تاريخ الإسلام للذهبى--4

من معرفة المصادر

الجزء السابع عشر

الكتاب: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام. تأليف: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي. دار النشر: دار الكتاب العربي. مكان النشر: لبنان/ بيروت. سنة النشر: 1407هـ - 1987م. الطبعة: الأولى. تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمري. ملاحظات حول الكتاب: الكتاب موافق للمطبوع كاملاً. غير مفهرس.غير مقابل على نسخة ورقية. بل هو نفس الموجود في مكتبة التراث. قام بنسخه وإدخاله إلى الشاملة أخوكم: أبو عبد الله السني. راجياً منكم دعاءً بظهر الغيب. تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 432 وعبده بن سليمان المروزيّ، ومحمد بن عوف الحمصيّ، والربيع بن سليمان المراديّ. ومن أقرانه: أبو زرعة الرّازيّ، وأبو زرعة الدّمشقيّ. ومن أصحاب السُّنن: د. ن.، وقيل خ. وق. رويا عنه ولم يصحّ وأبو بكر بن أبي الدّنيا، وابن صاعد، وأبو عوانة، والقاضي المحامليّ، وأبو الحسن عليّ بن إبراهيم القّطان صاحب ابن ماجة، وأبو عمرو محمد بن أحمد بن حكيم المدينيّ، ومحمد بن مخلد العطّار، والحسين بن عيّاش القّطّان، وحفص بن عمر الأردبيلّي، وسليمان بن يزيد القاضي، وعبد الرحمن بن حمدان الجلاّب، وبكر بن محمد المروزيّ الصَّيرفيّ، وعبد المؤمن بن خلف النَّسفيّ، وأبو حامد أحمد بن عليّ بن حسنويه المقريء، وخلق كثير. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: قال لي موسى بن إسحاق القاضي: ما رأيت أحفظ من والدك. وقال أحمد بن سلمة الحافظ: ما رأيت بعد إسحاق بن راهويه، ومحمد بن يحيى، أحفظ للحديث من أبي حاتم، ولا أعلم بمعانيه. وقال ابن أبي حاتم: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: أبو زرعة وأبو حاتم إماماً خراسان. بقاؤهما صلاح للمسلمين. وقال هبة الله اللالكائّي: أبو حاتم إمام حافظ ثبت. وقال النَّسائيّ: ثقة. وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: كنت أذاكر أبا زرعة، فقال لي: يا أبا حاتم قلَّ من يفهم هذا من واحدٍ واثنتين، فما أقلّ من يحسن هذا. وربّما أتيتك في شيء وأبقى إلى أن ألتقي معك، لا أجد من يشفيني. (20/432)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 433 وقال القاسم بن أبي صالح الهمدانيّ: سمعت أبا حاتم يقول: قال لي أبو زرعة: ترفع يديك في القنوت قلت: لا، أفترفع أنت قال: نعم.) قلت: ما حجَّتك قال: حديث ابن مسعود. قلت: رواه ليث بن أبي سليم. قال: رواه ابن لهيعة. قال: حديث ابن عبّاس. قلت: رواه عوف. قال: فما حجَّتك في تركه. قلت: حديث أنس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع يديه في شيء من الدّعاء إلاّ في الإستسقاء. فسكت أبو زرعة. قلت: قد ثبتت عدّة أحاديث في رفع النبيّ صلى الله عليه وسلم يديه في الدّعاء، وأنس حكى بحسب ما رآه منه. وقال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول: قلت على باب أبي الوليد الطَّيالسيّ: من أغرب عليَّ حديثاً صحيحاً فله عليَّ درهم يتصدَّق به. وكان ثمَّ خلق، أبو زرعة فمن دونه وإنمّا كان مرادي أن يلقي عليَّ ما لم أسمع به. فيقولون هو عند فلان، فأذهب فأسمعه، فلم يتهيَّأ لأحدٍ أن يغرب عليَّ حديثاً. وسمعت أبي يقول: كان محمد بن يزيد الأسفاطيّ قد ولع بالتّفسير وبحفظه، فقال: يوماً: ما تحفظون في قوله تعالى: فنقبوا في البلاد (20/433)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 434 فسكتوا فقلت: ثنا أبو صالح، عن معاوية بن صالح، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عباس قال: ربوا في البلاد. وسمعت أبي يقول: قدم محمد بن يحيى النَّيسابوريّ الرَّيّ. فألقيت عليه ثلاثة عشر حديثاً من حديث الزهري، فلم يعرف منها إلاّ ثلاثة أحاديث. قلت: إنمّا ألقى عليه من حديث الزُّهري، لأنّ محمد كان إليه المنتهى في معرفة حديث الزُّهريّ، وقد جمعه وصنفهَّ وتتبعه حتّى كان يقال له الزّهر. قال: سمعت أبي يقول: وبقيت بالبصرة سنة أربع عشرة ثمانية أشهر، فجعلت أبيع ثياب حتّى نفذت. فمضيت مع صديقٍ لي أدور على الشّيوخ، فانصرف رفيقي العشَّي، ورجعت فجعلت) أشرب الماء من الجوع. ثمّ أصبحت، فغدا عليَّ رفيقي، فطفت معه على جوع شديد، وانصرفت جائعاً. فلمّا كان من الغد، غدا عليّ فقلت: أن ضعيف لا يمكنني. قال: ما بك قلت: لا أكتمك، مضى يومان ما طعمت فيهما شيئاً. فقال: قد بقي معي دينار، فنصفه لك، ونجعل النّصف الآخر في الكراء. فخرجنا من البصرة، وأخذت منه النّصف دينار. سمعت أبي يقول خرجنا من المدينة من عند داود الجعفريّ، وصرنا إلى الجار، فركبنا البحر، فكانت الرّيح في وجوهنا، فبقينا في البحر ثلاثة أشهر وضاقت صدورنا، وفني ما كان معنا. وخرجنا إلى البرّ نمشي أيّاماً حتى فني ما تبقَّى معنا من الزّاد والماء. فمشينا يوماً لم نأكل ولم نشرب، واليوم الثّاني كمثل، ويوم الثالث. فلمّا كان المساء صليّنا وألقينا بأنفسنا، فلمّا أصبحنا في اليوم الثال، جعلنا نمشي على قد طاقتنا، وكنّا ثلاثة، أنا، وشيخ نيسابوريّ، وزهر المروزيّ. فسقط الشّيخ مغشياً عليه، فجئنا نحركّه وهو لا يعقل. فتركناه ومشينا قدر فرسخ، فضعفت وسقطت مغشياً عليَّ، ومضى صاحبي يمشي، فرأى من بعيد قوماً قرَّبوا سفينتهم علىءئر موسى فلمّا عاينهم لوَّح (20/434)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 435 بثوبه إليهم فجاءوا معهم ماء، فسقوه وأخذوا بيده، فقال لهم: الحقوا رفيقين لي، فما شعرت إلاّ برجل يصب الماء على وجهي، ففتحت عينيّ، فقلت: فصبَّ من الماء في مشربة قليلاً، فشربت ورجعت إليَّ نفسي. ثمّ سقاني قليلاً وأخذ بيدي، فقلت: ورائي شيخ ملقى. فذهب جماعة إليه. وأخذ بيدي وأنا أمشي وأجرَّ رجلي، حتّى إذا بلغت عند سفينتهم وأتوا بالشيخ، وأحسنوا إليه، فبقينا أيّاماً حتى رجعت إلينا أنفسنا. ثمّ كتبوا لنا كتاباً إلى مدينة يقال لها راية، إلى واليهم. وزوّدنا من الكعك والسَّويق والماء. فلم نزل نمشي حتّى نفد ما كان معنا من الماء والقوت، فجعلنا نمشي جياعاً على شاطئ البحر، حتّى دفعنا إلى سلحفاةٍ مثل الفرس. فعمدنا إلى حجر كبير، فضربنا على ظهرها فانفلق، فإذا فيه مثل صفرة البيض، فحسيناه حتّى سكت عنّا الجوع، حتّى توصلنا إلى مدينة الرّاية وأوصلنا الكتاب إلى عاملها. فأنزلنا في دراه. وكان يقدّم إلينا كلّ يوم القرع، ويقول لخادمه: هات لهم اليقطين المبارك. فيقدِّمه مع الخبز أيّاماً. فقال واحد منّا: ألا تدعو باللّحم المشؤوم. فسمع صاحب الدّار، فقال: أنا أحسن الفارسيّة فإنّ جدّتي كانت هرويّة. وأتانا بعد ذلك باللّحم. ثم زودَّنا إلى مصر. سمعت أبي يقول: لا أحصي كم مرّة سرت من الكوفة إلى بغداد.) توفّي أبو حاتم في شعبان سنة سبعٍ وسبعين، وله اثنان وثمانون سنة. قال: وأنشدني أبو محمد الإيادي في أبي مرثيَّةً بقصيدة طويلة أوّلها: (أنفسي ما لك لا تجزعينا .......... وعيني ما لك لا تدمعينا)

(ألم تسمعي بكسوف العلو .......... م في شهر شعبان محقاً مبينا)

(ألم تسمعي خبر المرتضى .......... أبي حاتم أعلم العالمينا) (20/435)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 436 4 (محمد بن إدريس بن عمر.) أبو بكر المكّيّ، ورّاق أبي بكر الحميديّ. يروي عن: أبي عاصم النبيل، وأبي عبد الرحمن المقريء، وخلاّد بن يحيحى، وجماعة. وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم. وهو أقدم وفاةً من أبي حاتم بقليل. قال أبي حاتم: صدوق. 4 (محمد بن أزهر.) أبو جعفر البغداديّ الكاتب. سمع: أبا نعيم، وأبا الوليد الطَّيالسيّ، وجماعة. وعنه: أحمد بن خزيمة، وأبو بكر الشّافعيّ. توفّي في بغداد في جمادى الأولى سنة تسعٍ وسبعين. 4 (محمد بن إسرائيل.) أبو بكر الجوهري. عن: عمرو بن حكّام، ومحمد بن سبق. وعنه: ابن صاعد، وأبو بكر الشّافعيّ، وجماعة. وثّقه الخطيب. وتوفّي سنة تسع أيضاً. 4 (محمد بن إسحاق.) (20/436)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 437 أبو جعفر الإصبهانيّ المسوحيّ، نزيل همدان. عن: مسلم بن إبراهيم، وأبي الوليد الطَّيالسيّ، وجماعة.) وكان من الحفّاظ. وعنه: عليّ بن إبراهيم القطّان، وابن أبي حاتم. 4 (محمد بن إسحاق البغويّ.) روى عن: أبي الوليد الطَيالسيّ، وخالد بن خداش. وعنه: محمد بن أحمد بن يعقوب، وقتيبة، والطَّيالسيّ. ثقة. 4 (محمد بن إسماعيل بن سالم الصّائغ القرشيّ.) أبو جعفر مولى المهديّ. بغدادي نزل مكّة. سمع: روح بن عبادة، وأبا أسامة، وأبا داود الحفريّ، وحجَّاج بن محمد، وطائفة. وعنه: د.، وابن صاعد، وابن أبي حاتم، وعبد الله بن الحسن بن بندار، وجماعة. قال ابن أبي حاتم: صدوق. وقال غيره: توفّي في جمادى الأولى سنة ستٍّ وسبعين، وقد قارب السّبعين، وكان من كبار المحدِّثين. (20/437)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 438 4 (محمد بن إسماعيل.) أبو عبد الله البغداديّ الدُّولابيّ. عن: أبي النَّضر هاشم بن القاسم، منصور بن سلمة، وجماعة. وعنه: محمد بن مخلد، وأبو عمرو بن السّمّاك. توفّي سنة أربعٍ وسبعين. وثّقه الخطيب. وله رحلة. لقي لأبي اليمان، ونحوه. 4 (محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن بشير.) أبو عبد الله البخاريّ الميدانيّ. عن: أبي نعيم، والقعنبيّ، وسعيد بن منصور، وصدقة بن الفضل المروزيّ، وجماعة. وعنه: أبو عصمة أحمد بن محمد، وغيره. توّفي سنة اثنتين وسبعين ومائتين.) 4 (محمد بن إسماعيل بن يوسف.) (20/438)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 439 أبو إسماعيل السّالمي التَّرمذيّ، ثم البغدادي الحافظ. رحل وطوَّف وجمع وصنَّف. سمع: محمد بن عبد الله الأنصاريّ، وأبا نعيم، وقبيصة، وسعيد بن أبي مريم، ومسلم بن إبراهيم، وأبا بكر الحميديّ، وسليمان ابن بنت شرحبيل، والحسن بن سوّار البغويّ، وإسحاق الفرويّ، وخلقاً كثيراً. وعنه: ق. ن، وموسى بن هارون، والفريابيّ، وإسماعيل الصّفّار، وخيثمة الأطرابلسيّ، وأبو سهل القطّان، وأبو بكر الشافعيّ، وأبو بكر النّجّاد، وأبو عبد الله بن محرم، وخلق. قال النَّسائيّ: ثقة. وقال الدّارقطنيّ: ثقة صدوق. تكلَّم فيه أبو حاتم. وقال الخطيب: فهماً متقناً، مشهوراً بمذهب السنّة. وقال ابن المنادي: توفّي في رمضان سنة ثمانين. 4 (محمد بن أصبغ بن الفرج.) أبو عبد الله المصريّ المالكيّ. أحد الأئمّة. تفقّه على والديه. ومات بمصر في شعبان سنة خمسٍ وسبعين ومائتين. 4 (محمد بن بسّام بن بكر.) أبو بكر الجرجاني. كان يسكن قرية هيانة بالقرب من جرجان. (20/439)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 440 رحل وروى عن: القعنبيّ، ومحمد بن كثير، وجماعة. وكان عنده الموطّأ عن القعنبي. وروى عنه: كميل بن جعفر، وأبو نعيم بن عديّ، وغيرهما. وذكر أبو نعيم قال: خرجنا إليه أربعين نفساً، فأقمنا عنده شهرين، وكانت مؤونتنا ومؤونة دوابنّا عليه. توفّي سنة تسعٍ وسبعين.) 4 (محمد بن بشر بن شريك النَّخعيّ الكوّفي.) ضعيف. لقبه حمدان. توفّي سنة سبعٍ تسعين. 4 (محمد بن بكر.) أبو حفص الفارسيّ، ثمّ الموصليّ، الزّاهد. عن: أبان بن سفيان، وغسّان ن الربيع، وأحمد بن يونس، ومسدّد بن مسرهد، وطبقتهم. وعنه: أبو يعلى الموصليّ، ومحمد بن أحمد بن صدقة، وجماعة. توفّي سنة نيَّفٍ وسبعين. 4 (محمد بن جابر.) أبو عبد الله المروزي الحافظ. عن: حبّان بن موسى، وأحمد بن حنبل، وهدبة بن خالد، وطبقتهم. وعنه: أبو عبد الله البخاريّ في تاريخه، وهو أكبر منه، وأبو العبّاس محمد ابن أحمد بن محبوب. توفّي سنة سبعٍ وسبعين. (20/440)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 441 4 (محمد بن الجهم.) أبو عبد الله السِّمَّري الكاتب الأديب، تلميذ يحيى الفرّاء وروايته. سمع: عبد الوهّاب بن عطاء، ويزيد بن هارون، وجعفر بن عون، ويعلى بن عبيد، وطائفة. وعنه: موسى بن هارون، وأبو بكر بن مجاهد، وإسماعيل الصّفّار، وأبو سهل القطّان، وأبو العبّاس الأصمّ، وأبو بكر الشّافعيّ، وآخرون. وقال الدّارقطنيّ: ثقة. قلت: مات في جمادى الآخرة سنة سبعٍ وسبعين، وله تسع وثمانون سنة، وسمع الحروف من: خلف بن هشام، وسليمان بن داود الهاشميّ. روى عنه القراءة: ابن مجاهد، وجماعة. وكان من أئمّة العربيّة، العارفين بها.) 4 (محمد بن الحسن بن سعيد.) (20/441)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 442 أبو جعفر الإصبهانيّ. قدم بغداد، وحدَّث عن: بكر بن بكّار، وغيره. وعنه: محمد بن مخلد، وجماعة. وكان موثَّقاً. 4 (محمد بن الحسين بن موسى بن أبي الحنين.) أبو جعفر الحنفيّ الكوفيّ المحدِّث صاحب المسند. وقع لنا بعض مسنده عالياً. سمع: عبد الله بن موسى، وأبا غسّان مالك بن إسماعيل، وأبا نعيم، وعبد الله بن مسلم القعنبيّ، وكان عنده عنه الموّطأ. وعنه: ابن مخلد، والقاضي المحاملي، وعثمان بن السّمّاك، وأبو سهل ابن زياد، ومكرم القاضي، ومحمد بن عليّ بن دحيم الكوفي، وجماعة. وثّقه الدَّارقطنيّ، وغيره. ومات سنة سبعٍ وسبعين ومائتين. 4 (محمد بن حماد.) (20/442)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 443 أبو عبد الله الطَّهرانيّ الرّازيّ المحدِّث، نزيل عسقلاّن. رحّال جوَّال. سمع: عبد الرّزّاق، وعبيد الله بن موسى، وأبا عاصم، وعبيد الله بن عبد المجيد الحنفيّ، وخلقاً من طبقتهم. وعنه: ق.، وإبراهيم بن أبي ثابت، وعبد الرحمن بن أبي حاتم ووثّقه. وقال: كتبت عنه بالرّيّ، وبغداد، والإسكندريّة. وقال الدّارقطنيّ: ثقة. وقال ابن عديّ: سمعت منصور الفقيه يقول: لم أر من الشّيوخ أحداً، فأحببت أن أكون مثلهم، يعني في الفضل، غير ثلاثة أنفس، أوَّلهم محمد بن حمّاد الطَّهرانيّ. توفّي الطِّهرانيّ بعسقلاّن، سنة إحدى وسبعين في ربيع الآخر. وقد نيَّف على الثَّمانين. 4 (محمد بن خالد بن يزيد.) ) أبو بكر الشَّيبانيّ القلوصيّ الرّازيّ. سمع: أحمد بن حبل، وهشام بن عمّار، وابن أبي الحواري، وجماعة كثيرة. وأكثر التَّرحال ونزل نيسابور. روى عنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وإسحاق بن احمد الفارسيّ، والحسن بن يعقوب البخاريّ، وآخرون. (20/443)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 444 قال ابن أبي حاتم: كان صدوقاً. 4 (محمد بن خزيمة بن راشد.) أبو عمرو البصريّ. حدَّث بالدّيار المصرية عن: محمد بن عبد الله الأنصاريّ، وحجّاج بن منهال، وجماعة. روى كتب حمّاد بن سلمة. روى عنه: ابن جوصا، والطحاويّ. وأدركه الموت بالإسكندريّة في جمادى الآخرة سنة ستٍّ وسبعين ومائتين. أخبرني عيسى بن يحيى الأنصارّ: أنا عبد الرحيم بن يوسف: أنا أحمد ابن محمد الحافظ، أنا محمد بن عبد الملك، والحسين بن الحسين، وعبد الرحمن بن زفر المصريّ الشاعر من حفظه: ثنا محمد بن خزيمة، ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري. حدَّثني أبي، عن ثمامة، عن أنس قال: كان قيس بن سعد من النبيّ صلى الله عليه وسلم بمنزلة صاحب الشَّرطة من الأمير، يعني ينظر في أموره. أخرجه البخاريّ، عن محمد بن غسّان الأنصاريّ. 4 (محمد بن خليفة.) (20/444)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 445 أبو جعفر الدَّيرعاقوليّ. عن: أبي نعيم، وعفّان بن مسلم. عن: أبو سهل القطّان، وغيره. توفّي سنة ستٍّ أيضاً. قال الدّارقطنيّ: ثقة صدوق. 4 (محمد بن راشد الصُّوريّ.) ) عن: يحيى البابلتّيّ. وعنه: الطَّبرانيّ. 4 (محمد بن الربيع بن سليمان المراديّ المصريّ.) حدَّث عن: يحيى بن بكير، وغيره. ولم تطل حياته بعد أبيه. توفّي سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين. 4 (محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية العوفيّ.) أبو جعفر البغداديّ. من بيت الحديث والعلم. سمع: أباه، ويزيد بن هارون، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وروح بن عبادة، وعبيد الله بن بكير. وعنه: محمد بن مخلد، وأحمد بن كامل، وعبيد الله الخراسانيّ، وجماعة. قال الحاكم: سألت الدّارقطنيّ عنه، فقال: لا بأس به. (20/445)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 446 توفّي أبو جعفر في ربيع الآخر سنة ستٍّ وسبعين. 4 (محمد بن سليمان المنقريّ المصريّ.) حدَّث بالشّام عن: سليمان بن حرب، وأبي عمر الحوضّ، ومسدَّد. وعنه: محمد بن زبر القاضي، ومحمد بن محمد بن أبي حذيفة، وآخرون. 4 (محمد بن سنان بن يزيد.) أبو الحسن البصريّ القزّاز، صاحب جزء القرآن. سمع: عمر بن يونس، وروح بن عبادة، ومحمد بن بكر البرسانيّ، وأبا عامر العقديّ، وجماعة. وعنه: المحامليّ، وابن صاعد، وإسماعيل الصّفّار، وجماعة. رماه أبو داود بالكذب. وأمّا الدّارقطنيّ فقال: لا بأس به. توفّي ببغداد في رجب سنة إحدى وسبعين. وكان أخوه يزيد بن سنان من شيوخ مصر. (20/446)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 447 قال ابن خداش بن سنان ليس بثقة. وقال أبو عبيد الآجرّيّ: سمعت أبا داود يطلق في محمد بن سنان الكذب.) 4 (محمد بن سهل.) أبو الفضل العتكيّ الهرويّ. عن: خلاّد بن يحيى، وجماعة. وعنه: محمد بن الحسن المحمد أباذيّ النَّيسابوريّ، ومحمد بن وصيف الفاميّ. 4 (محمد بن شاذان القاضي.) أبو بكر البصريّ، نائب القاضي بكارّ وخليفته على قضاء الدّيار المصريّة حين سار إلى الشّام. توفّي سنة أربعٍ وسبعين. 4 (محمد بن شدّاد بن عيسى.) أبو يعلى المسمعيّ المتكلّم المعتزليّ المعروف يزرقان. كان آخر من حدَّث عن يحيى بن سعيد القطّان. وروى عن: أبو زكير يحيى ن محمد المدنيّ، وعبّاد بن صهيب، وروح بن عبادة، وجماعة. وعنه: الحسين ن صفوان، ومكرم القاضي، وأبو بكر الشّافعيّ. (20/447)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 448 وحديثه من أعلى ما في الغيلانيّات. قال البرقانيّ: ضعيف جدّاً كان الدّارقطنيّ يقول: لا يكتب حديثه. وقال الشّافعيّ: توفّي سنة ثمانٍ وسبعين ومائتين. وقال ابن عقدة: سنة سبعٍ. 4 (محمد بن صالح) أبو بكر الأنماطيّ البغداديّ كيلجة. حافظ حجة مشهور. طوَّف وسمع: عفّان بن مسلم، وسعيد بن أبي مريم، ومسلم بن إبراهيم، وطبقتهم. روى عنه: المحامليّ، ومحمد بن مخلد، وإسماعيل الصّفّار. قال أبو داود: صدوق. توفّي بمكة سنة إحدى وسبعين. وقد سمّاه ابن مخلد في بعض المواضع: أحمد. وقال النَّسائيّ: أحمد بن صالح بغداديّ ثقة. وقال الدّارقطنيّ كذلك، وزاد فقال: إسمه محمد بن صالح.) وقال الخطيب: هو محمد بلا شكّ. (20/448)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 449 وقال المزنيّ: روى النَّسائي حديثاً، عن أحمد بن صالح، عن يحيى بن محمد، عن ابن عجلان. فإنّه كان كيلجة، وقد سقط بينه وبين يحيى بن محمد بن زكير رجل. وإن كان يحيى هو الحارثيّ، فقد سقط بينه وبين ابن عجلان رجل. قلت: بل أقول هو شيخ للنَّسائيّ يروي عن أبي زكير، ولعله ابن المطيريّ الحافظ الّذي نال منه النَّسائيّ. 4 (محمد بن صالح بن شعبة) أبو عبد الله الواسطيّ، ويعرف بكعب الذّارع. حدَّث ببغداد عن: عاصم بن عليّ، وأبي سلمة الَّتبوذكيّ، وجماعة. وعنه: أبو جعفر بن البختريّ، وأبو بكر بن مالك الإسكافيّ. وثّقه الخطيب. ومات سنة ستٍّ وسبعين. 4 (محمد بن صالح التِّرمذيّ.) عن: عثمان بن أبي شيبة، وهشام بن عمّار، وطبقتهما. وعنه: الهيثم بن كليب في مسنده، وأبو العبّاس الحبوب. 4 (محمد بن عبد الله بن مخلد الإصبهانيّ.) رحل وسمع: محمد بن أبي بكر المقدمي، وقتيبة بن سعيد، وداود بن رشيد، وجماعة. وعنه: أبو الحسن بن جوصا، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان الدمشقيان، وجماعة. (20/449)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 450 ذكره أبو نعيم وكنّاه أبا الحسن، وقال: يعرف بورّاق الربيع بن سليمان توفّي بمصر قبل التّسعين. قلت: توفّي في رجب سنة أربع وسبعين. 4 (محمد بن عبد الله بن الإمام أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّانيّ الدّمشقيّ.) عن: جدّه، وأبي الجماهر محمد بن عثمان، وأبي النَّضّر إسحاق بن إبراهيم الفراديسيّ، وجماعة. وعنه: أبو ذرّ عبد الرّبّ بن محمد بن جوصا، وجماعة.) توفّي سنة خمسٍ وسبعين عن خمس وتسعين سنة. 4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن موسى.) أبو عبد الله السّعديّ البخاريّ. يروي عن: أبي حفص أحمد البخاريّ، وحيّان بن موسى، وجماعة. توفّي سنة تسعٍ وسبعين. 4 (محمد بن عبد الحكم بن يزيد القطريّ.) قيّده الأمير. مع: سعيد بن أبي مريم، وآدم بن أبي إياس، وجماعة. وعنه: عثمان بن محمد السَّمرقنديّ، وخيثمة الأطرابلسيّ، وابن الأعرابيّ، ومحمد بن يوسف الهرويّ. وقد روى قالون قراءته، وتفرَّد عنه بلفظه لا تعرف في قراءته. وكان من أهل الرملة. (20/450)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 451 4 (محمد بن عبد الرحمن بن يونس الرَّقّيّ السّرّاج.) حدَّث ببغداد عن: أبيه، وعمرو بن خالد الحرانيّ، ومحمد بن إسماعيل بن عيّاشّ. روى عنه: محمد بن مخلد، وغيره. وحدَّث بدمشق. وروى عنه: ابن جوصا، وخيثمة. مولده سنة مائتين. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن صقر بن أميّة عبد الرحمن بن معاوية) بن هشام بن عبد الملك. الأمير أبو عبد الأمويّ المروانيّ الأندلسيّ، صاحب الأندلس. كان من خيار ملوك بني أميّة، ذا فضل ودين وعلمٍ وفصاحة وإقدام وحزم وعدل. بويع بالإمرة عند موت والده سنة ثمانٍ وثلاثين، فامتدت أيّامه، وبقي في الإمرة خمساً وثلاثين سنة. وأمُّه أمُّ ولد. وقيل: إنّه كان توغّل في بلاد الفرنج، ويبقى في الغزوة العام والعامين، فيقتل وياسر ويسبي. قال بقي بن المخلد المحدِّث: ما رأيت ولا علمت أحداً من الملوك، ولا (20/451)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 452 سمعت أبلغ لفظاً من الأمير محمد، ولا أفصح ولا أعقل منه.) وقال المظفَّر بن الجوزيّ: هو صاحب وقعة سليط في ملحمة مشهورة، لم يعهد قبلها مثلها بالأندلس. يقال إنّه قتل فيها ثلاثمائة ألف كافر. وهذا لم يسمع بمثله. قال: وللشُّعراء فيها أقوال كثيرة. قلت: وهو الّذي نصر بقيّ بن مخلد على الذين تعصَّبوا عليه. توفّي إلى رحمة الله في صفر سنة ثلاثٍ وسبعين، وبويع من بعده ابنه المنذر بن محمد، فلم طَّول. 4 (محمد بن عبد النّور.) أبو عبد الله الكوفيّ الخزّاز المقريء. قرأ القرآن على خالد بن يزيد. وسمع من: جعفر بن عون، ويحيى بن آدم. وعنه: محمد بن مخلد، وأحمد بن جعفر بن المنادي. توفّي في جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعين. 4 (محمد بن عبد الوهّاب بن حبيب.) الفقيه أبو أحمد العبديّ النَّيسابوريّ الفرّاء الأديب. سمع: حفص بن عبد اله السّلميّ، وشبَّابة بن سوّار، ومحاضر بن المورّع، وجعفر بن عون، والواقديّ، ويحيى بن أبي بكير، والأصمعيّ. (20/452)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 453 واقدم شيخ له موتاً حفص بن عبد الرحمن الفقيه. وكان مكثراً عن الحجازيينّ والعراقييّن. أخذ الأدب عن: الأصمعيّ، وابن الأعرابيّ، وأبي عبيد. والحديث عن: أحمد بن المدينيّ. والفقه عن: أبيه، وعليّ بن عثَّام. وكان قيِّماً. قال عنه الحاكم: يفتي في هذه العلوم ويرجع إليه فيها. كتب عنه: أبو النَّضر هاشم بن القاسم، وعليّ بن عثّام، وبشر بن الحكم. وروى عنه من أقرانه: محمد بن يحيى، وأحمد بن سعيد الدّارميّ، وغيرهم. ومن الأئّمة: بن. ومسلم وقال: ثقة وإبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة، والسّرّاج، وأبو عد) الله بن الأخرم، والحسن بن يعقوب، وآخرون. وحديثه في الثّقفيّات بعلوّ. ذكر أبو أحمد مرة السلاطين فقال: اللّهم أنسهم ذكرى، ومن أراد ذكري عندهم فاشدد على قلبه فلا يذكرني. وقال أبو أحمد: أوّل ما كتبت عن يحيى بن يحيى سنة تسع وتسعين ومائة. قلت: في صحيح البخاريّ: ثنا أبو أحمد، أنا أبو غسّان، فذكر حديثاً. ويقال: إنّ أبا أحمد هو الفرّاء وقيل هو مراد بن حمّويه وقيل: محمد بن يوسف البيكندي. توفّي الفرّاء في أواخر سنة اثنتين وسبعين، وله خمس وتسعون سنة. قال ابن ماكولا وغيره: لقبه حمك. 4 (محمد بن عبدك القزّاز.) (20/453)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 454 بغداديّ ثقة. عن: عبد اله بن بكر، وروح بن عبادة، وحجّاج الأعور، وجماعة. وعنه: ابن البختريّ، وعثمان بن السّمّاك، وعبد الله بن سليمان الفاميّ. مات في شوّال سنة ستٍّ وسبعين ومائتين. 4 (محمد بن أبي داود عبيد الله بن يزيد.) أبو جعفر بن المناديّ البغداديّ. سمع: حفص بن غياث، وإسحاق الأزرق، وأبا بدر السَّكونيّ، وأبا أسامة، وروح بن عبادة، وطبقتهم. وعنه: خ. لكن قال: ثنا أحمد بن أبي داود. والأكثر على أنّه هو. وهم البخاريّ في أسمه. وقد وقع لنا الحديث المذكور موافقةً عليه في المجالس السّلمانيّة. وروى عنه: أبو القاسم البغويّ، وأبو جعفر بن البختريّ، وحفيده أحمد بن جعفر بن المنادي، وإسماعيل الصّفّار، وابن أبي حاتم، وأبو العبّاس الأصمّ، وأبو عمرو الدّقّاق، وأبو سهل القطّان، وخلق. قال أبو حاتم: صدوق.) وقال ابن المنادي: كتب عنّي يحيى بن معين حديثاً، عن أبي النّضّر. وقال أبو الحسين بن المنادي: قال لنا جدّي: ولدت في نصف جمادى الأولى سنة إحدى وسبعين ومائة. (20/454)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 455 ومات في رمضان سنة اثنتين وسبعين وله مائة سنة، وسنة وأربعة أشهر، واثني عشر يوماً. 4 (محمد بن عثمان النَّشيطيّ.) كان بحلب في حدود الثّمانين ومائتين. سمع: أبا عليّ عبيد الله بن عبد المجيد الحنفيّ. روى عنه: الطَّبرانيّ. وهو من كبار شيوخه. 4 (محمد بن عليّ بن سفيان الصَّنعانيّ النّجّار.) أبو عبد الله. سمع: عبد الرّزّاق. روى عنه: محمد بن حمدون الأعمش، وأبو عوانة. توفّيّ في رمضان سنة أربع وسبعين. ورّخه ابن عقدة، وقال: بلغني انّه مات وله مائة سنة وشهران أو ثلاثة. 4 (محمد بن عليّ.) أبو جعفر البغداديّ الحافظ، حمدان الورّاق. من فضلاء أصحاب الإمام أحمد. سمع: عبيد الله بن موسى، وأبا نعيم، وطبقتهما. وعنه: محمد بن مخلد، وإسماعيل الصّفّار، وأحمد بن عثمان بن ثوبان، وآخرون. توفّي سنة اثنتين وسبعين. قال الخطيب: وكان ثقة حافظاً من النُّبلاء. (20/455)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 456 4 (محمد بن عليّ بن عفّان الكوفيّ العامريّ.) أخو الحسن بن عليّ. سمع من: الحسن نب عطيّة، وغيره. وقرأ القرآن على: عبيد الله بن موسى.) وقرأ عنه: ابن عقدة، وعليّ النخعيّ، وعليّ بن محمد بن الزُّبير. وآخرون. توفّي في صفر سنة سبع وسبعين. 4 (محمد ن عليّ بن زهير.) أبو عبد الرحمن القرشيّ الجرجانيّ، الملقب: حمار عفّان، للزومه إيّاه. أكثر عن: أبي نعيم، وعفان، وطبقتهما. روى عنه: ابنه عبد الرحمن، وغيره. 4 (محمد بن عمران بن حبب الهمدانيّ.) عن: القاسم بن الحكم العربيّ، وعبد الصَّمد بن حسّان، وعبيد الله بن موسى، وطائفة. وعنه: عبد الرحمن بن حمدان الجلاّب، وحفص بن عمر الأردبيليّ. توفّي في سنة تسعٍ وسبعين. قال ابن أبي حاتم: صدوق أجاز لي أبو الحسن القطّان 4 (محمد بن عميرة العنقيّ التُّدميريّ الأندلسيّ.) (20/456)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 457 روى عنه: يحيى بن يحيى، وأصبغ بن الفرج، ويحيى بن بكير، وسحنون بن سعيد، وأبي مصعب الزُّهريّ، وطبقتهم. توفّي سنة ستٍّ وسبعين ومائتين. 4 (محمد بن عوف بن سفيان الحافظ.) أبو جعفر الطّائي الحمصيّ. رحل وسمع الكثير من: عبيد الله بن موسى، ومحمد بن يوسف الفريابيّ، وأبي المغيرة عبد القدُّوس، وعبد السلام بن الحميد السَّكونيّ، وهاشم عمرو شقران، وأبي مسهر الغسّانيّ، وآدم بن أبي إياس. وعنه: د. ن. في مسند عليّ، وأبو حاتم، وابن جوصا، وعبد الرحمن ابن أبي حاتم، وعبد الغافر بن سلامة، وخيثمة بن سليمان، وطائفة. وقد سمع منه: الإمام أحمد، مع جلالته، حديثاً رواه له، عن أبيه. قال ابن عديّ: محمد بن عوف عالم بحديث الشّام، صحيحاً وضعيفاً.) وكان عليه إعتماد ابن جوصا، ومنه يسأل، وخاصة حديث أهل حمص. قلت: وقد أثنى عليه غير واحد من الكبار، ووصفوه بالحفظ والتَّبخُّر. وقال القاضي عبد الصّمد في تاريخه: سمعت محمد بن عوف يقول: كنت ألعب في الكنيسة بالكرة وأنا حدث، فدخلت الكرة إلى المسجد، فوقعت (20/457)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 458 بالقرب من المعافى بن عمران، يعني الحمصي فدخلت لآخذها، فقال: ابن من أنت قلت: ابن عوف. قال: أمّا إنّ أباك كان من إخواننا، وكان ممّن يكتب معنا العلم والّذي يشبهك أن تتّبع ما كان عليه والدك. فصرت إلى أمّي فأخبرها، فقالت: صدق يا بنيّ، فألبستني ثوباً وإزاراً، ثمّ جئت إليه ومعي محبرة وورق، فقال لي: اكتب، ثنا إسماعيل بن عيّاش، عن عبد ربّه بن سليمان قال: كتبت لي أمُّ الدّرداء في لوحي: اطلبوا ممّا يعلّمني العلم صغاراً تعملوا به كباراً، فإنّ لكلّ حاصيدٍ ما زرع. فكان هذا أوّل ما سمعته. توفّي في وسط سنة اثنتين وسبعين. 4 (محمد بن عيسى بن حيّان.) أبو عبد اله المدائنيّ المقريء. عن: سفيان بن عيينة. وشعيب بن حرب، ومحمد بن افضل بن عطّية، وعليّ بن عاصم، ويزيد بن هارون. وعنه: أبو بكر بن أبي داود، وأبو بكر بن مجاهد، وخيثمة، وإسماعيل الصّفّار، وعثمان بن السّماك، والأدمي، وآخرون. قال الدّارقطنيّ: ضعيف. (20/458)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 459 وقال البرقانيّ: لا بأس به. توفّي سنة أربعٍ وسبعين، عن سنٍّ عالية. 4 (محمد بن عيسى التِّرمذيّ بن سوراء بن موسى السُّلميّ.) الحافظ أبو عيسى التّرمذيّ الضّرير، مصنَّف كتاب الجامع. ولد سنة بضعٍ ومائتين. وسمع: قتيبة بن سعيد، وأبا مصعب الزُّهريّ، وإبراهيم بن عبد الله الهرويّ، وإسماعيل بن) موسى السُّدّيّ، وصالح بن عبد الله التّرمذيّ، وعبد لله بن معاوية، وحميد بن مسعدة، وسويد بن نصر المروزيّ، وعليّ بن حجر السَّعديّ، ومحمد بن حميد الرّازيّ، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشّوارب، وأبا كريب محمد بن العلاء، ومحمد بن أبي معشر السّنديّ، ومحمود بن غيلان، وهنّاد بن السَّريّ، وخلقاً كثيراً. وأخذ علم الحديث عن أبي عبد الله البخاريّ. (20/459)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 460 وعنه: حمّاد بن شاكر، ومكحول بن الفضل، وعبد بن محمد، ومحمد بن محمود بن عنبر النَّسفيّون، والهيثم بن كليب الشّاشيّ، وأحمد بن عليّ بن حسنويه النَّيسابوريّ، ومحمد بن أحمد بن محبوب المروزيّ، ومحمد بن المنذر شكر، والربيع بن حبّان الباهليّ، والفضل بن عمّار الصّرّام، وآخرون. ذكره ابن حبّان في الثّقات وقال: كان ممّن جمع وصنَّف وحفظ وذاكر. قلت: ويقال له البوغيّ، بضم الموحّدة وبغينٍ معجمة. وبوغ: قرية على ستّة فراسخ من ترمذ، بفتح التّاء، وقيل بضمّها، ويقال بكسرها. وهي على نهر بلخ. وقد سمع منه شيخه أبو عبد الله البخاريّ حديثاً فإنّه قال في حديث عليّ بن المنذر، عن محمد بن فضيل، عن سالم بن أبي حفصة، عن عطيّة، عن أبي سعيد أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال لعليّ: لايحلُّ لأحدٍ يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك سمع منّي محمد بن إسماعيل هذا الحديث. وقال عبد المؤمن بن خلف النَّسفيّ: قرأ عليه الجامع في دارنا بنسف وأنا صغير ألعب. قلت: وآخر من روى حديثه عاليا أبو المنجاب اللَّيثيّ: وكتابه الجامع يدّل على تبحُّره في هذا الشّأن، وفي الفقه، واختلاف العلماء. ولكنّه يترخَّص في الصّحيح والتَّحسين. ونفسه في التَّخريج ضعيف. قال أبو سعيد الإدريسيّ: كان أبو عيسى يضرب به المثل في الحفظ. سمعت أبا بكر محمد بن الحارث المروزيّ الفقيه يقول: سمعت أحمد بن عبد الله بن داود المروزيّ يقول: سمعت أبا عيسى يقول: كنت في طريق مكّة وكنت قد كتبت جزءين من أحاديث شيخ، فمّر بنا، فذهبت إليه وأنا أظنّ أنّ الجزءين معي، ومعي في محملي جزءان حسبتهما الجزءين. فلمّا أذن لي) أخذت الجزءين، فإذا هما بياض. فتحيّرت، فجعل الشّيخ يقرأ عليَّ من حفظه. (20/460)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 461 ثمّ نظر إليَّ فرأى البياض في يدي، فقال: أما تستحي منّي فقصصت عليه أمره، وقلت: أحفظه كلّه. فقال: إقرأ. فقرأت جميع ما قرأ عليَ أولاً، فلم يصدّقني. وقال: استظهرت قبل أن تجيئني. فقلت: حدّثني بغيره. فقرأ عليَّ أربعين حديثاً من غرائب حديثه، ثمّ قال: هات إقرأ. فقرأت عليه من أوّله إلى آخره، فما أخطأت في حرف. فقال: مارأيت مثلك. وقال أبو أحمد الحاكم: سمعت عمر بن مالك يقول: مات محمد بن إسماعيل البخاريّ ولم يخلف بخراسان مثل ابن عيسى في العلم والحفظ والزُّهد والورع. بكى حتّى عمي وبقي على ضرره سنين. وقال محمد بن طاهر الحافظ في المنثور له: سمعت الإمام أبا إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاريّ بهراة، وجرى ذكر التَّرمذيّ، فقال: كتابه أنفع من كتاب البخاريّ، ومسلم فإنّه لا يقف على الفائدة منهما إلاّ المتبحّر العالم. وكتاب أبي إسماعيل يصل إلى فائدته كلّ واحد من النّاس. قال غنجار في تاريخه: توفّي في ثالث عشر رجب سنة تسعٍ وسبعين بترمذ. والعجب من أبي محمد بن حزم حيث يقول في أبي عيسى: مجهول. قاله في الفرائض من كتاب الأجيال. قال أبو الفتح اليعمريّ: قال أبو الحسن القطّان في بيان الوهم والإبهام عقيب قول ابن حزم: هذا كلام من لم يبحث عنه، وقد شهد له بالإمامة والشُّهرة الدَّارقطنيّ، والحاكم. وقال أبو يعلى الخليليّ: هو حافظ متقن ثقة. وذكره أيضاً الأمير أبو نصر بن الفرضيّ، والخطابيّ. قال أبو الفتح: وذكر عن ابن عيسى قال: صنَّف هذا الكتاب، وعرضته (20/461)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 462 على علماء الحجاز، والعراق، وخراسان، فرضوا به. ومن قال في بيته هذا الكتاب، فكأنّما في بيته نبيٌّ يتكلَّم. قلت: ما في جامعه من الثُّلاثيات سوى حديثٍ واحد، وإسناده ضعيف. وكأنّه من الأصول السّتّة) الّتي عليها العقد والحلّ وفي كتابه ما صحّ إسناده، وما صلح، وما ضعّف ولم يترك، وما وهى وسقط، وهو قليل يوجد في المناقب وغيرها. وقد قال: ما أخرجت في كتابي هذا إلاّ حديثاً قد عمل به بعض الفقهاء. قلت: يعني في الحلال والحرام. أمّا في سوى ذلك ففيه نظر وتفصيل. وقد أطلق عليه الحاكم بن وكيع الجامع، وهذا تجوُّز من الحاكم. وكذا أطلق عليه أبو بكر الخطيب اسم الصّحيح. وقال السّلفيّ: الكتب الخمسة اتَّفق على صحتّها علماء المشرق والمغرب. وهذا محمولٌ منه على ما سكتوا عن توهينه. وقال أبو بكر بن العربيّ: وليس في مدد أبي عيسى مثله حلاوة مقطع، ونفاسة منزع، وعذوبة مشرع. وفيه أربعة عشر علماً فرائد. صنَّف وأسند وصحّح وأشهر، وعدّد الطُّرق، وجرّح وعدل وأسمى وكنّى، ووصل وقطع، ووضح المعمول به والمتروك، وبيّن اختلاف العلماء في الإسناد في الأوائل. وكلّ علم منها أصلٌ في بابه. 4 (محمد بن عيسى بن عبد الرحمن.) الوزير أبو عليّ النَّيسابوريّ. كان المأمون يحبّ ويكرمه. وطالت أيّامه، وحدَّث عن: أبي النَّضر هاشم بن القاسم، وغيره. توفّي سنة تسعٍ وسبعين أيضاً. 4 (محمد بن عيسى بن يزيد الطَّرسوسيّ.) (20/462)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 463 أبو بكر التّميميّ الحافظ، نزيل بلخ. رحل وطوَّف وحدَّث عن: أبي عبد الرحمن المقريء، وأبي نعيم، وعفّان بن اليمان، وجماعة. وعنه: أبو عوانة الإسفرائينيّ، وأبو بكر بن خزيمة، ومحمد بن الدّغوليّ، ومكّيّ بن عبدان، وعبد الله بن إبراهيم بن الصّبّاح الإصبهانيّ، ومحمد بن أحمد بن محبوب، وآخرون. وحدَّث بإصبهان وخراسان. قال ابن عديّ عنه: هو في عداد من يسرق الحديث. قلت: توفّي سنة سبعٍ وسبعين. وقال الحاكم: هو من المشهورين بالرحلة والفهم والتَّثبت. أكثر أهل مرو عنه.) فأمّا. 4 (محمد بن عيسى بن عبد الكريم الطَّرسوسيّ، فشيخ لابن رزقويه.)

4 (محمد بن محمد بن عروس.) أبو عليّ الشّيرازيّ الكاتب الشّاعر، نزيل سامرّاء. له أشعار رائقة، ومعاني لائقة. مدح المستعين بالله وغيره. (20/463)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 464 وروى عنه من شعره: أبو محمد القاسم بن محمد الأنباريّ. ورآه ابنه أبو بكر بن الأنباريّ. وروى عنه أيضاً: الصُّوليّ، والحسين بن القاسم الكوكبيّ، وعيسى بن عبد العزيز، وغيرهم. وله يمدح المستعين يوم العيد: (فلو أنّ برد المصطفى إذ لبسته .......... بموطنٍ يظنّ البرد أنّك صاحبه)

(وقال لقد حللته ولبسته .......... نعم، هذه أعطافه ومناكبه) ومن شعره: (لا والمنازل في نجدٍ وليلتنا .......... ببغداد حسدنا بيننا حسد)

(كم دام فينا الكرى مع لطف مسلكه .......... نوماً، فما انفكّ لا خدّ ولا عضد)

4 (محمد بن مروان البيروتيّ.) روى عن: أبي مسهر الدّمشقيّ، وغيره. وعنه: محمد بن يوسف الهرويّ، وخيثمة بن سليمان. توفّي سنة ثلاثٍ وسبعين، وقيل: سنة أربعٍ. 4 (محمد بن ميمون الإسكندرانيّ الفخّاريّ.) توفّي سنة ثلاثٍ أيضاً، وقد قارب المائة. وكان هو وضمام بن إسماعيل في منزلٍ واحد. 4 (محمد بن مندة بن أبي الهيثم منصور الإصبهانيّ.) حدَّث بالرّيّ وبغداد، عن: بكر بن بكّار، والحسين بن حفص، (20/464)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 465 وإبراهيم بن موسى الفرّاء. وعنه: أبو بكر محمد بن الحسن العجليّ، وإسماعيل الصّفّار، وحمزة الدّهقان، وغيرهم. وقال ابن أبي حاتم: لم يكن عندي بصدوق، ولم يكن سنّه في سنّ من لحق بكر بن بكّار. وقال أبو نعيم الحافظ: ضعّف لروايته عن الحسين بن حفص، عن شعبة.) قلت: وهذا ليس هو من بيت بني مندة. وقع حديثه عالياً لابن قميرة. 4 (محمد بن المغيرة السُّكرَّيّ.) لقبه حمدان. سمع: القاسم بن الحكم العربيّ، وهشام بن عبد الله الرازيّ. أخذ عنه: أبو الحسن القطّان، وطائفة. مات سنة ستًّ وسبعين. كذا قال الخليليّ، وقيل غير ذلك. وسيعاد. 4 (محمد بن نصر.) أبو الأخوص الأثرم. سمع: عليّ بن الجعد، وأبا بلال الأشعريّ، وعدّة آخرون. وعنه: ابن مخلد، وعليّ بن محمد بن عبيد الصّفّار. ثقة. توفّي سنة ثلاثٍ وسسبعين. 4 (محمد بن موسى بن الفضل.) (20/465)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 466 أبو بكر القسطاني الرازيَ. عن: شيبان بن فرُّوخ، وطالوت بن عبّاد، وغيرهما. وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو سهل القطّان، وأبو بكر الشّافعيّ. وهو مستقيم الحديث. 4 (محمد بن النَّضر بن حبيب الهلاليّ الإصبهانيّ.) روى عن: بكر بن بكّار، والحسين بن حفص. وعنه: يوسف بن محمد المؤذّن، وسعيد بن يعقوب السّرّاج. توفّي سنة خمسٍ أو سبعٍ وسبعين، على قولين. 4 (محمد بن هارون بن عيسى.) أبو بكر الأزديّ البصريّ الرّزّاز. عن: مسلم بن إبراهيم، وأبي الوليد، وجماعة. وعنه: أبو العبّاس بن عقدة، وأبو بكر الشّافعيّ.) قال الدّارقطنيّ: ليس بالقويّ. قلت: حدّث في سنة ستًّ وسبعين ومائتين. 4 (محمد بن الهيثم بن حمّاد.) أبو الأحوص قاضي عكبرا. (20/466)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 467 عن: عبد الله بن رجاء، وسعيد بن عفير، وأبي نعيم، ومسلم بن إبراهيم، وطبقتهم. وله رحلة واسعة إلى البصرة، والكوفة، والشّام، ومصر، والجزيرة، والحجاز. لقي بالشّام: محمد بن عائذ، وطبقته. وبالجزيرة: أبا جعفر النُّفيليّ. روى عنه: ق. حديثاً واحداً، وقع لنا موافقة. وعنه أيضاً: موسى بن هارون، وابن صاعد، وعثمان بن السّمّاك، وأبو بكر بن مالك الإسكافيّ، وأبو بكر النّجّاد، وأبو بكر محمد بن عبد الله الشّافعيّ، وأبو عوانة في صحيحه، وطائفة. قال الدّارقطنيّ: كان من الحفاظ الثّقات. قلت: مات في جمادى الأولى سنة تسعٍ وسبعين بعكبرا. 4 (محمد بن الورد بن زنجويه.) أبو جعفر البغداديّ، نزيل مصر. حدَّث عن: عفّان بن مسلم، وغيره. وعنه: أبو جعفر الطَّحاويّ. توفّي في المحرم سنة اثنتين وسبعين، ولم يدركه حفيده عبد الله بن جعفر راوي السّيرة. 4 (محمد بن يزيد.) (20/467)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 468 مولى ربيعة، الحافظ أبو عبد الله بن ماجة القزوينيّ، مصنّف السُّنن والتّفسير والتّاريخ. كان محدّث قزوين غير مدافع. ولد سنة تسعٍ ومائتين. وسمع: عليَّ بن محمد الطَّنافسيّ، وعبد الله بن معاوية، وهشام بن عمّار، ومحمد بن رمح، وسويد بن سعيد، وعبد الله بن الجرّاح القهستانيّ، ومصعب بن عبد الله الزُّبيريّ، وإبراهيم بن محمد الشّافعيّ، ويزيد بن عبد الله اليماميّ، وجبارة بن المغلّس، وداود بن رشيد، وإبراهيم بن) المنذر الحزاميّ، وأبا بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وخلقاً كثيراً. وعنه: محمد بن عيسى الأبهريّ، وأبو عمرو أحمد بن محمد بن حكيم المدينيّ، وعليّ بن إبراهيم القطّان، وسليمان بن يزيد الفاميّ، وأبو الطَّيّب أحمد بن روح البغداديّ. قال الخليليّ: كان أبوه يزيد يعرف بماجة، ولاؤه لربيعة. وعن أبي عبد الله بن ماجة قال: عرضت هذه السُّنن على أبي زرعة فنظر فيه وقال: أظنّ إن وقع هذا في أيدي النّاس تعطّلت هذه الجوامع أو أكثرها. ثمّ قال: لعلّ لا يكون فيه تمام ثلاثين حديثاً ممّا في إسناده ضعفٌ، أو نحو ذا. قلت: كان ابن ماجة حافظاً صدوقاً ثقة في نفسه، وإنّما نقص كتابه بروايته أحاديث منكرةً فيه. (20/468)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 469 وكانت وفاته لثمانٍ بقين من رمضان سنة ثلاثٍ وسبعين، وله أربعٌ وستّون سنة. وقال أبو يعلى الخليليّ فيه: ثقة كبير متَّفق عليه، محتجٌّ به. له معرفة بالحديث وحفظ. ارتحل إلى العراقين، ومكّة، والشّام، ومصر، والرّيّ لكتب الحديث. وقال ابن طاهر المقدسيّ: رأيت له بقزوين تاريخاً على الرجال والأمصار إلى عصره. وفي آخره بخطّ صاحبه جعفر بن إدريس: مات أبو عبد الله يوم الإثنين، ودفن يوم الثلاثاء لثمانٍ بقين من رمضان. وصلّى عليه أخوه أبو بكر وتوّلى دفنه أخوه أبو بكر وأبو عبد الله، وابنه عبد الله. وقال غيره: مات سنة خمسٍ وسبعين، والأوّل أصحّ. وقد حدَّث أبو محمد بن الحسن بن يزيد بن ماجة القزوينيّ ببغداد في حدود الثّمانين لمّا حجّ عن إسماعيل بن توبة محدّث قزوين. سمع منه: أبو طالب محمد بن نصر الحافظ. فالظّاهر أنّ هذا من إخوة أبي عبد الله صاحب السُّنن، والله أعلم. 4 (محمد بن يزيد بن عبد الوارث الدّمشقيّ.) عن: يحيى بن صالح الوحاظيّ. وعنه: أبو القاسم الطَّبرانيّ. مجهول الحال، لم يذكره ابن عساكر. 4 (محمد بن يزيد.) ) أبو جعفر الحربيّ. هو أقدم شيخ للواعظ عليّ بن محمد الحمصيّ. (20/469)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 470 روى له عن أبي بلال الأشعريّ مرداس بن محمد. توفّي سنة اثنتين وسبعين ومائتين. 4 (محمد بن يعقوب بن الفرج.) الشيخ أبو جعفر الفرجيّ الصُوفيّ الزّاهد الواعظ. كان إماماً فقيهاً يفتي بالأثر. وله فضل وعبادة. صحب ذا النّون المصريّ، أبا تراب النَّخشبيّ. وسمع من: عليّ بن المدينيّ، وأبي داود، وجماعة. وكان على غاية التّجريد. يأوي المساجد والصّحراء. توفّي بالرملة بعد سنة سبعين. قال أبو نعيم: له مصنّفات في معاني الصُّوفيّة. وروى عنه أنّه قال: مكثت عشرين سنة لا أسأل عن مسالة إلاّ ومنازلتي فيها قبل قولي. وقال: لو صحّ الودّ لسقطت شروط الأدب. وقد رأيت له حكاية، وهي أنّه سافر على التّجريد، فوقع في تيه بني إسرائيل، وصحب لهما حالٌ من أحوال الرُّهبان المتولّدة من الجوع والوحدة. قال: فكان يبيع لهما الماء ويحضر لهما الطّعام إذا جاعا. فقالا له بعد ليلتين: يا مسلم هذه نوبتك. قال: فدخل بعضي في بعض، فقلت: اللَّهمّ إنّي أعلم أنّ ذنوبي لم تدع (20/470)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 471 لي عندك جاهاً. ولكن أسألك أن لا تفضحنيّ عندهما، ولا تشمّتهما بنبيّنا صلى الله عليه وسلم وبأمَّته. قال: فإذا بعينٍ خرّارة وطعام كثير. وذكر قصّة إسلامهما على يده. وقال أبو نعيم: روى عنه أبو سعيد بن الأعرابيّ، وأبو عمرو بن حكيم، وأبو مسعود محمد بن إبراهيم بن المنذر، فإن كان هو هو فقد تأخرّ إلى حدود الثّمانين ومائتين. 4 (محمد بن يوسف بن مطروح) الفقيه أبو عبد الله البكرّي بن وائل، الأندلسيّ القرطبيّ.) عن: الغاز بن قيس، وعيسى بن دينار، وأصبغ بن الفرج، ومطرِّف بن عبد الله، وسحنون القيروانيّ. وقد حجّ في العام الّذي توفّي فيه أبو عبد الرحمن المقريء. وقد تكلَّم بعض الأئمّة في سماعه منه. وكانت الفتوى دائرة بالأندلس على ابن مطروح، وأبي وهب عبد الأعلى، وأصبغ بن خليل. وولي هو إمامة الجامع بقرطبة. وكان أعرج. ذكره ابن الفرضيّ فقال: دخل مكّة بعد موت المقريء، ثم قدم (20/471)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 472 الأندلس، فادّعى السّماع منه. وصوّبه جماعة. توفّي يوم عاشوراء سنة إحدى وسبعين. 4 (محمد بن يوسف بن عيسى بن برغل.) أبو بكر حدَّث عن: يزيد بن هارون، وعبيد الله بن موسى، ومحمد بن سعيد القرقساني، وجماعة. وعنه: المحامليّ، ومحمد بن مخلد، واحمد بن عثمان الأدميّ، ومحمد بن العبّاس بن نجيح، وجماعة. توفّي سنة ستٍّ، وقيل: سنة خمسٍ وسبعين. وثّقه الخطيب. وقال الدّارقطنيّ: صدوّق. 4 (مجشّر بن عصام.) أبو عمرو النّيسابورّي المعدلّ. عن: حفص بن عد الرحمن، وحفص بن عبد الله، ومكّيّ بن إبراهيم. وعنه: عمرو بن عبد الله الزّاهد، وأبو الطَّيّب محمد بن عبد الله، وجماعة من أهل بلده. وحدَّث في سنة ثلاث. 4 (مسرور.) أبو هاشم مولى المعتصم، أمير جليل كبير. روى عن: نصر بن منصور.) (20/472)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 473 روى عنه: عبد الصّمد الطَّستيّ. وكان نظير موسى بن بغا في المرتبة والحال. بلغ ثمانين سنة. توفّي سنة تسعٍ وسبعين ومائتين. 4 (مسلم بن عيسى الصّفّار.) عن: عبد الله بن داود الخريبيّ، وعفّان. وعنه: أحمد بن عثمان الأدميّ، وعبد الصَّمد الطَّستيّ. توفّي سنة سبعٍ وسبعين. تركه الدّارقطنيّ وغيره. وروى عنه: محمد بن حسن بن الفرج، شيخ لابن مردويه. 4 (مضر بن محمد بن خالد بن الوليد.) القاضي أبو محمد الأسديّ البغداديّ المقريء. عن: عبد الرحمن بن سلاّم الجمحّي، وطالوت بن عبّاد، وهدبة بن خال، وأحمد بن حنبل، وإبراهيم بن المنذر الحزاميّ، وخلق. وكان راوية لكتب القراءآت. روى عنه: أبو بكر بن محمد بن الباغنديّ، وأبو بكر بن مجاهد، وأبو عوانة، وعثمان بن السّمّاك، وأبو بكر الِشّافعيّ، وأبو الميمون بن راشد. وحدَّث بدمشق وبغداد، وولي قضاء واسط. قال الدّارقطني:ّ ثقة. وقال أحمد بن المنادي، وأبو بكر الشّافعيّ: توفّي سنة سبعٍ وسبعين. (20/473)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 474 زاد أحمد: في رجب. قلت: وهم من قال إنّه توفّي سنة سبعٍ وتسعين. 4 (مطروح بن محمد بن شاكر.) أبو نصر القضاعيّ المصريّ. ولد سنة تسعين ومائة. وسمع الحديث وكان موثَّقاً. روى عنه: إبراهيم بن عبد الله الرشيديّ، وعليّ بن عبد الله بن أبي مضر.) توفّي بالإسكندرية في جمادى الأولى سنة إحدى وسبعين ومائتين. 4 (معاذ ين عفّان.) أبو عثمان الخراشيّ الحافظ، نزيل هراة. سمع: أبا كريب، وأحمد بن صالح المصريّ، وهشام بن خالد الدّمشقيّ، وطبقتهم. وعنه: أبو إسحاق البزّاز المروزيّ. توفّي سنة سبعٍ أيضاً. 4 (المنسجر بن الصَّلت.) أبو الضّحّاك القزوينيّ. سمع: أباه، والقاسم بن الحكم العربيّ، ومحمد بن بكير الحضرميّ، وجماعة. وعنه: أبو نعيم عبد الملك بن محمد الجرجاني، وعليّ بن إبراهيم القطّان، وسليمان بن يزيد الفاميّ، وأحمد بن محمد بن ميمون، وهو آخر من مات من أصحابه، فإنّه بقي إلى حدود الخمسين وثلاثمائة. توفّي المنسجر في سنة ستٍّ وسبعين. وكان صدوقاً. ورّخه الخليليّ سنة سبعٍ وسبعين. (20/474)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 475 4 (مقاتل بن عمّار بن محمد بن صالح البغداديّ المطرّز.) عن: أحمد بن يونس، وسعيد بن منصور، وجماعة، وعبد الله الزُّبيريّ. وعنه: ابن صاعد، ومحمد بن مخلد، والحكيميّ، وآخرون. قال ابن المنادي: كان من المبرزّين في الصّلاح. وكان يحضر معنا مجلس عبّاس الدُّوريّ. توفّي سنة حمسٍ وسبعين ومائتين. 4 (معمر بن محمد بن معمر العوفيّ البلخيّ.) أبو شهاب. روى عن: عمّه شهاب، ومكّيّ بن إبراهيم، وعصام بن يوسف. وقال السُّليمانيّ: أنكروا عليه حديثاً عن مكّيّ. 4 (المغيرة بن محمد بن المهلَّب) أبو حاتم المهلَّبيّ الأزديّ البصريّ الأديب.) حدَّث عن: محمد بن عبد الله الأنصاريّ، وعبد اله بن رجاء، وجماعة. وعنه: محمد بن المرزبان، ومحمد بن يحيى الصوليّ. وكان صدوقاً بارع الأدب، وحسن المنَّظم. مدح المتوكّل وغيره. وتوفّي سنة ثمانٍ وسبعين. (20/475)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 476 رأيت له نسخة كبيرة عن الأنصاريّ. 4 (المنذر بن محمد بن الصّبّاح.) أبو عبد اله الإصبهانيّ الزّاهد. عن: محمد بن المغيرة، وإبراهيم بن موسى الفرّاء، ومحمد بن حميد الرّازيّ، وجماعة. وعنه: عبد الله بن محمد بن عيسى، وأحمد بن شاهي الإصبهانيّان. توفّي سنة أربع وسبعين. 4 (المنذر بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام.) الأمير أبو الحكم الأمويّ المروانيّ صاحب الأندلس. ولي الأمر بعد أبيه سنتين. وكان شجاعاً مقداماً ماضي العزيمة. عاش ستّاً وأربعين سنة. ومات وهو محاصر عمر بن حفصون البدويّ الخارج عليهم في سابع عشر صفر سنة خمسٍ وسبعين، فولي الأمر بعده أخوه الأمير عبد الله بن محمد، فبقي في الملك إلى سنة ثلاثمائة. 4 (موّاس بن سهل.) أبو القاسم المعافريّ المصريّ المقريء. (20/476)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 477 قرأ على: أبي يعقوب الأزرق، وعبد الصّمد بن عبد الرحمن، وداود بن عطيّة. وأصحاب ورش. قرأ عليه: محمد بن عبد الرحيم الإصبهانيّ، ومحمد بن إبراهيم الأهناسيّ، ومطرِّف بن عبد الرحمن الأندلسيّ، وجماعة. وكان ثقة ضابطاً. لم يكن في طبقته مثله. 4 (موسى بن الحسن الصِّقلّيّ. أبو عمران.) عن: أبي نعيم، وأبي عمر الحوضيّ، وسعيد بن منصور، وأحمد بن يونس اليربوعي. وعنه: أبو الميمون بن راشد، وأبو علي الحصائري، وأبو جعفر البختريّ، والصّفّار.) توفّي سنة اثنتين وسبعين. حدَّث ببغداد، ودمشق. 4 (موسى بن سهل بن كثير.) أبو عمران الوشّاء الحرفيّ. بغداديّ ضعيف. عن: أبي عُليَّة، وإسحاق الأزرق، وعليّ بن عاصم، وشُجاع بن أبي (20/477)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 478 الوليد، ويزيد بن هارون. وعنه: عثمان بن السّمّاك، وأحمد بن عثمان الأدميّ، وأبو عمر الزّاهد. وأبو بكر الشّافعيّ، وعمر بن الحسن الأشنانيّ، وجماعة. قال الدّارقطنيّ: ضعيف. وقال البرقانيّ: ضعيف جدّاً. قلت: في الغيلانيّات من عواليه. ومات في ذي القعدة سنة ثمانٍ وسبعين. 4 (موسى بن عمر الجرجانيّ.) سمع: مسدّد، وإسماعيل بن أبي يونس، ويحيى بن معين. وعنه: كميل بن جعفر، وإبراهيم بن محمد البريدي، وجماعة. توفّي سنة تسعٍ وسبعين. 4 (موسى بن عيسى بن المنذر.) أبو عمرو السُّلميّ الحمصيّ. عن: أبيه، وأحمد بن مجالد، وحيوة بن شريح الحمصيّين. وعنه: الطّبرانيّ. لقيه سنة ثمانين. وقد قال فيه النَّسائيّ: ليس بثقة. مات سنة 81. (20/478)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 479 4 (موسى بن محمد بن أبي عوف.) أبو عمران المرّيّ الصّفّار. ارتحل وسمع من: يوسف بن عديّ، وأبي جعفر النُّفيليّ.) وعنه: أبو عوانة، وأبو إسحاق إبراهيم بن أبي ثابت، وأحمد بن حذلم وآخرون. توفّي سنة ثمانٍ وسبعين. 4 (موسى بن موسى.) أبو عيسى البغداديّ الحافظ يعرف بالشّصّ. سمع: عليَّ بن الجعد، ومحمد بن منهال، وأبا بكر بن شيبة، وطبقتهم. وعنه: ابن مخلد، وأبو طالب الحافظ، ومحمد بن العبّاس بن نجيح، وجماعة. وثّقه الدّارقطنيّ. وتوفّي سنة خمسٍ وسبعين. 4 (موسى بن نصر القنطريّ.) بغداديّ مستور. سمع: عبد الله بن عون الخزّاز، وطبقته. وعنه: محمد بن مخلد، وخيثمة، ومحمد بن جعفر المطيريّ. توفّي سنة اثنتين وسبعين. 4 (الموفَّق أبو أحمد بن المتوكّل على الله بن المعتصم.) (20/479)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 480 إسمه محمد، وقيل: طلحة. ولي عهد أمير المؤمنين. والد المعتضد بالله. وأمّه أم ولد. مولده سنة تسعٍ وعشرين ومائتين. وعقد له أخوه المعتمد ولاية العهد بعد إبنه جعفر، وذلك في سنة تسعٍ وعشرين ومائتين. وكان الموفَّق من أجل الملوك رأياً، وأشجعهم قلباً، وأسمحهم نفساً، وأغزرهم عقلاً، وأجودهم رأياً. وكان محببَّاً إلى النّاس، قد استولى على الأمور وأنقادت له الجيوش، وحارب صاحب الزَّنج وظفر بن وقتله. وكان النّاس يلقّبونه: النّاصر لدين الله. قال الخطبيّ: لم يزل أمر أبي أحمد يقوى ويزيد حتّى صار صاحب (20/480)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 481 الجيش، وكلّه تحت يده. ولمّا غلب على الأمر حظر على المعتمد أخيه، واحتاط عليه وعلى ولده، وجمعهم في موضعٍ واحدٍ، ووكّل بهم. وأجرى الأمور مجاريها إلى أن توفّي لثمانٍ بقين من صفر سنة ثمان وسبعين، وله تسعٌ وأربعون سنة.) وكانوا ينظرونه بأبي جعفر المنصور في حزمه ودهائه ورأيه، وكان قد غضب على ولده أبي العبّاس المعتضد وحبسه، ووكّل به إسماعيل بن بلبل، فضيَّق عليه، فلمّا احتضر أبو أحمد رضي الله عن ولده، وكان ولده من أنموذجته، فألقى إليه مقاليد الأمور، فولاّه المعتمد ولاية العهد في الحال بعد ابنه المفوّض بن المعتمد، وخطب الخطب له ثمّ لولده المفوضّ، ثمّ لأبي العبّاس المعتضد. وانتقم أبو العبّاس من ابن بلبل وعذّبه حتّى مات. ثمّ بعد أيّام خلع المفوَّض، وتفرَّد أبو العبّاس بالعهد. (20/481)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 482 4 (حرف النوَّن)

