صهر الأطروش، ويُعرف أيضاً بابن نجيلة الخُراساني. روى عن: أبي علي عبد الجبار، والداراني. وعنه: أبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني) ووصفه بالصلاح. علي بن محمد بن عبد الله. أبو الحسن الحذاء البغدادي المقريء. سمع: أبا بحر بن كوثر، وأحمد بن جعفر بن سلم، وجماعة. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان عالماً بالقراءآت صدوقاً. حدثيني الوزير أبو القاسم ابن المُسلِمَة قال: رأيت أبا الحسن الحذاء ثلاث مرات، وكل مرة (28/383)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 384 يقول له الوزير: ما فعل الله بك؟ فيقول: غفر لي. علي بن محمد بن طوق بن عبد الله. أبو الحسن ابن الفاخوري الدمشقي، المعروف بالطبراني. روى عن: أبي علي الحسين بن إبراهيم الفرائضي، وأبي سليمان بن زبر، وجماعة. روى عنه: أبو سعد السمان، وعبد العزيز الكناني. ووثقه الكناني، وقال: توفي في شعبان، وكان مكثراً عمر بن أحمد بن عمر. أبو سهل الصفار الإصبهاني الفقيه الشافعي. سمع: عبد الله بن فارس، وأحمد بن معبد السمسار. روى عنه جماعة آخرهم موتاً أبو الفتح الحداد. توفي في ذي العقدة. عمر بن عبد الله بن تعويذ أبو حفص الدلال. بغدادي. رأى الشبلي رحمه الله وحكى عنه. عمرو بن حديد. قال الحبال: عندي عنه، وهو رافضي. (28/384)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 385 4 (حرف الفاء) الفضل بن محمد بن سمويه. أبو القاسم الإصبهاني المقريء. في جمادى الآخرة. 4 (حرف القاف) القاسم بن أحمد بن محمد الوليدي الجرجاني. توفي في ذي القعدة. روى عن: ابن عدي، والإسماعيلي 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن إسماعيل. أبو عبد الله الدمشقي البزري الصوفي المقريء. سمع: أبا إسماعيل بن زبر. روى عنه: إسماعيل السمان، والكناني، وجماعة. محمد بن أحمد بن عمر. أبو الحسين ابن الصابوني، البغدادي. قال الخطيب: سمع: أبا بكر الشافعي، وأبا سليمان الحراني. كتبت عنه، وكان صدوقاً. (28/385)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 386 محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن شاذان. أبو صادق الصيدلاني النيسابوري الفقيه) الأديب. سمع من: الأصم، وابن الأخرم، وأحمد بن إسحاق الصبغي، وغيرهم. روى عنه: أبو بكر البيهقي، وعلي بن أحمد المؤذن ابن الأخرم، والثقفي. توفي في شهر ربيع الأول. محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الفرح بن أبي طاهر. أبو عبد الله البغدادي الدقاق. سمع: أبا بكر النجاد، وعلي بن محمد بن الزبير الكوفي، وعبد الله بن إسحاق الخراساني، وجماعة. قال الخطيب: كتبت عنه بانتقاء اللالكائي، وكان شيخاً فاضلاً صالحاً، ثقة. مات في شعبان وله اثنتان وثمانون سنة. محمد بن إبراهيم الأردستاني. (28/386)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 387 الإصبهاني، المقريء الحافظ أبو جعفر. (28/387)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 388 إمام محدث، أديب، مقريء، واسع الرحلة. (28/388)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 389 سمع: أبا الشيخ، وأبا بكر بن المقريء، وجعفر بن فناكي. وسمع بالبصرة: أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي، وأحمد بن عبيد الله النهرديري. وببغداد: ابن حبابة، وأبا حفص الكتاني. بدمشق: عبد الوهاب الكلابي. وبعكا من: أبي زرعة المقريء. وحدث ببغداد. روى عنه: أبو نصر الشيرازي. وتوفي في ذي القعدة. وأما سميه في سنة أربعٍ وعشرين. محمد بن أحمد. أبو عبد الله التميمي المصري الخطيب. ولد سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. روى عن: أبي الفوارس الصابوني، والعلاف. محمد بن أحمد بن إسماعيل. (28/389)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 390 أبو بكر الفراء المكفوف. سمع: أبا بكر بن خلاد النصيبي، وطبقته. وحدث بنيسابور. روى عنه: أبو صالح المؤذن. محمد بن إدريس بن محمد بن إدريس بن سليمان. الحافظ أبو بكر الشافعي الجرجرائي، تلميذ محمد بن أحمد المفيد. رحال، جوال. سمع ببغداد من أحمد بن نصر الذارع، وطبقته. وبجرجان من: أبي بكر الإسماعيلي. وبإصبهان من: ابن المقريء. وبدمشق من: محمد بن أحمد الخلال، وعثمان بن عمر الشافعي. وببلخ وأنطاكية والنواحي. وسمع الناس بانتخابه. روى عنه: عبد الصمد بن إبراهيم البخاري الحافظ، وهناد النسفي، وأحمد بن الفضل الباطرقاني، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح العطار، وأبو حامد أحمد بن محمد بن ماما الحافظ، وآخرون. سكن بخارى في آخر عمره، وكان موصوفاً بالمعرفة والحفظ، وما علمت فيه جرحاً. توفي في شهر ربيع الأول. ذكره ابن النجار. وأما ابن عساكر فذكره مجهولاً ولم يعرفه.) (28/390)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 391 محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل الأزرق. أبو الحسين القطان، بغدادي، ثقة مشهور. سمع: إسماعيل الصفار، ومحمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، وعثمان بن السماك، وعبد الله بن درستوية، والنجاد، وطبقتهم. وانتخب عليه أبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو القاسم اللالكائي، والقاسم بن الفضل الثقفي، وآخرون. قال الخطيب: قال لي: ولدت في شوال سنة خمسٍ وثلاثين وثلاثمائة، وتوفي في رمضان، وأنا بنيسابور وله ثمانون سنة. محمد بن الحسين بن جرير. القاضي أبو بكر الدشتي. توفي في جمادى الأولى عن سنٍ عالية. سمع: محمد بن علي بن دحيم الشيباني، وأحمد بن هشام بن حميد البصري. وعنه: عبد الرحمن بن مندة، وأبو الفتح أحمد بن محمد الحداد، وأهل إصبهان. محمد بن حمزة بن محمد بن المغلس. (28/391)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 392 أبو عبد الله. ويقال: أبو الحسين التميمي الدمشقي، القطان. سمع من: المظفر بن حاجب الفرغاني، وجُمح بن القاسم، ويوسف الميانجي. روى عنه: أبو علي الأهوازي، أبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني، أبو القاسم بن أبي العلاء. قال الكتاني: كان ثقة يذهب إلى التشيع. محمد بن سفيان. أبو عبد الله القيرواني المقريء. مصنف كتاب الهادي في القراْءآت. قرأ القراءآت على أبي الطيب عبد المنعم بن غلبون. وتفقه على أبي الحسن القابسي. وكان عارفاً بمذهب مالك. قال أبو عمرو الداني: كان ذا فهم وحفظ وعفاف. قلت: قرأ عليه: أبو بكر القصري، والحسن بن علي الجُلُولي، وأبو العالية البندوني، والزاهد أبو عمر وعثمان بن بلال، وعبد الملك بن داود القصطلاني، وأبو محمد عبد الحق الجلاد، وآخرون. وحدث عنه: حاتم بن محمد، والدلائي، وغيرهما. توفي بمدينة الرسول بعد أن حج في صفر. (28/392)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 393 محمد بن صالح بن جعفر. أبو الحسن ابن الرازي، البغدادي القاضي. روى عن إسماعيل الخُطبي. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان فيما يقال معتزلياً. محمد بن عبد الرحمن بن عبيد بن الناصر دين الله الأموي. أبو عبد الرحمن الملقب بالمستكفي. توثب عام أول على ابن عمه عبد الرحمن المستظهر، فقتله وبايعه أهل قُرطبة. وكان أحمق متخلفاً لا يصلُح لصالحة. وطروده ونفوه، ثم أطعموه حشيشةً قتالة، فمات لوقته. محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن جعفر. أبو بكر الإصبهاني المقريء.) سمع: عبد الله بن الحسن بن بُندار المديني، وغيره. روى عنه: أبو عبد الله الثقفي. ومات في رجب. محمد بن عبيد الله بن طاهر الحسيني المصري. مُكثر عن: القاضي أبو الطاهر الذُهلي، وابن رشيق. محمد بن الفضل بن جعفر. (28/393)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 394 أبو بكر القُرشي العباداني. روى عن: فاروق الخطابي، وغيره. وهومن الصُلحاء، وأبوه زاهد قُدوة له أتباع ورباط. وولده جعفر بن محمد شيخ معمر تاجر. روى عن محمد: أبو محمد الخلال، وعبد العزيز الأزجي. محمد بن محمد بن أحمد بن رجاء. أبو بكر النيسابوري الأديب. سمع: أبا العباس الأصم، وأبا عبد الله بن الأخرم. روى عنه: البيهقي، وأبو صالح المؤذن. توفي في رمضان. وروى أيضاً عن: أحمد بن إسحاق الصبغي، وأبي الحسن الكارزي. انتخب عليه الحُفاظ. روى عنه: أبو بكر محمد بن يحيى المزكي. محمد بن محمد بن أحمد. أبو الحسين النيسابوري، المعروف بابن أبي صادق. حدث بمصر عن: الأصم، وعبد الله بن محمد بن موسى الكعبي، وغيرهما. روى عنه: أبو نصر السجزي. وورخه الحبال. (28/394)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 395 4 (حرف الياء:) يوسف بن عبد الله الزجاجي. أبو القاسم الأديب. جرجاني، نبيل، عظيم القدر في اللغة والأدب والعربية، وفنونها. قليل المثل، له شروح وتصانيف. وكان عجباً في اللغة ودقائقها. توفي لثمانٍ بقين من رمضان بأسترباذ، وله ثلاثٌ وستون سنة. روى عن: أبي أحمد الغِطريفي، وغيره. (28/395)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 396 1 (وفيات ست عشرة وأربعمائة:)

4 (حرف الألف) أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن جانجان. أبو العباس الهمداني الصرام المعدل. روى عن: أبيه، والفضل الكندي، وأبي القاسم بن عُبيد، وأبي بكر بن السني الحافظ، وجماعة كثيرة. روى عنه: يوسف الخطيب، وأبو محمد عبدوس بن محمد البيع، وأبو بكر البيهقي، وعلي بن أحمد بن هُشيم الصيرفي، والحسن بن محمد شاذي. قال شيرويه: كان صدوقاً. مات في ربيع الأول. وكان متعصباً للسنة. وسمعت أبا طاهر المقريء يقول: كان يُصلي طول الليل على سطحِ داره، فكنتُ أهاب من طول قامته حين يصلي. وقال عبدوس: كان أصحاب الحديث يقرأون الحديث على أبي العباس ابن جانجان فنعس فمات فجأة، رحمه الله. أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن يزداد. أبو علي غلام محسن الإصبهاني. روى عن: أبي محمد بن فارس. (28/396)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 397 وعنه: عبد الرحمن بن مندة، وأخوه، وأبو الفتح الحداد، وما أرخه يحيى بن مندة. حدث في سنة 415. أحمد بن طريف. أبو بكر الحطاب القُرطبي المقريء. أخذ القراءة عرضاً عن: أبو الحسن الأنطاكي، وأبي الطيب بن غلبون، وأبي أحمد السامري، وأبي حفص بن عراك. سكن في الفتنة جزيرة ميورقة. ومات في ربيع الأول عن خمسٍ وسبعين سنة. أحمد بن عمر بن سعيد. أبو الفتح الجهازي المصري. روى عن: بكير بن الحسن الرازي. روى عنه: خلف الحوفي، وغيره. أحمد بن محمد بن أحمد بن إسماعيل بن أبي دُرة البغدادي. سمع: أبا بكر النجاد، وعبد الله الخراساني. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقاً. أحمد بن محمد بن إبراهيم. أبو نصر البخاري الفقيه. سمع: أبا بكر محمد بن أحمد بن خنب. أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حمدون. (28/397)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 398 أبو بكر الأشناني النيسابوري الصيدلاني. ثقة، جليل، صالح عابد. سمع الكثير مع السُليمي، وروى عن: الأصم، وأبي صالح المؤذن، وأحمد بن محمد بن إسماعيل. توفي يوم عرفة.) إسحاق بن محمد بن يوسف. أبو عبد الله السوسي النيسابوري. سمع: أبا العباس الأصم، وأحمد بن محمد عبدوس الطرائفي، وأبا جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي، وغيرهم. روى عنه: أبو بكر البيهقي، وغيره. وكان ثقة رضياً، صالحاً، نبيلاً. 4 (حرف الحاء:) حسان بن مالك بن أبي عبدة. أبو عبدة القُرطبي. كان من جِلة الأدباء. أخذ عن: أبي بكر الزبيدي. وتوفي في شوال. (28/398)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 399 الحسن بن عبد الرحمن. أبو علي الصائغ. مصري، سمع: الدارقطني. الحسين بن أحمد بن موسى. أبو القاسم بن السمسار، الدمشقي المعدل ابن أخي أبي العباس، والحسن. حدث عن: عمه أبي العباس، وعلي بن أبي يعقب، وأبي زيد المروزي. روى عنه: أبو سعد السمان، والكتاني. الحسين بن علي بن الحسن بن محمد بن سلمة. أبو الطاهر الكعبي الهمداني. روى عن: الفضل الكندي، وأبي بكر السني، وأبي بكر الإسماعيلي، وأبي إسحاق المزكي، والقطيعي، وعبد الله بن عدي الحافظ، وأبي بحر البربهاري، وأبي عمرو بن حمدان. ورحل إلى النواحي. روى عنه: عبد الرحمن بن مندة، ومحمد بن عيسى، ومحمد بن الحسين الصوفي، وأبو علي أحمد بن طاهر القُومساني، ويحيى وثابت ابنا عبد الرحمن الصائغ، وأبو طالب بن هُشيم الصيرفي، وآخرون. من شيوخ شيرويه: وقال: كان صدوقاً صحيح السماع، كثير الرحلة (28/399)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 400 سمعت ثابت بن الحسين بن شراعة يقول: لما مات أبو طاهر بن سلمة دخل أبي إلى البيت فقال: غربت شمس أصحاب الحديث. فقلت: لماذا فقال: مضى لسبيله الشيخ أبو الطاهر. مولده سنة أربعين وثلاثمائة. وتوفي في ذي القعدة. 4 (حرف الخاء:) الخطيب بن عبد الله بن محمد بن الحسين بن الخطيب. أبو الحسن بن أبي بكر القاضي. مصري، ثقة. حدث عن: أبيه، وعثمان بن محمد السمرقندي، وإسماعيل بن يعقوب بن الجراب، وكبد الكريم بن النسائي، وأبي عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن مروان الدمشقي،) ومحمد بن العباس بن كوذك، ومحمد بن جعفر بن أبي كريمة الصيدوي، وجماعة. روى عنه: أبو النصر عبيد الله السجزي، وأبو عبد الصوري، وأبو علي الأهوازي، وعبد الرحيم أحمد البخاري، وهبة الله بن إبراهيم الصواف، وأبو إسحاق الحبال، والخلعي. توفي في ربيع الأول. (28/400)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 401 4 (حرف السين:) سابور بن أردشير. الوزير. وزر لبهاء الدولة بن عضُد الدولة. وكان شهماً مهيباً، ذا رأي وحزمٍ وخبرة. وكان بابه محط الشعراء. مدحه الكاتب أبو الفرج الببغاء، وجماعة. وقد صُرف عن الوزارة، ثم أعيد إليها. وتوفي ببغداد. 4 (حرف الصاد:) صالح بن إبراهيم بن رشدين المصري. أبو علي. روى عن: العباس بن محمد الرافقي. وعنه: خلف بن أحمد الحوفي. (28/401)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 402 صالح الحسيني المصري. قال الحبال: سمعنا منه، عن ابن الجُراب. 4 (حرف العين:) عبد الله بن بكر بن المُثنى. أبو العباس السهمي المدني. روى عن: أبي بكر الآجُري، وعبد الله بن الورد، والحسن بن رشيق. وكان رجلاً صالحاً ذا رواية واسعة. قدم الأندلس مع والده تاجراً، وحدث بها إلى هذا العام. عبد الله بن الحسين بن محمد بن حبشان بن مسعود. أبو محمد الهمداني العدل. روى عن: أبي القاسم بن عبد الرحمن بن عبيد، وحامد بن محمد الرفاء، والفضل الكندي، وأوس الخطيب، ومحمد بن علي بن محمويه الفسوي، وجماعة. قال شيرويه: روى عنه: محمد بن عيسى، وابن نمر. وثنا عنه: أبو الفرج عبد الحميد البُجلي، ومحمد الحسين الصوفي، وعبد الملك بن عبد الغفار. وهو صدوق. عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سعيد. أبو محمد التجيبي المصري، البزاز، المعروف بابن النحاس. (28/402)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 403 مُسند ديار مصر في وقته. وكان الخطيب قد هم بالرحلة إليه لعلو سنده. سمع: أبا سعيد أحمد بن محمد بن الأعرابي بمكة، وأبا الطاهر أحمد بن عمرو المديني، وعلي بن عبد الله بن أبي مطر الإسكندراني، والفضل بن وهب، ومحمد بن وردان العامري، ومحمد بن) بشر العكري، والحسن بن مُليح الطرائفي، ومحمد بن أيوب بن الصموت، وأحمد بن محمد بن السندي، وعثمان بن محمد السمرقندي، وأحمد بن عبيد الصفار الحمصي، وفاطمة بنت الريان، وأحمد بن بهزاد السرافي، وخلقاً سواهم بمصر، والحرمين. وله مشيخة في جزءين. روى عنه: أبو نصر السجزي، ومحمد بن علي الصوري، وعبد الرحيم بن أحمد البخاري، وأبو عمرو عثمان بن سعيد الداني، وأبو إسحاق الحبال، والحسين بن أحمد العداس، وأبو عبد الله محمد بن سلامة القُضاعي، وأبو الحسن الخلعي وهو آخر من حديث عنه. قال الحبال: توفي ليلة الثلاثاء عاشر صفر. قلت: وأول سماعه في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة. وحديثه أعلى ما في الخِلعيات. وكان مولده في ليلة النحر سنة ثلاثٍ وعشرين وثلاثمائة. عبد الرحيم بن عبد الله بن محمد بن عبدش. أبو النصر النيسابوري السمسار، صالح عفيف، ثقة. حدث عن: أبي العباس الصبغي، وأبي الحسن السراج، وأبي عمرو بن مطر. (28/403)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 404 وعنه: أحمد بن أبي سعد الصوفي المقريء، وعبيد الله بن عبد الله الحسكاني. وتوفي شعبان. علي بن أحمد بن نوبخت. أبو الحسن. مصري، شاعر، محسن، فقير، قليل الحظ. توفي بمصر في شعبان. علي بن الحسين بن خليل. القاضي أبو الحسين المصري الفقيه الشافعي. توفي في صفر. قال الحبال: هو من كبار تلامذة إسماعيل الحداد الفقيه. علي بن محمد بن فهد. أبو الحسين التهامي الشاعر. له ديوان صغير، فمن شعره: (أعطى وأكثر واستقل هباته .......... فاستحيت الأنواءُ وهي هواملُ)

(فاسم السحاب لديه وهو كنهور .......... آل وأسماء البُحُور جداول) (28/404)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 405 وله في ولده: (حُكم المنية في البرية جاري .......... ما هذه الدنيا بدار قرارِ) منها: (إني لأرحمُ حاسدي لحر ما .......... ضمت صُدورهم من الأغوارِ) نظروا صنيع الله بي فعيونُهم في جنةٍ وقلوبُهم في نارِ (ومكلف الأيامِ طباعها .......... متطلبٌ في الماء جذوة نارِ) ) (طُبعتْ على كدرٍ وأبت تريدُها .......... صفواً من الأقذاء والأقدارِ)

(إذا رجوتَ المستحيلَ فإنما .......... تبني الرجاء على شفيرٍ هارِ) منها: (جاورت أعدائي وجاور ربهُ .......... شتان بين جوارهِ وجواري) منها: (وتهلبُ الأحشاء شيب مفرقي .......... هذا الشعاع شِواظُ تلك النارِ) وبلغنا أن التهامي وصل إلى مصر خفيةً ومعه كُتب حسان بن مفرج إلى بني قُرة فظفروا به، فقال: أنا من بني تميم. ثم عرفوا أنه التهامي الشاعر، فسجنوه بمصر في خزانة البُنود. ثم قتلوه سراً بعد أيام، وذلك في جُمادى الأولى سنة ست عشرة. وكان يتورع عن الهجاء، بحيث أنه يمتنع من كتابة شِعرٍ فيه هجو. ذكره ابن النجار وشاد من نظمه وساق منه، وقال: وُلد باليمن وطرأ إلى الشام ومنها إلى العراق والجبل، ولقي الصاحب بن عباد مُعتزلياً. ثم رد إلى الشام. (28/405)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 406 ثم ولي خطابة الرملة، وزعم أنه علوي، رحمه الله. 4 (حرف الغين:) غيلان بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بن الحكم. أبو القاسم الهمداني البغدادي، أخو المسندِ أبي طالب محمد بن محمد. سمع: أبا بكر النجاد، وعبد الخالق بن أبي رُوبا، ودعلج بن أحمد. قال الخطيب: كتبنا عنه. وكان ثقة. مات في شعبان. 4 (حرف الفاء:) الفضل بن عبيد الله بن أحمد بن الفضل بن شهريار. أبو القاسم التاجر الإصبهاني. سمع من: عم أبيه الفضل بن علي شهريار، وعمر بن محمد الجُمحي المكي، وأحمد بن بُندار الشعار، وعبد الله بن جعفر بن فارس، وأبا بكر الشافعي. وتوفي في شوال. روى عنه: الثقفي، وأحمد بن عبد الغفار بن أشتة، وأبو عمرو عبد الوهاب بن مندة، ومحمد بن أحمد إبنا السوذرجاني. 4 (حرف القاف:) قُراتكين. أبو منصف التُركي الوزيري، مولى الوزير ابن كلس. (28/406)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 407 كان صالحاً زاهداً.) روى عن: هشام بن أبي خليفة، وعتيق بن موسى الأزدي. 4 (حرف الميم:) محمد بن أحمد بن الطيب. أبو الحسين الواسطي، الفقيه العدل. سمع: بكر بن أحمد بن محمي، وغيره. روى عنه: أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي. توفي في شوال. محمد بن جبريل بن ماحٍ. أبو منصور الهروي الفقيه. توفي في رمضان. سمع: خلف بن محمد الخيام، وحامد بن محمد الرفاء، ومحمد بن حيويه الكرجي الهمداني. روى عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل، ومحمد بن علي العُميري. محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن يحيى بن تونس الطائي. (28/407)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 408 الداراني، القطان، المعروف بابن الخلال الدمشقي. حدث عن: خيثمة، وأبي ميمون راشد، وأبي الحسن بن حذلم، وأبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي، وجماعة. روى عنه: علي، وإبراهيم إبنا الحنائي، وأبو علي الأهوازي، وأبو سعد السمان، والقاضي أبو يعلى بن الفراء، وعبد الواحد بن علي البري، وعبد الله بن إبراهيم بن كبيبة النجار، وعلي بن أبي العلاء المصيصي، وجماعة كبيرة. كنيته أبو بكر، وكان صالحاً زاهداً. قال الكتاني: توفي شيخنا أبو بكر القطان في رابع عشر ربيع الأول، وكان قد كُف بصروهُ في آخر عمره. وكان ثقة نبيلاً، مضى على سدادٍ وأمرٍ جميل، رحمه الله. محمد بن الفضل بن محمد بن جعفر بن صالح. أبو بكر البلخي، المفسر، المعروف بالرواس. صنف التفسير الكبير. وروى عن: أحمد بن محمد بن نافع، والحسين بن محمد بن الحسين، ومحمد بن علي بن عنبسة. روى عنه: علي بن محمد بن حيدر، وغيره. (28/408)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 409 قال أبو سعد السمعاني: توفي سنة خمس عشرة أو سنة ست عشرة وأربعمائة. محمد بن أبي النصر محمد بن الحسن بن سليمان. أبو بكر المعداني الإصبهاني، الفقيه الواعظ. سمع أبا القاسم الطبراني، وأحمد بن بُندار الشعار، وأبا الشيخ، وأبا بكر القباب، وإبراهيم بن محمد الخصيب، ومحمد بن عبد الله بن يوسف، وغيرهم.) وأملى مجالس. روى عنه: أبو مطيع محمد بن عبد الواحد، وأبو طالب أحمد بن محمد. الكُندُلاني. توفي ليلة النحر. محمد بن محمد بن يوسف. أبو عاصم الزاهد المعدل، المعروف بالمزيدي. سمع بهراة من: حامد الرفاء. روى عنه: شيخ الإسلام الأنصاري. محمد بن يحيى بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن يعقوب التميمي. (28/409)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 410 أبو عبد الله بن الحذاء القُرطبي. روى عن: أحمد بن ثابت التغلبي، وأبي عيسى الليثي، وأبي بكر القوطية، وأبي جعفر بن عون الله. وحج سنة اثنين وسبعين وثلاثمائة، فأخذ عن: أبي بكر بن إسماعيل المهندس، وأبي بكر محمد بن علي الأُدفوي، وأبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله الجوهري صاحب المسند، ومحمد بن يحيى الدمياطي. وأتى قرطبة بعلمٍ جم، وكان فقيهاً مالكياً عارفاً بالمذاهب، بارعاً في الحديث والأثر. اختص بأبي محمد الأصلي وانتفع به. قال ابنه أبو عمر أحمد بن محمد: كان لأبي علمٌ بالحديث والفقه والتعبير، وصنف كتاب التعريف بمن ذُكر في الموطأ من الرجال والنساء، وكتاب الإنباء عن أسماه الله، وكتاب البُشرى في تأويل الرؤيا وهو عشرة أسفار، وكتاب الخُطب وسير الخُلفاء في سفرين. وولي خطابة بجانة ثم قضاء إشبيلية. ثم سكن سرقسطة وبها توفي في رمضان، وعهد أن يُدفن بين أكفانه كتابه المعروف بالإنباه على أسماء الله، فنثر ورقه وجُعل بين القميص والأكفان. وولد سنة سبعٍ وأربعين وثلاثمائة. (28/410)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 411 روى عنه: ابنه، والصاحبان، وأبو عمر بن عبد البر، وأبو عبد الله الخولاني، وحاتم بن محمد، وأبو عمر بن سُميق، وغيرهم. ذكره عِياض في الطبقات المالكية، ولم يُصب في دفن كتابه معه. محسن بن جعفر بن أبي الكِرام. أبو علي المصري. روى عن: عثمان بن محمد السمرقندي. وعنه: خلف الحوفي، وغيره. مسعود بن محمد بن علي. أبو سعد الجرجاني الأديب الحنفي. روى أحاديث عن: الأصم. مُتكلم فيه. وروى عن: أبي علي الرفاء، ويحيى بن منصور أحاديث. وكان معتزلياً. روى) عنه: محمد بن يحيى المزكي، وأبو صالح المؤذن، والخطيب. مشرف الدولة. (28/411)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 412 أبو علي بن بُويه. ولي ملك بغداد وغيرهما. وكان فيه دين وتصون وحياء. قدم بغداد في السنة الماضية، وتلقاه الخليفة، ولم تجرِ سابقة بذلك، وذلك بعد مراسلات طويلة وإرهاب. وكان مدة ملكه خمس سنين، وعاش ثلاثاُ وعشرين سنة وثلاثة أشهر. ونُهب يوم موته سوق التمارين ودورُ جماعة. ثم ملكوا بعده جلال الدولة أبا طاهر بن بويه، وخُطب له ببغداد، وهو يومئذٍ بالأهواز. ثم في أثناء السنة نودي بشعار الملك أبي كاليجار. 4 (حرف الياء:) يحيى بن علي بن محمد. أبو القاسم الحضرمي ابن الطحان المصري الحافظ. مصنف التاريخ الذي ذيل به على تاريخ أبي سعيد بن يونس، ومصنف المختلف والمؤتلف. روى عن: أبي الطيب محمد بن جعفر غُندر، وأبي عمر المادرائي حدثه عن أبي مسلم الكجي، وجماعة من أصحاب النسائي وغيره كالحسن بن رشيق، وحمزة الكتاني، والقاضي أبي الطاهر الذهلي، وابن حيويه النيسابوري، وأبي الحسن الدارقطني، وأبي أحمد بن الناصخ. ولم يرحل. روى عنه: أبو إسحاق الحبال، والمصريون. وقد قال في الملتقط في المختلف له مما سمعه منه الحبال قال: دخلت على عبد الغني الحافظ في سنة سبعين وثلاثمائة أو بعدها، وبيدي شيءٌ من فضائل علي رضي الله عنه، فسألني عنه، فعرفته به وحدثته، فقال: لو علمت ما عمل غيرُك من الناس لكنت تنتفع به، تجرد شيئاً من فضائل علي فكنت تأمن أن (28/412)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 413 يجري عليك سبب، وحفظت به ما عندك من الكُتب. قلت: خاف أن يؤذيه حكام مصر الروافض. قال: فقلت له: نعم. قال: فجردتُ من فضائل علي رضي الله عنه نحو ثلاثمائة سحاةً أو أكثر، ونظمتُ ذلك في خيط حتى أولفها، واجعل كل شيءٍ في موضعه، وجعلتها في سقف. وأقمتُ في معاشي نحو شهرين وأنا مشغول، فرأيتُ أبي في النوم، فقال لي: أجب أمير المؤمنين علياً. فقلت: نعم. فتقدمني إلى ناحية المحراب من جامع عمرو، فإذا بعلي رضي الله عنه جالس عند القبلة وتحته وطاء يشبه وطاء الصُوفية، ونعلاه قد خرج بعضهما من تحت الوطاء، وله بطن ولحية عظيمة عريضة قد ملأت صدره، وتظهر لمن كان من ورائه من فوق كتفيه، ولونُه فيه أدمة،) فقلت: السلام عليكم يا أمير المؤمنين. فرد علي السلام ونظر إلي وقال: اجلس. فجلستُ وبقي أبي قائماً. ثم مد يده إلى الحصير الذي في جوار القِبلة، فأخرج ذلك الخيط بعينه الذي فيه الرقاع فقال: ما هذه قلتُ: فضائلك يا أمير المؤمنين. فقال: ولم أفردتني كنت إذا أردت تبتديء بفضائل أبي بكر، وعمر، وعثمان، والفضائلي. فقلت: السمع لك والطاعة يا أمير المؤمنين. وأنا بين يديه ما برحت، ثم استيقظت ومضيتُ إلى المكان الذي فيه تلك الرقاع، فما وجدتها إلى الآن. وبقيت من سألني عن فضائله. قلت له: مع فضائل أصحابه رضي الله عنهم. توفي في ذي القعدة بمصر. (28/413)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 414 يحيى بن محمد بن إدريس. أبو نصر الهروي الكِناني الحنفي قاضي هراة. كان أوحد عصره في العِلم والفضل والزُهد. انتقى عليه أبو الفضل الجارودي. وقد سمع: أبا علي الرفاء، وأبا تُراب محمد بن إسحاق. روى عنه: حفيده صاعد بن سيار القاضي. وتوفي في ربيع الأول. (28/414)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 415 1 (وفيات سنة سبع عشرة وأربعمائة:)

4 (حرف الألف:) أحمد بن عبد الله بن أحمد بن كثير. أبو عبد الله البغدادي البيع. سمع: علي بن محمد بن الزبير الكوفي، وأحمد بن سلمان النجاد. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقاً. أحمد بن علي. أبو طاهر الدمشقي الكتاني الصوفي. والد المحدث عبد العزيز. سمع: يوسف بن القاسم الميانجي. ورحل شوقاً إلى والده وهو في رحلة ببغداد. وأدركه أجله ببغداد في ذي القعدة. روى عنه: ابنه، وأبو سعد السمان. أحمد بن عمر بن الإسكاف البغدادي. أبو بكر. سمع: عثمان السماك، وأحمد بن عثمان بن بُويان، والنجاد. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان ثقة. توفي في المحرم. (28/415)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 416 قلت: وروى عنه: محمد بن أحمد بن الحران. وله جزء معروف. أحمد بن محمد بن سلامة بن عبد الله. أبو الحسين السُّتيتي، الدمشقي الأديب المعروف بابن الطحان. روى عن: خيثمة بن سليمان، وأبي الطيب المتنبي الشاعر، وأبي القاسم الزجاجي النحوي. روى عنه: أبو سعد السمان، ومحمد بن إبراهيم بن حذلم، ومحمد بن أبي) نصر الطالقاني، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن أبي العلاء، وآخرون. قال: كنتُ أنام في مجلس خيثمة فينبهني أبي، فأنظر إلى خيثمة شيخ عظيم الهامة، كبير الآذان، كبير الأنف. قال الكتاني: مولده سنة ثمانٍ وعشرين وثلاثمائة في شوال، وكان يُتهم بالتشيع، فحلف لنا أنه بريء من ذلك، وأنه موالي يزيد بن معاوية، وأنه قد زار قبر يزيد. وكانت له أُصول حسنة. وذكر أنه من ولد سُتيتة مولاة يزيد. أحمد بن محمد بن علي الكتاني الدمشقي. الصوفي، والد الحافظ عبد العزيز الكتاني. روى عن: يوسف الميانجي. (28/416)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 417 وعنه: ابنه، وأبو سعد السمان، وغيرهما. حكى جمال الإسلام أبو الحسن أنه كان امتنع من أكل الأرز واللحم خوفاً من أن يبتلع عظماً. فلما ارتحل إلى بغداد شوقاً إلى ولده عبد العزيز صادفه وقد طبخ لحماً بأرز، فقربه ابنه فقال: قد عرفت عادتي في هذا. فقال: كُل لا يكون إلا خير. فابتلع عظماً فمات في بغداد. حدثني بهذا ولده أو أبو القاسم بن أبي العلاء المصيصي. وتوفي في ذي القعدة. أحمد بن محمد بن عبد الله بن العباس بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. أبو الحسن الأموي الفقيه. ولي القضاء بالعراق بعد أبي محمد بن الأكفاني. قال الخطيب: وكان عفيفاً نزهاً رئيساً. سمع من أبي عمر الزاهد، وعبد الباقي بن وقانع. ولم يحدث. وقد حدثيني أبو العلاء الواسطي أنه أنشده قال: أنشدنا أبو عمر، أنشدنا ثعلب، فذكر بيتين. وقد قيل أن المتوكل عرض القضاء على محمد بن عبد الملك. قال أبو العلاء: فيرى الناس أن بركة امتناع محمد بن عبد الملك دخلت (28/417)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 418 على ولده، فولي منهم القضاء أربعةٌ وعشرون قاضياً، ثمانية منهم تقلدوا قضاء القضاة، آخرهم أبو الحسن هذا. وما رأينا مثله جلالةً وشرفاً. وكان قد ولي قضاء البصرة، وولي قضاء القُضاة في رجب سنة خمسٍ وأربعمائة. وتوفي في شوال سنة سبع عشرة، وله ثمانِ وثمانون سنة. قلت: إسناده عالي فذهب بامتناعه، رحمه الله. إبراهيم بن الوزير أبي الفضل جعفر بن الفضل بن حنزابة. توفي في ربيع الأول بمصر. 4 (حرف الحاء:) الحسين التباني. يأتي تقريباً الحسين بن ذكر بن هارون. أبو القاسم البجلي العكاوي الأصم. سمع: أبا علي بن هارون) الأنصاري، ويوسف بن القاسم الميانجي. روى عنه: أبو سعد السمان، وأبو علي الأهوازي. توفي بعكاء في ربيع الآخر. وكان عالماً زاهداً. الحسين بن عبد الرحمن بن محمد بن عبدان. أبو علي النيسابوري التاجر. (28/418)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 419 سمع من: أبي العباس الأصم، وغيره. وعنه: أبو عبد الله الثقفي، وطائفة. الحسن بن علي بن ثابت. خطيب السلحين. روى عن: أبي علي بن الصواف، وعدة. وعنه: أبو الفضل بن المهتدي في مشيخته. 4 (حرف الراء:) روح بن أحمد بن عمر. أبو علي الإصبهاني، ثم النيسابوري. ثقة، أديب، طبيب مشهور، سكن نيسابور. وسمع من: أبي عمرو بن حمدان. روى عنه: أبو صالح المؤذن. 4 (حرف السين:) سعيد بن محمد بن محمد بن أحمد بن كنجة. أبو عمرو المستملي. خُراساني. سلامة بن عمر بن عيسى. أبو الحسن النصيبي. سكن بغداد، فحدث بها عنه: أحمد بن يوسف بن خلاد، وأبي بكر القطيعي. (28/419)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 420 قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقاً. سهل بن محمد بن أحمد بن علي بن هشام بن حمدويه. أبو هشام المروزي السنجي. توفي في ذي القعدة. روى بنيسابور، وكان ثقة عن: أبي الحسن بن محمويه، وعلي بن عبد الرحمن البكائي، وأبي الحسن بن شاذان الرازي. وعنه: أبو صالح نافلة الإسكاف. 4 (حرف الصاد:) صاعد بن الحسن بن عيسى الربعي. أبو العلاء البغدادي اللغوي، مصنف كتاب الفُصُوص. أخذ عن: أبي سعيد السيرافي، وأبي علي الفارسي، وأبي سليمان (28/420)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 421 الخطابي، وأبي بكر القطيعي. وبرع في العربية واللغة. ودخل الأندلس في أيام المؤيد بالله هشام بن الحكم. وكان حافظاً للآداب، سريع الجواب، طيب العشرة، حُلو المفاكهة، فأكرمه الحاجب المنصور محمد بن أبي عامر وزاد في الإحسان إليه. جمع الفصوص على نحو أمالي القالي للمنصور، فأثابه عليه خمسة آلاف دينار. وكان متهماً في النقل، فلهذا هجروا كتابه وقد تخرج به جماعة من فُضلاء الأندلس لما ظهر كذبه) للمنصور رمى بكتابة في النهر ثم خرج من الاندلس في الفتنة وقصد صقلية، فمات بها. قال أبو محمد بن حزم: توفي بصقلية سنة سبع عشرة. قال ابن بشكوال: كان صاعد يُتهم بالكذب. وقد ذكره الحُميدي في تاريخه فقال: أخبرني شيخ أن أبا العلاء دخل على المنصور في مجلس أنسٍ، وقد اتخذ قميصاً من رقاع الخرائط التي وصلت إليه، فيها صِلاته، فلما وجد فرصة تجرد وبقي في القميص، فقال المنصور: ما هذا فقال: هذه خرق صِلات مولانا اتخذتها شعاراً. وبكى واتبع ذلك الشُكر. فأعجب به وقال: لك عندي مزيد. قال: وكتابه الفًصوص على نحو كتاب النوادر للقالي. وكان كثيراً ما تُستغرب له الألفاظ ويُسأل عنها فيسرع الجواب. نحو ما يُحكى عن أبي عمرو الزاهد قال: ولولا أن أبا العلاء كان كثير المُزاح لما حُمل إلا على التصديق. قلت: طول ترجمته بحكاياتٍ وأشعار رائقة له. (28/421)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 422 4 (حرف العين:) عبد الله بن أحمد بن عبد الله. الإمام أبو بكر المروزي القفال. شيخ الشافعية بُخراسان. كان يعمل الأقفال، وحذق في عملها حتى صنع قفلاً بآلاته ومفتاحه وزن أربع حبات. فلما صار ابن ثلاثين سنة أحس من نفسه ذكاءً، فأقبل على الفقه، فبرع فيه وفاق الأقران. وهو صاحب طريقة الخُراسانيين في الفقه. تفقه عليه: أبو عبد الله محمد بن عبد الملك المسعودي، وأبو علي الحسين بن شُعيب السنجي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن فُوران الفوراني. وهؤلاء من كِبار فُقهاء المراوزة. وتوفي بمرو في جمادى الآخرة وله تسعون سنة. قال الفقيه ناصر العُمري: لم يكن في زمان أبي بكر القفال أفقه منه ولا يكون بعده مثله. وكنا نقول إنه ملك في صورة الإنسان. تفقه على أبي زيد الفاشاني. (28/422)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 423 وسمع منه، ومن: الخليلٍ بن أحمد القاضي، وجماعة. وحدث وأملى. وكان رأساً في الفقه، قدوة في الزهد. ذكره أبو بكر السمعاني في أميالة، فقال: وحيد زمانه فقهاً وحفظاً وورعاً وزُهداً. وله في المذهب من الآثار ما ليس لغيره من أهل عصره. وطريقته المهذبة في مذهب الشافعي التي حملها عنه أصحابه أمتن طريقة وأكثرها تحقيقاً.) رحل إليه الفقهاء من البلاد، وتخرج به أئمة. ابتدأ بطلب العلم وقد صار ابن ثلاثين سنة، فترك صنعته وأقبل على العلم. وقال غيره: كان القفال قد ذهبت عينه. وذكر ناصر المروزي أن بعض الفقهاء المختلفين إلى القفال احتسب على بعض أتباع الأمير متولي مرو، فرفع الأمير ذلك إلى محمود بن سُبُكتكين فقال: أيأخذ القفال شيئاً من ديواننا قال: لا. قال: يتلبس بشيء من الأوقاف قال: لا. قال: فإن الإحتباس لهم سائغٌ. دعهم. وحكى القاضي حسين عن القفال أستاذه أنه كان كثير من الأوقات في الدرس يقع عليه الُبكاء. ثم يرفع رأسه ويقول: ما أغفلنا عما يُراد بنا. تخرج القفال على أبي زيد الفاشاني. وسمع الحديث بمرو، وبُخارى، وهراة. وحدث وأملى كما ذكرنا. وقبره يُزار. عبد الله بن أحمد بن عثمان. (28/423)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 424 أبو بكر ابن بنت شيبان العُكبري. حدث عن: أبي بكر القطيعي، وأبي أحمد بن السقاء. روى عنه: عبد العزيز الكتاني، وغيره. عبد الله بن أحمد بن عثمان. أبو محمد القُشاري الطليطلي الأندلسي. كان ورعاً، خيراً يغلب عليه الفقه. وكان مشاوراً في الأحكام، شاعراً، من أعيان العلماء. توفي في شعبان. عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عيسى. أبو محمد الهمداني البزاز، المعروف بسبط قاضينا. روى عن: موسى بن محمد بن جعفر، وأوس الخطيب، وابن بُرزة، وعلي بن إبراهيم علان. وعنه: مكي بن محمد الفقيه، وأحمد بن عمر، ومحمد بن طاهر بن ممان. عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار. أبو محمد البغدادي السُكري. يُعرف بوجه العجوز. (28/424)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 425 سمع: إسماعيل الصفار، وجعفر الخُلدي، وأبا بكر النجاد، وجعفر بن محمد بن الحكم، وجماعة. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً. مات في صفر. قلتُ: وروى عنه أبو بكر البيهقي، والحسين بن علي بن البُسري. عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن إبراهيم. أبو القاسم النيسابوري الجوري المقريء الحريري الشافعي. مستور ثقة. سمع مع أخيه القاضي أبي جعفر من: أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، وأبي الحسن الكارزي، وأبي علي الرفاء. وتوفي في جمادى الآخرة. سمع عبد الغافر من أصحابه.) عبد السلام بن أحمد بن أبي عرابة. أبو محمد المصري. مات في ذي الحجة. عبد الملك بن أحمد بن أبي حامد. أبو محمد الجرجاني. قاضي الري، ويعرف بعبدك. روى عن: أبي بكر الإسماعيلي، وأبي بكر القطيعي، وابن ماسي. (28/425)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 426 عبد الواحد بن أبي بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد. السُلمي الدمشقي أبو الفضل الشاهد. حدث عن: الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي، ويوسف الميانجي. روى عنه: ابنه أبو الحسن أحمد، والخطيب أبو نصر بن طلاب، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني. وتوفي في ذي الحجة. علي بن أحمد بن عمر بن حفص. أبو الحسن ابن الحمامي البغدادي. مقريء العراق. قرأ القراءآت على: أبي بكر محمد بن الحسن النقاش، وعبد الواحد بن أبي هاشم، وهبة الله بن جعفر، وأبي عيسى بكار بن أحمد، ويزيد بن أبي هلال الكوفي، وجماعة سواهم. وسمع الحديث من: أبي عمرو بن السماك، وأبي بكر النجاد، وأحمد بن عثمان الأدمي، وأبي سهل القطان، وعلي بن محمد بن الزبير الكوفي، وعبد الباقي بن قانع، ومحمد بن جعفر الأدمي، وخلق سواهم. روى عنه: أبو بكر الخطيب، ورزق الله التميمي، وأبو بكر البيهقي، وأبو (28/426)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 427 الفضل عبد الله بن علي الدقاق، وطراد الزيني، وخلق آخرهم أبو الحسن علي بن علاف. وقرأ عليه القراءآت: أبو الفتح عبد الواحد بن شيطا، ونصر بن عبد العزيز الفارسي، وأبو علي الحسن بن القاسم غلام الهراس، وأبو بكر محمد بن علي بن موسى الخياط، وأبو الخطاب أحمد بن علي الصوفي، وأبو علي الحسن بن أبي الفضل الشرمقاني، والحسن بن علي العطار، وأبو الحسن علي بن محمد بن فارس الخياط، وعبد السيد بن عتاب، ورزق الله بن عبد الوهاب التميمي، وأبو نصر أحمد بن علي الهاشمي شيخ الشهرزوري، وأبو علي الحسن بن أحمد بن البناء، وأبو القاسم يحيى بن أحمد السيبي القصري، وخلق كثير. قال الخطيب: كان صدوقاً ديناً، فاضلاً، تفرد بأسانيد القراءآت وعُلوها في وقته. ولد في سنة ثمانٍ وعشرين وثلاثمائة، ومات في رابع وعشرين شعبان. أنبأنا المسلم بن علان، وغيره، أن أبا اليُمن الكندي أخبرهم: أنا أبو منصور الشيباني، وأنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب: حدثني نصر بن إبراهيم الفقيه: سمعتُ سُليم بن أيوب الرازي: سمعتُ أبا الفتح بن أبي الفوارس يقول: لو رحل رجلٌ من خُراسان ليسمع كلمةً من أبي الحسن الحمامي أو من) أبي أحمد الفرضي لم تكن رحلته ضائعاً عندنا. علي بن أحمد بن هارون بن كُردي. أبو الحسن النهرواني، المعدل. (28/427)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 428 سمع: محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب. قال الخطيب: كتبتُ عنه بالنهروان. وتوفي في شعبان، وله ست وثمانون سنة. عمر بن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه بن سدُوس بن علي بن عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود. أبو حازم الهُذلي العبدويي النيسابوري الحافظ الأعرج. سمع: إسماعيل بن نجيد، ومحمد بن عبد الله بن عبدة السليطي، وأبا عمرو بن مطر، وأبا الفضل بن خميرويه الهروي، وأبا الحسن السراج، وأبا أحمد الغِطريفي، وأبا بكر الإسماعيلي، وبشر بن أحمد الإسفرائيني، وطبقتهم. وحدث ببغداد في سنة تسعٍ وثمانين وثلاثمائة، فسمع منه: أبو الفتح بن أبي الفوارس، وأحمد بن الأبنوسي. وحدث عنه: أبو القاسم التنوخي، وأحمد بن عبد الواحد الوكيل، وأبو بكر الخطيب وقال: كان ثقة، صادقاً، حافظاً عارفاً. كتب إلي أبو علي (28/428)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 429 الوخشي يذكر أن أبا حازم مات في يوم عيد الفطر. قلتُ: وروى عنه: أبو عبد الله الثقفي، وخلق من أهل نيسابور، وكان من جلة الحفاظ. وكان أبوه قد سمعه من أبي العباس الصبغي، وأبي علي الرفاء، وغيرهما، فلم يحدث عنهم تورعاً وقال: لست أذكرهم. قال أبو صالح المؤذن: سمعت أبا حازم يقول: كتبتُ بخطي عن عشرةٍ من شيوخي عشرة آلاف، عن كل شيخ ألف جزء. رواها عبد الغافر في السياق عن أبي صالح الحافظ. وقال أبو محمد بن السمرقندي: سمعت أبا بكر الخطيب يقول: لم أر أحداً أطلق عليه اسم الحِفظ غير رجلين: أبو نُعيم، وأبو حازم العبدويي. عمر بن أحمد بن عثمان. أبو حفص البزاز العُكبري. سمع: محمد بن يحيى الطائي، وأبا بكر النقاش، وعلي بن صدقة. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان ثقة أميناً. ولد سنة عشرين وثلاثمائة. قلت: وروى عنه: ابن البِطر. (28/429)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 430 4 (حرف الميم:) محمد بن أحمد بن محمد بن القاسم الهروي. المجاور بمكة. قال الداني: يُكنى أبا أُسامة. روى القراءة فيما ذكر عن أبي بكر النقاش، وسمع منه تفسيره. ثم عرض على أبي الطيب بن) غلبون، والسامري بمصر. رأيته يُقريء بمكة. وكان شيخاً صالحاً، وربما أملى من حفظه الحديث فقلب الأسانيد وغير المُتُون. مولده بهراة سنة تسعٍ وعشرين وثلاثمائة، وتوفي بمكة. محمد بن أحمد بن الطيب بن جعفر بن كُماري. أبو الحسين الواسطي الطحان. روى عن: أبيه أبي بكر أحمد صاحب ابن شوذب، وعن: بكر بن أحمد محمي. وبرع في مذهب أبي حنيفة على أبي بكر الرازي. وكان من العًدُول الكبار. ورخه ابن النقطة. محمد بن أحمد بن علي. أبو المظفر البالكي الهروي. سمع: أبا علي الرفاء. وعنه: شيخ الإسلام عبد الله بن محمد الأنصاري. محمد بن أحمد بن هارون بن موسى بن عبدان. (28/430)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 431 أبو نصر بن الجندي الغساني الدمشقي. إمام الجامع، ونائب القاضي بدمشق، ومحدث البلد. روى عن: خيثمة بن سليمان، وعلي بن أبي العقب، وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان، وأبي علي بن جابر الفرائضي، وجماعة. روى عنه: أبو نصر الحبان، وأبو علي الأهوازي، وأحمد بن عبد الواحد بن أبي حديد، وأبو نصر بن طلاب، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن محمد المصيصي، وآخرون. قال الكتاني: توفي القاضي أبو نصر بن هارون إمام جامع دمشق وقاضيها في صفر، وكان ثقة مأموناً. وذكر أن مولده سنة. محمد بن أحمد بن الحسن البزاز. أبو الحسن البغدادي. سمع بمكة من: أبي محمد الفاكهي. روى عنه: الخطيب، وأبو بكر البيهقي. محمد بن عبد الله بن أبي زيد. أبو بكر الأنماطي. (28/431)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 432 بغدادي، سمع: عمر بن سلم، وأبا بكر الشافعي. وعنه: الخطيب، وابن قيداس. محمد بن عتيق بن بكر. أبو عبد الله الأسواني. سمع من: هشام بن أبي خليفة السدوسي، وطبقته. 4 (حرف الهاء:) هارون بن يحيى بن الحسن الطحان. أبو موسى المصري. توفي في ربيع الأول. عنده عن: الحسن بن رشيق، وأبي الطاهر الذُهلي. ذكر ذلك أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبال في الوفيات.) (28/432)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 433 1 (وفيات سنة ثمان عشرة وأربعمائة:)

4 (حرف الألف:) أحمد بن إبراهيم بن يزداد. أبو علي غلام محسن الإصبهاني. سمع: عبد الله بن جعفر بن فارس. وأظنه سمع من أبي أحمد العسال. روى عنه: أبو حفص عمر بن أحمد المعلم، وأبو بكر أحمد بن محمد بن مردويه، وغيرهما. من شيوخ السلفي. توفي في صفر، وله نيف وثمانون سنة. عند أبي الفتح القرشي جزءٌ من حديثه. أحمد بن بُرد. أبو حفص القرطبي الكاتب. كان ذا حظٍ وافرٍ من البلاغة، والأدب والشعر، رئيساً مقدماً في الدولة الناصرية. (28/433)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 434 أحمد بن حمدان بن الشيخ أبي حامد أحمد بن محمد بن شارك الهروي. أبو حامد الشاركي. روى عن: جده. وعنه: محمد بن علي العميري، وغيره. أحمد بن علي بن سعدويه النسوي الحاكم. سمع: إسماعيل بن نجيد، وغيره. روى عنه: شيخ الإسلام الأنصاري. أحمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد. أبو حامد المُلقاباذي النيسابوري، التاجر الدلال، جار أبي سعيد الحافظ المحمداباذي. ثقة، صالح. حدث عن: أبي الحسن السراج، وأبي حسن المزكي، وجماعة. روى عنه: أبو القاسم بن عبد الله الكريزي. (28/434)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 435 وتوفي في أواخر صفر. أحمد بن محمد بن أحمد. أبو سعيد القُهُندُزي النيسابوري الشافعي، المقريء. روى عن: أبي بكر محمد بن المؤمل، وغيره. روى عنه: أبو صالح المؤذن، ومحمد بن يحيى، وعبيد الله بن عبد الله. توفي في ربيع الأول. أحمد بن محمد بن المهتدي الخطيب. أبو عبد الله البغدادي. سمع: أبا بكر النجاد. وحدث بجزءٍ واحدٍ رواه عنه الخطيب. أحمد بن محمد بن القاسم بن مرزوق. أبو الحسن المصري الأنماطي العدل. سمع: أحمد بن عبيد الصفار الحمصي، وحمزة بن محمد الحافظ، والحسين بن إبراهيم الفرائضي الدمشقي. (28/435)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 436 روى عنه: أبو نصر السجزي، وأبو إسحاق الحبال. وسمع من: الحبال السيرة. حدثه بها، عن ابن الورد، بسنده.) أحمد بن الوليد بن أحمد بن محمد. أبو حامد الزوزني. رحل، وروى عن: أبي بكر الشافعي، وخلف الخيام، وأبي القاسم الطبراني. وتوفي بنيسابور في جُمادى الآخرة. روى عنه: طاهر الشماهي، وغيره. إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران. (28/436)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 437 الأستاذ أبو إسحاق الإسفرائيني، الأصولي، المتلكم، الفقيه الشافعي، إمام أهل خُراسان. رُكن الدين، أحد من بلغ رتبة الإجتهاد. له التصانيف المفيدة. روى عن: دعلج بن أحمد السجزي، وأبي بكر الشافعي، وعبد الخالق بن أبي رُوبا، ومحمد بن يزداد بن مسعود، وأبي بكر الإسماعيلي، وجماعة. وأملى مجالس. روى عنه: أبو بكر البيهقي، وأبو قاسم القُشيري، وأبو السنابل هبة الله بن أبي الصهباء، وجماعة. وصنف كتاب جامع الحُلي في أصول الدين، والرد على الملحدين في خمس مجلدات، وتصانيف كثيرة مفيدة. أخذ عنه القاضي أبو الطيب الطبري أصول الفقه وغيره. وبُنيت له بنيسابور مدرسة مشهورة. وتوفي في نيسابور يوم عاشوراء في السنة. قال أبو إسحاق الشيرازي: درس عليه شيخنا أبو الطيب، وعنه أخذ الكلام والأصول عامة شيوخ نيسابور. (28/437)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 438 وقال غيره: نقل إلى إسفراين ودفن بمشهده بها. وقال عبد الغافر: أن أبو إسحاق طراز ناحية المشرق، فضلاً عن نيسابور وناحيته. ثم كان من المجتهدين في العبادة، المبالغين في الورع. انتخب عليه أبو عبد الله الحاكم عشرة أجزاء، وذكره في تاريخه لجلالته. وخرج عليه أحمد بن علي الحافظ الرازي ألف حديث. وعُقد له مجلس الإملاء بعد ابن محمش. وكان ثقة، ثبتاً في الحديث. قال أبو القاسم بن عساكر: حكى لي من أثق به أن الصاحب بن عباد كان إذا انتهى إلى ذكر ابن الباقلاني، وابن فُورك، والإسفرايئتي، وكانوا متعاصرين من أصحاب أبي الحسن الأشعري، قال لأصحابه: ابن الباقلاني بحر مُغرق، وابن فُورك صل مُطرق، والإسفرائيني نار تحترق. وقال الحاكم في تاريخه: أبو إسحاق الإسفرائيني الفقيه الأُوصولي المتكلم، المتقدم في هذه العلوم. انصرف من العراق وقد قرأ له العلماء بالتقدم إلى أن قال: وبُني له بنيسابور المدرسة التي لم يُبن بنيسابور قبلها مثلها. فدرس فيها. وقال غيره: كان أبو إسحاق يقول: إن كل مجتهدٍ مُصيبٌ أوله سفسطة، وآخر زندقة. (28/438)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 439 وقال أبو القاسم الفقيه: كان شيخنا الأستاذ إذا تكلم في هذه المسألة قيل: القلم عنه مرفوع) حينئذٍ، لأنه كان يشتم ويصول، ويفعل أشياء. وحكى عنه أبو القاسم القُشيري أنه كان لا يجوز الكرامات. وهذه زلة كبيرة. أخبرنا محمد بن حازم، أنا محمد بن غسان، أنا سعيد بن سهل الخوارزمي سنة ثمانٍ وخمسين وخمسمائة: ثنا علي بن أحمد المؤذن إملاءً: ثنا محمد بن يزداد بن مسعود، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا أيوب بن محمد الوزان، ثنا محمد بن مُصعب، ثنا عيسى بن ميمون، سمع القاسم يحدث، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: اللهُم اجعل أوسع رِزقي عند كِبر سِني وانقضاء عُمري. قلت: عيسى هذا مدني يقال له الخواص. قال بتركه النسائي، وضعفه الدارقُطني. إسماعيل بن بدر. (28/439)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 440 أبو القاسم الأنصاري القُرطبي، الأديب الفرضي، المعروف بابن الغنام. روى عن: محمد بن معاوية القُرشي، ومنذر بن سعيد القاضي، وأبي عيسى الليثي. حدث عنه الخولاني، وقال: كان صالحاً، متسنناً، مهندساً. روى عنه أيضاً: قاسم بن إبراهيم، وأبو محمد بن خزرج. أصبغ بن عيسى. أبو القاسم اليحصبي الإشبيلي العبدري. روى عن: أبي محمد الباجي، وغيره. وعُني بالعِلم. روى عنه: الخولاني، وأبو محمد بن خزرج. 4 (حرف الحاء:) الحسين بن علي بن حسين بن محمد. (28/440)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 441 الوزير أبو القاسم بن أبي الحسن الشيعي. عُرف بابن المغربي. كان مع أبيه، فلما قتل الحاكم أباه بمصر وعمه وإخوته هرب أبو القاسم من مصر، واستجار بحسان بن مفرج الطائي، ومدحه. فوصله وأجاره. حدث عن: الوزير أبي الفضل جعفر بن الفُرات بن حنزابة. روى عنه: ابنه عبد الحميد، وأبو الحسن بن الطيب الفارقي. وقد وزر لصاحب ميافارقين أحمد بن مروان. ومن شعره لما كان مختفياً بالقاهرة والحاكم يطلب دمه، وقد كان بمصر صبي أمرد يُضرب المثلُ بحسنه، وكان يشتهي أبو القاسم أن يراه، فأخير بأنه يسبح في الخليج، فخرج ليراه وغرر بنفسه، فنظر إليه وقال: (عُلمتُ منطقَ حاجبيه .......... والبَيْنُ ينشدُ رايتيهِ)

(وعَرفتُ آثارَ النعيمِ .......... بقُبلةٍ في وجنتيهِ) ) (ها قد رضِيتُ من الدنيا .......... بأسرها نظري إليهِ)

(ولقد أراه في الخلي .......... ج يشقهُ من جانبيهِ)

(والموجُ مثلُ السيفِ وه .......... و فرنده في صفحتيهِ)

(لا تشربوا من مائه .......... أبداً، ولا ترِدوا عليهِ)

(قد ذاب منه السحرُ في .......... حركاتهِ من مُقلتيهِ) (28/441)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 442 (وكأنه في الموج قلبي .......... بين أشواقي إليه) وله: (وكل امريءٍ يدري مواقعَ رُشدهِ .......... ولكنه أعمى أسيرُ هواهُ)

(هوى نفسهِ يُعميهِ عن قُبح عيبهِ .......... وينظُرُ عن فهمٍ عيوب سِواهُ) ابن النجار: أنشدنا الفتح بن عبد السلام، أنا جدي، أنشدنا رزق الله التميمي: أنشدنا الوزير أبو القاسم الحسين بن علي المغربي لنفسه: (وما أمُ خشف خلقته وبكرت .......... لتُكسبه طعماً وعادت إلى العُشِ)

(غدت ترتعي ثم انثنت لرضاعهِ .......... فلم تلقَ شيئاً من قوائمه الحمشِ)

(طافت بذاك القاع ولهاً فصادفتْ .......... سِباع الفلا نهشته أيما نهشِ)

(بأوجعَ مني يوم ظلت أناملٌ .......... تودعني بالدر من شبك النقشِ)

(وأجمالهم تحدي وقد برح النوى .......... كأن مطاياهم على ناظري تمشي)

(وأعجب ما في الأمر أن عشتُ بعدهم .......... على أنهم ما خلفوا في من بطشِ) قال مِهيار الديلمي: لما وزر أبو القاسم بن المغربي ببغداد تعظم وتكبر ورهبه الناس، وانقبضتُ عن لقائه، ثم خِفتُ فعلمتُ فيه قصيدتي البانية، ودخلتُ فأنشدتهُ، فرفع طرفه إلي وقال: اجلس أيها الشيخ. فلما بلغت إلى قولي: (جاء بك الله على فترةٍ .......... بآيةٍ من يَرها يعجبِ)

(لم تألفِ الأبصارُ من قبلها .......... أن تطلع الشمسُ من الغربِ) فقال: أحسنت يا سيدي. وأعطاني مائتي دينار. (28/442)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 443 قلت: وكان جدهم يُلقب بالمغربي لكونه كان كاتباً على ديوان المغرب، وأصله بصري. قصد أبو القاسم: فخر المُلك أبا غالب، وتوصل إلى أن وزر سنة أربع عشرة. وكان بليغاً مفوهاً) مترسلاً، يتوقد ذكاءً. ومن شعره: (تأمل من أهواهُ صُفرة خاتمي .......... فقال: حبيبي، لم تجنبتَ أحمره)

(فقلت له: من أحمرٍ كان لونُهُ .......... ولكن سقامي حل فيه فغيره) وقد ساق ابن خلكان نسبه إلى بهرام جور، وقال: له ديوان شِعر، ومختصر إصلاح المنطق، وكتاب الإيناس. ومولده سنة سبعين وثلاثمائة. وحفظ كُتُباً في اللغة والنحو. وكان يحفظ نحو خمسة عشر ألف بيت من الشِعر. وبرع في الحساب. وحصل ذلك وله أربع عشرة سنة. وكان من دُهاة العالم. هرب من الحاكم فأفسد نبات صاحب الرملة (28/443)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 444 وأقاربه على الحاكم. وسار إلى الحجاز، فأطمع صاحب مكة في الحاكم وفي أخذ ديار مصر. وعمل ما قلق الحاكم منه وخاف على ملكه. وتوفي بميافارقين، وحُمل إلى الكوفة بوصيةٍ منه. وله في ذلك حديث طويل. ودُفن في تُربهٍ مجاورةٍ للمشهد المنسوب إلى علي رضي الله عنه. ومن شعره: (أقولُ لها والعيسُ تُحدجُ للسرى: .......... أعدي لفقدي ما استطعتِ من الصبرِ)

(سأنفقُ ريعانَ الشبيبةِ آنِفاً .......... على طلب العلياءِ أو طلبِ الأجرِ)

(أليسَ من الخُسْران أن ليالياً .......... تمرُّ بلا نفعٍ وتُحسبُ من عمري) ومن شعره: (أرى الناس في الدنيا كراعٍ تنكرتْ .......... مراعيهِ حتى ليس فيهنّ مرتعُ)

(فماءٌ بلا مرعىً بغيرِ ماء .......... وحيثُ ترى ماءً ومرعىً فمسبعُ) وكتب إلى الحاكم: (وأنت وحسبي أنت تعلم أنني ............. إمام المجد يبني ويهدمُ)

(وليس حليماً من تُقبل كفُّهُ .......... فيرضى، ولكن من تُعض فيحلُمُ) ومن شعره: (28/444)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 445 (قبورٌ ببغداد وطُوسٍ وطيبةٍ .......... وفي سُر من رأى والغري وكربلا)

(إذا ما أتاها عارفٌ بحقوقها .......... ترحل عنها بالذي كان أملا) ) وتوفي في رمضان، رحمه الله. 4 (حرف الراء:) رباح بن علي بن موسى بن رباح. القاضي أبو يوسف البصري. سمع: إبراهيم بن علي الهُجيمي، وأحمد بن محمد بن سليمان المالكي، ومحمد بن محمد بن بكر الهِزاني. وسمع بدمشق، ومصر. روى عنه: ابنه يوسف، وأبو القاسم التنوخي، وأبو حازم محمد بن الحسين الفراء، وآخرون. 4 (حرف الزاي:) زيد بن عبد العزيز بن مُقرن. أبو الحسين الإصبهاني. توفي في المحرم. (28/445)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 446 4 (حرف الطاء:) طاهر بن الحسن بن إبراهيم. أبو محمد الهمداني الجصاص الزاهد. روى عن: محمد بن يوسف بن عمر الكسائي البزاز، والحسن بن علي الصفار. وهذا الكسائي يروي عن البغوي شيئاً قليلاً. روى عن طاهر: أبو مسلم بن غزو. وحكى عنه جماعة من الصُلحاء. وكان كبير القدر، صاحب كرامات. بالغ شيرويه في تطويل ترجمته، وقال: سمعتُ أبا الحسن الصوفي يقول: سمعتُ أبي يقول: كان لطاهر الجصاص مصنفات عدة، منها: أحكام المريدين مشتمل على سبعة أجزاء. وكان يقرأ التوراة، والإنجيل، والزبور، والقرآن، ويقرر تفسيرها. سُئل طاهر عن التوحيد فقال: أن يكون رجوع المرء إلى نفسه ونظره إليه أشد عليه من ضرب عُنقه. قال جعفر الأبهري: كان لطاهر الجصاص ثلاثمائة تلميذ كلهم من الأوتاد. وقال مكي بن عمر البيع: سمعتُ محمد بن عيسى يقول: صام طاهر الجصاص أربعين يوماً متواليات أربعين مرة. وآخر أربعين عملها صام على قشر (28/446)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 447 الدُّخن، فلفرط يبسه فرغِ رأسه وأختلط في عقله. ولم أر أكثر مجاهدةً منه. قال شيرويه: كان طاهر يذهب مذهب أهل الملامة. وقال مكي: سمعت أبا سعد بن زيرك يقول: حضرتُ مجلساً ذُكر فيه طاهر الجصاص، فبعضهم نسبه إلى الزندقة، وبعضهم نسبه إلى المعرفة. فلما كثرتِ الأقاويل فيه قلت: إن عيسى عليه السلام كان نبياً وافتتانُ الناس به أكثر وافتتانهم بعيسى ضرهم وما ضره. وكذلك) افتتان الناس بطاهر يضرهم ولا يضره. قال مكي: حضرت امرأةٌ عنده فقالت: ألح عليه بعض أصحابنا في إظهار العلة التي ترك بسببها اللحم والخبز، فقال: إذا أكلتهما طالبتني نفسي بقُبلة أمردٍ مليح. وسمعت منصور الخياط الصوفي يقول: دخلت على طاهر الجصاص، فنظرت إليه وإلى اجتماع القمل في ثوبه، فسألته أن يعطيني فروته لأغسلها وأفليها. قال: على أن لا تقتل القمل. قلت: نعم. ثم حملتها إلى النهر، فلو كان معي قفيز كنت أملأه قملاً، فكنسته بالمكنسة ونقيتهُ، فلما رددتها عليه قال: الحالتان عندي سواء، فإن القمل لا يؤذيني. وقال شيرويه: سمعت يوسف الخطيب يقول: دخلت على طاهر الجصاص ووضعت بين يديه تيناً، فناولته تينةً وقلت: أيُها الشيخ اقطع هذه التينه بأسنانك، ولم يبقى في فمه سِن، فجعل يمصها ويلوكها حتى لانت وأمكنه قطعُها، فأكل نصفها، ووضع نصفها في فمي. فكأني وجدتُ في نفسي من ريقه ولُعابه. فبتُ تلك الليلة، فرأيت كأن آت أتاني، فأخرج قلبي من جوفي من غير ألمٍ ولا وجع. فلما شاهدتُ قلبي كأن قنديلٍ، فيه سبعة عشر سِراجاً، فقال لي: هذا من ذاك اللُعاب. سمعت عبد الواحد بن إسماعيل الُبُروجردي يقول: اشترينا شِواءً وحلواء (28/447)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 448 فأكلنا، ثم دخلنا على طاهر الجصاص فقلنا: نريد شيئاً نأكله. فقال: قوموا عني أكلتم الشواء والحلواء في السوق وتطلبون شيئاً من عندي. وكان طاهر يتكلم من كلام الملامة بأشياء لا بأس بها في الشرع إذا فتش، وقبرهُ يزار ويُعظم. 4 (حرف العين:) عبد الله بن عبد الرحمن بن جحاف. أبو عبد الرحمن المعافري. قاضي بلنسية، ويُلقب بحيدرة. روى عن: أبي عيسى الليثي، وأبي بكر بن السليم، وأبي بكر بن القوطية. وكان إماماً، ثقة، فاضلاً. ذكره ابن خزرج. وحدث عنه: أبو محمد بن حزم، وقال: هو من أفضل قاضٍ رأيته ديناً وعقلاً وتعاوناً، حظه الوافر من العلم. توفي في رمضان. عبد الله بن عبيد الله بن محمد. أبو سعيد الجرجاني، ثم النيسابوري الواعظ. كان يعظ في مجلس المطرز. وحدث عن: أبي عمرو بن نُجيد، وأبي الحسن السراج، وطبقتهما. روى عنه:) أبو صالح المؤذن، وعُبيد الله الحشكاني. وكان حياً في هذا العام. (28/448)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 449 عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدان. أبو القاسم القرشي النيسابوري السراج. روى عن: أبي العباس الأصم، وأبي منصور محمد بن القاسم الصبغي، ومحمد بن سليمان البزاري، وأحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، وجماعة. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وعلي بن أحمد الأخرم المديني، وأبو صالح المؤذن، وعثمان المحمي، وفاطمة بنت الدقاق، وجماعة. مات في صفر. وكان إماماً جليلاً، ثقة كبير القدر فقيهاً. تفقه على الأستاذ أبي الوليد. عبد الوهاب بن جعفر بن علي. أبو الحسين بن الميداني، الدمشقي المحدث. روى عن: أبي علي بن هارون، وأحمد بن محمد بن عُمارة، وأبي عبد الله بن مروان، والحسين بن أحمد بن أبي ثابت، وأبي بكر بن أبي دجانة، وأبي عمر بن فضالة، وخلقٍ كثير بعدهم. روى عنه: رشأ بن نظيف، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن محمد بن أبي العلاء، وأبو العباس أحمد بن قبيس المالكي، وآخرون. توفي في جمادى الأولى. قال الكتاني: ذكر أبو الحسين أنه كتب بمائة رطل حِبر، وقد احترقت كُتبه (28/449)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 450 وجددها. وكان فيه تساهل. وقد اتهم في هارون. عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن فاذويه. أبو عبد الرحمن الإصبهاني التاجر. مات في ذي الحجة. علي بن الحسين القاضي. أبو القاسم الهروي الداوودي، مصنف التفسير. روى عن: أبي تراب محمد بن إسحاق الموصلي. وعنه: ابن أخته صاعد بن سيار. توفي في ربيع الآخر. وروى أيضاً عن الخليل بن أحمد، والدارقطني. علي بن عبيد الله بن الشيخ. أبو الحسن الدمشقي. روى عن: المظفر بن حاجب، وجُمع المؤذن، وأبي عمر بن فضالة. روى عنه: عبد العزيز الكتاني، والسمان. علي بن عبد الله بن يوسف الشيرازي. أبو الحسن الرشيقي. توفي في ربيع الآخر. (28/450)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 451 4 (حرف الفاء:) فضلوية بن محمد بن إسحاق بن محمد بن فُضلويه. أبو فضل القزويني، ثم النيسابوري، المؤذن الإسكاف. مؤذن مسجد المطرز. شيخ مسن، به أدنى طرش. حدث عن: أبي عثمان) البصري. وكان يتهم فيه. وعن: الأصم، والطرائفي، وأبي بكر بن إسحاق الصبغي، وعبد الله بن محمد الرازي. وعنه: أبو صالح المؤذن، ومحمد بن يحيى المزكي. مات في جُمادى الأولى. 4 (حرف الميم:) محمد بن أحمد بن خليفة. أبو الحسن التونسي الشاعر الشهير، ويلقب بالصرائري. له شعرٌ كثير على نحو شِعر ابن حجاج، وهجو، وقبائح. دخل مصر، ومات بالريف في هذا العام. وقد قارب الستين. محمد بن أحمد بن علي بن العباس. أبو بكر الجاموسي التاجر. نيسابوري. توفي في ربيع الأول. محمد بن الحسين. (28/451)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 452 أبو بكر البغدادي، الخفاف الوراق. عن: القطيعي، ومخلد الباقرحي، وطبقتهما. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان غير ثقة. يضع ويختلق الأسماء. قال لي: احترقت من كُتبي ألف وثمانون مناً كلها سماعي. محمد بن زهير بن أخطل. أبو بكر النسائي، الفقيه الشافعي. رأس الشافعية بنسا وخطيبها. رحل الناس إليه للأخذ عنه. سمع من: الأصم، وأبي حامد بن حسنويه، وابن عبدوس الطرائفي، وأبي الوليد حسان بن محمد، وأبي سهل بن زياد القطان، وأبي بكر الشافعي. وعمر دهراً. روى عنه: أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن. وتوفي ليلة الفطر. محمد بن علي بن إسحاق. أبو منصور البغدادي الكاتب. حدث عن: أبي بكر بن مقسم المقريء، وأبي علي بن الصواف. قال الخطيب: كتبنا عنه، وسماعه صحيح. محمد بن محمد أحمد بن الروزبهان. أبو الحسن البغدادي. كان يسكن بناحية نهر طابق. (28/452)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 453 حدث عن: علي بن الفضل الستوري، وعثمان بن السماك، وجعفر الخُلدي، والنجاد. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقاً. سمعتُ الصوري يقول: كان هبة الله اللالكائي يُثني عليه إذا ذكره. توفي في رجب. قلت: وروى عنه أبو القاسم بن أبي العلاء المصيصي. محمد بن يوسف بن الفضل. أبو بكر الجرجاني الشالنجي، والقاضي، المفتي. كان عليه مدار الفتوى والتدريس والإملاء والوعظ ببلده.) سمع الكثير من: أحمد بن الحسين بن ماجة القزويني، ونُعيم بن عبد الملك الجُرجاني، ومحمد بن حمدان، وابن عدي، وهذه الطبقة. ومات بجرجان عن إحدى وتسعين سنة. روى عنه: إسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي، وغيره. وتوفي في ذي القعدة، في ثامنة. مروان بن سليمان بن إبراهيم بن مورقاط الغافقي. الإشبيلي. روى عن: أبيه، وأحمد بن عبادة، وأبي محمد الباجي. ودخل إفريقية فأدرك ابن أبي زيد. وكان صدوقاً، صالحاً. مات في رمضان. (28/453)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 454 مُعاذ بن عبد الله بن طاهر البلوي. أبو عمر الإشبيلي. روى عن: ابن القوطية، والرباحي. وكان بارعاً في فنون الأدب، قديم الطلب. معمر بن أحمد بن محمد بن زياد. الشيخ أبو نصور الإصبهاني، الزاهد. كبير الصوفيه بإصبهان. سمع: أبا القاسم الطبراني، وأبا الحسن بن المثنى، وأبا الشيخ، وابن المقريء، وعلي بن عمر بن عبد العزيز. وأملى عنهم. روى عنه: أبو طالب أحمد بن محمد القُرشي الكُندلاني، والقاسم بن الفضل الثقفي، وأبو مطيع، وآخرون. مات في رمضان. وله قصيدة منها: (لقد مات من يُوعى الأنام بعلمه .......... وكان له ذِكر وصيتٌ فينفعُ)

(وقد مات حُفاظ الحديثِ وأهلهُ .......... وممن داره وهو في الناسِ مُقنعُ)

(أبو أحمد القاضي وقد كان حافظاً .......... ولم يكُ من أهل الضلالةِ يقبعُ)

(وكان أبو إسحاق ممن شهدتهُ .......... يدرس أخبارَ الرسول فيوسعُ)

(وثالثهم قُطبُ الزمانِ وعصرهُ .......... أبو القاسم اللخمي قد كان يبرعُ)

(ورابعهم كان ابن حيان آخبراً .......... ومات، فكيف الآن في العِلمِ نطمع؟ُ) (28/454)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 455 (وكان ابن إسحاق بن مندة غائباً .......... يسبح زماناً وحده حيث يطلعُ)

(فرُد إلينا بعد دهرٍ وبُرهةٍ .......... وقامت به الآثار والأمر... جمع)

(بقي وحده في عصره وزمانه .......... يناطح آفات الزمان ويدفعُ) مكي بن محمد بن الغمر. أبو الحسن التميمي الدمشقي الوراق، المؤدب. مستملي القاضي الميانجي. سمع منه، ومن: أحمد بن البرامي، وجمح ابن القاسم، والفضل بن جعفر، وابن أبي الرمرم، وخلق كثير بعدهم.) ورحل إلى بغداد، وسمع من: القطيعي، وأبي محمد بن ماسي، وأبي بكر الوراق. روى عنه: أبو علي الأهوازي، وعبد العزيز الكتاني، ومحمد بن علي الحداد، ومحمد بن علي المطرز، وإسماعيل بن علي السمان، وأبو الحسن بن صصرى. قال الكتاني: كان ثقة مأموناً، يورق للناس. وتوفي في رمضان سنة ثمان عشرة. وقال الأهوازي: سنة ثنتي عشرة. (28/455)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 456 4 (حرف الهاء) هبة الله بن الحسن بن منصور. الحافظ أبو القاسم الرازي الطبري الأصل، المعروف باللالكائي. الفقيه الشافعي. نزيل بغداد. تفقه على: الشيخ أبي حامد. وسمع بالري من: جعفر بن فناكي، وعلي بن محمد القصار، والعلاء بن محمد. وببغداد من: أبي القاسم الوزير، وأبي الطاهر المخلص، فمن بعدهما. قال الخطيب: كان يفهم ويحفظ. وصنف كتاباً في السنة، وكتاب رجال الصحيحين، وكتاباً في السُنن. وعاجلته المنية. وخرج إلى الدينور فمات بها في رمضان. حدثني علي بن الحسين بن جداء العُكبري قال: رأيت هبة الله الطبري في المنام، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي. (28/456)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 457 قلت بماذا؟ قال: كلمة خفيةً: بالسنة قلت: روى عنه كتاب السنة أبو بكر أحمد بن علي الطريثيثي، شيخ السلفي. قال شُجاع الذُهلي: لم يُخرج عنه شيءٌ من الحديث إلا بالسنة. 4 (حرف الياء.) يحيى بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم. أبو سعد البزاز. مات في رمضان. الكنى: أبو الحسين بن طباطبا العلوي. مصري، نبيل. قال الحبال: عنده عن الرازي فمن دونه (28/457)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 458 1 (وفيات سنة تسع عشرة وأربعمائة:)

4 (حرف الألف:) أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمود. أبو بكر الثقفي الإصبهاني، الواعظ. نزيل نيسابور. سمع بها: أبا سعيد عبد الوهاب الرازي، وأبا أحمد الحاكم، وأبا محمد الحسن بن أحمد المزكي. روى عنه: أبو عبد الله الثقفي في الأربعين له، وأبو بكر الخطيب. توفي في جُمادى الأولى. قاله يحيى بن مندة.) أحمد بن عباس بن أصبغ بن عبد العزيز. أبو العباس الهمداني القرطبي. روى عن: أبي عيسى الليثي، وابن عون الله، وجماعة. ثم حج وجاور، فكان من جلة شيوخ الحرم، وبقي إلى هذا العام. أحمد بن محمد بن منصور. أبو الحسين ابن العالي البوشنجي، خطيب بوشنج. (28/458)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 459 سمع أبا أحمد عبد الله بن عدي، وأبا سعيد محمد بن أحمد بن كثير بن ديسم، ومحمد بن علي الغسقاني، وأبا بكر الإسماعيلي، ومحمد بن الحسين النيسابوري السراج، ومحمد بن عبد الله بن إبراهيم السليطي. روى عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل. توفي في رمضان. تفرد ابن رُوزبة بجزءٍ من حديثه. وروى عنه: أبو القاسم أحمد بن محمد العاصِمي البوشنجي. أحمد بن محمد بن الحُسين. أبو الطاهر الضبي الهروي. روى عن: حامد بن محمد الرفاء. روى عنه: أبو إسماعيل الأنصاري، وأبو عبد الله العُميري. إسحاق بن عبد الصمد ابن الخليفة القاهر بالله محمد بن المعتضد العباسي. توفي في ربيع الأول عن قريبٍ من تسعين سنة. وروخه هلال بن المحسن. 4 (حرف الحاء:) الحسن بن محمد بن جعفر بن جُبارة. أبو محمد الدمشقي الضراب، الجوهري. روى عن: خيثمة بن سليمان، ومحمد بن محمد بن زكريا البلخي. (28/459)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 460 روى عنه: الكتاني، وأبو سعد السمان، وعلي الحنائي، وجُبارة. قيده ابن ماكولا. مات ربيع الأول. سمع من خيثمة مجلساً واحداً. الحسن بن محمد بن جعفر السلماسي. أبو محمد. عن: الحسين بن محمد بن عبيد العسكري. مات في صفر. الحسين بن الحسن بن يحيى. أبو عبد الله العلوي الزيدي. توفي بواسط في جمادى الآخرة. روى عن: أبي المُثنى محمد بن أحمد الدهقان الكوفي عن الحسن بن علي بن عفان. وكان مولده في سنة تسعٍ وعشرين وثلاثمائة. قال الخطيب: كان صدوقاً. ثنا عن أبي المثنى. 4 (حرف الزاي:) زكريا بن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمويه. (28/460)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 461 أبو يحيى البزاز النسابة. خُرساني. توفي في حدود سنة تسع عشرة تقريباً.) 4 (حرف الشين:) شعيب بن محمد بن إبراهيم. أبو سعد الشُعيبي البوشنجي. سمع: أباه، وإبراهيم المؤدب، وأبو علي الرفاء. وروى الكثير. حدث عنه: شيخ الإسلام. 4 (حرف العين:) عبادة بن عبد الله بن محمد بن عبادة بن أفلح الأنصاري. من ولد سعد بن عبادة الخزرجي القُرطبي. الشاعر المعروف بابن ماء السماء أبو بكر. أخذ عن: أبي بكر الزبيدي، وغيره. أخذ عنه الأدب: غانم بن الوليد. عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله. أبو محمد المصاحفي. (28/461)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 462 خُراساني. توفي في شهر ذي الحجة. وكان مجاوراً في جامع نيسابور. نسخ ثمانمائة وثمانين مُصحفاً. قال عبد الغافر: حدثني من أوثق به بذلك. ونسخ عدة نُسخ من تفسير أبي القاسم بن حبيب. وسمع من: أبي الحسن بن السراج، وأبي حفص الزيات البغدادي. روى عنه: الحسن بن أبي القاسم الصفار، وأحمد بن أبي سعد بن علي. وتوفي بنيسابور. عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن حمدويه. أبو محمد بن أبي القاسم البُناني الثابتي. من ولد ثابت بن أسلم التابعي. نيسابوري، حنفي. من مجاوري الجامع. كثير الحديث. حدث عن: الأصم، وطبقته. ولقي أبا الطيب المتنبي، وسمع من شعره. روى عنه: محمد بن بحر المزكي. عبد الله بن محمد بن سليمان. (28/462)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 463 أبو محمد بن الحاج القرطبي، المقريء. كان مجوداً طيب الصوت بمرة، صالحاً. له شعر حسن. وأخذ الحديث عن جماعة. وله مصنفٌ كبير في الزهد. توفي شاباً، وقد روى عن: مكي بن أبي طالب. عبد الرحمن بن محمد بن المرزبان بن منجويه. أبو القاسم الإصبهاني. مات في رجب. عبد المحسن بن محمد بن أحمد بن غلبون. (28/463)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 464 أبو محمد الصوري الشاعر المشهور. كان شاعراً محسناً، بديع القول. روى عنه شِعره: محمد بن علي الصوري، ومبشر بن إبراهيم، وسلامة ابن الحسين. وحكى عنه: أبو نصر بن طلاب. وله: (بالذي أَلهم تعذيبي ثناياك العِذابا .......... ما الذي قالته عيناك لقلبي فأجابا) قال أبو فتيان بن حيوس: هما أغزل ما أعلم، وأغزل من قول جرير حيث يقول:) إن العيون التي في طرفها مرض. ولعبد المحسن: (وتُريك نُفسك في معاندة الهوى .......... رُشداً ولستِ إذا فعلت براشدِ)

(شغلتك عن أفعالها أفعالُهُم .......... هلا اقتصرت على عدوٍ واحدِ) عبد الملك بن عبد الرحمن بن عمر بن العباس. (28/464)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 465 أبو سهل الشروطي الحنفي. خُراساني. مات في ذي الحجة. وروى عن: ابن نُجيد، وبشر بن أحمد، وأبي أحمد السمري. وعنه: أبو صالح المؤذن. عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن يوسف. أبو محمد بن شماس الهمداني الدمشقي. حدث ب صحيح البخاري عن: أبي زيد المروزي. وحدث عن: علي بن يعقوب بن أبي العقب، والحسين بن أحمد بن أبي ثابت. روى عنه: علي بن الخضر، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن محمد بن شجاع، وجماعة. توفي في رمضان. قاله الكتاني، وقال: سمعه أبوه الحديث، ولم يكن الحديث من شأنه. عبد الواحد بن أحمد بن الحسين. أبو الحسن العُكبري، المعدل. حدث عن: أحمد بن سليمان النجاد، وجعفر الخلدي، وأبي بكر الشافعي، وعدة. روي عنه: ابن أخيه أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد. وكان صدوقاً يتشيع، قاله الخطيب: (28/465)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 466 علي بن أحمد بن محمد بن داود. أبو الحسن البغدادي الرزاز. سمع: عثمان بن السماك، وأبا بكر النجاد، وعبد الصمد بن علي الطستي، وأبا سهل بن زياد، والخلدي، وأبا عمر الزاهد، وعلي بن محمد بن الزبير، وميمون بن إسحاق، ودعلج بن أحمد. وقرأ القرآن لحمزة على أبي بكر بن مقسم، عن قراءته على إدريس بن عبد الكريم. قرأ عليه: عبد السيد بن عتاب، وغيره. وحدث بالكثير. وكف بصره في آخر عمره. وكان له حانوت في الرزازين. قال الخطيب: وكان كثبر السماع والشيوخ: وإلى الصدق ما هو شاهدت جزءاً من أصوله من أمالي ابن السماك، في بعضها سماعه بالخط العتيق، ثم رأيته قد غير بعد وقتٍ وفيه إلحاقه بخط جديد. ولد سنة خمسٍ وثلاثين وثلاثمائة، وتوفي في ربيع الآخر. قلت: وروى عنه: أبو البيهقي، وأبو بكر الطريثيثي، وجماعة. (28/466)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 467 علي بن عبد العزيز بن الحسن بن محمد بن هارون بن عصام بن الأمير محمد بن عبد) الله بن طاهر بن الحسين. أبو الحسن الخزاعي الطاهري المحدث. سمع من: أبي بحر بن كوثر، وعيسى الرُّخجي، وأبي بكر القطيعي، وأحمد بن جعفر بن سلم، ويحيى بن وصيف، ومخلد الباقرحي، فمن بعدهم. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ديناً صالحاً، ثقة. توفي في ربيع الآخر. علي بن محمد بن عبد الله بن آزاد مرد أبو القاسم الفارسي. سمع: أبا بكر الشافعي، وحامداً الرفاء، وحبيباً القزاز وعثمان بن ستفة، وعدة. وسكن مصر. روى عنه: القاضي القضاعي، والحسين بن علي بن حجاج النحوي، وأبو إسحاق الحبال وقال: مات في رمضان. علي ابن المقريء أبي عدي عبد العزيز بن علي بن محمد بن إسحاق بن الفرج ابن الإمام أبي الحسن المصري. محدث ابن محمد. أرخه الحبال. عمر بن أحمد بن محمد بن حسنويه. (28/467)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 468 أبو حفص الإصبهاني الزعفراني. توفي في ربيع الأول. قال يحي بن مندة: صالح، ورع، صاحب سنة وصلابة. ضربه إسماعيل بن عباد بالسياط في السوق بسبب ذمه الإعتزال. له ست بإصبهان. حدث عن: أبي أحمد العسال، وأحمد بن معبد والطبراني، وأبي إسحاق ابن حمزة. 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن عمر بن حفص. المحدث أبو بكر بن أبي علي الهمداني الذكواني، الإصبهاني المعدل. قال أبو نعيم الحافظ: ولد سنة ثلاثٍ وثلاثين وثلاثمائة وشهر، وحدث ستين سنة. وسمع بمكة، والبصرة، والأهواز، والري. وجمع وصنف الشيوخ. حسن الخلق، قويم المذهب، توفي في شعبان. ثم ذكر بعض شيوخه. قلت: روى عن: عبد الله بن فارس، ومحمد بن أحمد بن الحسن الكسائي، وأبي أحمد العسال، ومحمد بن إسحاق بن كوشيذ، ومحمد بن يحيى بن بحرويه، وأحمد بن معبد السمسار، وأحمد بن محمد بن يحيى القصار، وأحمد بن بندار الشعار، وإبراهيم بن محمد بن حمزة، وعبد الله بن الحسن بن بندار المديني، وأبي الشيخ، وعاتكة بنت أبي بكر بن أبي عاصم الإصبهانيين، والطبراني، والجعابي بإصبهان، وأبي بكر الآجري، وإبراهيم بن (28/468)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 469 محمد بن إبراهيم الدبيلي) بمكة، وفاروق بن عبد الكبير الخطابي، ومحمد بن إسحاق بن عباد التمار، وأحمد بن القاسم بن الريان اللكي بالبصرة. روى عنه: أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر الفقيه، وأبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن مردويه، وإسماعيل بن علي السيلقي، وأبو نصر عبد الرحمن بن محمد السمسار، وأبو حفص عمر بن حسن بن محمد بن أحمد بن سليم، وعلي بن الفضل اليزدي، والفضل بن محمد الحداد أخو أبي الفتح الحداد، وأبو أحمد فضلان بن عثمان القيسي، وأبو العلاء محمد بن عبد الجبار الفُرساني شيوخ ابن سلفة الحافظ. وله معجم رواء عبد الرحيم بن الطفيل. محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن صُمادح. التجيبي الصمادحي السرقسطي. قال الأبار: كان والياً على مدينة وشقة، ثم تخلى عنها لابن عمه منذر بن يحيى. وله مختصر في غريب القرآن يدل على فضله ومعرفته. روى عنه: ابنه الأمير معن صاحب المرية. (28/469)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 470 غرق أبو يحيى هو وأهل مركبه في جمادى الأولى سنة تسع عشرة رحمهم الله. محمد بن عبد الله الرباطي. أبو بكر. قيل: توفي فيها. وقيل: سنة عشرين كما سيأتي. محمد بن عبد الباقي. أبو بكر المصري الجبان. الرجل الصالح. أرخه الحبال. محمد بن علي بن محمد بن حيد بن عبد الجبار. أبو بكر الجوهري الصيرفي العدل الغازي. من رؤساء نيسابور. وإليهم ينسب قصر حيد. ولد سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. سمع من: أبي العباس الأصم، وإسماعيل بن نجيد. روى عنه: حفيده منصور بن محمد شيخ شهدة. توفي في رجب. وممن روى عنه: أبو صالح المؤذن، وأبو بكر محمد بن يحي المزكي. محمد بن عمر بن يوسف. (28/470)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 471 أبو عبد الله ابن الفخار القرطبي المالكي الحافظ. عالم الأندلس في عصره. روى عن: أبي عيسى الليثي، وأبي محمد الباجي، وأبي جعفر بن عون الله، وجماعة. وحج وجاور بالمدينة وأفتى بها، فكان يفخر بذلك. تفقه بأبي محمد الأصيلي، وأبي عمر بن المكوي. وسمع بمصر. وكان إماماً بارعاً زاهداً ورعاً متقشفاً، من أهل العلم والذكاء والحفظ، عارفاً بمذاهب الأئمة وأقوال العلماء. يحفظ المدونة حفظاً جيداً، والنوادر لابن أبي زيد. وقد أريد على الرُّسلية إلى البربر فأبى وقال: إني في جفاء وأخاف أن أؤذى.) فقال الوزير: رجل صالح يخاف الموت، قال: إن أخفه فقد خافه أنبياء الله، هذا موسى عليه السلام حكى الله عنه أنه قال: ففررتُ مِنكُمْ لما خِفْتُكُمْ. قال ابن حيان: توفي الفقيه المشاور الحافظ المستبحر، الراوية البعيد الأثر، الطويل الهجرة في طلب العلم، الناسك المتقشف أبو عبد الله بن الفخار بمدينة بلنسية في عاشر ربيع الأول. فكان الحفل في جنازته عظيماً، وعاين الناس فيها آية من طيور أشباه الخطاف، وما هي بها، تخللت الجمع رأفةً فوق النعش جانحةً إليه مشفةً، لم تفارق نعشه إلى أن ووري فتفرقت. عاين الناس منها عجباً تحدثوا به وقتاً. ومكث مدة ببلنسيةُ مُطاعاً عظيم القدر عند السلطان والعامة. وكان ذا منزلة عظيمة في الفقه والنسك، صاحب أنباءٍ بديعة رحمه الله. (28/471)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 472 وقال جُماهر بن عبد الله: صلى على ابن الفخار الشيخ خليل التاجر ورفرفت عليه الطير إلى أن تمت مواراته. وكذا ذكر محمد القُبُّشي من خبر الطيور، وزاد: كان عمره نحو الثمانين سنة. وكان يقال إنه مجاب الدعوة، واختبرت دعوته في أشياء. وقال أبو عمرو الداني: توفي في سابع ربيع الأول عن ست وسبعين سنة، وهو أخو الفقهاء الحفاظ الراسخين العالمين بالكتاب والسنة بالأندلس رحمه الله. وقد ذكره القاضي عياض فقال: أحفظ الناس، وأحضرهم علماً، وأسرعهم جواباً، وأوقفهم على اختلاف الفقهاء وترجيح المذاهب، حافظاً للأثر، مائلاً إلى الحجة والنظر. فر عن قرطبة إذ نذرت البربر دمه عند غلبتهم على قرطبة. فأما: أبو عبد الله بن الفخار المالكي الحافظ، فيأتي سنة. محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد. (28/472)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 473 أبو الحسن البزاز شيخ بغداد. ولد سنة تسعٍ وعشرين وثلاثمائة. وسمع من: إسماعيل الصفار ومحمد بن عمرو الرزاز، وعمر بن الحسن الأشناني، وهو آخر من حدث عنهم، وعثمان بن السماك، وجعفر الخلدي، والنجاد. قال الخطيب: كتبنا عنه وكان صدوقاً، أثنى عليه أبو القاسم اللالكائي. وكان جميل الطريقة، له أُنسةٌ بالعلم ومعرفة بشيءٍ من الفقه على مذهب أهل العراق. مات في ربيع الأول. قال: وبلغني أنه لم يكن له كفن. قلت: روى عنه: علي بن طاهر بن الملقب الموصلي، والحسين بن علي بن البسري وعلي بن) الحسين الربعي، وعلي بن محمد بن أبي العلاء المصيصي، وجماعة آخرهم علي بن أحمد بن بيان الرزاز، شيخ ابن كليب. 4 (حرف النون) ناصر بن مهدي بن الحسن. السيد أبو محمد، العلوي النيسابوري. (28/473)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 474 روى عن: أبي الحسين الحجاجي، وأبي علي محمد بن علي بن السقا الإسفرائيني الحافظ، وأبو عمرو بن حمدان. وعنه: أبو صالح المؤذن، وغيره. توفي في رمضان. 4 (حرف الهاء) الهيذام بن عمر بن أحمد بن الهيذام. الإصبهاني، الضراب. في شهر صفر. 4 (حرف الباء) يحيى بن عمر. أبو الحسن الدعاء المقريء، المعروف بالشارب. سمع من: عبد الباقي بن قانع، وحامد الرفاء. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة مشهوراً بالسنة. يعيش بن محمد بن يعيش. أبو بكر الأسدي الطليطلي. روى عن: أبيه، ورحل فأخذ عن: أبي محمد بن أبي زيد. وكان من كبار الفقهاء. ولي القضاء ببلده والرئاسة. (28/474)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 475 1 (وفيات عشرين وأربعمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن طلحة بن أحمد بن هارون. أبو بكر البغدادي المنقي الواعظ. سمع: أبا بكر النجاد، وعبد الصمد الطستي، وابن بريه الهاشمي. مات في ذي الحجة. وآخر من روى عنه ابن البطر. أحمد بن عبد القادر بن سعيد. أبو عمر الأموي الإشبيلي. أخذ عن: أبي الحسن الأنطاكي، وحكم بن محمد القيرواني، ومحمد بن الحارث الخُشني. وسمع من: أبي علي القالي يسيراً. وكان عارفاً بالنحو والشعر، وله كتاب الوثائق وعللها سماه المحتوي في خمسة عشر جزءاً. (28/475)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 476 حدث عنه: أبو محمد بن خزرج. أحمد بن علي بن أحمد بن حماد. أبو العباس الجُرجاني، المقريء المعروف بالخزاز. سمع من المحدث أحمد بن الحسن بن ماجة في سنة تسعٍ وأربعين بقراءة الإسماعيلي. وحدث، وسمع منه خلق بجرجان. وكان رجلاً صالحاً. مات في ذي القعدة. أحمد بن علي بن الحسن بن الهيثم. أبو الحسن بن البادا البغدادي. سمع: أبا سهل بن زياد، وعبد الباقي بن قانع، ودعلج بن أحمد، وابن بريه، وجماعة. قال الخطيب: كان ثقة، من أهل القرآن والأدب والفقه على مذهب مالك. كتبتُ عنه، ومات في ذي الحجة. أحمد بن علي. أبو العباس المنبجي، ثم الرقي المقريء. قرأ القرآن على: نظيف بن عبد الله الكِسروي، وغيره. قال أبي العمر الداني: كان ثقةً ضابطاً. عُمر طويلاً وتوفي بالرقة بعد (28/476)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 477 العشرين، وقد بلغ التسعين أو زاد عليهما رحمه الله. أحمد بن محمد بن عفيف. أبو عمر الأموي القُرطبي. شرع في السماع سنة تسعٍ وخمسين وثلاثمائة، واستوسع في الرواية والجمع والإتقان. وحدث عن: يحيى بن هلال، ومحمد بن عبيدون، ومحمد بن أحمد بن مِسور. وعني بالفقه. وبرع في الشروط ثم مال إلى الزهد والوعظ، فوعظ الناس، ولقن القرآن، وقصده الصلحاء والطالبون، فبين لهم الطريق. وكان يغسل الموتى، وصنف في تغسيلهم كتاباً، وصنف كتاباً في آداب المعلمين. وصنف في أخبار القُضاة والفقهاء بقرطبة كتاباً. ولما) وقعت الفتنة بقرطبة قصد المرية فأكرمه صاحبها خيران الصقلبي وأدناه، وولاه قضاء لورقة، فاستوطنها حتى توفي في ربيع الآخر. روى عنه: حاتم بن محمد، وأبو العباس العُذري، وطاهر بن هشام، وغيرهم. أحمد بن محمد بن القاسم بن بشر بن درستويه بن يزيد. أبو الحسين الفارسي الفسوي، ثم البخاري. ولد سنة أربعين. وروى عن: أبي بكر بن يزداد، وخلف الخيام، وأبي بكر بن سعد، والقفال الشاشي. (28/477)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 478 توفي في ربيع الأول ببخارى. أحمد بن محمد بن الحسن بن المظفر. أبو طالب، ولد الأديب أبي علي الحاتمي. كان شاعراً محسناً. وله ديوان. روى عنه: ابنه مسعود، ومحمد بن وِشاح الزينبي. إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن الحسين. أبو إسحاق الحنائي الدمشقي. روى عن: عبد الوهاب الكِلابي. وسمع بمصر من: أبي محمد بن النحاس. روى عنه: أبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني. وهو أخو علي وإبراهيم. 4 (حرف الحاء:) الحسن بن علي بن العباس بن الفضل بن زكريا بن يحيى بن النضر. أبو علي النضروي الهروي الحافظ. سمع: محمد بن عبد الله بن خميرويه، وزاهد بن أحمد، ومحمد بن أحمد بن حمزة، وجماعة. وعنه: عبد الواحد المُليحي، ومحمد بن علي العُميري. الحسن بن محمد بن أحمد بن عمر. (28/478)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 479 أبو بشر القُهُندُزي المزكي. روى عن: أبي بحر البربهاري، ومحمد بن حيويه الكُرجي. وعنه: صاعد بن سيار، ومحمد بن علي العميري. الحسين بن عبد الله بن أبي علاثة البغدادي. سمع: أبا بكر الشافعي، والقطيعي، وعدة. وعنه: الخطيب، وقال: سماعه صحيح إلا أنه ساقط المروءة. 4 (حرف السين:) سعيد بن عبد العزيز بن عبد الله بن محمد. أبو سهل النيلي. أخو الأستاذ أبي عبد الرحمن. رجل جليل نحوي، فقيه شافعي، إمام في الطب متبحر فيه بمرة، ثقة في الحديثة. روى عن: أبي عمرو بن حمدان، وأبي أحمد الحافظ. (28/479)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 480 ومات فجأةً عن سبعٍ وستين سنة. 4 (حرف الصاد:) ) صالح بن مِرداس الكلابي. أسد الدولة. كان من عرب البادية، فقصد حلب وبها مرتضى الدولة بن لؤلؤ نائباً للخليفة الظاهر بن الحاكم العبيدي، فانتزعها منه في سنة سبع عشرة وأربعمائة، وتملكها ورتب أمورها. فصار من مصر لحربه أمير الجيوش الدزبري، وكانت الوقعة بالأقحوانة. ثم انجلت الوقعة عن خلقٍ كثير من القتلى منهم صالح. وهو أول من ملك حلب من بني مرداس. قُتل في جُمادى الأولى. 4 (حرف العين:) عبد الله بن عبد الرحيم بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن حمدويه. (28/480)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 481 أبو محمد البُناني النيسابوري المُرضي، الرجل الصالح. سمع من: دعلج، وأبي بكر الشافعي ببغداد. وذكر أنه لقي الأصم، وسمع منه شيئاً يسيراً. وسمع بجرجان من: محمد بن أحمد بن إسماعيل الصرام وحدث عنه. سمع منه: أبو الفضل الفلكي والمشايخ. عبد الله بن محمد بن علي بن مهرة. أبو محمد الإصبهاني المؤدب. روى عن: الطبراني. عبد الجبار بن أحمد. أبو القاسم الطرسوسي المقريء. صدر الإقراء في وقته بمصر. قرأ على: أبي عدي عبد العزيز بن الفرج، وأبي أحمد عبد الله بن الحسين السامري. قرأ عليه: أبو الطاهر إسماعيل بن خلف مصنف العنوان. توفي في غرة ربيع الآخر. وله كتاب المُجتنى في القراءآت. وآخر من سمع منه أبو الحسين يحيى بن البياز، لكنه متهم. عبد الرحمن بن زاهد بن أحمد. أبو أحمد المروزي الشيرتحشيري، الفقيه المحدث. (28/481)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 482 سمع: عبيد الله بن الحسين النضري ببغداد، ومحمد بن المظفر الحافظ. وأملى بمرو وهراة. روى عنه: عبد الواحد المليحي، وابنه أبو عطاء وعطاء القراب. أخذ مذهب الشافعي عن أبي زيد الفاشاني، وصار من أئمة المذهب. عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن معروف بن حبيب. أبو محمد بن أبي نصر التميمي، الدمشقي المعدل، الرئيس المعروف بالشيخ العفيف. قرأ لأبي عمرو عن أحمد بن عثمان غلام السباك. وحدث عن: إبراهيم بن أبي ثابت، والحسن بن حبيب الحصائري، وخيثمة، وابن حذلم، وجعفر بن عُديس، وأحمد بن محمد بن عُمارة الليثي، وأحمد بن سليمان بن زبان الكندي، ثم قطع التحديث عنه لما علم ضعفه. روى عنه: رشأ بن نظيف، وأبو علي الأهوازي، وعبد العزيز بن أحمد الكتاني، وأبو القاسم) الحنائي، وأبو نصر بن طلاب، وأبو القاسم بن أبي (28/482)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 483 العلاء، وخلق كثير آخرهم موتاً عبد الكريم بن المؤمل الكفر طابي. وكان مولده في سنة سبعٍ وعشرين وثلاثمائة. قال أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي: أنا عبد الرحمن بن عثمان بدمشق بقراءتي، وكان خيراً من ألفٍ مثله إسناداً وإتقاناً وزُهداً مع تقدمه. ثم ذكر عنه حديثاً. وقال رشأ بن نظيف: قد شاهدتُ ساداتٍ، ما رأيت مثل أبي محمد بن أبي نصر، كان قرة عين. وقال الكتاني: توفي شيخنا ابن أبي النصر في جمادى الآخرة، فلم أر جنازة كانت أعظم منها. كان بين يديه جماعة من أصحاب الحديث يهللون ويُكبرون ويظهرون السنة. وحضر جنازته جميع أهل البلد حتى اليهودي والنصارى. ولم ألق شيخاً مثله زُهداً وورعاً وعبادةً ورئاسة. وكان ثقةً عدلاً، مأموناً، رضى. وكان يلقب بالعفيف. وكانت أصوله حِساناً بخط ابن فطيس، والحلبي. وقد روى حديثه بعلوًّ: كرينة القرشية مثل مُسند ابن عمر لابن أمية، وحديث ابن أبي ثابت. عبد الرحيم بن أحمد بن عبد الرحمن الكُتامي الفقيه المالكي. (28/483)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 484 أبو عبد الرحمن السبتي، ويعرف بابن العجوز. قال القاضي عِياض: كان من كبار قومه، وإليه كانت الرحلة بالمغرب. وعليه كانت تدور الفتوى. وفي عقبه أئمة نُجباء. لازم أبا محمد بن أبي يزيد. وأخذ عن: أبي محمد الأصيلي، وغيره. روى عنه: قاسم المأموني، ومحمد بن عبد الرحمن، وإبراهيم بن يعقوب الكلاعي، وجماعة. أخذ الناس عنه بسبتة عِلماً كثيراً. وقال أبو محمد بن خزرج: أجاز لي سنة ثمان عشرة، وتوفي بعد ذلك بنحو عامين. ولد سنة خمسٍ وأربعين وثلاثمائة. عبد الصمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عيسى. أبو الفضل الخاصمي البلمغي. رحمه الله. عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن منير. أبو محمد المنيري، الجُرجاني العدل الصالح. سمع: أبا أحمد عدي، وأبا بكر الإسماعيلي. وبنيسابور: أبا أحمد الحاكم. وببغداد: أبا الحسين بن المظفر. (28/484)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 485 وبالشام: محمد بن علي الساوي. قال علي بن محمد الزنجي: سمعت منه. قلت توفي في) رمضان. عبيد الله بن النضر بن محمد بن أحمد بن محمد. أبو أحمد المحمي النيسابوري. من بيت الرئاسة والحشمة. سمع: أبا علي الرفاء، وأبا عمر بن مطر، وهارون بن أحمد الأستراباذي. روى عنه: أبو صالح المؤذن، وأبو القاسم عبيد الله بن أبي محمد الكزبري. وتوفي في ذي القعدة. علي بن أحمد بن محمد بن الحسين. أبو الحسن الجرجاني الإصبهاني. سمع بالبصرة: إبراهيم بن علي الهجيمي. روى السلفي عن أصحابه: إسماعيل بن علي السيلقي، وروح بن محمد الداراني، وعمر بن حسن بن سُليم المعلم، وغيرهم، وابن أشتة. (28/485)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 486 ومن شيوخه: أبو إسحاق بن حمزة الحافظ. وخرجان محلة بإصبهان، بالخاء المعجمة ثم الجيم. وأختلف في فتح أوله وضمه. وهذا الرجل يعرف بابن أبي حامد. قال الخطيب: كتب إلي بالإجازة لما يصح عندي من حديثه. وسمع بمكة من: إبراهيم بن أحمد بن فراس. وسمع ببلده من: أبي أحمد العسال. ومن آخر من روى عنه: أحمد بن محمد بن أحمد بن مردويه. توفي سنة عشرين، وقيل: في سنة إحدى وعشرين. علي بن الحسن بن دُوما البغدادي النعالي. أخو الحسن. قال الخطيب: مات نحو سنة عشرين. سمع من: أحمد بن عثمان الأدمي، وحمزة الدهقان، وبكار بن أحمد المقريء. كتبنا عنه، وكان ثقة. علي بن عيسى بن الفرج. أبو الحسن الربعي البغدادي النحوي. (28/486)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 487 درس النحو على أبي سعيد السيرافي بغداد، وعلى أبي علي الفارسي بشيراز، ولزِمه. وبلغنا أن أبا علي قال: قولوا لعلي البغدادي: لو سِرت من الشرق إلى الغرب لم تجد أنحى منك. وكان قد واظبه بضع عشرة سنة. وقد صنف شرحاً للإيضاح لأبي علي، وشرحاً لمختصر الجرمي. وتوفي في محرم. وكان مولده في سنة ثمانٍ وعشرين وثلاثمائة، وعاش اثنتين وتسعين سنة. اشتغل عليه خلق. علي بن محمد بن أحمد بن إسماعيل. أبو الحسن الجرجاني الحناطي المعلم. توفي قريباً) من سنة عشرين. روى عن: ابن عدي، والإسماعيلي. علي بن محمد بن علي بن حُميد. أبو الحسن، وقيل: أبو محمد الأسفرائيني المقريء المجود. (28/487)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 488 روى عن: الحسن بن محمد بن إسحاق ابن أخت أبي عوانة الأسفرائيني. وغيره. وأكثر عنه أبو بكر البيهقي. ومثله في الاسم والبلد. علي بن محمد بن علي. أبو الحسن بن السقا الأسفرائيني. من شيوخ البيهقي أيضاً. يروى عن: الحسن بن محمد بن لإسحاق الأسفرائيني. وقد روى البيهقي عنهما معاً حديثاً، قالا: ثنا الحسن بن محمد، ولكن ابن السقا أقدم سماعاً ووفاة. روى عن: أبي العباس الأصم، وابن زياد القطان. توفي المقريء في ذي الحجة سنة عشرين. وتوفي ابن السقاء سنة أربع عشرة. ومر. عمر بن الحسن بن يونس. أبو بكر. توفي في رمضان. وأظنه إصبهانياً. العنبر بن الطيب بن محمد بن عبد الله بن العنبر. أبو صالح، نيسابوري. روى عن: جده لأمه يحيى بن منصور القاضي. روى عنه: أبو بكر البيهقي. (28/488)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 489 4 (حرف الميم:) محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز. أبو نصر العُكبري البقال. حدث عن: أبي علي بن الصواف، وأحمد بن يوسف بن خلاد. روى عنه: محمد بن علي الصوري، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن محمد بن أبي العلاء. قال الخطيب: ثنا عنه الكتاني بدمشق. وكان صدوقاً. ذكر لي وفاته ابنه منصور بن محمد بن محمد في ربيع الأول. محمد بن بكر. أبو بكر النوقاني الطوسي، الفقيه، شيخ الشافعية ومدرسهم بنيسابور. تفقه عليه: أبو القاسم القشيري، وجماعة. وكان قد اشتغل عند الأستاذ أبي الحسن الماسرجسي. وببغداد على اليامي. وكان مع فضائله ورعاً صالحاً خاشعاً. قال محمد بن مأمون: كنتُ مع الشيخ أبي عبد الرحيم السلمي ببغداد فقال: تعال حتى أريك شاباً ليس في جملة الصوفية ولا المتفقهة أحسن طريقة ولا أكمل أدباً منه. فأراني أبا بكر) الطوسي. ومات بنوقان رحمه الله. (28/489)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 490 محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن إسحاق. أبو بكر الرباطي الإصبهاني. سمع: أبا القاسم الطبراني، وعبد الله بن الحسن بن بُندار، وأبا بكر الجعابي، وأبا أحمد العسال، وإبراهيم بن محمد بن إبراهيم الرقاعي. شيخ مُسند يروي عن محمد بن سليمان الباغندي. وقد زار بيت المقدس وسمع به وأملى مجالس. روى عنه: عمر بن الحسن بن سليم المعلم، وأبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن مردويه، وجماعة. توفي في شهر شعبان رحمه الله. محمد بن عبيد الله بن أحمد. المسبحي، الحراني، الأمير المختار عز المُلك. أحد أمراء المصريين وكُتابهم وفُضلائهم، وصاحب التاريخ المشهور. كان على زي الأجناد، واتصل بخدمة الحاكم ونال منه سعادة. (28/490)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 491 وله تصانيف عديدة في الأخبار والشُعراء والمحاضرة، ومن ذلك كتاب التلويح والتصريح في الشعر، وهو مائة كراس، وكتاب درك البُغية في وصف الأديان والعبادات، في ثلاثة آلاف وخمسمائة ورقة، وكتاب أصناف الجماع في ألف ومائتا ورقة، وكتاب القضايا الصائبة في معاني أحكام النجوم ثلاثة آلاف ورقة. وُلد بمصر سنة ست وستين وثلاثمائة، وتوفي أبوه بمصر سنة أربعمائة. وتوفي هو في ربيع الآخر سنة عشرين. ورخه ابن خلكان. منصور بن هانيء بن محمد. أبو علي الفقيه. توفي في صفر. وكان رديء الإعتقاد على دين بني عُبيد، وأقل ذلك الرفض. (28/491)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 492 1 (الوفيات تقريباً من رجال هذه الطبقة.)

4 (حرف الألف:) أحمد بن سعدي بن محمد بن سعدي. أبو محمد الإشبيلي القيسي. رحل، فأخذ عن: أبي محمد بن أبي زيد. ووصل إلى العراق فأخذ عن القاضي أبي بكر الأبهري. وكان فقيهاً محدثاً فاضلاً. روى عنه: أبو عمر الطلمنكي، وحاتم بن محمد وقال: لقِيتُهُ بالمهدية وقد استوطنها، وكان أمرها يدور عليه في الفتوى. توفي بعد سنة عشر. (28/492)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 493 أحمد بن علي. أبو نصر الزاهد. شيخ النيسابوري. سمع من: الأصم. روى عنه: علي بن أحمد بن أخرم شيخ الفلكي. أحمد بن علي بن أحمد الإصبهاني الصحاف. الأشعري. روى عن: أبي الشيخ، والقباب، وأبي سعيد بن الزعفراني، وابن المقريء. روى عنه: أحمد بن جعفر، وظهر سماع أبي الفتح الحداد منه بعد موته. حدث في عام سبعة عشر. أحمد بن علي بن ثابت. أبو بكر بن الماوردية. سمع: علي بن محمد بن كيسان، وعمر بن محمد الزيات. وعنه: عبيد الله بن إبراهيم القزاز، وأبو الحسن محمد بن أحمد البرداني، وأبي علي بن البنا البغداديون. أحمد بن محمد بن إبراهيم. أبو سهل المهراني المزكي. سمع: أبا بكر النجاد ببغداد، وحامد الرفاء. وعنه: أبو بكر البيهقي. (28/493)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 494 أحمد بن محمد بن عبد الله بن يوسف. أبو الفضل النيسابوري السهلي الأديب الصفار. حدث عن: الأصم، والأستاذ أبي الوليد الفقيه، وأبي الفضل المزكي. وتخرج به أئمة منهم أبو الحسن الواحدي. وروى عنه: أبو سعد عبد الله بن القُشيري، وغيره. أحمد بن محمد بن مُزاحم. أبو سعد النيسابوري الصفار والأديب. سمع: الأصم. وعنه: البيهقي، ومحمد بن يحيى. إسماعيل بن أحمد. أبو الفضل الجُرجاني الصوفي. حدث بدمشق عن: أبي بكر الإسماعيلي، وغيره. وعنه: أبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني. 4 (حرف الباء:) ) بشر بن محمد. أبو القاسم الميهني الصوفي الواعظ. صحب بالشام أحمد بن عطاء الروذباري. وحدث عن: أبي القاسم الطبراني، وعبد الله بن عدي. وعنه: محمد بن يحيى المزكي، وأبو صالح المؤذن. (28/494)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 495 بشر بن محمد بن عبيد الله الخطيب الميهني. الصوفي الواعظ. رحل وسمع من: الطبراني، والإسماعيلي، وإسماعيل بن نُجيد، وأحمد بن عطاء الروذباري، وأبي بكر المفيد. روى عنه: محمد بن يحيى المزكي، وأحمد بن أبي سعيد الحافظ. بشر بن محمد بن الحسين بن القاسم بن محمش. أبو سهل الإسفرائيني. شيخ ثقة. حدث عن: أبي أحمد بن عدي. وأبي بكر الإسماعيلي، والحسن بن محمد بن إسحاق الإسفرائيني. 4 (حرف الجيم:) جناح بن نُذير بن جناح. أبو محمد المحاربي الكوفي القاضي. سمع: أبا جعفر بن دُحيم. وعنه: البيهقي، وأبو البقاء المُعمر بن محمد، وعدة. ولي قضاء الكوفة مُديدة، ثم عزل نفسه. 4 (حرف الحاء:) الحسن بن الأشعث بن محمد. أبو علي المنبجي. (28/495)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 496 روى عن: الحسن بن عبد الله بن سعيد البعلبكي، وصالح بن الأصبغ المنبجي. وعنه: عبد الجبار بن عبد الله الأردستاني، والحسن بن أبي شيبة المنبجي، وأبو القاسم بن أبي العلاء المُصيصي. قال علي بن أحمد الشهرزوري: وكان مؤآخياً للشريف الحراني، يعني ابن الأشعث، فاتفق أنه أتاه نعى أخٍ من إخوانه فقال: يماه، ومات. الحسن بن علي بن أحمد بن بشار. أبو محمد السابوري البصري. سمع: محمد بن أحمد بن محمويه العسكري. وعنه: الخطيب. الحسين بن أحمد بن علي بن تُبان. أبو عبد الله بن التُباني الواسطي البيع. روى عن: أبي محمد بن السقاء، وأبي بكر محمد بن جعفر الشمشاطي، وعلي بن أحمد الغزال، وأبي بكر البابسيري، وآخرين. (28/496)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 497 روى عنه: إبراهيم بن محمد بن خلف الجُماري، وأبو نُعيم أحمد بن علي المقريء البزاز، وأحمد بن عثمان بن نفيس، والرئيس هبة الله بن الصفار الكتاب.) قال الخميس الحوزي: آملي، وكان ثقة. آخر من حدث عنه هبة الله بن الصفار. قلت: له مجلس يرويه الكندي، أملاهُ في سنة سبع عشرة وأربعمائة، والتُباني: بتاء مضمونة، ثم باء خفيفة، وهي نسبة إلى جده تُبان. والطلبة يغلطون ويقولون البُناني. وأما: البتاني، فرجل مر سنة إسمه محمد بن جابر. الحسين بن علي بن عُبيد الله بن محمد. أبو علي الرهاوي السُلمي المقريء، نزيل دمشق. قرأ القرآن بالروايات على جماعة أكبرهم أبو الصقر رحمة بن محمد الكفرْتُوثي، صاحب إدريس الحداد، وأبو علي أحمد بن محمد بن إبراهيم الإصفهاني، وأحمد بن القاسم الأحوال صاحب النقاش، والحسن بن سعيد المطوعي. قرأ عليه: أبو علي غلام الهراس، وأبو علي الحسن بن محمد بن الفضل الكرماني شيخ الشهرزُوري. (28/497)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 498 حكم بن المنذر بن سعيد. أبو العاصي القرطبي ابن قاضي الجماعة. روى عن: أبيه، وعن: أبي علي القالي. وحج فأخذ عن: أبي يعقوب بن الدخيل. روى عنه: أبو عُمر ابن سُميق، وابن عبد البر. وكان من أهل المعرفة والذكاء لا يلحق في الأدب. سكن طُليطلة وتوفي بمدينة سالم في نحو عشرين. وله شِعر. 4 (حرف الزاي) زكريا بن أحمد بن محمد بن يحيى. أبو يحيى بن أبي حامد النيسابوري البزاز النسابة، العارف بالنسب والطب والنحو. سمع الكثير بالعراق. وروى الكثير. وُله سنة ثمانٍ وأربعين وثلاثمائة. وتوفي قبل العشرين. روى عنه: القاضي عبد الله بن عبد الله الحسكاني. 4 (حرف السين:) سعيد بن محمد بن شعيب بن نصر الله. أبو عثمان الخطيب الأديب الأندلسي. روى عن: أبي الحسن الأنطاكي. وسمع من: أبي علي القالي وهو صغير. وكان عالماً بمعاني القرآن وقراءآته، متقدماً في العربية، حافظاً ثبتاً. توفي أيضاً في حدود العشرين) (28/498)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 499 4 (حرف العين:) عبد الله بن أحمد بن محمد بن حمويه بن بيهس. أبو بكر الروذباري الكندي. روى بهمدان عن: الفضل الكندي، وموسى بن محمد بن جعفر، وقيس بن نصر النهاوندي، وجماعة كثيرة. قال شيرويه: هو صدوق. مات سنة ست عشرة. ثنا عنه محمد بن الحسين الصوفي، وعلي بن أحمد بن هُشيم، وجماعة. عبد الله بن عيسى بن إبراهيم بن علي بن شعيب. الفقيه أبو منصور ابن المحتسب الهمداني المالكي. روى عن: أبي بُرزة الروذراوري، وإبراهيم بن محمد بن الممتع، وعيسى بن محمد الفامي، وأبي إسحاق إبراهيم بن محمد المزكي النيسابوري، وأبي الحسن علي بن لؤلؤ الوراق البغدادي، وجماعة. قال شيرويه: ثنا عنه أبو علي أحمد بن طاهر القُومساني، وسعد بن حسن القصري، ومظفر بن هبة الله الكسائي، ومحمد بن الحسين الصوفي. وسمى جماعة. قال: وكان صدوقاً، ثقة فقيهاً. عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد العزيز. أبو الحسين القُرشي اللهبي ابن أبي حرام. روى عن: أبي عمر بن فضاله، وأبي عبيد الله بن مروان، وأبي عمر بن كوذك، والميانجي. (28/499)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 500 وعنه: علي الحنائي، وعبد العزيز الكتاني، وأبو سعد السمان، وآخرون. وكان خيراً صالحاً. عبد الرحمن بن علي بن محمد بن إبراهيم بن حمدان. أبو القاسم النيسابوري الشافعي. ثقة صائن. روى عن: أبي الوليد حسان بن محمد الفقيه، وابن نُجيد، وجماعة. وعنه: محمد المزكي. عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن أحمد بن سورة. الفقيه أبو سعد بن أبي سورة النيسابوري الزراد، الفقيه الشافعي المتكلم الأشعري. ذكره عبد الغفار وقال: وكان اسمه في صباه أحمد. سمع الكثير بخراسان وما وراء النهر. وحدث عن: أبي الحسن السراج، وأبي عمرو بن نُجيد، وأبي حامد الصائغ، وطبقتهم. وعنه: محمد بن أبي سعد الصوفي. عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عقيل. أبو محمد الأنصاري) النيسابوري القطان المستملي، المؤذن. صالح، دين، ثقة، مُكثر. حدث عن: الأصم، وأبي حامد الحسنوي، ومحمد بن يعقوب بن الأخرم، وأبي زكريا العنبري، وأبي بكر بن إسحاق الصبغي، وجماعة. روى عنه: محمد بن يحيى المزكي، وغيره. (28/500)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 501 عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن منير. أبو محمد المنيري الجُرجاني البزاز المعدل. قدم نيسابور. وحدث عن: عبد الله بن عدي، وأبي بكر الإسماعيلي، وأحمد بن أبي عمران البخاري، وأبي الحسين بن المظفر، وخلق. وكان أحد من عني بالحديث ورحل فيه. وروى عنه: أحمد بن أبي سعد المقريء. عبد الواحد بن محمد بن محمد بن يعقوب. أبو عاصم السجستاني الواعظ. نبيل جليل، ثقة. حدث بنيسابور عن: أبي منصور النصروي، وأبي الفضل بن خمرويه، وبشر بن محمد المغفلي، ووالده أبي عصمة محمد بن محمد، وطائفة. روى عنه: محمد بن يحيى المزكي، وغيره. عبد الوهاب بن محمد بن طاهر. أبو طلحة البُوشنجي. روى عن: حامد الرفاء، ومنصور بن العباس البُوشنجي، وأبي حامد أحمد بن محمد الشاركي. وعنه: أبو صالح المؤذن. عبيد الله بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز. البغدادي، أخو علي. (28/501)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 502 روى عن: ميمون بن إسحاق، وأبي بكر الشافعي. وعنه: الخطيب، وقال: كان صدوقاً. علي بن أحمد بن محمد بن علي الدمشقي. الشرابي. عن: جده، وخيثمة بن سليمان. وعنه: عبد العزيز الكتاني، وعلي بن خضر، وإبراهيم بن عقيل. علي بن الحسين بن محمد بن العباس بن فهر. أبو الحسن الفهري، الفقيه المالكي. سمع من جماعة. وكان بمصر، وقد صنف فضائل مالك في اثني عشر جزءاً. وسمع بالشرق. سمع منه: الدلائي، والمهلب بن أبي صفرة، وقال: لقيته بمصر ومكة. ولم ألق مثله. علي بن الحسن بن النخالي الدلال. (28/502)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 503 روى عن: أبي بكر الشافعي، وحبيب القزاز. وعنه: الخطيب، وقال: صدوق. علي بن عمر بن إسحاق. أبو القاسم الأسداباذي. وأسداباذ: بلد على باب همدان ينزلها قوافل العراق. ويُعرف بالأدمي.) رحل وطوف، وسمع: ابن عدي، وأبا بكر الإسماعيلي، وأبا بكر بن السني، وأبا بكر القطيعي، وأبا الفضل بن خميرويه الهروي. روى عنه: أبو القاسم عبد الرحمن بن مندة، وأحمد بن عبد الرحمن الذكواني، وأبو سهل غانم بن محمد، وأبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن مردويه، لقيه سنة سبع عشرة. علي بن القاسم بن محمد بن إسحاق. أبو الحسن البصري الطابثي من قُراها، الفقيه المالكي. تلميذ ابن الجلاب. أخذ عنه: وعن الفقيه عبد الله الضرير. أخذ عنه: أبو العباس الدلال، وأبو محمد الشنجالي. وسكن مصر، وله مصنف في الفقه. علي بن محمد بن خلف بن موسى. أبو إسحاق البغدادي، ثم النيسابوري الفقيه. روى عن: أبي بكر الشافعي، وأبي بكر بن خلاد النصيبي، وابن ماسي، وبكار بن أحمد، وأبي بكر أحمد بن السُّني، ويوسف الميانجي، وجعفر بن (28/503)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 504 محمد بن عاصم الدمشقي، وخلق. روى عنه: الرئيس في الثقفيات. وكان فقيهاً مناظراً، ومن علماء الشافعية. 4 (حرف الغين:) غالب بن علي. أبو مسلم الرازي. سمع بجرجان: أبا أحمد بن عدي، والإسماعيلي. وببغداد: ابن حيويه، وأبا بكر الأبهري. وتوفي قبل العشرين وأربعمائة. 4 (حرف الميم:) محمد بن أحمد بن عبدويه. أبو بكر الإصبهاني المؤدب. سمع: أحمد بن إبراهيم بن افرجة، وأبا القاسم الطبراني، وغيرهما. وعنه: الرئيس الثقفي في أربعيه. محمد بن أحمد بن محمد بن القاسم. أبو أُسامة الهروي، المقريء. نزيل مكة. رحل وطوف، وسمع: أبا علي بن أبي الرمرام، وابن زبر بدمشق، والقاضي أبا الطاهر الذُهلي، وابن رشيق. (28/504)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 505 روى عنه: أبو علي الأهوازي، وعلي بن الخضر السُلمي، وأبو بكر البيهقي، وجماعة كبيرة. محمد بن أحمد بن محمد بن القاسم. الإمام المقريء المحدث الرحال أبو أسامة الهروي، نزيل مكة. سمع: أبا الطاهر الذهلي، وطبقته بمصر. وأبا علي بن أبي الرمرام، والفضل بن جعفر بدمشق. والحافظ محمد بن علي النقاش بتنيس، ومحمد بن العباس بن وصيف بغزة، وأحمد بن عبد الله بن عبد المؤمن بمكة.) حدث عنه: ابنه عبد السلام، وأبو علي الأهوازي، وأبو بكر البيهقي، وأبو الغنائم بن الفراء، ومحمد بن علي المطرز. حدث: بدمشق وبمكة، وغير ذلك. وسماع طلحة بن عُبيد الله الجِيرفتي منه بمكة في سنة أربع عشرة وأربعمائة. محمد بن أحمد بن محمد بن علي الدمشقي. الشرابي. عن: جده، وخيثمة بن سليمان. وعنه: عبد العزيز الكتاني. محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منصور. أبو بكر النوقاني. حدث بنوقان عن: الأصم. وعنه: البيهقي. (28/505)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 506 محمد بن إبراهيم. أبو بكر الفارسي، المشاط. حدث بنيسابور عن: أبي عمرو بن مطر، وإبراهيم بن عبد الله، ومحمد بن الحسن السراج، وطبقتهم. روى عنه: أبو بكر البيهقي، وعلي بن أحمد الأخرم. محمد بن إبراهيم بن عبيد الله. أبو عبد الله البجاني. روى عنه: أبي عيسى الليثي، وتميم بن محمد، والحسن بن رشيق بمصر. روى عنه: أبو عمر الطلمنكي، وأبو عمر بن عبد البر. محمد بن الحسن. أبو عبد الله بن الكتاني الأندلسي القُرطبي الطبيب. أخذ عن عمه محمد بن الحسين الطب. وخدم الوزير المنصور محمد بن أبي عامر وابنه المظفر. وانتقل في الفتنة إلى سرقسطة. وكان بارعاً في الطب، عارفاً بالمنطق والنجوم، وكثير من دين الأوائل. وكان من الأذكياء الموصوفين. أخذ المنطق عن: محمد بن عبدون، وعمر بن يونس الحراني، وجماعة. وتوفي قريباً من سنة عشرين، وله بضعٌ وسبعون سنة. أخذ عنه: أبو محمد بن حزم، والمصحفي. (28/506)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 507 وله مصنفات فائقة مشكورة. محمد بن الحسين بن إبراهيم بن علي بن عمرويه. أبو عبد الله الإسفرائيني. نزيل غزنة. قدم نيسابور حاجاً، فحدث بها سنة أربع عشرة عن: الغطريفي، وطبقته. روى عنه: أبو صالح المؤذن. محمد بن أحمد بن الحسين. أنصر الزعفراني الصيدلاني العابد. من صالحي نيسابور. حدث عن: أبي الحسن السليطي، وأبي عمر بن نجيد. وعاش نيفاً وثمانين سنة. قال الحكاني: قرأتُ عليه سنة ست عشرة. روى عنه: أبو صالح المؤذن.) محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن سعيد بن عبد الله بن غلبون أبو بكر الخولاني القُرطبي، يعرف بالعواد. روى عن: أبي عيسى اليثي، ويحيى بن هلال، وأبي عبد الله بن الخراز، وأحمد بن خالد التاجر، وأبي جعفر بن عون الله. وحج فسمع من: أبي الفضل أحمد بن محمد المكي، وغيره. حدث عنه: ابن أخيه محمد بن عبد الله، وقال: فضائله جمة لا تُحصى، قديم الطلب. (28/507)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 508 وحدث عنه أيضاً: أبو محمد بن خزرج، وقال: كان حافظاً ثقة. خرج من إشبيلية سنة أربع عشرة وأربعمائة إلى المشرق، وعمره نحو السبعين. وتوفي بعسقلان. وحدث عنه: القاضي أبو بكر بن منظور، وأبو حفص الهوزني. محمد بن عثمان بن مسبح. أبو بكر المعروف بالجعد الشيباني. أحد العلماء. أخذ العربية عن ابن كيسان النحوي، وصنف كتاب الناسخ والمنسوخ فجوده، وكتاب غريب القرآن، وكتاب الهجاء، وكتاب المقصور والممدود، وكتاب العلل في النحو، وكتاب العروض، وغير ذلك. محمد بن عبد الواحد بن محمد. أبو البركات الزُبيري المكي. رحل، وسمع ببغداد: أبا سعيد السيرافي، وبمصر: أبا بكر المهندس، وبدمشق. ودخل الأندلس في آخر عمره، فحمل عنه: أبو محمد بن حزم، وأحمد بن عمر بن أنس العُذري. ذكره الحُميدي. (28/508)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 509 محمد بن عبد الواحد بن عبيد الله بن أحمد بن الفضل بن شهريار. والحافظ الفقيه أبو الحسن الأردستاني، الإصبهاني. مصنف كتاب الدلائل السمعية على المسائل الشرعية، في ثلاث مجلدات. روى فيها عن: عبد الله بن يعقوب بن إسحاق بن جميل من مُسند أحمد بن منيع. وهذا أكبر شيخ له. وعن: الحسن بن علي بن أحمد البغدادي، وأحمد بن إبراهيم العبقسي المكي، وأبي عبد الله بن خُرشيد قوله، وأبي الطاهر إبراهيم بن محمد الذهني صاحب ابن الأعرابي، ومحمد بن أحمد بن جِشنِس، وأحمد بن محمد بن الصلت المجبر، وأبي أحمد الفرضي، وإسماعيل بن الحسن الصرصري، وأبي بكر بن مردية، وخلق. وتنزيل إلى أبي نُعيم الحافظ، وأبي ذر محمد بن الطبراني. ومن شيوخه محمد بن أحمد بن الفضل صاحب ابن أبي حاتم. وينصب الخلاف، في هذا الكتاب مع أبي حنيفة ومع مالك، وينتصر لإمامه الشافعي، ولكنه لا) يتكلم على الإسناد. وفي كتابه غرائب وفوائد تُنبيء ببراعة حفظه. روى عنه: الحافظ أبو مسعود سليمان بن إبراهيم الإصبهاني سماعاً. وقد قريء على أبي بكر محمد بن أحمد بن ماشاذه بإجازته من سليمان، (28/509)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 510 والنسخة في آخرها: فرغ الشيخ من تأليفه سنة إحدى عشرة وأربعمائة. ورأيت في مُعجم الحداد: أنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن عبيد الله بن أحمد بن الفضل بن شهريار الإمام: أنا ابن المقريء في صفر سنة ثمانين وثلاثمائة. نا عبدان، نا داهر بن نوح، نا أبو همام، عن هُدبة، عن عبد الملك بن عُمير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا صلت المرأة خمسها، وحصنت فرجها، وأطاعت بعلها، دخلت من أي أبواب الجنة شاءت. قرأته على أحمد بن محمد الحافظ، أنا ابن خليل، أنا مسعود الجمال، أنا أبو علي الحداد، فذكره. محمد بن علي بن خُشيش. أبو الحسين التميمي المقريء بالكوفة. روى عن: محمد بن علي بن دُحيم الشيباني. روى عنه: أبو بكر البيهقي. محمد بن عمر بن زيلة. أبو بكر المديني الإصبهاني. سمع: عبد الله بن الحسن بن بندار، والطبراني، وعدة. له فوائد رواها عن أحمد بن عبد الغفار بن أشتة. سمع منه سنة أربع عشرة. محمد بن محمد بن حمدويه النيسابوري. (28/510)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 511 أملى عن: محمد بن صالح بن هانيء، وغيره. وعنه: البيهقي. محمود بن المُثنى بن المغيرة. أبو القاسم الشيرازي الداوودي، المعروف بالضراب. نزيل جرجرايا. سمع: المفيد، وأبا بكر القطيعي، ومخلد بن جعفر الباقرحي. وعنه: عبد الكريم بن محمد بن هارون الشيرازي، وحمد بن الحسن الدينوري، وهناد بن إبراهيم النسفي، وسليمان بن إبراهيم الحافظ. لقيه سليمان في سنة تسع عشرة وأربعمائة. الكنى: أبو محمد بن الكراني. القيرواني، الفقيه المالكي. ورِع، عالم. ذكره القاضي عياض في طبقات المالكية، فقال: سُئل عمن أكرهه بنو عبيد،) يعني خُلفاء مصر، على الدخول في دعوتهم أو يُقتل قال: يختار القتل ولا يُعذر أحد بهذا الأمر، إلا من كان أول دخولهم قبل أن يعرف أمرهم، وأما بعد فقد وجب الفرار، فلا يُعذر أحد بالخوف بعد إقامته، لأن المقام في موضعٍ يُطلبُ من أهله تعطيل الشرائع لا يجوز. وإنما أقام من أقام من الفقهاء على المباينة لهم، لئلا تخلو للمسلمين حدودهم فيفتنوهم عن دينهم. (28/511)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 512 وقال يوسف الرُعيني: أجمع العلماء بالقيروان على أن حال بني عُبيد حال المرتدين والزنادقة، لما أظهروا من خلاف الشريعة. أبو هلال العسكري. الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران اللغوي، الأديب، صاحب المصنفات الأدبية. أتوهم أنه بقي إلى هذا العصر. تلمذ للعلامة أبي أحمد العسكري، وحمل عنه وعن أبي القاسم بن شيران، وغير واحد. وما أظنه رحل من عسكر مُكرم. روى عنه: الحافظ أبو سعد السمان، وأبو الغنائم حماد المقريء الأهوازي، وأبو حكيم أحمد بن إسماعيل بن فُضلان العسكري، ومظفر بن طاهر الآستري، وآخرون. أخبرني أبو علي بن الخلال، أنا جعفر، أنا السلفي: سألت أبا المظفر الآبيوردي رحمه الله عن أبي هلال العسكري، فأثنى عليه ووصفه بالعِلم والعفة معاً، وقال: كان يتبزز احترازاً من الطمع والدناءة والتبذل. قال السلفي: وكان الغالب عليه الأدب والشعر، وله مؤلف في اللغة وسمه بالتلخيص، وكتاب صناعتي النثر والنظم مفيد جداً. (28/512)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن والعشرون الصفحة 513 قلتُ: ولأبي هلال كتاب الأمثال، وكتاب معاني الأدب، وكتاب من احتكم من الخلفاء إلى القُضاة، وكتاب التبصرة، وكتاب شرح الحماسة، وكتاب الدرهم والدينار، وكتاب التفسير في خمس مجلدات، وكتاب فضل العطاء، وكتابلحن الخاصة، وكتاب معاني الشعر، وكتاب الأوائل، وذكر أنه فرغ من تصنيف هذا الكتاب في سنة خمسٍ وتسعين وثلاثمائة. وله ديوان شعر. ويقال: إنه ابن أخت أبي أحمد شيخه. أخبرنا ابن الخلال، أنا جعفر، أنا السلفي: أنشدنا محمد بن علي المقريء في آخرين بالأهواز قالوا: أنشدنا أبو الغنائم الحسن بن علي بن حماد: أنشدني أبو هلال لنفسه: (قد تعاطاك شبابٌ .......... وتغشاكَ مَشِيبٌ)

(فأتى ما ليس يمضي .......... ومضى ما لا يؤوبُ) ) (فتأهبْ لسقامِ .......... ليس يَشفيهِ طبيبُ)

(لا توهمه بعيداً .......... إنما الآتي قريبُ) (28/513)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 5 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الثالثة والأربعون حوادث ووفيات)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (احداث سنة إحدى وعشرون وأربعمائة)

4 (فتنة أهل الكرخ بعاشوراء:) في عاشوراء أغلق أهل الكرخ أسواقهم، وعلقوا عليها المسوح وناحوا، وذلك لأن السلطان انحدر عنهم فوقع القتال بينهم وبين السُّنة. ثم أُنزل المسوح وقتل جماعة من الفريقين، وخربت عدة دكاكين. وكثرت العملات من البرجمي مقدم العيارين وأخذ أموالاً عظيمة. 4 (انتهاب الأهواز:) وفيها دخل جلال الدولة وعسكره ونهبتها الأتراك وبدّعوا بها، وزاد قيمة الذي أخذ منها على خمسة آلاف دينار، وأحرقت عدة أماكن، بل ما يمكن ضبطه. 4 (ولاية عهد القادر بالله:) وفي جمادى الأولى جلس القادر بالله، وأذن للخاصة والعامة، وذلك عقيب شكاة عرضت له. وأظهر في هذا اليوم تقليد ولده أبي جعفر بولاية العهد وهنّي الناس أبا جعفر ودعوا لله، وذكر في السكة والخطبة. (29/5)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 6 4 (غزو الخزر:) وجاء الخبر إنّ مطلوب الكردي غزا الخزر فقتل وسبى وغنم وعاد، فاتبعوه وكسروه واستنقذوا الغنائم والسبي، وقتلوا من الأكراد والمطوعة أكثر من عشرة الآف، واستباحوا أموالهم. 4 (انهزام ملك الروم عند حلب:) وكان ملك الروم، لعنه الله، قد قصد حلب في ثلاثمائة ألف، ومعه أموال على سبعين جمازة، فأشرف على عسكره مائة ألف فارس من العرب، وألف راجل، فظنّ أنها كبسة، فلبس ملكهم خفاً أسود حتى يخفى، فهرب. وأخذوا من خاصه أربعمائة بغل بأحمالها، وقتلوا من جيشه) مقتلةً عظيمة. 4 (الفتنة بين الهاشميين والأتراك:) في شوال اجتمع الهاشميون إلى جامع المنصور، ورفعوا المصاحف واستنفروا الناس، فاجتمع لهم الفقهاء وخلقُ من الكرخ وغيرها، وضجوا بالاستعفاء من الأتراك، فلما رأوهم قد رفعوا أوراق القرآن على القصب رفعوا (29/6)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 7 لهم قناةً عليها صليب. وترامى الفريقان بالآجر والنشاب وقتل طائفة، ثم أصلح الحال. وكثرت العملات والكبسات من البرجمي ورجاله، وأخذ المخازن الكبار وفتح الدكاكين، وتجد دخول الأكراد المتلصصة إلى بغداد، وأخذوا خيل الأتراك من الإصطبلات. 4 (امتناع الركب من العراق:) ولم يخرج ركب من العراق في هذه السنة. 4 (وفاة ابن حاجب النعمان:) وتوفي ابن حاجب، النعمان الكاتب. 4 (شراء ملك الروم نصف الرها:) وفيها اشترى ملك الروم النصراني نصف مدينة الرها بعشرين ألف دينار من عطير النميري، فهدم الملعون المساجد وأجلى المسلمين منها. (29/7)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 8 4 (استرجاع الرها) ثم أخذها السلطان ملكشاه سنة تسع وسبعين، وسلمها إلى الأمير توران. ثم أخذتها الفرنج في أول ظهورهم على البلاد سنة اثنتين وتسعين، وبقيت بأيديهم إلى إنّ افتتحها زنكي والد الملك نور الدين محمود سنة تسع وثلاثين وخمسمائة. (29/8)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 9 4 (احداث سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة)

4 (سرقة دار الملكة:) في المحرم نقب اللصوص دار الملكة وأخذوا قماشاً وهربوا، وأقام التجار على المبيت في الأسواق، وأمر العيارين يتفاقم لأن أمور الدولة منحلة، فلا قوة إلا بالله. 4 (عزل أبي الفضل ابن حاجب النعمان:) وفيها عزل أبو الفضل محمد بن عليّ بن عبد العزيز بن حاجب النعمان عن كتابة الإنشاء) للقادر بالله، وكانت مباشرته سبعة أشهر، لأنه لمّا توفي أبوه أبو الحسن وأقيم مقامه لم تكن له دربة بالعمل. 4 (فتنة الصوفي:) وفيها عزم الحرمي الصوفي الملقب بالمذكور على الغزو، واستأذن السلطان، فأذن له وكتب له منشوراً، وأعطي منجوقاً. واجتمع إليه طائفة فقصد الجامع للصلاة ولقراء المنشور، ومرّ بطاق الحراني وعلى رأسه المنجوق وقدامه الرجال بالسلاح، وصاحوا بذكر أبي بكر وعمر وقالوا: هذا يوم معاوي. (29/9)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 10 فرماهم أهل الكرخ، وثارت الفتنة، ومنعت الصلاة، ونهبت دار الشريف المرتضى، فخرج مروعاً، فجاءه جيرانه الأتراك فدافعوا عنه وعن حرمه. وأحرقت إحدى سرياته. ونهبت دور اليهود وطُلبوا لأنهم أعانوا أهل الكرخ فيما قيل. ومن الغد اجتمع عامة السنة، وانضاف إليهم كثير من الأتراك، وقصدوا الكرخ، فأحرقوا الأسواق، وأشرف أهل الكرخ على خطة عظيمة. وركب الخليفة إلى الملك والإسفهسلارية ينكر ذلك، وأمر بإقامة الحد على الجُناة، فركب وزير الملك، فوقعت في صدره آجرة وسقطت عمامته، وقتل من أهل الكرخ جماعة، وانتهب الغلمان ما قدروا عليه، وأحرق وخرب في هذه الفتنة سوق العروس، وسوق الصفارين، وسوق الأنماط، وسوق الزياتين، وغير ذلك. وزاد الاختلاف والفرقة. وعبر سكران بالكرخ فضُرب بالسيف فقتل، ولم يجر في هذه الأشياء إنكار من السلطان لسقوط هيبته. 4 (مقتل الكلالكي ناظر المعونة:) ثم قتلت العامة الكلالكي، وكان ينظر في المعونة، وتبسط العوام وأثاروا الفتن، ووقع القتال في البلد من الجانبين، واجتمع الغلمان، وأظهروا الكراهة للملك جلال الدولة، وشكوا إطراحهم واطراح تدبيرهم، وأشاعوا أنهم يقطعون (29/10)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 11 خطبته. وعلم الملك فقلق، وفرق مالاً في بعضهم، ووعدهم وحلف لهم. ثم عادوا للخوض في قطع خطبته وقالوا: قد وقفت أمورنا وانقطعت موادنا ويئسنا من خير ذا. ودافع عنه الخليفة. هذا، والعامة في هرج وبلاء، وكبسات وويل. 4 (أخذ الروم قلعة فامية:) ) وأقبلت النصارى الروم، فأخذوا من الشام قلعة فامية. 4 (وفاة القادر بالله:) ومات في آخر السنة القادر بالله. (29/11)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 12 4 (خلافة القائم بأمر الله:) واستخلف القائم بأمر الله، وله إحدى وثلاثون سنة، وأمه أم ولد أرمنية اسمها بدر الدجى، أدركت خلافته. فأول من بايعه الشريف المرتضى، وقال: (إذا ما مضى جبل وانقضى .......... فمنك لنا جبل قد رسى)

(وإنا فُجعنا ببدر التمام .......... وعنه لنا ناب بدر الدجى)

(لنا حزن في محل السرور .......... وكم ضحك في خلال البكا) (29/12)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 13 (فيا صارماً أغمدته يدٌ .......... لنا بعدك الصارم المنتضى)

(ولما حضرناك عند البياع .......... عرفنا بهديك طرق الهدى)

(فقابلتنا بوقار المشيب .......... كمالاً وسنك سن الفتى) وصلى بالناس في دار الخلافة المغرب، ثم بايعه من الغد الأمير حسن بن عيسى بن المقتدر. 4 (شغب الأتراك) المحصول على رسم البيعة: ولم يركب السلطان للبيعة غضباً للأتراك وذلك لأنهم هموا بالشغب، لأجل رسمهم على البيعة، فتكلم تركي بما لا يصلح في حق الخليفة، فقتله هاشمي، فثار الأتراك وقالوا: إنّ كان هذا بأمر الخليفة خرجنا عن البلد. وإن لم يك فيسلم إلينا القاتل. فخرج توقيع الخليفة: لم يجر ذلك بإيثارنا، ونحن نقيم في القاتل حد الله. ثم ألحوا في طلب رسم البيعة، فقيل لهم: إنّ القادر لم يخلف مالاً. ثم صولحوا على ثلاثة الآف دينار. فعرض الخليفة خاناً بالقطيعة وبستاناً وشيئاً من أنقاض الدور على البيع. 4 (وزراء القائم بأمر الله:) ووزر له: أبو طالب محمد بن أيوب، ثم جماعة منهم: أبو الفتح بن (29/13)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 14 دارست، وأبو القاسم بن المسلمة، وأبو نصر بن جهير. 4 (قضاة القائم:) ) وكان قاضيه: أبو عبد الله بن ماكولا، ثم أبو عبد الله الدامغاني. 4 (عناية القائم بالأدب:) وكان للقائم عناية بالأدب. 4 (الاحتفال بيوم الغدير ويوم الغار:) وفي ثامن عشر ذي الحجة عملت الشيعة، يوم الغدير، وعمل بعدهم أهل السنة الذي يسمونه يوم الغار. وهذا هذيان وفشار. 4 (سرقات العيارين وكبساتهم:) ثم إنّ العيارين ألهبوا الناس بالسرقة والكبسات، ونزلوا بواسط على قاضيها أبي الطيب وقتلوه، وأخذوا ما وجدوا. 4 (امتناع الحج العراقي:) ولم يحج أحد من العراق لاضطراب الوقت. (29/14)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 15 4 (انحلال أمر الخلافة) وخرجت السنة ومملكة جلال الدولة ما بين بغداد وواسط والبطائح، وليس له من ذلك إلى الخطبة. فأما الأموال والأعمال فمنقسمة بين الأعراب والأكراد، والأطراف منها في أيدي المقطعين من الأتراك، والوزارة خالية من ناظر فيها. والخلافة مستضعفة، والناس بلا رأس. فلِلّهِ الأمر. (29/15)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 16 4 (احداث سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة)

4 (الاستسقاء ببغداد:) في المحرم خرجوا ببغداد للاستسقاء. 4 (تعليق المسوح في عاشوراء:) وفي عاشوراء عُلقت المسوح، وناحوا. أقام ذلك العيارين. 4 (ثورة أهل الكرخ بالعيارين) وفيها ثار أهل الكرخ بالعيارين فهربوا، وكبسوا دورهم ونهبوا سلاحهم، وطلبوا من السلطان المعاونة، لأن العيارين نهبوا تاجراً فغضب له أهل سوقه، فرد العيارين بعض ما أخذوا، ثم كبسوا دار ابن الفلو الواعظ وأخذوا ماله. وأخذوا في الكبسات، وانضاف إليهم مولدوا الأتراك) وحاشيتهم. ثم إنّ الغلمان صمموا على عزل جلال الدولة وإظهار أمر أبي كاليجار، وتحالفوا وقالوا: لا بد إنّ يروح عنا إلى واسط. 4 (إرغام الملك جلال الدولة على النزوح) ثم قطعوا خطبته، فانزعج وأرسل سراريه إلى دار الخلافة، وخير الباقيات (29/16)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 17 في أن يعتقهن. وطلب من الغلمان إنّ يخفروه، وقال لا أخرج على غير قاعدة. وامتلأ جانبا دجلة بالناس، وترددت الرسل إلى الملك بالنزوح، وقال: ابعثوا معي مائة غلام يحرسوني. فقالوا: بل عشرون. فقال: أريد سفينة تحملني، ونفقة تُوصلني. فقرروا بينهم إطلاق ستين ديناراً نفقة، فالتزم بعض القواد منها بثلاثة دنانير. فلما كان الليل خرج نفر من غلمانه إلى عكبرا على وجه المخاطرة فبادر الغلمان إلى دار المملكة فنهبوها. 4 (تردد أبي كاليجار في التجاوب مع الثائرين) وكتب الملأ إلى أبي كاليجار بما فعلوه من اجتماع الكلمة عليه، وطلبوا منه من ينوب عنه. فلما بلغه قال: هؤلاء الأتراك يكتبون ما لا يعتقدون الوفاء به ولا يصدقون. فإن كانوا محقين في طاعتهم فليظهروا شعارنا وليخرجوا من عندهم. ولا أقل من إنّ يسيروا إلي منهم خمسمائة غلام لأتوجه معهم. 4 (الوزير ابن فنة) وكان وزيره ابن فنة الذي وقف الكتب على العلماء، وهي تسعة عشر ألف مجلد، فيها أربعة الآف بخط ابن مقلة. 4 (افتقار جلال الدولة) ثم اختلت المملكة، وقطع عن جلال الدولة المادة التي حتى باع من ثيابه (29/17)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 18 الملبوسة في الأسواق، وخلت داره من حاجب وفراش. وقطع ضرب الطبل لانقطاع الطبالين. 4 (تخبط الأمر ببغداد:) وتخبط أمر بغداد، ومد الأتراك أيديهم إلى النهب. 4 (التشاور في الخطبة لأبي كاليجار:) وتشاور القواد إنّ يخطبوا للملك أبي كاليجار، وتوقفوا.) 4 (خروج جلال الدولة إلى عكبرا وزواجه) وخرج جلال الدولة إلى عكبرا وقصد كمال الدولة أبا سنان فاستقبله أبو سنان وقبل الأرض وقال: خزائني وأولادي لك. وأنا أتوسط بينك وبين جندك. وزوجه ابنته. ثم جاءه جماعة من الجند معتذرين، وأعيدت خطبته. وجاءته رسل الخليفة وهو يستوحش له. 4 (سفارة الماوردي إلى أبي كاليجار) ثم بعث الخليفة القاضي أبا الحسن الماوردي والطواشي مبشراً إلى الأهواز إلى أبي كاليجار. قال الماوردي: قدمنا عليه فأنزلنا، وحملت إلينا أموال كثيرة. وأحضرنا وقد فرشت دار الإمارة، ووقف الخواص على مراتبهم من جانبي سريره. وفي (29/18)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 19 أخر الصفين ستمائة غلام داغرية بالبزة الحسنة الملونة، فخدمنا وسلمنا عليه وأوصلنا الكتاب. 4 (تلقيب أبي كاليجار بملك الدولة) وتردد القول بين إخبار واستخبار، وانصرفنا. ثم جرى القول فيما طلب من اللقب، واقترح إنّ يكون اللقب: السلطان الأعظم مالك الأمم. قلنا هذا لا يمكن لأن السلطان المعظم الخليفة، وكذلك مالك الأمم. فعدلوا إلى: ملك الدولة. فقلت: هذا ربما جاز. وأشرت بأن يخدم الخليفة بألطافٍ. وقالوا: يكون ذلك بعد التلقيب. قلت: الأوْلى إنّ يقدم. ففعلوا. 4 (هدايا أبي كاليجار للخليفة) وحملوا معي ألفي دينار، وثلاثين ألف درهم نقره، ومائتي ثوب ديباج، وعشرين مناً عود، وعشرة أمناء كافور، وألف مثقال عنبر، وألف مثقال مسك، وثلاثمائة صحن صيني. 4 (إقطاع وكيل الخدمة) ووقع بإقطاع وكيل الخدمة خمسة الآف دينار من معاملة البصرة. وأن يسلم إليه ثلاثة الآف قوصرة تمر كل سنة. 4 (مرتب عميد الرؤساء) وأفرد عميد الرؤساء أبو طالب بن أيوب بخمسمائة دينار وعشرة الآف تدرهم، وعشرة أثواب.) وعدنا إلى بغداد، فرسم لي الخروج إلى جلال الدولة، فأجريت معه (29/19)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 20 حديث اللقب، وما سأله الملك. فثقل عليه، واقتضى وقوف الأمر. 4 (تأخر المطر) واستمر تأخر الأمطار، واستسقوا مرتين وما سقوا. وكان الذين خرجوا إلى الاستسقاء عدد قليل. وأجدبت الأرض، وهلكت المواشي، وتلف أكثر الثمار. 4 (كبسات رئيس العيارين البرجمي) وكبس رئيس العيارين البرجمي خاناً فأخذ ما فيه، فقوتل، فقتل جماعة، وكان يأخذ كل مصعد ومنحدر. وكبس داراً وأخذ ما فيها وأحرقها. 4 (منع الخطبة للخليفة) واجتمع الخدم ومنعوا من الخطبة للخليفة لأجل تأخر رسم البيعة، فلم تصل الجمعة، ثم تلطف في الأمر في الجمعة الآتية. 4 (تحليف الملك للخليفة يميناً) وفيها حلف الملك للخليفة يميناً حضرها المرتضى وقاضي القضاة، وركب الوزير أبو القاسم بن المسلمة من الغد، فحضر عند الخليفة هو والمرتضى والقاضي، فحلف للملك وهي: أقسم عبد الله أبو جعفر القائم بأمر اله بالله الذي لا إله إلا هو الطالب الغالب المدرك المهلك، عالم السر والعلانية، وحق رسول الله صلى الله عليه سلم، وحق القرآن الكريم، لأقيمن لركن الدين جلال الدولة أبي طاهر بن بهاء الدولة أبي (29/20)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 21 نصر على إخلاص النية والصفاء بما يصلح حاله، ويحفظ عليه مكانه، ولأكونن له على أفضل ما يؤثر من حراسته، ولوزير الوزراء أبي القاسم وسائر حاشيته، وإقراره على رتبته. له بذلك عليّ عهد الله وميثاقه، وما أخذ على ملائكته المقربين، وأنبيائه المرسلين، والله يشهد عليّ. وهذه اليمين مني والنية فيها بنية جلال الدولة. 4 (انقضاض كوكب) وفي جمادى الأولى عند تصويب الشمس للغروب انقض كوكب كبير كثير الضوء. ازدياد شر العيارين: وزاد شر العيارين حتى ولي ابن النسوي فردعهم وانكفؤا. 4 (هياج ريح عظيمة) ) وهاجت ريح عظيمة ثلاثة أيام احتجبت منها السماء والشمس، ورمت تراباً أحمر، ورملاً. 4 (الغلاء وتلف الغلات) وغلت الأسعار، وتلفت غلات الموصل، ولم ترد البذار، وكذلك الأهواء وواسط. 4 (أكل الأولاد في الإحساء) ووصلت الأخبار من الإحساء وتلك النواحي بأن الأقوات عدمت. (29/21)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 22 واضطرت الأعراب إلى أكل مواشيهم، ثم أولادهم، حتى كان الواحد يعاوض بولده ولد غيره لئلا تدركه رقة إذا ذبحه. 4 (انقضاض كوكب آخر) وفي شوال انقض ليلة الاثنين كوكب أضاءت منه الأرض، وارتاع له العالم، وكان في شكل الترس، ولم يزل يقل حتى اضمحل. 4 (سكر جلال الدولة) وفي شوال سكر جلال الدولة ونزل من داره في سميرية متنكراً إلى دار الخلافة، ومعه ثلاثة، وصعد إلى بستان، ورمى بعض معيناته القصب، ودخل منه، وجلس تحت شجرة، واستدعى نبيذاً يشربه، وزمر الزامر. فعرف الخليفة ذلك، فشق عليه وأزعجه. ثم خرج إليه القاضي ابن أبي موسى، والحاجب أبو منصور بن بكران، فحدثاه ووقفا بين يديه وقالا: قد سر الخليفة بقرب مولانا وانبساطه، وأما النبيذ والزمر فلا ينبغي. فلم يقبل ولا امتنع وقال: قل لأمير المؤمنين: أنا عبدك، وقد حصل وزيري أبو سعد في دارك، ووقف أمري بذلك فأريد أتسلمه. وأخذوا يدارونه حتى نزل في زبزبة، وأصعد إلى دار المملكة. واجتمع خلق من الناس على دجلة. 4 (تهديد الخليفة بالانتقال) فلما كان من غد استدعى الخلفية المختص أبا غانم، وأبا الوفاء القائد وقال: إنا قد عرفنا ما جرى أمس، وإنه أمر زاد عن الحد وتناهى في القبح واحتملناه. وكان الأوْلى لجلال الدولة إنّ يتنزه عن فعله وينزهنا عن مثله. في كلام طويل. فإن سلك معنا الطريقة المثلى، وإلا فارقنا هذا البلد ودبرنا أمرنا. فقبلا الأرض ومضيا إلى الملك، فركب بعد ذلك ف زبزبة، وأشعر الخليفة بحضوره) للإعتذار، فنزل إليه عميد الرؤساء وخدم، وقال: تذكر حضوري للخدمة واعتذاري. فرجع الجواب بقبول العذر. (29/22)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 23 ثم مضى إلى الميدان ولعب بالصولجان. 4 (امتناع الحج من العراق) ولم يحج ركب العراق لفساد الطريق. 4 (ورود كسوة الكعبة) وورد من مصر كسوة الكعبة، وأموال للصدقة وصلات لأمير مكة. 4 (الوباء العظيم) وورد الخبر بوباء عظيم بالهند، وغزنة، وإصبهان، وجرجان، والري، نواحي الجبل، والموصل، وأن ذلك زاد، على مجاري العادة. وخرج من إصبهان فيه أربعون ألف جنازة. ومات في الموصل بالجدري أربعة الآف صبي. (29/23)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 24 خروج المملكة من جلال الدولة وخرجت السنة ومملكة جلال الدولة مشتملة على ما بين الحضرة وواسط والبطيحة، وليس له من جميع ذلك إلا إقامة الإسم. 4 (خلو الوزارة:) وأما الوزارة فخالية عن آمر فيها. 4 (إنتهاب ابن سبكتكين لإصبهان) وجاء إلى إصبهان مسعود بن محمود بن سُبكتكين فنهب البلد وقتل عالماً لا يحصى. (29/24)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 25 4 (احداث سنة أربع وعشرين وأربعمائة)

4 (معافاة الخليفة من الجدري) فيها هُني الخليفة بالعافية من جدري أصابه، وكتم ذلك إلى إنّ عُوفي. 4 (كبسة البرجمي) وكبس البرجمي درباً وأخذ أموالاً. وتفاوض إنّ جماعة من الجند خرجوا إليه وواكلوه، فخاف ونقلوا الأموال إلى دار الخلافة. وواصلوا المبيت في الأسواق والدروب، فقتل صاحب الشرطة بباب الأزج، واتصلت العملات. وأخذ من دار تاجر ما قيمته عشرة الآف دينار. وبقي لا يتجاسرون على تسميته إلا إنّ يقولوا) القائد أبو علي. وشاع عنه أنّه لا يتعرض لإمرأة، ولا يمكن أحداً من أخذ شيء عليها أو معها. فخرج جماعة من القواد والجند وطلبوه لمّا تعاظم خطره وزاد بلاؤه. فنزلوا الأجمة التي يأوي إليها، وهي أجمة ذات قصب كثير تمتد خمسة فراسخ، وفي وسطها تل اتخذه معقلاً، ووقفوا على طرقها. فخرج البرجمي وعلى رأسه عمامة فقال: من العجب خروجكم إلي وأنا كل ليلة عندكم، فإن شئتم إنّ ترجعوا وأدخل إليكم، وإن شئتم إنّ تدخلوا فافعلوا. (29/25)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 26 ثم زادت العملات والكبسات، ووقع القتال في القلايين وفي القنطرتين، وأحرقت أماكن وأسواق ومساجد، ونهب درب عون وقلعت أبوابه، ودرب القراطيس، وغير ذلك. 4 (إخراج السلطان ورجمه) ثم ثارت الجند ووقعوا في السلطان، وأنهم ضائعون. واجتمعوا وراسلوه إنّ ينتقل إلى واسط أو البصرة. واعتقلوه وأنزلوه سميرية وابتلت ثيابه وأهين. ثم رجموه وأخرجوه ومشوا به ثم أعطاه بعض الأتراك فرسه فركبها. وواجهوه بالشتم، ثم أنزلوه فوقف على العتبة طويلاً، ثم أدخل المسجد. ثم تآمروا على نقله إلى دار المهلبية. وخرج القائد أبو الوفاء ومعه عشرون غلاماً وحاشية الدار والعوام ومن تاب من العيارين وهجموا على الأتراك فتفرقوا، وأخذوه من أيديهم وأعادوه إلى داره. وكان ذلك في رمضان. ثم عبر في آخر الليل إلى الكرخ فتلقاه أهلها بالدعاء، فنزل في الدار التي للشريف المرتضى. 4 (مكاتبة الأتراك للملك جلال الدولة) ثم اجتمع الأتراك وعزموا على عقد الجسر والعبور إلى الكرخ ليأخذوا الملك. ثم وقع بينهم الخلف وقالوا: ما بقي من بني بويه إلا هذا. وابن أخيه أبو كاليجار قد أسلم الأمر إليه ومضى إلى فارس. ثم كتبوا إليه رقعة: نحن عبيدك وقد ملَّكناك أمورنا من الآن، وقد تعدينا عليك، ولكن نكلمك في مصالحنا، فتعتذر إلينا ولا نجد لذلك أثراً، ولك (29/26)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 27 ممالك كثيرة فيجوز إنّ تطرح ذلك مدة، وتوفر علينا هذه الصبابة من المادة، والصواب إنّ لا تخالفنا. وأنفذوا الرقعة إلى المرتضى ليعرضها عليه، فأجاب بأنّا معترفون لكم بما ذكرتم، وما يحصل) لنا نصرفه إليكم. فلما وصل القول نفروا وقالوا: هذا غرضه المدافعة. ثم حلفوه على صلاح النية: وبعد ذلك دخلوا وقبلوا الأرض بين يديه، وهو في دار المرتضى. وسألوه الصفح. وركب معهم إلى دار المملكة. 4 (زيادة العملات والكبسات) ثم زاد أمر العملات والكبسات. وتعدوا إلى الجانب الشرقي فأفسدوا. ووقع القتال. وحمل العيارون السلاح، وكثر الهرج. 4 (منع الخطبة في جوامع الرصافة) ثم ثار العوّام إلى جامع الرصافة ببغداد فمنعوا من الخطبة ورجموا القاضي أبا الحسين بن الغريق، وقالوا: إنّ خطبت للبرجمي، وإلا فلا تخطب لخليفة ولا لملك. 4 (ولاية أبي الغنائم المعونة) ثم أقيم على المعونة أبو الغنائم بن عليّ، فركب وطاف وفتك، فوقعت الرهبة. ثم إنّ بعض القواد أخذ أربعةً من أصحاب البرجمي فاعتقلهم، فاحتد البرجمي وأخذت أربعة من أصحاب ذلك القائد، وجاء بهم إلى دار القائد فطرق (29/27)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 28 عليه الباب فخرج، ووقف خلف الباب فقال له: قد أخذت أربعة من أصحابك فأطلق أصحابي لأطلق أصحابك وإلا ضربت أعناقهم وأحرقت دارك. فأطلقهم له. ومما يشاكل هذا الوهن إنّ بعض أعيان الأتراك أراد إنّ يطهر ولده، فأهدى إلى البرجمي حملاناً وفاكهة وشراباً، وقال: هذا نصيبك من طهور ولدي. يداريه بذلك. 4 (امتناع العراقيين والمصريين عن الحج.) ولم يحج العراقيون ولا المصريون أيضاً خوفاً من البادية. 4 (الغدر بحجاج البصرة) وحج أهل البصرة مع من يخفرهم، فغدروا بهم ونهبوهم، فالأمر لله. (29/28)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 29 4 (احداث سنة خمس وعشرين وأربعمائة)

4 (مواصلة العيارين لعملاتهم) كان العيارون مواصلين للعملات بالليل والنهار، ومضى البرجمي إلى العامل الذي على) الماصر الأعلى، فقرر معه إنّ يعطيه كل شهر عشرة دنانير من الارتفاع. ثم أخذ عدة عملات كبار. هذا والناس يبيتون في الأسواق. ثم جد السلطان والخليفة في طلب العيارين. 4 (هبوب ريح بنصيبين) وورد كتاب من نصيبين إنّ ريحاً سوداء هبت فقلعت من بساتينها أكثر من مائتي ألف شجرة. وأن البحر جزر في تلك الناحية نحو ثلاثة فراسخ، وخرج الناس يتبعون السمك والصدف، فرد البحرّ ففرق بعضهم. 4 (الزلازل بفلسطين) وكان بالرملة زلازل خرج الناس منها إلى البر، فأقاموا ثمانية أشهر. وهدمت الزلازل ثلث البلد، وتعدت إلى نابلس، فسقط بعض بنيانها، وهلك ثلاثمائة نفس. وخسف بقرية، وسقط بعض حائط بيت المقدس، وسقطت منارة عسقلان، ومنارة غزة. (29/29)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 30 4 (الخانوق ببغداد) وكثر الموت بالخوانيق ببغداد والموصل، وكان أكثره من النساء. 4 (الوباء بفارس) واتصل الخبر بما كان بفارس من الوباء، حتى كانت الدور تسد على أصحابها. 4 (إسقاط ضريبة الملح) وفيها أُسقط ما كان على الملح من الضريبة، وكان ارتفاعه في السنة نحو ألفي دينار. خاطب الملك في ذلك الدينوري الزاهد. 4 (الفتنة بين أهل الكرخ وأهل باب البصرة) ثم عاد العيارون وانتشروا واتصلت الفتنة بأهل الكرخ مع أهل باب البصرة، ووقع القتال بينهما، وانتشرت العرب ببادرايا وقطربل، ونهبوا (29/30)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 31 النواحي، وقطعوا السبل. ووصلوا إلى أطراف بغداد، وسلبوا الحريم في المقابر. 4 (شغب الجند) وعاد الجند إلى الشغب، وقويت أيديهم على خاص السلطان، واستوفوا الجوالي وحاصل دار الضرب.) 4 (غرق البرجمي) وفي رمضان غرق البرجمي بفم الدجيل، أخذه معتمد الدولة فغرقه، فبذل له مالاً كثيراً على إنّ يتركه، فلم يقبل. مقتل أخي البرجمي ودخل أخو البرجمي إلى بغداد، فأخذ أخاً له من سوق يحيى، فخرج فتبع وقتل. 4 (قبول العيارين بالخروج من بغداد) وفي شوال روسل المرتضى بإحضار العيارين إلى داره، وأن يقول لهم: (29/31)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 32 من أراد منكم التوبة قبلت توبته، ومن أراد خدمة السلطان استخدم مع صاحب المعونة، ومن أراد الانصراف عن البلاد كان آمناً على نفسه ثلاثة أيام. فعرض ذلك عليهم، فقالوا: نخرج. وتجدد الفساد والاستيفاء. 4 (انقضاض شهاب) وفي ذي القعدة انقض شهاب كبير مهول، ثم بعد جمعة انقض شهاب ملأ ضوؤه الأرض وغلب على ضوء المشاعل، وروع من رآه، وتطاول مكثه على ما جرت به عادة أمثاله، حتى قيل انفرجت السماء لعظم ما شوهد منه. 4 (الفناء ببغداد) وفي ذي الحجة وقع الفناء ببغداد، فذكر أنّه مات فيها سبعون ألفاً. (29/32)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 33 4 (احداث سنة ست وعشرين وأربعمائة) مقاتلة أبي الغنائم للعيارين تجدد في المحرم وصول العرب إلى أطراف الجانب الغربي، فعاثوا ونهبوا. ثم ظهر قوم من العيارين ففتكوا وقتلوا. فنهض أبو الغنائم بن عليّ المتولي فقتل اثنين، فعاودوا الخروج وقتلوا رجلين، وقاتلوا أبا الغنائم. وتتابعت العملات، فنهض أبو الغنائم ومسك وقتل. ثم عاد الفساد والعيارون يكمنون في دور الأتراك، ويخرجون ليلاً. وكتب العيارون رقاعاً يقولون فيها: إنّ صُرف أبو الغنائم عنا حفظنا البلد وإن لم يصرف ما نترك الفساد. 4 (نهب ثمر الخليفة) وكبس غلام قراحاً للخليفة ونهب من ثمره، فامتعض الخليفة وكتب إلى الملك والوزير بالقبض عليه وتأديبه، فتوانوا لضعف الهيبة. فزاد حنق الخليفة، فأمر القضاة بالامتناع من الحكم،) والفقهاء من الفتوى، والخطباء من القعود. وعمل على غلق الجوامع، فحمل الغلام ورسم عليه ثم أطلق. (29/33)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 34 4 (خذلان الترك والسلطان) وزادت الفتن، وكثر القتل ومنع أهل سوق يحيى من حمل الماء من دجلة إلى أهل باب الطاق والرصافة. وخذل الأتراك والسلطان في هذه الأمور حتى لو حاولوا دفع فساد لزاد، وتملك العيارون البلد. 4 (فتح بلاد بالهند وجرجان وطبرستان) وفيها وصل كتاب السلطان مسعود بن محمود بفتح فتحه بالهند، ذكر فيه أنّه قتل من القوم خمسين ألفً، وسبى سبعين ألفا، وغنم منهم ما يقارب ثلاثين ألف ألف درهم. فرجع وقد ملك الغز بلاده، فأوقع بهم، وفتح جرجان وطبرستان. 4 (الجهر بالمعاصي) واشتد البلاء بالعيارين، وتجهرموا بالإفطار في رمضان، وشرب الخمور، والزنا. وعاد القتال بين أهل المحال. وكثرت العملات، واتسع الخرق على الراقع، وقال الملك: أنا أركب بنفسي في هذا الأمر. فما التفتوا له، وتحير الناس، وعظم الخطب. وهاجت العرب، وقطعوا الطرق. 4 (وصول الروم إلى أعمال حلب وهزيمتهم) وعلمت الروم بوهن المسلمين، فوصلوا إلى أعمال حلب فاستباحوها (29/34)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 35 فالتقاهم شبل الدولة ابن مرداس فهزمهم. 4 (انتهاب الكوفة:) ونهبت عرب خفاجة الكوفة، فلا قوة إلا بالله. (29/35)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 36 4 (احداث سنة سبع وعشرين وأربعمائة)

4 (ثورة الهاشميين على ابن النسوي) في المحرم كبس العيارون داراً فأخذوا ما فيها. ورد أبو محمد بن النسوي لكشف العملة، فأخذ هاشمياً فقتله، فثار أهل الناحية ورفعوا المصاحف على القصب، ومضوا إلى دار الخلافة، وجرى خطب طويل. 4 (إحراق دار ابن النسوي) ) وفي ربيع الآخر دخل العيارون بغداد في مائة نفس من الأكراد والأعراب، فأحرقوا دار ابن النسوي، وفتحوا خاناً وأخذوا ما فيه وخرجوا بالكارات على رؤوسهم، والناس ينظرون. 4 (شغب الجند على جلال الدولة) وشغب الجند على جلال الدولة وقالوا: هذا البلد لا يحملنا وإياك، فاخرج فإنه أولى بك. قال: كيف يمكنني الخروج على هذه الصورة أمهلوني ثلاثة أيام حتى آخذ حرمي وولدي وأمضي. فقالوا: لا تفعل. ورموه بآجرة، فتلقاها بيده، وأخرى في كتفه، فاستجاش بالحاشية (29/36)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 37 والعامة. وكان عنده المرتضى، والزينبي، والماوردي، فاستشارهم في العبور إلى الكرخ كما فعل تلك لامرة، فقالوا: ليس الأمر كما كان، وأحداث الموضع قد ذهبوا. وحول الغلمان خيامهم إلى حول الدار وأحاطوا بها. وبات الناس على أصعب خطة، فخرج الملك في نصف الليل إلى زقاق غامض، فنزل إلى دجلة، وركب سميرية فيها بعض حاشيته، ومضى إلى دار المرتضى، وبعث حرمه إلى دار الخلافة. ونهب الأجناد دار الملك حتى الأبواب وساجها. وراسلوا الخليفة أن تقطع خطبة جلال الدولة، فقيل لهم: سننظر. وخرج الملك إلى أوانا، ثم إلى كرخ سامراء. ثم خرجوا إليه واعتذروا ومشي الحال. 4 (الظلمة في بغداد) وفي جمادى الآخرة وردت ظلمة طبقت البلد، حتى كان الرجل لا يرى صاحبه، وأخذت بالأنفاس حتى لو تأخر انكشافها لهلكوا 4 (انقضاض كوكب) وفي رجب ضحوة نهار انقض كوكب غلب ضوؤه ضوء الشمس، وشوهد في آخره شيء مثل التنين بلون الدخان. وبقي نحو ساعة. فسبحان الله العظيم ما أكثر البلاء بالمشرق. (29/37)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 38 4 (احداث سنة ثمان وعشرين وأربعمائة)

4 (تقلد الزينبي نقابة العبّاسيين) فيها قلد أبو تمام محمد بن محمد بن عليّ الزينبي نقابة العبّاسيين، وعزل أبوه. 4 (شغب الجند على جلال الدولة) ثم عاد شغب الجند على جلال الدولة المعثر، وآل الأمر إلى إنّ قطعوا خطبته وخطبوا للملك) أبي كاليجار، ثم عادوا وخطبوا لهما. ثم صلحت حال جلال الدولة، وحلف الخليفة القائم له. 4 (القبض على ابن ما كولا:) وقبض على الوزير ابن ماكولا. (29/38)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 39 4 (وزارة أبي المعالي) ووزر أبو المعالي بن عبد الرحيم. 4 (مطر فيه سمك بفم الصلح) وفيها ورد كتاب من فم الصلح فيها: إنّ قوماً من أهل الجبل وردوا فحكوا أنهم مُطروا مطراً كثيراً في أثنائه سمك، وزنوا بعضه فكانت رطلاً ورطلين، يعني بالعراقي. 4 (ثورة العيارين بالشرطة) وفيها ثار العيارون وكبسوا الحبس، وقتلوا جماعة من رجال الشرطة، وانبسطوا انبساطاً زائداً. (29/39)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 40 4 (احداث سنة تسع وعشرين وأربعمائة)

4 (هلاك جماعة تحت الردم) في ليلة الميلادة أوقدوا النيران والفتائل في الأسطحة، فأوقدت فتيلة في سطح كبير بعكبرا، فوقع بهم، فهلك تحت الردم ثلاثة وأربعون نفساً. 4 (إلزام أهل الذمة باللباس) وفي رجب اجتمع القضاة والدولة، واستدعي جاثليق النصارى ورأس جالوت اليهود، وخرج توقيع الخليفة في أمر الغيار وإلزام أهل الذمة به، فامتثلوا. 4 (تلقيب جلال الدولة بشاهنشاه) وفي رمضان استقر إنّ يزاد في ألقاب جلال الدولة: شاهنشاه الأعظم ملك الملوك، وخطب له بذلك بأمر الخليفة، فنفر العامة ورموا الخطباء بالآجر، ووقعت فتنة، وكتب إلى الفقهاء في ذلك. 4 (كتابات العلماء بلقب الشاهنشاه) فكتب الصيمري: إنّ هذه الأسماء يعتبر فيها القصد والنية. وكتب الطبري أبو الطيب: إنّ إطلاق ملك الملوك جائز، يكون معناه: ملك ملوك الأرض. وإذا) جاز أن يقال: قاضي القضاة، وكافي الكفاة، جاز أن يقال ملك الملوك. (29/40)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 41 وكتب التميمي نحو ذلك. وذكر محمد بن عبد الملك الهمداني إنّ الماوردي منع من جواز ذلك، وكان مختصاً بجلال الدولة. فلما امتنع عن الكتابة انقطع، فطلبه جلال الدولة، فمض على وجل شديد، فلما دخل قال للملك: أنا أتحقق أنك لو حابيت أحداً لحابيتني لمّا بيني وبينك، ما حملك إلا الدين فزاد بذلك محلك في قلبي. قال ابن الجوزي: والذي ذكره الأكثرون هو القياس، وإذا قصد به ملوك الدنيا. إلا أني لا أرى إلا ما رآه الماوردي، لأنه قد صح في الحديث ما يدل على المنع، ولكنهم عن النقل بمعزل. ثم ساق الحديث من المسند عن ابن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أخنع اسم عن الله يوم القيامة رجل تسمى ملك الأملاك. قال الأمام أحمد: سألت أبا عمرو الشيباني عن أخنع فقال: أوضع. رواه البخاري. ثم ساق من المسند من حديث عوف، عن خلاس، عن أبي هريرة رفعه، قال: اشتد غضب الله على من قتل نفسه، واشتد غضب الله على رجل تسمى بملك الملوك. لا ملك إلا الله تعالى. قلت: وهي بالعجمي شاهان شاه. (29/41)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 42 4 (احداث سنة ثلاثين وأربعمائة)

4 (تملك السلاجقة البلاد) فيها، في جمادى الآخرة، تملك بنو سلجوق خراسان والجبل، وهرب مسعود بن محمود بن سبكتكين، وأخذوا الملك منه، وتملك طغرلبك أبو طالب محمد، وأخوه داود. واستولى أولاد ميكائيل بن سلجوق على البلاد. 4 (مخاطبة ابن جلال الدولة بالملك العزيز) وفي هذه السنة خوطب أبو منصور بن السلطان جلال الدولة أبي طاهر بالملك العزيز. قلت: وهذا أول من لُقِب بألقاب ملوك زماننا، كالملك العادل والملك المظفر. 4 (انقراض ملك بني بُويه) قال: وكان مقيماً بواسط، وبه انقرض ملك بني بويه. (29/42)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 43 4 (امتناع الحج هذا الموسم) ) ولم يحج في هذه السنة من العراق، ومصر، والشام كثير أحد. 4 (الثلج ببغداد) وفيها وقع ثلج عظيم ببغداد وبقي سبعة أيام في الدروب. وقد جاء الثلج ببغداد مرة في خلافة الرشيد، ومرة في خلافة المعتمد، ومرات أخر قليلة. (29/43)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 44 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الثالثة والأربعون وفيات)

4 (وفيات سنة إحدى وعشرين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حفص بن مسلم ابن يزيد.) القاضي أبو بكر بن أبي عليّ ابن الشيخ المحدّث أبي عمرو الحيري. وأبو عمرو هو سبط أحمد بن عمرو الحرشي شيخ نيسابور في العدالة والثروة. (29/44)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 45 روى أبو عمرو عن: محمد بن رافع، وإسحاق الكوسج، وهذه الطبقة. وروى ابنه الحسن عنه، وعن: أبي نعيم بن عدي. وعاش إلى سنة ثمانٍ وثمانين وثلاثمائة. وأما القاضي أبو بكر هذا فكان شيخ خراسان علماً ورئاسة وعلوّ إسناد. سمع: أبا عليّ محمد بن أحمد الميداني، وحاجب بن أحمد، ومحمد بن يعقوب الأصم، وجماعة بنيسابور. وبمكة: أبا بكر الفاكهي، وبكر بن أحمد الحداد. وببغداد: أبا سهل بن زياد. وبالكوفة: أبا بكر بن أبي دارم. وبجرجان: أبا أحمد بن عدي. وقرأ بالروايات على أحمد بن العبّاس الإمام صاحب الأشناني. ودرس الفقه على أبي الوليد حسان بن محمد. ودرس الكلام والأصول على أصحاب أبي الحسن الأشعري. وانتقى له الحاكم أبو عبد الله فوائد. وأملى من سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، وقلد قضاء نيسابور. وكان إماماً عارفاً بمذهب الشافعي. وكان مولده في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة. كذا ورّخه الحافظ أبو بكر محمد بن منصور السمعاني، وقال هو ثقة في الحديث. قلت: روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وهو أكبر منه، وأبوا بكر البيهقي، (29/45)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 46 والخطيب، وأبو صالح المؤذن، وأبو عليّ الحسن بن محمد الصفار، ومحمد بن إسماعيل المقريء، ومحمد بن مأمون المتوليّ، ومحمد بن عبد الملك المظفريّ، وأحمد بن عبد الرحمن الكتاني، وقاضي) القضاة أبو بكر محمد بن عبد الله الناصحيّ مفتي الحنفية، ومحمد بن إسماعيل بن حسنويه، ولعله المقريء، ومحمد بن عليّ العمري الهروي، والقاسم بن الفضل الثقفي، ومكي ابن منصور الكرجي، وأسعد بن مسعود العتبي، ومحمد بن أحمد الكامخي، ونصر الله بن أحمد الخشاميّ، وخلق كثير آخرهم موتاً عبد الغفار بن محمد الشيرويّ. توفي في رمضان من السّنة. قال عبد الغافر: أصابه وقر في أُذنه في آخر عمره. وكان يقرأ عليه مع ذلك إلى إنّ اشتد ذلك قريباً من سنتين أو ثلاث، فما كان يحسن إنّ يسمع. وكان من أصحّ أقرانه سماعاً، وأوفرهم إتقاناً، وأتمهم ديانة واعتقاداً، صنف في الأصول والحديث. 4 (أحمد بن عبد الله بن أحمد) (29/46)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 47 أبو الحسن الدمشقي الواعظ. أصله من الجزيرة، ويعرف بابن الرّان. كان رجلاً صالحاً عارفاً، له مصنفات في الوعظ. وكان يعظ في الجامع. قال عبد العزيز الكتاني: لم أر أحسن وعظاً منه رحمه الله تعالى. 4 (أحمد بن عليّ بن عثمان بن الجنيد.) أبو الحسين البغدادي، المعروف بابن السوادي. مؤلف الخطب. سمع: أبا بكر القطيعي، وابن ماسيّ. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة. 4 (أحمد بن عيسى بن زيد) أبو عقيل السلمي البغدادي القزاز. سمع: أبا بكر النجاد، والشافعي. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة. مات في شوّال. 4 (أحمد بن محمد بن الحسين بن سليمان.) أبو الحسن السليطي النيسابوري العدل النحوي. (29/47)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 48 روى عن: أبي العبّاس الأصم، وغيره. روى عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري، ومحمد بن يحيى المزكي، وأبو صالح المؤذن. وثقة عبد الغافر. توفي في جمادى الأولى. 4 (أحمد بن محمد بن الحسن) أبو عليّ الإصبهاني المرزوقي النحوي. من كبار أئمة العربية. أخذ الناس عنه، وخبوا إليه آباط المطيّ. له: شرح الحماسة وهو في غاية الحسن. وكتاب شرح الفصيح. وتوفي في ذي) الحجة. تخرج به خلق، وطال عمره. حدّث عن: عبد الله بن جعفر بن فارس. وعنه: سعيد بن محمد البقال، وأبو الفتح محمد بن عبد الواحد الزجاج. قال السلفيّ: ما روى لنا عن المرزوقي سوى الزجاج. 4 (أحمد بن محمد بن محمد.) أبو العبّاس الطبري، ثم البصري. ورد جرجان. (29/48)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 49 وسمع: أبا أحمد بن عدي، وجماعة. روى عنه: أبو مسعود البجلي. توفي بآمل في شوال. 4 (أحمد بن محمد بن العاص بن أحمد بن سليمان بن عيسى بن دراج.) أبو عمرو القسطلي الأديب، الشاعر البليغ. قال أبو محمد بن حزم: كان عالماً بنقد الشعر. لو قلت أنّه لم يكن بالأندلس أشعر من ابن دراج لم أبعِد. وقال ابن حزم أيضاً: ولو لم يكن لنا من فحول الشعراء إلا أحمد بن دراج لمّا تأخر عن شأو حبيب والمتنبي. قلت: وهو من مدينة قسطلة دراج، وقيل: هو اسم ناحية. وكان من كتاب (29/49)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 50 الإنشاء في أيام المنصور بن أبي عامر. وقال الثعالبي: كان بصقع الأندلس كالمتنبي بصقع الشام. ومن شعره: (أضاء لها فجر النُّهى فنهاها .......... عن الدنف المضني بحر هواها)

(وضللها صُبحٌ جلا ليله الدّجا .......... وقد كان يهديها إليَّ دجاها) وفي أول شأنه عمل هذه القصيدة، ومدح بها المنصور. فتكلّموا فيه واتهموه بسرقة الشعر، فقال في المجلس لوقته: (حسبي رضاكَ من الدّهر الذي عتبا .......... وعطفُ نعماك للحظ الذي انقلبا)

(ولستُ أوّل من أَعيْت بدائعه .......... فاستدعت القولَ ممن ظنّ أو حسبا)

(إنّ امرء القيس في بعضٍ لمتهمٌ .......... وفي يديه لواء الشعر إنّ ركبا)

(والشعر قد أسر الأعشى وقيدهُ .......... دهراً، وقد قيل: والأعشى إذا شربا)

(وكيف أظمأ وبحري زاخر فطنا .......... إلى خيال من الضحضاح قد نضبا)

(عبدٌ لنُعْماك فكَّيه نجمُ هدى .......... سار بمدحك يجلو الشك والريبا)

(إنّ شئت أملى بديع الشعر أو كتبا .......... أو شئت خاطبَ بالمنثور أو خطبا) ) (29/50)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 51 (كروضة الحزن أهدى الوشي منظرها .......... والماءَ والزهر والأنواء والعشبا)

(أو سابق الخيل أعطى الحضر متئداً .......... والشدَّ والكرَّ والتّقريب والخببا) وله في ذي الرئاستين منذر بن يحيى صاحب سرقسطة: (قل للربيع: اسحبْ سَحائبي .......... واجرر ذيولك في مَجَرّ ذوائبي)

(لا تكذبنّ ومن ورائك أدمعي .......... مَدَداً إليك بفيض دمع ساكبِ)

(وامزج بطيب تحيتي غدق الحيا .......... فاجعله سقي أحبتي وحبائبي)

(واجنح لقُرطبةَ فعانقْ تربها .......... عنّي بمثل جوانحي وترائبي)

(وانشرْ على تلك الأباطِح والرُّبا .......... زهراً يخبرّ عنك أنّك كاتبي) وهي طويلة وله فيه: (يا عاكفين على المدام تنبَّهوا .......... وسلوا لساني عن مكارم منذرِ)

(ملكٌ لو استوهبتُ حبةَ قلْبهِ .......... كرماً لجاد بها ولم يتعذّرِ) وله ديوان مشهور. وقد توفي في سادس جمادى الآخرة، وله أربعٌ وسبعون سنة 4 (إسماعيل بن عبد الرحمن بن عليّ.) أبو محمد العامري المصري. (29/51)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 52 روى عن: أبي إسحاق بن شعبان الفقيه المالكيّ، ومحمد بن العبّاس الحلبيّ. ودخل إلى الأندلس سنة ست وخمسين وثلاثمائة. وكان من أهل الدّين والتّعاون والعناية بعلم الفقه. ثقة. محدث. حدّث عنه: أبو عمر بن عبد البرّ، والخولاني. ولد بمصر سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وتوفي بإشبيلية يوم عيد الفطر فجأة. وروى عنه يونس بن عبد الله بن مغيث أيضاً. 4 (إسماعيل بن محمد بن خزرج بن محمد.) أبو القاسم الإشبيليّ. روى عن: أبيه، وعن: خاله إبراهيم بن سليمان. ورحل إلى المشرق. وحجّ سنة إحدى عشر وأربعمائة. وكتب الكثير. وكان من أهل الدّين والعلم والعمل الزهد في الدّنيا، مشاركاً في عدة علوم، يغلب عليه علم الحديث والرّجال. توفي في المحرم عن بضع وخمسين سنة. 4 (إسماعيل بن ينال.) ) (29/52)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 53 أبو إبراهيم المروزيّ المحبوبيّ. سمع من المحبوبي مولاه جامع الترمذيّ. وسمع من: أبي بكر الدّاربرديّ وغيرهما. قال الحافظ أبو بكر السمعانيّ: كان ثقة عالماً. أدركتُ بحمد الله نفراً من أصحابه. ولد سنة أربعٍ وثلاثين وثلاثمائة. قال: وتوفي سنة إحدى وعشرين. زاد غيره: في صفر. وهو آخر من حدّث عن أبي العبّاس المحبوبيّ. 4 (إسحاق بن عليّ.) الأمير أبو قدامة القرشيّ. أمير الغُزاة بخراسان. 4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن أحمد بن محمد بن فارس البغدادي البزاز) وأخوه هو أبو الفتح بن أبي الفوارس. سمع هذا بإفادة أخيه من: أبي عليّ الصواف، وأبي بكر الشافعي، وإسحاق النعّال. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة. توفي في صفر وكنيته أبو الفوارس. (29/53)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 54 4 (الحسن بن سهل بن محمد بن الحسن.) أبو عليّ. توفي في شعبان. كأنّه إصبهاني. يروي عن: أبي الشيخ. 4 (الحسن بن محمد.) أبو عليّ بن أبي الطيب الدمشقي الورّاق. حدّث في هذه السنة عن: أبي القاسم بن أبي العقب. روى عنه: الكتاني، وعليّ بن محمد المصيصيّ 4 (الحسين بن أحمد بن محمد بن يحيى) أبو عبد الله المعاذي النيسابوري، الأصم. روى مجلسين عن أبي العبّاس الأصم. روى عنه: شيخ الإسلام الأنصاري. ورّخه ابن جبرون. وقال الفارسيّ: توفّي في جمادى الأولى. سمع من الأصمّ في سنة أربعٍ وثلاثين وثلاثمائة مجلسين، وهو ثقة. 4 (الحسين بن إبراهيم بن محمد.) (29/54)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 55 أبو عبد الله الإصبهاني الحمّال. سمع: عبد الله بن فارس، ومحمد بن أحمد الثقفي، وجماعة. وله جزء معروف سمعناه روى عنه: أبو بكر أحمد بن مردويه، وعلي بن الفضل بن عبد) الرزاق اليزديّ، والقاسم بن الفضل الثقفي، ومحمد بن عليّ الخباز، وآخرون. مات في ربيع الأوّل. 4 (الحسين بن عبد الله بن الحسين بن يعقوب.) أبو عليّ البجاني، من مدينة بجانة بالأندلس. روى عن: أبي عثمان سعيد بن مخلوف صاحب يوسف المغامي كتاب الواضحة لعبد الملك بن حبيب، وهو آخر من رواها عن ابن فحلون. (29/55)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 56 كما إنّ فحلون آخر من روى عن المغامي صاحب ابن حبيب. وقد توفي ابن فحلون سنة ست وأربعين وثلاثمائة. روى عنه: الخولاني وقال: كان قديم الطلب، كثير السَّماع من أهل العلم أسنَّ وعمر طويلاً وقارب المائة، واحتيج إليه. روى عنه أيضاً: أبو عبد الله محمد بن عتّاب، وأبو عمر بن عبد البرّ، والمصحفي أبو بكر، والمحدّث أبو العبّاس العذري. 4 (الحسين بن محمد بن الحسين بن محمد بن يوسف.) أبو عليّ النيسابوري السختياني، المعدّل ثقة. ثقة، ثبت، مشهور. سماعه في كتب أبي عبد الرحمن السلميّ عن: يحيى بن منصور القاضي، وأبي العبّاس الصبغي، وأبي عليّ الرّفاء. توفي في رمضان وله تسعون سنة. روى عنه: أبو صالح المؤذن. 4 (حمام بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن أكدر بن حمام بن حكم.) (29/56)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 57 القاضي أبو بكر القرطبي. قال أبو محمد بن حزم: كان واحد عصره في البلاغة، وفي سعة الرّواية، ضابطاً لمّا قيّده. روى عن: أبي محمد الباجي، وأبي عبد الله بن مفرج فأكثر، وكان شديد الإنقباض. ما أرى أحداً سلم من الفتنة سلامته مع طول مدته فيها، وكان حسن الخط، قوياً على النسخ، ينسخ في نهاره نيفاً وعشرين ورقة. حسن الشعر، حسن الخلق، فكه المحادثة. ولي قضاء يابرة، وشنترين، والأُشبونة. وتوفي في رجب بقرْطبة. وولد سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. روى عنه ابن حزم في تصانيفه 4 (حرف الخاء)

4 (خلف بن عيسى بن سعيد بن أبي درهم.) (29/57)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 58 أبو الحزم التجيبي الوشقي، قاضي وشقة. روى عن: أبي عيسى الليثي، وأبي بكر محمد بن) عمر بن عبد العزيز بن القوطية. ورحل، فسمع من: الحسن بن رشيق، وأبي محمد بن أبي زيد. حدث عنه: القاضي أبو عمر بن الحذاء، وقال: كان فاضل جهته وعاقلها، فهماً. 4 (حرف السين)

4 (سعيد بن سليمان.) أبو عثمان الهمدانيّ الأندلسيّ، المقريء المجود، المعروف بنافع. أخذ القراءة عن أبي الحسن الأنطاكيّ، وضبط عنه حرف نافع وأقرأ به، وعرف العربية. توفي بدانية، ذكره أبو عمرو. 4 (حرف العين)

4 (عبادة بن عبد الله بن ماء السماء) (29/58)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 59 أبو بكر، شاعر الأندلس، ورأس شعراء الدّولة العامرية. صنف كتاب شعراء الأندلس. وبقي إلى هذه السنة، فإنّه جاء فيها بردٌ مهول كالحجارة، فقال: (يا عبرةً أهديت لمعتبر .......... عشِيّة الأربعاء من صفرِ)

(أقبلنا الله بأسَ منتقمٍ .......... فيها وثنى بعفوِ مقتدرِ)

(أرسل ملء الأكفّ من بردٍ .......... جلامداً تنهمي على البشرِ)

(فيا لها آيةٌ وموعظةٌ .......... فيها نذير لكل مزدجرِ)

(كاد يذيب القلوبَ منظرُها .......... ولو أعِيرت قساوة الحجرِ)

(لا قدَّر الله في مشيئته .......... إنّ يبتلينا بسيّء القدرِ)

(وخصنا بالتُّقى ليجعلنا .......... من بأسه المتقى على حذرِ)

4 (عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن حمديّه.) (29/59)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 60 أخو الحسن. سمع من: أبي بكر النجاد، وعبد الباقي بن قانع، فيما ذكر. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ضعيفاً. سمع لنفسه في أمالي النجاد وقعت له. 4 (عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله بن سيما الدمشقي.) أبو محمد المؤدب، إمام مسجد نعيم. روى عن: أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان، وأبي عليّ بن آدم. روى عنه: عبد العزيز الكتاني، وإسماعيل السّمّان. 4 (عبد الله بن الحسن بن جعفر الإصبهاني القصار.) سبط فاذويه. توفي في ربيع الأوّل، أو في صفر.) 4 (عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن محفوظ) أبو محمد المحفوظي الملقاباذي المعدل. (29/60)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 61 ثقة مشهور. حدّث عن: أبي العبّاس الصبغي، وهارون الأستراباذي، وأبي عمرو بن مطر. روى عنه: محمد بن يحيى المزكي. وتوفي في ذي القعدة عن اثنتين وثمانين سنة. 4 (عبد الواحد بن أحمد بن محمد.) الشيخ أبو بكر الباطرقاني الإصبهاني المقريء. إمام في القراءآت، حافظ للروايات. قتل في الجامع في جمادى الآخرة. وقيل: قتل في داره. يروي عن: الطبرانيّ، وأبي الشيخ، وأبي حامد أحمد بن محمد بن حسين الجرجانيّ. وعنه: أبو عبد الله الثقفي الرئيس، وأبو منصور أحمد بن محمد بن عليّ شيخاً السلفيّ، وجماعة. 4 (عبد الواحد بن الحسين بن الحسن) (29/61)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 62 أبو أحمد الدمشقي الكاتب المعروف بابن الورّاق. سمع: أبا عبد الله بن مروان. وعنه: عبد العزيز الكتّانيّ. 4 (عليّ بن أحمد بن مندويه.) أبو الحسن الإصبهاني المقريء. في شعبان. 4 (عليّ بن عبد العزيز بن حاجب النعمان.) بغدادي. روى عن النجاد. وذكر أنّه سمع أيضاً من: ابن مقسم، وأبي بكر الشافعي. روى عنه: الخطيب، وقال: كان رئيساً له لسنٌ وبلاغة. ولم يكن في دينه بذاك. مات في عشر التسعين. قلت: كان صاحب الإنشاء ببغداد، له النظم والنثر. 4 (عليّ بن محمد بن موسى بن الفضل.) أبو الحسن الصيرفيّ. ولد أبي سعيد. (29/62)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 63 4 (عليّ بن محمد بن عمير بن محمد بن عمير.) أبو الحسن، والد الزّاهد أبي عبد الله العميري الهرويّ. روى عن: العبّاس بن الفضل بن زكريا الهروي. روى عنه: ابنه. 4 (عمر بن أحمد بن عبد الرحمن بن عمر الذكواني.) المعدّل، أبو حفص. أخو أبي بكر بن أبي عليّ. توفي في المحرم.) 4 (عمر بن عيينة بن أحمد.) أبو حفص الضبيّ العدل. يروي عن: المعافى الجريري. روى عنه: شيخ الإسلام الهروي. 4 (عمرو بن طراد بن عمرو.) أبو القاسم الأسديّ الدمشقي الخلاّد. حدث عن: يوسف الميانجي، والفضل بن جعفر. (29/63)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 64 روى عنه: أبو عليّ الأهوازي، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني وقال: كان ثقة من أهل السنة. 4 (حرف القاف)

4 (القاسم بن عبد الواحد) أبو أحمد الشيرازي. قال أبو إسحاق الحبال: توفي في عاشر ربيع الأول، وحضرت جنازته. حدث أبوه وأهل بيته الكثير. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن عثمان بن محمد.) أبو الفرج الزملكاني الإمام. روى عن: عبد الوهاب الكلابي، وغيره. روى عنه: عليّ بن الخضر السلمي، ومحمد بن أحمد بن ورقاء. 4 (محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن جعفر. أبو الفضل الإصبهاني. الخطيب. في) رجب. (29/64)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 65 4 (محمد بن أحمد بن أبي عون النهرواني.) حدث في هذا الوقت عن: محمد بن محمد الإسكافي، وعمر بن جعفر ابن سلم. روى عنه: الخطيب، وقال: كان صدوقاً. 4 (محمد بن جعفر بن علان) أبو الفرج الطوابيقي الوراق. بغدادي، صدوق. من شيوخ الخطيب. حدّث عن: أبي بكر بن خلاد، ومخلد الباقرحي. وقرأ القراءآت. 4 (محمد بن الحسين بن أبي أيوب.) الأستاذ حجة الدين أبو منصور، المتكلم تلميذ أبي بكر بن فورك، وختنه. (29/65)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 66 له مصنفات مشهورة، منها: تلخيص الدّلائل. توفي في ذي الحجة.) 4 (محمد بن عبد الله بن الحسين.) أبو بكر، ويقال: أبو الحسن الدمشقي النحوي، الشاعر المعروف بابن الدوري. روى عن: أبي عبد الله بن مروان، وعلي بن يعقوب بن أبي العقب، وأبي عليّ بن أبي الرمرام، وأبي عمر بن فضالة. وكتب الكثير بخط حسن. روى عنه: أبو سعد السمان، والكتاني وقال: كانوا يتهمونه في دينه. 4 (محمد بن عليّ بن حيد) يقال توفي فيها. وفد مرّ سنة تسع عشرة 4 (محمد بن محمد بن عبد الله.) أبو أحمد الهروي المعلم. روى عن: أبي حاتم بن أبي الفضل، وأبي عبد الله العصميّ. (29/66)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 67 روى عنه: أبو عبد الله العميري. 4 (محمد بن أبي المظفر.) أبو الفتح البغدادي الخياط. صدوق. حدّث عن: القطيعيّ، وأحمد بن جعفر بن سلم. قال الخطيب: لا أعلم كتب عنه غيري. 4 (محمد بن المنتصر بن الحسين.) أبو عبد الله الهروي الباهلي. من ولد أمير خراسان قتيبة بن مسلم. سمع: أبا عليّ الرفاء، وأبا منصور الأزهري اللغوي. وروى عنه: شيخ الإسلام الأنصاري، ومحمد بن عليّ العميري، وجعفر ابن مسلم العقيلي. 4 (محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان.) أبو سعيد بن أبي عمرو النيسابوري الصيرفي، أحد الثقات، والمشاهير بنيسابور. (29/67)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 68 سمع الكثير من: أبي العبّاس الأصم، وأبي عبد الله محمد بن يعقوب بن الأخرم، ويحيى بن منصور القاضي، وأبا حامد أحمد بن محمد بن شعيب، وجماعة. وكان أبوه ينفق على الأصم، فكان الأصم لا يحدث حتى يحضر أبو سعيد، وإذا غاب عن سماع جزءٍ أعاده له. روى عنه: أبو بكر البيهقي، والخطيب، وشيخ الإسلام، وأبو زاهر طاهر ابن محمد الشّحامي، وخلق آخرهم موتاً عبد الغفار الشيروبي المتوفى سنة عشر وخمسمائة. توفي، رحمه الله، في) ذي الحجة. 4 (محمود بن سبكتكين) (29/68)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 69 السلطان الكبير أبو القاسم يمين الدولة ابن الأمير ناصر الدولة أبي منصور. وقد كان قبل السلطنة يلقب بسيف الدولة. قدم سبكتكين بخارى في أيام الأمير نوح بن منصور الساماني، فوردها في صحبة ابن السكين، فعرفه أركان تلك الدولة بالشهامة والشجاعة، وتوسموا فيه الرفعة. فلما خرج ابن السكين إلى غزنة أميراً عليها خرج في خدمته سبكتكين، فلم يلبث ابن السكين إنّ مات، واحتاج إلى من يتولى أمرهم فاتفقوا على سبكتكين وأمروه عليهم. فتمكن وأخذ في الإغارات على أطراف الهند. فافتتح قلاعاً عديدة، وجرى بينه وبين الهند حروب، وعظمت سطوته، وفتح ناحية بست. واتصل به أبو الفتح عليّ بن محمد البستي الكاتب، فاعتمد عليه وأسر إليه أموره. وكان سبكتكين على رأي الكرامية. (29/69)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 70 قال جعفر المستغفريّ: كان أبو القاسم عبد الله بن عبد الله بن الحسين النَّضريّ المروزيّ قاضي نسف صلب المذهب، فلمّا دخل سبكتكين صاحب غزنة بَلخ دعاهم إلى مناظرة الكرامية وكان النَّضري يومئذ قاضياً ببلخ فقال سبكتكين: ما تقولون في هؤلاء الزهاد والأولياء فقال النضريّ: هؤلاء عندنا كفرة. فقال: ما تقولون فيَّ قال: إنّ كنت تعتقد مذهبهم فقولنا فيك كقولنا فيهم. فوثب من مجلسه وجعل يضربهم بالطبرزين حتّى أدماهم، وشج القاضي، وأمر بهم فقيدوا وحبسوا. ثم خاف الملامة فأطلقهم. ثم أنّه مرض ببلخ، فاشتاق إلى غزنة، فسافر إليها ومات في الطريق في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة، وجعل وليّ عهده ولده إسماعيل. وكان محمود غائباً ببلخ، فلمّا بلغه نعي أبيه كتب إلى أخيه ولاطفه على إنّ يكون بغزنة، وأن يكون محمود بخراسان. فلم يوافقه إسماعيل، وكان في إسماعيل رخاوة وعدم شهامة، فطمع فيه الجند وشغّبوا عليه، وطالبوه بالعطاء، فأنفق فيهم الخزائن. فدعا محمود عمّه إلى موافقته، فأجابه، فقوي بعمّه وبأخيه، وقصد غزنة في جيش عظيم، وحاصرها إلى إنّ افتتحها بعد إنّ عمل هو وأخوه مصّافّاً هائلاً، وقتل خلقٌ من الجيش، وانهزم أخوه إسماعيل وتحصن. فنازل حينئذ محمود البلد، وأنزل أخاه من قلعتها بالأمان. ثم رجع إلى بلخ، وحبس أخاه ببعض الحصون حبساً خفيفاً، ووسع عليه الدّنيا والخدم.) (29/70)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 71 وكان في خراسان نوابٌ لصاحب ما وراء النهر من الملوك السامانية، فحاربهم محمود ونصر عليهم، واستولى على ممالك خراسان، وانقطعت الدولة السامانية في سنة تسع وثمانين. فسير إليه القادر بالله أمير المؤمنين خلعة السلطان. وعظم ملكه، وفرض على نفسه كل عام غزو الهند، فافتتح منها بلاداً واسعة، وكسر الصنم المعروف بسومنات، وكانوا يعتقدون أنّه يحيي ويميت، ويقصدونه من البلاد، وافتتن به أمم لا يحصيهم إلاّ الله. ولم يبق ملك ولا محتشم إلاّ وقد قرَّب له قرباناً من نفيس ماله، حتّى بلغت أوقافه عشرة الآف قرية، وامتلأت خزائنه من أصناف الأموال والجواهر. وكان في خدمة هذا الصنم ألف رجل من البراهمة يخدمونه، وثلاثمائة رجل يحلقون رؤوس الحجاج إليه ولحاهم عند القدوم، وثلاثمائة رجل وخمسمائة امرأة يغنون ويرقصون عند بابه. وكان بين الإسلام وبين القلعة التي فيها هذا الوثن مسيرة شهر، في مفازةٍ صعبة، فسار إليها السلطان محمود في ثلاثين ألف فارس جريدة. وأنفق عليهم أموالاً لا تحصى، فأتوا القلعة فوجدوها منيعة، فسهل الله تعالى بفتحها في ثلاثة أيام، ودخلوا هيكل الصنم، فإذا حوله من أصناف الأصنام الذهب والفضة المرصعة بالجواهر شيء كثير، محيطون بعرشه، يزعمون أنها الملائكة. فأحرقوا الصنم الأعظم ووجدوا في أذنيه نيفاً وثلاثين حلقة. فسألهم محمود عن معنى ذلك، فقالوا: كلّ حلقة عبادة ألف سنة. ومن مناقب محمود بن سبكتكين ما رواه أبو النصر عبد الرحمن بن عبد الجبّار الفاميّ قال: لمّا ورد التاهرتيّ الداعي من مصر على السّلطان محمود يدعوه سراً إلى مذهب الباطنية، وكان يركب البغل الذي أتى به معه، وذاك البغل (29/71)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 72 يتلون كل ساعة من كل لون، ووقف السلطان محمود على شر ما كان يدعو إليه، وعلى بطلان ما حثّه عليه أمر بقتله وأهدى بغله إلى القاضي أبي منصور محمد ابن محمد الأزدي الشافعي شيخ هراة، وقال السلطان: كان هذا البغل يركبه رأس الملحدين، فليركبه رأس الموحدين. ولولا ما في السلطان محمود من البدعة لعد من ملوك العدل. وذكر إمام الحرمين الجويني إنّ السلطان محمود كان حنفي المذهب مولعاً بعلم الحديث، يسمع من الشيوخ ويستفسر الأحاديث، فوجدها أكثرها موافقاً للمذهب الشافعي، فوقع في نفسه، فجمع الفقهاء في مرو، وطلب منهم الكلام في ترجيح أحد المذهبين. فوقع الإتفاق على إنّ يصلوا بين) يديه على مذهب الإمامين ليختار هو. فصلى أبو بكر القفال بطهارة مسبغة، وشرائط معتبرة من السترة والقبلة، والإتيان بالأركان والفرائض صلاة لا يجوز للشافعي دونها، ثم صلى صلاة على ما يجوز أبو حنيفة رضي الله عنه، فلبس بدلة كلب مدبوغاً قد لطخ ربعه بالنجاسة، وتوضأ بنبيذ التمر، وكان في الحرّ، فوقع عليه البعوض والذباب، وتوضأ منكساً، ثم أحرم، وكبر بالفارسية، دو بركك سبز ثم نقر نقرتين كنقرات الديك من غير فصل ولا ركوع ولا تشهد، ثم ضرط في آخره من غير نية السلام، وقال: هذه صلاة أبي حنيفة. فقال: إنّ لم تكن هذه الصلاة صلاة أبي حنيفة لقتلتك. قال: فأنكرت الحنفية إنّ تكون هذه صلاة أبي حنيفة فأمر القفال بإحضار كتب أبي حنيفة، وأمر السلطان كاتباً نصراني كاتباً يقرأ المذهبين جميعاً، (29/72)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 73 فوجدت كذلك. فأعرض السلطان عن مذهب أبي حنيفة، وتمسك بمذهب الشافعي، هكذا ذكر إمام الحرمين بأطول من هذه العبارة. وقال عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي في ترجمة محمود السلطان: كان صادق النية في إعلاء كلمة الله، مظفراً في الغزوات، ما خلت سنة من سني ملكه عن غزوة وسفرة، وكان ذكياً بعيد الغور، موفق الرأي. وكان مجلسه مورد العلماء، وقبره بغزنة يدعى عنده. وقال أبو عليّ بن البنا: حكى عليّ بن الحسين العكبريّ أنّه سمع أبا مسعود أحمد بن محمد البجليّ، قال: دخل ابن فورك على السلطان محمود فقال: لا يجوز إنّ يوصف الله بالفوقية، لأنه يلزمك إنّ تصفه بالتحتية، لأن من جاز له إنّ يكون له فوق، جاز إنّ يكون له تحت. فقال السلطان: ليس أنا وصفته حتّى تلزمني. هو وصف نفسه. فبهت ابن فورك. فلمّا خرج من عنده مات، فيقال: انشقت مرارته. وقال عبد الغافر: قد صنف في أيام محمود وغزواته تواريخ، وحفظت حركاته وسكناته وأحواله لحظة لحظة. وكانت مستغرقة في الخيرات ومصالح (29/73)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 74 الرعية. وكان متيقظاً، ذكي القلب، بعيد الغور، يسر الله له من الأسباب والجنود والهيبة والحشمة في القلوب ما لم يره أحده. كان مجلسه مورد العلماء. قلت: وقال أبو النضر محمد بن عبد الجبّار العتبي الأديب في كتاب اليميني في سيرة هذا السلطان: رجم الله أبا الفضل الهمداني حيث يقول في يمين الدولة وأمين الله محمود: (تعالى الله ما شاءَ .......... وزاد اللهُ إيماني) ) (أَأَفريدون في التّاج .......... أم الإسكندرُ الثاني)

(أم الرجعة قد عادت .......... إلينا بسليمانِ)

(أَظَلَّت شَمسُ محمودٍ .......... على أَنجمِ سامانِ)

(وأمسّى آلُ بهرامٍ .......... عبيداً لابن خاقان)

(إذا ما ركب الفيل .......... لحرب أو لميدانِ)

(رأت عيناكَ سلطاناً .......... على منكب شيطانِ)

(فمن واسطة الهند .......... إلى ساحة جرجانِ)

(ومن قاصية السِّند .......... إلى أقصى خراسانِ)

(فيوماً رسل الشّاه .......... وبعده رسل الخانِ)

(لك السرج إذا شئت .......... على كاهل كيوانِ) قلت: ومناقب محمود كثيرة وسيرته من أحسن السير، وكان مولده في سنة إحدى وستين وثلاثمائة ومات بفزنة في سنة إحدى، وقيل: سنة اثنتين وعشرين. قام بالسلطنة بعده ولده محمد، فأنفق الأموال، وكان منهمكاً في اللهو واللعب، فعمل عليه أخوه مسعود بإعانة الأمراء فقبض عليه، واستقر الملك لمسعود. (29/74)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 75 ثم جرت خطوب وحروب لمسعود مع بني سلجوق، إلى إنّ قتل مسعود سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة، وتملك آل سلجوق، وامتدت أيامهم، وبقي منهم بقية إلى أيام السلطان الملك الظاهر بيبرس، وهم ملوك بلد الروم. قال عبد الغافر: توفي في جمادى الأولى سنة إحدى بغزنة. (29/75)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 76 4 (وفيات سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن إبراهيم بن أحمد) أبو حامد الأندلسي النيسابوري. شيخ ثقة. توفي في نصف رجب عن ثمان وسبعين سنة. روى عن: أبي عمرو بن مطر، وغيره. وعنه: أبو صالح المؤذن. 4 (أحمد بن إسحاق بن جعفر بن أحمد بن أبي أحمد طلحة ابن المتوكل على الله بن المعتصم) بن الرشيد (29/76)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 77 أبو العبّاس، الخليفة القادر بالله أمير المؤمنين ابن الأمير أبي أحمد ابن المقتدر بالله الهاشمي،) العباسي، البغدادي. بويع بالخلافة عند القبض على الطائع لله في حادي عشر رمضان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة. ومولده في سنة ست وثلاثين. وأمه تمني مولاة عبد الواحد ابن المقتدر، كانت دينة خيرة معمرة توفيت سنة تسع وتسعين وثلاثمائة. وكان أبيض كثّ اللحية طويلها، يخضب شيبه. وكان من أهل الستر والصيانة، وإدامة التجهد. تفقه على العلامة أبي بشر أحمد بن محمد الهروي الشافعي، وعده ابن الصلاح في الفقهاء الشافعية. قال الخطيب: كان من الديانة وإدامة التجهد، وكثرة الصدقات على صفة اشتهرت عنه، وصنف كتاباً في الأصول ذكر فيه فضل الصحابة وإكفار المعتزلة والقائلين بخلق القرآن. وكان ذلك الكتاب يقرأ كل جمعة في حلقة أصحاب الحديث بجامع المهديّ، ويحضره مدة خلافته، وهي إحدى وأربعون سنة وثلاثة أشهر. (29/77)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 78 توفي ليلة الإثنين الحادي عشر من ذي الحجة. ودفن بدار الخلافة فصلى عليه ولده الخليفة بعده القائم بأمر الله ظاهراً، والخلق وراءه، وكبر عليه أربعاً، فلم يزل مدفوناً في الدّار حتى نقل تابوته في المركب ليلاً إلى الرصافة، ودفن بعدها بعد عشر أشهر. وعاش سبعاً وثمانين سنة إلا شهراً وثمانية أيام، رحمه الله. 4 (أحمد بن الحسين بن الفضل الهاشميّ) أبو الفضل بن دودان. بغدادي، سمع: ابن خلاّد الضبي. وكتب الكثير بخطه. قال الخطيب: لم يزل يسمع معنا ويكتب إلى حين وفاته. كتبت عنه، وكان صدوقاً. ولد سنة سبع وأربعين وثلاثمائة. 4 (أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن هارون.) أبو الحسين الإصبهاني الفقيه الواعظ المعروف بابن ررا. والد أبي الخير إمام جامع إصبهان. روي عن: أبي القاسم الطبرانيّ. وكان غالياً في الإعتزال. توفي في ربيع الأول. (29/78)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 79 4 (أحمد بن محمد بن إبراهيم.) ) أبو عليّ الإصبهاني الصيدلاني. سمع من الطبراني مسند الثوري، جمعه. وعنه: سعد بن محمد النعال، ومحمد بن إبراهيم العطار. 4 (أحمد بن محمد بن عبد الله بن إسحاق بن ماجه.) أبو عبد الله الإصبهاني، الزاهد، الساماني. روى عن: أبي أحمد العسال، وجماعة. وتوفي في جمادى الآخرة. ومن شيوخه: أبو إسحاق بن حمزة، والطبراني، وأحمد بن بندار، وخلق كثير. وله رحلة. وكان زاهداً، قريء عليه ما لم يسمعه، فلم ينتبه لذلك. روى عنه: عبد الرحمن بن مندة، وأخوه 4 (إبراهيم بن عليّ بن زقازق.) أبو إسحاق الصيرفي المصريّ. توفي في ربيع الآخر. 4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن أحمد بن السلال) (29/79)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 80 الحنبلي، المؤدب. يروي عن: عبد الباقي بن قانع. الحسين بن الضحاك: أبو عبد الله الطيبي الأنماطي. روى عن أبي بكر الشافعي وكان ثقة. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو القاسم بن أبي العلاء الفقيه. 4 (الحسين بن محمد بن جعفر.) أبو عبد الله البغدادي الشاعر. ويعرف بالخالع. حدث عن: أحد بن خزيمة، وأحمد بن كامل، وأبي عمر الزاهد. وعنه: الخطيب، وغيره. قال أبو الفتح محمد بن أحمد المصري الصواف: لم أكتب ببغداد عمن أطلق فيه الكذب غير أربعة، أحدهم أبو عبد الله الخالع. (29/80)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 81 مات في شعبان، وقد قارب السبعين. 4 (حمد بن محمد بن أحمد بن سلامة. أبو شكر الإصبهاني.)

4 (حرف السين)

4 (سعيد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن فُطَيْس) أبو عثمان القرشي الوراق. حدث عن: أبيه ومحمد بن العبّاس بن كوذك، وأبي عمر بن فضالة روى عنه: عبد العزيز) الكتاني، ومحمد بن عليّ الحداد، وجماعة. ولم يكن الحديث من صنعته. 4 (سليمان بن رستم.) إمام الجامع بمصر. ورّخه الحبال، وقال: كان عنده الكثير. 4 (حرف الطاء)

4 (طلحة بن عليّ بن الصقر البغدادي الكتاني. أبو القاسم.) (29/81)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 82 سمع: أحمد بن عثمان الأدمي، وأبا بكر النجاد، ودعلج بن أحمد، ومحمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، وجماعة. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وقال: كان ثقة صالحاً، وأبو بكر البيهقي، وأبو القاسم عليّ بن أبي العلاء المصيصي، وخلق آخرهم وفاة أبو القاسم بن بيان الرزاز. ومات في ذي القعدة وله ست وثمانون سنة. 4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن محمد بن أحمد بن ميلة الإصبهاني.) أخو الفقيه عليّ بن ماشاذه. أو محمد. توفي في المحرم. حدث عن: الطبراني، وعنه: سعيد بن محمد المعداني. 4 (عبد الرحمن بن أحمد بن سعيد بن محمد بن بشر بن غرسية.) أبو المطرف القرطبي، قاضي الجماعة ابن الحصار، مولى بني فطيس. روى عن: أبيه. (29/82)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 83 وصحب أبا عمر الإشبيلي وتفقه به. وأخذ أيضاً عن: أبي محمد الأصيلي. وكان من أهل العلم والتفنن والذكاء. ولاه عليّ بن محمود القضاء في صدر سنة سبع وأربعمائة، فسار بأحسن سيرة. فلما توفي عليّ وولي الخلافة أخوه القاسم أقره أيضاً على القضاء، مضافاً إلى الخطابة إلى سنة تسع عشرة، فعزله المعتمد بسعايات ومطالبات. روى عنه: أبو عبد الله بن عتاب، وقال: كان لا يفتح على نفسه باب رواية ولا مدرسة. وصحبته عشرين سنة. وذهب في أول أمره إلى التكلم على الموطأ، وقراءته في أربعة أنفس. فلما عرف ذلك أتاه جماعة ليسمعوا فامتنع. وكنا نجتمع عنده مع شيوخ الفتوى، فيشاور في المسألة، فيخالفونه فيها، فلا يزال يحاجهم ويستظهر عليهم بالروايات والكتب حتى ينصرفوا ويقولوا بقوله.) قال ابن بشكوال: سمعت أبا محمد بن عتاب: نا أبي مراراً قال: كنت أرى القاضي ابن بشر في المنام في هيئته وهو مقبل من داره، فأسلم عليه، وأدري أنّه ميت، وأسأله عن حاله وعما صار إليه، فكان يقول لي: إلى خير ويسر بعد شدة. فكنت أقول له: وما تذكر من فضل العلم فكان يقول لي: ليس هذا العلم، ليس هذا العلم. يشير إلى علم الرأي، (29/83)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 84 ويذهب إلى أنّ الذي انتفع به من ذلك ما كان من علم كتاب الله، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. توفي يوم نصف شعبان، ولم يأت بعده قاض مثله. وولد سنة أربع وثلاثمائة. قال أبو محمد بن حزم في آخر كتاب الإجماع: ما لقيت أشد إنصافاً في المناظرة منه، ولقد كان من أعلم من لقيت بمذهب مالك، مع قوته في علم اللغة والنحو ودقة فهمه، رحمه الله. 4 (عبد الرحمن بن أحمد:) أبو سعيد السرخسي. (29/84)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 85 سمع: محمد بن إسحاق القرشي صاحب عثمان بن سعيد الدارمي. روى عنه: أبو إسماعيل الأنصاري. 4 (عبد الوهاب بن عليّ بن نصر بن أحمد.) القاضي أبو محمد البغدادي المالكي الفقيه. سمع: الحسين بن محمد بن عبيد العسكري، وعمر بن سبنك، وأبا حفص بن شاهين. وكان شيخ المالكية في عصره وعالمهم. قال الخطيب: كتبت عنه وكان ثقة، لم ألق من المالكيين أفقه منه. ولي القضاء ببادرايا ونحوها. وخرج في آخر عمره إلى مصر، فمات بها في شعبان. (29/85)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 86 وقال القاضي ابن خلكان: هو عبد الوهاب بن عليّ بن نصر بن أحمد ابن الحسين بن هارون ابن الأمير مالك بن طوق التغلبي، من أولاد صاحب الرحبة. كان شيخ المالكية. صنف كتاب التلقين، وهو مع صغره من خيار الكتب. وله كتاب المعونة وشرح الرسالة، وغير ذلك. وقد اجتاز بالمعرة، فأضافه أبو العلاء بن سليمان المعري، وفيه يقول: (والمالكي ابن نصر زار في سفر .......... بلادنا فحمدنا النأي والسفرا)

(إذا تفقه أحيا مالكاً جدلاً .......... وينشر الملك الضليل إنّ شعرا) ) وقال أبو إسحاق في الطبقات: أدركته وسمعت كلامه في النظر. وكان قد رأى أبا بكر الأبهري، إلا أنّه لم يسمع منه. وكان فقيهاً متأدباً شاعراً، وله كتب، كثيرة في كل فن من الفقه. وخرج في آخر عمره إلى مصر، وحصل له هناك حال من الدنيا بالمغاربة. وله في خروجه من بغداد: (سلام على بغداد في كل موطن .......... وحق لها مني سلام مضاعف)

(فوالله ما فارقتها عن قلى لها .......... وإني بشطي جانبيها لعارف) (29/86)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 87 (ولكنها ضاقت عليّ بأسرها .......... ولم تكن الأرزاق فيها تساعف)

(وكانت كخل كنت أهوى دنوه .......... وأخلاقه تنأى به وتخالف) قلت: وله: (ونائمة قبلتها فتنبهت .......... وقالت: تعالوا فاطلبوا اللص بالحد)

(فقلت لها: إني لثمتك غاصب .......... وما حكموا في غاصب بسوى الرد)

(خذيها وفكي عن أثيم ظلامة .......... وإن أنت لم ترضي فألفاً من العد)

(فقالت: قصاص يشهد العقل أنّه .......... على كبد الجاني ألذ من الشهد)

(وكانت يميني وهي هميان خصرها .......... وباتت يساري وهي واسطة العقد)

(وقالت: ألم أخبر بأنك زاهد .......... فقلت: بلى، ما زلت أزهد في الزهد) (29/87)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 88 وذكره القاضي عياض فقال: ولي قضاء الدينور وغيرها. وقد رأى أبا بكر الأبهري، وتفقه على كبار أصحابه ابن القصار، وابن الجلاب. ودرس علم الكلام والأصول على القاضي أبي بكر بن الباقلاني. وصنف في المذهب والأصول تواليف كثيرة، وشرح المدونة، وكتاب الأدلة في مسائل الخلاف وكتاب، النصرة لمذهب مالك، وكتاب عيون المسائل. وخرج من بغداد لإملاق أصابه. وقيل: أنّه قال في الشافعي شيئاً، فخاف على نفسه فخرج. حدثني بكتاب التلقين له أبو عليّ الصدفي، ثنا مهدي بن يوسف الوراق، عنه. قلت: وكان مولده في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة. وأخوه. (29/88)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 89 4 (أبو الحسن محمد.) ) كان أديباً شاعراً، توفي بواسط سنة سبع وثلاثين وأربعمائة. وتوفي أبوهما سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة. قال ابن خلكان. 4 (عليّ بن أحمد الجرجاني الزاهد.) عرف بابن عرفة. يروي عن: ابن عدي، والإسماعيلي. 4 (عليّ بن محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان.) أبو الحسن البغدادي الطرازي الحنبلي الأديب. وسمع ابنه هذا من: الأصم، وأبي حامد أحمد بن عليّ بن حسنويه المقريء، وأبي بكر محمد بن المؤمل، وأبي عمر بن مطر، وجماعة. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو سعد عليّ بن عبد الله بن أبي صادق الحِيري، وصاعد بن سيار الهروي، وآخرون. وهو آخر من حدث عن الأصم في الدنيا. توفي في الرابع والعشرين من ذي الحجة. 4 (عليّ بن يحيى بن جعفر بن عبدكويه.) (29/89)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 90 أبو الحسن الإصبهاني. إمام جامع إصبهان. سمع: محمد بن أحمد بن الحسن الكسائي، وأحمد بن بندار الشعار، وعبد الله بن الحسن بن بندار السدوسي، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف، وسليمان الطبراني، وابن حمزة، وجماعة بإصبهان. والفاروق الخطابي، ومحمد بن إسحاق بن إبراهيم الأهوازي، وأحمد بن القاسم بن الريان بالبصرة. وإبراهيم بن محمد الديبلي بمكة. وأملى عدة مجالس وقع لنا منها. روى عنه: أبو بكر الخطيب، ومحمد بن عبد الجبار الفرساني، وروح بن محمد الداراني الصوفي، وفضلان بن عثمان القيسي، وآخرون. توفي في المحرم. (29/90)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 91 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن جعفر بن خرجوش.) أبو الفرج الشيرازي الخرجوشي. حدث ببغداد ودمشق عن: أبيه، والحسن بن سعيد المطوعي المقريء، ومحمد بن خفيف) الزاهد، والطيب بن عليّ التميمي، وجماعة. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وقال: كتبنا عنه بانتقاء ابن أبي الفوارس، وكان صالحاً فاضلاً، ثقة أديبا. توفي ببغداد في آخر العام. وروى عنه: عليّ بن محمد بن شجاع، وعبد العزيز الكتاني، وأبو إسحاق الشيرازي الفقيه، وأبو سعد السمان. حدثه المطوعي عن: أبي مسلم الكجي، وأبي عبد الرحمن النسائي. 4 (محمد بن عليّ بن مخلد الوراق.) أبو الحسين. بغدادي صدوق. روى قليلاً عن: أبي بكر القطيعي، وغيره. وعنه: الخطيب. (29/91)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 92 4 (محمد بن عليّ بن موسى.) أبو الحسن الجرجاني الطبري. روى عن: عبد الله بن عدي، والإسماعيلي، وأبي بكر القطيعي، وابن ماسي، وتوفي في جمادى الآخرة. قاله حمزة السهمي. 4 (محمد بن عليّ بن الطبيب.) أبو الحسن المعدل. مات ببغداد عن ست وثمانين سنة. له عن: أبي الفضل الزهري. وعنه: أبو بكر الخطيب، وقال: ثقة. 4 (محمد بن القاسم بن أحمد.) الأستاذ أبو الحسن النيسابوري الماوردي، المعروف بالقلوسي. مصنف كتاب المصباح، وغيره. كان فقيهاً متكلماً أصولياً واعظاً، مصنفاً. حدث عن: أبي عمرو بن مطر وأبي عمرو بن نجيد، وأبي الحسن (29/92)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 93 السراج، وأبي الحسن محمد بن عبد الله السليطي، وجماعة فأكثر. قال عبد الغافر بن إسماعيل: أنبا عنه خالي أبو سعد عبد الله. 4 (محمد بن مروان بن زهر.) أبو بكر الإيادي الإشبيلي. حدث بقرطبة عن: أبي بكر محمد بن معاوية القرشي، وإسحاق بن إبراهيم، وأبي عليّ القالي،) ومحمد بن حارث القيرواني. وكان فقيهاً حافظاً لمذهب مالك حاذقاً في الفتوى، مقدماً في الشورى. أكثر الناس عنه. روى عنه: أبو عبد الله الخولاني، وأبو محمد بن خزرج، وعبد الرحمن بن محمد الطليطلي، وأبو حفص الزهراوي، وحاتم بن محمد، وجماهر بن عبد الرحمن، وأبو المطرف بن سلمة. كان واسع الرواية. عمر ستاً وثمانين سنة. (29/93)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 94 وهو والد الطبيب الماهر. 4 (أبي مروان عبد الملك.) وجد الطبيب الكبير الرئيس. 4 (أبي العلاء زهر بن عبد الملك.) (29/94)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 95 وجد جد. 4 (أبي بكر محمد بن عبد الملك.) المتوفى سنة خمس وتسعين وخمسمائة. 4 (محمد بن يحيى بن أحمد بن محمد بن الحسن بن عليّ بن مخلد.) أبو عبد الله المخلدي النيسابوري المعدل. من بيت التزكية والحديث. ثقة، نبيل. حدث عن: إسماعيل بن نجيد، وبشر بن أحمد الإسفرائيني، ومحمد بن الحسن السراج، وجماعة. وخرجت له فوائد. روى عنه: أبو سعد عبد الله بن القشيري، ومحمد بن يحيى بن المزكي. 4 (محمد بن يوسف بن أحمد.) (29/95)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 96 أبو عبد الرحمن النيسابوري القطان الأعرج، الحافظ. توفي كهلاً ولم يمتع بسماعه. روى عن: أبي عبد الله الحاكم، وأبي أحمد بن أبي مسلم الفرضي، وأبي عمر الهاشمي البصري، وعبد الرحمن بن عمر بن النحاس، وطبقتهم. ورحل إلى العراق، والشان، ومصر. حدث عنه: الخطيب، وعبد العزيز الكتاني. وتوفي ببغداد. 4 (المبارك بن سعيد بن إبراهيم.) ) أبو الحسين التميمي النصيبي، قاضي دمشق وخطيبها. روى عن: المظفر بن أحمد بن سليمان، والحسن بن خالويه النحوي، والقاضي أبي بكر الأبهري. روى عنه: أبو عليّ الأهوازي، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني، وأبو طاهر بن أبي الصقر الأنباري، وجماعة. توفي في رجب بدمشق. 4 (مكي بن عليّ بن عبد الرزاق.) أبو طالب البغدادي الحريري، المؤذن. سمع: أبا بكر الشافعي، وأبا بكر بن الهيثم الأنباري، وأبا سليمان (29/96)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 97 الحراني، وأبا إسحاق المزكي، وجماعة. روى عنه: الخطيب، ووثقه، ونصر بن البطر، وجماعة. 4 (منصور بن الحسين بن محمد بن أحمد.) أبو نصر النيسابوري المفسر. توفي في هذه السنة قبل الطرازي. روى عن: أبي العبّاس الأصم. سمع منه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري وروى عنه في عدة مواضع، وعبد الواحد بن القشيري. وكان مولده في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة. وسمع أيضاً من: أبي الحسن الكارزي، وأبي علي الحافظ، وجماعة. وطال عمره. توفي في ربيع الأول. 4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن عمال بن يحيى بن عمار بن العنبس.) الإمام الواعظ أبو زكريا الشيباني النيهي السجستاني. انتقل من سجستان إلى هراة، عند جور الأمراء، فعظم شأنه بهراة، وكثر أتباعه، واقتدوا به. (29/97)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 98 روى عن: أبيه، وأبي عليّ حامد بن محمد الرفاء، وعبد الله بن عدي بن حمدويه الصابوني لا الجرجاني، وأخيه محمد بن عدي، ومحمد بن إبراهيم بن جناح. روى عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري وتخرج به، وأبو نصر الطبسي وأبو محمد بن عبد الواحد الهروي، وغيرهم. وكان متصلباً على المبتدعة والجهمية. وله قبولٌ زائد عند الكافة لفصاحته وحسن موعظته.) عملوا له المنبر وكان يعظ. وقد فسر القرآن من أوله إلى آخره للناس، وختمه سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة. ثم افتتحه ثانياً فتوفي يفسر في سورة القيامة. وصلى عليه الإمام أبو الفضل عمر بن إبراهيم الزاهد. توفي في ذي القعدة، وله تسعون سنة. وفيه يقول جمال الإسلام الداوودي: (وسائل: ما دهاك اليوم قلت له: .......... أنكرت حالي وأنى وقت إنكارِ)

(أما ترى الأرض من أقطارها نقصت .......... وصار أقطارها يبكي لأقطارِ)

(لموت أفضل أهل العصر قاطبةً .......... عمار دين الهدى يحيى بن عمارِ) قرأت على أبي عليّ بن الخلال: أخبركم ابن اللتي، أنا أبو الوقت، أنا أبو إسماعيل بن عبد الله بن محمد، أنا محمد بن محمد بن عبد الله الفقيه إملاءً، أنا دعلج. قال: وثنا يحيى بن عمار إملاءً، أنا حامد بن محمد قالا، ثنا أبو مسلم، ثنا أبو عاصم، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبد الرحمن ابن عمرو، عن عرباض بن سارية قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب. فقال قائل يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع، فماذا تعهد إلينا قال: أوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة.. الحديث. (29/98)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 99 وذكر السلفي في معجم بغداد له قال: قال أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري: كان يحيى بن عمار ملكاً في زي عالم. كان له محب مثري يحمل إليه كل عام مائة ألف دينار هرويه. ولما توفي يحيى وجدوا في تركته أربعين بدرة لم ينفق منها شيئاً، ولم يكسر عنها الختم. قال شيخ الإسلام الأنصاري: سمعت يحيى بن عمار يقول: العلوم خمسة: علم هو حياة الدين وهو علم التوحيد، وعلم هو قوت الدين وهو علم العظة والذكر، وعلم هو دواء الدين وهو الفقه، وعلم هو داء الدين وهو أخبار فتن السلف، وعلم هو هلاك الدين وهو علم الكلام. وأراه ذكر النجوم. 4 (يحيى بن نجاح) أبو الحسين بن الفلاس الأموي، مولاهم القرطبي.) (29/99)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 100 رحل وحج، واستوطن مصر. وكان عالماً زاهداً ورعاً. وهو مصنف كتاب الخيرات في المواعظ والرقائق. وهو كثير بأيدي. وقد رواه بمكة. أخذه عنه: أبو محمد عبد الله بن سعيد الشنتجالي، وأبو يعقوب بن حماد. (29/100)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 101 4 (وفيات سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن رضوان بن محمد بن جالينوس.) أبو الحسين البغدادي الصيدلاني المقريء. سمع: أبا طاهر المخلص. وكان أحد القراء المذكورين بإتقان السبع. له في ذلك تصانيف. توفي شاباً. وقد كان الناس يقرأون عليه في حياة الحمامي لعلمه. قال الخطيب: حضرته ليلة في الجامع، فقرأ في تلك الليلة ختمتين. قبل إنّ يطلع الفجر. قلت: صنف كتاب الواضح في القراءات العشر. قرأ به عليه: عبد السيد بن عتاب سنة اثنتين وعشرين، عن قراءته على عليّ بن محمد بن يوسف العلاف، وعبد الملك بن بكران النهرواني، وطبقتهما. 4 (أحمد بن علي بن عبدوس) (29/101)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 102 أبو نصر الأهوازي الجصاص المعدل. سمع من: أبي عليّ بن الصواف، وابن خلاد النصيبي ببغداد، وأبي القاسم الطبراني، وأبي الشيخ بإصبهان. قال الخطيب: كتبنا عنه بانتخاب ابن أبي الفوارس. وكان ثقة ثبتاً. ثم رجع إلى الأهواء، وبقي إلى سنة ثلاث وعشرين. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حشكان.) أبو نصر الجدامي النيسابوري. سمع: إسماعيل بن نجيد، ومحمد بن جعفر بن محمد المزكي. وعنه: حفيده الحاكم عبيد الله بن عبد الله الخشكاني. مات في ربيع الآخر. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن أبان اللنباني.) ) الصوفي الإصبهاني. سمع: أبا الشيخ. وله تصانيف. (29/102)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 103 4 (إسماعيل بن إبراهيم بن عروة.) أبو القاسم البندار. حدث عن: أبي بكر الشافعي. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا. مات في المحرم. قلت: وروى عنه: البيهقي في النكاح، فقال: ثنا أبو سهل بن زياد القطان. عاش خمساً وثمانين سنة. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن زنجويه.) أبو الحسن المزكي. روى عن: أبي بكر القباب. وله رحلة إلى العراق. مات في شوال. 4 (إسماعيل بن رجاء بن سعيد بن عبيد الله.) أبو محمد العسقلاني الأديب. روى عن: أبي بكر محمد بن أحمد الحندري العسقلاني، ومحمد بن (29/103)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 104 محمد بن عبد الرحيم القيسراني، وعبد الوهاب الكلابي. وقرأ بصيدا على أبي الفضل محمد بن إبراهيم الدينوري. روى عنه: أبو نصر بن طلاب، وأبو عبد الله القضاعي، وأبو عمرو الداني، ومحمد بن أبي الصقر الأنباري، وأبو الحسن الخلعي. ومات بالرملة في رمضان. 4 (حرف الجيم)

4 (جعفر بن أحمد بن جعفر بن لقمان.) أبو الفرج. حدث في هذا العام بمصر عن: حمزة الكناني، وأبي الطاهر الذهلي. وعنه: سعد بن علي الزنجاني، وأبو طاهر بن أبي الصقر. 4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه.) أبو سعيد المؤدب، الإصبهاني، الكاتب. سمع: أبا جعفر أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن أفرجة، وأحمد بن معبد، وغيرهما. (29/104)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 105 روى عنه: أبو المعالي عبد الملك بن منصور الكاتب، ولامعة بنت سعيد البقال، وأبو الفتح الحداد، ومحمد بن عمر الواعظ. توفي في جمادى الآخرة.) 4 (الحسين بن شجاع ابن الموصلي.) الصوفي البغدادي. ثقة، سمع: أبا عليّ بن الصواف، وأبا بكر بن مقسم، وأبا بكر الشافعي، قال أبو بكر الخطيب: كتبنا عنه:. 4 (الحسين بن محمد بن الحسن بن متويه.) أبو عليّ الرساني الإصبهاني. قال يحيى بن مندة: عارف بالحديث والأسانيد. روى عن: أبي الشيخ، وعبد الله بن محمد الصائغ. وعنه: أحمد بن محمد بن مردويه، وأبو الفتح الحداد. مات في رجب. 4 (الحسين بن محمد بن عليّ بن جعفر.) أبو عبد الله بن البزري الصيرفي. بغدادي كذاب. (29/105)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 106 روى عنه: أبي الفرج صاحب الأغاني، وأحمد بن نصر الذراع. قال الصوري: قدم ابن البزري مصر وادعى أشياء وبان كذبه، واشتهر بالفسق. 4 (حرف الراء)

4 (روح بن محمد بن الحافظ أبي بكر أحمد بن محمد بن السني الدينوري.) أبو زرعة. سمع إسحاق بن سعيد النسوي، وجعفر بن فناكي. روى عنه: الخطيب، ووثقه. (29/106)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 107 4 (حرف الطاء.)

4 (طاهر بن أحمد بن الحسن. أبو منصور الإمام الهمذاني. حفيد الرحمن الإمام.) روى عن: أبيه، وأبي بكر بن لال، وصالح بن أحمد، وأبي بكر بن المقريء، والدارقطني، وخلق. ورحل وطوف. روى عنه: محمد بن الحسين الخطيب، ويوسف، ويوسف، وعليّ الحسني الهمدانيون، وكان ثقة غازياً مجاهداً. توفي في ربيع الآخر. 4 (حرف العين)

4 (عبد الرحمن بن محمد بن معمر.) أبو الوليد الأندلسي، اللغوي. مؤلف التاريخ في الدولة العامرية. كان رحمه الله واسع الأدب) والمعرفة. قاله ابن حيان. 4 (عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله بن محمد.) (29/107)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 108 أبو القاسم البغدادي الحربي الحرفي. سمع: أبا بكر النجاد، وحمزة بن محمد الدهقان، وعلي بن محمد بن الزبيري الكوفي، وأبا بكر الشافعي، وأبا بكر النقاش، وجماعة. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً، غير إنّ سماعه في بعض ما رواه عن النجاد كان مضطرباً. وولد سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، ومات في شوال. قلت: روى عنه أيضاً: أبو بكر البيهقي، وأبو عبد الله الثقفي، ومحمد بن عبد السلام الأنصاري، والحسين بن محمد بن السراج، وأبو طاهر محمد بن أحمد بن قنداس، وثابت بن بندار البقال. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسين بن حفص) الذكواني. الإصبهاني المعدل. روى عن: الطبراني، وأبي الشيخ. (29/108)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 109 وعنه: عبد الرحمن بن مندة، وأحمد بن الفضل العنبري. من رؤساء البلد. توفي في شعبان. 4 (عبد السلام بن الفرج.) أبو القاسم المزرفي الفقيه. صاحب ابن حامد الحنبلي. له حلقة أشغال بجامع المدينة من بغداد، ومصنفات. 4 (عبد الواسع بن محمد بن حسن.) أبو الحسن الجرجاني. حدّث عن: جده لأمه أبي بكر الإسماعيلي، وعبد الله بن عدي الحافظ وتوفي في ذي القعدة. 4 (عثمان بن أحمد بن شذرة) الخطيب أبو عمرو المديني. مات في شعبان. 4 (عليّ بن أحمد بن الحسن بن محمد بن نعيم.) (29/109)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 110 أبو الحسن البصري، الحافظ، المعروف بالنعيمي. نزيل بغداد. حدّث عن: أحمد بن محمد بن العبّاس الأسفاطي، وأحمد بن عبيد الله النهرديري،) ومحمد بن عدي ين زحر، وعلي بن عمر الحربيّ. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان حافظاً، عارفاً، متكلّماً، شاعراً، وقد ثنا عنه أبو بكر البرقاني بحديث. وسمعت الزهري يقول: وضع النعيمي على ابن المظفر حديثاً، ثم تنبه أصحاب الحديث له، فخرج عن بغداد لهذا السبب، فغاب حتى مات ابن المظفر، ومات من عرف قصته في الحديث ووضعه، ثم عاد إلى بغداد. سمعت أبا عبد الله الصوري يقول: لم أر ببغداد أكمل من النعيميّ. كان (29/110)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 111 قد جمع معرفة الحديث والكلام والأدب. قال: وكان البرقاني يقول: هو كاملٌ في كل شيء لولا بأو فيه. قلت: ومن شعره السائر: (إذا أظمأتك أكفُّ اللّئامَ .......... كفتك القناعةُ شبعاً وريّا)

(فكنْ رجلاً رجله في الثرى .......... وهامةُ همَته في الثريّا)

(أبيَّا لنائل ذي ثروة .......... تراه بما في يديه أبيَّا)

(فإنّ إراقةَ ماءَ الحيا .......... ة دونَ إراقةِ ماءِ المُحيّا) مات النعيميّ في عشر الثمانين، وكان يحدث من حفظه، وتلك الهفوة منه كانت في شبيبته، وتاب. (29/111)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 112 4 (عليّ بن محمد بن عليّ بن الحسين) أبو الحسين الباشانيّ الهروي المزكيّ. روى عن: أبي عمرو بن حمدان النيسابوريّ، وأقرانه. وانتقى عليه أبو الفضل الجاروديّ. روى عنه: أبو العبّاس الصيدلاني، ومحمد بن عليّ العميري. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن محمد بن مزدين) أبو المنصور القومساني الهمدانيّ. روى عن: أبيه، وعبد الرحمن الجلاّب، وعبد الرحمن بن عبيد، وعمرو بن الحسين الصرام، وأوس بن أحمد، وحامد بن محمد الرّفاء، وأبي جعفر بن برزة الروذراوري، والفضل الكندي،) وجماعة. روى عنه: حميد بن المأمون، وابن أخيه أبو الفضل محمد بن عثمان، (29/112)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 113 وحفيده أبو عليّ أحمد بن طاهر بن محمد القومسانيان، وأبو طاهر أحمد بن عبد الرحمن الروذباريّ، وآخرون كثيرون. قال شيرويه: هو صدوق ثقة. توفي في جمادى الآخرة، وصلّى عليه ابنه طاهر. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمدان.) أبو عبد الله الإصبهاني الخاني من قرية خان لنجان. سمع: الطبراني، وأبا الشيخ، وجماعة. ويعرف بالعجل. ورّخه يحيى بن مندة. وورّخ فيها أيضاً. 4 (عثمان بن فهد الخاني الإصبهاني.) حدّث عن: أبي حفص، وغيره. وعنه: أبو الحسين بن ررا، وعبد الرحمن بن مندة. 4 (محمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عبد الله) أبو بكر الإصبهاني المقريء، الضرير. ويعرف بالبقار، بباء لا بنون. (29/113)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 114 ذكره يحيى بن مندة، وأنه مات في المحرم، وقال: هو أحد الأئمة في القراءآت. حدث عن: أبي بكر القطيعي، وأبي بكر القباب الإصبهاني، وعدّة. وسمع منه: أبو عليّ اللباد. قلت: لم يذكر على من قرأ. 4 (محمد بن سليمان بن محمود.) أبو سالم الحراني الظاهري. دخل الأندلس للتجارة، وكان ذكياً عالماً شاعراً متفنناً. قرأ القراءآت على: أبي أحمد السامريّ. وكان معتقداً مذهب داود بن عليّ، مناظراً عليه. أجاز لأبي الحسن بن عبادل في شعبان سنة ثلاث وعشرين. 4 (محمد بن الطيب بن سعيد.) أبو بكر الصباغ. سمع: أبا بكر النجاد، وأبا بكر الشافعيّ، وغيرهما. وهو بغدادي عاش خمساً وسبعين سنة، وتزوج زيادة على تسعمائة امرأة رواه أبو بكر الخطيب عن رئيس الرؤساء أبي القاسم عليّ بن الحسن، (29/114)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 115 وتوفي في ربيع الأول.) 4 (محمد بن عبد الله بن شهريار.) أبو الفرج الإصبهاني. توفي في ذي القعدة. روى عن: أبي القاسم الطبرانيّ، وطبقته. روى عنه: الخطيب، وأبو العبّاس أحمد بن محمد بن بشرويه. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن معمر) أبو الوليد اللغويّ القرطبيّ. صاحب التاريخ. كان بهاء للدولة العامرية، سكن الناحية الشرقية في كنف الأمير مجاهد العامري، وولي القضاء هناك. وتوفي في شوال. ورخه الأبّار. 4 (محمد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن يزيد.) أبو بكر الإصبهاني الطيرائي. من قرية طيرا. روى عن: عليّ بن أحمد الباقطائي، ومحمد بن عليّ بن عمر. (29/115)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 116 ورّخه يحيى بن مندة وقال: ثقة، حسن التصنيف، صاحب سنة، مكثر. 4 (محمد بن عبد العزيز بن جعفر) أبو الحسن البغدادي المعروف بمكي البرذعيّ. سمع: القاضي أبا بكر الأبهريّ، وغيره. وقال الخطيب: فيه نظر. 4 (محمد بن عليّ بن محمد بن دلير الهمداني العدل.) أبو بكر والد مكيّ. روى عن: عليّ بن محمد بن إبراهيم بن علوية الهمداني، وعبد الله بن حبابة البغدادي، روى عنه: ابنه القاسم مكيّ، وأحمد بن عبد الرحمن الصائغ. صدقه شيرويه. 4 (محمد بن محمد بن سهل) أبو الفرج الشلحي العكبريّ الكاتب. أحد الفضلاء الكبار، له كتاب الخراج، وكتاب النساء الشواعر. (29/116)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 117 وكتاب المجالسات، وأخبار ابن قريعة القاضي، في جزء، وكتاب الرياضة، وغير ذلك. روى عنه: أبو منصور محمد بن محمد بن العكبريّ. وعمره تسعين سنة. توفي في سلخ ربيع الأوّل. والشلح: قرية من قرى عكبرا. 4 (محمد بن يحيى بن الحسن.) ) أبو بكر الإصبهاني الصّفّار الأديب. توفي في رمضان. 4 (مسعود بن محمد بن موسى) الإمام أبو القاسم الخوارزمي الحنفيّ. كان أبوه أبو بكر شيخ الحنفيّة بالعراق في زمانه. ومسعود روى عن: أبي الحسين بن المظفر بالإجازة. وتوفي في شعبان. 4 (منذر بن منذر بن عليّ بن يوسف.) أبو الحكم الكناني الأندلسي. من أهل مدينة الفرج. روى ببلده عن: عليّ بن معاوية بن مصلح، وأحمد بن موسى، وأحمد ابن خلف المديونيّ، وعبد الله بن القاسم بن مسعدة. وحجّ فأخذ عن جماعة كأبي بكر المهندس، وأبي محمد بن أبي زيد. وكان رجلاً صالحاً محدّثاً ثقة. (29/117)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 118 ولد سنة أربعين وثلاثمائة. 4 (منصور بن نصر بن عبد الرحيم بن متّ) أبو الفضل السمرقندي، الكاغديّ. وإليه ينسب الورق المنصوري. روى عن: الهيثم بن كليب الشاشي، وأبي جعفر محمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة البغدادي نزيل ما وراء النهر. وتفرد بالرواية في عصره عنهما. روى عنه: أبو الحسن بن خذام وأبو إسحاق الإصبهانيّ، وأبو بكر الحسن بن الحسين البخاريّ، وأبو بكر الشاشي الفقيه. وآخرون. توفي بسمرقند في ذي القعدة، وقد قارب المائة. (29/118)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 119 4 (حرف الهاء)

4 (هشام بن عبد الرحمن بن عبد الله.) أبو الوليد ابن الصابونيّ، القرطبيّ. حج وأخذ عن: أبي الحسن القابسي، وأحمد بن منصور الداوديّ، وجماعة. وكان خيّراً صالحاً دؤوباً على النسخ، له كتاب في تفسير البخاري على حروف المعجم، كثير الفائدة. توفي في ذي القعدة بعد مرض طويل.) 4 (الكنى)

4 (أبو يعقوب النجيرميّ.) يوسف بن يعقوب بن خرزاذ. (29/119)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 120 أبو يعقوب النجيرمي، البصري، اللغويّ، نزيل مصر، من بيت العلم والأدب. ولد سنة خمس وأربعين وثلاثمائة. وله خطّ في غاية الإتقان، يرغب فيه الفضلاء حتى بلغ ديوان جرير بخطّه عشرة دنانير. وليس هو خطاً منسوباً. وقد روى كثيراً من اللغة بمصر. رآه محمد بن بركات السعيدي فيما قيل. (29/120)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 121 وأخذ العربية عن أصحابه. ذكر الحبَّال وفاته في المحرَّم في رابعه سنة 423. (29/121)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 122 (29/122)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 123 (29/123)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 124 4 (وفيات سنة أربع وعشرين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن إبراهيم.) الفقيه أبو طاهر القطان الحنبلي. صاحب التعليقة. كان من كبار أصحاب ابن حامد. 4 (أحمد بن الحسين بن أحمد البغدادي الواعظ.) أبو الحسين بن السّمّاك. حدّثَ عن: جعفر الخلديّ، والحسن بن رشيق المصريّ. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ضعيفاً متهماً. (29/124)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 125 عاش نيفاً وتسعين سنة. وقال أبو محمد رزق الله التميمي: كان أبو الحسين بن السّمّاك يتكلم على الناس بجامع المنصور. وكان لا يحسن من العلوم شيئاً إلا ما شاء الله وكان مطبوعاً يتكلم على مذهب الصوفية، فكتبت إليه رقعة: ما تقول في رجل مات فلمّا رآها في الفرائض رماها وقال: أنا أتكلم على مذهب قوم إذا ماتوا لم يخلفوا شيئاً، فأعجب الحاضرين. (29/125)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 126 4 (أحمد بن عليّ بن أحمد بن سعدويه الحاكم) أبو عبد الله النسويّ. حدّث في رجب عن: ابن نجيد، وأبي القاسم إبراهيم النصراباذي، وأبي محمد السمذي، وأبي أحمد الجلودي، وأبي عبد الله بن أبي ذهل وخلق. روى عنه: مسعود بن ناصر. ووثقه عبد الغافر 4 (حرف الجيم)

4 (جهور بن حيدر بن محمد بن منجويه.) ) (29/126)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 127 أبو الفضل القرشي الكريزي النيسابوري الأديب. روى عن: أبي سهل محمد بن سليمان الصعلوكي، وأبي عمرو بن حمدان، وطبقتهما. توفي في جمادى الآخرة. 4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن إبراهيم بن عبد الله.) أبو عبد الله الأنباري المقريء. 4 (الحسين بن الخضر بن محمد.) أبو عليّ البخاري الفشيديزجي، الفقيه الحنفي، قاضي بخارى. (29/127)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 128 إمام عصره بلا مدافعة. قدم بغداد وتفقه بها، وناظر وبرع. وسمع بها من: أبي الفضل عبيد الله الزهري. وببخارى: محمد بن محمد بن جابر. وحدّث، وظهر له أصحاب وتلامذة. وآخر من حدّث عنه ابن بنته عليّ بن محمد البخاري. توفي في شعبان. وقد ناظر مرةً الشريف المرتضى شيخ الرفضة، وقطعه في حديث: ما تركنا صدقة وقال للمرتضى: إذا جعلت ما نافية، خلا الحديث من فائدة، (29/128)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 129 فإن كلّ أحد لا يخفى عليه إنّ الميت يرثه أقربائه، ولا تكون تركته صدقة، ولكن لمّا كان الرّسول عليه السلام بخلاف المسلمين، بيَّن ذلك، فقال: ما تركناه صدقة. وقد سمع أبو عليّ هذا من: ابن شبويه المروزي بمرو، ومن جعفر بن فناكيّ بالرّيّ. وتخرج به الأصحاب. 4 (حمزة بن محمد بن طاهر.) الحافظ أبو طاهر البغدادي الدقاق، مولى المهدي. سمع: أبا الحسين بن المظفر، وأبا الحسن الدارقطني، وابن شاهين، فمن بعدهم. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً، فهماً، عارفاً. ولد سنة ست وستين وثلاثمائة، وقال البرقاني: ما اجتمعت قط مع أبي طاهر حمزة ففارقته إلا بفائدة علمٍ. (29/129)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 130 وقد نقل الخطيب عن محمد بن يحيى الكرمانيّ، وابن جدا العكبري أنّهما رأياه في النوم، فأخبرهما إنّ الله رضي عنه. 4 (حر ف السين)

4 (سفيان بن محمد بن حسنكويه.) ) أبو عبد الله الإصبهاني. بقالٌ. توفي في جمادى الآخرة، روى عن: أبي الشيخ. وروى عنه: أبو عليّ الحداد قال: أنبا سنة خمس. وروى عنه الرئيس الثقفي في الأربعين، له. 4 (حرف العين) عبد الله بن الحسن بن عبد الرحمن بن شجاع. أبو بكر المروزي الفقيه الحنبلي. كان فقيهاً متفنناً واسع الرواية، نحوياً له مصنف في النحو على مذهب الكوفّيين، وله كتاب المغني في مذهب أبي حنيفة في سبعة أجزاء. (29/130)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 131 ولد في سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، ودخل الأندلس فحمل عنه أهلها، وأجاز لهم في هذا العام. 4 (عبد الله بن عبد الرحمن بن عثمان بن سعيد بن ذنين بن عاصم.) أبو محمد الصدفي الطليطليّ، روى عن أبيه وعن: عبدوس بن محمد، وأبي عبد الله بن عيشون، وتمام بن عبد الله، وأبي جعفر بن عون الله، وأبي عبد الله بن مفرج، وخلق كثير. وحجّ فأخذ بمصر عن: أحمد بن محمد المهندس، وعبد المنعم بن غلبون، ومحمد بن أحمد بن عبيد الوشاء. وبمكة عن: عبيد الله السقطي. ولقي بالقيروان أبا محمد ابن أبي زيد، فأكثر عنه. (29/131)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 132 ورجع إلى طليطلة، فأكثر عنه أهلها، ورحل إليه من البلدان. وكان زاهداً عابداً متبتلاً، عالماً عاملاً سنياً. يقال أنّه كان مجاب الدعوة، وكان الأغلب عليه الرواية والأثر، والعمل بالحديث. وكان ثقة متحرّياً، قد التزم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بنفسه، لا تأخذه في الله لومةُ لائم، صنف في ذلك كتاباً. وكان مهيباً مطاعاً محبوباً، لا يختلف اثنان في فضله. وكان يتولّى عمل عنب كرمه بنفسه. ولم ير بطليطلة أكثر جمعاً من جنازته. 4 (عبد الرحيم بن الحافظ أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة.) توفي بطريق إيذج بين العيدين. أظنه كان يتعانى التجارة. (29/132)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 133 وسمع من أبيه. 4 (عبيد الله بن هارون بن محمد.) أبو القاسم القطان الواسطيّ، ويعرف بكاتب ابن قنطر. سمع من: عبد الغفار الحضيني، وأبا بكر المفيد، وجماعة. روى عنه: محمد بن عليّ بن أبي الصقر الواسطيّ.) قال خميس الحوزي: مات سنة. 4 (عصم بن محمد بن عصم بن العبّاس) أبو منصور العصمي، رئيس هراة. روى عن: أبي عمرو الجوهري، وغيره. روى عنه: محمد بن عليّ العميري. 4 (عليّ بن طلحة) (29/133)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 134 العلامة أبو القاسم بن كردان الواسطي النحوي. صاحب أبي عليّ الفارسيّ، وعليّ بن عيسى الرُّمانيّ. قرأ عليهما كتاب سيبويه. وأهل واسط يتغالون في ابن كردان ويفضلونه على ابن جني. صنف كتاباً نحو خمس عشر مجلداً في إعراب القرآن، ثم بدا له فغسله قبل موته. وكان ديناً نزهاً مصوّناً. أخذ عنه: أبو الفتح بن مختار، ومحمد بن عبد السّلام. ومات في هذا العام. قاله كلَّه خميس الحوزي. (29/134)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 135 4 (عمير بن محمد بن أحمد بن محمد بن عمير.) أبو القاسم الجهني. روى عن جده، وعن: أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان. وروى عنه: عليّ الجنائيّ، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتّانيّ. وهو قليل السّماع. 4 (حرف الفاء)

4 (الفضل بن محمد بن محمد بن جهان دار.) أبو العباس الهروي. والد محمد الحافظ. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن محمد بن حسن.) أبو رشيد الحيري الأدمي المقريء، العدل. (29/135)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 136 حدث عن: الأستاذ أبي سهل الصعلوكي، وأبي عمرو بن حمدان، وجماعة. روى عنه: أبو علي الحسين بن محمد بن محمد الصفار. 4 (محمد بن إبراهيم بن أحمد.) أبو بكر الأردستاني، الرجل الصالح. حدث بصحيح البخاري عن: إسماعيل بن حاجب الكشاني.) وحدث عن: القاسم بن علقمة الأبهري، أبي الفتح يوسف القواس، وأبي حفص بن شاهين، وأبي الشيخ بن حيان، وأبي بكر المقريء. وعبد الوهاب الكلابي. (29/136)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 137 وروى عنه في سنة ثلاث وتسعين صحيح البخاري: عبد الغفار بن طاهر الهمداني. وروى عنه: أبو نصر الشيرازي المقريء. وهو أحد من لم يذكره ابن عساكر في تاريخه. وقد سمع بدمشق من الكلابي، وأجزاء من أبي زرعة المقريء. وكان مع بصره بالحديث قيماً بكتاب الله، كبير القدر، سامي الذكر، واسع الرحلة. لقي بالبصرة أحمد بن العباس الأسفاطي، وأحمد بن عبيد الله النهرديري. وكناه بعضهم: أبا جعفر، وهو بأبي بكر أشهر. وقد ذكرناه في سنة خمس عشرة على ما ورخه بعضهم، وهو في هذا العام أرجح. (29/137)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 138 4 (محمد بن إبراهيم.) أبو بكر الفارسي. قد مر في حدود سنة عشرين وأربعمائة. وجماعة كبيرة. قال شيرويه: ثنا عنه محمد بن عفان، وابن ممان، وظفر بن هبة الله، وكان ثقة يحسن هذا الشأن. سمعت عدة من المشايخ يقولون: ما من رجل له حاجة من أمر الدنيا والآخرة فيزور قبره ويدعو الله عز وجل إلا استجاب له. وجربت أنا ذلك فكان كذلك. قلت: وروى عنه البيهقي في تصانيفه ووصفه بالحفظ. 4 (محمد بن إبراهيم بن علي بن غالب.) القاضي أبو الحسين المصري التمار. هو آخر من حدث عن: أحمد بن إبراهيم بن جامع العطار، وابن إسحاق، وغيرهما. توفي في جمادى الأولى. قاله الحبال. 4 (محمد بن جماهر بن محمد.) أبو عبد الله الحجري الطليطلي. روى عن: محمد بن إبراهيم الخشني، وعبدوس بن محمد، وأبي محمد الأصيلي. (29/138)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 139 وكان فقيهاً مشاوراً، نبيلاً. رحمه الله. 4 (محمد بن عبد الله بن أحمد البيضاوي البغدادي.) ) الفقيه المفتي أبو عبد الله. ولي قضاء ربع الكرخ. وحدث عن: أبي بكر القطيعي. روى عنه الخطيب، ووثقه. وقال أبو إسحاق الشيرازي: تفقه على الداركي. وحضرت مجلسه وعلقت عنه. وكان حافظاً للمذهب والخلاف، موفقاً في الفتاوى. 4 (محمد بن عبد العزيز بن شنبويه.) أبو نصر الإصبهاني. روى عن: أبي بكر عبد الله بن محمد الفباب. 4 (محمد بن عبيد الله بن محمد بن حسن.) (29/139)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 140 أبو القاسم البياني الإشبيلي، المعمر. أخذ عن: وهب بن مسرة، وأبي بكر بن الأحمر القرشي، وجماعة. وكان ذكياً، رئيساً، ضابطاً. وقد أخذ أيضاً عن: أبي علي القالي. وكان مولده في سنة ثلاثين وثلاثمائة، وتوفي في جمادى الآخرة. روى عنه أبو عبد الله الخولاني. وهو آخر من حدث عن وهب. 4 (محمد بن علي بن هشام بن عبد الرؤوف.) أبو عبد الله الأنصاري القرطبي، صاحب المظالم. كان واسع العلوم، حاذقاً بالفتوى، عارفاً بمذهب مالك بصيراً بالأحكام نزه النفس. توفي في رمضان 4 (مكي بن نظيف.) أبو القاسم الزجاج. (29/140)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 141 توفي بمصر في رجب. 4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن عبد الملك بن مهنا.) أبو زكريا القرطبي، صاحب الصلاة بقرطبة. روى عن: أبي الحسن الأنطاكي رواية نافع. وكان حاذقاً بها مجوداً لها. وعاش ثمانين سنة. روى عنه: محمد بن عتاب الفقيه، وغيره. (29/141)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 142 4 (وفيات سنة خمس وعشرين وأربعمائة) ) 4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب.) أبو بكر الخوارزمي البرقاني، الحافظ، الفقيه، الشافعي. (29/142)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 143 سمع بخوارزم من: أبي العباس محمد بن أحمد بن حمدان الحيري، نزيل خوارزم، ومن: محمد بن علي الحساني، وأحمد بن إبراهيم بن جناب الخوارزميين. وبهراة: محمد بن عبد الله بن خميرويه. وببغداد: أبا علي بن الصواف، وأبا بكر بن الهيثم الأنباري، وأحمد بن جعفر الختلي، وأبا بحر البربهاري، والقطيعي. وبجرجان: أبا بكر الإسماعيلي. وبنيسابور: أبا عمر بن حمدان. (29/143)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 144 وبدمشق: أبا بكر بن أبي الحديد. وبمصر: عبد الغني الحافظ. وخلقاً سواهم، حتى إنه روى عن أبي بكر الخطيب تلميذه. روى عنه: الصوري، والخطيب، وأبو بكر البيهقي، وأبو إسحاق الشيرازي الفقيه، وأبو القاسم بن أبي العلاء المصيصي، وسليمان بن إبراهيم الإصبهاني العبدي المالكي شيخ البصرة، وأبو يحيى بن بندار، ومحمد بن عبد السلام الأنصاري، وآخرون. واستوطن بغداد. قال الخطيب: كان ثقة، ورعاً ثبتاً. لم نر في شيوخنا أثبت منه. (29/144)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 145 عارفاً بالفقه، له حظ من علم العربية، كثير الحديث. صنف مسنداً ضمنه ما اشتمل عليه صحيح البخاري ومسلم. وجمع حديث الثورين وشعبة، وعبيد الله بن عمر، وعبد الملك بن عمير، وبيان بن بشر، ومطر الوراق، وغيرهم. ولم يقطع التصنيف حتى مات. وكان حريصاً على العلم، منصرف الهمة إليه. سمعته يقول لرجل من الفقهاء الصلحاء: ادع أن ينزع شهوة الحديث من قلبي، فإن حبه قد غلب علي، فليس لي اهتمام في الليل والنهار إلا به. أو نحو هذا. وكنت كثيراً أذاكره الأحاديث، فيكتبها عني، ويضمنها جموعه. وسمعت الأزهري يقول: البرقاني إمام إذا مات ذهب هذا الشأن. وسمعت محمد بن يحيى الكرماني الفقيه يقول: ما رأيت في أصحاب الحديث أكثر عبادةً من البرقاني.) وسألت الأزهري: هل رأيت شيخاً أتقن من البرقاني قال: لا. وسمعت أبا محمد الخلال ذكر البرقاني فقال: كان نسيج وحده. وقال الخطيب: وأنا ما رأيت شيخاً أثبت منه. وقال أبو الوليد الباجي: أبو بكر البرقاني ثقة حافظ. قلت: وذكره أبو إسحاق في طبقات الشافعية فقال: ولد سنة ست (29/145)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 146 وثلاثين وثلاثمائة، وسكن بغداد ومات بها في أول يوم من رجب. تفقه في حداثته، وصنف في الفقه، ثم اشتغل بعلم الحديث فصار فيه إماماً. وقال الخطيب: حدثني أحمد بن غانم الحمامي، وكان صالحاً، أنه نقل البرقاني من بيته، فكان معه ثلاثة وستون سفطاً وصندوقً، كل ذلك مملوء كتباً. وقال البرقاني: دخلت أسفرائين ومعي ثلاثة دنانير ودرهم، فضاعت الدنانير وبقي الدرهم، فدفعته إلى خباز، وكنت آخذ منه في كل يوم رغيفين، وآخذ من بشر بن أحمد جزءاً فاكتبه وأفرغ منه بالعشي، فكتبت ثلاثين جزءاً، ثم نفذ ما كان عند الخباز، فسافرت. قلت: كتاب المصافحة له من عالي ما يسمع اليوم. تفرد بها بيبرس العديمي بحلب. وعند أبي بكر بن عبد الدائم قطعة من الكتاب يرويها عن الناصح، عن شهدة، عن ابن العرب، عنه. وقال الخطيب في ترجمة البرقاني: حدثني عيسى بن احمد الهمداني، أنا البرقاني سنة عشرين قال: حدثني أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، نا محمد بن موسى الصيرفي، نا الأصم، نا الصغاني، نا أبو زيد الهروي، نا (29/146)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 147 شعبة، عن محمد بن أبي النوار: سمعت رجلاً من بني سليم يقال له خفاف قال: سالت ابن عمر عن صوم ثلاثة في الحج وسبعة إذا رجعتم. قال: إذا رجعت إلى أهلك. تفرد به أبو زيد. 4 (أحمد بن محمد بن عبد الله بن خالد البغدادي.) (29/147)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 148 أبو عبد الله الكاتب. سمع: أبا علي بن الصواف، وعمر بن سلم، ومخلد بن جعفر الباقرحي. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صحيح السماع، كثيره. مات في المحرم، وله تسع وثمانون سنة. 4 (أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن سعيد.) ) أبو العباس الأبيوردي، القاضي الشافعي صاحب الشيخ أبي حامد. سكن بغداد، وبرع في الفقيه. وولي القضاء ببغداد على الجانب الشرقي ومدينة المنصور أيام ابن الأكفاني. ثم عزل، ورد ابن الأكفاني إلى عمله. وكان له حلقة للتدريس والفتوى بجامع المنصور. وكان عنده شيء عن علي بن القاسم بن شاذان القاضي، وغيره. كتب بالري وهمدان. وكان حسن الإعتقاد، جميل الطريقة، فصيحاً، له شعر. وقيل: إنه كان يصوم الدهر. وكان فقيراً يتحمل، ومكث شتوة لا يملك (29/148)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 149 جبة يلبسها. وكان يقول لأصحابه: بي علة تمنعني من لبس المحشو. توفي في جمادى الآخرة، وله ثمان وستون سنة. 4 (أحمد بن محمد بن علي بن الجهم.) أبو العباس الإصبهاني، مستملي ابن مندة. سمع: أبا الشيخ. وعنه: الوحشي، وأبو الفتح الحداد. توفي في ذي القعدة. 4 (أحمد بن محمد بن الفضل) القاضي أبو بكر الصدفي، الفقيه. بمرو. 4 (أحمد بن أبي سعد البغدادي.) الإصبهاني الواعظ. توفي في ربيع الأول. 4 (إبراهيم بن الخضر بن زكريا.) أبو محمد الدمشقي الصائغ. روى عن: أبي علي الحسن بن عبد الله الكندي، وعبد الوهاب الكلابي، وجماعة. (29/149)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 150 روى عنه: علي بن محمد بن شجاع، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني. توفي يوم عاشوراء. قال الكتاني: كان فيه تساهل في الحديث. 4 (إبراهيم بن علي بن محمد بن عثمان بن المروق.) أبو إسحاق العبدي الإصبهاني الخياط، المعلم. سمع: الطبراني. كتب عنه جماعة. مات في ربيع الأول. 4 (حرف الجيم) ) 4 (جعفر بن أحمد بن لقمان.) البزاز. مصري. ذكر الحبال موته في المحرم. 4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان.) (29/150)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 151 أبو علي بن أبي بكر البغدادي، البزاز. ولد في ربيع الأول سنة تسع وثلاثين، وسمعه أبوه من: أبي عمرو بن السماك، وأحمد بن سليمان العباداني، وميمون بن إسحاق، وأبي سهل بن زياد، وأحمد بن سلمان النجاد، وحمزة الدهقان، وجعفر بن محمد الخلدي، وعبد الصمد الطستي، ومكرم بن أحمد، وأبي عمر غلام ثعلب، وعبد الله بن جعفر بن درستويه، وعلي بن عبد الرحمن بن ماتي، وعلي بن محمد بن الزبير القرشي، وأحمد بن عثمان الأدمي، وعبد الله بن إسحاق الخراساني، ومحمد بن جعفر القاريء، وجماعة. روى عنه: أبوا بكر الخطيب، والبيهقي، والإمام أبو إسحاق الشيرازي، وعلي بن أبي الغنائم بن المأمون الهاشمي، وأبو الفضل بن خيرون، والحسن ابن أحمد بن سلمان الدقاق، وأبو ياسر محمد بن عبد العزيز الخياط، والحسين بن الحسين الفانيذي، وثابت بن بندار البقال، وجعفر بن أحمد السراج، والمبارك بن عبد الجبار بن الطيوري، وأبو مسلم عبد الرحمن بن عمر السمناني، وأبو غالب محمد بن الحسن الباقلاني، وأبو سعد محمد بن عبد (29/151)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 152 الملك الأسدي، وأبو سعد محمد بن عبد الملك بن خشيش، وأبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان، وأبو علي بن نبهان الكاتب، وغيرهم. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً، صحيح السماع، يفهم الكلام على مذهب أبي الحسن الأشعري، وكان يشرب النبيذ على مذهب الكوفيين، ثم تركه بأخرة. وكتب عنه جماعة من شيوخنا كالبرقاني، وأبي محمد الخلال. وسمعت أبا الحسن بن رزقويه يقول: أبو علي بن شاذان ثقة. وسمعت أبا القاسم الأزهري يقول: أبو علي أوثق من برأ الله في الحديث. وحدثني محمد بن يحيى الكرماني قال: كنت يوماً بحضرة أبي علي بن شاذان، فدخل شاب فسلم ثم قال: أيكم أبو علي بن شاذان فأشرنا إليه، فقال له: أيها الشيخ، رأيت رسول الله) صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال لي: سل عن أبي علي ابن شاذان فإذا لقيته فأقره مني السلام. قال: ثم انصرف الشاب، فبكى أبو علي وقال: ما أعرف لي عملاً أستحق به هذا، اللهم إلا أن يكون صبري على قراءة الحديث وتكرير الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلما جاء ذكره. قال الكرماني: ولم يلبث أبو علي بعد ذلك إلا شهرين أو ثلاثة حتى مات. (29/152)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 153 توفي أبو علي آخر يوم من سنة خمس، ودفن في أول يوم من سنة ست وعشرين. 4 (الحسن بن عبيد الله.) الفقيه أبو علي البندنيجي الشافعي، صاحب الشيخ أبي حامد. له عنه تعليقه مشهورة، وله مصنفات كثيرة. درس الفقه ببغداد مدة وأفتى، وكان ديناً صالحاً ورعاً. ثم رجع إلى البندنيجين رحمه الله. 4 (الحسن بن أيوب بن محمد بن أيوب.) (29/153)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 154 أبو علي الأنصاري القرطبي الحداد. روى عن: أبي عيسى الليثي، وأبي علي القالي، وأحمد بن ثابت التغلبي. وتفقه على القاضي أبي بكر بن زرب. روى عنه جماعة من العلماء منهم: أبو عمر بن مهدي وقال: كان مقدماً في الشورى لسنه، رواية للحديث واللغة، ذا دين وفضل. توفي في رمضان، وله سبع وثمانون سنة. 4 (الحسين بن جعفر بن القاسم.) أبو عبد الله الكللي المصري. سمع: الحسن بن رشيق، وأبا جعفر أحمد بن محمد بن هارون الأسواني، وإبراهيم بن محمد النسائي العدل، وأبا الحسن الدارقطني، وجماعة. وانتقى عليه الحافظ أبو نصر السجزي. روى عنه: أبو الحسن الخلعي، وجماعة من المصريين. وهو ابن بنت أبي بكر الأدفوي. (29/154)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 155 توفي بالريف في المحرم. 4 (الحسن بن محمد بن الحسين بن داود بن علي بن عيسى.) ) أبو محمد العلوي، السيد أبو محمد النقيب بن السيد أبي الحسن. شيخ العترة بنيسابور. روى عن: أبي عمرو بن حمدان، وغيره. توفي في جمادى الآخرة عن نيف وسبعين سنة. 4 (حرف السين)

4 (سعيد بن أحمد بن يحيى.) أبو عثمان المرادي الإشبيلي، الشقاق. كان من أهل الذكاء والطلب، ومعرفة التواريخ والأخبار. سمع من: أبي محمد الباجي، وابن الخراز، والرياحي، وابن السليم القاضي، ومسلمة بن القاسم، وغيرهم. 4 (سفيان بن محمد بن الحسن بن حسنكويه.) (29/155)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 156 أبو عبد الله الإصبهاني. توفي في هذه السنة على الصحيح في أحد الجمادين. روى عنه: أبو عبد الله الثقفي، وأبو علي الحداد، وجماعة. يروي عن: أبي الشيخ، وابن المظفر الحافظ، ومنصور بن جعفر البغدادي. 4 (حرف الضاد)

4 (ضمام بن محمد.) أبو يعلى الشعراني الهروي الصوفي. روى عن: بشر بن محمد المزني المغفلي، وأبي منصور محمد بن أحمد الأزهري البغوي. وروى عنه: محمد بن علي العميري الزاهد، وغيره. 4 (حرف الطاء) طاهر بن عبد العزيز بن سيار البغدادي الحصري. الدّعّاء. سمع أبا بكر القطيعي، وإسحاق بن سعد النسوي. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان عبداً صالحاً رحمه الله. (29/156)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 157 4 (حرف الظاء) ظفر بن إبراهيم النيسابوري الأبريمسي.) أبو سعيد. قال الخطيب: ثنا عن محمد بن أحمد بن عبدوس، عن مكي بن عبدان، وكان صدوقاً. قدم علينا ليحج. 4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني الإصبهاني.) توفي في جمادى الأولى. والد محمد وأحمد. روى عن: أبي الشيخ، وابن المقريء. وكان يحفظ. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن بندار بن شبانة.) أبو سعيد الهمذاني. روى عن: أبي القاسم بن عبيد، والفضل بن الفضل الكندي، ومحمد بن (29/157)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 158 عبد الله بن برزة، ومحمد بن علي بن محمويه النسوي، وأبي بكر بن مالك القطيعي، وجماعة. قال شيرويه: ثنا عنه عبد الملك بن عبد الغفار، ومحمد بن الحسين، ومحمد بن طاهر العابد، وأحمد بن عبد الرحمن الروذباري، وسعد بن الحسن القصري، وأحمد بن طاهر القومساني، وأبو غالب أحمد بن محمد القاريء العدل. قال شيرويه: وكان صدوقاً من أهل الشهادات ومن تناء البلد. قلت: وقع لنا الجزء الثاني من حديثه. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر.) أبو الحسن التميمي الجوبري الغوطي. حدث عن: أبي القاسم علي بن أبي العقب، وأبي عبد الله بن مروان، ويحيى بن عبد الله الزجاج، وإبراهيم بن محمد بن سنان. روى عنه: حيدرة المالكي، وعبد العزيز الكتاني، وسعد بن علي الزنجاني، وأبو العباس بن قبيس المالكي، وأبو القاسم بن أبي العلاء المصيصي، وجماعة. ووثقه محمد بن علي الحداد، ولم يكن يحسن الخط. قال الحافظ عبد العزيز الكتاني: توفي شيخنا في صفر، وكان أبوه قد (29/158)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 159 سمعه وضبط له، وكان يحفظ متون الحديث. ولما مضيت لأسمع منه قال: قد سمعني والدي الكثير، وكان محدثاً،) ولكن ما أحدثك حتى ادري إيش مذهبك في معاوية. قال: صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمه الله. فأخرج إلي كتب أبيه جميعها. وكان لا يقرأ ولا يكتب. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن يعقوب.) أبو مسلم الإصبهاني المؤدب. سمع: الطبراني. وعنه: أبو علي الوخشي، وبشر بن محمد الحنفي. مات في جمادى الأولى. 4 (عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الحسناباذي.) الرستمي الإصبهاني أبو القاسم الزاهد. توفي في جمادى الآخرة. وكان واعظاً مذكراً. روى عن: أحمد بن بندار، والطبراني. 4 (عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر بن أيوب.) (29/159)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 160 أبو نصر المري الدمشقي الشروطي. الحافظ المعروف بابن الجبان وبابن الأذرعي. روى عن خلق كثير، منهم: الحسين بن أبي الرمرام، وأبو عمر بن فضالة، والمظفر بن حاجب الفرغاني، وجمع بن القاسم، والفضل بن جعفر، وطبقتهم. ولم يرحل. روى عنه: أبو علي الأهوازي، وعبد العزيز الكتاني، والسمان، وأبو القاسم المصيصي، وأبو العباس بن قبيس، وآخرون. قال الكتاني: توفي شيخنا وأستاذنا أبو نصر بن الجبان في شوال. صنف (29/160)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 161 كتباً كثيرة، وكان يحفظ شيئاً من علم الحديث رحمه الله. ووثقه محمد بن علي الحداد. 4 (عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث.) أبو الفرج التيمي، أخو أبي الفضل عبد الواحد. كان له حلقة بجامع المنصور للوعظ والفتوى على مذهب أحمد. حدث عن: أبيه، وأبي الحسين العتكي، وناجيه بن النديم. روى عنه: الخطيب، وابنه رزق الله التميمي. توفي في ربيع الأول. 4 (عبد الوهاب بن محمد بن علي بن مهرة الإصبهاني.) حدث عن: الطبراني، وغيره. روى عنه: أبو علي الحداد.) (29/161)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 162 مات في ذي الحجة. ورخه ابن نقطة وكناه أبا عمرو. 4 (علي بن أحمد الزاهد.) أبو الحسن الخرقاني. وخرقان: قرية بجبال بسطام. ذكره أبو سعد بن السمعاني فقال: شيخ العصر، له الكرامات والأحوال. أجهد نفسه وراضها. وكان أول أمره خربندج يكري الحمار، فم فتح عليه. وقد قصده السلطان محمود بن سبكتكين وزاره، فوعظه ولم يقبل منه شيئاً. (29/162)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 163 توفي يوم عاشوراء، وله ثلاث وسبعون سنة رحمه الله تعالى. 4 (علي بن الحسن) أبو الفرج النهرواني، خطيب النهروان. روى عن: أبي إسحاق المزكي، وأحمد بن نصر الذراع. روى عنه: الخطيب، وقال: لا بأس به. وورخه. 4 (علي بن سليمان بن الربيع.) القاضي أبو الحسن البسطامي. سمع بنيسابور من: أبي عمرو بن حمدان، وأبي أحمد الحاكم، وجماعة. (29/163)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 164 وتوفي ببسطام عن اثنتين وسبعين سنة. 4 (عمر بن أبي سعد إبراهيم بن إسماعيل.) الفقيه أبو الفضل الزاهد الهروي، خال أبي عثمان الصابوني. سمع: أبا بكر الإسماعيلي، وأبا عمر بن حمدان، وبشر بن أحمد الإسفرائيني، وعبد الله بن عمر بن علك الجوهري، والحسين بن محمد بن عبيد العسكري، والبكائي الكوفي، وطبقتهم. وكان إماماً، قدوة في الزهد، والورع، والعبادة، والعلم. روى عنه: شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني، وشيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري، ومحمد بن علي العميري، وأبو عطاء عبد الأعلى المليحي، وغيرهم. توفي في آخر سنة خمس وعشرون. وكان أبوه حافظاً صالحاً خيراً، مات سنة تسعين وثلاثمائة. (29/164)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 165 4 (حرف الميم) ) 4 (محمد بن إبراهيم بن علي.) أبو هريرة أخو أبي ذر الصالحاني الإصبهاني النجار. توفي في ذي القعدة. روى عن: أبي بكر عبد الله بن محمد القباب. 4 (محمد بن الحسن بن علي بن ثابت.) أبو بكر النعماني البغدادي. قال الخطيب: ثنا عن عبد الخالق بن الحسن المعدل، وكان صحيح السماع. توفي في جمادى الآخرة. 4 (محمد بن عبيد الله بن أحمد بن عبيد.) (29/165)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 166 أبو الفتح بن الأخوة البغدادي الصيرفي. سمع: علي بن عبد الرحمن البكائي الكوفي بها، وأبا بكر بن شاذان، وأبا الحسين بن البواب، وجماعة. قال الخطيب: كان صدوقاً من أهل القرآن والسنة. كتبت عنه. ومات في ذي الحجة وله سبعون سنة. 4 (محمد بن علي بن إبراهيم بن محمد بن مصعب بن عبيد الله بن مصعب بن إسحاق بن) طلحة بن عبيد الله التميمي الطلحي. أبو بكر الإصبهاني التاجر. سمع: عبد الله بن جعفر بن فارس، وغيره. روى عنه: أبو العباس أحمد بن محمد بن بشرويه، وأحمد بن محمد بن شهريار، وأبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد الحداد، وأبو علي الحسن بن أحمد الحداد، وآخرون. وقد سمع أيضاً من: محمد بن أحمد بن أحسن الكسائي، وأحمد بن جعفر بن معبد السمسار، وشاكر بن عمر المعدل، وسليمان بن أحمد الطبراني، وغيرهم. توفي في ربيع الأول، وكان من وجوه أهل بلده. (29/166)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 167 له أوقاف كثيرة. وهو عم والدة الحافظ إسماعيل. 4 (محمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن مهران.) أبو عبد الله الثقفي الكسائي النيسابوري السراج. الفقيه. روى عن: أبيه، وأبي عمرو بن مطر، وإسماعيل بن نجيد، وأبي أحمد حسينك التميمي، وأبي) الحسين الحجاجي. وثقة أبو الحسن عبد الغافر الفارسي، وقال: أخبرنا عنه: أبو صالح بن أبي سعد المقريء، وعبيد الله بن أبي محمد الكريزي. 4 (محمد بن مغيرة بن عبد الملك بن مغيرة.) أبو بكر القرشي. من أهل قرطبة. سكن إشبيلية. روى عن: أبي بكر ابن القوطية، وأبي بكر الزبيدي، وابن عون الله. وحج فأخذ عن: أبي الحسن القابسي، وابن فراس العبقسي، وجماعة. وكان من أهل العلم بالحديث، والفقه. ثقة. (29/167)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 168 ذكره ابن خزرج. روى عنه: هو، وأبو عبد الله الخولاني. وتوفي في رجب. 4 (حرف الواو)

4 (وشاح) مولى أبي تمام الزينبي. بغدادي، صدوق، مسن. قال الخطيب: قيل عنه شيء من الإعتزال. وهو كثير التلاوة، صدوق. ثنا عن عثمان بن محمد بن سنقة، عن إسماعيل القاضي. (29/168)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 169 4 (وفيات سنة ست وعشرين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن محمد بن المقرب.) أبو بكر الكرابيسي. خراساني. مات في رجب. 4 (أحمد بن أبي مروان عبد الملك بن مروان بن ذي الوزارتين الأعلى أحمد بن عبد الملك) بن عمر بن شهيد. الأشجعي أبو عامر الأندلسي القرطبي، الشاعر الأديب. (29/169)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 170 قال الحميدي: كان من العلماء بالأدب ومعاني الشعر وأقسام البلاغة. وله حظ من ذلك بسق فيه، ولم ير لنفسه في البلاغة أحداً يجاريه. وله كتاب حانوت عطار، وسائر رسائله وكتبه نافعة الجد، كثيرة الهزل. وقال أبو محمد بن حزم: ولنا من البلغاء أحمد بن عبد الملك بن شهيد. وله من التصرف في) وجوه البلاغة وشعابها مقدار ينطق فيه بلسان مركب من لساني عمر وسهل. يعني عمرو بن بحر الجاحظ، وسهل بن هارون. وكتب إلي في علته بهذه الأبيات: (ولما رأيت العيش لوى برأسه .......... وأيقنت أنّ الموت لا شك لاحقي)

(تمنيت أني ساكن في عباءة .......... بأعلى مهب الريح في رأس شاهقِ)

(كأني وقد حان ارتحالي لم أفز .......... قديماً من الدنيا بلمحة بارقِ)

(فمن مبلغ عني ابن حزم وكان لي .......... يداً في ملماتي وعند مضايقي)

(عليك سلام الله إني مفارق .......... وحسبك زاداً من حبيب مفارقِ) في أبيات. وقال ابن بسام في كتاب الذخيرة من شعر أبي عامر: (وكأن النجوم في الليل جيش .......... دخلوا للكمون في جوف غاب) (29/170)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 171 (وكأن الصبح قانص طيرٍ .......... قبضت كفه برجل غراب) وله يصف ثعلباً: أدهى من عمرو، وأفتك من قاتل حذيفة بن بدر، كثير الوقائع في المسلمين، مغرىً بإراقة دماء المؤذنين، إذا رأى الفرصة انتهزها، وإذا طلبته الكماة أعجزها، وهو مع ذلك بقراط في أدامه، وجالينوس في اعتدال طعامه، غذاؤه حمام أو دجاج، وعشاه تدرج أو دراج. قال أبو محمد بن حزم: توفي في جمادى الأولى، وصلى عليه أبو الحزم جهور بن محمد. وكان حين وفاته حامل لواء الشعر والبلاغة، لم يخلف له نظيراً في هذين العلمين. وولد سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، وانقرض عقب الوزير والده بموته. وكان سمحاً جواداً. وكانت علته ضيق النفس والنفخة. قال ابن ماكولا: يقال إنه جاحظ الأندلس. (29/171)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 172 4 (إبراهيم بن جعفر بن أبي الكرام.) أبو إسحاق المصري. أخو محسن. سمع من: الرازي فمن دونه. الرازي هو أحمد بن إسحاق بن عتبة. وسمع منه: خلف الحوفي والخلعي.) 4 (أصبغ بن محمد بن أصبغ بن السمح.) (29/172)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 173 أبو القاسم المهري القرطبي، صاحب الهندسة. كان من أهل البراعة في الهندسة والعدد والنجامة والطب، وهذه الأشياء. أخذ عن مسلمة بن أحمد المرجيطي. وسكن غرناطة، وقدم عند صاحبها وتمول. وله تصانيف. توفي في رجب كهلاً. أخذ عنه: سليمان بن محمد بن الفاسي المهندس، وغيره. وله مصنفات. 4 (حرف الثاء)

4 (ثابت بن محمد بن وهب بن عياش.) أبو القاسم الأموي الإشبيلي. روى عن: أبي عيسى الليثي، والقاضي بن السليم، وابن القوطية، و محمد بن حارث، وجماعة. وكان من أهل الطهارة والعفاف والجهاد. ولد سنة ثمان وثلاثين يعني وثلاثمائة. 4 (حرف الحاء) الحسن بن عثمان بن سورة البغدادي. (29/173)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 174 أبو عمر الواعظ. عرف بابن الفلو. سمع: أباه، والقطيعي. قال الخطيب: له لسان وعارضة. ومن شعره: (دخلت على السلطان في داره عزه .......... بفقري ولم أجلب بخيل ولا رجلِ)

(وقلت انظروا ما بين فقري وملككم .......... بمقادر ما بين الولاية والعزلِ)

4 (الحسين بن أحمد بن عثمان بن شيطا.) أبو القاسم البغدادي البزاز. حدَّث عن: عليّ الشونيزي، وأحمد بن جعفر الختلي. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة. (29/174)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 175 وسمعته يقول: كتبت بخطي إملاءً عن أبي بكر الشافعي، وأبي عليّ بن الصواف. 4 (الحسن بن عمر بن محمد) أبو عبد الله البغدادي العلاف.) سمع: أبا بكر الشافعي، وإسحاق النقال. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة. روى عنه: جعفر السراج. 4 (الحسن بن محمد بن أحمد بن إبراهيم.) القاضي أبو القاسم الأنباري، نزيل مصر. مسند جليل. سمع: أبا العباس بن عتبة الرازي ومحمد بن أحمد المسور، والحسن بن رشيق. وعنه: أبو نصر السجزي، وأبو الوليد الدربندي، والحبال، وغيرهم. مات في ربيع الأول. 4 (حرف الراء)

4 (رضوان بن محمد بن حسن.) (29/175)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 176 أبو القاسم الدينوري. حدَّث عن: محمد بن عجل الدينوري صاحب الفريابي، وأبي حفص الكتاني. روى عنه: أبو بكر الخطيب. 4 (حرف السين.)

4 (سعيد بن يحيى بن محمد بن سلمة.) أبو عثمان التنوخي، إمام جامع إشبيلية. عن: ابن أبي زمنين، وغيره. وله تصانيف في القراءات وغيرها. وكان من مجودي القراء. وروى عنه: ابن خزرج. 4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان.) أبو محمد الصيرفي، أخو أبي عليّ. توفي بعد أخيه بسبعة أشهر. سمع من: أبي بكر القطيعي، ومن بعده. (29/176)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 177 روى عنه: أبو بكر الخطيب، وقال: كان صدوقاً. 4 (عبد الله بن سعيد بن عبد الله.) أبو محمد الشقاق القرطبي، الفقيه المالكي. كبير المفتين بقرطبة.) روى عن: عبد الله بن محمد بن قاسم القلعي، وأبي عمر أحمد بن عبد الملك بن المكوي، وأبي محمد الأصيلي. قال أبو عمر بن مهدي: كان فقيهاً جليلاً، أحفظ أهل عصره للمسائل وأعرفهم بعقد الوثائق. وحاز الرئاسة بقرطبة في الشورى والفتيا. م وولي قضاء الرد والوزارة، وكان يقرئ النّاس بالقراءآت، ويضبطها ضبطاً عجيباً. أخبرني أنه قرأ بها على أبي عبد الله محمد بن الحسين بن النعمان المقرئ. وبدأ بالإقراء ابن ثمان عشرة سنة. وكان بصيراً بالحساب والنحو وغير ذلك. (29/177)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 178 ولد سنة ست وأربعين وثلاثمائة. وتوفي في ثامن عشر رمضان. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن رزق.) أبو معاذ السجستاني المزكي. حدَّث ببغداد عن: أبي حاتم محمد بن حبان البستي، وأبي سعيد عبد الله ابن محمد الرازي، وجماعة. قال الخطيب: كتبنا عنه، وما علمت من حاله إلا خيراً. 4 (عبد الواحد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن المرزبان.) أبو طاهر الإصبهاني، سبط فادويه. توفي في ربيع الآخر. 4 (عليّ بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير.) أبو طاهر البغدادي. سمع: القطيعي، وجماعة. وعنه: الخطيب، وقال: كان صدوقاً. (29/178)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 179 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه.) الإصبهاني، أبو الحسين. توفي في جمادى الأولى. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن عمار.) أبو الفضل الهروي. 4 (محمد بن رزق الله بن عبيد الله بن أبي عمرو.) المنيني، الأسود، خطيب منين. سمع بدمشق من: أبي القاسم عليّ بن يعقوب بن أبي العقب، ومحمد بن إبراهيم بن عبد) الرحمن بن مروان، وأبي عليّ بن آدم، والحسين بن أحمد ابن أبي ثابت، وجماعة. روى عنه: أبو الوليد الحسن الدربندي، وعبد العزيز الكتاني، وأبو القاسم المصيصي، وغيرهم. قال الدربندي: ولم يكن في جميع الشام من يكتني بأبي بكر غيره. وكان من الثقات. (29/179)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 180 وقال الكتاني: توفي في جمادى الأولى، وكان يحفظ القرآن بأحرف حفظاً حسناً. يذكر أنّ مولده سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة. سمعه أبوه. 4 (محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين.) أبو عمرو الرزجاهي البسطامي الفقيه الشافعي الأديب المحدَّث. تفقه على الأستاذ سهل الصعلوكي مدة، وكتب الكثير عن: عبد الله بن عدي، وأبي بكر الإسماعيلي، وأبي عليّ بن المغيرة، وأبي أحمد الغطريفي، وطبقتهم. وولد سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة. وكان يجلس لإسماع الحديث والأدب. وله حلقة بنيسابور. (29/180)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 181 روى عنه: البيهقي، وأبو عبد الله الثقفي، وأبو سعد بن أبي صادق، وأبو الحسن عليّ بن محمد بن أحمد الفقاعي، وآخرون. وانتقل في آخر عمره إلى بسطام ومات بها في هذه السنة في ربيع الأول. ورزجاه: بفتح الراء، وقيل: بضمها، وهي من قرى بسطام. وبسطام بلدة بقومس. 4 (محمد بن أبي تمام عليّ بن الحسن.) نقيب النقباء، نور الدين العباسي الزينبي. نقيب العباسيين. (29/181)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 182 والد طراد الزينبي وإخوته. 4 (محمد بن عمر بن القاسم بن بشر.) أبو بكر النرسي، ويعرف بابن عديسة. قال الخطيب: ثنا عن أبي بكر الشافعي، وكان صدوقاً من أهل السنة. ولد سنة أربعين وثلاثمائة. 4 (محمد بن الفضل بن عمار.) أبو الفضل الهروي الفقيه المزكي. روى الكثير عن: أبي الفضل بن خميرويه، وطبقته.) 4 (محمد بن موسى.) أبو عبد الله بن الفحام الدمشقي. روى عن: أبي عليّ الحسين بن إبراهيم بن أبي الرمرام. سمع منه في سنة ثلاث وستين. وحدَّث عنه في سنة ست وعشرين وأربعمائة. روى عنه: عبد العزيز الكتاني، وأحمد بن أبي الحديد، وولده. (29/182)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 183 4 (محمد بن ياسين بن محمد.) أبو طاهر البغدادي البزابز المقريء، المعروف بالحلبي. من أعيان المقرئين. قرأ عليّ: أبي حفص الكتاني، وأبي الفرج الشنبودي، وعلي بن محمد العلاف. وصنف في القراءآت. أخذ عنه: عبد السيد بن عتاب، وعلي بن الحسين الطريثيثي، وجماعة. توفي في ربيع الأول، وبقي يومين لا يُعلم به. رحمه الله. 4 (الكنى)

4 (أبو الحسن بن الحداد المصري.) القاضي الشافعي المصاحفي. توفي في ربيع الأول. قاله أبو إسحاق الحبّال. (29/183)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 184 4 (أبو الخيار الأندلسي الظاهري.) واسمه مسعود بن سليمان بن مفلت الشنتريني القرطبي الأديب. زاهد، خير، متواضع، كبير القدر. كان لا يرى التقليد. وقد ذكره أبو محمد بن حزم، وأثنى عليه فقال في كتاب إرشاد المسترشد: لقد كان لأهل العلم وابتغاء الخير في الشيخ أبي الخيار معتقد قوي ومقصد كاف، نفعه الله بفضله وبعلمه وصدعه بالحق، ورفع بذلك درجته. (29/184)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 185 4 (وفيات سنة سبع وعشرين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحسن بن عليّ بن محمد.) ) أبو الأشعث الشاشي، رحمه الله. 4 (أحمد بن محمد بن إبراهيم.) أبو إسحاق النيسابوري الثعلبي، صاحب التفسير. (29/185)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 186 كان أوحد زمانه في علم القرآن، وله كتاب العرائس في قصص الأنبياء. قال السمعاني: يقال له الثعلبي والثعالبي، وهو لقب لا نسب. روى عن: أبي طاهر محمد بن الفضل بن خزيمة، وأبي محمد المخلدي، وأبي بكر بن هانئ، وأبي محمد بن الرومي، والخفاف، وأبي بكر بن مهران المقريء، وجماعة. وكان واعظاً حافظاً عالماً، بارعاً في العربي، موثقاً. أخذ عنه: أبو الحسن الواحدي. وقد جاء عن أبي القاسم القشيري قال: رأيت رب العزة في المنام وهو يخاطبني وأخاطبه، فكان في أثناء ذلك أنّ قال الرب جل اسمه: أقبل الرجل الصالح. فالتفت فإذا أحمد الثعلبي مقبل. قال عبد الغافر بن إسماعيل: توفي في المحرم. ثم ذكر المنام. (29/186)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 187 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله الجرجاني البيع.) المعروف بالسني. روى عن: أبي بكر الإسماعيلي. روى عنه: أبو مسعود البجلي. 4 (أحمد بن محمد بن عبد الله.) أبو سعد المحمداباذي، الحافظ. كهل، فاضل، معتني بالحديث، مجتهد في تكثير السماع. روى عن أبي الفضل الفامي، وأبي محمد المخلدي، والحورمي، (29/187)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 188 وأبي الحسن عليّ بن عمر الحربي، وموسى بن عيسى السراج، وابن لال، وطبقتهم. توفي في سلخ رجب. 4 (أحمد بن عليّ.) أبو جعفر الأزدي القيرواني، الشافعي المقريء. رحل، وقرأ القراءآت على أبي الطيب بن غلبون. وأقرأ النّاس. 4 (أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن الحسن بن عليّ بن مخلد.) أبو نصر المخلدي النيسابوري. توفي في شعبان. سمع: ابن نجيد، وأبا عمرو بن مطر، وأبا القاسم النصراباذي، وأبا سهل الصعلوكي.) وببغداد: أبا الفضل الزهري. أخذ عنه خلق. 4 (إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن موسى القزويني.) أبو القاسم. روى عن: محمد بن عبد الرحمن بن الفضل، وجده أبي مسلم بن أبي صالح. سمع منه: أبو الفتح الحداد، وجماعة بإصبهان. (29/188)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 189 4 (إسماعيل بن سعيد بن محمد بن أحمد بن شعيب.) أبو سعيد الشعيبي النيسابوري، المحدَّث. سمعه أبوه الكثير، ولم يعمر. وحدَّث بهراة. وانتخب عليه: أبو الفضل الجارودي. وحدَّث عن: أبي عمر بن حمدان، وأبي أحمد الحافظ، وطبقتهما. روى عنه: الحسن بن أبي القاسم الفقيه، وغيره. توفي في أواخر رمضان، وقد كتب الكثير بخطه. (29/189)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 190 4 (حرف التاء)

4 (تراب بن عمر بن عبيد.) أبو النعمان المصري الكاتب. روى عن: أبي أحمد بن الناصح، وأبي الحسن الدارقطني، وغيرهما. روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء المصيصي، وأبو الحسن الخلعي، وجماعة. توفي في ربيع الآخر، وله خمس وثمانون سنة. 4 (حرف الحاء)

4 (حمزة بن يوسف بن إبراهيم بن موسى بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن عبد الله.) القرشي السهمي، من ولد هشام بن العاص. أبو القاسم بن أبي يعقوب الجرجاني الحافظ، المحدث ابن المحدَّث. أول سماعه بجرجان في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة من أبي بكر محمد بن أحمد بن إسماعيل الصرام، وأول رحلته سنة ثمانٍ وستين. رحل إلى (29/190)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 191 إصبهان، والري، وهمدان، وبغداد، والبصرة، ومصر، والشام، والحجا.، والكوفة، وواسط، والأهواز) روى عن: عبد الله بن عدي، وأبي بكر الإسماعيلي، وأبي محمد بن ماسي، وأبي حفص الزيات، وأبي بكر بن المقريء، وأبي الحسن الدارقطني، وأبي بكر أحمد الشيرازي، و أبي محمد بن غلام الزهري، والوزير أبي الفضل جعفر بن حنزابة، وأبي زرعة محمد بن يوسف الكشي، وأبي بكر محمد بن إسماعيل الوراق، وأبي زرعة أحمد بن الحسين الحافظ، وعب الوهاب الكلابي الدمشقي، وميمون بن حمزة المصري، وآخرين. روى عنه: أبو بكر البيهقي، وأحمد بن عبد الملك المؤذن، وأبو القاسم القشيري، وإسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي، وإبراهيم بن عثمان الجرجاني، وأبو بكر أحمد بن عليّ بن خلف الشيرازي، وعلي بن محمد الزبحي، وغيرهم. وصنف التصانيف، وتكلم في الجرح والتعديل. وقيل توفي سنة ثمان. (29/191)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 192 4 (حرف الظاء) الظاهر. الخليفة صاحب مصر ابن الحاكم. فيها توفي كنا يأتي. إسمه عليّ. 4 (حرف العين)

4 (عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن عبد الله.) القاضي المختار أبو سعد الإسماعيليّ السراج الحنفيّ. ولي القضاء باختيار المشايخ له، فلذا قيل له: المختار روى عن: أبي الحسن السراج، وأحمد بن محمد بن شاهويه القاضي، وأبي الفتح القواس، والبغداديين. وعنه: أبو صالح المؤذن. 4 (عبد العزيز بن عليّ) أبو عبد الله الشهرزوريّ. (29/192)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 193 قدم الأندلس في آخر عمره، وكان شيخاً جليلاً، آخذاً من كلّ علمٍ بأوفر نصيب وكانت علوم القرآن، وتعبير الرؤيا أغلب عليه. روى عن: أبي زيد المروزيّ، وأبي بكر الأبهري، والحسن بن رشيق، وابن الورد، وأبي بكر الأدفوي، وأبي أحمد السامري. وركب البحر منصرفاً إلى المشرق، فقتلته الروم في البحر في سنة سبعٍ وعشرين، وقد قارب المائة سنة.) قال ابن خزرج: أجاز لي ما رواه بخطه بدانية. 4 (عبد العزيز بن أحمد بن السيد بن مغلس.) أبو محمد الأندلسي اللغوي النحوي، نزيل مصر. قرأ على: صاعد بن الحسن الربعيّ. ودخل بغداد. وكان بينه وبين إسماعيل بن خلف مصنف العنوان معارضات في قصائد موجودة في ديوانيهما. توفي في جمادى الأولى، وصلّى على إبراهيم الحوفي صاحب التفسير. (29/193)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 194 ومن شعره: (مريضٌ الجُفون بلا علّةٍ .......... ولكنّ قلبي به مُمْرضُ)

(أعاد السّهامَ على مُقلتي .......... بفيض الدُّموعِ فما تُغمَضُ)

4 (عبد القاهر بن طاهر) أبو منصور البغدادي، أحد الأئمة. سكن خراسان، وتفننّ في العلوم حتّى قيل إنّه كان يعرف تسعة عشر علماً. مات رحمه الله بإسفرايين. (29/194)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 195 ورَّخه القفطي. 4 (عقيل بن الحسين بن محمد بن عليّ السيد الفرغاني.) أبو العباس. محتشم ذو مال. نسويّ المولد، فرغاني المنشأ. حدَّث عن: أبي المفضل بن عبد الله الشيباني، وحج مرات. وتوفي بزنجان. 4 (عليّ بن الحسين بن أحمد بن الحسن بن القاسم بن الحسن.) قال شيرويه: سمع عامة مشايخ همدان، ومشايخ العراق، وخراسان، روى عن: أبي الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه، وأبي الحسين بن بشران، وأبي بكر أحمد بن الحسن الحيري، وطبقتهم. ثنا عنه الحسني، والميدانيّ. (29/195)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 196 وكان حافظاً متقناً، يحسن هذا الشأن جيداً جيداً، جمع الكثير وصنف الكتب، وصنف كتاب الطبقات الموسوم بالمنتهى في الكمال في معرفة الرجال، ألف جزء. ومات بنيسابور قديماً. وما متع بعلمه. قال شيرويه: سمعت حمزة بن أحمد يقول: سمعت شيخ الإسلام الأنصاري يقول: ما رأت عيناي من البشر أحفظ من أبي الفضل الفلكي. وكان صوفياً مشمراً. قلت: توفي بنيسابور في شعبان، وقيل: توفي سنة ثمان.) وأمّا نسبته إلى الفلكي فكان جدّه بارعاً في علم الحساب والفلك، فقيل له الفلكيّ. وكان هيوباً محتشماً، ذكرنا وفاته في سنة 4 (عليّ بن عيسى) أبو الحسن الهمداني الكاتب. حدَّث بمصر بانتقاء أبي نصر السجزي. 4 (عليّ بن محارب بن عليّ) أبو الحسن الأنطاكي. المقريء المعروف بالساكت. (29/196)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 197 قرأ القرآن على: الهيثم بن أحمد الصباغ، وأبي طاهر محمد بن الحسن الأنطاكي. قرأ عليه: المحسن بن طاهر المالكي، وغيره. وكان خيراً صالحاً. 4 (عليّ بن منصور بن نزار بن معد بن إسماعيل بن محمد بن عبيد الله العبيدي.) صاحب مصر الملقب بالظاهر لإعزاز دين الله. أبو هاشم أمير المؤمنين ابن الحاكم بن العزيز بن المعز، الذين يدعون أنهم فاطميون ليربطوا عليهم بذلك الرافضة. بايعوا الظاهر بمصر لما قتل أبوه في شوال سنة إحدى عشرة وأربعمائة، وهي والشام وإفريقية في حكم أبيه، فلما قدم الظاهر طمع من طمع في أطراف بلاده، فقصد صالح بن مرداس الكلابي بحلب وبها مرتضى الدولة بن لؤلؤ (29/197)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 198 الحمداني نيابة عن الظاهر المذكور، فحاصرها وأخذها. وتغلب حسان بن مفرج البدوي صاحب الرملة على أكثر الشام. وتضعضت دولة الظاهر. واستوزر الوزير نجيب الدولة عليّ بن أحمد الجرجرائيّ، كما استوزره فيما بعد ابنه المستنصر إلى أنّ مات سنة ست وثلاثين وأربعمائة، وكان من بيت حشمة ووزارة. وكان يكتب عنه العلامة القاضي أبو عبد الله القضاعي، وهي الحمد لله شكراً لنعمته. 4 (حرف الفاء)

4 (فاطمة بنت زكريا بن عبد الله الكاتب المعروف بالشبلاريّ مولى بني أمية.) (29/198)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 199 كانت جزلة مخلصة، استكملت أربعاً وتسعين سنة. نسخت كتباً كبارا وماتت بكراً، ودفنت بمقبرة أم سملة بقرطبة. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سختويه بن عبد الله.) ) المحدَّث أبو عبد الله ابن المحدَّث المزكي أبي إسحاق النيسابوري. أحد الأخوة الخمسة، وأصغرهم. حدَّث عن: والده أبي إسحاق المزكيّ، وأبي عليّ الرفاء، ويحيى بن منصور القاضي، وأبي العباس محمد بن إسحاق الصبغي، وأبي عمرو بن مطر، وأبي بكر بن الهيثم الأنباري، وأبي بحر البربهاري، وأبي بكر الطلحي الكوفي، وطبقتهم. خرج له الحافظ أحمد بن عليّ بن منجويه، وأبو حازم العبدوييّ. وكان صحيح السماع. قال عبد الغافر الفارسي: كان والدي يتأسف على فوات السماع منه وقد أنبا عنه: أخوالي أبو سعد، وأبو سعيد، وأبو منصور، ونافع بن محمد الأبيوردي، والشقانيّ، وأبو بكر محمد ابن أخيه يحيى، وعليّ بن عبد الرحمن العثماني. (29/199)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 200 قلت: وأبو سعد عليّ بن عبد الله بن أبي صادق، وعبد الغفار بن محمد الشيرويي، وآخرون. 4 (محمد بن إبراهيم بن أحمد) أبو بكر الأردستانيّ الحافظ. سمع: أبا القاسم بن حبابة، وأصحاب البغويّ، وابن صاعد. روى عنه: أبو بكر البيهقي. وقيل: إنه توفي سنة أربع وعشرين كما تقدم. 4 (محمد بن الحسين بن عبيد الله بن حمدون.) أبو يعلى بن السراج الصيرفي. سمع: أبا الفضل عبيد الله الزهري. وثقة الخطيب، وقال كان أحد القراء بالقراءآت والنحاة، له مصنف في القراءآت. ولد سنة. 4 (محمد بن عليّ بن عبد الله بن سهل بن طالب) أبو عبد الله النصيبي، ثم الدمشقي المؤدب. (29/200)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 201 روى عن: الفضل المؤذن، والميانجي. روى عنه: أبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني وقال: كان ثقة، كتب الكثير ولم يكن يفهم شيئاً. 4 (محمد بن عمر بن يونس الجصاص) سمع: أبا عليّ بن الصواف، وأبا بكر بن خلاد النصيبي. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة ديناً. توفي في المحرم ببغداد. روى عنه: أبو ياسر محمد بن عبد العزيز. يكنى: أبا الفرج.) 4 (محمد بن عليّ بن الحسن بن محمد بن عبد الوهاب.) النقيب أبو الحسن بن أبي تمام الهاشمي العباسي الزينبي، والد أبي تمام محمد، وأبي منصور محمد، وأبي نصر محمد، وأبي الفوارس طراد، ونور الهدى الحسين. ولد سنة أربع وستين وثلاثمائة. وسمع من: أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، وغيره. وولي نقابة السادة الهاشميين بالعراق في سنة أربع وثمانين في ذي الحجة، وله عشرون سنة بعد وفاة والده. روى عنه: أبو الفضل محمد بن العزيز بن المهدي في مشيخته. وقال: سمعته يقول: لم يكن لأبي ولدٌ غيري. 4 (محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا) (29/201)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 202 أبو نصر بن الجوزقي. توفي في جمادى الأولى. سمع: أبوي عمرو: ابن مطر، وابن نجيد. روى عنه: أبو سعيد بن القشيري، وأبو صالح المؤذن. 4 (محمد بن يحيى بن الحسن بن أحمد بن عليّ بن عاصم) أبو عمرو الجوريّ المحتسب. توفي في رمضان بخراسان. 4 (منصور بن رامش بن عبد الله بن زيد.) (29/202)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 203 أبو عبد الله النيسابوري. حدَّث بخراسان، وبغداد، ودمشق. عن: عبيد الله بن محمد الفامي، وأبي محمد المخلدي، وأبي الفضل عبيد الله الزهري، وأبي الحسن الدراقطني، وأبي الطيب محمد بن الحسين التيملي الكوفي، وطبقتهم. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وعبد العزيز الكتاني، وأبو عبد الله بن أبي الحديد، و محمد بن عليّ المطرز، وأبو الفضل بن الفرات، وجماعة. وكان صدراً نبيلاً محدَّثاً ثقة. قال أحمد بن عليّ الإصبهاني: وجه الرئيس منصور بن رامش وقراً من مسموعاته بالعراق انفرد برواية أكثرها. وقال عبد الغافر الفارسي: منصور بن رامش، أبو نصر السلار الرئيس الغازي، رجل من الرجال، وداه من الدهاة، ولي رئاسة نيسابور في أيام محمود، وتزينت نيسابور بعدله وإنصافه، ثم خرج حاجاً وجاور بمكة سنتين. ثم عاد فولي أيضاً الرئاسة، فلم يتمكن من) العدل، فاستعفى ولزم العبادة. (29/203)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 204 كان ثقة. توفي في رجب. 4 (حرف الهاء)

4 (هشام بن محمد بن عبد الملك بن الناصر لدين الله عبد الرحمن ابن محمد المعتد بالله.) أبو بكر الأموي المرواني الأندلسي. لما قطعت دعوة يحيى بن عليّ بن حمود الإدريسي ثاني مرة من قرطبة أجمعوا على ردّ الأمر إلى بني أمية لأنهم ملوك الأندلس من أول ما فتحت الأندلس. وكان عميد قرطبة هو الوزير جهور بن محمد بن جهور، فأتفق مع الأعيان على مبايعة هشام. وكان مقيما بالبونت عند المتغلب عليها محمد بن عبد الله بن قاسم. فبايعوه في ربيع الأول سنة ثمان عشرة، ولقب بالمعتد بالله. (29/204)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 205 وكان كهلاً، ولد سنة أربع وستين وثلاثمائة، فبقي متردداً في الثغور سنتين وعشرة أشهر، وثارت فتنٌ كثيرة واضطراب شديد، فاتفق رأي الرؤساء على تسييره إلى قصبة الملك قرطبة، فدخلها في ليلة عرفة، ولم يقم إلا يسيراً حتى قامت عليه طائفة من الجند، فخلع. وجرت أمور طويلة، وأخرج من القصر هو وحاشيته وحريمه، والنساء حاسرات عن وجوههن، حافية أقدامهن، إلى أنّ دخلوا الجامع، فبقوا هناك أياماً، ثم أخرجوا عن قرطبة. ولحق المعتد بالله بابن هود المتغلب على سرقسطة، ولاردة، وطرطوشة، فأقام في كنفه إلى أنّ مات سنة سبع وعشرين وأربعمائة. آخر ملوك بني أمية في الأندلس. 4 (الهيثم بن محمد بن عبد الله) أبو أحمد الإصبهاني الخراط. سبط المذكر. روى عنه: أبي القاسم الطّبرانيّ، روى عنه: ابن بشرويه، وجماعة. (29/205)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 206 4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن عليّ بن حمود) العلوي الإدريسي الأمير، الملقب بالمعتلي. توثب على عمه القاسم بن حمود، وزحف بالجنود من مالقة وملك قرطبة. ثم اجتمع للقاسم أمره وحشد واستمال البربر، وزحف بهم، ودخل قرطبة سنة ثلاثة عشرة. فهرب المعتلي إلى مالقة. ثم اضطرب أمر القائم بعد قليل، وتغلب المعتلي على الجزيرة الخضراء. وأمّه علوية أيضاً.) وتسمى بالخلافة وقوي أمره، وملك قرطبة ثانية، وتسلم الحصون والقلاع قبل سنة عشرين وأربعمائة. ثم أنه سار إلى إشبيلية فنازلها وحاصرها، ومدبر أمرها حينئذ القاضي أبو القاسم محمد بن إسماعيل بن عباد اللخمي، فخرج عدة فرسان من إشبيلية للقتال، فساق لقتالهم المعتلي بنفسه وهو مخمور فقتله. وذلك في المحرم. وقام بعده ابنه إدريس. (29/206)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 207 4 (وفيات سنة ثمان وعشرين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن حريز بن أحمد حريز) القاضي أبو بكر السلماسي. قدم دمشق للحج، وحدَّث عن: أبي بكر بن شاذان، وأبي حفص بن شاهين، وكوهي بن الحسن، والحسن بن أحمد اللحيانيّ. روى عنه: أبو الحسن بن أبي الحديد، وابنه الحسن، وأبو القاسم بن أبي العلاء المصيصي. وسمعوا منه في هذه السنة. 4 (أحمد بن أبي عليّ الحسن بن أحمد.) أبو الحسين الإصبهانيّ الأهوازي الجصاص. نزيل بغداد. روى تاريخ البخاريّ عن أحمد بن عبدان الحافظ. وسماعه له صحيح فقط، وما عداه ففيه شيء. والصحيح أنّ أسمه محمد كما سيأتي. (29/207)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 208 4 (أحمد بن سعيد بن عبد الله بن خليل) أبو القاسم الأموي الإشبيلي المكتب سمع من: أبي محمد الباجي. وصحب المقريء أبا الحسن الأنطاكيّ. واعتنى بالعلم. وكان رجلاً صالحاً يعقد الوثائق. توفي في رجب. 4 (أحمد بن سعيد بن عليّ.) أبو عمرو الأنصاري القناطري القرطبيّ، رحل وأخذ عن: أبي محمد بن أبي زيد، وأبي جعفر الداوودي، وكان منقبضاَ متصوناً. حدَّث عنه: ابن خزرج. توفي بإشبيلية. 4 (أحمد بن عليّ بن محمد بن إبراهيم بن منجويه.) (29/208)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 209 الحافظ أبو بكر الإصبهاني اليزدي. نزيل نيسابور. إمام كبير، وحافظ مشهور، وثقة صدوق. صنف كتباً كثيرة. وروى عن: أبي بكر الإسماعيلي، وإبراهيم بن عبد الله النيسابوري الإصبهاني، وابن نجيد، وأبي بكر بن المقريء، وأبي مسلم عبد الرحمن بن محمد بن شهدل،) وأبي عبد الله بن مندة، وخلق كثير. ورحل إلى بخارى، وسمرقند، وهراة، وجرجان، وإلى بلدة إصبهان، وإلى الري. روى عنه: أبو إسماعيل كبير هراة، وأبو القاسم عبد الرحمن بن مندة، والحسن بن تغلب الشيرازي، وسعيد البقال، وعلي بن أحمد الأخرم المؤذن، وخلق من النيسابوريين كالبيهقي، والمؤذن، والحافظ أبو بكر الخطيب. قال أبو إسماعيل الأنصاري: أنا أبو بكر أحمد بن عليّ بن محمد بن إبراهيم أحفظ من رأيت من البشر. وقال: رأيت في حضري وسفري حافظاً ونصف حافظ، أما الحافظ فأحمد بن عليّ، وأما نصف الحافظ فالجارودي. (29/209)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 210 وقال يحيى بن مندة: كتب عنده عمنا عبد الرحمن بن مندة الإمام كتاب السنة له، على كتاب أبي داود السجستاني، وغيره، وكان يثني عليه ثناء كثيراً. وقال: سمعت من المسندات الثلاثة للحسن بن سفيان. قلت: توفي يوم الخميس خامس المحرم بنيسابور، وله إحدى وثمانون سنة. صنف على البخاري، ومسلم، والترمذي، وأبي داود. 4 (أحمد بن محمد بن عيسى. أبو بكر البلوي القرطبي، ويعرف بابن الميراثي. محدَّث) حافظ. روى عن: سعيد بن نصر. وأحمد بن قاسم البزاز. (29/210)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 211 وحج فسمع من: أبي يعقوب يوسف بن الدخيل، وأبي القاسم عبيد الله السقطي. وبمصر من: أبي مسلم الكاتب، وأبي الفتح بن سيبخت. ولمّا رأى عبد الغني بن سعيد الحافظ حذقه واجتهاده لقبه غنداراً، وانصرف إلى الأندلس، وروى بها. حدَّث عنه: ابن عبد الله الخولاني، وأبو العباس العذري، وأبو العباس المهدوي، وأبو محمد بن خزرج وقال: توفي في حدود سنة ثمان وعشرين وأربعمائة. وكان مولده في سنة خمس وستين. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن حمدان.) (29/211)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 212 الإمام أبو الحسين الحنفي، الفقيه البغدادي المشهور بالقدرويّ. قال الخطيب: لم يحدَّث إلا بشيء يسير. كتب عنه، وكان صدوقاً. وانتهت إليه بالعراق رئاسة أصحاب أبي حنيفة رحمه الله، وعظم قدره، وارتفع جاهه. وكان حسن العبارة في النظر، جريء اللسان، مديماً للتلاوة. قلت: روى عن: عبيد الله بن محمد الحوشبي صاحب ابن المجدر، ومحمد بن عليّ بن سويد المؤدب. روى عنه: الخطيب، وقاضي القضاة أبو عبد الله محمد بن عليّ الدامغاني. وصنف) المختصر المشهور في مذهبه. وكان يناظر الشيخ أبا حامد الإسفرائيني. ولد سنة اثنتين وستين وثلاثمائة. (29/212)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 213 وتوفي في خامس رجب ببغداد، ودفن في داره رحمه الله، ولا أدري سبب نسبته إلى القدور. 4 (إبراهيم بن محمد بن الحسن. أبو إسحاق الأرموي. محدَّث كبير. خرج على الصحيح.) وسمع من: أبي الغطريفي، و عبد الله بن أحمد الفقيه صاحب الحسن بن سفيان، وأبي طاهر بن خزيمة، الجوزقيّ. وكان أصولياً متفننا، طاف وجدّ، وجمع كثيراً من الأصول والمسانيد والتواريخ. ولم يرو إلا القليل. توفي بنيسابور في شوال كهلاً. روى عنه: أبو القاسم القشيري، وابنه عبد الله. 4 (إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن جعفر الباقرحي. أبو الفضل.) (29/213)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 214 سمع: إسحاق بن سعد النسوي، والقاضي الأبهري. وعنه: أبو بكر الخطيب. وقال: صدوق. 4 (إسماعيل بن الشيخ أبي القاسم إبراهيم بن محمد بن محمويه.) أبو إبراهيم النصراباذي النيسابوري، الصوفي الواعظ. خلف أباه، وسمع: أباه، وأبا عمرو بن نجيد، وأبا بكر الإسماعيلي. وعبد الله بن عمر بن علك الجوهري، وأبا بكر القطيعي، وأبا محمد بن السقا الواسطي، وخلقاً. وأملى مدة بنيسابور، وانتشر حديثه. روى عنه: عبد الله، وعبد الواحد ابنا القشيري، وجماعة. وتوفي في المحرم. 4 (إسماعيل بن رجاء بن سعيد.) أبو محمد العسقلاني المقريء. قرأ القرآن على: أبي الحسن محمد بن أحمد الملطي، وأبي عليّ (29/214)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 215 الإصبهاني، وفارس بن أحمد. وسمع من جماعة منهم: محمد بن أحمد الحندري روى عنه الخلعي كثيراً. 4 (حرف الجيم.)