4 (نجاح بن إبراهيم الكوفّي الفقيه.) حدَّث بمصر عن: سعيد بن عمر، والأشعثيّ، وغيرهما. توفّي سنة ثمانٍ أيضاً في ذي الحجّة. 4 (نصر بن أحمد بن أسد بن سامان.) أمير ما وراء النهر والتّرك. كان أديباً فاضلاً مهيباً من اجلّ الأمراء. مات سنة تسعٍ وسبعين، وولي الأمر بعده أخوه إسماعيل بن أحمد الّذي ظفر بالصّفّار. 4 (نصر بن داود.) أبو منصور الصَّغانيّ الخلنجيّ. روى عن: خالد بن خداش، وأبي عبيد القاسم بن سلاّم، وحرميّ بن حفص. وعنه: محمد بن مخلد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وجماعة. توفّي سنة إحدى وسبعين. (20/482)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 483 4 (حرف الهاء)

4 (هارون بن العبّاس الهاشميّ.) عن: إبراهيم بن المنذر، وأبي مصعب، وغيرهما. وعنه: ابن مخلد، والتاريخيّ. قال الخطيب: كان ثقة. توفّي سنة خمسٍ وسبعين.) 4 (هارون بن عمران القرشيّ الدّمشقيّ.) عن: أبي مسهر الغسانيّ، وأبي الجماهر. وعنه: أبو الميمون بن راشد. توفّي سنة تسعٍ وسبعين. 4 (هارون بن محمد بن بكّار بن بلال العامليّ.) (20/483)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 484 عن: أبيه، ومحمد بن عيسى بن سميع، ومنبّه بن عثمان، ومروان بن محمد الطّاطريّ. وعنه: د. ن.، ومحمد بن يوسف الهرويّ، وابن جوصا، وأبو بكر بن أبي داود، وجماعة. قال النَّسائيّ: لا بأس به. قلت: توفّي بعد السّبعين، أو قبل ذلك. 4 (هارون بن موسى الأشنانيّ.) عن: مكيّ بن إبراهيم، وأبي نعيم. وعنه: ابن أبي حاتم، ومحمد بن بلبل الهمدانيّ. 4 (هاشم بن مرئد.) أبو سعيد الطَّبرانيّ. عن: آدم بن أبي إياس، وصفوان بن صالح، ومحمد بن إسماعيل بن عيّاش، ويحيى بن معين، والمعافى بن سلمان الرَّسعنيّ. وعنه: سليمان الطَّبرانيّ، ويحيى بن يزيد النَّيسابوري، وابنه سعيد بن هاشم، وآخرون. وهو من قدماء شيوخ الطَّبرانيّ، فإنّه سمع منه ثلاثٍ وسبعين. ومات في شوّال سنة ثمانٍ وسبعين. 4 (هاشم بن يونس المصريّ القصّار) (20/484)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 485 عن: عبد الله بن صالح. وعنه: الطَّبرانيّ، وأبو عوانة الإسفراينيّ، وغيرهما. وقد سمع أيضاً من سعيد بن أبي مريم، والطّقة سنة. 4 (هبة الله بن الأمير إبراهيم بن المهديّ بن المنصور.) أبو القاسم العبّاسي. وكان كاتباً، حاذقاً بالغناء، ورقيق النَّظم. جالس المعتضد وغيره.) حكى عن: أبيه. روى عنه: أحمد بن يزيد المهلَّبيّ، وعون بن محمد، وعبد الله بن مالك النَّحويّ. وقال عون الكنديّ: مات عن توبةٍ حسنة، وفرّق مالاً عظيماً. توفّي سنة خمسٍ وسبعين ومائتين. 4 (هلال بن العلاء بن هلال) أبو عمر بن أبي محمد الباهليّ. مولاهم الرَّقّيّ الأديب، شيخ الرَّقّة وعالمها. (20/485)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 486 سمع: أباه العلاء بن هلال بن عمر بن هلال مولى قتيبة بن مسلم أمير خراسان، وحجّاج بن محمد الأعور، ومحمد بن مصعب القرقسائيّ، وحسين بن عيّاش، وعبد الله بن جعفر الرَّقّيّ، وأبا جعفر النفيليّ. وعنه: ن.، وأبو بكر النّجّاد، وخيثمة بن سليمان، والعبّاس بن محمد الرافعيّ، ومحمد بن أيوبّ بن الصَّمت، وخلق سواهم. قال النَّسائيّ: ليس به بأس. روى أحاديث منكرة عن أبيه، ولا أدري الرَّيب منه أو من أبيه. وقال غيره: توفّي في ذي الحجّة يوم النحر سنة ثمانين. وقيل: توفّي في ثامن ربيع الأوّل سنة إحدى وثمانين. وله شعر رائق، لائق بكل رائق، فمنه. (سيبلى لسان كان يعرب لفظه .......... فيا ليته من وقفة العرض يسلم)

(وما ينفع الإعراب إن لم يكن تقًى .......... وما ضرّ ذا تقوى لسان معجَّم) وله، وقد رواه عنه خيثمة: (إقبل معاذير من يأتيك معتذراً .......... إن برَّ عندك فيما قال أو فجرا)

(فقد أطاعك من أرضاك ظاهره .......... وقد أجلَّك من يعصيك مستترا) وله أبيات حسنة في فقد الشّباب 4 (همّام بن محمد بن النعمان بن عبد السّلام التَّيميّ.) أبو عمر الإصبهانيّ. أخو عبد الله الإصبهانيّ بن محمد. روى عن: جندل بن والق، وإسحاق بنبشر الهاهليّ، واحمد بن يونس (20/486)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 487 اليربوعيّ، وعبد الحميد بن صالح.) قال أبو نعيم الحافظ: قيل إنّه كان من الأبدال. روى عنه: سعيد بن يعقوب، ومحمد بن الحسن بن المهلَّب، وأحمد بن الزبير الإصبهانيّون. توفّي سنة خمسٍ وسبعين ومائتين. 4 (الهيثم بن خالد الكوفيّ الوشّاء.) ورّاق أبي نعيم الفضل بن ذكوان. روى عنه: أبو العبّاس بن عقدة، وأبو بكر الخلاّل الحنبليّ. توفّي سنة ثمانٍ وسبعين. 4 (الهيثم بن مروان.) أبو الحكم الدّمشقيّ. عن: محمد بن عيسى بن سميع، وأبي مسهر، وخاله محمد بن عائذ الكاتب. وعنه: ن.، وأبو الحسن بن جوصا. 4 (هيذام بن قتيبة البغداديّ.) عن: عبد الله بن صالح العجليّ، وسليمان بن حرب، وعاصم بن عليّ. وعنه: أبو بكر النّجّاد، وعثمان بن السّمّاك، وجماعة. قال الخطيب: كان ثقة عابداً. توفّي سنة أربعٍ وسبعين ومائتين. (20/487)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 488 4 (حرف الواو)

4 (وزير بن القاسم الجبيليّ.) عن: عمرو بن هشام البيروتيّ، وأبي اليمان الحمصيّ، وجماعة. وعنه: ابن جوصا، والحسن بن حبيب الحصائري، وخيثمة الأطرابلسيّ. 4 (وهب بن نافع الأسدّي القرطبيّ.) أحد علماء الأندلس. رحل وسمع من: إبراهيم بن المنذر الحزاميّ، وأبي الطّاهر بن السَّرح، وسحنون بن سعيد، ونصر بن عليّ الجهضميّ، وطبقتهم. وهو أوّل من أدخل تصانيف أبي عبيد القاسم بن سلاّم الأندلسيّ.) توفّي في مستهل جمادى الآخرة سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين. (20/488)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 489 4 (حرف الياء)

4 (يحيى بن أبي طالب جعفر بن عبد الله بن الزّبرقان.) قال أبو بكر البغداديّ: أخو العبّاس، والفضل. أصلهم من واسط. سمع: عليّ بن عاصم، ويزيد بن هارون، وعبد الوهّاب الخفّاف، وأبا بدر السَّكونيّ، وزيد بن الحباب، وأبا داود الطَّيالسيّ، وطبقتهم. وعنه: أبو بكر بن أبي الدُّنيا، وابن صاعد، وإسماعيل الصّفّار، ومحمد بن البختريّ، وعثمان بن السّمّاك، وأبو بكر النّجّاد، وأبو سهل القطّان، وعبد الله بن إسحاق، وخلق. قال أبو حاتم: محله الصِّدق. وقال البرقانيّ: أمرني الدّارقطنيّ أن أخرِّج له في الصّحيح. وقال البغويّ: سمعت موسى بن هارون يقول: أشهد على يحيى بن أبي طالب أنّه كذاب. وقال أبو أحمد الكاتب: ليس بالمتين. (20/489)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 490 قلت: ولد سنة اثنتين وثمانين ومائة، ومات سنة خمسٍ وسبعين في شوّال. وقد وقع لي جملة من عواليه. وولاؤه لبني هاشم. 4 (يحيى بن الربيع بن ثابت البرجمي الكوفيّ.) عن: يزيد بن هارون. وعليّ بن شقيق. وعنه: ابن عقدة، ومحمد بن مخلد. 4 (يحيى بن الفضيل البغداديّ الكاتب.) نزل مصر، وحدَّث عن: الأصمعيّ، وعون بن عمارة. وعنه: عبد العزيز الغافقيّ، ومحمد بن أحمد بن وردان، ومحمد بن أحمد الخلاّل المصريّون. قال الخطيب: مات سنة ثمانين. 4 (يحيى بن عبد العظيم.) وهو يحيى بن عبدك القزوينيّ. محدّث كبير القدر.) طاف وسمع: أبا الرحمن المقريء، وعفّان بن مسلم، وعبد الله بن رجاء البغداديّ، وطبقتهم. وعنه: أبو نعيم عبد الملك بن محمد الجرجانيّ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو الحسن عليّ بن إبراهيم القطّان، وآخرون. (20/490)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 491 توفّي سنة إحدى وسبعين، وكان صدوقاً. قال الخليليّ: كان شيخاً ثقة، متَّفق عله. 4 (يحيى بن القاسم بن هلال.) أبو زكريّا الأندلسيّ القرطبيّ الفقيه المالكيّ. أحد الأئّمة والزُّهّاد. سمع: يحيى بن يحيى، وسعيد بن حسّان، عبد الله بن قانع الصّائغ، وسحنون بن سعيد، وطائفة. وعنه: أحمد بن خالد بن الحباب، ومحمد بن أعين، وجماعة. قيل إنّه كان من العبادة على أمر عظيم. كان يصوم حتّى يخضرّ. قال ابن الفرضيّ في تاريخه: قال لي عبّاس بن أصبغ إنّ يحيى بن القاسم كان في داره شجرة تسجد لسجوده، رحمة الله عليه. قيل: توفّي سنة اثنتين وسبعين، وقيل: سنة ثمانٍ وسبعين. 4 (يحيى بن مطرّف بن الهيثم.) الفقيه أبو الهيثم الثَّقفيّ، مفتي إصبهان وعالمها. سمع: الحسين بن حفص، ومسلم بن إبراهيم، والقعنبيّ، وطائفة. وعنه: أحمد بن جعفر بن معبد، وأبو عليّ الصّحّاف، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف، وآخرون. توفّي في يوم عاشوراء سنة ثمانٍ وسبعين ومائتين. (20/491)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 492 4 (يزيد بن محمد بن عبد الصّمد.) وقد ينسب إلى جدّه، فيقال يزيد بن عبد الصّمد. أبو القاسم الدّمشقيّ. مولى بني هاشم. سمع: أبا مسهر، وآدم بن أبي إياس، وأبي بكر الحميديّ، وطبقتهم. وعنه: د. ن. وقال: ثقة وابن جوصا، وأبو عليّ الحصائريّ، والحسين بن جرلان، وأبو العبّاس الأصمّ، وأبو عوانة في مسنده، وإبراهيم بن أبي ثابت، وجماعة. وثّقه أيضاً الدَّارقطنيّ.) ولد سنة ثمانٍ وتسعين ومائة، ومات في شوّال سنة ستًّ وسبعين ومائتين وكان موصوفاً بالحفظ والفهم. 4 (يعقوب بن إسحاق بن زياد.) أبو يوسف البصريّ القلوسيّ. عن: عمّار بن عمر بن فارس، وأبي عاصم النّبيل، وجماعة كثيرة. (20/492)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 493 وعنه: المحامليّ، ومحمد بن مخلد، وأبو الحسين بن المنادي. وكان ثقة حافظاً. ولي قضاء نصيبيّن. وتوفّي سنة إحدى وسبعين ومائتين. 4 (يعقوب بن إسحاق البغداديّ.) أبو يوسف الدّعاء. يروي عن: أبي اليمان، وعاصم بن عليّ، وجماعة. وعنه: أبو سهل القطّان، وجماعة. توفّي سنة ثلاثٍ وسبعين. ولا أعلم فيه جرحاً. 4 (يعقوب بن إسحاق بن مهران الإصبهانيّ.) المعروف بابن أبي يعقوب المعدّل. سمع: محمد بن عبد الله الأنصاريّ، وعمرو بن مرزوق، وأحمد بن يوسف، وجماعة. وعنه: احمد بن جعفر السّمسار، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف الإصبهانيّان. توفّي سنة ستًّ وسبعين. 4 (يعقوب بن سفيان بن جوّان.) (20/493)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 494 الحافظ الكبير أبو يوسف بن أبي معاوية الفسويّ الفارسيّ صاحب التّاريخ والمشيخة. طوَّف الأقاليم وسمع ما لا يوصف كثرة. سمع: أبا عاصم النّبيل، ومكّيّ بن إبراهيم، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وعبد الله بن موسى، وعبد الله بن رجاء، وأبا مسهر، وحبّان بن هلال، وأبا نعيم، وسعيد بن أبي مريم، وعون بن عمارة، وخلقاً كثيراً بالشّام، والحجاز، ومصر، والعراق، والجزيرة. وعنه: ت. ن وقال: لا بأس به وإبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة، وأبو بكر بن أبي داود،) وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو عوانة، ومحمد بن حمزة بن حمزة بن عمارة، وعبد الله بن جعفر بن درستويه، والحسن بن محمد الفسويّ، وآخرون. وبقي في الرحلة ثلاثين سنة. قال أبو زرعة الدّمشقيّ: قدم علينا رجلان من نبلاء النّاس، أحدهما: يعقوب بن سفيان، يعجز أهل العراق أن يروا مثله. والثّاني: حرب بن إسماعيل، وهو ممّن كتب عنيّ. وقال محمد بن داود الفارسيّ: ثنا يعقوب بن سفيان العبد الصّالح، فذكر حديثاً. قال أبو بكر أحمد بن عبدان الشّيرازيّ: كان يتشيَّع ويتكلَّم في عثمان. (20/494)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 495 وعن محمد بن يزيد العطّار: سمعت يعقوب الفسويّ قال: كنت أكُثِرُ النَّسخ باللّيل، وقلَّت نفقتي،، فجعلت أستعجل. فنسخت ليلةً حتّى تصرّم اللّيل، فنزل الماء من عيني، فلم أبصر السّراج، فبكيت على انقطاعي، وعلى ما يفوتني من العلم. فاشتدّ بكائي، فنمت، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النّوم، فناداني: يا يعقوب بن سفيان لم بكيت فقلت: يا رسول الله ذهب بصري، فتحسَّرت على ما فاتني من كتب سنتَّك، وعلى الإنقطاع من بلدي. فقال: أدن منّي. فدنوت منه، فأمرَّ يده على عينيّ كأنّه يقرا عليهما، ثمّ استيقظت، فأبصرت، وأخذت نسختي، وقعدت في السّراج أكتب. توفّي يعقوب في وسط سنة سبعٍ وسبعين، قبل أبي حاتم الأزديّ بشهر. 4 (يعقوب بن سوّاك الختُّليّ الزّاهد.) صاحب بشر الحافي. روى عنه: ابن مسروق، ومحمد بن ثوبة الهاشميّ، وغيرهما. توفّي بعد السّبعين ومائتين. قاله الخطيب. 4 (يعقوب بن يزيد.) أبو يوسف البغداديّ التّمّار. أحد الشّعُراء المحسنين، سيما في الغزل.) اتّصل بالخليفة المنتصر. (20/495)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 496 روى عنه: قاسم الإنباريّ، وابن المرزبان، وغيرهما. 4 (يعقوب بن يوسف القزوينيّ.) ابن أخي حسين. سمع: القاسم بن الحكم العرنيّ، وغيره. وعنه: أحمد بن محمد بن رزمة، وأبو بكر أحمد بن إسحاق الصّبغيّ الفقيه، وجماعة. كان صدوقاً. توفّي سنة ثمانٍ وسبعين. 4 (يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان النَّيسابوريّ.) والد أبي العبّاس الأصمّ. روى عن: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن حميد، وعليّ بن حجر، وطبقتهم ثم رحل بابنه فلقي أصحاب ابن عيينة، وابن وهب. روى عنه: ابنه، وأبو عمرو المستملي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن مخلد الدُّوريّ. وكان من أبرع النّاس خطّاً. نسخ الكثير بالأجرة. ومات في المحرَّم سنة سبعٍ وسبعين. 4 (يوسف بن سعيد بن مسلم.) (20/496)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 497 الحافظ أبو يعقوب المصّيصيّ. سمع: حجّاج الأعور، ومحمد بن مصعب، وعبيد الله بن موسى، وأبا مسهر الغسّانيّ، وخالد بن يزيد القسريّ، وهوذة بن خليفة، وقبيصة بن عقبة، وطائفة. وعنه: ن. وقال: ثقة حافظ وأبو عوانة ويحيى بن صاعد، وأبو بكر بن زياد النَّيسابوريّ، ومحمد بن أحمد بن صفوة، وآخرون. قال ابن أبي حاتم: كان صدوقاً ثقة. قلت: توفّي في جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعين. 4 (يوسف بن الضّحّاك البغداديّ.) مولى بني أميَّة.) عن: سليمان بن حرب، ومحمد بن سنان العوفيّ. وكان فقيهاً ثقة. توفّي سنة تسعٍ وسبعين. 4 (يوسف بن عبد الله.) أبو يعقوب الخوارزميّ، نزيل فلسطين. محدّث رحَّال. روى عن: عبدان بن عثمان المروزيّ، وحرملة بن يحيى المصريّ، وجماعة. روى عنه: أبو العبّاس الأصمّ، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أبي ثابت. (20/497)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 498 قال زكريّا بن يحيى التّنّيسيّ: شيخ ابن عديّ، وغيره، وما علمت به بأساً. 4 (يوسف بن موسى الحربيّ العطّار الفقيه.) روى عن: أحمد بن حنبل مسائل معروفة. روى عنه: أبو بكر الخلاّل وأثنى عليه، وقال: كان يهوديّاً فأسلم على يد الإمام أحمد، وهو حدث. فحسن إسلامه ورحل في طلب العلم. وسمع من قوم جلَّة. (20/498)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 499 4 (الكنى)

4 (أبو سعيد الخرّاز.) شيخ العارفين في وقته. واسمه أحمد بن عيسى. قيل: توفّي سنة ستًّ وسبعين. والأشهر أنّه توفّي سنة ستًّ وثمانين كما سيأتي. أبو سعيد السُّكَّرّي النَّحويّ. حسن بن حسين. 4 (أبو الهيثم الرازيّ اللُّغويّ.) أحد أئمّة العربيّة. له كتاب الشّامل في اللُّغة، وكتاب زيادات معاني القرآن، وغير ذلك. وكان بارعاً في الأدب، علاّمة. توفّي سنة ستًّ وسبعين ومائتين، والله أعلم. 4 (أبو أحمد القلانسيّ.) ) أحد مشايخ القوم ببغداد. (20/499)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 500 توفّي في حدود سنة إحدى وسبعين ومائتين. واسمه مصعب بن أحمد بن مصعب. أبو أحمد الموفَّق بن المتوكّل. قد ذكرناه بلقبه لاختلاف اسمه. 4 (أبو عبيد البسريّ الزاهد.) مرّ في عشر السّتّين ومائتين، واسمه محمد بن حسّان، رحمه الله. 4 (أبو معين الرّازيّ الحافظ.) اسمه: الحسن بن الحسن على الصّحيح كذا سمّاه ابن أبي حاتم، وهو أخبر النّاس به، لأنّه شيخه ومن بلده. وقال أحمد الحاكم: إسمه محمد بن الحسن، سمّاه بنا أحمد بن محمد بن مسعود البذشيّ. قلت: روى عن: سعيد بن أبي مريم، وأبي سلمة التَّبوذكيّ ويحيى بن بكير، وأحمد بن يونس اليربوعيّ، وهشام بن عمّار، ونعيم بن حمّاد، وأبي ثوبة الرّبيع بن نافع، وخلق. طوّف الشام، ومصر، والعراق. وبرع في الحديث وفنونه. روى عنه: أبو نعيم بن عديّ، وأبو محمد بن الشَّرقيّ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن الفضل المحمَّدباذيّ، ويوسف بن إبراهيم الهمذانيّ، وأحمد بن قشمر. وقال أبو عبد الله الحاكم: هو من كبار حفّاظ الحديث. قلت: توفّي سنة اثنتين وسبعين ومائتين. أبو معشر. المنجّم صاحب الزّيج. (20/500)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 501 هو جعفر بن محمد البلخيّ غلام خليل. أبو عبد الله. هو أحمد بن محمد. تقدَّم. 4 (أبو معشر البخاريّ.) ) حمدويه بن الخطّاب. بقي إلى حدود الثّمانين. وروى عن: البخاريّ، وغيره. وعنه: الحسن بن محمد بن عبد الرحمن العزيزيّ، وغيره. من الإكمال. 4 (أبو الحارث الأولاسيّ الزّاهد.) من مشايخ الطّريق. سمّاه السُّلميّ في تاريخ الصُّوفيّة: الفيض بن الخضر بن أحمد. ويقال: الفيض بن محمد. من قدماء المشايخ وأجلّهم صحب إبراهيم بن سعد العلويّ، وغيره. قال أبو بكر الفرغانيّ: اسمه الفيض بن الخضر. (20/501)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء العشرون الصفحة 502 وقال سعيد بن أبي حاتم: قال أبو حاتم: قال أبو الحارث الأولاسيّ: من اشتغل بما لم يكن فكأن فاته من لم يزل ولا يزال. قال السُّلميّ: سمعت عليّ بن سعيد: سمعت أحمد بن عطاء: سمعت أبا صالح: سمعت أبا الحارث يقول: سمع سرّي من لساني ثلاثين سنة، وسمع لساني من سرّي ثلاثين سنة. وقال محمد بن المنذر الهرويّ: حدَّثني أبو الحارث الفيض بن الخضر بن أحمد التَّميميّ الولاسيّ. وقال أبو زرعة الطَّبريّ: مات أبو الحارث الأولاسيّ سنة سبعٍ وسبعين ومائتين. قلت: وقد روى عن: عبد الله بن خبيق الأنطاكيّ. حدَّث عنه: أبو عوانة الإسفراينيّ، ومحمد بن إسماعيل الفرغانيّ. وقيل: مات سنة سبعٍ وتسعين، فسيعاد. وهذا أشبه وأصحّ. مات بطرسوس، والله سبحانه وتعالى أعلم. (20/502)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 5 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة التاسعة والعشرون)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (أحداث سنة إحدى وثمانين ومائتين) فيها توفي: أحمد بن إسحاق الوزان، وإبراهيم بن ديزيل، وعبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن محمد بن النعمان، وأبو زرعة البصري الدمشقي، وعثمان بن خرزاذ الأنطاكي، ومحمد بن إبراهيم بن المواز المالكي، ووريزة الغساني. 4 (فتح طغج لملورية) وفيها دخل طغج بن جف صاحب خمارويه من ناحية طرسوس لغزو الروم، ففتح ملورية. 4 (غور المياه بالري وطبرستان) وفيها غارت مياه الري وطبرستان، حتى أبيع الماء ثلاثة أرطال بدرهم، (21/5)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 6 وقحط الناس، وأكلوا الجيف. 4 (تقليد المعتضد للمكتفي بعض البلاد) وفي رجب شخص المعتضد إلى الجبل ناحية الدينور، وقلد إبنه عليا الري، وقزوين، وهمذان، والدينور، وجعل كاتبه أحمد بن أبي الأصبغ. وقلد عمر بن عبد العزيز بن أبي دلف إصبهان، وأسرع الإنصراف من غلاء السعر، فقدم بغداد في رمضان. 4 (خروج المعتضد لقتال حمدان بن حمدون) ثم خرج في ذي القعدة إلى الموصل عامداً لحمدان بن حمدون بن الحارث ين منصور بن لقمان، وهو جد ناصر الدولة. وكان قد بلغ المعتضد أنه يميل إلى هارون الشاري الخارجي. 4 (إيقاع المعتضد بالأعراب والأكراد) وكانت الأعراب والأكراد قد تجمعوا وتحالفوا أنهم يقتلون على دم واحد فالتقوا على الزاب، فحمل عليهم المعتضد فمزق شملهم، فكان من غرق أكثر ممن قتل. (21/6)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 7 4 (ظفر المعتضد بحمدان) ثم سار إلى ماردين وبها حمدان، وخلف فيها ابنه، فنازلها المعتضد، فحاربه من كان بها. فلما كان من الغد ركب المعتضد ودنا من باب القلعة، فصاح بنفسه: يا ابن حمدان. فأجابه، فقال: افتح الباب. فقال: نعم. ففتحه، وقعد المعتضد على الباب، ونقل ما فيها من الحواصل. وأمر) بهدمها، فهدمت. ووجه وراء حمدان، ثم ظفر به وحبسه. 4 (الظفر بشداد الكردي) ثم سار المعتضد إلى قلعة الحسنية، وبها شداد الكردي، في عشرة آلاف مقاتل، فحاصره حتى ظفر به، وهدمها. 4 (هدم المعتضد دار الندوة) وفيها هدم المعتضد دار الندوة بمكة، وصيرها مسجداً إلى جانب المسجد الحرام. (21/7)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 8 4 (سنة اثنتين وثمانين ومائتين) توفي فيها: إسماعيل بن إسحاق القاضي الفقيه، وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي، والحارث بن محمد بن أبي أسامة، وصاحب مصر خمارويه بن أحمد بن طولون، والفضل بن محمد الشعراني، ومحمد بن الفرج الأزرق، وأبو العيناء محمد بن القاسم الأديب، ومحمد بن سلمة الواسطي، ويحيى بن عثمان بن صالح الضبي. 4 (إبطال المعتضد لما يعمل في النيروز) وفيها أبطل المعتضد ما يفعل في النيروز من وقيد النيران، وصب الماء على الناس، وأزال سنة المجوس. 4 (قدوم قطر الندى على المعتضد) وفي أولها قدمت قطر الندى بنت خمارويه من مصر، ومعها عمها لتزف إلى المعتضد، فدخل عليها في ربيع الأول. وكان في جهازها أربعة آلاف تكة مجوهرة، وعشرة صناديق جواهر. وقوم ما دخل معها فكان ألف ألف دينار (21/8)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 9 ونيف. أعطاه ذلك أبوها. 4 (خروج المعتضد إلى الكرج) وفيها خرج المعتضد إلى الجبل، فلبغ الكرج، وأخذ أموال ابن أبي دلف.) 4 (تفريق المال على العلويين) وفيها بعث محمد بن العلوي من طبرستان إلى محمد بن الورد العطار ببغداد ثلاثين ألف دينار، ليفرقها على العلويين. فبلغ المعتضد، فسألوه، فقال محمد: إنه يبعث إلي كل سنة بمثلها، فأفرقها. قال المعتضد: أنا رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في النوم، فأوصاني بذريته خيراً. ففرق ما تفرقه من هذا المال ظاهراً. 4 (ذبح خمارويه) وفيها ذبح خمارويه بن أحمد على فراشه بدمشق. وكان يتعانى الفاحشة بغلمانه، راود مملوكاً في الحمام، فامتنع عليه حياء من الخدم، فأمر أن يدخل في دبره مثل الذكر خشب، فلم يزل يصيح حتى مات في الحمام، فأبغضه الخدم، فذبحه جماعة وهربوا، فمسكت عليهم الطرق، وجيء بهم وقتلوا. (21/9)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 10 وكان ذبحه في ذي الحجة. وحمل في تابوت إلى مصر، وصلى عليه ابنه جيش بن خمارويه. وكان الذي نهض في مسك أولئك الخدم طغج بن جف، فصلبهم بعد القتل. 4 (ولاية جيش وقتله) وولي بعده ابنه جيش، فقتلوه بعد يسير. 4 (ولاية هارون بن خمارويه وعزله) وأقاموا مكانه أخاه هارون بن خمارويه، وقرر على نفسه أن يحمل إلى المعتضد كل سنة ألف ألف وخمسمائة ألف دينار. فلما استخلف المكتفي عزله، وولي محمد بن سليمان الواثقي، فاستصفى أموال آل طولون. 4 (قتل المعتضد لابن عمه أحمد) وفيها، أو قبلها، وأهلك المعتضد عمه أحمد بن المتوكل لأنه بلغه أنه كاتب خمارويه بن أحمد، فيما قيل. وكان عالماً شاعراً. (21/10)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 11 4 (سنة ثلاث وثمانين ومائتين) فيها توفي: إسحاق بن إبراهيم بن سفيان الختلي، وسهل بن عبد الله التستري الزاهد،) والعباس بن الفضل الأسفاطي، وعبد الرحمن بن يوسف بن خراش، وعلي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب القاضي، ومحمد بن سليمان الباغندي، ومحمد بن غالب تمتام، ومقدام بن داود الرعيني. 4 (الظفر بهارون الخارجي) وفي أولها خرج المعتضد إلى الموصل بسبب هارون الشاري، وكان الحسين بن حمدان قد قال له: إن أنا جئت بهارون إليك فلي ثلاث حوائج. قال: أذكرها. قال: تطلق أبي، والحاجتان أذكرهما بعد أن آتي به. قال: لك ذلك. قال: أريد أنتخب ثلاثمائة فارس. قال: نعم. وخرج الحسين يطلب هارون حتى انتهى إلى مخاضة في دجلة، وكان معه وصيف الأمير. فقال لوصيف: ليس لهارون طريق يهرب منه غير هذا، فقف ها هنا، فإن مر بك فامنعه من العبور. قال: نعم. ومضى الحسن فالتقى مع هارون، فقتل جماعة وهرب هارون، وأقام (21/11)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 12 وصيف على المخاضة ثلاثاً، فقال لأصحابه: قد طال مقامنا. ولسنا. نأمن أن يأخذ الحسين هارون فيكون له الفتح دوننا. فالصواب أن نمضي في آثارهم. فأطاعوه ومضوا. وجاء الشاري إلى المخاضة فعبر. وجاء الحسين في إثره فلم يجد وصيفاً. ولم يعرف لهارون خبر. فبلغه أنه عبر دجلة، فعبر خلفه. وجاء هارون إلى حي من العرب، فأخذ دابة ومضى، وجاء الحسين فسألهم فكتموه، فقال: المعتضد في إثري فأخبروه بمكانه، فاتبعه في مائة فارس، فأدركه. فناشده هارون الشاري وتوعده، فألقى الحسين نفسه عليه، وأسره، وجاء به إلى المعتضد، فأمر بفك قيود حمدان والتوسعة عليه. ورجع بهارون إلى بغداد، وخلع على الحسين بن حمدان وطوقه، وعملت قباب الزينة، وركبوا هارون فيلا بين يدي المعتضد، وازدحم الخلق حتى سقط كرسي الجسر الأعلى ببغداد، فغرق خلق كثير.) وكان على المعتضد قباء سود، وعمامة سوداء، وجميع الأمراء يمشون بين يديه. 4 (ولاية طغج إمرة الجيش) وفيها ولي طغج بن جف إمرة الجيش الطولوني. 4 (وصول تقادم ابن الليث) وفيها خلع المعتضد على حمدان وأطلقه. (21/12)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 13 4 (الأمر بتوريث ذوي الأرحام) وفيها كتبت الكتب إلى الآفاق، بأن يورث ذوو الأرحام، وأن يبطل ديوان المواريث. وكثر الدعاء للمعتضد. وكان قد سأل أبا حازم القاضي عن ذلك، فقال: وألوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله. فقال المعتضد: قد روي عدم الرد عن الخلفاء الأربعة. فقال أبو حازم: كذب الناقل عنهم بل كلهم رد، هم وجميع الصحابة، سوى زيد بن ثابت. وكان زيد يخفيه حتى مات عمر، وهو مذهب فقهاء التابعين ومن بعدهم. ولم يذهب إلى قول زيد غير الشافعي في إحدى القولين، والقول الآخر كالجماعة. فقال المعتضد: اكتبوا بذلك إلى الآفاق. 4 (خروج عمرو بن الليث من نيسابور) وفيها خرج عمرو بن الليث من نيسابور، فهاجمها رافع بن هرثمة وخطب بها لمحمد بن يزيد العلوي، فعاد عمرو ونزل بظاهر نيسابور محاصراً لها. 4 (ذبح جيش بن خمارويه) وفيها وثب الجند من البربر على جيش بن خمارويه وقالوا: لو تتنحى عن الأمر لنولي عمك فكلمهم كاتبه علي بن أحمد الماذرائي، وسألهم أن ينصرفوا عنه يومهم، فانصرفوا. فغدا جيش على عمه أبي العشائر، فضرب عنقه وعنق (21/13)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 14 عم له آخر، ورمى برؤوسهما إليهم. فهجم الجند على جيش فذبحوه، وذبحوا أمه، وانتهبوا الدار، وأجلسوا أخاه هارون. 4 (قتل رافع بن هرثمة) وفيها هزم عمرو بن الليث رافع بن هرثمة، وساق وراءه إلى أن أدركه بخوارزم فقتله. وكان المعتضد قد عزله سنة سبع وسبعين عن خراسان، وولى عليها عمرو بن الليث. فبقي رافع) بالري. ثم إنه هادن الملوك المجاورين له يستعين بهم على عمرو، ودعا إلى العلوي. ثم سار إلى نيسابور. فوافقه عمرو في ربيع الآخر من هذه السنة، وهزمه إلى أبيورد. وقصد رافع أن يخرج إلى مرو أو هراة، ثم دخل نيسابور. فأتى عمرو فحاصره بها، فهرب رافع وأصحابه على الجمازات إلى خوارزم في رمضان. فأحاط به أمير خوارزم وقتله في سابع شوال، وبعث برأسه إلى عمرو بن الليث، فنفذه إلى المعتضد. ولم يكن رافع ولد هرثمة، وإنما هو زوج أمه، فنسب إليه، وهو رافع بن تومرد. وصفت خراسان لعمرو بن الليث. 4 (رواية ابن طولون عن قتل جيش بن خمارويه) قال ربيعة بن أحمد بن طولون: لما دخل ابن أخي جيش مصر قبض علي (21/14)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 15 وعلى عميه مضر وشيبان، وحبسنا. ثم إنه أخذ أخانا مضر فأدخله بيتاً، وجوعه خمسة أيام، ثم دخل علينا ثلاثة من غلمان جيش، فقالوا: أين أخوكم قلنا: لا ندري. فدخلوا عليه البيت، فرماه كل واحد بسهم، فقتلوه وأغلقوا علينا الباب، وتركونا يومين بلا طعام، فظننا أنهم يهلكوننا بالجوع. فسمعنا صراخاً في الدار، ففتحوا علينا، وأدخلوا إلينا جيش بن خماروية، فقلنا: ما جاء بك قال: غلبني أخي هارون على مصر. فقلنا: الحمد لله الذي قبض يدك وأضرع خدك. فقال: ما كان في عزمي إلا أن ألحقكما بأخيكما. وبعث إلينا هارون أن نقتله باخينا، فلم نفعل، وانصرفا إلى دورنا، فبعث إليه من قتله. (21/15)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 16 4 (سنة أربع وثمانين ومائتين) توفي فيها: أبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي، وإسحاق بن الحسن الحربي، وأبو خالد عبد العزيز بن معاوية القرشي، ومحمود بن الفرج الإصبهاني الزاهد، وهشام بن علي السيرافي، ويزيد بن الهيثم أبو خالد البادا.) 4 (القدوم برأس ابن هرثمة على المعتضد) وفي رابع المحرم قدم على المعتضد برأس ابن هرثمة، فنصب يوماً ببغداد. 4 (الوقعة بين النوشري وابن أبي دلف) وفيها كانت وقعة بين عيسى النوشري المعتضدي وبين بكر بن عبد العزيز بن أبي دلف، وكان قد أظهر العصيان، فهزمه النوشري بقرب إصبهان، واستباح عسكره. (21/16)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 17 4 (ولاية القضاء بمدينة المنصور) وفي ربيع الأول ولي القضاء أبو عمر محمد بن يوسف على مدينة المنصور. وفيها ظهر بمصر حمرة عظيمة، حتى كان الرجل ينظر إلى وجه الرجل فيراه أحمر، وكذا الحيطان. فتضرع الناس بالدعاء إلى الله. وكانت من العصر إلى الليل. 4 (إرسال ابن الليث للأموال) وفيها بعث عمرو بن الليث بألف ألف درهم لتنفق على إصلاح درب مكة من العراق. 4 (عزم المعتضد على لعن معاوية) قال ابن جرير الطبري: وفيها عزم المعتضد على لعن معاوية على المنابر، فخوفه عبيد الله الوزير اضطراب العامة. فلم يلتفت، وتقدم إلى العامة بلزوم أشغالهم وترك الإجتماع، ومنع القصاص من القعود في الأماكن، ومنع من اجتماع الخلق في الجوامع، وكتب المعتضد كتاباً في ذلك. واجتمع الناس يوم (21/17)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 18 الجمعة بناء على أن الخطيب يقرأه، فما قرأه، وكان من إنشاء الوزير عبيد الله، وفيه: وقد انتهى إلى أمير المؤمنين ما عليه جماعة من العامة من شبهه قد دخلتهم في أديانهم، على غير معرفة ولا روية، خالفوا السنن، وقلدوا فيها أئمة الضلالة، ومالوا إلى الأهواء، وقد قال الله تعالى: ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله خروجاً عن الجماعة، ومسارعة إلى الفتنة، وإظهار لموالاة من قطع الله عنه الموالاة. وبتر منه العصمة، وأخرجه من الملة. قال الله تعالى: والشجرة الملعونة في القرآن وإنما أراد بني أمية الملعونين على لسان نبيه. وهو كانوا أشد عداوة من جميع الكفار. ولم يرفع الكفار راية يوم بدر وأحد والخندق إلا وأبو سفيان وأشياعه أصحابها وقادتها. ثم ذكر أحاديث واهية وموضوعة في ذم أبي سفيان وبني أمية، وحديث: لا أشبع الله بطنه، عن معاوية وأنه نازع علياً حقه، وقد قال عليه السلام لعمار: تقتلك الفئة الباغية. وأن معاوية) سفك الدماء، وسبى الحريم، وانتهب الأموال المحرمة، وقتل حجراً، وعمرو بن الحمق، وادعى زياد بن أبيه جرأة على الله، والله يقول: أدعوهم لآبائهم والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: الولد للفراش. ثم دعى إلى بيعة ابنه يزيد، وقد علم فسقه، ففعل بالحسين وآله ما فعل ويوم الحرة، وحرق البيت الحرام. (21/18)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 19 وهو كتاب طويل فيه مصائب. فلما كتبه الوزير قال للقاضي يوسف بن يعقوب: كلم المعتضد فيه هذا. قال له: يا أمير المؤمنين، أخاف الفتنة عند سماعه. فقال: إن تحركت العامة وضعت السيف فيها. قال: فما نصنع بالعلويين الذين هم في كل ناحية قد خرجوا عليك وإذا سمع الناس هذا من فضائل أهل البيت كانوا إليهم أميل وصاروا أبسط ألسنة. فأمسك المعتضد. 4 (ذكر الخادم وظهوره على المعتضد) وفيها ظهر في دار المعتضد شخص، في يده سيق مسلول، فقصده بعض الخدم فضربه بالسيف فجرحه، واختفى بالبستان. وطلب فلم يوجد له أثر. فغطم ذلك على المعتضد، وقيل هو من الجن. وساءت الظنون. وأقام الشخص يظهر مراراً ثم يختفي. ولم يزهر خبره حتى مات المعتضد والمكتفي، فإذا هو خادم أبيض كان يميل إلى بعض الجواري التي في الدور. وكان من بلغ من الخدام يمنعون من الحرم، وكان خارج دور الحرم بستان كبير، فاتخذ هذا الخادم لحية بيضاء، فبقي تارة يظهر في صورة راهب، وتارة يظهر بزي جندي بيده سيف واتخذ عدة لحى مختلفة الهيئات، فإذا ظهر خرجت الجارية مع الجواري لتراه يعني ليخلو بها بين الشجر فيحدثها خلسة. فإذا طلب دخل بين الشجر ونزع اللحية والبرنس ونحو ذلك، وخبأها، (21/19)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 20 وترك السيف في يده مسلولاً كأنه من جملة الطالبين لذلك الشخص. وبقي كذلك إلى أن ولي المقتدر، وخرج الخادم إلى طوس، فتحدثت الجارية بحديثه بعد ذلك. (21/20)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 21 4 (سنة خمس وثمانين ومائتين) فيها توفي: إبراهيم الحربي،) وإسحاق بن إبراهيم الدبري، وعبيد بن عبد الواحد بن شريك، وأبو العباس محمد بن يزيد المبرد. 4 (إيقاع الطائي بالحجاج) وفي المحرم قطع صالح بن مدرك الطائي الطريق على الحجاج بالأجفر. وأخذ للركب ما قيمته ألف ألف دينار، وأسر الحرائر. 4 (ولاية ابن الليث ما وراء النهر) وفي المحرم عزل إسماعيل بن أحمد عن ما وراء النهر، ووليه عمرو بن الليث. (21/21)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 22 4 (الريح الصفراء بالبصرة) وفي ربيع الأول هبت ريح صفراء بالبصرة، ثم صارت خضراء، ثم سوداء، وامتدت في الأمصار ووقع عقبها برد، وزن البردة مائة وخمسون درهماً. وقلعت الريح نحو ستمائة نخلة، ومطرت قرية حجارة سوداء وبيضاء. 4 (استعمال ابن أبي الساج) وفيها استعمل المعتضد على أرمينية وأذربيجان ابن أبي الساج. 4 (غزوة راغب في البحر) وفيها غزا راغب الموفقي الخادم الرومي في البحر، فظفر بمراكب كثيرة، ضرب منها ثلاثة آلاف رقبة، وفتح حصوناً كثيرة. تكريم علي بن المعتضد وفي ذي الحجة قدم علي بن المعتضد بغداد، وكان قد جهزه لقتال محمد بن زيد العلوي، فدافع محمداً عن الجبال وتحيز إلى خراسان، ففرح به أبوه فقال: بعثناك ولداً فرجعت أخاً. كرامة له منه بهذا القول. ثم أعطاه ألف ألف دينار. 4 (وفاة أحمد بن عيسى بن الشيخ) وفي ذي الحجة خرج المعتضد وابنه يريد آمد، لما بلغه موت أحمد بن عيسى بن الشيخ. (21/22)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 23 4 (صلاة ابن المعتضد بالناس) وصلى بالناس يوم الأضحى ببغداد علي بن المعتضد، وركب كما تركب ولاة العهود.) (21/23)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 24 4 (ث سنة ست وثمانين ومائتين) فيها توفي: أحمد بن سلمة النيسابوري الحافظ، وأحمد بن علي الخزاز، وأبو سعيد الخراز شيخ الصوفية، وأحمد بن المعلى الدمشقي، وأبو نعيم بن سويد الشامي، وإبراهيم بن محمد الصنعاني، والحسن بن عبد الأعلى البوسي أصحاب عبد الرزاق، وعبد الرحيم بن عبد الله البرقي، وعلي بن عبد العزيز البغوي، ومحمد بن وضاح القرطبي، ومحمد بن يوسف البنا الزاهد، ومحمد بن يونس الكديمي، وأبو عبادة البحتري الشاعر. 4 (منازلة المعتضد لآمد) وفي ربيع الآخر نازل المعتضد آمد، وبها محمد بن أحمد بن الشيخ فنصب عليها المجانيق، ودام الحصار أربعين يوماً. ثم ضعف محمد، وتخاذل أصحابه، فطلب الأمان. ثم خرج فخلع عليه. (21/24)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 25 4 (قبض المعتضد على راغب الخادم) وفيها قبض المعتضد على راغب الخادم أمير طرسوس وأستأصله، فمات بعد أيام. 4 (قدوم هدية ابن الليث على المعتضد) وفيها، في جمادى الآخرة، قدمت هدايا عمرو بن الليث، وهي أربعة آلاف ألف درهم، وعشرة من الدواب بسروجها ولجمها المذهبة، وخمسون أخرى بجلالها. 4 (الحرب بين ابن الصفار وإسماعيل بن أحمد) وفيها التقى جيش عمرو بن الليث الصفار، وإسماعيل بن أحمد بن أسد بما وراء النهر.) فانكسر أصحاب عمرو ثم في آخر السنة عبر إسماعيل بن أحمد جيحون بعسكره، ثم التقى هو وعمرو بن الليث على بلخ. وكان أهل بلخ قد ملوا عمرواً وأصحابه، وضجوا من نزولهم في دورهم وأخذهم لأموالهم، وتعرضهم لنسائهم. فلما التقوا حمل عليهم إسماعيل، فانهزم عمرو إلى بلخ، فوجد أبوابها مغلقة، ففتحوا له ولجماعة معه، فوثب عليه أهل بلخ وأوثقوه، وحملوه إلى إسماعيل. فلما دخل عليه قام إسماعيل واعتنقه، وقبل ما بين عينيه، وخلع عليه، وحلف أنه لا يؤذيه. وقيل: إن إسماعيل لما كان على ما وراء النهر، سأل عمرو بن الليث المعتضد أن يوليه ما وراء النهر، فولاه فعزم عمرو على محاربته، فكتب إليه إسماعيل: إنك قد وليت الدنيا، وإنما في يدي ثغر، فأقنع بما في يدك ودعني. فأبى، فقيل له: بين يديك جيحون كيف تعبره؟ (21/25)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 26 فقال: لو شئت أن أسكره ببذل الأموال لفعلت حتى أعبره. فقال إسماعيل: أنا أعبر إليه. فجمع الدهاقين وغيرهم، وجاوز النهر. فجاء عمرو فنزل بلخ. فأخذ إسماعيل عليه الطرق، فصار كالمحاصر. وندم عمرو، وطلب المحاجزة، فلم يجبه، واقتتلوا يسيراً، فانهزم عمرو، فتبعوه، فتوحلت دابته، فأخذ أسيراً. وبلغ المعتضد، فخلع على إسماعيل خلع السلطنة وقال: يقلد أبو إبراهيم كل ما كان في يد عمرو بن الليث. 4 (ابن الليث في أسر المعتضد) ثم بعث يطلب من إسماعيل عمرو، ويعزم عليه. فما رأى بداً من تسليمه، فبعث به إلى المعتضد فدخل بغداد على جمل ليشهره، فقال الحسين بن محمد بن الفهم: (ألم تر هذا الدهر كيف صروفه .......... يكون يسيراً مرة وعسيرا)

(وحسبك بالصفار نبلاً وعزة .......... يروح ويغدو في الجيوش أميرا) (21/26)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 27 (حباهم بأجمال، ولم يدر أنه .......... على جمل منها يقاد أسيرا)

4 (نهاية عمرو بن الليث) ثم حبسه المعتضد في مطمورة، فكان يقول: لو أردت أن أعمل على جيحون جسراً من ذهب لفعلت، وكان مطبخي يحمل على ستمائة جمل، وأركب في مائة ألف، أصارني الدهر إلى القيد والذل) فقيل: إنه خنق عند موت المعتضد، وقيل: قبل موته بيسير. وقيل: إن إسماعيل خيره بين أن يقعد عنده معتقلاً، وبين توجيهه إلى المعتضد، فاختار توجيهه إلى المعتضد. فأدخل بغداد سنة ثمان وثمانين على جمل له سنامان، وعلى الجمل الديباج والحلي، وطيف به شوارع بغداد. وأدخل على المعتضد، فقال له: يا عمرو هذا ببغيك. 4 (إنعام المعتضد على إسماعيل) وبعث المعتضد إلى إسماعيل ببدرة من لؤلؤ، وتاج مرصع، وسيف، وعشرة آلاف درهم. 4 (ظهور القرمطي بالبحرين) وفيها ظهر بالبحرين أبو سعيد الجنابي القرمطي في أول السنة. (21/27)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 28 وفي وسطها قويت شوكته، وانضم إليه طائفة من الأعراب، فقتل أهل تلك القرى، وقصد البصرة. فبنى المعتضد عليها سوراً وحصنها. وكان أبو سعيد كيالاً بالبصرة، وهو من قرى الأهواز. وقيل من البحرين. يسخر منه ويستخف به، فخرج إلى البحرين، وانضاف إليه جماعة من بقايا الزنج والخرمية، فعاث وأفسد وتفاقم أمره، حتى بعث إليه الخليفة جيوشاً وهو يهزمها. وهو جد أبي علي المستولي على الشام الذي مات بالرملة سنة خمس وستين وثلاثمائة. وقال غيره: أقام أبو سعيد مدة، ثم ذبح في حمام بقصره. ثم خلفه ابنه أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد الحسن بن بهرام الجنابي القرمطي، وهو الذي تأتى أنه قتل الحجيج واقتلع الحجر الأسود. (21/28)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 29 4 (ث سنة سبع وثمانين ومائتين) فيها توفي: أحمد بن إسحاق بن نبيط، وأبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، ومحمد بن عمرو الجرشي وأبو علي قشمرد، وموسى بن الحسن الجلاجلي، وأبو سعيد يحيى بن منصور الهروي. 4 (واقعة ركب الحاج) ) وفي المحرم وقعت طيء ركب الحاج العراقي بأرض المعدن. وكانت الأعراب في ثلاثة آلاف ما بين فارس وراجل. وكان أمير الحاج أبو الأغر، فأقاموا يقاتلونهم يوماً وليلة. واشتد القتال، ثم إن الله أيد الركب وهزموهم، وقتل صالح بن مدرك الذي نهب الحاج فيما مضى وقتل معه أعيان طيء، ودخل الركب بغداد بالرؤوس على الرماح وبالأسرى. 4 (الوقعة بين ابن الليث وإسماعيل بن أحمد) وفي نصف ربيع الأول كانت الوقعة على بلخ بين عمرو بن الليث وإسماعيل بن أحمد، فأسره إسماعيل. (21/29)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 30 4 (ذكر القرامطة وغلظ أمرهم) وفيها غلظ أمر القرامطة، وأغاروا على البصرة ونواحيها، فسار لحربهم العباس بن عمرو الغنوي، فالتقوا، فأسر الغنوي، وقتل خلق من جنده. 4 (إطلاق القرمطي للغنوي) ثم إن أبا سعيد بعد أن ضيق عليه أطلقه وقال: بلغ المعتضد عني رسالة ومضمونها أنه يكف عنه ويحفظ حرمته: فأنا قد قنعت بالبرية، فلا يتعرض لي. 4 (رواية ابن خلكان عن القرامطة) قال ابن خلكان: كان من حديث العباس أن القرامطة لما أشتد أمرهم وبالغوا في القتل، أرسل إليهم المعتضد جيشاً عليه العباس بن عمرو، فالتقوا، فأسره أبو سعيد القرمطي في الوقعة، وأسر جميع من معه من الجيش. ثم من الغد احضر الأسرى فقتلهم بأسرهم وحرقهم، رحمهم الله. وأطلق العباس فجاء إلى المعتضد وحده. وكانت الوقعة بين البصرة والبحرين. (21/30)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 31 4 (خروج المعتضد إلى الثغور) وفي شوال خرج المعتضد من بغداد، وسار إلى عين زربة، فأسر وصيفاً الخادم. ثم قدم المصيصة ونزل طرسوس، ثم رحل إلى أنطاكية. ثم جاء جاء إلى حلب، ثم إلى بالس، وأقام بالرقة إلى سلخ السنة. 4 (وفاة صاحب طبرستان) ) وفيها مات صاحب طبرستان محمد بن زيد العلوي. 4 (الإيقاع بالقرامطة) وفيها أوقع بدر بالقرامطة على غرة، فقتل منهم مقتلة عظيمة، والحمد لله. (21/31)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 32 4 (ث سنة ثمان وثمانين ومائتين) فيها توفي: إسحاق بن إسماعيل الرملي بإصبهان، وبشر بن موسى الأسدي، وجعفر بن محمد بن سوار الحافظ، وعثمان بن سعيد بن بشار الأنماطي، ومعاذ بن المثنى العنبري، وخلق سواهم. 4 (دخول ابن الليث بغداد أسيراً) وفي جمادى الأولى أدخل عمرو بن الليث الصفار بغداد أسيراً على جمل، فسجن إلى سنة تسع وثمانين، وأهلك عند موت المعتضد. 4 (الزلزلة في دبيل) وزلزلت دبيل ليلاً. قال أبو الفرج ابن الجوزي: فأخرج من تحت الهدم خمسون ومائة ألف ميت. (21/32)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 33 وقيل: كان ذلك في العام الماضي، كما تقدم. 4 (الوباء بأذربيخان) وفيها وقع وباء عظيم بأذربيخان حتى فقدت الأكفان، حتى كفنوا بالأكسية واللبود. ثم طرحوا في الطرق. 4 (موت ابن أبي الساج وأصحابه) ومات من أصحاب محمد بن أبي الساج وأقاربه سبعمائة إنسان، وكان ببرذغة ثم توفي هو، فقام بعده ابنه ديوداد، وخالفه أخوه يوسف. 4 (موت وصيف الخادم في السجن) وفيها قدم المعتضد ومعه وصيف خادم محمد بن أبي الساج، وكان عصى عليه بالثغور، فأسره وأدخل على جمل. ثم توفي في السجن بعد أيام، فصلبت جثته عند الجسر.) 4 (ظهور الشيعي بالمغرب) وفيها ظهر أبو عبد الله الشيعي بالمغرب، ونزل بكتامه، ودعاهم إلى المهدي عبيد الله. (21/33)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 34 4 (ث سنة تسع وثمانين ومائتين) فيها توفي: أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري، والمعتضد بالله الخليفة، وأحمد بن يحيى بن حمزة، وإبراهيم بن محمد الأغلبي أمير القيروان، وأنس بن السلم، وجماعة كبار. 4 (فيضان ماء البحر على السواحل) وفيها فاض ماء البحر على السواحل، فأخرب البلاد والحصون التي عليه، وهذا لم يعهد. 4 (اعتلال المعتضد) وفي ربيع الآخر اعتل المعتضد علة صعبة، وتماثل، فقال ابن المعتز: (طار قلبي بجناح الوجيب .......... جزعاً من حادثات الخطوب)

(وحذاراً من أن يشاك بسوء .......... أسد الملك وسيف الحروب) ثم انتكس ومات في الشهر. (21/34)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 35 4 (خلافة المكتفي) وقام بعده ابنه المكتفي بالله أبو محمد علي، وليس في الخلفاء من إسمه علي إلا هو، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه. ولد سنة أربع وستين. ومائتين، وأمه تركية. وكان من أحسن الناس. 4 (أخذ البيعة للمكتفي) ولما نقل المعتضد اجتمعوا في دار العامة، وفيهم مؤنس الخادم، ومؤنس الخازن، ووصيف، موشكير، والفضل بن راشد، ورشيق، وكان بدر المعتضدي بفارس، فقالوا للقاسم بن عبيد الله الوزير: خذ البيعة. فقال: المعتضد حي، ولا آمن إفاقته، وقد أطلقت المال، فينكر علي. فقالوا: إن عوفي فنحن المناظرون دونك.) وكان في عزمه أن يزوي الأمر عن المكتفي، لكن رأى ميلهم إلى المكتفي، فأخذ له البيعة بعد العصر من يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة بقيت من ربيع الآخر. وأحضر أحمد بن محمد بن بسطام أولاد الخلفاء: عبد الله بن المعتز، وقصي بن المؤيد، وعبد العزيز بن المعتمد، وعبد الله بن الموفق، وأبي أحمد، وأخذ عليهم البيعة للمكتفي. 4 (وفاة المعتضد) وتوفي المعتضد ليلة الإثنين لثمان بقين من الشهر. (21/35)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 36 4 (الأموال التي خلفها المعتضد) وكان المكتفي بالرقة. فكتب إليه القاسم بالخلافة، وأن في بيوت الأموال عشرة آلاف ألف دينار، ومن الدراهم أضعافها، ومن الجواهر ما قيمته كذلك، ومن الثياب والخيل، وذكر أشياء كثيرة. 4 (تحرك الجند ببغداد) وقيل: إن الجند تحركوا ببغداد عند موت المعتضد، ففرق القاسم فيهم العطاء، فسكنوا. 4 (دخول الكتفي بغداد) ووافى المكتفي بغداد في سابع جمادى الأولى، ومر بدجلة في سمارية، وكان يوماً عظيماً. وسقط أبو عمر القاضي من الزحمة من الجسر، وأخرج سالماً. ونزل المكتفي بقصر الخلافة، وتكلمت الشعراء، وخلع على القاسم بن عبيد الله سبع خلع، وقلده سيفاً. وهدم المطامير التي اتخذها أبوه، وصيرها مسجداً. وأمر برد البساتين والحوانيت التي اتخذها أبوه من الناس ليعملها قصراً. وفرق أموالاً جزيلة. وسار سيرة جميلة، فأحبه الناس ودعوا له. 4 (موت عمرو بن الليث) ومات في السجن عمرو بن الليث الصفار في اليوم الذي دخل فيه (21/36)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 37 المكتفي بغداد. فقيل إن القاسم الوزير قتله سراً، خوفاً من إخراجه، فإنه كان محسناً إلى المكتفي أيام مقامه بالري. 4 (خلع محمد بن هارون الطاعة) وفي رجب ورد الخبر إلى بغداد أن أهل الري كتبوا إلى الأمير محمد بن هارون الذي كان إسماعيل بن أحمد متولي خراسان بعثه لقتال العلوي وولاه طبرستان، فخلع محمد بن هارون) الطاعة، وليس البياض، وسار إلى الري، وكان واليها أوكرتمش قد غشم وظلم، فالتقيا، فهزمه محمد وقتله، وقتل ولديه وقواده، واستولى على الري. 4 (زلزلة بغداد) وفي رجب زلزلت بغداد زلزلة عظيمة دامت أياماً. 4 (إمارة ابن بسطام آمد وديار ربيعة) وفيها خلع على أحمد بن محمد بن بسطام، وأمر على آمد، وديار ربيعة. (21/37)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 38 4 (ريح بالبصرة) وفيها هبت ريح عظيمة بالبصرة، قلعت عامة نخلها، ولم يسمع بمثل ذلك. 4 (خروج القرمطي ومقتله) وفيها خرج بالشام يحيى بن زكرويه القرمطي، وجمع الأعراب، فقصد دمشق وبها طغج بن جف نائب هارون بن خمارويه، فكانت بينهما حروب، إلى أن قتل في أول سنة تسعين. وسبب خروجه أن زكرويه بن مهرويه القرمطي لما رأى متابعة الجيوش إلى من بسواد الكوفة وضعف، سعى في استغواء الأعراب الذين بالسواد، فاستجابوا له. وكان طائفة من كلب يخفرون الطريق على السماوة، فيما بين دمشق والكوفة على طريق تدمر. ويحملون الرسل وأمتعة التجار على إبلهم. فأرسل زكرويه أولاده إليهم فبايعوهم، وخالطوهم، وانتسبوا إلى أمير المؤمنين علي، وإلى إسماعيل بن جعفر بن محمد الصادق، فقبلوهم، فدعوهم إلى رأي القرامطة، فلم يقبل منهم إلا طائفة، فبايعوهم. وكان المشار إليه في القرامطة يحيى بن زكرويه أبو القاسم. وذكر لهم أنه له بالعراق والشرق مائة ألف تابع، وأن ناقته مأمورة، وانهم متى اتبعوها في مسيرها ظفروا، فقصدوا الرصافة، التي هي غربي الفرات، فقتلوا أميرها، وأكثروا الفساد. (21/38)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 39 4 (الوقعة بين إسماعيل بن أحمد ومحمد بن هارون) وفيها كانت وقعة بين جيش إسماعيل بن أحمد، وبين محمد بن هارون على باب الري. وكان محمد في مائة ألف، فكانت الدائرة عليه، فانهزم إلى الديلم في ألف رجل، فاستجار بهم. 4 (صاحب إفريقية ينسلخ من الإمارة ويتصوف) وفيها قويت أمور أبي عبد الله الشيعي بالمغرب، فصنع صاحب إفريقية صنع محمد بن يعفر) ملك اليمن، فانسلخ من الإمارة، وأظهر توبة، ولبس الصوف، ورد المظالم، وخرج إلى الروم غازياً. فقام بعده ابنه أبو العباس. وكان خروج إبراهيم بن أحمد صاحب إفريقية منها وركوبه البحر سنة تسع وثمانين، فوصل إلى صقلية، ومنها إلى طبرمين، فافتتحها، ثم حاصر كنيسة، فمرض بإسهال، ومات في ذي القعدة. وكانت ولايته ثمانية وعشرين عاماً ونصف، ودفن بصقلية. (21/39)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 40 4 (اشتهار أمر أبي عبد الله الشيعي) واشتهر أمر أبي عبد الله بأرض كتامة، وسمي المشرقي لقدومه من الشرق. وكان إذا بايعه الواحد قيل: تشرق، وتسارع المغاربة إليه. ولما استفاضت دعوة المهدي كثر الطلب عليه من العراق والشام، فسار متنكراً من سلمية، ثم إلى الرملة، ثم مصر، ومعه ولده محمد صبي، وأبو العباس أخو الداعي أبي عبد الله بزي التجار. فتوصلوا إلى طرابلس الغرب. فلما وصل المهدي إلى طرابلس الغرب قدم أبو العباس أخو الداعي إلى القيروان فوصلها، وقد جاءت المكاتبات من مصر بالإنذار وصفته والتوكيد في طلبه، فعني زيادة الله بطلبه، وتقصى أخباره، فوقع بأبي العباس، فقرره فلم يعترف، فحبسه برقادة. وكتب إلى طرابلس في طلب المهدي، وكان قد خرج منها قاصداً أبا عبد الله داعيته، وفات أمره. ثم علم في طريقه بحبس رفيقه، فعدل إلى سجلماسة، وأقام بها يتجر، فبلغ زيادة الله أنه بسجلماسة، فقبض متوليها على المهدي وابنه. ثم وقعت الحرب بين زيادة الله وبين أبي عبد الله الداعي، فهزمه أبو عبد الله مرات، وهرب من الجيش أبو العباس، ثم مسك. ثم سار زيادة الله منهزماً إلى مصر، ولحق أبو العباس بأخيه. ثم سارا في جيش كثيف وطلبا سجلماسة، فخرج اليسع متوليها للقتال، فهزمه أبو عبد الله سنة ست وتسعين، كما سيجيء. (21/40)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 41 4 (صلاة المكتفي يوم النحر) وفيها صلى المكتفي بالناس يوم النحر بالمصلى. 4 (خبر مقتل بدر المعتضدي) وفيها قتل بدر المعتضدي. وكان المعتضد يحبه. وكان بدر جواداً كريماً شجاعاً، وكان يؤثر القاسم بن عبيد الله الوزير ويتعصب له، فقال) المعتضد: والله لا قتله غيره. فكان كما قال. وذلك أن القاسم هم بنقل الخلافة عند موت المعتضد إلى غير ولده، وناظر بدراً في ذلك، فامتنع بدر، فلما رأى القاسم ذلك علم أن لا سبيل إلى مخالفة بدر، إذ كان المستولي على الأمور، اضطغنها على بدر. وحدث على المعتضد الموت، وبدر بفارس، فعمل القاسم على هلاكه. وكان بين بدر وبين المكتفي تباعد في أيام أبيه. فأشار القاسم على المكتفي أن يكتب إلى بدر بأن يقيم بفارس، وأن يبعث إليه بالمال، وأن يختار من الولايات ما شاء، ولا يقدم الحضرة. وخوف المكتفي منه. فكتب إليه يانس الموفقي بذلك، وبعث إليه بعشرة آلاف درهم. فلما وصل إلى بدر فكر وخاف لبعده من مكر القاسم. فكتب إلى المكتفي يقول: لا بد من المصير إلى الحضرة، وأن أشاهد مولاي. فقال القاسم له: قد جاهرك بالعصيان، ولا آمنه عليك. وكاتب القاسم الأمراء الذين مع بدر بالمصير إلى باب الخليفة. فأوقفوا بدراً على الكتب وقالوا: قم معنا حتى نجمع بينك وبين الخليفة. فقال: قد كتبت إليه، وأنا منتظر جوابه. ففارقوه ووصلوا إلى بغداد. فجاء بدر فنزل واسطاً. فندب القاسم أبا حازم القاضي وقال: اذهب إلى بدر برسالة أمير المؤمنين بالأمان والعهود. فامتنع، وكان ورعاً، وقال: لم أؤدي عن الخليفة رسالة لم أسمعها منه قال: أما تقنع بقولي؟ (21/41)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 42 قال: في مثل هذا ما يكفيني. فندب أبا عمر محمد بن يوسف القاضي، فأجاب مسرعاً، وانحدر إلى واسط، فاجتمع ببدر، وأعطاه الأيمان المغلظة عن المكتفي، فنزل بدر بطيار، وترك أصحابه بواسط ليلحقوه في البر. فبينا هو يسير، إذ تلقاه لؤلؤ غلام القاسم في جماعة، فنقلوا القاضي إلى طيار آخر، وأصعدوا بدراً إلى جزيرة. فلما عرف أنهم قاتلوه قال: دعوني أصلي ركعتين وأوصي، فتركوه فأوصى بعتق أرقابه، وصدقة ما يملك، وذبحوه في الركعة الثانية، في ليلة الجمعة السابعة والعشرين من شهر رمضان، وقدموا برأسه على المكتفي، فسجد. 4 (ما قيل في ذم القاضي أبي عمر) ) وذم الناس أبا عمر القاضي وقالوا: هو غرير وندم القاضي غاية الندم. فقال شاعر: (قل لقاضي مدينة المنصور .......... بم أحللت أخذ رأس الأمير)

(بعد إعطائه المواثيق والعه .......... د وعقد الأمان في منشور)

(أين أيمانك التي شهد الل .......... ه على أنها يمين فجور)

(أن كفيك لا تفارق كفي .......... ه إلى أن ترى مليك السرير)

(يا قليل الحياء يا أكذب الأ .......... مة يا شاهداً شهادة زور)

(أي أمر ركبت في الجمعة الغ .......... راء من ذي شهر هذي الشهور) (21/42)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 43 (قد مضى من قتلت في رمضا .......... ن صائماً بعد سجدة التعفير)

(يا بني يوسف بن يعقوب أضحى .......... أهل بغداد منكم في غرور) (21/43)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 44 4 (ث سنة تسعين ومائتين) فيها توفي: أحمد بن علي الأبار، والحسن بن سهل المجوز، والحسين بن إسحاق التستري، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن زكريا الغلابي الإخباري، ومحمد بن العباس المؤدب، ومحمد بن يحيى بن المنذر القزاز، شيوخ الطبراني. 4 (ظفر القرمطي بغلام طغج) وفي أولها قصد يحيى بن زكرويه الرقة، فجاء جمع، فخرج إليه عسكرها فهزمهم وقتل منعم، فبعث طغج لحربه بشيراً غلامه، فالتقوا، فقتل بشيراً، وانهزم جنده. فندب المكتفي أبا الأغر في عشرة آلاف، وجهزه لحربهم. (21/44)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 45 4 (حصار القرمطي دمشق) ثم سار القرمطي فحاصر دمشق، وبها طغج بن جف، فضعف عن مقاومة القرامطة. 4 (صرف المكتفي عن السكن بسامراء) ) وفيها خرج المكتفي من بغداد يريد سامراء ليسكن بها، فصرفه الوزير عن ذلك وقال: نحتاج إلى غرامات كثيرة. فعاد إلى بغداد. 4 (إقامة الحسين مقام أخيه يحيى بن زكرويه) ولما قتل الكلب يحيى بن زكرويه على حصار دمشق أقاموا مقامه أخاه الحسين. 4 (مسير المكتفي إلى الموصل لحرب القرامطة) وفيها عسكر المكتفي وسار إلى الموصل في رمضان لحرب القرامطة، وتقدم أمامه إلى حرب الحسين أبو الأغر، فنزل بوادي بطنان. فكسبهم على غرة صاحب الشامة القرمطي، فقتل منهم خلقاً، وهرب أبو الأغر في ألف رجل إلى حلب. وقتل تسعة آلاف. وتبعهم صاحب الشامة، فحاربه أبو الأغر على باب حلب، ثم تحاجزوا ووصل المكتفي إلى الرقة، وسرح الجيوش إلى القرمطي. (21/45)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 46 4 (هزيمة القرمطي أمام بدر الحمامي) وفي رمضان وصل القرمطي أيضاً إلى دمشق، فخرج لقتاله بدر الحمامي صاحب ابن طولون فهزم القرمطي، ووضع في أصحابه السيف وهرب الباقون في البادية. وبعث المكتفي في أثر صاحب الشامة الحسين بن حمدان والقواد. وقيل: إنما كانت الوقعة بين بدر والقرمطي بأرض مصر. وأن القرمطي انهزم إلى الشام في نفر يسير. فسار على الرحبة وهيت، فنهب وسبى، ومضى إلى الأهواز. 4 (مقتل يحيى بن زكرويه القرمطي) وفيها قتل أبو القاسم يحيى بن زكرويه بن مهرويه القرمطي المعروف بالشيخ، وبالمبرقع. وكان يسمي نفسه كذباً وبهتاناً: علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحسين. وكان من دعاة القرامطة. قيل: إن بدر الحمامي لقيه بحوران في هذه السنة، فاقتتلوا قتالاً عظيماً، فقيل، فقام أخوه موضعه. وكان سبب قتله أن بربرياً رماه بمزراق، واتبعه نفاط فأحرقه بالنار في وسط القتال، فنصب أصحابه أخاه الحسين بن زكرويه، ويسمى بصاحب (21/46)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 47 الشامة، وزعم بكذبه أنه: أحمد بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن الصادق جعفر، وأظهر شامة في وجهه يزعم أنها آيته. وجاءه ابن) عمه عيسى بن مهرويه وزعم أنه عبد الله بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن جعفر، ولقبه المدثر. وعهد إليه. وزعم أنه المعين في السورة. ولقب غلاماً له المطوق بالنور، وظهر على دمشق وحمص والشام، وعاث وأفسد، حتى قتل الأطفال وسبى الحريم، وتسمى أمير المؤمنين المهدي، ودعي له على المنابر. وكان ليحيى بن زكرويه شعر جيد في الحماسة والحرب. والله أعلم. (21/47)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 48 1 (تراجم رجال هذه الطبقة على حروف المعجم)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن إبراهيم بن فيل) أبو الحسن البالسي، نزيل أنطاكية. سمع: أبا جعفر النفيلي، وأبا توبة الحلبي، والمعافى بن سليمان، وعبد الوهاب بن نجدة، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وطائفة. وعنه: أبو عوانة، وحاجب بن أركين، وأبو سعيد بن الأعرابي، وخيثمة الأطرابلسي، وسليمان الطبراني، وطائفة. وقد روى عنه النسائي في حديث مالك تأليفه. توفي سنة أربع وثمانين، وهو والد صاحب الجزء المشهور أبي طاهر الحسن بن أحمد. 4 (أحمد بن إبراهيم) أبو جعفر الإصبهاني الغسال، والد القاضي أبي أحمد الحافظ. (21/48)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 49 سمع: إسماعيل بن عمرو البجلي، وسهل بن عثمان العسكري. وعنه: ابنه. توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين. 4 (أحمد بن إبراهيم بن فروة.) أبو عبد الله اللخمي القرطبي. له رحلة إلى العراق. سمع بمصر من: عبد الغني بن أبي عقيل، وغيره. وبالعراق من: عبيد الله القواريري، وبندار. وعنه: أحمد بن خالد بن الحباب، ومحمد بن عبد الله بن أعين.) وكان شيخاً مغفلاً. عاش تسعين سنة، ومات سنة تسعين ومائتين. 4 (أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن بكار.) أبو عبد الملك القرشي العامري البسري الدمشقي، من ولد بسر بن أبي أرطأة. سمع: أبا الجماهير محمد بن عثمان، ومحمد بن عائذ، وجده محمد بن عبد الله، وجماعة. وعنه: ن. وقال: لا بأس به، وابن جوصا، وأبو عوانة، وعلي بن أبي العقب، والطبراني، وآخرون. مات في شوال سنة تسع وثمانين. سمعنا من طبقة مغازي ابن عائذ. (21/49)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 50 4 (أحمد بن ملحان.) أبو عبد الله البلخي الأصل البغدادي. سمع من: يحيى بن عبد الله بن بكير، وغيره. وعنه: أبو بكر الشافعي، وابن قانع، والطبراني، وأبو بكر جلاد، وجماعة. ووثقه الدارقطني. مات سنة تسعين ومائتين. 4 (أحمد بن إسحاق بن صالح.) أبو بكر البغدادي. عن: مسلم بن إبراهيم، وجندل بن والق، وقرة بن حبيب، وطبقتهم. وعنه: ابن مخلد، وأبو جعفر بن البختري، وعبد الله بن إسحاق الخراساني، وأبو عمرو بن السماك. قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه أنا وأبي، وهو صدوق. أثنى عليه الدارقطني. توفي في أول سنة إحدى وثمانين. 4 (أحمد بن إسحاق بن واضح.) أبو جعفر المصري العسال.) عن: سعيد بن أبي مريم، وجماعة. (21/50)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 51 وعنه: أبو القاسم الطبراني. توفي في صفر سنة أربع وثمانين ومائتين. 4 (أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط الأشجعي) صاحب النسخة المشهورة الموضوعة. روى عن: أبيه وزعم أنه ولد سنة سبعين ومائة. وعنه: أحمد بن محمد البيروتي، وأحمد بن القاشم بن الزيات، والطبراني، وغيرهم. قال أبو سعيد بن يونس: توفي بمصر سنة سبع وثمانين. وهو كوفي قدم مر، وكان بالجيزة. 4 (أحمد بن إسحاق البلدي الخشاب) عن: عفان بن مسلم، وعبد الله بن جعفر الرقي، وغيرهما. وعنه: أبو القاسم الطبراني. 4 (أحمد بن إسحاق بن يزيد الرقي الخشاب) عن: عبيد بن جناد الحلبي. وعنه: الطبراني أيضاً وهو أصغر من البلدي الذي قبله. 4 (أحمد بن إسحاق الصدفي المصري) (21/51)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 52 روي عن: عمرو بن الربيع بن طارق. وعنه: الطبراني، وغيره. 4 (أحمد بن إسماعيل العدوي البصري) روى عن: عمرو بن مرزوق، وطبقته. وعنه: الطبراني. 4 (أحمد بن إسماعيل الوساوسي البصري) عن شيبان بن فروخ. وعنه: الطبراني.) 4 (أحمد بن أصرم بن خزيمة) أبو العباس المغفلي المزني البصري. حدث بدمشق عن: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعبد الأعلى بن حمدان، والقواريري. وعنه: أبو عوانة، وأبو جعفر النفيلي، وأبو بكر النجاد، وأبو عبد الله بن مروان، وجماعة. (21/52)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 53 قال أبو بكر الخلال: هو ثقة، كتبنا عن المروزي، عنه. وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي، وسمعت موسى بن إسحاق القاضي يعظم شأنه ويرفع منزلته. قلت: كان صاحب سنة، شديداً على المبتدعة. توفي في جمادى الأولى سنة خمس وثمانين ومائتين. 4 (أحمد بن بحر الدمشقي.) سمع من: ابن عثمان. وعنه: الطبراني فقط. 4 (أحمد بن بشر المرثدي.) أبو علي البغدادي. عن: علي بن الجعد، والهيثم بن خارجة، وجماعة. وعنه: عثمان بن السماك، وأبو بكر الشافعي، وجماعة. وثقه ابن المنادي وقال: مات سنة ست وثمانين ومائتين. 4 (أحمد بن الحسن بن مكرم البغدادي) سمع: علي بن الجعد. وعنه: الطبراني، وابن قانع. وكان بزازاً. 4 (أحمد بن جعفر) (21/53)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 54 أبو علي الدينوري النحوي تلميذ أبي عثمان المازني. أخذ عن: المازني كتاب سيبويه. وسكن مصر وأفاد أهلها.) وكان روح بيت تغلب وله مصنف في النحو. توفي سنة سبع وثمانين. 4 (أحمد بن الحسين بن مدرك القصري) عن: أبي شعيب السوسي، وسليمان بن أحمد الواسطي المقرئ. وعنه: الطبراني. توفي سنة تسعين. وعنه أيضاً: الطستي، وعمر بن الحسن الشيباني. وكان بقصر ابن هبيرة. 4 (أحمد بن الحسين) أبو الفضل النيسابوري المستملي. سمع: يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهويه واستملى على إسحاق. وعنه: محمد بن صالح هانئ، ومحمد بن يعقوب، والأخرم، وآخرون. توفي سنة ست وثمانين ومائتين. 4 (أحمد بن حماد بن سفيان) (21/54)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 55 أبو عبد الرحمن الكوفي الفقيه. ولي قضاء المصيصة. وروى عن: أبي بلال الأشعري، ويزيد بن عمرو الغنوي، وأبي بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن عمار. وارتحل إلى مصر فلقي أصحاب ابن وهب. قال الخليلي: صالح في الحديث، له معرفة. وقال: مات سنة ثمان وثمانين. قلت: روى عنه: أبو الحسن القطان، وابن قانع، ومحمد بن علي بن حبيش، وآخرون. مات بالمصيصة. 4 (أحمد بن حمدون) ) أبو نصر الموصلي الخفاف. عن: معلى بن مهدي، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وأحمد بن السكن، وغيرهم. وعنه: يزيد بن محمد في تاريخه. وقال: كان صاحب حديث حسن الحفظ. توفي سنة تسع وثمانين ومائتين. 4 (أحمد بن يزيد الآجري.) أبو بكر، وسماه أبو بكر الشافعي: محمداً. سمع: أبا نعيم، وعفان، وجماعة. وعنه: الشافعي، وعثمان بن السماك، وجماعة. توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين. 4 (أحمد بن خالد الدامغاني) (21/55)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 56 نزيل نيسابور. عن: أبي مصعب الزهري، وداود بن رشيد، وجماعة. وعنه: أبو حماد بن الشرقي، ومحمد بن الأخرم، ودعلج، وجماعة. وله رحلة إلى الشام، ومصر، والعراق. توفي سنة ثمان وثمانين ومائتين. 4 (أحمد بن خشنام الإصبهاني) عن: بكر بن بكار، والحسين بن حفص، وجماعة. توفي في عام أربع وثمانين. وثقه ابن مردويه. حدث عنه: أحمد بن محمد بن عاصم. وقال ابن الشيخ: كانت فيه غفلة. 4 (أحمد بن خطاب الإصبهاني) عن: طالوت بن عباد. وعنه: عبد الله بن محمد القباب، وغيره.) 4 (أحمد بن خليد) أبو عبد الله الكندي الحلبي. سمع: أبا نعيم، وأبا اليمان، والوحاظي، والحميدي، ومحمد بن عيسى الطباع، وزهير بن عباد، وطبقتهم. وله رحلة واسعة، ومعرفة جيدة. روي عنه: علي بن أحمد المصيصي، وأحمد بن مروان الدينوري، وسليمان الطبراني، وآخرون. (21/56)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 57 4 (أحمد بن داود) وأبو حنيفة الدينوري النحوي صاحب ابن السكيت ثقة، بارع الأدب، كثير الفنون، كبير الدائرة، طويل النفس. له مصنفات في العربية واللغة والهندسة والهيئة، والوقت، وغير ذلك. ذكر الوزير القفطي وقال: توفي لأربع بقين من جماعة الأولى سنة اثنتين وثمانين ومائتين. 4 (أحمد بن داود بن موسى) أبو عبد الله السدوسي البصري، ثم المالكي. نزيل مصر. حدث عن: عبد الله بن أبي بكر العتكي، ومسلم بن إبراهيم، وجماعة. وعنه: الطبراني، وغيره. قال ابن يونس: ثقة. توفي في صفر سنة اثنتين أيضاً. 4 (أحمد بن داود السمناني.) عن: أبي بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن حميد الرازي. توفي سنة تسعين. 4 (أحمد بن دبيس الموصلي) عن: غسان بن الربيع، ومعلى بن مهدي. يروي عنه: يزيد في تاريخه. (21/57)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 58 وقال: مات سنة تسع وثمانين.) 4 (أحمد بن ربيعة بن سليمان بن زفر.) والد القاضي عبد الله بن زفر. سمع: إبراهيم بن عبد الله بن زفر، ومحمد بن المثنى، وجماعة. وعنه: ابنه. توفي سنة ست وثمانين. 4 (أحمد بن رضوان بن أحمد البخاري) سمع: أبا حفص أحمد بن حفص، ومحمد بن سلام البيكندي، وغيرهما. مات سنة ست أيضاً. 4 (أحمد بن رواع) أبو الحسن الأيدغاني المصري. روى عن: يحيى بن بكير، وعمرو بن خالد، وجماعة. وكان كريماً جواداً ثقة. توفي سنة ست وثمانين، قاله ابن يونس. 4 (أحمد بن روح بن زياد) أبو الطيب الشعراني البغدادي. له مصنفات في الزهد وغير ذلك. روى عن: عبد الله بن خبيق الأنطاكي، ومحمد بن حرب النسائي، والحسن الزعفراني. وأقام بإصبهان. روى عنه: أبو أحمد العسال، وأحمد بن بندار الشعار، والطبراني. وإنما سمع منه الطبراني ببغداد. (21/58)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 59 4 (أحمد بن زياد بن مهران.) أبو جعفر البغدادي البزاز السمسار. عن: سليمان بن حرب، وزكريا بن عدي، وأبي نعيم، ومعاوية، وطائفة. وعنه: أحمد بن عثمان الأدمي، ومحمد بن نجيح، وأبو عمرو الزاهد، وغيرهم. وكان شاهداً معدلاً صدوقاً.) توفي في صفر سنة إحدى وثمانين ومائتين. 4 (أحمد بن زياد الرقي الحداد.) روى عن: حجاج الأعور. وهو من كبار شيوخ الطبراني. 4 (أحمد بن سلمة بن عبد الله.) أبو الفضل النيسابوري البزاز المعدل الحافظ. رفيق مسلم في الرحلة إلى قتيبة وإلى البصرة. جمع له مسلم الصحيح على كتابه. سمع: قتيبة، وابن راهويه، ومحمد بن مهران، وأبا كريب، ومحمد بن حميد، وعبد الله بن معاوية، وعثمان بن أبي شيبة، وأحمد بن منيع، وطبقتهم فأكثر. روى عنه: ابن وراة، وأبو زرعة، وأبو حاتم وهو أكبر منه وأبو حامد بن (21/59)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 60 الشرقي الحافظ، ويحيى بن منصور القاضي، وسليمان بن محمد بن ناحية، وعلي بن عيسى، وأبو الفضل الهاشمي. توفي في غزة جمادى الآخرة سنة ست وثمانين. قال أبو القاسم النصراباذي: رأيت أبا علي الثقفي في النوم فقال: عليك بصحيح أحمد بن سلمة. 4 (أحمد بن سليمان بن أبي الربيع الأندلسي الفقيه.) روى عن: سحنون، وسعيد بن حسان، والحارث بن مسكين، وغيرهم. ورحل إلى مصر. توفي سنة سبع وثمانين بحاصرة إلبيرة من الأندلس. 4 (أحمد بن سهل بن الربيع بن سليمان الجهني.) مولاهم الأصمعي. عن: يحيى بن بكير، ويحيى بن سليمان الجعفري، وإبراهيم بن الغمد. توفي سنة إحدى وثمانين. 4 (أحمد بن سهل.) أبو حامد الإسفرائيني.) عن: أحمد بن حنبلن وإسحاق، وعلي بن حجر، وعبدان، وابن أبي حاتم، وقال: صدوق. (21/60)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 61 4 (أحمد بن سهل البلخي.) الفقيه حمدان. عن: القعنبي، ومسلم بن إبراهيم. وهو صدوق. تفقه عليه: محمد بن عقيل البلخي. ولعله مات قبل هذا الوقت. 4 (أحمد بن سهل بن بحر النيسابوري.) عن: داود بن رشيد، ودحيم، وإسحاق بن راهويه، وطبقتهم. وله رحلة إلى الشام والعراق. وروى عنه: محمد بن صالح بن هانيء، وعبد الله بن الأخرم. وكان ابن الأخرم يعتمده أي اعتماد. توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين. 4 (أحمد بن صالح بن عبد الصمد بن أبي خداش.) أبو جعفر الموصلي. عن: جده لأمه محمد بن علي، وغسان بن الربيع. وعنه: يزيد بن محمد الأزدي. توفي سنة خمس وثمانين. وكان رجلاً صالحاً صدوقاً. 4 (أحمد بن الضوء بن المنذر الشيباني النجدي.) توفي بكرمينية في صفر سنة اثنتين أيضاً. 4 (أحمد المعتضد بالله) (21/61)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 62 (21/62)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 63 أمير المؤمنين أبو العباس ابن ولي العهد أبي أحمد طلحة الموفق بالله ابن المتوكل على الله جعفر بن المعتضد بن الرشيد الهاشمي العباسي. ولد في ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين ومائتين في دولة جدة. وقدم دمشق سنة إحدى وسبعين لحرب خمارويه الطولوني فالتقوا على حمص، فهزمهم أبو العباس. ثم دخل دمشق ومر بباب) البريد، فالتفت ينظر إلى الجامع، فقال: أي شيء هذا قالوا: الجامع. ثم نزل بظاهر دمشق بمحله الراهب أياماً، وسار فالتقى خمارويه عند الرملة. واستخلف بعد عمه المعتمد في رجب سنة تسع وسبعين. وكن ملكاً شجاعاً مهيباً، أسمر نحيفاً، معتدل الخلق، ظاهر الجبروت، وافر العقل، شديد الوطأة، من أفراد خلفاء بني العباس. كان يقوم على الأسد وحده لشجاعته. قال المسعودي: كان المعتضد قليل الرحمة قيل إنه كان إذا غضب على قائد أمر بأن يحفر له حفيرة ويلقى فيها، ويطم عليه. قال: وكان ذا سياسة عظيمة. وعن عبد الله بن حمدون أن المعتضد تصيد فنزل إلى جانب مقثأة وأنا معه. فصاح الناطور، فقال: علي به. فأحضر فسأله، فقال: ثلاثة غلمان نزلوا المقثأة فأخربوها. فجيء بهم فضربت أعناقهم في المقثأة من الغد. فكلمني بعد مدة وقال: أصدقني فيما ينكر علي الناس. (21/63)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 64 قلت: الدماء. قال: والله ما سفكت دماً حراماً منذ وليت. قلت: فلم قتلت أحمد بن الطيب قال: دعاني إلى الإلحاد. قلت: فالثلاثة الذين نزلوا المقثأة قال: والله ما قتلتهم، وإنما قتلت لصوصاً قد قتلوا، وأوهمت أنهم هم. وقال البيهقي، عن الحاكم، عن أبي الوليد حسان بن محمد الفقيه، عن ابن شريح، عن إسماعيل القاضي قال: دخلت على المعتضد، وعلى رأسه أحداث صباح الوجوه روم، فنظرت إليهم، فرآني المعتضد أتأملهم، فلما أردت القيام أشار إلي ثم قال: أيها القاضي، والله ما حللت سروالي على حرام قط. ودخلت مرة، فدفع إلي كتاباً، فنظرت فيه، فإذا قد جمع له فيه الرخص من ذلك العلماء، فقلت: مصنف هذا زنذيق. فقال: ألم تصح هذه الأحاديث) قلت: بلى، ولكن من أباح المسكر لم يبح المتعة. ومن أباح المتعة لم يبح الغناء. وما من عالم إلا له زلة، ومن أخذ بكل زلل العلماء ذهب دينه. فأمر بالكتاب فأحرق. وقال أبو علي المحسن التنوخي: بلغني عن المعتضد أنه كان جالساً في بيت يبنى له، فرأى في جملتهم أسود منكر الخلقة يصعد على السلالم درجتين درجتين، ويحمل ضعفا ما يحملونه، فأنكر أمره، فأحضره وسأله عن سبب ذلك، فتلجلج. وكلمه ابن حمدون فيه وقال: من هذا حتى صرفت فكرك إليه قال: قد وقع في خلدي أمر ما أحسبه باطلاً. (21/64)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 65 ثم أمر به فضرب مائة، وتهدد بالقتل ودعا بالنطع والسيف، فقال: لي الأمان قال: نعم. فقال: أنا أعمل في أتون الآجر، فأتى علي منذ شهور رجل في وسطه هميان، فتبعته. فجلس بين الآجر ولا يعلم بي، فحل هميانه وأخرج دنانير، فوثبت عليه وسددت فاه، وكتفته وألقيته في الأتون، والدنانير معي يقوى بها قلبي. فاستحضرها فإذا على الهيمان اسم صاحبه. فأمر فنودي في البلد، فجاءت امرأة فقالت: هو زوجي، ولي منه طفل. فسلم الذهب إليها، وهو ألف دينار، وضرب عنق الأسود. قال: وبلغني عن المعتضد أنه قام في الليل فرأى بعض الغلمان المردان قد وثب على غلام أمرد، ثم دب على أربعة حتى أندس بين الغلمان. فجاء المعتضد فوضع يده على فؤاد واحد واحد حتى وضع يده على ذلك الفاعل، فإذا به يخفق، فوكزه برجله فجلس، فقتله. قال: وبلغنا عنه أن خادماً له أتاه فأخبره أن صياداً أخرج شبكته، وهو يراه، فثقلت، فجذبها، وإذا فيها جراب، فظنه مالاً، ففتحه فإذا فيه آجر، وبين الآجر يد مخضوبة بحناء. وأحضر الجراب. فهال ذلك المعتضد، فأمر الصياد، فعاود طرح الشبكة، فخرج جراب آخر فيه رجل. فقال: معي في بلدي من يقتل إنساناً ويقطع أعضاءه ولا أعلم به ما هذا ملك. فلم يفطر يومه، ثم أحضر ثقة له وأعطاه الجراب وقال: طف به على من يعمل الجرب ببغداد فسل لمن باعه. فغاب الرجل وجاء، فذكر أنه عرف بائعه بسوق يحيى، وأنه اشترى منه عطار جراباً. فذهب إليه فقال: نعم، اشترى مني فلان الهاشمي عشرة جرب، وهو ظالم من أولاد المهدي. وذكر) من أخباره إلى أن قال: يكفيك أنه كان يعشق جارية مغنية لإنسان، فاكتراها منه، وادعى أنها هربت. (21/65)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 66 فلما سمع المعتضد سجد لله شكراً، وأحضر الهاشمي، فأخرج إليه اليد والرجل، فامتقع لونه واعترف. فأمر المعتضد بدفع ثمن الجارية إلى صاحبها، ثم سجن الهاشمي. ويقال إنه قتله. قال التنوخي: وثنا أبو محمد بن سليمان: حدثني أبو جعفر بن حمدون حدثني عبد الله بن أحمد بن حمدون قال: كنت قد حلفت لا أعقد مالاً من القمار، ومهما حصل صرفته في ثمن شمع أو نبيذ أو خدر مغنيه. فقمرت المعتضد يوماً سبعين ألفاً، فنهض يصلي سنة العصر، فجلست أفكر أندم على اليمين، فلما سلم قال: في أي شيء فكرت فما زال بي حتى أخبرته. فقال: وعندك أني أعطيك سبعين ألفاً في القمار قلت له: فتضعوا قال: نعم، قم ولا تفكر في هذا. ثم قام يصلي، فندمت ولمت نفسي لكوني أعلمته، فلما فرغ من صلاته قال: أصدقني على الفكر الثاني فصدقته. فقال: أما القمار فقد قلت إني ضغوت، ولكن أهب لك من مالي سبعين ألفاً. فقبلت يده وقبضت المال. وقال ابن المحسن التنوخي، عن أبيه: رأيت المعتضد وعليه قباء أصفر، وكنت صبياً، وكان خرج إلى قتال وصيف بطرسوس. وعن خفيف السمرقندي قال: خرجت مع المعتضد للصيد، وقد انقطع عنا العسكر، فخرج علينا أسد فقال: يا خفيف أفيك خير قلت: لا. قال: ولا تمسك فرسي قلت: بلى. فنزل وتحزم وسل سيفه وقصد الأسد، فقصده الأسد، فتلقاه المعتضد بسيفه قطع يده، فتشاغل الأسد بها، فضربه فلق هامته، ومسح بسيفه في صوفته وركب. (21/66)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 67 قال: وصحبته إلى أن مات، فما سمعته يذكر ذلك لقلة إحتفاله بما صنع. قلت: وكان المعتضد يبخل ويجمع المال. وقد ولي حرب الزنج وظفر بهم. وفي أيامه سكنت الفتن لفرط هيبته.) وكان غلامه بدر على شرطته، وعبيد الله بن سليمان على وزارته، ومحمد بن سياه على حرسه. وكانت أيامه أياماً طيبة كثيرة الأمن والرخاء. وكان قد أسقط المكوس، ونشر العدل، ورفع الظلم عن الرعية. وكان يسمى السفاح الثاني، لأنه جدد ملك بني العباس، وكان قد خلق وضعف وكاد يزول. وكان في اضطراب من وقت موت المتوكل. وبلغنا أنه أنشأ قصراً أنفق عليه أربعمائة ألف دينار. وكان مزاجه قد تغير من كثرة إفراطه في الجماع وعدم الحمية بحيث أنه أكل في علته زيتوناً وسمكاً. ومن عجيب ما ذكر المسعودي إن صح قال: شكوا في موت المعتضد، فقدم الطبيب فجس نبضه، ففتح عينه ورفس الطبيب برجله فدحاه أذرعا، فمات الطبيب. ثم مات المعتضد من ساعته. وعن وصيف الخادم قال: سمعت المعتضد يقول عند موته: (تمتع من الدنيا فإنك لا تبقى .......... وخذ صفوها ما إن صفت ودع الرنقا)

(ولا تأمنن الدهر إني أمنته .......... فلم يبق لي حالاً ولم يرع لي حقا)

(قتلت صناديد الرجال فلم أدع .......... عدواً، ولم أمهل على ظنه خلقا) (21/67)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 68 (وأخليت دور الملك من كل بازل .......... وشتتهم غرباً ومزقتهم شرقا)

(فلما بلغت النجم عزاً ورفعه .......... ودانت رقاب الخلق أجمع لي رقا)

(رماني الردى سهماً فأخمد جمرتي .......... فها أنذا في حفرتي عاجلاً ملقى)

(فأفسدت ديني ودنياي سفاهة .......... فمن ذا الذي مني بمصرعه أشقى)

(فيا ليت شعري بعد موتي ما أرى .......... إلى نعمة الله أم ناره ألقى) وقال الصولي: ومن شعر المعتضد: (يا لاحظي بالفتور والدعج .......... وقاتلي بالدلال والغنج)

(أشكو إليك الذي لقيت من ال .......... وجد، فهل لي إليك من فرج)

(حللت بالظرف والجمال من النا .......... س محل العيون والمهج)

4 (ذكر المعتضد من تاريخ الخطبي) قال: كان أبو العباس محبوساً، فلما اشتدت علة أبيه الموفق عمد غلمان أبي العباس فأخرجوه) بلا إذن، فأدخلوه عليه، فلما رآه أيقن بالموت. قال: فبلغني أنه قال: لهذا اليوم خبأتك، وفوض الأمور إليه. وضم إليه، وخلع عليه قبل موته بثلاثة أيام. (21/68)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 69 قال: وكان أبو العباس شهماً جلداً رجلاً بازلاً، موصوفاً بالرجلة والجزالة، قد لقي الحروب وعرف فضله، فقام بالأمر أحسن قيام، وهابه الناس ورهبوه أعظم رهبة. وعقد له المعتمد العقد أنه مكان أبيه، وأجرى أمره على ما كان أبوه الموفق بالله، ورسم في ذلك، ودعي له بولاية العهد على المنابر. وجعل المعتمد ولده جميعاً تحت يد أبي العباس. ثم جلس المعتمد مجلساً عاماً، أشهد فيه على نفسه بخلع ولده المفوض إلى الله من ولاية العهد، وإفراد المعتضد أبي العباس بالعهود في المحرم سنة تسع وسبعين. وتوفي في رجب من السنة يعني المعتمد فقيل إنه غم في بساط حتى مات. قال: وكانت خلافة المعتضد تسع سنين وتسعة أشهر وأياماً. وكان أسمر نحيفاً، معتدل الخلق، أقنى الأنف، إلى الطول ما هو، في مقدم لحيته امتداد، وفي مقدم رأسه شامة بيضاء، تعلوه هيبة شديدة. رايته في خلافته. وقال إبراهيم بن عرفة: توفي المعتضد يوم الإثنين لثمان بقين من ربيع الآخر سنة تسع وثمانين، ودفن في حجرة الرخام. وصلى عليه يوسف بن يعقوب القاضي. قلت: بويع بعده ابنه المكتفي بالله بن أحمد، وأبطل كثيراً من مظالم أبيه ورثاه الأمير بن المعتز الهاشمي بهذه الأبيات. (يا ساكن القبر في غبراء مظلمة .......... بالظاهرية مقصى الدار منفردا)

(أين الجيوش التي كنت تسحبها .......... أين الكنوز التي أحصيتها عددا)

(أين السرير الذي قد كنت تملؤه .......... مهابة، من رأته عينه ارتعدا)

(أين الأعادي الأولى ذللت مصعبهم .......... أين الليوث التي صيرتها نقداً)

(أين الجياد التي حجلتها بدم .......... وكن يحملن منك الضيغم الأسدا)

(أين الرماح التي غذيتها مهجاً .......... مذ مت ما وردت قلباً ولا كبدا) (21/69)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 70 (أين الجنان التي تجري جداولها .......... ويستجيب إليها الطائر الغردا)

(أين الوصائف كالغزلان رائحة .......... نسجت من حلل موشية جددا) ) (أين الملاهي وأين الراح تحسبها .......... ياقوتة كسيت من فضة زردا)

(أين الوثوب إلى الأعداء مبتغياً .......... صلاح ملك نبي العباس إذ فسدا)

(ما زالت تقسر منهم كل قسورة .......... وتخبط العالي الجبار معتمدا)

(ثم انقضيت فلا عين ولا أثر .......... حتى كأنك يوماً لم تكن أحدا)