4 (جعفر بن محمد بن الحسين) أبو محمد الأبهري، ثم الهمذاني الزاهد. قال شيرويه: وحيد عصره في علم المعرفة والطريقة، والزهد في الدنيا. حسن الكلام في المعرفة، بعيد الإشارة، مراعياً لشرائط المذهب، دقيق في النظر في علوم الحقائق. روى عن: صالح بن أحمد بن صالح القزويني، ومحمد بن إسحاق بن كيسان القزويني، ومحمد بن أحمد بن المفيد الجرجرائي، ومحمد بن المظفر) الحافظ. رحل وطوف. ثنا عنه: محمد بن عثمان، وأحمد نب طاهر القومساني، وأحمد بن عمر، وعبدوس، ونجيد بن منصور خادمه، وعامة المشايخ بهمذان. وكان ثقة، صدوقاً، عارفاً، له شأن وخطر، وآيات وكرامات ظاهرة. وصنف أبو سعيد بن زكريا كتاباً في كراماته ما رأى منه وما سمع منه. (29/215)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 216 سمعت أبا طالب عليّ الحسني: سمعت حسان بن محمد بن زيد بقرميسين: سمعت نضر بن عبد الله قال: اجتمعت وأنا وجعفر الأبهري ورجل بزاز عند الشيخ بدران بن جشمين، فسألناه أنّ يرينا أنفسنا. فأصعدنا إلى غرفة وشرط علينا أنّ لا يخدم بعضنا بعضاً، وكان يناول كل منا كوزاً، فبقينا سبعة عشر يوماً، فشكا البزاز الجوع، فقال له: انزل فقد رأيت نفسك. فلمّا اثنين وعشرين يوماً سقطت أنا ولم أدر، فقال: هذا صفر مر، اشتغل فقد رأيت نفسك. وبقي جعفر أربعين يوماً، فجمع له الشيخ بدران النّاس لإفطاره، فلما وضع المائدة قام جعفر وقال: اعفني من الطعام فما بي جوع. وصعد إلى الغرفة أيضاً عشرة أيام، ثم شكا الجوع فجمع النّاس لإفطاره، ثم قال: من أين علمت أنك لم تكن جائعاً في الأول. قال: لأني لما رأيت الخبز الحواري والخشكار على الخوان فكنت أفرق بينهما، فلو كان بي جوع لما ميزت بين الطعامين. قال أبو طالب: فذكرت هذه الحكاية لجعفر، فكان يلبس عليّ أمرها ويضرب الحديث بعضه بعض إلى أنّ تحققت صدق الحكاية في تضاعيف كلامه. قال شيرويه: وسمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت جعفر يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام تسع عشرة مرة في مسجدي هذا، فكان يوصيني كل مرة بوصية، فقال لي في الكرة الأولى: يا جعفر، لا تكن رأس، أبي لا تمش قدام النّاس. سمعت أبا يعقوب الوراق: سمعت عبد الغفار بن عبيد الله الإمام يقول: قال جعفر الأبهري: كان شيخ لنا بأبهر يقرأ شيئاً على كل مريض فيبرأ، فإذا سأله النّاس عنه لم يخبرهم. فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم فقال: أنّ الذي يقرأ شيخك على النّاس: وما لنا إلا نتوكل على الله إلى أخر الآية. (29/216)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 217 فأخبرت شيخي بذلك فقال: مر، فإنك أهل لذلك. توفي في شوال عن ثمان وسبعين سنة، وقبره يزار ويبجل غاية التبجيل.) 4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن شهاب بن عليّ.) شيخ معمر جليل القدر. ولد سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، وطلب الحديث وهو كبير. فسمع من: أبي عليّ بن الصواف، وأبي بكر بن خلاد، وأحمد بن جعفر القطيعي، وحبيب القزاز، فمن بعدهم. وتفقه على مذهب أحمد بن حنبل، وكان عارفاً بالمذهب وبالعربية والشعر. وثقة أبو بكر البرقاني. وقد نسخ الخط المليح الكثير، وكان بارع الكتابة بمرة. روى عنه الخطيب وغيره. ثم قال الخطيب: ثنا عيسى بن أحمد الهمذاني قال: وقال لي أبو عليّ ابن شهاب يوماً: أرني خطك، فقد ذكر لي أنك سريع الكتابة. فنظر فيه فلم يرضه ثم قال: كسبت في الوراقة خمسة وعشرين ألف درهم راضية. وكنت أشتري كاغداً بخمسة دراهم، فأكتب فيه ديوان المتنبي في ثلاث ليالٍ، وأبيعه بمائتي درهم، وأقله بمائة وخمسين درهماً، وكذلك كتب الأدب المطلوبة. (29/217)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 218 توفي ابن شهاب في رجب. وقال الأزهري: أوصى بثلث ماله لفقهاء الحنابلة، فلم يعطوا شيئاً أخذ السلطان من تركته ألف دينار سوى العقار. 4 (الحسين بن الحسن بن سباع.) أبو عبد الله الرملي المؤدب الشاهد. إمام جامع دمشق، وخطيبها. سمع بالرملة من: سلم بن الفضل البغدادي أبي قتيبة. وحدَّث عنه بأربع أحاديث كان يحفظها. روى عنه: أبو سعد إسماعيل السمان، وعبد العزيز الكتاني، وجماعة. قال الكتاني: أم بالجامع عشرين سنة أو نحوها لا تؤخذ عليه غلطة في التلاوة ولا سهو. ووثقه الحداد محمد بن عليّ. وهو آخر من حدَّث بدمشق عن ابن قتيبة. 4 (الحسين بن عبد الله بن الحسن بن سينا.) (29/218)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 219 الرئيس أبو عليّ، صاحب الفلسفة والتصانيف. حكى عن نفسه، قال: كان أبي رجلاً من أهل بلخ، فسكن بخارى في دولة نوح بن منصور.) وتولى العمل والتصرف بقرية كبيرة. وتزوج بأمي فأولدها أنا وأخي، ثم انتقلنا إلى بخارى. وأحضرت معلم القرآن ومعلم الأدب، وأكملت عشراً من العمر، وقد أتيت على القرآن وعلى كثير من الأدب، حتى كان يقضى مني العجب. وكان أبي ممن أجاب دعوة المصريين، ويعد من الإسماعيلية، وقد سمع منهم ذكر النفس والعقل، وكذلك أخي. فربما تذاكروا وأنا أسمعهم وأدرك ما (29/219)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 220 يقولانه ولا تقبله نفسي. وأخذوا يدعونني إليه ويجرون على ألسنتهم ذكر الفلسفة والهندسة والحساب، وأخذ يوجهني إلى من يعلمني الحساب. ثم قدم بخارى أبو عبد الله الناتلي الفيلسوف، فأنزله أبي دارنا. وقبل قدومه كنت أشتغل بالفقه والتردد فيه إلى الشيخ إسماعيل الزاهد. وكنت من أجود السالكين. وقد ألفت المناظرة والبحث. ثم ابتدأت على الناتلي، بكتاب إيساغوجي. ولما ذكر لي أنّ حد الجنس هو القول على كثيرين مختلفين بالنوع، وأخذته في تحقيق هذا الحد ما لم يسمع بمثله، تعجب مني كل التعجب، وحذر والدي من شغلي بغير العلم. وكان أي مسألة قالها لي أتصورها خيراً منه، حتى قرأت ظواهر المنطق عليه، وأما دقائقه فلم يكن عنده منها خبر. ثم أخذت أقرأ الكتب على نفسي، وأطالع الشروح حتى أحكمت علم المنطق. وكذلك كتب إقليدس، فقرأت من أوله إلى خمسة أشكال أو ستة عليه، ثم توليت بنفسي حل باقيه وانتقلت إلى المجسطي، ولما فرغت من مقدماته وانتهيت إلى الأشكال الهندسية قال لي الناتلي: حلها وحدك، ثم أعرضها لأبين لك. فكم من شكل ما عرفه الرجل إلا وقت عرضته عليه وفهمته إياه. ثم سافر. وأخذت في الطبيعي والإلهي. فصارت الأبواب تنفتح عليّ، ورغبت في (29/220)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 221 الطب وبرزت فيه في مديدة حتى بدأ الأطباء يقرأون عليّ، وتعهدت المرضى، فانفتح عليّ من أبواب المعالجات النفسية من التجربة ما لا يوصف. وأنا مع ذلك أختلف إلى الفقه وأناظر فيه، وعمري ست عشرة سنة. ثم أعدت قراءة المنطق وجميع أجزاء الفلسفة.) ولازمت العلم سنة ونصفاً. وفي هذه المدة ما نمت ليلة واحدة بطولها. ولا اشتغلت في النهار بغيره. وجمعت بين يدي ظهوراً، فكل حجة أنظر فيها أثبت مقدمات قياسية، ورتبتها في تلك الظهور، ثم نظرت فيما عشاها تنتج. وراعيت شروط مقدماته، حتى تحقق لي حقيقة الحق في تلك المسألة. وكلما كنت أتحير في مسألة، أو لم أظفر بالحد الأوسط في قياس، ترددت إلى الجامع، وصليت وابتهلت إلى مبدع الكل، حتى فتح لي المنغلق منه، وتيسر المتعسر. وكنت أرجع بالليل إلى داري وأشتغل بالكتابة والقراءة، فمهما غلبني النوم أو شعرت بضعف عدلت إلى شرب قدح من الشراب ريث ما تعود إلي قوتي. ثم أرجع إلى القراءة. ومهما غلبني أدنى نوم أحلم بتلك المسائل بأعيانها. حتى أنّ كثيراً من المسائل اتضح لي وجوهها في المنام. وكذلك حتى أستحكم معي جميع العلوم، ووقفت عليها بحسب الإمكان الإنساني. وكلما علمته في ذلك الوقت فهو كما علمته ولم أزدد فيه إلى اليوم. حتى أحكمت علم المنطق والطبيعي والرياضي، ثم عدلت إلى الإلهي. وقرأت كتاب ما بعد الطبيعة فما كنت أفهم ما فيه، والتبس عليّ غرض واضعه، حتى أعدت قراءته أربعين مرة، وصار لي محفوظاً، وأنا مع ذلك لا أفهم ولا المقصود به. وأيست من نفسي وقلت: هذا كتاب لا سبيل إلى فهمه. وإذا أنا في يوم من الأيام حضرت وقت العصر في الوراقين وبيد دلال مجلد ينادي عليه، فعرضه عليّ فرددته رد متبرم فقال: إنه رخيص، بثلاثة دراهم. (29/221)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 222 فاشتريته فإذا هو كتاب لأبي نصر الفارابي في أغراض كتاب ما بعد الحكة الطبيعية. ورجعت إلى بيتي وأسرعت قرأته، فانفتح عليّ في الوقت أغراض ذلك الكتاب. ففرحت وتصدقت بشيء كثير شكراً لله تعالى. واتفق لسلطان بخارى نوح بن منصور مرض صعب، فأجرى الأطباء ذكري بين يديه، فأحضرت وشاركتهم في مداواته، وسألته الإذن في دخول خزانة كتبهم ومطالعته وقراءة ما فيها من الكتب وكتبها. فأذن لي فدخلت، فإذا كتب لا تحصى في كل فن. ورأيت كتباً لم تقع أسماؤها إلى كثير من النّاس، فقرأت تلك الكتب وظفرت بفوائدها، وعرفت مرتبة كل رجل في علمه. فلما بلغت ثمانية عشر عاماً من العمر فرغت من هذه العلوم كلها. وكنت إذ ذاك للعلم أحفظ، ولكنه معي اليوم أنضج، وإلا فالعلم واحد لم يتجدد لي بعده شيء.) وسألني جارنا الحسين العروضي أنّ أصنف له كتاباً جامعاً في هذا العلم، فصنفت له المجموع وسميته به، وأتيت فيه على سائر العلوم سوى الرياضي، ولي إذ ذاك إحدى وعشرون سنة. وسألني جارنا الفقيه أبو بكر البرقي الخوارزمي، وكان مائلاً إلى الفقه والتفسير والزهد، فسألني شرح الكتب له، فصنفت له كتاب الحاصل والمحصول في عشرين مجلدة أو نحوها. وصنفت له كتاب البر والإثم، وهذا ن الكتابان لا يوجدان إلا عنده، ولم يعرهما أحداً. (29/222)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 223 ثم مات والدي، وتصرفت بي الأحوال، وتقلدت شيئاً من أعمال السلطان، ودعتني الضرورة إلى الإحلال ببخارى والانتقال إلى كركانج، وكان أبو الحسن السهلي المحب لهذه العلوم بها وزيراً. وقدمت إلى الأمير بها عليّ بن المأمون، وكنت على زي الفقهاء إذ ذاك بطيلسان تحت الحنك، وأثبتوا لي مشاهرة دارة تكفيني. ثم انتقلت إلى نسا، ومنها إلى باورد، وإلى طوس، ثم إلى جاجرم راس حد خراسان، ومنها جرجان، وكان قصدي الأمير قابوس. فاتفق في أثناء هذا أخد قابوس وحبسه، فمضيت إلى دهساتن، فمرضت بها ورجعت إلى جرجان، فاتصل بي أبو عبيد الجوزجاني. (29/223)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 224 ثم قال أبو عبيد الجوزجاني: فهذا ما حكاه لي الشيخ من لفظه. وصنف ابن سينا بأرض الجبل كتباً كثيرة. وهذا فهرس كتبه: كتاب المجموع، مجلد، الحاصل والمحصول، عشرون مجلدة، الإنصاف، عشرون مجلدة، البر والإثم، مجلدان، الشفاء، ثمانية عشر مجلداً، القانون، أربعة عر مجلداً، الأرصاد الكلية، مجلد، كتاب النجاة، ثلاث مجلدات، الهداية، مجل، الإشارات، مجلد المختصر، مجلد العلائي، مجلد، القولنج، مجلد، لسان العرب، عشر مجلدات، الأدوية القلبية، مجلد، الموجز، مجلد، بعض الحكة الشرقية، مجلد، بيان ذوات الجهة، مجل كتاب المعاد، مجلد كتاب المبتدأ والمعاد، مجلد. ومن رسائله: القضاء والقدر، الآلة الرصدية، غرض قاطيغورياس، المنطق بالشعر، قصيدة في العظة والحكمة، تعقب المواضع الجدلية، مختصر أوقليدس، مختصر في النبض بالعجمية، في النهاية وأن لا نهاية، عهد كتبه لنفسه، حي بن يقظان، في أنّ أبعاد الجسم غير ذاتية له، خطب الكلام في الهندباء، في أنّ الشيء الواحد لا يكون جوهرياً عرضياً، في أنّ علم زيد غير علم عمرو، رسائل له إخوانية وسلطانية، مسائل جرت بينه وبين بعض الفضلاء. (29/224)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 225 ثم انتقل إلى الري، وخدم السيدة وابنها مجد الدولة، وداواه من السوداء، وأقام إلى أنّ قصد) شمس الدولة بعد قتل هلال بن بدر وهزيمة جيش بغداد. ثم خرج إلى قزوين، وإلى همذان. ثم عالج شمس الدولة من القولنج، وصار من ندمائه، وخرج في خدمته. ثم رد إلى همذان. ثم سألوه يقلد الوزارة فتقلدها. ثم اتفق تشويش العسكر عليه واتفاقهم عليه خوفاً منه، فكبسوا داره ونهبوها، وسألوا الأمير قتله، فامتنع وأرضاهم بنفيه، فتوارى في دار الشيخ أبي سعد أربعين يوماً. فعاود شمس الدولة القولنج، فطلب الشيخ فحضر، فاعتذر إليه الأمير بكل وجهٍ، فعالجه، وأعاد إليه الوزارة ثانياً. قال أبو عبيد الجوزجاني: ثم سألته شرح كتاب أرسطو طاليس فقال: لا فراغ لي، ولكن أنّ رضيت مني بتصنيف كتاب أورد في ما صح عندي من هذه العلوم بلا مناظرة ولا رد فعلت. فرضت منه، فبدأ بالطبيعيات من كتاب الشفاء نوبة، وكان يقرأ غيري من (29/225)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 226 القانون نوبة، فإذا فرغنا حصر المغنون، وهييء مجلس الشراب بالآته، فكنا نشتغل به. فقضينا على ذلك زمناً. وكان يشتغل بالنهار في خدمة الأمير. ثم مات الأمير، وبايعوا ولده، وطلبوا الشيخ لوزارته فأبى، وكاتب علاء الدولة سراً يطلب المصير إليه، واختفى في دار أبي غالب العطار فكان يكتب كل يوم خمسين ورقة تصنيفاً في كتاب الشفاء حتى أتى منه على جميع كتب الطبيعي والإلهي، ما خلا كتابي الحيوان والنبات. ثم اتهمه تاج الملك بمكاتبة علاء الدولة، وأنكر عليه ذلك، وحث على طلبه، وظفروا به وسجنوه بقلعة فردجان. وفي ذلك يقول قصيدة منها: (دخولي باليقين كما تراه .......... وكل الشك في أمر الخروج) فبقي فيها أربعة أشهر. ثم قصد علاء الدولة همذان فأخذها، وهرب تاج الملك وأتى تلك القلعة. ثم رجع تاج الملك وابن شمس الدولة إلى همذان لما انصرف عنها علاء الدولة، وحملوا معهما الشيخ إلى همذان، ونزل في دار العلوي، وأخذ يصنف المنطق من كتاب الشفاء. وكان قد صنف بالقلعة: رسالة حي بن يقظان، وكتاب الهدايات، وكتاب القولنج. ثم إنه حرج نحو إصبهان متنكراً، وأنا وأخوه وغلامان له في زي الصوفية، إلى أنّ وصلنا طبران، وهي على باب إصبهان، وقاسينا شديداً، فاستقبلنا (29/226)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 227 أصدقاء الشيخ وندماء الأمير علاء) الدولة وخواصه، وحملوا إليه الثياب والمراكب، وأنزل في محلة كون كبير. وبالغ علاء الدولة في إكرامه وصار من خاصته. وقد خدمت الشيخ وصحبته خمساً وعشرين سنة. وجرت مناظرة فقال له بعض اللغويين: إنك لا تعرف اللغة. فأنف الشيخ وتوفر على درس اللغة ثلاث سنين، فبلغ طبقة عظيمة من اللغة، وصنف بعد ذلك كتاب لسان العرب ولم يبيضه. قال: وكان الشيخ قوي القوى كلها، وكان قوة المجامعة من قواه الشهوانية أقوى وأغلب. وكان كثيراً ما يشتغل به، فأثر في مزاجه. وكان يعتمد على قوة مزاجه حتى صار أمره إلى أنّ أخذه القولنج. وحرص على برئه حتى حقن نفسه في يوم ثمان مرات، فتقرح بعض أمعائه وظهر به سحج. وسار مع علاء الدولة، فأسرعوا نحو ابينع، فظهر به هناك الصرع الذي قد يتبع علة القولنج. ومع ذلك كان يدبر نفسه ويحقن نفسه لأجل السحج. فأمر يوماً باتخاذ دانقين من بزر الكرفس في جملة ما يحتقن به طلباً لكسر الرياح، فقصد بعض الأطباء الذي كان هو يتقدم بمعالجته فطرح من بزر الكرفس خمسة دراهم. لست أدري عمداً فعله أم خطأ، لأنني لم أكن معه. فازداد السحج به من حدة البزر. وكان يتناول المثروديطوس لأجل الصرع، فقام بعض غلمانه وطرح شيئاً (29/227)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 228 كثيراً من الأفيون فيه وناوله، فأكله. وكان سبب لك خيانتهم في مال كثير من خزائنه، فتمنوا هلاكه ليأمنوا. فنقل الشيخ إلى إصبهان وبقي يدبر نفسه. واشتد ضعفه. ثم عالج نفسه حتى قدر على المشي، لكنه مع ذلك يكثر المجامعة، فكان ينتكس. ثم قصد علاء الدولة هنذان، فسار الشيخ معه فعاودته تلك العلة في الطريق إلى أنّ وصل إلى همذان، وعلم أنه قد سقطت قوته، وأنها لا تفي بدفع المرض، فأهمل مداواة نفسه، وأخذ يقول: المدبر الذين كان يدبر بدني قد عجز عن التدبير، والآن فلا تنفع المعالجة. وبقي على هذا أياماً، ومات عن ثلاث وخمسين سنة. انتهى قول أبي عبيد. وقبره تحت سور همذان، وقيل: إنه ننقل إلى إصبهان بعد ذلك. قال ابن خلكان في ترجمة ابن سينا: ثم اغتسل وتاب وتصدق بما معه على الفقراء، ورد المظالم على من عرفه، وأعتق مماليكه. وجعل يختم كل ثلاثة أيام ختمة، ثم مات بهمذان يوم) الجمعة في رمضان. وولد في صفر سنة سبعين وثلاثمائة. قال: وكان الشيخ كمال الدين بن يونس يقول أنّ مخدومه سخط عليه ومات في سجنه. وكان ينشد: (رأيت ابن سينا يعادي الرجال .......... وفي السجن مات أخس الممات)

(فلم يشف ما نابه بالشفا .......... ولم ينج من موته بالنجات) (29/228)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 229 4 (وصية ابن سينا) لأبي سعيد بن أبي الخير الصوفي الميهني، قال: ليكن الله تعالى أول فكر له وآخره، وباطن كل اعتبار وظاهره، ولتكن عين نفسك مكحولة بالنظر إليه، وقدمها موقوفة على المثول بين يديه، مسافراً بعقله في الملكوت الأعلى وما فيه من آيات ربه الكبرى، وإذا انحط إلى قراره، فلينزه الله في آثاره، فإنه باطن ظاهر، تجلى لكل شيء بكل شيء، ففي كل شيء له آية تدل على انه واحد. فإذا صارت هذه الحال له ملكة انطبع فيها نقش الملكوت، وتجلى له قدس اللاهوت، فألف الأنس الأعلى، وذاق اللذة القصوى، وأخذه عن نفسه من هو بها أولى، وفاضت عليه السكينة، وحقت له الطمأنينة. وتطلع على العالم الأدنى اطلاع راحم لأهله، مستوهن لحبله، مستخف لثقله، مستخشٍ به لعلقه، مستضل لطرقه، وتذكر نفسه وهي بها بهجة، وببهجتها بهجة، فيعجب منها ومنهم تعجبهم منه، وقد ودعها، وكان معها كأن ليس معها، وليعلم أنّ أفضل الحركات الصلاة، وأمثل السكنات الصيام، وأنفع البر الصدقة، وأزكى السر الاحتمال، وأبطل السعي المراءآة، وأن تخلص النفس عن الدرن، ما التفتت إلى قيل وقال، ومنافسة وجدال، وانفعلت بحال من الأحوال، وخير العمل ما صدر عن خالص نية، وخير النية ما ينفرج عن جناب علم، والحكمة أم الفضائل، ومعرفة الله أول الأوائل إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه. إلى أنّ قال: وأما المشروب فيهجر شربه تلهياً لا تشفياً وتداوياً، ويعاشر (29/229)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 230 كل فرقة بعادته ورسمه، ويسمح بالمقدور والتقدير من المال، ويركب لمساعدة النّاس كثيراً مما هو خلاف طبعه. ثم لا يقصر في الأوضاع الشرعية، ويعظم السنن الإلهية، والمواظبة على التعبدات البدنية.) إلى أنّ قال: عاهد الله أنه يسير بهذه السيرة ويدين بهذه الديانة، والله ولي الذين آمنوا. وله شعر يروق، فمنه قصيدته في النفس: (هبطت إليك من المحل الأرفع .......... ورقاء ذات تعزز وتمنعِ)

(محجوبة عن كل مقلة عارف .......... وهي التي سفرت فلم تتبرقعِ)

(وصلت على كره إليك وربما .......... كرهت فراقك وهي ذات تفجعِ)

(أنفت وما أنست فلما واصلت .......... ألفت مجاورة الخراب البلقع)

(وأظنها نسيت عهوداً بالحمى .......... ومنازلاً بفراقها لم تقنعِ)

(حتى إذا اتصلت بهاء هبوطها .......... من ميم مركزها بذات الأجرع)

(علقت بها ثاء الثقيل فأصبحت .......... بني المعالم والظلول الخضع)

(تبكي إذا ذكرت ديارا بالحمى .......... بمدامع تهمي ولما تقطع)

(وتظل ساجعة على الدمن التي .......... درس بتكرار الرياح الأربع)

(إذا عاقها الشرك الكثير وصدها .......... قفص عن الأوج الفسيح الأرفع)

(حتى إذا قرب المسير من الحمى .......... ودنا الرحيل إلى الفضاء الأوسع)

(هجعت وقد كشف الغطاء فأبصرت .......... ما ليس يدرك بالعيون الهجع)

(وغدت مفارقة لك مخالف .......... عنها حليف الترب غير مشيع) (29/230)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 231 (وبدت تغرد فوق ذروة شاهق .......... والعلم يرفع كل من لم يرفع)

(فلأي شيء أهبطت من شاهق .......... سام إلى قعر الحضيض الأوضع)

(أنّ كان أرسها الإله لحكمة .......... طويت عن الفطن اللبيب الأروع)

(فهبوطها أنّ كان، ضربة لازب .......... لتكون سامعة بما لم تسمع)

(وتعود عالمة بكل خفية .......... في العالمين فخرقها لم يرقع)

(وهي التي قطع الزمان طريقها .......... حتى لقد غربت بغير المطلع)

(فكأنها برق تألق بالحمى .......... ثم انطوى فكأنه لم يلمع) وهي عشرون بيتاً. وله: (قم فاسقنيها قهوة الطلا .......... يا صاح بالقدح الملا بين الملا) ) (خمراً تظل لها النصارى سجداً .......... ولها بنو عمران أخلصت الولا)

(لو أنها يوماً وقد لعبت بهم .......... قالت: ألست بربكم قالوا: بلا) وله وهو يجود بنفسه، فيما أنشدني المسند بهاء الدين القاسم بن محمود الطبيب: (أقام رجالاً في معارجه ملكاً .......... وأقعد قوماً في غوايتهم هلكا) (29/231)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 232 (نعوذ بك اللهم من شر فتنة .......... تطوق من حلت به عيشة ضنكا)

(رجعنا إليك الآن فاقبل رجوعنا .......... وقلب قلوباً طال إعراضها عنكا)

(فإن أنت لم تبد سقام نفوسنا .......... وتشفي عماياها، إذاً، فلمن يشكا)

(فقد آثرت نفسي لقاك وقطعت .......... عليك جفوني من مدامعها سلكا) وقد طالت هذه الترجمة، وقد كان ابن سينا آية في الذكاء هو رأس الفلاسفة الإسلاميين الذين مشوا خلف العقول، وخالوا الرسول. 4 (الحسين بن عليّ بن بطحا.) القاضي أبو عبد الله. توفي في جمادى الأولى ببغداد. سمع: أبا سليمان الحراني، وأبا بكر الشافعي. وعنه: شيوخ شهدة، والسلفي. 4 (الحسين بن محمد بن الحسين بن عامر.) أبو طاهر الأنصاري الخزرجي الجزري المعرف بابن خراشة. إمام جامع دمشق. قرأ على: أبي الفتح بن برهان الإصبهاني. وحدَّث عن: الحسين بن أبي الرمرام الفرائضي، ويسف الميانجي، وجماعة. روى عنه: أبو سعد السمان، وأبو عبد الله بن أبي الحديد، وابن أبي الصقر الأنباري، والكتاني وقال: كان ثقة، نبيلاً، يذهب مذهب الأشعري. توفي في ربيع الآخر. (29/232)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 233 4 (حمزة بن الحسين بن أحمد بن القاسم.) أبو طالب بن الكوفي الدلال. شيخ بغدادي، ضعيف. سماعه صحيح من أبي بكر بن خلاد فلما كان بآخرة حدَّث عن: أبي عمرو بن السماك، وأحمد بن كامل، وجماعة. وقال الخطيب: ذكر لي أبو عبد الله الصوري أنه كتب عنه جزءاً لطيفاً عن أبي عمرو بن السماك، رأى سماعه فيه صحيحاً.) توفي في ربيع الآخر. وولد سنة ست وثلاثين وثلاثمائة. وحكى الخطيب عن محمد بن محمد الحديثي أنه، أعني حمزة، أخرج له جزءاً قد كشط فيه وألحق وغير. 4 (حرف الذال)

4 (ذو القرنين.) (29/233)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 234 أبو المطاع وجيه الدولة ابن ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان التغلبي، الشاعر الأمير. ولي إمرة دمشق بعد لؤلؤ البشراوي سنة إحدى وأربعمائة، وجاءته الخلعة من الحكام. ثم عزله الحاكم بن أشهر بمحمد بن بزال. ثم ولي أبو المطاع دمشق في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة للظاهر صاحب مصر، ثم عزله بعد أربعة أشهر بسختكين. ثم وليها مرة ثالثة سنة خمس عشرة، فبقي إلى سنة تسع عشرة، فعزل بالدزبري. وله شعر رائق: (أفدى الذي زرته بالسيف مشتملاً .......... ولحظ عينيه أمضى من مضاربه)

(فما خلعت نجادي للعناق له .......... حتى لبست نجاداً من ذوائبه)

(فبات أسعدنا في نيل بغيته .......... من كان في الحب أشقانا بصاحبه) (29/234)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 235 وقد روى عنه أبو محمد الجوهري مقاطعات رائقة. وكان ابنه أميراً. وله: (لو كنت أملك صبراً أنت تملكه .......... عني لجازيت منك التيه بالصلف)

(أو بت تضمر وجداً بت أضمره .......... جزيتني كلفاً عن شدة الكلف)

(تعمد الرفق بي يا حب محتسباً .......... فليس يبعد ما تهواه من تلفي) وله: (لو كنت ساعة بيننا ما بيننا .......... وشهدت حين نكرر التوديعا)

(أيقنت أنّ من الدموع محدَّثاً .......... وعلمت أنّ من الحديث دموعا) وله: (ومفارق ودعت عند فراقه .......... ودعت صبري عنه في توديعه)

(ورأيت منه مثل مثل لؤلؤ عقده .......... من ثغرة وحديثه ودموعه) ) توفي ذو القرنين في صفر. وقيل: إنه وصل إلى مصر، وولي الإسكندرية للظاهر سنة، ثم رجع إلى دمشق. (29/235)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 236 4 (حرف السين)

4 (سعيد بن أحمد بن يحيى) أبو الطيب الحديدي التديبي، الطليطلي. أحد الأئمة الأعلام. روى عن: أبيه، ومحمد بن إبراهيم الخشني، وعبد الرحمن بن أحمد بن حوبيل. وناظر على: محمد بن الفخار. وجمع كتباً لا تحصى. وكان معظماً في النفوس. حجّ سنة خمس وتسعين، ولقي جماعة. وسمع بمكة من: أبي القاسم سليمان بن عليّ المالكي، وأحمد بن عباس بن أصبغ. ولقي بمصر الحافظ عبد الغني. وأخذ بالقيروان عن: أبي الحسن القابسي. وكان أهل المشرق يقولون: ما مر علينا قط مثله. حدَّث عنه: حاتم بن محمد، وغيره. وتوفي رحمه الله في ربيع الأول. 4 (حرف الصاد)

4 (صالح بن أحمد بن القاسم بن يوسف بن فارس الميانجي.) أبو مسعود، ابن أخي القاضي أبي بكر يوسف. سكن صيدا. (29/236)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 237 وحدَّث عن: أبيه، وعمه، ومحمد بن سليمان بن ذكوان البعلبكي، وموسى بن عبد الرحمن البيروتي، والفضل بن جعفر التيمي، وجماعة. روى عنه: عبد الله بن عليّ بن أبي عقيل القاضي، وولده محمد بن عبد الله، وأحمد بن محمد بن متويه شيخ لوجيه الشحامي، وعلي بن بكار الصوري، وأبو نصر بن طلاب، وإبراهيم بن شكر العفاني، وآخرون. توفي سنة ثمان أو تسع وعشرين. 4 (حرف العين)

4 (عبد الرحمن بن الحسن بن عليك.) أبو سعد النيسابوري، والد عليّ. يقال: مات هذه السنة. وهو مذكور في سنة إحدى وثلاثين.) 4 (عبد الرحمن بن محمد بن حسين.) أبو عمرو الفارسي ثم الجرجاني، سبط الإمام أبي بكر الإسماعيلي. فقيه ثقة. سمع من: جده. (29/237)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 238 روى عنه عليّ بن محمد الزبحي الجرجاني في تاريخه، وقال: ثقة. توفي في صفر. 4 (عبد الغفار بن محمد بن جعفر.) أبو طاهر المؤدب، بغدادي. ضعفه أبو عبد الله الصوري لشيء ما. روى عن أبي عليّ الصواف، وأبي بكر الشافعي، ومحمد بن محرم، وأبي الفتح الأزدي. روى عنه: الخطيب، وعلي بن الحسين بن أيوب البزاز، وأبو منصور محمد بن أحمد الخياط سمع منه مسند الحميدي. توفي في ربيع الأول، وولد سنة خمس وأربعين. 4 (عثمان بن محمد بن يوسف بن دوست.) أبو عمرو البغدادي العلاف، أخو أحمد. سمع: أبا بكر النجاد، و عبد الله بن إسحاق الخراساني، وعمر بن سلم، وأبو بكر الشافعي. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً. مات في صفر. (29/238)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 239 قلت: وروى عنه: أحمد بن عبد القادر بن يوسف موطأ القعنبي. 4 (عليّ بن محمد بن إبراهيم بن الحسين المحدَّث.) الحافظ أبو الحسن الحنائي الدمشقي، الزاهد المقريء. سمع الكثير، وخرج لنفسه المعجم في مجلد. وروى عن: عبد الوهاب الكلابي، وأبي بكر بن أبي الحديد، وابن جميع، وأحمد بن إبراهيم بن فراس المكي، وأحمد بن عبد العزيز بن ثرثال، وعبد الرحمن بن عمر النحاس. د روى عنه: أبو سعد السمان، وسعد بن عليّ الزنجاني، وعبد العزيز الكتاني، وسعد الله بن صاعد الرحبي، وجماعة. وقال عبد العزيز الكتاني: توفي شيخنا وأستاذنا أبو الحسن الحنائي، الشيخ الصالح، في ربيع الأول. كتب الكثير، وكان من العباد. وكانت له جنازة عظيمة ما رأيت مثلها. ولم يزل يحمل من بعد) صلاة الجمعة إلى قريب العصر. وانحل كفنه. وذكر أنّ مولده في سنة سبعين وثلاثمائة رحمه الله. قال الأهوازي: دفن بباب كيسان. (29/239)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 240 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن أبي موسى) الشريف أبو عليّ الهاشمي البغدادي، شيخ الحنابلة وعالمهم، وصاحب التصانيف المشهورة. سمع: محمد بن المظفر، وأبا الحسين بن سمعون، وغيرهما. وهو كبير، فإن مولده في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، وكان يمكنه السماع بعد الخمسين وثلاثمائة. روى عنه: أبو بكر الخطيب، والقاضي أبو يعلى بن الفراء وتفقه به، وأبو الحسين بن الطيوري، وآخرون. وكان سامي الذكر، عديم النظير. له وجاهة عند الخليفتين القادر والقائم. صنف كتاب الإرشاد، وكانت له حلقة بجامع المنصور. وقد صحب أبا الحسن التميمي، وغيره من الكبار. قال رزق الله التميمي: زرت قبر الإمام أحمد بن حنبل مع الشريف أبي عليّ بن أبي موسى، فرأيته قبل رجل القبر. فقلت له: في هذا أثر فقال لي: أحمد في نفسي عظيم، وما أظن الله تعالى يؤاخذني بهذا الفعل. أو كما قال. وقال الخطيب: توفي في ربيع الآخر. وكان ثقة، له التصانيف على مذهب أحمد. (29/240)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 241 4 (محمد بن أحمد بن مأمون.) أبو عبد الله المصري، المحدَّث. قال الحبّال: تكلم في حديثه ومذهبه، عنده عن بكير الرازي، عن بكار ابن قتيبة، وغيره. توفي في ربيع الأول. قلت: ذكره في تاريخه الحافظ قطب الدين وقال: محمد بن أحمد بن الحسين مأمون بن محمد بن داود بن سليمان بن حيان، أبو عبد الله القيسي المصري. روى عن: أبي بكر بن أحمد بن إبراهيم الرازي، وعبد الله بن الحسن بن عمر بن رذاذ، وأبو معشر الطبري، وسعد بن عليّ الزنجاني، وآخرون.) قال الحبّال أيضاً: هو محدَّث بن محدَّث. قالت: يقع حديثه في جزء سعد الزنجاني، ومن فوائد العثماني بنزول. 4 (محمد بن إبراهيم المشاط.) أبو بكر الفارسي. (29/241)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 242 حدَّث بنيسابور عن: أبي عمرو بن مطر، وإبراهيم بن عبد الله، ومحمد بن الحسن السراج، وطبقتهم. روى عنه: أبو بكر البيهقي، وعلي بن أحمد الأخرم. 4 (محمد بن إبراهيم بن عبدان.) أبو بكر الكرماني السيرجاني، الحافظ الرحال. طول، وسمع: أبا عبد الله بن مندة، وأبا عبد الله الحاكم، وأبا عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي، وأبا الحسن محمد بن عليّ الهمذاني، وأبا نصر أحمد بن محمد الكلاباذي. روى عنه: جعفر بن محمد المستغفري وهو من أقرانه. وآخر من حدَّث عنه: عبد الغفار الشيرويي. توفي بسمرقند. 4 (محمد بن الحسن ين أحمد بن محمد بن موسى.) (29/242)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 243 أبو الحسين الأهوازي، المعروف بابن أبي عليّ الإصبهاني. سكن بغداد، وحدَّث عن جماعة من شيوخ الأهواز. وكان مولده في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة. حدَّث عن: أحمد بن عبدان الشيرازي الحافظ بتاريخ البخاري. قال الخطيب: سمعنا منه وفيه شيء. وحدَّثني أبو الوليد الدربندي قال: سمعت أحمد بن عليّ الجصاص بالأهواز قال: كنا نسمي ابن أبي عليّ الإصبهاني: جراب الكذب. توفي بالأهواز. 4 (محمد بن الحسن بن أحمد بن الليث.) أبو بكر الشيرازي الصفار. (29/243)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 244 روى عن: أبي الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي، والعباس أبن الفضل النصروي، وأبي بكر بن المقريء، وأبي محمد بن حمويه السرخسي. وقع لنا مجلسان من حديثه.) روى عنه: القاضي أبو طاهر محمد بن عبد الله بن أبي بردة الفزاري، وعبد الرحيم بن محمد بن الشيرازي شيخ أبي سعيد الصائغ، وجماعة. وكان خطيب شيراز. رحل به أبوه الحافظ الكبير أبو عليّ. وكان مولده في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة. 4 (محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن باكويه.) أبو عبد الله الشيرازي، أحد مشايخ الصوفية الكبار. سمع: محمد بن خفيف الزاهد، ومحمد بن القاسم بن ناصح الكرجي بشيراز، وأبا بكر القطيعي ببغداد، وأبا أحمد بن عدي بجرجان، وأبا يعقوب النجيرمي بالبصرة، وأبا الفضل بن خميرويه بهراة، وعلي بن عبد الرحمن البكائي بالكوفة، ومغيرة بن عمرو بمكة، وإسماعيل بن محمد الفراء ببلخ، وأبا بكر بن المقريء بإصبهان، وأبا بكر محمد بن القاسم الفارسي ببخارى، وأبا بكر الميانجي بدمشق. وعنه: أبو القاسم القشيري، وعبد الواحد بن أبي القاسم القشيري، وأبو (29/244)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 245 بكر بن خلف الشيرازي، وعبد الوهاب بن أحمد الثقفي، والشيرويي، وعلي بن عبد الله بن أبي صادق، وآخرون. وقع لنا جزء من حديثه. وقال إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي: سمعت أبا صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن يقول: نظر في أجزاء أبي عبد الله بن باكويه، فلم أجد عليها آثار السماع. وأحسن ما سمعت عليه الحكايات. ورَّخه الحسين بن محمد الكتبي الهروي. 4 (محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن عبد السلام.) أبو جعفر الأبهري، الفقيه. سمع ببغداد: أبا بكر القطيعي، والقاضي أبا بكر الأبهري، وجماعة. وله جزء معروف، سمعه منه حفيده عبد الرحمن بن عبد العزيز بن محمد شيخ السلفي. كتبه السلفي سنة خمسمائة بأبهر عن حفيده. 4 (محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر.) أبو عبد الله البغدادي البزاز ابن زوج الحرة.) مكثر، سمع: أبا عليّ الفارسي النحوي، وأبا عمر بن حيويه، وأبا الحسن ابن لؤلؤ، وأبا حفص الزيات. (29/245)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 246 روى عنه الخطيب، ووثقه. 4 (مهيار بن مرزويه الديلمي.) أبو الحسن الكاتب الشاعر المشهور. كان مجوسياً فأسلم على يد الشريف الرضي أبي الحسن الموسوي، وهو أستاذه في الأدب والنظم، وبه تخرج. وكان رافضياً. حدَّث بديوان شعره، وقد تعرض للصحابة في شعره، وديوانه في نحو أربع مجلدات. وكان مقدماً على شعراء عصره. ومن سائر قوله: (بكر العارض تحدوه النعامى .......... فسقاك الري يا دار أماما) منها: (وبجرعاء الحمى قلبي فعج .......... بالحمى فاقرأ على قلبي السلاما) (29/246)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 247 (قل لجيران الغضا: آه على .......... طيب عيش بالغضا لو كان داما)

(حملوا ريح الصبا نشركم .......... قبل أنّ تحمل شيحا وتماما)

(وابعثوا أشباه حلم لي في الكرى .......... أنّ أذنتم لجفوني أنّ تناما) وله: (ظن غداة البين أنّ قد سلما .......... لما رأى سهماً لم تجر دما)

(وعاد يستقري حشاه فإذا .......... فؤاده من بينها قد عدما)

(لم يدر من أين أصيب قلبه .......... وإنما الرامي درى كيف رما)

(يا قاتل الله العيون خلقت .......... جوارحاً، فكيف عادت أسهما) وتوفي في جمادى الآخرة. 4 (ميمون بن سهل.) أبو نجيب الواسطي، ثم الهروي. الفقيه. مات في رمضان. وروى عن: أبي بكر محمد بن أحمد المفيد، وأبي القاسم بكر بن أحمد، وجماعة.) روى عنه: ابنه نجيب، وأبو عليّ جهاندار. 4 (حرف الياء)

4 (يوسف بن حمود بن خلف.) (29/247)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 248 أبو الحجاج الصدفي السبتي الفقيه المالكي. قاضي سبته نيفاً وعشرين سنة. سمع بالأندلس من: أبي بكر الزبيدي، وأبي محمد الأصيلي، وخطاب ابن مسلمة، وعبد الله بن محمد الباجي. وكان صالحاً متواضعاً، أديباً شاعراً، رحمه الله. (29/248)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 249 4 (وفيات سنة تسع وعشرون وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل.) أبو عبد الله المحاملي. سمع: أبا بكر النجاد، وأبا سهل بن زياد، ودعلج بن أحمد، والشافعي. وولد في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو الفضل بن خيرون، وأبو غالب الباقلاني، وجماعة من مشيخة السلفي الذين ببغداد. وقال الخطيب: كان سماعه صحيحاً. وحدَّث له صمم في أول سنة ثمان وعشرين. وتوفي في ربيع الآخر. قال: عاش ستاً وثمانين سنة رحمه الله. (29/249)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 250 أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن خشنام. أبو مسعود الخشنامي النيسابوري. توفي يوم النحر. 4 (أحمد بن عليّ بن منصور بن شعيب.) القاضي أبو نصر البخاري. سمع: أبا عمرو بن صابر البخاري، وغيره. 4 (أحمد بن عمر بن عليّ.) قاضي درزنجان. سمع: ابن المظفر، وأبا حفص الزيات، وعدة. سكن درزنجان. روى عنه: الخطيب. (29/250)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 251 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن ميمون.) ) أبو نصر بن الوتار. شيعي ببغداد. سمع منه: الخطيب. يروي عن: ابن المظفر، وأبي بكر بن شاذان. ضعيف. 4 (أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي عيسى لب بن يحيى.) (29/251)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 252 أبو عمر المعافري الأندلسي، الطلمنكي، المقريء. نزيل قرطبة. وأصله من طلمنكة. أول سماعه سنة اثنتين وستين وثلاثمائة. روى عنه: أبي عيسى يحيى بن عبد الله الليثي، وأبي بكر الزبيدي، وأحمد بن عون الله، وأبي عبد الله بن مفرج، وأبي محمد الباجي، وخلف بن محمد الخولاني، وأبي الحسن الأنطاكي المقريء. وحج فلقي بمكة: أبا الطاهر محمد بن محمد العجيفي، وعمر بن عراك المصري، وبالمدينة: يحيى بن الحسين المطلبي، وبمصر: أبا بكر محمد بن عليّ الأدفوي، وأبا الطيب بن غلبون، وأبا بكر المهندس، وأبا القاسم الجوهري، وأبا العلاء بن ماهان، وبدمياط: محمد بن يحيى بن عمار، وبإفريقية: أبا محمد بن أبي زيد، وأبا جعفر أحمد بن رحمون. ورجع بعلم كثير. روى عنه: أبو عمر بن عبد البر، وأبو محمد بن حزم، وعبد الله سهل الأندلسي. وكان خبراً في علم القرآن، قراءآته، وإعرابه، وناسخه، ومنسوخه، (29/252)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 253 وأحكامه، ومعانيه. صنف كتبا حسانا نافعة على مذاهب السنة، ظهر فيها علمه، واستبان فهمه. وكان ذا عناية تامة بالأثر ومعرفة الرجال، حافظاً للسنن، إماماً عارفاً بأصول الديانات. قديم الطلب، عالي الإسناد، ذا هدي وسنة واستقامة. قال أبو عمر الداني: أخذ القراءة عرضاً عن: أبي الحسن الأنطاكي، وابن غلبون، ومحمد بن الحسين بن النعمان. وسمع من محمد بن عليّ الأدفوي، ولم يقرأ عليه. وكان فاضلاً ضابطاً، شديداً في السنة رحمه الله. قال ابن بشكوال: كان سيفاً مجرداً على أهل الأهواء والبدع، قامعاً لهم، غيوراً على الشريعة، شديداً في ذات الله. أقرأ النّاس محتسباً، وأسمع الحديث، والتزم الإمامة بمسجد منعة. ثم خرج إلى الثغر، فتجول فيه. وانتفع النّاس بعلمه، وقصد بلده في آخر عمره فتوفي بها.) أخبرني أبو القاسم إسماعيل بن عيسى بن محمد بن بقي الحجاري، عن أبيه قال: خرج إلينا أبو عمر الطلمنكي يوماً ونحن نقرأ عليه فقال: أقرأوا وأكثروا، فإني لا أتجاوز هذا العام. فقلنا له: ولم يرحمك الله فقال: رأيت البارحة في منامي من ينشدني: (اغتنموا البر بشيخ ثوى .......... ترحمه السوقة والصيد)

(قد ختم العمر بعيد مضى .......... ليس له من بعده عيد) فتوفي في ذلك العام. ولد سنة أربعين وثلاثمائة، وتوفي في ذي الحجة. (29/253)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 254 روى عنه جماعة كثيرة. وقد امتحن بفرط إنكاره. وقام عليه طائفة من المخالفين، وشهدوا عليه بأنه حروري يرى وضع السيف في صالحي المسلمين. وكانوا خمسة عشر شاهداً من الفقهاء والنبهاء، فنصره قاضي سرقسطة في سنة خمس وعشرين. وأشهد على نفسه بإسقاط الشهود. وهو القاضي محمد بن عبد الله بن فرتون رحمه الله. 4 (أحمد بن محمد بن إسماعيل.) أبو بكر القيسي المعروف بابن السبتي. حجّ بعد السبعين وثلاثمائة. وسمع من: أبي محمد بن أبي زيد، والداوودي، وعطية بن سعيد. وسمع بقرطبة من ابن مفرج القاضي. وكان زاهداً عالماً فاضلاً. توفي بسبتة وقد شاخ. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر.) (29/254)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 255 أبو بكر اليزدي الحافظ. حافظ رحال، مصنف كبير، وهو خال أبي بكر أحمد بن منجويه الحافظ. روى عن: أبي الشيخ، وغيره. سمع منه: أبو عليّ الحداد في هذه السنة. 4 (أحمد بن محمد بن عبيد الله بن محمد.) أبو بكر البستي، الفقيه الشافعي. كان من كبار الأئمة بنيسابور، ومن أولي الرئاسة والحشمة.) سمع الكثير، وأملى مدة عن الدارقطني، وطبقته. روى عنه: مسعود السجزي. وتوفي في ثالث عشر رجب. 4 (إسحاق بن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن.) (29/255)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 256 الحافظ أبو يعقوب السرخسي، ثم الهروي القراب. الإمام الجليل، محدَّث هراة. له مصنفات كثيرة. ولد سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. وطلب الحديث فأكثر. قال أبو النضر الفامي: حتى أنّ عدد شيوخه زاد على ألف ومائتي نفس، وله تاريخ السنين الذي صنفه في وفاة أهل العلم، من زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سنة وفاته سنة تسع وعشرين. ومنها: كتاب المهج، وكتاب الأنس والسلوة، وكتاب شمائل العباد. قال: وكان زاهداً مقلاً من الدنيا. قلت: سمع: العباس بن الفضل النضروبي، وجده محمد بن عمر بن حفصويه، وأبا الفضل محمد بن عبد الله السياري، وعبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي، وزاهر بن أحمد الفقيه، وأحمد بن عبد الله النعيمي، والخليل بن أحمد القاضي، وأبا الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن حمزة، والحسين بن أحمد الشماخي الصفار، وأبا منصور محمد بن عبد الله البزابز، وهذه الطبقة فمن بعدهم، حتى كتب عمن هو أصغر منه. وحدَّث عن: الحافظ عليّ الحسن بن عليّ الوخشي وهو من أصحابه. (29/256)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 257 روى عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري، وأبو الفضل أحمد بن أبي عاصم الصيدلاني، والحسين بن محمد بن مت، والهرويون. وقد احتج به شيخ الإسلام في الجرح والتعديل. 4 (إسماعيل بن عمرو الحداد المقريء ابن إسماعيل بن راشد.) أبو محمد المصري. رجل صالح جليل القدر. روى عن: الحسن بن رشيق، وأحمد بن محمد بن سلمة الخياش، والعباس بن أحمد الهاشمي. روى عنه: القاضي أبو الحسن الخلعي، والمصريون، وسعد الزنجاني. توفي في صفر. وقد قرأ بالروايات وأقرأها. أخذ عن: أبي محمد غزوان بن القاسم المازني، وأبي عدي عبد العزيز ابن عليّ الإمام،) وقسيم بن مطير، وحمدان بن عون الخولاني، وغيرهم. قرأ عليه أبو القاسم الهذلي، وجماعة. عمر دهراً. 4 (إسماعيل بن محمد بن مؤمن.) أبو القاسم الحضرمي الإشبيلي. حجّ وقرأ بمصر على: طاهر بن غلبون. وسمع من: أبي الحسن القابسي. (29/257)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 258 وكان متفننا في العلوم جامعاً لها. توفي في صفر، وقد نيف على السبعين. 4 (حرف الحاء)

4 (حجاج بن محمد بن عبد الله) أبو الوليد اللخمي، الإشبيلي. رحل وسمع من: أبي الحسن القابسي الداودي. وكان معتنياً بالعلم. ذكر أبو محمد بن خزرج. 4 (حجاج بن يوسف) أبو محمد اللخمي الإشبيلي، ويعرف بابن الزاهد. سمع من: أبي محمد الباجي، وأبي بكر بن السليم القاضي، وابن القوطية، وجماعة قدماء. وكان مقدماً في العلم والفهم والشعر. توفي عن نحو ثمانين سنة. 4 (الحسن بن أحمد بن عبد الله بن حمديه.) أبو عليّ البغدادي، أخو عبد الله. حدَّث بمجلس واحد عن أبي بكر الشافعي. قال الخطيب: لم أسمع منه، وكان صدوقاً. مات في رمضان. 4 (الحسن بن عليّ بن الصقر.) (29/258)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 259 أبو محمد البغدادي، المقريء، الكاتب. كان كثير التلاوة، عالي الإسناد. قرأ لأبي عمرو على زيد بن أبي بلال الكوفي، وهو آخر من تلا عليه. تلا عليه القرآن: عبد السيد بن عتاب، وأبو البركات محمد بن عبد الله بن يحيى الوكيل، وثابت بن بندار، وأبو الخطاب عليّ بن عبد الرحمن بن الجراح. وأبو الفضل بن خيرون، وغيرهم. وكان رئيساً جليلاً معمراً. ولد سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة. وكان يمكنه السماع من إسماعيل الصفار، وطبقته. توفي في ثالث عشر جمادى الأولى رحمه الله تعالى.) 4 (الحسن بن أحمد بن سلمة.) القاضي أبو عبد الله الربعي الدمشقي. الفقيه المالكي. قاضي ديار بكر. سمع من: يوسف الميانجي. وأبي حفص الزيات، والقاضي أبي بكر الأبهري، ومحمد بن المظفر، وجماعة. روى عنه: عبد العزيز الكتاني، وعمر بن أحمد الآمدي، وأبو القاسم بن أبي العلاء، وآخرون. حدَّث في هذا العام بصور. (29/259)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 260 4 (الحسين بن أحمد بن عبد الله) الإمام أبو عبد الله بن الحربي المقريء. قرأ على: عمر بن محمد بن عبد الصمد، والحسن بن عثمان البرزاطيّ، وأبي العباس عبد الله بن محمد أصحاب ابن مجاهد. تلا عليه عبد السيد بن عتاب. وقد حدَّث عن النجاد. روى عنه: أبو الفضل بن خيرون، ومحمد بن محمد المسلمة، وكان ظاهر الصلاح. قال لنا ابن البنا: كان من أولياء الله، يقريء النّاس ويلقي عليهم ما ينفعهم من الفقه والأحاديث، وله كرامات كثيرة. مات في جمادى الأولى. 4 (الحسين بن ميمون بن حسنون.) (29/260)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 261 أبو عليّ المصري. رجل صالح ورَّخه الحبّال. 4 (حرف الخاء)

4 (خلف، مولى جعفر الفتى.) المقريء أبو سعيد: مولى بني أميه الأندلسي. حجّ وسمع من: أبي بكر الأدفوي، وأبي القاسم الجوهري، وأبي محمد بن أبي زيد، وأبي القاسم عبيد الله السقطي. قال الخولاني: كان نبيلاً من أهل القرآن والعلم، مائلاً إلى الزهد والانقباض. روى عنه: أبو عبد الله بن عتاب وأثنى عليه. قال أبو عمرو الداني: توفي في ربيع الآخر، وقرأ القرآن على: أبي أحمد السامري، والأدفوي. حدَّث بقرطبة، وغيرها. 4 (حرف السين)

4 (سعيد بن إدريس) أبو عثمان السلمي الإشبيلي، المقريء. رحل وحج، ولقي بمصر أبا الطيب بن غلبون، وكانت) له عنده حظوة ومنزلة. وسمع تصانيفه. (29/261)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 262 ولقي أبا بكر الأدفوي، وأخذ عنه. وسمع من عبد العزيز بن عبد الله الشعيري كتاب الوقف والإبتداء بسماعة من ابن الأنباري. ورجع إلى الأندلس، وقد برع في علم القراءآت. وكان حسن الحفظ، مجوداً، فصيحاً، طيب الصوت، معدوم المثل، وكان إماماً للمؤيد بالله هشام بن الحكم بقرطبة، فلما وقعت الفتنة خرج إلى إشبيلية فسكنها، وبها توفي وله سبع وثمانون سنة. ورَّخه أبو عمرو الداني، وترجمه الخولاني، وقال أبو محمد بن خزرج: توفي في ذي الحجة سنة ثمان وعشرين، وقد كمل الثمانين. 4 (سعيد بن عبد الله بن دحيم.) أبو عثمان الأزدي القريشي النحوي نزيل إشبيلية. كان إماماً في معرفة كتاب سيبويه، بارعاً في اللغة والشعر، إخبارياً. أخذ عن: أبي نصر بن هارون بن موسى، ومحمد بن عاصم، ومحمد بن خطاب. ذكره ابن خزرج. 4 (سفيان بن الحسين. أبو العز الغيسقاني الهروي. روى عن: بشر بن محمد المزني. روى) عنه: الحسين بن محمد الكتبي، وأبي بكر القباب، سمع منه: عليّ بن أحمد بن مهران، وابن مادويه. من بيت العدالة والصلاح بإصبهان. (29/262)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 263 4 (حرف الصاد)

4 (صلة بن المؤمل بن خلف) أبو القاسم البغدادي، نزيل مصر. روى عن: القطيعي، وأبي محمد بن ماسي، ونحوهما. وحدَّث بالكثير. روى عنه: ابن أبي الصقر الأنباري. 4 (حرف الظاء)

4 (ظفر بن مظفر بن عبد الله بن كتنة.) الفقيه أبو الحسين الحلبي الشافعي. سمع: عبد الرحمن بن عمر بن نصر، وعبيد الله بن الوراق. روى عنه: السمان، وعبد العزيز الكتاني، ومحمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري. مات رحمه الله في الكهولة. 4 (حرف العين.) ) 4 (عبد الله بن رضا بن خالد بن عبد الله بن رضا.) أبو محمد اليابري المغربي، من رهط الأخطل الشاعر. (29/263)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 264 كان بارعاً في الأدب والبلاغة والنظم والإنشاء، له ذكر. وتوفي بإشبيلية في ذي الحجة عن بضع وسبعين سنة. 4 (عبد الله بن عليّ بن محمد بن عبد الله بن بشران) البغدادي الشاهد. أبو محمد بن الشيخ أبي الحسين. سمع: أبا بكر القطيعي، وابن ماسي، وجماعة. قال الخطيب: كان سماعه صحيحاً. وتوفي في شوال. 4 (عبد الرحمن بن أحمد بن أشج.) أبو زيد القرطبي. روى عن: أحمد بن عبد الله بن العنان، وأبي جعفر بن عون الله، وابن مفرج القاضي. قال ابن حيان: كان من أهل العدالة والمروءة، وكان قليل العلم. توفي في رجب هو والقاضي يونس في يوم. 4 (عبد الرحمن بن عبد الله بن عليّ بن عبد الرحمن بن سعيد بن خالد بن حميد بن أبي) العجائز. الأزدي الدمشقي، المعدل. سمع من: أبيه، وأبي بكر الميانجي، والربعي. روى عنه: ابنه عبد الله، وأبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني، وقال: مات في محرم. (29/264)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 265 4 (عبد القاهر بن طاهر.) الأستاذ أبو منصور البغدادي. مات بإسفرايين، وكان أحد الفقهاء. سمع: أبا عمرو بن نجيد وأبا عمرو محمد بن جعفر بن مطر. روى عنه: أبو بكر البيهقي، وعبد الغفار بن محمد بن شيرويه، وأبو القاسم عبد الكريم القشيري. وكان أبو منصور تلميذ الأستاذ أبي إسحاق الإسفرائيني. وكان يدرس في سبعة عشر فناً، وكان محتشماً متمولاً. صنف كتاب التكملة في الحساب. وقال أبو عثمان شيخ الإسلام الصابوني: كان الأستاذ أبو منصور من أئمة الأصول، وصدور الإسلام، بإجماع أهل الفضل والتحصيل. بديع الترتيب، غريب التأليف والتهذيب، تراه الجلة صدراً مقدماً، ويدعوه الأئمة إماماً مضخماً. ومن خراب نيسابور أنّ اضطر مثله إلى مفارقتها. وقيل: أنه لما حصل بإسفرايين ابتهجوا بمقدمه إلى الغاية، ودفن إلى جانب الأستاذ أبي إسحاق.) وقد أفردت له ترجمةً، ووقع لي من عواليه. (29/265)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 266 4 (عبد الملك بن محمد) أبو منصور الثعالبي. الأصح موته في سنة ثلاثين. 4 (عبد الملك بن سليمان بن عمر بن عبد العزيز.) أبو الوليد الإشبيلي ابن القوطية. كان متصرفاً في الفقه والحساب والآداب، بارعاً في عقد الوثائق، راوية للأخبار. روى عن: أبي بكر بن السليم القاضي. وأبان بن السراج، وجماعة. وأول ما سمع سنة ست وخمسين وثلاثمائة. 4 (عليّ بن الحسن.) الأديب أبو طاهر بن الحمامي الشاعر. خدم بني بويه، وترسل إلى الأطراف. روى عنه: القاضي أبو تمام الواسطي، والحسين بن الصابيء. (29/266)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 267 4 (حرف الميم.)

4 (محمد بن أحمد بن محمد بن إسحاق.) أبو الفضل الدندانقانيّ، الفقيه المعروف بالزاهري، وهي نسبة إلى زاهر بن أحمد السرخسي، لكونه رحل إليه، وتفقه عليه. روى عنه، وعن: أحمد بن سعيد، وأبي القاسم بن حبيب المفسر، وغيرهم. روى عنه: ابنه إسماعيل، وأبو حامد بن محمد الشجاعي، ومحمد بن أحمد الطبسي. وتوفي بقريته عن نيف وتسعين سنة. 4 (محمد بن سعيد بن محمد بن نبات.) أبو عبد الله الأموي القرطبي. روى عن: أبي عيسى الليثي، وأبي جعفر بن عون الله، وأبي الحسن الأنطاكي المقريء. وكان ثقة صالحاً، معتنياً بالعلم، جيد المشاركة، من أهل السنة. (29/267)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 268 توفي في المحرم عن ثلاث وتسعين سنة، رحمه الله. 4 (محمد بن سعيد الخطابي الهروي.) عاش نيفاً وتسعين سنة. كنيته: أبو عبد الله. روى عن: حامد الرفاء. روى عنه: أبو عبد الله العميري، وأهل هراة.) 4 (محمد بن عليّ بن محمد) أبو بكر السقطي. سمع: أبا بكر القطيعي، وغيره. روى عنه: الخطيب. وصدقه. توفي في ذي الحجة. 4 (محمد بن عمر بن محمد القاضي.) أبو بكر بن الأخضر الداودي الفقيه. بغدادي ثقة، إمام. سمع: أبا الحسن بن لؤلؤ، وأبا الحسين بن المظفر، وجماعة. وثقة الخطيب وروى عنه. عاش ستاً وسبعين سنة. 4 (محمد بن محمد بن محمد) (29/268)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 269 أبو الموفق النيسابوري. محدَّث رحال. سمع ببغداد أبا الحسن بن الجندي، وبدمشق عبد الوهاب الكلابي، وبمصر الحافظ عبد الغني. روى عنه: عبد العزيز الكتاني، وأبو القاسم بن الفرات، والخطيب. 4 (محمد بن يوسف بن محمد) أبو عبد الله الأموي القرطبي النجاد. خال الحافظ أبي عمرو الداني. أخذ القراءة عرضاً عن: أبي أحمد السامري بمصر، وأبي الحسن الأنطاكي بقرطبة. وكان صدوقاً، متقناً، عارفاً بالقراءآت والعربية والحساب، أقرأ النّاس بقرطبة، ثم استوطن الثغر، وأقرأ النّاس به دهراً. (29/269)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 270 وتوفي في ذي القعدة وقد قارب الثمانين. 4 (حرف النون)

4 (نصر بن شعيب.) أبو الفتح الدمياطي. قدم الأندلس تاجراً، وكانت له رواية واسعة عن جماعة. روى عن: أبي بكر الأدفوي كثيراً. وكان عارفاً للعربية. قدم الأندلس في هذا العام. 4 (حرف الياء.)

4 (يونس بن عبد الله بن محمد بن مغيث بن محمد بن عبد الله.) قاضي القضاة بقرطبة أبو الوليد بن الصفار، شيخ الأندلس في عصره ومسندها وعالمها. ولد سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة. وحدَّث عن: أبي بكر محمد بن معاوية القرشي صاحب النسائي، وأبي (29/270)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 271 عيسى الليثي، وإسماعيل بن بدر، وأحمد بن ثابت التغلبي، وتميم بن محمد القروي، والقاضي محمد بن إسحاق بن السليم. وتفقه مع القاضي أبي بكر بن زرب، وجمع مسائله.) وروى أيضاً عن: أبي بكر بن القوطية، وأحمد بن خالد التاجر، ويحيى بن مجاهد، وأبي جعفر بن عون الله، وابن مجلس الكبير. وأبي زكريا بن عائذ، والزبيدي، وأبي الحسن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي، وأبي محمد عبد المؤمن، وأبي عبد الله بن أبي دليم. وسمع منهم وأكثر عنهم، وقد أجاز له من المشرق: الحسن بن رشيق، وأبو الحسن الدارقطني. وولي أولاً قضاء بطليوس، ثم صرف. وولي خطابة مدينة الزهراء. ثم ولي القضاء والخطبة بقرطبة مع الوزارة. ثم صرف عن جميع ذلك ولزم بيته. ثم ولي قضاء الجماعة والخطبة سنة تسع عشرة وأربعمائة، فبقي قاضياً إلى أنّ مات. قال صاحبه أبو عمر بن مهدي: كان من أهل العلم بالحديث والفقه. كثير الرواية، وافر الحظ من العربية واللغة، قائلا للشعر النفيس، بليغاً في خطبه، كثير الخشوع فيها، لا يتمالك من سمعه عن البكاء، مع الزهد والفضل والقنوع باليسير. ما لقيت في شيوخنا من يضاهيه في جميع أحواله. كنت إذا ذاكرته شيئاً من أمر الآخرة يصفر وجهه ويدافع البكاء، وربما غلبه، وكان الدمع قد أثر في عينيه وغيرهما لكثرة بكائه. وكان النور بادياُ على (29/271)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 272 وجهه وصحب الصالحين، وما رأيت أحفظ منه لأخبارهم وحكاياتهم، صنف كتاب المنقطعين إلى الله، وكتاب التسلي عن الدنيا، وكتاب فضل المتهجدين، وكتاب التسبب والتيسير، وكتاب محبة الله والإبتهاج بها، وكتاب فضل المستصرخين بالله عند نزول البلاء. روى عنه: مكي بن أبي طالب القيسي، وأبو عبد الله بن عائذ، وأبو عمرو الداني، وأبو عمر بن عبد البر، ومحمد بن عتاب، وأبو عمر بن الحذاء، وأبو محمد بن حزم، وأبو الوليد سليمان بن خلف الباجي، وأبو عبد الله الخولاني، وحاتم بن محمد، ومحمد بن فرج مولى ابن الطلاع، وخلق سواهم. ودفن يوم الجمعة العصر لليلتين بقيتا من رجب، وشيعة خلق عظيم. وكان وقت دفنه غيث وابل رحمه الله. ومن شعره: (فررت إليكَ من ظُلمي لنفسي .......... وأوحشني العبادُ فأنتَ أنسي)

(رضاكَ هو المنى، وبكَ افتخاري .......... وذكرك في الدُّجى قَمَري وشمسي)

(قصدت إليك منقطعاً غريباً .......... لتُؤنسَ وحدتي في قعر رمْسي) ) (وللعظمى من الحاجاتِ عندي .......... قصدتَ وأنتَ تعلمُ سرَّ نفسي.) (29/272)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 273 (29/273)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 274 4 (وفيات سنة ثلاثين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحسن بن فورك بن محمد بن فورك بن شهريار.) روى عن: الطّبرانيّ، وأبي الشيخ. روى عنه: سعيد بن محمد البقال. حدَّث في هذه السنة في آخرها. 4 (أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران.) (29/274)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 275 أبو نعيم الإصبهاني الصوفي الأحول، سبط الزاهد محمد بن يوسف البنا. كان أحد الأعلام ومن جمع الله له بين العلو في الرواية والمعرفة التامة والدراية، رحل الحفاظ إليه من الأقطار، وألحق الصغار بالكبار. ولد سنة ست وثلاثين وثلاثمائة بإصبهان، واستجاز له أبوه طائفة من شيوخ العصر تفرد في الدنيا عنهم. أجاز له خيثمة بن سليمان وجماعة من الشام، وجعفر الخلدي وجماعة من بغداد، وعبد الله بن عمر بن شوذب من واسط، والأصم من نيسابور، وأحمد ابن عبد الرحيم القيسراني. وسمع سنة أربعٍ وأربعين وثلاثمائة من: عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، والقاضي أبي أحمد محمد بن أحمد العسال، وأحمد بن معبد السمسار، وأحمد بن محمد القصار، وأحمد بن بندار الشعار، وعبد الله بن الحسين بن بندار، والطبراني، وأبي الشيخ، والجعابي. ورحل سنة ست وخمسين وثلاثمائة، فسمع ببغداد: أبا عليّ بن الصواف، وأبا بكر بن الهيثم الأنباري، وأبا بحر البربهاري، وعيسى بن محمد الطوماري، وعبد الرحمن والد المخلص، وابن خلاد النصيبي، وحبيباً القزاز، وطائفة كبيرة. (29/275)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 276 وسمع بمكة: أبا بكر الآجري، وأحمد بن إبراهيم الكندي. وبالبصرة: فاروق بن عبد الكبير الخطابي، ومحمد بن عليّ بن مسلم العامري، وأحمد نب جعفر السقطي، وأحمد بن الحسن اللكي، وعبد الله بن جعفر الجابري، وشيبان بن محمد الضبعي، وجماعة. وبالكوفة: إبراهيم بن عبد الله بن أبي العزائم، وأبا بكر عبد الله بن يحيى الطلحي، وجماعة. وبنيسابور: أبا أحمد الحاكم، وحسينك التميمي، وأصحاب السراج، فمن بعدهم.) وصنف معجماً لشيوخه، وصنف كتاب حلية الأولياء، وكتاب معرفة الصحابة، وكتاب دلائل النبوة، وكتاب المستخرج على البخاري، والمستخرج على مسلم، وكتاب تاريخ بلده، وكتاب صفة الجنة، وكتاب فضائل الصحابة. وصنف شيئاً كثيراُ من المصنفات الصغار. وحدَّث بجميع ذلك. روى عنه: كوشيار بن لياليزرو الجيلي، أبو سعد الماليني وتوفي قبله بثماني عشرة، وتوفي كوشيار قبله ببضع وثلاثين سنة، وأبو بكر بن أبي عليّ الذكواني وتوفي قبله بإحدى عشرة سنة، والحافظ أبو بكر الخطيب، والحافظ أبو صالح المؤذن، والقاضي أبو عليّ الوخشي، ومستمليه أبو بكر محمد بن إبراهيم العطار، وسليمان بن إبراهيم الحافظ، وهبة الله بن محمد الشيرازي، ويوسف ابن الحسن التفكري، وعبد السلام بن أحمد القاضي، ومحمد بن عبد الجبار بن ييا وأبو الفضل حمد، وأبو عليّ الحسن ابنا أحمد الحداد، وأبو سعد محمد (29/276)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 277 ابن محمد المطرز، وأبو منصور محمد بن عبد الله الشروطي، وغانم البرجي، وخلق كثير، آخرهم وفاة أبو طاهر عبد الواحد بن محمد الدشتي الذهبي. قال أبو محمد بن السمرقندي: سمعت أبا بكر الخطيب يقول: لم أر أحداً أطلق عليه اسم الحفظ غير رجلين: أبو نعيم الإصفهاني، وأبو حازم العبدويي. وقال ابن المفضل الحافظ: قد جمع شيخنا السلفي أخبار أبي نعيم وذكر من حدَّث عنه وهم نحو ثمانين رجلاً. وقال: لم يصنف مثل كتابه حلية الأولياء. وسمعناه على ابن المظفر القاشاني عنه سوى فوتٍ يسير. وقال أحمد بن محمد بن مردويه: كان أبو نعيم في وقته مرحولاً إليه، ولم يكن في أفق من الآفاق أسند ولا أحفظ منه. كان حفاظ الدنيا قد اجتمعوا عنده، فكان كل يوم نوبة واحد منهم يقرأ ما يريده إلى قريب الظهر، فإذا قام إلى داره ربما كان يقرأ عليه في الطريق جزء، وكان لا يضجر لم يكن له غذاء سوى التصنيف أو التسميع. وقال حمزة بن العباس العلوي: كان أصحاب الحديث يقولون: بقي أبو (29/277)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 278 نعيم أربع عشرة سنة بلا نظير، لا يوجد شرقاً ولا غرباً أعلا إسناداً منه ولا أحفظ منه. وكانوا يقولون لما صنف كتاب الحلية: حمل إلى نيسابور حال حياته، فاشتروه بأربعمائة دينار. وقد روى أبو عبد الرحمن السلمي مع تقدمه عن رجل عن أبي نعيم، فقال في كتاب طبقات) الصوفية: ثنا عبد الواحد بن أحمد الهاشمي، حدَّثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله، أنا محمد بن عليّ بن حبيش المقريء ببغداد، أنا أحمد بن محمد بن سهل الآدمي، فذكر حديثاً. وقال السلمي: سمعت أبا العلاء محمد بن عبد الجبار الفرساني يقول: صرت إلى مجلس أبي بكر بن أبي عليّ المعدل في صغري مع أبي، فلما فرغ من إملائه قال إنسان: من أراد أنّ يحضر مجلس أبي نعيم فليقم وكان أبو نعيم في ذلك الوقت مهجوراً بسبب المذهب، وكان من بين الحنابلة والأشعرية تعصب زائد يؤدي إلى فتنة وقال وقيل، وصراع طويل فقام إليه أصحاب الحديث بسكاكين الأقلام، وكان يقتل. وقال أبو القاسم عليّ بن الحسن الحافظ: ذكر الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد الإصبهاني عمن أدرك من شيوخ إصبهان أنّ السلطان محمود بن سبكتكين لما استولى على إصبهان أمر عليها والياً من قبله ورحل عنها، فوثب أهلها بالوالي فقتلوه. فرد السلطان محمود إليها، وأمنهم حتى اطمأنوا. ثم قصدهم يوم جمعة وهم في الجامع فقتل منهم مقتلة عظيمة. وكانوا قد منعوا أبا (29/278)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 279 نعيم الحافظ من الجلوس في الجامع، فسلم مما جرى عليهم، وكان ذلك من كرامته. وقال أبو الفضل بن طاهر المقدسي سمعت عبد الوهاب الأنماطي يقول: رأيت بخط أبي بكر الخطيب: سألت محمد بن إبراهيم العطار مستملي أبي نعيم، عن جزء محمد بن عاصم كيف قرأته على أبي نعيم وكيف رأيت سماعه فقال: فأخرج إلي كتباً وقال: هو سماعي. فقرأت عليه. قال الخطيب: وقد رأيت لأبي نعيم أشياء يتساهل فيها منها أنّ يقول في الإجازة: أخبرنا من غير أنّ يبين. قال أبو الحافظ أبو عبد الله بن النجار: جزء محمد بن عاصم قد رواه الأثبات عن أبي نعيم. والحافظ الصادق إذا قال: هذا الكتاب سماعي، جاز أخذه عنه بإجماعهم. قلت: وقول الخطيب كان يتساهل في الإجازة إلى آخره، فهذا يفعله نادراً، فإنه كثيراً ما يقول: كتب جعفر فيما قريء عليه، والظاهر أنّ هذا إجازة. وقد حدَّثني الحافظ أبو الحجاج القضاعي قال: رأيت بخط ضياء الدين المقدسي الحافظ أنه وجد بخط أبي الحجاج يوسف بن خليل أنّه قال: رأيت أصل سماع الحافظ أبي نعيم لجزء محمد بن عاصم فبطل ما تخيله الخطيب.) (29/279)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 280 وقال يحيى بن مندة الحافظ: سمعت أبا الحسين القاضي يقول: سمعت عبد العزيزي النخشبي يقول: لم يسمع أبو نعيم مسند الحارث بن أبي أسامة بتمامه من أبي بكر بن خلاد، فحدَّث به كله. قال الحافظ بن النجار: وهم في هذا، فأنا رأيت نسخة الكتاب عتيقة، وعليها خط أبي نعيم يقول: سمع مني فلان إلى آخر سماعي من هذا المسند من ابن خلاد، فلعله روى الباقي بالإجازة، والله أعلم. (لو رجمَ النَّجمَ جميعُ الورى .......... لم يصِل الرَّجمُ إلى النَّجمِ) توفي أبو نعيم، رحمه الله، في العشرين من المحرم سنة ثلاثين، وله أربع وتسعون سنة. 4 (أحمد بن قاسم بن محمد بن قاسم بن أصبغ البياني.) أبو عمرو القرطبي، روى عن أبيه قاسم بن محمد عن جده قاسم بن أصبغ جميع ما رواه. حدَّث عنه: أبو محمد بن حزم، والطبني. وكان عفيفاً طاهراً، شديد الإنقباض. أصابه فالج قبل موته. (29/280)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 281 4 (أحمد بن الغمر بن محمد) أبو الفضل الأبيوردي. سمع من: أبي أحمد بن ماسي، وغيره. ومن: مخلد بن جعفر الباقرحيّ. روى عنه: شيخ الإسلام الأنصاري. 4 (أحمد بن محمد بن هشام بن جهور بن إدريس.) أبو عمرو المرشاني. من أهل مرشانة. سكن قرطبة. روى عن: أبيه، وعمه، وأبي محمد الباجي. وحج سنة خمس وتسعين، وجاور. وسمع من: أبي القاسم عبيد الله السقطي، وابن جهضم. وأجاز له أبو بكر محمد بن الحسين الآجري من مكة قديماً في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة. حدَّث عنه: القاضي يونس بن عبد الله بن مغيث، وأبو مروان الطبني، وأبو عبد الله الخولاني، وأبو عمر بن عبد البر. وكان رجلاً صالحاً على سنةٍ واستقامة، ومعرفة بالشروط وعللها. توفي في جمادى الآخرة وله خمس وسبعون سنة. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن الحارث.) أبو بكر التميمي الإصبهاني الزاهد، المقريء، النحوي، المحدَّث، نزيل نيسابور.) (29/281)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 282 روى عن: أبي الشيخ بن حبان، وأبي الحسن الدارقطني، وعبد الله بن محمد القراب، جماعة. روى عنه: أبو بكر البيهقي، وعبد الغفار بن محمد الشيرويي، ومنصور بن بكر بن حيد، ومحمد بن يحيى المزكي، وغيرهم. وكان إماماً في العربية. تخرج به أهل نيسابور. وتوفي في ربيع الأول وله إحدى وثمانون سنة 4 (أحمد بن محمد بن يوسف.) أبو نصر الدوغي الجرجاني. سمع: عبد الله بن عدي. توفي قريباً من سنة ثلاثين. 4 (أحمد بن محمد بن إسحاق.) أبو منصور المقريء البغدادي، عرف بالحبال. قرأ على: أبي حفص الكتاني. قال الخطيب: ثقة، كتبت عنه، وكنت أتلقن عليه. مات في ذي الحجة. 4 (إسماعيل بن أحمد بن عبد الله) (29/282)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 283 أبو عبد الرحمن الحيري، النيسابوري الضرير، المفسر. حدَّث عن: أبي الفضل محمد بن الفضل بن خزيمة، وأبي محمد الحسن بن أحمد المخلدي، وزاهر بن أحمد السرخسي، وأبي الحسين الخفاف، ومحمد بن مكي الكشميهني. قال الخطيب: قدم علينا حاجاً سنة ثلاث وعشرين، ونعم الشيخ علماً وأمانة وصدقاً وخلقاً. ولد سنة إحدى وستين وثلاثمائة. ولما حجّ كان معه حمل كتب ليجاور، فرجع النّاس لفساد الطريق، فعاد إلى نيسابور، وكان في جملة كتبه البخاري، قد سمعه من الكشميهني. فقرأت عليه جميعه في ثلاثة مجالس، اثنان منها في ليلتين، كنت ابتديء بالقراءة وقت المغرب، وأقطعها عند صلاة الفجر. وقبل أنّ أقرأ الثالث عبر الشيخ إلى الجانب الشرقي مع القافلة، فمضيت إليه مع طائفة كانوا حضروا الليلتين الماضيتين، فقرأت عليه من صحوة نهار إلى المغرب، ثم من المغرب إلى طلوع الفجر، ففرغ الكتاب، ورحل الشيخ صبيحتئذ. وقال عبد الغافر: أبو عبد الرحمن الحبري المفسر المقريء الزاهد. (29/283)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 284 أحد أئمة المسلمين كان من العلماء العالمين. له التصانيف المشهورة في علوم، القرآن، والقراءآت، والحديث، والوعظ رحل في طلب الحديث كثيراً. وكان نفاعاً للخلق، مفيداً مباركاً في علمه وسماعه. أنبا عنه) مسعود بن ناصر. قلت: ذكر ابن خيرون وفاته في سنة ثلاثين. وله تفسير مشهور. رحمه الله 4 (إسماعيل بن عبد الله بن الحارث بن عمر) أبو علي المصري الأديب البزاز. دخل الأندلس تاجرا في هذه السنة. وقد سافر إلى العراق، وخراسان، واليمن، ولقي: أبا بكر الأبهري، وغيره. واستكثر من الرواية. وبرع في اللغة والعربية. وكان من أهل الدين والفضل. ولد بعد سنة خمسين وثلاثمائة. (حرف الحاء)

4 (الحسن بن أحمد بن محمد) (29/284)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 285 الخطيب أبو عليّ البلخي. قدم بغداد حاجاً، فحدَّث عن: محمد بن أحمد بن شاذان البلخي، وغيره. قال الخطيب أبو بكر كان ثقة. عاش ستاً وتسعين سنة. 4 (الحسن بن أحمد بن محمد بن عمر) الشيخ أبو محمد بن المسلمة المعدل. حدَّث عن: محمد بن المظفر. قال الخطيب: صدوق. مات في صفر، رحمه الله. 4 (الحسين بن شعيب) أبو عليّ المروزي السنجي، الفقيه الشافعي. عالم أهل مرو في وقته. تفقه بأبي بكر القفال المروزي، وصحبه حتى برع. ورحل فسمع من: (29/285)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 286 السيد أبي الحسن العلوي، وأصحاب المحاملي. وهو أول من جمع في المذهب بين طريقتي الخراسانيين والعراقيين، وله وجه في المذهب. وتفقه ببغداد على الشيخ أبي حامد، رحمه الله. 4 (الحسين بن محمد بن الحسن.) أبو عبد الله البغدادي الخلال المؤدب. سمع: أبا حفص الزيات، وجماعة. ودخل إلى ما وراء النهر. وسمع في طريقه بجرجان وهمذان. وسمع صحيح البخاري بكشمير من إسماعيل صاحب الكشاني ورواه ببغداد. قال الخطيب: كتبنا عنه ولا بأس به. هو أخو الحافظ أبي محمد الخلال. روى عنه: أبو الفضل بن خيرون 4 (الحسين بن محمد بن عليّ) (29/286)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 287 أبو عبد الله الباساني. روى عن: أبي بكر الإسماعيلي، وأبي أحمد الغطريفي. وحدَّث بصحيح الإسماعيلي. روى عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل عبد الله بن محمد، وأبو عبد الله محمد بن عليّ العميري، وأبو العلاء صاعد بن سيار، وإسماعيل بن حمزة بن فضالة،) والهرويون. توفي في جمادى الآخرة. 4 (حرف الزاي.)

4 (زياد بن عبد الله بن محمد بن زياد بن أحمد بن زياد.) أبو عبد الله قرطبي. روى عن: أبيه، وأبي محمد الباجي وأجاز له. روى عنه: أبو إسحاق بن شنظير مع تقدمه، وأبو عبد الله بن عتاب، وعاش خمساً وثمانين سنة. ولم يكن له كبير علم. 4 (أبو زيد الدبوسي) هو عبد الله، يأتي. 4 (زياد بن عبد العزيز بن أحمد بن زياد الجذاميّ.) (29/287)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 288 أبو مروان الشاعر. كان بارعاً في الآداب، بليغاً إخبارياً. له تصانيف في فنون. عاش اثنتين وثمانين سنة وأشهراً. وهو من أدباء الأندلس. 4 (حرف السين)

4 (السري بن إسماعيل بن الإمام أبي بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي) أبو العلاء الجرجاني. عالم عصره في الفقه والأدب. كان متواضعاً، محباً للعلماء والفقراء. رحل، وسمع بالري، وهمذان، والكوفة، وبغداد. وروى عن: جده أبي بكر، وأبي أحمد الغطريفي، وأبي الحسن الدارقطني، وأبي حفص بن شاهين. توفي في ذي الحجة. وكان مفتي جرجان بعد والده العلامة أبي سعد. تفقه به جماعة، وتفرد عن جده ببعض الكتب. واستكمل سبعين سنة. (29/288)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 289 4 (حرف الطاء)

4 (طاهر بن محمد بن دوست بن حسن القهستاني.) توفي بنيسابور. 4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن ربيعة بن عمر.) أبو سهل الكندي البستي. قدم دمشق، وحدَّث بها. عن: أبي سليمان الخطابي، وغيره. روى) عنه: نجا بن أحمد، وعبد العزيز الكتاني، ومحمد بن عليّ الفراء، وأبو القاسم بن أبي العلاء. سمعوا منه في هذه السنة. 4 (عبد الله بن عمر بن عيسى.) (29/289)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 290 القاضي أبو زيد الدبوسي الفقيه الحنفي. ودبوسية بلدة صغيرة بين بخارى وسمرقند. كان ممن يضرب به المثل في النظر واستخراج الحجج، وهو أول من وضع علم الخلاف وأبرزه إلى الوجود. صنف كتاب الأسرار، وكتاب تقويم الأدلة، وكتاب الأمد الأقصى، وغير ذلك. وكان شيخ تلك الديار. توفي ببخارى رحمه الله. 4 (عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران بن مهران.) مولى بني أمية. (29/290)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 291 أبو القاسم البغدادي الواعظ. مسند العراق في زمانه. سمع: أبا سهل بن زياد القطان، وأبا بكر النجاد، وحمزة الدهقان، وأحمد بن خزيمة، ودعلج بن أحمد، وأبا بكر الشافعي، وعبد الخالق بن أبي روبا، وأبا بكر الآجري، وعبد الله الفاكهي، وعمر بن محمد الجمحي المكيني. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة ثبتاً صالحاً. ولد في شوال سنة تسع وثلاثين. قلت: روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء المصيصي، وأبو الفضل بن خيرون، ومحمد بن سليمان بن لوين، وأبو بكر محمد بن أحمد بن الفقيرة، وأبو غالب محمد بن عبد العزيز. وإمام جامع الرصافة، ومحمد بن المنذر بن طيبان، وأبو نصر أحمد بن الحسن المزرر، وأبو الحسن عليّ بن أحمد بن الخل، وأبو منصور محمد بن أحمد الخياط المقريء، وأبو الخطاب عليّ بن الجراح، وأبو سعد الأسدي، وأبو غالب الباقلاني، وعلي بن أحمد بن فتحان الشهرزوري، وعدّة. توفي في ربيع الآخر. قال الخطيب: وأوصى أنّ يدفن بجنب أبي طالب المكي. وكان الجمع في جنازته يتجاوز الحد ويفوق الإحصاء. 4 (عبد الملك بن محمد بن إسماعيل.) (29/291)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 292 أبو منصور الثعالبي النيسابوري، الأديب الشاعر، صاحب التصانيف الأدبية، منها: كتاب المبهج، وكتاب يتيمة الدهر، وكتاب فقه اللغة، وكتاب ثمار القلوب، وكتاب التمثيل والمحاضرة، وكتاب غرر المضاحك، وكتاب الفرائد والقلائد، وكتبه كثيرة جداً، وكان يلقب) بحاحظ أوانه. وفيه يقول يعقوب الشاعر: (سحرت النّاس في تأليف سحركْ .......... فجاء قلادةً في جيد دهركْ)

(وكم لك من مقالٍ في معانٍ .......... شواهد عندنا بعُلوّ قدركْ)

(وقيت نوائب الدُّنيا جيمعاً .......... فأنت اليوم جاحظ أهل عصركْ) وقد سارت مصنفاته سير المثل، وضربت إليه آباط الإبل. ومن شعره في الأمير أبي الفضل الميكالي. (لك في المفاخر معجزاتٌ جمّةٌ .......... أيداً لغيرك في الورى لم تجمع)

(بحران: بحرٌ في البلاغة شأنهُ .......... شعر الوليد وحسن لفظ الأصمعي.)

(كالنّور أو كالسحر أو كالبدر أو .......... كالوشي في برد عليه موسع)

(شكراً فكم من فقرةٍ لكم كالغنى .......... وافى الكريم بعيدَ فقرِ مدقعِ)

(وإذا تفتّق نورُ شعرك ناظراً .......... فالحسن بين مرصَّع ومصرعِ) (29/292)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 293 ولد سنة خمسين وثلاثمائة، وتوفي على الصحيح سنة ثلاثين، وقيل تسع وعشرين. 4 (عبيد الله بن منصور.) أبو القاسم البغدادي المقريء الغزال. سمع أبا بكر القطيعي. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صالحاً ثقة خاشعاً. اقعد في آخر عمره. وتوفي في صفر. 4 (عدنان بن محمد بن الحسين.) أبو أحمد الهروي. روى عن: أبي الحسن الخياط، وغيره. روى عنه: أبو عبد الله العميري، والمليحي عبد الأعلى. 4 (عليّ بن إبراهيم بن سعيد.) (29/293)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 294 أبو الحسن الحوفي المصري النحوي الأوحد. له تفسير جيد، وكتاب إعراب القرآن في عشر مجلدات، وكتب أخر. واشتغل عليه خلق من المصريين. أخذ عنه محمد بن عليّ الأدفوي. 4 (عليّ بن أيوب بن الحسين القمي.) أبو الحسن بن الساربان الكاتب. روى عن المتنبي ديوانه بقوله. وعن: أبي سعيد السيرافي،) وجماعة. قال الخطيب: قرأت عليه شعر المتنبي، وكان رافضياً. 4 (حرف القاف)

4 (القاسم بن محمد بن القاسم بن حماد.) أبو يعلى القرشي الخطيب، الهروي. من علماء هراة وأعيانها. 4 (القاسم بن محمد بن إسماعيل.) أبو محمد القرشي المرواني القرطبي. روى عن: أبي بكر بن القوطية، وكان فصيحاً مفوهاً، أديباً نبيلاً. عاش ستاً وثمانين سنة. (29/294)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 295 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن الحسين بن محمد الخلف. أبو حازم بن الفراء، البغدادي.) سمع: أبا الحسن الدّراقطني، وأبا عمر بن حيويه، وأبا حفص بن شاهين، وأبا الحسن الحربي. وحدث بمصر، والشام. روى عنه: الخطيب، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن المشرف التمار، وأبو الحسن عليّ بن الحسين الخلعي. قال الخطيب: لا بأس به. ثم بلغنا أنّه خلّط بمصر، واشترى صحفاً فحدّث منها. وكان يذهب إلى الأعتزال. وقال الحبّال: مات في المحرّم. 4 (محمد بن سليمان.) أبو عبد الله بن الحنّاط الرعيني. الأديب، شاعر من أهل الأندلس. كان يناويء أبا عامر أحمد بن شهيد ويعارضه. وله في ابن شهيد قصيدة، وهي: (أمّا الفِراق فلي من يومِه فرقٌ .......... وقد أرِقتُ له لو ينفعِ الأَرقُ)

(أظْعانهم سابَقت عيني التي انهملت .......... أمّ الدّموعِ مع الأَظعان تَسْبِقُ)

(عاق العقيق عن السلوان واتّضحت .......... في تُوْضح لي من نَهْج الهوى طرقُ) (29/295)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 296 (لولا النّسيم الّذي تأتي الرّياحُ به .......... إذا تضوّع مِن عرْف الحمى الأفق)

(لم أدْرِ أنّ بيوتِ الحيّ نازلةٌ .......... نَجْداً ولا اعتادني نحو الحمى القلقُ)

(ما في الهوادجِ إلاّ الشمس طالعة .......... وما بقلبي إلاّ الشوّق الحُرقُ)

4 (محمد بن العبّاس بن حسين:) أبو بكر البغدادي القاصّ. فقيرٌ يقص في الطرقات. روى عن: أبي بكر القطيعي، ومحمد بن) أحمد المفيد. روى عنه الخطيب. 4 (محمد بن عبد الرزّاق بن أبي الشّيخ عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيّان.) أبو الفتح الإصبهاني. سمع من جده. روى عنه: أبو عليّ الحداد، وغانم البرجي، وجماعة. 4 (محمد بن عبد العزيز بن أحمد.) أبو الوليد ابن المعلّم الخشنيّ القرطبي. روى عن أبي بكر بن الأحمر، وأبي محمد الباجي. وكان إماماً في فنون الأدب، وفكّ المعمّى، ونظم الشعر. ثاقب الذهن، فحل النظم. له تصانيف في الأدب. روى عنه: ابن خزرج، وقال: عاش تسعاً وسبعين سنة. 4 (محمد بن عليّ.) (29/296)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 297 أبو بكر الدينوري الزاهد. نزيل بغداد. كان عابداً قانتاً، خشن العيش، منقبضاً عن النّاس. قال ابن النجار: كان أبو الحسن القزويني الزّاهد يقول: عبرَ الدينوريّ قنطرة خلّف من بعدَه وراءه. وروى شيخ الإسلام أبو الحسن الهكاري، عن أبي بكر الدينوري أربعين حديثاً لسلمان الفارسي. قلت موضوعة هي. توفي لتسع بقيت من شهر شعبان، واجتمع النّاس في جنازته من سائر أقطار بغداد. وكان كثير الدّخول، فيما بَلغنا، على القادر بالله. 4 (محمد بن عمر بن جعفر.) أبو بكر الخرقي. بغدادي معروف بابن درهم. سمع: أبا بكر بن خلاد النصيبي، والقطيعي، وابن سلم الختّليّ. روى عنه: الخطيب، وقال: كان صدوقاً. عاش سبعاً وثمانين سنة. 4 (محمد بن عيسى.) أبو عبد الله الرّعيني. ابن صاحب الأحباس. روى بقرطبة عن: أبي عيسى الليثي، وأبي محمد الباجي، وهارون بن موسى النحوي. وكان نحوياً لغوياً. (29/297)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 298 حدَّث عنه: ابنه الحافظ أبو بكر عيسى. 4 (محمد بن عيسى) أبو منصور الهمذاني. من كبار المشايخ، يقال: قتل في هذه السّنة في شعبان، رواه الخطيب عن عيسى بن أحمد الهمذاني. وسيأتي سنة إحدى وثلاثين. 4 (محمد بن محمد بن أحمد بن عليّ) أبو بكر المولقاباذي السورينّي النيسابوريّ. وسورين: قرية على نصف فرسخ من نيسابور.) وهو ابن عم أبي حسان المزكّيّ. سمع. أبوي عمرو: ابن مطر وابن نجيد. وتوفي في رجب. 4 (محمد بن المغلس بن جعفر بن المغلس) الفقيه أبو الحسن المصريّ الدّاوديّ. سمع: المحسن بن رشيق، وغيره. (29/298)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 299 4 (المحسن بن أحمد) القاضي أبو نصر. مات بمرو في رمضان. 4 (موسى بن عيسى بن أبي حاج وأسمه يحج.) الإمام أبو عمران الفاسي الدّار، الغفجومي النسب، وغفجوم قبيلة من زاناتة. البربري، الفقيه المالكي، نزيل القيروان. وإليه انتهت بها رئاسة العلم. تفقه على أبي الحسن القابسي، وهو أجل أصحابه. ودخل إلى الأندلس، فتفقه على أبي محمد الأصيليّ. (29/299)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 300 وسمع من: عبد الوارث بن سفيان، وسعيد بن نصر، وأحمد بن قاسم التاهرتي. قال ابن عبد البرّ: كان صاحبي عندهم، وأنا دللته عليهم. قلت: وحجّ حججاً. وأخذ القراءآت عرضاً ببغداد عن أبي الحسن الحمامي وغيره. وسمع من أبي الفتح بن أبي الفوارس. ودرس علم الأصول على القاضي أبي بكر الباقلانيّ. وكان ذهابه إلى بغداد في سنة تسعِ وتسعين وثلاثمائة. قال حاتم بن محمد: كان أبو عمران الفاسيّ من أعلم النّاس وأحفظهم. جمع الفقه إلى الحديث ومعرفة معانيه. وكان يقرأ القراءآت ويجودها مع معرفته بالرّجال، والجرح والتعديل. أخذ عنه النّاس من أقطار المغرب. ولم ألق أحداً أوسع منه علماً ولا أكثر رواية. وقال ابن بشكوال: أقرأ النّاس مدّة بالقيروان. ثم ترك الإقراء ودرس الفقه وروى الحديث. وقال ابن عبد البرّ: ولدت مع أبي عمران في عام واحد سنة ثمان وستين وثلاثمائة وقال أبو عمرو الدانيّ: توفي في ثالث عشر رمضان سنة ثلاثين. قلت: تخرج به خلق من المغاربة في الفقه. وذكر القاضي عياض أنه حدَّث في القيروان مسألة: الكفار هل يعرفون (29/300)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 301 الله تعالى أم لا؟ فوقع فيها اختلاف العلماء، ووقعت في ألسنة العامة، وكثر المراء، واقتتلوا في الأسواق إلى أن ذهبوا إلى أبي عمران الفاسيّ فقال: إن أنصتم علمتكم قالوا: نعم، قال: لا يكلمني إلا رجلٌ ويسمع الباقون. فنصبوا واحداً منهم فقال له: أرأيت لو) لقيت رجلاً فقلت له: أتعرف أبا عمران الفاسي فقال: نعم. فقلت: صفه لي. فقال: هو بقال بسوق كذا، ويسكن سبته. أكان يعرفني قال: لا. فقال: لو لقيت آخر فسألته كما سألت الأول فقال: أعرفه يدرس العلم ويفتي، ويسكن بغرب الشماط. أكان يعرفني قال: نعم. قال: كذلك الكافر، قال: لرّبه صاحبةٌ وولد، وأنه جسمٌ لم يعرف الله، ولا وصفه بصفته، بخلاف المؤمن. قالوا: شفيتنا. ودعوا له، ولم يخوضوا في المسألة بعدها. (29/301)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 302 4 (حرف النون)

4 (نصر بن محمد.) أبو منصور العبيدي الهروي. روى عن: المفتي أبي حامد أحمد بن محمد الشاركي. روى عنه: الحسين بن محمد الكتبي. (29/302)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 303 4 (وممن كان في هذا الوقت)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحسين بن عليّ التراسي) أبو الحسن. حدَّث بالمراغة عن: أحمد بن الحسن بن ماجه القزويني، وأحمد بن طاهر بن النجم الميانجي، وغيرهما. روى عنه: أبو علان سعد بن حميد، وعلي بن هبة الله التراسي شيخاً السلفي. 4 (أحمد بن الحسين بن محمد.) المحدث الأمام أبو حاتم بن خاموش الرازي البزاز. من علماء السنة. يروي عن: أبي عبد الله الحسين بن عليّ القطان، وأحمد بن محمد بن إبراهيم المروزي الفقيه، والحسين بن محمد المهلبي، والحافظ ابن مندة، وخلق. روى عنه: أبو منصور حجر بن المظفر، وأبو بكر عبد الله بن الحسين التوبي. بقي إلى حدود سنة ثلاثين، بل أربعين. (29/303)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 304 وحكاية شيخ الإسلام الأنصاري معه مشهورة. وقوله: مَن لم يكن حنبلياً فليس بمسلم. يريد في النحلة. وذلك في ترجمة الأنصاري. وقع لنا حديثه في أربعين الطائيّ. 4 (أحمد بن إبراهيم بن أحمد.) أبو الحسن الإصبهاني، الشافعي، النجار. شيخ نبيل، ثقة، عالي الإسناد. عنده عن الطبراني. سكن نيسابور، وسمع من بِشر بن أحمد أيضاً. روى عنه: مسعود بن ناصر، وأحمد بن عبد) الملك الإسكاف. 4 (أحمد بن عليّ.) الحافظ أبو بكر الرازي، ثم الإسفرائينيّ الزاهد. ثقة، حافظ، مفيد، كثير الحديث. أملى بجامع إسفرايين. وحدثّ عن: زاهر السرخسي، وشافع بن محمد بن أبي عوانة، وأبي محمد المخلدي، وأبي الفضل محمد بن أحمد الخطيب المروزي، وأبي بكر محمد بن أحمد بن الغطريف، وطائفة. وكان يخرج للشيوخ. ومات كهلاً. روى عنه: أبو صالح المؤذن. زمر سميه سنة ثمان وعشرين وأربعمائة. (29/304)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 305 4 (أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن يزداد.) أبو منصور الصيرفي. عن: أبي الشيخ. وعنه: أبو عليّ الحدّاد، والوخشي. 4 (إسماعيل بن أبي أحمد الحسين بن عليّ بن محمد.) أبو المظفر ابن حسينك التميمي النيسابوري. ولد سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. وسمع من: أبيه، وبشر بن أحمد، وأبي الحسن محمد بن إسماعيل السراج، وأبي عمرو بن نجيد. روى عنه: أولاد القشيري. 4 (حرف الثاء)

4 (ثابت بن يوسف بن إبراهيم.) أبو الفضل القرشي السهمي. أخو الحافظ حمزة الجرجاني. شيخ نبيل. حدَّث نيسابور في سنة إحدى وعشرين، ورد إلى جرجان. روى عنه: أبي بكر الإسماعيلي، وأبي الحسن عليّ بن عبد الرحمن البكّائي، وأبي العبّاس الهاشمي. وحدّث بالكثير. 4 (حرف الخاء)

4 (خلف بن أبي القاسم) (29/305)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 306 العلامة أبو سعيد الأزدي الفيرواني المغربي، المشهور بالبراذعي. قال القاضي عياض: كان من كبار أصحاب ابن أبي زيد، وأبي الحسن القابسيّ. ألف كتاب التهذيب في اختصار المدونة، فظهرت بركة هذا الكتاب على الفقهاء، وعليه المعول في المغرب. وله تصانيف جمّة. سكن صقلية وتقدم عند صاحبها، واشتهرت كتبه بصقلية. وكان يصحب السلاطين.) ويقال لحِقه دعاء شيخه أبي محمد بن أبي زيد لأنه كان ينتقصه، ويطلب مثالبه، فدعا عليه، فلفظته القيروان. وله اختصار الواضحة لابن حبيب، رحمه الله. 4 (خلف بن أحمد بن خلف.) أبو بكر الأنصاري الرحوي. من أهل طليطلة. رحل إلى المشرق، وأخذ عن: أبي محمد بن أبي زيد. وكان إماماً ورعاً، دعي إلى قضاء طليطلة فامتنع، وهرب. وله حظ وافر من الصلاة والصيام. (29/306)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 307 حدَّث عنه: حاتم بن محمد الطرابلسي، وأبو الوليد الباجي، وجماعة. 4 (حرف الراء)

4 (رافع بن محمد بن رافع بن القاسم بن أيوب.) أبو العلاء، قاضي همذان. روى عن: إبراهيم بن محمد بن يعقوب، ومحمد بن أحمد بن جعفر الفامي، وابن برزة، وإسحاق بن سعد النسوي، وجماعة. قال شيرويه: ثنا عنه: عبدوس، ومحمد بن الحسين الصوفي، وأحمد بن عمر البزاز، ومهدي بن نصر. وهو صدوق، من أصحاب الرأي. 4 (الرشيقي.) هو عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن يوسف أبو أحمد الشيرازي. محدّث فاضل. رحل إلى خراسان، وبخارى. وسمع الكثير. سمع بفارس من القاضي أبي محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي، وببخارى من إسماعيل بن حاجب الكشانيّ. روى عنه: الحافظ عبد الغني النخشبي، ومحمد بن إبراهيم بن فارس. توفي بعد العشرين. (29/307)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 308 4 (حرف الشين) شريك بن عبد الملك بن حسن. أبو سعد المهرجاني الإسفرائيني. روى عن: بشر بن أحمد الإسفرائيني، وغيره. روى عنه: أبو بكر البيهقيّ. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن فضالة.) أبو عليّ النيسابوري الحافظ. نزيل الرّيّ ومحدثها. كتب الكثير، وطوف وجمع، وحدّث عن: أبي أحمد الغطريفي، وأبي بكر بن المقري، وطبقتهما. روى عنه: أبو مسعود البجلي، وأبو) بكر الخطيب، وغيرهما. ذكره أبو الحسن الريحي في تاريخه فقال: رحل إلى العراق، وخراسان، وما وراء النهر، وإصبهان. إلا أنه كان يخالط المعتزلة ويغلو في التشيع. 4 (عليّ بن إبراهيم بن أحمد بن حمويه.) أبو الحسن الأزدي الشيرازي، ثم المصري. سمع: الحسن بن رشيق، وأبا الطاهر الذهلي، وأبا يعقوب النجيرمي، وأبا القاسم الجوهري، وأبا أحمد السّامري، وأبا بكر أحمد بن نصر الشذائي، وأبا بكر محمد بن عليّ الأدفويّ. (29/308)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 309 وأجاز له الفقيه أبو إسحاق بن شعبان وهو ابن خمسة أعوام، وحج مع والده. ودخل إلى بغداد سنة سبع وستين فلقي علماءها. ودخل البصرة. ترجمه ابن خزرج وقال: كان من أهل الثقة والفضل والسنة. ولد بمصر سنة سبع وأربعين. وقال غيره: ولد سنة خمسين وثلاثمائة. روى عنه: أبو عمرو المرشاني، وأبو عمر بن عبد البر. وتوفي بإشبيلية بعد سنة ست وعشرين. 4 (عليّ بن القاسم بن محمد) الإمام أبو الحسن البصري، الطابثي، المالكي. وطابث: من قرى البصرة. أخذ عن ابن الجلاب، وعبد الله الضرير. نزل مصر، وحمل عنه الفقهاء. 4 (عليّ بن إبراهيم بن حامد) أبو القاسم الهمذاني البزاز. يعرف بابن جولاه. روى عن: أبي القاسم بن عبيد، والزبير بن عبد الواحد، وابن أبي زكريا، وغيرهم. قال شيرويه: توفي سنة نيف وعشرين. وثنا عنه: محمد بن الحسين، وأحمد بن طاهر القومساني، وسعد القصري. وروى عنه: ابن عزو بنهاوند، وسليمان بن إبراهيم الحافظ. وكان صدوقاً، رحمه الله. (29/309)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 310 4 (حرف الفاء)

4 (الفضل بن سهل) أبو العباس المروزي الصّفار. حدَّث بدمشق عن: لاحق بن الحسين، ومنصور بن محمد الحاكم، وجماعة. وعنه: الكتاني، وأبو القاسم بن أبي العلاء، وأبو الحسن بن أبي الحديد، وابنه الحسن بن أبي الحديد. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمد.) ) القاضي أبو بكر الفارسي، ثم النيسابوري المشاط. سمع: أبا عمرو بن مطر، ومحمد بن الحسن السراج، وإبراهيم بن عبد الله، وجماعة. روى عنه: أبو بكر البيهقي، وعلي بن أحمد المؤذن، وعلي بن عبد الله ابن أبي صادق، وأبو صالح المؤذن. واستشهد بإسفرايين على أيدي التركمان، قتلوه، رحمه الله، ظلماً سنة ثمان وعشرين. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عليّ بن الحسن.) أبو الحسين الإصبهاني الكسائي المقريء. سمع: أبا الشيخ، وغيره. وعنه: أبو سعد محمد المطرز. 4 (محمد بن أحمد بن عمر.) (29/310)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 311 أبو عمر الإصفهاني الخرقي المقريء شيخ معمر: قرأ بالروايات على محمد بن أحمد بن عبد الوهاب السلمي، وهو آخر أصحابه موتاً. قرأ عليه، وقرأ على خاله محمد بن جعفر الأشناني. قرأ عليه: محمد بن عبد الله بن المرزبان، ومحمد بن محمد بن عبد الوهاب، وأبو الفتح الحداد الإصبهانيون. 4 (محمد بن الحسن بن يوسف.) أبو عبد الله الصنعاني. روى بمكة عن: أبي عبد الله النقوي صاحب إسحاق الدبري. روى عنه: عيسى بن أبي ذر، وسماعه منه بعد العشرين وأربعمائة. 4 (محمد بن الحسن بن الهيثم.) أبو عليّ الفيلسوف. صاحب المصنفات الكثيرة في علوم الأوائل لا رحمهم الله. (29/311)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 312 أصله بصري، سكن الديار المصرية إلى أن مات في حدود الثلاثين وأربعمائة. كان من أذكياء بني آدم، عديم النظير في عصره في العلم الرياضي، وكان متزهداً زهذ الفلاسفة. لخص كثيراً من كتب جالينوس، وكثيراً من كتب أرسطو طاليس. وكان رأساً في أصول الطب وكلياته. وكان وزر في أول أمره، ثم تزهد وأظهر الجنون، وأنملس إلى ديار مصر. وكان مليح الخط فنسخ في بعض السنة ما يكفيه لعامه من إقليدس والمجسطي. وكان مقيماً بالجامع الأزهر. وكان على اعتقاد الأوائل، صرح بذلك نسأل الله العافية. وقد سرد ابن أبي أصيبعة مصنفات هذا في نحو من كرّاس، وأكثرها في الرياضي والهندسة، وباقيها في الإلهي، وعامتها مقالات صغار.) 4 (محمد بن عبد الملك بن مسعود بن أحمد.) الإمام أبو عبد الله المسعودي المروزي الشافعي. صاحب أبي بكر القفال المروزي. إمام مبرز، وزاهد ورع. صنف شرح مختصر المزني، فأحسن فيه. له ذكر في الوسيط، وفي الروضة النواوية. (29/312)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 313 توفي سنة نيف وعشرين. 4 (محمد بن أبي عمرو ومحمد بن يحيى.) المحدث أبو عبد الله النيسابوري. حدَّث ببغداد عن: أبي محمد المخلدي، وأبي بكر الجوزقي. روى عنه: الخطيب. 4 (أبو الريحان محمد بن أحمد البيرونيّ) وبيرون: من بلاد السند. (29/313)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 314 من أعيان الفلاسفة، وكان معاصراً للشيخ الرئيس ابن سينا، فاضلاً في الهيئة والنجوم، خبيراً بالطبّ. صنف كتاب الجماهير في الجواهر، وكتاب الصيدلة في الطب وكتاب مقاليد الهيئة، وكتاب تسطيح الهيئة مقالة في استعمال الإصطرلاب الكري، كتاب الزيج المسعودي، صنفه للملك مسعود بن السلطان محمود بن سبكتكين، وتصانيف أخر ذكرها ابن أبي أصيبعة في تاريخه. وينقل من كلامه صاحب حماه الملك المؤيد. 4 (حرف النون)

4 (نعيم بن حماد بن محمد بن عيسى بن الحسن بن نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث.) أبو عبد الله الخزاعي. قال الخطيب: قدم علينا من الدينور، وثنا عن أصحاب ابن أبي حاتم. 4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن عليّ بن محمد بن الطيب) أبو طالب الدسكري الصوفي. (29/314)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 315 نزيل حلوان. سمع بجرجان من: أبي أحمد الغطريفي، وعلي بن الحسن بن الأستراباذي، وأبا نصر بن الإسماعيلي، وغيرهم. روى عنه: أبو مسعود البجلي، وعبد الكريم بن محمد الشيرازي. 4 (يوسف بن حمود بن خلف.) أبو الحجاج الصدفي القاضي المالكي. من أعيان مالكية المغرب. كان خيراً، وصالحاً، زاهداً، وفقيهاً، أديباً شاعراً. ولي قضاء سبتة بعد قتل القاضي بن زوبع، ولاّه المستعين. أخذ عن: أبي محمد الأصيلي، وأبي بكر الزبيدي. روى عنه: ابنه حمود، وابن أخيه إبراهيم بن الفضل،) وقاسم بن عليّ، وأبو محمد المسيلي، وغيرهم. قال القاضي عياض: توفي في حدود الثلاثين وأربعمائة انتهت الطبقة لله الحمد (29/315)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 316 (29/316)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 317 (29/317)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 318 (29/318)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 319 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الرابعة والأربعون احداث)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (احداث سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة)

4 (شغب الأتراك) فيها شغب الأتراك، وخرجوا بالخيم، وتشكوا من تأخر النفقات ووقوع الاستيلاء على إقطاعهم. فعرف السلطان، فكاتب دبيس بن عليّ بن مزيد. وأبا الفتح بن ورام، وأبا الفوارس بن سعدي في الإستظهار بهم، وكتبَ إلى الأتراك رقعة يلومهم. وحاصل الأمر أن النّاس ماجوا وانزعجوا، ووقع النهب وغلت الأسعار وزاد الخوف، حتى أن الخطيب يوم الجمعة صلى صلاة الجمعة بجامع براثا وليس وراءه إلا ثلاثة أنفس بدرهم خفارة. 4 (زيارة جلال الدولة المشاهد) وخرج الملك جلال الدولة لزيارة المشهدين بالحير والكوفة، ومعه أولاده والوزير كمال الملك، وجماعة من الأتراك فبدأ بالحائر، ومشى حافياً من العلميّ. ثم زار مشهد الكوفة فمشى حافياً من الخندق، وقدر ذلك فرسخ. (29/319)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 320 4 (احداث سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة)

4 (إستيلاء الغز والسلاجقة على خراسان) فيها نزلت الغز الري، وانصرف مسعود إلى غزته. وعاد طغرلبك إلى نيسابور. واستولت الغز والسلجوقية على جميع خراسان، وظهر من خرقهم الهيبة وأطراحهم الحشمة وقتلهم النّاس ما جاوز الحد. وقصدوا خلقاً كثيراً من الكتاب فقتلوا منهم وصادروا وبدعوا. 4 (الفتنة بين السنة والشيعة) وتجددت الفتن. ووقع القتال بين أهل الكرخ والسنة، واستمر ذلك. وقتل جماعة. وسبب ذلك) انخراق الهيبة وقلة الأعوان. (29/320)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 321 4 (احداث سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة)

4 (دفع الغز عن همذان) فيها دخل الملك أبو كاليجار ودفع الغز عن همذان 4 (شغب الأتراك وإفسادهم) وفيها شغبت الأتراك وتبسطوا في أخذ ثياب النّاس، وخطف عمائمهم. وأفسدوا إلى أن وعدوا بإطلاق أرزاقهم. 4 (التعريف بالبلغر) قدم رجل من البلغر من أعيان قومه، ومعه خمسون نفساً قاصداً للحج، فأهدي له شيء من دار الخلافة، وكان معه رجل يقال له القاضي عليّ بن إسحاق الخوارزمي، فسئل عن البلغر من أي الأمم هم قال: قوم تولدوا بين الأتراك والصقالبة، وبلادهم من أقصى بلاد الترك. وكانوا كفاراً، ثم ظهر فيهم الإسلام. وهم على مذهب أبي حنيفة. ولهم عيون وأنهار، ويزرعون على المطر. وحكى أن الليل يقصر عندهم حتى يكون ست ساعات، وكذلك النهار. 4 (موت علاء الدولة بن كاكويه) وفيها مات علاء الدولة أبو جعفر بن كاكويه متولي إصبهان (29/321)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 322 4 (الدعوة لأبي كاليجار في بلاد ابن كاكويه) وولي بعده ابنه أبو منصور، فأقام الدعوة والسكة للملك أبي كاليجار في جميع بلاد ابن كاكويه. 4 (نيابة ناصر الدولة دمشق) وفيها ولي نيابة دمشق للمستنصر الأمير ناصر الدولة الحسن بن الحسين بن عبد الله بن حمدان، فحكم بها سبع سنين. 4 (قراءة الاعتقاد القادري) وفيها قريء الاعتقاد القادري بالديوان. أخرجه القائم بأمر الله، فقريء وحضره العلماء والزهاد. وحضر أبو الحسن عليّ بن عمر القزويني الزاهد، وكتب بخطه قبل الفقهاء: هذا اعتقاد المسلمين، ومن خالفه فقد خالف وفسق وكفر. وهو: يجب على الإنسان أن يعلم أن الله) وحده لا شريك له. وفيه: كان ربنا ولا شيء معه ولا مكان يحويه، فخلق كل شيء بقدرته، وخلق العرش لا لحاجة إليه، واستوى عليه كيف شاء وأراد، لا إستواء راحة كما يستريح الخلق. ولا مدبره غيره، والخلق كلهم عاجزون، الملائكة والنبيون. وهو القادر بقدرة، العالم بعلم. وهو السميع البصير، متكلم (29/322)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 323 كلام لا بآلة كآلة المخلوقين. لا يوصف إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به نبيه. وكل صفة وصف بها نفسه أو وصف بها نبيه فهي صفة حقيقة لا صفة مجاز. ونعلم أن كلام الله غير مخلوق، تكلم به تكليماً، وأنزله على رسوله على لسان جبريل، فتلاه على محمد صلى الله عليه وسلم، وتلاه محمد على أصحابه. ولم يصر بتلاوة المخلوقين له مخلوقاً، لأنه ذاك الكلام بعينه الذي تكلم الله به، فهو غير مخلوق بكل حال متلواَ ومحفوظاً ومكتوباً ومسموعاً، ومن قال إنه مخلوق على حال من الأحوال فهو كافر حلال الدم بعد الأستتابة منه. ونعلم أن الإيمان قول وعمل ونية، يزيد وينقص. ويجب أن نحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن خيرهم وأفضلهم بعد رسول الله أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم عليّ. ومن سب عائشة فلا حظ له في الإسلام، ولا نقول في معاوية إلا خيراً. ولا ندخل في شيء شجر بينهم. إلى أن قال: ولا نكفر بترك شيء من الفرائض غير الصلاة. فإن من (29/323)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 324 تركها من غير عذر وهو صحيح فارغ حتى يخرج وقت الأخرى فهو كافر وإن لم يجحدها، لقوله عليه السلام: بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة، فمن تركها فقد كفر ولا يزال كافراً حتى يندم ويعيدها، وإن مات قبل أن يندم ويعيد أو يضمر أن يعيد، لم يصل عليه، وحشر مع فرعون، وهامان، وقارون، وأبى بن خلف. وسائر الأعمال لا تكفر بتركها وإن كان يفسق حتى يجحدها. ثم قال: هذا قول أهل السنة والجماعة الذي من تمسك به كان على الحق المبين، وعلى منهاج الدين. في كلام سوى هذا، وفي ذلك كما ترى بعض ما ينكر، وليس من السنة. والله الموفق. (29/324)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 325 4 (احداث سنة أربع وثلاثين وأربعمائة)

4 (الخلاف بين الخليفة والملك جلال الدولة) في المحرم انفتحت الجوالي بأمر الخليفة، فأنفذ الملك جلال الدولة من منع أصحاب الخليفة وأخذ ما استخرج منها. وأقام من يتولى جبايتها. فشق ذلك على الخليفة، وترددت منه) مراسلات، فلم تنفع. فأظهر العزم على مفارقة البلد، وأمر بإصلاح الطيار والزبازب، وروسل وجوه الأطراف والقضاة والأعيان بالتأهب للخروج في الصحبة، وتكلم بأنّه عامل على غلق الجوامع. ومنع من الجمعة في سابع المحرم. وكاتب جلال الدولة، فجاء كتابه: أنه يرى الطاعة، وإنّه نائب عن الخدمة نيابة لا تنتظم إلا بإطلاق العساكر. وقد التجأ جماعة من خدمتنا إلى الحريم، ونحن معذورون للحاجة. 4 (الزلزلة بتبريز) وجاء كتاب أبي جعفر العلوي النقيب بالموصل، فيه: وردت الأخبار الصحيحة بوقوع زلزلة عظيمة بتبريز هدمت قلعتها وسورها ودورها وحماماتها وأكثر دار الإمارة. وسلم الأمير لكونه في بستانه، وسلم جنده لأنه كان أنفذهم إلى أخيه، وأنه أحصي من هلك تحت الهدم، فكانوا نحواً من خمسين ألفاً، ولبس الأمير السواد وجلس على المسوح لعظم هذا المصاب. وإنه على الصعود (29/325)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 326 إلى بعض حصونه خوفاً من توجّه الغزّ إليه، والغز هم الترك. 4 (محاربة المصريين صاحب حلب) وفيها نفذّ المصريون من حارب ثمال بن مرداس صاحب حلب (29/326)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 327 4 (احداث سنة خمس وثلاثين وأربعمائة)

4 (خروج طغرلبك إلى الجبل ومكاتبته جلال الدولة) فيها رّدت الجوالي إلى وكلاء الخدمة. وسار طغرلبك إلى الجبل. وورد كتابه إلى جلال الدولة من الري، وكان أصحابه قد أخربوها، ولم يبق منها غير ثلاثة الآف نفس، وسدت أبواب مساجدها. وخاطب طغرلبك جلال الدولة في المكاتبة بالملك الجليل، وخاطب عميد الدولة بالشيخ الرئيس أبي طالب محمد بن أيوب من طغرلبك محمد بن ميكائيل مولى أمير المؤمنين. فخرج التوقيع إلى أقضى القضاة الماوردي، وروسل به طغرلبك برسالة تتضمن تقبيح ما صنع في البلاد، وأمره بالإحسان إلى الرعية. فمضى المارودي، وخرج طغرلبك يتلقاه على أربع فراسخ إجلالاً له ولرسالة الخلافة. 4 (موت جلال الدولة) وأرجف بموت جلال الدولة لورم لحقه في كبده، وانزعج النّاس، ونقلوا أموالهم إلى دار الخلافة. ثم خرج فرآه النّاس فسكنوا، ثم توفي وغلقت الأبواب، ونظر أولاده من (29/327)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 328 الروشن إلى) الأصفهسلارية والأتراك، وقالوا: أنتم أصحابنا ومشايخ دولتنا وفي مقام والدنا، فارعوا حقوقنا، وصونوا حريمنا. فبكوا وقبلوا الأرض. وكان ابنه الملك العزيز بواسط، فكتبوا إليه بالتعزية. 4 (دخول الغز الموصل) وفيها دخلت الغز الموصل، فأخذوا حرم قرواش بن المقلد، ودبيس بن عليّ على الإيقاع بالغز، فقتلت منهم مقتلة عظيمة. 4 (الخطبة لأبي كاليجار) وفيها خطب ببغداد للملك أبي كاليجار بعد موت جلال الدولة. 4 (ترجمة جلال الدولة) وكان مولد جلال الدولة في سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة. وكان يزور الصالحين، ويقصد القزويني، والدينوري. مات من ورم في كبده في خامس شعبان، وغسله أبو القاسم بن شاهين الواعظ، وعبد القادر بن السماك ودفن بدار المملكة. وولي بغداد سبع عشر سنة إلا شهراً. وخلف ستة بنين وخمس عشرة أنثى. وعاش اثنتين وخمسين سنة. وكانت دولته في غاية الوهن. (29/328)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 329 4 (احداث سنة ست وثلاثين وأربعمائة)

4 (دفن جلال الدولة بمقابر قريش) فيها نقل تابوت جلال الدولة إلى تربتهم بمقابر قريش الوزارة ببغداد: ودخل الملك أبو كاليجار بغداد، وصرف أبا المعالي بن عبد الرحيم عن الوزارة موقراً، وولي أبو الفرج محمد بن جعفر بن العباس. وفاة المرتضى: وتوفي المرتضى، وقلد مكانه ابن أخيه أبو أحمد عدنان بن الشريف الرضي. وفاة الجرجرائي ووزارة أبي نصر: وتوفي بمصر الوزير الجرجرائي، فوزر أبو نصر أحمد بن يوسف الذي أسلم. (29/329)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 330 ضرب الطبل عند أوقات الصلاة: وضرب أبو كاليجار الطبل في أوقات الصلوات الخمس، ولم تكن الملوك يضرب لها الطبل في بغداد إلى أيام عضد الدولة فأكرم بأن ضرب له ثلاث مرات. فأحدث أبو كاليجار ضرب الطبل في أوقات الصلوات الخمس ولاية ابن المسلمة الكتابة للقائم: وفيها ولي رئيس الرؤساء أبو القاسم عليّ بن المسلمة كتابة) القائم بأمر الله، وكان ذا منزلة عالية منه. ولادة نزار بن المستنصر العبيدي: وفيها ولد نزار بن المستنصر العبيدي المصري الذي قتله الأفضل ابن أمير الجيوش. والله أعلم. (29/330)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 331 4 (احداث سنة سبع وثلاثين وأربعمائة) الفتنة بين أهل الكرخ وباب البصرة: فيها حدثت الفتنة بين أهل الكرخ وباب البصرة، وأخذ منها جماعة من الفريقين. 4 (احراق كنيس اليهود:) ونفر العامة على اليهود وأحرقوا كنيسة العتيقة، ونهبوا دور اليهود. الوباء بالخيل: ووقع الوباء بالخيل، فهلك من معسكر أبي كاليجار اثنا عشر ألف فرس، وامتلأت حافات دجلة من جيف الخيل. موت العلاء النصراني وسلب أكفانه: ومات العلاء بن أبي الحسين النصراني بواسط، فجلس أقاربه في مسجد عند بيته للعزاء، وأخرج تابوته نهاراً، ومعه جماعة من الأتراك، فثار العوام وسلبوا الميت من أكفانه وأحرقوه، ومضوا إلى الدير فنهبوه. وعجز الأتراك عنهم وذلوا، أذّلهم الله. (29/331)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 332 4 (احداث سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة)

4 (حبس صاحب الشرطة وتغريمه الديات) فيها كلم ذو السعادات أبو الفرج لرئيس الرؤساء أبي القاسم في أبي محمد بن النسوي صاحب الشرطة، وكان معزولاً، فقال: هذا رجل قد ركب العظائم، ولا سبيل إلى الإبقاء عليه، فتقدم الخليفة بحبسه. ورفع عليه بأنه كان يتتبع الغرباء من التجار ويقبض عليهم ليلاً، ويأخذ أموالهم ويقتلهم، ويلقيهم في حفائر، فحفرت فوجد فيها رمم الموتى، فثار العوام ونشروا المصاحف، وآل الأمر إلى أن حمل خمسة الآف وخمسمائة دينار عن ديات ثلاثة قتلهم، فقبض ذلك صيرفي السلطان، وصرفه في أفساط الجند. 4 (حصار طغرلبك إصبهان:) وفيها حاصر طغرلبك إصبهان، وضيق على أميرها قرامرز بن علاء الدولة، ثم هادنه على مالٍ يحمل إليه، وأن يخطب له بإصبهان.) 4 (مراسلة أهل التّبت لأرسلان خان) وفيها خرج من بلاد التبت، وهي من إقليم الصين، خلائق عظيمة، (29/332)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 333 وراسلوا أرسلان خان ملك بلاشاغون يثنون على سيرته، فراسلهم يدعوهم إلى الإسلام، فلم يجيبوا ولم ينفروا منه. (29/333)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 334 4 (احداث سنة تسع وثلاثين وأربعمائة)

4 (غدر الأكراد بسرخاب:) فيها غدر الأكراد بسرخاب بن محمد بن عناز وحملوه إلى إبراهيم ينال، فقلع عينيه. 4 (الظفر بأصفر التغلبي:) وفيها ظفروا بأصفر التغلبي الذي خرج برأس عين وتبعه خلق، وكان قد أوغل في بلاد الروم، فسلم إلى ابن مروان فسد عليه برجاً من أبراج آمد. القحط بالموصل: وكان القحط بالموصل حتى أكلوا الميتة، وصلي يوم الجمعة بها على أربعمائة جنازة، وعدّ من هلك يومئذ من أهل الذمة، فكانوا مائة وعشرين نفساً. (29/334)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 335 القبض على الوزير ذي السعادات: وفيها قبض على الوزير ذي السعادات أبي الفرج محمد بن جعفر. الوباء والقحط ببغداد: وكثر الوباء ببغداد أيضاً، والقحط. (29/335)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 336 4 (احداث سنة أربعين وأربعمائة)

4 (قتال أهل الكرخ وباب البصرة:) فيها هاج القتال بين أهل الكرخ وباب البصرة موت الملك أبي كاليجار: ومرض الملك أبو كاليجار، وفصد في يوم ثلاث مرات، ثم مات وانتهب الغلمان الخزائن والسلاح، وأحرق الجواري الخيم، وناح الحريم ولاية أبي نصر الملك بعد أبيه: وولي مكانه ابنه أبو نصر ولقبوه بالملك الرحيم. ثم قصد حضرة الخليفة فقبل الأرض وجلس على كرسي. ثم ألبس سبع خلع وعمامة سوداء والطوق والسوارين، ووضع على رأسه التاج المرصع، وبرز له لواءان معقودان. وأوصاه الخليفة بالتقوى والعدل. وقريء صدر تقليده. وكان يوماً مشهوداً. التعريف بأبي كاليجار: وكانت مدة سلطنة أبي كاليجار ببغداد أربع سنين. وهو ابن سلطان (29/336)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 337 الدولة بن بهاء الدولة بن عضد الدولة. ولد بالبصرة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة. واسمه) المرزبان. وكان كثير الأموال. سور شيراز: وفيها دار السور على شيراز، ودوره اثنا عشر ألف ذراع، وطول حائطه ثمانية أذرع، وعرضه ستة أذرع، وفيه أحد عشر باباً. منازلة عسكر مصر لقلعة حلب ورحيلهم: وفيها نازلت عساكر مصر قلعة حلب، وبها معز الدولة ثمال بن صالح الكلابي، فجمع جمعاً وبرز لحربهم، فعمل معهم مصافين على الولاء، وهابه المصريون، فرحلوا عنه خائبين. خطبة ابن باديس للقائم بأمر الله بالقيروان: وفيها خطب المعز بن باديس بالقيروان للقائم بأمر الله، وقطع خطبة المستنصر فبعث إليه المستنصر يهدده، فلم يلتفت إليه، فبعث لحربه عسكراً من العرب فحاربوه، وذلك أوّل دخول عرب بني زغبة وبني رياح إلى إفريقية. فجرت لهم أمورٌ طويلة. مسير الغز مع إبراهيم ينال إلى القسطنطينية للغزو: وفيها قدم كثير من الغز من وراء النهر إلى إبراهيم ينال فقال لهم: يضيق عن مقامكم عندنا، والأوجه أن نمضي إلى غزو الروم ونجاهد. فساروا وسار بعدهم حتى بقي بينهم وبين القسطنطينية خمسة عشر يوماً، فسبى وغنم، وحصل له من السبي فوق المائة ألف رأس، وأخذ منهم أربعة آلاف درع، وغير ذلك. (29/337)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 338 وجر ما حصل منهم على عشرة الآف عجلة. وحارب الروم، ونصر عليهم مرّات، وغلبوه أيضاً، وكانت العاقبة للمسلمين، وكان فتحاً عظيماً ونصراً مبيناً. عزل ناصر الدولة عن دمشق: وفيها عزل ناصر الدولة وسيفها ابن حمدان عن دمشق بطارق الصقلبي وقبض على ناصر الدّولة. عزل بهاء الدولة: ثم عزل بهاء الدّولة طارق بعد أشهر. (29/338)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 339 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الرابعة والأربعون وفيات)

4 (وفيات سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الغمر بن محمد بن أحمد بن عباد.) أبو الفضل الأبيوردي القاضي. رحل، وسمع ببغداد من: ابن ماسي، ومخلد بن جعفر الباقرحي، وطبقتهما. وبالكوفة من: البكائي. وتفقه ببغداد، ولكنه دخل في أعمال السلطان، وغير الزي، واشتغل بالشرب. قاله عبد الغافر. روي عنه: مسعود بن ناصر، أبو صالح المؤذن، والخشكانيّ. توفي في رمضان. 4 (حرف الباء)

4 (بشرى بن مسيس) (29/339)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 340 أبو الحسن الرومي الفاتني. مولى الأمير فاتن مولى المطيع لله. أسر من بلد الروم، وهو كبير أمرد، قال: فأهداني بعضُ بني حمدان لفاتن فأدبني وأسمعني. وورد أبي بغداد سرا ليتلطف في أخذي، فلما رآني على تلك الصفة من الإسلام والأشتغال بالعلم يئس مني ورجع. روى عن: محمد بن بدر الحمامي، وأبي بكر بن الهيثم الأنباري، وعمر ابن محمد بن حاتم الترمذي، وابن سلم الختلي، وأبي يعقوب النجيرمي، وأبي بكر القطيعي، والحافظ أبي محمد بن السقاء، وجماعة. ترجمة الخطيب، وقال: كتبنا عنه، وكان صدوقاً صالحاً. توفي يوم الفطر. قلت: وروى عنه: خالد بن عبد الواحد الإصبهاني التاجر، وهبة الله بن أحمد الموصلي، وعلي بن أحمد بن بيان الرزاز، وآخرون. وهو أقدم شيخ لابن ماكولا. 4 (حرف الثاء)

4 (ثابت بن محمد.) أبو الفتوح العدوي، الجرجاني، الأديب النحوي. قال الحميدي: قدم الأندلس بعد الأربعمائة، فجال في أقطارها، ولقي ملوكها. وكان إماماً في العربية متمكناً من علم الأدب، متقدماً في علم المنطق. دخل بغداد. (29/340)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 341 وأملى بالأندلس شرحاً للجمل. وروى عن: أبي الفتح بن جني، وعلي بن الحارث، وعبد السلام البصري، وعلي بن عيسى) الربعي. وتوفي لليلتين بقيتا من المحرم. قتله باديس بن حبوس أمير صنهاجة اتهمه بالقيام عليه مع ابن عمه بدر بن حباسه، قال ابن خزرج: بلغني مولده في سنة خمسين وثلاثمائة. 4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن الحسين بن العباس بن دوما) أبو عليّ النعالي، بغدادي، ضعيف. روى عن: أبي بكر الشافعي، وأبي سعيد بن رميح النسوي، ابن خلاد النصيبي، وأحمد بن جعفر الختلي، وخلق كثير. قال الخطيب: كتبت عنه. وكان قد ألحق لنفسه السماع في أشياء. وتوفي في ذي الحجة. ومولده سنة. 4 (أبو الحسن بن أبي شريح المصريّ.) قال أبو إسحاق الحبّال: توفي في جمادى الآخرة عنده القاضي، يعني: أبا الطاهر الذهلي. حدَّث، وما سمعت به. (29/341)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 342 4 (حرف السين)

4 (سيار بن يحيى بن محمد بن إدريس) أبو عمرو الكناني الحنفي القاضي الهروي. والد صاعد. سمع: الحاكم أبا عاصم محبوب بن عبد الرحمن المحبوبي، وأبا جعفر محمد بن أحمد بن محمد المقريء بسمرقند، وإبراهيم بن محمد بن يزداد الرازي ببخارى، وعبد الرحمن بن محمد الإدريسي، وأبا محمد إسماعيل بن الحسن البخاري الزاهد. وسماعاته قبيل الأربعمائة. روى عنه: إبناه القاضي أبو العلاء صاعد، والقاضي أبو الفتح نصر، وغيرهما. ولما توفي والده قاضي هراة أبو نصر سنة ست عشرة خلفه هو في القضاء والتدريس والفتوى، وزعامة أصحاب الرأي. وتوفي في ذي الحجة سنة إحدى وثلاثين، فخلفه ابنه أبو الفتح إلى أن خلفه لمّا قتل مظلوماً سنة ست وأربعين أخوة أبو العلاء، فطالت أيامه. 4 (حرف الصاد)

4 (صاعد بن محمد بن أحمد بن عبد الله) القاضي أبو العلاء الأستوائي النيسابوري، الفقيه الحنفيّ. (29/342)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 343 رئيس الحنفية وعالمهم بنيسابور. توفي بها في ذي الحجة أيضاً. وكان على قضاء نيسابور مدة،) سمع: إسماعيل بن نجيد، وبشر بن أحمد الأسفرائيني، وسمع بالكوفة لمّا حجّ من عليّ بن عبد الرحمن البكائي. روى عنه: أبو بكر الخطيب، والقاضي أبو العلاء صاعد بن سيار الهروي، وجماعة. وقد تفرد شيخنا أبو نصر بن الشيرازي بجزء من حديثه، روى فيه أيضاً عن: الحافظ ابن المظفر، وأبي عمرو بن حمدان، وشافع الأسفرائينيّ. وقد ورخه الخطيب سنة اثنتين وثلاثين، والأول أصح. وولد بناحية أستوا في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة. 4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن بكر بن قاسم) أبو محمد القضاعي الطليطلي. روى عن: أبي إسحاق إبراهيم بن محمد، وصاحبه أبي جعفر، وعبد الرحمن بن دنين. وحجّ فأخذ عن: أبي الحسن بن جهضم وبمصر عن أبي محمد بن النحاس. وكان من الثقات الأخيار، الزهاد. (29/343)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 344 4 (عبد الله بن يحيى) أبو محمد القرطبي، الفقيه المالكيّ. يقال له ابن دحّون. أخذ عن: أبي بكر بن زرب، وأبي عمر بن المكويّ. وكان من جلة الفقهاء المذكورين، عارفاً بالفتوى، حافظاً للمذهب. عمّر وأسن، وانتفع به النّاس. توفي في سادس المحرم. 4 (عبدان.) أبو محمد الجواليقي الشرابي، نزيل بمصر. سمع بالعراق، وإصبهان. وروى عن: أبي بكر القباب. وانتقى عليه خلف الحافظ. وسيأتي باسمه: محمد بن أحمد. توفي في ذي الحجّة عن سبع وثمانين سنة. 4 (عبد الرحمن بن الحسن بن عليك بن الحسن) الحافظ أبو سعد النيسابوري. ثقة، حافظ مشهور، نبيل. مصنف بصير بالفن، حسن المذاكرة. حدَّث عن: أبي أحمد الحاكم، وأبي سعيد الرازي، والدارقطني، وابن (29/344)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 345 شاهين وأبي بكر بن شاذان، وطبقتهم. روى عنه: أبو صالح المؤذن، وأبو المعالي الجويني إمام الحرمين، وأبو سعد بن القشيريّ، وجماعة.) 4 (عبد الرحمن بن عبد العزيز بن أحمد.) أبو القاسم الحلبي السراج المعروف بابن الطبيز الرام. سكن دمشق، وحدّث عن: محمد بن عيسى البغدادي العلاف نزيل حلب، وأبي بكر محمد بن الحسين السبيعي، ومحمد بن جعفر بن السقاء، ومحمد بن عمر الجعابيّ، وجماعة تفرد في الدنيا عنهم. وطال عمره. روى عنه: عبد العزيز الكتاني، وعليّ بن محمد الربعيّ، وأبو عبد الله الحسن بن أحمد بن أبي الحديد، وأبوه، وابن أبي الصقر الأنباري، وأبو القاسم المصيصي، وعبد الرزاق بن عبد الله الكلاعي، والفقيه نصر المقدسي، وجماعة. قال أبو الوليد الباجيّ: هو شيخ لا بأس به. وقال عبد العزيز الكتاني: توفي شيخنا ابن الطبيز في جمادى الأولى وكان يذكر أنّ مولده سنة ثلاثين وثلاثمائة، ثم سمى شيوخه. قال: وكانت له أصول حسنة، وكان يذهب إلى التشيع. قال ابن الطبيز: أنبا محمد بن عيسى البغدادي، أنبا أحمد بن عبيد الله النرسيّ، فذكر حديثاً. وقرأت على عبد الحافظ بن بدران: أخبرك أحمد بن الخضر بن طاوس سنة سبع عشرة: أنا حمزة بن كروس السلمي، أنا نصر بن إبراهيم الفقيه، أنبا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد العزيز السراج بدمشق: أنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن هشام الحلبيّ، ثنا سليمان بن المعافى بحلب، ثنا أبي، ثنا موسى بن (29/345)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 346 أعين، عن أبي الأشهب، عن عمران بن مسلم، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كلّ شيءٍ قدير. كتبَ الله له بها ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، وبنى له بيتاً في الجنة. هذا حديث حسن غريب. 4 (عبد الرحمن بن عليّ بن أحمد بن متّ) البخاري الإسكاف. سمع: محمد بن صابر البخاري صاحب صالح جزرة. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عزيز بن محمد بن يزيد) الحاكم أبو سعد بن دوست. ودوست لقب جدّه محمد. أحد أعيان الأئمة بخراسان في العربية. سمع الدواوين وحصلها، وصنف التصانيف المفيدة، وأقرأ النّاس الأدب والنحو، وله ديوان شعر. وكان أصمّ لا يسمع شيئاً.) (29/346)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 347 أخذ اللغة والعربية عن الجوهري، وله ردّ على الزجاجي فيما استدركه على ابن السكيت في إصلاح المنطق. وكان زاهداً ورعاً فاضلاً. وعنه أخذ اللغة أبو الحسن الواحدي المفسر. وسمع الكثير من: أبي عمرو بن حمدان، وأبي أحمد الحافظ، وبشر بن أحمد الإسفرائيني، وجماعة. وولد سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. روى عنه جماعة. وتوفي في ذي القعدة. ومن شعره: (ألا يا ريمُ أخبرني .......... عن التفاحِ من عَضَّهْ)

(وحدَثبأبيعن حس .......... نك البِكر من افتضَّهْ)

(وختم الله بالورد .......... على خدّك من فَضَّهْ)

(لقد أثَّرت العضّ .......... ةُ في وجْنتيك الغَضَّهْ)

(كما يُكتب بالعنب .......... رِفي جامٍ من الفِضَّهْ) ومن شعره: (وشادن نادمت في مجلس .......... قد مطرت راحا أباريقه)

(طلبتُ ورداً فأبى خدُّه .......... ورُمتُ راحاً، فأبى ريقُه) (29/347)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 348 4 (عثمان بن أحمد بن محمد بن يوسف) أبو عمرو المعافري القرطبي القيشطالي، نزيل إشبيلية. كان أبوه من جلة المحدثين، فسمع مع أبيه الموطأ من أبي عيسى الليثي، وتفسير ابن نافع. وسمع من: أبي بكر بن السليم القاضي، وأبي بكر بن القوطية، والزبيديّ، وجماعة. وكان حضيراً لأمير الأندلس المؤيد بالله. قال ابن خزرج: كان من أهل الطهارة والعفاف الثقة والرواية، روايته كثيرة. توفي في صفر، وله ثمانون سنة. وحدّث عنه أيضاً: أبو عبد الله الخولاني، وولده أحمد، ومحمد بن شريح، وجماعة. وكان من الشيوخ المسندين بقرطبة. 4 (عليّ بن عبد الغالب المحدّث الجوّال.) أبو الحسن البغدادي الضّراب. عرف بابن القنيّ. سمع: أبا الحسن المجبر، وأبا أحمد العرضي، وأبا بكر الخيري، وأبا محمد بن أبي نصر، وأبا محمد بن النخاس. انتقى عليه رفيقه أبو نصر السجزيّ. وهو كان رفيق الخطيب إلى نيسابور. (29/348)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 349 روى عنه: أبو الوليد الباجي،) وقال: ثقة، له بعض الميز وأبو طاهر بن أبي الصقر، وعبد الله بن عمر التنيسيّ. عاش ثمانياً وأربعين سنة. أرّخ موته ابن خيرون. 4 (عمر بن عبد الله بن جعفر) أبو الفرج الرقي الصوفيّ. حدَّث عن: أبي الحسن الدارقطني، وأبي الفتح القواس. روى عنه: الكتاني، وعبد الرزاق بن عبد الله، وأبو بكر محمد بن عبد الله، وعدّه. توفي في هذه السنة، أو بعدها. 4 (حرف القاف)

4 (القاسم بن حمود الحسني) الإدريسي المغربي. ولي إمرة قرطبة بعد قتل أخيه عليّ سنة ثمانٍ وأربعمائة. وكان ساكناً وادعاً أمن النّاس مع، وفيه تشيع يسير لم يظهر فخرج عليه ابن أخيه يحيى بن عليّ سنة اثنتي عشرة. فهرب القاسم من غير قتال إلى إشبيلية، فاستمال البربر، وحشد وزحف إلى قرطبة، فدخلها وهرب يحيى. ثم اضطرب أمر القاسم بعد أشهر، وانهزم عنه البربر في سنة أربع عشرة، وقويت كل فرقة على بلد غلبت عليه، وجرت له خطوب وأمور، ولحق بشريش. (29/349)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 350 والتفت البربر على يحيى بن عليّ وحصروا القاسم، فأسره ابن أخيه يحيى وبقي في سجنه دهراً إلى أن مات إدريس بن عليّ، فخنقوا القاسم في هذا العام. وعاش ثمانين سنة، وحمل فدفن بالجزيرة الخضراء، وبها ابنه محمد يومئذ. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن عبد الله) أبو الحسن الجواليقي التميمي، مولاهم الكوفي، الملقب بعبدان. قد ذكر. ذكره أيضاً الخطيب في تاريخه، وقال: سمع: إبراهيم بن عبد الله بن أبي العزائم، وجعفر بن محمد الأحمسي، ومحمد بن العباس العصمي، ومحمد بن أحمد العنبري سنة بضع وخمسين، وأبا بكر عبد الله القباب وخلقاً. قال الخطيب: وحدّث ببغداد في حدود العشر وأربعمائة. وأجاز لي، وكان ثقة. وبلغنا أنّه توفي بمصر في حدود سنة إحدى وثلاثين. وقال الحبال: توفي في نصف ذي الحجة، وولد سنة خمسٍ وأربعين.) (29/350)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 351 قلت: ضيع نفسه لسكناه ببلد الرافضة، فلم ينتشر حديثه. 4 (محمد بن جعفر بن أبي الذّكر.) أبو عبد الله المصري. روى عن: أبي الطاهر الذهلي، والحسن بن رشيق، وابن حيويه النيسابوري. قال الحبال: يرمي بالغلو في التشيع. وتوفي في ربيع الآخر. 4 (محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن المرزبان) أبو بكر الإصبهاني المقريء، المعروف بأبي الشيخ. نزيل بغداد. وكان شيخاً صالحاً عالي السند في القراءآت. قرأ على: أبي بكر بن فورك القباب، وعبد الرحمن بن محمد الحسناباذي، وأبي بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم بن شاذة، ومحمد بن أحمد بن عمر الخرقي، وأحمد بن محمد بن صافي. روى عنه: عبد العزيز بن الحسين، وعبد السيد بن عتاب الضرير. وكانت قراءة ابن عتاب عليه في سنة ثلاث وعشرين. وأرّخ موته أبو الفضل بن خيرون سنة 431. (29/351)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 352 4 (محمد بن عبد الله بن شاذان.) أبو بكر الأعرج الإصبهاني اللغوي. سمع: أبا بكر عبد الله بن محمد القباب فأكثر، وأحمد بن يوسف ين إبراهيم الخشاب. وروى عنه: محمد بن إسماعيل الصيرفي. وتوفي في جمادى الآخرة وله سبعٌ، وثمانون سنة 4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح.) أبو بكر العطار الصوفيّ الإصبهانيّ. روى عن: الطبراني جزءاً. وقع لنا من طريق السلفيّ توفي في ربيع الأخر. وروى أيضاً عن: أبي الشيخ. روى عنه: الحدّاد بالإجازة، وأبو سعد المطرز، ومحمد بن عبد العزيز العسّال بالسّماع. 4 (محمد بن عليّ بن أحمد بن يعقوب.) أبو العلاء الواسطي المقريء. أصله من فم الصلح. نشأ بواسط، وقرأ بالرّوايات على شيوخها، وكتب الحديث بها، وببغداد، والكوفة، والدّينور، واستوطن بغداد. (29/352)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 353 قرأ على الحسين بن محمد بن حبش المقريء بالدّينور، وعلى أبي الفرج محمد بن أحمد الشنبوذي، وعلى أبي بكر أحمد بن محمد بن هارون الرازي صاحب حسنون بن الهيثم، وعلى) أبي بكر أحمد بن محمد الشارب المروروذي، وجعفر بن عليّ الضرير، وأبي القاسم عبد الله بن اليسع الأنطاكي، والمعافي بن زكريا الجريري، وأبي عون محمد بن أحمد بن قحطبة الرّام، وأبي الحسين عبيد الله بن أحمد بن البواب، وأبي القاسم يوسف بن محمد بن أحمد الواسطي الضرير. قرأ على يوسف في سنة خمس وستين وثلاثمائة عن قراءته على يوسف ابن يعقوب إمام واسط. واعتنى بالقراءآت وبرع فيها، وتصدر للإقراء، وولي قضاء الحريم الطاهريّ، وصنف وجمع. قرأ عليه: أبو عليّ غلام الهرّاس، وأبو القاسم الهذلي، وعبد السيد بن عتّاب، وأبو البركات محمد بن عبد الله بن يحيى الوكيل، وأبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون. وروى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو القاسم بن بيان، وجماعة. وسمع من: أبي محمد بن السقاء، وأبي بكر القطيعي، وابن ماسيّ، وعليّ بن عبد الرحمن البكّائي. قال الخطيب: رأيت له أصولاً عتقاً، سماعه فيها صحيح، وأصولا مضطربة. ورأيت له أشياء سماعه فيها مفسود، إمّا مكشوط، أو مصلحٌ بالقلم. روى حديثاً مسلسلاً بأخذ اليد، رواته أئمة، وأتهم بوضعه. قال الخطيب: فأنكرت عليه. وسئل بعد إنكاري أن يحدّث به فامتنع. وذكر الخطيب أشياء توجب ضعفه، ثم قال: ولد سنة تسعٍ وأربعين (29/353)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 354 وثلاثمائة، ومات في جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين. 4 (محمد بن عوف بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن.) أبو الحسن المزني الدمشقي. كان يكنى قديماً بأبي بكر، فلمّا منعت الدولة التكني بأبي بكر تكنى بأبي الحسن. حدَّث عن: أبي عليّ الحسن بن منير، وأبي عليّ بن أبي الرمرام، ومحمد بن معيوف، والفضل بن جعفر، يوسف الميانجي، وأبي سليمان بن زبر، وجماعة كثيرة. روى عنه: عبد العزيز الكتاني، والحسن بن أحمد بن أبي الحديد، وأبو القاسم بن أبي العلاء، وأبو طاهر بن أبي الصقر، والفقيه نصر المقدسي، وعليّ بن بكار الصوري، وآخرون. قال) الكتاني: كان ثقة نبيلاً مأموناً. توفي في ربيع الآخر. قرأت على محمد بن عليّ بن أحمد الواسطي، أخبرك أبو محمد الحسن ابن عليّ بن الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي سنة عشرين وستمائة: أنا (29/354)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 355 جدي الحسين، أنا الحسن بن أحمد بن عبد الواحد سنة ثمانين وأربعمائة، أنا محمد بن عوف، أنا الفضل بن جعفر التميمي، ثنا عبد الرحمن بن القاسم بن الرواس، ثنا عبد الرحمن بن إسماعيل بن يحيى: حدَّثني الوليد بن محمد قال: قال الزهري: حدَّثني أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي العصر والشمس مرتفعة حيّة، فيذهب الذاهب إلى العوالي، فيأتيها والشمس مرتفعة. العوالي من المدينة على أربعة أميال. 4 (محمد بن عيسى بن عبد الغنيّ بن الصّبّاح) أبو منصور الهمداني الصوفيّ أحد مشايخ وقته. روى عن: صالح بن أحمد الحافظ، وجبريل العدْل، وخلق من الهمذانيين، ورحل. وروى عن: محمد بن المظفر، ومحمد بن إسحاق القطيعي، وسهل بن أحمد الديباجي، وعليّ بن محمد السكري، وأبي بكر بن المقريء الإصبهاني، ويوسف بن الدخيل المكّي. قال شيرويه: ثنا عنه أبو طالب العلويّ، وأبو الفضل القومسانيّ، ومحمد ابن الحسين، ومحمد بن طاهر، ويحيى وثابت ابنا الحسين بن شراعة، ونصر ابن محمد المؤذن، وعبدوس بن عبد الله. وكان صدوقاً ثقة. وكان متواضعاً رحيماً، يصلي آناء الّليل والنّهار. حج نيفاً وعشرين حجة. ووقف الضياع والحوانيت على الفقراء، وأنفق أموالاً لا تحصى على وجوه البر. وتوفي في رمضان. (29/355)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 356 وفيها أغار الترك على همذان فصودر حتى سلّم إليهم جميع ما يملك، وبقي فقيراً محتاجاً ذليلاً في الخانقاه، ثم مات. وكان مولده في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة. قلت: روى عنه أبو بكر الخطيب، وغيره. 4 (محمد بن الفضل بن نظيف) أبو عبد الله المصري الفرّاء، مسند ديار مصر في زمانه. سمع: أبا الفوارس أحمد بن محمد بن السنديّ، والعباس بن محمد بن نصر الرافقي، وأحمد بن الحسين بن إسحاق بن عتبة الرازي، وأحمد بن محمد بن أبي الموت المكي، وأبا بكر أحمد بن) إبراهيم بن عطية ابن الحداد، وأحمد بن محمود الشمعي، وعبد الله بن جعفر بن الورد البغدادي، ومحمد بن عمر بن مسرور الحطاب، وجماعة. وتفرد بالرواية عن أكثر في الدنيا. روى عنه: أبو جعفر أحمد بن محمد بن متويه كاكوا شيخ وجيه الشحاميّ، وأبو الحسن الخلعيّ، وأبو عبد الله الثقفي، وأبو القاسم بن أبي العلاء المصيصيّ، وأبو القاسم سعد بن عليّ الزنجانيّ، وأبو بكر البيهقي محتجاً به، وطائفة. (29/356)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 357 قال الحبال: توفي في ربيع الآخر، وولد في صفر سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة. وقد وقع لي جزءآن من حديثه، وحديثه في الثقفيات. قال محمد بن طاهر: سمعت أبا إسحاق الحبال يقول: كان أبو عبد الله بن نظيف يصلي بالنّاس في مسجد عبد الله سبعين سنة، وكان شافعياً يقنت. فتقدم بعده رجل مالكي، وجاء النّاس على عادتهم لصلاة الصبح، فلم يقنت، فتركوه وانصرفوا وقالوا: لا يحسن يصلي. 4 (محمد بن مسعود بن يحيى.) أبو عبد الله الأموي. حدَّث بإشبيلية عن: أبي بكر الزبيدي، وعباس بن أصبغ، وأبي عبد الله ابن مفرج. وكان بارعاً في العربية، له شعر حسن. توفي ذي القعدة، وهو في عشر الثمانين. 4 (المسدد بن عليّ بن عبد الله بن العباس.) أبو المعمر الأملوكي الحمصي، خطيب. سمع: أبا بكر محمد بن عبد الرحمن الرحبي بحمص، ويوسف الميانجي، وأبا عبد الله بن خالويه، وأحمد بن عبد الكريم الحلبي، وإسماعيل ابن القاسم الحلبيّ، وجماعة. روى عنه: أبو نصر بن طلاب، والكتاني، وأبو عليّ الأهوازي، وأبو صالح أحمد بن عبد الله الملك النيسابوري، وأبو الحسن بن أبي الحديد، وابنه أبو (29/357)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 358 عبد الله بن أبي الحسن، وسعد الله بن صاعد، وعبد الله بن عبد الرزاق الكلاعي. وكان في الآخر إمام مسجد سوق الأحد. توفي في ذي الحجة. قال الكتاني: فيه تساهل. أخبرنا إسماعيل بن الفراء: أخبرنا أبو القاسم بن صصرى، أنا عليّ بن عساكر الخشاب، أنا الحسن بن أحمد السلمي سنة ثمانين وأربعمائة: أنبا المسدد بن عليّ سنة خمس وعشرين بدمشق: ثنا إسماعيل بن القاسم بحمص سنة سبعين وثلاثمائة، ثنا عليّ بن عبد الحميد) الغضائري، ثنا حميد بن مسعدة، ثنا حصين بن نمير، عن حسين بن قيس، عن عطاء، عن ابن عمر، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تزول قدم العبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه. رواه الحافظ ابن عساكر في تاريخه في ترجمة عليّ بن عساكر الخشاب، عنه، فوافقناه بعلو. (29/358)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 359 4 (المفضل بن إسماعيل بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل.) الإمام أبو معمر الإسماعيلي الجرجاني، مفتي جرجان ورئيسها وفاضلها ومسندها وعالمها وابن عالمها. روى الكثير عن: جده. ورحل به والده فأكثر عن: الدارقطني، وأبي حفص بن شاهين ببغداد. وعن: يوسف بن الدخيل، وأبي زرعة محمد بن يوسف بمكة. وكان أحد أذكياء زمانه، فإنّه حفظ القرآن وقطعة من الفقه وهو ابن سبع سنين في حياة جدته. توفي في ذي الحجة وقد حدَّث بالكثير وأملى من بعد موت عمه أبي نصر. وبقي أخوه مسعدة إلى سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة. 4 (حرف الهاء)

4 (الهيثم بن عتبة بن خيثمة.) (29/359)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 360 القاضي أبو سعيد التميمي النيسابوري الحنفيّ. ثقة، من بيت القضاء والإمامة. روى عن: أبيه القاضي أبي الهيثم، وبشر بن أحمد الإسفرائيني، وأبي عمرو بن حمدان، وطبقتهم. روى عنه: أبو صالح المؤذن. وتوفي في رابع عشر جمادى الأولى. 4 (حرف الياء)

4 (يوسف بن أصبغ بن خضر.) أبو عمر الأنصاري الطليطلي الفقيه. روى عن: محمد بن إبراهيم الخشني، وفتح بن إبراهيم، وأبي المطرف ابن ذنين. واعتنى بالعلم وتحصيل الكتب. وتوفي في صفر. (29/360)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 361 4 (وفيات سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن أيوب بن أبي الربيع) ) أبو العباس الألبيريّ الواعظ. نزيل قرطبة. روى عن: أبي عبد الله بن أبي زمنين، وسليمان بن بطال، وسلمة بن سعيد. وحج، وأخذ عن: أبي الحسن القابسي، وغيره. وكان فاضلاً ورعاً واعظاً، سنياً، أديباً شاعراً. ومجلسه بجامع قرطبة للوعظ في غاية الحفل. كانوا يزدحمون عليه، ونفع الله به المسلمين. توفي فجأة في جمادى الآخرة. وكان الجمع في جنازته لم يعهد مثله. عاش نيفا وسبعين سنة. 4 (أحمد بن الحسين بن نصر العطار.) أبو بكر البغدادي. سمع: عليّ بن عمر الحربيّ، والدارقطني. وعنه: الخطيب، وقال: صدوق. توفي في ذي الحجة. 4 (أحمد بن عبد الرحمن.) (29/361)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 362 أبو بكر الخولاني القيرواني، شيخ المالكية بالقيروان مع صاحبه أبي عمران الفاسي المذكور. كان صالحاً عابداً فقيها للمذهب نحوياً. تفقه بأبي محمد بن أبي زيد، وأبي الحسن القابسي. تخرج به خلق كثير كأبي القاسم بن محرز، وأبي إسحاق التونسيّ. 4 (أحمد بن محمد بن جعفر بن يونس.) أبو الفضل الإصبهاني الأعرج، المعروف بالجواز. رحل، وسمع من: أبن المقري، وابن شاهين، والدارقطنيّ، وعليّ بن عمر الحربيّ، وطبقتهم. وعنه: محمد بن أبي بكر بن مردويه، وسعيد بن محمد البقال الإصبهانّيان. مات في ربيع الآخر. 4 (أحمد بن محمد بن خالد بن مهدي) أبو عمر القرطبي المقريء. روى عن: أبي المطرف القنازعيّ، ويونس بن عبد الله القاضي، وأبي محمد بن نبوش. وأكثر عن مكي بن أبي طالب. واعتنى بالرّواية والضبط. وكان بارعاً في معرفة القراءآت، صنّف فيها تصانيف. (29/362)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 363 توفي في ذي القعدة شاباً. 4 (أحمد بن محمد بن يوسف بن مردة.) أبو العباس الإصبهاني المقريء، توفي في شعبان. 4 (إبراهيم بن ثابت بن أخطل.) أبو إسحاق الأقليشي. سكن مصر، وأخذ القراءة عرضاً عن طاهر بن غلبون، وعن عبد) الجبار ابن أحمد. وسمع من: عبد الرحمن بن عمر النحاس، وأبي مسلم الكاتب. أقرأ النّاس بمصر في مجلس عبد الجبّار بعد موته. قاله أبو عمرو الدانيّ. 4 (إبراهيم بن محمد بن إبراهيم.) أبو القاسم الإصبهاني الجلاّب، سبط أبي مسلم. سمع: محمد بن عبد الله بن سيف، وابن المقري، وجماعة. روى عنه: غانم البرجي، وأبي عليّ الحدّاد. وقع لنا جزءٌ من حديثه. (29/363)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 364 4 (حرف الجيم)

4 (جعفر بن محمد بن المعتز بن محمد بن المستغفر بن الفتح بن إدريس.) الحافظ أبو العبّاس المستغفري النسفيّ. مؤلف تاريخ نسف وكش وكتاب معرفة الصحابة، وكتاب الدعوات، وكتاب المنامات، وكتاب خطب النبي صلى الله عليه وسلم وكتاب دلائل النبوة، وكتاب فضائل القرآن، وكتاب الشمائل، وغير ذلك من الكتب. وحدث عن: زاهر بن أحمد السرخسي، وإبراهيم بن لقمان، وأبي سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي، وعلي بن محمد بن سعيد السرخسي، وجعفر بن محمد البخاريّ، وجماعة كثيرة. روى عن: الحسن بن عبد الملك النسفيّ، وأبو نصر أحمد بن جعفر (29/364)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 365 الكاسني، والحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ، وإسماعيل بن محمد النوحي الخطيب، وآخرون. وكان محدّث ما وراء النهر في عصره. ولد بعد الخمسين بيسير، وتوفي بنسف سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة. وهو صدوق، لكنه يروي الموضوعات ولا يكتبها. 4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن عبيد الله البغدادي.) أبو عليّ الصفار المقريء. سمع: أبا بكر القطيعي. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة. 4 (الحسن بن محمد بن شعيب.) (29/365)


الجزء الرابع والعشرون

الكتاب: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام. تأليف: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي. دار النشر: دار الكتاب العربي. مكان النشر: لبنان/ بيروت. سنة النشر: 1407هـ - 1987م. الطبعة: الأولى. تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمري. ملاحظات حول الكتاب: الكتاب موافق للمطبوع كاملاً. غير مفهرس.غير مقابل على نسخة ورقية. بل هو نفس الموجود في مكتبة التراث. قام بنسخه وإدخاله إلى الشاملة أخوكم: أبو عبد الله السني. راجياً منكم دعاءً بظهر الغيب. تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 366 أبو عليّ السنجي، الإمام الفقيه. توفي بمرو في ربيع الأوّل. كذا سمّاه وورّخه أبو عليّ محمد بن الفضل ابن جهاندار. وسماه ابن خلكان: الحسين بن شعيب بن محمد، وقال: أخذ الفقه بخراسان عن أبي بكر القفال المروزيّ، هو والقاضي حسين، والإمام أبو محمد الجوينيّ. وصنف شرح الفروع لأبي بكر بن الحدّاد المصريّ فجاء نهايةً في الحسن وصنف كتاب) المجموع. وهو أوّل من جمع بين طريقتي خراسان والعراق. 4 (حمّاد بن عمّار بن هاشم.) أبو محمد القرطبي الزاهد. روى عن: أبي عيسى الليثي. ورحل فأخذ عن أبي محمد بن أبي زيد بالقيروان، وعن أبي القاسم الجوهري بمصر. وكان رجلاً صالحاً زاهداً ورعاً، شهر بإجابة الدعوة. كان الخلق يقصدونه ويتبركون به ويسألونه الدّعاء. دعاه الأمير عليّ بن حمود إلى قضاء قرطبة، فصرف الرسول وانتهره، وخرج إلى طليلطة فاستوطنها. وعمر ونيف على مائة عام. حدَّث عنه: حاتم بن محمد، وجماعة من علماء الأندلس. قال ابن حيان: توفي في ربيع الأوّل. (29/366)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 367 4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن سعيد بن أبي عون الرباحيّ الأندلسيّ.) نزيل طليطلة. سمع من أبي عبد الله بن أبي زمنين. وحج، فسمع من أبي محمد بن أبي زيد. وكان صالحاً، ديناً، ورعاً. أول من يدخل المسجد وآخر من يخرج منه. وكان بكاء عند قراءة الحديث. ويرابط في شهر رمضان بحصن ولمش. 4 (عبد الله بن عبيد الله بن الوليد بن محمد بن يوسف بن عبد الله.) أبو عبد الرحمن الأموي، المعيطي القرطبي. روى عن: أبي محمد الباجي، وغيره. وكان من أهل السؤدد والشرف. بويع بالخلافة بشرق الأندلس وخطب له. ثم خلع فصار إلى كتامة. وكان مجاهد صاحب دانية قد قدم هذا المعيطي أن يكون أمير المؤمنين بعمله، فبقي مدة يسيرة، ثم خلعه مجاهد ونفاه، فالتجأ إلى أرض كتامة، وبقي لا يرفع للدنيا رأساً. 4 (عبد الله بن عليّ بن سعيد.) أبو محمد النجيرمي. رجل صالح. قال الحبّال: توفي في رجب. (29/367)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 368 4 (عبد الباقي بن محمد بن أحمد بن زكريا) أبو قاسم الطحان، بغدادي ثقة، سمع: سمع أبا بكر الشافغي وأبا علي بن الصواف روى عنه أبو بكر أبا بكر الخطيب، وأبو ياسر طاهر بن أسد الطباخ، وجماعة. توفي في جمادى الأولى عن ثمانِ وثمانين سنة.) 4 (عبد الوهاب بن محمد بن عبد الله.) القاضي أبو عليّ النسفي، الفقيه. توفي في جمادى الآخرة. 4 (عبد الواحد بن محمد بن إبراهيم.) أبو سهل التميمي الكوفي، ثم الإصبهاني الواعظ. عن: أبي الشيخ. وعنه: سعيد البقال. توفي في ربيع الآخر. 4 (عليّ بن أحمد بن محمد بن حسين.) الإمام أبو الحسن الإستراباذي الحاكم. كان من كبار أئمة الحديث بسمرقند. وكان مجتهداً في الخير. (29/368)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 369 كان ينسخ عامة النهار وهو يقرأ القرآن لا يمنعه ذا عن ذا وكان قد حج وسأل الله كمال القوة على التلاوة وعلى الجماع، فاستجيب له. حدَّث هذه السنة ولا أعلم وفاته، ولا رواته، رحمه الله. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن جعفر.) أبو حسان المزكي المولقاباذي الفقيه، الشيخ الثقة. كان مشهوراً بالفضل والصلاح والعلم، وكان إليه التزكية بنيسابور، والحشمة الوافرة. حدَّث عن: والده أبي الحسن، والشيخ أبي العباس محمد بن إسحاق الصبغيّ، ومحمد بن الحسن السّرّاج، وإسماعيل بن نجيد، وجعفر المراغي، وأبي عمرو بن مطر، وأبي الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، وطبقتهم. ثنا عنه خالي أبو سعد القشيري. 4 (محمد بن الحسن بن الفضل.) أبو يعلى البصري الصوفي. (29/369)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 370 سمع: أبا الحسين بن جميع بصيداء. روى عنه: الخطيب. وله: (لي عجوز كأنّها ال .......... بدر في ليلة المطر)

(ناطق عن جميع أع .......... ضائها شاهدُ الكبر)

(غير أضراسه ففي .......... ها لذي اللُّبِّ مُعْتبر)

(أعْظُمٌ غير أنًّها .......... أعظُمٌ تَطحنُ الحَجَر) وكان ظريفاً كثير الأسفار. حدَّث في هذا العام، وانقطع خبره.) 4 (محمد بن الحسن بن محمد.) أبو المظفر المروزيّ. صدوق، نزل بغداد. وحدًّث عن: زاهر بن أحمد، وأبي طاهر المخلّص. روى عنه: الخطيب. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن محمد.) أبو الحسن الهروي، الدباس العدْل. (29/370)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 371 سمع: حامد بن محمد الرفاء. روى عنه: شيخ الإسلام، ومحمد بن عليّ العميري، وأهل هراة 4 (محمد بن عمر بن بكير بن ودّ) أبو بكر النجار. جار أبي القاسم بن بشران. سمع: أبا بكر بن خلاد النصيبي، وأبا بحر البربهاريّ، وأبا إسحاق المزكي، وابن سلم الختلي. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة من أهل القرآن. قرأ عليّ إبراهيم ابن أحمد البزوري. وتوفي في ربيع الأول، وكان مولده في سنة ست وأربعين وثلاثمائة ببغداد. قلت: وروى عنه: أحمد بن بندار البقال، وجماعة. وقرأ عليه: عبد السيد بن عتاب، وأبو الخطاب بن الجراح، ومحمد بن عبد الله بن يحيى الوكيل، وثابت بن بندار، وغيرهم عن قراءته على البزوري وصاحب أحمد بن فرح. 4 (محمد بن مروان بن عيسى.) أبو بكر الأموي ابن الشقاق الأندلسي القرطبي. روى عنه: عباس بن أصبغ، وأبي محمد الأصيليّ، وجماعة. وكان قديم الطلب، نافذاً في عدّة علوم، محكماً للنحو والحساب. (29/371)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 372 4 (محمد بن يحيى بن حسن) أبو عمرو النيسابوري. حجّ وحدّث ببغداد. عن: أبي عمرو بن حمدان، وعليّ بن عبد الرحمن البكائي، وعبد الرحمن بن محمد محبور الدّهّان. روى عنه: البرقاني مع تقدمه، وأبو صالح المؤذن، وجماعة. صدوق مات بعد الثلاثين، قاله المؤذن. 4 (محمد بن يحيى بن محمد بن الروزبهان.) أبو بكر البغداديّ. قال الخطيب: كتبت عنه، ولا بأس به. سمع: ابن مالك القطيعيّ، وابن ماسي. مات في صفر. 4 (مكي بن بنان.) ) أبو القاسم المصريّ الصواف. قال الحبال: توفي في جمادى الآخرة. 4 (حرف الهاء)

4 (هاشم بن عطاء بن أبي يزيد الأطرابلسي.) أبو يزيد. دخل الأندلس تاجراً في هذه السّنة. وقد سكن في شبيبته بغداد، وأخذ عن القاضي أبي بكر الأبهري. وأخذ بالقيروان عن أبي محمد بن أبي زيد. وكان مالكيّ المذهب، جاوز ثمانين سنة. (29/372)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 373 4 (هشام بن محمد.) أبو محمد التيمليّ الكوفيّ الحافظ. عن: أبي حفص الكتانيّ، وأبي القاسم بن حبابة، وأبي نصر بن الجندي الدمشقي، وطبقتهم. وعنه الخطيب، وقال: لم يكن ثقة. وقد اتَهمه الصوريّ. (29/373)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 374 4 (محمد بن أبي نصر.) أبو عبيد النيسابوري. محدّث جليل. وثقة الخطيب. واسم أبيه: محمد بن عليّ بن محمد. قدم بغداد حاجاً، فروى عن: أبي عمرو بن حمدان، وحسينك التميمي، وعدّه. كتب عنه الخطيب. وأصله فارسي. مات بعد الثلاثين وأربعمائة. (29/374)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 375 4 (وفيات سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة.)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحسن بن أحمد بن عثمان) الدّمشقي الغساني ابن الطيان أبو بكر. حدَّث في هذه السنة عن: الحسن بن رشيق العسكري، ومحمد بن عليّ النقاش التنيسي، ويوسف الميانجي، وأحمد بن عطاء الروذباريّ، ومحمد بن أحمد الحندريّ. روى عنه: أبو عبد الله القضاعي، ونجا بن أحمد العطّار. وبالإجازة: نصر المقدسيّ، وأبو طاهر الحنائيّ. 4 (أحمد بن الحسين بن أحمد بن إسحاق بن حمك.) أبو حامد النيسابوريّ، الفقيه الشافعي الواعظ. ثقة، إمام. حدَّث عن: أبي عمرو بن حمدان، وطبقته. وعنه: أحمد بن عبد الملك المقري. توفي في صفر.) (29/375)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 376 4 (أحمد بن الحسين بن محمد بن عبد الله بن بوّان) القاضي أبو نصر الدّينوري المعروف بالكسار. سمع سنن النسائيّ سنة ثلاث وستين وثلاثمائة في جمادى الأولى من أبي بكر بن السني. وحدّث به في شوال من هذا العام. روى عنه: أبو نجم بدر بن خلف الفركي، وعبدوس بن عبد الله، وعبد الرحمن بن حمد الدوني، أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن، وآخرون. وكان صدوقاً، صحيح السماع، من أهل العلم والجلالة. 4 (أحمد بن محمد بن الحسين بن محمد بن فاذشاه.) أبو الحسين الإصبهاني، التاني الرئيس. سمع الكثير من أبي القاسم الطبرانيّ. قال أبو زكريا يحيى بن مندة: كان صاحب ضياع كثيرة، صحيح السّماع رديء المذهب. جميع مسموعاته مع جدّه الحسين في سنة أربعٍ وخمسين. وحكَّ أشياء (29/376)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 377 مما رواه مسروق، عن ابن مسعود، في الصفات في حال القيامة، وكان ينتحل الإعتزال والتَّشيّع. قلت: روى عن الطبراني معجمه الكبير. روى عنه: معمر بن أحمد اللنبانيّ، ومحمد بن إسماعيل الصيرفي، وأبو عليّ الحدّاد، والمحسد بن محمد الإسكاف، وعبد الأحد بن أحمد العنبري، وأهل إصبهان. توفي في صفر، سامحه الله تعالى، وله شعر. قال المطهر بن أحمد السكري: أنشدنا أبو الحسين بن فاذشاه لنفسه: (أتطمع أن تدوم لك الحياة .......... وتجمع ما تفوز به العُداةُ)

(فلا تخشى الفناءَ وأنت شيخٌ .......... وهل يبقى إذا ابيض النباتُ) وأنشدنا أيضاً: (سهام الشيبِ نافذةٌ مصِيبة .......... وسائقة الملمّة والمصيبهْ)

(ومن نزل المشيبُ بعارضيه .......... قد استوفى من الدُّنيا نصيبهْ)

4 (أحمد بن محمد بن عليّ بن كرديّ) أبو عبد الله البغداديّ الأنماطيّ البزاز. روى عن: أبي بكر الشافعي. وتوفي في صفر. قال الخطيب: كتبت عنه، ولا بأس به. قلت: روى عنه: الفضل بن عبد العزيز القطّان، وعبد الله بن محمد الحارثي.) (29/377)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 378 4 (أحمد بن محمد الخولاني.) أبو جعفر بن الأبار الإشبيليّ الشاعر. من شعراء المعتضد عبّاد بن محمد اللخمي المحسنين. وله، وهو في ديوان شعره: (لم تدر ما خلَّدت عيناكَ في خلدي .......... منَ الغرامِ ولا ما كابدتْ كَبِدي)

(اأَفديه من زائرٍ رامَ الدُّنوءَ فلم .......... يسطعه من غرق في الدّمْع متقدِ)

(خاف العيونَ فوافاني على عَجَلٍ .......... معطلاً جِيده إلاّ من الجيدِ)

(عاطيتهُ الكاسَ فاستحيتْ مدامَتُها .......... من ذلك الشَّنب المعسُول والبردِ)

(حتّى إذا غازلت أجفانهُ سنةٌ .......... وصيَّرتهُ يدُ الصَّهباء طوعَ يدي)

(أردتُ توسيده خدّي وقلَّ له .......... فقال: كفّك عندي أفضل الوَسَدِ)

(فبات في حرمٍ لا غدرَ يُذعرُهُ .......... وبتُّ ظمآنَ لم أصدر ولم أردِ)

(بدرٌ أَلمّ وبدرُ التّمّ ممحقٌ .......... والأُفق محلولكُ الأرجاء من حَسَدِ)

(تحيَّر اللَّيل منه أين مطلعُه .......... أما درى اللَّيلُ أنّ البدرَ في عضُدي)

4 (إبراهيم بن أبي العيش بن يربوع.) أبو إسحاق القيسيّ السّبتيّ. دخل الأندلس، وسمع من: أبي محمد الباجيّ، وغيره. ورّخه حفيده إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم. 4 (أنوش تكين.) أبو منصور التركيّ الختنيّ. سيأتي مطوّلاً في) ن (. 4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن صالح بن عليّ بن صالح.) أبو محمد المصريّ، يُعرف بالعميد. (29/378)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 379 ورّخه الحبّال، وقال: سمع كثيراً وحدَّث قليلاً 4 (الحسن بن محمد بن بشر.) المزني الهروي، أبو محمد. توفي في صفر. 4 (الحسين بن بكر بن عبيد الله.) أبو القاسم البغدادي. روى عن: أبي بكر القطيعيّ، وغيره.) قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة. ناب في القضاء بالكرخ. 4 (الحسين بن عليّ بن أحمد بن جمعة الحريري.) بغداديّ. روى عن: أبي بكر القطيعيّ، وأبي بكر بن ماسي، وسهل بن أحمد الدّيباجيّ، ومحمد بن المظفر، وطبقتهم. قال الخطيب: كان له حفظ. وسمعت عبيد الله الأزهري يقول إنّه كان يستعير منه أصولاً لا سماع له فيها فينقل منها. ولد سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. 4 (الحسين بن محمد بن إبراهيم بن زنجويه.) أبو عبد الله الإصبهانيّ. عن: أبي بكر القبّاب. كتب عنه اللّبّاد. مات في رجب. (29/379)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 380 4 (حرف السين)

4 (سالم بن عبد الله.) أبو معمر الهرويّ، المعروف بغولجة. إمام متفنّن. قال فيه بعض العلماء. ما عبرَ جسر بغداد مثله. روى عنه: الّلتّيّ. وله تصانيف الأصول والفروع على مذهب الشّافعيّ. 4 (سعيد بن العباس بن محمد بن عليّ بن سعيد) أبو عثمان القرشيّ، الهرويّ، المزكّيّ. سمع: أبا عليّ الرّفاء، وأبا حامد بن حسنويه، وأبا الفضل بن خميرويه، ومنصور بن العباس البوسنجيّ، وجماعة تفرَّد بالرواية عنهم. وطال عمره. وانتخب عليه إسحاق القرّاب أجزاء كثيرة. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وشيخ الإسلام أبو إسماعيل، ومحمد بن عليّ العميريّ، وجماعة. توفي في المحرم، وله أربع وثمانون سنة، وكان شريفاً سريّاً. (29/380)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 381 سمع ببغداد ونيسابور. 4 (حرف الطاء)

4 (طاهر بن العباس) أبو بشر العبّادي الهروي. روى عن: الخليل بن أحمد القاضي، وعبد الرحمن بن أبي شريح. 4 (الحرف العين)

4 (عبد الله بن عبدان بن محمد بن عبدان) أبو الفضل، شيخ همذان، وعالمها ومفتيها.) قال شيرويه: روى عن: صالح بن أحمد، وجبريل، وعليّ بن الحسن بن الربيع، وجماعة. وسمع ببغداد: من أبي الحسن بن أخي معمر، وابن حبابة، وعثمان بن المنتاب، وأبي حفص الكتّانيّ، والمخلص. ثنا عنه: محمد بن عثمان، وأحمد بن عمر، والحسين بن عبدوس، وأبوه، وعليّ الحسني، وكان ثقة فقيهاً، ورِعاً جليل القدر ممّن يشار إليه. سمعت ابن عثمان يقول: لمّا أغار التُّرك على همذان أسروا ابن عبدان، ثم أنّهم عرفوه فقال بعضهم: لا تعذّبوه، ولكن حلّفوه بالله ليخبرنا بماله، فإنّه لا يكذب. فاستحلفوه فأخبرهم بمتاعه حتّى قال لهم: خرقة فيها خمسة وعشرون ديناراً رميناها في هذه البئر. فما قدروا على إخراجها. قال: فما سلم له غيرها. قال شيرويه: رأيت بخط ابن عبدان: رأيت ربَّ العزّة في المنام، فقلت (29/381)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 382 له: أنت خلقت الأرض و خلقت الخلق ثم أهلكتهم. ثم خلقت خلقاً بعدهم. وكأني أرى أنّه يرتضي كلامي ومدحي له، فقال لي كلاماً يدل على أنه يخاف عليّ الافتخار بما أولانيه، فقلت له: أنا في نفسي أخسّ. ووقع في ضميري: أخسّ من الرّوث. ثم قال لي: أفضل ما يدعي به: أّلا لَهُ الخلقُ والأمرُ. توفي رحمه الله في صفر سنة ثلاث وثلاثين، وقبره يزار ويتبرك به. 4 (عبد الرحمن بن حمدان بن محمد بن حمدان.) أبو سعد النصرويي والنيسابوريّ، منشوبٌ إلى جده نصرويه، بصادِ مهملة. رحل وكتب الكثير. وروى عن: أبي محمد بن ماسي، وعبيد الله بن العباس الشطوي، ومحمد بن أحمد المفيد، وابن نجيد، وأبي الحسن السّرّاج، وأبي بكر القطيعيّ، وأبي عبد الله العصميّ، وعبد الله بن محمد بن زياد الدورقيّ السّمريّ المعدّل يروي عنه مسند إسحاق الحنظلي. روى عنه: أبو عليّ الحسن بن محمد بن محمد بن حمويه، وأبو بكر البيهقي، وأبو بكر الخطيب، وعبد الغفار بن محمد الشيرويّ، وآخرون. توفي في صفر. وكان محدّث عصره. (29/382)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 383 4 (عبد السلام بن الحسين) أبو القاسم المايوسي الصفار. شيخ بغداديّ ثقة. سمع: أبا بكر القطيعي، وابن المظفر.) روى عنه: الخطيب، وأثنى عليه 4 (عبد الملك بن الحسين بن عبدويه.) أبو أحمد الإصبهانيّ العطار المقريء. روى عن: عليّ بن عمر الحربيّ السكريّ. روى عنه: أبو عليّ الحدّاد. 4 (عبد الغفّار بن عبد الواحد بن محمد.) أبو النّجيب الأرمويّ الحافظ. رحل وطوف، وسمع: أبا نعيم الحافظ، وأبا القاسم بن بشران، وأحمد ابن عبد الله بن المحاملي، ومحمد بن الفضل بن نظيف. روى عنه: أبو بكر الخطيب، ونجا بن أحمد، وعبد العزيز الكتّاني، وغيرهم. وجاوز بمكّة، فأكثر عن: أبي ذر. ورجع إلى الشام قاصداً بغداد فأدركه أجله بين دمشق والرّحبة في شوال شاباً. (29/383)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 384 4 (عبد الوهاب بن الحسن الحربيّ.) المؤدب. ويعرف بابن الخزري. سمع: أبا بكر القطيعيّ، وأبا عبد الله الحسين الشماخيّ. وثقة الخطيب، وحدّث عنه. 4 (عبيد الله بن إبراهيم الأنصاري.) الخطيب الخياط الشّيعيّ. حدَّث عن: أبي بكر القطيعيّ. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان من شيوخ الشّيعة. 4 (علاء الدولة.) أبو جعفر شهريار بن كاكويه، صاحب إصبهان. أحد الشجعان، حارب السلوجقية، وتمكّن مدة، ومات سنة ثلاث، فقام بعده ابنه ظهير الدين أبو منصور قرامرز، فسار أخوه كرشاسف فاستولى على همذان. 4 (عليّ بن بشرى) أبو الحسن الليثي، مولى بني الليث السجزيّ الصوفيّ. (29/384)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 385 يروى عن: ابن حمدان، ومحمد بن الحسين الأبريّ. روى عنه: عيسى بن شعيب السجزيّ، وشيخ الإسلام أبو إسماعيل، وجماعة. وكان مكثراً عن الحافظ ابن مندة.) 4 (عليّ بن محمد بن عليّ.) أبو القاسم العلويّ الحسينيّ الحرانيّ، المقريء الحنبليّ السنيّ. توفي في العشرين من شوال من سنة ثلاث عن سنّ عالية. قرأ القراءآت على أبي بكر محمد بن الحسن النقاش، وسمع منه تفسيره. وهو آخر من روى في الدنيا عنه. قرأ عليه: أبو معشر عبد الكريم الطبري، وأبو القاسم يوسف بن جبارة الهذلي، وأبو العباس أحمد بن الفتح بن عبد الجبّار الموصلي نزيل نهر الملك، وشيخ المحوّل. وكان إماماً صالحاً كبير القدر. لكن هبة الله بن الأكفاني قال: سمعت عبد العزيز الكتاني الحافظ، وقد أريته جزءاً من كتب إبراهيم بن شكر من مصنفات الآجري. والسماع عليه مزورٌ بين التزوير، فقال: ما يكفي عليّ بن محمد الزيدي الحرّانيّ أن يكذب حتى يكذب عليه؟ (29/385)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 386 وأما أبو عمرو الدانيّ فقال: هو أخر من قرأ على النقاش، وكان ضابطاً ثقة مشهوراً. أقرأ بحرّان دهراً طويلاً. 4 (عليّ بن موسى بن الحسين.) أبو الحسن بن السمسار الدمشقي. حدَّث عن: أبيه، وأخيه أبي العباس محمد، وأخيه الآخر أحمد، وأبي القاسم عليّ بن يعقوب بن أبي العقب، وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان، وأحمد بن أبي دجانة، وأبي عليّ بن آدم، وأبي عمر بن فضالة، وأبي زيد المروزيّ، والدّارقطنيّ، والمظفر بن حاجب الفرغاني، وخلق كثير. وكان مسند الشام في وقته. روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ، وأبو نصر بن طلاّب، وأبو القاسم بن أبي العلاء، والحسن بن أحمد بن أبي الحديد، والفقيه نصر المقدسي، وأحمد بن عبد المنعم الكريديّ، وآخرون. (29/386)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 387 قال أبو الوليد الباجي: فيه تشيّع يفضي به إلى الرفض. وكان قليل المعرفة، في أصوله سقم. وقال الكتاني: كان فيه تساهل، ويذهب إلى التشيع. وتوفي في صفر، وقد كمّل التسعين 4 (عمر بن إبراهيم بن أحمد.) أبو حفص الإصبهاني السمسار. عن: أبي الشيخ. وعنه: سعيد بن محمد البقال، وواصل بن حمزة، وإسحاق بن عبد الوّهاب بن مندة. مات في جمادى الأولى 4 (حرف الميم) ) 4 (محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن عليّ بن شريعة اللخميّ الباجي.) أبو عبد الله الإشبيلي. سمع من جده الإمام أبي محمد، ورحل مع أبيه إلى المشرق. وشاركه في السماع من الكبار كأبي بكر بن إسماعيل المهندس، والحسن بن إسماعيل الضراب. حدَّث عنه الخولاني وقال: كان من أهل العلم بالحديث والرأي والفقه، عارفاً بمذهب مالك. (29/387)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 388 توفي لعشر بقين من المحرم. وقال ابن خزرج: مولده في صفر سنة ست وخمسين وثلاثمائة. وكان أجل الفقهاء عندنا دراية ورواية، بصيراً بالقعود وعللها. صنف فيها كتاباً حسناً، وكتاباً مستوعباً في سجلات القضاة إلى ما جمع من أقوال الشيوخ المتأخرين، مع ما كان عليه من الطريقة المثلى من الوقار والتعاون النزاهة. 4 (محمد بن إسماعيل بن عباد بن قريش.) القاضي أبو القاسم اللخمي الإشبيلي، من ذرية النعمان بن المنذر ملك الحيرة، وأصله من بلد العريش، البلد التي كانت أول رمل مصر، فدخل أبو الوليد إسماعيل بن عباد الأندلس، ونشأ له أبو القاسم، فاعتنى بالعلم وبرع في الفقه، وتنقلت به الأحوال إلى أن ولي قضاء إشبيلية في أيام بني حمود الإدريسي، فأحسن السياسة مع الرعية والملاطفة لهم، فرمقته العيون. وكان المعتلي يحيى بن عليّ الإدريسي صاحب قرطبة مذموم السيرة فسار إلى إشبيلية وحاصرها، فلمّا نازلها اجتمع الأعيان إلى القاضي أبو القاسم هذا وقالوا له: ترى ما نزل بنا، فقم بنا واخرج إلى هذا الظالم ونملكك. (29/388)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 389 فأجابهم وتهيأ للقتال، وخرجوا إلى قتال يحيى، فركب إليهم وهو سكران، فقتل يحيى وهو سكران، وعظم أبو القاسم في النفوس وبايعوه، واستعان بالوزير أبي بكر محمد بن الحسن الزبيدي، وعيسى بن حجاج الحضرمي وعبد الله بن عليّ الهوزني، فدبروا أمر إشبيلية أحسن تدبير ولقبوه الظافر المؤيد بالله، ثم أنه ملك قرطبة وغيرها. واتسع سلطانه. وقضيته مشهورة مع الشخص الذي زعم أنه هشام المؤيد بالله بن الحكم الأموي، الذي كان المنصور محمد بن أبي عامر حاجبه. انقطع خبر المؤيد بالله هذا أكثر من عشرين سنة، وجرت أحوال وفتن في هذه السنوات، فلمّا تملك القاضي أبو القاسم بن عباد قيل له إن هشام بن الحكم أمير المؤمنين بقلعة رياح في) مسجد، فأحضره ابن عباد وبايعه بالخلافة، وفوّض إليه، وجعل ابن عباد نفسه كالوزير بين يديه. قال الأمير عزيز: استولى القاضي محمد بن إسماعيل على الأمر سنة أربع وعشرين، وحسده أمثاله وكثر الكلام فيه، وقالوا: قتل يحيى بن عليّ الحسني الإدريسي من أهل البيت. وقتل يحيى بن ذي النون ظلماً. واتسع القول فيه، وهو في خلال ذلك مفكراً فيما يفعله إذ جاءه رجل من قرطبة، فقال: رأيت هشاماً المؤيد بالله في قلعة رباح، وكان ذلك الرجل يعرفه من مدة، فقال: انظر ما تقول. قال: أين والله رأيته، وهو هشام بلا شك. وكان عند القاضي عبد اسمه تومرت، كان يقوم على رأس هشام، فقال له: إذا رأيت مولاك تعرفه قال: نعم، ولا أنكره ولي فيه علامات. فأرسل رجلاً مع الرجل، فوجداه في قلعة رباح في مسجد، فأعلماه أنهما رسولا القاضي بن عباد، فسار معهما إلى إشبيلية، فلما رآه مولاه تومرت قام وقبل رجليه وقال: مولاي والله. (29/389)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 390 فقام إليه القاضي وقبل يديه هو وأولاده وسلموا عليه بالخلافة. وأخرجه يوم الجمعة بإشبيلية، ومشوا بين يديه إلى الجامع، فخطب هشام للناس وصلى بهم، وبايعوه: القاضي وبنوه، والناس، وتولى القاضي الخدمة بين يديه، وبقي أمير المؤمنين، والقاضي يقول: أمر أمير المؤمنين. وجرى على طريقة الحاجب ابن أبي عامر غير أنه لم يخرج إلى الجمع طول مدته. والقاضي ابن عباس في رتبة وزير له. واستقام لابن عباد أكثر مدن الأندلس. قال عزيز: خرج هشام هارباً بنفسه من قرطبة عام أربعمائة مستخفياً حتى قدم مكة، ومعه كيس فيه جواهر، فشعر به حرامية مكة، فأخذوه منه، فبقي يومين لم يطعم. فأتاه رجل عند المروة، فقال: تحسن عمل الطين قال: نعم. فمضى وأعطاه تراباً ليجبله، فلم يدر كيف يصنع. وشارطه على درهم وقرص، فقال له: عجل القرص. فأتاه به فأكله. ثم عمد إلى التراب فجبله ثم خرج مع قافلة إلى الشام على أسوأ حال، فقدم بيت المقدس فرأى رجلاً حصرياً فوقف ينظر، فقال له الرجل: أتحسن هذه الصناعة قال: لا. قال: فتكون عندي تناولني القش. فأقام عنده مدة، وتعلم صنعة الحصر، وبقي يتقوت منها وأقام ببيت المقدس أعواماً، ثم رجع إلى الأندلس سنة أربع وعشرين وأربعمائة.) قال عزيز: هذا نص ما رواه مشايخ من أهل الأندلس. ثم ذكر ما قاله أبو محمد بن حزم في كتاب نقط العروس، قال: فضيحة لم يقع في الدهر على مثلها. أربعة رجال في مسافة ثلاثة أيام تسمى كل واحد منهم أمير المؤمنين، وخطب لهم بها في زمن واحد. أحدهم، خلف الحصري بإشبيلية على أنه هشام المؤيد، والثاني: محمد بن القاسم بن حمود بالجزيرة الخضراء، والثالث: محمد بن إدريس بن عليّ بن حمود بمالقة، والرابع: إدريس بن يحيى بن عليّ بشنترين. ثم قال أبو محمد بن حزم: أخلوقة لم يسمع بمثلها. ظهر رجل يقال له (29/390)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 391 خلف الحصري، بعد نيف وعشرين سنة من موت هشام المؤيد بالله، فادعى أنه هشام، فبويع وخطب له على منابر الأندلس في أوقات شتى، وسفكت الدماء وتصادمت الجيوش في أمره، وأقام هذا الذي أدعى أنه هشام في الأمر نيفاً وعشرين سنة، والقاضي محمد كالوزير بين يديه. قلت: استبد القاضي بالأمر، ولم يزل ملكاً مستقلاً إلى أن توفي في آخر جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين، ودفن بقصر إشبيلية، وقام بالأمر بعده ولده المعتضد بالله أبو عمرو عباد. وقيل: إنما كان إقامة الذي زعم أنه هشام في أيام المعتضد. وبقي المعتضد إلى سنة أربع وستين. 4 (محمد بن جعفر) أبو الحسن الجهرمي الشاعر. كان من فحول الشعراء بالعراق. وجهرم قرية. مولده في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة. 4 (محمد بن حمزة) أبو عليّ البغدادي الدهان. (29/391)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 392 قال الخطيب: صدوق كتبنا عنه. سمع: أبا بكر عبد الله بن يحيى الطلحي، وعليّ بن عبد الرحمن البكائي بالكوفة، وأبا بكر القطيعي. ولد سنة خمس وأربعين وثلاثمائة. وسمع سنة تسع وخمسين. ومات في ربيع الآخر سنة ثلاث. 4 (محمد بن عبد الله بن بندار.) أبو عبد الله المرندي. حجّ في هذا العام، وحدَّث بدمشق عن الدارقطني، وأبي حفص بن شاهين، وجماعة.) روى عنه: عبد العزيز الكتاني، وهبة الله بن الصقر المرندي، وأبو القاسم ابن أبي العلاء الفقيه. 4 (محمد بن عليّ بن أحمد.) أبو بكر البغدادي المطرز. يلقب حريقاً. سمع: أبا الحسن بن لؤلؤ، وأبا الحسين بن سمعون. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً. 4 (محمد بن مساور بن أحمد بن طفيل.) أبو بكر الطليطلي. روى عن: هاشم بن يحيى، وعبد الوارث بن سفيان. وكان خيراً متواضعاً فصيحاً، ذا وقار. (29/392)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 393 وحدَّث في هذه السنة، وانقطع خبره. 4 (مسعود بن السلطان محمود بن سبكتكين) حارب أخاه محمداً وقلعه من السلطنة، وكحله وسجنه، وحكم على خراسان والهند، وغير ذلك. وجرت له حروب وخطوب مع السلجوقية أول ما ظهروا إلى أن قتل في سنة ثلاث، وأطاع الجيش أخاه محمداً المسمول، وقتل أخاه مسعوداً وعاد إلى السلطنة 4 (مسلم بن أحمد بن أفلح) أبو بكر القرطبي الأديب. روى عن: أبي محمد بن أسد، وأبي القاسم عبد الرحمن بن أبي يزيد المصريّ. وكان إماماً في علم العربية، له تلامذة، وحلقة كبيرة، وكان متنسكاً صالحاً من أهل السنة والجماعة، رحمه الله. (29/393)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 394 4 (حرف النون)

4 (نوشتكين بن عبد الله.) الأمير المظفر سيف الخلافة عضد الدولة أبو منصور التركي، أحد الشجعان المذكورين. مولده ببلاد الترك، وحمل إلى بغداد، ثم إلى دمشق في سنة أربعمائة. فاشتراه القائد تزبر الديلمي، فرأى منه شهامة مفرطة وصرامة، وشاع ذكره فأهداه للحاكم المصري. وقيل بل جاء الأمر بطلبه منه سنة ثلاث وأربعمائة. (29/394)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 395 فجعل في الحجرة فقهر من بها من المماليك، وطال عليهم بالذكاء والنهضة، فقربه متوليهم، ثم لزم الخدمة وجعل يتودد إلى القواد، فارتضاه الحاكم وأعجب به، وأمره وبعثه إلى دمشق في) سنة ست وأربعمائة فتلقاه مولاه دزبر، فتأدب مع مولاه وترجل له. ثم أعيد إلى مصر وجرد إلى الريف. ثم عاد وولي بعلبك، وحسنت سيرته، وانتشر ذكره. ثم طلب، فلما بلغ العريش رد إلى ولاية قيسارية. واتفق قتل فاتك متولي حلب سنة اثنتي عشرة، قتله مملوك هندي وولي أمير الجيوش فلسطين في أول سنة أربع عشرة. فبلغ حسّان مفرج ملك العرب خبره، فقلق وخاف. ولم يزل أمر أمير الجيوش في ارتفاع واشتهار، وتمت له وقائع مع العرب فدوخهم وأثخن فيهم، فعمل عليه حسان، وكاتب فيه وزير مصر حسن بن صالح، فقبض عليه بعسقلان بحيلة دبرت له في سنة سبع عشرة، وسأل فيه سعيد السعداء فأجيب سؤاله إكراماً له وأطلق. ثم حسنت حاله، وارتفع شأنه، وكثرت غلمانه وخيله وإقطاعاته. وبعد غيبته عن الشام أفسدت العرب فيها، ثم صرف الوزير ووزر نجيب الدولة عليّ بن أحمد الجرجرائي، فاقتضى رأيه تجريد عساكر مصر إلى الشام، فقدم نوشكين عليهم، ولقبه بالأمير المظفر منتخب الدولة، وجهز معه سبعة آلاف فارس وراجل. فسار وقصد صالح بن مرداس وحسان بن مفرج، فكان (29/395)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 396 الملتقى في القحوانة فانهزمت العرب، وقتل صالح، فبعث برأسه إلى الحضرة، فنفذت الخلع إلى نوشتكين، وزادوا في ألقابه. ثم توجه إلى حلب ونازلها، ثم عاد إلى دمشق، ونزل في القصر وأقام مدة. ثم سار إلى حلب، ففتحت له، فأحسن إلى أهلها ورد المظالم وعدل. ثم تغير وشرب الخمر، فجاء فيه سجل مصريّ، فيه: أما بعد، فقد عرف الحاضر والبادي حال نوشتكين الدزبري الخائن، ولما تغيرت نيته سلبه الله نعمته. إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. فضاق صدره وقلق، ثم جاءه كتاب فيه توبيخ وتهديد، فعظم عليه، ورأى من الصواب إعادة الجواب بالتنصل والتلطف، فكتب: من عبد الدولة العلوية، متبرئاً من ذنوبه الموبقة، وإساءآته المرهقة، لائذاً بعفو أمير المؤمنين، عائذاً بالكرم، صابراً للحكم، وهو تحت خوف ورجاء، وتضرع ودعاء. وقد ذلت نفسه بعد غرها، وضاقت بعد أمنها. إلى أن قال: وليس مسير العبد إلى حلب ينجيه من سطوات مواليه. (29/396)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 397 ونفذ هذا الجواب وطلع إلى قلعة حلب، فحم وطلب طبيباً، فوصف له مسهلاً، فلم يشربه،) ولحقه فالج في يده ورجله. ومات بعد أيام من جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين بحلب. وخلف من الذهب العين ستمائة ألف دينار ونيفاً. 4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن سعيد بن يحيى بن بكر.) أبو بكر بن الطواق القرطبي. روى عن: أبي عبد الله بن مفرج. وسمع بمصر من: أبي بكر المهندس. حدَّث عنه: أبو بكر الخولاني، وقال: كان من أهل القرآن، طالباً للعلم مع الفهم والضبط. وكان من أهل السنة، مجانباً لأهل البدع. توفي في جمادى الآخرة عن سن عالية. 4 (الكنى)

4 (أبو الحسن الرحبيّ) الفقيه الداوودي. نزيل مصر. رحل إلى بغداد، ولقي: القاضي أبا بكر الأبهري المالكي، وأبا بكر الرازي الحنفي، ابن المرزبان الشافعي. وله مصنفات كثيرة على مذهب أهل الظاهر. (29/397)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 398 4 (وفيات سنة أربع وثلاثين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن عليّ بن أحمد.) أبو الحسين الجحواني الكوفي. سكن بغداد، وحدَّث عن: أبي بكر الطلحي، وجعفر الأحمسي. قال الخطيب: وهو آخر من حدَّث عنهما، كتبتُ عنه، وكان ثقة حافظاً للقرآن. توفي في شوال. ومولده في سنة خمسين وثلاثمائة. 4 (أحمد بن عليّ بن الحسن) أبو نصر المايمرغي الضرير المقريء. من أهل ما رواء النهر ثقة. سمع الكثير من: أبي عمرو محمد بن محمد بن صابر، وأبي أحمد الحاكم، والبخاريين. وعاش تسعين سنة. (29/398)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 399 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن دلويه.) أبو حامد الأستوائي. سمع بنيسابور: أبا أحمد الحاكم، وأبا سعيد بن عبد الوهاب الرازي، وكان أحمد الفقهاء الشافعية. ولي قضاء عكبرا. وكان صدوقاً. سمع منه: الدارقطني مع تقدمه، وأبو بكر الخطيب. وكان في الأصول على مذهب الأشعري، وفي الفقه شافعياً.) 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن بزدة الإصبهاني.) الفرضي المقريء. يعرف بالقج. روى عن: أحمد بن عبدان الحافظ، والمخلص. وعنه: الخطيب، وغيره. 4 (إسماعيل بن عليّ) أبو إبراهيم الحسيني المصري. انتقى عليه أبو نصر السجستاني، وحدَّث. توفي في شعبان. (29/399)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 400 4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن عليّ بن سهلان) أبو سعد الإصبهاني القرقوني. روى عن: أبي الشيخ. وعنه: أحمد بن الحسين بن أبي ذر الصالحاني. 4 (الحسين بن أحمد بن جعفر بن أحمد.) أبو عبد الله الهمذاني الفقيه. محدَّث بمكة. سمع ببغداد: ابن المظفر، وأبا عمر بن حيويه، وابن شاهين. وبنيسابور: أبا الحسن الخفاف. وبهمذان: جبريل بن محمد البغدادي. وحدَّث سنين. روى عنه. 4 (الحسين بن عمر بن محمد البغدادي) أبو عبد الله كاتب ابن الآبنوسيّ. (29/400)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 401 سمع: القطيعي، وابن ماسي. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة صالحاً. توفي في ذي الحجة. 4 (حمزة بن الحسن بن العباس بن الحسن بن أبي الجنّ) القاضي فخر الدولة أبو يعلى العلوي الحسيني الدمشقي. ولي قضاء دمشق من قبل الظاهر العبيدي، وولي نقابة الأشراف بمصر، وجدد بدمشق منابر وقنيّ، وأجرى الفوّارة. وذكر أنه وجد في تذكرته صدقة كل سنة سبعة آلاف دينار. وكان مولده في سنة سبع وستين وثلاثمائة. حكى عنه الشريف أبو الغنائم عبد الله بن الحسين النسابة. 4 (حرف السين)

4 (سعيد بن أحمد بن محمد.) (29/401)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 402 أبو عثمان بن الربيع الهذلي الإشبيلي. كان من أهل النفاذ في الحديث والفقه، قوي الفهم،) محسناً للشروط وعللها. روى عن: أبي محمد الباجي، وأبي جعفر بن عون الله، وأبي الحسن الأنطاكي، وأبي بكر الزبيدي، وجماعة. ذكره ابن خزرج، وعاش اثنتين وثمانين سنة. 4 (سعيد بن محمد بن أحمد بن سعيد.) أبو القاسم الإصبهاني البقال. توفي في جمادى الآخرة. محدَّث حافظ. معجمه ألف شيخ. شيخ، رحل إلى خراسان، والعراق، والحجاز، وهمذان، وكتب الكثير، ونسخ بالأجرة. كتب عنه: أبو يعقوب التراب، وأبو بكر أحمد بن عليّ الإصبهاني الحافظ. قال ذلك يحيى بن مندة. 4 (حرف الشين)

4 (شذرة بن محمد أحمد بن شذرة.) أبو العلاء المدينّي. توفي في رجب. يروي عن: ابن المقري. سمع منه: محمد بن عبد الواحد الكسائي، وغيره، 4 (شعيب بن عبد الله بن المنهال.) (29/402)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 403 أبو عبد الله المصري. روى عن: أحمد بن الحسن بن إسحاق بن عتبة الرازي. وغيره. روى عنه: أحمد بن إبراهيم الرازي، وعليّ بن الحسن الخلعي، وجماعة. وكان أسند من بقي بديار مصر. توفي في شعبان. قال أبو إسحاق الحبّال: يتكلم في مذهبه. قلت: كأنه يريد الرفض، لأنه ملا مصر. 4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن غالب بن تمام بن محمد.) أبو محمد الهمذاني المالكي، الفقيه. عالم أهل سبتة وصالحهم وشيخهم. أخذ عن شيوخ سبته، ورحل إلى الأندلس فسمع من: أبي محمد الأصيلي، وأبي بكر الزبيدي. ورحل إلى القيروان، فسمع من: أبي محمد بن أبي زيد. وإلى مصر، فسمع من: أبي بكر المهندس، والوشاء.) وكان إماماً متقناً عارفاً بالمذهب، أديباً بليغاً شاعراً، حافظاً، نظاراً، مدارُ الفتوى عليه ببلده في عصره. أخذ عنه: ابنه أبو عبد الله محمد، وإسماعيل بن حمزة، وأبو محمد المسيلي، والقاضي بن جماح. وتوفي رحمه الله في صفر. (29/403)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 404 4 (عبد الله بن أبي الفضل عمر بن أبي سعد.) الزاهد الهروي، أبو نصر الواعظ. توفي بنيسابور قاصداً للحج. عقد مجلساً في قوله تعالى: ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله فمرض عقيب المجلس، ومات رحمه الله في ربيع الآخر. 4 (عبد الودود بن عبد المتكبر.) أبو الحسن الهاشمي البغداديّ. توفي في رجب عن أربع وتسعين سنة. روى عن: أبي بكر محمد بن عبد الله الشافعيّ. سمع مجلساً واحداً. روى عنه: الخطيب. 4 (عبيد الله بن هشام بن سوار الداراني.) أبو الحسين. 4 (عبد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن غفير.) (29/404)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 405 أبو ذر الأنصاري الهروي المالكي الحافظ. ويعرف ببلده بابن السّمّاك. وسمع بهراة: أبا الفضل بن خميرويه، وبشر بن محمد المزني، وجماعة. ورحل، فسمع: أبا محمد بن حمويه، وزاهر بن أحمد بسرخس، وأبا إسحاق بن إبراهيم بن أحمد المستملي ببلخ وأبا الهيثم محمد بن مكي بكشميهن، وأبا بكر هلال بن محمد، وشيبان بن محمد الضبعي بالبصرة، والدارقطني، وأبا الفضل الزهري، وأبا عمر بن حيويه، وطائفة ببغداد وعبد الوهاب الكلابي، وجماعة بدمشق، وطائفة بمصر وبمكة. وجمع معجماً لشيوخه، وجاور بمكة دهراً. روى عنه: ابنه عيسى، وعليّ بن محمد بن أبي الهول، وموسى بن الصقلبي، وعبد الله بن الحسن التنيسي، وعلي بن بكار الصوري، وأحمد بن محمد القزويني، وعليّ بن عبد الغالب البغدادي، وشيخ الإسلام أبو إسماعيل، وأبو عمران الفاسي الفقيه موسى بن عيسى، وأبو الطاهر إسماعيل بن سعيد النحوي، وأبو الوليد سليمان بن خلف الباجي، وعبد الله بن سعيد) الشنتجالي وعبد الحق بن هارون السهمي، وأبو بكر أحمد بن عليّ الطريثيثي، وأبو شاكر أحمد بن عليّ العثماني، وأبو الحسين محمد بن المهتدي بالله، وخلق سواهم. وروي عنه بالإجازة: أبو بكر بالخطيب، وأبو عمرو الداني، وأبو عمر بن عبد البر، وأحمد بن عبد القادر بن يوسف، وأبو عبد الله أحمد بن محمد الخولاني الإشبيلي. (29/405)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 406 مولده في حدود سنة خمس وخمسين وثلاثمائة. وقال الخطيب: قدم بغداد أبو ذر وأنا غائب، فحدَّث بها وحج وجاور، ثم تزوج في العرب وسكن السروات، وكان يحج كل عام فيحدَّث ويرجع وكان ثقة ضابطاً ديناً. مات بمكة في ذي القعدة. وقال أبو عليّ بن سكرة: توفي في عقب شوال. وقال أبو الوليد الباجي في كتاب إختصار فرق الفقهاء من تأليفه عند ذكر أبي بكر الباقلاني: لقد أخبرني أبو ذر، وكان يميل إلى مذهبه، فسألته: من أين لك هذا فقال: كنت ماشياً ببغداد مع الدارقطني فلقينا القاضي أبا بكر، فالتزمه الشيخ أبو الحسن الدارقطني، وقبل وجهه وعيينه. فلمّا فارقناه قلت: من هذا فقال: هذا إمام المسلمين والذاب عن الدين القاضي أبو بكر محمد بن الطيب. قال أبو ذر: فمن ذلك الوقت تكررت عليه وقال أبو عليّ البطليوسي: سمعت أبا عليّ الحسن بن بقي الجذامي المالقي: حدَّثني بعض الشيوخ قال: قيل لأبي ذر: أنت من هراة، فمن أين تمذهبت لمالك وللأشعري قال: قدمت بغداد فلزمت الدارقطني، فاجتاز به القاضي ابن الطيب فأظهر الدارقطني ما تعجبت منه من إكرامه، فلمّا ولّى سألته فقال: هذا سيف السنة أبو بكر الأشعري. فلزمته منذ ذلك، واقتديت به في مذهبه جميعاً، أو كما قال. (29/406)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 407 وقال أبو إسماعيل عبد الله بن محمد: عبد بن أحمد بن محمد السماك الحافظ، صدوق، تكلموا في رأيه. سمعت منه حديثاً واحداً عن شيبان بن محمد، عن أبي خليفة، عن ابن المديني، حديث جابر بطوله في الحجّ، قال لي: إقرأه عليّ حتى تعتاد قراءة الحديث، وهو أول حديث قرأته على الشيخ، وناولته الجزء فقال: لست على وضوء فضعه. قلت: أخبرني بهذا عليّ بن أحمد بالثغر: أنا عليّ بن زوزبه، أنا أبو الوقت، أنا أبو إسماعيل، فذكره. وقال عبد الغافر في السياق: كان أبو ذر زاهداً ورعاً عالماً سخياً بما يجد، لا يدخر شيئاً لغد.) صار من كبار مشايخ الحرم، مشاراً إليه في التصوف. خرجّ على الصحيحين تخريجاً حسناً. وكان حافظاً كثير الشيوخ. قلت: وله مستخرج استدركه على صحيح البخاري ومسلم في مجلد وسط، يدلّ على حفظه ومعرفته. وقال القاضي عياض: لأبي ذر كتاب كبير مخرج على الصحيحين، وكتاب في السنة والصفات، وكتاب الجامع، وكتاب الدعاء، وكتاب فضائل القرآن وكتاب دلائل النبوة، وكتاب شهادة الزور، وكتاب فضائل مالك، وفضائل العيدين، وغير ذلك. وأرخ وفاته في سنة خمسٍ وثلاثين. والصحيح سنة أربعٍ، والله أعلم. (29/407)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 408 4 (عليّ بن جعفر.) المنذري، القهندزي، الهرويّ. سمع: العباس بن الفضل النضرويي. روى عنه: العميري، وجماعة. 4 (عليّ بن طلحة بن محمد بن عمر.) أبو الحسن البصري المقريء سمع: أبا بكر القطعيّ، وابن ماسي، وعبد العزيز، وإبراهيم الخرقيين. قال الخطيب: كتبنا عنه، ولم يكن به بأس. ومات في ربيع الآخر. قلت: قرأ على صاحب ابن مجاهد أبي القاسم عبد الله بن محمد بن البيع. قرأ عليه: أبو طاهر بن سوار، وعبد السيد بن عتاب، وأبو البركات الوكيل، وغيرهم. ومن شيوخه في القراءآت أيضاً: عبد العزيز بن عصام، ممن قرأ على ابن مجاهد، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمين المؤدب البصريّ، قرأ على محمد بن عبد العزيز بن الصباح صاحب حنبل. 4 (عليّ بن محمد بن عبد الرحيم.) أبو الحسين الأزدي. (29/408)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 409 سمع: أباه، والقطيعي، وابن لؤلؤ الوراق. وهو بغدادي. كتب عنه: الخطيب وصدقه. وتوفي في المحرم. 4 (عمر ابن إبراهيم بن سعيد.) أبو طالب الزهري البغدادي الفقيه الشافعي، المعروف بابن حمامة. سمع: أبا بكر القطيعي،) وابن ماسي، وعيسى بن محمد الرخجي، وجماعة. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة. ولد سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، وكان من كبار أئمة المذهب ببغداد، ومن ذرية سعد بن أبي وقاص. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد) أبو الفرج العين زربي الفاتوري. حدَّث عن: أبي عليّ بن أبي الرمرام، ويوسف الميانجي. وعنه: الكتاني، وأبو نصر بن طلاب، وجماعة. 4 (محمد بن الحسين بن محمد بن جعفر.) (29/409)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 410 أبو الفتح الشيباني العطار، قطيط. بغدادي تغرب إلى مصر وإلى الشام، والجزيرة، وفارس، والحجاز. وحدَّث عن: أبي الفضل عبيد الله الزهري، ومحمد بن المظفر، وجماعة. قال الخطيب: سمعتُ منه، وكان طريفاً متصوفاً. توفي بالأهواز. 4 (محمد بن عبد الله بن زين القرطبي.) روى عن: ابن عون الله، ومحمد بن أحمد بن مفرج، وعبّاس بن أصبغ، وجماعة. وكان مجوداً للقرآن، عارفاً بالحساب والشروط. توفي بإشبيلية وله أربع وثمانون سنة. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عوف.) أبو عبد الله القرطبي. أخذ عن: أبي عبد الله بن أبي زمنين. وكان إماماً في الفقه، من بيت حشمة وجلالة. 4 (محمد بن عبد الواحد بن عبد الله بن محمد بن مصعب الزبيري.) أبو البركات المكي. دخل العراق والشام ومصر والأندلس، وحدَّث عن جماعة. روى عن: أبي زيد المروزيّ، وأبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافيّ، ومحمد بن محمد بن جبريل العجيقيّ، والقاضي أبي الحسن عليّ بن محمد (29/410)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 411 الجراحيّ، والقاضي أبي بهر الأبهريّ، والدّارقطني، وأبي بكر المهندس، وأبي الفرج الشنبوذيّ، وأبي أحمد السّامّريّ، وأبي الطيب بن غلبون. ترجمة الخولاني.) وحدَّث عنه: أبو محمد بن حزم، والدلائي، وأبو محمد بن خزرج وقال: كان ثقة متحرياً فيما نقله. لقيته بإشبيلية في سنة أربع وثلاثين وأخبرني أنّ مولده في سنة سبعٍ وأربعين وثلاثمائة. وكان ممتعاً، يعني بحواسه. 4 (محمد بن عليّ بن عبد العزيز بن إبراهيم.) أبو الفضل الكاتب البغدادي، المعروف بابن حاجب النعمان. كان أبوه وزيراً للقادر بالله، فلما مات أبوه وزر هو للقادر في سنة إحدى وعشرين، ثم عزل بعد ستة أشهر. فلمّا استخلف القائم استوزره. وكان أديباً شاعراً كاتباً. توفي في ثامن ذي القعدة وله سبعون سنة. وقد فلج قبل موته مدة أعوام. وله في الشمعة. (وطفلة كالرمح لا حظتها .......... سنانها من ذهب قد طبع)

(دموعها تنهل في نحرها .......... ورأسها يحيى إذا ما قطعْ)

4 (محمد بن المؤمل بن الصقر.) أبو بكر البغداديّ الورّاق. غلام الأبهري. سمع: أبا بكر القطيعي، وابن ماس، وأبا بكر الأبهريّ، قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان سماعه صحيحاً. وكان لا يحسن يكتب توفي رحمه الله في ذي الحجة، وله إحدى وتسعون سنة. (29/411)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 412 4 (حرف الهاء)

4 (هارون بن محمد بن أحمد بن هارون.) أبو الفضل الإصبهاني الكاتب. روى عن: سليمان الطبرانيّ. روى عن: محسن بن عليّ الفرقدي، وعبد الأحد بن أحمد العنبريّ، والحسن بن أحمد الحدّاد، وغيرهم. توفي في رمضان. 4 (حرف الياء)

4 (إليسع بن عبد الرحمن بن محمد اللخمي.) أبو محمد الإشبيليّ. روى عن: أبي عبد الله بن مفرج، وأحمد بن خالد التاجر. روى عنه: الخولانيّ، وأثنى عليه. وقال ابن خزرج: ولد سنة ستّين وثلاثمائة. (29/412)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 413 4 (وفيات سنة خمس وثلاثين وأربعمائة) ) 4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحسن) أبو بكر ابن الحدي. سمع: عليّ بن محمد بن كيسان، وإسحاق بن سعد قال الخطيب: صدوق. 4 (أحمد بن سعيد بن دينال.) أبو القاسم الأموي القرطبيّ. روى عن: أبي عيسى الليثي، وابن عون الله، وأبي عبد الله بن مفرج، وأبي محمد القلعي، وأبي عبد الله بن الخزار. وحج وأخذ عن: أبي محمد بن أبي زيد. وكان صالحاً، ثقة: عني بالعلم والرواية. توفي سنة خمس في جمادى الأولى. 4 (أحمد بن محمد بن ملاّس.) (29/413)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 414 أبو القاسم الفزاريّ الإشبيليّ. حجّ وأخذ عن أبي الحسن بن جهضم، وأبي جعفر الدّاووديّ. وسمع بقرطبة من: أبي محمد الأصيلي، وأبي عمر بن المكويّ. وكان متفنناً في العلم، بصيراً بالوثائق. مولده سنة سبعين وثلاثمائة. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين.) أبو منصور بن الذهبي البغدادي المالكي. سمع: أبا بكر الأبهري، وأبا الحسين بن المظفّر. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً. توفي في شعبان. 4 (إسماعيل بن عبد الرحمن بن عامر بن ذي النون الهوّاريّ) غلب على طليطلة عند اضطراب الدّول بالأندلس، وأطاعته الرّعية، فضبط مملكة طليطلة. ومات في هذه السنة، فولي بعده ولده المأمون يحيى. 4 (أسماء بنت أحمد بن محمد بن شاذة.) أم سلمة الإصبهانية. عن: أبي الشيخ. وعنها: أبو بكر الخطيب، وأبو عليّ الحدّاد، وآخرون. 4 (حرف الجيم)

4 (جهور بن محمد جهور بن عبيد الله.) (29/414)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 415 أبو الحزم، رئيس قرطبة وأميرها وصاحبها. جعل نفسه ممسكاً للأمر إلى أن تهيأ من يصلح للخلافة. روى عن: عباس بن أصبغ، والقاضي أبي عبد الله بن مفرِّج، وخلف بن القاسم، وجماعة.) وآل الأمر إلى أن صار مدبّر أمر قرطبة، وانفرد برئاسة مصر إلى أن توفي في المحرم. ودفن بداره، وصلّى عليه ابنه الوليد محمد بن جهور القائم بأمر بعده. عاش إحدى وسبعين سنة. روى عنه: أبو عبد الله محمد بن عتاب، وغيره. وكان أبو الحزم من وزراء الدولة العامرية، ومن دهاة العالم وعقلائهم ورؤسائهم. لم يزل متصوناً حتى خلا له الجوّ، فانتهز الفرصة ووثب على قرطبة. ولم ينتقل إلى رتبة الإمارة ظاهراً بل حفظ لغيره الإسم واستقلّ بالأمر، ولم يتحول من داره. وجعل ارتفاع الأموال بأيدي رجالٍ وديعة، وصير أهل الأسواق جنداً، ورزقهم من أموالٍ تكون بأيديهم مضاربة، وفرق عليهم السلاح. (29/415)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 416 وكان يعود المرضى ويشهد الجنائز، ويزور الصالحين. 4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن بكر بن عريب القيسي) القرطبي، أبو بكر السماد. أخذ عن: أبي محمد الأصيلي، وأبي عمر أحمد بن عبد الملك بن المكوي. وكان ورّاقاً، نسخ الكثير، وتوسع في طلب الحديث. وتوفي في صفر عن ثمانين سنة. 4 (الحسن بن عليّ بن موسى بن السمسار.) أبو عليّ الدّمشقيّ الأديب. روى عن: عبد الوهاب الكلابيّ، وعبد الله بن ذكوان البعلبكيّ. روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ. 4 (الحسين بن عثمان.) أبو سعد العجليّ الفارسيّ الشّيرازيّ، المجاور بمكّة. روى عن: زاهر السرخسيّ، ومحمد بن مكّيّ الكشميهنيّ. (29/416)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 417 روى عنه: البغداديون. مات في شوال. 4 (حرف السين)

4 (سلار بن أحمد. أبو الحسن الديلميّ. توفي في رجب.)

4 (حرف العين.)

4 (عبد الله بن محمد بن زياد.) أبو محمد الأنصاريّ القرطبيّ، والد الخطيب زياد. كان صالحاً، متصوناً، كاتباً مترسِّلاً بليغاً.) رفض الدّنيا وتزهد. توفي في رمضان. 4 (عبد الله بن يوسف بن نامي بن أبيض.) أبو محمد الرهوانيّ القرطبيّ. روى عن: أبي الحسن الأنطاكيّ، وعباس بن أصبغ، ومحمد بن خليفة، وخلف بن القاسم. قال ابن مهديّ: كان صالحاً خيراً، مجوداً للقرآن، خاشعا، ورعاً، بكاءً. (29/417)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 418 مولده سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة. واختلط في آخر عمره، فتركوا الأخذ عنه. قلت: روى أبو محمد بن حزم في تصانيفه. 4 (عبيد الله بن أحمد بن عثمان) أبو القاسم الأزهري الصيرفيّ البغداديّ. المعروف أيضاً بابن السّواديّ. كنية أبيه أبو الفتح. وله أخ اسمه محمد تأخر بعده. ولد أبو القاسم سنة خمسٍ وخمسين وثلاثمائة. وحدَّث عن: أبي بكر القطيعي، وابن ماسي، وأبي سعيد الحرفيّ، والعسكريّ، وعليّ بن عبد الرحمن البكائيّ، وابن المظفر، وخلق كثير. قال الخطيب: وكان أحد المعنيين بالحديث والجامعيين له مع صدق واستقامة ودوام درس للقرآن. سمعنا منه المصنفات الكبار. وتوفي في صفر، وقد كمّل ثمانين سنة، بل جاوزها بعشرة أيّام. 4 (عليّ بن أحمد بن محمد. أبو الحسن بن الآبنوسي الصيرفي. أخو محمد) سمع: أبا عبد الله العسكريّ، وعليّ بن لؤلؤ، وأبا حفص الزّيّات. قال الخطيب: لا أحسب سمع منه غيري. كان يتمنّع. (29/418)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 419 4 (عمر بن القاضي أبي عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرِّج القرطبيّ.) أبو حفص. سمع من أبيه الكثير، ومن أبي جعفر بن عون الله، وغيرهما. وكان ثقة. روى عنه: أبو مروان الطّبنيّ وقال: توفيّ في رجب. 4 (عيسى بن خشرم) أبو عليّ البّنّا المصريّ. توفي في صفر. 4 (حرف الفاء)

4 (فيروزجرد الملك جلال الدّولة.) أبو طاهر ابن الملك بهاء الدولة أبي نصر بن الملك عضد الدولة أبي شجاع بن الملك ركن) الدّولة بن بويه الدّيلميّ. صاحب بغداد، ملكها سبع عشرة سنة. وقام بعده ابنه الملك العزيز أبو منصور، وخطب له. ثم ضعف عن الأمر، وكاتب ابن عمّه أبا كاليجار مرزبان بن سلطان الدّولة بن بهاء الدّولة وهو بالعراق الأعلى بأنّه ملتجيء إليه ومعتمد عليه، وأنّه ممتثل أمره. فشكره أبو كاليجار، وودعه بكلّ جميل. وخطب لأبي كاليجار بعده أو قبله. (29/419)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 420 وقد ذكرنا من أخبار رجال الدّولة في حوادث السنين ما يدلّ على ضعف دولته ووهن سلطنته. وكان شيعيّا جباناً، عاش نيفاً وخمسين سنة. وكان عسكره قليلاً، وحدّه كليلاً، وأيّامه نكد. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن محمد بن إسحاق العبدانيّ النيسابوريّ.) عرف بأميرك. سمع: أبا أحمد الحاكم، وأبا بكر بن مهران المقريء. 4 (محمد بن أحمد بن عبد الله بن هرثمة بن ذكوان.) أبو بكر القرطبي. سمع من: أبي المطرّف القنازعيّ، ويونس بن عبد الأعلى. وقلّده الوزير أبو الحزم جهور القضاء بإجماع من أهل قرطبة، فأظهر الحقَّ، وردّ المظالم وشكرت أفعاله. ثم عزل. وكان من أهل العلم والذّكاء، وممن عُني بجمع العلم والحديث واقتناء الكتب. توفيّ في ربيع الأوّل، وله أربعُ وأربعون سنة، ورثاه النّاس. 4 (محمد بن جعفر بن عليّ.) أبو بكر الميماسي راوي الموطأ عن محمد بن العبّاس بن وصيف الغزيّ. (29/420)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 421 رواه عنه: نصر المقدسيّ الفقيه، وغيره. توفي في شوّال. 4 (محمد بن عبد الواحد بن عليّ بن إبراهيم بن رزقه.) أبو الحسين البغداديّ البزّاز. حدَّث عن: أبي بكر بن خلاّد النَّصيبيّ، وأبي بكر بن سالم الختُّليّ، وأبي سعيد السِّيرافي. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً كثير السماع. مات في جمادى الأولى. ومولده سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة. قلت: وروى عنه: خالد بن عبد الواحد التاجر، وأبو طاهر بن سوّار، وطائفة من البغداديّين.) 4 (محمد بن عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة) البغداديّ البزّاز. حدَّث عن: أبيه، وأبي محمد بن ماسي. وهو ضعيف. كذَّبه أبو القاسم بن برهان. 4 (مختار بن عبد الرحمن الرُّعينيّ القرطبيّ المالكيّ) (29/421)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 422 كان جامعاً لفنون العلم. أخذ عن: يونس بن عبد الله. وولي قضاء المرية فأحسن السيّرة. يقال أنّه شرب البلاذر، فأفسد مزاجه. توفّي كهلاً في نصف جمادى الأولى، رحمه الله. 4 (المهلب بن أحمد بن أبي صفرة أسيد.) أبو القاسم الأسديّ. من أهل المريّة. سمع من أبي محمد الأصيلي. ورحل فأخذ عن: أبي الحسن القابسيّ، وأبي الحسن عليّ بن محمد بندار القزوينيّ، وأبي ذر الهرويّ. حدَّث عنه: أبو عمر بن الحذاء، وقال: كان أذهن من لقيته وأفصحهم وأفهمهم. وحدَّث عنه أيضاً: أبو عبد الله بن عابد، وحاتم بن محمد، وغيرهما. وكان من أهل العلم والمعرفة والذكاء، والعناية التامّة بالعلوم. صنّف كتاباً في شرح صحيح البخاريّ، أخذه النّاس عنه. ولي قضاء المريّة. وتوفي في ثالث عشر شوّال. وقد شرح البخاريّ أيضا ابن بطّال، وسيأتي عام 449. (29/422)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 423 4 (وفيات سنة ست وثلاثين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن محمد بن أَحيد بن ماما) الحافظ أبو حامد الإصبهاني المامائي، صاحب التصانيف. سكن بخارى، وذيل على تاريخ غنجار. وحدَّث عن: عبد الرحمن بن أبي شريح، وأبي عليّ إسماعيل بن حاجب الكشانيّ، وأبي نصر محمد بن أحمد الملاحمّي، وأبي عبد الله الحليميّ، وجماعة كثيرة، توفي في شعبان. (29/423)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 424 4 (حرف التاء)

4 (تمام بن غالب بن عمر.) أبو غالب بن التياّني، القرطبيّ اللّغوي، نزيل مرسية. روى عن: أبيه، وعن: أبي بكر) الزبيديّ، وعبد الوارث بن سفيان، وغيرهم. وقال الحميديّ: كان إماماً في اللغة، وثقة في إبرادها. مذكوراً بالدّيانة والورع. له كتابٌ في اللغة لم يؤلف مثله اختصار وإكثار. وقد حدَّثنا ابن حزم: حدَّثني أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الفرضي أنّ الأمير مجاهد بن عبد الله العامري وجَه إلى أبي غالب أيّام غلبته على مرسية ألف دينار أندلسية، على أن يزيد في ترجمة هذا الكتاب ممّا ألفّه تمّام بن غالب لأبي الجيش مجاهد، فردّ الدّنانير وأبى من ذلك، ولم يفتح في هذا باباً البتّة. (29/424)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 425 وقال: والله لو بذلت لي الدّنيا على ذلك ما فعلت ولا استجزت الكذب، فإنّي لم أجمعه له خاصة. توفي بالمريّة. وكان مقدّماً في علم اللّسان أجمعه، مسلّمةً له اللّغة. ومات في أحد الجمادين. 4 (حرف الحاء.)

4 (الحسين بن عليّ بن محمد بن جعفر) أبو عبد الله الصيمريّ. سكن بغداد في صباه، وتفقه لأبي حنيفة، وبرع في المذهب. وسمع من: المفيد، وأبي الفضل الزهريّ، وأبي بكر بن شاذان، وأبي حفص بن شاهين، وجماعة. روى عنه: الخطيب، وقال: كان صدوقاً وافر العقل، قال لي: سمعت من الدارقطني أجزاء من سننه، فقريء عليه حديث فورك السعديّ، عن جعفر (29/425)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 426 ابن محمد في زكاة الخيل، فقال: فورك ومن دونه ضعفاء. فقيل له: الذي رواه عن فورك هو أبو يوسف القاضي. فقال: أعور بين عميان. وكان الشيخ أبو حامد الفقيه حاضراً، فقال: ألحقوا هذا الكلام في الكتاب. فكان ذلك سبب انقطاعي عن مجلس الدّارقطنيّ، فليتني لم أفعل أيش ضرّ أبا الحسن انصرافي قلت: وحدَّث عن الصيمريّ جماعة ممّن أدركهم السّلفيّ. ومات في شوال وله خمس وثمانون. وقد ولي قضاء المدائن ثم قضاء ربع الكرخ. 4 (الحسين بن محمد بن أحمد) الأنصاري، الحلبيّ، الشاهد. عرف بابن المنيقير. سكن دمشق، وحدَّث عن: أحمد بن عطاء) الروذباريّ. روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء المصيصيّ، ونصر المقدسيّ، وأبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن، ونجا بن أحمد. وثقة محمد بن عليّ الحدّاد. 4 (حرف الحاء)

4 (الخضر بن عبدان بن أحمد بن عبدان.) أبو القاسم الأزدي الدّمشقيّ الصّفّار المعدّل. (29/426)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 427 حدَّث عن القاضي الميانجيّ. روى عنه: نجا بن أحمد، و قال: توفيّ في جمادى الأولى. روى مجلساً واحداً. 4 (حرف الطاء)

4 (طاهرة بنت أحمد بن يوسف بن يعقوب بن البهلول.) روت عن: أبيها، وأبي محمد بن ماسيّ، ومخلد الباقرحيّ روى عنها: أبو بكر الخطيب. 4 (حرف العين.)

4 (عبد الله بن سعيد بن لباج) أبو محمد الشنتجاليّ الأمويّ، مولاهم. جاور بمكّة دهراً. وسمع بقرطبة من: أبي محمد بن تيريّ. وحجّ سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، فسمع من: أحمد بن فراس، وعبيد الله بن محمد، السقطيّ. وصحب أبا ذر الهرويّ، واختص به. ولقي أبا سعيد السجزيّ عمر بن محمد، فأخذ عنه صحيح مسلم. وسمع بمصر وبالحجاز من جماعة. وكان صالحاً، خيراً، زاهداً، عاقلاً، متبتلاً. وكان يسرد الصوم، وإذا أراد الحاجة خرج من الحرم. لم يكن للدّنيا عنده قيمة. وكان كثيراً ما يكتحل بالإثمد. وحجّ خمساً وثلاثين حجة، وزار مع كلّ حَجة زورتين. (29/427)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 428 ورجع إلى الأندلس في سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة. وحدَّث بصحيح مسلم في نحو جمعة بقرطبة. وتوفي في رجب سنة ست وثلاثين رحمه الله. روى عنه: أبو جعفر الهوزني. 4 (عبد الله بن محمد بن أحمد.) أبو القاسم العطار المقريء. سمع: أبا محمد بن حيان أبو الشيخ، وغيره. روى عنه: أبو عليّ الحداد، وأبو القاسم الهذليّ. وقد قرأ على: أبي بكر عبد الله بن محمد القباب، وغيره. ذكره ابن نقطة، فقال: ذكره يحيى) بن مندة فقال أبو القاسم عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن موسى بن شيذة، بمعجمتين. ثم قال: كان إماماً في القراءآت، عالماً بالروايات، ثقة أميناً صدوقاً ورعاً، صاحب سنة. حدَّث عنه عمّي عبد الرحمن في آخرين. 4 (عبد الرحمن بن أحمد بن عمر.) أبو سعد الإصبهانيّ، الصّفّار، أخو الفقيه أبي سهل. سمع: أبا القاسم الطبرانيّ. وعنه: الحدّاد، و محمد بن الحسن العلويّ الرّسي شيخ لأبي موسى المرينّي. وروى أيضاً عن: أحمد بن بندار الشعار، وغيره. وتوفي ليلة عرفة 4 (عبد العزيز بن عبد الرزاق.) أبو الحسين، صاحب التّبريزيّ. (29/428)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 429 حدَّث عن: القطيعي، وطيب المعتضديّ. قال الخطيب: كتبت عنه، ولا بأس به. 4 (عبد الغفار بن عبيد الله بن محمد بن زيرك) أبو سعيد التّميمي الهمداني الشافعي، شيخ همدان. قال شيرويه: روى عن: أبيه، وأبي سهل، وابن لال، وجماعة. ورحل فأخذ عن: أبي أحمد الفرضي، والحفّار، وأبي عمر بن مهديّ، وخلق. ثنا عنه ابن أخيه محمد بن عثمان، والحسين بن عبد الوهاب الصوفي، وأحمد بن عمر المؤذن، وأحمد بن إبراهيم بن معروف. وكان فقيهاً إماما، ثقة نحوياً، يعظ النّاس ويتكلم عليهم في علوم القوم. وله مصنفات في أنواع العلم. ذكر أنّه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فألبسه قميصاً، فقال له المعبّر: إنّ الله يرزقك علماً واسعاً. 4 (عبد الملك بن أحمد بن محمد بن عبد الملك بن الأصبغ) أبو مروان القرشيّ القرطبيّ. روى عنه: الخولانيّ، و قال: كان من أهل العلم مقدّماً في الفهم، قديم الخير والفضل، له تصنيف حسن في الفقه والسنن. وقال غيره: له كتاب في أصول العلم تسعة أجزاء، وكتاب مناسك الحجّ. روى عنه: القاضي ابن رزب، وأبي عبد الله بن مفرج، وخلف بن القاسم. ولد سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة. ومات رحمه الله بإشبيلية. (29/429)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 430 4 (عبد الوهاب بن منصور.) أبو الحسن بن المشتري، قاضي الأهواز، ورئيس تلك الناحية.) روى عن: أحمد بن عبدان الحافظ. وعنه: الخطيب. 4 (عبيد الله بن أحمد بن عليّ بن إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال.) أبو الفضل الخراسانيّ من بيت حشمة وإمرة. توفي يوم النّحر. 4 (عليّ بن أحمد بن مهران) أبو القاسم الإصبهانيّ الصحاف. روى عن: أبي بكر عبد الله بن محمد القباب، وأبي الشيخ، وطائفة كبيرة. (29/430)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 431 ورحل، وصنّف الشيوخ، وطال عمره. وروى الكثير. ولد سنة تسع وأربعين وثلاثمائة. روى عنه: أبو عليّ الحداد وتوفي في جمادى الأولى. 4 (عليّ بن أحمد) وزير الديار المصرية والدولة المستنصرية أبو القاسم الجرجرائي. بقي في الوزارة بضع عشرة سنة. ومات في رمضان سنة ست وثلاثين بالإستسقاء. صلى عليه المستنصر. وولي الأمر بعده الوزير أبو نصر صدقة بن يوسف الفلاحي، فقبض على أبي عليّ بن الأنباري صديق الجرجرائي، وعمل على قتله، فقيل أنه قتله بخزانة البنود. فلم تطل أيام الفلاحي هذا، وحمل إلى خزانة البنود أيضاً، فقتل بها في أول سنة أربعين. واستوزر أبو البركات ابن أخي الوزير الجرجرائي، وقرَت الأمور إلى أن استوزر المستنصر قاضي القضاة أبا محمد اليازوريّ في سنة ثلاث وأربعين. 4 (عليّ بن الحسن بن عليّ بن ميمون.) (29/431)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 432 أبو الحسن الربعي الدمشقي، المقريء الحافظ. ويعرف بابن أبي زروان. سمع: أحمد بن عتبة بن مكين، وعبد الوهاب الكلابي، والحسن بن عبد الله بن سعيد الحمصي، والعباس بن محمد بن حبان، و محمد بن عليّ بن أبي فروة، وجماعة. وقرأ على: عليّ بن داود الداراني الخطيب، وعليّ بن زهير البغداديّ. روى عنه: أبو سعد السمان، ونجا بن أحمد، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأبو عبد الله الحسن بن أبي الحديد. توفي في صفر، وله ثلاثٌ وسبعون سنة. وقال الكتانيّ: كان يحفظ ألف حديث بأسانيدها من حديث ابن جوصا، ويحفظ كتاب غريب القرآن لأبي عبيد، وانتهت إليه الرّئاسة في قراءة الشاميين. وكان ثقة مأموناً.) 4 (عليّ بن الحسين بن إبراهيم.) أبو الحسن العنسيّ، الصوفيّ الوكيل، نزيل مصر. روى عن: محمد بن عبد الكريم الجوهريّ قاضي الرملة، وأحمد بن عطاء الروذباريّ. (29/432)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 433 وعنه: القضاعي، وأبو طاهر بن أبي الصقر الأنباريّ، والمشرف التّمار. ورَّخه الحبّال. 4 (عليّ بن الحسين بن موسى) الشريف أبو طالب العلويّ الموسوي نقيب الطالبيين ببغداد، المعروف بالشريف المرتضى ذو المجدين. كان شاعراً ماهراً، متكلماً ذكياً. له مصنفات جمّة على مذهب الشيعة. حدَّث عن: سهل بن أحمد الديباجي، وأبي عبيد الله المرزُبانيّ، وغيرهما. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان مولده في سنة خمس وخمسين (29/433)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 434 وثلاثمائة. وهو أخو الشريف الرضي. قلت: كلّ منهما رافضيٌ. وكان المرتضى رأساً في الاعتزال، كثير الإطلاع والجدال. قال أبو محمد بن حزم في الملل والنحل: ومن قول الإمامية كلها قديماً وحديثاً أنّ القرآن مبدلٌ، زيد فيه نقص منه، حاشى عليّ بن الحسين ابن موسى، وكان إمامياً فيه تظاهر بالإعتزال، ومع ذلك فإنه ينكر هذا القول ويكفر من قاله، وكذلك صاحباه أبو يعلى الطوسي، وأبو القاسم الرازي. قلت: وقد اختلف في كتاب نهج البلاغة المكذوب على عليّ عليه السلام، هل هو من وضعه، أو وضع أخيه الرضيّ. وقد حكى عنه ابن برهان النَّحويّ أنّه سمعه ووجهه إلى الحائط يعاتبُ نفسه ويقول: أبو بكر وعمر وليا فعدلا، واسترحما فرحما، أفأنا أقول ارتدا قلت: وفي تصانيفه سبّ الصحابة وتكفيرهم. 4 (حرف الميم)

4 (مجاهد بن عبد الله) السلطان أبو الجيش الأندلسي العامريّ، الملقب بالموفق. مولى النّاصر عبد الرحمن بن المنصور أبي عامر وزير الأندلس. ذكره الحميدي، فقال: كان من أهل الأدب والشجاعة والمحبة للعلوم. (29/434)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 435 نشأ بقرطبة وكانت له) همّة وجلادة وجرأة. فلمّا جاءت أيام الفتنة وتغلّبت العساكر على النّواحي بذهاب دولة مولاه، توثب هو على شرق الأندلس، وغلب على تلك الجزائر وحماها. ثم قصد منها في المراكب والعساكر إلى سردانية، جزيرة كبيرة للروم، سنة سبع وأربعمائة، فافتتح معاقلها وغلب على أكثرها. ثم اختلفت عليه أهواء جنده، وجاءت نجدة الروم وقد عزم على الخروج من سردانية طمعاً في أن يفرّق من يشغب عليه. فدهمته الملاعين في جحفلتهم، وغلبوا على أكثر مراكبه، فحدثنا ابن حزم قال: حدَّثني ثابت بن محمد الجرجانيّ قال: كنتُ مع أبي الجيش أيام غزو سردانية، فدخل بالمراكب في مرسى نهاه عنه أبو خروب رئيس البحريين، فلم يقبل منه، فلمّا حصل في ذلك المرسى هبت ريحٌ جعلت تقذف مراكب المسلمين مركباً مركباً إلى الريف، والروم لا شغل لهم إلا الأسر والقتل. فكلما ملكوا مركباً بكى مجاهد بأعلى صوته ولا يقدر على شيء لارتجاج البحر، وأبو خروب ينشد. (بكى دوبل لا أرقأَ اللهُ دمعه .......... ألا إنّما يبكي من الذّلّ دوبلُ) ويقول: قد كنت حذرته من الدخول هنا فأبى. ثم تخلصنا في يسير من المراكب. قال الحميدي: ثم عاد مجاهد إلى الأندلس، فاختلفت به الأحوال حتّى تملك دانية وما يليها واستقّر بها. وكان من الأجواد العلماء، باذلاً للمال في استمالة الأُدباء، فبذل لأبي غالب تمّام بن غالب اللغويّ ألف دينار على أن يزيد في ترجمة الكتاب الذي ألفه في اللّغة ما ألفة لأبي جيش مجاهد، فامتنع أبو غالب وقال: ما ألّفته له. وفيه يقول صاعد بن الحسن اللغويّ، وقد استماله على البعد بمال، قصيدته: (أتتني الخريطةُ والمركبُ .......... كما اقترنَ السَّعدُ والكوكبُ) (29/435)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 436 (وحُطَ بمينائه قِلعُهُ .......... كما وضَعت حملها المُقربُ)

(على ساعةٍ قام فيها الثّناءُ .......... على هامة المشتري يخطبُ)

(مجاهدُ رُضْتَ إِباءَ الشَّمُو .......... س فاصحب ما لم يكُن يصحبُ)

(فقلْ واحتكمْ فسميعُ الزّما .......... نِ مصيخٌ إليك بما ترغبُ) وقد ألف مجاهداً كتاباً في العروض يدلّ على فضائله. وقد وزر له أبو العباس أحمد رشيق. توفي بدانية سنة ست وثلاثين.) 4 (محمد بن أحمد بن بكير التنوخيّ.) الخياط، إمام مسجد أبي صالح الذي بظاهر باب شرقيّ. حدَّث عن: عبد الوهّاب الكلابي، وعبد الله بن محمد الحنائيّ. روى عنه: الكتاني، ونجا العطار. 4 (محمد بن أحمد بن أبي شعيب.) الفقيه أبو منصور الروياني. نزيل بغداد. سمع: ابن كيسان النّحويّ، وسهل بن أحمد الديباجيّ. وعنه: الخطيب. 4 (محمد بن الحسن بن محمود.) أبو منصور الإصبهانيّ المعلم الصواف. (29/436)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 437 4 (محمد بن الحسين بن أحمد بن بكير.) أبو طالب التاجر. بغدادي. كان أبوه حافظاً فسمّعه من: أبي محمد بن ماسي، وأبي الفتح محمد بن الحسين الأزدي، وجماعة. روى عنه: الخطيب، وأحمد بن محمد بن قيداس المقريء. توفي في جمادى الآخرة. 4 (محمد بن عبد الله بن حسين بن هارون.) أبو بكر الوضاحي الحمصي الزاهد المقريء. ويلقب أبوه بجرميّ. سكن دمشق، وروى عن: أبي عليّ بن أبي الرمرام، وأبي سليمان بن زبر، وأحمد بن عتبة، ويوسف الميانجي، والفضل بن جعفر التميمي. روى عنه: عبد العزيز بن أحمد الكتاني و قال: كان يذهب مذهب أبي الحسن الأشعري. توفي في صفر. وروى عنه أيضاً: أبو القاسم المصيصي، وأحمد بن عبد المنعم الكريدي، ونجا العطار، وعبد الله بن عبد الرزاق، ومحمد بن عليّ الفرّاء، آخرون. قال ابن عساكر: سمعت أبا الحسن بن المسلم، عن بعض شيوخه، أنّ أبا بكر بن الجرمي صادف في بعض الأيام أحمال خمر لأمير دمشق جيش بن (29/437)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 438 الصمصامة، فأراقها أبو بكر كلها عند بيت لهيا، فبلغ جيشاً الخبر، فأحضره فسأله عن أشياء من القرآن والحديث والفقه، فوجده عالماً، ثم نظر إلى شاربه وإلى أظافيره، فإذا هي مقصوصة، فأمر أن ينظر إلى عانته فإذا هي محلوقة، فقال: اذهب فقد نجوت مني، لم أجد ما أحتج به عليك.) 4 (محمد بن عبد الله بن أحمد.) أبو الوليد المرسيّ. يعرف بابن ميقل. حدَّث عن: سهل بن إبراهيم، وهاشم بن يحيى، وأبي محمد الأصيلي. وسكن قرطبة، وتفقه بها مدّة. قال أبو عمرو الحذاء: ما لقيت أتمّ ورعاً ولا أحسن خلقاً ولا أكمل علماً منه. كان يختم القرآن على قدميه في كلّ يوم وليلة. ولم يأكل اللحم من أول الفتنة إلاّ من طير أو حوت أو صيد. وكان من كرام النّاس على توسط ماله. وكان أحفظ النّاس لمذهب مالك وأقواهم احتجاجاً له، مع علمه بالحديث الصحيح والسقيم، والرّجال، والعمل باللغة والنحو والقراءآت والشعر، وكان محموداً في بلده، مطلوباً لعلمه وفضله. توفي لليلتين بقيتا من شوال بمرسية، ودفن في قبلة جامعها. وولد سنة اثنتين وستين وثلاثمائة. 4 (محمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن محمد.) (29/438)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 439 أبو عبد الرحمن النيلي الفقيه الشافعي. من كبار أئمة خراسان. كان إماماً فقيهاً زاهداً، صالحاً، كبير القدر، له شعر جيد. عمّر ثمانين سنة. وحدث عن: أبي عمرو بن حمدان، وأبي أحمد الحاكم، وغيرهما. وأملى مدة. وكان له ديوان شعر. روى عنه: إسماعيل بن عبد الغافر، وأحمد بن عبد الملك المؤذن. 4 (محمد بن عليّ بن الطيب.) (29/439)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 440 أبو الحسين المعتزلي، صاحب التصانيف الكلامية. كان من فحول المعتزلة، فصيحاً متفنناً، حلو العبارة، بليغاً. صنف المعتمد في أصول الفقه، وهو كبير وكتاباً أصلح الأدلة، في مجلدتين، وكتاب غرز الأدلة، في مجلد وكتاب شرح الأصول الخمسة وكتاب الإمامة، وكتاباً في أصول الدين على قواعد المعتزلة. وتنبه الفضلاء بكتبه واعترفوا بحذقه وذكائه. قال أبو بكر الخطيب: كان يروي حديثاً واحدً حدّثنيه من حفظه، قال: أخبرنا هلال بن محمد، أنا الغلابيّ، وأبو مسلم الكجي، و محمد بن أحمد بن خالد الزريقي، و محمد بن حيان المازني، وأبو خليفة قالوا: ثنا القعنبي حديث: إذا لم تستحي فافعل ما شئت رحم الله المسلمين. توفي في شهر ربيع الآخر.) 4 (محمد بن محمد بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن إبراهيم بن عليّ بن عبيد الله بن الحسين) بن زين العابدين. الشريف أبو الحسن بن أبي جعفر العلوي الحسيني العبيدلي النسابة. أحد شيوخ الشيعة. كان علامة في الأنساب، صنف فيها كتاباً سماه كتاب الأعقاب. (29/440)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 441 روى عن أبيه، عن ابن عقدة، وعن: محمد بن عمران المرزبانيّ، وأبي عمر بن حيويه، وغيرهم. ولو سمع على قدر عمره لسمع من أبي عمرو بن السماك وطبقته. فإنّه ولد في ذي العقدة سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، وعمر دهراً، وتلمذ في الرفض للشيخ المفيد المعروف بابن النعمان. روى عنه: أبو حرب محمد بن المحسن العلوي النسابة، وأحمد بن محمد بن الوتار، وأبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري، وآخرون. وقد روى عن أبي الفرج الإصبهاني كتاب الديارات. وروى أيضاً عن أبي بكر أحمد بن الفضل الربعيّ سندانة، عن أبي عبادة البحتري عدة قصائد من شعره. وهو آخر من حدَّث عن هذين. وذكره ابن عساكر في تاريخه، وقال: ذكره أبو الغنائم النسابة وأنّه اجتمع به في دمشق ومصر. وسمع منه علماً كثيراً. وذكر أنّ له كُتباً كثيرة وشعراً. وكان يعرف بشيخ الشرف. وقال هلال بن المحسن: توفي في سابع رمضان ببغداد، ثم ذكر مولده كما تقدم. وضعفه ابن خيرون، وقال: حدَّث أبي الفرج الإصبهانيّ بمقاتل الطالبيين من غير أصل، ولا وجد سماعه في شيء قط. 4 (المحسن بن محمد بن العباس بن الحسن بن أبي الجن.) الشريف أبو تراب الحُسيني، نقيب العلويين، وقاضي دمشق بعد أخيه لأمه فخر الدولة أي يعلى حمزة بن الحسن نيابة عن أبي محمد القاسم بن النعمان. روى عن: يوسف الميانجيّ. (29/441)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 442 روى عنه: عليّ بن أحمد بن زهير، وأبو القاسم بن أبي العلاء، وعبد العزيز الكتانيّ. 4 (حرف الهاء)

4 (هبة الله بن إبراهيم بن عمر المصريّ الصواف.) ) روى عن: عليّ بن الحسين الأنطاكي، وغيره. روى عنه: أبو إسحاق الحبال، وأبو العباس الرازيّ. 4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن عبد الملك بن كيس) أبو بكر القرطبي المتكلم. كان حاذقاً بالجدل والمناظرة متبحراً في ذلك. لم يكن بالأندلس في وقته أبصر منه بالكلام والبحث. عاش سبعاً وأربعين سنة. (29/442)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 443 4 (وفيات سنة سبع وثلاثين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن ثابت بن أبي الجهم.) أبو عمر الواسطيّ الأندلسيّ. من قرية واسط إحدى قرى قبرة. روى عن: أبي محمد الأصيلي، وكان يتولى القراءة عليه. وكان خيراً صالحاً. أم بمسجد بنفسج ستين سنة. وكفّ بصره. 4 (أحمد بن محمد بن الحسين بن يزدة.) أبو عبد الله الملنجي الإصبهانيّ، الخياط المقريء. سمع: أبا الشيخ، وأبا بكر القبّاب، وغيرهما. روى عنه: أبو عليّ الحداد. وقرأ عليه: أبو الفتح الحداد، وغيره. 4 (أحمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد.) (29/443)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 444 أبو الفضل الهاشمي العباسي الرشيدي المروروذيّ. قاصي سجستان. سمع من: محمد بن منصور المروزيّ، وأبي أحمد الغطريفي. روى عنه: مسعود بن ناصر السجزي، والخطيب. وله شعر رائق. عاش إلى هذا العام. 4 (أحمد بن يوسف) أبو نصر المنازي الكاتب الشاعر الوزير. وزر لأبي نصر أحمد بن مروان بن دوستك، صاحب ميافارقين وديار بكر. وترسل إلى القسطنطينية مراراً، وجمع كتباً كثيرة، ثم وقفها على جامعي آمد وميافارقين. واجتمع بأبي العلاء المعري فشكا إليه أبو العلاء أنّه منقطع عن النّاس وهم يؤذونه. فقال: ما لهم ولك، وقد تركت لهم الدنيا والآخرة فتألم أبو العلاء وأطرق) مغضباً. وهو من منازجرد من نواحي خرت برت ليس من منازجرد التي من عمل خلاط. (29/444)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 445 وللمنازيّ ديوان شعر قليل الوقوع، وهو منسوب إلى منازكرد، وفيه يقول القائل: وأفقر من شعر المنازي المنازل ومن شعره: (وافَى إليَّ كتابه فتصوَّعتْ .......... كفّاي ساعةَ نشرهِ من نشرهِ)

(وفضضته مستبشراً وروُدهُ .......... فعرفت فحوى صدره من صدرِه)

(سَرَّى همومي ما حواه وسرَّني .......... أنْ مرَّ ذكري خاطراً في سرِّه)

4 (حرف الهاء)

4 (الحسين بن محمد بن أحمد بن محمد بن جميع.) أبو محمد الغسانيّ الصيداوي، الملقب بالسكن. روى عن: أبيه أبي الحسين، وجديه أحمد بن محمد، ومحمد بن سليمان (29/445)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 446 ابن أحمد بن ذكوان، ويوسف الميانجيّ، وأحمد بن عطاء الروذباريّ، وطائفة. وعنه: محمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري، وحمد بن عليّ الرهاويّ، وعليّ بن بكار الصوري، وجماعة. وبالإجازة: نصر المقدسي، وأبو الحسن بن الموازينيّ. قال المنجا بن سليم الكاتب: قال لي أبو محمد ين جميع: مكثت ستة أشهر ما شربت الماء. قال أبو السري الطبيب: إنّ معدتك تشبه الآبار. (29/446)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 447 باردة في الصيف حارة في الشتاء، إني أنصحك فاشرب الماء، وإلاّ خفت على كبدك. فألزمت نفسي شرب الماء حتى تعودت. وقال: سمعت الموطأ من جدّي سنة سبع وأربعين وثلاثمائة كذا في النسخة، ولعله سنة سبع وخمسين. قال: ولي سبعٌ وثمانون سنة. وقد سردت الصوم ولي ثمان وعشرون سنة. وسرد أبي الصوم وله ثمانية عشر عاماً وإلى أن مات. وصام جدي وله اثنتا عشر سنة حتى مات. توفي، رحمه الله، يوم عيد الفطر. 4 (الحسين بن محمد بن بيان.) المؤذن أبو عبد الله البغدادي، عرف بابن مجوجا. قال الخطيب: كتبت عنه عن عبد الله بن موسى الهاشميّ. وكان صدوقاً. وذكر لي أنّه سمع من حبيب القزاز، والقطيعي، وأنّ كتبه) ضاعت، وأنّه ولد سنة سبع وأربعين وثلاثمائة. 4 (حرف العين)

4 (عبد الرحمن بن مخلد بن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي بن مخلد.) أبو الحسن القرطبي. سمع من أبيه، وأجاز له جدّه. وأخذ عن أبي بكر بن زرب كتاب الخصال من تأليفه. (29/447)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 448 وولي قضاء طليطلة مرتين. وكان مليح الخط، درباً بالقضاء. ثم ولي أحكام الشرطة والسوق بقرطبة إلى أن توفي في النصف من ربيع الآخر فجأة. وولد سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة. 4 (عبد الصمد بن محمد.) أبو الفضل البغدادي ابن الفقاعيّ. سمع مجلساً من أبي بكر القطيعي. وكان خطيب قرية الرخجية على فرسخ من بغداد. 4 (عليّ بن أحمد بن الحسن بن عبد السلام البغدادي.) أبو الحسين بن الشيرجي المقريء. سمع من: القطيعي، وعبد العزيز الخرقي. قال الخطيب: كتبنا عنه وكان صدوقاً. مات في جمادى الآخرة. 4 (عليّ بن عبد الصمد بن عبيد الله.) أبو الحسن الهاشمي، خطيب الجانب الغربي. سمع: أبا محمد بن السقا الواسطي، ومحمد بن أحمد المفيد، والأبهري. (29/448)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 449 4 (عليّ بن محمد بن الحسن.) أبو الحسن البغدادي الحربي السمسار، المعروف بابن قشيش. سمع: أبا بكر القطيعي، وإبراهيم بن أحمد بن الحرفيّ، وابن لؤلؤ الوراق، وأبا سعيد الحرفي، ومحمد بن المظفر. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً يتفقه بمذهب مالك. توفي في شعبان، وولد في سنة ست وخمسين وثلاثمائة. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن موسى) ) أبو بكر الإصبهاني الصفار. سمع: أبا الشيخ. وعنه: أبو عليّ الوخشي، ومسعود بن ناصر السجزي، وأبو عليّ الحدّاد، وآخرون. بقي إلى سنة سبع هذه. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو البلجي ابن القماح.) روى عن: يوسف الميانجي. روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ، ونجا بن أحمد، وجماعة. محمد بن الحسين بن عمر بن برهان. أبو الحسن بن العراك. أخو عبد الوهّاب. (29/449)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 450 حدَّث في هذه السنة عن: إسحاق بن سعد النسويّ. 4 (محمد بن سليمان) أبو عبد الله الرعيني القرطبي الضرير المعروف بابن الحناط، الأديب. قال الأّبار: كان عالماً بالآداب، قائماً على اللغة والعربية، شاعراً مفلقاً، شارك في الطب وغيره، وله رسائل بديعة وشعر مدون. توفي في جمادى الآخرة. ذكره الحميدي، وابن حيان. 4 (محمد بن عبد الله بن أحمد) أبو بكر الإصبهاني المؤذن التبان. (29/450)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 451 إمام مسجد المسى. سمع من أبي الشيخ. وعنه: قتيبة بن سعيد، وسعيد بن محمد البقال، وللباد، وأبو عليّ الحداد. قال يحيى بن مندة: مات في جمادى الآخرة. 4 (محمد بن عبد الله بن يزيد بن محمد بن جنيد) أبو عبد الله اللخمي الإشبيلي، المعروف بابن الأحدب. كان رجلاً صالحاً مقبلاً على ما يعنيه، قديم الطلب، جامعاً للكتب. سمع: أبا محمد الباجيّ، وأبا عبد الله بن مفرج، وعباس بن أصبغ، وجماعة. توفي في شوال في ثمانين سنة. 4 (محمد بن عبد الوهاب بن أبي العلاء.) أبو عبد الله الدلال، بغدادي. سمع مسند أبي هريرة، من أبي بكر القطيعي، وحدّث. 4 (محمد بن عليّ بن نصر) أبو الحسن الكاتب البغدادي. صاحب ديوان الرسائل في دولة جلال الدولة أبي طاهر بن بهاء الدولة بن عضد الدولة. وترسل عنه إلى الملوك، ولقي جماعة من كبار الأدباء. وأخذ عن: أبي الفرج الببغاء، وأبي نصر بن نباتة. (29/451)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 452 وكان أديباً بليغاً فصيحاً إخبارياً.) سمع من أبي القاسم عيسى بن الوزير. روى عنه: أبو منصور محمد بن محمد العكبري. وله كتاب المفاوضة صنفه للملك العزيز جلال الدولة. توفي بواسط في ربيع الآخر، وله خمس وستّون سنة. وهو أخو القاضي عبد الوهاب بن عليّ المالكي شيخ المالكية. 4 (محمد بن محمد بن أحمد) أبو طاهر بن سميكة. روى عن: محمد بن المظفر. روى عنه: الخطيب، وقال: صدوق. مات في شوال. 4 (محمد بن محمد بن مكي بن الحسن بن عليّ بن إبراهيم.) العلوي الحسني البغدادي. قدم دمشق. وذكر أبو الغنائم النسابة أنّه اجتمع به وسمع منه بدمشق ومصر علماً كثيراً من تصانيفه وشعره، وكان يلقب بشيخ الشرف. عمر تسعاً وتسعين سنة. 4 (مكي بن أبي طالب حموش بن محمد بن مختار.) (29/452)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 453 الإمام أبو محمد القيسيّ القيرواني، ثم القرطبي المقريء. شيخ الأندلس. حجّ، وسمع بمكة من: أحمد بن فراس، ومحمد بن محمد بن جبريل العجيفيّ، وأبي القاسم عبيد الله السقطي، وأبي بكر أحمد بن إبراهيم المروزيّ. وقرأ القرآن على أبي الطيب بن غلبون، وعلى ابنه طاهر. وسمع بالقيروان من: أبي محمد بن أبي زيد، وأبي الحسن القابسي، وغيرهم. قال صاحبه أبو عمر بن مهدي المقريء: كان رحمه الله من أهل التبحر في علوم القرآن، والعربية، حسن الفهم والخلق، جيد الدين والعقل، كثير التأليف في علوم القرآن، محسناً لذلك، مجودّاً للقراءآت السبع، عالماً بمعانيها. ولد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة بالقيروان. فأخبرني أنه سافر إلى مصر وهو ابن ثلاث عشرة سنة، واختلف إلى المؤدبين بالحساب، وأكمل القرآن بعد ذلك. ثم رجع فأكمل القراءآت على أبي الطيب سنة ست وسبعين وثلاثمائة. وقرأ القراءآت بالقيروان سنة سبع وسبعين. ثم نهض إلى مصر وحجّ. (29/453)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 454 وابتدأ بالقراءآت بمصر، ثم عاد، ثم رجع إلى مصر سنة اثنتين وثمانين، وعاد إلى بلاده سنة ثلاث، فأقرأ القراءآت.) ثم خرج سنة سبع وثمانين فحج وجاور بمكة، فحج أربع حجج متوالية، ودخل إلى الأندلس في سنة ثلاث وتسعين. وجلس للإقراء بجامع قرطبة وعظم اسمه وجل قدره. قال ابن بشكوال: ثم قلده أبو الحزم جهور خطابة قرطبة بعد وفاة يونس ابن عبد الله القاضي. وكان قبل ذلك ينوب عن يونس في الخطبة. وكان ضعيفاً عليه على أدبه وفهمه. وله ثمانون تأليفاً. وكان خيراً، فاضلاً، متديناً، متواضعاً، مشهوراً بالصلاح وإجابة الدعوة. حكى أبو عبد الله الطرفي قال: كان عندنا رجل فيه حدة، وكان له على الشيخ أبي محمد مكي تسلط، كان يدنو منه إذا خطب فيغمزه ويحصي عليه سقطاته، وكان الشيخ كثيراً ما يتعلثم ويتوقف، فجاء ذلك الرجل في بعض الجمع وجعل يحد النظر إلى الشيخ ويغمزه، فلما خرج ونزل معنا في موضعه، قال: أمنوا على دعائي. ثم رفع يديه وقال: اللهم أكفنيه، اللهم أكفنيه، اللهم أكفنيه. فأمنا. قال: فاقعد ذلك الرجل وما دخل الجامع بعد ذلك اليوم. وقال ابن حيان: توفي ثاني يوم المحرم، وصلى عليه ابنه أبو طالب محمد. (29/454)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 455 قلت: تلا عليه خلق منهم: عبد الله بن سهل، ومحمد بن أحمد بن مطرف، وروى عنه بالإجازة أبو محمد بن عتاب. 4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن هشام بن أحمد) أبو بكر بن الأصبغ القرشي الأندلسيّ. كان بارعاً في الآداب، عالماً بالعربية واللغة، مقدماً في معاني الأشعار الجاهلية، مشاركاً في العلوم. توفي ببطليوس رسولاً، وله سبع وأربعون سنة. (29/455)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 456 4 (وفيات سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحسن بن عيسى بن شرارة.) أبو الحسن الناقد، أخو أبي طاهر البغداديّ. سمع: أبا محمد بن ماسي. 4 (أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر) أبو يعلى ابن زوج الحرة. كان أصغر إخوته. روى عن: الدارقطني، وأبي الحسن الحربي.) وعنه: الخطيب، وصدقه. 4 (أحمد بن محمد بن العباس بن بكران.) الهاشمي العباسي، أبو العباس. عن: عليّ بن محمد بن كيسان. وعنه: الخطيب، وقال: صدوق. (29/456)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 457 توفي عن بضع وسبعين سنة. 4 (أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد) أبو الفضل الهاشمي العباسي الهاروني الرشيدي. نزيل سجستان. قدم نيسابور، وحدث. روى عن: أبي بكر المفيد، والغطريفيّ، والخليل السجزيّ. روى عنه: مسعود بن ناصر الحافظ، وأبو القاسم الحشكانيّ. 4 (أحمد بن محمد) أبو الحسن القنطري المقريء. أخذ القراءة عن: الشنبوذي، وعلي بن يوسف العلاف، وعمر بن إبراهيم الكتاني. وأقرأ النّاس دهراً بمكة. قال أبو عمرو الدّانيّ: لم يكن بالضابط ولا بالحافظ. توفي بمكة سنة ثمان وثلاثين. 4 (أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن مندويه.) أبو بكر الشروطي الإصبهاني، ويعرف بابن الأسود. سمع: عبد الله الصائغ، وأبا الشيخ. روى عنه: أبو عليّ الحداد. توفي في ذي الحجة. 4 (إسماعيل بن عبد الرحمن بن عمر بن النحاس المصري.) (29/457)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 458 ولد في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة. وسمع من أصحاب النسائي. وحدث. توفي في رجب. 4 (حرف الباء)

4 (بشر بن محمد) أبو نصر الإصبهاني الجوزداني. روى عن: عبيد الله بن يعقوب الإصبهاني. وعن: أبو عليّ الحداد. 4 (حرف الجيم)

4 (جعفر بن أحمد بن عبد الملك بن مروان الأموي) اللغوي أبو مروان ابن الغاسلة. من أهل إشبيلية. روى عن: القاضي أبي بكر بن زرب، وأبي جعفر بن عون الله، والزبيدي، وابن مفرج، وجماعة. وكان بارعاً في الأدب واللغة ومعاني) الشعر، ذا حظ في علم السنة. عاش أربعاً وثمانين سنة. 4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن محمد بن إبراهيم.) (29/458)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 459 أبو عليّ البغداديّ الفقيه المالكيّ، المقريء. مصنف كتاب الروضة في القراءآت. روى هذا الكتاب عنه: أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن غالب الخياط، وأبو الحسن عليّ بن محمد بن حميد الواعظ. وقرأ عليه: أبو القاسم الهذلي، وإبراهيم الخياط المذكور المالكي شيخ ابن الفحام الصقلبي. وتوفي في رمضان، وأسانيده في هذا الكتاب. قرأ على: ابن أبي مسلم الفرضي، والسوسنجردي، وعبد الملك النهروانيّ، والحمامي، وطبقتهم. 4 (الحسن بن محمد بن عمر بن عديسة) أبو عليّ النرسي البزاز. سمع: أبا حفص بن شاهين، وأبا القاسم الصيدلاني. قال الخطيب: كان صدوقاً من أهل المعرفة بالقراءآت. مات في رجب. سنة ثمانين وثلاثمائة. 4 (الحسين بن يحيى بن أبي عرابة.) أبو البركات، ورَّخه الحبّال. 4 (حرف الطاء)

4 (طلحة بن عبد الملك بن عليّ.) أبو سعد الطلحي الإصبهاني التاجر. (29/459)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 460 سمع: أبا بكر بن المقريء. روى عنه: أبو عليّ الحداد. 4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن إبراهيم.) أبو محمد الهاشمي العباسي المعتصمي. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً. 4 (عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن حيويه.) الشيخ أبو محمد الجويني. توفي بنيسابور في ذي القعدة. وكان إماماً فقيهاً، بارعاً في مذهب الشافعيّ. مفسراً نحوياً أديباً. (29/460)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 461 تفقه بنيسابور على: أبي الطيب الصعلوكيّ. ثم خرج إلى مرو. وتفقه على أبي بكر القفال وتخرج به فقهاً وخلافاً. وعاد إلى نيسابور سنة سبع وأربعمائة، وقعد للتدريس والفتوى.) وكان مجتهداً في العبادة، مهيباً بين التلامذة، صاحب جدّ ووقار. صنف التبصرة في الفقه، وصنف التذكرة، والتفسير الكبير، والتعليق. سمع من: القفال، وعدنان بن محمد الضبي، وأبي نعيم عبد الملك بن الحسن، وابن محمش. وببغداد من: أبي الحسين بن بشران، وجماعة. روى عنه: ابنه إمام الحرمين أبو المعالي، وسهل بن إبراهيم المسجديّ، وعلي بن أحمد المديني. قال أبو عثمان الصابوني: لو كان الشيخ أبو محمد في بني إسرائيل لنقلت إلينا شمائله وافتخروا به. وقال عليّ بن أحمد المدينيّ: سمعته يقول إنه من سنبس، قبيلة من العرب. وقال الحافظ أبو صالح المؤذن: غسلته، فلمّا لففته في الأكفان رأيت يده اليمنى إلى الإبط منيرة كلون القمر. فتحيرت، وقلت: هذه بركة فتاويه. (29/461)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 462 4 (عبد الباقي بن هبة الله بن محمد بن جعفر) أبو القاسم البغدادي الحفار. 4 (عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد بن الشرفيّ القرطبي.) والد الحاكم أبي إسحاق. ولي القضاء بعدة كور ميورقة، وغيرها. وعاش نيفاً وسبعين سنة. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن عباس بن جوشن.) أبو محمد الأنصاري، عرف بابن الحصار الطليطليّ. خطيب طليطلة. روى عن: أبي الفرج عبدوس بن محمد ومحمد بن عمرو بن عيشون وتمام بن عبد الله وطائفة من شيوخ طليطلة وروى عن: أبي جعفر بن عون الله، وأحمد بن خالد التاجر، وابن مفرج، ومحمد بن خليفة. وحجّ، وسمع يسيراً، وعني بالرواية والجمع حتى كان أوحد عصره. وكانت الرحلة إليه. وكان ثقة صدوقاً صبوراً على النسخ. ذكر أنّه نسخ مختصر ابن عبيد وعارضه في يوم واحد. وكان مولده في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة. حدَّث عنه: حاتم بن محمد، وأبو الوليد الوخشي، وجماهر بن عبد الرحمن، وأبو عمر بن سميق، وأبو الحسن بن الألبيريّ ووصفه بالدين والفضل والوقار. وضعف في آخر عمره عن الإمامة، فلزم داره. (29/462)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 463 4 (عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد) ) أو طاهر الحسناباذي، يعرف بمكشوف الرأس. كان من أعيان صوفية إصبهان وفقهائها. سمع من: أبي الشيخ. ورحل فسمع بمصر وبغداد. روى عنه: الحداد. وتوفي في ربيع الآخر. 4 (عليّ بن عمر بن عبد الله بن أحمد بن عليّ بن شوذب.) أبو الحسين الواسطي. حدَّث في هذه السنة بواسط عن أبي بكر القطيعي. 4 (حرف الفاء)

4 (الفضل بن محمد بن سعيد) أبو نصر القاشاني الإصبهاني. سمع: أبا الشيخ. وعنه: أبو عليّ الحداد، وغانم البرجي، وجماعة. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن إبراهيم بن محمد) أبو الحسين البغدادي المطرز. كان وكيلاً على أبواب القضاة. (29/463)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 464 سمع: عليّ بن محمد بن كيسان، وابن نجيب. توفي في شوال. 4 (محمد بن الحسن بن عيسى.) أبو طاهر بن شرارة البغدادي الناقد. سمع: القطيعي، وابن ماسي. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً. توفي في ذي القعدة. 4 (محمد بن الحسين بن الشيخ أبي سلمان محمد بن الحسين الحراني.) ثم البغدادي. أبو الحسين الشاهد. سمع: أبن مالك القطيعي، وعلي بن عبد الرحمن البكائي، وابن ماسي. قال الخطيب: كتبت عنه وكان صدوقاَ. مات في صفر. 4 (محمد بن أبي السكري، واسمه عمر، بن محمد بن إبراهيم ابن غياث.) أبو بشر البغدادي الوكيل. سمع: عليّ بن لؤلؤ. وابن المظفر، وأبا حفص بن شاهين. قال الخطيب: كتبت عنه، وذكر لنا عنه الإعتزال. 4 (محمد بن عبد الله بن أحمد) (29/464)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 465 أبو بكر الإصبهاني التبان المؤذن. سمع من: أبي الشيخ. روى عنه: الحدّاد، وأبو الفتح محمد بن عبد الله الصحاف، وآخرون.) 4 (محمد بن عليّ بن محمد بن سيويه.) أبو محمد الإصبهاني المؤدب، المكفوف والده. سمع: أبا الشيخ بن حيان. روى عنه: عبد العزيز النخشبيّ وقال: هو شيخ صالح عامي، وأبو عليّ الحداد، وحمزة بن العباس، وغيرهم. توفي في شوال. روى عنه: أبو سعد المطرز. وقال ابن سمويه: المعروف بالرباطي. وأما أبو زكريا بن مندة ففرق بين هذا وبين المكفوف. 4 (محمد بن عمر بن زاذان القزوينيّ) أبو الحسن. رحل وسمع من: هلال بن محمد بالبصرة. روى عنه إسماعيل بن عبد الجبار المالكي. 4 (محمد بن محمد بن عيسى بن إسحاق بن جابر.) أبو الحسن الخيشي البصري النحوي. قرأ بالعربية بالبصرة على أبي عبد الله الحسين بن عليّ النمري صاحب أبي باش. وسمع من: محمد بن معلى الأزدي. (29/465)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 466 وأخذ أيضاً عن أبي عليّ الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ. وبرع في النحو. ونزل واسطاً مدة. وروى بها كثيراً، وببغداد. وتخرج به جماعة. روى عنه: الوزير أبو الجوائز الحسن بن عليّ الكاتب، ومحمد بن عليّ ابن أبي الصقر الواسطيان، وأبو الحسن عليّ بن الحسين بن أيوب البزاز، وأخوه أحمد بن عبد الملك النحويّ. قال ابن النجار: كان من أئمة النحاة المشهورين بالفضل والنبل. ومن شعره: (رأيت الصدّ مذموماً وعندي .......... صدودك لو ظفرت به حميد)

(لأن الصد عن وصلٍ ومن لي .......... بوصلٍ منك يعقبُه الصُّدود) قال أبو النصر بن ماكولا الحافظ: وأبو الحسن محمد بن محمد بن عيسى الخيشي شيخنا وأستاذنا يقول: اجتاز بنا المتنبي وكنّا نتعصب للسري الرفاء، فلم نسمع منه. قال ابن ماكولا: كان إماماً في حل التراجم، ولم أر أحداً من أهل الأدب يجري مجراه. وقال محمد بن هلال بن الصابيء: هو من أهل البطيحة، لقي أبا عليّ الفارسي، وأخذ عن ابن جني وأضرابه. ولمّا حصل ببغداد أخذ عنه أبو سعد بن الموصلايا (29/466)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 467 المنشيء، وكان ملازماً له حتى مات ببغداد عن إحدى وتسعين سنة، وقال ابن خيرون: مات في سادس عشر ذي الحجة.) 4 (مسعود بن عليّ بن معاذ بن محمد بن معاذ) أبو سعيد السجزي، ثم النيسابوري الوكيل الحافظ. من أعيان تلامذة أبي عبد الله الحاكم، وله عنه سؤآلات، وقد أكثر عنه. سمع: أبا محمد بن الرومي، وأبا عليّ الخالدي، وعبد الرحمن بن المزكي، وجماعة. وروى شيئاً يسيراً عن الحاكم لأنه توفي كهلاً. روى عنه: مسعود بن ناصر الركاب، وغيره. توفي سنة ثمان وثلاثين، على قولين ذكرهما عبد الغافر. 4 (حرف الهاء)

4 (هشام بن غالب بن هشام.) أبو الوليد الغافقي القرطبي الوثائقي. روى عن القاضي أبي بكر بن زرب، وابن المكوي، وأبي محمد الأصيلي، وكان أقعد النّاس به، وأكثرهم لزوماً له. وكان خيراً إماماً، من أهل العلم الواسع، والفهم الثاقب، متفنناً وقد أخذ من كل علم بخط وافر. وكان يميل إلى مذهب داود بن عليّ الظاهري رحمه الله في باطن أمره. خرج من قرطبة في الفتنة وسكن غرناطة، ثم استقر بإشبيلية. وتوفي في ربيع الآخر، وقد جاوز الثمانين بأشهر، رحمه الله. (29/467)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 468 4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن محمد بن أحمد بن عبد الملك.) الأموي العثماني، أبو بكر القرطبي. روى عن: أبي جعفر بن عون الله، وابن مفرج، وعباس بن أصبغ، وإسماعيل بن إسحاق. وهاشم بن يحيى. حدَّث عنه: الخولاني وقال: كان من أهل العلم والتقدم في الفهم للحديث والسنن والرأي والأدب. وأثنى عليه ابن خزرج ووصفه بالفصاحة والتفنن في العلوم، وقال: توفي في صفر ابن ثمان وسبعين سنة. (29/468)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 469 4 (وفيات سنة تسع وثلاثين وأربعمائة)

4 (حرف الألف) ) 4 (أحمد بن أحمد بن محمد بن عليّ.) حدَّث عن: أبي محمد بن ماسي، وعبد الله بن إبراهيم الزينبيّ، وعلي بن أبي السري البكائي. قال الخطيب: كان فاضلاً من أهل العلم والقرآن، كثير التلاوة. قيل: كان يقرأ في كل يوم ختمة. سمعته يقول: قدمت أنا وأخي من القصر، والقطيعي حيّ، ومقصودنا الفقه والفرائض. فأردنا السماع منه، فلم نذهب إليه، لكنّا سمعنا من ابن ماسي نسخة الأنصاري. وكان ابن اللبان الفرضي قال لنا: لا تذهبوا إلى القطيعي، فإنه قد ضعف واختل، وقد منعت ابني من السماع منه. توفي ابن السيبي في رجب عن ثلاث وتسعين سنة. 4 (أحمد بن عبد الله بن محمد) أبو الحسن ابن اللاعب البغدادي الأنماطي. (29/469)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 470 سمع: أبا بكر القطيعي، وغيره. وتوفي في ذي القعدة. 4 (أحمد بن عليّ بن عمر) أبو الحسن البصري المالكي، الفقيه. توفي في رمضان. 4 (أحمد بن محمد بن الحسين) أبو نصر البخاري، حمو القاضي الصيمريّ. تفقه على أبي حامد الإسفرائيني. وسمع من: نصر بن أحمد البرجيّ. وعنه: الخطيب، ووثقه. نزيل الكوفة وبها مات في ذي الحجة. 4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن داود بن بابشاذ) أبو سعد المصري. توفي ببغداد في ذي القعدة شاباً. سمع: أبا محمد بن النحاس، وغيره. وكان له ذكاء باهر. قرأ القراءآت والأدب والحساب والفقه، وتقدم في مذهب أبي حنيفة. 4 (الحسن بن عليّ بن الحسن بن شواش.) (29/470)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 471 أبو عليّ الكتاني الدمشقي، المقريء، مشرف الجامع. حدَّث عن: الفضل بن جعفر المؤذن، ويوسف الميانجي، وأبي سليمان بن زبر. روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء، وسهل بن بشر الإسفرائيني، وأبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري، ومحمد بن الحسين الحنائي، وغيرهم. توفي في ذي القعدة.) 4 (الحسن بن محمد بن الحسن بن عليّ.) الحافظ أبو محمد بن أبي طالب البغدادي الخلال. سمع: أبا بكر القطيعي، وأبا بكر الوراق، وأبا سعيد الحرفيّ، وابن المظفر، وأبا عبد الله بن العسكري، وأبا بكر بن شاذان، وأبا عمر بن حيويه، وأبا الحسن الدارقطنيّ، وخلقاً سواهم. قال الخطيب كتبنا عنه، وكان ثقة له معرفة، نبيه، وخرج المسند على الصحيحين، وجمع أبواباً وتراجم كثيرة. وقال لي: ولدت سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. ومات في جمادى الأولى. (29/471)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 472 قلت: روى عنه: أبو الحسين المبارك، وأبو سعد ابنا عبد الجبار الصيرفي، وجعفر بن أحمد السراج، والمعمر بن عليّ بن أبي عمامة الواعظ، وجعفر بن المحسن السلماسيّ، وآخرون. 4 (الحسن بن محمد بن إسماعيل بن أشناس.) أبو عليّ بن الحمامي البغدادي، المتوكلي. كان جدهم مولى للمتوكل. سمع أبا عبد الله بن العسكري، وعمر بن سنبك، وعليّ بن لؤلؤ، وطائفة كبيرة. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان رافضياً خبيث المذهب، ويقرأ على الشيعة مثالب الصحابة. عاش ثمانين سنة. 4 (الحسين بن الحسن بن عليّ بن بندار) أبو عبد الله الأنماطي. بغدادي، يعرف بابن أحما الصمصامي. روى عن: ابن ماسي. قال الخطيب: كان يدعو إلى الإعتزال والتشيع ويناظر عليه بحمق وجهل. مات في شعبان. 4 (الحسين بن عليّ بن عبيد الله.) أبو الفرج الطناجيري. بغدادي مشهور. سمع: عليّ بن عبد الرحمن البكائي، ومحمد بن زيد بن مروان، ومحمد (29/472)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 473 ابن المظفر، وأبا بكر بن شاذان، وخلقاً سواهم. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة ديناً. سمعته يقول: كتبت عن القطيعي أمالي وضاعت. توفي في سلخ ذي العقدة، وولد في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة 4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن عمر بن عبد الله بن رستة.) ) البغدادي ثم الإصبهاني. روى عن: عبد الرحمن بن شنبة العطار عن أبي خليفة الجمحيّ. وعنه: أبو عليّ الحداد. 4 (عبد الله بن ميمون الأرع.) أبو محمد الحسني الصوفي. محدّث مكثر، مصري. رحل إلى الحافظ أبي عبد الله الحاكم، قاله الحبّال. 4 (عبد الرحمن بن سعيد بن خزرج.) أبو المطرف الألبيريّ. سمع: أبا عبد الله بن أبي زمنين. وحجّ فأخذ عن: أبي الحسن القابسي، وأحمد بن نصر الداووديّ. وسكن قرطبة. قال أبو عمر مهدي: كان من أهل الخير والفضل، حافظاً للمسائل. له حظّ من علم النحو، كثير الصلاة والذكر. (29/473)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 474 توفي رحمه الله في ربيع الأول. 4 (عبد الملك بن عبد القاهر بن أسد.) أبو القاسم النصيبي. 4 (عبد الواحد بن محمد بن يحيى) أبو القاسم البغداديّ المطرز الشاعر المشهور. كان سائر القول في المديح والغزل والهجاء. له ديوان. 4 (عبد الوهاب بن عليّ بن داوريد.) أبو حنيفة الفارسي الملحمي، الفقيه الفرضي. قال الخطيب: ثنا عن المعافي الجريري، وكان عارفاً بالقراءآت والفرائض، حافظاً لظاهر فقه الشافعي. مات في ذي الحجة. 4 (عليّ بن بندار) قاضي القضاة أبو القاسم. حدَّث بإصبهان عن: أبي الشيخ. وعن: أبي القاسم بن حبابة. (29/474)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 475 روى عنه: أبو عليّ الحداد، وأبو سعد المطرز. وتوفي في شوال. 4 (عليّ بن عبيد الله بن عليّ.) أبو طاهر البغدادي البزوري. سمع: القطيعي، والوراق. وعنه: الخطيب، وأثنى عليه. 4 (عليّ بن منير بن أحمد) ) أبو الحسن المصري الخلال الشاهد. روى عن: أبي الطاهر الذهلي، وأبي أحمد بن الناصح، وجماعة. روى عنه: أبو الحسن الخلعي، وسهل بن بشر، وسعد بن عليّ الريحاني، وجماعة سواهم. توفي في ذي القعدة. 4 (عمر بن محمد بن العباس بن عيسى) أبو القاسم الهاشمي البغدادي. عرف بابن بكران. سمع: ابن كيسان. (29/475)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 476 قال الخطيب: كان صدوقاً، كتبنا عنه. توفي في ذي القعدة. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن موسى.) أبو عبد الله الشيرازي الواعظ المعروف بالنذير. سمع من: إسماعيل بن حاجب الكشانيّ، وعلي بن عمر الرازي القصار، وأبي النصر ابن الجندي. وقدم بغداد فتكلم بها ونفق سوقه على العامة، وشغفوا به، وازدحموا عليه، وافتتنوا به، وصحبه جماعة، وهو يظهر الزهد، ثم إنه قبل العطاء. وأقبلت عليه الدنيا، وكثر عليه المال، ولبس الثياب الفاخرة، وكثر مريدوه. ثم حظّ على الغزو والجهاد، فحشد النّاس إليه من كل وجه، وصار معه جيش، فنزل بهم بظاهر بغداد، وضرب له بالطبل في أوقات الصلوات. ثم سار إلى الموصل واستفحل أمره، فصار إلى أذربيجان، وضاهي أمير تلك الناحية، فتراجع جماعات من أصحابه. ومات سنة سبع. 4 (محمد بن حسين بن عليّ بن عبد الرحيم.) الوزير عميد الدولة أبو سعد البغدادي. (29/476)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 477 صدر كبير، رأس في حساب الديوان وشارك في الفضائل وقال الشعر. وسمع: أبا الحسين بن بشران. ووزر لأبي طاهر بن بويه مدة. وتوفي في ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وأربعمائة. 4 (محمد بن عبد الله بن سعيد بن عابد.) أبو عبد الله المعافري القرطبي. روى عن: أبي عبد الله بن مفرج، وعباس بن أصبغ، والأصيلي، وزكريا ابن الأشج، وخلف بن القاسم، وهاشم بن يحيى. ورحل سنة إحدى وثمانين، فسمع من ابن أبي زيد رسالته. وسمع بمصر من: أبي بكر بن إسماعيل المهندس، وجماعة.) وكان معتنياً بالآثار، ثقة، خيراً، فاضلاً، متواضعاً، دعي إلى الشورى فأبى. حدَّث عنه خلق منهم: أبو مروان الطبني، وأبو عبد الرحمن العقيلي، وأبو عبد الله بن عتاب، وابنه أبو محمد، وأبو عبد الله محمد بن فرج. قلت: رواية أبي محمد بن عتاب، عنه بالإجازة. وكان بقية المحدثين بقرطبة. مات في آخر جمادى الأولى عن نيف وثمانين سنة، وهو آخر من كان يروي عن الأصيلي، وغيره. (29/477)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 478 4 (محمد بن عبد الله بن الحسين بن مهران.) أبو بكر الإصبهاني البقال. سمع أبا الشيخ. وعنه: أبو عليّ الحداد. 4 (محمد بن عليّ بن محمد) أبو الخطاب البغدادي الشاعر المعروف بالجبلي. سمع من: عبد الوهاب الكلابي بدمشق. روى عنه: الخطيب، وأثنى عليه بمعرفة العربية والشعر. وقد مدحه أبو العلاء بن سليمان المعري بقصيدة مكافأة لمديحه إياه، مطلعها: (أشفقتُ من عِبء البقاء وعابه .......... ومللتُ من أّريِ الزمان وصابه.)

(وأرى أبا الخطاب نالَ من الحجى .......... خظاَ زواه الدهر عن خطابه)

(ردّت لطافته وحدّة ذهنه .......... وحش اللغاتِ أو أنساً بخطابهِ) (29/478)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 479 وكان أبو الخطاب مفرط القصر، وهو رافضي جلد. 4 (محمد بن عمر بن عبد العزيز.) أبو علي البغدادي المؤدب. سمع: أبا عمر بن حيويه، وأبا الحسن الدارقطنيّ. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً. 4 (محمد بن الفضيل بن الشهيد أبي الفضل محمد بن أبي الحسين الفضيلي.) الهروي المزكيّ. سمع: أبا الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه، وأبا أحمد الحاكم. روى عنه: حفيده إسماعيل بن الفضيل، والهرويون. 4 (الكنى)

4 (أبو كاليجار.) الملك والد الملك أبي نصر، الملقب بالملك الرحيم. قرأت بخطّ ابن نظيف في تاريخه أنه توفي سنة تسع هذه. وهو ابن سلطان الدولة بن بهاء الدولة بن عضد الدولة بن بويه.) مات بطريق كرمان، وكان معه سبعمائة من الترك وثلاثة آلاف من الديلم، فنهبت الأتراك حواصله وطلبوا شيراز. (29/479)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 480 4 (وفيات سنة أربعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحافظ أبي محمد الحسن بن محمد البغداديّ الخلال.) أبو يعلى. روى عن: أبي حفص الكتاني. وعنه: الخطيب أبو حديثاً واحداً. 4 (أبو حاتم أحمد بن الحسن بن محمد) المحدث الواعظ خاموش الرازيّ. قد كان ذكرته في آخر تيك الطبقة، وظفرت بأنّه بقي إلى سنة أربعين فإنه حدَّث في آخر سنة تسع وثلاثين وأربعمائة. سمع: أبا محمد المخلدي، وابن مندة، وأبا أحمد الفرضي، وعلي بن محمد بن يعقوب الرازي، وإسماعيل بن الحسن الصرصري، وعدة. روى عنه: أبو منصور حجر بن مظفر، وأبو بكر عبد الله بن الحسين التويي الهمداني، ويحيى بن الحسين الشريف، وطائفة. (29/480)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 481 وحكاية شيخ الإسلام معه مشهورة. 4 (أحمد بن عبد الله بن سهل.) أبو طالب ابن البقال، الفقيه الحنبلي. كانت له حلقة للفتوى ببغداد. وروى عن: أبي بكر شاذان، وعيسى بن الجراح. خلط في بعض روايته. قاله الخطيب. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن عليّ.) أبو منصور الصيرفي. سمع: ابن حيويه، والدارقطني، والمعافى. وعنه: الخطيب، وقال: كان رافضياً، وسماعه صحيح. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن نصر بن الفتح) أبو الحسن الحكيمي المصري الوراق. ولد في المحرم سنة ستين وثلاثمائة. وسمع من القاضي أبي الطاهر الذهلي، وأبي بكر المهندس. روى عنه: أبو عبد الله الرازي في مشيخته. و وهو راوي الجزء التاسع من الفوائد الجدد. توفي يوم النحر. (29/481)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 482 4 (أمة الرحمن بنت أحمد بن عبد الرحمن بن عبد القاهر العبسي.) الزاهدة الأندلسية. كانت صوامة قوامة، توفيت بكراً عن ينف وثمانين سنة.) قال: أبو محمد بن خزرج: سمعت عليها عن والدها. 4 (حرف الباء)

4 (بسطام بن سامة بن لؤي.) أبو أسامة القريشي السامي الهروي. إمام الجامع. روى عن: أبي منصور الأزهري اللغوي، وعلي بن محمد بن رزين الباساني. توفي في ذي الحجة. 4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن أحمد بن الحسن خداواذ.) أبو عليّ الكرجي، ثم البغدادي الباقلاني. سمع من: ابن المثمر، وابن الصلت الأهوازي. كتب عنه: الخطيب، وقال: كان صدوقاً ديناً خيراً. مولده سنة 4 (الحسن بن الحسين بن عبد الله بن حمدان) الأمير ناصر الدولة وسيفها أبو محمد التغلبي. (29/482)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 483 ولي إمرة دمشق بعد أمير الجيوش سنة ثلاث وثلاثين إلى أن قبض عليه سنة أربعين، وسير إلى مصر، وولي بعده طارق الصقلبي. وهذا هو والد الأمير ناصر الدولة الحسين بن الحسن الحمداني الذي أذل المستنصر العبيدي وحكم عليه كما سيأتي سنة نيف وستين. 4 (الحسن بن عيسى بن الخليفة المقتدر بالله جعفر بن المعتضد.) أبو محمد العباسي. سمع من: مؤدبه أحمد بن منصور اليشكري، وأبي الأزهر عبد الوهاب الكاتب. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ديناً حافظاً لأخبار الخلفاء، عارفاً بأيام النّاس، فاضلاً. توفي في شعبان وله سبع وتسعون سنة. قلت: روى عنه جماعة آخرهم أبو القاسم بن الحصين. قال: ولدت في أول سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة. وغسله أبو الحسين بن المهتدي بالله. 4 (الحسين بن محمد بن هارون.) أبو أحمد النيسابوري الصوفي الوراق. ثقة، سمع: أبا الفضل الفامي، وأبا محمد المخلدي، والجوزقي، وجماعة. ذكره عبد الغافر.) 4 (الحسين بن عبد العزيز.) (29/483)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 484 أبو يعلى، المعروف بالشالوسي. من شعراء بغداد. حدَّث عن ابن حبابة. 4 (حرف الدال)

4 (داجن بن أحمد بن داجن.) أبو طالب السدوسي المصري. حدَّث عن: الحسن بن رشيق. وعنه: أبو صادق مرشد المهنيّ. لا أعلم متى توفي، ولكنه كان في هذا الوقت. 4 (حرف السين)

4 (سيد بن أبان بن سيد.) أبو القاسم الخولاني الإشبيلي. سمع من: أبي محمد الباجيّ، وابن الخراز. ورحل فسمع من: أبي محمد بن أبي زيد. وكان فاضلاً متقدماً في الفهم والحفظ. وعاش سبعاً وثمانين سنة. 4 (حرف العين)

4 (عبد الصمد بن محمد بن محمد بن مكرم. أبو الخطاب البغدادي. سمع: أبا بكر الأبهري،) وأبا حفص الزيات. قال الخطيب: كتبتُ عنه وكان صدوقاً. (29/484)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 485 4 (عبيد الله بن الحافظ أبي حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين.) البغدادي الواعظ أبو القاسم. سمع: أباه، وأبا بحر محمد بن الحسن البربهاريّ، وأبا بكر القطيعي، وابن ماسي، وحسينك النيسابوريّ. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً. مات في ربيع الأول. قلت: وروى عنه: جعفر السراج، وأبو عليّ محمد بن محمد بن المهدي. أظنه آخر أصحاب أبي بحر. 4 (عليّ بن إسماعيل بن عبد الله بن الأزرق.) أبو الحسين المصري. قال الحبّال: حدَّث ولزم بيته. وتوفي في ربيع الآخر. 4 (عليّ بن الحسن بن أبي عثمان الدقاق) أبو القاسم البغدادي. روى عن: القطيعي، وابن ماسي. وعاش خمساً وثمانين سنة. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان شيخاً صالحاً وصدوقاً ديناً حسن المذهب. (29/485)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 486 توفي في ربيع الأول. وقال ابن عساكر في طبقات الأشعرية: ومنهم أبو القاسم بن أبي عثمان الهمدانيّ، فذكر) ترجمته. 4 (عليّ بن ربيعة بن عليّ.) أبو الحسن التميمي المصري البزاز. أحد المكثرين عن الحسن بن رشيق. روى عنه: أبو معشر الطبري، وأبو عبد الله الرازي صاحب السداسيات. توفي في صفر. 4 (عليّ بن عبيد الله بن القصاب الواسطي.) روى عن: الحافظ أبي محمد بن السقّاء. 4 (عيسى بن محمد بن عيسى الرعيني.) ابن صاحب الأحباس، الأندلسي. (29/486)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 487 ولي قضاء المرية. وكان من جلة العلماء وكبار الأئمة الأذكياء. روى عن: أبي عمران الفاسي، وجماعة من المتأخرين. ومات كهلاً. 4 (حرف الفاء)

4 (فخر الملك) وزير صاحب الديار المصرية المستنصر بالله العبيدي، واسمه صدقة بن يوسف الإسرائيلي المسلماني. أسلم بالشام، وخدم بعض الدولة، ودخل مصر، وخدم الوزير الجرجرائي. فلما مات الجرجرائي استوزره المستنصر مدة، ثم قتله في هذا العام واستوزر بعده القاضي أبا محمد الحسن بن عبد الرحمن. 4 (الفضل بن أبي الخير محمد بن أحمد) أبو سعيد الميهنيّ العارف. صاحب الأحوال والمناقب. توفي بقريته ميهنة من خراسان. ومنهم من يسميه: فضل الله. (29/487)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 488 مات في رمضان وله تسع وسبعون سنة. حدَّث عن: زاهر بن أحمد السرخسي. ولكن في اعتقاده شيء تكلم فيه أبو محمد بن حزم روى عنه: الحسن بن أبي طاهر الختليّ، وعبد الغفار الشيرويي. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر.) أبو عبد الرحمن الشاذياخي، الحاكم المزكي الفامي. أملى مدة عن زاهر السرخسي، وأبي الحسن الصبغي، ومحمد بن الفضل ابن محمد بن خزيمة، وغيرهم.) 4 (محمد بن أحمد) (29/488)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 489 أبو الفتح المصريّ. سمع: أبا الحسن الحلبي، وابن جميع الصيداوي. وعنه: أبو بكر الخطيب. وقال: تكلموا فيه. 4 (محمد بن إبراهيم بن عليّ) أبو ذر الصالحاني الإصبهاني الواعظ. سمع: أبا الشيخ، وغيره. روى عنه: الحداد، وأحمد بن بشرويه. مات في ربيع الأول. 4 (محمد بن جعفر بن محمد بن فسانجس.) الوزير الكبير أبو الفرج ذو السعادات. (29/489)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 490 وزر لأبي كاليجار، وعزل سنة تسع وثلاثين وأربعمائة. وحكم على العراق. وكان ذا أدب غزير ومعرفة باللغة. وكان محببا إلى الجند. عاش ستين سنة. مات في رمضان. 4 (محمد بن الحسين بن محمد بن آذربهرام) أبو عبد الله الكارزيني الفارسي المقريء. نزيل مكة. كان أعلى أهل عصره إسناداً في القراءآت. قرأ على: الحسن بن سعيد المطوعي بفارس، وبالبصرة على: الشذائي أبي بكر أحمد بن منصور، وببغداد على: أبي القاسم عبد الله بن الحسن النحاس. قرأ عليه بالعشرة: الشريف عبد القاهر بن عبد السلام العباسي النقيب، وأبو القاسم يوسف بن عليّ الهذلي، وأبو معشر الطبريّ، وأبو إسحاق إبراهيم ابن إسماعيل بن غالب المصري المالكي، وأبو القاسم بن عبد الوهاب، وأبو بكر بن الفرج، وأبو عليّ الحسن بن القاسم غلام الهراس، وآخرون. ولا أعلم متى مات، إلا أن الشريف عبد القاهر قرأ عليه في هذه السنة. وكان هذا الوقت في عشر المائة. (29/490)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 491 4 (محمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن إسحاق بن زياد.) أبو بكر الإصبهاني التاني الناصر، المعروف بابن ريذة. روى عن الطبراني معجمه الكبير ومعجمه الصغير، والفتن لنعيم بن حماد. وطال عمره وسار ذكره، وتفرد في وقته. ذكره أبو زكريا بن مندة فنسبه كما نسبناه، وقال: الثقة الأمين. كان أحد وجوه النّاس وافر العقل كامل الفضل، مكرماً لأهل العلم، عارفاً بمقادير النّاس، حسن الخط، يعرف طرفاً من النحو واللغة.) توفي في رمضان. وقيل إنّ مولده سنة ست وأربعين وثلاثمائة. قريء عليه الحديث مرات لا أحصيها في البلد والرساتيق. قلت: روى عنه: محمد بن إبراهيم بن شذرة، وإبراهيم ويحيى ابنا عبد الوهاب بن مندة، وعبد الأحد بن أحمد العنبري، ومعمر بن أحمد اللنبانيّ، وهادي بن الحسن العلوي، وأبو عليّ الحداد، ومحمد بن إبراهيم أبو عدنان العبدي، ومحمد بن الفضل القصار الزاهد، وأبو الرجاء أحمد بن عبد الله بن ماجة، ونوشروان بن شيرزاذ الديلمي، ونصر بن أبي القاسم الصباغ، وإبراهيم ابن محمد الخباز سبط الصالحاني، وطلحة بن الحسين بن أبي ذر، وأبو عدنان محمد بن أحمد بن نزار، وحمد بن عليّ المعلم، والهيثم بن محمد المعداني، وخلق آخرهم موتاً فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية، توفيت سنة أربع وعشرين وخمسمائة. (29/491)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 492 4 (محمد بن عبد الله بن الحسين بن مهران بن شاذان.) أبو بكر الصالحاني البقال الفامي. سمع: أبا الشيخ، وغيره. وعنه: أبو عليّ الحداد. ورَّخه ابن السمعاني. 4 (محمد بن عبد العزيز بن إسماعيل) أبو الحسن التككي الكاتب البغدادي. سمع: أبوي بكر القطيعي، والوراق. وثقه الخطيب وروى عنه. 4 (محمد بن عمر بن إبراهيم.) أبو الحسين الإصبهاني المقريء. سمع: محمد بن أحمد بن جشنس. روى عنه: الحداد. 4 (محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بن عبد الله بن غيلان بن حكيم.) (29/492)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 493 أبو طالب الهمذاني البغدادي البزاز. أخو غيلان الذي تقدم. سمع من: أبي بكر الشافعي أحد عشر جزءاً معروفة بالغيلانيات، وتفرد في الدنيا عنه. وسمع من: أبي إسحاق المزكيّ. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً ديناً صالحاً. سمعته يقول: ولدت في أول سنة ثمان وأربعين. ثم سمعته يقول: كنت أغلط في مولدي، حتى رأيت بخط جدي أني ولدت في المحرم سنة سبع وأربعين. قال: ومات في سادس شوال، ودفن بداره، وصلى عليه أبو الحسن ابن المهتدي بالله. وقال أبو سعد السمعاني: قرأت بخط أبي قال: سمعت محمد بن محمود الرشيدي يقول: لما) أردت الحج أوصاني أبو عثمان الصابوني وغيره بسماع مسند أحمد وفوائد أبي بكر الشافعي. فدخلت بغداد واجتمعت بابن المذهب، فراودته على سماع المسند فقال: أريد مائتي دينار. فقلت: كل نفقتي سبعون دينار، فإن كان ولا بد فأجز لي. قال: أريد عشرين ديناراً على الإجازة. فتركته وقلت لأبي منصور بن حيدر: أريد السماع من ابن غيلان. قال: إنه مبطون، وهو ابن مائة. قلت: فاعجل فأسمع منه قال: لا، حتى تحج. فقلت: كيف يسمح قلبي بذلك وهو ابن مائة سنة ومبطون قال: إن له ألف دينار يجاء بها كل يوم، فتصب في حجره، فيقبلها ويتقوى بذلك. (29/493)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 494 فاستخرت الله وحججت، فلما رجعت استقبلني شيخ فقلت: ابن غيلان حي قال: نعم. ففرحت وقرأ لي أبو بكر الخطيب. قلت: وروى عنه: أبو عليّ أحمد بن محمد البرداني، وأبو طاهر بن سوار المقريء، وأحمد بن الحسين بن قريش البناء، وأبو البركات أحمد بن عبد الله ابن طاوس، وجعفر السراج، وجعفر بن المحسن السلماسي، وخالد بن عبد الواحد الإصبهاني، وعبيد الله بن عمر بن البقال، والمعمر بن عليّ بن أبي عمامة، وأبو منصور عليّ بن محمد الأنباري، وأبو منصور محمد بن عليّ الفراء. وأبو المعالي أحمد بن محمد البخاري التاجر، وأبو عليّ محمد بن محمد بن المهدي، وأبو سعد أحمد بن عبد الجبار الصيرفي، وخلق آخرهم موتاً أبو القاسم هبة الله بن الحصين المتوفى سنة خمس وعشرين وخمسمائة. 4 (محمد بن محمد بن عثمان) أبو منصور بن السواق البغدادي البندار. سمع: أبا بكر القطيعي، وابن ماسي، ومخلد بن جعفر، وابن لؤلؤ الوراق. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة. ولد سنة إحدى وستين وثلاثمائة. وتوفي في آخر يوم من ذي الحجة. قلت: وروى عنه: ثابت بن بندار، وأخوه ياسر، وجماعة. 4 (محمود بن الحسن بن محمد بن يوسف.) (29/494)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 495 أبو حاتم القزويني الفقيه المناظر، من ساكني آمل وطبرستان. قدم جرجان، وسمع من: أبي نصر الإسماعيلي. وتفقه ببغداد عند الشيخ أبي حامد. وسمع بالري من: حمد بن عبد الله، وأحمد بن محمد البصير. وسمع ببغداد. وذهب إلى وطنه، وصار شيخ آمل في العلم والفقه.) وبها توفي سنة أربعين. وهو والد شيخ السلفي. 4 (مفرج بن محمد) أبو القاسم الصدفي السرقسطي. رحل وسمع بمصر من: أبي القاسم الجوهري مسند الموطأ. ومن: أبي الحسن عليّ بن محمد الحلبي. وكان شيخاً صالحاً. (29/495)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 496 4 (منصور بن القاضي أبي منصور محمد بن محمد الأزدي الهروي) قاضي هراة أبو أحمد الفقيه الشاعر. قدم بغداد وتفقه على أبي حامد الإسفرائيني، ومدح أمير المؤمنين القادر بالله. وكان عجباً في الشعر. وسمع: العباس بن الفضل النضروي، وأبا الفضل بن خميرويه. وناهز الثمانين. وكان يختم القرآن في كل يوم وليلة حتى مات رحمه الله. 4 (حرف الهاء)

4 (هبة الله بن أبي عمر محمد بن الحسين.) أبو الشيخ أو محمد الجرجاني، الملقب بالموفق. سمع: جده لأمه أبا الطيب سهل بن محمد الصعلوكي، ووالده أبا عمر محمد بن الحسين البسطامي، وأبا الحسين أحمد بن محمد الخفاف. وكان فقيهاً مناظراً رئيس الشافعية بنيسابور. (29/496)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 497 4 (حرف الياء.)

4 (يوسف بن رباح بن عليّ بن موسى بن رباح.) أبو محمد البصري المعدل. رحل مع والده. وسمع: أبا بكر بن المهندس، وعلي بن الحسين الأذني بمصر، وابن حبابة، وأبا طاهر المخلص، وابن أخي ميمي ببغداد، وعبد الوهاب الكلابي بدمشق. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو طاهر الباقلاني. ولي قضاء الأهواز فمات بالأهواز. قال: وقيل كان معتزلياً. 4 (الكنى)

4 (أبو القاسم بن محمد الحضرمي.) الفقيه المالكي المعروف باللبيديّ، ولبيدة قرية من قرى ساحل المغرب. (29/497)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 498 كان من مشاهير علماء إفريقيا ومصنفيها وعبادها. صحب الزاهد أبا إسحاق الجنبياني، وانتفع به، وصنف أخباره.) وصنف كتاباً كبيراً بليغاً في مذهب مالك أزيد من مائتي جزء، وكتاباً آخر في مسائل المدونة وبسطها، وكتاب التفريع على المدونة، وزيادات الأمهات، ونوادر الروايات. وكان أيضاً شاعر محسناً مليح القول. روى عنه: ابن سعدون، وغيره. 4 (أبو كاليجار.) السلطان البويهي صاح بغداد. واسمه مرزبان بن سلطان الدولة بن بهاء الدولة بن عضد الدولة. تملك بعد ابن عمه جلال الدولة فدامت أيامه خمسة أعوام. ومات. وقد مر ذكره في الحوادث غير مرة، وعاش إحدى وأربعين سنة، وتسلطن بعده ابن الملك الرحيم أبو نصر. (29/498)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 499 4 (وممن كان في هذا القرب من هذه الطبقة.)

4 (حرف الألف.)

4 (أحمد بن سلميان بن أحمد.) أبو جعفر الكتامي الطنجي الأندلسي، ويعرف بابن أبي الربيع. رحل إلى المشرق، وأخذ القراءة عن: أبي أحمد السامري، وأبي بكر الأدفوي، وأبي الطيب بن غلبون. وأقرأ النّاس ببجانة والمرية. وعمر حتى قارب التسعين. وقيل: توفي قبل الأربعين وأربعمائة. قاله ابن بشكوال. 4 (أحمد بن عمار) أبو العباس المهدوي المقريء المجود. من أهل المهدية، مدينة من مدن القيروان بناها المهدي والد خلفاء مصر. قدم المهدوي بلاد الأندلس، وروى عن: أبي الحسن القابسي. وقرأ القراءآت على أبي عبد الله محمد بن سفيان، وعلى أبي بكر أحمد بن محمد البرائي. وكان مقدما في فن القراءآت العربية، وصنف كتباً مفيدة. أخذ عنه: أبو محمد غانم بن وليد المالقي، وأبو عبد الله الطرفي المقريء، وغيرهما. في حدود الثلاثين أخذوا عنه. (29/499)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 500 4 (أحمد بن محمد بن عبد الواحد) أبو بكر المنكدري الشريف. رحل وسمع، وقرأ الحديث على: أحمد بن محمد المجبر، وأبي عمر الهاشمي، ومحمد بن محمد بن أخي أبي روق الهزاني، وأبي عبد الله الحاكم، وأبي أحمد الفرضي.) وله جزءآن انتقاهما له الصوري، وسمعهما منه ابن بيان الرزاز في سنة سبع وثلاثين. 4 (إبراهيم بن طلحة بن غسان.) أبو إسحاق البصري المطوعي. سمع: يوسف بن يعقوب النجيرمي، وعبد الرحمن بن محمد بن شيبة المقريء، وأحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي، وجماعة. وأملى بالبصرة مجالس. روى عنه: محمد بن إدريس القرتائي، وأبو أحمد بن إبراهيم بن عليّ النجيرمي، وغيرهما. من شيوخ السلفي. 4 (إسماعيل بن عليّ بن المثنى) أبو سعد الأستراباذي الواعظ الصوفي العنبري. قدم نيسابور قديماً، وبنى بها مدرسة لأصحاب الشافعي تنسب إليه. وكان له سوق ونفاق عند العامة، وكان صاحب غرائب وعجائب. (29/500)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 501 روى عن: أبيه، وعلي بن الحسن بن حيويه. روى عنه: محمد بن أحمد بن جعفر القاضي، وأبو بكر الخطيب البغدادي، وأحمد الموسياباذي. 4 (أصبغ بن راشد بن أصبغ.) أبو القاسم الإشبيلي اللخمي. رحل، وسمع من أبي محمد بن أبي زيد وتفقه عليه، وسمع من: أبي الحسن القابسي. قال أبو عبد الله الحميدي: كنت أحمل للسماع على الكتف سنة خمس وعشرين وأربعمائة، وأول ما سمعت من الفقيه أصبغ بن راشد، وكنت أفهم ما يقرأ عليه، وكان قد لقي ابن أبي زيد وتفقه، وروى عنه رسالته، فسمعت الرسالة منه، وسمعته يقول: سمعت على أبي محمد عبد الله بن أبي زيد عبد الرحمن فقيه القيروان الرسالة والمختصر بالقيروان قبل الأربعمائة. وقال ابن بشكوال: توفي أصبغ رحمه الله قبل الأربعين والأربعمائة. 4 (حرف الحاء.)

4 (الحسن بن محمد بن مفرج.) أبو بكر المعافري القرطبي. روى عن: أبي جعفر بن عون الله، وأبي عبد الله بن مفرج، وأبي) عبد الله ابن أبي زمنين، وعباس بن أصبغ، وعبد الرحمن بن فطيس. وعني بالرواية والتقييد والسماع والتاريخ، وجمع كتاباً سماه بكتاب الاحتفال في تاريخ أعلام الرجال في أخبار الخلفاء والقضاة والفقهاء. وكان مولده سنة 348 وتوفي بعد سنة 435. (29/501)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 502 4 (الحسين بن حاتم.) أبو عبد الله الأذري الأصولي المتكلم الأشعري الواعظ. صاحب ابن الباقلاني. سمع بدمشق من: عبد الرحمن بن أبي نصر، وغيره. وعقد مجالس الوعظ. وكان كثير الصيام والعبادة إلا أنه كان ينال من أهل الأثر. قال ابن عساكر: سمعت أبا الحسن بن عليّ بن المسلم الفقيه، عن بعض شيوخه إن أبا الحسن عليّ بن داود إمام جامع دمشق ومقرئها تكلم فيه بعض الحشويه إذا كان يؤم، فكتب إلى القاضي أبي بكر بن الباقلاني إلى بغداد يسأله أن يرسل إلى دمشق من أصحابه من يوضح لهم الحق بالحجة، فبعث تلميذه الحسين بن حاتم الأذري، فعقد مجلس التذكير في الجامع في حلقة أبي داود، وذكر التوحيد، ونزه المعبود، ونفى عنه التشبيه والتحديد، فقاموا من مجلسه وهم يقولون: أحدٌ أحد. وأقام بدمشق مدة، ثم توجه إلى المغرب، ونشر العلم بالقيروان. 4 (حرف الراء)

4 (الرضي بن إسحاق بن عبد الله بن إسحاق.) (29/502)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 503 أبو الفضل النصري الجرجاني. كان والده كبير الحنفية بجرجان. وكان زاهداً. سمع: أباه، وأبا أحمد الغطريفي. وببغداد من أصحاب البغوي. وتوفي قبل الأربعين. 4 (حرف العين.)