4 (أحمد بن عبد العزيز الموصلي شقلاق.) عن: عاصم بن علي، وخلف البزاز. أخذ عن خلف كتاب القراءات، وبقي إلى بعد الثمانين. ذكره يزيد بن محمد في تاريخه. 4 (أحمد بن عبد الوهاب الحوطي.) يقال: توفي سنة إحدى وثمانين. وقد ذكر في الطبقة الماضية. 4 (أحمد بن عبد القاهر بن العنبري اللخمي الدمشقي.) شيخ لا يعرف. روى عن: منبه بن عثمان. وعنه: الطبراني. لم يعرفه ابن عساكر إلا بهذا. 4 (أحمد بن عطية.) عن: محمد بن مقابل، وسجادة، وطبقتهما. (21/70)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 71 وعنه: مكرم بن أحمد القاضي. 4 (أحمد بن عثمان) أبو عبد الرحمن النسائي. من أقران مصنف السنن. سمع بمصر والشام والعراق وخراسان من: قتيبة، وأبي مصعب، وهشام بن عمار، وعيسى بن عباس، وطبقتهم. وعنه: أبو حامد بن الشرقي، وأبو عبد الله الأخرم، ويحيى بن منصور القاضي، وجماعة.) وروى عنه القدماء: أبو بكر بن عاصم. قال ابن أبي حاتم: سمعت منه وهو ثقة صدوق. وقال الحاكم: حدث بنيسابور سنة أربع وثمانين ومائتين. وقد روى الطبراني، عن أحمد بن عبد الرحمن بن بشار النسائي: ثنا قتيبة فذكر حديثاً. وهو هو إن شاء الله تعالى. 4 (أحمد بن عقبة بن مضرس الإصبهاني) نزيل الري. سمع: شيبان بن فروخ، وهدبة بن خالد، وجماعة. وعنه: عبد الله بن قارس الإصبهاني. توفي سنة اثنتين وثمانين. وله ولد صالح عابد اسمه عبيد الله، يروي عن الحسن بن عرفة. 4 (أحمد بن علي الخزاز) (21/71)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 72 أبو جعفر البغدادي المقريء. سمع: هوذة بن خليفة، وشريح بن النعمان، وأسيد بن زيد الجمال، وسعدويه، وأحمد بن يونس، وعاصم بن علي، وطبقتهم. وعنه: ابن صاعد: وجعفر الخلدي، وابن السماك، وأبو بكر الشافعي، وأحمد بن يوسف بن خلاد، وجماعة. وثقه الدارقطني، وغيره. توفي في المحرم سنة ست وثمانين. وقد روى تلاوة عن هبيرة بن محمد التمار صاحب حفص الغاضري. حمل عنه الحروف: ابن مجاهد، وابن شنبوذ، وأحمد بن عجلان. وقد مر لنا: 4 (أحمد بن علي الخزاز الدمشقي) كان ببغداد بعد الستين ومائتين. 4 (أحمد بن عللة الجوهري المروزي) ) أبو العباس، والد عمر. سمع يحيى بن يحيى، وابن راهويه، والعرني. سمع بالشام والحجاز. وعنه: ابنه عمر، وإبراهيم بن محمد السكري، ومحمد بن سليمان بن فارس، وغيرهم. واسم أبيه: علي. 4 (أحمد بن علي بن سهل بن عيسى بن نوح المروزي ثم الدوري.) (21/72)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 73 حدث بمصر عن: عبيد الله القواريري، وعلي بن الجعد، ويحيى بن معين، وخلف بن هشام البزاز، وطائفة. وعنه: أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي، وعبد الله بن جعفر بن الورد، وأحمد بن إبراهيم بن الحداد، وغيرهم. 4 (أحمد بن علي بن الحسن بن جابر البربهاري.) أبو العباس. سمع: عفان، وعاصم بن علي، ومحمد بن سابق، وجماعة. وعنه: عبد الصمد الطستي، وابن قانع، وعثمان بن محمد، وأبو أحمد العسال، والطبراني، وآخرون. وثقة الخطيب. 4 (أحمد بن علي بن مسلم.) أبو العباس الأبار الحافظ. نزل بغداد وحدث عن: مسدد، وأمية بن بسطام، وعلي بن الجعد، (21/73)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 74 وشيبان بن فروخ، ودحيم، وهشام بن عمار، ومحمد بن المنهال، وخلق، بالشام والعراق وخراسان. وعنه: ابن صاعد، ودعلج، والنجاد، وأبو سهل بن زياد، وأبو بكر بن أحمد بن جعفر القطيعي، وخلق. قال الخطيب: كان ثقة حافظاً متقناً، حسن المذهب. توفي يوم نصف شعبان سنة تسعين. وقال أبو سهل: سمعته يقول: بايعت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم على إقامة الصلاة) وإيتاء الزكاة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. وقال جعفر الخلدي: كان أحمد الأبار من أزهد الناس. استأذن أمه في الرحلة إلى قتيبة فلم تأذن. ثم ماتت، فخرج إلى خراسان، ثم وصل إلى بلخ وقد مات قتيبة. وكانوا يعزونه على هذا فقال: هذا ثمرة العلم، لأني اخترت رضى الوالدة. قال أحمد بن جعفر بن سلم: سمعته يقول: كنت بالأهواز، فرأيت رجلاً قد حف شاربه، وأظنه قد اشترى كتباً، وتعين للفتوى، فذكر له أصحاب الحديث فقال: ليسوا بشيء، وليس يسوون شيئاً. فقلت: أنت لا تحسن تصلي. قال: أنا قلت: نعم أيش تحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتحت ورفعت يديك فسكت. فقلت: أيش تحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجدت فسكت. فقلت: ألم أقل لك إنك لا تحسن الصلاة أنت إنما قيل لك تصلي الغداة ركعتين، والظهر أربعاً، فالزم ذلك خير لك من أن تذكر أصحاب الحديث. قلت: وله تاريخ وتصانيف. (21/74)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 75 4 (أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الضحاك بن مخلد بن مسلم.) القاضي أبو بكر الشيباني الحافظ الزاهد الفقيه، قاضي إصبهان بعد صالح ابن الإمام أحمد. ولد في حياة جده، ولم يدرك السماع منه. وسمع: أبا الوليد الطيالسي، وعمر بن مرزوق، ومحمد بن كثير، وأبا سلمة التبوذكي، وهو جده لأمه، وأبا عمرو الحوضي، وهدبة بن خالد، والأزرق بن علي، وأبا كامل الجحدري، وهشام بن عمار، ودحيماً، وخلقاً كثيراً بالبصرة، والكوفة، وبغداد، ودمشق، وحمص، والحجاز، والنواحي. وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو العباس أحمد بن بندار الشعار، وأحمد بن جعفر معبد، وأبو الشيخ الحافظ، ومحمد بن إسحاق بن أيوب، وعبد الرحمن بن محمد سياه، ومحمد بن أحمد الكسائي، والقاضي أبو أحمد العسال، وطائفة. وقال ابن أبي حاتم: صدوق. قلت: صنف كتاباً حافلاً في السنن، وقع لنا عنده كتب صغار منه. وكان فقيهاً إماماً يفتي) بظاهر الأثر. وله قدم في العبادة والورع والعلم. وقد ولي قضاء إصبهان ستة عشرة سنة. ثم صرف لشر وقع بينه وبين علي بن متويه. وكانت كتبه قد ذهبت بالبصرة في فتنة الزنج، وقال: لم يبق لي شيء من كتبي، فأعدت من ظهر قلبي خمسين ألف حديث. كنت أمر إلى دكان بقال، فأكتب بضوء سراجه، ثم ذكرت أني لم أستأذن، فذهبت إلى البحر، فغسلت ما كتبت، ثم أعدته ثانياً. (21/75)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 76 هذا الكلام رواه أبو الشيخ في تاريخه، عن ولده عبد الرزاق، عن أبي عبد الله محمد بن أحمد الكسائي، عن أبي عاصم. وروى أبو الشيخ، عن ابنه، عن أحمد بن محمد بن عاصم، عنه قال: وصل إلي من دراهم القضاء زيادة على أربعمائة ألف درهم، لا يحاسبني الله يوم القيامة أني شربت منها شربة ماء. وعن محمد بن جعفر الصوفي قال: سمعت الحكيمي يقول: ذكر أبي ليلى الديملي أن أبا بكر بن أبي عاصم ناصبي، فبعث غلاماً بسيف ومخلاة وقال: إئتني برأسه. فجاء الغلام وأبو بكر يروي الحديث فقال: أمرني أن أحمل إليه رأسك. قال: فنام على قفاه، ووضع الكتاب على وجهه وقال: افعل ما شئت. فلحقه آخر فقال: أمرك الأمير أن لا تقتله. فقعد أبو بكر ورجع إلى الحديث. فعجب الناس منه. رواها ابن عساكر في تاريخه. وقال محمد بن أحمد الكسائي: كنت جالساً عند أبي بكر، فقال رجل: أيها القاضي، بلغنا أن ثلاثة كانوا بالبادية يقلبون الرمل، فقال أحدهم: اللهم إنك قادر على أن تطعمنا خبيصاً على لون هذا الرمال. فإذا هم بأعرابي بيده طبق، فوضعه بين أيديهم، خبيص حار. فقال ابن أبي عاصم: قد كان ذلك. قال الكسائي: كان الثلاثة: هو، وعثمان بن صخر الزاهد أستاذ أبي تراب النخشبي، وأبو تراب. وكان أبو بكر هو الذي دعا. قال الكسائي: رأيت أبا بكر فيما يرى النائم، كأنه يصلي من قعود، فسلمت، فرد علي، فقلت: أنت أحمد بن عمرو قال: نعم. قلت: ما فعل الله بك) قال: يؤنسني ربي. قلت: يؤنسك ربك قال: نعم. فشهقت شهقة فانتبهت. (21/76)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 77 وقال ابن الأعرابي في طبقات النساك: وأما ابن أبي عاصم فسمعت من يذكر أنه كان يحفظ لشقيق البلخي ألف مسألة. وكان من حفاظ الحديث. والفقه. وكان مذهبه بالظاهر ونفي القياس. وقد ولي قضاء إصبهان. وقال أبو نعيم الحافظ: إبن أبي عاصم من ذهل بن شيبان، كان فقيهاً ظاهري المذهب. ولي القضاء بإصبهان ست عشرة سنة، أو قيل ثلاث عشرة سنة، بعد وفاة صالح. توفي في ربيع الآخر سنة سبع وثمانين ومائتين. 4 (أحمد بن عمرو) أبو جعفر الفارسي الوراق المقعد. طوف وسمع: هدبة بن خالد، وشيبان بن فروخ، وجماعة. وسكن دمشق. روى عنه: خيثمة، وعلي بن أبي العقب، وأبو علي بن محمد بن هارون. وبقي إلى بعد الثمانين. وثقه خيثمة. 4 (أحمد بن عيسى) (21/77)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 78 أبو سعيد الخراز البغدادي العارف. شيخ الصوفية. حدث عن: إبراهيم بن بشار صاحب إبراهيم بن أدهم، وعن: محمد بن منصور الطوسي. وعنه: علي بن محمد الواعظ المصري، وأبو محمد الحريري، وعلي بن حفص الرازي، ومحمد بن علي الكتاني، وجماعة. وصحب السري السقطي وأخذ عن ذي النون. ويقال إنه أول من تكلم في علم الفناء والبقاء.) وقال أبو القاسم عثمان بن مردان النهاوندي: أول ما لقيت أبا سعيد الخراز سنة اثنتين وسبعين ومائتين، فصحبته أربع عشرة سنة. وقال: وتوفي سنة ست وثمانين. وعن غيره إن أبا سعيد إمام توفي سنة سبع وسبعين. قال السلمي: أبو سعيد إمام القوم في كل فن من علومهم. له في باديء أمره عجائب. فلما مات ظهرت بركاته عليه وعلى من صحبه. وهو أحسن القوم كلاماً خلا الجنيد، فإنه الإمام. وقال أبو القاسم القشيري: صحب ذا النون، والنباجي، والسري، وبشراً. قال: ومن كلامه: باطن يخالف ظاهراً فهو باطل. وقال أبو بكر الطرسوسي: أبو سعيد الخراز قمر الصوفية. وعن أبي سعيد قال: أوائل التوبة، ثم ينتقل إلى مقام الخوف، ثم ينتقل منه إلى مقام الرجاء، ثم منه إلى مقام الصالحين، ثم ينتقل منه إلى مقام المريدين، ثم ينتقل منه إلى مقام المطيعين، ثم ينتقل منه إلى مقام المحبين، ثم ينتقل منه إلى مقام المشتاقين، ثم ينتقل منه إلى مقام الأولياء، ثم ينتقل منه (21/78)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 79 إلى مقام المقربين. وقال السلمي: أنكر على أبي سعيد أهل مصر وكفروه بألفاظه، فإنه قال في كتاب السر فإذا قيل لأحدهم: ما تقول قال: الله وإذا تكلم قال: الله وإذا نظر قال: الله فلو تكلمت جوارحه قال: الله. وعن الجنيد قال: لو طالبنا الله بحقيقة ما عليه أبو سعيد الخراز هلكنا. فقيل لإبراهيم بن شيبان: وأيش كان حاله قال: كذا وكذا سنة يخرز، ما فاته الحق بين الخرزتين. وعن المرتعش قال: الخلق عيال على أبي سعيد إذا تكلم في الحقائق. وقال محمد بن علي الكتاني: سمعت أبا سعيد الخراز يقول: من ظن أنه ببذل المجهود يضل فمتعني، ومن ظن أنه بغير بذل المجهود وصل فمتعني. رواها السلمي، وأبو حاتم العبدري، والماليني، عن محمد بن عبد الله الرازي، عن الكسائي. وله ترجمة مطولة في تاريخ دمشق، رحمة الله تعالى. 4 (أحمد بن عيسى بن هامان) أبو جعفر الرازي الجوال. حدث سنة تسع وثمانين بإصبهان.) عن: هشام بن عمار، ودحيم، وعبد العزيز بن يحيى المدني، وأبو غسان زنيج. وعنه: مكرم بن أحمد القاضي، وأبو الشيخ الحافظ، وعبد الرحمن محمد بن أحمد سياه، وأحمد بن إسحاق الشعار. وله غرائب. (21/79)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 80 4 (أحمد بن عيسى بن الشيخ) صاحب ديار بكر وآمد. كان المعتز بالله استعمله عليها. فلما مات المعتز استولى ابن الشيخ على ناحيته، وامتدت أيامه. وقام بعده ابنه محمد. توفي سنة خمس وثمانين. 4 (أحمد بن الغمر بن أبي حماد الحمصي.) روى عن: إبراهيم بن المنذر، ومحمد بن السري، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وسعيد بن نصير. وعنه: ابن جوصا، وخثيمة، وأبو يعقوب الأذرعي، ومحمد بن أحمد بن حمدان الرسعني، وآخرون. 4 (أحمد بن فارس البوشنجي) عن: عتبة بن عبد الله الهروي، وعلي بن حجر، وغيرهما. توفي سنة أربع وثمانين. 4 (أحمد بن الليث بن منصور الأنماطي) (21/80)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 81 نزل الكوفة. وسمع: أحمد بن إبراهيم الدورقي، وعباس بن يزيد البحراني. وعنه: عبد الله بن يحيى الطلحي، وأبو بكر بن أبي دارم. حدث سنة. 4 (أحمد بن محمد البغدادي) رجلان، أحدهما أبو بكر. عن: جنادة بن المغلس. وعنه: أبو بكر الشافعي. والآخر:) 4 (أبو الحسن سبط محمد بن حاتم.) عن هدبة. وعنه: ابن مخلد. ماتا في سنة اثنتين وثمانين. وأما ابن قانع فقال: مات سبط محمد بن حاتم بن ميمون في سنة خمس وثمانين. يروي عنه: أبو جعفر العقيلي. وقال الدارقطني: هو ثقة نبيل، يروي عن يمان بن حرب، والعرني. 4 (أحمد بن محمد بن حميد البغدادي المقريء المخضوب.) أبو جعفر الملقب بالفيل لعظم خلقه. قرأ على: عمر بن الصباح وعلى: يحيى بن هاشم السمسار، عن حمزة. أخذ عنه: ابن مجاهد، وأحمد بن خلف، ووكيع، وحماد. وقد روى عن: عاصم بن علي، وأبي بلال الأشعري، وغيرهما. (21/81)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 82 وعنه: عبد الصمد الطستي، وابن قانع. توفي سنة ست وثمانين ومائتين. قال الدارقطني: ليس بالقوي. أحمد بن محمد بن سالم أبو حامد السالمي النيسابوري. عن: إسحاق بن راهويه، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، وجماعة. وعنه: أحمد بن إسحاق الصبغي الفقيه. توفي سنة ست أيضاً. 4 (أحمد بن محمد بن الشاه البزاز) عن: منصور بن أبي مزاحم، ويحيى بن معين. وعنه: ابن صاعد، والطستي. توفي سنة سبع وثمانين ومائتين. ثقة، يروي عن طائفة.) 4 (أحمد بن محمد بن عبد القادر الإسكندراني.) صاحب نعيم بن حماد. توفي سنة خمس أيضاً. 4 (أحمد بن محمد بن الصلت الضرير.) حدث بمصر عن: علي بن الجعد، وغيره. وعنه: الطبراني، وأهل مصر. (21/82)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 83 توفي سنة تسع وثمانين ومائتين. 4 (أحمد بن محمد بن عاصم بن يزيد الرازي.) أبو بكر. عن: إبراهيم بن الحجاج السامي، وأبي الربيع الزهراني، وعلي بن المديني، وحرملة، وقتيبة بن سعيد، وابنه محمد. توفي سنة تسع وثمانين. وعنه: أبو جعفر العقيلي، وأبو أحمد العسال. 4 (أحمد بن يحيى بن حمزة.) أبو عبد الله الحضرمي البتلهي. عن: أبي مسهر، وعلي بن عياش، وجماعة. وعنه: أحمد بن محمد بن عمارة، والطبراني. توفي سنة تسع أيضاً. وكان ضعيفاً. قال أبو أحمد الحاكم: ثنا عنه أبو الجهم بن طلاب بأحاديث بواطيل. 4 (أحمد بن محمد بن بكير النيسابوري الوراق القصير.) عن: داود بن رشيد، ودحيم، والطبقة. (21/83)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 84 ورحل إلى الشام والعراق. وعنه: أبو بكر بن مجاهد، وعثمان بن السماك، وجماعة. وثقة الخطيب.) وتوفي سنة أربع وثمانين. 4 (أحمد بن محمد بن الحسن بن جنيد.) أبو بكر البغدادي الفقيه، صاحب أبي ثور. كان أحد الفقهاء المستورين في وقته. توفي في ذي القعدة سنة خمس وثمانين. 4 (أحمد بن محمد بن سليمان.) أبو الحسن البغدادي العلاف. سمع: طالوت بن عباد، وهشام بن عمار. وعنه: القاضي الأشناني، وإسماعيل بن علية الخطبي، وآخرون. توفي سنة خمس أيضاً. 4 (أحمد بن محمد بن صاعد.) مولى بني هاشم. أخو الحافظ يحيى، ويوسف. سمع: عبد الله بن عون الخزاز، وأبا بكر بن أبي شيبة. وعنه: الحسين بن صفوان البردعي، وأبو بكر بن خلاد النصيبي. وليس بالقوي، قاله الدارقطني. وقواه الخطيب. (21/84)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 85 4 (أحمد بن محمد بن صعصعة البغدادي.) عن: منصور بن أبي مزاحم. وعنه: أبو القاسم الطبراني، وابن قانع، ومحمد بن عمرو العقيلي، والطستي. وأكبر شيخ له عبد الله بن صالح العجلي. 4 (أحمد بن محمد بن عمار.) أبو حامد النيسابوري المسلمي. سمع: إسحاق بن راهويه، وجماعة. وعنه: يحيى بن محمد العنبري، ومحمد بن صالح بن هانيء. 4 (أحمد بن محمد بن الصلت.) ) أبو عبد الله البغدادي الضرير. سكن مصر وحدث عن: علي بن الجعد، ومحمد بن زياد الكلبي. وعنه: الطبراني، وغيره. توفي سنة تسع وثمانين ظناً. 4 (أحمد بن محمد بن مظفر.) عن أحمد بن حنبل، وسريج بن يونس. وعنه: أبو بكر نجاد، والشافعي، وآخرون. وكان ثقة. 4 (أحمد بن محمد بن أبي موسى) (21/85)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 86 الفقيه أبو بكر الأنطاكي. عن: هشام بن عمار، وابن أبي الحواري، ومحمد بن زنبور، وعبيد بن هشام الحلبي، وجماعة. وعنه: أحمد بن عتبة الرازي، وأبو بكر النقاش، وأبو القاسم الطبراني، وابن مجاهد المقريء، وآخرون. حدث بمصر والشام. 4 (أحمد بن المبارك.) أبو عمرو المستملي النيسابوري الزاهد المجاب الدعوة. ويعرف بحمكويه. قال الحاكم: كان مجاب الدعوة وراهب عصره. سمع: قتيبة، ويزيد بن صالح، وإسحاق بن راهوية، وأحمد بن حنبل، والقواريري، وسريج بن يونس، وأبا مصعب الزهري، وسهل بن عثمان العسكري، وخلقاً كثيراً. وكتب الكثير. روى عنه: أبو عمرو أحمد بن نصر، وجعفر بن محمد بن سوار، وأبو عثمان سعيد بن إسماعيل الزاهد، وأبو عمرو أحمد بن محمد الجيزي، وأبو حامد بن الشرقي، وزنجويه بن محمد، ومشائخنا.) ثنا محمد بن صالح: أنا أبو عمرو فذكر حديثاً. وثنا محمد بن صالح قال: كنا عند أبي عمرو المستملي، فسمع جلبه فقال: ما هذا قالوا: أحمد بن عبد الله، يعني الخجستاني في عسكره. فقال: اللهم مزق بطنه. قال: فما تم الأسبوع حتى قتل. (21/86)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 87 سمعت علي بن محمد الفامي يقول: حضرت مجلس أبي عثمان الزاهد، ودخل أبو عمرو المستملي وعليه أثواب رثة. فبكى أبو عثمان، فلما كان يوم مجلس الذكر قال: دخل علي رجل من مشائخ العلم، فاشتغل قلبي برثاثة حاله، ولولا أني أجله عن تسميته في هذا الموضع لسميته. قال: فرمى الناس بالخواتم والدراهم والثياب. فقام أبو عمرو على رؤوس الناس وقال: أنا الذي ذكرني أبو عثمان، ولولا أني كرهت أن يتهم غيري لسكت. ثم أخذ جميع ذلك وحمله معه. فما بلغ باب الجامع إلا وقد وهب للفقراء جميع ذلك. أول ما استملى أبو عمرو سنة ثمان وعشرين، وقد استملى على جماعة عاشوا بعده. وسمعت أبا بكر بن إسحاق الضبعي يقول: كان أبو عمرو يصوم النهار ويحيي الليل. وأخبرني غير واحد: يقول أبو بكر إن الليلة التي قتل فيها أحمد بن عبد الله صلى أبو عمرو صلاة العتمة. ثم صلى طول الليل وهو يدعو بصوت عال: اللهم شق بطنه، اللهم شق بطنه. قلت: وروى عنه أيضاً محمد بن يعقوب الأخرم، وأبو الطيب بن المبارك، ومحمد بن داود الزاهد. ومات في جمادى الآخرة سنة أربع وثمانين. 4 (أحمد بن مجاهد.) أبو جعفر المديني. عن: أبي بكر، وعثمان بن أبي شيبة، وعبد الله بن عمر بن أبان. وعنه: أحمد بن إسحاق الشعار، والطبراني، والإصبهانيون. (21/87)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 88 توفي سنة تسعين ومائتين.) 4 (أحمد بن محمود بن مقاتل بن صبيح.) أبو الحسن الهروي الفقيه. حدث ببغداد عن: شيبان بن فروخ، وعبد الأعلى بن حماد، وخلق. 4 (أحمد بن مروان) أبو الرضا الأندلسي القرطبي. سمع: يحيى بن يحيى، وعبد الملك بن حبيب، وسعيد بن حسان، وجماعة. وكان حافظاً للفقه والحديث. روى عنه: محمد بن قاسم، وغيره. وقيل إنه هو الذي ألف المستخرجة للعتبي. توفي سنة ست وثمانين. 4 (أحمد بن المعلى بن يزيد.) (21/88)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 89 أبو بكر الأسدي الدمشقي ختن دحيم. عن: صفوان بن صالح، وهشام بن عمار، ودحيم، وأحمد بن أبي الحواري، وجماعة. وناب في قضاء دمشق عن أبي زرعة محمد بن عثمان. روى عنه: ن.، وخثيمة، وعلي بن أبي العقب، وأبو الميمون راشد والطبراني، وآخرون. توفي سنة ست وثمانين. 4 (أحمد بن منصور بن حبيب المروذي.) أبو بكر الخصيب. عن: عفان. وعنه: الحسن بن محمد شعبة الأنصاري، وإسماعيل الخطبي. 4 (أحمد بن مهران اليزدي الأصبهاني الزاهد.) عن: عبد الله بن موسى، وخالد بن مخلد، وخنيس بن بكر بن خنيس، وإسماعيل بن عمرو البجلي. وعنه: سعيد بن يعقوب، وأبو بكر المنكدري، ومحمد بن جمعة الكرماني، وآخرون. توفي سنة أربع وثمانين. وقيل: سنة اثنتين وثمانين. وهو أحمد مهران بن خالد، أبو جعفر.) 4 (أحمد بن أبي عمران موسى القنطري الخياط.) (21/89)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 90 سمع: أبا نعيم، وعفان. وعنه: محمد بن العباس بن نجيح، وأبو بكر الشافعي. توفي سنة اثنتين وثمانين. وثقة الدارقطني. 4 (أحمد بن موسى بن يزيد السامي البصري.) سمع: مسلم بن إبراهيم. وعنه: الطبراني. لا أعرفه بعد. 4 (أحمد بن موسى بن إسحاق.) أبو جعفر التميمي الكوفي الحمار البزاز. توفي في رمضان سنة ست وثمانين. روى عن: أبي نعيم، وقطبة بن العلاء، وعلي بن ثابت، والدهقان، والحسن بن الربيع. ومات سنة خمس وثمانين. قلت: سنة ست على الصحيح. 4 (أحمد بن ميثم بن أبي نعيم الفضل بن دكين الكوفي.) (21/90)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 91 سمع من: جده، وعبيد الله بن موسى، وجماعة. وعنه: محمد بن عبد الله بن معروف، وأهل الكوفة. توفي سنة إحدى وثمانين. وكان من أجلاء الشيعة وكبارهم. له مصنفات عندهم. 4 (أحمد بن نصر بن حميد.) أبو بكر الوازع البزاز. حدث ببغداد عن: محمد بن أبان الواسطي، وغيره. وعنه: أبو سهل القطان، وابن نجيح. وكان صدوقاً سماه بعضهم محمد. توفي سنة أربع وثمانين.) 4 (أحمد بن النضر بن بحر.) أبو جعفر العسكري المقريء، نزيل الرقة. قرأ على: هشام بن عمار وذكر أبو بكر النقاش أنه قرأ عليه. وحدث ببغداد عن: سعيد بن حفص النفيلي، وهشام بن مصفى، وجماعة. وعنه: أبو جعفر العقيلي، وإسماعيل الخطبي، وعبد الباقي بن قانع والطبراني. قال ابن المنادي: وكان من ثقات الناس. (21/91)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 92 توفي بالرقة في ذي الحجة سنة تسعين ومائتين. 4 (أحمد بن وازن.) الفقيه أبو جعفر الصواف صاحب سحنون. كان إماماً عالماً عاملاً كبير القدر. يقال كان مستجاب الدعوة. توفي سنة اثنتين وثمانين، وله تسع وثمانون سنة رحمه الله. 4 (أحمد بن حمزة الثقفي الإصبهاني.) عن: الحسين بن حفص، ومحمد بن أبان العنبري. وعنه: عبد الله بن محمود خال أبي الشيخ، ومحمد بن أحمد الكسائي المقريء، وغيرهما. توفي سنة اثنتين أيضاً. 4 (أحمد بن يحيى بن نصر) الأصبهاني العسال. عن: هدبة بن خالد، وعمرو بن رافع القزويني، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، ونصر الجهضمي، وطائفة. وكان واسع الرحلة. روى عنه: أبو الشيخ، وعبد الرحمن بن محمد المذكر، وأحمد بن بندار الشعار. وقال أبو الشيخ: ثقة. توفي سنة ست وثمانين ومائتين. 4 (أحمد بن يزيد السجستاني) (21/92)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 93 حدث ببغداد عن: الحسن بن سوار.) وعنه: الطبراني. 4 (أحمد بن أبي العلاء البغدادي المغني) ورخه النفطوي في سنة أربع وثمانين فقال: يقال إنه مات على بطن جارية له، ورفع خبره إلى المعتضد وأنه خلف أربعة وعشرين ألف دينار، وسبعمائة ثوب، وغير ذلك. وكان واحد دهره في الغناء. كان فرداً في صناعته لا يقاس به أحد. ومن رأى إليه نظيراً فقد ظلمه. 4 (أحمد بن يحيى) أبو جعفر السوطي. عن: أبي عون، وعفان، وأحمد بن يونس. وعنه: هبة الله بن محمد الفراء، وأبو علي محمد بن يوسف بن المعتمر البصري. وقيل: هو أحمد بن محمد بن يحيى السوطي شيخ الطبراني. 4 (أحمد بن يحيى) أبو سعيد الخوارزمي. روى عن: أحمد بن نصر الفراء، ومحمد بن عبد الله بن قهزاد. وعنه: أحمد بن بنجاب، والطبراني، وغيرهما. فيه ضعف. (21/93)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 94 4 (إبراهيم بن أحمد) أبو إسحاق الإصبهاني النقاش المقريء. قرأ على: محمد بن عيسى مقريء إصبهان. وروى عن: أبي الوليد الطيالسي، وأبي عمرو الحوضي، وجماعة. توفي سنة إحدى وثمانين ومائتين. 4 (أحمد بن يحيى بن مهنا) أبو بكر الأزدي. عن: بشر بن الوليد، وإسحاق بن أبي إسرائيل. وعنه: الطستي، والطبراني، وجماعة.) 4 (إبراهيم بن أحمد بن الأغلب بن إبراهيم بن الأغلب) أبو إسحاق التميمي الأغلبي أمير القيروان وآبن أمرائها. ولي الإمرة سنة إحدى وستين ومائتين. وكان عادلاً سائساً حازماً صارماً. كانت التجارة تسير من مصر إلى سبتة لا تعارض ولا تروع. ابتنى الحصون والمحارس على سواحل البحر، بحيث كانت توقد النيران في ليلة واحدة من سبتة إلى الإسكندرية حتى يقال: كان بأرض المغرب من بنائه وبناء آبائه ثلاثون ألف حصاناً، وهذا شيء لم يسمع بمثله لملك. وقد قصد سوسة وعمل لهم سواراً وأقام في الملك بضعاً وعشرين سنة. وقد دونت سيرته وأيامه وعدله وبذله وجوده، وكان مصدقاً للعدل وإنصاف (21/94)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 95 الرعية، معتنياً بذلك. فقيل إن امرأة تاجر اتصل خبر جمالها بوزيره، فأرسل الوزير إليها فأبت، فكلف بها، وبث أمره إلى عجوز تغشاه، وكانت حظية عند الأمير إبراهيم وعند أمه يتبركون بها، ويطلبون منها الدعاء فقالت: أنا أقضي الشغل. وقصدت المرأة فدقت بابها، ففتحت لها الجارية. وكانت العجوز مشهورة في البلد، فتلقتها المرأة وقبلت يدها، وقدمت لها شيئاً. فقالت: أنا على نية، ويكون وقتاً آخر. وإنما أصابت إزاري نجاسة فأريد غسلها. فأحضرت الطست والصابون، وغسلت طرفه بنفسها. وقامت العجوز تصلي حتى نشف ولبسته وذهبت. ثم ترددت إليها وتأكدت المعرفة، فقالت لها: عندي يتيمة أريد عرسها الليلة، فإن خف عليك تعيريها حليك قالت: يا حبذا. وأعطتها حق الحلى. فانصرفت. وجاءت بعد أيام فقالت: يا أمي وأين الحلى قالت: عبرت إلى فلان وهو معي، فلما علم أنه لك أخذه مني وحلف أن لا يسلمه إلا إليك. قالت: لا تفعلي. قالت: هذا الذي تم. ومضت، فاشتد على المرأة البلاء، وبقيت تتقلى. فلما دخل زوجها رأى الضر في وجهها، فسألها فأعلمته القصة. فاشتد بلاؤه. ثم أنهى أمره إلى الأمير إبراهيم، وقص عليه القصة، فتغير لذلك وقال: أكتم هذا، وائتني بعد يومين. ثم دخل إلى أمه، وطلب منها العجوز، فحضرت، فاحترمها ووانسها، ووضع رأسه في حجرها، وأخذ يتمسح بها، وأخذ خاتمها وجعل يقلبه ويشاغلها. ودعا خادماً وكلمه بالصقلبية: إمضي إلى دار العجوز.) وقل لبنتها: أمك تقول لك هاتي حق الحلى، فقد طلبت أم الأمير أن تعمل لها مثله. وهذا خاتمها. فمضى الخادم، وجاء لوقته بالحق. فنظر الأمير فيه فوجده كما وصف الرجل، وتغيرت العجوز واعترفت، فطلب الفؤوس والمجارف وحفر في الحال حفرة، فألقيت العجوز فيها. وصاحت أمه، فقال: لئن لم تسكني لألحقنك بها، تدخلين إلى قصري قواده (21/95)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 96 وجاء الرجل للموعد، فأعطاه الحق وزاده من حلى أهله وقال: ما منعني من معاجلة الوزير إلا خوف شهرة أهلك. وأنا أفكر في هلاكه بوجه. ثم قتله بعد قليل. وعن بعضهم قال: قدمت سجلماسة لألحق الرفقة إلى مصر، وكان معي ثلاثة آلاف دينار، فخرجت من القيروان مسرعاً حتى دخلت قابس. فلما سرت عنها فرسخاً لقيني سبعة فوراس، فأنزلوني، فأخذوا الخرج، وقتلوا الغلام، وأضجعوني للذبح، فتضرعت إليهم وقلت: غريب ولا أعرفكم فأطلبكم. وقد أخذتم الذهب، وخلفي أطفال، فأطلقوني لله. وبكيت. فأطلقوني، فرجعت إلى قابس، فما عرفت بها أحداً. فذهبت إلى القيروان راجلاً عرياناً، فأتيت صديقاً لي، فأصلح شأني وقال: أعلم الأمير. فقصدناه وهو جالس للناس، فقصصت عليه شأني، فتنمر، وأمرني بالجلوس. ثم رأيته يأمر وينهى. فلما قام أمر بعض الخدم فأدخلني القصر، وبعث إلي طعاماً، ثم نمت. ثم طلبني قبل العصر إلى روشنه، ودعا أمير الجيش فقال: هل وجهت إلى طرابلس بخيل قال: نعم، سبعة فوارس وقد عادوا. قال: فطلبهم وقال: من تعرف من هؤلاء فعرفني به فقلت: هذا منه، إلى أن جمع السبعة. فأخذهم بالرغبة والرهبة فأنكروا، ففرقوا في بيوت، وجيء بالسياط وضربوا مفرقين. ثم دار بنفسه عليهم، وبقي يقول للواحد: قد اعترف صاحبك بعد ما هلك، فلا تحوج نفسك إلى ما حل به. فأقروا وأحضروا الخرج والبغلة والثياب، لم تنقص سوى سبعة دنانير. فأتمها إبراهيم من ماله، وأعطاني غلاماً، وخفرني بناس إلى طرابلس. فلما عبرنا على الموضع الذي أخذت فيه وجدت السبعة فوارس على الخشب، والكلاب تأكل من أقدامهم. وقيل إنه جاءه برجل، في يده سكين، وثيابه ملطخة بالدماء، فقال: ما لهذا) قالوا: أبونا لصلاة الصبح، فوجد في الطريق مذبوحاً، وهذا قائم عنده هكذا. فقال: أقتلت؟ (21/96)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 97 قال: نعم. قال: اذهبوا به فاقتلوه. وقال: إن اخترتم أن أؤدي عنه الدية، وأوليكم شيئاً فعلت. قالوا: ما نريد إلا القصاص. وراحوا به، فلما هموا بقتله برز رجل من الحلقة وقال: والله ما هذا قتله، وأنا قتلته. فرجعوا به، فأقر عند الأمير، فقال لذلك: وما الذي ألجأك إلى الإقرار قال: أصلح الله الأمير، عبرت فوجدت أبوهم يضطرب والسكين في نحره، فخطر لي أنني إن أزلت السكين من نحره ربما سلم. فأزلتها فمات والسكين في يدي، والدم على ثوبي، فرأيت الإقرار أولى من العذاب بالضرب والمثلة. فقال الأمير: وهذا أيضاً إن أخذتم أخذ الدية وأن أوليكم فعلت. قالوا: ما نريد إلا القود. ثم راحوا ليقتلوه، فبدرهم من الحلقة وقال: والله ما قتله الأول ولا الثاني. وما قتله إلا أنا. فردوا إلى الأمير، وزاد التعجب، فقال: لذلك: أقتلته قال: لا والله. قال: فما أحوجك إلى الإقرار قال: إني كنت في شبابي مسرفاً على نفسي، وقد قتلت جماعة ثم تبت ورجعت إلى الله. وكنت في غرفة لي، فأخرجت رأسي فرأيت الشيخ قد اضجعه رجل وذبحه وهرب، فجاء ذلك وأنا أنظر، فأزال السكين، فأمسكوه، وأنا أعلم براءته، فلما قبل بالقتل سمحت نفسي بالقتل، عسى أن يغفر لي ما مضى. فسأل الثالث فأقر، وأبدى أسباباً عرف بها أنه قاتله. وقال: لما رأيت هذا وهو بريء قد فدى بنفسه ذاك الأول. قلت: أنا أولى من أداء حق وجب علي. (21/97)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 98 فقال الأمير: إن اخترتم أخذتم الدية والولاية أيضاً.) قالوا: لا نفعل. فلما ذهبوا ليقتلوه ودارت الحلقة قالوا: اللهم إنا عفونا عنه لا لما بذله الأمير من الدية والولاية، ولكن لوجهك خالصاً. وقيل إن الأمير إبراهيم خرج يوماً إلى نزهة، فقدم إليه رجل قصة وقال: إجلالك أيها الأمير منعني أن أذكر حاجتي. وإذا في القصة: إنني عشقت جارية وتيمني حبها، فقال مولاها: لا أبيعها بأقل من خمسين دينا. فنظرت في كل ما أملكه فإذا هو ثلاثين ديناراً. فإن رأى الأمير النظر في أمري. فأطلق له مائة دينار. فسمع به آخر، فتعرض له الآخر وقال: أعز الله الأمير، إني عاشق. قال: فما الذي تجد قال: حرارة ولهيباً. قال: اغمره في الماء مرات حتى يمر ما بقلبه. ففعلوا به ذلك فصاح، فقال: ما فعلت الحرارة قال: ذهبت والله وصار مكانها برد. فضحك وأمر له بثلاثين ديناراً. وكان طبيبه إسحاق بن عمران الإسرائيلي بارعاً في الطب، مشهوراً، وهو صاحب طرايف. وكان المعتمد أنفذ إسحاق من بغداد. وكان إبراهيم يجزل عطاياه. وكان إسحاق يعجب بنفسه ويسيء أدبه على إبراهيم ويقول: بعد مجالسة الخلفاء صرت إلى ما أنا فيه. فلما أكثر عليه أمر بفصده في الأكحلين من ذراعيه إلى أن كاد يهلك. ثم رق له وقال: يمكنك إن تسد رمقك قال: نعم، تشد المواضع، وتعجل لي بشرائح مشوية أمتصها. ففعل وسلم. وتمادى على طباعة، فأمر بقتله، فقال: والله إن مزاحك ليقضي بأن يصيبك (21/98)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 99 من الخلط السودائي ما يعجز عنه حذاق الأطباء، ويحتاج إلي. فقتله وصلبه، فبقي حتى عشش الخذا في جوفه. وهاج بإبراهيم كما قال خلط سودائي، فقتل فيه جماعة من إخوته وأهله وبناته. ثم أفاق وأظهر التوبة، ورد المظالم، وفرق الأموال والصدقات في سنة ثمان وثمانين. فظهر فيها أبو) عبد الله الشيعي، فنفذ لحربه ابنه الأحوال في اثني عشر ألفاً، فالتقى هو وأبو عبد الله، فهزمه أبو عبد الله، ثم جرت بينهما حروب. ثم هزم أبو عبد الله ووصل الأحوال إلى تاهرت فحرقها، وهدم قصر أبي عبد الله، وحرق مسيلة وساق ذرارية. ثم رد إلى إفريقية لما بلغه توجه أبيه إلى الجهاد. ونفذ إبراهيم إلى ابنه أمير صقلية يأمره بولاية ولده زيادة الله على صقلية، وأن يسير إليه، ففعل. فلما قدم عليه ولاه إفريقية، وكتب له العهد، وأحضر قاضي عيسى بن مسكين، وكان من الصالحين، فاستشاره، فأمره برد المظالم، فكشفت الدواوين من يوم ولايته، وكل من كانت له مظلمة ردت عليه. وعزم على الحج على طريق الإسكندرية، ونودي بذلك ليجمع بين الحج والجهاد، وليفتح ما بقي بها من حصون. وخرج إلى سوسة بجيشه في أول سنة تسع وثمانين، فدخلها وعليه فرو مرقع في زي الزهاد، وأخرج المال، وأعطى الفارس عشرين ديناراً، والراجل عشرة دنانير. ووصلت سفن الأسطول طرابلس، واجتمعت العساكر وفيهم ولده أبو الليث، وولد ولده أبي مضر بن أبي العباس، وأخوه معد. وافتتح حصونها. ثم نزل على طبرمين وافتتحها عنوة. ثم لحقه زلق الأمعاء، وأخذه فواق، فمات رحمة الله في تاسع ذي القعدة سنة تسع وثمانين ومائتين. فرجع الجيش به إلى صقلية، فدفن بها في قبة. وقام بالأمر بعده أبو العباس عبد الله بن إبراهيم بن أحمد المتوفى سنة تسعين. 4 (إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي الفرضي الضرير.) (21/99)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 100 سمع: شيبان بن فروخ، وأباه أحمد بن عمر الوكيعي، وعبيد الله بن معاذ، وطائفة. ولم يكن ببغداد في زمانه أعلم بالفرائض منه. روى عنه: أبو سهل بن زياد، وابن قانع، والطبراني، وجماعة. ومات سنة تسع وثمانين. وثقة الدارقطني. 4 (إبراهيم بن أحمد بن مروان الواسطي.) حدث ببغداد عن: هدبة بن خالد، وجبارة بن المغلس، وجماعة. وعنه: عبد الصمد الطستي، وعثمان بن بشر السقطي. وحدث في سنة خمس وثمانين ومائتين.) قال الدارقطني: ليس بالقوي. 4 (إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي.) مولاهم أبو إسحاق، أخو الحافظ أبي العباس، وإسماعيل، وهو نيسابوري. نزل بغداد وحدث عن: يحيى بن يحيى، ويزيد بن صالح الفرا، وأحمد بن حنبل، ويحيى الحماني، وطائفة. وعنه: أخوه أبو العباس، وأحمد بن المنادي، وأبو سهل القطان، وأبو بكر الشافعي، وآخرون. وكان أحمد بن حنبل يأنس به ويفطر عنده وينبسط في منزله. وثقة الدارقطني. (21/100)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 101 وتوفي سنة ثلاث وثمانين، وهو معدود في أصحاب الإمام أحمد. 4 (إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن بشير.) أبو إسحاق الحربي الفقيه الحافظ أحد الأعلام. ولد سنة ثمان وتسعين ومائة. وطلب العلم بضع عشر. فسمع: هوذة بن خليفة، وأبا نعيم، وعمرو بن مرزوق، وعبد الله بن صالح العجلي، وعاصم بن علي، وعفان، وأبا عمرو الحوضي، وأبا سلمة التبوذكي، ومسدد بن مسرهد، وأبا عبيد القاسم بن سلام، وشعيب بن محرز. وتفقه على الإمام أحمد وحمل عنه الكثير. وكان من نجباء أصحابه. وروى عنه: ابن صاعد، وعثمان بن السماك، وأبو بكر النجاد، وأبو بكر الشافعي، وعمر بن جعفر الختلي، وعبد الرحمن بن العباس المخلص، وخلق آخرهم موتاً أبو بكر القطيعي. قال الخطيب: كان إماماً في العلم، رأساً في الزهد، عارفاً بالفقه، بصيراً بالأحكام، حافظاً للحديث، مميزاً لعلله، قيماً بالأدب، جماعة للغة. صنف (21/101)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 102 غريب الحديث وكتباً كثيرة. أصله من مرو. وقال القفطي في تاريخ النحاة: كان رأساً في الزهد، عارفاً بالمذاهب، بصيراً بالحديث حافظاً له. له في اللغة كتاب غريب الحديث، وهو من أنفس الكتب وأكبرها في هذا النوع. قال ابن جهضم، وهو ضعيف: ثنا الخلدي، ثنا أحمد بن عبد الله بن ماهان: سمعت إبراهيم بن إسحاق يقول: أجمع عقلاء كل أمة أنه من لم يجر مع القدر لم يتهن بعيشه. وكان يقول: قميصي أنظف قميص، وإزاري أوسخ إزار. ما حدثت نفسي أن أصلحها، ولا) شكوت إلى أهلي وأقاربي حمى أجدها. لا يغم الرجل نفسه وعياله. ولي عشر سنين أنظر بفرد عين ما أخبرت به أحداً. وأفنيت من عمري ثلاثين سنة برغيفين، إن جاءتني بهما أمي أو أختي، وإلا بقيت جائعاً إلى الليلة الثانية. وأفنيت ثلاثين سنة برغيف في اليوم والليلة، إن جاءتني امرأتي أو ابنتي به، وإلا بقيت جائعاً. والآن آكل نصف رغيف أو أربعة عشرة تمرة. وقام إفطاري في رمضان هذا بدرهم ودانقين ونصف. وقال أبو القاسم بن بكير: سمعت إبراهيم الحربي يقول: ما كنا نعرف من هذه الأطبخة شيئاً. كنت أجيء من عشي إلى عشي، وقدمت لي أمي باذنجانة مشوية، أو لعقة بن، أو باقة فجل. وقال أبو عمر الزاهد: سمعت ثعلب يقول غير مرة: ما فقدت إبراهيم (21/102)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 103 الحربي من مجلس لغة أو نحو من خمسين سنة. قال الخطيب: أنا محمد بن جعفر بن غيلان: أنا عيسى بن محمد بن أحمد بن عمر بن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريح الطوماري قال: جئت إلى إبراهيم الحربي وقد فاتني حديث، فأخذته وجئت به إليه فقلت: فاتني هذا. قال: ضعه على رأسك. ففعلت، وكان إلى جنبه محمد بن خلف وكيع، فقال له: يا سيدي، هذا من ولد ابن جريج. فأدناني ثم قال: أنا محمد بن منصور، أنا عفان، ثم قال لوكيع: لو قلت لك: نا عفان من أين كنت تعلم فقال رجل: يا أبا إسحاق، لو قلت فيما لم تسمع: سمعت، ما حول الله هذه الوجوه إليك. قال محمد بن أيوب العكبري: سمعت الحربي يقول: ما تروحت ولا روحت قط، ولا أكلت من شيء في يوم مرتين. قال أبو الحسن بن شمعون: قال أحمد بن سليمان القطيعي: أضقت إضاقة، فأتيت إبراهيم لأبثه، فقال لي: لا يضيق صدرك، فإن الله من وراء المعونة، فإني أضقت مرة حتى انتهى أمري إلى الإضافة إلى عدم عيالي قوتهم. فقالت الزوجة: هب أني وإياك نصبر، فكيف بالصبيين هات شيئاً من كتبك نبيعه أو نرهنه، فضننت بذلك، وقلت: أقترض غداً. فلما كان الليل دق الباب فقلت: من ذا قال: رجل من الجيران، أطفيء السراج حتى أدخل. فكببت شيئاً) على السراج، فدخل وترك شيئاً، فإذا هو منديل فيه أنواع من المآكل، وكاغد فيه خمسمائة درهم. فأنبهنا الصغار وأكلوا. ثم من الغد، إذا جمال يقود جملين، عليهما حملين ورقا، وهو يسأل (21/103)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 104 عن منزلي، فقال: هذان الجملان أنفذهما لك رجل من خراسان، واستحلفني أن لا أقول من هو. قلت: إسنادها فيه انقطاع. قال الحسن بن فهم: لا ترى عيناك مثل الحربي، إمام الدنيا. لقد رأيت وجالست العلماء، فما رأيت رجلاً أكمل منه. وقال الحاكم: سمعت محمد بن صالح القاضي يقول: لا نعلم أن بغداد أخرجت مثل إبراهيم الحربي في الأدب، والفقه، والحديث، والزهد. قالت: يريد اجتماع الأربعة علوم. وقال أبو أيوب سليمان بن الخليل: سمعت الحربي يقول: في غريب الحديث ثلاثة وخمسون حديثاً ليس لها أصل. قال الدارقطني: أبو إسحاق الحربي إمام مصنف، عالم بكل شيء، بارع في كل علم، صدوق. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: كان يقول لي أبي: إمض إلى إبراهيم الحربي حتى يلقي عليك الفرائض. وقال أبو بكر الشافعي: سمعت إبراهيم الحربي يقول: عندي عن علي بن المديني قمطر، ولا أحدث عنه بشيء لأني رأيته بالمغرب وبيده نعل مبادراً، فقلت: إلى أين قال: ألحق الصلاة مع أبي عبد الله. قلت: من أبو عبد الله قال: ابن أبي داؤد. (21/104)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 105 وقال أبو الحسن العتكي: سمعت إبراهيم الحربي يقول لجماعة عنده: من تعدون الغريب في زماننا فقال واحد: الغريب من نأي عن وطنه. وقال آخر: الغريب من فارق أحبابه.) وقال كل واحد شيئاً، فقال: الغريب في زماننا رجل عاش بين قوم صالحين، إن أمر بالمعروف آزروه، وإن نهى عن منكر أعانوه، وإن احتاج إلى سبب من الدنيا مانوه، ثم ماتوا وتركوه. وقال أبو الفضل الزهري، عن أبيه، عن الحربي قال: ما أنشدت بيتاً قط، إلا قرأت بعده: قل هو الله أحد ثلاث مرات. قال السلمي: سألت الدارقطني عن إبراهيم الحربي فقال: كان يقاس بأحمد بن حنبل في زهده وعلمه وورعه. وقال غيره: سير المعتضد إلى إبراهيم الحربي عشرة آلاف، فردها، فقيل له: فرقها. فأبى. ثم لما مرض سير إليه المعتضد ألف دينار، فلم يقبلها. فخاصمته ابنته فقال: أتخشين إذا مت الفقر قالت: نعم. وقال في تلك الزاوية اثنا عشر ألف جزء حديثية ولغوية وغير ذلك، كتبتها بخطي، فبيعى منها كل يوم جزءاً بدرهم وأنفقيه. توفي لسبع بقين من ذي الحجة سنة خمس وثمانين، وصلى عليه يوسف القاضي. وكانت جنازته مشهودة. 4 (إبراهيم بن إسماعيل البغدادي السوطي) عن: عفان. (21/105)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 106 وعنه: عبد الله بن إسحاق الخراساني، وأحمد بن عثمان الأدمي. توفي سنة اثنتين وثمانين. وهو موثق. 4 (إبراهيم بن إسماعيل) أبو إسحاق الطوسي العنبري الحافظ الزاهد. ذكره الحاكم فقال: محدث عصره بطوس، وأزهدهم بعد محمد بن أسلم، وأخصهم بصحبة محمد. وأكثرهم رحلة في الحديث. سمع: يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهويه، وعلي بن حجر، ومحمد بن عمرو زنيج، وعبد الله القواريري، وهشام بن عمار، وقتيبة بن سعيد، وإبراهيم بن يوسف، وأبا مصعب، وحرملة) بن يحيى، وخلقاً كثيراً. قلت: سمع بخراسان، والعراق، والشام، والحجاز، ومصر، والجزيرة. روى عنه: أبو النضر الفقيه، وأبو الحسن بن زهير، ومحمد بن صالح بن هانيء، وجماعة. قال أبو نضر: كتبت عنه مسنده بخطي في مائتي وبضعة عشر جزءاً. قلت: هذا المسند يقرب من مسند الإمام أحمد في الحجم. وقد ذكر هذا الرجل كمال الدين في تاريخ حلب أيضاً. ولا أعلم متى توفي. 4 (إبراهيم بن الحسين) (21/106)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 107 أبو إسحاق بن ديزيل الكسائي الهمداني الحافظ. يلقب بدابة عفان، للزومه له. ويعرف بسيفنه، وهو إسم طائر بمصر، لا يقع على شجرة إلا أكل ورقها حتى يعريها، وكذلك كان إبراهيم إذا قدم على شيخ لم يفارقه حتى يكتب جميع حديثه، فشبهوه به. سمع بالحجاز، والشام، ومصر، والعراق، والجبال. فسمع: أبا مسهر، وأبا اليمان، وعلي بن عياش، وآدم بن أبي إياس بالشام وسمع: أبا نعيم وعفان ومسلم بن إبراهيم وسليمان بن حرب بالعراق. و: نعيم بن حماد، وأصبغ، وطبقتهما بمصر. و: إسماعيل بن أبي أويس، وعيسى بن مينا قالون بالحجاز. وعنه: أبو عوانة، وأحمد بن صالح البرجردي، وعمر بن حفص المستملي، وأحمد بن هارون الزنجي، وعبد السلام بن عبديل، وعلي بن حماد النيسابوري، وأحمد بن مروان الديبوري، وعلي بن إبراهيم بن سلمة القطان، وعبد الرحمن بن أحمد الجلاب، ومحمد بن عبد الله بن برزة الروذراوي، وأحمد بن إسحاق بن مجاب الطبسي، وخلق. وكان يصوم يوماً ويفطر يوماً، رحمه الله. سئل الحاكم أبو عبد الله عنه، فقال: ثقة مأمون. وقال ابن خراش: صدوق اللهجة. وعن إبراهيم بن ديزيل قال: إذا كان كتابي بيدي، وأحمد بن حنبل عن يميني، ويحيى بن معين عن يساري، ما أبالي يعني لضبطه وجودة كتبه.) وقال صالح بن أحمد الحافظ: سمعت أبي: سمعت علي بن عيسى يقول: إن الإسناد الذي يأتي به إبراهيم لو كان فيه أن لا يؤكل الخبز لوجب إن لا يؤكل، لصحة إسناده. (21/107)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 108 وقال الحاكم: بلغني أنه قال: كتبت حديث أبي حمزة، عن ابن عباس، عن عفان، وسمعته منه أربعمائة مرة. وقال القاسم بن أبي صالح: سمعت إبراهيم بن ديزيل يقول: قال لي يحيى بن معين: حدثني بنسخة الليث، عن ابن عجلان، فإنها فاتتني على أبي صالح. فقلت: ليس هذا وقته. قال: متى يكون. قلت: إذا مت. وقال القاسم بن أبي صالح: جاء أيام الحج أبو بكر محمد بن أبي الفضل القسطاني، وحريش بن أحمد إلى إبراهيم بن الحسين، فسألاه عن حديث الإفك، رواية الفروي، عن مالك. فحانت منه التفاتة، فقال له الزعفراني: يا أبا إسحاق تحدث الزنادقة وقال: ومن الزنديق قال: هذا، قال إن أبا حاتم لا يحدث حتى يمتحن. فقال: أبو حاتم عندنا أمير المؤمنين في الحديث، والإمتحان دين الخوارج. من حضر مجلسي فكان من أهل السنة، سمع ما تقر به عينه ومن كان من أهل البدعة يسمع ما سخن الله عينه. فقاما، ولم يسمعا. وعن علي بن عيسى قال: وقد طول شيرويه الحافظ ترجمة ابن ديزيل وروى فيها بلا إسناد أنه قال: كتبت في بعض الليالي، فجلست كثيراً، وكتبت ما لا أحصيه حتى عييت، ثم خرجت أتأمل السماء، وكان أول الليل، فعدت إلى بيتي، وكتبت أيضاً حتى عييت، ثم خرجت، فإذا الوقت آخر الليل. فأتممت جزئي وصليت الصبح، ثم حضرت عند تاجر يكتب حساباً له، فورخه يوم السبت. فقلت: سبحان الله أليس اليوم الجمعة فضحك وقال: لعلك لم تحضر أمس الجامع. قال: فراجعت نفسي، فإذا أنا قد كتبت لليلتين ويوماً. وقال الخليلي في شيوخ ابن سلمة القطان: كان يسمى سيفنة. لكثرة ما (21/108)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 109 يكون في كمه من) الحديث. قال: كان يكون في كمي خمسون جزءاً، في كل جزء ألف حديث. إلى أن قال: وهو مشهور بالمعرفة بهذا الشأن. مات سنة سبع وسبعين ومائتين. هكذا قال قوم. وجاء عن عبد الله بن وهب الدينوري قال: كنا نذاكر إبراهيم بن الحسين فيذاكرنا بالقمطر، فنذكر حديثاً واحداً، فيقول: عندي منه، قمطر، يعني طرقه وعلله واختلاف ألفاظه. قال علي بن الحسين الفلكي: توفي في آخر شعبان سنة إحدى وثمانين ومائتين. 4 (إبراهيم بن سعدان المديني الإصبهاني الكاتب.) أبو سعيد. آخر أصحاب بكر بن بكار. وكان صدوقاً مشهوراً. روى عنه: أحمد بن بندار، ومحمد بن إسحاق بن أيوب، وأبو الشيخ، وآخرون. توفي سنة أربع وثمانين ومائتين. 4 (إبراهيم بن سويد السامر.) في الورقة الأخرى، وهو أبو محمد. 4 (إبراهيم بن صالح الشيرازي.) حدث بمكة عن: حجاج بن نصير الفساطيطي. وعنه: الطبراني. 4 (إبراهيم بن عبد السلام.) (21/109)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 110 أبو إسحاق البغدادي الوشاء. نزيل مصر. سمع: أحمد بن عبده، وأبا كريب محمد بن العلاء. وعنه: أبو بكر الشافعي، والطبراني. توفي سنة اثنتين. ضعفه الدارقطني. 4 (إبراهيم بن عبد العزيز بن صالح الصالحي.) عن: أبي سعيد الأشج، وغيره.) وعنه: محمد بن مخلد، وعبد الصمد الطستي. توفي سنة أربع وثمانين. وهو ثقة. 4 (إبراهيم بن فهد بن حكيم البصري الساجي.) عن: عثمان بن الهيثم، وقره بن حبيب، وأبي الوليد الطيالسي، وأبو سلمة التبوذكي، وطائفة. وعنه: أحمد بن إبراهيم بن يوسف الإصبهاني، وعصمه البخاري، وطائفة. خرجه ابن عدي. توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين. (21/110)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 111 4 (إبراهيم بن قاسم بن هلال.) أبو إسحاق القيسي الأندلسي القرطبي. سمع: أباه، وسحنون بن سعيد، وغير واحد. وكان فقيهاً عابداً. روى عنه: أحمد بن خالد بن الحباب، وغيره. توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين أيضاً. قال ابن يونس: روى عن يحيى بن يحيى. 4 (إبراهيم بن محمد بن سلمة بن أبي فاطمة المرادي.) أبو إسحاق بن المحدث أبي عبد الله المصري. سمع: عبد الله بن يوسف التنيسي، والنضر بن عبد الجبار المرادي. توفي في رمضان سنة أربع وثمانين ومائتين. 4 (إبراهيم بن محمد بن الصنعاني.) عن: عبد الرزاق. وهو أحد الأربعة الذين أدركهم الطبراني من أصحاب عبد الرزاق. توفي سنة ست وثمانين. 4 (إبراهيم بن محمد بن الهيثم.) أبو القاسم القطيعي.) عن: منصور بن أبي مزاحم، وعمرو الناقد، وغيره. (21/111)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 112 وعنه: المحاملي، والطستي، وإسماعيل الخطبي. وثقة الدارقطني. 4 (إبراهيم بن محمد بن بكار بن الريان البغدادي.) عن: أبيه. وعنه: الطبراني. 4 (إبراهيم بن محمد بن إسماعيل.) أبو إسحاق المسمعي البصري. عن: مسلم بن إبراهيم، وعمرو بن مرزوق. وعنه: عبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي. ضعفه الدارقطني. 4 (إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال بن عاصم بن سعيد بن مسعود الثقفي الكوفي.) من رؤوس الشيعة. صاحب تصانيف. وجده عاصم هو ابن عم المختار بن أبي عبيد، ذاك الكذاب، وولده سعيد قيل له صحبة، وولي للإمام علي. سكن صاحب الترجمة إصبهان، ويكنى أبا إسحاق. (21/112)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 113 بث الرفض، وطلبه أهل قم ليأخذوا عنه، فامتنع. توفي سنة ثلاث وثمانين. ألف في المغازي، وخبر السقيفة، وكتاب الردة، ومقتل عثمان، وكتاب الشورى، وكتاب الجمل، والحكمين، وسيرة علي، وكتاب المصرع، وكتاب الجامع الكبير في الفقه، وكتاب الإمامة، وكتاب أخبار عمر، وكتاب التفسير، وأشياء كثيرة. روى عنه أحمد بن الأسود، وجماعة. 4 (إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن سويد.) أبو إسحاق الشبامي. وشبام على مرحلتين من صنعاء اليمن. ولد سنة تسعين ومائة.) وسمع من: عبد الرزاق. وعنه: محمد بن محمد بن حمزة البغدادي، وأبو القاسم الطبراني. توفي سنة ست وثمانين. وله ست وتسعون سنة. 4 (إبراهيم بن نصر.) أبو إسحاق بن أبرول الجهني القرطبي. ثم السرقسطي الحافظ. رحل في الحديث وسمع: أبا الطاهر بن السراج، والحارث بن مسكين، ومحمد بن بشار، ويونس بن عبد الأعلى، وخلقاً من هذه الطبقة. وكان عالماً بالحديث وعلله. روى عنه: ثابت بن حزم، وغيره، وتوفي سنة سبع وثمانين. (21/113)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 114 4 (إدريس بن جعفر بن يزيد.) أبو محمد العطار. حدث عن: يزيد بن هارون، وأبي بدر شجاع بن الوليد، وروح بن عبادة، وغيرهم. وعنه: عثمان بن السماك، وجعفر بن محمد بن الحكم، وإسماعيل الخطبي، والطبراني، وغيرهم. قال الخطيب: حدث عن أبي بدر خمسة أحاديث، ولا يعرف أصحابنا البغداديون لإدريس شيئاً مسنداً سوى هذه الأحاديث. وقد روى عنه الطبراني أحاديث عدة. قال: وروى شعبة بن الفضل الثعلبي عن إدريس حديثاً بمصر. قال الخطيب: سألته عن سنه فقال: مائة وست سنين. وقال الدارقطني: متروك. قلت: سمع منه الطبراني في سنة ثمان وثمانين ومائتين. 4 (إدريس بن يزيد.) أبو سليمان البلخي النابلسي الضرير الشاعر. روى عن: أحمد بن عبد العزيز الواسطي، عن عبد الرزاق خبراً موضوعاً رواه أبو عمر بن مهدي، عن إسماعيل الصفار، عنه.) وقد روى عنه: ابن المرزبان، والصولي، وعمر بن الحسن، والأشناني القاضي، والحسين الكواكبي، وغيرهم. (21/114)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 115 وقال الأشناني: أنشدنا أبو سليمان الضرير: (إذا كملت للمرء ستون حجة .......... فلم يحظ بالستين إلا بسدسها)

(ألم تر أن النصف لليل حاصل .......... وتذهب أيام المقيل بخمسها)

(وتأخذ ساعات الهموم بحصة .......... وساعات أوجاع تميت بحسها)

(فحاصل ما تبقى له سدس عمره .......... إذا ما صدقت النفس عن حكم حدسها) قال المرزباني: توفي بعد الثمانين ومائتين. 4 (أزهر بن رستة.) أبو عبد الله الإصبهاني. سمع: محمد بن بكير، وسهل بن عثمان، وسعدوية الإصبهاني. وعنه: أبو الشيخ، وعبد الرحمن بن محمد بن سياه. توفي سنة ست وثمانين. 4 (أسباط بن محمد بن عبيد بن أسباط بن محمد القرشي الكوفي.) من أولاد الشيوخ. روى عن: أبي هشام الرفاعي، وغيره. ومات سنة إحدى وثمانين ومائتين. 4 (إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن حازم بن سنين الختلي.) أبو القاسم نزيل بغداد. عن: علي بن الجعد، وأبي نصر التمار، وكامل بن طلحة، وهشام بن (21/115)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 116 عمار، وداود بن عمرو الضبي، وخلق كثير بالشام، والعراق، والجزيرة. وعنه: أبو جعفر بن البختري، وأبو سهل القطان، وأبو عمرو الدقاق، وأبو بكر الشافعي. قال الدارقطني: ليس بالقوي. قلت: توفي في شوال سنة ثلاث وثمانين. وقد بلغ ثمانين سنة. وقع لنا من تأليفه كتاب الديباج في جزءين.) 4 (إسحاق بن إبراهيم البغدادي.) أبو القاسم بن الجبلي. وجبل من سواد العراق. سمع: منصور بن أبي مزاحم، وطبقته. قال الخطيب: ولم يحدث إلا بشيء يسير، وكان يوصف بالحفظ. روى عنه: أبو سهل بن زياد. وقال ابن المنادي: أبو القاسم بن الجبلي كان في أكثر عمره بالجانب الشرقي. وكان بوجهه ويديه وضح. وكان يفتي الناس بالحديث، ويذاكر ولا يحدث إلى أن مات. قال: وكان موته لثمان بقين من ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين، وصلى عليه إبراهيم الحربي. قلت: عاش سبعين سنة، وروى له الخطيب حديثاً. (21/116)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 117 4 (إسحاق بن إبراهيم الفرغاني.) ولقبه: جيش. حدث سنة تسع وثمانين ومائتين بدمشق. عن: محمد بن آدم المصيصي، وعبد الرحمن بن محمد بن سلام. وعنه: أحمد بن محمد بن عمارة، وغيره. 4 (إسحاق بن إبراهيم بن عباد.) أبو يعقوب الدبري اليماني الصنعاني. سمع مصنفات عبد الرزاق سنة عشرة باعتناء والده إبراهيم، وكان صحيح السماع. ومولده على ما ذكر الخليلي سنة خمس وتسعين ومائة. روى عنه: أبو عوانة في صحيحه، وخيثمة الأطرابلسي، ومحمد بن عبد الله التقوي، ومحمد بن محمد بن حمزة، وأبو القاسم الطبراني، وجماعة. وتوفي سنة خمس وثمانين بصنعاء. قال ابن عدي: استصغر في عبد الرزاق، أحضره أبوه عنده وهو صغير جداً، فكان يقول: قرأنا على عبد الرزاق قراءة غيره وحدث عنه بأحاديث منكرة. (21/117)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 118 قلت: ساق له حديثاً واحداً من طريق ابن أنعم الإفريقي يحتمل مثله، فأين الأحاديث الذي ادعى أنها له مناكير. والدبري صدوق محتج به في الصحيح. سمع كتباً، فإذا جاء كما سمعها.) وقال الحاكم: سألت الدارقطني عن الدبري أيدخل في الصحيح قال: أي والله، هو صدوق، ما رأيت فيه خلافاً. 4 (إسحاق بن إبراهيم بن يزيد بن أبي عمران الإسفرايني الحافظ.) الفقيه أبو يعقوب، والد الحافظ أبي عوانة. سيأتي عن قريب. 4 (إسحاق بن إسماعيل.) أبو يعقوب الرملي النحاس. دخل إصبهان وحدث بها بأحاديث من حفظه، عن آدم بن أبي إياس، فأخطأ في بعضها، وعن محمد بن روج. وكان يخضب شيبه. روى عنه: أبو الشيخ، وأخوه عبد الرحمن بن محمد بن جعفر بن حيان، وأحمد بن بندار، وأبو أحمد العسال، وجماعة. قال النسائي: صالح. وقال مرة: كتبت عنه، ولا أدري ما هو. قلت: ورخوا موته سنة ثمان وثمانين ومائتين. (21/118)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 119 إسحاق بن الحسن بن ميمون الحربي. سمع: هوذة بن خليفة، وعفان، وأبا نعيم، وأبا حذيفة النهدي، والحسين بن محمد المروذي، والقعنبي، وموسى بن داود الضبي، وجماعة. وعنه: محمد بن مخلد، وأبو بكر النجاد، وأبو سهل القطان، وأبو علي بن الصواف، وأبو بكر القطيعي، وخلق سواهم. وقد سئل عنه إبراهيم الحربي هل سمع من حسين المروذي، فقال: هو أكبر مني بثلاث سنين، وأنا قد لقيت حسيناً لا يلقاه هو. لو أن الكذب حلال ما كذب إسحاق. وقال عبد الله بن أحمد: ثقة. وقال الدارقطني: قال لنا أبو بكر الشافعي: سئل إبراهيم الحربي، عن إسحاق بن الحسن، فقال: هو ينبغي أن يسأل عني.) توفي في شوال سنة أربع وثمانين. 4 (إسحاق بن حميد المروزي، ثم البغدادي.) قال الخطيب: حدث عن: عفان أحاديث مستقيمة. روى عنه: عبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي. (21/119)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 120 4 (إسحاق بن مأمون بن إسحاق الطالقاني.) أبو سهل. سكن بغداد، وحدث عن: سعيد بن يعقوب الطالقاني، وإسحاق الكوسج. وعنه: محمد بن مخلد، وعبد الصمد الطستي، وغيرهما. كتبوا عنه كتاب الشافعي، عن الربيع، عنه. وكان كثير الكتب. مات سنة خمس وثمانين. 4 (إسحاق بن معمر.) أبو يعقوب السدوسي البصري. توفي بمصر في ذي الحجة سنة أربع وثمانين. 4 (إسحاق بن محمد بن أبان النخعي الأحمر.) الزنديق الإلحادي، قد تقدم. 4 (إسحاق بن أبي عمران الإسفرايني الفقيه.) هو إسحاق بن موسى بن عمران، أبو يعقوب الشافعي صاحب المزني. تفقه على: أبي إبراهيم المزني. وسمع المبسوط من الربيع. وسمع من: قتيبة، وإسحاق، وعلي بن حجر، وإبراهيم بن يوسف البلخي، ومحمد بن بكار بن الريان، وجبارة بن المغلس، ومنصور بن أبي مزاحم، وأبي مصعب، وهشام بن عمار، وخلق كثير بالشام، والعراق، ومصر. (21/120)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 121 وعنه: مؤمل بن الحسن، وأبو عوانة، ومحمد بن عبدك، ومحمد بن الأخرم، وجماعة. وكان من كبار الأئمة في الفقه والحديث. توفي بإسفراين في رمضان سنة أربع وثمانين.) قلت: هو والد الحافظ أبو عوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد فيما أرى. أظن أن الحاكم وهم في تسميته أبيه موسى بن عمران. وقد ذكر أن أبا عوانة روى عنه، وما بين أنه ولده. وما ذكر في تاريخه ترجمة أخرى لوالد أبي عوانة. وقد رأيت في صحيح أبي عوانة روايته عن أبيه في أماكن، عن علي بن حجر، وابن راهويه، وأبي مروان العثماني. وما ظفرت له برواية عن إسحاق بن أبي عمران، فهو آخر، والله أعلم. 4 (إسحاق بن أبي عمران.) أبو يعقوب اليحمدي الإستراباذي. هو إسحاق بن موسى بن عبد الرحمن بن عبيد الشافعي، الفقيه أيضاً. سمع: قتيبة، وابن راهويه، وهشام بن عمار، وحرملة، وطبقتهم بخراسان، ومصر، والشام، والعراق. روى عنه: أبو نعيم، وابن عدي، ووالد عبد الله بن عدي القطان. ذكره حمزة في تاريخ جرجان. 4 (إسماعيل بن أحمد بن أسيد الثقفي الإصبهاني الحافظ.) له مسند وتفسير. (21/121)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 122 روى عن: إسماعيل بن موسى الفزاري، وأبي كريب، ومحمد بن عاصم، وطبقتهم. وله رحلة أكثر فيها عن العراقيين. روى عنه: عبد الله بن الحسين بندار، وغيره. توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين. 4 (إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن يزيد بن درهم.) القاضي أبو إسحاق الأزدي مولاهم البصري المالكي قاضي بغداد، وشيخ مالكية العراق وعالمهم. ولد سنة تسع وتسعين ومائة. وسمع من: محمد بن عبد الله الأنصاري، وعبد الله بن رجاء، ومسلم بن إبراهيم، والقعنبي، وحجاج بن منهال، ومسدد بن مسرهد، وإسماعيل بن أبي أويس، وقالون المقريء، وخلق.) (21/122)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 123 وتفقه علي: أحمد بن المعدل الفقيه، وأخذ العلل وصناعة الحديث عن علي بن المديني، وبرع في هذين العلمين. روى عنه: أبو القاسم البغوي، وإسماعيل الصفار، وأبو بكر النجاد، وأبو بكر الشافعي، والحسين بن محمد بن كيسان، وأبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر البربهاري، وطائفة سواهم. من جلالته أن النسائي روى في كتاب الكنى عن رجل، عنه، فقال: ثنا إبراهيم بن موسى: ثنا إسماعيل بن إسحاق، ثنا علي بن المديني، فذكر كنيته. قال أبو سهل القطان: ثنا يوسف بن يعقوب القاضي قال: خرج توقيع أمير المؤمنين المعتضد إلى وزيره: استوص بالشيخين الخيرين الفاضلين خيراً: إسماعيل بن إسحاق، وموسى بن إسحاق. فإنهما ممن إذا أراد الله بأهل الأرض عذاباً صرف عنهم بدعائهما. وتفقه عليه خلق. قال الخطيب: كان عالماً متقناً فقيهاً على المذهب مالك. شرح المذهب واحتج له، وصنف المسند، وصنف في علوم القرآن، وجمع حديث أيوب، وحديث مالك. قلت: وصنف موطأ، وصنف كتاباً في الرد على محمد بن الحسن نحو مائتي لم يتم. قال الخطيب: واستوطن بغداد، وولي قضاءها إلى أن توفي. وتقدم حتى صار علماً، ونشر مذهب مالك بالعراق ما لم يكن في وقت من الأوقات. وله كتاب أحكام القرآن لم يسبق إلى مثله، وكتاب معاني القرآن وكتاب القراءآت. (21/123)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 124 قال أبو بكر بن مجاهد سمعت المبرد يقول: إسماعيل القاضي أعلم مني بالتصريف. وعن إسماعيل القاضي قال: أتيت يحيى بن أكثم، فلما رآني مقبلاً قال: قد جاءت المدينة. وقال نفطويه في تاريخه: كان إسماعيل كاتب محمد بن عبد الله بن طاهر فحدثني قال: قال لي محمد: أخبرني عن نقدي الحديثين: أنت مني بمنزلة هارون من موسى و من كنت مولاه فعلي مولاه، كيف إسنادهما فقلت: الأول أصح، والآخر دونه. قال نفطويه: فقلت لإسماعيل القاضي: فيه طرق، رواه البصريون والكوفيون؟ (21/124)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 125 فقال: نعم، وقد خاب وخسر من لم يكن علي مولاه. هذا لفظ إسماعيل.) قال محمد بن إسحاق النديم: دعا الناس إلى مذهب مالك، واحتج له. وهو أول من عين الشهادة ببغداد لقوم بأعيانهم، وحظر على غيرهم. وقال: إن الناس قد فسدوا، ولا سبيل إلى ضبط الشهادة إلا بهذا. فاقتصر على بعض، وزكى بعضهم بعضا. قلت: وحديثه في الغيلانيات يقع عالياً. وقد ولي قضاء بغداد اثنتين وعشرين سنة. وولي قبل ذلك بمدة قضاء الجانب الشرقي سنة ست وأربعين بعد موت سوار العنبري. وكان وافر الحرمة، ظاهر الجشمة، كبير القدر. توفي فجأة في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين ومائتين، رحمه الله تعالى. 4 (إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران.) أبو محمد الثقفي النيسابوري. أخو إبراهيم، ومحمد. سكن ببغداد، وحدث عن: يحيى بن يحيى، وابن راهويه. وأحمد بن حنبل، وجبارة بن المغلس، وجماعة. وكان مختصاً بالإمام أحمد. روى عنه: دعلج، وأبو بكر بن إسحاق الضبعي، وابن قانع، وجماعة. وثقة الدارقطني. توفي سنة ست وثمانين. وقيل: توفي سنة ثلاث وتسعين ومائتين. (21/125)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 126 4 (إسماعيل بن بكر البغدادي السكري.) عن: عمرو بن مرزوق، وخلف البزاز. وعنه: أبو علي الصواف، وعبد الله بن ماسي، وآخرون. وكان صدوقاً. 4 (إسماعيل بن عبد الله بن عمرو بن سعيد.) أبو الحسن المصري النحاس المقريء، صاحب الأزرق. قرأ على: أبي يعقوب الأزرق، عن ورش. وتصدر بمصر للإقراء.) وقرأ عليه خلق منهم: أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن هلال الأزدي، وحمدان بن عون الخولاني، ومحمد بن عمر بن خيرون المعافري الأندلسي، وأبو الحسن بن شنبوذ، وأبو جعفر أحمد بن أسامة التجيبي، وأبو بكر أحمد بن أبي الرخاء، وأحمد بن إبراهيم الخياط. وآخر من مات من أصحابه التجيبي، وابن أبي الرخاء شيخا خلف بن خاقان. وكان محققاً مجود، بصيراً بقراءة ورش، وعبد القوي بن كمونة، وهما من أصحاب ورش. ورحل القراء إليه من البلاد، وكان يقريء بمكتبه وبجامع مصر وكف بصره بأخره. وقال ابن شنبوذ: أخبرني أنه قرأ على أبي يعقوب ختمتين. (21/126)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 127 وقال النقاش: قرأ على عبد الصمد، إلى سورة طه. وعلى ابن كمونة ختمتين. وقال بعضهم: إنه قرأ على أبي يعقوب سبع عشرة ختمة. 4 (إسماعيل بن الفضل البلخي.) عن: قتيبة، وإسماعيل بن عيسى العطار، وغيرهما. وعنه: ابن قانع، وعبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي. ومات سنة ست وثمانين. قال الدارقطني: لا بأس به. قلت: هو أخو عبد الصمد البلخي. وقد رحل إلى الشام. وسمع من: سليمان بن عبد الرحمن، وإسحاق بن الأركون، والمعافى بن سليمان. قال ابن قانع: توفي في رجب. 4 (إسماعيل بن قتيبة بن عبد الرحمن.) أبو يعقوب السلمي النيسابوري الزاهد. سمعك يحيى بن يحيى، ويزيد بن صالح الفرا، وسعيد بن يزيد الفرا، وعبد الله بن محمد المسندي. وفي الرحلة: أحمد بن حنبل، وأبا بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، ويحيى الحماني، وخلقاً. (21/127)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 128 وقرأ المصنفات كلها على ابن أبي شيبة. وعنه: إبراهيم بن أبي طالب، وأبو بكر بن خزيمة، وأبو حامد بن الشرقي، وأبو بكر بن) إسحاق الضبعي، ومحمد بن صالح بن هانيء، وطائفة. وقال الضبعي: كان الإنسان إذا رآه يذكر السلف لسمته وزهده وورعه. وهو أول من سمعت منه. كنا نختلف إليه إلى قرية بشتفيان، فيخرج إلينا، فيقعد على حصى النهر، والكتاب بيده، فيحدثنا وهو يبكي. وإذا قال: ثنا يحيى بن يحيى قال: رحم الله أبا زكريا. توفي في رجب سنة أربع وثمانين، وكانت له جنازة مشهودة، رحمه الله. 4 (إسماعيل بن محمد بن أبي كثير) أبو يعقوب الفسوي، قاضي المدائن. شيخ ثقة. وروى عن: مكي بن إبراهيم. وعنه: أبو سهل القطان، وأبو بكر الشافعي. توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين. 4 (إسماعيل بن محمود النيسابوري) سمع: يحيى بن يحيى. وعنه: أبو القاسم الطبراني. لم يذكره الحاكم. 4 (إسماعيل بن نميل) (21/128)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 129 أبو علي الخلال شيخ صدوق. سمع: أبا الوليد الطيالسي، وأحمد بن يونس اليربوعي. وعنه: عبد الصمد الطستي، والطبراني. توفي سنة ثماني وثمانين. قال الدارقطني: ثقة. ثنا عنه جماعة. 4 (إسماعيل بن يحيى بن حازم) أبو يعقوب السلمي النيسابوري الأعور. عن: إسحاق بن راهويه، وعبد الأعلى النرسي، وجماعة. وعنه: أبو الفضل محمد بن إبراهيم، وأبو عبد الله بن الأخرم، وجماعة. توفي سنة تسعين ومائتين.) 4 (والأفشين بن أبي الساج) أمير كبير مشهور كأنه مات في ربيع الأول سنة ثمان وثمانين بأذربيجان. 4 (أنس بن السلم) أبو عقيل الخولاني الطرطوسي، ثم الدمشقي. (21/129)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 130 عن: إبراهيم بن هاشم بن يحيى الغساني، ومخلد بن مالك الحراني، ومعلل بن بقيل، ودحيم، وجماعة كبيرة من الشاميين والحرانيين. وعنه: علي بن أبي يعقوب، وابن عدي، والطبراني، وخلق. 4 (أنيس بن عبد الله.) أبو عمر البغدادي المقريء النخاس، بمعجمة. عن: أبي نصر التمار، وأبي معمر الهذلي. وعنه: عثمان بن السماك، وأبو بكر الشافعي، وجماعة. وكان موثقاً. توفي سنة سبع وثمانين، وقيل: سنة ثمان. (21/130)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 131 4 (حرف الباء)