4 (عبد الله بن جعفر.) أبو محمد الخبازي، الحافظ الجوال. من أهل طبرستان. روى عن: المعافى الجريري، ونصر بن أحمد المرجي، وعبد الوهاب الكلابي. روى عنه: أبو المحاسن الروياني، وبندار بن عمر الروياني، وأهل تلك الديار. 4 (عثمان بن عيسى.) أبو بكر التجيبي الطليطلي المالكي، المعروف بابن إرفع رأسه.) (29/503)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 504 روى عن: محمد بن إبراهيم الخشني، وغيره. وكان من أهل العلم البارع والذهن الثاقب، حافظاً لرأي مالك رحمه الله، رأساً فيه. ولي قضاء طلبيرة. 4 (عليّ بن الحسن بن محمد بن فهر.) الإمام أبو الحسن الفهري المصري المالكي، من كبار الفقهاء. صنف فضائل مالك في مجلد، وسمع بالمشرق من جماعة. سمع منه: أبو العباس بن دلهاث، والمهلب بن أبي صفرة وقال: لقيته بمصر ومكة، ولم ألق مثله. 4 (عليّ بن شعيب بن عليّ بن شعيب بن عبد الوهاب.) أبو الحسن الهمذاني الدهان. محدث رحال، زاهد كبير القدر. روى عن: أبي أحمد الغطريفي، وأوس الخطيب، ومحمد بن جعفر النهاوندي، وإسحاق بن سعد النسوي، وابن المقريء. وخلق. وعنه: عليّ بن الحسين، وعبد الملك، وابن ممان، وأحمد بن عمر، وناصر بن المشطب الهمذانيون. وكان ثقة خيراً قانعاً باليسير. وآخر من روى عنه ناصر. بقي ناصر إلى حدود عشر وخمسمائة. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن القاسم) أبو منصور الإصبهاني المقريء نزيل آمد. (29/504)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 505 حدَّث بدمشق وبآمد عن: محمد بن عدي المنقري، وجماعة من البصريين. روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء المصيصي، وشيخ الإسلام أبو لحسن الهكاري، والفقيه نصر المقدسي. وغيرهم. 4 (محمد بن أحمد بن العلاء بن شاه.) أبو العلاء الصغدي الإصبهاني الخطيب. سمع: أبا محمد بن حيان، وغيره. وعنه: أبو عليّ الحداد. 4 (محمد بن أبان بن عثمان بن سعيد بن فيض.) أبو عبد الله بن السراج الشذوني. روى بقرطبة عن: عباس بن أصبغ، وإسماعيل بن إسحاق الطحان. وكان متفننا فاضلاً، له بصر بالمعتقدات والجدل والكلام.) روى عنه ابن خزرج، وقال: توفي في حدود سنة أربعين وأربعمائة وقد نيف على السبعين. 4 (محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن الهروي المقريء) قرأ بتلقين أبيه حديثاً على القاضي أبي منصور الأزدي وله من العمر ثلاث سنين. وهذا أغرب ما بلغنا. وتوفي شاباً 4 (محمد بن الحسن بن عمر) أبو عبد الله المصري البزاز، ويعرف بابن عين الغزال. روى عنه: ابن حيويه النيسابوري. وعنه: أبو طاهر بن أبي الصقر. (29/505)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 506 قال ابن ماكولا: توفي سنة نيف وثلاثين. 4 (محمد بن عبد الرحيم بن حسن.) أبو الحارث الخبوشاني، وخبوشان بليدة من أعمال نيسابور، الأثريّ الحافظ. رحل، وكتب الكثير، ونسخ الكتب المطولة. سمع من: زاهر بن أحمد، ومحمد بن مكي الكشميهني، وأبي نعيم عبد الملك بن الحسن. روى عنه: إسماعيل بن عبد القاهر الجرجاني، وظفر إبراهيم الخلال. توفي سنة نيف وثلاثين. 4 (محمد بن عليّ بن محمد بن عليّ بن الحسين بن مهرهرمز) أبو بكر الإصبهاني الحللي. سمع: أبا الشيخ أيضاً. وعنه: أبو عليّ الحداد 4 (محمد بن يعقوب بن إسحاق بن موسى بن سلام.) أبو نصر السلامي النسفي المحدث الثقة. وبرج السلامي في ربض نسف منسوب إليه، وهو بناه. سمع: أباه، وبكر بن محمد النسفي، وأبا سعيد بن عبد الوهاب الرازي، وزاهر السرخسي، وطبقتهم. وعنه: جعفر المستغفري، وهو من أقرانه، وأبو بكر محمد بن أحمد البلدي. (29/506)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 507 وحدث بصحيح البجيري، عن أبي نصر بن حسنويه، عن المؤلف 4 (مروان بن عليّ الأسدي القرطبي) أبو عبد الملك، المعروف بالبوني. روى عن: أبي محمد الأصيلي، وأبي المطرف عبد الرحمن بن فطيس. ورحل فأخذ عن: أبي الحسن القابسي، وأحمد بن نصر الداوودي وصحبه خمسة أعوام وأكثر. وله مختصر في تفسير الموطأ. روى عنه: حاتم بن محمد وقال: كان حافظاً نافذاً في الفقه والحديث.) و روى عنه: أبو عمر الحذاء، وقال: كان صالحاً عفيفاً عاقلاً، حسن اللسان والبيان. وقال الحميدي: كان فقيهاً محدثاً. مات قبل الأربعين وأربعمائة ببونة. 4 (مصعب ابن الحافظ المؤرخ أبي الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف ابن الفرضي.) أبو بكر الأزدي القرطبي. روى عن: أبيه، وأبي محمد بن أسد، وأحمد بن هشام. واستجاز له أبوه جماعة سمى بعضهم في تاريخ الأندلس له. (29/507)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 508 وذكره الحميدي فقال: أديب، محدث، إخباري، شاعر ولي الحكم بالجزيرة، ثم روى عنه الحميدي، وقال: كان حيا قبل الأربعين وأربعمائة. 4 (معتمد بن محمد بن محمد بن مكحول.) أبو المعالي النسفي المكحولي. يروي عن: جده أبي المعين محمد بن مكحول، وأبي سهل هارون بن أحمد الأستراباذي الراوي عن أبي خليفة. وتوفي سنة نيف وثلاثين. 4 (مفضل بن محمد بن مسعر.) القاضي أبو المحاسن التنوخي المعري الحنفي المعتزلي الشيعي. رحل إلى بغداد وسمع من: أبي عمر بن مهدي، وغيره. وتفقه على القدوري. وأخذ الرفض والإعتزال عن غير واحد. وسمع بدمشق من عبد الرحمن بن أبي نصر. قال ابن عساكر: كان ينوب بالقضاء بدمشق لابن أبي الجن، وولي قضاء بعلبك. وصنف تاريخ النحويين. وكأنه كان معتزلياً شيعياً. (29/508)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 509 أنا النسيب، أنا المفضل سنة ثمان وثلاثين، فذكر حديثاً. وقال غيث لأرمنازي: ذكر عنه أنه كان يضع من الشافعي، وصنف كتاباً ذكر فيه الرد على الشافعيّ خالف فيه الكتاب والسنة. وحدثني النسيب أنه بلغ أباه أنه ارتشى فعزله عن بعلبك. 4 (حرف الهاء)

4 (هشام بن سعيد الخير بن فتحون) أبو الوليد القيسي الوشقي. سمع من: القاضي خلف بن عيسى. وهو في هذه الطبقة. ثم إن هشاماً حجّ وأخذ عن: أبي العباس عليّ بن منير، وأبي عمران الفاسي، والحسن بن أحمد بن فراس. حدَّث عنه الحيمدي وقال: محدث جليل، جميل الطريقة. توفي بعد الثلاثين وأربعمائة.) وحدّثَ عنه أيضاً: أبو عمر بن عبد البر، والقاضي أبو زيد الحشا. 4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن عبد الله بن محمد بن يحيى.) (29/509)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء التاسع والعشرون الصفحة 510 أبو بكر القرشي الجمحي الوهرانيّ. حدَّث عن: أبي محمد الأصيلي، وعباس بن أصبغ، وجماعة. كان متصرفاً في العلوم. قوي الحفظ، غلب عليه علم الحديث توفي في حدود سنة إحدى وثلاثين، وهو ابن سبعين سنة. الكنى 4 (أبو حاتم) أحمد بن الحسن بن خاموش الرازي الواعظ. سمع السلفي من أصحابه. واجتمع به شيخ الإسلام الهروي. ويروى عنه الخطيب بالإجازة. (29/510)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 5 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الخامسة والأربعون احداث)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (احداث إحدى وأربعين وأربعمائة)

4 (اشتداد الخلاف بين السنة والشيعة) تقدم إلى أهل الكرخ أن لا يعملوا مأتماً يوم عاشوراء، فأخلفوا وجرى بين أهل السنة والشيعة ما زاد على الحد من القتل والجراحات. 4 (انهزام الملك الرحيم) وفيها ذهب الملك الرحيم إلى الأهواز وفارس، فلقيه عسكر فارق واقتتلوا، فانهزم هو وجيشه إلى أن قدم واسط. 4 (امتلاك عسكر فارس الأهواز) وسار عسكر فارس إلى الأهواز فملكوها وخيموا بظاهرها. 4 (انهزام صاحب حلب) وفيها قدم عسكر من مصر فقصدوا حلب، فانهزم منها صاحبها ثمال، فملكها المصريون. (30/5)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 6 4 (إمرة الأمراء بدمشق) ) وفيها ولي دمشق أمير الأمراء عدة الدولة رفق المستنصري، ثم عزل بعد أيام بطارق المستنصري، وولي إمرة حلب. وولي وزارة دمشق معه سديد الدولة ذو الكفايتين أبو محمد الحسين الماشكي. 4 (الحرب بين أهل الكرخ وأهل القلايين) وفيها اهتم أهل الكرخ وعملوا عليهم سوراً، وكذا فعل أهل نهر القلايين، وأنفق على ذلك العوام أموالاً عظيمة، وبقي مع كل فرقة طائفة من الأتراك تشد منهم. ثم في يوم عيد الفطر ثارت الحرب بينهم، وجرت أمور مزعجة يطول تفصيلها. وأذنوا في منابر الكرخ ب حي على خير العمل. 4 (الريح الغبراء) وفي ذي الحجة عصفت ريح ترابية أظلمت منها الدنيا حتى لم ير أحد أحداً. وكان الناس في أسواقهم فحاروا ودهشوا، ودامت ساعة، فقلعت رواشن دار الخليفة ودار المملكة. ووقع شيء كثير في النخل. (30/6)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 7 4 (سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة)

4 (الصلح بين السنة والشيعة) ندب أبو محمد بن النسوي لضبط بغداد، واجتمع العامة من الشيعة والسنة على كلمة واحدة، على أنه متى ولي ابن النسوي أحرقوا أسواقهم ونزحوا عن البلد. ووقع الصلح بين السنة والشيعة، وصار أهل الكرخ إلى نهر القلايين فصلوا فيه، وخرجوا كلهم إلى الزيارة بالمشاهد. وصار أهل الكرخ يترحمون على الصحابة في الكرخ، وهذا أمر لم يتفق مثله. 4 (وقوع صاعقة بالحلة) وفي ليلة الجمعة ثاني رمضان وقعت صاعقة بالحلة على خيمة لبعض العرب كان فيها رجلان، فأحرقت نصف الخيمة ورأس أحد الرجلين، وقدت نصف بدنه، وبقي نصفه الآخر. وسقط الآخر مغشياً عليه ما أفاق إلا بعد يومين. 4 (الرخص ببغداد) ورخص السعر ببغداد حتى أبيع كر الحنطة بسبعة دنانير. (30/7)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 8 4 (استيلاء ألب رسلان على فَسا) ) وفيها سار الملك ألب رسلان السلجوقي من مرو وقصد فارس في المفازة، فلم يعلم أحد ولا عمه طغرلبك، فوصل إلى فسا واستولى عليها، وقتل من جندهم الديلم نحو ألف وطائفة من العامة، ونهب وأسر وفتك، وعاد إلى مرو مسرعاً. 4 (الاحتفال بزيارة مشهد بن الحسين) واستهل ذو الحجة فتهيأ أهل بغداد السنة والشيعة لزيارة مشهد الحسين وأظهروا الزينة والفرح، وخرجوا بالبوقات ومعهم الأتراك. 4 (أخذ طغر لبك إصبهان صلحاً) وفيها نازل طغر لبك إصبهان، وحاصر ابن علاء الدولة نحو السنة، وقاسى العامة شدائد. ثم أخذها صلحاً وأحسن إلى أميرها، وأقطعه يزد وأبرقوه، وأقطع أجنادها في بلاد الجبل. وسكن إصبهان. (30/8)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 9 4 (سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة) تجدد الفتنة بني السنة والشيعة في صفر تجددت الفتنة بني الشيعة والسنة، وزال الاتفاق الذي كان عام أول. وشرع أهل الكرخ في بناء باب السماكين، وأهل القلايين في عمل ما بقي من بابهم. وفرغ أهل الكرخ من بنيانهم وعملوا أبراجاً وكتبوا بالذهب: محمد علي خير البشر، فمن رضي فقد شكر، ومن أبى فقد كفر. وثارت الفتنة وآلت إلى أخذ ثياب الناس في الطرق، وعقت الأسواق، ووقفت المعايش. وبعد أيام اجتمع للسنة عدد يفوق الإحصاء، وعبروا إلى دار الخلافة وملأوا الشوارع، واخترقوا الدهاليز، وزاد اللغط، فقيل لهم: سنبحث عن هذا. فهاج أهل الكرخ ووقع القتال، وقتل جماعة منهم واحد هاشمي. ونهب مشهد بن التبن ونبشت عدة قبور وأحرقوا، مثل: العوفي، والناشئ، والجذوعي، وطرحوا النار في المقابر والترب، وجرى على أهل الكرخ خزي عظيم، وقتل منهم جماعة، فصاروا إلى خان الفقهاء الحنفيين، فأخذوا ما وجدوا، وأحرقوا الخان، وقتلوا مدرس الحنفية أبا سعد السرخسي، وكبسوا دور الفقهاء، فاستدعي أبو محمد بن النسوي وأمر بالعبور فقال: قد جرى ما لم يجر مثله، فإن عبر معي الوزير عبرت. فقويت يده. وأظهر أهل الكرخ الحزن، (30/9)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 10 وقعدوا في الأسواق للعزاء على المقتولين. فقال الوزير: إن وأخذنا الكل هرب) البلد، والأول التغاضي. فلما كان في ربيع الآخر خطب بجامع براثا مأوى الشيعة، وأسقط من الأذان حي على خير العمل، ودق الخطيب المنبر بالسيف، وذكر في خطبته العباس. 4 (كبس العيارين دار النسوي) وفي ذي الحجة كبس العيارون دار أبي محمد بن النسوي وجرحوه جراحات عدة. 4 (عمارة الري) وفيها أخذ السلطان طغرلبك إصبهان في المحرم، فجعلها دار ملكه، ونقل خزائنه من الري إليها. وكان قد عمر الري عمارة جيدة. 4 (إحراق الأهواز) وفيها كبس منصور بن الحسي بالغزو الأهواز وقتل بها خلقاً من الديلم والأتراك والعامة، فأحرقت ونهبت. الوقعة بين المغاربة والمصريين وفيها كانت وقعة هائلة بني المغاربة والمصريين بإفريقية، وقتل فيها من المغاربة ثلاثون ألفاً. (30/10)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 11 4 (سنة أربع وأربعين وأربعمائة)

4 (عودة الفتن ببغداد) في ذي القعدة عادت الفتن ببغداد، وأحرقت جماعة دكاكين، وكتبوا، أعني أهل الكرخ على مساجدهم: محمد وعلى خير البشر وأذنوا بحيي على خير العمل فتجمع أهل القلايين وحملوا حملة على أهل الكرخ، فهرب النظارة، وآزدحموا في مسلك ضيق، فهلك من النساء نيف وثلاثون امرأة وستة رجال وصبيان، وطرحت النار في الكرخ، وعادوا في بناء الأبواب والقتال. فلما كان في سادس ذي الحجة جرى بينهم قتال، فجمع الطقطقي قوماً من الأعوان، وكبس نهر طابق من الكرخ، وقتل رجلين، ونصب الرأسين على حائط مسجد القلايين. 4 (الحرب بين عسكر خراسان وعسكر غزنة) وفيها جرت حروب كبيرة بني عسكر خراسان وعسكر غزنة، وكلهم مسلمون وتم ما لا يليق من القتال على الملك نسأل الله العافية فتح الملك الدحيم البصرة وفيها سير الملك الدحيم جيشاً) مع وزيره والبساميري إلى البصرة، وعليها أخوه أبو علي بن أبي كاليجار، فحاصروه بها، واقتتلوا أياماً في السفن. ثم (30/11)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 12 افتتحوا البصرة، وهرب أبو علي فتحصن بشط عثمان وحفر الخندق. فمضى إليه الملك الرحيم وحاربه فتقهقر إلى عبادان وركب البحر. ثم طلع منه وسار إلى أرجان، وقدم على السلطان طغرلبك بإصبهان، فأكرمه وصاهره. وسلم الملك الرحيم البصرة إلى البساسيري، ومضى إلى الأهواز. 4 (نهب أطراف العراق) وفيها قدم طائفة من جيش طغرلبك إلى أطراف العراق، فنهبوا واستباحوا الحريم وفتكوا. ورجف أهل بغداد. 4 (القدح في نسب صاحب مصر) وفيها عمل محضر كبير ببغداد في القدح في نسب صاحب مصر، وأنه أصله من اليهود. (30/12)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 13 4 (سنة خمس وأربعين وأربعمائة)

4 (إحراق الكرخ) فيها أحضر ابن النسوي فقويت يده، فضرب وقتل وخرب ما كتبوا من محمد وعلي خير البشر، وطرحت النار في الكرخ ليلاً ونهاراً. 4 (وصول الغز إلى حلوان) ثم وردت الأخبار بأن الغز قد وصلوا إلى حلوان، وأنهم على قصد العراق، ففزع الناس. 4 (لعن الأشعري بنيسابور) وفيها أعلن بنيسابور بلعن أبي الحسن الأشعري، فضج من ذلك الشيخ أبو القاسم القشيري، وصنف رسالة شكاية السنة لما نالهم من المحنة. وكان قد رفع إلى السلطان طغرلبك شيء من مقالات الأشعري فقال أصحاب الأشعري: هذا محال وليس هذا مذهبة. فقال السلطان: إنما نأمر بلعن الأشعري الذي قال هذه المقالة فإن لم تدينوا بها ولم يقل الأشعري شيئاً منها فلا عليكم مما نقول. قال القشيري: فأخذنا في الاستعطاف، فلم تسمع لنا حجة، ولم تقض لنا حاجة، فأغضينا على قذى الاحتمال. وأحلنا على بعض العلماء، فحضرنا وظننا أنه يصلح الحال، فقال: الأشعري عندي مبتدع يزيد على المعتزلة.) (30/13)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 14 يقول القشيري: يا معشر المسلمين، الغياث الغياث. 4 (استيلاء الملك الرحيم على أرجان) وفيها استولى الملك الرحيم على أرجان ونواحيها، وإطاعة من بها من العسكر ومقدمهم فولاذ الديلمي. (30/14)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 15 4 (سنة ست وأربعين وأربعمائة)

4 (شغب الأتراك على وزير السلطان) فيها تفاوض الأتراك في الشكوى من وزير السلطان، وعزموا على الشغب، فبرزوا الخيم وركبوا بالسلاح، وكثرت الأراجيف، وغلقت الدروب ببغداد، ولم يصل أحد جمعة إلا القليل في جامع القصر. ونقل الناس أموالهم، فنودي في البلد: متى وجد الوزير عند أحد حل ماله ودمه. وركبت الأتراك فنهبوا دوراً للنصارى، وأخذوا أموالاً من البيعة وأحرقوها. ودافع العوام عن نفوسهم، فراسل الخليفة الأتراك وأرضاهم. 4 (وزارة أبي الحسين بن عبد الرحيم) ثم إن الوزير ظهر فطولب، فجرح نفسه بسكين، فتسلمه البساسيري، وتقلد الوزارة أبو الحسين بن عبد الرحيم. 4 (أخذ ابن بدران الأنبار) وقصد قريش بن بدران الأنبار فأخذها. 4 (عودة البساسيري إلى بغداد) ورد أبو الحارث البساسيري إلى بغداد من الوقعة مع بني خفاجة، فسار (30/15)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 16 إلى داره بالجانب الغربي ولم يلم بدار الخلافة على رسمه، وتأخر عن الخدمة وبانت فيه أثار النفرة. فراسله الخليفة بما طيب قلبه فقال: ما أشكوا إلا من النائب في الديوان. ثم توجه إلى الأنبار فوصلها، وفتح وقطع أيدي طائفة فيها، وكان معه دبيس بن علي. 4 (انكسار جيش المعز إلى القيروان) وفي سنة ملكت العرب الذين بعثهم المستنصر لحرب المعز بن باديس، وهم بنو زغبة، مدينة طرابلس المغرب. فتتابعت العرب إلى إفريقية، وعاثوا وأفسدوا، وأمروا عليهم مؤنس بن يحيى المرداسي. وحاصروا المدن وخربوا القرى، وحل بالمسلمين منهم بلاء شديد لم يعهد مثله قط.) فاحتفل ابن باديس وجمع عساكره، فكانوا ثلاثين ألف فارس، وكانت العرب ثلاثة آلاف فارس، فأرادت العرب الفرار، فقال لهم مؤنس: ما هذا يوم فرار. قالوا فأين نطعن هؤلاء وقد لبسوا الكزاغندات والمغافر قال: في أعينهم. فسمي: أبا العينين. فالتحم الحرب، فانكسر جيش المعز، واستحر القتل بجنده، ورد إلى القيروان مهزوماً. وأخذت العرب الخيل والخيام بما حوت. وفي ذلك يقول بعضهم. (30/16)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 17 (وإن ابن باديس لأفضل مالك .......... ولكن لعمري ما لديه رجال)

(ثلاثون ألفاً منهم غلبتهم .......... ثلاثة ألفٍ إن ذا المحال)

4 (انهزام المعز للمرة الثانية) ثم جمع المعز سبعة وعشرين ألف فارس، وسار يوم عيد النحر، وهجم على العرب بغتة، فانسكر أيضاً، وفتل من جنده عالم عظيم، وكانت العرب يومئذ سبعة آلاف. وثبت المعز ثباتاً لم يعهد بمثله. ثم ساق على حمية. وحاصرت العربُ القيروان. وانجفل الناس في المهدية لعجزهم. وشرعت العرب في هدم الحصون، وقطع الأشجار، وإفساد المياه. وعم البلاء، وانتقل المعز إلى المهدية، فالتقاه ابنه تميم والبها. 4 (انتهاب القيروان) وفي سنة تسع وأربعين نهبت العرب القيروان. (30/17)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 18 4 (انهزام زناتة أمام بلكين) وفي سنة خمسين خرج بلكين ومعه العرب لحرب زناتة، وفقاتلهم فانهزمت زناتة وقتل منهم خلق. 4 (قتل أهل نقيوس للعرب) وفي سنة ثلاث وخمسين قتل أهل نقيوس من العرب مائتين وخمسين رجلاً. وسبب ذلك أن العرب دخلت المدينة تتسوق فقتل رجل من العرب رجلاً محتشما مقدماً لكونه سمعه يثني علي ابن باديس، فغضب له أهل البلد، وقتلوا في العرب وهم على غفلة. 4 (نقصان النيل وتزايد الغلاء والوباء) ) وقال المختار بن بطلان: نقص النيل في هذه السنة وتزايد الغلاء، وتبعه وباء شديد. وعظم الوباء في سنة سبع وأربعين (30/18)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 19 4 (تكفين السلطان ثمانين ألف نفس) ثم ذكر أن السلطان كفن من ماله ثمانين ألف نفس، وأنه هلك ثمانمائة قائد. وحصل للسلطان من المواريث مال جليل. 4 (تخريب الأعراب سواد العراق) وفيها عاثت الأعراب وأخربوا أكثر سواد العراق، ونهبوا. وذلك لاضطراب الأمور وانحلال الدولة. 4 (استيلاء طغرلبك على أذربيجان) وفيها استولى طغرلبك على أذربيجان بالصلح، وسار بجيوشه فسبى من الروم وغنم وغزا. (30/19)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 20 4 (سنة سبع وأربعين وأربعمائة)

4 (استيلاء أعوان الملك الرحيم على شيراز) فيها استولى أعوان الملك الرحيم على شيراز بعد حصار طويل وبلاء شديد من القحط والوباء، حتى قيل لم يبق بها إلا نحو ألف إنسان، فما أمهله الله في الملك بعدها. 4 (ابتداء الدولة السلجوقية) وفيها كان ابتداء الدولة السلجوقية بالعراق. وكان من قصة ذلك أن أبا المظفر أبا الحارث أرسلان التركي المعروف بالبساسيري كان قد عظم شأنه بالعراق، واستفحل أمره، وبعد صيته، وعظمت هيبته في النفوس، وخطب له على المنابر. وصار هو الكل، ولم يبقى للملك الرحيم بن بويه معه إلا مجرد الاسم. ثم إنه بلغ أمير المؤمنين القائم أن البساسيري قد عزم على نهب دار الخلافة والقبض على الخليفة، فكاتب الخليفة القائم السلطان طغرلبك بن ميكائيل بن سلجوق يستنجد به، وبعده بالسلطنة، ويحضه على القدوم. وكان طغرلبك بالري، وكان قد استولى على الممالك الخراسانية وغيرها. (30/20)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 21 وكان البساسيري يومئذ بواسطة ومعه أصحابه، ففارقه طائفة منهم ورجعوا إلى بغداد، فوثبوا على دار البساسيري فنهبوها وأحرقوها. وذلك برأي رئيس الرؤساء وسعيه. ثم اتجه عند القائم) بأنه يكاتب المصريين، وكاتب الملك الرحيم يأمره بإبعاد البساسيري فأبعده. وكانت هذه الحركة من أعظم الأسباب في استيلاء طغرلبك على العراق. فقدم السلطان طغرلبك في شهر رمضان بجيوشه، فذهب البساسيري من العراق وقصد الشام، ووصل إلى الرحبة. وكاتب المستنصر بالله العبيدي الشيعي صاحب مصر، واستولى على الرحبة للمستنصر بها فأمده المستنصر بالأموال. وأما بغداد فخطب بها للسلطان طغرلبك بعد القائم، ثم ذكر بعده الملك الرحيم وذلك بشفاعة القائم فيه إلى السلطان. 4 (انقرض بني بويه) ثم إن السلطان قبض على الملك الرحيم بعد أيام، وقطعت خطبته في سلخ رمضان، وانقرضت دولة بني بويه، وكانت مدته مائة وسبعاً وعشرين سنة. وقامت دولة بني سلجوق. فسبحان مبدئ الأمم ومبيدها، ومردي الملوك ومعيدها. ودخل طغر لبك بغداد في تجملٍ عظيم، وكان يوماً مشهوداً دخل معه (30/21)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 22 ثمانية عشر فيلاً. ونزل بدار المملكة. وكان قدومه على صورة غريبة. وذلك أنه أتى من غزو الروم إلى همذان، فأظهر أنه يريد الحج، وإصلاح طريق مكة، والمضي إلى الشام من الحج ليأخذها ويأخذ مصر، ويزيل دولة الشيعة عنها. فراج هذا على عموم الناس. وكان رئيس الرؤساء يؤثر تملكه وزوال دولة بني بويه، فقدم الملك الرحيم من واسط، وراسلوا طغرلبك بالطاعة. 4 (وفاة ذخيرة الدين) وفيها توفي ذخيرة الدين ولي العهد أبو العباس محمد بن أمير المؤمنين القائم، فعظمت على القائم الرزية بوفاته، فإنه كان عضده، وخلف ولداً وهو الذي ولي الخلافة بعد القائم، ولقب بالمقتدي بالله. 4 (عيث جيوش طغرلبك بالسواد) وفيها عاثت جيوش طغرلبك بالسواد ونهبت وفتكت، حتى أبيع الثور بعشرة دراهم، والحمار بدرهمين.) 4 (الفتنة ببغداد) وجرت ببغداد فتنة عظيمة قتل فيها خلق. وبسببها قبض على الملك (30/22)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 23 الرحيم وسجن في قلعة. 4 (ثورة الحنابلة ببغداد) وفيها ثارت الحنابلة ببغداد ومقدمهم أبو يعلى، وابن التميمي، وأنكروا الجهر بالبسملة ومنعوا من الجهر والترجيع في الأذان والقنوت. ونهوا إمام مسجد باب الشعير عن الجهر بالبسملة، فأخرج مصحفاً وقال: أزيلوها من المصحف حتى لا أتلوها. 4 (موت الملك الرحيم بالحبس) وبقي الملك الرحيم محبوساً إلى أن مات سنة وخمسين وأربعمائة بقلعة الري، سامحه الله. (30/23)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 24 4 (سنة ثمان وأربعين وأربعمائة)

4 (زواج القائم بأمر الله) فيها تزوج الخليفة القائم بأمر الله بخديجة أخت السلطان طغرلبك. وقيل: خديجة بنت داود أخي طغرلبك. وكان الصداق مائة ألف دينار 4 (محاصرة تكريت) وفيها سار السلطان بالجيش وآلات الحصار والمجانيق قاصداً الموصل، فنازل تكريت وحاصرها. الخطبة للعبيدي بالكوفة وواسط وفيها وقعت فتن كبار بالعراق، وذلك بتأليب البساسيري ومكاتباته. وحاصل الأمر أن الكوفة وواسط وغيرهما خطب بها لصاحب مصر المستنصر بالله (30/24)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 25 العبيدي، وسرت الرافضة بذلك سروراً زائداً. 4 (القحط والوباء بديار مصر) وفيها كان القحط شديداً بديار مصر، وشأنه يتجاوز الحد والوصف. وأمر الوباء عظيم بحيث أنه ورد كتاب فيما قيل من مصر بأن ثلاثة من اللصوص نقبوا داراً ودخلوا، فوجدوا عند الصباح موتى، أحدهم على باب النقب، والآخر على رأس الدرجة، والثالث في الدار 4 (عام الجوع الكبير بالأندلس) ) وفيها كان القحط العظيم بالأندلس والوباء. ومات الخلق بإشبيلية، بحيث أن المساجد بقيت مغلقة ما لها من يصلي بها. ويسمى عام الجوع الكبير. 4 (الخطبة للمستنصر بالموصل) وفيها خطب قريش بن بدران بالموصل للمستنصر. وقويت شوكة البساسيري. 4 (وصول الخلع من مصر لنور الدولة) وجاءت الخلع والتقاليد من مصر لنور الدولة دبيس بن مزيد الأسدي، وهو أمير عرب الفرات، ولقريش، وغيرهما. (30/25)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 26 4 (إضرار عسكر طغرلبك بأهل العراق) وعم الخلق الضرر بالعراق بعسكر طغرلبك، وفعلوا كل قبيح. فسار بهم نحو الموصل وديار بكر، فأطاعوه بها. (30/26)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 27 4 (سنة تسع وأربعين وأربعمائة)

4 (خلعة القائم بأمر الله على السلطان طغر لبك) السلجوقي سبع خلع وسوره وطوقه وتوجهن وكتب له عهداً مطلقاً بما وراء بابه، واستوسق ملكه، ولم يبق له منازع بالعراق ولا بخراسان. 4 (مخاطبة الخليفة بملك المشرق والمغرب) وفيها سلم طغرلبك الموصل إلى أخيه إبراهيم ينال، وعاد إلى بغداد فلم يكن جنده من النزول في دور الناس. ولما شافهه الخليفة بالسلطنة خاطبه بملك المشرق والمغرب. ومن جملة تقدمته للخليفة خمسون ألف دينار وخمسون مملوكاً من الترك الخاص بخيلهم وسلاحهم وعدتهم، إلى غير ذلك من النفائس. (30/27)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 28 4 (تسليم حلب لنواب المستنصر) وفيها سلم الأمير معز ثمال بن صالح بن مرادس حلب إلى نواب المستنصر صاحب مصر، وذلك لعجزه عن حفظها. وذلك في ذي القعدة. 4 (الجهد والجوع ببغداد) وفيها كان الجهد والجوع ببغداد حتى أكلوا الكلاب والجيف، وعظم الوباء، فكانوا يحفرون) الحفائر ويلقون فيها الموتى ويطمونهم. 4 (الفناء الكبير ببخاري وسمرقند) وأما بخاري وسمرقند وتلك الديار، فكان الوباء بها لا يحد ولا يوصف، بل يستحي من ذكره حتى قيل إنه مات ببخارى وأعمالها في الوباء ألف ألف وستمائة ألف نسمة. (30/28)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 29 4 (سنة خمسين وأربعمائة) خلع القائم بأمر الله والخطبة للمستنصر بالعراق فيها خطب للمستنصر بالله العبيدي على منابر العراق، وخلع القائم بأمر الله. وكان من قصة ذلك أن السلطان طغرلبك اشتغل بحصار تلك النواحي ونازل الموصل. ثم توجه إلى نصيبين لفتح الجزيرة وتمهيدها. وراسل البساسيري إبراهيم ينال أخا السلطان يعره ويمنيه ويطمعه في الملك. فأصغى إليه وخالف أخاه، وساق في طائفة من العسكر إلى الري. فانزعج السلطان وسار وراءه، وترك بعض العسكر بديار بكر مع زوجته ووزيره عميد الملك الكندري وربيبه أنوشروان. فتفرقت العساكر وعادت زوجته الخاتون بالعسكر إلى بغداد. (30/29)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 30 وأما السلطان فالتقى هو وأخوه فظهر عليه أخوه، فدخل السلطان همدان، فنازله أخوه وحاصره. فعزمت على إنجاد زوجها، واختبطت بغداد، واستفحل البلاء، وقامت الفتنة على ساق. وتم للبساسيري ما دبر من المكر. وأرجف الناس بمجيء البساسيري إلى بغدد، ونفر الوزير الكندري وأنوشروان إلى الجانب الغربي وقطعاً الجسر، ونهبت الغز دار الخاتون. وأكل القوي الضعيف، وجرت أمور هائلة. 4 (دخول البساسيري بغداد) ثم دخل البساسيري بغداد في ثامن ذي القعدة بالرايات المستنصرية عليها ألقاب المستنصر، فماله إليه أهل باب الكرخ وفرحوا به، وتشفوا بأهل السنة. وشمخت أنوف المنافقين، وأعلنوا بالأذان بحي على خير العمل. واجتمع خلق من أهل السنة إلى القائم بأمر الله، وقاتلوا معه. ونشبت الحرب بين الفريقين في السفن أربعة أيام. وخطب يوم الجمعة ثالث عشر ذي القعدة ببغداد للمستنصر العبيدي بجامع المنصور، وأذنوا بحي على خير العمل. وعقد الجسر، وعبرت عساكر البساسيري إلى الجانب الشرقي (30/30)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 31 فخندق القائم على نفسه حول داره وحول نهر المعلى. وأحرقت الغوغاء نهر المعلى) ونهب ما فيه. وقوي البساسيري، وتقلل عن القائم أكثر الناس، فاستجار بقريش بن بدران أمير العرب، وكان مع البساسيري، فأجاره ومن معه، وأخرجه إلى مخيمه. 4 (القبض على وزير القائم وموته) وقبض البساسيري على وزير القائم رئيس الرؤساء أبي القاسم ابن المسلمة، وقيده وشهره على جمل عليه طرطور وعباءة، وجعل في رقبته قلائد كالمسخرة، وطيف به في الشوارع وخلفه من يصفعه. ثم سلخ له ثور وألبس جلده وضبط عليه، وجعلت قرون الثور بجلدها في رأسه. ثم علق على خشبة وعمل في فكيه كلوبين، فلم يزل يضطرب حتى مات رحمه الله. (30/31)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 32 4 (انتهاب دار الخلافة) ونصب القائم خيمة صغيرة بالجانب الشرقي في المعسكر، ونهبت العامة دار الخلافة، وأخذوا منها ما لا يحصى ولا يوصف. 4 (انقطاع الخطبة العباسية بالعراق) فلما كان يوم الجمعة رابع ذي الحجة لم تصل الجمعة بجامع الخليفة وخطب بسائر الجوامع للمستنصر، وقطعت الخطبة العباسية بالعراق. 4 (اعتقال القائم بأمر الله) ثم حمل القائم بأمر الله إلى حديثة عانة، فاعتقل بها وسلم إلى صاحبها مهارش. وذلك لأن البساسيري وقريش بن بدران اختلفا في أمره، ثم وقع اتفاقهما على أن يكون عند مهارش إلى أن يتفقا على ما يفعلان به. 4 (البيعة للمستنصر) ثم جمع البساسيري القضاة والأشراف، وأخذ عليهم البيعة للمستنصر صاحب مصر، فبايعوا قهراً، فلا حول ولا قوة إلا بالله. (30/32)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 33 4 (رواية ابن الأثير عن قصد البساسيري الموصل) وقال عزّ وجلّ الدين بن الأثير في تاريخه إن إبراهيم ينال كان أخوه السلطان طغرلبك قد ولاه الموصل عام أول، وأنه في سنة خمسين فارق الموصل ورحل نحو بلاد الجبل، فنسب السلطان رحيله إلى العصيان، فبعث وراءه رسولاً معه الفرجية التي خلعها عليه الخليفة. فلما فارق) الموصل قصدها البساسيري وقريش بن بدران وحاصراها. فأخذ البلد ليومه، وبقيت القلعة فحاصراها أربعة أشهر حتى أكل أهلها دوائبهم ثم سلموها بالأمان، فهدمها البساسيري وعفى أثرها. وصار طغرلبك جريدة في ألفين إلى الموصل، فوجد البساسيري وقريشا قد فارقاها، فساق وراءهم، ففارقه أخوه وطلب همذان، فوصلها في رمضان. قال: وقد قيل إن المصريين كاتبوه، وأن البساسيري استماله وأطعمه في السلطنة، فسار طغرلبك في أثره. قال: وأما البساسيري فوصل إلى بغداد في ثامن ذي القعدة ومعه أربعمائة فارس على غاية الضر والفقر، فنزل بمشرعة الروايا، ونزل قريش في مائتي فارس عند مشرعة باب البصرة. ومالت العامة إلى البساسيري، أما الشيعة فللمذهب، وأما السنة فلما فعل بهم الأتراك. وكان رئيس الرؤساء لقلة معرفته بالحرب، ولما عنده من البساسيري يرى (30/33)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 34 المبادرة إلى الحرب. فاتفق أن في بعض الأيام التي تحاربوا فيها حضر القاضي الهمذاني عند رئيس الرؤساء، ثم استأذن في الحرب وضمن له قتل البساسيري من غير أن يعلم عميد العراق. وكان رأي عميد العراق المطاولة رجاء أن ينجدهم طغرلبك. فخرج الهمذاني بالهاشميين والخدم والعوام إلى الحلبة وأبعدوا، والبساسيري يستجرهم، فلما أبعدوا حمل عليهم، فانهزموا وقتل جماعة وهلك آخرون في الزحمة، ووقع النهب بباب الأزج. وكمان رئيس الرؤساء واقفاً، فدخل داره وهرب كل من في الحريم، ولطم العميد على وجهه كيف استبد رئيس الرؤساء بالأمر ولا معرفة له بالحرب. فاستدعى الخليفة عميد العراق وأمره بالقتال على سور الحريم، فلم يرعهم إلا والزعقات، وقد نهب الحريم، ودخلوا من باب النوبي، فركب الخليفة لابساً السواد، وعلى كتفه البردة، وعلى رأسه اللواء، وبيده سيف، وحوله زمرة من العباسيين والخدم بالسيوف المسلولة فرأى النهب إلى باب الفردوس من داره. فرجع إلى ورائه نحو عميد العراق، فوجده قد استأمن إلى قريش، فعاد وصعد إلى المنظرة، وصاح رئيس الرؤساء: يا علم الدين يعني قريشاً، أمير المؤمنين يستدنك، فدنا منه، فقال: قد أنالك الله منزلة لم ينلها أمثالك، أمير المؤمنين يستذم منك على نفسه وأصحابه بذمام الله وذمام رسوله وذمام العربية.) قال: نعم. وخلع قلنسوته فأعطاها للخليفة وأعطى رئيس الرؤساء مخصرة ذماماً، فنزل إليه الخليفة ورئيس الرؤساء وسارا معه. فأرسل إليه البساسيري: أتخالف ما استقر بيننا؟ (30/34)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 35 فقال قريش: لا. ثم اتفقا على أن يسلم إليه رئيس الرؤساء ويترك الخليفة عنده، فسلمه إليه فلما مثل بين يديه قال: مرحباً بمهلك الدول ومخرب البلاد. فقال: العفو عند المقدرة. قال: قد قدرت أنت فما عفوت، وأنت صاحب طيلسان، وركبت الأفعال الشنيعة مع حرمي وأطفالي، فيكف أعفو أنا، وأنا صاحب سيف وأما الخليفة فحمله قريش إلى مخيمه، وعليه البردة وبيده السيف، وعلى رأسه اللواء، وأنزله في خيمة، وسلم زوجته بنت أخي السلطان طغرلبك إلى أبي عبد الله بن جردة ليقوم بخدمتها. ونهبت دار الخلافة وحريمها أياماً. وسلم قريش الخليفة إلى ابن عمه مهارش بن مجلي، وهو دين ذو مروءة، فحمله في هودج وسار به إلى حديثة عانة، فنزل بها. وسار حاشية الخليفة على حامية إلى السلطان طغرلبك مستنفرين له. ولما وصل الخليفة إلى الأنبار شكى البرد، فبعث يطلب من متوليها ما يلبس، فأرسل إليه جبة ولحافاً. (30/35)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 36 وركب البساسيري يوم الأضحى، وعلى رأسه الألوية المصرية، وعبر إلى المصلى بالجانب الشرقي، وأحسن إلى الناس، وأجرى الجرايات على الفقهاء، ولم متعصب لمذهب. وأفرد لوالدة الخليفة داراً وراتباً، وكانت قد قاربت التسعين. 4 (صلب رئيس الرؤساء) وفي آخر ذي الحجة أخرى رئيس الرؤساء مقيداً وعليه طرطور، وفي رقبته مخنقة جلود وهو يقرأ: قل اللهم مالك الملك. والآية فبصق أهل الكرخ في وجهه لأنه كان يتعصب للسنة، ثم صلب كما تقدم. 4 (مقتل عميد العراق) وأما عميد العراق فقتله البساسيري أيضاً. وكان شجاعاً شهماً فيه فتوة وهو الذي بنى رباط) شيخ الشيوخ. 4 (ذم الوزير المغربي لفعل البساسيري) ثم بعث البساسيري بالبشارة إلى مصر. وكان وزيرها الفرج ابن أخي أبي القاسم المغربي، وهو ممن هرب من البساسيري، فذم فعله، وخوف من سوء عاقبته. فتركت أجوبته مدة، ثم عادت بغير الذي أمله. وسار البساسيري إلى وسط والبصرة فملكها وخطب لها للمصريين. (30/36)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 37 4 (اهتمام طغرلبك بإعادة الخليفة) وأما طغرلبك فإنه انتصر على أخيه وقتله، وكر راجعاً إلى العراق ليس له هم إلا إعادة الخليفة إلى رتبته وعزه 4 (إحصاء ما وصل للبساسيري من المصريين) وحكى الحسن بن محمد القيلولي في تاريخه أن الذي وصل إلى البساسيري من جهة المصريين من المال خمسمائة ألف دينار، ومن الثياب ما قيمته مثل ذلك، وخمسمائة فرس وعشرة آلاف قوس، ومن السيوف ألوف، ومن الرماح والنشاب شيء كثير. وصل كل ذلك إليه إلى الرحبة. 4 (إمرة ناصر الدولة بن حمدان على دمشق) وفيها قدم على إمرة دمشق الأمير ناصر الدولة وسيفها أبو محمد الحسين بن حمدان دفعة ثانية في رجب. والله أعلم. آخر حوادث هذه المجلدة، وعلقتها من خط مؤلفها الحافظ العلامة شمس الدين الذهبي (30/37)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 38 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الخامسة والأربعون وفيات)

1 (وفيات سنة واحد وأربعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن حمزة بن محمد بن حمزة أبو إسماعيل الهروي الحداد، الصوفي، الملقب بعمويه. كان كبير الصوفية بهراة. سافر الكثير ولقي المشايخ. وسمع بدمشق من عبد الوهاب الكلابي، وببعلبك الحسن بن عبد الله بن سعيد الكندي، وبهراة أبا معاذ الهروي وجماعة. روي عنه: خلف بن أبي بشر القهندرزي، ومسعود بن ناصر السجزي، وجماعة. توفي في رجب، وقد جاوز التسعين. (30/38)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 39 أحمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر قاسم التميمي. أبو علي الدمشقي المعدل، ولد الشيخ العفيف. حدث عن: يوسف الميانجي، وأبي سليمان محمد بن عبد الله بن زبر، وعبد المحسن الصفار، وغيرهم. روي عنه: الكتاني، وأبو الوليد الدربندي، ونجا العطار، وسهل بن بشر الإسفرائيني، ومحمد بن الحسين الحنائي، والحسن بن سعيد العطار. قال الكتاني: توفي شيخنا أبو علي في شعبان، وكان ثقة مأموناً صاحب أصول لم أر أحسن منها. وكان سماعه وسماع أخيه بخط والدهما. وكانت له جنازة عظيمة حضرها أمير البلد. أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن خرجة. القاضي العلامة أبو عبد الله النهاوندي. سمع من: علي بن عبد الرحمن البكائي، وغيره. روى عنه: العفيف محمد بن المظفر، وأبو القاسم عبيد الله بن محمد بن خرجة، وأخوه الخطيب أبو محمد الحسن، ومحمد بن عزّ وجلّ، والنهاونديون. سمعوا منه في هذا العام، ولا أدري متى مات. أحمد بن عمر بن أحمد البرمكي.) (30/39)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 40 البغدادي، أخو أبي إسحاق. سمع: أبا حفص بن شاهين قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً. مات في جمادى الآخرة. أحمد بن محمد بن أحمد بن منصور أبو الحسن العتيقي المجهز. بغدادي مشهور. سمع: علي بن محمد بن سعيد الرزاز، وأبا الحسن بن لؤلؤ، وإسحاق بن سعد، وأبا بكر الأبهري، وأبا الفضل الزهري، والحسين بن أحمد بن فهد الموصلي، ومحمد بن سفيان، وتمام بن محمد الرازي الدمشقي، وأبا الحسين بن المظفر، وطائفة كبيرة. روى عنه: ابنه أبو غالب محمد، وأبو عبد الله بن أبي الحديد، وعبد المحسن بن محمد الشيحي، وأبو القاسم بن أبي العلاء، وخلق كثير آخرهم أبو علي محمد بن محمد بن المهدي. وقال الخطيب: كان صدوقاً ولد في أول سنة سبع وستين وثلاثمائة (30/40)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 41 وذكر لي أن بعض أجداده كان يسمى عتيقاً، وإليه ينسب. وقال ابن ماكولا: قال لي شيخنا العتيقي إنه روياني الأصل. خرج على الصحيحين، وكان ثقة متقناً يفهم ما عنده. وكان الخطيب ربما دلسه يقول: أنبا أحمد بن أبي جعفر القطيعي. قال الخطيب: توفي في صفر. أحمد بن المظفر بن أحمد بن يزداد. أبو الحسن الواسطي العطار. روي عن: أبي محمد بن السقاء مسند مسدد. رواه عنه: أبو نعيم محمد بن إبراهيم الجماري. توفي في شعبان. إبراهيم بن محمد بن زكريا بن زكريا بن مفرج بن يحيى بن زياد بن عبد الله بن خالد بن سعد بن أبي وقاص. (30/41)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 42 أبو القاسم الزهري الإفليلي ثم القرطبي. وإفليل التي والده منها قرية من قرى الشام. روى عن: أبيه، وأبي عيسى الليثي، وأبي محمد الفاسي، وأبي زكريا من عائذ، وأبي بكر) الزبيدي، وأحمد بن أبان بن سيد، وجماعة. ولي الوزارة للمستكفي بالله. وكان حافظاً للغة والأشعار، قائماً عليها، لا سيما شعر أبي تمام، وأبي الطيب المتنبي. وكان ذكراً للأخبار وأيام الناس، وبارعاً في اللغة، صادق اللهجة. ولد في شوال سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. روي عنه: أبو مروان الطبني، وأبو سراج، وآخرون. وأقرأ الأدب مدة. وله مصنف في شرح معاني شعر المتنبي، وغير ذلك. وتوفي في ذي القعدة بقرطبة. حرب الباء بشروية بن محمد بن إبراهيم. الرئيس أبو نعيم الجرجاني الزاهد. سمع من: بشر بن أحمد الإسفرائيني. وأجاز له إسماعيل بن نجيد. وتوفي في ربيع الأول بنيسابور. 4 (حرف الحاء) الحسين بن يعقوب. أبو عبد الله بن الدباس الواسطي، الملقب بجديره، بالجيم. (30/42)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 43 سمع: أبا حفص الكتاني، والمخلص، وأحمد بن عبدي بن بيري، وابن جهضم، وجماعة. سمع منه: علي بن محمد الجلابي، وورخه. الحسين بن عقبة أبو عبد الله البصري الضرير. من أعيان الشيعة. قرأ على الشريف المرتضى كتاب الذخيرة وحفظه، وله سبع عشرة سنة. وكان من أذكياء بني آدم، ورد أنه قال: أقدر أحكي مجالس المرتضى وما جرى فيها من أول يوم حضرتها. ثم يسردها مجلساً مجلساً، والناس يتعجبون. 4 (حرف الراء) ) رفق المستنصري. أمير دمشق عدة الدولة. ولي إمرة دمشق سنة إحدى وأربعين بعد طارق المستنصري، وعزل بعد أيام، وولي إمرة حلب. 4 (حرف العين) الملك العزيز (30/43)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 44 أبو منصور خسرو فيروز بن الملك جلال الدولة أبي طاهر فيروز بن الملك بهاء الدولة خرة فيروز الديلمي بن الملك عضد الدولة فناخسرو بن ركن الدين الحسين بن بويه. ولد بالبصرة سنة سبع وأربعمائة. وولي إمرة واسط لأبيه وبرع في الأدب والأخبار والعربية، وأكب على اللهو والخلاعة. وله شعر رائق. فمن ذلك وأجاد: (وارقص يستحث الكف بالقدم .......... مستملح الشكل والأعطاف والشيم)

(يرى له نبرات من أنامله .......... كأنها نبضات البرق في الظلم)

(يراجع الحث في الإيقاع من طرب .......... تراجع الرجل الفأفاء في الكلم) وله: (من ملني فلينأ عني راشداً .......... فمتى عرضتُ له فلست براشد)

(ما ضاقت الدنيا علي بأسرها .......... حتى تراني راغباً في زاهد) ولما مات أبوه سنة خمس وثلاثين وأربعمائة فارق العزيز واسطاً وأقام عند أمير العرب دبيس بن مزيد، ثم توجه إلى ديار بكر منتجعاً للملوك، فمات في ربيع الأول بميافارقين. العباس بن الفضل بن جعفر بن الفضل بن موسى بن الحسين بن الفرات. أبو أحمد ابن الوزير من بيت حشمة ورئاسة بمصر. روي عن: أبي بكر بن إسماعيل المهندس، وغيره. وعنه الرازي في مشيخته. عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحمن) (30/44)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 45 أبو نصر بن الصابوني النيسابوري. سافر للحج فدخل بلاد الروم، وعقد مجلساً في قوله تعالى: ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله.. الآية. فمرض ومات رحمه الله، وحمل تابوته إلى نيسابور. عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد بن عون الله بن جدير القرطبي. رجل كبير القدر، طويل العمر. رحل سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، فقرأ بمصر علي أبي الطيب بن غلبون. ولقي بمكة: الدينوري، وبالقيروان: أبا محمد بن أبي زيد. ورجع. وكان فاضلاً ناسكاً، زاهداً، ورعاً، صدوقاً من بيت علم وشرف. وقد جربت له دعوات مستجابات. وكان إمام مسجد عبد الله البلنسي. توفي رحمه الله في جمادى الأولى عن أربع وثمانين سنة. علي بن أحمد الحاكم. أبو أحمد الإستراباذي. توفي بسمرقند عبد الصمد بن أبي نصر المعاصمي البخاري. حدث عن: أبي عمرو محمد بن محمد بن جابر، وغيره. وري عنه: القاضي أبو المحاسن الروياني. علي بن إبراهيم بن نصرويه بن سختام بن هرثمة (30/45)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 46 الفقيه أبو الحسن الغزي السمرقندي، الحنفي المفتي. رحل ليحج، فحدث في الطريق ببغداد، وبدمشق عن: أبيه وأخيه إسحاق، ومحمد بن أحمد بن مت الأشتيخني، وإبراهيم بن عبد الله الرازي نزيل بخاري، وأبي سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي، ومنصور بن نصر الكاغدي، ومحمد بن يحيى الغياثي، وغيرهم. روى عنه: أبو علي الأهوازي، وهو أكبر منه، وأبو بكر الخطيب، ومنصور بن عبد الجبار السمعاني، والفقيه نصر المقدسي، وفيد بن عبد الرحمن الهمذاني. وآخر من روى عنه أبو) طاهر محمد بن الحسين الحنائي. قال الخطيب: كان أهل العلم والتقدم في مذهب أبي حنيفة. قال لي: ولدتُ في شعبان سنة خمس وستين وثلاثمائة. وكان أبي يذكر أنه من العرب وأدركه أجله في الطريق. قلت: قد حدث بدمشق بثلاثة أجزاء مشهورة، وذلك في سنة إحدى وأربعين. (30/46)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 47 علي بن عبد الله بن حسين بن الشيبة أبو القاسم العلوي البغدادي الناسخ. سمع: محمد بن المظفر. روى عنه: الخطيب، وقال: كان صدوقاً ديناً يورق بالأجرة. علي بن عمر بن محمد أبو الحسن الحراني، ثم المصري الصواف المعروف بابن حمصة لم يرو شيئاً سوى مجلس البطاقة، لكنه تفرد به مدة سنين. وكان آخر من حدث عن حمزة الحافظ، سمعه وهو مراهق، فإن شيخنا الدمياطي أنبأ أنه سمع ابن رواح قال: أنا السلفي قال: قال أبو عبد الله الرازي: سمعنا ابن حمصة يقول: ولدت سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة. وبالسند إلى السفلي: أنا أبو صادق، والرازي قالا: قال لنا أبو الحسن: لما أملى علينا حمزة حديث البطاقة صاح غريب من الحلقة صيحة فاظت نفسه معها، وأنا ممن حضر جنازته وصلى عليه. روي عنه: هبة الله بن محمد الشيرازي، وأبو النجيب عبد الغفار الأرموي، وأبو العباس أحمد بن إبراهيم الرازي، وولده أبو عبد الله محمد (30/47)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 48 الرازي، وهو آخر أصحابه، وأحمد بن عبد القادر اليوسفي، وأبو صادق مرشد بن يحيى، وآخرون. وكمان سماعه من حمزة الكناني في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. وتوفي في ثالث رجب وصلى عليه الفقيه أبو محمد عبد الله بن الوليد المالكي. 4 (حرف الفاء) فارس بن نصر أبو القاسم البغدادي الخباز سمع: أبا الحسين بن سمعون.) روى عنه: الخطيب، وقال: كان صدوقاً. ثم ذكر وفاته. الفضل بن أحمد بن أحمد بن محمود. أبو القاسم الثقفي الإصبهاني، والد الرئيس. أملى عن: الحسن بن داود الإصبهاني، وغيره. وسمع بعد السبعين وثلاثمائة. روى عنه: أبو علي الحداد. 4 (حرف القاف) قرواش بن مقلد بن المسيب بن رافع العقيلي. (30/48)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 49 الأمير أبو المنيع معتمد الدولة ابن الأمير حسام الدولة أبي حسان صاحب الموصل. ذكرنا والده في سنة إحدى وتسعين وإن قرواشاً ولي الموصل بعده، فطالت أيامه واتسعت مملكته، فكان بيده الموصل والمدائن والكوفة وسقي الفرات، وقد خطب في بلاده للحاكم صاحب مصر، ثم رجع عن ذلك وخطب لخليفة الإسلام القادر بالله. فجهز صاحب مصر جيشاً لحربه، ووصلت الغُزّ إلى الموصل ونهبوا دار قرواش، وأخذوا له من الذهب مائتي ألف دينار، فاستنجد عليهم بدبيس بن صدقة الأسدي، واجتمعا على حرب الغز فنصرا عيهم وقتلا منهم خلقاً. وكان قرواش ظريفاً أديباً شاعراً نهاباً وهاباً جواداً. ومن شعره: (من كان يحمد أو يذم مورثاً .......... للمال من آبائه وجدوده)

(فأنا أمرؤ لله أشكر وحده .......... شكراً كثيراً جالباً لمزيده)

(لي أشقر ملء العنان مغاور .......... يعطيك ما يرضيك من محموده)

(مهند غضبٌ إذا جردته .......... خلت البروق تموج في تجريده)

(وبذا حويتُ المال، إلا أنني .......... سلطتُ فيه يدي على تبديده) وكان على سنن العرب، فورد أنه جمع بني أختين فلاموه، فقال: خبروني (30/49)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 50 ما الذي نستعمل من الشرع حتى تتكلموا في هذا. وقال مرةً: ما في رقبتي غير دم خمسةٍ أو ستةٍ من العرب قتلتهم، فأما الحاضرة فما يعباً الله) بهم. ثم إنه وقع بينه وبين بركة ابن أخيه، فقبض عليه بركة وحبسه وتلقب: زعيم الدولة، وذلك في سنة إحدى وأربعين هذه، فلم تطل دولته ومات في أواخر سنة ثلاثٍ وأربعين، فقام بعده أبو المعالي قريش بن بدران بن مقلد ابن أخيه فأول ما ملك عمد إلى عمه قرواش أخرجه من السجن وقتله صبراً بين يديه. وذلك في رجب سنة أربعٍ وأربعين. وقيل: بل مات في سجنه. وقوي أمر قريش وعظم شأنه. 4 (حرف الميم) محمد بن إسحاق بن محمد القاضي أبو الحسن القهستاني، الذي روى مسند علي لمطين في اثني عشر جزءاً بمصر، عن علي بن حسان الذممي، فحدث به في هذا العام في ذي الحجة. وسمعه منه: أبو عبد الله محمد بن أحمد الرازي، فهذا الرجل ليس في مشيخة الرازي. وسمعه منه: أبو صادق مرشد المديني، فسمعه السلفي، من مرشد. وقد حدث يحيى بن محمد بن أحمد الرازي بالمسند عن والده، عن القهستاني. (30/50)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 51 محمد بن أحمد بن علي بن حمدان. الحافظ أبو طاهر. محدث مكثر، رحال. تخرج بالحاكم، وسمع من: زاهر بن أحمد بسرخس. ومن: محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان الطرازي، ومحمد بن عبد الله الجوزقي الحافظ، وطبقتهما بنيسابور. ومن: محمد بن أحمد غنجار البخاري ببخارى. ومن: أبي سعد الإدريسي بسمرقند. ومن: أبي الصلت الأهوازي ببغداد. ومن: علي بن أحمد الخزاعي، ببخارى. ومن: أبي الفضل محمد بن الحسين الحدادي بمرو. عرفت سماعه منهم من جمعه طرق حديث الطير ومن جمعه مسند بهز بن حكيم، كتبه عنه أبو سعد محمد بن أحمد بن حسين النيسابوري في سنة إحدى وأربعين وأربعمائة.) محمد بن أحمد بن عيسى بن عبد الله. القاضي أبو عبد الله، أبو الفضل السعدي البغدادي، الفقيه الشافعي راوي معجم الصحابة للبغوي، عن ابن بطة العكبري. (30/51)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 52 سمع: موسى بن محمد بن جعفر السمسار، وأبا الفضل عبيد الله الزهري، وأبا بكر بن شاذان، وأبا طاهر المخلص، وابن بطة، ومحمد بن عمر بن زنبور، وأبا الحسن بن الجندي ببغداد، وأبا عبد الله الجعفي بالكوفة، وابن جميع بصيداء، وحامد بن إدريس بالموصل، وأبا مسلم الكاتب بمصر. وسكن مصر وأملى وأفاد. وكان من تلامذة أبي حامد الإسفرائيني. وري عنه: سهل بن بشر الإسفرائيني، وعلي بن مكي الأزدي، وأبو نصر الطرايثيثي، ومحمد بن أحمد الرازي، وآخرون. وقد كتب عنه شيخه الحافظ عبد الغني، ومات قبله بنيف وثلاثين سنة. توفي أبو الفضل السعدي في شعبان. وقيل: في شوال، فيحرر. محمد بن علي بن عبد الله بن محمد بن رحيم. (30/52)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 53 أبو عبد الله الصوري الحافظ، أحد أعلام الحديث. سمع الحديث علي كبر، وعني به أتم عناية إلى أن صار فيه رأساً. سمع: أبا الحسين بن جميع، وأبا عبد الله بن أبي كامل الأطرابلسي، ومحمد بن عبد الصمد الزرافي، ومحمد بن جعفر الكلاعي، والحافظ عبد الغني بن سعيد المصري، وأبا محمد بن النحاس، وعبد الله بن محمد بن بندار، وطائفة كبيرة بمصر. وتخرج بعبد الغني، ثم رحل إلى بغداد فأدرك بها صاحب الصفار أبا الحسن بن مخلد، وطبقته. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وقاضي العراق أبو عبد الله الدامغاني، (30/53)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 54 وجعفر السراج، والمبارك بن الطيوري، وسعد الله بن صاعد الرحبي، وآخرون. قال: ولدت في سنة ست أو سبع وسبعين وثلاثمائة. قال الخطيب: وكان من أحرص الناس على الحديث وأكثرهم كتباً له، وأحسنهم معرفة به. لم يقدم علينا أفهم منه لعلم الحديث. وكان دقيق الخط، صحيح النقل حدثني أنه كان يكتب في) الوجهة من ثمن الكاغد الخراساني ثمانين سطراً. وكان مع كثرة طلبه ضعيف المذهب فيما يسمعه. ربما كرر قراءة الحديث الواحد على شيخه مرات. وكان رحمه الله يسرد الصوم لا يفطر إلا في الأعياد. وذكر لي أن عبد الغني كتب عنه أشياء في تصانيفه، وصرح باسمه في بعضها، وقال في بعضها: حدثني الورد بن علي. قال الخطيب: وكان صدوقاً، كتب عني وكتبت عنه، ولم يزل في بغداد حتى توفي بها في جمادى الآخرة، وقد نيف على الستين. وذكره أبو الوليد الباجي فقال: الصوري أحفظ من رأيناه. وقال: غيث بن علي الأرمنازي: رأيت جماعة من أهل العلم يقولون: ما (30/54)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 55 رأينا أحفظ من الصوري. وقال عبد المحسن البغدادي الشيمي: ما رأينا مثله، كان كأنه شعلة نار بلسان كالحسام القاطع. وقال السلفي: كتب الصوري صحيح البخاري في سبعة أطباق من الورق البغدادي، ولم يكن له سوى عين واحدة. قال: وذكر أبو الوليد الباجي في كتاب فرق الفقهاء قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن علي الوراق، وكان ثقة متقناً، أنه شاهد أبا عبد الله الصوري، وكان فيه حسن خلق ومزاح وضحك، لم يكن وراءه إلا الدين والخير، لكنه كان شيئاً جبل عليه، ولم يكن في ذلك بالخارق للعادة، ولا الخارج عن السمت. فقرأ يوماً جزءاً على أبي العباس الرازي وعن له أمر أضحكه، وكان بالحضرة جماعة من أهل بلدنا فأنكروا عليه ضحكه وقالوا: هذا لا يصلح ولا يليق بعلمك وتقدمك أن تقرأ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأنت تضحك. وأكثروا عليه وقالوا: شيوخ بلدنا لا يرضون هذا. فقال: ما في بلدكم شيخ إلا يجب أن يقعد بين يدي ويقتدي بي. ودليل ذلك أني قد صرت معكم على غير موعد، فانظروا إلى أي حديث شئتم من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم، اقرأوا إسناده لأقرأ متنه، أو اقرأوا متنه حتى أخركم بإسناده. قال الباجي: لزمت الصوري ثلاثة أعوام، فما رأيته تعرض لفتوى. وقال أبو الحسن بن الطيوري: كتبتُ عن خلق فما رأيت فيهم أحفظ من الصوري كان يكتب) بفرد عين، وكان متفنناً، يعرف من كل علم، وقوله حجة. قال: وعنه أخذ الخطيب علم الحديث. (30/55)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 56 قلت: وشعره مما رواه عنه الخطيب: (في جد وفي هزل إذا شئ .......... ت وجدي أضعاف أضعاف هزلي)

(عاب قوم علي هذا ولجوا .......... في عتابي وأكثروا فيه عذلي)

(قلت: مهلا، لا تفرطوا في ملامي .......... واحكموا لي فيكم بغالب قعلي)

(أنا راضٍ بحكمكم إن عدلتم .......... رب حكم يمضي علي غير عدل) وللصوري أيضاً: (قل لمن عاند الحديث وأضحى .......... عائباً أهله ومن يدعيه)

(أبعلم تقول هذا أبن لي، .......... أم بجهل فالجهل خلق السفيه)

(أيعاب الذين هم حفظوا الد .......... ين من الترهات والتمويه)

(وإلى قولهم وما قد رووه .......... راجع كل عالم وفقيه) مزيد بن محمد السلمي. الطوسي الفقيه. روي عن: زاهر بن أحمد الفقيه. روي عنه: أبو الحسن علي بن محمد الجرجاني. مودود بن مسعود بن محمد بن سبكتكين. (30/56)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 57 أبو الفتح. توفي بغزنة في رجب عن تسع وعشرين سنة. تملك عزنة عشر سنين. قال ابن الأثير: كان قد كاتب أصحاب الأطراف ودعاهم إلى نصرته، وبذل لهم الأموال والإمرة على بلاد خراسان. فأجابوه منهم أبو كاليجار صاحب إصبهان، فإنه سار بجيوشه في المفازة فهلك كثير من عسكره، ومرض هو ورجع، ومنهم خاقان الترك فإنه أتى ترمذ فنهب وخرب وصادر. وسار مودود من غزنة فاعتراه قولنج، فرجع وبعث وزيره لأخذ سجستان من الغز، فمات مودود، وملكوا بعده ابنه خلعوه بعد خمسة أيام، وملكوا عم مودود، وهو عبد الرشيد بن) السلطان محمود ولقب شمس دين الله. الملك العزيز أبو منصور بن جلال الدولة أبي طاهر بن بويه. توفي بظاهر ميافارقين، وله شعر رائق. ورخه ابن نظيف، وقد كان قرأ العربية مدة بواسطة علي أبي الحسن الحسيني النحوي المتوفى سنة ثمان وثلاثين، وكانت مدة مملكته سبع سنين. وهو أول من تلقب بألقاب ملوك زماننا. وكانت دولته ضعيفة. (30/57)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 58 1 (سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن جعفر بن محمد بن جعفر بن مهران. أبو بكر الفقيه الإصبهاني الحافظ توفي في شوال. يروي عن: أبي مسلم بن شهدل، وطبقته. وعنه: الحداد. أحمد بن علي بن الحسين. أبو الحسين التوزي المحتسب البغدادي. سمع: علي بن لؤلؤ الوراق، ومحمد بن المظفر الحافظ، ويوسف القواس. قال الخطيب: كان صدوقاً مديماً للسماع معنا. كتبت عنه. ومات في ربيع الأول وله سبع وسبعون سنة. قلت: روي عنه: جعفر السراج. أحمد بن مسرور بن عبد الوهاب بن مسرور بن أحمد الأسدي البلدي. (30/58)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 59 ثم البغدادي، أبو نصر الخباز المقريء. قرأ علي: منصور بن محمد القزاز صاحب بن مجاهد برواية الدوري. وعلي: عمر بن إبراهيم الكتاني صاحب ابن مجاهد برواية عاصم. وعلي: المعافى بن زكريا الجريري، برواية قنبل. وقرأ المعافى على ابن شبنوذ، وغيره.) وقد قرأ أبو نصر أيضاً على: إبراهيم بن أحمد الطبري، وعلى علي بن محمد العلاف، وعلى الحمامي، وأبي الحسن علي بن إسماعيل القطان المعروف بالخاشع، وغيرهم. قرأ عليه: الزاهد أبو منصور محمد بن أحمد الخياط، وأبو طاهر بن سوار، وأبو البركات عبد الملك بن أحمد. وقد سمعتُ من طريقه جزءاً في ترتيب التنزيل. وممن قرأ عليه أبو نصر: الحسن بن أحمد الشهرزوري والد أبي الكرم، وعبد السيد بن عتاب، وعلي بن الفرج الدينوري ابن الحارس، وأحمد بن الحسين القطان، وغيرهم. وكان قد سمع ببلده من: المطهر بن إسماعيل القاضي أبي يعلى الموصلي. وببغداد من: ابن سمعون، وعيسى بن الوزير، وطائفة. وصنف كتاب المفيد في القراءات السبع روي عنه: أبو منصور الخياط، وعبد الملك بن أحمد الشهرزوري، وعلي بن أحمد بن غنجان الشهرزوري. قال ابن خيرون: مات سنة اثنتين وأربعين، وخلط في بعض سماعه. ومولده سنة إحدى وستين وثلاثمائة. أحمد بن محمد بن عبد الواحد بن الحافظ أبي بكر أحمد بن محمد بن عمر المنكدري. (30/59)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 60 التيمي، الإمام أبو بكر المروروذي الفقيه الشافعي. قدم بغداد. وتفقه علي: أبي حامد الإسفرائيني. وسمع من: أبي أحمد الفرضي، وابن مهدي. وبنيسابور: الحاكم، وطائفة. وله شعر وفضائل حدث عنه: أبو بكر الخطيب. ومات رحمه الله بمرو الروذ، وقد قارب السبعين. 4 (حرف الحاء) الحسين بن الحسين بن يحيى بن زكريا بن أحمد البلخي. ثم الدمشقي، أبو محمد.) روي عن جده يحيى عن ابن أبي ثابت. وري عنه: عبد العزيز الكتاني. الحسن بن خلف بن يعقوب. أبو القاسم البغدادي المقريء، الملقب بالحكيم. سكن مصر، وأدب صاحب مصر. وروي عن: ابن ماسي، وعلي بن محمد بن كيسان، وابن لؤلؤ. روي عنه: مشرف بن علي، والحبال، وسهل بن بشر الإسفرائيني، وجماعة. قال الحبال: كان ثقة، لكنه ابتلي. (30/60)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 61 الحسن بن عبد الواحد النجيرمي ثم المصري. روي عن: المهندس، وغيره. الحسن بن الشريف المرتضى علي الموسوي الرافضي. كان يلقب بالأظهر. وشيعي جلد، معتزلي له تواليف. مات كهلاً. الحسن بن محمد بن ناقة. أبو يعلى البغدادي الرزاز. سمع: أبا بكر القطيعي، وأبا محمد بن ماسي، وأبا الحسن الجراحي. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان يتشيع. مولده سنة ست وخمسين وثلاثمائة وسماعه صحيح. توفي في ربيع الآخر. حمد بن علي بن محمد. أبو القاسم اللاسلكي الروياني العدل. من التجار المعروفين. سكن الري. وسمع من حمد بن عبد الله. ومن: علي بن محمد القصار. ورحل فسمع السنن بالبصرة من الهاشمي. وسمع من أصحاب الأصم بنيسابور. وأنفق على أهل الحديث أموالاً كثيرة.) (30/61)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 62 ثم رحل إلى ما وراء النهر فسمع من منصور الكاغدي. وكان البلد محصوراً. قال: فأخذت الجواز لجماعة معي حتى دخلوا البلد وسمعوا من الكاغدي، يعني بلد سمرقند، فلما فتح علي تكين سمرقند قصدته وأخذت منه خطاً بأن لا يؤذي ذلك الشيخ ومن في سكته، وبذلك على ذلك مالاً. توفي حمد رحمه الله بالري. وذكر ترجمته علي بن محمد الجرجاني. 4 (حرف الخاء) الخليل بن هبة الله. أبو بكر التميمي البزاز، الدمشقي. سمع: عبد الوهاب الكلابي، والحسن بن درستويه. روي عنه: نجا بن أحمد، وسهل بن بشر الإسفرائيني، وأبو طاهر الجنائي. قال الكتاني: كان ثقة. 4 (حرف الدال) داود بن محمد بن الحسين بن داود. أبو علي الحسني العلوي. 4 (حرف السين) سعيد بن وهب. أبو القاسم الكوفي، الدهقان. ثقة، روي عن: علي بن عبد الرحمن البكائي، وأبي الطيب بن النحاس. (30/62)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 63 سلمة بن أمية بن وديع. أبو القاسم النجيبي، الإمام الأندلسي، نزيل إشبيلية. رحل وأخذ عن: أبي محمد بن أبي زيد، وأبي الطيب بن غلبون، وأبي أحمد السامري، وغيرهم. وأسرته الروم حال رجوعه، ثم أنقذه الله بعد سنين. وكان مولده سنة خمس وستين وثلاثمائة. وتوفي في صفر بإشبيلية رحمه الله. قال ابن خزرج: كان ثقة فاضلاً.) 4 (حرف العين) عبد الله بن محمد بن حسين الإصبهاني. أبو محمد الكتاني. حدث عن: أبي المقري. مات في ذي الحجة. عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن فادويه. أبو القاسم الإصبهاني التاجر. توفي في جمادى الآخرة، وكان متشدداً على المبتدعة. روي عن: أبي الشيخ، وجماعة. وعنه: أحمد بن الحسين بن أبي ذر الصالحاني، وغيره. علي بن الحسين بن علي بن شعبان. أبو الحسن بن أبي عبد الله الخولاني المصري. سمع: محمد بن الحسين الدقائق عن محمد بن الربيع الجيزي. روي عنه: محمد بن أحمد الرازي في مشيخته. وتوفي في شوال. (30/63)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 64 علي بن عمر بن محمد أبو الحسن بن القزويني الحربي الزاهد. سمع: أبا حفص بن الزيات، والقاضي أبا الحسن الجراحي، وأبا عمر بن حيويه، وأبا بكر بن شاذان، وطبقتهم. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان أحد الزهاد المذكورين، ومن عباد ا لله الصالحين، يقرئ القرآن، ويروي الحديث، ولا يخرج من بيته إلا للصلاة رحمة الله عليه. قال: ولدت سنة ستين وثلاثمائة. وتوفي في شعبان، وغلقت جميع بغداد يوم دفنه. ولم أر جمعاً على جنازةٍ أعظم منه. قلت: وله مجالس مشهورة يرويها النجيبُ الحراني. روي عنه: أبو علي أحمد بن محمد البرداني، وأبو سعد أحمد بن محمد بن شاكر الطرسوسي) شيخ ذاكر بن كامل، وجعفر بن أحمد السراج، (30/64)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 65 والحسن بن محمد بن إسحاق الباقرحي. وأبو العز محمد بن المختار، وهبة الله بن أحمد الرحبي، وأبو منصور أحمد بن محمد الصيرفي، وعلي بن عبد الواحد الدينوري، وآخرون. قال أبو نصر هبة الله بن علي بن المجلي: حدثين أبو بكر محمد بن أحمد بن طلحة بن المنقي الحربي قال: حضرت والدي الوفاة، فأوصى إلي بما أفعله، وقال: تمضي إلى القزويني وتقول له: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وقال لي: اقرأ على القزويني مني السلام، وقل له: العلامة أنك كنت بالموقف في هذه السنة. فلما مات أبي جئت إلى القزويني، فقال لي ابتداء: مات أبوك قلت: نعم. فقال: رحمه الله وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وصدق أبوك. وأقسم علي أن لا أحدث به في حياته، ففعلت. أنا ابن الخلال، أنا جعفر، أنا السلفي سألته، يعني شجاعاً الذهلي، عن أبي الحسن القزويني فقال: كان علم الزهاد والصالحين وإمام الأتقياء الورعين. وله كرامات ظاهرة ومعروفة يتداولها الناس عنه. لم يزل يقريء ويحدث إلى أن مات. وقال أبو صالح المؤذن في معجمه: أبو الحسن بن القزويني الشافعي المشار إليه في زمانه ببغداد في الزهد والورع وكثرة القراءة، ومعرفة الفقه والحديث. قرأ القرآن علي أبي حفص الكتاني. وقرأ القراءات. ولم يكن يعطي من يقرأ عليه إسنادا بها. وقال هبة الله بن المجلي في كتاب مناقب ابن القزويني ما معناه: إن (30/65)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 66 ابن القزويني كان كلمة إجماع في الخير، وكان ممن جمعت له القلوب فحدثني أحمد بن محمد الأمين قال: كتبت عنه مجالس أملاها في مسجده، كان أي جزء وقع بيده خرج به وأملى منه عن شيخ واحد جميع المجلس، ويقول: حديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم لا ينتقى. قال: وكان أكثر أصوله بخطه. قال: وسمعت عبد الله بن سبعون القيرواني يقول: أبو الحسن القزويني ثقة ثبت، وما رأيت أعقل منه. وحدث أبو الحسن البيضاوي، عن أبيه عبد الله قال: كان أبو الحسن يتفقه معنا على الداركي) وهو شاب، وكان ملازماً للصمت قل أن يتكلم. وقال: قال لنا أبو محمد المالكي: خرج في كتب القزويني تعليق بخطه على أبي القاسم الداركي، وتعليق في النحو عن ابن جني. سمعت أبا العباس المؤدب وغيره يقولان إن أبا الحسن سمع الشاة تذكر الله تعالى. حدثني هبة الله بن أحمد الكاتب أنه زار قبر الشيخ ابن القزويني، ففتح ختمة هناك وتفاءل للشيخ، فطلع أول ذلك: وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين. وعن أبي الحسن الماوردي القاضي القاضي قال: صليت خلف أبي الحسن القزويني، فرأيت عليه قميصاً نقياً مطرزاً، فقلت في نفسي: أين الطرز من الزهد فلما سلم قال: سبحان الله الطرز لا ينتقض أحكام الزهد. (30/66)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 67 حدثني محمد بن الحسني القزاز قال: كان ببغداد زاهد خشن العيش، وكان يبلغه أن ابن القزويني يألك الطيب، ويلبس الرقيق، فقال: سبحان الله رجل مجمع على زهده وهذا حاله أشتهي أن أراه. فجاء إلى الحربية، قال: فرآه، فقال الشيخ: سبحان الله، رجل يوماً إليه بالزهد يعارض الله في أفعاله، وما هنا محرم ولا منكر. فطفق ذلك الرجل يشهق ويبكي. وذكر الحكاية. سمعت أبا نصر عبد السيد بن الصباغ يقول: حضرتُ عند القزويني فدخل عليه أبو بكر بن الرحبي فقال: أيها الشيخ أي شيء أمرتني نفسي أخالفها قال: إن كنت مريداً، فنعم، وإن كنت عارفاً، فلا. فانصرفت وأنا مفكر وكأنني لم أصوبه. فرأيتُ في النوم ليلتي شيئاً أزعجني، وكأن من يقول لي: هذا بسبب ابن القزويني، يعني لما أخذت عليه. وحدثني أبو القاسم عبد السميع الهاشمي عن الزاهد عبد الصمد الصحراوي قال: كنت أقرأ على القزويني، فجاء رجل مغطى الوجه، فوثب الشيخ إليه وصافحه وجلس معه بني يديه ساعة، ثم قام وشيعه. فاشتد عجيني وسألت صاحبي: من هذا فقال: وأما تعرفه هذا أمير المؤمنين القادر بالله. وحدثنا أحمد بن محمد الأمين قال: رأيت الملك أبا كاليجار قائماً يشير إليه أبو الحسن بالجولس) فلا يفعل. وحدثني علي بن محمد الطراح الوكيل قال: رأيت الملك أبا طاهر بن بويه قائماً بين يدي أبي الحسن يوميء إليه ليجلس فيأبى. ثم حكى ابن المجلي له عدة كرامات منها شهود عرفة وهو ببغداد، ومنها (30/67)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 68 ذهب إلى مكة فطاف ورجع من ليلته. وقد أنا بان الخلال، أنا جعفر، أنا السلفي: سمعت جعفر بن أحمد السراج يقول: رأيت علي أبي الحسن القزويني الزاهد ثوباً رفيعاً ليناً، فخطر ببال ي كيف مثله في زهده يلبس مثل هذا فقال لي في الحال بعد أن نظر إلي: قل من حم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق. وحضرنا عنده يوماً في السماع إلى أن وصلت الشمس إلينا وتأذينا بحرها، فقلتُ في نفسي: لو تحول الشيخ إلى الظل. فقال لي في الحال: قل نار جهنم أشد حراً. علي بن محمد بن علي. أبو الحسن المقريء الرازي الحافظ الصالح. حدث بدمشق عن: أبي علي حمد بن عبد الله الإصبهاني الرازي، وأبي سعد الماليني. روي عنه: عبد العزيز الكتاني. عمر بن ثابت. (30/68)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 69 أبو القاسم الثمانيني الموصلي النحوي الضرير. من كبار أئمة العربية. أخذ عن أبي الفتح بن جني، وغيره. وعنه أخذ: أبو المعمر بن طباطبا العلوي. وكان هو وأبو القاسم بن برهان يقرئان العربي بالعراق، فكان الرؤساء يقرأون على ابن برهان، وكان العوام يقرأون على الثمانيني. وثمانين بليدة كقرية من جزيرة ابن عمر، يقال إنها أول قرية بنيت بعد الطوفان، ونزلها الثمانون أهل السفينة، فسميت بهم. وله من التصانيف كتاب شرح اللمع، وكتاب المفيد في النحو، وكتاب شرح التصريف الملوكي.) توفي في هذه السنة في ذي القعدة. 4 (حرف القاف) القاسم بن أحمد بن القاسم بن أبان. حدث بإصبهان عن: علي بن محمد بن عمر الفقيه الرازي. روي عنه: أبو علي الحداد. 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن الحسين (30/69)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 70 أبو الحسن بن المحاملي. توفي في ربيع الآخر. محمد بن إسماعيل. أبو بكر الجوهري. حدث بمصر عن: أبن محمش الزيادي، وأبي عمر بن مهدي. روي عنه: الرازي في مشيخته، وسهل بن بشر الإسفرائيني. محمد بن طلحة بن علي بن الصقر الكتاني. البغدادي. من أولاد الشيوخ. روي عن: أبيه، وأبي عمر بن حيوية، وأبي القاسم بن حبابة، والمخلص. قال الخطيب: كتب عنه، وكان صدوقاً ديناً. محمد بن عبد الله بن فضلويه. أبو منصور الإصبهاني الوكيل. روي عن: عبد الرحمن بن طلحة الطلحي، شيخ، روي عن: الفضل بن الخصيب، وابن الجارود. روي عنه: أبو علي الحداد. محمد بن عبد المؤمن. أبو إسحاق الإسكافي. (30/70)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 71 ولد سنة ستين وثلاثمائة وببغداد.) وسمع: أبا عبد الله بن عبيد العسكري، ومحمد بن المظفر، والأبهري. وكان فقيهاً مالكياً ثقة. وثقه الخطيب، وروي عنه. محمد بن عبد الواحد بن زوج الحرة محمد البغدادي. الأوسط من الإخوة. وهو أبو الحسن أخو أبي عبد الله وأبي يعلى. سمع من أصحاب البغوي. وسمع من: أبي علي الفارسي النحوي، وعلي بن لؤلؤ الوراق، وابن المظفر، وهؤلاء. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً. ولد سنة إحدى وسبعين، ومات في جمادى الآخرة. محمد بن علي بن محمد بن يوسف. أبو طاهر بن العلاف البغدادي الواعظ. سمع: أحمد بن جعفر القطيعي، وأحمد بن جعفر الختلي ومخلد بن جعفر الباقرحي، وغيرهم. قال الخطيب: كتب عنه، وكان صدوقاً ظاهر الوقار، له حلقة في جامع المنصور ومجلس وعظ. مات في ربيع الآخر. (30/71)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 72 قلت: روي عنه أيضاً: الحسن بن محمد الباقرجي، وأبو الحسين المبارك بن الطيوري، وجماعة. محمد بن علي بن أحمد بن الحسين بن بهرام. أبو بكر الجوزداني ثم الإصبهاني. وجوزدان مدينة مما يلي بلخ، غير جوزدان التي منها أبو بكر. والتي هذا منها قرية على باب إصبهان. كان مقرئاً مجوداً، طيب الصوت، محدثاً صاحب أصول. قرأ القرآن على: الشيخ محمد بن أحمد بن عبد الأعلى الأندلسي. وسمع من: أبي بكر بن المقري. ورحل إلى بغداد فسمع من: أبي حفص بن شاهين، والمخلص. روي عنه: يحيى بن مندة الحافظ، ويحيى بن حسين الرازي الحافظ، وغرهما. وتوفي في ذي القعدة، وكان إمام الجامع العتيق بإصبهان.) محمد بن محمد بن إسماعيل. أبو بكر البغدادي الطاهري. كان من أهل القرآن والعبادة والصلاح والحج. قال الخطيب: بلغني أنه حج علي قدميه أربعين حجة، وكان يصحب الفقراء. ثنا عن: أبي حفص بن شاهين، وأبي الحسين بن سمعون. وكان ثقة. توفي في شعبان. (30/72)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 73 محمد بن محمد بن أبي عبد الرحمن محمد بن يوسف. أبو بكر بن أبي نصر الشحام النيسابوري المقريء الشروطي الزاهد، الصالح. والد طاهر، وجد زاهر. روي عن الحافظ أحمد بن محمد الحيري، وفائق الخاصة، وصحيفة همام، عن أبي القاسم النضر بن محمد المحمي، وعن أبي بكر القطان. محمد بن مهران بن أحمد بن محمد بن مهران. أبو عبد الله الخويي. يعرف بشيخ الإسلام. حدث بدمشق، وحدث بإصبهان في هذه السنة، وانقطع خبره. روي عن: المخلص، ومحمد بن عمر بن زنبور، وأبي الحسن بن الجندي. روي عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء المصيصي، وعبد الرزاق بن عبد الله المعري، ومشرف بن المرجا، وأبو علي الحسن بن أحمد الحداد، وآخرون. منصور بن محمد بن عبد الله. أبو الفتح الإصبهاني، ويعرف بابن المقدر. سكن بغداد، وحدث بها عن: أبي بكر عبد الله بن محمد القباب. (30/73)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 74 قال الخطيب: كان داعية إلى الاعتدال يستهزئ بالآثار. ثنا من لفظه فذكر حديثاً. ماجة بن علي بن أحمد بن الحسن بن ماجة القزويني. سمع: علي بن أحمد بن صالح، والدارقطني، وابن شاهين. مهدي بن أحمد بن محمد بن شبيب. الفقيه أبو الوفاء القانتي، نزيل إصبهان.) سمع بنيسابور: عبد الله بن يوسف، وأبا عبد الرحمن السلمي. وببغداد: هبة الله بن سلامة. روي عنه: أبو الفتح الحداد، وأبو علي الحداد، وأبو طاهر عبد الواحد الوشيح الذهبي. وكان أشعرياً واعظاً، وصنف تفسيراً. وتوفي في ذي الحجة بإصبهان. 4 (حرف الياء) يونس بن أحمد بن يونس بن عيشون. أبو سهل الجذامي ابن الحراني القرطبي اللغوي. أخذ عن: عمر بن أبي الحباب، وابن سيد. وكان بصيراً باللسان، حافظاً للغة والعروض، قيماً بالأشعار، مليح الخط متقناً. أقرأ الناس مدة. وكان عظيم اللحية جداً. روي عنه: أبو مروان بن سراج، وأبو مروان الطبني. توفي في ذي الحجة عن تسع وسبعين سنة. (30/74)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 75 1 (سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن عثمان أبو نصر الجلاب. سمع: محمد بن إسماعيل الوراق، وابن أخي ميمي. وعنه: الخطيب، وقال: ثقة صالح. مات في المحرم، وقد نيف على الثمانين. أحمد بن علي بن أحمد. أبو الحسين البغدادي المؤدب. أخو أبي طاهر ابن الأنباري الفارض. سمع: أبا بكر الوراق. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً. أحمد بن علي بن محمد بن سلمة. أبو العباس الفهمي الأنماطي. توفي بمصر في شعبان. سمع قطعة من الموطأ على عتيق بن موسى، عن أبي الرقراق، عن يحيى بن بكير. روي عنه: الرازي في مشيخته. (30/75)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 76 وسمع منه جماعة أجزاء. أحمد بن قاسم بن محمد أبو جعفر التجيبي الطليطلي. ويعرف بابن ارفع رأسه. روي عن: محمد بن إبراهيم الخشني، وعبد الله بن دنين. وكان من كبار الفقهاء، شاعر شروطي، وكان بصيراً بالحديث وعلله، له حلقة اشتغال. توفي يوم عاشوراء. قال ابن مظاهر: سمعتُ الناس يقولون يوم وفاته: اليوم مات العلم. إسماعيل بن صاعد.) أبو الحسن القاضي. توفي بنيسابور في شهر رجب. ذكره الفارسي، فقال: إسماعيل بن صاعد بن محمد بن أحمد قاضي القضاة أبو الحسن ابن عماد الإسلام أبي العلاء أكبر أولاد أبيه سناً وأوسطهم حشمة وجاهاً. ولي قضاء الري، ثم قضاء نيسابور ونواحيها، وكان من الرجال الدهاة. ولم يشتهر بشيء من العلوم، إلا أنه كان دقيق النظر كيس الطبع، عارفاً برسوم القضاء وتربية الحشمة. كان قصير اليد عن الأموال، نقي الجانب. ولد سنة سبع وسبعين وثلاثمائة وسمعه أبوه في سنة ثلاث وثمانين، وبعدها. وحدث عن: أبي الحسين الخفاف، والمخلدي، وظفر بن محمد السيد. وحج سنة اثنتين وأربعمائة فسمع من: أبي أحمد الفرضي وغيره. وعقد (30/76)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 77 للإملاء بعد الثلاثين وأربعمائة، وبعث رسولاً في أيام طغرلبك إلى فارس. وتوفي بأيذج، ونقل تابوته إلى نيسابور. أنا عنه الوالد، ومسعود بن ناصر، وجماعة. 4 (حرف الباء) بركة بن مقلد زعيم الدولة أبو كامل العقيلي. كان قد غلب على مملكة الموصل، وغيرها. وقهر أخاه قرواشاً. وعاث وأفسد وعسف، وانحدر في هذا العام إلى تكريت ليستولي على العراق أو ينهب البلاد، فانتفض عليه جرحه الذي أصابه من الغز فمات، فاجتمع جيشه العرب على تأمير علم الدين قريش بن بدران بن مقلد، فعاد إلى الموصل، وبعث إلى عمه قرواش وهو محبوس يعرفه بوفاة بركة. ثم تقرر الأمر لقريش، ودانت له تلك الناحية، ورد عمه إلى الحبس لكونه نازعاً. 4 (حرف الحاء) الحسن بن علي بن محمد أبو علي الشاموخي المقرئ بالبصرة. له جزء معروف. روي عنه: أحمد بن محمد بن العباس صاحب أبي خليفة، ونحوه.) روي عنه: محمد بن الحسن بن باكير الفارسي. الحسين بن الحسن بن يعقوب بن الحسين بن بيان. أبو عبد الله الواسطي، الدباس المعروف بجريرة. (30/77)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 78 توفي في صفر. 4 (حرف الخاء) خلف. أبو القاسم البلنسي، مولى يوسف بن بهلول. كان فقيهاً عارفاً بمذهب مالك. له مختصر في المدونة جمع فيه أقوال أصحاب مالك. هو كثير الفائدة. روي عن: أبي بكر عمر بن المكوي، وابن العطار. وأخذ عن: أبي محمد الأصيلي. وكان مقدماً في علم الوثائق، وكان يعرف بالبربلي. وكان أبو الوليد هشام بن أحمد الفقيه يقول: من أراد أن يكون فقيهاً من ليلته فعليه بكتاب البربلي. توفي في ربيع الآخر. 4 (حرف العين) عبد الله بن الحسين بن عبيد الله بن أحمد بن عبدان. الأزدي الدمشقي الصفار، المقريء. سمع: عبد الوهاب الكلابي، وغيره. روي عنه: ابن بنته أبو طاهر محمد بن الحسين الحنائي، وجماعة. عبد الرحمن بن عبد الله بن حسن (30/78)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 79 أبو القاسم الدمشقي المقريء الشافعي. حدث بمصر عن: عبد الوهاب الكلابي. روي عنه: عبد المحسن البغدادي. وأثنى عليه أبو إسحاق الحبال. عبد الرحمن بن أبي بكر محمد بن أبي علي أحمد بن عبد الرحمن.) أبو القاسم الهمداني الذكواني الإصبهاني المعدل. من بيت حشمة ورواية، وعلم. وروي عن: أبي الشيخ بن حيان، وأبي بكر عبد الله بن محمد القباب، وجماعة. وروي بالإجازة عن أبي القاسم الطبراني، وهو آخر من روى في الدنيا عن الطبراني. وقد أملى عدة مجلس. وحدث في هذا العام. ولا أعلم متى توفي. روي عنه: هادي بن الحسن العلوي، وجعفر بن عبد الواحد بن محمد الثقفي، وإسماعيل بن الفضل السراج، وبندار بن محمد الخلقاني، وأبو سعد المطرز، وأبو علي الحداد، وآخرون. وتوفي في عشر السبعين سنة ثلاث. قال يحيى بن مندة: تكلموا فيه، ألحق في بعض سماعه، وسماعه كثير بخط أبيه. وقال يحيى أيضاً: مات في ربيع الآخر. عبيد الله بن أحمد بن عبد الأعلى. (30/79)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 80 أبو القاسم ابن الرقي المعروف بابن الحراني. حدث عن: نصر بن أحمد المرجي، وأبي نصر الملاحمي. روي عنه: أبو بكر الخطيب، وعبد العزيز الكتاني. ووثقه الخطيب، وقال: مات بالرحبة، وكان قد سكنها. وقد تفقه على أبي حامد الإسفرائيني. عبد الرزاق بن القاضي أبي بكر أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن جعفر. أبو منصور اليرذي، ثم الإصبهاني الخطيب. روي عن: أبي الشيخ، وجماعة. وعنه: أبو سعد المطرز. قال أبو موسى المديني: توفي في سنة ثلاث وأربعين. عبيد الله بن محمد بن قزعة النجار. أبو القاسم بن الدلو. سمع: أبا عبد الله بن عبيد الدقاق العسكري. وحدث وتوفي في رمضان. قال الخطيب: صدوق.) عبيد الله بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ. أبو القاسم أمين القضاة. (30/80)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 81 ولد سنة ست وخمسين وثلاثمائة. وروي عن: القطيعي أبي محمد بن ماسي. علي بن شجاع. أبو الحسن المصقلي الإصبهاني، الصوفي. رحل إلى العراق، وإلى فارس وخراسان. وسمع ثم سمع ولديه من الحافظ ابن مندة. توفي في ربيع الأول. وكان من أفاضل أهل إصبهان حدث عن: الدارقطني، وابن شاهين، وأبي بكر بن جشنش. وهو شيباني صريح النسب. سمع أبو طاهر السلفي من جماعة من أصحابه. علي بن محمد بن إبراهيم. أبو القاسم الإصبهاني القطان الدلال. سمع: عبد الرحمن بن طلحة الطلحي بعد الثمانين وثلاثمائة. وري عنه: أبو علي الحداد. علي بن محمد بن زيدان. كان فاضلاً صالحاً ورعاً. روي عن: قاضي الكوفة أبي القاسم بن أبي عابد. روي عنه: أبي النرسي. علي بن محمد بن علي بن أحمد بن عيسى. (30/81)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 82 أبو القاسم الفارسي، ثم المصري مسند وقته بمصر. سمع الكثير من: أبي أحمد بن الناصح، والقاضي الذهلي، وأبن حيويه النيسابوري، والحسن بن رشيق، وعلي بن عبد الله بن العباس البغدادي، وغيرهم. روي عنه: سهل بن بشر الإسفرائيني، وأبو صادق مرشد بن يحيى المديني، وأبو عبد الله الرازي وقال: سمعت عليه ستين جزءاً أو أزيد.) توفي في شوال. 4 (حرف الميم) محمد بن إسماعيل بن الحسن بن جعفر. القاضي أبو جعفر العلوي الحسيني النقيب بواسط. توفي في شوال. حدث عن الحافظ أبي محمد بن السقاء. محمد بن عبد السلام بن عبد الرحمن بن عبيد بن سعدان. أبو عبد الله الجذامي الزنباعي، مولاهم الدمشقي. كان أسند من بقي بدمشق. سمع: جمح بن القاسم، والحسن بن منير، وأبا عمر بن فضالة، ومحمد بن سليمان الربعي، ومحمد بن عبد الله بن زبر، ويوسف بن القاسم الميانجي، وغيرهم. روي عنه: الكتاني، وأبو القاسم المصيصي، والفقيه نصر المقدسي، وسهل الإسفرائيني، ونجا العطار، وأبو طاهر محمد بن الحسين الحنائي، (30/82)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 83 وعلي بن الموازيني وهو آخر من حدث عنه. قال الكتاني: توفي يوم عرفة، وعنده ستة أجزاء أو نحوها. قلت: وأخطأ من قال إن عبد الكريم بن حمزة سمع منه. محمد بن علي بن عمرويه. أبو سعد الوكيل النيسابوري. سمع: أبا محمد المخلدي، وأبا الحسين الخفاف، وغيرهما وحدث. محمد بن علي بن محمد بن صخر. أبو الحسن القاضي الأزدي البصري الضرير. كان كبير القدر، عالي الإسناد. حدث بمصر والحجاز، وانتقى عليه الحافظ أبو نصر السجزي. وأملى عدة مجالس وقع لنا منها خمسة. روي عن: أبي بكر أحمد بن جعفر السقطي، وفهد بن إبراهيم بن فهد الساجي، ويوسف بن يعقوب النجيرمي، وأبي العباس أحمد بن عبد الرحمن الخاركي، وأبي محمد الحسن بن علي بن الحسن بن عمرو الحافظ ابن غلام الزهري، وأبي أحمد محمد بن محمد بن مكي) الجرجاني، وعمر بن محمد بن سيف، وأحمد بن محمد بن أبي غسان الدقيقي، وطائفة سواهم. روي عنه: جعفر بن يحيى الحكاك، وأبو القاسم عبد العزيز بن عبد الوهاب القروي، وأبو خلف عبد الرحيم بن محمد الأملي الصوفي، والمطهر بن (30/83)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 84 علي المبيذي، والقاضي أبو زيد عبد الرحمن بن عيسى القرطبي جد الطرطوشي لأمه، وإسماعيل بن الحسن العلوي، وأبو الوليد سليمان بن خلف الباجي، وغيرهم. قال أبو إسحاق الحبال: توفي بزبيد في جمادى الآخرة رحمه الله. قلت: وقد روى البيهقي في الطلاق عن الحسن بن أحمد السمرقندي قال: كتب إلينا ابن صخر من مكة. فذكر حديثاً. محمد بن محمد بن خلف. أبو الحسن البصروي الشاعر. مدج الأكابر. وبصرى الذي هو منها قرية دون عكبرا. مسافر بن الطيب بن عباد. الزاهد المقريء أبو القاسم، صاحب قراءة يعقوب. (30/84)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 85 شيخ معمر، عارف قراءة يعقوب الحضرمي. قرأ بها على الإمام أبي الحسن علي بن محمد بن إبراهيم بن خشنام المالكي بالبصرة. وسمع الحديث من أبي إسحاق الهجيمي، لكن ضاع سماعه. قال الخطيب: كان شيخاً صالحاً. توفي في شوال. وقال لي أحمد بن خيرون: سمعته يقول: ولدت سنة أربعٍ وأربعين وثلاثمائة. قلت: قرأت عليه أبو الفضل أحمد بن خيرون، وعبد السيد بن عتاب، وعلي بن الجراح، وثابت بن بندار، وأحمد بن عبد القادر يوسف. مسعدة بن إسماعيل بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي. أبو الفضل الجرجاني. سمع: أباه، وعمه أبا نصر، وأحمد بن موسى الباغشي، ويوسف بن إبراهيم السهمي، وأبا بكر الأبندوني. وأملى الكثير.) توفي في شوال. وهو والد الشيخ أبي القاسم إسماعيل بن مسعدة. (30/85)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 86 4 (حرف الهاء) هبة الله بن الحسين بن علي. كمال الملك أبو المعالي، أخو الوزير عميد الملك محمد. وزر لجلال الدولة أبي طاهر بن أبي نصر بن بويه مرتين الأخيرة سبع سنين. ووزر لأبي كاليجار ولولده. وفتح له ممالك وظلم وسفك وعسف وصادر. هلك في المصاف بين أبي نصر، وأخيه أبي منصور. وقد مدحه الشريف المرتضى، فسر بذلك. هلك في ربيع الآخر كهلاً. (30/86)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 87 1 (سنة أربع وأربعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن علي بن الحسين. أبو غانم المروزي الكراعي، نسبة إلى بيع الأكارع. كان مسند مرو في زمانه. روي عن: أبي العباس عبد الله بن الحسين النضري صاحب الحارث بن أبي أسامة، وأبي الفضل محمد بن الحسين الحدادي، وغيرهما. روي عنه: أبو الفضل محمد بن أحمد الطبسي، وأبو المظفر منصور بن السمعاني، وطائفة آخرهم حفيده أبو منصور محمد بن علي الكراعي. وروي عنه أيضاً أبو المحاسن الروياني. وحديثه في بلد الري من أربعي البلدان. أحمد بن محمد بن حميد بن الأشعث. أبو نصر الكشاني السمرقندي القاضي. (30/87)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 88 توفي في هذه السنة، أو بعدها بقليل. وكان معمراً طاعناً في السن، عاشر مائة وعشرين سنة فيما بلغنا.) روي عن: أحمد بن محمد بن إسماعيل البخاري. 4 (حرف الحاء) الحسن بن علي بن محمد بن علي بن أحمد بن وهب. التميمي الواعظ أبو علي بن المذهب البغدادي. راوي المسند. سمع: أبا بكر القطيعي، وأبا محمد بن ماسي، وأبا سعيد الحرفي، وأبا الحسن بن لؤلؤ، وأبا بكر الوراق، وأبا بكر بن شاذان، وجماعة كثيرة. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان يروي عن القطيعي مسند أحمد بأسره. وكان سماعه صحيحاً إلا من أجزاء منه فإنه ألحق اسمه فيها. وكان يروي كتاب الزهد لأحمد ولم يكن له به أصل، وإنما كانت النسخة بخطه. وليس بمحل للحجة. حدث عن أبي سعيد الحرفي، وابن مالك، عن أبي شعيب، ثنا البابلتي، ثنا الأوزاعي، ثنا هارون بن رياب قال: من تبرأ من نسب لدقته أو ادعاه فهو كفر. (30/88)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 89 قال الخطيب: وجميع ما كان عنده عن ابن مالك جزء وليس هذا فيه. وكان كثيرا يعرض علي أحاديث في أسانيدها أسماء قوم غير منسوبين ويسألني عنهم فأنسبهم له. فيلحق ذلك في تلك الأحاديث موصولة بالأسماء، فأنهاه فلا ينتهي. وسألته عن مولده فقال: سنة خمس وخمسين وثلاثمائة. قلت: روي عنه: أبو الحسين المبارك بن الطيوري، وأبو طالب عبد القادر بن محمد اليوسفي. وابن عمه أبو طاهر عبد الرحمن بن أحمد اليوسفي، وأبو غالب عبيد الله بن عبد الملك الشهرزوري، وأبو المعالي أحمد بن محمد بن علي ابن البخاري الذي كان يبخر في الجمع، وأبو القاسم هبة الله بن الحصين وهو آخر من حدث في الدنيا عن ابن المذهب. وقال أبو بكر بن نقطة: قال الخطيب: كان سماعه صحيحاً إلا في أجزاء. ولم ينبه الخطيب في أي مسند هي، ولو فعل لأتى بالفائدة. وقد ذكرنا أن مسندي فضالة بن عبيد وعوف بن مالك لم يكونا في كتاب ابن المذهب، وكذلك أحاديث من مسند جابر لم توجد في نسخته، رواها الحراني عن القطيعي، ولو كان يلحق اسمه كما زعم لألحق ما ذكرناه أيضاً. والعجب من الخطيب يرد قوله بفعله، وهو أنه قال: روي الزهد من غير اصل، وليس بمحل للحجة، ثم) روى عنه من الزهد في مصنفاته. أخبرنا أبو علي بن الخلال، أنا جعفر، أنا السلفي: سألت شجاعاً الذهلي، عن ابن المذهب فقال: كان شيخاً عسراً في الرواية، وسمع حديثاً كثيراً، ولم يكن ممن يعتمد عليه في الرواية، كأنه خلط شيئاً من سماعه. قال لنا السلفي: كان مع عسره متكلماً فيه، لأنه حدث بكتاب الزهد لأحمد بعدم عدم أصله، من غير أصل، فتكلم فيه لذلك. (30/89)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 90 وقال الحافظ أبو الفضل بن خيرون: توفي ابن المذهب ليلة الجمعة، ودفن يوم الجمعة تاسع عشر شهر ربيع الآخر. حدث عن ابن مالك بمسند أحمد، وعن ابن ماسي، وعن جماعة. وحدث أيضاً بزهد أحمد. سمعت منه الجميع، وسمع ابن أخي منه زهد أحمد. الحسن بن علي بن زيد بن الهيثم. أبو علي الدهقان الصوفي. توفي بالكوفة. روي عن: أبي ا لطيب بن النحاس. روي عنه: أبو الغنائم النرسي. الحسن بن علي بن عمرو أو محمد المصحح التميمي الدمشقي النحوي. سمع: عبد الله بن محمد الحنائي، وابن أبي الحديد. روي عنه: أبو القاسم النسيب ووثقه، وأبو سعد السمان. الحسين بن علي بن الدباغ. (30/90)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 91 أبو عبد الله الطائي الكوفي الخزاز. روي عن: أبي هشام التيملي. روي عنه: النرسي. حمزة بن علي الزبيري المصري. توفي في رمضان. قاله الحبال. 4 (حرف الراء) ) رشا بن نظيف بن ما شاء الله. أبو الحسن الدمشقي المقريء. قرأ بحرف ابن عامر علي أبي الحسن بن داود الداراني. وقرأ بمصر والعراق بالروايات. قرأ عليه جماعة آخرهم موتاً أبو الوحش. وسمع الحديث من عبد الوهاب الكلابي، وأحمد بن محمد بن سرام، وأبي مسلم محمد بن أحمد الكاتب، وأبي الفتح بن سيخت، والحسن بن إسماعيل الضراب، وطلحة بن أسد، وأبي عمر بن مهدي، وجماعة كثيرة. روي عنه: رفيقه أبو علي الأهوازي، وعبد العزيز الكتاني، وعلي بن الحسين بن صصري، وسهل بن بشر، وأحمد بن عبد الملك المؤذن، وأبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب، وأبو الوحش سبيع. وولد في حدود سنة سبعين وثلاثمائة. وله دار موقوفة على القراء بباب الناطفانيين. (30/91)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 92 قال الكتاني: توفي في المحرم، وكان ثقة مأموناً، وانتهت إليه الرئاسة في قراءة ابن عامر. 4 (حرف الزاي) زيد بن أحمد بن الصيقل النساج. سمع: أبا خازم الوشاء، وأبا طالب بن الصباغ. وعنه: أبي النرسي. 4 (حرف السين) سعيد بن محمد بن البغونش الطليطلي. الطبيب. أخذ الطب عن: سليمان بن جلجل، ومحمد بن عبدون. وأخذ الهندسة والعدد عن: مسلمه بن أحمد بقرطبة. واتصل بأمير طليطلة الظافر إسماعيل بن عبد الرحمن بن ذي النون وحظي عنده، ثم لزم بيته وأقبل على تلاوة القرآن.) وله تصانيف. توفي في رجب، وله خمس وسبعون سنة. سوار بن محمد بن عبد الله بن مطرف بن سوار بن دحون. أبو القاسم القرطبي. كان من أهل العلم والذكاء، حافظاً للمسائل، عارفاً بعقد الشروط، حافظاً لأخبار قرطبة وسير ملوكها. (30/92)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 93 وكان حليماً وقورا فصيحاً بليغاً متودداً. عاش خمساً وسبعين سنة، وتوفي في جمادى الآخرة. سيف بن محمد العلوي. أبو القاسم. قال أبو الغنائم النرسي: ثنا عن علي بن عبد الله العطاردي النجار، وكان صحيح السماع. 4 (حرف العين) عبد الله بن محمد بن مكي. أبو محمد بن ماردة المقريء السواق. قرأ برواية أبي عمرو علي بن الفرج الشنبوذي. وسمع من: ابن عبيد العسكري، وعلي بن كيسان. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً، ديناً. مات في ذي القعدة. قلت: روي عنه أبو منصور بن أحمد بن... عبد الله بن محمد الجدلي. أبو محمد بن الزفت الأندلسي، خطيب المرية. رحل وسمع من: أبي الحسن القابسي، وأحمد بن فراس المكي. توفي في جمادى الأولى. عبد الرشيد بن الملك محمود بن سبكتكين. (30/93)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 94 صاحب غزنة، تملك بعد موت ابن أخيه نحو ثلاثة أعوام.) وكان مقدم جيشه طغرل أحد الأبطال فجهزه، فافتتح فتوحاً، وحدث نفسه بالملك، وأطاعه الجيش وجاء بهم. فأحس عبد الرشيد بالغدر، فالتجأ إلى قلعةٍ وتحصن، فعمل عليه نواب القلعة، وأسلموه إلى طغرل، فقتله وتملك في هذا العام. ثم قتله بعض الأمراء ولم يمهله الله. عبد العزيز علي بن أحمد بن الفضل بن شكر. أبو القاسم البغدادي الأزجي الخياط المفيد. سمع الكثير من: ابن كيسان، وأبي عبد الله العسكري، وأبي سعيد الحرفي، وعبد العزيز الخرقي، وابن لؤلؤ الوراق، ومحمد بن أحمد المفيد، فمن بعدهم. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً كثير الكتاب. ولد سنة ست وخمسين وثلاثمائة، وتوفي في شعبان. قلت: وله مصنف في الصفات. روي عنه: القاضي أبو يعلى الحنبلي، وعبد الله بن سبعون القيرواني، والحسين بن الألمعي الكاشغري، وحمد بن إسماعيل الهمذاني. عبد الكريم بن إبراهيم. (30/94)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 95 أبو منصور الإصبهاني، ابن المطرز. روي عن: أبي الحسن بن كيسان. وعنه: الخطيب، وقال: كان صدوقاً. عبد الوهاب بن أحمد بن إبراهيم. المقرئ البغدادي أبو محمد بالمعروف بابن بكير العطار. سمع: السوسنجردي، وابن الصلت المحبر. روي عنه: أبو طاهر بن سوار شيئاً من القراءات. وورخه ابن خيرون. عبيد الله بن أحمد بن معمر. أبو بكر التميمي القرطبي. روي عن أبي محمد الأصيلي، وأبي عمر بن المكوي، وعباس بن أصبغ. وكان عالماً بمذهب مالك، قائماً بحججه حسن الاستنباط، بارعاً في الأدب. توفي رحمه الله في المحرم، وقد ناهز الثمانين.) عبيد الله بن سعيد بن حاتم بن محمد بن علويه. (30/95)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 96 الحافظ أبو نصر الوائلي البكري السجزي. نزيل مصر، ومصنف كتاب الإبانة الكبرى عن مذهب السلف في القرآن، وهو كتاب طويل جليل في معناه يدل على إمامة المصنف رحمه الله. وهو راوي الحديث المسلسل بالأولية. روي عن: أحمد بن إبراهيم بن فراس العبقسي، وأبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم، وأبي أحمد الفرضي، و حمزة المهلبي، وأحمد بن محمد بن موسى المجبر، ومحمد بن محمد بن محمد بن بكر الهزاني البصري، والقاضي أبي محمد عبد الله بن محمد الأسدي بن الأكفاني، وابن مهدي، وأبي العلاء علي بن عبد الرحيم السوسي، وأبي محمد بن محمد بن البيع سمعوا من المحاملي أربعتهم، وأبي عبد الرحمن السلمي، وأبي محمد عبد الرحمن بن عمر بن النحاس، وعبد الرحمن بن إبراهيم القطار، وعبد الصمد بن زهير بن أبي جرادة الحلبي وسمعوا ثلاثتهم من أبي سعيد بن الأعرابي. ورحل في الحديث بعد سنة اثنتين وأربعين، فسمع بنيسابور، وببغداد وبالبصرة، وواسط، مكة، وحلب، ومصر. وقد سمع قبل أن يرحل بسجستان من الوزير محمد بن يعقوب بن حمويه، أنا محمد بن أحمد بن الغوث ببست: ثنا الهيثم بن سهل التستري، ثنا حماد بن زيد، فذكر حديثاً. روي عنه: أبو إسحاق الحبال، وجعفر بن أحمد السراج، وسهل بن بشر الإسفرائيني، وأحمد بن عبد القادر بن يوسف، وأبو معشر الطبري، (30/96)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 97 وإسماعيل بن الحسن العلوي، وعبد الباقي بمكة. قال ابن طاهر في المنثور: سألت الحافظ أبا إسحاق الحبال، عن أبي نصر السجزي، وأبي عبد الله الصوري أيهما أحفظ فقال: كان أبو نصر أحفظ من خمسين أو ستين مثل الصوري. وسمعت الحبال قال: كنت يوماً عند أبي نصر فدق الباب، فقمتُ ففتحت، فرأيت امرأة، فدخلت وأخرجت كيساً فيه ألف دينار، فوضعتها بني يدي الشيخ وقالت: أنفقها كما ترى. قال: ما المقصود قالت: تزوجني ولا لي حاجة في الزوج، ولكن لأخدمك.) فأمرها بأخذ الكيس وأن تنصرف. فلما انصرفت قال: خرجتُ من سجستان بنية طلب العلم، ومتى تزوجت سقط عني هذا الاسم، وما أوثر على طلب العلم شيئاً. توفي رحمه الله بمكة في المحرم. عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر. (30/97)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 98 الإمام أبو عمرو الأموي، مولاهم القرطبي المقريء الحافظ، المعروف في وقته بابن الصيرفي، وفي وقتنا بأبي عمرو الداني، صاحب التصانيف. قال: أخبرني أبي أني ولدت سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، فابتدأت بطلب العلم في أول سنة ست وثمانين، ورحلتُ إلى المشرق سنة سبع وتسعين ومكثت بالقيروان أربعة أشهر، ثم توجهت إلى مصر، فدخلتها في شوال من السنة، ومكثت بها سنة، وحججت. قال: ودخلت إلى الأندلس في ذي القعدة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة وخرجت إلى الثغر سنة ثلاث وأربعمائة، فسكنت سرقسطة سبعة أعوام، ثم رجعت إلى قرطبة. وقدمت دانية سنة سبع عشرة. قلت: واستوطنها حتى توفي بها، ونسب إلهيا لطول سكناه بها. وسمع الحديث من طائفة، وقرأ على طائفة، فقرأ بالروايات على: عبد العزيز بن جعفر بن خواشتي الفارسي ثم البغدادي نزيل الأندلس، وعلى (30/98)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 99 جماعة بالأندلس. وقرأ بمصر بالروايات على: أبي الحسن طاهر بن الطيب بن غلبون، وعلى أبي الفتح فارس بن أحمد الضرير. وقرأ لورش على أبي القاسم خلف بن إبراهيم بن خاقان المصري. وسمع كتاب، السبة لابن مجاهد على أبي مسلم محمد بن أحمد بن علي الكاتب، وسمع منه الحديث، ومن: أحمد بن فراس العبقسي، وعبد الرحمن بن عثمان القشيري الزاهد، وحاتم بن عبد الله البزاز، وأحمد بن فتح بن الرسان، ومحمد بن خليفة بن عبد الجبار، وأحمد بن عمر بن محفوظ الجيزي لقاضي وسلمة بن سعيد الإمام وسلمون بن القروي صاحب أبي علي بن الصواف، وعبد الرحمن بن عمر بن محمد بن النحاس المعدل، وعلي بن محمد بن بشير البربعي، وعبد الوهاب بن أحمد بن منير المصري، ومحمد بن عبد الله بن عيسى المري الأندلسي، وأبي عبد الله بن أبي زمنين، والفقيه أبي الحسن علي بن محمد القابسي، وغيرهم.) قرأ عليه القراءات: أبو بكر بن الفصيح، وأبو الذواد مفرج فني إقبال الدولة، وأبو الحسن يحيى بن أبي زيد، و أبو داود، وسليمان بن أبي القاسم نجاح، وأبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن الدوش، وأبو بكر محمد بن المفرج البطليوسي، وخلق كثير من أهل الأندلس، لا سيما أهل دانية. قال بعض الشيوخ: لم يكن في عصره ولا بعد عصره أحد يضاهيه في حفظه وتحقيقه، وكان يقول: ما رأيت شيئاً قط إلا كتبته، ولا كتبته إلا حفظته ولا حفظته فنسيته. وكان يسأل عن المسألة مما يتعلق بالآثار وكلام السلف فيوردها بجميع ما (30/99)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 100 فيها مسندة من شيوخه إلى قائلها. قال ابن بشكوال: كان أحد الأئمة في علم القرآن ورواياته وتفسيره، ومعانيه وطرقه وإعرابه. وجمع في ذلك كل تواليف حساناً مفيدة يطول تعدادها. وله معرفة بالحديث وطرقه وأسماء رجاله ونقلته. وكان حسن الخط، حيد الضبط، من أهل الحفظ والذكاء والتفنن في العلم. وكان ديناً فاضلاً، ورعاً، سنياً. وقال المغامي: كان أبو عمر ومجاب الدعوة، مالكي المذهب. وذكره الحميدي فقال: محدث مكثر ومقريء متقدم. سمع بالأندلس والمشرق، وطلب علم القراءات، وألف بها تواليف معرفة، ونظمها في أرجوزة مشهورة. قلت: وما زال القراء معترفين ببراعة أبي عمرو الداني وتحقيقه وإتقانه، وعليه عمدتهم فيما ينقله من الرسم والتجويد والوجوه. له كتاب جامع البيان في القراءات السبع وطرقها المشهورة والغريبة، في ثلاثة أسفار، وكتاب إيجاز البيان في أصول قراءة ورش، في مجلد كبير، وكتاب التلخيص في قراءة ورش، في مجلد متوسط، وكتاب التيسير، وكتاب المقنع وكتاب المحتوي في القراءات الشواذ في مجلد كبير، وكتاب الأرجوزة في أصول السنة، نحو ثلاثة آلاف بيت، وكتاب معرفة القراء، وفي ثلاثة أسفار، وكتاب الوقف والابتداء. وبلغني أن مصنفاته مائة وعشرون تصنيفاً. ومن نظمه في عقود السنة: (كلم موسى عبده تكليماً .......... ولم يزل مدبراً حكيماً) ) (30/100)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 101 (كلامه وقوله قديم .......... وهو فوق عرشه العظيم)

(والقول في كتابه المفصل .......... بأنه كلامه المنزل)

(على رسوله النبي الصادق .......... ليس بمخلوق ولا بخالق)

(من قال فيه إنه مخلوق .......... أو محدث فقوله مروق)

(والوقف فيه بدعة مضله .......... ومثل ذلك اللفظ عند الجله)

(كلا الفريقين من الجهمية .......... الواقفون فيه واللفظيه)

(أهون بقول جهم الخسيس .......... وواصل وبشر المريسي) ثم سائق سائرها. وقد روي عنه أيضاً: الأستاذ أبو القاسم بن العربي، وأبو علي الحسين بن محمد بن مبشر المقريء، وأبو القاسم خلف بن إبراهيم الطليطلي، وأبو عبد الله محمد بن فرج المغامي، وأبو عبد الله محمد بن مزاحم، وأبو بكر محمد بن المفرج البطليوسي، وأبو إسحاق إبراهيم بن علي نزيل الإسكندرية، وخلق سواهم. حملوا عنه تلاوة وسماعاً. وروي عنه بالإجازة: أحمد بن محمد بن عبد الله الخولاني. وآخر من روى عنه بالإجازة أبو العباس أحمد بن عبد الملك بن أبي حمزة المرسي والد القاضي أبي بكر محمد. وتوفي أبو عمرو بدانية يوم الاثنين نصف شوال، ودفن يومئذ بعد العصر، ومشى السلطان أمام نعشه. وكان الجمع في جنازته عظيماً. وتوفي أبو العباس بن أبي حمزة في سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة. علي بن محمد بن صافي بن شجاع. (30/101)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 102 أبو الحسن الدمشقي. عرف بابن أبي الهول الربعي. حدث عن: عبد الوهاب الكلابي، وعبد الله بن بكر الطبراني، وأبي بكر بن أبي الحديد، وتمام وأبي الحسن بن جهضم، وطائفة كبيرة. روي عنه: الكتاني، ونجا بن أحمد، وسهل بن بشر، وعلي بن أحمد بن زهير، ومحمد بن الحسين الحنائي.) قيل إنه أتهم في سماعه كتاب هواتف الجان. توفي في ذي القعدة. علي بن محمد بن أحمد بن جعفر البغدادي. ابن الجبان. سمع: أبا الحسين محمد بن المظفر، وأبا عمر بن حيويه، وجماعة. توفي ي المحرم. 4 (حرف الفاء) الفضل بن إسحاق بن إبراهيم. أبو زيد الأزدي الهروي، الخطيب المفتي ناظر أوقاف هراة، وابن عم قاضيها محمد بن الأزدي. روي عن: عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي، وعبد الرحمن بن أبي شريح. الفضل بن محمد بن علي. (30/102)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 103 أبو القاسم القصباني البصري النحوي. أحد أئمة العربية. وعنه أخذ: أبو زكريا يحيى بن علي التبريزي، وأبو محمد القاسم بن علي الحريري. وله كتاب الصفوة في مختار أشعار العرب، وهو كبير، وكتاب الأمالي، ومقدمة في النحو. ومن شعره: (في الناس من لا يرتجى نفعه .......... إلا إذا مس بإضرار)

(كالعود لا مطمع في ريحه .......... إلا إذا أحرق بالنار)

4 (حرف القاف) قرواش. صاحب الموصل. ذبح في هذه السنة، وقد مر عام أحد. 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد.) أبو جعفر السمناني قاضي الموصل وشيخ الحنفية. سكن بغداد، وحدث عن: نصر بن أحمد المرجي، والدارقطني، (30/103)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 104 وعلي بن عمر الحربي، وجماعة غيرهم. قال الخطيب: كتبت عنه وكان صدوقاً فاضلاً حنفياً يعتقد مذهب الأشعري، وله تصانيف. قلت: توفي بالموصل وله ثلاث وثمانون سنة. وقد ذكره ابن حزم فقال: أبو جعفر السمناني المكفوف قاضي الموصل هو أكبر أصحاب الباقلاني ومقدم الأشعرية في وقتنا قال: من سمى الله جسماً من أجل أنه حامل لصفاته في ذاته فقد أصاب المعنى وأخطأ في النسبة فقط. ثم أخذ ابن حزم يشنع على المسناني ويسبه لهذه المقالة المبتدعة ولنحوها. فنعوذ بالله من البدع، فليت ابن حزم سكت رأساً برأس فله أوابد في الأصول والفروع. محمد بن إبراهيم بن عبد الله. أبو عبد الله بن أبي حبه الأموي، مولاهم القرطبي. روي عن: أبي عبد الله من مفرج، وعباس بن أصبغ، وابن أبي الحباب، وأبي محمد الأصيلي. وكان متفنناً في العلوم ثاقب الذهن حافظاً للأخبار. توفي في آخر السنة وقد نيف على الثمانين. محمد بن إسماعيل بن عمر بن محمد بن سبنك. أبو الحسين البجلي البغدادي المعدل. (30/104)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 105 روى عن: جده عمر، وأبي عبد الله العسكري، وأبي سعيد الحرفي، الدارقطني. وتوفي في رمضان. محمد بن عبد العزيز بن العباس بن المهدي الهاشمي العباسي. أبو الفضل، خطيب الحربية. سمع: أبا الحسين بن سمعون، والحسن بن محمد المخزومي، وأبا بكر بن أبي موسى الهاشمي، وجماعة. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً خيراً فاضلاً معدلاً. توفي في المحرم. وكان مولده في سنة ثمانين وثلاثمائة.) قلت: روي عنه: ولده أبو علي محمد بن محمد. محمد بن أبي عدي بن الفضل. أبو صالح السمرقندي، ثم المصري. روي عن: القاضي أبي الحسن الحلبي، وأحمد بن محمد بن الأزهر السمناوي. روي عنه الرازي في مشيخته. محمد بن علي بن أحمد بن محمد بن داود. أبو نصر البغدادي ابن الرزاز. سمع: ابن حبابة، وأبا طاهر المخلص. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقاً. محمد بن محمد بن أخي سعاد الأسدي الكوفي. قال أبي النرسي: ثنا عن أبي الطيب بن النحاس، وسماعه صحيح. (30/105)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 106 محمد بن محمد بن مغيث بن أحمد بن مغيث. أبو بكر الصدفي الطليطلي. روي عن: محمد بن إبراهيم الخشني، وعبدوس بن محمد، وأبي عبد الله بن أبي زمنين. وكان من جلة الفقهاء وكبار العلماء. مقدماً في الشورى. قال ابن مظاهر: أخبرني من سمع محمد بن عمر بن الفخار مرات يقول: ليس بالأندلس أبصر من محمد بن محمد بن مغيث بالأحكام. توفي في جمادى الآخرة. المطهر بن محمد النهشلي. كوفي وثقه أبي النرسي، وقال: حدثنا عن أبي الطيب بن النحاس. مكي بن عمر. أبو عبد الله المحتسب الهمذاني، العبد الصالح. روي عن: أحمد بن جانجان، وأبي طاهر بن سلمة، وأبي مسعود البجلي. قال شيرويه: لم أدركه، وثنا عنه الميداني. وكان صدوقاً مكثراً زاهداً. كان يقرأ على المشايخ رحمه الله تعالى.) 4 (حرف النون) ناصر بن الحسين بن محمد بن علي القرشي العمري. (30/106)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 107 أبو الفتح المروزي الفقيه الشافعي. سمع: أبا العباس السرخسي بمرو، وأبا محمد المخلدي، وأبا سعيد ابن عبد الوهاب الرازي بنيسابور، وأبا محمد عبد الرحمن بن أبي شريح الأنصاري بهراة. وتفقه بمرو على: القفال، وبنيسابور علي: أبي طاهر بن محمش، وأبي الطيب الصعلوكي، ودرس في حياتهما. وتفقه به خلق مثل: أبي بكر البيهقي، وأبي إسحاق الجيلي. وتوفي بنيسابور في ذي القعدة. وكان عليه مدار الفتوى والمناظرة. وكان فقيراً قانعاً باليسير، متواضعاً خيراً. وقد تفقه بمرور على القفال وغيره. وكان من أفراد الأئمة. وقد أملى مدة سنين. وروي عنه: مسعود بن ناصر السجزي، وأبو صالح المؤذن، وإسماعيل بن عبد الغافر الفارسي، وطائفة. (30/107)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 108 1 (سنة خمس وأربعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن علي بن هاشم. أبو العباس المصري المقريء المجود، الملقب بتاج الأئمة. قرأ على: أبي حفص عمر بن عراك وأبي عدي عبد العزيز بن علي بن محمد بن إسحاق، وأبي الطيب عبد المنعم بن غلبون، وعلي بن سليمان الأنطاكي، وأبي الحسن علي بن محمد بن إسحاق الحلبي. ثم رحل إلى العراق فقرأ بالروايات علي أبي الحسن الحمامي. وتصدر للإقراء بمصر. قرأ عليه: أبو القاسم الهذلي، وغيره. ودخل الأندلس في سنة عشرين وأربعمائة مجاهداً فأتى سرقسطة وأقام بها دهراً. وكان رجلاً ساكناً عفيفاً، فيه بعض الغفلة. وذكره أبو عمر بن الحذاء وقال: كان أحفظ من لقيتُ لاختلاف القراء وأخبارهم. وأنصرف إلى مصر واتصل بنا موته. قلت: وقال ابن بشكوال: سمع منه: أبو عمر الطلمنكي، وأبو عمر بن الحذاء، وغيرهما. (30/108)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 109 قلت: وقد سمع من أبي الحسن الحلبي، والميمون بن حمزة الحسيني، وأحمد بن عدا الله بن زريق المخزومي، وأبي محمد الضراب. روي عنه: الرازي. وقال الحبال: توفي في شوال. أحمد بن عمر بن روح. أبو الحسين النهرواني. سمع: أبا حفص بن الزيات، وأبي عبيد العسكري، والحسن بن جعفر الخرقي، والدارقطني. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً أديباً حسن المذاكرة معتزلياً. توفي في ربيع الآخر. قلت: روى عنه أبو منصور بن النقور، وجماعة. أحمد بن محمد بن إبراهيم ابن رأس البغل.) أبو عبد الله العباسي، مولاهم. قال ابن النرسي: كان صالحاً صحيح السماع. سمعته يقول: ولدت في ذي الحجة سنة اثنتين وستين وثلاثمائة. مات في ربيع الأول. 4 (إبراهيم بن عمر بن أحمد بن إبراهيم.) (30/109)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 110 أبو إسحاق البرمكي البغدادي، الفقيه الحنبلي. كان أسلافه يسكنون محلة تعرف بالبرامكة. وقيل: بل كانوا يسكنون قرية تسمى البرمكية، وإلا فليس هو من ذرية البرامكة. سمع: أبا بكر القطيعي، وأبا محمد بن ماسي، وعبد الله بن إبراهيم الزينبي، وأبا الفتح محمد بن الحسين الأزدي، وابن بخيت الدقاق، وإسحاق بن سعد النسوي، وطائفة سواهم. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً ديناً فقيهاً على مذهب أحمد بن حنبل، وله حلقة للفتوى. ولد سنة إحدى وستين وثلاثمائة، وتوفي يوم التروية. قلت: وكان إماماً في الفرائض، صالحاً زاهداً. أجاز له أبو بكر عبد العزيز غلام الخلال. وتفقه على: أبي عبد الله بن بطة، وعلى: ابن حامد. روي عنه: أبو غالب محمد بن عبد الواحد الشيباني، وأبو منصور محمد بن علي القزويني الفراء، وعبد القادر بن محمد بن يوسف، وهبة الله بن أحمد بن الطبر الحريري، وجماعة. وآخر من حدث عنه: القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري. 4 (إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز.) أبو إسحاق الدمشقي المقريء القصار. كهل، سمع: عبد الرحمن بن أبي نصر، وغيره. روي عنه: عبد المنعم بن علي الكلابي. وكان ثقة. (30/110)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 111 4 (إسماعيل بن علي بن الحسين بن زنجويه.) أبو سعد بن السمان الرازي الحافظ سمع: عبد الرحمن بن محمد بن فضالة بالري، ومحمد بن عبد الرحمن المخلص ببغداد،) وبمكة: أحمد بن إبراهيم بن فراس. وبمصر: عبد الرحمن بن عمر النحاس، وبدمشق: عبد الرحمن بن أبي نصر، وخلقاً كثيراً. روي عنه: الخطيب، والكتاني، وابن أخته ظاهر بن الحسين الرازي، وأبو علي الحداد، وغيرهم. قال المرتضى أبو الحسن المطهر بن علي العلوي الرازي: سمعت أبا سعد السمان إمام المعتزلة يقول: من لم يكتب الحديث لم يتغرغر بحلاوة الإسلام. وقال عمر العليمي: وجدت على ظهر جزء: مات الزاهد أبو سعد إسماعيل بن علي السمان في شعبان سنة خمس وأربعين شيخ العدلية وعالمهم وفقيههم ومحدثهم. وكان إماماً بلا مدافعة في القراءات، والحديث، (30/111)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 112 والرجال، والفرائض، والشروط، عالماً بفقه أبي حنيفة، وبالخلاف بني أبي حنيفة والشافعي، وفقه الزيدية. وكان يذهب مذهب الشيخ أبي هاشم، ودخل الشام، والحجاز، والمغرب. وقرأ على ثلاثة آلاف شيخ، وقصد إصبهان في آخر عمره لطلب الحديث. وكان قال في مدحه إنه ما شهد مثل نفسه، كان تاريخ الزمان وشيخ الإسلام، ثم ذكر فصلا في مدحه. وقال الحافظ ابن عساكر: سألت أبا منصور عبد الرحيم بن الظفر بالري عن أبي سعد السمان، فقال: سنة ثلاث وأربعين. قال: وكان عدلي المذهب، يعني معتزلياً، وكان له ثلاثة آلاف وستمائة شيخ، وصنف كتباً كثيرة ولم يتأهل قط. وقال الكتاني: كان من الحفاظ الكبار، زاهداً عابداً يذهب إلى الاعتزال. قلت: وقع لنا من تأليفه المسلسلات، والموافقة بين أهل البيت، والصحابة. ومع براعته بالحديث ما نفعه الله به، فالأمر لله. حرف الطاء طرفة بن أحمد بن الكميت. (30/112)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 113 الحرستاني الدمشقي، أبو صالح الماسح روي عن: عبد الوهاب الكلابي، وغيره. روي عنه: ابنه الوهاب الكلابي، وغيره.) روي عنه: ابنه صالح، ونجا بن أحمد، وسهل بن بشر، والشريف النسيب. وكان ثقة. توفي رحمه الله في شعبان وسماعه قليل. 4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن محمد بن عبد الله.) أبو القاسم الإصبهاني الرفاعي. حافظ. قال الخطيب: ثنا عن أحمد بن موسى بن مردوية. ومات ببغداد. وكنت إذ ذاك في برية السماوة قاصداً دمشق. ويروي عن أبي عمر الهاشمي. 4 (عبد الوهاب بن محمد بن محمد.) أبو القاسم الخطابي بن خميرويه، وأبا سليمان الخطابي. روي عنه: الحسين بن محمد بن الكتبي. 4 (عتبة بن عبد الملك بن عاصم.) أبو الوليد الأندلسي المقريء. رحل في صباه، وقرأت بالروايات على: أبي أحمد السامري، وأبي حفص بن عراك، وابن غلبون أبي الطيب، وأبي بكر محمد بن علي الأدفوي. (30/113)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 114 قال ابن النجار: سمع من والده عبد الملك بن عاصم بن الوليد الأموي بالأندلس سنة خمس وسبعين، وأبوه فيروي عن أبي العباس أحمد بن يحيى الملياني، لقيه بتنيس يروي عن يحيى بن بكير. وذكر أنه قرأ على أبي حفص سنة ثمانين وثلاثمائة. قرأ عليه: أبو طاهر بن سوار، وأبو بكر أحمد بن الحسين القطان. وروي عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو الفضل بن خيرون، وأحمد بن علي الطريثيثي، والمبارك بن طيوري، وغيرهم. وقال أبو الفضل بن خيرون: كان رجلاً صالحاً، قد كتبتُ عنه. ومات في رجب ببغداد.) 4 (عطية الله بن الحسين بن محمد بن زهير.) الخطيب أبو محمد الصوري. سمع: أبا الحسين بن جميع، وحمدان بن علي الموصلي. (30/114)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 115 روى عنه: ابنه حسن، وأبو نصر الطريثيثي، وسهل بن بشر. وكان ينوب في الفضاء ببلده. وكان أحد الخطباء البلغاء، ذا عناية بالعلوم والآداب. 4 (علي بن سعيد بن علي.) أبو نصر، الفقيه المعدل. سمع: أبا محمد عبد الله بن السقاء. وتوفي بواسط في شعبان. 4 (علي بن عبيد الله بن محمد) أبو الحسن الهمذاني الكسائي الصوفي، المحدث بمصر. سمع: أحمد بن عبدان الشيرازي الحافظ بالأهواز، ونصر بن أحمد، وعبد الوهاب الكلابي بدمشق، وأبا الفتح محمد بن أحمد النحوي بالرملة، ومنير بن عطية بقيسارية، وإسماعيل بن الحسن الضراب بمصر. روي عنه: عبد المحسن بن محمد الشيحي، وسهل بن بشر الإسفرائيني، ومحمد بن أحمد الرازي. وقد كتب عنه: عبد العزيز النخشبي، وأبو نصر السجزي. وتوفي في جمادى الأولى. 4 (عمر بن أحمد بن محمد.) أبو حفص البوصيري المصري. الفقيه المالكي. (30/115)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 116 حدث عن: قاضي أذنة علي بن الحسين. 4 (عمر بن الواعظ أبي طالب محمد بن علي بن عطية المكي.) أبو حفص. روي عن والده كتاب القوت ببغداد.) وروي عن: أبي حفص بن شاهين. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن عثمان.) أبو طالب بن السوادي، أخو أبي القاسم الأزهري. سمع: الحسين بن محمد بن عبيد العسكري، وابن لؤلؤ الوراق، ومحمد بن المظفر. قال الخطيب: كتبنا عنه وكان صدوقاً. توفي بواسط في ذي الحجة. وقال السلفي: سألت خميساً الحوزي عن أبي طالب بن الصيرفي أخي الأزهري فقال: سمع بإفادة أخيه، وكان يتهم بالرفض. نزل واسط مدة. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم.) أبو طاهر الإصبهاني الكاتب. حدث عن: أبي الشيخ، وأبي بكر القباب، وأبي بكر بن المقريء، (30/116)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 117 والدارقطني حدث عنه بسننه، وأبي الفضل الزهري، وابن شاهين، وغيرهم. وولد في أول سنة ثلاث وستين. قال عبد الغني النخشبي: سمعته يقول: أول ما سمعت الحديث من أبي محمد بن حيان في صفر سنة ثمان وستين. مات يوم الجمعة الحادي عشر من ربيع الآخر. قال يحيى بن مندة: ولم يحدث في وقته أوثق منه وأكثر حديثاً. صاحب الكتب والأصول الصحاح. وهو آخر من حدث عن أبي الشيخ والقباب. قلت: روي عنه: أبو نصر الشيرازي، وعبد الغفار بن محمد بن نصرويه الصوفي، وعبد الغفار بن محمد بن شيرويه النيسابوري، وهبة الله بن حسن الأبرقوهي، وأبو زكريا يحيى بن الوهاب بن مندة، وإسماعيل بن الفضل السراج، وأبو الرجاء محمد بن أبي زيد أحمد بن محمد الجرجاني، وأبو منصور أحمد بن محمد بن إدريس الكرماني، وأبو الطيب حبيب بن أبي مسلم الطهراني، وأبو الفتح رجاء بن إبراهيم الخباز، وأبو الفتح سعيد بن إبراهيم الصفار، وآخر من حدث عنه أبو بكر محمد بن علي بن أبي ذر الصالحاني، عاش بعده خمساً وثمانين سنة. 4 (محمد بن إدريس بن يحيى الحسني الأندلسي.) صاحب مالقة.) توفي في هذه السنة، وولي مالقة بعده إدريس بن يحيى بن علي الملقب بالعالي. 4 (محمد بن إسحاق بن مذويه الكوفي.) ثقة، جليل، فيها مات. قاله أبي. (30/117)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 118 لقبه أبو الحسن المعدل. روي عن: علي بن عبد الرحمن البكائي، وغيره. روي عنه: أبي النرسي، وجماعة. قال الخطيب: كان ثقة ذا وقار. قال لي الصوري: ليت كل من كتبت عنه بالكوفة مثله. مات في شوال. وسمع ابن النحاس، وولد سنة ستين وثلاثمائة. 4 (محمد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي الكوفي.) أبو عبد الله، مسند الكوفة في وقته. انتقى عليه الحافظ الصوري. وحدث عن: علي بن عبد الرحمن البكائي، وأبي الفضل محمد بن الحسن بن حطيط الأسدي، ومحمد بن زيد بن مروان، وأبي الطيب محمد بن الحسين التيملي ومحمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني، ومحمد بن علي بن أبي الجراح، وأبي طاهر المخلص، وأبي حفص الكتاني، وغيرهم. وهو من كبار شيوخ أبي النرسي. توفي بالكوفة في ربيع الأول. أرخه أبي ووثقه، وقال: مولده في رجب سنة سبع وستين وثلاثمائة. ما رأيت من كان يفهم فقه الحديث مثله. وكان (30/118)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 119 حافظاً خرج عليه الصوري وأفاد عنه. وكان يفتخر به. قلت: روي عنه من شيوخ السلفي: أبو منصور أحمد بن عبد الله العلوي الكوفي، ومحمد بن عبد الوهاب الشعيري، أبو الحارث علي بن محمد الجابري، وعلي بن قطر الهمذاني، وعلي بن علي بن الرطاب، وعبد المنعم بن يحيى بن الهقل الكوفيون. 4 (محمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن بشران.) أبو نصر بن العدل المسند أبي الحسين. توفي في شعبان، وقد روي الحديث.) 4 (محمد بن عيسى بن محمد.) أبو عبد الله الأموي القرطبي، المؤدب المعمر. روي عن: أبي جعفر بن عون الله، وأبي عبد ا لله بن مفرج القاضي، وأبي بكر الزبيدي. وقرأ القرآن على أبي الحسن الأنطاكي. وكان شيخاً صالحاً. حدث عنه الخولاني وقال: سألته عن مولده، فذكر أنه في النصف من جمادى الآخرة سنة تسع وأربعين وثلاثمائة. وقال ابن خزرج: كان شيخاً فاضلاً ورعاً من أهل القرآن. ذا حظ صالح من علم الحديث، قديم العناية بطلبه. ثقة ثبت توفي في ربيع الأول. قلت: هذا آخر من قرأ على الأنطاكي، وأحسبه آخر من سمع من المذكورين. 4 (المهلب بن أبي صفرة.) مر سنة خمس وثلاثين. وقال أبو الوليد بن الدباغ: سنة خمسٍ وأربعين. (30/119)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 120 4 (محمد بن محمد بن علي بن الحسن.) النقيب الأفضل أبو تمام الهاشمي الزينبي، أخو طراد، وأبي نصر وأبي منصور، والحسين. ولي نقابة الهاشميين بعد أبيه. وروي عن: المخلص، وعيسى بن الوزير، وغيرهما. ولم يسمع منه إلا بعض الناس. وتوفي في الخامس والعشرين من ربيع الأول سنة خمس. 4 (محمد بن الفضل بن محمد بن سعيد.) أبو الفرج القاساني الإصبهاني. سمع: إبراهيم بن خرشيد قوله. روي عنه: أبو علي الحداد في معجمه. توفي في المحرم. 4 (حرف الهاء)

4 (هبة الله بن محمد.) ) أبو رجاء الشيرازي. توفي بمصر في سلخ صفر. وقد سمع بخراسان أصحاب الأصم، وببغداد أصحاب ابن البختري. قال الخطيب: علقت عنه، وكان ثقة يفهم. (30/120)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 121 1 (سنة ست وأربعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن أبي الربيع الأندلسي البجاني.) أبو عمر المقريء. قال ابن مدبر: كان من أهل القراءات والآثار. قرأ علي: أبي أحمد السامري وجماعة سواه. وتصدر للإقراء. وتوفي بالمرية سنة ست وأربعين. 4 (أحمد بن رشيق.) أبو عمر الثعلبي، مولاهم البجاني. قرأ القرآن علي: أحمد بن أبي الحصن الحدلي. وسمع من: المهلب بن أبي صفرة. وجلس إلى أبي الوليد ميقل وشوور بالمرية، ونظر عليه في الفقه، وكان له حافظاً. سمع منه: أبو إسحاق بن وردون. ومن طبقته: (30/121)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 122 4 (أحمد بن رشيق.) الكاتب الأندلسي سيأتي تقريباً. 4 (أحمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن حمش.) القاضي أبو الحسن النيسابوري، حفيد قاضي الحرمين. من بيت الحشمة والسيادة والثروة. ولي قضاء نيسابور في اختلاف العساكر التركمانية. ولم يزل محترماً مكرماً.) حدث عن: أبي عمرو بن حمدان، وأبي أحمد الحافظ، وأبي سعيد عبد الله بن محمد الرازي، والمعافى بن زكريا والبغاددة. وخرج له الخشكاني والفوائد، وأملى سنين في داره. وعاش اثنتين وثمانين سنة. 4 (أحمد بن محمد.) أبو العباس الجرجاني الحنيفي الناطفي. توفي بالري. حدث عن: أبي حفص بن شاهين، وأبي حفص الكتاني. 4 (أحمد بن محمد بن الأستاذ أبي عمرو أحمد بن أبي بن أحمد (30/122)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 123 الرئيس أبو الفضل الفراتي) الخراساني. رئيس محتشم وصدر مبجل، اتصل بالتركمانية وولي رئاسية نيسابور مدة وبعد ذلك حج ودخل الشام ومصر، وطوف، ورد إلى بغداد فأكرم في دار الخلافة إكراماً لم تجر العادة بمثله، ولقب برئيس الرؤساء. وعقد الإملاء، وكان حسن العشرة، سحب للصوفية، وله مصاهرة مع شيخ الإسلام أبي عثمان الصابوني. ثم صاهر بيت الصاعدية، وجرى بسبب تعصب المذهب معه وحشة، وأخذ بسببه غيره من الأئمة، وقصد الرئيس بما لم يقصد به أحد قبله مثله. وصار حديثاً وسمراً، وكل ذلك من تعنتٍ واستهزاء وقلة مبالاة كانت غالبة عليه، واستبدادٍ برأي غير مصيب. حدث عن: جدة، وأبي يعلى بن حمزة المهلبي، وعبد الله بن يوسف الإصبهاني، وطبقتهم. وابن محمش، والسلمي. روي عنه: أبو القاسم علي بن محمد المصيصي، وأبو الفتح نصر المقدسي، وعلي بن محمد بن شجاع، وأبو طاهر الحنائي، وأبو الحسن بن الموازيني، وعبد الله بن الحسن بن هلال الدمشقيون، وأبو سعد عبد الله بن القشيري، وإسماعيل بن عبد الغافر. وتوفي في شعبان قيل وصوله إلى بيته. وهو من أهل أستوا. 4 (إبراهيم بن الحسن بن إسحاق الصواف المصري.) أبو إسحاق.) توفي في المحرم. (30/123)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 124 4 (إبراهيم بن محمد بن عمر.) أبو طاهر العلوي. سمع: محمد بن عبد الله الشيباني. روي عنه: الخطيب البغدادي. وعاش سبعاً وسبعين سنة. 4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن علي بن إبرهيم بن يزداد بن هرمز.) الأستاذ أبو علي الأهوازي المقريء، نزيل دمشق. قدمها في سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، وسكنها، وكان مولده في أول سنة اثنتين وستين وثلاثمائة. عني بالقراءات، ورحل فيها، ولقي الكبار. (30/124)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 125 وقرأ للدوري علي أبي الحسن بن حسين بن عثمان الغضائري، عن القاسم بن زكريا، عنه. وقرأ لحفص، على الغضائري، عن ابن سهل الأشناني، عن عبيدٍ، عنه وقرأ لليث صاحب الكسائي، علي أبي الفرج الشنبوذي. وقرأ لأبي بكر، وعلي أبي حفص الكتاني، عن ابن مجاهد. وقرأ للبزي بالأهواز على أبي عبدي الله محمد بن فيروز صاحب الحسين بن الجباب. وقرأ لورش علي أبي بكر محمد بن عبيد الله بن القاسم الخرقي. وقرأ على جماعة كثيرة يطول ذكرهم بالشام، والعراق، والأهواز. وصنف الموجز والوجيز والإيجاز، وغير ذلك من القراءات. ورحل إليه القراء لعلو سنده وإتقانه. قرأ عليه: أبو علي غلام الهراس، وأبو القاسم الهذلي، وأبو بكر أحمد بن عمر بن أبي الأشعث السمرقندي، وأبو نصر أحمد بن علي بن محمد الزينبي البغدادي، وأبو الحسن علي بن أحمد الأبهري المصيني الضرير، وأبو الوحش سبيع بن المسلم، وأبو بكر محمد بن المفرج البطليوسي، وأبو بكر عتيق بن محمد الردائي، ومؤلف المفتاح أبو القاسم عبد الوهاب بن محمد) القرطبي. وقد روي الحديث عن: نصر بن أحمد بن الخليل المرجيء، وعبد الوهاب بن محمد الطلحي، وأبي حفص الكتاني، وهبة الله بن موسى الموصلي، والمعافى بن زكريا النهرواني، وعبد الوهاب بن الحسن الكلابي، وتمام بن محمد الرازي، وأبي مسلم محمد بن أحمد الكاتب، وخلق يطول ذكرهم. (30/125)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 126 وله تواليف في الحديث. روي عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو سعد السمان، وعبد الرحيم البخاري، وبعد العزيز الكتاني، والفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي، وأبو ظاهر محمد بن الحسين الحنائي، وأبو القاسم النسيب. ووثقه النسيب. ولكن من غلاة السنة. صنف كتاباً في الصفات، وروي فيه الموضوعات ولم يضعفها، فما كأنه عرف بوضعها، فتكلم فيه الأشاعرة لذلك، ولأنه كان ينال من أبي الحسن الأشعري. قال أبو القاسم بن عساكر: كان مذهبه مذهب السالمية، يقول بالظاهر ويتمسك بالأحاديث الضعيفة التي تقوي له رأيه. سألت شيخنا ابن تيمية عن مذهب السالمية فقال: هم قوم من أهل السنة في الجملة من أصحاب أبي الحسن بن سالم، أحد مشايخ البصرة وعبادها، وهو أبو الحسن أحمد بن محمد بن سالم من أصحاب سهل بن عبد الله التستري، خالفوا في مسائل فبدعوا. ثم قال ابن عساكر: سمعت أبا الحسن علي بن أحمد بن منصور، يعين أبي قبيس، يحكي عن أبيه قال: لما ظهر من أبي علي الأهوازي الإكثار من الروايات في القراءات أتهم في ذلك، فسار رشأ بن نظيف، وأبو القاسم بن الفرات، ووصلوا إلى بغداد. (30/126)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 127 وقرأوا على الشيوخ الذين روي عنهم الأهوازي، وجاؤوا بالإجازات، فمضى الأهوازي إليهم وسألهم أن يرونه تلك الخطوط، فأخذها وغير أسماء من سمى ليستر دعواه، فعادت علي بكرة القرآن فلم يفتضح. فحدثني والدي أبو العباس قال: عوتب، أو قال عاتبت، أبا طاهر الواسطي في القراءة على الأهوازي، فقال: أقرأ عليه للعلم ولا أصدقه في حرف واحد. وقال ابن عساكر في تبيين كذب المفتري: لا يستبعدن جاهل كذب الأهوازي فيما أورده من تلك الحكايات، فقد كان من أكذب الناس فيما يدعي من الروايات في القراءات. وقال أبو طاهر محمد بن الحسن الملحي: كنت عند رشأ بن نظيف في داره على باب الجامع) وله طاقة في الطريق، فاطلع منها وقال: قد عبر رجل كذاب. فاطلعت فوجدته الأهوازي. وقال الحافظ عبد الله بن أحمد بن السمرقندي: قال لنا الحافظ أبو بكر الخطيب: أبو علي الأهوازي كذاب في الحديث والقراءات جميعاً. وقال الكتاني: اجتمعت بالحافظ هبة الله بن الحسن الطبري ببغداد، فسألني عن عمن بدمشق من أهل العلم، فذكرت له جماعة منهم أبو علي الأهوازي فقال: لو سلم من الراويات في القراءات. قلت: أما القراءات فتلقوا ما رواه من القراءة وصدقوه في اللقاء. وكان مقريء أهل الشام بال مدافعة معرفة وضبطاً وعلو إسناد. قال أبو عمر الداني: أخذ أبو علي القراءة عرضاً وسماعاً عن جماعة من أصحاب ابن مجاهد وابن شنبوذ. وكان واسع الرواية كثير الطرق حافظاً ضابطاً. أقرأ الناس بدمشق دهراً. (30/127)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 128 قلت: وقد زعم أن شيخه الغضائري قرأ القرآن على أبي محمد بن عبد الله بن هاشم الزعفراني، عند قراءته على خلف بن هشام البزار، ودحيم الدمشقي، وأن شيخه العجلي قرأ على الخضر بن الهيثم الطوسي سنة عشر وثلاثمائة، عن عمر بن شبة. وفي النفس شيء من قرب هذه الأسانيد. ويكفي من ضعفها أن رواتها مجاهيل. وذكر أن الغضائري قرأ على المطرز، عن قراءته على أبي حمدون الطيب بن إسماعيل، وهذا قول منكر. قال ابن عساكر في حديث هو موضوع رواه الخطيب، عن أبي علي الأهوازي: هو متهم. قلت: رواه الأهوازي في الصفات عن أحمد بن علي الأطرابلسي، عن القاضي عبد الله بن الحسن بن غالب، عن أبي القاسم البغوي، عن هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة، عن وكيع بن عدس، عن أبي زر، عن لقيط بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم: رأيت ربي بمنى على جمل أورق عليه جبة. هذا كذب على الله ورسوله. قد آتهم ابن عساكر أبا علي الأهوازي كما ترى. وهو عندي آثم ظالم لروايته مثل هذا الباطل، ولروايته عن أبي زرعة أحمد بن محمد: نا جدي لأمي الحسن بن سعيد، نا الحسين بن إسحاق التستري، نا حماد بن دليل، عن الثوري، عن قتيبة بن مسلم، عن عبد الرحمن بن سابط، على أبي أمامة رفعه: إذا كان عشية عرفة هبط الله إلى السماء الدنيا ويكون إمامهم إلى المزدلفة، ولا يعرج إلى السماء، تلك الليلة، فإذا أسفر غفر لهم حتى المظالم. ثم يعرض إلى السماء.) وأطم ما للأهوازي في كتبا الصفات له حديث: إن الله لما أراد أن يخلق نفسه خلق الخيل فأجراها حتى عرقت، ثم خلق نفسه من ذلك العرق. وهذا خبر مقطوع بوضعه، لعن الله واضعه ومعتقده مع أنه شيء مستحيل في العقول بالبديهة. (30/128)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 129 قال ابن عساكر: قرأت بخط الأهوازي قال: رأيت رب العزة في النوم وأنا بالأهواز، وكأنه يوم القيامة فقال لي: بقي علينا شيء اذهب. فمضيت في ضوء أشد بياضاً من الشمس وأنور من القمر، حتى انتهيت إلى طاقة أمام بيت، فلم أزل أمشي عليه ثم انتبهت. قال ابن عساكر: وأنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن الكلابي قال: حدثني أخي علي بن الخضر العثماني قال: أبو علي الأهوازي تكلموا فيه، وظهر له تصانيف زعموا أنه كذب فيها. وأنبأنا أبو طاهر الحنائي، وأنا الأهوازي، نا أبو حفص بن سلمون، ثنا عمرو بن عثمان، نا أحمد بن محمد بن يوسف الإصبهاني، ثنا شعيب بن بيان الصفار، نا عمران القطان، عن قتادة، عن أنس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: إذا كان يوم الجمعة ينزل الله في قبلة كل مؤمن مقبلاً عليه، فإذا سلم الإمام صعد إلى السماء. وبه إلى عمرو بن سلمون، بإسناد ذكره، عن أسماء، مرفوعاً: رأيت ربي بعرفات على جمل أحمر عليه إزار. وهذان والله موضوعان. وحد السوفسطائي أن يشك في وضع هذه الأحاديث. قال الكتاني: وكانت الأهوازي مكثراً من الحديث، وصنف الكثير في القراءات، وكان حسن التصنيف. وفي أسانيد القراءات له غرائب يذكر أنه أخذها رواية وتلاوة. وتوفي في ذي الحجة. وزاد غيره: في رابع ذي الحجة. وقد وهاه ابن خيرون، ورماه ابن عساكر بالكذب غير مرة في كتابه تبيين (30/129)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 130 كذب المفتري، وقال: رماه الله بالداء الأكبر. 4 (الحسين بن جعفر.) أبو عبد الله السلماسي، ثم البغدادي. سمع: علي بن محمد بن أحمد بن كيسان، وأبا سعيد الحرفي، وعلي بن لؤلؤ، وجماعة.) قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة أميناً كثير البر والخير. قلت: أخذ السلفي عن أصحابه. 4 (حرف الخاء)

4 (الخليل بن عبد الله بن أحمد.) أبو يعلي الخليلي القزويني الحافظ مصنف الإرشاد في معرفة المحدثين. كان ثقة حافظاً عارفاً بالعلل والرجال، عالي الإسناد. (30/130)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 131 سمع من: علي بن يزيد بن أحمد بن صالح القزويني المقريء، ومحمد بن سليمان بن يزيد الفامي، والقاسم بن علقمة، وجده محمد بن علي بن عمر، وعلي بن عمر القصار، وأبي حفص عمر بن إبراهيم الكتاني، ومحمد بن الحسن بن الفتح الصفار، ومحمد بن أحمد بن ميمون الكاتب، وأبي الحسين أحمد بن محمد النيسابوري الخفاف، وأبي بكر محمد بن أحمد بن عبدوس المزكي، وأبي عبد الله الحاكم. وسأل الحاكم عن أشياء من العلل. وروي بالإجازة عن: أبي بكر بن المقريء الإصبهاني، وعن: أبي حفص بن شاهين. روي عنه: أبو بكر بن لال مع تقدمه وهو من شيوخه، وولده أبو زيد واقد بن الخليل، وإسماعيل بن عبد الجبار بن ماك. مات رحمه الله في آخر العام. (30/131)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 132 4 (عبد الله بن الحسين بن عثمان الهمداني الخباز.) روي عن: الدارقطني. روي عنه: أبو الغنائم النرسي. 4 (عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن النعمان بن عبد السلام) الإصبهاني. أبو محمد اللبان. قال الخطيب: كان أحد أوعية العلم. سمع: أبا بكر بن المقريء، وإبراهيم بن خرشيد قوله، وأبا طاهر المخلص، وأحمد بن فراس العبقسي. وكان ثقة، صحب القاضي أبا بكر بن الباقلاني) ودرس عليه الأصول. ودرس الفقه على أبي حامد الإسفرائيني. وقرأ بالروايات، وولي قضاء إيذج. وله مصنفات كثيرة. وكان من أحسن الناس تلاوة. كتبنا عنه، وكان وجيز العبارة في المناظرة مع تدين وعبادة وورع بين وحسن خلق وتقشف ظاهر. (30/132)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 133 أدرك رمضان سنة سبع وعشرين وأربعمائة ببغداد، فصلى بالناس التروايح في جميع الشهر، فكان إذا فرغها لا يزال يصلي في المسجد إلى الفجر، فإذا صلى درس أصحابه. وسمعته يقول: لم أضع جنبي للنوم في هذا الشهر ليلاً ولا نهاراً. وكان ورده لنفسه سبعاً مرتلاً. قال ابن عساكر: سمعتُ ببغداد من يحيك أن أبا يعلى بن الفراء، وأبا محمد التميمي شيخي الحنابلة كانا يقرءآن على أبي محمد بن اللبان في الأصول سراً، فاجتمعا يوماً في دهليزه فقال أحدهما لصاحبه: ما جاء بك قال: الذي جاء بك. وقال: اكتم علي، وأكتم عليك. ثم اتفقا على أن لا يعودا إليه خوفاً أن يطلع عوامهم عليهما. وقال الخطيب: سمعته يقول: حفظت القرآن ولي خمس سنين، وأحضرت مجلس أبي بكر بن المقريء ولي أربع سنين، فتحدثوا في سماعي، فقال ابن المقريء: اقرأ والمرسلات. فقرأتها ولم أغلط فيها. فقال: سمعوا له والعهدة علي. قال الخطيب: ولم أرد أجود ولا أحسن قراءة منه. قلت: روي عنه أبو علي الحداد. وقرأ عليه بالروايات غير واحد. ومات بإصبهان في جمادى الآخرة. عبد الرحمن بن الحسن بن سعيد. أبو القاسم الخزرجي القرطبي. (30/133)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 134 رحل إلى المشرق في جمادى الأولى سنة ثمانين وثلاثمائة، فحج أربع حجج. قال أبو علي الغساني: سمعته غير مرة يقول: من شيوخي في القرآن: أبو أحمد السامري، وأبو الطيب بن غلبون، وأبو بكر محمد بن علي الأدفوي. ومن شيوخه في الحديث: أبو بكر المهندس، والحسن بن إسماعيل الضراب، وأبو مسلم الكاتب.) قال: لقيت كل هؤلاء بمصر. ولقي بالقيروان: أبا محمد بن أبي زيد. وقرأ بالأندلس علي: أبي الحسن الأنطاكي. وأقرأ الناس في مسجده بقرطبة زماناً. ثم نقله يونس بن عبد الله القاضي إلى الجامع، فواظب على الإقراء، وأم في الفريضة إلى أن توفي لستٍ بقين في المحرم فجأة. وقال أبو عمر بن مهدي: كان من أهل العلم بالقراءات، حافظاً للخلف بين القراء، مجوداً للقرآن، بصيراً بالنحو، مع الحج والخير والأحوال المستحسنة. أجلس للإقراء بجامع قرطبة. 4 (عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن محمد بن حميد الدمشقي.) حدث عن: عبد الوهاب الكلابي، وتمام. روي عنه: نجا بن أحمد. 4 (عبد الرحمن بن مسلمة بن عبد الملك بن الوليد.) أبو المطرف القرشي المالقي. (30/134)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 135 سكن إشبيلية. كان مقدماً في الفهم، بصيراً بالعلوم الكبيرة قرآن وأصولٍ وحديث وفقه وعربية. قد أخذ من كل علم بحظ وافر. أخذ عن: أبي محمد الأصيلي، وعباس بن أصبغ، وخلف بن قاسم وجماعة. توفي في شوال، وكان مولده سنة تسع وستين. عبد السلام بن الحسين بن بكار. أبو القاسم البغدادي. حدث عن: عيسى بن الوزير. وعنه: أبو علي البرداني. 4 (علي بن الفضل بن أحمد بن محمد بن الفرات.) أبو القاسم الدمشقي المقريء. إمام جامع دمشق. سمع: عبد الوهاب الكلابي، والحسن بن عبد الله بن سعيد البعلبكي.) ورحل إلى بغدد فقرأ بها القراءات. وسمع من: أبي عمر بن مهدي. وبالكوفة من: القاضي محمد بن عبد الله الجعفي. وبمصر من: عبد الجبار بن أحمد الطرسوسي. روي عنه: ابنه أبو الفضل، وأبو بكر الخطيب، وعبد المنعم بن الغمر، ومحمد بن الموازيني، وأبو القاسم النسيب، وأبو طاهر الحنائي، وأبو الحسن بن الموازيني. ووثقه النسيب. توفي في رجب. ويقال في شعبان. (30/135)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 136 4 (علي بن ميمون بن حمدان الأسدي المؤذن.) كوفي. روي عن: ابن عزال. روي عنه: أبي النرسي. 4 (عمر بن محمد بن أحمد بن جعفر.) أبو عبد الرحمن البحيري النيسابوري المزكي. شيخ من كبار العدول، ومن بيت الحديث والرواية. سمع من: جده، وأبيه، وأبي الحسن الحجاجي، وأبي عمرو بن حمدان، وزاهر السرخسي، وأي طاهر بن خزيمة. وحدث سنين، وأملى مدة في الجامع. قال أبو صالح المؤذن: خلط في سماعه في آخر عمره، وتوفي في ربيع الأول. 4 (عمر بن محمد بن قزعة المؤدب.) بغدادي، يعرف بابن الدلو. روي عن: أبي عمر بن حيويه. روي عنه: أبو بكر بن الخاضبة، وغيره. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقاً. 4 (حرف القاف) ) 4 (القاسم بن إبراهيم بن قاسم بن يزيد الأنصاري.) (30/136)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 137 من ولد الأمير عبد الله بن رواحة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلّم. أبو محمد القرطبي المعروف بابن الصابوني. نزيل إشبيلية. روي عن: أحمد بن فتح الرسان، وسعيد بن سلمة، ومخلد بن عبد الرحمن، وابن الجسور، ويونس بن عبد الله. وقال ابن خزرج: كان من أهل العلم بالقراءات والحديث. ذا حظ وافرٍ من الفقه والأدب، صدوقاً. توفي بمدينة لبلة. وكان خطيبها وقاضيها في شعبان. وولد سنة ثلاث وثمانين. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن الحسن بن زيد بن حمزة.) أبو الحسن اليشكري الكوفي. حدث عن: علي البكائي، وأبي زرعة أحمد بن الحسين الرازي. قال أبي النرسي: سماعه صحيح. سمعته يقول: ولدت سنة. 4 (محمد بن عبد الرحمن) أبو الفضل النيسابوري الحريضي، تصغير الحرضي، يعين الأشناني. حدث ببغداد عن: أبي الحسين الخفاف، والعلوي، وابن فورك. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً. توفي بهمذان. (30/137)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 138 4 (محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم.) أبو الحسين بن أبي محمد بن أبي نصر التيمي الدمشقي المعدل. سمع: أباه، وأبا بكر الميانجي، وأبا سليمان بن زبر، هو آخر من حدث عنهما. وروي عنه: سهل بن بشر، وموسى الصقلي، وأبو القاسم النسيب، وأبو الحسن بن الموازيني، وأبو طاهر الحنائي. وكانت له جنازة عظيمة، غلق له البلد، وحضره النائب. توفي في رجب.) 4 (محمد بن علي بن إبراهيم.) أبو طالب البيضاوي. توفي في رمضان. وكان مكثراً. سمع: أبا الحسين بن المظفر، وابن حيويه. روي عنه: الخطيب، وأثنى عليه، وعبد العزيز الكتاني. وكان صدوقاً. (30/138)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 139 4 (محمد بن الفضل بن محمد.) أبو بكر النيسابوري اللباد. روي الكثير عن: أبي أحمد الحاكم، وأبي الحسين محمد بن المظفر، وطبقتهما. 4 (محمد بن محمد بن عيسى بن حازم.) أبو الحسين البكري الكوفي المعروف بابن نفط. سمع إفادة أبيه من: علي بن عبد الرحمن البكائي. وكان أمياً لا يكتب. روي عنه: أبي النرسي. 4 (محبوب بن محبوب بن محمد.) أبو القاسم الخشني الطليطلي. روي عن: محمد بن إبراهيم الخشني، وأبي إسحاق بن سنظير، وأبي جعفر بن ميمون. وكان من أعلم أهل زمانه باللغة والعربية، بصيراً بالحديث وعليه، فهماً فطناً صالحاً. توفي في المحرم. ترجمه ابن مظاهر. 4 (حرف النون)

4 (نصر بن سيار بن يحيى.) أبو الفتح الهروي القاضي، رئيس بلده. روي عن: جده، وعن: خاله أبي القاسم الداوودي. وخرج له شيخ الإسلام أمالي.) وقتل مظلوماً. (30/139)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 140 4 (بنت فايز القرطبي.) امرأة أبي عبد الله بن عتاب. عالمة فاضلة متفننة في العلوم، أخذت علم الآداب عن أبيها، والفقه عن زوجها. وقدمت على أبي عمرو الداني ليقرأ عليها، فوجدته مريضاً فمات، فذهبت إلى بلنسية وقرأت بالروايات السبع على أبي داود صاحب الداني. ثم حجت سنة خمس، وتوفيت راجعة بمصر سنة ست. (30/140)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 141 1 (سنة سبع وأربعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن بابشاذ بن داود بن سليمان.) أبو الفتح المصري الجوهري الواعظ. روي عن: أبي مسلم محمد بن أحمد الكاتب، وأبي الحسن طاهر بن عبد المنعم بن غلبون. قال أبو طاهر السلفي: وفيه على ما قيل لين. قلت: وروي عنه: ابنه طاهر صاحب العربية، وأبو الحسين يحيى بن علي الخشاب المقريء، وأبو عبد الله محمد بن أحمد الرازي، وغيرهم. وتوفي في رمضان. أبو زيد الإصبهاني. عن: أبي بكر بن المقري. وعنه: يحيى بن مندة. مات في جمادى الأولى. 4 (أحمد بن عبد الله بن أحمد بن ثابت.) (30/141)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 142 الإمام أبو نصر الثابتي البخاري، الفقيه الشافعي. وروي عن: أبي القاسم بن جبارة، وأبي طاهر المخلص. وتفقه على: أبي حامد الإسفرائيني. ودرس وأفتى.) قال الخطيب كتب عنه، وكان ليناً في الرواية. قال الذهلي: كان يدرس ويفتي، وله حلقة في جامع المدينة. وقال: النرس: نا عن زاهر السرخسي. وتوفي في رجب. 4 (أحمد بن علي بن عبد الله.) أبو بكر البغدادي الزجاجي المؤدب. سمع: أبا القاسم بن حبابة، وأبا حفص الكتاني. قال الخطيب: كان ديناً فقيهاً شافعياً. كتبت عنه، وذكر لي أنه سمع من: زاهر بن أحمد السرخسي، إلا أن كتابه ببلده بطبرستان. وأرخ ابن خيرون وفاته في ذي الحجة، وأنه كان صالحاً. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن عبدوس.) (30/142)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 143 أبو الحسن البغدادي الزعفراني، المؤدب. سمع: أبا بكر القطيعي، وابن ماسي، وابن شاهين. قال الخطيب: كتبت عنه من سماعه الصحيح، ومات في صفر. وقد ولد في سنة ثمان وخمسين. وقال ابن خيرون في الوفيات. كان في كلامه وسماعه تخليط. 4 (حرف التاء)

4 (التقي بن نجم بن عبيد الله.) أبو الصلاح الحلبي، شيخ الشيعة وعالم الرافضة بالشام. قال يحيى بن أبي طيء في تاريخ: هو عين علماء الشام والمشار إليه بالعلم والبيان، والجمع بين علوم الأديان، وعلوم الأبدان. ولد في سنة أربع وسبعين بحلب، و رحل إلى العراق ثلاث مرات. وقرأ على: الشريف المرتضى. وقال أبن أبي روح: توفي بعد عوده من الحج بالرملة في المحرم، وكان أبو الصلاح علامة في فقه أهل البيت.) وقال غيره: له مصنفات في الأصول والفروع، منها كتاب الكافي، وكتاب التقريب، وكتاب المرشد إلى طريق التعبد، وكتاب المعمدة في الفقه، وكتاب تدبير الصحة صنفه لصاحب حلب نصر بن صالح، وكتاب شبه الملاحدة. وكتبه مشهورة بين أئمة القوم. (30/143)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 144 وذكر عنه صلاح وزهد وتقشف زائد وقناعة مع الحرمة العظيمة. والجلالة. وأنه كان يرغب في حضور الجماعة. وكان لا يصلي في المسجد غير الفريضة، ويتنفل في بيته، ولا يقبل ممن يقرأ عليه هدية. وكان من أذكياء الناس وأفقههم وأكثرهم تفنناً. وطول ابن أبي طيء ترجمته. 4 (تمام بن محمد بن هارون.) الخطيب أبو بكر الهاشمي البغدادي. سمع: علي بن حسان الحدلي صاحب مطين. وكان صدوقاً معظماً. كتب عنه أبو بكر الخطيب، والكبار. 4 (حرف الجيم)

4 (جعفر بن محمد بن عفان) الفقيه أبو الخير المروزي الشافعي. قدم معرة النعمان، وأقرأ بها الفقه. وصنف في المذهب كتاب الذخيرة وكان قدومه المعرة في سنة، ودرس بها. وأخذ عنه أهلها. (30/144)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 145 4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن رجاء البغدادي.) الدهان النحوي. أقرأ العربية مدة. 4 (الحسن بن علي بن عبد الله.) أبو علي العطار المقرئ البغدادي، المؤدب. ويعرف بالقرع، والد فاطمة صاحبة الخط المنسوب. سمع من: عيسى بن الوزير، وأبي حفص الكتاني، والمخلص.) وقرأ بالرويات على: أبي الفرج عبد الملك بن بكران النهرواني، وأبي إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري، وأبي الحسن الحمامي، وجماعة. قرأ عليه: أبو طاهر بن سوار، وأبو طالب القزاز. وروي عنه: أبو بكر الخطيب وقال: لم يكن به بأس. 4 (الحسين بن أحمد بن محمد بن حبيب.) أبو عبد الله القادسي البزاز. (30/145)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 146 كان يملي في جامع المنصور مدة عن: أبي بكر القطيعي، والوراق، وأبي بكر بن شاذان. قال الخطيب: حضرته يوماً وطالبته بأصول، فدفع إلي عند ابن شاذان وغيره أصولاً صحيحة. فقلت: أرني أصلك عن القطيعي. فقال: أنا لا يشك في سماعي منه. سمعني خالي هبة الله المفسر منه المسند كله. فقلت: لا تروين ههنا شيئاً إلا بعد أن تحضر أصولك وتوقف عليها أصحاب الحديث. فانقطع ومضى إلى مسجد براثاً فاملى فيه. وكانت الرافضة تجتمع هناك، فقال لهم: منعتني النواصب أن أروي في جامع المنصور فضائل أهل البيت. ثم جلس في مسجد الشرقية، واجتمعت إليه الرافضة، ولهم إذ ذاك قوة وكلمتهم ظاهرة، فاملى عليهم العجائب من الموضوعات في الطعن على السلف. وقال لي: يحيى بن حسين العلوي: أخرج إلي ابن القادسي أجزاء كثيرة من القطيعي، فلم أر في شيء منها له سماعاً صحيحاً إلى في جزء واحد. وكانت أجزاء عتقاً قد غير أوائلها وكتبه بخطه، وأثبت فيها سماعه. وقال أبي النرسي: كان ابن القادسي يسمع لنفسه، وكان له سماع صحيح، منه حديث الكديمي، وجزء من حديث القعنبي، وأجزاء من مسند أحمد. سمعنا منه. (30/146)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 147 قلت: حديث الكديمي وقع لنا، وكان قد تفرد به ابن الموازيني، عن البهاء. ومات بان القادسي في ذي القعدة. 4 (الحسين بن علي بن جعفر بن علكان ابن الأمير أبي دلف العجلي الفقيه.) قاضي القضاة أبو عبد الله الجرباذقاني، والمعروف بابن ماكولا. ولي قضاء القضاة ببغداد سنة عشرين وأربعمائة.) قال الخطيب. ولم نر قاضياً أعظم نزاهة منه. سمعته يقول: سمعت من أبي عبد الله بن مندة بإصبهان. توفي في شوال وهو حينئذ قاضي القضاة، وكان عارفاً بمذهب الشافعي. وقيل إنه ولد سنة، وهو عم الحافظ أبي نصر الأمير. 4 (الحسين بن علي بن محمد بن أبي المضاء.) أبو علي البعلبكي، القاضي. (30/147)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 148 حدث عن: الحسن بن عبد الله سعيد الكندي الحمصي، والحسين بن أحمد البعلبكي. روي عنه: أبو المضاء محمد بن علي المعروف بالشيخ الدين، وسماعه منه ببعلبك في سنة ست وأربعين. وتوفي بعدها بسنة. 4 (حكم بن محمد بن حكم.) أبو العاص الجذامي القرطبي، ويعرف بابن إفرانك. روي عن: عباس بن أصبغ، وخلف بن القاسم، وعبد الله بن إسماعيل بن حرب، وهاشم بن يحيى، وجماعة كبيرة. ولقي بطليطلة: عبدوس بن محمد، وغيره. ورحل سنة إحدى وثمانين وحج، فأخذ عن: أبي يعقوب بن الدخيل، وأبي بكر أحمد بن محمد المهندس، وإبراهيم بن علي التمار، وأبي محمد بن أبي زيد الفقيه. وقرأ القرآن على: أبي الطيب بن غلبون. وكان مسند أهل الأندلس في عصره. روي عنه الكبار: أبو مروان الطبني، وأبو علي الغساني وقال: كان رجلاً صالحاً ثقة، مسنداً. علت روايته لتأخر وفاته. وكان صليباً في السنة، مشدداً على أهل البدع، عفيفاً ورعاً، صبوراً على القلة، متين الديانة، رافضاً للدنيا، (30/148)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 149 مهيناً لأهلها، منقبضاً عن السلطان، يتمعش من بضيعة حل ببلده، يضارب له بها بعض إخوانه المسافرين. توفي في صدر ربيع الآخر عن سن عالية عن بضعٍ وتسعين سنة. وقال عبد الرحمن بن خلف إنه رأى على نعش حكم هذا يوم دفنه طيوراً لم تعهد بعد كانت) ترفرف فوقه، وتتبع جنازته إلى أن دفن كالذي رئي على نعش أبي عبد الله بن الخفار، رحمهما الله تعالى. 4 (حمزة بن محمد بن عبد الله بن محمد الحسين.) أبو طالب الهاشمي الجعفري الطوسي الصوفي، وكان كثير الأسفار. سمع بدمشق: عبد الوهاب الكلابي، وطلحة بن أسد. وسمع بإصبهان: الحافظ ابن مردويه. وبأماكن. روى عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري، وأحمد بن سهل السراج، وأبو المحاس الروياني، وغيرهم. وسكن نوقان، وسمع منه بها خلق. وبها توفي رحمه الله في شعبان. (30/149)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 150 4 (حمزة بن القاسم بن عفيف.) أبو القاسم المصري الوراق. توفي أيضاً في شعبان. 4 (حرف الذال)

4 (ذو النون بن أحمد بن محمد.) أبو الفيض المصري العصار. سمع: القاضي أبا الحسن الحلبي، وغيره. وري عنه: أبو عبد الله الرازي. 4 (حرف الراء)

4 (رافع بن نصر.) أبو الحسن البغدادي الشافعي، الزاهد الفقيه المفتي. المعروف بالحمال. روي عن: أبي عمر بن مهدي الفارسي. وحكى عن: أبي بكر بن الباقلاني، وعن: أبي حامد الإسفرائيني.) وكان يعرف الأصول. أخذ عنه عبد العزيز الكتاني، وله شعر حسن. وتوفي بمكة. وقال محمد بن طاهر: سمعت هياج بن عبيد يقول: كان لرافع الحمال في الزهد قدم. وإنما تفقه أبو إسحاق الشيرازي والقاضي أبو يعلى الفراء بمعاونة رافعٍ لهما. كان يحمل وينفق عليهما. (30/150)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 151 ومن شعر رافع الحمال: (كُرّ كَرّ العّبْدِ إن أحْ .......... ببت أن تحسب حراً)

(واقطع الآمال عن فض .......... ل بني آدم طرا)

(أنت ما أستغنيت عن مث .......... لك أعلى الناس قدرا) وكان عرافاً بمذهب الشافعي. وكان يفتي بمكة. قال ابن النجار: قرأ شيئاً من الأصول على ابن الباقلاني، وتفقه علي أي حامد الإسفرائيني. حدث عنه: سهل بن بشر الإسفرائيني، وجعفر السراج. وكان موصوفاً بالزهد والعبادة والمعرفة رحمه الله. 4 (حرف السين)

4 (سليم بن أيوب بن سليم) (30/151)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 152 أبو الفتح الرازي الفقيه الشافعي. المفسر الأديب سكن الشام مرابطاً محتسباً لنشر العلم والسنة والتصانيف. حدث عن: محمد بن عبد الله الجعفي، ومحمد بن جعفر التميمي الكوفيين، وأحمد بن محمد البصير، وحمد بن عبد الله الرازيين، وأبي حامد الإسفرائيني، وأحمد بن محمد المجبر، وأحمد بن فارس اللغوي، وجماعة. روي عنه: الكتاني، وأبو بكر الخطيب، والفقيه نصر المقدسي، وأبو نصر الطريثيثي، وعلي بن طاهر الأديب، وعبد الرحمن بن علي الكاملي، وسهل بن بشر الإسفرائيني، وأبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب وقال: هو ثقة، فقيه، مقريء، محدث. وقال سهل الإسفرائيني: حدثني سليم أنه كان في صغره بالري، وله نحو عشرين سنين، فحضر بعض الشيوخ وهو يلقن فقال لي: تقدم فاقرأ. فجهد أن أقرأ الفاتحة فلم أقدر على ذلك لانغلاق لساني.) فقال: لك والدة قلت: نعم. قال: هل تدعو لك أن يرزقك الله قراءة القرآن والعلم. قلت: نعم. فرجعت فسألتها الدعاء، فدعت لي. ثم إني كبرت ودخلت بغداد وقرأت بها العربية والفقه، ثم عدت إلى الري، فبينا أنا في الجامع أقرأ بمختصر المزني وإذا الشيخ قد حضر وسلم علينا وهو لا يعرفني. فسمع مقابلتنا وهولا يعلم ما نقول، ثم قال: متى يتعلم مثل هذا؟ (30/152)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 153 فأردت أن قول له: إن كانت لك والدة قل لها تدعو لك، فاستحييت منه، أو كما قال. وقال أبو نصر الطرايثيثي: سمعت سليماً يقول: علقت عن شيخنا أبي حامد جميع التعليق، وسمعته يقول: وضعت مني صور، ورفعت بغداد من أبي الحسن بن المحاملي. قال ابن عساكر: بلغني أن سليماً تفقه بعد أن جاز الأربعين، وقرأت بخط غيث الأرمنازي: غرق سليم الفقيه في بحر القلزم عند ساحل جدة بعد الحج في صفر سنة سبع وأربعين. وقد نيف على الثمانين. وكان رحمه الله فقيهاً مشاراً إليه. صنف الكثير في الفقه وغيره، ودرس. وهو أول من نشر هذا العلم بصور، وانتفع به جماعة، منهم الفقيه نصر. (30/153)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 154 وحدثت عنه أنه كان يحاسب نفسه على الأنفاس، لا يدع وقتاً يمضي بغير فائدة، إما ينسخ، أو يدرس، أو يقرأ. وحدثت عنه أنه كان يحرك شفتيه إلى أن يلقط القلم رضي الله عنه. 4 (ستيتة بنت عبد الواحد بن محمد بن سبنك البجلي.) امرأة صادقة فاضلة بغدادية. سمعت من عمر بن سبنك. وحدثت. روي عنها الخطيب. 4 (سهل بن طلحة.) قال الحبال: ذكر أنه سمع من ابن المقريء بإصبهان. 4 (سهل بن محمد بن الحسن.) (30/154)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 155 أبو الحسن القايني الصوفي، عرف بالخشاب. سكن دمشق، وحدث عن: أبي جعفر محمد بن عبد الله القايني الحافظ، والقاضي أبي القاسم حسين بن علي.) روي عنه: أحمد بن أبي الفتح الشهروزوري، ونصر بن إبراهيم المقدسي، وجماعة. توفي بمصر في صفر. (تمناه ظرفي في الكرى فتجنبا .......... وقبلت يوماً ظله فتغضباً)

(وخبر أني قد عبرت بابه .......... لأخلس منه نظرة فتحجبا)

(ولو هبت الريح الصبا نحو أذنه .......... بذكري لسب الريح أو لتعتبا)

(وما زاده عندي قبيح فعاله .......... ولا الصد والهجران إلى تحببنا)

4 (حرف الطاء)

4 (طلحة بن عبد الرزاق بن عبد الله بن أحمد الإصبهاني.) (30/155)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 156 رحل وسمع من: أبي طاهر المخلص. روي عنه: أبو علي الحداد. وتوفي في جمادى الآخرة. وأبوه هو أخو أبي نعيم الحافظ، وله سماع من ابن المقري. 4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن الحسين.) قاضي القضاة أبو محمد الناصحي، الفقيه الحنفي. ولي قاضي القضاة للسلطان الكبير محمود بن سبكتكين. وروي عن: بشر بن أحمد الإسفرائيني. وطال عمره وعظم قدره. 4 (عبد الله بن علي بن محمد بن حمويه الإصبهاني الجمال.) روي عن: ابن المقريء. توفي في جمادى الأولى. 4 (عبد الرحيم بن الحسين.) الوزير الأوحد أبو عبد الله الكاتب. ويلقب بالعادل. وزر للملك الرحيم أين نصر بن أبي كاليجار، وخلع عليه الخليفة. وكان سمحاً جواداً، ظلماً سفاكاً للدماء.) (30/156)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 157 غضب عليه أبو نصر وطلبه، وقد غطوا على حفيرة في دار الملك بحصيرة، فلما مر نزل فيها وطم عليه في الحال. وذلك في شهر رمضان سنة سبع. 4 (عبد الغفار بن محمد الأمدي.) أبو طاهر سمع: إسحاق بن سعد النسوي، وغيره. قال أبي النرسي: كان ثقة، حدثنا ببغداد. 4 (عبد الملك بن عبد الله بن محمود بن صهيب بن مسكين.) أبو الحسن المصري الفقيه الشافعي. روي عن: أبيض بن محمد الفهري صاحب النسائي، وعبيد الله بن محمد بن أبي غالب البزار، وأبي بكر بن المهندس، وأبي بكر محمد بن القاسم بن أبي هريرة، وعلي بن الحسين الأنطاكي قاضي أذنة، وغيرهم. ويعرف أيضاً بالزجاج. روي عنه: الرازي في مشيخته. 4 (عبد الملك بن محمد بن محمد بن سلمان.) أبو محمد البغدادي. روي عن: القاضي أبي بكر الأبهري، وعلي بن لؤلؤ، وغيرهما. توفي في شعبان. (30/157)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 158 4 (عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان.) أبو الفرج البغدادي، المحدث الغزال. أخو محمد. سمع: أبا عبد الله العسكري، وإسحاق بن سعد النسوي، وعلي بن لؤلؤ، ومحمد بن عبد الله بن بخيت، وابن الزيات، وأبا بكر الأبهري، وابن المظفر. وسكن صور وحدث بها. روي عنه: أبو بكر الخطيب ووثقه، والفقيه نصر المقدسي، وآخرون. ولد سنة اثنتين وستني وثلاثمائة. وتوفي بصور في شوال. (30/158)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 159 4 (عبد الوهاب بن محمد بن موسى.) ) أو أحمد الغندجاني. قال الخطيب: سمع من: أحمد بن عبدان الحافظ، ومن: أبي طاهر المخلص، وحدثنا بتاريخ البخاري عن ابن عبدان بعضه بقوله، وأرجو أن يكون صدوقاً. مات في جمادى الأولي. قلت: روي عنه: أبو الفضل بن خيرون، وأبو الحسين بن الطيوري، وأبو الغنائم النرسي. 4 (عبيد الله بن علي بن أبي قربة.) أبو القاسم العجلي الحذاء الكوفي. قال أبو الغنائم النرسي: ثنا عن علي بن بكار، وغيره. وهو ثقة. 4 (عبيد الله بن محمد بن زمناتة.) (30/159)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 160 أبو القاسم الشيباني سبط ابن النحاس الكوفي. قال أبي أبو الغنائم: ثنا عن جده والكهبلي. 4 (عبيد الله بن المعتز بن منصور بن عبد الله بن حمزة.) أبو الحسن النيسابوري، من بيت الحشمة والثروة بنيسابور. سمع من: أبي الفضل بن خزيمة، وأبي بكر الجوزقي، وأبي الفضل الفامي، وأبي محمد المخلدي. وحدث بإصبهان والري. روي عنه: أبو علي الحداد، وغيره. وتوفي في أواخر السنة. وروي عنه أيضاً: أبو بكر محمد بن يحيى المزكي، ومحمد بن عبد الله خوروست، وإسحاق بن أحمد الراشتياني. ولهذا أخ اسمه: 4 (منصور المعتز) روي عن أبي الحسن العلوي. وعنه: إسماعيل بن المؤذن.) 4 (علي بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن جبريل القلانسي.) الرئيس النسفي. روي عن: أبي بكر الإسماعيلي. كذا قال صاحب القند. (30/160)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 161 وعن: جده أبي بكر محمد بن إبراهيم، والحسن بن صديق النسفي، وفائق الخاصة، وجماعة. كنيته أبو الحسن. توفي في رجب وقد قارب التسعين. 4 (علي بن المحسن بن علي.) أبو القاسم بن أبي علي التنوخي، القاضي، صاحب الطوالات. سمع: ابن سعيد الرزاز، وعلي بن محمد بن كيسان، وأبا سعيد الحرفي، وأبا عبد الله الحسين بن محمد العسكري، وعبد الله بن إبراهيم الزيني، وإبراهيم بن أحمد الخرقي، وعبد العزيز بن جعفر الخرقي، وخلقاً. قال الخطيب: سمعته يقول: ولدت بالبصرة في النصف من شعبان سنة وخمس وستين. وأول سماعي في شعبان سبعين. قال: وكان متحفظاً في الشهادة عند الحكام، صدوقاً في الحديث. تقلد قضاء المدائن، وقرميسين، والبردان، وغيرها من النواحي. ومات في ثاني المحرم سنة سبغ. وكذا ورخه ابن خيرون وقال: قيل كان رأيه الرفض والاعتزال. (30/161)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 162 قلت: وقد انتخب عليه الخطيب، وغيره. وحدث عنه خلق، منهم: أبي النرسي، والحسن بن محمد الباقرحي، ونور الهدى أبو طالب الحسين بن محمد الزينبي، وأبو علي محمد بن محمد بن المهدي، وأبو شجاع بهرام، وأبو منصور محمد بن أحمد بن النقور، وأبو القاسم هبة الله بن الحصين، وخلق سواهم. قال شجاع الذهلي: كان يتشيع ويذهب إلى الاعتزال. 4 (حرف الفاء)

4 (الفضل بن صالح بن علي.) أبو علي الروذباري، ثم المصري.) روي عن: علي ابن الحافظ أبي سعيد بن يونس. روي عنه: الرازي في مشيخته. 4 (حرف القاف)

4 (القاسم بن سعيد بن العباس.) أبو أحمد بن المحدث أبي عثمان القرشي الهروي. سمع: أباه، وعبد الله بن حمويه السرخسي، وعبد الرحمن بن أبي شريح. وحدث. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن بدر.) (30/162)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 163 أبو عبد الله الطليطلي. روي عن: أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن حسين، وعبد الله بن دنين، والمنذر بن المنذر، وأبي جعفر بن ميمون. وكمان فقيهاً مفتياً جامعاً للعلم، كثير العناية به، عاقلاً وقوراً خيراً. كان يتخير للقراءة على الشيوخ لفصاحته ونهضته. قرأ الموطأ في يوم على المنذر بن المنذر. وتوفي رحمه الله في رجب. 4 (محمد بن إسحاق بن أبي حصين.) القاضي أبو الحسن توفي بمصر قال الحبال: عنده إسناد العراق. 4 (محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن الليث.) أبو بكر الكشي، ثم الشيرازي، ابن الإمام أبي علي. سمع: ابن المقري، وابن مندة بإصبهان. ومات في السنة. ذكره يحيى بن مغدة.) والكشي بالمعجمة. ومات أبوه سنة خمس وأربعين. 4 (محمد ذخيرة الدين) (30/163)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 164 ولي عهد أمير المؤمنين أبو العباس ابن أمير المؤمنين القائم بأمر الله عبد الله بن القادر بالله أحمد. قال ابن خيرون: ولد سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، وخطب له بولاية العهد سنة أربعين، ولقب ذخيرة الدين، فأدركه أجله في ثامن عشر ذي القعدة. وكان قد ختم القرآن وحفظ الفقه والعربية والفرائض. وقال ابن النجار: خلف جارية حاملاً، فولدت ابناً وهو أمير المؤمنين أبو القاسم عبد الله بن محمد المقتدي بأمر الله. 4 (محمد بن علي بن يحيى بن سلوان المازني.) أبو عبد الله بن القماح الدمشقي. سمع نسخة أبي مسهر وما معها من الفضل بن جعفر، وليس عنده سواهما. روي عنه: الكتاني، والخطيب، والفقيه نصر، وسهل بن بشر، ونجا بن أحمد، أبو طاهر الحنائي، والنسيب وقال: هو ثقة، وأبو الحسن علي، وأبو الفضل محمد ابنا الموازيني، والحسن بن أحمد بن أبي الحديد، وعبد المنعم بن الغمر الكلابي. وتوفي في ذي الحجة. وولد في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة. 4 (مكرر محمد بن القاسم بن محمد بن إسماعيل بن هشام.) أبو عبد الله الأموي المرواني. (30/164)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 165 من أولاد أمير الأندلس. روي عن: أبيه. وكان صاحب ديوان الإنشاء بطليلطلة، له يد طولي في الرسائل والآداب، وشهرة تامة. روي عنه: أبو بكر المصحفي. 4 (محمد بن القاسم بن ميمون بن حمزة بن الحسين بن محمد.) أبو الحسن العلوي الحسيني المصري.) أخو أبي إبراهيم أحمد، من كبراء المصريين. وجدهما ميمون يروي عن أحمد بن عبد الوارث العسال. توفي محمد في ذي القعدة. 4 (محمد بن محمد بن عيسى بن حازم.) أبو طاهر البكري الكوفي. عرف بابن نفط. قال أبي النرسي: روي لنا كأخيه عن البكائي. 4 (محمد بن محمد) أبو الفضل الإسفرائيني الرافعي القاضي. سمع: أبا الحسن بن جهضم بمكة، ومحمد بن عبد الصمد الزرافي صاحب خيثمة بأطرابلس، وتمام بن محمد بدمشق. (30/165)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 166 وولي قضاء إسفراين، وبها مات. روي عنه: أبو الحسن علي بن محمد الجرجاني. 4 (محمد بن يحيى الكرماني.) أبو عبد الله، نزيل بغداد. روي عنه: الخطيب. وتوفي في ربيع الأول. سمع من: أبي الحسن أحمد بن محمد بن الصلت القرشي، وابن رزقويه، وبان بشران، وخلق. وقرأ الكثير. وروي عنه أيضاً: طاهر بن محمد النيسابوري. 4 (منصور بن عمر بن علي.) الإمام أبو القاسم البغدادي الكرخي الفقيه الشافعي. ذكره أبو إسحاق في الطبقات، فقال: ومنهم شيخنا أبو القاسم منصور الكرخي. تفقه على: أبي أحمد الإسفرائيني. وله عنه تعليقة. (30/166)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 167 وصنف في المذهب كتاب الغنية. ودرس ببغداد.) قلت: توفي في جمادى الآخرة، وسمع: أبا طاهر المخلص، وأبا القاسم الصيدلاني. وحدث. روي عنه: الخطيب، وقال: هو من أهل كرخ جدان. 4 (حرف الهاء)

4 (هاشم بن عبيد الجابري.) ثم المصري. سمع كثيراً، وحدث. قاله الحبال. 4 (الكنى)

4 (أبو بكر بن أحمد.) عرف بابن الخياط المنجم. من تلامذة مسلمة المرحيطي. برع في أحكام النجوم، وهو علم باطل. وخدم الأمير المأمون يحيى بن ذي النون. وكان عارفاً أيضاً بالطب. عاش ثمانين سنة، وتوفي بطليلطلة. (30/167)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 168 1 (سنة ثمان وأربعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحسن بن علي.) أبو سعد الإصبهاني الشطرنجي، الواعظ المعروف بابن البغدادي. أخو الحسن وعلي. روي عن أبيه الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان التاجر عن جده علي بن أحمد صاحب أبي حاتم الرازي. وعن أبيه، عن الفضل بن الخصيب، وابن أخي أبي زرعة، وجماعة. وعن عبيد الله بن يعقوب راوي مسند أحمد بن منيع. وروي عنه: إسماعيل بن الفضل الإخشيد، وغيره. وقع لنا من مجالسه. توفي في جمادى الأولى. 4 (أحمد بن الحسني بن الشيخ أبي بكر محمد بن عبد الله بن بخيت.) أبو الحسن المصري البغدادي. سمع: جده. قال الخطيب: كتبنا عنه. وسمع لنفسه في بعض الأجزاء. مات في المحرم وهو في عشر التسعين. (30/168)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 169 وحدث عنه: شجاع الذهلي. 4 (أحمد بن الحسين.) أبو الحسين الفناكي الرازي، الفقيه الشافعي. تفقه علي: أبي حامد الإسفرائيني. ورحل إلى الإمام أبي عبد الله الحليمي إلى بخاري فدرس عليه، وتصدر ببروجرد يفيد ويعلم. وعمر دهراً. 4 (أحمد بن محمد ب أحمد بن يعقوب بن قفرجل.) أوب الحسين البغدادي الوزان. سمع: جده لأمه أبا بكر بن قفرجل، وعلي بن لؤلؤ، وعمر بن شاهين.) قال الخطيب: كان صدوقاً. مات في ربيع الآخر. 4 (أحمد بن أبي علي محمد بن الحسين بن داود بن علي السيد.) أبو الفضل العلوي الزاهد المقريء الحنفي، الفقيه. كان عديم النظير في العلوية، وأفضل أهل بيته. روي عن: عمه أبي الحسن العلوي، والخفاف، وأبي ذكريا الحربي، والطبقة. روى عنه جماعة. (30/169)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 170 وتوفي في ذي الحجة. 4 (أحمد بن محمد بن علي بن نمير.) أبو سعيد الخوارزمي الضرير الفقيه، العلامة الشافعي. تلميذ الشيخ أبي حامد. قال الخطيب: درس وأفتى، ولم يكن بعد أبي الطيب الطبري أحد أفقه منه كتبت عنه، عن عبد الله بن أحمد بن الصيدلاني. توفي في صفر. وكان يقدم علي أبي القاسم الكرخي، وعلي أبي نصر الثابتي. 4 (أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان.) أبو بكر الواسطي. يعرف بشرارة. (30/170)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 171 4 (أحمد بن محمد بن الواحد بن بابشاذ.) أبو الخطاب المقريء البغدادي البزاز. قرأ القرآن على الحمامي، وسمع منه ومن: عبد القاهر بن عترة. روي عنه: أبو طاهر بن سوار، والمبارك بن عبد الجبار الصيرفي. وثقه أبو الفضل بن خيرون، وقال: مات في ربيع الأول. 4 (إبراهيم بن محمد) أبو إسحاق الفهمي الطليطلي. روي عن: أبي محمد بن القشاري، ويوسف بن أصبغ.) وكان متفنناً في العلوم لغة وعربية وفرائض وحساب، ومشوراً في الأحكام وتوفي في شعبان. 4 (إبراهيم بن سليمان بن إبراهيم بن حمزة.) أبو إسحاق البلوي المالقي، صهر أبي عمر الطلمنكي، فأكثر عن أبي عمر. وكان مقدماً في التعبير. 4 (إسماعيل بن الحسن بن محمد بن الحسين بن داود بن علي النقيب أبو المعالي العلوي) النيسابوري. (30/171)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 172 سمع جده، وأبا الحسين الخفاف، وجماعة. وأملى، وله حشمة وجلالة. توفي في ربيع الأول عن تسع وخمسين سنة. 4 (إسماعيل بن علي بن الحسن بن بندار بن المثنى.) أبو سعد الإستراباذي الواعظ. حدث عنه: الحاكم، وشافع بن محمد بن أبي عوانة، وجماعة. روي عنه: أبو بكر الخطيب، ومكي الرميلي، وشيخ الإسلام الهكاري، وآخرون. قال الخطيب: ليس بثقة. وقال ابن طاهر: بان كذبه ومزقوا حديثه. مات بالقدس. (30/172)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 173 4 (حرف الجيم)

4 (جعفر بن محمد بن الظفر) أبو إبراهيم النيسابوري. حدث ببغداد عن: الحسين الخفاف، والحاكم أبي عبد الله. قال الخطيب: ثنا وكان إمامياً. (30/173)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 174 4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن محمد بن علي بن جابر.) العلامة أبو محمد الدهان، اللغوي النحوي. أحد الأعلام ببغداد.) قرأ بالروايات الكثيرة، ودرس فقه أبي حنيفة. وقرأ النحو على الرماني، وغيره. وروي عن أبي الحسين بن بشران. وكان معتزلياً. روي عنه: عزيزي الجيلي، وأبو زكريا يحيى التبريزي، وعثمان بن علي الأديب. مات في جمادى الأولى. 4 (الحسن بن الحسين.) أبو علي الخلعي الفقيه الشافعي. توفي بمصر في شوال. وبإفادته سمع ابنه القاضي أبو الحسن. 4 (الحسن بن عبد الواحد بن سهل بن خلف.) أبو محمد البغدادي. (30/174)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 175 توفي في ربيع الآخر. سمع: الحربي، والدار قطني، وعيسى بن الوزير. روي عنه: الخطيب، وغيره. 4 (الحسن بن محمد بن الحسن.) أبو محمد الصفار. توفي بخراسان في سلخ شوال. روي عن: أبي طاهر بن خزيمة، وأبي محمد الخلدي، والجوزقي، وأبيه عبد الله الصفار التاجر. 4 (الحسن بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن حمشاذ.) أبو علي السابوري. شيخ، ثقة. سمع: أبا طاهر بن خزيمة، وأبا الحسن الماسرجسي، وأبا الجوزقي، وأبا محمد المخلدي. وتوفي في ربيع الآخر. 4 (الحسين بن أحمد بن محمد بن عمر بن عبد الله بن أحمد.) ) الأنصاري البغدادي أبو عبد الله. 4 (الحسين بن عثمان.) أبو عبد الله البرداني الفقيه الحنبلي، نزيل ميافارقين. (30/175)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 176 كان إماماً مفتياً عالماً. 4 (الحسين بن علي بن عمرويه.) الرمحاري الحنفي أبو القاسم الحاكم. روي عن: أبي محمد المخلدي، وأبي زكريا الحربي. مات في شعبان. الحسين بن علي بن محمد بن الفرحان. أبو طالب. توفي في ذي الحجة. حمزة بن محمد. أبو طالب الجعفري الطوسي الصوفي. روي عن: عبد الوهاب الكلابي، وطلحة بن أسد، وأبي بكر بن مردويه، وجماعته. وعنه: شيخ الإسلام الأنصاري، وغيره. ورخه ابن عساكر في هذه السنة. وقد مر. حميد بن المأمون بن حميد بن رافع. أبو غانم القيسي الهمذاني الأديب. روي عن: أبي بكر بن لال، وأحمد بن تركان، وأبي بكر الشيرازي روي عنه الألقاب له، وعلي بن أحمد البيع، وأبي الحسن بن جهضم، وعلي بن أحمد بن عبد أن الأهوازي، وأبي عمر بن مهدي الفارسي، وأبي الحسن بن (30/176)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 177 رزقويه، وأحمد بن محمد البصير الرازيّ، وجماعة. وقال شيروية: ما أدركته. وثنا عنه: أبو الفضل القومسانيّ، وابن ممًّان، والبّزاز، وأحمد بن عمر البيِّع، وعامّة مشايخي. وسمع منه كهولنا، وهو صدوق. توفّي في ذي العقدة. 4 (حرف الدال)

4 (داود بن الحسين بن غانم.) ) أبو الحسن البغداديّ. أصله من حلب. وتوفّي في جمادى الآخرة. 4 (داود بن سليمان.) توفّي في جمادى الأولى. 4 (حرف السين)

4 (سعيد بن محمد بن جعفر.) أبو عثمان الأموي، الطُّليطليّ الزاهد. روى عن: محمد بن عيسى بن أبي عثمان، وإبراهيم بن محمد بن شنظير. وكان ديِّناً ثقة، فاضلاً منقبضاً، كثير الصّلاة والصِّيام، قد نبذ الدنيا وأقبل على العبادة. 4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن أحمد بن عبد الملك بن هاشم.) (30/177)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 178 أبو محمد بن أبي عمر الإشبيليّ المكويّ. سمع من أبي محمد بن أسد صحيح البخاري واستقضاه الأمير أبو الحزم جهور بقرطبة بعد أبي بكر بن ذكوان، ولم يكن من القضاء في وردٍ ولا صدر لقلة علمه. ثم عزله أبو الوليد محمد بن أبي حزم سنة خمسٍ وثلاثين وأربعمائة. وبقي خاملاً إلى أن توفيّ في جمادى الأولى، وقد قارب السّبعين. 4 (عبد الله بن أبي الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه.) البغداديّ أبو بكر. سمّعه أبوه من: ابن عبيد العسكريّ، وابن المظفّر، وعليّ بن لؤلؤ. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحاً. سكن بقرية بحذاء النُّعمانية. 4 (عبد الله بن الوليد بن سعيد بن بكر.) أبو محمد الأندلسّي الأنصاريّ نزيل مصر أحد الفقهاء المالكيّة. سمع بقرطبة قديماً من إسماعيل بن إسحاق القطان، ورحل سنة أربع وثمانين، فأخذ عن أبي محمد بن أبي زيد كتاب السّيرة بروايته عن ابن الورد البغداديّ، وكتاب: الرّسالة، وغير ذلك. وأخذ عن: أبي الحسن القابسيّ، وأبي جعفر أحمد بن دحمون. وحجّ، فأخذ عن: أبي العبّاس) أحمد بن بندار الرّازيّ، وأبي ذرّ. وولد سنة ستّين وثلاثمائة، وكان من سادات الأندلسّيين وفضلائهم. (30/178)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 179 روى عنه: أبو الفضل جعفر بن إسماعيل بن خلف الأنصاريّ، ومحمد بن أحمد الرّازي، وآخرون. قال أبو مروان الطّبنيّ الأندلسيّ. روى عنه جماعة من أهل الأندلس، وطال عمره، وخرج من مصر إلى الشّام في ربيع الأول سنة سبعٍ وأربعين فتوفيّ بالشّام في شهر رمضان سنة ثمانٍ. 4 (عبد الرّزاق بن أحمد بن محمد بن عبد الله.) أبو الفضل الإصبهانيّ البقّال. سمع: أبا بكر بن المقري، وغيره. وروى عنه: أبو عليّ الحدّاد، وإسماعيل الإخشيد. 4 (عبد العزيز بن بندار بن عليّ بن الحسن.) أبو القاسم الشّيرازيّ، نزيل حرم الله. كان شيخاً صالحاً جليلاً صدوقاً مكثراً، جاور مدّة طويلة وحدَّث عن: عبد الكريم بن أبي جدار المصريّ، وأبي بكر بن لال الهمذانيّ، وأحمد بن فراس العبقسيّ. روى عنه: عبد العزيز النَّخشبيّ وقال: ثقة صاحب حديث ثمّ ورّخه. روى عنه أيضاً: أبو شاكر بن محمد العثمانيّ. 4 (عبد العزيز بن أحمد الحلوائيّ.) (30/179)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 180 شمس الأئمّة الحنفيّ. قيل: مات سنة ثمانٍ أو تسعٍ. وأربعين. وسيأتي سنة ستٍّ وخمسين. 4 (عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر بن أحمد بن محمد بن سعيد.) أبو الحسين الفارسيّ، ثمّ النَّيسابوريّ. قال في ترجمته حفيده الحافظ عبد الغافر بن إسماعيل: الشّيخ الحدّ الثّقة الأمين الصّالح الصًّيِّن الدَّيِّن المحظوظ من الدُّنيا والدِّين، الملحوظ من الله تعالى بكلّ نعمى. كان يذكر أيّام أبي سهل الصُّعلوكي، ويذكره وما سمع منه شيئاَ. وكذلك لم يسمع من أبي عمر وبن مطر، وابن نجيد مع إمكان السّماع منهم. وسمع صحيح مسلم من ابن عمروية وسمع غريب الحديث للخطّابيّ بسبب نزول الخطّابيّ) عندهم حين حضر عندهم حين حضر إلى نيسابور. ولم تكن مسموعاته إلاّ ملء كمَّين من الصّحيح والغرائب، وأعدادٍ قليلة من المتفرقات من الأجزاء. ولكن كان محظوظاً مجدوداً في الرّواية. روى قريباً من خمسين سنة منفرداً عن أقرانه، مذكوراً مشهوراً في الدّنيا، مقصوداً من الآفاق. (30/180)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 181 سمع من الأئّمة والصُّدور. وقد قرأ عليه الحسن السَّمرقنديّ الحافظ صحيح مسلم نيّفاً وثلاثين مرّة. وقرأه عليه الشّيخ أبو سعد البحيريّ نيَّفاً وعشرين مرة. هذا سوى ما قرأه عليه المشاهير من الأئّمة. استكمل رحمه الله خمساً وتسعين سنة. وطعن في السّادسة والتّسعين، وألحق الأحفاد بالأجداد، وعاش في النّعمة عزيزاً مكرَّماً في مروءة وحشمة إلى أن توفّي. قلت: توفّي في خامس شوّال. وحدَّث عن: ابن عمورية الجلوديّ، وإسماعيل بن عبد الله بن ميكال، وبشر بن أحمد الإسفرائينيّ، وأبي سليمان حمد بن محمد الخطّابيّ. روى عنه: نصر بن الحسن التُّنكتي، والحسين بن عليّ الطًّبريّ المجاور، وعبيد بن أبي القاسم القشيريّ، وعبد الرحمن بن أبي عثمان الصّابونيّ، وإسماعيل بن أبي بكر القاري، ومحمد بن الفضل الفراويّ، وفاطمة بنت زعبل العالمة، وآخرون. وسماعه صحيح من الجلودي في سنة خمسٍ وستّين وثلاثمائة. (30/181)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 182 4 (عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل المحامليّ.) أبو الفتح، أخو الفقيه أبي الحسن. سمع: أبا بكر بن شاذان، والدَّارقطنيّ، وابن شاهين، وعليّ بن عمر السُّكَّريّ. قال الخطيب: كتبت عنه وكان ثقة. مات في المحرَّم. 4 (عبد الملك بن محمد بن محمد بن سلمان البغدادي.) سمع: عليّ بن لؤلؤ، وابن المظفّر، والقاضي أبا بكر الأبهريّ. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً. مات في ذي الحجّة.) قلت: روى عنه وعن الّذي قبله: النَّرسيّ، وابن الطَّيوري، وعدّة. 4 (عبد الملك بن عمر بن خلف.) أبو الفتح الرَّزَّاز. حدَّث عن: إسحاق بن سعد النسوي، ومحمد بن إسماعيل الورّاق، والدّارقطنيّ، وجماعة. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صالحاً، لكن رأينا له أصولاً محككة وسماعاته ملحقة. (30/182)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 183 وحدَّثني أحمد بن الحسن بن خيرون قال: كان عندي كتاب المدبَّج للدّارقطنيّ، وفي بعضه سماع أبي الفتح الرّزّاز، فاستعار الكتاب منّي ثمّ ردّه عليَّ وقد سمَّع لنفسه في ما ليس هو سماعه. توفّي في صفر. 4 (عليّ بن أحمد بن علي بن سلِّك الفاليّ.) أبو الحسن المؤدِّب. وفال بليدة قريبة من إيذج. أقام بالبصرة، وسمع، القاضي أبا عمر الهاشميّ، وأحمد بن خربان النّهاونديّ، وشيوخ ذلك الوقت. ثم استوطن بغداد. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة. مات في ذي العقدة. قلت: روى عن ابن خربان كتاب المحدّث الفاصل للرّامهرمزيّ. رواه عنه: الجلال بن عبد الجبّار الصّيريّ. ومن شعره: (تصدَّرَ للتّدريس كلُّ مُهوَّسِ .......... بَليدٍ تسمّى بالفَقيهِ المدرَّسِ)

(فَحَقٌّ لأهل العِلْم أن يتمثَّلوا .......... ببيتٍ قديم شاعَ في كلِّ مجلسِ)

(لقد هَزَلَتْ حتّى بدا من هُزَالها .......... كُلاها، وحتّى استامها كلُّ مُفْلسِ) (30/183)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 184 4 (عليّ بن إبراهيم بن عيسى.) أبو الحسن البغدادي، المقريء الباقلاّنيّ. سمع: أبا بكر القطيعيّ، ومحمد بن إسماعيل الوراق، وحسينك بن عليّ التّميميّ.) قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان لا بأس به. قلت: وروى عنه: أبيّ النَّرسيّ، وأبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاريّ، وهو آخر من حدَّث عنه. وهو راوي أمالي القطيعيّ. 4 (عليّ بن عبد الواحد بن عيسى.) أبو القاسم النَّجيرميّ الكاتب. بصريّ، روى عن: أبي بكر بن إسماعيل المهتدس. روى عنه: الرّازيّ في المشيخة. وتوفّي في ذي الحجّة. وكان من بيت حشمة. يروي أيضاً عن أبي الحسن الحلبيّ. 4 (عليّ بن القاسم بن إبراهيم.) أبو الحسين الإصبهانيّ المقري الخيّاط. سمع: عبيد الله بن إسحاق بن جميل، وابن المقريء، وأبا عبد الله بن مندة، وأبا الحسين بن فارس اللُّغويّ. روى عنه: سعيد بن أبي الرجاء الصَّيرفيّ، وعبد الله بن محمد النِّيليّ، (30/184)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 185 والحافظ أبو مسعود بن إبراهيم، وهادي بن إسماعيل العلويّ، وغيرهم وتوفّي في جمادى الأولى. 4 (عمر بن أحمد بن عمر بن محمد بن مسرور.) أبو حفص النَّيسابوريّ الزّاهد. سمع: إسماعيل بن نجيد، وبشر بن أحمد الإسفرائينيّ، وأبا سهل بن سليمان الصُّعلوكيّ، والحسين بن عليّ التّميميّ حسينك، ومحمد بن أحمد بن حمدان، وأبا أحمد محمد بن محمد الحاكم، وأحمد بن محمد بن أحمد البالويّ، وأبا سعيد بن الحسين السَّمسار، ومحمد بن أحمد المحموديّ، وأبا نصر بن أبي مروان الضَّبيّ، ومحمد بن عبيد الله بن إبراهيم بن بالويه، وأبا بكر أحمد بن الحسين بن مهران المقريء، وأحمد بن محمد البحيريّ، وأحمد بن إبراهيم العبدويّ، ومحمد بن الفضل بن محمد بن خزيمة، وأبا سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن حمدوية، وأبا منصور بن محمد بن سمعان، وجماعة سواهم.) روى عنه: عبيد الله بن أبي القاسم القشيريّ، بن عليّ بن سلمويه الصُّوفّي، وسهل بن إبراهيم المسجديّ، ومحمد بن الفضل الغراويّ وإسماعيل بن أبي بكر القاريء، وتميم بن أبي سعد الجرجانيّ، وهبة الله بن سهل السّيّديّ، وآخرون. توفّي في ذي القعدة. وكان أسند من بقي بنيسابور مع زهد وتصوّف. ذكره عبد الغافر فقال: أبو حفص الفاميّ الماروديّ الشّيخ الزّاهد الفقيه، (30/185)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 186 كان كثير العبادة والمجاهدة، وكان المشايخ يتبرَّكون بدعائه. وعاش تسعين سنة. 4 (حرف الفاء)

4 (فرج بن أبي الحكم.) أبو الحسن اليحصبي الطُّليطليّ. روى عن: عبد الله بن دنِّين، وعبد الله بن يعيش، ومحمد بن عمر بن الفخار. وكان قد فاق أهل زمانه في العلم والعقل والفضل وكان يحفظ المستخرجة الكبيرة حفظاً جيّداً ونوظر عليه. وكان حفيل المجلس. توفّي في ذي الحجّة. 4 (حرف القاف)

4 (قاسم بن محمد بن هشام الرُّعينيّ.) أبو محمد، المعروف بابن المأمونيّ الأندلسيّ. من أهل المريّة. رحل وسمع من: أبي محمد بن أبي زيد، وعبد الغنيّ بن سعيد المصريّ، وعبد الوّهاب بن أحمد بن منير. روى عنه: ابنه حجّاج، وأبو مروان الطّبني، وأبو المطرف الشَّعبيّ، وغيرهم. أصله من سبتة. (30/186)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 187 وزاد القاضي عياض أنّه أخذ عن: عبد الرّحيم الكتاميّ ابن العجوز، وأبي عبد الله بن الشيخ. ورحل فسمع من أبي محمد الباجيّ بالأندلس.) وجلس بالمريّة للإقراء والتّفقّه. روى عنه: الشّعبي فقيه مالقة، وأبو بكر ابن صاحب الأحباس قاضي المريّة، وأبو محمد بن غانم المالقيّ الأديب. قلت: وكان من كبار المالكيّة. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أيّوب بن سليمان.) الوزير، عميد الرؤساء أبو طالب الكاتب البغداديّ. أديب بليغ مترسّل، متفنِّن. صنِّف كتاب الخراج. وزر للقائم قبل الخلافة، وعاش ثمانياً وسبعين سنة. 4 (محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين بن أحمد بن السَّريّ.) أبو الحسن النَّيسابوريّ، ثمّ المصريّ. المقريء البزّاز، التّاجر المعروف بابن الطّفّال. ولد سنة تسعٍ وخمسين وثلاثمائة. (30/187)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 188 قال السَّلفيّ: كان بمصر من مشاهير الرُّواة ومن الثّقات الإثبات. روى عن: محمد بن عبد الله بن حيُّوية النَّيسابوريّ، وأبي الطّاهر محمد بن أحمد الذُّهليّ، والحسن بن رشيق، وأحمد بن محمد بن سلمة الخيّاش، وعبد الواحد بن أحمد بن عبد الله بن قتيبة، وأحمد بن محمد بن هارون الأسواني، وأبي الطّيّب العبّاس بن أحمد الهاشميّ الشّافعيّ، وغيرهم. روى عنه: سهل بن بشر الإسفرائينيّ، وأبو صادق مرشد بن يحيى المدينيّ، وأبو عبد الله بن أحمد الرّازيّ، وآخرون. وآخر من حدَّث عنه الخفرة بنت مبشّر بن فاتك، وتوفِّيت سنة ثمانٍ وعشرين وخمسمائة. توفّي في صفر. 4 (محمد بن الحسين بن علي بن التَّرجمان.) أبو الحسين الغزّيّ الصُّوفيّ، شيخ الصُّوفيّة بديار مصر في وقته. روى عن: أبي بكر بن أحمد الجندريّ المقريء، وبكير بن محمد الطَّرسوسيّ المنذريّ، وعبد الوهّاب بن الحسن الكلابيّ، والحسن بن إسماعيل الضّرّاب، وأبي سعد المالينيّ، وعليّ بن أحمد) بن يوسف الجندريّ، وجماعة. (30/188)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 189 روى عنه: أبو عبد الله القضاعيّ، ومحمد بن عمر بن أبي عقيل، وأحمد بن أسد الكرجيّان، وعبد الباقي بن جامع الدّمشقيّ، وسهل بن بشر الإسفرائينيّ. وبالإجازة: أبو الحسن بن الموازينيّ، وغيره. وآخر من حدَّث عنه بالسّماع أبو عبد الله محمد بن أحمد الرّازيّ. مات في جمادى الأولى بمصر عند ذي النّون المصريّ بالقرافة. وقد حدَّث بمصر والشّام، وعاش خمساً وتسعين سنة. 4 (محمد بن الحسين بن سعدون.) أبو طاهر الموصلي التاجر السفار. نشأ ببغداد وسمع بها: أبا عمر بن حيوية وأبا عبد الله بن بطة والدارقطني وأبا الفضل الزهري وأبا بكر بن شاذان وجماعة قال الخطيب كتبت عنه وكان صدوقاً وتوفي بمصر في ربيع الأول. قلت: روى عنه الرازي في مشيخته والخفرة بنت مبشر وغيرها. 4 (محمد بن الحسين بن بقاء.) أبو الحسن المصريّ، سبط الحافظ عبد الغنيّ بن سعيد. روى عن: جدّه. وتوفّي في المحرَّم. 4 (محمد بن الحسين بن عبيد الله.) (30/189)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 190 أبو الفضل البرجيّ الإصبهانيّ. روى عن: أبي بكر ين المقريء وعنه: أبو عليّ الحدّاد. 4 (محمد بن عبد الله.) أبو عبد الله بن الصَّنَّاع الطبيّ المقريء. قرأ القرآن وجوده على أبي الحسن الأنطاكيّ. وأقرأ النّاس عنه. وروى عنه كتاب قراءة ورش. قال ابن بشكوال: أنبا بهذا الكتاب أبو محمد بن عتاب عنه، ووصفه لي بالفضل والصَّلاح) وكثرة التّلاوة. وتوفّي في المحرَّم. وأجمعوا أنه آخر من قرأ بقرطبة على الأنطاكيّ وعمِّر إحدى وتسعين سنة. 4 (محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عثمان بن سعيد غلبون.) أبو عبد الله الخولانيّ القرطبيّ. روى عن: أبيه، وعمه أبي بكر محمد، وأبي عمر أحمد بن هشام بن بكير، وأبي عمر بن الجسر، وأحمد بن قاسم التاهرتيّ، وأبي محمد بن أسد، وأبي عمر أحمد بن عبد الله النّاجي، وأبي الوليد بن الفرضي، وأبي عبد الله بن أبي زمنين، وأبي المطرَف بن فطيس، وأبي المطرِّف القنازعيّ، وخلق كثير. وكان معنياً بالحديث وجمعه، وتقييده. ثقةً ثبتاً ديّناً متصاوناً. توفّي بإشبيلية في ذي الحجة، وهو ابن ستِّ وسبعين سنة. (30/190)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 191 روى عنه ولده أحمد بن محمد الخولانيّ. 4 (محمد بن عبد الله بن مرثد.) أبو القاسم، مولى الوزير ابن كلَّس. خبير بالحساب والهندسة والتّنجيم والأخبار. عمِّر دهراً. مات وقد نيّف على التّسعين بقرطبة. 4 (محمد بن عبد الباقي بن الحسين بن فهم.) أبو بكر الأنصاريّ البغداديّ. قال الخطيب: كان صدوقاً، ثنا عن أبي الحسن بن الجنديّ. 4 (محمد بن عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران.) أبو بكر الأمويّ البغداديّ. سمع: أبا الفضل الزُّهريّ، وأبا عمر بن حيُّويه، وأبا الحسن بن المظفّر، وأبا بكر بن شاذان، والدّارقطنيّ، وطائفة كبيرة. وكان أحد الثّقات، كأبيه. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبيّ النَرسيّ،، وأبو طالب عبد القادر بن يوسف، وآخرون.) وروى عنه سنن الدّارقطنيّ أبو طاهر عبد الرحمن بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف. قال: السِّلفيّ: سألت عنه شجاعاً الذُّهليّ فقال: كان شيخاً جيّد السَّماع، حسن الأصول، صدوقاً فيما يرويه من الحديث. قد سمعت منه. (30/191)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 192 قال الخطيب: ولد في جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، وتوفي في جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين. 4 (محمد بن عبد الملك.) أبو الحسين الفارسيّ، ثمّ النَّيسابوريّ التّاجر. أكثر عن أبي أحمد الحاكم. 4 (محمد بن عبد الواحد بن محمد.) أبو طاهر البيّع البغداديّ، المعروف بابن الصبّاغ. الفقيه الشافي. سمع: ابن شاهين، وعليّ بن عبد العزيز بن مروان، وأبا القاسم بن حبابة. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة. درس الفقه على أبي حامد الإسفرائينيّ، وكانت له حلقة للفتوى. ومات في ذي القعدة ببغداد. وقال أبيّ النَّرسيّ: ثنا عن ابن طراراً، وهو والد أبي نصر صاحب الشّمائل. 4 (محمد بن عبد الواحد بن محمد بن عمر بن ميمون.) (30/192)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 193 أبو الفرج الدّارميّ. البغداديّ، الفقيه الشّافعيّ، نزيل دمشق. سمع: أبا عمر بن حيُّوية، وأبا الحسين بن المظفّر، وأبا بكر ين شاذان، والدّارقطنيّ، وجماعة قد حدَّث عنهم. وسمع من أبي محمد بن ماسيّ، ولم نظفر بسماعه منه. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وقال: هو أحد الفقهاء، موصوف بالذّكاء وحسن الفقه، والحساب والكلام في دقائق المسائل. وله شعر حسن. كتبت عنه بدمشق، وقال لي: كتبت عن ابن ماسيّ، وأبي بكر الورّاق، وجماعة، وولدت في سنة ثمانٍ وخمسين وثلاثمائة. سكن الرَّحبة مدّةً ثمّ دمشق. قال الخطيب: حدَّثني أبو الفرج الدّارميّ: سمعت أبا عمر بن حيُّوية: سمعت أبا العبّاس بن) سريج وقد سئل عن القرد فقال: هو طاهر، هو طاهر. قلت: وروى عنه أيضاً: أبو عليّ الأهوازيّ وهو من أقرانه، وعبد العزيز الكّتانيّ، وأبو طاهر محمد بن الحسين الحنّائيّ. (30/193)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 194 وقال أبو إسحاق في الطّبقات: كان فقيهاً، حاسباً، شاعراً، متصرّفاً، ما رأيت أفصح منه لهجةً. قال لي: مرضت فعادني الشّيخ أبو حامد الإسفرائينيّ، فقلت: (مرضتُ فارتحتُ إلى عائدٍ .......... فعاودني العالم في واحدِ)

(ذاك الإمامُ ابن أبي طاهرٍ .......... أحمد ذو الفضلِ أبو حامدِ) وروى عنه من شعره: أبو عليّ بن النّبا، وأبو الحسين بن النَّقُّور، وأبو عبد الله الحسن بن أحمد بن أبي الحديد. توفّي ليلة الجمعة مستهلّ ذي القعدة أيضاً. وشهده خلقٌ عظيم. ودفن بمقبرة باب الفراديس. ونفقَّه أيضاً على أبي الحسين الأردبيليّ. وله كتاب الاستذكار في المذهب كبير 4 (محمد بن عبيد الله بن أحمد.) (30/194)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 195 أبو طالب البغداديّ الرّزّاز. سمع عليَّ بن عمر الحربيّ، وابن فهد الموصليّ. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحاً قلت: روى عنه جماعة. 4 (محمد بن عليّ بن أحمد بن إسماعيل.) أبو طاهر بن الأنباريّ الواعظ. حدَّث عن: محمد بن عبد الله بن حمّاد الموصليّ، والحسن بن العبّاس الشّيرازي. وولد سنة خمسٍ وسبعين وثلاثمائة. 4 (محمد بن عليّ بن يعقوب.) أبو الحسين الإيادي البغداديّ، من أولاد الشّيوخ. سمع: أبا الحسن الدّارقطنيّ، وابن حبابة، والسُّكَّريّ.) قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً. مات في ذي القعدة. 4 (محمد بن محمد بن المظفّر.) أبو الحسين البغداديّ ابن السّرّاج. سمع: موسى بن جعفر السِّمسار، وأبناء الفضل الزُّهريّ. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً. مات في ربيع الأوّل. 4 (محمد بن محمد بن عمرو الحاكم.) أبو الزّواهيّ الفقيه. (30/195)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 196 حدَّث بنيسابور غير مرّة عن: ابن فراس العبقسيّ، وأبي أحمد الفرضيّ البغداديّ، وغيرهما. 4 (المسلم بن عليّ بن طباطبا.) أبو جعفر العلويّ الحسنيّ المصريّ. 4 (حرف الهاء)

4 (هلال بن المحسِّن.) أبو الحسين بن الصّابيء، البغداديّ الكاتب. أخذ عن: أبي عليّ الفارسيّ، وعليّ بن عيسى الرُّمانّي، وغيرهما. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً. أسلم بآخره، وسمع من العلماء في حال كفره لأنّه كان يطلب الأدب. قال لي: ولدت سنة تسعٍ وخمسين وثلاثمائة. وجدُّه هو إسحاق إبراهيم بن هلال الصّابيء صاحب الرّسائل، ومات هو وابنه المحسّن على الكفر. وتوفّي هلال في رمضان. وهو والد غرس النّعمة محمد. (30/196)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 197 4 (حرف الياء)

4 (يوسف بن سليمان بن مروان.) أبو عمر الأنصاريّ الأندلسيّ المعروف بالرَّباحيّ. أصله من قلعة رباح. كان فقيهاً، إماماً، ورِعاً، زاهداً، متقلِّلَّاً، جمّاعةً للعلم، طويل اللّسان. فقيه البدن، نحوياً) عروضياً، شاعراً، يسرد الصّيام، ويديم القيام، وينعزل عن النّاس، وتأسٍّ بالله. له مصنَّف في الردّ على القبريّ. حدَّث عنه: أبو المطرّف بن البيرولة، وأبو محمد بن خزرج وقال: كان مجاب الدّعوة، بصيراً بالحجاج والاستنباط. سكن إشبيلية، وله ردَّ على أبي محمد الأصيليّ. وكان صاحباً لأبي عمر بن عبد البرّ. وتوفّي بمرسية في آخر سنة ثمانٍ وأربعين. وولد في سنة سبعٍ وستين وثلاثمائة. (30/197)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 198 1 (سنة تسع وأربعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحسن بن عنان.) أبو العباس الكنكشيّ الزّاهد. كان من كبار مشايخ الطّريق بالدِّينور. له معارف وتصانيف. وعاش تسعين سنة. ولقي الكبار وحكى عنهم. روى عنه ابنه سعيد، أحد شيوخ السِّلفيّ، جزءاً فيه حكايات. وقد صحب أبا العبّاس أحمد الأسود مريد الشّيخ عيسى القصّار. وعيسى من كبار تلامذة ممشاذ الدِّينوريّ. وذكر أنّ شيخه أبا العبّاس الأسود عاش مائة سنة. قال السِّلفيّ: صنَّف أبو العبّاس الكنكشيّ ستّين مصنَّفاً. وقد رأيت بعضها فوجدت كلامه في غاية الحسن، وكان غزير الفضل، مثقّفاً، عارفاً، عابداً، سفيانيّ المذهب. لم يكن له نظير بتلك النّاحية. وله أصحاب ومريدون، وبحكمه ربط كثيرة. ومن كلامه: حقيقة الأنس بالله الوحشة ممّا سواه. وقال: عمل السر سرمد وعمل الجوارح منقطع. وقال: من عرف قدر ما يبذله لم يستحق اسم السخاء. وقال: وسمعت أحمد الأسود يقول: السّكون إلى الكرامات مكرٌ وخدعة. 4 (أحمد بن عبد الله بن سليمان بن محمد بن سليمان بن أحمد بن (30/198)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 199 سليمان بن داود بن) المطهّرين زياد بن ربيعة.) أبو العلاء التَّنوخيّ اللُّغويّ، الشّاعر المشهور، صاحب التّصانيف المشهورة والزَّندقة المأثورة. له رسالة الغفران في مجلَّدةٍ قد احتوت على مزدكةٍ واستخفاف، وفيها (30/199)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 200 أدب كثير. وله رسالة الملائكة و رسالة الطَّير على ذلك الأنموذج. وله كتاب سقط الزَّند في شعره، وهو مشهور وله من النَّظم لزوم ما لا يلزم في مجلَّدٍ أبدع فيه. وكان عجباً من الذّكاء المفرط والإطّلاع الباهر على اللّغة وشواهدها. ولد سنة ثلاثٍ وستّين وثلاثمائة، وجدِّر في السّنة الثالثة من عمره فعمي منه، فكان يقول: لا أعرف من الألوان إلا الأحمر، فإنيّ ألبست في الجدريّ ثوباً مصبوغاً بالعصفر، لا أعقل غير ذلك. أخذ العربيّة عن أهل بلده كبني كوثر وأصحاب ابن خالويه، ثمّ رحل أطرابلس، وكانت بها خزائن كتبٍ موقوفة فاجتاز باللاّذقية ونزل ديراً كان به راهب له علم بأقاويل الفلاسفة، فسمع أبو العلاء كلامه، فحصل له به شكوك، ولم يكن عنده ما يدفع به ذلك، فحصل له بعض انحلال، وأودع من ذلك بعض شعره. ومنهم من يقول ارعوى وتاب واستغفر. وممن قرأ عليه أبو العلاء اللغة جماعة فقرأ بالمعرفة على والده وبحلب على محمد بن عبد الله بن سعد النحوي وغيره. وكان قانعاً باليسير، له وقفٌ يحصل له منه في العام نحو ثلاثين ديناراً، قرَّر منها لمن يخدمه النّصف. وكان أكله العدس، وحلاوته التّين، ولباسه القطن، وفراشه لبّاد، وحصيره (30/200)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 201 برديّة. وكانت له نفسٌ قويّة لا تحمل منَّة أحد، وإلاّ لو تكسَّب بالشِّعر والمديح لكان ينال بذلك دنيا ورئاسة. واتّفق أنّه عورض في الوقف المذكور من جهة أمير حلب، فسافر إلى بغداد متظلّماً منه في سنة تسعٍ وتسعين وثلاثمائة، فسمعوا منه ببغداد سقط الزِّند، وعاد إلى المعرّة سنة أربعمائة. وقد قصده الطَّلبة من النّواحي. ويقال عنه أنّه كان يحفظ ما يمرّ بسمعه. وقد سمع الحديث بالمعرَّة عالياً من يحيى بن مسعر التَّنوخيّ، عن أبي عروبة الحرّانيّ. ولزم منزله، وسمّى نفسه رهين المحبسين للزومه منزله، وذهاب بصره. وأخذ في التّصنيف، فكان يملي تصانيفه على الطَّلبة، ومكث بضعاً وأربعين سنة لا يأكل اللَّحم،) ولا يرى إيلام الحيوان مطلقاً على شريعة الفلاسفة. وقال الشِّعر وهو ابن إحدى عشرة سنة. قال أبو الحسين عليّ بن يوسف القفطيّ: قرأت على ظهر كتابٍ عتيق أن صالح بن مرادس صاحب حلب خرج إلى المعرَّة وقد عصى عليه أهلها، فنازلها وشرع في حصارها ورماها بالمجانيق. فلما أحسّ أهلها بالغلب سعوا إلى أبي العلاء بن سليمان وسألوه أن يخرج ويشفع فيهم. فخرج ومعه قائدٌ يقوده، فأكرمه صالح واحترمه، ثمّ قال: ألك حاجة؟ (30/201)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 202 قال: الأمير أطال الله بقاءه كالسّيف القاطع، لأن مسَّهُ، وخشن حدُّه وكالنّهار الماتع، قاظ وسطه، وطاب برده. خد العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين. فقال له صالح: قد وهبتها لك. ثم قال له: أنشدنا شيئاً من شعرك لنرويه. فأنشده بديهاً أبياتاً فيه، فترحَّل صالح. وذكر أنّ أبا العلاء كان له مغارة ينزل إليها ويأكل فيها، ويقول: الأعمى عورة والواجب استتاره في كلِّ أحواله. فنزل مرّةً وأكل دبساً، فنقط على صدره منه ولم يشعر، فلمّا جلس للإقراء قال له بعض الطَّلبة: يا سيدي أكلت دبساً فأسرع بيده إلى صدره يمسحه، وقال: نعم، لعن الله النَّهم. فاستحسنوا سرعة فهمه. وكان يعتذر إلى من يرحل إليه من الطّلبة، فإنّه كان ليس له سعة، وأهل اليسار بالمعرّة يعرفون بالبخل. وكان يتأوّه من ذلك. وذكر الباخرزيُّ أبا العلاء فقال: ضريرٌ ما له في الأدب ضريب ومكفوف في قميص الفضل ملفوف، ومحجوب خصمه الألدّ محجوب. قد طال في ظلّ الإسلام إناؤه ولكن إنّما رشح بالإلحاد إناؤه. وعندنا خبر بصره، (30/202)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 203 والله العالم ببصيرته، والمطّلع على سريرته، وإنما تحدَّقت الألسن بأساته لكتابة الّذين زعموا أنّه عارض به القرآن وعنونه بالفصول والغايات في محاذاة السُّور والآيات. قال القفطيّ: وذكرت ما ساقه غرس النّعمة محمد بن هلال المحسّن فيه فقال: كان له شعرٌ كثير وأدبٌ غزير، ويرمي بالإلحاد في شعره. وأشعاره دالّة على ما يزنُّ به. ولم يكن يأكل) لحماً ولا بيضاً ولا لبناً، بل يقتصر على النّبات. ويحرّم إيلام الحيوان، ويظهر الصَّوم دائماً. قال: ونحن نذكر طرفاً ممّا أبلغنا من شعره لتعلم صحّة ما يُحكى عنه من إلحاده، فمنه: (صرفُ الزّمانِ مُفَرِّقُ الإلْفَيْنِ .......... فاحكُمْ إلهي بين ذاك وبيني)

(أَنَهَيْتَ عن قتْل النُّفُوس تعمُّداً .......... وبَعَثْتَ أنتَ لقَبْضها مَلَكَيْنِ)

(وَزَعْمتَ أنّ لها مَعَاداً ثانياً .......... ما كان أغناها عن الحالَيْنِ) ومن: (قرانُ المُشْتَري زُحَلاً يُرَجَّى .......... لإيقاظِ النّواظِر مِن كَرَاهَا)

(تقضّى النّاسُ جيلاً بعدِ جيلٍ .......... وخُلَّفتِ النّجومُ كما تراها)

(تتقدَّم صاحبُ التُوراة موسى .......... وأوقعَ بالخَسَار مَن اقْتراها)

(فقال رِجالُه وَحْيٌ أتاهُ .......... وقال الآخرون: بلِ أقْتداها)

(وما حَجّي إلى أحجارِ بيتٍ .......... كؤوسُ الخمرِ تُشْربُ في ذُراها) (30/203)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 204 (إذا رَجَعَ الحكيم إلى حجاه .......... تهاون بالمذاهب وازْدراها) ومنه فيما أنشدنا أبو عليّ بن الخلاّل: أنا جعفر، أنا السِّلفّي: أنشدنا أبو زكريّا التِّبربزيّ، وعبد الوارث بن محمد الأسديّ لقيته بأبهر قالا: أنشدنا أبو العلاء المعرّيّ بالمعرَّة لنفسه قال: (ضحِكْنا وكان الضّحكُ منّا سَفَاهةً .......... وحُقّ لسُكّان البسِيطةِ أن يبكوا)

(تُحَطِّمُنا الأيّامُ حتّى كأَنّنا .......... زُجاجٌ، ولكن لا يُعاد له سَبْكُ) ومنه: (هَفَتِ الحنيفةُ والنّصارى ما اهتدتْ .......... ويهودُ حارتْ والمجوسُ مُضَلَّلَةْ)

(اثنان أهلُ الأرض: ذو عقلٍ بلا .......... دينٍ، وآخرُ دَيِّنٌ لا عقلَ لَهْ) ومنه: (قلتم لنا خالقٌ قديمٌ .......... صدقتُمُ، هكذا نقول)

(زعمتموهُ بلا زمانٍ .......... ولا مكانٍ، ألا فقولوا)

(هذا كلامٌ له خَبِيٌّ .......... مَعناهُ ليستْ لكم عُقُولُ) ومنه: (30/204)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 205 (دِينُ وكُفْرٌ وأنباءٌ تقالُ وفُر .......... قانٌ يُنَصُّ وتوراةٌ وإنجيلُ) ) (في كلّ جيلٍ أباطيلٌ يُدانُ بها .......... فهل تفرَّد يوماً بالهدى جيلُ) قال الذّهبيّ: (نعمْ أبا القاسم الهادي وأمّته .......... فزادك اللهُ ذُلاًّ يا دجَيْجِيلُ) ومنه قوله: (فَلا تحسْب مَقَال الرُّسلِ حقّاً .......... ولكنْ قولُ زُورٍ سَطَرُوهُ)

(وكان النّاس في عَيْشٍ رغيدٍ .......... فجاؤوا بالمُحالِ فكدّرُوهُ) ومنه: (وإنما حمّل التّوارة قارِئها .......... كسْب الفوائد لا حُبّ التّلاواتِ)

(وهل أبيحت نساء الرّوم عن عّرّضٍ .......... للعُرب إلاّ بأحكام النُّبوّات) أنبأتنا أمُّ العرب فاطمة بنت أبي القاسم: أنا فرقد الكنانيّ سنة ثمانٍ وستّمائة: أنا السِّلفيّ: سمعت أبا زكريّا التّبريزيّ قال: قرأت على أبي العلاء بالمعرَّة قوله: (يدٌ بخُمْس مِيءٍ من عَسْجَدٍ فُدِيَتْ .......... ما بالُها قُطِعَتْ في رُبع دينار) (30/205)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 206 (تَنَاقُضٌ مالنا إلاّ السُّكُوتُ لهُ .......... وأن نَعُوذَ بمولانا من النّار) سألته عن معناه فقال: هذا مثل قول الفقهاء عبادةً لا نعقل معناها. قلت: لو أراد ذلك لقال: تعبد مالنا إلاّ السُّكوت له، ولما اعترض على الله بالبيت الثّاني. قال السِّلفّي: إن قال هذا الشِّعر معتقداً معناه، فالنار مأواه، وليس له في الإسلام نصيب. هذا إلى ما يحكى عنه في كتاب الفصول والغابات وكأنه معارضة منه للسُّور والآيات، فقيل له: أين هذا من القرآن فقال: لم تصقله المحاريب أربعمائة سنة. إلى أن قال: السِّلفيّ: أخبرنا الخليل بن عبد الجبّار بقزوين، وكان ثقة: ثنا أبو العلاء التّنوخيّ بالمعرّة، ثنا أبو الفتح محمد بن الحسني، ثنا خيثمة فذكر حديثاً. وقال غرس النّعمة: وحدَّثني الوزير أبو نصر بن جهير: ثنا أبو نصر المنازي الشّاعر قال: اجتمعت بأبي العلاء فقلت له: ما هذا الذي يروى عنك ويحكى قال: حسدوني وكذبوا عليَّ. فقلت: على ماذا حسدوك، وقد تركت لهم الدّنيا والآخرة (30/206)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 207 قال: والآخرة؟) قلت: إي والله. قال غرس النّعمة: وأذكر عند ورود الخبر بموته، وقد تذاكرنا إلحاده، ومعنا غلام يعرف بأبي غالب من نبهان من أهل الخير والفقه. فلمّا كان من الغد حكى لنا قال: رأيت في منامي البارحة شيخاً ضريراً، وعلى عاتقه أفعتان متدلّيتان إلى فخذيه وكلُّ منهما فمه إلى وجهه، فيقطع منه لحماً يزدرده وهو يستغيث. فقلت وقد هالني: من هذا فقيل لي: هذا المعرّي الملحد. ولأبي العلاْ: (أتى عيسى فبطَّلَ شرْعَ موسى .......... وجاء محمدٌ بصلاةِ خَمْسٍ)

(وقالوا: لا نبيٌّ بعدَ هذا .......... فَضَلَّ القومُ بين غدٍ وأمسٍ)

(ومهما عشْتَ في دُنياك هذي .......... فما تُخْليكَ من قمر وشمسِ)

(إذا قُلتُ المُحالَ رفعتُ صَوْتي .......... وإنْ قلتُ الصّحيحَ أطلَّتُ هَمْسي) وله: (إذا مات ابنُها صرخَتْ بجهلِ .......... وماذا تستفيد من الصُّراخِ)

(ستتبعه كفاء العطف ليست .......... بمهلٍ أو كَثُمَّ على التراخي) وله: (30/207)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 208 (لا تَجْلِسْنَ حُرّةُ موفْقَةٌ .......... مع ابن زوجٍ لها ولا خَتَنٍ)

(فذاك خيرُ لها وأسلم لل .......... إنسانِ إنْ الفَتَى من الفِتَنِ) وله: (منكَ الُّدُودُ ومنّي بالصُّودِ رِضا .......... مَن ذا عليَّ بهذا في هواك قضا)

(بي منك ما لو غداً بالشّمسِ ما طَلَعَتْ .......... من الكآبة أو بالبَرْقِ ما وَمَضَا)

(جرَّبتُ دَهْري وأهلية فما تَرَكَتْ .......... لِيَ التّجاريبُ فيوُدّ آمريءٍ غَرضا)

(إذا الفتى ذَمّ عَيْشاً في شبيبته .......... فما يقولُ إذا عَصْرُ الشَّباب مَضا)

(وقد تعوّضتُ عن كل بمُشْيِهِه .......... فما وجدتُ لأيّامِ الصِّبا عِوَضا)

(صفراءّ لون التَّبْر مثلي جليده .......... على نُوب الأيام والعِيشة الضَّنكِ)

(تريك ابتساماً دائماً وتجلداً .......... وصبراً على ما نابها وهي في الهلكِ) ) (ولو نطّقت يوماً لقالت أظنّكم .......... نخالون أنّي من حذار الرَّدى أبكي)

(فلا تحسبوا دمعي لوجعهِ وجدته .......... فقد تدمع العينان من كثرة الضَّحكِ) وأنشدنا أبو الحسين ببعلبكّ: أنا جعفر أنا السِّلفيّ، أنا أبو المكارم عبد (30/208)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 209 الوارث بن محمد الأسديّ رئيس أبهر: أنشدنا أبو العلاء بن سليمان لنفسه قطعة ليس لأحد مثلها: (رغبتُ إلى الدّنيا زمناً فلم تجد .......... بغير عناءٍ والحياةُ بلاغُ)

(وألقى ابنه الرأس الكريم وبنتهُ .......... لديَّ فعندي راحة، وفراغ)

(وزاد فساد النّاس في كلّ بلدةٍ .......... أحاديثُ ميتٍ تفترى وتصاغُ) ومن شرِّ ما أسرجت في الصُّبح والُّجى كميت لها بالشاربين مراغُ ولما مات أوصى أن يكتب على قبره: (هذا جناهُ أبيْ عليَّ .......... وما جنيتُ على أحدْ) الفلاسفة يقولون: إيجاد الولد وإخراجه إلى هذا العالم جناية عليه، لأنّه يعرَّض إلى الحوادث والآفات. والّدي يظهر أنّ الرجل مات متحيّراً، لم يجزم بدينٍ من الأديان، نسأل الله تعالى أن يحفظ علينا إيماننا بكرمه. أنبأتنا فاطمة بنت علي، أنا فرقد بن ظافر، أنا أبو طاهر بن سلفة قال: من عجيب رأي أبي العلاء تركه تناول كلّ مأكول لا تنبته الأرض شفقةً بزعمه على الحيوان، حتى نسب إلى التَّبرهم، وأنّه يرى رأي البراهمة في إثبات الصّانع، (30/209)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 210 وإنكار الرُّسل، وتحريم الحيوانات وإيذائها، حتى الحيّات والعقارب. وفي شعره ما يدلّ عل غير هذا المذهب، وإن كان لا يستقرّ به قرار ولا يبقى على قانونٍ واحد، بل يجري مع القافية إذا حصلت كما تجيء، لا كما يجب. فأنشدني أبو المكارم الأسديّ رئيس أبهر قال: أنشدنا أبو العلاء لنفسه: (أقرُّوا بالإله وأثبتوه .......... وقالوا: لا نبيَّ ولا كتابُ)

(ووطءُ بناتنا حلٌّ مُباحٌ .......... رويدكمُ فقد بطل العتابُ)

(تمادوا في الضّلال فلم يتوبوا .......... ولو سمعوا صليلَ السّيفِ تابوا) وبه قال: وأنشدني أبو تمام غالب بن عيسى الأنصاريّ بمكّة: أنشدنا أبو العلاء المعرّي لنفسه:) (أتتني من الأيام ستُّون حجَّةً .......... وما أمسكت كفَّايَ بثني عنانِ)

(ولا كان لي دارٌ ولا ربعُ منزلٍ .......... وما مسّني من ذاك روعُ جنانِ)

(تذكَّرتُ أنّي هالكٌ وابنُ هالكٍ .......... فهانت عليَّ الأرضُ والثقلانِ) إلى أن قال السِّلفيّ: وممّا يدلّ على صحة عقيدته ما سمعت الخطيب حامد بن بختيار النُّميريّ بالسِّمسمانيّة مدينة بالخابور قال: سمعت القاضي أبا المهذّب عبد المنعم بن أحمد السَّروجيّ: سمعت أخي القاضي أبا الفتح يقول: دخلت على أبي العلاء التَّنوخيّ بالمعرَّة ذات يوم في وقت خلوةٍ بغير علمٍ منه، وكنت أتردَّدُ إليه وأقرأ عليه، فسمعته وهو ينشد من قيله: (كم غودرت غادةٌ كعاب .......... وعمرت أمها العجوزُ) (30/210)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 211 (أحرزها الولدان خوفاً .......... والقبر حرز لها حريز)

(يجوز أن تبطىء المنايا .......... والخلد في الدهر لا يجوز) ثم تأوه مرات وتلا: إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود وما نؤخره إلا لأجل معدودٍ يوم يأتي لا تكلم نفس إلى بإذنه فمنهم شقي وسعيد. ثم صاح وبكى. بكاء شديداً، وطرح وجهه على الأرض زماناً، ثم رفع رأسه، ومسح وجهه وقال: سبحان من تكلم بهذا في القدم، سبحان من هذا كلامه. فصبرت ساعة، ثم سلمت عليه، فرد وقال: متى أتيت فقلت: الساعة. ثم قلت: يا سيدي، أرى في وجهك أثر غيظ. فقال: لا يا أبا الفتح، بل أنشدت شيئاً في كلام المخلوق، وتلوت شيئاً من كلام الخالق، فلحقني ما ترى. فتحققت صحة دينه، وقوة يقينه. وبالإسناد إلى السلفي: سمعتُ أبا بكر التبريزي اللغوي يقول: أفضل من رأيته ممن قرأت عليه أبو العلاء. وسمعتُ أبا المكارم بأبهر، وكان من أفراد الزمان، ثقة مالكي المذهب، قال: لما توفي أبو العلاء اجتمع على قبره ثمانون (30/211)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 212 شاعراً، وختم في أسبوع واحد عند القبر مائتا ختمة. وبه قال السفي هذا القدر الذي يمكن إيراده هنا على وجه الاختصار، مدحاً وقدحاً، وتقريظاً، وذماً. وفي الجملة فكان من أهل الفضل الوافر، والأدب الباهر، والمعرفة بالنسب، وأيام العرب. قرأ) القرآن بروايات، وسمع الحديث بالشام على ثقات. وله في التوحيد وإثبات النبوة وما يخض على الزهد، وإحياء طرق الفتوة والمروءة شعر كثير، والمشكل منه فله على زعمه تفسير. قال القفطي: ذكر أسماء الكتب التي صنفها. قال أبو العلاء: لزمت مسكني منذ سنة أربعمائة واجتهدت أن أتوفر على تسبيح الله وتحميده، إلا أن أضطر إلى غير ذلك، فأمليت أشياء تولى نسخها الشيخ أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي هاشم، أحسن الله توفيقه ألزمني بذلك حقوقاً جمة، لأنه أفنى زمنه ولم يأخذ عما صنع ثمناً. وهي على ضروب مختلفة، فمنها ما هو في الزهد والعظات والتمجيد. فمن ذلك: كتاب الفصول الغايات وهو موضوع على حروف (30/212)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 213 المعجم، ومقداره مائة كراسة. ومنها كتاب أنشئ في ذكر غريب هذا الكتاب، لقبه السادن. وكتاب إقليد الغايات في اللغة، عشر كراريس. وكتاب الأيك والغصون وهو ألف ومائتا كراسة. وكتاب مختلف الفصول نحو أربعمائة كراسة. وكتاب تاج الحرة في عظات النساء، نحو أربعمائة كراسة. وكتاب الخطب نحو أربعين كراسة. وكتاب تسمية خطب الخيل عشر كراريس. كتاب خطبة الفصيح. نحو خمس عشرة كراسة. وكتاب يعرف برسيل الراموز نحو ثلاثين كراسة. (30/213)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 214 كتاب لزوم ما لا يلزم نحو مائة وعشرين كراسة. كتاب زجر النابح أربعون كراسة. كتاب نجر الزجر مقداره كذا. كتاب راحة اللزوم في شرح لزوم ما لا يلزم نحو مائة كراسة. كتاب ملقى السبيل مقداره أربع كراريس. قلت: إنما مقداره ثمان ورقات، فكأنه يعني بالكراسة زوجين من الورق. قال: وكتاب خماسية الراح في ذم الخمر، نحو عشر كراريس. (30/214)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 215 مواعظ، خمس عشرة كراسة.) وكتاب وقفة الواعظ. كتاب الجلي والحي عشرون كراسة. كتاب سجع الحمائم ثلاثون كراسة. كتاب جامع الأوزان والقوافي نحو ستين كراسة. كتاب غريب ما في هذا الكتاب نحو عشرين كراسة (30/215)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 216 كتاب سقط الزند، فيه أكثر من ثلاثة آلاف بين نظم في أول العمر. كتاب رسالة الصاهل والشاحج يكتمل فيه على لسان فرس وبغل أربعون كراسة. كتاب القائف على معنى كليلة ودمنة نحو ستين كراسة. كتاب منار القائف في تفسير ما فيه من اللغة والغريب، نحو عشرة كراريس. كتاب السجع السلطاني في مخاطبات الملوك والوزراء، نحو ثمانين كراسة. كتاب سجع الفقيه ثلاثون كراسة. كتاب سجع المضطرين. (30/216)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 217 رسالة المعونة. كتاب ذكرى حبيب تفسير شعر أبي تمام، نحو ستين كراسة. كتاب عبث الوليد يتصل بشعر البحتري. كتاب الرياش أربعون كراسة. كتاب تعليق الخلس كتاب إسعاف الصديق. كتاب قاضي الحق. كتاب الحقير النافع في النحو، نحو خمس كراريس. كتاب المختصر الفتحي. (30/217)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 218 كتاب اللامع العزيزي في شرح شعر المتنبي، نحو مائة وعشرين كراسة. كتاب في الزهد يعرف بكتاب استغفر واستغفري منظوم فيه نحو عشرة ألاف بيت. كتاب ديوان الرسائل، ومقداره ثمانمائة كراسة. كتاب خادم الرسائل.) كتاب مناقب علي رضي الله عنه. كتاب العصفورين. كتاب السجعات العشر. (30/218)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 219 كتاب عيون الجمل. كتاب شرف السيف. نحو عشرين كراسة. كتاب شرح بعض سيبويه نحو خمسين كراسة. كتاب الأمالي، نحو مائة كراسة. قال: فذلك خمسة وخمسون مصنفاً في نحو أربعة ألاف ومائة وعشرين كراسة. ثم قال القفطي: وأكثر كتب أبي العلاء عدمت، وإنما وجد منها ما خرج عن المعرة قبل هجم الكفار عليها، وقتل أهلها. وقد أتيت قبره سنة خمس وستمائة، فإذا هو في ساحة بين دور أهله، وعليه باب. فدخلت فإذا القبر لا احتفال به، ورأيت على القبر خبازي يابسة، والموضع على غاية ما يكون من الشعث والإهمال. قلت: وقد رأيت أنا قبره بعد مائة سنة من رؤية القفطي فرأيت نحواً مما حكى. وقد ذكر بعض الفضلاء أنه وقف على المجلد الأول بعد المائة من كتاب الأيك والغصون، قال: ولا أعلم ما يعوزه بعد ذلك. وقد روي عنه: أبو القاسم التنوخي، وهو من أقرانه، والخطيب أبو ذكريا التبريزي أحد الأعلام، الإمام أبو المكارم عبد الوارث بن محمد الأبهري، (30/219)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 220 والفقيه أبو تمام غالب بن عيسى الأنصاري، والخليل بن عبد الجبار القزويني، وأبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري وغير واحد. ومرض ثلاثة أيام، ومات في الرابع ليلة جمعة، من أوائل ربيع الأول من السنة. وقد رثاه تلميذه أبو الحسن علي بن همام بقوله: (إن كنت لم ترق الدماء زهادة .......... فلقد أرقت اليوم من جفني دماً)

(سيرت ذكرك في البلاد كأنه .......... مسك فسامعةً يضمخ أو فماً)

(وأرى الخجيج إذا أرادوا ليلة .......... ذكراك أخرج فدية من أحرما.) ) 4 (أحمد بن علي.) أبو الفتح الإيادي، أخو محمد المذكور في العام الماضي. سمع: أبا حفص الكتاني، والمخلص. ومات في ذي القعدة. قال الخطيب: صدوق. 4 (أحمد بن علي بن عثمان.) أبو طاهر بن السواق الأنصاري البغدادي المقريء. أخو حمزة. (30/220)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 221 قرأ القراءات على الحمامي. وسمع من: عبيد الله بن أحمد الصيدلاني، وأبي أحمد الفرضي، وطائفة. وعنه: أبو غالب عبد الله بن منصور المقريء، وعلي بن المبارك بن سيف الداليبي، وجعفر السراج وآخرون. وكان ثقة، صالحاً نبيلاً، فقيهاً مقرئاً، رحمه الله تعالى. 4 (أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان.) أبو مسعود البجلي الرازي الحافظ ابن المحدث الصالح. ولد بنيسابور سنة اثنتين وستين وثلاثمائة. قال: وأمي من طبرستان، وأكثر مقامي بجرجان. قلت: رحل وطوف وصنف الأبواب والشيوخ. وسمع من الكبار: أبي عمرو بن حمدان، وأبي أحمد حسين بن علي التميمي، وأبي سعيد بن عبد الوهاب الرازي، وأحمد بن أبي عمران الهروي المجاور، وزاهر بن أحمد، وأبي النضر محمد بن أحمد بن سليمان الشرمغولي، ومحمد بن الفضل بن محمد بن خزيمة، وأبي بكر محمد بن محمد الطرازي، وأبي الحسين الخفاف، وأبي محمد المخلدي، وشافع الإسفرائيني، وأبي بكر بن لال الهمذاني، وأبي الحسن بن فراس العبقسي، وأبي الحسين بن فارس اللغوي، وابن جهضم، وخلق كثير. وكان جوالاً في الآفاق، وبقي في الآخر يسافر للتجارة.) (30/221)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 222 روي عنه يحيى بن الحسين بن شراعة، وعبد الواحد بن أحمد الخطيب الهمذانيان، وأبو الحسن علي بن محمد الجرجاني، وظريف النيسابوري، وإسماعيل بن الغافر، وخلق آخرهم عبد الرحمن بن محمد التاجر. وثقة جماعة. وتوفي في المحرم ببخارى. قال يحيى بن مندة: كان ثقة جوالاً، تاجراً كثير الكتب عارفاً بالحديث، حسن الفهم. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن النعمان بن المنذر.) أبو العباس الإصبهاني الفضاض الذهبي. حدث عن: أبي بكر بن المقريء، وعبيد الله بن يعقوب بن جميل، وأبي بكر محمد بن أحمد بن جشنش، وأبي عبد الله بن مندة، وأبي بكر محمد بن أحمد بن الفضل بن شهريار، وجماعة. روي عنه: أبو علي الحداد، وسعيد بن أبي الرجاء، وغيرها. وكان ثقة جميل الطريقة. قال يحيى بن مندة: هو ثقة مأمون، صالح، قليل الكلام. عاش ثمانين سنة. (30/222)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 223 وقال غيره: هو أبو بكر الفضاض، توفي ليلة عيد الفطر. روي عنه ابن المقري مسند العدني. 4 (أحمد بن محمد بن أبي عبيد أحمد بن عروة.) أبو نصر الكرميني. حدث في رمضان من السنة ببلد كرمينية من ما وراء النهر عن محمد بن أحمد بن محفوظ الورقودي، وسماعه منه في سنة بضعٍ وستين وثلاثمائة عن الفربري. 4 (أحمد بن مهلب بن سعيد.) أبو عمر البهراني الإشبيلي. روي عن: أبي محمد الباجي، وأبي الحسن الأنطاكي المقريء، وأبي عبد الله بن مفرج، وأبي بكر الزبيدي، وغيرهم. ذكره ابن خزرج وقال: كان من أهل الذكاء، قديم العناية بطلب العلم. توفي في صفر وقد استكمل ستاً وتسعين سنة.) قلت: هذا كان من كبار المسندين بالأندلس. (30/223)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 224 4 (إبراهيم بن محمد بن علي.) أبو نصر الكسائي الإصبهاني. روي عنه: الحداد، وسعيد بن أبي الرجاء، وغيرهما. وكان وراقاً، فسمع الكثير. مات في ذي القعدة. 4 (إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عابد بن عامر.) أبو عثمان الصابوني النيسابوري الواعظ المفسر، شيخ الإسلام. حدث عن: زاهر بن أحمد السرخسي، وأبي سعيد عبد الله بن محمد الرازي، والحسن بن أحمد المخلدي، وأبي بكر بن مهران المقريء، وأبي طاهر بن خزيمة، وأبي الحسين الخفاف، وعبد الرحمن بن أبي شريح، وطبقتهم. روي عنه: عبد العزيز الكتاني، وعلي بن الحسين بن صصري، ونجا بن أحمد، وأبو القاسم المصيصي، ونصر الله الخشنامي، وأبو بكر البيهقي، وخلق (30/224)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 225 كثير آخرهم أبو عبد الله الفراوي. قال البيهقي: أنبا إمام المسلمين حقاً، وشيخ، الإسلام صدقاً أبو عثمان الصابوني، ثم ذكر حكاية. وقال أبو عبد الله المالكي: أبو عثمان الصابوني ممن شهدت له أعيان الرجال بالكمال في الحفظ، والتفسير، وغيرهما. وقال عبد الغافر في سياق تاريخ نيسابور: إسماعيل الصابوني الأستاذ، شيخ الإسلام، أبو عثمان الخطيب المفسر الواعظ، المحدث، أوحد وقته في طريقه، وعظ المسلمين سبعين سنة، وخطب وصلى في الجامع نحواً من عشرين سنة. وكان حافظاً كثير السماع والتصنيف، حريصاً على العلم. سمع بنيسابور، هراة، سرخس، والشام، والحجاز، والجبال. وحدث بخراسان، والهند، وجرجان، والشام، والثغور، والقدس، والحجاز، ورزق العز الجاه في الدين والدنيا. وكان جمالاً للبلد، مقبولاً عند الموافق والمخالف، مجمع على أنه عديم النظير، وسيف السنة، وقامع أهل البدعة.) كان أبوه أبو نصر من كبار الواعظين بنيسابور، ففتك به لأجل المذهب، (30/225)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 226 وقتل وهذا الإمام صبي ابن تسع سنين، فأقعد مجالس الوعظ مقام أبيه، وحضر أئمة الوقت مجالسه. وأخذ الإمام أبو الطيب الصعلوكي في تربيته وتهيئة شأنه. وكان يحضر مجالسه، والأستاذ أبو إسحاق الإسفرائيني، والأستاذ أبو بكر بن فورك، ويتعجبون من كمال ذكائه وحسن إيراده، حتى صار إلى ما صار إليه. وكان مشتغلاً بكثرة العبادات والطاعات، حتى كان يضرب به المثل. وقال الحسين بن محمد الكتبي في تاريخه: توفي أبو عثمان في المحرم، وكان مولده سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، وأول مجلسٍ عقده للوعظ بعد قتل والده في سنة اثنتين وثمنين. وفي معجم السفر للسلفي: سمعتُ الحسن بن أبي الحر بن مصادة بثغر سلماس يقول: قدم أبو عثمان الصابوني بعد حجة، ومعه أخوه أبو يعلي في أتباع ودواب، فنزل على جدي أحمد بن يوسف بن عمر الهلالي، فقام بجميع مؤنه. وكان يعقد المجلس كل يوم، وافتتن الناس به. وكان أخوه فيه دعابة. وسمعتُ أبا عثمان وقت أو ودع الناس يقول: يا أهل سلماس، لي عندكم شهر أعظ وأنا في تفسير آية وما يتعلق بها، ولو بقيت عندكم تمام سنة، لما تعرضت لغيرها والحمد لله. قتل: هكذا كان والله شيخنا ابن تيمية، بقي أزيد من سنةٍ يفسر في سورة نوح، وكان بحراً لا تكدره الدلاء رحمه الله. (30/226)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 227 قال عبد الغافر: حكى الثقات أن أبا عثمان كان يعظ، فدفع إليه كتابُ ورد من بخاري مشتمل على ذكر وباء عظيم وقع بها ليدعى على رؤوس الملأ في كشف ذلك البلاء عنهم، ووصف في الكتاب أن رجلاً أعطى دراهم لخباز يشتري خبزاً، فكان يزنها والصانع يخبز، والمشتري واقف، فمات الثلاثة في ساعة. فلما قرأ الكتاب هاله ذلك، فاستقرأ من القارئ: أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض الآيات ونظائرها، وبالغ في التخويف والتحذير، وأثر ذلك في تغير في الحال، وغلبه وجع البطن من ساعته، وأنزل من المنبر، فكان يصيح من الوجع. وحمل إلى الحمام، فبقي إلى قريب المغرب، فكان يتقلب ظهراً لبطنٍ، وبقي سبعة أيام لم ينفعه علاج، فأوصى وودع أولاده وتوفي، وصلي عليه عصر يوم الجمعة رابع المحرم. وصلى عليه ابنه أبو بكر، ثم أخوه يعلى إسحاق. وقد طول عبد الغافر ترجمة شيخ الإسلام وأطنب في وصفه.) وقال في البارع الزوزبي: (ماذا اختلاف الناس في متفنن .......... لم يبصروا للقدح فيه سبيلاً)

(والله ما رقي المنابر خاطف .......... أو واعظ كالحبر إسماعيلا) وقال: قرأت في كتاب كتبه الإمام زين الإسلام من طوس في تعزية شيخ الإسلام يقول فيه: أليس لم يجسر مفتر أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقته أليست السنة كانت بمكانة منصورة، والبدعة لفرط حشمته مقهورة أليس كان داعياً إلى الله هادياً عباد الله، شاباً لا صبوة له، ثم كلهلاً لا كبوة له، ثم شيخاً لا هفوة له يا أصحاب المحابر، حطوا رحالكم، فقد استتر بحلال التراب من كان (30/227)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 228 عليه إلمامكم. ويا أرباب المنابر، أعظم الله أجوركم، فقد مضى سيدكم وإمامكم. وقال الكتاني: ما رأيت شيخاً في معنى أبي عثمان الصابوني زهداً وعلماً كان يحفظ من كل فن لا يقعد به شيء، وكان يحفظ التفسير من كتب كثيرة، وكان من حفاظ الحديث. قلت: ولأبي عثمان مصنف في السنة واعتقاد السلف، أفصح فيه بالحق، فرحمه الله ورضي عنه. وقال الحافظ ابن عساكر: سمعت معمر بن الفاخر: سمعت عبد الرشيد بن ناصر الواعظ بمكة: سمعتُ إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي يقول: سمعت أبا المعالي الجويني قال: كنت بمكة أتردد في المذاهب، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: عليك باعتقاد ابن الصابوني. وقال عبد الغافر بن إسماعيل: حكى المقريء الصالح محمد بن عبد الحميد الأبيوردي عن الإمام أبي المعالي الجويني أنه رأى في المنام كأنه قيل له: عد عقائد أهل الحق. قال: فكنت أذكرها إذ سمعت نداء كان مفهومي منه أني أسمعه من الحق تبارك وتعالى يقول: ألم تقل إن ابن الصابوني رجل مسلم قال عبد الغافر: ومن أحسن ما قيل فيه أبيات الإمام أبي الحسن عبد الرحمن بن محمد الداوودي: (أودى الإمام الحبر إسماعيل .......... لهفي عليه ليس منه بديل)

(بكتِ السماء والأرض يوم وفاته .......... وبكى عليه الوحي التنزيل) (30/228)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 229 (والشمس والقمر المنير تناوحا .......... حزناً عليه وللنجوم عويل) ) (والأرض خاشعة تبكي شجوها .......... ويلي تولول: أين إسماعيل)

(أين الإمام الفرد في آدابه .......... ما إن له في العالمين عديل)

(لا تخدعنك مني الحياة فإنها .......... تلهي وتنسي والمنى تضليل)

(وتأهبت للموت قبل نزوله .......... فالموت حتم والبقاء قليل)

4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن محمد بن علي) أبو عامر النسوي النحوي الزاهد الشاعر، وصنف الديوان المعروف كان كثير التطواف، جم الفوائد، دائم العبادة والصوم والتهجد، يقال إنه من الأبدال. ترجمة علي بن محمد الجرجاني وقال: سمع بالعراق، وإصبهان، وذهب أكثر سماعه إلا من جزءٍ من مسند أبي يعلى الموصلي، سمعه من أبي بكر بن المقري، وأجزاء أخر عن شيوخ. ولد سنة ستين وثلاثمائة، وتوفي في رمضان بنسا. وقال ابن السمعاني هو ثقة، عالم باللغة فقير. سمع بنسا: أبا القاسم عبد الله بن محمد صاحب الحسن بن سفيان. روي عنه: عبد المنعم بن القشيري. (30/229)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 230 أخبرنا أحمد بن هبة الله، أنا أبو روح في كتابه، أنا زاهر، أنا أبو عامر الحسن بن محمد إجازة، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم، أبنا أبو يعلى، ثنا عبد الله بن محمد بن سالم، ثنا عبيدة بن الأسود، عن القاسم بن الوليد، عن الحارث العكلي، عن إبراهيم، عن الأسود، عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نضر اله الله امرءاً سمع مقالتي فحفظها فإنه رب حامل فقيهٍ غير فقيه، ورب حامل فقهٍ إلى من هو أفقه منه. 4 (الحسين بن محمد بن عثمان.) ابن النصيبي البغدادي. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان يذهب إلى الاعتزال. 4 (الحسين بن محمد بن القاسم) أبو عبد الله بن طباطبا العلوي النسابة. (30/230)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 231 قال الخطيب: كان متميزاً بعلم النشب ومعرفة أيام العرب وله حظ من الأدب والشعر. وكان) كثير الحضور معنا في مجالس الحديث. ذكر سماعه عن ابن الجندي، وأبي عبد الله الضبي. علقت عنه أشياء. ومات في صفر. 4 (حرف الشين)

4 (شيبان بن محمد بن جعفر الجوقوهي الإصبهاني.) روي عن: أبي بكر بن المقري، وعبد الرحمن بن الخصيب. وعنه: أبو علي الحداد، وغيره. مات في جمادى الآخرة. 4 (حرف العين)

4 (عبد الرحمن بن أحمد بن ذكريا) أبو محمد الطليطلي. يعرف بابن راها. كان نبيلاً فصيحاً إخبارياً. سمع من: عبدوس بن محمد، ومحمد بن إبراهيم الخشني. 4 (عبد الواحد بن الحسين بن قرقر:) أبو طاهر البغدادي الحذاء. سمع: أبا الحسن الدراقطني، وأبا حفص بن شاهين، وجماعة. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحاً. وله حانوت في الحذائين. 4 (عبد الغفار بن محمد بن عمر بن العزير.) (30/231)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 232 أبو سعد الهمذاني التككي. روي عن: أبي بكر أبي الحديد، وأبي أحمد الفرضي. روي عنه: العلوي، ومحمد بن عثمان. توفي في ذي القعدة. 4 (عبد الوهاب بن أحمد بن هارون.) أبو الحسين ابن الجندي الشاهد. أخو القاضي أبي نصر بن هارون. من كبار شهود دمشق.) روي عن: أبي بكر بن أبي الحديد. روي عنه: أبو طاهر الكتاني، وأبو القاسم النسيب. توفي في جمادى الأولى من السنة. عبيد الله بن الحسين بن نصر العطار. روي ببغداد عن: محمد بن المظفر الحافظ، وأبا عمر بن حيويه، والدارقطني، وغيرهم. قال الخطيب: كتبنا عنه وكان صدوقاً. وتوفي في صفر. قال النرسي: سمعنا منه. 4 (علي بن أحمد بن إبراهيم بن غريب البزار.) (30/232)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 233 بغدادي، سمع: علي بن حسان الدممي، وعلي بن عمر الحربي. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صحيح السماع. وغريب هو خال الخليفة المقتدر. قلت: حدث بدمشق فروي عنه: محمد بن علي الحداد. 4 (علي بن الحسن السقلاطوني.) بغدادي صدوق. سمع ابن شاهين. أرخه الخطيب وحدث عنه. 4 (علي بن خلف بن عبد الملك بن بطال.) أبو الحسن القرطبي، ويعرف أيضاً بابن اللجام. روي عن: أبي المطرف القنازعي، ويونس بن عبد الله القاضي، وأبي محمد بن بنوش، وأبي عمر بن عفيف، وغيرهم. قال ابن بشكوال: كان من أهل العلم والمعرفة والفهم، مليح الخط، حسن الضبط، عني بالحديث العناية التامة وأتقن ما فيه، وشرح صحيح أبي عبد الله الخلال في عدة مجلدات، رواه الناس عنه. وولي قضاء لورقة.) وقد حدث عنه جماعة من العلماء. (30/233)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 234 توفي في سلخ صفر. قلت: وكان ينتحل الكلام على... 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن علي بن محمد بن الحسن.) أبو عبد الله الخبازي المقريء. ولد بنيسابور سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة. وقرأ القرآن على أبيه وعلى أبي بكر محمد بن محمد الطرازي. وسمع من: أبي أحمد الحاكم، وأبي محمد الحسن المخلدي، وأبي الحسن الماسرجسي. وتصدر للإقراء. وصنف في القراءات. ذكره علي بن محمد الزنجي في تاريخ جرجان فقال: تخرج على يده ألوف بنيسابور. ودخل غزنة أيام السلطان محمود، وكان يكرمه غاية الإكرام. سمعته يقول: أو ما وردت على السلطان سألني عن آية أولها غين. فقلت: ثلاث مواضع: غافر الذنب، واثنان مختلف فيهما، الكوفي يعدهما، والبصري لا يعدهما: غلبت الروم، وغير المغضوب عليهم ولا الضالين. (30/234)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 235 قلت: قرأ عليه جماعة منهم أبو القاسم الهذلي وتوفي بنيسابور في رمضان وقال عبد الغافر الفارسي: هو شيخ نبيل مشهور بين أكابر المتقدمين بنيسابور، المنظور إليه، المشاور في الأمور، المبجل في المحافل والمشاهد، قعد سنين في مسجده المشهور به لقراءة القرآن في سكة معاذ. وحضر في مجلسه الأكابر وأولاد الأئمة وقرأوا عليه، وتبركوا بالعقود بين يديه. وكان عارفاً بالقراءات ووجوها. وصنف كتاب الأبصار محتوياً على أصول الروايات وغرائبها. وكان له صيت لتقدمه في علم القراءات، وله جاه وقدر عند السلاطين استحضره يمين الدولة أبو القاسم محمود بن ناصر الدين إلى غزنة، وسمع قراءته، وأكرم مورده ورده إلى نيسابور. وقد رحل إلى الكشميهني لسماع صحيح البخاري فسمعه منه وحدث به وكان يحيي الليل) بالقراءة والدعاء والبكاء، حتى قيل إنه مستجاب الدعوة، لم ير بعده مثله. ثنا عنه أبو بكر محمد بن يحيى المزكي، ووالدي، مسعود بن ناصر الركاب، وطاهر الشحامي. قلت: وأخر من روي عنه الفراوي. 4 (أبو بكر محمد بن الحسن بن علي الخبازي المقريء الطبري.) (30/235)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 236 فآخر تأخر عن هذا، ولقيه أبو الأسعد القشيري. 4 (محمد بن علي بن إبراهيم.)

4 (أبو بكر الدينوري القاريء، نزيل بغداد.) حدث عن: أبي بكر بن لال الهمذاني، وأبي عمر بن مهدي. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صالحاً ورعاً، توفي في شوال. 4 (محمد بن علي.) أبو الفتح الكراجكي شيخ الشيعة. والكراجكي هو الخيمي. مات بصور في أربع ربيع الآخر، وله عدة مصنفات. وكان من فحول الرافضة، بارع في فقههم وأصولهم، نحوي، لغوي، منجم، طبيب، رحل إلى العراق ولقي الكبار كالمرتضى. (30/236)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 237 وله كتاب تلقين أولاد المؤمنين. وكتاب الأغلاط مما يرويه الجمهور. وكتاب موعظة العقل للنفس، وله كتاب المنازل قد سيره إلى أن بلغ سنة خمس وخمسين وخمسمائة. وكتاب ما جاء على عدد الاثني عشر. وكتاب المؤمن إلى غير ذلك من هذيانات الإمامية. 4 (محمد بن ميمون بن محمد النرسي الكوفي.) عم الحافظ أبي سمع من الشريف أبي عبد الله الكوفي. 4 (حرف الواو)

4 (وليد بن عبد الله بن عباس) ) (30/237)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 238 أبو القاسم الأصبحي القرطبي، ويعرف بابن العربي. روي عن: سليمان بن الغماز المقريء. وولي خطابه قرطبة بعد مكي. وكان حسن الخطابة، بليغ الموعظة، طيب الصوت، عذب اللفظ. قرأ عليه: أبو محمد بن عتاب. وتوفي في رمضان، وهو في عشر التسعين. (30/238)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 239 1 (سنة خمسين وأربعمائة.)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحسين بن علي بن عمر الحربي.) أبو منصور. روي عن جده علي السكري. 4 (أحمد بن سليمان.) أبو صالح النيسابوري الصوفي الزاهد. حج نيفاً وثلاثين مرة. وكان سنياً منكراً على المتكلمين. لقي بمكة شيخ الحرم السيرواني. روي عنه: إسماعيل الفارسي، وغيره. وتوفي في جمادى الأولى. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن عيسى بن هاموشة.) أبو جعفر الأبريسمي التاجر. عن شيوخ أصبهان. روي عن: أبي بكر بن المقري. وعنه: سيد بن أبي الرجاء. (30/239)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 240 4 (أحمد بن محمد بن حسين.) أبو طاهر بن الخفاف. عن: أبي القاسم بن الصيدلاني، وجماعة. وعنه: الخطيب، وقال: ومات في آخر السنة.) 4 (حرف الحاء)

4 (الحسين بن محمد بن عبد الواحد.) أبو عبد الله البغدادي، الفقيه الفرضي المعروف بالوني. انتهت إليه معرفة الفرائض. قتل ببغداد شهيداً في فتنة البساسيري ووثوبه على بغداد، ضرب بدبوس فمات. وكان أحد الأذكياء المذكورين، وله يد في علوم متعددة. قال ابن ماكولا: سمعت الخطيب يقول: حضرنا مجلس شيخ ومعنا أبو (30/240)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 241 عبد الله الوني فأملى الشيخ: فلما قمنا إذا الونّي قد حفظ من الإملاء بضعة عشر حديثاً. وقد سمع عن أصحاب الصّفّار، وابن البختريّ. سمع منه: أبو حكيم الخبريّ. 4 (الحسين بن محمد بن طاهر بن مهدي البغداديّ.) أخو حمزة. حدَّث عن: الدّار قطنيّ، وجماعة. 4 (حمزة بن أحمد بن حمزة.) أبو يعلى القلانسيّ الدّمشقيّ الشبعيّ الرجل الصالح. حدَّث عن: أبي محمد بن أبي نصر، وعبد الواحد بن مشماش، ومنصور بن رامش. روى عنه: عبد الله بن الحسن البعلبكّيّ. قال الكتّلنيّ: كان يحفظ معاني القرآن للنّاس. وكان عبداً صالحاً أقام بالجامع أربعين سنةً بلا غطاء ولا وطاء، رحمه الله تعالى. 4 (حرف الطاء)

4 (طاهر بن عبد الله بن طاهر بن عمر.) (30/241)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 242 القاضي أبو الطيِّب الطَّبري، الفقيه الشّافعي أحد الأعلام. سمع بجرجان من أبي أحمد الغطريفيّ. وبنيسابور من الفقيه أبي الحسن الماسرجسيّ. وبه تفقَّه. وسمع ببغداد من: أبي الحسن الدّارقطنيّ، وموسى بن عرفة، والمُعافى بن زكريّا، وعليّ بن) عمر الحربيّ. واستوطن بغداد. ودرسّ وأفتى، وولي قضاء ربع الكرخ بعد موت القاضي الصَّيمريّ. وكان مولده بآمل طبرستان سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة. قال: وخرجت إلى جرجان للقاء أبي بكر الإسماعيليّ فقدمتها يوم الخميس، فدخلت الحمّام، فلمّا كان من الغد لقيت أبا سعد بن الشّيخ أبي بكر، فأخبرني أنّ والده قد شرب دواءً لمرضٍ كان به، وقال لي: تجيء في صبيحة غدٍ لتسمع منه. فلمّا كان في بكرة السّبت غدوت للموعد فإذا النّاس يقولون: مات أبو بكر الإسماعيليّ. قال الخطيب: وكان أبو الطّيِّب ورعاً عارفاً بالأصول والفروع، محقّقاً، (30/242)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 243 حسن الخلق، صحيح المذهب، اختلفت إليه وعلّقت عنه الفقه سنين. من المرآة: قيل إنّ أبا الطّيّب دفع خفَّه إلى من يصلحه، فكان يأتي يتقاضاه، فإذا رآه غمس الخفّ في الماء وقال: السّاعة أصلحه فلمّا طال على أبي الطّيّب ذلك قال: إنّما دفعته إليك لتصلحه، لم أدفعه لتعلِّمه السِّباحة قال الخطيب: سمعت أبا بكر محمد بن أحمد المؤدِّب: سمعت أبا محمد البافي يقول: أبو الطّيّب الطَّبريّ أفقه من أبي حامد الإسفرائينيّ. وسمعت أبا حامد يقول: أبو الطّيّب أفقه من أبي محمد البافي. وقال القاضي أبو بكر بن بكران الشّاميّ: قلت للقاضي أبي الطّيِّب شيخنا، وقد عمِّر: لقد متّعت بجوارحك أيّها الشّيخ. فقال: ولم لا، وما عصيت الله بواحدة منها قطّ أو كما قال. وقال غير واحد: سمعنا أبا الطّيِّب الطَّبريّ يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النّوم فقلت: يا رسول الله أرأيت من روى عنك أنّك قلت: نضّر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها الحديث. أحقٌّ هو قال: نعم. (30/243)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 244 وقال أبو إسحاق في الطّبقات: ومنهم شيخنا وأستاذنا أبو الطّيب، توفيّ عن مائة وسنتين، لم يختلّ عقله، ولا تغيّر فهمه، يفتي مع الفقهاء، ويستدرك عليهم الخطأ، ويقضي ويشهد، ويحضر المواكب إلى أن مات. تفقَّه بآمل على أبي عليّ الزَّجّاجيّ صاحب ابن القاصّ، وقرأ على أبي سعد الإسماعيليّ، وعلى) القاضي أبي القاسم بن كجّ بجرجان. ثمّ ارتحل إلى نيسابور وأدرك أبا الحسن الماسرجسيّ، وصحبه أربع سنين، ثمّ ارتحل إلى بغداد، وعلّق عن أبي محمد الباغي الخوارزميّ صاحب الدّاركيّ، وحضر مجلس الشّيخ أبي حامد، ولم أر فيمن رأيت أكمل اجتهاداً، وأسدّ تحقيقاً، وأجود نظراً منه. شرح المزنيّ، وصنَّف في الخلاف والمذهب والأصول والجدل كتباً كثيرة، ليس لأحد مثلها. ولازمت مجلسه بضع عشرة سنة، ودرّست أصحابه في مسجده سنين بإذنه، ورتَّبني في حلقته، وسألني أن أجلس في مسجد للتّدريس، ففعلت في سنة ثلاثين. أحسن الله تعالى عنّي جزاءه ورضي عنه. قلت: وأبو الطّيّب صاحب وجه في المذهب، فمن غرائبه أنّ خروج المنيّ ينقض الوضوء. ومنها أنّه قال: الكافر إذا صلّى في دار الحرب كانت صلاته إسلاماً. (30/244)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 245 وقد روى عنه: الخطيب، وأبو إسحاق الشّيرازيّ، وأبو محمد بن الأبنوسيّ، وأبو نصر أحمد بن الحسن الشّيرازيّ، وأبو سعّد أحمد بن عبد الجبّار بن الطُّيوريّ، وأبو عليّ محمد بن محمد بن المهديّ، وأبو المواهب أحمد بن محمد بن ملوك، وأبو نصر محمد بن محمد بن العكبريّ، وأبو العزّ أحمد بن عبيد الله بن كادش، وأبو القاسم بن الحصين، وخلق آخرهم موتاً أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاريّ. قال الخطيب: مات أبو الطّيّب في ربيع الأوّل، صحيح العقل، ثابت الفهم، وله مائة وسنتان. 4 (حرف الظاء)

4 (ظفر بن الفرج بن عبد الله بن محمد.) أبو سعد البغداديّ الخفّاف. روى عن: ابن الصَّلت الأهوازيّ. توفّي في رمضان. 4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسكان.) الحاكم أبو محمد القرشيّ النَّيسابوريّ الواعظ، المعروف بالحذّاء. ولد سنة ثلاثٍ وستّين وثلاثمائة. (30/245)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 246 وحجَّ مع أبيه سنة ثلاث وثمانين، فسمع من مشايخ الرَّيّ وبغداد.) فسمع بالرَّي من علي بن محمد بن عمر الفقيه. روى عنه: ابنه القاضي أبو القاسم عبيد الله الحشكانيّ. توفّي في شوّال. 4 (عبد الله بن علي بن عيّاض بن أبي عقيل.) أبو محمد الصُّوريّ، القاضي عين الدّولة. سمع: أبا الحسين بن جميع، وغيره. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وسهل بن بشر الإسفرائينيّ، وغيث الأرمنازيّ. (30/246)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 247 توفي فجأة بين عكا وصور. 4 (عبد العزيز بن أبي الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران البغداديّ.) أبو الطّيّب. سمع: أبا الحسين بن المظفّر، وأبا عمر بن حيُّويه، وأبا بكر بن شاذان وأبا الفضل الزُّهري. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان سماعه صحيحاً. توفّي في صفر. وكان مولده سنة ثمانٍ وستين. 4 (عبد الوهاب بن عبد العزيز بن المظفّر.) أبو بكر الدّمشقيّ الورّاق، الحنبليّ المعروف بابن حزوَّر. حدَّث عن: تمّام الرّازيّ. روى عنه: ابنه عبد الواحد، ونجا بن أحمد، وأبو طاهر محمد بن الحسين الرّازيّ. (30/247)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 248 4 (عبد الوهاب بن عثمان.) أبو الفتح ابن المخبزيّ. بغداديّ صدوق. روي عن: ابن حبابة، وعيسى بن الوزير. وعنه: أبو بكر الخطيب. وهو أخو أبي الفرج. 4 (عبد الواحد بن الحسين بن أحمد بن عثمان بن شيطا.) أبو الفتح. مقريء العراق، ومصنَّف كتاب التذكار في القراءات.) سمع: محمد بن إسماعيل الورّاق، وابن معروف القاضي، وعيسى بن الجراح، وابن سويد المؤدَّب. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقةً عالماً بوجوه القراءات، بصيراً بالعربية. (30/248)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 249 توفي في صفر، ومولده في سنة سبعين وثلاثمائة. قلت: قرأ على أحمد بن عبد الله بن الخضر السَّوسنجرديّ، وعبد السّلام بن الحسين، وأبي الحسن بن العلاف، والحماميّ، وطبقتهم. قرأ عليه بالروايات جماعة منهم: أبو الفضل محمد بن محمد بن الصبّاغ، وأبو غالب محمد بن عبد الواحد القزّاز. وروى عنه كتاب التذّكار الحسن بن محمد الباقرحي. 4 (عبيد الله بن علي.) الإمام أبو القاسم الرَّقّيّ. روي عن: أبي أحمد الفرضيّ. قال الخطيب: كان أحد العلماء بالنحو واللغة والفرائض، كتبت عنه. 4 (عليّ بن بقاء بن محمد.) أبو الحسن المصريّ الورّاق الناسخ. روى عن: القاضي أبي الحسن علي بن محمد الحلبيّ، وأبي عبد الله التنوخي اليمنيّ، وأبي مسلم الكاتب، والحافظ عبد الغني بن سعيد. ولم يزل يكتب لنفسه ويورّق لغيره إلى حين موته. وكان مفيد مصر في وقته، ثقة مرضياً. قال أبو عبد الله الرازي في مشيخته: ثنا علي بن بقاء، ثنا محمد بن الحسين بن عمر التنوخي اليمني إملاءً بانتقاء خلف الواسطي، ثنا عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن رشدين، ثنا أبو الطّاهر بن السَّرح، ثنا رشيد بن سعد، فذكر حديثاً. (30/249)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 250 توفي في ذي الحجة. 4 (علي بن الحسين بن أحمد بن محمد بن عمر بن الرفيل.) المعروف بابن المسلمة.) الوزير رئيس الرؤساء أبو القاسم البغدادي. استكتبه الخليفة القائم بأمر الله، ثمّ استوزره. وكان عزيزاً عليه إلى الغاية، وهو لقّبه رئيس الرؤساء ورفع من قدره. وكان من خيار الوزراء. ولد سنة سبعٍ وتسعين وثلاثمائة. وسمع من جدِّه أبي الفرج المعدّل، ومن: أبي أحمد بن أبي مسلم الفرضيّ، وإسماعيل الصَّرصريّ. وحدَّث. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وكان خصِّيصاً به. قال: كتبت عنه، وكان ثقة. قد اجتمع فيه من الآلات ما لم يجتمع في أحد قبله، مع سداد مذهب، ووفور عقل، وأصالة رأي. وقال أبو الفرج بن الجوزيّ: وفي سنة سبع وثلاثين وأربعمائة في ربيع (30/250)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 251 الآخر رسم لأبي القاسم علي بن المسلمة النَّظر في أمور الخليفة، وتقدَّم إلى الحواشي بتوفية حقوقه فيما جعل إليه، فجلس لذلك على دهليز الفردوس، وعليه الطَّيلسان، وبين يديه الدّواة، وهنّاه الأعيان واستدعي إلى حضرة أمير المؤمنين، ثم خرج فجلس في الديوان في مجلس عميد الرؤساء ودسته. وحمل على بغله بمركب، ومضى إلى داره ومعه القضاة والأشراف والحجاب. وقال، في سنة ثلاث وأربعين: وفي عيد الأضحى حضر الناس في بيت النّوبة، واستدعي رئيس الرؤساء، فخلع عليه، ولُقِّب جمال الورى شرف الوزراء. قلت: ولم يبق له ضدَّ إلاّ البساسيري، وهو الأمير المظفَّر أبو الحارث أرسلان التُّركي، فإنه عظم قدره ببغداد، وبعد صيته، ولم يبق للملك الرّحيم ابن بويه معه إلاّ مجرَّد الاسم. ثمّ إن المذكور خلع الخليفة، وتملَّك بغداد، وخطب بها للمستنصر العبيدي، وقتل رئيس الرؤساء كما ذكرناه في ترجمة القائم وغير موضع. وقال أبو الفضل محمد بن عبد الملك الهمذانيّ في تاريخه: إن البساسيري حبس رئيس الرؤساء ثم أخرجه وعليه جبَّة صوف وطرطور أحمر، وفي رقبته مخنقة جلود، وهو يقرأ: قل اللهم مالك الملك، الآية، وهو يردَّدها. وطيف به على جمل، ثمّ نصب له خشبة بباب خراسان وخيط) عليه جلد ثور سلخ في الحال، وعلِّق في فكَّيه كلاّبان من حديد، وعلِّق على الخشبة حيّاً، ولبث إلى آخر النهار يضطّرب، ثم مات رحمه الله. قلت: ما أتت على البساسيري سنة حتى قتل وطيف برأسه. (30/251)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 252 وكان صلبه في ذي الحجّة ببغداد. 4 (علي بن الحسين بن صدقة.) أبو الحسن بن الشرابي الدمشقي المعدّل. روي عن: أبي بكر بن أبي الحديد، وعبد الله بن محمد الحنائي. روى عنه: علي بن طاهر. ومضى على سداد وأمر جميل. توفي في جمادى الأولى. 4 (علي بن عمر بن أحمد بن إبراهيم.) أبو الحسن البرمكي، أخو إبراهيم وأحمد. وكان علي أصغرهم. سمع: أبا الفتح القوّاس، وأبا الحسين بن سمعون، وابن حبابة. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة. درس على أبي حامد الإسفرائينيّ مذهب الشافعي. وتوفي في ذي الحجّة. 4 (علي بن محمد بن حبيب.) (30/252)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 253 القاضي أبو الحسن الصري الماورديّ الفقيه الشّافعي. صاحب التّصانيف. روى عن: الحسن بن علي الجيليّ صاحب أبي خليفة الجُمحيّ، وعن: عمر بن عدي المنقريّ، ومحمد بن المعلَّى، وجعفر بن محمد بن الفضل. روى عنه: أبو بكر الخطيب ووثَّقه، وقال: مات في ربيع الأول وقد بلغ ستاً وثمانين سنة. وولي القضاء ببلدان كثيرة. ثم سكن بغداد. وقال أبو إسحاق في الطّبقات: ومنهم أقضى القضاة أبو الحسن الماورديّ البصريّ. تفقَّه على أبي القاسم الصَّيمريّ بالبصرة. وارتحل إلى الشيخ أبي حامد الإسفرائينيّ. ودرس بالبصرة) وبغداد سنين كثيرة. وله مصنَّفات كثيرة في الفقه والتفسير، وأصول الفقه، والأدب. وكان حافظاً للمذهب. (30/253)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 254 قال: وتوفي ببغداد. وقال القاضي شمس الدّين في وفيات الأعيان: من طالع كتاب الحاوي شهد له بالتبحُّر ومعرفة المذهب. ولي قضاء بلدان كثيرة. وله تفسير القرآن سمّاه النُّكت، وله أدب الدّنيا والدّين، والأحكام السُّلطانية، وقوانين الوزارة وسياسة الملك، والإقناع في المذهب وهو مختصر. وقيل إنه لم يظهر شيئاً من تصانيفه في حياته، وجمعها في موضع، فلما دنت وفاته قال لمن يثق به: الكتب التي في المكان الفلاني كلها تصنيفي، وإنما لم أظهرها لأني لم أجد نيّةً خالصةً، فإذا عاينت الموت ووقعت في النَّزع، فاجعل يدك في يدي، فإن قبضت عليها وعصرتها، فاعلم أنه لم يقبل مني شيء منها، فاعمد إلى الكتب وألقها في دجلة. وإن بسطت يدي ولم أقبض على يدك، فاعلم أنها قبلت، وأني قد ظفرت بما كنت أرجوه من الله. قال ذلك الشّخص: فلّما قارب الموت، وضعت في يده يدي، فبسطها ولم يقبض على يدي، فعلمت أنها علامة القبول، فأظهرت كتبه بعده. قلت: آخر من روى عنه أبو العزّ بن كادش. (30/254)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 255 وقال ابن خيرون: كان رجلاً عظيم القدر، متقدِّماً عند السّلطان، أحد الأئمة. له التّصانيف الحسان في كلّ فنٍّ من العلم. بينه وبين القاضي أبي الطّيّب في الوفاة أحد عشر يوماً. قال أبو عمرو بن الصّلاح رحمه الله: هو متَّهم بالاعتزال، وكنت أتأول له وأعتذر عنه، حتى وجدته يختار في بعض الأوقات أقوالهم. قال في تفسيره في الأعراف: لا يُساء عبادة الأوثان. وقال في قوله: جعلنا لكل نبيِّ عدوّاً على وجهين، معناه: حكمنا بأنّهم أعداء، والثاني: تركناهم على العداوة، فلم نمنعهم. قال ابن الصّلاح: فتفسيره عظيم الضّرر، لكونه مشحوناً بتأويلات أهل الباطل، تدسيساً وتلبيساً. وكان لا يتظاهر بالانتساب إلى المعتزلة حتى يحذر، بل يجتهد في كتمان موافقته لهم، ولكن لا يوافقهم في خلق القرآن ويوافقهم في القدر.) قال في قوله: إنا كلَّ شيءٍ خلقناه بقدرٍ يعني بحكم سابق. وكان لا يرى صحّة الرّواية بالإجازة. وذكر أنه مذهب الشافعي. وكذا قال في المكاتبة إنها لا تصحّ. ثمّ قال ابن الصّلاح: أنا عزّ الدّين بن الأثير، أنا خطيب الموصل، أنا ابن بدران الحلواني، أنا الماوردي، فذكر حديث: هل أنت إلا إصبع دميت؟ (30/255)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 256 قلت: وبكل حال هو مع بدعة فيه من كبار العلماء. فلو أننا أهدرنا كلّ عالم زل لما سلم معنا إلاّ القليل، فلا تحطّ يا أخي على العلماء مطلقاً، ولا تبالغ في تقريظهم مطلقاً وأسأل الله أن يتوفّاك على التوحيد. 4 (عمر بن الحسين بن إبراهيم.) أبو القاسم الخفّاف. أخو محمد. بغداديّ صدوق. سمع: أبا الحسين بن المظفر، وأبا حفص الزيّات، وأبا الفضل الزُّهريّ، وطبقتهم. روى عنه: الخطيب، وجماعة. وآخر من روى عنه قاضي المرسنان. 4 (عمر بن محمد بن علي بن معدان.) أبو طاهر الإصبهاني الأديب الورّاق. قال ابن السَّمعاني: توفي في حدود سنة خمسين. روي عن: أبي عمر بن عبد الوهاب السُّلمي، وأبي عبد الله بن مندة. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن محمد بن ملهب بن جعفر.) أبو بكر القرطبيّ الأديب. قال أبو عبد الله الأبار: سمع الكثير من: أبي الوليد بن الفرضي، وأبي عبد الله بن الحذّاء، وجماعة. وكان من أهل الكتابة والبلاغة. له تعليق على تاريخ ابن الفرضي، وكان (30/256)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 257 ذا حظوة عند الملوك، وهو من بيت وزارة. توفي في حدود الخمسين.) 4 (محمد بن أحمد بن الحسين ابن المسند المشهور علي بن عمر الحربي.) السكَّري البغدادي أبو الحسن، الشاعر المعروف بالخازن. من أعيان الشعراء. روى عنه: أبو الفضل بن خيرون، وشجاع الذهلي، وغيرهما. وتوفي في رابع شوّال. قلت: ولو سبَّح الله لكان خيراً له. ومن شعره: (وقالوا: غداة البين دمعك لم يفض .......... وقد شطّ بالأحباب عنك مزارُ)

(فقلت: حذار البين أفتيت أدمعي .......... وفي القلب من ذكر التفرق نارُ)

4 (محمد بن الحسن بن المؤمل النَّيسابوري.) ويعرف بشاة الموصلي. من بيت الرواية والصّلاح. روى عن: أبي أحمد الحاكم، وأبي سعيد بن عبد الوّهاب الرّازي. وسكن بيهق. 4 (محمد بن عبد الجبار بن أحمد.) القاضي أبو منصور السمعاني المروزي الفقيه الحنفي. وسمعان بطن من تميم. كان أبو منصور إماماً ورعاً نحوياً لغوياً، له مصنَّفات. (30/257)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 258 وهو والد العلاّمة أبي المظفر منصور بن محمد السمعاني مصنّف الاصطلام ومصنّف الخلاف الذي انتقل من مذهب الوالد إلى مذهب الشافعي. توفي أبو منصور بمرو في شوال. 4 (محمد بن عبيد الله بن محمد بن إبراهيم.) أبو الوفاء بن أبي معشر الهمذاني الواعظ. روي عن: القاضي أبي عمر الهاشمي، ويحيى بن عمّار السَّجستاني، والمظفر بن أحمد. قال شيرويه: كان متعصِّباً للسُّنّة وأهلها. ثنا عنه أبو الوفاء محمد بن جابار، وكان كثير البكاء) في وعظه. توفي في شوال. 4 (محمد بن الفضل بن محمد بن محمد.) الحافظ أبو علي الهرويّ جهاندار. له وفيات على السنين من سنة أربعمائة إلى قريب وفاته. توفي في المحرم. وقد حدَّث بجامع التِّرمذي بنيسابور. سمع: أبا علي منصور بن عبد الله الخالدي، وطبقته. (30/258)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 259 4 (محمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم.) أبو عبد الله الهاشمي البغدادي. قال الخطيب: ثنا عن أبي القاسم بن حبابة. وكان صدوقاً. 4 (محمد بن همام بن الصَّفر.) أبو طاهر الموصلي البّزّاز. سمع: أبوي الحسن الدَّارقطني والسُّكري. قال الخطيب: صدوق. 4 (مقلد بن نصر بن منقذ.) الأمير مخلص الدولة أبو المتوَّج الكناني، صاحب شيزر. كان رئيساً سعيداً، نبيل القدر، مدحه الشُّعراء، وخرج من ذرِّيته أمراء وفضلاء. 4 (منصور بن الحسين.) أبو الفوارس الأسدي، صاحب جزيرة ابن عمر. ولقبه شهاب الدّولة. مات بناحية خوزستان واجتمعت عشيرته بعده على ولده صدقة. (30/259)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 260 4 (منصور بن الحسين بن علي بن القاسم بن محمد بن روَّاد.) أبو الفتح التّاني الإصبهاني. ذكره يحيى بن مندة في تاريخه، وقال: صاحب أصول كتب الحديث، وكان من أروى النّاس) عن ابن المقريء. ومات في ذي الحجّة. قال ابن نقطة: روى معجم ابن المقريء ومسند أبي حنيفة جمع ابن المقريء. روى عنه سعيد بن أبي الرّجاء هذين الكتابين. قلت: روى عنه تهذيب الآثار للطّحاوي السّرّاج، جماعة من ابن المقريء. 4 (حرف النون)

4 (نصر بن علي بن محمد بن عبد العزيز.) أبو القاسم الهمذاني الفقيه. روى عن: أبي بكر بن لال، وأبي الحسن بن جهضم، وأبي الحسن بن فراس العبقسي، ومحمد بن عبد الله الجعفي الكوفي، وأبي علي حمد بن عبد الله الإصبهاني، وخلق سواهم. قال شيرويه: كان صدوقاً فقيهاً واعظاً، قانعاً باليسير، مقبولاً عند الناس. توفي في شعبان. (30/260)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 261 4 (حرف الهاء)

4 (هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن أحمد المأموني.) أبو الفضل البغدادي. توفي في ربيع الآخر. 4 (الكنى)

4 (الملك الرحيم أبو النصر.) ابن الملك أبي كاليجار بن سلطان الدولة بن بهاء الدولة بن عضد الدولة بن ركن الدولة بن بويه آخر ملوك بني بويه. مات في الحبس بقلعة الرّيّ، وانتزع الملك منه السّلطان طغرلبك سنة سبعٍ وأربعين كما هو في الحوادث مذكور. (30/261)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 262 4 (المتوفّون تقريباً)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن رشيق.) ) أبو العباس الأندلسي الكاتب، مولى ابن شهيد. نشأ بمرسية وتحوَّل إلى قرطبة وطلب الآداب فبرع وبسق في التَّرسُّل وحسن الحظّ، وتقدَّم فيهما إلى الغاية وشارك في العلوم. وأكثر من الفقه والحديث وبلغ من الرئاسة ما لا مزيد عليه، فقدَّمه الأمير مجاهد العامري على كل من في دولته، وكان من رجال الدّهر رأياً وحزماً وسؤدداً وهيبة ووقاراً. بالغ في إطرائه الحميدي وقال: مات بعيد الأربعين وأربعمائة عن سنٍّ عالية. وله رسائل متداولة، وله مؤلف على تراجم صحيح البخاريّ وبيان مشكله. وقد سمعت منه شعراً. 4 (أحمد بن محمد بن حميد بن الأشعث.) القاضي أبو نصر الكُشّانّي. وكُشّانية على اثني عشر فرسخاً من سمرقند. روى عن: أحمد بن محمد بن إسماعيل البخاري. (30/262)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 263 روى عنه: إسحاق بن عمر الخطيب. قال ابن السّمعاني: عاش مائة وعشرين سنة ممتعاً بحدّة بصره. مات بعد سنة ثلاث وأربعين. 4 (أحمد بن زكريّا.) أبو نصر الضّبيّ النَّيسابوري الزّاهد. ذكره عبد الغافر فقال: رجل معروف من أصحاب أبي عبد الله. صحب الأستاذ أبا جعفر محمد بن أحمد بن جعفر، من قدمائهم وزهادهم، ثم صحب الإمام محمد بن الهيصم، وأخذ العلم عنه، وتخرَّج به. وكان ينوب عنه في بعض المدارس. وقد بلغ من الزهد والقناعة ومصابرة الفقر الدّرجة القصوى، وظهرت عليه كرامات. وحكى عنه أصحابه حكايات في المجاهدات. 4 (إدريس بن اليمان بن سام.) أبو علي العبدري، المعروف بالشّيني الأندلسي الشاعر. قال ابن الأبار: روى عن أبي العلاء صاعد بن الحسن اللغوي. وعنه: خلف بن هارون.) وكان أديباً شاعراً محسناً، لم يكن بعد أبي عمرو بن درّاج من يجري عندهم مجراه. وتوفي في نحو الخمسين وأربعمائة. 4 (إسماعيل بن المؤمل بن حسين.) أبو غالب الإسكافي النَّحوي الضّرير. أحد الشُّعراء الكبار النُّحاة المحقّقين ببغداد. (30/263)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 264 روى عن مهيار الدَّيلمي ديوانه. روى عنه: عزيزي بن عبد الملك الجيلي، وأبو القاسم عبد الله بن ناقيا الشّاعر، والمبارك بن فاخر النَّحوي. ذكر محمد بن عبد الملك الهمذاني أن الوزير أبا القاسم بن المسلمة ذكر إسماعيل الضّرير فقال: ما أرى مفتوح العين في النَّحو إلاّ هذا المغمّض العين. وقد مات في صفر سنة ثمانٍ وأربعين. ومن شعره: (سرت ومطايا بينها لم ترحل .......... وزارت وحادي ركبها لم يحمل)

(منعمة تفترُّ إمّا ابتسمت .......... عن الدُّرّ أو نور الأقاح المُظلَّل)

(نعمنا بها دهراً، فمن لثم أحمر .......... ومن رشف مسكيٍّ وتقبيل أكحل)

(كأن العبير الغضَّ علَّ سحيقه .......... بمشمولة من خمر بابل سلسل)

(تعلّ به وهناً مجاجة ريقها .......... وقد لحقت أخرى النُّجوم بأول)

4 (إشراق السَّوداء.) العروضيّة، مولاة أبي المطرِّف عبد الرحمن بن غلبون القرطبي الكاتب، سكنت بلنسية، وكانت قد أخذت عن مولاها النَّحو واللغة ولكنها فاقته في ذلك وبرعت في العروض. وكانت تحفظ الكامل للمبرّد والنّوادر للقالي، وتشرحهما. قال أبو داود سليمان بن نجاح: قرأت عليها الكتابين، وأخذت عنها علم العروض. توفيت بدانية بعد سيّدها، وموته في سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة. ذكرها ابن الأبار. 4 (حرف الحاء)

4 (الحسين بن أحمد بن بكار بن فارس.) ) أبو عبد الله الكندي المقريء. (30/264)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 265 روى جزءاً عن عبد الوهاب الكلابي بمصر. سمعه منه: القاضي أبو الفضل السَّعدي، وعلي بن بقاء الورّاق، وحدَّث عنه: محمد بن أحمد الرّازي في مشيخته. حدَّث سنة أربعين. 4 (الحسين بن عبد الله بن محمد بن المرزبان بن منجويه.) أبو علي الإصبهاني. عن: أبي بكر بن المقري، وابن مندة. وعنه: سعيد بن أبي الرجاء، وحبيب بن محمد الطّهراني. 4 (حرف العين)

4 (علي بن الحسين بن علي بن شعبان.) أبو الحسن الخولاني المصري. سمع: القاضي أبا عبد الله محمد بن الحسن بن علي بن الدقاق، وأحمد بن عبد الله بن زريق المخزومي، وغيرهما. روى عنه: أبو عبد الله الرازي في مشيخته. 4 (علي بن طاهر.) أبو الحسن القرشي المقدسي الصوفي الحاج. حجّ قريباً من أربعين مرة. وروى عن: عبد الوهاب الكلابي، وأحمد بن فارس العبقسي. روى عنه: نصر المقدسي، وإبراهيم بن يونس، وعلي بن محمد بن محمد بن شجاع، وغيرهم. 4 (علي بن عبد الغالب بن جعفر.) (30/265)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 266 أبو الحسن البغدادي الضّرّاب الحافظ. المعروف بابن الفتى، وبابن أبي معاذ. سمع: أبا أحمد الفرضي، وابن الصَّلت المجبَّر، وأبا عمر بن مهدي. ورحل إلى خراسان مع الخطيب. وسمع من: أبي بكر الحيري، وأبي سعيد الصَّيرفي.) وسمع بمصر من: أبي محمد بن النحاس، وبدمشق من: عبد الرحمن بن أبي نصر. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وعمر بن أحمد الآمدي، وعلي بن أحمد بن ثابت العثماني، وأبو عبد الله القُضاعي، وعلي بن محمد بن شجاع، وأبو الوليد سليمان بن خلف الباجي. وقال الباجي: شيخ ثقة، له بعض المِيز. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن علي بن حسول. أبو العلاء الكاتب الهمذاني.) صدر نبيل عالم، له النَّظم والنَّثر. سمع من الصّاحب إسماعيل بن عبّاد، وسمع من: أبي الحسين أحمد بن فارس مجمله في اللغة. وروى عنه: شجاع الذهلي، وأبو علي الحدّاد. وروى شيئاً من كتب الأدب ببغداد وإصبهان. وروى أيضاً بهمذان عنه: أحمد بن سليم المقريء. قال الذُّهلي: قدم علينا سنة سبع وأربعين وأربعمائة. (30/266)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 267 هنا انتهى المجلد الثالث عشر من تاريخ الإسلام للحافظ شمس الدين الذهبي وعلّقه من خط مؤلفه رحمه الله تعالى الفقير إلى عفوه وغفرانه محمد بن إبراهيم بن محمد البشتكي لطف الله به وعفى عنه وغفر له وأعانه بمنّه وكرمه والحمد لله كثيراً ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (30/267)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 268 (30/268)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 269 (30/269)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 270 (30/270)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 271 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة السادسة والأربعين احداث)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (سنة إحدى وخمسين وأربعمائة) على سبيل الاختصارهرب آل البساسيريّفيها عود الخليفة القائم بأمر الله إلى دار الخلافة، وقتله البساسيريّ، وذلك أنّ السُّلطان طغرلبك رجع إلى العراق، فهرب آل البساسيريّ وحشمه، وانهزم أهل الكرخ بأهاليهم على الصَّعب والذَّلول. ونهبت بنو شيبان النّاس وقتل طائفة. وكانت عدّة أيّام البساسيريّ سنةً كاملة. فثار أهل باب البصرة فنهبوا الكرخ، وأحرقوا درب الزَّعفرانيّ، وكان من أحسن الدُّروب. 4 (الاحتفال باستقبال الخليفة القائم) وبعث طغرلبك الإمام أبا بكر أحمد بن محمد بن أيّوب بن فورك إلى قريش ليبعث معه أمير المؤمنين، ويشكره على ما فعل. وكان رأيه أن يأخذ الخليفة ويدخل به البرّيّة، فلم يوافقه مهارش، بل سار بالخليفة. فلمّا سمع طغرلبك بوصول الخليفة إلى بلاد بدر بن مهلهل أرسل مديره عميد الملك الكندريّ والأمراء والحجَّاب بالسُّرادقات العظيمة والأهبة التّامّة، فوصلوا وخدموا الخليفة، فوصل النَّهروان في الرابع والعشرين من ذي القعدة. (30/271)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 272 وبرز السّلطان إلى خدمته، وقبَّل الأرض، وهنّأه بالسّلامة، واعتذر عن تأخّره بعصيان أخيه إبراهيم ينال، وأنه قتله عقوبة لما جرى منه من الوهن على الدولة العبّاسية وقال: أنا أمضي خلف هذا الكلب، يعني البساسيري، إلى الشام. وأفعل في حقّ صاحب مصر ما أجازي به. فقلّده الخليفة بيده سيفاً وقال: لم يبق مع أمير المؤمنين من داره سواه، وقد تبرك به أمير المؤمنين، وكشف غشاء الخركاه حتّى رآه الأمراء فخدموه. ودخل بغداد، وكان يوماً مشهوداً. ولكن كان النّاس مشغولين بالغلاء والقحط المفرط. 4 (مقتل البساسيريّ) ثم جهز السلطان ألفي فارس عليهم خمارتكين، وأضاف معهم سرايا بن منيع الخفاجيّ، فلم يشعر البساسيري ودبيس بن مزيد إلاّ والعسكر قد وصل إليهم في ثامن ذي الحجة. فثبت البساسيريّ والتقاهم بجماعته اليسيرة، فأسر من أصحابه أبو الفتح بن ورّام، ومنصور،) وبدران، وحمّاد، وبنو دبيس، وضرب قريش البساسيريّ بنشابة، وأراد هو قطع تجفاف الهزيمة فلم ينقطع، وسقط عن فرسه، فقلته دوادار عميد الملك، وحمل رأسه على رمح، وطيف به ببغداد، وعلّق قبالة باب النُّوبيّ فلله الحمد. (30/272)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 273 4 (إقرار ابن وهسودان على أذربيجان) وفيها أقرّ السّلطان طغرلبك علاّن بن وهسودان على ولاية أبيه بأذربيجان. 4 (الصلح بين صاحب غزنة والسلطان جغربيك) وفيها كان عقد الصُّلح بين السّلطان إبراهيم بن مسعود بن محمود بن سبكتكين صاحب غزنة، وبين السّلطان جغربيك أخو طغرلبك، وكتبت النُّسخ بذلك بعد حروب كثيرة، حتى كله كلَّ واحد من الفريقين. فوقع الاتفاق والأيمان، ففرح الناس. 4 (وفاة جغربيك صاحب خراسان) ثمّ لم ينشب جغربيك صاحب خراسان أن توفّي في رجب من السّنة وقيل: توفّي في صفر سنة اثنتين. 4 (عزل أبي الحسن بن المهتدي عن الخطابة) بجامع المنصور وفي سنة إحدى عزل أبو الحسين بن المهتدي بالله عن خطابة جامع (30/273)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 274 المنصور لكونه خطب للمستنصر العبيديّ بإلزام البساسيريّ، و ولي مكانه الحسن بن عبد الودود بن المهتدي بالله. 4 (الأعلام المسندون في هذا الوقت) وفي هذا الوقت كان مسند العراق: الجوهريّ. ومسند خراسان: أبو سعد الكنجروذيّ. ومسندة الحرم: كريمة المروزية. 4 (علوّ الرفض) والرفض عالٍ في الشّام، ومصر، وبعض المغرب. فللّه الأمر. (30/274)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 275 4 (سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة)

4 (وقعة الفنيدق) حاصر محمود بن شبل الدّولة الكلابيّ حلب، ثمّ رحل عنها. ثمّ حاصرها، فافتتح البلد عنوةً،) وامتنعت القلعة. وأرسل من بها إلى المستنصر بالله، فندب للكشف عنها ناصر الدّولة أبا عليّ الحسين بن حمدان. فسار بعسكر من دمشق، فنزح عن حلب محمود، ودخلها ابن حمدان بعسكره فنهبوها. ثمّ التقى الفريقان بظاهر حلب، فانهزم ابن حمدان، وتملَّك محمود حلب ثانياً، واستقام أمره، وقتل عمَّه معزَّ الدّولة، وتعرف بوقعة الفنيدق. 4 (وفاة ابن النسويّ) وفيها مات أبو محمد بن النَّسويّ صاحب شرطة بغداد عن بيِّفٍ وثمانين سنة. 4 (تملُّك ابن مرداس الرحبة) وفيها حاصر عطّية بن صالح بن مرداس الكلابيّ الرَّحبة، وضيَّق عليهم فتملّكها. (30/275)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 276 4 (وفاة أمّ القائم بأمر الله) وفيها توفِّيت قطر النَّدى أمُّ القائم بأمر الله، وقيل اسمها بدر الدُّجى، وقيل علم وهي أرمنيّة الجنس، ماتت في عشر التّسعين. 4 (ولاية تمام الدولة دمشق ووفاته) وفيها ولي دمشق تمام الدّولة سبكتكين التُّركيّ للمستنصر، فمات بها بعد ثلاثة أشهر ونصف بدمشق. (30/276)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 277 4 (سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة)

4 (وزارة ابن دارست) فيها ولي الوزارة للقائم بأمر أبو الفتح منصور بن أحمد بن دارست. 4 (تقليد الزينبي نقابة النقباء) وفيها ولي شمس الدّين أسامة نقابة العلوييّن ببغداد، ولقِّب المرتضى. 4 (وفاة أمير مكة) وفيها توفّي شكر الحسينيّ أمير مكّة. 4 (ولاية حسام الدولة دمشق وعزله) وولي على دمشق الأمير حسام الدّولة، ثمّ عزل بعد أشهر بولد ناصر الدّولة بن حمدان. (30/277)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 278 4 (سنة أربع وخمسين وأربعمائة)

4 (زواج بنت الخليفة بطغرلبك) ) فيها زوَّج الخليفة بنته بطغرلبك بعد أن دافع بكلّ ممكنه وانزعج واستعفى، ثمّ لأن لذلك برغم منه، وهذا أمر لم ينله أحد من ملوك بني بويه مع قهرهم للخلفاء وتحكّمهم فيهم. 4 (عزل ابن دارست من الوزارة ووفاته) وفيها عزل ابن دارست من وزارة الخليفة لعجزه وضعفه، وعاد إلى الأهواز وبها توفّي سنة سبع وستّين. 4 (وزارة ابن جهير) وولي الوزارة فخر الدّولة أبو نصر بن جهير وزير نصر الدّولة ابن مروان صاحب ديار بكر. (30/278)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 279 4 (رخص الأسعار بالعراق) ورخصت الأسعار بالعراق، ولطف الله. 4 (غرق بغداد) وفي ربيع الأوّل غرقت بغداد، ووصل الماء في الدُّروب، ووقعت الحيطان، ووقع بردٌ كبار، الواحدة نحو الرّطل، فأهلك الثِّمار والغلال، وبلغت دجلة إحدى وعشرين ذراعاً، وضايق الماء الوحوش وحصرهم، فلم تكن بهم مسلك، فكان أهل السّواد يسبحون ويأخذونهم بلا كلفة. 4 (الواقعة بين معزّ الدولة وملك الروم) وفيها كانت وقعة كبيرة بين معزّ الدّولة ثمال بن صالح الكلابيّ صاحب حلب، وبين ملك الروم، لعنهم الله. وكان المصافّ على أرتاح بقرب حلب، (30/279)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 280 فنصر المسلمون وقتلوا وأسروا وغنموا، حتّى أنّ الجارية المليحة أبيعت بمائة درهم. 4 (وفاة أمير حلب) وبعدها بيسير توفّي ثمال أمير حلب، وولي بعده أخوه عطيّة. (30/280)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 281 4 (سنة خمس وخمسين وأربعمائة)

4 (دخول السلطان بغداد) فيها قدم السّلطان بغداد ومعه من الأمراء أبو عليّ بن الملك أبي كاليجار البويهيّ وسرحاب بن بدر، فنزل جيشه بالجانب الغربيّ وأخرجوا النّاس من الدُّور وفسقوا، ودخل جماعة منهم حمّاماّ للنّساء فأخذوا ما استحسنوا من النّساء وخرج من بقي إلى الطّريق عراةً، فخلّصهنَّ النّاس من أيديهم. فعلوا هذا بحمّامين.) وأعاد السّلطان ما كان أطلقه رئيس العراقين من المواريث والمكوس. وعقد ضمان بغداد على أبي سعد والعابني بمائةٍ وخمسين ألف دينار. 4 (وفاة السلطان طغرلبك) ثم سار من بغداد، بعد أن دخل بابنة الخليفة، فوصل إلى الرَّيّ وفي صحبته زوجة الخليفة ابنة أخيه لأنّها شكت إطّراح الخليفة لها، فمرض ومات في ثامن رمضان عن سبعين سنة. وكان عقيماً ما بشِّر بولد فعمد عميد الدّولة (30/281)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 282 الوزير الكندريّ فنصب في السَّلطنة سليمان بن جغربيك، وكان عمّه طغرلبك قد عهد إليه بالسّلطنة لكونه ابن زوجته فاختلفت عليه الأمراء، ومال كثير منهم إلى أخيه عضُد الدّولة ألب أرسلان صاحب خراسان. 4 (الخطبة لعضُد الدولة) فلما رأى الكندريّ انعكاس الحال خطب بالرَّيّ لعضُد الدّولة وبعده لأخيه سليمان. وجمع عضُد الدّولة جيوشه وسار نحو الرّيّ، فخرج لملتقاه الكندريّ والأمراء، وفرحوا بقدومه، واستولى على مملكة عمّه مع ما في يده. 4 (الوقعة بين صاحب سفاقس وملك إفريقية) وفيها خرج حمّو بن مليل صاحب سفاقس عن طاعة تميم بن باديس ملك إفريقية، وحشد وجمع، وكان بينهما وقعة هائلة انتصر فيها تميم وتشتَّت جمع حمّو. 4 (الزلزلة بالشام) وفيها كانت بالشّام زلزلة عظيمة تهدَّم منها سور طرابلس. (30/282)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 283 4 (نيابة بدر المستنصريّ دمشق) وفيها ولي نيابة دمشق أمير الجيوش بدر للمستنصر العبيديّ فبقي عليها سنة وثلاثة أشهر. 4 (حصار ابن شبل الدولة حلب) وفيها نزل محمود بن شبل الدّولة الكلابيّ على حلب، وحاصر عمَّه عطيّة، ثم لم يظفر بها وترحَّل. (30/283)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 284 4 (سنة ست وخمسين وأربعمائة)

4 (قتل الوزير عميد الدولة) فيها قبض السّلطان ألب أرسلان على الوزير عميد الدّولة، ثم قتله بعد قليل.) 4 (وزارة نظام الملك) وتفرَّد بوزارته نظام الملك، فأبطل ما كان عمله عميد الملك من سبّ الأشعريّة وانتصر للشّافعيّة. وأكرم إمام الحرمين، وأبا القاسم القشيريّ 4 (تملُّك ألب هراة وغيرها) وفيها تملّك السّلطان ألب أرسلان هراة وصغانيان وختّلان. فأمّا هراة فكان بها عمّه بيغو بن ميكايل، فأخذها منه بعد حصارٍ شديد، وأحسن إليه واحترمه ولم يؤذه. (30/284)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 285 وأمّا ختّلان فإنّ ملكها قتل بسهمٍ في الحصار. وأمّا صغانيان فافتتحها عنوةً وقتل صاحبها. 4 (إعادة ابنة الخليفة من الريّ) وفيها أمر السّلطان ألب أرسلان ابنة الخليفة بالعود من الرَّيّ إلى بغداد، وأعلمها أنّه لم يقبض على عميد الملك إلاّ لما اعتمده من نقلها إلى الرَّيّ بغير رضى الخليفة، وبعث في خدمتها أميراً ورئيساً. 4 (تقليد ألب أرسلان السلطنة) وفيها قلّده القائم بأمر الله والسَّلطنة وبعث إليه بالخلع. 4 (الوقعة بين السلطان وقتلمش.) وفيها كانت وقعة بقرب الري بين السلطان وبين قريبه قتلمش، وانكشفت المعركة عن قتلمش ميتاً ملقى على الأرض، فحزن عليه السّلطان وندم، وجلس للعزاء، ثم تسلَّم الرَّيّ. 4 (افتتاح السلطان عدة حصون للروم) وسار إلى أذربيجان، فوصل إلى مرند عازماً على جهاد الرّوم، لعنهم اللّه، واجتمع له هناك من الملوك وعساكرها ما لا يحصى، ودخلوا في طاعته (30/285)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 286 وخضعوا له. وافتتح في هذه الغزوة عدّة حصون وهابته الملوك وبعد صيته وكثر الدّعاء له لكثرة ما افتتح من بلاد النّصارى. وهادنة ملك الكرج والتزم بأداء الجزية. وقرىء كتاب الفتح المبارك ببغداد. وغنم جيشه في هذه النَّوبة ما لا يحدّ ولا يوصف كثرةً. ثمّ عاد فسار إلى إصبهان ومنها إلى كرمان، فتلقّاه أخوه قاروت بك 4 (زواج ولدي السلطان) ) ثم سار إلى مرو، فزوَّج ولده ملكشاه ببنت خاقان صاحب ما وراء النّهر، ودخل بها. وزوَّج ولده رسلان شاه ببنت سلطان غزنة، واتّفقت الكلمة بينهما، ووقع الصُّلح، والحمد لله. 4 (ندب بعض الجهلة على ملك الجنّ) وفيها اشتهر ببغداد وغيرها أنّ جماعة أكراد خرجوا يتصيّدون، فرأوا في البريّة خياماً سوداً، وسمعوا منها لطماً وعويلاً، وقائل يقول: مات سيّدوك ملك الجنّ، وأيّ بلدٍ لم يلطم أهله ويعملون المأتم أهلك أهله. فخرج كثير من النّساء إلى المقابر يلطمن وينحن، وفعل ذلك كثير من جهلة الرجال، فكان ذلك ضحكة عظيمة. (30/286)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 287 4 (نقابة العلويّين ببغداد) وفيها ولي ببغداد نقابة العلويّين أبو الغنائم المعمَّر بن محمد بن عبيد الله وإمارة الموسم، ولقِّب بالطّاهر ذي المناقب. 4 (وفاة النقيب أسامة العلوي) وكان النقيب أبو الفتح أسامة العلويّ قد بطل النّقابة، وصاهر بني خفاجة، وانتقل معهم إلى البريّة، وبقي إلى سنة اثنتين وسبعين، فتوفّي بمشهد عليّ رضي الله عنه. 4 (ولاية حيدرة الكتامي) وفيها هرب أمير الجيوش بدر متولِّي دمشق منها، فوليها أبو المعلّى حيدرة الكتاميّ، فحكم بها شهرين. 4 (هرب بدر المستنصري من ولاية دمشق) وعزل بدري المستنصريّ الملقّب شهاب الدّولة. فوليها أيّاماّ في أواخر (30/287)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 288 السنة، ثم عزل وولّي إمرة الرملة فبقي عليها إلى أن قتل سنة ستّين وأربعمائة. 4 (عودة بدر إلى نيابة دمشق) وخلت دمشق من نائب إلى أن أعيد عليها بدر أمير الجيوش سنة ثمانٍ وخمسين. (30/288)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 289 4 (سنة سبع وخمسين وأربعمائة)

4 (الوقعة بإفريقية بين تميم بن المعزّ والناصر بن علناس) فيها كان بإفريقيّة هيج عظيم وحروب، فكانت وقعة مهولة بين تميم بن المعزّ، وبين قرابته النّاصر بن علناس بن حمّاد ملك قلعة حمّاد، وانتصر فيها تميم وقتل من زناتة وصنهاجة) أربعة وعشرون ألفاً، ونجا النّاصر في نفرٍ يسير. وكان مع تميم خلق من العرب، فغنموا شيئاً كثيراً واستغنوا، وكثرت أسلحتهم ودوابُّهم. 4 (بناء مدينة بجّاية) فيها شرع النّاصر بن علناس في بناء مدينة بجّاية النّاصريّة، وكان مكانها مرعى للدّوابّ والمواشي. 4 (عبور ألب أرسلان نهر جيحون) وفيها عبر السّلطان ألب أرسلان نهر جيحون، ونازل جند وصيران وهما عند بخارى. وجدُّه سلجوق مدفون بجند، فنزل صاحبها إلى خدمته، فلم (30/289)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 290 يغيّر عليه شيئاً، وعطف إلى خوارزم، ومنها إلى مرو. 4 (بناء النظامية ببغداد) وفيها شرعوا في بناء النّظامية ببغداد. (30/290)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 291 4 (سنة ثمان وخمسين وأربعمائة)

4 (سلطنة ملكشاه) وفيها سلطن ألب أرسلان ولده ملكشاه، وجعله وليَّ عهده، وحمل بين يديه الغاشية، وخطب له معه في سائر البلاد. 4 (الاحتفال بعاشوراء) وفي يوم عاشوراء أغلق أهل الكرخ الدّكاكين، وعلّقوا المسوح، وأقاموا المأتم على الحسين، وجدَّدوا ما بطل من مدّة. فقامت عليهم السُّنَّة، وخرج مرسوم الخليفة بإبطال ذلك، وحبس جماعة مدّة أيّام. 4 (عودة أمير الجيوش بدر إلى دمشق) وفيها وصل سيف الإسلام أمير الجيوش بدر إلى دمشق والياً عليها ثانية، وعلى الشّام بأسره، في شعبان. فأقام إلى أن تحرَّكت الفتنة بينه وبين عسكريّة دمشق، فخرج من القصر ونشبت الحرب بينهم في جمادى الأولى سنة ستّين. 4 (إقطاع الأنبار وغيرها لابن قريش) وفيها سار شرف الدّولة مسلم بن قريش بن بدران صاحب الموصل إلى ألب أرسلان فأقطعه) الأنبار، وهيت، وحربا. (30/291)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 292 4 (استيلاء المعزّ على تونس) وفيها استولى تميم بن المعزّ على مدينة تونس، وصالحه صاحبها. 4 (الزلزلة بخراسان) وفيها كانت زلزلة عظيمة بخرسان تردَّدت أيّاماً، وتصدَّعت منها الجبال، وأهلكت خلقاً كبيراً، وانخسف منها عدّة قرى. قاله ابن الأثير. 4 (ولادة صغيرة برأسين) قال: وفيها ولدت بباب الأزج صغيرة لها رأسان ووجهان ورقبتان على بدن واحد. 4 (ظهور كوكب بشعاع عظيم) وفيها، قال ابن نظيف: ظهر في السّماء كوكب كأنّه دارة القمر ليلة تمّه بشعاع عظيم، وهال النّاس ذلك، وأقام كذلك مدّة عشرة ليالٍ، ثم تناقص ضوءه وغاب. وقال سبط ابن الجوزي: في نيسان ظهر كوكب كبير له ذؤابة عرضها (30/292)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 293 نحو ثلاثة أذرع وطولها أذرع كثيرة، ولبث بضع عشرة ليلة، ثم ظهر كوكب قد استدار نوره عليه كالقمر، فارتاع النّاس وانزعجوا وبقي أيّاماً. (30/293)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 294 4 (سنة تسع وخمسين وأربعمائة)

4 (التدريس في النظامية) في ذي القعدة فرغت المدرسة النّظامية، وقرر لتدريسها الشّيخ أبو إسحاق، فاجتمع النّاس فلم يحضر وسببه أنّه لقيه صبيٌّ فقال: كيف تدرِّس في مكان مغصوب فتشكَّك واختفى، فلمّا أيسوا من حضوره درَّس ابن الصّباغ مصنَّف الشّامل. فلمّا بلغ نظام الملك الخبر أقام القيامة على العميد أبي سعد. فلم يزل أبو سعد يرفق بالشّيخ أبي إسحاق حتّى درَّس، فكانت مدّة تدريسه، أي ابن الصّباغ، عشرين يوماً. 4 (مقتل الصُّليحي صاحب اليمن) وفيها قتل الصُّليحيّ صاحب اليمن بالمهجم في ذي القعدة كذا ورّخه ابن الأثير وورًّخه غيره سنة ثلاثٍ وسبعين. قال ابن الأثير: أمن الحاجّ في زمانه وأثنوا عليه، وكسا الكعبة الحرير الأبيض الصّيني.) قلت: ترجمته في سنة ثلاث وسبعين. (30/294)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 295 4 (بناء قبّة فوق قبر أبي حنيفة) وفيها بنى عميد بغداد على قبر أبي حنيفة قبّة عظيمة وأنفق عليها الأموال. (30/295)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 296 4 (سنة ستين وأربعمائة)

4 (الزلزلة الهائلة بالرملة) فيها كانت بالرملة الزّلزلة الهائلة التي خربتها حتى طلع الماء من رؤوس الآبار، وهلك من أهلها كما نقل ابن الأثير خمسة وعشرون ألفاً. وقال أبو يعلى بن القلانسيّ: كان في مكتب الرَّملة نحو من مائتي صبيّ، فسقط عليهم، فما سأل أحد عنهم لموت أهليهم. وضربت بانياس. وقال ابن الصّابوني: حدَّثني علويٌّ كان في الحجاز أنّ الزّلزلة كانت عندهم في الوقت المذكور، وهو يوم الثلاثاء حادي عشر جمادى الأولى، فرمت شرَّافتين من مسجد النّبي صلى الله عليه وسلم، وانشقّت الأرض بتيماء عن كنوز ذهب وفضّة وانفجرت بها عين ماء، وأهلكت أيلة ومن فيها. وظهرت بتبوك ثلاثة عيون، وهذا كلّه في ساعة واحدة. وأمّا ابن الأثير فقال: وانشقّت صخرة بيت المقدس وعادت بإذن الله، وأبعد البحر عن ساحله مسيرة يوم، فنزل النّاس إلى أرضه يلتقطون، فرجع الماء عليهم فأهلكهم. (30/296)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 297 4 (القحط في مصر) وفيها كان بمصر القحط المتواتر من سنوات، وانقضى في سنة إحدى وستّين. 4 (حصار مدينة الأربس) وفيها حاصر النّاصر بن علناس مدينة الأربس بإفريقيّة، فافتتحها بالأمان. 4 (إمرة قطب الدولة لدمشق) وفيها ولي إمرة دمشق قطب الدّولة بازرطغان للمصرييّن بعد هروب أمير الجيوش منها. فوليها ثمانية أشهر. (30/297)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 298 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة السادسة والأربعين وفيات)

1 (سنة إحدى وخمسين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن عبيد الله بن إسحاق) أبو بكر القاضي البغداديّ المعدّل، نزيل مصر. روى عن: عليّ بن محمد الحلبي، وعبد الكريم بن أبي جدار، وأبي مسلم الكاتب. وعنه: سهل بن بشر الإسفرائينيّ، والحميديّ. توفّي بمصر في رمضان. 4 (أحمد بن عليّ بن الحسن بن أبي الفضل) أبو نصر الكفرطابيّ، ثمّ الدّمشقيّ المقريء. روى عن: عبد الوهّاب الكلابيّ، وعبد الله الحنّائي. روى عنه: نجا بن أحمد، ومحمد بن الحسين الحنّائي، وأبو القاسم النَّسيب. ورّخه الكتّاني. وقال غيره: توفي سنة اثنتين وخمسين. (30/298)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 299 4 (أحمد بن محمد بن الحسين الأصبهانيّ الإسكاف) سمع: أبا عبد الله بن مندة. وعنه: سعيد بن أبي الرّجاء. 4 (أحمد بن عمر بن الخلّ) أبو عمر الأبزاريّ. عن: عبيد الله بن أحمد الصَّيدلانيّ، وأبي عمر بن مهديّ. وعنه: ابن أبي الصَّقر الأنباريّ، وأبيّ النَّرسي. 4 (أحمد بن مرحب بن أحمد.) أبو الفرج الفارسيّ الصَّيرفي. توفي ببغداد. حدث عن: عيسى بن الوزير.) 4 (أحمد بن يحيى بن أحمد بن سميق بن عمر بن واصل. أبو عمر القرطبيّ. نزيل طليطلة.) روى عن: وأبي المطرِّف بن فطيس، وابن أبي زمنين، ويونس بن عبد الله، وأبي محمد بن بنُّوش، وابن الرّسّان، وأبي القاسم الوهرانيّ، وطائفة سواهم. روى عنه: جمّاهر بن عبد الرحمن، وأبو جعفر بن مظاهر، وأبو الحسن الإلبيريّ. (30/299)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 300 وولي قضاء بلد طلبيرة فحمدت سيرته. وقد عني بالحديث وكتبه وسماعه وجمعه. وكان ذا مشاركة في عدّة علوم في الطّبّ، مع العبادة الوافرة. وكثيراً ما كان يتمثَّل: (لله أيّام الشّاب وعصرهُ .......... لو يُستعارُ جديدهُ فيُعارُ)

(ما كان أقصرَ ليلهِ ونهارهِ .......... وكذاك أيّام السُّرورِ قِصارُ) توفي في ذي القعدة، وله ثمانون سنة. 4 (إبراهيم ينال) (30/300)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 301 أخو السُّلطان طغرلبك. له ذكر في غير ما موضعٍ من الحوادث. وفي آخر الأمر حارب أخاه وانتصر عليه وضايقه. وجرت له فصول. ثم التقاه بنواحي الرَّيّ، فانهزم جمع إبراهيم، وأخذ أسيراً هو ومحمد وأحمد ولدي أخيه، فأمر به طغرلبك فخنق بوترٍ في جمادى الآخرة سنة إحدى، وقتل الأخوين معه. 4 (إبراهيم بن العبّاس الجيليّ الفقيه.) أحد علماء جرجان. كان لا نظير له في المناظرة. سمع: أبا طاهر بن محمش، وأبا عبد الرحمن السُّلمي، وجماعة. ذكره عليّ بن محمد الجرجانيّ في تاريخه، وقال: لم يبق بنيسابور من يقاربه ولا من يقارنه. صار إليه التّدريس والفتوى. وتوفي في رجب. 4 (حرف الباء)

4 (البساسيريّ الأمير) (30/301)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 302 فيها قتل واسمه أرسلان التُّركي.) وأخباره مذكورة في سنة سبعٍ وستين في ترجمة القائم بأمر الله. وكان مملوك رجل يقال له البساسيريّ، وهي نسبةً، فيما نقل ابن خلَّكان، إلى مدينة فسا، ويقال بسا، وأهل فارس ينسبون إليها هكذا. وهي نسبة شاذة على خلاف الأصل. وأمّا من قال: فسويّ فعلى الأصل. 4 (حرف التاء)

4 (تمام بن عفيف بن تمام) أبو محمد الطُّليطليّ الزّاهد الواعظ. أخذ عن: عبدوس بن محمد، وأبي محمد بن شنظير، وأبي جعفر بن ميمون. وشهر بالزُّهد والورع والصّلاح وكان يعظ ويأمر بالمعروف ويقنع بالقوت، (30/302)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 303 ويلبس الصُّوف، ويجتهد في أفعال البر كلّها، ويجتهد في نصح المسلمين توفي رحمه الله في ذي القعدة. حرف الجيم 4 (جغربيك الأمير داود بن ميكائل بن سلجوق) أخو السلطان طغرلبك، ووالد السلطان ألب أرسلان. توفي بسرخس في رجب، ونقل إلى مرو. وعاش سبعين سنة. وكان صاحب خرسان، وهو في مقابلة آل سبكتكين وكان فيه عدل ودين. وكان ينكر على أخيه ظلمه 4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن عليّ بن محمد بن خلف) أبو سعيد الكتبيّ. بغداديّ. قال الإمام أبو بكر الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً سمع: أبا حفص بن شاهين، وعيسى بن الوزير. 4 (الحسن بن غالب المباركيّ المقريء) قيل: توفي فيها. وسيأتي. (30/303)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 304 4 (الحسن بن أبي الفضل) أبو علي الشَّرمقاني المؤدّب المقريء. نزيل بغداد.) قال الخطيب: كان من العالمين بالقراءات ووجوهها. حدَّث عن: إبراهيم بن أحمد الطّبريّ، وأبي القاسم عبيد الله بن الصَّيدلانيّ. وقال لي: سمعت من زاهر بن أحمد السَّرخسي. وشرمقان من قرى نسا. توفي في صفر. قلت: قرأ عليه: أبو طاهر بن سوار، وأبو غالب بن القرار، وغيرهما، وكان زاهداً ورعاً قانعاً باليسير. كان يخرج إلى دجلة، فيأخذ ورق الخسّ المرميّ فيأكله، وكان ذلك أيام القحط. وكان يأوي إلى مسجد بدرب الزَّعفران، فرآه ابن العلاّف يأكل الورق، فأخبر الوزير رئيس الرؤساء ابن المسلمة بذلك فقال: نبعث له شيئاً. قال: لا يقبله. فقال: نتحيل فيه وأمر غلاماً أن يعمل لذلك المسجد مفتاحاً وقال: احمل له كل يوم رغيفين ودجاجة مطجنة وقطعة حلاوة. فكان إذا جاء وفتح المسجد رأى ذلك في المحراب، فيتعجب ويقول: المفتاح معي وما هذا إلاّ من الجنّة. وكتم أمره فأخصب جسمه وسمن، فقال له ابن العلاّف: ما لك قد سمنت وأضاءت حالتك فتمثَّل: (30/304)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 305 (مَن أطلعوه على سرٍّ فباح به .......... لم يأمنوه على الأسرار ما عاشا) ثم أخذ يورّي ولا يصرّح، فما زال به حتى أخبره بالكرامة، فقال: ينبغي أن تدعو للوزير. ففهم القضية، وانكسر قلبه، ولم تَطُل مدته بعد ذلك. 4 (الحسن بن محمد بن ذكوان.) أبو علي القرطبي ولي قضاء قرطبة لأبي الوليد محمد بن جَهور. ولم يكن عنده كبير علم، ثم عُزل لأشياء ظهرت منه. توفي في ذي القعدة، وله بضع وثمانون سنة. 4 (الحسين بن أبي عامر البغدادي.) الغزّال أبو يَعلى. قال الخطيب: ثنا عن أبي حفص بن شاهين. وسماعه صحيح. (30/305)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 306 4 (حرف السين)

4 (سعيد بن محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن بَحير.) ) أبو عثمان البَحيري النيسابوري. سمع من: جده أبي الحسين أحمد بن محمد، وزاهر بن أحمد الفقيه، وأبي أحمد الحاكم، وأبي عمرو بن حمدان، وأبي علي الحسن بن أحمد بن محمد الحِيري والد القاضي أبي بكر، وأبي الهيثم محمد بن مكي الكشميهني لقيه بمَرْو. ودخل بغداد فسمع من: أبي حفص الكتّاني، وأبي الحسين ابن أخي ميمي، ومحمد بن عمر بن بهتة. وسمع من الحافظ أبي بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب بإسفَراين، وجماعة. قال علي بن محمد الجرجاني: ورد جُرجان مع أبيه، فسمع من أبي سعْد بن الإسماعيلي، وحدّث زماناً على السَّداد، وخرّج له الفوائد. وحجّ ثلاث (30/306)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 307 مرات. وسمع بمكة من أحمد بن عبد الله بن رُزيق البغدادي. وغزا الروم والهند مع السلطان محمود وعقد الإملاء بعد موت أخيه أبي عبد الرحمن. وذكره عبد الغافر بن إسماعيل فقال: شيخ كبير، ثقة في الحديث، سمع الكثير بخُراسان والعراق. وخرّج له الفوائد عن والده وجدّه، وأبي عمرو بن حمدان. ثم سمى جماعة. قال: وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وخمسين. قلت: وروى عن زاهر السرخسي الموطأ. روي عنه: أبو عبد الله محمد بن الفضل الفرّاوي، وهبة الله بن سهل السندي، وزاهر بن طاهر وغيرهم. وقع لنا من عواليه بالإجازة. 4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن أحمد بن محمد بن حشكان.) أبو محمد النيسابوري الحاكم. حدّث بأستراباذ وجُرجان عن أبي حفص بن شاهين، وأقرانه. (30/307)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 308 4 (عبد الله بن الحسن بن علي.) أبو القاسم الهمذاني الصيقل، إما مع جامع همذان. روى عن: أبي الحسين بن سمعون الواعظ، وأبي عبد الله بن شاذي الأستراباذي، وجعفر) الأبهري. قال شيرويه: شيخ صالح متدين صدوق. عاش سبعاً وتسعين سنة. 4 (عبد الله بن شبيب بن عبد الله.) أبو المظفر الإصبهاني الضبي المقريء. روى عن: جده أبي بكر محمد بن يحيى، وأبي عبد الله بن مَنْدة، وجماعة. وكان إمام إصبهان وخطيبها وواعظها ومقرئها. وقد قرأ بالروايات على غير واحد، منهم محمد بن جعفر الخُزاعي. قرأ عليه أبو القاسم الهذلي، وغيره. وحدّث عنه: أبو القاسم إسماعيل الإخشيد، وأبو عبد الله الخلاّل، وأبو عبد الله الدقاق. وسئل عنه إسماعيل بن محمد الحافظ فقال: إمام زاهد عابد، عالم بالقراءات. سمع الكثير، وصلى بالناس بالجامع سنين. قلت: وتوفي رحمه الله في صفر. (30/308)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 309 4 (عبد العزيز بن عبد الرحمن بن أحمد القزويني.) أبو الحسن الشافعي. سمع: أحمد بن محمد البصير الرازي، وأبا عمر بن مهدي. روي عنه: أبو القاسم النسيب، وغيره. وتوفي بصور في جمادى الأولى. (30/309)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 310 4 (عقيل بن العباس بن الحسن بن العباس بن الحسن بن أبي الجن حسين بن علي بن محمد بن) علي بن إسماعيل بن جعفر الصادق. عماد الدولة أبو البركات الحسيني النقيب الدمشقي. روي عن: الحسين بن أبي كامل الأطرابلسي. حدّث عنه: ابن أخيه أبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب. توفي في رجب. 4 (علي بن الحسين بن هندي.) ) القاضي أبو الحسن الحمصي. أديب له شعر. سمع بدمشق من: أحمد بن حرير السلماسي. (30/310)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 311 حكى عنه: أبو الفضل بن الفرات. وعاش إحدى وخمسين سنة. وتوفي بدمشق. حكى ابن الكفاني أنه خلّف عشرة آلاف دينار. وذكر له ابن عساكر في تاريخه ثلاث قصائد. وهو جد بني هندي رؤساء حمص. 4 (علي بن محمود بن ماخُرّة.) أبو الحسن الزُّوزبي الصوفي، من كبار المشايخ. رحل إلى النواحي. وسمع بدمشق من: عبد الوهاب الكِلابي وبغيرها من: علي بن المثنى الأستراباذي، ومحمد بن محمد بن ثَوابة، وأبي عبد الرحمن السُّلمي. روى عنه: الخطيب، وقال: لا بأس به. قال لنا إن ماخُرّة كان مجوسياً. (30/311)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 312 وسألته عن مولده فقال سنة ست وستين وثلاثمائة. ومات في رمضان. قلت: وروى عنه: عبد الرحمن الشيخي، وجعفر السرّاج، وأبي النّرْسي، وأبو العز بن كادش، وغيرهم. 4 (حرف الفاء)

4 (فَرُّخ زاد بن السلطان مسعود بن السلطان محمود بن سبكتِكين. صاحب غَزْنة.) كان ملكاً شجاعاً مَهيباً، واسع البلاد. هجم عليه مماليكه بالسيوف وهو في الحمّام، فاتفق أنه كان عنده سيفه، فقاتلهم، وتلاحق الحرس فسلم وقتلوا أولئك. وصار بعد ذلك يكثر ذكر الموت ويزهد في الدنيا. وفي هذا العام أصابه قولنج، فمات. وتملك بعده أخوه إبراهيم، فعدل وأقام الجهاد، وفتح عدة حصون من بلاد الهند امتنعت على) أبيه وجده. وكان مع عدله يصوم الأشهر الثلاثة. 4 (الفضل بن جعفر بن أبي الكرام.) (30/312)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 313 أبو محمد المصري. توفي في ربيع الآخر. 4 (حرف القاف)

4 (القاسم بن الفتح بن محمد بن يوسف.) أبو محمد بن الريولي الأندلسي، من أهل مدينة الفرج. روى عن: أبيه، وأبي عمر الطلمنكي، وأبي محمد الشنتجالي. (30/313)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 314 وحج وأخذ عن أبي عمران الفاسيّ. وكان عالماً بالحديث، عارفاً باختلاف الأئمة، عالماً بالتفسير والقراءات. لم يكن يرى التقليد، وله تصانيف كثيرة. وله شعر رائق، مع صدْق ودين وورع وتقلُّل وقُنوع. قال القاضي أبو محمد بن صاعد: كلن القاسم بن الفتح، واحد الناس في وقته في العلم والعمل، سالكاً سبيل السلف في الورع والصدق، متقدماً في علم اللسان والقرآن وأصول الفقه وفروعه، ذا حظ جليل من البلاغة، ونصيبٍ من قرض الشعر. توفي على ذلك، جميل المذهب، سديد الطريقة، عديم النظير. وقال الحُميدي: هو فقيه مشهور، عالم زاهد، يتفقه بالحديث، ويتكلم على معانيه، وله أشعار كثيرة في الزهد. وله: (أيامُ عمرك تذهب .......... وجميع سعيك يُكتب)

(ثم الشهيد عليك من .......... ك فأين أين المهربُ) (30/314)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 315 توفي رحمه الله في صفر. ومولده سنة ثمانٍ وثمانين وثلاثمائة، وقد أثنى عليه جماعة. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن الكوفي.) أبو الحسين.) بغدادي، روى عن: عمر بن إبراهيم الكتّاني. وتوفي في صفر، وله اثنان وثمانون سنة. 4 (محمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن علي البقال.) أبو طاهر. روى عن: ابن الصلت. 4 (محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن شاذان.) أبو بكر الجيري النيسابوري، الحافظ الفقيه السفياني. كان من أصحاب أبي عبد الله الحاكم. جمع وصنّف، وكان زاهداً صالحاً. (30/315)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 316 توفي في رجب. روى عنه: إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي وغيره. 4 (محمد بن أبي القاسم عبد الواحد الداراني الإصبهاني.) روى عن: عبد الله بن أحمد. وعنه: الإخشيد، وغيره. 4 (محمد بن علي بن الفتح.) أبو طالب الحربي العُشاري. سمع: الدارَقُطني، وابن شاهين، وأبا الفتح الفوّاس، وطبقتهم. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة صالحاً. وُلد في المحرّم سنة ست وستين وثلاثمائة. قال لي: كان جدي طويلاً، فقيل لي العُشاريّ. قلت: وكان أبو طالب خيّراً زاهداً، عالماً فقيهاً، واسع الرواية صحب أبا عبد الله بن بطّة، وأبا عبد الله بن حامد. وتفقه لأحمد. (30/316)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 317 قال أبو الحسين بن الطيوري: قال لي بعض أهل البادية: نحن إذا قُحطنا استسقينا بابن العُشاري، فنُسقى. وقال أبو الحسن بن الفرّاء في ترجمته في طبقات أصحاب أحمد: حكى لي بعض أصحاب الحديث قال: قُرئ كتاب الرؤيا للدارَقُطني على العُشاري في حلقته بجامع المنصور، فلما بلغ القارئ إلى حديث أم الطفيل، وحديث ابن عباس، قال القارئ: وذكر الحديث، فقال للقارئ: اقرأ) الحديث على وجهه، فهذان الحديثان مثل السواري. وقال أبو الحسين: قال لي ابن الطيوري: لما قدم عسكر طُغْرلْبَك لقي بعضهم لابن العشاري فقال: يا شيخ أيش معك قال: ما معي شيء. ثم ذكر أن في جيبه نفقةً، فناداه: تعال. وأخرج ما معه وقال: هذا معي. فهابه الرجل وعظّمه ولم يأخذ النفقة. قلت: روى عنه: ابن الطيوري، وأبو العز كادش، وأبو بكر قاضي المارِستان، وأحمد بن قريش. وقد أُدخل في سماعه أشياء باطلة، ولم يعلم. 4 (محمد بن محمد بن عبيد الله بن المؤمل.) أبو طاهر الأنباري البزّاز. سكن بغداد، وحدّث عن: أبي بكر الورّاق، وغيره. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً صالحاً. (30/317)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 318 وقال السِّلفي فيما أنا ابن الخَلال، عن الهمداني، عنه شجاع الهُذلي، عن ابن المؤمل الأنباري فقال: هو محمد بن محمد بن عُبيد الله بن المؤمل البزاز أبو طاهر. حدّث عن: إسماعيل الورّاق، وأحمد بن محمد الدوسي الأنباري. وكلن صالحاً ديّناً صدوقاً. مات سنة إحدى وخمسين. قال السِّلفي: أنه عنه أبو البركات بن الوكيل، عن ابن ماسي. 4 (محمد بن محمد بن علي بن أبي تمام.) أبو منصور الهاشمي الزينبي، أخو أبي نصر محمد، وطرّاد. سمع: عيسى بن الجراح. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحاً. مات بواسط في آخر السنة. وقال أبو علي بن السكن: لقبه: كمال الدين. قلت: روى عنه أهل واسط. 4 (منصور بن النعمان.) ) أبو القاسم الصيمَري، ثم المصري. سمع: القاضي أبا الحسن الحلبي، وغيره. روى عنه، أبو عبد الله الحُميدي. توفي رحمه الله في ذي القعدة. (30/318)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 319 4 (حرف النون)

4 (نصر بن أبي نصر.) أبو منصور الطوسي المقرئ. حدّث بصور وسكنها. عن: عبد الرحمن بن أبي نصر، وغيره. روى عنه: ابنه إسماعيل بن نصر. 4 (حرف الياء)

4 (يوسف بن هلال.) أبو منصور البغدادي، الصيرفي. صاحب التميمي. روى عن: عيسى بن الوزير. (30/319)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 320 1 (سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحسين.) أبو الحسين التميمي السلماسي. توفي بآمد. قال أبي النرْسي: ثنا ببغداد عن أبي طاهر المخلص. 4 (أحمد بن عُبيد الله بن فضال.) أبو الفتح الحلبي الموازيني. الشاعر المعروف بالماهر. روى عنه من شعره: أبو عبد الله الصوري، وأبو القاسم النسيب. فمن شعره: (يا من له سيف لحظٍ .......... يدبّ فيه المَنون)

(ومَن لجسمي وقلبي .......... منه ضنىً وشُجون)

(ما فكرتي في فؤادٍ .......... سَبَته منك الجفون)

(وإنما فكرتي في .......... هواك أين يكون) وله بيت مفرد: (30/320)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 321 (إذا امتطى قلمٌ يوماً أنامله .......... سدّ المفاقر واستولى على الفقر) ويندُر هكذا للماهر أبيات فائقة. وكان موازينياً بحلب، ثم ترك الصنعة وأقبل على الشعر، ومدح الملوك والأمراء. وله وقد أجاد: (برغمي أن أعنف فيك دهراً .......... قليلاً همه بمعنّفيه)

(وأن أرعى النجوم ولست فيها .......... وأن أطأ التراب وأنت فيه)

4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن موسى.) أبو الفرج الملحمي الإصبهاني. سمع: عبيد الله بن يعقوب بن جميل. روى عنه: سعيد الصيرفي، وغيره.) 4 (أحمد بن نجا) أبو طاهر البغدادي البزاز المقريء. سمع: أبا أحمد الفَرَضي، وابن رزقويه، وجماعة. (30/321)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 322 وعنه: أبو بكر الخطيب في تاريخه، ومسعود بن ناصر السجْزي، وأُبي النَّرسي، وغيرهم. 4 (إبراهيم بن محمد بن زيد.) أبو أحمد الأموي الكوفي. قال أُبي النرسي: ثقة. ثنا عن: ابن غزال، وابن حُطيط. 4 (حرف الباء)

4 (بابيّ بن أبي مسلم بابيّ.) أو يأتي بمثنّاة كذا وجدته بمثنّاة وليس بشيء، وصوابه بابيّ بلا همز وبالتثقيل. أبو منصور الجبلي الفقيه. قال أُبي: كان من أصحاب الشيخ أبي حامد، سمعنا منه بغداد. وقال غيره: ولي قضاء ربع الكرْخ، وكان من أئمة الشافعية. روى الحديث عن ابن الجُندي. 4 (حرف الجيم)

4 (جعفر بن الحسين بن يحيى.) أبو الفضل الدقّاق. توفي بمصر في ربيع الآخر. (30/322)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 323 4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسن.) أبو منصور الشيباني. توفي في رمضان عن بضعٍ وثمانين سنة. رُمي بالكذب. 4 (الحسن بن علي بن أبي طالب.) أبو منصور الهَرَوي الكرابيسي الأديب. توفي في رمضان.) روى عن: زاهر بن أحمد الفقيه، وأبي حامد النُّعيمي. 4 (الحسن بن محمد.) أبو علي الجارزيّ. راوي كتاب الجليس والأنيس عن مصنّفه المعافى بن زكريا الجريري. روى عنه الكتاب: أبو العز بن كادش. مات في ربيع الأول. 4 (الحسن بن محمد بن إبراهيم.) أبو علي اللبّاد. (30/323)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 324 توفي بإصبهان. وهو من شيوخ سعيد بن أبي رجا. 4 (الحسين بن محمد.) أبو يَعلى الخبّاز المقريء. سمع: أبا طاهر المخلص. وعنه: أبو علي بن البنّاء. 4 (الحسين بن الحسن بن الحسين بن أبي محمد الحسن بن عبد الله بن حمدان.) ناصر الدولة أبو علي التغلبي الأمير. أمير دمشق. ولي أمرها للمصْريين. ولي دمشق سنة خمسين وأربعمائة، وسار سنة اثنتين وخمسين إلى حلب، فجرت بينه وبين بني كِلاب وقعة الفُنيدق بظاهر حلب، فكُسر ابن حمدان، وأفلت منهزماً جريحاً، وأُسر سائر عسكره وراح إلى مصر، فجرت له خُطوب وحروب ذُكرت في الحوادث. وولي بعده هذا.. وهو: 4 (حرف السين)

4 (سُبُكتكين.) (30/324)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 325 أبو منصور التركي. ولي دمشق من قبل صاحب مصر في سنة اثنتين وخمسين، فبقي بها ثلاثة أشهر ونصف ومات.) وكان قبل الولاية مقيماً بدمشق. روي عن: السكن بن جُميع. وعنه: عبد العزيز الكتّاني، وغيره. 4 (حرف الضاد)

4 (ضياء بن أحمد بن محمد بن يعقوب.) أبو عبد الله الهروي الخيّاط. سكن بغداد. وحدّث عن: عمر بن شاذران القَرميسيني، وعيسى الديَنَوري، وعلي بن أحمد بن غسان المصري. قال الخطيب: كتبت عنه، وسماعه صحيح. 4 (حرف الطاء)

4 (طاهر بن علي بن محمد بن ممُّويه.) (30/325)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 326 أبو الفتح الإصبهاني. سمع: أبا عبد الله بن مَندة، وإبراهيم بن خُرشيد قوله. وعنه: سعيد بن أبي رجا، وغيره. 4 (حرف العين)

4 (عالي بن عثمان بن جنّي.) أبو سعد بن أبي الفتح النحوي ابن النحوي. عاش إلى هذا العام، وانقطع خبره. ذكره ابن ماكولا فقال: كان قد سمع من المرجّى مسند أبي يَعلى. قال ابن عساكر: وحدّث بصور عن: المرجّى، وعيسى بن الوزير، وتمّام الرازي. روى عنه: أبو نصر علي بن هبة الله بن ماكولا، ومكّيّ الرُّميلي، (30/326)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 327 وأحمد الرُّويدشتي. 4 (عبد الله بن محمد بن عبد الله بن بُندار.) أبو محمد البغدادي المقريء، الحذاء، المعروف بابن الخفاف. سمع: أبا الحسين بن المظفّر، وأبا حفص بن الزيّات، وأبا بكر الورّاق، وأبا حفص بن شاهين. قال الخطيب: كتبت عنه وكان سماعه صحيحاً.) توفي في المحرم وله خمس وثمانون سنة. وقال ابن خَيرون: كان يكذب في القراءات. (30/327)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 328 4 (عبد الباقي بن أبي غانم الشيرازي.) ذكره أُبي النرسي فقال: ورد الخبر بوفاته. وكان ينفرد برواية كتاب يعقوب بن شيبة الحافظ بكماله. 4 (عبد الجبار بن علي بن محمد بن خُشكان.) الأستاذ أبو القاسم الإسَفرائيني، المتكلّم الأصم المعروف بالإسكاف. فقيه إمام، أشعري، من تلامذة أبي إسحاق الإسفَرائيني، ومن المبرّزين في الفتوى. زاهد عابد قانت كبير الشأن، عديم النظير. قرأ عليه إمام الحرمين أبو المعالي الأصول. وقد سمع من: عبد الله بن يوسف الإصبهاني، وجماعة. توفي في ثامن وعشرين صفر. روى عنه: أبو سعيد بن أبي ناصر، وغيره. ويُعرف بأبي القاسم الإسكاف. 4 (عبد الرزاق بن محمد بن يزداد الإصبهاني.) قال: ثنا يونس بن أحمد بن خير سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. روى عنه: أبو علي الحداد. مات في ذي القعدة. 4 (عبد الواحد بن محمد بن عثمان.) (30/328)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 329 أبو الحسن المجاشعي. عن: إسماعيل بن الحسن الصرصري. وعنه: أبو علي البرداني، وأُبي النرسي. 4 (عُبيد الله بن أحمد بن علي.) أبو الفضل الصيرفي البغدادي. قرأ القرآن على أبي حفص الكتّاني، وسمع منه. ولعله أخر من قرأ عليه. توفي في ذي الحجة.) وقد روى الحديث عن: المخلص، وابن أخي ميمي. وكان بارعاً في معرفة القراءات. 4 (عدنان بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن شيبان.) أبو الحسن البرجي. من طلبة الحديث بإصبهان. سمع: أبا عبد الله بن مندة، وغيره. روى عنه: سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي، وقال: كان من عباد الله الصالحين، مؤذن الجامع. 4 (علي بن أحمد بن الربيع.) الإمام أبو الحسن السبكبائي. من أهل ما وراء النهر. (30/329)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 330 توفي في يوم عرفة. روى عن: أبي سعد الإدريسي. روى عنه: عُبيد الله بن عمر الكشاني، وعلي بن عثمان الخراط، وعلي بن عالم الفاغي الصكاك. توفي الصكاك سنة إحدى عشرة. 4 (علي بن أحمد بن محمد بن حامد البزاز.) سمع: أبا حفص بن شاهين. وعنه: جعفر السراج، وغيره. توفي في ربيع الآخر. 4 (علي بن حُميد بن علي بن محمد بن حُميد بن خالد.) أبو الحسن الذُّهلي، إمام جامع همذان ورُكن السنة بها، والمشار إليه في الورع والديانة. روى عن: أبي بكر بن لال، وابن تركان، وعبد الرحمن بن أبي الليث، وابن جانجان، وأبي بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب الإسفَرائيني الحافظ، ويوسف بن أحمد بن كجّ، وأبي عمر بن مهدي، وأبي العباس أحمد بن محمد البصير، وحَمْد بن عبد الله الإصبهاني، وخلق كثير. قال شيرويه: ما أدركته. وحدّثني عنه يوسف الخطيب وعامة كهولنا. وكان صدوقاً ثقة، أميناً) ورعاً، جليل القدْر، محتشماً. عني بهذا الشأن رأيت أختي بعد موتها فقلت لها: ما فعل أبو الحسن بن حُميد قالت: طار مع الحواريّين في الهواء. ولد سنة سبع وسبعين وثلاثمائة. (30/330)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 331 وتوفي في ثاني عشر جمادى الأولى، وقبره يزار ويُتبرك به. وقد رثاه بعضهم. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن علي.) أبو عبد الله بن أبي سعد القزويني المقريء. نزيل مصر من صباه. قرأ بدمشق على أبي الحسن بن داود الداراني لابن عامر، وعلى الحسن بن سليمان الأنطاكي النافعي للسوسي، وعلى أبي الفرج محمد بن أحمد بن أبي الجود للدوري، وعلى طاهر بن غَلبون بالتذكرة. روى بمصر كتاب التذكرة عن مصنّفها أبي الحسن طاهر بن أبي الطيب عبد المنعم بن غلبون. وحدّث عن: عبد الوهاب الكِلابي، وأبي الحسن علي بن محمد الحلبي، وميمون بن حمزة الحسيني، ومحمد بن أحمد بن جابر التنيسي، وغيرهم. وكان من المذكورين بالقراءات بمصر. روى عنه: عبد العزيز الكتاني، وأبو الحسن يحيى بن علي الخشّاب، وقرأ عليه القرآن هو، و: أبو علي الحسن بن خَلَف بن بَلِّيمة، ومحمد بن أحمد بن حمّوشة القلعي، وأبو عبد الله الرازي في مشيخته. وتوفي في ربيع الآخر. (30/331)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 332 4 (محمد بن أحمد بن عبد الله.) أبو الحسين البصري الزاهد المعروف بالزوْبج. سمع: أبا عامر الهاشمي، وعلي بن القاسم الشاهد، وأبا عمر بن مهدي، وابن المتيّم، وابن الصلت الأهوازي. وخرّج له أبو بكر الخطيب جزءاً سمعه أبو الفضل بن خيرون، وجعفر السراج، وابن) الطيوري. وقد روى عنه أبو بكر الخطيب في مصنّفاته. وتوفي بآمد في ثاني رجب. 4 (محمد بن عبد الله بن عبيد الله.) أبو الحسين البغدادي المؤدب. كان مقرئاً ثقة، ضريراً. مات في المحرم عن تسعين سنة. سمع: الدارَقُطني، وعمر بن شاهين، والمخلص. كتبت عنه، قاله الخطيب. وقد قرأ على أبي حفص الكتاني. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن الحسن.) أبو بكر الكرابيسي السمسار الزاهد. ويعرف بالحافظ السيوفي. توفي بنيسابور في ربيع الآخر. سمع: محمد بن الفضل بن محمد بن خُزيمة. (30/332)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 333 روى عنه: زاهر بن طاهر الشحّامي. 4 (محمد بن عبد الوهاب بن محمد.) أبو طاهر بن الشاطر العلوي الكاتب، نقيب الطالبيين ببغداد. سمع: أبا حفص بن شاهين، وأبا الحسن الحربي، وابن المنتاب. قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً. توفي في ربيع الأول. 4 (محمد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن عمروس.) أبو الفضل البغدادي الفقيه المالكي. قال الخطيب: انتهت إليه الفتوى ببغداد. وسمع: أبا حفص بن شاهين، وأبا القاسم بن حَبابة، والمخلص، وغيرهم.) روى عنه: الخطيب، وغيره. (30/333)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 334 وكان من القراء المجودين رحمه الله. ذكره ابن عساكر في الأشاعرة. توفي في أول العام وله ثمانون سنة. قال أبو إسحاق الشيرازي: كان فقيهاً أصولياً صالحاً. وقال النرسي: كان صالحاً، ممن انتهى إليه مذهب مالك ببغداد. 4 (محمد بن محمد بن علي.) القاضي أبو سعد الحنفي. أحد علماء نيسابور. توفي في هذا العام تقريباً. روى عن: أبي الحسن العلوي. روى عنه: زاهر الشحّامي. 4 (محمود بن عبد الله بن علي بن محمد بن ماشاذة.) أبو منصور الإصبهاني، الأديب. سمع ببغداد: أبا القاسم بن حبابة. روى عنه: سعيد بن أبي الرجاء، وغيره. (30/334)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 335 4 (الكنى)

4 (أبو محمد بن النسوي.) صاحب الشرطة ببغداد، اسمه الحسن بن أبي الفضل. كان صارماً فاتكاً مَهيباً ظلوماً. قيل: إنه كان يقتل الناس ويأخذ أموالهم أيام هيج الشطار ببغداد، وشُهد عليه بذلك عند القاضي أبي الطيب، فحكم بقتله، فصانع بمبلغ، فسلم. وكان من دهاة زمانه. وقد اتفق مرة السنة والرافضة ببغداد على قتله، واصطلحوا على ذلك. وسلم وطال عمره. (30/335)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 336 1 (سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن سعيد بن أحمد بن نفيس.) أبو العباس المصري المقريء. أصله من طرابلس الغرب. انتقلت إليه رئاسة الإقراء بديار مصر. وكان عالي الإسناد. وقد قرأ علي: أبي أحمد السامري، وأبي الطيب ابن غَلْبون، وأبي عدي عبد العزيز بن علي الإمام، وجماعته. وقاف قرّاء الأمصار بعلُو الإسناد. وقد سمع من: علي بن الحسين الأنطاكي، وأبي القاسم الجوهري مصنف مسند المُوَطأ وغيرهما. قرأ عليه: أبو القاسم الهُذلي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن الفحّام، وأبو الحسن بن بلّيمة، وأبو الحسين الخشّاب، وآخرون كثيرون من المشارقة والمغاربة. وحدّث عنه: جعفر بن إسماعيل بن خَلَف الصِّقلّيّ، وعبد الغني بن طاهر الزعفراني، ومحمد بن أحمد الرازي، وآخرون. (30/336)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 337 قال أحمد بن عمر الباجي: سمعت أحمد بن نفيس المقريء الضرر يقول: قرأت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم ألف ختمة. قلت: ابن نفيس هذا آخر اسمه: 4 (أحمد بن عبد العزيز بن نفيس المقريء.) بقي إلى حدود الخمسمائة. قرأ على الكازريني. وأما المترجم فتوفي في رجب، وقد جاوز التسعين. وذُكر أن أبا عمرو الداني قرأ عليه. 4 (أحمد بن مروان بن دوستك.) الأمير نصر الدولة الكردي، صاحب ميّافارقين وديار بكر. ملك البلاد بعد أن قتل أخاه أبا سعيد منصوراً في قلعة الهتّاخ. وكان عالي الهمة، كثير الحزم، مقبلاً على اللذات، عادلاً في رعيّته. (30/337)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 338 وقيل لم تفته صلاة الصبح مع انهماكه على اللهو. وكان له ثلاثمائة جارية يخلو كل ليلة) بواحدة. وخلّف عدة أولاد. (30/338)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 339 وقد قصده الشعراء ومدحوه. وزر له أبو القاسم الحسين بن علي بن المغربي صاحب الرسائل، والديوان، والتصانيف. وكان وزير خليفة مصر، فانفصل عنه، وقدم على نصر الدولة، فوزر له مرتين ووزر له فخر الدولة أبو نصر بن جَهير، ثم انتقل بعده إلى وزارة بغداد. ولم يزل على سعادته ووفور حشمته. ولقد أرسل إلى السلطان طُغرلبك تحفاً عظيمة، من جملتها الجبل الياقوت الذي كان لبني بُوَيه، وكان اشتراه من الملك أبي منصور بن جلال الدولة، وأرسل معه مائة ألف دينار سوى ذلك. وكانت رعيته معه في بُلهنية من العيش، حتى أن الطيور كانت تخرج من القرى فتُصاد، فأقر أن يطرح لها القمح من الأهراء، فكانت في ضيافته طول عمره، إلى أن توفي رحمه الله في شوال، ودُفن بظاهر مّافارقين. وعاش سبعاً وسبعين سنة. وكانت سلطنته إحدى وخمسين سنة. (30/339)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 340 وملك بعده ولده نظام الدولة أبو القاسم نصر بن أحمد. 4 (إبراهيم بن علي بن تميم.) أبو إسحاق القيرواني، الشاعر المعروف بالحُصري. كان شباب القيروان يجتمعون عنده، وسار شعره وله ديوان مشهور، وله كتاب زهو الآداب، وله كتاب المصون في سر الهوى المكنون. وله: (أورد قلبي الردا .......... لام عذار بدا)

(أسودٌ كالكفر في .......... أبيض مثل الهُدا) وقال ابن بسام في الذخيرة: إنه توفي سنة ثلاث وخمسين. وقال غيره: توفي سنة خمسين. (30/340)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 341 وهو ابن خالة أبي الحسن علي الحصري الشاعر. 4 (حرف الحاء)

4 (الحسين بن عيسى.) ) أبو علي الكلبي، قاضي مالقة. وحج وسمع من: أبي ذر الهروي، وأبي الحسن محمد بن إبراهيم الحوفي النحوي. وكان عالم مالقة المشار إليه، ورئيسها. روى عنه: أبو المطرّف الشعبي، وأبو عبد الله بن خليفة. 4 (الحسين بن مبشّر.) أبو علي المزكي الكتاني الدمشقي، المقريء. حدّث عن أستاذه في القراءات محمد بن يونس الإسكاف، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وعلي بن بشرى العطار. (30/341)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 342 روى عنه: نجا بن أحمد، وعلي بن طاهر النحوي. قال الكتاني: توفي في ذي القعدة، وأقام خمسين سنة يقرئ في الجامع. وكان ديّناً، ثقة على مذهب الإمام أحمد. 4 (حمْد بن محمد بن عبد الله.) الفقيه أبو الفرج. عن: أبي جعفر الأبهري، وابن مندة. مات في شعبان. كان متكلماً. 4 (حرف الصاد)

4 (صالح بن الحسين.) أبو منصور البروجِردي. يعرف بابن دوذين الفقيه. قدم في هذه السنة همذان، فحدث عن شعيب بن علي، وأبي القاسم الصرصري، وأبي محمد بن زكريا البيّع، وابن رزقويه. وكان ثقة زاهداً. روى عنه: عبدوس الهمذاني، وغيره. 4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن محمد بن أحمد بن حسكويه.) ) (30/342)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 343 أبو بكر النيسابوري. سمع: أحمد بن محمد الخفّاف القنطري، ومحمد بن أحمد بن عبدوس. كتب عنه: الخطيب، وغيره. 4 (عبد الرحمن بن غَزو بن محمد بن يحيى.) أبو مسلم النهاوندي العطار. قدم همذان في هذا العام، فحدّث بها عن: ابن زنبيل النهاوندي، وعبد الرحمن الإمام، وأبي أحمد الفرَضي، وأبي الحسن الرفّاء، ومحمد بن بكران الرازي، وأبي الحسن ابن فراس العبقسي، وحمزة بن العباس الطبري، وخلق سواهم. وقع لنا جزء من حديثه، من رواية جعفر الهمذاني. قال شيرويه: كان صدوقاً ثقة سمه منه العطار. وحدّثني عنه أبو بكر الإخباري. قلت: روى عنه: ولده أبو طاهر المطهّر، وأبو الفتح المظفّر بن شجاع الهمذاني. قال السلفي: سمعت ولده المطهر يقول: توفي سنة 454. (30/343)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 344 4 (عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن يحيى بن مَندة.) أبو أحمد الإصبهاني المعلم. حدث به عنه سعيد بن أبي الرجاء في سنة خمسين سمعه منه. وقد حدث عن: أبي بكر محمد بن أحمد بن جِشنِس، وأبي عبد الله بن مَندة، وأبي بكر محمد بن أحمد بن الفضل بن شهريار، وعبد الله بن عمر بن الهيثم، وغيرهم. وعنه: أبو علي الحداد، وسعيد بن أبي الرجاء. قال أبو القاسم بن مَندة: توفي عبد الواحد بن أحمد البقال المعروف بكُله في صفر. 4 (عثمان بن محمد بن أحمد بن سعيد بن صالح.) أبو عمرو الإصبهاني الخلال. حدث بمسند أحمد بن منيع، عن عبيد الله بن جميل، عن جده، عنه. روى عن: أبي عبد الله بن أبي نُوَاس، وعبد الله بن عمر المذكِّر. روى عنه: يحيى بن مَندة، وسعيد بن أبي الرجاء، وغيرهما. 4 (علي بن إسحاق.) ) والد الوزير نظام الملك. مات ببلْخ في رجب من السنة. (30/344)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 345 4 (علي بن الحسين بن جابر.) أبو الحسن التنيسي الفقيه. توفي في شوال. وهو راوي نسخة فُلَيح عن محمد بن علي النقّاش. 4 (علي بن رضوان بن علي بن جعفر.) أبو الحسن المصري، صاحب المصنّفات. من كبار الفلاسفة الإسلاميين. وله دار بمدينة مصر في قصر الشمع تُعرف بدار ابن رضوان. وقد تهدّمت. قال عن نفسه: كانت دلالة النجوم في مولدي تدل على أن صنعتي الطب. فلما بلغت عشر سنين سكنت القاهرة، وأجهدت نفسي في التعليم، فلما بلغت أخذت في الطب والفلسفة. وكنت فقيراً، فكنت أتكسّب بالتنجيم، ومرة بالطب، ومرة بالتعليم ولم أزل في غاية الاجتهاد في التعليم إلى السنة الثانية والثلاثين فاشتهرت بالطب، وحصلت منه إلى أن كسبت منه أملاكاً وأنا في الستين. وكان أبوه خبّازاً. ولم يزل يشتغل إلى أن تميّز، وله صارت السمعة العظيمة. وخدم الحاكم صاحب مصر، فجعله رئيس الأطباء، وطال عمره، وأدرك الغلاء قبل الخمسين وأربعمائة، فكان عنده تربية، وقيل إنها أخذت له نفائس وذهباً كثيراً، وهُرّبت، فتغيّر حاله واضطرب. وكان كثير الرد على أرباب فنه، وعنده سفهٌ في بحثه وتشنيع. ولم يكن له شيخ، بل أخذ من الكتب، وألّف كتاباً أن تحصيل الصناعة من الكُثُب أوفق من المعلّمين، وغلا في ذلك. وكانت وفاة علي بن رضوان في هذه السنة، سنة ثلاث وخمسين. (30/345)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 346 وكان يرجع إلى دين وتوحيد، فإنه قال: أفضل الطاعات النظر في الملكوت، وتمجيد المالك لها. ومن رُزق ذلك فقد رُزق خير الدنيا والآخرة، وطوبى له وحسن مآب. وقد شرح عدة كتب لجالينوس، وله مقالة في دفع المضار بمصر عن الأبدان، وكتاب في أن حال عبد الله بن الطيب حال السوفسطائية، وكتاب الانتصار لأرسطوطاليس، و تفسير ناموس الطب لأبقراط، كتاب المعاجين والأشربة، و تذكرة في إحصاء عدد الحُميات، و) رسالة في الأورام، و رسالة في علاج داء الفيل، و رسالة في الفالج، و كتاب مسائل جرت بينه وبن ابن الهيثم المذكور في صدور الثلاثين في المجرّة والمكان، وكتاب في الأدوية المفردة، و رسالة في بقاء النفس بعد الموت، و مقالة في فضل الفلسفة، و مقالة في نُبوة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلّم من التورية والفلسفة، ومقالة في حدوث العالم، و مقالة في توحيد الفلاسفة، وكتاب في الرد على ابن زكريا الرازي في العلم الإلهي و إثبات الرسل و مقالة في التنبيه على حيل المنجمين ويصف شرفها، مقالة في جمل السياسة. وقد تركت أكثر مما ذكرت من تصانيفه التي ساقها ابن أبي أُصيبعة. 4 (علي بن محمد بن يحيى بن محمد.) (30/346)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 347 أبو القاسم السلمي الحبيشي، المعروف بالسميساطي. واقف الخانقاه، وقبره بها. روى عن: أبيه، وعبد الوهاب الكلابي. ولجده سماع من عثمان بن محمد الذهبي. وكان أبو القاسم متقدماً في علم الهندسة، وعلم الهيئة. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وإبراهيم بن يونس المقدسي، وأبو القاسم النسيب، وأحمد بن المسلم الهاشمي، وأبو الحسن بن سعيد، وأبو الحسن بن قبيس المالكي، وجماعة. وولد بعد السبعين وثلاثمائة. قال الكتاني: توفي في ربيع الآخر. ودُفن بداره ووقفها على الصوفية، ووقف علوها على الجامع، ووقف أكثر نعمته. وحدث عن عبد الوهاب بجزء ابن خُريم و بالموطأ، وعن والده بجزء ابن زبان. وكان يذكر أنه ولد في رمضان سنة أربع وسبعين. 4 (عمر بن أحمد بن الواثق.) (30/347)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 348 أبو محمد الهاشمي. سمع: محمد بن يوسف بن دوست العلاف، وأبا طاهر المخلص. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً.) وقال غيره: يُعرف بابن الغريق. توفي في شوال. 4 (عمر بن محمد بن علي.) أبو طاهر بن رادة الإصبهاني الخرق الدلال. سمع: أبا بكر بن المقري، وأبا عبد الله بن مَندة، وأبا عمر السلمي. وعنه: سعيد بن أبي الرجاء، والحسين بن عبد الملك الخلال. وكان أمياً لا يكتب. 4 (حرف القاف)

4 (قريش بن بدران بن مقلد بن المسيّب العقيلي.) الأمير أبو المعالي صاحب الموصل. وليها عشر سنين. وقد ذكرنا أنه ذبح عمه قرواشاً في مجلسه. ثم إن قريشاً قام مع البساسيري سنة خمسين، ونهب دار الخلافة. وكان موته بالطاعون وله إحدى وخمسون سنة. وقام بعده ولده شرف الدولة أبو المكارم مسلم بن قريش، (30/348)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 349 فاستولى على ديار ربيعة ومضر، وملك حلب، وأخذ الحمل من بلاد الروم. وكان حاصر دمشق وكان أن يأخذها. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن إبراهيم بن وهب القيسي الطليطلي.) حج، ولقي أبا الحسن بن جهضم، وأبا ذر الهروي فأخذ عنهما وأقبل على التجارة وعمارة ماله. 4 (محمد بن إسماعيل بن قورتش.) أبو عبد الله قاضي سرقُسطة. حج، وكتب عن: عتيق بن إبراهيم القروي، وأبي عمران الفاسي، وجماعة. روى عنه: ابنه أبو محمد، وأبو الوليد الباجي. وكان ثقة ضابطاً، راوية للعلم.) وممن روى عنه: أبو محمد بن حزم. 4 (محمد بن الحسن بن علي.) الأستاذ أبو بكر الطبري المقريء. من كبار القراء بخراسان. سمع الكثير، وحدث عن: أبيه طاهر بن خزيمة، وأبي محمد المخلدي، والجوزقي، وجماعة. روى عنه: زاهر الشحّامي، وإسماعيل بن عبد الغافر الفارسي. (30/349)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 350 وكان من كبار أصحاب أبي الحسين الخبّازي، وكان يصلي في مساجد ثلاثة كل يوم في مسجد، والناس يتنقلون معه من مسجد إلى مسجد ليسمعوا تلاوته لطيب نغمته وحسن قراءته. وقد أملى مدة. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر.) أبو سعد بن أبي بكر النيسابوري الكنجروذي الفقيه الأديب النحوي الطبيب الفارس، شيخ مشهور. قال عبد الغافر: له قدم في الطب والفروسية وأدب السلاح. كان بارع وقته لاستجماعه فنون العلم. أدرك الأسانيد العالية في الحديث والأدب، وأدرك ببغداد أئمة النحو. وحدث عن: أبي عمرو بن حمدان، وأبي الحسين أحمد بن محمد البحيري، وأبي سعيد بن محمد بن بشر البصري، وشافع بن محمد الإسفرائيني، وأبي بكر محمد بن محمد الطرازي، وأبي بكر أحمد بن الحسن بن مهران، وأحمد بن محمد البالوي، وأحمد بن الحسن المرواني، وأبي أحمد الحاكم، والحسين بن علي التميمي حسينك، وأبي الحسين بن دهثم الطرسوسي، وأبي سعيد عبد الله بن محمد الرازي، وطبقتهم. (30/350)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 351 وسمع منه الخلق سنين. وختم بموته أكثر هذه الروايات، وله شعر حسن. قلت: روي عنه: إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي، وأبو عبد الله الفرّاوي، وهبد الله السيّدي، وتميم بن أبي سعيد الجرجاني، وزاهر بن طاهر، وعبد المنعم بن الشيري. قال عبد الغافر بن إسماعيل: وقد أجاز لي جميع مسموعاته وخطه عندي، وهو مما أعتدُ به وأعدّه من الاتفاقات الحسنة.) قلت: توفي بنيسابور في صفر. وقد سمعت جملة من عواليه بالإجازة. 4 (محمد بن محمد بن يحيى بن الحسين بن أحمد بن علي بن عاصم.) الأستاذ أبو عبد الله الجوري. قال عبد الغافر: شيخ مستور ثقة، عالم من أولاد العلماء، بيتهم بيت العلم والصلاح. سمّعه أبوه الأستاذ أبو عمرو من يحيى بن إسماعيل الحربي. وتوفي فجأة في سابع عشر ذي القعدة. وقال علي بن محمد في تاريخ حُرجان: سمع الحسن بن أحمد المخلدي، وأبا الحسين أحمد بن محمد الخفاف، وأبا بكر الجوزقي وذكر جماعة. قال: وخرج لنفسه الفوائد. (30/351)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 352 4 (المعز بن باديس.) قيل: توفي في هذا العام، وقيل: توفي سنة أربع كما سيأتي إن شاء الله تعالى. (30/352)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 353 1 (سنة أربع وخمسين وأربعمائة.)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن إبراهيم بن موسى بن أحمد بن منصور.) أبو سعد المقري النيسابوري الشاماتي. عرف بابن أبي شمس. له أربعون حديثاً، سمعناها. روى عن: أبي بكر الجوزقي، أبي محمد المخلدي، وأبي طاهر محمد بن الفضل بن خُزمة، وأبي نعيم عبد الملك بن الحسن الإسفرائيني، وأبي القاسم بن حبيب المفسر. ورحل من نيسابور، فسمع بهراة من القاضي أبي منصور الأزدي. روى عنه: أبو المظفر عبد المنعم بن القشيري، وزاهر بن طاهر الشحامي، وغير واحد، وأحمد بن محمد بن صاعد القاضي. قال عبد الغافر: شيخ فاضل مشهور، ثقة، عالم بالقراءات، متصرف في الأمور. اختاره المشايخ لنيابة الرئاسة بنيسابور مدة لحسن كفاءته، وفصله بالتوسط بين الخصوم. عقد مجلس الإملاء، وأُملى سنين. ومات في شعبان، وله نحو من ثمانين سنة.) (30/353)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 354 وقد سمع كتابة الغاية من أبي بكر بن مهران في القراءات. 4 (إبراهيم بن العباس بن الحسن بن العباس بن الحسن بن أبي الجن الحسيني.) أبو الحسين، قاضي دمشق وخطيبها نيابة عن قاضي القضاة بمصر أبي محمد القاسم بن النعمان قاضي المستنصر العبيدي. روى بالإجازة عن أبي عبد الله بن أبي كامل الأطرابلسي. روى عنه: ابنه أبو القاسم النسيب. توفي في شعبان عن ستين سنة. 4 (حرف الباء)

4 (بكر بن عيسى بن سعيد.) أبو جعفر الكندي القرطبي الزاهد. روى عن: مكي بن أبي طالب، ومحمد بن عتّاب. (30/354)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 355 قال أبو علي الغساني: هو شيخي ومعلمي، وأحد من انعم الله عليّ بصحبته. اختلفت إليه نحو خمسة أعوام في تعلم الفقه والأدب، لم تر عيني قط مثله نُسكاً وزهداً وصيانة، وانقباضاً عن جميع أهل الدنيا. توفي رحمه الله في رجب. 4 (حرف الثاء)

4 (ثَمال بن صالح بن الزوقلية.) الأمير معز الدولة أبو علوان الكلابي رئيس بني كلاب. تملّك حلب وغيرها. وكان بطلاً شجاعاً حليماً كريماً، أغنى أهل حلب بماله وعمهم بأفضاله، وأحسن إلى العرب. عزله صاحب مصر المستنصر ثم رده. وكان الفضلاء يقصدونه ويأخذون جوائزه. توفي في ذي القعدة، وقبل ذلك بيسير كانت الوقعة المذكورة بينه وبين الروم، ونُصر عليهم، وقتل منهم خلقاً. (30/355)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 356 4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن علي بن محمد بن الحسن.) ) أبو محمد الجوهري الشيرازي، ثم البغدادي المقنعي. مسند العراق، بل مسند الدنيا في عصره. سمع: أبا بكر القَطيعي، وأبا عبد الله العسكري، وعلي بن لؤلؤ، ومحمد بن أحمد بن كيسان، وأبي الحسن محمد بن المظفر، وعبد العزيز بن جعفر الخرقي، وأبي عمر بن حيّويه، وأبي بكر بن شاذان، والدارقُطني، وخلقاً سواهم. وأملى مجالس كثيرة. وحدث عن القطيعي بمسند العشرة، وبمسند أهل البيت من مسند أحمد. قال الخطيب: سمعته يقول: ولدتُ في شعبان سنة ثلاث وستين وثلاثمائة وكان ثقة أميناً، كتبنا (30/356)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 357 عنه. قلت: وروى عنه: أبو نصر بن ماكولا الحافظ، وأبو الغنائم محمد بن علي الترسي، ومحمد بن علي بن عياش الدبّاس، وأبو علي البرداني، وقراتكين بن الأسعد، وأبو المواهب أحمد بن محمد بن ملوك، وشجاع الذُّهلي، وهبة الله بن الحُصين، وأبو غالب أحمد بن البنا، وأبو بكر قاضي المارستان وهو آخر من سمع منه. وآخر من روى عنه بالإجازة أبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون. توفي في سابع ذي القعدة. وقيل له المقنّعي لأنه كان يتطيلس ويلتفّ بها من تحت عنكه. 4 (الحسن بن إبراهيم بن الفرات.) أبو البركات. توفي في صفر بمصر. 4 (حرف الخاء)

4 (خلف بن أحمد بن بطال.) أبو القاسم البكري البلنسي. روى عن: أبي عبد الله بن الفخّار، وأبي عبد الرحمن بن جحّاف القاضي، ومحمد بن يحيى الزاهد، وغيرهم. حدث عنه: أبو داود سليمان بن نجاح المقريء، وأبو بحر سفيان بن العاص.) (30/357)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 358 قال ابن خزرج: لقيته بإشبيلية سنة أربع وخمسين، وكان فقيهاً أصولياً من أهل النظر والاحتجاج بمذهب مالك. قلت: توفي كهلاً بعد هذا. 4 (حرف الزاي)

4 (زهير بن الحسن بن علي.) أبو نصر السرخسي الفقيه. قرأ الفقيه ببغداد على: أبي حامد الإسفرائيني. وبرع في الفقه، وكان إليه المرجوع في المذهب. وقد روى الكثير. سمع من: زاهر بن أحمد السرخسي، وأبي طاهر المخلص، وغيرهما. وسمع سنن أبي داود من أبي عمر الهاشمي. وطال عمره، وصار مقدّم أصحاب الحديث بسرخس. قال أبو سعد السمعاني: لقيت من أصحابه أبا نصر محمد بن أبي عبد الله بسرخس. وقد قال بعض الفقهاء: ما رأينا أحسن من تعليقة أبي نصر عن أبي حامد، لازمه ست سنين. (30/358)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 359 وقيل: إنه توفي سنة خمس وخمسين في شوال، وسنة أربع أشهر. عاش بضعاً وثمانين سنة. 4 (حرف السين)

4 (سعد بن أبي سعد محمد بن منصور.) أبو المحاسن الجولكي. توفي في رجب بأستِراباذ. وهو ابن بنت الإمام أبي سعد الإسماعيلي. ولد سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة. وتفقه، ورأس في أيام والده بعد الأربعمائة وهو أمرد. ودرس الفقه. وكان رئيساً محتشماً عالماً محققاً، تخرّج به جماعة. وقد روى عن: جده أبي نصر، ووالده، وأبي بكر العدسي، وأبي محمد الكارزي. قُتل مظلوماً شهيداً بأستراباذ رحمه الله تعالى. (30/359)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 360 4 (سِيْد بن أحمد بن محمد.) ) أبو سعيد الغافقي، نزيل شاطبة. شيخ مسند. سمع من: أبي محمد الأصيلي، وأبي عمر بن المُكوي. وكان من أهل الضبط والأدب. أخذ عنه أبو القاسم بن مُدبر كتاب البخاري. 4 (حرف الطاء)

4 (طاهر بن أحمد بن بابشاذ.) أبو الحسن الجوهري المصري النحوي، مصنّف المقدمة و شرح الجمل. كان أصحاب ديوان الإنشاء بمصر، وله حلقة إشغال بجامع مصر. ثم تزهد وانقطع. ورّخه القفطي. وقال غيره: توفي سنة تسع وستين، وأراه أشبه فسأكرره. 4 (طغرلبك السلطان.) مات بالري. وعُمل عزاؤه في دار الخلافة ببغداد في رمضان. وهذا غلط، إنما توفي خمس كما سيأتي. (30/360)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 361 4 (حرف العين) عبد الله بن محمد بن أحمد بن حَسِنكويه. أبو بكر النيسابوري. سمع أبا الحسين الخفّاف. 4 (عبد الله بن المظفّر بن محمد بن ماجة.) أبو الفتح الإصبهاني الناقد. عن: ابن مَندة. مات في المحرّم. 4 (عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بُندار.) أبو الفضل العِجلي الرازي المقريء، الزاهد الإمام. أصله من الري، وولد بمكة. وكان يتنقل من بلد إلى بلد. كان مقرئاً جليل القدْر.) قال أبو سعد في الذيل: كان مقرئاً فاضلاً، كثير التصانيف، حسن السيرة زاهداً متعبداً، خشن العيش، منفرداً عن الناس، قانعاً. أكثر أوقاته يُقرئ ويُسمع. وكان يسافر وحده ويدخل البراري. (30/361)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 362 سمع بمكة: أحمد بن فراس، وعلي بن جعفر السيرواني شيخ الحرم، وأبا العباس الرازي. وبالري: أبا القاسم جعفر بن فَنّاكي وبنيسابور: أبا عبد الرحمن السُّلمي وبطوس: أحمد بن محمد العمّاري وبنَسا: محمد بن زهير بن أخطل النسوي وبجُرجان: أبا نصر محمد بن الإسماعيلي وبإصبهان: أبا عبد الله بن مَندة وبأبرقوه: الحسنين بن أحمد القاضي وببغداد: أبا الحسن الحمامي وبسارية، وتُستَر، والبصرة، والكوفة، وحرّان، والرها، وأرجان، وكازرون، وفَسا، وحمص، ودمشق، والرملة، ومصر، والإسكندرية. وكان من أفراد الدهر علماً وورعاً. سمع منه جماعة من الأئمة كأبي العباس المستغفري، وأبي بكر الخطيب، وأبي صالح المؤذّن. وثنا عنه: محمد بن عبد الواحد الدقاق، والحسين بن عبد الملك الخلاّل، وفاطمة بنت محمد البغدادي. (30/362)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 363 قلت: وروى عنه أيضاً: أبو علي الحداد، وأبو سهل بن سعدويه. وقرأ عليه بالروايات الحداد، وقرأ عليه لنافع نصر بن محمد الشيرازي شيخ تلا عليه السلفي. قال بن عساكر: قرأ على أبي الحسن علي بن داود الداراني بحرف ابن عامر، وعلى أبي عبد الله المجاهدي. وسمع بمصر من: أبي مسلم الكاتب. وقال عبد الغافر الفارسي: وكان ثقة جوّالاً إماماً في القراءات، أوحد في طريقته. وكان الشيوخ يعظمونه.) وكان لا يسكن الخوانق، بل يأوي إلى مسجد خراب، فإذا عُرف مكانه تركه. وكان لا يأخذ من أحد شيئاً، وإذا فتح عليه بشيء آثر به غيره. وقال يحيى بن مَندة: قرأ عليه القرآن جماعة، وخرج من عندنا إلى كرْمان فحدث بها، ومات بها في بلد أوشير في جمادى الأولى سنة أربع وخمسين. قال: وبلغني أنه ولد سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة. ثقة، ورع، متديّن، عارف بالقراءات والروايات، عالم بالأدب والنحو. وهو أكبر من أن يدُل عله مثلي. وهو أشهر من الشمس، وأضوأ من القمر، ذو فنون من العلم. وكان مهيباً منظوراً، فصيحاً، حسن الطريقة، كبير الوزن. قلت: وسمع بدمشق من عبد الوهاب الكلابي وبسامرّاء من: ابن يوسف الرفا، راوي الموطأ، عن الهاشمي، عن أبي مصعب. قال السلفي: سمعت أبا البركات عبد السلام بن عبد الخالق بن سلمة (30/363)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 364 الشيرازي بمَرَند يقول: اقتدى أبو الفضل الرازي في الطريقة بالسيرواني شيخ الحرم، وحدث عنه وصحبه، وصحب الشيرواني أبا محمد المرتعِش، وصحب المرتعش الجُنيد، وهو صحب السقطي، وهو معروفاً، وهو داود الطائي، وهو حبيباً العجمي. وقال ابن عساكر: أنبأنا أبو نصر عبد الحكيم بن المظفّر من الكرج: أنشدني الإمام أبو الفضل الرازي لنفسه: (أخي إن صرف الحادثات عجيب .......... ومن أيقظته الواعظات لبيب)

(وإن الليالي مفنِياتٌ نفوسَنا .......... وكل عليه للفناء رقيب)

(أيا نفس صبراً فاصطبارك راحةٌ .......... لكل امريءٍ منها أخي نصيب) وله مضمناً فيها: (إذا ما مضى القرْن الذي أنت فيهم .......... وخُلِّفت في قرن فأنت غريب)

(وإن امرءاً قد سار سبعين حجة .......... إلى منهلٍ من وِرْده لقريب) البيتان مضمّنان. وقال أبو عبد الله الخلال: أنشدنا أبو الفضل لنفسه: (يا موت ما أجفاك من زائر .......... تنزل بالمرء على رغمه) ) (وتأخذ العذراء من خِدرها .......... وتأخذ الواحد من أمه) قال الخلال: خرج الإمام أبو الفضل من إصبهان متوجّهاً إلى كرْمان، فخرج الناس يشيّعونه، فصرفهم وقصد الطريق وحده وقال: (إذا نحن أدلجنا وأنت إمامنا .......... كفى لمطايانا بذكراك حاديا) قرأت على أبي الفضل الأسدي: أخبرك ابن خليل، أنا الخليل الداراني، أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق قال: ورد علينا الشيخ الإمام الأوحد (30/364)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 365 أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي، لقّاه الله رضوانه، وأسكنه جِنابه. وكان إماماً من الأئمة الثقات في الحديث والروايات والسنة والقراءات، وذكره يمْلأ الفم، ويُذرف العين. قدم إصبهان مراراً، الأولى في أيام ابن مَندة، وسمع منه. سمعت منه قطعة صالحة. وكان رجلاً مَهيباً، مَديد القامة، وليّاً من أولياء الله، صاحب كرامات. طوّف الدنيا مفيداً ومستفيداً. ثم ذكر الدقاق شيوخه وباقي ترجمته. وقال الخلال: كان أبو الفضل الرازي في طريق، وكان معه قليل من الخبز، وشيء يسير من الفانيذ، فقصده جماعة من قطاع الطريق، وأرادوا أن يأخذوه، فدفعهم بعصاه فقيل له في ذلك، فقال: إنما منعتهم لأن الذي كانوا يأخذوه مني كان حلالاً. وربما كنت لا أجد مثله حلالاً. ودخل كرْمان في هيئة رثّة، وعليه أخلاق وأسمال، فحُمل إلى الملك وقالوا: هو جاسوس. فقال الملك: ما الخبر قال: تسألني عن خبر الأرض أو خبر السماء فإن كنت تسألني عن خبر السماء، ف كل يومٍ هو في شأنٍ. وإن كنت تسألني عن خبر الأرض، ف كل مَنْ عليها فانٍ. فتعجّب الملك من كلامه وأكرمه، وعرض عليه مالاً، فلم يقبله. 4 (عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن مالك.) (30/365)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 366 أبو القاسم الغساني الأندلسي البجاني اللغوي. روى عن: عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد، وغيره. أرّخه ابن بَشكُوال. 4 (عبد الرحمن بن غزْو بن محمد بن حامد بن غزو.) ) هذا موضعه وقد تقدم في الماضية فليحوّل. 4 (عبد الرحمن بن المظفر بن عبد الرحمن بن محمد.) أبو القاسم السلمي المصري الكحال النحوي. قال السلفي: كان ليناً في الحديث على ما ذكروا، والله يعفو عنه. قلت: روى عن: أبي بكر أحمد بن محمد المهندس، وغيره. روى عنه: أبو زكريا البخاري، والرازي في مشيخته، وغير واحد. توفي بمصر في ربيع الأول. 4 (عمر بن أحمد بن محمد بن حسن بن شاهين.) أبو حفص الشاهيني الفارسي. مسنِد تلك الديار. وعاش نيّفاً وتسعين سنة. وعنده حديث عُتيبة بعُلُوّ سمعه في سنة من ابن جابر بسماعه من محمد بن الفضل البلخي. سمع بسمرقند: أيا بكر محمد بن جعفر بن جابر، وأبا علي إسماعيل بن محمد بن الفضل البلخي. سمع بسمرقند: أبا بكر محمد بن جعفر بن جابر، وأبا علي إسماعيل بن حاجب الكُشاني، وأبا سعد الإدريسي الحافظ. قال الحافظ أبو سعد: روى عنه أهل سمرقند، وله أوقاف كثيرة ومعروف (30/366)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 367 مات في ذي القعدة. قلت: روى علي بن أحمد الصيرفي عنه، وغيره. 4 (عمر بن عبيد الله بن يوسف بن حامد.) أبو حفص الذُّهلي الزهراوي القرطبي الحافظ. روى عن القاضي أبي المطرّف بن فُطيس، وعبد الوارث بن سفيان، وأبي محمد بن أسد، وأبي الوليد بن الفرضي، وأبي عبد الله بن أبي زمنين، وسَلَمة بن سعيد، وأبي المطرّف القنازعي، وعبد السلام بن السمح الزهراوي، وأبي القاسم بن عُصفور، وخلق كثير بقرطبة، وإشبيلية، والزهراء. وكتب إليه بالإجازة الفقيه أبو الحسن القابسي، وكان معتنياً بنقل الحديث وسماعه وجمعه.) روى عنه: محمد بن عتّاب، وابناه أبو محمد وأبو القاسم، وأبو مروان الطبني، وأبو عمر بن مهدي المقريء قال: وكان خيّراً متصاوناً، ثقة، قديم الطلب. وحدث عنه أيضاً أبو علي الغسّاني. وذُكر أنه اختلط في آخر عمره. قال ابن بَشكوال: أنا عنه أبو محمد شيخنا. وقال لي إن أبا حفص لحقته في آخر عمره خَصاصة، فكان يتكفّف الناس. (30/367)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 368 وقرأت بخط أبي مروان الطُّبني: أخبرني أبو حفص قال: شددتُ في البيت ثمانية أحمال كتب لأخرجها إلى مكان، فلم يتم لي العزم، حتى انتهبنا البربر. توفي في نصف صفر. وكان مولده في صفر أيضاً سنة إحدى وستين وثلاثمائة. وكان مسند أهل الأندلس في زمانه مع ابن عبد البر. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن مطرّف.) أبو عبد الله الكتّاني القرطبي المقري الطُّرفي. روى عن: القاضي يونس بن عبد الله، وأبي محمد بن الشقّاق. وقرأ بالروايات على مكي، واختص به. وبرع في القراءات. وكان صاحب ليل وعبادة. قال ابن بشكوال: أنا عنه أبو القاسم بن صواب بجميع ما رواه، وغيره من شيوخنا ووصفوه بالمعرفة والجلالة وكثرة الدُّعابة والمُزاح وحسن الباطن. توفي رحمه الله في صفر عن ست وستين سنة. 4 (محمد بن سلامة بن جعفر بن علي.) (30/368)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 369 القاضي أبو عبد الله القُضاعي، الفقيه الشافعي قاضي مصر ومصنّف كتاب الشهاب. سمع: أبا مسلم محمد بن أحمد الكاتب، وأحمد بن ثرثال، وأبا الحسن بن جهضم، وأبا محمد بن النحاس، وخلقاً بعدهم. روى عنه: الحُميدي، وأبو سعد عبد الجليل الساوي، ومحمد بن بركات السعيدي، وسهل بن بشر الإسفرائيني، وأبو عبد الله الرازي في مشيخته، وأبو القاسم النسيب، وجماعة كثيرة من المغاربة.) قال الأمير ابن ماكولا: كان متفنناً في عدة علوم، ولم أر بمصر من يجري مجراه. وقال غيث الأرمنازي: كان ينوب في الحكم بمصر، وله تصانيف، منها (30/369)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 370 تاريخ مختصر في خمسة كراريس، من مبتدأ الخلق إلى زمانه. وله كتاب أخبار الشافعي. وقال غيره: له: معجم شيوخه، وكتاب دستور الحكم كتب عنه الحفّاظ كأبي بكر الخطيب، وأبي نصر بن ماكولا. وقال الفقيه نصر المقدسي: قدم علينا أبو عبد الله القضاعي رسولاً صُور من المصريين إلى بلد الروم، فذهب ولم أسمع منه. ثم إني رويت عنه بالإجازة. وقال الحبّال: توفي في ذي الحجة بمصر. وقال السِّلفي: كان من الثقات الأثبات، شافعي المذهب والاعتقاد، مرضي الجملة. قلت: قد روى عن شيخ لقيه بالقسطنطينية لما ذهب إليها رسولاً. أنبأنا أحمد بن سلامة، عن هبة الله بن علي، أنا محمد بن بركات السعيدي، أنا أبو عبد الله بن سلامة القضاعي، أبن أبو مسلم الكاتب، ثنا البغوي، ثنا شيبان، ثنا إسحاق بن حمزة العطار، ثنا الحسن، عن عمران بن حُصين، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: مَطْل الغنيّ ظُلم، ومسألة الغني شينٌ في وجهه، ومسألة الغني نار. (30/370)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 371 كتب عنه أهل بلده. 4 (محمد بن عبدة بن ملة الهروي.) البزّاز. شيخ مسن. سمع: أبا محمد بن حَموَيْه السرخسي، وأبا حامد النعيمي. 4 (محمد بن محمد بن علي.) أبو الحسين البغدادي الشروطي. حدث عن: المعافى الجريري، وأبي القاسم بن حبابة. قال الخطيب: لم يكن ديّناً. كان يترفّض. 4 (محمد بن محسّن بن قريش.) أبو البركات البغدادي الزّيّات. سمع: المخلّص.) 4 (المعز بن باديس بن منصور بن بُلُكِّين بن زيري الحِميري الصِّنْهاجي.) (30/371)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 372 سلطان إفريقية وما والاها من المغرب. كان الحاكم صاحب مصر قد لقبه شرف الدولة، وأرسل إليه خلْعة وسِجلاًّ في سنة سبعٍ وأربعمائة. وعاش إلى هذا الوقت، واشتهر اسمه. وكان رئيساً جليلاً عالي الهمة محباً للعلماء من بيت إمرةٍ وحشمة. انتجعه الأدباء ومدحوه، وكان شيخاً جواداً. وكان مذهب أبي حنيفة ظاهراً بإفريقية، فحمل المعِز أهل مملكته على الاشتغال بمذهب مالك، وحسم مادة الخلاف في المذاهب، وخلع طاعة المصريين، وخطب للإمام القائم بأمر الله أمير المؤمنين، فكتب إليه المستنصر العُبيدي يتهدّده، فما فكّر فيه. فجهّز لحربه جيشاً من العربان، فأخربوا حصون برقة وإفريقية، وافتتحوا قطعة من بلاده. وتعب بهم، واستوطنوا برقة إلى الآن. ولم يُخطب لبني عُبيد بعد ذلك بإفريقية. وكان مولده في سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة. وتوفي في شعبان من برص أصابه ورثاه شاعره الحسن بن رشيق القيرواني. ومات بالمهدية عند ولده تميم. وكان قد نزح من القيروان إلى (30/372)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 373 المهدية من العرب. 4 (منيع بن وثّاب.) الأمير أبو الزمام النُّميري، متولّي حرّان والرقة. فارس شجاع جواد. توفي في جمادى الآخرة بعد الصرع. (30/373)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 374 1 (سنة خمس وخمسين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن محمود بن أحمد بن محمود.) أبو طاهر الثقفي الإصبهاني المؤدب. وهو الجد الأعلى ليحيى الثقفي. قال الحافظ أبو زكريا بن مندة: سمع كتاب العظمة من أبي الشيخ بن حيّان، وكان يقول: سمعتُ من أبي الشيخ. فلم يظهر سماعه إلا بعد موته. وقد وُلد في سنة ستين وثلاثمائة. قال: وهو شيخ صالح ثقة، واسع الرواية، صاحب أصول. حسن الخط مقبول، متعصب لأهل السنة. حدث عن: أبي بكر بن المقريء، وأبي أحمد بن جميل، وأبي مسلم عبد الرحمن بن شَهذل، وأبي علي الخلقاني، وأبي عبد الله بن مندة، وعبد الله بن أبي القاسم، وغيرهم. إلا أني كرهت ذكرهم لكثرتهم. وسافر إلى الري، وسمع مسند الروياني. ولكن ظهر سماعه له بعد موته وكذا ظهر سماعه في كتاب العظَمة بعد موته بقليل. قلت: سماعه لمسند الروياني من جعفر بن فنّاكي. روى عنه: يحيى بن مَندة، وسعيد بن أبي الرجاء، وأبو عبد الله الخلاّل، ومحمد بن محمد القطّان، وسهل بن ناصر الكاتب، وخلْق. (30/374)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 375 توفي في ربيع الأول. 4 (أحمد بن محمد بن تهيون.) أبو بكر الفارسي الصوفي الحافظ. يُقال له بلبل. سمع: أبا الحسين بن فراس بمكة، وأبا عبد الله الجُرجاني بإصبهان. مات بشيراز في سنة خمس وخمسين. قال يحيى بن مندة: سمعت أبا القاسم بن علي: سمعت أبا بكر، وأثني عليه، يقول: كتبت عن ألف شيخ، وخرّجت عن كل شيخ حديثاً. إبراهيم بن منصور بن إبراهيم بن محمد.) أبو القاسم السُّلمي الكرّاني الإصبهاني المعروف بسبْط بحْرُوَيه. وكرّان محلّة بإصبهان. روى مسند أبي يًعلى عن أبي بكر بن المقري. روى عنه: الحسين بن عبد الملك الخلاّل، وسعيد بن أبي الرجاء، وجماعة. قال يحيى بن مندة في تاريخه: كان رحمه الله صالحاً عفيفاً، ثقيل السمع. مات في ربيع الأول. سمع من أبي بكر مسنَد أبي يَعلى، وكتاب التفسير لعبد الرزاق. مولده سنة اثنتين وستين. 4 (إسحاق بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل.) (30/375)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 376 أبو يَعلي النيسابوري، الواعظ المعروف بالصابوني. صاحب الأجزاء الفوائد العشرة التي سمعناها. وهو أخو الأستاذ أبي عثمان. سمع: أبا سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي، وأبا طاهر بن خُزيمة، وأبا محمد المخلدي، والخفّاف، وأبا معاذ الشاه، وأبا طاهر المخلص، وأبا محمد عبد الرحمن بن أبي شُريح، وطائفة سواهم. روى عنه: عبد العزيز الكتاني لما قدم دمشق مع أخيه. وكان ينوب عن أخيه في الوعظ. قال ابن عساكر: ثنا عنه: زاهر، والفرّاوي، وهبة الله السيدي، وعُبيد الله بن محمد البيهقي. قال عبد الغافر بن إسماعيل: هو شيخ ظريف، ثقة، على طريقة الصوفية. سمع بنيسابور، وهَراة، وبغداد. وتوفي في ربيع الآخر. وقال غيره: توفي في تاسع ربيع الأول. وكان مولده سنة. 4 (إسماعيل بن خف بن سعيد بن عمران.) (30/376)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 377 أبو الطاهر الأنصاري الأندلسي المقريء. مصنّف العنوان في القراءات. قرأ على عبد الجبار بن أحمد الطرسوسي بمصر، وسكنها وتصدّر للإقراء. أخذ عنه: جُماهر بن عبد الرحمن الفقيه، وأبو الحسين الخشّاب، وابنه جعفر بن إسماعيل بن خَلَف. وكان مع براعته في القراءات إماماً في النحو. اختصر كتاب الحجّة لأبي علي الفارسي.) وتوفي مستهل المحرم. 4 (حرف الخاء)

4 (خلف بن أحمد بن الفضل.) أبو القاسم الحوفيّ المصري الحنفي. سمع: علي بن محمد بن إسحاق الحلبي، وأحمد بن ثرثال، والحافظ عبد الغني، وأبا محمد النحاس. وانتقى عليه: أبو نصر الشيرازي. روى عنه: الحميدي، وأبو نصر بن ماكولا، وعلي بن الحسين الفرّاء، وغيرهم. وليس هو بالحوفي صاحب: الإعراب. ذاك تقدم ذكره. وهذا توفي في هذه السنة أو بعدها بقليل. 4 (حرف الصاد)

4 (صالح بن محمد بن أحمد بن أبي الفيّاض العِجلي الدينوري.) (30/377)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 378 أبو الفتح. حدث في هذه السنة بهمذان عن: جده أبي أحمد الحسن بن إبراهيم بن أبي عمران، ومحمد بن أحمد بن موسى الرازي، وحمْد بن عبد الله الإصبهاني، وأبي العباس البصير، وأبي بكر بن لال، وجماعة كثيرة. قال شيروَيْه: لم يُقضَ لي السماع منه. وثنا عنه: الخطيب، وابن البصري، وأبو العلاء الحافظ. 4 (حرف الطاء)

4 (طُغرلبك بن ميكائيل بن سلجوق بن دقاق.) السلطان الكبير ركن الدين أبو طالب أول ملوك السلجوقية. وأصلهم من بر بخارى. وهم من قوم لهم عدد وقوة وشوكة كانوا لا يدخلون تحت طاعة سلطان. وإذا قصدهم من لا طاقة لهم به دخلوا المفاوز والبراري، وتحصّنوا بالرمال. فلما عبر السلطان محمود إلى ما وراء النهر وجد زعيم السلجوقية قوي الشوكة، فاستماله وتألفه، وخدعه حتى أقدمه عليه، ثم قبض عليه، واستشار الأعيان في كبار أولئك، فأشار بعضهم بتفريقهم، وأشار آخرون بقطع بهاماتهم ليبطل رميهم. ثم اتفق الرأي على تفريقهم في النواحي، ووضع) الخراج عليهم. فدخلوا في الطاعة، وتهذبوا، وطمع فيهم الناس (30/378)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 379 وظلموهم فانفصل منهم ألفا بيتٍ، ومضوا إلى كرمان، وملكها يومئذ بهاء الدولة بن عضد الدولة بن بويه، فأكرمهم وتوفي عن قريب. وهذا بعد الأربعمائة. فخافوا من الديلم فقصدوا إصبهان ونزلوا بظاهرها، وصاحبها علاء الدولة بن كاكويه، فرغب في استخدامهم، فكتب إليه السلطان محمود بن سُبُكتِكين يأمره بحربهم. فاقتتل الفريقان، وقُتل بينهما عدد، فقصد الباقون أذربيجان. وانحاز الذين بخراسان إلى جبل خوارزم، فجرّد السلطان جيشاً، فتبعوهم في تلك المفاوز، وضايقوهم مدة سنتين، ثم قصدهم السلطان محمود بنفسه، ولم يزل حتى شتّتهم. ثم توفي، فقام بعده ابنه مسعود، فاحتاج إلى تكثير الجند، فكتب إلى الطائفة التي بأذربيجان ليتوجّهوا إليه، فقدم عليه ألف فارس، فاستخدمهم ومضى بهم إلى خراسان، فسألوه في أمر الباقين الذين شتّتهم أبوه، فراسلهم وشرط عليهم الطاعة، فأجابوه إلى الطاعة، ورتّبهم كما رتبهم والده أولاً. ثم دخل مسعود بن محمود بلاد الهند لاضطراب أحوالها عليه، فحلَت للسلجوقية البلاد فعاثوا. وجرى هذا كله وطغرلبك وأخوه داود ليسا معهم، بل في أرضهم بنواحي بخارى. وجرت بين صاحب بخارى وبينهم وقعة عظيمة، قُتل فيها خلق كثير من الفريقين. ثم كاتبوا مسعوداً وسألوه الأمان والاستخدام، فحبس رسلهم وجرّد جيشاً لمواقعة من بخراسان منهم. فالتقوه وقتل منهم مقتلة كبيرة. ثم إنهم اعتذروا إلى مسعود، وبذلوا الطاعة له، وضمنوا له أخذ خوارزم من صاحبها. فطيّب قلوبهم، وأطلق الرسل، وأرسل إليهم زعيمهم الذي اعتقله أبوه أولاً. فوصل طغرلبك وداود إلى خراسان في جيش كبير، واجتمع الجميع. وجرت لهم أمور طويلة إلى أن استظهروا وملكوا الري في سنة تسع وعشرين وأربعمائة. ثم ملكوا نيسابور في سنة ثلاثين. وأخذ داود مدينة بلْخ وغيرها. واقتسموا البلاد وضعُف عنهم السلطان مسعود، فتحيّز إلى غَزْنة. (30/379)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 380 وكانوا في أوائل الأمر يخطبون له ويُدارونه حتى تمكنوا. ثم راسلهم الخليفة فكان رسوله إليه قاضي القضاة أبو الحسن الماوَرْدي. ثم إن طُغرلبك طوى الممالك وملك العراق في سنة سبعٍ وأربعين وأربعمائة، وعدل في الناس. وكان حليماً كريماً محافظاً على الصلوات في جماعة. يصوم الخميس والاثنين ويَعمر المساجد ويُكثر الصدقات.) وقد سيّر الشريف ناصر بن إسماعيل رسولاً إلى ملكة الروم، فاستأذنها الشريف في الصلاة بجامع القسطنطينية جماعة، فأذَنت له. فصلى وخطب للإمام القائم. وكان رسول المستنصر خليفة مصر حاضراً، فأنكر ذلك. وكان ذلك من أعظم الأسباب في فساد الحال بين المصريين والروم. ولما تمهّدت البلاد لطغرلبك سيّر إلى الخليفة القائم يخطب ابنته فشقّ ذلك على الخليفة واستعفى، ثم لم يجد بُداً، فزوّجه بها. ثم قدِم بغداد في سنة خمس وخمسين، وأرسل يطلبها، وحمل مائة ألف دينار برسم نقْل جهازها، فعُمل العرس في صفر بدار المملكة وأُجلست على سرير ملبّس بالذهب. ودخل السلطان إليها فقبّل الأرض بين يديها، ولم يكسف البرقُع عن وجهها إذ ذاك، وقدّم لها تحفاً، وخدم وانصرف فرحاً مسروراً. وبعث إليها بعُقدين فاخرين، وخُسرواني ذهب، وقطعة ياقوت كبيرة. ثم دخل من الغد، فقبّل الأرض، وجلس مقابلها على سرير ساعةً، وخرج وبعث لها جواهر وفُرجيّة نسيج مكللة باللؤلؤ ومخنقة منسوجة باللؤلؤ. وفعل ذلك مرة أخرى أو أكثر، والخليفة صابر متألم، ولكنه لم يُمتَّع بعد ذلك، فإنه توفي بعد ذلك بأشهر في رمضان بالري. وعاش سبعين سنة. وحُمل تابوته فدُفن بمرو عند قبر أخيه داود. وقيل: بل دُفن بالري. وانتقل ملكه إلى ابن أخيه ألب أرسلان. (30/380)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 381 وأما زوجته هذه فعاشت إلى سنة ست وتسعين وأربعمائة. هذا من تاريخ شمس الدين بن خلّكان. قلت: وأخوه داود هو جَغربيك. وقد ذكر ابن السمعاني أن السلطان مسعود بن محمود بن سُبُكتكين قصد بجيوشه طغرلبك وجغربيك، فواقعهم في سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، فانكسر بنواحي دندانقان، وتحيّز غلى غَزْنة منكسراً، وتملّك آل سَلْجوق البلاد وقسّموها، فصارت مرو وسرخس وبلْخ غلى باب غَزْنة لجغربيك، وصارت نيسابور وخوارزم لطُغرلبك. ثم سار طُغرلبك إلى العراق وملك الري وإصبهان وغير ذلك. وكان موصوفاً بالحلم والديانة، ولم يولد له ولد.) ومن كرمه أن أخاه إبراهيم ينال أسر بعض ملوك الروم لما حاربهم، فبذل في نفسه أموالاً، فامتنع وبعث به إلى طُغرلبك، فبعث نصر الدولة صاحب ديار بكر يشفع في فكاكه، فبعثه إلى نصر الدولة بغير فداء فأرسل ملك الروم إلى طُغرلبك ما لم يُحمل مثله في الزمن القديم. وذلك ألف وخمسمائة ثوب من الثياب المفتخرة، وخمسمائة رأس ومائتي ألف دينار، ومائة لبنة فضة، وثلاثمائة شهري، وألف عَنْزٍ بيض الشعور، سود القرون. وبعث غلى نصر الدولة عشرة أمناء مِسك. مر في الحوادث من أخبار طُغرلبك (30/381)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 382 أيضاً. 4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن يحيى بن المدبّر.) أبو الفضل الوزير. توفي بمصر. سمع: أبا محمد بن النحّاس. 4 (عبد الرزاق بن أحمد بن محمد بن يعقوب.) أبو طاهر الشاهد الإصبهاني. سمع: أبا إسحاق بن خُرشيد قوله. روى عنه: أبو علي الحداد، وغيره. مات في المحرم. 4 (عبد الوهاب بن محمد بن أحمد.) أبو القاسم بن أبي عبد الله البقال الإصبهاني. روى عن: أبي عبد الله بن مندة. وعنه: أبو علي الحداد أيضاً. 4 (عطاء بن أحمد بن جعفر.) أبو الحسن الهروي الكِسائي. حدث في هذه السنة ببخارى. روى عن: عبد الرحمن بن أبي شُريح، وأبي عمر بن مهدي الفارسي.) (30/382)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 383 4 (علي بن الخَضِر بن سليمان بن سعيد السلمي.) أبو الحسن الصوفي الورّاق الدمشقي المحّدث. روى عن: عبد الرحمن بن عمر بن نصر، وتمّام الرازي، والحسين بن أبي كامل الأطرابلسي، وصَدَقة بن الدلم، وأبي الحسن بن جهضم، وخلق كثير. روى عنه: علي بن أحمد بن زهير، والمشرّف بن مُرَجّا، وعلي بن محمد بن شجاع، وسهل بن بشر، وعبد المنعم بن الغَمْر الكلابي، وجماعة. وسمع منه أبو الحسن بن قُبيس الغساني، ولم يظهر سماعه منه إلا بعد موته. قال ابن عساكر: قال الكتاني: صنّف كتباً كثيرة، وخلّط تخليطاً عظيماً. ولم يكن هذا الشأن من صنعته. مات في جمادى الآخرة، وروى أشياء ليست له بسماع ولا إجازة. 4 (علي بن عبد الله بن علي بن محمد بن يوسف.) أبو الحسن الأزدي المهلّبي القرطبي، ويُعرف بابن الأستجي. شيخ مسند. روى عن: أبي محمد بن أسد، وأبي عمر بن الجَسور، وأبي الوليد بن الفَرَضي. (30/383)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 384 قال ابن خزرج: كان نافذاً في العلوم، قديم العناية بطلب العلم، شاعراً مطبوعاً، بليغ اللسان، حسن الخط. صنّف كتباً كثيرة في غير فنّ. وُلد سنة، وتوفي في ذي القعدة. وكان قد خرّف قبل موته بيسير. العلاء بن عبد الوهاب بن أحمد بن عبد الرحمن بن سعيد بن حزم بن غالب الأموي. مولاهم الفارسي الأصل، الأندلسي أبو الخطّاب بن أبي المغيرة. وأحمد جده هو ابن عم الإمام أبي محمد بن حزم الظاهري. قال الحميدي: كان من أهل العلم والذكاء والهمة العالية في طلب العلم. كتب بالأندلس فأكثر. رحل إلى المشرق فاحتفل في الجمع والرواية، ودخل بغداد. وحدث عن: أبي القاسم إبراهيم بن محمد الأصيلي، وع: محمد بن الحسين الطفّال، وأبي العلاء بن سليمان المعريّ.) أخذ عنه: أبو بكر الخطيب وهو من شيوخه، وجعفر السرّاج. ومات عند وصوله إلى وطنه. قال ابن الأكفاني: توفي سنة خمس وخمسين. وذكر ابن حيان أن أبا الخطّاب هذا امتحن في رحلته بضروب من المحن لم تُسمع لأحد قبله. وجمع من الكتب ما لم يجمعه أحد. قال: وتوفي بالمرية في شوال سنة أربع وخمسين. ومولده سنة إحدى وعشرين وأربعمائة. ومات شاباً. (30/384)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 385 4 (حرف الفاء)

4 (فارس بن الحسن بن منصور.) أبو الهيجاء البلخي، ثم الدمشقي. صنّف كتاباً في سيرة أمير الجيوش أنوشتكين. سمع منه: عبد العزيز الكتاني شيئاً. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن إبراهيم بن موسى بن عبد السلام.) أبو عبد الله شق الليل الأنصاري الطليطلي. سمع: أبا إسحاق بن شنظير، وصاحبه أبتا جعفر بن ميمون وأكثر عنهما. وروى عن: أبي الحسن بن مصلح، والمنذر بن المنذر، وجماعة كثيرة. وحج فأدرك بمكة أبا الحسن بن فراس العبقسي، وعبيد الله السقطي، وابن جهضم، وكتب عنهم. وبمصر عن: أبي محمد بن النحّاس، وعبد الغني الحافظ، وابن ثرثال، وابن منير، وجماعة. وكان فقيهاً، إماماً، متكلماً، عارفاً بمذهب مالك، حافظا للحديث، متقناً، بصيراً بالرجال والعلل، مليح الخط، جيد المشاركة في الفنون. وكان نحوياً، شاعراً مجيداً، لغوياً، ديّناً، فاضلاً، كثير التصانيف، حلو العبارة. توفي بطلبيرة في منتصف شعبان رحمه الله تعالى. وولد في حدود الثمانين وثلاثمائة.) (30/385)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 386 4 (محمد بن بيان بن محمد.) الفقيه الكازروني الشافعي. سكن أمد، وتفقّه به جماعة، ورحل إليه الفقيه نصر المقدسي وتفقّه عليه. ثم قدم دمشق حاجاً، فحدّث بها، وحدث عن: أحمد بن الحسين بن سهل بن خليفة البلدي، والقاضي أبي عمر الهاشمي، وأبي الفتح بن أبي الفوارس، وابن رزقويه، وغيرهم. روى عنه: الفقيه نصر، وإبراهيم بن فارس الأزدي، وأبو غانم عبد الرزاق المعري، وعبد الله بن الحسن بن النحاس. قال ابن عساكر: حدثني ضبة بن أحمد أنه لقيه وسمع منه. قلت: وذكر ابن النجار أن أبا علي الفارقي قرأ عليه القرآن، وأنه توفي سنة. 4 (محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد.) أبو الفضل التميمي البغدادي، ابن عم رزق الله. سمع من: أبي طاهر المخلص، وابن الصلت، وجماعة. قال الحميدي: كذلك من رزق الله بن عبد الوهاب ابن عمه. (30/386)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 387 خرج إلى القيروان في أيام المُعزّ بن باديس، فدعاه إلى دولة بني العباس، فاستجاب له. ودخل الأندلس فحظي عند ملوكها بأدبه وعلمه. وتوفي بطليلطلة في شوال. وقيل: كان يكذب. وله شعر رائق، فمنه: (أينفع قولي أنني لا أحبه .......... ودمعي بما يمليه وجْدي يكتبُ)

(إذا قلت للواشين لست بعاشقٍ .......... يقول لهم فيض المدامع يكذبُ) وله: (يا ذا الذي خطّ الجمال بوجهه .......... سطرين هاجا لوْعة وبلابلا)

(ما صح عندي أن لحظك صارمٌ .......... حتى لبست بعارضيك حمائلا)

4 (محمد بن محمد بن جعفر.) العلامة أبو سعيد الناصحي النيسابوري.) أحد الأئمة الأعلام، ومن كبار الشافعية. تفقّه على أبي محمد الجويني، وسمع من: ابن محمش، وعبد الله بن ويوسف بن مامويه. ومات كهلاً. وكان عديم النظير علماً وصلاحاً وورعاً. 4 (محمد بن محمد بن حمدون.) (30/387)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 388 أبو بكر السلمي النيسابوري. سمع من: أبي عمرو بن حمدان. وهو آخر من حدث عنه. وعن: أبي القاسم بشر بن ياسين. وسمع أيضاً من: أبي عمرو الفراتي. سمع منه الأكابر والأصاغر. قال عبد الغافر: كانوا يخرجون إلى قريته، فيجمعون بين الفرجة والسماع منه. أنبأ عنه والدي، وزاهر بن طاهر. قلت: وروى عنه تميم الجُرجاني، وغيرهم. ووثّقه عبد الغافر، وقال: توفي في ثاني عشر المحرم. أخبرنا أحمد بن هبة الله: أنا عبد المعز بن محمد في كتابه: أنا زاهر، أنا أبو بكر محمد بن محمد بن حمدون، أنا محمد بن أحمد الحيري، أنا أبو يَعلى، أنا يحيى بن أيوب، ثنا إسماعيل بن جعفر: أخبرني العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: قال الله عزّ وجلّ: إذا همّ عبدي بحسنة ولم يعملها كتبتها له حسنة، فإن عملها كتبتها له عشر حسنات إلى سبعمائة ضِعفٍ، وإذا هم عبدي بسيئة فلم يعملها لم أكتبها عليه، فإن عملها كتبتها عليه سيئة واحدة. 4 (محمد بن المضفر بن عبد الله بن المظفر بن نحرير.) أبو الحسين البغدادي الخِرقي الشاعر المشهور، النديم. صاحب النثر والمعاني البديعة والغزال العذْب والمدح والهجو، ولا يكاد يوجد ديوانه. (30/388)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 389 روى عنه من شعره: أبو منصور محمد بن أحمد العُكبَري، وأبو زكريا التبريزي، وأبو الحسين المبارك بن الطيوري، وشجاع الذُّهلي، وأبو المعالي عثمان بن أبي عمامة، وغيرهم.) قال التبريزي: أنشدنا ابن نحرير، وكان قد أنشد جلال الدولة بن بويه ثلاثة شعراء أحدهم أعمى وابن نحرير أعور، فأعطى الأعمى صلة، ولم يعطهما شيئاً، فقال ابن نحرير: (خدمت جلال الدولة بن بهاء .......... وة علّقت آمالي به ورجائي)

(وكنا ثلاثاً من ثلاث قبائل .......... من العور والعميان والبصراء)

(فلم يحظَ منا كلنا غير واحد .......... كأن له فضلاً على الشعراء)

(فقالوا ضريرٌ وهو موضع رحمةٍ .......... وثم له قومٌ من الشفعاء)

(فقلت على التقدير لي نصف ما به .......... وإن أنصَفوا كنا من النظراء)

(فإن يُعط للعميان فالداء شاملٌ .......... وإن يعط للأشعار أين عطائي) وقال أبو منصور محمد بن أحمد بن النَّقّور: أنشدني ابن نحرير لنفسه: (تولّع بالعشق حتى عشق .......... فلما استقل به لم يُطقْ)

(فحين رأى أدمعاً تستهلّ .......... وأبصر أحشاءه تحترقْ)

(تمنى الإفاقة من سكره .......... فلم يستطعها ولما يفقْ)

(رأى لجّة ظنّها موْجةً .......... فلما توسّط فيها غرقْ) وقال أبو نصر عبد الله بن عبد العزيز: أنشدنا ابن نحرير لنفسه: (ولْما انتبه الوصل .......... ونامت أعيُن الهجر)

(ووافقت ضرة البدر .......... وقد ليّنها ضرّي)

(شربنا الخمر من طَرفٍ .......... ومن خدٍّ ومن ثغر)

(وقلنا قد صفا الدهر .......... وغابت أنجم الغدر)

(دهتنا صيحة الديك .......... ووافت غُرة الفجر)

(فقامت وهي لا تدري .......... إلى أين ولا أدري)

(فيا ليت الدجى طال .......... وكان الطول من عمري) (30/389)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 390 ومن شعره: (لساني كتومٌ لأسراركم .......... ولكنّ دمعي لسرّي مُذيع)

(فلولا دموعي كتمت الهوى .......... ولولا الهوى لم تكن لي دموع)

(كتمت جوى حبكم في الحشى .......... ولم تدْر بالسر مني الضلوع) ) 4 (المظفر بن محمد بن علي بن إسماعيل بن عبد الله بن ميكال.) الأمير أبو شجاع ابن الأمير أبي صالح النيسابوري. من بيت الإمرة والحشمة. ترك الرئاسة ولبس المرقّعة وتصوّف، ونظر في العلم. وسمع من: أبي الحسين الخفّاف، ويحيى بن إسماعيل الحربي، وأبي بكر بن عبدوس. وحدّث. توفي نصف رجب. (30/390)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 391 4 (منصور بن إسماعيل بن أحمد بن أبي قُرة.) القاضي أبو المظفر الهروي، الفقيه الحنفي، قاضي هراة وخطيبها ومسندها. روى عن: أبي الفضل بن خميرويه، وأبي الحسن أحمد بن عيسى الغَيزاني، وزاهر بن أحمد السرخسي. توفي في ذي القعدة عن قريب تسعين سنة. وهو آخر من روى عن ابن خميرويه. وهذا الغَيزاني روى عن: أبي سعد يحيى بن منصور الهروي، وتوفي سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة. 4 (حرف الهاء)

4 (هارون بن طاهر بن عبد الله بن عمر بن ماهلة.) أبو محمد الهمداني الأمين. روى عن: أبيه، وأبي بكر بن لال، وابن بشار، وابن تركان. وعن: صالح بن أحمد الحافظ بالإجازة. قال شيرويه: صدوق، ثقة. توفي في ذي الحجة. قلت: هو آخر من روى عن صالح. (30/391)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 392 4 (حرف الياء) يحيى بن زيد بن يحيى بن علي بن محمد بن أحمد بن عيسى بن الشهيد زيد بن علي بن الشهيد الحسين سِبط رسول الله صلى الله عليه وسلّم.) أبو الحسين الحسيني الزَّيدي، قاضي دمشق. روى عن: أبي عبد الله بن أبي كامل، وعبد الرحمن بن أبي نصر. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو طاهر الحنّائي، وأبو الحسن بن الموازيني. قال الكتاني: توفي الشريف معتمد الدولة ذو الجلالتين في ذي الحجة، وهو يومئذ ناظر أموال العساكر بدمشق، رحمة الله تعالى. (30/392)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 393 1 (سنة ست وخمسين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن عبد الواحد بن الحسن بن عيسى.) أبو نعيم السكري. في جمادى الأولى. 4 (أحمد بن محمد بن عمر بن ديزكة.) أبو الطيب الإصبهاني التاجر، الرجل الصالح. سمع: أبا بكر المقري. روى عنه: الحداد، وغيره. أرّخه ابن مندة. 4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن عبد الرحمن بن الخصيب.) أبو علي الكراني الإصبهاني. 4 (الحسن بن محمد بن علي بن محمد.) (30/393)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 394 الحافظ أبو الوليد البلخي الدربندي. روى عن: أبي عبد الله محمد بن أحمد، وغنجار، وأبي الحسين بن بشران، وعبد الرحمن بن أبي نصر التميمي الدمشقي، وأبي القاسم بن ياسر الجَويري، وأبي عيسى بن شاذان، وأبي القاسم الحُرفي، وخلق كثير. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وعيد العزيز الكتّاني وهما أقدم طلباً منه، وأبو علي الحدّاد، وطاهر النحامي، والفرّاوي، وعبد المنعم بن القشيري، وآخرون.) وتوفي بسمرقند في رمضان. أخبرنا أحمد بن هبة الله، عن أبي رَوْح: أنا زاهر، أنا أبو الوليد الحسن بن محمد بن علي، أنا أبو القاسم الحسن بن محمد الأنباري: ثنا محمد بن أحمد بن المسور، ثنا المقدام بن داود بن عيسى، فذكر حديثاً. قال ابن النجار: كان رديء الخط، ولم يكن له كبير معرفة، غير أنه مُكثِر، واسع الرحلة، صدوق. سمع ببلخ علي بن أحمد الخُزاعي، وبنيسابور يحيى بن المزكي، والحِيري، وبهراة أبا منصور الأزدي، وبإصبهان، وهمدان، والأهواز. (30/394)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 395 4 (الحسين بن أحمد بن علي.) أبو عبد الله الأبهري الشافعي. حدث في هذا العام بهمدان عن: حمْد بن عبد الله، وأحمد بن محمد البصير، والحسين بن الحسن النعماني، وأبي الحسن السامري، وأبي أحمد الفَرَضي، وأبي بكر لال، وجماعة. قال شيرويه: كان فقيهاً فاضلاً صدوقاً. روى عنه أحمد عمر البيّع، وكهولنا. 4 (الحسين بن أحمد بن الحسين بن حي التُّجَيْبي.) القرطبي. أخذ علم العدد والهندسة عن محمد بن عمر بن برغوث، وصنّف زيجاً مختصراً، ولحق باليمن، وتقدّم عند أميرها، ونفذه رسولاً إلى العراق. 4 (حيدرة بن منزو بن النعمان.) الأمير أبو المعلّى الكُتامي المغربي. ولي إمرة دمشق بعد هروب أمير الجيوش عنها فوصلها في سنة ست وخمسين، ثم عُزل بعد شهرين بالأمير دُرّي المستنصري. 4 (حرف السين) سراج بن عبد الله بن محمد بن سراج. (30/395)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 396 أبو القاسم الأموي، مولاهم الأندلسي، قضي الجماعة بقرطبة. سمع من أبي محمد الأصيليّ صحيح بخاري بفَوْتٍ يسير إجازة له.) وسمع من: أبي عبد محمد بن زكريا بن برطال، وأبي محمد بن سلمة، وأبي المطرّف عبد الرحمن بن فُطيس، وغيرهم. وولي القضاء في سنة ثمان وأربعين، وإلى أن توفي، فلم تُنع عليه سقطة، ولا حُفظت له زلّة. وكان فقيهاً صالحاً حليماً على منهاج السلف. توفي في شوال عن ست وثمانين سنة. حمل عنه جماعة من العلماء. 4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن محمد بن الذهبي.) الأزدي الأندلسي، الطيب الفيلسوف. كان كلِفاً بالكيمياء، مجتهداً في طلبها. وصنّف مقالة في أن الماء لا يعدو. توفي ببلنسية في جمادى الآخرة. 4 (عبد الله بن موسى بن سعيد الأنصاري.) أبو محمد الطليطلي، ويُعرف بالشارقي. سمع بقرطبة من: يونس بن عبد الله، وأبي محمد بن دحّون، وأبي عمر الطلمنكي، وجماعة كثيرة. (30/396)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 397 وحجّ وسمع ورجع إلى وطنه. وكان زاهداً عابداً رافضاً للدنيا يجلس للناس ويذكّرهم ويأمرهم بالمعروف، ويعلّمهم، ويتواضع لهم ويصبر على أخلاقهم، ويقنع باليسير من السترة والقوت. توفي في شوال. 4 (عبد الجبّار بن فاخر بن معاذ.) أبو المعالي السِّجْزي. توفي في شعبان. 4 (عبد العزيز بن أحمد.) (30/397)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 398 شمس الأئمة الحلْواني أبو محمد، مفتي بخارى وعالمها. تفقه على القاضي أبي علي الحسين بن الخضر النسفي.) وحدّث عن: عبد الرحمن بن الحسين الكاتب، وأبي سهل أحمد بن محمد بن مكي الأنماطي، وطائفة من شيوخ بخارى. تفقّه عليه، وسمع منه أئمة منهم: شمس الأئمة أبو بكر محمد بن أبي سهل السرخسي، وفخر الإسلام علي، وصدر الإسلام أبو اليُسر محمد ابنا محمد بن الحسين البزْدَوي، والقاضي جمال الذين أبو نصر أحمد بن عبد الرحمن، وشمس الأئمة أبو بكر محمد بن علي الزرنجري، وآخرون سمّاهم أبو العلاء الفَرَضي. ثم قال: مات ببخارى، في شعبان سنة ست، ودُفن بمقبرة الصدور. وقد ذكره السمعاني في كتاب الأنساب فقال: عبد العزيز بن أحمد بن نصر بن صالح، شمس الأئمة البخاري الحلواني، بفتح الحاء، إمام أهل الرأي ببخارى في وقته. حدث عن: غُنجار، وصالح بن محمد، وأبي سهل أحمد بن محمد الأنماطي. توفي بكشّ. حُمل إلى بخارى سنة ثمانٍ أو تسعٍ وأربعين. وذكره النخشبي في معجمه فقال: شيخ عالم بأنواع العلوم، معظم للحديث، غير أنه يتساهل في الرواية. (30/398)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 399 مات في شعبان سنة 52. قلت: سنة ست أصح، فإنه بخط شيخنا الفَرَضي. 4 (عبد العزيز بن محمد بن محمد بن عاصم الحافظ.) النخْشبي. ونخْشب هي نَسَف. سمع: جعفر بن محمد المستغفري، وأبا طالب بن غيلان، وأبا طاهر بن عبد الرحيم، وجماعة كثيرة بإصبهان، ودمشق، وبغداد، وخُراسان. روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء، وسهل بن بشر الدمشقيان، وجماعة. وكان من كبار الحُفّاظ. خرّج لجماعة وتوفي كهلاً. ولم يرو إلا اليسير. ودخل إصبهان سنة ثلاث وثلاثين فسمع من: أصحاب الطَّبراني. وسمع من: أبي الفرج الطناجيري، ومحمد بن الحسين الحرّاني، وأبي منصور السوّاق، والصوري.) وانتقى على القاضي أبي يَعلى خمسة أجزاء. وقال يحيى بن مندة: كان واحد زمانه في الحفظ والاتقان لم نر مثله في (30/399)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 400 الحفْظ في عصرنا، دقيق الخط، سريع الكتابة والقراءة، حسن الأخلاق. توفي بنخشب سنة سبع وخمسين. وقال ابن عساكر: توفي سنة ست وخمسين بنخشب. وقيل: بسمرقند. وقال ابن السمعاني: سألت إسماعيل بن محمد الحافظ، عن عبد العزيز النخشبي، فجعل يعظّمه ويعظّم أمره جداً، ويقول: ذاك النخشبي، ذاك النخشبي، وكان كبيراً حافظاً، رحل الكثير. 4 (عبد الكريم بن محمد بن إسماعيل بن عمر بن سَبَنك.) أبو الفضل البجلي. سمع جده وابن الصلت: وعنه ابن بدران الحلْواني، وابن كادش. وكان من علماء الشافعية. توفي في ربيع الأول. (30/400)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 401 4 (عبد الواحد بن علي بن برهان.) العُكْبري النحوي أبو القاسم. بقيّة الشيوخ العالمين بالعربية والكلام والأنساب. سمع: أبا عبد الله بن بطة، إلا أنه لم يرو شيئاً عنه. قاله الخطيب. وقال: كان مضطّلعاً بعلوم كثيرة، منها النحو، واللغة، والنسب، وأيام العرب والمتقدمين. وله أنسٌ شديد بعلْم الحديث. وقال ابن ماكولا: ابن برهان من أصحاب ابن بطة. سمع منه حديثاً كثيراً. وأخبرني أبو محمد بن التميمي أن أصل ابن بطة بمعجم البغوي وقع عنده وفيه سماع ابن بَرْهان، وأنه قرأه عليه لولديه. قال ابن ماكولا: ذهب بموته علم العربية من بغداد. وكان أحد من يعرف الأنساب. ولم أر مثله. وكان فقيهاً حنفياً. قرأ الفقه، وأخذ الكلام عن أبي الحسين البصري، وتقدّم فيه. وصار صاحب اختيار في علم الكلام. (30/401)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 402 وقال ابن الأثير: له اختيار في الفقه، وكان يمشي في الأسواق مكشوف الرأس، ولا يقبل من) أحدٍ شيئاً. مات في جمادى الآخرة، وقد جاوز الثمانين وكان يميل إلى مذهب مرجئة المعتزلة، ويعتقد أن الكفار لا يخلَّدون في النار. قال ياقوت الحموي في تاريخ الأدباء: نقلت من خط عبد الرحيم بن النفيس بن وهْبان قال: نقلت من خط أبي بكر محمد بن منصور السمعاني: سمعت المبارك بن عبد الجبار الصيرفي: سمعت أبا القاسم بن بَرهان يقول: دخلتُ على الشريف المرتضى في مرضه، فإذا قد حُوَّل إلى الحائط، فسمعته يقول: أبو بكر وعمر وليا فعدلا، واستُرحما فرحما، أفأنا أقول ارتدّا بعد أن أسلما قال: فقمت وخرجت، فما بلغت عَتَبة الباب حتى سمعت الزَّعقة عليه. 4 (عبد الواحد بن محمد بن موهب.) أبو شاكر التجَيْبي القَبْري، ثم القرطبي. نزيل بَلَنسية. سمع من: أبي محمد الأصيلي، وأبي حفص بن نابل، وأبي عمر بن أبي الحُباب، وغيرهم. وكتب إليه أبو محمد بن أبي زيد، وأبو الحسن القابسي بالإجازة. ولي القضاء والخطبة ببلَنْسية. (30/402)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 403 قال فيه الحُميدي: فقيه، محدّث، أديب، خطيب، شاعر. ولد سنة سبع وسبعين وثلاثمائة. وتوفي في ربيع الآخر. قلت: وأظنه آخر من حدّث عن ابن أبي زيد. كتب عنه: أبو علي الغسّاني، وغيره. وهو خال أبي الوليد الباجي. وقد سكن أيضاً شاطبة مدة. وله شعر رائق، فمنه: (يا روضتي ورياض الناس مجدِبة .......... وكوكبي وظلام الليل قد ركدا)

(إن كان صرْف الليالي عنك أبعدني .......... فإن شوقي وحُزني عنكِ ما بُعدا) وكان أبوه قد ارتحل وتفقه على ابن أبي زيد، والقابسي. هو الذي أخذ الإجازة منهما لولده أبي شاكر هذا. 4 (علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بت غالب بن صالح بن خلف بن معدان بن سفيان بن) يزيد.) (30/403)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 404 مولى يزيد بن أبي سفيان بن حرب بن أمية الأموي، الفارسي الأصل، ثم الأندلسي القرطبي. الأمام أبو محمد. وجده خلف أول من دخل الأندلس. وُلد أبو محمد بقرطبة سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. وسمع من: أبي عمر أحمد بن الجَسور، ويحيى بن مسعود، ويونس بن عبد الله القاضي، وضُمام بن أحمد القاضي، ومحمد بن سعيد بن نبات، وعبد الله بن ربيع التميمي، وعبد الله بن محمد بن عثمان، وأبي عمر أحمد بن محمد الطلمَنْكي، وعبد الرحمن بن عبد الله بن خالد، وعبد الله بن يوسف بن نامي، وجماعة. روى عنه: أبو عبد الله الحُميدي، وابنه أبو رافع الفضل، وجماعة. وروى عنه بالإجازة: أبو الحسن شُريح بن محمد، وغيره. وأول سماعه من ابن الجَسور في حدود سنة أربعمائة. (30/404)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 405 وكان إليه المنتهى في الذكاء والحفظ وكثرة العلم. كان شافعي المذهب، ثم انتقل إلى نفي القياس والقول بالظاهر. وكان متفنناً في علوم جمة، عاملاً بعلمه، زاهداً بعد الرئاسة التي كانت لأبيه، وله من الوزارة وتدبير المُلك. جمع من الكتب شيئاً، ولا سيما كتب الحديث. وصنّف في فقه الحديث كتاباً سمّاه الإيصال إلى فهْم كتاب الخصال الجامعة مجمل شرائع الإسلام في الواجب والحلال والحرام والسنة والإجماع، أورد فيه قول الصحابة فمن بعدهم في الفقه، والحجة لكل قول. وهو كتاب كبير. وله كتاب الإحكام لأصول الأحكام في غاية التقصّي. وكتاب الفصل في الملل والنِّحَل. وكتاب إظهار تبديل اليهود والنصارى للتوراة والإنجيل وبيان تناقض ما بأيديهم مما لا يحتمله التأويل، وهو كتاب لم يُسبق إليه في الحُسن. وكتاب المُجلّى في الفقه مجلّد. (30/405)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 406 وكتاب المحلى في شرح المجلَّى في ثمانية أسفار في غاية التقصي. وله كتاب التقريب لحدّ المنطق والمدخل إليه بالألفاظ العامية والأمثلة الفقهية.) وكان شيخه في المنطق محمد بن الحسن المَذحِجي القرطبي المعروف بابن الكتاني، وكان شاعراً طبيباً مات بعد الأربعمائة. قال الغزالي رحمه الله: قد وجدت في أسماء الله كتاباً ألّفه أبو محمد بن حزم الأندلسي يدل على عِظم حِفظه وسَيَلان ذهنه. وقال أبو القاسم صاعد بن أحمد: كان ابن حزمٍ أجمع أهل الأندلس قاطبة لعلوم الإسلام، وأوسعهم معرفة مع توسّعه في علم اللسان، ووفور حظّه من البلاغة والشعر، والمعرفة مع بالسير والأخبار. أخبرني ابنه الفضل أنه اجتمع عنده بخط أبيه محمد من تأليفه نحو أربعمائة مجلد، تشتمل على قريب من ثمانين ألف ورقة. وقال الحميدي: كان ابن حزم حافظاً للحديث وفقهه، مستنبطاً للأحكام من الكتاب والسنة، متفنناً في علوم جمة، عاملاً بعلمه. وما رأينا مثله فيما (30/406)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 407 اجتمع له مع الذكاء، وسرعة الحفظ، وكرم النفس والتديّن. وكان له في الآداب والشعر نفس واسع، وباع طويل. وما رأيت من يقول الشعر على البديه أسرع منه. وشعره كثير جمعته على حروف المعجم. وقال أبو القاسم صاعد: كان أبوه أبو عمر من وزراء المنصور محمد بن أبي عامر، مدبّر دولة المؤيد بالله بن المستنصر، ثم وزر للمظفّر بن المنصور. ووزر أبو محمد للمستظهر بالله عبد الرحمن بن هشام، ثم نبذ هذه الطريقة، وأقبل على العلوم الشرعية، وعُني بعلم المنطق، وبرع فيه، ثم أعرض عنه وأقبل على علوم الإسلام حتى نال من ذلك ما لم ينله أحد بالأندلس قبله. وقد حطّ أبو بكر بن العربي في كتاب القواصم والعواصم على الظاهرية فقال: هي أمة سخيفة، تسوّرت على مرتبة ليست لها، وتكلّمت بكلامٍ لم تفهمه تلقفوه من إخوانهم الخوارج حين حكّم علي يوم صفّين فقال: لا حكم إلا لله. وكانت أول بدعة لقيت في رحلتي القول بالباطن، فلما عدت وجدت القول بالظاهر قد ملأ به المغرب سخيف كان من بادية إشبيلية يُعرف بابن حزم، نشأ وتعلّق بمذهب الشافعي، ثم انتسب إلى داود، ثم خلع الكل، واستقل بنفسه وزعم أنه إمام الأمة، يضع ويرفع، ويحكم ويُشرّع، ينسب إلى دين الله ما ليس فيه، ويقول عن العلماء ما لم يقولوا تنفيراً للقلوب عنهم. وخرج عن طريق المشبَّهة في ذات الله وصفاته، فجاء فيه بطَوامٍّ، واتفق كونه بين قوم لا بصر لهم إلا بالمسائل، فإذا طالبهم بالدليل كاعوا، فتضاحك) مع أصحابه منهم. وعضدته الرئاسة بما كان عنده من أدب، وبشُبَهٍ كان يوردها على الملوك، (30/407)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 408 فكانوا يحملونه ويحمونه بما كان يلقي إليهم من شُبه البدع والشرع. وفي حين عودي من الرحلة ألفيت حضرتي منهم طافحة، ونار ضلالهم لافحة، فقاسيتهم مع غير أقران، وفي عدم أنصار إلى حسادٍ يطأون عقبي، تارة تذهب لهم نفسي، وأخرى ينكسر لهم ضرسي وأنا ما بين إعراض عنهم، أو تشغيب بهم. وقد جاءني رجل بجزء لابن حزم سماه نكل الإسلام، فيه دواهي، فجرّدت عليه نواهي. وجاءني آخر برسالة في اعتقاد، فنقضتها برسالة الغُرّة. والأمر أفحش من أن يُنقض. يقولون: لا قول إلا ما قال الله. فإن الله لم يأمر بالاقتداء بأحدٍ، ولا بالاهتداء بهدْي بشر فيجب أن تتحقق أنه ليس بهم دليل، إنما هي سخافة في تهويل. فأوصيكم بوصيتين: أن لا تستدلوا عليهم، وأن تطالبوهم بالدليل. فإن المبتدع إذا استدللت عليه شغّب عليك، وإذا طالبته بالدليل لم يجد إليه سبيلاً. فأما قولهم: لا قول إلا ما قال الله: فحق، ولكن أرني ما قال الله. وأما قولهم: لا حكم إلا لله فغير مسلّم على الإطلاق، بل من حكم الله أن يجعل الحكم لغيره فيما قاله وأخبر به. صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: وإذا حاصرْت أهل حصنٍ فلا تُنزلهم على حكم الله، فإنك لا تدري ما حكم الله، ولكن أنزلهم على حكمك. وصح أنه قال: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء.. الحديث. قال اليسع بن حزم الغافقي، وذكر أبا محمد بن حزم فقال: أما محفوظه (30/408)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 409 فبحرٌ عجّاج، وماء ثجّاج، يخرج من بحره مرجان الحكم، وينبت بثجّاجه ألفاف النعم في رياض الهمم. لقد حفظ علوم المسامين، وأربى على أهل كل دين، وألف الملل والنحل. وكان في صباه يلبس الحرير، ولا يرضى من المكانة إلا بالسرير. أنشد المعتمد، فأجاد، وقصد بَلَنسية، وفيها المظفّر أحد الأطواد. حدثني عنه عمر بن واجب قال: بينما نحن عند أبي ببلنسية، وهو يدرّس المذهب، إذا بأبي محمد بن حزم يسمعنا، ويتعجب ثم سأل الحاضرين عن سؤال من القدرية جُووِب عليه، فاعترض فيه، فقال له بعض الحُضّار: هذا العلم ليس من منتحلاتك. فقام وقعد، ودخل منزله فعكف. وكف منه وابلٌ فما كف. وما كان بعد أشهر قريبة حتى قصدنا إلى ذلك الموضع، فناظر أحسن مناظرة قال فيها: أنا أتبع الحق، وأجتهد، ولا أتقيّد بمذهبٍ.) (30/409)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 410 وقال الشيخ عزّ وجلّ الدين بن عبد السلام: ما رأيت في كتب الإسلام في العلم مثل المجلّى لابن حَزم، و المغني للشيخ الموفّق. قلت: وقد امتُحن ابن حزم وشرّد عن وطنه، وجرت له أمور، وتعصّب عليه المالكية لطول لسانه ووقوعه في الفقهاء الكبار، وجرى بينه وبين أبي الوليد الباجي مناظرات يطول شرحها. ونفرت عنه قلوب من الناس لحطّه على أئمتهم وتخطئته لهم بافجّ عبارة، وأقطّ محاورة. وعملوا عليه عند ملوك الأندلس وحذّروهم منه ومن غائلته، فأقْصته الدولة وشرّدته عن بلاده، حتى انتهى إلى بادية لبلة، فتوفي بها في شعبان ليومين بقيا منه. وقيل: توفي في قرية له. قال أبو العباس بن العريف: كان يقال: لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقان. وقال أبو الخطاب بن دحّية: كان ابن حزم قد برص من أكل اللبان، وأصابته زمانة. وعاش رحمه الله اثنتين وسبعين سنة إلا شهراً. (30/410)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 411 قال أبو بكر محمد بن طرخان بن بُلْتِكين: قال لي الإمام أبو محمد عبد الله بن محمد العربي: توفي أبو محمد بن حزم بقريته، وهي على خليج البحر الأعظم، في جمادى الأولى سنة سبع وخمسين. وقال أبو محمد بن العربي: أخبرني أبو محمد بن حزم أن سبب تعلّمه الفقه، أنه شهد جنازة، فدخل المسجد فجلس ولم يركع، فقال له رجل: قم صلِّ تحية المسجد. وكان قد بلغ ستاً وعشرين سنة. قال: فقمت فركعت. فلما رجعنا من الصلاة على الجنازة ودخلت المسجد بادرت بالركوع، فقيل لي: اجلس اجلس، ليس ذا وقت صلاة يعني بعد العصر. فانصرفت وقد خُزيت. وقلت للأستاذ الذي رباني: دلني على دار الفقيه أبي عبد الله بن دحّون. فقصدته وأعلمته بما جرى علي فدلني على موطأ مالك. فبدأت عليه قراءة من ثاني يوم ثم تتابعت قراءتي عليه وعلى غيره نحو ثلاثة أعوام، وبدأتُ المناظرة. ثم قال ابن العربي: صحبت ابن حزم سبعة أعوام، وسمعت منه جميع مصنّفاته، سوى المجلد الأخير من كتاب الفِصَل، وهو ست مجلدات. وقرأنا عليه من كتاب الإيصال أربع مجلدات في سنة ست وخمسين، وهو أربعة وعشرون مجلداً، ولي منه إجازة غير مرة.) وقال أبو مروان بن حيّان: توفي سنة ست وخمسين وأربعمائة. ثم قال: كان رحمه الله حامل فنون من حديث وفقه وجدل ونسب، وما يتعلق بأذيال الأدب، مع المشاركة في أنواع التعليم القديمة من المنطق والفلسفة. وله كتب كثيرة لم يخل فيها من غَلطٍ لجُرأته في التسوّر على الفنون، لا سيما المنطق، فإنهم زعموا أنه زلّ هناك، وضلّ في سلوك تلك المسائل، (30/411)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 412 وخالف أرسطوطاليس واضعه مخالفة من لم يفهم غرضه، ولا أرتاض. ومال أولاً إلى النظر على رأي الشافعي، وناضل عن مذهبه حتى وُسم به، فاستُهدف بذلك لكثير من الفقهاء، وعيب بالشذوذ، ثم عدَل إلى قول أصحاب الظاهر، فنقّحه، وجادل عنه، وثبت عليه إلى أن مات. وكان يحمل علمه هذا، ويُجادل من خالفه على استرسال في طباعه، وبذْل لأسراره، واستناد إلى العهد الذي أخذه الله تعالى على العلماء لتبيِّنَّنه للناس ولا تكتمونه. فلم يك يلطّف صدعه بما عنده بتعريض ولا بتدريج، بل يصكّ به معارضة صك الجَندل، وينشقه انشاق الخردل، فتنفر عنه القلوب، وتوقع به الندوب، حتى استهدف إلى فقهاء وقته، فتمالؤوا عليه، وأجمعوا على قتله، وشنّعوا عليه، وحذّروا سلاطينهم من فتنته، ونهوا عوامّهم عن الدنو منه، فطفق الملوك يُقصونه عن قربهم، ويسيِّرونه عن بلادهم، إلى أن انتهوا به منقطع أثره بلده من بادية لَبلة، وهو في ذلك غفير مرتدع ولا راجع، يبثّ علمه فيمن ينتابه من بادية بلده، من عامة المقتبسين، فهم من أصاغر الطلبة الذين لا يخشون فيه الملامة، يحدثهم، ويفقههم، ويُدارسهم. كمل من مصنفاته وِقر بعير، لم يعد أكثرها عتبة باديته لزهد الفقهاء (30/412)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 413 فيها، حتى لأحرق بعضها بإشبيلية ومزّقت علانية. وأكثر معايبه زعموا عند المنصِف له جهله بسياسة العلم التي هي أعوص، وتخلّفه عن ذلك على قوة سبحه في غماره، وعلى ذلك فلم يكن بالسليم من اضطراب رأيه، ومغيب شاهد علمه عند لقائه، إلى أن يُحرّك بالسؤال، فينفجر منه بحر علم لا تكدّره الدلاء. وكان مما يزيد في سيئاته تشيّعه لأمراء بني أمية ماضيهم وباقيهم، واعتقاده لصحة إمامتهم، حتى نسب إلى النصب لغيرهم. إلى أن قال: ومن تواليفه: كتاب الصادع في الردّ على من قال بالتقليد. وكتاب شرح أحاديث الموطأ.) وكتاب الجامع في صحيح الحديث باختصار الأسانيد، وكتاب التخليص والتلخيص في المسائل النظرية، وكتاب منتقى الإجماع، وكتاب كشف الالتباس لما بين أصحاب الظاهر وأصحاب القياس. قلت: ذكر في الفرائض من المحلى أنه صنّف كتاباً في أجزاء ضخمة (30/413)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 414 في ما خالف فيه أبو حنيفة ومالك والشافعي جمهور العلماء، وما انفرد به كل واحد منهم، ولم يسبق إلى ما قاله. ومن أشعاره: (هل الدهر إلا ما عرفنا وأدركنا .......... فجائعه تبقى ولذاته تفنى)

(إذا أمكنت فيه مسرّة ساعة .......... تولّت كمر الطرف واستخلفت حُزنا)

(إلى تبِعاتٍ في المَعاد وموقفٍ .......... نودّ لديه أننا لم نكن كنا)

(حصلنا على هم وإثم وحسرة .......... وفاز الذي كنا نلذ به عنا)

(حنين لما ولى وشُغلٌ بما أتى .......... وهمٌّ لما نخشى فعيشك لا يًهنا)

(كأن الذي كنا نسُرّ بكونه .......... إذا حققته النفس لفظٌ بلا معنى) وله يفتخر: (أنا الشمس في جو العلوم منيرةٌ .......... ولكنّ عيبي أن مطلعي الغرْبُ)

(ولو أنني من جانب الشرق طالع .......... لجدّ عليّ ما ضاع من ذكري النهب)

(ولي نحو أكناف العراق صَبابةٌ .......... ولا غَرو أن يستوحش الكِلَف الصبّ)

(فإن يُنزل الرحمن رحْلي بينهم .......... فحينئذٍ يبدو التأسُّف والكَرْبُ) (30/414)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 415 (هنالك يُدرى أن للبعد فقصة .......... وأن كساد العلم آفته القرب)

(فواعجباً من غاب عنهم تشوقوا .......... له، ودنوّ المرء من دارهم ذنب) وله: (مناي من الدنيا علوم أبثها .......... وأنشرها في كل باد وحاضر)

(دعاءٌ إلى القرآن والسنن التي .......... تناسى رجالٌ ذكرها في المحاضر) وله وهو يماشي ابن عبد البر، وقد أقبل شابٌّ مليح، فأعجب ابن حزم، فقال أبو عمر. لعل ما تحت الثياب ليس هناك. فقال بديهاً:) (وذي عَذَلٍ فيمن سباي حسنه .......... يُطيل ملامي في الهوى ويقول)

(أيبن حسن وجه لاح لم تر غيره .......... ولم تدر كيف الجسم أنت قتيل)

(فقلت له: أسرفْت في اللوم فاتّئد .......... فعندي رد لو أشاء طويل) (30/415)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 416 (ألم تر أنني ظاهريّ وأنني .......... على ما بدا حتى يقوم دليل) وله: (لا يشتمن حاسدي إن نكبة عرضت .......... فالدهر ليس على حال بمترك)

(ذو الفضل كالتبر طوراً تحت منفعةٍ .......... وتارةً في ذرى تاج على ملك) ومن شعره يصف ما أحرق المعتضد بن عباد له من الكتب: (فإن تحرِقوا القرطاس لا تحرقوا الذي .......... تضمّنه القرطاس بل هو في صدري)

(يسير معي حيث استقلّت ركائبي .......... وينزل إن أنزل ويُدفن في قبري)

(دعوني من إحراق رقّ وكاغّدٍ .......... وقولوا بعلمٍ كي يرى الناس من يدري)

(وإلا فعودوا في المكاتب بدْأةً .......... فكم دون ما تبغون لله من ستر)

(كذاك النصارى يحرقون إذا عَلَت .......... أكفهم القرآن في مدن الثغر) وقد ذُكر لابن حزم قول من قال: أجلّ المصنفات الموطأ. فأنكر ذلك، وقال: أولى الكتب بالتعظيم الصحيحان، وكتاب سعيد بن السكن، و المنتقى لابن الجارود، و المنتقى لقاسم بن أصبغ، ثم بعد هذه الكتب كتاب أبي داود، و كتاب النَّسائي، و مصنّف قاسم بن أصبغ، و ومصنّف الطحَاوي، و مسند البزّاز، ومسند ابن أبي شيبة، و مسند أحمد، ومسند ابن راهويه، و مسند الطيالسي، و مسند أبي العباس النسوي، و مسند ابن سنْجر، و مسند عبد الله بن محمد المسندي، و مسند يعقوب بن شيبة، و مسند ابن المديني، و مسند ابن أبي غرزة، وما جرى مجرى هذه الكتب التي أفردت لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلّم صِرفاً، وللفظه نصاً، ثم بعد ذلك الكتب التي (30/416)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 417 فيها كلامه عليه السلام، وكلام غيره، مثل مصنّف عبد الرزاق و مصنف ابن أبي شيبة، و مصنف بقيّ من مَخْلد، وكتاب محمد بن نصر المروزي، وكتابي ابن المنذر الأكبر والأصغر. ثم مصنف حمّاد بن سلمة، ومصنّف سعيد بن منصور، ومصنّف وكيع، ومصنّف الفِريابي، و موطأ مالك، و موطأ ابن أبي ذئب، و موطأ ابن وهْب، و مسائل أحمد بن حنبل، وفقه أبي عبيد، وفقه أبي ثور.) ولأبي بكر أحمد بن سليمان المرواني يمدح ابن حزم رحمه الله: (لما تحلّى بخلق .......... كالمسك أو نشر عودِ)

(نجل الكرام ابن حزم .......... وفاق في العلم عودي)

(فتواه جدّد ديني .......... جدواه أورق عُودي)

(أقول إذ غبت عنه: .......... يا سلعة السعد عودي) كملتْ. 4 (علي بن الحسن بن علي بن أبي الفضل الكفرطابي.) ثم الدمشقي. حدث عن: عبد الله بن محمد الحنّائي. روى عنه أبو الفضائل الحسن بن الحسن. (30/417)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 418 4 (علي بن محمد بن عبيد الله بن أحمد بن عَبادل.) أبو الحسن الأنصاري الإشبيلي. قرأ القرآن بقرطبة على: أبي المطرّف القنازِعي. وحج، وسمع بمصر من: أبي محمد بن النحاس، وغيره. وكانت له معرفة بالحديث ورجاله. وولد سنة خمس وثمانين وثلاثمائة. 4 (عمر بن أحمد بن سبسوَيه التاجر.) أبو الفتح الإصبهاني. مات في رمضان. 4 (عميد المُلك.) أبو نصر الكندري الوزير. اسمه محمد بن منصور. سيأتي. 4 (حرف القاف)

4 (قُتُلمش بن إسرائيل بن سلجوق.) شهاب الدولة سليمان، جد ملوك الروم إلى دولة الظاهر.) كانت له قلاع وحصون بعراق العجم. وعصى على ابن ابن عمه الملك (30/418)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 419 ألب أرسلان، فتواقعا بنواحي الري في هذا العام، وانجلت المعركة، فوُجد قُتُلمش ميتاً. قيل: إنه مات خوفاً وهلعاً، فالله أعلم. فبكى السلطان عليه وتألم له، وجلس للعزاء، فسلاّه وزيره نظام المُلك. وكان قُتُلمش يتعانى النجوم وأحكامها. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن محمد أحمد بن حسنون.) أبو الحسين بن النرسي البغدادي. سمع: أبا بكر محمد بن إسماعيل الوراق، وأبا الحسن الحربي، وابن أخي ميمي، وطبقتهم ببغداد وعبد الوهاب بن الحسن الكلابي، وغيره بدمشق. روى عنه: الخطيب، وقال: كان ثقة من أهل القرآن. ولد سنة سبعٍ وستين وثلاثمائة، وتوفي في صفر. وقال ابن عساكر: ثنا عنه أبو بكر قاضي المرِستان، وأبو غالب بن البنّا، وأبو العز بن كادش. قلت: سمعنا مشيخته بإجازة الكِندي، بسماعه من القاضي، عنه. 4 (محمد بن علي بن عبد الملك بن شبابة.) (30/419)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 420 أبو بكر الدينوري البغدادي القاريء. سمع: أبا القاسم إسماعيل بن الحسن الصرصري، وجماعة. وعنه: أبو العز بن كادش، وجماعة. 4 (محمد بن علي بن محمد بن صالح.) أبو عبد الله الدمشقي المطرّز النحوي. مصنّف المقدمة المشهورة. سمع من: تمام الرازي، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وجماعة. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو القاسم النسيب. قال الكتاني: توفي في ربيع الأول. وكان أشعري المذهب مقرئاً نحوياً. 4 (محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حبيب.) أبو سعيد الخشّاب النيسابوري الصفّار.) توفي في ذي القعدة. قال عبد الغافر الفارسي: وكان محدثاً مفيداً، من خواص خدّم أبي عبد الرحمن السلمي، وكان صاحب كتب. صار بُندار كتب الحديث بنيسابور، وأكثر أقرانه سماعاً (30/420)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 421 وأصولاً. قد رزقه الله الإسناد العالي، وجمع الأبواب. وأسمع الصبيان. وهو من بيت حديث وصلاح. ولد سنة إحدى وثمانين. وثلاثمائة. وسمع من: أبي محمد المَخْلدي، وأبي الحسين الخفّاف، والسلمي. وحدثني من أثق به أن أبا سعيد أظهر سماعه من أبي طاهر بن خُزيمة بعد وفاة أبي عثمان الصابوني. فتكلم أصحاب الحديث فيه، وما رضوا ذلك منه. والله أعلم بحاله. وأما سماعه من غيره فصحيح. وقد أجاز لي مَرويّاته. وأنا عن جماعة منهم: الوالد، وأبو صالح المؤذّن، وأبو سعد بن رامش، وغيرهم. قلت: وآخر من روى عنه: زاهر الشحّامي. توفي في ذي القعدة. 4 (محمد بن علي بن يوسف بن جميل.) أبو عبد الله الطرطوسي المعروف بابن السُّناط. إمام جامع دمشق. روى عن: عبد الرحمن بن أبي نصر يسيراً. (30/421)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 422 4 (محمد بن منصور بن محمد.) الوزير عميد المُلك، أبو نصر الكُنْدري، وزير السلطان طُغرلْبك. كان أحد رجال الدهر شهامةً وكتابة وكرماً. قُتل بمَرو الروذ في ذي الحجة. وكان قد قطع مذاكره ودفنها بخُوارزم لأمرٍ وقع له، فلما قتلوه حملوا رأسه إلى نيسابور، نسأل الله العافية. وقد سماه أبو الحسن محمد بن الصابي في تاريخه، وعلي بن الحسن الباخَرْزي في دمْية القصر: منصور بن محمد. (30/422)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 423 وقال أبو الحسن الهمداني في كتاب الوزراء: أبو نصر محمد بن محمد بن منصور. وكُندُر قرية من نواحي نيسابور بها وُلد سنة خمس عشرة بها.) وتفقه لأبي حنيفة، وتأدب، ثم صحب رئيساً بنيسابور، فاستخدمه في ضياعه، ثم استنابه عنه في خدمة السلطان طُغرلْبك، فطلبه منه، فوصل في خدمته، وصار صاحب خبرة. ثم ولاّه خُوارَزم، وعظُم جاهه. وعصى بخُوارَزم، ثم ظفر به السلطان، ونقم عليه أنه تزوج امرأة ملك خُوارَزم فخصاه. ثم رقّ له فداواه وعوفي. واستوزره وله إحدى وثلاثون سنة. وقدِم بغداد، وأقام بها مدة، ولقّبه الخليفة سيد الوزراء. ونال من الجاه والحُرمة ما لم ينلْه أحد. وكان كريماً جواداً، متعصّباً لمذهبه، معتزلياً، متكلماً له النظْم والنثر. (30/423)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 424 فلما مات طُغرلبك وتسلطن ابن أخيه ألب أرسلان أقرّه على وزارته قليلاً، ثم عزله، واستوزره نظام المُلك. ومن شعره في غلام له: (أنا في غمرة حبه .......... وهو مشغول بلعبهْ)

(صانه الله فما أكثر .......... إعجابي بعجبهْ)

(لو أراد الله نفعاً .......... وصلاحاً لمحبهْ)

(تُفلت رقة خديه .......... إلى قسوة قلبهْ) وقال أبو الحسن الهمذاني في تاريخه إن ابنة الأعرابي المغنية المشهورة وجوْقتها غنت عميد المُلك، فأطربته، فأمر لها بألف دينار، وأمر لأولئك بألف دينار، وفرّق في تلك الليلة أشياء، فلما أصبح قال: كفّارة ما جرى أن أتقرّب بمثل ذلك، فتصدّق بألفي دينار. وقال أبو رجاء: أنشد عميد المُلك عند قتله: (30/424)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 425 (إن كان بالناس ضيقٌ عن منافستي .......... فالموت قد وسع الدنيا على الناس)

(مضيت والشامت المغبون يتبعني .......... كل بكأس المنايا شاربٌ حاسي) وقيل: إنه قال للتركي الذي جاء لكي يقتله: قل للسلطان ألب أرسلان: ما أسعدني بدولة آل سَلجوق. أعطاني طُغرلبك الدنيا، وأعطاني ألب أرسلان الآخرة. وكانت وزارته ثمان سنين وثمانية أشهر. وزر لألب أرسلان شهرين وعزله. فتوجّه إلى مرو الروذ في صفر سنة سبع وخمسين، ومعه زوجته وابنته، أولدها قبل أن يُخصى وأخذ ألب أرسلان ضياعه جميعها والاته وغلمانه، وكانوا ثلاثمائة مملوك. ثم كتب له بمائتي دينار في) الشهر، وتركه قليلاً، ثم أرسل إليه من قتله صبراً، وحمل إليه رأسه، وله نيّفٌ وأربعون سنة. قلت: ويُقال إن غلامين دخلا عليه ليقتلاه، فأذنا له، فودّع أهله، وصلى ركعتين، فأرادا خنقه فقال: لست بلصٍّ. وشرط خرقةً من كمّه وعصب عينيه فضربوا عنقه، (30/425)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 426 وكان متعصباً يقع في الشافعي. 4 (محمد بن هبة الله بن محمد بن الحسين.) الإمام أبو سهل ابن جمال الإسلام أبي محمد الموفق ابن القاضي العلاّمة أبي عمر البسطامي ثم النيسابوري. ذكره عبد الغافر فقال: سلالة الإمامة، وقرة عين أصحاب الحديث، انتهت إليه زعامة الشافعية بعد أبيه، فأجراها أحسن مجرى. ووقعت في أيامه وقائع ومحَن للأصحاب. وكان يقيم رسم التدريس. لكنه كان رئيساً، ديّناً، ذكياً، صيّناً، قليل الكلام. ولد سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة. وسمع من مشايخ وقته بخُراسان، والعراق، مثل النصْروبي، وأبي حسان المزكي، وأبي حفص بن سرور. وكان بيتهم مجمع العلماء وملتقى الأئمة، فتوفي أبوه سنة أربعين، فاحتفّ به الأصحاب، وراعوا فيه حق والده، وقدّموه للرئاسة. وقام أبو القاسم القشيري (30/426)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 427 في تهيئة أسبابه، واستدعى الكل إلى متابعته، وطلب من السلطان ذلك فأُجيب، وأرسل إليه الخلع ولقّب بأبيه جمال الإسلام، وصار ذا رأي وشجاعة ودهاء، فظهر له القبول عند الخاص والعام، حتى حسده الأكابر وخاصموه، فكان يخصمهم ويتسلط عليهم، فبدا له خصوم، واستظهروا بالسلطان عليه وعلى أصحابه، وصارت الأشعرية مقصودين بالإهانة والطرد والنفي، والمنع عن الوعظ والتدريس، وعُزلوا عن خطابة الجامع. ونبغ من الحنفية طائفة شربوا في قلوبهم الاعتزال والتشيع، فخيّلوا إلى ولي الأمر الإزراء بمذهب الشافعي عموماً، وتخصيص الأشعرية، حتى أدى الأمر إلى توظيف اللعنة عليهم في الجُمع. وامتد الأمر إلى تعميم الطوائف باللعن في الخُطَب. واستعلى أولئك في المجامع، فقام أبو سهل أبلغ قيامٍ، وتردد إلى العسكر في دفع ذلك، إلى أن ورد الأمر بالقبض على الرئيس الفراتي، والقشيري، وأبي المعالي بن الجويني، وأبي سهل بن) الموفق، ونفيهم ومنْعهم عن المحافل. وكان أبو سهل غائباً إلى بعض النواحي، ولما قُريء الكتاب بنفْيهم أُغري بهم الغاغة والأوباش، فأخذوا بأبي القاسم القُشيري والفُراتي يجرّونهما ويستخفّون بهما، وحُبسا بالقُهُندر. وكان ابن الجويني أحسّ بالأمر، فاختفى وخرج على طريق كرْمان إلى الحجاز. وبقيا في السجن مفترقين أكثر من شهر، فتهيّأ أبو سهل من ناحية باخَرْز، وجمع من شاكريته وأعوانه رجالاً عارفين بالحرب، وأتى بابن البلد، وطلب تسريح الفراتي والقُشيري، فما أُجيب، بل هُدِّد بالقبض عليه، فما التفت، وعزم على دخول البلد ليلاً، والاشتغال بإخراجهما مجاهرة ومحاربة. وكان متولي البلد قد تهيأ للحرب، فزحف أبو سهل ليلاً إلى قرية له على باب البلد، وهيأ الأبطال، ودخل البلد مغافصةً إلى داره، وصاح من معه بالنعرات العالية، ورفعوا عقائرهم، فلما أصبحوا ترددت الرسل والنصحاء في الصلح، وأشاروا على الأمير بإطلاق الرئيس والقُشيري، فأبى، وبرز برجاله، وقصد محلّة أبي سهل، فقام واحد من أعوان أبي سهل واستدعى منه كفاية تلك النائرة إياه أصحابه، فأذن لهم، فالتقوا في السوق، وثبت هؤلاء حتى فرغ نشاب أولئك، (30/427)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 428 ثم حمل هؤلاء عليهم فهزموهم إلى رأس المربعة، وهموا بأسر الأمير، وسبّوه وردّوه مجروحاً أكثر رجاله، مقتولاً منهم طائفة، مسلوباً سلاح أكثرهم. ثم توسط السادة العلوية، ودخلوا على أبي سهل في تسكين الفتنة، وأخرجوا الاثنين من الحبس إلى داره، وباتوا على ظَفَر. وأحب الشافعية أبا سهل. ثم تشاور الأصحاب بينهم، وعلموا أن مخالفة السلطان قد يكون لها تبعة، وأن الخصوم لا ينامون، فاتفقوا على مهاجمة البلد إلى ناحية أَسْتُوا، ثم يذهبون إلى الملك. وبقي بعض الأصحاب بالنواحي متفرقين. وحُبس أبو سهل في قلعة طورك أشهراً. ثم صودر وأبيعت ضياعه، ثم عفي عنه، وأُحيل ببعض ما أُخذ منه، ووُجّه إليها، فخرج إلى فارس، وحصل شيئاً من ذلك. وقصد بيت الله فحج ورجع، وحسُن حاله عند السلطان، وأذِن له في الرجوع إلى خُراسان، وأتى على ذلك سُنون إلى أن تبدل الأمر، ومات السلطان طُغرلبك، وتسلطن أبو شجاع ألب أرسلان، فحظي عنده، ووقع منه موقعاً أرفع مما وقع أبوه من طُغرلبك. ولاح عليه أنه يستوزره، ففُصد سراً، واحتيل في إهلاكه، ومضى إلى رحمة الله في هذا العام، وحُمل تابوته إلى نيسابور، وأظهر أهلها عليه من الجَزَع ما لم يعهد مثله، وبقيت النوائح عليه مدة) بعده. وكانت مراثيه تنشد في الأسواق والأزقة، وبقيت مصيبته جرْحاً لا يندمل، وأفضت نوبة القبول بين الأعوام إلى نجله ولم يبق سواه أحد من نسله. وكان إذا حضر السلطان البلد يقدّم له أبو سهل وللأمراء من الحلواء والأطعمة المفتخرة أشياء كثيرة بحيث يتعجّب السلطان والأعوان. ولقد دخل إليه يوم تلك الفتنة زوج أخته الشريف أبو محمد الحسن بن زيد شفيعاً في تسكين النائرة، فنثر على أقدامه ألف دينار، واعتذر بأنه فاجأه بالدخول. اختصرت هذا من السياق لعبد الغافر. وذكر غيره أن ألب أرسلان بعثه رسولاً إلى بغداد، فمات في الطريق. (30/428)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 429 4 (المحسّن بن عيسى بن شهفيروز.) أبو طالب البغدادي الفقيه الشافعي. توفي ببغداد في رمضان. وقد حدث عن المعافى بن زكريا الجريري، وأبي طاهر المخلّص. (30/429)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 430 1 (سنة سبع وخمسين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن عبد الرحمن بن الحسن.) أبو الحسين الطرائفي الدمشقي. سمع: تمام بن محمد الرازي، وعبد الرحمن بن أبي نصر. روى عنه: الخطيب، وهبد الله بن الأكفاني. 4 (أحمد بن عبد العزيز بن أحمد.) أبو بكر بن الأطروش القدوري، البغدادي المقريء. قرأ القراءات على: أبي الفرج النهرواني، وأبي الحسن الحمامي. وسمع من: أبي الحسن بن الصلت، والسوسَنجِردي، وطائفة. قرأ عليه: هبة الله بن الطبر. (30/430)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 431 وحدث عنه: رفيقه أبو علي بن البنّا، والمختار بن سعيد، وأبو محمد عبد الله بن الأبنوسي. قال أحمد بن خيرون: ولد سنة، وتوفي في جمادى الآخرة. 4 (أحمد بن القاسم بن ميمون بن حمزة.) الشريف أبو إبراهيم الحسيني المصري. توفي في هذه السنة أو بعدها. وكان يجتهد بمصر في نشر السنة. روى عن: جده، وعن: أبي الحسن الحلبي، وجماعة. روى عنه: أبو عبد الله الحُميدي، ومحمد بن أحمد الرازي، وعلي بن المؤمَّل بن غسان الكاتب، وعلي بن الحسين الفرّاء، وأبو الحسن بن المشرف الأنماطي. 4 (إسماعيل بن علي بن محمد بن الحسين بن فيلة.) أبو القاسم المديني. مات في ربيع الآخر بإصبهان. 4 (حرف السين)

4 (سعيد بن أبي سعيد أحمد بن محمد بن نُعيم بن أشكاب.) الشيخ أبو عثمان الصوفي، المعروف بالعيّار.) (30/431)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 432 حدث عن: أبي الفضل عُبيد الله بن محمد الفامي، والحسن بن أحمد المَخْلدي، وأبي طاهر بن خزيمة، والخفّاف. وحدث بصحيح البخاري عن: محمد بن عمر بن شبّويه. وقد سمعته في سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. وقد انتقى له البيهقي، وخرّج له موافقات. روى عنه: أبو عبد الله الفراوي، وأبو القاسم الشحّامي، وأبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي. وحدث بإصبهان فروى عنه: غانم بن أحمد الجُلودي، وفاطمة بنت محمد البغدادي، والحسين بن طلحة الصالحاني، وعتيق بن حسين الرويْدشتي، وغيرهم. قال عبد الغافر: سمع بمرْو صحيح البخاري من أبي علي الشَّبَوي. قلت: وسمع بَهَراة من: عبد الرحمن بن أبي شُريح. وتوفي بغَزنة في ربيع الأول. وقال السلفي: سمعت أبا بكر محمد بن منصور السمعاني يقول: سمعت صالح بن أبي صالح المؤذّن يقول: كان أبي سيء الرأي في سعيد العيّار ويتكلم فيه، ويطعن فيما روى عن بِشر الإسفرائيني خاصة. قلت: ولهذا لم يخرّج له البيهقي عن بِشر شيئاً، وسماعه منه ممكن. فقد ذكر الحافظ ابن نُقطة أن مولده في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة. وعلى هذا يكون قد عُمّر مائة وثلاث عشر سنة. وفي الجملة فهو ممن عُمّر، فإنه رحل بنفسه إلى مرو سنة ثمانٍ وسبعين وثلاثمائة كما ذكرنا، والله أعلم. (30/432)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 433 قال فضل الله بن محمد الطبسي: كان الشيخ سعيد العيار شيخا بهيا طريفا، من أبناء مائة واثني عشرة سنة. ذكر أنه كان لا يروي شيئا، فرأى بدمشق رؤيا حملته على رواية مسموعاته، وهي أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فأردت أن أسلم، فتلقاني أبو بكر برسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف لا تروي أخباري وتنشرها؟ قال: فأنا منذ ذلك أطوف في البلدان وأروي مسموعاتي. قال غيث الأرمنازي: سألت جماعة لم سمي العيار؟ قالوا: لأنه كان في إبتدائه يسلك مسالك العيارين. وقال ابن طاهر في ' الضعفاء ' له: يتكلمون فيه لروايته كتاب ' اللمع ' عن أبي نصر السراج، وكان يزعم أنه سمع ' الأربعين ' لابن أسلم، من زاهر السرخسي. وقال محمد بن عبد الواحد الدقاق: روى العيار، عن بشر بن أحمد، وبئس ما فعل ؛ أفسد سماعاته الصحيحة بروايته عنه. (حرف العين) 187 - عبد الصمد بن أبي عبد الله الحسين بن إبراهيم. الأصبهاني الجمال أبو نصر. توفي في ربيع الأول. (30/433)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 434 روى عن: أبي مسلم بن أبي جعفر بن المرزبان الأبهري، عن أبيه عن الحزوري. روى عنه: أبو علي الحداد، وغيره. وسماعه نازل بمرة. وما أردي كيف لم يسمع عاليا. 188 - عبد العزيز بن محمد. أبو عاصم النخشبي الحافظ. توفي في هذا العام في قول يحيى بن مندة. وفي سنة ست في قول غيره ؛ وقد تقدم. 189 - عبد الملك بن زيادة الله بن علي بن حسين. التميمي ثم الحماني أبو مروان الطبني. من بيت علم ودين. أصلهم من طبنة: من علم إفريقية. سمع بقرطبة من: محمد بن سعيد بن نبات، ويونس بن عبد الله بن مغيث، وأبي المطرف القنازعي، ومكي بن أبي طالب، وطائفة. وله رحلتان إلى المشرق. سمع من: أبي الحسن بن صخر، وطبقته. وكان ذا عناية تامة بالحديث. وكان أديبا، لغويا، شاعرا. عاش ستين سنة، وقتل في داره في ربيع الآخر رحمه الله. (30/434)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 435 190 - عبد الواحد بن محمد. أبو القاسم النصري الإصبهاني البقال. (30/435)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 436 روى عن: محمد بن أحمد بن جشنس. توفي في رجب. قاله أبو القاسم بن مندة. 191 - عبيد الله بن علي بن عبيد الله. الشيخ أبو المعالي الجيرفتي، المعروف بالعالم. 192 - علي بن إبراهيم بن جعفر بن الصباح. أبو طالب الأسدي الهمداني المزكي. روى عن: أبيه، وأبي بكر بن لال، وابن خيران، وشعيب بن علي، وأبي بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، وجماعة. قال شيرويه: كان ثقة، صدوقا. وحدثني عنه أبو الفضل القومساني. توفي في سادس المحرم، وولد في سنة 361. (حرف الفاء) 193 - الفضل بن محمد بن إبراهيم. روى عن: أبي العباس الأسدي. مات في ربيع الأول. قاله عبد الرحمن بن مندة. (حرف الميم) 194 - محمد بن أحمد بن محمد بن علي. أبو الحسين بن الأبنوسي البغدادي. (30/436)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 437 سمع: أبا القاسم بن حبابة، وأبا حفص عمر بن إبراهيم الكتاني. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا. 195 - محمد بن علي. أبو بكر الحداد. بغدادي زاهد صالح، كبير القدر. فقيه حافظ ' مختصر الخرقي '. وكان قوالا بالحق، نهاء عن المنكر. توفي في شوال من السنة، وشيعه خلائق. حكى عنه الخطيب في ترجمة دعلج. 196 - موحد بن علي بن عبد الواحد بن الموحد. أبو الفرج بن البري الدمشقي. سمع: عبد الرحمن بن أبي نصر. روى عنه: أبو بكر الخطيب. وله إخوة ذكرهم الأمير ابن ماكولا بالفتح. قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر: كذا ذكرهم الأمير في باب بري بفتح الباء، يعني أنه بالضم. (30/437)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 438 1 (سنة ثمان وخمسين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحسين بن علي بن موسى.) الإمام أبو بكر البيهقي الخسر وجردي، مصنف السنن الكبير، والسنن الصغير، والسنن والآثار، ودلائل النبوة وشعب الإيمان، و (30/438)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 439 الأسماء والصفات، وغير ذلك. كان واحد زمانه، وفرد أقرانه، وحافظ أوانه، ومن كبار أصحاب أبي عبد الله الحاكم. أخذ مذهب الشافعي عن أبي الفتح ناصر بن محمد العمري المروزي، وغيره. وبرع في المذهب. وكان مولده في شعبان سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. وسمع الكثير من: أبي الحسن محمد بن الحسين العلوي، وهو أكبر شيخ له. ومن: أبي طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، أبي عبد الله الحافظ الحاكم، وأبي عبد الرحمن السلمي، وأبي بكر بن فورك، وأبي علي الروذباري، وأبا بكر الحيري، إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي، وعلي ابن محمد بن علي السقاء، وأبي زكريا المزكي، وخلق من أصحاب الأصم. وحج فسمع ببغداد من: هلال الحفار، وأبي الحسين بن بشران، وعبد الله بن يحيى السكري، وأبي الحسين القطان، وجماعة. وبمكة من: أبي عبد الله بن نظيف، الحسن بن أحمد بن فراس. وبالكوفة من: جناح بن نذير المحاربي، وغيره. وشيوخه أكثر من مائة شيخ. (30/439)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 440 لم يقع له جامع الترمذي ولا سنن النسائي، ولا سنن ابن ماجة. ودائرته في الحديث ليست كبيرة، بل بورك له في مروياته وحسن تصرفه فيها، لحذقه وخبرته بالأبواب والرجال. روي عنه جماعة كثيرة منهم: حفيده أبو الحسن عبيد الله بن محمد بن أبي بكر، وأبو عبد الله الفراوي، وزاهر بن طاهر الشحامي، وعبد الجبار بن محمد الحواري، وأخوه عبد الحميد بن محمد، وأبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي، وعبد الجبار بن عبد الوهاب الدهان، وآخرين.) بعد صيته، وقيل: إن تصانيفه ألف جزء، سمعها الحافظان ابن عساكر، وابن السمعاني من أصحابه. وأقام مدة ببيهق يصنف كتبه، ثم إنه طلب إلى نيسابور لنشر العلم بها فأجاب، وذلك في سنة إحدى وأربعين وأربعمائة فاجتمع الأئمة وحضروا مجلسه لقراءة تصانيفه. وهو أول من جمع نصوص الشافعي، وأحتج لها بالكتاب والسنة. وقد صنف مناقب الشافعي في مجلد، ومناقب أحمد في مجلد، وكتاب المدخل إلى السنن الكبير، وكتاب البعث والنشور في مجلد، (30/440)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 441 وكتاب الزهد الكبير في مجلد وسط، وكتاب الاعتقاد في مجلد، وكتاب الدعوات الكبير، وكتاب الدعوات الصغير، وكتاب الترغيب والترهيب، وكتاب الآداب، كتاب الإسراء، وله خلافيات لم يصنف مثلها، وهي مجلدان، وكتاب الأربعين سمعته بعلو. قال عبد الغافر: كان على سيرة العلماء، قانعاً من الدنيا باليسير، متجملاً في زهده وورعه. عاد إلى الناحية في آخر عمره، وكانت وفاته بها. وقد فاتني السماع منه لغيبة الوالد، ولانتقال الشيخ آخر عمره إلى الناحية. وقد أجاز لي. وقال غير عبد الغافر: قال إمام الحرمين: ما من شافعي إلا وللشافعي عليه منه إلا البيهقي، فإن له على الشافعي منه لتصانيفه في نصرة مذهبه. قلت: كانت وفاته رحمه الله في عاشر جمادى الأولى بنيسابور. وهو نقل تابوته فدفن ببيهق، وهي ناحية كحوران، على يومين من نيسابور وخسر وجرد أم تلك الناحية. (30/441)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 442 4 (أحمد بن محمد) أبو العباس الشقاني الحسنوي الصوفي المتكلم. ذكره عبد الغافر فقال: واحد عصره في حالته وورعه وزهده، وتبحره في علم الأصول. تخرج به جماعة. وكان قانعاً باليسير. (30/442)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 443 4 (إبراهيم بن محمد بن موسى.) الإمام أبو إسحاق السروي، الفقيه الشافعي من أهل سارية. قدم بغداد في صباه، وسمع بها من: أبي حفص الكتاني، وأبي طاهر المخلص. وتفقه على) الشيخ أبي حامد. وأخذ الفرائض عن: أبن اللبان. وصنف في المذهب وأصوله. وصار شيخ تلك الناحية. وولي قضاء سارية مدة. ويقال له: المطهري نسبة إلى قرية مطهر، بفتح الهاء، وطاء مهملة. روي عنه: مالك بن سنان، وغيره. توفي في صفر عن مائة سنة. من الأنساب للسمعاني ومن الذيل له. (30/443)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 444 4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن غالب بن المبارك.) أبو علي البغدادي. شيخ مسن، توفي في رمضان. وقد روي عن جماعة. قال أبو الفضل بن خيرون: حدث عن جماعة لم يوجد له عنهم ما يعول عليه، كأبي الفضل الزهري، ومحمد بن أحمد المفيد. وحدث بمختصر الخرقي في الفقه، عن ابن سمعون ولم يكن سماعه. وأوقفته، وجرت لي معه نوب. وأقرأ بقراءات عن إدريس بن علي، ووقف عليها وتاب منها، وكتب عليه محضر. وقال الخطيب: كتبنا عنه، وكان له سمت وظاهر صلاح، وأقرأ بما خرق به الإجماع فاستتيب. قلت: روي عنه: أبو غالب بن البنا، وأبو بكر محمد بن عبد الباقي، وغيرهما. (30/444)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 445 وقرأ عليه بالروايات أحمد بن بدران الحلواني. 4 (حمزة بن فضالة.) أبو أحمد الهروي. سمع: عبد الرحمن بن أبي شريح، وأبا معاذ شاه بن عبد الرحمن. 4 (حرف الخاء)

4 (الخضر بن الفتح) أبو القاسم الدمشقي الصوفي. سمع من: تمام الرازي، وأبي نصر بن الجبان.) روي عنه: أبو بكر الخطيب، ونجا بن أحمد. 4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن موسى.) أبو محمد الأنصاري الطليطلي الزاهد، المعروف بالشارقي. روي عن: يونس بن عبد الله، وأبي عمر الطلمنكي، وطبقتهما. وحج، وكان من العلماء العاملين، ذا ورع وتعبد وتأله وتواضع ونفع للخلق رحمه الله. (30/445)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 446 4 (عبد الله بن الإمام أبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر.) أبو محمد النمري الأندلسي. روي عن: أبيه، وأبي العباس المهدي. وكان من أهل الأدب البارع والبلاغة الرائعة. وله شعر حسن. 4 (عبد الرزاق بن عمر بن موسى بن شمة.) أبو الطيب الإصبهاني التاجر. حدث عن: أبي بكر بن المقري بكتاب السنن لأبي قرة الزبيدي. روي عنه: غانم بن خالد، وفاطمة بنت ناصر، وأحمد بن الفضل سيرويه، وسعيد بن أبي الرجاء، والحسين بن عبد الملك، وغيرهم. ومات في جمادى الآخرة. وشمة: بالفتح والتخفيف، قيده الحسين الخلال، وابن عساكر. وقيل: شمة بكسر أوله، كذا بخط أبي العلاء العطار. 4 (عبد العزيز بن محمد بن الحسين بن الفضل.) (30/446)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 447 أبو القاسم القطان. سمع: أبا طاهر المخلص، وعبيد الله بن أحمد الصيدلاني. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً. توفي في ربيع الأول. عبيد الله بن عبد الله بن هشام.) أبو القاسم العنسي الداراني. سمع: عبد الرحمن بن أبي نصر، والحسين بن أبي كامل الأطرابلسي. روي عنه: أبو بكر الخطيب، وعبد الكريم بن حمزة. توفي في ربيع الأول. 4 (علي بن إسماعيل.) (30/447)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 448 أبو الحسن المرسي اللغوي، المعروف بابن سيده. مصنف المحكم في اللغة. وله كتاب المخصص، وكتاب الأنيق في شرح الحماسة عشرة أسفار. وكذا المحكم مقداره. وله كتاب العالم في اللغة على الأجناس يكون نحو مائة مجلد، بدأ بالفلك، وختم بالذرة. وله كتاب شاذ اللغة في خمس مجلدات. أخذ عن أبيه، وعن: صاعد بن الحسن البغدادي. قال أبو عمر الطلمنكي: دخلت مرسية، فتشبث بي أهلها ليسمعوا علي غريب المصنف، فقلت: انظروا لي من يقرا لكم. وأمسك أنا كتابي. فأتوني برجل أعمى يعرف بابن سيده، فقرأه علي كله، فعجبت من حفظه. وكان أعمى ابن أعمى. وقال الحميدي: إمام في اللغة والعربية، حافظاً لهما، على أنه كان ضريراً. وقد جمع في ذلك جموعاً، وله مع ذلك في الشعر حظاً وتصرف. مات بعد خروجي من الأندلس. وورخه القاضي صاعد بن أحمد وقال: بلغ ستين سنة أو نحوها. وذكره اليسع بن حزم، فذكر أنه كان يفضل العجم على العرب، هو رأي الشعوبية. (30/448)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 449 وحط عليه السهيلي في الروض الأنف، فقال إنه يعثر في المحكم وغيره عثرات يدمى منها الأظل ويدحض دحضات تخرجه إلى سبيل من ضل، بحيث إنه قال في الجمار: هي التي ترمى بعرفة، وكذا يهم إذا تكلم في النسب وقال أبو عمر بن الصلاح الشافعي: أضرت به ضرارته. قلت: ولكنه حجة في اللغة، موثق في نقلها. لم يكن في عصره أحد يدانيه فيها. وله شعر رائق. وكان منقطعاً إلى الأمير أبي الجيش مجاهد العامري، فلما توفي حدثت لأبي الحسن نبوة في أيام إقبال الدولة، فهرب منه، ثم عمل فيه أبياتاً يستعطفه يقول فيها:) (ألا هل إلى تقبيل راحتك اليمنى .......... سبيل فإن الأمن من ذاك واليمنا)

(وإن تتأكد في دمي لك نية .......... تصدق فإني لا أحب له حقناً)

(فيما ملك الأملاك إني محوم .......... على الورد لا عنه أذاد ولا أدنى)

(ونضو هموم طلحته طياته .......... فلا غارباً أبقيت منه ولا متنا)

(إذا ميتة أرضتك منها فهاتها .......... حبيب إلينا ما رضيت به عنا) (30/449)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 450 وهي طويلة.. ووقع بها الرضى عنه. 4 (علي بن أبي طالب محمد بن علي بن عطية الملكي.) أبو الحسن. وله مصنف قوت القلوب. سمع: أباه، وأبا طاهر المخلص. 4 (عمرو بن عبد الرحمن بن أحمد) أبو الحكم الكرماني، الأندلسي القرطبي، صاحب الهندسة. كان إماماً لا يشق غباره في علم أو قليدس ودقائقه. رحل إلى المشرق، وأخذ بحران عن فضلائها. ثم رجع وسكن مدينة سرقسطة، وجلب معه رسائل إخوان الصفاء. وله يد طولي في الطب، والجرح، والبط. وعمر، عاش تسعين سنة. ومات سنة ثمانٍ هذه. وهو من تلامذة سلمة المرجيطي. 4 (حرف الغين)

4 (غانم بن أبي سهل عمرو بن أحمد بن عمر الإصبهاني.) الصّفار الفقيه. (30/450)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 451 4 (حرف الفاء) فرج الزنجاني. الزاهد المعروف بفرج أخي. من كبار الصالحين بتلك الديار. هو الذي لبسنا خوقة السهروردي من طريقه. قال السلفي: سمعتُ أبا حفص عمر بن محمد بن عمويه السهروردي ببغداد يقول: قدمت إليه) وأنا ابن أربع سنين. قال: ومات سنة ثمان وخمسين، رحمه الله. 4 (حرف القاف)

4 (قاسم بن محمد بن سليمان بن هلال.) أبو محمد القيسي الطليطلي. روي عن: عبدوس بن محمد، وأبي إسحاق بن شنظير، وأبي جعفر بن ميمون، وسعيد بن نصر، وابن الفرضي، ويونس بن عبد الله القاضي، وجماعة. وحج فأخذ عن: أبي الحسن بن جهضم وهو في عشر التسعين، وأبي ذر، وغيرهما. وعني بالعلم مع زهدٍ وصلاة وخشية. (30/451)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 452 كتب بخطه الكثير. وكان ثقة إماماً في السنة، سيفاً على أهل الأهواء، صليباً في الحق. توفي في رجب. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن عباد.) القاضي أبو عاصم العبادي الهروي. الفقيه الشافعي. تفقه على القاضي أبي منصور محمد بن محمد الأزدي بهراة، وعلى القاضي أبي عمر البسطامي بنيسابور. وكان إماماً دقيق النظر تنقل في النواحي، وصنف كتاب المبسوط، وكتاب الهادي، وكتاب أدب القاضي. وله مصنف في طبقات الفقهاء. أخذ عنه: أبو سعد الهروي وغيره. (30/452)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 453 ومات في شوال عن ثلاث وثمانين سنة. وكان من أعيان الشافعية. روي الحديث عن: أحمد بن محمد بن سهل القراب، وغيره. روي عنه: إسماعيل بن أبي صالح المؤذن. 4 (محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد.) القاضي أبو يعلى ابن الفراء البغدادي الحنبلي، كبير الحنابلة.) ولد في أول سنة ثمانين وثلاثمائة. وسمع: أبا الحسن الحربي، وإسماعيل بن سويد، وأبا القاسم بن حبابة، وعيسى بن الوزير، وابن أخي ميمي، وأبا طاهر المخلص، وأم الفتح بنت أحمد بن كامل، وأبا الطيب بن منتاب، وابن معروف، وجماعة. وأملى مجالس. روي عنه: أبو بكر الخطيب، وانبه القاضي أبو الحسن محمد، وأبو الخطاب الكلوذاني، وأبو الوفاء بن عقيل، وأبو غالب بن البناء، وأخوه يحيى بن البناء وأبو العز بن كادش، وأبو بكر قاضي المرستان. (30/453)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 454 وآخر من روى عنه أبو سعد أحمد بن محمد بن علي الزوزني الصوفي فيما علمت. وروي عنه من القدماء أبو علي الأهوازي، وبين وفاته ووفاة هذا تسعون سنة. قال الخطيب: ولأبي يعلى تصانيف على مذهب أحمد. ودرس وأفتى سنين كثيرة. وولي القضاء بحريم دار الخلافة. وكان ثقة. وتوفي في شهر رمضان. ذكره ابنه أبو الحسين في كتاب الطبقات له، فقال: كان عالم زمانه، وفريد أوانه، وفريد عصره، ونسيج وحده، وقريع دهره. وكان له في الأصول والفروع القدم العالي، وفي شرف الدين والدنيا المحل السامي، والحظ الرفيع عند الإمامين القادر، والقائم، وأصحاب الإمام أحمد له يتبعون، ولتصانيفه يدرسون، وبقوله يفتون، وعليه يعولون. والفقهاء على اختلاف مذاهبهم كانوا عنده يجتمعون، ولمقاله يسمعون، وبه ينتفعون. وقد شوهد له من الحال ما يغني عن المثال، لا سيما مذهب الإمام أحمد، واختلافات الروايات عنه، وما صح لديه منه، مع معرفته بالقرآن وعلومه، والحديث، والفتاوي، والجدل، وغير ذلك من العلوم، مع الزهد، والورع. (30/454)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 455 والعفة والقناعة، والانقطاع عن الدنيا وأهلها، واشتغاله بالعلم ونشره. وكان أبوه أحد شهود الحضرة، قد درس على الفقيه أبي بكر الرازي مذهب أبي حنيفة، وتوفي سنة تسعين، وكان سن الوالد إذ ذاك عشر سنين إلا أياماً، وكان وصيه رجل يعرف بالحربي) يسكن بدار القز، فنقله من باب الطاق إلى شارع دار القز وفيه مسجد يصلي فيه شيخ يعرف بابن مفرحة المقريء يقريء القرآن، ويلقن العبارات من مختصر الخرقي فلقن الوالد ما جرت عادته، فاستزاده، فقال: إن أردت الزيادة فعليك بالشيخ أبي عبد الله بن حامد، فإنه شيخ الطائفة، ومسجده بباب الشعير. فمضى الوالد إليه، وصحبه إلى أن توفي ابن حامد سنة ثلاث وأربعمائة، وتفقه عليه. ولما خرج ابن حامد إلى الحج سنة اثنتين وأربعمائة سأله محمد بن علي: على من ندرس و إلى من نجلس فقال: إلى هذا الفتى. وأشار إلى الوالد. وقد كان لابن حامد أصحاب كثر، فتفرس في الوالد ما أظهره الله عليه. (30/455)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 456 وأول سماعه للحديث سنة خمس وثمانين وثلاثمائة من السكري، ومن موسى بن عيسى السراج، وأبي الحسن علي بن معروف. وسمى جماعة، ثم قال: ومن أبيه، ومن القاضي أبي محمد بن الأكفاني، ومن أبي نصر بن الشاه. وسمع بمكة، ودمشق، وحلب. قلت: سمع بدمشق من عبد الرحمن بن أبي نصر التميمي. قال: ولو بالغنا في وصفه لكنا إلى التقصير فيما نذكره أقرب. إذ انتشر على لسان الخطير والحقير ذكر فضله. قصده الشريف أبو علي بن أبي موسى دفعات ليشهد عند قاضي القضاة أبي عبد الله بن ماكولا، ويكون ولد القاضي أبي علي أبو القاسم تابعاً له، فأبى عليه، فمضى الشريف إلى أبي القاسم بن بشران، وسأله أن يشهد مع ولده، وقد كان ابن بشران قد ترك الشهادة، فأجابه. وتوفي الشريف أبو علي سنة ثمان وعشرين ثم تكررت سؤالات ابن ماكولا إلى الوالد أن يشهد عنده، فأجاب وشهد كارهاً لذلك. وحضر الوالد دار الخلافة في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة مع الزاهد أبي الحسن القزويني لفساد قولٍ جرى من المخالفين لما شاع في كتاب إبطال (30/456)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 457 التأويل، فخرج إلى الولد الاعتقادي القادري في ذلك يعتقده الوالد. وكان قبل ذلك قد التمس منه حمل كتاب إبطال التأويل ليتأمل، فأعيد إلى الوالد وشكر له تصنيفه.) وذكر بعض أصحاب الوالد أنه كان حاضراً في ذلك اليوم فقال: رأيت قاريء التوقيع الخارج من القائم بأمر الله قائماً على قدميه، والموافق والمخالف بين يديه، ثم أخذت في تلك الصحيفة خطوط الحاضرين من العلماء على اختلاف مذاهبهم، وجعلت كالشرط المشروط. فكتب أولاً القزويني: هذا قول أهل السنة، وهو اعتقادي. وكتب الوالد بعده، والقاضي أبو الطيب الطبري، وأعيان الفقهاء بين موافق ومخالف. قال: ثم توفي ابن القزويني اثنتين وأربعين، وحضره عالم كثير، فجرت أمور فحضر الوالد سنة خمس وأربعين دار الخلافة، فجلس أبو القاسم علي بن رئيس الرؤساء، ومعه خلق من كبار الفقهاء، فقال أبو القاسم على رؤوس الأشهاد: القرآن كلام الله، وأخبار الصفات تمر كما جاءت. وأصلح بني الفريقين. فلما توفي قاضي القضاة ابن ماكولا راسل رئيس الرؤساء الوالد ليلي القضاء بدار الخلافة والحريم، فأبى فكرر عليه السؤال، فاشترط عليهم أن لا يحضر أيام الموكب، ولا يقصد دار السلطان، ويستخلف على الحريم فأجيب. وكان قد ترشح لقضاء الحريم أبو الطيب. ثم أضيف إلى الوالد قضاء حران وحلوان، فاستناب فيهما. وقال تلميذه علي بن نصر العكبري: (رفع الله راية الإسلام .......... حين ردت إلى الأجل الإمام) (30/457)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 458 (التقي النقي ذي المنطق الصا .......... ئب في كل حجة وكلام)

(خائف مشفق إذا حضر الخصما .......... ن يخشى من هول يوم الخصام) في أبيات. ولم يزل جارياً على سديد القضاء وإنفاذ الأحكام حتى توفي. ولو شرحنا قضاياه السديدة كانت كتاباً قائماً بنفسه. وقد قرأ القرآن بالقراءات العشر، ولقد حضر الناس مجلسه وهو يملي الحديث على كرسي عبد الله ابن إمامنا أحمد. فكان المبلغون عنه والمستملون ثلاثة: خالي أبو محمد، وأبو منصور الأنباري، وأبو علي البرداني. وأخبرني جماعة ممن حضر الإملاء أنهم يسجدوا على ظهور الناس، لكثرة الزحمة في صلاة) الجمعة. وحزر العدد بالألوف. وكان يوماً مشهوداً. وحضرت أنا أكثر أماليه. وكان يقسم ليله أقساماً: قسم للمنام، وقسم للقيام، وقسم لتصنيف الحلال والحرام. ومن شاهد ما كان عليه من السكينة والوقار، وما كسا الله وجهه من الأنوار، شهد له بالدين والفضل ضرورة. وتفقه عليه: أبو الحسن البغدادي، والشريف أبو جعفر الهاشمي، وأبو الغنائم بن الغباري، وأبو علي بن البنا، وأبو الوفاء بن القواس، وأبو الحسن النهري، وأبو الوفاء بن عقيل، وأبو الحسن بن جدا العكبري، وأبو الخطاب (30/458)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 459 الكلوذاني، وأبو يعلى الكيال، وأبو الفرج المقدسي. ثم سمى جماعة. قال: ومصنفاته كثيرة، فمنها: أحكام القرآن، ومسائل الإيمان والمعتمد ومختصره والمقتبس وعيون المسائل، والرد على الأشعرية، والرد على الكرامية، والرد على المجسمة، والرد على السالمية، وإبطال التأويلات لأخبار الصفات، ومختصره والانتصار لشيخنا أبي بكر، والكلام في حروف المعجم، وأربع مقدمات ف أصول الديانات، والعمدة في أصول الفقه، ومختصره، والكفاية في أصول الفقه، ومختصرها، وفضائل أحمد، وكتاب الطب، وكتاب اللباس، وكتاب الأمر بالمعروف، وشروط أهل الذمة، والتوكل، وذم الغناء، والاختلاف في الذبح، وتفضيل الفقر على الغني، وفضل ليلة الجمعة على ليلة القدر، وإبطال الحيل، المجرد في المذهب، و شرح الخرقي، وكتاب الراويتين، وقطعة من الجامع الكبير، والجامع الصغير، وشرح المذهب، والخصال، والأقسام، وكتاب الخلاف الكبير. وقد حمل الناس عنه علماً كثيراً، وهو مستغن باشتهار فضله عن الإطناب في وصفه. توفي فصلى عليه أخي أبو القاسم، فقيل إنه لم ير في جنازة بعد جنازة أبي الحسن القزويني الجمع الذي حضر جنازته. وسمعت أبا الحسن النهري يقول: لما قدم الوزير ابن دارست عبرتُ أبصرته، ففاتني الدرس، فلما قلت للقاضي: يا سيدي تتفضل وتعيد لي الدرس. فقال: أين كنت قال: مضيت أبصرت ابن دارس. (30/459)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 460 فقال: ويحك، تمضي وتنظر للظلماء؟ وعنفني.) قال: وكان ينهانا دائماً عن مخالطة أبناء الدنيا، وعن النظر إليهم والاجتماع بهم، ويأمر بالاشتغال بالعلم ومجالسة الصالحين. سمعتُ خالي عبد الله يقول: حضرت مع والدك في دار رئيس الرؤساء بعد مجيء طغرلبك، وقد أنفذ إليه غير مرة ليحضر، فلما حضر زاد في إكرامه، وأجلسه إلى جانبه، وقال له: لم يزل بيت المسلمة وبيت الفراء ممتزجين، فما هذا الانقطاع. فقال له القاضي: روي عن إبراهيم الحربي أنه استزاره المعتضد، وقربه أجازه، فرصد جائزته، فقال له: اكتم مجلسنا، ولا تخبر بما فعلنا بك ولا بما قابلتنا. فقال: لي إخوان لو علموا باجتماعي بك هجروني. قال: فقال له رئيس الرؤساء كلاماً أسره إليه، ومد كمه، فتأخر القاضي عنه، وسمعته يقول: أنا في كفاية ودعة. فقلت له: يا سيدنا ما قال لك قال: قال لي: معي شوي من بقية ذلك الإرث المستطاب، وأحب أن تأخذه. فقلت: أنا في كفاية. سمعتُ بعض أصحابنا يحكي، قال: لما حصب القائم وعوفي، حضر الشيخ أبو منصور بن يوسف عند الوالد، وقال له: لو سهل عليك أن تمضي إلى باب القرية، لتهنيء الخليفة بالعافية. فمضى إلى هناك، فخرج إليه الحاجب، ومعه جائزة سنية، وعرفه شكر الإمام لسعيه، وتبركه بدعائه، وسأله قبول ذلك. (30/460)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 461 قال: فوالله ما مسها، ولا قبلها. سمعتُ جماعة من أهلي أن في سنة إحدى وخمسين وقع النهب بالجانب الغربي، انتقل الوالد، وكان في بيته خبز يابس، فنقله معه، وترك نقل رحله، لتعذر من يحمله، فكان يقتات منه وقال: هذه الأطعمة اليوم نهوب وغصوب، ولا آكل من ذلك شيئاً. فبقي ما شاء الله يتقوت من ذلك الخبز اليابس، ولحقه منه مرض.. وكان الوالد يختم في المسجد في كل ليلة جمعة ويدعو، ما أخل بهذا سنين عديدة إلا لعذر. ولعل يقول ناظر في هذا: كيف استجاز مدح والده فإنما حملنا على ذلك كثرة قول المخالفين، وما يلقون إلى تابعيهم من الزور والبهتان، ويتخرصون على هذا الإمام من التحريف والعدوان.) أنشدني بعض أصحابه، فقال: (من اقتنى وسيلةً وذخراً .......... يرجو بها مثوبة وأجراً)

(فحجتي يوم أوافي الحشرا .......... معتقدي عقيدة ابن الفرا) قال أبو الحسين: اعلم، زادنا الله علماً ينفعنا به، وجعلنا ممن آثر الآيات الصريحة، والأحاديث الصحيحة، على آراء المتكلمين، وأهواء المتكلفين، وأن الذي درج عليه سائر السلف التمسك بكتاب الله، وأتباع سنة محمد صلى الله عليه وسلم، ثم ما روي عن الصحابة، ثم عن التابعين والخالفين لهم من علماء المسلمين الإيمان والتصديق بكل ما وصف الله به نفسه، أو وصفه به رسوله، مع ترك البحث والتنقير، والتسليم لذلك، من غير تعطيل، ولا تشبيه، ولا (30/461)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 462 تفسير، ولا تأويل، وهي الطائفة المنصورة، والفرقة الناجية، فهم أصحاب الحديث والآثر، والوالد تابعهم. هم خلفاء الرسول، وورثه حكمته، بهم يلحق التالي، وإليهم يرجع الغالي. وهم الذين نبذهم أهل البدع والضلال أنهم مشبهة جهال. فاعتقد الوالد وسلفه أن إثبات الصفات إنما هو إثبات وجود، لا إثبات تحديد وكيفية، وأنها صفات لا تشبه صفات البرية، ولا يدرك حقيقة علمها بالفكر والروية. فالحنبلية لا يقولون في الصفات بتعطيل المعطلة، ولا بتشبيه المشبهين، ولا بتأويل المتأولين. بل مذهبهم حق بين باطلين، وهدى بين ضلالتين. إثبات الأسماء والصفات، مع نفي التشبيه والأدوات، على أن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وقد قال الوالد في أخبار الصفات والمذهب في ذلك قبول هذه الأحاديث على ما جاءت به، غير عدول عنه إلى تأويل يخالف ظاهرها، مع الاعتقاد بأن الله سبحانه بخلاف كل شيء سواه. وكل ما يقع في الخواطر من تشبيه أو تكييف، فالله يتعالى عن ذلك. والله ليس كمثله شيء، لا يوصف بصفات المخلوقين الدالة على حدثهم، ولا يجوز عليهم ما يجوز عليهم من التغيير، ليس بجسم، ولا جوهر، ولا عرض، وإنه لم يزل ولا يزال، وصفاته لا تشبه صفات المخلوقين. قلت: لم يكن للقاضي أبي يعلى خبرة بعلل الحديث ولا برجاله، فاحتج بأحاديث كثيرة واهية في الأصول والفروع لعدم بصره بالأسانيد والرجال. (30/462)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 463 وقد حط عليه صاحب الكامل فقال: هو مصنف كتاب الصفات أتى فيه بكل عجيبة، وترتيب) أبوابه يدل على التجسيم المحض، تعالى الله عن ذلك. وأما في الفقه ومعرفة مذاهب الناس، ومعرفة نصوص أحمد، رحمه الله، واختلافها، فإمام لا يدرك قراره، رحمه الله تعالى. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن الحسن.) أبو بكر بن أبي الحسن الإصبهاني الكراني المعدل. مات في شوال. 4 (محمد بن علي.)

4 (محمد بن الفضل بن جعفر.) أبو سعد التميمي الهمداني المعروف بابن أبي الليث. روي عن: أبي بكر بن لال، وأبي بكر الشيرازي، وابن تركان، وطاهر بن ماهلة، وجماعة. (30/463)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 464 قال شيرويه: كان صدوقاً. ومات في ذي الحجة. 4 (محمد بن وهب بن محمد الأندلسي.) الفقيه المعروف بنوع الغافقي. له درية علماً وقراءة. توفي في رمضان. (30/464)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 465 1 (سنة تسع وخمسين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن سعيد بن محمد بن أبي الفياض.) أبو بكر الأندلسي الأستجي. سمع ببلده من: يوسف بن عمرو. وبالمرية من: أبي عمر الطلمنكي، والمهلب بن أبي صنفرة. وله تاريخ على الأخبار. وعاش قريباً من ثمانين سنة. 4 (أحمد بن عبد الله بن أحمد بن مهران.) أبو العباس الإصبهاني. سمع جزء لوين من ابن المرزبان الأبهري. وعنه: أبو علي الحداد. 4 (أحمد بن عبد الباقي بن الحسن بن محمد بن عبيد الله بن طوق.) أو نصر الموصلي. حدث بالموصل، وبغداد عن: نصر المرجي، وعبد الله بن القاسم الصواف. (30/465)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 466 قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة. قال لي: ولدت سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة. وتوفي بالموصل في رمضان. قلت: روي عنه ابن خميس. 4 (أحمد بن مغيث بن أحمد بن مغيث.) أبو جعفر الصدقي الطليطلي. كان من أهل البراعة والفهم والرئاسة في العلم، متفنناً عالماً بالحديث وعلله، بالفرائض، والحساب، واللغة، والنحو. وله يد طولي في التفسير. وله كتاب المقنع في عقد الشروط. روي عن: أبي بكر خلف بن أحمد، وأبي محمد بن عباس.) وكان كلفاً بجمع المال. توفي في صفر عن ثلاث وخمسين سنة. 4 (أحمد بن منصور بن خلفة حمود) أبو بكر المغربي، ثم النيسابوري، وبها ولد. سمع من: أبي طاهر محمد بن الفضل بن خزيمة، وأبي محمد عبد الله بن أحمد بن محمد الصيرفي، وأبي بكر الجوزقي. وحدث عن الجوزقي بكتاب المتفق بفوتٍ له فيه. قال عبد الغافر بن إسماعيل: أما شيخنا أبو بكر المغربي البزاز أخو (30/466)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 467 خلف فشيخ نظيف، طاف به وبأخيه أبوهما الشيخ منصور على مشايخ عصره، فسمع الكثير، وجمع له الفوائد. سمع منه الأئمة الكبار، ورزق الرواية سنين. وعاش عيشاً تقياً. توفي سنة اثنتين وستين وأربعمائة. هذا قال. وقال غيره: توفي سنة ستين. وقال أبو القاسم بن مندة توفي في رمضان سنة تسع وخمسين. قلت: روي عنه: أبو عبد الله الفرواي، وزاهر الشحامي، وعبد الرحمن بن عبد الله البحيري، وعبد الغافر الفارسي، وآخرون. 4 (حرف الحاء)

4 (الحسين بن محمد بن إبراهيم بن الحسين.) أبو القاسم الحنائي الدمشقي المعدل، صاحب الأجزاء الحنائيات العشرة التي خرجها له النخشبي. قال النسيب: سألت الشيخ الثقة الدين الفاضل أبا القاسم الحنائي المحدث عن مولده، فقال: في شوال سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. (30/467)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 468 وقال ابن ماكولا: كتبت عنه، وكان ثقة. وهو منسوب إلى بيع الحناء. وقال الكتاني: توفي في جمادى الأولى. وهو آخر من حدث عن الحسن بن محمد بن درستويه. ودفن على أخيه علي بمقابر باب كيسان. وكانت له جنازة عظيمة ما رأينا مثلها من مدة. قلت: روي عن: عبد الوهاب الكلابي، وابن درستويه، وعبد الله بن محمد، الحنائي، ومحمد بن) أحمد بن عثمان بن أبي الحديد، وتمام الرازي، ومحمد بن عبد الرحمن القطان، وأبي الحسن بن جهضم، وجماعة. روي عنه: أبو سعد السمان، ومات قبله، وأبو بكر الخطيب، ومكي الرميلي، وسهل بن بشر، وعبد المنعم بن علي الكلابي، وأبو القاسم النسيب، وهبة الله بن الأكفاني، وأبو طاهر محمد، وأبو الحسين عبد الرحمن ابناه، وأبو الحسين بن الموازيني، وطاهر بن سهل بن بشر، وعبد الكريم بن حمزة، وأبو الحسن بن سعيد الدمشقيون، وثعلب بن جعفر السراج، وآخرون. 4 (الحسن بن علي بن وهب.) أبو علي الدمشقي الصوفي المقريء، العبد الصالح. روي عن: محمد بن عبد الرحمن القطان. وعنه: أبو نصر بن ماكولا، وهبة الله بن الأكفاني. توفي في جمادى الأولى. (30/468)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 469 4 (حرف الخاء)

4 (الخضر بن منصور الدمشقي.) الضرير ويعرف بابن الحبال. سمع: عبد الرحمن بن أبي نصر، وعقيل بن عبدان روي عنه: أبو بكر الخطيب، وهبة الله بن الأكفاني. 4 (حرف السين) سعيد بن عبيدة بن طلحة. أبو عثمان العبسي، خطيب إشبيلية. ولد سنة خمس وستين وثلاثمائة، وصحب أبا بكر الزبيدي وأكثر عنه وعن غيره. وحج، ورحل سنة ثمان عشرة وأربعمائة. وكان من أهل الذكاء والثقة. توفي في شعبان. 4 (سعيد بن محمد بن الحسن المروزي الإدريسي.) (30/469)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 470 إمام جامع صور وخطيبها.) توفي أيضاً في شعبان. حدث عن: أحمد بن فراس العبقسي وأبي الحسين بن بشران المعدل، وجماعة. روي عنه: مكي الرميلي، وأجاز لهبة الله بن الأكفاني. 4 (حرف الصاد)

4 (صاعد بن منصور بن محمد بن محمد الهروي الأزدي.) قاضي هراة وابن قضاتها. صار زعيم أصحاب الحديث بهراة. وهو ابن عم راوي الترمذي أبي عامر محمود بن القاسم. 4 (حرف العين)

4 (عالي بن أبي الفتح عثمان بن جني.) أبو سعد الموصلي. سمع من: نصر المرجي بالموصل، وعيسى بن الوزير ببغداد. (30/470)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 471 وسكن صور. روي عنه: ابن ماكولا، ومكي الرميلي، وأبو زكريا التبريزي. وكان أديباً فاضلاً. أخذ عن أبيه، وهو صحيح السماع. مات بصيداء سنة ثمان أو تسع وخمسين، وله ثمانون سنة. 4 (عبد الجليل بن مخلوف.) الإمام أبو محمد المالكي. أفتى بمصر، ودرس أربعين سنة. روي السلفي وفاته في هذه السنة، عن شخص فاضل رآه. قال: وصلى عليه رفيقه الفقيه عبد الحق بن محمد بن هارون السبتي. قال: وفيها مات عبد الحق هذا ببيت المقدس. قال: وفيها مات الفقيه أبو إسحاق الأشيري الفقيه. 4 (عبد الصمد بن محمد بن تميم بن غانم التميمي.) أبو الفتح الدمشقي إمام جامع دمشق.) سمع: عبد الله بن محمد الحنائي، وعبد الرحمن بن أبي نصر. روي عنه: ابن بنته هبة الله بن الأكفاني. وتوفي في المحرم. 4 (عبد الكريم بن علي.) أبو عبد الله التميمي، المعروف بابن السني. بغدادي. روي عن: ابن زنبور الوراق، والقاضي أبي محمد الأكفاني. (30/471)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 472 قال الخطيب: صدوق، كثير التلاوة. 4 (عبيد الله بن محمد بن ميمون.) أبو طاهر الأسدي، قاضي الكوفة. ثقة، انتخب عليه أبو الغنائم محمد بن علي النرسي. سمع من: محمد بن عبد الله الجعفي، وطبقته. 4 (علي بن بكار.) أبو الحسن الصوي الشاهد. رحل وسمع من: أبي الحسن بن السمسار، وابن الطبيرز، وصالح بن أحمد الميانجي، وأبي ذر الهروي. وعنه: مكي الرميلي، وسهل بن بشر، وغيرهما. 4 (علي بن الحسن بن عمر الزهري الثمانيني.) الرجل الصالح. (30/472)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 473 روي عن: أبي خازم بن الفراء، وأبي القاسم الحنائي. روي عنه: أبو بكر الخطيب، ونصر المقدسي مع جلالتهما. 4 (علي بن الخضر العثماني الدمشقي.) الحاسب أبو الحسن. صاحب التصانيف في الحساب. روي عن: رشأ بن نظيف، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي نصر وجمع وفيات مشايخ. روي عنه: أخوه لأمه الحسن بن الحسن الكلابي الماسح، وأبو بكر الخطيب، وهو أحد شيوخه.) توفي في شوال. 4 (علي بن محمد بن الحسن بن يزداد.) القاضي أبو تمام الواسطي مسند أهل واسط. حدث عن: أبي الحسين محمد بن المظفر، وأبي الفضل الزهري، وغيرهما. وتوفي في شوال. ولعله عاش تسعين سنة أو نحوها. قال الخطيب: تقلد قضاء واسط مدة، وكان معتزلياً. (30/473)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 474 روى عنه: أبو القاسم السمرقندي بالإجازة. حرف الفاء 4 (الفضيل محمد بن الفضيل.) أبو عاصم الفضيلي الهروي. سمع: أبا منصور محمد بن محمد الأزدي، وأبا طاهر محمد بن محمد بن محمش. روى عنه: ابنه إسماعيل. حرف الميم 4 (محمد بن أحمد بن عدل.) أبو عبد الله الأموي الأندلسي الطليطلي. سمع من: عبد الله بن ذنين، وعبد الرحمن بن عباس. وكان ثقة عابداً خاشعاً خائفاً. (30/474)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 475 وكان يعظ الناس. 4 (محمد بن إسماعيل بن أحمد بن عمرو.) القاضي أبو علي الطوسي، المعروف بالعراقي لطول إقامته بالعراق، ولظرفه. ولي قضاء طوس مدة. وكان من كبار الشافعية وأئمتهم. له شهرة بخراسان. سمع من: أبي طاهر المخلص، وتفقه على: أبي حامد الإسفرائيني، وأبي محمد البافي. وناظر بجرجان في مجلس أبي سعد الإسماعيلي. أخذ عنه جماعة.) 4 (محمد بن الحبيب بن طاهر بن علي بن شماخ.) أبو علي الغافقي. من أهل غافق. سمع: بقرطبة من يونس بن عبد الله، ومكي، وأبي محمد بن الشقاق، وجماعة. وحج سنة إحدى وعشرين، فأخذ بمصر عن القاضي عبد الوهاب المالكي، وسمع منه كتاب التلقين له. ولقي بمكة أبا ذر. (30/475)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 476 وكان من أهل الدين والتواضع والطهارة والأحوال الصالحة. قال ابن بشكوال: أنا عنه أبو محمد بن عتاب بجميع ما رواه عن عبد الوهاب. توفي فجأة بغافق في رمضان. 4 (محمد بن عبد الله بن عمر.) أبو بكر العدوي العمري الهروي الفقيه التاجر. سمع: أبا محمد بن أبي شريح. روي عنه: زاهر الشحامي. محمد بن علي بن محمد بن الحسين بن مهر بزد. أبو مسلم الإصبهاني، الأديب المفسر النحوي المعتزلي. قال يحيى بن مدة في تاريخه إنه صنف التفسير، وحدث عن أبي بكر بن المقري. وكان عارفاً بالنحو، غالياً في مذهب الاعتزال. وهو آخر من حدث بإصبهان عن ابن المقري. مات في سنة تسع وخمسين. زاد غيره: في جمادى الآخرة. (30/476)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 477 وقال محمد بن عبد الواحد الدقاق: سألته عن مولده فقال: في سنة ست وستين وثلاثمائة. قلت: وله تفسير في عشرين مجلداً وكان به بمصر نسخة للشف المرسي. وآخر من حدث عنه إسماعيل بن علي الحمامي الإصبهاني، روي عنه جزء مأمون، وغيره. 4 (حرف النون)

4 (نجيب بن عمار.) ) أبو السرايا بن أبي فراس الغنوي. شاعر رئيس، كان أبوه متولي الرقة. سمع: أبا محمد بن نصر، وغيره. وعنه: ابن الأكفاني. (30/477)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 478 1 (سنة ستين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن سعيد.) أبو جعفر اللوزنكي، الفقيه المالكي، مفتي طليطلة. امتحنه المأمون رئيس طليطلة هو ووالد ابن مغيث، وولد ابن أسد، وثلاثة آخرين، وشيء بهم عنده بالتهمة على سلطانة، فاستدعاهم مع قاضيهم أبي زيد القرطبي، وقيدهم. فهمت العامة بالنفور إلى السلاح، فبذل السيف فيمن أعلن سلاحاً، فسكنوا. واستبيحت دور المذكورين الممتحنين ونهبت، وذلك في هذا العام، وسجنوا. وسجن الوزير ابن غصن الأديب مصنف كتاب الممتحنين من عهد آدم إلى زمانه من الأنبياء والصديقين والعلماء. (30/478)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 479 وأتهم بالسعي بالمذكورين ابن الحديدي، وحاز رئاسة البلد وحده. فمات المأمون، وولي بعده حفيده القادر، والأمر في البلد لابن الحديدي، فقيل للقادر في شأنه، فأخرج أضداده، وقتلوا ابن الحديدي، وطافوا برأسه، ومعهم ابن اللوزنكي وقد أضر. ولعله بقي إلى بعد السبعين، فالله أعلم. 4 (أحمد بن الفضل بن محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر.) أبو بكر الباطرقاني المقريء الإصبهاني الأستاذ. قال يحيى بن مندة: كتب الكثير عن أبي عبد الله بن مندة، وإبراهيم بن (30/479)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 480 خرشيد قوله، وعبد الله بن جعفر، وأبي مسلم بن شهدل، وأحمد بن يوسف الثقفي، والحسن بن محمد بن يوه. وهو كثير السماع، واسع الرواية، دقيق الخط. قرأ القرآن على جماعة من الأئمة القدماء، وصنف كتاب الشواذ، وكتاب طبقات القراء. وقال لي: ولدت سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة.) وتوفي في ثاني وعشرين صفر. ذكره عمي يوماً، والحافظ عبد الغني النخشبي وجماعة حاضرون، فقال عبد الغني: صنف مستنداً ضمنه ما اشتمل على صحيح البخاري إلا أنه كتب أكثره من الأصل ثم ألحقه الإسناد. وهذا ليس من شرط أصحاب الحديث وأهله. ثم قال يحيى: تكلم في مسائل لا يسع الموضوع ذكرها، لو اقتصر على التحديث والإقراء كان خيراً له. وهذا يدل على أنه ثقة فيما روي، وإنما نقم عليه الكلام. روي عنه: أبو علي الحداد، وقرأ عليه بالروايات، وسعيد بن أبي الرجاء، والحسين بن عبد الملك الخلال، ومحمد بن عبد الواحد الدقاق وأحمد بن الفضل المهاد وشبيب بن محمد بن حورة، وأبو الخير عبد السلام بن محمد الحسناباذي، وجماعة سواهم. وحدث عنه من القدماء: الحافظ عبد الغني النخشبي، والقاضي أبو علي الوخشي. وقد أم بجامع إصبهان الكبير بعد أبي المظفر بن شبيب. (30/480)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 481 قال أبو عبد الله الدقاق في رسالته: ولم أر شيخاً بإصبهان جمع بين علم القرآن، والقراءات، والحديث، والروايات، وكثرة كتابته وسماعه أفضل من أبي بكر الباطرقاني. وكان إمام الجامع الكبير، حسن الخلق والهيئة والمنظر والقراءة والدراية. ثقة في الحديث. 4 (أحمد بن محمد بن عيسى بن هلال.) أبو عمر بن القطان القرطبي المالكي، رئيس المفتين بقرطبة. ولد سنة تسعين وثلاثمائة. وروي عن: أبي بكر التجيبي، ويونس بن عبد الله القاضي، وأبي محمد بن الشقاق، وأبي محمد بن دحون، وناظر عندهما. وكان فريد عصره بالأندلس حفظاً، وعلماً، واستنباطاً، ومعرفة بأقوال العلماء. صدمته ريح فخرج من قرطبة يريد حمه المرية، فتوفي بكورة باغة لسبع بقين من ذي القعدة. وقد قدمه المستظهر للشورى سنة أربع عشرة وأربعمائة على يد قاضيها عبد الرحمن بن بشر. (30/481)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 482 4 (أحمد بن منصور) ) تقدم 4 (حرف الثاء)

4 (ثابت بن محمد بن أحمد بن محمد بن خبيش.) أبو روح السعدي الهروي الأزدي. محدث هراة ونسابتها. سمع: عبد الرحمن بن أبي شريح، وأباه، وأبا سعد الزهري. روي عنه: الخطيب محمد بن عبد الله الهروي الواعظ، وغيره. توفي في ربيع الآخر. 4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن أبي طاهر بن الحسن.) الإمام أبو علي الختلي، الفقيه الشافعي القاضي. روي عن: العارف أبي سعيد فضل الله الميهني شيئاً يسيراً. روي عنه: عبد العزيز الكتاني، وقال: توفي أبو علي الختلي أمام جامع دمشق في شعبان سنة ستين وأربعمائة. الحسن بن علي بن مكي بن إسرافيل بن حماد. الإمام أبو علي الحمادي النسفي الفقيه الحنفي، أحد الأعلام كان حنيفياً فانتقل إلى مذهب الشافعي. (30/482)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 483 رحل وسمع بنيسابور أبا نعيم عبد الملك بن الحسن الإسفرائيني، وإسماعيل بن محمد حاجب الكشاني. وعمر دهراً. قال ابن السمعاني: ثنا عنه الحسين بن الخليل. 4 (حنبل بن أحمد بن حنبل.) أبو عبد الرحمن الفارسي البيع. نزيل غزنة. ذكره عبد الغافر فقال: شيخ مشهور معروف، له الثروة الظاهرة، والنعمة الوافرة. سمع بنيسابور: الحكم، وابن محمش، وأبا عبد الرحمن السلمي، والأستاذ أبا سعد الزاهد، وأبا بكر الحيري، وجماعة من شيوخ هراة، وبست.) وحدث بغزنة. 4 (حرف الخاء)

4 (خديجة بنت محمد بن علي الشاهجانية.) البغدادية الواعظة. كانت امرأة صالحة، كتبت عن ابن سمعون بعض أماليه بخطها. (30/483)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 484 وولدت سنة ستٍّ وسبعين وثلاثمائة. قال أبو بكر الخطيب: حدثتنا، وكانت صالحة صادقة. توفيت في المحرَّم. 4 (حرف الدال)

4 (دُرّي المستنصري.) شهاب الدولة. قدِم دمشق أميراً عليها لصاحب مصر بعد عزل حيدرة. ثم عُزِل بعد قليل. وولي الرملة، فقُتل في ربيع الآخر. 4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن سليمان.) أبو محمد المعافري الطليطلي، المعروف بابن المؤذن. روي عن: أبي عمر الطلمنكي. وكان عالماً ديناً محدثاً مقرئاً. كتب الكثير، وسمع الناس منه. 4 (عبد الله بن علي بن عبد الله.) أبو الحسين الصيداوي الوكيل. ويعرف بابن المخ. (30/484)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 485 سمع من أبي الحسين بن جميع بعض معجمه. روي عنه: أبي بكر الخطيب، وابن ماكولا، وعمر بن حسين الصوفي، وغيث الأرمنازي. حدث في هذه السنة بصور وانقطع خبره. عبد الخالق بن عبد الوارث: أبو القاسم السيوري، المغربي المالكي.) خاتمة شيوخ القيروان. كان آية في معرفة المذهب، بل في معرفة مذاهب العلماء، زاهداً صالحاً. تفقه عليه جماعة، وطال عمره. 4 (عبد الدائم بن الحسين بن عبيد الله.) أبو الحسن وأبو القاسم الهلالي الحوراني، ثم الدمشقي. هو آخر من سمع من عبد الوهاب الكلابي. روي عنه: أبو بكر الخطيب، وعمر الرؤاسي، وهبة الله بن الأكفاني، وطاهر بن سهل الإسفرائيني، وثعلب بن السراج، وإسماعيل بن السمرقندي. وآخرون. توفي في شعبان عن ثمانين سنة. (30/485)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 486 4 (عبد الملك بن محمد بن يوسف.) أبو منصور البغدادي الملقب بالشيخ الأجل. سبط أبي الحسن أحمد السوسنجردي. سمع: أبا عمر بن مهدي، وأبا محمد بن البيع، وابن الصلت الأهوازي. روي عنه ابناه. وقال الخطيب: كان أوحد وقته في فعل الخير ودوام الصدقة والأفضال على العلماء، والنصرة لأهل السنة، والقمع لأهل البدع. وتوفي في عشر السبعين. وقال ابن خيرون: توفي في المحرم، ودفن عند جده لأمه، وحضره جميع الأعيان وكان صالحاً عظيم الصدقة متعصباً لأهل السنة. وقد كفى عامة العلماء والصلحاء رحمه الله. قلت: كان له صورة كبيرة عند الخليفة وحرمه زائدة. وكان رئيس بغداد وصدرها في وقته، مع الدين والمروءة والصدقات الوافرة. وقد استوفى أبو المظفر في المرآة أخباره. قال أبي النرسي: رأيت في جنازته خلقاً لم أر مثلهم قط كثرة. (30/486)


الجزء الخامس والعشرون

الكتاب: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام. تأليف: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي. دار النشر: دار الكتاب العربي. مكان النشر: لبنان/ بيروت. سنة النشر: 1407هـ - 1987م. الطبعة: الأولى. تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمري. ملاحظات حول الكتاب: الكتاب موافق للمطبوع كاملاً. غير مفهرس.غير مقابل على نسخة ورقية. بل هو نفس الموجود في مكتبة التراث. قام بنسخه وإدخاله إلى الشاملة أخوكم: أبو عبد الله السني. راجياً منكم دعاءً بظهر الغيب. تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 487 4 (عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب بن عبد القدوس.) أبو القاسم الأنصاري القرطبي المقريء. رحل، وقرأ بالروايات على: أبي علي الأهوازي، وأبي القاسم الزيدي، وابن نفيس. وسمع من: أبي الحسن بن السمسار.) وكان خطيباً بليغاً مجوداً للقراءات بصيراً بها، عارفاً بطرقها. رحل الناس إليه. مات في ذي القعدة وقد قارب الستين. وقيل سنة إحدى فيحرر. 4 (عبيد الله بن محمد بن مالك.) أبو مروان القرطبي، الفقيه المالكي. (30/487)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 488 روى عن: حاتم بن محمد، وأبي عمر بن خضر، وأبي بكر بن مغيث، وكان حافظاً للفقه والحديث والتفسير، عالماً بوجوه الاختلاف بين فقهاء الأمصار، متواضعاً كثير الورع، مجاهداً مبتذلاً في لباسه، له مغل يسير من سماق وعنب ينتفع به. ومن محفوظاته: كتاب معاني القرآن للنحاس. وله مصنف مختصر في الفقه، وله كتاب ساطع البرهان في سفر، قال ابن بشكوال: قرأته على أبي الوليد بن طريف، وقرأه على مؤلفه مرات. توفي في جمادى الأولى، وله ستون سنة. 4 (علي بن محمد بن جعفر الطريثيثي.) أبو الحسن المعروف باللحساني، ويقال: اللحسائي. يروي عن: أبي معاذ شاه بن عبد الرحمن الهروي، وأبي الحسين الخفاف، ومحمد بن جعفر الماليني. وعنه: زاهر الشحامي، ومنصور بن أحمد الطريثيثي. ولا أعلم متى توفي، لكن حدث في هذا العام. وقع لي حديثه بعلو. 4 (عمر بن الحسن بن عبد الرحمن.) (30/488)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 489 أبو حفص الهوزني الإشبيلي. روي عن: محمد بن عبد الرحمن العواد، وأبي القاسم بن عصفور، وابن الأحدب، وأبي عبد الله بن الباجي، وغيرهم. وحج وأخذ عن: أبي محمد بن الوليد المالكي بمصر. وكان ذكياً ضابطاً متفنناً في العلوم. ولد سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وقتله المعتضد بالله عباد ظلماً بقصر إشبيلية في ربيع الآخر، ذبحه بيده ودفن بثيابه بالقصر من غير غسل ولا صلاة رحمه الله تعالى. 4 (حرف الميم) ) 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن منصور.) أبو غالب بن العتيقي. حدث بدمشق عن: أبيه، وأبي عمر بن مهدي. روي عنه: هبة الله بن الأكفاني، وغيره. 4 (محمد بن أحمد بن عبد الله بن البطر.) القاريء أبو الفضل الضرير، أخو أبي الخطاب نصر. روي عن: أبي عمر بن مهدي، وأبي الحسن بن رزقويه، وأبي الحسين ابن بشران. وبإفادته سمع أبو الخطاب. روي عنه: أبو السعود أحمد بن المجلي. وكان من أعيان قراء الألحان. وكان يصلي بالإمام القائم الصلوات. 4 (محمد بن أحمد بن أبي العلاء.) (30/489)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 490 أبو منصور السدوسي الصيدلاني الكوفي. قال أبي النرسي: حدثنا عن ابن غزال. 4 (محمد بن الحسن بن علي.) أبو جعفر الطوسي، شيخ الشيعة وعالمهم. توفي بالمشهد المبارك، مشهد أمير المؤمنين رضي الله عنه، في المحرم. ولأبي جعفر الطوسي تفسير كبير عشرون مجلدة، وعدة تصانيف مشهورة قدم (30/490)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 491 بغداد وتعين، وتفقه للشافعي، ولزم الشيخ المفيد مدة، فتحول رافضياً. وحدث عن هلال الحفار. روى عنه ابنه أبو علي الحسن. وقد أحرقت كتبه غير مرة، واختفى لكونه ينقص السلف. وكان ينزل بالكرخ، ثم انتقل إلى مشهد الكوفة. 4 (محمد بن عبد الله بن مسلمة.) أبو بكر التجيبي، الملقب بالمظفر، صاحب بطليوس. ويعرف بن الأفطس.) كان أديباً جم المعرفة، جماعة للكتب. لم يكن ملوك الأندلس يفوقه في الأدب. وله كتاب التذكرة في عدة فنون، خمسين مجلداً. ورخه ابن الأبار. 4 (محمد بن علي بت محمد بن موسى.) (30/491)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 492 أبو بكر السلمي الدمشقي الحداد. روي عن: أبي بكر بن الحديد، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، والحسين بن أبي كامل الأطرابلسي، وعبد الرحمن بن نصر، وطائفة كبيرة. روي عنه: أبي بكر الخطيب، وعمر الروأسي، وابن ماكولا، وهبة الله بن الأكفاني، وآخرون. قال الكتاني: توفي في رمضان. قال: وكان يكذب، يدّعي شيوخاً ما سمع منهم بجهل. حدّث عن ابن الصلت المُجبِر، فقيل له في ذلك، فقال: كان مسجده عندنا. وذاك لم يبرح بغداد. 4 (محمد بن علي بن محمد بن عمر بن رجاء بن أبي العيش.) الأطرابلسي الجمحي أبو العيش القاضي. حدث عن: منير بن أحمد بن الخلاّل، وأبي محمد بن النحّاس، وأبي عبد الله بن أبي الأطرابلسي. وولي قضاء صيداء. (30/492)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 493 روى عنه: عمر الرواسي، ومكي الرميلي. توفي في شعبان. 4 (محمد بن محمد.) أبو سعيد أميرجة الهروي الواعظ. حدث عن: القاضي أبي منصور الأزدي، يحيى بن عمار. سمع منه جماعة. 4 (محمد بن موسى بن فتح.) أبو بكر الأنصاري البطليوسي، المعروف بابن القراب. سمع بقرطبة من: عبد الوارث بن سفيان، أبي محمد الأصيلي، وخلف بن القاسم، وجماعة.) وكان عالماً بالآثار والأخبار، متفنناً في العلوم، ديناً منعزلاً. روي عنه: أبو علي الغساني. توفي ببطليوس في جمادى الآخرة. 4 (ملحم بن إسماعيل بن مضر الضبي.) أبو مضر الهروي. توفي بهراة، وكان عالي الإسناد. قد سمع من: الخليل بن أحمد السجزي، وغيره. روي عنه: محمد بن إسماعيل الفضيلي، وطائفة. (30/493)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 494 4 (منتجع بن أحمد بن محمد بن المنتجع.) أبو طاهر الكاتب. توفي بإصبهان. يروي عن: أبي عبد الله بن مندة. روي عنه: أبو علي الحداد. 4 (حرف الياء)

4 (يحيى ابن الأمير إسماعيل بن عبد الرحمن بن عامر بن ذي النون.) أبو زكريا المأمون الهواري الأندلسي. تغلب أبوه على طليطلة سنة بضعٍ وعشرين وأربعمائة، وذلك أنهم خلعوا طاعة بني أمية، فرأس عليهم إسماعيل، ثم مات سنة خمسٍ وثلاثين، فولي الأمر بعده ودله الميمون خمساً وعشرين سنة. ثم ولي بعده يحيى القادر ولده فاشتغل بالخلاعة واللعب، وهادن الفرنج، وصادر الرعية واستعمل الرعاع، فلم تزل الفرنج تطوي حصونه حتى تغلبت على طليطلة في سنة ثمان وسبعين وأربعمائة. تأخر هو إلى بلنسية. ومن أخبار المأمون أنه أراد أن يستعني بالفرنج على أخذ المدن والحصون، فكتب إلى ملك الفرنج الذي من ناحيته أن تعال إلي في مائة من فرسانك والقني في مكان كذا. (30/494)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 495 ثم سار للقيه في مائتي فارس، وجاء ذلك في ستة آلاف، فأمرهم أن يكمنوا وقال: إذا رأيتمونا) قد اجتمعنا، فأحيطوا بنا، فلما اجتمعا أحاط بهم الستة آلاف، فلما رآهم المأمون سقط في يده واضطرب، فقال له الفرنجي: يا يحيى، وحق الإنجيل ما كنتُ أظنك إلا عاقلاً، أنت أحمق خلق الله تعالى، خرجت إلي في هذا العدد القليل، وسلمت إلي مهجتك بلا عهدٍ، ولا بيننا دين، فوحق الإنجيل لا نجوت مني حتى تعطيني ما أشترطه. قال المأمون: فاشترط واقتصد. قال: تعطيني الحصن الفلاني، والحصن الفلاني، وسمي حصوناً وتجعل لي عليك مالاً كل عام. ففعل المأمون ذلك وسلم إليه الحصون، ورجع بشر حال، وتراكم الخذلان عليه، ولا قوة إلا بالله. توفي سنة ستين. 4 (يحيى بن صاعد بن محمد.) قاضي القضاة أبو سعد القاضي أبي سعيد ابن القاضي عماد الإسلام أبي العلاء النيسابوري الحنفي. ولد سنة إحدى وأربعمائة. وسمع من جده، وولي قضاء الري بعد نيسابور. وقد خرج له الفوائد، وأملى سنين. وكان من وجوه القضاة والأئمة الرؤساء. روي عنه: ابن أخيه قاضي القضاة محمد بن أحمد بن صاعد. وتوفي بالري في ربيع الأول. (30/495)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 496 4 (ذكر المتوفين تقريباً في هذا الوقت)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن بلال المرسي النحوي.) صاحب شرح غريب المصنف لأبي عبيد، وشرح إصلاح المنطق لابن السكيت. كان يقريء الناس العربية بالأندلس. قال ابن الأبار: توفي قريباً من سنة ستين وأربعمائة. 4 (أحمد بن علي بن هارون بن البن.) أبو الفضل السامري الأديب، من رؤساء الشيعة وفضلائهم.) سمع: الحسن بن محمد بن الفحام، وعلي بن أحمد الرفاء السامريين. أخذ عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو نصر بن ماكولا، وأبو الكرم فاخر ومحمد بن هلال بن الصابيء. 4 (أحمد بن منصور بن أبي الفضل.) الفقيه أبو الفضل الضبعي السرخسي الهوذي الشافعي. (30/496)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 497 من أقارب خارجة بن مصعب الضبعي، بضاد معجمة. قدم بغداد شاباً فتفقه على: أبي حامد الإسفرائيني. وسمع بها وبخراسان من طائفة. وكان بارعاً مناظراً واعظاً، كبير القدر. قال أبو الفتح العياضي في رسالته: وأبو الفضل الهوذي في الفقه ما أثبته، وعن مجلس النظر ما أنظره، وعلى المنبر ما أفصحه. وقال ابن السمعاني: حدث بسرخس بسنن أبي داود، عن القاضي أبي عمر الهاشمي. وكانت ولادته تقريباً في سنة سبعين وثلاثمائة. قلت: أتوهمه بقي إلى حدود الخمسين وأربعمائة. 4 (أحمد بن محمد بن الهيصم.) أبو الفرج. من أماثل أولاد أبيه فضلاً وورعاً وزهداً ووعظاً. خرج من خراسان إلى غزنة، فدرس بها مدة. ووعظ ثم عاد إلى خراسان وروى الحديث وخرج. وكان حاد الفراسة، قوي الفكر. توفي سنة نيف وخمسين. وكان أبوه من كبار علماء زمانه، ومن أئمة السنة، إلا أنه من الكرامية، نسأل الله السلامة. 4 (أحمد بن عبد الرحمن بن مندويه.) (30/497)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 498 أبو علي الإصبهاني، صاحب الرسائل الأربعين في الطب. وله كتاب الجامع المختصر في الطب، وكتاب القانون الصغير الملقب بالكافي في الطب، وكتاب المغيث في الطب، وغير ذلك.) 4 (إبراهيم بن مسعود.) أبو إسحاق التجيبي الزاهد، المعرف بالإلبيري. كان من أهل غرناطة. روي عن: أبي عبد الله بن أبي زمنين. وكان شاعراً مجوداً، له في الحكم والمواعظ. روي عنه: عبد الواحد بن عيسى، عمر بن خلف الإلبيريان. 4 (إبراهيم بن الحسين بن حاتم بن صولة.) أبو نصر البغدادي البزاز، نزيل مصر. روي عن: أبي أحمد بن أبي مسلم الفرضي. روي عنه: هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي، ومحمد بن أحمد الرازي، وابنه علي بن إبراهيم. (30/498)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 499 4 (حرف الثاء)

4 (ثابت بن أسلم بن عبد الوهاب.) أبو الحسن الحلبي، أحد علماء الشيعة. وكان من كبار النحاة. صنف كتاباً في تعليل قراءة عاصم قريش. وكان من كبار تلامذة أبي الصلاح. وتصدر للإفادة بعده، وتولى خزانة الكتب بحلب، فقال من بحلب من الإسماعيلية: إن هذا يفسد الدعوة. وكان قد صنف كتاباً في كشف عوارهم، وابتداء دعوتهم، وكيف بنيت على المخاريق. فحمل إلى صاحب مصر فأمر بصلبه، فصلب، فرحمه الله ولعن من صلبه. وأحرقت خزانة الكتب التي بحلب، وكان فيها عشرة آلاف مجلدة من وقف سيف الدولة بن حمدان، وغيره. 4 (حرف الحاء)

4 (الحسين بن أحمد بن علي.) أبو نصر النيسابوري القاضي. (30/499)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 500 سمع: أبا الحسين الخفاف. روي عنه: زاهر الشحامي، وغيره.) 4 (حيدرة بن الحسين.) الأمير معتز الدولة أبو المكرم، الملقب بالمؤيد. ولي إمرة دمشق سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، فبقي عليها إلى سنة خمسين. ثم عزل، ثم ولي بعده أمير الجيوش بدر. روي عن الحسين بن أبي كامل الطرابلسي. وعنه: الخطيب، والنسيب. 4 (حيدرة بن منزو بن النعمان.) الأمير أبو المعلي الكتامي. ولي إمرة دمشق بعد هرب أمير الجيوش عنها، فحكم بها شهرين في سنة ست وخمسين. وعزل بدري المستنصري. 4 (حرف الراء)

4 (رئيس العراقين أبو أحمد النهاوندي.) (30/500)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 501 ورتبته دون رتبة الوزارة بقليل. جلس للمظالم بنفسه، وأباد المفسرين من بغداد، واطرح كل راحةٍ إلا النظر في مصالح المسلمين، حتى أمن الناس، وصار الرجال والنساء يمشون بالليل والنهار مطمئنين ببغداد. وكفى أذى العجم عن الناس، وأقام الخفراء وضبط الأمور، وأقام العدل. ونادي بأن السلطان قد رد المواريث إلى ذوي الأرحام. فاتفق موت إنسانٍ له بنت خلف ثلاثة آلاف دينار، فأخبروه، فقال: ردوا عليها النصف الآخر. وضرب للناس الدراهم وأبطل قراضة الذهب، ورفع بعض المكوس، فاتصلت الألسن بالدعاء له. وكانت سيرته تشبه سيرة عميد الجيوش. وعمرت بغداد من الجانبين بهمته وقيامه، وقبض على أمير اللص وغرقه، وأراح الناس م منه. وكان يهجم دور الناس نهاراً، ويأخذ أموالهم. وكان يؤدي إلى عميد العراق كل يوم ديناراً. وعميد العراق هو الذي غرقه البساسيري. فدخل أميرك على صيرفي وأخذ كيسه، فاستغاث الصيرفي، فلم يشعر إلا بأميرك وقد قبض على يده وقال: مالك أنا أخذنه من بيتك) ولكن فيه ذهب زغل ولا أفكك إلى عميد العراق. فخاف وقال: أنت في حل منه فدعني. وهو يقول: والله ما أفارقك فسألت الناس أميرك، ودخلوا عليه حتى أخذ خمسة دنانير منها ومضى. 4 (حرف الزاي)

4 (زاهر بن عطاء النسوي.) سمع: أبا نعيم الإسفرائيني. وعنه: زاهر. (30/501)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 502 4 (حرف السين)

4 (سعيد بن محمد بن محمد) أبو عثمان النيسابوري. عن: الخفاف. وعنه: زاهر. سعيد بن منصور بن مسعر بن محمد بن حمدان. أبو المظفر القشيري النيسابوري المؤدب، الصائغ. ثقة، صين. سمع من: أبي طاهر بن خزيمة، وغيره. وتوفي في شعبان سنة نيفٍ وخمسين. روي عنه: أبو سعد عبد الواحد بن القشيري، وزاهر الشحامي. 4 (حرف الصاد)

4 (صخر بن محمد) أبو عبيد الطوسي الحاكم. عن: أبي الحسن العلوي. وعنه: زاهر. (30/502)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 503 4 (حرف العين)

4 (عائشة بنت القاضي أبي عمر البسطامي.) ) سمعت: الخفاف، وغيره. روي عنها: زاهر في مشيخته. 4 (عبد الرحمن بن إسحاق.) أبو أحمد العامري النيسابوري. شيخ مسن. سمع من: أحمد بن محمد الخفاف. روي عنه: إسماعيل بن أبي صالح المؤذن، وغيره. 4 (عبد الرحمن بن إسماعيل بن جوشن.) أبو المطرف الطليطلي، الحافظ. عن: عبدوس بن محمد، وفتح بن إبراهيم، وخلف بن القاسم، وأبي المطرف القنازعي، وخلق. وعنه: الطبني، والزهراوي. وكان ثقة مكثراً، عارفاً بالآثار وأسماء الرجال. 4 (عبد الرحمن بن علي بن أحمد بن أبي صادق.) (30/503)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 504 الأستاذ أبو القاسم النيسابوري. إمام عصره في الطب بخراسان. له: شرح فصول بقراط. قد حدث به في سنة ستين وأربعمائة. وكتبه في غاية الجودة. وكان شديد العناية بكتب جالينوس. وقد اجتمع بابن سينا، وأخذ عنه. وله شرح مسائل حنين، و شرح منافع الأعضاء لجالينوس، أجاد فيه ما شاء، وغير ذلك. وجمع تاريخاً. 4 (علي بن الحسين.) أبو نصر بن أبي سلمة الصيداوي الوراق المعدل. روي عن: أبي الحسين بن جميع. وعنه: الخطب، ومكي الرميلي، وأبو طالب عبد الرحمن بن محمد الشيرازي. 4 (علي بن عبد الله بن أحمد) أبو الحسن بن أبي الطيب النيسابوري.) كان رأساً في تفسير القرآن. له التفسير الكبير في ثلاثين مجلدة، والأوسط في إحدى عشرة مجلدة، والصغير ثلاث مجلدات. وكان يملي ذلك في حفظه، ولم يخلف من الكتب سوى أربع مجلدات، إلا أنه كان من حفاظ العلم. وكان ذا ورع وعبادة. (30/504)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 505 قيل إنه حمل إلى السلطان محمود بن سبكتكين، فلما دخل جلس بغير إذن، وأخذ في رواية حديث بلا أمر. فأمر السلطان غلاماً، فلكمه لكلمة أطرشته. وكان ثم من عرف السلطان منزلته من الدين العلم، فاعتذر إليه، وأمر له بمالٍ، فامتنع، فقال السلطان: يا هذا، إن للملك صولة، وهو محتاج إلى السياسة، ورأيتك تعديت الواجب، فاجعلني في حل. قال: الله بيننا بالمرصاد، وإنما أحضرتني للوعظ وسماع أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم وللخشوع، لا لإقامة قوانين الملك. فخجل السلطان وعانقه. ذكره ياقوت في تاريخ الأدباء وقال: مات في شوال سنة ثمان وخمسين وأربعمائة بسانزوار. 4 (علي بن محمد بن علي.) أبو الحسن الزوزني البحائي، الأديب. شيخ فاضل عالم. وهو والد القاضي أبي القاسم. حدث عن: محمد بن أحمد بن هارون الزوزني، عن أبي حاتم بن حبان. ذكره عبد الغافر مختصراً. وروي عنه: هبة الله بن سهل السيدي، وزاهر بن طاهر، وتميم بن أبي سعيد. وحدث في سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة. وهو راوي كتاب الأنواع والتقاسيم. 4 (علي بن محمد بن علي بن المصحح.) (30/505)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 506 أبو الحسن بالبكري الدمشقي. عن: عبد الرحمن بن أبي نصر. وعنه: هبة الله بن الأكفاني، وأبو محمد بن السمرقندي. 4 (علي بن محمد بن علي.) أبو الحسن بن الدوري.) عن: عبد الرحمن بن أبي نصر. روي عنه جزء ابن أبي ثابت. سمعه منه: عمر الرواسي، وأبو محمد بن السمرقندي، وغيرهما. 4 (عمر بن شاه بن محمد.) أبو حفص النيسابوري الصواف. مقريء مسند. سمع من: محمد بن أحمد بن عبدوس المزكي. روي عنه: إسماعيل بن المؤذن. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد.) أبو عبد الله المروزي الفقيه الشافعي، المعروف بالخضري. (30/506)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 507 كان يضرب به المثل في قوة الحفظ وقلة النسيان. وكان من كبار أصحاب القفال. وله في المذهب وجوه غريبة نقلها الخراسانيون. وقد روي أن الشافعي صحح دلالة الصبي على القبلة. وكان ثقة في نقله وله معرفة بالحديث. ونسبته إلى الخضر بعض أجداده. توفي في عشر الثمانين. 4 (محمد بن بيان بن محمد) الفقيه الكازروي الشافعي. سكن آمد. تقدم في سنة. 4 (محمد بن الحسن بن عبد الرحمن بن عبد الوارث الرازي.) أبو بكر. سمع بمصر: أبا محمد عبد الرحمن بن النحاس، وبإصبهان من: أبي نعيم الحافظ، وبالأندلس من: أبي عمرو الداني. وكان صالحاً متواضعاً حليماً. حدث عنه: أبو عمر بن عبد البر، وأبو محمد بن حزم، وأبو الوليد الباجي. (30/507)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 508 قال الحميدي: سمعنا منه.) ومات غريقاً بعد الخمسين وأربعمائة بالأندلس. 4 (محمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد بن بشر.) الفقيه أبو سعد الهمذاني الصفار، مفتي همذان. روي عن: أبي بكر بن لال، وابن تركان، وأبي بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، وأبي القاسم الصرصري، والشيخ أبي حامد الإسفرائيني، وأبي أحمد الفرضي، وأبي عمر بن مهدي، وجماعة كثيرة. قال شيرويه: أدركته ولم يقض لي السماع منه، وكان ثقة. ويقال: جن في آخر عمره. وكان يعرف الحديث. ولد سنة خمس وسبعين وثلاثمائة. قلت: وتوفي سنة إحدى وستين في جمادى الأولى. محمد بن علي بن محمد بن علي بن توبة. أبو طاهر البخاري الزراد. سمع: أبا عبد الله الحسين... الحليمي، وأبا نصر الكلاباذي، وعلي بن أحمد الخزاعي ببخاري، وسمع أبا نصر الحبان بدمشق. روي عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء المصيصي ومحيي السنة الحسين بن مسعود البغوي، وجماعة. 4 (محمد بن علي بن الحسن بن علي.) (30/508)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 509 أبو بكر بن البر، وهو لقب جد أبيه علي التميمي، الصقلي الدار القيرواني الأصل، اللغوي. أحد أئمة اللسان. روي عن: أبي سعد الماليني، وغيره. أخذ عنه العربية والأدب: عبد الرحمن بن عمر القصدري، وعبد الله بن إبراهيم الصيرفي، وعبد المنعم بن الكماد، والعلامة علي بن القطاع، وأبو العرب الشاعر. وكان حياً في سنة تسعٍ وخمسين وأربعمائة. وكان يتعاطى المسكر. 4 (محمد بن محمد بن علي.) ) الفقيه أبو سعد النيسابوري الحنفي الوكيل. سمع من: يحيى بن إسماعيل الحربي، وأبي الحسن العلوي، غيرهما. روي عنه: زاهر الشحامي، وإسماعيل الفارسي. 4 (محمد بن محمد بن الحاكمي.) أبو الفضل الحاتمي الجويني، محدث رجال. سمع: أبا نعيم عبد الملك الإسفرائيني، وأبا الحسن العلوي، وأبا عبد الله الحاكم. وحدث. (30/509)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 510 4 (محمد بن الفرج بن عبد الولي.) أبو عبد الله بن أبي الفتح الطليطلي الصواف المحدث. رحل وسمع بالقيروان ومصر من: حسن بن القاسم القريشي، ومحمد بن عيسى بن مناس، وأبي محمد بن النحاس المصري. بمكة من: أحمد بن الحسن الرازي. ومنه: الحميدي. سمع منه صحيح مسلم، وقال: كان صالحاً ثقة. توفي بمصر بعد الخمسين. 4 (محمد بن سعيد.) أبو عبد الله الميورقي، الفقيه الأصولي. ذكره الأبار فقال: حج صحبة عبد الحق الصقلي، فقدم أبو المعالي الجويني مكة، فلزماه وحلا عنه تواليفه، ثم صدرا إلى ميورقة وقعد أبو عبد الله للإشغال. فلما دخلها أبو محمد بن حزم كتب هذا إلى أبي الوليد الباجي، فسار إليه من بعض السواحل، وتظافرا معاً، ناظرا بان حزم، ففمهاه وأخرجاه، وهذا إليه مبدأ العداوة بين أبن حزم والباجي. 4 (محمد بن العباس) أبو الفوارس الصريفيني الأواني المقريء. (30/510)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 511 قرأ القرآن ببغداد لعاصم علي أبي حفص الكتاني صاحب ابن مجاهد. قرأ عليه أبو العز القلانسي بأوانا لأبي بكر عن عاصم. ورواها أبو العلاء العطار، عن أبي العز في القراءات له.) 4 (محمد بن عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن علي بن الحسن.) شرف السادة أبو الحسن العلوي الحسيني البلخي، صاحب النظم والنثر. قدم رسولاً في سنة ست وخمسين من السلطان ألب أرسلان، ومدح الإمام القائم. روي عنه: شجاع الذهلي، وأب سعد المروزي من شعره. 4 (محمد بن أبي سعيد بن شرف.) أبو عبد الله الجذامي القيرواني، أحد فحول شعراء المغرب. روي عن: أبي الحسن القابسي، وغيره. وله تصانيف أدبية. قال ابن بشكوال: أنبا عنه ولده الأديب أبو الفضل جعفر بن محمد بالإجازة. (30/511)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 512 4 (محمود بن عبد الله بن علي بن ماشاذة.) أبو منصور الإصبهاني المؤدب. له ذرية محدثون. حج وسمع علي بن جعفر السيرواني شيخ الحرم بمكة، وأبا القاسم بن حبابة ببغداد. روى عنه: سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي. ثم وجدتُ وفاة هذا، ورخها يحيى بن مندة في صفر سنة اثنتين وخمسين. تقدم. 4 (حرف الهاء)

4 (هبة الله بن محمد بن الحسين العلوي.) أبو البركات بن أبي الحسن. سمع: أبا علي الروذباري، وغيره. روى عنه: زاهر الشحامي. (30/512)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 513 4 (حرف الياء)

4 (يوسف بن علي بن جبارة بن محمد بن عقيل بن سوادة.) أبو القاسم الهذلي المقريء البسكري، وبسكرة بليدة بالمغرب. أحد الجوالين في الدنيا في طلب القراءات.) لا أعلم أحد رحل في طلب القراءات بل ولا الحديث أوسع من رحلته فإنه رحل من أقصى المغرب إلى أن انتهى إلى مدينة فرغانة، وهي من بلاد الترك. وذكر أنه لقي في هذا الشأن ثلاثمائة وخمسة وستين شيخاً. ومن كبار شيوخه: الشريف أبو القاسم علي بن محمد الزيدي، قرأ عليه بحران. وقرأ بدمشق على: أبي علي الأهوازي، وبمصر على: تاج الأئمة. (30/513)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 514 أحمد بن علي بن هاشم، وإسماعيل بن عمر، والحداد. وبحلب على: إسماعيل بن الطبر. وبغيرها على: مهدي بن طرادة، والحسن بن إبراهيم المالكي مصنف الروضة. وببغداد على أبي العلاء الواسطي. وروي عن: أبي نعيم الحافظ، وجماعة. وصنف كتاب الكامل في القراءات المشهورة والشواذ، وفيه خمسون رواية، ومن أكثر من ألف طريق. روى عنه: هذا الكتاب أبو العز محمد بن الحسين القلانسي وحدث عنه: إسماعيل بن الإخشيد السراج. وكان من ذهني أنه توفي سنة ستين أو قريباً منها. وقد قال ابن ماكولا: كان يدرس علم النحو ويفهم الكلام. وقال عبد الغفار فيه: الضرير. فكأنه أضر في كبره. وقال: من وجوه القراء ورؤوس الأفاضل، عالم بالقراءات. بعثه نظام الملك ليعقد في المدرسة للإقراء، فقعد سنين وأفاد، وكان مقدماً في النحو والصرف، عارفاً بالعلل. كان يحضر مجلس أبي القاسم القشيري، ويقرأ عليه الأصول. وكان أبو القاسم القشيري يراجعه في مسائل النحو ويستفيد منه. وكان حضوره في سنة ثمان وخمسين إلى أن توفي. (30/514)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثلاثون الصفحة 515 4 (الكنى)

4 (أبو حاتم القزويني) العلامة محمود بن الحسن الطبيري، الفقيه الشافعي المتكلم.) ذكره الشيخ أبو إسحاق فقال: ومنهم شيخنا أبو حاتم المعروف بالقزويني، تفقه بآمل على شيوخ البلد، ثم قدم بغداد، حضر مجلس الشيخ أبي حامد ودرس الفرائض على ابن اللبان، وأصول الفقه على القاضي أبي بكر الأشعري. وكان حافظاً للمذهب والخلاف. صنف كتباً كثيرة في الخلاف والأصول والمذهب. ودرس ببغداد وآمل. ولم أنتفع بأحد في الرحلة كما انتفعت به وبأبي الطيب الطبري. توفي بآمل. أخبرنا الحسن بن علي: أنا جعفر الهمذاني، أنا أبو طاهر السلفي، ثنا أبو الفرج محمد بن أبي حاتم القزوينين إملاء بمكة: أنبا أبي بآمل، أنا أبو جعفر محمد بن أحمد الناتلي: ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، أنا يونس بن عبد الأعلى: ثنا سفيان، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، سمع أبا أيوب الأنصاري يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلمك لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول. لكن شرقوا أو غربوا. (30/515)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 5 بسم الله الرحمن الرحيم (الطبقة السابعة والأربعون) (سنة إحدى وستين وأربعمائة) ([حريق جامع دمشق]) في نصف شعبان حريق جامع دمشق. قال ابن الأثير: كان سبب احتراقه حرب وقع بين المغاربة والمشارقة يعني الدولة فضربوا دارا مجاورة للجامع بالنار فاحترقت واتصل الحريق إلى الجامع. وكانت العامة تعين المغاربة فتركوا القتال واشتغلوا بإطفاء النار فعظم الأمر واشتد الخطب وأتى الحريق على الجامع فدثرت محاسنه وزال ما كان فيه من الأعمال النفيسة وتشوه منظره واحترقت سقوفه المذهبة. ([تغلب حصن الدولة على دمشق]) وفيها وصل حصن الدولة معلى بن حيدرة الكتامي إلى دمشق وغلب عليها قهرا من غير تقليد بل بحيل نمقها واختلقها. وذكر أن التقليد بعد ذلك وافاه فصادر أهلها وبالغ وعاث وزاد في الجور إلى أن خربت أعمال دمشق (31/5)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 6 وجلا أهلها عنها وتركوا أملاكهم وأوطانهم إلى أن أوقع الله بين العسكرية الشحناء والبغضاء فخاف على نفسه فهرب إلى جهة بانياس سنة سبع وستين فأقام بها وعمر الحمام وغيره بها. وأقام إلى سنة اثنتين وسبعين بها فنزح منها إلى صور خوفا من عسكر المصريين. ثم سار من صور إلى طرابلس فأقام عند زوج أخته جلال الملك بن عمار مدة. ثم أخذ منها إلى مصر وأهلك سنة 481 ولله الحمد. ([وصول الروم إلى الثغور]) وفيها أقبلت الروم من القسطنطينية ووصلت إلى الثغور. (31/6)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 7 (سنة اثنتين وستين وأربعمائة) ([نزول ملك الروم على منبج]) أقبل صاحب القسطنطينية - لعنه الله - في عسكر كبير إلى أن نزل على منبج فاستباحها قتلا وأسرا وهرب من بين يديه عسكر قنسرين والعرب ورجع الملعون لشدة الغلاء على جيشه حتى أبيع فيهم رطل الخبز بدينار. ([محاصرة أمير الجيوش صور]) وفيها سار بدر أمير الجيوش فحاصر صور وكان قد تغلب عليها القاضي عين الدولة بن أبي عقيل فسار لنجدته من دمشق الأمير قرلوا في ستة آلاف فحصر صيداء وهي لأمير الجيوش فترحل بدر فرد العسكر النجدة. ثم عاد بدر فحاصر صور برا وبحرا سنة فلم يقدر عليها فرحل عنها (3). ([إعادة الخطبة للعباسيين بمكة]) وفيها ورد رسول أمير مكة محمد بن أبي هاشم وولد أمير مكة على السلطان ألب أرسلان بأنه أقام الخطبة العباسية وقطع خطبة المستنصر (31/7)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 8 المصري وترك الأذان بحي على خير العمل فأعطاه السلطان ثلاثين ألف دينار وخلعا وقال: إذا فعل مهنا أمير المدينة كذلك أعطيناه عشرين ألف دينار. ([القحط في مصر]) وسبب ذلك ذلة المصريين بالقحط المفرط واشتغالهم بأنفسهم حتى أذل بعضهم بعضا وتشتتوا في البلاد وكاد الخراب يستولي على سائر الإقليم حتى أبيع الكلب بخمسة دنانير والهر بثلاثة دنانير. وبلغ الإردب مائة دينار. وردت التجار ومعهم ثياب صاحب مصر وآلاته نهبت وأبيعت من الجوع. وقد كان فيها أشياء نهبت من دار الخلافة ببغداد وقت القبض على الطائع لله ووقت فتنة البساسيري. وخرج من خزائنهم ثمانون ألف قطعة بلور وخمسة وسبعون ألف قطعة من الديباج القديم وأحد عشر ألف كزاغند وعشرون ألف سيف محلى هكذا نقله ابن الأثير. قال صاحب مرآة الزمان - والعهدة عليه -: خرجت امرأة من القاهرة وبيدها مد جوهر فقالت: من يأخذه بمد بر؟ فلم يلتفت إليها أحد فألقته في الطريق وقالت: هذا ما نفعني وقت الحاجة ما أريده. فلم يلتفت أحد إليه. (31/8)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 9 وقال ابن الفضل يهنيء القائم بأمر الله بقصيدة منها: (وقد علم المصري أن جنوده .......... سنو يوسف فيها وطاعون عمواس) (أقامت به حتى استراب بنفسه .......... وأوجس منها خيفة أي إيجاس) (31/9)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 10 (سنة ثلاث وستين وأربعمائة)) ([الخطبة في حلب للخليفة القائم]) فيها خطب محمود بن شبل الدولة بن صالح الكلابي صاحب حلب بها للخليفة القائم وللسلطان ألب أرسلان عندما رأى من قوة دولتهما وإدبار دولة المستنصر فقال للحلبيين: هذه دولة عظيمة نحن تحت الخوف منهم وهم يستحلون دماءكم لأجل مذهبكم يعني التشيع. فأجابوا ولبس المؤذنون السواد. فأخذت العامة حصر الجامع وقالوا: هذه حصر الإمام علي فليأت أبو بكر بحصر يصلي عليها الناس. فبعث الخليفة القائم له الخلع مع طراد الزينبي نقيب النقباء. ([مسير ألب أرسلان إلى حلب]) ثم سار ألب أرسلان إلى حلب من جهة ماردين فخرج إلى تلقيه من ماردين صاحبها نصر بن مروان وقدم له تحفا. ووصل إلى آمد فرآها ثغرا منيعا فتبرك به وجعل يمر يده على السور ويمسح بها صدره. ثم حاصر الرها فلم يظفر بها فترحل إلى حلب وبها طراد بالرسالة فطلب منه محمود الخروج عنه إلى السلطان وأن يعفيه من الخروج إليه. فخرج وعرف السلطان بأنه قد لبس خلع القائم وخطب له. فقال: إيش تسوى خطبتهم ويؤذنون بحي على خير (31/10)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 11 العمل؟ ولا بد أن يدوس بساطي. فامتنع محمود فحاصرها مدة فخرج محمود ليلة بأمه فدخلت وخدمت وقالت: هذا ولدي فافعل به ما تحب. فعفا عنه وخلع عليه وقدم هو تقادم جليلة فترحل عنه. ([موقعة منازكرد]) وفيها الوقعة العظيمة بين الإسلام والروم. قال عز الدين في كامله: فيها خرج أرمانوس طاغية الروم في مائتي ألف من الفرنج والروم والبجاك والكرج وهم في تجمل عظيم فقصدوا بلاد الإسلام ووصل إلى منازكرد بليدة من أعمال خلاط. وكان السلطان ألب أرسلان بخوي من أعمال أذربيجان قد عاد من حلب فبلغه كثرة جموعهم وليس معه من عساكره إلا خمس عشرة ألف فارس فقصدهم وقال: أنا ألتقيهم صابرا محتسبا فإن سلمت فبنعمة الله تعالى وإن كانت الشهادة فإبني ملكشاه ولي عهدي. فوقعت مقدمته على مقدمه أرمانوس فانهزموا وأسر المسلمون مقدمهم (31/11)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 12 فأحضر إلى السلطان فجدع أنفه فلما تقارب الجمعان أرسل السلطان يطلب المهادنة فقال أرمانوس: لا هدنة إلا بالري. فانزعج السلطان فقال له إمامه أبو نصر محمد بن عبد الملك البخاري الحنفي: إنك تقاتل عن دين وعد الله بنصره وإظهاره على سائر الأديان. وأرجو أن يكون الله قد كتب باسمك هذا الفتح. فالقهم يوم الجمعة في الساعة التي يكون الخطباء على المنابر فإنهم يدعون للمجاهدين. فلما كان تلك الساعة صلى بهم وبكى السلطان فبكى الناس لبكائه ودعا فأمنوا فقال لهم: من أراد الانصراف فلينصرف فما ههنا سلطان يأمر ولا ينهى. وألقى القوس والنشاب وأخذ السيف وعقد ذنب فرسه بيده وفعل عسكره مثله ولبس البياض وتحنط وقال: إن قتلت فهذا كفني. وزحف إلى الروم وزحفوا إليه فلما قاربهم ترجل وعفر وجهه بالتراب وبكى وأكثر الدعاء ثم ركب وحمل الجيش معه فحصل المسلمون في وسطهم فقتلوا في الروم كيف شاؤوا وأنزل الله نصره وانهزمت الروم وقتل منهم ما لا يحصى حتى امتلأت الأرض بالقتلى وأسر ملك الروم أسره غلام لكوهرائين فأراد قتله ولم يعرفه فقال له خدم مع الملك: لا تقتله فإنه الملك. وكان هذا الغلام قد عرضه كوهرائين على نظام الملك فرده استحقارا له فأثنى عليه أستاذه فقال نظام الملك: عسى يأتينا بملك الروم أسيرا. فكان كذلك. ولما أحضر إلى بين يدي السلطان ألب أرسلان ضربه ثلاث مقارع بيده (31/12)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 13 وقال: ألم أرسل إليك في الهدنة فأبيت؟. فقال: دعني من التوبيخ وافعل ما تريد. قال: ما كان عزمك أن تفعل بي لو أسرتني؟ قال: أفعل القبيح. قال: فما تظن أنني أفعل بك؟ قال: إما أن تقتلني وإما أن تشهرني في بلادك والأخرى بعيدة وهي العفو وقبول الأموال واصطناعي. قال له: ما عزمت على غير هذه. ففدى نفسه بألف ألف دينار وخمسمائة ألف دينار وأن ينفذ إليه عسكره كلما طلبه وأن يطلق كل أسير في مملكته. وأنزله في خيمة وأرسل إليه عشرة آلاف دينار ليتجهز بها وخلع عليه وأطلق له جماعة من البطارقة فقال أرمانوس: أين جهة الخليفة؟ فأشاروا له فكشف رأسه وأومأ إلى الجهة بالخدمة وهادنه السلطان خمسين سنة وشيعه مسيرة فرسخ. وأما الروم - لعنهم الله - فلما بلغهم أنه أسر ملكوا عليهم ميخائيل فلما وصل أرمانوس إلى طرف بلاده بلغه الخبر فلبس الصوف وأظهر الزهد وجمع ما عنده من المال فكان مائتي ألف دينار وجوهر بتسعين ألف دينار فبعث به وحلف أنه لا بقي يقدر على غير ذلك. ثم إن أرمانوس استولى على بلاد الأرمن. (31/13)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 14 وكانت هذه الملحمة من أعظم فتح في الإسلام ولله الحمد. ([مسير أتسز بن أبق في بلاد الشام]) قال: وفيها سار أتسز بن أبق الخوارزمي من أحد أمراء ألب أرسلان في طائفة من الأتراك فدخل الشام فافتتح الرملة ثم حاصر بيت المقدس وبه عسكر المصريين فافتتحه وحاصر دمشق وتابع النهب لأعمالها حتى خربها وثبت أهل البلد فرحل عنه. قلت: ولكن خرب الأعمال ورعى الزرع عدة سنين حتى عدمت الأقوات بدمشق وعظم الخطب والبلاء. فلا حول ولا قوة إلا بالله. (31/14)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 15

(سنة أربع وستين وأربعمائة)

([فتح نظام الملك حصن فضلون]) فيها سار نظام الملك الوزير إلى بلاد فارس فافتتح حصن فضلون وكان يضرب المثل بحصانته وأسر فضلون صاحبه فأطلقه السلطان. ([الوباء في الغنم]) وفيها كان الوباء في الغنم حتى قيل إن راعيا بطرف خراسان كان معه خمسمائة شاة ماتوا في يوم. ([وفاة قاضي طرابلس ابن عمار]) ومات قاضي طرابلس أبو طالب بن عمار الذي كان قد استولى عليها توفي في رجب. ([تملك جلال الملك طرابلس]) وتملك بعده جلال الملك أبو الحسن بن عمار وهو ابن أخي القاضي (31/15)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 16 فامتدت أيامه إلى بعد الخمسمائة وأخذت منه الفرنج طرابلس فلا قوة إلا بالله. (31/16)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 17

(سنة خمس وستين وأربعمائة)

([مقتل ألب أرسلان] فيها قتل السلطان ألب أرسلان وقام في الملك ولده ملكشاه. ([انتقال السلطنة إلى نظام الملك]) فسار أخو السلطان قاروت بك صاحب كرمان بجيوشه يريد الاستيلاء على السلطنة فسبقه إلى الري السلطان ملكشاه ونظام الملك فالتقوا بناحية همذان في رابع شعبان فانتصر ملكشاه وأسر عمه قاروت فأمر بخنقه بوتر فخنق وأقر مملكته على أولاده. ورد الأمور في ممالكه إلى نظام الملك وأقطعه أقطاعا عظيمة من جملتها مدينة طوس ولقبه الأتابك ومعناه الأمير (31/17)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 18 الوالد. وظهرت شجاعته وكفايته وحسن سيرته. ([الفتنة بين جيش المستنصر العبيدي والعبيد والعربان]) وفيها وفي حدودها وقعت فتنة عظيمة بين جيش المستنصر العبيدي فصاروا فئتين: فئة الأتراك والمغاربة وقائد هؤلاء ناصر الدولة أبو عبد الله الحسين بن حمدان من أحفاد صاحب الموصل ناصر الدولة بن حمدان وفئة العبيد وعربان الصعيد. فالتقوا بكوم الريش فانكسر العبيد وقتل منهم وغرق نحو أربعين ألفا وكانت وقعة مشهورة. وقويت نفوس الأتراك وعرفوا حسن نية المستنصر لهم وتجمعوا وكثروا فتضاعفت عدتهم وزادت كلف أرزاقهم فخلت الخزائن من الأموال واضطربت الأمور فتجمع كثير من العسكر وساقوا إلى الصعيد وتجمعوا مع العبيد وجاؤوا إلى الجيزة فالتقوا هم والأتراك عدة أيام ثم عبر الأتراك إليهم النيل مع ناصر الدولة بن حمدان فهزموا العبيد. ثم إنهم كاتبوا أم المستنصر واستمالوها فأمرت من عندها من العبيد بالفتك بالمقدمين ففعلوا ذلك فهرب ناصر الدولة والتفت عليهم الترك فالتقوا ودامت الحرب ثلاثة أيام بظاهر مصر وحلف ابن حمدان لا ينزل عن فرسه ولا يذوق طعاما حتى ينفصل الحال. فظفر بالعبيد وأكثر القتل فيهم (31/18)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 19 وزالت دولتهم بالقاهرة وأخذت منهم الإسكندرية وخلت الدولة للأتراك فطمعوا في المستنصر وقلت هيبته عندهم وخلت خزائنه البتة. وطلب ابن حمدان العروض فأخرجت إليهم وقومت بأبخس ثمن وصرفت إلى الجند. فقيل: إن نقد الأتراك كان في الشهر أربعمائة ألف دينار. ([تغلب العبيد على ابن حمدان]) وأما العبيد فغلبوا على الصعيد وقطعوا السبل فسار إليهم ابن حمدان ففروا منه إلى الصعيد الأعلى فقصدهم وحاربهم فهزموه. وجاء الفل إلى القاهرة. ثم نصر عليهم وعظم شأنه واشتدت وطأته وصارحوا الكل فحسده أمراء الترك لكثرة استيلائه على الأموال وشكوه إلى الوزير فقوى نفوسهم عليه وقال: إنما ارتفع بكم. فعزموا على مناجزته فتحول إلى الجيزة فنهبت دوره ودور أصحابه وذل وانحل نظامه. ([انكسار ابن حمدان أمام المستنصر]) فدخل في الليل إلى القائد تاج الملوك شاذي واستجار به وحالفه على قتل الأمير إلدكز والوزير الخطير. فركب إلدكز فقتل الوزير. ونجا إلدكز وجاء إلى المستنصر فقال: إن لم تركب وإلا هلكت أنت ونحن. فركب في السلاح وتسارع إليه الجند والعوام وعبى الجيش فحملوا على ابن حمدان فانكسر واستحر القتل بأصحابه. ([تغلب ابن حمدان على خصومه من جديد]) وهرب فأتى بني سنبس وتبعه فل من أصحابه فصاهر بني سنبس وتقوى بهم فسار الجيش لحربه فأراد أحد المقدمين أن يفوز بالظفر فناجزه (31/19)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 20 بعسكره والتقوا فأسره ابن حمدان وقتل طائفة من جنده. ثم عدى إليه فرقة ثانية لم يشعروا بما تم فحمل عليهم ورفع رؤوس أولئك على الرماح فرعبوا وانهزموا وقتلت منهم مقتلة. وساق وكبس بقية العساكر فهزمهم ونهب الريف وقطع الميرة عن مصر في البر والبحر فغلت الأسعار وكثر الوباء إلى الغاية ونهبت الجند دور العامة وعظم الغلاء واشتد البلاء. ([رواية ابن الأثير عن الغلاء في مصر]) قال ابن الأثير: حتى أن أهل البيت الواحد كانوا يموتون كلهم في ليلة واحدة. واشتد الغلاء حتى حكي أن امرأة أكلت رغيفا بألف دينار فاستبعد ذلك فقيل إنها باعت عروضها وقيمته ألف دينار بثلاثمائة دينار واشترت به قمحا وحمله الحمال على ظهره فنهبت الحملة في الطريق فنهبت هي مع الناس فكان الذي حصل لها رغيفا واحدا. ([مصالحة الأتراك لناصر الدولة ابن حمدان]) وجاء الخلق ما يشغلهم عن القتال ومات خلق من جند المستنصر وراسل الأتراك الذين حوله ناصر الدولة في الصلح فاصطلحوا على أن يكون تاج الملك شاذي نائبا لناصر الدولة بن حمدان بالقاهرة يحمل إليه المال. (31/20)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 21

([الحرب بين ابن حمدان وتاج الملك شاذي]) فلما تقرر شاذي استبد بالأمور ولم يرسل إلى ابن حمدان شيئا فسار ابن حمدان إلى أن نزل بالجيزة. وطلب الأمراء إليه فخرجوا فقبض على أكثرهم ونهب ظواهر القاهرة وأحرق كثيرا منها فجهز إليه المستنصر عسكرا فبيتوه فانهزم. ثم إنه جمع جمعا وعاد إليهم فعمل معهم مصافا فهزمهم ؛ وقطع خطبة المستنصر بالإسكندرية ودمياط وغلب على البلدين وعلى سائر الريف. وأرسل إلى العراق يطلب تقليدا وخلعا. ([اضمحلال أمر المستنصر]) واضمحل أمر المستنصر وخمل ذكره. وبعث إليه ابن حمدان يطلب الأموال فرآه الرسول جالسا على حصير وليس حوله سوى ثلاثة خدم. فلما أدى الرسالة قال: أما يكفي ناصر الدولة أن أجلس على مثل هذه الحال؟ فبكى الرسول وعاد إلى ناصر الدولة فأخبره بالحال فرق له وأجرى له كل يوم مائة دينار. وقدم القاهرة وحكم فيها وكان يظهر التسنن ويعيب المستنصر. وكاتب عسكر المغاربة فأعانوه. ثم قبض على أم المستنصر وصادرها. فحملت خمسين ألف دينار. وكانت قد قل ما عندها إلى الغاية. ([تفرق أولاد المستنصر]) وتفرق عن المستنصر أولاده وكثير من أهله من القحط وضربوا في البلاد. ومات كثير منهم جوعا وجرت عليهم أمور لا توصف في هذه السنة بالديار المصرية من الفناء والغلاء والقتل. (31/21)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 22 وانحط السعر في سنة خمس وستين. ([المبالغة في إهانة المستنصر]) قال ابن الأثير: وبالغ ناصر الدولة بن حمدان في إهانة المستنصر وفرق عنه عامة أصحابه وكان يقول لأحدهم: إنني أريد أن أوليك عمل كذا. فيسير إليه فلا يمكنه من العمل ويمنعه من العود. وكان غرضه من ذلك ليخطب للقائم بأمر الله أمير المؤمنين ولا يمكنه ذلك مع وجودهم ففطن له الأمير إلدكز وهو من أكبر أمراء وقته وعلم أنه متى تم له ما أراد تمكن منه ومن أصحابه. فأطلع على ذلك غيره من أمراء الترك. ([قتل ابن حمدان]) فاتفقوا على قتل ابن حمدان وكان قد أمن لقوته وعدم عدوه. فتواعدوا ليلة وجاؤوا سحرا إلى داره وهي المعروفة بمنازل العز بمصر فدخلوا صحن الدار من غير استئذان فخرج إليهم في غلالة لأنه كان آمنا منهم فضربوه بالسيوف فسبهم وهرب فلحقوه وقتلوه وقتلوا أخويه فخر العرب وتاج المعالي وانقطع ذكر الحمدانية بمصر. ([ولاية بدر الجمالي مصر]) فلما كان في سنة سبع وستين ولي الأمر بمصر بدر الجمالي أمير (31/22)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 23 الجيوش وقتل إلدكز والوزير ابن كدينة وجماعة وتمكن من الدولة إلى أن مات. ([ولاية الأفضل]) وقام بعده ابنه الأفضل. (31/23)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 24

(سنة ست وستين وأربعمائة)

([الغرق العظيم ببغداد]) فيها كان الغرق العظيم ببغداد فغرق الجانب الشرقي وبعض الغربي وهلك خلق كبير تحت الهدم. وقام الخليفة يتضرع إلى الله ويصلي. واشتد الأمر وأقيمت الجمعة في الطيار على ظهر الماء مرتين ودخل الماء في هذه النوبة من شبابيك المارستان العضدي. وارتفعت دجلة أكثر من عشرين ذراعا وبعض المحال غرقت بالكلية وبقيت كأن لم تكن. وهلكت الأموال والأنفس والدواب. وكان الماء كأمثال الجبال. وغرقت الأعراب والتركمان وأهل القرى. وكان من له فرس يركبه ويسوق إلى التلول العالية. وقيل إن الماء ارتفع ثلاثين ذراعا. ولم يبلغ مثل هذه المرة أبدا. وركب الناس في السفن وقد ذهبت أموالهم وغرقت أقاربهم واستولى الهلاك على أكثر الجانب الشرقي. ([رواية ابن الجوزي]) قال سبط الجوزي: انهدمت مائة ألف دار وأكثر. وبقيت بغداد ملقة واحدة وانهدم سورها فكان الرجل يقف في الصحراء فيرى التاج. ونهب للناس ما لا يحصيه إلا الله. وجرى على بغداد نحو ما جرى على مصر من قريب. (31/24)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 25

([رواية ابن الصابيء]) قال ابن الصابيء في تاريخه: تشققت الأرض ونبع منها الماء الأسود وكان ماء سخط وعقوبة. ونهبت خزائن الخليفة. فلما هبط الماء أخرج الناس من تحت الهدم وعلا الناس الذل. ثم فسد الهواء بالموتى ووقع الوباء وصارت بغداد عبرة ومثلا. ([أخذ صاحب سمرقند مدينة ترمذ]) وكان صاحب سمرقند خاقان ألتكين قد أخذ ترمذ بعد قتل السلطان ألب أرسلان فلما تمكن ابنه ملكشاه سار إلى ترمذ وحصرها وطم خندقها ورماها بالمنجنيق فسلموها بالأمان. فأقام فيها نائبا وحصنها وأصلحها وسار يريد سمرقند ففارقها ملكها وتركها وأرسل يطلب الصلح ويضرع إلى نظام الملك ويعتذر فصالحوه. ([وفاة إياس ابن صاحب سمرقند]) وسار ملكشاه بعد أن أقطع أخاه شهاب الدين تكش بلخ وطخارستان. ثم قدم الري فمات ولده إياس وكان فيه شر وشهامة بحيث أن اباه كان يخافه فاستراح منه. ([بناء قلعة صرخد]) وفيها بنيت قلعة صرخد بناها حسان بن مسمار الكلبي. (31/25)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 26

(سنة سبع وستين وأربعمائة)

([دخول بدر الجمالي مصر وتمهيدها]) قال ابن الأثير: قد ذكرنا في سنة خمس ما كان من تغلب الأتراك وبني حمدان على مصر وعجز صاحبها المستنصر عن منعهم ؛ وما وصل إليه من الشدة العظيمة والفقر المدقع وقتل ابن حمدان. فلما رأى المستنصر أن الأمور لا تنصلح ولا تزداد إلا فسادا أرسل إلى بدر الجمالي وكان بساحل الشام فطلبه ليوليه الأمور بحضرته فأعاد الجواب: إن الجند قد فسدوا ولا يمكن إصلاحهم فإن أذنت أن استصحب معي جندا حضرت وأصلحت الأمور. فأذن له أن يفعل ما أراد. فاستخدم عسكرا يثق بهم وبنجدتهم وسار في هذا العام من عكا في البحر زمن الشتاء وخاطر لأنه أراد أن يهجم مصر بغتة. وكان هذا الأمر بينه وبين المستنصر سرا فركب البحر في كانون الأول (31/26)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 27 وفتح الله له بالسلامة ودخل مصر فولاه المستنصر جميع الأمر ولقبه أمير الجيوش فلما كان الليل بعث من أصحابه عدة طوائف إلى أمراء مصر فبعث إلى كل أمير طائفة ليقتلوه ويأتوه برأسه ففعلوا. فلم يصبحوا إلا وقد فرغ من أمراء مصر ونقل جميع حواصلهم وأموالهم إلى قصر المستنصر وسار إلى دمياط وكان قد تغلب عليها طائفة فظفر بهم وقتلهم وشيد أمرها. وسار إلى الإسكندرية فحاصرها ودخلها عنوة وقتل طائفة ممن استولى عليها. وسار إلى الصعيد فهذبه. وقتل به في ثلاثة أيام اثني عشر ألف رجل وأخذ عشرين ألف امرأة وخمسة عشر ألف فرس وبيعت المرأة بدينار والفرس بدينار ونصف. فتجمعوا بالصعيد لحربه وكانوا عشرين ألف فارس وأربعين ألف راجل فساق إليهم فكبسهم وهم على غرة في نصف الليل فأمر النفاطين فأضرموا النيران وضربت الطبول والبوقات فارتاعوا وقاموا لا يعقلون. وألقيت النار في دجلة هناك وامتلأت الدنيا نارا وبلغت السماء فولوا منهزمين وقتل منهم خلق وغرق خلق وسلم البعض. وغنمت أموالهم ودوابهم. ثم عمل بالصعيد مصافا آخر ونصر عليهم وأحسن إلى الرعية وأقام المزارعين فزرعوا البلاد وأطلق لهم الخراج ثلاث سنين فعمرت البلاد وعادت وذلك بعد الخراب إلى أحسن ما كانت عليه. (31/27)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 28 ([وفاة الخليفة القائم بأمر الله]) وفي شعبان توفي أمير المؤمنين القائم بأمر الله العباسي واستخلف بعده حفيده عبد الله بن محمد ولقب بالمقتدي بأمر الله. وحضر قاضي القضاة أبو عبد الله الدامغاني والشيخ أبو إسحاق الشيرازي والشيخ أبو نصر بن الصباغ ومؤيد الملك ولد نظام الملك وفخر الدولة بن جهير الوزير ونقيب النقباء طراد العباسي والمعمر بن محمد نقيب العلويين وأبو جعفر بن أبي موسى الهاشمي الفقيه. فكان أول من بايعه الشريف أبو جعفر فإنه لما فرغ من غسل القائم بايعه وتمثل: (إذا سيد مضى قام سيد .......... ثم ارتج عليه فقال المقتدي: (قؤول لما قال الكرام فعول .......... فلما فرغوا من بيعته صلى بهم العصر. (31/28)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 29 وكان أبوه الذخيرة أبو العباس محمد بن القائم قد توفي أيام القائم ولم يكن له غيره فأيقن الناس بانقراض نسل القائم وانتقال الخلافة من البيت القادري. وكان للذخيرة جارية تسمى أرجوان فلما مات ورأت أباه قد جزع ذكرت له أنها حامل فتعلقت الآمال بذلك الحمل. فولدت هذا بعد موت أبيه بستة أشهر فاشتد سرور القائم به وبالغ في الإشفاق عليه والمحبة له. وكان ابن أربع سنين في فتنة البساسيري فأخفاه أهله وحمله أبو الغنائم بن المحلبان إلى حران ولما عاد القائم إلى بغداد أعيد المقتدي فلما بلغ الحلم جعله ولي عهده. ([وزارة ابن جهير]) ولما استخلف أقر فخر الدولة بن جهير على وزارته بوصية من جده. ([أخذ البيعة من السلطان ملكشاه]) وسير عميد الدولة بن فخر الدولة إلى السلطان ملكشاه لأخذ البيعة وبعث معه تحفا وهدايا. ([قطع الخطبة للعباسيين بمكة]) وفيها بعث المستنصر بالله العبيدي إلى ابن أبي هاشم صاحب مكة هدية جليلة وطلب منه أن يعيد له الخطبة. فقطع خطبة المقتدي بالله وخطب للمستنصر بعد أن خطب لبني العباس بمكة أربع سنين. ثم أعيدت خطبتهم في السنة الآتية. (31/29)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 30

([اختلاف العرب بإفريقية]) وفيها اختلفت العرب بإفريقية وتحاربوا وقويت بنو رياح على قبائل زغبة وأخرجوهم عن البلاد. ([حريق بغداد]) وفيها وقع ببغداد حريق عظيم بمرة هلك فيه ما لا يعلمه إلا الله. قال صاحب مرآه الزمان: أكلت النار البلد في ساعة واحدة فصارت بغداد تلولا. ([تحديد المنجمين موعد النيروز]) وفيها جمع نظام الملك المنجمين وجعلوا النيروز أول نقطة من الحمل وقد كان النيروز قبل ذلك عند حلول الشمس نصف الحوت. وصار ما فعله النظام مبدأ التقاويم. ([عمل الرصد للسلطان ملكشاه]) وفيها عمل الرصد للسلطان ملكشاه وأنفق عليه أموالا عظيمة وبقي دائرا إلى آخر دولته. ([وفاة صاحب حلب]) وفيها مات صاحب حلب عز الدولة محمود بن نصر وتملك ابنه نصر بعده. (31/30)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 31

(سنة ثمان وستين وأربعمائة)

([استرجاع منبج من الروم]) فيها أخذ صاحب حلب نصر بن محمود مدينة منبج من الروم. ([محاصرة أتسز دمشق]) وفيها حصر أتسز مدينة دمشق وأميرها المعلى بن حيدرة من جهة المستنصر فلم يقدر عليها فترحل. ([هرب المعلى من دمشق وقتله]) وفي ذي الحجة هرب المعلى بن حيدرة منها وكان ظلوما غشوما للجند والرعية فثاروا عليه فهرب إلى بانياس فأخذ إلى مصر وحبس إلى أن مات. (31/31)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 32

([ولاية المصمودي دمشق]) فلما هرب اجتمعت المصامدة وهم أكثر جند البلد يومئذ فولوا على البلد رزين الدولة انتصار بن يحيى المصمودي. والمصامدة قبيلة من المغاربة. ([عودة أتسز إلى دمشق]) وكان أهل الشام في غلاء مفرط وقحط فوقع الخلف بين المصامدة وأحداث البلد فعرف أتسز فجاء من فلسطين ونزل على البلد يحاصره وعدمت الأقوات فسلموا إليه البلد. وعوض انتصار ببانياس ويافا ودخلها في ذي القعدة وخطب بها لأمير المؤمنين المقتدي وقطع خطبة المصريين وأبطل الأذان بحي على خير العمل وفرح الناس به. وغلب على أكثر الشام وعظم شأنه وخافته المصريون لكن حل بأهل الشام منه قوارع البلاء حتى أهلك الناس وأفقرهم وتركهم على برد الديار. (31/32)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 33 فارغة (31/33)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 34

(سنة تسع وستين وأربعمائة)

([إنهزام أتسز عن مصر]) فيها سار أتسز بجيوشه الشامية وقصد مصر وحاصرها ولم يبق إلا أن يملكها فاجتمع أهلها عند ابن الجوهري الواعظ ودعوا وتضرعوا فترحل عنهم شبه المنهزم من غير سبب. ([دخول أتسز دمشق]) وعصى عليه أهل القدس فقاتلهم ودخل البلد عنوة فقتل وعمل كل نحس وقتل بها ثلاثة آلاف نفس وذبح القاضي والشهود صبرا بين يديه. وقيل إنه إنما جاء من مصر منهزما في أنحس حال بعد مصاف كان بينه وبين بدر الدين الجمالي وهذا أشبه. ([الفتنة بين القشيري والحنابلة]) وفيها قدم بغداد أبو نصر الأستاذ أبو القاسم القشيري فوعظ بالنظامية وبرباط شيخ الشيوخ. وجرى له فتنة كبيرة مع الحنابلة لأنه تكلم على مذهب الأشعري وحط عليهم. وكثر أتباعه والمتعصبون له فهاجت أحداث السنة وقصدوا نحو النظامية وقتلوا جماعة نعوذ بالله من الفتن. (31/34)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 35

([رواية ابن الأكفاني عن كسرة أتسز]) قال هبة الله بن الأكفاني: كان كسرة أتسز بن أوق بمصر ثم رجع وجمع وطلع إلى القدس ففتحها وقتل بها ذلك الخلق العظيم فمنهم حمزة ابن علي العين زربي الشاعر. ([رواية ابن القلانسي]) وقال أبو يعلى حمزة: سار أتسز فكسره أمير الجيوش. فأفلت في نفر يسير وجاء إلى الرملة وقد قتل أخوه وقطعت يد أخيه الآخر. فسرت نفوس الناس بمصابه وتحكم السيف في أصحابه. (31/35)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 36

(سنة سبعين وأربعمائة)

([الصلح بين ابن باديس وابن علناس]) فيها اصطلح تميم بن المعز بن باديس صاحب إفريقية مع الناصر بن علناس صاحب قلعة حماد بعد حروب وفصول تطول. وزوجه تميم بابنته فبعث الصداق ثلاثين ألف دينار فأخذ منها تميم دينارا واحدا ورد الباقي وبعث معها جهازا عظيما. ([الفتنة ببغداد]) وفيها كانت ببغداد فتنة هائلة بسبب الاعتقاد ونهب بعضهم بعضا فركب الجند وقتلوا جماعة فسكنوا على حنق وتشفت الرافضة بهم. [نزول ناصر الدولة الجيوشي على دمشق] وفيها نزل المصريون مع ناصر الدولة الجيوشي على دمشق فأقام عليها مديدة ثم ترحل عنها. ([نزول تتش على حلب]) وفيها نزل تاج الدولة تتش على حلب محاصرا لها ثم رحل عنها. (31/36)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 37

([منازلة دمشق ثانية]) ثم جاء جيش مصر فنازلوا دمشق ثانيا. (31/37)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 38 فارغة (31/38)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 39

(الطبقة السابعة والأربعون)

(المتوفون في سنة إحدى وستين وأربعمائة من المشاهير)

(- حرف الألف -) - أحمد بن إسحاق بن شيث. الإمام أبو نصر البخاري الصفار الحنفي. المجاور بمكة. نشر علمه بالحرم ومات بالطائف. وابنه: (31/39)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 40 1 - إسماعيل. كان قوالا بالحق إماما عالما عاملا قتله الخاقان نصر بن إبراهيم صبرا لنهيه عن المنكر في سنة إحدى هذه. فالترجمة لإسماعيل لا لوالده فتحول. 2 - أحمد بن الحسن بن علي بن الفضل. أبو الحسن البغدادي الكاتب. أخو الشاعر أبي منصور علي صردر. سمع: أبا الحسين بن بشران وأبا الحسن الحمامي وأحمد بن علي الباداء. وعنه: شجاع الذهلي وأبو علي البرداني وأبو الغنائم النرسي وعلي ابن أحمد الموحد. وكان صالحا خيرا كبير الذكر. (31/40)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 41 توفي في ربيع الآخر وله خمس وثمانون سنة. 3 - أحمد بن عبد الواحد بن معمر. أبو معمر الهروي البالكي المزكي. سمع: عبد الرحيم بن أبي شريح وغيره. وتوفي في شوال. وقد حدث بالجعديات كلها عن: ابن أبي شريح. روى عنه أهل هراة. وكان من الفقهاء. 4 - أحمد بن علي بن يحيى. أبو منصور الأسداباذي المقريء. حدث ببغداد عن: أبي القاسم عبيد الله بن أحمد الصيدلاني. قال الخطيب: كتبنا عنه وكان يذكر أنه سمع من الدارقطني ويذكر أشياء تدل على تخليطه. (31/41)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 42 وعاش خمسا وتسعين سنة. 5 - أحمد بن عمر بن الحسن بن يوسف. أبو القاسم الإصبهاني المؤدب. في المحرم. رحل وروى عن: أبي عمر الهاشمي وأبي عمر بن مهدي وهلال الحفار. 6 - أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن الحسن بن مسعود. أبو عمر الجذامي البزلياني القاضي ببجانة. صحب أبا بكر بن زرب وأبا عبد الله بن مفرج والزبيدي وابن أبي زمنين. (31/42)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 43 وكان من العلماء. حدث عنه: ابن خزرج وقال: ولد سنة ستين وثلاثمائة. قلت: فيكون مبلغ عمره مائة سنة وسنة. 7 - إبراهيم بن يحيى بن محمد بن حسين بن أسد. أبو بكر التميمي الحماني المقريء القرطبي المعروف بابن الطبني. أخذ مع ابن عمه أبي مروان عن بعض شيوخه. وكان عالما بالطب. من بيت حشمة. وكان صديقا لأبي محمد بن حزن. مولده سنة ست وتسعين وثلاثمائة. (31/43)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 44 8 - إسماعيل بن أبي نصر الصفار. كان إماما قوالا بالحق. قتله الخاقان ببخارى صبرا لأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر. (- حرف الحاء -) 9 - حيدرة بن إبراهيم بن العباس بن الحسن. النقيب أبو طاهر الحسيني ابن أبي الجن الدمشقي. ولي نقابة العلويين. قال ابن عساكر: بلغني أنه قتل بعكا وسلخ في سنة إحدى. (31/44)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 45

(- حرف العين -) 10 - عبد الله بن محمد بن سعيد. أبو محمد الأندلسي البشكلاري. نزيل قرطبة. وبشكلار: قرية من قرى جيان. روى عن: أبي محمد الأصيلي وأبي حفص بن نابل وأحمد بن فتح الرسان ومحمد بن أحمد بن حيوة وخلف بن يحيى الطليطلي. وكان ثقة فيما رواه شافعي المذهب. روى عنه: أبو علي الغساني وأبو القاسم بن صواب وأجاز له بخطه. توفي في رمضان. وولد سنة سبع وسبعين وثلاثمائة. 11 - عبد الرحمن بن محمد بن فوران. (31/45)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 46 أبو القاسم المروزي الفقيه صاحب أبي بكر القفال. له المصنفات الكثيرة في المذهب والأصول والجدل والملل والنحل. وطبق الأرض بالتلامذة. وله وجوه جيدة في المذهب. عاش ثلاثا وسبعين سنة وتوفي في رمضان. وكان مقدم أصحاب الحديث الشافعية بمرو. سمع: علي بن عبد الله الطيسفوني وأبا بكر القفال. روى عنه: عبد المنعم بن أبي القاسم القشيري وزاهر وعبد الرحمن ابن عمر المروزي. وصنف كتاب الإبانة وغيرها. وهو شيخ أبي سعد المتولي صاحب التتمة. والتتمة هي تتمة لكتاب الإبانة المذكور وشرح لها. وقد أثنى أبو سعد على الفوراني هذا في خطبة التتمة. (31/46)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 47 وقد سمع منه أيضا: محيي السنة البغوي. وكان أبو المعالي إمام الحرمين يحط على الفوراني حتى قال في باب الأذان: والرجل غير موثوق بنقله. ونقم العلماء ذلك على أبي المعالي ولم يصوبوا كلامه. 12 - عبد الرحيم بن أحمد بن نصر بن إسحاق بن عمرو. (31/47)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 48 الحافظ أبو زكريا التميمي البخاري المحدث صاحب الرحلة الواسعة. سمع بالشام والعراق ومصر واليمن والثغور والحجاز وبخارى والقيروان. وحدث عن: أبي نصر أحمد بن علي الكاتب وأبي عبد الله محمد بن أحمد الغنجار وأبي عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي الفقيه وأبي يعلى حمزة بن عبد العزيز المهلبي وأبي عمر بن مهدي الفارسي وهلال الحفار وأبي محمد عبد الله بن عبيد الله بن البيع وتمام بن محمد الرازي وعبد الغني بن سعيد الأزدي وابن النحاس وابن الحاج الإشبيلي وخلق كثير. روى عنه: أبو نصر بن الجبان وهو من شيوخه ؛ وعلي بن محمد الحنائي والفقيه نصر المقدسي ومشرف بن علي التمار وجميل بن يوسف المادرائي وأحمد بن إبراهيم بن يونس المقدسي وأبو عبد الله محمد بن أحمد الرازي وآخرون. وكان مولده في سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة. وأكبر شيخ له إبراهيم بن محمد بن يزداد الرازي حدثه عن عبد الرحمن ابن أبي حاتم وذلك في مشيخة الرازي. وفي الرواة عن أبي زكريا سابق ولاحق بينهما في الموت مائة سنة وهما عبد الوهاب بن الجبان والرازي. أخبرنا المسلم بن محمد بن علان كتابة عن القاسم بن علي بن الحسن: أنا أبو الحسن بن المسلم الفرضي ثنا عبد العزيز الكتاني أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله المري: حدثني عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري: قدم علينا طالب علم أنا أحمد بن علي بن نصر الكاتب ببخارى ثنا (31/48)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 49 أبو نصر أحمد بن سهل ثنا قيس بن أنيف ثنا محمد بن صالح ثنا محمد بن سليمان المالكي ثنا عبد الله بن ميمون القداح عن جعفر بن محمد عن أبي عن جده عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اغسلوا ثيابكم وخذوا من شعوركم واستاكوا وتزينوا فإن بني إسرائيل لم يكونوا يفعلون ذلك فزنت نساؤهم. قال أبو عبد الله الرازي: دخل أبو زكريا عبد الرحيم بلاد الأندلس وبلاد المغرب وكتب بها وكتب عمن هو دونه ؛ وفي شيوخه كثرة وكان من الحفاظ الأثبات. قال السلفي هذا على لسان الرازي في مشيخته ؛ وورخ وفاته ابن الأكفاني في سنتنا هذه. وقال ابن طاهر المقدسي في كتاب تكملة الكامل في الضعفان إن شيخه سعد بن علي الزنجاني حدثه أنه لم يرو كتاب مشتبه النسبة عن مؤلفه عبد الغني إلا ابن بنته علي بن بقاء وأن عبد الرحيم حدث به. وفي قول الزنجاني نظر فإن رشأ بن نظيف قد روى هذا الكتاب عن عبد الغني أيضا. وهو وعبد الرحيم بن أحمد ثقتان. وبمثل هذا لا يحل تضعيف الرجل العالم. (31/49)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 50 13 - عبد الواحد بن علي بن عبد الواحد بن موحد بن البري بالفتح. (31/50)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 51 أبو الفضل السلمي. سمع: أبا بكر محمد بن عبد الرحمن القطان وعبد الرحمن بن أبي نصر. روى عنه: أبو بكر الخطيب وعمر الرؤاسي وابن أخيه علي بن الحسن ابن البري. مات في المحرم. 14 - عبد الغفار بن أحمد بن محمد بن يعقوب. أبو منصور الإصبهاني المعدل. عن: إبراهيم بن خرشيد قوله. مات في ذي القعدة. 15 - عبد الواحد بن أبي جعفر محمد بن أحمد بن المرزبان. أبو مسلم الأبهري الإصبهاني. روى جزء لوين عن والده. روى عنه: عبد الصمد بن الحسين بن إبراهيم الجمال شيخ أبي علي الحداد. توفي في رجب وله ثلاث وتسعون سنة. والعجب من الحداد كيف لم يسمع منه وروى عن رجل عنه. (31/51)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 52 16 - عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن محمد بن صالح. أبو الفضل المعلم. سمع: أبا عبد الله بن مندة وخلقا. 17 - عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب بن عبد القدوس. أبو القاسم الأنصاري القرطبي. حج وسمع من: أبي بكر محمد بن علي المطوعي بمكة. وقرأ القراءآت بدمشق على: أبي علي الأهوازي. وسمع من أبي الحسن السمسار وأخذ بحران عن الشريف الزيدي. وأخذ بمصر عن أبي العباس بن نفيس وبميافارقين عن محمد بن أحمد الفارسي. وكان من جلة المقرئين ومن الخطباء المجودين. كانت الرحلة إليه في القراءآت. توفي في ذي القعدة ومولده سنة ثلاث وأربعمائة. ولي خطابة قرطبة. وصنف المفتاح في القراءآت. 18 - عمر بن منصور بن أحمد بن محمد بن منصور. الحافظ أبو حفص البخاري البزاز. محدث ما وراء النهر في وقته. سمع: أبا علي بن حاجب الكشاني وأبا نصر أحمد بن محمد (31/52)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 53 الملاحمي وأبا الفضل أحمد بن علي السليماني وإبراهيم بن محمد الرازي وطبقتهم. روى عنه: الحافظ عبد الغني النخشبي ومحمد بن علي بن سعيد المطهري ومحمد بن عبد الله السرخكتي وآخرون. قال النخشبي: هو مكثر صحيح السماع فيه هزل. وقال أبو سعد بن السمعاني: مات بعد الستين وأربعمائة وهو سبط محمد بن أحمد بن خنب. (- حرف الميم -) 19 - محمد بن مكي بن عثمان. (31/53)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 54 أبو الحسين الأزدي المصري. سمع: أبا الحسن علي بن محمد الحلبي ومحمد بن أحمد الإخميمي والمؤمل بن أحمد والميمون بن حمزة الحسيني وأبا مسلم الكاتب وعبد الكريم بن أحمد بن أبي جرار الصواف وجده لأمه أحمد بن عبد الله بن رزيق البغدادي وأبا علي أحمد بن عمر بن خرشيد قوله وغيرهم. حدث بمصر ودمشق. حدث عنه: أبو بكر الخطيب ونصر المقدسي وعبد الواحد وعبد الله ابنا أحمد السمرقندي وأبو القاسم النسيب وهبة الله بن الأكفاني وأبو القاسم ابن بطريق وعبد الكريم بن حمزة وطاهر بن سهل الإسفرائيني وغيرهم. مولده سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. ووثقه الكتاني وقال: توفي في نصف جمادى الأولى بمصر رحمه الله تعالى. 20 - محمد بن وهب بن بكير. أبو عبد الله الكناني الأندلسي قاضي قلعة رباح. روى عن: أبي محمد بن ذنين وأبي عبد الله بن الفخار ومحمد بن ممين. (31/54)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 55 وكان ينصر مذهب مالك مع الدين والخير. استوطن طليطلة وبها توفي. 21 - المسيب بن محمد بن المسيب. أبو عمرو الأرغياني. وأرغيان قرى من أعمال نيسابور. رحل وسمع ببغداد: أبا عمر بن مهدي وبالبصرة: أبا عمر الهاشمي. روى عنه: زاهر الشحامي. وكان صالحا دينا سكن نيسابور. 22 - المظفر بن الحسن. أبو سعد الهمداني سبط أبي بكر بن لال. سكن بغداد وحدث عن: جده ابن لال وأحمد بن فراس العبقسي وأبي أحمد محمد بن عبد الله بن جامع الدهان. قال الخطيب: كتبت عنه وكان ثقة. عاش ثمانين سنة. (- حرف النون -) 23 - نصر بن عبد العزيز بن أحمد بن نوح. أبو الحسين الفارسي الشيرازي المقريء المجود نزيل مصر. أقرأ بها القرآن زمانا وأملى مجالس. وكان قد قرأ بالروايات على: أبي الحسين أحمد بن عبد الله (31/55)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 56 السوسنجردي وبكر بن شاذان الواعظ وأبي أحمد الفرضي وأبي الحسين الحمامي ومنصور بن محمد بن منصور صاحب ابن مجاهد وجماعة. قرأ عليه: أبو الحسين الخشاب وأبو القاسم بن الفحام وغيرهما. وكان يتفرد بنكت عن: أبي حيان التوحيدي. وروى الحديث عن: أبي أحمد الفرضي وابن الصلت المجبر وابن بشران المعدل. روى عنه: أبو عبد الله الرازي في مشيخته. ورحل إلى مصر هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي وعمر بن عبد الكريم الدهستاني في رأس سنة ستين وأربعمائة فأدركاه وسمعا منه. وروى عنه: أحمد بن يحيى بن الجارود وروزبة بن موسى الخزاعي. وكان من كبار أئمة القراء قرأ بما في الروضة على جميع شيوخ مصنفها. (- حرف الياء -) 24 - يعقوب بن موسى بن طاهر بن أبي الحسام. أبو أيوب المرسي. روى عن: أبي الوليد بن ميقل وحاتم بن محمد وجماعة. قال ابن مدبر: كان فقيها حافظا متفننا. توفي في صفر. (31/56)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 57 25 - يونس بن عمر الإصبهاني. نزيل القدس. روى عن: عبد الرحمن بن أبي نصر التميمي. روى عنه: نصر المقدسي وأبو الفتيان الرؤاسي. (31/57)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 58

(سنة اثنتين وستين وأربعمائة)

(- حرف الألف -) 26 - أحمد بن الحسن بن أحمد بن علي. أبو بكر بن اللحياني البغداي الصفار المقريء. أحد قراء السبعة المحققين. قرأ بالروايات على: أبي الحسن الحمامي وغيره. وسمع من: أبي الفتح بن أبي الفوارس وأبي الحسين بن بشران. قرأ عليه: علي بن المجلي. توفي في رجب ورخه ابن خيرون وقال: قيل إنه نسي القرآن. وقال أبو علي بن البرداني: سألته عن مولده فقال: في أول سنة تسع وثمانين وثلاثمائة. 27 - أحمد بن الحسين بن سعد الطرسوسي. أبو الحسين البزاز الشاهد الدمشقي من أهل سوق الأحد. حدث عن: محمد بن إبراهيم الشيرازي وعبد الرحمن بن أبي نصر. روى عنه: عمر الرؤاسي وهبة الله بن الأكفاني. 28 - أحمد بن علي الأسداباذي القوهي. (31/58)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 59 حدث بدمشق عن: عبيد الله بن أحمد الصيدلاني ومحمد بن عبد الله الجعفي. وعنه: عبد العزيز الكتاني ونجا العطار. قال ابن خيرون: فيها توفي وكان كذابا سمع لنفسه. 29 - أحمد بن علي بن أبي قتيبة الإصبهاني. سمع: الحافظ ابن منده. 30 - أحمد بن محمد بن سياوش. أبو بكر الكازروني الفارسي البيع. شيخ ثقة صالح مكثر. قال أبو سعد: سمع: أبا أحمد الفرضي وابن الصلت المجبر وهلالا الحفار. وأكثر عن هذه الطبعة. ثنا عنه: أبو بكر قاضي المرستان وأبو عبد الله السلال. توفي في جمادى الأولى. 31 - أحمد بن منصور بن خلف المغربي. (31/59)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 60 قد ذكر في سنة تسع وخمسين وأربعمائة. 32 - إبراهيم بن الحسين بن محمد بن أحمد بن حاتم بن صولة. أبو نصر البغدادي البزاز نزيل مصر ووالد أبي الحسن علي. سمع: أبا أحمد الفرضي. وعنه: جعفر السراج وعلي بن المؤمل بن غسان الكاتب وعلي بن الحسن الفراء ومحمد بن أحمد الرازي المعدل وغيرهم. وكان محدثا ثقة عالما. 33 - إبراهيم بن محمد. أبو إسحاق الأزدي القرطبي. أخذ عن: مكي وأبي العباس المهدوي. وأقرأ الناس بقرطبة. (- حرف الثاء -) 34 - ثابت بن محمد بن علي. أبو محمد وأبو القاسم الطبقي الفزاري. سمع: أبا الحسن بن الصلت المجبر. وعنه: أبو عبد الله البارع وعبيد الله بن نصر الزاغوني. حدث في هذا العام ولم أعرف وفاته. (- حرف الحاء -) 35 - الحسن بن علي بن محمد بن أحمد بن أبي عيسى. (31/60)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 61 أبو علي الحسناباذي المحدث. روى عن: أبي بكر بن مردويه الحافظ. ورحل فسمع ببغداد من أبي الحسن بن رزقويه وطبقته. وكان يفهم. روى عنه: عبد السلام الحسناباذي ومحمد بن عبد الواحد الدقاق. 36 - الحسن بن علي بن عبد الصمد بن مسعود. أبو محمد الكلاعي اللباد المقريء الدمشقي. كان آخر من قرأ على الجبني أبي بكر محمد بن أحمد. سمع من: تمام الرازي وعبد الرحمن بن أبي نصر وعبد الوهاب الميداني. روى عنه: أبو بكر الخطيب وعمر الرؤاسي وسبطه محمد بن أحمد (31/61)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 62 اللباد وأبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب وهبة الله بن الأكفاني وقال: هو ثقة دين. قال لي: ولدت سنة 79. ومات في صفر. 37 - الحسين بن أحمد. أبو علي الخفافي. توفي بنيسابور في شهر ربيع الآخر وله تسع وستون سنة. 38 - حسين بن محمد بن أحمد القاضي. أبو علي المروزي يقال له أيضا المروروذي الشافعي. (31/62)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 63 فقيه خراسان في عصره. وكان أحد أصحاب الوجوه تفقه على أبي بكر القفال. وله: التعليق الكبير والفتاوى. وعليه تفقه صاحب التتمة وصاحب التهذيب محيي السنة. وكان يقال له: حبر الأمة. ومما نقل في تعليقه أن البيهقي نقل قولا للشافعي في أن المؤذن إذا ترك الترجيع في الأذان لا يصح أذانه. وروى عنه: عبد الرزاق المنيعي ومحيي السنة البغوي في تصانيفه. قلت: توفي القاضي حسين بمرو الروذ في المحرم من السنة. ويقال: إن أبا المعالي تفقه عليه أيضا. (31/63)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 64 39 - حمد بن محمد بن عبد العزيز السكري. الإصبهاني العسال. سمع: أبا عبد الله بن مندة. أرخه يحيى بن مندة. (- حرف الذال -) 40 - ذؤيب بن عبد الرحمن بن أحمد. أبو عمر القرشي الهروي. روى عن: عبد الرحمن بن أبي شريح. (- حرف الزاي -) 41 - زياد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الحكم. أبو محمد الإصبهاني الحلاب البقال. سمع: أبا عبد الله بن مندة وجده. شيخ صالح. مات في شوال. قاله يحيى بن مندة. (31/64)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 65

(- حرف السين -) 42 - سعيد بن عيسى بن أحمد بن لب. أبو عثمان الرعيني الطليطلي ويعرف بالقري وبالأصغر. ولد سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة ودخل قرطبة طالب علم في سنة تسع وتسعين فلقي علي بن سليمان الزهراوي ومحمد بن فضل الله. ولقي بمالقة نافعا الأديب وسمع منهم ومن خلق. وبرع في اللغة والنحو وصنف شرحا للجمل وجلس للإفادة. أخذ عنه: عبد الرحمن بن أفلح وغيره. وعاش إحدى وثمانين سنة. (- حرف العين -) 43 - عبد الله بن الحسن بن طلحة. أبو محمد التنيسي ابن النخاس. ويعرف أيضا بابن البصري. قدم دمشق ومعه ابناه محمد وطلحة فسمعوا الكثير من أبي بكر الخطيب وغيره. (31/65)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 66 وحدث عن: ابن نظيف الفراء وجماعة. روى عنه: نصر المقدسي وهبة الله بن الأكفاني وعبد الكريم بن حمزة. وعاش بضعا وخمسين سنة. توفي تقريبا. 44 - عبد الله بن محمود الدمشقي البرزي. سمع عبد الرحمن بن أبي نصر وغيره. وعنه: هبة الله الأكفاني وغيره. وكان يحفظ مختصر المزني وكنيته أبو علي. (31/66)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 67 45 - عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي العجائز. القاضي أبو محمد الأزدي الدمشقي. ناب في الحكم بدمشق. سمع: أباه وأبا محمد بن أبي نصر وأبا نصر بن الجندي. روى عنه: الضحاك بن أحمد الخولاني وهبة الله بن الأكفاني وجماعة. توفي في رجب في الثمانين. 46 - عبد الباقي بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الربيع ابن ثابت بن وهب بن مشجعة بن الحارث بن عبد الله صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم كعب بن مالك الأنصاري البغدادي. أبو طاهر. والد القاضي أبي بكر. ساق نسبه أبو سعد السمعاني وقال: شيخ صالح ثقة راغب في الخير مختلط بأهل العلم. سمع: أبا الحسن بن الصلت المجبر وأبا نصر بن حسنون النرسي. ثنا عنه ولده. وذكره عبد العزيز النخشبي في معجمه. وقال أبو طاهر البزاز: شيخ صالح ثقة له كرم ونفقة على أهل العلم. ولد في حدود تسعين وثلاثمائة. (31/67)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 68 47 - عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة. أبو الحسن بن الحافظ أبي عبد الله العبدي الإصبهاني التاجر. روى عن: أبيه وإبراهيم بن خرشيد قوله وأبي جعفر بن المرزبان الأبهري وأبي محمد بن يوة وعمر بن إبراهيم بن الفاخر والحسين بن منجويه وجماعة. قال شيرويه: قدم همدان. وكان صدوقا من بيت العلم. وحدث عنه أصحابنا. وقال أخوه أبو القاسم عبد الرحمن: توفي أخي أبو الحسن بجيرفت في عاشر ربيع الآخر. وأما يحيى بن عبد الوهاب فورخه كذلك لكن قال في سنة أربع وستين. وأنه ولد سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. فعلى هذا تكون مدة عمره ثمانين سنة. قال: وله أعقاب. قلت: روى عنه هو والحسين بن عبد الملك الخلال وعدة. وكان يشبه أباه رحمهما الله. 48 - عبيد الله بن إبراهيم بن أحمد. أبو محمد النجار الدمشقي المعروف بابن كبيبة. (31/68)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 69 سمع من: تمام الرازي والحسين بن أبي كامل وجماعة. روى عنه: الخطيب وابنه صاعد بن عبد الله وهبة الله بن الأكفاني وطاهر بن الإسفرائيني وإسماعيل بن أحمد السمرقندي. قال ابن ماكولا: هو شيخ صالح سمعنا منه بدمشق وسمع منه الحميدي. توفي في ربيع الآخر وقد جاوز الثمانين. 49 - علي بن أحمد بن الملطي السراج. البغدادي. سمع: ابن الصلت المجبر وابن مهدي. وعنه: يحيى وأبو غالب ابنا البناء والمبارك بن الطيوري. مات في جمادى الأولى وله تسع وسبعون سنة. 50 - علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن شريعة اللخمي الباجي. أبو الحسن. من أهل إشبيلية. روى عن: والده. (31/69)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 70 وكان نبيه البيت والحسب. روى عنه: أبو الحسن شريح بن محمد. وولد في سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة وتوفي في ربيع الآخر. 51 - عمر بن أحمد بن الحسين الكرجي. حدث بإصبهان عن: هبة الله اللالكائي. وعنه: سعيد بن أبي الرجاء. توفي في صفر. (- حرف الميم -) 52 - محمد بن أحمد بن سهل. أبو غالب الواسطي المعروف بابن بشران وبابن الخالة المعدل الحنفي اللغوي شيخ العراق في اللغة. وأما نسبته إلى ابن بشران فلأن جده لأمه هو ابن عمر أبي الحسين بن بشران المعدل. ولد أبو غالب سنة ثمانين وثلاثمائة. سمع: أبا القاسم علي بن طلحة بن كردان النحوي وأبا الفضل التميمي وأبا الحسين علي بن دينار وأبا عبد الله العلوي وأبا عبد الله بن مهدي وأبا الحسن المطاردي وأبا الحسن الصيدلاني وأبا الحسين بن (31/70)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 71 السماك وأبا بكر أحمد بن عبيد بن بيري. قال ابن السمعاني: كان الناس يرحلون إليه يعني لأجل اللغة وهو مكثر من كتب الأدب وروايتها. روى عنه: أبو عبد الله الحميدي وهبة الله بن محمد الشيرازي. وبالإجازة: أبو القاسم بن السمرقندي والقاضي أبو عبد الله بن الجلابي. قلت: روى عنه: علي بن محمد والد الجلابي ومن خطه نقلت من الزيادات التالية لتاريخ واسط أنه توفي يوم الخميس الخامس عشر من رجب من سنة اثنتين وستين وأربعمائة. وذكر مولده. وقال خميس: كان أحد الأعيان تخصص بابن كردان النحوي وقرأ عليه كتاب سيبويه ولازم حلقة أبي إسحاق الرفاعي صاحب السيرافي وكان يقول: قرأت عليه من أشعار العرب ألف ديوان. وكان مكثرا حسن المحاضرة إلا أنه لم ينتفع به أحد. يعني أنه لم يتصدر للإفادة. قال: وكان جيد الشعر معتزليا. وممن روى عنه: أبو المجد محمد بن محمد بن جهور القاضي وأبو نصر ابن ماكولا وأهل واسط. (31/71)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 72 وسمع هو من خاله أبي الفرج محمد بن عثمان بن محمد بن بشران الواسطي. 53 - محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن القاضي أبي الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم. أبو الحسن الأسدي الدمشقي. سمع: أباه وعبد الرحمن بن أبي نصر وصدقة بن المظفر وجماعة. روى عنه: أبو بكر الخطيب ونجا بن أحمد وأبو القاسم النسيب وعبد الكريم بن حمزة. ووثقه النسيب. (31/72)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 73 وتوفي في ذي القعدة. 54 - محمد بن أبي الحزم جهور بن محمد بن جهور بن عبيد الله بن محمد بن الغمر. الأمير أبو الوليد رئيس قرطبة ومدبر أمرها لوالده. قرأ القرآن على أبي محمد مكي. وسمع من: أبي المطرف القنازعي ويونس بن عبد الله القاضي وابن بنوش. وكان معتنيا بالرواية وسمع الكثير. وتوفي معتقلا في سجن المعتمد محمد بن عباد في نصف شوال وقد جاوز السبعين. لم يذكر ابن بشكوال شيئا من سيرته. وقد ولي إمرة قرطبة بعد والده في سنة خمس وثلاثين فحكم فيها مدة ثمانية أعوام إلى أن قويت شوكة المعتمد ابن عباد واستولى على قرطبة فسجن ابن جهور في حصن. 55 - محمد بن الحسين بن عبد الله بن أبي علانة. أبو سعد البغدادي. سمع: أبا طاهر المخلص وابن جمكان الفقيه. قال الخطيب: كتبت عنه وكان سماعه صحيحا. (31/73)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 74 56 - محمد بن عتاب بن محسن مولى عبد الملك بن أبي عتاب الجذامي. أبو عبد الله مفتي قرطبة وعالمها. ولد سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة. وروى عن: أبي بكر عبد الرحمن بن أحمد التجيبي وأبي القاسم خلف ابن يحيى وأبي المطرف القنازعي وسعيد بن سلمة وأبي عبد الله بن نبات ويونس القاضي وعبد الرحمن بن أحمد بن بشر القاضي وأبي بكر بن واقد القاضي وأبي محمد بن بنوش القاضي وأبي أيوب بن عمرو القاضي وأبي عثمان بن رشيق وغيرهم. قال ابن بشكوال: وكان فقيها عالما عاملا ورعا عاقلا بصيرا بالحديث وطرقه عالما بالوثائق لا يجارى فيها كتبها عمره فلم يأخذ عليها من أحد أجرا. وكان يحكى أنه لم يكتبها حتى قرأ فيها أزيد من أربعين مؤلفا. وكان متفننا في علوم وفنون من العلم حافظا للأخبار والأمثال والأشعار صليبا في الحق مريدا له منقبضا عن السلطان وأسبابه جاريا على سنن الشيوخ متواضعا مقتصدا في ملبسه يتولى حوائجه بنفسه وكان شيخ (31/74)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 75 أهل الشورى في زمانه وعليه كان مدار الفتوى. دعي إلى قضاء قرطبة مرارا فأبى ذلك وكان يهاب الفتوى ويخاف عاقبتها في الأخرى ويقول: من يحسدني فيها جعله الله مفتيا. وددت أني نجوت منها كفافا. وكانت له اختيارات من أقاويل العلماء يأخذ بها في خاصة نفسه. وذكره أبو علي الغساني فقال: كان من جلة العلماء الأثبات وممن عني بالفقه وسماع الحديث وأقره وقيده فأتقنه. وكتب بخطه علما كثيرا. (31/75)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 76 أخذت عنه. إلى أن قال: توفي لعشر بقيت من صفر ومشى في جنازته المعتمد على الله محمد بن عباد. قلت: روى عنه: ولده عبد الرحمن وخلق من الأندلسيين. رحمه الله تعالى. (31/76)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 77 57 - محمد بن علي بن مموس. أبو سعد الهمذاني البزاز. حدث عن: أبي بكر بن لال وعبد الرحمن بن أبي الليث وأبي القاسم يوسف بن كج والعلاء بن الحسين وعلي بن إبراهيم بن حامد البزاز وأبي بكر بن حمدويه الطوسي وجماعة كبيرة. وكان شيخا صالحا. 58 - محمد بن علي بن حميد بن علي بن حميد. أبو نصر الهمداني إمام الجامع. روى عن: علي بن إبراهيم بن حامد وعلي بن شعيب والحسن بن أحمد بن مموش وجماعة. وهو صدوق. 59 - محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن منصور. أبو الغنائم بن الغراء البصري المقريء. رحل وسمع: أبا الحسن بن جهضم بمكة وأحمد بن الحسن الرازي بمكة وحدث عنه بصحيح مسلم. وسمع: أبا محمد بن النحاس بمصر ؛ ومحمد بن عبد الرحمن القطان وابن أبي نصر بدمشق. (31/77)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 78 روى عنه: أبو بكر الخطيب وأبو نصر بن ماكولا ومكي الرميلي والفقيه نصر المقدسي وغيرهم. سكن القدس وبه توفي في شعبان وله ثمانون سنة. 60 - موسى بن هذيل بن محمد بن تاجيت البكري. أبو محمد القرطبي ويعرف بابن أبي عبد الصمد. روى عن: أبي عبد الله بن عابد والقاضي يونس بن عبد الله وأبي محمد ابن الشقاق وأبي محمد بن دحون. وكان من أهل المعرفة والحفظ والصلاح. وكان مشاورا في الأحكام بقرطبة. عزم عليه محمد بن جهور أن يوليه القضاء بقرطبة فقال: أخرني ثمانية أيام حتى نستخير الله. فأخره فعمي في تلك الأيام فكانوا يرون أنه دعا على نفسه. قال أبو القاسم بن بشكوال: أخبرني محمد بن عبد الرحمن الفقيه: سمعت أبا عبد الله محمد بن فرج الفقيه يقول: قال لي أبو عبد الله بن عابد ولابن أبي عبد الصمد معا: لو رآكما مالك رحمه الله لقرت عينه بكما. ولد سنة أربع وتسعين وثلاثمائة وتوفي في ربيع الأول. (- حرف النون -) 61 - نزار بن عبد الله بن أحمد. أبو مضر القرشي الهروي. يروي عن أبي محمد بن أبي شريح الأنصاري. (31/78)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 79

(الكنى) 62 - أبو بكر بن عمر البربري اللمتوني. ملك المغرب. وكان ظهوره قبل الخمسين وأربعمائة أو في حدود الأربعين. فذكر الأمير عزيز في كتاب أخبار القيروان وقد رأيت له رواية في هذا الكتاب في أوله عن الحافظ أبي القاسم بن عساكر ولا أعرف له نسبا ولا ترجمة قال: أخبرني عبد المنعم بن عمر بن حسان الغساني قال: حدثني قاضي مركش علي بن أبي فنون أن رجلا من قبيلة جدالة من كبرائهم يعني المرابطين اسمه الجوهر قدم من الصحراء إلى بلاد المغرب ليحج وكان مؤثرا للدين والصلاح وذلك في عشر الخمسين وأربعمائة فمر بالمغرب بفقيه يقريء مذهب مالك والغالب أنه عمران الفاسي بالقيروان. قلت: أبو عمران مات بعد الثلاثين وأربعمائة. قال: فآوى إليه وأصغى إلى العلم ثم حج وفيه قلبه من ذلك فعاد. وأتى ذلك الفقيه وقال: يا فقيه ما عندنا في الصحراء من العلم شيء إلا الشهادتين في العامة والصلاة في بعض الخاصة. فقال الفقيه: فخذ معك من يعلمهم دينهم. فقال له الجوهر: فابعث معي فقيها وعلي حفظه وإكرامه. فقال لابن أخيه: يا عمر اذهب مع هذا السيد إلى الصحراء فعلم القبائل دين الله ولك الثواب الجزيل والشكر الجميل فأجابه. (31/79)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 80 ثم جاء من الغد فقال: دعني من الصحراء فإن أهلها جاهلية وقد ألفوا ما نشأوا عليه. وكان من طلبة الفقيه رجل اسمه عبد الله بن ياسين الجزولي فقال: أيها الشيخ أرسلني معه والله المعين. فأرسله معه وكان عالما قوي النفس ذا رأي وتدبير فأتيا قبيلة لمتونة وهي على ربوة من الأرض فنزل الجوهر وأخذ بزمام الجمل الذي عليه عبد الله بن ياسين تعظيما له فأقبلت المشيخة يهنون الجوهر بالسلامة وقالوا: من هذا؟ قال: هذا حامل سنة الرسول عليه السلام. فرحبوا به وأنزلوه ثم اجتمعوا له وفيهم أبو بكر بن عمر فقص عليهم عبد الله عقائد الإسلام وقواعده وأوضح لهم حتى فهم ذلك أكثرهم فقالوا: أما الصلاة والزكاة فقريب وأما قولك من قتل يقتل ومن سرق يقطع ومن زنا يجلد فلا نلتزمه فاذهب إلى غيرنا. فرحل وأخذ بزمامه الجوهر ؛ وفي تلك الصحراء قبائل منهم وهم ينتسبون إلى حمير ويذكرون أن أسلافهم خرجوا من اليمن في الجيش الذي جهزه الصديق إلى الشام ثم انتقلوا إلى مصر ثم توجهوا إلى المغرب مع موسى بن نصير ثم توجهوا مع طارق إلى طنجة فأحبوا الإنفراد فدخلوا الصحراء وهم لمتونة وجدالة ولمطة وايتنصر واينواي وسوفة وأفخاذ عدة فانتهى الجوهر وعبد الله إلى جدالة قبيلة الجوهر فتكلم عليهم عبد الله فمنهم من أطاع ومنهم من عصى فقال عبد الله للذين أطاعوا: قد وجب عليكم أن تقاتلوا هؤلاء الذين أنكروا دين الإسلام وقد استعدوا لقتالكم وتحزبوا عليكم فأقيموا لكم راية وأميرا. فقال له الجوهر: أنت الأمير. (31/80)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 81 قال: لا يمكنني هذا أنا حامل أمانة الشهد ولكن كن أنت الأمير. قال: لو فعلت هذا تسلطت قبيلتي على الناس وعاثوا فيكون وزر ذلك علي. قال له: فهذا أبو بكر بن عمر رأس لمتونة وهو جليل القدر محمود السيرة مطاع في قومه فسر إليه واعرض عليه الإمرة والله المستعان. فبايعوا أبا بكر وعقدوا له راية وسماه عبد الله أمير المؤمنين. وقام حوله طائفة من جدالة وطائفة من قومه. وحضهم ابن ياسين على الجهاد وسماهم المرابطين. فتألبت عليهم أحزاب الصحراء من أهل الشر والفساد وجيشوا لحربهم فلم يناجزوهم القتال بل تلطف عبد الله بن ياسين وأبو بكر واستمالوهم وبقي قوم أشرار فتحيلوا عليهم حتى جمعوا منهم ألفين تحت زرب عظيم وثيق وتركوهم فيه أياما بغير طعام وحصروهم فيه ثم أخرجوهم وقد ضعفوا من الجوع وقتلوهم. فدانت لأبي بكر أكثر القبائل وقويت شوكته. وكان عبد الله يبث فيهم العلم والسنة ويقرئهم القرآن فنشأ حوله جماعة فقهاء وصلحاء. وكان يعظهم ويخوفهم ويذكر سيرة الصحابة وأخلاقهم وكثر الدين والخير في أهل الصحراء. وأما الجوهر فإنه كان أخلصهم عقيدة وأكثرهم صوما وتهجدا فلما رأى أن أبا بكر استبد بالأمر وأن عبد الله بن ياسين ينفذ الأمور بالسنة بقي الجوهر لا حكم له فداخله الهوى والحسد وشرع سرا في إفساد الأمر. فعلم بذلك منه وعقدوا له مجلسا وثبت ما قبل عنه فحكم فيه بأنه يجب عليه القتل لأنه شق العصا فقال: وأنا أحب لقاء الله. فاغتسل وصلى ركعتين وتقدم فضربت عنقه رحمه الله. وكثرت طائفة المرابطين وتتبعوا من خالفهم في القبائل قتلا ونهبا وسبيا (31/81)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 82 إلا من أسلم. وبلغت الأخبار إلى الفقيه بما فعل عبد الله بن ياسين فعظم ذلك عليه وندم وكتب إليه ينكر عليه كثرة القتل والسبي فأجابه: أما إنكارك علي ما فعلت وندامتك على إرسالي فإنك أرسلتني إلى أمة كانوا جاهلية يخرج أحدهم ابنه وابنته لرعي السوام فتأتي البنت حاملا من أخيها فلا ينكرون ذلك وما دأبهم إلا إغارة بعضهم على بعض ويقتل بعضهم بعضا. ففعلت وفعلت وما تجاوزت حكم الله والسلام. وفي سنة خمسين وأربعمائة قحطت بلادهم وماتت مواشيهم فأمر عبد الله بن ياسين ضعفاءهم بالخروج إلى السوس وأخذ الزكاة فخرج منهم نحو سبعمائة رجل فقدموا سجلماسة وسألوا أهلها الزكاة وقالوا: نحن قوم مرابطون خرجنا إليكم نطلب حق الله من أموالكم. فجمعوا لهم مالا ورجعوا به. ثم إن الصحراء ضاقت بهم وأرادوا إظهار كلمة الحق وأن يسيروا إلى الأندلس للجهاد فخرجوا إلى السوس الأقصى فاجتمع لهم أهل السوس وقاتلوهم وهزموهم وقتل عبد الله بن ياسين. وهرب أبو بكر بن عمر إلى الصحراء فجمع جيشا وطلب بلاد السوس في ألفي راكب فاجتمعت لحربه من قبائل بلاد السوس وزناتة اثنا عشر ألف فارس فأرسل إليهم رسلا وقال: افتحوا لنا الطريق فما قصدنا إلا غزو المشركين. فأبوا عليه واستعدوا للحرب فنزل أبو بكر وصلى الظهر على درقته وقال: اللهم إن كنا على الحق فانصرنا عليهم وإن كنا على باطل فأرحنا بالموت. ثم ركب والتقوا فهزمهم ؛ واستباح أبو بكر أسلابهم وأموالهم وعددهم وقويت نفسه. ثم تمادى إلى سجلماسة فنزل عليها وطلب من أهلها الزكاة فقالوا لهم: إنما أتيتمونا في عدد قليل فوسعكم ذلك وضعفاؤنا كثير وما هذه حال من يطلب الزكاة بالسلاح والخيل وإنما أنتم محتالون. ولو أعطيناكم أموالنا ما عمتكم. (31/82)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 83 وبرز إليهم مسعود صاحب سجلماسة بجيشه فحاربوه وطالت بينهم الحرب. ثم ساروا إلى جبل هناك فاجتمع إليهم خلق من كرونة فزحفوا إلى سجلماسة وحاربوا مسعود بن واروالي إلى أن قتل ودخلوا سجلماسة وملكوها فاستخلف عليها أبو بكر بن عمر يوسف بن تاشفين اللمتوني أحد بني عمه فأحسن السيرة في الرعية ولم يأخذ منهم شيئا سوى الزكاة. وكان فتحها في سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة. ورجع أبو بكر إلى الصحراء فأقام بها مدة. ثم قدم سجلماسة فأقام بها سنة وخطب بها لنفسه ثم استخلف عليها ابن أخيه أبا بكر بن إبراهيم بن عمر وجهز جيشا عليهم يوسف بن تاشفين إلى السوس فافتتحه. وكان يوسف دينا حازما مجربا داهية سائسا. وفي سنة اثنتين وستين توفي أبو بكر بن عمر بالصحراء وتملك بعده يوسف ولم يختلف عليه اثنان وامتدت أيامه وافتتح الأندلس وبقي إلى سنة خمسمائة. وأول من كان فيهم الملك صنهاجة ثم كتامة ثم لمتونة ثم مصمودة ثم زناتة. وذكر ابن دريد وغيره أن كتامة ولمتونة ومصمودة وهوارة من حمير (31/83)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 84 وما سواهم من البربر وبربر هو من ولد قندار بن إسماعيل بن إبراهيم عليهم السلام. ومن أمهات قبائل البربر: مليلة وزنارة ولواتة وزواوة وهوارة وزويلة وعفجومة ومرطة وعمارة. ويقال إن دار البربر كانت فلسطين وتملكهم جالوت فلما قتله داود عليه السلام جلت البربر إلى المغرب وتفرقوا هناك في البرية والجبال ونزلت لواتة أرض برقة ونزلت هوارة أرض طرابلس وانتشرت البربر إلى السوس الأقصى وطول أراضيهم نحو من ألف فرسخ والله أعلم. (31/84)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 85

(سنة ثلاث وستين وأربعمائة)