4 (بدر بن المنذر.) أبو بكر المغازلي العابد، صاحب أحمد بن حنبل. وهو بكنيته أشهر. قيل: اسمه أحمد وروى عن: معاوية بن عمرو الأزدي. وعنه: النجاد، وأبو بكر الشافعي، وأحمد بن يوسف بن خلاد. وكان صدوقاً قانعاً باليسير، ثقة. يعد من الأولياء، رحمة الله عليه. توفي في جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين. قال أبو نعيم: أطبقت الألسنة من الحنبلية، والمحدثين أنه كان من الأبدال، له أحوال عجيبة. وقال أبو بكر الخلال: الحنبلي بدر كان أبو عبد الله يقدمه ويكرمه. وكنت إذا رأيته ورأيت منزله وقعوده، شهدت له بالصبر والصلاح. (21/131)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 132 وعن أحمد بن حنبل أنه كان يتعجب من بدر ويقول: من مثل بدر بدر ملك لسانه.) وقال أبو عبد الرحمن السلمي: قال أبو محمد الجريري: كنت عند بدر المغازلي، وكانت امرأته باعت داراً لها بثلاثين ديناراً، فقال لها بدر: نفرق هذه الدنانير في إخواننا، ونأكل رزق يوم بيوم. ففعلت، رضي الله عنهما. 4 (بدر.) أبو الحسن الرومي الحصاص. عن: عاصم، وعلي، وشباب العصفري. وعنه: أبو بكر النقاش، وإسماعيل الخطبي. وكان يكون ببغداد. 4 (بدر.) مولى المعتضد بالله ومقدم جيوشه. وكان في حرب فارس لما توفي المعتضد، فعمل القاسم بن عبيد الله الوزير (21/132)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 133 عليه وغير قلب المكتفي عليه فطلبه المكتفي فتخوف واختفى. ثم أرسل إليه أماناً وغدر به بإشارة القاسم. ولما وصل عدل به في السفينة إلى جزيرة بشر. وقتل صبراً في رمضان سنة تسع وثمانين. 4 (بشر بن موسى بن صالح.) شيخ ابن عميرة. أبو علي الأسدي البغدادي. ولد سنة تسعين ومائة. وسمع من: روح بن عبادة حديثاً واحداً. ومن: حفص بن عمر العدني، وهوذة بن خليفة، والأصمعي، والحسن بن موسى الأشيب، وعبد الصمد بن حسان، وعمرو بن حكام، وأبي عبد الرحمن المقريء، وأبي نعيم، وخلق. وعنه: إسماعيل الصفار، وابن نجيح، وأبو عمر الزاهد، وأبو بكر الشافعي، وأبو علي بن الصواف، وأبو بكر بن مالك القطيعي، وأبو القاسم الطبراني، وخلق. وهو بيت حشمة وجلالة. قال الخطيب: كان ثقة، أميناً، حافظاً، عاقلاً، ركيناً. وقال ابن المقريء الإصبهاني: ثنا محمد بن الحسن بن أبي خبزة: سمعت بشر بن موسى) يقول: ذهب بي خالي حسان بن بشر الأسدي إلى (21/133)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 134 يحيى بن آدم، وصليت خلف عمرو الشيباني النحوي، فقرأ بسورة السجدة، فسجد. وقال أبو بكر الخلال: كان أبو عبد الله يكرم بشر بن موسى، وكتب له الحميدي إلى مكة. وقال الدارقطني: ثقة. وقال الخطيب: توفي لأربع بقين من ربيع الأول سنة ثمان وثمانين. 4 (بكر بن الحبطي.) حدث بإصبهان عن: محمد بن سعيد بن سابق، وإبراهيم بن موسى الفرا، وجماعة. توفي سنة ثمان أيضاً. 4 (بكر بن سهل بن إسماعيل.) أبو محمد الدمياطي، مولى بني هاشم. (21/134)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 135 عن: عبد الله بن هاشم بن يوسف التنيسي، وعبد الله بن صالح كاتب الليث، وسليمان بن أبي كريمة البيروتي، وشعيب بن يحيى، ونعيم بن حماد، ومحمد بن مخلد الرعيني، وصفوان بن صالح الدمشقي، وطائفة. وقرأ قرآن على أصحاب ورش. قرأ عليه: ابن شنبوذ، وزكريا بن يحيى الأندلسي. وحمل الحروف عنه: أحمد بن يعقوب النائب، وإبراهيم بن عبد الرزاق في كتابه إليهما. وعنه: أبو جعفر الطحاوي، وأبو العباس الأصم، وأحمد بن عتبة الرازي، وعلي بن محمد الواعظ، وأبو القاسم الطبراني، وأبو أحمد العسال، وطائفة. وكان شيخاً أسمر، مربوعاً، كبير الأذنين. ولد سنة ست وتسعين ومائة. وقال أبو الشيخ: وكان قد جمعوا له بالرملة خمسمائة دينار ليقرأ عليهم التفسير، فامتنع. وقدم بيت المقدس، فجمع له من الرملة وبيت المقدس ألف دينار، فقرأ عليهم الكتاب. ومات في هذه السنة، أي سنة سبع وثمانين. وقال النسائي: ضعيف. وقال ابن يونس: توفي بدمياط في ربيع الأول، سنة تسع وثمانين. وهذا أصح.) 4 (بكر بن عبد العزيز بن أبي دلف العجلي الأمير.) من بيت إمرة وتقدم. خرج على المعتضد، فلم يتم أمره. ومات بطبرستان. وجاء الخبر، فأعطى المعتضد البشير ألف دينار. مات سنة خمس وثمانين. (21/135)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 136 4 (حرف التاء)

4 (تميم بن محمد بن طمخاج.) الحافظ أبو عبد الرحمن الطوسي. طوف وسمع: أحمد بن حنبل، وشيبان بن فروخ، وهدبة بن خالد، ومحمد بن رمح، وحرملة، وإسحاق بن راهويه، وسليمان بن سلمة الخبائري، وطائفة. وعنه: أبو النصر الفقيه، وعلي بن جمشاد، وأبو عبد الله بن الأخرم. وروى الحسن بن سفيان مع تقدمه في مسنده عن ولده أبي بكر، عن تميم بن محمد. قال الحاكم: وتميم محدث ثقة، مصنف. جمع المسند الكبير على الرجال. قلت: توفي في حدود التسعين ومائتين. (21/136)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 137 4 (حرف الثاء)

4 (ثابت بن قرة بن مروان بن ثابت بن زكريا الحراني.) الصابيء الفيلسوف الحاسب. نزيل بغداد. وكان إليه المنتهى في علوم الأوائل، حقها وباطلها. صنف تصانيف كثيرة. وكان بارعاً في فن الهيئة والهندسة. وله عقب ببغداد على دين الصائبة. وكان ابنه إبراهيم بن ثابت رأساً في الطب، تركن النفس إلى ما يؤرخه. مات على كفره. وأما ثابت بن قرة فأول أمره كان صيرفياً بحران. ثم استصحبه محمد بن موسى بن شاكر لما انصرف من بلد الروم، لأنه رآه فصيحاً ذكياً. ويقال: إنه قدم على محمد بن موسى، فتعلم عنده، فوصله إلى المعتضد، وأدخله في جملة المنجمين. فكان أول ما تجدد للصابئين من الرئاسة والوجاهة ببغداد.) قال ابن أبي أصيبعة: لم يكن في زمان ثابت بن قرة الحكيم من يماثله (21/137)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 138 في الطب، ولا في جميع أنواع الفلسفة. وتصانيفه موصوفة بالجودة. ونال رتبة عالية إلى الغابة عند المعتضد، وأقطعه ضياعاً جليلة. وكان يجلس عنده والوزير قائم. وله التلامذة في الطب عيسى بن أسيد النصراني المشهور. قلت: توفي لا إلى رحمة الله سنة ثمان وثمانين ومائتين. 4 (ثابت بن نعيم.) أبو معن الهوجي. عن: آدم بن أبي إياس، ومحمد بن أبي اليسر العسقلاني. وعنه: أبو القاسم الطبراني. وهوجة قرية من أعمال عسقلان. (21/138)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 139 4 (حرف الجيم)

4 (جعفر بن أحمد بن فارس.) أبو الفضل الإصبهاني. سمع: سهل بن عثمان العسكري، وأبا مصعب الزهري، ومحمد بن حميد الرازي، وطائفة. وعنه: ابنه عبد الله بن جعفر مسند إصبهان، وأبو الشيخ، وآخرون. وكان محدثاً فاضلاً، له تصانيف. واتفق على موته بالكرج، وذلك في سنة تسع وثمانين. 4 (جعفر بن أحمد بن أبي موسى الموصلي الحذاء.) عن: الحميدي، وغسان بن الربيع، وغيرهما. وعنه: يزيد بن محمد الأزدي. وذكر يزيد أنه مات سنة سبع وثمانين ومائتين. 4 (جعفر بن أحمد بن الحافظ علي بن المديني.) مات بالبصرة في ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين. 4 (جعفر بن حميد بن عبد الكريم الأنصاري الدمشقي.) روى عن: جده لأمه عمران بن أبان المزني، عن أنس رضي الله عنه.) (21/139)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 140 وعنه: الطبراني. 4 (جعفر بن سليمان النوفلي المدني.) عن: عبد العزيز الأويسي. وعنه: الطبراني. 4 (جعفر بن محمد بن أبي عثمان.) أبو الفضل الطيالسي البغدادي الحافظ. سمعك عفان، وسليمان بن حرب، ومسلمة بن إبراهيم، ومحمد بن الفضل عارم، وإسحاق بن محمد الفروي، وابن معين، وخلقاً سواهم. وعنه: ابن صاعد، وإسماعيل الصفار، وأبو بكر النجاد، ومحمد بن العباس بن نجيح، وأبو سهل القطان، وأبو بكر الشافعي، وآخرون. قال الخطيب: كان ثقة ثبتاً، صعب الأخذ، حسن الحفظ. قال ابن المنادي: كان مشهوراً بالإتقان والحفظ والصدق. توفي في رمضان سنة اثنتين وثمانين ومائتين. 4 (جعفر بن محمد الخندقي الخباز.) كان يوصف بالحفظ. روى عن: خالد بن خداش، وسريج بن يونس. (21/140)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 141 وعنه: محمد بن مخلد، وعبد الله بن محمد بن ياسين. 4 (جعفر بن محمد بن حرب العباداني، ثم البغدادي.) عن: سليمان بن حرب، وعبد السلام بن مطهر، ومحمد بن كثير العبدي، وسهل بن بكار. وعنه: جعفر الخلدي، والطبراني، وآخرون. 4 (جعفر بن محمد بن كزال) أبو الفضل السمسار. عن: عفان، وسعد بن سليمان سعدويه، والحسن بن بشر بن سلم، ويحيى بن عبدويه، وخالد بن خداش، ويحيى الحماني، وجماعة. وعنه: أبو سهل القطان، وعبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي، وجماعة.) وقال الدارقطني: ليس بالقوي. قلت: الدارقطني: ليس بالقوي. قلت: توفي في شوال سنة اثتين وثمانين ومائتين. 4 (جفعر بن محمد القلانسي الرملي.) عن: آدم بن أبي إياس. قد مر في الطبقة الماضية. 4 (جعفر بن محمد بن بكر البالسي.) أبو العباس. عن: النجاد، وأحمد بن إسحاق الرازي. (21/141)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 142 4 (جعفر بن محمد بن علي) أبو القاسم البلخي المؤدب الوارق. سكن بغداد وحدث عن: سهل بن عثمان العسكري، ومحمد بن حميد. وعنه: محمد بن مخلد، وعبد الصمد الطستي. توفي سنة ثلاث وثمانين ومائتين. 4 (جعفر بن محمد بن هاشم المؤدب) عن: عفان. وعنه: الطستي. 4 (جعفر بن محمد بن إسحاق المصري) المعروف بابن الحمارة. عن يحيى بن بكير، وغيره. توفي في عام أربع وثمانين. 4 (جفعر بن محمد بن عرفة) أبو الفضل البغدادي المعدل. عن: محمد بن شعبة بن جوان. وعنه: الطستي.) ومات في آخر سنة سبع وثمانين ومائتين. (21/142)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 143 4 (جفعر بن محمد بن شريك) أبو الفضل الإصبهاني. عن: يونس، وعبد الله بن عمران، والحسين بن الفرج. وعنه: أبو الشيخ، وأحمد بن بندار، وأبو أحمد العسال، وأحمد بن جعفر السمسار. توفي سنة ثماني وثمانين. 4 (جعفر بن محمد بن عمران بن بريق، بالراء.) أبو الفضل المخرمي. عن: سعيد بن محمد الجرمي، وخلف بن هشام. وعنه: أحمد بن كامل، والطبراني، وجماعة. توفي سنة تسعين ومائتين. 4 (جعفر بن محمد بن اليمان المؤدب) ثقة. يروي عن: شريح بن النعمان، وأبي الوليد الطيالسي. وعنه: أبو سهل القطان، وأبو بكر الشافعي. 4 (جعفر بن محمد بن سوار) (21/143)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 144 أبو محمد النيسابوري. عن: قتيبة وأبي مروان العماني، وعبد الله بن عمر بن الرماح، وعلي بن حجر، وأبي مصعب، وخلق. وعنه: محمد بن صالح بن هانيء، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، ويحيى بن منصور، وأبو العباس بن حمدان، وإسماعيل بن مجيد، ومحمد بن العباس بن نجيح البغدادي. حدث بنيسابور، وبغداد، وكان من علماء هذا الشأن. توفي في ذي القعدة سنة ثمان وثمانين. وقع حديثه عالياً. 4 (جعفر بن محمد الخياط) ) صاحب أبي ثور الفقيه. روى عن: عبد الصمد بن زيد مردويه. وعنه: أبو عمرو بن السماك، وغيره. 4 (جعفر بن إلياس بن صدقة المصري الكباش الحلاب) عن: نعيم بن حماد، وأصبغ بن الفرج الفقيه. وعنه: الطبراني. توفي في شوال سنة اثنتين وثمانين ومائتين. 4 (جنيد بن حكيم) أبو بكر الأزدي الدقاق. بغدادي فيه لين ما. (21/144)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 145 سمع: علي بن المديني، وعبادة بن زياد. وتعنه: أبو سهل القطان، ومحمد بن مخلد القطار، وأحمد بن كامل، وعلي بن حماد، وأبو بكر الشافعي. توفي سنة ثلاث وثمانين. قال الدارقطني: ليس بالقوي. 4 (جيش بن خمارويه بن أحمد بن طولون.) أبو العساكر الطولوني: تملك بعد قتل أبيه بدمشق: أقام بها ستة أشهر ثم سار إلى الديار المصرية، فوثب عليه أخوه هارون فقتله، لكونه قتل عميه. وذلك في سنة ثلاث وثمانين. خرج عليه الأمراء فخلعوه في جمادى الآخرة، وسجن فمات، أو قتل، في السجن. (21/145)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 146 4 (حرف الحاء)

4 (الحارث بن عبد العزيز.) أبو ليلى أمير إصبهان. قتل في سنة أربع وثمانين، وطيف برأسه. 4 (الحارث بن محمد بن أبي أسامة داهر.) المحدث أبو محمد التيمي البغدادي الخطيب مسند بغداد في وقته. ولد سنة ست وثمانين ومائة.) وسمع: عبد الوهاب بن عطاء، ويزيد بن هارون، وعلي بن عاصم، وسعيد بن عامر الضبعي، وعبد الله بن بكر السهمي، وهاشم بن القاسم، وكثير بن هشام، والواقدي، وروح بن عبادة، وعثمان بن عمر بن فارس، ومحمد بن عبد الله بن كناسة، وبشر بن عمر الزهراني، وأبا عاصم، وأبا بدر شجاع بن الوليد، ويحيى بن أبي بكير، وخلقاً كثيراً. وعنه: أبو جعفر الطبري، ومحمد بن مخلد، وعبد الصمد الطستي، وأبو (21/146)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 147 بكر النجاد، وأبو بكر بن خلاد النصيبي، وأبو بكر الشافعي، وعبد الله بن الحسين النضري المروزي، وخلق. قال الدارقطني: صدوق. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال أبو الفتح الأزدي الضعيف: الحارث بن أبي أسامة ضعيف، لم أر في شيوخنا من يحدث عنه. قلت: هذه مجازفة، وليت الأزدي عرف ضعف نفسه. وقد أمر الدارقطني البرقاني بإخراج الحارث في الصحيح. وكذا ضعفه محمد بن حزم. قلت: والحارث ثقة، وربما أخذ على التحديث. ولهذا عمل فيه محمد بن خلف بن المرزبان: (أبلغ الحارث المحدث قولاً .......... من أخ صادق شديد المحبه)

(ويك قد كنت تعتزي سالف الده .......... ر قديماً إلى قبائل ضبه)

(كتبت الحديث عن سائر النا .......... س، وحاذيت في اللقاء ابن شبه)

(عن يزيد، والواقدي، وروح .......... وابن سعد، والقعنبي، وهدبه)

(ثم صنفت من أحاديث سفيا .......... ن، وعن مالك ومسند شعبه)

(وعن ابن المديني فما زل .......... تقديماً تبث في الناس كتبه)

(أفعنهم أخذت بيعك .......... للعلم وإيثار من يزيدك حبه) في أبيات. فلما سمعها قال: أدخلوه، فضحني، قاتله الله. وله مسند كبير، سمعنا منه عدة أجزاء بالإتصال. (21/147)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 148 وقال محمد بن محمد بن مالك الإسكافي: سألت إبراهيم الحربي، عن الحارث بن محمد، وقلت) يأخذ الدراهم، فقال: إسمع منه فإنه ثقة. أخبرنا إسحاق الأسدي: أنا يوسف الحافظ، أنا خليل بن أبي الرجاء، أنا أبو علي المقريء، وأنا أحمد بن عبد الله الحافظ، أنا أحمد بن يوسف النصيبي: ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا عبد الله بن بكر، ثنا هشام، عن يحيى، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، أن الخلد بن سعدان حدثه، أن جبير بن نصر حدثه، أن عبد الله بن عمرو حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى عليه ثوبين أصفرين فقال: إن هذه ثياب الكفار، فلا تلبسه. صحيح غريب. قال غنجار البخاري: سمعت محمد بن موسى الرازي: سمعت الحارث بن أسامة يقول: لي ست بنات، أكبرهن بنت سبعين سنة، وأصغرهن بنت ستين سنة. وما زوجت واحدة منهن لأني فقير، وما جاءني إلا الفقير، فكرهت أن أزيد في عيالي. وإني وضعت كفني على هذا الوتد منذ نيف وثلاثين سنة، مخافة أن لا يجدوا ما يكفنوني فيه. رواها علي بن محمد الرازي الطبيب، عن محمد بن موسى أيضاً. توفي يوم عرفة سنة اثنتين وثمانين، عن سبع وتسعين سنة. 4 (حامد بن شادي الكشي.) حدث ببغداد عن: قتيبة، وعلي بن حجر. وعنه: عبد الباقي بن قانع، وأبو بكر الشافعي، وآخرون. 4 (حبشي بن أحمد بن سليمان الموصلي السمسار.) عن: القعنبي، وغيره من أهل الموصل. توفي سنة ست وثمانين. (21/148)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 149 4 (حبوش بن رزق الله بن سنان.) أبو محمد الكلوذائي الأصل المصري. عن: عبد الله بن صالح، والنصر بن عبد الجبار، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وجماعة. وكان من عدولي مصر. روى عنه: علي بن أحمد بن إسحاق البغدادي، وأبو القاسم الطبراني، وجماعة. توفي سنة اثنتين وثمانين. 4 (حجاج بن عمران السدوسي.) ) كاتب الحكم للقاضي بكار. حدث عن: بكار وقبله عن: سليمان بن داود الشاذكوني. وعنه: الطبراني. توفي في صفر سنة خمس وثمانين. 4 (الحزنبل الأديب.) هو: محمد بن عبد الله بن عاصم. أبو عبد الله التميمي البغدادي الإخباري. روى عن: أبي عبيدة بن الأعرابي، وابن السكيت. وعنه: أبو بكر الصولي، ومحمد حمويه الفرضي، وغيرهما. مدح الخلفاء والأمراء، وطال عمره، واشتهر ذكره. 4 (الحسن بن أحمد بن أبان الرافقي.) عن: أبي جعفر النفيلي. توفي سنة تسعين. (21/149)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 150 4 (الحسن بن أحمد بن الليث.) أبو الحسن الرازي. سمع: إبراهيم بن موسى الحافظ، وعبد الله القواريري، وأقرانهما. وعنه: أبو الحسن القطان، وطائفة. مات سنة سبع وثمانين ومائتين. 4 (الحسن بن أحمد بن الطبيب الصنعاني.) سمع الموطأ من محمد بن عبد الرحيم بن شروس، عن مالك. أخذ عنه: أبو الحسن القطان. مات سنة سبع وثمانين، ورخه الخليلي. 4 (الحسن بن أيوب بن مسلم القزويني.) عن: عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، وأحمد بن يونس. وعنه: إسحاق الكيساني، وأهل قزوين.) وكان أسند من بقي بتلك الديار. توفي سنة تسع وثمانين. 4 (الحسن بن جرير.) (21/150)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 151 أبو علي الصوري الزنبقي. عن: عيسى بن مينا قالون، وسعيد بن منصور، وإسماعيل بن أبي أويس، ويحيى بن بكير، وجماعة كثيرة. وعنه: علي بن أبي العقب، وخثيمة الأطرابلسي، وسلامة بن أحمد الصوري، والطبراني، وآخرون. والزنبقي: بالنون. 4 (الحسن بن إبراهيم بن مطروح الخولاني المصري.) عن: يزيد بن سعيد الإسكندراني، عن مالك. وعنه: الطبراني. توفي سنة تسع وثمانين بمصر. 4 (الحسن بن الجهم.) أبو علي التميمي الإصبهاني. عن: الحسين بن الفرج، وحبان بن بشر. وعنه: أحمد بن بندار الشعار. توفي سنة تسعين ومائتين. 4 (الحسن بن ليلى الموصلي.) عن: غسان بن الربيع، وجبارة بن المغلس، وجماعة. وعنه: يزيد بن محمد في تاريخه وقال: مات سنة خمس وثمانين ومائتين. (21/151)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 152 4 (الحسن بن سهل بن عبد العزيز البصري بن المجوز.) سمع: أبا عاصم النبيل، وعثمان بن الهيثم. وعنه: الطبراني، وعلي بن محمد بن سختويه، وجماعة. ذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما أخطأ.) توفي الحسن بن سهل بالبصرة في ذي الحجة سنة تسعين ومائتين. 4 (الحسن بن العباس بن أبي مهران الرازي الجمال.) أبو علي المقريء المجود، نزيل بغداد. سمع: ابن عثمان، وعبد المؤمن بن علي الزعفراني، ويعقوب بن حميد بن كاسب. وقرأ القرآن على: أحمد بن قالون، وأحمد بن يزيد الحلواني، ومحمد بن عيسى الإصبهاني، وأحمد بن صالح المصري. وتصدر للإقراء. وكان من كبار المحققين للقراءآت. قرأ عليه: أبو بكر بن مجاهد، وأبو الحسن بن شنبوذ، وأبو بكر النقاش، وأحمد بن حماد صاحب المشطاح. وروى عنه: محمد بن مخلد، وابن السماك، وعبد الصمد الطستي، وابن قانع، وأبو سهل القطان، والطبراني، وآخرون. وثقة الخطيب. وتوفي في رمضان سنة تسع وثمانين ومائتين. (21/152)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 153 4 (الحسن بن عبد الأعلى بن إبراهيم بن عبيد الله الأبناوي اليماني البوسي الصنعاني.) وروى عن: عبد الرزاق، وغيره. وعنه: الطبراني. قال أبو القاسم بن مندة: توفي سنة ست وثمانين. والبوسي: بالفتح والإهمال: ضبطه السلفي، وغيره. وروى عنه: حفيده عبد الأعلى محمد بن الحسن، وأبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي الجمال، وأحمد بن شعيب الأنطاكي، وأبو عوانة الحافظ في صحيحه، وأبو الحسن بن سلمة القطان وقال: سمعته يقول: ولدت سنة أربع وتسعين ومائة، وسمعت من عبد الرزاق نحواً من خمسين حديثاً. وتوفي سنة سبع وثمانين. 4 (الحسن بن علي بن الفرات.) أبو علي الكرماني.) حدث بإصبهان عن: يزيد بن هارون، وأبي نعيم. (21/153)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 154 وعنه: أحمد بن الحسن النقاش. وبقي إلى بعد الثمانين. قال أبو نعيم الحافظ: فيه ضعف. 4 (الحسن بن علي بن خالد بن زولاق.) أبو علي المصري الشيعي. عن: عبد الله بن صالح الكاتب، ويحيى بن سليمان الجعفري. وعنه: الطبراني. توفي في شوال سنة ثلاث وثمانين ومائتين. 4 (الحسن بن علي بن ياسر.) الفقيه أبو علي البغدادي خال الحافظ أبي الآذان. حدث عن: محمد بن بكار بن الريان، وطبقته. وعنه: علي بن محمد الواعظ، والطبراني. قال الخطيب: ثقة. توفي بمصر سنة تسع وثمانين ومائتين. 4 (الحسن بن علي بن حجاج الأنصاري البغدادي.) عن: عبد الله بن معاوية الجمحي. وعنه: الطبراني. 4 (الحسن بن علي بن خلف الصيلاني الدمشقي الصرار.) (21/154)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 155 سمع: سليمان بن عبد الرحمن، وإسماعيل بن إبراهيم الترجمان، وجماعة. وعنه: أبو محمد بن زبر القاضي، والطبراني، وجماعة. توفي سنة تسع وثمانين أيضاً. 4 (الحسن بن عليل بن الحسين بن علي بن جيش.) أبو علي اللغوي العنبري البغدادي. عن: أبي نصر التمار، ويحيى بن معين، وهدبة، وخالد.) وعنه: الحسين بن القاسم الكوكبي، وعبد الله بن إسحاق الخراساني، وابن قانع، والطبراني. قال الخطيب: كان صدوقاً صاحب أدب وأخبار. واسم أبيه علي. وقال غيره: له كتاب التوارد. وتوفي في سلخ المحرم سنة تسعين ومائتين. 4 (الحسن بن عمرو بن الجهم.) أبو الحسن الشيعي. وقيل: السبيعي. قال الخطيب: روى عن: علي بن المديني، وبشر الحافي. وعنه: ابن السماك، وأبو بكر الشافعي. وثقة الدارقطني. وصوابه: الشيعي. وكان يقول ابن السماك وحده: السبيعي. توفي سنة ثمان وثمانين ومائتين. (21/155)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 156 4 (الحسن بن غليب بن سعيد الأزدي.) مولاهم المصري. عن: سعيد بن أبي مريم، وسعيد بن عفير، ومهدي بن جعفر الرملي، وجماعة. وعنه: ن. وقال: ثقة. حكاه أبو القاسم الحافظ. وقال أبو الحجاج الحافظ: لم أقف على روايته عنه. وروى عنه: محمد بن هارون بن شعيب بن الأنصاري، وعلي بن محمد المصري الواعظ، وأحمد بن مروان الدينوري، والطبراني. توفي في ذي الحجة سنة تسعين ومائتين. 4 (الحسن بن أحمد بن أبي بشر.) أبو علي السامري المقريء السراج. عن: بشر بن الوليد الكندي، وأبي صلت الهروي، وأبي سهم الأنطاكي، وغيرهم. وعنه: عبد الله الخراساني، وابن قانع. توفي سنة تسعين أيضاً. أرخه ابن المنادي وقال: كان من أفضل الناس.) 4 (الحسن بن المتوكل البغدادي.) (21/156)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 157 عن: هوذة بن خليفة، وسريج بن النعمان. وعنه: الطبراني. 4 (الحسين بن إسحاق التستري الدمشقي.) محدث رحال ثقة. سمع سعيد بن منصور، وعلي بن بحر القطان، وحامد بن يحيى البلخي، ويحيى بن سليمان، وشيبان بن فروخ، ويحيى الحماني، وخلقاً. وعنه: أبو جعفر العقيلي، وأبو القاسم الطبراني، وجماعة. قال ابن قانع: توفي سنة تسع وثمانين ومائتين. 4 (الحسين بن إسماعيل.) أبو عبد الله المهدي البغدادي. ذكره الخليلي في مشيخة أبي الحسين القطان، وأنه سمع منه: إبراهيم الرمادي، وهدبة بن خالد. مات سنة سبع وثمانين. 4 (الحسين بن بشار.) أبو علي البغدادي الخياط. عن: أبي بلال الأشعري، ونصر بن خراش. وعنه: عبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي. قال الخطيب: كان ثقة. توفي سنة ست وثمانين ومائتين. (21/157)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 158 4 (الحسين بن الحكم بن مسلم.) أبو عبد الله القرشي الكوفي الحبري الوشاء. عن: إسماعيل بن أبان الوراق، وحسن بن حسين الأشقر، وأبي غسان مالك بن إسماعيل. وعنه: أبو العباس بن عقبة، وأحمد بن إسحاق بن هلال، وخثيمة الأطرابلسي، وآخرون. توفي سنة إحدى وثمانين ومائتين. 4 (الحسين بن حميد بن الربيع الكوفي الخزار.) ) عن: أبي نعيم، ومسلم بن إبراهيم، وجماعة. وعنه: عمر بن محمد الكاغدي، وعثمان بن السماك، وآخرون. وهو ضعيف، وقد جمع تاريخاً. توفي في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين. ورماه بالكذب مطين. (21/158)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 159 4 (الحسين بن داود بن معاذ.) أبو علي البلخي الأديب العلامة، نزيل نيسابور، أحمد المتروكين. حدث عن: الفضيل بن عياض، وابن المبارك، وأبي بكر بن عياش، وشقيق البلخي، والنضر بن شميل، وعبد الرزاق، وإبراهيم بن هدبة، وغيرهم. وحدث ببغداد فروى عنه من أهلها: علي بن محمد بن عبيد الحافظ، وعبد الله بن إبراهيم بن هرثمة، وأبو بكر الشافعي. قال الخطيب: ولم يكن ثقة، فإنه روى عن يزيد بن هارون، عن حميد، عن أنس، نسخة أكثرها موضوعة. وقال الخلال: أنا يوسف القواس، ثنا محمد بن العباس بن شجاع، ثنا الحسين بن داود، ثنا الفضيل بن عياض. قلت: فذكر حديثاً قال فيه الخطيب: موضوع. وقال الحاكم: لم ينكر تقدم حسين بن داود بن معاذ في الأدب والزهد، إلا أنه روى عن جماعة لا يتحمل سنة السماع منهم، مثل الفضيل، وابن المبارك. وقد كثرت المناكير أيضاً في رواياته، منها حديث عن فضيل، عن منصور عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أوحي إلى الدنيا أن اخدمي من خدمني، وأتعبي من خدمك. (21/159)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 160 قال الحاكم: وأخبرونا أنه توفي بنيسابور سنة اثنتين وثمانين ومائتين. 4 (الحسين بن السميدع.) أبو بكر البجلي الأنطاكي. قدم بغداد، وحدث عن: محمد بن المبارك الصوري، وموسى بن أيوب النصيبي، ومحبوب بن موسى الفراء، ومحمد بن رمح المصري، وطائفة.) وعنه: ابن صاعد، ومحمد بن مخلد، وإسماعيل الصفار، والطبراني، وآخرون. وقال ابن قانع: توفي سنة سبع وثمانين ومائتين. 4 (الحسين بن عبد الله بن شاكر.) أبو علي السمرقندي. سكن بغداد. وحدث عن: إبراهيم بن المنذر الحزامي، ومحمد بن رمح، وجماعة. وعنه: محمد بن مخلد، وأبو بكر الشافعي. قال الدارقطني: ضعيف. وقال ابن المنادي: مات في شوال سنة ثلاث وثمانين. وقال غيره: كان وراق داود الظاهري. وقد وثقه أبو سعيد الإدريسي. (21/160)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 161 4 (الحسين بن علي.) أبو العلاء الشاشي. عن: علي بن حجر، ونحوه. روى عنه: أهل الشاش. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: مات سنة ثلاث أيضاً. 4 (الحسين بن علي بن الفضل الأنصاري الموصلي.) عن: محمد بن عبد الله بن عمار، وعثمان بن أبي شيبة، وجماعة. وعنه: يزيد الأزدي، وقال: ثقة. توفي سنة خمس وثمانين ومائتين. 4 (الحسين بن علي بن بشر الصوفي.) عن: قطن بن نسير، وجماعة. وعنه: أحمد بن خزيمة. توفي سنة ثلاث وثمانين. 4 (الحسين بن علي بن مهران الدقاق.) شيخ نيسابور.) سمع: إسحاق بن راهويه، وعمرو بن زرارة. وعنه: أبو الفضل بن محمد بن إبراهيم، وعلي بن عيسى، وجماعة. توفي سنة خمس أيضاً. 4 (الحسين بن الفضل بن عمير البجلي الكوفي.) (21/161)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 162 أبو علي المفسر الأديب إمام عصره في معاني القرآن. قال الحاكم: أقدمه عبد الله بن طاهر معه نيسابور سنة سبع عشرة ومائتين. واتباع له الدار المشهورة به بدار عمه، فسكنها. وبقي يعلم الناس العلم، ويفتي عنده في تلك الدار إلى أن توفي سنة اثنتين وثمانين، عن مائة وأربع سنين. وقبره مشهور يزار. سمع: يزيد بن هارون، وعبد الله بن بكر السهمي، والحسن بن قتيبة المدائني، وأبا النضر، وشبابة، وهوذة بن خليفة. سمعت محمد بن أبي القاسم المذكر يقول: سمعت أبي يقول: لو كان الحسين بن الفضل في بني إسرائيل لكان ممن يذكر في عجائبهم. وسمعت محمد بن يعقوب الحافظ يقول: ما رأيت أفصح لساناً من الحسين بن الفضل. وسمعت أبا سعيد بن أبي حامد: سمعت محمد بن يعقوب الكرابيسي، صاحب دار الحسين بن الفضل يقول: كان الحسين في آخر عمره يأمرنا أن نبسط له بحذاء سكة عمار، فكنا نحمله في المحفة. فمر به جماعة من الفرسان على زي أهل العلم، فرفع حاجبه ثم قال لي: من هؤلاء فقلت: هذا أبو بكر بن خزيمة، وجماعة معه. فقال: يا سبحان الله بعد أن كان يزورنا في هذه الدار إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، ومحمد بن رافع، ومحمد بن يحيى، يمر بنا ابن خزيمة، فلا يسلم أرأيتم أعجب من هذا. سمعت إبراهيم بن مضارب بن إبراهيم: سمعت أبي يقول: كان علم الحسين بن الفضل بالمعاني إلهاماً من الله تعالى. فإنه كان تجاوز حد التعليم. (21/162)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 163 وكان يركع في اليوم والليلة ستمائة ركعة، ويقول: لولا الضعف والسن لم أطعم بالنهار. سمعت أبا زكريا العنبري يقول لما قلد المأمون عبد الله بن طاهر خراسان قال: يا أمير المؤمنين لي حاجة.) قال: مقضية. قال: تسعفني بثلاثة: الحسين بن الفضل البجلي، وأبو سعيد الضرير، وأبو إسحاق القرشي. قال: قد أسعفناك. وقد أخليت العراق من الأفراد. ثم ساق له الحاكم من الأحاديث في الغرائب والأفراد نحو بضعة عشر حديثاً. فيها حديث باطل. قالوا: حدثنا محمد بن مصعب: ثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، مرفوعاً: من فرج عن مؤمن كربة جعل الله له يوم القيامة شعبتين من نور على الصراط يستضيء بهما من لا يحصيهم إلا رب العزة. روى عنه: محمد بن الأحزم، ومحمد بن صالح، ومحمد بن القاسم العتكي، وعمرو بن محمد منصور، وأحمد بن شعيب الفقيه، ومحمد بن علي المعدل، وأبو الطيب محمد بن عبد الله المبارك، وآخرون. (21/163)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 164 سمعت محمد بن صالح يقول: شهدت جنازة الحسين، وتوفي يوم السبت لخمس بقين من شعبان سنة ثلاث وثمانين، وهو ابن مائة وأربع سنين. وصلى عليه أبو بكر محمد بن النضر الجارودي. ودفن في مقبرة الحسين بن معاذ. واجتمع لذلك اليوم خلق عظيم للصلاة عليه. 4 (الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن فهم بن محرز.) أبو علي البغدادي الحافظ. صاحب محمد بن سعد مؤلف الطبقات. سمع منه، ومن: مصعب، وخلف بن هشام، ومحمد بن سلام الجمحي، ويحيى بن معين، ومحرز بن عون، وأبي خثيمة، وجماعة. وعنه: أحمد بن معروف الخشاب، وأحمد بن كامل، وإسماعيل الخطبي، وأبو علي الطوماري. وكان له جلساء من أهل العلم يذاكرهم. وكان عسراً في الرواية. قال الدارقطني: ليس بالقوي. وقال الخطبي: ولد سنة إحدى عشر ومائتين، ومات في رجب سنة تسع وثمانين. قال ابن كامل: كان حسن المجلس، مفنناً في العلوم، كثير الحفظ للحديث مسنده وقطوعه، ولأصناف الأخبار، والنسب، والشعر، والمعرفة بالرجال، فصيحاً، متوسطاً في الفقه. ويميل إلى مذهب العراقيين.) سمعته يقول: صحبت ابن معين، فأخذت عنه معرفة الرجال، وصحبت مصعب بن عبد الله، فأخذت عنه معرفة النسب، وصحبت أبا خيثمة، فأخذت عنه المسند، وصحبت الحسن بن حماد سجادة، فأخذت عنه الفقه. (21/164)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 165 4 (الحسين بن محمد بن زياد.) أبو علي النيسابوري القباني الحافظ. أحد أركان الحديث بنيسابور. سمع إسحاق بن راهويه، وعمرو بن زرارة، وطائفة ببلده. و: سهل بن عثمان العسكري، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، ومنصور بن أبي مزاحم، وأبا مصعب، وأبا بكر بن أبي شيبة، وسريج بن يونس، وطبقتهم في رحلته. روى عنه: محمد بن إسماعيل البخاري وهو من شيوخه وقد قال خ. في صحيحه: ثنا حسين، ثنا أحمد بن منيع، فذكر حديثاً. فقيل إنه القباني. كذا قاله أبو النصر الكلاباذي، وغيره. وقال بعضهم: هو الحسين بن يحيى بن جعفر البيكندي. والأول أشبه، لأن القباني كان عنده مسند ابن منيع بكماله، ولأنه كان يلزم البخاري، ويهوى هواه، لما وقع للبخاري بنيسابور ما وقع مع الذهلي. وعنه أيضاً: دعلج، وأبو عبد الله بن الأخرم، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم الهاشمي، ويحيى بن محمد العنبري، وجماعة كثيرة من شيوخ الحاكم. (21/165)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 166 وقال فيه الحاكم: أحد أركان الحديث وحفاظ الدنيا. رحل وأكثر وصنف المسند، والأبواب، والتاريخ، والكنى، ودونت في الدنيا. ثم روى الحاكم بإسناده، عن القباني قال: كان لزياد جدي قبان، ولم يكن وزاناً. ولم يكن بنيسابور إذ ذاك كثير قبان. وكان الناس إذا أرادوا أن يزنوا شيئاً، جاؤونا، فاستعاروا قبان جدي. فشهر بالقباني. وكان جدي حمله من بلاد فارس إلى نيسابور. وقال أبو عبد الله بن الأخرم: كان أبو علي القباني يجمع أهل الحديث عنده بعد مسلم بن الحجاج. وقال محمد بن صالح بن هانيء: سمعت الحسين بن محمد بن زياد، وثنا بحديث عن سريج بن يونس فقال: هذا الحديث كتبه عني محمد بن إسماعيل البخاري، وحدث به. ورأيته في) كتاب بعض الطلبة، قد سمعه من البخاري عني. توفي القباني سنة تسع وثمانين ومائتين، رحمه الله تعالى. 4 (الحسن بن معاذ بن محمد بن منصور.) أبو علي النميري النيسابوري الضبع. سمع: يحيى بن يحيى، وابن راهويه. وبالعراق: سهل بن عثمان، وأبا الربيع الزهراني. وبالحجاز: يعقوب بن حميد، ومحمد بن زنبور. وعنه: أبو بكر بن علي الرازي الحافظ، ومحمد بن يعقوب بن الأخرم، ومحمد بن صالح بن هانيء. توفي في الخامس والعشرون من رمضان سنة ثلاث وثمانين بنيسابور. 4 (الحسين بن الهيثم بن ماهان.) (21/166)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 167 أبو الربيع الرازي الكسائي. سمع: هشام بن عمار، ومحمد بن الصباح الجرجاني، وحرملة التجيبي، وطبقتهم. وعنه: النجاد، وابن القطان، وأبو عوانة، وأحمد بن يوسف بن خلاد، وآخرون. قال الدارقطني: لا بأس به. 4 (حسنون بن الهيثم.) أبو علي الدويري المقريء. قرأ علي: هبيرة التمار صاحب حفص. وحدث عن: محمد بن كثير القهري، وداود بن رشيد. وأقرأ الناس. قرأ عليه: أبو بكر الديبلي شيخ لأبي العلاء القاضي الواسطي. وذكر أبو النقاش أنه قرأ عليه. وحدث عنه: عبد الرحمن بن العباس والد المخلص، وأبو بحر البربهاري، وغيرهما. توفي سنة تسعين. وقد سمع منه الحروف: ابن مجاهد.) وقرأ عليه: محمد بن أحمد بن هارون الحربي. (21/167)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 168 4 (حفص بن عمر سنجة الرقي) قيل: توفي سنة خمس وثمانين. وقيل: توفي سنة ثمانين. وقد ذكر. 4 (حمدان بن ذي النون) وأبو أحمد السلمي. عن: مكي بن إبراهيم. وعنه: عبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري الفقيه، وغيره. توفي في آخر سنة..... وثمانين. 4 (حمدان بن ياسين الموصلي الفراء) أبو أحمد. عن: أبيه، ومعلى بن مهدي. وعنه: أهل الموصل. وروى يزيد بن محمد في تاريخه، عن رجل، عنه وقال: توفي بعد الثمانين ومائتين. 4 (حمدون بن أحمد بن عمارة بن زياد بن رستم) (21/168)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 169 أبو صالح القصار، شيخ أهل الملامة، ورئيسهم. وأول من أظهر الملامة بنيسابور. كان قليل الكلام كثير الفوائد. قال السلمي: مات بعد الثمانين ومائتين. قلت: قد مر في الطبقة الماضية. 4 (حشنام بن إسماعيل) أبو بكر النيسابوري. عن: إسحاق بن راهويه، وأبي سعيد الأشج، وإبراهيم بن بشار الخراساني الصوفي، وغيرهم. وعنه: جعفر بن محمد بن سوار، وزنجويه اللباد، وعبد الله بن المبارك الشعيري. (21/169)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 170 4 (حرف الخاء)

4 (خالد بن يزيد بن وهب بن جرير بن حازم الأزدي البصري) ) روى عنه عبد الصمد الطستي حديثاً منكراً. وتوفي سنة اثنتين وثمانين. وروى عنه أيضاً: أحمد بن أبي طاهر، ومحمد بن خلف بن المرزبان. وهو ابن يزيد، كذا ضبطه في تاريخ الخطيب مرتين. 4 (خطاب بن سعد الخير الأزدي الحمصي.) عن: هشام بن عمار، وأبي نعيم عبيد بن هشام الحلبي. وعنه: أبو الحسن شنبوذ، والطبراني، وأبو علي بن هارون الأنصاري، وجماعة. ولعله بقي إلى بعد التسعين ومائتين. 4 (خلف بن الحسن بن جوان الواسطي.) عن: محمد بن خالد بن عبد الله الطحان، وغيره. وعنه: ابن قانع، والطستي. قال الدارقطني: لا بأس به. (21/170)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 171 4 (خلف بن المختار المغربي الأطرابلسي النحوي اللغوي.) من كبار علماء العربية ببلده. توفي سنة تسعين ومائتين. 4 (خمارويه بن أحمد بن طولون.) الملك أبو الجيش صاحب مصر والشام بعد والده سنة خمسين ومائتين. وولي الأمر سنة سبعين. كان جواداً ممدحاً، شجاعاً مبذراً بيوت الأموال. ذكر أبو الفتح بن مسرور البلخي، عن علي بن محمد الماذرائي، عن عم أبيه أبي علي الحسين بن أحمد الكاتب قال: كان أبو الجيش خمارويه يتنزه بمرج دمشق بعذرا، فغنى له المغني صوتاً أبدل منه كلمة وهو: (21/171)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 172 (قد قلت لما هاج قلبي الذكرى .......... وأعرضت وسط السماء الشعرى) ما أطيب الليل بسر مرأى فقال: ما أطيب الليل بمرج عذرا. فأمر له أبو الجيش بمائة ألف دينار.) فقلت: أيها الأمير، تعطي مغنياً في بدل كلمة مائة ألف دينار، وتضايق المعتضد. فقال لي: كيف أعمل وقد أمرت، ولست أرجع. فقلت: نجعلها مائة ألف دينار درهم. فقال لي: أطلقها له معجلة، وما بقي له نبسطها في سنين حتى تصل إليه. قال ابن مسرور: وحدثني أبو محمد، عن أبيه قال: كنت مع أبي الجيش على نهر ثور، فانحدر من الجبل أعرابي فأخذ بلجامه، فصاح به الغلمان فقال: دعوه. قال: أيها الملك اسمع لي. قال: قل. فقال: (إن السنان وحد السيف لو نطقا .......... لحدثا عنك بين الناس بالعجب)

(أفنيت مالك تعطيه وتنهبه .......... يا آفة الفضة البيضاء والذهب) فأعطاه خمسمائة دينار. فقال: أيها الملك زدني. فقال للغلمان: اطرحوا سيوفكم ومناطقكم. فقال: أيها الملك، أثقلتني. قال: أعطوه بغلاً. ونقل غيره واحد أن محمد بن أبي الساج قصد خمارويه في جيش عظيم (21/172)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 173 من بلاد أرمينية فالجبال، وسار إلى جهة مصر، فالتقاه خمارويه فهزمه خمارويه، وكانت ملحمة مشهورة. ثم ساق خمارويه حتى بلغ الفرات ودخل أصحابه الروم، وعاد وقد ملك من الفرات إلى النوبة. ولما استخلف المعتضد بادر خمارويه وبعث إليه بالهدايا والتحف، وسأله أن يزوج ابنته قطر الندى بولده المكتفي بالله. فقال المعتضد: بل أنا أتزوجها. فتزوج بها في سنة إحدى وثمانين، ودخل بها في آخر العام. وأصدقها ألف ألف درهم. فقيل: إن المعتضد أراد بزواجها أن يفقر أباها. وكذا وقع، فإنه جهزها بجهاز عظيم يتجاوز الوصف. حتى قيل إنه أدخل معها ألف هاون من الذهب، والله) أعلم بصحة ذلك. والتزم للمعتضد أن يحمل إليه في السنة مائتي ألف دينار، بعد القيام بمصالح بلاده. قال ابن عساكر: قرأت بخط أبي الحسين الرازي: حدثني إبراهيم بن محمد بن صالح الدمشقي قال: كان أبو الجيش كثير اللواط مجترئاً على الله. بلغ من أمره أنه دخل الحمام، فأراد من واحد الفاحشة، فأمر أن يدخل في دبره يد كرنيب. ففعل به، فصاح واضطرب في الحمام إلى أن مات. فأبغضه الخدم، واستفتوا العلماء في حد اللواطي، فقالوا: حده القتل. فتواطئوا على قتله، فقتلوه في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين في قصر دير مران ظاهر دمشق. وهربوا، فظفر بهم طف بن جف الأمير، فأدخلهم دمشق، ثم ضرب أعناقهم. وقيل إنه نقل إلى مصر، فدفن عند أبيه. وروى عبد الوهاب بن الحسن بن الحسن الكلابي، عن أبيه أنه ذهب إلى حمص، قال: عرفني مؤذن الجامع، فأضافني في المأذنة في ليلة مقمرة، فلما كان وقت السحر قام يؤذن. فأشرفت في المأذنة، فإذا بكلب قد جاء بكلب، فقام إليه فقال: من أين جئت؟ (21/173)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 174 قال: من دمشق، الساعة قتل أبو الحسن بن طولون. قتله بعض غلمانه. فقلت: للمؤذن: ألا تسمع قال: نعم. وأصبحنا، فورخت ذلك، وسرت إلى دمشق، فوجدته صحيحاً. 4 (خير بن سعيد بن خير.) الفقيه أبو عبد الرحمن المالكي قاضي الإسكندرية وبرقة. حدث عن: محمد بن خلاد، وغيره. وتوفي في ربيع الأول سنة ثمان وثمانين ومائتين. 4 (خير بن عرفة بن عبد الله بن كامل.) أبو طاهر المصري. عن: يحيى بن بكير، وعروة بن مروان الرقي، وعبد الله بن صالح، وزيد بن عبد ربه الحمصي، وجماعة. وعنه: علي بن محمد الواعظ، وأبو القاسم الطبراني، وأبو طالب الحافظ، وآخرون.) توفي في المحرم سنة ثلاث وثمانين ومائتين. 4 (خير بن موفق.) أبو مسلم المصري. عن: يحيى بن بكير، ومنصور بن أبي مزاحم، وجماعة. توفي في جمادى الآخرة سنة ست وثمانين ومائتين. (21/174)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 175 4 (حرف الدال)

4 (داود بن إسماعيل الجوزي.) في تاريخ بغداد أنه حدث عن: بشر الحافي، ويزيد بن أبي عمر بن جنزة. وعنه: عبيد بن عبد الرحمن، وعثمان بن إسماعيل السكريان، ويعقوب الدورقي، وجماعة. وعنه: علي بن إبراهيم بن سلمة القطان، وابن قانع، وغيرهما. توفي سنة ثمان وثمانين ومائتين. 4 (داود بن سليمان الساجي.) عن: مسلم بن إبراهيم، وسليمان بن حرب. وعنه: محمد بن نجيح، والطستي. وأحاديثه مستقيمة. توفي سنة إحدى وثمانين. 4 (دبيس بن سلام.) (21/175)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 176 أبو علي القصباني. عن: علي بن عاصم. وعنه: عبد الصمد الطستي. قال الدارقطني: ضعيف. وقال الطستي: ثقة. (21/176)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 177 4 (حرف الراء)

4 (روح بن الفرج القطان.) أبو الزنباع المصري.) محدث مكثر مقبول. سمع: أبا عاصم صالح كاتب الليث، وعبد الغفار بن داود، وسعيد بن عفير، ويحيى بن سليمان الجعفي، ويوسف بن عدي، ويحيى بن بكير. وعنه: أبو جعفر الطحاوي، وعبد الله بن أحمد بن إسحاق، وعلي بن محمد الواعظ، وأحمد بن الحسن بن عقبة الرازي، وسليمان الطبراني، وآخرون. روى عنه: أبو بكر البزاز في مسنده وقال: يقال ليس بمصر أوثق ولا أصدق منه. وقال الطحاوي: كان من أوثق الناس. وقال ابن قديد: رفعه الله بالعلم والصدق. توفي في ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين ومائتين. (21/177)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 178 4 (روح من الفرج.) أبو حاتم البغدادي المؤدب. عن: محمد بن زنبور. (21/178)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 179 4 (حرف الزاي)

4 (زرقان الرياق.) عن: عبد الله بن صالح العجلي، ومسدد. وعنه: أبو سهل القطان. توفي في شوال سنة ثلاث وثمانين ومائتين. واسمه محمد بن عبد الله. 4 (زكريا بن حمدويه الغدادي الصفار.) عن: عفان. وعنه: الطبراني. توفي سنة ثمان وثمانين. 4 (زكريا بن داود بن بكر النيسابوري.) قال الحاكم أبو عبد الله: هو أبو يحيى الخفاف المقدم في عصره، صاحب التفسير الكبير. سمع: يحيى بن يحيى، ويزيد بن صالح، وعلي بن جعد، وأبا مصعب الزهري، وأبا بكر بن) أبي شيبة، وطبقتهم. وعنه: أبو حامد بن الشرقي. (21/179)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 180 وثنا عنه: الحسن بن يعقوب، ومحمد بن صالح بن هانيء، ومحمد بن داود بن سليمان، وعلي بن عيسى. توفي في جمادى الآخرة سنة ست وثمانين ومائتين. 4 (زكريا بن يحيى بن إياس بن سلمة.) أبو عبد الرحمن السجزي الحافظ. نزيل دمشق. ويعرف بخياط السنة. سمع: قتيبة، وشيبان بن فروخ، وإسحاق بن راهويه، وبشر بن الوليد، وحكيم بن سيف الرقي، وصفوان بن صالح المؤذن، وطبقتهم. وعنه: ن. فأكثر وابن جوصا، ومحمد بن إبراهيم بن دودان، وأبو علي بن هارون، وأبو القاسم الطبراني، وجماعة. وثقة النسائي، وغيره. ومولده سنة خمس وتسعين ومائة. وتوفي سنة تسع وثمانين عن أربع وتسعين سنة. قال الحافظ عبد الغني بن سعيد: كان ثقة حافظاً، ثنا عنه إسحاق، وأحمد أبناء إبراهيم بن الحداد. 4 (زكريا بن يحيى بن عبد الملك البغدادي.) (21/180)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 181 أبو يحيى الناقد. أحد العباد. سمع: خالد بن خداش، وأحمد بن حنبل، وفضيل بن عبد الوهاب. وعنه: أبو بكر الخلال، وأبو سهل القطان، وعبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي. قال الدارقطني: ثقة فاضل. قال محمد بن جعفر بن سام: لو قيل لأبي يحيى الناقد: غداً تموت، ما ازداد في عمله. قلت: توفي في ربيع الآخر سنة خمس وثمانين ومائتين. 4 (زياد بن الخليل.) أبو سهل التستري.) حدث ببغداد عن: مسدد، وإبراهيم بن بشار، والرمادي، وجماعة. وعنه: الطستي، وأبو بكر الشافعي. قال الدارقطني: لا بأس به. توفي سنة ست وثمانين ومائتين. وقيل سنة تسعين. (21/181)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 182 4 (حرف السين)

4 (السري بن سهل الجنديسابوري.) عن: عبد الله بن رشيد. وعنه: عبد الصمد الطستي، والطبراني، وغيرهما. توفي بفارس سنة تسع وثمانين. 4 (سعيد بن إسرائيل القطيعي البغدادي.) عن: حبان بن موسى، وإسماعيل بن عيسى العطار. وعنه: الطستي، والطبراني. توفي سنة ثمان وثمانين. 4 (سعيد بن الأشعث السجستاني.) أخو الإمام أبي داود السجستاني. توفي سنة أربع وثمانين. 4 (سعيد بن أوس.) أبو عثمان السلمي الدمشقي الإسكافي. عن: أحمد بن أبي الحواري، وهشام الأزرق. وعنه: عبد الله بن جعفر بن الورد، وسليمان الطبراني، وجماعة. وهو (21/182)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 183 سعيد بن الحكم بن أوس، نسبوه إلى جده. 4 (سعيد بن سيار الواسطي.) سمع: عمرو بن عون. روى عنه: الطبراني. 4 (سعيد بن عبدويه البغدادي بن الصفار.) ) عن: الربيع بن ثعلب. وعنه: ابن قانع، والطبراني. 4 (سعيد بن عثمان.) أبو سهل الأهوازي. عن: أبي الوليد الطيالسي، وبكار السيريني، وجماعة. وعنه: أبو سهل القطان، وأحمد بن خزيمة، وأبو بكر الشافعي. قال الدارقطني: صدوق. 4 (سعيد بن محمد بن المغيرة المصري.) عن: سعيد بن سليمان سعدويه. وعنه: الطبراني. 4 (سعيد بن محمد.) (21/183)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 184 أبو عثمان الأنجداني. عن: أبي عمرو الحوضي، وغيره. وعنه: أحمد بن كامل، والطستي، وأبو تلا الشافعي. توفي سنة خمس وثمانين. 4 (سعيد بن ياسين البلخي الوراق.) حدث ببغداد عن: قتيبة، وجماعة. وعنه: الطستي، وابن قانع، وابن نجيح. قال الخطيب: ما علمت من حاله إلا خيراً. 4 (سلامة بن محمد بن ناهض.) ويقال: سلام مخففاً أيضاً. أبو بكر الترياقي المقدسي. سمع: هشام بن عمار، وصفوان بن صالح، والوليد بن حجر الرملي. وعنه: جعفر الفريابي وهو من أقرانه، وأبو طالب أحمد بن نصر، وأبو القاسم الطبراني. 4 (سليمان بن أيوب بن سليمان بن داود بن عبد الله بن حذلم) أبو أيوب الأسدي الدمشقي.) عن: أبيه، عن الوليد بن المسلم. (21/184)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 185 وعن: صفوان بن صالح، وسليمان ابن بنت شرحبيل، ودحيم، وجماعة. وعنه: ن. 4 (سليمان بن محمد بن الفضل النهرواني.) أبو منصور. عن: محمد بن السري العسقلاني، وعبد الوهاب بن الضحاك، ومحمد بن وهب الحراني. وعنه: ابن قانع، وأبو بكر الشافعي. 4 (سماعة بن أحمد.) أبو بكر البصري القاضي. عن: بكار بن محمد السيريني. وعنه: عبد الباقي بن قانع، وعبد الصمد الطستي، وابن نجيح. وهو ثقة. 4 (سماك بن عبد الصمد.) أبو القاسم الأنصاري الدمشقي. عن: خالد بن عمرو السلفي، وأبي مسهر الغساني. وعنه: أبو عوانة، وعبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي. توفي سنة اثنتين وثمانين بطرسوس. (21/185)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 186 4 (سنان بن محمد بن طالب.) أبو بكر التميمي الموصلي. عن: أبي نعيم، وعفان، وأبي الجواب، وغيرهم. وعنه: يزيد بن محمد الأزدي في تاريخه، وقال: توفي سنة إحدى وثمانين. 4 (السندي بن أبان.) أبو نصر، غلام خلف بن هشام البزار. عن: يحيى الحماني، وغيره. وعنه: عبد الصمد الطستي.) توفي سنة إحدى أيضاً. 4 (سهل بن سعد بن نضلة الطائي.) أبو القاسم القزويني. سمع: علي بن محمد الطنافسي، وأبا مصعب الزهري، وجماعة. قال الخليلي في شيوخ القطان: كان ثقة أيضاً. وذكر أنه كان حياً في هذا الحين. 4 (سهل بن عبد الله التستري.) (21/186)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 187 الإمام العارف أبو محمد شيخ الصوفية. روى عن: خاله محمد بن سوار. وصحبة ذي النون المصري قليلاً. لقيه في الحج. وعنه: عمر بن واصل، وأبو محمد الحريري، وعباس بن عصام، ومحمد بن المنذر الهجيمي، وجماعة. وكان من أعيان الشيوخ في زمانه، يعد مع الجنيد. وله كلام نافع في التصوف والسنة وغير ذلك. فنقل أبو القاسم التميمي في الترغيب والترهيب من طريق أبي زرعة الطبري: سمعت ابن درستويه صاحب سهل بن عبد الله يقول: قال سهل، ورأى أصحاب الحديث فقال: إجتهدوا أن لا تلاقوا الله إلا ومعكم المحابر. وفي ذم الكلام، بإسناد، عن سهل وقيل له: إلى متى يكتب الرجل الحديث قال: حتى يموت، ويصب باقي حبره على قبره. قرأت على ابن الخلال، أنا ابن اللتي، أنا أبو الوقت، أنا شيخ الإسلام عبد الرحمن بنيسابور: سمعت الحسين الدقيقي يقول سمعت سهل بن عبد الله يقول: من أراد الدنيا والآخرة فليكتب الحديث. فإن فيه منفعة الدنيا والآخرة. قلت: هكذا كان مشايخ الصوفية في حرصهم على الحديث والسنة، لا كمشايخ عصرنا الجهلة البطلة الأكلة الكسلة. وبلغنا أنه أتى إلى أبي داود السجستاني مصنف السنن، فقال: أريد أن تخرج لي لسانك هذا الذي حدثت به أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبله.) فأخرجه له فقبله. (21/187)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 188 ومن كلامه: لا معين إلا الله، ولا دليل إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا زاد إلا التقوى، ولا عمل إلا الصبر عليه. وقال: الجاهل ميت، والناس ينائم، والعاصي سكران، والمصر هالك. وقال: الجوع سر الله في أرضه، لا يودعه عند من يديعه. وقال إسماعيل بن علي الأبلي: سمعت سهل بن عبد الله بالبصرة سنة ثمانين ومائتين يقول: العقل وحده لا يدل على قديم أزلي فوق عرش محدث، نصبه الحق دلالة وعلمنا لنا، لتهتدي القلوب به إليه، ولا تجاوزه، أي بما أثبت الحق فيها من نور الهداية، ولم يكلفها علم ماهية هويته. فلا كيف للإستواء عليه، لأنه لا يجوز للمؤمن أن يقول: كيف الإستواء لم خلق الإستواء وإنما عليه الرضى والتسليم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم إنه على عرشه. وإنما سمي الزنديق زنديقاً، لأنه وزن دق الكلام بمخبول عقله، وقياس هوى طبعه، وترك الأثر والإقتداء بالسنة، وتأول القرآن بالهوى. فعند ذلك لم يؤمن بأن الله على عرشه. فسبحان من لا تكفيه الأوهام موجوداً، ولا تمثله الأفكار محدوداً. وقال أبو نعيم: نا أبي، نا أبو بكر الجوربي: سمعت سهل بن عبد الله يقول: أصولنا ستة أشياء: التمسك بالقرآن، والإقتداء بالسنة، وأكل الحلال، وكف الأذى، والتوبة، وأداء الحقوق. وعن سهل: من تكلم فيما لا يعنيه حرم الصدق، ومن استغل بالفضول حرم الورع، ومن ظن السوء حرم اليقين. فإذا حرم من هذه الثلاثة هلك. وعنه قال: من أخلاق الصديقين أن لا يحلفوك بالله، ولا يغتابون، ولا يغتاب عندهم، ولا يشبعون بطونهم، وإذا وعدوا لم يخلفوا، ولا يمزحون أصلاً. (21/188)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 189 وقال ابن سالم: قال عبد الرحمن بعض تلامذة سهل التستري لسهل: يا أبا محمد، إني أتوضأ، فيسيل الماء من يدي، فيصير قضبان ذهب. فقال سهل: الصبيان يباركون خشخشاشة. توفي سهل رحمة الله عليه في المحرم سنة ثلاث وثمانين، وعاش ثمانين سنة، أو جاوزها. ويقال: مات سنة ثلاث وسبعين ومائتين، والأول أصح. 4 (سهل بن علي الدوري.) ) عن: علي بن الجعد، وغيره. وعنه: محمد بن مخلد، وعبد الصمد الطستي. وكان متهماً بالكذب. توفي سنة سبع وثمانين. ورخه ابن قانع. ولاؤه لآل علي بن أبي طالب. روى عن: سريج بن يونس، والقواريري، وإبراهيم الترجماني. قال أبو مزاحم الحافظ: يرمى بالكذب. 4 (سهل بن المتوكل البخاري.) عن: القعنبي، ومحمد بن سلام البيكندي، وجماعة. توفي سنة إحدى وثمانين. قال السليماني: كان من أئمة اللغة، يكنى أبا عصفور. (21/189)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 190 4 (حرف الشين)