(- حرف الألف -) 63 - أحمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن الأزهر. النيسابوري الشروطي أبو حامد الأزهري. من أولاد المحدثين. سمع من: أبي محمد المخلدي وأبي سعيد بن حمدون والخفاف. وأصوله صحيحة. روى عنه: زاهر ووجيه ابنا الشحامي وعبد الغافر بن إسماعيل وآخرون. توفي في رجب. وولد في سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ؛ وله خبرة بالشروط. 64 - أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي. (31/85)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 86 الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي. أحد الحفاظ الأعلام ومن ختم به إتقان هذا الشأن. وصاحب التصانيف المنتشرة في البلدان. ولد سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة وكان أبوه أبو الحسن الخطيب قد قرأ على أبي حفص الكتاني وصار خطيب قرية درزيجان إحدى قرى العراق (31/86)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 87 فحض ولده أبا بكر على السماع في صغره فسمع وله إحدى عشرة سنة ورحل إلى البصرة وهو ابن عشرين سنة ؛ ورحل إلى نيسابور وهو ابن ثلاث وعشرين سنة. ثم رحل إلى إصبهان. ثم رحل في الكهولة إلى الشام فسمع: أبا عمر ابن مهدي الفارسي وابن الصلت الأهوازي وأبا الحسين بن المتيم وأبا الحسن بن رزقويه وأبا سعد الماليني وأبا الفتح بن أبي الفوارس وهلال بن محمد الحفار وأبا الحسين بن بشران وأبا طالب محمد بن الحسين بن بكر والحسين بن الحسن الجواليقي الراوي عن مخلد العطار وأبا إسحاق إبراهيم ابن مخلد الباقرحي وأبا الحسن محمد بن عمر البلدي المعروف بابن الحطراني والحسين بن محمد العكبري الصائغ وأبا العلاء محمد بن الحسن الوراق وأمما سواهم ببغداد. وأبا عمر القاسمي بن جعفر الهاشمي راوي السنن وعلي بن القاسم الشاهد والحسن بن علي السابوري وجماعة بالبصرة. وأبا بكر أحمد بن الحسن الحيري وأبا حازم عمر بن أحمد العبدويي وأبا سعيد محمد بن موسى الصيرفي وعلي بن محمد بن محمد الطرازي وأبا القاسم عبد الرحمن السراج وجماعة من أصحاب الأصم فمن بعده بنيسابور. وأبا الحسن بن علي بن يحيى بن عبدكويه ومحمد بن عبد الله بن (31/87)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 88 شهريار وأبا نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ وأبا عبد الله الحمال وطائفة بإصبهان. وأبا نصر أحمد بن الحسين الكسار وجماعة بالدينور. ومحمد بن عيسى وجماعة بهمذان. وسمع بالكوفة والري والحجاز وغيرها. وقدم دمشق في سنة خمس وأربعين ليحج منها فسمع بها: أبا الحسين محمد بن عبد الرحمن بن أبي نصر وأبا علي الأهوازي وخلقا كثيرا حتى سمع بها عامة رواة عبد الرحمن بن أبي نصر لأنه سكنها مدة. وتوجه إلى الحج من دمشق فحج ثم قدمها سنة إحدى وخمسين فسكنها وأخذ يصنف في كتبه وحدث بها بعامة تواليفه. روى عنه من شيوخه: أبو بكر البرقاني وأبو القاسم الأزهري وغيرهما. ومن أقرانه خلق منهم: عبد العزيز بن أحمد الكتاني وأبو القاسم بن أبي العلاء. وممن روى هو عنه في تصانيفه فرووا عنه: نصر المقدسي الفقيه وأبو الفضل أحمد بن خيرون وأبو عبد الله الحميدي وغيرهم. (31/88)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 89 وروى عنه: الأمير أبو نصر علي بن ماكولا وعبد الله بن أحمد السمرقندي وأبو الحسين بن الطيوري ومحمد بن مرزوق الزعفراني وأبو بكر ابن الخاضبة وأبو الغنائم أبي النرسي. وفي أصحابه الحفاظ كثرة فضلا عن الرواة. قال الحافظ ابن عساكر: ثنا عنه: أبو القاسم النسيب وأبو محمد بن الأكفاني وأبو الحسن بن قبيس ومحمد بن علي بن أبي العلاء والفقيه نصر الله بن محمد اللاذقي وأبو تراب حيدرة وغيث الأرمنازي وأبو طاهر بن الجرجرائي وعبد الكريم بن حمزة وطاهر بن سهل وبركات النجاد وأبو الحسين بن سعيد وأبو المعالي بن الشعيري بدمشق. والقاضي أبو بكر الأنصاري وأبو القاسم بن السمرقندي وأبو السعادات أحمد المتوكلي وأبو القاسم هبة الله الشروطي وأبو بكر المزرفي وأحمد ابن عبد الواحد بن زريق وأبو السعود بن المجلي وأبو منصور عبد الرحمن ابن رزيق الشيباني وأبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون وبدر بن عبد الله الشيحي ببغداد. ويوسف بن أيوب الهمذاني بمرو. قلت: وكان من كبار فقهاء الشافعية. تفقه على أبي الحسن بن المحاملي وعلى القاضي أبي الطيب. وقال ابن عساكر: أنا أبو منصور بن خيرون: ثنا الخطيب قال: ولدت في جمادى الآخرة سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة وأول ما سمعت في المحرم سنة ثلاث وأربعمائة. (31/89)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 90 وقال: استشرت البرقاني في الرحلة إلى ابن النحاس بمصر أو أخرج إلى نيسابور إلى أصحاب الأصم فقال: إنك إن خرجت إلى مصر إنما تخرج إلى رجل واحد إن فاتك ضاعت رحلتك. وإن خرجت إلى نيسابور ففيها جماعة إن فاتك واحد أدركت من بقي. فخرجت إلى نيسابور. وقال الخطيب في تاريخه: كنت كثيرا أذاكر البرقاني بالأحاديث فيكتبها عني ويضمنها جموعه. وحدث عني وأنا أسمع وفي غيبتي. ولقد حدثني عيسى بن أحمد الهمذاني: أنا أبو بكر الخوارزمي في سنة عشرين وأربعمائة: ثنا أحمد بن علي بن ثابت الخطيب ثنا محمد بن موسى الصيرفي ثنا الأصم فذكر حديثا. وقال ابن ماكولا: كان أبو بكر آخر الأعيان ممن شاهدناه معرفة وحفظا وإتقانا وضبطا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفننا في علله وأسانيده وعلما بصحيحه وغريبه وفرده ومنكره ومطروحه. قال: ولم يكن للبغداديين بعد أبي الحسن الدارقطني مثله. (31/90)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 91 وسألت أبا عبد الله الصوري عن الخطيب وعن أبي نصر السجزي أيهما أحفظ؟ ففضل الخطيب تفضيلا بينا. وقال المؤتمن الساجي: ما أخرجت بغداد بعد الدارقطني أحفظ من أبي بكر الخطيب. وقال أبو علي البرداني: لعل الخطيب لم ير مثل نفسه. روى القولين الحافظ ابن عساكر في ترجمته عن أخيه أبي الحسين هبة الله عن أبي طاهر السلفي عنهما. وقال في ترجمته: سمعت محمود بن يوسف القاضي بتفليس يقول: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن علي الفيروزباذي يقول: أبو بكر الخطيب يشبه بالدارقطني ونظرائه في معرفة الحديث وحفظه. وقال أبو الفتيان عمر الرؤاسي: كان الخطيب إمام هذه الصنعة ما رأيت مثله. وقال أبو القاسم النسيب: سمعت الخطيب يقول: كتب معي أبو بكر البرقاني كتابا إلى أبي نعيم يقول فيه: وقد رحل إلى ما عندكم أخونا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت أيده الله وسلمه ليقتبس من علومك وهو بحمد الله ممن له في هذا الشأن سابقة حسنة وقدم ثابتة. وقد رحل فيه وفي طلبه (31/91)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 92 وحصل له منه ما لم يحصل لكثير من أمثاله وسيظهر لك منه عند الإجتماع من ذلك مع التورع والتحفظ ما يحسن لديك موقعه. وقال عبد العزيز الكتاني: إنه يعني الخطيب أسمع الحديث وهو ابن عشرين سنة. وكتب عنه شيخه أبو القاسم عبيد الله الأزهري في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة وكتب عنه شيخه البرقاني سنة تسع عشرة وروى عنه. وكان قد علق الفقه عن أبي الطيب الطبري وأبي نصر بن الصباغ. وكان يذهب إلى مذهب أبي الحسن الأشعري رحمه الله. قلت: مذهب الخطيب في الصفات أنها تمر كما جاءت. صرح بذلك في تصانيفه. وقال أبو سعد بن السمعاني في الذيل في ترجمته: كان مهيبا وقورا ثقة متحريا حجة حسن الخط كثير الضبط فصيحا ختم به الحفاظ. وقال: رحل إلى الشام حاجا فسمع بدمشق وصور ومكة ولقي بها أبا عبد الله القضاعي وقرأ صحيح البخاري في خمسة أيام على كريمة المروزية ورجع إلى بغداد ثم خرج منها بعد فتنة البساسيري لتشوش الحال إلى الشام سنة إحدى وخمسين فأقام بها إلى صفر سنة سبع وخمسين. (31/92)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 93 وخرج من دمشق إلى صور فأقام بصور وكان يزور البيت المقدس ويعود إلى صور إلى سنة اثنتين وستين وأربعمائة فتوجه إلى طرابلس ثم إلى حلب ثم إلى بغداد على الرحبة ودخل بغداد في ذي الحجة. وحدث في طريقه بحلب وغيرها. سمعت الخطيب مسعود بن محمد بمرو: سمعت الفضل بن عمر النسوي يقول: كنت بجامع صور عند أبي بكر الخطيب فدخل عليه علوي وفي كمه (31/93)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 94 دنانير فقال: هذا الذهب تصرفه في مهماتك. فقطب وجهه وقال: لا حاجة لي فيه. فقال: كأنك تستقله؟ ونفض كمه على سجادة الخطيب فنزلت الدنانير فقال: هذه ثلاثمائة دينار. فقام الخطيب خجلا محمرا وجهه وأخذ سجادته ورمى الدنانير وراح فما أنسى عز خروجه وذل ذلك العلوي وهو يلتقط الدنانير من شقوق الحصير. وقال الحافظ ابن ناصر: حدثني أبو زكريا التبريزي اللغوي قال: دخلت دمشق فكنت أقرأ على الخطيب بحلقته بالجامع كتب الأدب المسموعة له وكنت أسكن منارة الجامع فصعد إلي وقال: أحببت أن أزورك في بيتك. فتحدثنا ساعة ثم أخرج ورقة وقال: الهدية مستحبة اشتر بهذا أقلاما و نهض]. قال: فإذا هي خمسة دنانير مصرية. ثم إنه صعد مرة أخرى ووضع نحوا من ذلك. وكان إذا قرأ الحديث في جامع دمشق يسمع صوته في آخر الجامع. وكان يقرأ معربا صحيحا. وقال أبو سعد: سمعت على ستة عشر نفسا من أصحابه سمعوا منه سوى نصر الله المصيصي فإنه سمع منه بصور وسوى يحيى بن علي الخطيب سمع منه بالأنبار. وقرأت بخط والدي: سمعت أبا محمد بن الأبنوسي يقول: سمعت الخطيب يقول: كلما ذكرت في التاريخ عن رجل اختلف فيه أقاويل الناس في الجرح والتعديل فالتعويل على ما أخرت ذكره من ذلك وختمت به الترجمة. وقال ابن شافع في تاريخه: خرج الخطيب إلى الشام في صفر سنة (31/94)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 95 إحدى وخمسين وقصد صور وبها عز الدولة الموصوف بالكرم وتقرب منه فانتفع به وأعطاه مالا كثيرا. انتهى إليه الحفظ والإتقان والقيام بعلوم الحديث. وقال ابن عساكر: سمعت الحسين بن محمد يحكي عن أبي الفضل ابن خيرون أو غيره أن أبا بكر الخطيب ذكر أنه لما حج شرب من ماء زمزم ثلاث شربات وسأل الله تعالى ثلاث حاجات أخذا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماء زمزم لما شرب له. فالحاجة الأولى أن يحدث بتاريخ بغداد ببغداد والثانية أن يملي الحديث بجامع المنصور والثالثة أن يدفن عند بشر الحافي فقضى الله الحاجات الثلاث له. وقال غيث الأرمنازي: ثنا أبو الفرج الإسفرائيني قال: كان الخطيب معنا في الحج فكان يختم كل يوم ختمة إلى قرب الغياب قراءة ترتيل. ثم يجتمع عليه الناس وهو راكب يقولون: حدثنا. فيحدثهم. أو كما قال. (31/95)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 96 وقال المؤتمن الساجي: سمعت عبد المحسن الشيحي يقول: كنت عديل أبي بكر الخطيب من دمشق إلى بغداد فكان له في كل يوم وليلة وختمة. وقال الحافظ أبو سعد بن السمعاني: وله ستة وخمسون مصنفا منها: التاريخ لمدينة السلام في مائة وستة أجزاء شرف أصحاب الحديث ثلاثة أجزاء الجامع خمسة أجزاء الكفاية في معرفة الرواية ثلاثة عشر جزءا كتاب السابق واللاحق عشرة أجزاء كتاب المتفق والمفترق (31/96)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 97 ثمانية عشر جزءا كتاب تلخيص المتشابه ستة عشر جزءا كتاب تالي التلخيص أجزاء كتاب الفصل للوصل والمدرج في النقل تسعة أجزاء كتاب المكمل في المهمل ثمانية أجزاء كتاب غنية الملتمس في تمييز الملتبس كتاب من وافقت كنيته اسم أبيه كتاب الأسماء المبهمة مجلد كتاب الموضح أربعة عشر جزءا كتاب من حدث ونسي جزء كتاب التطفيل ثلاثة أجزاء كتاب القنوت ثلاثة أجزاء كتاب الرواة عن مالك ستة أجزاء كتاب الفقيه والمتفقه إثنا عشر جزءا كتاب تمييز متصل الأسانيد ثمانية أجزاء كتاب الحيل ثلاثة أجزاء الآباء عن (31/97)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 98 الأبناء جزء الرحلة جزء مسألة الإحتجاج بالشافعي جزء كتاب البخلاء أربعة أجزاء كتاب المؤتنف لتكملة المؤتلف والمختلف كتاب مبهم المراسيل كتاب أن البسملة من الفاتحة كتاب الجهر بالبسملة جزءان كتاب مقلوب الأسماء والأنساب كتاب صحة العمل باليمين مع الشاهد كتاب أسماء المدلسين كتاب إقتضاء العلم العمل جزء كتاب تقييد العلم ثلاثة أجزاء كتاب القول في علم (31/98)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 99 النجوم جزء كتاب روايات الصحابة من التابعين جزء صلاة التسبيح جزء مسند نعيم بن همار جزء النهي عن صوم يوم الشك جزء الإجازة للمعدوم والمجهول جزء روايات الستة من التابعين بعضهم عن بعض. وذكر تصانيف أخر قال: فهذا ما انتهى إلينا من تصانيفه. حج وحدث ونعم الشيخ كان. ولما حج كان معه حمل كتب ليجاور وكان في جملة كتبه صحيح البخاري سمعه من الكشميهني فقرأت عليه جميعه في ثلاثة مجالس. وقد سقنا هذا في سنة ثلاثين في ترجمة الحيري وهذا شيء لا أعلم أحدا في زماننا يستطيعه. وقد قال ابن النجار في تاريخه: وجدت فهرست مصنفات الخطيب وهي نيف وستون مصنفا فنقلت أسماء الكتب التي ظهرت منها وأسقطت ما لم يوجد فإن كتبه احترقت بعد موته وسلم أكثرها. ثم سرد ابن النجار أسماءها وقد ذكرنا أكثرها آنفا ومما لم نذكره: كتاب معجم الرواة عن شعبة ثمانية أجزاء كتاب المؤتلف والمختلف أربعة (31/99)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 100 وعشرون جزءا حديث محمد بن سوقة أربعة أجزاء المسلسلات ثلاثة أجزاء الرباعيات ثلاثة أجزاء طرق قبض العلم ثلاثة أجزاء غسل الجمعة ثلاثة أجزاء. وفيها يقول الحافظ السلفي: (تصانيف ابن ثابت الخطيب .......... ألذ من الصبا الغض الرطيب) (تراها إذ رواها من حواها .......... رياضا للفتى اليقظ اللبيب) (ويأخذ حسن ما قد صاغ منها .......... بلب الحافظ الفطن الأريب) (فأية راحة ونعيم عيش .......... يوازي كتبها بل أي طيب؟) أنشدناها أبو الحسين اليونيني عن أبي الفضل الهمذاني عن السلفي. وقد رواها أبو سعد بن السمعاني في تاريخه عن يحيى بن سعدون القرطبي عن السلفي فكأني سمعتها منه. وقال أبو الحسن محمد بن عبد الملك الهمذاني في تاريخه: وفيها توفي (31/100)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 101 أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت المحدث. ومات هذا العلم بوفاته. وقد كان رئيس الرؤساء تقدم إلى الخطباء والوعاظ أن لا يرووا حديثا حتى يعرضوه عليه فما صححه أوردوه وما رده لم يذكروه. وأظهر بعض اليهود كتابا ادعى أنه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسقاط الجزية عن أهل خيبر وفيه شهادة الصحابة وذكروا أنه خط علي رضي الله عنه فيه وحمل الكتاب إلى رئيس الرؤساء فعرضه على الخطيب فتأمله ثم قال: هذا مزور. قيل له: ومن أين قلت ذلك؟ قال: فيه شهادة معاوية وهو أسلم عام الفتح وفتحت خيبر سنة سبع وفيه شهادة سعد بن معاذ ومات يوم بني قريظة قبل فتح خيبر بسنتين. فاستحسن ذلك منه ولم يجرهم على ما في الكتاب. وقال أبو سعد السمعاني: سمعت يوسف بن أيوب الهمذاني يقول: حضر الخطيب درس شيخنا أبي إسحاق فروى الشيخ حديثا من رواية بحر بن كنيز السقاء ثم قال للخطيب: ما تقول فيه؟ فقال الخطيب: إن أذنت لي ذكرت حاله. فأسند الشيخ: ظهره إلى الحائط وقعد كالتلميذ وشرع الخطيب يقول: قال فيه فلان كذا وقال فيه فلان كذا وشرح أحواله شرحا حسنا فأثنى الشيخ أبو إسحاق عليه وقال: هو دارقطني عصرنا. وقال أبو علي البرداني: أنا حافظ وقته أبو بكر الخطيب وما رأيت مثله ولا أظنه رأى مثل نفسه. (31/101)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 102 وقال السلفي: سألت أبا غالب شجاعا الذهلي عن الخطيب فقال: إمام مصنف حافظ لم ندرك مثله. وقال أبو نصر محمد بن سعيد المؤدب: سمعت أبي يقول: قلت لأبي بكر الخطيب عند لقائي إياه: أنت الحافظ أبو بكر. فقال: انتهى الحفظ إلى الدارقطني أنا أحمد بن علي الخطيب. وقال ابن الآبنوسي: كان الحافظ الخطيب يمشي وفي يده جزء يطالعه. وقال المؤتمن الساجي: كان الخطيب يقول: من صنف فقد جعل عقله على طبق يعرضه على الناس. وقال ابن طاهر في المنثور: ثنا مكي بن عبد السلام الرميلي قال: كان سبب خروج أبي بكر الخطيب من دمشق إلى صور أنه كان يختلف إليه صبي مليح سماه مكي فتكلم الناس في ذلك. وكان أمير البلد رافضيا متعصبا فبلغته القصة فجعل ذلك سببا للفتك به فأمر صاحب شرطته أن يأخذ الخطيب بالليل ويقتله. وكان صاحب الشرطة سنيا فقصده تلك الليلة مع جماعة ولم يمكنه أن يخالف الأمر فأخذه وقال: قد أمرت فيك بكذا وكذا ولا أجد لك حيلة إلا أني أعبر بك عند دار الشريف ابن أبي الجن العلوي فإذا حاذيت الباب اقفز وادخل الدار فإني لا أطلبك وأرجع إلى الأمير فأخبره بالقصة. ففعل ذلك ودخل دار الشريف فأرسل الأمير إلى الشريف أن يبعث به فقال: أيها الأمير أنت تعرف اعتقادي فيه وفي أمثاله وليس في قتله مصلحة. (31/102)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 103 هذا مشهور بالعراق إن قتلته قتل به جماعة من الشيعة وخربت المشاهد. قال: فما ترى؟ قال: أرى أن يخرج من بلدك. فأمر بإخراجه فراح إلى صور وبقي بها مدة. قال ابن السمعاني: خرج من دمشق في صفر سنة سبع وخمسين فقصد صور وكان يزور منها القدس ويعود إلى أن سافر سنة اثنتين وستين إلى طرابلس ومنها إلى حلب فبقي بها أياما ثم ورد بغداد في أعقاب السنة. قال ابن عساكر: سعى بالخطيب حسين بن علي الدمنشي إلى أمير الجيوش وقال: هو ناصبي يروي فضائل الصحابة وفضائل العباس في الجامع. وقال المؤتمن الساجي: تحاملت الحنابلة على الخطيب حتى مال إلى ما مال إليه. فلما عاد إلى بغداد وقع إليه جزء فيه سماع القائم بأمر الله فأخذ الجزء وحضر إلى دار الخلافة وطلب الإذن في قراءة الجزء. فقال الخليفة: هذا رجل كبير في الحديث وليس له في السماع من حاجة ولعل له حاجة أراد أن يتوصل إليها بذلك فسلوه ما حاجته؟ فسئل فقال: حاجتي أن يؤذن لي أن أملي بجامع المنصور. (31/103)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 104 فتقدم الخليفة إلى نقيب النقباء بالإذن له في ذلك فأملى بجامع المنصور. وقد دفن إلى جانب بشر. وقال ابن طاهر: سألت أبا القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي: هل كان الخطيب كتصانيفه في الحفظ؟ قال: لا. كنا إذا سألناه عن شيء أجابنا بعد أيام. وإن ألححنا عليه غضب. وكانت له بادرة وحشة ولم يكن حفظه على قدر تصانيفه. وقال أبو الحسين الطيوري: أكثر كتب الخطيب سوى تاريخ بغداد مستقاة من كتب الصوري. كان الصوري ابتدأ بها وكانت له أخت بصور خلف أخوها عندها اثني عشر عدلا من الكتب فحصل الخطيب من كتبه أشياء. (31/104)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 105 وكان الصوري قد قسم أوقاته في نيف وثلاثين شيئا. أخبرنا أبو علي بن الخلال أنا جعفر أنا السلفي أنا محمد بن مرزوق الزعفراني: ثنا الحافظ أبو بكر الخطيب قال: أما الكلام في الصفات فإن ما روي منها في السنن الصحاح مذهب السلف إثباتها وإجراؤها على ظواهرها ونفي الكيفية والتشبيه عنها. وقد نفاها قوم فأبطلوا ما أثبته الله تعالى وحققها قوم من المثبتين فخرجوا في ذلك إلى ضرب من التشبيه والتكييف تعالى الله عن ذلك والقصد إنما هو سلوك الطريقة المتوسطة بين الأمرين. ودين الله تعالى بين الغالي فيه والمقصر عنه. والأصل في هذا أن الكلام في الصفات فرع الكلام في الذات ويحتذى في ذلك حذوه ومثاله. فإذا كان معلوم أن إثبات رب العالمين إنما هو إثبات وجود لا إثبات كيفية فكذلك إثبات صفاته إنما هو إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف. فإذا قلنا: لله يد وسمع وبصر فإنما هي صفات أثبتها الله تعالى لنفسه ولا نقول إن معنى اليد القدرة ولا إن معنى السمع والبصر العلم ولا نقول إنها جوارح ولا نشبهها بالأيدي والأسماع والأبصار التي هي جوارح وأدوات للفعل ونقول: إنما وجب إثباتها لأن التوقيف ورد بها ووجب نفي التشبيه عنا لقوله تعالى: {ليس كمثله شيء} و لم يكن له كفوا أحد}. (31/105)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 106 وقال الحافظ ابن النجار في ترجمة الخطيب ولد بقرية من أعمال نهر الملك وكان أبوه يخطب بدرزيجان. ونشأ هو ببغداد وقرأ القرآن بالروايات وتفقه على الطبري وعلق عنه أشياء من الخلاف. إلى أن قال: وروى عنه: أبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون وأبو سعد أحمد بن محمد الزوزني ومفلح بن أحمد الدومي والقاضي محمد ابن عمر الأرموي وهو آخر من حدث عنه. قلت: يعني بالسماع. وآخر من حدث عنه بالإجازة: مسعود الثقفي. وخط الخطيب خط مليح كثير الشكل والضبط. وقد قرأت بخطه: أنا علي بن محمد السمسار أنا محمد بن المظفر ثنا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحجاج ثنا جعفر بن نوح ثنا محمد بن عيسى: سمعت يزيد بن هارون يقول: ما عزت النية في الحديث إلا لشرفه. وقال أبو منصور علي بن علي الأمين: لما رجع الخطيب من الشام كانت له ثروة من الثياب والذهب وما كان له عقب فكتب إلى القائم بالله: إني إذا مت يكون مالي لبيت المال فأذن لي حتى أفرق مالي على من شئت. فإذن له ففرقها على المحدثين. وقال الحافظ ابن ناصر: أخبرتني أمي أن أبي حدثها قال: كنت أدخل على الخطيب وأمرضه فقلت له يوما: يا سيدي إن أبا الفضل بن خيرون لم يعطني شيئا من الذهب الذي أمرته أن يفرقه على أصحاب الحديث. فرفع الخطيب رأسه عن المخدة وقال: خذ هذه الخرقة بارك الله لك فيها. فكان فيها (31/106)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 107 أربعون دينارا. فأنفقتها مدة في طلب العلم. وقال مكي الرميلي: مرض الخطيب ببغداد في رمضان في نصفه إلى أن اشتد به الحال في غرة ذي الحجة وأوصى إلى أبي الفضل بن خيرون ووقف كتبه على يده وفرق جميع ماله في وجوه البر وعلى المحدثين وتوفي رابع ساعة من يوم الإثنين سابع ذي الحجة ثم أخرج بكرة الثلاثاء وعبروا به إلى الجانب الغربي وحضره القضاة والأشراف والخلق وتقدمهم القاضي أبو الحسين بن المهتدي بالله فكبر عليه أربعا ودفن بجنب بشر الحافي. وقال ابن خيرون: مات ضحوة الإثنين ودفن بباب حرب. وتصدق بماله وهو مائتا دينار وأوصى بأن يتصدق بجميع ثيابه ووقف جميع كتبه وأخرجت جنازته من حجرة تلي النظامية في نهر معلى وتبعه الفقهاء والخلق وحملت جنازته إلى جامع المنصور وكان بين يدي الجنازة جماعة ينادون: هذا الذي كان يذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الذي كان ينفي الكذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا الذي كان يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: وختم على قبره عدة ختمات. وقال الكتاني: ورد كتاب جماعة أن أبا بكر الحافظ توفي في سابع ذي الحجة وكان أحد من حمل جنازته الإمام أبو إسحاق الشيرازي وكان ثقة حافظا متقنا متحريا مصنفا. وقال أبو البركات إسماعيل بن أبي سعد الصوفي: كان الشيخ أبو بكر بن زهراء الصوفي وهو أبو بكر بن علي الطريثيثي الصوفي برباطنا قد أعد لنفسه (31/107)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 108 قبرا إلى جانب قبر بشر الحافي وكان يمضي إليه في كل أسبوع مرة وينام فيه ويقرأ فيه القرآن كله. فلما مات أبو بكر الخطيب وكان قد أوصى أن يدفن إلى جنب قبر بشر الحافي فجاء أصحاب الحديث إلى أبي بكر بن زهراء وسألوه أن يدفنوا الخطيب في قبره وأن يؤثروه به فامتنع وقال: موضع قد أعددته لنفسي يؤخذ مني؟ ! فلما رأوا ذلك جاءوا إلى والد أبي سعد وذكروا له ذلك فأحضر أبا بكر فقال: أنا لا أقول لك أعطهم القبر ولكن أقول لك لو أن بشرا الحافي في الأحياء وأنت إلى جانبه فجاء أبو بكر الخطيب ليقعد دونك أكان يحسن بك أن تقعد أعلى منه؟ قال: لا بل كنت أقوم وأجلسه مكاني. قال: فهكذا ينبغي أن تكون الساعة. قال: فطاب قلبه وأذن لهم فدفنوه في ذلك القبر. وقال أبو الفضل بن خيرون: جاءني بعض الصالحين وأخبرني لما مات الخطيب أنه رآه في المنام فقال له: كيف حالك؟ قال: أنا في روح وريحان وجنة نعيم. وقال أبو الحسن علي بن الحسين بن جداء: رأيت بعد موت الخطيب كأن شخصا قائما بحذائي فأردت أن أسأله عن الخطيب فقال لي: ابتداء أنزل وسط الجنة حيث يتعارف الأبرار. رواها أبو علي البرداني في المنامات له عن ابن جداء. وقال غيث الأرمنازي: قال مكي بن عبد السلام: كنت نائما ببغداد في (31/108)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 109 ليلة ثاني عشر ربيع الأول سنة ثلاث وستين وأربعمائة فرأيت عند السحر كأنا اجتمعنا عند أبي بكر الخطيب في منزله لقراءة التاريخ على العادة فكأن الخطيب جالس والشيخ أبو الفضل نصر بن إبراهيم الفقيه عن يمينه وعن يمين الفقيه نصر رجل لم أعرفه فسألت عنه فقيل: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ليسمع التاريخ فقلت في نفسي: هذه جلالة لأبي بكر إذ يحضر رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه. وقلت: وهذا رد لقول من يعيب التاريخ ويذكر أنه فيه تحامل على أقوام. وقال أبو الحسن محمد بن مرزوق الزعفراني: حدثني الفقيه الصالح أبو علي الحسن بن أحمد البصري قال: رأيت الخطيب في المنام وعليه ثياب بيض حسان وعمامة بيضاء وهو فرحان يبتسم. فلا أدري قلت: ما فعل الله بك؟ أو هو بدأني فقال: غفر الله لي أو رحمني وكل من نجا. فوقع لي أنه يعني بالتوحيد إليه يرحمه أو يغفر له فأبشروا. وذلك بعد وفاته بأيام. وقال أبو الخطاب بن الجراح يرثيه: (فاق الخطيب الورى صدقا ومعرفة .......... وأعجز الناس في تصنيفه الكتبا)

(حمى الشريعة من غاو يدنسها .......... بوصفه ونفى التدليس والكذبا)

(جلا محاسن بغداد فأودعها .......... تاريخا مخلصا لله محتسبا)

(وقال في الناس بالقسطاس منحرفا .......... عن الهوى وأزال الشك والريبا)

(سقى ثراك أبا بكر على ظمأ .......... جون ركام تسح الواكف السربا)

(ونلت فوزا ورضوانا ومغفرة .......... إذا تحقق وعد الله واقتربا)

(يا أحمد بن علي طبت مضطجعا .......... وبآء شانئك بالأوزار محتقبا) (31/109)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 110 وقال أبو الحسين بن الطيوري: أنشدنا أبو بكر الخطيب لنفسه: (تغيب الخلق عن عيني سوى قمر .......... حسبي من الخلق طرا ذلك القمر)

(محله في فؤادي قد تملكه .......... وحاز روحي فما لي عنه مصطبر)

(والشمس أقرب منه في تناولها .......... وغاية الحظ منه للورى النظر)

(وددت تقبيله يوما مخالسة .......... فصار من خاطري في خده أثر)

(وكم حليم رآه ظنه ملكا .......... وردد الفكر فيه أنه بشر) وقال غيث الأرمنازي: أنشدنا أبو بكر الخطيب لنفسه: (إن كنت تبغي الرشاد محضا .......... لأمر دنياك والمعاد)

(فخالف النفس في هواها .......... إن الهوى جامع الفساد) وقال أبو القاسم النسيب: أنشدنا أبو بكر الخطيب لنفسه: (لا تغبطن أخا الدنيا لزخرفها .......... ولا للذة وقت عجلت فرحا)

(فالدهر أسرع شيء في تقلبه .......... وفعله بين للخلق قد وضحا)

(كم شارب عسلا فيه منيته .......... وكم تقلد سيفا من به ذبحا) (31/110)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 111 فارغة (31/111)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 112 فارغة (31/112)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 113 65 - أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون. (31/113)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 114 أبو الوليد المخزومي الأندلسي القرطبي الشاعر المشهور. قال ابن بسام: كان أبو الوليد غاية منثور ومنظوم وخاتمة شعراء بني مخزوم. أحد من جر الأيام جرا وفاق الأنام طرا وصرف السلطان نفعا وضرا ووسع البيان نظما ونثرا إلى أدب ليس للبر تدفقه ولا للبدر تألقه وشعر ليس للسحر بيانه ولا للنجوم اقترانه وحظ من النثر غريب المباني شعري الألفاظ والمعاني. وكان من أبناء وجوه الفقهاء بقرطبة. انتقل عن قرطبة إلى المعتضد عباد صاحب إشبيلية بعد عام أربعين وأربعمائة فجعله من خواصه وبقي معه في صورة وزير. فمن شعره قوله: (بيني وبينك ما لو شئت لم يضع .......... سر إذا ذاعت الأسرار لم يذع)

(يا بائعا حظه مني ولو بذلت .......... لي الحياة بحظي منه لم أبع)

(يكفيك أنك لو حملت قلبي ما .......... لا تستطيع قلوب الناس يستطع)

(ته أحتمل واستطل أصبر وعز أهن .......... وول أقبل وقل أسمع ومر أطع) وله: (أيتها النفس إليه اذهبي .......... فما لقلبي عنه من مذهب)

(مفضض الثغر له نقطة .......... من عنبر في خده المذهب) (31/114)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 115

(أيأسني التوبة من حبه .......... طلوعه شمسا من المغرب) وله القصيدة السائرة الباهرة: (بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا .......... شوقا إليكم ولا جفت مآقينا)

(كنا نرى اليأس تسلينا عوارضه .......... وقد يئسنا فما لليأس يغرينا)

(نكاد حين تناجيكم ضمائرنا .......... يقضي علينا الآسى لولا تأسينا)

(طالت لفقدكم أيامنا فغدت .......... سودا وكانت بكم بيضا ليالينا)

(بالأمس كنا وما يخشى تفرقنا .......... واليوم نحن وما يرجى تلاقينا)

(إذ جانب العيش طلق من تألفنا .......... ومورد اللهو صاف من تصافينا)

(كأننا لم نبت والوصل ثالثنا .......... والسعد قد غض من أجفان واشينا)

(ليسق عهدكم عهد السرور فما .......... كنتم لأرواحنا إلا رياحينا) وهي طويلة. توفي ابن زيدون في رجب بإشبيلية. وولي ابنه أبو بكر وزارة المعتمد بن عباد وقتل يوم أخذ يوسف بن تاشفين قرطبة من المعتمد سنة أربع وثمانين. 66 - أحمد بن علي بن أحمد بن عقبة الإصبهاني. (31/115)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 116 يروي عن: أبي عبد الله بن مندة وأبي إسحاق بن خرشيد قوله. وكان رجلا صالحا عفيفا. مات في المحرم. 67 - أحمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري. أبو طاهر. توفي بعكبرا. (- حرف الباء -) 68 - بدر الفخري. أبو النجم. عن: عثمان بن دوست. سمع منه: شجاع الذهلي وهبة الله السقطي. وتوفي في رمضان. كان يلزم الخطيب. ذكره في تاريخه. (- حرف الحاء -) 69 - حسان بن سعيد. أبو علي المنيعي المروروذي. بلغنا أنه من ذرية خالد بن الوليد رضي الله عنه. (31/116)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 117 سمع من: أبي طاهر بن محمش الزيادي وأبي القاسم بن حبيب وأبي الحسن السقاء وجماعة. روى عنه: محيي السنة البغوي وأبو المظفر عبد المنعم القشيري ووجيه الشحامي وعبد الوهاب بن شاه. وذكره عبد الغافر الفارسي فقال: هو الرئيس أبو علي الحاجي شيخ الإسلام المحمود الخصال السنية. عم الآفاق بخيره وبره. وكان في شبابه تاجرا ثم عظم حتى صار من المخاطبين من مجالس السلاطين لم يستغنوا عن الاعتضاد به وبرأيه فرغب إلى الخيرات وأناب إلى التقوى والورع وبنى المساجد والرباطات وبنى جامع مدينته مرو الروذ. وكان كثير البر والإيثار يكسو في الشتاء نحوا من ألف نفس وسعى في إبطال الأعشار عن البلاد ورفع الوظائف عن القرى. ومن ذلك أنه استدعى صدقة عامة على أهل البلد غنيهم وفقيرهم فكان يطوف العاملون على الدور والأبواب ويعدون سكانها فيدفع إلى كل واحد خمسة دراهم. وتمت هذه السنة بعد موته. وكان يحيي الليالي بالصلاة ويصوم الأيام ويجتهد في العبادة اجتهادا لا يطيقه أحد. قال: ولو تتبعنا ما ظهر من آثاره وحسناته لعجزنا. (31/117)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 118 وقال أبو سعد السمعاني: حسان بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد ابن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي المنيعي كان في شبابه يجمع بين الدهقنة والتجارة وسلك طريق الفتيان حتى ساد أهل ناحيته بالفتوة والمروءة والثروة الوافرة. إلى أن قال: ولما تسلطت سلجوق ظهر أمره وبنى الجامع بمرو الروذ ثم بنى الجامع الجديد بنيسابور. وبلغني أن عجوزا جاءته وهو يبنيه ومعها ثوب يساوي نصف دينار وقالت: سمعت أنك تبني الجامع فأردت أن يكون لي في البقعة المباركة أثر. فدعا خازنه واستحضر ألف دينار واشترى بها منها الثوب وسلم المبلغ إليها ثم قبضه منها الخازن وقال له: أنفق هذه الألف منها في عمارة المسجد. وقال: احفظ هذا الثوب لكفني ألقى الله فيه. وكان لا يبالي بأبناء الدنيا ولا يتضعضع لهم. وحكي أن السلطان اجتاز بباب مسجده فدخل مراعاة له وكان يصلي فما قطع صلاته ولا تكلف حتى أتمها. فقال السلطان: في دولتي من لا يخافني ولا يخاف إلا الله. وحيث وقع القحط سنة إحدى وستين كان ينصب القدور ويطبخ ويحضر كل يوم ألف منا خبز ويطعم الفقراء. وكان في الخريف يتخذ الجباب والقمص والسراويلات للفقراء ويجهز بنات الفقراء ورفع الأعشار من أبواب نيسابور. وكان متهجدا يقوم الليل (31/118)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 119 ويصوم النهار ويلبس الخشن من اللباس. توفي رحمه الله يوم الجمعة السابع والعشرين من ذي القعدة رضي الله عنه. 70 - الحسن بن رشيق. أبو علي الأزدي القيرواني. شاعر أهل المغرب ومصنف كتاب العمدة في صناعة الشعر وكتاب الأنموذج والرسائل الفائقة وغير ذلك. فمن شعره: (أحب أخي وإن أعرضت عنه .......... وقل على مسامعه كلامي)

(ولي في وجهه تقطيب راض .......... كما قطبت في وجه المدام) (31/119)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 120

(ورب تقطب من غير بغض .......... وبغض كامن تحت ابتسام) وله: (يا رب لا أقوى على حمل الأذى .......... وبك استعنت على الضعيف المؤذي)

(ما لي بعثت إلي ألف بعوضة .......... وبعثت واحدة إلى نمروذ !) وكان أبوه مملوكا روميا ولاؤه للأزد. ولد أبو علي بالمهدية سنة تسعين وثلاثمائة ودخل بلد القيروان سنة ست وأربعمائة ومدح ملوكها. ودخل صقلية. وقيل: توفي سنة ست وخمسين وسنة ثلاث هذه أصح. 71 - الحسن بن عبد الله. أبو محمد التميمي المطاميري. ثم المكي. سمع: أبا القاسم عبيد الله السقطي. وحدث. ومطامير قرية بحلوان. 72 - حمد بن أحمد بن عمر بن ولكيز. أبو سهل الصيرفي. سمع مسند أبي داود السجستاني أعني السنن من محمد بن الحسن النيلي في سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة. وأخذ عن ابن مندة. (31/120)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 121 مات في ذي الحجة سنة ثلاث. روى عنه: أبو سعد البغدادي. قال يحيى بن مندة: يطعن في اعتقاده. (- حرف السين -) 73 - سعيد بن أحمد. أبو عثمان الخواشتي الهروي. نزيل مرو. توفي في ربيع الآخر ومولده في سنة أربع وسبعين وثلاثمائة. (- حرف الطاء -) 74 - طاهر بن أحمد بن علي بن محمود. أبو الحسين القايني الفقيه الشافعي. نزيل دمشق. حدث عن: أبي الحسن بن رزقويه وأبي الحسن الحمامي المقرئ وأبي طالب يحيى الدسكري ومنصور بن نصر السمرقندي الكاغدي. روى عنه: نصر المقدسي وأبو طاهر الحنائي وأبو الحسن بن الموازيني وهبة الله بن الأكفاني ووثقه وآخرون. (- حرف العين -) 75 - عبد الله بن علي بن أبي الأزهر الغافقي. (31/121)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 122 أبو بكر الطليطلي. حج وسمع من: أبي ذر الهروي وأبي بكر المطوعي. وكان من أهل المعرفة والذكاء. حمل الناس عنه. 76 - عبد الله بن محمد بن جماهر الحجري الطليطلي. روى عن: أبي عبد الله بن الفخار. وحج أيضا فأخذ عن أبي ذر. وكان رحمه الله مفتيا مرضيا. 77 - عبد الله بن محمد بن عباس. أبو محمد بن الدباغ القرطبي. روى عن: مكي القيسي وأبي عبد الله بن عائذ. وكان إماما دينا ورعا مشاورا بقرطبة. توفي في جمادى الآخرة. 78 - عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن سهل الماليني. الفقيه أبو سهل المزكي. روى عن: أبي منصور محمد بن محمد الأزدي وغيره. توفي في صفر وله ثلاث وسبعون سنة. 79 - عبد الرزاق بن عبد الله بن الحسن بن محمد بن الفضيل. أبو القاسم الكلاعي الحمصي ثم الدمشقي. سمع: عبد الرحمن بن أبي نصر والمسدد الأملوكي وعبد الرحمن بن الطبيز. (31/122)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 123 وروى عنه: عمر الدهستاني وهبة الله بن الأكفاني وأبو الفضل يحيى ابن علي القرشي. توفي في ربيع الآخر كهلا. 80 - عبد الواحد بن أحمد بن أبي القاسم بن محمد بن داود بن أبي حاتم. أبو عمر المليحي الهروي محدث هراة في وقته ومسندها. سمع: أبا محمد المخلدي وأبا الحسين الخفاف وعبد الرحمن بن أبي شريح ومحمد بن محمد بن سمعان وأبا عمرو الفراتي وأبا حامد النعيمي وغيرهم. وحدث بالصحيح عن: النعيمي عن الفربري. روى عنه: محيي السنة أبو محمد البغوي وخلف بن عطاء الماوردي وإسماعيل بن منصور المقرئ ومحمد بن إسماعيل الفضيلي وغيرهم. قال المؤتمن الساجي: كان ثقة صالحا قديم المولد. سمع البخاري (31/123)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 124 بقراءة أبي الفتح بن أبي الفوارس. وقال الحسين الكتبي: توفي في جمادى الآخرة ؛ وقال: مولده سنة سبع وستين وثلاثمائة فعمره ست وتسعون سنة. ومليح: قرية بهراة. 81 - علي بن عبد الوهاب بن علي المقرئ الدمشقي. حدث بصور عن: عبد الرحمن بن أبي نصر. روى عنه: غيث بن علي الأرمنازي وقال: لا بأس به. 82 - علي بن يوسف بن عبد الله بن يوسف. أبو الحسن عم أبي المعالي الجويني ويعرف بشيخ الحجاز. كان كثير الترحال. سمع: أبا نعيم عبد الملك بن الحسن بخراسان وعبد الرحمن النحاس بمصر ؛ وابن أبي نصر بدمشق ؛ وأبا عمر الهاشمي بالبصرة ؛ وعبد الله بن يوسف ابن يامويه بنيسابور. وعقد مجلس الإملاء بخراسان. روى عنه: أبو سعد بن أبي صالح المؤذن وأبو عبد الله الفراوي وعبد (31/124)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 125 الجبار الحواري وزاهر ووجيه ابنا الشحامي. وتوفي في ذي القعدة. 83 - عمر بن عبد العزيز بن أحمد. أبو طاهر الفاشاني المروزي. الفقيه الشافعي. رحل في صباه وتفقه ببغداد على الشيخ أبي حامد. وكان من بقايا أصحابه. وسمع بالبصرة من أبي عمر الهاشمي السنن وبرع في علم الكلام والنظر. روى عنه: محيي السنة البغوي وغيره. وقد أخذ علم الكلام عن أبي جعفر السمناني صاحب ابن الباقلاني. (- حرف الكاف -) 84 - كريمة بنت أحمد بن محمد بن حاتم. المروزية. (31/125)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 126 تأتي في سنة خمس وستين. ولكني جزمت بموتها في هذه السنة لأن هبة الله بن الأكفاني قال في الوفيات في سنة ثلاث وستين: حدثني عبد العزيز بن علي الصوفي قال: سمعت بمكة من يخبر بأن كريمة ابنة أحمد المروزي الهاشمي رحمها الله توفيت في شهور هذه السنة. وقال أبو جعفر محمد بن علي الهمذاني: حججت سنة ثلاث فنعيت إلينا كريمة في الطريق ولم أدركها (- حرف الميم -) 85 - محمد بن إسحاق بن علي بن داود بن حامد. (31/126)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 127 القاضي أبو جعفر الزوزني البحاثي. ذكره عبد الغافر في سياق التاريخ فقال: أحد الفضلاء المعروفين والشعراء المفلقين صاحب التصانيف العجيبة المفيدة جدا وهزلا والفائق أهل عصره ظرفا وفضلاء المتعصب لأهل السنة (المخصوص بخدمة البيت الموفقي). ولقد رزق في الهجاء في النظم والنثر طريقة لم يسبق إليها وما ترك من الكبراء والفقهاء أحدا إلا هجاه. وكان صديق والدي ومن البائتين عنده في الأحايين (والمقترحين عليه الأطعمة). (سمعت أبي يحكي عنه أحواله وتهتكه فمما حكاه لي عنه أنه قال: ما وقع بصري قط على شخص إلا تصور في قلبي هجاءه إلا القاضي صاعد بن محمد فإني استحيت من الله لعبادته وفضله. ولقد خص طائفة بوضع التصانيف فيهم ورميهم بما برأهم الله منه. وبالغ في الإفحاش وأغرب في فنون الهجاء وأتى بالعبارات الرشيقة. وكان شعره في الطبقة العليا في المديح أيضا. وكان ينسخ كتب الأدب أحسن نسخ) ولقد نسخ نسخة بغريب الحديث للخطابي وقرأها على جدي. (31/127)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 128 وقد ذكر الحافظ الحسكاني أنه روى له عن خاله أبي الحسن بن هارون الزوزني عن ابن حيان. ومن شعره: (يرتاح للمجد مهتزا كمطرد .......... مثقف من رماح الخط عسال)

(فمرة باسم عن ثغر برق حياء .......... وتارة كاسر عن ناب رئبال)

(فما أسامة مطرورا براثنه .......... ضخم الجزارة يحمي خيس أشبال)

(يوما بأشجع منه حشو ملحمة .......... والحرب تصدم أبطالا بأبطال)

(ولا خضاره صخابا غواربه .......... تسمو أواذيه حالا على حال)

(أندى وأسمح منه إذ بشر .......... مبشروه بزوار ونزال) وله: (وذي شنب لو أن جمرة ظلمه .......... أشبهها بالخمر خفت به ظلما)

(قبضت عليه خاليا واعتنقته .......... فأوسعني شتما وأوسعته لثما) وله يصف البرد: (متناثر فوق الثرى حباته .......... كثغور معسول الثنايا أشنب) (31/128)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 129

(برد تحدر من ذرى صخابة .......... كالدر إلا أنه لم يثقب) وديوان الزوزني موجود والله يسامحه. توفي بغزنة سنة ثلاث. وقال غيره: سنة اثنتين. 86 - محمد بن الحسن بن علي. أبو نصر الجلفري القزاز. وجلفر قرية على فرسخين من مرو. كان فقيها شهما. رحل إلى الشام وسمع من: عبد الرحمن بن أبي نصر التميمي وغيره. وحدث في هذه السنة. روى عنه: محيي السنة البغوي ومحمد بن أحمد بن أبي العباس. وكان من الدهاة بمرو. (31/129)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 130 87 - محمد بن علي بن علي بن الحسن. أبو الغنائم ابن الدجاجي البغدادي. ولي مرة حسبة بغداد فلم يجد وعزل. قال الخطيب: حدث عن علي بن عمر الحربي وابن معروف وابن سويد. وكان سماعه صحيحا. قلت: وأجاز له المعافى الجريري. روى عنه: أبو عبد الله الحميدي وشجاع الذهلي وناصر بن علي الباقلاني وطلحة بن أحمد العاقولي ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبو منصور بن رزيق الشيباني وآخرون. ومات في سلخ شعبان وله ثلاث وثمانون سنة. فإنه ولد سنة ثمانين. قال السمعاني: قرأت بخط هبة الله بن المبارك السقطي: ابن الدجاجي (31/130)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 131 كان ذا وجاهة وتقدم وحال واسعة. وعهدي به وقد أخنى عليه الزمان بصروفه وقد قصدته في جماعة مثرين لنسمع منه وهو مريض فدخلنا عليه وهو على بارية وعليه جبة قد أكلت النار أكثرها وليس عنده ما يساوي درهما فحمل على نفسه حتى قرأنا عليه بحسب شره أهل الحديث وقمنا وهو متحمل للمشقة في إكرامنا فلما خرجنا قلت: هل مع سادتنا ما نصرفه إلى الشيخ؟ فمالوا إلى ذلك فاجتمع له نحو خمسة مثاقيل فدعوت ابنته وأعطيتها ووقفت لأرى تسليمها إليه فلما دخلت وأعطته لطم حر وجهه ونادى: وافضيحتاه آخذ على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عوضا لا والله. ونهض حافيا ينادي: بحرمة ما بيننا إلا رجعت فعدت إليه فبكى وقال: تفضحني مع أصحاب الحديث ! الموت أهون من ذلك. فأعدت الذهب إلى الجماعة فلم يقبلوه وتصدقوا به. 88 - محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن. أبو عبد الله الطالقاني الصوفي. (31/131)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 132 سمع: أبا عبد الرحمن السلمي وعبد الرحمن بن أبي نصر التميمي. روى عنه: الخطيب وأبو عبد الله الحميدي وعمر الدهستاني وهبة الله بن الأكفاني. وسكن صور. تكلموا في سماعه من السلمي. 89 - محمد بن أبي نصر. أبو بكر المروزي الصوفي. حدث عن: عبد الوهاب بن عبد الله المري وعبد الرحمن بن الطبيز السراج الدمشقيين. توفي في خامس رجب. 90 - محمد بن أبي الهيثم عبد الصمد. (31/132)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 133 أبو بكر المروزي الترابي. روى عن: أبي سعيد عبد الله بن أحمد بن عبد الوهاب الرازي وعبد الله بن حمويه السرخسي. وعمر دهرا طويلا. روى عنه: محيي السنة البغوي وغيره. وقد أورده أبو سعد السمعاني في كتاب الأنساب وأنه روى أيضا عن الحاكم أبي الفضل محمد بن الحسين الحدادي الراوي عن أصحاب إسحاق ابن راهويه. (31/133)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 134 روى عنه جدي أبو المظفر وعلي بن الفضل الفارمذي. وقال ابن ماكولا: وحدث أيضا عن محمد بن أحمد الزرقي عن أبي حامد الكشميهني عن علي بن حجر. ثم قال: وتوفي في رمضان عن ست وتسعين سنة. 91 - محمد بن وشاح. (31/134)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 135 أبو علي الزينبي مولى أبي تمام. بغدادي فاضل كان ذا رأي ودهاء. قال ابن السمعاني: كان يقول: أنا معتزلي ابن معتزلي. قال: وسمعت أنه كان رافضيا. سمع: أبا حفص بن شاهين وأبا القاسم الوزير والمخلص. وحدثنا عنه: أبو بكر الأنصاري وأبو منصور القزاز الشيباني وأبو عبد الله السلال. وقال الخطيب في تاريخه: وكان معتزليا ذكر لي أنه ولد سنة سبع وسبعين وثلاثمائة. قال السمعاني: توفي في رجب وصلى عليه أبو نصر الزينبي. 92 - المبارك بن محمد بن عثمان. الشيخ أبو الفضل بن الحرمي البغدادي الصوفي. سمع من: علي بن محمد بن إبراهيم بن علويه الجوهري وأبي الحسين بن الميتم. سمع منه: أبو نصر بن ماكولا والحميدي وأبو بكر ابن الخاضبة وأبو علي البرداني. قال أبو نصر بن المجلي: توفي سنة ثلاث. (31/135)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 136 وقال غيره: سنة 462. وشيخه ابن علويه يروي عن المحاملي. 93 - المشرف بن علي بن الخضر. أبو الطاهر التمار الأنماطي. مصري ثقة محدث. سمع أولاده. وكانت منيته بصور في شوال. ذكره ابن الأكفاني ولم يذكره ابن عساكر. (- حرف الياء -) 94 - يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم. الإمام أبو عمر النمري القرطبي العلم الحافظ. (31/136)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 137 محدث قرطبة. روى عن: الحافظ خلف بن القاسم وعبد الوارث بن سفيان وسعيد بن نصر وعبد الله بن محمد بن عبد المؤمن وعبد الله بن محمد بن أسد الجهني وأحمد بن فتح الرسان والحسين بن يعقوب البجاني وأبي الوليد عبد الله بن محمد بن الفرضي ومحمد بن عبد الملك بن ضيفون والقاسم بن عسلون الفراء ويعيش بن محمد الوراق وأبي عمر بن الجسور وأبي القاسم سلمة بن سعيد ويحيى بن مسعود بن وجه الجنة وأبي عمر الطلمنكي وأبي المطرف القنازعي ويونس بن عبد الله القاضي وآخرين. وأجاز له أبو القاسم بن عبيد الله السقطي وغيره من مكة وأبو الفتح بن سيبخت والحافظ عبد الغني بن سعيد وأبو محمد النحاس من مصر. قال طاهر من مفوز: سمعته يقول: ولدت يوم الجمعة والإمام يخطب لخمس بقين من ربيع الآخر سنة ثمان وستين وثلاثمائة. قلت: وطلب الحديث سنة بضع وثمانين قبل أن يولد الحافظ أبو بكر الخطيب بأعوام. قال أبو الوليد الباجي: لم يكن بالأندلس مثل أبي عمر بن عبد البر في الحديث. (31/137)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 138 وقال أبو محمد بن حزم في رسالته في فضائل الأندلس: ومنها - يعني المصنفات - كتاب التمهيد لصاحبنا أبي عمر يوسف بن عبد البر وهو الآن بعد في الحياة لم يبلغ سن الشيخوخة. قال: وهو كتاب لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله أصلا فكيف أحسن منه؟ ومنها كتاب الاستذكار وهو اختصار التمهيد المذكور. ولصاحبنا أبي عمر تواليف لا مثل لها في جميع معانيها منها كتابه المسمى بالكافي في الفقه على مذهب مالك خمسة عشر كتابا مغن عن المصنفات الطوال في معناه ؛ ومنها كتابه في الصحابة يعني الإستيعاب ليس لأحد من المتقدمين (31/138)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 139 قبله مثله على كثرة ما صنفوا في ذلك ؛ ومنها كتاب الإكتفاء في قراءة نافع وأبي عمرو ؛ ومنها كتاب بهجة المجالس وأنس المجالس نوادر وأبيات ؛ ومنها كتاب جامع بيان العلم وفضله. وقال القاضي عياض: صنف أبو عمر بن عبد البر كتاب التمهيد [لما] في الموطأ من المعاني والأسانيد في عشرين مجلدا وكتاب الاستذكار لمذهب علماء الأمصار لما تضمنه الموطأ من معاني الرأي والآثار وكتاب التقصي لحديث الموطأ وكتاب الاستيعاب لأسماء الصحابة وكتاب العلم وكتاب الإنباه على قبائل الرواة وكتاب الإنتقاء لمذاهب الثلاثة علماء مالك وأبي حنيفة والشافعي وكتاب البيان في تلاوة القرآن (31/139)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 140 وكتاب الأجوبة الموعبة وكتاب بهجة المجالس وكتاب المعروفين بالكنى وكتاب الكافي في الفقه وكتاب الدرر في اختصار المغازي والسير وكتاب القصد والأمم في أنساب العرب والعجم وأول من نطق بالعربية من الأمم وكتاب الشواهد في إثبات خبر الواحد وكتاب الإكتفاء في القراءات وكتاب الإنصاف فيما في اسم الله من الخلاف وكتاب الفرائض وأشياء من الكتب الصغار. قال أبو علي بن سكرة: سمعت أبا الوليد الباجي وجرى ذكر ابن عبد البر فقال: هو أحفظ أهل المغرب. وقال الحافظ أبو علي الغساني: سمعت أبا عمر بن عبد البر يقول: لم (31/140)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 141 يكن أحد ببلدنا مثل قاسم بن محمد وأحمد بن خالد الجباب. قال الغساني: وأنا أقول إن شاء الله إن أبا عمر لم يكن بدونهما ولا متخلفا عنهما. وكان من النمر بن قاسط طلب وتفقه ولزم أبا عمر أحمد بن عبد الملك الإشبيلي الفقيه فكتب بين يديه ؛ ولزم ابن الفرضي وعنه أخذ كثيرا من علم الحديث. ودأب أبو عمر في طلب الحديث وافتن به وبرع براعة فاق بها من تقدمه من رجال الأندلس. وكان مع تقدمه في علم الأثر وبصره بالفقه والمعاني له بسطة كبيرة في علم النسب والخبر. جلا عن وطنه ومنشئه قرطبة فكان في الغرب مدة ثم تحول إلى شرق الأندلس وسكن دانية وبلنسية وشاطبة وبها توفي. وذكر غير واحد أن أبا عمر ولي القضاء بأشبولة في دولة المظفر بن الأفطس مدة. وقد سمع سنن أبي داود عاليا من ابن عبد المؤمن بسماعه من ابن داسة. وسمع منه فوائد عن إسماعيل الصفار وغيره. وقرأ كتاب الزعفراني على ابن ضيفون بسماعه من ابن الأعرابي عنه. وسمع ابن عبد البر من جماعة حدثوه عن قاسم بن أصبغ. (31/141)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 142 وكان مع إمامته وجلالته أعلى أهل الأندلس إسنادا في وقته. روى عنه: أبو العباس الدلائي وأبو محمد بن أبي قحافة وأبو الحسن بن مفوز وأبو عبد الله الحميدي وأبو علي الغساني وأبو بحر سفيان بن العاص ومحمد بن فتوح الأنصاري وطائفة سواهم ؛ وأبو داود سليمان بن نجاح المقرئ وقال: توفي ليلة الجمعة سلخ ربيع الآخر ودفن يوم الجمعة بعد العصر. قلت: استكمل رحمه الله خمسا وتسعين سنة وخمسة أيام. وقال شيخنا أبو عبد الله محمد بن أبي الفتح ومن خطه نقلت: كان أبو عمر بن عبد البر أعلم من بالأندلس في السنن والآثار واختلاف علماء الأمصار. وكان في أول زمانه ظاهري المذهب مدة طويلة ثم رجع عن ذلك إلى القول بالقياس من غير تقليد أحد إلا أنه كان كثيرا ما يميل إلى مذهب الشافعي رحمه الله. قلت: وجميع شيوخه الذين حمل عنهم لا يبلغون سبعين نفسا ولا رحل في الحديث ومع هذا فما هو بدون الخطيب ولا البيهقي ولا ابن حزم في كثرة الاطلاع بل قد يكون عنده ما ليس عندهم مع الصدق والديانة والتثبت وحسن الاعتقاد رحمه الله تعالى. قال الحميدي: أبو عمر فقيه حافظ مكثر عالم بالقراءآت وبالخلاف وبعلوم الحديث والرجال قديم السماع لم يخرج من الأندلس وكان يميل في الفقه إلى أقوال الشافعي. قلت: وكان سلفي الاعتقاد متين الديانة. (31/142)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 143

(سنة أربع وستين وأربعمائة)

(- حرف الألف -) 95 - أحمد بن أسعد بن محمد بن حسين. أبو نصر الهروي التاجر. سمع: أباه وعمه وأبا علي منصور بن عبد الله الخالدي وغيرهم. 96 - أحمد بن عبد العزيز بن علي بن محمد. القاضي أبو سعيد الثقفي الإصبهاني. روى عن: أبي عبد الله بن مندة. وعنه: جماعة. 97 - أحمد بن عثمان بن الفضل بن جعفر. أبو الفرج البغدادي المعروف بابن المخبزي. من بيت حشمة. ذكر أن كتبه ذهبت في حريق الكرخ. قال أبو سعد السمعاني: كبر وضعف وكان مقلا من الحديث وسماعه صحيح. (31/143)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 144 قال: ورأيت بخط بعض المحدثين أنه كان يتشيع. وقال الخطيب: كتبت عنه وكان صدوقا. ووثقه ابن خيرون. سمع: عيسى بن الوزير وعبيد الله بن حبابة. ثنا عنه: أبو بكر الأنصاري ويحيى بن الطراح. ومات في صفر. 98 - أحمد بن علي بن شجاع بن محمد. أبو زيد المصقلي الإصبهاني أخو شجاع. ثقة سمع من: أبي عبد الله بن مندة وغيره. روى عنه: محمد بن عبد الواحد الدقاق. وتوفي في شوال. وروى أيضا عن: أبي جعفر بن المرزبان جزء لوين. رواه عنه محمد بن أبي نصر هاجر ومحمود بن محمد بن ماشاذة. 99 - أحمد بن الفضل بن أحمد. الجصاص الإصبهاني. رحال جوال. سمع: أبا سعيد النقاش وجماعة بإصبهان وأبا عبد الرحمن السلمي (31/144)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 145 بنيسابور وعلي بن أحمد الرزاز ببغداد ومنصور الكاغدي بسمرقند وبمرو وبلخ ومواضع. وحدث في هذا العام في رمضان بكتاب فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم له. 100 - أحمد بن محمد بن مسلم. أبو العباس الإصبهاني الأعرج المؤدب. سمع: أبا عبد الله بن مندة. وعنه: يحيى بن مندة. مات في صفر. 101 - أحمد بن محمد الكناني الفلسطيني. توفي في المحرم. روى عنه: علي بن محمد الحنائي. 102 - أحمد بن محمد بن يحيى بن بندار. أبو علي الهمذاني المعدل المعروف بابن الشيخ. روى عن: أبيه أبي نصر وابن لال وشعيب بن علي وجماعة. توفي في جمادى الآخرة بهمذان. (- حرف الباء -) 103 - بكر بن محمد بن علي بن حيد. (31/145)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 146 أبو منصور النيسابوري التاجر. يلقب بالشيخ المؤتمن. حدث ببغداد وهمذان وتنقل. وحدث عن: أبيه وأبي الحسين أحمد بن محمد الخفاف ومحمد بن الحسين العلوي وأبي بكر بن عبدوس وعبد الله بن يوسف بن بامويه. قال شيرويه: لم يقض لي السماع منه وكنت أدور إذ ذاك وأسمع. وكان صدوقا أمينا. ثنا عنه: الميداني. وقال السمعاني: ثنا عنه: محمد بن عبد الباقي الأنصاري وسعيد بن أبي الرجاء الصيرفي وإسماعيل بن علي الحمامي الإصبهانيان. وسمع منه: جدي أبو المظفر وأبو بكر الخطيب وأثنى عليه. توفي في صفر. (- حرف الجيم -) 104 - جابر بن ياسين بن الحسن بن محمد بن أحمد بن محمويه. أبو الحسن الحنائي العطار بغدادي. (31/146)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 147 قال الخطيب: كتبت عنه وكان سماعه صحيحا. سمع: أبا حفص الكتاني وأبا طاهر المخلص. قلت: روى عنه: أبو بكر الأنصاري وأبو منصور القزاز ويحيى بن علي الطراح وغيرهم. توفي في شوال. (- حرف الخاء -) 105 - الخضر بن عبد الله بن كامل. أبو القاسم المري. حدث بدمشق أو بغيرها عن: عقيل بن عبيد الله السمسار وأبي طالب عبد الوهاب بن عبد الملك الفقيه الهاشمي. وعنه: ابن الأكفاني وعلي بن طاهر النحوي وغيرهما. قال ابن الأكفاني: ولم يكن يدري شيئا. (- حرف العين -) 106 - عباد بن محمد بن إسماعيل بن عباد. (31/147)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 148 المعتضد بالله أبو عمرو أمير إشبيلية ابن قاضيها أبي القاسم. قد تقدم أن أهل إشبيلية ملكوا عليهم القاضي أبا القاسم وأنه توفي سنة ثلاث وثلاثين فقام بالأمر بعده المعتضد بالله. وكان شهما صارما جرى على سنن والده مدة ثم سمت همته وتلقب بالمعتضد بالله وخوطب بأمير المؤمنين. وكان شجاعا داهية. قتل من أعوان أبيه جماعة صبرا وصادر بعضهم وتمكن من الملك ودانت له الملوك. وكان قد اتخذ خشبا في قصره وجللها برؤوس ملوك وأعيان ومقدمين. وكان يشبه بأبي جعفر المنصور. وكان ابنه ولي العهد إسماعيل قد هم بقتل أبيه وأراد اغتياله فلم يتم له الأمر فقبض عليه المعتضد وضرب عنقه وعهد إلى ابنه أبي القاسم محمد ولقبه المعتمد على الله. ويقال إنه أخذ مال أعمى فنزح وجاور بمكة يدعو عليه فبلغ المعتضد فندب رجلا وأعطاه حقا فيه جملة دنانير وطلاها بسم. فسافر إلى مكة وأعطى الأعمى الدنانير فأنكر ذلك وقال: يظلمني بإشبيلية ويتصدق علي هنا. ثم أخذ دينارا منها فوضعه في فمه فمات بعد يوم. وكذلك فر منه رجل مؤذن إلى طليطلة فأخذ يدعو عليه في الأسحار فبعث إليه من جاءه برأسه. (31/148)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 149 وطالت أيامه إلى أن توفي في رجب فقيل إن ملك الفرنج سمه في ثياب بعث بها إليه. وقيل: مات حتف أنفه وقام بعده ابنه المعتمد. ومما تم له في سنة أربع وأربعين أنه سكر ليلة وخرج في الليل مع غلام وسار نحو قرمونة وهي بعض يوم من إشبيلية. وكان صاحب قرمونة إسحاق بن سليمان البرزالي قد جرت معه حروب فلم يسر حتى أتى قرمونة وكان إسحاق يشرب في جماعة فأعلم بالمعتضد بأنه يستأذن فزاد تعجبهم وأذن له فسلم على إسحاق وشرع في الأكل فزال عنه السكر وسقط في يده لما بينه وبين برزال من الحرب لكنه تجلد وأظهر السرور وقال: أريد أن أنام. فنومه في فراش فتناوم وظنوا أنه قد نام فقال بعضهم: هذا كبش سمين والله لو أنفقتم ملك الأندلس عليه ما قدرتم فإذا قتل لم تبق شوكة تشوككم. فقام منهم معاذ بن أبي قرة وكان رئيسا وقال: والله لا كان هذا رجل قصدنا ونزل بنا ولو علم أنا نؤذيه ما أتانا مستأمنا. كيف تتحدث عنا القبائل أنا قتلنا ضيفنا وخفرنا ذمتنا؟ ثم انتبه فقاموا وقبلوا رأسه وجددوا السلام عليه فقال لحاجبه: أين نحن؟ قال: بين أهلك وإخوانك. (31/149)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 150 فقال: إيتوني بدواة. فأتوه بها فكتب لكل منهم بخلعة وذهب وأفراس وخدم وأمر كل واحد أن يبعث رسوله ليقبض ذلك. ثم ركب من فوره وقاموا في خدمته. ثم طلبهم بعد ستة أشهر لوليمة فأتاه ستون رجلا منهم فأنزلهم وأنزل معاذا عنده. ثم أدخلهم حمما وطين بابه فماتوا كلهم. فعز على معاذ ذلك فقال المعتضد: لا ترع فإنهم قد حضرت آجالهم وقد أرادوا قتلي ولولاك لقتلوني فإن أردت أن أقاسمك جميع ما أملك فعلت. فقال: أقيم عندك وإلا بأي وجه أرجع إلى قرمونة وقد قتلت سادات بني برزال. فأنزله في قصر وأقطعه وكان من كبار أمرائه. ثم كان المعتمد يجله ويعظمه. فحدث بعض الإشبيليين أنه رأى معاذا يوم دخل يوسف بن تاشفين وعليه ثوب ديباج مذهب وبين يديه نحو ثلاثين غلاما وأنه رآه في آخر النهار وهو مكتف في تليس. ذكر هذه الحكاية بطولها عزيز في تاريخه فإن صحت فيه تدل على لؤم المعتضد وعسفه وكفر نفسه. وقد لقاه الله في عاقبته. وحكى عبد الواحد بن علي في تاريخه أن المعتضد كان شهما شجاعا داهية. فقيل إنه ادعى أنه وقع إليه هشام المؤيد بالله بن المستنصر الأموي فخطب له مدة بالخلافة وكان الحامل له على تدبير هذه الحيلة ما رآه من اضطراب أهل إشبيلية عليه لأنهم أنفوا من بقائهم بلا خليفة وبلغه أنهم يطلبون أمويا ليقيموه في الخلافة فأخبرهم بأن المؤيد بالله عنده بالقصر وشهد له جماعة من حشمه بذلك وأنه كالحاجب له. وأمر بذكره على المنابر فاستمر ذلك سنين إلى أن نعاه إلى الناس في سنة خمس وخمسين وأربعمائة. وزعم أنه عهد إليه بالخلافة على الأندلس ؛ وهذا محال. وهشام هلك من سنة ثلاث وأربعمائة ولو كان بقي إلى الساعة لكان يكون ابن مائة سنة وسنة. (31/150)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 151 107 - عبد الله بن محمد بن علي بن أحمد بن جعفر. القاضي أبو محمد بن أبي الرجاء الإصبهاني الكوسج. مفتي البلد. وكان من الأشعرية الغلاة. سمع: أبا عبد الله بن مندة وعم أبيه الحسين وعدة. مات في ربيع الأول. قاله يحيى بن مندة. 108 - عبد الرحمن بن سوار بن أحمد بن سوار. أبو المطرف القرطبي الفقيه قاضي الجماعة. روى عن: أبي القاسم بن دنيال وحاتم بن محمد. استقضاه المعتمد على الله بقرطبة بعد ابن منظور في جمادى الآخرة من هذه السنة. وتوفي بعد أشهر في ذي القعدة وله اثنان وخمسون عاما. وكان من أهل النباهة والذكاء. لم يأخذ على القضاء أجرا. 109 - عبد الرحمن بن علي بن محمد بن رجاء. أبو القاسم بن أبي العيش الأطرابلسي. حدث عن: أبي عبد الله بن أبي كامل الأطرابلسي وأبي سعد الماليني وخلف الواسطي الحافظ. ولعله آخر من حدث عن خلف. روى عنه: عمر الرؤآسي ومكي الرميلي وهبة الله الشيرازي. سمعوا منه بأطرابلس. (31/151)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 152 توفي في جمادى الأولى. 110 - عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن إبراهيم. أبو نصر الهمذاني المعروف بابن شاذي شيخ الصوفية. روى عن: أبيه وابن لال وشعيب بن علي وأبي سهل محمود بن عمر العكبري. قال شيرويه: لم يقض لي السماع منه وكان يسلك سبيل الملامة. صحب طاهرا الجصاص. وبلغني أنه وقف ثمانيا وعشرين وقفة. وتوفي في ذي الحجة. 111 - عبد العزيز بن موسى. أبو عمر المروزي القصاب المعلم. قال السمعاني فيما خرج لولده عبد الرحيم: شيخ صالح سديد السيرة من المعمرين. أدرك أبا الحسين عبد الرحمن بن محمد الدهان المقرئ وسمع منه السنن لأبي مسلم الكجي. قرأ عليه جدي هذا الكتاب في سنة أربع وستين هذه. وروى عنه بأخرة محمد بن علي بن محمد الكواز الملحمي. (31/152)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 153 112 - عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة. أبو الحسن. تقدم في سنة اثنتين وستين وأربعمائة. يرتب هنا. 113 - عتيق بن علي بن داود. الزاهد أبو بكر الصقلي الصوفي السمنطاري. أكثر التطواف. وسمع من أبي القاسم الزيدي بحران ومن أبي نعيم الحافظ وبشرى الفاتني. وصنف كتابا حافلا في الزهد في اثنتي عشرة مجلدة سماه دليل القاصدين. وله معجم في جزءين. وشيوخه نيف وسبعون شيخا. وكان رجلا زاهدا صالحا رحمه الله تعالى. (31/153)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 154 114 - علي بن الحسين بن سهل. أبو الحسن المروزي الدهقان الفقيه. تفقه بمرو على: أبي عاصم النافلة وأبي نصر المحسن بن أحمد الخالدي. وسمع جده محمد بن الفضل. وقدم بغداد فسمع هبة الله بن الحسن اللالكائي. روى عنه: أبو المظفر بن القشيري. توفي في جمادى الآخرة. (- حرف الميم -) 115 - المبارك بن الحسين. أبو طاهر الأنصاري البغدادي الصفار. كان صالحا خيرا من أهل نهر القلايين. سمع: عبيد الله بن أبي مسلم الفرضي وأبا الحسين بن بشران. وعنه: أبو بكر الأنصاري وأبو محمد بن الطراح وأبو المعالي بن البدن. (31/154)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 155 مات في شعبان. 116 - محمد بن أحمد بن محمد بن منظور. أبو بكر القيسي الإشبيلي. روى عن: أبي القاسم بن عصفور الحضرمي الزاهد ومحمد بن عبد الرحمن العواد. وولي قضاء قرطبة للمعتمد على الله محمد بن عباد. وكان عدلا في أحكامه. توفي في جمادى الآخرة. روى عنه: أبو الوليد بن طريف. 117 - محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله. أبو الحسن الهاشمي العباسي خطيب جامع المنصور. كان عدلا نبيلا يلبس القلانس الدنية. روى عن: أبي الحسن بن رزقويه وغيره. وعنه: أبو بكر محمد بن عبد الباقي ويحيى بن الطراح. قال الخطيب: كان صدوقا كتبت عنه. وقرأ القرآن على أبي القاسم الصيدلاني رحمه الله. (31/155)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 156 118 - محمد بن أحمد بن شاذة بن جعفر. أبو عبد الله الإصبهاني القاضي بدجيل. تفقه على مذهب الشافعي. وسمع: أبا سعد الماليني وحدث. وكان ثقة صالحا. وسمع أيضا أبا عمر بن مهدي. روى عنه: أبو بكر الأنصاري ومفلح الدومي ويحيى بن الطراح. 119 - محمد بن الحسن. أبو عبد الله المروزي المقرئ. حدث عن أبي الفتح بن ودعان الموصلي بجزءين. قاله ابن الأكفاني. 120 - محمد بن عقيل بن أحمد بن بندار. أبو عبد الله الخراساني ثم الدمشقي المعروف بابن الكريدي. سمع: محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد وأبا محمد بن أبي نصر. وتوفي بصور. روى عنه: هبة الله بن الأكفاني. 121 - محمد بن علي بن الحسن بن زكريا. أبو سعيد الطريثيثي المعروف بابن زهراء أخو أبي بكر أحمد بن علي. (31/156)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 157 سمع: أبا القاسم الخرمي وأبا الحسن بن مخلد البزاز. روى عنه: المعمر بن محمد البيع. ومات في سلخ رجب. 122 - محمد بن علي بن محمد بن إسحاق. أبو بكر النيسابوري المعدل. كان عابدا خائفا ورعا. سمع: أبا الحسن العلوي وأبا يعلى المهلبي. روى عنه: زاهر الشحامي وغيره. (- حرف النون -) 123 - نصر بن الحسن بن إبراهيم. أبو الفتح البالسي الجوهري. حدث بجزء عن عبد الواحد بن شماس الدمشقي. (31/157)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 158

(الكنى) 124 - أبو طالب بن عمار. قاضي طرابلس. كان قد استولى على طرابلس واستبد بالأمور إلى أن مات في رجب من السنة فقام مكانه ابن أخيه جلال الملك أبو الحسن بن عمار فضبطها أحسن ضبط وظهرت شهامته. (31/158)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 159 فارغة (31/159)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 160

(سنة خمس وستين وأربعمائة)

(- حرف الألف -) 125 - أحمد بن الحسن بن عبد الودود بن عبد المتكبر بن محمد بن هارون بن المهتدي بالله. الخطيب أبو يعلى العباسي. من سراة البغداديين. سمع: جده عبد الودود وابن الفضل القطان. وعنه: قاضي المرستان. وسمع منه أيضا الحميدي وغيره عن أبي الحسين أحمد بن محمد بن المتيم. توفي في شوال. 126 - أحمد بن الفضل بن أحمد. أبو العباس الإصبهاني الجصاص. سمع: ابن رزقويه البزاز وعلي بن أحمد الرزاز ببغداد وأبا سعيد النقاش بإصبهان. وسمع بمرو وبلخ وسمرقند فأكثر. 127 - ألب أرسلان بن جغري بك واسمه داود بن ميكائيل بن (31/160)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 161 سلجوق بن تقاق بن سلجوق. السلطان عضد الدولة أبو شجاع الملقب بالعادل. واسمه بالعربي محمد بن داود. أصله من قرية يقال لها النور. وتقاق: بالعربي قوس حديد. وهو أول من دخل في الإسلام. وألب أرسلان أول من ذكر بالسلطان على منابر بغداد. قدم حلب فحاصرها في سنة ثلاث وستين حتى خرج إليه محمود بن نصر بن صالح بن مرداس صاحبها مع أمه فأنعم عليه بحلب وسار إلى الملك ديوجانس وقد خرج من القسطنطينية فالتقاه وأسره ثم من عليه وأطلقه. ثم سار فغزا الخزر والأبخاز. وبلغ ما لم يبلغ أحد من الملوك. وكان ملكا عادلا مهيبا مطاعا معظما. ولي السلطنة بعد وفاة عمه طغرلبك بن سلجوق في سنة سبع وخمسين. وبلغ طغرلبك من العمر نيفا وثمانين سنة. (31/161)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 162 قال عبد الواحد بن الحصين: سار ألب أرسلان في سنة ثلاث وستين إلى ديار بكر فخرج إليه نصر بن مروان وخدمه بمائة ألف دينار. ثم سار إلى حلب ومن على ملكها. ثم غزا الروم فصادف مقدم جيشه عند خلاط عشرة آلاف فانتصر عليهم وأسر مقدمهم. والتقى ألب أرسلان وعظيم الروم بين خلاط ومنازكرد في ذي القعدة من العام وكان في مائتين ألوف والسلطان في خمسة عشر ألفا. فأرسل إليه السلطان في الهدنة. فقال الكلب: الهدنة تكون بالري. فعزم السلطان على قتاله فلقيه يوم الجمعة في سابع ذي القعدة فنصر عليه وقتل في جيشه قتلا ذريعا وأسره ثم ضربه ثلاث مقارع وقطع عليه ألف ألف دينار وخمسمائة ألف دينار وأي وقت طلبه السلطان بعساكره حضر وأن يسلم إليه كل أسير من المسلمين عنده. وأعز الله الإسلام وأذل الشرك. وكان السلطان ألب أرسلان في أواخر الأمر من أعدل الناس وأحسنهم سيرة وأرغبهم في الجهاد وفي نصر الدين. وقنع من الرعية بالخراج الأصلي. وكان يتصدق في كل رمضان بأربعة آلاف دينار ببلخ ومرو وهراة ونيسابور ويتصدق بحضرته بعشرة آلاف دينار. ورافع بعض الكتاب نظام الملك بقصة فدعا النظام وقال له: خذ هذه الورقة فإن صدقوا فيما كتبوه فهذب أحوالك وإن كذبوا فاغفر لكاتبها وأشغله بمهم من مهمات الديوان حتى يعرض عن الكذب. وغزا السلطان في أول سنة خمس وستين جيحون. فعبر جيشه في نيف وعشرين يوما من صفر وكان معه زيادة على مائتي ألف فارس وقصد شمس (31/162)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 163 الملك تكين بن طمغاج. وأتاه أعوانه بوالي قلعة اسمه يوسف الخوارزمي وقربوه إلى سريره مع غلامين فأمر أن تضرب له أربعة أوتاد وتشد أطرافه إليها فقال يوسف للسلطان: يا مخنث مثلي يقتل هذه القتلة؟ فغضب السلطان فأخذ القوس والنشاب وقال: حلوه. ورماه فأخطأه ولم يكن يخطيء له سهم فأسرع يوسف إليه إلى السرير فنهض السلطان فنزل فعثر وخر على وجهه فوصل يوسف فبرك عليه وضربه بسكين كانت معه في خاصرته ولحق بعض الخدم يوسف فقتلوه وحمل السلطان وهو مثقل وقضى نحبه. وجلسوا لعزائه ببغداد في ثامن جمادى الآخرة وعاش أربعين سنة وشهرين. وعهد إلى ابنه ملكشاه ودفن بمرو. ونقل ابن الأثير: أن أهل سمرقند لما بلغهم عبور السلطان النهر تجمعوا ودعوا الله تعالى وختموا ختمات وسألوا الله أن يكفيهم أمره فاستجاب لهم. وقيل إنه قال: لما كان أمس صعدت إلى تل فرأيت جيوشي فقلت في (31/163)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 164 نفسي أنا ملك الدنيا ومن يقدر علي؟ فعجزني الله بأضعف من يكون. فأنا أستغفر الله من ذلك الخاطر. (- حرف الباء -) 128 - بكر بن محمد بن أبي سهل. أبو علي النيسابوري الصوفي المعروف بالسبعي. وسئل عن ذلك فقال: كانت لي جدة أوصت بسبع مالها فاشتهر بذلك. قدم في هذا العام فحدث عن: أبي بكر الحيري وجماعة. (- حرف الحاء -) 129 - الحسن بن محمد بن علي بن فهد ابن العلاف. عم عبد الواحد. سمع منه سنة إحدى وأربعين جزءا. وعاش فوق المائة. وكان صالحا عابدا كثير التلاوة للختمة. حدث عنه: أبو غالب بن البنا. 130 - الحسين بن أحمد بن علي بن أحمد. القاضي أبو نصر ابن القاضي أبي الحسين قاضي الحرمين النيسابوري. (31/164)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 165 سمع من: أبي محمد المخلدي وأبي زكريا الجرمي وطبقتهما. وتفقه على القاضي أبي الهيثم. وولي قضاء قاين مدة. وتوفي في تاسع ذي القعدة وله اثنتان وثمانون سنة وأشهر. 131 - الحسين بن الحسن بن الحسين ابن الأمير صاحب الموصل ناصر الدولة أبي محمد الحسين بن عبد الله بن أحمد بن الأمير ناصر الدولة حفيد الأمير ناصر الدولة بن حمدان. توثب على الديار المصرية وجرت له أمور طويلة وحروب ذكرناها في الحوادث وكان عازما على إقامة الدعوة العباسية بمصر وتهيأت له الأسباب وقهر المستنصر العبيدي وتركه على برد الديار وأخذ أمواله كما ذكرنا. ثم وثب عليه إلدكز التركي في جماعة فقتلوه في هذه السنة. وقد ولي إمرة دمشق هو وأبوه ناصر الدولة وسيفها. والله أعلم. (31/165)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 166 132 - الحسين بن محمد الهاشمي البغدادي. أبو محمد الدلال. ليس بثقة ولا معروف. حدث عن الدارقطني بجزء عهدته عليه. مات في ربيع الآخر. وولد سنة ست وسبعين وثلاثمائة. قال ابن خيرون: فيه بعض العهدة. 133 - حمزة بن محمد. الشريف أبو يعلى الجعفري البغدادي من أولاد جعفر بن أبي طالب. (31/166)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 167 كان من كبار علماء الشيعة. لزم الشيخ المفيد وفاق في علم الأصلين والفقه على طريقة الإمامية. وزوجه المفيد بابنته وخصه بكتبه. وأخذ أيضا عن السيد المرتضى وصنف كتبا حسانا. وكان من صالحي طائفته وعبادهم وأعيانهم. شيع جنازته خلق كثير وكان من العارفين بالقراءآت. وكان يحتج على حدث القرآن بدخول الناسخ والمنسوخ فيه. ذكره ابن أبي طيء. (- حرف الطاء -) 134 - طاهر بن عبد الله. أبو الربيع الإيلاقي التركي. وإيلاق هي قصبة الشاش. كان من كبار الشافعية له وجه. (31/167)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 168 رحل وتفقه على أبي بكر القفال وببخارى على الشيخ أبي عبد الله الحليمي ؛ وحدث عنهما وعن أبي نعيم الأزهري. وكان إمام بلاد الترك. عاش ستا وتسعين سنة. (- حرف العين -) 135 - عائشة بنت أبي عمر محمد بن الحسين البسطامي ثم النيسابوري. إن لم تكن ماتت في هذه السنة وإلا ففي حدودها. سمعت: أبا الحسين الخفاف وغيره. روى عنها: إسماعيل بن أبي صالح المؤذن وزاهر الشحامي وأخوه وجيه ومحمد بن حمويه الجويني وآخرون. وكان أبوها من كبار الأئمة رحمه الله مر سنة ثمان وأربعمائة. 136 - عبد الباقي بن محمد بن عبد المنعم. الفقيه أبو حاتم الأبهري المالكي. روى عن: أبيه أبي جعفر وأبي محمد بن أبي زكريا البيع وأبي الحسين ابن بشران وأهل بغداد. قال شيرويه: قدم علينا في ذي القعدة همذان وسمعت منه وكان ثقة. 137 - عبد الرحمن بن محمد بن عيسى. أبو المطرف الطليطلي. عرف بابن الببرولة. (31/168)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 169 سمع: محمد بن إبراهيم الخشني وخلف بن أحمد وأبي بكر بن زهر وأبي عمر بن سميق. وكان من أهل الذكاء والفصاحة. كان يعظ الناس. توفي في ربيع الأول. وكان سليم الصدر حسن السيرة. 138 - عبد الصمد بن علي بن محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون. أبو الغنائم الهاشمي البغدادي. قال السمعاني: كان ثقة صدوقا نبيلا مهيبا كثير الصمت تعلوه سكينة ووقار. وكان رئيس بيت بني المأمون وزعيمهم. طعن في السن ورحل الناس إليه وانتشرت روايته في الآفاق. سمع: الدارقطني وأبا الحسن السكري وأبا نصر الملاحمي وجده أبا الفضل بن المأمون وأبا القاسم عبيد الله بن حبابة. روى لنا عنه: يوسف بن أيوب الهمذاني ومحمد بن عبد الباقي الفرضي وعبد الرحمن بن محمد القزاز وغيرهم. قال الخطيب: كان صدوقا كتبت عنه. سألت أبا القاسم إسماعيل بن محمد الحافظ عن أبي الغنائم فقال: شريف محتشم ثقة كثير السماع. وقال عبد الكريم بن المأمون: ولد أخي أبو الغنائم في سنة ست وسبعين وثلاثمائة. وقال غيره سنة أربع. وقال شجاع الذهلي: توفي في سابع عشر شوال. (31/169)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 170 قلت: وروى عنه: الحميدي وأبي النرسي وأحمد بن ظفر المغازلي وأبو الفتح عبد الله بن البيضاوي وأبو الفضل محمد بن عمر الأرموي. وآخر من روى عنه بالإجازة: مسعود الثقفي الذي أجاز لكريمة وطعن في إجازته منه فترك الرواية. 139 - عبد الكريم بن أحمد بن الحسن. أبو عبد الله الشالوسي الفقيه. وشالوس: من نواحي طبرستان. كان فقيه عصره بآمل. وكان عالما واعظا زاهدا. سمع بمصر من: أبي عبد الله بن نظيف. وأثنى عليه عبد الله بن يوسف الجرجاني وسمع منه وقال: مات سنة خمس وستين. 140 - عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة بن محمد. (31/170)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 171 الإمام أبو القاسم القشيري النيسابوري. الزاهد الصوفي شيخ خراسان وأستاذ الجماعة ومقدم الطائفة. توفي أبوه وهو طفل فوقع إلى أبي القاسم اليماني الأديب فقرأ الأدب والعربية عليه. وكانت له ضيعة مثقلة الخراج بناحية أستوا فرأوا من الرأي أن يتعلم طرفا من الاستيفاء ويشرع في بعض الأعمال بعدما أونس رشده في العربية لعله يصون قريته ويدفع عنها ما يتوجه عليها من مطالبات الدولة. فدخل نيسابور من قريته على هذه العزيمة فاتفق حضوره مجلس الأستاذ أبي علي الدقاق وكان واعظ وقته فاستحلى كلامه فوقع في شبكة الدقاق ونسخ ما عزم عليه. طلب القباء فوجد العباء وسلك طريق الإرادة فقبله الدقاق وأقبل عليه وأشار إليه بتعلم العلم فمضى إلى درس الفقيه أبي بكر الطوسي فلازمه حتى فرغ من التعليق ثم اختلف إلى الأستاذ أبي بكر بن فورك الأصولي فأخذ عنه الكلام والنظر حتى بلغ فيه الغاية. ثم اختلف إلى أبي إسحاق الإسفرائيني ونظر في تواليف ابن الباقلاني. ثم زوجه أبو علي الدقاق بابنته فاطمة. فلما توفي أبو علي عاش أبا عبد (31/171)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 172 الرحمن السلمي وصحبه. وكتب الخط المنسوب الفائق. وبرع في علم الفروسية واستعمال السلاح ودقق في ذلك وبالغ. وانتهت إليه رئاسة التصوف في زمانه لما أتاه الله من الأهوال والمجاهدات وتربية المريدين وتذكيرهم وعباراتهم العذبة. فكان عديم النظير في ذلك طيب النفس لطيف الإشارة غواصا على المعاني. صنف كتاب نحر القلوب وكتاب لطائف الإشارات وكتاب الجواهر وكتاب أحكام السماع وكتاب آداب الصوفية وكتاب عيون الأجوبة في فنون الأسولة وكتاب المناجاة وكتاب المنتهى في نكت أولي النهى وغير ذلك. أنشدنا أبو الحسين علي بن محمد أنا جعفر بن محمد أنا السلفي أنا القاضي حسن بن نصر بن مرهف بنهاوند: أنشدنا أبو القاسم القشيري لنفسه: (البدر من وجهك مخلوق .......... والسحر من طرفك مسروق)

(يا سيدا يتمني حبه .......... عبدك من صدك مرزوق) سمع من: أبي الحسين الخفاف وأبي نعيم الإسفرايني وأبي بكر بن عبدوس الحيري وعبد الله بن يوسف الإصبهاني وأبي نعيم أحمد بن محمد المهرجاني وعلي بن أحمد الأهوازي وأبي عبد الرحمن السلمي وأبي سعيد محمد بن إبراهيم الإسماعيلي وابن باكويه الشيرازي بنيسابور. ومن: أبي الحسين بن بشران وغيره. (31/172)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 173 وكان إماما قدوة مفسرا محدثا فقيها متكلما نحويا كاتبا شاعرا. قال أبو سعد السمعاني: لم ير أبو القاسم مثل نفسه في كماله وبراعته. جمع بين الشريعة والحقيقة. أصله من ناحية أستوا وهو قشيري الأب سلمي الأم. روى عنه: ابنه عبد المنعم وابن ابنه أبو الأسعد هبة الرحمن وأبو عبد الله الفراوي وزاهر الشحامي وعبد الوهاب بن شاه الشاذياخي ووجيه الشحامي وعبد الجبار الخواري وعبد الرحمن بن عبد الله البحيري وخلق سواهم. ومن القدماء: أبو بكر الخطيب وغيره. وقال الخطيب: كتبنا عنه وكان ثقة. وكان يقص ؛ وكان حسن الموعظة مليح الإشارة وكان يعرف الأصول على مذهب الأشعري والفروع على مذهب الشافعي. قال لي: ولدت في ربيع الأول سنة ست وسبعين وثلاثمائة. أخبرنا أحمد بن هبة الله عن أم المؤيد زينب الشعرية أن عبد الوهاب بن شاه أخبرها: أنا أبو القاسم القشيري أنا أبو بكر بن فورك أنا أحمد بن محمود بن خرزاذ: ثنا الحسن بن الحارث الأهوازي ثنا سلمة بن سعيد عن صدقة بن أبي عمران ثنا علقمة بن مرثد عن زاذان عن البراء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: حسنوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا. (31/173)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 174 قال القاضي شمس الدين بن خلكان: صنف أبو القاسم القشيري التفسير الكبير وهو من أجود التفاسير وصنف الرسالة في رجال الطريقة. وحج مع البيهقي وأبي محمد الجويني. وكان له في الفروسية واستعمال السلاح يد بيضاء. وقال فيه أبو الحسن الباخرزي في دمية القصر: لو قرع الصخر بسوط تحذيره لذاب ولو ربط إبليس في مجلسه لتاب وله: فصل الخطاب في فضل النطق المستطاب. كما هو في التكلم على مذهب الأشعري خارج إحاطته بالعلوم عن الحد البشري كلماته للمستفيد فرائد وفوائد وعتبات منبره للعارفين وسائد. وله شعر يتوج به دروس مماليه إذا ختمت به أذناب أماليه. قال عبد الغافر في تاريخه: ومن جملة أحواله ما خص به من المحنة (31/174)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 175 في الدين وظهور التعصب بين الفريقين في عشر سنة أربعين إلى خمس وخمسين وأربعمائة وميل بعض الولاة إلى الأهواء وسعي بعض الرؤساء إليه بالتخليط حتى أدى ذلك إلى رفع المجالس وتفرق شمل الأصحاب وكان هو المقصود من بينهم حسدا حتى اضطر إلى مفارقة الوطن وامتد في أثناء ذلك إلى بغداد: فورد على القائم بأمر الله ولقي فيها قبولا وعقد له المجلس في منازله المختصة به. وكان ذلك بمحضر ومرأى منه. وخرج الأمر بإعزازه وإكرامه فعاد إلى نيسابور: وكان يختلف منها إلى طوس بأهله وبعض أولاده حتى طلع صبح النوبة البأرسلانية سنة خمس وخمسين فبقي عشر سنين مرفها محترما مطاعا معظما. ولأبي القاسم: (سقى الله وقتا كنت أخلو بوجهكم .......... وثغر الهوى في روضة الأنس ضاحك)

(أقمنا زمانا والعيون قريرة .......... وأصبحت يوما والجفون سوافك) قال عبد الغافر الفارسي: توفي الأستاذ عبد الكريم صبيحة يوم الأحد السادس عشر من ربيع الآخر. قلت: وله عدة أولاد أئمة: عبد الله وعبد الواحد وعبد الرحيم وعبد المنعم وغيرهم. ولما مرض لم تفته ولا ركعة قائما حتى توفي. (31/175)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 176 ورآه في النوم أبو تراب المراغي يقول: أنا في أطيب عيش وأكمل راحة. 141 - عدنان بن محمد. أبو المظفر الخطيب العزيزي الخطيب بغاوردان الهروي. سمع: إبراهيم بن محمد الشاه صاحب المحبوبي. 142 - علي بن الحسن بن علي بن الفضل. (31/176)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 177 أبو منصور الكاتب الشاعر المشهور بلقب بصردر. صاحب الديوان الشعر كان أحد الفصحاء المفوهين والشعراء المجودين له معرفة كاملة باللغة والأدب. وله في جارية سوداء: (علقتها سوداء مصقولة .......... سواد قلبي صفة فيها)

(ما انكسف البدر على تمه .......... ونوره إلا ليحكيها) ومن شعره: (تزاورن عن أذرعات يمينا .......... نواشر لسن يطقن البرينا)

(كلفن بنجد كأن الرياض .......... أخذن لنجد عليها يمينا)

(ولما استمعن زفير المشوق .......... ونوح الحمام تركت الحنينا)

(إذا جئتما بانة الواديين .......... فأرخوا النسوع حلوا الوضينا)

(وقد أنبأتهم مياه الجفون .......... أن بقلبك داء دفينا) سمع الكثير من الحديث من: أبي الحسين بن بشران وأبي الحسن الحمامي. وروى عنه: فاطمة بنت أبي حكيم الخبري وعلي بن هبة الله بن عبد السلام وأبو الزوزني وغيرهم. وتوفي في صفر رماه فرسه في زبية قد حفرت للأسد في قرية فهلك هو (31/177)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 178 والفرس. وكان من أهل القرآن والسنة. وكان أبوه يلقب بصر بعر لبخله وقد يدعى هو بذلك. وقيل كان مخلطا على نفسه. 143 - علي بن موسى. الحافظ المفيد أبو سعد النيسابوري السكري الفقيه. سمع من: جده عبيد الله بن عمر السكري وأبي بكر الحيري وأبي سعيد الصيرفي وأبي حسين المزكي ومحمد بن أبي الحق المزكي وطبقتهم. وكان يفهم الصنعة وانتقى على الشيوخ. وحدث وتوفي راجعا من الحج. روى عنه: إسماعيل بن المؤذن ويوسف بن أيوب الهمذاني. 144 - عمر بن القاضي أبي عمر محمد بن الحسين. (31/178)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 179 المؤيد أبو المعالي البسطامي سبط أبي الطيب الصعلوكي. سمع: أبا الحسين الخفاف وأبا الحسن العلوي. وأملى مجالس. روى عنه: سبطه هبة الله بن سهل السيدي وزاهر ووجيه ابنا طاهر الشحامي وغيرهم. وهو أخو عائشة. 145 - عمر بن محمد بن عمر بن درهم. أبو القاسم البغدادي البزاز. حدث عن: أبي الحسين بن بشران وأبي الفتح بن أبي الفوارس. وكان ثقة. روى عنه: أبو منصور القزاز وغيره. (- حرف الغين -) 146 - غالب بن عبد الله بن أبي اليمن. أبو تمام القيسي الميورقي النحوي المعروف بالقطيني. (- حرف الكاف -) 147 - كريمة بنت أحمد بن محمد بن حاتم المروزية. (31/179)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 180 أم الكرام المجاورة بمكة. كانت كاتبة فاضلة عالمة. سمعت من: محمد بن مكي الكشميهني وزاهر بن أحمد السرخسي وعبد الله بن يوسف بن بامويه. وكانت تضبط كتابها وإذا حدثت قابلت بنسختها. ولها فهم ومعرفة. حدثت بالصحيح وكانت بكرا لم تتزوج. وطال عمرها. وأقامت بمكة دهرا. وحمل عنها خلق من المغاربة والمجاورين وعلا إسنادها. روى عنها: أبو بكر الخطيب وأبو الغنائم أبي النرسي وأبو طالب الحسين بن محمد الزينبي ومحمد بن بركات السعيدي وعلي بن الحسين الفراء وعبد الله بن محمد بن صدقة بن الغزال وأبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب وابو المظفر السمعاني. قال أبي: أخرجت إلي النسخة فقعدت بحذائها وكتبت سبع أوراق. (31/180)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 181 وكنت أريد أن أعارض وحدي فقالت: لا حتى تعارض معي. فعارضت معها وقرأت عليها من حديث زاهر. وقال أبو بكر محمد بن منصور السمعاني: سمعت الوالد يذكر كريمة ويقول: هل رأى إنسان مثل كريمة؟ قال أبو بكر: وسمعت ابنة أخي كريمة تقول: لم تتزوج كريمة قط وكان أبوها من كشميهن وأمها من أولاد السياري وخرج بها أبوها إلى بيت المقدس وعاد بها إلى مكة وكانت قد بلغت المائة. قلت: الصحيح وفاتها سنة ثلاث كما مر لكن قال ابن نقطة: نقلت وفاتها من خط ابن ناصر في سنة خمس وستين. (- حرف الميم -) 148 - محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن الحسن بن عبيد بن عمرو ابن خالد بن الرفيل. أبو جعفر ابن المسلمة السلمي البغدادي. أسلم الرفيل على يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه. (31/181)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 182 كان أبو جعفر نبيلا ثقة كثير السماع حسن الطريقة واسع الرواية رحلة العصر في علو الإسناد. سمع: أبا الفضل الزهري وأبا محمد بن معروف القاضي وإسماعيل بن سويد وابن أخي ميمي وعيسى بن الوزير وأبا طاهر المخلص. روى عنه: الخطيب واستملى عليه وقال: ولد في ربيع الأول سنة خمس وسبعين وثلاثمائة. وقال أبو الفضل بن خيرون: كان ثقة صالحا. وقال السمعاني: سمعت إسماعيل بن الفضل بإصبهان يقول: هو ثقة محتشم. قلت: روى عنه: أبو بكر الأنصاري ومحمد بن أبي نصر الحميدي وأبي النرسي وأبو الفتح عبد الله بن البيضاوي وأبو منصور بن خيرون وأبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز ومحمد بن علي بن الداية ومحمد بن أحمد الطرائفي وأبو الفضل محمد بن عمر الأرموي وأبو تمام أحمد بن محمد بن المختار الهاشمي وآخرون كثيرون. وهو آخر من روى عن الزهري وابن معروف. توفي رحمه الله في تاسع جمادى الأولى. 149 - محمد بن أحمد بن محمد بن قفرجل. أبو البركات البغدادي المكاتب. (31/182)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 183 ثقة واسع الرواية. سمع: أبا أحمد الفرضي وأبا الحسين بن بشران. تصدق عند موته بألف دينار وأوصى بمثلها. وتوفي في جمادى الآخرة وله سبعون سنة. وحدث بدمشق. روى عنه: طاهر الخشوعي وهبة الله الأكفاني. 150 - محمد بن أحمد بن محمد بن ورقاء. أبو عثمان الإصبهاني الصوفي. سمع: أبا عبد الله بن مندة بإصبهان وأبا عمر الهاشمي بالبصرة وأبا الحسين بن بشران ببغداد وأبا سعد الماليني وجماعة. وقدم الشام في شيبته وصار شيخ الصوفية ببيت المقدس. وكان مولده سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. روى عنه: نصر المقدسي وسلامة القطان ويحيى بن تمام الخطيب وآخرون. 151 - محمد بن أحمد بن مهدي. أبو القاسم العلوي الشيعي النيسابوري. سمع: عبد الله بن يوسف الإصبهاني وأبا عبد الرحمن السلمي وغيرهما. روى عنه: زاهر ووجيه ابنا الشحامي وعبد الغافر الفارسي وقال: كان من دعاة الشيعة عارف بطرقهم وعلومهم فتقدم فيهم. (31/183)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 184 توفي في ذي القعدة. 152 - محمد بن إبراهيم بن عثمان. أبو بكر بن البندار البغدادي الأدمي البقال. روى عن: أبي الحسين بن بشران وأخيه عبد الملك وأبي الفتح بن أبي الفوارس والحرفي. روى عنه: شجاع الذهلي وأبو علي أحمد بن محمد البرداني. وكان شيخا صالحا. مات في ربيع الآخر. ورخه ابن خيرون. 153 - محمد بن إسماعيل بن علي بن الحسن. أبو المظفر الشجاعي النيسابوري. سمع: أبا الحسين الخفاف وأبا الحسن العلوي وغيرهما. روى عنه: وجيه بن طاهر وغيره. وكان فاضلا موصوفا بكتابة الشروط بارعا فيه. توفي في ربيع الأول. 154 - محمد بن أبي الحسين بن العباس الفضلوي الهروي. (31/184)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 185 حدث في هذا العام وانقطع خبره بكتاب الأطعمة للدارمي عن أبي حامد البشري. وعنه: أبو الوقت. 155 - محمد بن حمد بن محمد بن حامد. أبو نصر بن شيذلة الهمذاني الفقيه. روى عن: ابن لال وعبد الرحمن الإمام والعلاء بن الحسين الزهيري وأبي طلحة البوسنجي. ورحل فأخذ عن: أبي الحسين بن بشران وأبي محمد السكري وأبي الحسن الحمامي وجماعة. وكان صدوقا. ولكنه متهم بالتشيع. وأما أبو العلاء الهمذاني فقال: كان متعصبا للحنابلة سيفا على الأشعري. مات في المحرم. 156 - محمد بن عبيد الله بن علي. أبو الحسن العلوي الحسيني البلخي شيخ العلويين ببلخ وخراسان. (31/185)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 186 له ديوان شعر مشهور. وقد حدث عن: عبد الصمد بن محمد العاصمي صاحب الخطابي. ومن نثره: معاداة الأغنياء من عادات الأغبياء. الغني معان ومن عادى معانا عاد مهانا. ليس للفسوق سوق ولا للرياء رواء. وعلقت من شعره كذا. 157 - محمد بن علي بن محمد بن عبيد الله بن عبد الصمد بن محمد بن محمد بن المهتدي بالله أبي إسحاق محمد بن الواثق بالله هارون بن المعتصم بن الرشيد. الخطيب أبو الحسين العباسي الهاشمي البغدادي المعروف بابن الغريق. سيد بني العباس في زمانه وشيخهم. سمع: الدارقطني وابن شاهين وهو آخر من حدث عنهما وعلي بن عمر الحربي ومحمد بن يوسف بن دوست وأبا القاسم بن حبابة وأبا الفتح القواس وطائفة. وله مشيخة في جزءين. قال أبو بكر الخطيب: ولد في ذي القعدة سنة سبعين وثلاثمائة في (31/186)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 187 مستهله. وكان ثقة نبيلا. ولي القضاء بمدينة المنصور وهو ممن شاع أمره بالعبادة والصلاح حتى كان يقال له: راهب بني هاشم. كتبت عنه. وقال ابن السمعاني: جاز أبو الحسين قصب السبق في كل فضيلة عقلا وعلما ودينا وحزما ورأيا وورعا ووقف عليه علو الإسناد. ورحل إليه الناس من البلاد. ثقل سمعه بأخرة فكان يتولى القراءة بنفسه مع علو سنه وكان ثقة حجة نبيلا مكثرا. وكان آخر من حدث عن الدارقطني وابن شاهين. وقال أبو بكر ابن الخاضبة: رأيت كأن القيامة قد قامت وكأن قائلا يقول: أين ابن الخاضبة؟ فقيل لي: أدخل الجنة. فلما دخلت الباب وصرت من داخل استلقيت على قفاي ووضعت إحدى رجلي على الأخرى وقلت: آه استرحت والله من النسخ. فرفعت رأسي وإذا ببغلة مسرجة ملجمة في يد غلام فقلت: لمن هذه؟ فقال: للشريف أبي الحسين بن الغريق. فلما كان صبيحة تلك الليلة نعي إلينا الشريف بأنه مات في تلك الليلة. وقال أبو يعقوب يوسف الهمذاني: كان أبو الحسين به طرش فكان يقرأ علينا بنفسه. وكان دائم العبادة. قرأ علينا حديث الملكين فبكى بكاء عظيما وأبكى الحاضرين. وقال أبي النرسي: كان ثقة يقرأ للناس وكانت إحدى عينيه ذاهبة. وقال أبو الفضل بن خيرون: مات في أول ذي الحجة. قال: وكان صائم الدهر زاهدا وهو آخر من حدث عن الدارقطني وابن دوست. ضابط متحري أكثر سماعاته بخطه. ما اجتمع في أحد ما اجتمع فيه. قضى ستا وخمسين سنة وخطب ستا وسبعين سنة لم يعرف له زلة. (31/187)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 188 وكانت تلاوته للقرآن أحسن شيء. قلت: روى عنه: يوسف الهمذاني وأبو بكر الأنصاري وخلق كثير آخرهم أبو الفضل محمد بن عمر الأرموي. وآخر من روى عنه في الأرض بالإجازة مسعود الثقفي ثم ظهر بطلان الإجازة. 158 - محمد بن علي بن الحسن بن محمد بن أبي عثمان عمرو بن محمد بن منتاب. أبو سعد الدقاق البغدادي. أكثر عن: أبي عمر بن مهدي وأبي بكر البرقاني وأبي علي بن شاذان وجماعة. وطلب بنفسه وكان مليح الخط. كتب عنه: أبو بكر الخطيب وأبو عبد الله الحميدي. وتوفي في شوال. 159 - محمد بن علي بن عبد العزيز. أبو يعلى البغدادي الصيرفي المعروف بابن خراز. روى عن: القاضي محمد بن عثمان النصيبي عن أبي الطاهر الخامي. روى عنه: الحميدي وأبو السعود بن المجلي. مات في جمادى الآخرة عن 70 سنة. (31/188)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 189 160 - مكي بن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر. أبو يعلى بن البصري الهمذاني. روى عن: أحمد بن تركان ويوسف بن كج وغيرهما. روى عنه غير واحد. وتوفي في جمادى الآخرة بهمذان. (- حرف النون -) 161 - نصر بن أحمد. أبو الفضل الكرنكي الأمير. توفي في رجب بسجستان. وكان مولده في سنة ست وثمانين وثلاثمائة. (- حرف الهاء -) 162 - هناد بن إبراهيم بن محمد بن نصر. أبو المظفر النسفي. ونسف مما وراء النهر. سكن بغداد وولي قضاء بعقوبا وغيرها. وكان قد سمع وأكثر ورحل وخرج الفوائد. لكن الغالب على روايته الغرائب والمناكير. قال السمعاني: حتى كنت أقول متعجبا: لعله ما روى في مجموعاته حديثا صحيحا إلا ما شاء الله. سمع: أبا الحسين بن بشران وابن الفضل القطان ببغداد ؛ وأبا عمر (31/189)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 190 الهاشمي بالبصرة ؛ والسلمي بنيسابور والحافظ أبا عبد الله الغنجار ببخارى والمستغفري بنسف وهو تلميذه. وقيل: هو الذي سماه هنادا. علق عنه: الخطيب وأشار إلى تضعيفه. وقال ابن خيرون: توفي يوم السبت ثاني ربيع الأول. ومولده في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. فيه بعض الشيء. سمعت منه. روى عنه: أبو علي البرداني وأبو بكر الأنصاري وأبو منصور القزاز وأبو البدر الكرخي وآخرون. قرأت على أبي علي بن الخلال: أخبركم جعفر أنا أبو طاهر السلفي أنا أبو علي البرداني وأبو الحسين بن الطيوري قالا: أنا هناد النسفي: أنبا محمد بن أحمد غنجار ثنا الحسن بن يوسف أنا أحمد بن علي القجرواني ثنا محمد بن أبي عمرو الطواويسي: سمعت عمرو بن وهب يقول: سمعت شداد بن حكيم يذكر عن محمد بن الحسن رحمه الله في الأحاديث التي رويت أن الله يهبط إلى السماء الدنيا.. ونحو هذا من الأحاديث قال: قال محمد بن الحسن: هذه الأحاديث قد روتها الثقات فنحن نرويها ونؤمن بها ولا نفسرها. (31/190)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 191

(- حرف الياء -) 163 - يوسف بن علي بن جبارة. أبو القاسم أبو الحجاج الهذلي المغربي المقرئ. صاحب الكامل في القراءآت. قيل: إنه توفي في هذه السنة. وقد مر سنة ستين. (31/191)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 192

(سنة ست وستين وأربعمائة)

(- حرف الألف -) 164 - أحمد بن إبراهيم بن محمد بن حميل بحاء مهملة مفتوحة. أبو عبد الله العجلي الكرخي الماسح. روى عن: إسماعيل بن الحسن الصرصري ؛ وعن: علي بن محمد التهامي من شعره. وعنه: الحميدي وأبو علي بن البرداني. قال ابن النجار: يقال إنه ألحق بخطه اسمه في أجزاء لم يسمعها وكان مذموم السيرة يسكن بدرب القيار. ولد سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة ومات في آخر جمادى الآخرة غريقا فيمن غرق. 165 - أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمود بن أعين. أبو الحسين بن أبي جعفر السمناني. (31/192)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 193 ولي أبوه قضاء حلب في سنة سبع وأربعمائة. وكان مع أبيه فتفقه على أبيه في مذهب أبي حنيفة. وتنقلت به الأحوال إلى أن تزوج قاضي القضاة أبو عبد الله محمد بن علي الدامغاني بابنته واستنابه في القضاء. وكان حسن الخلق والخلق متواضعا من ذوي الهيئات والأقدار. ولد بسمنان في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. وكان ثقة صدوقا. سمع: ابن أبي مسلم الفرضي وإسماعيل الصرصري وأحمد بن محمد بن الصلت المجبر وجماعة. روى عنه: أبو منصور القزاز ويحيى بن الطراح وأبو البدر الكرخي. قال الخطيب: كتبت عنه وكان صدوقا. قلت: توفي في جمادى الأولى ببغداد وشيعه أرباب الدولة. ودفن في داره ثم نقل منها إلى تربة بشارع المنصور ثم نقل منها إلى تربة بالخيزرانية. وكان يدري الكلام. 166 - إبراهيم بن أحمد بن تفاحة الأزجي. (31/193)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 194 سمع: إسماعيل بن الحسن الصرصري والحفار. وعنه: عبد الله السمرقندي. كان عشارا صاحب كبائر لا يحضر جمعة. مات في شوال. أرخه شجاع. 167 - إبراهيم بن محمد بن محمد. أبو إسحاق العلوي الكوفي. شريف فاضل نحوي عارف باللغة. شرح اللمع لابن جني. ومات وله ثلاث وستون. وقد سكن مصر مدة ونفق على أهلها. وله شعر جزل. (31/194)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 195 روى عنه: أبو البركات عمر بن إبراهيم العلوي. (31/195)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 196 وتوفي في شوال ودفن بالكوفة بمسجد السهلة رحمه الله. (- حرف الجيم -) 168 - جماهر بن عبد الرحمن بن جماهر. أبو بكر الحجري الطليطلي المالكي الفقيه. روى عن: أبي محمد عبد الله بن دنين وأبي محمد بن عباس الخطيب ومحمد الفخار وخلف بن أحمد والقاضي أبي عبد الله بن الحذاء. وحج سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة فأخذ عن كريمة ؛ وسمع من القضاعي شهابه ومن أبي زكريا البخاري. ولقي بالإسكندرية أبا علي حسن بن معافى وكان حافظا للفقه ذكيا سريع الجواب متواضعا. له مجلس للنظر والوعظ. وكانت العامة تحبه وتعظمه. وكان سنيا فاضلا قصير القامة جدا. عاش ثمانين سنة. وازدحم الناس والخلق على نعشه ونادى مناد بين يديه: لا ينال الشفاعة إلا من أحب السنة والجماعة. (- حرف الحاء -) 169 - الحسن بن سعيد بن محمد العطار. (31/196)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 197 أبو علي الدمشقي الشاهد. مقدم الشهود بدمشق. وكان مذموما. سمع: الحسين بن أبي كامل الأطرابلسي وغيره. روى عنه: الفقيه نصر المقدسي وابن الأكفاني. ولي شيئا من الأمور فظلم وعسف. 170 - الحسن بن علي بن أبي خلاد المقرئ. أبو الغنائم البغدادي البزاز. قرأ القرآن على أبي الحسن الحمامي. وروى عن: أبي علي بن شاذان. أرخه ابن النجار في رجبها. 171 - الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس. أبو علي الإصبهاني الحافظ. ثقة مكثر رحال. سمع: عثمان بن أحمد البرجي وابن مردويه وأبا عمر الهاشمي وأبا الحسن أحمد بن محمد بن الصلت وأبا عمر بن مهدي والحفار. روى عنه: محمد بن عبد الواحد الدقاق ومحمود بن أحمد بن ماشاذة. وأبو سعد أحمد بن محمد بن ثابت الخجندي. توفي في ذي القعدة. وآخر من روى عنه إسماعيل بن علي الحمامي. (31/197)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 198 172 - الحسين بن أحمد بن مظفر بن أبي خريصة الهمداني الدمشقي. الفقيه المالكي الشاهد. سمع: أبا محمد بن أبي نصر وأبا نصر عبد الوهاب بن الجبان وجماعة. روى عنه: عبد القادر بن عبد الكريم وهبة الله الأكفاني وقال: كان أشعريا. 173 - الحسين بن علي بن محمد بن عمير. أبو علي ؛ أخو أبي عبد الله محمد العميري الهروي. سمع: عبد الرحمن بن أبي شريح ورافع بن عصم وأبا علي الخالدي وجماعة. (- حرف الزاي -) 174 - زكريا بن غالب. أبو يحيى الفهري الأندلسي القاضي , روى عن: أبي محمد بن دنين وخلف بن عبد الغفور وأبي عبد الله بن الفخار. ورحل فسمع من أبي ذر الهروي. قال ابن بشكوال: أنبا عنه عبد الرحمن بن عبد الله المعدل وأثنى عليه. (- حرف الشين -) 175 - شجاع بن علي المصقلي. (31/198)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 199 مات فيها. وقيل: سنة سبع. (- حرف العين -) 176 - عائشة بنت الحسن بن إبراهيم. أم الفتح الوركانية الإصبهانية الواعظة ووركان محلة بإصبهان. سمعت: محمد بن أحمد بن جشنس صاحب ابن صاعد وعبد الواحد بن محمد بن شاه ومحمد بن إسحاق بن مندة الحافظ وجماعة. روى عنها: أبو عبد الله الخلال وسعيد بن أبي الرجاء وإسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ. إن لم تكن توفيت في هذه السنة وإلا توفيت بعدها بيسير. قال أبو سعد السمعاني: سألت عنها إسماعيل الحافظ فقال: امرأة صالحة عالمة تعظ النساء وكتبت بخطها أمالي ابن مندة عنه. وهي أول من سمعت منها الحديث. نفدني أبي للسماع منها. قال: وكانت زاهدة. قلت: آخر من روى عنها إسماعيل الحمامي. ومن الرواة عنها: محمد بن حمد الكبريتي. (31/199)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 200 177 - عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان. أبو محمد الحلبي الخفاجي الشاعر المشهور صاحب الديوان. أخذ الأدب عن: أبي العلاء بن سليمان وأبي نصر المنادي. وتوفي بقلعة عزاز. 178 - عبد الله بن محمود. أبو علي البرزي الفقيه الشافعي. من علماء دمشق. كان يحفظ المزني. سمع: عبد الرحمن بن أبي نصر. روى عنه: ابن الأكفاني. 179 - عبد الله بن مفوز. الإمام أبو محمد المعافري زاهد الأندلس. أخو طاهر بن مفوز الحافظ وحيدرة بن مفوز المعبر. كان عجبا في الزهد والتقلل والخير مع البراعة في الفقه وجودة العربية. (31/200)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 201 توفي في شاطبة. وكانت جنازته مشهورة. وأما جدهم: - مفوز بن عبد الله بن مفوز بن غفول. فهو أبو عبد الله الزاهد. ويسمى أيضا محمدا. سمع من وهب بن مسرة بقرطبة. وكتب بالقيروان عن أبي العباس بن أبي العرب التميمي. قال طاهر بن مفوز الحافظ: كان منقطع القرين في الزهد والعبادة متقللا من الدنيا وعرف بإجابة الدعوة. سمع الناس منه كثيرا. توفي سنة عشر وأربعمائة أو أول سنة إحدى عشرة وقد قارب المائة. وكانت جنازته مشهودة. 180 - عبد الحق بن محمد بن هارون. أبو محمد السهمي الصقلي الفقيه المالكي. أحد علماء المغرب. تفقه على: أبي بكر بن عبد الرحمن وأبي عمران الفارسي وعبد الله الأجدابي. (31/201)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 202 وحج فلقي القاضي عبد الوهاب صاحب التلقين وأبا ذر الهروي. وجالس بمكة بعد ذلك إمام الحرمين أبا المعالي فباحثه وسأله عن أشياء ألفها وهي مصنف معروف. وكان مليح التصنيف. له كتاب النكت والفروق لمسائل المدونة ؛ وصنف أيضا كتابا كبيرا سماه تهذيب الطالب ؛ وله استدراك على مختصر البراذعي. وصنف عقيدة. توفي بالإسكندرية. 181 - عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن علي بن سليمان. (31/202)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 203 المحدث أبو محمد التميمي الكتاني الصوفي. مفيد الدماشقة. سمع الكثير ونسخ ما لا ينحصر. وله رحلة ومعرفة جيدة. سمع: صدقة بن محمد بن الدلم وتمام بن محمد الرازي وأبا نصر بن هارون وعبد الوهاب المري وابن أبي نصر وخلقا كثيرا بدمشق حتى سمع من أقرانه. ورحل فسمع ببلد من: أحمد بن خليفة بن الصباح وأخيه محمد جزءا من حديثه علي بن حرب. وسمع ببغداد من: أبي الحسن الحمامي وعلي بن داود الرزاز والحرفي ومحمد بن الروزبهان. وسمع بالموصل ونصيبين ومنبج وأماكن. روى عنه: أبو بكر الخطيب والحميدي وعمر الرؤآسي وأبو القاسم النسيب وأبو محمد بن الأكفاني وعبد الكريم بن حمزة وإسماعيل بن أحمد (31/203)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 204 السمرقندي وأحمد بن عقيل الفارسي وأبو الفضل يحيى بن علي القرشي وطائفة سواهم. ولد سنة تسع وثمانين وثلاثمائة. وبدأ بالسماع في سنة سبع وأربعمائة. قال ابن ماكولا: كتب عني وكتبت عنه وهو مكثر متقن. وقال النسيب بل الخطيب: هو ثقة أمين. ووصفه ابن الأكفاني بالصدق والاستقامة وسلامة المذهب ودوام الدرس للقرآن. وذكر لي أن شيخه أبا القاسم عبيد الله بن أحمد الأزهري سمع منه ببغداد وكان قد رحل إليها في سنة سبع عشرة وأربعمائة. وتوفي في العشرين من جمادى الآخرة. وقال القاضي أبو بكر بن العربي: قال لنا أبو محمد بن الأكفاني: دخلنا على الشيخ أبي محمد عبد العزيز الكتاني في مرض موته فقال: أنا أشهدكم أني قد أجزت لكل من هو مولود الآن في الإسلام يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. قلت: روى عنه بهذه الإجازة غير واحد منهم: محفوظ بن صصرى التغلبي. (31/204)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 205 182 - عبد الغافر بن الحسين بن خلف بن جبريل. أبو الفتوح الألمعي الكاشغري. سمع: أحمد بن أبي بكر الخطابي وعمه عثمان الكاشغري وأبا بكر الطريثيثي ومحمد بن عبد الملك الدندانقاني وأبا جعفر بن المسلمة وجماعة كثيرة من أمثالهم بالعراق وخراسان. روى عنه: هبة الله بن الفرج الهمذاني ومحمد بن أبي القاسم الغولقاني المروزي. وكان فهما ذكيا عارفا بالحديث واللغة حافظا. مات في أيام طلبه رحمه الله وعاش أبوه بعده مدة. (31/205)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 206 183 - عبد الكريم بن عثمان بن محمد بن يوسف بن دوست العلاف. أبو محمد ابن الشيخ أبي عمرو العجلي البغدادي المالكي ويعرف أيضا بابن الشوكي. من ساكني باب الشام. كان زاهدا عابدا منقطعا معمرا. ذا سمت وهيبة. سمع: أبا الحسن بن الصلت الأهوازي وأحمد بن عبد الله السوسنجردي. سمع منه: مكي الرميلي وغيره. 184 - علي بن الحسين بن عبد الله. قاضي القضاة أبو الحسن الحفصويي المروزي الفقيه. توفي ببلاد الروم في رجب. 185 - علي بن علي بن عمر بن بكرون. الفقيه أبو طالب النهرواني قاضي النهروان. (31/206)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 207 حكى عن المعافى الجريري وبقي إلى جمادى الأولى من هذه السنة. روى عنه: الحميدي وأبو البركات بن السقطي. عاش سبعا وثمانين سنة. 186 - علي بن موسى بن محمد. أبو سعد السكري النيسابوري الحافظ الفقيه. سمع كثيرا من أصحاب الأصم وجمع وصنف وأدركته المنية كهلا. وقد خرج خمسة أجزاء للكنجروذي سمعناها. روى عنه: عبد الغافر. 187 - زعيم الملك. الوزير الكبير أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن عبد الرحين العراقي. وزر للملك أبي نصر خسرو بن أبي كاليجار بن سلطان الدولة البويهي بعد هلاك أخيه كمال الملك هبة الله سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة. ثم لما غلب البساسيري على بغداد دخل زعيم الملك على يمينه وكان يحترمه ويخاطبه بمولانا. ثم إنه فر إلى البطيحة وبقي إلى أن مات سنة ست وستين وله سبعون سنة. (31/207)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 208 188 - عمر بن عبد الله بن جعفر. أبو القاسم البغوي. قال شيرويه الهمذاني: قدم علينا في رمضان سنة ست وستين فروى عن: محمد بن عبد العزيز النيلي وعلي بن محمد الطرازي وأحمد بن محمد بن الحارث الإصبهاني وأبي حسان محمد بن أحمد بن جعفر وجماعة. وسمعت ثلاث مجالس من أماليه وحضر مجلسه مشايخ همذان. وكان من عمال الظلمة. 189 - عمر بن علي بن أحمد بن الليث. أبو مسلم الليثي البخاري الجيراخشتي وهي قرية ببخارى. (31/208)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 209 كان أحد الحفاظ الرحالة. نزل إصبهان في الآخر. وحدث عن: عبد الغافر الفارسي وأبي عثمان الصابوني وجماعة. روى عنه: أبو عبد الله الدقاق فأكثر والحسين بن عبد الملك الخلال ومحمد بن أبي الرجاء الصائغ. قال السلفي: سألت الحوزي عن: أبي مسلم الليثي فقال: قدم علينا في سنة تسع وخمسين وقال: كتبت وكتب لي عشر رواحل. وقد سألت عنه ابن الخاضبة فأثنى عليه وقال: كان له أنس بالصحيح. وأبو طاهر بركة بن حسان يقول: ناظرت أبا الحسن المغازلي في التفضيل بين مالك والشافعي ففضلت الشافعي وفضل مالكا وكان مالكيا وأنا شافعي فاحتكمنا إلى أبي مسلم الليثي ففضل الشافعي فغضب المغازلي وقال: لعلك على مذهبه؟ فقال: نحن أصحاب الحديث الناس على مذاهبنا ولسنا على مذهب (31/209)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 210 أحد. ولو كنا ننتسب إلى مذهب أحد لقيل: أنتم تضعون له الحديث. وكان أبو مسلم من بقايا الحفاظ. ذكر لإسماعيل بن الفضل فقال: له معرفة بالحديث. سافر الكثير وسمع وأدرك الشيوخ. وذكره أبو زكريا يحيى بن مندة فقال: أحد من يدعي الحفظ والإتقان إلا أنه كان يدلس. وكان متعصبا لأهل البدع أحول شره وقاح كلما هاجت ريح قام معها. صنف مسند الصحيحين وخرج إلى خوزستان فمات بها. قال السمعاني: أبو مسلم خرج على عبد الرحمن بن أبي عبد الله بن مندة عم يحيى وكان يرد عليه. وقال الدقاق: ورد أبو مسلم إصبهان فنزل في جوار الشيخ عبد الرحمن وتزوج ثم وأحسن إليه الشيخ. ثم فارقه وخرج على الشيخ وأفرط وبالغ في سفاهته وطاف في المساجد والقرى وشنع عليه وسماه عدو الرحمن ليأخذ منهم الشيء الحقير التافه. وكان ممن يعرف علم الحديث والصحيح وجمع بين الصحيحين في دفاتر كثيرة اشتريتها من تركته لا من بركته. (31/210)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 211 ورخه ابن مندة أعني يحيى في هذه السنة. (- حرف الغين -) 190 - غالب بن عبد الله بن أبي اليمن. أبو تمام القيسي الميورقي النحوي المعروف بالقطيني. (31/211)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 212 ولد بقطين من أعمال ميورقة سنة ثلاث وتسعين وتحول منها إلى البلد سنة سبع وأربعمائة فسمع من: حبيب بن أحمد صاحب قاسم بن أصبغ. وسمع بقرطبة من صاعد اللغوي. وقرأ بالروايات على أبي عمرو الداني ؛ وعلم العربية وحمل عنه طائفة. وقرأ على: أبي الحسن محمد بن قتيبة الصقلي صاحب أبي الطيب بن غلبون وعلى غيرهما. وأخذ عن: أبي عمر بن عبد البر. وكان قائما على كتاب سيبويه بصيرا به رأسا في معرفته. وكان متزهدا منقبضا عن الناس متعففا قد أراده إقبال الدولة بن مجاهد على القضاء فامتنع. وممن قرأ عليه: عبد العزيز بن شفيع. وذلك مذكور في إجازات الشاطبي. توفي رحمه الله بدانية. وله شعر جيد فمنه: (يا راحلا عن سواد المقلتين إلى .......... سواد قلب عن الأضلاع قد رحلا)

(بي للفراق جوى لو مر أبرده .......... بجامد الماء مر البرق لاشتعلا) (31/212)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 213

(- حرف القاف -) 191 - قاسم بن سعيد. أبو الفضل الهروي القطان. سمع: أبا علي الزهري. (- حرف الميم -) 192 - محمد بن أحمد بن عبيد الله. أبو سهل الحفصي المروزي. روى صحيح البخاري عن أبي الهيثم الكشميهني. وحدث به بمرو وبنيسابور. وكان رجلا مباركا من العوام. أكرمه نظام الملك ووصله. توفي بمرو. روى عنه: إسماعيل بن أبي صالح المؤذن وأبو حامد الغزالي وهبة (31/213)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 214 الرحمن القشيري وعبد الوهاب بن شاه الشاذياخي ووجيه الشحامي وآخرون حدثوا عنه بالصحيح. توفي بمرو. وقال أبو سعد السمعاني: لم يحدث بالصحيح بمرو وحمله النظام إلى نيسابور فحدث بالصحيح في النظامية. وسمع منه عالم لا يحصون وانصرف في سنة خمس وستين وفيها مات. وهو محمد بن أحمد بن عبيد الله بن عمر بن سعيد بن حفص رحمه الله. 193 - محمد بن إبراهيم بن أسد. أبو زيد الهروي الفقيه الحنفي قاضي هراة وعالمها ومفتيها. روى عن: أبي الحسن الديناري والقاضي أبي منصور الأزدي. 194 - محمد بن إبراهيم بن علي. أبو بكر الإصبهاني العطار الحافظ مستملي الحافظ أبي نعيم. قال أبو سعد السمعاني: هو حافظ عظيم الشأن عند أهل بلده أملى عدة مجالس. (31/214)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 215 سمع: أبا بكر بن مردويه وأبا سعيد النقاش وهذه الطبقة بإصبهان وأبا عمر الهاشمي وعلي بن القاسم النجاد بالبصرة ؛ والحرفي وأبا علي بن شاذان وجماعة ببغداد. حدث عنه: سعيد بن أبي الرجاء والحسين بن عبد الملك الأديب وإسماعيل بن علي الحمامي وفاطمة بنت محمد البغدادي. وقال الدقاق: كان من الحفاظ يملي من حفظه. توفي في صفر. 195 - محمد بن سلطان بن محمد بن حيوس. الفقيه أبو المكارم الغنوي الدمشقي الفرضي أخو الأمير الشاعر أبي الفتيان محمد. (31/215)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 216 سمع من: خاله أبي نصر بن الجندي وأبي محمد بن أبي نصر التميمي. روى عنه: الخطيب وأبو نصر بن ماكولا وأبو الفتيان الرؤآسي وأبو القاسم النسيب وأبو محمد بن الأكفاني وقال: كان مستخلفا من قبل الحكام على الفروض والتزويجات. قال: وكان دينا حسن الطريقة أوحد زمانه في الفرائض. مات في سلخ ربيع الآخر. 196 - محمد بن عبيد الله بن أحمد بن أبي الرعد. القاضي أبو نصر الحنفي قاضي عكبرا. ذكره ابن السمعاني فقال: أحد أجلاء الزمان وعظمائهم وألبائهم. سمع: هلال بن عمر الصريفيني وابن دوست العلاف. سمع منه جماعة من الحفاظ وتوفي بعكبرا في ربيع الأول. وقال غيره: توفي في ربيع الآخر وسمع أبا أحمد الفرضي. روى عنه: ابنه أبو الحسن ومكي الرميلي. 197 - محمد بن قاسم بن مسعود الطليطلي. أبو عبد الله. روى عن: أبي عبد الله بن الفخار وابن العشاري. (31/216)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 217 وكان فقيها مشاورا. توفي في رمضان. 198 - المسلم بن أحمد بن الحسين. أبو الفضل. ويقال أبو الغنائم الأنصاري الكعكي الحلاوي الدمشقي. سمع: أبا محمد بن أبي نصر. روى عنه: أبو بكر الخطيب وهو أكبر منه وعمر الدهستاني وجمال الإسلام أبو الحسن السلمي. توفي في رمضان. (- حرف النون -) 199 - نوح بن منصور الشاشي. الفقيه. يروي عن: أبي بكر الحيري وغيره. (- حرف الياء -) 200 - يعقوب بن أحمد بن محمد. (31/217)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 218 أبو بكر النيسابوري الصيرفي. شيخ محتشم ثقة. سمع: أبا محمد المخلدي وأبا الحسين الخفاف وأبا نعيم أحمد بن محمد بن إبراهيم الأزهري وأبا عبد الله الحاكم وغيرهم. روى عنه: أبو عبد الله الفراوي وزاهر ووجيه ابنا الشحامي وإسماعيل بن أبي صالح المؤذن وهبة الرحمن بن القشيري. ترجمه ابن نقطة وغيره. توفي في سابع ربيع الأول. وثقه ابن السمعاني وغيره. (31/218)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 219

(سنة سبع وستين وأربعمائة)

(- حرف الألف -) 201 - أحمد بن أبي نصر عبد الرحمن بن أحمد بن محمد. الشيخ أبو بكر الكوفاني الهروي الصوفي ويعرف بكاكو. رحل وسمع بمصر من أبي محمد بن النحاس جزءا رواه عنه أبو الوقت السجزي. توفي في ربيع الأول. 202 - أحمد بن محمد بن يحيى بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن يعقوب بن داود. أبو عمر بن الحذاء مولى بني أمية. قرطبي مشهور مكثر عن والده الحافظ أبي عبد الله. ندبه أبوه صغيرا إلى طلب العلم والسماع. فأخذ عن: عبد الله بن محمد بن أسد وعن: سعيد بن نصر وعبد الوارث بن سفيان وأبي القاسم عبد الرحمن الوهراني. وهؤلاء من كبار شيوخ (31/219)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 220 ابن عبد البر. أدرك أبو عمر بهم درجة أبيه. وأول سماعه في حدود سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة. ونزح عن قرطبة في الفتنة فسكن سرقسطة والمرية وولي القضاء بطليطلة ثم بدانية. ثم رد في الآخر إلى قرطبة وإشبيلية. روى عنه: أبو علي الغساني وخلق كثير. وكان حسن الأخلاق موطأ الأكناف كيسا عالما سريع الكتابة. ولد سنة ثمانين وثلاثمائة. وتوفي في ربيع الآخر ومشى في جنازته المعتمد على الله راجلا. وكان أسند من بقي بأقطار الأندلس في زمانه رحمه الله. 203 - أحمد بن محمد بن الحسن بن أحمد بن مكرم. أبو حامد العطار. توفي بخراسان في رمضان وله أربع وثمانون سنة. سمع: أبا الحسين العلوي وأبا بكر بن عبدوس. وحدث. (31/220)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 221 204 - إبراهيم بن أحمد بن محمد بن أسود. أبو إسحاق الغساني الأندلسي البجاني. سمع: أبا القاسم عبد الرحمن الوهراني والمهلب بن أبي صفرة وأبا الوليد بن ميقل. وكان مشهورا بالعلم والفهم والصلاح. ذكره ابن مدبر حكاه ابن بشكوال عنه. 205 - إبراهيم بن شكر بن محمد بن علي. أبو إسحاق العثماني المصري المالكي الواعظ نزيل دمشق. قدمها شابا فسمع من: عبد الرحمن بن محمد بن ياسر وعبد الرحمن بن الطبيز ومحمد بن عوف وصالح بن أحمد الميانجي وجماعة ثم سافر إلى العراق سنة بضع وعشرين وأربعمائة فذكر أنه سمع من أبي القاسم بن بشران. وكان ضعيفا متهما. قيل: إنه ادعى السماع من هبة الله بن سلامة المفسر. روى عنه: غيث الأرمنازي وأبو الحسن علي بن أحمد بن قبيس وغيرهما. توفي بدمشق في ذي الحجة. (31/221)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 222

(- حرف الحاء -) 206 - الحسن بن أحمد بن موسى. الشيخ أبو محمد الغندجاني شيخ واسط ومسندها في زمانه. وغندجان من كور الأهواز. رحل وسمع مع ابن عمه أبي أحمد عبد الوهاب الغندجاني من: أبي حفص الكتاني والمخلص وغيرهما. وعنه: محمد بن علي الجلابي وأهل واسط. قال السمعاني: ولد ببغداد وأقام بالأهواز مدة وكان ثقة صدوقا. (31/222)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 223 وقال خميس: هو جليل نبيل صدوق. فارق بغداد بعد الثلاثين وأربعمائة وأقام بواسط متدبرا لها. وقال السمعاني: ولد في شوال سنة ثلاث وثمانين ومات بواسط سنة سبع هذه. 207 - الحسن بن عبد الودود بن عبد المتكبر. أبو علي بن المهتدي بالله خطيب جامع المنصور. سمع: أبا القاسم عبد الله بن أحمد الصيدلاني. روى عنه: أبو بكر الخطيب وأبو بكر الأنصاري وأبو محمد بن الطراح. وكان نبيلا متواضعا طريفا له أبهة. 208 - الحسين بن علي. أبو عبد الله السجستاني الخازن: شيخ صالح. سمع بدمشق من: ابن سلوان وأبي علي الأهوازي. روى عنه: وجيه الشحامي. توفي رحمه الله بهراة. (31/223)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 224

(- حرف الزاي -) 209 - زيد بن علي. أبو القاسم الفارسي النحوي اللغوي. توفي بأطرابلس الشام. (31/224)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 225

(- حرف الشين -) 210 - شاذي بن عبد الله الأرمني. سمع: أبا عبد الله الجرجاني. توفي ببزد في جمادى الآخرة. 211 - شجاع بن علي بن شجاع. أبو منصور المصقلي الإصبهاني الصوفي. طلب وسمع الكثير من: أبي عبد الله بن مندة وأبي جعفر الأبهري وأحمد بن يوسف الخشاب. قال يحيى بن مندة: هو كثير السماع معروف بالطلب. مات في المحرم. قلت: روى عنه: أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك وأبو طاهر محمد بن أبي القاسم المعروف بهاجر ومحمود بن محمد بن ماشاذة وآخرون. 212 - أبو زيد أحمد بن علي. يروي عن أبي عمر السلمي وطبقته. روى عنه: غانم بن خالد. (31/225)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 226

(- حرف العين -) 213 - عبد الله أمير المؤمنين القائم بأمر الله. أبو جعفر ابن القادر بالله أبي العباس أحمد بن ولي العهد إسحاق بن المقتدر بالله أبي الفضل جعفر بن المعتضد الهاشمي العباسي. ولد في نصف ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة وبويع بالخلافة بقبة الإسلام مدينة السلام بغداد يوم الثلاثاء ثالث عشر ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة. وأمه أم ولد اسمها بدر الدجى الأرمنية وقيل اسمها قطر الندى كذا سماها الخطيب. أدركت خلافته وعاشت بعدها ثلاثين سنة. بويع عند موت والده القادر وكان ولي عهده في حياته وهو الذي لقبه بالقائم بأمر الله. قال ابن الأثير: كان جميلا مليح الوجه أبيض. مشربا حمرة حسن (31/226)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 227 الجسم ورعا زاهدا عالما قوي اليقين بالله كثير الصدقة والصبر له عناية بالأدب ومعرفة حسنة بالكتابة. ولم يكن يرضى أكثر ما يكتب من الديوان وكان يصلح فيه أشياء وكان مؤثرا للعدل والإحسان وقضاء الحوائج ولا يرى المنع من شيء يطلب منه. قال: وكان سبب موته ماشرا فافتصد ونام فانفجر فصاده وخرج منه دم كثير فاستيقظ وقد ضعف وسقطت قوته فأيقن بالموت وطلب ولي العهد ووصاه ثم توفي رحمه الله. وحكى الحسن بن محمد القيلوي في تاريخه قال: ولما رجع الخليفة إلى داره يعني نوبة البساسيري لم يتجرد من ثيابه للنوم إلى أن مات ولا نام على فراش غير مصلاه. وكان يصوم فيما حكي عنه أكثر الزمان ويقوم الليل وعفا عن كل من عرفه بفساد وأحسن إليه ومنع من أذية من أذاه. قال السلفي: حدثني عبد السلام بن علي القيسراني المعدل بمصر قال: حدثني شيوخ بغداد أن القائم لم يسترد شيئا مما نهب من قصره إلا بالثمن ويقول: هذه أشياء احتسبناها عند الله. وأنه منذ خرج من مقر عزه ما وضع رأسه على مخدة. وحين نهبوا قصره لم يجدوا فيه شيئا من آلات الملاهي. قال الخطيب في تاريخه: ولم يزل أمره مستقيما إلى أن قبض عليه في سنة خمسين. وكان السبب في ذلك أن أرسلان التركي البساسيري كان قد عظم (31/227)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 228 أمره واستفحل شأنه لعدم نظرائه وانتشر ذكره وتهيبته أمراء العرب والعجم ودعي له على المنابر وجبي له الأموال وخرب القرى. ولم يكن القائم يقطع أمرا دونه. ثم صح عنده سوء عقيدته وشهد عنده جماعة أن البساسيري عرفهم وهو باسط عزمه على نهب دار الخلافة والقبض على أمير المؤمنين فكاتب الخليفة أبا طالب محمد بن ميكال سلطان الغز المعروف بطغرلبك وهو بالري يستنهضه في القدوم. ثم أحرقت دار البساسيري. وقدم طغرلبك في سنة سبع وأربعين فذهب البساسيري إلى الرحبة وتلاحق به خلق من الأتراك وكاتب صاحب مصر فأمده بالأموال. ثم خرج طغرلبك بعد سنتين إلى نصيبين ومعه أخوه ينال في سنة خمسين فخالف عليه أخوه وسار بجيش عظيم وطلب الري وكان البساسيري قد كاتبه وأطمعه بمنصب أخيه طغرلبك فسار طغرلبك في إثر أخيه فتفرقت عساكره وتواقع هو وأخوه بهمذان فظهر عليه ينال وحصره بهمذان. فعزم الوزير الكندري والخاتون زوجة طغرلبك وابنها على نجدة طغرلبك فاضطرب أمر بغداد وأرجفوا بمجيء البساسيري فبطل عزم الوزير فهمت خاتون بالقبض عليه وعلى ابنها ففرا إلى الجانب الغربي وقطعوا الجسر فنهبت دورهما ومضت هي بجمهور الجيش نحو همذان وخرج ابنها والوزير نحو الأهواز: فلما كان في ذي القعدة رحل البساسيري إلى الأنبار ولم يحضر الخطيب يوم الجمعة ونزلوا من المئذنة فأخبروا أنهم رأوا عسكر البساسيري. وصلى الناس ظهرا. ثم ورد من الغد من عسكره مائتا فارس فلما كان يوم الأحد دخل البساسيري بغداد ومعه الرايات المصرية فضرب مخيمه على دجلة وأجمع أهل الكرخ والعوام من الجانب الغربي على مضافرة البساسيري. وكان قد جمع العيارين وأهل الرساتيق وأطمعهم في نهب دار الخليفة والناس إذ ذاك في قحط وبقي القتال كل يوم بين الفريقين في السفن فلما كان يوم الجمعة المقبلة دعي لصاحب مصر بجامع المنصور وزيد في الأذان بحي على خير (31/228)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 229 العمل وأصلحوا الجسر وعبر الجيش فنزلوا بالزاهر وكفوا عن المحاربة أياما. وخندق الخليفة حول داره وأصلح سورها. ثم حشد البساسيري أهل الكرخ وغيرهم ونهض بهم إلى حرب الخليفة فتحاربوا يومين وقتل قتلى كثيرة. وفي اليوم الثالث أتى البساسيري وجموعه نحو دار الخليفة وأحرق الأسواق بنهر معلى ووقع النهب وأحاطوا بدار الخلافة وأخذ منها ما لا يحصى. ووجه الخليفة إلى قريش العقيلي البدوي وكان قد جاء ناصرا للبساسيري فأذم للخليفة في نفسه ولقيه فقبل بين يديه الأرض وخرج الخليفة معه من الدار راكبا وبين يديه راية سوداء والأتراك بين يديه. ثم نزل بمخيم ضرب له بأمر قريش. وقبض البساسيري على الوزير وعلى القاضي الدامغاني وجماعة وقيد الوزير والقاضي. فلما كان يوم الجمعة من ذي الحجة خطب لصاحب مصر في كل الجوامع إلا جامع الخليفة. ولما كان يوم عرفة بعث الخليفة إلى عانة على الفرات وحبس هناك. وشهر الوزير في أواخر الشهر على جمل وطيف به. ثم صلب حيا وهو أبو القاسم ابن المسلمة. ثم جعلوا في فكيه كلوبين من حديد فمات ليومه. وأطلق قاضي القضاة. وأما طغرلبك فظفر بأخيه وقتله. وكاتب متولي عانة في رد الخليفة إلى داره مكرما. وذكر لنا أن البساسيري عزم على ذلك لما بلغه أن طغرلبك متوجه إلى العراق. وحصل الخليفة في مقر عزه في الخامس والعشرين من ذي القعدة من سنة إحدى وخمسين. ثم جهز طغرلبك جيشا فحاربوا البساسيري بسقي الفرات وظفروا به فقتل وحمل رأسه إلى بغداد. وقال أبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب: سمعت (31/229)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 230 الأستاذ أبا الفضل محمد بن علي بن عامر قال: دخلنا في يومنا هذا إلى المخزن فلم يبق أحد لقيني إلا وأعطاني قصة فامتلأ كمي بالرقاع فلما رأيت كثرتها قلت: لو كان القائم بأمر الله أخي لأقل المراعاة لي ولضجر مني. وألقيتها في بركة. وكان القائم ينظر وأنا لا أعلم فلما وقفت بين يديه أمر بأخذ الرقاع من البركة وبسطت في الشمس ثم حملت إليه ووقع على الجميع. ثم قال: يا عامي ما حملك على ما فعلت؟ وهل كان عليك درك في إيصالها إلينا؟ فقلت: خفت أن تمل. فقال: ويحك ما أطلقنا شيئا من أموالنا بل نحن خزانهم فيها. واحذر أن تعود إلى ما فعلت. قال أبو يعلى بن حمزة بن القلانسي في تاريخه: روي أن القائم لما اعتقل نوبة البساسيري كتب قصة ونفذها إلى بيت الله مستعديا إلى الله على من ظلمه فعلقت على الكعبة وهي: إلى الله العظيم من المسكين عبده. اللهم إنك العالم بالسرائر [و المطلع على الضمائر اللهم إنك غني بعلمك واطلاعك على خلقك عن إعلامي هذا عبد قد كفر نعمك وما شكرها وألقي العواقب وما ذكرها أطغاه حلمك حتى تعدى علينا بغيا وأساء إلينا عتوا وعدوا. اللهم قل الناصر واعتز الظالم وأنت المطلع العالم [و المنصف الحاكم. بك نعتز عليه وإليك نهرب من يديه فقد تعزز علينا (31/230)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 231 بالمخلوقين ونحن نعزز بك. وقد حاكمنا إليك وتوكلنا في انصافنا منه عليك ورفعنا ظلامتنا هذه إلى حرمك ووثقنا في كشفها بكرمك فاحكم بيننا بالحق وأنت خير الحاكمين. توفي القائم بأمر الله ليلة الخميس الثالث عشر من شعبان ودفن في داره بالقصر الحسني , وكانت دولته خمسا وأربعين سنة وغسله الشريف أبو جعفر بن أبي موسى الهاشمي شيخ الحنابلة. وبويع بعده المقتدي. 214 - عبد الله بن محمد بن الهيصم الكرامي. أبو بكر النيسابوري من وجوه أصحاب أبي عبد الله بن كرام. توفي أبوه الإمام محمد ولهذا إحدى عشرة سنة. وكان قد قرأ عليه شيئا يسيرا ثم قرأ على أخيه عبد السلام وحصل سرائر المذهب ودقائقه عن أخيه. واختلف إلى الأديب أبي بكر الخطابي وأحكم عليه الأدب. وسمع من: أبي عمرو بن يحيى والقاضي أبي الهيثم وعبد الله بن يوسف وابن محمش والحاكم أبي عبد الله. (31/231)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 232 وتوفي يوم عيد الفطر. وكان أبوه رأسا في بدعته. 215 - عبد الله بن أبي معاذ الصيرفي. الهروي. وقد حج وسمع: أبا الحسين بن بشران وأبا أسامة المقريء بمكة. 216 - عبد الرحمن بن محمد بن محمود. أبو سعيد الهروي المعلم. سمع من: الأمير خلف السجزي وأبا علي منصور الخالدي. وحدث. 217 - عبد الرحمن بن محمد بن المظفر بن محمد بن داود بن أحمد بن معاذ بن سهل بن الحكم بن شيرزاد. أبو الحسن بن أبي طلحة الداوودي البوشنجي شيخ خراسان جمال الإسلام رضي الله عنه. ذكره أبو سعد السمعاني فقال: وجه مشايخ خراسان فضلا عن ناحيته (31/232)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 233 المعروف في أصله وفضله وسيرته وطريقته. له قدم في التقوى راسخ يستحق أن يطوى للتبرك بلقائه فراسخ. وفضله في الفنون مشهور وذكره في الكتب مسطور. وأيامه غرر وكلماته درر. قرأ الأدب على أبي علي الفنجكردي والفقه على: أبي بكر القفال المروزي وأبي الطيب سهل الصعلوكي وأبي طاهر بن محمش والأستاذ أبي حامد الإسفرائيني وأبي الحسن الطبسي وأبي سعيد يحيى بن منصور الفقيه البوسنجي. وسمعت أن ما كان يأكله في حالة التفقه والمقام ببغداد وغيرها يحمل إليه من فوشنج احتياطا في المأكول. وصحب أبا علي الدقاق وأبا عبد الرحمن السلمي بنيسابور والإمام فاخر السجزي ببست في رحلته إلى غزنة. ولقي يحيى بن عمار. ودخل بغداد سنة تسع وتسعين وثلاثمائة ورجع إلى وطنه سنة خمس (31/233)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 234 وأربعمائة وأخذ في مجلس التذكير والتدريس والفتوى والتصنيف وكان له حظ وافر من النظم والنثر. سمع ببوشنج: عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي وهو آخر من حدث عنه. وبهراة: أبا محمد بن أبي شريح. وبنيسابور: أبا عبد الله الحاكم وأبا عبد الله بن بامويه وابن محمش. وببغداد: أبا الحسن بن الصلت المجبر وأبا عمر بن مهدي وعلي بن عمر التمار. حدثنا عنه: مسافر بن محمد وأخوه أحمد وأبو المحاسن أسعد بن زياد الماليني وأبو الوقت عبد الأول. وعائشة بنت عبد الله البوسنجية. قال السمعاني أبو سعد: سمعت يوسف بن محمد بن فارو الأندلسي: سمعت علي بن سليمان المرادي يقول: كان أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل يقول: سمعت الصحيح من أبي سهل الحفصي وأجازه لي أبو الحسن الداوودي وإجازة الداوودي أحب إلي من السماع من الحفصي. وسمعت أسعد يقول: كان شيخنا الداوودي بقي أربعين سنة لا يأكل اللحم وقت تشوش التركمان واختلاط النهب فأضر به فكان يأكل السمك ويصطاد له من نهر كبير فحكي له أن بعض الأمراء أكل على حافة ذلك النهر ونفضت سفرته وما فضل منه في النهر فما أكل السمك بعد ذلك. (31/234)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 235 قال أبو سعد: وسمعت محمود بن زياد الحنفي يقول: سمعت المختار بن عبد الحميد البوشنجي يقول: صلى الإمام أبو الحسن الداوودي أربعين سنة وكان يده خارجة من كمه استعمالا للسنة واحتياطا لأحد القولين في وضع اليدين وهما مكشوفتان حالة السجود. قال أبو القاسم عبد الله بن علي أخو نظام الملك: كان أبو الحسن الداوودي لا تسكن شفته من ذكر الله فحكي أن مزينا أراد أن يقص شاربه فقال: سكن شفتك. فقال: قل للزمان حتى يسكن. ودخل أخي النظام عليه فقعد بين يديه وتواضع له فقال له: أيها الرجل إنك سلطان الله على عباده فانظر كيف تجيبه إذا سألك عنهم. ومن شعر الداوودي: (رب تقبل عملي .......... ولا تخيب أملي)

(أصلح أموري كلها .......... قبل حلول الأجل) وله: (يا شارب الخمر اغتنم توبة .......... قبل التفاف الساق بالساق)

(الموت سلطان له سطوة .......... يأتي على المسقي والساقي) (31/235)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 236 قال عبد الغافر الفارسي: ولد الداوودي في ربيع الآخر سنة أربع وسبعين وثلاثمائة. وقال الحسين بن محمد الكتبي: توفي بفوشنج في شوال. فوشنج ويقال بالباء مدينة صغيرة بشين معجمة على سبعة فراسخ من هراة. رحمه الله تعالى. 218 - عبد الرحمن بن محمد بن عبد الكبير الطليطلي. الطبيب ابن وافد الوزير أبو المطرف اللخمي الأندلسي. من كبار العالمين بالطب لا سيما بالأدوية المفردة فإنه لم يدرك شأوه فيها أحد. وألف كتابا حافلا جمع فيه بين قول ديسقوريدوس وقول جالينوس. وله يد طولى في المعالجة وسكن طليطلة. وكان له في دولة ابن ذي النون ذكر. وكان حيا في سنة ستين وأربعمائة. وذكر أنه ولد سنة سبع وثمانين وثلاثمائة. وهو مشهور بابن وافد بالفاء وله أيضا كتاب الرشاد في الطب وكتاب تدقيق النظر في علل حاسة البصر وكتاب مجربات الطب. توفي في رمضان سنة سبع وستين. (31/236)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 237 ورخه الأبار وقال: له كتاب الفلاحة. أخذ الطب عن خلف بن عباس الزهراوي. 219 - عبد السلام بن أحمد بن محمد بن عمر. أبو الغنائم الأنصاري البغدادي البابصري. نقيب الأنصار من ولد زيد بن وديعة الأنصاري رضي الله عنه. كان من أماثل الشيوخ وأعيانهم ذا سمت ووقار ودين وتواضع. وكان ثقة صحيح السماع. سمع من: هلال الحفار وأبي الفتح بن أبي الفوارس وأبي الحسين بن بشران. سمع منه: مكي الرميلي وأبو الفضل محمد بن عبد الله بن المقتدي بالله وأبو عبد الله الحسين سبط الخياط وأبو المعالي بن البدن. ولد سنة تسع وثمانين وثلاثمائة. وقيل: سنة ست وثمانين. وتوفي في يوم الجمعة السابع والعشرين من رمضان ؛ وهو والد أبي الفضل محمد شيخ شهدة. 220 - عبد الواحد بن أحمد بن سعيد البقال الإصبهاني. مات في شعبان. شيخ مستور عفيف صالح. (31/237)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 238 روى عن: أبي عمر بن عبد الوهاب وأبي العباس المخلدي. 221 - علي بن الحسن بن علي بن أبي الطيب. الرئيس الأديب أبو الحسن الباخرزي الشاعر مصنف دمية القصر. (31/238)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 239 كان واحدا في فنه. تفقه في مذهب الشافعي ولازم أبا محمد الجويني والد إمام الحرمين ثم شرع في الأدب وأقبل على الكتابة والإنشاء واختلف إلى ديوان الرسائل وتنقلت به الأحوال ورأى عجائب في أسفاره وسمع الحديث وألف كتاب دمية القصر وهو ذيل ليتيمة الدهر للثعالبي في الشعراء ذكر فيه خلقا كثيرا. وقد وضع على كتابه أبو الحسن علي بن زيد البيهقي كتابا سماه وشاح الدمية كذا سماه أبو سعد السمعاني في الذيل. وسماه العماد في كتاب الخريدة شرف الدين علي بن الحسين البيهقي. وللباخرزي ديوان شعر كبير منه: (يا فالق الصبح من لألاء غرته .......... وجاعل الليل من أصداغه سكنا)

(بصورة الوثن استعبدتني وبها .......... فتنتني وقديما هجت لي شجنا)

(لا غرو أن أحرقت نار الهوى كبدي .......... فالنار حق على من يعبد الوثنا) قتل بباخرز وهي ناحية من نواحي نيسابور وذهب دمه هدرا في شهر ذي القعدة. (31/239)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 240 222 - علي بن الحسين بن أحمد بن محمد بن الحسين. أبو الحسن التغلبي ابن صصري. أصلهم من مدينة بلد. حدث عن: تمام الرازي وأبي عبد الله بن سهل وعبد الرحمن بن أبي نصر التميمي وعبد الرحمن بن عمر بن نصر وجماعة. روى عنه: أبو بكر الخطيب وعمر الرؤاسي وأبو القاسم النسيب وأبو محمد بن الأكفاني وقال: توفي في الثالث والعشرين من المحرم بدمشق. وكان ثقة كتب له تمام الجزء الأول من فوائد الحسين بن يحيى الشعراني وكتب عليه علامة السماع له من أبي بكر بن أبي الحديد فدفعه إلي وقال: لم أسمع من أبي بكر شيئا كتب لي تمام هذا الجزء ولم يتفق لي سماعه من أبي بكر. (31/240)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 241

(- حرف الميم -) 223 - محمد بن بديع الأسداباذي. أبو الفتح. سمع: عبد الرحمن بن أبي نصر. روى عنه: الخطيب مع تقدمه وغيث الأرمنازي. مات بالرملة قاصدا القدس. 224 - محمد بن المحدث أبي محمد الجوهري. أبو الحسن. سمع: أبا علي بن شاذان. وعنه: أبو علي البرداني وشجاع الذهلي وطائفة. 225 - محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن علي. أبو الحسين الأزدي الدمشقي المعروف بابن أبي العجائز الخطيب. نزيل بيروت وبها توفي. روى عن: عبد الرحمن بن أبي نصر وأبي نصر بن هارون. وعنه: عمر الرؤاسي وابن الأكفاني وغيرهما. 2226 - محمد بن عبد الله بن الحسن. أبو بكر القصار المديني يعرف بالغزال. مات في جمادى. 227 - محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس بن الحصين. أبو عبد الله الشيباني والد هبة الله بن الحصين. مات فيها. (31/241)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 242 ومات ابنه عبد الواحد بعده بأيام. 228 - محمد بن عقيل بن محمد بن عبد المنعم بن هاشم. أبو عبد الله القرشي الدمشقي البزاز. صدوق. سمع من: عبد الرحمن بن أبي نصر. روى عنه: غيث الأرمنازي وابن الأكفاني. 229 - محمد بن علي بن محمد بن موسى. أبو بكر الخياط المقريء البغدادي. قرأ القراءآت على: أبي أحمد بن أبي مسلم الفرضي وأبي الحسن السوسنجردي وبكر بن شاذان والحمامي. وتفرد بالعلو في رواية أبي نشيط عن قالون. وفي اختيار خلف وفي رواية سجادة عن اليزيدي. وكان عالما متقنا ورعا صالحا خشن الطريقة حنبلي المذهب. سمع الحديث من: ابن الصلت المجبر والفرضي وأبي عمر بن (31/242)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 243 مهدي وإسماعيل بن الحسن الصرصري وجماعة. وتصدر للإقراء وكان بقية شيوخ العراق فقيرا قانعا بكاء عند الذكر. روى عنه: الخطيب في تاريخه ومكي الرميلي وأبو منصور القزاز وعبد الخالق بن البدن ويحيى بن الطراح وأحمد بن ظفر المغازلي. وقرأ عليه القرآن جماعة منهم: أبو الحسين بن الفراء الحنبلي وهبة الله بن الطبر الحريري وأبو بكر محمد بن الحسين المزرفي وأبو عبد الله البارع. وكان مولده في سنة ست وسبعين وثلاثمائة. توفي في جمادى الأولى. 230 - محمد بن علي بن محمد. أبو يعلى بن الحربي البزاز. روى عن: هلال الحفار. (31/243)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 244 وعنه: أبو علي البرداني وقال: توفي في المحرم. 231 - محمود بن نصر بن صالح بن مرداس الكلابي. الأمير عز الدولة صاحب حلب. كانت مدة مملكته حلب بعد أن تسلمها من عمه عطية عشر سنين. وكان شجاعا كريما عادلا يداري المصريين والعراقيين. مدحه ابن حيوس بقصائد. توفي سنة سبع هذه. وتملك بعده ابنه الأمير نصر وأمه هي بنت الملك العزيز أبي منصور جلال الدولة ابن بويه. فبقي سنة قتله بعض الأتراك بظاهر حلب. 232 - المسلم بن الحسن بن هلال الأزدي. البزاز المقريء. (31/244)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 245 توفي بصور في ربيع الأول. قرأ بعدة روايات وتلا على: علي بن الحسن بن أبي زروال الربعي. وسمع من عبد الرحمن بن الطبيز والعقيقي. قال ابن الأكفاني: لم يحدث بشيء. (- حرف الياء -) 233 - يوسف بن أحمد بن صالح. أبو القاسم الغوري. لقن خلقا ببغداد وكان من أعيان أصحاب الحمامي. مات في رجب. سمع منه: مكي الرميلي وأبو محمد بن السمرقندي. 234 - يوسف بن محمد بن يوسف بن حسن بن عثمان. أبو القاسم الرازي الخطيب. (31/245)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 246

(سنة ثمان وستين وأربعمائة)

(- حرف الألف -) 235 - أحمد بن إبراهيم بن عمر البرمكي. أبو الحسين بن الشيخ أبي إسحاق. دين خير منعزل. سمع: أبا الفتح بن أبي الفوارس. وروى عنه: قاضي المرستان أبو بكر. وأصلهم من قرية اسمها البرمكية. توفي في ذي القعدة. 236 - أحمد بن الحسن بن أحمد. أبو بكر المقدسي القطان المقريء. قرأ القراءآت على جماعة منهم: أبو القاسم علي بن محمد الزيدي بحران وأبو علي الأهوازي بدمشق ؛ ومحمد بن الحسين الكارزيني بمكة ؛ وعتبة بن عبد الملك العثماني وجماعة ببغداد. وسمع الكثير. (31/246)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 247 روى عنه: أبو بكر المزرفي. 237 - أحمد بن علي بن القاضي أبي عبد الله محمد بن الحسين النصيبي. ثم الدمشقي جلال الدولة أبو الحسن. سمع: أبا عبد الله بن أبي كامل فيما زعم وهو جده لأمه. وولي قضاء دمشق في دولة المستنصر العبيدي. وهو آخر قضاة العبيديين بدمشق. ولي بعده الشريف أبو الفضل. وكان يرمى بالكذب. أخذ عنه هبة الله بن الأكفاني. وحكى الشريف النسيب عن أبي الفتيان بن حيوس أنه كان يوما مع الشريف أحمد فقال الشريف: وددت أني كنت في الشجاعة مثل علي وفي السخاء مثل حاتم. فقال له ابن حيوس: وفي الصدق مثل أبي ذر. يعرض بأنه كذاب. قال ابن الأكفاني: توفي قاضيا بدمشق وأعمالها. (31/247)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 248 238 - أحمد بن علي بن أحمد. أبو سعيد بن الأزرق السوسي ثم البغدادي. ولد سنة تسعين وثلاثمائة. وسمع من: أبي أحمد الفرضي وأبي عمر بن مهدي. وكانت أصوله جيدة. سمع منه: مكي الرميلي وغيره. وتوفي ليلة عيد الفطر رحمه الله. روى عنه: إسماعيل السمرقندي. 239 - أحمد بن منصور بن محمد الغساني الغنمي. الفقيه أبو العباس الداراني الدمشقي الفقيه المالكي المعروف بابن قبيس. سمع: عبد الرحمن بن أبي نصر وعبد الرحمن الميداني وأبا نصر عبد الوهاب المري وابن ياسر الجوبري. وأول سماعه سنة اثنتين وأربعمائة بداريا. روى عنه: ابنه علي وعمر الرؤاسي وهبة الله بن الأكفاني وعلي بن المسلم. ومات في شعبان وقت نزول الترك على دمشق. قال هبة الله: كان ثقة حافظا متحرزا مشتغلا بالعلم. قلت: وأخذ من الفقه عن القاضي عبد الوهاب المالكي رحمه الله لما مر بدمشق. (31/248)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 249 240 - أحمد بن محمد بن عمر. أبو طاهر الإصبهاني البقال النقاش. حدث في هذه السنة عن: عبد الله بن مندة الحافظ. روى عنه: أبو عبد الله الخلال وأبو سعد البغدادي. 241 - إسماعيل بن محمد بن أحمد بن الطيب. القاضي أبو علي بن كماري الواسطي الفقيه. سمع من أحمد بن عبيد بن بيرى وجماعة. مات في جمادى الأولى عن أربع وثمانين سنة. وولي قضاء واسط مدة. وسمع أيضا من: عبيد الله بن محمد بن أسد وابن خزفة وابن دينار وأبي عبد الله بن مهدي. أخذ عنه أهل بلده. وقد وثق. 242 - إنتصار بن يحيى. (31/249)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 250 زين الدولة المصمودي المغربي. غلب في هذا العام على دمشق عند هروب معلى بن حيدرة عنها فاجتمعت المصامدة إلى انتصار وقووا نفسه ورضي به أكثر الناس لجودة سيرته فبقي متوليها تسعة أشهر حتى قدم أتسز فعوضه عن دمشق بانياس ويافا وذهب إليهما. (- حرف الحاء -) 243 - الحسن بن علي بن عبد الله بن مجالد بن بشر. أبو علي البجلي الكوفي. ذكره أبي النرسي فقال: كان أوحد عصره في علم الشروط. ثنا عن جده عن أبي العباس بن عقدة. قلت: جده مات سنة أربعمائة. 244 - الحسن بن القاسم بن علي الواسطي المقريء. أبو علي إمام الحرمين المشهور بغلام الهراس. أحد من عني بالقراءآت وسافر فيها إلى النواحي. قرأ في حدود الأربعمائة على شيوخ العراق. (31/250)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 251 قال خميس الحوزي: قرأ على عبد الله بن أبي عبد الله العلوي. وهذا العلوي قرأ على النقاش. قال: ورحل إلى بغداد فقرأ على: عبد الملك بن بكران النهرواني والسوسنجردي والحمامي. وقرأ بمكة على الكارزيني وبمصر على ابن نفيس وبحران على العلوي وبدمشق على: الرهاوي والأهوازي وسمع منه مصنفاته وكان يقريء معه بجامع دمشق. ثم عاد إلى واسط وقد كف بصره وكان قديما أعور ورحل الناس إليه من الآفاق وقرأوا عليه. رأيته وقبلت يده وجلست بين يديه كثيرا. وتوفي في أواخر سنة سبع وستين وكان يلقب إمام الحرمين. قال: والبغداديون لهم فيه كلام. روى الحديث عن ابن خزفة. وسمعت من أصحابنا من يقول: سمعت أبا الفضل بن خيرون وقيل له أبو علي غلام الهراس عن أبي علي الأهوازي فقال: مطرز معلم كذاب عن كذاب. قلت: قرأ عليه أبو العز القلانسي بروايات كثيرة وجميع كتابيه الكفاية والإرشاد مدارهما على أبي علي وفيهما أنه قرأ على: الحسن بن محمد بن يحيى بن داود بن الفحام والقاضي أحمد بن عبد الله بن عبد الكريم وأبي أحمد عبيد الله بن أبي مسلم الفرضي وأبي العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي وأبي القاسم بكير بن شاذان الواعظ والقاضي أبي عبد الله محمد بن (31/251)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 252 عبد الله بن الحسين الجعفي الهرواني وأبي الحسين محمد بن جعفر بن محمد بن هارون التميمي النحوي شيخ الكوفة والحسن بن علي بن بشار السابوري المصري وعلي بن موسى الصابوني البغدادي والحسن بن ملاعب الحلبي وجماعة مذكورين في الكتابين أكبرهم أبو القاسم عبيد الله بن إبراهيم مقريء أبي قرة قرأ عليه لأبي عمرو في سنة تسع وثمانين وثلاثمائة وأخبره أنه قرأ على ابن مجاهد. ونبه على هذا الشيخ أيضا أبو سعد السمعاني ثم قال: قال هبة الله بن المبارك السقطي: كنت أحد من رحل إلى أبي علي غلام الهراس فألفيت شيخا عالما فهما صالحا صدوقا متيقظا مسندا نبيلا وقورا. قال: ووجدت بخط أحمد بن خيرون الأمين: غلام الهراس كان مقرئا غير أنه خلط في شيء من القراءآت وادعى إسنادا في شيء لا حقيقة له وروى عجائب. ولد سنة أربع وسبعين وثلاثمائة. قال: وتوفي يوم الجمعة سابع جمادى الأولى سنة ثمان وستين بواسط. قلت: هذا أصح مما ورخ خميس. قال الحافظ ابن عساكر: روى عنه مكي الرميلي وجماعة وأجاز لجماعة من شيوخنا. وقال ابن السمعاني: قرأ بالأمصار وسافر في طلب إسناد القراءآت وأتعب نفسه في التجويد والتحقيق حتى صار طبقة العصر ورحل إليه الناس من الأقطار. (31/252)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 253 قلت: وممن قرأ عليه: علي بن علي بن شيران وأبو المجد محمد بن محمد بن محمد بن جهور قاضي واسط والمبارك بن الحسين الغسال وأحمد بن عبد السلام بن حيوخار. 245 - حمد بن أحمد بن عمر بن ولكنز. أبو سهل الصيرفي الإصبهاني. سمع: أبا عبد الله بن مندة. وعنه: أبو عبد الله الخلال وأبو سعد البغدادي وعبد المغيث بن أبي عدنان. توفي في ذي الحجة. 246 - حمزة بن أبي الحسين بن أبي حمزة الغورجي الهروي. أبو المظفر. مات في رجب. (- حرف السين -) 247 - سفيان بن الحسين بن محمد بن حسين بن عبد الله بن فنجويه الثقفي. الدينوري ثم الهمذاني أبو القاسم. روى عن: أبيه أبي عبد الله وأبي عمر محمد بن الحسين البسطامي (31/253)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 254 ويحيى بن إبراهيم المزكي وأبي حازم العبدوي. قال شيرويه: سمعت منه. ثقة زاهد كف بصره في آخر عمره. وقال لي: ولدت سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة وأخي أبو بكر سنة أربع وتسعين. مات بهمذان. (- حرف الظاء -) 248 - ظفر بن عبد الرحيم بن محمد بن سليمان. أبو الفتح الإصبهاني. سمع: إبراهيم بن خرشيد قوله وغيره. توفي في جمادى الأولى. (- حرف العين -) 249 - عبد الجبار بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن برزة. أبو الفتح الرازي الأردستاني الجوهري الواعظ. أحد التجار المعروفين. (31/254)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 255 كان يسافر كثيرا إلى خراسان والعراق والشام ثم سكن في الآخر إصبهان وبها مات في المحرم. وقد سكن دمشق مدة. وحدث عن: علي بن محمد القصار وأبي طاهر بن محمش والسلمي وعبد الله بن يوسف بن بامويه والحسن بن شهاب العكبري وجماعة. روى عنه: أبو بكر الخطيب وسهل بن بشر وهبة الله بن الأكفاني وأبو سعد أحمد بن محمد البغدادي وجماعة آخرهم موتا إسماعيل بن علي الحمامي. وكان سماعه من القصار قديما في سنة خمس وثمانين وثلاثمائة وله سبع سنين. وهو آخر من حدث عنه. قال ابن ماكولا: كان عبد الجبار يبيع الجوهر. سمعت منه بدمشق وبغداد. 250 - عبد الرحمن بن علي بن محمد بن أحمد بن الحسين بن موسى. أبو نصر النيسابوري المزكي التاجر. سمع: أبا الحسين الخفاف ويحيى بن إسماعيل الحربي وأبا القاسم علي بن أحمد الخزاعي وأبا أحمد بن أبي مسلم الفرضي وأبا عمر بن مهدي وطائفة سواهم بنيسابور وبغداد. (31/255)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 256 قال عبد الغافر الفارسي: رحل إلى العراق في صباه وسمع من أصحاب ابن صاعد والمحاملي ؛ وحدث حتى حدث بالكثير. وقال السمعاني: ثنا عنه زاهر ووجيه ابنا الشحامي وهبة الرحمن القشيري وغيرهم. وكان ثقة صالحا مكثرا. 251 - عبد الغفار بن الحسين بن أحمد بن حبشان. أبو الفرج الهمذاني البزاز. روى عن: ابن عبدان الشيرازي والقاضي أبي عمر القاسم بن جعفر الهاشمي وأبي علي بن فضالة وجماعة. وقال شيرويه: سمعت منه وكان مائلا إلى المبتدعة. توفي في رابع عشر صفر. 252 - عبد الكريم بن أحمد بن طاهر. أبو سعد التيمي الطبري المعروف بالوزان. روى بهمذان وولي قضاءها في هذه السنة. ولا أعرف كم عاش بعدها. روى عن: منصور السمرقندي الكاغدي وأبي بكر عبد الله بن محمد القفال المروزي وأبي بكر الحيري وعلي بن محمد الطرازي وعبد الرحمن السراج. (31/256)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 257 قال شيرويه: كان صدوقا سمعت منه. وكان واسع العلم قد استمليت عليه. قلت: توفي سنة ثمان أو تسع وستين. روى عنه: زاهر الشحامي وأبو علي أحمد بن سعد العجلي. وقال السمعاني: نزل الري وسكنها. وكان من كبار عصره فضلا وحشمة وجاها. له القدم الراسخ في المناظرة وإفحام الخصوم: تفقه على القفال وبرع في الفقه. وولد سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة. ومات سنة 68 وقيل: سنة 69. 253 - علي بن أحمد بن محمد بن علي. (31/257)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 258 أبو الحسن الواحدي النيسابوري من أولاد التجار. أصله من ساوة وله أخ اسمه عبد الرحمن قد تفقه وحدث أيضا. كان الأستاذ أبو الحسن واحد عصره في التفسير. لازم أبا إسحاق الثعلبي المفسر وأخذ عنه. وأخذ العربية عن: أبي الحسن القهندزي الضرير. ودأب في العلوم. وسمع: ابن محمش وأبا بكر أحمد بن الحسن الحيري وأبا إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الواعظ ومحمد بن المزكي إبراهيم بن محمد بن يحيى وعبد الرحمن بن حمدان النصروي وأحمد بن إبراهيم النجار وجماعة. روى عنه: أحمد بن عمر الأرغياني وعبد الجبار بن محمد الخواري وطائفة من العلماء. (31/258)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 259 صنف التفاسير الثلاثة البسيط والوسيط والوجيز وبهذه الأسماء سمى الغزالي كتبه الثلاثة في الفقه وصنف أسباب النزول في مجلد والتحبير في شرح أسماء الله الحسنى وشرح ديوان المتنبي. وكان من أئمة العربية واللغة. وله أيضا كتاب الدعوات وكتاب المغازي وكتاب الإغراب في الإعراب وكتاب تفسير النبي صلى الله عليه وسلم وكتاب نفي التحريف عن القرآن الشريف. وتصدر للإفادة والتدريس مدة. وكان معظما محترما لكنه كان يزري على العلماء فيما قيل ويبسط لسانه فيهم بما لا يليق. وله شعر مليح. توفي بنيسابور في جمادى الآخرة وعاش بعده أخوه تسع عشرة سنة. وقد قال الواحدي في مقدمة البسيط: وأظنني لم آل جهدا في إحكام (31/259)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 260 أصول هذا العلم على حسب ما يليق بزماننا. إلى أن قال: فأما اللغة فقد درستها على أبي الفضل أحمد بن محمد بن يوسف العروضي وكان قد خنق التسعين في خدمة الأدب وروى عن أبي منصور الأزهري كتاب التهذيب وأدرك العامري وجماعة وسمع أبا العباس الأصم وله مصنفات كبار. وقد لازمته سنين. وأخذت التفسير عن الثعلبي والنحو عن أبي الحسن علي بن محمد بن إبراهيم الضرير وكان من أبرع أهل زمانه في لطائف النحو وغوامضه علقت عنه قريبا من مائة جزء في المسائل المشكلة وسمعت منه أكثر مصنفاته. وقرأت القراءات على جماعة سماهم وأثنى عليهم. وقد قال الواحدي كلمة تدل على حسن نقيته فيما نقله أبو سعد السمعاني في كتاب التذكرة له في ذكر الواحدي. قال: وكان حقيقا بكل إحترام وإعظام لكن كان فيه بسط اللسان في الأئمة المتقدمين حتى سمعت أبا بكر أحمد بن محمد بن بشار بنيسابور مذاكرة يقول: كان علي بن أحمد الواحدي يقول: صنف أبو عبد الرحمن السلمي كتاب حقائق التفسير ولو قال إن ذاك تفسير للقرآن لكفر به. قلت: صدق والله. (31/260)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 261 254 - عبد الغني بن الحاجي الهوسمي. أبو محمد النيسابوري أحد الزهاد المنقطعين إلى الله تعالى. تفقه وسمع من: أبي عبد الرحمن السلمي وغيره. ثم ترهب وتوحد في جبل نيسابور نحوا من ثلاثين سنة ويحضر الجمعة. ثم شاخ وعجز. وكان يزار وعنده قمح من بذر إبراهيم عليه السلام فكان يزرعه ويخبز منه ويطعم من يزوره. قاله أبو سعد السمعاني. قال: ومات في رمضان سنة ثمان أو تسع وستين وأربعمائة وشيعه الخلق. روى عنه: محمد بن منصور الحرضي وغيره. رحمه الله. 255 - عبد العزيز بن طاهر. أبو طاهر البابصري. سمع: بن رزقويه. وعنه: أبو السعود بن المجلي. وكان مختل العقل. قاله الحميدي. مات في جمادى الأولى. 256 - علي بن أحمد بن علي بن جني البيع. (31/261)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 262 أبو الحسن. بغدادي روى عن: أبي الحسن بن رزقويه. روى عنه: هبة الله السقطي وشجاع الذهلي. 257 - علي بن الحسين بن أحمد بن إبراهيم بن جدا. أبو الحسن العكبري الفقيه الحنبلي. كان شيخا صالحا متعبدا حسن التلاوة فصيحا لسنا مناظرا مباحثا له مصنف في السنة ومصنف في الجدل والمناظرة. سمع: أبا علي بن شاذان والبرقاني وأبا علي بن شهاب العكبري وأبا القاسم بن بشران وغيرهم. روى عنه: محمد بن عبد الباقي الأنصاري وعبد الرحمن بن محمد القزاز. قال ابن خيرون: كان مستورا صينا ثقة. وقال أبو الحسين بن الفراء: توفي فجأة في الصلاة في شهر رمضان. 258 - علي بن عبد الرحمن بن الحسن بن عليك. (31/262)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 263 أبو القاسم النيسابوري. فاضل عالم من أولاد المحدثين. تنقل في البلاد وسكن إصبهان مدة وحدث بها وببغداد وأذربيجان. قال الخطيب في تاريخه: حدث عن محمد بن الحسين العلوي وأبي نعيم عبد الملك الإسفرائيني والحافظ ابن البيع وحمزة المهلبي. كتبت عنه وكان صدوقا. وقال ابن نقطة: حدث عن: أبي الحسين الخفاف وعبد الرحمن بن إبراهيم المزكي. سمع منه: أبو نصر بن ماكولا والمؤتمن الساجي. قلت: وروى عنه: سعيد بن أبي الرجاء وأبو بكر محمد بن عبد الباقي القاضي وأبو سعد أحمد بن محمد البغدادي وإسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ وأحمد بن عمر الناتاني المقريء شيخ السلفي وقال: قدم علينا تفليس وتوفي بها. قال: ثنا الخفاف. قلت: وهو من أكبر شيوخ إسماعيل المذكور. قال ابن السمعاني: سألت إسماعيل عنه فقال: كتبت عنه وله سماع ولأبيه حديث. وكان سيء الرأي فيه. وسمعت محمد بن أبي نصر اللفتواني يقول: كان أبو القاسم بن عليك على أوقاف الجامع بإصبهان فحوسب فانكسر عليه مال وكان للوقف دكان (31/263)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 264 حلواني أخذ من صاحبها حلاوة كثيرة. فكان الناس يضحكون منه ويقولون: ترى الجامع أكل الحلاوة؟ ! سالت أبا سعيد البغدادي عن ابن عليك فقال: كان فاضلا ما سمعت فيه إلا خيرا. وكان والده محدثا كتب الكثير وما سمعت قدحا في سماعاته وكتب عنه الجم الغفير مسند أبي عوانة إلا أنه كان أشعريا. وقرأت بخط أبي علي البرداني: حدثني محمد بن الخاطيء قال: مات ابن عليك في رابع رجب بتفليس. قلت: وللحافظ ابن ناصر من أبي القاسم بن عليك إجازة. 259 - علي بن محمد بن علي بن محمد بن عبد الحميد. أبو الفرج البجلي الجريري الهمذاني. روى عن: أبيه وأبي بكر بن لال وابن تركوان وعبد الرحمن بن عمر بن أبي الليث وأبي بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي وعلي بن أحمد بن عبدان وطائفة بهمذان وأبي القاسم الحرفي وأحمد بن علي الجعفري الكوفي ومحمد بن الحسين بن يوسف الإصبهاني نزيل صنعاء. قال شيرويه: سمعت منه عامة ما مر له وكان ثقة عدلا من بيت الإمارة (31/264)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 265 والعلم من أولاد جرير بن عبد الله رضي الله عنه. وكان أحد تناء بلدنا. وتوفي في ثامن وعشرين رمضان. وسمعته يقول: ولدت سنة سبع وثمانين وثلاثمائة. قال ابن نقطة: حدث عن ابن لال بالسنن لأبي داود. حدث عنه: هبة الله ابن أخت الطويل وأحمد بن سعد العجلي. 260 - علي بن محمد بن نصر الدينوري. أبو الحسن اللبان نزيل غزنة. كان أحد الجوالين في الحديث المعنيين بجمعه. سمع الكثير وعمر حتى رحل الناس إلى لقيه. وروى الكثير بغزنة. سمع: أبا عمر بن مهدي ببغداد وأبا عمر الهاشمي بالبصرة وأبا عبد الرحمن السلمي وأبا بكر الحيري وأبا بكر أحمد بن منجويه الحافظ بنيسابور ومحمد بن علي النقاش بإصبهان وهذه الطبقة. روى عنه: مسافر وأحمد ابنا محمد بن علي البسطامي. وأجاز لحنبل بن علي. قال أبو سعد السمعاني: سمعت الموفق بن عبد الكريم الهروي يقول: كان شيخنا أبو الحسن بن اللبان الدينوري بغزنة وعنده الحلية عن أبي نعيم (31/265)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 266 فأتاه صوفي ليسمع الكتاب فقال له: إن هذا كتاب فيه ذكر الممتحنين فإن أردت أن تقرأه فوطن نفسك على المحنة. فقال الصوفي: نعم. فابتدأ في قراءته فقرأ أياما إلى أن انتهى إلى ذكر أبي حنيفة وذمه فكان في المجلس حنفي فسعى بالشيخ إلى القاضي ورفع الأمر إلى السلطان فأمر الشيخ بلزوم بيته وأغلق مسجده ومنع من التحديث وكان ذلك في آخر عمره. وضرب الصوفي ونفي وصحت فراسة الشيخ. توفي بعد سنة سبع وستين سنة ثمان. 261 - علي بن أبي بكر محمد بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زكريا. الحافظ أبو الحسن الزبحي الجرجاني مصنف تاريخ جرجان وخال الحافظ عبد الله بن يوسف الجرجاني. سمع: أبا بكر الحيري وأبا سعيد الصيرفي وحمزة بن يوسف السهمي وعبد الله بن عبد الرحمن البناني الحرضي وعبد الواحد بن محمد المنيري الجرجاني وعلي بن محمد الحناطي المؤدب. (31/266)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 267 قال السمعاني: هو منسوب إلى الزبح وظني أنها من قرى جرجان. سكن هراة وتوفي بها في صفر وله ست وسبعون سنة. روى عنه: إسماعيل بن أبي صالح المؤذن وأبو العلاء صاعد بن سيار. والزبحي: ضبطه أبو نعيم بن الحداد ومحمد بن إبراهيم الجرباذقاني بالحركة وكنت أحسب الزبحي بالسكون فقيده ابن نقطة بالفتح. (- حرف الميم -) 262 - محمد بن أحمد بن أسيد بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن أسيد ابن عاصم الثقفي. الشيخ الصالح أبو بكر المديني. مات في شعبان بإصبهان. روى عن: أبي عبد الله بن مندة. وعنه: أبو نصر البار ويحيى بن مندة والحسين بن عبد الملك. وكان عالما من أكابر أهل إصبهان. 263 - محمد بن أحمد. الشيخ أبو الفضل التميمي المروزي. أحد أئمة مرو ورؤسائها. (31/267)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 268 سمع: الحسين بن علي المنصوري. روى عنه: زاهر ووجيه ابنا الشحامي. 264 - محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز. أبو نعيم الواسطي المعدل. سمع: علي بن عبد الرحيم بن غيلان صاحب المحاملي. وتوفي رحمه الله في شعبان. 265 - محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن عيسى. أبو تمام الهاشمي العباسي. من ولد معبد بن العباس. سمع: أباه والحسين بن الحسن الغضائري. وعنه: ابنه عبد الرحيم وأبو بكر قاضي المرستان. وكان صالحا رئيسا. 266 - محمد بن عمويه. واسم عمويه عبد الله بن سعد السهروردي جد الشيخ أبي النجيب ووالد جد الشيخ شهاب الدين السهروردي. (31/268)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 269 قال السلفي: سمعت أبا حفص عمر بن محمد بن عمويه يقول: مات أبي سنة ثمان وستين وأربعمائة وقد بلغ من العمر مائة وعشرين سنة. 267 - محمد بن القاسم بن حبيب بن عبدوس. أبو بكر النيسابوري الصفار الفقيه المفتي الشافعي. سمع: أبا نعيم عبد الملك الإسفرائيني وأبا الحسن العلوي وأبا عبد الله الحاكم وعبد الله بن يوسف. روى عنه: زاهر ووجيه الشحاميان. توفي في ربيع الأول. وذكره ابن السمعاني فقال: تفقه على أبي محمد الجويني وخلفه في حلقته لما حج. وسمعت أبا عاصم العبادي يقول: ما رأيت أحسن فتيا منه وأصوب. قال: وتوفي رحمه الله في ربيع الآخر. 268 - محمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد. (31/269)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 270 القاضي أبو الحسن البيضاوي البغدادي الفقيه قاضي الكرخ. ختن القاضي أبي الطيب الطبري. وعليه تفقه حتى صار من كبار الأئمة. وكان خيرا صالحا سليم المعتقد. سمع من: أبي الحسن بن الجندي وإسماعيل بن الحسن الصرصري. روى عنه: أبو محمد بن الطراح وأبو عبد الله السلال وقاضي المرستان. وقال الخطيب: كتبت عنه وكان صدوقا. ولد أبو الحسن سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة. وتوفي رحمه الله في شعبان. 269 - محمد بن محمد بن مخلد. أبو الحسن الأزدي الواسطي البزاز. توفي في رمضان. سمع [بإفادة أبيه أبي طالب من] أحمد بن عبيد بن بيري وأبي عبد الله (31/270)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 271 العلوي وأبي علي بن معاذ. وابن خزفة والناس. قال السلفي: سألت الحوزي عنه فقال: سمع بإفادة أبيه وكان جيد الأصول ثقة جيد الخط. توفي سنة ثمان وستين. قلت: وقال الحوزي: إن العلوي المذكور واسمه الحسين بن محمد ثقة روى عن علي بن عبد الله بن مبشر مسند أحمد بن سنان. وإن آخر من حدث عنه أبو الحسن ابن مخلد والد أبي المفضل. وذكر الحوزي أن العلوي أيضا آخر من حدث عن الخليل بن أبي رافع الطحان صاحب تميم بن المنتصر. 270 - مسعود بن المحسن بن عبد العزيز. (31/271)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 272 أبو جعفر البياضي العباسي الشريف أحد شعراء بغداد المجودين. قال أبو سعد السمعاني: ما أظن أنه سمع شيئا من الحديث. روي لنا من شعره. قال أبو القاسم بن السمرقندي وأبو سعد الروني وغيرهما: توفي في ثامن عشر ذي القعدة. وله ديوان شعر معروف فمنه: (يقولون لي: إن كان سمعك عاشقا .......... فما بال دمع العين في الخد)

(فقلت لهم: قد لمت طرفي فقال لي: .......... أتمنعني من أن أساعد جاريا؟) وله: (يا من لبست بهجره ثوب الضنا .......... حتى خفيت به عن العواد)

(وأنست بالسهر الطويل فأنسيت .......... أجفان عيني كيف كان رقادي)

(إن كان يوسف بالجمال مقطع .......... الأ يدي فأنت مقطع الأكباد) (31/272)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 273 271 - مكي بن جابار. أبو بكر الدينوري الحافظ الفقيه. رحل وسمع بمصر والشام ولقي: خلف بن محمد الواسطي وعبد الغني بن سعيد الأزدي وصدقة بن الدلم الدمشقي وجماعة. وكتب الكثير. وكان سفياني المذهب. روى عنه: عبد العزيز الكتاني وغيث الأرمنازي وأبو طاهر الحنائي. قال هبة الله الأكفاني: كانت له عناية جيدة بمعرفة الرجال. حدث بشيء يسير وولي القضاء بدميرة وامتنع بأخرة من إسماع الحديث. وكان الخطيب قد طلب أن يسمع منه فأبى عليه. توفي في رجب. (- حرف النون -) 272 - ناصر بن أحمد بن محمد بن أحمد بن العباس. (31/273)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 274 أبو نصر الطوسي الفقيه الشافعي. من كبار الأئمة. تفقه على أبي محمد الجويني. وكانت له كتب مفتخرة كثيرة. روى عن: ابن محمش الزيادي وأبي بكر الحيري. وأكثر عن المتأخرين. 273 - ناصر بن محمد بن علي بن عمر. أبو منصور البغدادي التركي الأصل صهر أبي حكيم الخبري ووالد الحافظ أبي الفضل محمد بن ناصر. أفنى عمره في القراءآت وطلب أسانيدها. وكان حاذقا مجودا لغويا. سمع الكثير من كتب اللغة وسمع الناس بقراءته الكثير. وكان أبو بكر الخطيب يرى له ويقدمه على من حضر ويأمره بالقراءة. وهو الذي قرأ عليه التاريخ للناس. وكان ظريفا صبيحا مليحا حييا. مات في الشبيبة. وقد روى القليل. (31/274)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 275 سمع: الخطيب وأبا جعفر بن المسلمة والصريفيني وهذه الطبقة. قال ابن ناصر: ولد أبي في جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين وأربعمائة وأخبرتني والدتي رابعة بنت الخبري أن والدي توفي في رابع عشر ذي القعدة سنة ثمان وستين رحمه الله تعالى. قلت: توفي وابنه طفل يرضع بعد. وكان قد قرأ بواسط على غلام الهراس وببغداد على: أبي بكر محمد بن علي الخياط وأبي علي بن البناء وجماعة. وكتب بخطه المليح كثيرا وصنف في القراءآت كتابا. وقد رثاه البارع بقصيدة. 274 - نصر بن محمود بن نصر بن صالح بن مرداس. تملك حلب بعد أبيه سنة ووثب عليه الأتراك فقتلوه بظاهر حلب. وكان جوادا ممدحا جيد السيرة. (31/275)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 276 ولابن حيوس فيه مدائح. وقد أجازه مرة بألف دينار. وتملك بعده أخوه سابق آخر ملوك بني مرداس. (- حرف الياء -) 275 - يحيى بن سعيد بن أحمد بن يحيى. أبو بكر بن الحديدي الطليطلي. سمع من: أبي محمد بن عباس وحماد بن عمار. وناظر على: أبي بكر بن مغيث. وكان نبيلا متفننا فصيحا مقدما في الشورى وكان له مكانة عند المأمون يحيى بن ذي النون. دخل معه قرطبة إذ ملكها. وكان غالبا عليه. فلما توفي المأمون استثقله حفيده القادر بالله حتى قتل بقصره في محرم سنة ثمان. 276 - يعلى بن هبة الله بن الفضيل. أبو صاعد الفضيلي الهروي القاضي. من بقايا الشيوخ بهراة. روى عن: عبد الرحمن بن أبي شريح وغيره. (31/276)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 277 وعنه: أبو الوقت وهو آخر من حدث عنه. عاش أربعا وثمانين سنة. ومن الرواة عنه: أبو الفخر جعفر بن أبي طالب الهروي. 277 - يوسف بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد. أبو القاسم المهرواني الهمذاني. كان يسكن رباط الزوزني. وكان صالحا زاهدا ورعا ثقة معمرا. سمع: أبا أحمد بن أبي مسلم الفرضي وأبا عمر بن مهدي وأبا الحسن ابن الصلت وأبا محمد بن البيع وأبا الحسين بن بشران. وخرج له أبو بكر الخطيب خمسة أجزاء وابن خيرون ثلاثة أجزاء. روى عنه: يوسف بن أيوب الهمذاني وأبو بكر الأنصاري وإسماعيل بن السمرقندي وأبو منصور القزاز ويحيى بن الطراح والأرموي. توفي في رابع عشر ذي الحجة ودفن على باب رباط الزوزني. 278 - يوسف بن محمد بن يوسف بن حسن. (31/277)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 278 أبو القاسم الهمذاني الخطيب المحدث. رحل وصنف وجمع الجموع وانتشرت روايته. سمع بهمذان: أبا سهل عبيد الله بن زيرك وأبا بكر بن لال وأحمد بن إبراهيم التميمي وأبا طاهر بن سلمة. وببغداد: أبا أحمد الفرضي وأبا الحسن بن الصلت وابن مهدي الفارسي وأبا الفتح بن أبي الفوارس. روى عنه: حفيده أبو منصور سعد بن سعيد الخطيب وأبو علي أحمد بن سعد العجلي وهبة الله بن الفرج والرئيس أبو تمام إبراهيم بن أحمد الهمذاني البروجردي. قال أبو سعد السمعاني: سمعت هبة الله بن الفرج يقول: كان يوسف بن محمد الخطيب شيخا كبيرا صاحب كرامات. وذكره إلكياشيرويه الديلمي فأثنى عليه ووصفه بالصدق والديانة. وقال: مولده في سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة. قال: وتوفي في خامس ذي القعدة. (31/278)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 279

(سنة تسع وستين وأربعمائة)

(- حرف الألف -) 279 - أحمد بن عبد الرحيم بن أحمد. أبو الحسن الإسماعيلي النيسابوري الحاكم المعدل. حدث عن: أبي الحسين الخفاف ويحيى بن إسماعيل الحربي وأبي العباس السليطي وأبي علي الروذباري. وعمر دهرا. روى عنه: إسماعيل بن أبي صالح المؤذن وزاهر ووجيه ابنا الشحامي وعبد الغافر الفارسي ووثقه. وكذا وثقه ابن السمعاني. وكان يعظ. إلى أن قال السمعاني: وروى السنن لأبي داود عن أبي علي الحسن بن داود بن رضوان السمرقندي صاحب ابن داسة. (31/279)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 280 وقيل: إنه سمعه أيضا من الروذباري. توفي رحمه الله في رابع عشر جمادى الآخرة. 280 - أحمد بن عبد الواحد بن أبي بكر محمد بن عثمان بن الحكم السلمي الدمشقي. أبو الحسن بن أبي الحديد. سمع: جده وأباه لأمه أبا نصر بن هارون وأبا الحسن علي بن عبد الله بن جهضم لقيه بمكة وابن أبي كامل وابن أبي نصر. روى عنه: أبو بكر الخطيب وعمر الرؤاسي وأبو القاسم النسيب وأبو محمد ابن الأكفاني وعبد الكريم بن حمزة وعلي بن المسلم الفقيه وطاهر بن سهل الإسفرائيني وإسماعيل بن السمرقندي وآخرون. وكان ثقة جليلا متفقدا لأحوال الطلبة الغرباء. ولد سنة ست وثمانين وثلاثمائة. (31/280)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 281 وقال ابن الأكفاني: كان ثقة عدلا رضي توفي في ربيع الأول. 281 - أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم بن سهلويه. أبو العباس الطهراني الإصبهاني. وطهران: قرية على باب إصبهان. سمع: أبا عبد الله بن مندة. روى عنه: أبو سعد أحمد البغدادي. ومات في رمضان. وروى عنه: يحيى بن مندة وأبو علي الحداد. وهو ابن أخت الجواز. 282 - أسبهدوست بن محمد بن الحسن. أبو منصور الديلمي الشاعر. (31/281)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 282 أخذ عن: عبد السلام بن الحسين البصري اللغوي والحسين بن أحمد بن حجاج المحتسب وأبي نصر عبد العزيز بن نباتة وروى عنه ديوانه. وكان شيعيا غاليا ثم ترك ذلك. وفي شعره سخف ومجون ومعان بديعة. روى عنه: أحمد بن خيرون وعبيد الله بن عبد العزيز الرسولي وأبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبو سعد أحمد بن محمد الزوزني وأبو منصور القزاز وآخرون. وله في أبي الفتوح الواعظ ولم يكن في زمانه أحسن منه صورة: (وواعظ تيمنا وعظه .......... فعرفه شيب بإنكار)

(ينهى عن الذنب وألحاظه .......... تأمر في الذنب بإصرار)

(وما رأينا قبله واعظا .......... مكسب آثام وأوزار)

(لسانه يدعو إلى جنة .......... ووجهه يدعو إلى النار) توفي رحمه الله في ربيع الأول وله سبع وثمانون سنة. (31/282)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 283

(- حرف الحاء -) 283 - حاتم بن محمد بن عبد الرحمن بن حاتم. أبو القاسم التميمي القرطبي المعروف بابن الطرابلسي. أصله من طرابلس الشام. شيخ معمر محدث مسند مولده بخط جده في نصف شعبان سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. سمع من: عمر بن بن حسين بن نابل الأموي صاحب قاسم بن أصبغ ومن أبي المطرف بن فطيس الحاكم ومحمد بن عمر بن الفخار وحماد الزاهد والفقيه أبي محمد ابن الشقاق والطلمنكي. ورحل سنة اثنتين وأربعمائة فلازم أبا الحسن القابسي وأكثر عنه إلى أن توفي الشيخ في جمادى الأولى سنة ثلاث. فحج في بقية السنة. وأدرك أحمد بن فراس العبقسي وسمع منه وحمل صحيح مسلم عن أبي سعيد السجزي عمر بن محمد صاحب الجلودي ولم يكتب بمصر شيئا. وأخذ عن أبي عبد الله محمد بن سفيان كتابه الهادي في القراءآت. (31/283)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 284 وتفقه بالقيروان ودخل بلد الأندلس بعلم جم. وسكن طليطلة وأخذ بها عن أبي محمد بن عباس الخطيب وخلف بن أحمد وعلي بن إبراهيم التبريزي. وسمع ببجانة من أبي القاسم عبد الرحمن الوهراني. قال الغساني: كان شيخنا ممن عني بتقييد العلم وضبطه ثقة فيما يروي كتب أكثر كتبه بخطه وكان مليح الكتابة. وقال أبو الحسن بن مغيث: كانت كتبه في نهاية الإتقان ولم يزل مثابرا على حمل العلم وبثه والقعود لإسماعه والصبر على ذلك مع كبر السن. أخذ عنه الكبار والصغار لطول سنه. قال: وقد دعي إلى القضاء بقرطبة فأبى وكان في عداد المشاورين بها. وممن روى عن حاتم: أبو محمد بن عتاب. (31/284)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 285 وكان أسند من بالأندلس في زمانه. توفي رحمه الله في عاشر ذي القعدة. (31/285)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 286 284 - حيان بن خلف بن حسين بن حيان. أبو مروان القرطبي مولى بني أمية. شيخ الأدب ومؤرخ الأندلس. لزم الشيخ أبا عمر بن أبي الحباب النحوي صاحب الفالي وأبا العلاء صاعد بن الحسن. وسمع الحديث من: أبي حفص عمر بن حسين بن نابل وغيره. وروى عنه: أبو محمد عبد الرحمن بن عتاب وأبوالوليد مالك بن عبد الله السهلي وأبو علي الغساني ووصفه بالصدق وقال: ولد سنة سبع وسبعين وثلاثمائة. وقال أبو عبد الله بن عون: كان أبو مروان بن حيان فصيحا بليغا. وكان لا يتعمد كذبا فيما يحكيه في تاريخه من القصص والأخبار. قلت: له كتاب المقتبس في تاريخ الأندلس في عشر مجلدات وكتاب المتين في تاريخ الأندلس أيضا ستين مجلدا. ذكرهما ابن خلكان القاضي رحمه الله. (31/286)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 287 ورآه بعضهم في النوم فسأله عن التاريخ الذي عمله فقال: لقد ندمت عليه إلا أن الله أقالني وغفر لي بلطفه. توفي في أواخر ربيع الأول. 285 - حيدر بن علي بن محمد. أبو المنجا القحطاني الأنطاكي المالكي المعبر. حدث بدمشق عن: عبد الرحمن بن أبي نصر والقاضي عبد الوهاب بن علي المالكي والحسن بن علي الكفرطابي. روى عنه: أبو محمد بن الأكفاني وأبو الحسن بن المسلم الفقيه وعلي بن أحمد بن قبيس وأبو الفضل بن يحيى بن علي القرشي. قال ابن الأكفاني: كان من أهل الدين. (31/287)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 288 قال: وكان يذكر أنه يحفظ في علم تعبير الرؤيا عشرة آلاف ورقة. وثلاثمائة ونيفا وسبعين. كان يقول: زدت على أستاذي عبد العزيز بن علي الشهرزوري المالكي بحفظ ثلاثمائة وسبعين ورقة. قلت: هكذا كانت أيها اللعاب همم العلماء وأذهانهم؟ وأين هذا من محفوظات علمائنا اليوم؟ (- حرف الراء -) 286 - رزق الله بن محمد بن محمد بن الأخضر الأنباري. أخو أبي الحسن الأقطع. كان ثقة. روى عن: أبي عمر بن مهدي. وتوفي ليلة عيد الفطر. روى عنه: قاضي المارستان. (31/288)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 289

(- حرف السين -) 287 - سليمان بن عبد الرحيم بن محمد. أبو العلاء الحسناباذي الإصبهاني. روى عن: أبي عبد الله بن مندة وإبراهيم بن خرشيد قوله. روى عنه: أبو عبد الله الخلال وغيره. مات في ذي الحجة. (- حرف الطاء -) 288 - طاهر بن أحمد بن بابشاذ. أبو الحسن المصري الجوهري النحوي صاحب التصانيف. (31/289)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 290 ورد العراق تاجرا في اللؤلؤ وأخذ عن علمائها. ثم رجع وخدم بمصر في ديوان الرسائل لإصلاح المكاتبات وإعرابها. وقرروا له في الشهر خمسين دينارا ثم استعفى من ذلك في آخر عمره وتزهد في منارة جامع عمرو بن العاص. وكان شيخ الديار المصرية في الأدب. ألف شرحا للجمل في غاية الحسن وصنف كتاب المحسبة في النحو ثم شرحها. أخذ عنه: أبو القاسم بن الفحام المقرئ ومحمد بن بركات السعيدي شيخ ابن بري. وصنف كتابا سماه تعليق الفرقة في النحو ألفه أيام انقطاعه. وبلغنا أن سبب تزهده أنه كان إذا جلس للغداء جاءه سنور فوقف بين يديه فإذا ألقى له شيئا لا يأكله بل يحمله ويمضي فتبعه يوما لينظر أين يذهب فإذا هو يحمله إلى موضع مظلم في الدار فيه سنور أخرى عمياء فيلقيه لها فتأكله. فبهت من ذلك وقال: إن الذي سخر هذا السنور لهذه المسكينة ولم يهمله قادر أن يغنيني عن هذا العالم. فلزم منارة الجامع كما ذكرنا. (31/290)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 291 ثم خرج ليلة لشيء عرض له والليلة مقمرة وفي عينيه بقية من النوم فسقط من المنارة إلى سطح الجامع فمات. وأبوه من مشيخة أبي عبد الله الرازي وقد مر. (- حرف العين -) 289 - عبد الله بن علي بن عبد الله. أبو القاسم الطوسي الزاهد المعروف بكركان من أهل الطابران: شيخ الصوفية في عصره ذو المجاهدة والأحوال. خدم الكبار ولازم الفقراء. وله الدويرة والأصحاب الذين اهتدوا بهديه. وكان زكي النفس مبارك الصحبة. بقيت آثاره على المنتمين في الطريقة إليه. سمع: عبد الله بن يوسف وحمزة بن عبد العزيز المهلبي وأحمد بن الحسن الحيري وأصحاب الأصم. قدم بغداد في صباه وسمع بمكة من: محمد بن أبي سعيد الإسفرائيني وغيره. (31/291)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 292 قال السمعاني: ثنا عنه ابن بنته عبد الواحد ابن القدوة أبي علي الفضل الفارمذي وعبد الجبار. مات في ربيع الأول. 290 - عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عمر بن أحمد بن مجيب بن المجمع بن بحر بن معبد بن هزارمرد. أبو محمد الصريفيني. خطيب صريفين. اختلفوا في نسبه في تقديم مجيب على مجمع. ولد في صفر سنة أربع وثمانين. وسمع: أبا القاسم بن حبابة وابن أخي ميمي الدقاق وأبا حفص (31/292)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 293 الكتاني وأبا طاهر المخلص وأمة السلام بنت القاضي أحمد بن كامل وجماعة. ذكره الخطيب فقال: المعروف والده بهزارمرد قدم بغداد دفعات وحدث بها وكان صدوقا. وقال أبو سعد السمعاني: هو شيخ صالح خير صارت إليه الرحلة من الأقطار. ولد ببغداد وسكن صريفين. قال: وكان أحمد الناس طريقة وأجلهم طبقة وأخلصهم نية وأصفاهم طوية سمع من الكبار مثل قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني وأبي بكر الخطيب والحميدي وجدي أبي المظفر السمعاني وهبة الله الشيرازي ومحمد بن طاهر المقدسي. وثنا عنه أبو بكر الأنصاري وأبو القاسم بن السمرقندي وعبد الوهاب الأنماطي وعلي بن علي بن سكينة. وحكى ابن طاهر أن هبة الله بن عبد الوارث كان مصعدا إلى الشام منصرفا من بغداد فدخل صريفين فرأى شيخا ذا هيئة قاعدا على باب داره فسأله: هل سمعت شيئا؟ فقال: سمعت ابن حبابة والمخلص وأبا حفص الكتاني وطبقتهم فتعجب من ذلك وطالبه بالأصول فأخرج له أصولا عتقا بخط ابن البقال وغيره وفيها سماعه. فقرأ هبة الله ما كان عنده ونسخه. ونم الخبر إلى عكبرا وبغداد. قال: فرحل الناس إليه وسمعوا منه. (31/293)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 294 وقال أبو الفضل بن خيرون أبو محمد بن هزارمرد ثقة وله أصول جياد. قرأت بخط والده: ولد ابني ليلة الجمعة لخمس خلون من صفر وسمع من المخلص كتاب النسب وكتاب الفتوح وكتاب المزني وأخبار الأصمعي وكتاب البر والصلة وكتاب الزهد لابن المبارك وكتاب مزاح النبي صلى الله عليه وسلم ومن الفوائد جملة. توفي ابن هزار مرد في ثالث جمادى الآخرة. (31/294)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 295 291 - عبد الباقي بن أحمد بن عمر. أبو نصر الواعظ. من أهل الأدب واللغة والشعر. سمع: أبا الحسين بن بشران وأبا علي بن شاذان. روى عنه: يحيى بن الطراح. ومات في شعبان. 292 - عبد الله بن محمد بن إبراهيم. العلامة أبو محمد الإصبهاني الشافعي الكروني مفتي البلد وإمام الجامع العتيق. سمع: ببغداد من الحمامي وابن بشران. أرخه يحيى بن مندة. 293 - عبد الحميد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد. أبو محمد البحيري النيسابوري. فقيه خير. روى مسند أبي عوانة عن أبي نعيم الإسفرائيني. روى عنه: وجيه الشحامي وهبة الرحمن القشيري. قرأ عليه أبو المظفر السمعاني. جميع مسند أبي عوانة. (31/295)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 296 294 - عبد الرحمن بن محمد بن طاهر. أبو زيد المرسي. روى عن: أبي الوليد بن ميقل وأبي القاسم الإفليلي. وحج فسمع من أبي ذر وجماعة. وكان فقيها مفتيا. عاش اثنتين وستين سنة. 295 - عبد الكريم بن الحسن بن علي بن رزمة. أبو طاهر الخباز الكرخي. صالح صدوق صاحب أصول جياد. سمع: أبا عمر بن مهدي وأبا الحسن بن رزقويه. روى عنه: يوسف بن أيوب الهمذاني وإسماعيل بن السمرقندي وعلي بن عبد السلام وغيرهم. ووثقه أبو الفضل بن خيرون وقال: توفي في ثاني عشرين ربيع الآخر. 296 - عبيد الله. أبو القاسم ولد القاضي أبي يعلى بن الفراء الفقيه أخو أبي الحسين وأبي حازم. (31/296)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 297 قرأ القراءآت على: أبي بكر محمد بن علي الخياط وأبي علي بن البنا. وتفقه على والده ثم على: أبي جعفر بن أبي موسى. وسمع من الخطيب. وأكثر من الحديث وتوسع من العلم. وتوفي شابا بطريق مكة وهو ابن سبع وعشرين سنة. حدث عنه: أخوه أبو الحسين وعمر الرؤآسي والمبارك بن عبد الجبار. 297 - علي بن محمد بن نصر بن اللبان. المحدث. ذكر في العام الماضي. 298 - عمر بن أحمد بن محمد بن موسى. (31/297)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 298 الحافظ أبو منصور الجوري الحنفي الصوفي. كان متعبدا منعزلا على طريقة السلف ومن خواص أصحاب أبي عبد الرحمن السلمي أكثر عنه وكتب عنه مصنفاته. وسمع قبله من: أبي الحسين الخفاف وأبي نعيم عبد الملك بن الحسن ومحمد بن الحسين العلوي وجماعة. روى عنه: زاهر ووجيه ابنا الشحامي. وتوفي في جمادى الآخرة. (31/298)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 299 وروى عنه أيضا: عبد الغافر بن إسماعيل وإسماعيل بن المؤذن وأبو عبد الله الفراوي. (31/299)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 300 وهو من جور نيسابور. (- حرف الفاء -) 299 - الفضل بن الفرج. أبو القاسم الإصبهاني الأحدب. من سادة الصوفية. كان عابدا قانتا مجتهدا. ترك فراشه ثلاثين سنة وكان يقوم أكثر الليل. وقد جاور مدة. قال يحيى بن مندة: كان والله للقرآن تاليا وعن الفحشاء ساهيا وعن المنكر ناهيا ومن دنياه خاليا وفي الأحوال لله شاكرا. مات فجأة في الحمام في شوال. (- حرف الميم -) 300 - محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن هارون. أبو الحسن البرداني الحنبلي الفرضي. ولد بالبردان في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة وسكن بغداد من صغره. (31/300)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 301 وسمع: أبا الحسن بن رزقويه وأبا الحسين بن بشران وأبا الفتح بن أبي الفوارس وأبا الفضل التميمي وأبا الحسن بن الباداء والحفار. روى عنه: ابنه أبو علي الحافظ وأبو بكر الأنصاري. وكان دينا ثقة عارفا بالفرائض. كتب الكثير. توفي في ذي القعدة. 301 - محمد بن أحمد بن سعيد. (31/301)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 302 أبو عبد الله بن الفراء الجياني المقرئ. كان فاضلا زاهدا. أخذ القراءآت عن مكي بن أبي طالب. وأقرأ الناس وحج في آخر عمره. ومات بمكة. قرأ عليه بالروايات علي بن يوسف السالمي. 302 - محمد بن أحمد بن عيسى بن محمد بن منظور بن عبد الله بن منظور القيسي. أبو عبد الله الإشبيلي. حج وجاور سنة. وسمع الصحيح من أبي ذر. وكان من أفاضل الناس حسن الضبط. جيد التقييد. صدوقا نبيلا. توفي في شوال. روى عنه: نسيبه أحمد بن محمد بن منظور وأبو علي الغساني ويونس بن محمد بن مغيث وشريح بن محمد وآخرون. وكان موصوفا بالصلاح والفضل من كبار الأئمة. لقي أيضا أبا النجيب الأرموي وأبا عمرو السفاقسي. وعاش سبعين سنة رحمه الله. (31/302)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 303 303 - محمد بن الحسين بن الحسن بن محمد بن وهب. أبو الحسين الهمذاني البيع. روى عن: ابن تركان وأبي عمر بن مهدي الفارسي. قال شيرويه: سمعت منه وكان صدوقا. قال لي: ولدت سنة 84. وتوفي ثالث عشر جمادى الأولى. 304 - محمد بن علي بن الحسين بن سكينة. أبو عبد الله البغدادي الأنماطي. صالح ورع ثقة. ولد سنة تسعين وثلاثمائة. سمع الكثير لكن ذهبت أصوله في النهب نهب البساسيري. سمع: عبيد الله بن أحمد الصيدلاني ومحمد بن فارس الغوري. روى عنه: أبو بكر الأنصاري وأبو القاسم بن السمرقندي وعبد الله بن أحمد بن يوسف وعبد المنعم بن أبي القاسم القشيري. ومات في ذي القعدة رحمه الله. (31/303)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 304 قال الخطيب: كتبت عنه وكان لا بأس به. 305 - محمد بن علي بن أحمد بن صالح. الأستاذ أبو طاهر الجبلي ويعرف بصاحب الجبلي وبابن العلاف وبالمؤدب الشاعر. روى عن: أبي علي بن شاذان. روى عنه: المبارك بن الطيوري وأبو غالب القزاز وهبة الله بن عبد الله الواسطي وجماعة. قال السلفي: أنشدنا محمد بن عبد الملك الأسدي: أنشدنا أبو طاهر صاحب الجبلي لنفسه: (قد سترت وجهها عن البشر .......... بساعد جل عقد مصطبري)

(كأنه والعيون ترمقه .......... عمود نور في دارة القمر) ومما سار له قوله: (أتأذن لي في أن أبثك ما ألقى؟ .......... فلست وإن دام التجلد لي أبقا)

(حظرت على طرفي الهجوع فلم أنم .......... وأطلقت عيني بالدموع فما ترقا)

(جرى في مجاري الروح حبك وانثنى .......... فلم يبق لي عظما ولم يبق لي عرقا)

(أيا متلفي شوقا ويا محرقي جوى .......... ويا ملبسي سقما ويا قاتلي عشقا) (31/304)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 305

(أرى كل مملوك يسر بعتقه .......... سواي فإني عاشق أكره العتقا) توفي رحمه الله في المارستان عن ست وثمانين سنة. 306 - معاوية بن محمد بن أحمد بن معارك. أبو عبد الرحمن العقيقي القرطبي. شيخ محدث ومقريء مجود. روى عن: عمر بن حسين بن نابل وأبي بكر بن وافد القاضي وأبي القاسم الوهراني وأبي المطرف القنازعي وأبي محمد بن بنوش ويونس بن مغيث. وعني بالعلم وسماعه وتقييده. وكان مجودا للقرآن. وكان ينوب في إمامة جامع قرطبة. ودفن يوم عيد الفطر. 307 - مغيث بن محمد بن يونس بن عبد الله بن محمد بن مغيث. أبو الحسن القرطبي. لزم جده يونس وأكثر عنه. روى عنه: حفيده يونس بن محمد بن مغيث. وتوفي في ربيع الأول محبوسا بإشبيلية للمحنة التي نزلت به قدس الله روحه عن ست وسبعين سنة. (31/305)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 306

(- حرف النون -) 308 - نجا بن أحمد بن عمرو بن حرب. أبو الحسين الدمشقي العطار المحدث. سمع: أبا الحسن بن السمسار وأبا علي وأبا الحسين ابنا عبد الرحمن بن أبي نصر ومحمد بن الحسين الطفال المصري وخلقا سواهم. وكتب الكثير وخرج لنفسه معجما. روى عنه: الحافظ عبد العزيز الكتاني وهو من شيوخه وعمر الرؤآسي وأبو محمد بن الأكفاني وأبو الحسن بن المسلم الفقيه. وقد سمع ببيروت من عبد الوهاب بن برهان وبمكة ومصر. قال غيث الأرمنازي: كان سماعه صحيحا إلا أنه لم يكن له فهم بالحديث. ففي معجمه من الخطأ والتصحيف ما الله به عليم. ولد سنة أربعمائة. وتوفي في عاشر صفر. وأول سماعه بعد الثلاثين. (31/306)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 307

(- حرف الياء -) 309 - يحيى بن علي بن محمد. أبو القاسم الحمدويي الكشميهني المروزي الفقيه الشافعي. قال السمعاني: كان فقيها مدرسا ورعا متقنا. قيل إنه تفقه على أبي محمد والد إمام الحرمين. وسمع الحديث وأملى عدة مجالس. وحج سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة. سمع: أباه وأبا الهيثم محمد بن مكي الكشميهني كذا قال ابن السمعاني وأبا سعد الماليني وأبا بكر البرقاني وأبا علي بن شاذان. (31/307)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 308

(سنة سبعين وأربعمائة)

(- حرف الألف -) 310 - أحمد بن أحمد بن سليمان. أبو عبد الله الواسطي التاجر. سمع: أبا أحمد بن أبي مسلم الفرضي وأبا عمر بن مهدي وعلي بن محمد بن عبد الله بن بشران. وروى اليسير. وتوفي بخوزستان. روى عنه: أبو الحسن بن عبد السلام وإسماعيل بن السمرقندي. توفي في ربيع الأول وقد خانق السبعين. 311 - أحمد بن عبد الملك بن علي بن أحمد عبد الصمد بن بكر. (31/308)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 309 أبو صالح النيسابوري المؤذن الحافظ الصوفي. محدث نيسابور. سمع: أبا نعيم عبد الملك الإسفرائيني وأبا الحسن العلوي وأبا طاهر الزيادي وأبا يعلى المهلبي وعبد الله بن يوسف بن مامويه وأبا عبد الله الحاكم وأبا عبد الرحمن السلمي وخلقا من أصحاب الأصم. ورحل فسمع بجرجان من حمزة بن يوسف الحافظ وبإصبهان من أبي نعيم وببغداد من أبي القاسم بن بشران وبدمشق من: المسدد الأملوكي وعبد الرحمن بن الطبيز وأمثالهم. وبمكة من أبي ذر الهروي وبمنبج من الحسن بن الأشعث المنبجي. وصحب في الطريقة أبا علي الدقاق وأحمد بن نصر الطالقاني. وعمل مسودة تاريخ مرو. قال زاهر الشحامي: خرج أبو صالح ألف حديث عن ألف شيخ له. وقال الخطيب: قدم أبو صالح علينا في حياة ابن بشران وكتب عني وكتبت عنه. وقال لي: أول سماعي سنة تسع وتسعين وثلاثمائة وكنت إذ ذاك قد حفظت القرآن. وكان ثقة. (31/309)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 310 قلت: ولد سنة ثمان وثمانين. وأول سماعه كان من أبي نعيم الإسفرائيني لما قدم نيسابور وحدث بمسند الحافظ أبي عوانة. وذكره أبو سعد السمعاني فقال: صوفي حافظ متقن نسيج وحده في الجمع والإفادة وكان الاعتماد عليه في الودائع من كتب الحديث التي في الخزائن الموروثة عن المشايخ والموقوفة على أصحاب الحديث فيتعهد حفظها. ويتولى أوقاف المحدثين من الحبر والكاغد وغير ذلك. ويؤذن في المدرسة البيهقية مدة سنين احتسابا. ووعظ المسلمين وذكرهم الأذكار في الليالي في المأذنة. وكان يأخذ صدقات الرؤساء والتجار ويوصلها إلى المستحقين والمستورين. قلت: روى عنه ابنه إسماعيل وزاهر ووجيه ابنا الشحامي وعبد الكريم بن الحسين البسطامي ومحمد بن الفضل الفراوي وعبد المنعم بن القشيري وأبو الأسعد القشيري وآخرون. (31/310)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 311 وقال الحافظ عبد الغافر بن إسماعيل: أبو صالح المؤذن الأمين المتقن المحدث الصوفي نسيج وحده في طريقته وجمعه وإفادته. ما رأينا مثله حفظ القرآن وجمع الأحاديث وسمع الكثير وجمع الأبواب والشيوخ وأذن سنين حسبة. وتوفي في سابع رمضان. وكان يحثني على معرفة الحديث. ولم أتمكن من جمع هذا الكتاب إلا من مسوداته ومجموعاته فهي المرجوع إليها فيما أحتاج إلى معرفته وتخريجه. إلى أن قال: ولو ذهبت أشرح ما رأيت منه لسودت أوراقا جمة وما انتهيت إلى استيفاء ذلك. سمعت منه كتاب الحلية لأبي نعيم بتمامه ومعجم الطبراني ومسند الطيالسي والأحاديث الألف. وما تفرغ لعقد الإملاء من كثرة ما هو بصدده من الاشتغال والقراءة عليه. أخبرنا أحمد بن هبة الله عن عبد المعز الهروي أنا زاهر أنا أبو صالح المؤذن أنا محمد بن محمد الزيادي أنا أحمد بن محمد بن يحيى البزاز ثنا عبد الرحمن بن بشر ثنا بشر بن السري ثنا حنظلة بن أبي سفيان عن سالم بن عبد الله عن أبيه أنه طلق امرأته وهي حائض فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يراجعها. (31/311)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 312 وقال أبو جعفر محمد بن أبي علي الهمذاني: سمعت أبا بكر محمد بن أبي زكريا المزكي يقول: ما يقدر أحد أن يكذب في الحديث في هذه البلدة وأبو صالح حي. وسمعت أبا المظفر منصور بن السمعاني يقول: إذا دخلتم على أبي صالح فادخلوا بالحرمة فإنه نجم الزمان وشيخ وقته في هذا الأوان. قال أبو سعد السمعاني: رآه بعض الصالحين ليلة وفاته وكأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخذ بيده وقال له: جزاك الله عني خيرا فنعم ما أقمت بحقي ونعم ما أديت من قولي ونشرت من سنتي. 312 - أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن النقور. (31/312)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 313 أبو الحسين البغدادي البزاز مسند العراق في وقته. رحل الناس إليه من الأقطار وتفرد في الدنيا بنسخ رواها البغوي عن أشياخه نسخة هدبة بن خالد ونسخة كامل بن طلحة ونسخة عمر بن زرارة ونسخة مصعب الزبيري. وكان متحريا فيما يرويه. سمع: علي بن عمر الحربي وعلي بن عبد العزيز بن مردك وعبيد الله بن حبابة وعمر بن إبراهيم الكتاني ومحمد بن عبد الرحمن المخلص ومحمد ابن أخي ميمي الدقاق. روى عنه: الخطيب وأبو بكر ابن الخاضبة وابن طاهر المقدسي والمؤتمن الساجي والحسين بن علي سبط الخياط وإسماعيل بن أحمد السمرقندي وأبو البركات عمرو بن إبراهيم الحسيني الكوفي وأبو الحسن محمد بن أحمد بن صرما وأبو الفضل محمد بن عبد الله بن المهتدي بالله وأبو نصر أحمد بن علي الغازي الإصبهاني وأبو سعد أحمد بن محمد الزوزني وأبو نصر إبراهيم بن الفضل البأر وأبو البدر إبراهيم بن محمد الكرخي والقاضي محمد بن عمر الأرموي وخلق كثير. قال الخطيب: كان صدوقا. وقال ابن خيرون: هو ثقة. وقال الحسين سبط الخيام: كنا نكون في مجلس ابن النقور فإذا تكلم (31/313)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 314 أحد من الحلقة قال لكاتب الأسماء: لا تكتب اسمه. وقال أبو الحسن بن عبد السلام: كان أبو محمد التميمي يحضر مجلسه ويسمع منه ويقول: حديث ابن النقور سبيكة الذهب. وكان يأخذ على نسخة طالوت بن عباد دينارا. قال ابن ناصر: وإنما أخذ ذلك لأن الشيخ أبا إسحاق الشيرازي أفتاه بذلك لأن أصحاب الحديث كانوا يمنعونه من الكسب لعياله وكان أيضا يمنع من ينسخ في سماع الحديث. وقال أبو علي الحسن بن مسعود الدمشقي ابن الوزير: كان ابن النقور يأخذ على جزء طالوت دينارا فجاء غريب فقير فأراد أن يسمعه فقرأه عليه عن شيخه قال: ثنا البغوي ثنا أبو عثمان الصيرفي فما عرف ابن النقور أنه طالوت وحصل للغريب الجزء كذلك. ولد سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة في جمادى الأولى. ومات في سادس عشر رجب. وآخر من روى حديثه عاليا الأبرقوهي. (31/314)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 315 313 - أحمد بن محمد بن يعقوب بن حمدوه. ويقال حمدويه. أبو بكر البغدادي المقرئ الرزاز. من أهل النصرية. عمر وكان آخر من حدث عن أبي الحسين بن سمعون. سمع: ابن سمعون وأبا الفتح بن أبي الفوارس وأبا الحسين بن بشران وأبا نصر بن حسنون النرسي. وقرأ لعاصم على الحمامي. وولد في صفر سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة. (31/315)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 316 روى عنه: إسماعيل بن السمرقندي وعبد الوهاب الأنماطي والمبارك السمذي وأبو بكر القاضي. قال أبو سعد السمعاني: كان زاهدا منقطعا حسن الطريقة خشنها أجهد نفسه في الطاعة والعبادة. ودرس عليه خلق القرآن. قال الخطيب: كتبت عنه وكان صدوقا. وقال غيره: توفي في ذي الحجة. 314 - أحمد بن محمد. أبو صالح السواجي الفقيه. شيخ رئيس بهي ظريف لطيف. سمع من: عبد الغافر بن محمد الفارسي. ولم يحدث. وقد صاهر بيت القشيري. 315 - أحمد بن محمد بن يحيى. أبو طاهر الحربي الدلال. سمع: ابن رزقويه وأبا الحسين بن بشران. (31/316)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 317 وعنه: عبد الله بن السمرقندي وغيره. توفي في ربيع الآخر. 316 - إبراهيم بن سعيد بن عثمان بن وردون. أبو إسحاق النميري الأندلسي. من أهل المرية. روى عن: أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله الوهراني وأبي عبد الله بن حمود وعمر بن يوسف. وكان معنيا بالعلم والرواية. أخذ الناس عنه الكثير. قال ابن بشكوال: أنبا عنه غير واحد من شيوخنا واستقضي بالمرية (في سنة تسع وخمسين وأربعمائة وعزل بعد سنتين). وعاش إحدى وثمانين سنة. (- حرف الحاء -) 317 - الحسين بن محمد بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن طلاب. (31/317)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 318 أبو نصر القرشي الدمشقي الخطيب. مولى عيسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي. روى عن أبي الحسين بن جميع معجمه. وعن: أبي بكر محمد بن أحمد بن أبي الحديد وعبد الرحمن بن أبي نصر وعطية الله الصيداوي وجماعة. روى عنه: أبو عبد الله بن أبي الحديد وعمر الرؤآسي وأبو القاسم النسيب وأبو الحسن بن قبيس وجمال الإسلام وإسماعيل بن السمرقندي. وقال النسيب: هو ثقة أمين. وقال ابن قبيس: كان ابن طلاب قد كسب في الوكالة كسبا عظيما (31/318)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 319 فحدثني قال: لما استوفيت سبعين سنة قلت: أكثر ما أعيش عشر سنين أخرى فجعلت لكل سنة مائة دينار. قال: فعاش أكثر من ذلك وكان له ملك بالشاغور. وقال النسيب: سألته عن مولده فقال: في آخر سنة تسع وسبعين ودفن بباب الصغير. قال: وكان فاضلا كثير الدرس للقرآن ثقة مأمونا. قال: وكان يخطب للمصريين ثم تخلى عن ذلك. وذكر النسيب أنه مات بصيدا في المحرم والأول أصح. (31/319)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 320

(- حرف السين -) 318 - سعد بن علي. أبو الوفاء النسوي. حدث بأطرابلس بالبخاري في هذه السنة وادعى أنه سمعه من محمد بن أحمد بن عليجة عن الفربري. وكذا افترى أنه سمع من إبراهيم الشرابي وحدثه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه فكذب. (31/320)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 321

(- حرف الطاء -) 319 - طلحة بن أحمد. أبو القاسم الإصبهاني القصار الغسال المالكي. سمع: أبا عبد الله بن مندة. روى عنه: أبو نصر البأر وأبو عبد الله الخلال. مات في ربيع الآخر. (- حرف العين -) 320 - العاص بن خلف. أبو الحكم الإشبيلي المقرئ. مصنف المذكرة في القراءات السبع وكتاب التهذيب. ذكره ابن بشكوال مختصرا. 321 - عبد الله بن الحافظ أبي محمد الحسن بن محمد بن الحسن بن علي الخلال. أبو القاسم البغدادي. (31/321)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 322 قال السمعاني: كان شيخا صالحا صدوقا صحيح السماع من أولاد المحدثين. بكر به أبوه لسماع الحديث وسمعه من عمر بن إبراهيم الكتاني وأبي الحسن ابن الجندي وأبي طاهر المخلص وأبي القاسم الصيدلاني وغيرهم. وعمر حتى نقل عنه الكثير. روى لنا عنه: أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الفضل بن المهتدي بالله وأبو الحسن بن صرما وجماعة سواهم. ووثقه أبو الفضل بن خيرون. وقال الخطيب: كتبت عنه وكان صدوقا. وقال لي: ولدت في سنة خمس وثمانين وثلاثمائة. وقال شجاع الذهلي: توفي في ثامن عشر صفر. 322 - عبد الخالق بن عيسى بن أحمد بن محمد بن عيسى بن أحمد بن (31/322)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 323 موسى بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم. الشريف أبو جعفر بن أبي موسى الهاشمي الفقيه. إمام الطائفة الحنبلية في زمانه بلا مدافعة. سمع: أبا القاسم بن بشران وأبا الحسين بن الحراني وأبا محمد الخلال وأبا إسحاق البرمكي وأبا طالب العشاري. روى عنه: أبو بكر محمد بن عبد الباقي وغيره. وهو أجل أصحاب القاضي أبي يعلى. قال السمعاني: كان حسن الكلام في المناظرة ورعا زاهدا متقنا عالما بأحكام القرآن والفرائض. مرضي الطريقة. وقال أبو الحسين بن الفراء: لزمته خمس سنين. قال: وكان إذا بلغه منكر قد ظهر عظم ذلك عليه جدا وكان شديدا على المبتدعة لم تزل كلمته عالية عليهم وأصحابه يقمعونهم ولا يرد يده (31/323)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 324 عنهم أحد. وكان عفيفا نزها. وكان يدرس بمسجده ثم انتقل إلى الجانب الشرقي يدرس في مسجد. ثم انتقل في سنة ست وستين لأجل ما لحق نهر المعلى من الغرق إلى باب الطاق ودرس بجامع المهدي. ولما احتضر القاضي أبو يعلى أوصى أن يغسله الشريف أبو جعفر. فلما احتضر القائم بأمر الله أوصى أيضا أن يغسله ففعل. (31/324)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 325 وكان قد وصى له القائم بأمر الله بأشياء كثيرة فلم يأخذها. فقيل له: خذ قميص أمير المؤمنين للبركة فأخذ فوطته فنشف بها القائم وقال: قد لحق الفوطة بركة أمير المؤمنين. ثم استدعاه المقتدي فبايعه منفردا. ولما توفي كان يوم جنازته يوما مشهودا وحفر له إلى جانب قبر الإمام أحمد ولزم الناس قبره ليلا نهارا حتى قيل: ختم على قبره أكثر من عشرة آلاف ختمة. (31/325)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 326 ورؤي في النوم فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال: لقيني أحمد بن حنبل فقال: يا أبا جعفر لقد جاهدت في الله حق جهاده وقد أعطاك الله الرضا. وطول ترجمته ابن الفراء إلى أن قال فيها: وأخذ الشريف أبو جعفر بن أبي موسى في فتنة أبي نصر بن القشيري وحبس أياما فسرد الصوم وقال: ما آكل لأحد شيئا. ودخلت عليه في تلك الأيام فرأيته يقرأ في المصحف فقال لي: قال الله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة} الصبر الصوم ولم يفطر إلى أن بلغ منه المرض فلما ثقل وضج الناس من حبسه أخرج إلى الحريم الطاهري فمات هناك. ومولده سنة إحدى عشر وأربعمائة. (31/326)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 327 وقال شجاع: توفي في نصف صفر سنة سبعين رحمه الله ورضي عنه. 323 - عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة واسمه إبراهيم بن الوليد. أبو القاسم ابن الحافظ أبي عبد الله العبدي الإصبهاني. كان كبير الشأن جليل المقدار حسن الخط واسع الرواية أمارا (31/327)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 328 بالمعروف نهاء عن المنكر ذا وقار وسكون وسمت. له أصحاب وأتباع يقتفون بآثاره. ولد سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة وهو أكبر الإخوة. أجاز له زاهر بن أحمد السرخسي وسمع الكثير من: أبيه وإبراهيم بن خرشيد قوله وإبراهيم بن محمد الجلاب وأبي بكر بن مردويه وأبي جعفر بن المرزبان الأبهري وأبي ذر بن الطبراني وأبي عمر الطلحي. وسافر إلى بغداد سنة ست وأربعمائة فأدرك نفرا من أصحاب المحاملي ؛ وسمع بواسط من ابن خزفة الواسطي وبمكة من أبي الحسن بن جهضم وابن نظيف الفراء. وسمع بشيراز والدينور وهمذان. ودخل نيسابور وسمع من: أبي بكر الحيري ولم يرو عنه لأشعريته كما فعل شيخ الإسلام عبد الله بن محمد الأنصاري فإنه قال: تركت الحيري لله. وقال أبو عبد الله الدقاق: ولد الشيخ السديد أبو القاسم عبد الرحمن في سنة إحدى وثمانين في السنة التي مات فيها أبو بكر بن المقري. قال: وفضائله ومناقبه أكثر من أن تعد. وأقول أنا ومن أنا لنشر فضيلته؟ (31/328)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 329 سمع من أبيه. ثم سمى أشياخه إلى أن قال: وكان صاحب خلق وفتوة وسخاء وبهاء. والإجازة كانت عنده قوية. وكان يقول: ما حدثت بحديث إلا على سبيل الإجازة كي لا أوبق فأدخل في كتاب أهل البدعة. وله تصانيف كثيرة وردود جمة على المبتدعين والمنحرفين في صفات الله تعالى وغيرها. وقال أبو سعد السمعاني: له إجازة من زاهر وعبد الرحمن بن أبي شريح وأبي عبد الله الحاكم وحمد بن عبد الله الإصبهاني ثم الرازي ومحمد بن عبد الله بن زكريا الجوزقي. روى لنا عنه: أبو نصر الغازي وأبو سعد البغدادي وأبو عبد الله الخلال وأبو بكر الباغبان وأبو عبد الله الدقاق وجماعة كثيرة. قال ابن طاهر المقدسي: سمعت أبا علي الدقاق بإصبهان يقول: سمعت أبا القاسم بن مندة يقول: قرأت على أبي أحمد الفرضي ببغداد جزءا فأردت أخذ خطه بذلك فقال: يا بني لو قال لك قائل بإصبهان: ليس هذا خط فلان بم كنت تجيبه؟ ومن كان يشهد لك؟ قال: فبعد ذلك لم أطلب من شيخ خطا. قال السمعاني: سمعت الحسين بن عبد الملك الخلال يقول: سمعت أبا (31/329)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 330 القاسم عبد الرحمن بن أبي عبد الله الحافظ يقول: قد تعجبت من حالي في سفري وحضري مع الأقربين مني والأبعدين والعارفين بي والمنكرين فإني وجدت بمكة وبخراسان وغيرهما من الآفاق التي قصدتها من صباي وإلى هذا الوقت أكثر من لقيته بها موافقا أو مخالفا دعاني إلى مساعدته على ما يقوله وتصديق قوله والشهادة له في فعله على قبول ورضى. فإن كنت صدقته فيما كان يقوله وأجزت له ذلك كما يفعل أهل هذا الزمان سماني موافقا وإن وقفت في حرف من قوله وفي شيء من فعله سماني مخالفا. وإن ذكرت في واحد منهما أن الكتاب والسنة بخلاف ذلك سماني خارجيا. وإن قرئ علي حديث في التوحيد سماني مشبها وإن كان في الرؤية سماني سالميا. إلى أن قال: وأنا متمسك بالكتاب والسنة متبرئ إلى الله من الشبه والمثل والضد والند والجسم والأعضاء والالآت متبرئ إلى الله من كل ما يشبه الناسبون إلي ويدعيه المدعون علي من أن أقول في الله شيئا من ذلك أو قلته أو أراه أو أتوهمه أو أتجرأه أو أنتحله أو أصفه به وإن كان على وجه الحكاية. سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا. وقال أبو زكريا يحيى بن مندة: كان عمي رحمه الله سيفا على أهل البدع وأكبر من أن يثني عليه مثلي. كان والله آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر وفي الغدو والآصال ذاكرا ولنفسه في المصالح قاهرا. فأعقب الله من ذكره بالشر الندامة إلى يوم القيامة. وكان عظيم الحلم كثير العلم. ولد سنة ثلاث وثمانين. قرأت عليه حكاية شعبة: من كتب عنه حديثا فأنا له عبد. فقال عمي: من كتب عني حديثا فأنا له عبد. (31/330)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 331 وسمعت أبي أبا عمرو يقول: اتفق أن ليلة كنا مجتمعين للإفطار في رمضان وكان الحر شديدا. وكنا نأكل ونشرب. وكان عبد الرحمن يأكل ولا يشرب فقلت أنا على سبيل اللعب: من عادة أخي أن يأكل ليلة ولا يشرب ويشرب ليلة أخرى ولا يأكل. قال: فما شرب تلك الليلة. وفي الليلة الآتية كان يشرب ولا يأكل. فلما كانت الليلة الثالثة قال: أيها الأخ لا تلعب بعد هذا بمثله فإني ما اشتهيت أن أكذبك. قلت: وقال الدقاق في رسالته: أول شيخ سمعت منه الشيخ الإمام السيد السديد الأوحد أبو القاسم بن مندة فرزقني الله جل جلاله ببركته وحسن نيته وجميل سيرته وعزيز طريقته فهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان جذعا في أعين المخالفين أهل البدع والتبدع المتنطعين. وكان ممن لا يخاف في الله لومة لائم. ووصفه أكثر من أن يحصى. ذكر أبو بكر أحمد بن هبة الله بن أحمد اللوردجاني أنه سمع من لفظ أبي القاسم سعد الزنجاني بمكة يقول: حفظ الله الإسلام برجلين أحدهما بإصبهان والآخر بهراة عبد الرحمن بن مندة وعبد الله بن محمد الأنصاري. وقال السمعاني: سمعت الحسن بن محمد بن الرضا العلوي يقول: سمعت خالي أبا طالب بن طباطبا يقول: كنت أشتم أبدا عبد الرحمن بن أبي عبد الله بن مندة إذا سمعت ذكره أو جرى ذكره في محفل فسافرت إلى جرباذقان فرأيت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المنام (31/331)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 332 ويده في يد رجل عليه جبة زرقاء وفي عينه نكتة فسلمت عليه فلم يرد وقال: لم تشتم هذا إذا سمعت اسمه؟ فقيل لي في المنام: هذا أمير المؤمنين عمر وهذا عبد الرحمن بن مندة. فانتبهت ثم رجعت إلى إصبهان وقصدت الشيخ عبد الرحمن فلما دخلت عليه ورأيته صادفته على النعت الذي رأيته في المنام وعليه جبة زرقاء فلما سلمت عليه قال: وعليك السلام يا أبا طالب. وقبل ذلك ما رآني ولا رأيته فقال لي قبل أن أكلمه: شيء حرمه الله ورسوله يجوز لنا أن نحله؟ فقلت له: اجعلني في حل. ونشدته الله وقبلت عينيه فقال: جعلتك في حل فيما يرجع إلي. قال السمعاني: سألت أبا القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله فسكت ساعة وتوقف فراجعته فقال: سمع الكثير وخالف أباه في مسائل وأعرض عنه مشايخ الوقت وما تركني أبي أسمع منه. ثم قال: كان أخوه خيرا منه. وقال المؤيد ابن الإخوة: سمعت عبد اللطيف بن أبي سعد البغدادي سمعت أبي سمعت صاعد بن سيار الهروي: سمعت الإمام عبد الله بن محمد الأنصاري يقول في عبد الرحمن بن مندة: كان مضرته في الإسلام أكثر من منفعته. ذكر يحيى أن عمه توفي في سادس عشر شوال وغسله أحمد بن محمد (31/332)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 333 البقال وصلى عليه أخوه عبد الوهاب وحضر جنازته من لا يعلم عددهم إلا الله عز وجل. وأول ما قرئ عليه الحديث سنة سبع وأربعمائة. سمع عليه: علي بن عبد العزيز بن مقرن. 324 - عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن. أبو القاسم النيسابوري المعروف بالحافظ. قدم همذان في هذا العام وحدث عن: أبي إسحاق إبراهيم بن محمد (31/333)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 334 الإسفرائيني وأبي العلاء صاعد بن محمد ويحيى بن إبراهيم المزكي. 325 - عبد الرزاق بن سلهب الإصبهاني. صالح خير. روى عن: أبي عبد الله بن مندة. وقع من سلم فمات في ذي القعدة. وكان خياطا. 326 - عبد الكريم بن أبي حاتم السجستاني. أبو بشر الحافظ. توفي في هذه السنة بسجستان. 327 - عبد الملك بن عبد الرحمن. أبو سعد السرخسي الحنفي. من علماء بغداد. ولي قضاء البصرة وبها مات في شوال. سمع من: هلال الحفار ببغداد ومن علي بن محمد الطرازي بنيسابور ومن علي بن محمد بن نصر الدينوري. كتب عنه: أبو طاهر بن سوار وغيره. وروى عنه: عبد المغيث بن محمد العبدي. 328 - عبد الملك بن عبد الغفار بن محمد. (31/334)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 335 أبو القاسم الهمذاني الفقيه الملقب ينجير. روى عن: أبيه وأبي طاهر بن سلمة وأبي سعيد بن شبانة وابن عبدان وأبي القاسم بن بشران والحسن بن دوما النعالي وأبي نعيم الحافظ والحسين الفلاكي. قال شيرويه: سمعت منه وكان فقيها حافظا أحد أولياء الله. ما رأيت مثله. توفي في المحرم. كان يكتب لنا ويقرأ لنا. قلت: روى عنه: أحمد بن سعد العجلي وأبو بكر محمد بن بطال لقيه بهمذان. 329 - عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن محمد بن سليمان. أبو عمرو بن أبي عقيل السلمي النيسابوري المائقي ابن خال الأستاذ أبي القاسم القشيري. شيخ كبير نبيل ثقة من كبار شيوخ الصوفية العارفين بلغة القوم ورموزهم في الحقائق. توفي في حدود هذه السنة. سمع: أبا طاهر بن محمش وعبد الله بن يوسف. وببغداد: أبا الحسين بن بشران. روى عنه: حفيده عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الوهاب وأبو الأسعد هبة الرحمن القشيري. (31/335)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 336 وعادل القشيري في المحمل إلى الحجاز. 330 - عبيد الله بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن عثمان. أبو محمد بن أبي الحديد السلمي الدمشقي المعدل. سمع: جده وأباه وعبد الرحمن بن أبي نصر. روى عنه: غيث بن علي وعمر الرؤآسي وأبو القاسم النسيب. روى عن جده شيئا يسيرا. 331 - علي بن الحسن بن علي العطار. أخو فاطمة بنت الأقرع. سمع من: ابن مخلد جزء ابن عرفة. وعنه: القاضي أبو بكر. 332 - علي بن الحسن بن القاسم بن عنان. القاضي أبو الحسن الأسداباذي نزيل قسنان. روى عن: القاضي أبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن التيمي. قال شيرويه: سمعت منه وكان صدوقا متعبدا فاضلا. ومولده سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة. 333 - علي بن الخضر بن عبدان بن أحمد بن عبدان. أبو الحسن الدمشقي المعدل. حدث عن: عبد الرحمن بن أبي نصر ومنصور بن رامش. روى عنه: طاهر الخشوعي وهبة الله بن الأكفاني وأبو الحسن بن المسلم. (31/336)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 337 توفي في جمادى الأولى. 334 - علي بن محمد بن علي. أبو القاسم التيمي الكوفي ثم النيسابوري. سمع: أبا زكريا يحيى بن المزكي وأبا بكر الحيري. روى عنه: إسماعيل بن السمرقندي وعبد المنعم بن القشيري. وكان صوفيا. حج مرات وحدث بهمذان. وتوفي رحمه الله بطريق مكة. وكان صدوقا. 335 - علي بن ناعم بن علي بن سهل. أبو الحسن البغدادي البزاز الحنبلي. صالح ورع مقريء. سمع: أبا الفتح بن أبي الفوارس وأبا الحسن بن بشران. وعنه: قاضي المرستان وابن السمرقندي وأبو الحسن بن عبد السلام. توفي في رجب. (- حرف الميم -) 336 - محمد بن أحمد بن مخلد بن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي بن مخلد بن يزيد القرطبي. أبو عبد الله قاضي قرطبة. روى عن: أبيه وعمه عبد الرحمن. وولي القضاء مرتين ولم تحفظ له قضية جور. (31/337)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 338 روى عنه: أبو علي الغساني وابناه أبو الحسن وأبو القاسم ابنا أبي عبد الله. وعزل ثاني مرة وامتحن بسبب القضاء محنة عظيمة. ومات بعد إطلاقه من السجن في صفر بإشبيلية وله ثلاث وسبعون سنة. 337 - محمد بن أحمد بن مأمون. أبو عبد الله الكرتي. توفي في هذه السنة ببلده. 338 - محمد بن هبة الله. أبو الحسن بن الوراق النحوي شيخ العربية ببغداد. قال السمعاني: تفرد بعلم النحو وانتهى إليه علم العربية في زمانه. وكان له في القراءآت وعلوم القرآن يد ممتدة وباع طويل. وكان صدوقا مأمونا متحريا صالحا وقورا. سمع: أبا القاسم بن بشران. وكان ضريرا. روى عنه: علي بن عبد السلام. وتوفي في رمضان. وقد استدعاه القائم أمير المؤمنين ليعلم أولاده فلما خرج قال: هذا البحر. (31/338)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 339 قال ابن النجار: هو سبط أبي سعيد السيرافي. ولد سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة. وسمع من: أبي علي بن شاذان. وقال أبو البركات بن السقطي في معجمه: انتهى إليه علم العربية. قرأت عليه كتاب الإقناع لجده لأمه أبي سعيد. 339 - محمد بن علي بن الحسن بن محمد بن أبي عثمان. أبو تمام الدقاق أخو أبي سعد المذكور سنة خمس وستين. روى عن: أبي عمر بن مهدي وابن رزقويه. سمع منه: ولده أحمد وأبو عبد الله الحميدي. قال شجاع الذهلي: توفي سنة سبعين. 340 - محمد بن عيسى بن أحمد. أبو الفضل الهاشمي أخو الشريف أبي جعفر عبد الخالق. سمع: أبا القاسم بن بشران وغيره. وكان من كبار علماء الحنابلة. كتب عنه: شجاع الذهلي وغيره. 341 - منصور أبو القاسم. قاضي قضاة نيسابور ابن قاضي القضاة أبي الحسن إسماعيل ابن القاضي (31/339)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 340 أبي العلاء صاعد بن محمد النيسابوري الحنفي. سمع: جده وأبا عبد الرحمن السلمي وغيرهما. ومات في ربيع الأول. وكان سنيا سليما من الاعتزال وكان عارفا بالعربية عالما بالحديث وكانت إليه الفتوى على مذهب أبي حنيفة. سافر إلى ما وراء النهر وإلى بغداد. روى عنه: عثمان بن إسماعيل الخفاف شيخ السمعاني. وقد سمع أيضا من: أبي القاسم السراج وجماعة. 342 - موسى بن علي بن محمد بن علي. أبو عمران الصقلي النحوي. قدم الشام وسمع: أبا ذر الهروي بمكة ومحمد بن جعفر الميماسي والحسن بن جميع وجماعة. روى عنه: من شيوخه: عبد العزيز الكتاني وغيث الأرمنازي. وكان مؤدب الشريف النسيب. توفي بصور. (31/340)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 341

(- حرف الهاء -) 343 - هبة الله بن أحمد بن محمد. أبو الحسن البروني النيسابوري. روى عن: الحاكم وغالب بن علي الحافظ وجماعة. توفي في حدود السبعين. روى عنه: عثمان الخفاف. 344 - هبة الله بن علي بن محمد بن محمد بن محمد بن الطيب. أبو الفتح القرشي المخزومي الكوفي. نزيل بغداد. حدث عن: محمد بن عبد الله بن الحسين الجعفي ومحمد بن جعفر النجار. وعنه: أبو القاسم بن السمرقندي. قال الخطيب: كتبت عنه وكان سماعه صحيحا. وقال هبة الله السقطي: كان زيديا. وقال ابن خيرون: توفي هبة الله بن علي بن الجاز في ربيع الأول. (31/341)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 342

(المتوفون تقريبا)

(- حرف الألف -) 345 - أحمد بن علي بن عبيد الله. أبو نصر الدينوري السلمي الصوفي المقريء. سمع: أبا الحسن بن جهضم وأبا محمد بن النحاس وأبا سعد الماليني وأبا محمد بن أبي نصر. روى عنه: نصر المقدسي ومكي الرميلي وأبو بكر ابن الخاضبة وغيرهم. توفي بعد الستين وأربعمائة أو قبلها. 346 - إبراهيم بن محمد بن أحمد. أبو القاسم البصري المناديلي المقريء المعدل. سمع من أحمد بن يعقوب المعدل سنة سبع وتسعين وثلاثمائة ومن: القاضي أبي عمر الهاشمي وعلي بن أحمد بن غسان الحافظ وطائفة. وعنه: الغطريف بن عبد الله ومحمد بن أبي نصر الأشناني شيخ (31/342)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 343 السلفي وغير واحد. حدث سنة ست وستين بالبصرة. وقع لنا من حديثه جزءان. 347 - إسماعيل بن علي. الأديب أبو محمد الدمشقي الكاتب. المعروف بابن العين زربي. شاعر مفلق. توفي سنة سبع وستين وأربعمائة. وهو القائل: (ترك الظاعنون جسمي بلا قل ب .......... وعيني عينا من الهملان)

(وإذا لم تفض دما سحب أجفا ني .......... على بعدكم فما أجفاني)

(حل في مقلتي فلو فتشوها .......... كان ذاك الإنسان في إنساني)

(- حرف التاء -) 348 - تبع بن القاسم بن نصر. أبو الحسن التبعي الهمذاني نزيل بغداد. (31/343)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 344 وكان له بها آثار جميلة من قنوات ومنائر. وكان فقيرا معانا كثير التلاوة. سمع: أبا بكر أحمد بن علي بن لال. روى عنه: أبو القاسم بن السمرقندي. (- حرف الثاء -) 349 - ثابت بن محمد بن محمد الفزاري. أبو القاسم ابن الطبقي. سمع: ابن الصلت المجبر. روى عنه: أبو عبد الله البارع وغيره. (- حرف الحاء -) 350 - الحسن بن مكي بن الحسن. أبو محمد الشيزري المقريء. سمع: أبا عبد الله بن أبي كامل صاحب خيثمة وأبا الفوارس أحمد بن محمد الشيزري. وعنه: المؤتمن الساجي ومحمد بن طاهر المقدسي وعمر الدهستاني بحلب. (31/344)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 345 351 - الحسين بن عبد الله بن الحسين ابن الشويخ. الفقيه أبو عبد الله الأرموي الشافعي. سمع: أبا محمد عبد الله بن عبيد الله بن البيع وعبد الواحد بن محمد بن سبنك ببغداد ومحمد بن محمد بن محمد بن بكر الهزاني بالبصرة. روى عنه: عمر الرواسي. وتوفي بمصر بعد الستين وأربعمائة. قاله السمعاني. وروى عنه الرازي في مشيخته. (- حرف الشين -) 352 - شبيب بن أحمد بن محمد بن خشنام. أبو سعد البستيغي الخباز النيسابوري الكرامي. حدث عن: أبي نعيم عبد الملك الإسفرائيني وأبي الحسن العلوي وغيرهما. وعنه: أبو عبد الله الفراوي وزاهر ووجيه ابنا الشحامي وهبة الرحمن بن القشيري وإسماعيل بن أبي صالح المؤذن وعبد الغافر بن إسماعيل الفارسي (31/345)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 346 وقال: هو شيخ صالح صحيح السماع مشتغل بكسبه. قال: وتوفي سنة نيف وستين وأربعمائة. وقال ابن ناصر: ذكر لي زاهر الشحامي أنه سمع منه فسألته عنه فقال: لم يكن يعرف الحديث وكان كراميا مغاليا في معتقده. وقال ابن السمعاني: كان شيخا صالحا عفيفا سديد الرأي. ولد قبل التسعين وثلاثمائة. روى عنه جدي أبو المظفر في أماليه. وتوفي في حدود السبعين وأربعمائة وروى لأبي عنه: سعيد بن الحسين الجوهري وأبو الأسعد بن القشيري. (- حرف العين -) 353 - عبد الله بن محمد بن إبراهيم. أبو محمد الكروني الإصبهاني. أحد أئمة الشافعية. تفقه على أبي الطيب الطبري ببغداد. وسمع من: أبي الحسين بن بشران وهبة الله اللالكائي وجماعة كثيرة. روى عنه: محمد بن عبد الواحد الدقاق وغانم بن خالد ومحمود بن أحمد الخاني. قال السمعاني: توفي سنة نيف وستين. 354 - عبد الله بن عبد الرحمن. (31/346)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 347 أبو الحسن البحيري المزكي النيسابوري. سمع: أبا نعيم عبد الملك بن الحسن العلوي وأبا عبد الله الحاكم وعبد الله بن يوسف ومحمد بن أحمد بن عبدوس المزكي وطبقتهم. وحدث وأملى. روى عنه: أبو القاسم الشحامي. وابنه عبد الرحمن هو المذكور في سنة أربعين وخمسمائة. 355 - عبد الله بن عبيد الله بن محمد. أبو محمد المصري المحاملي. سمع: محمد بن الحسن بن عمر الصيرفي وغيره. روى عنه: صالح بن حميد اللبان وعلي بن الحسين الفراء وغيرهما. أخبرنا أبو بكر بن عمر النحوي: أنا الحسن بن أحمد الأوقي أنا السلفي أنا صالح بن حميد أنا عبد الله بن عبيد الله المحاملي أنا محمد بن الحسن أنا محمد بن موسى النقاش: نا محمد بن صالح الخولاني نا محمد بن إبراهيم الخولاني نا سعيد بن نصر ثنا حسين الجعفي قال: كان أبو يونس يطوف في كل يوم سبعين أسبوعا. 356 - عبد الجليل بن أبي بكر الربعي القروي. (31/347)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 348 أبو القاسم الديباجي المعروف بالصابوني المتكلم. أخذ عن: أبي عمران الفارسي وأبي عبد الله الأزدي صاحب ابن الباقلاني. وصنف كتاب المستوعب في أصول الفقه وكتاب نكت الإنتصار. وألف معتقدا. درس بقلعة حماد وبفاس. أخذ عنه الأصول: أبو عبد الله بن شبرين. وروى عنه: أبو عبد الله بن الخير وأبو عبد الله بن خليفة ومحمود بن داود القلعي وأبو الحجاج يوسف بن الملجوم. 357 - عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد. أبو حنيفة الزوزني الفقيه الشافعي نزيل نيسابور. شيخ بهي رئيس كثير التلاوة بارع الخط. كان يداوم على كتابة المصاحف ويتأنق فيها. ونفق سوقه وازدحموا على مصاحفه. سمع: أبا بكر الحيري ومنصور بن رامش. توفي سنة نيف وستين. 358 - عبد الكريم بن أحمد بن طاهر بن أحمد. (31/348)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 349 أبو سعد التيمي الوزان من أهل طبرستان. سكن الري وكان من كبار عصره فضلا وحشمة وجاها. له قدم في المناظرة وإفحام الخصوم. تفقه بمرو على الإمام أبي بكر القفال. 359 - عبد الملك بن محمد بن مروان بن زهر. أبو مروان الإيادي الإشبيلي. تفقه وتفنن في العلم ثم حج وتعلم الطب فتقدم فيه وسكن دانية. وفي ذريته أطباء. وهو والد الطبيب أبي العلاء بن زهر. مات في حدود السبعين وأربعمائة. 360 - عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن محمد بن سليمان بن أحمد. أبو عمرو السلمي الزاهد. من نبلاء مشيخة نيسابور ومن أعيان الصوفية. (31/349)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 350 سمع: عبد الله بن يوسف وابن محمش وأبا الحسين بن بشران وعدة. وعاش تسعين سنة. روى عنه: أبو الأسعد هبة الرحمن. 361 - عقيل بن محمد بن علي. أبو الفضل الفارسي ثم البعلبكي الفقيه الشافعي. روى عن: أبي بكر محمد بن عبد الرحمن القطان وعبد الرحمن بن أبي نصر. روى عنه: عمر الرؤاسي وهبة الله بن الأكفاني وابنه أحمد بن عقيل. وكان يحفظ مختصر المزني. 362 - علي بن محمد بن جعفر. أبو الحسين اللحساني الطريثيثي. وطريثيث من نواحي نيسابور. قال السمعاني: كان شيخا صالحا عفيفا صوفيا ظريفا. حج مرات وكان يحدث بنيسابور ويرجع إلى ناحيته. سمع بهراة: شاه بن عبد الرحمن ومحمد بن محمد بن جعفر الماليني وبنيسابور: أبا الحسين أحمد بن محمد الخفاف. روى عنه: أبو عبد الله الفراوي وأبو القاسم الشحامي. (31/350)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 351 وتوفي بعد سنة ستين. وقد جاوز الثمانين. 363 - علي بن محمد بن نصر الدينوري. نزيل غزنة. ذكر في سنة ثمان وستين ظنا. 364 - علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن. أبو الحسن بن أبي عيسى الحسناباذي الإصبهاني. مشهور صدوق عارف بالرواية. سمع: أبا بكر بن مردويه ؛ وببغداد أبا الحسن بن الصلت وابن رزقويه. قال السمعاني: روى لنا عنه: ابن عمه أبو الخير عبد السلام بن محمود ومحمد بن الفضل الخاني ومحمد بن عبد الواحد الدقاق. 365 - علي بن محمد بن عبد الرحمن. أبو الحسن البغدادي الحنبلي. أحد الأئمة الكبار. خرج في فتنة البساسيري فسكن ثغر آمد. كان أحد الأذكياء المعدودين. تفقه على القاضي أبي يعلى. وسمع من: أبي القاسم بن بشران وأبي الحسين بن الحراني وأبي علي ابن المذهب. ورحل إليه أبو القاسم بن الفراء للتفقه عليه. توفي بآمد سنة سبع أو ثمان وستين وأربعمائة. (31/351)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 352 366 - علي بن غنائم. أبو الحسن الأوسي المصري المالكي. سمع: ابن نظيف وصلة بن المؤمل وأبا حازم بن الفراء وجماعة. وعنه: علي بن طاهر وجمال الإسلام علي بن المسلم وإسماعيل بن السمرقندي. وثقه ابن الأكفاني. (- حرف الفاء -) 367 - الفضل بن عطاء. ابو إبراهيم المهراني النيسابوري. شيخ بهي فاضل من بيت الزهد والورع. سمع الكثير من: أبي عبد الله الحاكم وغيره. وكان مبالغا في الزهد والورع. روى عنه: عبد الرحمن بن عبد الله البحيري. وتوفي سنة نيف وستين وله سبعون سنة. (- حرف الميم -) 368 - محمد بن خلصة. أبو عبد الله النحوي الشذوني نزيل دانية. (31/352)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 353 كان كفيفا ذكيا ظريفا من كبار النحاة المذكورين والشعراء المشهورين أخذ عن أبي الحسن بن سيده. وبرع في اللغة والنحو وأشغل مدة. أخذ عنه: أبو عمر بن شرف وأبو عبد الله بن مطرف وغيرهما. وشعره مدون فمنه: (أمد نف نفسي بالهوى أم جليدها .......... غداة غدت في حلبة البين غيدها)

(تخد بألحاظ لها وجناتها .......... وترهب أن تنقد لينا قدودها)

(فيا لدماء الأسد تسفكها الدما .......... وللصيد من عفر الظباء تصيدها) قال الأبار: بقي إلى بعد سنة ثمان وستين وأربعمائة. 369 - محمد بن أحمد. (31/353)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 354 الفقيه أبو المظفر التميمي المروروذي الشافعي الواعظ. روى عن: عبد الرحمن بن أبي نصر التميمي الدمشقي وجماعة. روى عنه: عبد العزيز الكتاني وعلي بن الخضر ومحيي السنة أبو محمد البغوي. 370 - محمد بن عبد الرحمن بن أحمد. القاضي أبو عمرو النسوي الملقب بأقضى القضاة. من أكابر أهل خراسان فضلا وحشمة وإفضالا وجاها. وكان رسول الملوك إلى الخلافة المشرفة. سمع: أبا بكر الحيري وأبا إسحاق الإسفرائيني ومحمد بن زهير النسائي. وبمكة: أبا ذر الهروي وابن نظيف ؛ وبدمشق: أبا الحسن بن السمسار. أملى سنين وتكلم على الأحاديث. روى عنه: أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر القشيري وإسماعيل بن أبي صالح المؤذن وعبد الغافر الفارسي في تاريخه وأطنب في وصفه وقال: (31/354)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 355 وقف بعض بساتينه بنسا على مدرسة الصوفية المنسوبة إلى أبي علي الدقاق بنسا. وله بخوارزم مدرسة اتخذها لما ولي قضاءها. وعاش ثمانين سنة. وولي قضاء خوارزم وأعمالها وصنف كتبا في التفسير والفقه. (31/355)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والثلاثون الصفحة 356

(- حرف الواو -) 371 - واصل بن حمزة بن علي. أبو القاسم الخنبوني. وخنبون: قرية من قرى بخارى. الصوفي الحافظ ؛ ثقة صالح خير رحال. سمع: عبد الكريم بن عبد الرحمن الكلاباذي وأحمد بن ماما الإصبهاني الحافظ وإبراهيم بن سلم الشكاني ببخارى ؛ وأبا العباس المستغفري بنسف ؛ وأبا الحسين بن فاذشاه وأصحاب الطبراني بإصبهان. قال الخطيب: كتبت عنه ولم يكن به بأس. وروى عنه: أبو بكر قاضي المارستان. قال أبو زكريا بن مندة: كان يرجع إلى الحفظ والديانة وجمع الأبواب والطرق. ثم ترك ذلك كله واشتغل بشيء لا يرضاه الله. وقال السمعاني: حدث في سنة سبع وستين. (31/356)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 5 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الثامنة والأربعون أحداث)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (احداث إحدى وسبعين وأربعمائة)

4 (عزل ابن جهير من الوزارة) فيها عزل فخر الدولة بن جهير من وزارة المقتدي بالله بأبي شجاع بن الحسين، لكونه شذَّ من الحنابلة. وكتب أبو الحسن محمد بن علي بن أبي الصَّقر الفقيه الواسطّي إلى نظام الملك هذه الأبيات: (يا نظام الملك قد حلّ .......... ببغداد النّظام)

(وابنك القاطن فيها .......... مستهانٌ مستضام)

(وبها أودى له قتي .......... لاً غلامٌ، وغلام)

(والذي منهم تبقَّى .......... سالماً فيه سهام)

(يا قوام الدّين لم يب .......... ق ببغداد مقام)

(عظم الخطب، وللحر .......... ب اتّصال، ودوام)

(فمتى لم تحسم الدّا .......... ء أياديك الحسام)

(ويكفّ القوم في بغ .......... داد قتلٌ، وانتقام)

(فعلى مدرسة في .......... ها، ومن فيها السّلام)

(واعتصامٌ بحريم .......... لك، من بعد، حرام) (32/5)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 6 فعظم هذا الخطب على النّظام، وأعاد كوهرائين إلى شحنكّية بغداد، وحمّله رسالة إلى المقتدي تتضّمن الشَّكوى من ابن جهير. وأمر كوهرائين بأخذ أصحاب ابن جهير، وإيصال المكروه والأذى إليهم. فسار عميد الدّولة بن فخر الدّولة بن جهير إلى النّظام، وتلطّف في القضيّة إلى أن لان لهم. 4 (دخول تاج الدولة تتش دمشق ومقتل أتسز) وفيها سار الملك تاج الدولة تتش أخو السّلطان ملكشاه فدخل الشّام، وتملّك دمشق بأمر أخيه بعد أن افتتح حلب. وكان معه عسكرٌ كثيرٌ من التّركمان. وذلك أن أتسز، والعامّة تغيّره يقولون أقسيس، صاحب دمشق لمّا جاء المصريّون لحربه استنجد بتتش، فسار إليه من حلب، وطمع) فيه. فلمّا قارب دمشق أجفل العسكر المصريّ بين يديه شبه الهاربين، وفرح أتسز، وخرج لتلقّيه عند سور المدينة، فأبدى تتش صورةً، فأظهر الغيظ من أتسز، إذ لم يبعد في تلقّيه، وعاتبه بغضب، فاعتذر إليه، فلم يقبل، وقبض عليه وقتله في الحال، وملك البلد. وأحسن السّيرة، وتحبَّب إلى الناس. ومنهم من ورَّخ فتح تتش لدمشق في سنة اثنتين وسبعين. (32/6)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 7 وكان أهل الشّام في ويل شديد مع أتسز الخوارزميّ المقتول. (32/7)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 8 4 (احداث اثنتين وسبعين وأربعمائة)

4 (أخذ مسلم بن قريش حلب) كتب شرف الدّولة مسلم بن قريش بن بدران العقيليّ صاحب الموصل إلى السّلطان جلالا الدّولة ملكشاه ابن السّلطان عضد الدّولة ألب أرسلان السَّلجوقيّ يطلب منه أن يسلَّم إليه حلب على أن يحمل إليه في العام ثلاثمائة ألف دينار. فأجابه إلى ذلك وكتب له توقيعاً بها. فسار إليها وبها سابق آخر ملوك بني مرداس. فأعطاه مسلم بن قريش إقطاعاً بعشرين ألف دينار، على أن يخرج من البلد، فأجاب. فوثب عليه أخواه فقتلاه واستوليا على القلعة، فحاصرهما مسلم، ثمّ أخذها صلحاً. 4 (وفاة صاحب ديار بكر) وفيها مات نصر بن أحمد بن مروان صاحب ديار بكر، وتملَّك بعده ابنه منصور. (32/8)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 9 4 (غزوة صاحب الهند) وفيها غزا صاحب الهند إبراهيم بن مسعود بن محمود بن سبكتكين في الكفّار غزوةً كبرى. (32/9)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 10 4 (احداث ثلاث وسبعين وأربعمائة)

4 (الخلاف بين السلطان ملكشاه وأخيه) فيها عرض السّلطان ملكشاه جيشه بالرَّيّ، فأسقط منهم سبعة آلاف لم يرض حالهم. فساروا إلى أخيه تكش، فقوي بهم وأظهر العصيان، واستولى على مرو وترمذ، وسار إلى نيسابور فسبقه إليها السّلطان، فردَّ وتحصّن بترمذ، ثمّ نزل إليه، فعفا عنه. (32/10)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 11 4 (احداث أربع وسبعين وأربعمائة)

4 (خطبة الخليفة المقتدي بنت السلطان) ) فيها بعث الخليفة المقتدي بالله الوزير أبا نصر بن جهير يخطب ابنة السّلطان. فأجابوا: على أن لا يتسرّى عليها، ولا يبيت إلاّ عندها. 4 (حصار مدينة قابس) وفيها حاصر تميم صاحب إفريقية مدينة قابس، وأتلف جنده بساتينها، وضيَّق على أهلها. 4 (فتح تتش لأنطرطوس) وفيها سار تتش صاحب دمشق، فافتتح أنطرطوس، وغيرها. 4 (أخذ صاحب الموصل لحرّان) وفيها أخذ شرف الدّولة صاحب الموصل حرّان من بني وثّاب النّميريّين، (32/11)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 12 وصالحه صاحب الرّها وخطب له. 4 (وفاة الأمير داود بن ملكشاه) وفيها مات الأمير داود ولد السّلطان ملكشاه، فجزع عليه، ومنع من دفنه حتّى تغيّرت رائحته، وأراد قتل نفسه مرّات فيمنعونه. كذا نقل صاحب الكامل. 4 (تملّك عليّ بن مقلّد حصن شيزر) وفيها تملّك الأمير سديد الدّولة أبو الحسن عليّ بن مقلّد بن نصر بن منقذ الكنانيّ حصن شيزر، وانتزعه من الفرنج. وكان له عشيرة وأصحاب، وكانوا ينزلون بقرب شيزر، فنازلها ثمّ تسلّمها بالأمان. فلم تزل شيزر بيده ويد أولاده، إلى أن هدمتها الزَّلزلة وقتلت أكثر من بها، فأخذها السّلطان نور الدين محمود، وأصلحها وجدَّدها. (32/12)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 13 4 (وفاة سديد الدولة ابن منقذ) وأما سديد الدّولة فلم يحيى بعد أن تملّكها إلاّ نحو السّنة. وكان فارساً شجاعاً شاعراً. وتملَّك بعده ابنه أبو المرهف نصر. 4 (وفاة الأمير دبيس الأسديّ) وفيها مات نور الدّولة دبيس بن الأمير سند الدّولة عليّ بن مزيد الأسديّ، وقد ولي الإمارة صبيّاً بعد أبيه من سنة ستًّ وأربعمائة، وبقي رئيس العرب هذه المدّة كلّها. وكان كريماً عاقلاً شريفاً، قليل الشّرّ والظلم.) (32/13)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 14 4 (احداث خمس وسبعين وأربعمائة)

4 (الخلاف بين الواعظ الأشعري والحنابلة ببغداد) فيها قدم الشّريف أبو القاسم البكريّ الواعظ الأشعريّ بغداد، وكان جاء من الغرب وقصد نظام الملك فأحبه ومال إليه، وبعثه إلى بغداد، فوعظ بالنّظامية، وأخذ يذكر الحنابلة ويرميهم بالتّجسيد، ويثني على الإمام أحمد ويقول: ما كفر سليمان ولكنَّ الشَّياطين كفروا. ثمّ وقع بينه وبين جماعة من الحنابلة سبٌّ، فكبس دور بني الفرّاء، وأخذ كتاب أبي يعلى الفرّاء، رحمه الله، في إبطال التّأويل، فكان يقرأ بين يديه وهو جالس على المنبر، فيشَّنع به، فلقبَّوه علم السّنَّة. ولمّا مات دفنوه عند قبر أبي الحسن الأشعريّ. 4 (إيفاد الشيرازيّ رسولاً) وفي آخر السّنة بعث الخليفة الشّيخ أبا إسحاق الشّيرازي رسولاً إلى السّلطان يتضمّن الشَّكوى من العميد أبي الفتح. 4 (ضرب الطبول لمؤيّد الملك) وفيها قدم مؤيّد الملك بن نظام الملك من إصبهان، ونزل بالنّظامّية، (32/14)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 15 وضربت على بابه الطّبول أوقات الصَّلوات الثّلاثة، فأعطي مالاً جزيلاً حتّى قطعها وبعث بها إلى تكريت. (32/15)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 16 4 (احداث ست وسبعين وأربعمائة)

4 (وزارة ابن المسلمة) فيها عزل عميد الدّولة بن جهير عن وزارة الخليفة، وولي أبو الفتح المظفَّر بن رئيس الرؤساء ابن المسلمة. وسار ابن جهير وأبوه إلى السّلطان فأكرمهم. 4 (ولاية فخر الدولة على ديار بكر) وعقد لابنه فخر الدّولة على ديار بكر وأعطاه الكوسات والعساكر، وأمره أن ينتزعها من بني مروان. 4 (عصيان أهل حرّان على مسلم بن قريش) وفيها عصى أهل حرّان على شرف الدّولة مسلم بن قريش، وأطاعوا قاضيهم ابن جلبة) الحنبليّ، وعزموا على تسليم حرّان إلى جنق أمير التّركمان لكونه سنّياً، ولكون مسلم رافضيّاً. وكان مسلم على دمشق يحاصر أخا السّلطان تاج الدّولة تتش في هوى المصريّين، فأسرع إلى حرّان ورماها بالمنجنيق، (32/16)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 17 وافتتح البلد، وقتل القاضي وولديه، رحمهم الله. 4 (قصد تاج الدولة أنطاكية) وكان تاج الدّولة قد سار فقصد أنطاكيّة. 4 (عزل المظفّر ووزارة أبي شجاع) وفيها عزل المظفّر بن رئيس الرؤساء من وزارة الخليفة، وولي أبو شجاع محمد بن الحسين، ولقّبه الخليفة ظهير الدّين، ومدحته الشّعراء فأكثروا. 4 (مقتل سيّد الرؤساء ابن كمال الملك) وفيها قتلة سيّد الرؤساء أبي المحاسن بن كمال الملك بن أبي الرّضا، وكان قد قرب من السّلطان ملكشاه إلى الغاية. وكان أبوه كمال الملك يكتب الإنشاء للسّلطان. فقال أبو المحاسن: أيّها الملك، سلِّم إليَّ نظام الملك وأصحابه وانا أعطيك ألف ألف دينار، فإنَّهم قد أكلوا البلاد. فبلغ ذلك نظام الملك، فمدَّ سماطاً وأقام عليه مماليكه، وهم ألوف من الأتراك، كذا قال ابن الأثير، وأقام خيلهم وسلاحهم. فلمّا حضر السّلطان قال له: إنّني في خدمتك وخدمة أبيك وجدّك، ولي حقّ خدمة. وقد بلغك أخذي لأموالك، وصدق القائل. أنا آخذ المال وأعطيه لهؤلاء الغلمان الّذين جمعتهم لك. وأصرفه أيضاً في الصَّدقات والوقوف والصّلات التي معظم ذكرها وأجرها لك. وأموالي وجميع ما أملكه بين يديك، وأنا أقنع بمرقَّعة وزاوية. فصفا له السّلطان، وأمر أن تسمل عينا أبي المحاسن، ونفَّذه إلى قلعة ساوة. فسمع أبوه كمال الملك الخبر. فاستجار بنظام الملك وحمل مائتي ألف (32/17)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 18 دينار، وعزل عن الطّغراء، يعني كتابة السّرَّ، ووليها مؤيَّد الملك بن النّظام. 4 (محاصرة المهديّة والقيروان) وفيها خرج على تميم بن المعزّ: ملك بن علويّ أمير العرب، وحاصر المهديّة، وتعب معه تميم، ثمّ سار إلى القيروان فملكها، فجهّز إليه تميم جيوشه، فحاصروه بالقيروان، فعجز وخرج منها، وعادت إلى يد تميم. 4 (رخص الأسعار) ) وفيها رخصت الأسعار بسائر البلاد، وعاش النّاس، ولله الحمد. (32/18)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 19 4 (احداث سبع وسبعين وأربعمائة)

4 (الحرب بين العرب والتركمان عند آمد) فيها بعث السّلطان جيشاً عليهم الأمير أرتق بن اكسب نجدةً لفخر الدّولة بن جهير. وكان ابن مروان قد مضى إلى مشرف الدّولة صاحب الموصل، واستنجد به، على أن يسلّم إليه آمد، وحلف له على ذلك، وكانت بينهما إحنٌ قديمة، فاتّفقا على حرب ابن جهير وسارا، فمال ابن جهير إلى الصّلح، وعلمت الترّكمان نيّته، فساروا في اللّيل، وأتوا العرب فأحاطوا بهم، والتحم القتال، فانهزمت العرب، وأسرت أمراء بني عقيل، وغنمت التّركمان لهم شيئاً كثيراً. (32/19)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 20 واستظهر ابن جهير وحاصر شرف الدّولة، فراسل شرف الدّولة أرتق وبذل له مالاً، وسأله أن يمنّ عليه، ويمكّنه من الخروج من آمد. فأذن له، فساق على حميّةٍ، وقصد الرَّقة، وبعث بالمال إلى أرتق. وسافر فخر الدّولة إلى خلاط. وبلغ السّلطان أنّ شرف الدّولة قد انهزم وحصر بآمد، فجهَّز عميد الدّولة بن جهير في جيشٍ مداداً لأبيه، فقدم الموصل، وفي خدمته من الأمراء: قسيم الدّولة آقسقر جدّ السّلطان نور الدّين رحمه الله، والأمير أرتق، وفتح له أهل الموصل البلد فتسلّمه. 4 (مصالحة السلطان وشرف الدولة) وسار السّلطان بنفسه ليستولي على بلاد شرف الدّولة بن قريش، فأتاه البريد بخروج أخيه تكش بخراسان، فبعث مؤيّد الدّولة بن النّظام إلى شرف الدّولة، وهو بنواحي الرحبة، وحلف له، فحضر إلى خدمة السّلطان، فخلع عليه، وقدَّم هو خيلاً عربيّة من جملتها فرسه بشّار، وكان فرساً عديم النّظير في زمانه، لا يسبق. فأجري بين يديه، فجاء سابقاً، فوثب قائماً من شدّة فرحه، وصالح شرف الدّولة. 4 (عصيان تكش على أخيه السلطان) وعاد إلى خراسان لحرب أخيه، وكان قد صالحه. فلمّا رأى تكش الآن بعد السّلطان عنه عاد إلى العصيان، فظفر به السّلطان فكحّله وسجنه، وليته قتله، فإنّه قصد مرو، فدخلها وأباحها لعسكره ثلاثة أيّام، فنهبوا الأموال، وفعلوا (32/20)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 21 العظائم، وشربوا في الجامع في رمضان. 4 (استرجاع أنطاكية ممن الروم) ) وفيها سار سليمان بن قتلمش السّلجوقيّ صاحب قونية وأقصرا بجيوشه إلى الشّام، فأخذ أنطاكّية، وكانت بيد الروم من سنة ثمانٍ وخمسين وثلاثمائة، وسبب أخذها أنّ صاحبها كان قد سار عنها إلى بلاد الروم، ورتَّب بها شحنة. وكان مسيئاً إلى أهلها وإلى جنده حتّى أنّه حبس ابنه. فاتّفق ابنه والشّحنة على تسليم البلد إلى سليمان، فكاتبوه يستدعونه، فركب في البحر في ثلاثمائة فارس، وجمع من الرّجّالة، وطلع من المراكب، وسار في جبالٍ وعرة ومضائق صعبة حتى وصل إليها بغتةً ونصب السلالم ودخلها في شعبان. وقاتلوه قتالاً ضعيفاً، وقتل جماعة وعفا عن الرعيّة، وعدل فيهم، وأخذ منها أموالاً لا تحصى. ثمّ أرسل إلى السّلطان ملكشاه يبشّره، فأظهر السّلطان السرور، وهنّأه النّاس. وفيها يقول الأبيورديّ قصيدته: (لمعت كناصية الحصان الأشقر .......... نارٌ بمعتلج الكثيب الأعفر) منها: (32/21)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 22 (وفتحت أنطاكيّة الرّوم الّتي .......... نشرت معاقلها على الإسكندر)

(وطئت مناكبها جيادك فانثنت .......... تلقي أجنتَّها بنات الأصفر) وأرسل شرف الدّولة مسلم بن قريش إلى سليمان يطلب منه الحمل الّذي كان يحمله إليه صاحب أنطاكية. فبعث يقول له: إنّما ذاك المال كان جزية رأس الفردروس، وأنا بحمد اللَّه فمؤمن، ولا أعطيك شيئاً. فنهب شرف الدّولة بلاد أنطاكّية، فنهب سليمان أيضاً بلاد حلب، فاستغاث له أهل القرى، فرقَّ لهم، وأمر جنده بإعادة عامّة ما نهبوه. 4 (مقتل شرف الدولة بنواحي أنطاكية) ثمّ إنّ شرف الدّولة حشد العساكر، وسار لحصار أنطاكّية، فأقبل سليمان بعساكره، فالتقيا في صفر سنة ثمانٍ وسبعين بنواحي أنطاكية، فانهزمت العرب، وقتل شرف الدّولة بعد أن ثبت، وقتل بين يديه أربعمائة من شباب حلب. وكان أخوه إبراهيم في سجنه، فأخرجوه وملّكوه. (32/22)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 23 4 (حصار حلب) وسار سليمان فنازل حلب وحاصرها أكثر من شهر، وترحّل عنها.) 4 (ولاية آقسنقر شحنكية بغداد) وفيها ولي شحنكيّة بغداد قسيم الدّولة آقسنقر. (32/23)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 24 4 (احداث ثمان وسبعين وأربعمائة)

4 (استيلاء الأدفونش على طليطلة) كان قد جمع الأدفونش، لعنه الله، جيوشه، وسار فنزل على مدينة طليطلة من بلاد الأندلس في السّتين الماضية، فحاصرها سبع سنين، وأخذها في العام من صاحبها القادر بالله ولد المأمون يحيى بن ذي النّون، فازداد قوةً وطغى وتجبَّر. 4 (موقعة الملّثمين بالأندلس) وكان ملوك الأندلس، حتى المعتمد صاحب قرطبة وإشبيلية، يحمل إليه قطيعةً كلّ عام. فاستعان المعتمد بن عبّاد على حربه بالملّثمين من البربر، فدخلوا إلى الأندلس، فكانت بينهم وقعة مشهورة، ولكن أساء يوسف بن تاشفين ملك الملّثمين إلى ابن عبّاد، وعمل عليه، وأخذ منه البلاد، وسجنه بأغمات إلى أن مات. 4 (رواية ابن حزم عن كتاب الأدفونش) إلى المعتمد بن عبّاد وذكر اليسع بن حزم قال: كان وجّه ادفونش بن شانجة رسولاً إلى (32/24)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 25 المعتمد. وكان من أعيان ملوك الفرنج يقال له البرهنس، معه كتاب كتبه رجلٌ من فقهاء طليطلة تنصَّر ويعرف بابن الخيّاط، فكان إذا عّير قال: إنَّك لا تهدي من أحببت والكتاب: من الانبراطور ذي الملّتين الملك أدفونش بن شانجة، إلى المعتمد بالله، سدّد الله آراءه، وبصّره مقاصد الرشاد. قد أبصرت تزلزل أقطار طليطلة، وحصارها في سالف هذه السّنين، فأسلمتم إخوانكم، وعطّلتم بالدَّعة زمانكم، والحذر من أيقظ باله قبل الوقوع في الحبالة. ولولا عهدٍ سلف بيننا نحفظ ذمامه نهض العزم، ولكن الإنذار يقطع الأعذار، ولا يعجل إلاّ من يخاف الفوت فيما يرومه، وقد حمّلنا الرّسالة إليك السّيد البرهانس، وعنده من التّسديد الّذي يلقى به أمثالك، والعقل الّذي يدبّر به بلادك ورجالك، ما أوجب استنابته فيما يدق ويجلّ. فلمّا قدم الرسول أحضر المعتمد الأكابر، وقريء الكتاب، فبكى أبو عبد الله بن عبد البرّ وقال: قد أبصرنا ببصائرنا أنَّ مآل هذه الأموال إلى هذا، وأن مسالمة الّعين قوّة بلاده، فلو تضافرنا لم) نصبح في التّلاف تحت ذلّ الخلاف، وما بقي إلاّ الرجوع إلى الله والجهاد. وأما ابن زيدون وابن لبون فقالا: الرأي مهادنته ومسالمته. فجنح المعتمد إلى الحرب، وإلى استمداد ملك البربر، فقال جماعة: نخاف عليك من استمداده. فقال: رعي الجمال خيرٌ من رعي الخنازير. 4 (جواب المعتمد بن عبّاد إلى الأدفونش) ثمّ أخذ وكتب جواب أدفونش بخطّه، ونصّه: (الذّلّ تأباه الكرام وديننا .......... لك ما ندين به من البأساء)

(سمناك سلماً ما أردت وبعد ذا .......... نغزوك في الإصباح والإمساء)

(الله أعلى من صليبك فادرع .......... لكتيبة خطبتك في الهيجاء)

(سوداء غابت شمسها في غيمها .......... فجرت مدامعها بفيض دماء) (32/25)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 26 (ما بيننا إلاَ النّزال وفتنة .......... قدحت زناد الصّبر في الغماء) من الملك المنصور بفضل الله المعتمد على الله محمد بن المعتضد بالله، إلى الطّاغية الباغية أدفونش الّذي لقَّب نفسه ملك الملوك، وتسمّى بذي الملَّتين. سلام على من اتَّبع الهدى، فأول ما نبدأ به من دعواه أنه ذو الملّتين والمسلمون أحقّ بهذا الإسم لأنّ الّذي نملكه من نصارى البلاد، وعظيم الاستعداد، ولا تبلغه قدرتكم، ولا تعرفه ملّتكم. وإنّما كانت سنة سعدٍ اتَّعظ منها مناديك، وأغفل عن النّظر السّديد جميل مناديك، فركبنا مركب عجز يشحذ الكيس، وعاطيناك كؤوس دعةٍ، قلت في أثنائها: ليس. ولم تستحي أن تأمر بتسليم البلاد لرجالك، وإنّا لنعجب من استعجالك وإعجابك بصنعٍ وافقك فيه القدر، ومتى كان لأسلافك الأخدمين مع أسلافنا الأكرمين يدٌ صاعدة، أو وقفة مساعدة، فاستعد بحربٍ، وكذا وكذا.. إلى أن قال: فالحمد لله الّذي جعل عقوبة توبيخك وتقريعك بما الموت دونه، والله ينصر دينه ولو كره الكافرون، وبه نستعين عليك. ثمّ كتب إلى يوسف بن تاشفين يستنجده فأنجده. 4 (استيلاء ابن جهير على آمد وميافارقين) وفيها استولى فخر الدّولة بن جهير على آمد وميافارقين، وبعث بالأموال إلى السّلطان ملكشاه. 4 (ملك ابن جهير جزيرة ابن عمر) ) ثمّ ملك جزيرة ابن عمر بمخامرة من أهلها، وانقرضت دولة بني مروان. (32/26)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 27 4 (محاصرة أمير الجيوش دمشق) وفيها وصل أمير الجيوش في عساكر مصر، فحاصر دمشق، وضيّق على تاج الدّولة تتش، فلم يقدر عليها، فعاد إلى مصر. 4 (الفتنة بين السّنّة والشيعة) وفيها كانت فتنة كبيرة بين أهل الكرخ الشّيعة وبين السّنّة، وأحرقت أماكن واقتتلوا. 4 (الزلزلة بأرَّجان) وجاءت زلزلة مهولة بأرَّجان، مات خلق منها تحت الردّم. 4 (الريح والرعد والبرق ببغداد) وفيها كانت الرّيح السّوداء ببغداد، واشتدّ الرَّعد والبرق، وسقط رملٌ وتراب كالمطر، ووقعت عدّة صواعق، وظنّ النّاس أنّها القيامة، وبقيت ثلاث ساعات بعد العصر، نسأل الله السلامة. وقد سقت خبر هذه الكائنة في ترجمة الإمام أبي بكر الطُّرطوشيّ لأنّه شاهدها وأوردها في أماليه. وكان ثقة ورعاً، رحمه الله تعالى. (32/27)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 28 4 (احداث تسع وسبعين وأربعمائة)

4 (مقتل ابن قتلمش عند حلب) لمّا قتل شرف الدّولة نازل سليمان بن قتلمش حلب، وأرسل إلى نائبها ابن الحتيتيّ العبّاسيّ منه أن يسلِّمه إليه، فقدَّم تقدمةً، واستمهله إلى أن يكاتب السّلطان ملكشاه. وأرسل العبّاسيّ إلى صاحب تتش، وهو أخو السّلطان يحرّضه على المجيء ليتسلّم البلد. فسار تتش بجيشه، فقصده قبل أن يصل إليها سليمان، وكان مع تتش أرتق التُّركمانيّ جدّ أصحاب ماردين، وكان شجاعاً سعيداً، لم يحضر مصافّاً إلاّ وكان الظَّفر له. وقد كان فارق ابن جهير لأمرٍ بدا منه، ولحق بتاج الدّولة تتش، فأعطاه القدس. والتقى الجمعان، وبلى يومئذٍ أرتق بلاءً حسناً، وحرَّض العرب على القتال، فانهزم عسكر سليمان، وثبت سليمان بخواصّه إلى أن قتل، وقيل: بل أخرج سكّيناً عند الغلبة قتل بها نفسه. ونهب أصحاب تتش شيئاً كثيراً. ثمّ إنّه سار لأخذ حلب، فامتنعوا، فحاصرها وأخذها بمخامرةٍ جرت. 4 (دخول السلطان حلب) ) وأمّا السّلطان فإنّ البرد وصلت إليه بشغور حلب من ملكٍ، فساق بجيوشه من إصبهان، فقدمها في رجب، وهرب أخوه عنها ومعه أرتق. وكانت قلعة حلب عاصيةً مع سالم ابن أخي شرف الدّولة، فسلّمها إلى (32/28)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 29 السّلطان، وعوّضه عنها بقلعة جعبر، فبقيت في يده ويد أولاده إلى أن أخذها نور الدّين. 4 (إقرار الأمير نصر بن علي على شيزر) وأرسل الأمير نصر بن عليّ بن منقذ إلى السّلطان ملكشاه ببذل الطّاعة، وسلَّم إليه لاذقيه وكفر طاب وفامية، فترك قصده وأقرَّه على شيزر. ثمّ سلمَّ حلب إلى قسيم الدّولة أقسنقر، فعمّرها وأحسن السّيرة. 4 (افتقار ابن الحتيتي) وأمّا ابن الحتيتيّ فإنّ أهلها شكوه، فأخذه السّلطان معه، وتركه بديار بكر، فافتقر وقاسى. وأمّا ولده فقتلته الفرنج بأنطاكّية لمّا ملكوها. 4 (خبر وقعة الزّلاقة بالأندلس) وهو أنّ الأدفونش، لعنه الله، تمكّن وتمرَّد، وجمع الجيوش فأخذ طليطلة، فاستعان المسلمون بأمير المسلمين يوسف بن تاشفين صاحب سبتة (32/29)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 30 ومراكش، فبادر وعدَّى بجيوشه، واجتمع بالمعتمد بن عبّاد بإشبيلية، وتهيَّأ عسكرها وعسكر قرطبة، وأقبلت المطَّوَّعة من النّواحي. وسار جيش الإسلام حتّى أتوا الزّلاّقة، من عمل بطليوس، وأقبلت الفرنج، وتراءى الجمعان، فوقع الأدفونش على ابن عبّاد قبل أن يتواصل جيش ابن تاشفين، فثبت ابن عبّاد وأبلى بلاءً حسناً، وأشرف المسلمون على الهزيمة، فجاء ابن تاشفين عرضاُ، فوقع على خيام الفرنج، فنهبها وقتل من بها، فلم تتمالك النّصارى لمّا رأت ذلك أن انهزمت، فركب ابن عبّاد أقفيتهم، ولقيهم ابن تاشفين من بين أيديهم، ووضع فيهم السيف، فلم ينج منهم إلاّ القليل. ونجا الأدفونش في طائفة. وجمع المسلمون من رؤوس الفرنج كوماً كبيراً، وأذّنوا عليه، ثمّ أحرقوها لما جيفت. وكانت الوقعة يوم الجمعة في أوائل رمضان، وأصاب المعتمد بن عبّاد جراحات سليمة في وجهه. وكان العدو خمسين ألفاً، فيقال: لم يصل منهم إلى بلادهم ثلاثمائة نفس. وهذه ملحمة لم يعهد مثلها. وحاز المسلمون غنيمةً عظيمة.) 4 (استيلاء ابن تاشفين على غرناطة) وطابت الأندلس للملّثمين، فعمل ابن تاشفين على أخذها، فشرع أوّلاً، وقد سار في خدمته ملك غرناطة، فقبض عليه وأخذ بلده، واستولى على قصره بما حوى، فيقال إنّ في جملة ما أخذ أربعمائة حيّة جوهر، فقوَّمت كلّ واحدةٍ بمائة دينار. (32/30)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 31 4 (تلقيب ابن تاشفين بأمير المسلمين) ونقل ابن الأثير أنّ ابن تاشفين أرسل إلى المقتدي بالله العّباسّي يطلب أن يسلطنه، فبعث إليه الخلع والأعلام والتّقليد، ولقِّب بأمير المسلمين. 4 (دخول السلطان ملكشاه بغداد) ولمّا افتتح السّلطان ملكشاه حلب وغيرها رجع ودخل بغداد، وهو أوّل دخوله إليها، فنزل بدار المملكة ولعب بالكرة، وقدَّم تقادم للخليفة، ثمّ قدم بعده نظام الملك. ثمّ سار فزار قبور الصّالحين. وفيه يقول ابن زكرويه الواسطيّ: (زرت المشاهد زورةً مشهودةً .......... أرضت مضاجع من بها مدفون)

(فكأنّك الغيث استهلّ بتربها، .......... وكأنّها بك روضةٌ ومعينٌ) ثمّ خرج وتصيّد، وأمر بعمل منارة القرون من كثرة ما اصطاد من الغزلان وغيرها. ثمّ جلس له الخليفة ودخل إليه وأفرغ الخلع عليه. ولم يزل نظام الملك (32/31)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 32 قائماً يقدَّم أميراً أميراً إلى الخليفة، وكلما قدَّم أميراً قال: هذا العبد فلان، واقطاعه كذا وكذا، وعدّة رجاله وأجناده كذا وكذا إلى أن أتى على آخرهم. ثمّ خلع على نظام الملك. وكان يوماً مشهوداً. وجلس نظام الملك بمدرسته، وحدَّث بها، وأملى مجلساً. ثمّ سار السّلطان من بغداد إلى إصبهان في صفر من سنة ثمانين. 4 (الفتنة بين السنّة والشيعة) وفيها كانت فتنة هائلة بين السُّنّة والشّيعة، وكادت الشّيعة أن تملك، ثمّ حجز بينهم الدّولة. 4 (تدريس الدبّوسيّ بالنظامية) وفيها قدم الشّريف أبو القاسم عليّ بن أبي يعلى الحسينيّ الدّبّوسيّ بغداد في تجمُّل عظيم لم ير مثله لعالم، ورتّب مدرسّاً بالنّظاميّة بعد أبي سعد المتولّي.) 4 (زواج ابن صاحب الموصل وإقطاعه البلاد) وفيها زوّج السّلطان أخته زليخا بابن صاحب الموصل، وهو محمد بن شرف الدّولة مسلم بن قريش، وأقطعه الرحبة، وحرّان، والرَّقَّة، وسروج، والخابور. وتسلَّم هذه البلاد سوى حرّان، فإنّ محمد بن الشّاطر امتنع من تسليمها مدّة، ثمّ سلّمها. (32/32)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 33 4 (عزل ابن جهير عن ديار بكر) وفيها عزل فخر الدّولة بن جهير عن ديار بكر بالعميد أبي علي البلخيّ، بعثه السّلطان وجعله عاملاً عليها. 4 (الخطبة للمقتدي بالحرمين) وفيها أسقطت خطبة صاحب مصر المستنصر بالحرمين، وخطب لأمير المؤمنين المقتدي. 4 (إسقاط المكوس بالعراق) وفيها أسقط السّلطان المكوس والاجتيازات بالعراق. 4 (محاصرة قابس وسفاقس) وفيها حاصر تميم بن باديس قابس وسفاقس، وفرق عليهما جيوشه. (32/33)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 34 4 (احداث ثمانين وأربعمائة)

4 (عرس الخليفة المقتدي) في أوّلها عرس أمير المؤمنين على بنت السّلطان ملكشاه، عندما ذهب السّلطان للصّيد. فنقل جهازها إلى دار الخليفة، فيما نقل ابن الأثير، على مائةٍ وثلاثين جملاً مجلَّلة بالدّيباج الروميّ، وعلى أربعة وسبعين بغلاً مجلَّلة بألوان الدّيباج، وأجراسها وقلائدها الذَّهب، فكان على ستّة بغال اثنا عشر صندوقاً فيها الحليّ والمصاغ، وثلاثة وثلاثون فرشاً عليها مراكب الذَّهب مرصّعة بأنواع الجوهر والحليّ، ومهد كبير كثير الذّهب، وبين يدي الجهاز الأميران كوهرائين وبرسق. فأرسل الخليفة وزيره أبا شجاع إلى تركان خاتون، وبين يديه ثلاثمائة مركبيّة، ومثلها مشاعل، ولم يبق في الحريم دكّان إلاّ وقد أشعل فيها الشّمع. وأرسل الخليفة محفّة لم ير مثلها. وقال الوزير لتركان: يقول أمير المؤمنين: إنّ الله يأمركم أن تؤدُّوا الأمانات إلى أهلها، وقد أذن في نقل الوديعة إليه.) فأجابت، وحضر نظام الملك فمن دونه، وكلٌّ معهم الشّمع والمشاعل. وكان نساء الأمراء بين أيديهن الشّمع والمشاعل. ثمّ أقبلت الخاتون في محفّةٍ مجلَّلة بألوان الذَّهب والجواهر الكوشيّ، قد أحاط بالمحفّة مائتا جارية من الأتراك بالمراكب العجيبة، فسارت إلى دار الخلافة. وكانت ليلة مشهودة لم ير ببغداد مثلها. وعمل الخليفة من الغد سماطاً لأمراء السّلطان، يحكى أنّ فيه (32/34)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 35 أربعين ألف منّاً من السُّكّر، وخلع عليهم. وجاءه منها ولد في ذي القعدة سمّاه جعفراً. وجاء السّلطان في هذه السّنة من تركان خاتون ولده محمود الذّي ولي الملك. (32/35)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 36 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الثامنة والأربعون وفيات)

4 (وفيات سنة إحدى وسبعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحافظ أبي عمرو عثمان بن سعيد الدّاني.) المقريء أبو العبّاس. قرأ على أبيه، وأقرأ النّاس بالروايات. أخذ عنه: أبو القاسم بن مدير. توفي في ثامن رجب. 4 (أحمد بن عليّ بن محمد بن الفضل.) أبو الحسن بن أبي الفرج البغداديّ البشّاريّ، المعروف أيضاً بابن الوازع. شيخ معمّر، وجد ابن ماكولا سماعه من أبي الطّاهر المخلّص في جزء من الفتوح لسيف. فأفاده النّاس، وسمعوه منه. روى عنه: مكّيّ الرُّميليّ، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ. (32/36)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 37 توفّي في ربيع الأوّل وله سنة 94. 4 (أحمد بن محمد بن هبة الله.) أبو الحسين الدّمشقيّ الأكفانيّ والد الأمين أبي محمد. حدَّث عن: المسدَّد الأملوكيّ، وعبد الرحمن بن الطُّبيز. وعنه: ابنه.) مات في ربيع الأوّل. 4 (أتسز بن أواق الخوارزمي التّركي.) صاحب دمشق. قال ابن الأكفاني: غلت الأسعار في سنة حصار الملك أتسز بن الخوارزمي دمشق، وبلغت الغرارة أكثر من عشرين ديناراً. ثمّ ملك البلد صلحاً، ونزل دار الإمارة داخل باب الفراديس، وخطب لأمير المؤمنين المقتدي بالله عبد الله بن أبي العبّاس، وقطعت دعوة المصرييّن، وذلك في ذي القعدة سنة ثمانٍ وستّين. (32/37)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 38 وقال ابن عساكر: إنّه ولي دمشق بعد حصاره إيّاها دفعات، وأقام الدّعوة لبني العبّاس، وتغلّب على أكثر الشّام، وقصد مصر ليأخذها فلم يتمّ له ذلك. ثمّ وجّه المصريّون إلى الشّام عسكراً ثقيلاً في سنة إحدى وسبعين، فلمّا عجز عنهم راسل تتش بن ألب أرسلان يستنجد به. فقدم تتش دمشق، وغلب على دمشق، وقتل أتسز في ربيع الآخر، واستقام الأمر لتتش. وكان أتسز لمّا أخذ دمشق أنزل جنده في دور النّاس، واعتقل من الرُّؤساء جماعةّ وشمّسهم بمرج راهط حتّى افتدوا نفوسهم منه بمالٍ كثير، ونزح جماعة إلى طرابلس. وقتل بالقدس خلقاً كثيراً كما مرَّ في الحوادث إلى أن أراح النّاس منه. 4 (إبراهيم بن إسماعيل.) أبو سعد اليعقوبيّ. مات بمرو في شعبان. 4 (إبراهيم بن عليّ.) الشّيخ أبو إسحاق القبّانيّ. شيخ الصّوفيّة بدمشق. أقام بدمشق، وأقام بصور أربعين عاماً. وسمع بالرملة من شيخه أبي الحسين بن التّرجمان، وبصيدا من الحسن بن جميع. روى عنه: نصر المقدسيّ، وغيث الأرمنازيّ، وجماعة. (32/38)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 39 وكان صالحاً صدوقاً له معاملة.) 4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن أحمد بن عبد الله.) الفقيه أبو عليّ بن البنّا البغداديّ الحنبليّ، صاحب التّصانيف والتّخاريج. سمع من: هلال الحفّار، وأبي الفتح بن أبي الفوارس، وأبي الحسن بن رزقويه، وأبي الحسين بن بشران، وعبد الله بن يحيى السُّكَّريّ، وهذه الطبّقة فأكثر. روى عنه: أحمد بن ظفر المغازليّ، وأبو منصور عبد الرحمن القزّاز، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ، وجماعة، وولداه يحيى وأحمد، وأبو الحسين بن الفرّاء، وقاضي المرستان. وقرأ بالرّوايات على أبي الحسن الحمَّاميّ. (32/39)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 40 وعلّق الفقه والخلاف عن القاضي أبي يعلى قديماً. ودرّس في أيّامه، وله تصانيف في الفقه والأصول والحديث. وكان له حلقتان للفتوى وللوعظ وكان شديداً على المبتدعة، ناصراً للسُّنَّة. آخر من روى عنه بالإجازة الحافظ محمد بن ناصر. قال القفطيّ: كان من كبار الحنابلة. سأل فقال: هل ذكرني الخطيب في تاريخه مع الثّقات أو مع الكذّابين فقيل له: ما ذكرك أصلاً. فقال: ليته ذكرني ولو مع الكذّابين. قال القفطيّ: كان مشاراً إليه في القراءآت واللّغة والحديث. حكي عنه أنّه قال: صنّف خمسمائة مصنَّف. قال: إلاّ أنّه كان حنبليّ المعتقد، تكلّموا فيه بأنواع. توفّي في رجب. قلت: ما تكلَّم فيه إلاّ أهل الكلام لكونه كان لهجاً بمخالفتهم، كثير الذّمّ لهم، معنياً بأخبار الصِّفات. قرأ عليه جماعة. ولم يذكره الخطيب في تاريخه لأّنه أصغر منه، ولا ذكر أحداً من هذه الطّبقة إلاّ من مات قبله. وذكره ابن النّجّار فقال: كان يؤدَّب بني جردة. قرأ بالرّوايات على الحمّاميّ، وغيره. وكتب) بخطّه كثيراً. إلى أن قال: وتصانيفه تدلّ على قلّة فهمه، كان صحفيّاً قليل التّحصيل. روى الكثير، وأقرأ ودرّس، وأفتى، وشرح الإيضاح لأبي عليّ الفارسيّ. إذا (32/40)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 41 نظرت في كلامه بان لك سوء تصرُّفه. ورأيت له ترتيباً في غريب أبي عبيد قد خبط كثيراً وصحّف. حدَّث عنه: أولاده أحمد ومحمد ويحيى، وابن الحصين، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ، وأبو منصور القزّاز، وأحمد بن ظفر المغازليّ. قال شجاع الذُّهليّ: كان أحد القرّاء المجّودين، سمعنا منه قطعة من تصانيفه. وقال المؤتمن السّاجيّ: كان له رواء ومنظر، ما طاوعتني نفسي للسَّماع منه. وقال إسماعيل بن السَّمرقنديّ: كان واحدٌ من المحدّثين اسمه الحسن بن أحمد بن عبد الله الَّنيسابوريّ. سمع الكثير، فكان ابن البنّا يكشط بوريّ منه ويمدّ السّين، فتصير البنّا كذا قيل إنّه كان يفعل ذلك. (32/41)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 42 4 (الحسن بن عليّ بن محمد بن أحمد بن جعفر.) الحافظ أبو عليّ البلخيّ الوخشيّ، ووخش: من أعمال بلخ. رحّال حافظ كبير سمع بدمشق من: تمّام الرّازيّ، وعقيل بن عبدان. وببغداد من: أبي عمر بن مهديّ. (32/42)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 43 وبالبصرة من: أبي عمر الهاشميّ. وبمصر من: أبي محمد عبد الرحمن بن عمر بن النّحّاس. وبخراسان من أصحاب الأصمّ. قال أبو بكر الخطيب: علّقت عنه ببغداد، وإصبهان. وقال ابن السَّمعانيّ: كان حافظاً فاصلاً ثقة، حسن القراءة. رحل إلى العراق، والجبال، والشّام، والثّغور، ومصر. وذاكر الحفّاظ. وسمع ببلخ من أبي القاسم عليّ بن أحمد الخزاعيّ وبنيسابور من أبي زكريّا المزكّي، والحيريّ وببغداد من أبي مهديّ، وابن أبي الفوارس وبإصبهان من أبي نعيم.) روى لنا عنه: عمر بن محمد بن عليّ السَّرخسيّ، وعمر بن عليّ المحموديّ. روى عنه الخطيب في تصانيفه، وذكر الحافظ عبد العزيز النَّخشبيّ أنّه كان يتَّهم بالقدر. قال السَّمعانيّ: ولد سنة خمسٍ وثمانين وثلاثمائة. وتوفّي في خامس ربيع الآخر سنة إحدى وسبعين ببلخ. قلت: انتقى على أبي نعيم خمسة أجزاء مشهورة بالوخشيّات، وسمعنا جزءاً من حديثه رواه من حفظه. سئل عن إسماعيل بن محمد التَّيميّ فقال: حافظ كبير. قلت: روى عن الوخشيّ كتاب السُّنن لأبي داود: الحسن بن عليّ الحسينيّ البلخيّ، والّذي قيّد وفاته صاحبه عمر السَّرخسيّ. وقد حدَّث المحموديّ عنه في سنة ستًّ وأربعين وخمسمائة وقال: كنت قد راهقت لما (32/43)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 44 توفّي الوخشيّ وحضرت جنازته، فلمّا وضعوه في القبر، سمعنا صيحةً، فقيل إنّه لمّا وضع في القبر خرجت الحشرات من المقبرة وكان في طرفنا وادي، فانحدرت إليه الحشرات، فذهبت وأبصرت البيض الصِّغار، والعقارب، والخنافس، وهي منحدرة إلى الوادي بعينيَّ، والّناس ما كانوا يتعّرضون لها. قال ابن النّجّار: سمع ببلخ من عليّ بن أحمد الخزاعيّ، وبهمذان محمد بن أحمد بن مزدين، وبحلب، وبعكّا. وسمع منه نظام الملك ببلخ، وصدّره بمدرسته ببلخ. وقال: جعت بعسقلان أيّاماً حتّى عجزت عن الكتابة، ثمّ فتح الله. وقال فيه إسماعيل التيَّميّ: حافظ كبير. (32/44)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 45 4 (الحسين بن عقيل بن محمد بن عبد المنعم بن ريش الدّمشقيّ البزّار.) الشاعر. سمع: عبد الرحمن بن أبي نصر. روى عنه: الخطيب مع تقدُّمه، وأبو الحسن بن المسلّم الفقيه. 4 (حرف السين)

4 (سعد بن عليّ بن محمد بن عليّ بن حسين) (32/45)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 46 أبو القاسم الزَّنجانيّ، الحافظ الزّاهد) سمع: أبا عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف، وأبا عليّ الحسين بن ميمون الصّدفيّ بمصر وبغزّة عليّ بن سلامة، وبزنجان محمد بن أبي عبيد وبدمشق عبد الرحمن بن ياسر، وأبا الحسن الحبّان، وجماعة. روى عنه: أبو بكر الخطيب وهو أكبر منه، وأبو المظفّر منصور السَّمعانيّ الفقيه، ومكّيّ الرُّميليّ، وهبة الله بن فاخر، ومحمد بن طاهر المقدسيّ، وعبد المنعم القشيريّ، وآخرون. وجاور بمكّة زماناً، وصار شيخ الحرم. قال أبو الحسن محمد بن أبي طالب الفقيه الكرجيّ: سألت محمد بن طاهر عن أفضل من رأى، فقال: سعد الزَّنجانيّ، وعبد الله بن محمد الأنصاريّ، فسألته أيُّهما أفضل فقال: عبد الله كان متفنناً، وأمّا الزَّنجانيّ فكان أعرف بالحديث منه. وذلك أنّي كنت أقرأ على عبد الله فأترك شيئاً لأجرّبه، ففي بعضٍ يردّ، وفي بعض يسكت، والزَّنجانيُّ، كنت إذا تركت اسم رجلٍ يقول: تركت بين فلان وفلان اسم فلان. قال ابن السَّمعانيّ: صدق. كان سعد أعرف بحديثه لقلَّته، وعبد الله كان مكثراً. قال أبو سعد السَّمعانيّ: سمعت بعض مشايخي يقول: كان جدّك أبو المظفّر قد عزم على أن يقيم بمكّة ويجاور بها، صحبة الإمام سعد بن عليّ، فرأى ليلةً من اللّيالي والدته كأنّها قد كشفت رأسها وقالت له: يا بنيّ، بحقّي (32/46)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 47 عليك إلاّ ما رجعت إلى مرو، فإنّي لا أطيق فراقك. قال: فانتبهت مغموماً، وقلت أشاور الشّيخ سعد، فمضيت إليه وهو قاعد في الحرم، ولم أقدر من الزّحام أن أكلّمه، فلمّا تفرَّق النّاس وقام تبعته إلى داره، فالتفت إليّ وقال: يا أبا المظفَّر، العجوز تنتظرك. ودخل البيت. فعرفت أنّه تكلَّم على ضميري، فرجعت مع الحاجّ تلك السّنة. قال أبو سعد: كان أبو القاسم حافظاً، متقناً، ثقة، ورعاً، كثير العبادة، صاحب كرامات وآيات. وإذا خرج إلى الحرم يخلوا المطاف، ويقبّلون يده أكثر ممّا يقبّلون الحجر الأسود. وقال محمد بن طاهر: ما رأيت مثله، سمعت أبا إسحاق الحبّال يقول: لم يكن في الدّنيا مثل أبي القاسم سعد بن عليّ الزَّنجانيّ في الفضل. وكان يحضر معنا المجالس، ويقرأ الخطأ بين يديه، فلا يردّ على أحدٍ شيئاً، إلاّ أن يسأل فيجيب. قال ابن طاهر: وسمعت الفقيه هيّاج بن عبيد إمام الحرم ومفتيه يقول: يومٌ لا أرى فيه سعد بن) عليّ لا أعتدّ أنّي عملت خيراً. وكان هيّاج يعتمر ثلاث مرّات. وسيأتي ذكره. قال ابن طاهر: كان الشّيخ سعد لمّا عزم على المجاورة عزم على نيِّفٍ وعشرين عزيمة أنّه يلزمها نفسه من المجاهدات والعبادات. ومات بعد أربعين (32/47)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 48 سنة ولم يخلّ منها بعزيمةٍ واحدة. وكان يملي بمكّة، ولم يكن يملي بها حين تولّى مكّة المصريّون، وإنمّا كان يملي سرّاً في بيته. وقال ابن طاهر: دخلت على الشّيخ أبي القاسم سعد وأنا ضيّق الصَّدر من رجلٍ من أهل شيراز لا أذكره، فأخذت يده فقبَّلتها، فقال لي ابتداءً من غير أن أعلمه بما أنا فيه: يا أبا الفضل، لا تضيِّق صدرك، عندنا في بلاد العجم مثل يضرب، يقال: بخل أهوازيّ، وحماقة شيرازيّ، وكثرة كلام رازيّ. ودخلت عليه في أوّل سنة سبعين لمّا عزمت على الخروج إلى العراق حتّى أودّعه، ولم يكن عنده خبر من خروجي. فلمّا دخلت عليه قال. أراحلون فنبكي، أم مقيمونا فقلت: ما أمر الشّيخ لا نتعدّاه. فقال: على أيَّ شيءٍ عزمت قلت: على الخروج إلى العراق لألحق مشايخ خراسان. فقال: تدخل خراسان، وتبقى بها، وتفوتك مصر، ويبقى في قلبك. فاخرج إلى مصر، ثمّ منها إلى العراق وخراسان، فإنه لا يفوتك شيء. ففعلت، وكان في ذلك البركة. سمعت سعد بن عليّ وجرى بين يديه ذكر الصّحيح الّذي خرَّجه أبو ذرّ الهرويّ فقال: فيه عن أبي مسلم الكاتب، وليس من شرط الصّحيح. قال أبو القاسم ثابت بن أحمد البغداديّ: رأيت أبا القاسم الزَّنجانيّ في (32/48)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 49 المنام يقول لي مرةً بعد أخرى: إنّ الله بنى لأهل الحديث بكّل مجلسٍ يجلسونه بيتاً في الجنّة. ولد سعد في حدود سنة ثمانين وثلاثمائة، أو قبلها. وتوفّي في سنة إحدى وسبعين، أو في أواخر سنة سبعين بمكّة. وله قصيدة مشهورة في السُّنّة. وقد سئل عنه إسماعيل الطّلحيّ فقال: إمامٌ كبيرٌ عارفٌ بالسُّنَّة. 4 (سلمان بن الحسن بن عبد الله) ) أبو نصر، صاحب ابن الذّهبيّة البغداديّ. رجل صالح معمَّر. (32/49)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 50 روى عن: أبي الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد صاحب الصفّار. روى عنه: محمد بن عبد الباقي الأنصاريّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ وقال: عاش أكثر من مائة سنة. مات أبو نصر في رجب. 4 (سهل بن عمر بن محمد بن الحسين.) أبو عمر بن المؤَّيد أبي المعالي البسطاميّ ثمّ النيَّسابوريّ. من بيت الإمامة والحشمة، وهو ختن عمّه الموفّق بابنته. روى عن: أبي الفضل عمر بن إبراهيم الهرويّ، وأصحاب الأصمّ. توفّي في شوّال. 4 (حرف الطاء)

4 (طاهر بن محمد شاه فور.) أبو المظفّر الطٌّ وسيّ. مات بطوس في شوّال. يروي عن: ابن محمش الزّياديّ، وغيره. وعنه: زاهر الشّحّاميّ. (32/50)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 51 وكان إماماً مفسِّراً أصوليّاً. وسمّاه عبد الغافر. شاهفور. 4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن سبعون بن يحيى) أبو محمد المسلّميّ القيروانيّ. محدَّث عارف. سكن بغداد ونقل بخطّه الكثير، وقرأ بنفسه. سمع: أبا القاسم عبد العزيز الأزجيّ وأبا طالب بن غيلان، وجماعة. وبمكّة: أبا نصر السِّجزيّ، وأبا الحسن بن صخر.) وبمصر: عليّ بن منير. روى عنه: أبو القاسم السَّمرقنديّ، وأبو الحسن بن عبد السّلام. توفّي في رمضان. 4 (عبد الباقي بن محمد بن غالب.) (32/51)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 52 أبو منصور بن العطّار الأزجيّ وكيل أميري المؤمنين: القائم، والمقتدي. قال السّمعانيّ: كان حسن السِّيرة، جميل الأمر، صحيح السّماع. سمع: أبا طاهر المخلّص، وأحمد بن محمد بن الجنديّ. روى عنه: يوسف بن أيّوب الهمذانيّ، وعبد المنعم القشيريّ، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي، وآخرون. قلت: كان قليل الرّواية، رئيساً. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً. قال لي: ولدت سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. توفّي ابن العطّار في ربيع الآخر. 4 (عبد الحميد بن الحسن بن محمد.) أبو الفرج الهمذانيّ الدّلاّل الفقاعيّ. روى عن: أبي بكر بن لال، وعبد الرحمن الإمام، وعبد الرحمن المؤَّدب الهمذانيّين. قال شيرويه: سمعت منه وليس التّحديث من شأنه. وسماعه مع أخيه عليّ. ولد سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة. وتوفّي في ثامن عشر ذي القعدة. (32/52)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 53 4 (عبد الرحمن بن عليّ بن عبد الله بن منصور الطَّبريّ) قال السَّمعانيّّ: أبو القاسم بن الزُّجاجي كان ينزل باب الطّاق من بغداد، وكان خيرّاً ثقة صدوقاً. سمع من: أبي أحمد الفرضيّ، وثنا عنه أبو بكر الأنصاريّ، وأبو محمد بن الطّرّاح، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي. توفّي في ربيع الأوّل. 4 (عبد الرحمن بن علوان بن عقيل.) أبو القاسم الشّيبانيّ البغداديّ، أخو عبد الواحد.) سمع من: عبد القاهر بن عترة. روى عنه: قاضي المرستان ووثَّقه أبو الفضل بن خيرون. 4 (عبد العزيز بن عليّ بن أحمد بن الحسين الأنماطي.) أبو القاسم ابن بنت السُّكّريّ العتّابيّ. من محلّة العتّابين ببغداد. (32/53)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 54 قال الخطيب: حدَّث عن أبي طاهر المخلِّص. كتبت عنه، وكان سماعه صحيحاً. قلت: روى عنه: أبو بكر الأنصاريّ، وعبد الوهّاب الأنماطّي، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ. وقال عبد الوهّاب الأنماطيّ: هو ثقة. ولد أبو القاسم في سنة ثمانٍ وثمانين وثلاثمائة، ومات في رجب. وآخر من حدَّث عنه أحمد بن الطّلاّيه. قرأت على أحمد بن إسحاق: أنا المبارك بن أبي الجود، أنا أحمد بن أبي غالب الزّاهد، أنا عبد العزيز بن عليّ سنة ثمانٍ وستّين وأربعمائة: أنا محمد بن عبد الرحمن الذّهبيّ، ثنا عبد الله بن أبي داود، ثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن أبي فديك: أخبرني ابن أبي ذئب، عن شرحبيل، عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لأن يتصدَّق الرجل في حياته بدرهمٍ خيرٌ من أن يتصدَّق بمائة دينارٍ عند موته. 4 (عبد القاهر بن عبد الرحمن.) (32/54)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 55 أبو بكر الجرجانيّ النَّحويّ المشهور. أخذ النَّحو بجرجان عن: أبي الحسين محمد بن الحسن الفارسيّ ابن أخت الشّيخ أبي عليّ الفارسيّ. وعنه أخذ عليّ بن أبي زيد الفصيحيّ. وكان من كبار أئمّة العربيّة. صنَّفَّ كتاب المغني في شرح الإيضاح في نحوٍ من ثلاثين مجلَّداً، وكتاب المقتصد في شرح الإيضاح أيضاً، ثلاث مجلّدات، وكتاب إعجاز القرآن الكبير، وكتاب إعجاز القرآن الصّغير، وكتاب العوامل المائة، وكتاب المفتاح، وكتاب شرح الفاتحة في مجلَّد، وكتاب العمد في التصريف، وكتاب الجمل وهو مشهور. وله كتاب التّلخيص في شرح هذا الجمل. وكان شافعيَّ المذهب، متكلّماً على طريقة الأشعريّ، مع دين وسكون.) وقد ذكره السَّلفيّ في معجمه فقال: كان ورعاً قانعاً، دخل عليه لصٌ وهو (32/55)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 56 في الصّلاة فأخذ ما وجد، وعبد القاهر ينظر، فلم يقطع صلاته. سمعت أبا محمد الأبيورديّ يقول: ما مقلت عينيّ لغويّاً مثله. وأمّا في النّحو فعبد القاهر. وله نظمٌ، فمنه: (كبِّر على العقل لا ترمه .......... ومل إلى الجهل ميل هائم)

(وعش حماراً تعش سعيداً .......... فالسَّعد في طالع البهائم) توفّي عبد القاهر، رحمه الله سنة إحدى وسبعين، وقيل: سنة أربعٍ وسبعين، فالله أعلم. 4 (عليّ بن أحمد بن عليّ.) أبو القاسم السّمسار الإصبهانيّ. مات في ربيع الأوّل. (32/56)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 57 4 (عليّ بن محمد بن أحمد بن حمدان بن عبد المؤمن.) أبو الحسن الميدانيّ، ميدان زياد الّذي على باب نيسابور. سكن همذان. روى عن: محمد بن يحيى العاصميّ، وأبي حفص بن مسرور. ورحل فسمع من: عبد الملك بن بشران، وبشر الفاتنيّ، وطائفة كبيرة. قال شيرويه: سمعت منه. وكان ثقة، صدوقاً، معنيَّاً بها الشّأن، متقناً، اهداً، صامتاً، لم تر عيناي مثله. وسمعت أحمد بن عمر الفقيه يقول: لم ير أبو الحسن الميدانيّ مثل نفسه. قال شيرويه: ازدحموا على جنازته، وأطنبوا في وصفه وفضله. توفّي يوم الجمعة ثامن عشرة صفر. قلت: روى عنه هبة الله بن الفرج. 4 (عليّ بن محمد بن عليّ بن هارون.) أبو القاسم التَّيميّ الكوفيّابن الإدلابيّ النَّيسابوريّ. حدَّث عن: أبي بكر بن المزكّيّ، وعبد الرحمن بن محمد السّرّاج، وأبي بكر الحيريّ، وابن نظيف المصريّ، وعبد الملك بن بشران.) وحدَّث ببغداد بمسند الشّافعيّ. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وأبو البركات بن أبي سعد، ومحمد بن طلحة الرّازيّ. وكان ثقة. مات في ربيع الأوّل سنة إحدى وسبعين. (32/57)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 58 4 (عمر بن عبد الملك بن عمر بن خلف.) أبو القاسم بن الرّزّاز. أحد عدول بغداد وفقهائها. سمع: أبا الحسن بن رزقويه، وأبا القاسم الحرفيّ، وابن شاذان. روى عنه: ابن السَّمرقنديّ. توفّي في رجب. 4 (عمر بن عبد الله بن عمر.) أبو الفضل بن البقّال البغداديّ الأزجيّ المقريء. قرأ القرآن على أبي الحسن الحمّاميّ. وسمع: أبا أحمد بن ابي مسلم الفرضيّ. وختم عليه خلق. وكان ورده كلَّ يومٍ ختمة. روى عنه: أبو بكر الأنصاريّ، وأبو القاسم بن السَّمرقنديّ، وأحمد بن عمر الغازي. (32/58)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 59 وكان مولده سنة 395. 4 (حرف الفاء)