4 (الشاذ بن نصر بن سيار.) أبو الحكم الدمشقي. عن: قتيبة، وهشام بن عمار، وحرملة، وطبقتهم. وعنه: عبد الله بن زبر القاضي، ومحمد بن أحمد الرافقي، وعبد الله بن المهتدي بالله. ذكره ابن ماكولا. (21/190)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 191 4 (حرف الصاد) صالح بن شعيب البصري الزاهد. عن: بكر بن محمد القرشي. وعنه: الطبراني. توفي في صفر سنة ست وثمانين. 4 (صالح بن العلاء بن وضاح.) أبو شعيب الموصلي. عن: غسان بن الربيع، وأبي هاشم محمد بن علي، وجماعة.) توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين. 4 (صالح بن علي بن الفضل النوفلي.) حدث ببغداد وغيرها. عن: خالد بن يزيد العمري، وعبد الله بن محمد بن القدامي. وعنه: ابن جوصا، ومحمود الرافقي، وآخرون. 4 (صالح بن عمران.) (21/191)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 192 أبو شعيب الدعاء. عن: عبد القاسم بن سلام، وعفان، وسليمان بن حرب، وطبقتهم. توفي سنة خمس وثمانين. روى عنه: إسماعيل الخطبي، وأحمد بن كامل، وأبو بكر الشافعي. قال الدارقطني: لا بأس به. 4 (صالح بن محمد بن عبد الله.) أبو الفضل الرازي. نزل بغداد. عن: عفان، وسليمان بن حرب، وجماعة. وعنه: الطستي، وأبو بكر الشافعي، وجماعة. وثقة الدارقطني، وروى عنه أنه تلا أربعة آلاف ختمة. توفي في شوال سنة ثلاث وثمانين ومائتين. 4 (صالح بن مقاتل الأعور) عن: أبيه. وعنه: أبو سهل القطان، وابن قانع. قال الدارقطني: ليس بقوي. 4 (صالح بن يونس) أبو شعيب الواسطي الزاهد. (21/192)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 193 كان من سادات الصوفية. ورد عنه أنه رأى الحق في النوم، وحج على قدميه سبعين حجة.) توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين بالرملة. كان يعرف بالمقنع، والدعاء عند قبره مستجاب. وكان يكون بمصر وكان يحرم من القدس إلى الرملة. ويقال: رأى مرة كلباً يلهث عطشاً في البادية، فقال: من يشتري مني سبعين حجة بشربة لهذا فأعطاه رجل دمشقي، ماء، فسقي الكلب. 4 (صدقة بن موسى) عن: أبي نعيم، والأصمعي. شيخ مجهول، لم يرو عنه إلا الدارع. الشيخ المتروك صاحب الجن. (21/193)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 194 4 (حرف الضاد)

4 (الضحاك بن الحسين الأزدي الإستراباذي الفقيه.) عن: إسماعيل الشالنجي، وهشام بن عمار، وعثمان بن أبي شيبة، وجماعة. وعنه: نعيم بن عبد الملك بن عدي، ومحمد بن إبراهيم بن أبرويه، وأحمد بن محمد بن مطرف، وغيرهم. توفي سنة تسع وثمانين ومائتين. (21/194)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 195 4 (حرف الطاء)

4 (طاهر بن حزم الأندلسي الطرطوشي.) مولى بني أمية يروي عن: يحيى بن يحيى الليثي. توفي سنة خمس وثمانين. 4 (طاهر بن محمود النسفي.) رحل وسمع: هشام بن عمار، وغيره. روى عنه: عبد المؤمن بن خلف النسفي، وتوفي سنة تسع وثمانين. أغفله ابن عساكر. 4 (الطيب بن محمد بن غالب) أبو عبد الرحمن السعدي البخاري.) عن: محمد بن سلام البيكندي، وقتيبة بن سعيد، وعثمان بن أبي شيبة. وعنه: محمد بن عبد الرحمن بن الطيب حفيده. توفي في صفر سنة أربع وثمانين ومائتين. (21/195)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 196 4 (حرف العين)

4 (عامر بن المثنى) أبو عمرو الكرميني. من حفاظ ما وراء النهر. ذكره السليماني فقال: لزم البخاري وتفقه به. ورحل وسمع: عمرو بن علي، ومحمد بن بشار. 4 (عبادة بن محمد بن عبد الله العدني.) سمع: حفص بن عمرو العدني الفرج. روى عنه: الطبراني. 4 (العباس بن حزم بن عبد الله بن أشرس.) أبو الفضل النيسابوري الواعظ. أحد العلماء والزهاد في وقته. صحب أحمد بن حرب الزاهد. وسمع: أحمد بن حنبل، وسعيد بن محمد الجرمي. وقتيبة بن سعيد، وهشام بن عمار، وإسحاق بن راهويه، وخلقاً. وعنه: أبو العباس السراج، وإبراهيم بن محمد بن سفيان، وسبطه (21/196)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 197 محمد بن عبد الله، ومحمد بن صالح بن هانيء، وآخرون. قال أبو الوليد الفقيه: سمعت أبي يقول: كان العباس بن حمزة مجاب الدعوة. وقال ابن مجيد: كان العباس يصوم النهار ويقوم الليل. وكان يقول: لقد لحقتني بركة ذي النون. وقال السراج: سمعت العباس بن حمزة، وسأله رجل عن الزهد فقال: ترك ما يشغلك عن الله أخذه، وأخذ ما يبعدك عن الله تركه. توفي سنة ثمانٍ وثمانين، وكان من علماء الحديث، رحمه الله تعالى. 4 (عباس بن محمد بن عبد الله.) ) أبو الفضل دبيس البغدادي البزاز. سمع: عفان بن مسلم، وسريج بن النعمان، وسليمان بن حرب. وعنه: ابن السماك، وعبد الصمد الطستي، ومحمد بن علي بن الهيثم، وآخرون. قال الخطيب: ثقة. رماه الحمار، فعلقت رجله بالركاب، فجره الحمار، فمات في رجب سنة ثلاثٍ أيضاً. 4 (عبد الله بن أحمد بن حنبل بن هلال.) (21/197)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 198 الحافظ أبو عبد الرحمن الإمام وأبي عبد الله الذهلي الشيباني المروزي الأصل البغدادي. ولد سنة ثلاث عشرة ومائتين، في السنة التي مات فيها عبيد الله بن موسى العبسي. وسمع من أبيه شيئاً كثيراً من العلم. وسمع من: يحيى بن عبدويه صاحب شعبة. ولم يأذن له أبوه في السماع من علي بن الجعد. وسمع من: يحيى بن معين، وشيبان بن فروخ، والهيثم بن خارجة، وسويد بن سعيد، وعبد الأعلى بن حماد، ومحمد بن جعفر الوركاني، وأبي خيثمة، وأبي بكر بن أبي شيبة، وأبي الربيع الزهراني، وإبراهيم بن الحجاج السامي، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وعبيد الله بن عمر القواريري، وخلق كثير. وعنه: ن. وعبد الله بن إسحاق المدائني، وأبو القاسم البغوي، وأبو محمد بن صاعد، وأبو بكر بن زياد النيسابوري، وأبو بكر الخلال، ودعلج، وأحمد بن سلمان الفقيه النجاد، وإسحاق الكاذي، وأبو علي الصواف، وأبو القاسم الطبراني، وأبو بكر الشافعي، وأبو الحسن أحمد بن محمد اللنباني، وخلق سواهم. (21/198)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 199 قال أبو بكر الخطيب: كان ثقةً ثبتاً فهماً. وقال ابن المنادي في تاريخه: لم يكن أحد روى في الدنيا عن أبيه منه، عن أبيه لأنه سمع منه المسند وهو ثلاثون ألفاً، والتفسير، وهو مائة وعشرون ألفاً. سمع منه ثمانين ألفاً، والباقي وجادةً. وسمع منه: الناسخ والمنسوخ والتاريخ، وحديث شعبة، والمقدم والمؤخر من كتاب الله، وجوابات القرآن، والمناسك الكبير والصغير، وغير ذلك من التصانيف وحديث الشيوخ.) قال ابن المنادي: وما زلنا نرى أكابر شيوخنا يشهدون له بمعرفة الرجال وعلل الحديث والأسماء، والمواظبة على الطلب، حتى أن بعضهم أفرط تعظيمه إياه بالمعرفة، وزيادة السماع على أبيه. وعن إسماعيل الخطبي قال: بلغني عن أبي زرعة قال: قال لي أحمد بن حنبل: ابني عبد الله محفوظ من علم الحديث، لا يذاكرني إلا بما أحفظ. وقال عباس الدوري: قال لي أحمد بن حنبل: يا عباس، قد، وعى عبد الله علماً كثيراً. وقال ابن الصواف: قال عبد الله بن أحمد: كل شيء أقول: قال أبي، فقد سمعته مرتين وثلاثة، وأقله مرة. توفي عبد الله في جمادى الآخرة سنة تسعين ومائتين، وشيعه خلق. 4 (عبد الله بن أحمد بن أشكاب الإصبهاني الحافظ.) (21/199)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 200 طوف وصنف المسند. وسمع: أحمد بن عبدة، وهلال بن بشر، وإسماعيل بن بهرام، وطبقتهم. توفي سنة ثلاث وثمانين. 4 (عبد الله بن أحمد بن سوادة.) أبو طالب البغدادي نزيل طرسوس. سمع: طالوت بن عباد، ومحمد بن بكار، وجماعة. وعنه: أبو العباس بن عقدة، وأبو بكر القباب، وأهل إصبهان. وكان صدوقاً. توفي في سنة خمسٍ وثمانين. وقد حدث بدمشق، فروى عنه: الحسين بن حبيب، وأبو علي بن هارون. 4 (عبد الله بن المحدث أحمد بن سعيد الرباطي الصوفي الزاهد.) صحب أبا تراب النخشبي، وسافر معه. وكان الجنيد إذا ذكره يثني عليه ويقول: هو رأس فتيان خراسان. قال ابن الجوزي في المنتظم: توفي سنة تسعين. قلت: لم يقع لي شيء من كلامه.) 4 (عبد الله بن أحمد بن زياد.) أبو جعفر الهمداني، ويقال له الدحيمي لكثرة ما سمع من دحيم. وسمع من: بشر بن الوليد، والحكم بن موسى، وسريج بن يونس، وجماعة. (21/200)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 201 وعنه: أحمد بن عبيد، والقاسم بن صالح، وأحمد بن إسحاق بن منجاب، وحامد الرفاء، وجماعة. قال صالح بن أحمد: ثقة صدوق. 4 (عبد الله بن إبراهيم السوسي.) روى عن: محمد بن بكار بن بلال العاملي. وعنه الطبراني. لا أعرفه، ولا ذكره ابن عساكر. 4 (عبد الله بن إبراهيم بن أحمد بن الأغلب التميمي الأغلبي.) الأمير أبو العباس أمير المغرب، وابن أمرائها الأغلبيين. عهد إليه أبوه بالأمر قبل موته في أول سنة تسعٍ وثمانين، ومات أبوه في ذي القعدة من العام. وقيل: كاتب ببيعته المعتضد أمير المؤمنين، فقدم على الأمير إبراهيم في آخر سنة ثمان رسول المعتضد، فأمره أن يعتزل الإمرة، ثم يفوضها إلى ولده أبي العباس، ويصير هو إلى حضرة المعتضد. وذلك لما بلغ المعتضد عنه من أفعاله في مرضه بالسوداء من القتل والجهل. ففعل ما أمر به، وأظهر التوبة. وكان أبو العباس، ديناً صالحاً ليناً، عاقلاً عالماً فاضلاً، أديباً شاعراً، موصوفاً بالشجاعة، محباً للعدل. وقوى أمر أبي عبد الله الشيعي، فندب لحربه أخاه الأحول. ولم يكن أحولاً، وإنما لقب بذلك لأنه كان إذا نظر كسر جفنه. فالتقوا عند ملوشة، وقتل خلق، وانهزم الأحول، ثم ثبت في مقاتلته. (21/201)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 202 وكان أبو العباس يداري سوء أخلاق أبيه، وكان يظهر طاعته والتذلل له، فكان يوجهه لمحاربة الأعادي، فبلغ من ذلك إلى أكثر من أمله، فبذلك كان يفضله على إخوته. وولاه صقلية، فافتتح بها حضوناً، وظهرت شجاعته. لما تملك لم يسكن في قصر أبيه، بل اشترى) داراً سكنها، ورد مظالم كثيرة. فكانت أيامه أيام عدلٍ وخير. ومن شعره، وقد شرب دواء بصقلية. (شربت الدواء على غربة .......... بعيداً عن الأهل والمنزل)

(وكنت إذا، شربت الدواء .......... تطيبت بالمسك والمندل)

(فقد صار حربي بحار الدماء .......... ونقع العجاجة والقسطل) واتصل بأبي العباس عن ولده أبي مضر زيادة الله متولي صقلية اعتكافه على اللهو والخمر، فعزله، وقدم عليه فسجنه. فلما كانت ليلة الأربعاء ليوم بقي من شعبان سنة تسعين قتل الأمير أبو العباس. قتله ثلاثة من غلمانه الصقالبة على فراشه، وأتوا برأسه ابنه زيادة الله وأخرج من الحبس، وتملك، وقتل الثلاثة وصلبهم، وهو الذي كان واطأهم. والمثل السائر: سمير الغضب يزول، ووالي الغدر معزول. وكان قتله بمدينة تونس، رحمه الله. 4 (عبد الله بن جابر بن عبد الله) أبو محمد الطرسوسي البزار. قال ابن عساكر، وأبو أحمد الحاكم: سمع أبا مسهر، وعبد الله بن يوسف التنيسي، ومحمد بن المبارك الصوري. وعنه: أبو بكر محمد بن أحمد المستنير، وإبراهيم بن جعفر بن سنيد بن داود المصيصيان. قلت: وهما شيخا الحاكم. (21/202)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 203 زاد ابن عساكر فقال: وجعفر الخالدي، وأحمد بن جعفر بن حمدان الطرسوسي، وأبو بكر ابن المقريء. كذا قال ابن عساكر فوهم وإنما روى ابن المقريء، عن عبد الله بن جابر بطرسوس، عن عبد الله بن خبيق الإنطاكي، وهو متأخر عن ذا. وكذا قال حديثاً موضوعاً متنه: الأمناء ثلاثة: جبريل، وأنا، ومعاوية. وهذا قال فيه أبو أحمد: منكر الحديث. 4 (عبد الله بن الحسين بن جابر) أبو محمد البغدادي ثم المصيصي البزار. عن: علي بن عياش الحمصي، وآدم بن أبي إياس، والحسن بن موسى الأشهب، وعفان بن) مسلم، وهودة بن خليفة، وطائفة. وعنه: أبو عوانة، وخيثمة الأطرابلسي، وأبو الحسن بن حذلم، وأبو القاسم الطبراني، وجماعة. قال ابن حبان: لا يجوز الإحتجاج به. كان يسرق الحديث. قلت: أظنه الذي قبله. 4 (عبد الله بن أبي عطاء الأندلسي) نزيل القيروان. صالح صدوق صحيح النقل. سمع من: زهير بن عباد، وسحنون بن سعيد الفقيه. روى عنه: محمد بن أحمد التميمي القيرواني. وتوفي سنة..... وثمانين. (21/203)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 204 4 (عبد الله بن عبدويه بن النضر) أبو محمد البخاري، نزيل نسف. روى عن: هشام بن عمار، ودحيم، وأحمد بن صالح المصري، وجماعة. وعنه: عبد المؤمن بن خلف، ومحمد بن محمود بن عنبر، ومحمد بن زكريا النسفيون. وكن إماماً فاضلاً محدثاً. توفي في سنة ست وثمانين ومائتين ولعل أباه عبد ربه. 4 (عبد الله بن عيسى بن عبد الله بن شعيب.) أبو موسى القرشي المدني القصير الكاتب نزيل مصر. قرأ على: قالون، وسمع منه الحروف. وسمع من: مطرف بن عبد الله الفقيه وكان كاتبه. ويعرف بالطيارة. روى عنه القراءة: محمد بن أحمد بن منير الإمام، وسمع منه في سنة أربع وثمانين ومائتين، وله تسعون سنة إذ ذاك. وسمع منه عامة المصريين. وروى عنه الحروف أيضاً: محمد بن أحمد بن شاهين البغدادي بمصر، شيخ لأبي بكر بن مجاهد. 4 (عبد الله بن قريش.) ) أبو أحمد الأسدي. عن: الحسين بن حريث، والوليد بن شجاع، وجماعة. وعنه: ابن مخلد، والطستي، وإسماعيل الخطبي. قال الدارقطني: لا بأس به. (21/204)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 205 4 (عبد الله الأشعث.) أبو الورد الأنطرطوسي. عن: إبراهيم بن المنذر الحزامي، وإبراهيم بن محمد الحمصي. وعنه: الطبراني، ومحمد بن عبد الرحمن الطيئي الإصبهاني. 4 (عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم.) أبو بكر الجمحي، مولاهم المصري. سمع: جده، ومحمد بن يوسف الفريابي، وعمرو بن أبي سلمة التنيسي، وغيرهم. وعنه: أحمد بن القاسم المالكي، وعلي بن محمد المصري الواعظ، والطبراني. توفي في رمضان سنة إحدى وثمانين، وقد أضر بأخرة. 4 (عبد الله بن محمد بن سلام.) أبو بكر الإصبهاني. عن: أبي توبة بن نافع الحلبي، ومحمد بن سعيد بن سابق. وعنه: أبو علي الصحاف، والإصبهانيون. توفي سنة إحدى أيضاً. ومن الرواة عنه: أبو بكر القباب، وأحمد بن جعفر بن مفيد. فيه ضعف. 4 (عبد الله بن محمد بن النعمان بن عبد السلام.) (21/205)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 206 أبو بكر التميمي الإصبهاني الزاهد. سمع: أباه، وأبا نعيم، وعمرو بن طلحة القتاد، وأبا غسان النهدي، وعمرو بن حفص بن غياث، ومحمد بن سعيد بن سابق، وطائفة. وعنه: أبو علي الصحاف، ومحمد بن أحمد الكسائي، وعبد الله بن الحسن بن بندار، وأحمد بن) جعفر السمسار، وأبو بكر عبد الله بن محمد القباب، وخلق من الإصبهانيين. وكان ثقة صالحاً من أولياء الله تعالى. توفي سنة إحدى أيضاً. 4 (عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس.) الحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا القرشي مولى بني أمية البغدادي. صاحب التصانيف المشهورة. ولد سنة ثمان ومائتين. وسمع: أحمد بن إبراهيم الموصلي، وأحمد بن جميل المروزي. ولم يسمع من الإمام أحمد شيئاً. وسمع من: سعد بن سليمان سعدويه، وهو أقدم شيخ له. ومن: خالد بن خراش، وعلي بن الجعد، وخلف بن هشام، وسعد بن (21/206)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 207 محمد العوفي، وسعيد بن محمد الحربي، وشجاع بن أشرس، وعبد الله بن خيران صاحب عبد الرحمن المسعودي، وعبد الله بن عون الخزاز، وأبي نصر التمار، وعبيد الله بن محمد بن عائشة، وخلق كثير. وعنه: الحارث بن أبي أسامة، وهو من شيوخه، وابن ماجه في تفسيره، وأبو علي أحمد بن إبراهيم الصحاف، وأبو العباس بن عقدة، وأبو سهل القطان، وأحمد بن مروان الدينوري، وعثمان بن محمد الذهبي، وعيسى بن محمد الطوماري، وأبو علي الحسين بن صفوان، وهو روايته. وأبو بكر النجاد، وأبو الحسن أحمد بن محمد اللنبابي، وعبد الله بن بريه الهاشمي، وأحمد بن خزيمة، وأبو بكر الشافعي، وجماعة. قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي، وقال أبي: هو صدوق. وقال الخطيب: كان يؤدب غير واحد من أولاد الخلفاء. وقال غيره: كان ابن أبي الدنيا إذا جالس أحداً، إن شاء أضحكه، وإن شاء أبكاه في آن واحد، لتوسعه في العلم والأخبار. قلت: وقع لنا جملة صالحة من مصنفاته. وآخر من روى حديثه بعلو: الشيخ الفخر بن البخاري، بينه وبينه أربعة أنفس. توفي في جمادى الأولى سنة إحدى وثمانين. وقال أحمد بن كامل: كان ابن أبي الدنيا مؤدب المعتضد.) 4 (عبد الله بن محمد بن أبي قريش.) أبو عبد الرحمن البصري. (21/207)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 208 عن: محمد بن عبد الله الأنصاري. وعنه: حبيب القزاز، وخلاد بن عبد الكبير الخطابي، وأبو بكر الشافعي، وغيرهم. توفي سنة ثلاث وثمانين. وسمع أيضاً من: عثمان بن عمر بن فارس، وأبي عاصم، وجماعة. 4 (عبد الله بن محمد بن هانيء.) أبو محمد النيسابوري عبدوس الحافظ. يروي عن: قتيبة بن سعيد، ويحيى بن يحيى، وابن أبي الشوارب، وبندار، وجماعة. وعنه: محمد بن إسحاق العصفري، ومحمد بن محمد بن نصر المروزي، وعمر بن محمد بن يحيى، وسهل بن شاذويه، وغيرهم. ومات بسمرقند سنة ثلاث أيضاً في شعبان. وكان من أئمة الحديث. 4 (عبد الله بن محمد بن زكريا.) أبو محمد الإصبهاني. ثقة فاضل، مصنف جليل. سمع: إسماعيل بن عمرو البجلي، وأبا الوليد الطيالسي، ومحمد بن بكر، وسهل بن بكار، وطائفة. وعنه: أحمد بن بندار الشعار، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف، وأبو الشيخ، وجماعة. توفي سنة ست وثمانين ومائتين. (21/208)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 209 4 (عبد الله بن محمد بن عزيز التميمي الموصلي.) عن: غسان بن الربيع. وعنه: الطبراني، وإسماعيل الخطبي، وغيرهما. توفي سنة ثمان وثمانين. 4 (عبد الله بن محمد بن منصور الهروي البزار.) ) رحل وطوف وسمع: هشام بن عمار، وسويد بن سعيد، وحرملة بن يحيى. وعنه: الحافظ أبو إسحاق أحمد بن محمد بن يونس الحداد. توفي سنة تسع وثمانين ومائتين. 4 (عبد الله بن محمد بن أبي أسامة الحلبي.) أبو أسامة. سمع: أباه، وحجاج بن أبي منيع، وإسحاق بن الأخيل. وعنه: الطبراني، ومحمد بن محمد بن خليفة، وأبو المنقور بن راشد، وجماعة. 4 (عبد الله بن مسرة بن نجيح بن مرزوق.) أبو محمد البربري المغربي، مولى أبي قرة. كان من علماء أهل قرطبة. رحل به أخوه إبراهيم التاجر إلى المشرق. فسمع: بشر بن آدم، ونصر بن علي الجهضمي، وعمرو بن علي الفلاس، وبندار، وطبقتهم. ورجع إلى الأندلس. وكان جليلاً فاضلاً خيراً، ولكنه اتهم بالقدر. (21/209)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 210 حمل عنه: عثمان بن عبد الرحمن، وثابت بن حزم، ومحمد بن القاسم، وقاسم بن أصبغ، والأندلسيون. وحج في آخر عمره فتوفي بمكة في ذي الحجة سنة ست وثمانين. 4 (عبد الله بن موسى الأنماطي الدهقان.) ويعرف بابن بلهاء. عن: يحيى بن معين، وإبراهيم بن محمد بن عروة. وعنه: دعلج، وأحمد بن يوسف بن خلاد. توفي سنة تسع وثمانين ومائتين. 4 (عبد الأعلى بن وهب الأندلسي.) أبو وهب. روى عن: يحيى بن يحيى الليثي. ثم رحل وأدرك أصبغ بن الفرج، فأخذ عنه. توفي سنة إحدى وثمانين.) 4 (عبد الرحمن بن عبدوس.) أبو الزعراء البغدادي المقريء. أحد الحذاق، وأكبر أصحاب أبي عمر الدوري وأضبطهم. قرأ عليه: أبو بكر بن مجاهد، وعلي بن الحسن الرقي، ومحمد بن معلى الشونيزي، ومحمد بن يعقوب المعدل، وعمر بن عجلان. قال ابن مجاهد: قرأت عليه لنافع نحواً من عشرين مرة وقرأ عليه لأبي (21/210)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 211 عمر، وحمزة، والكسائي. ذكره الداني، وغيره. 4 (عبد الرحمن بن أحمد.) الإصبهاني المتعبد. رحل وسمع: دحيماً، وعثمان بن أبي شيبة. وعنه: علي بن الصباح، وعبد الله بن محمد الخشاب. 4 (عبد الرحمن بن جابر الطائي الحمصي.) عن: بشر بن شعيب بن أبي حمزة. وعنه: الطبراني. توفي سنة إحدى وثمانين. وروى أيضاً عن: عبد العزيز بن موسى اللاحوني. 4 (عبد الرحمن بن روح،) أبو صفوان السمسار. بغدادي. سمع: خالد بن خراش. وعنه: عيسى الطوماري، والطستي. توفي سنة اثنتين وثمانين. 4 (عبد الرحمن بن عبد الحميد بن فضالة.) (21/211)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 212 أبو محمد الكتاني الدمشقي. عن: سليمان بن عبد الرحمن، ومحمد بن أبي السري.) وعنه: خيثمة، وأبو عبد الله بن مروان، وغيرهما. 4 (عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله بن صفوان بن عمرو.) الحافظ أبو زرعة النصري الدمشقي، محدث الشام. روى عن: أحمد بن خالد الوهبي، وأبي نعيم، وهوذة بن خليفة، وعلي بن عياش، وأبي مسهر الغساني، وسليمان بن حرب، وابي بكر الحميدي، وسعيد بن منصور، وعفان، وسعيد بن سليمان سعدويه، وأبي اليمان الحكم بن نافع، وأحمد بن حنبل، وخلق كثير. وعنه: د. تفسير حديث، ويعقوب الفسوي، وابن صاعد، وأبو العباس الأصم، وأبو يعقوب الأذرعي، وأبو جعفر الطحاوي، وعلي بن العقب، وسليمان الطبراني، وخلق كثير. قال أبو الميمون بن راشد: سمعت أبا زرعة يقول: أعجب أبو مسهر بمجالستي إياه صغيراً. (21/212)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 213 وقال أبو حاتم الرازي: ذكر أحمد بن أبي الحواري أبا زرعة الدمشقي. فقال: هو شيخ الشباب. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال جماعة: توفي سنة إحدى وثمانين في جمادى الآخرة، ومن قال: سنة ثمانية فقد وهم. 4 (عبد الرحمن بن معدان بن جمعة الطائي.) سمع: مطرف بن عبد الله الشاري الفقيه، وعبد العزيز بن عبد الله الإدريسي. روى عنه: الطبراني، وغيره. ولم يذكره ابن عساكر في تاريخه. 4 (عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش.) الحافظ أبو محمد المروزي الأصل البغدادي. سمع: خالد بن يوسف السمتي، وعبد الجبار بن العلاء المكي، وعلي بن حشرم، وأبا معمر بن النحاس، ويعقوب الدورقي، ويونس بن عبد الأعلى، وأبا النقي هشام بن عبد الملك، وأحمد بن خالد الخلال، وأبا حفص الفلاس، ونصر بن علي الجهضمي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وخلقاً من طبقتهم. وعنه: أبو سهل القطان، وأبو العباس بن عقدة، وبكر بن محمد الصيرفي، وآخرون. (21/213)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 214 قال بكر بن محمد: سمعته يقول: شربت بولي في هذا الشأن، يعني الحديث، خمس مرات.) وقال أبو نعيم بن عدي الجرجاني الحافظ: ما رأيت أحفظ من ابن خراش. قلت: وله كلام في الجرح والتعديل. وقد اتهم بالرفض. توفي في خامس رمضان سنة ثلاث وثمانين. ورخه ابن المنادي. وقال ابن عدي: ذكر بشيء من التشيع، وأرجو أنه لا يتعمد الكذب. سمعت ابن عقدة يقول: كان ابن خراش عندنا إذا كتب شيئاً من التشيع يقول: هذا لا ينفق إلا عندي وعندك. سمعت عبدان يقول: حمل ابن خراش إلى بندار عندنا جزءين صنفهما في مثالب الشيخين، فأجازه بألفي درهم بنى بها حجرة ببغداد ليحدث فيها، فمات حين فرغ منها. وقال أبو زرعة محمد بن يوسف الحافظ: أخرج ابن خراش مثالب الشيخين، وكان رافضياً. قال ابن عدي: سمعت عبدان يقول: قلت لابن خراش: حديث إن ما تركناه صدقة، قال: باطل. أتهم مالك بن أوس بن الحدثان. قال عبدان: وقد حدث بمراسيل وصلها ومواقيف رفعها. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن عقيل.) أبو القاسم النيسابوري. أكبر الإخوة. سمع: إسحاق بن راهويه، وطبقته. وعنه: إبراهيم بن عصمة، ومحمد بن عبد الله بن المبارك، وغيرهما. (21/214)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 215 4 (عبد الرحيم بن عبد الله بن عبد الرحيم الزهري.) مولاهم البرقي أبو سعيد أخو محمد، وأحمد. روى السيرة عن عبد الملك بن هشام، عن البكائي. وكان ثقة. روى عنه: عبد الله بن جعفر بن الورد، وأبو القاسم الطبراني. لكن الطبراني سماه أحمد بن عبد الله، فوهم واشتبه عليه اسمه بأخيه. توفي في ذي القعدة سنة ست وثمانين. 4 (عبد الرحيم بن الفضل بن موسى بن مسمار بن هانيء.) أبو يحيى البلخي. سمع: مكي بن إبراهيم المقريء، وعلي بن محمد المنجوري، وقبيصة، وخالد بن مخلد،) وشهاب بن معمر، وطائفة. وعنه: عبد الله بن محمد بن يعقوب الفقيه، وجماعة. قال السليماني: روى عنه شيوخنا. وتوفي سنة أربع وثمانين ومائتين. 4 (عبد الصمد بن هارون.) أبو بكر النيسابوري الملقب بقاتل قتيبة. سمع: قتيبة بن سعيد، وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني. روى عنه جماعة من شيوخ الحاكم. وتوفي سنة أربع وثمانين. 4 (عبد الملك بن الحسن بن بكر الشرود الصنعاني.) روى جملة عن أبيه، عن جده بكر صاحب الثوري، ومالك. روى عنه جماعة. مات سنة سبع وثمانين ومائتين. 4 (عبد الملك بن أيمن بن فرجون.) (21/215)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 216 أبو محمد الأندلسي. روى عن: سحنون بن سعيد. ومات سنة سبع وثمانين ومائتين. 4 (عبد العزيز بن عمران بن كوشيد.) أبو بكر الإصبهاني، أحد الرحالة والمصنفين. كتب عن: أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، وطبقته. وعنه: أبو علي الصحاف، وعبد الله بن محمد القباب، وغيرهما. 4 (عبد العزيزبن معاوية.) أبو خالد القرشي البصري. عن: أزهر بن سعد السمان، وجعفر بن عون، وأبي عاصم، وبدل بن المحبر، وأشهل بن حاتم، وجماعة.) وعنه: أبو جعفر البختري، وأبو عمرو بن السماك، وخيثمة. قال الدارقطني: لا بأس به. توفي في أربع وثمانين. وقال أبو أحمد الحاكم: وعن عاصم مالا يتابع عليه. (21/216)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 217 4 (عبد الوارث بن إبراهيم.) أبو عبيدة العسكري. عن: وهب بن محمد البناني، وكثير بن يحيى، ومسدد، ومحمد بن جامع العطار. وعنه: الطبراني، وابن قانع. توفي سنة تسع وثمانين ومائتين. 4 (عبدوس بن ديزويه الرازي.) عن: إبراهيم بن المنذر الحزامي، وهشام بن عمار، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، وجماعة. وعنه أبو بكر بن خروف، والطبراني، وابن الورد. توفي سنة تسعين بمصر. 4 (عبيد الله بن أحمد بن منصور الهمذاني الكسائي.) عن: علي بن الطافسي وابن خثيمة، وجماعة. وعنه: أبو بكر النجاد، وابن قانع، وجماعة. قال صالح بن أحمد الهمذاني الحافظ: محله الصدق. 4 (عبيد الله بن سليمان.) (21/217)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 218 أبو وهب الوزير والد القاسم بن عبيد الله الوزير. ولي الوزارة للمعتضد، وكان شجاعاً ناهضاً، خبيراً بالأمور، متمكناً من مخدومه. توفي في ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين ومائتين، عن اثنتين وستين سنة. 4 (عبيد الله بن محمد بن يحيى بن المبارك اليزيدي اللغوي.) أخذ عن: ابن أخي الأصمعي، وغيره. وعنه: أحمد بن عثمان الأدمي، والطبراني. وكان رأساً في اللغة والأخبار.) توفي في سنة بضع وثمانين. وروى القراءة عن: عمه إبراهيم بن اليزيدي وأخيه أحمد بن محمد. وروى عنه القراءة: ابن مجاهد، وابن المنادي، ومحمد بن يعقوب المعدل. 4 (عبيد بن الحسن.) (21/218)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 219 أبو عبد الله الأنصاري الإصبهاني الغزال الحافظ. سمع: عمرو بن مرزوق، ومسلم بن إبراهيم، وأبا سلمة، وأبا عمرو البجلي. وكان مفتياً مصنفاً عالماً. روى عنه: علي بن الصباح، وأحمد بن جعفر السمسار، وأحمد بن بندار، ومحمد بن عبد الله بن حماد، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف، وغيرهم. توفي سنة اثنتين وثمانين. ذكره بعضهم في سنة أربع وستين، وهو غلط. 4 (عبيد بن عبد الله الواحد بن شريك.) أبو محمد البغدادي البزار. محدث رحال صدوق. سمع: سعيد بن أبي مريم، وآدم بن أبي إياس، وأبا الجماهر محمد بن عثمان، ونعيم بن حماد، وطائفة. وعنه: عثمان بن السماك، وابن نجيح، وعبد الصمد الطستي، وأبو بكر النجاد، والشافعي، وآخرون. قال الدارقطني: صدوق. قلت: توفي في رجب سنة خمس وثمانين. (21/219)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 220 ومن عواليه: أنبأنا جماعة سمعوا الرطب بن بحير، عن ابن عبدان، عن أبي بكر الشافعي: حدثنا عبيد بن عبد الواحد البزار: ثنا سعيد بن أبي مريم: ثنا المعمري، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت: لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق دق الباب، فارتاع لذلك ووثب وثبة منكرة وخرج، وخرجت في أثره، فإذا رجل على دابة، والنبي متكيء على معرفة الدابة، فكلمه، فرجعت، فلما دخل قال: ذاك جبريل أمرني أن أمضي إلى بني قريظة.) 4 (عبيد بن محمد بن موسى المؤذن.) أبو القاسم المصري المقريء. عرف برجا. قرأ القرآن على: داود بن أبي طيبة صاحب ورش. وحدث عن: يحيى بن بكير، وغيره. روى عنه القراءة: أحمد بن محمد بن يحيى الصدفي. روى عنه الطبراني فقال: ثنا عبيد بن رجال، ثنا أحمد بن صالح المصري. وقال ابن ماكولا: هو محمد بن محمد موسى البزار المؤذن يعرف بعبيد بن رجال. روى عنه أبو طالب الحافظ المصري. 4 (عبيد بن محمد بن يحيى بن قضاء الجوهري البصري.) عن: عمر بن محمد بن أحمد. (21/220)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 221 روى عن: سليمان الشاذكوني، وحكامة بنت عثمان. وعنه: عمر بن محمد بن هارون العسكري، وعبد الله الخراساني. 4 (عبيد بن محمد الكشوري.) أبو محمد الصنعاني. عن: عبد الله بن أبي غسان الصنعاني، ومحمد بن عمر السمسار، وعبد الحميد بن صبيح. ولم يدرك الأخذ عن عبد الرزاق. وعنه: خيثمة الأطرابلسي، ومحمد بن أحمد بن مسعود البرتي، ومحمد بن محمد بن عبد الله البغدادي نزيل بخاري، والطبراني. توفي سنة أربع وثمانين ومائتين. وكان يقال له: تاريخ اليمن. قال الخليلي: هو عبد الله بن محمد، عالم حافظ له مصنفات. مات سنة ثمان وثمانين ومائتين. 4 (عثمان بن سعيد الدارمي.) ورخه الحاكم سنة اثنتين وثمانين ومائتين. (21/221)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 222 4 (عثمان بن سعيد بن بشار.) ) الفقيه أبو القائم البغدادي الأنماطي الشافعي الأحول. شيخ الشافعية ببغداد. تفقه: على المزني، والربيع بن سليمان. وعليه تفقه: الإمام أبو العباس بن سريج. توفي سنة ثمان وثمانين في شوال ببغداد. قال الشيخ أبو إسحاق: كان هو السبب في نشاط الناس ببغداد لكتب فقه الشافعي وحفظه. 4 (عثمان بن عبد الله بن محمد بن خرزاذ.) أبو عمرو الضرير الأنطاكي الحافظ. محدث أنطاكية. سمع: عفان، وسليمان بن حرب، وعمرو بن مرزوق، وأبا الوليد الطيالسي، وسعيد بن عفير، وصفوان بن صالح المؤذن، ومحمد بن عائذ، وسعيد بن منصور، وطبقتهم. (21/222)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 223 وعنه: ن. وقال: ثقة، وأبو حاتم الرازي وهو أكبر منه، وابن جوصا، وأبو عوانة، وخيثمة، وهشام بن محمد الكندي، وطائفة. ودخل عليه الطبراني وهو مريض فأجاز له. قال محمد بن محمويه الأهوازي: هو أحفظ من رأيت. وقال أبو عبد الله الحاكم: ثقة مأمون. وقال محمد بن بركة: سمعت عثمان بن خرزاذ يقول: يحتاج صاحب الحديث إلى خمس: عقل جيد، ودين، وضبط، وحذق بالصناعة، مع أمانة تعرف منه. توفي في ذي الحجة سنة إحدى وثمانين ومائتين، وهو في عشر التسعين. وقد سمى اله صاحب التهذيب مائة واثنتين وثلاثين شيخاً. 4 (عثمان بن عمر الضبي البصري.) أبو عمرو. عن: عبد الله بن رجاء الغداني، وأبي الوليد، وغيرهما. وعنه: أحمد بن إسحاق الضبعي الفقيه، وعلي بن جمشاد، وأبو القاسم الطبراني. (21/223)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 224 قال الحاكم فيه: ثقة مشهور. 4 (عزيز بن الأحنف بن الفضل) أبو عصمة البخاري البيكندي، نزيل جرجان.) طوف وسمع الكبار: محمد بن الصباح الجرجرائي، وقتيبة، وهشام بن عمار، وأحمد بن صالح المصري، وطبقتهم. وعنه: كميل بن جعفر، وأبو بكر الإسماعيلي، وأبو بكر محمد بن أحمد الصرامي، وجماعة. توفي في سنة ثمان وثمانين. وبعضهم قال: عزيز بن الفضل الأحنف. 4 (العلاء بن أيوب بن رزين الموصلي الحافظ.) سمع: محمد بن عبد الله بن عمار، وعبد الله بن عبد الصمد، وأبي خراش، ويعقوب الدوري، وأبا سعيد الأشج، وطبقتهم. وصنف المسند وغير ذلك. روى عنه: يزيد بن محمد الأزدي وقال: كان عابداً خاشعاً متجنباً، من أحسن الناس صوتاً بالقرآن. 4 (علي بن الحسن بن بيان.) أبو الحسن بن بيان، أبو الحسن البغدادي الباقلاني المقريء. عن: عبد الله بن رجاء، وأبي حذيفة النهدي. وعنه: أبو سهل بن زياد، وأبو بكر الشافعي، وغيرهما. توفي سنة أربع وثمانين. صدوق. (21/224)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 225 4 (علي بن الحسن بن عبدة.) أبو الحسن البخاري. عن: نصر بن المغيرة، وحفص بن داود، ومحمد بن المهلب، ومحمد بن حميد الرازي، وعبد الجبار بن العلاء العطار، وطبقتهم. وعنه: محمد بن محمد بن محمود، وأحمد بن سهل بن حمدويه، وأهل بخارى. توفي سنة تسعين في ذي الحجة. 4 (علي بن الحسين بن عاصم.) أبو الحارث البيكندي، الملقب: كندة.) سمع: محمد بن سلام البيكندي، وعلي بن حجر، وجيش بن حرب. وعنه: أحمد بن سليمان بن حمدويه، والحسن بن سلمان. توفي سنة ست وثمانين. 4 (علي بن العباس بن جريج.) (21/225)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 226 أبو الحسن بن الرومي الشاعر المشهور صحب التشبيهات البديعة والأهاجي. وكان شاعراً ببغداد في وقته مع البحتري. فمن شعره: (عدوك م صديقك مستفاد .......... فلا تستكثرن من الصحاب)

(فإن الداء أكثر ما تراه .......... يكون من الطعام أو الشراب) وشعر ابن الرومي كثير سائر مدون، وله معان مبتكرة في التشبيهات وغيرها. توفي سنة ثلاث وثمانين. 4 (علي بن عبد الصمد.) أبو الحسن الطيالسي، ويلقب بعلان ما غمه. سمع: مسروق بن المرزبان، وأبا معمر إسماعيل بن إبراهيم، والجراح بن مخلد، وطبقتهم. وعنه: أحمد بن كامل، وابن قانع، وأبو بكر الشافعي، وأبو القاسم الطبراني، وآخرون. وثقة الخطيب. (21/226)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 227 ومات سنة تسع وثمانين في شعبان. قاله أحمد بن كامل، وقال: يلقب ما غمه. 4 (علي بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور.) أبو الحسن البغوي، عم أبي القاسم البغوي. سمع: أبا نعيم، وعاصم بن علي، وعفان، وأبا عبيد، وأحمد بن يونس اليربوعي ومسلم بن إبراهيم والقعنبي وعلي بن الجعد وموسى بن إسماعيل، وخلقاً كثيراً. وعني بهذا الشأن، وصنف المسند. وكتب القراءآت عن أبي عبيد فحملها عنه سماعاً: إسحاق الخزاعي، وأبو سعيد بن الأعرابي، وأبو إسحاق بن فراس، وأحمد بن يعقوب السائب، وإبراهيم بن عبد الرزاق، ومحمد بن عيسى بن رفاعة، وأحمد بن خالد بن الحباب الأندلسيان.) وحدث عنه: علي بن محمد بن مهرويه القزويني، وأبو علي حامد الرفاء، وأبو القاسم الطبراني، وأبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان، وعبد المؤمن بن خلف النسفي، وخلق كثير من المشارقة والمغاربة، فإنه جاور بمكة. وسمع منه أمم. وكان حسن الحديث وليس بحجة. توفي سنة ست وثمانين، وله نيف وتسعون سنة. وقيل: (21/227)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 228 توفي سنة سبع. وأما الدارقطني فقال: ثقة مأمون. وقال ابن أبي حاتم: كتب إلينا بحديث أبي عبيدة وكان صدوقاً. وقال أبو بكر بن السني: سمعت النسائي وسئل عنه فقال: قبحه الله. فقيل: أتروي عنه قال: لا. فقيل: كان كذاباً قال: لا، ولكن قوماً اجتمعوا ليقرأوا عليه شيئاً وبروه بأسهل، وكان فيهم غريب لم يبره، فأبى أن يحدث بحضرته. فذكر الغريب أنه ليس معه إلا قصعة، فأمره بإحضارها، فلما أحضرها حدث. ثم قال ابن السني: بلغني أنه كان إذا عاتبوه على الأخذ قال: يا قوم أنا بين الأخشبين إذا خرج الحاج نادى أبو قبيس قعيقعان يقول: من بقي فيقول: بقي المجاورون. فيقول: أطبق. 4 (علي بن عبد الله بن محمد بن حسنون الأنصاري.) مصري. سمع: محمد بن روح، وحرملة. وعنه: أحمد بن بهزاد السيرافي، وغيره. توفي في رمضان سنة سبع وثمانين ومائتين. 4 (علي بن الفضل الواسطي.) عن: يزيد بن هارون. وعنه: أبو يحيى محمد بن كوثر البربهاري.) لا أعرفه. 4 (علي بن محمد بن الحسن بن متويه.) أخو إبراهيم بن متويه الإصبهاني. كان زاهد إصبهان في زمانه. حكى عنه أبو الشيخ الحافظ وقال: لم يدرك في زماننا مثله في زهده (21/228)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 229 وعبادته. ودخلت إليه مع أبي. توفي سنة ثلاث وثمانين ومائتين. 4 (علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب.) أبو الحسن الأموي البصري، قاضي القضاة. سمع: أبا الوليد الطيالسي، وأبا سلمة سلمة التبوذكي، وسهل بن بكار، وأبا عمرو الحوضي، وجماعة. وعنه: ابن صاعد، وأبو بكر النجاد، وإسحاق الكاذي، وابن قانعن وأبو بكر الشافعي، وآخرون. قال الخطيب: كان ثقة. قال طلحة الشاهد: لما مات إسماعيل مكثت بغداد ثلاثة أشهر ونصف بغير قاض، حتى ولي علي بن محمد بن أبي الشوارب، مضافاً إلى قضاء مرو بعد أخيه الحسن. قال: وكان علي بن محمد رجلاً صالحاً، عظيم الخطر، كثير الطلب للحديث، ثقة أميناً، فبقي على بغداد أشهراً. توفي في شوال سنة ثلاث وثمانين ومائتين. 4 (علي بن محمد بن سعيد الثقفي الكوفي.) رحل وسمع: أحمد بن يونس، ومنجاب بن الحارث، وجماعة. (21/229)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 230 وعنه: يوسف بن محمد المؤذن، ومحمد بن محمد والد القباب، وابنه أبو بكر القباب، وأحمد بن جعفر بن مفيد. وكان قد هجر أخاه إبراهيم لميله للرفض. وكان إبراهيم هو الأكبر. توفي سنة ثلاث وثمانين. 4 (علي بن محمد بن عبد الله بن حكم المصري الفقيه.) ) تفقه على أبيه، وسمع: محمد بن رمح، ونحوه. وتوفي سنة سبع وثمانين ومائتين. 4 (علي بن المبارك الصنعاني.) عن: إسماعيل بن أبي أويس، ومحمد بن عبد الرحيم بن شروس. وعنه: الطبراني، وغيره. توفي سنة سبع وثمانين. وسماه الخليلي: علي بن محمد بن عبد الله بن المبارك، وكناه أبا الحسن، وزاد أنه سمع من: زيد بن المبارك، ومحمد بن يوسف. وأنه مات سنة ثمان وثمانين. روى عنه: القطان. 4 (عمارة بن وثيمة بن موسى.) أبو زرعة الفارسي الأصل، المصري، صاحب التاريخ على السنين. روى عن: أبيه. وعن: عبد الله بن صالح، وسعيد بن أبي مريم، وجماعة. وعنه: الطبراني، وولده رفاعة، وآخرون. (21/230)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 231 توفي سنة تسع وثمانين في جمادى الأول. 4 (عمران بن عبد الرحيم.) أبو سعيد الباهلي الإصبهاني. عن: بكر بن بكار، وعبد الله بن رجاء، ومسلم بن إبراهيم، وقرة بن حبيب، وقطيعة بن العلاء، والحسين بن حفص، وجماعة من الكبار. وعنه: يوسف بن محمد المؤذن، وأحمد بن علي بن الجارود، وأحمد بن إبراهيم شيخ لأبي نعيم، وآخرون. قال أبو الشيخ: حدث بعجائب، ورمي بالرفض. توفي سنة إحدى وثمانين. وقال السليماني: يقال إنه وضع حديثاً.) 4 (عمر بن إبراهيم.) الحافظ أبو الآذان البغدادي. عن: محمد بن المثنى الزمن، وعبد الله بن محمد بن المسور، ومحمد بن علي بن خلف العطار، وإسماعيل بن مسعود الجحدري، ويحيى بن حكيم المقوم، وخلق. وعنه: ن. وهو أكبر منه، وابن قانع، وعبد الله بن إسحاق الخراساني، ومظفر بن يحيى، والطبراني، وآخرون. وثقة الخطيب. وأثنى عليه أبو بكر الإسماعيلي. قال البرقاني: الإسماعيلي قال: يحكي أن أبا الآذان طالت خصومه بينه (21/231)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 232 وبين يهودي، فقال له: أدخل يدك ويدي في النار، فمن كان محقاً لم تحترق يده، فذكر أن يده لم تحترق وأن يد اليهودي احترقت. رواها الخطيب، عن البرقاني. توفي سنة تسعين، عن ثلاث وستين سنة. 4 (عمر بن بحر الأسدي الإصبهاني.) عن: دحيم، وغيره. وعنه: أحمد بن بندار، وأبو الشيخ. توفي سنة ثمان وثمانين. وصحب ذا النون، وابن أبي الحواري. 4 (عمر بن عبد العزيز بن عمران بن أيوب بن مقلاص.) أبو حفص الخزاعي. عن: أبيه، وسعيد بن أبي مريم، ويحيى بن بكير. وعنه: أبو جعفر الطحاوي، وعبد الله بن جعفر بن الورد، وأحمد بن الحسن بن عتبة الرازي، والطبراني. وكان فقيهاً خيراً. توفي سنة خمس وثمانين.) 4 (عمر بن موسى بن فيروز.) (21/232)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 233 أبو حفص التوزي ثم البغدادي. عن: عفان بن مسلم، وغيره. وعنه: عمر بن سلم الختلي، وأبو بكر الشافعي. توفي سنة أربع. 4 (عمرو بن الشيخ أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرج المصري.) أبو عبد الله. ثقة زاهد صالح. روى عن: سعيد بن أبي مريم، وغيره. وعنه: الطبراني، وأبو طالب أحمد بن نصر الحافظ، وآخرون. توفي سنة ثمان وثمانين. وثقة ابن يونس. 4 (عمرو بن الليث الصفار.) أخو يعقوب بن الليث السجتاني الملكين. كان هو وأخوه صفارين بسجستان يصنعان النحاسٍ. (21/233)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 234 وقيل: كان عمرو مكاري حمير. قال عبيد الله بن طاهر: عجائب الدنيا ثلاث: جيش العباس بن عمرو الغنوي، يؤسر العباس، ويسلم وحده، ويقتل جميع جيشه، وكانوا عشرة آلاف يعني قتلهم القرامطة. وجيش عمرو بن الليث الصفار، يؤسر عمرو وحده، ويموت في السجن الخليفة ويسل جميع جيشه، وكانوا خمسين ألفاً. وأنا لا أترك بيتي قط، وتولى ابني أبو العباس. قلت: ولي عمرو بن الليث مملكة فارس متغلباً عليها بعد موت أخيه بالقولنج سنة خمس وستين. وقد جرت فيها أمور يطول شرحها، وتقلبت بهما أحوال إلى أن بلغا درجة السلطنة بعد الصنعة في الصفر. وكان عمرو جميل السيرة في جيوشه. ذكر السلامي أنه كان ينفق في الجند في كل ثلاثة أشهر مرة، فيحضر بنفسه، ويقعد عارض الجيش والأموال بين يديه، والجند بأسرهم) حاضرون. فأول ما ينادي إنسان باسم عمرو بن الليث، فيقدم فرسه إلى العارض بجميع آلتها، فيتفقدها، ثم يأمر بوزن ثلاثمائة درهم، فتحمل إلى الملك عمرو في صرة، فيقبضها ويقول: الحمد لله الذي وفقني لطاعة أمير المؤمنين، حتى استوجبت منه العطاء. ثم يضعها في خفه، فيكون لمن ينزع خفه. ثم يدعو بعده بالأمراء على مراتبهم بخيولهم وعددهم وآلتهم، فتعرض. فمن أخل بشيء من لوازم الجند حرم رزقه. وقيل: كان في خدمة زوجة عمرو ألف وسبعمائة جارية. وقد دخل في طاعة الخلفاء فولي للمعتضد أمر خراسان، وامتدت أيامه، واتسع سلطانه. وقد سقنا من أخباره في الحوادث. (21/234)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 235 وحاصل الأمر أنه بغى على إسماعيل بن أحمد بن أسد متولي ما وراء النهر، وأراد أخذ بلاده، فبعث إليه إسماعيل يقول: أنا في ثغر وقد قنعت به، وأنت معك الدنيا فاتركني. فلم يدعه، وعزم على حربه، فعبر إسماعيل نهر جيحون إليه بغتة في الشتاء، فخارت قوى عمرو، وأخذ في الهرب في الوحل والبرد. فأحاط به أصحاب إسماعيل وأسروه. قال ابن عرفة نفطويه النحوي في تاريخه: حدثني محمد بن أحمد بن حيان الكاتب، وكان شخص مع عبد الله بن الفتح حين وجه به إسماعيل بن أحمد قال: كان السبب في انهزام عمرو بن الليث وهربه وهرب أصحاب عند عبور إسماعيل إلى بلخ، مقام عمرو بها، إذ أهلها سئموا مقامه ونزول أصحابه في منازلهم، وإفسادهم أولادهم، ومد أيديهم إلى أموالهم. فوافى إسماعيل، فأقام على باب بلخ مدة. ثم خرج أمير من أمراء إسماعيل في أربعين رجلاً إلى موضع فيه ثلج على فرسخ من بلخ. ليحمل لإسماعيل الثلج. فصادف رجالاً من أصحاب عمرو في الموضع، فأوقع فيهم وقتل، فانهزموا مجروحين إلى البلد، وأنذروا أصحاب عمرو، وعرفوهم أن إسماعيل قد قدم، فأخذوا في الهزيمة. فركب عسكر إسماعيل أقفيتهم، وخرج عمرو من البلد هارباً عندما رأى من هرب من جيشه من غير حرب جرت. وتقنطر بعمرو الشهري تحته في بحور ووحل على نحو فرسخين. وصادفه غلمان إسماعيل الأتراك وهو قاعد في الموضع والشهري واقفة، فأتوا به، وضرب إسماعيل صاحبهم، فقام إليه إسماعيل وضمه إلى نفسه وقبل عينيه وأجلسه إلى جانبه، وقال: عز والله علي يا أخي ما نالك، وما كنت أحب أن يجري هذا. وأمر بنزع خلقه وثيابه التي استوحل فيها، ودعا بطست وماء ورد) فغسل وجهه ورجليه، وألبسه خلقه، ودعا له بسكنجبين. وفي خلال ذلك تمسح إسماعيل وجه عمر بمنديل معه، فامتنع من السكنجبين، فقال له أبو بكر وزير إسماعيل: إشرب واطمئن. وأخذ إسماعيل القدح وشرب منه وناوله. ثم دعا بالطعام وأكلا. وقال: أيما أحب إليك، المقام، أو البعث بك إلى أخي أبي يعقوب متولي سمرقند قال: إخلف أنك لا تغدر بي، ولا تغتالني، ولا تسلمني. فحلف له وتوثق. ثم بعث به إلى أخيه. ووافى عبد الله بن الفتح من المعتضد بالخلع والمال إلى إسماعيل، وبكتاب المعتضد يأمره فيه بتسليم عمرو إليه، فامتنع (21/235)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 236 وقال: هذا رجل أهل خراسان، والري، وجميع البلدان التي يجتازها، يميلون إليه، وهم كالعبيد له، ومتى سلمته إليك وشخصت به آمن أن تخرج إليكم العساكر من عند طاهر بن محمد بن عمرو، فيسلبونه منكم، ويقعون بكم. ولولا أن الله أظفرني به بلا حرب لطال أن أظفر به. ومن كنت عنده مع قوة سلطانه والله يا أبا محمد لقد كتب إلي من غير تكنن يقول: يا ابن أحمد، والله لو أردت أن أعمل جسراً على نهر بلخ من دنانير لا من خشب لفعلت وصرت إليك حتى أقبض عليك. فكتبت إليه: الله بيني وبينك. وأنا رجل ثغري مصاف للترك، لباسي الكردواني والغليظ، ولا مال لي. ورجالي إنما هو جيش بغير رزق، وقد بغيت علي، والله بيني وبينك. فلم يزل عبد الله يناظره، ويسأله تسليم عمرو إليه، فقال: إني أحببت أن يحمل رأسه إلى سيدي أمير المؤمنين. فطال الخطاب إلى أن أذعن بحمله معه. فوافى رجال إسحاق بعمرو بن الليث، وسلم إلى عبد الله مقيداً وعليه دراعه خز مبطنة بثعلب. ووكل به تكين التركي، وأمر أن يعادله على الحمارة في قبة، ومعه سكين طويلة وقال: متى خرج إليكم أحد يحاربكم فاذبحه في الحال. وبعث معه نحو خمسمائة نفس. وكان عمرو يدعو الله على إسماعيل ويقول: غدر بي، خذله الله. ولم يزل صائماً إلى أن وافى كتاب الوزير عبيد بن سليمان إلى عبد الله بن الفتح يأمره بترفيهه وبسط أمله وإكرامه، فأكل ثلاثة أيام، وعاود الصوم. وجرت له أمور حتى أنه اشترى له فانيذ بثلاثة دراهم، فعرف أبو حامد أحمد بن سهل وكبله بذلك ليشتري له، فبكى وجعل يتعجب من الدنيا وقال: يا أبا الحسن، عهدي به إذا سار إلى بلده يحمل فرشه ومطبخه على ستمائة جمل، وهو اليوم يطلب بدراهم فانيذاً. ورأيت سراويل عمرو وقد نزلنا سجستان على حائط الخان، وقد غسله غلامه، والريح تلعب به، والناس يتعجبون من ذلك.) وكان إذا سار معنا يخرج رأسه من العمارية، ويقول لمن يمر به بالفارسية: يا سادتي، أدعو الله لي بالفرج. فكان الناس وأصحاب عبد الله بن الفتح يدعون له. وكان يتصدق بسائر ما يترتب له من الترك. وأما تكين عديلة، فإنه أكل جملاً تاماً، فمات فجأة، واستراح عمرو منه. وأركب معه شخص ظريف كان معنا، فكان عمرو يدعو على إسماعيل ويقول: خذله الله، انتقم الله منه كما أسلمني. (21/236)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 237 فقال له جعفر عديله: سألتك بالله، لو كنت ظفرت بإسماعيل، أكنت تقعده في مثل هذه القبة وهذه الفرش، لا والله، ما كنت تحمله إلا على قتب وتؤذيه، فلم تلعنه فلطم وجه نفسه، ونتف لحيته وصاح: يا ويله ويا عوله، بالفارسية. ووجه إلى عبد الله: اكفني مؤونة هذا العيار الطنبوري وإلا خنقت نفسي. فجاء عبد الله وأصلح بينهما، فقال عديله: فكم يبرمني ويلعن صاحبي ومن يصبر على هذا من أحمق قيمته مكاري. والله ما يحسن أن يقرأ الفاتحة ولا كيف يصلي. وله أخبار طويلة في مسيرنا به. وأخبرنا عبد الفتح أنه أمر بتقييده فجزع، وجعل يعد حسن آثاره وطاعته، ولعمري، لقد هلك أخوه يعقوب بثلاث سنين، فغلب على الأهواز، وحمل الأموال إلى السلطان. وأخبرني عبد الله أنه قال له حين قيده: كان في أمس وراء هذا ستون ألف مقاتل، ومن الخيل والبغال والأموال كذا وكذا، فما نفعني الله بشيء من ذلك. وتوجه إسماعيل، فافتتح خراسان وطبرستان، وقتل محمد بن زيد العلوي، وأسر ابنه، فأنفذ إليه لواء خراسان. وأدخل عمرو مدينة السلام، وشهر على فالج، يقال إنه أهداه، فرأيته باسطاً يديه يدعو، فرق له الناس. ثم حبس موضع لا يراه فيه أحد حتى مات. وقال غيره: دخل بغداد على جمل له سنامين، وعليه جبة ديباج وبرنس السخط، وعلى الجمل الديباج والزينة، فقيل في ذلك: (وحسبك بالصفار نبلاً وعزة .......... يروح ويغدو في الجيوش أميرا)