4 (الفضيل بن يحيى بن الفضيل.) أبو عاصم الفضيليّ الهرويّ، الفقيه. راوي المائة وغيرها. عن: عبد الرحمن بن أبي شريح، وأقرانه. ذكره أبو سعد السَّمعانيّ، فقال: كان فقيهاً، مزكِّياً، صدوقاً، ثقة. عمِّر حتّى حمل عنه الكثير. روى عنه: أبو الوقت.) وكان مولده في سنة ثلاثٍ وثمانين وثلاثمائة، وتوفّي في جمادى الأولى. روى عن: أبي عليّ منصور بن عبد الله الخالديّ، وأبي الحسين بن بشران. وقدم بغداد. وروى عنه: عبد السّلام بكبرة، ومحمد بن الحسين العلويّ. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن عبد الله بن أبي توبة) أبو بكر الكشميهنيّ. (32/59)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 60 توفّي بمرّو، وكان واعظاً فقيهاً. تفقَّه على أبي بكر القفّال، وسمع من جماعة. 4 (محمد بن عبد الواحد بن عبد الله.) أبو بكر المستعمل السِّمسار. سمع: البرقانيّ، وأبا عليّ بن شاذان. روى عنه: عبد الله، وإسماعيل ابنا السَّمرقنديّ. 4 (محمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن عليّ بن مزدين.) أبو الفضل القومسانيّ، ثمّ الهمذانيّ، ويعرف بابن زيرك. قال شيرويه: هو شيخ عصره ووحيد وقته في فنون العلم، روى عن: أبيه، وعمّه أبي منصور محمد، وخاله أبي سعد عبد الغفّار، وابن جانجان، وعليّ بن أحمد بن عبدان، ويوسف بن كجّ، والحسين بن فنجويه الثّقفيّ، وعبد الله بن الأفشين، وجماعة. وروى بالإجازة عن أبي عبد الرحمن السُّلميّ، وأبي الحسن بن رزقويه. وسمعت منه عامّة ما مرَّ له. وكان صدوقاً ثقة، له شأن وحشمة. وله يد في التّفسير، حسن العبارة والخطّ، فقيهاً، أديباً، متعبّداً. توفّي في سلخ ربيع الآخر. وقبره يزار ويتبرَّك به. وسمعته يقول: ولدت سنة تسعٍ وتسعين وثلاثمائة. قال شيرويه: سمعت عبد الله بن مكّيّ: سمعت أبا الفضل القومسانّي يقول (32/60)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 61 في مرضه: رأيت رجلاً دفع إليَّ كتاباً، فأخذته، فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى محمد بن عثمان القومسانيّ، سلامٌ عليكم.) وسمعت إبراهيم بن محمد القزّاز الشّيخ الصالح يقول: رأيت ابن عبدان ليلة مات أبو الفضل القومسانيّ، فأخذ بيدي ساعةً، ثمّ قرأ أو لم يروا أنَّا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها يريد موته. سمعت أبا الفضل القومسانيّ يقول: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه كان يقول: اللّهم أمتعني بسمعي وبصري، واجعلهما الوارث منّي. معناه مشكلٌ، فإنّ العلماء قالوا: كيف يكون سمعه وبصره يرثانه بعده دون سائر أعضائه فتأوّلوه أنّه أراد بذلك الدّعاء لأبي بكر وعمر، بدليل قوله: إنّي لا غنى بي عنهما، فإنّهما من الدّين بمنزلة السَّمع والبصر من الرّأس. فكأنّه دعا بأن يمتّع بهما في حياته، وأن برثاه خلافة النُّبوَّة بعد وفاته. ولا يجد العلماء لهذا الحديث وجهاً ولا تأويلاً غير هذا. (32/61)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 62 فرأيت أبا هريرة في النّوم، وكنت مارّاً في مقبرة سراكسلهر فقال لي: أتعرفني فقلت: لا. قال: أنا أبو هريرة. أصبت ما قلت، أنا رويت هذا الحديث وكذا أراد به النبي صلى الله عليه وسلم ما فسّرت. سمعت أبا الفضل يقول: مرضت حتّى غلب على ظنّي أنّي سأموت، فاشتدّ الأمر وعندي أبي وعمر خادم لنا، فكان أبي يقول: يا بنيّ أكثر من ذكر الله. فأشهدته وعمر على نفسي، أنّي على دين الإسلام، وعلى السُّنّة. فرأيت وأنا على تلك الحال كأنّ هيبةً دخلت قلبي، فنظرت فإذا أنا برجلٍ يأتي من جهة القبلة، ذو هيبة وجمال، كأنّه يسبح في الهواء، فازددت له هيبةً. فلمّا قرب منّي قال لي: قل. قلت: نعم. وهبته أن أقول له: ماذا أقول. وكرَّر علي وقال: قل. قلت: نعم، أقول. فقال: قل الإيمان يزيد وينقص، والقرآن كلام الله غير مخلوق بجميع جهاته، وأنّ الله تعالى يرى في الآخرة، وقل بفضل الصّحابة، فإنّهم خيرٌ من الملائكة بعد الأنبياء. قلت: لست أطيق أن أقول ذلك من الهيبة. فقال: قل معي. فأعاد الكلام فقلتها معه، فتبسَّم وقال: أنا أشهد لك عند العرش. فلمّا تبسَّم سكن قلبي، وذهبت عنّي الهيبة، فأردت أن أسأله هل أنا ميت فكأنّه عرف فقال: أنا) لا أدري. أو قال: من أين أدري فقلت في نفسي: هذا ملك. وعوفيت من المرض. وسمعته يقول: أصابني وجعٌ شديد، فرأيت في المنام كأنّ قائلاً يقول لي: أقرأ على وجعك الآيات الّتي فيها اسم الله الأعظم. فقلت: ما هي؟ (32/62)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 63 قال: بديع السَّموات والأرض إلى قوله اللَّطيف الخبير فقرأته فعوفيت. وسمعته يقول: أتاني رجلٌ من خراسان فقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني في منامي وأنا في مسجد المدينة، فقال لي: إذا أتيت همذان فاقرأ على أبي الفضل بن زيرك منّي السَّلام. قلت: يا رسول الله، لماذا قال: لأنّه يصلّي عليَّ في كلّ يومٍ مائة مرّة. وقال: أسألك أن تعلّمنيها. فقلت: إنّي أقول كلّ يوم مائة مرّة أو أكثر: اللّهمَّ صلَّ على محمد النّبيّ الأمّيّ، وعلى آل محمد، جزى الله محمداً، صلى الله عليه وسلم، عنّا ما هو أهله. فأخذها عنّي، وحلف لي: وإنّي ما كنت عرفتك ولا اسمك حتّى عرَّفك لي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فعرضت عليه برّاً لأنّي ظننته متزيِّداً في قوله، فما قبل منّي وقال: ما كنت لأبيع رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرضٍ من الدّنيا. ومضى فما رأيته بعد ذلك. 4 (محمد بن عليّ بن محمد بن يحيى بن المهديّ بالله.) الهاشميّ العبّاسيّ البغداديّ الشّاعر. ويعرف بابن الحندقوقيّ. سمع: أبا الحسن بن رزقويه، وأبا الحسين القطّان. وسمع بالبصرة من القاضي أبي عمر الهاشميّ. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ. توفّي في ذي الحجّة، وهو في عشر الثمانين. (32/63)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 64 4 (محمد بن عمر.) ) أبو طاهر الإصبهانيّ، النّقّاش. 4 (محمد بن أبي عمران موسى بن عبد الله.) أبو الخير المروزيّ الصّفار. آخر من روى صحيح البخاريّ في الدّنيا بعلوٍّ. رواه عن أبي الهيثم الكشميهنيّ. قال ابن طاهر المقدسيّ: ظهر سماعه على الأصل بالصّحيح، فقريء عليه. ثمّ استحضره الوزير نظام الملك، وسمعوا منه. فسقط يوماً عن دابّته، وحمل إلى بيته فمات. قلت: روى عنه: أبو بكر محمد بن إسماعيل المروزيّ الخراجيّ، والحافظ أبو جعفر محمد بن أبي عليّ الهمذانيّ، وأبو الفتح محمد بن عبد الرحمن الكشميهنيّ الخطيب، وهو آخر أصحابه. قال الحافظ ابن طاهر: سمعت عبد الله بن أحمد السَّمرقنديّ يقول: لم يصحّ لهذا الرجل، أبي الخير بن أبي عمران، من الكشميهنيّ سماع، وإنمّا وافق الاسم الاسم، وكان هذا آخرمن روى الكتاب بمرو. حمل إلى الوزير نظام الملك ليقرأ عليه، فقريء عليه بعضه، وطرحته البغلة فمات، ولم يتمّ. وقد رأيت أهل مرو يحكون: إذا قيل إنّ أبا الخير بن أبي عمران سمع من أبي الهيثم، ويشيرون إلى أنّ هذا غير ذلك. (32/64)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 65 وقال أبو سعد السَّمعانيّ: كان صالحاً سديد السِّيرة. حدَّث بالبخاريّ، وحدَّث ببعض الجامع للترمذيّ، عن أحمد بن محمد بن سراج الطّحّان. وعمّر، وصار شيخ عصره. تكلَّم بعضهم في سماعه، وليس بشيء. أنا رأيت سماعه في القدر الموجود من أصل أبي الهيثم، وأثنى عليه والدي. وقال الأمير ابن ماكولا: سألت أبا الخير عن مولده، فقال: كان لي وقت ما سمعت الصّحيح عشر سنين. وسمع في سنة، وتوفّي في رمضان. 4 (محمد بن المهديّ.) وهو محمد بن عبد العزيز بن العبّاس ابن المهديّ الهاشميّ البغداديّ، والد أبي عليّ محمد. روى عن: أبي عمر الهاشميّ البصريّ.) وعنه: ابنه. 4 (مهديُّ بن نصر.) أبو الحسن الهمذانيّ الفقيه المشظّيّ. روى عن: نافع القاضي، وطاهر الإمام. قال شيرويه: صدوق، سمعت منه. (32/65)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 66 4 (حرف الهاء)

4 (هبة الله بن حسين بن المهلَّب البزّاز.) أبو محمد. بغداديّ. سمع: أبا عمر بن مهديّ، وأبا الحسين بن بشران، وابن رزقويه، وغيرهم. روى عنه: أبو القاسم بن السَّمرقنديّ، وأبو بكر القاضي، وأبو نصر الغازي. قال ابن خيرون: كان سماعه صحيحاً. قال السّمعانيّ: كان من ملاح البغدادييّن ممّن يشار إليه في الدعابة والولع. مات في ربيع الآخر. (32/66)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 67 4 (وفيات سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحسن بن محمد.) أبو العبّاس القاريء مسكويه. مات في جمادى الآخرة. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد.) أبو ذرّ الإسكاف. حدَّث بإصبهان عن: أبي سعيد محمد بن موسى الصَّيرفيّ. روى عنه: سعيد بن أبي الرجاء. 4 (أحمد بن محمد بن عثمان.) الأستاذ أبو عمر البشخوانيّ.) شيخ الصُّوفيّة. كان مولده في سنة أربعمائة، وهو من ذرّية الحسن بن سفيان النَّسويّ. وبشخوان: من قرى نسا. ولي الخطابة ونيابة القضاء، ثمّ ترك ذلك وتجرَّد، وحجّ ورجع، فخدم أبا (32/67)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 68 سعيد الميهنيّ، وأبا القاسم القشيريّ، وظهرت عليه أحوال الطّريقة، وصار من أصحاب الكرامات، وسمع من شيخ الإسلام أبي عثمان الصابونيّ، وبنى بقربته الخانقاه، وصار شيخ تلك النّاحية. أضرّ في آخر عمره. وذكره السِّمعانيّ. 4 (حرف التاء) تبّع. تقدَّم في السّنة الماضية في تقريبها. 4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن إسماعيل بن صاعد بن محمد.) قاضي القضاة أبو عليّ الحنفيّ النيَّسابوريّ. سمع الكثير من: أبي يعلى حمزة، وعبد الله بن يوسف، وأبي الحسن بن عبدان. توفّي في جمادى الأولى. 4 (الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن) العبّاس بن جعفر بن أبي جعفر المنصور العبّاسيّ. أبو عليّ المكّيّ الشّافعيّ الحنّاط. (32/68)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 69 شيخ ثقة، كان يبيع الحنطة. روى عن: أحمد بن إبراهيم بن فراس، وعبيد الله بن أحمد السَّقطيّ. وغيرهما. روى عنه: أبو المظفّر منصور السَّمعانيّ، وعبد النعم بن القشيريّ، ومحمد بن طاهر، وأحمد بن محمد العبّاسيّ المكّيّ، وطائفة من حجّاج المغاربة، وغيرهم. قيل إنّه توفّي في شهر ذي القعدة وكان أسند من بقي بالحجاز. وثقّه ابن السَّمعانيّ في الأنساب.) وقال محمد بن محمد بن يوسف الفاشانيّ: كنت أقرأ على هبة الله بن عبد الوارث الشّيرازيّ فقال: قرأت على أبي عليّ الشّافعيّ بمكّة: (ألا ليت شعري هل أبيتنَّ ليلةّ .......... بفخًّ) قال هبة الله: فقرأته بالتّصحيف بفجّ. فقال أبو عليّ، وأخرجني إلى ظاهر مكّة، وأتى بي إلى موضعٍ فقال: يا بنّي، هذا هو الفخّ، بالخاء المعجمة، وهو الموضع الّذي تمنّى بلال أن يكون به. وقد سأل ابن السّمعانيّ إسماعيل بن محمد الحافظ، عن أبي عليّ المذكور فقال: عدلٌ ثقة، كثير السّماع. (32/69)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 70 4 (الحسين بن عليّ بن أبي شريك الحاسب.) كان آيةً في الهندسة والحساب، ولم يكن بذاك. سمع: عبد الودود بن عبد المتكبِّر. روى عنه: أبو القاسم هبة الله الحاسب. 4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن أحمد بن عبيد الله بن عثمان.) أبو محمد بن أبي الخير البغداديّ. السكِّريّ صاحب الزّاهد عبد الصّمد. كان أميناً مطبوعاً، صحيح الأصول. سمع: أبا أحمد الفرضيّ، ومحمد بن بكران الرّازيّ. روى عنه: أبو نصر الغازي بإصبهان، ويحيى بن الطّرّاح، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ. وكان يعرف بابن المّطوِّعة. 4 (عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن جحّاف.) أبو المطرِّف المعافريّ، الفقيه البلنسيّ. قاضي بلنسية. روى عن: خلف بن هانيء الطُّرطوشيّ. روى عنه: أبو بحر سفيان بن العاص الأسديّ، وأبو اللَّيث السَّمرقنديّ. وسمع خلف من أحمد بن الفضل الدَّينوريّ.) (32/70)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 71 4 (عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن عبّاس.) أبو محمد القرطبيّ المقريء. قرأ على: مكّيّ بن أبي طالب بالروايات. وسمع من: حاتم بن محمد، وأبي عبد الله محمد بن عتّاب. قال ابن بشكوال: كان مع جلَّة المقرئين، وخيارهم. عارفاً بالقراءآت، ضابطاً لها، مجوَّداً، مع الدّين والعفاف. أنبا عنه جماعة. وتوفّي رحمه الله في ذي الحجّة. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن مسلم.) أبو سعيد الأبهريّ المالكيّ. سمع بمصر من: عليّ بن منير، وعبد الله بن الوليد الأندلسيّ. وحدَّث بدمشق. روى عنه: نصر المقدسيّ، وهبة الله بن الأكفانيّ، ونصر الله المصِّيصيّ وآخرون. 4 (عبد الملك بن الحسين بن خيران.) أبو نصر الدّلاّل. سمع: أبا بكر بن الإسكاف. (32/71)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 72 مات في جمادى الأولى. 4 (عليّ بن عبد الرحمن بن محمد.) أبو القاسم المحميّ. شيخ رئيس من بيت الرواية والتَّزكية. سمع: ابن محمش، وأبا بكر الحيريّ، وجماعة. مولده سنة أربعمائة. روى عنه: إسماعيل بن عبد الرحمن العصائديّ، وغيره. 4 (عليّ بن أبي القاسم بن عبد الله بن عليّ.) أبو الحسن السَّرقسطيّ، نزيل طليطلة.) حجّ، وأخذ عن أبي ذرّ الهرويّ، وأبي الحسن بن صخر، والقاضي عبد الوهّاب المالكيّ، وجماعة. وكان رجلاً صالحاً، فاضلاً، لم تكن له خبرة بالإسناد. وفي كتبه تخليط كثير. توفّي في ربيع الأوّل، وكانت له جنازة مشهودة بقرطبة. (32/72)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 73 4 (حرف الفاء)

4 (الفضل بن عبد الله بن محمد بن المحبّ.) قال عبد الغافر: توفّي في المحرَّم سنة اثنتين. وقال غيره: توفّي في سنة ثلاثٍ وسبعين وهو هناك. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن حسّان بن محمد) أبو بكر الملقاباذيّ النيَّسابوريّ. سمع مسند أبي عوانة من أبي نعيم، وحدَّث به. وكان من كبار الفقهاء. روى عنه: وجيه الشّحّاميّ، وعبيد الله بن جامع الفارسيّ، وأحمد بن سهل المطرَّزيّ، وآخرون من آخرهم وفاةً أبو طالب محمد بن عبد الرحمن الحنزبارانيّ. قال أبو سعد: محمد بن أبي الوليد حسّان بن محمد بن القاسم فقيه، ثقة، عدل مشتغل بنفسه، غير دخّال في الأمور، أدرك الأسانيد العالية. سمع: أبا الحسن العلويّ، وعبد الله بن يوسف، وابن محمش. (32/73)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 74 وروى عنه جدّي أبو المظفّر في الأحاديث الألف. ولد في المحرَّم سنة أربعٍ وتسعين وثلاثمائة. ومات بنيسابور في ذي القعدة سنة اثنتين. 4 (محمد بن الحسن بن محمد بن الأنماطيّ الخزاعيّ الكوفيّ.) أبو عبد الله. سمع: أبا عبد الله بن محمد بن عبد الله الجعفيّ القاضي، وغيره. وعنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ. ولد سنة أربعمائة.) ومات في شوّال. 4 (محمد بن الحسين بن أحمد بن إبراهيم بن دينار بن يزدانيار.) أبو جعفر السَّعيديّ الهمذانيّ الصُّوفيّ. ويعرف بالقاضي. روى عن: يوسف بن أحمد بن كجّ، وأبي عبد الله بن فنجويه، ومحمد بن أحمد بن حمدويه الطُّوسيّ، وعبد الرحمن بن الإمام، وأحمد بن الحسن الإمام، وأحمد بن عمر حموش، ونصر بن الحارث، وجماعة كبيرة. قال شيرويه: سمعت منه، وكان ثقة صدوقاً فقيراً. وكان أصمّ، وكنت إذا دخلت بيته ضاق لما أرى من حاله. توفّي في جمادى الأولى. وكان مولده في سنة ثمانين وثلاثمائة. 4 (محمد بن أبي مسعود عبد العزيز بن محمد.) أبو عبد الله الفارسيّ الهرويّ. راوي جزء أبي الجهم، ونسخة مصعب الزُّبيريّ، وأجزاء ابن صاعد السّتّة، وغير ذلك عن عبد الرحمن بن أبي شريح. (32/74)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 75 روى عنه: محمد بن طاهر المقدسيّ، وعبد السّلام بن أحمد بن بكبرة وأبو الفتح محمد بن عليّ المضريّ، وأبو الوقت عبد الأوّل، وأهل هراة. ورحل ابن طاهر إليه بالقصد إلى هراة، فحكى أنّه منع من الدّخول، فتنازل إلى أن يدخل ويقرأ عليه حديثاً واحداً، فأذن له. فلّما دخل عليه قرأ عليه الحديث الّذي في ذكر خيبر، وقد رواه البخاريّ بواسطة ثلاثة بينه وبين مالك، والشّيخ يروي هذا الحديث بواسطة ثلاثة كالبخاريّ، فقال لابن طاهر: لم اخترت هذا الحديث فوصف له علوّه فيه. فقال: اقرأ باقي الجزء ولازمه حتّى أكثر عنه. توفيّ في شوّال. 4 (محمد بن عبد العزيز بن محمد.) أبويعلى بن المناطقيّ البغداديّ الدّلاّل في الملك. سمع: ابن رزقويه، وأبا الحسين بن بشران. وعنه: أحمد بن المجلّيّ، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ.) ومات في رمضان. (32/75)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 76 4 (محمد بن عليّ بن محمود بن إبراهيم بن ماخرة.) أبو بكر الزَّوزنيّ الصُّوفيّ. ولد الشّيخ أبي الحسن. سمع: أبا الحسن بن مخلد، وأبا القاسم الخرقيّ. روى عنه: أبو عليّ البردانيّ، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ. ومات رحمه الله في ذي القعدة عن ستّين سنة. 4 (محمد بن قاسم بن هلال التِّنِّيسيّ.) الطلُّليطليّ، الفقيه. حدَّث عن: أبيه، وأبي عمر الطَّلمنكيّ. توفّي في جمادى الآخرة. 4 (محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز.) أبو منصور العكبريّ الإخباريّ الندّيم، فارسيّ الأصل. (32/76)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 77 كان راويةً للأخبار والحكايات، مليح النّادرة، حادّ الخاطر، طيّب العشرة، من أولاد المحدّثين. ولد سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة. وسمع بالكوفة من: محمد بن عبد الله الجعفيّ، وببغداد من: هلال الحفّار، وابن رزقويه، وأبي الحسن بن بشران. روى عنه: عبد الله النحَّويّ، والحسين سبط الخيّاط، ويحيى بن الطّرّاح، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ. وقال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً. وقال عبد الله بن عليّ سبط الخيّاط: كان يتشيَّع. وقال ابن خيرون: إنّه خلّط في غير شيء، وسمّع لنفسه فيه. وتوفّي في رمضان. قال أبو سعد السَّمعانيّ: قول ابن خيرون لا يقدح فيه، لأنّ عمدة قدحه كونه استعار منه جزءاً، فنقل فيه سماعه وردّه، وما زالت الطَّلبة يفعلون ذلك.) قلت: وقع لنا المجتبى لأبن دريد بعلوًّ من طريقه، سمعناه من أبي حفص ابن القوّاس، عن الكنديّ إجازة: أنا سبط الخيّاط، أنا أبو منصور النّديم، أنا أبو الطّيّب محمد بن أحمد بن خلف بن خاقان العكبريّ، أنا أبو بكر بن دريد. (32/77)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 78 والنّديم أيضاً بنزول، عن ابن أيّوب الشّافعيّ، عن ابن الجّراح، عنه. 4 (محمد بن هبة الله بن الحسن بن منصور.) أبو بكر بن الحافظ أبي القاسم الطَّبريّ اللاّلكائيّ ثمّ البغداديّ. ثقة، مكثر. سمعّه أبوه من هلال الحفَّار، وأبي الحسين بن بشران، وأبي الحسين بن الفضل القطّان. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وأبو محمد سبط الخيّاط، وعبد الوهّاب الأنماطيّ. ومولده في ذي الحجّة سنة تسعٍ وأربعمائة. قلت: فيكون سماعه من الحفّار حضوراً. توفّي في جمادى الأولى. وكان شافعيّ المذهب، تبادر من أورده في علماء الشّافعيّة، فإنّه ليس هناك. (32/78)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 79 4 (محمد بن يحيى بن سعيد.) أبو عبد لله السِّرقسطيّ، خطيب سرقسطة. ويعرف بابن سماعة. حدَّث عن: أبي عمر الطَّلمنكيّ. روى عنه: أبو عليّ بن سكَّرة. وهو مشهور بالصَّلاح التّامّ. 4 (حرف النون)

4 (نصر بن أحمد بن مروان الكرديّ.) صاحب ديار بكر. مات عن سنٍّ عالية، وتملَّك ابنه منصور سنة اثنتين وسبعين. (32/79)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 80 4 (حرف الهاء)

4 (هيّاج بن عبيد بن حسين.) الفقيه الزّاهد أبو محمد الحطّينيّ. وحطّين قرية بين عكا وطبرّية، بها قبر شعيب عليه السّلام فيما قيل.) سمع: أبا الحسن عليّ بن موسى السِّمسار، وعبد الرحمن بن عبد العزيز ابن الطُّبيز، ومحمد بن عوف المزنيّ، وجماعة بدمشق وأبا ذرّ الهرويّ بمكّة وعبد العزيز الأزجيّ، وغيره ببغداد. ومحمد بن الحسين الطّفّال، وعليّ بن حمِّصة بمصر. والسَّكن بن جميع بصيداء. ومحمد بن أحمد بن سهل بقيساريّة. روى عنه هبة الله الشّيرازيّ في معجمه فقال: أنا هيّاج الزّاهد الفقيه، وما رأت عيناي مثله في الزُّهد والورع. (32/80)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 81 وروى عنه: محمد بن طاهر، وعمر الرُّؤاسيّ، ومحمد بن أبي عليّ الهمذانيّ، وثابت بن منصور القيسرانيّ وإبراهيم بن عثمان الرّازقيّ، وأبو نصر هبة الله السِّجزيّ، وغيرهم. قال ابن طاهر المقدسيّ: كنّا جلوساً بالحرم، فتمارى اثنان أيُّهما أحسن: مصر، أو بغداد فقلت: هذا يطول، ولا يفصل بينكما إلاّ من دخل البلدين. فقالوا: من هو قلت: الفقيه هيَّاج. فقمنا بأجمعنا إليه، قال: فيم جئتم فقصصت عليه وقلت: قد أحتكما إليك. فأطرق ساعةً ثمّ قال: أقول لكما أيُّهما أطيب قلنا: نعم. فقال: البصرة. قلت: إنّما سألا عن مصر وبغداد، فقال: البصرة أطيب ذاك الخراب وقلّة النّاس، ويطيب القلب بتلك المقابر والزّيارات. وأمّا بغداد ومصر، فليس فيهما خير من الزَّحمة والأكاسرة. وكان هيّاج فقيه الحرم بعد رافع الحمّال. وسمعته يقول: كان لرافع الحمّال في الزُّهد قدم، وإنّما تفقّه أبو إسحاق الشّيرازيّ، وأبو يعلى بن الفرّاء بمراعاة رافع. كانوا يتفقّهون، وكان يكون معهما، ثمّ يروح يحمل على رأسه، ويعطيهما ما يتقوَّتان به. قال ابن طاهر: وكان هيّاج قد بلغ من زهده أنّه يصوم ثلاثة أيّام، ويواصل ولا يفطر إلاّ على) ماء زمزم. فإذا كان آخر اليوم الثّالث من أتاه بشيء أكله، ولا يسأل عنه. وكان قد نيّف على الثّمانين، وكان يعتمر في كلّ يومٍ ثلاث عمر على (32/81)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 82 رجليه، ويدّرس عدّة دروس لأصحابه. وكان يزور عبد الله بن عبّاس بالطّائف كلّ سنة مرّة، يأكل بمكّة أكلة، وبالطّائف أخرى. وكان يزور النبّيَّ صلى الله عليه وسلم كلّ سنة مع أهل مكّة. كان يتوقّف إلى يوم الرحيل، ثمّ يخرج، فأوّل من أخذ بيده كان في مونته إلى أن يرجع، وكان يمشي حافياً من مكّة إلى المدينة ذاهباً وراجعاً. وسمعته يقول، وقد شكى إليه بعض أصحابه أنّ نعله سرقت في الطّوّاف: إتَّخذ نعلين لا يسرقهما أحد. ورزق الشهادة في وقعةٍ وقعت لأهل السُّنَّة بمكّة، وذلك أنّ بعض الرّوافض شكى إلى أمير مكّة: أنّ أهل السُّنَّة ينالون منّا ويبغضونا. فأنفذ وأخذ الشّيخ هيَّاجاً، وجماعة من أصحابه، مثل أبي محمد بن الأنماطي، وأبي الفضل بن قوّام، وغيرهما. وضربهم، فمات الإثنان في الحال، وحمل هيّاج إلى زاويته، وبقي أيّاماً، ومات من ذلك رضي الله عنه. وقال السّمعانيّ: سألت إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ، عن هيّاج بن عبيد، فقال: كان فقيهاً زاهداً. وأثنى عليه. (32/82)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 83 4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن محمد بن الحسين.) الشّريف أبو محمد بن الأقساسيّ العلويّ الكوفيّ. من ولد زيد بن عليّ بن الحسين. وأقساس: قرية من قرى الكوفة. ثقة، روى عن: محمد بن عبد الله الجعفيّ. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وأبو الفضل الأرمويّ. توفّي في حدود هذه السّنة. (32/83)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 84 4 (وفيات سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن حاتم بن بسّام بن عامر) ) أبو العبّاس البكريّ التَّيميّ الإصبهانيّ الشّاهد له رحلة إلى خراسان وإلى بغداد سنة عشرين، فسمع من جماعة. روى عن: أبي عليّ بن شاذان. روى عنه: الحسين بن عبد الملك الأديب. وتوفّي في صفر. 4 (أحمد بن عبد الرحمن بن عليّ بن سرابان.) أبو طاهر الرُّوذباريّ الصّائغ ابن الزّاهد. روى عن: أحمد بن تركان، وعبد الرحمن المؤدّب، وأبي سلمة الهمدانيين، ومنصور بن رامش. قال شيرويه: سمعت منه، وكان ثقة متقناً. توفّي في شوّال، وله ثمانون سنة. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد الأخضر البغداديّ المقريء.) (32/84)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 85 كان من أحسن النّاس تلاوة في المحراب. وكان مقلاًّ قانعاً. روى عن: أبي عليّ بن شاذان. وعنه: ابن السَّمرقنديّ، وعلي بن أحمد بن بكّار المقريء. 4 (أحمد بن محمد بن الحسين بن الحسن.) الخيّاط الأنصاريّ. روى عن: ابن خرَّشيد قوله، وأبي الفرج البرجيّ. 4 (إسماعيل بن أحمد بن محمد بن عبد الله الحيريّ.) أبو ممد الَّنيسابوريّ، البزّاز. شيخ معمَّر، صالح، مجاور بالجامع. سمع الكثير، وحدَّث عن أبي الحسين العلويّ، وأبي طاهر بن محمش، وعبد الله بن يوسف بن مامويه، وأبي عبد الرحمن السُّلميّ. روى عنه: عبد الغافر الفارسي وقال: توفّي في رابع ذي الحجّة، والحسين بن عليّ الشّحّاميّ، وسعيدة بنت زاهر الشّحّاميّ، وآخرون.) 4 (أمة الرحمن بنت عمر بن محمد بن يوسف بن دوست العلاّف.) أمّ الخير. صالحة مستورة، روت عن: عمّها عثمان بن دوست. وماتت في شوّال. 4 (أمة القاهر بنت محمد بن أبي عمرو بن دوست العلاّف.) أمّ العزّ. عن: جدّها. (32/85)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 86 وعنها: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وغيره. أرّخها ابن النّجّار. 4 (حرف الحاء)

4 (الحسين بن عليّ بن عمر بن عليّ.) أبو عبد الله الأنطاكيّ. كان ينوب بدمشق في القضاء عن أبي الفضل بن أبي الجنّ العلويّ. سمع من: تمّام الرّازيّ، وعبد الرحمن بن أبي نصر. وكان يسكن بالشّاغور، وهو آخر من حدَّث عن تمّام. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وهبة الله بن أحمد الأكفانيّ، وجمال الإسلام أبو الحسن، وعلي بن قبيس. وسأله غيث عن مولده، فقال: سنة أربعٍ وتسعين وثلاثمائة. وتوفّي في المحرَّم. 4 (الحسين بن عليّ بن محمد بن أحمد بن إسحاق.) أبو القاسم النَّيسابوريّ المختار. حدَّث عن: عبد الله بن يوسف، وابن محمش، والأستاذ أبي سعد، وأصحاب الأصمّ. ودفن إلى جانب ابن نجيد. وله كلام في المعرفة. (32/86)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 87 4 (الحسين بن محمد بن مبشّر.) ) أبو عليّ الأنصاري السَّرقسطيّ. ويعرف بابن الإمام. أخذ القراءة من: أبي عمرو الدّانيّ، وأبي عليّ الإلبيريّ. ورحل وسمع من: أبي ذرّ عبد بن أحمد، وإسماعيل الحدّاد المقريء. وأقرأ النّاس. وكان خيِّراً فاضلاً، رحمه الله. 4 (حرف السين)

4 (سعيد بن يوسف.) أبو طالب. صلبوه بهمذان في شوّال. رحمه الله. 4 (سفيان بن الحسين بن محمد بن فنجويه.) ورّخه بعضهم فيها، والصّحيح ما تقدَّم. 4 (حرف الشين)

4 (شبيان بن عبد الله بن أحمد بن محمد.) أبو المعمّر البرجيّ، الإصبهانيّ المحتسب. توفّي في ربيع الآخر. شيخ صالح صاحب سنّة. يعظ في القرى. سمع: أبا عبد الله بن مندة، والجرجانيّ، وأبا سعد المالينيّ، وأبا بكر بن مردويه. أرّخه يحيى بن مندة. (32/87)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 88 4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن عبد العزيز.) أبو محمد بن عزّون التّميميّ المهدويّ المغربيّ المالكيّ. من أصحاب أبي عمران الفاسيّ، وأبي بكر عبد الرحمن. وكان أحد الفقهاء الأربعة الّذين نزحوا بعد خراب القيروان عنها، وهم: عبد الحميد الصّائغ، وأبو الحسن اللَّخميّ، وهذا، وأبو الرّجال المكفوف. وكان ابن عزّون متفننِّاً في العلوم.) تخرَّج به ابن حسّان، والقاضي ابن شغلان، وكان من أقيم النّاس على المدوَّنة، وأبحثهم في أسرارها. توفّي رحمه الله في حدود هذا العام. 4 (عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الرحمن بن عليّ بن أيّوب.) أبو القاسم العكبريّ. من بيت العلم والعدالة. كان تقة ورعاً، أضرّ في آخر عمره. سمع: عمّ أبيه الحسين، وعمر بن أحمد بن أبي عمرو، وعبد الله بن عليّ بن أيّوب العكبريّين. روى عنه: ابن السَّمرقنديّ، وأبو الحسن بن عبد السّلام. حدَّث في هذا العام. 4 (عبد الرحمن بن عيسى بن محمد.) (32/88)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 89 أبو زيد الأندلسيّ، قاضي طليطلة. ويعرف بابن الحشّاء. سمع بقرطبة من: يونس بن عبد الله، وأبي المطِّرف القنازعيّ. وسمع بدانية من: أبي عمرو المقريء، وأبي الوليد بن فتحون. وبمكّة من: أبي ذرّ الهرويّ، وأبي الحسن بن صخر. وبالمغرب من: عبد الحقّ بن هارون الصَّقلّيّ وبمصر من: أبي القاسم عبد الملك بن الحسن، وعليّ بن إبراهيم الحوفيّ. وبالقيروان من: أبي عمران الفاسيّ الفقيه. استقضاه المأمون يحيى بن ذي النُّون بطليطلة بعد أبي الوليد بن صاعد. وحمدت سيرته، ثمّ استقضي بدانية. وقال أبو بكر الطّرطوشيّ: ولمّا ولي جدّي، يعني لأمّه، أبو زيد بن الحشاء القضاء بطليطلة جمع أهلها وأخرج لهم صندوقاً فيه عشرة آلاف دينار، وقال: هذا مالي، فلا تحسبوا ظهور حالي من ولايتكم، ولا نموَّ مالي من أموالكم. 4 (عبد السّلام ابن شيخ الشيوخ أبي الحسن بن سالبة.) أبو الفتح.) توفّي في جمادى الأولى. كأنّه إصبهانيّ. 4 (عبد الواحد بن محمد بن عبيد الله.) (32/89)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 90 أبو القاسم البغداديّ الزّجّاج. ثمّ الخبّاز. سمع: ابن بشران، وابن رزقويه. وعنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ. ومات في ربيع الأوّل سنة ثلاثٍ وسبعين. 4 (عبد الواحد بن المطهّر بن عبد الواحد بن محمد البزانّي الإصبهانيّ.) قدم بغداد عميداً على العراق، ومات كهلاً قبل أبيه. 4 (عليّ بن محمد بن عبيد الله بن حمزة.) القاضي أبو الحسن الهاشميّ العبّاسيّ، الفقيه الشّافعيّ. (32/90)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 91 سمع: عبد الرحمن بن أبي نصر. وعنه: جمال الإسلام. 4 (عليّ بن محمد بن عليّ.) أبو الحسن الصُّليحيّ، الخارج باليمن. ذكره القاضي ابن خلِّكان فقال: كان أبوه قاضياً باليمن، سنِّيّ المذهب. وكان الدّاعي عامر بن عبد الله الزّواخيّ يلاطف عليّاً، فلم يزل به حتّى استمال قلبه وهو مراهق، وتفرَس فيه النّجابة. وقيل: كانت عنده حليته في كتاب الصُّور وهو من الذّخائر القديمة، (32/91)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 92 فأوقف عليّاً منه على تنقُّل حاله، وشرف ماله، وأطلعه على ذلك سرّاً من أبيه. ثمّ مات عامر عن قريب، وأوصى لعليّ بكتب، فعكف عليّ على الدّرس والمطالعة، فحصّل تحصيلاً جيدّاً. وكان فقيهاً في الدّولة المصريّة الإمامّية، مستبصراً في علم التّأويل، يعني تأويل الباطنيّة، وهو قلب الحقائق، ولبّ الإلحاد والزَّندقة. ثمّ صار يحجّ بالنّاس على طريق السَّراة والطاّئف خمس عشرة سنة. وكان النّاس يقولون له: بلغنا أنّك ستملك اليمن بأسره، فيكره ذلك، وينكر على قائله. فلمّا كان في سنة تسعٍ وعشرين وأربعمائة، ثار عليٌ بجبل مسار، ومعه ستّون رجلاً، قد حلفوا له بمكّة على الموت والقيام بالدّعوة. وآووا إلى ذروةٍ منيعة برأس الجبل، فلم يتمّ يومهم إلاّ وقد أحاط) بهم عشرون ألفاً، وقالوا: إن لم تنزل وإلاّ قتلناك ومن معك جوعاً وعطشاً. فقال: ما فعلت هذا إلاّ خوفاً علينا وعليكم أن يملكه غيرنا، فإن تركتموني أحرسه، وإلاّ نزلت إليكم. وخدعهم، فانصرفوا عنه. ولم تمض عليه أشهر حتّى بناه وحصّنه وأتقنه، وازداد أتباعه، واستفحل أمره، وأظهر الدّعوة فيما بين أصحابه لصاحب مصر المستنصر. وكان يخاف من نجاح صاحب تهامة، ويلاطفه، ويعمل عليه، فلم يزل به حتّى سقاه سمّاً مع جاريةٍ مليحة أهداها له في سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة. وكتب إلى المستنصر يستأذنه في إظهار الدّولة، فإذن له. فطوى البلاد طيّاً، وطوى الحصون والتّهائم. ولم تخرج سنة خمسٍ وخمسين حتّى ملك اليمن (32/92)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 93 كلَّه، حتّى أنه قال يوماً وهو يخطب في جامع الجند: في مثل هذا اليوم نخطب على منبر عدن. ولم يكن أخذها بعد. فقال بعض من حضر: سبُّوح قدُّوس. يستهزيء به. فأمر بالحوطة عليه، وخطب يومئذٍ على منبر عدن كما قال. واتّخذ صنعاء كرسيَّ مملكته، وأخذ معه ملوك اليمن الّذين أزال ملكهم، وأسكنهم معه، وبنى عدّة قصور، وطالت أيّامه. وقال صاحب المرآة: في سنة خمسٍ وخمسين دخل الصُّليحيّ إلى مكة، واستعمل الجميل مع أهلها، وطابت قلوب النّاس، ورخصت الأسعار، ودعوا له. وكان شابّاً أشقر، أزرق، إذا جاز على جماعةٍ سلَّم عليهم. وكان ذكيّاً فطناً لبيباً، كسا البيت ثياباً بيضاء، ودخل البيت ومعه الحرّة زوجته الّتي خطب لها على منابر اليمن. وقيل: إنّه أقام بمكّة شهراً ورحل، وكان يركب فرساً يألف دينار، وعلى رأسه العصائب. وإذا ركبت الحرّة ركبت في مائتي جارية، مزينّات بالحليّ والجواهر، وبين يديها الجنائب بسروج الذَّهب. قال ابن خلكِّان: وقد حجّ في سنة ثلاثٍ وسبعين، واستخلف مكانه ولده الملك المكرَّم أحمد. فلمّا نزل بظاهر المهجم وثب عليه جيّاش بن نجاح وأخوه سعيد فقتلاه بأبيهما نجاح الّذي سمّه. فانذعر النّاس، وكان الأخوان قد خرجا في سبعين راجلاً بلا مركوب ولا سلاح بل مع كلّ واحدٍ جريدة في رأسها (32/93)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 94 مسمار حديد، وساروا نحو السّاحل. وسمع بهم الصليحي فسيّر خمسة آلاف حربة من الحبشة الذين في ركابه لقتالهم فاختلفوا في الطّريق. ووصل السّبعون إلى) طرف مخيّم الصُّليحيّ، وقد اخذ منهم التّعب والحفا، فظنَّ النّاس أنّهم من جملة عبيد العسكر، فلم يشعر بهم إلاّ عبد الله أخو الصُّليحيّ، فدخل وقال: يا مولانا اركب، فهذا والله الأحول سعيد بن نجاح. وركب عبد الله، فقال الصُّليحيّ: إنّي لا أموت إلاّ بالدُّهيم وبئر أمّ معبد. معتقداً أنّها أمّ معبد الّتي نزل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا هاجر. فقال له رجل من أصحابه: قاتل عن نفسك، فهذه والله الدُّهيم، وهذه بئر أمّ معبد. فلّما سمع ذلك لحقه زمع اليأس من الحياة على بغتة وبال، ولم يبرح من مكانه حتّى قطع رأسه بسيفه، وقتل أخوه وأقاربه، وذلك في ذي القعدة من السّنة. ثمّ أرسل ابن نجاح إلى الخمسة الآف فقال: إنّ الصُّليحيّ قد قتل، وأنا رجل منكم، وقد اخذت بثأر أبي، فقدموا عليه وأطاعوه. فقاتل بهم عسكر الصُّليحيّ، فاستظهر عليهم قتلاً وأسراً، ورفع رأس الصُّليحيّ على رمح، وقرأ القارىء: قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممَّن تشاء. ورجع فملك زبيد، وتهامة، إلى أن عملت على قتله الحرَّة، ودبّرت عليه، وهي امرأة من أقارب الصُّليحيّ. فقتل سنة إحدى وثمانين وأربعمائة. (32/94)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 95 قال محمد بن يحيى الزَّبيديّ الواعظ: أنشدني الفقيه عبد الغالب بن الحسن الزَّبيديّ لنفسه بزبيد: (أيُّها ذا المغرور لم يدم الدَّه .......... ر لعادٍ الأولى ولا لثمود)

(نقّبوا في البلاد، واجتاب مجتا .......... بهم الصَّخر، باليفاع المشيد)

(والّذي قد بنى بأيدٍ متينٍ .......... إرماً هل وراءها من مزيد)

(وقروناً من قبل ذاك ومن بع .......... د جنوداً أهلكن بعد جنود)

(والصُّليحيّ كان بالأمس ملكاً .......... ذا اقتدارٍ وعدّةٍ وعديد)

(دخل الكعبة الحرام، وزارت .......... منه للشّحر خافقات البنود)

(فرماه ضحىً بقاصمة الظَّه .......... ر قضاء أتيح غير بعيد)

(وأبو الشّبل إذ يتيه بما أع .......... طي من مخلبٍ ونابٍ جديد)

(وأخو المخطم المدلَّ بنابي .......... ن كجذعين من سقيًّ مجود) وهي قصيدة طويلة. 4 (عليّ بن أحمد بن الفرج.) أبو الحسن العكبريّ البزّاز الفقيه الحنبليّ، ويعرف بابن أخي أبي نصر.) كان مفتي عكبرا وعالمها. وكان ورعاً، زاهداً، ناسكاً، فرضيّاً، مقرئاً، له محلٌّ رفيع عند أهل عكبرا. (32/95)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 96 سمع: أبا عليّ بن شاذان، والحسن بن شهاب العكبريّ. روى عنه: مكّيّ الرُّميليّ، وإسماعيل بن السمَّرقنديّ. وتوفّي في ربيع الآخر. 4 (عليّ بن مقلّد بن عبد الله بن كرامة.) أبو الحسن الأطهريّ، البوّاب الحاجب. صدوق، خيّر. سمع: محمد بن محمد بن الرُّوزبهان، والحسين بن الحسن الغضائريّ. روى عنه: هبة الله الكاتب، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ. توفّي في ربيع الآخر. (32/96)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 97 4 (عليّ بن عبد الغافر بن عليّ بن الحسن.) أبو القاسم الخزاعيّ النيَّسابوريّ. حدَّث عن: عبد الله بن يوسف الإصبهانيّ، وابن محمش، وجماعة. توفّي في ثاني شوّال. 4 (حرف الفاء)

4 (الفضل بن عبد الله بن المحبّ.) أبو القاسم الَّنيسابوري، الواعظ. سمع: أبا الحسين الخفّاف، وتفرَّد في وقته عنه. وسمع: السّيد أبا الحسن العلويّ، وعبد الله بن يوسف، وابن محمش. وهو معروف بالوعظ، قد صنَّف فيه. وكان من أهل الخير والسَّداد والعلم. أثنى عليه ابن السَّمعاني فيما انتقى لولده عبد الرحيم. وممّن حدَّث عنه: سعيد بن الحسين الجوهريّ، والحسين بن عليّ الشّحّاميّ، ومحمد بن إسماعيل بن أحمد المقريء، وهبة الرحمن بن القشيريّ، ومليكة بنت أبي الحسن الفندورجيّ ومحمد بن طاهر، وزاهر الشّحّاميّ، وأبو طالب محمد بن عبد الرحمن الكنجروذيّ الحيريّ،) ومحمد بن إسماعيل الشّاماتيّ، وآخرون. (32/97)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 98 وبالإجازة: وجيه الشّحّاميّ، والحافظ ابن ناصر. وقال ابن طاهر: رحلت من مصر إلى نيسابور لأجل الفضل بن عبد الله المحبّ صاحب الخفاّف، فلّما دخلت قرأت عليه في أوّل المجلس جزءين من حديث السّرّاج، فلم أجد لذلك حلاوة، واعتقدت أنّي نلته بلا تعب، لأنّه لم يمتنع عليَّ، ولا طالبني بشيء، وكلّ حديثٍ من الجزءين يسوى رحلة. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن حارث بن أحمد بن منيوه.) أبو عبد الله السَّرقسطيّ النَّحويّ. كان من جلّة الأدباء. روى عن: أبي عمر أحمد بن صارم الباجيّ كثيراً من كتب الأدب. أخذ عنه بغرناطة: أبو الحسن عليّ بن أحمد المقريء في هذا العام. وبقي بعده. 4 (محمد بن الحسن بن الحسين.) أبو عبد الله المروزيّ، الفقيه الشّافعيّ. تفقّه بمرو على أبي بكر القفّال. وسمع بهراة من: عمر بن أبي سعد، وجماعة. وكان إماماً، متفننّاً، متقناً، ورعاً، عابداً. وقيل: توفّي سنة، فالله أعلم. (32/98)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 99 4 (محمد بن الحسين بن عبد الله.) أبو عليّ بن الشِّبل البغداديّ، الشّاعر المشهور. له ديوان سائر، وقد سمع غريب الحديث من: أحمد بن عليّ بن الباديّ، وكان ظريفاً، نديماً، مطبوعاً، رقيق الشِّعر. روى عنه: أبو القاسم بن السَّمرقنديّ، وأبو الحسن بن عبد السّلام، وأبو سعد الزَّوزنيّ. وهو القائل:) (ما أطيب العيش في التّصابي .......... لو أنّ عهد الصّبى يدوم)

(أو كان طيب الشّباب يبقى .......... لم يتله الشَّيب والهموم) وله: (خذ ما تعجّل واترك ما وعدت به .......... فعل الأريب فللّتأخير آفات)

(فللسّعادة أوقات ميسَّرة .......... تعطي السُّرور وللأحزان أوقات) (32/99)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 100 4 (محمد بن سلطان بن محمد بن حيُّوس.) الأمير مصطفى الدّولة أبو الفتيان الغنويّ الدّمشقيّ. أحد فحول الشعراء، له ديوان كبير. سمع من: خاله أبي نصر بن الجنديّ. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو محمد بن السَّمرقنديّ. (32/100)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 101 وروى عنه من شعره: أبو القاسم النّسيب، وأبو المفضّل يحيى بن عليّ القرشيّ. وقال ابن ماكولا: بم أدرك بالشّام أشعر منه. وقال النّسيب: مولده بدمشق في سنة. وورد أنّ أباه كان من أمراء العرب. وقد مدح في شعره ملوكاً وأكابر، وتوفّي بحلب في شعبان. ومن شعره: (طالما قلت للمسائل عنهم .......... واعتمادي هداية الضُّلاّل)

(إن ترد علم حالهم عن يقينٍ .......... فالقهم في مكارمٍ أو نزال)

(تلق بيض الأعراض سود مثار النّ .......... قع خضر الأكناف حمر النِّضال) وله: (أسكّان نعمان الأراك تيقَّنوا .......... بأنّكم في ربع قلبي سكّان)

(ودوموا على حفظ الوداد فطال ما .......... منينا بأقوامٍ إذا استحفظوا خانوا)

(سلوا اللَّيل عنّي قد تناءت دياركم .......... هل اكتحلت بالنّوم لي فيه أجفان) (32/101)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 102 (وهل جرَّدت أسياف برقٍ دياركم .......... فكانت لها إلاّ جفوني أجفان)

4 (محمد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن.) أبو سعيد الكرابيسيّ الصّفّار المؤذّن.) سمَّعه أبوه من: عبد الله بن يوسف بن مامويه، وأبي عبد الرحمن السُّلميّ. روى عنه: وجيه الشّحّاميّ، وغيره. ومات في ذي الحجّة. وروى عنه أيضاً: عبد الغافر بن إسماعيل. (32/102)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 103 وسمع أيضاً من: ابن محمش، وأكثر عن السُّلميّ. وكان من الصّالحين الثّقات. روى عنه أيضاً: هبة الرحمن بن القشيريّ، وجامع السّقّاء، ومحمد بن منصور الكاغذيّ بالإجازة. 4 (محمد بن محمد بن عليّ.) أبو الفضل العكبريّ المقريء. من نبلاء القرّاء. قرأ على أبي الفرج عبد الملك النَّهروانيّ، وأبي الحسن الحمّاميّ، والحسن بن محمد بن الفحّام. وأتقن القراءآت. وسمع من: ابن رزقويه. وكان صدوقاّ. توفّي في ربيع الآخر بعكبرا عن سنٍّ عالية. روى عنه: أبو القاسم بن السَّمرقنديّ، وأخوه. وقد حدَّث عن ابن رزقويه، وكان ضريراً. ويقال له الجوزرانيّ، بجيم ثمّ زاي. 4 (محمد بن يحيى الهاشميّ السَّرقسطيّ.) (32/103)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 104 توفّي في هذه الحدود. سمع بمصر: أبا العبّاس بن نفيس. وكان يحفظ صحيح البخاريّ كلّه، والموطَّأ رحمه الله. 4 (محمود بن جعفر بن محمد.) أبو المظفّر الإصبهانيّ الكوسج التّميميّ. سمع من: عممّ أبيه الحسين بن أحمد الكوسج، والحسن بن عليّ بن أحمد بن سليمان البغداديّ ثمّ الإصبهانيّ، وغير واحد.) وسئل عنه إسماعيل بن محمد الحافظ فقال: عدلُ مرضيّ رحمه الله. 4 (حرف النون)

4 (نصر بن أحمد بن مزاحم الخطيب.) أبو الفتح السِّمنجانيّ البلخيّ. سمع: أبا عليّ بن شاذان البزّاز، وغيره. روى عنه: أبو بكر محمد بن عبد الباقي القاضي، وأبو غالب بن البنّا. وكتب عنه: أبو الفضل بن خيرون مع تقدُّمه. وكان يترسّل إلى الأطراف من الدّيوان. وقد سمع ببخاري من: منصور بن نصر الكرمينيّ، وغيره. (32/104)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 105 4 (نصر بن المظفر بن طاهر البوسنجيّ.) أبو الحسن. توفّي بإصبهان في رجب. 4 (حرف الهاء)

4 (هيّاج بن عبيد الحطّينيّ الزّاهد.) ورد أيضاً أنّه توفّي في ذي الحجّة من هذه السّنة. وقد مرّ في سنة اثنتين. 4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن أبي نصر الهرويّ.) الفقيه أبو سعد. سمع من: أبي منصور محمد بن محمد الأزديّ القاضي، وأبي بكر الحيريّ. 4 (يحيى بن محمد بن الحسن.) أبو محمد بن الأقساسيّ العلويّ الحسينيّ الكوفيّ. روى عن: محمد بن عبد الله الجعفيّ. وعنه: ابن الطُّيوريّ، والمؤتمن السّاجيّ، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ، وأبو الفضل الأرمويّ. ولد سنة 395 ومات سنة 73.) (32/105)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 106 4 (وفيات سنة أربع وسبعين واربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن عبد العزيز بن عليّ.) أبو طالب الشُّروطيّ الجرجانيّ، ثمّ البغداديّ. ولد سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة. وسمع: أباه، وبكر بن شاذان الواعظ، وأبا عليّ بن شاذان. وأوّل سماعه سنة أربع وأربعمائة من أبيه عن بشر الإسفرائينيّ. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، ويحيى بن الطّرّاح. وتوفّي في المحرَّم. 4 (أحمد بن عليّ بن الحسن بن محمد بن عمرو بن منتاب.) أبو محمد بن أبي عثمان البصريّ، ثمّ البغدادي الدقّاقّ، المقريء. كان ثقة، مكثراً من الحديث، مهيباً، جليلاً. ختم عليه جماعة. سمع: أباه، وإسماعيل بن الحسن الصَّرصريّ، وأحمد بن محمد المجبر، وأبا عمر بن مهديّ، وأبا أحمد الفرضيّ، والحسن بن القاسم الدّبّاس، وابن البيِّع. وعنه: مكّيّ الرُّميليّ، وهبة الله الشّيرازيّ، وعبد الغافر بن الحسين الكاشغريّ، وعمر الرُّؤاسيّ، ومحمد بن عبد الباقي الأنصاريّ، وإسماعيل بن (32/106)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 107 السَّمرقنديّ، ومحمد بن عبد الملك بن خيرون. ومولده سنة سبعٍ وتسعين وثلاثمائة. قال يحيى بن الطّرّاح: أنا أبو محمد بن أبي عثمان: أنا الحسن بن القاسم سنة أربعمائة حضوراً، أنا أحمد وكيل أبي صخرة، فذكر حديثاً. وقال إسماعيل بن السَّمرقنديّ: سئل أبو محمد أخو أبي الغنائم بن أبي عثمان أن يستشهد، فامتنع، فكلِّف، فقال: أصبروا إلى غدٍ. ودخل البيت، فأصبح ميتاً رحمه الله. ومثلها حكاية نصر بن علّي الجهضمّي لمّا ورد عليه الكتاب بتوليته القضاء، فاستصبرهم وبات يصلّي إلى السَّحر، فسجد طويلاً ومات. توفي أبو محمد في ذي القعدة، وشيعّه قاضي القضاة الدّامغانيّ، والشّيخ أبو إسحاق، وخلائق، وأمَّهم أخوه أبو الغنائم.) 4 (أحمد بن محمد بن إبراهيم بن علّي.) أبو طاهر الخوارزميّ القصّار. سمع: أبا عمر بن مهديّ، وإسماعيل بن الحسن الصَّرصريّ. روى عنه: ابنه محمد، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ، وجماعة. مات في ذي الحجّة. وكان صحيح السَّماع، فاضلاً. 4 (أحمد بن محمد بن عبد الله شاهكويه.) الصُّوفيّ. (32/107)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 108 كأنّه إصبهانيّ. 4 (أحمد بن المطهّر بن الشيخ أبي نزار محمد بن عليّ.) أبو سعد العبديّ العبقسيّ الإصبهانيّ. روى عن: جدّه، والحافظ أبي بكر بن مردويه. 4 (أحمد بن هبة الله بن محمد بن يوسف بن صدقة.) أبو بكر الرحبيّ الدّبّاس. قيل إنّه من ولد سعد بن معاذ رضي الله عنه. كان شيخاً معمَّراً، نيَّف على المائة، ويسكن بغداد محلّة النَّصرية. سمع: أبا الحسين بن بشران، ومحمد بن الحسين القطّان. روى عنه: أبو بكر الأنصاريّ، وأبو القاسم السَّمرقنديّ. قال شجاع الذُّهليّ: حدَّثني غير مرّة أنّه ولد سنة سبعين وثلاثمائة. وقال ابن ناصر: مات أبو بكر الرَّحبيّ في رجب، وقد بلغ مائةً وأربع سنين. وقال ابن النّجّار: كان يذكر أنّه سمع من أبي الحسين بن سمعون، والمخلِّص، وأنّ أصوله ذهبت في النَّهب. 4 (إبراهيم بن عقيل بن حبش.) (32/108)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 109 أبو إسحاق القرشيّ السّاميّ النَّحويّ، المعروف بالمكبريّ. روى عن: عليّ بن أحمد الشّرابيّ، وعن خيثمة الأطرابلسيّ. روى عنه: الخطيب في كتاب التّلخيص.) (32/109)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 110 ضعفّه ابن الأكفانيّ، واطّلع عليه بتركيب سندٍ مستحيلٍ للنَّحو. 4 (أرسلان تكين بن ألطنطاش.) أبو الحارث التُّركيّ. (32/110)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 111 ببغداد. ويعرف أبوه بسيف المجاهدين. روى عن: أبي عليّ بن شاذان. وعنه: أبو القاسم بن السَّمرقنديّ. مات في جمادى الأولى. 4 (حرف الحاء)

4 (الحسين بن عبد الرحمن بن عليّ الجنابذيّ.) أبو عليّ الفقيه. حدَّث عن: ابن محمش، وأبي إسحاق الإسفرائينيّ، والحيريّ. ومات رحمه الله بنيسابور. 4 (الحسين بن عليّ بن عبد الرحمن بن محمد بن محمود.) أبو بكر النَّيسابوريّ الحاكم الحنفيّ الدّهّان. من أعيان مذهبه. روى عن: أبي الحسن بن عبدان، وجماعة من أصحاب الأصمّ. وتوفّي في ذي الحجّة. 4 (حمد بن عبد العزيز.) أبو القاسم الإصبهانيّ المعدّل. حدَّث في هذه السّنة عن: أبي عبد الله الجرجانيّ. روى عنه: مسعود الثّقفيّ، والحسن بن العبّاس الرُّستميّ. 4 (حمد بن محمد بن أحمد بن العبّاس.) (32/111)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 112 أبو عبد الله الأسديّ الزُّبيديّ الآمليّ. ولي القضاء والرئاسة بآمل، وطبرستان سنين. وكان من رجال الدَّهر رأياً وكفاءة.) وصاهر نظام الملك. وكان يلقَّب بناصر السُّنَّة. روى عن: أبيه، وناصر العمريّ، وأبي محمد الجوينيّ. وتوفّي في ربيع الأوّل، وله بضعٌ وخمسون سنة. 4 (حرف الدال)

4 (دبيس بن عليّ بن مزيد الأسديّ.) نور الدّولة أمير عرب العراق. كان نبيلاً، جواداً، ممدَّحاً، بعيد الصِّيت. (32/112)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 113 عاش ثمانين سنة، ومات في شوّال فرثاه الشُّعراء فأكثروا. وولي بعده ابنه بهاء الدّولة أبو كامل منصور، فسار إلى السّلطان، وخلع عليه الخليفة أيضاً، وأعطاه الحلَّة كأبيه. 4 (حرف السين)

4 (سعد بن محمد بن يحيى.) أبو المظّفر الجوهريّ الإصبهانيّ، المؤدَّب الضّرير. حدَّث أيضاً في هذه السّنة عن عثمان البرجيّ. وعنه: مسعود، والرُّستميّ. وهو أخو سعيد شيخ السّاميّ. 4 (سليمان بن خلف بن سعد بن أيّوب بن وارث.) (32/113)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 114 الإمام أبو الوليد التُّجيبي القرطبيّ الباجيّ. صاحب التّصانيف. أصله بطليوسيّ، وانتقل آباؤه إلى باجة، وهي مدينة قريبة من إشبيلية. ولد في ذي القعدة سنة ثلاثٍ وأربعمائة. أخذ عن: يونس بن عبد الله بن مغيث، ومكّيّ بن أبي طالب، ومحمد بن إسماعيل، وأبي بكر محمد بن الحسن بن عبد الوارث، وجماعة. ورحل سنة ستًّ وعشرين، فجاور ثلاثة أعوام. (32/114)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 115 ولزم أبا ذرّ، وكان يروح معه إلى السَّراة، ويتصّرف في حوائجه، وحمل عنه علماً كثيراً.) وذهب إلى بغداد، فأقام بها ثلاثة أعوام. وأظنّه قدمها من على الشّام، لأنّه سمع بدمشق أبا القاسم عبد الرحمن بن الطُّبيز، وعليّ بن موسى السِّمسار، والحسين بن جميع. وسمع ببغداد: أبا طالب عمر بن إبراهيم الزُّهريّ، وعبد العزيز الأزجيّ، وعبيد الله بن أحمد الأزهريّ، وابن غيلان، والصُّوريّ، وجماعة. وأخذ الفقه عن: أبي الطّيِّب الطَّبريّ، وأبي إسحاق الشّيرازيّ. وأقام بالموصل على أبي جعفر السمِّنانيّ سنةً يأخذ عنه علم الكلام والأصول. وأخذ أيضاً عن القاضي: أبي عبد الله الحسين بن عليّ الصَّيمريّ الحنفيّ، وأبي الفضل ابن عمروس المالكيّ، وأحمد بن محمد العتيقيّ، وأبي (32/115)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 116 الفتح الطَّناجيريّ، ومحمد بن عبد الواحد بن رزمةً، وطبقتهم. حتّى برع في الحديث وبرز فيه على أقرانه، وأحكم الفقه وأقوال العلماء. وتقدَّم في علم النّظر بالكلام. ورجع إلى الأندلس بعد ثلاث عشرة سنة بعلومٍ كثيرة. روى عنه: الحافظ أبو بكر الخطيب، والحافظ أبو عمر بن عبد البرّ، وهما أكبر منه، ومحمد بن أبي نصر الحميديّ، وعليّ بن عبد الله الصّقلّيّ، وأحمد بن عليّ بن غزلون، وأبو عليّ بن سكَّرة الصَّدفيّ، وابنه العلاّمة الزّاهد أبو القاسم أحمد بن سليمان، وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد القاضي، وأبو بكر محمد بن الوليد الطُّرطوشيّ، وابن شبرين القاضي، وأبو عليّ بن سهل السَّبتي، وأبو بحر سفيان بن العاص، ومحمد بن أبي الخير القاضي، وآخرون. وتفقَّه به جماعة كثيرة. وكان فقيراً قانعاً، خدم أبا ذرّ بمكّة. قال القاضي عياض: وأجَّر نفسه ببغداد لحراسة درب. وكان لمّا رجع إلى الأندلس يضرب ورق الذَّهب للغزل، ويعقد الوثائق. (32/116)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 117 وقال لي أصحابه: كان يخرج إلينا للقراءة عليه، وفي يده أثر المطرقة، إلى أن فشا علمه، وهنّيت الدّنيا به، وعظم جاهه، وأجزلت صلاته، حتّى مات عن مالٍ وافر. وكان يستعمله الأعيان في التَّرسُّل بينهم، ويقبل جوائزهم. وولي قضاء مواضع من الأندلس. صنَّف كتاب المنتقى في الفقه، وكتاب المعاني في شرح الموطّأ، عشرين مجلّداً، لم يؤلَّف مثله.) وكان قد صنَّف كتاباً كبيراً جامعاً بلغ فيه الغاية سمّاه كتاب الإستيفاء، وصنَّف كتاب الإيماء في الفقه، خمس مجلَّدات، وكتاب السّراج في الخلاف. لم يتمَّم، ومختصر المختصر في مسائل المدوَّنة، وكتاب إختلاف الموطّآت، وكتاب الجرح والتّعديل، وكتاب التّسديد إلى معرفة التّوحيد وكتاب الإشارة في أصول الفقه، وكتاب إحكام الفصول في أحكام الأصول، وكتاب الحدود، وكتاب شرح المنهاج، وكتاب سنن الصّالحين وسنن العابدين، وكتاب سبل (32/117)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 118 المهتدين، وكتاب فرق الفقهاء، وكتاب تفسير القرآن، لم يتمّه، وكتاب سنن المنهاج وترتيب الحجّاج. ابن عساكر: حدَّثني أبو محمد الأشيريّ: سمعت أبا جعفر بن غزلون الأمويّ الأندلسيّ: سمعت أبا الوليد الباجيّ يقول: كان أبي من تجّار القيروان من باجة القيروان، وكان يختلف إلى الأندلس ويجلس إلى فقيه بها يقال له أبو بكر بن سماح، فكان يقول: ترى أرى لي ابناً مثلك فلمّا أكثر من ذلك القول قال: إن أحببت ذلك فاسكن قرطبة، والزم أبا بكر القبريّ، وتزوّج بنته، عسى أن ترزق ولداً مثلي. ففعل ذلك، فجاءه أبو الوليد، وآخر صار صاحب صلاة، وثالث كان من الغزاة. وقال أبو نصر بن ماكولا: أمّا الباجيّ ذو الوزارتين أبو الوليد سليمان بن خلف القاضي، فقيه، متكلم، أديب، شاعر، رحل وسمع بالعراق، ودرس الكلام على القاضي السِّمنانيّ، وتفقّه على أبي إسحاق الشّيرازي، ودرس وصنَّف. (32/118)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 119 وكان جليلاً رفيع القدر والخطر. توفّي بالمريّة من الأندلس، وقبره هناك يزار. وقال أبو عليّ بن سكَّرة: ما رأيت أحداً على سمته وهيبته وتوقير مجلسه مثل أبي الوليد الباجيّ. ولمّا كنت ببغداد قدم ولده أبو القاسم، فسرت معه إلى شيخنا قاضي القضاة أبي بكر محمد بن المظفّر الشّاميّ، وكان ممّن صحبه أبو الوليد الباجيّ قديماً، فلمّا دخلت عليه قلت له: أدام الله عزَّك، هذا ابن شيخ الأندلس. فقال: لعلّه ابن الباجيّ قلت: نعم. فأقبل عليه. وقال عياض القاضي: حصلت لأبي الوليد من الرؤساء مكانة، وكان مخالطاً لهم، يترسَّل بينهم في مهمّ أمورهم، ويقبل جوائزهم. وهم له في ذلك على غاية التِّجلَّة، فكثرت القالة فيه من أجل هذا. وولي قضاء مواضع من الأندلس تصغر عن قدره كأوريولة وشبهها، فكان يبعث إليها خلفاء، وربّما أتاها المرَّة ونحوها.) وكان في أوّل أمره مقلاًّ حتّى احتاج في سفره إلى القصد بشعره، واستئجار نفسه في مقامه ببغداد فيما سمعته مستفيضاً لحراسة درب، فكان يستعين بإجارته على نفقته وبضوئه على دراسته، وكان بالأندلس يتولّى ضرب ورق الّذهب للغزال والأنزال، ويعقد الوثائق. وقد جمع ابنه شعره. وكان ابتدأ كتاباً سمّاه الإستيفاء في الفقه، لم يضع منه غير الطّهارة في مجلَّدات. قال عياض: ولمّا قدم الأندلس وجد بكلام ابن حزم طلاوة إلاّ أنّه كان خارجاً عن المذهب، ولم يكن بالأندلس من يشتغل بعلمه، فقصرت ألسنة الفقهاء عن مجادلته وكلامه، واتَّبعه على رأيه جماعةٌ من أهل الجهل، وحلّ (32/119)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 120 بجزيرة ميورقة، فرأس فيها، واتَّبعه أهلها. فلّما قدم أبو الوليد كلِّم في ذلك، فدخل إلى ابن حزم وناظره، وشهر باطله، وله معه مجالس كثيرة. ولمّا تكلَّم أبو الوليد في حديث البخاريّ ما تكلَّم من حديث المقاضاة يوم الحديبية، وقال بظاهر لفظه، أنكر عليه الفقيه أبو بكر بن الصّائغ وكفّره بإجازته الكتب على رسول الله صلى الله عليه وسلم الآي، وأنّه تكذيبٌ للقرآن، فتكلَّم في ذلك من لم يفهم الكلام، حتّى أطلقوا عليه الفتنة، وقبّحوا عند العامّة ما أتى به، وتكلم به خطباؤهم في الجمع. وفي ذلك يقول عبد الله بن هند الشّاعر قصيدةً منها: (برئت ممّن شرى دنيا بآخرة .......... وقال: إنّ رسول الله قد كتبا) فصنَّف أبو الوليد في ذلك رسالةً بيَّن فيها أنّ ذلك لا يقدح في المعجزة، فرجع جماعة بها. ومن شعره: (قد أفلح القانت في جنح الدُّجى .......... يتلو الكتاب العربيَّ النّيرا)

(له حنينٌ وشهيقٌ وبكا .......... بيل من أدمعه ترب الثرا)

(إنّا لسفرٌ نبتغي نيل المدى .......... ففي السُّرا بغيتنا لا في الكرى) (32/120)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 121 (من ينصب اللّيل ينل راحته .......... عند الصّباح يحمد القوم السُّرا) وله: (إذا كنت أعلم علماً يقيناً .......... بأنّ جميع حياتي كساعه)

(فلم لا أكون ضنيناً بها .......... وأجعلها في صلاح وطاعه) وله يرثي أمَّه وأخاه رحمهما الله تعالى:) (رعى الله قبرين استكانا ببلدةٍ .......... هما أسكناها في السّواد من القلب)

(لئن غيَّباً عن ناظري وتبوَّءا .......... فؤادي لقد زاد التباعد في القرب)

(يقرُّ بعيني أن أزور رباهما .......... وألزق مكنون التّرائب بالتُّرب)

(وأبكي، وأبكي ساكنيها لعلّني .......... سسأنجد من صحبٍ وأسعد من سحب)

(فما ساعدت ورق الحمام أخا أسى .......... ولا روَّحت ريح الصَّبا عن أخي كرب)

(ولا استعذبت عيناي بعدهما كرىً .......... ولا ظمئت نفسي إلى البارد العذب)

(أحنُّ ويثني اليأس نفسي على الأسى .......... كما اضطُّرّ محمولٌ على المركب الصَّعب) (32/121)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 122 وله: (إلهي، قد أفنيت عمري بطالةً .......... ولم يثنني عنها وعيدٌ ولا وعد)

(وضيَّعته ستّين عاماً أعدُّها .......... وما خير عمر إنّما خيره العدُّ)

(وقدّمت إخواني وأهلي، فأصبحوا .......... تضمُّهم أرضٌ ويسترهم لحد)

(وجاء نذير الشّيب لو كنت سامعاً .......... لوعظ نذير ليسٍ من سمعه بدُّ)

(تلبّست بالدّنيا، فلمّا تنكّرت .......... تمنيّت زهداً حين لا يمكن الزُّهد)

(وتابعت نفسي في هواها وغيهِّا .......... وأعرضت عن رشدي وقد أمكن الجهد)

(ولم آت ما قدّمته عن جهالةٍ .......... يمكنني عذرٌ ولا ينفع الجحد)

(وها أنا من ورد الحمام على مدىً .......... أراقب أن أمضي إليه وان أعدو)

(ولم يبق إلاّ ساعة إن أضعتها .......... فما لي في التّوفيق نقدٌ ولا وعد) قال ابن سكَّرة: توفّي بالمريّة لتسع عشرة ليلة خلت من رجب. ذكره ابن السّمعانيّ فقال: باجة بين إشبيلية وشنترين من الأندلس. وذكر ابن عساكر في تاريخه أنّ أبا الوليد قال: كان أبي من باجة القيروان تاجراً، كان يختلف إلى الأندلس. وهذا أصحّ. (32/122)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 123 4 (حرف العين)

4 (العبّاس بن محمد بن عبد الواحد بن العبّاس.) أبو الفضل الدّارانيّ. إصبهانيّ.) توفّي في صفر. 4 (عبد الله بن عبد العزيز بن الشدّاد.) بغداديّ. سمع من: أبي الحسن بن رزقويه، ومحمد بن فارس الغوريّ. روى عنه: قاضي المرستان، وعبد الوّهاب الأنماطيّ. وكان صدوقاً. 4 (عبد الرحمن بن منصور بن رامش الزّاهد.) أبو سعد الدَّينوريّ، نزيل نيسابور. سمع: أباه، وأبا طاهر بن محمش، وعبد الله بن يوسف الإصبهانيّ، والحاكم أبا عبد الله، جماعة. وكان ثقة، صوفيّا، نبيلاً، رئيساً، كثير الكتابة. (32/123)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 124 روى عنه: زاهر ووجيه ابنا الشّحّاميّ، وعبد الغافر الفارسيّ. توفّي في شعبان. 4 (عبد القاهر بن عبد الرحمن.) أبو بكر الجرجانيّ. قيل: توفّي فيها. وقد مرّ. 4 (عليّ بن أحمد بن محمد بن عليّ.) أبو القاسم البسريّ البغداديّ البندار. والد الحسين. قال أبو سعد السَّمعانيّ: كان شيخاً صالحاً، ثقة فهماً، عالماً، عمّر، وحدَّث بالكثير، وانتشرت عنه الرّواية. (32/124)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 125 سمع: أبا طاهر المخلّص، وأبا أحمد الفرضيّ، وأبا الحسن بن الصَّلت المجبر، وإسماعيل بن الحسن الصَّرصريّ، وأبا عمر بن مهديّ، وجماعة. وأجاز له: نصر بن أحمد بن الخليل المرجي، وأبو عبد الله بن بطّة وأبو الحسن محمد بن جعفر التّميميّ. وكان حسن الأخلاق متواضعاً، ذا هيبة ورواء.) قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقاً. قال أبو سعد: وسألت إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ عنه فأثنى عليه وقال: شيخ ثقة. وسأله الخطيب عن مولده فقال: في صفر سنة ستًّ وثمانين وثلاثمائة. روى عنه: أبو الفضل محمد بن المهتدي بالله، وعليّ بن طراد الزَّينبيّ، وإسماعيل بن أحمد بن عمر الغازي، وأبو منصور موهوب الجواليقيّ، والإمام أبو الحسن عليّ بن الزّاغونيّ، وأخوه أبو بكر محمد، ومحمد بن طاهر المقدسيّ، والحافظ عبد الوهّاب الأنماطيّ، وأبو القاسم سعيد بن البنّا، وأبو الفضل محمد بن ناصر، ونصر بن نصر العكبريّ، وخلق كثير. وآخر من روى عنه بالإجازة، والله أعلم، أبو المعالي بن اللّحّاس. (32/125)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 126 وتوفّي في سادس رمضان. 4 (عليّ بن محمد بن أحمد) أبو الحسن البغداديّ الصّابونيّ. سمع: أبا عمر بن مهديّ. روى عنه: عبد الوهّاب الأنماطيّ. وتوفّي رحمه الله في ذي الحجّة. 4 (حرف القاف)

4 (قتيبة بن محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان بن عبد الله.) أبو رجاء العثمانيّ النَّسفيّ الحافظ، نافلة أبي العبّاس المستغفريّ. سمع الكثير بسمرقند، وأملى بها وبنسف مجالس كثيرة. روى عنه: المستغفريّ، وعبد الملك بن القاسم، وطائفة. قال عمر بن محمد النَّسفيّ في كتاب القند: مولده سنة تسعٍ وأربعمائة، وهو أوّل من سمعت منه، أملى علينا في صفر من السّنة. وتوفّي في ربيع الآخر. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن إبراهيم بن محمد بن فارس) أبو عبد الله الشيّرازيّ الكاغذيّ. كان له دكّان يبيع فيها الكتب ببغداد. وكان ظاهريّ المذهب.) ولد سنة خمسٍ وتسعين وثلاثمائة بشيراز. وسمع بها من: (32/126)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 127 عبد الرحمن بن محمد الرّشيقيّ. وبمصر من: ابن نظيف الفرّاء. وبدمشق من: الحسين بن محمد الحلبيّ. روى عنه: أبو الحسين بن الطُّيوريّ، وأبو بكر قاضي المرستان، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ، ومحمد بن القاسم بن المظفّر الشَّهرزوريّ. قال شجاع بن فارس: كان غير ثقة. وقال ابن ناصر: سَّمع لنفسه. وقال أحمد بن خيرون: توفّي في نصف المحرَّم. وحدَّث عن أبي القاسم بن بشران. قال: وقيل إنّه حدَّث عن أبي حيّان التّوحيديّ، ولم يكن له عنه ما يعوَّل عليه. 4 (محمد بن الحسن بن الحسين.) أبو عبد الله المروزيّ المهربندقشائيّ. نسبة إلى قريةٍ على بريدٍ من مرو. كان إماماً ورعاً، عابداً، فقيهاً، مفتياً. سمع الكثير، وتفقّه على أبي القفّال. (32/127)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 128 وسمع منه، ومن مسلم بن الحسن الكاتب، ومحمد بن محمود السَّاسجرديّ. ورحل إلى هراة، فسمع: أبا الفضل عمر بن إبراهيم بن أبي سعد، وأبا أحمد محمد بن محمد المعلّم، وأحمد بن محمد بن الخليل. روى عنه: محمد بن أبي ناصر المسعوديّ، ومحمد بن أبي النَّجم البزّاز، ومصعب بن عبد الرّزّاق، وعبد الواحد بن أبي عليّ الفارمذيّ، وآخرون. توفّي في سنة أربعٍ. وقيل: سنة ثلاثٍ، وقد ذكرته فيها مختصراً. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن أحمد بن العجوز.) الفقيه أبو عبد الله الكتاميّ السَّبتيّ. من كبار فقهاء المالكيّة، وعليه وعلى ابن الثُّريا كانت العمدة في الفتوى. أخذ عن أبي إسحاق التُّونسيّ بالقيروان. وكانت بينه وبين المذكور وبين حمّود مطالبات) ومشاحنات، جرت عليه منها محنة بسبب كلمةٍ قالها. وذلك أنّه خطب الخطيب، فقال: وأعدُّوا لهم ما استطعتم من عدَّة. فقال النّاس: أخطأ الخطيب، أبدل مكان قوَّة عدَّة. فقال هو: الوزن واحد. فقيل: كفر. وأفتى عليه أولئك الفقهاء بالإستتابة، فسجن ثمّ أخرج، فرحل إلى فاس، فولاّه أمير المؤمنين ابن تاشفين قضاء فاس، فأحسن السّيرة. تفقّه عليه أبو عبد الله بن عيسى التّميميّ، والفقيه أبو عبد الله بن عبد الله. (32/128)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 129 توفّي في رمضان، وخلّف ثلاثة أولاد: عبد الرحمن وهو فقيههم وكبيرهم، وعبد الله، وعبد الرّحيم. 4 (محمد بن عليّ بن محمد بن جعفر بن جولة.) أبو بكر الأبهريّ الإصبهانيّ المؤدَّب. روى عن: محمد بن إبراهيم الجرجانيّ. وعنه: مسعود الثّقفيّ. توفّي في حدود هذا العام. 4 (محمد بن محمد بن أحمد.) أبو جعفر الشّاماتيّ النَّيسابوريّ الأديب. سمع: عبد الله بن يوسف الإصبهانيّ، وأبا طاهر بن محمش، وأبا عبد الرحمن السُّلميّ. روى عنه: الحافظ عبد الغافر وقال: شيخ فاضل، عفيف. تخرَّج به جماعة من المتأدّبين، وله الخطّ المنسوب المشهور بالحسن، والحظّ الوافر في التّأديب. وروى عنه: وجيه الشحامي، وأبو نصر الغازي. أخبرنا أحمد بن هبة الله: أنا إسماعيل بن عثمان كتابةً: أنا وجيه بن طاهر حضوراً: أنا أبو جعفر محمد بن محمد، أنا أبو عبد الرحمن السُّلميّ: نا جدّي إسماعيل بن نجيد قال: سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وسئل هل تكفّر من قال: القرآن مخلوق قال: نعم. ولم لا أكفّره وقد سمعت المزنيّ، والرّبيع يقولان: من قال القرآن مخلوق فهو كافر. وقالا: سمعنا الشّافعيّ يقول: من قال القرآن مخلوق فهو كافر. ثمّ قال: وما لي لا أكفّره وقد كفّره مالك، وابن (32/129)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 130 أبي ذئب قالا: من قال القرآن مخلوق لا يستتاب، بل يقتل، فإنّه كفرٌ به وارتداد. 4 (محمد بن محمد بن المختار.) ) أبو الفتح الواسطيّ النَّحويّ. أخذ عن: أبي القاسم بن كردان، وأبي الحسن بن دينار. وسمع من: أبي الحسن بن عبد السّلام بن عبد الملك البّزاز، ومحمد بن أحمد السَّقطيّ. وكان حسن الفهم، متيّقظاً في الشّهادة. عاش تسعين سنة. قاله خميس الحوزيّ. 4 (محمد بن مكّيّ بن أبي طالب بن محمد بن مختار.) أبو طالب القيسيّ القرطبيّ. روى الكثير عن أبيه، وعن: يونس بن عبد الله القاضي، وأبي القاسم بن الإفليليّ. وولي إمامة جامع قرطبة، وأحكام السُّوق. وكان عالماً، مشكور السّيرة. توفّي في المرَّم عن ستين سنة. 4 (محمد بن يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سختويه.) (32/130)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 131 أبو بكر المزكّي النَّيسابوريّ، المحدَّث ابن المحدَّث أبي زكريّا بن المزكّي أبي إسحاق. قال عبد الغافر الحافظ: هو من أظراف المشايخ الّذين لقيناهم، وأكثرهم سماعاً وأصولاً. جمع لنفسه فبلغ عدد شيوخه خمسمائة شيخ. وكان يروي عن نحوٍ من خمسين من أصحاب الأصمّ. وأكثر عن أبيه، وعن أبي عبد الرحمن السُّلميّ. وأملى ببغداد، فحضر مجلسه القاضي أبو الطيّب الطَّبريّ، وحضره أكثر من خمسمائة محبرة. وأوصى لي بعد وفاته بالكتب والأجزاء. وقال أبو سعد السَّمعانيّ: كان من أظرف الشّيوخ وأرغبهم في التّجمُّل والنّظافة، وأحفظهم لأيّام المشايخ. خرج إلى الحجّ، وبقي بالعراق وغيرها نحواً من عشرين سنة، ثمّ رجع إلى نيسابور وأملى، ورزق الرّواية، ومتِّع بما سمع. سمع: أبا عبد الله الحاكم، وعبد الله بن يوسف، ومحمد بن محمد بن محمش، والسُّلميّ. (32/131)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 132 ثنا عنه: وجيه الشّحّاميّ، وهبة الرحمن القشيريّ، وأبو نصر الغازي. وقال الخطيب في ترجمته في تاريخه: أنا محمد بن يحيى، نا عبد الرحمن بن بالويه: نا محمد) بن الحسين القطّان، ثنا قطن، فذكر حديثاً. وقع لنا عالياً في مجلس ابن مالويه هذا. قال السّمعانيّ: كان الخطيب متوقّفاً فيه، فإنّه قال: كتبت عنه، ثمّ عاد إليّ بعد ستّ سنين، فحدَّث عن الحاكم، ولم يكن حدَّث فيما تقدَّم. ولم نر له أصلاً، وإنّما كان يروي من فروع. وتوفّي في رجب وله ثمانون سنة. 4 (حرف الياء)

4 (يعقوب بن أحمد.) أبو سعد الأديب النَّيسابوريّ. من علماء العربيّة. روى عن: أبي بكر الحيريّ وغيره. (32/132)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 133 روى عنه: وجيه الشّحّاميّ. وتوفّي في رمضان. قال: عبد الغافر فيه: أستاذ البلد في العربيّة واللّغة، كثير التّصانيف والتّلامذة. تلمذ للحاكم أبي سعيد بن دوست، وقرأ عليه الأصول. وقرأ الحديث الكثير على المشايخ. وأفاد أولاده. وحدَّث عن: أبي القاسم السّرّاج، وابن فنجويه، وطبقة أصحاب الأصمّ. ثمّ روى عنه عبد الغافر حديثاً. 4 (يونس بن أحمد بن يونس.) أبو الوليد الأزديّ الطُّليطليّ. ويعرف بابن شوقه. روى عن: قاسم بن هلال، وأبي عمر بن سميق، وجماهر بن عبد الرحمن. وكان خيِّراً، فاضلاً، زاهداً، له بصرٌ بالفقه، وتصرُّف في الحديث، وفيه مروءة. توفّي بمجريط. (32/133)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 134 4 (وفيات سنة خمس وسبعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحسن الماندكانيّ.) ) أبو نصر الإصبهاني المعروف بالقاضي. توفّي في شوّال. 4 (أحمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن حسنويه.) أبو نصر الخراسانيّ. سمع: أبا بكر الحيريّ، والصَّيرفيّ، والطرازيّ. 4 (حرف الباء)

4 (بديل بن عليّ بن بديل.) (32/134)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 135 أبو محمد البرزنديّ الشّافعيّ. سكن بغداد، وتفقّه، وسمع من: أبي الطيّب الطّبريّ، والبرمكيّ. وكتب الكثير. روى عن: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وأبو العزّ بن كادش، وجماعة. صالح، خيِّر، من أهل السُّنّة. قال ابن خيرون: مات في جمادى الآخرة. 4 (بكر بن محمد بن أبي سهل السُّبعيّ الصُّوفيّ.) أبو عليّ النَّيسابوريّ. حدَّث ببغداد عن: أبي بكر الحيريّ. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ. وكان جدّه مثرياً فوقف سبع أملاكه، فلذا قيل له السُّبعيّ. توفّي ببغداد. (32/135)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 136 4 (حرف الجيم)

4 (جعفر بن عبد الله بن أحمد القرطبيّ، ثمّ الطُّليطليّ.) أبو أحمد. قرأ القرآن على أبي المطرِّف عبد الرحمن بن مروان القنازعيّ، وسمع منه الكثير في سنة إحدى عشرة وأربعمائة. وقرأ الأدب على: قاسم بن محمد المروانيّ، وحكم بن منذر.) وأخذ أيضاً عن: أبي محمد بن عبّاس الخطيب، وغير واحد. قال ابن بشكوال: وكان ثقة فيما رواه، فاضلاً منقبضاً. سمع النّاس منه. وأخذ عنه أبو عليّ الغسّانيّ، وأنبا عنه محمد بن أحمد الحاكم وقال لي: قتل بداره ظلماً ليلة عيد الأضحى، ومولده سنة ثلاثٍ وتسعين وثلاثمائةٍ. قلت: هذا من مسندي الأندلس في عصره، وشيخه القنازعيّ قرأ على الأنطاكيّ. 4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن محمد بن محمد بم حمُّويه.) أبو عليّ النَّيسابوريّ، الصّفّار الفقيه. سمع: أبا بكر الحيريّ. وعنه: زاهر الشّحّاميّ، وأبو طالب محمد بن عبد الرحمن الحيريّ، وغيرهما. مات في صفر. (32/136)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 137 4 (الحسين بن عبد الله بن عليّ.) أبو عبد الله بن عربية الرَّبعيّ، والد أبي القاسم عليّ. سمع مع ولده من: أبي الحسن بن مخلد البزّاز. روى عنه: أبو بكر محمد بن عبد الباقي. وتوفّي في ذي الحجّة. 4 (حمد بن الفضل بن أحمد بن منصور الرّازيّ.) الفقيه. توفّي في ربيع الآخر. 4 (حرف الخاء)

4 (خلف بن محمد بن جعفر.) أبو القاسم الأندلسيّ. من أهل المريَّة. حجّ، وأخذ عن: أبي عمران الفاسيّ، وأبي ذرّ عبد بن أحمد. روى عنه: أبو جعفر بن أحمد بن سعيد.) ولي خطابة بلده. وعاش ثمانين سنةً. 4 (حرف السين)

4 (سهل بن عبد الله بن عليّ.) (32/137)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 138 أبو الحسن الغازي الإصبهانيّ الزّاهد. سمع: عثمان بن أحمد البرجيّ، ومحمد بن إبراهيم الجرجانيّ، وابن مردويه. روى عنه: مسعود الثّقفيّ، وأبو عبد الله الرُّستميّ. مات في ربيع الآخر. 4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن أحمد بن أبي الحسين.) أبو الحسين النَّيسابوريّ الشّاماتيّ، الأديب. سمع من: أبي الحسين بن عبد الغافر، وغيره. وأدَّب بالعربيّة بنيسابور، وصنَّف شرحاً لديوان المتنّبي، وشرحاً للحماسة، وشرحاً لأمثال أبي عبيد، وغير ذلك. وتوفّي في رابع عشر رجب. 4 (عبد الله بن مفوَّز بن أحمد بن مفوَّز.) أبو محمد المعافريّ الشّاطبيّ. روى الكثير عن أبي عمر بن عبد البرّ، ثمّ زهد فيه لصحبته السّلطان. وروى عن: أبي تمّام القطينيّ، وأبي العبّاس العذريّ. وكان رحمه الله مشهوراً بالعلم والزُّهد. وهو أخو الحافظ طاهر. (32/138)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 139 4 (عبد الوهّاب بن الحافظ أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة.) أبو عمرو العبديّ الإصبهانيّ. وكان أصغر من أخويه عبد الرحمن، وعبيد الله. وكان حسن الأخلاق، متواضعاً، رحيماً باليتامى والأرامل، حتّى كان يقال له أبو الأرامل. وسمع الكثير من والده، وسمع من: إبراهيم بن خرَّشيد قوله، وأبي عمر بن عبد الوهّاب، وأبي محمد الحسن بن يوه.) وسمع بمكّة الحسن بن احمد بن فراس. ووقع لنا أجزاء من حديثه. وروى بالإجازة عن أبي الحسين الخفّاف القنطريّ، وأبي عبد الله الحاكم، وجماعة. وحديثه في هذا الوقت بالإجازة من العوالي. روى عنه: إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ، ومحمد بن طاهر، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي، وأخوه خالد بن عمر، وأبو سعد البغداديّ، وأحمد بن محمد بن أحمد بن الفتح الفيج، والحسن بن العبّاس الرُّستميّ، وأبو الخير محمد بن أحمد بن الباغبان، ومسعود بن الحسن الثقّفيّ، وآخرون. ورحل النّاس إليه من البلدان. (32/139)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 140 قال أبو سعد السَّمعانيّ: رأيت النّاس بإصبهان مجمعين على الثنّاء عليه والمدح له. وكان شيخنا إسماعيل الحافظ كثير الثنّاء عليه والرّواية عنه. وكان يفضّله على أخيه أبي القاسم. وقال ابنه أبو زكريّا يحيى: توفّي ليلة تاسع عشر من جمادى الآخرة. قرأت على فاطمة بنت سليمان، وغيرها، عن محمود بن إبراهيم، أنّ أبا الخير محمد بن أحمد أخبرهم: أنبا عبد الوهّاب بن محمد: ثنا أبي: سمعت الحسين بن علي النَّيسابوريّ: سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: دخل إليَّ جماعة من الكلابية، وسمّاهم بأسمائهم، قال: فقلت لهم: إن كان كما تزعمون أنّ الله لم يكن خالقاً حتّى خلق الخلق، فأنتم تزعمون أنّ الله ليس بالآخر، والله يقول هو الأوَّل والآخر، وأنّه ليس بمالك يوم الّدين، لأنّ يوم الّدين يوم القيامة. فبهتوا ورجعوا. وقال السِّلفيّ: سألت المؤتمن السّاجيّ، عن أبي عمرو بن مندة فقال: لم أر شيخاً أقعد منه وأثبت منه في الحديث. قرأت عليه إلى أن فاظت نفسه، ولم أفجع بموت شيخٍ لقيته كما فجعت به رحمه الله. 4 (عليّ بن عبد الملك بن محمد بن عمر بن إبراهيم بن بشر.) أبو الحسن الحفصيّ. من أهل إستراباذ. قدم بغداد، وسمع من: هلال الحفّار، وغيره. (32/140)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 141 وحدَّث بإستراباذ.) سمع منه: محمد بن طاهر، وعبد الله بن أحمد السَّمرقنديّ، ومحمد بن أبي عليّ الهمذانيّ. ولد سنة ستّ وتسعين وثلاثمائة. وتوفّي بإستراباذ. 4 (عليّ بن هبة الله بن ماكولا.) الحافظ. يقال إنّه قتل فيها. وسيأتي في سنة سبعٍ وثمانين. (32/141)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 142 4 (حرف القاف)

4 (قتيبة بن سعد بن محمد البقّال.) توفّي بكرمان. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن عليّ.) أبو بكر السمَّسار. إصبهانيّ، مسند. سمع: إبراهيم بن خرَّشيد قوله، وجعفر بن محمد بن جعفر، وأبا الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز الّتميميّ، وغيرهم. روى عنه: أبو عبد الله الرُّستميّ، ومسعود الثّقفيّ. ومات في نصف شوّال عن سنٍّ عالية. قال السَّمعانيّ: سألت أبا سعد البغداديّ عنه، فأثنى عليه وقال: كان من المعمَّرين. سمعته يقول: ولدت سنة خمسٍ وسبعين. وعاش مائة سنة. 4 (محمد بن أحمد بن علاّن.) أبو الفرج الكرجيّ، ثمّ الكوفيّ. (32/142)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 143 حدَّث في هذا العام عن القاضي أبي عبد الله محمد بن عبد الله الهروانيّ الكوفيّ. روى عنه: أبو الحسن بن عنبرة. 4 (محمد بن الحسن بن عليّ.) كمال الملك أبو جعفر ابن الوزير نظام الملك.) كان همام الطَّبع، شجاع القلب. كانت فيه نخوة الوزارة وكبرياء الملك. جمع خزائن أموالاً، وعدّة غلمان وحجّاب، وأشياء لم تجتمع إلاّ لأبيه. ووزر مدّةً للأمير تكش. وكان أكبر أولاد أبيه، ففجع به. (32/143)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 144 4 (محمد بن عمر بن محمد بن تانة.) أبو نصر الإصبهانيّ الخرجانيّ. وخرجان: محلّة بإصبهان. توفّي في شهر رجب. يروي عن: الحافظ ابن مردويه. ورحل فسمع من أبي عليّ بن شاذان. روى عنه: أبو سعد أحمد بن محمد البغداديّ، وأبو عبد الله الرُّستميّ، وإسماعيل الحافظ. وكان عارفاً بالقراءات، ليس بالصّالح. 4 (محمد بن فارس بن عليّ.) أبو الوفاء الإصبهانيّ الصُّوفيّ. سمع: أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ. وعنه: الرُّستميّ. (32/144)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 145 توفّي رحمه الله ليلة عيد الفطر. 4 (محمد بن المحسّن بن الحسن بن عليّ.) أبو حرب العلويّ الدَّينوريّ النَّسَّابة. قال شيرويه: قدم علينا من بغداد في جمادى الآخرة سنة خمسٍ وسبعين. وروى عن: أبيه، وأبي عليّ بن شاذان، وأبي الطَّيّب الطَّبريّ. وكان فاضلاً، استمليت عليه. 4 (مسعود بن عبد الرحمن بن القاضي أبي بكر أحمد بن الحسن.) أبو البركات الحيريّ النَّيسابوريّ. سمع الكثير من جدّه، ومن جماعة. وتوفّي في ربيع الآخر عن إحدى وسبعين سنة.) وعنه: عبد الغافر. 4 (مسعود بن عليّ.) أبو نصر النَّيسابوريّ المحتسب. روى عن: أبي بكر الحيريّ، والصَّيرفيّ، والطّرازيّ. ومات في رجب. 4 (المطهّر بن عبد الواحد بن محمد.) (32/145)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 146 أبو الفضل اليربوعيّ البزانيّ الإصبهانيّ. سمع: أبا جعفر بن المرزبان، وأبا عبد الله بن مندة، وأبا عمر بن عبد الوهّاب السُّلميّ، وجماعة، وإبراهيم بن خرَّشيد قوله أيضاً. وطال عمره، وأكثر النّاس عنه. ولا أعلم متى توفّي، ولكنّه بقي إلى هذا العصر. روى عنه: مسعود الثّقفيّ، والرُّستميّ. وكان رئيساً كاتباً. سأل السّمعانيّ أبا سعد البغداديّ عنه، فقال: كان والده محدّثاً، أفاده في صغره. (32/146)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 147 4 (الكنى)

4 (أبو عبد الله بن أبي الحسن بن أبي قدامة.) القرشيّ الخراسانيّ الأمير. مات في رجب. 4 (الأمير أبو نصر بن ماكولا.) توفّي فيها في قول، ويذكر في سنة سبعٍ وثمانين. (32/147)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 148 4 (وفيات سنة ست وسبعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن عليّ.) أوب الخطّاب. يذكر بكنيته. 4 (أحمد بن محمد بن الفضل.) ) الإمام أبو بكر الفسويّ. توفّي بسمرقند. ذكره عبد الغافر في تاريخه فقال: الإمام ذو الفنون، دخل نيسابور، وحصّل بها العلوم. قرأ على الإمام زين الإسلام، يعني القشيريّ، الأصول. وسمع من أبي بكر الحيريّ، وأقام بنيسابور مدّةً، ثمّ خرج إلى ما وراء النّهر. وصار من أعيان الأئمّة. وشاع ذكره، وانتشر علمه. 4 (إبراهيم بن عليّ بن يوسف.) (32/148)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 149 الشيخ أبو إسحاق الشّيرازيّ الفيروزآباذيّ. شيخ الشّافعيّة في زمانه. لقبه: جمال الدّين. ولد سنة ثلاثٍ وتسعين وثلاثمائة. تفقَّه بشيراز على: أبي عبد الله البيضاويّ، وعلى: أبي أحمد عبد الوهّاب بن رامين. وقدم البصرة فأخذ عن الخرزيّ. ودخل بغداد في شوّال سنة خمس (32/149)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 150 عشرة وأربعمائة، فلازم القاضي أبا الطَّيِّب وصحبة، وبرع في الفقه حتّى ناب عن أبي الطَّيَّب، ورتَّبه معيداً في حلقته. وصار أنظر أهل زمانه. وكان يضرب به المثل في الفصاحة. وسمع من: أبي عليّ بن شاذان، وأبي الفرج محمد بن عبيد الله الخرجوشيّ. وأبي بكر البرقانيّ، وغيرهم. وحدَّث ببغداد، وهمذان، ونيسابور. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو الوليد الباجيّ، وأبو عبد الله الحميديّ، وأبو القاسم بن السَّمرقنديّ، وأبو البدر إبراهيم بن محمد الكرخيّ، ويوسف بن أيّوب الهمذانيّ، وأبو نصر أحمد بن محمد الطُّوسيّ، وأبو الحسن بن عبد السّلام، وطوائف سواهم. وقرأت بخطّ ابن الأنماطيّ أنّه وجد بخطٍّ قال: أبو عليّ الحسن بن أحمد الكرمانيّ الصُّوفي، يعني الّذي غسّل الشّيخ أبا إسحاق، سمعته يقول: ولدت سنة تسعين وثلاثمائة، ودخلت بغداد سنة ثماني عشرة وله ثمانٍ وعشرون سنة. ومات لم يخلّف درهماً، ولا عليه درهم. وكذلك كان يقضي عمره.) قال أبو سعد السَّمعانيّ: أبو إسحاق إمام الشّافعيّة، والمدرّس بالنّظاميّة، شيخ الدّهر، وإمام العصر. رحل النّاس إليه من البلاد، وقصدوه من كلّ الجوانب، وتفرَّد بالعلم الوافر مع السّيرة الجميلة، والطّريقة المرضيّة. جاءته الدّنيا صاغرةً، فأباها واقتصر على خشونة العيش أيّام حياته. صنَّف في الأصول، والفروع، والخلاف، والمذهب. وكان زاهداً، ورعاً، متواضعاً، ظريفاً، كريماً، جواداً، طلق الوجه، دائم البشر، مليح المجاورة. (32/150)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 151 تفقَّه بفارس على أبي الفرج البيضاويّ، وبالبصرة على الخرزي. إلى أن قال: حدَّثنا عنه جماعة كثيرة. وحكي عنه أنّه قال: كنت نائماً ببغداد، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر، فقلت: يا رسول الله بلغني عنك أحاديث كثيرة عن ناقلي الأخبار، فأريد أن أسمع منك خبراً أتشرَّف به في الدّنيا، وأجعله ذخيرةً للآخرة. فقال: يا شيخ، وسمّاني شيخاً وخاطبني به، وكان يفرح بهذا. ثمّ قال: قل عنّي: من أراد السّلامة فليطلبها في سلامة غيره. رواها السّمعانيّ، عن أبي القاسم حيدر بن محمود الشّيرازيّ بمرو، أنّه سمع ذلك من أبي إسحاق. وورد أنّ أبا إسحاق كان يمشي، وإذا كلبٌ، فقال فقيهٌ معه: إخسأ. فنهاه الشّيخ، وقال: لم طردته عن الطّريق أما علمت أنّ الطّريق بيني وبينه مشتركٌ. وعنه قال: كنت أشتهي ثريداً بماء باقلاّء أيّام اشتغالي، فما صحَّ لي أكلةٌ، لاشتغالي بالدّرس، وأخذي النَّوبة. قال السَّمعانيّ: قال أصحابنا ببغداد: كان الشّيخ أبو إسحاق إذا بقي مدّةً (32/151)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 152 لا يأكل شيئاً صعد إلى النَّصريّة، فله فيها صديق، فكان يثرد له رغيفاً، ويشربه بماء الباقلاّء. فربمّا صعد إليه، وقد فرغ، فيقول أبو إسحاق: تلك إذا كرَّةٌ خاسرة. ويرجع. قال أبو بكر الشّاشيّ: الشّيخ أبو إسحاق. حجّة الله تعالى على أئمّة العصر. وقال الموفّق الحنفيّ: أبو إسحاق، أمير المؤمنين فيما بين الفقهاء. قال السَّمعانيّ: سمعت محمد بن عليّ الخطيب: سمعت محمد بن يوسف الفاشانيّ بمرو، وسمعت محمد بن محمد بن هانيء القاضي يقول: إمامان ما اتَّفق لهما الحجّ: أبو إسحاق،) والقاضي أبو عبد الله الدّامغانيّ. أمّا أبو إسحاق فكان فقيراً، ولكن لو أيّدوه لحملوه على الأعناق، والدّامغانيّ، لو أراد الحجّ على السُّندس والإستبرق لأمكنه. قال: وسمعت القاضي أبا بكر محمد بن القاسم الشَّهرزوريّ بالموصل يقول: كان شيخنا أبو إسحاق إذا أخطأ أحدُ بين يديه قال: أيُّ سكتةٍ فاتتك وكان يتوسوس. (32/152)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 153 سمعت عبد الوهّاب الأنماطيّ يقول: كان أبو إسحاق يتوضّأ في الشّطّ، وكان يشكّ في غسل وجهه، حتّى غسّله مرّات، فقال له رجل: يا شيخ، أما تستحي، تغسل وجهك كذا وكذا نوبة فقال له: لو صحّ لي الثّلاث ما زدت عليها. قال السّمعانيّ: دخل أبو إسحاق يوماً مسجداً ليتغذّى على عادته، فنسي ديناراً معه وخرج، ثمّ ذكر، فرجع، فوجده، ففكّر في نفسه وقال: ربّما وقه هذا الدّينار من غيري، فلم يأخذه وذهب. وبلغنا أنّ طاهراً النَّيسابوري خرَّج للشّيخ أبي إسحاق جزءاً، فكان يذكر في أوّل الحديث: أنا أبو عليّ بن شاذان، وفي آخر: أنا الحسن بن أحمد البزّاز، وفي آخر: أنا الحسن بن ابي بكر الفارسي، فقال: من هذا قال: هو ابن شاذان، فقال: ما أريد هذا الجزء. هذا فيه تدليس، والتّدليس أخو الكذب. وقال القاضي أبو بكر الأنصاريّ: أتيت الشَّيخ أبا إسحاق بفتيا في الطّريق، فناولته، فأخذ قلم خبّازٍ وداوته، وكتب لي في الطّريق، ومسح القلم في ثوبه. قال السّمعانيّ: سمعت جماعةً يقولون: لمّا قدم أبو إسحاق رسولاً إلى نيسابور، تلقّاه النّاس لما قدم، وحمل الإمام أبو المعالي الجوينيّ غاشية فرسه، ومشى بين يديه، وقال: أنا أفتخر بهذا. وكان عامّة المدرّسين بالعراق والجبال تلامذته وأشياعه وأتباعه، وكفاهم (32/153)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 154 بذلك فخراً. وكان ينشد الأشعار المليحة ويوردها، ويحفظ منها الكثير. وصنَّف المهذّب في المذهب، والتّنبيه، واللُّمع في أصول الفقه، وشرح اللُّمع، والمعونة في الجدل، والملخَّص في أصول الفقه، وغير ذلك. وعنه قال: العلم الّذي لا ينتفع به صاحبه، أن يكون الرجل عالماً، ولا يكون عاملاً. ثمّ أنشد لنفسه: (علمت ما حلّل المولى وحرَّمه .......... فاعمل بعلمك، إنّ العلم للعمل) وقال: الجاهل بالعلم يقتدي، فإذا كان العالم لا يعمل، فالجاهل ما يرجو (32/154)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 155 من نفسه؟ فالله الله يا) أولادي، نعوذ بالله من علم يصير حجَّةً علينا. وقيل: إنّ أبا نصر عبد الرّحيم بن القشيريّ جلس بجنب الشّيخ أبي إسحاق، فأحسّ بثقل في كمّه، فقال: ما هذا يا سيّدنا قال: قرصي الملاّح. وكان يحملهما في كمّه طرحاً للتكلُّف. قال السّمعانيّ: رأيت بخطّ أبي إسحاق رحمه الله في رقعة: بسم الله الرحمن الرحيم الله الرحمن الرحيم، نسخة ما رآه الشّيخ السّيّد أبو محمد عبد الله بن الحسن بن نصر المزيديّ، أبقاه الله. رأيت في سنة ثمانٍ وستّين وأربعائة ليلة جمعة أبا إسحاق إبراهيم بن عليّ بن يوسف الفيروزآباذيّ طوَّل الله عمره في منامي يطير مع أصحابه، وأنا معهم استعظاماً لتلك الحال والرّؤية. فكنت في هذه الفكرة، إذ تلقى الشّيخ ملكٌ، وسلَّم عليه، عن الرّبّ تبارك وتعالى، وقال له: إنّ الله تعالى يقرأ عليك السّلام ويقول: ما الّذي تدرَّس لأصحابك فقال له الشّيخ: أدرَّس ما نقل عن صاحب الشَّرع. فقال له الملك: فاقرأ عليَّ شيئاً لأسمعه. فقرأ عليه الشّيخ مسألةً لا أذكرها، فاستمع إليه الملك وانصرف، وأخذ الشّيخ يطير، واصحابه معه. فرجع ذلك الملك بعد ساعة، وقال للشّيخ: إنّ الله يقول: الحقُّ ما أنت عليه وأصحابك، فادخل الجنّة معهم. وقال الشّيخ أبو إسحاق: كنت أعيد كلّ قياسٍ ألف مرّة، فإذا فرغت، أخذت قياساً آخر على هذا، وكنت أعيد كلَّ درسٍ مائة مرّة، فإذا كان في المسألة بيتُ يستشهد به حفظت القصيدة الّتي فيها البيت. كان الوزير عميد الدّولة بن جهير كثيراً ما يقول: الإمام أبو إسحاق وحيد (32/155)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 156 عصره، وفريد دهره، ومستجاب الدّعوة. وقال السّمعانيّ: لمّا خرج أبو إسحاق إلى نيسابور، وخرج في صحبته جماعةٌ من تلامذته، كانوا أئمّة الدّنيا، كأبي بكر الشّاشيّ، وأبي عبد الله الطَّبريّ، وأبي معاذ الأندلسيّ، والقاضي عليّ الميانجيّ، وأبي الفضل بن فتيان قاضي البصرة، وأبي الحسن الآمديّ، وأبي القاسم الزَّنجانيّ، وأبي عليّ الفارقيّ، وأبي العبّاس بن الرُّطبيّ. وقال أبو عبد الله بن النّجّار في تاريخه: ولد، يعني أبا إسحاق، بفيروزآباد، بليدة بفارس، ونشأ) بها. ودخل شيراز. وقرأ الفقه على أبي عبد الله البيضاويّ، وابن رامين. وقرأ على أبي القاسم الدّراكيّ، وقرأ الدّراكيّ على المروزيّ صاحب ابن سريج. وقرأ أبو إسحاق أيضاً على الطَّبريّ، عن الماسرجسيّ، عن المروزيّ. وقرأ أبو إسحاق أيضاً على الزَّجاجيّ، وقرأ الزَّجّاجيّ على ابن القاصّ صاحب ابن سريج. وقرأ أصول الكلام على أبي حاتم القزوينيّ، صاحب أبي بكر بن الباقلاّنيّ. وكان أبو إسحاق خطُّه في غاية الرَّداءة. أنبأني الخشوعيّ، عن أبي بكر الطُّرطوشيّ قال: أخبرني أبو العبّاس (32/156)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 157 الجرجانيّ القاضي بالبصرة قال: كان أبو إسحاق لا يملك شيئاً من الدّنيا، فبلغ به الفقر حتّى كان لا يجد قوتاً ولا ملبساً. ولقد كنّا نأتيه وهو ساكن في القطيعة، فيقوم لنا نصف قومة، كي لا يظهر منه شيءٌ من العري. وكنت أمشي معه، فتعلَّق بنا باقلاّنيّ وقال: يا شيخ، أفقرتني وكسرتني، وأكلت رأس مالي، إدفع إليَّ ما لي عندك. فقلنا: وكم لك عنده قال: أظنّه قال: حبتّان من ذهب أو حبتّان ونصف. وقال أبو بكر محمد بن أحمد ابن الخاضبة: سمعت بعض أصحاب الشّيخ أبي إسحاق يقول: رأيت الشّيخ كان يركع ركعتين عند فراغ كلّ فصل من المهذَّب. قال: قرأت بخطّ أبي الفتوح يوسف بن محمد بن مقلّد الدّمشقيّ: سمعت الوزير ابن هبيرة: سمعت أبا الحسن محمد بن القاضي أبي يعلى يقول: جاء رجل من ميَّافارقين إلى والدي ليتفقّه عليه، فقال: أنت شافعيٌّ، وأهل بلدك شافعيّة، فكيف تشتغل بمذهب أحمد قال: قد أحببته لأجلك. فقال: يا ولدي ما هو مصلحة. تبقى وحدك في بلدك ما لك من تذاكره، ولا تذكر له درساً، وتقع بينكم خصومات، وأنت وحيد لا يطيب عيشك. فقال: إنّما أحببته وطلبته لما ظهر من دينك وعلمك. قال: أنا أدلّك على من هو خيرٌ منّي، الشّيخ أبو إسحاق. فقال: يا سيدّي، إنّي لا أعرفه. فقال: أنا امضي معك إليه.) (32/157)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 158 فقام معه وحمله إليه، فخرج الشّيخ أبو إسحاق إليه، واحترمه وعظّمه، وبالغ. وكان الوزير نظام الملك يثني على الشّيخ أبي إسحاق ويقول: كيف لنا مع رجلٍ لا يفرَّق بيني وبين بهروز الفرّاش في المخاطبة لمّا التقيت به قال: بارك الله فيك. وقال لبهروز لما صبّ عليه الماء: بارك الله فيك. وقال الفقيه أبو الحسن محمد بن عبد الملك الهمذانيّ: حكى أبي قال: حضرت مع قاضي القضاة أبي الحسن الماورديّ عزاء النّابتيّ قبل سنة أربعين، فتكلَّم الشّيخ أبو إسحاق وأجاد، فلّما خرجنا قال الماورديّ: ما رأيت كأبي إسحاق، لو رآه الشّافعيّ لتجمَّل به. أنا ابن الخلاّل، أنا جعفر، أنا السِّلفيّ قال: سألت شجاعاً الذُّهليّ، عن أبي إسحاق فقال: إمام الشّافعية، والمقدَّم عليهم في وقته ببغداد. كان ثقة، ورعاً، صالحاً، عالماً بمعرفة الخلاف، علماً لا يشاركه فيه أحد. أنباؤنا عن زين الأمناء: أنا الصّائن هبة الله بن الحسن، أنا محمد بن مرزوق الزَّعفرانيّ: أنشدنا أبو الحسن عليّ بن فضّال القيروانيّ لنفسه في التنّبيه، للإمام أبي إسحاق: (أكتاب التّنبيه ذا، أم رياض .......... أم لآلي فلونهنّ البياض)

(جمع الحسن والمسائل طرّاً .......... دخلت تحت كلّه الأبعاض)

(كلُّ لفظٍ يروق من تحت معنًى .......... جرية الماء تحته الرَّضراض)

(قلَّ طولاً، وضاق عرضاً مداه .......... وهو من بعد ذا الطّوال العراض)

(يدع العالم المسمَّى إماماً .......... كفتاةٍ أتى عليها المخاض) (32/158)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 159 أيُّها المدّعون ما ليس فيهمليس كالدُّرّفي العقود الحضاض (كلُّ نعمى عليَّ يا ابن عليًّ .......... أنا إلاّ بشكرها نهّاض)

(ما تعدَّاك من ثنائي محالُ .......... ليس في غير جوهرٍ أعراض)

(أنت طودٌ لكنّه لا يسامى، .......... أنت بحرٌ، لكنّه لا يخاض)

(فابق في غبطةٍ وأنت عزيز .......... ما تعدي عن المنال انخفاض) وقال أبو الحسن محمد بن عبد الملك الهمذانيّ: ندب المقتدي بالله الشّيخ أبا إسحاق الشّيرازيّ للخروج في رسالةٍ إلى المعسكر، فتوجّه في ذي الحجّة سنة خمسٍ وسبعين، وكان في صحبته جماعةٌ من أصحابه، فيهم الشّاشيّ، والطَّبريّ، وابن فتيان، وإنّه عند وصوله إلى بلاد العجم) كان يخرج إليه أهلها بنسائهم وأولادهم، فيسمحمون أردانه، ويأخذون تراب نعليه يستشفون به. وحدَّثني القائد كامل قال: كان في الصُّحبة جمال الدّولة عفيف، ولمّا وصلنا إلى ساوة خرج بياضها وفقهاؤها وشهودها، وكلّهم أصحاب الشّيخ، فخدموه. وكان كلّ واحدٍ يسأله أن يحضر في بيته، ويتبرَّك بدخوله وأكله لمّا يحضره. قال: وخرج جميع من كان في البلد من أصحاب الصنِّاعات، ومعهم من الّذي يبيعونه طرفاً ينثرونه على محفَّته. وخرج الخبّازون، ونثروا الخبز، وهو ينهاهم ويدفعهم من حواليه ولا ينتهون. وخرج من بعدهم أصحاب الفاكهة والحلواء وغيرهم، وفعلوا كفعلهم. ولمّا بلغت النَّوبة إلى الأساكفة خرجوا، وقد عملوا مداساتٍ لطافاً للصَّغار ونثروها، وجعلت تقع على رؤوس النّاس، والشّيخ أبو إسحاق يتعجَّب. فلّما انتهوا بدأ يداعبنا ويقول: رأيتم النّثار ما أحسنه، أيّ شيء وصل إليكم منه فنقول لعلمنا أنّ ذلك يعجبه: يا سيّدي وأنت أيّ شيء كان حظَّك منه فيقول: أنا غطّيت نفسي بالمحفّة. (32/159)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 160 وخرج إليه من النّسوة الصُّوفيات جماعة، وما منهن إلاّ من بيدها سبحة، وألقوا الجميع إلى المحّفة، وكان قصدهنّ أن يلمسها بيده، فتحصل لهّن البركة، فجعل يمرَّها على بدنه وجسده، وتبرَّك بهنّ، ويقصد في حقّهنّ ما قصدن في حقّه. وقال شيرويه الدَّيلميّ في تاريخ همذان: أبو إسحاق الشّيرازيّ إمام عصره، قدم علينا رسولاً من أمير المؤمنين إلى السّلطان ملكشاه. سمعت منه ببغداد، وهمذان وكان ثقة، فقيهاً، زاهداً في الدّنيا. على الحقيق أوحد زمانه. قال خطيب الموصل: حدَّثني والدي قال: توجَّهت من الموصل سنة تسعٍ وخمسين وأربعمائة إلى بغداد، قاصداً للشّيخ أبي إسحاق، فلمّا حضرت عنده بباب المراتب، بالمسجد الّذي يدرّس فيه رحّب بي، وقال: من أين أنت قلت: من الموصل. قال مرحّباً: أنت بلدييّ. فقلت: يا سيدّنا، أنت من فيروزآباد، وأنا من الموصل فقال: أما جمعتنا سفينة نوحٍ عليه السّلام) وشاهدت من حسن أخلاقه ولطافته وزهده ما حبَّب إليَّ لزومه، فصحبته إلى أن توفّي. قلت: وقد ذكره ابن عساكر في طبقات الأشعرية. ثمّ أورد ما صورته قال: وجدت بخطّ بعض الثّقات: ما قول السّادة الفقّهاء في قومٍ اجتمعوا على لعن الأشعريّة وتكفيرهم وما الّذي يجب عليهم أفتونا. فأجاب جماعة، فمن ذلك: الأشعريّة أعيان السُّنّة انتصبوا للرّدّ على (32/160)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 161 المبتدعة من القدريّة والرّافضة وغيرهم. فمن طعن فيهم فقد طعن على أهل السُّنّة، ويجب على النّاظر في مر المسلمين تأديبه بما يرتدع به كلّ أحدٍ. وكتب إبراهيم بن عليّ الفيروزآباديّ. وقال: خرجت إلى خراسان، فما دخلت بلدةً ولا قريةً إلاّ كان قاضيها، أو خطيبها، أو مفتيها، تلميذي، أو من اصحابي. ومن شعره: (أحبّ الكأس من غير المدام .......... وألهوا بالحسان بلا حرام)

(وما حبّي لفاحشةٍ ولكن .......... رأيت الحبّ أخلاق الكرام) وله: (سألت النّاس عن خلّ وفيًّ .......... فقالوا: ما إلى هذا سبيل)

(تمسك إن ظفرت بودّ حرًّ .......... فإنّ الحرَّ في الدّنيا قليل) وله: (حكيم يرى أنّ النّجوم حقيقةٌ .......... ويذهب في أحكامها كلَّ مذهب)

(يخبّر عن أفلاكها وبروجها .......... وما عند علمٌ بما في المغَّيب) (32/161)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 162 ولسلاّر العقبيّ: (كفاني إذا عنّ الحوادث صارمٌ .......... ينيلني المأمول في الإثر والأثر)

(يقدّ ويغري في اللقاء كأنّه .......... لسان أبي إسحاق في مجلس النّظر) ولعاصم بن الحسن فيه: (تراه من الذّكاء نحيف الجسم .......... عليه من توقُّده دليل)

(إذا كان الفتى المعالي .......... فليس يضيره الجسم النَّحيل) ولأبي القاسم عبد الله بن ناقيا يرثي أبا إسحاق، رحمه الله تعالى:) (أجرى المدامع بالدّم المهراق .......... خطبٌ قيامة الآماق)

(خطبٌ شجا منّا القلوب بلوعةٍ .......... بين التَّراقي ما لها من راق)

(ما للّياليّ لا تألّف شملها .......... بعد ابن بجدتها أبي إسحاق)

(إن قيل: مات، فلم يمت من ذكره .......... حيٌّ على مرّ اللّيالي باقي) (32/162)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 163 توفّي ليلة الحادي والعشرين من جمادى الآخرة، ودفن من الغد، وأحضر إلى دار المقتدي بالله أمير المؤمنين، فصلّى عليه، ودفن بباب أبرز. وجلس أصحابه للعزاء بالمدرسة النّظاميّة،. وكان الّذي صلّى عليه صاحبه أبو عبد الله الطَّبريّ. ولمّا انقضى العزاء رتَّب مؤيَّد الدّولة ابن نظام الملك أبا سعد المتولّي مدرّساً، فلمّا وصل الخبر إلى نظام الملك، كتب بإنكار ذلك، وقال: كان من الواجب أن تغلق المدرسة سنةً من أجل الشّيخ. وعاب على من تولّى مكانه، وأمر أنّ يدرّس الشّيخ أبو نصر عبد السّيّد بن الصّبّاغ مكانه. (32/163)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 164 4 (حرف الطاء.)

4 (طاهر بن الحسين بن احمد بن عبد الله.) أبو الوفا القوّاس البغداديّ، الفقيه الحنبليّ الزّاهد، من أهل باب البصرة. ولد سنة تسعين وثلاثمائة. وسمع من: هلال الحفّار، وأبي الحسين بن بشران، وأبي سهل محمود العكبريّ، وجماعة. روى عنه: أبو محمد، وأبو القاسم ابنا السَّمرقنديّ، وأبو البركات عبد الوهّاب الأنماطيّ، وعليّ بن طراد، وآخرون. ذكره السَّمعانيّ فقال: من أعيان فقهاء الحنابلة وزهّادهم، أجهد نفسه في الطّاعة والعبادة، واعتكف في بيت الله تعالى خمسين سنة. وكان يواصل ليله بنهاره. وكان قارئاً للقرآن، فقيهاً، ورعاً، خشن العيش. كانت له حلقة بجامع المنصور. قال عبد الوهاب الأنماطيّ: سأله رجلٌ في حلقته عن مسألةٍ، فقال: لا أجيبك حتّى تقوم وتخلع سراويلك وتتكشّف. كان قد رآه كذلك في الحمّام. فقال: هذا لا يمكن، وأنا أستحيي. فقال: يا فلان، فهؤلاء بعينهم هم الّذين رأوك في الحمّام بلا مئزر، إيش الفرق بين هنا وبين الحمّام فخجل) (32/164)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 165 وذكر الشّيخ فصلاً في النَّهي عن كشف العورة. توفّي يوم الجمعة سابع عشر شعبان. 4 (حرف العين.)

4 (العبّاس بن أحمد بن محمد بن العبّاس بن بكران.) أبو الفضل الهاشميّ البغداديّ. روى عنه: الحسين بن الحسن الغضائريّ. روى عنه: قاضي المرستان، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ. توفّي في جمادى الآخرة. 4 (عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله.) (32/165)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 166 أبو حكيم الخبريّ الفقيه الفرضيّ. تفقّه على: أبي إسحاق الشّيرازيّ. وبرع في الفرائض، والحساب، والعربيّة، واللّغة. وسمع من: الحسين بن حبيب القادسيّ، والحسين بن عليّ الجوهريّ. وصنَّف الفرائض وشرح كتاب الحماسة، وديوان البحتريّ، وديوان المتنّبي، وديوان الشّريف الرَّضيّ. وكان متديّناً صدوقاً. روى عنه: ابن بنته أبو الفضل محمد بن ناصرن وأبو العزّ بن كاذش. قال السِّلفيّ: سألت الذُّهليّ، عن أبي حكيم فقال: كان يسمع معنا من الجوهريّ ومن بعده. وكان قيِّماً بعلم الفرائض، وله فيها مصَّنف، وله معرفة بالآداب صالحة. قال ابن ناصر كان جدّي أبو حكيم يكتب المصاحف، فبينما هو يوماً قاعداً مستنداً يكتب، وضع القلم واستند، وقال: والله إنّ هذا موت مهنّأ، موت طيّب. ثمّ مات. ورّخ أبو طاهر الكرجيّ موته في ذي الحجّة. 4 (عبد الله بن عطاء بن عبد الله بن أبي منصور بن الحسن بن إبراهيم.) (32/166)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 167 أبو محمد الإبراهيميّ الهرويّ. أحد من عني بهذا الشأن. وسمع: أبا عمر عبد الواحد المليحيّ، وجمال الإسلام أبا الحسن الدّاووديّ، وأبا إسماعيل شيخ) الإسلام. ورحل فسمع ببغداد من: أبي الحسن بن النَّقُّور، وعبد العزيز بن السُّكَّريّ، وهذه الطّبقة. وسمع بإصبهان، ونيسابور. روى عنه زاهر الشّحّاميّ، وأبو بكر سبط الخيّاط، وأبو بكر بن الزّاغونيّ، وأبو المعالي النّحّاس، وغيرهم. قال يحيى بن مندة: كان أحد من يفهم الحديث ويحفظ، صحيح النَّقل، حسن الفهم، سريع الكتابة، حسن التّذكير. قال هبة الله السَّقطيّ: كان يصحّف في الأسماء والمتون، ويصرّ على غلطه، وكان متهافتاً، تظهر على لسانه الأباطيل، ويركِّب الأسانيد، فمن ذلك ما ثنا قال: ثنا عبد الرحمن بن محمد العبديّ، نا الحسين بن محمد الدَّينوريّ، ثنا عبيد الله بن محمد بن شنبة، ثنا محمد بن موسى بن زياد الإصبهانيّ، نا الحسين بن محمود بن وكيع، ثنا سفيان بن وكيع، عن أبيه، عن هشام بن عروة، (32/167)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 168 عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أدّوا الزَّكاة وتحرُّوا بها أهل العلم، فإنّه أبرّ وأتقى. قال السّمعانيّ: محمد بن موسى، وشيخة، مجهولان، وهو موضوع لا شكّ فيه. توفّي الإبراهيميّ راجعاً من الحجّ بقرب العراق سامحه الله. وروى عنه وجيه الشّحّاميّ. (32/168)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 169 قال خميس الحوزيّ: رأيته ببغداد ملتحقاً بأصحابنا، متخصّصاً بالحنابلة، يخرَّج لهم أحاديث الصّفات وأضداده يقولون: هو يضعها، وما علمت ذلك فيه. 4 (عبد الله بن عليّ بن بحر.) أبو بكر. توفّي ببوسنج برجب. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن عيسى بن زياد.) أبو عيسى الإصبهاني التّانيّ، الأديب. كان يشبه الصّدر الأوّل. عنده جزء لوين، وغريب القرءان للقتبيّ.) مات في شعبان سنة ستًّ. وجد سماعه في آخر عمره. روى عنه: مسعود الثّقفيّ، وغيره. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي عاصم.) أبو عطاء ابن الهرويّ الجوهريّ. روى عن: محمد بن محمد بن جعفر المالينيّ، وابي منصور محمد بن محمد الأزديّ، وأبي حاتم بن أبي حاتم محمد بن يعقوب، وجماعة. روى عنه أبو الوقت السِّجزيّ، ووجيه، وعبد الجليل بن أبي سعد الهرويّ. توفّي في شعبان. (32/169)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 170 قال السّمعانيّ: كان شيخاً ثقة، صدوقاً. تفرَّد عن أبي معاذ الشّاه، والمالينيّ. سمع منه جماعة كثيرة. ولد سنة سبعٍ أو ثمانٍ وثمانين وثلاثمائة. حدَّثنا عنه أحمد بن أبي سهل الصّوفيّ، وعبد الواسع بن أميرك. 4 (عبد السّميع بن عبد الودود بن عبد المتكّبر بن هارون بن عبيد الله بن المهتدي) بالله. أبو أحمد الهاشميّ، أخو الحسن. سمع: أبا الحسن بن بشران. سمع منه: الحميديّ، وشجاع الذُّهليّ. قال إسماعيل بن السَّمرقنديّ: سألته عن مولده فقال: سنة أربعٍ وأربعمائة. مات في جمادى الأولى سنة. 4 (عبد الوهّاب بن أحمد بن جلبة.) الفقيه أبو الفتح الخزّاز البغداديّ ثمّ الحّرانيّ، الحنبليّ. مفتي حرّان عالمها. تفقّه على القاضي أبي يعلى ولازمه، وكتب عنه تصانيفه. وسمع من: أبي بكر البرقانيّ، وأبي عليّ بن شاذان، وأبي عليّ الحسن بن شهاب العكبريّ.) (32/170)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 171 سمع منه: هبة الله الشّيرازيّ، ومكّيّ الرُّميليّ، والرَّحّالة بحرّان. وقتل شهيداً مظلوماً. قال أبو الحسن بن أبي يعلى: ولي أبو الفتح بن جلبة قضاء حرّان من قبل الوالد، وكتب به سجلاًّ، وكان ناشراً للمذهب، داعياً له في تلك الدّيار. وكان مفتيها وواعظها وخطيبها وقاضيها. قتل رحمه الله على يد قريش العقيليّ في سنة ستًّ وسبعين، عند اضطراب أهل حرّان على ابن قريش، لما أظهر سبَّ السَّلف رضي الله عنهم. قلت: جاء في حديث ماكسين من أربعين السِّلفيّ. وقال السِّلفيّ: أنا أحمد بن محمد حامد الحّرانيّ قاضي ماكسين، أنبا عبد الوهّاب، فذكر حديثاً. 4 (عتيق.) أبو بكر المغربيّ الواعظ المعروف بالبكريّ. كان من غلاة الأشاعرة ودعاتهم. هاجر إلى باب نظام الملك، فنفق عليه، (32/171)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 172 وكتب له كتاباً بأن يجلس بجوامع بغداد، فقدم وجلس للوعظ، وذكر ما يلطخ به الحنابلة من التّجسيم، وهاجت الفتن ببغداد، وكفَّر بعضهم بعضاً. ولمّا همَّ بالجلوس بجامع المنصور، قال نقيب النُّقباء: اصبروا لي حتّى أنقل من هذه النّاحية، لأنّي أعلم من قتلٍ ونهبٍ يكون. ثمّ إنّ أبواب الجامع أغلقت سوى بابٍ واحد، فصعد البكريّ على المنبر، والأتراك بالقسيّ والنّشّاب حوله، كأنّه حرب. فنعوذ بالله من الفتن، ما ظهر منها وما بطن. ولقّبوه بعلم السُّنّة، وأعطوه ذهباً وثياباً، فتعرَّض لأصحابه قومٌ من الحنابلة، فكسب دور بني القاضي أبي يعلى، وأخذت كتبهم، ووجد فيها كتاب الصّفات. فكان يقرأ بين يدي البكريّ وهو على منبر الوعظ، وهو يشنّع عليهم. وكان عميد بغداد أبو الفتح بن أبي الَّليث، فخرج البكريّ إلى المعسكر شاكياً منه، فلمّا عاد مرض ومات. ولمّا تكلَّم بجامع المنصور رفع من الإمام أحمد وقال: وما كفر سليمان ولكنَّ الشَّياطين كفروا فجاءته حصاةً، وأخرى، فأحسَّ بذلك النّقيب، فكشف عن الأمر، فكانوا ناساً من الهاشمييّن من أصحاب أحمد اختفوا في السُّقوف، فأخذهم فعاقبهم.) مات في جمادى الأولى. ذكره ابن النّجّار. 4 (عليّ بن أحمد بن عبد الله.) الأستاذ أبو الحسن الطَّبريّ. توفّي في شهر ربيع الآخر. 4 (عليّ بن الحسين بن الحسن بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن (32/172)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 173 محمد بن الحسن بن) محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب. الحسنيّ أبو طالب الهمذانيّ. قال شيرويه: وحيد زمانه في الفصل والخلق، وطراز البلد. روى عن: جدّه لأمّه أبي طاهر الحسين بن عليّ بن سلمة، وأبي منصور القومسانيّ، وعبد الله بن حسّان، ورافع بن محمد القاضي، وأبي بكر عبد الله أحمد بن بيهس. ورحل فسمع بنيسابور من: أبي سعد الفضل بن عبد الرحمن بن حمدان النَّضروييّ، وأبي حفص بن مسرور، وأبي الحسين عبد الغافر الفارسيّ. وسمع بإصبهان من أبي ريذة، وعبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذيّ، وأحمد بن محمد بن النُّعمان، وعامّة أصحاب ابن المقريء. وسمع بالدَّينور من: أبي نصر أحمد بن الحسين بن بوّان الكسّار، وعامّة مشايخ زمانه. سمعت منه واستمليت عليه. وكان صدوقاً، حسن لخلق، خفيف الرُّوح، كريم الطَّبع، ملجأ أصحاب الحديث، أديباً، فاضلاً، من أدباء وقته. ولد سنة إحدى وأربعمائة. وتوفّي في جمادى الأولى، ودفن في داره. (32/173)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 174 4 (عليّ بن عبد الله بن سعيد.) أبو الحسن النَّيسابوريّ. التّاجر الحنفيّ الفقيه. شيخ ثقة. سمع الكثير من أصحاب الأصمّ. وتوفّي في عاشر رجب، وله خمسُ وثمانون سنة.) 4 (عمر بن عمربن يونس بن كريب.) أبو حفص الأصبحيّ السَّرقسطيّ. نزيل طليطلة. روى عن: عليّ بن موسى بن حزب الله، ويحيى بن محارب، وأبي عمرو الدّانيّ، وخلف بن هشام العبدريّ القاضي. وكان فاضلاً ثقة. عمَّر وأسنّ. قاله ابن بشكوال. 4 (عمر بن واجب بن عمر بن واجب.) أبو حفص البلنسيّ. روى عن: أبي عمر الطَّلمنكيّ. وسمع من أبي عبد الله بن الحذّاء صحيح مسلم. وكان صاحب أحكام بلنسية. روى عنه: حفيده أبو الحسن محمد بن واجب بن عمر، وأبو عليّ بن سكَّرة. (32/174)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 175 4 (حرف الفاء)

4 (فرج) مولى سيّد بن أحمد الغافقيّ الكتبيّ. أبو سعيد الطُّليطليّ. حجّ وسمع: أبا ذرّ الهرويّ. وكان صالحاً ثقة. روى عنه: عبد الرحمن بن عبد الله المعدّل، وغيره. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن عمر بن شبويه.) أبو نصر بنيسابور من: أبي بكر الحيريّ، وأبي سعيد الصَّيرفيّ. روى عنه: الرٌّ ستميّ، ومسعودج الثّقفيّ. توفّي في المحرَّم. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن إسماعيل.) ) أبو طاهر بن أبي الصَّقر اللّخميّ الأنباريّ، الخطيب. له مشيخة في جزءين، سمعناها. وله رحلة إلى الشّام، والحجاز، ومصر. وسمع: عبد الرحمن بن أبي نصر التّميمي، وأبا نصر بن الحبّان، وأبا عبد الله بن نظيف، ومحمد بن الحسين الصَّنعانيّ، وإسماعيل بن عمرو الحدّاد المصريّ، وعبد الوهّاب المرّي، وأبا العلاء بن سليمان المعرَّيّ، وأبا محمد (32/175)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 176 الجوهريّ، وصلة بن المؤمّل المصريّ. وكان دخوله إلى مصر سنة ثلاثٍ وعشرين. وأكبر شيوخه ابن أبي نصر. روى عنه: أبو بكر الخطيب، وعبد الله بن عبد الرّزّاق بن الفضيل، وإسماعيل بن أحمد السِّمرقنديّ، وأبو الفتح محمد بن احمد الأبياريّ الخلاّل، وعبد الوهّاب الأنماطيّ، والحافظ ابن ناصر، وموهوب بن أحمد بن الجواليقيّ. وآخر من روى عنه أبو بكر بن الزّعفرانيّ. ولد سنة ستًّ وتسعين وثلاثمائة. قال السّمعانيّ: سمعت خليفة بن محفوظ بالأنبار يقول: كان ابن أبي الصَّقر صوّاماً قوَّاماً. سأله بعض النّاس: كم مسموعات الشّيخ قال: وقر جملٍ، سوى ما شذّ عنّي. قال خليفة: وكان قد أصيب ببعضها. وقال السمعانيّ: سمعت خطيب الأنبار أبا الفتح بن الخلاّل يقول: خرج شيخنا ابن أبي الصَّقر إلى الرحلة قبل سنة ثمان عشر وأربعمائة. وله شعرٌ، فمنه: (حبيبٌ خصَّ بالكرم .......... إمام الحسن في الأمم)

(بوجه نور جوهره .......... يريك البدر في الظُّلم)

(مهذَّبة خلائقه .......... شمّاً بالأصل والشّيم)

(حلفت على الوداد له .......... بربّ البيت والحرم)

(لأنت أعزّ من بصري .......... عليَّ وكلّ ذي رحم) ) (فقال: لك الوفاء بذا .......... ولو لم تأت بالقسم) (32/176)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 177 توفّي رحمه الله بالأنبار في جمادى الآخرة. 4 (محمد بن أحمد بن الحسن بن جردة.) أبو عبد الله العكبريُّ التّاجر. كان رأس ماله نحو مائتي درهم يتَّجر بها من عكبرا إلى بغداد، فاتَّسعت عليه الدّنيا، إلى أن ملك ثلاثمائة ألف دينار. وصاهر أبا منصور بن يوسف علي بنته، وبنى داراً عظيمة في غاية الكبر والحسن، واتَّخذ لها بابين، وعلى كلّ باب مسجداً. ولمّا دخل البساسيريُّ بغداد بذل لقريش بن بدران عشرة آلاف دينار حتّى حمى داره، واختفت عنده زوجة السّلطان طغرلبك فلمّا قدم طغرلبك بغداد جاء إلى داره متشكراً. وله برٌّ معروف، وأوقاف، وآثار جميلة. روى شعراً عن الوزير أبي القاسم المغربيّ. وروى عنه: أبو العزّ بن كادش، وغيره. ومات في عاشر ذي القعدة عن إحدى وثمانين سنة. وكان سبط الخيّاط إمام مسجده الكبير. 4 (محمد بن أحمد بن علاّن.) أبو الفرج الكرجيّ، ثمّ الكوفيّ. (32/177)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 178 ثقة، مسند، مشهور. روى عن: أبي الحسن بن النّجّار، وأبي عبد الله الهروانيّ. كتب عنه: أو الغنائم النَّرسيّ، وغيره. وآخر من بقي من أصحابه أبو الحسن بن غبرة الّذي أجاز لكريمة. قال النَّرسيّ: كان ثقة، من عدول الحاكم. توفّي في شعبان. 4 (محمد بن الحسن بن محمد بن القاسم بن المنثور.) أبو الحسن الجهنيّ الكوفيّ. من الرؤساء لكنّه سّيء المعتقد، شيعيّ. وهو آخر من حدَّث عن محمد بن عبد الله الجعفيّ الهروانيّ.) توفّي في شعبان. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وعمر بن إبراهيم الحسينيّ، ومحمد بن طرخان. وعاش اثنتين وثمانين سنة. 4 (محمد بن الحسين.) أبو بكر البغداديّ البنّا. ويعرف بأخي فبيدة، بالضّمّ وبموحّدة. سمع: البرقانيّ، وأبي عليّ بن شاذان. (32/178)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 179 وعنه: إسماعيل، وعبد الله ابنا السَّمرقنديّ. وكان مقرئاً خيّراً، مات في شهر رجب. ذكره ابن نقطة. 4 (محمد بن شريح بن أحمد بن محمد بن شريح.) أبو عبد الله الرُّعينيّ الإشبيليّ المقريء، مصنَّف كتاب الكافي، وكتاب التّذكير، وخطيب إشبيلية. كان من جلَّة المقرَّبين في زمانه بالأندلس. رحل وحجّ، وسمع من أبي ذرَّ الهرويّ، وأجاز له مكّيّ القيسيّ. وسمع بمصر من: أبي العبّاس بن نفيس، وأبي القاسم الكحّال وبإشبيلية من: عثمان بن أحمد القيشطاليّ. وقرأ بالروايات بمكّة على القنطريّ، وبمصر على ابن نفيس. روى عنه: ابنه الخطيب أبو الحسن شريح، وقال: توفّي عصر يوم الجمعة الرابع من شوّال، وله عاماً إلاّ يوماً. 4 (محمد بن طلحة بن محمد.) (32/179)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 180 أبو مسعد الجنابذيّ النَّيسابوريّ التّاجر. سمع من أصحاب الأصمّ. وسمع بدمشق من عبد الرحمن بن الطُّبيز. روى عنه: عبد الغافر بن إسماعيل وقال: كان صالحاً ثقة كثير البرّ. وروى عنه بالإجازة وجيه الشّحّاميّ.) 4 (محمد بن عليّ بن أحمد بن الحسين.) أبو الفضل السَّهلكيّ البسطاميّ الفقيه. (32/180)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 181 شيخ الصُّوفية. له الأصحاب والتّصانيف في الطّريق. سمع: أبا بكر الحيريّ، وغيره. وحدَّث بنيسابور. وقيل: توفّي سنة، فالله أعلم. 4 (حرف الياء)

4 (يوسف بن سليمان بن عيسى.) أبو الحجّاج الأندلسيّ النَّحويّ المعروف بالأعلم. من أهل شنتمريّة. رحل إلى قرطبة في سنة ثلاثٍ وثلاثين، وأتى أبا القاسم إبراهيم بن محمد الإفليليّ فلازمه. (32/181)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 182 وأخذ عن: أبي سهل الحرّانيّ، ومسلم بن أحمد الأديب. وكان عالماً باللُّغات والإعراب والمعاني، واسع الحفظ، جيّد الضَّبط، كثير العناية بهذا الشّأن. اشتهر اسمه، وسار ذكره. وكانت الرحلة إليه في وقته. أخذ عنه: أبو عليّ الغسّانيّ، وطائفة كبيرة. وكفّ بصره في آخر عمره. وكان مشقوق الشَّفة العليا شقّاً كبيراً. توفّي بإشبيلية، وله ستٌّ وستّون سنة. قال أبو الحسين شريح بن محمد: توفّي أبي في منتصف شوّال فأتيت أبا الحجّاج الأعلم فأعلمته بموته، فإنّهما كانا كالأخوين، فانتخب وبكى، وقال: لا أعيش بعده إلاّ شهراً. فكان كذلك. (32/182)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 183 4 (الكنى)

4 (أبو الخطّاب الصّوفيّ.) هو أحمد بن عليّ بن عبد الله المقريء البغداديّ المؤدَّب. أحد الحذَّاق. قرأ القراءات على الحمّاميّ.) وله قصيدة مشهورة في السُّنَّة، رواها عنه عبد الوهّاب الأنماطيّ. وقصيدة في آي القرآن، رواها عنه قاضي المرستان. قرأ عليه: هبة الله بن المجليّ، والخطيب أبو الفضل محمد بن المهتدي بالله. قال أبو الفضل بن خيرون: كان عنده عن ابن الحمّاميّ السّبعة تلاوةً. وقال شجاع الذَّهليّ: كان أحد الحفّاظ للقرآن المجودَّين. يذكر أنّه قرأ بالرّوايات على الحّماميّ، ولم يكن معه خطٌّ بذلك، فأحسن النّاس به الظّنّ، وصدّقوه، وقرأوا عليه. مات في رمضان سنة ستّ. كذا ورّخه ابن خيرون. وولد سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة. (32/183)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 184 4 (وفيات سنة سبع وسبعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحسين بن محمد بن محمد.) أبو الحسين البغداديّ العطّار. سمع: أبا الحسن بن رزقويه، وأبا الفضل عبد الواحد التّميميّ، وأبا القاسم الحرفيّ. وعنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وعبد الوهّاب بن الأنماطيّ. وأثنى عليه عبد الوهّاب، ووصفه بالخير، وقال: ما كان يعرف شيئاً من الحديث. ولد سنة سبعٍ وتسعين وثلاثمائة، ومات في سادس ذي القعدة. 4 (أحمد بن عبد الرحمن بن محمد.) أبو الحسين النَّيسابوريّ الكّياليّ المقريء. سمع أبا نصر محمد بن عليّ بن الفضل الخزاعيّ صاحب محمد بن الحسين القطّان. روى عنه: إسماعيل بن أبي صالح المؤذّن. (32/184)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 185 4 (أحمد بن محمد بن الفضل.) أبو بكر الفسويّ نزيل سمرقند. كان إماماً ذا فنون وورع وديانة. سمع:: أبا نعيم الحافظ، وأبا بكر الحيريّ، ومحمد بن موسى الصَّيرفيّ، والحسين بن إبراهيم الحمّال.) مات في رمضان عن بضعٍ وسبعين سنة. روى عنه بالإجازة أحمد بن الحسين الفراتيّ. 4 (أحمد بن عبد العزيز شيبان) أبو الغنائم بن المعافى التّميميّ الكرخيّ. سمع: أبا الحسين بن بشران، وأبا محمد السُّكَّريّ. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ. مات في ربيع الأوّل. 4 (أحمد بن محمد بن عبد الله الإصبهانيّ البقّال.) توفّي في رجب. 4 (أحمد بن محمد بن رزق بن عبد الله.) أبو جعفر القرطبيّ، الفقيه المالكيّ. تفقّه بابن القطّان، وأخذ عن: أبي عبد الله بن عتّاب، وأبي شاكر بن قهب، وابن يحيى المرييّ. (32/185)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 186 ورحل إلى ابن عبد البرّ فسمع منه. وكان فقيهاً، حافظاً للرأي، مقدّماً فيه، ذاكراً للمسائل، بصيراً بالنّوازل. كان مدار طلبة الفقه بقرطبة عليه في المناظرة والتَّفقُّه، نفع الله به كلَّ من أخذ عنه. وكان صالحاً، ديّناً، متواضعاً، حليماً. على هدًى واستقامة. وصفه بذلك ابن بشكوال وقال: أنا عنه جماعة من شيوخنا، ووصفوه بالعلم والفضل. وقال عياض القاضي: تخّرج به جماعة كأبي الوليد بن رشد، وقاسم بن الأصبغ، وهشام بن أحمد شيخنا. وذكره أبو الحسن بن مغيث فقال: كان أذكى من رأيت في علم المسائل، وألينهم كلمةً، وأكثرهم حرصاً على التّعليم، وأنفقهم لطالب فرع على مشاركةٍ له في علم الحديث. توفّي ابن رزق فجأةً في ليلة الإثنين لخمسٍ بقين من شوّال، وكان مولده سنة سبعٍ وعشرين وأربعمائة. 4 (أحمد بن المحسِّن بن محمد بن عليّ بن العبّاس.) أبو الحسن بن أبي يعلى البغداديّ العطّار الوكيل.) أحد الدُّهاة المتبحّرين في علم الشُّروط والوثائق والدَّعاوي، يضرب به المثل في التّوكيل. قال أبو سعد السّمعانيّ: سمعت محمد بن عبد الباقي الأنصاريّ يقول: طلّق رجل امرأته، فتزوَّجت بعد يوم، فجاء الزّوج إلى القاضي أبي عبد الله بن (32/186)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 187 البيضاويّ، فطلبها القاضي ليشهِّرها، فجاءت إلى ابن المحسّن الوكيل، وأعطته مبلغاً، فجاء إلى القاضي فقال: الله الله، لا يسمع النّاس. فقال: أين العدّة قال: كانت حاملاً فوضعت البارحة ولداً ميتاً، أفلا يجوز لها أن تتجوَّز. قال عبد الوهّاب الأنماطيّ: كان صحيح السّماع، قليل الأفعال والحيل. قلت: روى عن: أبي القاسم الحرقيّ، وأبي عليّ بن شاذان، ومحمد بن سعيد بن الرُّوزبهان. قرأ القرآن على أبي العلاء الواسطيّ، وأقرأ مدّة. روى عنه: مكّيّ الرُّميليّ، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ، ويحيى بن الطّرّاح، وعبد الوهّاب الأنماطيّ. توفّي في رجب. وولد في سنة إحدى وأربعمائة. وأبوه اسمه المحسّن عند ابن السّمعانيّ، والحسين ابن النّجّار، فلعلّهما إسمان، واتّفقت وفاتهما في سنةٍ واحدة. ويقوّي أنّهما اثنان اختلاف كنيتهما ونسبهما، وأنّ كنية أحمد بن الحسين: أبو الحسين، وأنّ اسم جدّه محمد بن محمد بن سلمان، وأنّه ليس بوكيل، وأنّه مات في ذي القعدة، وغير ذلك. 4 (إسماعيل بن مسعدة بن إسماعيل بن الإمام أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل.) المفتي أبو القاسم الإسماعيليّ الجرجانيّ. (32/187)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 188 صدر محتشم، نبيل القدر، تامّ المروءة، واسع العلم، صدوق. كان يعظ ويملي على فهمٍ ودراية. وحدَّث ببلاد كثيرة. وكان عارفاً بالفقه، مليح الوعظ، له يدٌ في النَّظم والنَّثر والتَّرسُّل. حدَّث بكتاب الكامل وبالمعجم لابن عديّ، وبتاريخ جرجان. سمع: أباه، وعمّه المفضّل، وحمزة السَّهميّ، والقاضي أبا بكر محمد بن يوسف الشّالنجيّ، وأحمد بن إسماعيل الرَّباطيّ، وجماعة.) روى عنه: زاهر ووجيه ابنا الشّحّاميّ، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي، وأبو سعد أحمد بن محمد البغداديّ، وإسماعيل بن السَّمرقندي، وأبو منصور بن خيرون، وأبو الكرم الشهرزوريّ، وأبو البدر الكرخيّ، وآخرون. ولد في سنة سبعٍ وأربعمائة. قال إسماعيل السَّمرقنديّ: سمعت ابن مسعدة: سمعت حمزة بن يوسف: سمعت أبا بكر الإسماعيليّ يقول: كتبه الحديث رقّ الأبد. توفّي ابن مسعدة بجرجان. (32/188)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 189 4 (حرف الباء)

4 (بيبى بنت عبد الصّمد بن عليّ بن محمد.) أمّ الفضل، وأمّ عزَّي الهرثميَّة الهرويّة. راوية الجزء المنسوب إليها. عن: عبد الرحمن بن أبي شريح صاحب البغويّ، وابن صاعد. توفّيت في هذا العام أو في الّذي بعده. وقد كمَّلت التّسعين وتعدَّتها. روى عنها: ابن طاهر المقدسيّ، ووجيه الشّحّاميّ، وأبو الوقت السِّجزيّ، وعبد الجليل بن أبي سعد الهرويّ وهو آخر من روى عنها. قال أبو سعد السَّمعانيّ: هي من أهل بخشة، قرية على أربعة فراسخ من هراة، صالحة عفيفة. عندها جزء من حديث ابن أبي شريح تفرَّدت برواية ذلك في عصرها. سمع منها عالمٌ لا يحصون. وكانت ولادتها في حدود سنة ثمانين وثلاثمائة. (32/189)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 190 قال: وماتت في حدود خمسٍ وسبعين بهراة. روى لنا أبو الفتح محمد بن عبد الله الشّيرازيّ، وعبد الجبّار بن أبي سعد الدّهّان، وجماعة. قلت: وقد روى أبو عليّ الحدّاد في معجمه، عن ثابت بن طاهر الهرويّ، عن بيبى الهرثميّة. وقد ادخل بعض المتفضّلين في الجزء الّذي روته حديثاً موضوعاً، رواه أيضاً ابن أخي ميمي، عن البغويّ. أخبرناه أبو الحسين اليونينيّ. وأبو عبد الله بن النّحاس النَّحويّ، وآخرون أنّ أبا المنجَّى بن اللُّتّيّ أخبرهم، وأناه أبو المعالي الأبرقوهيّ، أنا زكريا العلبيّ قالا: أنا عبد الأوّل السِّجزيّ. وأنا يحيى بن أبي منصور إجازةً، أنا عبد القادر الحافظ، أنا عبد الجليل بن أبي سعد المعدّل،) قالا: أخبرتنا بيبى: أنا عبد الرحمن بن أبي شريح، نا عبد الله البغويّ، ثنا داود بن رشيد، ثنا يحيى بن زكريّا، عن موسى بن عقبة، عن أبي الزُّبير،. وعن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في ملأ من أصحابه، إذ دخل أبو بكر وعمر في بعض (32/190)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 191 أبواب المسجد، معهما فئام من النّاس يتمارون، وقد ارتفعت أصواتم، يردّ بعضهم على بعض، حتّى انتهوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما الّذي كنتم تمارون قد ارتفعت فيه أصواتكم وكثر لغطكم فقال بعضهم، يا رسول الله، شيء تكلَّم فيه أبو بكر وعمر، فاختلفا، فاختلفنا لاختلافهم. فقال: وما ذاك قالوا: في القدر، قال أبو بكر: يقدّر الله الخير، ولا يقدَّر الشّرّ. وقال عمر: يقدّرهما جميعاً. فقال: ألا أقضي بينكما فيه بقضاء إسرافيل بين جبريل وميكائيل قال جبريل مقالة عمر، وقال ميكائيل مقالة أبي بكر وذكر تمام الحديث. تأمّلت هذا الحديث يوماً فإذا هو يشبه أقوال الطُّرقيّة، فجزمت بوضعه، لكونه بإسنادٍ صحيح. ثمّ سألت شيخنا ابن تميمة عنه، فقال: هذا كذب، فاكتب على النُّسخ أنّه موضوع. قلت: والظّاهر أنّ بعض الكذّابين أدخله على البغويّ لمّا شاخ وانهزم. وأمّا ابن الجوزيّ فقال في الموضوعات: المتَّهم به: يحيى بن زكريّا، (32/191)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 192 قال ابن معين: هو دجّال هذه الأمّة. 4 (حرف الثاء)

4 (ثابت بن أحمد بن الحسين.) أبو القاسم البغداديّ. قدم دمشق من بغداد حاجّاً، وذكر أنّه سمع أبا القاسم بن بشران، وأبا ذرّ (32/192)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 193 عبد بن أحمد الهرويّ، ومحمد بن جعفر الميماسيّ. روى عنه: الفقيه نصر المقدسيّ، وأحمد بن حسين سبط الكامليّ. قال غيث الأرمنازيّ: قدم علينا وذكر أنّه سمع من عبد الملك بن بشران وأبي ذرّ. وأجاز لنا في ربيع الأوّل سنة سبعٍ وسبعين، وأنّ مولده في أوّل سنة إحدى وأربعمائة. وروى نصر في أماليه، أنّ ثابتاً هذا حدّثه أنّه شاهد رجلاً أذّن بمدينة الرسول صلى الله عليه) وسلم عند قبره صلى الله عليه وسلم للصبح، وقال في الأذان: الصّلاة خير من النّوم، فجاء بعض خدم المسجد فلطمه، فبكى الرجل وقال: يا رسول الله في حضرتك يفعل بي هذا ففلج الخادم في الحال، فحملوه إلى بيته، فمات بعد ثلاثٍ. 4 (حرف الحاء)

4 (الحسين بن احمد بن عليّ بن البقّال.) أبو عبد الله الأزجيّ، الفقيه الشّافعيّ، تلميذ أبي الطّيبّ الطَّبريّ. علاّمة مدقّق، زاهد متعبّد. ولي قضاء الحريم مدّة. ودرَّس وأفتى. وحدَّث عن: عبد الملك بن بشران. في شعبان عن ستَّ وسبعين. 4 (الحسين بن عثمان بن أبي بكر النَّيسابوريّ.) (32/193)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 194 حدَّث عن عبد الله بن يوسف الإصبهانيّ، وغيره. توفّي في ربيع الأوّل. 4 (الحسين بن محمد بن الحسين.) أبو الغنائم بن السّراج الشّاذانيّ. بغداديّ. سمع من: عبد الله بن يحيى السُّكَّريّ. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ. وله سميٌّ في الطّبقة الآتية. 4 (حرف الخاء)

4 (خلف بن إبراهيم بن محمد.) أبو القاسم القيسيّ الطُّليطليّ، نزيل دانية. قرأ على: أبي عمرو الدّاني. وأقرأ النّاس. مات رحمه الله في ربيع الأوّل. 4 (حرف الطاء)

4 (طاهر بن هشام بن طاهر.) أبو عثمان الأزديّ، الفقيه المالكيّ الأندلسيّ.) مفتي المريّة. روى عن: المهلّب بن أبي صفرة ورحل وأخذ عن: أبي عمران الفاسيّ، وأبي ذرّ الهرويّ. (32/194)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 195 قال ابن بشكوال: أنبأ عنه جماعة من شيوخنا. وقيل إنّه عاش ستّاً وثمانين سنة. 4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن عبد الكريم بن هوازن.) الإمام أبو سعد بن القشيريّ. كان أكبر أولاد الشّيخ، وكان كبير الشّأن في السُّلوك والطّريقة، ذكيّاً أصوليّاً، غريز لعربيّة. سمع: أبا بكر الحيريّ، وأبا سعيد الصَّيرفيّ، وهذه الطّبقة. ومولده سنة أربع عشرة وأربعمائة، وقدم بغداد مع أبيه. وسمع من: أبي الطَّيِّب الطَّبريّ، وأبي محمد الجوهريّ. قال السّمعانيّ: كان رضيع أبيه في الطّريقة، وفخر ذويه وأهله على الحقيقة. ثمّ بالغ في تعظيمه في التَّصوُّف، والأصول، والمناظرة، والتّفسير. قال: وكانت أوقاته ظاهراً مستغرقاً في الطّهارة والإحتياط فيها، ثمّ في الصّلوات والمبالغة في وصل التّكبير، وباطناً في مراقبة الحقّ، ومشاهدة أحكام الغيب. لا يخلو وقته عن تنفُّس الصُّعداء وتذكّر البرحاء، وترنُّم بكلامٍ منظومٍ أو منثور، يشعر بتذكر وقتٍ مضى، وتأسُّفٍ على محبوب مرّوانقضى. وكان أبوه يعاشره معاشرة الإخوة، وينظر إلى أحواله بالحرمة. روى عنه: ابن اخته عبد الغافر بن إسماعيل الفارسيّ، وابن أخيه هبة الرحمن، وعبد الله بن الفراويّ، وعائشة بنت أحمد الصّفار، وجماعة. وذكر عبد الغافر أنّ خاله أصابته علّة احتاج في معالجتها إلى الأدوية الحارّة، فظهر به علّةٌ من الأمراض الحادّة، وامتدّت مدّة مرضه ستّة أشهر، إلى (32/195)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 196 أن ضعف ومات في سادس ذي القعدة قبل أمّه بأربع سنين، وهي فاطمة بنت الدّقّاق. قال عبد الغافر: هو أكبر الإخوة، من لا ترى العيون مثله في الدُّهور، ذو حظًّ وافر من العربيّة، وحصّل الفقه، وبرع في علم الأصول بطبع سيّال، وخاطر، إلى مواقع الإشكال ميّال،) سبّاق إلى درك المعاني، وقّاف على المدرك والمباني. وأمّا علوم الحقائق فهو فيها يشّق الشَّعر. قلت: وطوّل ترجمته. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن عفيف.) أبو منصور البوشنجيّ الهرويّ، المعروف بكلاّريّ. (32/196)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 197 سمع: عبد الرحمن بن أبي شريح. وقيل إنّه آخر من روى عنه. روى عنه: أبو الوقت، ووجيه الشّحّاميّ، وأبو عليّ الحسن بن محمد بن السَّجبستيّ، ومحمد وفضيل ابنا إسماعيل الفضيليّان، وضحّاك بن أبي سعد الخّباز، وزهير بن عليّ بن زهير الجذاميّ السرَّخسيّ، وعبد الجليل بن أبي سعد. وقع لنا من طريقه بعلوًّ حكايات شعبة للبغويّ. وكان صالحاً معمَّراً. مات في رمضان ببوشنج. 4 (عبد السّيّد بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن جعفر.) (32/197)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 198 ابن الصّبّاغ الفقيه أبو نصر البغداديّ الشّافعيّ، فقيه العراق، ومصِّنف كتاب الشّامل. كان يقدَّم على الشّيخ أبي إسحاق في معرفة المذهب. ذكره السّمعانيّ فقال: ومن جملة التّصانيف الّتي صنفّها: الشّامل، والكامل، وتذكرة العالم والطريق السّالم. قال: وكان يضاهي أبا إسسحاق. وكانوا يقولون: هو أعرف بالمذهب من أبي إسحاق. وكانت الرحلة إليهما في المختلف والمتّفق. قال: وكان أبو نصر ثبتاً حجّةً دينِّاً خيراً. ولي النّظاميّة بعد أبي إسحاق، وكفَّ بصره في آخر عمره. وحدَّث بجزء ابن عرفة، عن محمد بن الحسين القطّان. وسمع أيضاً أبا عليّ بن شاذان. روى لنا عنه: ابنه أبو القاسم عليّ، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ، وأبو نصر الغازي، وإسماعيل بن محمد بن الفضل، وغيرهم.) ومولده في سنة أربعمائة. وقال الحاكم، ابن خلَّكان: كان تقيّاً، صالحاً، له كتاب الشّامل، وهو من أصحّ كتب أصحابنا، وأثبتها أدلّةً. درَّس بالنّظاميّة ببغداد أوّل ما فتحت، (32/198)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 199 ثمّ عزل بأبي إسحاق بعد عشرين يوماً. وذلك في سنة تسعٍ وخمسين وأربعمائة. وكان النّظّام أمر أن يكون المدرَّس بها أبو إسحاق، وقرّروا معه أن يحضر في هذا اليوم للتّدريس، فاجتمع النّاس، ولم يحضر أبو إسحاق، فطلب، فلم يوجد، فأرسل إلى أبي نصر وأحضر، ورتَّب مدرَّسها، وتألّم أصحاب أبي إسحاق، وفتروا عن حضور درسه، وراسلوه أنّه إن لم يدرس بها لزموا ابن الصّبّاغ وتركوه. فأجاب إلى ذلك، وصرف ابن الصّبّاغ. قال شجاع الذُّهليّ: توفّي أبو نصر بن الصَّبَّاغ في يوم الثّلاثاء ثالث عشر جمادى الأولى، ودفن من الغد في داره بدرب السَّلوليّ. قال ابن السّمعانيّ: ثمّ نقل إلى مقابر باب حرب. وقد درّس بعد أبي إسحاق سنةً، ثمّ عزل أيضاً وعمي. 4 (عبد الوهّاب بن عليّ بن عبد الوهّاب.) البغداديّ السُّكّريّ البزّاز المعروف بابن اللَّوح. سمع من: هلال الحفّار. وعنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ. وتوفّي في رمضان وله سنة. وسمع من: أبي أحمد الفرضيّ أيضاً. 4 (عليّ بن أحمد بن عبد العزيز بن طبيز.) (32/199)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 200 أبو الحسن الأنصاريّ الميورقيّ، الأندلسيّ. حكى عن: أبي عمر بن عبد البرّ، وغيره. وسمع بدمشق من: عبد العزيز الكتّانيّ، وابن طلاّب. وكان من علماء اللّغة والنَّحو، ديّناً، فاضلاً، فقيهاً، عارفاً بمذهب مالك كتب بصور عامَّة تصانيف أب يبكر الخطيب وحصّلها. (32/200)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 201 وحدَّث بالقدس، والبحرين، وبغداد.) حكى عنه: شيخاه: الخطيب، والكتّانيّ، وعمر الرُّؤاسيّ. وأثنى عليه الحافظ ابن ناصر وقال: انحدر إلى البصرة وتوفّي بها. وقال: سمعت أبا غالب محمد بن الحسن الماورديّ يقول: قدم علينا أبو الحسن سنة تسعٍ وستيّن، فسمع السَّنن من أبي عليّ التُّستريّ، وأقام عنده نحواً من سنتين، ثمّ ذهب بعد ذلك إلى عمان، والتقيت به بمكّة في سنة ثلاثٍ وسبعين. وأخبرني أنّه ركب البحر إلى بلاد الزَّنج، وكان معه من العلوم أشياء فما نفق عندهم إلاّ النَّحو. وقال: لو أردت أن أكسب منهم آلافاً لأمكن ذلك، وقد حصل لي نحوٌ من ألف دينار، وأسفوا على خروجي من عندهم. ثمّ إنّه عاد إلى البصرة على أن يقيم بها، فلمّا وصل إلى باب البصرة وقع عن الجمل، فمات بعد رجوعه من الحجّ. وقال ابن عساكر: ثنا عنه هبة الله بن الأكفانيّ ووثّقه. قلت: وذكر وفاته هبة الله في هذه السّنة. وأمّا ابن السّمعانيّ وغيره (32/201)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 202 فقالوا: توفّي سنة أربعٍ وسبعين، وهو أشيه. 4 (عليّ بن محمد.) أبو الحسن الغزنويّ. ولي قضاء دمشق في أيّام تاج الدّولة تتش بن ألب أرسلان. وفي هذه السنة ضرب وسجن، وولي القضاء نجم القضاة. وذكره ابن عساكر مختصراً. (32/202)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 203 4 (حرف الفاء.)

4 (الفضل بن محمد.) أبو عليّ الفارمذيّ. توفّي رحمه الله في شهر ربيع الآخر. وكان شيخ الصَّوفيّة في زمانه. ذكره عبد الغافر فقال: هو شيخ الشّيوخ في عصره وزمانه، المنفرد بطريقته في التّذكير الّتي لم يسبق إليها في عبارته وتهذيبه، وحسن آدابه، ومليح استعاراته، ودقيق إشارته ورقة ألفاظه، ووقع كلامه في القلوب.) دخل نيسابور، وصحب زين الإسلام القشيريّ، وأخذ في الإجتهاد البالغ. وكان ملحوظاً من الإمام بعين العناية، موفّراً عليه منه طريقة الهداية. وقد مارس في المدرسة أنواعاً من الخدمة، وقعد سنين في التّفكير، وعبر قناطر المجاهدة، ختّى فتح عليه لوامع من أنوار المشاهدة. ثمّ عاد إلى طوس، واتّصل بالشّيخ أبي القاسم الكركانيّ الزّاهد (32/203)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 204 مصاهرةً، وصحبةً، وجلس للتّذكير، وعفّى على من كان قبله بطريقته، بحيث لم يعهد مثله في التّذكير. وصار من مذكّري الزّمان، ومشهوري المشايخ. ثمّ قدم نيسابور، وعقد المجلس، ووقع كلامه في القلوب، وحصل له قبول عند نظام الملك خارج عن الحدّ، وكذلك عند الكبار. وسمعت ممّن أثق به أنّ الصّاحب خدمه بأنواع من الخدمة، حتّى تعجَّب الحاضرون منه. وكان ينفق على الصوفية أكثر مما يفتح له به. وكان مقصداً من الأقطار للصُّوفيّة. وكان مولده في سنة سبعٍ وأربعمائة. وسمع من: أبي عبد الله بن باكويه، وأبي حسّان المزّكي، وأبي منصور البغداديّ، وابن مسرور، وجماعة. روى عنه عبد الغافر، وعبد الله بن عليّ الحركوشيّ، وعبد الله بن محمد (32/204)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 205 الكوفيّ العلويّ، وأبو الخير صالح السّقّاء، وآخرون. 4 (أبو الفضل بن القاضي أبي بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحيريّ.) توفّي في صفر. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سلة.) أبو الطّيِّب الإصبهانيّ. عن: أبي عليّ الحسن بن عليّ بن أحمد البغداديّ. وعنه: الحافظ أبو سعد البغداديّ، وأبو القاسم الطّلحيّ، وأبو الخير الباغبان، وآخرون. حدَّث في ذي الحجّة من السّنة، وانقطع خبره. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم.) أبو الفضل ابن العلاّمة أبي الحسن المحامليّ.) الفقيه الشّافعيّ. سمع: أبا الحسين بن بشران، وأبا عليّ بن شاذان، وجماعة. أخذ عنه: مكّيّ الرُّميليّ، وغيره. وكان من الأذكياء. مات في رجب عن إحدى وسبعين سنة. (32/205)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 206 4 (محمد بن سعيد بن محمد بن فرُّوخ زاد.) القاضي أبو سعيد النَّوقانيّ، الفرخزاديّ الطُّوسيّ. قال السّمعانيّ: فاضل، عالم، سديد السّيرة، مكثر من الحديث. وسمع من: ابن محمش، وعبد الله بن يوسف الإصبهانيّ، والسُّلميّ، ويحيى المزّكيّ، وأبي عمر البسطاميّ. وسمع من: الثعَّلبيّ أكثر تفسيره. مولده سنة تسعين. وقيل: نيّفٌ وتسعين وثلاثمائة. حدَّث عنه: أبو سعد محمد بن أحمد الحافظ، والعبّاس بن محمد العصّاري، وأحمد بن بشر النَّوقانيّ، ومحمد بن أحمد بن عثمان النَّوقانيّ، وصخر بن عبيد الطّابرانيّ. توفّي سنة سبعٍ وسبعين. قرأت على ابن عساكر، عن عبد الرّحيم بن السّمعانيّ: أنا محمد بن أحمد بن عثمان بنوقان: أنا محمد بن سعيد، أنا أبو طاهر محمش، أنا صاحب ابن أحمد، نا أبو عبد الرحمن المروزيّ، نا ابن المبارك، نا مبارك بن فضالة: (32/206)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 207 حدَّثنيّ الحسن، عن أنس، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب يوم الجمعة ويسند ظهره إلى خشبة، فلمّا كثر النّاس قال: ابنوا لي منبراً للحديث. 4 (محمد بن عمّار.) أبو بكر المهري الأندلسيّ، ذو الوزارتين. شاعر الأندلس. كان هو وابن زيدون الأندلسيّ القرطبيّ كفرسي رهان. وكان ابن عمّار قد اشتمل عليه المعتمد بن عبّاد، وبلغ الغاية القصوى، إلى أن استوزره، ثمّ جعله نائباً له على مرسيّة، فعصى بها على المعتمد، فلم يزل يحتال عليه ويتلطّف إلى أن وقع في يده، فذبحه صبراً بيده، لعصيانه، (32/207)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 208 ولكونه هجا المعتمد وآباءه، بقوله:) (مما يقبّح عندي ذكر أندلسٍ .......... سماع معتمدٍ فيها ومعتضد)

(أسماء مملكة في غير موضعها .......... كالهرّ يحكي انتفاخاً صولة الأسد) وقيل: قتله في سنة تسعٍ وسبعين. (32/208)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 209 ومن شعره: (أدر الزُّجاجة فالنّسيم قد انبرى .......... والنَّجم قد صرف العنان عن السُّرى)

(والصُّبح قد أهدى لنا كافوره .......... لمّا استردّ اللَّيل منّا العنبرا) منها: (ملكٌ إذا ازدحم الملوك بموردٍ .......... ونحاه لا يردوه حتّى يصدرا)

(أندى على الأكباد من قطر النَّدى .......... وألذ في الأجفان من سنة الكرى)

(قدَّاح زند المجد لا ينفكُّ من .......... نار الوغى إلاّ إلى نار القرى)

(جلَّلت رمحك من رؤوس كماتهم .......... لمّا رأيت الغصن يعشق مثمرا)

(والسَّيف أفصح من زيادٍ خطبةً .......... في الحرب إن كانت يمينك منبرا) وله: (عليَّ وإلاّ ما بكاء إلغممائم .......... وفيَّ وإلاّ ما نياح الحمائم)

(وعنّى أثار الرَّعد صرخة طالب .......... لثأرٍ وهزَّ البرق صفحة جارم)

(وما لبست زهر النُّجوم جدادها .......... لغيري ولا قامت له في مآتم) منها: (أبى الله أن تلقاه إلاّ مقلَّداً .......... حميلة سيفٍ أو حمالة غارم) (32/209)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 210 وقد جال ابن عمّار في الأندلس، ومدح الملوك والرؤساء، حتّى السُّوقة حتّى أنّه مدح رجلاً مرّةً، فأعطاه مخلاة شعير لحماره، وكان ذلك الرجل فقيراً. ثمّ آل بابن عمّار الأمر إلى أن نفق على المعتمد، ووّلاه مدينة شلب، فملأ لصاحب الشّعير مخلاةً دراهم، وقال للرسول: لو ملأتها برَّاً لملأناها تبراً. ولمّا استولى على مرسية خلع المعتمد، ثمّ عمل عليه أهل مرسية فهرب ولجأ إلى بني هود بسرقسطة، فلم يقبلوه، ثمّ وقع إلى حصن شقُّورة فأحسن متولّيه نزله، ثمّ بعد أيّام قيَّده، ثمّ أحضر إلى قرطبة مقيِّداً على بغلٍ بين عدلي تبنٍ ليراه النّاس.) وقد كان قبل هذا إذا دخل قرطبة اهتزّت له، فسجنه المعتمد مدَّةً، فقال في السّجن قصائد لو توسّل بها إلى الزّمان لنزع عن جوره، أو إلى الفلك لكفّ عن دوره، فكانت رقىً لم تنجع، وتمائم لم تنفع، منها: (سجاياكإن عافيتأندى وأسجح .......... وعذركإن عاقبتأجلى وأوضح)

(وإن كان بين الخطَّتين مزيَّة .......... فأنت إلى الأدنى من الله تجنح)

(حنانيك في أخذي برأيك، لا تطع .......... عداي، ولو أثنوا عليك وأفصحوا)

(أقلني بما بيني وبينك من رضى .......... له نحو روح الله باب مفتَّح)

(ولا تلتفت قول الوشاة ورأيهم .......... فكل إناءٍ بالّذي فيه يرشح) (32/210)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 211 4 (محمد بن محمد بن أصبغ.) أبو عبد الله الأزديّ القرطبيّ، خطيب قرطبة. جوَّد القرآن على مكّيّ بن أبي طالب. وأخذ عن: حاتم بن محمد، ومحمد بن عتّاب، وجماعة. وكان فاضلاً، ديّناً، متواضعاً، مقرئاً، كثير العناية بالعلم. ولا نعلمه حدَّث. 4 (محمد بن محمود بن سورة.) الفقيه أبو بكر التّميميّ النَّيسابوريّ، ختن أبي عثمان الصّابونيّ على ابنته. سمع: ابن محمش الزّياديّ، وأبا عبد الرحمن السُّلميّ. روى عنه: زاهر ووجيه ابنا الشّحّاميّ، وجماعة. توفّي في ربيع الأوّل. وروى عنه: سعيدة بنت زاهر، وعبد الله بن الفراويّ. محمد بن محمد بن جعفر. أبو الحسن النّاصحّي النَّيسابوري الفقيه. كان ديَّناً ورعاً فاضلاً. روى عن: أصحاب الأصمّ. روى عنه: عبد الغافر بن إسماعيل.) يروي عن: الحيريّ، والسُّلميّ. وتفقّه على أبي محمد الجوينيّ. (32/211)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 212 4 (مسعود الرَّكّاب.) الحافظ. قال ابن النّجّار: قدم بغداد بعد الثّلاثين وأربعمائة، فسمع من بشرى مولى فاتن، وجماعة. وبواسط من: أحمد بن المظّفر العطّار. سمع منه الصُّوريّ، وهو شيخه. وقال عبد الغافر الفارسيّ: كان متقناً ورعاً، قصير اليد، زجّى عمره كذلك إلى أن ارتبطه نظام الملك ببيهق مدّةً، ثمّ بطوس للإستفادة منه. وكان يسمع إلى آخر عمره. وقال أحمد بن ثابت الطُّرفيّ: سمعت ابن الخاضبة يقول: كان مسعود (32/212)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 213 قدريّاً. سمعته قرأها: فحجَّ آدم، بالنَّصب. 4 (مسعود بن ناصر بن أبي زيد عبد الله بن أحمد.) أبو سعيد السِّجزيّ الرّكّاب الحافظ. أحد الرّحّالين والحفّاظ، صنَّف التّصانيف وجمع الأبواب وسمع بسجستان من: أبي الحسن عليّ بن بشرى، وأبي سعيد عثمان النُّوقانيّ. وبهراة من: محمد بن عبد الرحمن الدّبّاس، وسعيد بن العبّاس القرشيّ، وأبي أحمد منصور بن محمد بن محمد الأزديّ. وبنيسابور من: أبي حسّان محمد بن أحمد المزّكي، وأبي سعد النَّصرويي، وأبي حفص بن مسرور. وببغداد من: ابن غيلان، وأبي محمد الخلاّل، والتَّنوخيّ. وبإصبهان من: ابن ريذة، وخلق كثير. روى عنه: محمد بن عبد العزيز العجليّ المروزيّ، وأبو بكر عبد الواحد بن الفضل الطُّوسيّ، وأبو نصر الغازي، وهبة الرحمن بن القشيريّ، وأبو الغنائم النّرسيّ، والحافظ أبو بكر الخطيب مع تقدُّمه، ومحمد بن عبد الواحد (32/213)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 214 الدّقّاق وقال: ولم أر فيهم يعني المحدّثين أجود إتقاناً ولا أحسن ضبطاً منه. وقال زاهر الشّحّاميّ: كان مسعود بن ناصر يذهب إلى رأي القدريّة، ويميل إليهموكان يقرأها) في الحديث: فحجَّ آدم موسى. وقد روى أبو بكر الخطيب عن مسعود. وتوفّي بنيسابور في جمادى الأولى، وصلّى عليه أبو المعاليّ الجوينيّ، ووقف كتبه بنيسابور، وكانت كثيرة نفيسة. 4 (منصور بن عبد الله بن محمد بن منصور المنصوريّ.) الفقيه أبو القاسم الطُّوسيّ. روى عن أصحاب الأصمّ، مثل أبي بكر الحيريّ، وأبي سعيد الصَّيرفيّ، وروى عنه عبد الغافر وقال: توفّي ليلة عيد الأضحى، وكان صالحاً مكثراً. 4 (حرف النون)

4 (نصر بن بشر.) أبو القاسم الشّافعيّ. سمع: أبا عليّ بن شاذان، وجماعة. وتفقّه على القاضي أبي الطّيّب. ونزل البصرة. سمع منه: الحميديّ، وشجاع الذَّهليّ. (32/214)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 215 4 (وفيات سنة ثمان وسبعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي الحسين.) الشيخ أبو الحسن الكيّاليّ النَّيسابوريّ المشّاط المقريء. شيخ ثقة، جليل، عالم، ذو ثروة وحشمة. روى عن: أبي نصر محمد بن الفضل بن عقيل، وابن محمش الزَّياديّ، وعبد الله بن يوسف الإصبهانيّ. ثمّ سمع الكثير مع ابنه مسعود من: أبي بكر الحيريّ، وأبي الحسين السّقّاء، وأبي سعد الصَّيرفيّ. ذكره عبد الغافر فأثنى عليه وقال: قيل كان له سماع من أبي الحسين الخفّاف.) ولد سنة أربعٍ وثمانين. وتوفّي في سابع عشر جمادى الأولى سنة ثمانٍ. روى عنه: عبد الغافر المذكور، وإسماعيل بن المؤذّن، وإسماعيل بن عبد الرحمن العصائديّ، وأحمد بن الحسن الكاتب، وآخرون. وقلَّ ما روى. (32/215)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 216 4 (أحمد بن عمر بن أنس بن دلهاث بن أنس بن فلذان بن عمر بن منيب.) أبو العبّاس العذريّ الدَّلايي. ودلاية من عمل المريّة. رحل مع أبويه فدخلوا مكَّة في رمضان سنة ثمانٍ وأربعمائة، وجاوروا بها ثمانية أعوام، فأكثر عن أبي العبّاس الرّازيّ راوي صحيح مسلم، وأبي الحسن بن جهضم، وأبي بكر بن نوح، وعليّ بن بندار القزوينيّ. وصحب أبا ذرّ، وسمع منه البخاري سبع مرّات. وسمع من جماعة من الحجّاج، ولم يسمع بمصر شيئاً. وكتب بالأندلس عن أبي عليّ البجَّانيّ الحسين بن يعقوب صاحب سعيد بن فحلون، وعن أبي عمر بن عفيف، والقاضي يونس بن عبد الله، والمهلَّب بن أبي صفرة، وأبي عمرو السَّفاقسيّ. وكان معيناً بالحديث، ثقة، مشهوراً، عالي الإسناد، ألحق الأصاغر بالأكابر (32/216)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 217 حدَّث عنه: إماماً الأندلس: أبو عمر بن عبد البرّ، وأبو محمد بن حزم، وأبو الوليد الوقشيّ، وطاهر بن مفوَّز، وأبو عليّ الغسّانيّ، وأبو عبد الله الحميديّ وأبو عليّ الصَّدفيّ، وأبو بحر سفيان بن العاص، والقاضي أبو عبد الله بن شبرين، وجماعة كثيرة. وولد في رابع ذي القعدة سنة ثلاثٍ وتسعين وثلاثمائة. ومات في سلخ شعبان. وصلّى عليه ابنه أنس. وقد صنَّف كتاب دلائل النُّبوَّة، وكتاب المسالك والممالك. قلت: أحسبه آخر من روى عن ابن جهضم في الدُّنيا. قال ابن سكَّرة: أنا أبو العّباس العذريّ، ثنا محمد بن نوح الإصبهانيّ بمكّة، ثنا أبو القاسم الطّبرانيّ، فذكر حديثاً. 4 (أحمد بن عيسى بن عبّاد بن عيسى بن موسى.) أبو الفضل الدَّينوريّ، المعروف بابن الأستاذ.) قدم همذان قبل السّبعين، وحدَّث عن: أبيه أبي القاسم، وأبي بكر بن لال، وأحمد بن تركان، وعبد الرحمن الإمام، وعبد الرحمن الصّفّار، وطاهر بن (32/217)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 218 ماهلة، وأبي عمر بن مهديّ، وعليّ البيِّع، وجماعة. قال شيرويه: سمعت منه بهمذان، والدَّينور، وكان دوقاً. سألته عن مولده فقال: ولدت سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة. ومات بالدَّينور سنة ثمانٍ. قلت: فيكون عمره سبعاً وتسعين سنة، وكان رحمه الله مسند تلك الدَّيار في زمانه. 4 (أحمد بن محمد.) أبو العبّاس النَّيسابوريّ التّاجر الصّوفيّ، المعروف بأحمد محمود. خادم الفقراء في مدرسة الحدّادين سنين. وقد خدم الشّيخ محمود الصُّوفي مدّة، ولذا نسب إليه. وقد ورث عن أبيه أموالاً جمّة، أنفقها على الفقراء. وقد تخرَّج به جماعة، وكان له نفسُ صادق، وقبول بين الأكابر. يفتح على يديه ولسانه للفقراء أنواع الفتوح. وقد سمع من أبي حفص بن مسرور. وتوفّي رحمه اله بناحية جوين في شعبان كهلاً. 4 (أحمد بن محمد بن الحسن بن فورك.) أبو بكر الزُّهريّ النَّيسابوريّ سبط الأستاذ أبي بكر بن فورك. كان أحد الكتَّاب والمترسِّلين، يلبس الحرير. سمع مسند الشّافعيّ من أبي بكر الحيريّ. (32/218)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 219 وسمع من أبي حفص بن مسرور، وجماعة. وكان زوج بنت القشيريّ، ذكيّاً مناظراً، واعظاً، شهماً، مقبلاً على طلب الجاه والتّقدُّم، وبسببه وقعت فتنةٌ ببغداد بين الحنابلة والأشاعرة. وقد روى عنه: إسماعيل بن محمد التَّميميّ الحافظ، وأبو القاسم إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وغيرهما.) ووعظ ببغداد، ونفق سوقه وزادت حشمته وأملاكه ببغداد، وتردّد مرّاتٍ إلى المعسكر. وكان نظام الملك يكرمه ويحترمه. قال ابن ناصر: كان داعيةً إلى البدعة، يأخذ مكس الفحم من الحدّادين. 4 (أحمد بن محمد بن الحسن بن داود الإصبهانيّ.) الخيّاط، سبط محمد بن عمر الجرواآنيّ. مات فجأة في سلخ ذي القعدة. 4 (أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن يحيى ين خليل بن ماسويه.) أبو العبّاس بن الحدّاد الأنصاريّ البلنسيّ. (32/219)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 220 حجّ سنة اثنتين وخمسين، ودخل إلى خراسان، وعاد إلى مصر. وكان واسع العلم والرّواية. ذكره ابن الأبّار في تاريخه. 4 (إسماعيل بن أحمد بن عبد العزيز.) أبو القاسم السّيّاريّ العطّار النَّيسابوريّ. شيخ، معتمد، رئيس. صحب أبا محمد الجوينيّ، وسمع ابن محمش الزّياديّ. وحدَّث ببغداد بعد السّبعين. وتوفّي سنة ثمانٍ. ثم حضر إليَّ تاريخ عبد الغافر فإذا فيه: 4 (إسحاق بن أحمد بن عبد العزيز بن حامد.) أبو يعقوب المحمَّداباذيّ الزّاهد، المعروف بإسحاقك. شيخ ثقة من العبّاد، عديم النّظير في زهده وورعه. وكان من أصحاب أبي عبد الله. قليل الإختلاط بالنّاس، محتاط في الطّهارة والنّظافة. ولد سنة أربعمائة. وسمع من أبي سعيد الصَّيرفيّ. وتوفّي عاشر جمادى الأولى سنة.) 4 (إسماعيل بن عمرو بن محمد بن أحمد بن جعفر.) أبو سعيد البحيريّ النَّيسابوري. حدَّث في هذا العاملمّا حجّبهمذان، عن: أبيه أبي عثمان، وأبي (32/220)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 221 حسّان محمد بن أحمد المزكّي، وأبي سعد النَصروييّ، والحسين بن إبراهيم الكيسليّ، ومحمد بن عبد العزيز النّيليّ، وبشرويه بن محمد المغفَّليّ، وأبي إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم النَّصراباذيّ. قال شيرويه: سمعت منه، وكان صدوقاً. (32/221)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 222 4 (حرف الحاء)

4 (الحسين بن عليّ بن أبي نزار.) الحاجب الصدر أبو عبد الله المردوسيّ، حاجب باب النُّوبيّ. محمود السّيرة، ديّن، خيّر، متعبّد. مات في ذي القعدة، وله أربعٌ وتسعون سنة. لم يرو شيئاً. 4 (حمزة بن عليّ بن محمد بن عثمان بن السّوّاق.) أبو الغنائم البغداديّ البندار. ولد سنة اثنتين وأربعمائة. وسمع: أبا الحسين بن بشران، وأبا الفرج أحمد بن عمر العصائديّ صاحب جعفر الخلديّ. وعنه: أبو بكر الأنصاريّ، وأبو القاسم بن السَّمرقنديّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ، والمبارك بن أحمد. مات في شعبان. (32/222)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 223 4 (حرف الزاي)

4 (زياد بن عبد الله بن محمد بن زياد.) أبو عبد الله الأنصاريّ الأندلسيّ، خطيب قرطبة. أخذ عن: يونس بن عبد الله. وحجّ فسمع من: أبي محمد بن الوليد. وأجاز له أبو ذرّ.) قال ابن بشكوال: وكان فاضلاً، ديّناً، ناسكاً، خطيباً، بليغاً، محببَّاً إلى النّاس، معظَّماً عند السُّلطان، جامعاً لكلّ فضيلة، حسن الخلق، وافر العقل. أخبروني عن: محمد بن فرج الفقيه، قال: ما رأيت أعقل من زياد بن عبد الله. توفّي زياد في رمضان، وله ستٌّ وثمانون سنة. انبا عنه أبو الحسن بن مغيث. (32/223)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 224 4 (حرف السين)

4 (سليمان بن أحمد الواسطيّ.) عن: ابن شاذان. وعنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ. 4 (حرف الطاء)

4 (طلحة بن عليّ بن يوسف.) أبو محمد الرّازيّ. ثمّ البغداديّ، الصُّوفيّ الفقيه. من ساكني رباط أبي سعد. كان حسن السّيرة. سمع: أبا الحسين بن بشران، وأبا القاسم الخرقيّ. وعنه: ابنه محمد بن طلحة، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ. توفّي رحمه الله في صفر. 4 (حرف الظاء)

4 (ظفر بن عبد الواحد بن عبد الرّحيم.) أبو محمد الإصبهانيّ. في ذي الحجّة. 4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن إسماعيل بن محمد بن خزرج.) أبو محمد اللَّخميّ الإشبيليّ الحافظ المؤرِّخ. (32/224)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 225 ولد سنة سبعٍ وأربعمائة. وروى عن: أبي عمرو المرشانيّ، وأبي الفتوح الجرجانيّ، وأبي عبد الله الخولانيّ، وخلق.) وعدد شيوخه مائتان وستّون رجلاً. وكان مع حفظه فقيهاً مشاوراً. أكثر النّاس عنه. روى عنه: شريح بن محمد، وأبو محمد بن يربوع. مات رحمه الله في شوّال بإشبيلية. 4 (عبد الرحمن بن الحسن.) أبو القاسم الشّيرازيّ الفارسيّ. إمامٌ ذو فنون، سافر الكثير، وسكن ميهنة، قصبة خابران، في آخر عمره، وكان من مريدي أبي سعيد بن أبي الخير الميهنيّ. سمع ببغداد: أبا يعلى بن الفرّاء وبدمشق: الحسين بن محمد الحنّائيّ، وبالمعرَّة: أبا صالح محمد بن المهذَّب، وجماعة. روى عنه: أبو بكر المحتاجي الخطيب بميهنة. وحدَّث في هذا العام، ولم نعرف وفاته. 4 (عبد الله بن عليّ بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن عليّ الباجيّ.) أبو محمد الَّخميّ. من أهل إشبيلية. سمع من: جدّه. (32/225)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 226 وكان فقيهاً فاضلاً. روى عنه: أحمد بن عبد الله بن جابر. 4 (عبد الرحمن بن مأمون بن عليّ.) الإمام أبو سعد المتولّي النيَّسابوري، الفقيه الشّافعيّ. أحد الكبار. قدم بغداد، وكان فقيهاً محققِّاً، وحبراً مدققاً. ولي تدريس النظّاميّة بعد الشّيخ أبي إسحاق، ودرَّس وروى شيئاً يسيراً. ثمّ عزل بابن الصّبّاغ في أواخر سنة ستٍّ وسبعين، ثمّ أعيد إليها سنة سبع وسبعين. وقد تفقّه على القاضي حسين بمرو الرُّوذ، وعلى أبي سهل أحمد بن عليّ الأبيورديّ ببخارى، وعلى أبي القاسم عبد الرحمن الفوارنيّ بمرو، حتّى برع وتميَّز.) وكان مولده في سنة ستٍّ وعشرين وأربعمائة. وتوفّي ببغداد. (32/226)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 227 وله كتاب التَّتمَّة تمَّم به الإبانة لشيخه الفورانيّ، ولكنّه لم يكمله، وعاجلته المنيَّة، وانتهى فيه إلى الحدود. وله مختصر في الفرائض، ومصنَّف في الأصول، وكتاب في الخلاف جامع للمآخذ. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن زياد.) أبو عيسى الإصبهانيّ الأديب الزّاهد. لا أعرف متى توفّي. وتوفّ في هذه الحدود. وسمع: أبا جعفر بن المرزبان الأبهريّ. روى عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ، ويحيى بن عبد الله بن أبي الرجاء، ومحمد بن أبي القاسم الصّالحانيّ، ومسعود الثقفيّ، والحسن بن العبّاس الرُّستميّ، وآخرون. وكان رحمه الله من بقايا الصّالحين والعلماء. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن سلمة.) أبو المطرِّف الطُّليطليّ. عن: أبي عمر الطَّلمنكيّ، وأبي عمر بن عبّاس الخطيب. وكان من كبار الفقهاء المفتين. (32/227)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 228 مات فجأةً. في صفر، وله سبع وسبعون سنة. 4 (عبد الكريم بن عبد الصّمد بن محمد بن عليّ.) أبو معشر الطبريّ القطّان المقريء، مقريء مكّة. كان إماماً مجوداً، بارعاً، مصنفاً، له كتب في القراءآت. قرأ بحرّان على أبي القاسم الزَّيديّ، وبمصر على أصحاب السّامرّيّ، وأبي عديّ عبد العزيز. قرأ بمكّة على أبي عبد الله الكارزينيّ. وسمع بمصر من: أبي عبد الله بن نظيف، وأبي النُعمان تراب بن عمر، وعبد الله بن يوسف بتنيس، وأبي الطّيّب الطّبريّ ببغداد، وعبد الله بن عمر بن العبّاس بغزّة. وسمع بمنبج، وحرّان، وآمد، وحلب، وسلماس، والجزيرة.) روى عنه: أبو نصر أحمد بن عمر الغازي، ومحمد بن عبد الباقي الأنصاريّ، وأبو تمّام إبراهيم بن أحمد الصَّميريّ. قال ابن طاهر: سمعت أبا سعد الحرميّ بهراة يقول: لم يكن سماع أبي معشر الطَّبريّ في جزء ابن نظيف صحيحاً، وإنمّا أخذ نسخةً فرواها. (32/228)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 229 قلت: قرأ القراءآت خلق، منهم أبو عليّ بن العرجاء، وأبو القاسم خلف بن النّحّاس، وأبو عليّ بن بليّمة. وله كتاب سوق العروس، يقال: فيه ألف وخمسمائة طريق. توفّي بمكّة. وله كتاب الدُّرر في التّفسير، وكتاب الرّشاد في شرح القراءآت الشّاذّة، وكتاب عيون المسائل، وكتاب طبقات القرّاء، وكتاب مخارج الحروف، وكتاب الورد، وكتاب هجاء المصاحف، وكتاب في اللّغة. وقد روى كتاب شفاء الصُّدور للنّقّاش، عن الزَّيديّ، عنه، ومسند أحمد عن الزَّيديّ، عن القطيعيّ، وتفسير الثّعلبيّ. رواه عن مؤلِّفه. وكان فقيهاً شافعيّاً، رحمه الله. 4 (عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن حيُّويه.) (32/229)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 230 إمام الحرمين أبو المعالي ابن الإمام أبي محمد الجوينّي، الفقيه الملقَّب ضياء الّدين. رئيس الشّافعية بنيسابور. قال أبو سعد السّمعانيّ: كان إمام الأئمّة على الإطلاق، المجتمع على إمامته شرقاً وغرباً، لم تر العيون مثه. ولد سنة تسع عشرة وأربعمائة في المحَّرم، وتفقَّه على والده، فأتى على جميع مصنفّاته، وتوفّي أبوه وله عشرون سنة، فأقعد مكانه للتّدريس، فكان يدرّس ويخرج إلى مدرسة البيهقيّ. وأحكم الأصول على أبي القاسم الإسفرائينيّ الإسكاف. وكان ينفق من ميراثه وممّا يدخله من معلومه، إلى أن ظهر التعّصُّب بين الفريقين، واضطّربت الأحوال، واضطّر إلى السَّفر عن نيسابور، فذهب إلى المعسكر، ثمّ إلى بغداد. وصحب أبا نصر الكندريّ الوزير مدّةً يطوف معه، ويلتقي في حضرته بالأكابر من العلماء،) ويناظرهم، ويحتك بهم، حتّى تهذَّب في النَّظر وشاع ذكره. ثمّ خرج إلى الحجاز، وجاور بمكّة أربع سنين، يدرّس ويفتيّ، ويجمع طرق المذاهب، إلى أن رجع إلى بلده بنيسابور بعد مضيّ نوبة التّعصّب، فأقعد (32/230)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 231 للتّدريس بنظاميّة نيسابور، واستقامت أمور الطَّلبة، وبقي على ذلك قريباً من ثلاثين سنة غير مزاحم ولا مدافع، مسَّلم له المحراب، والمنبر، والخطابة والتّدريس، ومجلس الوعظ يوم الجمعة. وظهرت تصانيفه، وحضر درسه الأكابر والجمع العظيم من الطَلبة. وكان يقعد بين يديه كلَّ يومٍ نحو من ثلاثمائة رجل. وتفقّه به جماعة من الأئّمة. وسمع الحديث من أبيه، ومن: أبي حسّان محمد بن أحمد المزكّي، وأبي سعد البصروبيّ، ومنصور بن رامش، وآخرين. ثنا عنه: أبو عبد الله الفراويّ، وأبو القاسم الشّحّاميّ، وأحمد بن سهل المسجديّ، وغيرهم. أخبرنا أبو الحسين اليونينيّ، أنا الحافظ زكيّ الدّين المنذريّ قال: توفّي والد أبي المعالي، فأقعد مكانه، ولم يكمّل عشرين سنة، فكان يدرِّس، واحكم الأصول على أبي القاسم الإسكاف الإسفرائينيّ. وجاور بمكّة أربع سنين، ثمّ رجع إلى نيسابور، وجلس للتدّريس بالنّظاميّة قريباً من ثلاثين سنة، مسلَّم له المحراب، والمنبر، والخطابة، والتّدريس، والتّذكير. سمع من أبيه، ومن: عليّ بن محمد الطِّرازيّ، ومحمد بن إسحاق المزكّيّ، وأبي سعد بن عليَّك، وفضل الله أبي الخير الميهنّي، (32/231)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 232 والحسن بن عليّ الجوهريّ البغداديّ. وأجاز له أبو نعيم الحافظ. قال المؤلّف: في سماعه من الطِّرازيّ نظر، فإنّه لم يلحق ذلك، فلعلّه أجاز له. قال السّمعانيّ: قرأت بخطّ أبي جعفر محمد بن أبي عليّ الهمذانيّ: سمعت أبا إسحاق الفيروزآباديّ يقول: تمتَّعوا بهذا الإمام، فإنّه نزهة هذا الزّمان، يعني أبا المعالي الجويني. قال: وقرأت بخطّ أبي جعفر أيضاً: سمعت أبا المعالي يقول: قرأت خمسين ألفاً في خمسين ألفاً، ثمّ خلّيت أهل الإسلام بإسلامهم فيها وعلومهم الظّاهرة وركبت البحر الخضمَّ العظيم، وغصت في الّذي نهي أهل الإسلام منها، كلّ ذلك في طلب الحقّ. وكنت أهرب في سالف الدّهر من التّقليد، والآن رجعت من الكلّ إلى كلمة الحقّ. عليكم بدين العجائز. فإن لم يدركني الحقُّ) بلطيف برّه، فأموت على دين العجائز، ويختم عاقبة أمري عند الرحيل على برهة أهل الحقّ، وكلمة الإخلاص: لا إله إلاً الله، فالويل لابن الجوينيّ يريد نفسه. وكان أبو المعالي مع تبحُّره في الفقه وأصوله لا يدري الحديث. ذكر في (32/232)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 233 كتاب البرهان حديث معاذ في القياس، فقال: هو مدوَّنُ في الصّحاح، متَّفق على صحّته. كذا قال، وأنيَّ له الصّحّة، ومداره على الحارث بن عمرو، مجهول، عن رجالٍ من أهل حمص لا يدري من هم، عن معاذ. وقال المازريّ رحمه الله في شرح البرهان في قوله إنّ الله تعالى يعلم الكلّيات لا الجزئّيات: وددت لو محوتها دمي. قلت: هذه لفظة ملعونة. قال ابن دحية: هذه كلمة مكذِّبة للكتاب والسَّنة، مكّفر بها، هجره عليها جماعة، وحلف القشيريّ لا يكلّمه أبداً ونفي بسببها مدّةً. فجاور وتاب. (32/233)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 234 قال السّمعانيّ: وسمعت أبا الفرج بن أبي بكر الأرمويّ مذاكرةً يقول: سمعت أستاذي غانم الموشيليّ. سمعت الإمام أبا المعالي الجوينيّ. يقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما اشتغلت بالكلام. وقال أبو المعالي الجوينيّ في كتاب الرسالة النّظاميّة: اختلفت مسالك العلماء في الظّواهر الّتي وردت في الكتاب والسُّنّة، وامتنع على أهل الحقّ اعتقاد فحواها، فرأى بعضهم تأويلها، والتزم ذلك في آي الكتاب وما يصح مم السُّنن. وذهب أئّمة السًّلف إلى الإنكفاف عن التّأويل، وإجراء الظّواهر على مواردها، وتفويض معانيها إلى الرّبّ تعالى. والّذي نرتضيه رأياً، وندين الله به عقداً أتِّباع سلف الأمّة فالأولى الإتِّباع وترك الإبتداع، والّدليل السَّمعيُّ القاطع في ذلك أنّ إجماع الأمّة حجّة متّبعة (32/234)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 235 وهو مستند معظم الشّريعة. وقد درج صحب الرسول صلى الله عليه وسلم على ترك التّعريض لمعانيها، ودرك ما فيها، وهو صفوة الإسلام المستقلّون بأعباء الشّريعة، وكانوا لا يألون جهداً في ضبط قواعد الملَّة، والتّواصي بحفظها، وتعليم النّاس أن يكون اهتمامهم ها فوق اهتمامهم بفروع الشّريعة، فإذا تصرم عصرهم وعصر التّابعين. على الأضراب عن التّأويل، كان ذلك قاطعاً بأنّه الوجه المتبَّع، فحقَّ على ذي الدّين أن يعتقد تنزه الباري تعالى عن صفات المحدثين، ولا يخوض في تأويل) المشكلات، ويكل معناها إلى الرّبّ فليجر آية الاستواء والمجيء وقوله لما خلقت بيديّ، ويبقى وجه ربِّك، و تجري بأعيننا، وما صحّ من أخبار الرسول كخبر النّول وغيره على ما ذكرناه. وقال محمد بن طاهر الحافظ: سمعت أبا الحسن القروانيّ الأديب بنيسابور، وكان يسمع معنا الحديث، وكان يختلف إلى درس الأستاذ أبي المعالي الجوينيّ، يقرا عليه الكلام، يقول: سمعت الأستاذ أبا المعالي اليوم يقول: يا أصحابنا، لا تشتغلوا بالكلام، فلو عرفت انّ الكلام يلغ بي إلى ما بلغ ما اشتغلت به. وحكى أبو عبد الله الحسن بن العبّاس الرُّستميّ فقيه إصبهان قال: حكى (32/235)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 236 لنا أبو الفتح الطَّبرّي الفقيه قال: دخلت على أبي المعالي في مرضه فقال: اشهدوا عليَّ أنّي قد رجعت عن كلّ مقالةٍ تخالف السَّف، وأنّي أموت على ما تموت عليه عجائز نيسابور. وذكر محمد بن طاهر أنّ المحدِّث أبا جعفر الهمذانيّ حضر مجلس وعظ أبي المعالي فقال: كان الله ولا عرش، وهو الآن على ما كان عليه. فقال أبو جعفر: أخبرنا يا أستاذ عن هذه الّتي نجدها، ما قال عارفٌ قطّ: يا الله إلاّ وجد من قلبه ضرورة تطلب العلوَّ، لا نلتفت يمنةً ولا يسرة، فكيف ندفع هذه الضرورة عن أنفسنا أو قال: فهل عندك من دواء لدفع هذه الضّرورة الّتي نجدها فقال: يا حبيبي، ما ثمَّ إلاّ الحيرة. ولطم على رأسه ونزل، وبقي وقت عجيب، وقال فيما بعد: حيرَّني الهمذانيّ. ولأبي المعالي من التّصانيف: كتاب نهاية المطلب في المذهب، وهو كتاب جليل في ثمانية مجلَّدات، وكتاب الإرشاد في الأصول، وكتاب الرسالة النّظاميّة في الأحكام الإسلامية، وكتاب الشّامل في أصول الدّين، وكتاب البرهان في أصول الفقه، ومدارك العقول لم يتمُه، (32/236)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 237 وكتاب غياث الأمم في الإمامة، وكتاب مغيث الخلق في اختيار الأحقّ، وغنية المسترشدين في الخلاف. وكان إذا أخذ في علم الصُّوفية وشرح الأحوال أبكى الحاضرين. وقد ذكره عبد الغافر في تاريخه فأسهب وأطنب، إلى أن قال: وكان يذكر في اليوم دروساً يقع كلّ واحدٍ منها في عدّة أوراق، لا يتعلثم في كلمةٍ منها، ولا يحتاج إلى استدراك عثرةٍ، مراً فيها كالبرق بصوت كالرَّعد.) وما يوجد في كتبه من العبارات البالغة كنه الفصاحة غيض من فيض ما كان على لسانه، وغره من أمواج ما كان يعهد من بيانه، تفقّه في صباه على والده. وذكر التّرجمة بطولها. وقال عليّ بن الحسن الباخرزيّ في الدمية، وذكر الإمام أبا المعالي فقال: فالفقه فقه الشّافعيّ، والأدب أدب الأصمعيّ، وفي بصره بالوعظ الحسن (32/237)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 238 البصريّ. وكيف ما هو، فهو إمام كلّ إمام، والمستعلي بهمّته على كلّ همام. والفائز بالظَّفر على إرغام كلّ ضرغام. إذا تصدَّر للفقه، فالمزنيّ من مزنته قطره، وإذا تكلَّم فالأشعريّ من وفرته شعره، وإذا خطب ألجم الفصحاء بالعيّ شقاشقه الهادرة، ولثم البلغاء بالصَّمت حقائقه البادرة. وقد أخبرنا يحيى بن أبي منصور الفقيه وغيره في كتابهم عن الحافظ عبد القادر الرّهاويّ أنّ الحافظ أبا العلاء الهمذانيّ أخبره قال: أخبرني أبو جعفر الهمذانيّ الحافظ قال: سمعت أبا المعالي الجوينيّ، وقد سئل عن قوله تعالى: الرَّحمن على العرش استوى فقال: كان الله ولا عرش. وجعل يتخبطّ في الكلام، فقلت: قد علمنا ما أشرت عليه، فهل للضّرورات من حيلة فقال: ما تريد بهذا القول وما تعني بهذه الإشارات فقلت: ما قال عارف قط يا رباه، إلاً قبل أن يتحرّك لسانه قام من باطنه قصد، لا يلتفت يمنةّ ولا يسرةّ، يقصد الفوق. فهل لهذا القصد الضّروريّ عندك من حيلةٍ، فنَّبئا نتخلَّص من الفوق والتَّحت وبكيت، وبكى الخلق، فضرب بكمّه على السّرير، وصاح بالحيرة. وخرَّق ما كان عليه، وصارت قيامة في المسجد، ونزل ولم يجبني إلاّ: بيا حبيبي، الحيرة الحيرة والدّهشة الدّهشة. فسمعت عد ذلك أصحابه يقولون: سمعناه يقول: حيرَّني الهمذانيّ. وقد توفّي أبو المعالي في الخامس والعشرين من ربيع الآخر، ودفن في داره، ثمّ نقل بعد سنين إلى مقبرة الحسين، فدفن إلى جانب والده وكسر منبره في الجامع، وأغلقت الأسواق، ورثوه بقصائد. وكان له نحو من أربعمائة تلميذ، (32/238)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 239 فكسروا محابرهم وأقلامهم، وأقاموا على ذلك حولاً. وهذا من فعل الجاهلية والأعاجم، ولا من فعل أهل السُّنّة والإتّباع. 4 (عليّ بن أحمد بن عليّ.) أبو الحسن الشَّهرستانيّ، شيخ الصُّوفيّة برباط شهرستان.) خدم الكبار، وعمّر وأسنَ، ولعله نيّف على المائة. قال عبد الغافر: اجتمعت به وأكرم موردي في سنة ثمان، توّفي بعد بقريب. 4 (عليّ بن أحمد بن محمد بن أبي سعد الهرويّ الشُّروطيّ.) أبو الحسين. (32/239)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 240 سمع من: الحاكم أبي الحسن الدِّيناريّ، والقاضي أبي عمر البسطاميّ. 4 (عليّ بن الحسن بن سلمويه.) أبو الحسن النَّيسابوري الصُّوفيّ التّاجر. روى عن: أبي بكر الحيريّ، والطّرازيّ، والصَّيرفيّ، وغيرهم. وتوفيّ في شعبان. روى عنه: عمر بن محمد الدّهستانيّ. 4 (عليّ بن عبد السّلام الأرمنازيّ.) له شعر حسن. روى عنه منه: المحدِّث غيث، والحافظ محمد بن طاهر. (32/240)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 241 4 (عليّ بن عبد العزيز بن محمد.) أبو القاسم النَّيسابوري الخشّاب. من شيوخ الشّيعة. (32/241)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 242 سمع الكثير عن: أبي نعيم الإسفرائينيّ، وأبي الحسن السقاء الإسفرائينيّ، وعبد الله بن يوسف الإصبهانيّ، وطائفة. توفّي رحمه الله في ربيع الأوّل، وله تسعون سنة. 4 (عليّ بن محمد.) أبو الحسن القيراونيّ، الفقيه المالكي المعروف باللَّخميّ، لأنّه ابن بنت اللَّخميّ. تفقَّه بابن محرز، وأبي الفضل ابن بنت خلدون، والسّيوريّ. وظهرت في أيّامه له فتاوٍ كثيرة، وطال عمره، وصار عالم إفريقيّة، وتفقَّه به جماعة من السّفاقسيّين. وأخذ عنه: أبو عبد الله المازريّ، وأبو الفضل ابن النَّحويّ، وأبو علي الكلاعيّ، وعبد الحميد السَّفاقسيّ.) وله تعليق كبير على المدوَّنة ن سماه التَّبصرة. 4 (عوض بن أبي عبد الله بن حمزة.) (32/242)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 243 السّيّد أبو الرضيّ العلويّ الهرويّ. توفّي في رمضان. 4 (حر الفاء)

4 (فرج بن عبد الملك الأنصاريّ القرطبي.) روى عن: مكّيّ. وصحب محمد بن عتّاب. وتقدَّم في الفقه والحديث. كان يحفظ. 4 (الفضل بن محمد بن أحمد.) أبو القاسم الإصبهانيّ البقّال المؤدب. عرف بتانة. سمع: محمد بن إبراهيم الخرجانيّ، وعليّ بن ميلة. وكان صالحاً عابداً. روى عنه: مسعود الثّقفيّ، وأبو عبد الله الرُّستميّ. 4 (فيّاض بن أميرجة.) أبو القاسم الهرويّ السوسمانيّ. مات بالكوفة. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن إبراهيم بن سليمان.) (32/243)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 244 أبو الطيّب الإصبهانيّ. في ذي الحجّة بإصبهان. 4 (محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن الوليد.) شيخ المعتزلة أبو عليّ بن الوليد الكرخيّ. ولد سنة ستٍّ وتسعين وثلاثمائة، وأخذ علم الكلام عن أبي الحسين البصريّ، وحفظ عنه حديثاً) واحداً بإسناده، وهو حديث القعنبيّ: إذا لم تستحي فاصنع من شئت. رواه عنه: أبو القاسم بن السَّمرقنديّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ، وغيرهما. وأخذ عنه: ابن عقيل شيخ الحنابلة، وبه انحرف عن السُّنَّة. (32/244)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 245 قال محمد بن عبد الملك في تاريخه: في ذي الحجة توفي أبو عليّ بن الوليد شيخ المعتزلة وزاهدهم، ولم نعرف في أعمارنا مثل تورُّعه وقناعته. تورَّع عن ميراثه من أبيه، وقال: لم أتحقّق أنه أخذ حراماً، ولكنّي أعافه. ولمّا كبر وافتقر جعل ينقض داره، ويبيع منها حسبةً، يتقوَّت بها، وكانت من حسان الدُّور. وكان يلبس الخشن من القطن. وقال أبو الفضل بن خيرون: توفي في خامس ذي الحجّة، ودفن في الشونيزيّة، إلى جنب أبي الحسن البصريّ أستاذه، وكان يدرّس الاعتزال والمنطق. وكان داعيةً إلى الاعتزال. 4 (محمد بن خيرة.) أبو عبد الله بن أبي العافية الأندلسيّ، من كبار فقهاء المريّة، وممن شهر بالحفظ. (32/245)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 246 يروي عن حاتم بن محمد. 4 (محمد ن عبد الله بن محمد.) أبو بكر القصّار، المعروف بابن الكنداجيّ، البغداديّ المقريء. روى عن: أبي الحسين بن بشران، وأبي الحسن الحمّاميّ، والحرفّي. روى عنه: قاضي المرستان، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ، وأبو بكر بن الزاغونيّ. توفّي في صفر. 4 (محمد بن عليّ بن محمد بن المطّلب.) أبو سعد الكرمانيّ الكاتب، والد الصّاحب الوزير أبي المعالي هبة الله. قدم أبوه من كرمان، وولد هو ببغداد. ونظر في الأدب وأخبار الأوائل. ومع من: أبي الحسين بن بشران، وأبي عليّ بن شاذان. روى عنه: يحيى بن البنّا، وشجاع الذُّهليّ. وكان شاعراً هجّاً، بليغ الفحش، مقدماً في ذلك. (32/246)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 247 عزل لهجوه، فقال: (عزلت وما خنت فيما وليت .......... وغيري يخون ولا يعزل) ) (وهذا يدلَّ على أنَّ من .......... يولِّي ويعزل لا يعقل) ومن شعره: (يا حسرتي مات حظّي من قلوبكم .......... وللحظوظ كما للنّاس آجال)

(تصرَّم العمر لم أحظى بقربكم .......... كم تحت هذي القبور الخرس آمال) قال هبة الله السَّقطيّ: كنت اجتمع بأبي سعد كثيراً، فقلَّ أنَّ انفصلت عنه إلاّ بنادرةٍ أو شعر، ولم تنزل الحال به إلى أن تاب، وألهم الصّلاة والصَّوم والصَّدقات، وغسل مسوَّدات شعره قبل موته رحمه الله. مات في ربيع الآخر، وله أربع وثمانون سنة. 4 (محمد بن عليّ بن محمد بن حسن بن عبد الوّهاب بن (32/247)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 248 حسُّويه.) قاضي القضاة أبو عبد الله الدَّامغانيّ، الحنفيّ. شيخ حنفيّة زمانه. تفقَّه بخراسان، ثمّ قدم بغداد في شبيبته، ودرس على القدوريّ. وسمع الحديث من: القاضي أبي عبد الله بن عليّ الصَّيمريّ، والحافظ محمد بن عليّ الصّوري، وشيخه أبي الحسين أحمد بن محمد القدوريّ. روى عنه: عبد الوّهاب الأنماطيّ، وعليّ بن طراد الزَّينبيّ، والحسين المقدسيّ، وغيرهم. وتفقّه به جماعة. وكان مولده بدامغان سنة ثمانٍ وتسعين وثلاثمائة، وحصّل للعلم على (32/248)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 249 الفقر والقنوع. قال أبو سعد السَّمعانيّ: قال والدي: سمعت احمد بن الحسين البصريّ الخبّاز يقول: رأيت أبا عبد الله الدّامغانيّ كان يحرس في درب الرّياح، وكان يقوم بعيشته إنسان اسمه أبو العشائر الشيرجيّ. قلت: ثمّ آل به الأمر إلى أن ولي قضاء القضاة للمقتدي بالله، ولأبيه قبله. وطالت أيّامه، وانتشر ذكره، وكان مثل القاضي أبي يوسف قاضي الرّشيد في أيّامه حشمةً وجاهاً وسؤدداً وعقلاً، وبقي في القضاء نحواً من ثلاثين سنة. ولي أولاً في ذي القعدة سنة سبعٍ وأربعين، بعد موت قاضي القضاة أبي عبد الله بن ماكولا. (32/249)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 250 وقال محمد بن عبد الملك الهمذانيّ في طبقات الفقهاء: قال قاضي القضاة الدّامغانيّ: قرأت على) أبي صالح الفقيه بدامغان، وهو من أصحاب أبي عبد الله الجرجانيّ، وأصابني جدريّ فاكتحلت، وجئت إلى المجلس بعدما برأت فقال: آنت مجدور، فقم. فقمت وقصدت من دامغان نيسابور، فأقمت أربعة أشهر، وصحبت أبا العلاء صاعد بن محمد الأستوائي قاضيها. قرأت على أبي الحسن المصَّيصيّ لدينه وتواضعه. وجرت فتنة بين الطّوائف هناك، فمنعهم محمود بن سبكتكين من الجدل، فخرجت إلى بغداد ووردتها. قال محمد: فقرأ على القدوريّ إلى أن توفّي سنة ثمانٍ وعشرين وأربعمائة، ولازم أبا عبد الله الصَّيمريّ فلمّا مات، انفرد بالتّدريس، وصار أحد شهود بغداد. ثمّ ولي قضاء القائم بأمر الله، وبعده لأبنه ثلاثين سنة وثلاثة أشهر وخمسة أيّام. وقد شهد عنده شيخ الشّافعية أبو الطّيّب الطَّبريّ. وكان أبو الطّيّب يقول: أبو عبد الله الدّامغاني أعرف بمذهب الشّافعيّ من كثير من أصحابنا. قال: وكان عندنا بدامغان أبو الحسن صاحب أبي حامد الإسفرائينيّ، (32/250)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 251 يعني فاستفاد منه الدّامغانيّ. وكان الدّامغانيّ قد جمع الصّورة البهيّة، والمعاني الحسنة من الدّين والعقل والعلم والحلم، وكرم المعاشرة للنّاس، والتّعصُّب لهم. وكانت له صدقات في السّرِّ، وإنصافٌ في العلم لم يكن لغيره. وكان يورده الشّيخ أبو إسحاق الشّيرازيّ، فإذا اجتمعا صار اجتماعهما نزهة. عاش ثمانين سنة وثلاثة أشهر وخمسة أيّام، وغسله أبو الوفاء ابن عقيل الواعظ، وصاحبه الفقيه أبو ثابت مسعود بن محمد الرّازيّ، وصلّى عليه ولده قاضي القضاة أبو الحسن عليّ باب داره بنهر القلاّيين. ولقاضي القضاة أصحاب كثيرون انتشروا بالبلاد، ودرّسوا ببغداد فمنهم أبو سعد الحسن بن داود بن بابشاذ المصريّ، ومات قبل الأربعين وأربعمائة. ومنهم نور الهدى الحسين بن محمد الزَّينبيّ، ومنهم أبو طاهر الياس بن ناصر الدَّيلميّ. ومات في حياته منهم أبو القاسم عليّ بن محمد الَّرحبيّ ابن السمنانيّ، وآخرون فيهم كثرة كرهم ابن عبد الملك الهمذانيّ. توفّي في رابع وعشرين رجب. ودفن في داره بنهر القلاّيين، ثمّ نقل ودفن في القبّة إلى جنب الإمام أبي حنيفة رحمهما الله.) (32/251)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 252 4 (محمد ن عمر بن محمد بن أبي عقيل.) أبو بكر الكرجيّ الواعظ. ولد بالكرج سنة أربع وأربعمائة ورحل إلى إصبهان فسمع معجم الطَّبرانيّ، عن شيوخه من أبي ريذة. (32/252)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 253 وسمع بالشّام من: محمد بن الحسين بن التُّرجمان، والسَّكن بن جميع، وجماعة. روى عنه: الفقيه نصر، وهبة الله بن طاوس. وتوفّي في رجب بدمشق. 4 (محمد بن محمد بن موسى.) أبو عليّ النعُّيميّ النَّيسابوريّ. حدَّث عن: أبي الحسن محمد بن الحسين العلويّ. وعمّر أربعاً وتسعين سنة. وتوفّي رحمه الله في رجب. 4 (مسلم ابن الأمير أبي المعالي قريش بن بدران بن مقلّد حسام الدّولة أبي حسّان بن) المسيّب بن رافع العقيليّ. (32/253)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 254 السّلطان الأمير شرف الدّولة أبو المكارم. كان أبوه قد نهب دار الخلافة مع البساسيريّ، ومات سنة ثلاثٍ وخمسين كهلاً، فقام شرف الدّولة بعده، واستولى على ديار ربيعة، ومضر، وتملَّك حلب، وأخذ الحمل والإتاوة من بلاد الرّوم، أعني من أنطاكيّة، ونحوها. وسار إلى دمشق فحاصرها. وكان قد تهيَّأ له أخذها، فبلغه أنّ حرّان قد عصى عليه أهلها، فسار إليهم، فحاربهم وحاربوه، فافتتحها وبذل السَّيف، وقتل بها خلقاً من أهل السُّنَّة. وكان رافضيّاً خبيثاً، أظهر ببلاده سبّ السَّلف، واتّسعت مملكته، وأطاعته العرب، واستفحل أمره حتّى طمع في الإستيلاء على بغداد بعد وفاة طغرلبك. وكان فيه أدبٌ، وله شعرٌ جيّد. وكان له في كلّ قرية قاض، وعامل، وصاحب خبر. وكان أحول، له سياسة تامّة. وكان لهيبته الأمن، وبعض العدل في أيّامه موجوداً. وكان يصرف الجزية في بلاده إلى العلوييّن. وهو الّذي عمَّر سور الموصل وشيدّها في ستّة أشهر من سنة) أربع وسبعين. ثمّ إنّه جرى بينه وبين السّلطان سليمان بن قتلمش السَّلجوقيّ ملك الرّوم مصافٌّ في نصف صفر على باب أنطاكيّة فقتل فيه مسلم، وله بضعٌ وأربعون سنة. قال صاحب الكامل، والقاضي شمس الدّين بن خلّكان. (32/254)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 255 وقال المأمونيّ في تاريخه: بل وثب عليه خادمٌ في الحمّام فخنقه. ثمّ إنّ السّلطان ملكشاه رتَّب ولده في الرَّحبة، وحرّان وسروج، وزوّجه بأخته زليخا. 4 (حرف الهاء)

4 (هبة الله بن عبد الله بن أحمد بن محمد.) أبو الحسن القصريّ السّيبيّ. من أهل قصر هبيرة. قدم بغداد مع عمّه أبي عبد الله بن السّيبيّ. وسمع الحديث من: أبي الحسن بن بشران، وغيره. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي، وعليّ بن عبد السّلام. وكان فاضلاً. قرأ طرفاً من النَّحو والفقه، وولي القضاء بناحيته. ثمّ إنّه طلب لتأديب أمير المؤمنين المقتدي بالله وبنيه من بعده. وولي القضاء بالحريم (32/255)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 256 الشّريف. وكان وقوراً مهيباً فهماً عالماً. توفّي في ثاني عشر المحرَّم عن بضعٍ وثمانين سنة. 4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن محمد بن القاسم بن محمد.) أبو المعمَّر بن طباطبا العلويّ الشّيعيّ. من كبار الإماميّة. روى عن الحسين بن محمد الخلاّل. وشارك في العلم. روى عنه: أبو نصر الغازي، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ. (32/256)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 257 (32/257)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 258 4 (وفيات سنة تسع وسبعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف) ) 4 (أحمد بن عبد العزيز بن شيبان.) البغداديّ. روى عن: أبي الحسين بن بشران، وعبد الله بن يحيى السُّكَّريّ. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ. 4 (أحمد بن عبيد الله.) أبو غالب بن الزّيّات البيّع الخيّاط المؤذّن. سمع: ابن شاذان، والحرفيّ. وعنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وأبو بكر بن الزّاغونيّ. توفّي في شعبان. 4 (أحمد بن محمد بن دوست دادا.) شيخ الشّيوخ أبو سعد النَّيسابوريّ الصُّوفيّ. (32/258)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 259 صحب الزّاهد القدوة أبا سعيد فضل الله بن أبي الخير الميهنيّ، وسافر الكثير. وكان ذا همّةٍ شريفة وأخلاق سنيّة. حجّ على التّجريد مرّات، لأنّ الطّريق كان منقطعاً. وكان يجمع جماعة من الفقراء والصُّوفيّة، ويدور في قبائل العرب، وينتقل من حلّة إلى حلّة، إلى أن يصل مكّة. وكان بينه وبين نظام الملك مودَّة أكيدة. إتّفق أنّه كان منصرفاً من إصبهان إلى حضرة نظام الملك، فنزل بنهاوند، وكان قد غربت الشّمس، فنزل فأتى خانقاه أبي العبّاس النَّهاونديّ، فمنع من الدّخول وقيل: إن كنت من الصّوفيّة، فليس هذا وقت دخول الخانقاه، وإن كنت لست منهم، فليس هذا موضعك. فبات تلك اللّيلة على باب الخانقاه في البرد، فقال في نفسه: إن سهّل الله لي بناء خانقاه أمنع من دخولها أهل الجبال، وتكون موضع نزول الغرباء من الخراسانيّين. قال أبو سعد السّمعانيّ: بلغني أنّه خرج مرّةً إلى البادية، فأضافه صاحبه أحمد بن زهراء، وكانت له زاوية صغيرة يجتمع فيها الفقراء، فلمّا دخلها أبو سعد قال: يا شيخ لو بنيت للأصحاب موضعاً أوسع من هذا، وباباً أرفع من هذا، حتّى لا يحتاج الدّاخل إلى انحناء ظهره. فقال له أحمد: إذا بنيت أنت رباطاً للصُّوفيّة في بغداد، فاجعل له باباً يدخل في الجمل وعليه الرّاكب.) فضرب الدَّهر ضرباته، وانصرف أبو سعد، إلى نيسابور، وباع أملاكه، وجمع ما قدر عليه، وقدم بغداد، وبنى الرّباط، وحضر فيه الأصحاب، وأحضر أحمد بن زهراء وركب واحدٌ جملاً حتّى دخل من باب الرّباط. وسمعت ولده أبا البركات إسماعيل يقول: لمّا غرق جميع بغداد في سنة ستًّ وستّين وأربعمائة، وكان الماء يدخل الدُّور من السُّطوح، وضرب الجانب (32/259)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 260 الشّرقيّ بالكلّية، أكترى والدي زورقاً، وركب فيه، وحمل أصحابه الصُّوفيّة وأهله. وكان الزَّورق يدور على الماء، والماء يخرّب الحيطان، ويحمل الأخشاب إلى البحر، فقال أحمد بن زهراء لوالدي: لو اكتريت زورقاً ورجلاً يأخذ هذه الجذوع ويربطها في موضع، حتّى إذا نقص الماء بنيت الرّباط، كان أخفَّ عليك. قال: يا شيخ أحمد هذا زمان التّفرقة، ولا يمكن الجمع في زمن التّفرقة. فلمّا هبط الماء بنى الرّباط أحسن ممّا كان. توفّي في ربيع الآخر، وهو الّذي تولّى رباط نهر المعلَّى. وكان عالي الهمّة، كثير التّعصُّب لأصحابه، جدَّد تربة معروف الكرخيّ بعد أن احترقت. وكان ذا منزلةٍ كبيرةٍ عند السّلطان، وحرمة عند الدّولة. وكان يقال: الحمد لله الّذي أخرج رأس أبي سعد من مرقَّعةٍ، فلو خرج من قباء لهلكنا. وابن زهراء هذا هو أبو بكر الطُّريثيثيّ. 4 (أحمد بن محمد بن مفرجّ.) أبو العبّاس الأنصاريّ القرطبيّ. يعرف بابن رميلة. كان معنيّاً بالعلم، وصحبة الشّيوخ. وله شعر حسن في الزُّهد، وفيه عبادة. واستشهد بوقعة الزّلاّقة، مقبلاً غير مدبر رحمه الله وكانت يوم الجمعة ثاني عشر رجب على مقربةٍ من بطليوس. قتل فيها من الفرنج ثلاثون ألف فارس، ومن الرَّجَّالة ما لا يحصى وهي من الملاحم المشهورة كما يأتي. (32/260)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 261 4 (أحمد بن يوسف بن أصبغ.) أبو عمر الطُّليطليّ. سمع: أباه، وعبد الرحمن بن محمد بن عبّاس. وكان ماهراً في الحديث والفرائض والتّفسير، ورحل إلى المشرق وحجّ. وولي قضاء طليطلة.) ثمّ عزل. وكان ثقة رضىً. توفّي في شعبان. 4 (إبراهيم بن عبد الواحد بن طاهر القطّان.) أبو الخطّاب البغداديّ. ثقة صالح. سمع: البرقانيّ، وأبا القاسم الحرفيّ، وابن بشران. وعنه: ابن السَّمرقنديّ، والأنماطيّ. توفّي في جمادى الأولى. 4 (إسماعيل بن زاهر بن محمد.) أبو القاسم النوُّقانيّ النيسابوريّ. قال السَّمعانيّ: فقيه صالح، صدوق، كثير السّماع. (32/261)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 262 سمع: أبا الحسن العلويّ، وأبا الطَّيِّب الصعلوكّي، وعبد الله بن يوسف بن مامويه، وابن محمش بنيسابور. وأبا الحسين بن بشران، ونحوه ببغداد. وجناح بن بدر بالكوفة وابن نظيف، وأبا ذر بمكّة. روى عنه: زاهر الشّحّاميّ، وأبو نصر بن عمر الغازي، وإسماعيل بن عبد الرحمن القاريء. وقد تفقّه على الطُّوسيّ، وعقد مجلس الإملاء، وأفاد الكثير. وكان مولده سنة سبعٍ وتسعين وثلاثمائة. ومن آخر من روى عنه عبد الكريم بن محمد الدّامغانيّ. قال عبد الغافر: هو من أركان فقهاء الشّافعيةّ. سمعت منه بعض أماليه. وروى عنه أيضاً: سعيد بن عليّ الشّجّاعيّ، وعائشة بنت أحمد الصّفّار، وأبو الفتوح عبد الله بن عليّ الخركوشيّ، وعبد الكريم بن عليّ العلويّ، وعبد لملك بن عبد الواحد بن القشيريّ، ومحمد بن جامع خيّاط الصُّوف، وغيرهم. ومن مسموعاته: كتاب تاريخ الفسويّ.) رواه عن ابن الفضل القطّان، عن ابن درستويه، عن الفسويّ. (32/262)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 263 4 (إسماعيل بن محمد بن أحمد.) أو سعد الحجّاجيّ الفقيه. سمع: الحسين بن محمد بن فنجويه الثّقفي، وأبا بكر الحيريّ، وأبا سعيد الصَّيرفيّ، وابن حيد. وعنه: إسماعيل بن أبي صالح، وعبد الغافر الفارسيّ، وعبد الله بن الفراويّ. 4 (حرف الثاء)

4 (ثابت بن الحسين بن شراعة.) أبو طالب التّميميّ الهمذانيّ الأديب. روى عن: أبي طاهر بن سلمة، ومنصور بن رامش، وابن عيسى وجماعة. قال شيرويه: سمعت منه، وكان صدوقاً. توفّي في صفر. 4 (حرف الجيم)

4 (جعبر بن سابق.) الأمير سابق الدّين القشيريّ، صاحب قلعة جعبر، الحصن الّذي على فرات. قتله السّلطان ملكشاه السَّلجوقيّ لمّا قدم حلب لأنهّ بلغه أنّ ولديه يقطعان الطّريق. (32/263)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 264 يقال لقلعة جعبر أيضاً الدَّوسريّة، لأنّ دوسر غلام ملك الحيرة النعمان بن المنذر بناها. 4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن محمد بن القاسم بن زينة.) أبو عليّ البغداديّ الدّقّاق الكاتب. قال السّمعانيّ: شيخ صالح، ثقة مأمون. مع الكثير، وتفرّقت كتبه. وكان يسمع من أصول غيه. روى عن: هلال الحفّار. ثنا عنه: إسماعيل السَّمرقنديّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ، واحمد بن الأخوَّة. مات في صفر، وله ثمانون سنة. 4 (حمد بن احمد الحلمقريّ الهرويّ.) ) يروي عن أبي منصور الأزديّ. 4 (حرف السين)

4 (سعيد بن فضل الله بن أبي الخير.) الشيخ أبو طاهر ابن الإمام القدوة، أبي سعيد الميهنيّ. توفّي في شعبان. وهو أكبر أولاد أبيه. وجلس في المشيخة بعد والده ولم يحدّث. روى عن: أبي بكر الحيريّ، وعن والده. (32/264)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 265 4 (سليمان بن قتلمش ن سلجوق.) أمير قونية، وجدّ سلاطين الرّوم. قتل في صفر في المصافّ بأرض حلب، وقام بعد انه قلج أرسلان. 4 (حرف الشين)

4 (نافع بن محمد بن شافع.) أبو بكر الأبيورديّ. 4 (حرف الصاد)

4 (صالح بن أحمد بن يوسف.) أبو رجاء البستيّ، المعبرّ. جاور بمكّة مدّةً، وحدَّث عن: أبي المستعين محمد بن أحمد البستي، وطاهر بن العبّاس المروزي، وأبي ذرّ الهرويّ، سمع منه: عمر الرُّؤآسيّ، وغيره. توفّي بعد سنة ثمانٍ وسبعين. (32/265)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 266 4 (حرف الطاء)

4 (طاهر بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف.) أبو عبد الرحمن الشّحّاميّ النَّيسابوريّ المستملي. والد زاهر ووجيه. كان أحد من غبي بالحديث وأكثر منه. وسمَّع أولاده. وحدَّث عن: أبي بكر الحيريّ، وأبي عيد الصَّيرميّ، وفضل الله بن أبي الخير المهيمنيّ الزّاهد،) ووالده أبي بكر محمد بن محمد الرجل الصّالح، والأستاذ أبي إسحاق الإسفراينيّ، وصاعد بن محمد القاضي. روى عنه: ابناه، وحفيده عبد الخالق بن زاهر، وفاطمة بنت خلف، وعبد الغافر الفرسيّ. وصنَّف كتاباً بالفارسيّة في الشّرائع والأحكام. واستملى على نظام الملك، وغيره. وكان فقيهاً، أديباً، بارعاً، شروطيّاً، صالحاً، عابداً، توفّي في جمادى الآخرة، وله ثمانون سنة. 4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الصّمد بن المهتدي بالله بن الواثق) بن المعتصم ابن الرشيد. (32/266)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 267 الخطيب أبو جعفر العبّاسيّ البغداديّ، والد أبي الفضل محمد بن عبد الله. كان خطيباً جليلاً رئيساً صالحاً، يخطب بجامع الحربيّة. سمع: أبا القاسم بن بشران، وغيره. وعن: ابن السَّمرقنديّ. ومات في شعبان. 4 (عبد الجليل بن عبد الجبّار بن عبد الله بن طلحة.) أبو المظفّر المروزيّ، الفقيه الشّافعيّ. قدم دمشق، وتفقّه به جماعة منهم: أبو الفضل يحيى بن عليّ القرشيّ. وكان قد تفقَّه على الكارزونيّ، وولي القضاء حين دخل التُّرك إلى دمشق. وكان فاضلاً مهيباً عفيفاً. حدَث عن: عبد الوهّاب بن برهان، وغيره. وعنه: غيث الأرمنازيّ، وهبة الله بن طاوس. 4 (عبد الخالق بن هبة الله بن سلامة.) أبو عبد اله الواعظ ابن المفسِّر، خال رزق الله التّميميّ. صالح، زاهد، ورع، نبيل، مهيب. سمع: أبا عليّ بن شاذان.) (32/267)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 268 روى عنه: عبد الوهّاب الأنماطيّ. مولده سنة تسعين وثلاثمائة. 4 (عبد الكريم بن عبد الواحد.) أبو الفتح الإصبهانيّ، الصّواف الدّلاّل. سمع: عثمان بن أحمد البرجيّ، وأبا عبد اله الجرجانيّ. روى عنه: الثّقفيّ، والرُّستميّ 4 (عبد الواحد بن محمد بن عبد السّميع بن إسحاق.) أبو الفضل بن الطَّوابيقيّ، العبّاسيّ. من أولاد الواثق بالله. سمع: أبا الحسن عليّ بن هبة الله العيسويّ. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وغيره. توفّي في جمادى الآخرة ببغداد. 4 (عبيد الله بن عثمان بن محمد بن يوسف دوست.) أبو منصور ابن العلاّف. من أولاد الشّيوخ. روى عن: الحسين ن الحسن الفضائريّ، وعبيد الله بن منصور الحربيّ. وعنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ، وعمر بن السّنبك. توفّي في شعبان عن ستٍّ وثمانين سنة. قال ابن النّجّار (32/268)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 269 4 (عليّ بن أحمد بن عليّ بن إبراهيم بن بحر.) أبو عليّ التُّستريّ، ثم البصريّ السَّقطيّ. كانت الرحلة إليه في سماع سنن أبي داود. رواها عن: أبي عمر الهاشميّ. وروى عن: عمه أبي سعيد الحسن بن عليّ. روى عنه: المؤتمن السّاجيّ، وعبد الله بن أحمد السَّمرقنديّ، وأبو الحسن محمد بن مرزوق الزَّعفرانيّ، وأبو غالب بن الحسن الماورديّ، وعبد الملك بن عبد الله، وآخرون.) وكان صدوقاً. وآخر من حدَّث عنه أبو طالب محمد ن محمد ن أبي زيد العلويّ النّقيب. روى عنه الجزء الأول من السُّنن بالسَّماع، والباقي إجازةً إن لم يكن سماعاً. وبقي إلى سنة ستيّن وخمسمائة. 4 (عليّ بن أحمد بن عليّ.) (32/269)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 270 الأديب أبو القاسم الأسديّ النّجّاشيّ. سمع: أبا عليّ بن شاذان، وطبقته. وكان إخبارياً، عارفاً، راوية. روى عنه: أبو محمد بن السَّمرقنديّ، وهبة الله بن المجلي. يعرف بان الكوفّي. توفّي في رجب. 4 (عليّ بن فضّال بن عليّ بن غالب.) أبو الحسن القيروانيّ، المجاشعيّ التّميميّ، الفرزدقيّ النَّحويّ. (32/270)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 271 صاحب التّصانيف. مسقط رأسه هجر، وطوَّف الأرض حتّى وصل إلى غزنة، وأقبل عليه أكابرها. وانخرط في صحبة الوزير نظام الملك. وصنَّف برهان العميديّ في التفسير، في عشرين مجلداً، وكتاب الأكسير في علم التّفسير خمسة وثلاثون مجلَّداً، وكتاباً في النَّحو، في عدّة مجلدات وهو كتاب إكسير الذّهب في صناعة الأدب، وغير ذلك. قال أن طاهر المقدسيّ: سمعت إبراهيم بن عثمان الأديب الغزّيّ يقول: لمّا دخل أبو الحسن بن فضّال النَّحويّ نيسابور اقترح عليه أبو المعالي الجوينيّ أن يصنّف باسمه كتاباً في النَّحو، فصنَّفه وسمّاه الإكسير. ووعده بألف دينار، فلمّا صنَّفه وفرغ ابتدأ أبو المعلي بقراءته عليه، فلمّا فرغ من القراءة انتظر أيّاماً أن يدفع إليه ما وعده، فلم يعطه شيئاً، فأرسل إليه: إنّك إنّ لم تفي بما وعدت وإلاّ هجوتك. فأنفذ إليه على يد الرسول: نكثتها، عرضي فداؤك. ولم يعطه حبة.) وقيل: إنّ ابن فضّال روى أحاديث، فأنكرها عليه عبد الله بن سبعون القيروانيّ، فاعتذر بأنّه وهم. وقد صنَّف ابن فضّال بغزنة عدَّة كتب بأسماء أكابر غزنة. وكان إماماً في اللّغة، والنَّحو، والسِّير، وأقرأ الأدب مدّةً ببغداد. ومن شعره: (وإخواني حسبتهم دروعاً .......... فكانوها ولكن للأعادي) (32/271)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 272 (وخلتهم سهاماً صائبات .......... لقد صدقوا ولكن عن ودادي) وله: (لا عذر للصَّبّ إذا لم يكن .......... يخلع في ذاك العذار العذار)

(كأنه في خدّه إذ بدا .......... ليلٌ تبدّى طالعاً في نهار) وشعره كثير. وله من التّصانيف أيضاً: كتاب النُّكَّت في القرآن، وكتاب البسملة وشرحها مجلّد، وكتاب العوامل والهوامل في الحروف خاصّة، وكتاب الفصول في معرفة الأصول، وكتاب الإشارة في تحسين العبارة، وكتاب شرح عنوان الإعراب، وكتاب العروض، وكتاب معاني الحروف، وكتاب الدُّول في التّاريخ، وهو كبير وجد منه ثلاثون مجلَّداً، وكتاب شجرة الذَّهب في معرفة أئمّة الأدب، وكتاب معارف الأدب، وغير ذلك مع ما تقدَّم. قال ابن ناصر: توفّي ابن فضّال المجاشعيّ في ثاني وعشرين ربيع الأوّل. (32/272)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 273 4 (علي بن مقلَّد بن نصر بن منقذ بن محمد.) الأمير سديد الملك أبو الحسن الكنانيّ صاحب شيزر. أديب شاعرٌ. قدم دمشق مرَّات. واشترى حصن شيزر من الرّوم وكان أخا محمود بن صالح صاحب حلب من الرّضاعة. ومن شعره في غلام: (أسطو عليه وقلبي لو تمكّن من .......... يديَّ غلَّهما غيظاً إلى عنقي)

(وأستعير إذا عاتبته حنقاً .......... وأين ذلُّ الهوى من عزّة الحنق) (32/273)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 274 وكان قبل تملُّك شيزر ينزل في نواحي شيزر، على عادة العرب وقيل إنّه حاصرها وأخذها) بالأمان في سنة أربعٍ وسبعين. ولم تزل في يد أولاده إلى أن هدمتها الزَّلزلة، وقتلت سائر من فيها في سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة. وكان جواداً ممدَّحاً، مدحه ابن الخيّاط، والخفاجيّ، وغيرهما. (32/274)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 275 (32/275)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 276 (32/276)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 277 وقيل: بل توفّي سنة خمسٍ وسبعين وأربعمائة. وهلك في الزّلزلة حفيدة تاج الدّولة محمد بن سلطان بن عليّ ابن عمّ الأمير أسامة الشّاعر. 4 (حرف الفاء)

4 (الفضل بن العلاّمة أبي محمد عليّ بن أحمد بن سعيد بن حزم.) أبو رافع القرطبيّ. روى عن: أبيه، وابن عبد البرّ. وكتب بخطّه علماً كثيراً. وكان ذا أدبٍ ونباهة، وذكاء. توفّي رحمه الله بوقعة الزّلاّقة شهيداً. وكان مع مخدومه المعتمد. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد.) أبو الفتح الخزاعيّ المطيريّ. المعروف بالباهر. خطيب قصر هبيرة، من أعمال سامرّاء. روى عن: عليّ بن أحمد بن محمد بن يوسف السّامرّيّ الرّفّاء، وأبي محمد الحسن بن محمد بن يحيى الفحّام، وأبي عليّ شهاب الدّين العكبريّ، وأبي الحسن محمد بن جعفر بن محمد التّميميّ النَّحويّ الكوفيّ، وجماعة. روى عنه: هبة الله السَّقطيّ، وأبو العزّ بن كادش. ولد في رمضان سنة خمسٍ وثمانين وثلاثمائة. (32/277)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 278 وقال السَّقطيّ: مات بقصر هبيرة. فذكر السّنة وقال: تسمَّح في حديثه عن الرّفّاء خاصّة. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن يونس الأنصاريّ.) أبو عبد الله السَّرقسطيّ المقريء. أخذ عن: أبي عمرو الدّانيّ، وأبو عمر بن عبد البرّ.) روى عنه: هبة الله بن الأكفانيّ. 4 (محمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف.) أبو بكر البغداديّ، أخو أحمد. كان ورعاً صالحاً لا يخرج من منزله إلاّ للصَّلوات. سمع: أبا الفتح بن أبي الفوارس، وأبا الحسين بن بشران، والحمَّاميّ. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ. قال ابن ناصر: كان عالماً، متقناً، مجوَّداً، كثير السّماع، ورعاً، ثقة. هجر أخاه لكونه حضر مجلس أبي نصر بن القشيريّ. مات في ربيع الأوّل. 4 (محمد بن عبيد الله بن محمد.) أبو الفضل الصّرّام النَّيسابوريّ الصّالح العابد. (32/278)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 279 سمع: أبا نعيم عبد الملك بن الحسن، وعبد الله بن يوسف بن مامويه، وأبا الحسن العلويّ، وأبا عبد الله الحاكم، وجماعة. روى عنه: وجيه الشّحّاميّ، وإسماعيل بن المؤذّن، وممد بن جامع الصّوّاف، وعبد الله بن الفراويّ، وجماعة. وطال عمره، ومات في شعبان، وكان أبوه من رؤساء نيسابور، وهو، فكان يقرأ القرآن في ركعة أو ركعتين. ويديم التّعبُّد والتّلاوة رحمه الله. 4 (محمد بن الحسن بن منازل.) أبو سعد الموصليّ الحدّاد الإسكاف. سمع: ابن مخلد الرّزّاز، وأبا القاسم بن بشران. وزعم أنّه سمع شيئاً من أبي الحسين بن بشران. روى عنه: قاضي المرستان، وعبد الوهّاب الأنماطيّ، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ، وإسماعيل بن محمد الطّلحيّ. مات في شعبان. قاله السّمعانيّ. 4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن هلال.) ) أبو الحسن بن الخبّازة، المستعمل العتّابي، الملقَّب بالجنيد. سمع: أبا الحسن بن رزقويه، وأبا الحسين بن بشران، وغيرهما. روى عنه: يحيى بن الطّرّاح، وابن السَّمرقنديّ، ومحمد بن مسعود بن السَّدنك. توفّي في ذي الحجّة. 4 (محمد بن عليّ بن إبراهيم الأمويّ.) (32/279)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 280 يعرف بابن قرذيال، أبو عبد الله الطُّليطليّ. سمع من: جماعة من رجال بلده. وكان يقريء الفقه. وله تصنيفٌ في شرح البخاريّ. ذكره ابن بشكوال. 4 (محمد بن عمّار.) قيل: قتل فيها. وقد مرّ سنة سبعٍ. 4 (محمد بن محمد بن عليّ بن الحسن بن محمد بن عبد الوهّاب بن سليمان بن محمد) بن سليمان بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم الإمام بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن عبّاس بن عبد المطّلب. أبو نصر الهاشميّ العبّاسيّ، الزَّينبيّ. مسند العراق في زمانه، وآخر من حدَّث عن المخلّص. قال السّمعانيّ: شريف، زاهد، صالح، متعبّد، ديّن، هجر الدّنيا في حداثته، ومال إلى التّصوُّف. وكان منقطعاً إلى رباط شيخ الشّيوخ أبي سعد. وانتهى إسناد البغوي إليه. ورحل إليه الطَّلبة. وسمع: المخلّص، وأبا بكر محمد بن عمر بن عمر الورّاق، وأبا الحسن الحمّاميّ، وغيرهم. (32/280)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 281 ثنا عنه: إبنا أخيه عليّ ومحمد ابنا طرد، وأبو الفضل الأرمويّ، والفراويّ، ووجيه الشّحّاميّ، وأبو تمّام أحمد بن محمد المؤيَّد بالله، ومحمد بن القاسم الشَّهرزوريّ، والمظفّر بن أبي احمد القاضي بسنجار، وإسماعيل الحافظ، وأبو نصر الغازي، وآخرون. ثمّ قال: أنا فلان وفلان، إلى أن سمّى سبعة عشر رجلاً قالوا: ثنا أبو نصر الزَّينبيّ، أنا المخلّص، ثنا البغويّ، نا أبو نصر التّمّار، عن حمّاد، فذكر حيث يوم يقوم النّاس لرب العالمين. وقد وقع لي عالياً في أوّل المخلّصيّات.) وقال السّمعانيّ: سمعت أبا الفضل محمد بن المهتدي بالله يقول: كان أبو نصر إذا قريء عليه اللَّحن ردّه لكثرة ما قرئت عليه تلك الأجزاء. قلت: كان أبو نصر أسند من بقي. وكذا أخوه طراد، وكذا أخوهما نور الهدى الحسين، ومات سنة عن اثنتين وتسعين سنة. قال السّمعانيّ: سمعت إسماعيل الحافظ بإصبهان يقول: رحل أبو سعد البغداديّ إلى أبي نصر الزَّينبيّ، فدخل بغداد، ولم يلحقه، فحين أخبر بموته خرَّق ثوبه، ولطم، وجعل يقول: من أين لي عليّ بن الجعد، عن شعبة سألت إسماعيل الحافظ، عن أبي نصر فقال: زاهد صحيح السَّماع، آخر من حدَّث عن المخلّص. قلت: آخر من حدَّث عنه هبة الله الشّبليّ القصّار وبقي بعده يروي بالإجازة عن أبي نصر أبي الفتح بن البطّيّ. قال السّمعانيّ: ولد في صفر سنة سبعٍ وثمانين وثلاثمائة. وتوفّي في حادي وعشرين من جمادى الآخرة. (32/281)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 282 4 (محمد بن محمد بن عليّ.) أبو الحسين البجليّ الكوفيّ، ويعرف بالرُّزّيّ. عن: أبي الطّيّب أحمد بن عليّ الجعفريّ بن عشيق سمع منه سنة اثنتي عشرة وأربعمائة. روى عنه: أبو الحسن بن الطُّيوريّ، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ. ومات في جمادى الآخرة سنة سبعٍ. 4 (محمد بن أبي جعفر محمد بن أحمد بن عمر بن المسلمة.) أبو عليّ. سمع من: جدّه أبا الفرج، وهلالاً الحفّار. وعنه: أبو بكر قاضي المرستان، وأبو القاسم بن السَّمرقنديّ. توفّي في رمضان وله ثمانون سنة. قال ابن النّجّار: كان زاهداً متعبّداً، له كرامات. وسئل عنه المؤتمن بن أحمد فقال: كان شيخاً شديداً في السُّنَّة ثبتاً في الحديث، لا يخرج إلاّ) لجمعة. 4 (محمد بن أبي القاسم عبد الجبّار بن عليّ الإسفرائينيّ.) أبو بكر الإسكاف المتكلّم إمام الجامع المنيعيّ. سمع: أبا عبد الرحمن السُّلميّ، وأبا إسحاق الإسفرائينيّ المتكلّم، وجماعة. (32/282)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 283 أخذ عنه: أبو المظفّر السّمعانيّ، والكبار. قال عبد الرحيم بن السّمعانيّ: ثنا عنه: إسماعيل العصائديّ، وأحمد بن العباس الشّقّانيّ، وأبو العبّاس الشّقّانيّ، وأبو القاسم محمد بن الحسين العلويّ. مات في جمادى الأولى سنة سبعٍ بنيسابور. 4 (مسعود بن سهل بن حمك.) أبو الفتح العميد النَّيسابوريّ. أحد الأكابر. حدَّث في هذا العام ببغداد. في شوّال. عن: عليّ بن أحمد بن عبدان، والحسين بن محمد بن فنجويه الثَّقفيّ. روى عنه: أبو محمد، وأبو القاسم ابنا السَّمرقنديّ. وقد تزهَّد وحجَّ، وأنفق الأموال على الصُّوفية والعبّاد، ولبس المرقَّعة. وكان مولده سنة. 4 (المعتزّ بن عبيد الله بن المعتزّ بن منصور.) أبو نصر البيهقيّ، ولد الرئيس أبي مسلم. سمع: عليّ بن محمد بن عليّ بن السّقاء الإسفرايينيّ، وأبا القاسم عبد الرحمن بن محمد السّرّاج. (32/283)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 284 روى عنه: أبو البركات بن الفراويّ، وعبد الرحمن بن عبد الصّمد الفاينيّ المقريء. عاش خمساً وسبعين سنة. 4 (منصور بن دبيس بن عليّ بن مزيد الأسدي.) أمير العرب بهاء الدّولة، صاحب الحلّة والنيّل. كان فارساً شجاعاً مذكوراً. أديباً شاعراً. ذا رأي وسماحة. قرأ الأدب وأخبار الجاهليّة) وأشعارها. وقرأ النَّحو على: عبد الواحد بن برهان. وكان عادلاً حسن السّيرة. مات في الكهولة سامحه الله. وولي بعده ولده سيف الدّولة صدقة بن منصور. 4 (حرف الواو)

4 (واقد بن الخليل بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن الخليل.) الخطيب أبو زيد بن أبي يعلى القزوينيّ، صاحب أبي الحسن عليّ بن إبراهيم القطّان. قال شيرويه: سمعت منه بهمذان وقزوين. وكان فقيهاً، فاضلاً، صدوقاً، مفتياً. (32/284)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 285 4 (حرف الهاء)

4 (هبة الله بن محمد بن عليّ بن محمد بن عبيد الله بن المهتدي بالله.) أبو الحسن بن أبي الحسين بن الغريق. أحد الأعيان، وخطيب جامع القصر. سمع: أبا بكر البرقانيّ. روى عنه: ابن السَّمرقنديّ. وكان أفصح خطباء بغداد. قتل رحمه الله في صفر في الفتنة. 4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن الموفّق بالله أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل بن زيد.) أبو الحسين العلويّ الحسينيّ الزَّيديّ الشَّجريّ الرّازيّ. (32/285)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 286 كان مفتي الزَّيدية ومقدّمهم وعالمهم. وكان متفنناً من العلم، والأدب، واللّغة. سمع: ابن غيلان، والصُّوريّ، والعتيقيّ ببغداد، وأبا بكر بن ريذة، وابن عبد الرّحيم الكاتب بإصبهان. روى عنه: محمد بن عبد الواحد الدّقّاق، ونصر بن مهدي العلويّ، وأبو سعد يحيى بن طاهر السّمّان. وكان ممّن عني بالحديث والرحلة فيه. توفّي بالرّيّ في سنة تسعٍ وسبعين. (32/286)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 287 4 (وفيات سنة ثمانين وأربعمائة) ) 4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحسن بن عليّ بن مر بن جعفر بن عبد السّلام.) أبو نصر بن الحدّاد الأزديّ التّبريزيّ. قدم في صفر إلى همذان، وحدَّث عن: محمد بن منصور الميمذيّ. قال شيرويه: قرأت عليه مصنَّفاً له في أصول السُّنَّة، فأنكرت عليه مسائلفيه، فرجع إليَّ فيها. 4 (أحمد بن عليّ بن محمد.) أبو نصر الهبَّاري، البصريّ. شيخ مسنّ يخضب. قدم مرو، وحدَّث بسنن أبي داود عن: أبي عمر الهاشميّ. وحدَّث بالسُّنن ببخارى، وأتُّهم في ذلك. قال محمد بن عبد الواحد فيه: كذّاب لا تحلّ الرواية عنه. (32/287)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 288 وكذا كذّبه غيره. وحدَّث بمرو في هذا العم. وسيعاد. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر.) أبو الحسن البغداديّ الأوانيّ البزّاز. سمع: أبا علي بن شاذان. روى عنه: إسماعيل بن السَّمرقنديّ. وتوفّي في شوّال. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد.) أبو القاسم العاصميّ البوشنجيّ. سمع: أبا الحسين بن العالي، وعفيف بن محمد الخطيب. روى عنه: أبو الوقت، وعبد الجليل بن منصور العدل. مات في المحرَّم عن نحوٍ من ثمانين سنة. 4 (أحمد بن أبي الربيع محمد بن أحمد بن عبد الواحد.) الحافظ أبو طاهر الإستراباذيّ. سمع: أباه، وأبا سعد المالينيّ، وعليّ بن عمر الأسداباذيّ. (32/288)

الجزء السادس والعشرون

الكتاب: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام. تأليف: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي. دار النشر: دار الكتاب العربي. مكان النشر: لبنان/ بيروت. سنة النشر: 1407هـ - 1987م. الطبعة: الأولى. تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمري. ملاحظات حول الكتاب: الكتاب موافق للمطبوع كاملاً. غير مفهرس.غير مقابل على نسخة ورقية. بل هو نفس الموجود في مكتبة التراث. قام بنسخه وإدخاله إلى الشاملة أخوكم: أبو عبد الله السني. راجياً منكم دعاءً بظهر الغيب. تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 289 روى عنه: الرُّستميّ، وطائفة.) مات في رجب. 4 (إسماعيل بن عبد الله بن موسى.) أبو القاسم السّاويّ. توفّي في جمادى الأولى. كان صدوقاً فاضلاً، أملى مجالس. سمع: أبا بكر الحيريّ. ورحل فسمع ببغداد: أبا محمد السُّكّريّ، وابن الفضل القطّان، وجماعة. روى عنه: زاهر الشّحّاميّّ، وابنه عبد الخالق، وأخوه وجيه، وعبد الله بن الفراويّ. 4 (حرف الحاء) الحسن بن عليّ بن العلاء بن عبدويه. أبو عليّ البشتيّ، وبشت: بالمعجمة، ناحية من أعمال نيسابور، غير (32/289)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 290 بست الّتي بالمهملة. كان واعظاً فاضلاً، كبير القدر. لكنّه كان قليل العقل، يأكل في الطُّرق، ويسفّه، ويطرق على الأبواب. ثمّ عميّ، وبقي في حالٍ زريّ، فكان يؤذيه الصّبيان، ويبسط هو لسانه فيهم. قال ابن السّمعانيّ. سمع: ابن محمش الزّياديّ، وأباعبد الرحمن السُّلميّ، وعليّ بن محمد السّقّاء وغيرهم. روى عنه: أبو الأسعد هبة الرحمن، وشريفة بنت الفراويّ، وإسماعيل بن أبي صالح المؤذّن، وآخرون. توفّي في رمضان. وكان أبوه أبو الحسن من كبار الشّافعيّة. 4 (حرف الشين)

4 (شافع بن صالح بن حاتم.) الفقيه أبو محمد الجيليّ الحنبليّ، الفقيه الزّاهد. قدم بغداد بعد الثّلاثين وأربعمائة. ولزم القاضي أبا يعلى، وكتب معظم مصنفّاته، وبرع في الأصول والفروع، وسمع الحديث، ودرّس وأفاد. وكان ذا تقشُّف. وعنه سمع من ابن غيلان. (32/290)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 291 4 (حرف العين) ) 4 (عبد الله بن الحسين.) الإمام أبو الفضل ابن الجوهريّ المصريّ الواعظ. منن جلَّة مشايخ بلده ومن بيت العلم. روى عن: أبي سعد المالينيّ. أخذ عنه: أبو عبد الله الحميديّ، وغيره. وكان أبوه من كبار العلماء والصُّلحاء. أنشد أبو الفضل على كرسيّ وعظه: (أقبل جيش الهجر في موكبٍ .......... بين يديه علمٌ يخفق)

(وصار قلبي في حصار الهوى .......... كأنما النّار له تحرق) مات في سابع عشر شوّال منه السّنة. وروى عنه: عليّ بن المشرف الأنماطيّ، وطائفةً من مشيخة السّلفّي. واسم جدّه سعيد. (32/291)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 292 4 (عبد الله بن سهل بن يوسف.) أبو محمد الأنصاريّ الأندلسيّ المرسي المقريء. أخذ عن: أبي عمر الطَّلمنكيّ، ومكّيّ، وأبي عمرو الدّانيّ. ورحل فأخذ بالقيروان عن مصنّف الهادي في القرءآت، أبي عبد الله محمد بن سفيان، وأبي عبد الله محمد بن سليمان الأّبيّ. وكان ضابطاً لقرءآت وطرقها، عارفاً بها، حاذقاً بمعانيها. أخذ النّاس عنه. قال أبو عليّ بن سكَّرة: هو إمام أهل وقته في فنّه، لقيته بالمريّة. لازم أبو عمرو الدّانيّ ثمانية عشر عاماً، ثمّ رحل ولقي جماعة. وأقرأ بالأندلس، وبعد صيته. فمن شيوخه: الطَّلمنكيّ، ومكّيّ، وأبو ذرّ الهرويّ، وأبو عمران الفاسيّ، وأبو عبد الله بن غالب، وحسن بن حمَّود التّونسيّ، وعبد الباقي بن فارس الحمصيّ. قال: وجرت بينه وبين أبي عمرو شيخه عند قدومه منافسة، وتقاطعاً، وكان أبو محمد شديداً على أهل البدع، قوّالاً بالحقّ مهيباً، جرت له في ذلك أخبار كثيرة، وامتحن بالتّغّرب، ولفظته) البلاد، وغمزه كثيرٌ من النّاس، فدخل سبتة، وأقرأ بها مديدة، ثمّ خرج إلى طنجة، ثمّ رجع إلى الأندلس، فمات برندة. قال ابن سكَّرة، عزمت على القراءة عليه، فقطع عن ذلك قاطعٌ. قال القاضي عياض: وقد حدَّث عنه غير واحدٍ من شيوخنا، وثنا عنه (32/292)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 293 شيخنا أبو إسحاق بن جعفر. وحدَّث عنه خالي أبو بكر محمد بن عليّ. وقال أبو الأصبغ بن سهل: أشكلت عليَّ مسائل من علم القرآن، لم أجد في من لقيت من يشفيني، حتّى لقيته. قال: وكانت بينه وبين القاضي أبي الوليد الباجيّ منافرة عظيمة، بسبب مسألة الكتابة، فكان ابن سهل يلعنه في حياته، وبعد موته، فأدّى ذلك أصحاب الباجيّ إلى القول في ابن سهل، والإكثار عليه. قلت: وقرأ عليه بالرّوايات أبو الحسن عبد العزيز بن عبد العزيز بن عبد الملك بن شفيع المذكور في أسانيد الشّاطبيّ. 4 (عبد الباقي بن أحمد بن هبة الله) أبو الحسن البزّاز. صهر المقريء أبي علي الأهوازيّ. دمشقيّ، سمع من: الأهوازيّ، وأبي عثمان الصّابونيّ، وابن سلوان المازنيّ. روى عنه: أبو القاسم الخضر بن عبدان. وذكر هبة الله بن طاوس أنّ هذا زوَّر سماعاً لنفسه في جزء. 4 (عبد الرحيم بن أبي عاصم بن الأحنف.) أبو سعد الهروي الزّاهد. (32/293)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 294 سمع من: أبي محمد حاتم بن محمد بن يعقوب الميت في سنة 454. 4 (عبد الملك بن الحسن بن خبرون بن إبراهيم.) أبو القاسم الدّبّاس، أخو الحافظ أبي الفضل أحمد. كان من خيار البغدادييّن وسراتهم وصلحائهم. سمع من: البرقانيّ، وعبد الملك بن بشران. روى عنه: ابنه المقريء أبو منصور محمد، وعبد الوهّاب الأنماطيّ.) ومات في ذي الحجّة. 4 (عبد الواحد بن إسماعيل.) الإمام أبو القاسم البوشنجيّ الفقيه. 4 (عليّ بن احمد بن محمد بن عبد الله بن اللَّيث.) أبو الحسن النّاتقيّ، ثمّ النيَّسابوريّ. سمع: أبا طاهر بن محمش. وعنه: زاهر الشّحّاميّ، وبنته سعيدة بنت زاهر، وعائشة بنت الصّفّار، والحسين بن عليّ الشّحّاميّ، وغيرهم. (32/294)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 295 توفّي في سلخ جمادى الأولى. 4 (عليّ بن أبي بكر أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن يوسف.) أبو الحسن الفارسيّ ثمّ النَّيسابوريّ. سمع:: ابن محمش، وأبا بكر الحيريّ، وجماعة. حدّث عنه: عبد الخالق بن زاهر، وغيره. أرَّخه السّمعانيّ في رابع ربيع الأوّل. 4 (حرف الفاء)

4 (فاطمة بنت الحسن بن عليّ.) أمّ الفضل البغداديّة الكاتبة، المعروفة بنت الأقرع. كانت تكتب طريقة ابن البّواب. كتب النّاس وجوَّدوا على خطّها، وهي الّتي أهّلت لكتابة كتاب الهدنة إلى ملك الرّوم من الدّيوان العزيز. يضرب المثل بحسن خطّها. وكان لها سماعٌ عالٍ. روت عن: أبي عمر بن مهديّ، وغيره. روى عنها: أبو القاسم بن السَّمرقنديّ، وأبو البركات الأنماطيّ، وأبو سعد البغداديّ الإصبهانيّ، وقاضي المرستان، وغيرهم. قال السّمعانيّ: سمعت محمد بن عبد الباقي: سمعت فاطمة بنت الأقرع (32/295)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 296 قالت: كتبت لعميد الملك) أبي نصر الكندريّ، فأعطاني ألف دينار توفّيت في المحرَّم. 4 (فاطمة بنت الأستاذ أب يعليّ الحسن بن عليّ الدّقّاق.) أمّ البنين النيَّسابوريّة الحرّة الزّاهدة، زوجة أبي القاسم القشيريّ وأمّ أولاده. سمعت: أبا نعيم عبد الملك الإسفرائينيّ، وأبا الحسن العلويّ، وعبد الله بن يوسف الإصبهانيّ، وأبا عليّ الرُّوذباريّ، وأبا عبد الله الحاكم، وأبا عبد الرحمن السُّلميّ، وغيرهم. روى عنها: سبطها أبو الأسعد هبة الرحمن، وعبد الله بن الفراويّ، وزاهر الشّحاميّ، وآخرون. وأوّل سماعٍ لها من أبي الحسن العلويّ، وذلك في سنة ثمانٍ وتسعين وثلاثمائة. وعمّرت تسعين سنة. وكانت عابدةً، قانتة، متهجّدة، متبتلّة. توفّيت في ثالث عشر ذي القعدة. قال أبو سعد السّمعانيّ: كانت فخر نساء عصرها، ولم ير نظيرها في سيرتها، كانت عالمة بكتاب الله، فاضلة. إلى أن قال: سمعت من أبي نعيم، والعلويّ. ثمّ قال: ولدت سنة إحدى وأربعمائة وهذا غلظٌ بيّن والصّواب إنّها ولدت قبل ذلك بمدّة. (32/296)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 297 4 (الفضل بن محمد بن أحمد.) أبو القاسم المدينيّ البقّال. مات في رمضان. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن إبراهيم بن عليّ.) العلاّمة أبو الخطّاب الكعبيّ الطَّبريّ بشيخ الشّافعيّة ببخارى. تفقَّه بأبي سهل أحمد بن عليّ الأبيورديّ. وكان من العلماء الزُّهّاد، تخَّرج به الأصحاب. قال السّمعانيّ: حتّى كان يقعد بين يديه اكثر من مائتي فقيه على ما قيل. سمع من شيخه أبي سهل، والحسن بن أبي المبارك الشّيرازيّ الحافظ، ومكّيّ بن عبد الرّزّاق) الكشميهنيّ، ومحمد بن عبد العزيز القنطريّ، وعبد الكريم بن عبد الرحمن الكلاباذيّ، والمظفّر بن أحمد. نا عنه عثمان بن عليّ البيكنديّ. (32/297)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 298 مات ببخارى في ربيع الأوّل. 4 (محمد بن الحسن بن عليّ بن أحمد.) أبو طاهر الحلبيّ المعروف بابن الملحيّ. روى عن: رشأ بن نظيف، وأبي عليّ الأهوازيّ، وجماعة. وعنه: ابن الأكفانيّ. 4 (محمد بن أبي سعيد أحمد بن الحسن بن عليّ بن أحمد بن سليمان.) أبو الفضل البغداديّ، ثمّ الإصبهانيّ. من بيت العلم والحديث. كان واعظاً، عالماً، فصيحاً، حلو المنطق، عارفاً بالتفّسير، له مشيخة خرَّج فيها عن جماعة منهم: أبوه، وأبو الحسين بن فاذشاه، وابن ريذة، وعبد العزيز بن أحمدبن فادويه، وغيرهم. روى عنه: ابنه الحافظ أبو سعد أحمد، وإسماعيل بن السَّمرقنديّ، وعبد الوهّاب ابن الأنماطيّ. حجّ، ورجع، فأدركه أجله ببغداد، في صفر، رحمه الله. 4 (محمد بن هلال بن المحسّن بن إبراهيم بن هلال بن الصّابيء) (32/298)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 299 أبوالحسن البغداديّ، غرس النّعمة. من بيت الكتابة والبلاغة والتّاريخ. جمع ذيلاً على تاريخ أبيه. وكان عاقلاً، لبيباً، رئيساً مبجّلاً. سمع: أبا عليّ بن شاذان، وغيره. روى عنه: ابن السَّمرقنديّ، والأنماطيّ. (32/299)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 300 وتوفّي في ذي القعدة عن ستيّن سنة، أو أربعٍ وستين سنة. وله أيضاً كتاب الربيع، وكتاب الهفوات. 4 (مسعود بن سهل بن حمك.) أبو الفتح النَّيسابوريّ، نزيل مرو.) كان أحد الرّؤساء المتموّلين. روى عن: علي بن أحمد بنعبدان الأهوازيّ، وجماعة. توفّي في حدود هذه السَّنة. وقد ذكر سنة تسعٍ أيضاً. (32/300)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 301 4 (ومن المتوفين تقريباً)

4 (حرف الألف)

4 (إسماعيل بن أحمد بن حسن.) الفقيه أبو سريج الشّاشيّ الصُّوفيّ. شيخ جوّال، لقي المشايخ والصُّلحاء، وحدَّث بنيسابور، وغيرها. سمع بهراة: أبا الحسن محمد بن عبد الرحمن الدّبّاس، وأبا عثمان سعيد بن العبّاس القرشيّ. روى عنه: عبد الغفّار الفارسيّ ووثّقه، وأثنى عليه في سياقه، ولقيه سنة سبعين. 4 (إسماعيل بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن يحيى بن معاذ الرّازيّ.) أبو إبراهيم. شيخ من أهل نيسابور. صدوق خيّر. سمع: عبد الملك بن أبي عثمان الخركوشيّ الواعظ، وغيره. روى عنه: سعيد بن الحسين الجوهريّ، شيخٌ لعبد الرحيم بن السّمعانيّ. (32/301)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 302 4 (إفرائيم بن الزّفّان.) أبو كثير اليهوديّ المصريّ، الطّبيب. خدم ملوك الباطنية بمصر، ونال دنيا عريضة، واقتنى من الكتب شيئاً كثيراً. وهو أمهر تلامذة علي بن رضوان المذكور في سنة ثلاثٍ وخمسين. وكان إفرائيم في أيّام الأفضل ابن أمير الجيوش. وخلَّف من الكتب ما يزيد على عشرين ألف مجلَّد، ومن الأموال شيئاً كثيراً. 4 (حرف الجيم)

4 (الجنيد بن القاسم.) أبو محمد المحتاجي، خطيب ميهنة. سمع: أبا بكر الحيريّ، وأبا إسحاق الإسفرائينيّ.) روى عنه: حفيده محمد بن أحمد بن الجنيد. وسماعه منه في سنة اثنتين وسبعين. 4 (حرف السين)

4 (سعيد بن محمد بن أحمد بن سعيد بن صالح.) البقّال أبو القاسم الإصبهانيّ الحافظ. عن: ابن المرزبان الأبهريّ، وابن مردويه، وخلق. وهو والد قتيبة بن سعيد البقّال، وأخته لامعة، ذكرهم ابن نقطة مختصراً. 4 (سليمان بن أبي الفضل عبّاس بن سليمان.) الشّيخ أبو محمد القيروانيّ، مسند معمَّر، أجاز له من الحجاز أبو الحسن (32/302)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 303 أحمد بن إبراهيم بن فراس، وأبو القاسم عبيد الله السَّقطيّ. وأجاز له ممن القيروان أبو الحسن القابسيّ. سمع منه: أبو عليّ الصَّدفيّ، وغيرره. وقال: قال لي: لمّا ولدت ذهب أبي إلى أبي الحسن القابسيّ، فقال: سمّه باسم الأعمش. أنا سليمان، أنا ابن فراس كتابةً، أنا نافلة بن المقريء، فذكر حديثاً. 4 (حرف الشين)

4 (شبيب بن أحمد بن محمد بن خشنام البستيغيّ النَّيسابوريّ.) أبو سعد. ولد سنة ثلاثٍ وتسعين وثلاثمائة. سمع: أبا نعيم عبد الملك الإسفرائينيّ، وأبا الحسن العلويّ، وغيرهما. روى عنه: أبو عبد الله الفراويّ، وزاهر الشَّحّاميّ، وأخوه وجيه، وأبو الأسعد القشيريّ. ذكره ابن السّمعانيّ في الأنساب، وقال: كان من الكّراميّة. وبستيغ: قرية من سواد نيسابور. توفّي في... وسبعين واربعمائة. 4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن محمد بن عمر.) أبو محمد الطُّليطليّ، ويعرف بابن الأديب.) روى عن: الصّاحبين أبي إسحاق بن شنظير، وأبي جعفر بن ميمون، وعبدوس بن محمد، وأبي عبد الله الفخّار. (32/303)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 304 وسمع على أبي القاسم البراذعيّ كتابه في اختصار المدوّنة. وعمّر دهراً. وحمل النّاس عنه. قال ابن بشكوال: كان في عشر الثّمانين وأربعمائة. 4 (عبد الرحمن بن عبد الله بن أسد الجهنيّ.) أبو المطّرف الطُّليطليّ. روى عن: محمد بن مغيث، وأبي محمد القشاريّ. ولقي بمكّة أبا ذرّ الهرويّ. وكان ثقة، محدّثاً، فقيهاً، مشاوراً، ذا خيرٍ وتواضع، وسنّ وجلالة. توفّي قبل الثّمانين. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن اللّبّان.) الصّنهاجيّ القرطبيّ. روى عن: مكّيّ بن أبي طالب، وأبي عمر أحمد بن مهديّ. واختصّ بمحمد بن عتّاب. وكان عارفاً، نبيهاً، يقظاً، كامل الأدوات، مليح الخطّ. توفّي في نحو الثّمانين أيضاً. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن يونسس بن أفلح.) أبو الحسن الأندلسيّ. من كبار النُّحاة. أخذ عن: أبي تمّام القطينيّ، وأبي عثمان الأصفر. حمل النّاس عه. ومات بإشبيلية في حدود الثّمانين أو بعدها. (32/304)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 305 4 (عبد الصّمد بن سعدون.) أبو بكر الصَّدفيّ، المعروف بالرّكانيّ الطُّليطليّ. روى عن: قاسم بن محمد بن هلال.) وحجّ، وسمع بمصر من: أبي محمد بن الوليد، وأبي العبّاس أحمد بن نفيس، وأبي نصر الشّيرازيّ. وكان صالحاً يلقّن القرآن. وتوفّي بعد سنة خمسٍ وسبعين، قاله ابن بشكوال. 4 (عبد الوهّاب بن محمد بن الحسن بن إبراهيم.) أبو محمد الجزريّ البروجرديّ، نزيل اليمن. مقريء فاضل. سمع: أبا مر بن مهديّ ببغداد، وأبا محمد بن النّحّاس بمصر. روى عنه: مكّيّ الرُّميليّ، وابن طاهر المقدسيّ، ومحمد بن القاسم الحلوانيّ. توفّي بعد السّبعين. قاله السّمعانيّ. 4 (عبيد الله بن عبد الله بن احمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسكان.) (32/305)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 306 القاضي أبو القاسم بن الحذّاء القرشيّ النَّيسابوريّ الحنفيّ الحاكم، الحافظ. شيخ متقن، ذو عناية تامّة بالحديث والسَّماع. أسنّ وعمّر، وهو من ذرّية عبد الله بن عامر بن كريز. سمع وجمع وصنَّف، وجمع الأبواب والطُّرف، وتفقَّه على القاضي أبي العلاء صاعد. وحدَّث عن: جدّه، والسّيد أبي الحسن العلويّ، وأبي عبد الله الحاكم، وابن محمش الزّيادي، وعبد الله بن يوسف، وأبي الحسن بن عبدان، وابن فنجويه، وأبي الحسن بن السّقّاء، وابن باكويه، وأبي حسّان المزكّيّ، ومن بعدهم إلى أبي سعد الكنجروذيّ، وطبقته. واختصّ بأبي بكر بن الحارث الإصبهانيّ، وأخذ عنه. وكذا أخذ العلم عن أحمد بن عليّ بن فنجويه. وما زال يسمع ويسمع ويحدّث ويفيد. وقد أكثر عنه أبو الحسن عبد الغفّار بن إسماعيل، وذكره. ولم أجده ذكر له وفاةً. وقد بقي إلى بعد السّبعين وأربعمائة. ووجدت له مجلساً في تصحيح ردّ الشَّمس وتزعيم النّواصب الشُّمس. وقد تكلَّم على رجاله كلام شيعيًّ عارفٍ بفنّ الحديث. (32/306)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 307 ويعرف بالحسكانيّ.) فابن حسكويه الّذي روى عنه عبد الخالق الشّحّاميّ آخر يأتي سنة ثمانٍ وثمانين، اسمه عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن حسكويه أبو سعد. 4 (عليّ بن الحسن بن عليّ بن بكر.) أبو الحسن المحكَّميّ الأستراباذيّ الفقيه الأديب. سمع الحديث، وأكثر منه. وعمّر حتّى حدَّث وحمل عنه. (32/307)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 308 سمع بأسداباذ: أبا عبد الله بن شاذي الجيليّ، وأبا القاسم نصر بن احمد. وببغداد: أبا الحسين بن بشران، وأبا الحسن الحمَّاميّ، وجماعة. وبنيسابور: أبا بكر الحيريّ، وغيره. وبإصبهان وغيرها. روى عنه: هبة الله ابن أخت الطّويل الهمذانيّ. وولد سنة ثلاثٍ وتسعين وثلاثمائة. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن عثمان.) أبو عبد الله القيسيّ الأندلسيّ ابن الحدّاد الشّاعر المشهور. ولقبه: مازن. من أهل مدينة وادي آش، سكن المريّة. ذكره ابن الأبار فقال: كان من فحول الشُّعراء، وأفراد البلغاء، له ديوان (32/308)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 309 كبير، ومؤلَّف في العروض. اختصَّ بالمعتصم محمد بن معن بن صمادح، وفيه استفرغ مدائحه. ثمّ سار عنه إلى سرقسطه وأقام في كنف المقتدر بن هود. توفّي في حدود الثّمانين وأربعمائة. 4 (محمد بن أحمد بن أبي الحسن العارف الميهنيّ.) أبو الفضل. شيخ صالح، ثقة، صوفيّ. سمع الكثير. حدَّث بمرو عن: أبي بكر الحيريّ، وأبي سعد الصَّيرفيّ، وجماعة. وعن: جدّه أبي العبّاس. سمع منه أبو المظفّر السّمعانيّ وابنه مسند الشّافعيّ في سنة ثمانٍ وسبعين وأربعمائة.) روى عنه: أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن الخطيب الكشمسهنيّ، والحافظ أبو سعد محمد بن أحمد بن محمد بن الخليل، ومحمد بن أحمد بن الجنيد المحتاجيّ، والعبّاس بن محمد العصّاريّ، وعبد الواحد بن محمد التُّونيّ، وسعيد بن سعد الميهنيّ، وآخرون. سمع منهم عبد الرّحيم بن السّمعانيّ. 4 (محمد بن عليّ بن حيدرة.) أبو بكر الهاشميّ الجعفريّ البخاريّ. تفقَّه على القاضي أبي عليّ الحسين بن الخضر النَّسفيّ. وسمع الكثير، وأملى عن: أبي الطّيَّب إسماعيل بن إبراهييم الميدانيّ صاحب خلف الخيّام. وعن: إبراهيم بن سلم الشّكانيّ، وأبي مقاتل أحمد بن (32/309)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 310 محمد بن حمدي، ومحمد بن أحمد الغنجار الحافظ. ولد قبل الأربعمائة. حدَّث عنه عثمان بن عليّ البيكنديّ، وجماعة. 4 (محمد بن عليّ بن محمد بن جولة.) أبو بكر الأبهريّ الإصبهانيّ. عن: أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الجرجاني، وأبي بكر بن مردويه. وعنه: أبو المنازل عبد العزيز الأدميّ، وأبو سعد أحمد بن محمد البغداديّ، وأحمد بن حامد بن أحمد بن محمود الثّقفيّ، وأبو مسعود عبد الجليل كوتاه. 4 (محمد بن الفضل بن جعفر.) أبو عبد الله المروزيّ الخرقيّ الزّاهد. من أهل قرية: خرق. (32/310)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 311 قال السّمعانيّ: كان فقيهاً ورعاً زاهداً متبرَّكاً به. سمع: محمد بن عمر بن طرفة السّجزيّ، وعليّ بن عبد الله الطَّيسفونيّ. وكان في الزُّهد والورع إلى غاية. ولد قبل سنة أربعمائة، وبقي إلى حدود سنة ثمانٍ وسبعين. ثنا عنه عبد الواحد بن محمد التُّونيّ.) 4 (محمد بن محمد بن زيد بن عليّ بن موسى.) الشّريف المرتضى أبو المعالي، وأبو الحسن. ذو الشَّرفين، العلويّ، الحسينيّ. ولد ببغداد وسمع بها من: أبي القاسم الحرفيّ، وأبي عبد الله المحامليّ، والبرقانيّ، وطلحة الكنانيّ، ومحمد بن عيسى الهمذانيّ، وأبي عليّ بن شاذان، وأبي القاسم بن بشران، وطائفة. وتخرَّج بأبي بكر الخطيب ولازمه. (32/311)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 312 روى عنه: الخطيب شيخه، وأبو العبّاس المستغفريّ أحد شيوخه، وزاهر الشّحّاميّ، ويوسف بن أيّوب الهمذانيّ، وأبو الأسعد بن القشيريّ، وهبة الله السّيِّديّ، وخلق أخرهم وفاةً الخطيب أبو المعالي المدينيّ. وممّن حدَّث عنه: أبو طالب محمد بن عبد الرحمن الحيريّ، وأبو الفتح أحمد بن الحسين الأديب السمَّرقنديّ حدَّث هذا عنه بالإجازة. قال فيه السّمعاني: أفضل علويّ ف عصره، له المعرفة التّامة بالحديث. وكان يرجع إلى عقلٍ وافر، ورأيٍ صائب. وبرع على الخطيب في الحديث. ونقل عنه الخطيب، أظنُّ في كتاب البخلاء. ورزق حسن التّصنيف وسكن في آخر عمره سمرقند، ثمّ قدم يغداد وأملى بها. وحدَّث بإصبهان، ثمّ ردّ إلى سمرقند. سمعت يوسف بن أيّوب الهمذانيّ يقول: ما رأيت علويّاً أفضل منه. وأثنى عليه. وكان من الأغنياء المذكورين. وكان كثير الإيثار، ينفّذ كلّ سنة إلى جماعةٍ من الأئمّة إلى كلّ واحدٍ ألف دينار أو خمسمائة أو أكثر، وربمّا يبلغ مبلغ ذلك عشرة الآف دينار، ويقول: هذه زكاة مالي، وأنا غريب، ففرِّقوا على من تعرفون استحقاقه. ويقول: كلّ من أعطيتموه شيئاً، فاكتتبوا له خطّأ، وأرسلوه حتّى نعطيه من عشر الغلَّة. وكان يملك قرياً من أربعين قرية خالصة بنواجي كش. وله في كلّ قرية وكيل أوفى من رئيسٍ بسمرقند. (32/312)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 313 قلت: هذا من فرط المبالغة من السّمعانيّ. ثمّ قال: سمعت أبا المعالي محمد بن نصر الخطيب يقول ذلك، وكان من أصحاب الشّريف. وسمعت أبا المعالي يقول: إنّ الشّريف عمل بستاناً عظيماً، فطلب ملك سمرقند وما وراء النهّر الخضر خاقان أن يحضر البستان، فقال الشّريف السّيّد لحاجب الملك: لا سبيل إلى ذلك. فالحّ) عليه، فقال: لكن لا أحضر، ولا أهيّيء آلة الفسق والفساد لكم، ولا أفعل ما يعاقبن الله عليه في الآخرة. فغضب الملك، وأراد أن يمسكه، فاختفى عن وكيل له نحو شهرين، ونودي عليه في البلد، فلم يظفروا به. ثم أظهروا النَّدم على ما فعلوه، فألحّ عليه أهله حتّى ظهر، وجلس على ما كان مدّة. ثمّ إنّ الملك نفَّذ إليه يطلبه ليشاوره في أمر، فلّما استقرَّ عنده أخذه وسجنه، واخذ جميع ما يملكه من الأموال والجواهر والضّياع، فصبر وحمد اله، وقال: من يكون من أهل بيت رسول اله صلى الله عليه وسلم لا بدّ وأن يبتلى. وأنا قد ربِّيت في النّعمة، وكنت أخاف لا يكون وقع خلل في نسبي، فلّما وقع هذا فرحت، وعلمت أنّ نسبي متّصل. قال لنا أبو المعالي: فسمعنا أنّهم منعوه من الطّعام حتّى مات جوعاً. ثمّ أخرج من القلعة ودفن. وهو من ولد عليّ بن زين العابدين عليّ بن الحسين رضي الله عنه. قال السّمعانيّ: قال أبو العبّاس الجوهريّ: رأيت السّيّد المرتضى أبا المعالي بعد موته وهو في الجنّة، وبين يديه مائدة من طعام، وقيل له: ألا تأكل؟ (32/313)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 314 قال: لا، حتّى يجيء ابني، فإنّه غداً يجيء. فلمّا انتبهت، وذلك في رمضان سنة اثنتي وتسعين، قتل ابنه أبو الرّضا في ذلك اليوم. ولد السّيّد المرتضى رضي الله عنه في سنة خمسٍ وأربعمائة، واستشهد بعد سنة ستٍّ وسبعين، وقيل: سنة ثمانين. قتله الخاقان خضر بت إبراهيم صاحب ما وراء النَّهر. وقد قدم رسولاً من سلطان ما وراء النّهر إلى الخلفية القائم بأمر الله في سنة ثلاثٍ وخمسين. قلت: وقع لنا من تصنيفه كتاب فرحة العالم، سمعناه بالإجازة العالية من ابن عساكر. وأخبرنا أحمد بن هبة الله أبو المظفّر بن السّمعاني، كتابةً: أنا أبو الأسعد بن القشيريّ، أنا أبو المعالي محمد بن محمد الحسينيّ الحافظ، أنا الحسن بن أحمد الفارسيّ، أنا محمد بن العبّاس بن نجيح، ثنا عبد الملك بن محمد، ثنا بشر بن عمر، وسعيد بن عامر قالا: ثنا شعبة، عن زياد بن علاّقة، عن أسامة بن شريك قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه كأنّما على رؤوسهم الطَّير. الفارسيّ هو ابن شاذان. (32/314)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 315 4 (مطهر بن يحيى بن محمد بن احمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن بحير.) ) أبو القاسم البحيريّ النّيسابوريّ. حدَّث عن: أبيه، الحاكم، وحمزة المهلَّبيّ، وابن محمش. وعنه: ابن ماكولا، ابن طاهر المقدسيّ، وعبد الغافر وقال: شيخ معروف سديد. 4 (حرف النون)

4 (نصر بن عليّ بن أحمد بن منصور بن شاذويه.) أبو الفتح الحاكميّ الطُّوسيّ. شيخ عالم مشهور معمَّر. (32/315)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والثلاثون الصفحة 316 حدَّث بالسُّنن بأبي داود، عن أبي عليّ الرُّوذباريّ. وسمع أيضاً من أبي بكر الحيريّ. وأحضر إلى نيسابور، فسمعوا منه السُّنن. قال أبو سعد السّمعانيّ: فسمعه منه جدّي. روى عنه لولدي عبد الرّحيم: صخر بن عبيد الطّابرانيّ، وهبة الرحمن بن القشيريّ، وأبو الفتح محمد بن أبي أحمد الحصريّ. مات عد السّبعين والأربعمائة. (32/316)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 5 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة التاسعة والأربعون احداث)

1 (الأحداث من سنة إلى)

2 (احداث إحدى وثمانين وأربعمائة)

4 (استيلاء الفرنج على مدينة زويلة) فيها استولت الفرنج على مدينة زويلة من بلاد إفريقيّة، جاؤوا في البحر في أربعمائة قطعة فنهبوا وسبوا، ثمّ صالحهم تميم بن باديس، وبذل لهم من خزانته ثلاثين ألف دينار فردّوا جميع ما حووه. 4 (وفاة النّاصر بن علناس) وفيها مات النّاصر بن علناس بن حمّاد، ووليّ بعده ابنه المنصور، فجاءته كتب تميم بن المعزّ، وكتب يوسف بن تاشفين صاحب مرّاكش بالعزاء والهناء. 4 (وفاة ملك غزنة) وفيها مات ملك غزنة الملك المؤّيد إبراهيم بن مسعود بن محمود بن سبكتكين وكان كريماً، عادلاً، مجاهداً، عاقلاً، له رأي ودهاء، ومن مخادعته أن السّلطان ملكشاه سار بجيوشه يقصده، ونزل بأسفزار، فكتب إبراهيم كتباً إلى جماعةٍ من أعيان أمراء ملكشاه يشكرهم، ويعتذر لهم بما فعلوه من تحسينهم لملكشاه أن يقصده: ليتم لنا ما استقر بيننا من الظفر به، وتخليصكم من يده، ويعدهم بكلّ جميل. وأمر القاصد بالكتب أن يتعرض (33/5)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 6 لملكشاه في تصيّده، فأخذ وأحضر عند ملكشاه فقررّه، فأنكر، فأم بضربه، فأقرّّ وأخرج الكتب، فلما فتحها وقرأها تخيّل من أمرائه، وكتم ذلك عنهم خوف الوحشة، ورجع من وجهه. وكان إبراهيم يكتب في العالم ختمةً، ويهديها ويتصدّق بثمنها، وكان يقول: لو كنت بعد وفاة جدي محمود لما ضعف ملكنا، ولكني الآن عاجز أن أسترد ما أخذ منّا من البلاد لكثرة جيوشهم. 4 (ولاية جلال الدين مسعود الملك) وقام في الملك بعد ولده جلال الدّين مسعود، الذي كان أبوه زوجه بابنة السّلطان ملكشاه، وناب نظام الملك في عرسه عليها مائة ألف دينار. 4 (منازلة متولي حلب لشيزر) ) وفيها جمع أقسنقر متولي حلب العساكر، ونازل شيزر، ثمّ صالحه صاحبه ابن منقذ. 4 (وفاة الملك أحمد بن ملكشاه) وفيها مات الملك أحمد بن السّلطان ملكشاه، وله إحدى عشرة سنة، وكان قد جعله وليّ عهد أوّل، ونثر الذّهب على الخطباء في البلاد عند ذكره. فلمّا مات عمل عزاؤه ببغداد سبعة أيام بدار الخلافة، ولم يركب أحد فرساً وناح النّساء في الأسواق عليه، وكان منظراً فظيعاً. (33/6)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 7 4 (توجه ملكشاه إلى سمرقند) وفيها توجه ملكشاه إلى سمرقند ليملكها. (33/7)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 8 2 (احداث اثنتين وثمانين وأربعمائة)

4 (الفتنة بين السّنة والشّيعة) في صفر كبس غوغاء السّنة الكرخ، وقتلوا رجلاً وجرحوا آخر، فأغلق أهل الكرخ أسواقهم، ورفعوا الّمصاحف وثياب الّرجلين بالدماء، ومضوا إلى دار كمال الملك الدّهستاني مستغيثين، فأرسل إلى الّنقيب طراد يطلب منه إحضار الرّجلين القاتلين، فلم يقدر، وكفّ النّاس، فلما سار السّلطان عادت الفتنة. 4 (تملك السّلطان ما وراء النهر) وفيها ملك السّلطان ما وراء النهر، وذلك لأن سمرقند تملكها ابن أخي تركان زوجة السّلطان، وكان صبياً ظلوماً غشوماً، كثير المّصادرة فكتبوا إلى السّلطان سراً يستغيثون به ليتملك عليهم، فطمع السّلطان، وتحركت همته، وسار من إصبهان بجميع جيوشه، وعبر النّهر، وقصد بخارى فملّكها، وقصد سمرقند ونازلها، وكاتب أهلها، ففرح به التّجار والرؤساء، وفرّق صاحبها أحمد خان الأبرجة على الأمراء، وسلم برج العّيار إلى رجل علوي، فنصح في القّتال، وكان ولده ببخارى أسيراً فبعث إليه ملكشاه يهدده بقتله، ففتر عن القتال، ورمى السّلطان عدة أماكن من السّور بالمنجنيقات، فلما صعدوا السّور اختفى أحمد خان في بيت عامي، فغمز عليه، وحمل إلى السّلطان يجر بحبل، (33/8)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 9 فأكرمه السّلطان وأطلقه، وأرسله تحت الاحتياط إلى إصبهان. ورتب لسمرقند أبا طاهر عميد خوارزم. ثمّ قصد كاشغر، فبلغ إلى يوزكند، وهي بلدة يجري على بابها نهر، فأرسل رسله إلى ملك كاشغر يأمره بإقامة الخطبة والسّكة له، ويتهدده إن خالف. فدخل في الطّاعة، وجاء إلى) الخدمة، فأكرمه السّلطان وعظمه، وأنعم عليه، ورده إلى بلده. ثمّ رد إلى خراسان، فوثبّ عسكر سمرقند بالعميد أبي طاهر، فاحتال حتّى هرب منهم، وكان كبيرهم عين الدّولة، ثمّ ندم وخاف، فكاتب يعقوب أخا الملك صاحب كاشغر فحضر واتفق معه، وجرت أمور، فلمّا اتصلت الأخبار بالسلطان كرّ راجعاً إلى سمرقند، فهرب يعقوب وكان قد قتل عين الدّولة، فلحق بفرغانة وهي ولايته، ثمّ هادنه، ورجع بعد فصول طويلة. 4 (وفاة ابنة السّلطان) وكانت ابنة السّلطان زوجة الخليفة أرسلت تشكو من الخليفة لكثرة اطراحه (33/9)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 10 لها، فأرسل يطلب ابنته طلباً لا بد منه، فأذن لها الخليفة، ومعها ولدها جعفر، وسعد الدّولة كوهرائين، فذهب إلى إصبهان، فأدركها الموت في ذي القعدة من السّنة، وعمل الشّعراء فيها المراثي. (33/10)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 11 2 (احداث ثلاث وثمانين وأربعمائة)

4 (تسلم المصريين صور وصيدا وعكا وجبيل) وفيها جاءت عساكر مصر وحاصروا صور، وكانّ قد تغلب عليها القاضي عيّن الدّولة ابن أبي عقيل، ثمّ توفي ووليها أولاده، فسّلموها لضعفهم. وسارت العّساكر إلى صيدا فتسلموها. ثمّ ساروا إلى عكا، فحاصروها وضيّقوا على المسلمين فافتتحوها. وملكوا مدينة جبيل، ورتبوا نواب المستنصر بها، ورجعوا إلى مصر (33/11)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 12 منصورين ظافرين بعزم أمير الجيوش. 4 (تعاظم الفتنة بين السّنة والشّيعة) وفيها عظمت البليّة ببغداد بين السّنة والشّيعة، وقتل بيّنهم بشرٌ كثير، وركب شحنة بغداد ليكفهم فعجز، وذلت الرّافضة بإعانة الخليفة أعوانه عليهم، وأجابوا إلى إظهار السّنة، وكتبوا بالكرخ على أبواب مساجدهم: خّير الناس بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أبو بكر، ثمّ عمر، ثمّ عثمان، ثمّ علي فعظم هذا على جهلتهم وشطارهم، فثاروا ونهبوا شارع ابن أبي عوف، وفي جملة ما نهبوا دار المحدّث أبي الفضل بن خيرون، فذهب مستصرخاً ومعه خلق، ورفعت العامة الصلبان وهجموا على الوزير وما أبوا ممكناً، وقتل يومئذ رجل هاشمي بسهم غرب، فقتلت السّنة عوضه رجلاً علوياً وأحرقوه. وجرت أمور قبيحة، فطلب الخليفة من صدقه بن) مزيد عسكراً فبعث عسكراً، وتتبعوا المفسدين إلى أن خمدت الفتنة. 4 (القحط بإفريقيّة) وفيها كان بإفريقيّة قحط وحروب، ثمّ أمنوا ورخصت الأسعار. 4 (بناء المدرسة التّاجية ببغداد) وفيها عملت ببغداد مدرسة لتاج الملك مستوفي الدّولة بباب أبرز، ودرس بها أبو بكر الشّاشيّ، وتعرف بالمدرسة التاجية. (33/12)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 13 4 (عمارة منارة جامع حلب) وفيها عمرت منارة جامع حلب. 4 (إمساك النّحوي السّارق) وفيها سرق رجل نحوي أشقر ثياباً فأخذ وهموا به فهرب وذهب إلى بلاد بني عامر، وبلاده متاخمة الإحساء وقال لأميرهم: أنت تملك الأرض ويتم لك وأنت أجدادك أفعالهم بالحاج في التواريخ. وحسن له نهب البصرة فجمع العريان، وقصدوا البصرة بغتة، والناس آمنون بهيبة السّلطان، فملكها ونهبها، وفعلوا كل قبيح، وأحرقوا عدة أماكن، وجاء الصريخ إلى بغداد، فانحدر سعد الدّولة كواهرئين، وسيف الدّولة صدقة بن مزيد، فوجدوا الأمر قد فات، ثمّ أخذ ذلك النحوي فشهر وصلب ببغداد. 4 (تعيين مدرسين في النّظامية) ووصل للنّظامية مدرسان، كل واحد معه منشور بها من نظام الملك، وهما أبو محمد عبد الوهاب الشّيرازيّ، وأبو عبد اللّه الطبري. ثمّ تقرر الأمر أن كل واحد يدرس يوماً. 4 (وفاة ابن جهير) وفيها مات فخر الدّولة بن جهير. (33/13)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 14 4 (تسلم رئيس الإسماعيلية قلعة إصبهان) وفي شعبان تسلم ابن الصباح رأس الإسماعيلية قلعة إصبهان، وذلك أول ظهورهم. وسيأتي ذكرهم في سنة أربع وتسعين. (33/14)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 15 2 (احداث أربع وثمانين وأربعمائة)

4 (عزل أبي شجاع عن الوزارة) ) وفيا عزل عن الوزارة ببغداد أبو شجاع بعميد الدّولة بن جهير وأمر بلزوم داره، فتمثل عن نفسه: تولاها وليس له عدووفارقها وليس له صديق 4 (سجن الصاحب بن عباد) وفيها استولى أمير المسلمين يوسف على بلاد الأندلس قرطبة، وإشبيلية، وسجن ابن عباد، وفعل في حقه ما لا ينبغي لملك، فإن الملوك إما أن يقتلوا، وإما أن يسجنوا، ويقرر لذلك المحبوس راتب يليق به، وهذا لم يفعل ذلك، بل استولى على جميع ممالكه وذخائره، وسجنه بأغمات، ولم يجر على أولاده ما يكفيهم، فكان بنات المعتمد بن عباد يغزلن بأيديهن، وينفقن على أنفسهن، فأبان أمير المسلمين بهذا عن صغر نفس، ولؤم طبع. (33/15)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 16 4 (بدء المرابطين) واتسعت ممكلته واستولى على المغرب وكثير من إقليم الأندلس، وترك كثيراً من جيوشه بثغور الأندلس، وطاب لهم الخصب والرفاهية، واسترحوا من جبال البربر وعيشها القشب، ولقبهم بالمرابطين. وسالمه المستعين بالله ابن هود صاحب شرق الأندلس، وكان يبعث إليه بالتحف. وكان هو وأجناده ممن يضرب بهم المثل في الشجاعة، فلما اختصر يوسف بن تاشفين أوصى ولده علياً ببني هود وقال: اتركهم بينك وبين العدو، فإنهم شجعان. 4 (استيلاء الفرنج على صقلية) وفيها استولت الفرنج على جميع جزيرة صقلية، وأول ما فتحها المسلمون بعد المائتين، وحكم عليها آل الأغلب دهراً، إلى أن استولى المهدي العبيدي على الغرب، وكان العزيز العبيدي صاحب مصر قد استعمل عليها الأمير أبا الفتوح يوسف بن عبد الله فأصابة فالجم فاستناب ولده جعفراً فضبط الجزيرة الفتوح يوسف بن عبد اللّه، فأصابه فالج، فاستناب ولده جعفراً، فضبط الجزيرة، وأحسن السيرة إلى سنة خمس وأربعمائة، فخرج عليه أخوه علي في جمع من البربر والعبيد، فالتقوا فقتل خلق من البربر والعبيد، وأسر علي، وقتله أخوه، فعظم قتله على أبيه وهو مفلوج، وأمر جعفر بنفي كل بربري بالجزيرة، فطردوا إلى أفريقيّة، وقتلوا سائر العبيد، واستخدم له جنداً من أهل البلاد، فاختلف عسكره، ولم تمض إلا أيام حتّى أخرجوه وخلعوه، وأرادوا قتله. وكان ظلوماً لهم، عسوفاً، فعملوا حسبته، وحصروه في قصره سنة عشر) وأربعمائة، فخرج لهم أبوه أبو الفتوح في محفة، فرقوا لحاله، وأرضاهم، واستعمل عليهم ابنه أحمد المعروف بالأكحل. ثمّ جهز ابنه في البحر في مركب إلى مصر، وسار هو بعد ابنه ومعهما من العين ستمائة ألف وسبعون ألف دينار. وكان ليوسف من الخيل ثلاث عشرة ألف حجرة، سوى البغال وغيرها. ومات يوم مات وما له إلا فرس واحد. (33/16)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 17 وأما الأكحل فكان حازماً سائساً أطاعه جميع حصون صقلية التي للمسلمين، ثمّ إن أهل صقلية اشتكوا منه، وبعث المعز بن باديس جيشاً عليهم ولده، فحصروا الأكحل، ووثب عليه طائفة من البلد، فقتلوه في سنة تسع وعشرين وأربعمائة. ثمّ رأوا مصلحتهم في طرد عسكر ابن باديس عنهم، فالتقوا، فانهزم الإفريقيون، وقتل منهم ثمانمائة نفس، ورجع الباقون بأسوا حال، فولى أهل صقلية عليهم الأمير حسناً الصمصام أخا الأكحل، فلم يتفقوا وغلب كل مقدم على قلعة، واستولى الأراذل. ثمّ أخرجوا الصمصام فانفرد القائد عبد اللّه بن متكون بمازر وطرابنش، وانفرد القائد على علي بن نعمة بقصريانه وجرجنت وانفرد ابن الثمنة بمدينة سرقوسة وقطانية، وتحارب هو وابن نعمة، وجرت لهم خطوب، فانهزم ابن الثمنة، فسولت له نفسه الانتصار بالنصارى، فسار إلى مالطة، وقد أخذتها الفرنج بعد السبعين وثلاثمائة وسكنوها، فقال لملكها: أنا أملك الجزيرة، وملأ يد هذا الكلب خسايا، فسارت الفرنج معه في سنة أربع (33/17)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 18 وأربعين وأربعمائة، فلم يلقوا من يمنعهم، فأخذوا ما في طريقهم، وحاصروا قصريانه، وعمل معه ابن نعمة مصافاً، فهزموه، فالتجأ إلى القصر، وكان منيعاً حصيناً. فحلوا عنه واستولوا على أماكن كثيرة، ونزح عنها خلق من الصالحين والعلماء، واجتمع بعضهم بالمعز، فأخبره بما الناس فيه من الويل مع عدوهم، فجهز أسطولاً كبيراً، وساروا في الشتاء، فغرق البحر أكثرهم، وكان ذلك مما أضعف المعز، وقويت عليه العرب، وأخذت البلاد منه، وتملك الفرنج أكثر صقلية. واشتغل المعز بما دهمه من العرب الذين بعثهم صاحب مصر المستنصر لحربه وانتزاع البلاد منه، فقام بعده ولده تميم في الملك، فجهز أسطولاً وجيشاً إلى صقلية، فجرت لهم حروب وأمور طويلة، ورجع الأسطول، وصحبهم طائفة من أعيان أهل صقلية، ولم يبق أحد يمنع الفرنج، فاستولوا على بلاد صقلية، سوى قصريانه وجرجنت، فحاصروا المسلمين مدة حتّى) كلوا، وأكلوا الميتة من الجوع، وسلم أهل جرجنت بلدهم، ولبث قصريانه بعده ثلاث سنين في شدة من الحصار، ولا أحد يغيثهم، فسلموا بالأمان، وتملك رجار، جميع الجزيرة، وأسكنها الروم والفرنج مع أهلها. وهلك رجار قبل التسعين وأربعمائة، وتملك بعده ابنه، فاتسعت ممالكه، وعمر البلاد، وبالغ في الإحسان إلى الرعية، وتطاول إلى أخذ سواحل إفريقيّة. (33/18)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 19 4 (دخول السّلطان بغداد للمرة الثانية) وفي رمضان وصل السّلطان إلى بغداد، وهي القدمة الثانية، وبادر إلى خدمته أخوه تاج الدّولة تتش صاحب دمشق وقسيم الدّولة اقسنقر صاحب حلب، وغيرهما من أمراء النواحي فعمل الميلاد ببغداد، وتأنقوا في عمله على عادة العجم، وانبهر الناس، وأروا شيئاً لم يعهدوه من كثرة النيران، حتّى قال شاعرهم: وكل نارٍ على العشاق مضرمةٌ من نار قلبي أو من ليلة الصدق نارٌ تجلت بها الظلماء فاشتبهتبسدفة الليل فيه غرةٌ الفلق وزارت الشمس فيه البدر واصطلحاعلى الكواكب بعد الغيظ والحنق مدت على الأرض بسطٌ من جواهرهاما بين مجتمع دارٍ ومفترق مثل المصابيح إلا أنها نزلتمن السماء بلا رجمٍ ولا حرق أعجب بنارٍ ورضوانٌ يسعرهاومالك قائمٌ منها على فرق في مجلسٍ ضحكت روض الجنان لهلما جلى ثغره عن واضحٍ يقق وللشموع عيونٌ كلما نظرتتظلمت من يديها أنجم الغسق من كل مرهفة الأعطاف كالغصن المياد لكنه عارٍ من الورق إني لأعجب منها وهي وادعةٌ تبكي وعيشتها من ضربه العنق 4 (بناء جامع السّلطان ببغداد) وفي آخرها أمر السّلطان بعمل جامعٍ كبير له ببغداد، وعمل الأمراء حوله (33/19)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 20 دوراً لهم ينزلونها، ولم يدروا أن دولتهم قد ولت، وأيامهم قد تصرمت نسأل اللّه خاتمة صالحة. 4 (الزلزلة بالشّام) وفيها كانت زلازل عظيمة مزعجة بالشام، تخرب من سور أنطاكية تسعون برجاً وهلك من) أهلها عالمٌ كثير تحت الردم، فأمر السّلطان بعمارتها. (33/20)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 21 2 (احداث خمس وثمانين أوربعمائة)

4 (وقعة جيان بالأندلس) فيها وقعة جيان بالأندلس. كانت بعد وقعة الزلاقة، وتقاربها في الكبر فإن الأذفونش جمع جموعاً عظيمة، وقصد بلاد جيان، فالتقاه المرابطون فانهزم المسلمون، وأشرف الناس على خطة صعبة، ثمّ أنزل اللّه النصر، فثبتوا وهزموا الكفار، ووضعوا السيف فيهم، ونجا الأذفونش في نفر يسير. كتاب. 4 (كتاب النبي إلى هرقل) ثمّ تهيأ في العام القابل وأغار على القرى وحرق الزرع، وبقي الناس معه في بلاء شديد، وشاخ وعمر، وكان من دهاة الروم، وهو أكبر ملك للفرنج، تحت يده عدة ملوك وجعل دار مملكته طليطلة، فبقي مجاوراً لبلاد الإسلام. وهو من ذرية هرقل. وكان عنده كتاب النبي صلى اللّه عليه وسلم إلى جده. قال اليسع بن حزم: حدثنا الفقيه أبو الحسن بن زيدان قال: لما توجهنا إلى ابن بنته رسلاً أنا وفلان، أمر فأخرج سفط فيه حق ذهب مرصع بالياقوت والدر، فاستخرج منه الكتاب كما نصه في صحيح البخاري فلما رأيناه بكينا، فقال: مم تبكون فقلنا: تذكرنا به النبي صلى اللّه عليه وسلم. (33/21)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 22 فقال: إنما هذا الكتاب شرفي وشرف آبائي من قبلي. 4 (ملك شاه يفتح بلاد السّاحل) وفيها أمر السّلطان ملكشاه لقسيم الدّولة وبوران وغيرهما أن يسيرا في خدمة أخيه تتش، حتّى يستولوا على ما بيد المستنصر العبيدي بالسّواحل، ثمّ يسيرون بعد ذلك إلى مصر فيفتحوها، فساروا إلى أن نزلوا على حمص، وبها صاحبها ابن ملاعب، وكان كثير الأذية للمسلّمين، فأخذوا منه البلد بعد أيام. ثمّ ساروا إلى حصن عرقة، فأخذوه بالأمان. ثمّ نازل طرابلس، فرأى صاحبها جلال الملك ابن عمار جيشاً لا قبل له به، فأرسل إلى الأمراء الذين مع تتش، ووعدهم ليصلحوا حاله، فلم ير فيهم مطعماً ثمّ سير لقسيم الدّولة ثلاثين ألف) دينار وتقادم فسعى له عند تتش هو وكاتبه، فغضب تتش وقال: هل أنت إلا تابع لي: فخلاه في الليل، ورحل إلى حلب، فاضطر تتش إلى التّرحل عن طرابلس وانتقض ما قرر لهم السّلطان من الفتوح. 4 (فتح اليمن للسّلطان) وفيها فتح للسلطان اليمن: كان فيمن حضر إلى خدمته ببعداد جنق أمير التّركمان صاحب قرميسين، فجهزه السّلطان في جماعة أمراء من التّركمان (33/22)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 23 إلى الحجاز واليمن، وأن يكون أمرهم إلى سعد الدّولة كوهرائين، فاستعمل عليهم كوهرائين عوضة ترشك، فساروا إلى اليمن واستولوا عليها، فظلموا وعسفوا وفسقوا فأسرفوا، وملكوا عدن، وظهر على ترشك جدري أهلكه بعد جمعة من وصوله إلى عدن. وعاش سبعين سنة فنقله أصحابه معهم، ودفن ببغداد عند مشهد أبي حنيفة. 4 (وفاة السّلطان) قال صاحب المرأة: في غرة رمضان توجه السّلطان من إصبهان إلى بغداد عازماً على تغيير الخليفة فوصل بغداد في ثامن عشر رمضان، فنزل داره، ثمّ بعث إلى الخليفة يقول: لا بد أن تترك لي بغداد، وتذهب إلى أي بلد شئت. فانزعج الخليفة وقال: أمهلني ولو شهراً. فقال: ولا ساعة. فبعث الخليفة إلى وزير السّلطان تاج الملك، فطلب المهلة عشرة أيام. فاتفق مرض السّلطان وموته، وعد ذلك كرامة للخليفة. 4 (مقتل الوزير نظام الملك) وفي عاشر رمضان قتل نظام الملك الوزير بقرب نهاوند، أتاه شاب ديلمي من الباطنية في صورة مستغيث فضربه بسكين عندما أخرجت محفته إلى خيمة (33/23)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 24 حرمه بعد إفطاره، وتعس الباطني فلحقوه وقتلوه. وكان مولده سنة ثمان وأربعمائة. وقيل إن السّلطان هو الذي دس عليه من قتله، لأن ابن ابن نظام الملك كان شاباً طرياً، وليّ نظر مرو ومعه شحنة للسلطان، فعمد وقبض عليه، فغضب السّلطان، وبعث جماعة إلى نظام) الملك يعنقه ويوبخه ويقول: إن كنت شريكي في الملك فلذلك حكم وهؤلاء أولادك قد استولى كل واحد على كورة كبيرة، ولم يكفهم حتّى تجاوزوا أمر السياسة. فقوى نفسه، ولقد يمت بأمور ما أظن عاقلاً يقولها، ويقول: إن كان ما علم أني شريكه فليعلم. 4 (وفاة السّلطان ملكشاه) فازداد غضب السّلطان ملكشاه وعمل عليه، ولكنه ما متع بعده، إنما (33/24)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 25 بقي خمسةً وثلاثين يوماً ومات. 4 (سلطنة محمود بن ملكشاه) فلما مات السّلطان كتمت زوجته تركان، موته، وأرسلت إلى الأمراء سراً فاستحلفتهم لولدها محمود ابن السّلطان، وهو في السّنة الخامسة من عمره. فحلفوا له، وأرسلت إلى المقتدي بالله في أن يسلطنه، فأجاب، وخطب له، ولقب ناصر الدنيا والدين، وأرسلت في الحال تركان إلى إصبهان من قبض على بركياروق أكبر أولاد السّلطان فقبض عليه. 4 (خلاف بركياروق) فلما اشتهر موت أبيه وثب المماليك بإصبهان، وأخرجوه وملكوه بإصبهان. وطالبت العساكر الوزير بالأرزاق، فوعدهم فلما وصل إلى قلعة (33/25)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 26 برجين التي فيها الخزائن صعد إليها ليفرق فيهم، فأغلقها وعصى على تركان فنهبت العساكر أثقاله، وذهبت هي إلى إصبهان. فندم ولحقها، وزعم أن متولي القلعة حبسه، وأنه هرب منه، فقبلت عذره. وأما بركياروق ففارق إصبهان، وبادر إلى الريّ، وانضم إليه فرقة من العسكر، وأكثرهم من المماليك النظامية، لبغضهم لتاج الملك لأنه كان عدواً لمولاهم، وهو المتهم بقتله، فنازلو قلعة طبرك، وأخذوها عنوةً. 4 (انهزام عسكر تركان وأسر تاج الملك) وجهرت تركان عساكرها لحربهم، فالتقى الجمعان بناحية بروجرد، فخامر طائفة، والتفوا أيضاً على بركياروق، واشتد الحرب. ثمّ انهزم عسكر تركان، وساق بركياروق في أثرهم، فنازل إصبهان في آخر السّنة. وأسر بعد الوقعة تاج الملك، فأتي به بركياروق وهو على إصبهان، فأراد أن يستوزره.) 4 (مقتل تاج الملك) وأخذ تاج الملك في إصلاح كبار النظامية، وفرق فيهم مائتي ألف دينار، (33/26)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 27 وبلغ ذلك عثمان بن نظام الملك، فشغب عليهم سائر الغلمان الصغار، وقال: هذا قاتل أستاذكم. ففتكوا به، وقطعوه في المحرم سنة ست. وكان كثير المحاسن والفضائل وإنما غطى ذلك ممالأته على قتل نظام الملك، ولأن مدته لم تطل. وعاش سبعاً وأربعين سنة. 4 (إيقاع عرب خفاجة بالركب العراقي) وأما عرب خفاجة فطمعوا بموت السّلطان، وخرجوا على الركب العراقي، فأوقعوا بهم، وقتلوا أكثر الجند الذين معهم، ونهبوا الوفد، ثمّ أغاروا على الكوفة، فخرجت عساكر بغداد وتبعتهم حتّى أدركتهم فقتل من خفاجة خلق، ولم تقو لهم شوكة بعدها. 4 (حريق بغداد) وفيها كان الحريق المهول ببغداد، وكان من الظهر إلى العصر. قال صاحب الكامل: واحترق من الناس خلق كثير، واحترق نهر معلى، من عقد الحديد إلى خزانة الهراس، إلى باب دار الضرب، واحترق سوق الصاغة، والصيارف، والمخلطين والريحانيين، وركب الوزير عميد الدّولة بن جهير وأتى، فما زال راكباً حتّى أطفئ. (33/27)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 28 4 (وقوع البرد بالبصرة) وفيها وقع بالبصرة برد عظيم كبار، أهلك الحرث والنسل. كانت البردة من خمسة أرطال إلى عشرة أرطال. (33/28)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 29 2 (احداث ست وثمانين وأربعمائة)

4 (وزارة عز الملك) استهلت وبركياروق منازل إصبهان، فخرج إليه جماعة من أولاد نظام الملك، فاستوزر عز الملك بن نظام الملك الذي كان متولي خوارزم. 4 (استيلاء تاج الدّولة تتش على الرحبة ونصيبين) وأما تاج الدّولة تتش صاحب دمشق، فلما علم بموت أخيه ملكشاه جمع الجيوش وأنفق الأموال، وسار يطلب السلطنة، فمر بحلب وبها قسيم الدّولة اقسنقر فصالحه وصار معه، وأرسل إلى) ياغي سيان صاحب أنطاكية، وإلى بوزان صاحب الرها وحران، يشير عليهما بطاعة تتش، فصاروا معه، وخطبوا له في بلادهم، وقصدوا الرّحبة، فملكوها في المحرم سنة ست. ثمّ سار بهم وحاصر نصيبين، فسبوه ونالوا منه، فغضب وأخذها عنوةً، وقتل بها خلقاً ونهبها. ثمّ سلّمها إلى محمد بن شرف الدّولة العقيلي، وقصد الموصل. (33/29)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 30 4 (وزارة ابن جهير) واستوزر الكافي ابن فخر الدّولة بن جهير، أتاه من جزرة ابن عمر. 4 (وقعة المضيع) وكان قد تغلب على الموصل إبراهيم بن قريش أخو شرف الدّولة، فعمل معه مصافاً، وتعرف بوقعة المضيع، فكان هو في ثلاثين ألفاً، وكان تتش في عشرة آلاف فتمت الكسرة على جيش إبراهيم، وأخذ أسيراً، ثمّ قتل صبراً. وقيل إن تقدير القتلى من الفريقين عشرة آلاف، امتلأت الأيدي من السّبيّ والغنائم، حتّى أبيع الجمل بدينار، وأما الغنم فقيل: أبيعت مائة شاه بدينار. ولم يشاهد أبشع من هذه الوقعة، وقتل بعض نسوان العرب أنفسهن خوف الفضيحة، ومنهن من غرقت نفسها. وأقر تتش على الموصل الأمير علي بن شرف الدّولة وأمه صفية، وهي عمة تتش، ثمّ بعث إلى بغداد يطلب تقليداً بالسلطنة، وساعده كوهرائين فتوقفوا قليلاً. (33/30)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 31 4 (استقامة الأمور لتاج الدّولة تتش) وسار تتش فملك ميافارقين، وديار بكر وقصد أذربيجان، وغلب على بعضها، فبادر بركياروق ليدفع عنه تتش عن البلاد، وقصده، فالتقيا، فقال قسيم الدّولة لبوزان: إنما أطعنا هذا لنظر ما يكون من أولاد السّلطان، والآن فقد ظهر ابنه هذا، وينبغي أن نكون معه، ففارقا تتش وتحولا بعسكرهما إلى بركياروق، فلما رأى ذلك تتش ضعف ورجع إلى الشّام، واستقام دست بركياروق. 4 (تملك عسكر مصر مدينة صور) وفيها في جمادى الآخرة جاء عسكر المصريين، فتملكوا مدينة صور بمخامرة أهلها، وأخذ متوليها إلى مصر، فقتل هو وجماعة. 4 (امتناع الحج العراقي) ) ولم يحج أحدٌ من العراق، بل خرج ركب من دمشق، فنهبهم أمير مكة محمد بن أبي هاشم، وخرجت عليهم العربان غير مرة ونهبوهم، وتمزقوا، وقتل جماعة، ورجع سلم في حال عجيب. (33/31)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 32 4 (الفتنة بين السّنة والرّافضة) وأما بغداد فهاجت فيها فتنة مزعجة على العادة بين السّنة والرافضة. 4 (دخول صدقه بن مزيد في خدمة السّلطان ملكشاه) وسار سيف الدّولة صدقه بن مزيد أمير العرب، فلقي السّلطان بركياروق بنصيبين، وسار في خدمته إلى بغداد، فوصلها في ذي القعدة. وخرج عميد الملك بن جهير الوزير والناس معه إلى لقائه. 4 (وفاة جعفر بن المقتدي بالله) ومات جعفر بن المقتدي بالله، وله ست سنين، وهو سبط السّلطان ملكشاه. (33/32)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 33 2 (احداث سبع وثمانين وأربعمائة)

4 (الخطبة لبركياروق بالسلطنة) في أولها خطب للسلطان بركياروق، ولقب ركن الدّولة وعلم الخليفة على تقليده. 4 (وفاة الخليفة المقتدي) ومات الخليفة المقتدي من الغد فجأة. 4 (خلافة المستظهر) وبويع بالخلافة ولده المستظهر. (33/33)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 34 4 (قتل تتش لاقسنقر صاحب حلب) وأما تاج الدّولة تتش فإنه رجع وشرع يجمع العساكر، وصار قسيم الدّولة وبوزان ضداً له، وأمدهما بركياروق بعسكر، فكان بينهما مصاف بتل السّلطان، على بريد من حلب، فانهزم، جمع اقسنقر صاحب حلب، وثبت هو، فأخذ أسيراً، وأحضر بين يدي تتش، فقال له: لو كنت ظفرت بي ما كنت تفعل بي قال: كنت أقتلك. فذبحه صبراً. 4 (تغلب تتش على حلب وغيرها) وساق إلى حلب وقد دخلها المنهزمون، فحاصرها حتّى ملكها، وأخذ الأميرين بوزان وكربوقا) أسيرين، فقتل بوزان ثمّ بعث برأسه إلى حران والرها، فخافوه، وسلموا إليه البلدين، وسجن كربوقا بحمص، ثمّ سار إلى بلاد الجزيرة فملكها، ثمّ ملك خلاط وغيرها، ثم سار فافتتح أذربيجان جميعها، (33/34)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 35 وكثرت جيوشه واستفحل أمره. 4 (سلطنة بركياروق على إصبهان) وسار بركياروق في طلب عمه، فبيته ليلة عسكر تتش، فانهزم بركياروق في طائفة يسيرةٍ، ونهبت أثقاله، فقصد إصبهان لما بلغه موت امرأة أبيه تركان، ففتحوا له خديعة، وقبضوا عليه، وأرادت الأمراء أ يكحلوه، فاتفق أن أخاه محمود بن السّلطان ملكشاه جدر، فقال لهم الطبيب: ما رأيته يسلم، فلا تعجلوا بكحل هذا، وأنتم تكرهون أن يملك تاج الدّولة تتش، فدعوا هذا حتّى تنظروا في أمركم، فمات محمود في سلخ شوال وله سبع سنين، فملكوا بركياروق، ووزر له مؤيد الملك بن نظام الملك، لأن أخاه الوزير عز الملك مات بناحية الموصل مع السّلطان. فأخذ مؤيد الملك يكاتب له الأمراء ويتألفهم، فقوي سلطانه وتم. 4 (وفاة المستنصر بالله العبيدي) وفيها مات المستنصر بالله الرافضي صاحب مصر. (33/35)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 36 4 (خلافة المستعلي بالله) وقام بعده ابنه المستعلي. 4 (وفاة بدر أمير الجيوش) وفيها مات بدر أمير الجيوش قبل المستنصر بأشهر. 4 (وفاة أمير مكة) ومات محمد بن أبي هاشم الحسيني أمير مكة، وقد نيف على السبعين وكان ظالماً قليل الخير، أمر بنهب الركب في هذا العام. 4 (قتل تكش عم السّلطان بركياروق) وفيها قتل السّلطان بركياروق عمه تكش وغرقه، وكان محبوساً مكحولاً بقلعة تكريت، لأنه اطلع منه على مكاتبات. 4 (وفاة الخاتون تركان) وكانت تركان الخاتون قد بعثت جيشاً مع الأمير أنر لأخذ فارس من (33/36)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 37 الملك تورانشاه بن قاروت) بك، فانهزم تورانشاه، وعمل معه مصافاً، فانهزم أنر، ومات تورانشاه من سهم أصابه، ومرضت تركان وهي بنت طمغان خان أحد ملوك الترك، وكان لها هيبة وصولة، وأمر مطاع، لأنها بنت ملك كبير، ولأن زوجها سلطان الوقت كان، وابنها ولي عهد، وهي حماة المقتدر بالله، إلى غير ذلك، وكانت قد تجهزت تريد المسير إلى تاج الدّولة لتتزوج به، فأدركها الأجل، وأوصت بولدها إلى الأمير أنر، ولم يكن بقي له سوى إصبهان. 4 (دخول الروم بلنسبة) وفيها دخلت الروم لعنهم اللّه بلنسبة صلحاً بعد حصار عشرين شهراً، فلا قوة إلا بالله. (33/37)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 38 2 (احداث ثمان وثمانين وأربعمائة)

4 (قتل صاحب سمرقند) في المحرم قتل أحمد خان صاحب سمرقند، وكان قد كرهه جنده واتهموه بالزندقة، لأن السّلطان ملكشاه لما تملك سمرقند وأسر أحمد خان وكل به جماعة من الديلم، فحسنوا له الانحلال، وأخرجوه إلى الإباحة. فلما عاد إلى سمرقند كان يظهر منه الانحلال، وعصى طغرل ينال بقلعة له، فسار لحصاره، فتمكن الأمراء وقبضوا عليه، ورجعوا به، وأحضروا الفقهاء، وأقاموا له خصوماً ادعوا عليه بالزندقة، فأنكر، فشهدوا عليه، فأفتى العلماء بقتله، فخنقوه، وملكوا ابن عمه. 4 (إنتهاب ابن أبق باجسري وبعقوباً) وفي صفر بعث تتش شحنة لبغداد، وهو يوسف بن أبق التركماني، فجاء صدقة بن مزيد صاحب الحلة ومانعه، فسار نحو طريق خراسان، ونهب باجسرى، وبعقوبا أفحش نهب ثمّ عاد إلى بغداد، وقد راح منها صدقة، (33/38)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 39 فدخلها وأراد نهبها، فمنعه أمير معه، فجاء الخبر بقتل تتش فترحل إلى الشّام. 4 (مقتل تاج الدّولة تتش) وذلك أن تتش لما هزم بركياروق سار بركياروق فحاصر همذان، ثمّ رحل عنها، ومرض بالجدري، وقصد تتش إصبهان وكاتب الأمراء يدعوهم إلى طاعته، فتوقفوا لينظروا ما يكون من بركياروق، فلما عوفي فرحوا به، وأقبلت إليه العساكر حتّى صار في ثلاثين ألفاً والتقى هو وتتش بقرب الري فانكسر عسكر تتش، وقاتل هو حتّى قتل، قتله مملوك لقسيم الدّولة، وأخذ) بثأر مخدومه. 4 (تفرد بركياروق بالسلطنة) وانفرد بركياروق بالسلطنة، ودانت له المماليك بعد أن انهزم من عمه بالأمس في نفر يسير إلى إصبهان، ولو اتبعه عشرون فارساً لأسروه، لأنه بقي على باب إصبهان أياماً، ثمّ خدعوه وفتحوا له، ثمّ قبضوا عليه وهموا بكحله فحم أخوه محمود وجدر ومات فملكوه عليهم، وشرعت سعادته. 4 (تملك رضوان بن تتش حلب) وقد كان تتش بعث إلى ولده رضوان يأمره بالمجيء إلى بغداد، وينزل بدار السلطنة، فسار في عسكر كبير، فلما قارب هيت جاءه نعي أبيه، فرد إلى (33/39)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 40 حلب، وتملكها بعد أبيه، وجعل زوج أمه جناح الدّولة حسين بن أيدكين أتابكه ومدبر دولته، فأحسن السياسة. وصالحهم صاحب أنطاكية ياغي سيان التركماني، فقصدوا ديار بكر، والتف عليهم نواب الأطراف الذين لتتش، فساروا يريدون سروج، فسبقهم إليهم الأمير سقمان بن أرتق، فحكم عليها. ثمّ ملك رضوان الرها، ووهبها لصاحب أنطاكية، ثمّ وقع بينهم اختلاف، فسار جناح الدّولة مسرعاً إلى حلب، ثمّ قدم رضوان. 4 (تملك دقاق دمشق) وأما أخوه دقاق الملك فإنه كان في خدمة عمه السّلطان ملكشاه، وهو صبي قد خطب ابنه السّلطان، وسار بعد موت عمه مع تركان إلى إصبهان. ثمّ خرج إلى بركياروق، فصار معه، ثمّ هرب إلى أبيه، وحضر مقتل أبيه، وهرب مع بعض المماليك إلى حلب، فبقي مع أخيه، فراسله الخادم ساوتكين متولي قلعة دمشق سراً، يدعوه ليملكه فهرب، وأرسل أخوه وراءه فوارس، فلم يدركوه، وفرح الخادم بقدومه، وتملك دمشق. (33/40)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 41 مجيء طغتكين إلى دمشق وتمكنه واتفق مجيء طغتكين هو وجماعة من خواص تتش قد سلموا، فخرج لتلقيهم دقاق وأكرمهم، وقيلا كانوا أسروا يوم المصاف، ثمّ تخلصوا، وكان طغتكين زوج أم دقاق، فتمكن من الأمور، وعمل على قتل الخادم فقتله.) 4 (وزارة الخوارزمي) وجاء إلى الخدمة ياغي سيان صاحب أنطاكية، ومعه أبو القاسم الخوارزمي، فاستوزره دقاق. 4 (وفاة المعتمد بن عباد) وفيها توفي المعتمد بن عباد مسجوناً بأغمات وكان من محاسن الدنيا جوداً، وشجاعة، وسؤدداً، وفصاحة، وأدباً، وما أحسن قوله: سلت علي يد الخطوب سيوفهافجذذن من جسدي الخصيب الأفتنا ضربت بها أيدي الخطوب وإنماضربت رقاب الآملين بنا المنى يا آملي العادات من نفحاتناكفوا، فإن الدهر كف أكفنا 4 (وفاة الوزير أبي شجاع) وفيها توفي الوزير أبو شجاع وزير الخلفة مجاوراً بالمدينة. (33/41)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 42 4 (بناء سور الحريم ببغداد) وفيها عملوا سور الحريم ببغداد، فزينوا البلد لذلك، وعملوا القباب والمغاني، وجدوا فيه. 4 (جرح السّلطان بركياروق) وفي رمضان وثب رجل فجرح السّلطان بركياروق. 4 (قدوم الغزالي الشّام وتصنيفه كتاب الإحياء) وفيها قدم الغزالي، رحمه اللّه، إلى الشّام متزهداً، وصنف كتاب الإحياء وأسمعه بدمشق، وأقام بها سنتين، ثمّ حج، وسار إلى خراسان. 4 (وزارة فخر الملك لبركياروق) وفيها عزل بركياروق مؤيد الملك بن نظام الملك من الوزارة بأخيه فخر الملك. (33/42)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 43 2 (احداث تسع وثمانين وأربعمائة) تملك كربوقا الموصل قد ذكرنا أن تتش سجنه فأطلقه رضوان بن تتش، وأطلق أخاه التونتاش، فالتف عليهما كثير من العسكر البطالين، فأتيا حران، وجاء إليهما محمد بن شرف الدّولة مسلم بن قريش يستنصر بهما على أخيه علي صاحب الموصل من جهة تتش، فسار كربوقا، ثمّ غدر بمحمد، وقبض عليه، وغرقه، ونازل الموصل على فرسخ منها، ونزل أخوه ألتونتاش من الجهة الأخرى، فجاء) صاحب الجزيرة العمرية جكرمش ليكشف عنهم، فهزمه ألتونتاش، وطالت مصابرتهما لأهل الموصل حتّى عدمت بها الأقوات، وكل شيء حتّى ما يوقدونه، ودام الحصار تسعة أشهر، ففارقها صاحبها، وسار إلى الحلة إلى الأمير صدقة، واستولى كربوقا على الموصل، وشرع ألتونتاش في مصادرة الناس، فقتله أخوه وأحسن السيرة، ثمّ سار فملك الرحبة. 4 (اجتماع الكواكب السبعة وغرق الحجاج) وفيها اجتمعت الكواكب السبعة، سوى زحل في برج الحوت، فحكم المنجمون بطوفان يقارب طوفان نوح، فاتفق أن الحجاج نزلوا في وادي المناقب، فأتاهم سيل، فغرق أكثرهم. كذا ذكر ابن الأثير، ونجا من تعلق بالجبال، وذهبت الجمال والأزواد. (33/43)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 44 4 (تدريس الطبري بالنظامية) وفيها درس بالنظامية ببغداد أبو عبد اللّه الطبري الفقيه. (33/44)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 45 2 (احداث تسعين وأربعمائة)

4 (قتل الملك أرسلان أرغون) فيها قتل الملك أرسلان أرغون، ابن السّلطان ألب أرسلان السلجوقي بمرو، وكان قد حكم على خراسان. وسبب قتله أنّه كان مؤذياً لغلمانه، جباراً عليهم، فوثب عليه غلامٌ بسكين قتله. وكان قد ملك مرو، وبلخ، ونيسابور، وترمذ، وأساء السيرة، وخرب أسوار مدن خراسان، وصادر وزيره عماد الملك بن نظام الملك وأخذ منه ثلاثمائة ألف دينار، ثمّ قتله. 4 (عصيان متولي صور وقتله) وفيها عصى متولي صور على المصريين، فسار لحربه جيش، وحاصروه، ثمّ افتتحوها عنوةً وقتلوا بها خلقاً ونهبوها، وحمل واليها إلى مصر، فقتل بها. 4 (تسلم بركياروق سائر خراسان) وكان بركياروق قد جهز العساكر مع أخيه الملك سنجر لقتال عمه أرسلان (33/45)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 46 أرغون المتغلب على خراسان، فلما بلغوا الدامغان أتاهم قتله، ثمّ لحقهم السّلطان بركياروق، وسار إلى نيسابور، فتسلمها ثمّ تسلم سائر خراسان بلا قتال، ثمّ نازل بلخ وتسلمها، وبقي بها سبعة أشهر، وخطبوا له بسمرقند، وغيرها، ودانت له البلاد، وخضعت له العباد، واستعمل أخاه سنجر على خراسان، ورتب في خدمته من يسوس الممالك، لأنه كان حدثاً.) 4 (ولاية محمد بن أنوشتكين على خوارزم) وفيها أقر بركياروق الأمير محمد بن أنوشتكين على خوارزم، وكان أبوه مملوك الأمير بلكابك السلجوقي، فطلع نحيباً، كامل الأوصاف، فولد له محمد هذا، فعلمه وأدبه، وترقت به الحال إلى أن ولي خوارزم، ولقب خوارزم شاه. وكان كريماً، عادلاً، محسناً، محباً للعلماء، فلما تملك السّلطان سنجر أقر محمداً على خوارزم، ولما توفي ولي بعده ولده أتسز بن خوارزم فمد ظلل الأمن، ونشر العدل، وكان عزيزاً على السّلطان سنجر، واصلاً عنده لشهامته وكفايته وشجاعته، وهو والد السّلطان خوارزم شاه محمد الذي خرج عليه جنكزخان. 4 (انهزام دقاق عند قنسرين أمام أخيه) وفيها نازل رضوان صاحب حلب مدينة دمشق ليأخذها من أخيه دقاق، فرأى حصانتها، فسار ليأخذ القدس فلم يمكنه، وانقطعت عنه العساكر. وكان معه ياغي سيان ملك أنطاكية، فانفصل عنه، وأتى دمشق، وحسن لدقاق محاضرة حلب، فسار معه، واستنجد رضوان بسقمان بن أرتق، فنجده بجيش (33/46)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 47 التركمان، وخاض الفرات إليه. والتقى دقاق ورضوان بقنسرين، فانهزم وجمعه، ونهبوا، ورجعوا بأسوأ حال. ثمّ قدم رضوان في الخطبة على أخيه بدمشق، واصطلحا. 4 (الخطبة للمستعلي بالله بولاية رضوان بن تتش) وفيها خطب للمستعلي بالله المصري في ولاية رضوان بن تتش، لأن جناح الدّولة زوج أن رضوان رأى من رضوان تغيراً، فسار إلى حمص، وهي يومئذ له، فجاء حينئذ ياغي سيان إلى حلب، وصالح رضوان، وكان لرضوان منجمٌ باطنيٌ اسمه أسعد، فحسن له مذهب المصريين، وأتته رسل المستعلي تدعوه إلى طاعته، على أن يمده بالجيوش، ويبعث له الأموال ليتملك دمشق، فخطب للمستعلي بحلب، وأنطاكية، والمعرة، وشيزر شهراً. فجاءه سقمان، وياغي سيان، فأنكرا عليه وخوفاه، فأعاد الخطبة العباسية. 4 (منازلة الفرنج أنطاكية) ورد ياغي سيان إلى أنطاكية، فما استقر بها حتّى نازلتها الفرنج يحاصرونها. وكانوا قد خرجوا في هذه السّنة في جمع كثير، وافتتحوا نيقية، وهو أول بلدٍ افتتحوه، ووصلوا) إلى فامية، وكفرطاب، واستباحوا تلك النواحي. فكان هذا أول مظهر من الفرنج بالشام، قدموا في بحر القسطنطينية في جمع عظيمٍ، وانزعجت الملوك والرعية، وعظم الخطب، ولا سيما سلطان بلاد الروم سليمان، فجمع وحشد، واستخدم خلقاً من التركمان، وزحف إلى معابرهم، (33/47)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 48 فأوقع بخلقٍ من الفرنج، ثمّ إنهم التقوه، فقلوا جمعه، وأسروا عسكره، واشتد القلق وزاد الفرق، وكان المصاف في رجب. (33/48)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 49 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة التا سعة والأربعون وفيات)

2 (وفيات سنة إحدى وثمانين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن إبراهيم) أبو بكر القرشي الدرعي الهرويّ. توفي بهراة في شهر صفر. سمع: أبا الفضل الجارودي 4 (أحمد بن عبد الصمد بن أبي الفضل.) أبو بكر الغورجي الهرويّ التاجر. سمع الجامع لأبي عيسى من الجراح. روى عنه: المؤتمن الساجي، وعبد الملك الكروخي. وتوفي في ذي الحجة بهراة. وثقه الحسين بن محمد الكتبي. (33/49)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 50 4 (أحمد بن محمد بن حسن بن خضر.) أبو طاهر الجواليقي، والد أبي منصور الجواليقي. كان صالحاً صحيح السماع. سمع: أبا القاسم بن بشران. وعنه: عبد الوهاب الأنماطي. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد.) ) أبو نصر الثعالبي الصوفي. توفي في رجب بخراسان. روى عنه: ابن محمش، وأبي عبد الرحمن السلمي، وجماعة. 4 (أحمد بن محمد بن عبيد اللّه.) أبو الفضل الرّصاص الإصبهانيّ. سمع: محمد بن إبراهيم الجرجانيّ. وعنه: مسعود الثّقفيّ، والرّستميّ. توفيّ في هذه السّنة تقريباً. 4 (إبراهيم بن محمد بن إبراهيم.) (33/50)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 51 أبو إسحاق الإصبهانيّ الطّيّان القفّال. سمع: إبراهيم بن خرّشيد قوله. وعنه: مسعود الثّقفيّ، والرّستميّ. توفّي في صفر. وقد سئل أبو سعد البغداديّ عنه فقال: شيخ صالح. سمعت أنّه كان يخدم ابن خرّشيد قوله في صغره، وما سمعت فيه إلا خيراً. 4 (إسماعيل بن عليّ بن محمد بن عبد اللّه.) أبو الفضل الدّلشاذيّ الفقيه. من تلامذة أبي محمد الجُوينيّ. صالح مستور. حدّث عن: أبي القاسم عبد الرحمن السّرّاج، وأبي بكر الحيريّ، وأبي سعيد الصّيرفيّ. روى عنه: عبد الغافر الفارسيّ، وقال: توفي في الحادي والعشرين من المحرم. 4 (إسماعيل بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن نوح.) القاضي الخطيب أبو محمد النوحي السّمرقنديّ. توفي يوم عيد الأضحى. وحدّث عن: جعفر المستغفريّ.) وعنه: عمر بن محمد النّسفيّ، وغيره. (33/51)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 52 وعاش تسعاً وخمسين سنة. 4 (حرف الجيم)

4 (جعفر بن حيدر.) أبو المعالي العلوي الهرويّ الزاهد. أحد الكبار، بنى بهراة الخانقاه. وكان له مريدون وأصحاب أشعريّون. سمع: عبد الغافر الفارسيّ، وجماعة. 4 (حرف الحاء)

4 (حجّاج بن قاسم.) أبو محمد المأمونيّ السّبتيّ الفقيه. سمع من: أبيه وبمكّة من: أبي ذر عبدٍ الهرويّ، وأبي بكر المطّوّعيّ. وسكن المرية، وصار رئيس علمائها. وبعد ذلك انتقل إلى سبتة. وحدّث بصحيح البخاري. سمع منه: قاضي القضاة أبو محمد بن منصور، وأبو علي بن طريف، وأبو القاسم بن العجوز وكان أبوه القاسم بن محمد الرّعينيّ ممن لقي ابن أبي زيد، توفي سنة ثمان وأربعين ث يعني أباه. (33/52)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 53 4 (الحسن بن محمد بن الحسن.) أبو القاسم الخوافيّ. نزيل نيسابور. سمع من: ابن محمش، وعبد اللّه بن يوسف، والسلميّ. روى عنه: أبو البركات الفراوي، وعائشة بنت الصّفّار، ومحمد بن الحسن الزوزني. قال ابن السّمعاني: مات بعد سنة ثمانين. حرف العين عبد اللّه بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عليّ بن جعفر بن منصور بن متّ. شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنّصاري الهرويّ الحافظ العارف) من ولد صاحب النبي صلى اللّه عليه وسلم أبي أيّوب الأنّصاري. قال أبو النضر الفامي: كان بكر الزمان وواسطة عقد المعاني، (33/53)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 54 وصورة الإقبال، في فنون الفضائل، وأنواع المحاسن، منها نضرة الدين والسنة من غير مداهنةٍ ولا مراقبة لسلطان ولا وزير. وقد قاسى بذلك قصد الحساد في كل وقت، وسعوا في روحه مراراً، وعمدوا إلى هلاكه أطواراً فوقاه اللّه شرّهم، وجعل قصدهم أقوى سببٍ لارتفاع شأنه. قلت: سمع من: عبد الجبّار الجراحيّ جامع التّرمذي وسمع من: الحافظ أبي الفضل محمد بن أحمد الجاروديّ، والقاضي أبي منصور محمد بن محمد الأزديّ، وأحمد بن محمد بن العالي، ويحيى بن عمّار السّجزيّ المفسّر، ومحمد بن جبريا بن ماحٍ، وأي يعقوب القرّاب، وأبي ذرّ عبد بن أحمد الهرويّ. ورحل إلى نيسابور، فسمع من: محمد بن موسى الحرشيّ، وأحمد بن محمد السّليطيّ، وعلي ن محمد الطرّازي الحنبليّ أصحاب الأصمّ، والحافظ أحمد بن عليّ بن فنجويه الإصبهاني. وسمع من خلقٍ كثير بهراة، أصحاب الرّفّاء فمن بعدهم. وصنّف كتاب الفاروق في الصّفات وكتاب ذمّ الكلام وكتاب الأربعين حديثاً في السّنة. وكان جذعاً في أعين المتكلمين، وسيفاً مسلولاً على المخالفين، وطوداً في السّنة لا تزعزعه الرّياح. وقد امتحن مرّات. قال الحافظ محمد بن طاهر: سمعت أبا إسماعيل الأنّصاري يقول بهراة: عرضت على السّيف خمس مرّات، لا يقال لي: ارجع عن مذهبهم، لكن يقال (33/54)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 55 لي: أسكت عمن خالفك، فأقول: لا أسكت. وسمعته يقول: أحفظ اثني عشر ألف حديث أسردها سرداً. قلت: خرّج أبو إسماعيل خلقاً كثيراً بهراة، وفسر القرآن زماناً، وفضائله كثيرة. وله في السّوق كتاب منازل السّائرين وهو كتاب نفيس في التصّويف، ورأيت الاتّحادية تعظّم هذا الكتاب وتنتحله، وتزعم أنّه على تصوفهم الفلسفيّ. وقد كان شيخنا ابن تميمة بعد تعظيمه لشيخ الإسلام يحطّ عليه ويرميه بالعظائم سبب ما في هذا الكتاب. نسأل اللّه العفو.) وله قصيدة في السّنة، وله كتاب في مناقب أحمد بن حنبل، وتصانيف (33/55)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 56 أخر لا تحضرني. روى عنه: المؤتمن السّاجيّ، ومحمد بن طاهر المقدسيّ، وعبد اله بن أحمد السّمرقنديّ، وعبد الصّبور بن عبد السّلام الهرويّ، وعبد الملك الكروخيّ، وأبو الفتح محمد بن إسماعيل الفاميّ، وعطاء بن أبي الفضل المعلّم، وحنبل بن عليّ البخاريّ، وأبو الوقت عبد الأول، وعبد الجليل بن أبي سعد، وخلق سواهم. وآخر من روى عنه بالإجازة أبو الفتح نصر بن سيّار. قال السّلفي: سألت المؤتمن عنه فقال: كان آيةً في لسان التذكير والتصوف، من سلاطين العلماء. سمع ببغداد من أبي محمد الخلال، وغيره. يروى في مجالس وعظه أحاديث بالإسناد، وينهى عن تعليقها عنه. وكان بارعاً في اللغة، حافظاً للحديث، قرأت عليه كتاب ذمّ الكلام، وكان قد روى فيه حديثاً عن: عليّ بن بشرى، عن أبي عبد اللّه بن مندة، عن إبراهيم بن مرزوق. فقلت له: هذا هكذا قال: نعم. وإبراهيم هو شيخ الأصمّ وطبقته. وهو إلى الآن في كتابه على هذا الوجه. قلت: وكذا سقط عليه رجلان في حديثين مخرّجين من جامع التّرمذي. وكذا، وقعت لنا في ذمّ الكلام نبهت عليه في نسختين، واعتقدتها سقطت على النتقى من ذمّ الكلام ثمّ رأيت غير نسخةٍ كما في المنتقى. قال المؤتمن: وكان يدخل على الأمراء والجبابرة، فما كان يبالي بهم، (33/56)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 57 وكان يرى الغريب من المحدثين، فيكرمه إكراماً يتعجب منه الخاصّ والعامّ. وقال لي مرّةً: هذا الشأن شأن من ليس له شأن سوى هذا الشأن. يعني طلب الحديث. وسمعته يقول: تركت الحيريّ لله، يعني القاضي أبا بكر أحمد بن الحسن صاحب الأصمّ. قال: وإنّما تركه لأنه سمع منه شيئاَ يخالف السّنة. وقال: أبو عبد اللّه الحسين بن عليّ الكتبي في تاريخه: خرج شيخ الإسلام لجماعة الفوائد بخطه، إلى أن ذهب بصره، فلما ذهب بصره أمر واحداً بأن يكتب لهم ما يخرج، ثمّ يصحح عليه، وكان يخرج لهم متبرعاً لحبه للحديث، وقد تواضع بأن خرج لي فوائد. ولم يبق أحدٌ) خرج له سواي. وقال الحافظ محمد بن طاهر: سمعت أبا إسماعيل الأنّصاري، يقول: إذا ذكرت التفسير، فإنما أذكره من مائةٍ وسبعة تفاسير. وسمعت أبا إسماعيل ينشد على المنبر: أنا حنبلي ما حييت، وإن أمتفوصيتي للنّاس أن يتحنبلوا وسمعت أبا إسماعيل يقول: لما قصدت الشيخ أبا الحسن الحرقانيّ الصوفي، وعزمت على الرجوع، وقع في نفسي أن أقصد أبا حاتم بن حاموش الصوفيّ، وعزمت على الرجوع، وقع في نفسي أن أقصد أبا حاتم بن حاموش الحافظ بالريّ وألتقي به وكان مقدم أهل السّنة بالريّ، وذلك أن السّلطان (33/57)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 58 محمود بن سبكتكين لما دخل الريّ، وقتل بها الباطنية، منع سائر الفرق من الكلام على المنابر، غير أبي حاتم، وكان من دخل الريّ من سائر الفرق، يعرض اعتقاده عليه، فإن رضيه أذن له في الكلام على الناس وإلا منعه فلما قربت من الريّ كان معي في الطريق رجلٌ من أهلها، فسألني عن مذهبي. فقلت: أنا حنبلي. فقال: مذهبٌ ما سمعت به وهذه بدعة. وأخذ بثوبي وقال: لا أفارقك حتّى أذهب بك إلى الشيخ أبي حاتم. فقلت: خيرة. فذهب بي إلى داره، وكان له ذلك اليوم مجلسٌ عظيم، فقال: هذا سألته عن مذهبه، فذكر مذهباً لم أسمع به قط. قال: ما قال قال: أنا حنبليّ. فقال: دعه، فكل من لم يكن حنبلياً فليس بمسلم. فقلت: الرجل كما وصف لي: ولزمته أياماً انصرفت. قال ابن طاهر: حكى لي أصحابنا أنّ السّلطان ألب أرسلان قدم هراة ومعه وزيره نظام الملك، فاجتمع إليه أئمة الفريقين من الشافعية والحنفية للشكاية من الأنّصاري، ومطالبته بالمناظرة. فاستدعاه الوزير، فلما حضر قال: إن هؤلاء قد اجتمعوا لمناظرتك، فإن يكن الحق معك رجعوا إلى مذهبك، وإن يكن الحق معهم إما أن ترجع وإما أن تسكت عنهم. فقام الأنّصاري وقال: أناظر على ما في كميّ) فقال: وما في كميك قال: كتاب اللّه، وأشار إلى كمه الأيمن، وسنّة رسوله، وأشار إلى كمه اليسار، وكان فيه الصّحيحان. فنظر الوزير إليهم كالمستفهم لهم، فلم يكن فيهم من يمكنه أن يناظره من هذا الطريق. (33/58)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 59 وسمعت أحمد بن أميرجة القلانسيّ خادم الأنّصاري يقول: حضرت مع شيخ الإسلام على الوزير أبي عليّ، يعني نظام الملك، وكان أصحابه كلفوه الخروج إليه، وذلك بعد المحنة ورجوعه من بلخ. قلت: وكان قد غرب عن هراة إلى بلخ. قال: فلمّا دخل عليه أكرمه وبجّله، وكان في العسكر أئمة الفريقين. في ذلك اليوم، قد علموا أن الشيخ يأتي، فاتفقوا على أن يسألوه عن مسألةٍ بين يدي الوزير، فإن أجاب بما يجيب بهراة سقط عين الوزير، وإن لم يجب سقط من عيون أصحابه، فلما استقر به المجلس قال العلويّ الدبوسي: يأذن الشّيخ الإمام في أن أسأل مسألة. قال: سل. فقال: لم تلعن أبا الحسن الأشعري فسكت، وأطرق الوزير، فلما كان بعد ساعةٍ، قال له الوزير: أجبه. فقال: لا أعرف الأشعري، وإنما ألعن من لم يعتقد أن اللّه في السماء، وأن القرآن في المصحف، وأن النبي صلى اللّه عليه وسلم نبي غير خطاء. ثمّ قام وانصرف، فلم يمكن أحدٌ أن يتكلم بكلمةٍ من هيبته وصلابته وصولته، فقال الوزير للسائل أو من معه: هذا أردتم، كنا نسمع أنّه يذكر هذا بهراة، فاجتهدتم حتّى سمعناه بآذاننا. وما عسى أن أفعل به ثمّ بعث خلقه خلعاً وصلةً، فلم يقبلها، وخرج من فوره إلى هراة ولم يتلبث. قال: وسمعت أصحابنا بهراة يقولون: لما قدم السّلطان ألب أرسلان هراة في بعض قدماته اجتمع مشايخ البلد ورؤساؤه، ودخلوا على أبي إسماعيل الأنّصاري، وسلموا عليه وقالوا: قد ورد السّلطان، ونحن على عزم أن نخرج ونسلّم عليه، فأحببنا أن نبدأ بالسلام على الشيخ الإمام، ثمّ نخرج إلى هناك. وكانوا قد تواطؤوا على أن حملوا معهم صنماً من نحاس صغيراً، (33/59)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 60 وجعلوه في المحارب تحت) سجادة الشيخ، وخرجوا. وذهب الشيخ إلى خلوته. ودخلوا على السّلطان، واستغاثوا من الأنّصاري أنّه مجسّم، وأنه يترك في محرابه صنماً، ويقول إن اللّه على صورته، وإن بعث السّلطان الآن يجد الصّنم في قبلة مسجده. فعظم ذلك على السّلطان، وبعث غلاماً ومعه جماعة، ودخلوا الدار وقصدوا المحراب، وأخذوا الصنم من تحت السجادة، ورجع الغلام بالصّنم، فوضعه بين يدي السّلطان، فبعث السّلطان من أحضر الأنّصاري، فلما دخل رأى مشايخ البلد جلوساً، ورأى ذلك الصنم بين يدي السّلطان مطروحاً، والسلطان قد اشتد غضبه، فقال له السّلطان: ما هذا قال: هذا صنم يعمل من الصفر شبه اللعبة. قال: لست عن هذا أسألك. فقال: فعممّ يسألني السّلطان قال: إن هؤلاء يزعمون أنّك تعبد هذا، وأنّك تقول إن اللّه على صورته. فقال الأنّصاري: سبحانك، هذا بهتان عظيم. بصوت جهوريّ وصولة، فوقع في قلب السّلطان أنهم كذبوا عليه، فأمر به فأخرج إلى داره مكرماً. وقال لهم: أصدقوني. وهدّدهم، فقالوا: نحن في يد هذا الرجل في بليةٍ من استيلائه علينا بالعامة، فأردنا أن نقطع شرّه عنا، فأمر بهم، ووكل بكلّ منهم، ولم يرجع إلى منزله حتّى كتب بخطه بمبلغٍ عظيم يحمله إلى الخزانة. وسلموا بأرواحهم بعد الهوان والجناية. وقال أبو الوقت السّجزيّ: دخلت نيسابور، وحضرت عند الأستاذ أبي المعالي الجوينيّ فقال: من أنت قلت: خادم الشيّخ أبي إسماعيل الأنّصاري. فقال: رضي اللّه عنه. (33/60)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 61 وعن أبي رجاء الحاجيّ قال: سمعت شيخ الإسلام عبد اللّه الأنّصاري يقول: أبو عبد اللّه بن مندة سيّد أهل زمانه. وقال شيخ الإسلام في بعض كتبه: أنا أبو بكر أحمد بن عليّ بن محمد بن إبراهيم الإصبهانيّ أحفظ من رأيت من البشر.) وقال ابن طاهر: سمعت أبا إسماعيل الأنّصاري يقول: كتاب أبي عيسى الترمذيّ عندي أفيد من كتاب البخاري ومسلم. قلت لم فقال: لأن كتاب البخاريّ ومسلم لا يصل إلى الفائدة منهما إلا من يكون من أهل المعرفة التامة، وهذا كتاب قد شرح أحاديثه وبينها فيصل إلى فائدته كلّ واحدٍ من الناس من الفقهاء، والمحدثين، وغيرهم. قال ابن السّمعاني: سألت إسماعيل بن محمد الحافظ عن عبد اللّه الأنّصاري، فقال: إمام حافظ. وقال في ترجمته عبد الغافر بن إسماعيل كان علي حظّ تام من المعرفة العربية، والحديث، والتواريخ والأنساب، إماماً كاملاً في التفسير، حسن السّيرة في التصّوف، غير مشتغل بكسبٍ، مكتفياً بما يباسط به المريدين والأتباع من أهل مجلسه في السّنة مرة ومرتين على رأس الملأ، فيحصل على ألوفٍ من الدنانير، وأعدادٍ من الثّياب والحلي، فيجعها ويفرقها على القصاب والخباز، وينفق منها، ولا يأخذ من السّلاطين ولا من أركان الدّولة شيئاً، وقل ما يراعيهم، ولا يدخل عليهم، ولا يبالي بهم، فبقي عزيزاً مقبولاً أتم من الملك، مطاع الأمر، قريباً من ستين سنة، من غير مزاحمة. (33/61)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 62 وكان إذا حضر المجلس لبس الثياب الفاخرة، وركب الدّواب الثمينة، ويقول: إنّما أفعل هذا إعزازاً للدين، ورغماً لأعدائه، حتّى ينظروا إلى عزّي وتحمّلي، ويرغبوا في الإسلام، ثمّ إذا انصرف إلى بيته عاد إلى المرقعة، والقعود مع الصّوفية في الخانقاه، يأكل معهم، ولا يتميز في المطعوم ولا في الملبوس. وعنه أخذ أهل هراة، التكبير بالصبح، وتسمية أولادهم في الأغلب بالعبد المضاف إلى أسماء اللّه، كعبد الهادي، وعبد الخلاّق، وعبد المعزّ. قال ابن السّمعاني: كان مظهراً للسّنة، داعياً إلهياً، محرضاً عليها، وكان مكتفياً بما يباسط به المريدين، ما كان يأخذ من الظلمة والسّلاطين شيئاً، وما كان يتعدى إطلاقاً ما ورد في الظواهر من الكتاب والسّنة، معتقداً ما صح، غير مصرّح بما يقتضيه من تشبيه. نقل عنه أنّه قال: من لم ير مجلسي وتذكيري وطعن فيّ، فهو في حلّ. ومولده سنة ست وتسعين وثلاثمائة.) وقال أبو النضر الفامي: توفي رحمه اللّه في ذي الحجة. (33/62)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 63 وقد جاوز أربعاً وثمانين سنة. 4 (عبد العزيز بن طاهر بن الحسين بن علي.) أبو طاهر البغدادي الصّحراوي. زاهد، عابد، قانت. لازم التفّرد والعزلة. روى شيئاً يسيراً عن: أبي الحسن بن رزقويه، وعثمان بن دوست العلاف. توفي في شعبان. 4 (عبد الكريم بن أبي حنيفة بن العباس.) أبو المظفر الأندقي البخاريّ، شيخ الحنفيّة في زمانه. ولد بما وراء النّهر. تفقه على الإمام عبد العزيز بن أحمد الحلوائي. وسمع من: محمد بن عليّ بن أحمد الإسماعيلي، وأبي إبراهيم إسماعيل بن محمد المزكي، وجماعة. روى عنه: عثمان بن عليّ البيكنديّ، وغيره. توفي في شعبان عن نحو ثمانين سنة، وأندقى قريةٌ من قرى بخارى. 4 (عبد الملك بن أحمد.) أبو طاهر بن السّيوريّ. (33/63)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 64 شيخ صالح، بغداديّ. سمع: أبا القاسم بن بشران، وبشر بن الفاتنيّ، وعثمان بن دوست. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطيّ، وجماعة. توفي في جمادى الآخرة. وروى عنه أبو محمد سبط الخيّاط. 4 (عثمان بن محمد بن عبيد اللّه.) أبو عمرو المحميّ النيّسابوري المزكي. حدث عن: أبي نعيم عبد الملك بن الحسن الإسفرائيني، وعبد الرحمن بن إبراهيم المزكيّ،) وأبي عبد اللّه الحاكم، وجماعة. روى عنه: محمد بن طاهر المقدسيّ، وعبد الغافر بن إسماعيل، وعبد اللّه بن الفراويّ، وهبة الرحمن القشيريّ، وعبد الخالق بن زاهر، ومحمد بن جامع الصّيرفي، وعبد الكريم بن الحسن الكاتب، وأخوه أحمد والحسين بن علي الشّحامي، وعبد الرحمن بن يحيى الناصحيّ وأخوه أبو نصر أحمد، وخلق كثير. (33/64)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 65 قال عبد الغافر: سمع المشايخ والصّدور، وأدرك الإسناد العالي، وحضر الوقائع. وكان شيخاً حسن الصحبة والعشرة. وتوفي في صفر. قلت: روى عنه بالإجازة محمد بن ناصر الحافظ. وقيل: هو عثمانيّ. 4 (عطاء بن الحسن.) أبو خالد الخراسانيّ. توفي في ذي الحجة. 4 (عليّ بن الحسين بن عليّ بن عمرويه.) أبو الحسن. نيسابوري مستور. روى عن: الحيريّ، وأبي سعيد الصّيرفيّ، وأبي عبد اللّه بن فنجويه. وتوفي في نصف شوال. 4 (عليّ بن منصور بن الفراء.) أبو الحسن القزويني، ثمّ البغدادي المؤدّب. سمع: أبا عليّ بن شاذان، وأبا بكر البرقانيّ، والّلالكائي. ونسخ بخطه الكثير. وكان صالحاً خيراً. (33/65)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 66 روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وأبو الكرّام الشّهرزوري، وأبو منصور محمد ولده. 4 (عمر بن الحسين الدّوني.) الصّوفي الفقيه، السفياني المذهب، نزيل صور.) سمع من: السّكن بن جميع. وعنه: الأرمنازي. مات في ذي الحجة، وقد جاوز الثّمانين. 4 (حرف العين)

4 (غانم بن عبد الواحد بن عبد الرّحيم.) أبو شكر الإصبهانيّ، الفقيه الشافعيّ إمام جامع إصبهان. أحد العلماء. سمع: محمد بن إبراهيم الجرجانيّ. روى عنه: مسعود الرّستمي، وجماعة. توفي في ثالث رجب. 4 (حرف الفاء)

4 (الفضل بن عبد اللّه بن علي بن عمر الأذيوجانيّ.) (33/66)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 67 أبو سعد المعروف بالقاضي. قال شيرويه: قدم همذان في رجب للتحديث. وروى عنه: عبيد اللّه بن أبي حفص بن شاهين، وأبي منصور محمد بن محمد السواق، وأبي محمد الخلال، وجماعة. انتخب عليه. وكان ثقة له أصول مقيدة بخط أبي بكر الخطيب وغيره. 4 (حرف القاف)

4 (القاسم بن عليّ.) أبو عدنان القرشي الشريف، العميد الهرويّ. روى عن: أبي منصور محمد بن محمد القاضي، وأبي الحسن الدّيناريّ وغيرهما. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن.) أبو بكر بن ماجة الأبهريّ، أبهر إصبهان لا زنجان وهي قرية كبيرة، ولد سنة ست وثمانين وثلاثمائة.) روى جزء لوين عن أبي جعفر بن المرزبان، وطال عمره، وأكثروا عنه. توفي في هذه السّنة. روى عنه: ابن طاهر المقدسيّ، وأبو سعيد البغدادي، وأبو القاسم التيميّ، ومحمود بن محمد بن ماشاذة، وأبو منصور عبد اللّه بن محمد الاكسائي، وعبد المغيث بن أبي عدنان، وأبو الغنائم مسعود بن إسماعيل، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي، وأبو الخير محمد بن أحمد الباغيان، ومحمود بن عبد الكريم بن فورجه، وأبو الغنائم محمد بن عبد المؤمن، وأبو رشيد أحمد بن (33/67)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 68 حمد الخرقيّ، وعبد المنعم بن محمد بن سعدويه، والحسن بن رجاء بن سليم، والأديب محمد بن أبي القاسم الصالحانيّ، وغيرهم. 4 (محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن جعفر.) أبو الحسن الباقرجي البغدادي الصيّرفي. سمع: ابن المتيم وابن رزقويه، وغيرهما. روى عنه: محمد بن ناصر. 4 (محمد بن الحسين بن عليّ بن محمد بن محمود.) أبو يعلى الهمذاني السّراج. سمع بمكة صحيح البخاريّ من كريمة المروزيّة. وبمصر من القاضي أبي عبد محمد القضاعيّ. وببغداد من الجوهريّ. وكان صدوقاً، حسن السيرة كثير الصّدّقة. توفي في صفر. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن أحمد.) أبو بكر النيسابوريّ الماوردي الصّوفي الحنفيّ، صوفي، نظيف، ظريف، ورع. (33/68)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 69 روى عن: أبي العلاء صاعد بن محمد. وعنه: عبد الغافر بن إسماعيل وهو وصفه. 4 (محمد بن محمد بن بشير.) أبو عبد اللّه المعافريّ القرطبيّ الصيرفيّ المقريء، صاحب مكيّ.) روى عنه أبو علي الغسانيّ، وقال: كان رجلاً صالحاً، طلب الأدب عند أبي بكر مسلم بن أحمد الأديب. وقرأ القرآن على مكيّ بن أبي طالب. وحجّ، وكتبصحيح مسلم بمصر، عن أبي محمد بن الوليد، وكان رجلاً منقبضاً، مقبلاً على ما يعنيه. وتوفيّ في رمضان. 4 (محمد بن هشام بن محمد بن عثمان بن نصر.) أو بكر القيسي الوزير القرطبيّ، ويعرف بابن المصحفيّ. روى عن: أبيه، وعن: ثابت بن محمد الجرجانيّ، وأبي الحسن التبّريزيّ، وأبي عبد اللّه بن فتحون، وصاعد بن الحسن اللّغويّ، وأبي عمر بن عفيف. روى عنه: أبو عليّ الغسّانيّ، وقال: كان من المتحقّقين بالأدب، الدّائبين على طلبه مدّة عمره. وكان ذا صيانة وجلالة. أكثر الناس عنه. وقال ابن بشكوال: أنبا عنه غير واحد. وقال أبو الحسن بن مغيث: كان حافل الأدب، متسعّ المعرفة، من بيت نباهةٍ ووجاهة، دمث الأخلاق، مثابراً على المطالعة. وكانت كتبه في غاية الإتقان والتقييد. (33/69)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 70 توفي الوزير أبو بكر في ثالث جمادى الأولى، وله ثمانون سنة. 4 (محمد بن يبقى.) أبو عبد اللّه الأندلسيّ اللّخميّ. من أهل المريّة. كان فقيهاً عالماً بالأثر. اختلف إلى الشيّوخ كثيراً. ورّخه أبو القاسم بن مدير، وقال: ما تركت بالمريّة أحداً فوقه. 4 (مسعود بن سعيد بن عبد العزيز النيّلي.) أبو الفضل النّيسابوريّ الطبيب. قال السّمعاني: ولد سنة أربعٍ وأربعمائة، وتوفيّ في سنة نيّفٍ وثمانين. يروي عن الحسين بن فنجوية الثقفيّ. ثنا عنه: أبو البركات بن الفراويّ، وغيره. وعبد الخالق الشّحّاميّ. 4 (معلّي بن حيدرة.) الأمير حصن الدّولة أبو الحسن الكناني.) تغلّب على إمرة دمشق في شوّال سنة إحدى وستيّن بعد هروب أمير (33/70)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 71 الجيوش بدر، وبعد بارزطغان، فأساء السّيرة، وصادر النّاس وعذّبهم. وزعم أنّ التقليد وصل إليه من المستنصر صاحب مصر. وعمّ بلاؤه إلى أن خربت أعمال البلد وجلا كثير من النّاس، ووقعت بينه وبين العسكر وحشة فخافهم وهرب إلى بانياس في آخر سنة سبعٍ وستيّن، وأراح اللّه منه. ثمّ خاف من عسكرٍ قدم من مصر سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة، وهرب إلى صور، ومنها إلى طرابلس، فأخذ منها، وحمل أسيراً إلى مصر، وبقي بها إلى أن قتل في هذه السّنة. 4 (حرف الهاء)

4 (هبة اللّه بن عليّ.) أبو سعد الكوّاز القارىء. توفيّ ببغداد في رجب. يروى عن: عبد الملك بن بشران. وعنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وإسماعيل الطلحيّ. 4 (هبة اللّه بن محمد بن محمد بن مخلد.) أبو المفضل بن الجلخت الأزديّ الواسطيّ الزاهد، المقريء. اسمه: عليّ بن عبد اللّه الطرسوسي، وأبا تّمام عليّ بن محمد العبدريّ، وعمر بن عليّ الميمونيّ. روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وغيره. قال خميس الخوري: أبو المفضل شيخنا يقصر الوصف عما كان عليه (33/71)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 72 من خشونة الطريقة وحسنها. صام وقته كله، ولازم الجامع معتكفاً، يقرئ القرآن ويحدث. وكان حسن المعرفة بالفقه والحديث، جماعةٌ لخلال الخير، ذا جاهٍ عظيم عند السّلطان. توفي في أول السّنة، ودفن بداره، وله سبعٌ وخمسون سنة. 4 (الكنى)

4 (أبو يعلى بن عبد الواحد بن أحمد المليحيّ الهرويّ.) اسمه. (33/72)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 73 2 (وفيات سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة)

4 (حرف الألف) ) 4 (أحمد بن عمر بن أحمد بن عليّ.) أبو بكر الهمذانيّ الصندوقي البزار المعبر. روى عن: أبي طاهر بن سلمة، وأبي سعيد بن شبابة، ومحمد بن عيسى وأكثر عنه، وابن المحتسب، وجعفر الأبهري، وطاهر بن أحمد الإمام، وعليّ بن أحمد، وعليّ بن شعيب، وأبي نصر بن الكسّار، وأبي الفضل عمر بن إبراهيم بن أبي سعد الهرويّ، ومنصور بن رامش، وأبي حاتم أحمد بن الحسن بن خاموش الرّازيّ الفقيه، وخلق كثير. قال شيرويه: سمعت منه كثيراً، وكان ثقة صدوقاً، عارفاً بأحوال البلد وأهلها، وبأخبار المشايخ. وكان أحد دهاة الفرس. حسن السّيرة، اعتكف في الجامع نيفاً وأربعين سنة. توفي في ذي الحجة، وتوليت غسله. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد.) (33/73)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 74 أبو العباس الجرجاني الفقيه، قاضي البصرة وشيخ الشافعية بها. وهو مذكور في أعيان الأدباء، له تصانيف. وسمع من: أبي طالب بن غيلان، وأبي الحسن القزويني، والصوريّ. روى عنه: الحسين بن عبد الملك الأديب بإصبهان. وله كتاب سماه كتاب الأدباء أورد فيه نفائس من النظم والنثر، وكان من أجلاد العالم. تفقه على الشّيخ أبي إسحاق. وقد روى عنه أبو عليّ بن سكرة الحافظ، وأثنى عليه. وروى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر.) أبو الفتح الإصبهاني الوبريّ المقريء. قرأ بالروايات على أبي المظفر عبد اللّه بن شبيب، والباطرقانيّ. وسمع من: أبي نعيم، وجماعة. وروى اليسير، وكان مقرئ إصبهان في وقته. 4 (أحمد بن محمد بن صاعد بن محمد.) أبو نصر القاضي الصاعديّ، رئيس نيسابور وقاضيها.) أجرى رئاسة بلده ورسومها على أحسن مجاريها، وكان معظماً عند (33/74)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 75 السّلطان، وله معرفة بالفروسية ورمي القوس، وكان من أعيان الحنفية. سمع من: جده أبي العلاء صاعد بن محمد القاضي والقاضي أبي بكر الحيريّ، ومحمد بن موسى الصيرفي، وعلي بن محمد الطرازيّ، ويحيى بن إبراهيم المزكيّ. وسمع ببغداد في الكهولة من القاضي أبي الطيّب الطبريّ، وغيره. وكان مولده في سنة عشرٍ وأربعمائة. روى عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ، وأبو سعد البغداديّ، وسفيان بن مندة، وزاهر روجيه ابنا الشّحاميّ، ومنصور بن محمد حفيده، وعبد اللّه بن الفراويّ، وعبد الخالق بن زاهر، وأبو الغنائم منصور بن محمد الكشميهنيّ، وإسماعيل العصائدي، وأحمد بن عليّ المقريء البهيقي، ومحمد بن عليّ بن دوست، وآخرون. قال السّمعاني: تعصب بأخرة في المذهب، حتّى أدى إلى إيحاش العلماء، وأغرى بعض الطوائف على بعض، حتّى غيرت الخطباء، وشرع اللعن على أكثر الطوائف من المسلمين، فانتهى الأمر إلى السّلطان ألب أرسلان، والوزير نظام الملك، فأبطل ذلك، ولزم القاضي أبو نصر بيته مدة إلى دولة ملكشاه، ففوض القضاة إليه، وكان العدل والإنصاف في أيّامه. وعقد مجلس الإملاء في خمسيات رمضان، وكان يحضر إملاءه من دبّ ودرج. (33/75)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 76 توفي في ثامن رمضان، وكان أحد من يقال له شيخ الإسلام. 4 (أحمد بن محمد بن محمد بن عليّ بن محمد بن عليّ بن شجاع.) الأستاذ أبو حامد الشّجاعي السرخسي ثمّ البلخي، الفقيه. كان إماماً مبرزاً كبير القدر. تفقه على: أبي عليّ السّنجيّ. ودرس مدةً، وله أصحاب. (33/76)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 77 سمع الحديث من: الليث بن الحسن الليثيّ، وغيره. روى عنه: ابن أخيه محمد بن محمود السّره مرد بسرخس، وأبو حفص عمر بن محمد بن القاسم القاضي الشهرزوري، وآخرون. سمع منهم: أبو سعد السّمعاني.) وتوفي رحمه اللّه ببلخ. وقع لنا مجلسٌ من أماليه. 4 (إبراهيم بن سعيد بن عبد اللّه.) الحافظ أبو إسحاق النعمانيّ، مولاهم المصري، المعروف بالحبال. قال أبو عليّ بن سكرة: أخبرني أن مولده في سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، وأنه سمع من الحافظ عبد الغني بن سعيد سنة سبعٍ وأربعمائة وأن عبد الغنيّ توفيّ سنة ثمانٍ. قلت: سمع: أحمد بن عبد العزيز بن ثرثال صاحب المحامليّ، وهو أكبر شيخٍ له، وعبد الغنيّ المذكور، ومحمد بن أحمد بن شاكر القطّان، ومحمد بن ذكوان التنيسيّ سبط عثمان السّمرقنديّ، وأحمد بن الحسين بن جعفر النّخالي العطار، وقال: ما أقدم عليه أحداً من شيوخي في الثقة وجميع (33/77)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 78 الخصال التي اجتمعت فيه وعبد الرحمن بن عمر النحاس، وأحمد بن محمد بن الحاج الإشبيليّ، ومنير بن أحمد، والخصيب، بن عبد اللّه، ومحمد بن محمد النّيسابوريّ صاحب الأصم، وابن نظيف، وخلقاً سواهم. وجمع لنفسه عوالي سفيان بن عيينة، وغير ذلك. وكان يتجر في الكتب، ولهذا حصل من الأصول والأجزاء ما لا يوصف. وكان متقناً، ثقة، حافظاً متحرياً، صادقاً. روى عنه: أبو عبد اللّه الحميديّ، وإبراهيم بن الحسن العلويّ المصريّ النّقيب، وعبد الكريم بن سوار التككيّ، وعطاء بن هبة اللّه الإخميميّ، ووفاء بن ذبيان النّابلسيّ، ويوسف بن محمد الأردبيلي، سمع السّلفي من خمستهم، ومحمد بن محمد بن جماهر الطليطلي، ومحمد بن إبراهيم البكري الطليطليّ، وأبو الفتح سلطان بن إبراهيم المقدسي، وأبو الفضل محمد بن بنان الأنباريّ، وعليّ بن الحسين الموصليّ الفرّاء، وأبو بكر محمد بن عبد الباقيّ قاضي المرستان. وآخر من روى عنه بالإجازة الحافظ محمد بن ناصر. وكان خلفاء مصر الرافضة قد منعوه من التحديث، وأخافوه، قاتلهم اللّه، فلهذا انقطع حديثه بوقتٍ. قال أبو عليّ بن سكرة: منعت من الدخول إليه، فلم أدخل عليه إلا بشرط (33/78)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 79 أن لا يسمعني، ولا يكتب إجازة، فأول ما فاتحته الكلام خلط في كلامه، وأجابني على غير سؤالي حذراً أن أكون) مدسوساً عليه، حتّى بسطته، وأعلمته أنّي من أهل الأندلس أريد الحجّ، فأجاز لي لفظاً، وامتنع من غير ذلك. وقال ابن ماكولا: كان الحبّال مكثراً ثقة، ثبتاً، ورعاً، خيراً. ذكر أنّه مولى لابن النعمان قاضي قضاة مصر. وحدّث عنه ابن ماكولا وذكر أنّه ثبته في غير شيء. وروى عنه الحافظ أبو بكر الخطيب إجازة، ثمّ قال: وحدثني عنه أبو عبد اللّه الحميديّ. وقد أتى الحبّال بعض الطلبة، قبل أن يمنعه بنو عبيد من الرواية، ليسمعوا منه جزءاً، فأخرج به عشرين نسخة، وناول كل واحدٍ نسخةً يعارض بها. وقال الحافظ محمد بن طاهر: سمعت أبا إسحاق الحبّال يقول: كان بمصر رجلٌ يسمع معنا الحديث، وكان متشدداً. وكان يكتب السّماع على الأصول، ولا يكتب اسم رجلٍ حتّى يستحلفه أنّه سمع الجزء، ولم يذهب عليه منه شيء. وسمعته يقول: كنا نقرأ على شيخٍ جزءاً، فقرأنا قوله صلى اللّه عليه وسلم: لا يدخل الجنّة قتات. وكان في الجماعة رجلٌ ممن يبيع القتّ، وهو علف الدّوابّ، فقام وبكى، وقال: أتوب إلى اللّه من بيع القت. فقيل: ليس هو الذي يبيع القت، ولكنه النمام الذي ينقل الحديث من قومٍ إلى قوم. فسكن بكاؤه وطابت نفسه. (33/79)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 80 قال ابن طاهر: كان شيخنا الحبّال لا يخرج أصله من يده إلا بحضوره، يدفع الجزء إلى الطالب، فيكتب منه قدر جلوسه، فإذا قام أخذ الأصل منه. وكان له بأكثر كتبه عدة نسخ، ولم أر أحداً أشد أخذاً منه، ولا أكثر كتباً منه. وكان مذهبه في الإجازة أن يقدمها على الإخبار. يقول: أجاز لنا فلان، أنا فلان، ولا يقول: أنا فلان إجازة. يقول: ربما تترك إجازةً، فيبقى إخباراً، فإذا ابتدئ بها، ولم يقع الشّك، فيه. وسمعته يقول: خرج أبو نصر السّجزي الحافظ على أكثر من مائة شيخ، لم يبق منهم غيري. قال ابن طاهر: كان قد خرج له عشرين جزءاً في وقت الطلب، وكتبها في كاغدٍ عتيق، فسألت الجبال عن الكاغد، فقال: هذا من الكاغد الذي كان يحمل إلى الوزير من سمرقند، وقعت إليّ) من كتبه قطعة، فكنت إذا رأيت ورقةً بيضاء قطعتها، إلى أن اجتمع هذا القدر، فكنت أكتب فيه هذه الفوائد. قال ابن طاهر: لما دخلت مصر قصدت الحبّال، وكان قد وصفوه لي بحليته وسيرته، وأنّه يخدم نفسه، فكنت في بعض الأسواق لا أهتدي إلى أين أذهب. فرأيت شيخنا على الصفة التي وصف بها الحبال، واقفاً على دكان عطار، وكميّه ملأى من الحوائج. فوقع في نفسي أنّه هو، فلما ذهب سألت العطار: هذا من الشيخ فقال: وما تعرفه، هذا أبو إسحاق الحبّال. فتبعته وبلغته رسالة سعد بن عليّ الزنجانيّ، فسألني عنه، وأخرج من جيبه جزءاً صغيراً، فيه الحديثان المسلسلان اللّذان كان يرويهما. أحدهما. وهو أوّل وهو أول حديث سمعته منه. فقرأهما علي وأخذت عليه الموعد كل يوم في عمرو بن العاص إلى أن خرجت رحمه اللّه. (33/80)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 81 قلت: كان لقيّ ابن طاهر له في سنة سبعين وأربعمائة، وقد سمع منه القاضي أبو بكر الأنّصاري في سنة ست وسبعين. وإنّما منعوه من التّحديث بعد ذلك. 4 (إبراهيم بن عثمان بن إبراهيم بن يوسف.) أبو القاسم الخلاّل، مسند جرجان في زمانه. توفي بعد الثّمانين. ذكره أبو سعد السّمعاني، فقال: ثقة، مكثر، معمر. روى الكثير. سمع: أبا نصر محمد بن لإسماعيلي، وحمزة السّهمي، والحسن بن محمد الأديب، وأبا مسلم غالب بن عليّّ الرّازيّ الحافظ، والمفضل بن إسماعيل الإسماعيليّ، وأبا عمرو بن عبد الرحمن بن محمد الجرجاني، وأخاه عبد الواسع، وأبا الفضل محمد بن جعفر الخزاعيّ، وأبا سعد المالينيّ، وبشر بن محمد الأبيورديّ، وطبقتهم. مولده في ذي القعدة سنة تسعين وثلاثمائة. قال: وتوفي بجرجان سنة نيفٍ ثمانين. أنبئت عن أبي المظفر بن السّمعاني قال: أنا سعد بن عليّ العصاريّ: أنا إبراهيم الخلاليّ بجرجان، فذكر حديثاً. 4 (أصرم بن عبد الوهاب بن محمد بن خريم.) ) الإصبهانيّ، أبو نهشل. سمع: أبا بكر بن أبي عليّ، وأبي سعيد بن حسنويه. مات في شوال. أرخه يحيى بن مندة. (33/81)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 82 4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن أحمد بن عبد الواحد بن أبي بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن الوليد.) أبو عبد اللّه السّلمي الدمشقيّ، ابن أبي الحديد المعدل، الخطيب. حكم بين الناس بدمشق حين عزل عنها القاضي الغزنويّ إلى حين وصول الشّهرستاني من الحجّ. وحدّث عن: المسدّد الأملوكيّ، وأبي الحسن بن السّمسار، وأبي الحسن العتيقيّ، وعبد الرحمن بن الطّبيز، وجماعة. روى عنه: حفيده أبو الحسين الخطيب، وهبة اللّه بن الأكفانيّ، وهبة اللّه بن طاوس، وأبو القاسم بن البن، وعليّ بن عساكر الخشاب، وعلي بن أحمد الحرستانيّ. توفيّ في آخر السّنة: وكان مولده سنة ست عشرة. أخبرنا أيّوب بن أبي بكر الفقيه بدمشق، وسنقر المحموديّ بحلب، قالا: أنا مكرم التاجر، أنا عليّ بن أحمد بحرستا سنة ست وخمسين وخمسمائة، أنا الحسن بن أحمد السلمي، أنا المسدّد بن عليّ، أنا أحمد بن عبد الكريم الحلبيّ، أنا أبو الحسن محمد بن أحمد الرافقيّ: ثنا صالح بن عليّ النوفليّ: ثنا (33/82)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 83 يحيى الحمانيّ: ثنا وكيع، عن سفيان، عن عاصم بن كليب، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن علقمة، عن عبد اللّه قال: ألا أريكم صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فرفع يده في أولّ مرة، ثمّ لم يعد. 4 (الحسن بن عبد الصّمد بن أبي الشّخباء.) أبو عليّ، الشيخ المجيد العسقلاني، صاحب الرسائل والخطب. كان القاضي الفاضل جل اعتماده على حفظ كلام الشيخ المجيد. توفي مقتولاً في سجن خزانة البنود بالقاهرة في هذه السّنة. فمن شعره: ما زال يختار الزّمان ملوكهحتّى أصاب المصطفى المتخيرا) قل للألى ساسوا الورى وتقدمواقدماً: هلموا شاهدوا المتأخر تجدوه أوسع في السياسة منكمصدراً، وأحمد في العواقب مصدر قد صام، والحسنات ملء كتابه، وعلى مثال صيامه قد أفطرا (33/83)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 84 4 (الحسن بن عليّ بن عبد الواحد بن الموحد.) أبو محمد السّلميّ الدمشقي، المعروف بابن البريّ. سمع: عبد الرحمن بن أبي نصر، وأبا نصر عبد الوهاب بن الجبان، ومنصور بن رامش. روى عنه: أبو بكر الخطيب وهو أكبر منه، والفقيه نصر المقدسيّ، وأبو الفضل يحيى بن عليّ القاضي، ونصر بن قاسم المقدسيّ، ونصر بن أحمد بن مقاتل. توفي في نصف رمضان. كذا ورّخه ابن الأكفاني. وورد عن غيث أنّه توفي في صفر. 4 (الحسين بن عليّ بن أحمد.) أبو طاهر الإصبهانيّ، الشيخ الصالح. روى عن: أبي عبد اللّه الجرجاني، وأبي بكر بن مردويه. (33/84)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 85 ومولده سنة خمس وتسعين وثلاثمائة. مات في شوال. قاله يحيى بن مندة. 4 (حرف الطاء)

4 (طاهر بن بركات بن إبراهيم بن عليّ بن محمد.) أبو الفضل القرشيّ الدمشقيّ، المعروف بالخشوعيّ. سمع: أبا القاسم الحنائيّ، وأبا الحسين بن مكيّ، وعبد الدائم الهلاليّ، والكتانيّ، والخطيب، وطبقتهم. وخرج معجم شيوخه. سمع منه: الفقيه نصر المقدسيّ، وهو من شيوخه، ومكيّ الرميليّ. قال ابن عساكر الحافظ: سألت ابنه أبا إسحاق لم سموا الخشوعيّ فقال: كان جدنا الأعلى يؤم الناس، فتوفي في المحراب. وذكر أنّ أباه طاهراً توفي وقد ناهز الخمسين سنة. 4 (حرف الظاء) ) 4 (ظاهر بن أحمد بن عليّ.) الحافظ المفيد أبو محمد السّليطي النّيسابوريّ. (33/85)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 86 ويسمى أيضاً عبد الصمد. ولد بالريّ ونشأ بها، وكتب الكثير بخطه المتقن الصحيح. سمع: أبا عليّ بن المذهب، والتنوخيّ، والجوهريّ، وطبقتهم. روى عنه: ابن بدران الحلوائي، وأبو بكر المروزيّ. وسكن همذان 4 (ظفر بن الداعي بن مهدي بن حسن.) السّيد أبو الفضل العلويّ، من ذرية محمد بن عمر بن عليّ بن طالب. من أهل أستراباذ. سمع الكثير، وأملى مدة. روى عن: والده، وحمزة السّهمي، وإبراهيم بن مطرف، وعلي بن أحمد ابن عبدان الأهوازيّ، وأبي بكر الحيريّ. وأجاز له السّهميّ. مات في هذا الحدود بعد الثمانين. روى عنه: عبد اللّه بن الفراويّ، وعائشة بنت الصفار. 4 (حرف العين)

4 (عبد اللّه بن محمد بن إبراهيم بن غريب الخال.) سمع: الحرفي، وعثمان بن دوست، وأبا عليّ بن شاذان. (33/86)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 87 روى عنه: أبو غالب بن البناء، وابنه سعيد بن البناء، وإسماعيل بن السّمرقنديّ. 4 (عبد الرحمن بن الأستاذ أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن.) أبو منصور القشيريّ النّيسابوريّ. كان صالحاً عابداً، سمع: عبد الرحمن بن حمدان النصرويي، وأبا عبد اللّه بن باكويه بنيسابور، وأبا الطيّب الطبريّ، وجماعة ببغداد. روى عنه: أبو الأسعد هبة الرحمن، وأبو حفص عمر الفرغوليّ.) وتوفي بمكة هذه السّنة. عبد السّلام بن منصور بن الياس. أبو الفتح الهرويّ. توفي في جمادى الآخرة. وتوفي أخوه عبد البديع قبله بيوم. 4 () عبد الصّمد بن أحمد بن عليّ. (33/87)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 88 أبو محمد السّليطيّ النّيسابوري المعروف بظاهر. أصله رازي، كان أحد أئمة الحفاظ، نسخ الكثير بخطه المتقن، ورحل فسمع: أبا علي بن المذهب، وأبا طاهر الصباغ، وأبا الطيّب الطبري، والجوهري. وخرج للجوهري أمالي معروفة. روى عنه: محمد بن بطال بهمذان، وعبد الواحد بن الفضل الفارمذي، ومحمد بن أميرك. إلا أنّه أخذ كتب الناس في نهب البساسيري، وجمعها، ولم ينفعه اللّه بها. توفي بنواحي همذان. 4 (عبد الواحد بن علي بن أحمد.) أبو الفضل الهمذاني الكرابيسي، المعروف بابن يوغة الصّوفيّ. روى عن: ابن تركان، وعليّ بن أحمد البيع، وسعد بن علويه، ومحمد بن عليّ بن خذاداذ، وجماعة. قال شيرويه: شيخ الصّوفية صدوق. سمعت منه جمع ما مر له. ومات في سلخ ذي الحجة، ومولده في سنة تسعين وثلاثمائة. وقال السّمعاني: سمع أبا بكر بن حمدويه الطوسي، وأجاز له أبو بكر بن لال، ثنا عنه حمدان بن الحسن الضرير، وأبو الفخر سعد بن محمد الصوفي، وأبو المكارم عبد الكريم بن عبد الملك الكرابيسي. وكان شيخ الصّوفية بهمذان. (33/88)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 89 4 (عبد الواحد بن علي بن البختري.) ) أبو القاسم. بغدادي مقل. روى عن: أبي القاسم بن بشران. كتب عنه: أبو محمد بن السّمرقنديّ، وأخوه. ومات في صفر. 4 (عبد الواحد بن محمد بن عمر.) أبو زيد الطرسوسيّ. مات في ربيع الأول. 4 (عبد الوهاب بن أحمد بن محمد بن زكريا.) أبو منصور الثقفي النّيسابوري الأطروش. قال السّمعاني: شيخ ظريف، خفيف، أصم، صوفي، سافر الكثير ولقي المشايخ، وتبرع بأنواع من القرب من عمارة القبور، وإعادة الأسماء على مشاهدة الأئمة، واتخاذ الأواني النّحاس للصوفية. وسمع بخراسان، والعراق، وكان يقرأ بنفسه لصممه. حدث عن: أبي بكر الحيريّ، وأبي عبد الرحمن السّلمي، وأبي الحسن الطرّازي، وأبي عليّ السّختياني، وأبي عبد اللّه بن باكويه. روى عنه: أبو عثمان العصائدي، وأبو الوقت عبد الأول. توفي في خامس رجب. وقع لنا من طريقه مجلساً السلمي، وابن باكويه. (33/89)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 90 4 (عبيد اللّه بن عمر بن محمد بن أبي عبد الرحمن.) البحيريّ النّيسابوري. قال عبد الغافر: هذا الشيخ رقيق الحال في التزكية والعدالة. سمع من: أبي عبد اله الحاكم، وعبد اللّه بن يوسف الإصبهانيّ، وجماعة. توفي في تاسع ذي الحجة وله خمس وثمانون سنة وأيام. قلت: روى عنه: عبد الغافر، وغيره، والأمير أحمد بن محمد الفراتيّ.) 4 (عبد الكريم بن زكريّا بن سعد بن عمار.) أبو محمد البخاريّ الخبازيّ البزار. فقيه حافظ فاضل، يفهم الحديث. سمع الكثير، وأملى عن: أبي نصر أحمد بن الحسن المراجليّ، وحمزة بن أحمد الكلاباذي، والحسين بن الخضر النّسفي، وطبقتهم. وعنه: عثمان بن عليّ البيكنديّ، وجماعة. ولد سنة تسعٍ وتسعين وثلاثمائة. ومات في ربيع الأول. 4 (عليّ بن أحمد بن عليّ بن حنويه.) (33/90)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 91 أبو الحسن الشهرستاني الفاروزي الكاتب. سمع: الليث بن الحسن اللليثيّ بسرخس، وأبا بكر الحيريّ. وصحب: أبا عبد اللّه بن باكويه. توفي في ذي القعدة عن مائة سنة. 4 (عليّ بن أبي نصر المناديليّ.) أبو الحسن النّيسابوريّ الحافظ. كان من نوادر الزّمان. جمع ما لم يجمعه غيره من أنواع العلوم، حتّى فاق أقرانه في القراءآت، ومعرفة أسماء الرجال، والمتون، والطبّ، وغير ذلك. بالغ الحافظ عبد الغنيّ في وصفه، وقال: ما رأيت أحسن ولا أصحّ من قراءته. سمع من: أبي القاسم القشيريّ، والفضل بن المحبّ، وطبقتهما. ولم يتكهل ولم يبلغ أوان الرواية. قال عبد الغافر: لمّا عاد من بغداد سمعته يقول: ما استفدت من غيري في سفري، بل كلّ من لقيته استفاد منّي. وقال لي: لست أطالع شيئاً مرةً أو مرتين إلا وحفظته ولا أنساه، فقد من البلد ولا يدري ما تم له. عليّ بن أبي يعلى بن زيد بن حمزة.) أبو القاسم الحسيني الدّبوسيّ. (33/91)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 92 ودبوسية: بلدة بقرب سمرقند. كان من كبار أئمة الشّافعية، متوحداً متفرداً في الفقه والأصول واللغة والنّحو والنظر والجدل. وكان حسن الخلق والخلق، سمحاً. جواداً كثير المحاسن. قدم بغداد، وولي تدريس النظامية، تفقه عليه جماعة من البغداديين، ومن الغرباء. وأملى ببغداد مجالس. سمع: أبا عمرو بن عبد العزيز القنطريّ، وأبا سهل أحمد بن عليّ الأبيورديّ، وأبا مسعود أحمد بن محمد البجليّ. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وأبو غانم مظفر البروجرديّ، ومحمد بن أبي نصر المسعوديّ المروزيّ، وآخرون. توفي ببغداد في شعبان، وهو من ذرية الحسين الأصغر بن زيد العابدين (33/92)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 93 عليّ بن الحسين رضي اللّه عنه. 4 (عليّ بن محمد بن حسين ابن المحدث عبد الكريم بن موسى بن عيسى بن مجاهد.) الإمام أبو الحسن البزدويّ النّسفيّ الزاهد، صاحب التصانيف الجليلة، والمدرس بسمرقند. توفي بكسّ في رجب. قال السّمعاني: كان إمام إصحاب أبي حنيفة بما وراء النهر، يضرب به المثل في حفظ المذهب. وطريقته مفيدة. ظهر له الأصحاب، وهو أخو القاضي أبي اليسر. تفقه بالشمس عبد العزيز بن أحمد الحلوائي، وسمع منه، ومن: عمر بن منصور بن خنب، وأبي الوليد الحسن بن محمد الدربنديّ. وكان مولده في حدود الأربعمائة. روى عنه: أبو المعالي محمد بن نصر الخطيب. 4 (عليّ بن محمد بن عبد العزيز بن حميدين.) أبو الحسن القرطبي. (33/93)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 94 روى عن: يحيى بن محمد القليعيّ، ومحمد بن عتاب، وأبي جعفر الكنديّ الزاهد وهو خاله:) وكان من أهل العلم والفقه والصلاح والتلاوة والإقبال على نشر العلم، صدراً مشاوراً في الأحكام، معظماً في النفوس، متعيناً للوزارة. قال اليسع بن حزم: له همة انتعلت السّماك، وتبوأت الأفلاك، كتب مرة إلى المعتمد بن عباد: يا من حللت جوارهوالجود طوع يمينه أتجير من ألقى إليك بنفسه وبدينه حاشى نهاك بأن يرى بخلاً بعين معينه إني غرست به الثنافقطعت حسن يقينه ولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، وتوفي في بيع الأول رضي اللّه عنه. 4 (عليّ بن محمد بن الحسين بن موسى) أبو الحسن الأسدي الفارقيّ الشيعيّ. غال، كثير المجون والدغابة. سمع: أبا الحسن بن مخلد البزارّ. وعنه: عبد الوهاب الأنماطيّ. 4 (عيسى بن نصر بن عيسى.) أبو الطيبّ الرّازيّ البزار. رحل وسمع بمصر: أبا عبد اللّه بن نظيف، وشعيب بن المنهال. روى عنه: أبو القاسم بن السّمرقنديّ، وأبو البركات الأنماطيّ. وتوفي في شوال. (33/94)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 95 4 (حرف الغين)

4 (غانم بن محمد بن عبد الواحد بن عبيد اللّه الإصبهانيّ.) الحافظ أبو سهل. توفي بإصبهان في جمادى الأولى. يروي حضوراً عن عليّ بن مندة الفقيه الزاهد. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن حامد بن عبيد.) ) أبو جعفر البيكنديّ البخاريّ المتكلم، المعروف بقاضي حلب. ورد بغداد في أيام عبد الملك بن محمد بن يوسف، فمنعه من دخولها فلما مات ابن يوسف دخلها وسكنها، وكان رأساً في الاعتزال، داعيةً إليه. روى عن: أبي عامر عدنان بن محمد الضبيّ، وأبي الفضل أحمد بن عليّ السّليمانيّ، ومنصور بن نصر الكاغدي، وطائفة. روى عنه: عليّ بن هبة اللّه بن زهمويه، وثابت بن منصور الكيليّ، وصدقة السياف، وأبو غالب بن البناء، وغيرهم. (33/95)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 96 روى عن: إسماعيل بن حاجب الكشانّي، واتهم في ذلك. ورماه بالكذب عبد الوهاب الأنماطيّ، وغيره. ولد سنة اثنتين وتسعين. وقال مرةً أخرى: سنة أربعٍ وتسعين. ومات في رابع المحرم ببغداد. 4 (محمد بن أحمد بن عبد اللّه.) (33/96)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 97 أبو الفتح بن سمكويه الإصبهانيّ نزيل هراة. أحد الحفاظ المذكورين. سمع الكثير، وحصّل الأصول، ونسخ كثيراً. سمع ببغداد من: أبي محمد الحسن بن محمد الخلال، وطبقته. وبنيسابور من: أبي عثمان الصابوني، وأبي حفص بن مسرور، والطبقة. وبإصبهان: أصحاب ابن المقريء. وبشيراز من: الحافظ أبي بكر بن أبي عليّ. وبسمرقند من: ابن شاهين السّمرقنديّ. ومولده بإصبهان في سنة تسعٍ وأربعمائة. صنف، وجمع الأبواب. روى عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ، وكان يتبرك بدعائه. وقال أبو عبد اللّه في رسالته: كان لابن سمكويه التواليف الكثيرة الوافرة في كتب الحديث،) ووهمه أكثر من فهمه. خرج إلى نيسابور في صحبة عبد العزيز النخشبيّ، ثمّ خرج إلى ما وراء النهر، وأقام بهراة سنين يورق، صادقته بها وبنيسابور، وبيني وبينه ما كان من الحقد والحسد. وتوفي بنيسابور. قلت: في ذي الحجة. 4 (محمد بن أحمد بن عليّ بن شكرويه.) (33/97)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 98 القاضي أبو منصور الإصبهانيّ. توفيّ بإصبهان في شعبان. قال يحيى بن مندة: هو آخر من روى عن أبي عليّ بن البغداديّ، وأبي إسحاق بن خرشيذ قوله: وسافر إلى البصرة. وسمع من: أبي عمر الهاشمي، وعليّ بن القاسم النجاد، وجماعة. إلا أنّه خلط في كتاب السنن ما سمعه بما لم يسمعه، وحك بعض السّماع، كذلك أراني مؤتمن السّاجيّ، ثمّ ترك القراءة عليه، وخرج إلى البصرة، وسمع الكتاب من أبي عليّ التستريّ. وقال المؤتمن السّاجيّ: ما كان عند ابن شكرويه عن ابن خرّشيذ قوله، والجرجانيّ، وهذه الطبقة فصحيح، وأطلعني ابن شكرويه على كتابه لسنن أبي داود فرأيت تخليطاً ما استحللت معه سماعه. وقال أبو طاهر: لما كنا بإصبهان كان يذكر أنّ السنن عند ابن شكرويه، فنظرت فإذا هو مضطرب، فسألت عن ذلك، فقيل إنه كان له ابن عم، وكانا جميعاً بالبصرة، وكان القاضي أبو منصور مشتغلاً بالفقه، وإنما سمع اليسير من القاضي أبي عمر الهاشميّ، وكان ابن عمه قد سمع الكتاب كله، وتوفي قديماً. فكشط أبو منصور اسم ابن عمّه، وأثبت اسمه، فخرجت إلى البصرة، وقرأته على التستريّ. (33/98)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 99 وقال السّمعاني: سألت أبا سعد البغداديّ، عن أبي منصور بن شكرويه، فقال: كان أشعرياً، لا يسلم علينا ولا نسّلم عليه، ولكنه كان صحيح السّماع. وقال يحيى بن مندة: كان أبو منصور على قضاء قرية سين، سافر البصرة فسمع من الهاشميّ،) وأبي الحسن النّجاد، وأبي طاهر بن أبي مسلم. ولد ابن شكرويه سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، ومات في العشرين من شعبان. وقد روى عنه: إسماعيل الحافظ، وابن طاهر المقدسيّ، ونصر اللّه بن محمد المصّيصيّ، وهبة اللّه بن طاوس الدمشقيان، وأبو عبد اللّه الرستميّ، وطائفة كبيرة منهم أبو سعد البغداديّ، وعبد العزيز الأدميّ، والجنيد القاينيّ. 4 (محمد بن أحمد بن عبد اللّه بن هارون بن زرا.) أبو الخير الإصبهانيّ. سمع: أبا عبد اللّه الجرجانيّ، وأبا بكر بن مردويه، وعثمان بن أحمد البرجيّ. وعنه: إسماعيل الحافظ، ومسعود الثّقفيّ، والرستميّ، ومحمد بن عبد الوهاب المغازليّ، وأبو البركات الفراويّ، وعبد المنعم بن محمد بن سعدويه، وآخرون. مات في رجب. وكان صالحاً واعظاً فقيهاً متعبداً. أمّ بجامع إصبهان مدة. وممن روى عنه: عبد العزيز بن محمد الشيرازي الأدميّ. ومات في رجب. 4 (محمد بن أحمد بن أبي جعفر الطبسيّ النّيسابوريّ.) (33/99)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 100 أبو الفضل. محدث زاهد، عالم، صنف كتاب بستان العارفين وسمع من: أبي عبد اللّه الحاكم، وأبي طاهر بن محمش، وعبد اللّه بن يوسف بن مامويه، وأصحاب الأصم. روى عنه: الجنيد بن محمد القايني، وجماعة من القدماء. وأملي مدة. وممن روى عنه: وجيه الشّحاميّ، وأبو الأسعد القشيري، وجماعة. توفي في رمضان. وقال عبد الغافر بن إسماعيل: شيخ، فاضل، زاهد، صوفيّ، ورع، ثقة، كتب الكثير، وجمع التصانيف المفيدة..) وقد سمع مسند أبي الموجه بمرو، ومن القاضي أبي بكر الصيرفيّ. قدم علينا، وأفادنا في آخر عمره، وأملى بالنظامية أياماً، ثمّ عاد إلى طبسّ، وبها مات. 4 (محمد بن أحمد بن الحسين بن عليّ.) أبو عبد اللّه ابن الإمام الكبير أبي بكر البيهقيّ. مات في شعبان. (33/100)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 101 4 (محمد بن علي بن محمد بن جعفر.) أبو سعد الرستمي البغداديّ. ولد سنة أربعمائة. وسمع: أبا الحسين بن بشران، وأبا الفضل القطان. روى عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ، وعبد الوهاب الأنماطيّ. وكان رجلاً خيراً. توفي رحمه اللّه في ربيع الأول. 4 (محمد بن منصور بن عمر بن عليّ.) أبو بكر ابن الإمام الفقيه أبي القاسم الكرخي، الفقيه الشافعيّ، والد الشيخ أبي البدر إبراهيم الكرخيّ. صالح، متدين، عالم. روى عنه: إسماعيل بن أحمد السّمرقنديّ، وعبد الوهاب الأنماطيّ. ومات في جمادى الأولى. وأما أبوه فمن كبار أئمة الشافعية، سمع أبا طاهر المخلص، ودرس على الأستاذ أبي حامد الإسفرائيني، وصنّف واشتغل. محمد بن نعمة. أبو بكر الأسديّ ابن القيرواني الصابر. روى عن: أبي عمران الفاسيّ، ومروان بن عليّ البونيّ وعليّ بن أبي طالب الصابر (33/101)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 102 وله كتب في التعبير، سكن المرية، وحمل النّاس عنه. قال ابن بشكوال: سمعت بعضهم يضعفه.) توفي سنة إحدى واثنتين وثمانين. 4 (مرزوق بن فتح بن صالح.) أبو الوليد القيسي الأندلسيّ الطلبيريّ. روى عن: محمد بن موسى بن عبد السلام، والوليد بن فتوح، وأبي محمد بن عبّاس الخطيب، وأبي محمد الشنجاليّ، وجماعة. وحجّ سنة ثمانٍ وعشرين وأربعمائة، ولقي أبا ذر فسمع منه. وسمع بمصر، وكان من أهل المعرفة والتيقظ والمحافظة على الرواية. ترجمه ابن بشكوال، أنبأ عنه غير واحد. وتوفي في جمادى الآخرة. 4 (حرف الهاء)

4 (هبة اللّه بن أبي الصهباء محمد بن حيدر القرشيّ) الشريف العدل أبو السنابل. شيخ نبيل رئيس، من أهل نيسابور. سمع: الأستاذ أبا إسحاق الإسفرائيني، وأبا بكر الحيريّ، وعبد اللّه بن يوسف بن بامويه، وابن محمش، ويحيى بن إبراهيم المزكيّ، وأبا عبد الرحمن السّلميّ، وجماعة. روى عنه: عبد الخالق بن زاهر، وعائشة بنت أحمد الصّفار، ووجيه الشّحاميّ، ومحمد بن جامع الصواف، وآخرون. (33/102)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 103 وكان ثقة مكثراً، روى الكثير. وقد سمع سنن النسائي من: الحسين بن فنجويه الدّينوري، ولد سنة إحدى وأربعمائة، وعاش نيفاً وثمانين سنة وهو من أولاد الأمير عبد اللّه بن عامر بن كريز العبشميّ. 4 (هبة اللّه بن عليّ بن محمد بن أحمد بن المجلي.) الحافظ أبو نصر البغدادي البابصريّ. ولد سنة اثنتين وأربعمائة. وسمع: عبد الصّمد بن المأمون، وأبا جعفر ابن المسلمة، وابن المهتدي بالله، وطبقتهم. وعنه: أخوه أبو السّعود أحمد بن عليّ، وأبو البركات بن أبي سعد، وهبة اللّه بن الشبليّ.) وله تصانيف وخطب. قال السّمعاني: فاضل دين، ثقة، وله تخريجات وجموع، وكتب الكثير، أدركته المنية شاباً. قلت: مات في جمادى الأولى. 4 (هبة اللّه بن محمد بن عليّ بن عبد الغفار.) أبو القاسم البغداديّ ابن السّمسميّ المذهب. سمع: أبا عليّ بن شاذان. روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ. ومات فجأة في ربيع الأول. وكان مليح الكتابة، يكتب المصاحف وغيرها ويذهبها ويزوقها. وكان في الطبقة العليا في التذهيب، وكان حسن الخلق والخلق، متودداً مطبوعاً. (33/103)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 104 4 (هبة اللّه بن محمد بن أحمد.) أبو طاهر الجنزيّ، المؤدب. توفي بإصبهان في سابع جمادى الآخرة. 4 (حرف الواو)

4 (الوليد بن عبد الملك بن أبي عمرو عبد الوهاب بن الحافظ بن مندة.) الإصبهانيّ، أبو غالب التاجر. مات في السفر. وقد توفي بإصبهان في هذه السّنة جماعة لا أعرفهم. (33/104)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 105 2 (وفيات سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن عثمان بن أحمد بن نفيس.) أبو البركات الواسطيّ. حدثّ بواسط وبغداد عن: التبانيّ، وعليّ بن خزفة، وأبي الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التميميّ، وغير واحد. روى عنه: أبو القاسم بن السّمرقنديّ، وسعد بن عبد الكريم الغندجانيّ الواسطيّ، وأبو محمد) عبد اللّه بن عليّ سبط الخياط. توفي في جمادى الأولى، وله إحدى وثمانون سنة، وكان مؤدباً. 4 (أحمد بن يحيى بن هلال.) (33/105)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 106 أبو الفضل بن العداد البغداديّ الحناط المقريء، إمام النظامية. روى عن: أبي القاسم بن بشران. وعنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وعبد الوهاب الأنماطيّ. توفي في جمادى الآخرة. 4 (إسماعيل بن محمد النّوحيّ.) القاضي. 4 (حرف الجيم)

4 (جعفر بن محمد بن جعفر) المكتفي بالله العباسيّ، أحد المعمرين. عاش ستاً وتسعين سنة. وفاته السّماع من المخلص، وطبقته. حدث عن: أبي القاسم بن بشران. روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ. 4 (حرف الخاء)

4 (خواهر زاذة.) (33/106)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 107 شيخ الحنفية، اسمه محمد بن الحسين بن محمد، أبو بكر البخاريّ القديديّ، الحنفيّ الفقيه، ابن أخت القاضي أبي ثابت محمد بن أحمد البخاريّ، ولهذا قيل له بالعجميّ: خواهر زاذة، وتفسيره: ابن أخت عالم. كان أبو بكر إماماً كبير الشأن، بحراً في معرفة المذهب، وطريقته أبسط طريقة للأصحاب، وكان يحفظها. سمع: أباه، وأبا الفضل منصور بن نصر الكاغدي، وأبا نصر أحمد بن عليّ الخارقيّ، وسعيد بن أحمد الإصبهانيّ، والحاكم أبا عمر محمد بن عبد العزيز القنطريّ.) وأملى ببخارى مجالس، وخرج له أصحاب أئمة، وكان عالم ما وراء النّهر. روى عنه: عثمان بن عليّ البيكنديّ، وعمر بن محمد بن لقمان النّسفيّ، وغيرهما. توفي ببخارى في جمادى الأولى. ذكره السّمعاني في الأنساب 4 (حرف العين)

4 (عاصم بن الحسن بن محمد بن عليّ بن عاصم بن مهران.) (33/107)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 108 أبو الحسين العاصميّ البغداديّ، العطار الكرخيّ الشاعر. أحد ظرفاء البغداديين وأكياسهم، كان صاحب ملح ونوادر، وله الشعر الرائق، مع الصلاح والورع والعفة. سمع الكثر، ورحل إليه الطلبة واشتهر اسمه، وسار نظمه، وحدث عن: أبي الحسين بن المتيّم الواعظ، وأبي عمر بن مهديّ، وهلال الحفار، وأبي الحسين بن بشران، ومحمد بن عبد العزيز البرذعيّ. روى عنه: الحافظ أبو بكر الخطيب في كتاب المؤتنف، وإسماعيل بن محمد، وأبو نصر أحمد بن عمر، وأبو سعد أحمد بن محمد الإصبهانيّون، وهبة اللّه ابن طاوس، ونصر اللّه بن محمد المصّيصيّ الدمشقيان، ووجيه الشّحاميّ، وأبو عبد اللّه الفراوي النّيسابوري، وعبد الخالق بن أحمد اليوسفي، ومحمد بن ناصر، وسعيد بن البنا، وأحمد بن عبد الباقي قفرجل، وعبد الوهاب الأنماطيّ، وهبة اللّه بن الحسن الدّقاق، ومحمد بن عبد العزيز البيّع، وابن البطيّ، وخلق سواهم. قرأت على الأبرقوهيّ: أخبرك محمد بن هبة اللّه بن عبد العزيز أن عمه أبا بكر البيّع أخبرهم: أنا عاصم بن الحسن، أنا عبد الواحد بن محمد، نا المحامليّ، ثنا أحمد بن إسماعيل، ثنا الدّراوردي، عن العلاء بن عبد الرحمن، (33/108)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 109 عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: من صدقة جارية، أو علمٍ ينتفع به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له. قال السّمعاني: سألت أبا سعد أحمد بن محمد الحافظ، عن عاصم بن الحسن، فقال: كان شيخاً، متقناً، أديباً، فاضلاً، كان حفاظ بغداد يكتبون عنه، ويشهدون بصحة سماعه.) قال: وسمعت الحافظ عبد الوهاب بن المبارك يقول: ضاع الجزء الرابع من جزء عبد الرزاق، لابن عاصم، وكان سماعه، قرأوه عليه بالسماع قبل أن ضاع، ثمّ بعد أن ضاع ما كان يرويه إلا إجازةً، فلما كان قبل موته بأيام جاءني شجاع الذّهليّ وقال: وجدت أصل ابن عاصم الرابع، تعال حتّى نسمعه منه. قال لي عبد الوهاب: كان عاصم عفيفاً، نزه النفس صالحاً، رقيق الشعر، مليح الطبع، قال لي: مرضت، فغسلت ديوان شعري. توفي عاصم في جمادى الآخرة، وقد استكمل ستاً وثمانين سنة. وقال أبو عليّ بن سكرة: كان عاصم ثقة فاضلاً، ذا شعر كثير، كان يلزمني، وكان لي منه مجلسٌ يوم الخميس، لو أتاه فيه ابن الخليفة لم يمكنه. أنبأني أبو اليمن بن عساكر: أنشدنا أبو القاسم بن صصرى، أنشدنا أبو (33/109)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 110 المظفر ابن التريكيّ من كتابه: أنشدنا عاصم بن الحسن لنفسه: لو كان يعلم من أحبّ بحاليلرثى لقلبي من جرى البلبال لكنه مما ألاقي سالمٌ، من أين يعلم بالكئيب الخالي لهفي على صلف أحلّ قطيعتيظلماً، وحرم زورتي ووصالي يقظان يبخل باللقاء، فليتهفي النوم يسمح لي بطيف خيال 4 (عبد اللّه بن عليّ بن محمد.) (33/110)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 111 أبو القاسم المروزي الكنانيّ القرينينيّ. عالمٌ صين. سمع: أبا بكر محمد بن الحسن بن عبويه الأنباريّ، وأزدشير بن محمد الهشاميّ. حدث في هذا العام، ولم تضبط وفاته. روى عنه: الحسن بن عليّ القطان، وغيره. 4 (عبد الرزاق بن عمر بن بلدج.) أبو بكر الشاشيّ المقريء. رحل إلى مصر، وأخذ عن: عبد الباقي بن فارس المقريء، وخلف بن أحمد الحوفيّ، وجماعة. روى عنه: الحسين بن الحسن بن البن، وأبو الحسن بن المسلم.) وتوفي رحمه اللّه بدمشق في جمادى الآخرة. 4 (عبد العزيز بن محمد بن علي بن إبراهيم بن ثمامة.) أبو نصر التّرياقيّ الهرويّ. سمع جامع الترمذيّ سوى الجزء الأخير منه، وهو من أول مناقب ابن عباس، من عبد الجبار الجراحيّ. (33/111)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 112 سمعه منه: المؤتمن السّاجي، وأبو الفتح عبد الملك الكروخيّ. وترياق: قرية من قرى هراة. وسمع أبو نصر أيضاً من: القاضي أبي منصور محمد بن محمد الأزديّ وأبي الفضل الجاروديّ. وكان ثقة أدبياً. توفي في رمضان ولد سنة. 4 (عبد الغني بن بازل.) أبو محمد الألواحي المصريّ. من بليدة ألواح. شيخ، صالح فقيه شافعي. رحل، وسمع: أبا إسحاق الرمليّ، وأبا الحسن الماورديّ، وأبا بكر أحمد بن الحسين البيهقي، وأبا عثمان البحيريّ. روى عنه: أبو سعد أحمد بن البغداديّ، وإسماعيل بن عليّ الحماميّ. 4 (عليّ بن عبد اللّه بن فرح.) أبو الحسن الجذاميّ الطليطليّ المقريء، خطيب طليطلة. (33/112)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 113 ويعرف بابن الإلبيريّ. أخذ عن: مكيّ بن أبي طالب، وعن: أبي القاسم وليد بن العربيّ المقريء، وأبي محمد بن عباس الخطيب، وأبي الربيع بن صهيبة، ومحمد بن مساور، وجماعة كثيرة، وأقرأ الناس بالروايات، وكان عارفاً بها، عاقلاً وقوراً ثقة، صالحاً واعظاً مذكراً، قدم قرطبة، فقدم إلى الإقراء بجامعها في سنة ثلاثٍ وثمانين، فاقرأ الناس بها نحو شهرين، ومات رحمه) اللّه. ومولده سنة عشر وأربعمائة. 4 (عليّ بن محمد بن محمد بن الطيب.) أبو الحسن الواسطيّ المغازليّ، ويعرف بابن الجلابيّ. سمع الكثير، وسمع ابنه أبا عبد اللّه، وذيل تاريخ واسط في كراديس. سمع: عليّ بن عبد الصمد الهاشميّ، وأبا غالب بن بشران. روى عنه: ابنه. ونزل ليتوضأ فغرق في دجلة في صفر ببغداد، وثم أحدر إلى واسط. 4 (عليّ بن محمد بن عليّ بن الطراح.) أبو الحسن المدير. والد يحيى بن الطراح. (33/113)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 114 سمع: أبا القاسم بن بشران، ومن بعده. روى عنه: ابنه يحيى، وعبد الوهاب الأنماطيّ وأثنى عليه. توفي في ذي الحجة. 4 (عيسى بن إبراهيم.) أبو الأصبغ السرقسطيّ. روى عن: أبي عمر الطلمنكيّ، وغيره. وكان من أهل المعرفة والأدب والفهم. حدث عنه: أبو عليّ بن سكرة. 4 (حرف القاف)

4 (القاسم بن عبد الرحمن بن محمد.) أبو سعد الخلقاني النّيسابوريّ. حدث عن: ابن محمش، وأبي عبد الرحمن السّلميّ، وأبي بكر الحيريّ. وتوفي في ربيع الآخر عن ثمانين سنة. روى عنه: عبد الغافر في تاريخه. 4 (حرف الميم) ) 4 (محمد بن أحمد الخباز.) أبو الحسن اللحاس البغداديّ. (33/114)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 115 عن: أبي الحسن بن رزقويه، وأبي الحسين بن بشران، وابن أبي الفوارس. وعنه: أبو عليّ أحمد بن أحمد بن الخرازّ، وحفيده أبو المعالي محمد بن محمد. مات في ثامن رجب. 4 (محمد بن إسماعيل بن محمد بن السريّ بن بنون بن حميد.) أبو بكر التفليسيّ ثمّ النّيسابوريّ الصوفيّ، المقريء. شيخ صالح مستور، سليم النفس، صوفيّ الطبع. سمع من: أبي يعلى حمزة المهلبي، وعبد اللّه بن بامويه، وأبي صادق الصيدلانيّ، وأبي عبد الرحمن السلمي، وجماعة من أصحاب الأصمّ. وأملى وحدث سنين. وكان مولده في سنة أربعمائة في رجبها. روى عنه: عبد الغافر بن إسماعيل وأثنى عليه، وإسماعيل بن المؤذن، ووجيه الشّحاميّ، وآخرون. توفي في سلخ شوال. وقد سئل عنه إسماعيل بن محمد الحافظ فقال: شيخ صالح يتبرك بدعائه، سمع الكثير من المهلبيّ. (33/115)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 116 4 (محمد بن ثابت بن حسن.) أبو بكر الجنديّ، أحد فحول المتكلمين. كان يعظ ويتكلم في كل فن، ويقع كلامه من القلوب الموقع العظيم. استوطن إصبهان ونفق على أهلها وصار من رؤساء علمائها ومحتشميهم، وتفقه به جماعة في مذهب الشافعي، وانتشر ذكره، وولي تدريس نظامية إصبهان. وتفقه على أبي سهل الأبيورديّ. وحدث عن والده. وتوفي في ذي القعدة. 4 (محمد بن الحسين.) (33/116)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 117 أبو بكر البخاريّ الفقيه. هو خواهر زاذة، تقدم ذكره.) 4 (محمد بن سهل بن محمد بن أحمد.) أبو نصر الشاذياخي السّراج. كان أسند من بقي بنيسابور. سمع: أبا نعيم عبد الملك بن الحسن، وعبد اللّه بن يوسف بن مامويه، والإمام سهل الصلعوكيّ، وابن محمش، وجماعة. روى عنه: ابن طاهر المقدسيّ، وإسماعيل بن محمد الحافظ، وعبد اللّه بن الفراويّ، ومحمد بن جامع خياط الصوف، وآخرون، والحافظ عبد الغافر وقال: شيخ نظيف طريف، مختص بمجالس الصاعدية للمنادمة والخدمة. سمع الكثير. وتوفي في صفر وله تسعون سنة. 4 (محمد بن عبد اللّه بن محمد.) أبو نصر الإصبهانيّ المعروف بالصيقل. قدم بغداد حاجاً، فحدث بها عن: الحسين بن إبراهيم الجمال، وأبي الحسين بن فاذشاه، وأبي ذر محمد بن إبراهيم الصالحانيّ. كتب عنه أبو بكر ابن الخاضبة. (33/117)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 118 وروى عنه: ابن السّمرقنديّ، وعبد الوهاب الأنماطيّ، وعبد الملك بن عليّ بن يوسف، وغيرهم. ذكره ابن النجار. 4 (محمد بن عليّ بن الحسن.) أبو طالب بن الواسطيّ، الكرخيّ، البزار، النيليّ، التاجر، السّفار. سمع، وكتب بخطه، وحدث بنيسابور وهراة. وسمع ابن غيلان، وأبا محمد الخلال، وأبا الطيّب الطبري، وأبا القاسم التنوخي، وجماعة. روى عنه: المؤتمن السّاجي، ومحمد بن عبد الواحد الدقاقّ، وأبو البركات عبد اللّه بن الفراويّ. ومات بنيسابور.) 4 (محمد بن محمد بن جهير.) الوزير فخر الدّولة، أبو نصر التغلبيّ، مؤيد الدين، ناظر ديوان حلب، (33/118)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 119 ووزير ميّارفارقين. وكان من رجال العالم حزماً ودهاءً ورأياً، سعى إلى أن قدم بغداد، وتوصل إلى أن ولي وزارة أمير المؤمنين القائم بأمر اللّه في سنة أربعٍ وخمسين وأربعمائة. ودامت دولته مدة. ولما بويع المقتدي بالله أقره على الوزارة عامين، ثمّ عزله في حدود سنة سبعين. وفي سنة ست وسبعين استدعاه السّلطان ملكشاه، فعقد له على ديار بكر، وسار معه الأمير ارتق بن أكسب صاحب حلوان، فلما وصلوا فتح زعيم الرؤساء أبو القاسم بن الوزير أبي نصر مدينة آمد، بعد أن حاصرها حصاراً شديداً. ثمّ فتح أبو فخر الدّولة ميارفارقين بعد أشهر. وكان رئيساً جليلاً، مدحه الشعراء، وعاش نيفاً وثمانين سنة، وتوفي بالموصل، وكان قد قدمها متولياً من جهة ملكشاه في سنة اثنتين وثمانين. وكان الخليفة قد أعاده إلى الوزارة مدة، قبل سنة ثمانين، وفي حدودها. وولد في ثالث المحرم سنة اثنتين وأربعمائة. قال ابن النجار في تاريخه: ذكر أبو الحسن محمد بن عبد الملك الهمذاني أنّه نشأ بالموصل، وبها ولد، وكان مشتغلاً بالتجارة، ثمّ تركها. وصحب قرواش بن المقلد بن المسيب أمير عبادة، فلما قبض الأمير بركة على أخيه قرواش قرب منه أبو نصر، وأنفذه رسولاً إلى القسطنطينية. ثمّ كاتبه ابن مروان صاحب ديار بكر، فورد عليه ووزر له في أول سنة ست وأربعين وأربعمائة، وذلك في آخر أيام ابن مروان، فاستولى أبو نصر على الأمور، ووصل إلى ما لم يصل إليه غيره بشهامته وإقدامه، على صعاب الأمور، فأقام الهيبة، وأكثر العطاء والبذل، وكاتبه ملوك الأطراف بالشيخ الأجل الناصح كافي الدّولة، ومدحه الشعراء، وقصده العلماء، فلما مات ابن مروان سنة ثلاثٍ وخمسين أقام ولده نصر بن أبي نصر في الإمرة، فحاربه إخوته سعيد، وأبو الفوارس، واختلفوا، فسفر أبو نصر أمواله، وكاتب القائم في وزارته، وبذل له (33/119)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 120 ثلاثين ألف دينار، فخرج إليه طراد النقيب، وأطهر أنّه في رسالة إلى ابن مروان، فلما عاد طراد من ميارفارقين خرج ابن جهير لتوديعه، فصحبه إلى بغداد، ومعه ولداه عميد الدّولة أبو) منصور محمد، وزعيم الرؤساء أبو القاسم، فتلقاه أرباب الدّولة، ووزر للقائم، ولقبه فخر الدّولة، وكانت الهطبة بالشام جميعه إلى عانة تقام للمصريين، فكاتب فخر الدّولة أهل دمشق، وبني كلب ومحمود بن الروقلية صاحب حلب والمتميزين بها وجماعتهم أصدقاؤه، يدعوهم إلى الدعوة العباسيّة، فأجابوه، وجاءت رسلهم بالطاعة. قال: وعزل القائم في سنة ستين، وأخرج من بغداد، ورشحٍ للوزارة أبو يعلى كاتب هزارسب، وطلب من همذان، فأتته المنية بغتةًً لسعادة ابن جهير فطلبه القائم وأعاده إلى الوزارة، وبقي إلى أن عزل في أول سنة سبعين، فإن السّعادة سعت بينه وبين نظام الملك وزير السّلطان، فكلف النظام السّلطان أن يكتب إلى الخليفة يطلب منه أن يعزل ابن جهير، فعزله. ثمّ صارت الوزارة إلى ولده عميد الدّولة. قال محمد بن أبي نصر الحميديّ: حدثني أبو الحسن محمد بن هلال بن الصابئ: حدثني الوزير فخر الدّولة بن جهير: حدثني نصير الدّولة أبو نصر صاحب آمد وميارفارقين قال: كان بعض مقدميّ الأكراد معي على الطبق، فأخذت حجلةً مشوية، فناولته، فأخذها وضحك. فقلت: مم تضحك قال: خبرٌ. فألححت عليه، ودافع عن الجواب، حتّى رفعت يدي وقلت: لا آكل حتّى تعرفنيّ. فقال: شيء ذكرتنيه الحجلة، كنت أيام الشباب قد أخذت تاجراً وما معه، (33/120)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 121 وقربته لأذبحه خوفاً من غائلته، فقال: يا هذا أخذت مالي، فدعني أرجع إلى عيالي فأكد عليهم، وبكى وتضرع إليّ، فلم أرق له، فلما آيس من الحياة إلتفت إلى حجلين على جبلٍ وقال: اشهدا لي عليه عند اللّه أنّه قاتلي ظلماً. فقتلته فلما رأيت الحجلة الآن ذكرت حمقه في استشهاده الحجل عليّ. قال ابن مروان: فحين سمعت قوله اهتززت حتّى ما أملك نفسي، وقلت: قد والله شهدت الحجلتان عليك عند من أقادك بالرجل، وأمرت بأخذه، وكتفوه، ثمّ ضربت رقبته بين يديّ، فلم آكل حتّى رأيت رأسه يتبرأ من بدنه. قلت للوزير: قد والله ذكر التنوخيّ في كتاب النّشوار مثل هذه الحكاية بعينها، عن الراسبيّ عامل خورسان، لا تزيد حرفاً، ولا تنقص حرفاً، وعجبنا من اتفاق الحكايتين. توفي فخر الدّولة في يوم الثلاثاء ثامن صفر سنة ثلاثٍ بالموصل.) 4 (محمد بن المؤمل بن محمد بن إسحاق.) أبو صالح النّيسابوريّ البشتيّ. شيخ صالح عابد. سمع: أبا عبد الرحمن السلميّ، وأبا زكريا المزكي، وتوفي بإصبهان. (33/121)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 122 روى عنه: سفيان بن مندة، وإسماعيل الحافظ، وعبد الخالق الشحاميّ. 4 (الموفق بن طاهر.) أبو نصر الجوزقيّ الإمام. سمع بهراة: أبا الفضل عمر بن أبي سعد، وأبا يعقوب القراب. 4 (حرف الهاء)

4 (هبة اللّه بن عليّ بن بندار بن أحمد بن فورك بن بطة.) أبو منصور الأديب. أظنه إصبهانياً. الكنى 4 (أبو القاسم) المحسن بن محمد بن المحسن بن سبسنويه الإصبهانيّ الطراقّ. سمع: أبا بكر بن مردويه. ورّخه ابن مندة. (33/122)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 123 2 (وفيات سنة أربع وثمانين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر محمد بن أبي عليّ أحمد بن عبد الرحمن.) أبو الحسين الهمذانيّ الذكوانيّ الإصبهانيّ. سمع: جدّه أبا بكر، وأبا الفرج عثمان بن أحمد البرجيّ، وأبا بكر أحمد بن موسى بن مردويه، وأبا طاهر السيرنجانيّ، ومحمد بن إبراهيم الجرجانيّ. روى عنه: الحفاظ إسماعيل الطلحيّ، وأبو نصر الغازي، وأحمد بن محمد أبو سعد البغداديّ، ومحمد بن أبي نصر اللفتوانيّ، وعبد الجليل كوتاه، وعدة.) وعاش تسعين سنة. توفي يوم عرفة، وكان صدوقاً نبيلاً. 4 (أرتق بن أكسب التركمانيّ.) (33/123)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 124 جدّ الملوك الأرتقية. كان أميراً مطاعاً، تغلب على حلوان والجبل، وكثر أتباعه، فسار إلى الشّام، وملك ولده سقمان بيت المقدس. وذريته هم ملوك ماردين من مائتي سنة وإلى وقتنا هذا. 4 (الياس بن مضر بن محمد.) أبو عمرو التّميمي الهرويّ، شيخ المزكين بهراة. كان فاضلاً أدبياً. سمع: عبد الرحمن بن أبي أحمد السّرخستي، ويحيى بن عمار الواعظ، والقاضي محمد بن محمد الأزدي، ومحمد بن عليّ الباشاني، وعدة. وعنه: عبد الصبور بن عبد السلام الفامي، وحفيدته جوهر ناز بنت مضر. مات في صفر، وله أربع وثمانون سنة. 4 (حرف الحاء.)

4 (الحسن بن أحمد بن الحسن.) أبو عليّ الدقاق. توفي في رمضان. إصبهانيّ، ثقة، حافظ، وبصبحة محمد بن عبد الواحد الدقاقّ لأبي عليّ الدّقاق عرف محمد بالدّقاقّ. وكان أبو عليّ أحد الرّحّالين، كتب الكثير بخطّه، وسمع العالم بقراءته، وكانت له معرفة وفهم. سمع منه: مكيّ الرّميليّ، وابن طاهر. حدث عن: ابن ريذة، وأصحاب ابن المقريء. وحدّث بالمعجم الصغير. (33/124)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 125 4 (الحسين بن عليّ بن خلف بن جبريل.) ) الألمعيّ الكاشغريّ. رحل، وسمع من: عبد العزيز الأزجيّ، ومحمد بن عليّ الصوريّ، ومحمد بن محمد بن غيلان، وأبي عبد اللّه العلويّ الكوفيّ. روى عنه: محمد بن محمود السّره مرد، وأبو سفيان العبدوييّ، بسرخس. وكان بكاءً خائفاً واعظاً، لا يخاف في اللّه لومة لائم، تاب على يديه خلق كثير، لكنّ في حديثه مناكير. قال السّمعاني: قال محمد بن عبد الحميد: كان الكاشغريّ يضع الأحاديث. قال السّمعاني: وقرأت بخط عطاء بن مالك النحويّ فهرست تصانيف أبي عبد اللّه الكاشغريّ: المقنع في تفسير القرآن كتاب التوبة، كتاب الورع، كتاب الزهد. إلى أن ذكر السّمعاني له أكثر من مائة تصنيف، سائرها في التصوفّ والآداب الدينيّة. (33/125)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 126 ثمّ ورخ وفاته فقال: بعد سنة أربع وثمانين وأربعمائة. 4 (الحسين بن محمد.) أبو عليّ الدّلفي المقدسيّ، ثمّ البغداديّ الزاهد. توفي في ذي الحجة. قال أبو عليّ بن سكرة: لم ألق ببغداد أزهد منه، وقد سمع من أبي بكر محمد بن جعفر الميماسي بعسقلان، وتفقه على أبي نصر بن الصباغ ببغداد. وروى عنه: هبة اللّه بن عليّ بن مجليّ، وأبو سعد أحمد بن محمد البغداديّ. وسمع منه أبو بكر ابن الخاضبة. 4 (حرف الطاء)

4 (طاهر بن مفوز بن أحمد بن مفوز.) الحافظ أبو الحسن المعافريّ الشاطبيّ صاحب أبي عمر بن عبد البر، اختص به، وهو من أثبت الناس فيه، وأكثرهم عنه. وسمع من: أبي العباس العذريّ، وأبي الوليد الباخيّ، وأبي شاكر الخطيب، وأبي الفتح السّمرقنديّ. وسمع بقرطبة من: حاتم بن محمد، وأبي مروان بن حيّان.) (33/126)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 127 وكان من أهل العلم والذكاء، عني بالحديث أتم عناية، وشهر بحفظه وإتقانه ومعرفته، وكان حسن الخطّ، جيد الضبط، مع الفضل، والصّلاح، والورع، والانقباض، والوقار. وكان أخوه عبد اللّه أزهد الناس بالأندلس. توفي أبو الحسن في رابع شعبان، وفيه ولد سنة تسعٍ وعشرين. عنه: أبو عليّ بن سكرة. 4 (حرف العين)

4 (عبد الخالق بن الحسن بن أحمد بن المحتسب.) أبو سعد النّيسابوريّ. شيخ صالح، سمع من: ابن محمش، وأبي بكر الحيريّ، والصيرفيّ، وجماعة. توفي في المحرم، وولد سنة أربعمائة. روى عنه: عبد الغافر. 4 (عبد الرحمن بن أحمد بن علك.) أبو طاهر الساويّ، أحد أئمة الشافعية. ولد بإصبهان بعد الثلاثين وأربعمائة، وحمل إلى سمرقند، فتفقه بها. (33/127)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 128 وصحب عبد العزيز النخشبيّ، وأخذ منه علم الحديث. سمع: أبا الربيع طاهر بن عبد اللّه الإملاقيّ، وأحمد بن منصور المغربيّ، النّيسابوريّ، وأبا الحسين بن النقور. روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، ومحمد بن عليّ الإسفرائيني، نزيل مرو. توفي ببغداد. 4 (عبد الرزاق بن عبد الكريم بن عبد الواحد.) أبو الفتح الحسناباذيّ الإصبهانيّ. روى عن: أبي عبد اللّه الجرجانيّ، وأبي الحسين بن بشران المعدل، وله رحلة إلى بغداد. روى عنه: إسماعيل الحافظ، وهبة اللّه بن طاوس الدمشقيّ. 4 (عبد الغفار بن محمد بن أحمد.) أبو مطيع الطيوريّ الإصبهانيّ الأديب.) سمع: أبا عبد اللّه الجرجانيّ، وأبي الفرج البرجيّ. (33/128)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 129 4 (عبد الملك بن عليّ بن خلف بن محمد بن النضر بن شغبة.) أبو القاسم الأنّصاري البصريّ الحافظ، الزاهد. قال أبو سكرة: أدركته وقد ترك كل شيء وأقبل على العبادة، وهو في نهاية السن، فدخلت عليه مسجده بعد صلاة الصبح، فوجدته مستقبل القبلة يدعو ويبكي، فانحنيت لأقبل رأسه، فانقبض عني، فقالوا لي: دعه، فتركته حتّى أكمل غرضه، ثمّ قرأت عليه شيئاً من الحديث، ولم أتكرر عليه، ورزق الشهادة في آخر عمره. قال: وكان عنده جملة من سنن أبي داود، عن أبي عمر الهاشميّ، وكان كثير الحديث. وقال السّمعاني: شيخ متقن، حافظ، ثقة، مكثر. سمع: أبا عمر الهاشميّ، ويوسف بن غسان، والحسن بن بشار السّابوريّ، وأبا طاهر أحمد بن محمد بن أبي مسلم، وعليّ بن هارون التميميّ المالكيّ، وغيرهم. ثنا عنه: أبو نصر الغازي بإصبهان، وجابر الأنّصاري بالبصرة. وقد روى عنه أبو نصر بن ماكولا، وحضر مجلس إملائه. قتل ابن شغبة في هذا العام رحمه اللّه. وروى عنه: ابن طاهر المقدسيّ، وعبد اللّه بن السّمرقنديّ، وأبو غالب الماورديّ. 4 (عليّ بن الحسن بن عليّ.) الزاهد أبو الحسن الصندليّ، النّيسابوريّ الحنفي. (33/129)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 130 ذكره عبد الغافر فقال: وجه أئمة أصحاب أبي حنيفة في عصره، وصاحب القبول الخارج عن الحد المعهود. شرح آثار الطحاويّ عن: أبي بكر أحمد بن عليّ الإصبهانيّ. وتوفي في ربيع الآخر. ودفن في مدرسته. 4 (عليّ بن الحسن بن طاوس بن سكر.) كذا في تاريخ ابن النجار، وفي المشتبه: سكر. أبو الحسن العاقوليّ، المعروف بتاج القراء.) سكن دمشق، وسمع بها من: أبي الحسين بن أبي نصر التميميّ، وابن سلوان المازنيّ. وسمع بغداد من: أبي القاسم بن بشران، والقاضي أبي عبد اللّه الحسين بن عليّ الصيمريّ، وأحمد بن عليّ التوزيّ، وجماعة. (33/130)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 131 روى عنه: غيث الأرمنازيّ، ونصر اللّه بن محمد المصيصيّ، وإبراهيم أبو البركات الخشوعيّ، ونصر بن أحمد السوسيّ. قال غيث: كان فكهاً، حسن المحادثة، لا بأس به، حدثني أنّه نسخ إحدى وثمانين ختمة، ونحواً من ثلاثين ألف ورقة، مثل الصحيحين وسنن أبي داود. ورأيته يكتب في تعليقة القاضي أبي الطيبّ، وكان سريع الكتابة جداً. قال ابن الأكفانيّ: توفي بصور في شعبان، وله نحو من سبعين سنة. وقال ابن عساكر: كان ثقة. 4 (عليّ بن الحسين بن عليّ بن الحسن بن عثمان بن قريش.) أبو الحسن الحربيّ النصريّ، من محلة النّصرية، البناء. قال السّمعاني: كان صالحاً، ثقة، صدوقاً. سمع: أحمد بن محمد بن الصلت الأهوازي، وأبا الحسن الحماميّ، وأبا القاسم الحرفيّ. (33/131)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 132 روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وعبد الوهاب الأنماطيّ، ومحمد بن ناصر، وآخرون. توفي في ذي الحجة. ومن آخر أصحابه أحمد بن هبة اللّه بن الفرضيّ المقريء وعبد الخالق بن يوسف. 4 (عليّ بن أحمد بن عبد اللّه بن البطر.) أبو الحسن الدّقاق، أخو أبي الفضل محمد وأبي الخطاب. سمع من: أبي عليّ بن شاذان. وحدث عن: ابن رزقويه فتكلموا فيه. مات في صفر. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وأحمد بن عليّ الدلال، وغيرهما. 4 (عليّ بن أحمد بن محمد بن حميد.) أبو الحسن الواسطيّ الناقد البزار.) سمع: أبا الحسين بن بشران، وابن الفضل القطان. وكان صالحاً مستوراً. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطيّ، وعبد الخالق بن البدن. مات في رجب. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن محمد.) (33/132)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 133 أبو الحسن البغداديّ العطار الجبان. روى عن: أبي الحسين بن بشران، وغيره. وعن: أحمد بن عمران الإسكافي. روى عنه: حفيده أبو المعالي محمد بن محمد شيخ ابن اللتيّ. 4 (محمد بن أحمد بن عليّ بن حامد.) أبو نصر الكركانجيّ المروزي، الأستاذ المقريء، صاحب أبي الحسين الدّهان. قال أبو سعد السّمعاني: كان إماماً في علوم القرآن، له مصنفات في ذلك مثل كتاب المعول وكتاب التذكرة طوف الكثير إلى العراق، والحجاز، والشام، والجزيرة، والسواحل في القراءة على الشيوخ، إلى أن صار أوحد عصره. وكان زاهداً ورعاً. حكى لي بعض المشايخ أن أبا نصر المقريء قال: غرقت نوبةً في البحر، فكنت أغوص في الماء، ويلعب بي الموج، فنظرت إلى الشمس، فرأيتها قد زالت. (33/133)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 134 قال: فغصت في الماء، ونويت فرض الظهر، وشرعت في الصلاة، فخلصني اللّه ببركة ذلك. قرأ بمرو على أستاذه أبي الحسن عبد اللّه بن محمد الدهان وبنيسابور على: محمد بن عليّ الخبازيّ، وسعيد بن محمد المعدل وببغداد على أبي الحسن الحماميّ مسند العراق في القراءات، وبالموصل على الحسين بن عبد الواحد المعلم، وبحران على أبي القاسم عليّ بن محمد الشريف الزيديّ، وبدمشق علي الحسين بن عبيد اللّه الرهاويّ، وبصور علي أحمد بن محمد المصري، وبمصر علي إسماعيل بن عمرو بن راشد الحداد. مولده في سنة تسعين وثلاثمائة تقريباً، وتوفي في ذي الحجة سنة أربع وثمانين، فالله أعلم، والصواب الأول.) ذكره مؤرخ خوارزم. أخذ عنه خلق كثير. (33/134)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 135 4 (محمد بن الحسين بن أحمد بن الهيثم.) أبو منصور القزوينيّ، راوي سنن ابن ماجة عن القاسم بن أبي المنذر الخطيب. سمع الكثير في سنة ثمانٍ وأربعمائة وبعدها من القاسم. ومن: الزّبير بن محمد بن أحمد بن عثمان، وعبد الجبّار بن أحمد المتكلم، وجماعة. وحدّث بالريّ في هذه السّنة. ولم أقع بوفاته. وقد سأله ابن ماكولا عن مولده، فقال: في سنة ثمانٍ وتسعين وثلاثمائة. روى عنه: ملكذاد بن عليّ العمركيّ، وعليّ بن شافعيّ، وعبد الرحمن بن عبد اللّه بن الرّازيّ، وأبو العلاء زيد، وأبو المحاسن مسعود ابنا عليّ بن منصور الشروطيّان، ومحمد بن طاهر المقدسيّ، وابنه أبو زرعة المقدسيّ، وهو (33/135)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 136 آخر من حدث عنه. 4 (محمد بن الحسن بن محمد بن سليم.) القاضي أبو بكر الإصبهانيّ. سمع: أبا عبد اللّه الجرجانيّ، وأبا بكر بن مردويه، وجماعة. ورحل فسمع ببغداد من: أبي عليّ بن شاذان، وغيره. روى عنه: مسعود الثقفيّ، والحسن الرّستميّ، وعامة الإصبهانييّن. ومات بإصبهان في ذي القعدة. 4 (محمد بن عبد اللّه بن الحسين.) قاضي القضاة أبو بكر الناصحي النّيسابوريّ. سمع: أبا بكر الحيريّ، وأبا سعيد الصيرفيّ، وأبا الحسين عبد الغافر الفارسي. قال فيه عبد الغافر بن إسماعيل: قاضي القضاة ابن إمام الإسلام أبي محمد الناصحيّ، أفضل عصره في أصحاب أبي حنيفة، وأعرفهم بالمذهب، وأوجههم في المناظرة، مع حظّ وافر من الأدب، وحفظ الأشعار والطبّ، أقعد في التدريس في حياة والده في مدرسة السّلطان، وفوض إليه أمرها وأمور أوقافها، وهي الآن برسم أولاده، ثمّ ولي القضاة بنيسابور في أيام السّلطان) ألب أرسلان، فبقي في القضاة عشر سنين، ونال من الحشمة (33/136)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 137 والدرجة لأصله وفضله وبراعته، وكان فقيه النفس، حسن الإيراد تكلم في مسائل مع إمام الحرمين أبي المعالي، شاهدت ذلك، وكان الإمام يثني عليه. وبقي على ذلك إلى إبتداء الدّولة الملكشاهية، فشكي قلة تعاونه في قبض يده ووكلاء مجلسه وأصحابه عن الأموال، وفشا منهم زيادة البسط في التركات، وأشرف بعض الحقوق على الضياع من فتح أبواب الرشا، فعزل ولم يهمل لعظمته، فولي قضاء الريّ، وكانت تلك الديار أكثر احتمالاً، فبقي على ذلك إلى أن توفي منصرفه من الحجّ في رجب. قلت: وقد شاخ. روى عنه: عبد الوهاب بن الأنماطيّ، وأبو بكر الزاغونيّ، ومحمد بن عبد الواحد الدّقاقّ، وجماعة. ومات على فراسخ من إصبهان في غرة رجب. 4 (محمد بن عبد السّلام بن عليّ بن عفان.) أبو الوفاء البغداديّ الواعظ. مذكر حسن الوعظ، رضي السيرة، له صيت وقبول. سمع: أبا عليّ بن شاذان. روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ وتوفي في جمادى الآخرة. 4 (محمد بن عبد السلام بن عليّ بن نظيف.) أبو سعد البغداديّ، الضّرير. سمع: أبا طالب عمر الزّهري، وأبا الحسين النّهراويّ، وعبد الملك بن بشران. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطيّ، وعبد الخالق بن عبد الصمد. توفي رحمه اللّه في ذي القعدة. (33/137)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 138 4 (محمد بن معن بن محمد بن أحمد بن صمادح.) السّلطان أبو يحيى التجبيّبي الأندلسيّ، الملقب بالمعتصم. كان جده محمد صاحب مدينة وشقة، فحاربه ابن عمه منذر بن يحيى، فعجز عنه: فترك له) شقة وهرب، وكان من الدّهاة. وكان من الدهاة، وكان ابنه معن مصاهراً لعبد العزيز بن عامر صاحب بلنسية والمرية، فاستخلف معناً على المريّة، فخانه وتملكها، وتم له الأمر، ثمّ انتقل ملكها إلى ولدها المعتصم، وكان حليماً جواداً، مدحه الشّعراء، وهو أحد من داخل ابن تاشفين واختص به، ثمّ إنّ ابن تاشفين عزم على أخذ البلاد من المعتصم، وكان معه المريّة وبجّانة والصمادحيّة، فأظهر المعتصم العصيان، وكان له مع اللّه سريرة، فلم يكن بينه وبين حلول الناقرة إلا أياماً يسيرة، فمات واستراح وهو في عزه وبلده. وقد روى عن أبيه، عن جده مختصر في غريب القرآن روى عنه: إبراهيم بن أسود الغسّانيّ. حكت جارية قالت: إنني لعنده وهو يوصي، وقد غلب، وجيش ابن تاشفين بحيث تعد خيامهم، ونسمع أصواتهم، إذا سمع وجبةً من وجباتهم، فقال: لا إله إلا اللّه، نغص علينا كل شيء حتّى الموت. فدمعت عينيّ، فلا أنساه وهو يقول بصوتٍ ضعيف: (33/138)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 139 ترفق بدمعك لا تفنهفبين يديك بكاءٌ طويل توفي في ربيع الآخر: 4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن عبد اللّه بن أحمد.) أبو بكر الغافقيّ القرطبيّ المعروف بالرشتسانيّ. حجّ وأخذ عن: أبي محمد بن الوليد. وسمع بإشبيلية من: أبي عبد اللّه بن منظور وكتب للقاضي أبي عبد اللّه بن بقي. وكان ثقة فاضلاً. أخذ عنه: أبو الحسن بن مغيث. وتوفي في ذي القعدة. (33/139)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 140 2 (وفيات سنة خمس وثمانين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبيد اللّه:) ) أبو الحسن المحميّ النّيسابوريّ. 4 (أحمد بن محمد.) أبو غالب الأدميّ القارئ بين يدي الوعاظ. سمع: أبا عليّ بن شاذان، وأبا القاسم الحرفيّ. وعنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وعبد الوهاب الأنماطيّ. مات في ذي الحجّة ببغداد. 4 (حرف التاء)

4 (تميم بن عبد الواحد.) (33/140)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 141 أبو طاهر الإصبهانيّ المؤدب. 4 (حرف الجيم)

4 (جعفر بن يحيى بن إبراهيم.) أبو الفضل التميّمي المكيّ الحكاك. قال السّمعاني: كان ثقة، متقناً خيراً صالحاً، كثير السّماع، كان يترسل عن أمير مكّة إلى الخلفاء. سمع: أبا الحسن بن صخر، وأبا ذر الهرويّ، وأبا نصر السجزيّ. وانتقى ببغداد على أبي الحسن بن النقور، وتكلم على التخريج بكلام مفيد، سمع من أئمة، وثنا عنه، أبو القاسم بن السّمرقنديّ، وإسماعيل بن محمد الحافظ، ومحمد بن ناصر. وقد سمع بإصبهان من أصحاب أبي بكر المقريء. وكان مولده في سنة ست عشرة وأربعمائة. سألت عبد الوّهاب الأنماطيّ عنه، فقال: ثقة مأمون. وتوفي في رابع عشر صفر. أمير مكة هو ابن أبي هشام، كان جعفر يتولّى ما يدفع إليه من المال، فيقبضه مع كسوة الكعبة. 4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن الحسين بن جعفر) أبو عليّ بن الدّيناراباذيّ الخطيب. (33/141)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 142 حدّث بهمذان مرات عن: القاضي أبي محمد عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه التّيميّ اللبان، وعبد) الصّمد بن أحمد الهيثميّ، وأحمد بن منصور الحنفيّ. قال شيرويه: سمعت منه، وكان شيخاً، فاضلاً متديناً. توفي في شعبان بدينار آباذ. 4 (الحسن بن عليّ بن إسحاق بن العباس.) الوزير أبو عليّ الطوسيّ، الملقب نظام الملك قوام الدين. ذكره السّمعاني فقال: كعبة المجد، ومنبع الجود، كان مجلسه عامراً (33/142)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 143 بالقراء والفقهاء، أمر ببناء المدارس في الأمصار، ورغب في العلم كل أحد. سمع الحديث، وأملى في البلاد، وحضر مجلسه الحفاظ. وابتداء حاله أنّه كان من أود الدهاقين بناحية بيهق وأن أباه كان يطوف به على المرضعات قيرضعنه حسبة، فنشأ، وساقه التقدير إلى أن علق بشيء من العربية وقاده ذلك إلى الشروع في رسوم الاستيفاء وكان يطوف في مدن خراسان فوقع إلى غزنة في صحبة بعض المتصرفين ووقع في شغل أبي علي بن شاذان المعمد عليه ببلخ من جهة الأمير جغري حتّى حسن حاله عند يومئذ، فنصبه السّلطان مكان لبن شاذان وصار وزيراً له، فاتفق وفاة السّلطان طغربلتك ولم يكن له من الأود من يقوم بالأمر، فتوجه الأمر إلى ألب أرسلان، وتعين للملك، وخطب له على منابر خراسان، والرعاق، وكان نظام الملك يدبر أمره، فجرى على يده من الرسوم المستحسنة ونفي الظّلم، وإسقاط المؤن، وحسن النظر في أمور الرعية، ورتب أمور الدّواوين أحسن ترتيب، وأخذ في بذل الصّلات وبناء المدارس والمساجد والرّباطات، إلى أن انقضت مدة السّلطان ألب أرسلان في سنة خمسٍ وساين، وطلع نجم الدول الملكشاهية وظهرت كفاية نظام الملك في دفع الخصوم حتّى توطدت أسباب الدّولة، فصار الملك حقيقةً لنظامه، ورسماً للسّلطان ملكشاه بن ألب أرسلان، واستمر على ذلك عشرين سنة. وكان صاحب أناةٍ وحلم وصمت، ارتفع أمره، وصار سيد الوزراء من سنة خمسٍ وخمسين وإلى حين وفاته. حكى القاضي أبو العلاء الغزنويّ في كتاب سر السّرور: أن نظام الملك صادف في السفر رجلاً في زيّ العلماء، قد مسه الكلال، فقال له: أيّها الشيخ، أعييت أم عييت فقال: أعييت يا مولانا. فتقدم من حاجبه أن يركبه جنبياً، وأن (33/143)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 144 يصلح من شأنه، وأخذ في اصطناعه، وإنما أراد) بسؤاله اختباره، فإنّ عي في اللسان، وأعيى: تعب. وروي عن عبد اللّه السّاوجيّ أنّ نظام الملك استأذن ملكشاه في الحج، فأذن له، وهو إذ ذاك ببغداد، فعبر الجسر، وهو بتلك الآلات والأقمشة والخيام، فأردت الدخول عليه، فإذا فقيرٌ تلوح عليه سيماء القوم فقال لي: يا شيخ، أمانة ترفعها إلى الوزير، قلت: نعم: فأعطاني ورقةُ، فدخلت بها، ولم أفتحها فوضعتها بين يدي الصاحب، فنظر فيها وبكى بكاء كثيراً، حتّى ندمت وقلت في نفسي: ليتني نظرت فيها. فقال لي: أدخل عليّ صاحب الرقعة. فخرجت فلم أجده، وطلبته فلم أره، فأخبرت الوزير، فدفع إليّ الرقعة، فإذا فيها: رأيت النبي صلى اللّه عليه وسلم في المنام فقال لي: اذهب إلى حسن، وقل له: أين تذهب إلى مكة حجك هنا: أما قلت لك أقم بين يدي هذا التركيّ، وأغث أصحاب الحوائج من أمتي. فبطلّ النظام الحجّ، وكان يود أن يرى ذلك الفقير. قال: فرأيته يتوضأ ويغسل خريقات، فقلت: إن الصّاحب يطلبك. فقال: ما لي وله: إنما كان عندي أمانةٌ أديتها. قال ابن الصّلاح: كان الساوجيّ هذا شيخ الشيوخ، نفق على النظام حتّى أنفق عليه وعلى الفقراء باقتراحه في مدةٍ يسيرةٍ قريباً من ثمانين ألف دينار. رجعنا إلى تمام الترجمة: (33/144)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 145 وكان ملكشاه منهمكاً في الصيد واللّهو. سمع النظام من أبي مسلم محمد بن عليّ بن مهريز الأديب، بإصبهان، ومن: أبي القاسم القشيريّ، وأبي حامد الأزهري، وهذه الطبقة. روى لنا عنه: عمّي أبو محمد الحسن بن منصور السّمعاني، ومصعب بن عبد الرزاق المصعبيّ، وعليّ بن طراد الزّينبيّ. قلت: ونصر بن نصر العكبريّ، وغيرهم. قال: وكان أكثر ميله إلى الصوفيّة. وحكي عن بعض المعتمدين، قال: حاسبت نفسي، وطالعت الجرايد، فبلغ ما قضاه الصّدر من ديوانٍ واحدٍ من المنتمسين المقبولين عنده في مدة سنين يسيرةٍ ثمانين ألف دينار حمر.) وقيل إنّه كان يدخل عليه أبو القاسم القشيريّ، وأبو المعالي الجوينيّ، فيقوم لهما، ويجلس في مسنده كما هو، ويدخل عليه الشيخ أبو عليّ الفارمذيّ فيقوم ويجلس بين يديه، ويجلسه مكانه، فقيل له في ذلك، فقال: أبو القاسم وأبو المعالي وغيرهما، إذا دخلوا عليّ يثنون عليّ ويطروني بما ليس فيّ، فيزيدني كلامهم عجباً وتيهاً، وهذا الشيخ يذكرني عيوب نفسي، وما أنا فيه من الظلم، فتنكسر نفسي، وأرجع عن كثير مما أنا فيه. مولده يوم الجمعة من ذي القعدة سنة ثمانٍ وأربعين، وأدركته الشهادة سامحه اللّه ورحمه في شهر رمضان، فقتل غيلةً وهو صائم، وذلك بين إصبهان وهمذان، أتاه شابٌ في زيّ صوفيّ، فناوله ورقةً، فتناولها منه، فضربه بسكينٍ في فؤاده، وقتل قاتله. (33/145)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 146 وقيل: إن السّلطان سئم منه، واستكثر ما بيده من الأموال والأقطاع، فدس هذا عليه، ولم يبق بعده السّلطان إلا مدة يسيرة. وهو أول من بنى المدارس في الإسلام، بنى نظامية بغداد، ونظامية نيسابور، ونظامية طوس، ونظامية إصبهان. وقال القاضي ابن خلكان إنّ نظام الملك دخل على الإمام المقتدي بالله، فأذن له في الجلوس، وقال له: يا حسن، رضب اللّه عنك كرضى أمير المؤمنين عنك. وكان النظام إذا سمع الأذان أمسك عمّا هو فيه حتّى يفرغ المؤذن. (33/146)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 147 ومن شعره: بعد الثمانين ليس قوهقد ذهبت شرة الصبوه كأنني والعصا بكفيموسى ولكن بلا نبوه قال شيرويه في تاريخ همذان: قدم نظام الملك علينا في سنة سبعٍ وسبعين إرغاماً لأنوفنا بما أصابنا من الجور والظلم. روى عن: أبي مسلم الأديب صاحب ابن المقريء، وأبي سهل الحفصي، وإسماعيل بن حمدون، وبندار بن عليّ، وأحمد بن الحسن الأزهري، وأميرك القزوينيّ، ويوسف الخطيب، وقاضينا عبد الكريم بن أحمد الطبريّ. وسمعت منه بقراءة أبي الفضل القومسانيّ. وقتل بغندجان ليلة الجمعة حادي عشر رمضان.) وقال السّلفي: سمعت صواب بن عبد اللّه الخصيّ ببغداد يقول: قتل (33/147)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 148 مولاي نظام الملك شهيداً بقرب نهاوند في رمضان. قال: وكان آخر كلامه أن قال: لا تقتلوا قاتلي، فقد عفوت عنه: وتشهد ومات. وقد طول ابن النجار في سيرة النظام. 4 (حندور بن فتوح بن حميد.) أبو محمد الزّناتيّ، الفقيه المالكي الأصيليّ. أصله من أصيلا. نزل سبتة، وأخذ عن: أبي إسحاق بن يربوع، ويوسف بن أبي مسلم. وسافر للتجارة إلى الأندلس. انفرد الفتيا بسبتة في دولة برغوطة، وكان صالحاً خيراً، والخير أغلب عليه من العلم. (33/148)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 149 4 (حرف الخاء)

4 (خلف بن مروان.) أبو القاسم الأمويّ القرطبيّ المقريء. أخذ عن: مكيّ بن أبي طالب، ومسلم بن أحمد الأديب. وحجّ، ولقي: أبا محمد بن الوليد. وكان صالحاً، متواضعاً، ديناً، ورعاً، نحوياً، لغوياً، يؤم يجامع قرطبة ويقرئ القرآن، ويعلم النحو. قال ابن بشكوال: أنبأ عنه جماعة من شيوخنا، ووصفوه بما ذكرته. ولد سنة سبعٍ وأربعمائة. وتوفي في سابع ذي الحجة. 4 (حرف العين)

4 (عبد اللّه بن محمد بن أبي أحمد.) أبو أحمد الطوسيّ الصوفيّ. شيخ جليل طيب الوقت. فتى من الفتيان. خدم الفقراء، ولقي الأستاذ: أبا عليّ الدّقاق في صباه.) وسمع: أبا بكر الحيريّ، وغيره. روى عنه: عبد الغافر الفارسي، وقال: توفي رحمه اللّه في عاشر ذي القعدة. (33/149)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 150 4 (عبد الباقي بن الحسن بن عليّ الشاموخيّ.) الزاهد، خطيب البصرة. روى عن: أبيه. روى عنه: أبو عليّ بن سكرة، وقال: كان مشهوراً بزهدٍ وخيرٍ وأمرٍ بمعروف، وكان العامة حزبه، قدم بغداد، فأدركه أجله بها، وكانت جنازته، حفلة. لقد تجمعت الصوفيّة وجماعة من الأئمة، وختم على قبره عدة ختم. توفي في ربيع الآخر سنة خمس. 4 (عبد الباقي بن محمد بن الحسين بن داود بن ناقيا.) أبو القاسم الحريميّ البغدادي الشاعر. شاعر مجود، صنف عدة كتب منها: تفسير الفصيح لثعلب، و الأغاني وغير ذلك، إلا أنّه كان معثراً ثلابة، يطعن على الشريعة، ويذهب إلى رأي الأوائل، وله مقالة في التعطيل، لعنه اللّه. وكان كثير المجون والهزل، سمع أبا القاسم الحرفيّ. ترجمه السّمعاني، وقال: روي لنا عنه: ثنا عنه: ابن السّمرقنديّ، وعبد الوهاب الأنماطيّ، وأبو الفضل بن ناصر. وسألت عبد الوهّاب عنه: فقال: ما كان يصليّ، وكان يقول: في السماء نهرٌ من خمر، ونهرٌ من لبن، ونهرٌ من عسل، لا ينقط منه شيء، بل ينقط هذا الذي يخرب البيوت، ويهدم السّقوف. (33/150)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 151 مات في المحرم وله خمسٌ وسبعون سنة، اللّهم لا ترحم الزنادقة. 4 (عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن إبراهيم بن الفضل بن شجاع بن هاشم بن) عبد اللّه بن عبد الرحمن بن بديل بن ورقاء بن نوفل. أبو محمد الخزاعيّ النّيسابوريّ الشيعيّ. نزيل الريّ. محدث حافظ رحال، كثير الفضائل، لكنه غالٍ في التشيع. سمع ببغداد: هناد بن إبراهيم النّسفيّ، وابن المهتدي بالله، وأبا الحسين بن النقور.) ورحل إلى الشّام، والحجاز، وخراسان. قال ابن السّمعانيّ: ثنا عنه: أبو البركات عمر بن إبراهيم الزيديّ، وأبو حرب المجتبي ابن الداعي بن الحسنيّ، وأحمد بن عبد الوهاب الصيرفيّ كلاهما بالريّ. طالعت عدة مجالس من أماليه بالريّ، فرأيت فيها مجلساً أملاه في إسلام أبي طالب، غير أنّه كان مكثراً من كتب الحديث، وله به أنسة. وتوفي سنة خمس. (33/151)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 152 وقد قال ابن أبي طيء: كان عبد الرحمن الخزاعيّ من أعلم النّاس بالحديث، وأبصرهم به وبرجاله، ثنا شيخنا رشيد الدين، عن أبيه قال: حضرت مجلس الإمام الخزاعيّ، فكان في مجلسه أكثر من ثلاثة آلاف محبرة مستملي. وكان إذا قيل له في الحديث: هل جاء في الصحيحين قال: ذروني من المكسورين، والله لو حوققنا، وأنصف النّاس فيهما لما سلم لهما إلا القليل قال وما سئل عن حديثٍ إلا وعرف علته وصحته من سقمه، وكان يقول: أذاكر بمائة ألف حديث، وأحفظ مائة ألف حديث. وكان يقول: لو أنّ لي سلطاناً يشدّ على يدي، لأسقطت خمسين ألف حديث يعمل بهما، ليس لها صحة ولا أصل. قلت: عين ما مدحه به ابن أبي طيّ من هذه الفضائل هو عين ما ندّمع به، فإنّ هذا كلام من في قلبه غل على الإسلام وأهله، لا بارك اللّه فيه. 4 (عبد الرحمن بن أحمد بن شاه.) الفقيه أبو أحمد السيقذنجيّ. نسبة إلى قريةٍ على ثلاثة فراسخ من مرو. (33/152)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 153 كان يعرف بفقيه الشّاه. سمع: الإمام أبا بكر عبد اللّه بن أحمد القفال، وعبد الرحمن بن أحمد الشيرنخشيريّ، وغيرهما. ذكره ابن السّمعانيّ في الأنساب وقال: ثنا عنه محمد بن أبي بكر السّنجي، وأبو حنيفة محمد بن النّعمان، ومحمد بن أبي سعيد، وغيرهم. قال: توفي بعد سنة خمسٍ وثمانين وأربعمائة. 4 (عبد الرحمن بن إبراهيم بن أبي نصر السقاء النّيسابوريّ.) ) الصّوفيّ، أبو نصر. له حال عجيب في السماع. سمع عبد الرحمن النّصرويّ، وحدث. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن الحسن.) أبو سلم الصّباغ الإصبهانيّ. توفي في رجب. 4 (عبد الصّمد بن عبد الملك بن عليّ.) أبو سعد النّيسابوريّ العدل الحنفي. مشهور، نبيل، ثقة، محترم. سمع: أبا بكر الحيريّ، وأبا القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج، وأبا سعيد الصيرفيّ. (33/153)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 154 وحدّث باليسير. قدم بغداد ليحجّ فتوفي رحمه اللّه بها في شوال. 4 (عبد الملك بن موسى بن أبي جمرة المرسيّ.) سمع من: أبيه، وأبي عمرو الدانيّ. وأجاز له أبو عبد اللّه بن عائذ، وغيره. مات في جمادى الآخرة. روى عنه: ولده أحمد. 4 (عروة بن أحمد بن محمد بن عروة.) الحاكم أبو القاسم النّيسابوري الحنفيّ. من أركان مجلس الحكم. سمع الكثير، وحدث عن، أبي بكر الحيريّ، وجماعة. وأكثر عن المتأخرين. وتوفيّ في رمضان. 4 (حرف الفاء)

4 (الفضل بن القاسم بن سعيد بن عثمان بن سعيد) ) أبو سعيد الهرويّ القطان. روى عن: إسحاق بن يعقوب القرّاب، وأقرانه. وعاش اثنتين وسبعين سنة. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن الحسين بن عبد اللّه بن فنجويه.) (33/154)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 155 أبو بكر الثقفيّ الدّينوريّ ثمّ الهمذانيّ. روى عن: أبيه أبي عبد اللّه، وأبي عمر البسطاميّ، وسعد بن عبد اللّه القطان. قال شيرويه: كتبت عنه. وكان شيخاً صويلحاً. عاش تسعين سنة. 4 (محمد بن خلف بن مسعود بن شعيب.) أبو عبد اللّه بن السّقاط الأندلسيّ، قاضي قونكة. حجّ سنة خمس عشرة وأربعمائة، وسمع الصحيح من أبي ذر. وأخذ كتاب الجوزقيّ عن: أبي بكر بن عقال، عن المؤلف. وأخذ عن: أبي بكر المطوعيّ، ومحمد بن خميس. ونسخ بمكة صحيح البخاري قال ابن بشكوال: كان سريع الكتابة، حسن الخط، ثقة فيما رواه وعني به. وروى بالأندلس عن: أبي القاسم خلف بن أبي مسرور صاحب أبي محمد الباجيّ، عن المنذر بن المنذر، وأبي عمر الطلمنكيّ، وأبي عمرو الدانيّ. وأخذ عن: أبي الحسن بن بطال كتابه في شرح البخاريّ. وولي القضاء بمدينته قونكة. وكان محبباً إلى أهلها، امتحن في آخر عمره، وذهب ماله وكتبه. وتوفي بدانية سنة خمسٍ وثمانين أو نحوها. وولد سنة خمسٍ وتسعين وثلاثمائة. (33/155)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 156 4 (محمد بن خلف بن سعيد بن وهب.) الأندلسيّ، المرييّ، القاضي أبو عبد اللّه بن المرابط، قاضي المريّة ومفتيها وعالمها. سمع: أبا القاسم المهلب بن أبي صفرة، وأبا الوليد بن ميقل.) وأجاز له أبو عمر الطلمنكيّ، وأبو عمرو الدانيّ. وصنف كتاباً كبيراً في شرح البخاريّ ورحل إليه النّاس، وسمعوا منه. وكان من العالمين بمذهب مالك. قال القاضي عياض: أخذ عنه: شيخنا أبو عبد اللّه بن عيسى التّميميّ، وقاضي القضاة أبو عليّ بن سكرة، وأبو محمد بن أبي جعفر الفقيه، وغيرهم. توفي في شوال. 4 (محمد بن سعدوان بن عليّ بن بلال.) أبو عبد اللّه القيروانيّ الفقيه المالكيّ. سمع من: أبي بكر أحمد بن عبد الرحمن الفقيه، ومحمد بن محمد بن الناطور، وحجّ، فسمع بمصر من أبي الحسن عليّ بن منير، وجماعة، ومن: (33/156)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 157 أبي حمصة الحرانيّ، والطفال. وبمكة من: أبي ذر الهرويّ، وأبي بكر محمد بن عليّ المطوعيّ، وأبي الحسن بن صخر القاضي. وتفقه على: أبي عبد اللّه، وأبي الحسن ابني الأحدابيّ، وأبي القاسم اللبيديّ، وابن الناطور، وأبي عليّ الزيات الفقيه، وأحمد بن محمد القرشيّ. روى عنه: أبو عليّ الغسانيّ، وأبو عليّ بن سكرة الصدفيّ، وأبو الحسن طاهر بن مفوز، وأبو بحر سفيان بن العاص، فمن بعدهم. وكان عالماً بالأصول والفروع، بارعاً في المذهب. صنف كتاب إكمال التعليق لأبي إسحاق التونسيّ على المدونة. وقال ابن بشكوال: أنبأ عنه، من شيخونا أبو بحر بن العاص، وأبو عليّ الصدفيّ، وأبو الحسن بن مغيث، ومحمد بن عبد العزيز القاضي، وأبو محمد بن أبي جعفر، وأبي عامر بن حبيب. وتوفيّ بأغمات في جمادى الأولى، وحدث بقرطبة، وبلنسية، والمرية. 4 (محمد بن طاهر بن ممّان بن الحسن.) أبو العلاء الهمذاني النّجار العابد، المعروف بابن الصباغ. روى عن: ابن المحتسب، وأبي سعيد بن شبانة، وعليّ بن إبراهيم بن حامد، وعليّ بن شعيب، وأحمد بن زنجويه العمريّ، ومحمد بن عيسى، وأبي الفضل الهرويّ، وأبي بكر الأردستاني،) وخلق كثير. (33/157)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 158 قال شيرويه: سمعت منه عامّة ما مرّ له، وكان أحد العبّاد في الجبل، صواماً قواماً، لا يفتر عن عبادة اللّه باللّيل والنهار، ثقة صدوقاً. توفي رضي اللّه عنه في ذي الحجّة. 4 (محمد بن عليّ بن حامد.) الإمام أبو بكر الشّاشيّ، الفقيه الشافعيّ، صاحب الطريقة المشهورة، تفقّه ببلده على الإمام أبي بكر السّنجيّ، وكان من أنظر أهل زمانه، ثمّ ارتحل إلى حضرة السّلطان بغزنة، فأقبل الكلّ عليه، وقيدوه بالإحسان والتبجيل، واستفاد علماؤهم منه، وتأهل، وولد له الأولاد، ثمّ في آخر أمره بعدما ظهرت له التصانيف استدعاه نظام الملك إلى هراة، وأشار عليهم بتسريحه، وكان يشق عليهم مفارقة تلك الحضرة، فما وجدوا بداً من امتثال أمر الصّاحب، فجهزوه مكرماً بأولاده إلى هراة، فدرس بها مدّة بالمدرسة النظاميّة بهراة، ثمّ قصد نيسابور زائراً. قال عبد الغافر الفارسيّ: قدمها في رمضان سنة إحدى وتسعين كذا قال ولم يتفق لي الالتقاء به لغيبتي إلى غزنة، وأكرم أهل نيسابور مورده، فسمعت غير واحدٍ من الفقهاء يقول: إنه لم يقع منهم الموقع الذي كانوا يعتقدونه فيه، فلقد كان بعيد الصّيت، عظيم الاسم بين الفقهاء، ولم تجر مناظرته على الدرجة المشهورة به، وعاد إلى هراة، وحدث عن منصور الكاغديّ، عن الهيثم بن كلب، وأنبأ عنه والدي. (33/158)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 159 وكان مولده بالشاشّ سنة سبعٍ وتسعين وثلاثمائة وتوفيّ في شوال سنة خمسٍ وتسعين وأربعمائة بهراة، كذا قال عبد الغافر في وفاته، فيما قرأت بخط أبي عليّ البكريّ. وقال غيره، فيما قرأت بخط الحافظ الضّياء، في جزء وفيات على السّنين: سنة خمسٍ وثمانين، فيها مات السّلطان ملكشاه، والإمام أبو بكر محمد بن عليّ الشاشّ بهراة في سادس شّوال، وهو ابن أربعٍ وتسعين سنة. وفيها قتل نظام الملك، ودفن بإصبهان. نقلت ترجمته من تاريخ عبد الغافر. ثمّ نقلت من كلام أبي سعد السّمعانيّ أن ولادته في سنة سبعٍ وتسعين وثلاثمائة. قال: وتوفيّ في شوال سنة خمسٍ وثمانين، وزرت قبره بهراة.) روى لنا عنه: محمد بن محمد السّنجيّ الخطيب، وأبو بكر محمد بن سليمان المروزّيان. 4 (محمد بن عليّ بن أحمد بن مبارك الدمشقيّ.) أبو عبد اللّه البزّار. سمع: أبا عثمان الصابونيّ، ومحمد بن عوف المزنيّ، وجماعة. روى عنه: جمال الإسلام أبو الحسن، وأبو المعالي محمد بن يحيى القرشيّ، والخضر بن عبدان. وعاش ستين سنة. 4 (محمد بن عيسى بن فرج.) (33/159)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 160 أبو عبد اللّه التّجبيبي المغاميّ الطليطليّ المقرئ صاحب أبي عمرو الدانيّ، روى عنه، وعن: مكيّ بن أبي طالب، وأبي الربيع سليمان بن إبراهيم. قال ابن بشكوال: كان عالماً بوجوه القراءات، ضابطاً لها، متقناً لمعانيها، إماماً ديّناً، أنبأ عنه غير واحد من شيوخنا، ووصفوه بالتجويد والمعرفة. وقال ابن سكرة: أجاز لنا، وهو مشهور بالتقدّم والإمامة في الإقراء، وشدّة الأخذ على القراء والالتزام للسّمت والهيبة معهم. ومن شيوخه مكيّ، وأبو عمر الطلمكنيّ. ومغام: حصنٌ بثغر طليطلة. وولد في ربيع الأوّل سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة. وقد وصف كتبه. 4 (محمد بن نصر بن الحسن.) أبو بكر الجميليّ البخاريّ الخطيب. قال السّمعانيّ: كان إماماً فاضلاً ورعاً، سديد السيرة، خطب مدةً بجامع بخارى. وسمع من: منصور بن عبد الرحيم الكاغديّ، والحسين بن الخضر النّسفيّ، وعبد العزيز بن أحمد الحلوائيّ، وجماعة. روى لنا عنه: عثمان بن عليّ البيكنديّ. ولد في حدود سنة وأربعمائة ومات في ثامن شوّال. (33/160)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 161 4 (مالك بن أحمد بن عليّ بن إبراهيم.) ) أبو عبد اللّه بن الفراء البانياسيّ الأصل، البغداديّ. كان يقول: سماني أبي مالكاً، وكنّاني بأبي عبد اللّه، وسمّتني أمي علياً، وكنّتني أبا الحسن، فأنا أعرف بهما. قال السّمعانيّ: كان يسكن في غرفة بسوق الريحانيّين، شيخ صالح ثقة، متدين، مسن، عمّر حتّى أخذ عنه الطلبة، وتكابّوا عليه. سمع: أبا الحسن بن الصّلت، وأبا الفتح بن أبي الفوارس، وأبا الحسن بن بشران، وابن الفضل القطان. سألت إسماعيل بن محمد الحافظ عنه، فقال: شيخ صالح مسن. وقال أبو محمد بن السّمرقنديّ: كان مالك آخر من حدّث عن ابن الصّلت، وكان ثقة، سمعته يقول: ولدت سنة ثمانٍ وتسعين وثلاثمائة. وقال أبو عليّ بن سكرة وقد روى عنه: كان شيخاً صالحاً مالكيّاً، وقعت النّار ببغداد بقرب حجرته، وقد زمن، فأنزل في قفةٍ إلى باب الحجرة، فوجد النّار عند الباب فتركه الذي أنزله وفرّ، فاحترق هو رحمه اللّه. قلت: روى عنه: أبو عامر محمد بن سعدون العبدريّ، وأبو الفضل بن ناصر السّلاميّ، وأبو بكر بن الزاغونيّ، وأبو الحسن عليّ بن عبد الرحمن بن تاج القراء، وخلق كثير. قال محمد السّمرقنديّ: احترق سوق الريحانيّين وسط النهار في تاسع جمادى الآخرة وهلك فيه، جماعة منهم شيخنا مالك البانياسيّ. قلت: آخر من روى عنه: أبو الفتح بن البطيّ رحمهم اللّه. (33/161)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 162 مسعود بن عبد العزيز. أبو ثابت بن السّماك الرازيّ الفقيه الحنفيّ. قدم بغداد فتفقه بها على أبي عبد اللّه الصيمريّ، وأبي الحسن القدوريّ، ثمّ على قاضي القضاة أبي عبد اللّه. وبرع في المذهب والخلاف. وأفتى ودرسّ، ونفذ رسولاً من الديوان إلى صاحب غزنة، فأدركه أجله بخراسان في شعبان. روى عن: ابن غيلان، والصيمريّ.) سمع منه: إسماعيل بن محمد بن الفضل، وعبد اللّه بن السّمرقنديّ. ملكشاه. السّلطان جلال الدّولة أبو الفتح ابن السّلطان ألب أرسلان محمد بن داود السلجوقيّ. أوصى إليه أبو بالملك، ووصّى به وزيره نظام الملك، وأوصى إليه يفرق البلاد على أولاده، وأن يكون مرجعهم إلى ملكشاه، وذلك في سنة خمسٍ (33/162)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 163 وستين، فخرج عليه عمّه صاحب كرمان، فتواقعا وقعةً كبيرة بقرب همذان، فانهزم عمّه، ثمّ أتي به أسيراً فقال: أمراؤك كاتبوني، وأحضر كتبهم في خريطة، فناولها لنظام الملك ليقرأها، فرمى بها في منقل نارٍ بين يديه، فأحرقها، فسكنت قلوب الأمراء، وبذلوا الطاعة. وكان ذلك سبب ثبات ملكه، وخنق عمّه بوتر. وتمّ له الأمر، وملك من الأقاليم ما لم يملك أحدٌ من السلاطين، فكان في مملكته جميع بلاد ما وراء النهر، وبلاد الهياطلة، وباب الأبواب، وبلاد الروم، والجزيرة، والشام. وملك من مدينة كاشغر، وهي أقصى مدينة بالترك إلى بيت المقدس طولاً، ومن القسطنطينيّة إلى بلاد الخزر وبحر الهند عرضاً. وكان من أحسن الملوك سيرة، ولذلك كان يلقب بالسّلطان العادل، وكان منصوراً في حروبه، مغرىً بالعمائر وحفر الأنهار، وعمر الأسوار والقناطر، وعمّر جامعاً ببغداد، وهو جامع السّلطان، وأبطل المكوس والخفّارات في جميع بلاده، كذا نقل ابن خلّكان في تاريخه فالله أعلم. قال: وصنع بطريق مكة مصانع للماء، غرم عليها أموالاً كثيرة، وكان لهجاً بالصيّد، حتّى قيل إنه ضبط ما اصطاده بيده، فكان عشرة ألآف وحش، فتصدق بعشرة ألآف دينار، وقال: إني خائف من اللّه تعالى لإزهاق الأرواح من غير مأكلة. شيّع مرةً الحاجّ، فتعدى العذيب، وصاد في طريقه وحشاً كثيراً، يعنى هو وجنده فبنى هناك منارةً، من حوافر حمر الوحش وقرون الظّباء وهي باقية تعرف بمنارة القرون. وأما السّبيل فأمنت في أيّامه أمراً زائداً، ورخصت الأسعار، وتزوج أمير (33/163)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 164 المؤمنين المقتدي بالله بابنته، وكان السفير بينهما الشيخ أبو إسحاق الشيرازيّ، وكان زفافهما إلى الخليفة سنة ثمانين وأربعمائة، وفي صبيحة دخول الخليفة بها عمل وليمة هائلة لعسكر ملكشاه، كان فيها أربعون ألفاً منا سكر، فأولدها جعفراً.) ودخل ملكشاه بغداد مرتين، وكان ليس للخليفة معه سوى الاسم، وقدمها ثالثاً متمرضاً. وكان المقتدي قد جعل ولده المستظهر بالله ولي العهد، فألزم ملكشاه الخليفة أن يعزله، ويجعل ابن ابنته، جعفراً وليّ العهد، وكان طفلاً وأن يسلم بغداد إلى السّلطان ويخرج إلى البصرة، فشقّ ذلك على الخليفة، وبالغ في استنزال السّلطان ملكشاه عن الرأي، فأبى فاستمهله عشرة أيّام ليتجهّز، فقيل إنّه جعل يصوم ويطوي، فإذا أفطر جلس على الرّماد يدعو على ملكشاه، فقوي به مرضه، ومات في شوّال. وكان نظام الملك قد مات من أكثر من شهر، فقيل إنّ ملكشاه سمّ في خلالٍ تخلّل به فهلك، ولم تشهده الدّولة، ولا عمل عزاؤه، وحمل في تابوت إلى إصبهان، فدفن فيها في مدرسةٍ عظيمة، ووقى اللّه شرّه، وتزوّج المستظهر بالله بخاتون بنته الأخرى. 4 (منصور بن أحمد بن محمد.) أبو المظفّر البسطاميّ، ثمّ البلخيّ، الفقيه الحنفيّ، أحد الأعلام. كان ذا حشمةٍ وأموالٍ وجاهٍ وتقدم. سمع: أباه، وعبد الصّمد بن محمد العاصميّ، وأبا بكر محمد بن عبد اللّه بن زكريا الجوزقيّ. كذا قال السّمعانيّ إنّه سمع من الجوزقيّ، وهو وهم. (33/164)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 165 قال: وأبا عليّ بن شاذان، وأبا طاهر عبد الغفّار المؤدب، وأبا القاسم عبد الرحمن بن الطبيّز بدمشق، وأبا القاسم الزيديّ بحرّان، ومصر، وحلب، وهراة. روى عنه: السّمعانيّ محمد بن القاسم بن المظفّر الشهرزوريّ، وعمر بن عليّ المحموديّ قاضي بلخ. وتوفيّ ببلخ في رمضان. 4 (حرف الهاء)

4 (هبة اللّه بن عبد الوارث بن عليّ.) أبو القاسم الشّيرازيّ، الثّقة الحافظ الجوّال. سمع بخراسان، والعراق، والجبال، وفارس، خورستان، والحجاز، واليمن، ومصر، والشام، والجزيرة. وحدّث عن: أبي بكر محمد بن الحسن بن اللّيث الشيرازيّ، وأحمد بن عبد الباقي بن طوق،) وعبد الباقي بن فارس المقرئ، وعبد الجبّار بن عبد العزيز بن قيس الشيرازيّ، وأبي جعفر ابن المسلمة، وعبد الصّمد بن المأمون، وعبد الرّزاق بن شمة، وأحمد بن الفضل الباطرقانيّ، وخلق كثير. (33/165)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 166 وصنّف تاريخ شيراز قال السّمعانيّ: كان ثقة صالحاً ديناً خيّراً، حسن السيّرة. كثير العبادة، مشتغلاً بنفسه. خرّج التّخاريج، واستفاد وأفاد، وسّمع جماعةً من الطلبة ببركته وقراءته، وانتفعوا بصحبته. وورد بغداد سنة سبعٍ وخمسين. روى لنا عنه: أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن الخطيب، وعمر بن أحمد الصّفار، وأحمد بن ياسر المقرئ، وأبو نصر محمد بن محمد بن يوسف الباشانيّ، وأبو القاسم إسماعيل الحافظ، وأبو بكر اللفتوانيّ، وغيرهم. وسكن في آخر عمره مرو، وتوفيّ بها. وقال ابن عساكر: روى عنه نصر المقدسيّ، وغيث بن عليّ. وثنا عنه: هبة اللّه بن طاوس، وأبو نصر اليونارتيّ، فحدثنا عنه ابن طاوس: ثنا أبو زرعة أحمد بن يحيى الخطيب بشيراز إملاءً، أنا الحسن بن سعيد المطوعيّ، ثنا أبو مسلم الكجيّ، فذكر حديثاً. وقال عبد الغافر في تاريخه: هو شيخ عفيف، فاضل، طاف البلاد، وسمع الكثير، وخطّه مشهور معروف، كان كثير الفوائد. وقال محمد بن محمد الفاشانيّ: كنت إذا مضيت إلى أبي القاسم هبة اللّه، (33/166)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 167 وكان قد نزل برباط يعقوب الصّوفيّ بظاهر مرو، وأخذ بيدي وأخرجني إلى الصّحراء وقال: إقرأ ما تريد، فالصّوفيّة يتبرمون بمن يشتغل بالعلم والحديث، ويقولون: هم يشوّشون علينا أوقاتنا. وقال عمر أبو الفتيان الرّؤآسيّ: إن هبة اللّه مات بمرو في شهور سنة ست وثمانين. وقال أبو نصر اليونارتيّ: ترفي هبة اللّه بمرو بالبطن في رمضان سنة خمس وثمانين. وقال محمد بن محمد الفاشانيّ: احتاج هبة اللّه ليلة مات إلى القيام سبعين كرةً، أقل أو أكثر، وفي كل نوبةٍ يغتسل في النّهر، إلى أن توفّي على الطّهارة، رحمه اللّه. وقال المؤتمن السّاجيّ: بذل نفسه في طلب الحديث جداً، وسألني فخرّجت جزءين في صلاة) الضّحى، ففرح بهما شديداً. (33/167)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 168 2 (وفيات سنة ست وثمانين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن عليّ بن أحمد.) أبو الحسين التغلبيّ الأرتاحيّ. توفّي بدمشق. روى عن: أبي الحسن الحنّائي. روى عنه: ابن صابر شيئاً 4 (أحمد بن عليّ بن قدامة.) القاضي أبو المعالي الحنفيّ، من بني حنيفة، البغداديّ، الكرخيّ، الشيعيّ، من أجلاد الرّافضة وعلمائهم وصلحائهم، له خبرة بالكلام والجدل والفقه. قرأ على: الشّريف المرتضى، وعلى أخيه الشّريف الرضيّ. روى عنه: الحسن بن محمد الأستراباذيّ الفقيه، وأحمد بن محمد العطارديّ الكرخيّ. ذكره ابن السّمعانيّ في الذّيل. (33/168)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 169 وتوّفي في شوّال. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم.) الخبّاز الإصبهانيّ المؤدّب. مات في المحرّم. عبدٌ صالحٌ، خيّر. سمع من: أبي منصور بن معمر، وأبي الحسن الجرجانيّ. 4 (أحمد بن محمد بن أبي العبّاس.) اللّباد. قتل في آخر شعبان. 4 (إبراهيم بن محمد) أبو إسحاق البجليّ البوشنجيّ.) سكن دمشق، وأمّ بمسجد دار بطيخ، وكان يكتب المصاحف، ثمّ ولي (33/169)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 170 إمامة الجامع مدّة. وسمع: أبا عليّ بن نصر التميميّ، ورشأ بن نظيف، والأهوازيّ. روى عنه: أبو القاسم بن عبدان، وأبو القاسم بن جابر. توّفي في المحرّم، وكان ثقة صالحاً. مولده سنة. 4 (إسماعيل بن عليّ بن عبد اللّه.) الحاكم أبو الحسن النّاصحيّ الحنفيّ النيسابوريّ. روى عن: عبد اللّه بن يوسف الإصبهانيّ، والحاكم أبي الحسن بن السقّاء، وأبي سعيد الصيرفيّ. وعنه: عبد الغافر، وقال: مات في جمادى الآخرة. 4 (حرف الباء)

4 (بلال بن الحسين السّقلاطونيّ.) سمع: أبا القاسم بن بشران. وعنه: أبو الوفاء بن الحصين، وغيره. مات سنة. 4 (حرف التاء)

4 (تاج الملك.) الوزير. اسمه مرزبان، يأتي. (33/170)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 171 4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن عنبس بن مسعود.) أبو محمد الرّافقي الشيخ المعمّر الشيعيّ، العارف بمذهب القوم. ذكر الكراجكيّ أنّه اجتمع به بالرّافقة، ورأى له حلقةً عظيمة يقرأون عليه مذهب الإمامية، وكان بصيراً بالأصول. يذكر أنّه قرأ على الشيّخ المفيد، ولقي القاضي عبد الجبّار.) مات وقد نيّف على المائة. 4 (الحسين بن عبد العزيز.) أبو عبد اللّه النخّاس البزّار. بغداديّ، سمع: عبد الملك بن بشران. وعنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ. وسمع: ابن أبي الفوارس، وأبي الحسين بن بشران. 4 (حمد بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن مهرة.) (33/171)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 172 أبو الفضل الإصبهانيّ الحّداد، أخو المقرئ أبي عليّ الحدّاد. قدم بغداد حاجاً سنة خمسٍ وثمانين، وحدّث بكتاب الحلية لأبي نعيم، عنه. وسمع: أبا الحسن عليّ بن ميلة، وعليّ بن عبدكويه، وأبا سعيد بن حسنويه، وأبا بكر بن أبي عليّ الذكوانيّ، وعليّ بن أحمد بن محمد بن حسين، وجماعة. قال السّمعانيّ: كان إماماً صحيح السماع، محققاً، فاضلاً في الأخذ. ثنا عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وعبد الوّهاب الأنماطيّ، ومحمد بن البطيّ، وغير واحد. قلت: ورّخه بعض الإصبهانييّن في هذا العام في جمادى الأولى. وقال السّمعانيّ: ورد نعيّه من إصبهان إلى بغداد في ذي الحجّة سنة ثمانٍ وثمانين. (33/172)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 173 4 (حرف الخاء)

4 (خلف بن أحمد بن داود.) أبو القاسم الصّدفيّ البلنسيّ. سمع: أبا عمر بن عبد البّر، وأبا الوليد الباجيّ. وتفقّه في الشّعر. ومات في ذي الحجّة في حصار بلنسية. 4 (حرف السين)

4 (سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان.) الحافظ أبو مسعود الإصبهانيّ الملنجيّ. سمع الكثير، ورحل وتعب.) قال السّمعانيّ، كانت له معرفة بالحديث، جمع الأبواب، وصنّف التّصانيف، وخرّج على الصّحيحين. سمع: بإصبهان أبا عبد اللّه الجرجانيّ، وأبا بكر بن مردويه، وأبا سعد أحمد بن محمد المالينيّ، وأبا نعيم الحافظ، وأبا سعيد النقاش، وابن جولة الأبهريّ، وجماعة كثيرة. وببغداد: أبا عليّ بن شاذان، وأبا بكر البرقانيّ، وأبا القاسم بن بشران، (33/173)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 174 وأبا بكر بن هارون المنقيّ، وأبا القاسم الحرفيّ، وطبقتهم. سمع منه: شيخه أبو نعيم. وروى عنه: أبو بكر الخطيب مع تقدمه وثنا عنه: إسماعيل بن محمد التيّميّ، وأحمد بن عمر الغازي، وهبة اللّه بن طاوس، وخلق ببلاد عديدة. وسألت أبا سعد البغداديّ عنه فقال: لا بأس به، ووصفه بالرحلة والجمع والكثة، وقد كنّا يوماً في مجلسه، وكان يملي، فقام سائل وطلب شيئاً، فقال سليمان: من شؤم السّائل أن يسأل أصحاب المحابر. وسألت إسماعيل الحافظ عنه، فقال: حافظ، وأبوه حافظ. وقال أبو عبد اللّه الدّقاق في رسالته: سليمان بن إبراهيم الحافظ له الرحلة والكثرة، وأبوه إبراهيم يعرف بالفهم والحفظ، وهما أصحاب أبي نعيم، تكلّم في إتقان سليمان، والحفظ: الإتقان، لا الكثرة. قال السّمعانيّ: وسألت أبا سعد البغداديّ عن سليمان نوبةً أخرى، فقال: شنع عليه أصحاب الحديث في جزءٍ ما كان له به سماع. وسكتّ أنا عنه. وقال يحيى بن مندة في طبقات الإصبهانييّن في ترجمة سليمان: إلاّ أنّه في سماعه كلام، سمعت من الثّقات أنّ له أخاً يسمى إسماعيل، وكان أكب منه، فحكّ اسمه وأثبت اسم نفسه مكانه، وهو شيخٌ شره لا يتورّع، لحّانٌ وقاح. وقال عبد اللّه بن السّمرقنديّ إنّ سليمان ولد في رمضان سنة سبعٍ وتسعين وثلاثمائة. (33/174)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 175 وقال غيره: توفّي في ذي القعدة. وممّن روى عنه: أبو جعفر محمد بن الحسن الصّيدلانيّ، وأبو عليّ شرف بن عبد المطّلب الحسينيّ، ومحمد بن طاهر الطّوسيّ، ومحمد بن عبد الواحد المغازليّ، ومسعود بن الحسن) الثّقفيّ، ورجاء بن حامد المعدانيّ. أنبأنا المسلم بن علاّن، وغيره قالوا: أنا أبو اليمن الكنديّ، أنا أبو المنصور القزّاز، أنا أبو البكر الخطيب، أنا سليمان بن إبراهيم أبو مسعود، ثنا محمد بن إبراهيم، ثنا محمد بن الحسين القطّان، نا إبراهيم بن الحارث البغداديّ، نا يحيى بن أبي بكر، نا زهير، ثنا أبو إسحاق، عن عمر بن الحارث ختن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: والله ما ترك رسول اللّه عند موته ديناراً ولا درهماً، ولا عبداً ولا أمةً، ولا شيئاً إلا بغلته البيضاء، وسلاحه، وأرضاً جعلها صدقةً. أخبرناه محمد بن الحسن الأرمويّ: أخبرنا كريمة القريشيّة، عن محمد بن الحسن الصيّدلاني قال: أنا سليمان الحافظ، فذكره. هذا حديثٌ عالٍ، وقع لنا موافقةً، من حيث أنّ البخاريّ رواه عن إبراهيم بن الحارث، وأنّ الخطيب رواه عن سليمان، وعاشّ الصيّدلاني هذا بعد الخطيب مائة سنة وخمس سنين، ولله الحمد. 4 (حرف العين)

4 (عبد اللّه بن عليّ بن أحمد بن محمد بن زكريّ.) (33/175)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 176 أبو الفضل الدقّاق الكاتب، بغداديّ مشهور. سمع: أبا الحسين بن بشران، وأبا الحسن الحماميّ. وعنه: إسماعيل بن محمد، وأبو سعد البغداديّ، وعبد الوّهاب الأنماطيّ وأبو بكر بن الزاغونيّ، ومحمد بن أحمد بن سوار. قال عبد الوّهاب الأنماطيّ: كان صالحاً ديّناً، ثقة. وقال القاضي عياض: سألت أبا عليّ بن سكرة عن عبد اللّه بن زكريّ فقال: كان شيخاً عفيفاً، كنا نقرأ عليه في داره. وقال غيره: ولد سنة أربعمائة في آخرها. وكانت وفاته في ذي القعدة. أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن: أنا عبد اللّه بن أحمد، أنا هبة بن الحسن الدقّاق، أنا أبو الفضل عبد اللّه بن عليّ، أنا عليّ بن محمد، أنا محمد بن عمرو، ثنا سعدان بن نصر، ثنا سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس، عن جرير بن عبد اللّه قال: كنّا عند) النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال: إنّكم سترون ربكم عزّ وجلّ، ولا تضامّون في رؤيته، كما تنظرون إلى القمر ليلة البدر، فمن استطاع منكم أن لا يغلب على صلاة قبل طلوع الشّمس ولا غروبها فليفعل 4 (عبد اللّه بن عمر بن مأمون.) إمام أهل سجستان، شيخ كبير القدر. سمع: عليّ بن بشرى الليّثي، وجماعة بسجستان. (33/176)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 177 أكثر الحافظ أبو محمد الرّهاويّ، عن حفيده أبي عروبة، عنه. مات في ذي الحجة. 4 (عبد الباقي بن أحمد البزّار.) دمشقيّ. يروى عن: أبي الحسن بن السّمسار. روى عنه: عبد اللّه، وعبد الرحمن ابنا صابر. 4 (عبد الحميد بن محمد.) الفقيه أبو محمد بن الصائغ القيروانيّ. سكن سوسة، وأدرك أبا بكر بن عبد الرحمن، وأبا عمران الفاسيّ، وتفقه بالعطّار، وجماعة. وله تعليقة على المدوّنة. وعليه تفقّه الماوزريّ، وأبو عليّ بن البربريّ، وجماعة. طلبه صاحب المهديّة تميم بن المعزّ بن باديس ليكون مفتي البلد، فأقام عنده مدّة. وتوفي في هذا العام. (33/177)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 178 4 (عبد الحميد بن منصور بن محمد بن إبراهيم بن عبد اللّه.) الأستاذ أبو محمد البجليّ، الجريريّ، العراقيّ، المقرئ المجود. شيخ القّراء بسمرقند. توفّي في ذي الحجّة بسمرقند. روى عن: الحسين بن عبد الواحد الشيّرازيّ. روى عنه: محمد بن عمر كاك البخاريّ. 4 (عبد الحميد.) ) أبو محمد التونسيّ الزّاهد. تفقّه على: أبي عمران الفاسيّ، وأبي إسحاق التونسيّ. ومال إلى الزّهد والتقشف، وسكن مالقة، واستقر أخيراً بأغمات، ودرس النّاس عليه الفقه، ثمّ تركه لما رآهم نالوا به الخطط والعمالات، وقال: صرنا بتعليمنا لهم كبائع السّلاح من اللّصوص. قال ابن بشكوال: وكان ورعاً متقلّلاًً من الدنيا، هارباً عن أهلها. توفّي بأغمات رحمه اللّه. 4 (عبد القادر بن عبد الكريم بن حسين.) أبو البركات الدّمشقي الخطيب. أصله من الأنبار. سمع: محمد بن عوف، وغيره. (33/178)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 179 روى عنه: الخضر بن عبدان، ونصر بن مقاتل. ووثقه أبو محمد بن صابر. خطب بدمشق لبني العبّاس وللمصرييّن. 4 (عبد الواحد بن محمد بن عليّ بن أحمد.) الشّيخ القدوة، أبو الفرج الفقيه الحنبليّ، الواعظ الشيرازيّ الأصل الحرّاني المولد. وكان يعرف في بغداد بالمقدسيّ. سمع بدمشق من: أبي الحسن عليّ بن السّمسار، ومن: عبد الرزّاق بن الفضل الكلاعي، وشيخ الإسلام أبي عثمان الصّابونيّ. ورحل إلى بغداد، ولزم القاضي أبا يعلى، وتردّد إليه سنين عديدة، ونسخ واستنسخ تصانيف القاضي، وبرع في الفقه. وسافر إلى الرّحبة، ثمّ رجع إلى دمشق، وبث بها مذهب أحمد، وبأعمال بيت المقدس. وصنّف التّصانيف في الفقه والأصول. قال أبو الحسن بن الفرّاء: صحب والدي، وسافر إلى الشّام وحصل له الإتباع والغلمان. (33/179)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 180 قال: وكانت له كرامات ظاهرة، ووقعات مع الأشاعرة، وظهر عليهم بالحجة في مجالس) السّلاطين بالشّام. قال أبو الحسين: ويقال إنّه اجتمع بالخضر مرتّين، وكان يتكلم على الخاطر، كما كان يتكلّم على الخاطر الزّاهد ابن القزوينيّ، وكان تتش يعظمه، لأنّه تمّ له معه مكاشفة، وكان ناصراً لاعتقادنا، متجرّداً في نشره. وله تصانيف في الفقه والوعظ والأصول. وأرّخ وفاته ابن الأكفانيّ في يوم الأحد الثّامن والعشرين من ذي الحجّة بدمشق. قلت: وقبره مشهور بجبّاية باب الصغير، يزار ويقصد، ويدعى عنده. وله ذرّية فضلاء، وكان أبوه الشّيخ أبو عبد اللّه صوفياً من أهل شيراز، قدم الشّام، وكان يعرف بالصّافي. ذكر له ابن عساكر ترجمة لأبي الفرج فقال: سكن دمشق وكان صوفيّاً. (33/180)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 181 سمع أبا الحسن بن السّمسار، وأبا عثمان الصّابونيّ. وصنف جزءاً في قدم الحروف، رأيته يدلّ على تقصير كثير. 4 (عبد الواحد بن عليّ بن محمد بن فهد.) أبو القاسم بن العلاّف البغداديّ. قال السّمعانيّ: شيخ صالح صدوق مكثر، انتشرت عنه الرواية، وكان خيّراً، ثقة، مأمون، متواضعاً، سليم الجانب، على جادّة القدماء، وكانت بلاغاته في كتب النّاس، لأنّ كتبه ذهبت حريقاً ونهباً. سمع: أبا الفتح بن أبي الفوارس، وأبا الفرج الغوريّ، وهو آخر من حدّث عنهما. وسمع: أبا الحسين بن بشران. روى لنا عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وأبو سعد البغداديّ، وأبو القاسم إسماعيل الطلحيّ، وعبد الخالق بن يوسف. وتوفّي في سادس عشر ذي القعدة. قلت: آخر من حدّث عنه: أبو الفتح بن البطيّ، وقع لي من عواليه. (33/181)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 182 4 (عبيد اللّه بن أبي العلاء صاعد بن محمد.) القاضي أبو محمد.) توفّي بنيسابور في خامس شعبان، وكان صالحاً زاهداً. ولد سنة تسع وأربعمائة. وسمع من: أبي بكر الحيريّ، وأبي سعيد الصيرفيّ، ووالده. وعنه: عبد الغافر. 4 (عبيد اللّه بن عبد العزيز بن البراء بن محمد بن مهاصر.) أبو مروان القرطبيّ. روى عن: إبراهيم بن محمد الإفليليّ، وغيره. وكان من أهل اللّغة والأدب، معنياً بذلك، شروطيّاً. روى عنه: أبو الحسن بن مغيث. 4 (عبيد اللّه بن محمد بن أدهم.) أبو بكر القرطبيّ قاضي الجماعة بقرطبة. استقضاه المعتمد على اللّه في سنة ثمانٍ وستين وأربعمائة، وكان من أهل الصّرامة والحقّ والعدل، لا يخاف في اللّه لومة لائم، نزهاً متعاوناً، تفقّه على أبي عمر بن القطّان، وسمع من: حاتم بن محمد، وغيره. ولم يزل على القضاء بقرطبة عشرين سنة. وتوفيّ في شعبان. وقد استكمل سبعين سنة. 4 (عليّ بن أحمد بن يوسف بن جعفر بن عرفة بن المأمون بن (33/182)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 183 المؤمل بن الوليد بن القاسم بن) الوليد بن عتبة بن أبي سفيان بن حرب بن أميّة. القرشيّ الأمويّ أبو الحسن الهكاريّ. وقيل: سقط بين الوليد وبين القاسم خالد، وأنّه الوليد بن خالد بن القاسم. قال السّمعانيّ: شيخ الإسلام هذا تفرد بطاعة اللّه في الجبال، وابتنى أربطة ومواضع يأوي إليها الفقراء والمنقطعون إلى اللّه، وكان كثير العبادة، حسن الزّهادة صافي النيّة، خالص الطويّة، لطيفاً مقبولاً وقوراً. قدم بغداد، ونزل برباط الزّوزنيّ، ورحل وسمع بمصر: أبا عبد اللّه بن نظيف، وغيره. وبمكّة: أبا الحسن بن منهر، وببغداد: أبا القاسم بن بشران، وبالرملة: أبا الحسين بن التّرجمان،) (33/183)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 184 روى لنا عنه: يحيى بن عطاف الموصليّ بمكة، وعبد الرحمن بن الحسن الفارسيّ ببغداد، والحسن بن محمد بن أبي عليّ المقرئ، وجماعة سواهم. وقال عبد الغفّار الكرجيّ: ما رأيت مثل شيخ الإسلام الهكاريّ زهداً وفضلاً. وقال يحيى بن مندة: قدم علينا أبو الحسين الهكاريّ إصبهان وكان صاحب صلاة وعبادة واجتهاد، مشهور معروف، أحد كبراء الصوفيّة. قال: ولدت سنة تسعٍ وأربعمائة. وقال ابن ناصر: توفي في أول المحرم بالهكاريّة، وهي جبال فوق الموصل. وقال ابن عساكر: لم يكن موثقاً في روايته. قال ابن النّجار: كان يسكن جبال الهكارية بقرية اسمها دارس. وقد ابتني هناك أربطة ومواضع، سمع الحديث الكثير، وسافر في طلبه، وجمع كتباً في السّنة والزّهد وفضائل الأعمال، وحدّث بالكثير، وانتقى عليه محمد بن طاهر، وكان الغالب على حديثه الغرائب والمنكرات، وفي ذلك متون موضوعة مركبة، رأيت بخطّ بعض المحدثين أنّه كان يضع الحديث. روى عنه: يحيى بن البنا، وأبو القاسم بن السّمرقنديّ. وقيل تكلم فيه ابن الخاضبة. (33/184)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 185 4 (عليّ بن عبد الواحد بن عليّ بن صالح.) أبو يعلى الهاشميّ، قيمّ مشهد باب أبرز. سمع: أبا الحسين بن بشران، وابن الفضل القطان. روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وغيره. وولد سنة ثلاثٍ وأربعمائة. 4 (عليّ بن محمد بن محمد بن يحيى بن شعيب بن حسن الشّيبانيّ.) أبو الحسن الأنباريّ ابن الأخضر، خطيب الأنبار. تفقّه ببغداد على مذهب أبي حنيفة. (33/185)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 186 قال السّمعانيّ: كان ثقة، نبيلاً، صدوقاً، معمراً، مسنداً، عمّر حتّى صار يقصد ويرحل إليه إلى الأنبار، وانتشرت عنه الرّواية في الآفاق.) وقد قطعت يده في فتنة البساسيريّ. وكان يقدم بغداد أحياناً. سمع: أبا أحمد الفرضيّ، وأبا عمر بن مهديّ، وأبا الحسن بن بشران، وابن رزقويه. ثنا عنه: إسماعيل بن محمد، وأبو نصر الغازي، وأبو سعد بإصبهان وهبة اللّه طاوس، ونصر اللّه المصّيصي بدمشقّ، وجماعة يطول ذكرهم. وسألت إسماعيل الحافظ عنه فقال: ثقة. وقال ابن سكّرة في مشيخته: كان شيخاً أبو الحسن أقطع اليد، حنفيّ المذهب، قال لي إنّه سأل وهو صبيّ في مجلس الشّيخ. أبي حامد الإسفرائينيّ عن الوضوء من مسّ الذّكر. وقال لي: رأيت يحيى جدّ جدّي، وأنا اليوم جدّ جدٍّ. قال ابن سكّرة: لم ألق من يحدّث عن أبي أحمد الفرضيّ سواه، وإنّما عنده عنه حديثان. قلت: وقعا لنا بعلوّ، قرأتهما على عبد الحافظ، عن ابن قدامة، عن ابن البّطيّ، عنه. قال ابن ناصر: مات في شوّال بالأنبار. وهو آخر من حدّث عن الفرضيّ. قلت: وآخر من حدّث عنه أبو الفتح بن البطيّ. (33/186)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 187 4 (عيسى بن سهل.) أبو الأصبغ الأسديّ الجيّانيّ المالكيّ، نزيل قرطبة. تفقّه بابن عتّاب القرطبيّ، واختصّ به. وسمع من: حاتم الأطرابلسيّ، وبقرطبة من: يحيى بن زكريّا، وبطليطلة من: ابن أسد القاضي، وابن رافع رأسه. وله في الأحكام كتابٌ حسن. قدم سبتة، فنوه باسمه صاحبها الأمير البراغوطيّ، فرأس بها. وأخذ عنه: القاضي أبو محمد بن منصور، والقاضي أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد البصريّ. وسمع منه خالا القاضي عياض أبو محمد وأبو عبد اللّه ابنا الجوزيّ، وولي قضاء غرناطة وغيرها. كذا ترجمة القاضي عياض. وزاد ابن بشكوال فقال: روى عن مكيّ القيسيّ، وأبي بكر بن الغراب، وابن الشّماخ. (33/187)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 188 وتوفي مصروفاً عن قضاء غرناطة في المحرّم سنة ستّ، وله ثلاث وسبعون سنة، وكان من) جلة الفقهاء الأئمة. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن إسماعيل بن أحمد بن حسنويه.) أبو عبد اللّه النّيسابوريّ. سمع: الحيريّ. 4 (محمد بن عليّ بن حسن بن العميش الحربيّ.) عن: أبي القاسم بن بشران. وعنه: إسماعيل السّمرقنديّ. 4 (أبو سعد البحيريّ النّيسابوريّ المزّكي.) سمع من: الطّرازيّ، وأبي نصر المفسر. (33/188)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 189 4 (المرزبان بن خسرو بن دارست.) تاج الملك أبو الغنائم. كان يناوئ نظام الملك ويعاديه، فلما قتل نظام الملك عام أول استوزر ملكشاه هذا، ثمّ إنّ غلمان نظام الملك وثبوا على هذا وقطعوه في المحرم، وله سبعٌ وأربعون سنة. ومن أخبار تاج الملك أنّه كان كاتباً بسرهنك، فلما مات مخدومه قصده نظام الملك وقال: عندك بسرهنك ألف ألف دينار. فقال: إذا قيل عنّي هذا وقد خدمت أحد الأمراء، فكيف بمن خدم ثلاثين سنة سلطانين يعرض. ولكن أنا القائم بمال سرهنك. وحمل إليهم ألفي ألفي دينار، فتقدم عند السّلطان ملكشاه، وعوّل عليه، وقرب منه، فتألم النّظام من قربه، وكان يعظّم النّظام في الظاهر، وينال منه باطناً، فلمّا قتل النّظام، قررّ تاج الملك وزيراً، لكن فجأ ملكشاه الموت، فوزر لابنه محمود، وجرّدت أمّ محمود معه الجيش لمحاربة بركيّاروق، فانكسر عسكرها، وأسر تاج الملك وقتل في ثاني المحرّم، وأراد بركيّاروق أن يستبقه، وعرفت مكانته وحشمته، فهجم عليه غلمان النظام، ففتكوا به، وزعموا أنّه هو قتل مولاهم. وكان ينتسك ويكثر الصّوم.) (33/189)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 190 4 (المشطب بن محمد بن أسامة بن زيد.) أبو المظفر الفرغانيّ التركيّ، الحنفيّ. تفقّه وبرع في المذهب والجدل، وورد العراق في صحبة نظام الملك وناظر الأئمة، وجرت له قصص، وكان بالأجناد أشبه منه بالعلماء. وكان جمّاعاً للمال، مناعاً، دنئ النفّس، له في البخل حكايات، يلبس الحرير، ويرتكب المحظورات. سمع: محمود بن جعفر الكوسج، وأبا عليّ الحسن بن عبد الرحمن الشافعيّ المكيّ. روى عنه: هبة اللّه بن السّقطيّ، وكمار بن ناصر. قال عبد الغافر بن إسماعيل: كان من فحول أهل النظر، مستظهراً بالخدم والحشم والعبيد والتّجمل، ينادم الوزراء، ويزاحم الصّدور. قرئ بخطّ أبي الخطّاب الكلوذانيّ: مولد المشطب سنة أربع عشرة وأربعمائة، ومات بالمعسكر ببغداد في شوال سنة. 4 (موسى بن عبد اللّه بن أبي الحسين يحيى بن جعفر بن عليّ بن موسى بن جعفر الصادق.) العلويّ الحسينيّ. أصله كوفيّ، ثمّ صار إلى صقلّية، ودخل الأندلس مجاهداً. يكنّى أبا البسّام. (33/190)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 191 كان عنده علم وأدب، ومعرفة بالأصول على المذاهب السنة أخذوا عه بميورقة، وله شعر بديع. قال ابن بشكوال: ثمّ رجع إلى بد بي حمّاد، فامتحن هنالك وقتل ذبحاً ليلة سبع وعشرين من رمضان. قلت: وابنه السيد الشريف أبو علي الحسن بن موسى، تجول بعد والده في الأندلس، ثمّ استقر بميورقة، وولى خطابتها. وكان رفيع القدر. فلماّ غلب عليها الروم في سنة ثمانٍ وخمسمائة، انهزم وسكن قرطبة. وابنه أبو محمد عبد العزيز أحد بلغاء العصر، كتب الأنشاء وصنفّ وأفاد. موسى بن عمران.) أبو المظفر الأنصاري النّيسابوريّ. كان أسند من بقي بنيسابور تفردّ بالروايةّ عن أبي الحسن العلوي وسمع من: أبي عبد الحاكم وأبي القاسم السراّج. وعمر ثمانياً وتسعين سنة وهو موسى بن عمران بن محمد بن إسحاق بن يزيد الصّوفي. قال عبد الغافر: شيخ وجيه، حسن المنظر والروّاء، راسخ القدم في الطريقة لقي الشّيخ أوحد وقته أبا سعيد بن أبي الخير الميهم وخدمه، وصحب (33/191)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 192 القشيريّ وخدمه، وكان من أركان الشيوخ الذّين عهدناهم من الصوفيّة. وقد روى الكثير. قلت: حدّث عنه: عمر بن أحمد الصّفار، والحسين بن عليّ الشّحاميّ، وعبد اللّه بن الفراويّ، وزاهر ووجيه ابنا الشّحاميّ، وأبو عمر محمد بن عليّ بن دوست الحاكم، وآخرون. توّفي رحمه اللّه في ربيع الأول. 4 (موهوب بن إبراهيم.) الخبّاز البقّال. أبو نصر. بغداديّ، سمع: عبد الملك بن بشران. وعنه: عبد الوّهاب الأنماطيّ، وغيره. 4 (الموفّق بن زياد بن محمد.) أبو نصر الحنفيّ الهرويّ التاجر. ولد سنة عشرة وأربعمائة، وسمع من: عمر بن إبراهيم الزّاهد. روى عنه ولده زياده، وغيره. مات في شعبان. 4 (حرف النون)

4 (نصر بن الحسن بن القاسم بن الفضل) (33/192)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 193 أبو اللّيث، وأبو الفتح التركيّ التنكتي الشّاشّي، نزيل سمرقند، وتنكت: بلدة عند الشّاش.) ولد سنة ست وأربعمائة، ورحل في كبره، فسمع بنيسابور صحيح مسلم من عبد الغافر الفارسيّ. وسمع من: أبي حفص بن مسرور، وأبي عامر الحسن النّسويّ. وبصور من: أبي بكر الخطيب. وبمصر من: أبي الحسن بن الطفال وغيره. وبالإسكندرية من: الحسين بن محمد المعافريّ. وبالأندلس من: أحمد ابن دلهاث العذريّ، وجماعة. ودخل الأندلس وغيرها تاجراً، وأقام بالأندلس ثلاث سنين، وصدر عنها في شوّال سنة ثلاث وستين. وقال: كنّاني أبي الليث، فلما قدمت مصر كنّونيّ أبا الفتح، حتّى غلب عليّ. قال السّمعانيّ: روى لنا عنه: أبا القاسم بن السّمرقنديّ، وعبد (33/193)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 194 الخالق بن أحمد، ونصر العكبريّ ببغداد وعبد الخالق بن زاهر بنيسابور. وسكن نيسابور في آخر عمره، وبها توفّي. ومن جملة خيراته السّقاية والمرجل في وسط الجامع الحديد بها. قال: وقيل إنّ تركته قوّمت بعد موته مائةً وثلاثين ألف دينار. وقال عبد الغافر بن إسماعيل: هو شيخ مشهور، ورع، نظيف، بهيّ متجمّل، متطّلس. جال في الآفاق، وحدّث، ورأى العزّ والقبول بسبب تسميع مسلم. وسمع منه الخلق في تلك الدّيار، وبورك له في كسبه، حتّى حصل على أموالٍ جمّة، وعاد إلى نيسابور. وكانت معه أوقارٌ من الأجزاء والكتب، وحدّث ببعضها. وقال ابن بشكوال: كان عظيم اليسار، كريماً، كثير الصّدقات، كامل الخلق، حسن السّمت والخلق نظيف المكسب والملبس، ينمّ عليه من الطّيب ما يعرفه من يألفه، وإن لم يبصر شخصه، وما يبقى على ما يسلك من الطّريق رائحته برهة، فيعرف به من يسلك ذلك الطّيق إثره أنّه مشى عليه. وقال الحميديّ: نصر بن الحسن بن أبي قاسم بن أبي حاتم بن الأشعث الشّاشيّ التّنكتيّ نزيل سمرقند، دخل الأندلس، وحدّث، ولقيناه (33/194)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 195 ببغداد، وسمعنا منه. وكان رجلاً مقبول الطريقة، مقبول اللّقاء ثقة فاضلاً.) قلت: ورّخ السّمعانيّ وفاته في السّابع والعشرين من ذي القعدة، سنة ستّ وثمانين، ودفن بالحيرة. وهذا الصّحيح، ووهم من قال سواه. قال أبو الحسن بن مفوّز: اتّصل بنا أنّ أبا الفتح هذا توّفي في أطرابلس الشّام سنة إحدى وسبعين وأربعين. وقيّده ابن نقطة فقال: التنكتيّ: بضم التّاء والكاف. 4 (حرف الهاء)

4 (هبة اللّه بن محمد بن موسى.) أبو الحسن بن الصّفار النّعمانيّ الأصل ثمّ الواسطيّ. الكاتب النحويّ المقرئ. قرأ القراءآت على: أبي عليّ أحمد بن محمد بن علاّن صاحب الحضينيّ، وعلى: ابن الصوافّ، وغيرهما. وهو آخر من سمع من الحسن بن أحمد بن التّبانيّ. توّفي في رمضان. (33/195)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 196 ترجمه خميس الحافظ وقال: قرأت عليه القرآن. 4 (حرف الياء)

4 (يعقوب بن إبراهيم بن أحمد بن سطورا.) القاضي أبو عليّ العكبريّ البرزبينيّ، وبرز بين: قرية بين بغداد وأوانا. تفقّه على القاضي أبي يعلى حتّى برع في مذهب أحمد، وبرز على أقرانه، وكانت له يدٌ قويّة في القرآن، والحديث، والأصول، والفقه، والمحاضرات. قرأ عليه خلقٌ من الفقهاء وانتفعوا به، وكان جميل السّيرة. وقال أبو الحسين بن الفرّاء: كان له غلمان كثيرون، وصنّف في الأصول والفروع، وكان مبارك التّعليم لم يدرس عليه أحد إلاّ وأفلح. وعليه تفقّه أخي أبو خازم. (33/196)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 197 قلت: حدّث عن أحمد بن عمر بن ميخائيل العكبريّ، وأجاز لأبي نصر الغازي، ولأبي عبد اللّه الخلاّل، وغانم بن خالد الإصبهانييّن. توّفي في شوال عن سبعٍ وسبعين سنة.) وقد ذكره السّمعانيّ في الذّيل وعظّمه، قال: جرت أموره في أحكامه على سداد واستقامة، وحدّث بشيءٍ يسير عن ابن ميخائيل. (33/197)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 198 2 (وفيات سنة سبع وثمانين وأربعمائة.)

4 (حرف الألف.)

4 (أحمد بن عبيد اللّه بن سعيد الهرويّ.) سمع: أبا الفضل الجاروديّ. وعنه: أبو النّضر الفاميّ. 4 (أحمد بن عليّ بن عبد اللّه بن عمر بن خلف.) أبو بك الشيرازيّ، ثمّ النّيسابوريّ الأديب العلامة، مسند نيسابور في وقته. أكثر عن: أبي عبد اللّه الحاكم، وحمزة بن عبد العزيز، وعبد اللّه بن يوسف الإصبهانيّ، ومحمد بن محمد بن محمش، وأبي بك بن فورك، والسّلميّ. روى عنه: عبد اللّه بن السّمرقنديّ، ومحمد بن طاهر المقدسيّ، وعبد الغافر بن إسماعيل، ووجيه الشّحاميّ، وعمر بن أحمد الصّفار، وأحمد بن سعيد الميهنيّ، وخلق كثير سواهم، آخرهم أبو سعد عبد الوهاب الكرمانيّ المتوفيّ سنة تسعٍ وخمسين وخمسمائة. قال عبد الغافر: أمّا شيخنا ابن خلف فهو الأديب المحدّث، المتقن (33/198)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 199 السّماع، الصّحيحه، ما رأينا شيخاً أورع منه، ولا أشدّ إتقاناً، حصل على حظّ وافرٍ من العربية، وكان لا يسامح في فوات كلمة ممّا يقرأ عليه، ويراجع في المشكلات ويبالغ، رحل إليه العلماء من الأمصار، وكانت ولادته في سنة ثمانٍ وتسعين وثلاثمائة، وسمع في سنة أربعٍ وأربعمائة، سمّعه أبوه أبو الحسن الكثير، وأملى على الصّحة. سمعنا منه الكثير، وتوفيّ في ربيع الأوّل. وقال إسماعيل بن محمد الحافظ: كان حسن السّيرة، من أهل العلم والفضل، محتاطاً في الأخذ، سمع الكثير، وكان ثقة. (33/199)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 200 وقال ابن السّمعانيّ: كان فاضلاً عارفاً باللّغة والأدب، ومعاني الحديث، في كمال العفّة والورع، رحمه اللّه تعالى. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد.) الشيخ أبو نصر العجليّ البخاريّ.) من بيت العلم والخير، ولد بعيد الأربعمائة، وسمع من منصور الكاغديّ صاحب الهيثم بن كليب. ومن: أحمد بن الحسين الماجليّ. وبقي إلى هذا العام. آخر من حدّث عنه: عثمان بن عليّ البيكنديّ. 4 (أحمد بن محمد بن سعيد بن محمد.) أبو نصر القيسيّ الدمشقيّ الصوفيّ. سمع: عليّ بن منير الخلاّل، وأبا الحسن الطّفّال بمصر، وأبا عليّ بن أبي نصر، وابن سلوان بدمشق. روى عنه: عمر الرّؤآسيّ، وجمال الإسلام أبو الحسن السّلميّ. توّفي في رجب عن سبعٍ وثمانين سنة. 4 (أحمد بن يحيى بن محمد.) (33/200)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 201 أبو سعد بن أبي الفرج الشيرازي الواعظ، المعروف بابن المطبخي. له مسجد كبير بدرب القّيار يعرف به. سمع: أبا الحسن بن مخلد، وأبا القاسم بن بشران. روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ. كذا قال ابن النجار. وقال ابن السّمرقنديّ: سألته عن مولده، فقال: سنة ثمان عشرة وأربعمائة. قلت: فتبين أنه لم يدرك السّماع من ابن مخلد. قال شجاع الذهلي: توفي في شوال سنة. 4 (آقسنقر قسيم الدولة.) أبو الفتح الحاجب، مملوك السلطان ملكشاه. وقيل: هو لصيق به. وقيل: اسم أبيه إكّ ترغان. تزوج داية السلطان إدريس بن طغان شاه، وحظي عند السلطان ملكشاه وقدم معه حلب، حين قصد تاج الملك أخاه فانهرم، وملكها ملكشاه في سنة تسعٍ وسبعين، وملك أنطاكية، وقرر نيابة حلب لقسيم الدولة في أوّل سنة ثمانين، فأحسن فيها السياسة، وأقام الهيبة، وأباد قطّاع الطريق،) وتتبعهم، وبالغ، فأمنت البلاد، وعمّرت حلب، ووردها التجار، ورغبوا في سكناها للعدل. وعمّر منارة حلب، فاسمه منقوشٌ عليها، وبنى مشهد قرنبياً، ومشهد (33/201)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 202 الدّكّة. وكان أحسن الأمراء سياسة لرعيّته وحفظا لهم. وتحدّث الركبان بحسن سيرته. وكان يستغل حلب في كل يومٍ ألفاً وخمسمائة دينار. وأما تتش فتملك دمشق. ولمّا كان ربيع الأوّل سنة سبعٍ وثمانين هذه خرج تتش، وجمع معه خلقاً من العرب، ووافاه عسكر أنطاكية بحماه، ورعوا ونهبوا، فاتصل الخبر بآقسنقر، فكاتب السلطان بركياروق، وخطب له بحلب، فجمع وحشد، وأنجده كربوقا صاحب الموصل، وبُزان صاحب الرّها، ويوسف بن أبق صاحب الرّحبة، في ألفين وخمسمائة فارس، وتهيّأ قسيم الدولة للّقاء، فقيل إنه عرض عشرين ألف فارس، فلمّا التقوا أول من برز للحرب قسيم الدّولة، وحمى القتال، فحمل عسكر تتش، فانهزم العرب الذين مع قسيم الدولة، وكُسر كربوقا وبُزان، ووقع فيهم القتل، وثبت قسيم الدّولة، فأُسر في طائفةٍ من أصحابه وحُمل إلى تتش، فأمر بضرب عنقه وأعناق جماعة من أصحابه. وذلك في شهر جمادى الأولى، ودُفن بالمدرسة الزجاجية داخل حلب، بعدما كان دُفن مدةً بمشهد قرنبياً. وإنّما نقله ولده زنكي، وعمل عليه قبة. وهو جدّ نور الدّين. 4 (أمة الرحمن بنت عبد الواحد بن حسين.) أمّ الدّلال البغداديّة. عُرف أبوها بالجُنيد. زاهدة عابدة. سمعت: أبا الحسن بن بشران. وعنها: أبو الحسن بن عبد السلام، وأبو بكر بن الزاغونيّ. (33/202)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 203 ومولدها عام أربعمائة. وماتت في شوال. 4 (حرف الباء)

4 (بلال بن الحسين بن نقيش.) أبو الغنائم، بغدادّي. روى عن: عبد الملك بن بشران.) توفّي في ربيع الأول. 4 (حرف الحاء)

4 (الحسن بن أسد) أبو نصر الفارقيّ الأديب قال القفطيّ: هو معدن الأدب، ومنبع كلام العرب، وعلامة زمانه. (33/203)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 204 له النّظم الذّائع، والنّثر الرّائع، والتّصنيف البديع في شرح اللّمع، وأشياء ليس للأديب في مثلها طمع. وكان في أيّام نظام المُلك على ديوان آمد. ثمّ صودر. وله كتاب مشهور في الألغاز. وكان عزباً مدّة عمره، ولمّا صودر أطلق سراحه، فانتقل إلى ميّافارقين، وقد باضت الرياسة في رأسه وفرّخت. واتفق أنّ ميّافارقين خلت من متولّ، فأجمع رأي أهلها على تولية رجلٍ من أولاد ابن نباتة، فأقام أياماً، ثم اعتزلهم، فتهيّأ لها ابن أسد، ونزل القصر وحكم، ثمّ انفصل غير محمودٍ، وخاف من الدّولة، فتسحّب إلى حلب، فأقام بها. ثم حمله حبّ الرياسة فعاد إلى الجزيرة، فلمّا صار بحرّان قبض عليه نائبها، وشنقه في هذا العام. (33/204)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 205 ومن شعره: ونديمةٍ لي في الظّلام وحيدةٍ أبداً مجاهدة كمثل جهادي (33/205)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 206 فاللّون لوني، والدمع كأدمعيوالقلب قلبي، والسّهاد سهادي لا فرق فيما بيننا لو لم يكنلهبي خفيّاً وهو منها بادي 4 (الحسن بن عبد الملك بن الحسين بن عليّ بن موسى بن إسرائيل.) الحافظ أبو عليّ النسفيّ. سمع الكثير من: أبي العباس المستغفريّ. وحدّث ببخارى وسمرقند. ومات بنسف في ثاني وعشرين جمادى الآخرة وله ثلاث وثمانون سنة. وروى عنه خلق بما وراء النّهر، وكان أبوه القاضي أبو الفوارس مفتي نسف. وروى أبو عليّ أيضاً عن: معتمر بن محمد المكحوليّ، وأبي نعيم الحسين بن محمد، وخلق لا) أعرفهم. وروى عنه: عثمان بن عليّ البيكنديّ، وأبو ثابت الحسين بن عليّ البزودي، وأبو المعالي محمد بن نصر، وعدّة. وشيخه أبو نعيم سمع من خلف الخيّام. (33/206)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 207 4 (حرف السين)

4 (ساتكين بن أرسلان) أبو منصور الرتكي المالكيّ النّحويّ. له مقدّمة نحو. توفيّ بالقدس في آخر السّنة. 4 (سعد الله بن صاعد الرّحبيّ الخلال.) من كبار الدمشقيين، له حمّام القصر والدّار التي بقربه التي عملها السلطان نور الدين مدرسة، وتعرف بالعمادّية. سمع من: المسدّد الأملوكي، وحمد بن عوف المزنيّ. روى عنه: ابن أخته هبة الله بن المسلم. حدّث في هذه السنة. ولم يؤرّخ موته. 4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن حيّان بن فرحون) أبو محمد الأنصاري الإشبيليّ. سكن بلنسية، وحدّث عن: أبي عمر بن عبد البرّ، وعثمان بن أبي بكر السّفاقسيّ، وأبي القاسم الإفليليّ. (33/207)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 208 وكان ذا همّةٍ في اقتناء الكتب، جمع منها شيئاً عظيماً. توفي في شوّال. 4 (عبد الله بن عبد العزيز بن محمد) أبو عبيد البكريّ. نزل قرطبة، وحدّث عن: أبي مروان بن حيّان، وأبي بكر المصحفيّ.) وأجاز له ابن عبد البر. وكان إماماً، لغوياً، إخبارياً، متقناً، علامة. صنّف كتباً في أعلام النّبوة. روى عنه: محمد بن عمر المالقيّ، وأبو بكر بن عبد العزيز اللخميّ. وصنّف كتاب اللالي في شرح نوادر أبي عليّ القالي، وكتاب المقال في شرح كتاب الأمثال لأبي عبيد، وكتاب اشتقاق الأسماء، وكتاب معجم ما استعجم من البلاد والمواضع، وكتاب النبات، وغير ذلك. توفي في شوّال. وكان من أوعية العلم وبحور الأدب. (33/208)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 209 فأما: 4 (البكري صاحب القصص، فهو أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن محمد البكري.) كان أيضاً في هذا الزمان أو قبله. وإليه المنتهى في الكذب والاختلاق، ومن طالع تواليفه جزم بذلك. 4 (عبد الله بن عطاء بن أبي أحمد بن بكر البغاوردي.) (33/209)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 210 حدّث ب الترمذي، عن عبد الجبّار الجرّاحيّ. رواه عنه: أبو نصر اليونارتي، وأبو النضر الفاميّ، وجماعة. قال الكتبيّ: توفيّ في رمضان. وقال السمعانيّ: هو أبو المظفر عبد الله بن ظفر. كذا سمّاه. 4 (عبد الله.) أبو القاسم أمير المؤمنين المقتدي بأمر الله ابن الأمير ذخيرة الدّين أبي العبّاس محمد بن القائم بأمر الله عبد الله بن القادر بالله أحمد بن إسحاق بن جعفر المقتدر بن المعتضد الهاشميّ العبّاسيّ. (33/210)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 211 بويع بالخلافة في ثالث عشر شعبان سنة سبعٍ وستين، وهو ابن تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر. وتوفيّ أبوه الذخيرة والمقتدي حمل، وأمّه أمةٌ اسمها أرجوان. ظهرت في أيّامه خيراتٌ كثيرة، وآثارٌ حسنة في البلدان. وتوفيّ في ثامن عشر المحرّم، وهو ابن تسع وثلاثين سنة فجأةً. وكان قد أحضر إليه تقليد السلطان بركياروق ليعلم عليه، فقرأه وعلّم عليه، ثم تغذى وغسل) يديه، وعنده فتاته شمس النّهار، فقال لها: ما هذه الأشخاص قد دخلوا بغير إذن قالت: فالتفتّ، فلم أر شيئاً، ورأيته قد تغير حاله، واسترخت يداه وسقط. فظننت أنه غشي عليه. ثمّ تقدّمت إليه، فرأيت عليه دلائل الموت، فقلت لجاريةٍ عندي: ليس هذا وقت النّعي، فأن صحت قتلتك. وأحضرت الوزير، فأخبرته، فأخذوا في البيعة لولده المستظهر بالله أحمد. وعاشت أمّه إلى خلافة ابن ابنها المسترشد بالله. وكانت قواعد الخلافة في أيّامه باهرة، وافرة الحرمة، بخلاف من تقدّمه. ومن محاسنه أنّه أمر بنفي المغنيّات والخواطي من بغداد، وأن لا يدخل أحدٌ الحمّام إلا بمئزر. وضرب أبراج الحمام صيانةً لحرم النّاس. وكان ديناً خيّراً، قويّ النّفس، عالي الهمّة، من نجباء بني العبّاس. (33/211)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 212 وقيل إنّ جاريته سمّته. وقد كان السلطان ملكشاه صمّم على إخراجه من بغداد، فحار في نفسه، وعجز، وأقبل على الابتهال إلى الله، فكفاه الله كيد ملكشاه ومات. 4 (عبد الله بن فرح بن غزلون.) أبو محمد اليحصبيّ الطّليطلي ابن العسّال. روى عن: مكّيّ بن أبي طالب، وأبي عمرو الدّانيّ، وابن أرفع رأسه، وابن شقّ الليل، وطائفة. وكان متقناً فصيحاً مفوّهاً، حافظاً للحديث، خبيراً بالنحو واللغة والتّفسير. وكان شاعراً مفلقاً، وله مجلسٌ حفل. (33/212)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 213 روى عنه جماعة من مشيخه ابن بشكوال. مات في عشر التسعين. 4 (عبد الله بن أبي طاهر محمد بن محمد بن حسين.) أبو محمد الجويني البغدادي. سمع: أحمد بن عبد الله بن المحامليّ، وأبا القاسم بن بشران. وعنه: إسماعيل بن السّمرقنديّّ. قال عبد الوهاب الأنماطيّ: كان رحمه الله ثقة، وله خلق ميشوم. 4 (عبد الرحمن بن أحمد بن محمد.) ) أبو القاسم الواحديّ. سمع: ابن محمش، ويحيى بن إبراهيم المزكّي، وغيرهما. وعنه: زاهر الشحّاميّ. وهو أخو المفسّر أبي الحسن الواحديّ. وممّن روى عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ، وعبد الخالق، وعبد الله بن الفروايّ، وعدّة. وكان ثقة. أملى زماناً. 4 (عبد السّيّد بن عتّاب.) (33/213)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 214 أبو القاسم البغداديّ الضّرير المقريء المجوّد. توفيّ في نصف ذي القعدة. قرأ القراءات على أبي الحسن عليّ بن أحمد بن عمر الحمّاميّ شيخ العراق، وعلى: أبي العلاء محمد بن عليّ الواسطيّ، وأبي طاهر محمد بن ياسين الحلبيّ، وأبي بكر محمد بن عليّ بن زلال المطرز، والحسين بن أحمد الحربيّ الزاهد، وأبي بكر محمد بن عبد الله بن المزربان الإصبهاني صاحب ابن فورك القبّاب، والحسن بن الفضل الشّرمقانيّ والحسن بن عليّ بن عبد الله العطّار، وأبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الإصبهانيّ الأشعريّ المعروف بابن اللبّان قاضي إيذج، والحسن بن عليّ بن الصّقر الكاتب صاحب زيد بن أبي بلال الكوفيّ، وعليّ بن أحمد داود الرّزّاز، عن قراءته على أبي بكر بن مقسم. قرأ عليه: أبو منصور بن خيرون، وأبو عليّ بن سكّرة الصّدفيّ، وأبو الكرم المبارك بن الشهرزوريّ، وجماعة. وكان من كبار المقرئين في زمانه. عاش نيّفاً وسبعين سنة أو نحوها. 4 (عطاء بن عبد الله بن سيف.) أبو طاهر الدّارميّ الهرويّ القرّاب. توفيّ في شوّال عن ثلاثٍ وثمانين سنة. سمع من أصحاب حامد الرّفّاء. 4 (عليّ بن أبي الغنائم عبد الصّمد بن عليّ بن محمد بن الحسن بن (33/214)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 215 الفضل بن المأمون.) ) أبو الحسن الهاشميّ البغداديّ. سمع: أبا عليّ بن شاذان، وغيره. وكان المقدّم بعد أبيه في الموكب. وكبر حتّى انقطع عن الخروج. وكان سالكاً نهج أبيه في إيثار الخمول، وسلوك الطريقة المثلى، والتفرّد والعزلة عن الخلق. روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ. وتوفيّ في المحرّم، ودفن بقصر بني المأمون. 4 (عليّ بن محمد عليّ بن أحمد بن أبي العلاء) أبو القاسم المصّيصيّ الأصل، الدّمشقيّ، الفقيه الشّافعيّ، الفرضيّ. ولد في رجب سنة أربعمائة. وسمع: محمد بن عبد الرحمن القطّان، وأبا محمد بن أبي نصر، وعبد الوهّاب بن جعفر الميّدانيّ، وأبا نصر بن هارون، وعبد الوهّاب المرّيّ، وطائفة بدمشق وأبا الحسن بن الحمّاميّ، وأبا عليّ بن شاذان، وأحمد بن عليّ الباداء، (33/215)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 216 وهبة الله اللالكائي، وطلحة الكّتانيّ، وجماعة ببغداد وأبا نصر بن البقّال بعكبرا ومحمداً وأحمد ابني الحسين بن سهل بن خليفة ببلد وأبا عبد الله بن نظيف، وأبا النّعمان تراب بن عمر، وجماعة بمصر. روى عنه: أبو بكر الخطيب وهو أكبر منه، والفقيه نصر المقدسيّ، والخضر بن عبدان، وأبو الحسن جمال الإسلام، وهبة الله بن الأكفانيّ، وأبو القاسم بن مقاتل السّوسيّ، وأخوه عليّ، وأبو العشائر محمد بن خليل الكرديّ، وأبو يعلى حمزة بن الحبوبيّ، وأبو القاسم الحسين بن البنّ الأسديّ، وهبة الله بن طاوس، وأبو المعالي محمد بن يحيى قاضي دمشق، وآخرون. وذكر محمد بن عليّ بن قبيس أنّه ولد بمصر. وقال ابن عساكر: كان فقيهاً فرضياً، من أصحاب القاضي أبي الطّيّب. وتوفّي بدمشق في حادي عشر جمادى الآخرة. ودفن بمقبرة باب الفراديس. قلت: كريمة آخر من روى حديثه بعلو. 4 (عليّ بن هبة الله بن عليّ بن جعفر بن عليّ بن محمد بن دلف بن الأمير أبي دلف القاسم بن) عيسى بن إدريس بن معقل العجلي. (33/216)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 217 وعجل بطنٌ من بكر بن وائل من أمة ربيعة أخي مضر ابني نزار بن معد بن عدنان.) وقد استوفى السّمعانيّ نسبه إلى عدنان. وقال بعضهم فيه: عليّ بن هبة الله بن عليّ بن جعفر بن علّكان، بدل عليّ. أصلهم من جرباذقان. بلد بين همذان وإصبهان، وداره ببغداد، يلقّب بالأمير أبي نصر. وقال شيرويه في طبقاته: يعرف بالوزير سعد الملك ابن ماكولا. قدم رسولاً مراراً، أوّلها سنة تسعٍ وستين. روى عن: أبي طالب بن غيلان، وعبد الصّمد بن محمد بن مكرم، وعبيد الله بن عمر بن شاهين، وأبي بكر محمد بن عبد الملك بن بشران، (33/217)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 218 وبشر بن الفاتني، وأبي الطّيّب الطّبريّ. سمعت منه، وكان حافظاً متقناً. أحد من عني بهذا الشأن. ولم يكن في زمانه بعد أبي بكر الخطيب أحد أفضل منه، وحضر مجلسه الكبار من شيوخنا، وسمعوا منه، وسمع منهم. وقال: ولدت بعكبرا في شعبان سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة. وقال ابن عساكر: وزر أبوه للخليفة القائم، وولي عمّه قضاء القضاة، وهو الحسين بن عليّ. قال: وسمع ابن غيلان، والعتيقي، وأبا منصور محمد بن محمد السواق، وأبا القاسم الحنّائيّ، وأحمد بن القاسم بن ميمون المصريّ، وخلقاً. روى عنه: الخطيب شيخه، والفقيه نصر المقدسيّ، وعمر الدّهستانيّ. وولد بعكبرا سنة إحدى وعشرين في شعبان. قال أبو عبد الله الحميديّ: ما راجعت الخطيب في شيء إلا وأحالني على الكتاب، وقال: حتّى أبصره. وما راجعت أبا نصر بن ماكولا في شيء إلا وأجابني حفظاً، كأنّه يقرأ من كتاب. وقال أبو الحسن محمد بن مرزوق الزعفرانيّ: لمّا بلغ أبا بكر الخطيب أنّ ابن ماكولا أخذ عليه في كتابه المؤتنف، وصنّف في ذاك تصنيفاً، وحضر عنده ابن ماكولا، سأله الخطيب عن ذلك، فأنكر ولم يقرّ به وأصرّ على الإنكار، وقال: هذا لم يخطر ببالي. وقيل: إنّ التصنيف كان في كمّه. فلمّا مات الخطيب أظهره ابن ماكولا. وهو الكتاب الذي سمّاه مستمرّ الأوهام. قلت: لي نسخة به، وهو كتاب نفيس، يدلّ على تبحّر مصنّفه وإمامته. (33/218)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 219 قال ابن طاهر: سمعت أبا إسحاق الحبّال يمدح أبا نصر بن ماكولا ويثني عليه، ويقول: دخل مصر في زيّ الكتبة، فلم نرفع به رأساً، فلمّا عرفناه كان من العلماء بهذا الشأن.) وقال أبو سعد السّمعانيّ: كان لبيباً، عالماً، عازفاً، حافظاً. ترشح للحفظ، حتّى كان يقال له الخطيب الثّانيّ. وصنّف كتاب المؤتلف والمختلف وسمّاه كتاب الإكمال. وكان نحوياً، مجوّداً، وشاعراً مبرزاً جزل الشعر، فصيح العبارة، صحيح النّقل، ما كان في البغداديّين في زمانه مثله. رحل إلى الشّام، والسّواحل، وديار مصر، والجزيرة، والحبال، وخراسان، وما وراء النهر. وقال ابن النّجّار: أحبّ العلم منذ صباه، وطلب الحديث، وكان يحضر المشايخ إلى منزله، وسمع منهم. ورحل إلى أن برع في الحديث، وأتقن الأدب. وله النظم والنّثر والمصنّفات. وأنفذه المقتدي بأمر الله رسولاً إلى سمرقند وبخارى، لأخذ البيعة له على ملكها طمغان الخان. روى عنه: الخطيب، والفقيه نصر، والحميدي، وأبو محمد الحسن بن أحمد السّمرقنديّ، ومحمد بن عبد الواحد الدّقّاق، وشجاع الذّهليّ، ومحمد بن طرخان، وأبو عليّ محمد بن محمد بن المهديّ، وإسماعيل بن السّمرقنديّّ، وعليّ بن عبد الله بن عبد السّلام، وآخرون. وقال هبة الله بن المبارك ابن الدّوانيّ: اجتمعت بالأمير ابن ماكولا، فقال (33/219)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 220 لي: خذ جزأين من الحديث، واجعل متن الحديث الذي في هذا الجزء على إسناد الذي في هذا الجزء، من أوّله إلى آخره، حتى أردّه إلى حالته الأولى، من أوّله إلى آخره. أخبرني أبو عليّ بن الخلال، أنا جعفر، أنا السّلفيّ، قال: سألت شجاعاً الذّهليّ عن ابن ماكولا فقال: كان حافظاً، فهماً، ثقة، صنّف كتباً في علم الحديث. وقال المؤتمن السّاجيّ: لم يلزم ابن ماكولا طريق أهل العلم، فلم ينتفع بنفسه. وقال أبو الحسن بن عبد السّلام: لمّا خرج الأمير أبو نصر إلى خراسان في طلب الحديث، كتب إلى بغداد، والشّعر له: قوّض خيامك عن دار أهنت بهاوجانب الذّلّ إن الذّلّ يجتنب وارحل إذا كانت الأوطان مضيعةًفالمنزل الرّطب في أوطانه حطب وللأمير: ولمّا تواقفنا تباكت قلوبنافممسك دمع يوم ذاك كساكبه (33/220)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 221 فيا كبدي الحرّى ثوب حسرةٍ فراق الذي تهوينه قد كساك به قال ابن عساكر: سمعت ابن السّمرقندي يذكر ابن ماكولا قال: كان له غلمان ترك أحداث،) فقتلوه بجرجان سنة نيّفٍ وسبعين وأربعمائة. وقال ابن النّجّار: قال ابن ناصر: كان ابن ماكولا الحافظ بالأهواز، إمّا في سنة ست أو سبعٍ وثمانين. وقال السّمعانيّ في أوائل ترجمته: خرج من بغداد إلى خورستان، وقتل هناك بعد الثّمانين. وذكر أبو الفرج بن الجوزيّ: في المنتظم إنّه قتل سنة خمسٍ وسبعين، وقيل: في سنة ستّ وثمانين. وقال غيره: قتل في سنة تسعٍ وسبعين. وقيل: في سنة سبعٍ وثمانين بخورستان. حكى هذين القولين القاضي شمس الدّين بن خلكّان. (33/221)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 222 4 (عمر بن أحمد بن عمر) أبو حفص السّمسار الإصبهانيّ الفقيه الفرضيّ. سمع: عليّ بن عبدكويه، وأبا بكر بن أبي عليّ الذّكوانيّ، وغيرهما. روى عنه: مسعود الثّقفيّ، وأبي عبد الله الرّستميّ. 4 (عيسى بن خيرة) مولى ابن برد الأندلسيّ المقريء، أبو الأصبغ. روى عن: مكّيّ بن أبي طالب، وحاتم بن محمد، ومحمد بن عتّاب، وأبي عمر بن الحذّاء، وأبي عمرو السفاقسيّ. وكان مجوّداً للقراءات، ورعاً، زاهداً، فاضلاً، متواضعاً، محبّباً إلى النّفس. ولي إمامة قرطبة، ثمّ تخلّى عن ذلك. ومولده سنة إحدى عشرة وأربعمائة. وتوفّي في ثامن جمادى الآخرة. وكانت جنازته مشهودة. 4 (حرف الفاء)

4 (الفضل بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي العبّاس النّيسابوريّ الفراويّ.) (33/222)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 223 والد الفقيه المحدّث أبي عبد الله محمد بن الفضل. مولده سنة أربع عشرة وأربعمائة. سمع: عبد الرحمن بن حمدان النّصرويّ، وأبا سعيد عبد الرحمن بن عليك، وطائفة.) روى عنه: ابنه، وعبد الغافر بن إسماعيل. وكان صوفيّاً صالحاً، محدّثاً، جيّد القراءة، مليح الخطّ. توفّي في صفر. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن عبد العزيز) أبو عبد الله الطّاهريّ البغداديّ، من ساكني الحريم. سمع: أبا الحسن بن الباداء. وعنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وعبد الوهاب الأنماطيّ. توفي في آخر السنة. 4 (محمد بن إبراهيم بن محمد) أبو عبد الله الدّينوريّ المؤذّن. سمع بدمشق من: المسدّد الأملوكيّ وعليّ بن السّمسار، وغيرهما. روى عنه: القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى القرشيّ، وغيره. (33/223)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 224 4 (محمد بن الحسين ن محمد بن طلحة.) أبو الحسن الإسفرائينيّ، الأديب الرئيس. شاعر محسن، له ديوان شعر. سمع: ابن محمش الزّياديّ، وأبا الحسن عليّ بن محمد السّقاء، وحمزة بن يوسف السّهميّ، وغيرهم. وكان أبوه من رؤساء نيسابور، وهو سبط القاضي أبي عمر البسطاميّ. وكان يسلك طريق الفتيان ولا يتكلّف ويحفظ أشعاراً كثيرة. وله في نظام الملك قصيدة ومطلعها: ليهن الهوى إنّي خلعت عذاريوودّعت من بعد المشيب وقاري فقال له نظام الملك: أيّها الشيخ، بالرفاء والبنين. فقال: يا مولانا، هذه التّهنئة منك أحبّ إليّ من شعري. ومن مليح شعره قوله: بنفسي من سمحت له بروحيولم يسمح بطيفٍ من خياله) وقد طبع الخيال على مثاليكما طبع الجمال على مثاله ولمّا أن رأى تدليه عقليوشدّة حرقتي ورخاء باله تبسّم ضاحكاً عن برق ثغريكاد البرق يخرج من خلاله وله: بيضاء آنسة الحديث كأنّهاشمس الضّحى لن تستطيع منالها وأشدّ ما بي في هواها أنّهاقد أطمعت في الوصل ثمّ بدا لها قلت: روى عنه: سعيد بن سعد الله الميهنيّ، وسعد بن المعتز، وجماعة. 4 (محمد بن عبد الله بن موسى بن سهل) (33/224)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 225 أبو عبد الله الجهنيّ القرطبيّ، ويعرف بالبيّاسيّ. مكثر عن حاتم الأطرابلسي. وروى عن: أبي عبيد الله بن عابد، وأبي عبد الله بن عتاب، وأبي عمر بن الحذّاء. وكان مجتهداً في طلب العلم وسماعه. 4 (محمد بن عبد السّلام بن عليّ بن نظيف.) أبو البركات الصّيدلانيّ الحمّاميّ أخو أبي سعد محمد المكور من ثلاث سنين. سمع: عبد الملك بن بشران. وعنه: شجاع الذّهليّ. 4 (محمد بن عبيد الله بن عبد البر بن ربيعة.) الحافظ أبو عبد الله البلنسيّ. ورّخه الأبّار فقال: سمع: أبا عمر بن عمر بن عبد البرّ، وأبا المطرّف بن حجّاف، وغيرهما. وكان فقيهاً حافظاً مفتياً. حدّث عنه: خليص بن عبد الله. مات في حاصر الرّوم بلنسية رحمه الله. 4 (محمد بن أبي هاشم العلويّ.) صاحب مكّة. كان يخطب مرّةً لبني عبيد، ومرّةً لأمير المؤمنين، بحسب من يقوى منهما، ويأخذ جوائز) هؤلاء. (33/225)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 226 مات في هذا العام. 4 (محمود بن القاسم بن القاضي أبي منصور محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن حسين) بن محمد بن مقاتل بن صبيح بن ربيع بن عبد الملك بن يزيد بن المهلّب. القاضي أبو عامر الأزديّ، المهلّبي الهرويّ، من ولد المهلّب بن أبي صفرة. إمام فقيه علامة، شافعيّ. حدّث بجامع التّرمذيّ، عن: عبد الجبّار الجرّاجيّ. روى عنه: مؤتمن السّاجيّ، ومحمد بن طاهر، وأبو نصر اليونارتيّ، وأبو العلاء صاعد بن سيّار، وزاهر الشّحاميّ، وأبو عبد الله الفراويّ، وأبو جعفر محمد بن أبي عليّ الهمذانيّ، وطائفة آخرهم موتاً أو الفتح نصر بن سيّار. قال السّمعانيّ: هو جليل القدر، كبير المحلّ، عالمٌ فاضل. سمع: الجرّاجيّ، ومحمد بن محمد الأزدي جدّه، وأبا عمر محمد بن الحسين البسطاميّ، وأبا معاذ أحمد بن محمد الصّرفيّ، وأحمد الجاروديّ، وأبا معاذ بن عيسى الدّاغانيّ، وبكر بن محمد المروروذيّ، وجماعة. قال أبو النّضر الفاميّ: عديم النّظير زهداً وصلاحاً عفّةً. ولم يزل ذلك من ابتداء عمره وإلى انتهائه. وكانت إليه الرحلة من الأقطار والقصد لأسانيده. ولد سنة أربعمائة، وتوفّي في جمادى الآخرة قال أبو جعفر بن أبي عليّ: كان شيخنا أبو عامر من أركان مذهب الشّافعيّ بهراة، وكان إمامنا شيخ الإسلام يزوره، ويعوده في مرضه ويتبرّك بدعائه. (33/226)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 227 وكان نظام الملك يقول: لولا هذا الإمام في هذه البلدة كان لي ولهم شأن. يهدّدهم به. وكان يعتقد فيه اعتقاداً عظيماً، لكونه لم يقبل منه شيئاً قطّ. ولمّا سمعت منه مسند التّرمذي هنّاني شيخ الإسلام، وقال: لم تخسر في رحلتك إلى هراة. وكان شيخ الإسلام قد سمع الكتاب قديماً من محمد بن محمد بن محمود، عن الحسين بن الشّمّاخ، ومحمد بن إبراهيم قالا: أنا أبو عليّ التّراب، عن أبي عيسى ثمّ سمعه من الجرّاحيّ. 4 (محمود بن منصور البغداديّ.) المعروف بطاس سمع: عبد الملك بن بشران.) وعنه: شجاع الذّهليّ، وغيره. توفّي في صفر. 4 (معدّ.) (33/227)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 228 أبو تميم الملقب بأمير المؤمنين المستنصر بالله بن الظّاهر بالله بن الحاكم بأمر الله بن العزيز بن المعز العبيدي، صاحب مصر والمغرب. بويع بعد موت أبيه الظّاهر في شعبان، وبقي في الخلافة ستين سنة وأربعة أشهر. وهو الذي خُطب له بإمرة المؤمنين على منابر العراق، في نوبة الأمير أبي الحارث أرسلان البساسيريّ، في سنة إحدى وخمسين وأربعمائة. ولا أعلم أحداً في الإسلام لا خليفةً ولا سلطاناً طالت مدّته مثل المستنصر هذا. ولي الأمر وهو ابن سبع سنين ولمّا كان في سنة ثلاثٍ وأربعين وأربعمائة قطع الخطبة له من المغرب الأمير المعزّ بن باديس، وقيل: بل قطعها في سنة خمسٍ وثلاثين، وخطب لبني العبّاس، وخرج عن طاعة بني عبيد الباطنيّة. وحدث في أيام هذا المتخلّف بمصر الغلاء الذي ما عهد مثله منذ زمان يوسف صلى الله عليه وسلم، ودام سبع سنين، حتّى أكل النّاس بعضهم بعضاً، حتّى قيل: إنّه بيع رغيفٌ واحدٌ بخمسين ديناراً. فإنّا لله وإنّا إليه راجعون. وحتى أن المستنصر هذا بقي يركب وحده وخواصّه ليس لهم دواب يركبونها. وإذا مشوا سقطوا من الجوع. وآل الأمر إلى استعارة المستنصر بغلةً يركبها حامل الخبز من ابن هبة صاحب ديوان الإنشاء. وآخر شيء توجّهت أمّ المستنصر وبناته إلى بغداد خوفاً من أن يمتن جوعاً. وكان ذلك في سنة ستين وأربعمائة. ولم يزل هذا الغلاء حتّى تحرّك الأمير بدر الجماليّ والد الأفضل أمير الجيوش من عكاء، وركب في البحرّ حسبما ذكر في ترجمة الأفضل شاهنشاه، وجاء إلى مصر وتولى تدبير الأمور، (33/228)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 229 وشرع الأمر في الصلاح. توفّي المستنصر في ذي الحجّة وفي دولته كان الرفض والسّب فاشياً مجهوراً، والسّنة والإسلام غريباً مستوراً، فسبحان الحليم الخبير الذي يفعل في ملكه ما يشاء. وقام بعده ابنه المستعلي أحمد، أقامه أمير الجيوش بدر، واستقامت الأحوال، فخرج أخوه نزار من مصر خفية، فصار إلى نصر الدّولة أمير الإسكندريّة، فأعانه ودعا إليه، فتمت بين أمير) الجيوش وبينهم حروب وأمور، إلى أن ظفر بهم. 4 (حرف الهاء)

4 (هبة الله بن عليّ بن عراك بن أبي اللّيث.) أبو القاسم الأندلسيّ المقريء نزيل تستر. قرأ بمصر، والشام، والعراق، القراءات، فقرأ على الأهوازيّ بدمشق، وعلى أبي الوليد عتبة بن عبد الملك العثمانيّ ببغداد. قرأ عليه القراءآت في هذه السّنة بتستر: أبو سعد محمد بن عبد الجبّار الفارسيّ. 4 (حرف الواو)

4 (واضح بن محمد بن عمر بن واضح بن أبرويه.) (33/229)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 230 الصّوفيّ الأصبهانيّ. مات في ذي القعدة. 4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن الحسين بن شراعة) أبو الحسين التّيميّ الهمذانيّ المؤذّن. روى عن: أبي طاهر بن سلمة، ومحمد بن عيسى، وغيرهما. وعنه: شيرويه، وقال: صدوق. (33/230)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 231 2 (وفيات سنة ثمان وثمانين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحسن بن أحمد بن خيرون.) أبو الفضل البغداديّ الباقلانيّ الحافظ. ذكره السّمعانيّ فقال: ثقة، عدل، متقن واسع الرواية، كتب بخطه الكثير. وكان له معرفة بالحديث. روى عنه الخطيب في تاريخه فوائد. سمع: أبا بكر البرقانيّ، وأبا عليّ بن شاذان، وأحمد بن عبد الله بن المحامليّ، وعثمان بن دوست العلاف، وأبا القاسم الحرفيّ، وعبد الملك بن بشران، وأبا يعلى أحمد بن عبد الواحد) فمن بعدهم، إلى أن سمع من أقرانه. وكتب بخطّه ما لم يدخل تحت الوصف. قلت: وأجاز له أبو الحسين بن المتيّم، وأبو الحسن بن الصّلت (33/231)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 232 الأهوازيّ، وأبو الفرج محمد بن فارس الغوريّ، وابن رزقويه. وتفرّد بإجازة جماعة من الكبار. روى عنه: أبو عامر العبدريّ، وأبو عليّ بن سكّرة، وأبو القاسم بن السّمرقندي، وإسماعيل بن محمد التّيمي، وأبو بكر الأنصاريّ، وشيخ الشّيوخ إسماعيل، وأبو الفضل بن ناصر، وعبد الوهاب الأنماطيّ، وخلق كثير آخرهم أبو الفتح محمد بن البطّيّ. قال السّمعانيّ: سمعت أبا منصور بن خيرون يقول: كتب عمّي أبو الفضل عن أبي عليّ بن شاذان ألف جزء. قال: وسمعت عبد الوهاب يقول: ما رؤي مثل أبي الفضل بن خيرون، لو ذكرت له كتبه وأجزاءه التي سمعتها تول: عمّن سمع، وبأيّ طريقٍ سمع. وكان يذكر الشّيخ وما يروي وما يتفرّد به. وقال أبو منصور: كتبوا مرةً لعمّي الحافظ، فغضب وضرب عليه وقال: إيش قرأنا حتّى يكتب لي الحافظ. قلت: وقد أقرأ النّاس بالرّوايات، فقرأ على: أبي العلاء الواسطيّ، وعليّ بن طلحة البصريّ. قرأ عليه: ابن أخيه محمد بن عبد الملك بن خيرون. قال أبو عليّ الصّدفيّ: قرأت عليه عدّة ختم. وممّن روى عنه أيضاً: هبة الله بن عبد الوارث، وعمر الرّواسيّ. وكان يقال: هو في زمانه كيحيى بن معين في زمانه إشارة إلى أنّه كان يتكلّم في شيوخ وقته جرحاً وتعديلاً، ولا يحابي حداً. (33/232)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 233 قال السّلفيّ: كان يحيى بن معين وقته ولد في جمادى الآخرة سنة ستّ وأربعمائة، ومات في رابع عشر رجب، رحمه الله تعالى. أخبرنا أحمد بن عبد الحميد: أنا أبو محمد بن قدامة، أنا أبو الفتح بن البطّيّ، أنا أبو الفضل بن خيرون: أنا أبو عليّ الحسن بن شاذان، أنا عبد الله بن إسحاق: ثنا أحمد بن عبيد، نا أبو عامر) العقديّ: ثنا قرّة، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من اشترى شاةً مصرّاة فله الخيار ثلاثة أيّام، فإن ردها ردّ معها صاعاً من طعام لا سمرآء. م، عن محمد بن عمرو بن جبلة، عن العقديّ، فوقع بدلاً عالياً. 4 (أحمد بن زاهر بن محمد.) أبو بكر بن أبي سعيد النّيسابوريّ المقريء التّاجر. (33/233)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 234 روى عن: أبي حسّان المزكيّ، ومحمد بن إبراهيم الفارسيّ. وحدّث بإصبهان بمسلم، فحمله عنه طائفة. قال يحيى بن مندة: توفّي سنة سبعٍ أو ثمانٍ وثمانين وأربعمائة، رحمه الله. 4 (أحمد بن عليّ بن عبيد الله.) أبو سعد الحصريّ. القزّاز. شيخ بغداديّ مسن، يعرف بابن تحريش. سمع: أبا الحسين بن بشران. روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ وعمر المغازليّ، وأبو الكرم الشّهرزوري. ولم يكن يعرف شيئاً. 4 (إبراهيم بن محمد بن سعدويه.) أبو نصر الإصبهانيّ. سمع من: أبي بكر بن أبي عليّ، وجماعة. ومولده سنة سبعٍ وأربعمائة. 4 (إسماعيل بن محمد بن أحمد.) أبو القاسم الزّاهريّ المرزويّ الدّندانقانيّ. (33/234)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 235 كان يدخل مرو أحياناً من قريته. وكان عالماً ورعاً صدوقاً. أثنى عليه أبو المظفّر منصور بن السّمعانيّ. أكثر النّاس عنه. سمع من: أبيه أبي الفضل، وأبي بكر عبد الله بن أحمد القفّال، وعبد الرحمن بن أحمد الشّرنخشيريّ، وأبي إبراهيم إسماعيل بن ينّال المحبوبيّ، وأحمد بن محمد بن عبدوس الحافظ) النّسائيّ. روى عنه: عبد الكريم بن بدر، وأبو طاهر محمد بن محمد السّنجيّ، وغير واحد. مات في ربيع الآخر عن سنة. 4 (إسماعيل بن الفضيل بن محمد.) الإمام أبو محمد الفضيليّ الهرويّ. كان فقيهاً متفنّناً في العلوم، نبيلاً. وكان أبوه عالم هراة وخطيبها. وله شعرٌ رائق. وهو والد محمد بن إسماعيل شيخ أبي روح. 4 (حرف الباء)

4 (بدر.) (33/235)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 236 أمير الجيوش. أرمنيّ الجنس. ولي إمارة دمشق من قبل المستنصر العبيديّ سنة خمسٍ وخمسين وأربعمائة، إلى أن جرت بينه وبين الجند والرّعيّة فتنة، وخاف على نفسه، فهرب في رجب سنة ست وخمسين. ثمّ وليها في سنة ثمانٍ وخمسين والشّام بأسره، ثمّ وقع الخلاف بينه وبين أهل دمشق، فهرب سنة ستين. وأخرب القصر الذي كان خارج باب الجابية. أخربه أهل البلد والعسكر خراباً لم يعمّر بعد. ومضى إلى مصر، فعلت رتبته، وصار صاحب الأمر، فبعث إلى دمشق عسكراً بعد عسكر، فلم يظفر بها. وتوفّي بمصر. وهو بدر الجماليّ، وهو الذي بنى جامع العطّارين بالإسكندرية. وفيه يقول علقمة العليميّ. يا بدر أقسم لو بك اعتصم الورى ولجوا إليك جميعهم ما ضاعوا اشتراه جمال الدّين بن عمّار وربّاه. (33/236)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 237 وقيل: ركب البحر في الشّتاء من صور إلى الدّيار المصريّة في سنة ست وستين، والمستنصر في غاية الضعف واختلال الدّولة للغلاء والوباء الذي تمّ من قريب، ولاختلاف الكلمة، فولاه الأمور كلّها، من وزارة السّيف، والقلم، وقضاء القضاة، والتقدم على الدّعاة، فضبط الأمور، وزال قطوع المستنصر واستفاق. ولمّا دخل قرأ القاريء: ولقد نصركم الله ببدر ووقف، فقال المستنصر: لو أتمّها لضربت) عنقه. ولم يزل إلى أن مات في ذي القعدة سنة ثمانٍ وثمانين. (33/237)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 238 وبنى مشهد الرّأس بعسقلان. وقد وزر ولده الأفضل في حياته لمّا مرض. 4 (حرف التاء)

4 (تتش بن ألب أرسلان أبي شجاع محمد بن داود بن ميكال بن سلجوق بن دقاق.) الملك أبو سعيد تاج الدّولة السّلجوقيّ، ولد السّلطان وأخو السلطان. تركيّ محتشم، شجاع، من بيت ملك وتقدّم. مرّ كثير من سيرته وفتوحاته العظيمة في الحوادث. استنجد به صاحب دمشق أتسز على قتال عسكر المصريين الرّافضة، (33/238)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 239 فقدم دمشق في سنة اثنتين وسبعين، وقتل أتسز في تلك الأشهر، وملك دمشق، وقيل إنه كان حسن السّيرة. وبقي على دمشق إلى صفر سنة ثمانٍ هذه، فقتل بمدينة الرّيّ. وكان قد سار من دمشق إلى خراسان عندما سمع بموت أخيه السّلطان ملكشاه ليتملك، فلقيه ابن أخيه بركياروق، فقتل تتش في المعركة، وتسلطن بعده بدمشق ابنه دقاق الملقّب شمس الملوك، أخو فخر الملوك رضوان. وكان تتش معظّماً للشيخ أبي الفرح الحنبليّ. وقد جرت في مجلسه بدمشق مناظرة عقدها لأبي الفرج وخصومه في قولهم: إنّ القرآن يسمع ويقرأ ويكتب، وليس بصوتٍ ولا حرف. فقال الملك: هذا مثل قول من يقول هذا قباء، وأشار إلى قبائه، على الحقيقة، وليس بحرير، ولا قطن، ولا كتّان. وهذا الكلام صدر من تركيّ أعجميّ، فأيّد الله شرف الإسلام أبا الفرج، فجاهد في الإسلام حقّ جهاده ثمّ خلّف ولداً نجيباً عالماً سيفاً مسلولاً على المخالفين، وهو شرف الإسلام عبد الوهّاب. 4 (حرف الجيم)

4 (جعفر بن عبد الله بن حجّاف.) أبو أحمد المعافريّ، قاضي بلنسية ورئيسها في الفتنة. سمع: أبا عمر بن عبد البرّ. صارت إليه ولاية بلنسية بعد خلع القادر بن ذي النون وقتله على يديه، فلم تحمد دولته.) امتحن بالكنبيطور الكلب الذي أخذ بلنسية، فأخذ ماله وعذّبه، وأحرقه بالنار. (33/239)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 240 4 (حرف الحاء)

4 (حمد بن أحمد بن الحسن.) أبو الفضل الحدّاد. قال ابن السّمعانيّ: ورد نعيّه من إصبهان إلى بغداد في ذي الحجّة سنة ثمانٍ وثمانين. قلت: قد ذكرته في سنة ستّ، لأنّي رأيت وفاته في تاريخٍ لبعض الإصبهانّيين في جمادى الأولى سنة ست، وهو أشبه. 4 (الحسن بن عبد الله بن الحسين بن الحسن بن سلمة.) أبو عليّ الهمذانيّ المعدّل. إمام الجامع بهمذان. روى عن: إبراهيم بن جعفر الأسديّ، وعليّ بن إبراهيم بن حامد، والحسين بن فنجويه الثّقفيّ، ومحمد بن عيسى، وابن سلمة، وغيرهم. قال شيرويه: سمعت منه جميع ما كان عنده مراراً، وكان ثقة، صدوقاً، متديّناً، جمالاً لمحراب، زيناً للمجالس والمحافل. من بيت العلم. توفّي في صفر، وتولّيت غسله. قال: وكان مولده في شعبان سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة. 4 (الحسن بن محمد بن الحسن.) الفقيه أبو عليّ السّاويّ الشّافعيّ، المتكلّم الأشعريّ. (33/240)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 241 حدّث بدمشق عن: أبي طالب بن غيلان، وأبي ذرّ الهرويّ، وأبي الحسن صخر، وغيرهم. روى عنه: الفقيه نصر المقدسيّ وهو من أقرانه، وهبة الله بن طاوس. وتوفيّ في ذي القعدة، وله ستٌّ وسبعون سنة. 4 (الحسين بن إسماعيل) أبو عبد الله العلويّ الحسنيّ النّيسابوريّ فخر الحرمين. روى عن: عبد الرحمن بن حمدان النّصرويّيّ، وناصر بن الحسين العمريّ. روى عنه: أبو سعد خيّاط الصّوف. مات في شوّال، وقد جاوز الثّمانين.) 4 (حرف الخاء)

4 (خديجة بنت أبي عثمان إسماعيل الصّابونيّ النّيسابوريّ.) ماتت في رمضان: وكانت صالحة عابدة. ولدت سنة أربعٍ وأربعمائة، وسمعت من أصحاب الأصمّ، ومن: أبي نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة، والحسين بن فنجويه الثّقفيّ. وعنها: أبو البركات بن الفراويّ، وعبد الخالق الشّحاميّ، وعمر بن (33/241)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 242 الصّفار، وغيرهم. ماتت في رمضان، وستأتي أختها ستيك. 4 (حرف الراء)

4 (رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد.) الإمام أبو محمد بن أبي الفرج التّميميّ البغداديّ، رئيس الحنابلة ببغداد. ولد سنة أربعمائة، وقيل: سنة إحدى وأربعمائة. قال السّمعانيّ: هو فقيه الحنابلة وإمامهم. قرأ القرآن، والحديث، والفقه، والأصول، والتفسير، والفرائض، واللغة، وعمّر حتّى صار يقصد من كلّ جانب. وكان مجلسه جمّ الفوائد. وكان يجلس في حلقة أبيه بجامع المنصور للوعظ والفتوى. وكان فصيح اللسان. قرأ القرآن على أبي الحسن الحمّاميّ. وسمع منه ومن: أبيه، وأبي الحسين أحمد بن محمد بن المتيّم، وأبي عمر بن مهدي، وأبي الحسين بن بشران، وابن الفضل القطّان، والحرفيّ، وابن شاذان، وجماعة. (33/242)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 243 روى لنا عنه خلق كثير، وورد إصبهان رسولاً في سنة ثلاثٍ وثمانين. وثنا عنه ن أهلها أكثر من ستين نفساً. ثمّ قال: أنبأ المشايخ، فذكر ستين بإصبهان، وأربعة عشر نفساً من غيرها. ثم قال: وجماعة سواهم، قالوا: أنبا رزق اللّه التّميميّ، فذكر حديث من عادى لي ولياً. وهو حديث انفرد رزق اللّه بعلوه. أنبأ أبو المعالي الهمذانيّ، أنا أبو بكر بن سابور، أنا عبد العزيز الشّيرازيّ، أنا رزق الله إملاءً، فذكر مجلساً أوّله هذا الحديث. قال السّمعانيّ: سمعت أحمد بن سعد العجليّ بهمذان يقول: كان شيخنا أبو محمد التميميّ إذا) روى هذا الحديث قال: أفسحرٌ هذا أمّ أنتم لا تبصرون وقال السّلفيّ: فيما أنا الدّمياطيّ، أنا ابن رواج، أنا أبو طاهر بن سلفة قال: رزق الله شيخ الحنابلة، قدم إصبهان رسولاً من قبل الخليفة إلى السّلطان، وإنا إذ ذاك صغير. وشاهدته يوم دخوله. كان يوماً مشهوداً كالعيد، بل أبلغ في المزيد. وأنزل بباب القصر، محلتنا، في دار سلطان. وحضرت في الجامع الجورجيريّ مجلسه متفرّجاً، ثمّ لمّا تصديت للسّماع، قال لي أبو الحسن أحمد بن معمر اللبنانيّ، وكان من الأثبات: قد استجرته لك في جملة من كتبت اسمه من صبياننا. (33/243)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 244 فكتب خطّه بالإجازة. وقال أبو غالب هبة الله قصيدة أوّلها: بمقدم الشّيخ رزق الله قد رزقتأهل اصبهان أسانيداً عجيبات ثمّ قال السّلفيّ: وروى بالإجازة عن أبي عبد الرحمن السّلميّ. قال ابن النّجار: وقرأ بالرّويات على الحمّاميّ. وقرأ عليه جماعةٌ من القراء. وتفقه على أبيه، وعمّه أبي الفضل. وله مصنفات حسنة. وكان واعظاً، مليح العبارة، لطيف الإشارة، فصيحاً، ظريف المعاني. له القبول التّامّ والحرمة الكاملة. ترسّل إلى ملوك الأطراف. وقال أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة: سمعت أبا محمد رزق الله الحنبليّ بإصبهان يقول: أدركت من أصحاب ابن مجاهد واحداً يقال له أبو القاسم عبيد الله بن محمد الخفاف، وقرأت عليه سورة البقرة، وقرأها على أبي بكر بن مجاهد. وأدركت أيضاً أبا القاسم عمر بن تعويذ من أصحاب الشّبليّ، وسمعته يقول: رأيت أبا بكر الشّبليّ في درب سليمان بن عليّ في رمضان، وقد اجتاز على البقال، وهو ينادي على البقل: يا صائم من كل الألوان. فلم يزل يكّرر هذا اللفظ ويبكي، ثم أنشأ يقول: خليليّ إن دام همّ النفوسعلى ما أراه سريعاً قتل فيا ساقي القوم لا تنسنيويا ربّة الخدر غنّي رمل لقد كان شيءٌ يسمّى السّرورقديماً سمعنا به ما فعل وقال السّمعانيّ: أنشدنا هبة الله بن طاوس: أنشدنا رزق الله التميميّ لنفسه:) (33/244)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 245 وما شنأن الشيب من أجل لونهولكّنه حادٍ إلى البين مسرع إذا مادبت منه الطّليعة آذنتبأنّ المنايا خلفها تتطلع فإن قصّها المقراض صاحت بأختهافتظهر تتلوها ثلاثٌ وأربع وإن خضبت حال الخضاب لأنهيغالب صنع الله والله أصنع إذا ما بلغت الأربعين فقل لمنيودّك فيما تشتهيه ويسرع هلمّوا لنبكي قبل فرقة بيننافما بعدها عيشٌ لذيذٌ ومجمع وخلّ التّصابي والخلاعة والهوى وأمّ طريق الخير فالخير أنفع وخذ جنّةً تنجي وزاداً من التّقى وصحبة مأمومٍ فقصدك مفزع قال أبو عليّ بن سكّرة: رزق الله التّميميّ، قرأت عليه برواية قالون ختمةً، وكان كبير بغداد وجليلها، وكان يقول: كلّ الطّوائف تدّعيني. سمعته يقول: يقبح بكم أن تستفيدوا منّا ثمّ تذكرونا، فلا تترحّموا علينا فرحمه الله. قلت: وآخر من روى عنه سماعاً أبو الفتح بن البطّيّ، وإجازةً أبو الطّاهر السّلفيّ. قال ابن ناصر: توفّي شيخنا أبو محمد التّميميّ في نصف جمادى الأولى سنة ثمانٍ. ودفن في داره بباب المراتب. ثمّ دفن في سنة إحدى وتسعين إلى جنب قبر الإمام أحمد. قال أبو الكرم الشّهرزوريّ: سمعته يقول: دخلت سمرقند، فرأيتهم (33/245)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 246 يروون الناسخ والمنسوخ لجدّي هبة الله، عن خمسةٍ، إليه، فرويته عن جدّي لهم. (33/246)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 247 4 (حرف الشين)

4 (شافع بن عليّ) أبو الفضل الطريثيثيّ، الصّوفيّ النّيسابوريّ الزاهد. كان عالماً عاملاً، قانتاً عابداً، ناسكاً كبير القدر، صاحب مقامات وأحوال. من سكان دويرة أبي عبد الرحمن السّلميّ. (33/247)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 248 توفيّ في ذي الحجّة. وقد سمع بمكّة من ابن صخر وبالبصرة من إبراهيم بن طلحة بن غسّان. روى عنه: عبد اللّه بن الفروايّ، وعبد الخالق الشّحّاميّ. 4 (حرف الصاد) ) 4 (صالح بن أحمد بن رضوان بن محمد بن رضوان جالينوس.) أبو عليّ التّميميّ البغداديّ المعدلّ. روى عن: عبد الملك بن بشران، وغيره. روى عنه: محمد بن عليّ بن عبد السّلام الكاتب. توفيّ في رجب. حرف العين عبد اللّه بن الحسن بن حمزة بن الحسن بن حمدان بن ذكوان. أبو محمد البعلبكّيّ. يعرف بابن أبي فجّة. سمع: عليّ بن محمد الحنّائيّ، وعبد الرحمن بن ياسر الجوبريّ، وعليّ بن السّمسار، وأحمد بن محمد العتيقيّ، وأبا نصر بن الحبّان. وأجاز له الحسين بن أبي كامل صاحب خيثمة. سمع منه: عبد الرحمن وعبد اللّه إبنا صابر. قال ابن عساكر: ثنا عنه ابن ابنه عليّ بن حمزة، والخضر بن عليّ. (33/248)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 249 وتوفيّ في ذي القعدة. عبد اللّه بن طاهر بن محمد شهفور. أبو القاسم التّميميّ الفقيه، نزيل بلخ. من أهل إسفرائين. قال السّمعانيّ: كان إماماً فاضلاً نبيلاً، برع في الفقه والأصول، ودرّس بالمدرسة النّظاميّة ببلخ. حسن الأخلاق، ظهرت له الحشمة التّامةّ حتّى صار من أهل الثروة. وكان له مروءة وحسان، وتفقّد للفقراء، وسعي جميل في الحقوق. سمع بنيسابور: عليّ بن محمد الطّرّازيّ، وعبد الرحمن النّصرونيّ، وجدّه أبا منصور عبد القاهر البغداديّ. روى لنا عنه: أبو القاسم بن السّمرقنديّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ، والمبارك بن خيرون الوزّان. سمعوا منه لمّا حجّ. وثنا عنه بهراة: أبو شجاع البسطامي وببلخ: أخوه أبو الفتح محمد البسطاميّ.) عبد الجبّار بن الحسين بن محمد بن القاسم. أبو يعلي الهاشميّ البغداديّ الشّروطيّ، المعروف بابن أبي عيسى. وهم أربعة إخوة: محمد: وعبد الجبّار، وعبد السّميع، وعبد المهيمن. سمع: أبا عليّ بن شاذان. وعنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وعليّ بن عبد العزيز بن السّمّاك. توفيّ في شعبان. (33/249)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 250 عبد الرحيم بن عثمان بن أحمد. أبو القاسم السّنيّ الحنفيّ النّيسابوريّ. حدّث عن: أبي سعيد الصّيرفيّ، وأصحاب الأصمّ، وعنه: عبد الغافر، وقال: توفيّ في رمضان. عبد السّلام بن محمد بن يوسف بن بندار. أبو يوسف القزوينيّ. شيخ المعتزلة. نزل بغداد، وسمع: أبا عمر بن مهديّ الفارسيّ، وعبد الجبّار بن أحمد الهمذانيّ القاضي المعتزليّ، ودرس عليه الكلام بالرّيّ. وسمع بهمذان: أبا طاهر بن سلمة، وبحرّان: أبا القاسم عليّ بن محمد الزّيديّ ويإصبهان: أبا نعيم الحافظ. وسمع من: أبيه، وعمّه إبراهيم. وسماعة قبل الأربعمائة. روى عنه: أبو القاسم بن السّمرقنديّّ، وأبو غالب بن البنّاء، وهبة الله بن طاوس، ومحمود بن محمد الرّحبيّ، وإسماعيل بن محمد الإصبهانيّ الحافظ، (33/250)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 251 وأبو بكر قاضي المرستان، وأبو البركات الأنماطيّ، وأحمد بن محمد أبو سعد البغداديّ، وآخرون. قال السّمعانيّ: كان أحد المعمّرين المقدّمين، جمع التفسير الكبير الذي لم ير في التفاسير كتابٌ أكبر منه، ولا أجمع للفوائد، ولولا أنه مزجه بكلام المعتزلة، وبثّ فيه معتقده، وما أتّبع نهج السّلف فيما صنّفه من الوقوف على ما ورد في الكتاب والسّنّة والتصديق بهما. وأقام بمصر سنين، وحصّل أحملاً من الكتب، وحملها إلى بغداد، وكان داعيةً إلى الاعتزال. سمعت أبا سعد البغداديّ الحافظ يقول: كان يصرّح بالاعتزال. وقال ابن عساكر: هو مصنف مشهور. سكن طرابلس مدّةً، ثمّ عاد إلى بغداد.) سمعت الحسين بن محمد البلخي يقول: إنّ أبا يوسف صنّف التفسير في ثلاثمائة مجلّد ونيّف، وقال: من قرأه عليّ وهبته النّسخة. فلم يقرأه عليه أحد. وسمعت هبة الله بن طاوس يقول: دخلت على أبي يوسف ببغداد وقد زمن، من أين أنت قلت: من دمشق. (33/251)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 252 قال: بلد النّصب. وقال ابن النّجّار: قرأت بخط أبي الوفاء بن عقيل الفقيه: قدم علينا أبو يوسف القزوينيّ من مصر، وكان يفتخر بالاعتزال. وكان فيه توسّع في القدح في العلماء الذين يخالفونه وجرأة. وكان إذا قصد باب نظام الملك يقول لهم: استأذنوا لأبي يوسف القزوينيّ المعتزليّ. وكان طويل اللسان بعلمٍ تارةٍ، وبسفعهٍ يؤذي به الناس أخرى. ولم يكن محقّقاً إلا في التفسير، فإنّه لهج بالتفاسير حتّى جمع كتاباً بلغ خمسمائة مجلّد، حشى فيه العجائب، حتّى رأيت منه مجلّدة في آيةٍ واحدة، وهي قوله تعالى: واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان فذكر فيه السّحرة والملوك الذين نفق عليهم السّحر وأنواع السّحر وتأثيراته. وقال أبو الحسن محمد بن عبد الملك: ملك أبو يوسف القزويني كتباً لم يملك أحدٌ مثلها. فكان قومٌ يقولون ابتاعها من مصر بالخبز وقت شدّة الغلاء. وحدّثني أبو منصور عبد المحسن بن محمد أنّه ابتاعها بالأثمان الغالية. وكان يحضر بيع كتب السّيرافيّ، وهو شاهدٌ معروف بمصر، وبيعت كتبه في سنتين، وزادت على أربعين ألف مجلّدة. قال: وكان أبو يوسف يبتاع في كلّ أسبوع بمائة دينار، ويقول: قد بعت رحلي وجميع ما في بيتي. وكان الرؤساء هناك يواصلونه بالذّهب. وقيل: إنّه قدم بغداد معه عشرة أحمال كتب، وأكثرها بالخطوط المنسوبة. وعنه قال: ملكت ستين تفسيراً، منها تفسير ابن جرير، و تفسير الجبائي، و تفسير ابنه أبي هاشم، و تفسير أبي مسلم بن بحر، و تفسير البلخي. (33/252)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 253 قال محمد بن عبد الوهاب: وأهدى أبو يوسف لنظام الملك أربعة أشياء ما لأحدٍ منها: غريب الحديث لإبراهيم الحربيّ في عشر مجلّدات بخطّ أبي عمر بن حيّويه، و شعر الكميت في ثلاث عشرة مجلّدات بخطّ أبي منصور، و عهد القاضي عبد الجبّار بن أحمد بخطّ الصّاحب) بن عبّاد وإنشائه، فسمعت أبا يوسف يقول: كان سبعمائة سطر، كلّ سطر في ورقة سمرقنديّ، وله غلاف آبنوس يطبق كالأسطوانة الغليظة، وأهدى له مصحفاً بخطّ منسوب واضح، وبين الأسطر القراءات بالحمرة، وتفسير غريبه بالخضرة، وإعرابه بالزّرقة، وكتب بالذّهب علامات على الآيات التي تصلّح للانتزاعات في العهود، والمكاتبات، والتّعازي، والتّهاني، والوعيد. فأعطاه نظام الملك ثلاثمائة دينار. فسمعت من يسأل أبا بويف عند نظام الملك فقال: أعطيته أكثر ممّا أعطاني، وإنّما رضيت منه بالإكرام، وغدرته حين قال: ليس عندي حلال لا شبهة فيه سوى هذا القدر. وسئل عنه المؤتمن السّاجّي فقال: قطعته رأساً لما كان يتظاهر به من خلاف الطّريق. وقال محمد بن عبد الملك في تاريخه: كان أبو يوسف فصيح العبارة، حلو الإشارة، يحفظ غرائب الحكايات والأخبار. وكان زيديّ المذهب، وفسّر بمصر القرآن في سبعمائة مجلّدٍ كبار. قلت: وقد دخل عليه الإمام أبو حامد الغزاليّ، وجلس بين يديه، فسأله: من أين أنت فقال: من المدرسة ببغداد. وقال الغزاليّ: علمت أنه ذو اطلاع ومعرفة، فلو قلت أنني من طوس، لذكر ما يحكى عن أهل طوس من التّغفيل، من أنهم توسلّوا إلى المأمون بقبر أبيه، وكونه عندهم، وطلبوا منه أن يحوّل الكعبة، وينقلها إلى عندهم: وأنّه جاء عن بعضهم أنّه سئل عن نجمه، فقال بالتيس. فقيل له في ذلك، فقال: من (33/253)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 254 سنين كان بالجدي، والآن فقد كبر. قال ابن عساكر: وسمعت من يحكي أنّه كان بأطرابلس، فقال له ابن البرّاج: متكلّم الرّافضة: ما تقول في الشّيخين فقال: سفلتان ساقطان. قال: من تعني قال: أنا وأنت. وقال أبو عليّ بن سكّرة الصّدفيّ: أبو يوسف القزوينيّ كان معتزلياً داعية، كان يقول: لم يبق من ينصر هذا المذهب غيري. وكان قد بلغ من السّنّ مبلغاً يكاد أن يخفى في الموضع الذي كان يجلس فيه، وله لسانٌ شابّ. ذكر لي أن تفسيراً في القرآن في نحو ثلاثمائة مجلّد، سبعة منها في سورة الفاتحة. كان عنده) جزءٌ ضخمٌ، من حديث محمد بن عبد الله الأنصاريّ، رواية أبي حاتم الرّازيّ، عنه، كنت أودّ أن يكون عند غيره بما يشق عليّ. قرأت عليه بعضه، رواه عن القاضي عبد الجبار المعتزليّ، عنه. وكان سبب مشيي إليه أن شيخنا ابن سوار المقريء سألني أن أمضي مع ابنيه لأسمعهما عليه، فأجبته، وقرأ لهما شيئاً من حديث المحامليّ، وأنا أنه سمع ذلك سنة سبعٍ وتسعين وثلاثمائة، وهو ابن أربع سنين أو نحوها. (33/254)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 255 قال لي: كنت في سنّ هذا، يعني ولد شيخنا ابن سوار، وكنت أعقل من أبيه. وكان لا يسالم أحداً من السّلف وكان يقول لنا: أخرجوا تدخل الملائكة يريد المحدّثين. قال: ولم أكتب عنه حرفاً. يعني ابن سكّرة أّنه لا يحدّث عنه وقد روى عنه شعراً، وذكره في مشيخته. قال شجاع الذّهليّ: أبو يوسف القزويني أحد شيوخ المعتزلة، عاش ستاً وتسعين سنة. ذكر لي أن مولده في سنة ثلاثٍ وتسعين وثلاثمائة. وقل ابن ناصر: مات في رابع عشر ذي القعدة، وقال مرّةً: ولدت نصف شعبان. (33/255)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 256 4 (عبد الصّمد بن أحمد ابن الروميّ.) أبو القاسم البغدادي. سمع: أبا عليّ بن شاذان. روى عنه: عبد الوهّاب الأنماطيّ، ومحمد بن عليّ بن عبد السّلام. توفي في صفر. 4 (عبد الغفّار بن نصر.) أبو طاهر الهمذانيّ المقريء البزاز ويعرف بابن هاموش. قال شيرويه: روى عن: ابن عبدان، وعبد الغافر الفارسيّ، وأبي حفص ابن مسرور، والنيسابوريين. قرأت عليه القرآن، وتوفي المحرّم. (33/256)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 257 4 (عبد الملك بن عبد الله.) أبو سهل الدّشتيّ الفقيه. نيسابوريّ عالي الإسناد.) سمع: أبا طاهر الزّياديّ، وعبد الله بن يوسف بن مامويه، وأبا عبد الرحمن السّلميّ. ومات في شوال. روى عنه: عبد الغافر الفارسيّ، وقال شيخ من بيت العلم والتصوّف والثّروة. وقال السّمعانيّ: كان شيخاً مستوراً، صدوقاً من بيت العلم والصّلاح. ولد سنة ست وأربعمائة. قلت: روى عنه: عبد الخالق بن زاهر، وعمر بن أحمد الصّفّار، وأبو البركات بن الفروايّ، وعبد الرحمن بن الحسن الكرمانيّ، وآخرون. 4 (عبيد الله بن عبد الله بن حسكويه.) أبو سعد النّيسابوريّ. شيخ مسند، روى عن: أبي بكر الحيريّ، والطّرازيّ، والصّيرفيّ. (33/257)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 258 روى عنه: وجيه، وعبد الخالق بن زاهر. وقد مرّ أبوه سنة ثلاثٍ وخمسين. 4 (عليّ بن أحمد بن عليّ بن زهير.) أبو الحسن التّميميّ المالكيّ. دمشقيّ مشهور. روى عن: عليّ بن الخضر، وعليّ بن السّمسار، ومحمد بن عبد الله بن بندار، وأحمد بن الحسن بن الطّيّان، وأبي عثمان الصّابونيّ، وجماعة. روى عنه: جمال الإسلام السّلميّ، ونصر بن أحمد بن مقاتل، وناصر بن محمود القرشيّ. قال أبو محمد بن جابر: لم يكن المالكيّ ثقة. وكذلك قال أبو القاسم بن جابر، وقال: أخرج لنا جزءاً من حديث ابن زبر، قد كتب عليه سماعه من ابن السّمسار سنة خمسٍ وثلاثين. ومات ابن السّمسار سنة أربع وثلاثين. توفي في ذي القعدة، وله ثلاثٌ وسبعون سنة. 4 (عليّ بن أحمد بن خشنام.) أبو سعيد الصّيدلانيّ. شيخ نيسابوريّ صالح.) سمع: محمد بن محمد بن محمش. وهو أخو شبيب البستيغيّ. (33/258)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 259 روى عنه: عمر بن أحمد الصّفّار وإسماعيل العصايديّ. 4 (عليّ بن عمرو الحرانيّ.) الفقيه الحنبليّ، الرّجل الصّالح. يكنى أبا الحسن. مات بسروج. وكان من أصحاب القاضي أبي يعلى. توفّي في شعبان. 4 (عليّ بن عبد الصّمد بن عثمان بن سلامة.) أبو الحسن العسقلانيّ، المعروف بطيف. سمع: أبا عبد الله بن نظيف بمصر، ومحمد بن جعفر الميماسيّ بغزّة، وعليّ بن السّمسار بدمشق. قال غيث بن عليّ: سمعت منه في سنة ثمانٍ وثمانين، ما علمت من أمره إلا خيراً. 4 (عليّ بن عبد الغني.) (33/259)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 260 أبو الحسن الفهري المقريء الحصريّ. الشّاعر الضّرير. أقرأ النّاس بسبتة وغيرها. قال ابن بشكوال: ذكره الحميدي وقال: شاعر أديب، رخيم الشّعر، دخل الأندلس ولقي ملوكها وشعره كثير، وأدبه موفور. قلت: وكان عالماً بالقراءات وطرقها. قال ابن بشكوال: روى لنا عنه أبو القاسم بن صواب، أخبرنا عنه يقصيدته التي نظمها في قراءة نافع، وهي مائتا بيت وتسعة أبيات، قال: لقيته بمرسية. (33/260)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 261 ومن شعره، وقد كتب إليه المعتمد وبعث خمسمائة دينار يتجهّز بها ليفد عليه، فقال: أمرتني بركوب البحر أقطعهغيري لك الخير فاخصصه بذا الداء ما أنت نوحٌ فتنجيني سفينتهولا المسيح أنا أمشي على الماء 4 (حرف الفاء)

4 (الفضل بن أحمد بن محمد بن عيسى.) ) (33/261)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 262 أبو القاسم بن أبي حرب الجرجانيّ الزّجاجيّ. شيخ نيسابوري الدّار، ثقة، صالح، حسن السيرة، تاجر أمين. سمع: أبا عبد الرحمن السّلميّ، وابن محمش، والحيريّ، وغيرهم. روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وأحمد بن سعد العجليّ الهمذانيّ، وأبو عثمان العصايديّ المرزويّ، وعمر بن أحمد الصّفّار، وعبد الله بن الفراويّ، وأحمد بن مبارك بن قفرجل، وصدفة بن محمد السّيّاف. حدّث ببلدان، وحكى عنه جيرانه كثرة تلاوة وبكاء. ولد سنة خمسٍ وأربعمائة، وتوفي في رمضان. قال ابن النّجار: أمين صدوق، صالح، عفيف، من التّجّار، كثير الصّدقة. وقيل: كان أبوه حاتم وقته. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن الحسين بن عبد الله بن إبراهيم) الوزير ظهير الّدين أبو شجاع الرّوذراوري. وزر للمقتدي بالله بعد عزل عميد الدّولة منصور بن جهير سنة ستّ وسبعين، وصرف سنة أربعٍ وثمانين، وأعيد ابن جهير. ولمّا عزل قال: تولاها وليس له عدوّوفارقها وليس له صديق (33/262)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 263 ثمّ إنّه حجّ وجاور بالمدينة إلى أن مات بها كهلاً. وكان ديّناً عالماً، من محاسن الوزراء. قال العماد الكاتب: لم يكن في الوزراء من يحفظ أمر الدّين والشرّع مثله. وكان عصره أحسن العصور رحمه الله. ذكره صاحب المرآة. ولمّا ولي وزارة المقتدي كان سليماً من الطّمع في المال، لأنّه كان يملك حينئذٍٍ ستّمائة ألف دينار، فأنفقها في الخيرات والصّدقات. قال أبو جعفر الخرفيّ: كنت أنا واحداً من عشرة نتولّى إخراج صدقاته، فحسبت ما خرج على يديّ، فكان مائة ألف دينار.) وكان يبيع الخطوط الحسنة، ويتصدّق بها، ويقول: أنا أحب الأشياء إليّ الدّينار والخطّ الحسن، فأنا أتصدّق بمحبوبي لله. وجاءته قصةٌ بأنّ امرأةً وأربعة أيتام عراباً، فبعث من يكسوهم، وقال: والله لا ألبس ثيابي حتّى ترجع. وتعرّى، فعاد الغلام وهو يرعد من البرد. وكان قد ترك الاحتجاب ويكلّم المرأة والصّبيّ، ويحضر مجالسة الفقهاء والعوامّ، ولا يمنع أحداً. وأسقطت المكوس في أيامه، وألبس الذّمة الغيار. ومحاسنه كثيرة، وصدقاته غزيرة، وتواضعه أمر عجيب، فرحمه الله تعالى. (33/263)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 264 4 (محمد بن عبّاد بن محمد بن إسماعيل بن قريش.) (33/264)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 265 السّلطان المعتمد على الله أبو القاسم ابن السّلطان المعتضد بالله أبي عمرو ابن الإمام الفقيه قاضي إشبيلية، ثم سلطانها الظّافر المؤيّد بالله أبي القاسم بن أبي الوليد اللخمي، من ولد النّعمان بن المنذر صاحب الحيرة. كان المعتمد صاحب إشبيلية وقرطبة، وأصلهم من بلاد العريش التي كانت في أوّل رمل مصر، فدخل أبو الوليد الأندلس. مات المعتضد سنة إحدى وستّين وأربعمائة، فتملّك بعده المعتمد هذا. وكان عالماً، ذكيّاً، أديباً، شاعراً محسناً، وكان أندى الملوك راحةً، وأرحبهم مساحةً، كانت حضرته ملقى الرّحال، وموسم الشّعراء، وقبلة الآمال ومألف الفضلاء. وشعره في غاية الحسن، وهو مدوّن موجود. قال أبو بكر محمد بن عيسى اللخميّ الدّانيّ المعروف بابن اللّبّانة الشّاعر: ملك المعتمد بن مسوّرات البلاد ما بين أمصارٍ ومدن وحصون مائتي مسوّر وإحدى وثلاثين مسوّراً. وخلع من ملكه عن ثمانمائة سرّية، وولد له مائةٌ وثلاثةٌ وسبعون ولداً. وكان راتبه كلّ يومٍ ثمانمائة رطل لحم. وكان له ثمانية عشر كاتباً. (33/265)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 266 وذكر القاضي شمس الدّين ابن خلكان، قال: كان الأذفونش بن فرذلند ملك الفرنج بالأندلس قد قوي أمره، وكانت ملوك الطّوائف من المسلمين بجزيرة الأندلس يصالحونه، ويؤدون إليه ضريبة، ثمّ إنّه أخذ طليطلة في سنة ثمانٍ وسبعين وأربعمائة بعد حصارٍ شديد، وكانت للقادر بالله بن ذي النّون. وكان المعتمد مع كونه أكبر ملوك الجزيرة يؤدّي الضّريبة للأذفونش، فلمّا) ملك الكلب طليطلة قويت نفسه، ولم يقبل ضريبة المعتمد، وأرسل إليه يتهدّده ويقول: تنزل عن الحصون التي بيدك، ويكون لك السّهل. فضرب المعتمد الرسول، وقتل من كان معه. فبلغ الأدفونش الخبر وهو متوجّهٌ لحصار قرطبة، فرجع إلى طليطلة لأخذ آلات الحصار، فأتى المشايخ والعلماء إلى أبي عبد الله محمد بن أدهم، وفاوضوه فيما نزل بالمسلمين، فاجتمع رأيهم أن يكتبوا إلى الأمير أبي يعقوب يوسف بن تاشفين صاحب مرّاكش، يستنجدونه ليعدّي بجيوشه إلى الأندلس، وينجد الإسلام. واجتمع القاضي بالمعتمد على الله، وأعلمه بما جرى فقال: مصلحة. (33/266)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 267 ثمّ، إنّ ابن تاشفين نزل سبتة، وأمر جيشه، فعبروا إلى الجزيرة الخضراء، ولمّا تكامل له جنده عبر هو في السّاقة. ثم إنّه اجتمع بالمعتمد. وقد عرض المعتمد عساكره. وأقبل المسلمون من كلّ النّواحي طلباً للجهاد. وبلغ الأدفونش الخبر فخرج في أربعين ألف فارس، وكتب إلى ابن تاشفين يتهدّده، فكتب ابن تاشفين جوابه في ظهر كتابه: الذي يكون ستراه. وردّه إليه. فلمّا وقف عليه ارتاع لذلك، وقال: هذا رجل عازم. ثمّ سار حزب الإسلام وحزب الصّليب والتقى الجمعان بالزّلاقة من بلد بطليوس، فكانت ملحمةً كبرى، وهزم الله الأذفونش، بعد استئصال عسكره، ولم يسلم معه سوى نفرٍ يسير. وذلك في يوم الجمعة من رمضان سنة تسعٍ وسبعين. وأصاب المعتمد جراحاتٌ في وجهه وبدنه، وشهدوا له بالشّجاعة، وغنم المسلمون شيئاً كثيراً. وعاد ابن تاشفين إلى بلاده. ثمّ إنّه في العام المقبل، عدّى إلى الأندلس، وتلقاه المعتمد، وحاصرا بعض حصون الفرنج، فلم يقدروا عليها، فرحل ابن تاشفين، ومرّ بغرناطة إليه صاحبها عبد الله بن بلكّين تقادم سنيّة، وتلقاه، فغدر به ابن تاشفين، ودخل بلده وقصره، وأخذ منه ما لا يحصى، ثمّ رجع إلى مرّاكش، وقد أعجبه حسن الأندلس وبساتينها وبناها ومطاعمها التي لا توجد بمراكش، فإنّها بلاد بربر وأجلاف العربان. وجعل خواصّ ابن تاشفين يعظّمون عنده الأندلس، ويحسّنون له أخذها، ويغرون قلبه على المعتمد بأشياء. (33/267)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 268 وقال عبد الواحد بن علي المراكشي في ' تاريخه ': غلب المعتمد على قرطبة في سنة إحدى وسبعين، فأخرج منها ابن عكاشة، ثم رجع إلى إشبيلية، واستخلف عليها ولده عبادا، ولقبه المأمون. وفي سنة تسع وسبعين جاز المعتمد البحر إلى مراكش مستنصرا بيوسف بن تاشفين على الروم، فلقيه أحسن لقاء، وأسرع إجابته وقال: أنا أول منتدب لنصرة الدين. فرجع مسرورا، ولم يدر أن تدميره في تدبيره، وسل سيفا عليه لا له. فأخذ ابن تاشفين في أهبة العبور إلى الأندلس، واستنفر الناس، وعبر في سبعة آلاف فارس، سوى الرجالة، ونزل الجزيرة الخضراء، وتلقاه المعتمد، وقدم له تحفا جليلة، وسأله أن يدخل إشبيلية، فامتنع وقال: نريد الجهاد. ثم سار بجيوشه إلى شرقي الأندلس. وكان الأدفونش، لعنه الله يحاصر حصنا، فرجع إلى بلاده يستنفر الفرنج، وتلقى ابن تاشفين ملوك الأندلس الذين كانوا على طريقه كصاحب غرناطة، وصاحب المرية، وصاحب بلنسية، ثم استعرض جنده على حصن لورقة، وقال للمعتمد: هلم ما جئنا له من الجهاد. وجعل يصغر قدر الأندلس ويقول: في أوقات كان أمر هذه الجزيرة عندنا عظيما، فلما رأيناها وقعت دون الوصف. وهو في ذلك كله يسر حسوا في ارتقاء. فسار المعتمد بين يديه، وقصد طليطلة، فتكامل عدد المسلمين زهاء عشرين ألفا، فالتقوا هم والعدو بأول بلاد الروم، لعنهم الله، وجاء الأدفونش في جيش عظيم بمرة، فلما رآهم يوسف قال للمعتمد: ما كنت أظن هذا الخنزير يبلغ هذا الحد. فالتقوا في ثاني عشر رمضان، وصبر البربر، وأبلوا بلاء حسنا، وهزم الله النصارى، وكانت ملحمة مشهودة. ونجا الأدفونش في تسعة من أصحابه. وتسمى هذه وقعة الزلاقة. ففرح أهل الأندلس بالبربر، وتيمنوا بهم، ودعوا لابن تاشفين على المنابر، فقوي طمعه في الأندلس. (33/268)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 269 وقد كانت الفرنج تأخذ الإتاوة من ملوكها قاطبة. ثمّ جال ابن تاشفين في الأندلس على سبيل التفرّج، وهو يضمر أشياء، ويظهر إعظام المعتمد ويقول: إنّما نحن في ضيافته، وتحت أمره.) وكان المعتصم معن بن محمد بن صمادح، صاحب المرية، يحسد المعتمد، فداخل ابن تاشفين، وحظي عنده، فأخذ يعيب المعتمد، وقدّم لابن تاشفين هدايا فاخرة، ولم يدر ابن صمادح أنّه يسقط في البئر الذي حفر. وأعانه جماعةٌ على تغيير قلب ابن تاشفين يقول الزّور، وبأنه يتنقّصك. فعبر إلى بلاده مرّاكش. وفهم المعتمد أنه قد تغير عليه. ثم اتّفق رأي ابن تاشفين أن يراسل المعتمد، يستأذنه في رجالٍ صلحاء أصحاب ابن تاشفين رغبوا في الرّباط في حصون الأندلس. فأذن له. وأراد ابن تاشفين أن يكون له بالأندلس أعواناً لوقت الحاجة. وقد كانت قلوب الأندلسيين قد أشربت حبّ ابن تاشفين، فانتخب رجالاً، وأمر عليهم قرابته بلّجين، وقرّر معه أموراً، فبقوا بالأندلس إلى أن ثارت الفتنة. ومبدؤها في شوّال سنة ثلاثٍ وثمانين. فملك المرابطون جزيرة طريف، ونادوا فيها بدعوة أمير المسلمين يوسف. ثمّ زحف المرابطون الذين في الحصون إلى قرطبة فحاصروها، وفيها المأمون بعد أن أبدى عذراً وأظهر في الدّفاع جلداً وصبراً في صفر سنة أربع وثمانين. فزادت الإحنة والمحنة، وعلت الفتنة. قال ابن خلّكان: وحاصروا إشبيليّة، وبها المعتمد، أشدّ المحاصرة، وظهر من شدّة بأس المعتمد ومصابرته وتراميه على الموت بنفسه، ما لم يسمع بمثله. فلمّا كان في رجب سنة أربعٍ هجم ابن تاشفين البلد، وشنّوا فيه الغارات. ولم يتركوا لأحدٍ شيئاً. وخرج الناس يسترون عوراتهم بأيديهم. وقبضوا على المعتمد. (33/269)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 270 وقال عبد الواحد المذكور: وفي نصف رجب ثاروا على المعتمد، فبرز من قصره وسيفه بيده، وغلالته ترفّ على جسده، لا درع عليه، ولا درقة معه، فلقي فارساً مشهور النّجدة فرماه الفارس بحربةٍ، فأصاب غلالته، وضرب هو الفارس بالسيف على عاتقه، فخرّ صريعاً. فانهزمت تلك الجموع، وظنّ أهل إشبيليّة أنّ الخناق قد تنفّس. فلمّا كان وقت العصر، عاودهم البربر، فظهروا على البلد من واديه، وشبّت النار في شوانيه، فعندها انقطع العمل. وكان الذي ظهر عليها من جهة البرّ جدير بن البربريّ، ومن الوادي الأمير أبو حمامة. والتوت الحال أياماً، إلى أن قدم سير ابن أخي يوسف بن تاشفين بعساكره، والناس في تلك الأيام يرمون أنفسهم من الأسوار. فاتّسع الخرق على الرّاقع بمجيء سير،) ودخل البلد من واديه، وأصيب حاضره وباديه بعد أن جدّ الفريقان في القتال، وشنت الغارة في إشبيلية، ولم يترك البربر لأهلها سبداً ولا لبداً. ونهبت قصور المعتمد، وأخذ أسيراً. ثمّ أكره على أن يكتب إلى ولديه: أن تسلّما الحصنين، وإلا قتلت. وإن دمي رهنٌ على ذلك. وهما الرّاضي بالله، والمعتدّ بالله، وكانا في رندة ومارتلة، فنزلا بعد عهودٍ مبرمة. فأمّا المعتدّ، فعند نزوله قبض عليه القائد الواصل إليه، وأخذ كلّ أمواله، وأمّا الآخر فقتلوه غيلةً. وذهبوا بالمعتمد وآله بعد استئصال جميع أحواله، وعبروا به إلى طنجة، فبقي بها أياماً، ثم نقلوه إلى مكناسة، فترك بها أشهراً، ثمّ نقّلوه إلى مدينة أغمات، فبقي بها أكثر من شنتين محبوساً. ومات. وللمعتمد مراثٍ في ولديه اللذين قتلوهما. وله في حاله: تبدّلت من ظلّ عزّ البنود بذلّ الحديد وثقل القيود وكان حديدي سناناً ذليقاً وعضباً رقيقاً صقيل الحديد (33/270)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 271 وقد صار ذاك وذا أدهماً يعضّ بساقيّ الأسود وقيل: إنّ بنات المعتمد دخلن عليه السّجن في يوم عيدٍ، وكنّ يغزلن للنّاس بالأجرة في أغمات، فرآهنّ في أطمارٍ رثّة، فصدعن قلبه، فقال: فيما مضى كنت بالأعياد مسروراً فسآءك العيد في أغمات مأسورا ترى بناتك في الأطمار جائعةٍ يغزلن للنّاس لا يملكن قطميرا برزن نحوك للتّسليم خاشعةًإبصارهنّ حسيراتٍ مكاسيرا يطأن في الطّين والأقدام حافيةٌ كأنّها لم تطأ مسكاً وكافورا من بات بعدك في ملكٍ يسرّ بهفإنّما بات بالأحلام مسرورا ودخل عليه ولده أبو هاشم، والقيود قد عضّت بساقيه، فقال: قيدي، إما تعلمني مسلماً أبيت أن تشفق أو ترحما دمي شرابٌ لك، واللّحم قدأكلته، لا تهشم الأعظما يبصرني فيك أبو هاشمٍ فينثني، والقلب قد هشّما إرحم طفيلاً طائشاً لبّهلم تخش أن يأتيك مسترحما وارحم أخيّاتٍ له مثلهجرّعتهنّ السّمّ والعلقما) وللمعتمد، وقد أحيط به: لمّا تماسكت الدّموعوتنهنه القلب الصّديع (33/271)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 272 قالوا: الخضوع سياسةٌ فليبد منك لهم خضوع وألذ من طعم الخضوع على فمي السّمّ النقيع إن تسلب عنّي الدّناملكي وتسمني الجموع فالقلب بين ضلوعهلم تسلم القلب الضّلوع قد رمت يوم نزالهمأن لا تحصّنني الدّروع وبرزت ليس سوى قميصٍ عن الحشى شيءٌ دفوع أجلي تأخّر، لم يكنبهواي ذلّي والخضوع ما سرت قطّ إلى القتال وكان في أملي الرّجوع شيم الأولى أنا منهموالأصل تتبعه الفروع ولأبي بكر محمد بن اللّبّانة الدّانّي فيه قصائد سائرة، وكان منقطعاً إليه من ذلك: لكلّ شيءٍ من الأشياء ميقاتوللمنى من مناياهنّ غايات والدّهر في صيغة الحرباء منغمسٌ ألوان حالاته فيها استحالات ونحن من لعب الشّطرنج في يدهوربّما قمرت بالبيدق الشّاة أنفض يديك من الدّنيا وساكنها فالأرض قد أقفرت والنّاس قد ماتوا وقل لعالمها الأرضيّ: قد كتمتسريرة العالم العلويّ أغمات وهي طويلة. وله فيه قصائد طنّانة، هي: تنشّق رياحين السّلام فإنّماأفضّ بها مسكاً عليك مختّما (33/272)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 273 وقل لي مجازاً إن عدمت حقيقةًبأنّك في نعمى فقد كنت منعما أفكّر في عصر مضى لك مشرقاً فيرجع ضوء الصّبح عندي مظلما وأعجب من أفق المجرّة إذ رأى كسوفك شمساً كيف أطلع أنجما فتاةٌ سعت للطّعن حتى تقصّدتوسيفٌ أطال الضّرب حتى تثلمّا بكى آل عبّاد ولا لمحمّدٍ وأبنائه صوب الغمامة إذ هما) صباحهم كنا به نحمد السّرى فلمّا عدمناهم سرينا على عمى وكنّا رعينا العزّ حول حماهمفقد أجدب المرعى وقد أقفر الحمى وقد ألبست أيدي اللّيالي محلّهممناسيج سدّى الغيث فيها وألحما قصورٌ خلت من ساكنيها فما بهاسوى الأدم تمشي حول واقفة الدّما كأن لم يكن فيها أنيسٌ ولا التقى بها الوفد جمعاً والجميش عرمرما حكيت وقد فارقت ملكك مالكاً ومن ولهي أبكي عليك متمّما تضيق عليّ الأرض حتّى كأنّنيخلقت وإيّاها سواراً ومعصما وإنّي على رسمي مقيمٌ فإن أمتسأجعل للباكين رسمي موسماً بكاك الحيا والرّيح شقّت جيوبهاعليك وناح الرّعد باسمك معلما (33/273)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 274 ومزّق ثوب البرق واكتست السّماحداداً وقامت أنجم اللّيل مأتما وما حلّ بدر التّمّ بعدك دارةًولا أظهرت شمس الظّهيرة مبسما سينجيك من نجّى من الجبّ يوسفاً ويؤويك من آوى المسيح بن مريما ثمّ إنّه وفد على المعتمد وهو في السجن وفادة وفاءٍ لا استجداء، وحكى انه لما عزم على الانفصال عنه بعث إليه عشرين ديناراً، وتفصيلة، وأبياتاً يعتذر فيها، قال: فرددتها عليه لعلمي بحاله، وأنّه لم يترك عنده شيئاً. قال ابن خلّكان: مولده سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة. ومات في شوّال سنة ثمانٍ وثمانين. قلت: وقد سمّى ابن اللّبّانة أولاد المعتمد الذين في الحياة بأسمائهم وألقابهم، فذكر نحواً من ثلاثين ذكراً. قال: وعدد بناته أربعٌ وثلاثون بنتاً. 4 (محمد بن عبد الواحد.) أبو بكر الإصبهاني. عرف بخوروست. شيخ مسنّ. قال السّلفيّ: لم يمت أحدٌ من شيوخي قبله. روى عن: أبي منصور بن مهريرد. 4 (محمد بن عثمان بن عليّ بن حسان.) ) (33/274)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 275 أبو سعيد البستيّ الغازي القوّاس، ابن الأديب النّحويّ أبي طاهر. سمع من أصحاب الأصمّ. وكان أحد الرّماة المذكورين. وتوفي في ذي الحجّة عن أربع وثمانين سنة بنيسابور. روى عنه: أبو البركات الفراويّ، وأمّ سلمة بنت عبد الغافر. 4 (محمد بن عليّ بن الحسين بن يحيى بن حميدون.) القاضي أبو عبد الله الصّوريّ توفي بصور في رمضان. 4 (محمد بن عليّ بن أبي عثمان.) أبو الغنائم. قال شجاع الذّهليّ: توفي فيها. وقد مرّ سنة ثلاث. 4 (محمد بن عليّ بن محمد بن عبد الله.) أبو عليّ الشّاذياخيّ الصّوفيّ. حدّث عن: أبي حسّان محمد بن أحمد المزكّي، وأبي بكر بن الحارث، وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم المزكّي. ولد سنة خمس عشرة وأربعمائة. وتوفيّ في صفر. 4 (محمد ين عليّ بن أبي صالح البغويّ الدّبّاس. (33/275)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 276 سمع: الجرّاحيّ، ومسعود بن محمد البغويّ،) وعليّ بن أحمد الإستراباذيّ وغيرهم. وهو آخر من روى جامع التّرمذيّ بعلوّ. روى عنه: ابنه عثمان، وأبو الفتح محمد بن عبد الله الشيرازيّ، وأحمد بن ياسر المقريء، وأبو الفتح محمد بن أبي عليّ، ومحمد بن عبد الرحمن الحمدوييّ، وآخرون كثرون. وتوفّي ببغشور في ذي القعدة. وكان من الفقهاء. عاش ثمانياً وثمانين. وكنيته أبو سعيد. 4 (محمد بن المظفّر بن بكران بن عبد الصّمد.) العلامة قاضي القضاة أبو بكر الشّاميّ الحمويّ الفقيه الشافعيّ. ولد (33/276)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 277 بحماه سنة أربعمائة، ورحل) إلى بغداد شاباً، فسكنها وتفقّه بها. وسمع الحديث من: عثمان بن دوست، وأبي القاسم بن بشران، وأبي طالب بن غيلان، وأبي محمد الخلال، وأبي الحسن العتيقيّ، وجماعة. روى عنه: أبو القاسم بن السّمرقنديّ، وإسماعيل بن محمد الحافظ، وهبة الله بن طاوس المقريء. وكان دخوله بغداد في سنة عشرين. قال السمعانيّ: هو أحد المتقنين لمذهب الشافعيّ، وله اطّلاع على أسرار الفقه. وكان ورعاً زاهداً متّقياً. وجرت أحكامه على السداد. ولي قضاء القضاة ببغداد بعد موت أبي عبد الله الدامغانيّ سنة ثمانٍ وسبعين، إلى أن تغّير عليه المقتدي بالله لأمرٍ، فمنع الشهود من حضور مجلسه مدّةً، فكان يقول: ما أنعزل ما لم يتحقّقوا عليّ الفسق. ثمّ إنّ الخليفة خلع عليه، واستقام أمره. وسمعت الفقيه أحمد بن عبد الله بن الأبنوسيّ يقول: جاء أمير إلى قاضي القضاة الشّاميّ، فادّعى شيئاً، فقال: بيّنتي فلان والمشطب الفرغانيّ الفقيه. فقال: لا أقبل شهادة المشطب، لأنه يلبس الحرير. فقال: السّلطان ملكشاه ووزيره نظام الملك يلبسانه. فقال: ولو شهدا عندي ما قبلت شهادتهما أيضاً. وقال ابن النّجّار: كان رحمه الله قد تفقّه على أبي الطّيّب الطّبريّ، وكان يحفظ تعليقته، وولي قضاء القضاة، وأبى أن يأخذ على القضاء رزقاً. ولم يغيّر مأكله ولا ملبسه، ولا استناب أحداً في القضاء. وكان يسوّي بين الشّريف والوضيع في الحكم، ويقيم جاه الشّرع. فكان هذا سبب انقلاب الأكابر عنه، فألصقوا به ما كان منه بريّاً من أحاديث ملفّقة، ومعاييب مزوّرة. (33/277)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 278 وصنّف كتاب البيان عن أصول الدّين. وكان على طريقه السّلف، ورعاً نزهاً. وأنبأنا أبو اليمن الكنديّ أنّ أحمد بن عبد الله بن الأبنوسي أخبره قال: كان لقاضي القضاة الشّاميّ كيسان، أحدهما يجعل فيه عمامته، وهي كتّان، وقميصاً من القطن الحسن، فاذا خرج لبسهما. والكيس الآخر فيه فتيت، فاذا أراد الأكل جعل منه في قصعة، وجعل فيه قليلاً من الماء، وأكل منه.) وكان له كادك في الشهر بدينار ونصف، كان يقتات منه. فلمّا ولي القضاء جاء إنسان فدفع فيه أربعة دنانير، فأبى، وقال: لا أغيّر ساكني. وقد ارتبت بك لم لا كانت هذه الزيادة من قبل القضاء وكان يشدّ في وسطه مئزراً، ويخلع في بيته ثيابه، ويجلس. وكان يقول: ما دخلت في القضاء حتّى وجب عليّ، وأعصي إن لم أقبله. وكان طلاب المنصب قد كثروا، حتّى أنّ أبا محمد التميمي بذل فيه ذهباً كثيراً، فلم يجب. وقال ابن الجوزيّّ: لمّا مات الدامغانيّ سنة ثمانٍ وسبعين أشار الوزير أبو شجاع على الخليفة أن يولّيه القضاء، فامتنع، فما زالوا به حتى تقلّده، وشرط أن لا يأخذ رزقاً، ولا يقبل شفاعة، ولا يغيّر ملبوسه، فأجيب إلى ذلك، فلم يتغير حاله، بل كان في القضاء كما كان قبله رحمه الله. (33/278)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 279 وقال ابن السّمعانيّ: سمعت عبد الوهاب الأنماطيّ يقول: كان قاضي القضاة الشّاميّ حسن الطّريقة ما كان يتبسّم في مجلسه، ويقعد معبساً، فلّما منعت الشّهود من حضور مجلسه، وقعد في بيته، نفّد إليه القاضي أبو يوسف القزوينيّ المعتزليّ: ما عزلك الخليفة، إنّما عزل النبي صلى الله عليه وسلم. قال: كيف ذلك قال: لأنّه قال: لا يقضي القاضي بين اثنين وهو غضبان. وأنت طول عمرك غضبان. وقال محمد بن عبد الملك الهمذانيّ: كان حافظاً لتعليقة أبي الطّيّب، كأنّها بين عينيه، لم يقبل من سلطانٍ عطيّة، ولا من صديقٍ هدية. وكان يعاب الحدّة وسوء الخلق. (33/279)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 280 وقال أبو عليّ بن سكّرة: ورعٌ زاهدٌ، وأمّا العلم فكان يقال: لو رفع مذهب الشّافعيّ أمكنه أن يمليه من صدره. علّق عنه القاضي أبو الوليد الباجيّ. قال عبد الوهاب الأنماطيّ: كان قاضي القضاة الشّاميّ حسن الطّريقة، ما كان يتبسّم في مجلس قضائه. قال السّمعانيّ: توفي في عاشر شعبان، ودفن في تربةٍ له عند أبي العبّاس بن سريح. وله ثمانية وثمانون عاماً. 4 (محمد بن أبي نصر فتّوح بن عبد الله بن فتّوح بن حميد بن يصل.) الحافظ أبو عبد الله الأزديّ الحميديّ الأندلسيّ الميورقيّ.) (33/280)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 281 وميورقة جزيرة قريبة من الأندلس. سمع بالأندلس، ومصر، والشّام، والحجاز، وبغداد واستوطنها. وكان من كبار أصحاب أبي محمد بن حزم الفقيه. قال: ولدت قبل العشرين وأربعمائة. سمع: ابن حزم، وأخذ عنه أكثر كتبه وأبا العباس أحمد بن عمر العذريّ، وأبا عمر بن عبد البرّ. ورحل سنة ثمانٍ وأربعين وأربعمائة، فسمع بإفريقيّة كثيراً، ولقي كريمة بمكّة. وسمع بمصر: القاضي أبا عبد الله القضاعيّ، وعبد العزيز بن الضّرّاب، وابن بقاء الورّاق، والحافظ أبا زكريا البخاريّ. وبدمشق: أبا القاسم الحسين الحنّائيّ، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأبا بكر الخطيب. وببغداد: أبا الغنائم بن المأمون، وأبا الحسين بن المهتدي بالله، والطّبقة. وبواسط: أبا غالب بن بشران اللّغويّ. ولم يزل يسمع ويكثر حتّى كتب عن أصحاب الجوهريّ. روى عنه: شيخه الخطيب في مصنفاته، وأبو نصر بن ماكولا، وأبو عليّ بن سكّرة، وأبو الحسن بن سرحان، وأبو بكر بن طرخان، وهبة الله بن الأكفانيّ، وأبو القاسم بن السّمرقنديّ، والحافظ إسماعيل بن محمد، وصدّيق بن عثمان التبريزي، وأبو إسحاق الغنويّ، وأبو الفضل محمد بن ناصر، وطائفة آخرهم أبو الفتح بن البطّيّ. سمع الكثير ورحل وتعب. وكان من كبار الحفّاظ. كان ثقة، متديناً، يصيراً بالحديث، عارفاً بفنونه، خبيراً بالرجال، لاسيما بأهل الأندلس وأخبارها، مليح النّظر، حسن النغمة في قراءة الحديث، صيّناً ورعاً، جيّد المشاركة في العلوم. (33/281)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 282 وكان ظاهريّ المذهب، ويسرّ ذلك بعض الشّيء. قال ابن طرخان: سمعته يقول: كنت أحمل للسّماع على الكتف سنة خمسٍ وعشرين وأربعمائة، وأوّل ما سمعت من الفقيه أبي القاسم أصبغ بن راشد. وكنت أفهم ما يقرأ عليه. وكان ممّن تفقه على أبي محمد بن أبي زيد. وأصل أبي من قرطبة، من محلةٍ يقال لها الرصافة، وسكن جزيرة ميورقة، وبها ولدت.) قال يحيى بن البنّا: كان الحميدي من حرصه واجتهاده ينسخ بالليل في الحرّ، فكان يجلس في إجانة ماءٍ يتبرّد به. وقال الحسين بن محمد بن خسرو: جاء أبو بكر بن ميمون، فدق على الحميديّ، وظنّ أنّه قد أذن له فدخل، فوجده مكشوف الفخذ، فبكى الحميديّ وقال: والله لقد نظرت إلى موضعٍ لم ينظره أحدٌ منذ عقلت. وقال ابن ماكولا: لم أر مثل صديقنا الحميديّ في نزاهته وعفّته وورعه وتشاغله بالعلم. صنّف تاريخاً للأندلس. وقال السّلفيّ: سألت أبا عامر محمد بن سعدون العبديّ، عن الحميديّ فقال: لا يرى قطّ مثله، وعن مثله يسأل جمع بين الفقيه والحديث والأدب، ورأى علماء الأندلس. وكان حافظاً. قلت: لقي حفّاظ العصر ابن عبد البرّ، وابن حزم، والخطيب، والحبّال. وقال يحيى بن إبراهيم السّلماسيّ: قال أبي: لم تر عيناي مثل الحميدي في فضله ونبله وغزارة علمه وحرصه على نشر العلم. (33/282)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 283 قال: وكان ورعاً تقيّاً إماماً في الحديث وعلله ورواته، متحقّقاً في علم التحقيق والأصول على مذهب أصحاب الحديث، بموافقة الكتاب والسّنة، فصيح العبارة، متبحراً في علم الأدب والعربيّة والتّرسّل. وله كتاب الجمع بين الصحيحين، و تاريخ الأندلس، و جمل تاريخ الإسلام، وكتاب الذهب المسبوك في وعظ الملوك، وكتاب في الترسّل، وكتاب مخاطبات الأصدقاء، وكتاب ما جاء من الآثار في حفظ الجار، وكتاب ذمّ النّميمة. وله شعرٌ رصينٌ في المواعظ والأمثال. قلت: وقد جاء عن الحميدي أنّه قال: صيّرني الشهاب شهاباً. وكان يسمع عليه كثيراً، عن مصنّفه القضاعيّ. وقال ابن سكّرة: كان يدلني على المشايخ، وكان متقللاً من الدّنيا، يموّنه ابن رئيس الرؤساء. ثمّ جرت لي معه قصص أوجبت انقطاعي عنه. وكان يبيت عند ابن رئيس الرؤساء كلّ ليلة. وحدّثني أبو بكر ابن الخاضبة أنّه لم يسمعه يذكر الدّنيا قطّ. وقال أبو بكر بن طرخان: سمعت أبا عبد الله الحميديّ يقول: ثلاثة كتب من علوم الحديث يجب تقديم الهمم بها: كتاب العلل وأحسن كتاب وضع فيه كتاب الدارقطنيّ، وكتاب المؤتلف) والمختلف وأحسن كتاب وضع فيه كتاب الأمير ابن ماكولا، وكتاب وفيات الشّيوخ وليس فيه كتابٌ، وقد كنت أردت أن أجمع في ذلك كتاباً، فقال لي الأمير: رتبه على حروف المعجم، بعد أن ترتّبه على السّنين. (33/283)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 284 قال ابن طرخان: فشغله عنه الصّحيحان، إلى أن مات. قلت: قد فتح الله بكتابنا هذا، يسّر الله إتمامه، ونفع به، وجعله خالصاً من الرّياء والرياسة. وقد قال الحميديّ في تاريخ الأندلس: أنا عمر بن عبد البرّ، أنا أبو محمد عبد الله بن محمد الجهني، بمصنف أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النّسائيّ، قراءةً عليه، عن حمزة بن محمد الكنانيّ، عن النّسائيّ. وللحميدي رحمه الله تعالى: كتاب الله عز وجل قوليّوما صحّت به الآثار ديني ما اتفق الجميع عليه بدءاً وعوداً فهو عن حقّ مبين فدع ما صدّ عن هذا وخذهاتكن منها على عين اليقين وقال القاضي عياض: محمد بن أبي نصر أبو عبد الله الأزديّ الأندلسيّ، سمع بميورقة من أبي محمد بن حزم قديماً. وكان يتعصب له، ويميل إلى قوله. وكانت قد أصابته فيه فتنة، ولمّا شدّد على ابن حزم وأصحابه خرج الحميديّ إلى المشرق. ومن شعره: طريق الزّهد أفضل ما طريقوتقوى الله تأدية الحقوق فثق بالله يكفك واستعنهيعنك ودع بنيّات الطّريق وله: (33/284)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 285 لقاء النّاس ليس يفيد شيئاً سوى الهذيان من قيلٍ وقال فاقلل من لقاء النّاس إلالأخذ العلم أو إصلاح حال قال السّمعانيّ: روى لنا عنه: يوسف بن أيوب الهمذانيّ، وإسماعيل الحافظ، ومحمد بن عليّ الحلابيّ، والحسين بن الحسن المقدسيّ، وغيرهم. وتوفي في سابعٍ عشر ذي الحجّة، ودفن بمقبرة باب أبرز بالقرب من قبر الشيخ أبي إسحاق الشّيرازيّ، وصلّى عليه الفقيه أبو بكر الشّاشيّ بجامع القصر. ثم نقل في سنة إحدى وتسعين) وأربعمائة إلى مقبرة باب حرب، ودفن عند قبر بشر الحافي. ونقل ابن عساكر في تاريخه إنّ الحميدي أوصى إلى الأجلّ مظفّر ابن رئيس الرؤساء أن يدفن عند بشر بن الحارث، فخالف وصيته، فلمّا كان بعد مدّة رآه في النّوم يعاتبه على ذلك، فنقله في صفر سنة إحدى وتسعين، وكان كنفه جديداً، وبدنه طرّياً، يفوح منه رائحة الطّيب. ووقف كتبه رحمه الله. وقع لنا تذكرة الحميديّ بعلوّ. (33/285)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 286 4 (محمد بن محمد بن جماهر.) أبو بكر الحجريّ الطّليطليّ. روى عن: عمه جماهر، وقاسم بن هلال، وأبي عمر بن سميق. وحجّ، وسمع من: أبي العباس بن نفيس، والقضاعيّ. وكان شديد العناية بالسّماع، وليس عنده كبير علم. ورّخه ابن بشكوال. 4 (محمد بن منصور بن عمر.) أبو بكر الكرخيّ، الفقيه الشّافعيّ. والد أبي البدر إبراهيم الكرخيّ. فقيه صالح سمع: أبا الحسن بن مخلد، وأبا عليّ بن شاذان. وعنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ. توفي في جمادى الأولى. 4 (موسى بن محمد بن موسى.) أبو عمران الإصبهاني، ثمّ البغداديّ المؤدّب. سمع: عبد الملك بن بشران، وغيره. روى عنه: أبو غالب بن البنا، وابنه سعيد بن البنّا. 4 (حرف النون)

4 (نجيب بن ميمون بن سهل بن عليّ.) أبو سهل الواسطيّ، ثمّ الهرويّ.) (33/286)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 287 سكن أبوه هراة. وسمع نجيب من: والده ومن: أبي عليّ منصور بن عبد الله الخالديّ، ورافع بن عصم الضّبيّ، وطائفة من مسندي هراة في زمانه. روى عنه: ابن طاهر المقدسيّ، ووجيه الشّحّاميّ، وأبو النّصر الفامي، وخلق سواهم منهم: عبيد الله بن حمزة الموسوي، وأخوه عليّ بن حمزة، والمطهر بن يعلى العلويّ، ومحمد بن المفضل الدّهّان، والجنيد بن محمد القاينيّ، ومحمد بن ريحان النّسائي، وأبو الفتح نصر بن سيّار، وعليّ بن سهل الشّاشيّ، وأمة الله بنت محمد العارف، وعبد الملك بن عبد الله العلويّ. قال الدقاق: ليس بقي في الدنيا من يروي عن الخالديّ سواه. وسمع من: حاتم بن محمد بن أبي حاتم الهرويّ، وأحمد بن عليّ بن أحمد الشارعيّ ومحمد بن منصور الجولكي، ومحمد بن محمد الأزديّ القاضي. (33/287)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 288 وكان مولده في شعبان سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، ومات في الثّاني والعشرين من رمضان سنة ثمان. 4 (حرف الهاء)

4 (هبة الله بن محمد بن الطّيب.) أبو القاسم بن أبي الصّبّاغ. من سراة البغداديين. سمع: أباه، وعثمان بن دوست، وغيرهما. روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وعمر بن ظفر الشّيبانيّ، وأبو الفتح محمد بن عبد السّلام. قال ابن ناصر: توفي في سادس ذي القعدة. 4 (حرف الياء)

4 (يعقوب بن سليمان بن داود.) أبو يوسف الإسفراييني. نزيل بغداد وخازن كتب النّظاميّة. حدّث بسنن النّسائيّ عن أبي نصر الكسّار. وحدّث عن: عبد العزيز الأزجيّ، والطّبريّ. وتوفي في العشرين من ذي القعدة.) 4 (يلبر بن خطلع.) (33/288)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 289 أبو منصور الفانيذيّ الكرخيّ. سمع مشيخة أبي عليّ بن شاذان منه. روى عنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ. وكان صالحاً، صحيح السّماع. توفي في جمادى الآخرة. 4 (الكنى)

4 (أبو شجاع الوزير) اسمه محمد كما تقدّم. (33/289)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 290 2 (وفيات سنة تسع وثمانين وأربعمائة.)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن خداداد.) أبو طاهر الكرجيّ الباقّلانيّ. ولد سنة ستّ عشرة وأربعمائة. وسمع: أبا عليّ بن شاذان، وأبا القاسم بن بشران، وأبا بكر البرقانيّ. وسمع كتباً كباراً، وتفرّد بها، من ذلك: سنن سعيد بن منصور، تفرّد به عن أبي عليّ بن شاذان. ولأبي طاهر السّلفيّ منه إجازة، بمرويّاته. روى عنه: ابن ناصر، وعمر الدّهستانيّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ، وأبو عليّ بن سكّرة. وهو ابن خال ابن خيرون. (33/290)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 291 قال السّمعانيّ: كان شيخاً عفيفاً، زاهداً، منقطعاً إلى الله، ثقة، فهماً، لا يظهر إلا يوم الجمعة. سمعت عبد الوهّاب الحافظ يقول: كان أبو طاهر الباقّلانيّ أكثر معرفة من أبي الفضل بن خيرون. وكان زاهداً حسن الطّريقة، وما كان له حلقة في الجامع، ولا قريء فيه حديث. كان يقول لأصحاب الحديث: أنا لكم من السّبت إلى الخميس، ويوم الجمعة أنا بحكم نفسي للتّكبير والتّلاوة. وسمعت عبد الوهّاب يقول: جاء نظام الملك إلى بغداد، وأراد أن يسمع من شيوخها، فكتبوا له) أسماء الشّيوخ، وكتبوا في جملتهم اسمه، وسألوه أن يحضر دار نظام الملك حتّى يسمع منه. فامتنع، وألحّوا عليه، فما أجاب، ثمّ قال: إنّ ابن خيرون قرابتي، وما انفردت أنا بشيء، بل كلّ ما سمعت أنا سمعه هو، وهو في خزانة الخليفة على عملكم، فسمعوا منه. توفّي في رابع ربيع الآخر. 4 (أحمد بن عبد الرحمن بن مظاهر.) أبو جعفر الأنصاريّ الطّليطليّ. روى عن: خاله جماهر بن عبد الرحمن، ومحمد بن إبراهيم بن عبد السّلام الحافظ، وقاسم بن هلال، وجعفر بن عبد الله، وجماعة كثيرة. وعُني بسماع العلم ولقاء الشيوخ، وكان ذا بصر بالمسائل، وميل إلى الأثر. صنّف تاريخ فقهاء طليطلة. رواه عنه: القاضي أبو الحسن بن بقيّ. وكان ثقة. (33/291)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 292 4 (أحمد بن عمر بن الأشعث.) ويقال: ابن أبي الأشعث. أبو بكر السّمرقنديّ المقريء. نزيل دمشق، ثم نزيل بغداد. سمع: أبا عثمان الصّابونيّ، وأبا عليّ بن أبي نصر، وأبا عليّ الأهوازيّ وقرأ عليه بالروايات. روى عنه: أبو الكرم الشّهرزوريّ، وابنه أبو القاسم إسماعيل بن السّمرقنديّ، وأبو الفتح بن البّطيّ. وقال أبو الحسن عليّ بن أحمد بن قبيس الغسّانيّ: كان أبو بكر يكتب المصاحف من حفظه. وكان إذا فرغ من الوجه كتب الوجه الآخر إلى أن يجفّ، ثمّ يكتب الوجه الذي بينهما فلا يكاد أن يزيد ولا ينقص، مع كونه يكتب قطع كبير، وقطع لطيف. قال: وكان مزّاحاً. وخرج مع جماعة في فرجة، فقدّموه يصلّي بهم، فلمّا سجد بهم تركهم في الصّلاة، وصعد شجرة، فلمّا طال عليهم، رفعوا رؤوسهم من السّجدة، فلم يجدوه، ثمّ إذا به في الشّجرة يصيح: نوّ نوّ فسقط من أعينهم وانتحس، وخرج إلى بغداد، وترك أولاده بدمشق.) قلت: ثمّ أرسل أخذ أهله. وسمّع ابنيه بدمشق سنة بضعٍ وخمسين. وببغداد سنة نيّفٍ وستين وأربعمائة. وأقرأ القرآن ببغداد. قال ابن النّجّار: هو من أهل سمرقند، سافر إلى الشّام، وكان محموداً، متقناً، عارفاً بالرّويات، محقّقاً في الأخذ، متحرّياً، صدوقاً ورعاً. وكان يكتب على طريقة الكوفيين، ويجمع بين نسخ المصحف من حفظه، وبين الأخذ على ثلاثة، ويضبط ضبطاً حسناً. (33/292)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 293 ثنا ابن الأخضر، ثنا ابن البّطيّ: أنا أحمد بن عمر السّمرقنديّ: أنبأ الحسين بن محمد الحلبيّ: ثنا أحمد بن عطاء الرّوذباريّ إملاء بصور. قلت: مات الحلبي سنة ستّ وثلاثين، وهو أقدم شيخ للسّمرقنديّ. قال: الحسين بن محمد البلخيّ: كان شيخنا أبو بكر السّمرقنديّ لا يكتب لأحدٍ خطّه إذا قرأ عليه، إلا أن يكون مجوّداً في الغاية. وما رأيته كتب إلا لمسعود الحلاويّ، وقال: ما قرأ عليّ أحدٌ مثله. فجاء إليه الطّبّال، فقرأ ختمات، وأعطى ولد الشّيخ دنانير، فردّها الشّيخ وقال: لا أستحل أن أكتب له. قال البلخيّ: وكان أبو بكر لمّا جاء من دمشق اتّصل بعفيف القائمي الخادم، فأكرمه وأنزله، فكان إذا جاءه الفرّاش بالطعام بكى، فسأله عن بكائه، فقال: إنّ لي بدمشق أولاداً في ضيق. فأخبر الفرّاش عفيفاً، فأرسل من جاء بهم من دمشق، فجاءوا أباهم بغتةً، ولم يزالوا في ضيافة عفيف حتّى مات. ولد أبو بكر سنة ثمان وأربعمائة، ومات في سادس عشر رمضان. قال محمد بن عبد الملك الهمذانيّ في تاريخه: هو مشهور في التّقدّم بالقرآن ونسخ المصاحف، جعل دأبه أن ينسخ، ويقرئ جماعةً بروايات مختلفة، ويردّ على المخطئ منهم. فكان له في هذا كلّ عجيبة، رحمه الله. قلت: قرأ عليه جماعة، وكانت قراءته على الأهوازيّ في سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة. 4 (أحمد بن محمد بن عليّ.) (33/293)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 294 أبو بكر الهرويّ المقريء الضّرير. سكن دمشق، وسمع بها، رشأ بن نظيف، وأبا عليّ الأهوازيّ، وعليّ بن الخضر السّلميّ. وسمع بصور من: عبد الوهّاب بن برهان.) سمع منه: عمر الدّهستانيّ، وطاهر الخشوعيّ، وأبو محمد بن صابر ووثّقه. وتوفّي بالقدس في ربيع الآخر. قرأ على الأهوازيّ، وعاش اثنتين وثمانين سنة، وولد بهراة. وقد صنّف في القراءات الثّمان كتاباً سمّاه التذكرة. قرأ عليه القراءات: إبراهيم بن حمزة ابن الجرجرائيّ، وغيره. 4 (إسماعيل بن حمد بن محمد بن خيران.) أبو محمد الهمذانيّ البزّاز. سمع: أبا الحسين الفارسيّ، وعمر بن مسرور. وحدّث ببغداد. روى عنه: محمد بن سعدون العبدريّ أبو عامر، وأبو البركات بن السّقطيّ. وكان محدّثاً مكثراً. 4 (إسماعيل بن حمزة بن فضالة.) أبو القاسم الهروي الحنفيّ العطّار. عالم صدوق. حدّث بصحيح الإسماعيليّ، عن الحسين بن محمد الباشانيّ. (33/294)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 295 وسمع أيضاً من سعيد بن العبّاس القرشيّ. روى عنه: الجنيد بن محمد القاينيّ، والقاسم بن الحسين الحصيريّ، مات في ربيع الأول. 4 (إسماعيل بن عبد الملك.) الفقيه أبو القاسم الطّوسيّ، الفقيه المعروف بالحاكميّ. قدم دمشق. عديل الإمام أبي حامد الغزاليّ. وسمع من: نصر المقدسيّ في سنة تسعٍ وثمانين. قال أبو المفضّل يحيى بن عليّ القرشيّ القاضي: كان أعلم بالأصول من الغزاليّ، وكان شافعيّاً. قلت: لا أعلم وفاته متى هي. 4 (إسماعيل بن عثمان بن عمر الأبريسميّ.) نيسابوريّ. روى عن: أبي سعيد محمد بن موسى الصّيرفيّ.) روى عنه: زاهر الشّحّاميّ، وغيره. (33/295)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 296 وقيل: توفّي سنة تسعين. 4 (أمة الرحمن بنت أبي القاسم عبد الواحد بن حسين بن الجنيد.) امرأة عالمة صالحة، متبرّكٌ بها. سمعت أبا القاسم بن بشران. روى عنها: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وابن عبد السّلام الكاتب. وولدت سنة أربعمائة، وعمّرت. 4 (حرف الحاء)

4 (الحسين بن محمد بن الحسين بن عبد الله بن عمر.) أبو عبد الله بن السّرّاج البغداديّ النّصريّ. كان من أهل الصّلاح والسّداد. سمع: أبا القاسم الحرفيّ، وعثمان بن دوست العلاف، وعبد الملك بن بشران، ونصر بن علالة. روى عنه: أبو القاسم بن السّمرقنديّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ، وعبد الخالق اليوسفيّ، ومسعود بن محمد بن شنيف، وآخرون. توفّي في صفر. أخبرونا عن ابن اللّتّيّ، عن مسعود، عنه، بجزء ابن عفّان. 4 (حمزة بن محمد بن الحسن بن محمد.) أبو القاسم القرشيّ الأسديّ الزّبيريّ البغداديّ. شيخ صالح. سمع: أبا القاسم الحرفيّ، وأبا عليّ بن شاذان. (33/296)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 297 روى عنه: الأنماطيّ، وعمر بن ظفر، وابن ناصر، وآخرون. توفّي في شعبان عن نيّفٍ وثمانين سنة. 4 (حرف السين.)

4 (سليمان بن أحمد بن محمد.) أبو الربيع الأندلسيّ السّرقسطيّ.) دخل بغداد، وسمع بها من: أبي القاسم بن بشران، وأبي العلاء الواسطيّ، وجماعة. وكان عارفاً باللّغة، لكن قال ابن ناصر: كان كذّاباً، وكان يلحق اسمه. قال السّمعانيّ: ثنا عنه: عبد الوهّاب الأنماطيّ، وإسماعيل بن السّمرقنديّ، وابنه منصور بن سليمان. وسألت أبا منصور بن خيرون عنه، فأساء القول فيه، وقال: نهاني عمّي أبو الفضل أن أقرأ عليه. (33/297)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 298 وتوفّي في ربيع الآخر. 4 (حرف الشين.)

4 (شافع بن عليّ بن أبي الفضل الطّريثيثيّ.) الصّوفيّ. من ساكني نيسابور. شيخ صالح ظريف، له مجاهدة وحفظ أوقات وجمع همّة. صحب السّادة وحجّ وسمع بمكّة: أبا الحسن بن صخر. وبالبصرة: إبراهيم بن طلحة بن غسّان. روى عنه: وجيه الشّحّاميّ. ولد سنة أربعمائة، وتوفّي في ذي الحجّة. 4 (حرف الظاء)

4 (ظفر بن هبة الله بن القاسم.) أبو نصر الكسائيّ الهمذانيّ التّانيّ. قال شيرويه: روى عن: ابن المحتسب، وعليّ بن إبراهيم بن حامد، وأبي طاهر بن سلمة، وابن عبدان، وأبي بكر الأردستانيّ. سمعت منه وولداي شهردار وزينب، وهو شيخ. (33/298)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 299 توفّي في جمادى الأولى، وصلّينا عليه يوم الجمعة. 4 (حرف العين)

4 (عبد الله بن الحسين بن عليّ بن حسين الأموي.) أبو محمد السّعيدانيّ، البصريّ. من ولد أمير مكّة عتّاب بن أسيد رضي الله عنه.) كان أبو محمد محتسب البصرة. وقد سمع الكثير من: عليّ بن هارون المالكيّ، والمبارك بن عليّ بن حمدان، والحسن بن أحمد الدّبّاس، وطلحة بن يوسف المواقيتيّ، وجماعة. ورحل إلى بغداد، وسمع وحدّث. ولد سنة تسعٍ وأربعمائة، وأوّل سماعه سنة ثمان عشرة. وكان حافظاً محدّثاً، حدّث عنه: أبو عبد الله البارع، وأبو غالب الماورديّ. ووثّقه الحافظ جابر بن محمد البصريّ، وقال: عنه أخذت علم الحديث. وقد كتب عن السّعيدانيّ: أبو عبد الله الحميديّ، ومكّيّ الرّميليّ، وشجاع الذّهليّ. وقد تقدّم ذكره. ورّخ ابن النّجّار وفاته في هذه السّنة. 4 (عبد الله بن يوسف.) (33/299)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 300 القاضي أبو محمد الجرجانيّ المحدّث. صنّف فضائل الشّافعيّ و فضائل أحمد بن حنبل. ودخل هراة. وتوفّي في ذي القعدة. وسماعاته في حدود الثّلاثين وأربعمائة. روى عنه: وجيه الشّحّاميّ، وغيره، وعبد الغافر الفارسيّ. سمع من: عمر بن مسرور، وأبي الحسين الفارسيّ، وأبي سعد الكنجروذيّ، وأبي عثمان البحيريّ، وطبقتهم، ومن بعدهم فأكثر. وهو ثقة صاحب حديث. قال السّمعانيّ: ولد بجرجان سنة تسعٍ وأربعمائة سمع من: حمزة السّهميّ، وأحمد بن محمد الخندقيّ، ومحمد بن عليّ بن محمد الطّبريّ، وكريمة بنت محمد المغازليّ، والأربعة سمعوا من ابن عديّ. وسمع من: أبي نعيم عبد المالك بن محمد الأسترباذيّ، الصّغير صاحب الإسماعيليّ. روى لنا عنه: الجنيد بن محمد القاينيّ، وعبد الملك بن عبد الله العدويّ، وأخوه أبو الفتح سالم، وعليّ بن حمزة الموسويّ، وهبة الرحمن القشيريّ، وآخرون. (33/300)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 301 قال: ومات في تاسع ذي القعدة.) 4 (عبد الجبّار بن عبد الواحد بن أحمد بن سبويه.) أبو الفضل بن أبي طاهر، التّاجر، الإصبهانيّ. حدّث عن: أبي نعيم. سمع منه: المؤتمن السّاجيّ، وإسماعيل بن السّمرقنديّ، وأبو الفتح بن عبد السّلام. ولد سنة ثلاثٍ وعشرين وأربعمائة، وتوفّي ببغداد في شوّال سنة تسعٍ وثمانين. 4 (عبد المحسن بن محمد بن عليّ بن أحمد بن عليّ.) أبو منصور الشّيحيّ التّاجر السّفّار المعروف بابن شهدانكة، من أهل محلّة النّصريّة ببغداد. سمع الكثير من: أبي منصور محمد بن محمد بن السّواق، وأبي بكر أحمد بن محمد بن الصّقر، وعبد العزيز بن عليّ الأزجيّ، وابن غيلان، وأبي محمد الخلال، والعتيقيّ، وطبقتهم. وكتب بخطّه أكثر مسموعاته. (33/301)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 302 وسمع بمصر: أبا الحسن الطّفّال، وأبا القاسم عليّ بن محمد الفارسيّ، وعبد الملك بن مسكين. وبدمشق: أبا الحسين محمد بن عبد الرحمن بن أبي نصر، وأبا القاسم الحنّائيّ، وأبا عبد الله محمد بن يحيى بن سلوان. وبالرّحبة: عبيد الله بن أحمد الرّقيّ، وطائفة سواهم. وكتب بخطّه أكثر مصنّفات الخطيب. وروى الكثير. حدّث عنه: شيخه أبو بكر الخطيب، وأبو السّعود أحمد بن عليّ، وأبو حامد العبدريّ، وأبو القاسم بن السّمرقنديّ، وأبو الفتح محمد بن عبد السّلام، وسعيد بن محمد الرّزّاز الفقيه، وأبو بكر بن الزّاغونيّ، وأبو الفضل بن ناصر، وخلق سواهم. سُئل إسماعيل بن محمد الحافظ عنه فقال: شيخ فاضل ثقة. وقال شجاع الذّهليّ: كان صدوقاً. وقال أبو عامر العبدريّ: كان من أنبل من رأيت وأوثقه. وقال أبو عليّ الصّدفيّ: كان فقيهاً نبيلاً كيّساً ثقة. وكان عنده أصل أبي بكر الخطيب بتاريخه، خصّه به. قلت: لأنّه فيما قال السّمعانيّ هو الذي حمل الخطيب إلى العراق، فأهدى إليه الخطيب تاريخه) بخطّه. وقال غيث بن عليّ: سألته عن مولده، فقال: سنة إحدى وعشرين وأربعمائة. وأوّل سماعي سنة سبعٍ وعشرين. وقال أبو عليّ البردانيّ: كان من المتموّلين، وكان أميناً سريّاً، كتب (33/302)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 303 كثيراً. وتوفّي في جمادى الأولى. قال السّمعانيّ: سمعت شيخاً لنا يقول: إنّ الخطيب لمّا حدّث بالجزء الأوّل من تاريخه استأذنه أبو الفضل بن خيرون أو شجاع الذّهليّ في التّسميع في أيّ موضعٍ يكتب، فقال: استأذنوا الشّيخ عبد المحسن، فإنّ النّسخة له، ولو كان عندي شيءٌ أعزّ منه أهديته له. وقال أبو الفضل محمد بن عطّاف: كان شيخنا عبد المحسن على طريقةٍ حسنة مرضيّة، حسن العناية بالعلم، وكان مالكيّاً ثقة أميناً. قال لي: ولدت في رجب سنة إحدى وعشرين. وقال ابن ناصر: توفّي شيخنا عبد المحسن بن الشّيحيّ في سادس عشر جمادى الأولى. قلت: وأبوه من شيحة، قريةٌ من قرى حلب. 4 (عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد.) (33/303)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 304 أبو الفضل المقدسيّ الهمذانيّ الفرضيّ. نزيل بغداد. كان واحد عصره في الفرائض. سمع: الحسن بن محمد الشّاموخيّ بالبصرة، وعبد الواحد بن هبيرة العجليّ، وجماعة. روى عنه: ابن السّمرقنديّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ. وقيل: كان معتزليّاً. (33/304)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 305 توفّي في رمضان ببغداد، وهو والد المؤرّخ محمد. 4 (عبد الملك بن سراج بن عبد الله بن محمد بن سراج.) الإمام أبو مروان الأمويّ، مولاهم القرطبيّ. إمام اللّغة بالأندلس. غير مدافع. روى عن: أبيه، ويونس بن عبد الله القاضي، وإبراهيم بن محمد الإفليليّ، ومكّيّ بن أبي طالب، وأبي عمرو السّفاقسيّ، وجماعة. روى عنه: أبو عليّ الصّدفيّ، وقال: هو أكثر من لقيته علماً وبضروب الآداب ومعاني القرآن) والحديث. وقال القاضي أبو عبد الله بن الحاجّ: كان شيخنا أبو مروان بن سراج يقول: (33/305)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 306 حدّثنا وأخبرنا واحدٌ، ويحتجّ بقوله تعالى: يومئذٍ تحدّث أخبارها فجعل الحديث والخبر واحداً. وقال القاضي عياض: الوزير أبو مروان الحافظ اللّغويّ النّحويّ إمام الأندلس في وقته في فنّه، وأذكرهم للسان العرب، وأوثقهم على نقله. وكان أبوه أبو القاسم قاضي قرطبة من أفضل العلماء. قال عياض: وأخبرني ابنه أبو الحسين الحافظ أنّ أبا محمد مكّيّاً المقريء كان يعرض عليه بعض مصنّفاته، ويأخذ رأيه فيها، وإليه كانت الرحلة من أقطار الأندلس. وقال اليسع بن حزم: لكن ابن سراج زين الإيمان، وحسنة الزّمان، العلامة، النّسّابة، ذو الدّعوة المستجابة، والتسهيل والإجابة. كان المعتمد يزوره ويعظّمه. وقال أبو الحسن بن مغيث: كان أبو مروان من بيت خيرٍ وفضل، من مشاهير الموالي بالأندلس. كان جدّهم سراج من موالي بني أميّة، على ما حكاه أهل النّسب، إلا أنّ أبا مروان قال لي غير مرّة أنّه من العرب، من كلب بن وبرة، أصابهم سباء. (33/306)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 307 اختلفت إليه كثيراً ولازمته، وكان واسع الرّواية والمعرفة، حافلهما، بحر علم، عالماً بالتّفاسير، ومعاني القرآن، ومعاني الحديث، أحفظ النّاس للسان العرب، وأصدقهم فيما يحمله، وأقومهم بالعربيّة والأشعار والأخبار والأيّام والأنساب. عنده يسقط حفظ الحفّاظ ودونه يكون علم العلماء. فاق الناس في وقته، وكان حسنةً من حسنات الزّمان، وبقيّة الأشراف والأعيان. قال أبو عليّ الغسّانيّ: سمعته يقول: مولدي في ثاني عشر ربيع الأوّل سنة أربعمائة. ومتّع بجوارحه على اعتلاء سنه، إلى أن توفّي، وهو حسن البقيّة، متوقدّ الذّهن، سريع الخاطر، في تاسع ذي الحجّة يوم عرفة، وصلّى عليه ابنه أبو الحسن سراج. رحمه الله. (33/307)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 308 وأبا بكر الحيريّ، وأبا سعيد الصّيرفيّ، وعبد الرّحمن بن محمد بن أحمد بن حبيب القاضي، ومحمد بن محمد بن بالويه الصّائغ، والحسين بن عبد الرحمن التّاجر، وعبد الرحمن بن بالويه، وعليّ بن أحمد بن عبدان الشّيرازيّ، وأبا عمرو محمد بن عبد الله الرّزجاهيّ، وعليّ بن محمد بن خلف، وأبا حازم عمر بن أحمد العبدويّ، وجماعة بنيسابور. وهلال بن محمد الحفّار، وأبا الحسين بن بشران، وابن الفضل القطّان، والغضائريّ، والإياديّ،) وجماعة ببغداد. وأبا عبد الله بن نظيف بمكّة. روى عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازيّ، وأبو طاهر أحمد بن حامد الثّقفيّ، ونعمان بن محمد الكندوج، وشيبان بن عبد الله المؤدّب، وبندار بن غانم، وعبد الجبّار بن محمد بن عليّ الصّالحانيّ. 4 (حرف القاف.)