(حباهم بأجمال ولم يدر أنه .......... على جمل منها يقاد أسيرا) فلما أدخل على المعتضد قال: هذا ببغيك يا عمرو.) ولم يزل في حبسه نحواً من سنتين، وهلك يوم وفاة المعتضد. (21/237)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 238 فيقال: إن القاسم بن عبيد الله الوزير خاف وبادر بقتله خوفاً من المكتفي بالله أن يطلقه، فإنه كان محسناً إلى المكتفي. 4 (عباس بن تميم البغدادي السكري.) روى عن: مخلد بن مالك. وعنه: محمد بن مخلد، والطبراني. توفي سنة وتسعين. وثقة الخطيب. 4 (عون بن محمد الكندي الإخباري.) حدث عن: مصعب الزبيري، وجماعة. وعنه: الصولي الحكيمي. توفي ببغداد. (21/238)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 239 4 (حرف الفاء)

4 (الفضل بن عبد الله بن عبد الجبار بن عون الشكري الماليني الهروي.) أبو العباس. عن: مالك بن سليمان السعدي. وعنه: أبو النضر محمد بن الطوسي، وأبو طاهر محمد بن الحسن المحمد أباذي، وحامد الرفاء، وجماعة. 4 (الفضل بن محمد بن المسيب.) الحافظ أبو محمد البيهقي الشعراني. من ذرية باذان ملك اليمن الذي أسلم بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم. سمع: سعيد بن أبي مريم، وعبد الله بن صالح، وعيسى بن قالون، وسليمان بن حرب، وأحمد بن يونس اليربوعي، وإسماعيل بن أبي أويس، وإسحاق الفروي، وأبا ثوبة الحلبي، وأبا جعفر النفيلي، وخلقاً بالشام، والحجاز، ومصر، والعراق، وخراسان، والجزيرة. وعنه: إمام الأئمة ابن خزيمة، وأبو حامد بن الشرقي، ومحمد بن القاسم العتكي، وعلي بن) حماد، وأبو عبد الله محمد بن يعقوب، وحفيده إسماعيل بن (21/239)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 240 محمد بن الفضل، وخلق. قال الحاكم: سمعت أبا بكر بن المؤمل يقول: كنا نقول: ما بقي في الدنيا مدينة لم يدخلها الفضل في طلب الحديث، إلا الأندلس. قال الحاكم: وكان الفضل أديباً عابداً عارفاً بالرجال. وكان يرسل شعره، فلقب بالشعراني. وقال ابن ماكولا: كان قد قرأ القرآن على خلف بن هشام. وكان عنده تاريخ أحمد بن حنبل، عنه، وتفسير سنيد بن داود، عنه. قال الحاكم: سمعت أبا عبد الله بن الأخرم وسئل عنه فقال: صدوق. إلا أنه كان غالباً في التشيع. قيل له: فقد حدث عنه في الصحيح. قال: كان كتاب مسلم ملآن من حديث الشيعة. وقال أبو أحمد الحاكم: سئل عنه الحسين القباني، فرماه بالكذب. وقال ابن أبي حاتم: صدوق. وقال مسعود السجزي: سألت أبا عبد الله الحاكم عن الفضل الشعراني. فقال: ثقة مأمون، لم يطعن في حديثه بحجة. قال إسماعيل حفيده: توفي جدي في المحرم سنة اثنتين وثمانين. 4 (فضل بن محمد بن رومي البغدادي.) عن: خلف البزاز، وجبارة بن المغلس. وعنه: عبد الله الخراساني، وغيره. قال الخطيب: لم يكن به بأس. (21/240)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 241 4 (فضل بن الحسن.) أبو العباس الأهوازي. عن: سليمان الشاذكوني. وعنه: ابن السماك، وابن نجيح، وأبو بكر الشافعي. توفي سنة ثمان وثمانين. وثقة الخطيب.) 4 (فضيل بن محمد بن فضيل.) أبو يحيى الملطي. عن: أبي نعيم، وموسى بن داود، ومحمد بن عيسى بن الطباع، وأبي الوليد الطيالسي. وعنه: أبو القاسم الطبراني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم بالإجازة. وكان إمام جامع ملطية. توفي سنة أربع وثمانين ومائتين. وقد روى عنه من الكبار أبو عروبة الحافظ، وأصله خزري. (21/241)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 242 4 (حرف القاف)

4 (القاسم بن أحمد بن محمد الخطابي البغدادي.) شيخ حسن الحديث. سمع: هوذة بن خليفة، وأبا نعيم. وعنه: إسماعيل الخطبي، وأبو بكر الشافعي، وآخرون. توفي سنة ست وثمانين. 4 (القاسم بن أحمد بن زياد البغدادي الشيباني.) عن: عفان بن مسلم. وعنه: الطبراني. توفي قبل التسعين ومائتين. 4 (القاسم بن عبد الرحمن الأنباري.) عن: يحيى بن هاشم السمسار، وأبي جعفر النفيلي. وعنه: القاضي مكرم، وعثمان بن السماك. توفي سنة أربع. 4 (القاسم بن أسد الإصبهاني الحافظ.) (21/242)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 243 أحد أئمة السنة بإصبهان. رحل وطوف وجمع وصنف. سمع: أحمد بن حنبل، وهشام بن عمار، وأبا مصعب، وعبد الله بن عمر القواريري، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وطبقتهم.) روى عنه: غزوان بن إسحاق الهمداني أحد شيوخ أبي بكر الخلال، وأحمد بن عبد الله بن النعمان الإصبهاني أحد شيوخ ابن مندة، وغيرهما. 4 (القاسم بن محمد بن الصباح الإصبهاني النحوي.) كان رأساً في العربية. يروي عن: سهل بن عثمان، وعبد الله بن عمران. وعنه: أبو الشيخ وقال: توفي سنة ست وثمانين ومائتين. 4 (القاسم بن محمد الدلال.) أبو محمد الكوفي. قال الخليلي: ثقة. سمع: أبا نعيم، وقطبة بن العلاء، وأسيد بن زيد، وأبا بلال الأشعري، وأحمد بن يونس. قلت: روى عنه: ابن عقدة، والطبراني، والفضلان، وجماعة. قال الخليلي: مات في آخر سنة ست وثمانين. قلت: فيه خلاف. 4 (قطر الندى.) (21/243)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 244 بنت السلطان خمارويه بن أحمد بن طولون التي تزوج بها المعتضد بالله. أصدقها المعتضد ألف ألف درهم. ويقال إنما قصد بتزوجها أن يفقر أباها، فإنه أدخل معها جهازاً هائلاً، من جملته فيما قيل ألف هاون ذهب. وكانت أيضاً بديعة الجمال، عاقلة جليلة. ماتت في تاسع رجب سنة سبع وثمانين ومائتين. (21/244)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 245 4 (حرف الكاف)

4 (.... بن إبراهيم الطوابيقي المؤدب.) حسن الحديث عن عبد الأعلى بن حماد. وعنه: ابن قانع، وغيره. توفي سنة أربع وثمانين. 4 (كنيز الفقيه.) ) أبو علي الخادم، مولى المنتصر بالله ابن المتوكل. يروي عن: حرملة بن يحيى، والربيع المرادي، والحسن بن محمد الزعفراني. وعنه: أبو علي الحصائري، وأبو القاسم الطبراني. وكان يقريء الفقه بجامع دمشق على مذهب الشافعي، وكان من أئمة المذهب. قال الحسن بن حبيب الحصائري: سمعت أبا علي كنيز الخادم يقول: كنت للمنتصر بالله: فلما مات خرجت إلى مصر، فكنت أجلس في حلقة ابن عبد الحكيم، وأناظرهم على مذهب الشافعي، وكانوا مالكيين. فكنت أقيم قيامتهم، فلما لم يقووا علي أتوا أحمد بن طولون، وقالوا: هذا جاسوس للدولة (21/245)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 246 ها هنا. فحبسني سبع سنين، ثم لما مات أطلقت، فأعدت صلاة سبع سنين، لأن الحبس كان قذراً. قال الحصائري: كان فقيهاً عليماً بقول الشافعي. (21/246)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 247 4 (حرف الميم.)

4 (محمد بن أحمد بن حميد بن نعيم البغدادي.) عن: عفان بن مسلم، وسليمان بن حرب، وجماعة. وعنه: أبو سهل أحمد بن محمد. توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين. 4 (محمد بن أحمد بن روح الكسائي الصفواني.) عن: محمد بن عباد المكي. وعنه: محمد بن مخلد، والطبراني. توفي سنة ثمان وثمانين ببغداد. 4 (محمد بن أحمد بن حنين العطار.) عن: داود بن رشيد. وعنه: ابن مخلد، والطبراني أيضاً. توفي سنة تسع وثمانين. 4 (محمد بن أحمد بن عنبسة البزار.) شيخ.) (21/247)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 248 حدث عن: محمد بن كثير الصنعاني. روى عنه: الطبراني. 4 (محمد بن أحمد بن يحيى بن بشير.) المحدث أبو أحمد الشريني الجرجاني، الملقب بالمأمون. روى عن: علي بن الجعد، ويحيى بن بكير، وطبقتهما. وعنه: محمد بن يزداد البكراوي، ومحمد بن القاسم العتكي. 4 (محمد بن أحمد بن لبيد.) إمام جامع بيروت. سمع: عمرو بن هشام البيروتي، وعبد الحميد بن بكار. (21/248)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 249 وعنه: أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان، وأبو علي بن هارون، والطبراني. 4 (محمد بن أحمد بن سفيان الترمذي.) حدث ببغداد عن: القواريري. وعنه: أحمد بن كامل، والطبراني. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن مطر.) أبو بكر الفزاري الخراط الفذائي، وفذايا قرية صغيرة على باب شرقي من دمشق. سمع سليمان ابن شرحبيل، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن محمد بن سفيان، وأبو علي بن هارون الأنصاري، وغيرها. 4 (محمد بن أحمد بن مهدي.) أبو عمارة البغدادي. أحد المتروكين. روى عن: أبي بكر بن أبي شيبة، ولوين محمد بن سليمان. وعنه: أبو سهل القطان، ودعلج، وأبو بكر الشافعي. وهاه الدارقطني. 4 (محمد بن أحمد.) (21/249)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 250 قاضي القضاة بنيسابور، أبو رجاء الجوزجاني الحنفي. ولي القضاء لعمرو بن الليث الصفار) وحدث عن: حوثرة المنقري، وإسحاق الشهيد، وأبي سعيد الأشج. وتفقه على أبي سليمان الجوزجاني، كذا قال الحاكم. وروى عنه: أبو عمر الحيري، ومؤمل بن الحسن، وجماعة. مات سنة خمس وثمانين ومائتين. 4 (محمد بن إبراهيم بن زياد.) الإمام أبو عبد الله ابن المواز الإسكندراني المالكي صاحب التصانيف المشهورة. أخذ المذهب عن: عبد الله بن عبد الحكم، وعبد الملك بن الماجشون، وأصبغ بن الفرج. وكان اعتماده في الفقه على أصبغ. وانتهت إليه رئاسة المذهب والمعرفة بدقائقه وتعريفه. وله مصنف حافل في الفقه، رواه ابن أبي مطر، وابن أبي مبشر، عنه. وآخر من روى عنه: ولده بكر بن محمد. وق قدم دمشق في صحبة الملك أحمد بن طولون. وقيل إنه انملس إلى بعض الحصون الشامية في آخر عمره، فلزمه إلى أن أدركه أجله. توفي سنة إحدى وثمانين والمعول بالديار المصرية على قوله. وأما ابن يونس فقال: توفي سنة تسع وستين بدمشق، وحدث عن يحيى بن بكير. وقيل: إنه روى أيضاً عن أشهب. (21/250)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 251 4 (محمد بن إبراهيم.) أبو عامر الصوري النحوي. عن: سليمان بن عبد، وهشام بن عمار، ويحيى بن بكير، وعبد الله بن ذكوان المقريء. وعنه: أبو علي بن هارون، وأبو القاسم الطبراني، وغيرهما. وآخر من روى عنه: موسى بن عبد الرحمن الصباغ. 4 (محمد بن إبراهيم بن كثير.) أبو الحسن الصوري. (21/251)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 252 يروي عن: محمد بن يوسف الفريابي، ومؤمل بن إسماعيل، وطبقتهما. وأطنه مات قبل الثمانين ومائتين.) 4 (محمد بن إبراهيم.) أبو بكر الصوري. عن: أحمد بن صالح المصري، وأبي نعيم الحلبي. وعنه: أبو الحسن بن حذلم. 4 (محمد بن إدريس.) أبو بكر الأنطاكي. عن: يعقوب بن....، ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم، وصفوان بن صالح المؤذن. وعنه: ابن العقب، وأبو الميمون بن راشد. 4 (محمد بن أسامة بن صخر.) (21/252)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 253 أبو يحيى الحجري السرقسطي. حدث بالقيروان بمستخرجة العتبي، عنه. روى عنه: أحمد بن نصر، وأبو تميم بن محمد التميمي. وقتله عامل سرقسطة سنة سبع وثمانين. وقد روى عنه: أبي صالح، ويحيى بن بكير. 4 (محمد بن إسحاق بن إبراهيم.) أبو بكر العقيلي الإصبهاني الفابراني. عن: هشام بن عمار، وعبد الرحمن دحيم. وعنه: إسحاق بن إبراهيم، وغيره. توفي سنة ثلاث وثمانين ومائتين. 4 (محمد بن إسحاق بن أسد الهروي.) ثم البغدادي الخراز. عن: داود بن رشيد، ومحمد بن معاوية النيسابوري. وعنه: ابن مخلد العطار. توفي سنة أربع. 4 (محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن جوثي.) ) أبو عبد الله الصنعاني. من شيوخ أبي الحسن العطار باليمن. ثقة. سمع: جوير بن المسلم، وابن أبي غسان. مات سنة ثمان وثمانين. 4 (محمد بن إسحاق بن الحرير.) (21/253)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 254 أبو الحسين القرشي الدمشقي ختن هشام بن عمار. سمع: إبراهيم بن هشام الغساني، وعبد الرحمن دحيم، وسليمان بن عبد الرحمن، وجماعة. وعنه: أبو علي الحصائري، وأبو عبد الله بن مروان، وعلي بن أبي العقب، والطبراني، وجماعة. توفي في المحرم سنة ثمان وثمانين. 4 (محمد بن إسماعيل.) أبو حصين التميمي الدمشقي، والد أبي الدحداح. سمع: صفوان بن صالح المؤذت، وغيره. وعنه: إبنه، ومحمد بن إبراهيم بن مروان، والطبري، وجماعة. توفي سنة تسعين. 4 (محمد بن بشر بن مروان الصيرفي البغدادي.) جيد الحديث. سمع: عبد الله بن خيران، وإبراهيم بن عبد الله الهروي. وعنه: ابن صاعد، وعبد الباقي بن قانع. توفي سنة ثمان وثمانين. وأما: 4 (محمد بن بشر بن مروان أبو بكر القراطيسي الدمشقي، فحدث ببغداد سنة عشرين وثلاثمائة) عن: يحيى بن نصر، والربيع المرادي. روى عنه: الدارقطني، وغيره. (21/254)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 255 4 (محمد بن جعفر بن محمد بن ميسرة.) ) بغدادي عرف بابن الرازي. عن: أبي همام السكوني، وطبقته. وعنه: الطبراني، وغيره. توفي سنة تسع وثمانين. 4 (محمد بن بشر بن مطر.) أبو بكر البغدادي الوارق، أخو خطاب. سمع: عاصم بن علي، وشيبان بن فروخ. وعنه: أبو جعفر بن بريه، وأبو بكر الشافعي. قال الدارقطني: ثقة. قلت: مات في رمضان سنة خمس وثمانين. 4 (محمد بن حجة.) أبو بكر البزار. عن: يحيى الحماني. وعنه: أحمد بن عبيد الصفار، وغيره. توفي سنة ثلاث وثمانين. 4 (محمد بن حامد الموصلي الصائغ.) عن: معلى بن مهدي، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وجماعة. وعنه: يزيد بن محمد في تاريخه وقال: مات سنة ست وثمانين أو سنة سبع. (21/255)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 256 4 (محمد بن حسن بن دينار.) أبو العباس الأحول: إخباري أديب، له تصانيف منها كتاب الدواهمي وكتاب الأشباه. وكان موثقاً. روى عن: محمد بن الأعرابي. وروى عنه: نفطويه. 4 (محمد بن الحسن بن حيدة البغدادي البزار.) الفقيه.) عن: منجاب بن الحارث، وغيره. وعنه: ابن قانع. 4 (محمد بن الحسين بن إبراهيم بن زياد الأبهري.) أبو الشيخ. عن: محمد بن موسى الحرشي، وأبي سعيد الأشج. وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو القاسم الطبراني. توفي قبل التسعين. وكان ثقة عالماً. وقيل: توفي سنة تسعين ومائتين. 4 (محمد بن الحسين بن الدستبان.) أبو جعفر السامري. (21/256)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 257 عن: الحسن بن بشر الكوفي. وعنه: الطبراني، وأبو عبد الله بن مخرم. وكان ثقة. توفي سنة تسع وثمانين. 4 (محمد بن حماد بن هامان الدباغ.) عن: مسدد، وعلي بن المديني، وأبي الربيع الزهراني. وعنه: أبو سهل بن زياد، وحمزة الدهقان. قال الدارقطني: ليس بالقوي. توفي سنة خمس وثمانين. 4 (محمد بن حميد بن زياد.) أبو المسلم السعيدي. عن: محمد بن حميد، وعبد الجبار بن العلاء، وعباد بن أحمد العزرمي، وجماعة. وعنه: أحمد بن بندار، وأحمد بن جعفر بن معيد، ومحمد بن عمر الجورجيري الإصبهانيون. 4 (محمد بن حيان.) ) أبو العباس المازني البصري. (21/257)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 258 سمع: عمرو بن مرزوق، وأبا الوليد الطيالسي، ومسدد بن مسرهد، وسليمان بن يزيد الملحمي، وجماعة. وعنه: دعلج، وأبو القاسم الطبراني، وفاروق الخطابي، وآخرون. 4 (محمد بن خلف بن عبد السلام.) أبو عبد الله البغدادي الأعور. عن: عاصم بن علي، ويحيى بن هاشم السمسار. وعنه: محمد بن العباس بن نجيح، وأبو بكر الشافعي. وكان ثقة. توفي سنة إحدى وثمانين ومائتين. 4 (محمد بن الخطاب العدوي.) مولاهم. روى عن: أبي نعيم. روى عنه: ابن قانع. توفي سنة أربع وثمانين. 4 (محمد بن ربح بن سليمان.) أبو بكر البغدادي البزار. عن: يزيد بن هارون، ويعقوب الحضرمي، وأبي نعيم. وعنه: أبو سهل القطان، ودعلج، وأبو بكر الشافعي. وثقة الخطيب. وتوفي سنة ثلاث وثمانين. (21/258)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 259 4 (محمد بن الربيع بن شاهين.) شيخ بصري صاحب حديث. حدث ببغداد عن: أبي الوليد الطيالسي، وعيسى بن إبراهيم البركي، وغيره. روى عنه: الطبراني في المعاجم، وأبو الحسن القزويني القطان.) 4 (محمد بن زكريا بن دينار.) أبو جعفر الغلابي البصري الإخباري. عن: عبد الله بن رجاء الغداني، وبكار بن محمد السيريني، والعباس بن بكار، ويعقوب بن جعفر بن سليمان العباسي الأمير، وأبي الوليد الطيالسي، وشعيب بن واقد، وأبي زيد الأنصاري النحوي، وطائفة كثيرة. وعنه: هلال بن محمد، وفهد بن إبراهيم بن فهد، وأبو القاسم الطبراني. وآخرون. وهو في عداد الضعفاء. وأما ابن حيان فذكره في الثقات وقال: يعتبر بحديثه إذا روى عن ثقة. قلت: كان راوية للأخبار علامة. توفي في شوال سنة تسعين. قال الدارقطني: بصري يضع. وقال ابن مندة: تكلم فيه. (21/259)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 260 4 (محمد بن زكريا بن عبد الله.) أبو جعفر القرشي الإصبهاني. عن: عبد الله بن رجاء الغداني أيضاً، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وأبو حذيفة النهدي، وبكار بن محمد السيريني. وعنه: أبو بكر بن أبي داود، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف، وعبد الرحمن بن محمد بن سياه، وأبو أحمد بن العسال، وأبو الشيخ، وأبو بكر القباب، وآخرون. توفي بإصبهان في جمادى الأولى سنة تسعين أيضاً. وقال ابن مندة: تكلم في سماعه. 4 (محمد بن زيدان بن يزيد البجلي الكوفي.) أخو عبد الله بن زيدان. سمع: سلام بن سليمان المديني، وغيره. وحدث بمصر. روى عنه: الطبراني.) 4 (محمد بن زبيد العلوي.) (21/260)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 261 المتغلب على طبرستان. سار لحربه محمد بن هارون أحد أمراء أمير خراسان إسماعيل بن أحمد، فالتقاه على باب جرجان، فكانت الدائرة أولاً على محمد بن هارون، ثم كر على العلوي فهزم جيشه، وثبت العلوي وقاتل، وأصيب في وجهه عدة ضربات مات منها بعد أيام. وأسروا ابنه زيد بن محمد بن زيد، وحاز محمد بن هارون على عسكره وأمواله، واستولى على طبرستان، ودفن العلوي على باب جرجان. وكان له مدة قد غلب على تلك الممالك. وقد أسر أخوه الحسن بن زيد سنة سبعين. وقد جرت لهما حروب وخطوب. 4 (محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن زياد.) أبو عبد الله الهمداني الشيعي، مولاهم الكوفي النحوي الملقب بعقدة. والد الحافظ أبي العباس بن عقدة. كان ديناً ورعاً ناسكاً. ولقبوه بعقدة لعلمه بالتصريف والعربية. توفي في شوال سنة ثلاث وثمانين. 4 (محمد بن سعيد الأزرق.) أبو عبد الله. قال ابن عدي: مات سنة تسعين، يضع الحديث. روى عن: هدبة بن خالد، وسريج بن يونس. وعنه: أحمد بن موسى بن سعدويه. ووضعه بارد، فإنه قال: ثنا هدبة، ثنا أبو عوانة، عن أبيه، عن أنس، مرفوعاً: لا شغار في الإسلام. وأبو عوانة مملوك صبي من جرجان، وأبوه كافر، فمن أين له رواية عن أنس؟. (21/261)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 262 4 (محمد بن سفيان بن المنذر الرملي.) عن: محمد بن السري العسقلانين ودحيم، وغيرهما. توفي سنة خمس وثمانين. 4 (محمد بن سليمان بن الحارث.) ) أبو بكر الباغندي الواسطي: أبو الحافظ الكبير محمد بن محمد. سكن بغداد وحدث عن: عبيد الله بن موسى، وقبيصة بن عقبة ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وطبقتهم. وعنه: ابنه، وأبو بكر الشافعي، ومحمد بن الحسن نب مقسم، وعبد الخالق بن أبي رويا، وجماعة. قال الدارقطني: لا بأس به. وقال الخطيب: رواياته كلها مستقيمة. وقال ابن أبي الفوارس: ضعيف. قلت: توفي آخر سنة ثلاث وثمانين. ولعل ابن أبي الفوارس إنما عنى بالضعف عن ولده. 4 (محمد بن سهل بن زنجلة الرازي.) رحل به أبوه الحافظ أبو عمرو فسمع: أبا جعفر النفيلي، وأبا صالح كاتب (21/262)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 263 الليث، ويحيى بن عبد الله بن بكير، وطائفة. وعنه: محمد بن إسحاق اسراج، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وعلي بن مهدويه، وإسحاق بن محمد الكسائي، وغيرهم. 4 (محمد بن سهل بن المهاجر الرقي.) عن: مؤمل بن إسماعيل، ومحمد بن مصعب القرقيسائي. ولعله آخر من حدث عنهما. روى عنه الطبراني. 4 (محمد بن أبي سهل شيرزاذ الإصبهاني.) عن: سليمان بن حرب، والقعنبي، وأحمد بن يونس، ويحيى الحماني، وطائفة. وعنه: أحمد بن إبراهيم بن يوسف، وعبد الله بن محمد القباب، وآخرون. توفي سنة خمس وثمانين. 4 (محمد بن سويد.) أبو جعفر البغدادي الطحان. سمع: عاصم بن علي، وإسماعيل بن أويس.) وعنه: أحمد بن خزيمة، وابن نجيح، وجماعة. وكان ثقة. توفي سنة اثنتين وثمانين. (21/263)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 264 4 (محمد بن شاذان.) أبو بكر البغدادي الجوهري. عن: هوذة بن خليفة، وزكريا بن عدي. وعنه: أبو بكر النجاد، وابن قانع، وجماعة. وثقة الدراقطني. وتوفي سنة ست وثمانين وهو في عشر المائة. وكان قرأ القرآن على خلاد بن خالد. قرأ عليه ابن شنبوذ، وغيره. 4 (محمد بن شاذان.) أبو سعيد النيسابوري الأصم. شيخ عالم متقن. سمع: قتيبة، وإسحاق بن راهويه، وجماعة. وعنه: أبو حامد بن الشرقي، ومحمد بن يعقوب بن الأخرم. توفي سنة ست أيضاً. 4 (محمد بن صالح الأشج.) شيخ صدوق. سمع: عبد الصمد بن حسان، وقتيبة بن سعيد. ويعرف بحمدان الهمداني. (21/264)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 265 روى عنه: حامد الرفاء، وعلي بن إبراهيم القطان، ومحمد بن علي الصنعاني، وجماعة. توفي سنة أربع وثمانين بهمدان. 4 (محمد بن الضوء بن المنذر.) أبو عبد الله الكرميني، الملقب خنب. رحل وعني بالحديث، وسمع: عمرو بن مرزوق، وأبا الوليد، ومسدد بن مسرهد، وأبا عبيد) القاسم بن سلام، وطبقتهم. وعنه: أحمد بن الليث، وعمرو بن حفص، والبخاريون. وفي أهل بخارى جماعة يقال لهم خنب. توفي في صفر سنة اثنتين وثمانين. من أعلى أهل بخارى إسناداً. وهو صدوق. مولده سنة تسع وتسعين ومائة. 4 (محمد بن العباس بن ماهان المروزي الكابلي.) نزيل بغداد. عن: عاصم بن علي، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي. وعنه: أبو عمرو بن السماك، وأحمد بن كامل، وجماعة. توفي سنة إحدى وثمانين. 4 (محمد بن العباس المؤدب.) (21/265)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 266 أبو عبد الله البغدادي، مولى بني هاشم. سمع: هوذة بن خليفة، وعبد الله بن صالح العجلي، وعفان بن مسلم، وشريح بن النعمان، وجماعة. وعنه: عبد الباقي بن قانع، وأبو بكر النجاد، وأبو بكر الشافعي، والطبراني. وثقة الخطيب. ومات في ربيع الأول سنة تسعين. 4 (محمد بن العباس بن بسام.) أبو عبد الرحمن مولى بني هاشم المقريء الرازي. قرأ على: أحمد بن يزيد الحلواني وهو من أعيان أصحابه. وحدث عن: سهل بن عثمان العسكري. روى عنه الحروف والحديث: الحسين بن المهلب المؤدب، ومحمد بن عبد الله المقريء، وأبو الطيب أحمد بن عبد الله الدارمي. وسمع منه: ابن حاتم وقال: صدوق. 4 (محمد بن العباس بن الوليد.) ) النسائي الفقيه أبو العباس صاحب أبي ثور. سمع: هوذة، وعفان، وطائفة. وعنه: علي بن محمد المصري، وعبد الله بن إسحاق الخراساني، وجماعة. (21/266)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 267 وثقة الخطيب. 4 (محمد بن عبد الله الزاهد.) أبو عبد الله بن الدفاع القرطبي المالكي. سمع: عبد الملك بن حبيب وغيره. وبمصر: أبا الطهر بن السرج، والحارث بن مسكين. وعنه: محمد بن عثمان، وغيره. توفي سنة إحدى وثمانين. 4 (محمد بن عبد الله بن منصور.) أبو إسماعيل الشيباني العسكري الفقيه الحنفي المعروف بالبطيخي. أحد أئمة الحنفية. عن: سليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل، ومحمد بن أبي السري العسقلاني. وعنه: المحاملي، وعبد الباقي بن قانع، وعبد الله الخراساني. وكان فقيهاً ثقة. توفي سنة ثلاث وثمانين ومائتين. 4 (محمد بن عبد الله بن الحين بن حفص.) أبو عبد الله الهمداني الذكواني الإصبهاني. أحد الأشراف والأكابر (21/267)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 268 بإصبهان. وهو آخر من حدث عن أبي سفيان بن صالح بن مهران، ومحمد بن بكير. وقد أتاه كتاب من المستعين بقضاء إصبهان، فهرب منها مدة، وهو الذي قام في خلاص أبي بكر بن أبي داود السجستاني من المحنة والقتل لما تعصبوا عليه بإصبهان، ورموه بسب علي رضي الله عنه. روى عنه: أبو أحمد العسال، ومحمد بن أحمد بن الحسن، ومحمد بن إسحاق بن أيوب، وأبو الشيخ، وجماعة.) توفي سنة خمس وثمانين. 4 (محمد بن عبد الله بن عتاب.) أبو بكر الأنماطي البغدادي، مربع. سمع: عاصم بن علي، وأحمد بن عبد الله بن يونس، ويحيى بن معين. وعنه: أحمد بن كامل، وأبو بكر الشافعي، وآخرون. وثقة الخطيب. ومات سنة ست وثمانين. 4 (محمد بن عبد الله بن سفيان الخصيب زرقان.) ذكرناه بلقبه. 4 (محمد بن عبد الله بن مهران الدينوري.) عن: عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، وأحمد بن يونس. وعنه: ابن قانع، وأبو بكر الشافعي. (21/268)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 269 وقال الدارقطني: صدوق. مات سنة ثمان وثمانين ومائتين. 4 (محمد بن عبد الله بن إبراهيم الكتاني اليافوني.) عن: صفوان بن صالح، وإسماعيل بن إبراهيم الترجماني. وعنه: أبو علي محمد القاسم بن معروف، والطبراني. 4 (محمد بن عبد الله بن مخلد.) أبو الحسين الإصبهاني، خال محمد بن عبد الله بن رستة، ويعرف بصاحب الشافعي، وبوارق الربيع بن سليمان. نزل مصر وحدث عن: قتيبة، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وهاني بن المتوكل، وكثير بن عبيد، وطائفة. قلت: ذكرناه في الطبقة الماضية، وإنما أعدناه لقول أبي نعيم: توفي قبل التسعين. 4 (محمد بن عبد البر الكلابي الأندلسي الفرضي.) روى عن: يحيى بن يحيى، وعبد الملك بن حبيب.) وطال عمره. وكان ورعاً فاضلاً وفرضياً حاسباً. (21/269)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 270 توفي سنة ثلاث وثمانين. محمد بن عبد الرحمن بن عمارة. أبو قبيصة البغدادي الضبي المقريء. سمع: عاصم بن علي، وسعدويه، وجماعة. وعنه: عثمان بن السماك، وأبو بكر الشافعي. وكان سريع التلاوة جداً. قال إسماعيل الخطبي: سألته عن أكثر ما قرأ قال: قرأت في النهار الطويل أربع ختم، وفي الخامسة إلى سورة براءة، وأذن المؤذن العصر. وكان من أهل الصدق. رواها الخطيب، عن الحسن بن أبي طالب، ثنا يوسف القواس، ثنا الخطبي، فذكرها. قال الخطبي: وتوفي في ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين. وقال الدارقطني لا بأس به. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن كامل.) أبو الأصبع الأسدي الفرقاني. حدث ببغداد عن: أبي جعفر النفيلي، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وجماعة. وعنه: ابن صاعد، وابن السماك، وأبو بكر الشافعي، وآخرون. وكان يخضب بالحناء. وثقة الخطيب. (21/270)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 271 ومات سنة سبع وثمانين. 4 (محمد بن أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو البصري الدمشقي.) عن: هشام بن عمار، ودحيم، وجماعة. وعنه: الطبراني، وغيره. وله شعر جيد. توفي بعد أبيه بقليل.) وله: (إن حظي ممن أحب كفاف .......... لا حدود مقصر ولا إنصاف)

(كلما قلت: قد أثابت إلى .......... الوصل ثناها عما أروم العفاف)

(فكأني بين الصدود وبين .......... الوصل ممن مكانه الأعراف) ومن شعره السائر: (لا يلزم مستقصر أنت .......... في البر، ولكن مستعطف مستزاد)

(قديم الحسام وهو حسام .......... ويحب الجواد وهو جواد)

4 (محمد بن عبد السلام بن بشار.) الشيخ أبو عبد الله النيسابوري الوراق الزاهد. كان يورق التفسير لإسحاق بن راهويه. وسمع الكتب من: يحيى بن يحيى. والمسند والتفسير من إسحاق. وسمع من: الحسن بن عيسى، وعمرو بن زرارة، ومحمد بن رافع. ولم يرحل. روى عنه: مؤمل بن الحسن، وأبو حامد بن الشرقي، وطائفة. قال ابنه عبدان: كان أبي يقول: نحن في مرحلة. وكان يصوم النهار (21/271)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 272 ويقوم الليل، ويقول: هذا ما أوصانا به يحيى بن يحيى. 4 (فائدة) قال الحاكم: سمعت أبا زكريا العنبري: سمعت ابن يوسف المقريء. سمعت الحسين بن محمد بن زياد القباني يقول: ثنا محمد بن بشار، ثنا يحيى، فلما فرغ قال: أتدرون عمن حدثتكم قالوا: حدثنا عن بندار، عن يحيى بن سعيد. قال: لا والله. ثنا محمد بن عبد السلام بن بشار، ثنا يحيى بن يحيى. وتوفي في رمضان سنة ست وثمانين. 4 (محمد بن عبد السلام بن ثعلبة.) ) أبو الحسن الخشبي الأندلسي القرطبي الحافظ اللغوي صاحب التصانيف. أخذ عن: يحيى بن يحيى الليثي. وفي الرحلة عن: محمد بن بشار بندار، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، وسلمة بن شبيب، والمزني، وطبقتهم. وعنه: أسلم بن عبد العزيز القاضي، ومحمد بن قاسم بن محمد، وقاسم بن أصبغ، وابنه محمد بن محمد، وآخرون. وقال: كان ثقة كبير القدر، أريد على قضاء قرطبة فامتنع. توفي سنة ست وثمانين وقد شاخ. توفي ابنه محمد سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. (21/272)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 273 وجده ثعلبة هو ابن زيد بن الحسن بن كلب بن أبي ثعلبة الخشبي رضي الله عنه. قال ابن الفرضي، وغيره: وقد روى الحافظ أبو الحسن بالأندلس علماً كثيراً، رحمه الله. 4 (محمد بن عبد العزيز بن المبارك الدينوري.) رحل، وسمع: القعنبي، وعثمان بن الهيثم، وأبا حذيفة النهدي، وطبقتهم. وعنه: أحمد بن مروان صاحب المجالد وصاحب ابن ركين، والحسين بن إسماعيل الصوفي، ومحمد بن إبراهيم بن جمك القزويني، وجماعة. وكان ضعيفاً بمرة. توفي بالدينور سنة إحدى وثمانين. وقد ساق له ابن عدي مناكير ويقال: له غير هذا، إنما أنكر عليه. قلت: منها: بدلاء أمتي لم يدخلوا الجنة بكثرة صلاة ولا صيام، ولكن بنقاوة الأنفس وسلامة الصدق. 4 (محمد بن عبد العزيز بن أبي رجاء.) أبو بكر التيمي البغدادي. عن: هوذة بن خليفة، وقبيصة، وجماعة. وعنه: أبو بكر الشافعي، وعبد الباقي بن قانع. (21/273)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 274 ضعفه الدارقطني.) 4 (محمد بن عبد الغني بن عبد العزيز.) أبو الطاهر القرشي مولاهم المصري الفقيه. توفي سنة ثلاث وثمانين. قال أبو جعفر الطحاوي: كان فقيهاً لا يدافع، رحمه الله. 4 (محمد بن عبد بن حميد بن نصر.) أبو جعفر الكشي. روى عنه: عبد المؤمن بن خلف النسفي، وغيره. توفي سنة ست وثمانين. 4 (محمد بن عبده.) أبو بكر المصيصي. حدث عن: محمد بن كثير بن مروان الفهري، وأحمد بن يونس اليربوعي، وأبي توبة الربيع بن نافع، وجماعة. وعنه: الطبراني، وأبو أحمد بن عدي، وجماعة. قال ابن عدي: أملى في سنة ثمان وثمانين ومائتين. 4 (محمد بن عبيد بن الفرطاس الأنصاري الموصلي.) عن: محمد بن عبد الله بن عمار، وأبي مصعب الزهري، وأبي كريب محمد بن العلاء. توفي سنة تسع وثمانين. 4 (محمد بن عبيد بن أبي الأسد البغدادي.) أبو بكر. عن: عمرو بن مرزوق، وإسماعيل بن أبي أويس، والحميدي. (21/274)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 275 وعنه: إبراهيم البختري، وأبو بكر الشافعي. وثقة الخطيب. توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين. 4 (محمد بن عثمان بن سعيد.) أبو عامر الضرير الكوفي.) يروي عن: أحمد بن يونس، ومنجاب بن الحارث. توفي سنة تسع أيضاً. روى عنه: الطبراني، وابن سلمة القطان، وغيرهما. 4 (محمد بن عاصم بن بلال الضبي.) عن: محمد بن نافع، وغيره. توفي سنة أربع وثمانين. وولد سنة مائتين. 4 (محمد بن عصمة بن حمزة السعدي الجوزجاني الخراساني.) كنيته: أبو المطالع. روى عن: يحيى الحماني، وعمرو بن محمد الخريبي، والربيع بن سليمان. وعنه: عبد الله بن محمد البلخي، ومحمد بن أحمد بن عبيد بن فياض، وزكريا بن حامد البلخي. 4 (محمد بن عقيل.) أبو سعيد الفريابي. حدث بمصر عن: قتيبة بن سعيد، وداود بن مخراق، وجماعة. وعنه: علي بن محمد المصري الواعظ، وأبو محمد بن الورد، وأبو طالب أحمد بن نصر، وأبو القاسم الطبراني. وكان أحد الفقهاء. (21/275)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 276 توفي بمصر في صفر سنة خمس وثمانين. 4 (محمد بن علي بن الحسين بن بشر الزاهد.) المحدث أبو عبد الله الحكيم الترمذي المؤذن، صاحب التصانيف في التصوف والطريق. سمع الحديث الكثير بخراسان والعراق. وحدث عن: أبيه، وقتيبة بن سعيد، وصالح بن عبد الله الترمذي، وصالح بن محمد الترمذي، وعلي بن حجر السعدي، وعتبة بن عبد الله المروزي، ويحيى بن موسى خت، ويعقوب الدورقي، وعباد بن يعقوب الرواجني، وعيسى بن أحمد العسقلاني البلخي، وسفيان بن وكيع، وطبقتهم.) روى عنه: يحيى بن منصور القاضي، والحسن بن علي، وغيرهما من علماء نيسابور فإنه حدث بها في سنة خمس وثمانين. وقد صحب من مشايخ الطريق: يحيى بن الجلاء، واحمد بن خضروية، ولقي أبا تراب النخشبي. ومن كلامه وحكمه: ليس في الدنيا حمل أثقل من البر، لأن من البر، لأن من برك فقد أوثقك، ومن جفاك فقد أطلقك. وقال: كفى بالمرء عيباً أن يسره ما يضره. وقال: من جهل أوصاف العبودية فهو بنعوت الربانية أجهل. وقال: صلاح خمسة أصناف في خمسة مواطن: صلاح الصبيان في (21/276)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 277 الكتاب، وصلاح الفتيان في العلم، وصلاح الكهول في المساجد، وصلاح النساء في البيوت وصلاح القطاع في السجن. وقال: المؤمن بشره في وجهه، وحزنه في قلبه والمنافق حزنه في وجهه، وبشره في قلبه. وقال: حقيقة محبة الله تعالى دوام الأنس بذكره. وسئل عن الخلق فقال: ضعف ظاهر، ودعوى عريضة. وذكره أبو عبد الرحمن السلمي فقال: نفوه من ترمذ وأخرجوه منها، وشهدوا عليه بالكفر، وذاك بسبب تصنيفه كتاب ختم الولاية وكتاب ملل الشريعة. وقالوا إنه يقول للأولياء خاتماً كما أن للأنبياء خاتماً. وأنه يفضل الولاية على النبوة، واحتج بقوله عليه السلام: يغبطهم النبيون والشهداء. وقال: لو لم يكونوا أفضل منهم لما غبطوهم. فجاء إلى بلخ، فقبلوه بسبب موافقته إياهم على المذهب. وقد ذكره ابن النجار، ولم يذكر له وفاة ولا راوياً، إلا علي بن محمد بن ينال العكبري. فوهم لأن العكبري سمع محمد بن فلان الترمذي سنة ثمان عشرة وثلاثمائة. وقال أبو عبد الرحمن السلمي، فيما يروي البخاري بإسناده إليه: سمعت علي بن بندار الصيرفي: سمعت أحمد بن عيسى الجوزجاني يقول: سمعت محمد بن علي الترمذي يقول: ما صنفت مما صنفت حرفاً عن تدبير، ولا لأن (21/277)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 278 ينسب إلي شيء منه، ولكن كان إذا اشتد علي وقتي كنت أتسلى بمصنفاتي.) قال السلمي: بلغني أن أبا عثمان سئل عن محمد بن علي فقال: بينوا سري عنه من غير سبب. وقال أيضاً السلمي: وقيل إنه هجر بترمذ في آخر عمره، وهو من سبب تصنيفه كتاب ختم الولاية وعلل الشريعة. وليس فيه ما يوجب ذلك. ولكن لبعد فهمهم عنه. كذا قال السلمي. وقال: له كتاب حقائق التفسير، من هذا النمط أشياء تنافي الحق. 4 (قول المؤلف في شطحات الصوفية) فما أدري ما أقول. أسأل الله السلامة من شطحات الصوفية، وأعوذ بالله من كفريات صوفية الفلاسفة الذين تستروا في الظاهر بالإسلام، ويعملوا على هدمه في الباطن. وربطوا العوالم بربط ورموز الصوفية وإشارتهم المتشابهة، وعباراتهم العذبة، وسيرهم الغريب، وأسلوبهم العجيب، وأذواقهم الجلفة التي تجر إلى الإنسلاخ والفناء، والمحو والوحدة، وغير ذلك. قال الله تعالى: وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه يعني طريق الكتاب السنة المحمدية. ثم قال: ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. والحكيم الترمذي، فحاشى الله ما هو من هذا النمط، فإنه إمام في الحديث، صحيح المتابعة للإشارة، حلو العبارة، عليه مؤاخذات قليلة كغيره من الكبار. وكل أحد يأخذ قوله ويترك، إلا ذاك الصاد المعصوم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيا مسلمين بالله، تعالوا نبكي على الكتاب وأهلها. وقالوا: اللهم أجرنا في مصيبتنا، فقد عاد الإسلام والسنة غريبين، فلا قوة إلا بالله العلي العظيم. 4 (محمد بن علي بن بطحا.) (21/278)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 279 أبو بكر البغدادي التميمي. ثقة مقبول. روى عن: هوذة، وعفان. وعنه: إسماعيل الخطبي. توفي سنة ست وثمانين ومائتين. 4 (محمد بن علي بن حمزة.) أبو عبد الله العلوي الإخباري الشاعر. يروي عن: أبي عثمان المازني، وعمر بن شبة، وجماعة. وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم ووثقه، ومحمد بن مخلد.) توفي سنة سبع وثمانين. 4 (محمد بن علي بن عتاب.) أبو بكر الإيادي القماط. سمع: عبيد الله بن غاشم، وداود بن عمرو الضبي، وأبا الربيع الزهراني. وعنه: أحمد بن جعفر بن المنادي، وإسماعيل الخطبي. وثقه ابن المنادي وقال: توفي سنة تسع وثمانين. 4 (محمد بن علي بن الفضل.) (21/279)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 280 أبو العباس البغدادي، الحافظ فستقة. سمع: خلف بن هشام، وقتيبة، وعلي بن المديني، وطبقتهم. وعنه: ابن قانع، والطبراني. ومات سنة تسع أيضاً وثقة الخطيب. 4 (محمد بن علي البغدادي.) الحافظ قرطمة. سمع بن حميد الرازي، وأبا سعيد الأشج، ومحمد بن يحيى الذهلي، والحسن بن محمد الزعفراني، وطبقتهم بالحجاز، والشام، وخراسان، والعراق، ومصر. وكان الوالي في الحفظ. روى شيئاً قليلاً. وذكر أبو أحمد الحاكم أنه سمع ابن عقدة قال: سمعت داود بن يحيى بن يمان، يقول الناس فيقولون: أبو زرعة وأبو حاتم في الحفظ، والله ما رأيت أحفظ من قرطمة. قال الخطيب: توفي سنة تسعين ومائتين. 4 (محمد بن علي بن شعيب.) أبو بكر البغدادي السمسار. (21/280)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 281 سمع: عاصم بن علي، وخالد بن خداش، وعلي بن الجعد، وطبقتهم. وعنه: ابن قانع، وأبو بكر الشافعي، وأبو القاسم الطبراني، وأبو محمد بن ماسي. قال الدارقطني: وكان ثقة.) 4 (محمد بن علي بن خلف الأطروش الدمشقي.) عن: هشام بن عمار، وأحمد بن أبي الحواري، ودحيم. وعنه: عبد الله بن الورد المصري، وعبد المؤمن النسفي، والطبراني. 4 (محمد بن علي بن محمد المروزي.) الحافظ أبو عبد الله عن: علي بن حزم، وإسحاق الكوسج، ومحمد بن يحيى القطيعي، وخلف بن شاذان، وخلق. وعنه: ابن مخلد، والطبراني. وكان ثقة. روى عنه جماعة من أهل مرو. 4 (محمد بن عمر بن إسماعيل.) أبو بكر الدولابي العسكري. عن: هوذة بن خليفة، وأبي مسهر الغساني، وابن اليمان، وجماعة. وعنه: أبو بكر الخرائطي، وعلي بن محمد المصري الواعظ، واحمد بن مروان الدينوري، وآخرون. 4 (محمد بن عمرو بن الموجه.) (21/281)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 282 الفزاري المروزي اللغوي الحافظ. سمع: صدقة بن الفضل المروزي، وسعيد بن منصور، وعبدان بن عثمان، وحبان بن موسى، وطبقتهم. ذكره ابن أبي حاتم مختصراً. وروى عنه: الحسن بن محمد بن حليم المروزي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم. وسمع أيضاً: سعيد بن هبيرة، وسعد بن سليمان، وعلي بن الجعد. توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين. 4 (محمد بن عمرو بن النضر.) أبو علي الجرشي النيسابوري، قشمرد. سمع: حفص بن عبد الله السلمي، وعبدان بن عثمان القعنبي، وجماعة.) فطال عمره وتفرد عن حفص بن عبد الله. وكان صدوقاً مقبولاً. روى عنه: محمد بن صالح بن هانيء، ويحيى بن محمد العنبري، ودعلج البختري، وآخرون. توفي سنة سبع وثمانين. 4 (محمد بن عيسى بن السكن بن أبي قماش.) أبو بكر الواسطي. سمع: مسلم بن إبراهيم، والحارث بن منصور الواسطي. وعنه: أبو بكر النجاد، وإسماعيل الخطبي، والطبراني، وآخرون. توفي راجعاً من الحج سنة سبع أيضاً. (21/282)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 283 4 (محمد بن غالب بن حرب.) أبو جعفر الضبي المصري تمتام. نزيل بغداد. ولد سنة ثلاث وتسعين ومائة. سمع: أبا نعيم، ومسلم بن إبراهيم، وعفان، والقعنبي، وعبد الصمد بن النعمان، وأبا حذيفة، وطبقتهم. من أصحاب شعبة، والثوري، وكان مكثراً ثقة حافظاً. روى عنه: أبو جعفر بن البختري، وإسماعيل الصفار، وعثمان بن السماك، وأبو سهل بن زياد، وابن كوثر البربهاري، وأبو بكر الشافعي، وخلق. قال الدارقطني: ثقة مأمون، إلا أنه كان يخطيء. وقال أيضاً في موضع آخر: ثقة مجود. سمعت أبا سهل بن زياد يقول: سمعت موسى بن هارون يقول في حديث محمد بن غالب، عن الوركاني، عن حماد الأبح، عن ابن عوف، عن ابن سيرين، عن عمران بن حصين، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: هود وأخواتها، إنه حديث موضوع. قال ابن زياد: فحضرنا مجلس إسماعيل القاضي، وموسى بن هارون عنده، والمجلس غاص بأهله. فدخل محمد بن غالب، فلما بصر به إسماعيل (21/283)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 284 قال: إلي يا أبا جعفر، إلي. ووسع له معه على السرير. فلما جلس أخرج كتاباً وقال: أيها القاضي تأمله. وعرض عليه الحديث، وقال: أليس الجزء كله بخط واحد) قال: نعم. قال: هل ترى شيئاً على الحاشية قال: لا. قال: أفترضى هذا الأصل قال: إي والله. قال: فلم أوذى وينكر علي فصاح موسى بن هارون وقال: الحديث موضوع. قال: فرواه محمد بن غالب بحضرة القاضي وهو ساكت، وما زال القاضي يذكر من فضل محمد بن غالب وتقدمه. قلت: مات في رمضان سنة ثلاث وثمانين. 4 (محمد بن الفرج بن محمود الأزرق.) أبو بكر. عن: أبي النضر هاشم بن القاسم، وحجاج بن محمد، والواقدي، ومحمد بن كناسة، وعبيد الله بن موسى، وجماعة. وعنه: عبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي، وابن نحيح، وأبو بكر بن خلاد النصيبي، وآخرون. (21/284)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 285 قال الحاكم: سمعت الدارقطني يقول: لا بأس به، وهو من أصحاب الكرابيسي يطعن عليه في اعتقاده. وقال الخطيب: أما أحاديثه فصحاح. مات في آخر سنة إحدى وثمانين. 4 (محمد بن الفرج بن ميسرة الهمداني الحافظ.) صاحب المسند. سمع من: كامل بن طلحة، وطبقته. وعنه: محمد بن محمد الباغندي، وعبد الباقي بن قانع. 4 (محمد بن الفضل بن جابر الثقفي البغدادي.) ) سمع: سعيد بن سليمان سعدويه، وأبا بلال الأشعري، والليث بن حماد، وعبد الأعلى بن حماد، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن محمد بن الحسن النقاش، وأبو بكر بن خلاد العطار، والطبراني، وآخرون. قال الدارقطني: صدوق. مات أبو جعفر السقطي في رمضان سنة ثمان وثمانين. 4 (محمد بن الفضل بن موسى.) أبو بكر القسطاني، الرازي. (21/285)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 286 سمع: طالوت بن عباد، وهدبة بن خالد، وشيبان بن فروخ. روى عنه: ابن أبي حاتم وقال: صدوق، وأبو سهل بن زياد، وأبو بكر الشافعي. 4 (محمد بن فيروز البغدادي.) نزيل دمشق. عن: عاصم بن علي بن قتيبة، وعلي بن محمد المصري الواعظ. 4 (محمد بن القاسم بن خلاد بن ياسر.) أبو العيناء الهاشمي، مولى أبي جعفر المنصور البصري الإخباري اللغوي الضرير. ولد بالأهواز ونشأ بالبصرة. وأخذ عن: أبي عبيدة، والأصمعي، وأبي زيد الأنصاري، وأبي عاصم النبيل. وكان أحد الموصوفين الذكاء والحفظ وسرعة الجواب. وعنه: أبو عبد الله محمد بن أحمد الحكيمي، ومحمد بن يحيى الصولي، وأبو بكر الأذرعي، وأحمد بن كامل، ومحمد بن العباس بن نحيح، وآخرون. قال الدارقطني: ليس بقوي في الحديث. (21/286)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 287 وقيل إن بعضهم سأله: كيف كنيت أبا العيناء فقال: قلت لأبي زيد سعيد بن أوس: كيف تصغر عيناً فقال: عييناً يا أبا العيناء. وقيل إن المتوكل قال: أشتهي أن أنادم أبا العيناء، لولا أنه ضرير. فقال: إن أعفاني أمير المؤمنين من رؤية الهلال ونقش الخواتيم، فإني أصلح.) وكان قد ذهب بصره وهو ابن أربعين سنة تقريباً. ومات سنة إثنتين وثمانين. وكان قد استوطن بغداد، فخرج نحو البصرة في أواخر عمره في سفينة فيها ثمانون نفساً، فعرقت بهم، فما سلم غيره فيما قيل. فلما صار إلى البصرة مات. وكان يخصب بالحمرة، والغالب على روايته الحكايات. قال أبو نعيم الحافظ: نا أحمد بن عبد الرحمن الخاركي بالبصرة: سمعت أبا العيناء يعزي جدي أبا بكر على زوجته، فقال: إذا كان مسندنا البقية ورفعت عنه الرزية كانت التعزية تهنئة، والمصيبة نعمة. (نحن ومن في الأرض يفديكا .......... لا زلت تبقى ونعزيكا) وعن ابن وثاب أنه قال لأبي العيناء: والله إني أحبك بكليتي. فقال: إلا عضواً واحداً. فبلغ ذلك ابن أبي دؤآد، فقال: لقد وفق في التحديد. وسأله المنتصر فقال: ما أحسن الجواب ما أسكت المبطل، وصبر المحق. قال أحمد بن كامل: توفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثمانين، وولد سنة إحدى وتسعين ومائة. (21/287)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 288 وقال الدارقطني: مات سنة اثنتين وثمانين ومائتين. 4 (محمد بن محمد بن الحسين بن غزوان.) أبو سعيد الهروي الجوهري. عن: خالد بن هياج. ورد بغداد، وحدث. روى عنه: مكرم القاضي، وأبو بكر الشافعي. قال الدارقطني: لا بأس به. 4 (محمد بن محمد بن رجاء بن السندي.) أبو بكر الإسفرائيني الحافظ. مصنف الصحيح على شرط مسلم. سمع: إسحاق بن راهويه، وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل، وابن نمير، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وأبا بكر بن أبي شيبة، وأبا الربيع الزهراني، وطبقتهم بالحجاز، والعراق، ومصر،) وغير ذلك. وعنه: أبو حامد بن الشرقي، ومؤمل بن الحسن، ومحمد بن صالح بن هانيء، ومحمد بن يعقوب بن الأخرم، وأبو النضر محمد بن محمد الفقيه، وآخرون. قال الحاكم: كان ثبتاً ديناً مقدماً في عصره. سمع جده، وابن راهويه، إلى أن قال: وسمعت محمد بن صالح: سمعت أبا بكر بن رجاء يقول: حدثني أحمد بن حنبل من كتابه في ربيع الآخر سنة أربع وثلاثين. بشر بن أحمد قال: توفي أبو بكر سنة ست وثمانين. (21/288)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 289 4 (محمد بن محمد بن حبان.) أبو جعفر البصري التمار. سمع: القعنبي، ومحمد بن الصلت التوزي، وأبا الوليد الطيالسي، وجماعة. وعنه: أبو القاسم الطبراني، وغيره. قال دعلج: سمعت محمد بن محمد بن حبان التمار يقول: كنت لا أحدث، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فقال له رجل: يا رسول الله، قل لهذا. فقال لي: حدث. فقلت: عمن أحدث قال: عن القعنبي، وأبي الوليد، وعمر بن مرزوق، وابن كثير. ونحوه أو كما قال. توفي سنة تسع وثمانين. 4 (محمد بن محمد بن أحمد بن يزيد بن مهران.) أبو أحمد البغدادي المطرز الحافظ. عن داود بن رشيد وغيره. عن: أبو بكر الشافعي، وعبد الله بن إسحاق الخراساني. قال الدارقطني: ليس بالقوي. 4 (محمد بن مسلمة بن الوليد الواسطي.) أبو جعفر الطيالسي. حدث ببغداد عن: يزيد بن هارون، وأبي جابر محمد بن عبد الملك، (21/289)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 290 وأبي عبد الرحمن المقريء.) وعنه: أبو جعفر بن البختري، ومحمد بن مخلد، وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات. قال الخطيب: له مناكير. إلا أن الحاكم سمع الدارقطني يقول: لا بأس به. قال الخطيب: ورأيت أبا القاسم اللالكائي، والحسن بن محمد بن الخلال يضعفانه. وتوفي في جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين، وقد نيف على المائة. فإنه ذكر أنه سمع من موسى الطويل مولى أنس بواسط سنة إحدى وتسعين ومائة. قال: وكان لي ثلاث عشرة سنة. قلت: وقد ذكره ابن عدي في الكامل، وقال: ثنا عبد الحميد الوراق قال: قاطعنا محمد بن مسلمة على أجزاء، فقرأنا عليه، وفيها حديث طويل فقال: ما أحسن هذا، والله إن سمعت بهذا الحديث قط إلا الساعة. قال: وقال له رجل: قل عن هشام بن عروة، فقال: بدرهمين صحاح. ثم ساق له ابن عدي مناكير يسيرة. 4 (محمد بن المغيرة بن سنان الضبي الهمذاني السكري الحنفي.) محدث همذان ومسندها وشيخ فقهائها الحنفية. روى عن: القاسم بن الحكم العربي، وهشام بن عبد الله بن عبيد الله الرازي، ومكي بن إبراهيم، وعبيد الله بن موسى، وطبقتهم. وعنه: علي بن إبراهيم القزويني القطان، وحامد الرفاء، وجماعة. (21/290)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 291 توفي سنة أربع وثمانين ومائتين. قال السليماني: فيه نظر. 4 (محمد بن موسى بن الهذيل.) أبو بكر النسفي الملقب: مت. روى عن: أبي محمد الدارمي، وعبد بن حميد. توفي سنة خمس وثمانين. 4 (محمد بن موسى النهروي.) أبو عبد الله. صدوق نبيل معظم ثقة. توفي سنة تسع وثمانين ببغداد.) 4 (محمد بن أبي هارون موسى.) أبو الفضل الوراق البغدادي زريق. صالح فاضل واسع العلم. روى عن: خلف بن هشام، وغيره. وعنه: أبو الحسين بن المنادي، وأبو سهل القطان. توفي سنة ثلاث وثمانين. 4 (محمد بن أبي هارون موسى الهمداني.) شيخ جليل زاهد عابد، وكان لسؤدده يقال له: صاحب البلد. (21/291)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 292 يروى عن: أبي نعيم، وموسى بن إسماعيل، وجماعة. وعنه: الحسين بن إسحاق الكرمي، وعلي بن مهرويه القزويني، وعبد الله بن حمويه، وجماعة. 4 (محمد بن نصر.) أبو بكر الأدمي ويعرف بابن أبي شجاع. عن: حبيب، وجماعة. وعنه: ابن كامل، وأبو سهل بن زياد. مات سنة ببغداد. 4 (محمد بن النضر بن رباح الهروي.) نزيل الموصل. عن: عاصم بن علي، وأبي الصلت الهروي. وغيرهما. توفي سنة ست وثمانين. 4 (محمد بن أبي النعمان الأنطاكي.) سمع: الهيثم بن جميل. وعنه: الطبراني. 4 (محمد بن نعيم بن عبد الله.) أبو بكر النيسابوري المديني.) سمع: قتيبة، وابن راهويه، وعثمان بن أبي شيبة، وأبا المصعب، ومحمد بن أبي الشوارب، وطبقتهم. وعنه: محمد بن إسحاق السراج، وأبو حامد بن الشرقي، ومكي بن (21/292)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 293 عبدان، وعبد الله بن سعد، وجماعة. توفي سنة تسعين في ذي العقدة. 4 (محمد بن نهار.) أبو الحسن. يروي عنه: أبو بكر الشافعي، وغيره. ضعفه الدارقطني. توفي سنة اثنتين وثمانين. وهو: محمد بن نهار بن عمار بن أبي المحياه يحيى بن يعلى التيمي. يروي عن: العباس بن الفرج الرياشي، ومحمد بن يزيد الحنفي. وعنه: محمد بن نجيح أيضاً، وجعفر بن أبي محمد العلوي. 4 (محمد بن هارون بن محمد بن بكار بن بلال العاملي الدمشقي.) عن: أبيه، وعبد الله بن يزيد بن راشد المقريء، وصفوان بن صالح، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وجماعة. وعنه: أبو عبد الله بن مروان، وأحمد بن حميد بن أبي العجائز، وأبو علي بن هارون، وأبو القاسم الطبراني. توفي سنة تسع وثمانين. 4 (محمد بن هشام بن أبي الدميك.) (21/293)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 294 أبو جعفر المروزي، ثم البغدادي. سمع: سليمان بن حرب، وعفان، وابن المديني، وعاصم بن علي، ويحيى الحماني، وطائفة. وعنه: عثمان بن السماك، وأبو عمر غلام ثعلب، وأبو بكر الشافعي، والطبراني، وآخرون. وثقة الخطيب. وكان مستملي الحسن بن عرفة. توفي سنة تسع أيضاً.) 4 (محمد بن هشام.) وقيل: ابن هاشم بن خلف بن هشام البزار. عن: جده، وعلي بن الجعد. وعنه: أبو سهل بن زياد، وعبد الصمد الطستي، وغيرهما. 4 (محمد بن هاشم.) أبو صالح العذري الجسري الغوطي. سمع: زهير بن عباد، ومحمد بن أبي السري العسقلاني. وعنه: أحمد بن حذلم، وأبو علي بن هارون، وجماعة. 4 (محمد بن وضاح بن بزيع.) (21/294)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 295 مولى عبد الرحمن بن معاوية الداخل، أبو عبد الله الأموي المرواني القرطبي الحافظ. قال: ولدت سنة تسع وتسعين ومائة، أو سنة مائتين بقرطبة. وسمع يحيى بن يحيى، ومحمد بن خالد صاحب ابن القاسم، وسعيد بن حسان صاحب أشهب، وعبد الملك بن حبيب، وجماعة بالأندلس. قال ابن الفرضي: رحل إلى المشرق رحلتين، إحداهما سنة ثمان عشرة ومائتين، لقي فيها: سعيد بن منصور، وآدم بن أبي إياس، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين. ولم يكن مذهبه في رحلته هذه طلب الحديث، وإنما كان شأنه الزهد وطلب العبادة. ولو سمع في رحلته هذه لكان أرفع أهل وقته درجة. وكان قبل رحلة بقي بن مخلد. ورحل ثانية فسمع: إسماعيل بن أبي أويس، ويعقوب بن حميد بن كاسب، ومحمد بن المبارك الصوري، وحامد بن يحيى البلخي، ومحمد بن عمرو القرني، وزهير بن عباد، وأصبغ بن الفرج، وإسحاق بن أبي إسرائيل، ودحيم، وحرملة بن يحيى، وسحنون بن سعيد الإفريقي، وجماعة كثيرة من البغداديين، والبصريين، والمكيين، والشاميين، والمصريين، والقزوينيين. وعدة شيوخه مائة وستون رجلاً، ولقي ابن مخلد رضي الله عنهما. وصارت الأندلس دار حديث. قال: وكان محمد عالماً بالحديث بصيراً بطرقة. متكلماً على علله، كثير الحكاية عن العباد، ورعاً زاهداً، فقيراً متعففاً، صبوراً على الإسماع، محتسباً في نشر علمه. سمع منه) الناس كثيراً، ونفع الله به أهل الأندلس. (21/295)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 296 وكان أحمد بن خالد بن الحباب لا يقدم عليه أحداً ممن أدرك. وكان يعظمه جداً، ويصف عقله وفضله وورعه. غير أنه ينكر عليه كثرة رده في كثير من الأحاديث. قال ابن الفرضي: وكان ابن وضاح كثيراً ما يقول: ليس هذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم في شيء. وهو ثابت من كلامه صلى الله عليه وسلم. وله خطأ كثير محفوظ عنه، وأشياء كان يغلظ فيها ويصحفها. وكان لا علم له بالفقه ولا بالعربية. قلت: روى عنه: أحمد بن الحباب، وقاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد الملك بن أعين، وأبو عمر أحمد بن عبادة الرعيني، وجعفر بن مزيد، وعيسى بن ليث، ومحمد بن المسرور الفقيه، وخلق. توفي ليلة السبت لأربع بقين من المحرم سنة سبع وثمانين ومائتين. وحكى الفقيه إسحاق بن إبراهيم التجيبي أن ابن وضاح لما انصرف عقد لسانه سبعة أيام عن الكلام. فدعا الله: إن كنت تعلم في إطلاق لساني خيراً فأطلقه، فأطلقه الله تعالى، ونشر بالأندلس علماً كثيراً. وكان يرون ذلك من كراماته. وقال ابن حزم في المحلى: كان ابن وضاح يواصل أربعة أيام. قال أبو عمرو الداني: روى القراءة عن: عبد الصمد بن عبد الرحمن صاحب ورش. وصارت عندهم مدونة. وقرأ في عشرين يوماً ستين ختمة. هكذا نقله عنه وهب بن مسرة، وقال: سمعته يقول: كل من أدركت من فقهاء الأمصار يقولون: القرآن كلام الله ليس بخالق ولا مخلوق. 4 (محمد بن الوليد بن هبيرة.) أبو هبيرة الهاشمي الدمشقي القلانسي. سمع: أبا مسهر الغساني، وسلام بن سليمان المدائني، ويحيى بن صالح الوحاظي، وسلامة العذري، وجماعة. (21/296)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 297 روى عنه: د. تفسير حديث، وأبو زرعة الدمشقي وهما من أقرانه، وابن صاعد، وأبو عوانة، وابن جوصا، والحسن بن حبيب الحصائري.) قال ابن أبي حاتم: صدوق. توفي سنة ست وثمانين. 4 (محمد بن الوليد الرملي.) أبو بكر المعروف بالأمي. سمع: سليمان ابن بنت شرحبيل، ومحمد بن السري العسقلاني، وجماعة. وعنه: ابن جوصا، وابن الأعرابي. ومات قديماً. 4 (محمد بن الوليد بن أبان القلانسي.) قد مر. 4 (محمد بن دينار.) أبو عبد الله بن أبي البخاري. عن: بجير بن النضر، وأبي قدامة الرخسي، والمسيب بن إسحاق. توفي سنة ثمانية وثمانين. 4 (محمد بن ياسر الدمشقي الحذاء.) إمام جامع جبيل. عن: دحيم، وهشام بن عمار. وعنه جعفر بن محمد بن عديس، والطبراني، وغيرهما. (21/297)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 298 4 (محمد بن يحيى بن المنذر.) أبو سليمان البصري القزاز. عن: سعيد بن عاصم الضبعي، ويزيد بن بنان العقيلي، وأبي عاصم النبيل، ومسلم بن إبراهيم، وجماعة. وتفرد في زمانه بالرواية عن الضبعي، وغيره. روى عنه: محمد بن علي بن مسلم العقيلي، وفاروق الخطابي، وسليمان الطبراني، وآخرون. توفي في رجب سنة تسعين ومائتين. 4 (محمد بن يحيى الكسائي الصغير.) ) أبو عبد الله. بغدادي مقريء. قرأ على: الليث بن خالد، وهو أجل أصحابه. قرأ عليه: أحمد بن الحسن البطيء، وابن مجاهد، ومحمد بن خلف، ووكيع، وإبراهيم بن زياد، وأحمد بن علي السمسار. توفي سنة ثمان وثمانين. 4 (محمد بن يزداد.) أبو عبد الله الأستراباذي. عن: إسماعيل الشالنجي الفقيه، ويحيى بن معين. وعنه: محمد بن إبراهيم بن أبرويه، والحسن بن حمويه، وغيرهما. (21/298)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 299 مات في ربيع الأول سنة تسع وثمانين. قاله الإدريسي. 4 (محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الأزدي البصري.) أبو العباس المبرد، إمام العربية ببغداد. أخذ عن: أبي عثمان المازني، وأبي حاتم السجستاني، وغيرهما. وعنه: إسماعيل الصفار ولزمه مدة، وأبو سهل بن زياد، وعيسى الطوماري، وأحمد بن مقرويه الدينوري، وأبو بكر الخرائطي، وإبراهيم بن محمد نفطويه، ومحمد بن يحيى الصولي، وجماعة. وكان فصيحاً بليغاً مفوهاً، ثقة إخبارياً علامة، صاحب نوادر وظرافة. وكان جميلاً وسيماً، لا سيما في صباه، وله تصانيف مشهورة. قال أبو الفتح بن جني: إن أبا عثمان المازني لما صنف كتاب الألف واللام سأل أبا العباس عن دقيقه وغامضه، فأحسن الجواب فقال له: قم، فأنت المبرد، أي المثبت للحق. (21/299)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 300 قال أبو العباس: فغير الكوفيون إسمي، فجعلوه بفتح الراء. وقال السيرافي: انتهى علم النحو بعد طبقة الحرمي، والمازني إلى المبرد. هو من ثمالة، قبيلة من الأزد. أخذ عن: الحرمي، والمازني، وغيرهما. وكان إسماعيل القاضي ما رأى المبرد في معاني القرآن وقال: لقد فاتني منه علم كثير.) وقيل: إنه من ثعلب، والمبرد منافره. وأكثر الفضلاء يرجحونه على ثعلب. وحكى الخطابي عن الرفاء النحوي قال: اجتمع ابن شريح الفقيه والمبرد، وأبو بكر بن داود الظاهري في طريق، فتقدم ابن شريح وتلاه المبرد، فلما خرجوا إلى الفضاء قال ابن شريح: الفقه قدمني. وقال المبرد: أخطأتما معاً، إذا صحت المودة سقط التكلف. وقال الصفار: سمعت المبرد يقول: كان فتى يهواني وأنا حدث، فاعتل علة كنت سببها فمات، فكبر أسفي عليه، فرأيته في النوم، فقلت: فلان قال: نعم. فبكيت، فأشار يقول: (أتبكي بعد قليك لي عليا .......... ومن قبل الممات تسيء إليا)