4 (القاسم بن الفضل بن أحمد بن أحمد بن محمود.) (33/308)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 309 أبو عبد الله الثّقفيّ الإصبهانيّ. رئيس إصبهان وكبيرها ومسندها. ولد سنة سبعٍ وتسعين وثلاثمائة. وأوّل سماعه في ذي الحجّة سنة ثلاثٍ وأربعمائة. سمع: أبا الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق بن بندار البرجيّ، وعبد الله بن أحمد بن حولة الأبهريّ، ومحمد بن إبراهيم الجرجانيّ، وأبا بكر بن مردويه، وعليّ بن فيلة الفرضيّ، وأحمد بن عبد الرحمن اليزديّ، وجماعة بإصبهان. ومحمد بن محمد بن محمش، ومحمد بن الحسين السّلميّ، ويحيى بن إبراهيم المزكّي، وأبو المطهّر الصّيدلانيّ القاسم بن الفضل، وأبو جعفر محمد بن الحسن الصّيدلانيّ، وأبو رشيد محمد بن عليّ بن محمد الباغبان، وأبو عبد الله الحسن بن العباس الرّستميّ، وحفيده مسعود بن القاسم الثّقفيّ، والحافظ أبو طاهر السّلفيّ، وأبو رشيد عبد الله بن عمر الإصبهانيّ، وخلق سواهم. قال السّمعانيّ: كان ذا رأيٍ وكفاءة وشهامة. وكان أيسر أهل عصره ثروةً ونعمةً وبضاعةً ونقداً. وكان منفقاً كثير الصّدقة، دائم الإحسان إلى الطّارئين والمقيمين وأهل الحديث عموماً، وإلى العلويّة خصوصاً، كثير الإنفاق عليهم. وصرف في آخر عمره، يعني عن رئاسة البلد، وصودر، فدفع مائة ألف دينار حمر في مدّةٍ يسيرة، لم يبع في أدائها ضياعاً ولا عقاراً، ولا أظهر من نفسه أنكساراً إلى أن خرج من عهدة ذلك. وكان رجلاً من رجال الدّنيا. وعمّر حتّى سمع منه، الكثير، وانتشرت عنه الرواية في الأقطار، ورحلت الطّلبة من الأمصار. وكان) صحيح السّماع، غير أنّه كان يميل إلى التّشيّع على ما سمعت جماعةً من أهل إصبهان. (33/309)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 310 وقال يحيى بن مندة: لم يحدّث في وقته أوثق في الحديث منه وأكثر سماعاً، وأعلى إسناداً، إلا أنّه كان يميل إلى الرّفض فيما قيل. سمع تاريخ يعقوب الفسويّ من ابن الفضل القطّان، عن ابن درستويه، عنه. وسمع تاريخ ابن معين من أبي عبد الرحمن السّلميّ. حكي لي أنّه ولد سنة خمسٍ وتسعين وثلاثمائة، وقيل: سنة سبعٍ. وقال غيره: توفّي في رجب. وقال السّلفيّ كان الرئيس الثّقفيّ عظيماً كبيراً في أعين النّاس، على مجلسه هيبةٌ ووقار. وكان له ثروة وأملاك كثيرة. وذكر ابن السّمعانيّ في تخريجٍ لولده عبد الرّحيم فقال: كان محمود السّيرة في ولايته، مشفقاً على الرّعيّة. سمعت أنّ السّلطان ملكشاه أراد أن يأخذ مالاً من أهل البلد إصبهان، فقال الرئيس: أنا أعطي النّصف، ويعطي الوزير يعني النّظام، وأبو سعد المستوفي النّصف. فما قام حتّى وزن ما قال. وظنّي أنّ المال كان أكثر من مائة ألف دينار أحمر. وكان يبرّ المحدّثين بمالٍ كثير، ورحلوا إليه من الأقطار. 4 (حرف الميم)

4 (محمد بن أحمد بن عبد الباقي بن منصور.) (33/310)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 311 الحافظ أبو بكر ابن الخاضبة، البغداديّ الدّقاق. مفيد بغداد، والمشار إليه في القراءة الصّحيحية مع الصّلاح والورع. حدّث عن: أبي بكر الخطيب، وأبي جعفر ابن المسلمة، وأبي الحسين ابن النّقّور، وعبد الرّحيم بن أحمد البخاريّ، وأحمد بن عليّ الدّينوريّ. وأكثر عن أصحاب المخلّص. ورحل إلى الشّام، والقدس. وسمع بدمشق من: إمام الجامع عبد الصّمد بن محمد بن تميم. وأقدم شيخ له: مؤدّبه أبو طالب عمر بن محمد بن الدّلو، فإنه يروي عن أبي عمر بن حيّويه، وتوفي سنة ستّ وأربعين وأربعمائة.) وسمع بالقدس من: محمد بن مكّيّ بن عثمان الأزديّ، وعبد الرّحيم البخاريّ، وأبي الغنائم محمد بن الفراء. روى عنه: أبو عليّ بن سكّرة. وكان محبوباً إلى النّاس كلّهم، فاضلاً، حسن الذّكر. ما رأيت مثله على طريقته. وكان لا يأتيه مستعير كتاباً إلا أعطاه، أو دلّه عند من هو. وسمعت أبا الوفاء بن عقيل الحنبليّ الإمام يقول، وذكر شدةً أصابته بمطالبةٍ طولب بها، وأنّه كانت له عند ذلك خلوات يدعو ربّه فيها ويناجيه، فقرأ في مناجاته: فلئن قلت لي يا ربّ: هل واليت فيّ وليّاً أقول: نعم يا رب، أبو (33/311)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 312 بكر ابن الخاضبة. ولئن قلت هل عاديت فيّ عدّواً أقول: نعم يا ربّ فلاناً ولم يسمّه لنا. فأخبرت ابن الخاضبة بقوله. فقال: اغترّ الشّيخ. وقال ابن السّمعانيّ: نسخ صحيح مسلم سنة الغرق بالأجرة سبع مرّات. وقال ابن طاهر: ما كان في الدّنيا أحسن قراءة للحديث من ابن الخاضبة في وقته، لو سمع بقراءته إنسانٌ يومين لما ملّ من قراءته. وقال السّلفيّ: سألت أبا الكرم الحوزيّ عن ابن الخاضبة، فقال: كان علامةً في الأدب، قدوةً في الحديث، جيّد اللسان، جامعاً لخلال الخير، ما رأيت ببغداد من أهلها أحسن قراءةً للحديث منه، ولا أعرف بما يقوله. وقال ابن النّجّار: كان ابن الخاضبة ورعاً، تقيّاً، زاهداً، ثقة، محبوباً إلى النّاس. روى اليسير. وقال أبو الحسن عليّ بن محمد الفصيحيّ: ما رأيت في أصحاب الحديث أقوم باللغة من ابن الخاضبة. وقال السّلفيّ: سألت أبا عامر العبدريّ عنه، فقال: كان خير موجودٍ في وقته. وكان لا يحفظ، إنّما يعوّل على الكتب. وقال ابن طاهر: سمعت ابن الخاضبة، وكنت ذكرت له أنّ بعض الهاشميين حدّثني بإصبهان، أنّ الشّريف أبا الحسين بن الغريق يرى الاعتزال، فقال لي: لا أدري، ولكن أحكي لك حكاية: لمّا كان في سنة الغرق وقعت داري على قماشي وكتبي، ولم يكن لي شيء. وكان عندي الوالدة والزّوجة والبنات، فكنت أنسخ للناس، وأنفق عليهن، فأعرف أنّني كتبت صحيح مسلم) (33/312)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 313 في تلك السّنة سبع مرات، فلمّا كان ليلة من الليالي رأيت كأنّ القيامة قد قامت، ومنادياً ينادي: أين ابن الخاضبة فأحضرت، فقيل لي: ادخل الجنّة. فلمّا دخلت الباب وصرت من داخل استلقيت على قفاي، ووضعت إحدى رجليّ على الأخرى، وقلت: استرحت والله من النّسخ. فرفعت رأسي، فإذا ببغلة في يد غلام فقلت: لمن هذه فقال: للشّريف أبي الحسين ابن الغريق. فلمّا أصبحت نعي إلينا الشّريف. وقال ابن عساكر: سمعت أبا الفضل محمد بن محمد بن عطّاف يحكي أنّه طلع في بعض بني الرؤساء ببغداد إصبعٌ زائدة، فاشتد تألمه منها ليلةً، فدخل عليه ابن الخاضبة، فشكا إليه وجعه، فمسح عليها وقال: أمرها يسير. فلمّا كانت الليلة الثانية نام وانتبه، فوجدها قد سقطت. أو كما قال. توفّي رحمه اللّه في ثاني ربيع الأوّل ببغداد، وكان يوماً مشهوداً، وختم على قبره ختمات. 4 (محمد بن الحسن.) أبو بكر الحضرميّ، المعروف بالمراديّ القيروانيّ. (33/313)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 314 دخل الأندلس، وأخذ عنه أهلها. روى عنه: أبو الحسن المقريء ابن الباذش، وقال فيه: كان رجلاً نبيهاً عالماً بالفقه، وإماماً في أصول الدّين، وله في ذلك تصانيف حسان مفيدة، وله حظّ وافر من البلاغة والفصاحة. وقال أبو العبّاس: دخل قرطبة في سنة سبعٍ وثمانين رجل من القروييّن، وهو أبو بكر المراديّ، له نهوض في علم الاعتقادات، ومشاركة في الأدب والقريض. اختلف إلى أبي مروان بن سراج في سماع التّبصرة لمكّي، وحدّثني بكتاب فقه اللّغة مسافهةً، عن عبد الرحمن بن عمر التّميميّ القصديريّ، عن محمد بن عليّ التّميميّ، عن إسماعيل بن عبدوس النّيسابوريّ، عن مصنّفه أبي منصور الثّعالبيّ، وبلغني موته سنة. قلت: له رسالة الإيماء إلى مسألة الاستواء. 4 (محمد بن عليّ بن محمد بن عمير الزّاهد.) أبو عبد اللّه العميري الهرويّ، الرجل الصّالح. ولد سنة ثمانٍ وتسعين وثلاثمائة. وأوّل سماعه سنة سبعٍ وأربعمائة.) سمع من أبيه عليّ بن محمد بن عمير بن محمد بن عمير، عن العبّاس بن الفضل النّضرويّ. وسمع من: عليّ بن أبي طالب الخوارزمي، وعليّ بن جعفر القهندزيّ، وعبد الرحمن بن محمد أبي الحسن الدّيناريّ، ومحمد بن أبي اليمان منصور (33/314)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 315 الخطيب وأبي إسماعيل محمد بن عبد الرحمن الحدّاد، ويحيى بن عبد اللّه البزّاز، ومحمد بن إبراهيم بن أميّة، وأبي بشر الحسن بن محمد بن أحمد القهندزيّ، وشعيب بن محمد البوسنجيّ، وضمام بن محمد الشّعرانيّ، وخلق كثير بهراة وأبي بكر أحمد بن الحسن الحيريّ النّيسابوريّ بها. وأبي عليّ بن شاذان، وطبقته ببغداد. وقال الفاميّ في تاريخ هراة: العميريّ تفرّد عن أقرانه، وتوحّد عن أبناء زمانه بالعلم والزّهد في الدّنيا، والإتقان في الرّواية، والرّغبة في التّحديث، والتّجرّد من الدّنيا، والإعراض عن حطامها والإقبال على الآخرة. وقال محمد بن عبد الواحد الدّقاق: أبو عبد اللّه العميريّ ليس له نظير بخراسان، فكيف بهراة. وقال في رسالته: ولم أر في شيوخي كالإمام الزّاهد المتقن أبي عبد اللّه العميريّ، رحمة اللّه عليه. وقال غيره: كان فقيهاً إماماً ورعاً قدوة، واسع الرواية، حدّث بالكثير وقد حجّ في سنة عشرين وأربعمائة. قال السّمعانيّ: ودخل بلاد اليمن، ورجع، فقدم بغداد سنة ثلاثٍ وعشرين. وسمع بمكّة من محمد بن الحسين الصّنعانيّ. وبنيسابور من: أبي بكر الحيريّ، وأبي سعيد الصّيرفيّ. وببغداد من: الحرفيّ، وابن شاذان، وعثمان بن دوست. وبهراة من: يحيى بن عمّار، وأبي يعقوب القرّاب، ومحمد بن جبريل بن ماحٍ. روى عنه: أبو طاهر المقدسيّ، والمؤتمن السّاجيّ، وأبو عبد اللّه الدّقاق، وأبو الوقت عبد الأوّل، وعليّ بن حمزة، والجنيد بن محمد، والقاسم بن عمر (33/315)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 316 الفصّاد ومحمد بن أبي عليّ الهمذانيّ وأبو النّضر الفاميّ. وقال أبو جعفر محمد بن أبي عليّ: قال لي أبو إسماعيل الأنصاريّ: احفظ الشّيخ أبا عبد اللّه العميريّ، واكتب عنه، فإنّه متقن. مع ما كان بينهما من الوحشة.) قال أبو جعفر: وكان فقيهاً محدّثاً سنيّاً. وسئل إسماعيل الحافظ عنه: فقال: إمامٌ زاهد. توفّي العميريّ رحمه اللّه في المحرّم. 4 (محمد بن عليّ بن محمد الحماميّ.) أبو ياسر البغداديّ. قال السّمعانيّ: كان إماماً في القراءات، ضابطاً لها. كتب بخطّه الكثير من القراءات والحديث والكتب الكبار في معاني القرآن. وكان ثقة. قرأ على: أبي بكر محمد بن عليّ بن موسى الحنّاط. ورحل إلى غلام الهرّاس فأكثر عنه. وسمع من: أبي جعفر ابن المسلمة، وجماعة. وتوفّي في المحرّم. 4 (محمد بن عليّ) (33/316)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 317 القاضي أبو سعيد البغويّ الدّباس. مرّ في العام الماضي. أعدته لقول بعضهم: توفّي سنة تسعٍ وثمانين. روى عنه: محمد بن عبد الرحمن الحمدونيّ، وأحمد بن ياسر المقريء، وأبو الفضل اللّيث بن أحمد، وعبد الصّمد بن محمد الخطيب، وعبد الرحمن بن محمد بن عمر، وخلق كثير. 4 (محمد بن محمد بن أحمد بن هميماه.) أبو نصر الرّامشيّ النّيسابوريّ المقريء، ابن بنت الرئيس منصور بن رامش. سمع من أصحاب الأصمّ. وسمع بمكّة، والعراق، والشّام، وهراة. وحدّث عن: أبي الفضل عمر بن إبراهيم الزّاهد، وعبد الرحمن بن محمد السّرّاج، وعليّ بن محمد الطّرازيّ، وعليّ بن محمد بن عليّ السّقّاء، والحسين بن محمد بن فنجويه الثّقفيّ، ومحمد بن الحسين بن الترجمان الرّمليّ، وأبي عليّ بن أبي نصر التّميميّ، وأبي العلاء بن سليمان) المقريء. قال عبد الغافر: ولد سنة أربعٍ وأربعمائة. وسمع مع أخواله. وعقد مجلس الإملاء في المدرسة العميديّة فأملى سنين. وأنشدني لنفسه: سوّد أيّامي المشيبوابيضّت الرّوضة العشيب وكان روض الشّباب غضّاً نوّار أشجاره رطيب (33/317)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 318 فصار عيشي مرير طعمٍ وعيش ذي الشّيب لا يطيب وله: وكنت صحيحاً والشّباب منادميفأنهلني صفو الشّراب وعلّني وزدت على خمسٍ ثمانين حجّةًفجاء مشيبي بالضّنى فأعلّني قال ابن عساكر: كان عارفاً بالنّحو وعلوم القرآن. حدّثنا عنه: عمر بن أحمد الصّفّار، وعبد اللّه بن الفراويّ. وقال عبد الغافر: لمّا طعن في السّنّ تبرّز في القراءات وعلوم القرآن، وكان له حظّ صالح من النّحو. وهو إمام في فنّه. ارتبطه نظام الملك في المدرسة المعمورة بنيسابور، ليقريء في المسجد المبنيّ فيها، فتخرّج به جماعة. وتوفّي في جمادى الأولى. قلت: وروى عنه: عبد الخالق بن زاهر، وإسماعيل العصائديّ، وجماعة. (33/318)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 319 4 (محمد بن عبد الواحد بن محمد.) أبو بكر الإصبهانيّ. سمع: أبا منصور بن مهريزد صاحب أبا عليّ الصّحّاف. قال أبو طاهر السّلفيّ: لم يمت أحد من شيوخي قبله، ولا أنا عن ابن مهرزاد سواه. قلت: مات قبيل الرئيس الثّقفيّ. 4 (محمد بن محمد بن عبد الرحمن.) أبو عبد اللّه المدينيّ المقريء. سمع مجلساً من أحمد بن عبد الرحمن اليزديّ في سنة تسعٍ وأربعمائة. وهو من كبار شيوخ) السّلفيّ، لا أعلم وفاته، بل سمع منه في هذه السّنة. قال السّلفي: هو أوّل من كتبت عنه الحديث. ثمّ وجدت في تاريخ ابن النّجّار قد زاد في نسبه محمد بن إبراهيم بن عبد الوهّاب بن بهمن بن كوشيذ. سمع: القاضي أبا بكر اليزديّ، وأبا بكر بن أبي عليّ المزكّي، وعبد الرحمن بن محمد بن عبيد اللّه، ومحمد بن صالح العطّار. وحدّث ببغداد. سمع منه: أبو بكر محمد بن منصور السّمعانيّ، والسّلفيّ. وقال أبو زكريّا يحيى بن مندة: كان شروطيّاً، ثقة، أميناً، أديباً، ورعاً. (33/319)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 320 قرأ كتاب الحجّة لأبي عليّ الفارسيّ، على أبي عليّ المرزوقيّ، ولزمه مدّة. ولد سنة تسعٍ وتسعين وثلاثمائة. ومات في حادي عشر شعبان سنة. 4 (مظهر بن أحمد بن عبد اللّه) أبو سعد المضريّ السّكريّ الإصبهانيّ. قدم بغداد للحجّ. وحدّث عن: أبي بكر بن أبي عليّ الذّكوانيّ، وأبي الحسين بن فاذشاه. روى عنه: عمر بن ظفر، وغيره. وله شعرٌ حسنّ. توفّي في شعبان. 4 (معمر بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبان.) أبو منصور العبدي اللّنبانيّ الإصبهانيّ. شيخ الصّوفيّة. قال السّلفيّ: هو شيخ شيوخ إصبهان. لم يكن يدانيه في رتبته أحدٌ. روى لنا عن: أبي الحسين بن فاذشاه، وأبي بكر بن رندة، وعليّ بن أحمد بن مهران الصّحّاف. وله إجازة من أبي عليّ بن شاذان. وتفقّه على أبي محمد الكرونيّ الشّافعيّ، ورزق جاهاً وهيبةً عند السّلاطين.) (33/320)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 321 وتوفّي في شهر رمضان سنة تسعٍ وثمانين. وجدّهم أحمد يروي عن: ابن أبي الدّنيا، والحارث بن أبي أسامة. 4 (منصور بن محمد بن عبد الجبار بن أحمد بن محمد بن جعفر بن أحمد بن عبد الجبّار بن) الربيع بن مسلم بن عبد اللّه. الإمام أبو المظفّر السّمعانيّ التّميميّ المروزيّ، الفقيه الحنفيّ ثمّ الشّافعيّ. تفقّه على والده الإمام أبي منصور حتّى برع في مذهب أبي حنيفة وبرّز على أقرانه. وسمع: أباه، وأبا غانم أحمد بن عليّ الكراعيّ وهو أكبر شيوخه، وأبا بكر التّرابيّ. وبنيسابور: أبا صالح المؤذّن، وجماعة. وبجرجان: أبا القاسم الخلال. وببغداد: عبد الصّمد بن المأمون، وأبا الحسين بن المهتدي بالله. (33/321)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 322 وبالحجاز: أبا القاسم سعد بن عليّ، وأبا عليّ الشّافعيّ، وطائفة سواهم. قال حفيده الحافظ أبو سعد: نا عنه عميّ الأكبر، وعمر بن محمد السّرخسيّ، وأبو نصر محمد بن محمد بن يوسف الفاشانيّ، ومحمد بن أبي بكر السّنجيّ، وإسماعيل بن محمد التّيميّ الحافظ أبو القاسم، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي، وأبو سعد البغداديّ، وجماعة كثيرة سواهم. ودخل بغداد في سنة إحدى وستّين وأربعمائة، وسمع الكثير بها. واجتمع بأبي إسحاق الشّيرازيّ، وناظر أبا نضر بن الصّبّاغ في مسألةٍ. وانتقل إلى مذهب الشّافعيّ. وسار إلى الحجاز في البرّيّة. وكان الرّكب قد انقطع لاستيلاء العرب، فقصد مكّة في جماعة، فأخذوا، وأخذ جدّي معهم، ووقع إلى حلل العرب، وصبر إلى أن خلّصه اللّه، وحملوه إلى مكّة، وبقي بها في صحبة الشيخ أبي القاسم الزّنجانيّ. وسمعت محمد بن أحمد المدينيّ يحكي عن الحسين بن الحسن الصّوفيّ المرزويّ، عن أبي المظفّر السّمعانيّ قال: لمّا دخلت البادية انقطعت، وقطعت العرب علينا الطريق، وأسرنا وكنت أخرج مع جمالهم أرعاها. وما قلت لهم إنّي أعرف شيئاً من العلم، فاتفق أنّ مقدّم العرب أراد أن يزوّج بنته من رجلٍ، فقالوا: نحتاج أن نخرج إلى بعض البلاد، ليعقد هذا العقد العقد بعض الفقهاء. فقال واحدٌ من المأخوذين: هذا الرجل الذي يخرج مع جمالكم إلى الصّحراء فقيه خراسان. فاستدعوني، وسألوني عن أشياء، فأجبتهم، وكلّمتهم بالعربيّة، فخجلوا واعتذروا،) وعقدت لهم العقد، وقرأت الخطبة، ففرحوا، وسألوني أن أقبل منهم شيئاً، فامتنع، فحملوني إلى مكّة في وسط السّنة. (33/322)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 323 وذكره أبو الحسن عبد الغافر في سياقه، فقال: هو وحيد عصره في وقته فضلاً، وطريقة، وزهداً، وورعاً، من بيت العلم والزّهد. تفقّه بأبيه، وصار من فحول أهل النّظر، وأخذ يطالع كتب الحديث، وحجّ، فلمّا رجع إلى وطنه، ترك طريقته التي ناظر عليها أكثر من ثلاثين سنة، وتحوّل شافعيّاً. أظهر ذلك في سنة ثمانٍ وستين وأربعمائة. واضطّرب أهل مرو لذلك، وتشوّش العوامّ، إلى أن وردت الكتب من جهة بلكا بك من بلخ في شأنه والتّشديد عليه، فخرج من مرو في أوّل رمضان، ورافقه ذو المجدين أبو القاسم الموسويّ، وطائفة من الأصحاب. وخرج في خدمته من الفقهاء وصار إلى طوس، وقصد نيسابور، فاستقبله الأصحاب استقبالاً عظيماً. وكان في نوبة نظام الملك وعميد الحضرة أبي سعد محمد بن منصور، فأكموا مورده، وأنزلوه في عزّ وحشمة، وعقد له مجلس التّذكير في مدرسة الشّافعيّة. وكان بحراً في الوعظ، حافظاً لكثير من الرّوايات والحكايات والنّكت والأشعار، ثمّ عاد إلى مرو، ودرّس بها في مدرسة أصحاب الشّافعيّ، وقدّمه نظام الملك على أقرانه، وعلا أمره، وظهر له الأصحاب. وخرج إلى إصبهان، وجع إلى مرو. وكان قبوله كلّ يومٍ في علوّ. واتّفقت له تصانيف (33/323)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 324 في الخلاف مشهورة، مثل كتاب الاصطلام، وكتاب البرهان، و الأمالي في الحديث. وتعصّب للسّنّة والجماعة وأهل الحديث. وكان شوكاً في أعين المخالفين، وحجةً لأهل السّنّة. قال أبو سعد: صنّف في التفسير، والفقه، والأصول، والحديث، فالتفسير في ثلاث مجلّدات، وكتاب البرهان و الإصطلام الذي شاع في الأقطار، وكتاب القواطع في أصول الفقه. وله في الآثار كتاب الانتصار و الرّدّ على المخالفين، وكتاب المنهاج لأهل السّنّة، وكتاب القدر. وأملى قريباً من تسعين مجلساً. وسمعت بعض المشايخ يحدّث عن رفيق جدّي في الحجّ الحسين بن الحسن الصوفيّ قال: اكترينا حماراً ركبه الإمام أبو المظفّر إلى خرق، وهي ثلاثة فراسخ من مرو، فنزلها بها، وقلت: ما معنا إلا إبريق خزف، فلو اشترينا آخر. فأخرج من جيبه خمسة دراهم، وقال: يا) حسين، ليس معي إلا هذا، خذ واشتر ما شئت، ولا تطلب بعد هذا منّي شيئاً. فخرجنا على التجريد، وفتح اللّه لنا. سمعت شهردار بن شيرويه بهمذان يقول: سمعت منصور بن أحمد الإسفزاريّ، وسأله أبي، فقال: سمعت أبا المظفّر السّمعانيّ يقول: كنت على (33/324)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 325 مذهب أبي حنيفة، فبدا لي أن أرجع إلى مذهب الشّافعيّ، وكنت متردّداً في ذلك. فحججت، فلمّا بلغت سميراء، رأيت ربّ العزّة في المنام، فقال لي: عد يا أبا المظفّر. فانتبهت، وعلمت أنّه يريد مذهب الشّافعيّ، فرجعت إلى مذهب الشّافعيّ. وقال الحسين بن أحمد الحاجّيّ: خرجت مع الإمام أبي المظفّر إلى الحجّ، فكلّما دخلنا بلدةً نزل على الصّوفيّة، وطلب الحديث من المشيخة. ولم يزل يقول في دعائه: اللهم بيّن لي الحق من الباطل. فلمّا دخلنا مكّة، نزل على أحمد بن عليّ بن أسد، ودخلت في صحبة سعد الزّنجانيّ، ولم يزل معه حتّى صار ببركته من أصحاب الحديث. فخرجنا من مكّة، وتركنا الكلّ، واشتغل هو بالحديث. قرأت بخطّ أبي جعفر الهمذانيّ الحافظ قال: سمعت أبا المظفر يقول: كنت في الطّواف، فوصلت إلى الملتزم، وإذا برجلٍ قد أخذ بطرف ردائي، فالتفتّ، فإذا بالإمام سعد الزّنجانيّ، فتبسّمت إليه، فقال: أما ترى أين أنت هذا مقام الأنبياء والأولياء. ثمّ رفع طرفه إلى السّماء وقال: اللّهم كما أوصلته إلى أعزّ المكان، فاعطه أشرف عزّ في كلّ مكان وزمان. ثمّ ضحك إليّ، وقال لي: لا تخالفني في سرّك، وارفع معي يدك إلى ربّك، ولا تقولنّ البتّة شيئاً، واجمع لي همّتك، حتّى أدعو لك، وأمّن أنت، ولا تخالفني عهدك القديم. فبكيت، ورفعت معه يدي، وحرّك شفتيه، وأمنت. ثمّ قال: مر في حفظ اللّه، فقد أجيب فيك صالح دعاء الأمّة. فمضيت من عنده، وما شيء في الدّنيا أبغض إليّ من مذهب المخالفين. قرأت بخطّ أبي جعفر أيضاً: سمعت الإمام أوحد عصره في علمه أبا (33/325)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 326 المعالي الجوينيّ يقول: لو كان من الفقه ثوياً طاوياً لكان أبو المظفّر بن السّمعانيّ طرازة. وقرأت بخطّه: سمعت الإمام أبا عليّ بن أبي القاسم الصّفّار يقو: إذا ناظرت أبا المظفّر السّمعانيّ فكأنّي أناظر رجلاً من أئمة التّابعين، ممّا أرى عليه من آثار الصّالحين سمتاً، وحسناً،) وديناً. سمعت أبا الوفاء عبد اللّه بن محمد الدّشتي المقريء يقول: سمعت والدك أبا بكر محمد بن منصور السّمعانيّ يقول: سمعت أبي يقول: ما حفظت شيئاً فنسيته. سمعت أبا الأسعد هبة الرحمن القشيريّ يقول: سئل جدّك أبو المظفّر في مدرستنا هذه، بحضور والدي، عن أحاديث الصّفات فقال: عليكم بدين العجائز. ثمّ قال: غصت في كلّ بحرٍ، وانقطعت في كلّ بادية، ووضعت رأسي على كلّ عتبة، ودخلت من كل باب. وقد قال هذا السّيّد، وأشار إلى أبي عليّ الدّقّاق، أو إلى أبي القاسم القشريري: لله وصفٌ خاصٌ لا يعرفه غيره. ولد جدّي في ذي الحجة سنة ستّ وعشرين وأربعمائة. (33/326)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 327 وتوفّي يوم الجمعة الثّالث والعشرين من ربيع الأوّل. 4 (حرف الهاء)

4 (هشام بن أحمد بن خالد بن سعيد.) أبو الوليد الكنانيّ الطّليطليّ، ويعرف بالوقّشي. ووقّش قرية على أثني عشر ميلاً من طليطلة. أخذ العلم عن: أبي عمر الطّلمنكيّ، وأبي محمد بن عبّاس الخطيب، وأبي عمر السّفاقسيّ، وأبي عمر بن الحذّاء، وجماعة. قال أبو القاسم صاعد: أبو الوليد الوقّشيّ أحد رجال الكمال في وقته، باحتوائه على فنون المعارف، وجمعه لكليات العلوم. هو من أعلم النّاس بالنّحّو، واللّغة، ومعاني الشّعر، وعلم العروض، وصناعة البلاغة. بليغ، شاعر، حافظ للسّنن وأسماء الرّجال. بصير بالاعتقادات وأصول الفقه، واقف على كثير من فتاوى فقهاء الأمصار، نافذ في علوم الشّروط والفرائض، متحقّق بعلم الحساب والهندسة، مشرف على جميع آراء الحكماء، حسن النّقد للمذاهب، ثاقب الذّهن، يجمع إلى ذلك آداب الأخلاق، مع حسن المعاشرة، ولين الكنف، وصدق اللّهجة. وقال ابن بشكوال: أنبأ عنه أبو بحر الأسديّ، وكان مختصاً به، وكان يعظّمه ويقدّمه على من لقيه من شيوخه، ويصفه بالاستبحار في العلوم. وقد (33/327)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 328 نسبت إليه أشياء اللّه أعلم بحقيقتها، وسائله عنها ومجازيه بها.) وكان الشّيخ أبو محمد الريواليّ يقول فيه: وكان من العلوم بحيث يقضى له في كلّ علمٍ بالجميع وقال عتيق بن عبد الحميد: توفّي في جمادى الآخرة. وكان مولده سنة ثمانٍ وأربعمائة. وقال القاضي عياض: كان غايةً في الضّبط والإتقان، نسّابة، له تنبيهات وردود على كبار التّصانيف التّاريخية والأدبية، وناهيك من حسن كتابه في تهذيب الكنى لمسلم، الذي سمّاه بعكس الرّتبة، ومن تنبيهاته على أبي نصر الكلاباذيّ، و مؤتلف الدّارقطنيّ. لكنّه اتّهم بالاعتزال، وظهر له تأليف في القدر، والقرآن. فزهد فيه النّاس، وتركه جماعة من الكبار. (33/328)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 329 2 (وفيات سنة تسعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن محمد بن الحسن بن عليّ بن زكريّا بن دينار.) أبو يعلى العبديّ البصريّ، الفقيه، شيخ مالكيّة العراق، ويعرف بابن الصّوّاف. كان ينزل القسامل، إحدى محالّ البصرة. ولد سنة أربعمائة. وسمع بالبصرة: محمد بن عبد الرحمن الكازروني، ومحمد بن أحمد بن داسة، وعليّ بن هارون التّميميّ، والحسن القسامليّ، وإبراهيم بن طلحة بن غسّان، وجماعة. وقدم بغداد سنة إحدى وعشرين وأربعمائة. وسمع بها من: أبي عليّ بن شاذان، وأبي بكر البرقانيّ. روى عنه: أبو عليّ بن سكّرة الصّدفيّ، وقاضي سبتة أبو بكر عتيق النّفراويّ، وجابر بن محمد البصريّ، وأبو الحسن الصّوفي البوشنجيّ، وآخرون. (33/329)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 330 وتفقّه على القاضي أبي الحسن عليّ بن هارون المالكيّ وصنّف التّصانيف، ودرّس بالبصرة، وتخرّج به الأصحاب. تفقّه عليه أبو منصور بن باخي، وأبو عبد اللّه بن ضابح، ومالكّية البصرة. قال القاضي عياض: كان يملي الحديث وعلى رأسه مستمليان يسمعان النّاس. سمع منه عالم عظيم. وقال أبو سعد السّمعانيّ: كان فقيهاً، مدّرساً، متزهّداً، خشن العيش، مجدّاً في عيادته، ذا سمتٍ) ووقار. وكان جابر بن محمد البصريّ يقول: ثنا أبو يعلى العبديّ فريد عصره. وكان به معرفة الحديث. وقال غيره: كان إماماً، زاهداً، عابداً، إماماً في عشرة أنواع من العلم. قال جابر: توفّي في ثالث عشر رمضان. قلت: قد أكمل تسعين سنة، رحمه اللّه. 4 (أحمد بن محمد.) (33/330)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 331 أبو بكر بن أبي طالب البغداديّ المقريء الملقّن، ويعرف بابن الكسائيّ. سمع أبا الحسن القزوينيّ، وأبا محمد الخلال. وعنه: إسماعيل بن السّمرقنديّ، وعبد الخالق اليوسفي. توفّي في ذي الحجّة. 4 (أحمد بن محمد بن إسماعيل بن عليّ.) أبو الحسن الشّجاعيّ النّيسابوريّ أمين مجلس القضاء بنيسابور. كان من ذوي الرّأي الكامل. ومن الشّافعيّة المتعصّبين لمذهبه. وكان له ثروة ودنيا ورئاسة، وولي أوقافاً وأنظاراً، ولم يكن بالمتحريّ فيها. وقد أملى سنين. وحدّث عن أصحاب الأصمّ، كأبي بكر الحيريّ، وغيره. وكان مولده في سنة عشرٍ وأربعمائة. وتوفّي في ثامن عشر المحرّم سنة تسعين. روى عنه: عبد الغافر بن إسماعيل، ومن تاريخه اختصرته ومحمد بن جامع خيّاط الصّوف، وعمر بن أحمد الصّفّار، ومحمد بن أحمد بن الجنيد الخطيب، وعبد الخالق بن زاهر، وعبد اللّه بن الفراويّ، وهبة الرحمن القشيريّ. روى عنه: عبد الغافر بن إسماعيل. أمّا: 4 (أبو حامد أحمد بن محمد الشّجّاعيّ الفقيه.) فقد ذكرنا وفاته ببلخ في سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة. وهو أشهر من ذا. 4 (إبراهيم بن عبد الوهّاب بن محمد بن إسحاق بن مندة.) ) الشّيخ الصّالح أبو إسحاق. (33/331)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 332 توفّي في ذي الحجّة في طريق الحجّ رحمه اللّه. سمع: ابن ريدة، وأبا يعلى الصّابونيّ، وعدّة. روى عنه: السّلفيّ، وغيره. 4 (أرغش النّظاميّ.) الأمير. مملوك نظام الملك. كان من أكب أمراء دولة بركياروق، فزوجّه بنت عمّه. وثب عليه باطنيّ بالرّيّ فقتله. 4 (إسماعيل بن عثمان بن عمر.) أبو عثمان الإبريسميّ النّيسابوريّ. ذكره عبد الغافر فقال: ثقة صالح مشتغل بالتّجارة. حدّث عن: أبي القاسم السّرّاج، وأبي بكر الحيريّ، وأبي إسحاق الإسفرائينيّ. قلت: روى عنه: عبد اللّه بن الفراويّ، والعبّاس بن محمد العصاريّ ومحمد بن جامع الصّيرفيّ. قال عبد الغافر: سمعت منه. وتوفّي في ربيع الأوّل. 4 (حرف الباء.)

4 (برسق الأمير) من كبار الدّولة الملكشاهيّة. وثب عليه ديلميّ من الباطنيّة فضربه بسكّين بي كتفيه، فقضى عليه. وكان برسق من أصحاب طغرلبك. وهو أوّل شحنة ولي بغداد للسّلجوقية. (33/332)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 333 4 (بنجير بن منصور بن عليّ.) أبو ثابت الهمذانيّ. شيخ الصّوفيّة. روى عن: شيخه جعفر الأبهريّ، ومحمد بن عيسى، وأبي الفضل عمر بن إبراهيم الهرويّ، وغيرهم. قال شيرويه: سمعت منه عامّة ما مّر له. وكان صدوقاً.) توفّي في ذي الحجّة وأبا تولّيت عسله. وكان شيخ وقته، ووحيد عصره في خدمة الفقراء واحتمالهم، رحمه اللّه. قلت: أجاز للسّلفيّ. 4 (حرف الحاء) 4 (الحسن بن أحمد بن محمد بن إسماعيل الشّجاعيّ.) النّيسابوريّ. توفّي في المحرّم. 4 (الحسين بن عليّ بن محمد بن مسلمة بن نجاح.) القاضي أبو عليّ الأزديّ. سمع: أبا عثمان الصّابونيّ بدمشق. روى عنه: جمال الإسلام. وتوفّي في ربيع الأوّل. 4 (الحسين بن محمد بن الحسين.) أبو القاسم الدّهقان المقريء الصّريفينيّ صريفين الكوفة. ختم عليه (33/333)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 334 القرآن خلقٌ. وكان أحد العارفين بمذهب زيد بن عليّ. وكان الزّيديّة، يستفتونه. سمع من: جناح بن نذير المحاربيّ، وزيد بن جعفر العلويّ. وحدّث، وعاش ستاً وثمانين سنة. روى عنه: ابن السّمرقنديّ، وإسماعيل الطّلحيّ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ، وأحمد بن سعد العجليّ الهمذانيّ، وغيرهم. توفّي في المحّرم. 4 (الحسين بن محمد بن أحمد.) القزّاز. أبو نصر العتّابيّ. سمع: عبد الملك بن بشران. روى عنه: عبد الوهّاب الأنماطيّ، وغيره. ومات في صفر.) 4 (الحسين بن المظفّر بن الحسن.) أبو عبد اللّه الصّائغ. ويعرف بصهر ابن لؤلؤ البغداديّ. معمّر، ولد سنة ثمانٍ وتسعين وثلاثمائة. وسمع: أبا بكر أحمد بن طلحة المنقّيّ. روى عنه أيضاً: عبد الوهّاب. وتوفّي في خامس المحرّم. 4 (حرف الذال)

4 (ذو النّون بن سهل.) أبو بكر الأشنانيّ الإصبهانيّ. (33/334)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 335 سمع: أبا نعيم. روى عنه: السّلفيّ. 4 (حرف السّين.)

4 (ستيك بنت الشّيخ أبي عثمان إسماعيل بن عد الرحمن الصّابونيّ.) فقيرة، عابدة، صوفيّة. ولدت سنة خمس عشرة وأربعمائة. وسمعت من: أبي الحسن الطّرّازيّ صاحب الأصمّ. وعنها: عبد اللّه بن الفراويّ، ومحمد بن عبد الكريم المطرّز. ماتت في جمادى الأولى. 4 (سعد بن عبد اللّه بن أبي الرّجاء محمد بن عليّ.) القاضي أبو المطهّر بن القاضي الأثير الإصبهانيّ. حجّ في هذه السّنة. وحدّث بغداد بمسند الحارث، عن أبي نعيم. روى عنه: عبد الوهّاب الأنماطيّ، ومحمد بن ناصر. 4 (سعد بن عبد الرحمن.) ) الفقيه أبو محمد الأسترباذيّ. سمع: أبا الحسين الفارسيّ، وأبا حفص بن مسرور الكنجروذيّ. (33/335)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 336 وكان فقيهاً بارعاً، إماماً، مختصّاً، بإمام الحرمين. وتفقّه أيضاً على القاضي حسين المرورّوذيّ. توفّي في نصف شوّال. 4 (حرف الشين)

4 (شعبة بن عبد اللّه بن عليّ.) أو بكر الطّوسيّ الأثريّ. سمع: عبد الرحمن بن حمدان النّصرونيّ، وأبا حسّان المزكّي. ومات في رجب. 4 (حرف العين)

4 (عبد الرحمن بن عليّ بن القاسم.) أبو القاسم الصّوفيّ العدل. ويعرف بابن الكامليّ. سمع: أبا الحسين بن أبي نصر، وأبا عليّ الأهوازيّ، وسليم بن أيّوب، وجماعة. روى عنه: أبو بكر الخطيب وهو أكبر منه، وغيث الأرمنازيّ، وابن أخيه (33/336)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 337 أحمد بن الحسين الكامليّ. وسكن صور، وبها توفّي في رمضان. وولد سنة تسع عشرة. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن يوسف.) أو نصر الإصبهانيّ السّمسار. آخر من حدّث عن أبي عبد اللّه محمد بن إبراهيم الجرجانيّ. روى عنه، وعن: عليّ بن ميلة الفقيه، وأبي بكر بن أبي عليّ الذّكوانيّ، وغيرهم. روى عنه: السّلفيّ، وقال: توفّي في المحرّم. وسئل عنه إسماعيل الحافظ فقال: شيخ لا بأس به.) 4 (عبد الرحيم بن أحمد بن عليّ.) أبو الحسن النّيسابوريّ الدّرديرانيّ. شيخ صالح عفيف. سمع: أبا بكر الحيريّ، ومن بعده. وعنه: عبد الغافر، وقال: توفّي في ربيع الأوّل. (33/337)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 338 4 (عبد الملك بن منصور بن حمد بن زائدة.) أبو المعالي الكاتب. إصبهانيّ من شيوخ السّلفيّ القدماء. مات في جمادى الأولى. سمع: ابن حسنويه. 4 (عبد المهيمن بن الحسين بن محمد بن القاسم.) أبو منصور الهاشميّ البغداديّ. توفّي في حدود هذه السّنة. سمع: أبا عليّ بن شاذان. وعنه: عبد الوهّاب الأنماطيّ، وعمر المغازليّ، وغيرهما. 4 (عبدوس بن عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه بن عبدوس.) أبو الفتح بن أبي محمد الرّوذباريّ، الفارسيّ، ثمّ الهمذانيّ. رئيس همذان. سمع: أباه، وعمّ أبيه عليّ بن عبدوس، ومحمد بن أحمد بن حمدويه الدّوسيّ، شيخ روى عن الأصمّ، وأبا طاهر الحسين بن سلمة، ومحمد بن عيسى المحتسب، ورافع بن محمد القاضي، وحمد بن سهل، وحميد بن المأمون، والحسين بن محمد بن فنجويه. وسمع بالدّينور: أبا نصر الكسّار. (33/338)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 339 وبنيسابور: منصور بن رامش، وأبا عثمان الصّابونيّ، وعبد الغافر الفارسيّ، وجماعة. أجاز له أبو بكر أحمد بن عليّ بن لال، وأبو عبد الرحمن السّلميّ، وأبو الحسن بن جهضم. وكان أسند من بقي بهمذان.) حدّث بغداد في سنة ستّ وستين، فروى عنه: أبو الحسين بن الطّيوريّ، وأبو القاسم بن السّمرقنديّ، وأبو الفضل محمد بن بنيمان الهمذاني. قال شيرويه: وسمعت من عبدوس، وكان صدوقاً، متقناً، فاضلاً، ذا حشمةٍ وصيت حسن الخطّ، حلّو المنطق. كفّ بصره، وصمّت أذناه في آخر عمره. وسماع القدماء منه أصحّ إلى سنة نيّفٍ وثمانين. ومات في جمادى الآخرة، وأنا غسلته. وقال: ولدت سنة خمسٍ وتسعين وثلاثمائة. وقال محمد بن طاهر: لمّا دخلت همذان بأولادي، كنت سمعت أنّ سنن النّسائي يرويه عبدوس، فقصدته، وأخرج إليّ الكتاب، والسّماع فيه ملحقٌ بخطّه، سماعاً طرّياً. فامتنعت من قراءته. وبعد مدّة خرجت بابني أبي زرعة إلى الدّونيّ، وقرأته على هارون بن حمدلة. (33/339)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 340 قلت: أبو زرعة آخر من روى عن عبدوس، وله عنه جزءان من حديث الأصمّ، رواهما عبد اللّطيف بن يوسف، عنه. وأنا التّاج عبد الخالق، عن الموفق، عن أبي زرعة، عن عبدوس بحديثٍ واحد. 4 (عليّ بن طاهر بن أحمد بن الملقب.) أبو الحسن الموصليّ البزّار. سمع: أبا الحسن محمد بن محمد بن مخلد. روى عنه: ابنه إسماعيل، وعبد الوّهاب الأنماطيّ، وإسماعيل السّمرقنديّ. وقرأ القرآن على ابن شيطا. وتوّفي في رجب، وله ستٌ وثمانون سنة. 4 (عليّ بن عبد الملك.) أبو الحسن الدبيقيّ المالكيّ. مات بعكّاء في جمادى الأولى. ورّخه هبة اللّه بن الأكفانيّ. 4 (عليّ بن محمد بن محمد بن عليّ الحاكم.) (33/340)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 341 أبو الحسن الأشقر.) نيسابوريّ صالح. روى عن: أبي نصر المفسّر صاحب الأصمّ، وغيره. وتوّفي في ربيع الآخر. 4 (عليّ بن محمد بن عبيد اللّه.) أبو القاسم الجوزجاني النّيسابوريّ. سمع: أبا القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللّه السراجّ. روى عنه: عبد اللّه بن الفراوي، ومنصور بن محمد الصّاعديّ، وعائشة بنت الصّفار. مات في جمادى الآخرة. 4 (حرف الفاء)

4 (الفضل بن عبد الواحد الإصبهانيّ الخبّاز.) يروي عن: أبي نعيم. روى عنه: أبو طاهر بن سلفة، وقال: مات في ذي الحجّة. 4 (الفضل بن محمد بن أحمد بن سعيد الحدّاد.) أخو أبي الفتح الحدّاد الإصبهانيّ. روى عن: أبي بكر عليّ الذكوانيّ، وعليّ بن عبدكويه، والحسين بن إبراهيم الجمّال. وعنه: السّلفيّ، وقال: مات في ذي القعدة. (33/341)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 342 4 (حرف الكاف)

4 (كمشتكين الرّوميّ.) عتيق بن مروان الإصبهانيّ، يكنى أبا طاهر. توفّي غريباً بالبصرة. روى عن: أبي القاسم بن البسريّ. وعنه: السلفيّ. 4 (حرف الميم)

4 (ماجد بن عليّ.) أبو الجيش الأعرابيّ الضبيّ.) حدّث في هذا العام بإصبهان. سمع سنة عشر وأربعمائة من أبي بكر الذّكوانيّ. وعنه: عبد اللّه بن عليّ الطامذيّ. 4 (محمد بن الحسين.) أبو الفضل الصّوفيّ الواعظ الحنفيّ. من مشاهير الوعاظّ بخراسان، ذكر بنيسابور مدّة، وسكنها، وحصل له قبولٌ تامّ. 4 (محمد بن عليّ بن الحسين.) أبو عبد اللّه القطيعيّ الكاتب. (33/342)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 343 وروى عن: عبد الملك بن بشران، وغيره. وعنه: عبد الرحيم ابن الأخوة، وأبو الفتح محمد بن عليّ بن عبد السلام. 4 (محمد بن محمد بن عبيد اللّه بن موسى.) أبو غالب العطّار، البقّال، البغداديّ، من ساكني النّصرية. صدوق صالح. سمع: أبا القاسم الحرفي، وأبا عليّ بن شاذان، وأبا القاسم بن بشران. 4 (محمد بن أبي نعيم بن عليّ النّسويّ.) أبو عبد اللّه الشافعيّ المقرئ، ويعرف بالبويطيّ. سمع: أبا محمد عبد الرحمن بن أبي نصر، وغيره. روى عنه: غيث الأرمنازيّ، وجمال الإسلام أبو الحسن، وهبة اللّه بن طاوس. توفّي بدمشق في ثامن المحّرم، وكان مولده بنسا في سنة. ورّخ موته ابن اكفانيّ. 4 (مسعود بن محمد بن إسماعيل.) أبو محمد الشّجاعيّ النّيسابوريّ الزّاهد. سمع: أبا الحسين عبد الغافر الفارسيّ، وأبا عثمان الصابونيّ، وابن مسرور، وخلقاً كثيراً. وروى عنه: عبد اللّه بن الفراويّ، وغيره. وأقبل على العبادة، وكان فقيهاً عابداً قانتاً عديم النّظير في انزوائه وورعه (33/343)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 344 واجتهاده، وكان أبوه أبو المظفر من وجوه المشايخ.) وتوّفي مسعود في ثالث عشر شوّال، وله ستٌ وسبعون سنة رحمه اللّه. 4 (المعمّر بن محمد.) النّقيب الطّاهر أبو الغنائم العلويّ العراقيّ الحنفيّ، نقيب الطالبييّن ببغداد، فيها توفّي، وولي بعده ابنه حيدرة. 4 (مفرح بن الحسين الأردبيليّ.) أبو الفضل الخطيب. قدم بغداد، وسمع من: عبد الملك بن بشران. وحدّث في هذا العام. روى عنه: إسماعيل السّمرقنديّ. 4 (منصور بن إسماعيل بن صاعد بن محمد.) (33/344)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 345 القاضي أبو القاسم ابن قاضي القضاة أبي الحسين. ناب عن أبيه، ثمّ وليّ قضاء القضاة، وسمع الحديث الكثير، وقرأ وحصّل النسخ، وكان محتشماً نبيلاً، مفتياً، إماماً، إليه المرجع في مذهب أبي حنيفة. حدّث عن: أبي القاسم السّراج، وأبي بكر الحيريّ، وعليّ بن أحمد بن عبدان، ومحمد بن موسى الصبرفيّ، وخلق. روى عنه: عبد الغافر الفارسيّ. وتوّفي في سلخ ربيع الأوّل، وله رحلة إلى بغداد والرّي وما وراء النّهر. 4 (حرف النون)

4 (نصر بن إبراهيم بن نصر بن داود.) (33/345)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 346 الفقيه أبو الفتح المقدسيّ النابلسيّ الشافعيّ، الزاهد. شيخ الشّافعية بالشّام، وصاحب التّصانيف. سمع بدمشق من: عبد الرحمن بن الطّبيز، وعليّ بن السّمسار، ومحمد بن عوف المزنيّ، وابن سلوان، وأبي عليّ الأهوازيّ. وسمع أيضاً من: محمد بن جعفر الميماسيّ بعزةّ ومن هبة اللّه بن سليمان بآمد ومن سليم بن أيوب بصور وعليه تفقه.) وسمع من خلقٍ كثير، حتّى سمع ممّن هو أصغر منه، وأملى مجالس قد وقع لنا بعضها. روى عنه من شيوخه: أبو بك الخطيب، وأبو القاسم النّسيب، وأبو الفضل يحيى بن عليّ، وجمال الإسلام أبو الحسن السّلميّ، وأبو الفتح نص اللّه المصّيصيّ، وعليّ بن أحمد بن مقاتل، وحسّان بن تميم الزّيات، وأبو يعلى حمزة بن الحبوبيّ، وخلق كثير. وسكن القدس مدّةً طويلة، ثمّ قدم دمشق سنة ثمانين وأربعمائة، فأقام بها يدرّس ويفتي، إلى أن مات بها. نقل صاحب تاريخ دمشق أنّ السلطان تاج الدولة تتش زار الفقيه نصراً، فلم يقم له، ولا التفت إليه، وكذا ولده دقاق. وسأله دقاق: أيّ الأموال أحلّ فقال: مال الجوالي. فبعث إليه بمبلغٍ، فلم يقبله، وقال: لا حاجة بنا إليه. (33/346)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 347 فلمّا راح الرّسول لامه نصر اللّه المصيصيّ وقال: قد علمت حاجتنا إليه. فقال: لا تجزع، فسوف يأتيك من الدّنيا ما يكفيك فيما بعد، فكان كما تفرس فيه. حكاها غيث الأرمنازيّ، وقال: سمعته يقول: درست على سليم أربع سنين، فسألته: في كم كتبت تعليقة سليم فقال: في ثمانين جزءاً وما كتبت منها شيء إلاّ على وضوء. قلت: وكان إماماً علاّمة في المذهب، زاهداً، فاتناً، ورعاً، كبي الشأن. قال الحافظ ابن عساكر: لم يقبل من أحدٍ صلةً بدمشق، بل كان يقتات من غلةٍ تحمل إليه من أرضٍ بنابلس ملكه، فيخب له كلّ ليلة قرصةً في جانب الكانون. حكى لي ناصر النّجار، وكان يخدمه، أشياء عجيبة من زهده وتقلّله، وتركه تناول الشّهوات. وكان رحمه اله، على طريقةٍ واحدةٍ من الزّهد والتنزه عن الدّنايا والتّقشف. وحكى لي بعض أهل العلم قال: صحبت إمام الحرمين بخراسان، وأبا إسحاق الشيرازيّ ببغداد، فكانت طريقته عندي أفضل من طريقة إمام الحرمين. ثمّ قدمت الشّام، فرأيت الفقيه أبا الفتح، فكانت طريقته أحسن من طريقتيهما. قال غيه: كان الفقيه نصر يعرف بابن أبي حافظ. (33/347)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 348 ومن تصانيفه: كتاب الحجّة على تارك المحجّة، وهو مشهور مرويّ، وكتاب الانتخاب الدمشقيّ وهو كبير في بضعة عشر مجلداً، وكتاب التّهذيب في المذهب في عشر مجلدات،) وكتاب الكافي مجلّد، ليس فيه قولين ولا وجهين. وعاش أكثر من ثمانين سنة. ولمّا قدم الغزاليّ دمشق جالس الفقيه نصراً، وأخذ عنه. وتفقّه به جماعة بدمشق. توفّي يوم عاشوراء، ودفن بمقبرة باب الصّغير، وقبره ظاهرُ يزار، رحمه اللّه. وقال ابن عساكر: قال من حضر جنازة الفقيه نصر: خرجنا بها، فلم يمكنّا دفنه إلى قريب المغرب، لأن الخلق حالوا بيننا وبينه، ولم نر جنازةً مثلها. أقمنا على قبره سبع ليالٍ. (33/348)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 349 4 (حرف الهاء)

4 (هادي بن الحسن بن محمد بن العلوي.) أبو البركات الإصبهانيّ. من أعيان السّادة. سمع: ابن ريدة، والفضل بن سعيد، وعبد الرحمن بن أبي بكر الذكوانيّ. روى عنه: السلفيّ، وقال: توفّي في ذي القعدة. 4 (حرف الياء.)

4 (يحيى بن أحمد بن أحمد بن محمد بن عليّ.) أبو القاسم السّيبيّ القصريّ، المقرئ المعمر. سأله غير واحدٍ عن مولده فقال: في سنة ثمانٍ وثمانين وثلاثمائة. وقال مرةً: في جمادى الأولى بقصر ابن هبيرة. فيكون عمره مائةً وسنتين. قرأ القرآن بالرّوايات على: أبي الحسن الحماميّ. وسمع: أبا الحسن بن الصلت، وأبا الحسين بن بشران، وأبا الفضل عبد الواحد التّميميّ، ومحمد بن الحسين القطّان، وغيرهم. ولو سمع على قدر مولده لسمع من أصحاب البغويّ، وابن أبي داود. (33/349)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 350 وكان حسن الإقراء، مجوداً، ختم عليه خلق القرآن. وذكره السّمعانيّ فقال: رحل النّاس إليه من الآفاق، وأخذوا عنه الحديث وأكثروا.) وكان خيراً، ثقة، صالحاً، ديّناً. روى لنا عنه: أبو بكر الأنصاريّ، وأبو القاسم بن السّمرقنديّ، وأبو البركات الأنماطيّ، وأبو الفرج اليوسفيّ، وأبو القاسم التيّميّ الحافظ، وأبو نصر الغازي، وآخرون. وسمعت ابن ناصر يقول: إنّه توفّي في الخامس والعشرين من ربيع الآخر. وقال ابن سكرة: كان صالحاً، مسناً، عفيفاً، لو سمع لكان من أسند من لقيناه. وفارقته سنة تسعٍ وثمانين، وهو يمشي ويتصرف، ويتعمّم بالسواد. ذكر ابن النّجار أنّه سمع من أبي الحسن أحمد بن محمد بن الصّلت. (33/350)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 351 4 (الكنى)

4 (الأمير أبو نصر.) ابن الملك جلال الدّولة أبي طاهر بن بويه. عدم في هذا العام. وهو آخر من ركب الخيل من بني بويه. كان السلطان ملكشاه قد أقطعه المدائن وغيرها، فهرب والتجأ إلى سيف الدّولة ابن مزيد، فأعرض عنه، فتنقل في الأرض، وأضمرته البلاد. وكانوا قد شهدوا عليه بالزندقة، وحكم القاضي بقتله. وكان له داران ببغداد، فعملتا مسجدين بأمر الخليّفة. (33/351)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 352 4 (المتوفّون تقريباً من أهل هذه الطبقة)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن زاهر.) أبو بكر الطوسيّ. قدم إصبهان فروى صحيح مسلم عن: أبي بكر محمد بن إبراهيم الفارسيّ صاحب الجلوديّ. روى عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ، وأبو الخير عبد الكريم بن فورجة، وجماعة. مات سنة سبعٍ أو ثمانٍ وثمانين. 4 (أحمد بن عبد اللّه بن سمير.) الإصبهانيّ المقرئ، العبد الصالح. سمع: ابن مردويه، وأبا بكر بن أبي عليّ.) وعنه: إسماعيل الصلحيّ ووصفه بالصّلاح، وأبو سعد البغداديّ، وعبد العزيز بن محمد الأدميّ الشيرازيّ. وسمير بضم المهملة. 4 (أحمد بن عليّ بن محمد بن يحيى بن الفرج.) (33/352)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 353 أبو نصر الهاشميّ البصريّ، المعروف بالهباريّ، وبالعاجيّ، المقرئ المجوّد. أحد من عني بالقراءآت والفرائض. قال ابن النجار: سافر في طلب القراءآت، فدخل بغداد سنة ست عشرة وأربعمائة، وقرأ القرآن على أبي الحسن الحماميّ، وقرأ بدمشق على أبي عليّ الأهوازيّ، وبحران على الشّريف أبي القاسم عليّ بن محمد الزّيديّ. ثمّ جال في العراق، وخراسان، وحدّث بمرو بكتاب السّنن لأبي داود، عن أبي عمر الهاشميّ. سمعه منه: أبو بكر محمد بن منصور السّمعانيّ. ثمّ دخل بخارى، وسمرقند. قرأ عليه أبو الكرم الشّهرزوريّ بالرّوايات. قلت: إلى سورة الفتح. وقال أبو سعد السّمعانيّ: نا أبو طاهر محمد بن محمد الخطيب قال: كان أبوك سمع من أبي نصر الهبّاريّ كتاب السنن، فلمّا ورد العراق طعنوا في الهبّاريّ، ورموه بالكذب والتعمد فيه، وشرطوا عليه أن لا يروي عنه. وقال: محمد بن عبد الواحد الدّقاقّ: أبو نص الهباريّ، كذّاب، لا تحل الرواية عنه. قال خميس الحوزيّ: ولد أبو نصر بالبصرة سنة ست وتسعين وثلاثمائة، وحدّث بواسط سنة ثلاثٍ وثمانين، ويقال إنّه مات بها، فالله أعلم. 4 (أحمد بن منصور.) أبو نصر الظفريّ الإسبيجابيّ، الفقيه الحنفيّ، المعروف بأحمد جي. (33/353)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 354 كان أحد الأئمة الكبار، شرح مختصر الطّحاوي وتبحر في حفظ المذهب في بلاده، ثمّ قدم سمرقند، فأجلسوه للفتوى، وتخّرج به الأصحاب، وظهرت له الآثار الجميلة. ويقال إنّه وجد له بعد وفاته صندوق فيه فتاوى كثيرة، كان فقهاء عصره قد أفتوا فيها) وأخطأوا، ووقعت في يده، فأخفاها لئلا يظهر بقضائهم وأجاب المستفتين عنها بغيرها. وقد ذكره صاحب القند في معرفة علماء سمرقند، ولم يذكر له وفاةً، وذكره بين جماعة توفوا بعد الثمانين وقبلها. 4 (إبراهيم بن أحمد بن عبد اللّه.) أبو إسحاق الرازيّ المعروف بالبيّع. رحّال، صالح، خيّر، صوفيّ متواضع. حدّث عن: أبي الحسن بن صخر البصريّ، وأبي الفضل الأرجانيّ، وجماعة. روى عنه: أبو عليّ العجليّ بهمذان، وأبو تمام الصّيمريّ ببروجرد. وقيل إنّه ورث من أبيه أكثر من سبعين ألف دينار، فأنفقها على الفقراء والمتعلمين. ولد سنة إحدى عشرة، ومات بالرّيّ بعد الثّمانين. (33/354)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 355 4 (أحمد بن محمد بن عمر بن سيّويه بن خرّة.) أبو نصر الإصطخريّ، ثمّ الإصبهانيّ. حدّث عن: أبي عبد اللّه الجرجانيّ، وأبي بكر الحيريّ، وأبي سعيد الصيرفيّ. روى عنه: أبو سعد أحمد بن محمد البغداديّ، وعبد اللّه بن أحمد السّمرقنديّ، وآخرون. حدّث بمسند الشافعيّ. 4 (حرف الحاء)

4 (الحسين بن عليّ بن خلف بن جبريل.) الواعظ الكبير أبو عبد اللّه الألمعيّ الكاشغريّ، ويعرف بالفضل. قدم بغداد مرّات، وسمع من ابن غيلان، والصّوريّ. وبالكوفة من محمد بن عليّ العلويّ. وحدّث عن: المختار بن عبد اللّه البصريّ، وعبد الكريم بن أحمد الثعالبيّ البلخيّ، وعبد الوهاب بن الشعبيّ. وحدّث باليسير. حدّث عنه: أبو غالب بن البنا. قال ابن النّجار: كان صالحاً بكاءً خاشعاً، لا تأخذه في اللّه لومة لائم، إلاّ أنّه كثير المنكرات) والموضوعات، ضعّف واتهم بها، وحدّث ببغداد في سنة ثلاثٍ وستين. وقال شيرويه: قدم علينا، فكنت أحضر مجلسه، وكان يعظ النّاس وتاب على يديه خلق كثير، وعامة حديثه مناكير. وقال السّمعانيّ: قرأت بخطّ أبي: سمعت محمد بن عبد الحميد العبديّ المروزيّ يقول: كان الكاشغريّ يضع الأحاديث ويركب المتون، وكان ابنه عبد (33/355)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 356 الغافر ينكر عليه ذلك. عاش بعد ابنه عبد الغافر قريباً من عشر سنين. 4 (الحسين بن محمد بن مبشّر.) أبو عليّ الأنصاريّ الأندلسي السّرقسطيّ، المقرئ. ويعرف بابن الإمام. قرأ القرآن على: أبي عمرو الدّانيّ، وغيره. ورحل إلى ديار مصر، وقرأ القراءآت على: أبي عليّ الحسن بن محمد بن إبراهيم البغداديّ المالكيّ. وسمع من: أبي ذرّ الهرويّ، وإسماعيل بن عمرو الحدّاد، وتصدر للإقراء بجامع سرقسطة نحواً من أربعين سنة. قرأ عليه القراءآت جماعة منهم: أبو عليّ بن سكرة. 4 (حرف الخاء)

4 (خديجة بنت أبي القاسم عبد العزيز بن عبد الرحمن الكرابيسيّ الصّفار.) شيخة مسنة مسندة. عاشت إلى حدود التّسعين. سمعت: محمد بن أحمد بن إبراهيم الأشنانيّ، وأبا حامد أحمد بن الوليد الزوزنيّ صاحب محمد بن أحمد بن خنب. روى عنهما: فضل اللّه بن وهب اللّه الحذّاء، وعبد الخالق بن الشحاميّ، (33/356)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 357 وعبد اللّه بن الفراويّ، وشافع بن عليّ الشّغريّ، وآخرون. وقد مضى أخوها محمد في سنة ثلاثٍ وسبعين. 4 (حرف العين) ) 4 (عبيد اللّه بن عطاء الإبراهيمي.) مر في تلك الطّبقة. 4 (عبد اللّه بن عليّ.) أبو المظفر ابن الدهّان الهرويّ. سمع من: عبد الجبّار الجراحيّ. روى عنه: عبد الملك الكروخيّ الجزء الأخير من الترمذيّ 4 (عبد الرحمن بن أحمد.) أبو أحمد المروزيّ المعروف بفقيه شاه. سمع: أبا الخير أحمد بن عبد اللّه بن بريدة المسروريّ، وإسماعيل بن ينال المحبوبيّ. قال عبد الرحيم بن السّمعانيّ: ثنا عنه أبو طاهر محمد بن محمد السنجيّ، ومحمد بن النعمان بن أبي عاصم. توفّي بعد سنة. 4 (حرف الميم.)

4 (محمد بن أحمد بن عمر.) (33/357)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 358 القاضي أبو عمر النهاونديّ. من بقايا المسندين بالبصرة. روى عن جدّه لأمه أبي بكر محمد بن الفضل بن العبّاس البابسيريّ، سمع منه في سنة إحدى وعشرين وأربعمائة وعن طلحة بن يوسف المواقيتيّ، صاحبيّ أبي إسحاق الهجيميّ. وعمّر طويلاً. سمع منه: ابنه القاضي أبو طاهر، وغيره. وروى عنه: بالإجازة الحافظان أبو عليّ بن سكرة الصدفيّ، وأبو طاهر السلفيّ. وبقي إلى بعد التسعين وأربعمائة فيما أرى. قرأت على عبد المؤمن الحافظ، أخبرك ابن رواج، أنّ أبا طاهر بن سلفة الحافظ أخبره، قال: كتب إليّ أبو عمر النهاونديّ من البصرة: أنا جدّي أبو بكر محمد بن الفضل، ثنا إبراهيم بن عليّ الهجيميّ، ثنا أبو قلابة، نا أبو عاصم، نا سفيان الثوريّ، قال: بلغني عن الحسن أنّه قال في الرجل يذنب ثمّ يتوب، ثمّ يذنب، ثمّ يتوب ثلاثاً، قال: تلك أخلاق المؤمنين.) 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد.) الحاكم أبو منصور، النوّقانيّ، الطوسيّ المعروف بالعارف، من علماء خراسان. سمع: عبد اللّه بن يوسف، وأبا عبد الرحمن السّلميّ، وأبا مسلم غالب ابن عليّ الرّازيّ الحافظ، وجماعة. (33/358)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 359 قال عبد الرحيم بن السّمعانيّ: أدركت من أصحابه أبا سعد محمد بن أحمد بن الجليل الحافظ، ولد قبل عام أربعمائة. وسأله أبو محمد السّمرقنديّ عن مولده، فقال: سنة خمسٍ وتسعين وثلاثمائة. توفّي بنوقان سنة نيفٍ وثمانين وأربعمائة. 4 (محمد بن عبد السّلام بن شانده.) أبو المعالي الإصبهانيّ، ثمّ الواسطيّ الشيعيّ. روى عن: عليّ بن محمد بن عليّ الصيدلانيّ ابن خزفة، وأبي القاسم عليّ بن كردان النّحويّ، وغيرهما. قال السلفيّ: سألت خميساً الحوزيّ وقد قال لي: آخر من روى عن ابن كردان أبو المعالي بن شانده، فقلت: من ابن شانده قال: كان إصبهانيّاً رئيساً محتشماً ثقة، ولد سنة ست وتسعين وثلاثمائة، سمع من ابن خزفة تاريخ أحمد بن أبي خيثمة، وكان عنده عن عمّه أبي محمد التلعكبريّ، من مصنفي الرّافضة، كتبٌ من علمهم لا يسمعها أحداً. ومددت يدي إليها. قلت: وممّن روى عنه: عليّ بن محمد الجلابيّ في تاريخه وبقي إلى بعد الثّمانين: والحافظ أبو عليّ بن سكرة، وقال: هو محمد بن عبد السلام بن عبيد اللّه بن حمولة نزيل واسط، سمع سنة من ابن خزفة. (33/359)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والثلاثون الصفحة 360 4 (محمد بن يوسف بن عليّ بن خلصة.) أبو عبد اللّه الشّاطبيّ. سمع: ابن عبد البر، وبمكة: هيّاج بن عبيد. وروى عنه: طاهر بن مفوز، وأبو إسحاق بن جماعة، وجماعة. توفّي نحو التسعين وأربعمائة. 4 (محمد بن إبراهيم بن إلياس.) ) أبو عبد اللّه اللّخميّ الأندلسيّ، ويعرف بابن شعيب، وهو جدّه لأمه. روى عنه: وعن: مكيّ بن أبي طالب القيسيّ، وأبي العباس المهدويّ، وأبي عمرو الدانيّ. قال الأبّار: تصدر بجامع المرية لإقراء القرآن والعربيّة والآداب. روى عنه: أبو الحسن بن موهب، وأبو الحسن بن نافع، وأبو عبد اللّه بن معمر. وقفت على السّماع منه في سنة. 4 (مغيرة بن محمد بن محمد بن حسن.) أبو الغيث الثقفيّ الجرجانيّ. ثقة، خير، من ذرية المغيرة بن شعبة. كان من بقايا أصحاب حمزة بن يوسف السّهميّ. قال السّمعانيّ: ثنا عنه أبو عامر سعد بن عليّ الجرجانيّ بمرو. قال: وتوفّي رحمه اللّه بمرو سنة نيفٍ وتسعين وأربعمائة، وكان من أبناء تسعين سنة. (33/360)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 7 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الخمسون أحداث)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (سنة إحدى وتسعين وأربعمائة) ابتداء دولة الإفرنج قال ابن الأثير: ابتداء دولة الإفرنج، لعنهم الله، في سنة ثمان وسبعين فملكوا طليطلة وغيرها من الأندلس، ثم قصدوا صقلية في سنة أربع وثمانون فملكوها، وأخذوا بعض أطراف إفريقية. بدء حملات الإفرنج إلى بلاد الشام، وخرجوا في سنة تسعين إلى بلاد الشام، فجمع ملكهم بردويل جمعاً كثيراً، وبعث إلى الملك رجار صاحب صقلية يقول: أنا واصل إليك وسائر من عندك إلى الإفريقية أفتحها، وأكون مجاوراً لك، فاستشار رجار أكابر دولته، فقالوا: هذا جيد لنا وله، وتصبح البلاد بلاد النصرانية، فضرط ضرطةً وقال: وحق ديني هذا خير من كلامهم. قالوا: ولم ذلك قال: إذا وصل احتاج إلى كلفة كبيرة ومراكب وعساكر من عندي فإن فتحوا إفريقية كانت له ويأخذون أكثر مغل بلادي، وإن لم يفتحوا رجعوا إلى بلادي وتأذيت. ويقول تميم يعني ابن بادرس: غدرت ونقضت العهد ونحن إن وجدنا قوة أخذنا إفريقية. ثم أحضر الرسول، إذا عزمتم على حرب المسلمين فالأفضل فتح بيت (34/7)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 8 المقدس، تخلصونه من أيديهم، ويكون لكم الفخر، وأما إفريقية فبيني وبين صاحبها عهود وأيمان. فتركوه وقصدوا الشام. وقيل أن صاحب مصر لما رأى قوة السلجوقية واستيلائهم على الشام ودخول اتسز إلى القاهرة وحصارها، كاتب إفرنج يدعوهم إلى المجيء إلى الشام ليملكوه. عبور الإفرنج خليج القسطنطينية إلى إنطاكية وقيل: إنهم عبروا خليج القسطنطينية وقدموا إلى بلاد قليج أرسلان بن سلمان بن قتلمش السلجوقي، فالتقاهم، فهزموه في رجب سنة تسعين. واجتازوا ببلاد ليون الأرمني فسلكوها. وخرجوا إلى إنطاكية فحاصروها، فخاف ياغي سيان من النصاري الذين هم رعيته، فأخرج المسلمين خاصة لعمل الخندق أيضاً، فعملوا فيه إلى العصر، ومنعهم من الدخول، وأغلق الأبواب، وأمن غائلة النصارى. وحاضرته الإفرنج تسعة أشهر، وهلك أكثر الإفرنج قتلاً وموتاً بالوباء وظهر من شجاعة ياغي سيان وحزمه ورأيه ما لم يشاهد من غيره، وحفظ بيوت رعيته النصارى بما فيها. (34/8)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 9 ثم إن الإفرنج راسلوا الزراد أحد المقدمين، وكان متسلماً برجاً) من الوادي، فبذلوا له مالاً، فعامد إلى المسلمين يطلعوا إلى أن تكاملوا خمسمائة، فضربوا البوق وقت السحر، ففتح ياغي سيان الباب، وهرب في ثلاثين فارساً، ثم هرب نائبه قي جماعة. إستباحة الإفرنج إنطاكية واستبيحت إنطاكية فأنا لله وأنا إليه راجعون، وذلك في جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين. وأسقط في يد يغيسيان صاحبها، وأكل يديه ندماً حيث لم يعد ويقاتل عن حرمة حتى يقتل. فلشدة ما لحقه سقط مغشياً عليه، وأراد أصحابه أن يركبوه، فلم يكن فيه حيل يتماسك به، بل قد خارت قوته فتركوه ونجوا. فاجتاز به أرمني حطاب، فرآه بآخر رمق، فقطع رأسه وحمله إلى الإفرنج. رواية سبط ابن الجوزي وقال صاحب المرآة: وكثر النفير على الإفرنج، وبعث السلطان بركياروق إلى العساكر يأمرهم بالميسر إلى عميد الدولة للجهاد. وتجهز سيف الدولة فمعنه ابن مزيد. فجاءت الأخبار إلى بغداد بأن (34/9)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 10 إنطاكية أخذت، وأن الإفرنج صاروا إلى المعرة، وكانوا في ألف ألف إنسان، فنصبوا عليهم السلالم، ودخلوها، وقتلوا منها مائة ألف إنسان، وسبوا مثل ذلك، وفعلوا بكفر ما طاب كذلك. قلت: دافع أهل المعرة عنها وقاتلوا قتال موت حتى خذلوا، فقتل بها عشرون ألف، فهذا أصح. رواية ابن القلانسي وقال أبويعلى ابن قلانسي: وأما إنطاكية فقتل بها وسبي بها من الرجال والنساء والأطفال ما لم يدركه حصر. وهرب إلى القلعة تقدير ثلاثة الآلف تحصنوا. قال أبو معلى: وبعد ذلك أخذوا المعرة في ذي الحجة. رواية ابن الأثير قال ابن الأثير: ولما سمع قوام الدولة كبر بوقا صاحب الموصل بذلك، (34/10)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 11 جمع الجيوش وسار إلى الشام، ونزل بمرج دابق فاجتمعت معه عساكر الشام، تركها وعربها سوى جند حلب. فاجتمع معه دقاق وطغتكين أتابك، وجناح الدولة صاحب حمص، وأرسلان صاحب سنجار، وسليمان بن أرتق وغيرهم، فعظمت المصيبة على الإفرنج، وكانوا في وهن وقحط. وسارت الجيوش فنازلتهم. ولكن أساء السيرة كبربوقا في المسلمين، وأغضب الأمراء وتحامق، فأضمروا له الشر، وأقامت الإفرنج في إنطاكية بعد أن ملكوها ثلاثة عشر يوماً، وليس لهم ما يأكلونيه وأكل ضعفاؤهم الميتة وورق الشجر، فبذلوا البلد بشرط الأمان، فلم يعطهم كبربوقا.) حربة المسيح عليه السلام المزعومة وكان بردويل، وصنجيل وكندفري، والقمص صاحب الرها وبيمنت صاحب إنطاكية، ومعهم راهب يراجعون إليه، فقال: إن المسيح كانت له حربة مدفونة بإنطاكية، فإن وجدتموها نصرتم، ودفن حربة في مكان عفاه، وأمرهم بالصوم والتوبة ثلاثة أيام، ثم أدخلهم في مكان، أمر بحفرة، فإذا بالحربة، فبشرهم بالظفر (34/11)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 12 وخرجوا للقاء، وعملوا مصافاً، فولى بعض العساكر حرب كبربوقا، لما في قلبهم منه، وما كان ذا وقت ذا، فاشتغل بعضهم ببعض، ومالت عليهم الإفرنج فهزمتم، وهربوا من غير أن يقاتلوا، فظنت الإفرنج أنها مكيدة، إذا لم يجر قتال يوجب الهزيمة. وثبت جماعة من المجاهدين، وقاتلوا خشية، فحطمتهم الإفرنج، واستشهد يومئذ ألوف، وغنمت الإفرنج من المسلمين معظم ثقلهم ودوختهم. دخول الإفرنج المعرة ثم ساروا إلى المعرة فحاصروها أياماً، ثم دخل المسلمين فشل هلع، وظنوا أنهم إذا تحصنوا بالدور الكبار امتنعوا بها، فنزلوا من السور إلى الدور، فرآهم طائفة أخرى، ففعلوا كفعلهم، فخلا مكانهم من السور، فصعدت الإفرنج على السلالم، ووضعوا فيهم السيف ثلاثة أيام، وقتلوا ما يزيد على مائة ألف، وملكوا جميع ما فيها. (34/12)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 13 محاصرة الإفرنج عرقة وساروا إلى عرقة، فحصروها أربعة أشهر، ونقبوا أماكن، ثم صالحهم عليها صاحب شيزر ابن منقذ. منازلة الإفرنج حمص: فساروا ونازلوحمص، ثم صالحهم جناح الدولة على طريق عكا. شغب الجند على السلطان بركياروق وفيها شغب الجند على السلطان بركياروق وقالوا: لا نسكت لك حتى تسلم لنا مجد الملك القمي المستوفي وكان قد أساء السيرة، وضيق الأرزاق. فقال: والله لا أمكنهم منك. وعزم إلى إخفائه، فقيل له: متى خرج عنه قتلوة، ولكن اشفع فيه. فبعثه وقال للأمراء: السلطان يشفع إليكم فيه فثاروا به وقتلوه. ثم جاءوا وقبلوا الأرض من بين يدي بركياروق، فسكت. (34/13)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 14 خروج بيت المقدس من يد ابن أرتق وقال أبويعلى: وسار أمير الجيوش أحمد حتى نازل بيت المقدس وحاصره، وأخذه من سقمان) بن أرتق. (34/14)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 15 4 (سنة اثنتنين وتسعين وأربعمائة.)

4 (مقتل أنر عامل بركياروق:) لما سار السلطان بركياروق إلى خراسان، استعمل أنر على فارس وبلادها وكان قد تغلب عليها خوارج الأعراب، وآغتضدوا بصاحب كرمان ابن قاروت، فالتقاهم أنر، فهزموه وجاء مفلولاً. ثم ولي إمارة العراق، يعني قبل بركياروق، فأخذ يكاتب الأمراء المجاورين له، وعسكر بإصبهان، ثم سار إلى إقطاعه بأذربيجان، وقد عاد، وانتشرت دعوة الباطنية بأصبهان، فانتدب لقتالهم، وحاصر قلعة لهم بارض إصبهان. واتصل به مؤيد الملك ابن نظام الملك، وجرت له الأمور. ثم كاتب غياث الدين محمد بن ملكشاه، وهوذا ذاك بكنجة، ثم سار إلى الري في نحوعشر الآف، وهم بالخروج على بركياروق، فوثب عليه ثلاثة فقتلوه في رمضان بعد الإفطار. فوقعت الصيحة ونهبت خزائنه، تفرق جمعه، ثم نقل إلى إصبهان، فدفن في داره. استيلاء الإفرنج على بيت المقدس وفيها أحدق الإفرنج ببيت المقدس. لما كسرت الإفرنج خذلهم الله، المسلمين على إنطاكية في العام (34/15)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 16 الماضي قووا وطغوا، وكان تاج الدولة تتش قد استولى على فلسطين وغيرها، وانتزع البلاد من نواب بني عبيد، فاقطع الأمير سقمان بن أرتق التركي بيت المقدس، فرتبه وحصنه، فسار الأفضل بن بدر أمير الجيوش، فحاصر الأمير سقمان وأخاه إيلغازي، ونصبوا على القدس نيفاً وأربعين منجنيقاً، فهدموا في سوره. ودام الحصار نيفاً وأربعين يوماً، وأخذوه بالأمان في شعبان سنة تسع وثمانين. وأنعم الأفضل على سقمان وأخيه، وأجزل لهم الصلات. فسار سقمان واستولى على الرها، وذهب أخوه إلى العراق. وولي على القدس افتخار الدولة، فدام فيه إلى هذا الوقت. وسارت الجيوش النصرانية من حمص، ونازلت عكا أياماً، ثم ترحلوا وأتوا القدس، فحاصروه شهراً ونصف، ودخلوا من الجانب الشمالي ضحوة نهار الجمعة لسبعٍ بقين من شعبان، واستباحوه، فأنا لله وأنا إليه راجعون. واحتمى جماعة ببرج داود، ونزلوا بعد ثلاثٍ بالأمان، وذهبوا إلى عسقلان. رواية ابن الأثير عن دخول الإفرنج بيت المقدس) قال ابن الأثير: قتلت الإفرنج بالمسجد الأقصى ما يزيد على سبعين (34/16)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 17 ألفاً، منهم جماعة من العلماء والعباد والزهاد، ومما أخذوا أربعين قنديلاً من الفضة، وزن القنديل ثلاثة الآلف وستمائة درهم. وأخذوا تنوراً من فضة، وزنه أربعون رطلاً بالشامي، وغنموا ما لا يحصى. وورد المستنفرون من الشام إلى ببغداد صحبة القاضي أبي سعد الهروي، فأوردوا في الديوان كلاماً أبكى العيون وجرح القلوب. وبعث الخليفة رسلاً، فساروا إلى حلوان، فبلغهم قتل مجد الملك الباسلاني، فردوا من غير بلوغ إربٍ، ولا قضاء حاجة، واختلف السلاطين، وتمكنت الإفرنج من الشام. وللأبيوردي: (34/17)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 18 (مزجنا دماء بالدموع السواجم .......... فلم يبق منا عرضة للمراحم)

(وشر سلاح المرء دمع يفيضه .......... إذا الحرب شبت نارها بالصوارم)

(فيا أيهاً بني الإسلام، إن وراءكم .......... وقائع يلحقن الذرى بالمناسم)

(أتهويمة في ظل أمنٍ وغبطةٍ .......... وعيش كنوار الخميلة ناعم)

(وكيف تنام العين ملء جفونها .......... على هفوات أيقظت كل نائم)

(وإخوانكم بالشام يضحي مقيلهم .......... ظهور المذاكي أوبطون القشاعم)

(تسومهم الروم الهوان وأنتم .......... تجرون ذيل الخفض فعل المسالم)

(فكم من دماء قد أبيحت، ومن دمىٍ .......... توارى حياء حسنها بالمعاصم)

(بحيث السيوف البيض محمرة الظبا .......... وسمر العوالي داميات اللهاذم)

(يكاد لهن المستجن بطيبةٍ .......... ينادي بأعلى الصوت: يا آل هاشم)

(أرى أمتي لا يشرعون إلى العدى .......... رماحهم، والدين واهي الدعائم)

(ويجتنبون النار خوفاً من الردى .......... ولا يحسبون العار ضربة لازم)

(أترضى صناديد الأعارب بالأذى .......... وتغضي على ذلٍ كماة الأعاجم) (34/18)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 19 (فليتهم لم يردوا حمية .......... عن الدين ضنوا غيرة بالمحارم) رواية سبط ابن الجوزي قال أبوالمظفر سبط ابن الجوزي: سارت الإفرنج ومقدمهم كندفري في ألف ألف، بينهم خمسمائة ألف مقاتل، عملوا برجين من خشب مطلين على السور، فأحرق المسلمون البرج الذي كان بباب صهيون، وقتلوا من فيه، وأما الآخر فزحفوا به حتى ألصقوه بالسور وحكموا) به على البلد وكشفوا من كان بإزائهم، ورموا بالمجانيق والسهام رمية رجلٍ واحدٍ، فانهزم المسلمون من السور. قلت: هذه مجازفة بينة، بل قال ابن منقذ: إن جزءاً كان بخيل، وإن قوما وقفوا على سورها بأمر الوالي في مضيق لا يكاد يعبر منه إلا واحد بعد واحد. قال: فكان عدد خيلهم ستة آلاف ومائة فارس، والرجالة ثمانية وأربعون ألفاً. ولم تزل دار الإسلام من فتحها عمر رضي الله عنه. وكان الأفضل لما بلغه نزولهم على القدس تجهز وسار من مصر في عشرين ألف، فوصل إلى عسقلان ثاني يوم الفتح، ولم يعلم. وراسل الإفرنج. (34/19)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 20 قال ابن الأثير: فأعادوا الرسول بالجواب، ولم يعلم المصريون بشيء فبادلوا السلاح بالخيل، وأعجلتهم الإفرنج فهزموهم، وقتلوا منهم من قتل، وغنموا خيامهم بما فيها. ودخل الأفضل عسقلان، وتمزق أصحابه. فحاصرته الإفرنج بعسقلان، فبذل لهم ذهباً كثيراً، فردوا إلى القدس. قال أبويعلى ابن القلانسي: قتلوا بالقدس خلقاً كثيراً وجمعوا اليهود في الكنيسة وأحرقوها عليهم، وهدموا المساجد. ابتداء دولة محمد بن ملكشاه وفيها ابتداء دولة محمد بن ملكشاه. لما مات أبوه ببغداد سار مع أخيه محمود والخاتون تركان إلى إصبهان، ثم أن أخاه بركياروق أقطعه كنجة، وجعل له أتابكاً، فلما قوي محمد قتل أتابغل قتلغ تكين، واستولى على مملكة أران، وطلع شهماً شجاعاً مهيباً، قطع خطبة أخيه، واستوزره مؤيد الملك عبد الله بن نظام الملك. فإنه التجأ إليه بعد قتل مخدومه أنر. واتفق قتل مجد الملك الباسلاني، واستيحاش العسكر من بركياروق، ففارقوه وقدموا على محمد، وكثر عسكره فطلب الري، وعرج أخوه إلى إصبهان، فعصوا عليه، ولم يفتحوا له، فسار إلى خوزستان. وأما محمد فاستولى على الري وبها زبيدة والدة السلطان بركياروق، (34/20)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 21 فسجنها مؤيد الملك الوزير، وصادرها وأمر بخنقها. ولكن أظفر الله بركياروق بالمؤيد فقتله. الخطبة للسلطان محمد وسار سعد الدولة كوهرائين من بغداد إلى خدمة السلطان محمد، فخلع عليه ورده إلى بغداد نائباً له، وأقيمت الخطبة ببغداد، ولقب غياث الدنيا والدين في آخر السنة. الغلاء والوباء بخراسان وفيها، وفي العام الماضي، كان بخراسان الغلاء المفرط، والوباء، حتى عجزوا عن الدفن،) وعظم البلاء. نقل المصحف العثماني من طبرية إلى جامع دمشق وفيها نقل الأتابك طغتكين من طبرية المصحف العثماني خوفاً عليه إلى دمشق، وخرج الناس لتلقيه، فأقره في خزانة بمقصورة الجامع. (34/21)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 22 4 (سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة) دخول عسكر بركياروق الحلة لما سار بركياروق إلى خوزستان دخلها بجميع من معه وهم في حالٍ سيئة، ثم سار عسكره إلى واسط، فظلموا الناس، ونهبوا البلاد وسار إلى خدمته الأمير صدقة بن مزيد صاحب الحلة. إعادة الخطبة لبركياروق ببغداد ثم سار ودخل بغداد في سابع عشر من صفر، وأعيدت خطبته وتراجع إليه بعض الأمراء، ولم يؤآخذ كواهرئين، وخلع عليه، وقبض على وزير بغداد عميد الدولة ابن جهير، والتزم بحمل مائة وستين ألف دينار. هزيمة بركياروق أمام أخيه محمد ثم سار بالعساكر إلى شهرزور، وانضم إليه عسكر لجب، فالتقى الأخوان فكان محمد في عشرين ألفاً، وكان على ميمنته أمير آخر، وعلى مسيرته مؤيد الملك والنظامية. (34/22)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 23 وكان على ميمنة بركياروق كوهرائين، والأمير صدقة، وعلى مسيرته كبر بوقا صاحب الموصل، فهزم كوهرائين ميسرة محمد، وهزم أمير آخر بميسرة محمد ميمنة بركياروق، فعاد كوهرائين فكبا به الفرس، فأتاه فارس فقتله، وانهزمت عساكر بركياروق وذل، وبقي في خمسين فارساً. وأسر وزيره الجديد الأعز أبوالمحاسن، فبالغ مؤيد الملك وزير محمد في احترامه، وكفله عمادة بغداد، وإعادة الخطبة لمحمد، فساق إلى بغداد، وخطب لمحمد ثاني مرة في نصف رجب. ترجمة سعد الدولة كوهرائين وكان سعد الدولة كوهرائين خادماً كبيراً محتشماً، ولي بغداد وخدم ملوكها، ورأى ما لم يره أمير من نفوذه الكلمة والعز. وكان حليماً كريماً حسن السيرة. كان خادماً تركياً للملك أبي) كليجار ابن سلطان الدولة ابن بهاء الدولة ابن عضد الدولة بن بوية. وبعث به ابوه مع ابنه أبي نصر إلى بغداد، فحبسه مع مولاه. ثم خدم السلطان ألب أرسلان. وفداه بنفسه. وثب عليه يوسف الخوارزمي، وكان صاحب صلاة، وتهجدٍ، وصيام، ومعروف، رحمه الله. مسير بركياروق إلى نيسابور وغيرها. وأما السلطان بركياروق فسار بعد الوقعة إلى إسفرائين، ثم دخل نيسابور وضيق على رؤسائها. وعمل مصافاً مع أخيه سنجر، فانهزمت الفتيان، وسار بركياروق إلى جرجان، ثم دخل البرية مع عسكر يسير، وطلب إصبهان، (34/23)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 24 فسبقه أخوه محمد إليها. فتح ابن بادس مدينة سفاقس: وفيها فتح تميم بن المعز بن باديس مدينة سفاقس، وغيرها واتسع سلطانه. وقوع بيمند الإفرنجي في أسر كمشتكين وفيها لقي كمشتكين ابن الدنشمند صاحب ملطية، وسيواس بيمند الإفرنجي صاحب أنطاكية بقرب ملطية، بقرب بيمند. أخذ الإفرنج قلعة أنكورية ووصل في البحر سبعة قوامص، فأخذوا قلعة أنكورية، وقتلوا أهلها، ثم التقاهم ابن الدنشمند. قال ابن الأثير: فلم يفلت أحد من الإفرنج، وكانوا ثلاثمائة ألف، غير ثلاثة الآفٍ هربوا ليلاً. كذا قال: والعهدة عليه. ثم سار الإفرنج من أنطاكية، فالتقاهم وكسرهم. (34/24)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 25 وزارة الدهستاني ووزر للخليفة أبوالمحاسن عبد الجليل بن علي الدهستاني جلال الدول، فجاء بركياروق يحثه على اللحاق به، ماستوزر الخليفة المستظهر بالله سديد الملك أبا المعالي الفضل بن عبد الرزاق الإصفهاني، قاله: صاحب المرآة. رواية فيها مجازفة لصاحب مرآة الزمان وفيها خرج سعد الدولة الطواشي من مصر، فالتقى الإفرنج على عسقلان، وقاتل بنفسه حتى قتل، وحمل المسلمون على النصارى فهزموهم إلى قيسارية. قال: فيقال إنهم قتلوا من الإفرنج ثلاثمائة ألف. قلت: هذه مجازفة عظيمة من نوع المذكورة آنفاً. القحط بالشام) وفيها كان القحط بالشام، والخوف من الإفرنج. (34/25)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 26 4 (سنة أربعة وتسعين وأربعمائة) هزيمة السلطان محمد وذبح وزيره مؤيد الملك في وسطها كان مصاف كبير بين السلطانين: محمد، وبركياروق. كان مع بركياروق خمسون ألفاً، فانهزم محمد، وأسر وزيره مؤيد الملك، فذبحه بركياروق بيده. وكان بخيلاً سيء الخلق، مذموم السيرة، إلا أنه كان من دهاة العالم، عاش خمسين سنة. دخول بركياروق الري ودخل بركياروق الري وسجد لله، وجاء إلى خدمته صاحب الموصل كبربوقا، ونور الدولة دبيس ولد صدقة. تحالف السلطان محمد وأخيه سنجر وانهزم محمد إلى خراسان، فأقام بجرجان، وراسل أخاه لأبويه الملك سنجار يطلب منه مالاً وكسوة، فسير إليه ما طلب. ثم تحالفا وتعاهدا واتفقا. ولم يكن بقي مع محمد غير ثلاثمائة فارس، فقدم إليه أخيه سنجر وانضم إليهما عسكر كثير، وتضرر بالعسكر أهل خراسان. (34/26)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 27 تراجع بركياروق إلى همذان وأما السلطان بركياروق فسار جيشه قريباً من مائة ألف، فغلت الأسعار، واستأذنته الأمراء في التفرق بالفلاة، فبقي في عسكر قليل، فبلغ ذلك أخويه، فقصداه وطويا المراحل، فتقهقر ونقصت هيبته، وقصد همذان، فبلغه أن إياز متوليها قد راسل محمداً ليكون معه، فسار إلى خوزستان، ثم خرج إلى حلوان. مرض بركياروق وأما إياز فلم يقبله محمد، فخاف وهرب إلى عند بركياروق، فدخلت أصحاب محمد ونهبوا حواصله، فيقال أنهم الخمسمائة فرس العربية. وتكامل مع بركياروق خمسة آلاف ضعيف، قد ذهبت خيامهم وثقلهم، وقدم بهم بغداد، ومرض، وبعث يشكوقلة المال إلى الديوان، فتقرر الأمر على خمسين ألف دينار حملت إليه، ومد أصحابه أيديهم إلى أموال الرعية وظلموهم. خروج صاحب الحلة عن الطاعة وخرج عن طاعته صاحب الحلة، وخطب لأخيه محمد.) دخول السلطان محمد بغداد وفي آخر العام وصل محمد وسنجر إلى بغداد، وجاء إلى خدمته إيلغازي بن أرتق، وتأخر بركياروق وهومريض إلى واسط، وأصحابه ينهبون القري والمؤنة. وفرح الخليفة والناس بالسلطان محمد. (34/27)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 28 ظهور الباطنية ببغداد وفي حدودها ظهرت الباطنية ببغداد ونواحيها، وكثروا. رواية ابن الجوزي عن الباطنية قال أبوالفرج ابن الجوزي: وأول ما عرف من أخبار الباطنية، يعني الإسماعلية، إنهم اجتمعوا فصلوا العيد في ساوة، ففطن بهم الشحنة، فأخذهم وحبسهم، ثم أطلقهم، ثم اغتالوا مؤذناً من أهل ساوة فاجتهدوا أن يدخل في مذهبهم، فامتنع فخافوا أن ينم عليهم، فقتلوه، فرفع ذلك إلى نظام الملك، فأخذ رجلاً نجاراً اتهمه بقتله، وهوأول من فتكوا به، وكانوا يقولون: قلتم منا نجاراً فقتلنا به نظام الملك. ثم أستفحل أمرهم بإصبهان. ولما مات السلطان ملكشاه، آل أمرهم إلى أنهم كانوا يسرقون الناس فيقتلوهم ويلقونهم بالآبار، فكان الإنسان إذا دنا وقت ولم يعد إلى منزله يئسوا منه. وبلغ من حيلهم امرأة على حصير لا تبرح منها، فدخلوا الدار، يعني الإخوان، فأزالوها، فوجدوا تحت الحصير بئراً فيها أربعون قتيلاً. فقتلوا المرأة، وهدموا الدار. وكانوا يجلسون ضريراً على باب زقاقهم، فإذا مر به إنسان سأله أن يقوده (34/28)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 29 إلى رأس الزقاق، فإذا فعل جذبه من في الدار إليها فقتلوه. فجد أهل أصبهان فيهم، فقتلوا منهم خلقاً كثيراً. وأول قلعة ملكوها بناحية إصبهان، تسمى الروذبار، وكانت لقراج صاحب ملكشاه، وكان متهماً بمذهبهم. فلما مات ملكشاه أعطوه ألفاً و مائتي دينار، فسلمها إليهم في سنةٍ ثلاث وثمانين. وقيل: لم يكن ملكشاه مات. مقدم الباطنية وكان مقدمهم يقال له الحسن بن الصباح، وأصله من مرو، وكان كاتباً لبعض الرؤساء، ثم صار إلى مصر وتلقى من دعاتهم، وعاد داعيةً للقوم، وحصل على هذه القلعة، وكان لا يدعوا إلا غنياً، وثم يذكر له ما تم على أهل البيت من الظلم، ثم يقول له: إذا كانت الإزارقة والخوارج سمحوا بنفوسهم في القتال مع بني أمية، فما سبب تخلفك بنفسك عن إمامك فيتركه) بهذه المقالة طعمة للسباع. طاعة الباطنية لمقدمهم وكان ملكشاه نفذ إليه يتهدده ويأمره بالطاعة، ويأمره أن يكف أصحابه عن قتل العلماء والأمراء، فقال للرسول: الجواب ما تراه. ثم قال لجماعة بين يديه: أريد أن أنفذكم إلى مولاكم في حاجةٍ، فمن ينهض بها فأشرأب كل واحدٍ منهم، وظن الرسول أنها حاجة، فأومى إلى شاب فقال: أقتل نفسك. فجذب سكيناً، فقال بها في عاصمته، فخر ميتاً. وقال لآخر: إرم نفسك من القلعة. فألقى نفسه فتقطع. فقال للرسول: (34/29)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 30 قل له عندي من هؤلاء عشرون ألفاً هذا حد طاعتهم فعاد الرسول وأخبر ملكشاه، فعجب، وأعرض عن كلامهم. حيلة للباطنية في الإستيلاء على قلعة. وصار بأيديهم قلاع كثيرة، منها قلعة على خمسة فراسخ من إصبهان، وكان حافظها رجلاً تركياً، فصادقه نجارُ منهم، أهدى له جارية، وقوساً فوثق به، وكان يستنيبه في حفظ القلعة. فاستدعى النجار ثلاثين رجلاً من أصحاب ابن عطاش، وعمل دعوة، ودعا التركي وأصحابه، وسقاهم الخمر، فلما سكروا تسلق الثلاثون بحبال إليه، فقتلوا أصحاب التركي، وسلم هووحده، فهرب. وتسلموا القلعة. وقطعوا الطرقات ما بين فارس وخورزستان. ثم ظفر جاولي بثلاثمائة منهم، فأحاط هووجنده بهم فقتلوهم، وكان جماعة منهم في عسكر بركياروق، فاستغووا خلقاً منهم، فوافقهم، فاستشعر أصحاب السلطان منهم، ولبسوا السلاح، ثم قتلوا منهم مائة رجل. من خزعبلات الباطنية وكان بنواحي المشان رجل منهم يتزهد ويدعي الكرامات. أحضر مرة جدياً مشوياً لأصحابه، وأمر برد عظامه على التنور، فردت، وجعل على التنور طبقاً. ورفع الطبق فوجدوا جدياً يرعى حشيشاً، ولم يروا ناراً ولا رماداً. فتلطف بعض أصحابه حتى عرف بأن التنور كان يفضي إلى سرداب، وبينهما شق من (34/30)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 31 حديد يدور بلولب، فيفرك اللولب، فتدور النار، ويجيء بدلها الجدي والمرعى. وقال الغزالي في كتاب سر العالمين شاهدت قصة الحسن بن الصباح لما تزهد تحت حصن الموت، فكان أهل الحصن يتمنون صعوده إليهم، ويمتنع ويقول: أما ترون المنكر كيف فشا وفسد الناس وبعثنا إليهم خلقاً. فخرج أمير الحصن يتصيد، وكان أكثر تلامذته في الحصن، فاصعدوه إليهم وملكوه، وبعث إلى الأمير من قتله. ولما كثرت قلاعهم،) واشتغل عنهم أولاد ملك شاه باختلافهم اغتالوا جماعة من الأمراء والأعيان. وللغزالي رحمه الله كتاب فضائح الباطنية، ولابن الباقلاني، والقاضي عبد الجبار، وجماعة: رد على الباطنية. وهم طائفة خبيثة، ويظهرون الزهد، والمراقبة، والكشف، فيضل بهم كل سليم الباطن. رواية ابن الأثير عن الباطنية قال ابن الأثير وفي شعبان سنة أربعٍ وتسعين أمر السلطان بركياروق بقتل الباطنية، وهم اإسماعيلية، وهم القرامطة. قال: وتجرد بإصبهان للإنتقام منهم أبوالقاسم مسعود بن محمد الخجندي الفقيه الشافعي، وجمع الجم الغفير بالأسلحة، وأمر بحفر أخاديد أوقدوا فيها النيران، وجعل فيها رجلاً لقبوه مالكاً، وجعلت العامة يأتون ويلقونهم في النار، إلا أن قتلوا منهم خلقاً كثيراً. إلى أن قال: وكان الحسن بن الصباح رجلاً شهماً، كافياً، عالما بالهندسة، والحساب، والنجوم، والسحر، وغير ذلك. (34/31)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 32 وكان رئيس الري أبومسلم، فاتهم ابن الصباح بدخول جماعة من دعاة المصريين عليه، فخافه ابن الصباح وهرب فلم يدركه أبومسلم. وكان ابن الصباح من جملة تلامذة أحمد بن عطاش الطبيب الذي ملك قلعة إصبهان. وسافر ابن الصباح فطاف البلاد، ودخل على المستنصر صاحب مصر، فأكرمه وأعطاه مالاً، وأمره أن يدعوالناس إلى أمامته، فقال له الحسن بن الصباح: فمن الإمام بعدك فاشار إلى ابنه نزار. الدعوة للمستعلي ونزار ولما هلك المستنصر واستخلف ولده المستعلي صار نزار هذا إلى الإسكندرية، ودعى إلى نفسه، فاستجاب له خلق، ولقب بالمصطفى لدين الله. وقام بأمر دولته ناصر الدولة أفتكين مولى أمير الجيوش بدر. هذا في سنة سبع وثمانين وأربمائة. حصار المصريين للإسكندرية فسار عسكر مصر لحصار الإسكندرية في سنة ثمانٍ، فخرج ناصر الدولة وطرهم فردوا خائبين. ثم سار الأفضل فحاصر الإسكندرية وأخذها، وأسر نزار، وأفتكين وعدة. وجرت أمور. (34/32)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 33 إقامة ابن الصباح بقلعة ألموت ودخل ابن الصباح خراسان وكاشغر، والنواحي، يطوف على قوم يضلهم، فلما رأى قلعة ألموت بقزوين اقام هناك، طمع في أغوائهم، ودعاهم في السر، وأظهر الزهد، ولبس المسوح،) فتبعه أكثرهم. وكان نائب ألموت رجلاً أعجمياً علوياً، فه بلة وسلامة صدر، وكان حسن الظن بالحسن، يجلس إليه، ويتبرك فيه. فلما أحكم الحسن أمره دخل يوماً على العلوي فقال: أخرج من هذه القلعة. فتبسم، وظنه يمزح، فأمر الحسن بعض أصحابه فأخرجوه، وأعطاه ماله. فبعث نظام الملك لما بلغه الخبر عسكرياً فنازلوه ضايقوه، فبعث من قتل نظام الملك، وترحل العسكر عن ألموت. ثم بعث السلطان محمد بن ملكشاه العسكر وحاصروه. ومن جملة ما استولوا عليه من القلاع: قلعة طبس، وزوزن، وقاين، وسيمكوه. وتأذى بهم أهل البلد، واستغاثوا بالسلطان، فبعث عسكراً حاصروه ثمانية أشهر، وفتحت، وقتل كل من فيها. ولهم عدة قلاعٍ سوى ما ذكرنا. (34/33)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 34 قال: وكان تيرانشاه ابن تورانشاه بن قاروت بك السلجوقي بكرمان قد قتل اإسماعيلية الأتراك أصحاب الأمير اسماعيل، وكانوا قوماً سنة، قتل منهم ألفي رجل صبراً، وقطع أيدي ألفين، ونفق عليه أبوزرعة الكاتب، فحسن له مذهب الباطنية، فإجاب. وكان عنده الفقيه أحمد بن الحسين البلخي الحنفي، وكان مطاعاً في الناس، فأحضره عنده ليلةً، وأطال الجلوس، فلما خلرج أتبعه من قتله فلما أصبح دخل عليه الناس، وفيهم صاحب جيشه، فقال: أيها الملك، من قتل هذا الفقيه فقال: أنت شحنة البلد، تسألني من قتل هذا وأنا أعرف قاتله، ونهض. ففارقه الشحنة في ثلاثمائة فارس، وسار من كرمان إلى ناحية إصبهان. فجهز الملك خلفه ألفي فارس فقاتلوهم وهزمهم وقدم إصبهان وبها السلطان محمد فأكرمه وأما عسكر كرمان، فخرجوا على تيرانشاه، وطردوه عن مدينة بردشير التي هي قصبة كرمان، وأقاموا عليهم ابن عمه أرسلانشاه. وأما تيرانشاه فالتجأ إلى مدينة صغيرة، فمنعته أهلها وحاربوه، وأخذوا خزائنه ثم تبعه عسكره، فأخذوه، وأخذوا أبا زرعة، فقتلهما أرسلان شاه. لباس الدروع تحت الثياب خوفاً من الباطنية واستفحل أمر الباطنية وكثروا، وصاروا يتهددون من لا يوافقهم بالقتل، (34/34)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 35 حتى صارت الأمراء يلبسون الدروع تحت أثيابهم. وكان الوزير الأعز أبوالمحاسن يلبس زرديةً تحت ثوبه. واشارت الأمراء إلى بركياروق السلطان يقصدهم قبل أن يعجز عن تلافي أمرهم. فأذن في قتلهم. وركب هو والعسكر وطلبوهم، وأخذوا جماعة من خيامهم. وممن اتهم وقتل بأنه مقدمهم الأمير محمد بن كاكوية صاحبب يزد. وقتل جماعة برءآء سعى بهم أعداؤهم. الباطنية في عهد المقتدي بالله) وقد كان أهالي عانة نسبوا إلى هذا المذهب قديماً من أيام المقتدي بالله، فأنهي حالهم إلى الوزير أبي شجاع، فطلبهم، فأنكروا وجحدوا، فأطلقهم. اتهام الهراسي بالباطنية واتهم إلكيا الهراسي مدرس النظامية بأنه باطني فأمر السلطان محمد بالقبض عليه، وثم شهد له ببراءة الساحة، فأطلق. حصار الأمير بزغش حصن طبس وفيها حاصر الأمير بزغش، وهوأكبر أمراء الملك سنجر، حصن طبس الذي فيه اإسماعيلية، وضيق عليهم، وخرب كثيراً من أسوارها بالمنجنيق، ولم يبق إلا أخذها، فرحل عنهم وتركهم، فبنوا السور، وملأوا القلعة ذخائر. ثم عاودهم بزغش سنة سبعٍ وتسعين. (34/35)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 36 مقتل كندفري صاحب القدس وفيها سار كندفري صاحب القدس إلى عكا فحاصرها، فأصابه سهم فقتله. إنكسار بغدوين فسار أخوه بغدوين، ويقال: بردويل، إلى القدس في خمسمائة، فبلغ الملك دقاق صاحب دمشق، فنهض إليه وجناح الدولة صاحب حمص، فانكسرت الإفرنج. ملك الإفرنج سروج وفيها ملكت الإفرنج سروج، من بلاد الجزيرة، لأنهم كانوا قد ملكوا الرها بمكاتبةٍ من أهلها النصارى، وليس بها من المسلمين إلا القليل، فحاربهم سقمان، فهزموه في هذه السنة. وساروا إلى سروج، فأخذوها بالسيف، وقتلوا وسبوا. ملك الإفرنج حيفا وفيها ملكوا مدينة حيفا، وهي بقرب عكا على البحر. أخذواها بالأمان. (34/36)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 37 ملكهم أرسوف وأخذوا أرسوف بالأمان. ملكهم قيسارية وفي رجب أخذوا قيسارية بالسيف، وقتلوا أهلها. إعادة صلاة التراويح والقنوت) وفي رمضان أمر المستظهر بالله بفتح جامع القصر، وأن تصلى فيه التراويح، وأن لم يجهر بالبسملة لهذا عادة. وإنما تركوا الجهر بالبسملة في جوامع بغداد مخالفة للشيعة أصحاب مصر. وأمر أيضاً بالقنوت على مذهب الشافعي. حكاية ابن قاضي جبلة أبي محمد عبيد الله بن صليحة كانت جبلة تحت حكم ابن عمار صاحب طرابلس، فتعانى ابن صليحة الجندية. وكان أبوه قاضياً، فطلع هوفارساً شجاعاً، فأراد ابن عمار أن يمسكه، فعصى عليه، وأقام الخطبة العباسية، وحوصر، فلم يقدروا عليه لما غلبت (34/37)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 38 الإفرنج إلى الشام، فرحلت الإفرنج. ثم عاودوه، فأرجفهم بمجيء المصريين، فرحلوا. ثم عادوا لحصاره، فقرر مع رعيته النصارى أن يراسلوا الإفرنج، ويعدوهم إلى برج ليطلعوا منه، فبادروا وندبوا ثلاثمائة من شجعانهم، فلم يزالوا يطلعون في الحبال واحداً واحداً، وكلما طلع واحد قتله ابن صليحة، إلى أن قتلهم أجمعين، فلما طلع الضوء صفف الرؤوس على السور. ثم إنهم هدموا برجاً، فأصبح وقد عمله. وكان يخرج من الباب بفوارسه يقاتل. فحملوا مرة عليه، فانهزموا، وجاء النصر عليه، وأسر مقدم الإفرنج. ثم علم ابن صليحة أن الإفرنج لا ينامون عنه، فسلم البلد إلى صاحب دمشق. وسار إلى بغداد بأمواله وخزائنه، وأخذ له السلطان بركياروق شيئاً كثيراً. كسرة الإفرنج أمام قلج أرسلان وفيها أقبل جيش الإفرنج، نحوخمسين ألف، فمروببلاد قلج أرسلان، (34/38)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 39 فحشد وجمع وعرض ستة الآف فارس، وعمل له كميناً، فكسر الإفرنج كسرة مشهورة، وغنم مالا يوصف. جموع الإفرنج حسب وصف المستوفي قال ابن منقذ: حدثني محمد المستوفي رسول جناح الدولة إلى ملك الروم، أنهم اعتبروا عدتهم، فكانوا ثلاثمائة ألف وخمسة وأربعين ألف إنسان، ومعهم خمسون حمل ذهب وفضةٍ وديباجٍ، فانضاف إليهم الذين انهزموا من الوقعة المذكورة، فجمع قلج رسلان الترك ببلاده، فزادوا على خمسين ألفاً. وغور الماء الذي في طريقهم، وأحرق العشب، وأخلى القرى، فأقبلوا في أرض بلا ماء ولا مرعى. رواية رسول رضوان عن جموع الإفرنج قال: حدثني رسول رضوان إلى ملك الإفرنج طتكين أنه اجتمع مع الملك تنين صاحب) هذاالجمع، فقال: خرجت من بلادي في أربعمائة ألف، منهم ألفا شرأبي، وألف طباخ، وألف فراش، وسبعمائة بغل ديباج، ومال، والخيالة تزيد على خمسين ألفاً، ولما سرت عن القسطنطينية أياماً، لم أجد مرفقاً، ولا قبلت من صنجيل في هذه الطريق ولا أتمكن من العودة لضعف الناس والعطش والجوع، فعند اليأس خرجت في ثلاثة نفر، معنا كلاب ديارات، وأوهمت أني أتصيد، وسرت إلى البحر، ونزلت في مركب، وتركت العسكر. وبلغني أن الترك دخلوه، فلم يمنع أحد عن نفسه، وهلكوا بالموت والقتل. وغنم التركمان ما لا يوصف. ثم سار تنين وحج القدس، ورجع إلى بلاده في الفجر. (34/39)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 40 انهزام المصريين والإفرنج عند عسقلان وفيها قدم عسكر المصريين فالتقاهم الإفرنج فانهزم الفريقان بعد معركة كبيرة بقرب عسقلان، والله أعلم. (34/40)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 41 4 (سنة خمس وتسعين وأربعمائة) وفاة المستعلي بالله العبيدي فيها توفى المستعلي بالله أحمد بن المستنصر بالله معد العبيدي الشيعي صاحب مصر. خلافة الآمر بأحكام الله العبيدي وقام بعده ولده الآمر بأحكا الله منصور، طفل له خمس سنين. والأمور كلها إلى أمير الجيوش الأفضل. أقام هذا الصغير ليتمكن من جميع الأمور، وذلك في سابع عشر صفر. المصاف الثالث بين الأخوين محمد وبركياروق وكان المصاف الثالث بين الأخوين محمد وبركياروق. كان محمد ببغداد (34/41)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 42 أول السنة، ورحل منها هووأخوه سنجر، فقصد سنجر بلاده بخراسان، وقصد همذان السلطان محمد. وسار بركياروق معه أربعة آلاف، وكان معه مثلها. فالتقوا بروذراود، وتصافوا، ولم يجري بينهم قتال لشدة البرد. وتصافوا من الغد، فكان الرجل يبرز فيبارزه آخر، فإذا تقابلا أعتنق كل منهما صاحبه، وسلم عليه، ويعود عنه. مصالحة الأخوين ثم سعت الأمراء في الصلح لما عم المسلمين من الضرر والوهن، فتقررت القاعدة على أن يكون بركياروق السلطان، ومحمد الملك، ويضرب له ثلاث نوب، ويكون له جنزة وأعمالها) وأذربيجان، وديار بكر، والموصل، والجزيرة. وحلف كل واحد منهما لصاحبه، وانفصل الجمعان من غير حرب، ولله الحمد. وسار كل أمير مع أقطاعه، هذه في ربيع الأول. المصاف الرابع بين الأخوين فلما كان في جمادى الأولى كان بينهما مصاف رابع. وذلك أن السلطان محمداً سار إلى قزوين، ونسب الأمراء الذين سعوا في صورة الصلح إلى المخامرة، فكحل الأمير أيدكين، وقتل الأمير سمل. وجاء إلى محمد الأمير (34/42)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 43 ينال، وتجمع العسكر، وقصده بركياروق، وكانت الوقعة عند الري، فانهزم عسكر محمد، وقصدوا نحوطبرستان، ولم يقتل غير رجل واحد، قتل صبراً ومضت قطعة منهم نحوقزوين، ونهبت خزائن محمد. وانهزم في نفر يسير إلى أصبهان في سبعين فارساً، وحصنها ونصب مجانيقها، وكان معه بها ألف فارس. وتبعه بركياروق بجيوش كثيرة تزيد على خمسة عشر ألف، فحاصره وضيق عليه. وكان محمد يدور كل ليلة على السور ثلاث مرات. وعدمت الأقوات فأخرج من البلد الضعفاء. واستقرض محمد من أعيان البلد أموالاً عظيمة، وعثرهم وصادرهم، واشتد عليهم القحط، وهانت فيهم الأمتعة. وكانت الأسعار على بركياروق رخيصة. ودام البلاء إلى عيد الأضحى، فلما رأى محمد أموره في إدبار، فارق البلد، وساق في مائة وخمسين فارساً، ومعه الأمير ينال، وفحمل بركياروق وراءه عسكراً، وفلم ينصحوا في طلبه، وزحف جيش بركياروق على إصبهان ليأخذوها، فقاتلهم أهل البلد قتال الحريم، فلم يقدروا عليهم. فأشار الأمراء على بركياروق بالرحيل، فرحل إلى همذان. (34/43)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 44 منازلة ابن صنجيل طرابلس وفيها نازل ابن صنجيل الإفرنجي طرابلس، فسار عسكر دمشق مع صاحب حمص جناح الدولة، فالتقوا، فانكسر المسلمون ورجعوا. انهزام بردويل أمام عسكر المصريين قال ابن المظفر سبط ابن الجوزي: جهز الأفضل عساكر مصر فوصلوا في رجب إلى عسقلان مع الأمير نصير الدولة يمن. وخرج بردويل من القدس في سبعمائة، فكبس المصريين، فثبتوا له، وقتلوا معظم رجاله، وانهزم هو في ثلاثة أنفار، واختبا في أجمة قصب. فأحاط المسلمون به وأحرقوا القصب، فهرب إلى يافا.) نجدة عسكر دمشق لطرابلس وأما عسكر دمشق، فعادوا وكشفوا عن طرابلس الإفرنج. وفاة جناح الدولة صاحب حمص ومات صاحب حمص جناح الدولة حسين بن ملاعب، وكان بطلاً شجاعاً مذكوراً قفز عليه ثلاثة من الباطنية يوم الجمعة في جامع حمص، فقتلوه، وقتلوا. (34/44)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 45 تسلم شمس الملوك دقاق مدينة حمص فنازلها صاحب أنطاكية الذي تملكها بعد أسر بيمنت بالإفرنج، فصالحوه على مال. وجاء شمس الملوك دقاق فتسلمها. مقتل الوزير الدهستاني وفيها قتل الوزير الأعز أبوالمحاسن عبد الجليل الدهستاني وزير بركياروق. وجاءه شاب أشقر، وقد ركب إلى خيمة السلطان وهونازل على إصبهان، فقيل: كان مملوكاً لأبي سعيد الحداد الذي قتله الوزير عام أول، وقيل: كان باطنياً فأثخن الوزير بالجراحات. وزارة الميبذي ووزر بعده الخطير أبومنصور الميبذي الذي كان وزرللسلطان محمد. وكان في حصار إصبهان متسلماً بعض السور، وطالبه محمد بمال للجند، ففارقه في الليل وخرج إلى مدينة ميبذ، وتحصن بها، فبعث بركياروق من حاصره، فنزل بالأمان. ثم رضي عنه بركياروق واستوزره. الفتنة بين شحنة بغداد إيلغازي والعامة وفيها كانت فتنة كبيرة بين شحنة بغداد إيلغازي بن أرتق وبين العامة. أنى جندي من أصحابه ملاحاً ليعبر به وبجماعة، فتأخر، فرماه بنشابةٍ (34/45)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 46 فقتله، فأخذت العامة القاتل، فجروه إلى باب النوبي، فلقيهم ابن إيلغازي فخلصه، فرجمتهم العامة. فتألم إيلغازي، وعبر بأصحابه إلى محلة الملاحين، فنهبوها، وانتشرت الشطار، فعاثوا هناك وبدعوا، وغرق جماعة، وقتل آخرون. وجمع إيلغازي التركمان، وأراد نهب الجانب الغربي من بغداد، ثم لطف الله تعالى، وفاة قوام الدولة كبر بوقا التركي وفيها ساق صاحب الموصل قوام الدولة كبربوقا التركي في ذي القعدة عند مدينة خوي. وكان) السلطان بركياروق قد أرسله في العام الماضي إلى أذربيجان، فاستولى على أكثرها، ومرض ثلاثة عشر يوما، ودفن بخوي. وأوصى أمراؤه بطاعة سنقرجاه. فسار بهم ودخل الموصل، وأقام ثلاثة أيام. مقتل سنقرجاه صاحب الموصل وكان كبيروها قد كاتبوا الأمير موسى التركماني، وهوبحصن كيفا، ينوب عن قبربوقا. فسار مجداً، فظن سنقرجاه أنه قدم إلى خدمته، فخرج يتلقاه، ثم ترجل كل واحد منهما للآخر، واعتنقا، وبكيا عل كبربوقا، ثم ركبا، فقال سنقرجاه: أنا مقصودي المخدة والمنصب، وأما الأموال والولايات فلكم. فقال موسى: الأمر في هذا إلى السلطان. ثم تنافسا في الحديث، فجذب سنقرجاه سيفه، وضرب موسى صفحاً (34/46)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 47 على رأسه فجرحه، فقال موسة نفسه، وجذب سنقرجاه إلى الأرض ألقاه، جذب بعض خواص موسى سكيناً قتل بها سنقر جاه. ودخل موسى البلد، وخلع على أصحاب سنقرجاه، وطيب قلوبهم، وحكم على الموصل. مقتل الأمير موسى التركماني ثم غدر به عسكره و، انضموا إلى شمس الدولة جكرمش، فافتتح نصيبين، ثم نازل الموصل، وحاصر موسى مدة، فأرسل موسى إلى سقمان بن أرتق يستنجد به، على أن أطلق له حصن كيفاً وعشرة آلاف دينار. فسار من ديار بكر ونجده، فرحل عنه جكرمش. فخرج موسى يتلقى سقمان، فوثب عليه جماعة فقتلوه، وهرب خواصه. وملك سقمان حصن كيفا، فبقيت بيد ذريته إلى سنة بضع وعشرين وستمائة. وكان بها في دولة الملك بن العادل محمود بن محمد بن قرا رسلان بن داوود بن سقمان بن أرتق صاحبها. إستيلاء جكرمش على الموصل والخابور ثم سار جكرمش وحاصر الموصل، فتسلمها صلحاً، وأحسن السيرة، وقتل الذين وثبوا على موسى. واستولى بعد ذلك على الخابور، وغيره، وقوي أمره. (34/47)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 48 موقعة صنجيل الإفرنجي عند طرابلس قال ابن الأثير: وكان صنجيل الإفرنجي، لعنه الله، قد لقي قلج ارسلان بن سليمان بن قتلمش صاحب الروم، فهزمه ابن قتلمش، وأسر خلقاً من الإفرنج، وقتل خلقاً، وغنم شيئاً كثيراً. وبقي مع صنجيل ثلاثمائة، فوصل بهم إلى الشام، فنازل طرابلس، فجاءت نجدة دمشق نحوألفي) فارس، وعسكر حمص، وغيرهم، فالقوا على باب طرابلس، فرتب صنجيل مائة في وجه أهل البلد، ومائة لملتقى عسكر دمشق، وخمسين فارساً للحمصيين، وبقي هوفي خمسين. فأما عسكر حمص، فلم يثبتوا للحملة، وولوا منهزمين، وتبعهم عسكر دمشق. وأما أهل البلد، فقتلوا المائة الذين بارزتهم، فحمل صنجيل بالمائتين، فكسروا أهل طرابلس، وقتل منهم مقتلة، وحاصرهم، وأعانه أهل البر، فإن أكثرهم نصارى. ثم هادنهم على مالٍ. (34/48)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 49 ونازل أنطرسوس، فافتتحها وقتل أهلها. إطلاق سراح بيمند صاحب أنطاكية وفيها أطلق ابن الدانشمند بيمند الإفرنجي صاحب أنطاكية، وكان أسره كما تقدم، فباعه نفسه بمائة ألف دينار، وبإطلاق ابنه ياغي سنان صاحب أنطاكية، وكان أسرهما لما أخذ أنطاكية من أبيها. فقدم أنطاكية، وقويت نفوس بأهلها به. وأرل إلى أهل قنسرين والعواصم يطالبهم بالإمارة، وانزعج المسلمون. حصار صنجيل لحصن الأكراد وفيها سار صنجيل إلى حصن الأكراد فحصره، فجمع جناح الدولة عسكراً ليسير إليه وليكسبهم، فقتله كما قلت باطني، بالجامع. (34/49)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 50 وقيل: إن ربيبه الملك رضون جهز عليه من قتله. منازلة صنجيل حمص وأصبح صنجيل حمص فنازلها محاصرة القمص عكا ونزل القمص على عكا، وجد في حصارها وكاد أن يأخذها، فكشف عنها المسلمون محاصرة صاحب الرها لبيروت وفيها سار القمص صاحب الرها إلى أن نازل بيروت، فحاصرها مدة، ثم عجز عنها وترحل. طمع صاحب سمر قند في خراسان وأما سنجر، فإنه لما عاد من بغداد إلى خراسان خطب لأخيه محمد بجميع خراسان. وطمع صاحب سمر قند جبريل بن عمر في خراسان، وجمع عسكراً تملأ الأرض قيل: كانوا مائة ألف فيهم خلق من الكفار وقصد خراسان. وكان قد كاتبه كندغدي أحد أمراء سنجر، وأعلمه بمرض سنجر، وبأن السلطانين في شغل بأنفسهما. وعوفي سنجر، فسار لقصده في ستة ألاف) فارس، إلى أن وصل بلخ، فهرب كندغدي إلى خدمة قدرخان، وهوصاحب سمرقند جبريل بن عمر، ففرح بمقدمه، وسار معه فملك ترمذ، وقرب قدرخان بجيوشه إلى بلخ، فجاءت (34/50)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 51 العيون إلى سنجر، أن قدرخان ذهب يتصيد في ثلاثمائة فارس، فندب الأمير بزغش لقصده، فساق ولحقه وقاتله، فانهزم أصحاب قدرخان لقلتهم، واسر قدرخان وكندغدي وأحضر بين يدي سنجر فقبل قدرخان الأرض واعتذر فأمر به فقتل وتكس كندغدي، ونزل في قناة مشى فيها قدر فرسخين تحت الأرض، على ما به من النقرس، وقتل فيها حيتين، وطلع من القناة، فصادف أصحابه، فسار في ثلاثمائة فارس إلى غزنة. وفاة كندغدي قال ابن الأثير: وقيل: بل جمع سنجر عساكر كثيرة، والتقى بصاحب سمر قند، وكثر القتل بين الناس، وانهزم قدرخان صاحب سمر قند، وأسر، ثم قتل. وحاصر سنجر ترمذ، وفيها كندغدي، فنزل بالأمان، وأمره بمفارقة بلاده، فسار إلى غزنه، فأكرمه صاحبها علاء الدولة وبالغ، ثم خاف منه كندغدي، ثم هرب، فمات بناحية هراة. تملك سنجر بن محمد على سمر قند وأحضر السلطان سنجر محمد بن سليمان بن بغراخان نائب مرو، وملكه سمرقند، وبعثه إليها. وهومن أولاد الخانية بما وراء النهر، وأمه ابنة السلطان ملكشاه، وسنجر خاله، فدفع عن مملكة آبائه، فقصد مرو، وأقام بها إلى الآن، فعظم شأنه، وكثرت جموعه، إلا أنه انتصب له هاغوابك، وزاحمه في الملك، وجرت له معه حروب. (34/51)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 52 استرجاع بلنسية من النصارى وفيها نازل المسلمون بلنسية، واسترجعوها من النصارى بعد أن بقيت بأيديهم ثمانية أعوام، فجدد محراب جامعها. ودامت دار إسلام إلى أن أخذتها النصارى المرة الثانية سنة ست وثلاثين وستمائة. (34/52)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 53 4 (سنة ست وتسعين وأربعمائة) خلعة المستظهر بالله على ينال بن انوشتكين كان ينال بن أنوشتكين الحسامي من أمراء السلطان محمد، فسار هووأخوه علي من جهة محمد إلى الري، فورد إليه الأمير برسق من جهة السلطان بركياروق، فاقتتلا بظاهر الري، فانهزم) ينال وسلك الجبال، وقتل خلق من أصحابه، فقدم بغدد في سبعمائة فارس، فأكرمه المستظهر بالله وخلع عليه، واجتمع هو، وإيلغازي، وسقمان ابنا أرتق، تحالفوا على مناصحة محمد، وساروا إلى سيف الدولة صدقة، فخلف لهم. ظلم ينال بببغداد ورجع ينال فظلم ببغداد وعسف، واستطال عسكره على العامة بالضرب والأذية البالغة والمصادرة، تزوج هوبأخت إيلغازي، فبعث الخليفة إليه ينهاه عن الظلم، فلم ينته. إفساد ينال في البلاد وسار بعد أشهر إلى أوانا، فنهب وقطع الطريق، وأقطع القرى لأصحابه، ثم شغب باجسرا، وقصد شهربان، فمنعه أهلها، فقاتلهم، فقتل منهم طائفة، وسار، لا سلمه الله، إلى أذربيجان قاصداً مخدومه السلطان محمد. (34/53)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 54 الفتنة في بغداد وكان قد ورد قبله إلى بغداد كمشتكين شحنة من قبل بركياروق، وكان بها ايضاً شحنة لمحمد، وهوإيلغازي بن ارتق، فحرك الفتنة، وترك الخطبة والدعوة للسلطان، واقتصروا على الدعوة للخليفة لا غير. وجاء سقمان نجدة لأخيه، فعاثو أفسد ونهب، واجتمع بأخيه فيها، ونهبا دجيلاً، ولم يبقيا على أحد، وافتضت الأبكار، وعملا ما لا تعمله التتار، وغلت الأسعار. مقاتلة سيف الدولة لكمشتكين وسار القيصري، وهوكمشتكين، إلى واسط، فتبعه سيف الدولة بالعرب وهزمهم. المصاف الخامس بين بركياروق وأخيه وفي جمادى الآخرة، كان المصاف الخامس بين بركياروق ومحمد على باب خوي، فانهزم عسكر محمد، وانهزم هوإلى أرجيش من أعمال خلاط، ثم سار إلى خلاط. واتصل به الأمير علي صاحب ارزن الروم. القبض على الوزير سديد الملك أبي المعالي، وحبس. (34/54)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 55 وزارة ابن الموصلايا وولي النظر في الوزارة أبوسعيد بن الموصلايا الملقب بأمين الدولة. تسلم الملك دقاق الرحبة وحمص) وفيها سار الملك دقاق إلى الرحبة وحاصرها، وتسلمها وحصنها، ورجع وتسلم أيضاً حمص بعد صاحبهاجناح الدولة إنهزام الإفرنج أمام عسكر مصر في يافا وفيها قدمت عساكر مصر، فحاصرت يافا وفيها الإفرنج، ثم التقوا هم والإفرنج، فهزموهم وقتلوهم، وقتلوا من الإفرنج أربعمائة. ودخلوا في ثلاثمائة. أسير. زيارة الإفرنج لبيت المقدس ثم جاء الخلق من الإفرنج في البحر لزيارة بيت المقدس. استمرار حصار طرابلس وفيها كان الحصار مستمراً على طرابلس، والناس في بلاءٍ من الإفرنج بالشام. (34/55)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 56 إستيلاء الإفرنج على كثير من الشام وفيها نازلت الإفرنج الرستن، ثم ترحلوا، وجرت لهم وقعات، واستولوا على شيء كثير من الشام، وهادنهم أمراء البلاد على مالٍ يؤدونه كل عام، فلا قوة إلا باله. (34/56)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 57 4 (سنة سبع وتسعين وأربعمائة) الصلح بين بركياروق وأخيه محمد في ربيع الآخر، وقع الصلح بين السلطانين بركياروق ومحمد وسببه أن الحرب لما تطاولت بينهما وعم المفساد، وصارت الأموال منهوبة، والدماء مسفوكة، والبلاد مخربة، والسلطنة مطموعاً فيها، محكوماً عليها، واصبح الملوك مقهورين بعد أن كانوا قاهرين. وكان بركياروق حاكماً حينئذ على الري، والجبال، وطبرستان، وفارس، ودياربكر، والجزيرة، والحرمين، وهوبالري. وكان محمد بأذربيجان وهوالحاكم عليها وعلى إرمينية، وأران، وإصبهان، والعرق جميعه سوى تكريت، وبعض البطائح. وأما خراسان فإن السلطان سنجر كان يخطب له فيها جميعها، ولأخيه محمد، وبقي بركياروق ومحمد كفتي رهان، فدخلل العقلاء بينهم بالصلح، وكتب بينهم أيمان وعهود ومواثيق، فيها ترجيح جانب بركياروق، واقيمت له الخطبة بغداد، وتسلم لإصبهان بمقتضى الصلح، وأرسل الخليفة خلع السلطنة إلى بركياروق. (34/57)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 58 حصار الإفرنج لطرابلس ورفعه وفيها جاءت الإفرنج في البحر، فأعانوا صنجيل على حصار طربلس، وبالغوا في الحصار) اياماً، فلم يغن شيئاً، ففارقوه. إستيلاء الإفرنج على جبيل ونازلوا مدينة جبيل اياماً، وجدوا في القتال، فعجز أهلها وتسلموها بالأمان، فغدروا بأهلها، وأخذوا أموالهم وعذبوهم. إستيلاء الإفرنج على عكا ثم ساروا إلى عكا نجدةً لبرودين صاحب القدس، فحاصروها براً وبحراً، وأميرها زهر الدولة بنا الجيوشي، فزحفوا عليها مرة مرة، إلى أن عجز بنا عن عكا، ففارقها ونزل إلى البحر، وأخذتها الإفرنج بالسيف، فأنا لله وأنا إليه راجعون. وقدم واليها إلى دمشق، ثم رحل إلى مصر، وعفا عنه أمير الجيوش الأفضل. (34/58)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 59 وقعة نهر البليخ وفيا نازلت الإفرنج حران، فسار لجهادهم سقمان وجكرمش في عشرة الآف فارس، فكانت الواقعة على نهر البليخ، فانهزم المسلمون أولاً، وتبعتهم الإفرنج فرسخين، ثم عاد المسلمون عليهم فقتلوهم كيف شاؤوا، وغنموا أسلابهم، وكان فتحاً عظيماً أذل نفوس الإفرنج بالمرة. هرب صاحب أنطاكية وصاحب الساحل وكان بيمند صاحب أنطاكية وتنكري صاحب الساحل قد كمنا وراء جبل، فلما خرجا رايا اصحابهم منهزمين، فتسحبا بالليل، وفطن يهم المسلمون قتبعوهم، وقتلوا وأسروا. وأفلت الملكان في ستة فرسان. وقوع قمص الرها في الأسر وأسروا قمص الرها، وحاز الغنيمة عسكر سقمان، ولم يظفر عسكر جكرمش صاحب الموصل بطائل. تملك سقمان وألبس أصحابه أسلاب الإفرنج، ورفع أعلامهم، وكان يأتي الحصن فتخرج الإفرنج منه، ظناً أن هؤلاء اصحابهم، فيقتلونهم، وتملك (34/59)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 60 سقمان الحصن فعل ذلك بعدة حصون. سير جكرمش إلى حران ومحاصرته الرها وأما جكرمش فإنه سار إلى حران وتسلمها، وقر بها نائبه، وسار فحاصر الرها خمسة عشر يوماً وبها الإفرنج.) مفاداة القمص بالمال والأسرى ثم ترحل إلى الموصل وفي اسره القمص، ففاداه بخمسة وثلاثين ألف دينار، ومائة وستين اسيراً من المسلمين. حكاها ابن الأسير، وقال: كان عدة القتلى تقارب اثني عشر ألف قتيل. وفاة شمس الملوك دقاق صاحب دمشق وفيها مات صاحب دمشق شمس الملوك دقاق بن تتش، وأقيم ولده بتدبير الأتابك طغتكين. (34/60)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 61 وفاة أرتاش أخي دقاق وقيل: بل لما مات دقاق أخضر طغتكين ارتاش أخا دقاق من بعلبك، كان أخوه حبسه بقلعتها، فلما قدم سلكنه طغتكين، فبقي في المللك ثلاثة اشهر، ثم هرب سراً لأمر توهمه من طغتكين. فذهب إلى بغدوين الذي ملك القدس مستنصراً به، فلم يحصل منه على أملٍ، فتوجه إلى العراق على الرحبة فهلك في طريقه. حصن صنجيل ومهاجمة ابن عمار له وأما صنجيل لعنه الله فطال مقامه على طرابلس، حتى أنه بنى على ميل منها حصناٍ صغيراً، وشحنه بالرجال والسلاح. فخرج صاحب طرابلس ابن عمار في ذي الحجة، فهجم أهل الحصن وملكه، وقتل كل من فيه، وهدم بعضه، ودخل البلد بالغنائم منصوراً. وكان بطلاً، شجاعاً، مهيباً، برز إلى الإفرنج مرات، وينصر عليهم، بذل وسعه في الجهاد. تخريب المقدم بزغش حصون اإسماعيلية وفيها جمع بزغش مقدم جيش سنجر عسكراً كثيراً وخلقاً من المطوعة، (34/61)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 62 وسار إلى قتال الإسماعيلية، وقدم طبس، وهي لهم فخربها وما جاء وراءها من القلاع والقرى، وأكثر فيهم النهب والسبي والقتل، وفعل بهم الأفعال العظيمة. تأمين اإسماعيلية وسخط الناس على السلطان ثم إن أصحابه اشاروا بأن يؤمنوا، ويشترط عليهم أن لايبنوا حصناً، ولا يشترون سلاحاً، ولا يدعون أحداً إلى عقائدهم، فسخط كثير من الناس هذا الأمان، ونقموه على السلطان سنجر. ومات بزغش، ختم له بغزوهؤلاء الكلاب الزنادقة. (34/62)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 63 4 (سنة ثمان وتسعين وأربعمائة) وفاة السلطان بركياروق) في ربيع الآخر، مات السلطان بركياروق، وملكت الأمراء بعده ولده جلال الدولة ملكشاه، وخطب له ببغداد وهوصبي دون الخمس سنين. دخول جكرمش في طاعة السلطان محمد وأما السلطان محمد، فكان مقيماً بتبريز، فسار إلى مراغة يريد جكرمش، فحصن الموصل، وجعل أهل الضياع إلى البلد، فنازله محمد، وجد في قتاله، وقاتل في جكرمش أهل الموصل لمحبتهم فيه، ودام القتال مدةً، فلما بلغت جكرمش وفاة بركياروق، ارسل إلى محمود يبذل الطاعة ن فدخل إليه وزير محمد سعد الملك، وخرج معه جكرمش، فقام له محمد واعتنقه وقال: ارجع إلى رعيتك، فإن قلوبهم إليك، فقبل الأرض وعاد، فقدم للسلطان وللوزير تحفاً سنية، ومد سماطاً عظيماً بظاهر الموصل. (34/63)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 64 سلطنة محمد على بغداد ثم أسرع محمد إلى بغداد وفي خدمته صاحب الموصل. وكان ببغداد ملكشاه بن بركياروق الصبي الذي سلطنه الخليفة، وأتابك الصبي إياز. فبرز وأمن بغداد، وتحالفوا على حرب محمد، ومنعه من السلطنة. وجاء محمد ونزل بالجانب الغربي، وخطب لديه، ثم ضعف إياز والأمراء، فراسلوا محمداً في الصلح وليعطي إياز أمأنا على ما سلف منه. وتم الدست لمحمد، واجتمعت الكلمة عليه، فاستخلف السلطان إلكيا الهراسي، وأقام السلطان محمد ببغداد ثلاثة اشهر، وتوجه إلى إصبهان. مقتل إياز أتابك ملكشاه وأما إياز أتابك ملكشاه، فإنه لما سلم السلطنة إلى محمد عمل دعوةً عظيمةً في داره ببغداد، دعى إليها محمداً، وقدم إليه تحفاً، منها الحبل البلخشي الذي أخذه من تركة مؤيد الملك ابن النظام. وحضر مع السلطان الأمير سيف الدولة صدقة بن مزيد. فاعتمدوا إياز اعتماداً رديئاً، وهوأنه ألبس مماليكه العدد والسلاح ليعرضوا على محمد، فدخل عليهم رجل مسخرة فقالوا: لا بد أن نلبسك درعاً. وعبثوا به يصفعونه، حتى كل وهرب، وألتجأ إلى غلمان السلطان، فرآه السلطان مذعوراً وعليه لباس عظيم، فارتاب. ثم جسه غلام، فإذا درع تحت الثياب الفاخرة، فاستشعر، وقال محمد: إذا كان أصحاب (34/64)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 65 العمائم قد لبسوا السلاح، فكيف الأجناد وتحيل لكونه في داره، فنهض وخرج. فلما كان بعد اربعة ايام استدعى إياز وجكرمش صاحب الموصل) وجماعة وقال: بلغنا أن الملك قلج أرسلان بن سليمان بن قتلمش قصد دياربكر ليأخذها، فانظروا من ينتدب له. فقالوا: ماله إلا الأمير إياز. فطلب إيازاً إلى بين يديه لذلك، وأعد جماعة ليفتكوا به إذا ما دخل، فضربه واحد ابن رأسه، فغطى صدقة وجهه بكمه. وأما الوزير فغشي عليه. ولف إياز في مسحٍ، وألقي على الطريق. فركب أجناده وشغبوا ثم تفرقوا. وهذ أمر عدة المزاح، نسأل الله السلامة. ثم أخذه قوم من المطوعة، وكفنوه ودفنوه. وعاش نحوالأربعين سنة. وكان من مماليك السلطان ملكشاه. وكان شجاعاً غزير المروءة، ذا خبرة بالحروب. ثم قتلوا وزيره بعد شهرين. هلاك صنجيل وفيها هلك الطاغية صنجيل الذي حاصر طرابلس في هذه المدة، وبنى بقربها قلعة وكان من شياطين الإفرنج ورؤوسهم. ووصل إلى الشام (34/65)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 66 ليحج القدس، فأخذ بأرض صيداء وذهب حينئذٍ عينه. ودار في بلادالشام بزي التجار فلما توفي السلطان ملكشاه واختلفت الكلمة دخل إلى بلاده، وجمع الإفرنج للحج، ودخل أنطاكية، وحارب المسلمين مرات، وتمكن. ثم شن الغارة من حصنه، فبرز له ابن عمار من طرابلس، وكبس الحصن بغتةً، فقتل من فيه، ورمى بالنيران في جوانبه، ورجع صنجيل، فدخل الحصن، فانخسف به سقفه، ثم مرض وغلب، فصالح صاحب طرابلس. ثم مات في سنة ثمانٍ. فقام بعده أخيه وجد في حصار طرابلس، والأمر بيد الله تعالى. وفاة الأمير سقمان بن أرتق وفيها توفي الأمير سقمان بن أرتق، وكان فخر الملك ابن عمار صاحب طرابلس كاتبه واستنجد به، فتهيأ لذلك، فأتاه وهوعلى العزم كتاب طغتكين صاحب دمشق: بأني مريض أخاف إن مت أن تملك الإفرنج دمشق، فأقدم (34/66)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 67 علي فبادر إلى دمشق، ووصل القريتين، وأسقط في يد طغتكين وندم، فلم يلبث أن أتاه الخبر بموت سقمان بالقريتين بالخوانيق، وكانت تعتريه كثيراً، فمات في صفر، ورجع به عسكره، ودفن بحصن كيفا. وكان ديناً حازماً مجاهداً، فيه خير في الجملة. قتل الإسماعيلية للحجاج الخراسانيين وأما الإسماعيلية فثاروا بخراسان، ولم يقفوا على الهدنة فعاثوا بأعمال بيهق، وبيتوا الحجاج) الخراسانيين بنواحي الري ووضعوا فيهم السيف، ونجا بعضهم بأسوأ حال. قتل الإسماعيلية ابن المشاط وقتلوا الإمام أبا جعفر المشاط أحد شيوخ الشافعية، وكان يعظ بالري، فلما نزل عن الكرسي وثب عليه باطني قتله. إستيلاء الإفرنج على حصن أرتاح وفيها كانت وقعة بين الإفرنج ورضوان بن تتش صاحب حلب، فانكسر رضوان. وذلك أن تنكري صاحب أنطاكية نازل حصناً، فجمع رضوان عسكراً ورجالة كثيرة، فوصلوا إلى تبريز. فلما رأى تنكري كثرة سوادهم راسل بطلب الصلح، فامتنع رضوان، فعملوا مصافات، فانهزمت الإفرنج من غير قتال. ثم قالوا: نعود ونحمل حملةً صادقةً، ففعالوا، فانخطف المسلمون، وقتل (34/67)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 68 منهم بشر كثير. ولم ينج من الأسر إلا الخيالة. وافتتح الإفرنج الحصن. ويقال له حصن أرتاح. وذلك في شعبان. الموقعة بين المسلمين والإفرنج بين يافا وعسقلان وفيها قدم المصريون في خمسة آلاف، وكاتبوا طغتكين أحب دمشق، فأرسل ألفاً ثلاثمائة فارس، عليهم الأمير إصبهبذ صباوة فاجتمعوا، وقصدهم ببغدوين صاحب القدس وعكا في ألف وثلاثمائة فارس، وثمانية الآلف راجل، فكان المصاف بين يافا وعسقلان، وثبت الفريقان، حتى قتل من المسلمين ألف ومائتان، ومن الإفرنج مثلهم، فقتل نائب عسقلان جمال الملك. ثم قطعوا القتال وتحاجزوا. وقل أن يقع مثل هذا. ثم رد عسكر دمشق، ودخل المصريون إلى عسقلان. شحنكية بغداد وفيها عزل عن شحنكية بغدلد إيلغازي بن أرتق، وجعل السلطان محمد على بغداد قسيم الملك سنقر البرسقي، وكان ديناً عاقلاً من خواص محمد. دخول السلطان محمد إصبهان ودخل محمد إصبهان سلطأنا متمكناً، مهيباً، كثير الجيوش، بعد أن كان (34/68)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 69 خرج منها خائفاً، يترقب، وبسط العدل، وأحسن إلى العامة. الجدري والوباء في بغداد) وفيها كان ببغداد جدري مفرط، مات فيه خلق من الصبيان لا يحصون وتبعه وباء عظيم. مواصلة حصار طرابلس وكان الحصار متواتراً على طرابلس. وكتب أهلها متواصلة إلى طغتكين يستصرخونه لإنجادهم وعونهم، فأهلك الله تعالى صنجيل مقدم الإفرنج، وقام غيره كما سبق. (34/69)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 70 4 (سنة تسع وتسعين وأربعمائة) قتل متنبيء بنهاوند وفيها ظهر بنواحي نهاوند ولد فادعى النبوة، وكان يمخرق بالسحر والنجوم، وتبعه الخلق، وحملوا إليه أموالهم، فكان لا يدخر شيئاً. وسمى أصحابه باسماء الصحابة أبي بكر، وعمر. قتل خارج يطلب الملك بنهاوند وخرج أيضاً بنهاوند من ولد ألب أرسلان السلطان رجل يطلب الملك، فأخذا وقتلا في وقت واحد. استرجاع طغتكين حصنين من الإفرنج وفيها شرع الإفرنج وعملوا في حصنٍ بين طبرية والبثنية يقال له عال، فبلغ طغتكين صاحب دمشق، فسار وأخذ الحصن، وأعاد الأسارى والغنائم وزينت دمشق أسبوعاً. (34/70)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 71 ثم سار إلى حصن رفنية، وصاحبه ابن أخت صنجيل، فحاصره طغتكين وملكه، وقتل به خمسمائة من الإفرنج. إمتلاك اإسماعيلية حصن فامية وفيها ملك اإسماعيلية حصن فامية وقتلوا صاحبه خلف بن ملاعب الكلأبي. وكان خلف قد تغلب على حمص، وقطع الطريق، وعمل أغس مما تعمله الإفرنج فطرده تتش عن حمص، فذهب إلى مصر، فما التفتوا إليه. فاتفق أن نقيب فامية من جهة رضوان بن تتش أرسل إلى المصريين، وكان على مذهبهم، يستدعي منهم من يسلم إليه الحصن، فطلب ابن ملاعب منهم أن يمون والياً عليه لهم. فلما ملك خلع طاعتهم. فأرسلوا من مصر يتهددونه بما يفعلونه بولده الذي عندهم رهينة، فقال: لاأنزل من قلعتي، وابعثوا إلي بعض أعضاء ابني حتى آكله. وبقي بفامية يقطع الطريق، ويخيف السبيل، وانضم إليه الكثير من المفسدين. قتل ابن ملاعب بحيلة قاضي سرمين) ثم أخذت الإفرنج سرمين، وأهلها رافضة، فتوجه قاضيها إلى ابن ملاعب فأكرمه وأحبه، ووثق به، فأعمل القاضي الحيلة، وكتب إلى أبي طاهر (34/71)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 72 الصائغ أحد رؤوس الباطنية ومن الواصلين عند رضوان صاحب حلب واتفق معه على الفتك بابن ملاعب. وأحس ابن ملاعب فأحضر القاضي، فجاء وفي كمه مصحف، وتنصل وخدع ابن ملاعب، فسكت عنه وكتب إلى الصائغ يشير إليه بأن يحسن لرضوان إنقاذ ثلاثمائة رجل من أهل سرمين الذين نزحوا إلى حلب، وبنقذ معهم خيلاً من خيول الإفرنج، وسلاحاً من سلاحهم، ورؤوساً، من رؤوس الإفرنج، فيأتون ابن ملاعب في صورة أنهم غزاة، ويشكون من سوء معاملة رضوان الملك لهم. وأنهم فارقوه، فلقيهم طائفة من الإفرنج، فنصروا على الإفرنج، وهي رؤوسهم. ويحملون على جميع مامعهم إليه، فإذا اذن لهم في المقام عنده اتفق على إعمال الحيلة. ففعل الصائغ جميع ذلك، وجاؤوا بتلك الرؤوس، وقدموا لابن ملاعب ما معهم من خيل وغيرها، فأنزلهم ابن ملاعب في ربض فامية. فقام القاضي ليلة هوومن معه بالحصن، فدلوا حبالاً، وأصعدوا أولئك من الربض، ووثبوا إلى أولاد ابن ملاعب وبني عمه فقتلوهم، وأتوا ابن ملاعب وهومع امرأته فقال: من أنت قال: ملك الموت جئت لقبض روحك. ثم قتله. ثم وصل الخبر إلى أبي طاهر الصائغ، فسار إلى فامية، وهولا يشك أنها له. فقال القاضي: إن وافقتني وأقمت معي، وإلا فارجع. فآيس ورجع. قتل الإفرنج قاضي سرمين وكان عند طغتكين الأتابك ولد لابن ملاعب فولاه حصناً، فقطع (34/72)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 73 الطريق، وأخذ القوافل كأبيه. فهم بالقبض عليه طغتكين، فهرب إلى الإفرنج، واستدعاهم إلى فامية، وقال: ما فيها إلا قوت شهر. فنازلوه وحصروه، وجاع أهله، وملكته الإفرنج، فقتلوا القاضي المذكور. وظفروا بالصائغ فقتلوه، وهوالذي أظهر مذهب الباطنية بالشام، فقيل: لم يقتلوه وإنما بقي إلى سنة سبعٍ وخمسمائة، فقتله ابن بديع رئيس حلب بعد موت رضوان صاحبها. إفساد ربيعة والعرب في البصرة ونواحيها وفيها ملك ضيف الدولة صدقة بن مزيد الأسدي البصرة، وحكم عليها، وأقام بها نائباً، وجعل معه مائةً وعشرين فارس. فاجتمعت ربيعة، والعرب، في جمع كبير، وقصدوا البصرة، فقاتلهم النائب، فأسروه، ودخلوا البلد بالسيف، فنهبوا وأحرقوا، وما أبقوا ممكناً، وانتشر أهلها بالسواد.) وأقامت العرب تفسد شهراً، فأرسل صدقة عسكراً وقد فات الأمر. اشتداد الحصار على طرابلس وأما ابن عمار فكان يخرج من طرابلس وينال من الإفرنج، وخرب الحصن الذي أقامه صنجيل، وحرق فيه، فرجع صنجيل ومعه جماعة من القمامصة والفرسان، فوقف على بعض السقوف المحترقة، فانخسف، فمرض صنجيل عشرة أيام ومات، لعنه الله تعالى وحملت جيفة الملعون إلى القدس، فدفنت به. ولم يزل الحرب بين أهل طرابلس والإفرنج خمس سنين إلى هذا الوقت. (34/73)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 74 فعدموا الأقوات، وافتقر الأغنياء، وجلا الفقراء، وظهر من ابن عمار ثبات، وشجاعة عظيمة، ورأي، وحزم. وكانت طرابلس من أعظم بلاد الإسلام وأكثرها تجملاً وثروة، فباع أهلها من الحلي والات الفاخرة ما لا يوصف بأقل ثمن، ولا أحد يغيثهم، ولا يكشف عنهم. وأمتلأت الشام من الإفرنج. (34/74)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 75 4 (سنة خمسمائة) وفاة يوسف بن تاشفين فيها توفي أمير المغرب والأندلس يوسف بن تاشفين. سلطنة علي بن يوسف بن تاشفين وولي الملك بعده ابنه علي بن يوسف. وكان قد بعث فيما تقدم تقدمة جليلة، ورسلاً إلى المستظهر بالله، يلتمس أن يولى السلطة، وأن يقلد ما بيده من البلاد، فكتب له تقليداً، ولقب أمير المسلمين، وبعث له خلع السلطنة، ففرح بذلك، وسر فقهاء المغرب بذلك. وهوالذي أنشأ مدينة مراكش. مقتل فخر الملك ابن نظام الملك ويوم عاشوراء قتل فخر الملك علي بن نظام الملك. وثب عليه واحد من اإسماعيلية في زي متظلم، فناوله قصةً، ثم ضربه بسكين فقتله. وعاش ستاً وستين سنة. (34/75)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 76 ونقل ابن الأثير أنه كان أكبر أولاد النظام، وأنه وزر للسلطان بركياروق، ثم انفصل عنه، وقصد نيسابور، فأقام عند السلطان سنجر، ووزر له. فاصبح يوم عاشوراء صائماً، فقال لأصحابه: رأيت الليلة الحسين بن علي رضي الله عنهما وهويقول: عجل إلينا، وليكن إفطارك عندنا. وقد اشتغل فكري، ولا محيد عن قضاء الله وقدره. فقالوا: يكفيك الله، والصواب، أن لا تخرج اليوم والليلة. فاقام) يومه كله يصلي ويقرأ، وتصدق بشيء كثير، ثم خرج وقت العصر يريد دار النساء، فسمع صياح متظلم، شديد الحرقة، هويقول: ذهب المسلمون، فلم يبق من يكشف كربة، ولا يأخذ بيد ملهوف. فطلبه رحمةً له، وإذا بيده قصة، وذكر الحكاية. القبض على الوزير سعد الملك وصلبه وفيها قبض السلطان محمد على وزيره سعد الملك أبي المحاسن، وصلبه على بباب إصبهان، وصلب أربعة من أصحابه نسبوا أنهم باطنية. وأما الوزير فاتهم بالخيانة، وكانت وزارته سنتين وتسعة اشهر. وكان على ديوان الإستيفاء في أيام وزارة مؤيد الملك ابن نظام الملك، ثم خدم السلطان محمد وقام معه، فاستوزه. ثم نكبه وصلبه. وزارة قوام الملك ثم استوزر قوام الملك أبا ناصر أحمد ابن نظام الملك. إنتزاع قلعة إصبهان من الباطنية وقتل صاحبها وفيها انتزع السلطان محمد قلعة إصبهان من الباطنية، وقتل صاحبها أحمد بن عبد الملك بن غطاس وكانت الباطنية بأصبهان قد ألبسوه تاجاً، (34/76)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 77 وجمعوا له الأموال، وقدموه لأن أباه عبد الملك كان من علمائهم له أدب وبلاغة، وحسن خط، وسرعة جواب، مع عفة ونزاهة، وطلع ابنه أحمد هذا جاهلاً. قيل لابن الصباح صاحب ألموت: لماذا تعظم ابن غطاس على جهله قال: لمكان أبيه، فإنه كان أستاذي. وكان ابن غطاس قد استفحل أمره، واشتد باسه، وقطعت أصحابه الطرق، وقتلوا الناس. رواية ابن الأثير عن قتل ابن غطاس قال ابن الأثير: قتلوا خلقاً كثيراً لا يمكن إحصاؤهم، وجعلة لهم على القرى والأملاك ضرائب يأخذونها، ليكفوا أذاهم عنها. فتعذر بذلك انتفاع الناس بأملاكهم، والدولة بالضياع. وتمشى لهم الأمر بالخلف الواقع. فلما صفا الوقت لمحمد لم يكن همه سواهم. فبدأ بقلعة إصبهان، لتسلطها على سرير ملكه، فحاصرهم بنفسه، وصعد الجبل الذي يقابل القلعة، ونصب له التخت. واجتمع من إصبهان وأعمالها لقتالهم الأمم العظيمة، فأحاطوا بجبل القلعة، ودوره أربعة فراسخ، إلى أن تعذر عليهم القوت، وذلوا، فكتبوا فتيا: (34/77)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 78 ما يقول السادة الفقهاء في قوم يؤمنون بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر، وإنما يخالفون في الإمام، هلل يجوز للسلطان مهادنتهم) وموادعتهم، وأن يقبل طاعتهم فأجاب الفقهاء بالجواز، وتوقف بعض الفقهاء. فجمعوا للمناظرة، فقال أبوالحسن علي بن عبد الرحمن السمنجاني: يجب قتالهم، ولا ينفعهم اللفظ بالشهادتين، فإنهم يقال لهم: أخبرونا عن إمامكم إذا أباح لكم ما حذره الشارع أيقبلون منهم فإنهم يقولون: نعم، وحينئذ تباح دماؤهم بالإجماع. وطالت المناظرة في ذلك. ثم بعثوا يطلبون من السلطان من يناظرهم، وعينوا اشخاصاً، منهم شيخ الحنفية القاضي أبوالعلا صاعد بن يحيى قاضي إصبهان، فصعدوا إليهم، وناظروهم، وعادوا كما صعدوا. وإنما كان قصدهم التعلل، فلج السلطان حينئذ في حصرهم. فأذعنوا بتسليم القلعة على أن يعطون قلعة خالنجان، وهي على مرحلة من إصبهان. وقالوا: إن نخاف على أرواحنا من العامة، ولا بد من مكان نأوي إليه. فأشير على السلطان بإجابتهم، فسألوا أن يؤخرهم إلى يوم النوروز، ثم يتحولون. فأجابهم إلى ذلك. هذا، وقصدهم المطاولة إنتظاراً لفتقٍ ينفتق، أوحادث يتجدد. ورتب لهم الوزير سعد الملك راتباً كل يوم. ثم بعثوا من وثب على أمير (34/78)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 79 كان جد في قتالهم، فجرح وسلم، فحينئذٍ خرب لسلطان قلعة خالنجان، وجدد الحصار عليهم. فطلبوا أن ينزل بعضهم، ويرسل السلطان معهم من يحميهم إلى قلعة الناظر بأرجان، وهي لهم، وإلى قلعة طبس، وأن يقيم باقيهم في ضرس القلعة إلى أن يصل إليهم من يخبرهم بوصول أصحابهم، فأجابهم إلى ذلك، وذهبوا، ورجع من أخبر الباقن بوصول أولئك إلى القلعتين. فلم يسلم ابن غطاس الناس الذين احتموا فيه، ورأى السلطان منه الغدر والرجوع عما تقرر، فزحف الناس عليه عامة، في ثاني ذي القعدة. وكان قد قل عنده من يمنع أويقاتل، وظهرمنه بأس شديد، وشجاعة عظيمة، وكان قد استأمن إلى السلطان إنسان من أعيانهم فقال: أنا أدلكم على عورة لهم، فأتى بهم إلى جانب السن لا يرام فقال: اصعدوا من ههنا. فقيل: إنهم قد ضبطوا هذا المكان وشحنوه بالرجال. فقال: إن الذي ترون أسلحة وكزغندات قد جعلوها كهيئة الرجال، وذلك لقلتهم. وكان جميع من بقي ثمانين رجلاً. فصعد الناس من هناك، وملكوا الموضع، وقتلوا أكثر الباطنية، فاختلط جماعة منهم على من دخل فسلموا، واسر ابن غطاس، فشهر باذربيجان، وسلخ، فتجلد حتى مات، وحشي جلده تبناً وقتل ولده، وبعث برأسيهما إلى بغداد. وألقت زوجته نفسها من رأس القلعة فهلكت. وضرب محمد القلعة. (34/79)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 80 وكان والده السلطان جلال الدولة هوالذي بناها. يقال: إنه غرم على بناءها ألفي ألف دينار) ومائتي ألف دينار، فاحتال عليها ابن غطاس حتى ملكها، وأقام بها اثنتي عشر سنة. عزل الوزير ابن جهير وفي صفر عزل الوزير أبوالقاسم علي بن جهير، كان قد وزر للخليفة ثلثة أعوام وخمسة أشهر. فهرب إلى دار سيف الدولة صدقة بن مزيد ببغداد ملتجئاً إليها، وكانت ملجأً لكل ملهوف. فأرسل إليه صدقة من أحضره إلى الحلة، وأمر الخليفة بأن تخرب داره. وزارة أبي المعالي ابن المطلب ثم تقررت الوزارة في أول السنة إحدى وخمسمائة لأبي المعالي هبه الله بن المطلب غرق قلج أرسلان وفيها غرق قلج أرسلان بن سليمان بن قتلمش صاحب قونية، سقط في الخابور فغرق. ووجد بعد أيام منتفخاأ، والحمد لله على العافية. إستنجاد طغتكين وابن عمار بالسلطان السلجوقي وتتابعت كتب أتابك طغتكين وفخر الملك ابن عمار ملك الشام وإلى (34/80)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 81 السلطان غياث الدين محمد بن ملكشاه، بعظيم ما حل بالشام وأهله من الإفرنج، ويستصرخون به، ويستنجدون به ليدركهم، فندب جيشاً عليهم جاولي سقاوة، وكاتب صدقة بن مزيد، وصاحب الموصل وغيرهما لينهضوا إلى حرب الكفار. فثقل ذلك على المكاتبين ونكلوا عن الجهاد، وأقبلوا على حظوظ الأنفس، فلا قوة إلا بالله. إستظهار الروم على الإفرنج وكان ابن قتلمش نفذ بعض جيشه لإنجاد صاحب قسطنطينية على بيمند وإفرنج الشام، فلما التقى الجمعان استظهر الروم وكسروا الإفرنج شر كسرة، أتت على أكثرهم بالقتل والأسر. وفصل الأتراك جند ابن قتلمش بعد أن خلع عليهم طاغية الروم وأكرمهم. انتهت الوقائع ولله الحمد والمنّة. ويتلوها طبقات المتوفين في هذه السنتين إن شاء الله تعالى، وبه أستعين، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه، وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين. وكان الفراغ من هذا الكتاب يوم الثلاثاء الساعة الثالثة ونصف من شهر ربيع الثاني من شهور سنة الخامسة والثلاثين بعد الثلاثمائة وألف من الهجرة النبوية، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، وأزكى التحية. والله أعلم.) (34/81)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 82 (34/82)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 83 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الخمسون وفيات)

4 (وفيات سنة إحدى وتسعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن ابراهيم بن أحمد: أبوالعباس بن الحطاب الرازي، ثم المصري الفقيه الشافعي. سمع: أبا الحسن بن السمسار بدمشق، وشعيب بن المنهال، وإسماعيل بن عمروالحداد، وعلي بن منير الخلال بمصر، وجماعة كثيرة. روى عنه: ابنه أبوعبد الله الرازي صاحب المشيخة والسداسيات، وغيث بن علي. وكتب عنه من القدماء: أبوزكريا عبد الرحيم البخاري، ومكي الرميلي. قال ابنه: قال أبي في سكرة الموت: مالي في الدنيا حسرة إلا أني مشيت في ركاب الشيوخ، وسافرت إليهم باليمن والشام، ومصر، وها أنا أموت، ولم يؤخذ عني ما سمعته على الوجه الذي أردت. قال أبي: وحججت سنة أربع عشرة وأربعمائة، وقرأت بمكة بروايات على (34/83)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 84 أبي عبد الله الكارزيني. أحمد بن الحسين بن أحمد بن جعفر. أبوحامد الفقيه الهمذاني. روى عن: أبيه، ومحمد بن عيسى، وأبي نصر أحمد بن الحسين الكسار، وجعفر بن محمد الحسيني. قال شيرويه: سمعته، وكان أحد المشايخ البلد ومفتيه. مات في صفر في سادس وعشرين وكان من جلة الشافعية. أحمد بن سهل أبوبكر النيسابوري السراج. روى عن: محمد بن موسى الصيرفي، وأبي بكر الحيري، وعلي بن محمد الطرازي، وكان فقيهاً ورعاً، عابداً صالحاً. ولد سنة ثمان وأربعمائة، وكان يتكلم عن الحديث وشرحه. حدّث عنه: أبوسعيد محمد بن أحمد الخليلي النوقاني الحافظ، (34/84)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 85 وعمر بن أحمد الصفار، وعبد الله بن الفرواي، وعبد الخالق بن زاهر، أبوه زاهر ووجيه ابنا الشحامي، وجماعته. توفي في ليلة السابع والعشرين من رمضان. أحمد بن عبد الغفار بن أحمد بن علي بن أحمد بن اشته. أبوالعباس الإصبهاني الكاتب. شيخ مكثر مسند. سمع أبا سعيد النقاش، وعلي بن ميلة الفقيه، وابن عقيل الباوردي، (34/85)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 86 والفضل بن شهريار، وغيرهم. وتوفي في ذي الحجة عن اثنتين وثمانين) سنة. روى عنه: السلفي، وأبوسعيد البغدادي. أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحيم التيمي. المعروف بابن اللبان المتكلم. يروي عن: أبي نعيم، وغيره. روى عنه: السلفي، وورخة. أحمد بن عبد اللعزيز. الإمام أبوسعد البردعي الحنفي الفقيه. كان عليه مدار الفتوى بنيسابور. وكان يعقد مجالس الوعظ من غير تكلف على طريقة أهل الورع، ويذكر مسائل أهل الفقه مما ينفع العوام. وكان يميل إلى الاعتزال. ثم صار يحضر مجالس الشافعية، يستطيب طريقة أهل السنة ويظهر انه تارك لما كان عليه. ومال إلى التصوف. توفي في ثامن عشر ذي القعدة. وماأظنه حدث. أحمد بن المبارك أبوسعد البغدادي الأكفاني المقريء. شيخ معمر. (34/86)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 87 قرأ على: أبي الحسن الحمامي إلى سورة سبأ. قرأ عليه: أبوالكرم الشهرزوري. وروى عن: بشر بن القاسم. روى عنه: ابن السمر قندي، وابن ناصر. وكان سمساراً. أحمد بن محمد بن عبد الله بن حسن بن بشرويه. أبوالعباس الإصبهاني الحافظ. سمع: أبا عبد الله بن حسنوكية، ومحمد بن علي بن مصعب، وأبا نعيم الحافظ، ومحمد بن عبد الله بن شهريار، والهيثم بن محمد الخراط، وابراهيم بن محمد بن إبراهيم الجلاب، وأبا ذر محمد بن إبراهيم الصالحاني، ومن بعدهم. قال السلفي: كان أهل المعرفة بالحديث والفقه والفرائض، كتبنا بانتخابه كثيراً، وأكثرنا عنه لثبته ومعرفته. وسمعته يقول: ولدت سنة خمس عشرة. قلت: توفي في جمادى الآخرة. وروى عنه: هبه الله بن طاوس. وقيل: مات سنة سبعٍ. إبراهيم بن خلف بن إبراهيم بن لب أبوإسحاق التجيبي القرطبي، ويعرف بابن الحاج. (34/87)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 88 سمع من: بكر بن عيسى الكندي، وحج ورأى أبا ذر الهروي، ولم يسمع عنه. وأجاز لابن أخيه محمد بن أحمد بن خلف في هذا العام، وانقطع خبره بعد. إبراهيم بن سليم بن ايوب أبوسعد الرازي. سمع من والده ومن أبي الحسين ابن الطبال بمصر ومن عبد الوهاب بن) برهان الغزالي بصور ومن كريمة بمكة ومن الجوهري ببغداد. وتوفي بدمشق في ذي الحجة. سمع منه: غيث، وأبومحمد بن صابر. إبراهيم بن يحيى بن موسى أبوإسحاق الكلاعي القرطبي. ويعرف بابن العطار. سمع من: أبي محمد الشنتجالي. وحج، وسمع من: أبي زكريا عبد الرحيم البخاري، وغيره. قال أبوبحر الأسدي: لقيته في سنة إحدى وتسعين بالجزائر، وكان ثقة نبيهاً. (34/88)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 89 إبراهيم بن يونس بن محمد. أبوإسحاق المقدسي الخطيب الإصبهاني الأصل. سمع بدمشق: أبا القاسم إبراهيم بن محمد الحنائي، وأبا القاسم علي بن محمد السميساطي. وبالمقدس: الفقيه أبا محمد عبد الله بن الوليد الأندلسي، وعلي بن طاهر، وعبد الرحيم بن أحمد البخاري الحافظ، وخزرون بن الحسن، وجماعة. روى عنه: أبومحمد بن الأكفاني، والخضر بن عبدان، ونصر بن أحمد بن مقاتل. وكان تلا القرآن. توفي بدمشق في ذي الحجة، له سبعون سنة. إسماعيل بن علي بن طاهر. أبوالقاسم الرازي السلفي. من شيوخ إصبهان. روى عن: أبي بكر بم أبي علي الذكواني المعدل، وأبي بكر بن محمد بن حمويه، وعلي بن أحمد الجرجاني. وعنه: أبوطاهر السلفي، وقال: توفي في ربيع الآخر. 4 (حرف الجيم) جعفر بن حيدر بن محمد. الشيخ أبوالمعالي العلوي الهروي، شيخ الصوفية. وكان ورعاً زاهداً. (34/89)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 90 سمع بنيسابور: شيخ الإسلام أبا عثمان الصابوني، وأبا سعيد الكنجروذي. وتوفي بهراة. ذكر السماني في الذيل. 4 (حرف الحاء) حاتم بن محمد بن علي بن أبي محمد حاتم محمد بن يعقوب إسحاق بن محمود أبومحمد الهروي الحاتمي. شيخ صالح. سمع: أبا منصور محمد بن عبد الله بن إبراهيم الفاسي صاحب حامد الرفاء. وروى عنه: علي بن حمزة الموسوي، وعبد الفتاح بن عطاء، وعبد الواسع بن أبي بكر السقطي. مات بهراة في جمادى الأولى عن نيفٍ وثمانين سنة.) حديد بن حسن المؤدب الشيباني. حدث عن أبي إسحاق البرمكي، توفي في شوال. الحسن بن أحمد بن محمد الحافظ أبومحمد السمر قندي صاحب الحافظ جعفر بن محمد (34/90)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 91 المستغفري. توفي قي ذي القعدة بنيسابور عن اثنين وثمانين سنة. كان مكثراً فاضلاً، وغيره أتقن وأحفظ منه. وقال ابن السمعاني: سألت إسماعيل الحافظ عن الحسن السمر قندي فقال: إمام حافظ. سمع وجمع وصنف. سمع من: المستغفري، وعبد الصمد العاصمي، وشيوخ بخارى، وبلخ، ونيسابور. وأكثر السماع عنهم. قلت: روى عنه خلق من شيوخ عبد الرحيم بن السمعاني. وقال عمر بن محمد بن لقمان النسفي في كتاب القند: ذكر الإمام الحافظ قوام السنة أبومحمد الحسن بن أحمد بن محمد بن القاسم بن جعفر السمر قندي اللوخميتني نزيل نيسابور: لم يكن في زمانه في فنه مثله في الشرق والغرب، له كتاب بحر الأسانيد في صحاح المسانيد، وجمع فيه مائة ألف حديث، ورتب هذب، لم يقع في الإسلام مثله وهوثمانمائة جزء. وذكر عبد الغافر فقال: عديم النظير في حفظه. قدم نيسابور، وسمع اابن مسرور، وأبا عثمان الصابوني، والكنجروذي. وطائفة. وعاد إلى سمر قند. ثم قدم نيسابور واستوطنها. وهومكثر عن المستغفري. قلت: روى عنه: عبد الرحمن القشيري، ومحمد بن جامع خياط الصوف، والجنيد القايني. وأكبر شيخ له منصور الكاغدي. (34/91)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 92 الحسين بن أحمد بن عبد الرحمن بن علي بن أيوب بن معافى أبوعبد الله العكبري. سمع: أبا الحسين بن بشران، ومحمود بن عمر العكبري. وعنه: إسماعيل السمر قندي، وأبوالكرم الشهرزوري، وعمر بن ظفر. مات في شوال، وقيل: في رمضان عن ثمان وثمانين سنة. الحسين بن الحسن الفقيه أبوعبد الله الشهرستاني الشافعي. قاضي دمشق. سمع بنيسابور من أبي القاسم القشيري وبجرجان من إسماعيل بن مسعدة وبالعراق من ابن هزارمرد الصريفيني. قال ابن عساكر: ثنا عنه هبه الله بن طاوس، وكان حسن السيرة في الأحكام. ولي قضاء دمشق سنة سبعٍ وسبعين في أيام تتش، وكان شديداً على من خالف الحق. واستشهد بظاهر انطاكية بيد الإفرنج) يوم المصاف. الحسين بن علي الدمشقي المقريء. ويعرف بالدمنشي. سمع أبا الحسين بن أبي الحديد. وكان رافضياً. سعى بالحافظ أبي بكر الخطيب إلى أمير الجيوش وقال: هوناصبي يروي فضائل الصحابة، وفضائل بني العباس في جامع دمشق. فكان ذلك سبب نفي الخطيب من دمشق. (34/92)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 93 4 (حرف الراء) روح بن محمد بن عبد الواحد بن عباس. أبوطاهر الرازامي الصوفي. سمع: أبا الحسن علي بن عبدكوية، وبا بكر بن أبي علي الذكواني، وعبد الواحد منصور الكاغذي الباطرقاني، وعلي بن أحمد الجرجاني. وتوفي في شعبان. روى عنه السلفي. 4 (حرف السين) سعيد بن محمد بن يحيى أبوالحسين الإصبهاني الجوهري، من كبار شيوخ السلفي. يروي عن: علي بن ميلة الفرضي، وأبي نعيم الحافظ. توفي في المحرم. وكان فقيهاً عالماً، وأبوه يروي عن ابن المقريء. حدث عنه أبوسعيد المطرزي. قيل: ظهر لسعيد سماع من ابن مردوية. سهل بن بشر بن أحمد بن سعيد. (34/93)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 94 أبوالفرج الإسفرائيني الصوفي المحدث، نزيل دمشق. سمع على: حمصة، وعلي بن منير، وعلي بن ربيعة، ومحمد بن الحسين الطفال، والحسن بن خلف الواسطي صاحب الرياشي بمصر. وسمع بجرجان: محمد بن عبد الرحيم. وببغداد: الجوهري. وبدمشق: رشأ بن نظيف، وابن سلوان، وهذه الطبقة. وبالرملة: ابن الترجمان الصولي. وبصور سليم بن ايوب. وبتنيس: علي بن الحسين بن جابر. روى عنه: إبناه طاهر والفضل، وجمال الإسلام أبوالحسن، وهبه الله بن طاوس، ومحفوظ النجار، ونصر الله المصيصي الفقيه، وأحمد بن سلامة، وحمزة بن علي الحبوبي، وعبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني، وجماعة. وقال: ولدت سنة تسعٍ وأربعمائة. توفي في ربيع الأول. وقال غيث: سألت أبا بكر الحافظ عن سهل بن بشر فقال: كيس صدوق.) (34/94)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 95 4 (حرف الطاء) طراد بن محمد بن علي بن الحسن بن محمد. النقيب، الكامل، أبوالفوارس بن أبيالحسن بن أبي القاسم بن أبي تمام الهاشمي العباسي الزينبي البغدادي، نقيب النقباء. قال السمعاني: ساد الدهر رتبة وعلواً وفضلاً ورأياً وشهامة. ولي نقابة العباسيين بالبصرة، ثم انتقل إلى بغداد. وكان من أكفى أهل الدهر، متعه الله بسمعه وبصره وقوته وحواسه. وكان يترسل من الديوان إلى الملوك، وحدث بإصبهان كذلك، وصارت إليه الرحلة من الأقطار. وأملى بجامع المنصور، وكان يحضر مجلس إملائه جميع أهل العلم من الطوائف وأصحاب الحديث والفقهاء. ولم ير ببغداد على ما ذكر مثل مجالسه بعد أبي بكر القطيعي. وأملى سنة تسعٍ وثمانين بمكة، والمدينة، وألحق الصغار بالكبار. (34/95)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 96 سمع هلال بن محمد الحفار، وأبا نصر أحمد بن محمد بن حنسون النرسي، وأبا الحسين بن بشران، والحسين بن عمر بن برهان، وأبا الفرج أحمد بن المقرب الكرخي، ويحيى بن ثابت البقال. وشهدة بنت الإبري، وخلق كثير آخرهم وفاة أبوالفضل خطيب الموصل، وقال أبوعلي الصدفي: كان أعلى أهل بغداد منزلة عند الخليفة، وكنا نكر إليه، فيتعذر علينا السماع منه والوصول إليه، وعند بابه الحجاب، ولعل زي بعضهم فوق زيه. وكنا نقرأ عليه وهويركع، إذ ليس مثله ما يرد. وربما اتبعناه ونحن نقرأ عليه إلى أن يركب. وقال السلفي: كان حنيفاً من جلة الناس وكبرائهم، ثقة فاضلاً، ثبتاً، لم ألحقه. وقال أبوالفضل بن عطاف: كان شيخاً طراد شيخاً حسناً، حسن اليقظة، سريع الفطنة، جميل الطريقة في الرواية، فقه في جميع ما حدث به. وقال غيره: ولد في شوال سنة ثمانً وتسعين وثلامائة. وقال ابن الناصر: توفي في سلخ شعبان: ودفن بداره، ثم نقل في السنة الآتية إلى مقابر الشهداء. (34/96)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 97 أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن، أنا أبومحمد بن قدامة: أخبرتنا شهدة بقراءتي عليها: أنا طراد، أنا محمد بن أحمد بن محمد، أنا محمد بن يحيى، ثنا علي بن حرب، ثنا سفيان، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، أن عمر توضأ من بيت نصرانية. 4 (حرف العين) عبد الرزاق بن حسان بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن ابن سيف الله خالد بن الوليد المخزومي المنيعي. أبو الفتح بن أبي علي المروروذي، الحاجتي، الخطيب، محتشم خراسان كوالده. وكان زاهداً، عابداً، عاملاً، متبتلاً،) ورعاً، فقيهاً، قدوة. تفقه على القاضي حسين، وعلق عنه المذهب. وكان خطيب جامع والده. وقد حج وسمع ببغداد، وصار رئيس نيسابور. وقعد للتدريس بالجامع، واجتمع عليه الفقهاء. وعقد مجلس الإملاء، وحدث عن: أبي الحسين بن النقور، وأبي بكر البيهقي، وسعد الزنجاني، وأبي مسعود أحمد بن محمد البجلي. (34/97)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 98 روى عنه: أبوطاهر السنجي، وأبوشحمة محمد بن علي المعلم المروزي، وإسماعيل بن عبد الرحمن العصائدي، وآخرون. توفي في ثامن عشر ذي القعدة وله ثمانون سنة. عبد الأحد بن أحمد بن الفضل: أبوالحارث العنبري الإصبهاني. سمع هارون بن محمد الكاتب، وأحمد بن فاذشاه الوزير. ولي رندة. روى عنه: السلفيي عبد الله بن المبارك بن عبد الله: أبومحمد المديني. سمع: علي بن أحمد بن مهران الصحاف. روى عنه: السلفي وقال: توفي في شوال. عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن بليزة: (34/98)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 99 أبوالقاسم الخرقي الإصبهاني المقريء. سمع: محمد بن عبد الله بن شمة. وقرأ القرآن على أحمد بن محمد الملنجي، وأحمد بن محمد بن زنجوية. وتلاوته على ابن زنجوية في سنة ثلاثٍ وعشرين وأربعمائة. سمع منه: السلفي، وتلا عليه ختمة لقنبل في هذا الوقت، ولم يؤرخ وفاته. عبد الله بن الحسين بن هارون: أبونصر الخراساني الناسخ. سمع: أبا بكر أحمد بن محمد بن الحارث التميمي النحوي، وأبا بكر الحيري. ولد سنة ثلاث عشرة، وأملى مدة. ومات في المحرم. روى عنه: أبوسعد محمد بن أحمد بن محمد الخليلي النوقاني الحافظ، ومحمد بن أحمد الجنيد الخطيب، وعمر بن أحمد بن الصفار، وأبوالبركات بن الفراوي، وعبد الخالق الشحامي، شافع بن علي، وآخرون. (34/99)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 100 عبد العزيز بن محمد بن عتاب بن محسن. أبوالقاسم القرطبي أخوعبد الرحمن. روى عن: أبيه كثيراً، وعن: حاتم الطرابلسي. وأجاز له أبوحفص الزهراوي، وأبوعمر بن الحذاء، وجماعة. وكان عارفاً بمذهب مالك، بصيراً بالفتوى، مقدماً في الشروط، له عناية بالحديث ونقله. وكان مهيباً، وقوراً، معظماً عند الخاصة والعامة. توفي في جمادى الأولى عن إحدى وخمسين سنة. روى اليسير. عبد الله بن الحسين بن هارون. أبونصر الخراساني الناسخ. سمع: أبا بكر أحمد بن محمد بن الحارث التميمي النحوي، وأبا بكر الحيري. ولد سنة ثلاث عشرة. عبد الرزاق بن عبد الله بن المحسن. أبوغانم بن أبي حصن التنوخي المعري القاضي. سمع: أباه، وأبا صالح محمد بن المهذب، وأبا عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، والسميساطي، وأبا إسحاق الحبال الحافظ، وطائفة (34/100)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 101 بدمشق و، والقدس) ومصر. روى عنه: الخطيب مع تقدمه شيئاً مما سمعه، وأبوالبيان محمد بن أبي غانم، وغيرهما. وتوفي بالمعرة. عبد السميع بن علي بن عبد السميع. أبوالحسين الهاشمي. من أهل البصرة ببغداد. سمع: أبا الحسن بن مخلد. روى عنه: أبوالبركات الأنماطي، وأبوبكر الزاغواني. وتوفي في ربيع الآخر. ومولده سنة تسعٍ. عبد الواحد بن أحمد بن إبراهيم: أبوطاهر المغازلي الإصبهاني الشرأبي. سمع: أبا نعيم الحافظ. وعنه: السلفي، وقال: مات في صفر. عمر بن أحمد بن محمد بن الخليل: أبوحفص البغوي. (34/101)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 102 سمع مسند إسحاق الكوسج، من أبي الهندي محمد بن محمد إسماعيل البغوي. ومات بعد شعبان في هذا العام أوبعده. روى عنه: عبد الله بن محمد بن المظفر البنا، وأسعد بن أحمد الخطيب، وأبوأحمد بن عبد الرحمن بن أبي نصر البغويون. عبد الواحد بن علوان بن عقيل بن قيس الشيباني: أبوالفتح السقلاطوني البغدادي النصري من النصرية. شيخ ثقة صدوق. سمع: أبا نصر بن حسنون، وأبا القاسم الحرفي، وعثمان ن دوست، وهوأخوعبد الرحمن بن علوان. روى عنه: عبد الباقي بن محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وولده أبوبكر، وإسماعيل بن السمر قندي، وعبد الوهاب الأنماطي، وآخرون. وآخر من روى عنه فخر النساء شهدة. توفي في رجب. عبد الوهاب بن رزق الله بن عبد الوهاب: أبوالفضل التميمي، أخوعبد الواحد. سمع: أباه، وأبا طالب بن غيلان. وكان حسن الصورة، ظريفاً بارعاً في الوعظ. روى عنه: محمد بن عبد الواحد الدقاق، وعبد الوهاب الأنماطي. (34/102)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 103 علي بن محمد بن حسين خذام. أبوالحسين الخذامي البخاري الواعظ. كان معمراً مكثراً من السماع. تفرد بشيوخ. روى عن: القاضي أبي علي الحسين بن الخضر النسفي، ومنصور الكاغادي، وأحمد بن محمد بن القاسم الفارسي، وأحمد بن الحسن المراجلي، وخلق أخذ عنهم الكبار. روى عنه: عثمان بن علي البيكندي، وابوثابت الحسن بن علي البردعي وأبو رجاء محمد بن محمد، ومحمد بن محمد السنجي، وعدة. وعمر تسعين سنة. مات في هذا العام. 4 (حرف الفاء) فارس بن الحسين بن فارس بن حسين بن غرب: (34/103)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 104 أبو شجاع الذهلي السهروردي، ثم البغدادي. شيخ فاضل، صالح، ثقة، لغوي، شاعر. سمع: أبا علي بن شاذان، وعبد الملك بن بشران. روى عنه: قاضي المرستان، وإسماعيل السمر قندي، وابن ناصر. توفي في ربيع الآخر وقد) تجاوز التسعين رحمه الله. ابنه شجاع حافظ معروف: الفضل بن علي بن أحمد بن محمد بن محمد: أبوسعد الإصبهاني المقريء. سمع أبا سعيد محمد بن علي بن النقاش، وعلي بن ميلة، ومعمر بن زياد. روى عنه: السلفي، وقال: توفي في رجب. وكناه أبا نصر. 4 (حرف الميم) المحسن بن المحسن بن محمد بن جمهور: أبوالرضا الأنصاري الدمشقي الفراء المعدل. إمام الجامع الأموي، ثم ولي نظر الأوقاف وعمادة الأملاك السلطانية، فظلم وجار. وحدث عن: محمد بن عوف المزني، وغيره. روى عنه: عمر الرؤآسي. محمد بن أحمد بن محمد: (34/104)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 105 أبوعبد اله الميبذي البغدادي اللغوي. من كببار أئمة العربية. سمع: أبا جعفر ابن المسلمة. روى عنه: ابن ناصر. محمد بن جامع بن محمد بن علي: ابوبكر القطان الهمذاني الجوهري. روى عن: أبيه، والزنجاني. قال شيرويه: سمعت منه، وكان كيساً صدوقاً. محمد بن الحسين بن محمد: أبوسعد الحرمي المكي الحافظ، نزيل هراة. أحد الحفاظ والزهاد. سمع بمصر: محمد بن الحسين الطفال، وأبا الفتح بن باشاذ، وعلي بن حمصة، وعلي بن بغا الوراق. وبمكة: أبا نصر السجزي الحافظ، وعبد العزيز بن بندار الشيرازي. وببغداد: أبا بكر الخطيب، والموجودين. قال محمد بن أبي علي الهمذاني: كان أبوسعد الحرمي من العباد، ولم أر بعيني أحفظ منه. (34/105)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 106 وقال الواعظ أبوحامد الخيام: إن كان لله بهراة أحد من أوليائه فهوهذا وأشار إلى أبي سعد. مات في شعبان. محمد بن عبد الله بن أحمد: أبوالمحاسن المحمي النيسابوري الحنفي. أحد الرؤساء والأكابر. خالف أهل بيته لأن المحمية شافعيون. وقد سمع من أصحاب الأصم. وكان يضيف الطبلة. توفي في شعبان عن ثمانين سنة. روى عنه: عمر بن أحمد بن الصفار، وعبد الله بن الفراوي. روى عن: أبي بكر الحيري. محمد بن محمد: أبوسعيد الخداشي. توفي بنسف وله ثمانٍ وثمانون سنة. سمع بهراة: إسحاق الفرات، وأبا عثمان القرشي. مروان بن عبد الملك: (34/106)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 107 أبومحمد اللواتي الطنجي، الفقيه المالكي، نزيل مصر. كان متفنناً في العلوم، بارعاً في المذهب. قرأ القراءآت على أبي العباس أحمد بن نفيس، وسمع منه. ومن: أبي هاشم، وأبي محمد الوليد. قال القاضي عياض: كان ذا علم بالقراءآت، والنحو، واللغة، خطيباً مفوهاً مصقعاً، ولي القضاء والخطبة بسبتة في دول البرغواطي، وسمع منه كثيراُ. وكان ذا هيبة وسطوة. سمع عليه: القاضي عبود بن سعيد، وأبوإسحاق بن جعفر،) وخالاي أبوعبد الله وأبومحمد إبنا الجوزي. وله بنون نجباء أئمة. وكان أخوه أبوالحسن من كبار الأئمة. وله إبنان، إحداهما عبد الله ولي قضاء غرناطة وغيرها، وعبد الرحمن ولي قضاء مكناسة مدة ثم ولي قضاء تلمسان بعد الثلاثين وخمسمائة علي بن عبد الرحمن. المظفر بن علي بن الحسين بن أحمد بن محمد: الصدر أبوالفتح ابن رئيس الرؤساء أبي القاسم ابن المسلمة. ناب في الوزارة في خلافة المقتدي بالله بعد عزل الوزير عميد الدولة أبي منصور بن جهير، إلى أن ولي أبوشجاع الوزارة. وكانت دار أبي الفتح مجمعاً لأهل العلم والدين. ومن جملة من أقام في داره ومرض عنه ومات أبوإسحاق مصنف التنبيه. وممن كان يقيم عنده أبوعبد الله الحميدي. سمع الحديث من: أبي الطيب الطبري، وأبي محمد الجوهري بإفادة (34/107)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 108 الخطيب. كتب عنه: الحميدي، وغيره. وتوفي في ذي القعدة وله أربع وخمسون سنة. مكي بن منصور بن محمد بن علان السلار: الرئيس أبوالحسن الكرجي. رئيس كرج ومعتمدها. حدث عن: أبي بكر الحيري، ومحمد بن القاسم الفارسي، وأبي الحسين ابن بشران المعدل، وأبي سعيد محمد بن موسى الصيرفي، أبي القاسم هبه الله اللالكائي. قال شيرويه: رحلت إليه إلى الكرج، وسمعت منه ولدي، وكان شيخاً لا بأس به، محموداً بين الرؤساء، محسناً إلى الفقراء والعلماء. قلت: روى عنه: أبوالحسن محمد بن عبد الملك الكرجي الفقيه، وأبوالمكارم أحمد بن محمد بن علان البلدي، وأبو أحمد بن نصربن دلف، ومحمد بن عبد الواحد الدقاق، وإسماعيل بن محمد الحافظ، ورجاء بن حامد المعداني، ومحمد بن أحمد بن ماشاذة، وأبو زرعة طاهر المقدسي والقاسم بن الفضيل الصيدلاني وأبو طاهر السلفي قال ابن طاهر دخلت بابني أي زرعة الكرج حتى سمع مسند الشافعي من السلارمكي، وكان قد سمعه بنيسابور، وورق له ابن هارون، وكانت أصوله صحيحة جيدة. وقال السلفي: كان السلار جليل القدر، نافذ الأمر، محبوباً إلى رعيته (34/108)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 109 بجود سجيته. وآخر ما قدم إصبهان كنت أول من قرأ عليه. وقال السمعاني: هو من رؤساء الكرج، كانت له الثروة الكبيرة والدنيا العريضة الواسعة، والتقدم ببلده. عمر حتى صار يرحل إليه. ونقل عنه الكثير، لأنه لحق إسناد العراق وخراسان. وقال أبو زكريا بن مندة: توفي بإجهان في سلخ جمادى الأولى، وولد سنة سبعٍ أوتسعٍ وتسعين وثلاثمائة. 4 (حرف النون) ) نصر بن علي بن مقلد بن نصر بن منفذ: الأمير الجليل عز الدولة أبوالمرهف الكناني، صاحب شيزر تملكها بعد أبيه. ولما قدم إلى الشام السلطان ملكشاه سلم إليه ابوالمرهف اللاذقية، وفامية، وكفرطاب، وبقيت له شيزر. وكان سمحاً، كريماً، شاعراً فارساً، عاقلاً، ديناً، عابداً، خيراً، وكان باراً أباه، وأحسن إلى أخوته ورباهم. وله بر كثير وصدقات، رحمه الله. ويحكي عنه أنه كان يقوم عامة الليل. توفي في شيزر في جمادى الآخرة. (34/109)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 110 (34/110)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 111 4 (حرف الهاء) هبه الله بن عبد الرزاق بن محمد بن عبد الله بن الليث: أبوالحسن الأنصاري الأشهلي السعدي البغدادي، من ولد سعد بن معذ رضي الله عنه. سمع: هلال بن محمد الحفار، وأبا الحسين بن بشران، وأبا الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التميمي. وتفرد بالرواية عن التميمي. وكان أحد قراء المواكب، ومن ذوي الهيئات النبلاء، وأرباب الديانات، وصحيح السماع. قال ابن السمعاني: ثنا عنه إسماعيل بن السمر قندي، وأبوالبركات الأنماطي، وعبد الخالق اليوسفي، وجماعة كبيرة. وسمعت بعض مشايخي يقول: إن الشريف هبه الله الأنصاري كان يأخذ على جزء الحفار ديناراً صحيحاً. ولد هبه الله في سنة اثنتين وأربعمائة، وتوفي في الحادي والعشرين من ربيع الآخر. قلت: وروى عنه: عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الطوسي، ومحمد بن عبد الله بن العباس الحراني، وجماعة. وللسلفي منه إجازة، ولكنه ما درى بأن عنده مثل جزء الحفار، ولا خرج عنه شيئا هبة الله بن محمد بن هارون بن محمدً (34/111)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 112 الأديب أبوغالب الهاروني التاني الإصبهاني. سمع من: جده هارون صاحب الطبراني. روى عنه: السلفي، وقال: مات في رجب، وكان له حظ وافر من الأدب، وإذا قرأ الحديث أطرب. 4 (حرف الياء) ياسين بن سهل: ابوروح القايني الخشاب الصوفي شيخ الصوفية ببيت المقدس طوف البلاد، وسمع، واباه وأبا الحسن بن الطفال، ورشأ بن نظيف، وأبا الحسن بن صخر، وطبقتهم. روى عنه: هبة الله بن الأكفاني، وأبوالمعالي محمد بن يحيى القرشي، وإسماعيل بن أبي سعد النيسابوري، وابن السمر قندي، ويحيى بن عبد الرحمن الطوسي. توفي في آخر السنة، وكان كبير القدر، زاهداً. قال غيث الأرمنازي: تحدث ياسين الصوفي، وكان عندهم محتشماً مميزاً قدم عليناً، ومات بالقدس في ذي الحجة. يحيى بن محمد: (34/112)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 113 أبو بكر بن الفرضي الداني النحوي.) نزيل المرية. وكان رأساً في العربية واللغة. أخذ عنه: أبوالحجاج بن سبعون، وأبوعبد الله بن سعيد ابن غلام القرشي، وأبوبكر بن خطاب، وجماعة. كان حياً في سنة إحدى هذه. (34/113)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 114 4 (وفيات سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن عبد الله بن علي بن طاوس بن موسى: أبوالبركات المقريء. ولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ببغداد، وقرأ القراءآت على أبي الحسن علي بن الحسن العطار، وعلى: محمد بن علي بن فارس الخياط. وسمع: أبا عبيد الله الأزهري، وأبا طالب بن بكير بن غيلان، والعتيقي وجماعة. قدم دمشق، سنة إحدى وخمسين وأربعمائة فسكنها، وسمع من: أبي القاسم الحنائي، وجماعة. وصنف في القراءآت. وأقرأ الناس. وكان إماماً ماهراً، مجوداً، ثقة، ديناً. روى عنه: الفقيه نصر المقدسي وهوأكبر منه، وابنه هبة الله بن طاوس، والفقيه نصر الله المصيصي، وحمزة بن أحمد، وكردوس. وتوفي في جمادى الآخرة. وقرأ عليه ابنه. (34/114)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 115 أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف: أبوالحسين البغدادي. قال السمعاني: شيخ ثقة، جليل القدر، خير، مرضي الطريقة، حسن السيرة. سافر الكثير ووصل إلى الغرب. وسمع: أبا القاسم الحرفي، وأبا عمروبن دوست، وأبا علي بن شاذان، أبا القاسم بن بشران، وجماعة. وبمكة: أبا الحسن بن صخر، وأبا نصر السجزي وبالرملة: محمد بن الحسين بن الترجمان وبمصر: أبا الحسن بن حمصة. روى عنه: بنوه عبد الله، وعبد الخالق، وعبد الواحد، وأبو الفضل بن ناصر، وأبوالفتح بن البطي، وشهدة، وخطيب الموصل، وآخرون. قال ابن ناصر: كان صالحاً ثقة. وقال عبد الخالق ابنه: حدثني أخي قال: رأيت أبي في النوم، فقلت يا سيدي، ما فعل الله بك قال: غفر لي. توفي في شعبان، وله إحدى وثمانون سنة. أحمد بن مسلم بن محمد بن علي: الشيخ أبومنصور الشعيري الإصبهاني. قال السلفي: روى عنه عبد الواحد بن أحمد الباطرقاني، وأبونعيم (34/115)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 116 كتبنا عنه ومات في شوال سنة اثنتين. أحمد بن محمد بن محمد: أبوالقاسم الخليلي الدهقان. حدث ببلخ بمسند الهيثم بن كليب، عن أبي القاسم الخزاعي، عنه. وعاش مائة سنة وسنة، فإن أبا نصر اليورنارتي قال: سألته عن مولده، فقال: في سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة. وأنه سمع من الخزاعي لما قدم عليهم بلخ في سنة ثمانٍ وأربعمائة. وقال السمعاني: توفي في صفر. قلت: حدث عنه بالمسند أبوشجاع عمر البسطاني، ومسعود) بن محمد الغانمي، ومحمد بن إسماعيل الفضيلي، واليونارتي، وآخرون. قال: وكان ثقة، صحيح السماع. روى الشمائل ايضاً. (34/116)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 117 إبراهيم بن مسعود بن محمود بن سبكتكين: السلطان أبوالمظفر. توفي في غزنة في شوال. وكان عادلاً، منصفاً، شجاعاً، جواداً، منقاداً إلى الخير، محبوباً إلى الرعية، واسع المملكة. عاش أكثر من سبعين سنة. وتوفي في السلطنة أكثر من أربعين سنة. أسعد بن علي: أبوالقاسم الزوزني، الشاعر المشهور. توفي ليلة الأضحى بنيسابور. (34/117)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 118 ذكره عبد الغافر فقال: شاعر عصره وواحد دهره في فنه، وديوان شعره أكبر من أن يحصيه مجموع، وهوفي الفضل ينبوع. له القصائد الفريدة قديماً وحديثاً، والمعاني الغريبة. شاع ذكره، وسار في البلاد شعره، ومدح عميد الملك الكندري وأركان دولة السلطان طغرلبك، ثم أركان الدولة الملكشاهية. وكان مع ذلك سمع الحديث وكتبه. الأطهر بن محمد بن محمد بن زيد: الحسيني العلوي أبو الرضا ابن السيد الأجل الحافظ المعروف، مسند بغداد، نزيل سمرقند. كان أبو الرضا يلقب بسيد السادات. ذكره عبد الغافر فقال: سيد السادات، الفائق حشمته ودولته وماله وجاهه، مطرد العادات. وأبوه كان من الأفاضل السادة وأكثرهم ثروة. وله السماع العالي والتصانيف الحسان في الحديث والشعر وهذا النحل السري. ورد نيسابور بعد وفاة أبيه، وطلب ماكان له من الودائع والبضائع، وأخذها وعاد. ولم يزل يعلوا شأنه ويرتفع إلى أن بلغت درجته الملك، و ناصب الخان وباض شيطان الولاية في رأسه، وفرخ. وكان في نفسه وهمته متكبراً أبلج. ماكان همته تسمح إلا بالملك، حتى سمعت أنه أمر بضرب السكة على اسمه، و رتب ألوفاً من الأعوان والشاكرية والأتباع. و كان يضبط الولاية ويجبي المال ويجمع ويفرق، إلى أن انتهت أيامه وامتلا صاع عمره، و استعلى عليه من ناصبه، فسعى في دمه وقده (34/118)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 119 نصفين وعلقه في السوق، و أغار على أمواله و خدمه، وسار حديثاً يسمر به، ولم يبق منهم نافخ نار. قتل سنة اثنتين و تسعين. إبراهيم بن أبي نصر بن إبراهيم: أبو إسحاق الإصبهاني البخاري، نزيل بلخ. شيخ صالح، تاجر متمول. سمع من: منصور الكاغدي صاحب الهيثم بن كليب جزئين و سمع من جماعة. توفي ببلخ، حدث عنه: أبو شجاع عمر بن محمد البسطاني، و غيره. ورخه السمعاني. 4 (حرف الباء) بركة بن أحمد بن عبد الله: أبو غالب الواسطي البزار. سمع: أبا القاسم بن بشران، وأحمد بن) عبد الله بن المحاملي. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وأحمد بن المقريء، وهبه الله بن هلال الدقاق، وإسماعيل بن الحافظ. توفي في ذي الحجة و له نيف وثمانون سنة. وثقه عبد الوهاب. بكر بن نصر بن أحمد: أبو محمد البخاري الخياط. (34/119)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 120 شيخ صالح سمع ببخارى: عمر بن منصورر بن خب وبالري: عبد الكريم بن أحمد الوزان وببغداد: أبا يعلى بن الفراء، وهناد ابن إبراهيم، وطائفة. توفي ببخارى بعد هذه السنة أو فيها. روى عنه: عثمان بن علي بن البيكندي، وصاعد بن عبد الرحمن. 4 (حرف الحاء) الحسن بن محمد بن الحسن بن علي: العلامة أبو علي ابن الشيخ أبي جعفر الطوسي راس الرافضة. ولد ببغداد. وسمع من: أبي محمد الخلال، وأبي الطيب الطبري. وأم بالمشهد بالكوفة. روى عنه: عمر بن محمد النسفي، وهبه الله بن السقطي، وجماعة. بقي إلى هذه السنة، وكان متديناً قاعر النسب. الحسين بن أحمد بن عبد الرحمن بن علي بن أيوب: أبو عبد الله العكبري أحد الأذكياء الندماء. ولد سنة ثلاثٍ وأربعمائة. وسمع أحمد بن علي بن أيوب العكبري، وأبا الحسين بن بشران. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وعمر بن ظفر، ومحمد بن علي بن هبه الله بن عبد السلام، ومحمد بن محمد بن عطاف. ومات في رمضان. وقد أجاز للسلفي، وذكره ولم يترجمه ولا عرفه. الحسين بن عبدوس بن عبد الله بن محمد بن عبدوس. أبو عبد الله الهمذاني التاني. (34/120)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 121 روى عن أبي نصر الكسار، ومحمد بن عيسى، وحمد بن سهل، ومنصور بن ربيعة، وجماعة. قال الحافظ شيرويه: سمعت منه: وكان صدوقاً. توفي في المحرم، ودفن بجنب والده. 4 (حرف الزاء) زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن محمد: أبو محمد بن أميرك الحسيني الهروي الوضاع الدجال. قال السمعاني: سافر إلى الشام، ومصر، والعراق، وفرق حياته وعقارربه بها، واختلق أربعين حديثاً تقشعر منها الجلود. وكان يترك الجمعة فيما قيل. وأكثر شيوخه مجاهيل. (34/121)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 122 مات في ذي القعدة بنيسابورر. 4 (حرف السين) سعد بن أحمد بن محمد: القاضي أبو القاسم النسوي. سكن دمشق حدث عن: أبي الحسن بن) ضمر، وعبد الواحد بن يوسف. وعنه: نصر الله المصيصي، والخضر بن عبدان، وأبو العشائر محمد بن خليل الكردي. ولد سنة عشرين وأربعمائة. وقتل إلى رحمة الله فيما قيل يوم أخذت الفرنج البيت المقدس. سعد بن زيد بن أبي نصرر الهروي: عاش إلى هذه الحدود. وحدث عن: علي بن أبي طالب الخوارزمي. 4 (حرف الصاد) صاعد بن سهل بن بشر: أبو روح الإسفرائيني، ثم الدمشقي. سمع: أبا القاسم الحنائي، وأيا بكر الخطيب، وغيرهما. وحدث. (34/122)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 123 سمع منه: أبو محمد، وأبو القاسم إبنا صابر. وتوفي في الكهولة في رمضان. 4 (حرف العين) عبد الله بن عبد اللرزاق بن عبد الله بن الحسن. أبو محمد الكلاعي الدمشقي. سمع: محمد بن عوف، ورشأ بن نظيف، والعتيقي، وطبقتهم. قال ابن عساكر: سمع منه خالي، وكان يكثر الرواية عنه لأجل خدمته بعض الجنود. وثنا عنه أبو محمد بن صابر ووثقه. عبد الأعلى بن عبد الواحد: أبو عطاء بن أبي عمر المليحي الهروي. توفي في هذه السنة في رمضانها. روى عن: القاضي أبي عمر محمد بن الحسين البسطاني، وإسماعيل بن إبراهيم المقريء السرخسي، مصنف كتاب درجات التائبين، والقاضي أبي منصور محمد بن محمد الأزدي. وعنه: علي بن حمزة الموسوي، وأبو النضر عبد الرحمن الفامي، وأبو صالح ذكوان بن سيار، وابن أخته محمد بن المفضل بن سيار، وعبد الرحمن بن عبد الرحيم الدارمي، وعبد السلام بن محمد المؤدب، وأهل هراة. وعاش نحواً من تسعين سنة، فإن مولده في ذي القعدة سنة اثنتين وأربعمائة. (34/123)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 124 عبد الباقي بن يوسف بن علي بن صالح بن عبد الملك بن هارون. أبو تراب المراغي التبريزي. نزيل نيسابور. ذكره السمعاني فقال: الإمام، عديم النظير في فنه، بهي المنظر، سليم النفس، عامل بعلمه، حسن الخلق، نفاع للخلق، فقيه النفس، قوي الحفظ. تفقه ببغداد على القاضي أبي الطيب الطبري. وسمع أبا القاسم بن بشران، وأبا علي بن شاذان، وجماعة. وبإصبهان: أبا طاهر بن عبد الرحيم وبالري ونيسابور. روى عنه: عمر بن سهل الدامغاني، وأبو عثمان العصائدي، وزاهر الشحامي، وابنه عبد الخالق بن زاهر، وآخرون. وقرأت بخط أبي جعفر محمد بن أبي علي بهمذان قال: سمعت أبا بكر محمد بن) أحمد البسطامي غيره يقول: كنا عند الإمام أبي تراب المراغي حين دخل عليه عبد الصمد، ومعه المنشور بقضاء همذان، فقال أبوتراب، وصلى ركعتين، وأقبل علينا وقال: أنا بانتظار المنشور من الله تعالى على يد عبده ملك الموت، وقدومي على الآخرة، أنا بهذا المنشور أليق من منشور القضاء. ثم قال: قعودي في هذا المسجد ساعة على القلب، أحب إلي من (34/124)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 125 أن أكون ملك العراقين. و مسألة في الفقه يستفيدها مني طالب عالم أحب غلي من عمل الثقلين. سألت إسماعيل الحافظ عن أبي تراب المراغي فقال: كان مفتي نيسابور. أفتى سنين على مذهب الشافعي، و كان حسن الهيئة، بهياً، عالماً. وقيل ولد سنة إحدى وأربعمائة، و توفي في رابع ذي القعدة. وقيل: عاش ثلاثاً و تسعين سنة. عبد الجليل الرازي: الزاهد القدوة. ممن قتل بالقدس يوم أخذها. عبد العزيز: أخو أبي نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي. حدث عن: أبي الحسن بن أحمد الحمامي بشيء يسير. ويعرف بالشريف أبي الهيجاء. مات في المحرم. روى عنه: ابن المظفر الغادني. عبد الكريم بن أحمد بن محمد بن خشنام: (34/125)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 126 أبونصر الخشنامي توفي في ذي القعدة بنيسابور. سمع أبا بكر الحيري. و عنه: عبد الله بن الفراوي، و عمر بن أحمد الصفار، وعبد الخالق بن زاهر. علي بن الحسن بن الحسين بن محمد: القاضي أبوالحسين الموصلي الأصل، المصري، الفقيه الشافعي المعروف بالخلعي. ولد بصر في أول سنة خمسٍ وأربعمائة. وسمع: أبا محمد عبد الرحمن بن عمر النحاس، وأبا الحسن أحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي، وأبا الحسن الخصيب بن عبد الله بن محمد القاضي، (34/126)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 127 وأبا سعد أحمد بن محمد الماليني، وأبا العباس بن منير بن أحمد بن الخشاب، وأبا محمد إسماعيل بن رجاء الأديب، والحسن بن جعفر الكللي، وأبا عبد الله بن نظيف الفراء، وجماعة. وكان مسند ديار مصر. روى عنه: الحميدي، ومات قبله بمدة، فقال في تاريخه: أنا أبوالحسين، أنا الحاج، أنا غندر: أنا إسماعيل بن محمد، نا محمد بن إبراهيم، ثنا أبونواس، عن ثابت، عن أنس، مرفوعاً: لا يموتن أحدكن حتى يحسن الله.. الحديث. روى عنه: أبوعلي بن سكرة، وأبوالفضل بن طاهر المقدسي، وأبوالفتح سلطان بن إبراهيم الفقيه، وسليمان بن محمد بن أبي داود الفارسي، وعلي بن محمد بن سلامة الروحاني، وعبد الكريم بن سوار التككي، وعبد الحق بن أحمد البايناسي الكاتب، ومحمد بن حمزة العرقي اللغوي. وبقي إلى سنة... وخمسين، وطائفة سواهم. وآخرمن حدث عنه عبد الله بن رفاعة السعدي خادمه. وقال فيه ابن سكرة: ففيه له) تصانيف، ولي القضاء وحكم يوماً واحداً (34/127)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 128 و استعفى وانزوى بالقرافة. وكان مسند مصر بعد الحبال. وقال الفقيه أبوبكر بن العربي: شيخ معتزل في القرافة، له علو في الرواية، وعنده فوائد. وقد حدث عنه: أبوعبد الله الحميدي، وكنى عنه بالقرافي. وقال غيره: كان يبيع الخلق لملوك مصر. قال ابن الأنماطي: سمعت أبا صادق عبد الحق بن هبه الله القضاعي المحدث بمصر: سمعت العالم الزاهد أبا الحسن علي بن إبراهيم ابن بنت أبي سعد يقول: كان القاضي أبوالحسن الخلعي يكم بين الجن، وانهم أبطأوا عليه قدر جمعة، ثم أتو وقالوا: كان في بيتك شيء من هذا الأترج، ونحن لا ندخل مكأنا يكون فيه. قال المحدث أبوالميمون عبد الواهب بن وردان، فيما حكى عن والده أبي الفضل، قال: حدثني بعض المشايخ، عن أبي الفضل الجوهري ابن الواعظ قال: كنت أتردد إلى الخلعي، فقمت في ليلة مقمرة ظننت أن الفجر قد طلع، فلما جئت بباب مسجده وجدت فرساً حسنة على بابه، فصعدت، فوجدت بين يديه شأبا لم أر أحسن منه، يقرأ القرآن، فجلست أسمع، إلى أن قرأ جزءاً، ثم قان للشيخ: آجرك الله. فقال له: نفعك الله. ثم نزل، فنزلت خلفه من علو المسجد، فلما استوى على الفرس طارت به، فغي علي من الرعب، والقاضي يصيح بي: اصعد يا أبا الفضل. فصعدت، فقال: هذا من مؤمني الجن الذين آمنوا بنصيبين، وإنه يأتي في الإسبوع مرة يقرأ جزاً ويمضي. قال ابن الأنماطي: قبر الخلعي بالقرافة، يعرف بقبر قاضي الجن و الإنس، و يعرف بإجابة الدعاء عنده. (34/128)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 129 وسألت شجاعاً المدلجي و غيره من شيوخنا عن الخلعي، نسبة إلى أي شيء فما أخبرني أحد شيء. وسألت السديد الربعي، و كان عارفاث بأخبار المصريين و كان معدلاً، فقال: كان ابوه يزار، وكانت أمراء المصريين وأهل القصر يشترون الخلع من عنده. وكان يتصدق بثلث مكسبه. وذكر ابن رفاعة أنه سمع من الحبال، وأنه أنى إلى الخلعي، فطرده مدة. وكان بينهما شيء أظن من جهة الإعتقاد. وكان أبوالحسن علي بن أحمد العابد: سمعت الشيخ ابن بخيساء قال: ندخل على القاضي أبي الحسن الخلعي في مجلسه، فنجده في الشتاء و الصيف وعليه قميص واحد، فسألته عن ذلك، وقلت، يا سيدنا، أنا لنكثر من الثياب قي هذه الأيام، وما يغني ذلك عنا من شدة البرد، ونراك على حالة واحدة في الشتاء و الصيف لا يرتد على قميص واحد، فبالله يا سيدي أخبرني. فتغير وجهه ودمعت عيناه، ثم قال: أتكتم علي ما أقول قلت: نعم. فقال: غشيتني حماه يوماً، فنمت في تلك الليلة، فهتف لي هاتف، فناداني باسمس، فقلت لبيك) داعي الله. فقال: لا. قل: لبيك ربي الله. ما تجد من الألم فقلت: إلهي وسيدي، قد اخذت مني الحمى ما قد علمت. فقال: قد أمرتها أن تقلع عنك. فقلت: إلهي و البرد أيضاً. فقال: قد أمرت البرد ايضاً أن يقلع عنك، فلا تجد ألم البرد و لا الحر. قال: فو الله ما أحس ما أنتم منه من الحر ولا من البرد. قال ابن الأكفاني: توفي بمصر في السادس و العشرين من ذي الحجة. (34/129)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 130 علي بن الحسين بن علي بن ايوب: البغدادي البزاز. كان يسكن بباب المراتب. قال السمعاني: كان من خيار البغداديين ومميزيهم، و من بيت الصون، والعفاف، النزاهة، والثقة، والديانة. سمع أبا علي بن شاذان، وأبا القاسم الحرفي، وعبد الغفار بن محمد المؤدب، وغيرهم. سأله أبومحمد السمر قندي عن مولده فقال: سنة عشر وأربعمائة. روى عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ، والفضل بن ناصر، وعبد الوهاب الأنماطي، وأبوالفتح بن البطي، وشهدة. وآخر من حدث عنه أبوالفضل خطيب الموصل. توفي يوم عرفة يوم الخميس، ودفن ليومه. ومولده سنة. قال شجاع الذهلي: صحيح السماع، ثقة. وقال ابن العربي: ثقة عدل. علي بن الفضيل بن عبد الرزاق: (34/130)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 131 القاضي أبوطاهر اليزدي الإصبهاني. روى عن: أبي بكر بن أبي علي الذكواني، والجمال، وأبي حفص الزعفراني. روى عنه: السلفي، وقال: توفي في جمادى الآخرة، وسمعته يقول: ولدت سنة سبعٍ وأربعمائة. علي بن محمد: أبوالحسن النيسابوري المطرز، الزاهد، العابد، الفقيه، ذكره عبد الغافر فقال: عديم النظير في زهده، وتوفي في عاشر صفر وولد سنة سبعٍ و تسعين وثلاثمائة. ولم يذكر له رواية. 4 (حرف الغين) الغضنفر بن فارس بن حسن: أبوالوحش البلخي، ثم الدمشقي البتلهي. سمع: ابن سلوان، وأبا القاسم السيمساطي. وعنه: أبومحمد بن صابر. 4 (حرف الفاء) فضلان بن عثمان بن محمد بن هدبة بن خالد بن قيس بن ثوبان، وليس هدبة بهدبة بن خالد بن الأسود صاحب حماد بن سلمة. (34/131)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 132 أبوأحمد القيسي الإصبهاني. روى عن: أبي بكر بن أبي بكر بن أبي علي، و علي بن عبد كوية، و عبد الواحد الباطرقاني. وعنه السلفي، وقال: مات في ربيع الأول. وكان أبوه عثمان من طلبة الحديث. 4 (حرف الكاف) ) كامل بن ديسم بن مجاهد: أبوالحسن العسقلاني، الفقيه المعروف بالمقدسي. سمع: محمد بن الحسين بن الترجمان، وأبا نصر محمد بن إبراهيم الهاروي، و علي بن صالح العسقلاني، وجماعة. روى عنه: ابنه أبة الحسين، وإسماعيل بن السمرقندي، وغيرهما. قتلته الفرنج يوم دخولهم القدس وهو يصلي، رحمه الله. 4 (حرف الميم) المبارك علي بن الحسن: أبوسعد البصري البزاز، ويسمى ايضاً: علياً. سمع: عبد الملك بن بشران. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، و غيره. المبارك بن محمد بن عبيد الله: أبوالحسين بن السوادي الواسطي الفقيه. (34/132)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 133 نزيل نيسابور. قال السمعاني: شيخ كبير فاضل، من اركان الفقهاء المكثرين، الحافظين للمذهب و الخلاف. تفقه بواسط، وقدم بغداد، فتفقه على القاضي أبي الطيب. وكان قوي المناظرة، ينقل طريقة العراقيين. درس بالمدرسة الشطبية بنيسابور، وكان متجملاً قانعاً. وقد سمع الحديث يواسط، والبصرة، وبغداد، مصر. وأضر في آخر عمره، وسرقت اصوله. سمع: أبا علي بن شاذان، وأبا عبد الله بن نظيف. روى عنه: طاهر بن مهدي الطبري بمرو، إسماعيل الحافظ بإصبهان وشافع بن علي بنيسابور. وكان يلقي الدرس فتوفي فجأة في ربيع الأخر، وله سبع و ثمانون سنة. وقال السمعاني فيما انتخب لولده: إمام فاضل، وفت مصلب، عديم النظير، وورع، حسن السيرة، متجمل، قانع بقليل من التجارة. ثنا عنه عبد الخالق بن زاهر، وعمران الصفار، وجماعة. محمد بن أحمد بن علي: أبوبكر الطوسي، الصوفي المقريء، إمام صخرة بيت المقدس. روى عن عمر أحمد الواسطي. وعنه: أبوالقاسم محمد بن السمر قندي. قتلته الفرنج في شعبان فيمن قتلوا. محمد بن سليمان بن لوبا: البغدادي. سمع: عبد الملك بن بشران. (34/133)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 134 محمد بن عبد الله بن الحسين بن عبيد الله بن بردة: القاضي أبوطاهر الفزاري، قاضي شيراز. حدث بإصبهان عن: أبي بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن حسين أبو سعد ابن الموذن الشيرازي ثم البغدادي روى عن أبي علي بن دوما بن الفاتني روى عنه: المبارك ابن المبارك بن السراج محمد بن الحسن بن الليث الصفار، وجماعة. روى عنه: السلفي: وقال توفي في صفر بشيراز. محمد بن علي بن عبد الواحد بن جعفر. أبوغالب ابن الصباغ البغدادي. سمع من: أبي ال لحسن أحمد بن محم الزعفراني، وأحمد بن محمد بن قفرجل، وأبي إسحاق البرمكي. وتفقه على ابن عمه القاضي) أبي النصر بن الصباغ. روى عنه: ابنه أبوالمظفر عبد الواحد، وهزارست الهروي. ومات في شعبان، وقد شهد عنه قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني وقبله. مجد الملك: (34/134)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 135 أبوالفضل البلاشاني الوزير، واسمه أسعد بن موسى. وزر للسلطان بركياروق. من أولاد الكتاب، فيه دين خير وقلة ظلم وعدم سفك للدماء. عاش إحدى وخمسين سنة. تقدم في الدولة الملكشاهية، وعظم محله، وصار يعتض بالباطنية في مقاصده، فقيل أنه وضع باطنياً على قتل الأمير برسق سنة تسعين، واتهمه أولاده بذلك، ونفرت الأمراء منه، واختلفوا على بركياروق، وصعدوا فوق تل، وهم طغرل، وأمير آخر، وبنوا برسق، وراسلوا السلطان في أن يسلمه إليهم فمنعهم سنة ثم أضطر إلى أن يسلمه إليهم واستوثق منهم بالإيمان، على أن يحبسوه لأنه كان عزيزا عليه، فلما توثق منهم وبعثه إليهم لم يدعه غلمانهم أن يصل إليهم حتى قتلوه، سامحه الله. و كان شيعياً قد أعد كفنه فيه تربة وسعفة، فلما أحضر بين يديه تفكر وقال: ما أصنع بهذا ومن يحفظه، والله ما أبقى إلا لقا وطريحا. فأنطقه الله. بما يصير وأحس قلبه. وكان له ورد بالليل يقومه، ولا يتعاطى مسكرا، ومولاته دارة على العلويين. قتلوه في ثاني عشر رمضان بطرف خراسان. محمد بن الفرج بن منصور بن إبراهيم: أبوالغنائم الفارقي الفقيه. قد بغداد مع أبيه سنة نيفٍ وأربعين. فسمع من: عبدالعزيز الأزجي، وأبي إسحاق البرمكي (34/135)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 136 و تفقه على الشيخ أبي إسحاق، و يرع في المذهب، وعاد إلى يار بكر، ثم قدم بعد حين، وحدث ودرس. ثم عاد فسكن جزيرة ابن عمر. روى عنه: أبوالفتح بن البطي. توفي في مستهل شعبان سنة اثنتين وتسعين. وكان موصوفاً بالزهد والورع. محمد بن محمد بن أحمد بن علي: أبوبكر الشبلي القصار المدبر. شيخ مسند من أهل البصرة وسمع أبا القاسم الحرفي، وأبا علي بن شاذان، وأبا بكرالبرقاني. وعنه: إسماعيل بن السمرقندي، وعبد الوهاب الأنماطي، والمبارك بن أحمد الكندي. توفي في ثامن عشر صفر. قال الأنماطي: كان رجلاً ثقة، خيراً. مقرن بن علي بن مقرن: العلامة أبوالقاسم الإصبهاني الحنفي. من أعيان المناظرين. روى عن: ابن رندة، وغيره. حدث عنه: السلفي، وقال: توفي في صفر سنة اثنتين. مكي بن عبد السلام بن الحسين بن القاسم: (34/136)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 137 أبوالقاسم بن الرميلي، المقدسي الحافظ. قال السمعاني: أحد الجوالين في الآفاق. وكان كثير النصب والسهر، والتعب تغرب، وطلب، وجمع، وكان ثقة، متحريا، ورعاً، ضابطاً.) شرع في تاريخ بيت المقدس وفضائله جمع فيه شيئاً وحدث باليسير، لأنه قتل قبل الشيخوخة. سمع بالقدس: محمد بن يحيى بن سلوان المازني، وأبا عثمان بن ورقاء، وعبد العزيز بن أحمد النصيبي. وبمصر: عبد الباقي بن فارس، وعبد العزيز بن الحسن الضراب. وبدمشق: أبا القاسم إبراهيم بن محمد الحنائي، وعلي بن الخضر. وبعسقلان: أحمد بن الحسين الشماع. وبصور: أبا بكر الخطيب، وعبد الرحمن بن علي الكاملي. وبأطرابلس: الحسين بن أحمد. وببغداد: أبا جعفر ابن المسلمة، وعبد الصمد ابن المأمون، وطبقتهما. وسمع بالبصرة، والكوفة، وواسط، وتكريت، والموصل، وآمد، وميا فارقين. سمع منه: هبه الله الشيرازي، وعمر الرؤآسي. (34/137)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 138 وروى عنه: محمد بن علي بن محمد المهرجاني، بمرو، وأبوسعد عمار بن طاهرالتاجر بهمذان، وإسماعيل بن السمرقندي بمدينة السلام، وجمال الإسلام، والسلمي، وحمزة بن كروس، وغالب بن أحمد بدمشق. ولد يوم عاشوراء سنة اثنتين وثلاثين. قال السمعاني: أنا عمار بهمذان: ثنامكي الرميلي ببيت المقدس، ثنى موسى بن الحسين: حدثني رجل كان يؤذن في مسجد الخليل عليه السلام قال: كنت أؤذن الأذان الصحيح، حتى جاء أمير من المصريين، فألزمني بأن أؤذن الأذان الفاسد، فأذنت كما أمرني، ونمت تلك الليلة، فرأيت كأني أذنت كما أمرني الأمير، فرأيت على باب القبة التي فيها قبر الخليل عليه السلام رجلاً شيخاً قائماً، وهويستمع أذاني. فلما قلت: محمد وعلي خير البشر، قال لي: كذبت، لعنك الله. فجئت إلى رجل آخر غريب صالح فقلت: ما تحتشم من الله تلعن رجلاً مسلماً. فقال لي: والله ما أنا لعنتك إبراهيم الخليل لعنك. قال ابن النجار: مكي بن عبد السلام الأنصاري المقدسي من الحفاظ، رحل وحصل، وكان مفتياً على مذهب الشافعي. سمع: أبا بعد الله بن سلوان. قال المؤتمن: الساجي: كانت الفتاوى تجيئه من مصر، و الساحل، ودمشق. وقال أبوالبركات السقطي: جمعت بيني و بينه رحلة البصرة، وواسط. وقد عرض نفسه ليخرج تاريخ بيت المقدس، ولما أخذ الفرنجي القدس، و قبض عليه أسيرأً، و نودي عليه في البلاد ليفتدى بألف مثقال، لما علموا أنه من علماء المسلمين، فلم يفتده أحد، فقتل بظاهر باب أنطاكية، رحمه الله. وكان صدوقاً، متحرياً، ثبتاً، كاد أن يكون حافظاً. (34/138)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 139 وقال مكي: ولدت يوم عاشوراء سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة وقال غيث الأرمنازي: حدثني محمد بن خلف الرملي قال: قتل مكي بن عبد السلام، قتلته الإفرنج بالحجارة في ثاني عشر سنة اثنتين و تسعين عند) النزول، وكنت معهم إذا ذاك مأسوراً. مقرن بن علي بن مقرن بن عبد العزيز: أبوالقاسم الحنفي الفقيه. أحد أعيان فقهاء إصبهان. روى عن: ابن رندة. روى عنه: السلفي، وقال: توفي في صفر. 4 (حرف النون) نجاح بن علي بن زقاقيم: أبوالقاسم البغدادي الطحان. سمع: أبا علي بن شاذان. و عنه: إسماعيل بن السمرقندي. (34/139)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 140 توفي في ربيع الآخر. نصر بن أحمد بن الفتح: أبوالقاسم الهمذاني المؤدب. قدم دمشق و سمع: أبا عبد الله بن سلوان، ورشأ بن نظيف، وجماعة. قال ابن عساكر: ثنا عنه محفوظ بن الحسن بن صصرى، وأبوالقاسم بن عبدان، و عبد الرحمن الداراني، 4 (حرف الهاء) هبة الله بن محمد بن علي بن عبد السميع. أبوتمام الهاشمي. أحد الأشراف في ببغداد. سمع: أبا الحسن بن مخلد. و البزار. روى عنه: أبوبكر الأنصاري، وأبوبكر بن الزاغوني. 4 (حرف الياء) يوسف بن إبراهيم: أبوالفتح الزنجاني الصوفي. ممن قتل بالقدس. يوسف بن علي: أبوالحجاج ابن الملجوم الأزوي الفاسي أحد الأعلام. تفقه بأبيه، وولي قضاء الجماعة لابن تاشفين وغزا معه مرات. وكان رأساً في الفقه و الحديث والآداب. روى عنه: ابنه أبي موسى توفى في ذي الحجة. (34/140)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 141 4 (وفيات سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن الحسن بن الحسين بن كيلان: أبوبكر البغدادي المقرئ الخباز. سمع: أبا القاسم الحرفي. روي عنه. أحمد بن عبد الوهاب: أبومنصور الشيرازي الواعظ الشافعي الفقيه المغسل، نزيل بغداد. تفقه على: أبي إسحاق. وسمع من: أحمد بن محمد الزعفراني، وأبي محمد الجوهري. وسمع منه: ابن طاهر، وعبد الله بن أحمد بن السمر قندي. ذكره ابن الصلاح في طبقات الشافعية. أحمد بن سليمان بن خلف بن سعد بن ايوب بن ايوب: الأستاذ أبوالقاسم بن القاضي أبي الوليد الباجي. سكن سرقسطة وغيرها. وروى عن أبيه معظم علمه،) وخلفه في حلقته بعد وفاته. وأخذ عن: (34/141)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 142 حاتم بن محمد، وابن جيان، ومحمد بن عتاب ومعاوية بن محمد العقيلي، ويوسف بن الفرج. و غلب عليه علم الأصول و النظر. وله تصانيف تدل على حذقه وتوسعه في المعارف. وله كتاب العقيدة في المذاهب السديدة ورسالة الإستعداد للخلاص من المعاد. وكان غايتة في الورع، معدوداً في الأذكياء. توفي بجدة بعد منصرفه. ودخل بغداد ولم يقم بها. وتحول منها إلى البحرين، وإلى اليمن، وأجاز للقاضي عياض. وقال ابن بشكوال: أخبرنا عنه غير واحد من شيوخنا، ووصفوه بالنباهة والجلالة. وكان من كبار المالكية. وقال القاضي عياض: خلف أباه في الحلقة، وكان حافظاً للخلاف و المناظرة، أديبا، ناظما، ورعا، تخلى عن تركة أبيه لقبوله جوائز السلطان، وكانت وافرة. وخرج عن جميعها، حتى احتاج بعد ذلك رحمه الله. احمد بن عمر بن محمد بن أحمد بن محمود بن علكان: الفقيه أبوبكر الهمذاني الشروطي البيع. ويعرف بابن المحتسب. روى عنه: عبد الله بن عبدان، وأبي عبد الله التوثي، وأبي سعد بن (34/142)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 143 زيرك، وحمد بن المأمون، وبندار بن الحسين الزاهد، وأبي عبد الله بن خرجة النهاوندي، و غيرهم. قال شيرويه: إنه سمع منه، وإنه كان صدوقاً صالحاً، مثابراً للمتعلمين. توفي في رمضان. قلت: روى عنه شهردار بن شيرويه كتاب اللألقاب لأبي بكر الشيرازي، وقد وقع لنا. أحمد بن محمد بن سميكة: البغدادي: أحد وكلاء الخليفة. روى عن: أبي علي بن شاذان. روى عنه: أبوالقاسم بن السمرقندي، و غيره. مات في شوال. أحمد بن محمد بن أحمد بن يوسف بن دينار: أبوطالب الكندلاني. وكندلان من قرى إصبهان. روى عن: أبي بكر بن أبي علي المعدل، وغلام محسن، والجمال. روى عنه: السلفي، وغيره. وقيل إنه سمع لنفسه في شيء. (34/143)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 144 قال السلفي: سمعته يقول: ولدت سنة اثنتين وأربعمائة. ونا عن النقاش. قال السمعاني: نا عنه محمد بن عبد الواحد المغازلي أحمد بن محمد: أبوالقاسم الإصبهاني الباغبان. والد أبي الخير. وأبي بكر. حدث عن: أبي القاسم عبد الرحمن بن مندة. ومات كهلاً. إبراهيم بن يحيى: أبوإسحاق التجيبي الطليطلي، النقاش. المعروف بابن الزرقالة. كان واحد عصره في علم العدد و الرصد، وعلل الأزياج. لمن تخرج الأندلس أحداً مثله، مع ثقوب الذهن والبراعة في عمل الات النجومية. وله رصد بقرطبة. وتوفي في ذي الحجة. إسماعيل بن إبراهيم بن عبيد الله: أبوالفرج البردي. سمع: الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه. روى عنه: السلفي، وقال: مات في شعبان سنة). أحمد بن عبد الرحيم بن القاضي: (34/144)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 145 أبونصر البخاري الحمال الواعظ. سمع: أباه، وأحمد بن القاسم، وطاهر بن حسين المطوعي. وأملى مدة. ولد سنة اربع عشر. حدث عنه: عثمان بن علي البيكندي، ومحمد بن أبي بكر السنجي، وعمر بن أبي بكر الصابوني، و أبورجاء محمد بن محمد البخاري. 4 (حرف الباء) بريدة بن محمد بن بريدة: أبوسهل الأسلمي المروزي. سمع: إسماعيل بن ينال المحبوبي صاحب محمد بن احمد بن محبوب ومولاه، وأبا بكر محمد الحسن بن عبويه. قال ابن السمعاني: هو الشيخ الصالح بريدة بن محمد بن بريدة بن محمد بن بريدة بن أحمد بن عباس بن خلف بن برد بن سرجس بن عبد الله بن بريدة بن الخصيب، كان صالحاً جميل الأمر، فقيه أهل بيته. توفي في ذي الحجة، كان مولده في سنة ثمان وأربعمائة، روى لنا عنه: محمد بن أبي بكر السنجي، وجماعة. 4 (حرف الثاء) ثابت بن روح بن محمد بن عبد الواحد: أبوالفتح الراراني الإصبهاني، جد خليل بن أبي الرجاء. سمع: أبا بكر بن رندة، وأبا طاهر بن عبد الرحيم. (34/145)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 146 روى عنه: محمد بن طاهر المقدسي، وأبوعامر العبدري، والسلفي. صوفي كبير. 4 (حرف الجيم) جعفر بن محمد بن الفضل: أبوطاهر القرشي العباداني البصري. حدث عن أبي عمر الهاشمي بأجزاء من مسند علي بن ابراهيم المادرائي، وشيء من إملاء أبي بكر الهاشمي، وغير ذلك. روى عنه: أبوغالب محمد بن أبي الحسن الماوردي، وعلي بن عبد الله الواعظ، وطلحة بن علي المالكي، وعبد الله بن علي الطامذي، ومحمد بن طاهر المقدسي، وعبد الله بن عمر بن سليخ، وآخرون. وآخر من حدث عنه: ابن سليخ. وآخر من حدث عنه بالإجازة أبوطاهر السلفي. وأما قول أبي نصر اليونارتي أنه روى عن أبي داود عن الهاشمي، فقول لا يتابع عليه، فإن الناس ازدحموا على أبي علي التستري، ورحل إليه ابن (34/146)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 147 طاهر، و المؤتمن الساجي، و عبد الله بن السمر قندي، ومحمد أبو مرزوق الزعفراني، وطائفة سواهم. وقد مات من سنة تسع و سبعين، فلو كان العباداني يروي الكتاب إلى عامنا هذا، لرحل الناس إليه مما رحل) إلى التستري، وايضاً، فلا نعلم أحداً حدث بالسنن عن العباداني إلا ما قاله أبونصر وثبته لأهل إصبهان، و لو كان هذا معروفاً بالعراق لسمعوا السنن على ابن سليخ بالإجازة من العباداني وأسمعه أهل مصر، على السلفي، عن العباداني، مع أن الإحتمال باق. قرأت على عبد المؤمن الحافظ: أخبركم ابن رواج، أنا السلفي، كتب إلينا أبوطاهر جعفر بن محمد من البصرة، وحدثني عنه شجاع الكناني: أنا أبوعمر الهاشمي، ثنا علي بن إسحاق، ثنا علي بن حرب، ثنا عبد الله بن إدريس، عن الأعمش، عن شقيق قال: كان ابن مسعود يقول: إني لأخبر بمكانكم، فما يمنعني أن أخرج إليكم إلا كراهية أن أملكم. إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يتخولنا بالموعظة كراهية الساقة علينا، قال ابن سكرة: أبوطاهر رجل صالح أمي. قلت: قال السلفي في معجم إصبهان: سمعت يحيى بن محمد البحراني يقول: توفي العباداني في جمادى الأولى سنة ثلاث. ونودي في البصرة على بن العباداني الزاهد فليحضر، فلعله لم يتخلف من أهل البلدة إلا القليل. قال السلفي: كان يروي عن الهاشمي، وأبي الحسن النجاد. ومن مروياته كتاب السنن لأبي داود. يرويه عن أبي عمر الهاشمي. كذا قال السلفي: (34/147)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 148 4 (حرف الحاء) الحسن بن تميم: أبوعلي البصري. سمع كتاب الشهاب من القضاعي. و سمع ببغداد بن النقور، وبالبصرة من أبي علي التستري. روى عنه: عبد الواحد بن محمد المديني في مشيخته. وسمع منه السلفي بإصبهان بعض الشهاب. توفي في رجب. حمزة بن مكي: أبوطاهر الخباز. بغدادي يروي عن: عبد الملك بن بشران. وعنه: عمر بن ظفر المغازلي. توفي في رجب. الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة. أبوعبد الله النعالي. شيخ معمر من كبار المسندين ببغداد. قال السمعاني: كان صالحاً، إلا أنه ما كان يعرف شيئاً. وكان حمامياً. (34/148)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 149 قلت: ولهذا يقال له الحافظ، لأنه كان قعاداً لحفظ ثياب الناس في الحمام. قال شجاع الذهلي: صحيح السماع، خالٍ من العلم و الفهم. سمعت منه. وبخط أبي عامر العبدري قال: الحسين بن طلحة عامي، أمي، رافضي، لا يحل أن يحمل عنه حرف. وبخطه أيضاً: كان أمياً، لا يدري ما يقرأ عليه. لم يكن أهلاً أن يؤخذ عنه. وكذا نعته بعض شيوخ السمعاني بعدم الفهم، وقال: لا أروي عنه. سمعه جده من أبي عمر بن مهدي، وأبي سعد الماليني، وأبي الحسين محمد بن عبيد الله الحنائي، وأبي سهل العكبري، وأبي القاسم بن المنذر القاضي و هو آخر من حدث عنه. قال) السمعاني: ثنا عنه جماعة ببلاد. وسالت إسماعيل الحافظ بإصبهان عنه، فقال: هو من أولاد المحدثين، سمع الكثير. وسألت أبا الفرج إبراهيم بن سليمان عنه، فقال: سمعت منه، ولا أدري عنه. كان لا يعرف ما يقرأ عليه. وسمعت عبد الوهاب الأنماطي يقول: دلنا عليه أبوالغنائم بن أبي عثمان فمضينا إليه، فقرأت عليه الجزء الذي فيه اسمه وسألناه: هل عندك من الأصول شيء فقال: كان عندي شدة بعتها ابن الطيوري، وما أدري أيش فيها. فمضينا إلى ابن الطيوري فأخرج لنا شدة فيها سماعاته من الماليني و غيره، فقرأناها عليه. قلت: روى عنه خلق كثير منهم: أبوالفتح بن البطي، ويحيى بن ثابت بن بندار، وهبة الله بن الحسن الدقاق، والقاضي أبوالمعالي حسن بن أحمد بن (34/149)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 150 محمد بن جعفر الكرخي، والقاضي أبومحمد عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حمزة الثقفي، وأبوالقاسم هبة الله بن الفضل القطان، ومسعود بن عبد الواحد بن الحصين، وأبوالبركات سعد الله بن محمد بن حمدي البزاز، زأبوالغمر خريفة، والهاطر أو المبارك بن هبة الله بن العقاد، وأبوالمظفر محمد بن أحمد بن محمد عبد الوهاب بن الدباس، و المبارك بن المبارك السمسار، وعبد الله بن المنصور الموصلي، ومحمد بن اسحاق بن الصابئ، ومحمد بن علي بن محمد بن العلاف، وصالح بن الرخلة، وأبوعلي أحمد بن محمد الرحبي، وتركناز بنت عبد الله بن محمد بن الدامغاني، وكمال بنت عبد الله بن السمر قندي، وشهدة الكاتبة، ونفيسة البزازة، وتجني الوهبانية، وأحمد بن المقرب. ومات في صفر. 4 (حرف الخاء) خلف بن محمد بن خلف أبوالحزن العبدري السرقسطي (34/150)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 151 أجاز له جده أبوالحزم خلف بن أحمد بن هاشم قاضي وشقة. وسمع من خاله موسى بن خلف وولي الأحكام. وكان فقيهاً صالحاً. مات في ذي الحجة عن نيف وثمانين سنة. و كانت جنازته مشهودة. توفي جده سنة إحدى عشرين. 4 (حرف السين) سعد بن محمد بن عبد الملك: أبومنصور البغدادي النحوي. سمع الكثير، ونسخ، وحدث عن: أبي طالب بن غيلان، و الجوهري. روى عنه: هبة الله القسطي ومات في ربيع الأول، وكان صحيح النقل. سلمان بن أبي طالب عبد الله بن محمد بن الفتى، أبوعبد الله اللنهرواني النحوي.) من كبار أئمة العربية. صنف كتباً في اللغة من ذلك كتاب القانون في عشرة اسفار في اللغة، قليل المثل. وصنف كتاب في تفسير القرآن وشرح (34/151)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 152 الإيضاح لأبي علي الفارسي. وصنف من علل القراآت ونزل إصبهان، وتخرج به أهلها. قرأ الأدب على أبي الخطاب الجيلي، الثمانين. وقدم بغداد بعد الثلاثين وأربعمائة. وله شعر جيد. وسمع: أبا طالب بن غيلان، وأبا الطيب الطبري. وروى عنه أبو زكريا بن مندة، وأبوالقاسم اسماعيل الطلحي، وأبوطاهر السلفي. (34/152)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 153 وهو والد مدرس النظامية أبي علي الحسين بن سلمان. قال السلفي: هو إمام في اللغة. أخذ عن ابن برهان، وطائفة. 4 (حرف الصاد) صالح بن الحافظ أبي صالح أحمد بن عبد الملك النيسابوري. المؤذن أبوالفضل. توفي في شعبان. روى اليسير، ومات في الكهولة. 4 (حرف الطاء) طاهر بن الحسين بن علي بن عبد المطلب بن حمد. أبوالمظفر النسفي. قال السمعاني: كان من العلماء الزهاد. (34/153)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 154 سمع: الحسين بن عبد الواحد الشيرازي الحافظ، وميمون بن علي النسفي الأديب. ولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، ومات في رابع رمضان عن ثمانين سنة. 4 (حرف العين) عبد الله بن الحسين بن أبي منصور: الحافظ أبومحمد الطبسي. يوصف بالفهم والحفظ. سمع: ابن النقور، وعبد الوهاب بن مسور. وكان مشتغلاً بإخراج الصحيح والموافقات. مات بخراسان. عبد الله بن أحمد بن علي بن صابر بن عمر: أبوالقاسم السلمي الدمشقي أخو عبد الرحمن. ويعرف بان سيده. محدث مشهور كتب الكثير وسمع واستنسخ. وروى عن: الحافظ بن العزيز الكتأبي وأبي عبد الله بن أبي الحديد، وأبي القاسم بن أبي العلاء. روى عنه: أبوالقاسم بن مقاتل. وعاش إحدى و أربعين سنة. (34/154)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 155 عبد الله بن جابر بن ياسين بن الحسين: أبومحمد العسكري الحنائي، الفقيه الحنبلي. تفقه على: القاضي أبي يعلى، وكان خال أولاده. وسمع: أبا علي بن شاذان، وأبا القاسم بن بشران. روى عنه: إسماعيل بن السمرقندي، وابن أخيه أبوالحسين بن أبي يعلى، وعمر بن ظفر، وعبد الوهاب الأنماطي، وأبوطاهر السلفي. قال السمعاني: كان صدوقاً. مليح المحاضرة، حسن الحظ، بهي المنظر. كان يستملي للقاضي) أبي يعلى بجامع المنصور. وقال السفلي: كان من مشاهير المحدثين وثقاتهم. وقال أبوالحسين: توفي خالي في العشرين من شوال. وكان مولده سنة تسع عشرة. عبد الله بن محمد بن أحمد بن العربي. أبومحمد المعافري الإشبيلي. (34/155)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 156 قال ابن بشكوال: هو والد شيخنا القاضي أبي بكر بن العربي. سمع ببلده من محمد بن أحمد بن منظور، ومن أبي محمد بن خزرج. وبقرطبة من محمد بن عتاب. وأجاز له أبوعمر بن عبد البر. ورحل مع ابنه سنة خمس وثمانين وأربعمائة، وحج. وسمعا بالشام والعراق. وكان أبي محمد من أهل الاداب الواسعة، واللغة، و البراعة، و الذكاء، والتقدم في معرفة الخبر والشعر و الإفتتان بالعلوم وجمعها. توفي بمصر في المحرم منصرفاً عن المشرق. وكان مولده في سنة خمسٍ وثلاثين وأربعمائة. وقال ابن عساكر في ترجمته: أنبأني أبوبكر محمد بن طرخان قال: قال لي أبومحمد العربي: صحبت الإمام أبا محمد بن حزم سبعة أعوام، وسمعت منه جميع مصنفاته سوى المجلد الأخير من كتاب القصد، وسوى أكثر كتاب الإيصال. قلت: مدح الوزير عميد الدولة بن جهير بعدة قصائد. عبد الجليل بن محمد بن الحسين أبوسعد الساوي التاجر. (34/156)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 157 كان يتاجر في مصر و الشام، ويسمع ويكتب. وشهد عند قاضي القضاة الدامغاني في سنة خمس وستين وأربعمائة. ثم ارتفع شأنه، ورتب في أعماله جليلة. سمع بمصر: اقاضي أبا عبد الله القضاعي، عبد العزيز بن الحسن الضراب. وبآمد: أحمد بن عبد الباقي بن طوق الموصلي. وبتنيس: رمضان بن علي. وبدمياط: عبد الله بن عبد الوهاب: وبدمشق: أبا القاسم الحسين بن محمد الحنائي، وعبد الصمد بن تميم. وبالبصرة أباعلي التستري: وببغداد: أبا الحسين بن المهتدي بالله. وخلقاً سواهم. وروى عنه عبد الوهاب الأنماطي، ومحمد بن البطي، وشهدة، وغيرهم. قال شجاع الذهلي: مات في رجب. عبد الصمد بن علي بن الحسين بن البدن: أبوقاسم الصفار البغدادي، والد الشيخ عبد الخالق. سمع: أبا طالب بن غيلان. روى عنه: ابنه، وعبد الوهاب الأنماطي. كان سنياً قوي النفس، يضرب ويعاقب بمحلته. (34/157)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 158 عبد العزيز بن عمر بن احمد الزعفراني. الإصبهاني. روى عن: أبي بكر بن أبي علي وروى عنه: السلفيز توفى في صفر. عبد الغفار بن طاهر بن أحمد بن جعفر بن دواس. البزار، أبوأحمد. توفي في أواخر رمضان. روى عن محمد بن إبراهيم الأردستاني صحيح البخاري، وروى عن أبي مسعود البجلي. قال شيرويه: سمعت منه ولم يكن التحدث من شأنه. عبد القاهر بن عبد السلام بن علي: أبوالفضل العباسي) الشريف النقيب المكي. تلميذ أبي عبد الله محمد بن الحسين الكارزيني. قال السمعاني: كان فقيه الهاشميين. وكان من سراة الناس، استوطن بغداد، وتصدر للإقراء، وصار قدوة. (34/158)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 159 وكان قيماً بالقراءآت، أخذها عن الكاريزيني وسمع من: أبي الحسن بن صخر، وسعد الزنجاني. قرأ عليه بالروايات: أبومحمد سبط الخياط، وصنف كتاب المبهجي في رواياته عنه. وقرأ عليه: أبوالكرم الشهرزوري، ودعوان بن علي. وقرأت بخط أبي الفضل محمد بن محمد بن عطاف قال: رحمة الله على هذا الشريف، فقد كان على أحسن طريقة سلكها الأشراف من دين مكين وعقل رزين، قدم من مكة وأقام بالمدرسة النظامية فأقرأ بها القرأن عن جماعة، وحدث. جميل الأمر. وقال غيره: توفي في يوم الجمعة من جمادى الآخرة، وقال: ولدت سنة خمس وعشرين. عبد الكريم بن المؤمل بن المحسن بن علي. أبوالفضل السلمي الكفرطأبي، ثم الدمشقي البزار. سمع جزءاً من عبد الرحمن من أبي نصر التميمي. وروى عنه: أبومحمد بن صابر، وطاهر الخشوعي، وعمر الدهستاني، وأبوالمكارم عبد الوهاب. ووثقه بن صابر وقال: سألته عن مولده فقال: سنة عشر وأربعمائة. وتوفي في المحرم. (34/159)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 160 ووقع لنا ذلك الجزء علي بن سعيد بن محرز. العلامة أبوالحسن العبدري الميورقي، نزيل بغداد. من كبار الشافعية. سمع من: القاضيين أبي الطيب، و الماوردي، وأبي محمد الجوهري وتفقه بالشيخ أبي اسحاق. وصنف في المذهب و الخلاف كتباً. وكان ديناحسن الطريقة. روى عن: إسماعيل بن السمر قندي، وسعد الخير وعبد الخالق بن يوسف. توفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث. ذكره ابن النجار. عبد الهادي بن عبد الله بن محمد: أبوعروبة بن شيخ الإسلام الأنصاري الهروي. (34/160)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 161 علي بن المبارك بن عبيد الله. أبوالقاسم الوقاياتي. مات ببغداد في شعبان. روى عن: أبي القاسم بن بشران. وكان صالحاً ضريراً فقيراً يسكن ترب الرصافة. علي بن محمد بن الحسين: أبوالحسن البخاري، ويعرف بابن خدام. روى عن: أبي الفضل منصور الكاغدي. وقيده أبوالعلاء الفرضي بالكسر وبدال مهملة، وقال: روى عن منصور وعن: جده لأمه الحسين بن الخضر النسفي، ولأبي نصر أحمد بن محمد بن مسلم. وعنه: صاعد بن مسلم وأبوجعفر الخلمي، وأبوالمعالي بن أبي اليسر (34/161)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 162 المروزي، وعمر بن محمد النسفي الحافظ. سمع أبوسعد السمعاني وابنه من خلق من أصحابه. 4 (حرف الكاف) ) كامكار بن عبد الرزاق بن محتاج أبومحمد المحتاجي المروزي الأديب. كتب الكثير، وعلم العربية، وتخرج به جماعة. ورحل في الحديث. سمع: أحمد بن محمد بن إبراهيم الصدفي، أردشير بن محمد الهشامي، وطائفة. وعنه: محمد بن محمد السنجي، و النعمان بن محمد، وتميم بن محمد، وعتيق بن علي، وعبد الكريم بن بدر المراوزة شيوخ عبد الرحيم بن السمعاني. ولد بعد عشر وأربعمائة، ومات في عاشر رمضان سنة. 4 (حرف اللام) لامعة بنت سعيد بن محمد بن أحمد بن سعيد بن معدان البقال. الإصبهانية سمعت من: أبي سعيد بن حسنوية الكاتب. (34/162)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 163 وروت كثيراً بالإجازة من: أبوبكر الحيري، وعلي بن ميلة، وأبي القاسم بن بشران. أخذ عنهما: أبوبكر الصقلي السمنطاري في سنة تسعٍ وعشرين و أربعمائة وهي شابة. واكثر عنها: أبوطاهر السفلي، وقال: مات أبوبكر بصقيلية في سنة قبلها بنحو ثلاثين سنة. قلت: وقع لنا من حديثها. 4 (حرف الميم) محمد بن الحسن بن محمد بن ابراهيم بن أبرويه السكوراني. واسكوران من ضياع إصبهان. قال السفلي: توفى في جمادى الأولى وأنا قال: أنا جدي منصور بن محمد بن بهران، أنا أبوالشيخ، فذكر أحاديث. محمد بن الحسين هرمية. أبومنصور بغدادي من قدماء شيخوخ شهدة، يروي عن: البرقاني وروى عن: عمر بن ظفر المغازلي، و عبد الوهاب الأنماطي. محمد بن محمد بن الحسين بن المحدث عبد الكريم بن موسى بن عيسى بن مجاهد (34/163)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 164 العلامة أبواليسر البزدوي النسفي، شيخ الحنفية بما وراء النهر. قال عمر بن محمد النسفي في كتاب القند: كان إمام الأئمة على الإطلاق، والموفود عليه من الآفاق. ملأ الشرق و الغرب بتصانيفه من الأصول والفروع. وكان قاضي قضاة سمر قند. وكان يدرس في الدار الجوزجانية ويملي فيها الحديث. توفي ببخارى في تاسع رجب. قال السمعاني: عرف بالقاضي الصدر، ولد في إحدى وعشرين وأربعمائة. ثنا عنه: عثمان بن علي البيكندي، وأحمد بن نصر البخاري، ومحمد بن أبي بكر السنجي، وعمر بن أبي بكر الصابوني، وأبورجاءمحمد بن محمد الخرقي. محمد بن سابق. أبوبكر الصقلي. روى عن: كريمة المروزية بغرناطة. و كان خبيرا بعلم الكلام. روى عنه: أبوبكر، وعلي بن أحمد المقريء. مات بمصر في ربيع الأول. (34/164)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 165 المحسن أبونصر) الفرقدي الإصبهاني. ولد سنة عشر وأربعمائة، وسمع في كبره من: هارون بن محمد الكاتب صاحب الطراز. حدث عنه السلفي، وترجمه هكذا فيها. محمد بن أحمد بن الحسين بن الدواني: أبوطاهر الدباس. شيخ بغدادي. حدث عن أبي القاسم بن بشران. روى عنه: ابن السمر قندي، وعبد الوهاب الأنماطي. ومات في شعبان. محمد بن إبراهيم بن الحسن: الزاهد أبوبكر الرازي، الفقيه الحنفي، الرجل الصالح. قال ولد الزكي عبد العظيم: هو الشيخ الصالح، صاحب الكرامات الظاهرة، والدعوات المجانية السائرة. سكن الإسكندرية، وحدث عن: اسحاق الحبال الحافظ. وتوفي بالإسكندرية سنة ثلاثٍ وتسعين. محمد بن محمد بن جهير: (34/165)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 166 الوزير عميد الدولة أبومنصور ابن الوزير فخر الدولة. وزر في ايام والده، وخدم ثلاثة خلفاء، ولما احتضر القائم بأمر الله أوصى به ولده المقتدي بالله. وولي الوزارة للمقتدي سنة اثنتين وسبعين، فبقي فيها خمس سنين، و عزل بالوزير أبي شجاع. ثم عاد إلى الوزارة عند عزل أبي شجاع سنة اربعٍ وثمانين، فبقي في الوزارة تسعة أعوام. وكان خيراً، كافياً، مدبراً، شجاعاً، نبيلاً، رئيساً، تياهاً معجباً، فصيحاً، مفوهاً، مرسلاً يتقعر في كلامه، وله هيبة وسكون، وكلماته معدودة، وفضائله كثيرة. وللشعر فيه مدائح كثيرة وآخر أمره أن الخليفة حبسه في داره بعد أن صادره وزير السلطان (34/166)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 167 بركياروق وأخذ من خمسة و عشرين ألف دينار في رمضان. ثم أخرج في دار الخلافة، ميتاً في سادس عشر شوال، وحمل إلى بيته، وغسل ودفن بتربة له، فقيل: إنه أهلك في حمام أغلق عليه. وقيل: بل اهلك بأمراض وأوجاع مع شدة الخوف والغرق. وكان قد اشتهر بالوفاء و العفة، وجودة الرأي، ووفور الهيبة، وكمال الرئاسة، لم يكن يعاب بأكثر من التكبر الزائد. فمن الذي كان يفرح بأن ينظر إليه نظرة أو يكلمه كلمة. قال مرة لولد الشيخ أبي نصر بن الصباغ: اشتغل و تأدب، وإلا كنت صباغاً، بغير ابز فلما خرج من عنده هنأه من حضر بأن الوزير خاطبه بهذا، ولما تغير المستظهر عليه بسعي صاحب الديوان هبة الله بن المطلب، وناظر الخزانة الحسن بن عبد الواحد بن الحصين، وصاحب ديوان الإنشاء بن الموصلايا إلى المستظهر وكانوا قد خافوا منه وخرج المرسوم بحفظ باب العامة لأجله، فأمر زوجته بالخروج إلى الحلة، وهيأ لنفسه صدوقاً يدخل فيه، وبكون من جملة صناديق زوجته، فلما قعد فيه أسرع الخروج منه وقال: لا يتحدث الناس عني بمثل هذا. وكان خواص الخليفة ايضا قد ملوه و سئموه، فأخذ وحبس. قال ابن) الحصين المذكور: وجدت عميد الدولة قد استحال في محبسه، (34/167)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 168 واشتد إشفاقه، جعل يخاطبني ويقول: يا روحي ويا قرة عيني، وانشد لي في عرض حديثه ثم قال: نازلت الحصون وشهدت الوقائع و الحروب فاستهنت بحظنا، وقد قنطت من النجاة، ولا أعرفها إلا منك. وأريد المقام في مقام آمر فيه بسفارتك، فقد غرقت بالمصيبة. فوعدته بأنني استعطف الخليفة، وخرجت وجلست أكتب ما أرقق به قلب الخليفة عليه. فدخل علي أبونصر بن الموصلايا، فجذب الورق مني، وقال: لأن خرج، فما يبعد هلاكنا بتوصله، لأنه يعلم أن القبض عليه كان من جانبك. فترك ابن الحصين الكتابة. وقال بن الحصين: آخر ما سمع منه التشهد والرجوع إلى الله. وكان المستظهر بالله قد أقطع عميد الدولة إقطاعاً بثلاثين ألف دينار فعمره، فقال الذين تكلموا فيه للخليفة: إنه قد أخرب نواحيك وعمر نواحيه، وأنه وأنه: فقنص عليه وكان مولده في أول سنة خمس و ثلاثين و قدم بغداد مع أبيه وله عشرون سنة، فسمع الحديث في الكهولة من: أبي نصر النرسي، وعاصم بن الحسن، وأبي إسحاق الشيرازي، وأبي القاسم البسري، وسمع منه: اسماعيل بن السمر قندي، وأبوبكر محمد بن عمر البخاري المعروف بكاك، وقاضي القضاة أبوالقاسم علي بن الحسين الزينبي وغيرهم. وقد شكا إليه الحراس بأمر أرزاقهم، فكتب على رقعتهم: من باع حطباص بقوت يومه فسبيله أن يوفى، وهؤلاء قوم ضعفاء. وقال قاضي القضاة أبوالحسن علي بن الدامغاني: كنا بحضرة عميد الدولة، فسقط من السقف حية عظيمة، واضطربت بين يديه، فبعدنا، واستحالت ألواننا، سواه، فإنه جلس موضعه حتى قتلها الفراشون، (34/168)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 169 ومن شعر عميد الدولة (إلى متى أنت في حل وترحال .......... تبغي العلا و المعالي مهرها غالي)

(ياطالب المجد، دون المجد ملحمة .......... في طيها خطر بالنفس و المال)

(لليالي صروف قل ماانجذبت .......... إلى مرادها في سعي ولا مال) (34/169)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 170 (34/170)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 171 محمد بن محمد بن عبد الواحد: أبوطالب بن الصباغ الأزجي أخو الإمام أبونصر منصف الشامل. (34/171)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 172 سمع: أبا القاسم بن بشران. روى عنه اسماعيل بن السمر قندي. محمد بن مأمون بن علي. أبوبكر الأبيوردي المتولي. سمع بنيسابور أبا بكر الحيري روى عنه: زاهر الشحامي، وابنه، وخياط الصوف، وغيرهم، و قيل: سنة اربع محمد بن المسلم بن الحسن بن هلال: أبوطاهر الأزدي الدمشقي المعدل. سمع من: جده لأمه أبي القاسم بن أبي العلاء المصيصي) وغيره و مات كهلاً روى عنه: عبد الرحمن بن أبي الحسين الداراني المختار بن معبد: أبوغالب الكاتب. سمع: الجوهري، ومحمد بن أحمد النرسي، وطائفة. روى عنه: أبوالبركات، و السقطي. (34/172)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 173 وخرج له أبوعامر العبدري جزءاً توفي في ربيع اآخر عن تسع و سبعين سنة، و إنما سمع و هو في عشر الأربعين. المظفر بن عبد الغفار أبوالفتح البروجردي قرأ بالروايات على أبي بكر محمد بن علي الخياط، وأبي علي بن البنا وتفقه على الشيخ إلى اسحاق. قرأ عليه جماعة. قال ابن ناصر: قرأت عليه القرآن وأثنى عليه. وسمع من الجوهري. وسمع منه: الحسين بن خسرو البلخي. مات في ثامن ذي القعدة. 4 (حرف النون) نصر بن إبراهيم بن نصر: السلطان شمس الملك صاحب ما وراء النهر. قال السمعاني: كان من أفاضل الملوك علماً و رأياً و حزماً وسياسة، وكان حسن الحظ، كتب مصحفاً و درس الفقه في دار الجوزجانبة، وخطب على منبر سمر قند وبخارى، تعجب الناس من فصاحته، و أملى الحديث عن الشريف. (34/173)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 174 حمد بن محمد الزبيري، وكتب الناس عنه. ونجز بيده بأبا لمقصورة باب الخطابة. توفي في شهر ذي القعدة سنة اثنتين و تسعين. أنبأت عن أبي المظفر بن السمعاني: أنا أبوالمعالي محمد بن النصر المديني الخطيب: ثنا الملك العالم شمس الملك فذكر حديثاً موضوعاً في فضل أبي بكر و عمر. 4 (حرف الهاء) هبة الله بن الحسن بن أبي الغنائم. أبومحمد البزار: شيخ صالح، بغدادي روى عن أبي طالب بن غيلان أحاديث. هبة الله بن علي. أبوتراب بن الشريحي البغدادي البزار. سمع: بن دوما النعالي روى عنه: أبوالحسن بن حراز الخياط و الحافظ سعد الخير. 4 (حرف الياء) يحيى بن عيسى بن جزلة: (34/174)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 175 أبوعلي البغدادي الطيب، مصنف المنهاج في الأدوية و العقاقير. كان نصرانياً فأسلم، و صنف رسالته في الرد على النصارى وبيان عوار مذهبهم وكان يقرأ الكلام على أبي علي بن الوليد المعتزلي، فكان يورد عليهم الحجج والدلائل حتى أسلم. وبرع أيضاً في الطب. وصنف كتباً للإمام المقتدي بالله، فمن ذلك: تقويم الأبدان و كتاب الإشارة،) وأشياء. توفي في شعبان. وكان إسلامه في سنة ست و ستين و أربعمائة. ذكره بن خلكان، وابن النجار. (34/175)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 176 4 (وفيات سنة أربع وتسعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات. أبوالفضل الدمشقي سمع: أباه، وأبا محمد بن أبي نصر ومنصور بن رامش، وأحمد بن محمد العتيقي، ورشأ بن نظيف، وأبا عبد الله بن سعدان. قال ابن عساكر: ثنا عنه هبة الله بن طاوس، ونصر بن أحمد السوسي، والحسين بن أشليها، وابنه علي بن الحسين، وأحمد بن سرمة، قال: وكان من أهل الأدب و الفضل، إلا أنه كان مهتماً برقة الدين رافضياً. وهو واقف الكتب التي في الجامع في حلقة شيخنا أبوالحسين بن الشهرزوري. قال ابن صابر: سألته عن مولده فقال: بدمشق في ذي الحجة سنة إحدى عشرة وأربعمائة. (34/176)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 177 قال: وهو رافضي، سألته عن نسبه، فانتمى إلى الوزير بن الفرات. وتوفي في صفر. وله شعر جيد. وقد هجاه جعفر بن دواس. قلت: آخر من روى عنه: عبد الرحمن الداراني شيخ كريم. وهو راوي. إبراهيم بن محمد بن عبد الله: أبوإسحاق العقيلي الجزري، المقريء نزيل نيسابور. حدث عن: أبي الحسن علي بن السمسار. وعن: أبيه محمد، والحافظ أحمد بن علي بن فنجويه الإصبهاني ثم (34/177)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 178 النيسابوري والشريف بن القاسم الزيدي الحراني و غيرهم. قال السمعاني: ثنا عنه عمي: وجماعة. وتوفي في شعبان بنيسابور. وهو مقريء صالح ثقة قال ابن عساكر: ونا عنه إسماعيل التيمي، وشافع بن أبي حسن. أحمد بن محمد بن علي: أبوياسر الحربي. سمع: أبا الحسن القزويني. وأبامحمد الخلال. وعنه: عبد الله بن أحمد، وجحشويه، والقاضي عبد الواحد بن محمد المديني. توفي في صفر. أحمد بن محمد بن محمد. أبومنصور الصباغ. تفقه على: عمه أبي النصر، و أبي الطيب الطبري، وأستمتع منه. ومن: الجوهري. وقد ناب في القضاء، وولي الحسبة، وله مصنفات. (34/178)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 179 روى عنه أبي الحسن بن أنجل. إبراهيم بن محمد بن عقيل بن زيد: أبوإسحاق الشهرزوري الدمشقي، الفقيه الفرضي الواعظ. خال جمال الإسلام أبي الحسن بن مسلم الفقيه. سمع: أبا عبد الله بن سلوان، و عبد الوهاب، وأبا القاسم الحنائي، وجماعة. روى عنه: علي بن نجا بن أسد، والخضر بن عبدان. ومات وقد قارب السبعين. (34/179)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 180 أسعد بن مسعود بن علي: أبوإبراهيم العتبي. من ولد عتبة بن غزوان) بنيسابور. مسند كبير، روى عن: أبي بكر الحيري، و أبي سعيد الصيرفي. روى عنه: عبد الخالق و الفضل، وطاهر بنو زاهر الشحامي، وعبد الله ابن الفراوي، وآخرون. وتوفي في جمادى الأولى وله تسعون سنة. وكان كاتبا فضعف ولزم بيته. وقنع باليسير. وله نظم حسن. مات عن سبع وثمانين سنة. (34/180)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 181 4 (حرف الحاء) الحسن بن أحمد بن علي: عن: ابن شاذان، وأبي القاسم بن بشران. روى: ابن المعمر الأنصاري، وعمر بن ظفر، وسعد الخيري الأندلسي، وشهدة الكاتبة، و السلفي، وتوفي في رمضان. 4 (حرف السين) سعد بن علي بن الحسن: أبومنصور العجلي الأسداباذي، الفقيه، نزيل همذان. قال السمعاني: كان ثقة مفتياً، حسن المناظرة، كثير العلم والعمل، سمع: أبا الطيب الطبري وأبا إسحاق البرمكي وبمكة كريمة المروزية، عبد العزيز بن بندار. وروى عنه: ابنه أحمد، وإسماعيل بن محمد الحافظ، و السلفي إذناً. وقال شيرويه: قرأت عليه شيئاً من الفقه، كان حسن المناظرة، كثير العبادة، هيوباً. مات في ذي القعدة. (34/181)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 182 سعد بن محمد بن جعفر أبونصر السدأباذي، ثم الحلوائي، خدم أبا طالب يحيى بن علي الدسكري. وسمع: اابن مسرور الزاهد، وأبا عثمان الصابوني، وعبد الغافر الفارسي وروى عنه: محمد بن سعد، وعبد الخالق بن زاهر توفي في شعبان عن نيف وتسعين سنة. 4 (حرف الظاء) ظبيان بن خلف: أبوبكر المالكي المتكلم قال ابن عساكر: كانومتورعاً في المعيشة، موسوس في الضوء. سمع: محمد بن مكي المصري، والكتاني. سمع منه: غيث الأرمنازي، وعمر الرؤآسي (34/182)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 183 4 (حرف العين) عاصم بن أيوب أبوبكر البطليوسي الأديب. روى عن: أبي بكر محمد بن الغراب وأبي عمر السفاقسي ومكي بن أبي طالب وكان لغوياً أديباً، فاضلاً، خيراً، ثقة روى عنه: أبومحمد بن السيد، شيخ لابن بشكوال. عبد الله بن الحسن بن محمد بن ماهويه: أبومحمد بن أبي علي) الطبسي الحافظ، سمع: أبا القاسم القشيري، وأبا الحسن بن المظفر الدوادي، وأبا صالح المؤذن، وخلقاً كبيراً بخراسان وأبا محمد الصريفيني، وابن النقور، وابن (34/183)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 184 البسري وطبقتهم ببغداد. وانتقى على الشيوخ، واستوطن مرو الروذ وكان رديء الكتابة. قال سيرويه: كان ثقة يحسن هذا الشأن، ورعاً، مشتغلاً بإخراج الصحيح و الموافقات، مواظباً على ذلك. وقال المؤتمن الساجي: لم يكن يتحرى فيما يحدث به الصدق فسقط، وعاش نيفاً وخمسين سنة. عبد الله بن عبد الصمد بن أحمد: أبوبكر الترأبي المروزي. ثالح خير. روى عن: عبد الرحمن بن أحمد الشيرنخشيري، وغيره. قال عبد الرحمن بن محمد المقريء بمرو: أنا الترأبي، فذكر حديثاً. مات بعد ربيع الأول من العام. (34/184)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 185 عبد الجبار بن سعيد: أبونصر بن البحيري أبي عثمان. رجل خياط خير، سمعه أبوه من: أبي سمعة الصيرفي، وأبي بكر الحيري. روى عنه: أبوالبركات الفراوي، وأحمد بن محمد البيع، وجوهر نار بنت زاهر الشحامي، وأخوها عبد الخالق، وآخرون. مات في صفر. عبد الباقي بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان. أبومحمد ابن الشيخ أبي طالب البزار. روى عن: أبيه. قال ابن ناصر: ما كان يعرف شيئاً. مات في المحرم. عبد الحميد بن عبد الرحمن بن أحمد. أبوالقاسم العيداني الحنفي. أحد الأئمة. سمع: محمد بن أبي الهيثم الترأبي، وخاله علي بن الحسين الدهقان. خواهرزادة. (34/185)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 186 ولم يكن في عصره حنفي أطلب للحديث منه. عبد الخالق بن محمد بن خلف: أبو التراب البغدادي المؤدب، ويعرف باب الأبرص. سمع: هبة الله بن الحسن اللالكائي، وعبد الرحمن الحرفي. وعنه: إسماعيل بن السمر قندي، وعبد الوهاب الأنماطي، وأبوطاهر السفلي. ولد سنة خمس وأربعمائة، وتوفي في آخر رمضان. وقال الأنماطي: كان رجلاً صالحاً، أدبني. عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن زاز بن محد بن عبد الرحمن حميد بن أبي عبد الله النويزي: فقيه مرو، الستاذ أبوالفرج السرخسي، الفقيه الشافعي، المعروف بالزاز. كان أحد من يضرب به المثل في حفظ المذهب. وكان رئيس الشافعية بمرو. ورحل إليه الأئمة، وسارت تصانيفه. وكان ورعاً ديناً. تفقه على القاضي حسين. (34/186)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 187 وتوفي في شهر ربيع الآخر، وله نيف وستون سنة. ومصنفه الذي سماه الإملاء انتشر في الأقطار. وكان عديم النظير في الفتوى، ورعاً، ديناً، محتاطاً في مأكله وملبسه إلى الغاية. وكان يأكل الرز لكونه لا يزرعه إلا الجند، ويأخذون مياه الناس غالباً) ويسقونه. سمع: الحسن بن علي المطوعي، وأبا المظفي محمد بن أحمد التميمي، وأبا القاسم القشيري، وخلقاً. روى عنه: أحمد بن إسماعيل النيسابوري، وأبوطاهر السنجي، وعمر بن أبي مطيع، وآخرون. (34/187)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 188 عبد الغفار بن محمد بن أبي بكر: الصوفي الهمذاني أبوبكر الصائغ. أجاز للسلفي. رحل، وسمع من: أبي الحسين بن المهتدي بالله، وابن النقور، وجماعة. قال شيرويه: سمعت منه، وكان أحد مشايخ الصوفية، كثير العبادة، توفي في شوال. عبد الواحد بن أحمد بن عبد الله بن بندار: الإمام أبومنصور. خطيب همذان ومفتيها. يروي عن ابن عيسى، وابن مأمون، وابن مسعود البجلي. أجاز للسلفي. مات في فرات. عبد الواحد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن زيد بن إبراهيم: الخطيب أبوالقاسم النيسابوري، المعروف بالحكم. مات بالشاش في جمادى الآخرة وله سبع وثمانون سنة. روى عن: أبي بكر محمد بن عبيد الله الخطيب، وغيره. (34/188)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 189 عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة. الإمام أبوسعيد ابن الإمام أبي القاسم القشيري النيسابوري الخطيب. قال السمعاني فيه: أوحد عصره فضلاً ونفساً وحالاً، الثاني من ذكور أولاد أبي القاسم. نشأ في العالم والعبادة، وكان قوي الحفظ، بالغاً فيه. تخرج في العربية وضرب في الكتابة والشعر بسهم وافر. وأخذ في تحصيل الفوائد من أنفاس والده، وضبط حركاته و سكناته وما جرى له وصار في آخر عمره سيد عشيرته، وحج ثانياً بعد الثمانين. وحدث ببغداد والحجاز. ثم عاد إلى نيسابور مشتغلاً العبادة، لا يفتر عنها ساعة. سمع: علي بن محمد الطرازي، وأبا نصر منصوراً المفسر، وأبا سعد النصرويني. وببغداد: أبا الطيب الطبري، وأبا محمد الجوهري. (34/189)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 190 ثنا عنه ابنه هبة الرحمن، وأبوطاهر السنجي، وأبوصالح عبد الملك ابنه الآخر، وغيرهم. ومولده في صفر سنة ثمان عشرة وأربعمائة. ومات في جمادى الآخرة. وقال غيره: خطب نحو خمس عشرة سنة، فكان ينشيء الخطب ولا يكررها. وروى عنه ايضاً: عبد الله بن الفراوي. وسماعه من الطرازي والمفسر حضوراً في الرابعة أو نحوها. عزيزي بن عبد الملك بن منصور: (34/190)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 191 أبوالمعالي الجيلي القاضي، الملقب شيذلة. ورد بغداد وسكنها، وولي قضاء باب الأزج مدة، وكان مطبوعاً، فصيحاً، كثير المفوظ حلو النادرة. جمع كتأبا في مصارع العشاق ومصائبهم. وسمع من: أبي عبد الله محمد بن علي الصوري، والحسين بن محمد الوني الفرضي، وجماعة. وحدث بيسير، وكان شافعي المذهب. مات في سابع صفر. روى عنه: فخر النساء شهدة، وأبوعلي بن سكرة) وقال كان زاهداً، متقللاً من الدنيا، وكان شيخ الوعاظ ومعلمهم الوعظ بتصانيفه وتدريبه. (34/191)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 192 علي بن أحمد بن عبد الغفار: أبوالقاسم البجيلي المؤدب: سمع من: أبي العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبي طالب عمر بن إبراهيم الزهري. (34/192)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 193 روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وعبد الخالق الغزال، والسلفي، وجماعة ببغداد. ومات في شعبان. علي بن أحمد بن أبي ذكرى النجاد: شيخ صالح. سمع: ابن غيلان. روى عنه: عمر بنظفر، وأبوالمعمر الأنصاري. علي بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن إسماعيل بن أبي الطيب أخرم: أبوالحسن المديني ابن النيسابوري، الصيدلاني المؤذن الزاهد. ولد في رجب سنة خمس وأربعمائة. ذكره عبد الغافر فقال: شيخ عابد، جليل، فاضل، من تلامذة الإمام أبي محمد الجويني. كان يسكن المدينة الداخلة في المسجد المعروف به، لزمه سنين منزوياً عم الناس، قل ما يخرج ويدخل. سمع: أبا زكريا المزكي، والشيخ أبا علي عبد الرحمن السلمي، وأبا (34/193)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 194 القاسم عبد الرحمن السراج، وأبا بكر اللحيري، وأبا سعيد الصيرفي، وجماعة. روى عنه: خلق كثير. وتوفي في ثامن عشر اللمحرم سنة اربه وتسعين. عقد مجلساً للإملاء، وحضره الأعيان. روى عنه: أبوالبركات الفراوي، والعباس العصاري، وعمر بن الصفار، والفلكي، وعبد الخالق بن الشحامي. علي بن محمد بن الحسين بن ثابت: أبوالحسن الزهري الأبيوردي، عرف بالأيوبي. إمام فاضل خليل. روى عن: أبي منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي، وفضل الله بن أبي الخير المهيني، وأبي حسان محمد بن أحمد المزكي، وأحمد بن محمد الحارث الإصبهاني، وعدة. وكان مولده بعد الأربعمائة. روى عنه: ابنه عبد القاهر بن طاهر البغدادي، وفضل الله بن أبي الخير المهيني، وأبي حسان محمد بن أحمد المزكي، وأحمد بن محمد بن الحارث الإصبهاني، وعدة. وكان مولده بعد الأربعمائة. (34/194)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 195 روى عنه: ابنه عبد الملك وجماعة. وتوفي في هذه السنة، أو في الماضية. 4 (حرف الفاء) الفضل بن عبد الواحد بن الفضل: أبوالعباس السرخسي، ثم النيسابوري الحنفي التاجر. سمع: أبا القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج، وأبا بكر الحيري، وصاعد بن محمد القاضي. وسمع بمرو: أبا بكر بن محمد بن عبوية النباري، وأبا غانم الكراعي. ببخارى: أبا سهل الكلاباذي. وتفرد بالرواية في الدنيا عن أبي سهل بن حسنويه، وأبي علي بن عبدان صاحبي الصم.) ومولده سنة أربعمائة. قال السمعاني: شيخ حسن السيرة، مسن، معمر، ذو نعمة وثروة. ورد بغداد مع والده في سنة عشر وأربعمائة. روى لنا عنه: عمي الحسن بن منصور، وأبوطاهر السنجي، وأبومضر الطبري، وعبد الله بن الفراوي، وناصر بن سليمان الأنصاري، وجماعة كبيرة. وكان صلباً في مذهب أبي حنيفة. (34/195)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 196 وقرأت بخط إسماعيل بن عبد الغافر قال: طلبوا من الفضل بن عبد الواحد ألفي دينار، واخذوه وضربوه، وحملوه إلى دار القاضي صاعد، وضمنه أبوالمعالي بن صاعد، وبقي اياماً في داره. وتوفي في أوائل جمادى الأولى سنة أربعٍ وتسعين، وخلوه في التابوت في داره أياماً، وما وجدوا له شيئاً، فإن ابنه هرب واصحابه. 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن علي بن لقمان. أبوبكر النسفي المقريء، والد أبي حفص عمر، مؤرخ سمر قند. ولد سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة. وسمع من: القاضي أبي الفوارس النسفي، والإمام يوسف بن محمد المودودي، وأحمد بن جعفر الكاسني، وأبي بكر بن إبراهيم النوحي. ودخل بخارى، وسمر قند. وتوفي في أول صفر. محمد بن أحمد بن عبد الباقي بن طرق: أبوالفضائل الربعي الموصلي. احد الفقهاء الشافعية. (34/196)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 197 سكن بغداد، وسمع من: أبي إسحاق من البرمكي، وأبي الطيب الطبري، وابن غيلان. وتفقه على أبي إسحاق الشيرازي. روى عنه: كثير من مماليق، وأبونصر الحرشي الشاهد. توفي في صفر. محمد بن الحسن: الفقيه أبوعبد الله الرازاني. أحد العباد الحنابلة. قال السمعاني: من الزهاد و المنقطعين، والعباد الورعين. مجاب الدعوة، صاحب كرامات. سمع أبا: يعلى الفقيه الحنبلي، وغيره. حكي عنه أنه أراد أن يخرج إلى الصلاة، فجاء ابنه إليه، وكان صغيراً، فقال: أريد غزالاً ألعب به، فسكت الشيخ، فألح عليه وقال: لا بد لي من غزال. فقال له: اسكت، غداً يجيئك غزال. (34/197)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 198 فجاء من الغد غزال، ووقف على باب الشيخ، وجعل يضرب بقرنيه الباب، إلى أن فتحوا له ودخل، فقال الشيخ: يا بني، جاءك الغزال. توفي رحمه الله في رابع عشر جمادى الأولى. محمد بن عبد الله بن أحمد: أبومسعود السوذرجاني. شيخ السلفي. يروي عن: علي بم ميلة الفرضي، وغيره. توفي في جمادى الأولى عن سن عالية. محمد بن عبد الحميد بن عبد الرحيم بن أحمد: (34/198)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 199 العلامة أبوسعد العيداني الخراساني المروزني، الحنفي. ويعرف بخواهرزادة. كان مائلاً إلى الحديث وكتابته. كبير الشأن في مذهبه. روى عن خاله القاضي) علي بن الحسن الدهقان، والخطيب عبد الوهاب الكسائي، وطائفة. ومات بمرو. ذكره ابن شيخنا قاضي الحسن. محمد ابن الوزير الشهيد أبي القاسم رئيس الرؤساء علي بن الحسن بن مسلمة. أبوالنصر. ولد نصر. ولد سنة أربعين وأربعمائة، وولي الأستاذ دارية في العراق. وكان صدراً محتشماً معظماً. مات في المحرم. محمد بن علي بن عبيد الله بن ودعان. (34/199)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 200 القاضي أبونصر الموصلي. قدم بغداد في سنة ثلاث وتسعين قبل موته بعام، وروى الأربعين الودعانية الموضوعة التي سرقها عمه أبوالفتح بن ودعان من الكذاب زيد ين رفاعة. سمعها منه: هبة الله الشيرازي، وعمر الرؤآسي. وكان مولده سنة اثنتين وأربعمائة. ومات بالموصل. قال السمعاني: حدث عن عمه أبي الفتح أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن سليمان بن ودعان، وأبي الحسن محمد بن علي بن بحشل، والحسين بن محمد الصيرفي. وروى عنه: أبوالمعمر الأنصاري، وأبوطاهر السلفي. وقال السلفي: قرأت عليه الأربعين جمعه، ثم تبين لي حين تصفحتها تخليط عظيم يدل على كذبه وتركيبه الأسانيد. وقال هزارست: سألته عن مولده، فقال: ليلة النصف من شعبان سنة إحدى وأربعمائة، أول سماعي سنة ثمان وأربعمائة. وقال ابن ناصر: رأيته ولم أسمع منه لأنه كان متهماً بالكذب، وكتابه في الأربعين سرقة من ابن رفاعة، وحذف منه الخطبة، وركب على كل حديثٍ رجلاً أو رجلين إلى شيخ زيد بن رفاعة واضع الكتاب. وكان كذاباً، والف بين (34/200)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 201 كلمات قد قالها النبي صلى الله عليه و سلم وبين كلمات من كلام لقمان والحكماء، وطول الأحاديث. وقال السلفي: توفي في المحرم بالموصل، ولم يكن ثقة. محمد بن أبي القاسم علي بن المحسن بن علي بن محمد: أبوالحسين التنوخي البغدادي المعدل. شهد عند قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني فقبله. وروى عن أبيه، وغيره، مقطفات من الشعر. روى عنه: مفلح الدوني. (34/201)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 202 ومات في شوال وانقرض بيته. محمد بن هبة الله بن أحمد: أبوالبركات ابن الحلواني البغدادي على باب قاضي القضاة أبي عبد الله بن الدامغاني، فمن بعده. سمع: أبا محمد بن الحسن بن محمد الخلال، ومحمد بن علي الصوري، وجماعة. وعنه: الحافظ ابن ناصر، وغيره. توفي في ذي الحجة وقيل: في سنة ثلاث. محمد بن محمد بن عبيد الله بن أحمد بن أبي الرعد العكبري: أبوالحسن. سمع: الحسن بن شهاب العكبري. روى عنه: أبوالمعمر الأنصاري. ومات في صفر. وقد أجاز للسلفي. محمد بن مامويه بن علي (34/202)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 203 أبوبكر المتولي الأبيوردي. كان متولي أمور مدرسة البيهقي، وكان في) اسلافه من تولى الأوقاف. سمع: أبا بكر الحيري، وغيره. روى عنه: زاهر الشحامي. توفي في جمادى الأولى وغسلته امرأته، ودفن ليلاً مخافة الظلمة و الأعوان، وكان في زمان الغلاء والتشويش. وقد مر عام أول. محمد بن المفرج بن إبراهيم: أبوعبد الله البطليوسي المقريء. قال ابن بشكوال: روى فيها عن الأهوازي. وكان يكذب فيما ذكره. وتوفي بالمرية. قلت: وقد روى أبوالقاسم بن عيسى القراءآت، وليس هو بثقة، عن عبد المنعم بن الخلوف، عن أبيه، عن ابن المفرج هذا، وزعم أنه قرأ على مكي، وأبي عمرو الداني، وأبي على الأهوازي، وأبي عبد الله محمد بن الحسين الكارزيني. (34/203)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 204 منصور بن بكربن محمد بن علي بن محمد بن حيد بن عبد الجبار بن النضير. أبوأحمد بن أبي منصور النيسابوري التاجر. سمع: جده أبا طالب بن غيلان، وأبا علي بن المذهب السلفي، وشهدة، وخطيب الموصل، وآخرون. توفي في شوال. 4 (حرف النون) نصربن أحمد بن عبد الله بن البطر: أبوالخطاب البغدادي البزاز المقريء. سمع بإفادة أخيه من: أبي محمد عبد الله بن البيع، وعمر بن أحمد العكبري، ومحمد بن أحمد بن رزقويه، وأبي الحسين بن بشران، وأبي بكر (34/204)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 205 المنقي، ومكي بن علي الحريري، وجماعة. وتفرد في وقته، ورحل إليه. روى عنه: أبوبكر الأنصاري، وإسماعيل بن السمر قندي، وعبد الوهاب الأنماطي، وابن ناصر، وسعد الخير الأندلسي، وأحمد بن عبد الغني الباجسرائي، وأبوالفتح بن البطي، وأبوطاهر السلفي، ومحمد بن محمد بن السكن، وشهدة الكاتبة، وخطيب الموصل أبوالفضل الطوسي، وخلق سواهم، آخرهم موتاً. قال صاحب المرآة: جرت له حكاية، كان على دواليب البقر مشرفاً على علوفاتهم، فكتب إلى المستظهر بالله رقعة: العبد ابن البقر المشرف على البطر: فلما رآها الخليفة ضحك. وكان ذلك تغفلاً منه. قال أبوعلي بن سكرة: شيخ مستور. أنا الحسن بن علي، أنا أبوالفضل الهمذاني، أنا أبوطهر السلفي: سألت شجاعاً الذهلي عن ابن البطر فقال: كان قريب الأمر ليناً في الرواية، فراجعته في ذلك وقلت: ماعرفنا مما ذكرت شيئاً، وما قريء عليه شي تشك فيه. وسماعاته كالشم وضوحاً. فقال: هو لعمري كما ذكرت، غير أني وجدت في بعض الأحيان ما كان له به نسخة سماعاً، يشهد القلب ببطلانه. ولم يحمل عنه شيء من ذلك. وقال السلفي: سألت ابن البطر عن مولده، فقال: سنة ثمان وتسعين (34/205)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 206 وثلاثمائة وقد دخلت بغداد في الرابع و العشرين من شوال، فساعة دخولي لم) يكن لي شغل إلا أن مضيت إلى ابن البطر، وقد حكمت عليه، وكان شيخاً عسراً فقلت: قد وصلت من إصبهان لأجلك. فقال: إقرأ. وجعل موضع الراء من إقرأ غنياً. فقرأت عليه و أنامتكيءلأجل دمامل في موضع جلوسي. فقال: أبصر ذا الكلب يقرأ وهو متكيء فاعتذرت فاعتذرت بالدماميل، وبكيت من كلامه. وقرأت عليه سبعة وعشرين حديثاً، وقمت. ترددت، وقرأت عليه خمسة وعشرين جزءاً، ولم يكن بذاك. توفي ابن البطر في سادس عشر ربيع الأول. وقد أنبأ بلال المغيثي عن ابن رواج، عن السلفي، عنه، بجزء حديث الإفك، للآجري. وروى هذا الجزء أبوالفتح بن شاتيل، وهو غلط من بعض الطلبة وجهل، فإن أبا الفتح لم يلحقه. وقال السمعاني: كان أبوالخطاب يسكن باب الغربة عند المشرعة، (34/206)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 207 مما يلي البدرية، وعمر حتى صارت إليه الرحلة من الأطراف، وتكاثر عليه الطلبة. وكان شيخاً صالحاً صدوقاً، صحيح السماع. سمع: ابن البيع، وابن رزقويه، وابن بشران، وهو آخر من حدث عنهم. 4 (حرف الهاء) هبة الله بن جمزة: أبوالجوائز العباسي. روى عن: ابن غيلان. وهو ابن الكاتبة بنت الأقرع. توفي في صفر. 4 (الكنى) أبوالحسن بن زفر العكبري: المقريء الفقيه الحنبلي. توفي عن تسعين سنة، وقيل: إنه صام خمساً وسبعين سنة. (34/207)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 208 4 (وفيات سنة خمس وتسعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عيسى: أبوالعباس الكناني القرطبي، ويعرف بالبييرس. روى عن: محمد بن هشام المصحفي، وأبي مروان بن سراج، وعيسى بن خيرة، وخلف بن رزق، وجماعة. وبرع في النحو واللغة، وصار أحد أعلام العربية، مع مشاركةٍ في الحديث والفقه والأصول، وبذ أهل زمانه في الحفظ و الإتقان، مع خير وانقباض، وحسن خلق، ولين جانب. إسماعيل بن الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن حسن بن علي بن علي ابن ريحانة رسول الله صلى الله عليه و سلم الحسين رضي الله عنه. أبوالهادي العلوي الإصبهاني. كثير السماع، نبيل. سمع: بمكة: أبا الحسن بن صخر الأزدي. وبإصبهان:) أبا نعيم، وأبا الحسين بن فاذشاه. (34/208)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 209 وقدم بغداد في هذه السنة ليحج، فحدث. روى عنه: السلفي، وغيره. وقد قرأ بالروايات على أبي عبد الله المليحي بإصبهان. وكان ناسكاً صالحاً. توفي في شعبان من أول السنة. قرأ بمكة على: علي الكازروني. قال السلفي: انتقى عليه أحمد بن بشر، وإسماعيل التيمي وكان مفسرأً. أحمد بن معد: أبوالقاسم، الملقب بالمستعلي بالله بن المستظهر بن الظاهر بن الحاكم بن العزيز بن المعز العبيدي، صاحب مصر. ولي الأمر بعد أبيه في سنة سبع وثمانين وأربعمائة، وسنة إحدى وعشرون سنة. وفي أيامه وهت دولتهم، واختلفت أمورهم، وانقطعت دعوتهم من (34/209)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 210 أكثر مدن الشام، واستولى عليها أتراك وفرنج، فنزل الفرنج على أنطاكية، وحاصروها ثمانية أشهر، وأخذوها في سادس عشر رجب سنة إحدى وتسعين، وأخذوا المعرة سنة اثنتين وتسعين، والقدس فيها أيضاً في شعبان. واستولى الملاعين على كثير من مدن الساحل. ولم يكن للمستعلي مع الأفضل أمير الجيوش حكم. وفي أيامه هرب أخوه نزار إلى الإسكندرية، هو منتسب أصحاب الدعوة بقلعة الألموت، فأخذ له البيعة على أهل الثغر أفتكين، وساعده قاضي الثغر ابن عمار، وأقاموا على ذلك سنة، فجاء الأفضل سنة ثمان وثمانين، وحاصر الثغر، وخرج إليه أفتكين، فهزمه أفتكين. ونازلها ثانياً، وافتتحها عنه، فقتل جماعة، وأتى القاهرة بنزار وأفتكين، فذبح أفتكين صبراً، وبنى المستعلي على أخيه حائطاً، فهو تحته إلى الآن. توفي المستعلي في ثالث عشر صفر سنة خمس وتسعين، قاله ابن خلكان، وغيره. 4 (حرف الجيم) جناح الدولة: صاحب حمص، مر في الحوادث. (34/210)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 211 4 (حرف الحاء) الحسين بن محمد بن أحمد: أبوعلي الكرماني السيرجاني الصالح الصوفي، أحد من عني بطلب الحديث وأكثر منه ببغداد، لكنه أفسد نفسه وادعى ما لم يسمعه. وهو الذي دمر على الطريثيثي وألحق اسمه في أجزاء، فعرفت. وكان قد كتب عن محمد بن الحسين بن الترجمان بالشام. وحدث عنه السلفي فقال: ثنا من أصله ببغداد، وسمع من عاصم، ورزق الله. وكان صالحاً زاهداً. (34/211)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 212 الحسين بن علي بن محمد بن عبد الله بن المرزبان: أبوعبد الله الهمذاني الخطيب. روى عن: ابن حميد، وابن الصباغ، ومحمد بن ينال الصوفي، وابن عزو، وجماعة.) قال شيرويه: وكان صدوقاً فاضلاً، كثير النسخ، متديناً، عابداً. الحسين بن محمد بن أبي الحسين: الطبري، ثم البغدادي، الفقيه الشافعي، توفي بإصبهان. (34/212)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 213 وقد درس بنظامية بغداد مرتين، إحداهما استقلا بعد الغزالي سنة تسع وثمانون. وقد تفقه على أبي الطيب، وسمع منه، ومن: الجوهري. ثم لازم الشيخ أبا إسحاق حتى برع في الفقه. ثم استدعي إلى إصبهان من جهة أميرها، فقدمها، وأفاد أهلها ثلاث سنين، وانتقل إلى رحمة الله تعالى. فهذا غير شيخ الحرم. 4 (حرف الخاء) خالد بن عبد الواحد بت أحمد بن خالد الإصبهاني: أبوطاهر التاجر، أخو غانم. سمع: أبا نعيم الحافظ وبغداد: بشرى بن الفاتني، ومحمد بن رزمة، وابن غيلان. روى عنه: السلفي، وجماعة. ولد سنة إحدى عشرة وأربعمائة. وتوجفي في شعبان. خلف بن عبد الله بن سعيد بن عباس بن مدير: أبوالقاسم الأزدي الخطيب بجامع قرطبة. روى عن: أبي عمر بن عبد البر كثيراً، وأبي العباس العذري، وأبي الوليد الباجي، وأبي شاكر القبري، وجماعة. (34/213)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 214 وسكن المرية ثم استوطن قرطبة، وأقرأ الناس بها، وحدث. وكان ثقة، كثير الجمع والتفنيد. كتب بيده الكثير. ولد سنة سبع وعشرون وأربعمائة، وتوفي في رمضان. 4 (حرف السين) سعيد بن هبة الله بن الحسين: أبوالحسن البغدادي. شيخ الأطباء ببالعراق. وكان بارعاً أيضاً في العلوم الفلسفية، مشتهراً بها. وخدم المفتدي بالله بصناعة الطب. وانتهى في عصره معرفة الطب إليه. سلمان بن حمزة بن الخضر السلمي الدمشقي: أخو عبد الكريم: سمع: أبا القاسم الحنائي، وأبا بكر الخطيب. وحدث باليسير. 4 (حرف الصاء) صاعد بن سيار بن يحيى بن محمد بن إدريس: (34/214)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 215 أبوالعلاء الكناني الهروي قاضي القضاة بهراة. سمع: جده القاضي أبا نصر يحيى، وأبا سعيد محمد بن موسى الصيرفي، وعلي بن محمد الطرازي، والقاضي أبا العلاء صاعد بن محمد، وأبا بشر الحسن بن أحمد المزكي، وسعيد بن العباس النرسي. روى عنه: محمد بن طاهر، وجماعة آخرهم حفيده نصر بن سيار. وكان ضيناًً، نزهاً، إماماً، انقاد لتقدمه لجميع الطوائف، وعمر، وانتخب عليه شيخ) الإسلام مع تقدمه. ولد سنة خمس وأربعمائة في جمادى الآخرة. من الرواة عنه: حفيد شهاب بن يسار، وعلي بن سهل الشاشي، وعبد المعز بن بشر المزني، ومحمد بن المفضل الدهان، وعبد الواسع بن عطاء، ومسرور بن عبد الله الحنفي. توفي في رجب سنة أربع. أخذ عن: أبي العلاء بن التلميذ والد أمين الدولة وعن: أبي الفضل كتفات، وعبدان الكاتب. (34/215)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 216 وصنف كتباً كثيرة في الطب وهو صغير، وكتاب الإقناع وهو كبير، وكتاب التلخيص النظامي، كتاب خلق الإنسان، كتاب اليرقان، مقالة في الحدود، مقالة في تحديد مبادء الأقاويل الملفوظ بها. وعليه اشتغل أمين الدولة بن التلميذ النصراني. توفي في سادس ربيع الأول عن ثمان وخمسين سنة. وله عدة تلاميذ. 4 (حرف العين) عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن قورتس. (34/216)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 217 أبومحمد السرقسطي. روى عن: أبيه، وأبي الوليد الباجي. وأجاز له أبوعمر الطلمنكي، وأبوعمر السفاقسي. وكان وقوراً مهيباً فاضلا، ذا نظر، عليماً في المسائل وولي قضاء سرقسطة. توفي في صفر. عبد الرحمن بن محمد بن ثابت: أبوالقاسم الثابتي الخرقي. من قرية خرق بمرو. كان من أئمة الشافعية الكبار، ورعاً زاهداً. تفقه بمرو على أبي القاسم عبد الرحمن الفوراني وبمرو الروذ على القاضي حسين. وأخذ ببغداد عن أبي إسحاق الشيرازي. وحج ورجع إلى قريته، وأقبل على العبادة والزهد والفتوى. سمع: عبد الله الشيرتحشيري، وأبا عثمان الصابوني، وجماعة. روى عنه: ابنه عبد الله، وأحمد بن محمد بن بشار. (34/217)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 218 توفي في ربيع الأول. عبد الصمد بن موسى بن هزيل بن تاجيت. أبوجعفر البكري قاضي الجماعة بقرطبة. روى عن: أبيه، وحاتم بن محمد، ناظر عند: أبي عمربن القطان الفقيه. وولي قضاء قرطبة. وكان له حظ من الفقه و الشروط. وكان يؤم الناس في مسجده، ويلزم الأذان فيه. واستمر على ذلك مدة قضائه. وكان وقورا شهما متضامنا، من بيت علم وجلة. ثم صرف عن القضاء ولزم بيته إلى أن مات في ربيع الآخر وله نحو من سبعين سنة. عبد العزيز بن الحسين الدمشقي الدلال: سمع: أبا عبد الله بن سلوان، وغيره. ووثقه أبومحمد بن صابر. روى عنه: علي بن زيد بن المؤدب. عبد العزيز بن عبد اللوهاب بن أبي غالب: أبوالقاسم القروي. روى بمكة، أي سمع بها من القاضي أبي الحسن بن صخر، وأبي القاسم بن عبد العزيز بن بندار. قال ابن بشكوال: حدث عنه جماعة) من شيوخنا، منهم: يحيى بن موسى (34/218)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 219 القرطبي، وعلي بن أحمد المقريء. وقال: كان شيخاً جليلاً له روايات عالية، قدم علينا غرناطة. وكتب إلي أبوعلي الغساني يقول: إنه قدم عليكم رجل صالح عنده روايات، فخذ عنه ولا يفوتك. توفي في ذي القعدة. عبد الواحد بن عبد الرحمن. أبومحمد الزبيري الوركي الفقيه الزاهد. ذكره أبوسعد السمعاني وقال: عمر مائة وعشرين سنين. رحل الناس إليه من الأقطار، وروى عن عمار وعن: إبراهيم بن محمد بن يزداد الرازي، وإسماعيل بن الحسن البخاري، وإسحاق بن محمد المهلبي، واحمد بن محمد بن سليمان الجودي. روى عنه جماعة من ابن السمعاني، وقال قبره بوركي على فرسخين من بخارى، زرت قبره. قلت: هذا نظر له في العالم، ولو كان قد سمع بإصبهان أو نيسابور (34/219)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 220 ونحوهما لأدرك إسناداً عظيماً. ولكنه سمع بماوراء النهر، وما إسنادهم بعالٍ. وقد أدرك والله إسناداً عالياً بمرة، فإن شيخه أبا ذر المذكور روى عن يحيى بن صاعد. وقد ذكرنا في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة موته. روى عنه: عثمان بن علي البيكندي، وأبوالعطاء أحمد بن أبي بكر الحمامي، ومحمد بن أبي بكر عثمان البزدوي، واخوه عمر الصابوني، ومحمد بن ناصر السرخسي، ومحمود بن أبي القاسم الطوسي، وخلق سواهم. عندي جزء من حديث بعلو. أرخ السمعاني وفاته في سنة خمس هذه، وقال: هو فقيه إمام زاهد. أخبرنا أحمد بن هبه الله، عن عبد الرحيم بن عبد الكريم التميمي: أنا عثمان بن علي البيكندي، أما الإمام أبومحمد بن عبد الواحد بن عبد الرحمن بقرية وركي في ذي القعدة سنة اربع وتسعين وأربعمائة: ثنا أبوالحسن أحمد بن محمد بن الزبير القرشي، ثنا الحسن بن علي بن عفان، ثنا زيد بن الحباب، عن معاوية بن صالح: ثنا عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، سمع عمرو بن الحمق يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله بعبد خيراً عسله فقيل لرسول الله: وما عسله قال: فتح له عمل صالح بين يدي موته حتى يرضي عنه ما حوله. عثمان بن عبد الله: أبوعمر النيسابوري الجوهري، نزيل بغداد. قال: حضرت مجلس أبي بكر الحيري، وصحبت أبا عثمان (34/220)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 221 الصابوني، وصحبت بصور الفقيه بن أيوب، وبمصر أبا عبد الله القضائي. روى السلفي وسأله في هذه السنة عن سنة فقال: جاوزت التسعين. علي بن محمد بن عصيدة: أبوالحسن البغدادي الغزال. أحد القراء الحذاق. قال شجاع الذهلي: كان آخر من يذكر أنه قرأ القرآن على أبي الحسن الحمامي. علي بن عبد الواحد بن فاذشاه: أبوطاهر الإصبهاني. سمع) أبا نعيم، وهارون بن محمد. وعنه: السلفي. وبقي إلى هذه الحدود. 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن محمد بن الكامخي: أبوعبد الله الساوي. (34/221)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 222 قال أبوسعد إنه محدث مشهور، معروف بالطلب. رحل وسمع بنفسه، واكثر. سمع بنيسابور: أبا بكر الحيري، وأبا سعيد الصيرفي. وببغداد: أبا القاسم هبة الله اللالكائي، وأبا بكر البرقاني. روى عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ، وغيره. وعن آخر من روى عنه أبوزرعة المقدسي. قلت: أخبرتنا عائشة بنت المجد عيسى بجزء سفيان بن عيينة، عن جدها أبي زرعة، عنه. وتوفي في هذه السنة على ظن، أو في حدودها. قد حدث بمسند الشافعي، من غير أصل. قال ابن طاهر: سماعه فيما عداه صحيح. وممن روى عنه: سعيد بن سعد الله الميهني، واخواه راضية، وهبة الله. محمد بن أحمد بن عبد الواحد: (34/222)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 223 أبوبكر الشيرازي، البغدادي، المعروف بابن الفقيرة. رجل صالح من أهل النصرية، محلة ببغداد. سمع: أبا القاسم بن بشران. روى عنه: السلفي، وغيره. قال عبد الوهاب الأنماطي: كان ابن الفقيرة يمضي ويخرب قبر أبي بكر الخطيب ويقول: كان كثير التحامل على أصحابنا الحنابلة. فرأيته يوماً، فأخذت الفأس من يده، وقلت: هذا كان إماماً كبير الشأن. وتوبتة وتاب، وما رجع إلى ذلك. توفي يوم تاسع المحرم. محمد بن عبد العزيز: أبوغالب الرازي البغدادي، المعروف بابن أخت الجنيد. سمع أبا القاسم بن بشران. وكان إمام جامع الرصافة، وكان رجلا صالحاً، توفي في المحرم. وروى عنه: عمر بن ظفر، وعبد الوهاب الأنماطي السلفي. وقع لنا حديثه في الثالث من البسرانيات. محمد بن عبد العزيز بن عبد الله: أبوياسر البغدادي الخياط. سمع: البرقاني، وأباعلي بن شاذان، وابن بكير النجار، وأبا القاسم بن بشران. وكان رجلاً خيراً. توفي في جمادى. روى عنه: أبوطاهر السلفي، وأبوالفضل، خطيب الموصل، وجماعة، وسعد الخير الأندلسي. (34/223)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 224 محمد بن عبد اللوهاب: أبوالفرج الكوفي الخزاز، ويعرف بالشعيري. روى ببغداد عن: محمد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي. وعنه: السلفي. محمد بن علي: الإمام أبوبكر الشاشي. قيل توفي في هذا العام، والأصح ما تقدم وهو سنة خمس وثمانين. محمد بن هبة الله بن ثابت. الإمام أبونصر البندنيجي الشافعي، فقيه الحرم. كان من كبار أصحاب الشيخ أبي إسحاق الشيرازي. وقد سمع من: أبي إسحاق البرمكي، وأبي محمد الجوهري، وجماعة. روى عنه: إسماعيل بن محمد) الفضل الحافظ، ورفيقه أبوسعد أحمد بن محمد البغدادي، وعبد الخالق بن يوسف. قال السلفي: سمعت حميد بن أبي الفتح الإصبهاني الشيخ الصالح بمكة (34/224)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 225 يقول: كان الفقيه أبونصر البندنيجي يقرأ في كل اسبوع ستة آلاف مرة قل هو الله أحد ويعتمر في رمضان ثلاثين عمرة، هو ضرير يؤخذ بيده. وقال غيره: توفي بمكة وقد جاوز أربعين سنة، وعاش بضعاً وثمانين سنة. وكان مفتياً مدرساً، بارعاً، صاحب جد وعبادة. مقاتل بن مطكوذ بن تمريان: أبومحمد السوسي المغربي الضرير المقريء. قدم دمشق، وقرأ بها على أبي محمد بن شجاع، وأبي علي أحمد بن عبد الرحمن بن أبي نصر. روى عنه: حفيده نصر بن أحمد، وغيه. وقدم دمشق سنة سبع وثلاثين وأربعمائة، وعمره إحدى وعشرين سنة. (34/225)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 226 مات في صفر. منصور بن المؤمل الغزالي: الضرير، أبوأحمد. سمع: ابن غيلان. روى عنه: أبوالبركات السقطي، والسلفي. قال الذهلي: توفي في شعبان. 4 (حرف الياء) يحيى بن عبد الله بن الحسين: القاضي أبوصالح الناصح. ولد قاضي قضاة نيسابور. مدرس، مفتٍ على مذهب أبي حنيفة. ناب في القضاء مدة. حدث عن: أبيه وعن أبي حسان المزكي، وأبي سعد عبد الرحمن بن حمدان النصروي. وعنه: ابناه عبد الرحمن، وأحمد بن محمد السنجي، وإسماعيل العصائدي. مات في ذي الحجة، وله سبعون سنة. (34/226)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 227 4 (الكنى) أبوالحسن بن أبي عاصم العبادي: الفقيه الشافعي، مصنف كتاب الرقم في المذهب. توفي عن ثمانين سنة، وكان من كبار الفقهاء المراوزة. له ذكر في الروضة. (34/227)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 228 4 (وفيات سنة ست وتسعين وأربعمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن الحسن بن الحسن: البغدادي البزاز، المعروف بابن الزرد. شيخ صالح سمع: عبد الملك بن بشران، ومحمد بن عبد الواحد بن رزمة. وعنه: ابن ناصر، والسلفي، وطائفة. أحمد بن عبد الله بن أحمد: أبوالفتح السوذرجاني الإصبهاني. أخو أبي مسعود محمد المتوفى سنة اربع وتسعين، وعاش أحمد بعده مدة. سمع: علي بن ميلة الفرضي، واحسبه آخر من روى عنه، أبا بكر بن علي بن الذكواني. (34/228)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 229 وعمر تسعين سنة. روى عنه: أبوطاهر السلفي، وأبورشيد) إسماعيل بن غانم البيع، ومحمود بن أبي القاسم بن حمكا. ثم ظفرت بوفاته في صفر سنة ست وتسعين. وآخر اصحابه أبوالفتح الخرقي. وكان من كبار الأدباء والنحاة بإصبهان. خرج له الحفاظ. أحمد بن علي بن عبيد الله بن عمر بن سوار: الأستاذ أبوطاهر البغدادي، مقرىء العراق، مصنف كتاب المستنير في القراءآت العشر. ولد سنة اثنتي عشرة وأربعمائة. قال السمعاني: كان قة أميناً، مقرئاً فاضلاً، حسن الأخذ للقرآن. ختم عليه جماعة كتاب الله، وكتب بخطه الكثير من الحديث. سمع: محمد بن عبد الواحد بن رزمة، ومحمد بن الحسين الحراني، وأبا (34/229)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 230 طالب بن غيلان، والتنخي، وجماعة. وهو والد شيخنا هبة الله بن محمد. ثنا عنه: أبوالفضل بن ناصر، والخطيب محمد بن الخضر المحولي، وعبد الوهاب الأنماطي. قلت: وروى عنه: السلفي، وجماعة. قال السمعاني: سألت ابن ناصر عنه، فقال: نبيل ثبت، متقن أنبأونا عن حماج الحراني أنه سمع السلفي يقول، وذكر ابن سوار: كان فاضلاً عالماً من أعيان أهل زمانه في علم القراءآت، وله كتاب فيها، سمعناه منه. وقرأ عليه خلق كثير. وكان ثقة، ثبتاً، أميناً. قلت: أخبرنا بكتابه المستنير أبوالقاسم علي بن بلبان إجازة، بسماعه من أبي طالب ابن النبطي، أنا أبوبكر أحمد بن المقريء سماعاً، أنا المؤلف سماعاً. وممن قرأ عليه القراءآت العشر أبوعلي بن سكرة، وقال: هو حنفي المذهب، ثقة، خير، حبس نفسه على الإقراء والحديث. قلت: وممن قرأ عليه: أبومحمد المقريء سبط الحناط. و من شيوخه: أبوعلي الشرمقاني، وعتبة العثماني. وأسانيده موجودة (34/230)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 231 في صدر كتابه. قال ابن النجار: قرأ القرآن على: أبي القاسم فرج بن عمر الضرير، والقاضي أبي العلاء الواسطيين، وأبي نصر ابن مسرور، وعلي بن طلحة، وعتبة بن عبد الملك، والحسن بن علي العطار. وكان إماماً، ثقة، نبيلاً. قرأ عليه: سبط الحناط، والشهرزوري. مات في رابع شعبان. إبراهيم بن أحمد بن محمد بن أحمد: أبوطاهر السلماني الواعظ. روى عن: أبي القاسم بن عليك النيسابوري، وغيره. (34/231)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 232 روى عنه: هبة بن السقطي، وأبوعامر العبدري، وولده الواعظ يحيى ابن إبراهيم، وآخرون. وكان شيخاً بهياً، فاضلاً، عظيم اللحية. قال ابنه: كان أبي علامة في علم الأدب، والتفسير، والحديث، ومعرفة السانيد والمتون، وأوحد عصره في علم الوعظ والتذكير. أدرك جماعة من الأئمة، وكتب بخطه مائة وخمسين مجلداً. وكان من الورع وصدق الحديث بمكان. ولد سنة ثلاثة وثلاثين وأربعمائة، ومات بخوي في جمادى الآخرة.) 4 (حرف الحاء) حمد بن مراون بن قيصر: أبوعمر الأموي، الزاهد المعروف بابن اليمنالش. من أهل المرية أخذ عن: المهلب بن أبي صفر، وغيره. قال ابن بشكوال: فاق في الزهد والورع أهل وقته. وكان العمل أملك به ولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، وتوفي في صقر. الحسين بن الحسين بن علي بن العباس: أبوأسعد الهاشمي الفانيذي البغدادي. سمع: أبا علي بن شاذان روى عنه: إسماعيل بن السمرقندي، وابن ناصر، وعبد الوهاب الأنماطي، وأبوطاهر السلفي، وآخرون. أثنى عليه عبد الوهاب، وذكر شجاع الذهلي أنه تغير في آخر عمره، ولد سنة ثمانٍ وأربعمائة، وتوفي في شوال. قال السلفي: نقص بآخرة. (34/232)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 233 الحسين بن محمد. أبوعبد الله الكتبي الحاكم. محدث هراة. توفي عن سبع وثمانين سنة. صنف التاريخ، وسمع من: أبي معمر سالم بن عبد الله، وطبقته من أصحاب الرفاء، وابن حميرويه. روى عنه: أبوالنضر الفامي، وأهل هراة، وعبد الرشيد بن ناصر، وعبد الملك بن عبد الله العمري، ومسعود بن محمد الغانمي، وعدة. أثنى عليه السمعاني، وقال: يعرف بحاكم كراسة، له عناية تامة بالتواريخ. سمع: سعيد بن العباس القرشي، وأبا يعقوب القراب. ولد سنة تسعٍ وأربعمائة، ومات في صفر بهراة. 4 (حرف الخاء) خازم بن محمد بن خازم: أبوبكر المخزومي القرطبي. ولد سنة عشر وأربعمائة، وروى عن: يونس القاضي، ومكي ابن أبي طالب، وأبي محمد الشنتجالي، وأبي القاسم بن الإفليلي، وجماعة. قال ابن بشكوال: وكان قديم الطلب، وافر الأدب. ولم يكن بالضابط، وكان يخلط في أسمعته. وقفت له على أشياء قد اضطرب فيها. وكان أبومروان بن سراج، ومحمد بن فرج الفقيه يضعفاه. (34/233)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 234 قلت: آخر من روى عنه: محمد بن عبد الله بن خليل نزيل مراكش، قال أبوالوليد بن الدباغ: كان من جلة أهل الأدب، وله اعتناء بالحديث. 4 (حرف السين) سليمان بن أبي القاسم نجاح: مولى أمير المؤمنين بالأندلس المؤيد بالله بن المستنصر الأموي، الأستاذ أبوداود المقريء. سكن دانية، وبلسنية. قرأ القراءآت على أبي عمرو الداني، وأكثر عنه. وهو أثبت الناس فيه. وروى عن: عمر بن عبد البر، وأبي العباس العذري، وأبي عبد) الله بن سعدون القروي، وأبي شاكر الخطيب، وأبي الوليد الباجي، وغيرهم. قرأ عليه خلق كثير، وأخذوا عنه منهم: أبوعبد الله محمد بن الحسن بن محمد بن سعيد ابن غلام الفرس، وأبوعلي بن سكرة، وأبوالعباس بن أحمد بن عبد الرحمن بن عاصم الثقفي، واحمد بن علي الثقفي، وأحمد بن علي بن سحنون المرسي، وابن أحمد بن خلف، وجماعة، وإبراهيم بن البكري (34/234)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 235 الداني وجعفر بن يحيى المعروف بابن غتال، ومحمد بن علي النوالشي، وعبد الله بن الفرج الزهيري، أبوالحسن علي بن هذيل، وأبونصر فتح بن خلف البلنسي، وأبونصر فتح بن أبي كبة البلنسي، وأبوداود سلمان بن يحيى القرطبي، وآخرون. قال ابن بشكوال: كان من جلة المقرئين وفضلائهم وخيارهم. علماً بالقراءآت وروايات وطرقها، حسن الضبط. اخبرنا عنه جماعة ووصفوه بالعلم، والفضل، والدين. وتوفي ببلنسية، في سادس عشر رمضان. وكان مولده في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، وأحفل الناس بجنازته، وتزاحموا على نعشه. قلت: وقرأت بخط بعض أصحاب أبي داود: تسميه الكتب التي صنفها أبوداوود: كتاب البيان الجامع لعلوم القرآن، في ثلاثمائة جزء وكتاب التبيين بهجاء التنزيل، وفي ست مجلدات وكتاب الرجز المسمى بالإعتماد الذي عارض به المقريء أبا عمرو في اصول القرآن وعقود الديانة، عشرة أجزاء، وهو ثمانية عشر ألف بيت وأربعمائة وأربعون بيتاً وكتاب الجواب عن قوله حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى، (34/235)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 236 مجلد وذكر تتمة ستة وعشرين مصنفاً. 4 (حرف العين) عبد الباقي بن محمد ابن الشروطي. عن: ابن غيلان. وعنه: السلفي. مات فجأة في رجب. عبد الرحمن بن الحسين بن محمد بن إبراهيم. أبوالحسين بن أبي القاسم الحنائي الدمشقي. سمع الكثير من أبيه. ومن: أبي علي الأهوازي، وأبي عبد الله بن سلوان، وجماعة كثيرة. قال ابن عساكر: ثنا عنه: أبوعبد الله النسائي، وأبوالحسين الأبار. وثقة أبومحمد بن صابر وقال: سألته عن مولده، فقال: في رجب سنة أربعين وأربعمائة. وتوفي في ذي القعدة. قلت: روى عنه: سليمان بن علي الرحبي المتوفى سنة تسعٍ وستين وخمسمائة بدمشق. عبيد الله بن طاهر بن الحسين: الشيخ أبوالحسن الروقي سبط أبي بكر بن فورك. من علماء طوس. عمر ذهراً في صيانة وعلم. سمع: أباه، وأبا عبد الله بن باكويه الشيرازي، وأبا محمد الجويني، وأبا (34/236)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 237 عثمان الصابوني. مات في رمضان. قال عبد الرحيم السمعاني: روى لنا عنه: أبوحامد محمد) بن الفضل الطابراني، والموفق بن محمد الصكاك، وأبوطاهر السنجي، وسعد بن عبيد عاش ثمانين سنة. علي بن أحمد بن عمر ابن الخلي: أبوالحسن الكرخي البغدادي. سمع: أحمد بن عبد الله بن الحاملي، وعبد الملك بن بشران، وغيرهما. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، والمظفر بن جهير، ويحيى بن ثابت، وأبوعلي أحمد بن محمد الرحبي، وأبوطاهر السلفي، وغيرهم. وأحسبه قرابة الفقيه أبي الحسن محمد بن الخلي. توفي في جمادى الآخرة، وله ثمان وتسعون سنة. والخلي بفتح الخاء. علي بن عبد الرحمن بن أحمد: أبوالحسن بن الدوش، ويقال الدش، الشاطبي المقريء. (34/237)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 238 روى القراءآت عن أبي عمرو الداني تلاوة. سمع منه: ومن: أبي عمر بن عبد البر، وغيرهما. قال ابن بشكوال: أقرأ الناس وأسمعهم الحديث، وكان ثقة فيما رواه، ثبتاً فيه ديناً، فاضلاً. توفي في رابع شعبان بشاطبة. قلت: قرأ عليه القراءآت: أبو عبد الله محمد بن الحسن ابن غلام الفرس، وأبرو دواود سليمان بن يحيى بن سعيد القرطبي، وإبراهيم بن محمد بن خليفة النفزي الداني، وعلي بن محمد بن أبي العيش الطرطوسي ثم الشاطبي، ومحمد بن علي بن خلف التجيبي، وآخرون. وإبراهيم من آخرهم وفاة. علي بن محمد بن علي بن فورجة: أبو الحسن الإصبهاني التاجر. يروي عن: علي بن عبدكويه، وغيره. توفي يوم عاشوراء. (34/238)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والثلاثون الصفحة 239 وروى عن أبي بكر الذكواني، والجمال، وجماعة. 4 (حرف الفاء) الفرج بن محمد المقرون: النجار. بغدادي، سمع: عبد الله بن شاهين، وأبا محمد الخلال. روى عنه: هبة الله السقطي. توفي في ذي القعدة. 4 (حرف الميم) محمد بن عبد الجبار بن محمد الضبي: الفرساني الإصبهاني، أبو العلاء. شيخ صالح مكثر. سمع: أبا بكر بن أبي علي الذكواني، وأبا القاسم بن الأستراباذي. روى عنه: السلفي، وأبو سعد أحمد بن محمد البغدادي، وجماعة. توفي في ربيع الآخر. وهو من قرية فرسان بالضم والكسر وقد ذكره ابن قطة فقال: حدث عن علي بن عبدكويه، والجمال. وحدث عنه: أبو نصر أحمد بن محمد طاهر الكواز وإسماعيل بن (34/239)