(سكبت علي دمعك بعد موتي .......... فهلا كان ذاك وكنت حيا)

(تجاف عن البكاء ولا تزده .......... فإني ما أراك صنعت شيا) توفي في آخر سنة خمس وثمانين، وقيل توفي سنة ست. وللحسن بن بشار بن العلاف يرثيه: (ذهب المبرد وانقضت أيامه .......... وليذهبن إثر المبرد ثعلب) (21/300)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 301 (فأبكوا لما سلب الزمان، ووطنوا .......... للدهر أنفسكم على ما يسلب)

(وأولى لكم أن تكتبوا أنفاسه .......... إن كانت الأنفاس مما يكتب) عاش المبرد خمساً وسبعين سنة، ولم يخلف بعده في النحو مثله أبداً. 4 (محمد بن يوسف بن معدان الثقفي الإصبهاني.) البناء الزاهد المجاب الدعوة. جد والد أبي نعيم الحافظ لأمه. له مصنفات حسان في الزهد والتصوف. حدث عن: عبد الجبار بن العلاء، والنصر بن سلمة، وعبد الله بن محمد الأسدي، وحميد بن مسعدة، وجماعة. وعنه: سبطه عبد الله بن أحمد، وأحمد بن بندار الشعار، وعبد الله بن يحيى المديني الزاهد، ومحمد بن أحمد بن الحسن الكسائي، وعبد الرحمن بن محمد بن سياه المذكر، وأبو بكر عبد الله بن محمد القباب، وآخرون.) وهو أستاذ علي بن سهل الزاهد. ومن تصانيفه كتاب معاملات القلوب، وكتاب الصبر. وممن روى عنه: أبو الشيخ وقال: كان مستجاب الدعوة. وقال أبو نعيم: كان في علم التصوف. حج فسمع: عبد الجبار بن العلاء، ومحمد بن منصور، وعبد الله بن عمران العابدي، وجماعة. وتوفي سنة ست وثمانين. قلت: وهو سمي: (21/301)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 302 4 (محمد بن يوسف بن معدان الإصبهاني عروس الزهاد المذكور في طبقة ابن المبارك.) وبينهما نحو من مائة سنة. قال النقاش الإصبهاني: ثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يحيى: سمعت محمد بن يوسف يقول: علامة موت القلب طلب الدنيا بعمل الآخرة. وقيل: وما بدواة قال: مرض القلوب، وبدو مرض القلوب الطمع في المخلوقين، وعلامة الطمع في المخلوقين الإشتغال بهم، والتزين باللباس، والإدعاء لإقامة الجاه والعيش، ومن لا يستغني بالله أفتقر إلى الناس. ولمحمد بن يوسف البنا رحمه الله أشياء نافعة من هذا النمط. هو أشهر من عروس الزهاد. 4 (محمد بن يونس بن موسى بن سليمان بن عبيدة بن ربيعة بن كديم.) أبو العباس الشامي الكديمي البصري الحافظ. أحد الضعفاء. (21/302)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 303 ولد سنة ثلاث، وقيل: سنة خمس وثمانين ومائة. وهو ابن امرأة روح بن عبادة، فسمع نسيبه من خلق كثير. وحدث عنه، وعن: أبي داود الطيالسي، وعبد الله بن داود الخريبي، وأزهر بن سعد السمان، والأصمعي، وأبي عاصم النبيل، وعبد الرحمن بن حماد الشعيثي، وأبي زيد الأنصاري، وخلق. وعنه: أبو بكر بن الأنباري، وإسماعيل الصفار، وأبو بكر الشافعي، وأحمد بن خلاد النصيبي،) وأبو بكر القطيعي، وأحمد بن الريان المكي، وعمر بن مسلم الختلي، وخثيمة الأطرابلسي، وعثمان بن سنقة، وأبو عبد الله بن محرم، وخلق. قال ابن خلاد: قال: الكديمي: قال لي علي بن المديني: عندك ما ليس عندي. وقال الكديمي: كتبت عن ألف ومائة وست وثمانين رجلاً من البصريين، وحججت سنة ست وثمانين، فرأيت فيها عبد الرزاق، ولم أسمع منه. وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: كان محمد بن يونس الكديمي حسن الحديث، حسن المعرفة، ما وجد عليه صحبته لسليمان الشاذكوني. وروى حسن الصائغ: ثنا الكديمي قال: خرجت أنا وابن المديني والشاذكوني نتنزه، ولم يبق لنا موضع غير بستان الأمير، وكان الأمير قد منع من الخروج إلى الصحراء. فلما قصدناه وافى الأمير فقال: خذوهم. فأخذونا وكنت أصغرهم. فبطحوني، وقعدوا على أكتافي، فقلت: أيها الأمير إسمع مني: ثم قلت: ثنا الحميدي، ثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن أبي قابوس، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء. (21/303)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 304 قال: أعده. فأعدته، فقال لأولئك: قوموا. قال: أنت تحفظ مثل هذا وتخرج تتنزه، كذا قال ابن عباس قال أبو أحمد بن عدي: قداتهم الكديمي بوضع الحديث. قال أبو حاتم بن حبان: لعله قد وضع أكثر من ألف حديث. وقال ابن عدي: ادعى الكديمي رؤية قوم لم يرهم. ترك عامة مشايخنا الرواية عنه. قال أبو عبيد الآجري: رأيت أبا داود يتكلم في محمد بن سنان، ومحمد بن يونس، يطلق فيهما الكذب. وكان موسى بن هارون الحافظ ينهي الناس عن السماع من الكديمي، وقال، وهو متعلق بأستار الكعبة: اللهم إني أشهدك أن الكديمي كذاب يضع الحديث. وقال القاسم بن زكريا المطرز: أنا أجاثي الكديمي بين يدي الله، وأقول: كان يكذب على رسولك صلى الله عليه وسلم، وعلى العلماء. وقال الدارقطني: كان يتهم بالوضع.) (21/304)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 305 وأما إسماعيل الخطبي فقال: ما رأيت أناساً أكثر من مجلسه. وكان ثقة. توفي الكديمي في جمادى الآخرة سنة ست وثمانين، وإذا صدق في مولده فقد جاوز المائة. 4 (.... بن محمد بن عمرو بن أبي سلمة التنيسي.) يروي عن جده. توفي سنة ثمان وثمانين. 4 (محمود بن الفرج.) أبو بكر الإصبهاني الزاهد. عن: إسماعيل بن عمرو البخلي، وبشر بن هلال، وأحمد بن عبدة الضبي، وجماعة. وكان كبير القدر من أولياء الله. روى عنه: يوسف بن محمد المؤذن، وأبو سهل بن زياد، وأحمد بن جعفر السمسار، ومحمد بن عبد الله بن جمشاد، وعبد الرحمن بن محمد سياه المذكر، وسبطه أبو الشيخ ابن حبان. وقال أبو الشيخ: كان مستجاب الدعاء. (21/305)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 306 قال: وحكي أنه رؤي في النوم فقال: كنت من الأبدال ولم أعلم. وخرج إلى طرسوس ثلاث مرات. وقال ابن أبي حاتم: كان ثقة. توفي سنة أربع وثمانين. 4 (محمود بن محمد بن أبي المضاء.) أبو حفص الحلبي. حدث ببغداد عن: محبوب بن موسى الأنطاكي، والمسيب بن واضح، وجماعة. وعنه: ابن مخلد، وأبو العباس بن عقدة. قال الخطيب: ثقة. توفي سنة ثمان وثمانين. 4 (مسعدة بن سعد العطار.) أبو القاسم المكي. عن: سعد بن منصور، إبراهيم بن المنذر الحزامي.) وعنه: الطبراني. توفي سنة إحدى وثمانين. 4 (مسلمة بن جابر اللخمي الدمشقي.) عن: منبه بن عثمان. وعنه: الطبراني. (21/306)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 307 مجهول الحال. توفي سنة خمس وثمانين ومائتين. 4 (المسيب بن زهير.) أبو مسلم البغدادي التجرن نزيل نيسابور. سمع: القعنبي، ويحيى بن هاشم السمسار. وعنه: أبو حامد بن الشرقي، وغيره. توفي سنة خمس وثمانين. 4 (مطرف بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد بن قيس.) مولى عبد الرحمن بن معاوية الداخل، أبو سعيد الأموي المرواني القرطبي. سمع: يحيى بن يحيى، وعبد الملك بن حبيب، وجماعة. وحج فسمع من: عبد العزيز بن يحيى المكي، ويعقوب بن كاسب، وأبي مصعب الزهري، ويحيى بن بكير، وعمر بن خالد، ويوسف بن عدي، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وسحنون، وطائفة. ذكره ابن الفرضي وقال: كان شيخاً نبيلاً بصيراً باللغة والنحو والشعر، وكان شاعراً. سمع منه الناس كثيراً، وكان ثقة صالحاً. توفي في ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين ومائتين. 4 (مطلب بن شعيب بن حيان.) (21/307)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 308 أبو محمد الأزدي، مولاهم البصري، ثم المصري. سمع: عبد الله بن صالح الكاتب، ونعيم بن حماد، وغيرهم. وعنه: الطبراني، وجماعة.) توفي سنة اثنتين وثمانين. وأما ابن عدي فقال: هو شيخ مروزي سكن بمصر، مستقيم الحديث. ثنا عصمة البخاري، ثنا مطلب بن شعيب، ثنا أبو صالح، ثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه. قال: لم أر له حديثاً منكراً غير هذا الحديث. 4 (معاذ بن المثنى بن معاذ.) أبو المثنى العنبري البصري ثم البغدادي. ثقة جليل. سمع: أباه، والقعنبي، ومحمد بن عبد الله الخزاعي، ومحمد بن كثير العبدي، وطبقتهم. وعنه: أبو بكر الشافعي، وجعفر بن الحكم المؤدب، وعمر بن مسلم، وأبو القاسم الطبراني. توفي سنة ثمان وثمانين، ودفن بجنب الكديمي، وله ثمانون سنة. (21/308)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 309 4 (معاذ بن نجدة بن العريان.) أبو سلمة الهروي. عن: خلاد بن يحيى، وقبيصة بن عقبة، وطبقتهما. وعنه: الحافظ أبو إسحاق البزاز، والهرويون. توفي في جمادى الآخرة سنة اثنتين وثمانين عن خمس وثمانين سنة. 4 (معاوية بن حرب بن محمد.) أبو سفيان الطائي الموصلي، أخو علي، وأحمد. سمع: عبيد، وأبا نعيم، وقبيصة، وجماعة. وعنه: يزيد بن محمد الأزدي. وقال: توفي سنة إحدى وثمانين وله ثمانون سنة. 4 (المفضل بن سلمة بن عاصم.) أبو طالب البغدادي الأديب، له مصنفات في الغريب وغير ذلك. حدث عن: عمر بن شبة، وغيره.) وكان ابنه أبو الطيب من كبار الفقهاء التابعة وكان من أئمة الأدب. روى عن المفضل الصولي، وغيره. وله كتاب المفاخرة فيما يلحن فيه العامة، وكتاب المقصور والممدود، وكتاب ضياء القلوب في الأدب، وكتاب البارع في اللغة كبير جداً. 4 (مقدام بن داود بن عيسى بن تليد.) (21/309)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 310 أبو عمر بن الرعيني المصري. عن: أسد بن موسى السنة، وعبد الله بن محمد بن المغيرة، وخالد بن نزار الأيلي، ويحيى بن بكير، وعمه سعيد بن تليد، وطائفة. وعنه: علي بن أحمد الغدادي، وأحمد بن الحسن بن عتبة الرازي، ومحمد بن أحمد بن أبي الأصبغ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو القاسم الطبراني، وجماعة. قال النسائي في الكنى: ليس بثقة. وقال ابن يونس: تكلموا فيه. وتوفي في رمضان سنة ثلاث وثمانين. وقال غيره: كان رحلة الفقهاء المالكية. قال الكندي: كان فقيهاً مفتياً لم يكن بالمحمود في الرواية. ضعفه أبو العباس بن دلهاث. نا محمد بن نوح الإصبهاني بمكة، نا الطبراني، نا المقدام، نا عبد الله بن يوسف، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً: طعام البخيل داء، وطعام السخي شفاء. فهذا بهذا الإسناد باطل. 4 (مكرم بن محرز بن مهدي بن عبد الرحمن بن عمرو الخزاعي الحجار القريري.) (21/310)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 311 روى عن أبيه قصة أم معبد. رواها عنه: الحسين بن محمد القباني، ويعقوب الفسوي وهو أكبر منه، ومحمد بن جرير الطبري، وابن خزيمة وآخر من روى عنه أبو بكر بن مالك القطيعي، قال: حج بي أبي وأنا ابن سبع سنين، فأدخلني عليه. 4 (موسى بن جمهور البغدادي السمسار.) عن: هشام بن عمار، والحسن بن عيسى بن ماسرجس. وعنه: أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ الطبراني.) 4 (موسى بن الحسن بن عباد.) أبو السري النسائي، ثم البغدادي الجلاجلي، لقبوه به لحسن صوته. سمع: عبد الله بن بكر السهمي، وروح بن عبادة، ومحمد بن مصعب القرقسائي، وأبا نعيم، وطبقتهم. وعنه: أبو جعفر بن البختري، وأبو بكر النجاد، وعبد الباقي بن قانع، وعمر بن مسلم الختلي، وآخرون. قال الدارقطني: لا بأس به. وقال أبو الحسين بن المنادي: قيل إن القعنبي قدمه في التراويح، فأعجبه صوته. (21/311)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 312 قال: فقال لي: كأن صوتك صوت الجلاجل. توفي سنة سبع وثمانين، وقد قارب المائة. وكان آخر من حدث عن السهمي، وأقدم شيخ لابن قانع. 4 (موسى بن عيسى بن المنذر الحمصي.) أبو عمرو السلمي. عن: أبيه، وأحمد بن خالد الوهبي، ومحمد بن المبارك الصوري، وحيوة بن شريح. وعنه: الطبراني، وغيره. توفي سنة سبع وثمانين. قال ابن قانع: وقال النسائي: ليس بثقة. وروى عنه: موسى بن العباس الجويني. 4 (موسى بن فضالة بن إبراهيم الدمشقي.) عن: صفوان بن صالح، وأبي مصعب المديني، وسليمان بن عبد الرحمن وجماعة. وعنه: ابنه أبو عمر محمد صاحب جزء ابن فضالة. سمع منه في سنة تسع وثمانين. 4 (موسى بن محمد بن كثير.) أبو هارون السريني. (21/312)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 313 سمع: عبد الملك بن إبراهيم الجدي. وعنه: الطبراني.) 4 (موسى بن هارون بن حيان القزويني.) سمع بالعراق من: أبي بكر، وعثمان ابني أبي شيبة، وأقرانهما. ورجع. قال الخليل: ثقة كبير، من شيوخ أبي الحسن القطان. ومات سنة إحدى وثمانين ومائتين. ويكنى: أبا عمران. 4 (موسى بن محمد السامري الخياط.) عن: عبد الأعلى بن حماد النرسي، وإبراهيم بن عبد الله الهروي. وعنه: أبو بكر بن الأنباري، وابن خلاد النصيبي. قال الخطيب: ثقة. 4 (موسى بن هارون.) أبو عيسى الطوسي، ثم البغدادي. عن: حسين بن محمد المروذي، وعمرو بن حكام. وعنه: محمد بن مخلد، وأبو بكر الشافعي، وابن نجيح، وآخرون. وكان موثقاً. توفي سنة إحدى وثمانين. 4 (موسى بن يوسف بن موسى القطان.) أبو عوانة الكوفي. (21/313)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 314 عن: أبيه، وأحمد بن يونس اليربوعي، وأبي معمر القطيعي. وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وقال: صدوق، ومحمد بن أحمد بن على الإسواري، وحامد الرفاء. توفي سنة ثلاث وثمانين ومائتين. (21/314)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 315 4 (حرف النون)

4 (نصر بن محمد بن رباح.) أبو منصور العبدي الموصلي. عن: غسان بن الربيع، وكامل بن طلحة، وعلي بن الجعد. حدث بالموصل.) ومات سنة ثمان وثمانين ومائتين. 4 (نصر بن الحكم بن سهل المروزي الأحوال.) عن: علي بن حجر، ومحمد بن بسام. وعنه: محمد بن مخلد، والطبراني. حدث قبل التسعين ومائتين. 4 (نصر بن عبد السلام بن نصر بن قاسم.) أبو قاسم القيسي الموصلي. عن: معلى بن مهدي، وهشام بن عمار، وعبد الرحمن بن إبراهيم، وطائفة. وعنه: يزيد بن محمد وقال: توفي سنة نيف وثمانين. 4 (نصر بن منصور بن يوسف.) أبو الليث البخاري النحوي. يروي عن: أبي حذيفة إسحاق بن بشر صاحب المبتدأ، وقتيبة بن سعيد، ومحمد بن سلام البيكندي. (21/315)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 316 وعنه: خلف بن محمد التمتام. 4 (نصر بن هاشم.) أبو الفتح المصري. إمام جامع مصر. روى عن: يحيى بن عبد الله بن بكر. وتوفي سنة ست وثمانين ومائتين. (21/316)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 317 4 (حرف الهاء)

4 (هارون بن سليمان بن سهل.) أبو ذر المصري الجبان. سمع: يوسف بن عدي الكوفي. وعنه: الطبراني. توفي سنة خمس وثمانين. وسمع أيضاً من: يحيى بن سليمان الجعفي.) روى عنه: عبد الله بن جعفر بن الورد، وأحمد بن غالب، وغيرهما. 4 (هارون بن عبد الصمد بن عبدوس النيسابوري.) أحد العلماء. سمع: يحيى بن يحيى، وعلي بن المديني، وهشام بن عمار، وطائفة. وعنه: محمد بن عبد الله الشعيري، ومحمد بن يعقوب الأخرم، وجماعة. توفي سنة خمس أيضاً. ولقبه رخى. 4 (هارون بن علي بن يحيى بن أبي منصور.) أبو عبد الله البغدادي الإخباري النديم المنجم، مصنف كتاب البارع في أخبار الشعراء المولدين، افتتحهم ببشار بن برد. وهذه الكتب: خريدة العماد (21/317)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 318 الكاتب، وكتاب الحظيري، وكتاب الثعالبي اليتيمة وكتاب الباخرزي في الشعراء فروع عليه، فإنه أصل نسجوا على منواله. وكان جده أبو منصور مجوسياً، وكان منجماً للمنصور، وكان يحيى بن أبي منصور منجم المأمون ونديمه، وأسلم على يده. وكان علي بن يحيى من أعيان الشعراء. توفي هارون شاباً في سنة سبع وثمانين ومائتين. 4 (هارون بن كامل المصري.) سمع أبا صالح كاتب الليث. وعنه الطبراني. توفي سنة ثلاث وثمانين. 4 (هارون بن محمد بن إسحاق بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد.) الأمير أبو موسى الهاشمي العباسي. وكان ثقة شريفاً نبيلاً، ولي إمرة الحج غير مرة، وسكن مصر، وله بها عقب. وتوفي في مصر سنة ثمان وثمانين. 4 (هارون بن عيسى.) (21/318)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 319 أبو جعفر الهاشمي المنصوري. عن: داود بن عمرو الضبي، وغيره. وعنه: دعلج، وعبد الخالق بن أبي روبة.) قال الدارقطني: ليس بالقوي. وسيأتي أخوه يحيى سنة ثلاثمائة. وكان ابن أخيه أحمد بن عيسى من فقهاء بغداد، أخذ عن ابن جرير. 4 (هارون بن ملول.) واسم ملول، عيسى بن يحيى التجيبي المصري. عن: عبد الله بن عبد الحكم، وأبي عبد الرحمن المقريء، وغيرهما. وعنه: الطبراني. توفي في ربيع الآخر سنة خمس وثمانين ومائتين. 4 (هارون بن أبي الهيذام محمد بن هارون.) أبو يزيد العسقلاني، قيم جامع الرملة. محدث حافظ رحال. سمع: إسماعيل بن أبي أويس، وقتيبة، وهدبة، وطبقتهم. وعنه: محمد بن العباس بن الدورفي، وأحمد بن إسحاق بن عتبة الرازي، ومحمد بن أحمد بن محمويه العسكري، وآخرون. 4 (هاشم بن بكار الموصلي.) عن: غسان بن الربيع، ومحمد بن علي بن أبي خداش، وجماعة. توفي سنة اثنتين وثمانين. (21/319)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 320 4 (هشام بن علي السيرافي.) عن: عبد الله بن رجاء، والربيع بن يحيى الأشناني، ونسف بن مسكين، وجماعة. وعنه: أحمد بن عبيد الصفار، وفاروق الخطابي، وأحمد بن زكريا الساجي، وأهل البصرة. وتوفي في ذي الحجة سنة أربع وثمانين. قال يحيى بن صاعد: ثنا هشام بن علي السدوسي بالبصرة. 4 (هشام بن يونس المصري القصار.) عن: عبد الله بن صالح الكاتب، ونعيم بن حماد، وعلي بن معبد. وعنه: أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ، وعلي بن محمد الواعظ، وسليمان الطبراني،) وجماعة. توفي سنة نيف وثمانين. وروى عن الطبراني في معجمه حديثاً موضوعاً. 4 (الهيثم بن خالد المصيصي.) عن: محمد بن عيسى بن الطباع، وعبد الكبير بن المعافى بن عمران الموصلي. وعنه: الطبراني. (21/320)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 321 4 (حرف الواو)

4 (وريزة بن محمد.) أبو هاشم الغساني الحمصي الشامي الإخباري. عن: هشام بن عمار، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، ويعقوب الدورقي، وعمرو بن عثمان الحمصي، وأبي عمرو الدورقي، وخلق. وعنه: أبو الميمون بن راشد، ومحمد بن جعفر بن ملاس، ومحمد بن حميد الحوراني، وجماعة. توفي سنة إحدى وثمانين. 4 (وليد بن العباس المصري.) أبو العباس. سمع: عبد الغفار بن داود الحراني. وعنه: الطبراني. (21/321)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 322 4 (الوليد بن عبيد بن يحيى بن عبيد بن شملان.) أبو عبادة الطائي البحتري الشاعر المشهور صاحب الديوان المعروف. من أهل منبج. كان حامل لواء الشعر في زمانه. (21/322)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 323 مع الخلفاء والوزراء والأعيان. وقدم دمشق في صحبة المتوكل، ثم وفد على الملك خمارويه الطولوني. حكى عنه. القاضي المحاملي، والصولي، وأبو الميمون بن راشد، وعبد الله بن جعفر بن درستويه، وجماعة.) ولد بمنبج سنة ست ومائتين، ونشأ بها. وقارب وقال الشعر البديع. ثم سار إلى العراق، وجالس الأدباء. وأخذ عن: أبي تمام. قال الصولي: حدثني أبو الغوث بن أبي عبادة البحتري قال: قال أبي: أنشدت أبا تمام شعراً في بعض بني حميد وصلت به إلى مال عظيم، فقال لي أبو تمام: أحسنت، أنت أمير الشعر بعدي. فكان قوله أحب إلي من جميع ما حويته. وقال أبو العباس المبرد: أنشدنا شاعر دهره ونسيج وحده أبو عبادة البحتري. وقال الصولي: سمعت عبد الله بن المعتز يقول: لو لم يكن للبحتري إلا قصيدته السينية في وصف إيوان كسرى فليس للعرب سينية مثلها، وقصيدته في وصف البركة، لكان أشعر الناس في زمانه. ونقل الخطيب أن البحتري كان في صباه يمدح بمنبج أصحاب البصل والباذنجان. وقال البحتري: أنشدت أبا تمام قصيدة فقال: نعيت إلي نفسي. فقلت: أعيذك بالله. فقال: إن عمري ليس يطول، وقد ثار مثلك. وقال أبو العباس بن طومار: كنت أنادم المتوكل ومعنا البحتري وكان بين يديه غلام حسن الوجه اسمه: راح فقال المتوكل للفتح إن البحتري يعشق (21/323)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 324 راحاً، فنظر إليه الفتح وأدمن النظر، فلم يره ينظر إليه، فقال: الفتح: يا أمير المؤمنين أرى البحتري في شغل عنه. فقال: ذاك دليلي عليه، يا راح، قدحاً بلوراً، فاملأه شراباً وناوله. ففعل، فلما ناوله بهت البحتري ينظر إليه، فقال المتوكل للفتح: كيف ترى ثم قال: يا بحتري، قل في راح بيت شعر، لا تصرح باسمه. فقال: (حار بالورد فتى أمس .......... ى رهيناً بك مدنف)

(اسم من أهواه في شع .......... ري مقلوب مصحف) ذكر سينية البحتري التي أولها: (صنعت نفسي عما يدنس نفسي .......... وترفعت عن جدا كل جبس) ) (وكأن الإيوان من عجب الصن .......... عة جون في جنب أرعن جلس)

(يتظنى من الكآبة أن يب .......... دو لعيني مصبح أو ممسي)

(مزعجاً بالفراق عن أنس إلف .......... عز أو مرهوقاً بتطليق عرس)

(عكست حظه الليالي وبات ال .......... مشتري فيه وهو كوكب نحس)

(فهو يبدي تجلداً وعليه .......... كلكل من كلاكل الدهر مرسي)

(لم يعبه أن بز من بسط الدي .......... باج واستل من ستور الدمقس)

(مشمخر تعلو له شرفات .......... رفعت في رؤوس رضوى وقدس)

(ليس يدري أصنع أنس لجن .......... سكونه أم صنع جن لإنس)

(عير أني أراه يشهد أن لم .......... يكن بانيه في الملوك بنكس) (21/324)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 325 وهي طويلة. ومن شعره: (دنوت تواضعاً وعلوت مجداً .......... فشأناك انحدار وارتفاع)

(كذاك الشمس يبعد أن تسامى .......... ويدنو الضوء منها والشعاع) وله: (وإذا دجت أقلامه ثم انتحت .......... برقت مصابيح الدجى في كتبه)

(باللفظ يقرب فهمه في بعده .......... منا ويبعد نيله في قربه)

(حكم سحابتها خلال بنانه .......... هطالة قلبيها في قلبه)

(الروض مختلف بحمرة نوره .......... وبياض زهرته وخضرة عشبه)

(وكأنها والسمع معقود بها .......... شخص الحبيب بدا لعين محبة) وقال أيضاً: (أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً .......... من الحسن حتى كاد أن يتكلما)

(وقد نبه النوروز في مجلس الدجى .......... أوائل ورد كان بالأمس نوماً) وقال في قصيدة مدح بها المتوكل: (لو أن مشتاقاً تكلف غير ما .......... في وسعه لسعي إليه المنبر) فقال المستعين: لست أقبل من أحد إلا من قال مثل هذا.) قال أبو جعفر أحمد بن يحيى البلاذري: فأنشدته لي: (ولو أن برد المصطفى إذ لبسته .......... يظن لظن البرد أنك صاحبه)

(وقال وقد أعطيته ولبسته .......... نعم، هذه أعطافه ومناكبه) قال: فأجازني سبعة آلاف دينار. ونقل القاضي شمس الدين بن خلكان: كان بحلب طاهر بن محمد الهاشمي، ومحتشم، خلف له أبوه نحو مائة ألف دينار، فأنفقها على الشعراء والزوار في سبيل الله، فقصده البحتري من العراق، فلما وصل إلى حلب، قيل (21/325)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 326 له: إنه قعد في بيته لديون ركبته، فاغتم البحتري، وبعث بالمدحة إليه مع غلام. فلما وقف عليها طاهر بكى، ودعا بغلام له فقال: بع داري. فقال: أتبيعها وتبقى على رؤوس الناس قال: لابد من بيعها. فباعها بثلاثمائة دينار، فبعث إلى البحتري بمائة دينار، وهذه الأبيات: (لو يكو الحباء حسب الذي أن .......... ت لدينا به محل وأهل)

(لحبيت اللجين والدر واليا .......... قوت حبياً، وكان ذلك يقل)

(والأديب الأريب يسمع بالعذ .......... ر إذا قصر الصديق المقل) فلما وصل إلى البحتري رد الذهب، وكتب إليه: (بأبي أنت للبر أهل .......... والمساعي بعد وسعيك قبل)

(والنوال القليل يكثر إن شا .......... ء مرجيك والكثير يقل)

(غير أني رددت برك إذا كا .......... ن رباً منك، والربا لا يحل)

(وإذا ما جزيت شعراً بشعر .......... قضي الحق، والدنانير فضل) قال: فحل طاهر الصرة وزادها خمسين ديناراً، وحلف أنه لا يردها عليه. فلما وصت إلى البحتري أنشأ يقول: (شكرتك إن الشكر للبعد نعمة .......... ومن يشكر المعروف فالله زائده)

(لكل زمان واحد يقتدى به .......... وهذا زمان أنت لا شك واحده) وقيل: إن أبا العلاء المعري سئل: أي الثلاثة أشعر: أبو تمام، أم البحتري، أم المتنبي فقال: حكيمان، والشاعر البحتري.) جمع الصولي شعر البحتري ودونه على ترتيب الحروف. ودونه علي بن حمزة على الأنواع. وقد جمع البحتري كتاب الحماسة كما فعل أبو تمام، وله كتاب معاني الشعر. (21/326)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 327 وعاش ثمانين سنة، وانتقل في أواخر عمره إلى الشام. وتوفي بمنبج، وقيل بحلب، سنة ثلاث وثمانين، وقيل: سنة أربع، وقيل: سنة خمس وثمانين ومائتين. 4 (الوليد بن مروان الحمصي.) عن: جنادة بن مروان. وعنه: الطبراني. 4 (الوليد بن مضاء.) أبو العباس الموصلي الخشاب الأثط. عن: معلى بن مهدي، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وأبي كريب بن محمد الأزدي، عن رجل، عنه. 4 (وهيب بن عبد الله بن نصر.) أبو بكر البغدادي المؤدب. سمع: عاصم بن علي، والهيثم بن خالد. وعنه: ابن قانع، والطبراني. توفي سنة سبع وثمانين. وروى عنه ابن النادي أيضاً، وقال: ثقة. (21/327)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 328 4 (حرف الياء.)

4 (يحيى بن أيوب بن بادي س.) أبو زكريا العلاف المصري. عن: سعيد بن أبي مريم، وأحمد بن يزيد المكي، وعبد الغفار بن داود الحراني، ويوسف بن عدي. وعنه: ن.، ومحمد بن جعفر الحضرمي، وأبو القاسم الطبراني، وآخرون. توفي المحرم سنة تسع وثمانين.) وكان أعور، شديد الأدمة، ثقة. وفي المحلى لابن حزم بإسناد قال: ثنا أحمد بن خالد، ثنا يحيى بن أيوب العلاف فقيه أهل مصر. 4 (يحيى بن زكريا بن حرب النيسابوري.) عن: عمه أحمد بن حرب الزاهد، وإسحاق بن راهويه، وعمر بن زرارة. (21/328)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 329 روى عنه: أبو العباس السراج، وهو في درجته. توفي سنة تسعين ومائتين. 4 (يحيى بن زكريا بن يزيد الدقاق.) روى عن: أحمد بن إبراهيم الموصلي، وغيره. وعنه: محمد بن مخلد، وأبو بكر الشافعي. 4 (يحيى بن زكرويه بن مهرويه القرمطي.) الزنديق الخارجي. سمى نفسه علي بن عبد اله، وقيل: علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله. وكان يعرف بالشيخ. وبالمبرقع. هلك سنة تسعين. مرت أخباره في الحوادث. 4 (يحيى بن عبد الرحمن بن عبد الصمد بن شعيب بن إسحاق.) أبو سعيد الدمشقي. حدث بمصر عن: أبيه، ومحمود بن خالد السلمي. وعنه: مكحول البيروتي، وعبد الله بن جعفر بن الورد، وأبو بشر الدولابي، وأبو القاسم الطبراني لكنه قال فيه: يحيى بن عبد الله. قال ابن عدي: قال ابن حماد: كان يكذب. (21/329)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 330 وقال ابن يونس: توفي سنة تسعين ومائتين. 4 (يحيى بن عبدويه بن شبيب.) أبو زكريا البغدادي. عن: أبي نعيم.) وعنه: الطبراني. 4 (يحيى بن عثمان بن صالح بن صفوان.) أبو زكريا السهمي المصري. عن: أبيه، ويحيى بن بكير، ونعيم بن حماد، وعبد الله بن صالح، وأصبغ بن الفرج، وإسحاق بن بكر بن مضر، وسعيد بن أبي مريم، وأبي النضر بن عبد الجبار. وعنه: ق.، وعبد المؤمن بن خلف النسفي، وأبو جعفر محمد بن محمد بن حمزة البغدادي، وعلي بن محمد المصري، ومحمد بن جعفر بن كامل، وعلي بن الحسن بن قديد، وسليمان الطبراني، وآخرون. قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه، وتكلموا فيه. (21/330)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 331 وقال ابن يونس: كان عالماً بأخبار مصر وبموت العلماء، وحافظاً للحديث. وحدث بما لم يوجد عند غيره. وتوفي في ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين ومائتين. 4 (يحيى بن عمر بن يوسف.) أبو زكريا الكناني الأندلسي الفقيه المالكي. قال ابن الفرضي، رحل وسمع بإفريقية من: سحنون بن سعيد، وأبي زكريا الحفري، وعون. وبمصر من: يحيى بن بكير، وابن رمح، وحرملة. وسمع من: أبي مصعب، يعني بالمدينة، وانصرف إلى القيروان فاستوطنها. وكان فقيهاً حافظاً الرأي، ثقة، ضابطاً لكتبه. سمع منه من الأندلسيين: أحمد بن خالد، وجماعة. ومن القيراونيين ومن اتصل بهم جماعة. وكانت الرحلة إليه في وقته. وسكن سوسة في آخر عمره، فمات بها في ذي الحجة سنة تسع وثمانين. وقال الحميدي: سنة خمس وثمانين. وإنه كان من موالي بني أمية. وإنه روى عنه: سعيد بن عثمان العناقي، وإبراهيم بن نصر، ومحمد بن مسرور، وقمود بن مسلم القابسي، وعبد الله بن محمد القرباط.) (21/331)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 332 4 (يحيى بن محمد بن غالب.) أبو زكريا النسائي العابد. سمع: يحيى بن يحيى، وقتيبة، ويزيد بن صالح الفراء، وأبا مصعب الزهري. وعنه: أبو حامد بن الشرقي، وأبو بكر بن علي الرازي، وأبو عبد الله بن يعقوب الأخرم، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم. حدث في سنة ثمان وثمانين. 4 (يحيى بن محمد بن هامان.) أبو زكريا الكرابيسي الهمداني. عن: أحمد بن يونس، وسهل بن عثمان. وعنه: عبد الرحمن بن عبيد، وعمر بن سهل الحافظ، وعمر بن أحمد بن علك، والقاسم بن صالح، وأحمد بن عبيد. قال حسين بن صالح: ما رأيت يحدث لله إلا أبا زرعة، ويحيى بن عبد الله الكرابيسي. 4 (يحيى بن المختار بن المنصور.) أبو زكريا النيسابوري نزيل بغداد. روى عن أحمد بن حنبل مسائل نافعة. وعن: عيسى الرملي. وعنه: محمد بن مخلد، وأبو بكر الشافعي، وجماعة. وكان صدوقاً. توفي سنة ثلاث وثمانين. 4 (يحيى بن منصور.) (21/332)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 333 أبو سعد الهروي الحافظ. شيخ هراة الطستي. روى عن: حيان بن موسى، وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل، وطبقتهم. وعنه: أبو بكر الشافعي، وإسماعيل الخطبي. قال الخطيب: كان ثقة حافظ صالحاً زاهداً. توفي بهراة سنة سبع وثمانين.) قلت: الأصح موته سنة اثنتين وتسعين، وسيعاد. 4 (يحيى بن نافع.) أبو حبيب المصري. عن: سعيد بن أي مريم. وعنه: أبو القاسم الطبراني. 4 (يحيى بن عبدويه بن شبيب.) أبو زكريا البغدادي. روى عن: أبي نعيم، وغيره. وعنه: الطبراني. 4 (يحيى بن محمد بن أبي بشر الدقاق.) بغدادي صدوق. عن: سريج بن يونس، وعمرو الناقد. وعنه: أبو عمرو بن السماك. (21/333)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 334 4 (يحيى بن يعقوب بن مرادس المباركي.) عن: سويد بن سعيد، وغيره. وعنه: إسماعيل الخطبي، وأبو بكر الشافعي، والطبراني. 4 (يزيد بن أحمد.) أبو عمر السلمي الفقيه الدمشقي. روى عن: أبي مسهر، وأبي الجماهي الكفرسوسي. وعنه: أبو الميمون بن راشد، وعلي بن أبي العقب، وجماعة. وكان فقيها بصيراً بمذهب الكوفيين. توفي سنة اثنتين وثمانين. 4 (يزيد بن خالد.) أبو مسعود الأنصاري الإصبهاني التاجر الزاهد. سمع: أبا الوليد الطيالسي، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وزيد بن الحسن، وجماعة.) وعنه: عبد الله بن محمود، وأبو علي الصحاف. توفي سنة إحدى وثمانين. 4 (يزيد بن خلدون بن جابر الخولاني الموصلي.) عن: غسان بن الربيع، وأبي هاشم محمود بن علي، وجماعة. وعنه: يزيد بن محمد بن في تاريخه وقال: مات سنة ثمان وثمانين. 4 (يزيد بن الهيثم بن طهمان البغدادي الدقاق.) (21/334)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 335 أبو خالد البادا. سمع: عاصم بن علي، ويحيى بن معين، وعبيد الله بن عائشة. وعنه: مكرم القاضي، وعثمان بن السماك، وأبو بكر الشافعي، وأبو سهل ابن زياد. قال الدارقطني: ثقة. قلت: والبادا بالفتح. ومن أولاده داود راوي كتاب الأموال. أحمد بن علي بن الباداء فكان يقول إنما جدي البادي بالباء. وقال سبب هذه التسمية أنه ولد وآخر توماً، وكان هو الأول، فقيل له البادي. توفي يزيد في جمادى الأولى سنة أربع وثمانين. 4 (اليسع بن زيد بن سهل الزينبي المكي.) حدث بمكة سنة اثنتين وثمانين. عن: سفيان بن عيينة وهو آخر من حدث في الدنيا عنه. وعنه: عبد الله بن محمد بن موسى الكعبي النيسابوري، وإسحاق بن إبراهيم بن محمد يوسف الجرجاني، وغيرهما. وأتى بحديث منكر عن سفيان، عن حميد، عن أنس. أظنه موضوعاً، (21/335)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 336 رواه جماعة عن الكعبي، عنه. والكعبي فقد صحح الحاكم سماعاته وقال: وهذا الزينبي لا يعتمد عليه. وقد ذكره ابن ماكولا وأنه يروي أيضاً عن هوذة بن خليفة. سئل عنه أبو عبد الله الحاكم فقال: لا أعرفه بعدالة ولا بجرح. 4 (يعقوب بن أحمد بن أسد الساماني.) الأمير، متولي سمرقند.) مات سنة اثنتين وثمانين. 4 (يعقوب بن إسحاق بن تحية الواسطي.) حدث سنة ست وثمانين ببغداد. عن: يزيد بن هارون. روى عنه: جعفر بن محمد بن الحكم. وهو ضعيف. 4 (يعقوب بن إسحاق المصري.) أبو يوسف المواز. عن: يحيى بن بكير. توفي سنة خمس وثمانين. 4 (يعقوب بن إسحاق الضبي المعروف بالبيهسي.) (21/336)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 337 عن: عفان بن مسلم، وأبي الوليد. وعنه: أبو سهل القطان، وجعفر بن الحكم. توفي سنة تسعين. وهو ضعيف. 4 (يعقوب بن إسحاق البغدادي المخرمي.) عن: مسلم بن إبراهيم، ويحيى بن زهير. وعنه: الطبراني. 4 (يعقوب بن إسحاق البصري العطار.) عن: عمرو بن مرزوق، وهشام بن عمار، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن محمد بن صالح القنطري، وعمر بن علي العتكي، وغيرهما. 4 (يعقوب بن إسحاق بن أبي إسرائيل المروزي ثم البغدادي.) عن: أبيه، وداود بن رشيد. وعنه: عبد الصمد الطستي، والطبراني. قال الدارقطني: لا بأس به.) 4 (يعقوب بن محمد اللخمي البغدادي.) (21/337)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 338 عن: وهب بن بقية. وعنه: الطبراني. 4 (يعقوب بن يوسف بن يعقوب بن عبد الله.) أبو يوسف الأخرم الشيباني النيسابوري. والد الحافظ أبي عبد الله. سمع: قتيبة بن سعيد، وإسحاق بن راهويه، وسويد بن سعيد، وعبد الله بن معاوية الجمحي، وهشام بن عمار، ومحمد بن وهب بن أبي كريمة الحراني، وطبقتهم. وعنه: ابنه، وأبو حامد بن الشرقي، وعلي بن جمشاد، ومحمد بن صالح بن هانيء، وأبو النضر محمد بن الفقيه، وآخرون. وكان لبيباً نبيلاً فقيهاً، كثير العلم. توفي في شعبان سنة سبع وثمانين. 4 (يعقوب بن يوسف.) أبو بكر المطوعي. عن: أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وأبو بكر الشافعي، وعمر بن مسلم، وجماعة. وكان ثقة منصفاً. توفي سنة سبع أيضاً. يعقوب بن يوسف القزويني. ويعرف بأخي حسنكا. ذكره الخليلي في شيوخ أبي الحسن القطان، وقال: ثقة. (21/338)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 339 سمع: القاسم بن الحكم العرني، ومحمد بن سعيد بن سابق. مات سنة إحدى وثمانين. 4 (يوسف بن يحيى.) الإمام أبو عمرو الأذري القرطبي المعروف بالمغامي، الفقيه المالكي. وقد ساق بعضهم نسبه فقال: يوسف بن يحيى بن منصور ابن الشيخ الأذري الدوسي. ثم الدوسي من ولد أبي هريرة رضي الله تعالى عنه. قال ابن الفرضي: سمع من: يحيى بن يحيى، وسعيد بن حسان.) وروى عن: عبد الملك بن حبيب مصنفاته. ورحل فسمع بمصر من: يوسف بن يزيد القراطيسي. وبمكة من: علي بن عبد العزيز، وبضعاً من أبي يعقوب الدبري. وانصرف إلى الأندلس. وكان حافظاً للفقه، نبيلاً فيه، فصيحاً بصيراً بالعربية. ثم رحل إلى مصر فسكنها، وروى بها الواضحة لابن حبيب، وعظم قدره هناك. وروى تميم بن محمد القيرواني، عن أبيه قال: كان أبو عمرو المغامي ثقة إماماً، جامعاً لفنون العلم، عالماً بالأدب عن مالك ومذاهب الحجازيين، فقيه البدن، عاقلاً وقوراً، قل ما رأيت مثله في عقله وأدبه وخلقه. رحل في الحديث، وهو شيخ رأيته. وقد جاءته كتب كثيرة، نحو المائة كتاب، من أهل مصر، بعضهم يسأله الإجازة، وبعضهم يسأله في كتابه الرجوع (21/339)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 340 إليهم. سألته عن مولده فأبى أن يخبرني. وتوفي عندنا بالقيروان في سنة ثمان وثمانين، وصلينا عليه بباب سلم. قلت: صنف أبو عمرو في الرد على الشافعي عشرة أجزاء، وصنف كتاب فضائل مالك، وقد رجع من مصر في آخر عمره، فأدركه أجله بالقيروان. وقد تفقه به خلق كثير منهم: سعيد بن فحلون، ومحمد بن فطيس. وقيل: مات سنة ثلاث وثمانين، وقيل: سنة خمس وثمانين ذكرهما الحميدي، وقال: كنيته أبو عمر، ومقامه قرية من أعمال طليطلة. 4 (يوسف بن يزيد كامل بن حكيم.) مولى عبد العزيز بن مروان بن الحكم، أبو يزيد القراطيسي المصري. سمع: أسد بن موسى السنة، وعبد الله بن صالح كاتب الليث، وسعد بن أبي مريم، وحجاج بن إبراهيم الأزرق، وطبقتهم. وعنه: عبد الله بن جعفر بن الورد، وسليمان الطبراني، وعلي بن محمد المصري، وآخرون. وقيل: إن النسائي روى عنه. توفي في ربيع الأول سنة سبع وثمانين عن مائة سنة. وثقه ابن يونس وقال: قد رأى الشافعي. وقال أحمد بن خالد الجباب: الحافظ أبو يزيد القراطيسي من أوثق الناس، ولم أر مثله، ولا) لقيت أحداً إلا وقد مس أو تكلم فيه، إلا هو، ويحيى بن أيوب العلاف. ورفع من شأن القراطيسي. (21/340)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 341 4 (الكنى)

4 (أبو سعيد الخراز.) وهو أحمد بن عيسى. تقدم ذكره. 4 (أبو حمزة الزاهد العارف.) محمد بن إبراهيم. قد ذكر. 4 (أبو العباس السرخسي.) واسمه أحمد بن الطيب على الصحيح. وقال محمد بن إسحاق النديم: وجده اسمه: أحمد بن محمد بن مروان السرخسي النديم. وقال: كان متفنناً في علوم كثيرة من علوم القدماء والعرب، حسن المعرفة، جيد القريحة، بليغ اللسان، مليح التصنيف. كان معلماً للمعتضد، ثم نادمه وخص به، وكان يفضي إليه بسره ويستشيره، وله مصنفات في الفلسفة. وقال ابن النجار: وكان يعرف أيضاً بابن الفرائقي. وكان تلميذاً ليعقوب بن إسحاق الكندي. روى عنه: أحمد بن إسحاق قال: كانت الفلاسفة تنكر النظر في المرآة (21/341)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 342 تطيراً من طلعة المشيب، ويزعمون أنه يورث البصر خواراً، والجسم ضموراً. ثم إن المعتضد قتل السرخسي لفلسفته وسوء اعتقاده. قال المرزباني: نا علي بن هارون بن علي بن يحيى المنجم: أخبرني عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر: حدثني أبو أحمد يحيى بن علي النديم قال: حضرت أحمد بن الطيب وهو للمعتضد: قد بعت دفاتري التي في النجوم والفلسفة والكلام والشعر، وتركت ما فيها من الحديث، وما همي في هذا الوقت إلا الفقه والحديث. فلما خرج قال المعتضد: أنا أعلم أنه زنديق، وإن هذا الذي فعله كله رياء. فلما خرجت قلت فيه: (يا من يصلي رياء .......... ويظهر الصوم سمعه)

(قد كنت عطلت دهراً .......... فكيف أسلمت دفعه) ) (قل لي: أبعد اتباع ال .......... كندي تعمر ربعه)

(وليس يعبد رباً .......... ولا يدين بشرعه)

(إن قلت: قد تبت .......... فالشيخ لا يفارق طبعه)

(أظهرت تقوى ونسكاً .......... هيهات في الأمر صنعه) روى علي التنوخي، عن أبيه، أن المعتضد أسر إلى أحمد بن الطيب أنه قابض على وزيره عبيد الله بن سليمان، فأفشى ذلك إليه، فقبض المعتضد على أحمد. قال: وقيل بل دعا المعتضد إلى مذهب الفلاسفة، فاستحل دمه، فأرسل إليه يقول: أنت عرفتنا أن الحكماء قالوا: لا يجب للملك أن يغضب، فإذا غضب فلا يجب له أن يرضى، ولولا ذلك أطلقتك لسالف خدمتك، فاختر أي قتله أقتلك، فاختار أن يطعم اللحم الملبب، وأن يسقي الخمر حتى يسكر، ويفصد في يديه حتى يموت، ففعل به ذلك. وظن أحمد أن دمه إذا فرغ يموت في الحال بغير ألم، فانعكس ظنه، ففصد وبذل جميع دمه، وبقيت فيه حياة، (21/342)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 343 فلم يمت. وغلبت عليه الصفراء، فصار كالمجنون، ينطح برأسه الحيطان، ويصيح لفرط الآلام، ويعدو ساعات كثيرة إلى أن مات. ذكر أبو الحسن محمد بن أحمد بن القواس في تاريخه أن المعتضد غضب على أحمد بن الطيب في سنة ثلاث وثمانين، وضربه مائة سوط، وسجنه، وأهلك في المحرم أو صفر سنة ست وثمانين. 4 (أبو جعفر بن الكرنبي الزاهد.) من كبار صوفية بغداد. قال الخطيب: تأدب به خلق. حكى عنه: الجنيد، وغيره. وقال صاحبه أبو الحسن بن الحباب: أوصى الشيخ لي بمرقعته، فوزنت فردكم منها، فكان أحد عشر رطلاً. 4 (أبو حمزة الخراساني الزاهد.) شيخ الصوفية، من أقران الجنيد. ذكره السلمي وقال: أظن أن أصله من زوزجان. وقيل: كان نيسابورياً، ثم قال: سمعت محمد) بن الحسن المخرمي يقول: سمعت ابن المالكي يقول: قال أبو حمزة الخراساني: حججت فبينا أنا وقعت بئر، فقلت: لي الله، لا أستغيث إلا بالله. فمر رجلان فقالا: نسد هذا البئر في هذه الطريق. فأتوا بقصب وبارية، فهممت أن أصيح فقلت: إلى من هو أقرب إليك منهما. وسكنت. (21/343)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الحادي والعشرون الصفحة 344 قال: فإذا بشيء قد جاء فكشف البئر، ودلى برجله في البئر، وكأنه يقول في همهمته تعلق بي. فتعلقت به، فأخرجني، فإذا به سبع، فهتف بي هاتف: يا أبا حمزة أليس ذا أحسن؟ نجيناك من التلف بالتلف. توفي أبو حمزة سنة تسعين ومائتين. قلت: مر مثل هذه الحكاية في ترجمة أبي حمزة البغدادي، والله أعلم أي الرجلين صاحبها. 4 (أبو عبد الله الخلنجي البغدادي.) أحد مشايخ الصوفية، وأولي المعاملات. روى عن: لوين، وغيره. أخذ عنه: أبو سعيد بن الأعرابي. وله كلام في الرياضيات وعيوب النفس. 4 (أبو يعقوب الزيات.) أحد زهاد بغداد وفقهائها. ذكره الخطيب مختصراً فقال: حكى عنه الجنيد. (21/344)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 5 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الثلاثون)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (أحداث سنة إحدى وتسعين ومائتين) توفي فيها: أبو العباس ثعلب، وعبد الرحمن بن محمد بن سلم الرازي، وقنبل المقريء، ومحمد بن أحمد بن عبد الله العبيدي، ومحمد بن أحمد بن النضر ابن بنت معاوية، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي الفقيه، ومحمد بن علي الصائغ المكي، وهارون بن موسى الأخفش المقريء. 4 (مقتل الحسين بن زكرويه) وفيها قتل الحسين بن زكرويه المدعي أنه أحمد بن عبد الله صاحب الشامة. 4 (زواج ابن المكتفي) وفيها زوج المكتفي ولده أبا أحمد بابنة الوزير عبيد الله، وخطب أبو عمر (22/5)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 6 القاضي، وخلع القاسم أربعمائة خلعة. وكان الصداق مائة ألف دينار. 4 (خروج الترك إلى بلاد المسلمين:) وفيها خرجت الترك إلى بلاد المسلمين في جيوش عظيمة يقال: كان معهم سبعمائة فرس ولا يركب الفرس إلا الأمير فنادى اسماعيل بن أحمد في خراسان وسجستان وطبرستان بالنفير وجهز جيشه فوافو الترك على عدة فقتلوا منهم مقتلة عظيمة وانهزم من بقي وغنم المسلمون وعادوا منصورين. 4 (وصول الروم إلى الحدث) وفيها بعث صاحب الروم جيشاً مبلغه مائة ألف، فوصلوا إلى الحدث، فنهبوا وسبوا وأحرقوا. 4 (غزوة غلام زرافة) وفيها غزا غلام زرافة من طرسوس إلى الروم، فوصل إلى أنطالية، (22/6)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 7 قريباً من قسطنطينية، فنازلها إلى أن فتحها عنوةً، وقتل نحواً من خمسة آلاف، وأسر أضعافهم، واستنقذ من الأسر أربعة آلاف مسلم، وغنم من الأموال ما لا يحصى، بحيث أنه أصاب سهم الفارس ألف دينار. 4 (مسير محمد بن سليمان إلى الرملة) وفيها جهز المكتفي محمد بن سليمان في جيشٍ، فسار إلى دمشق، وكان بها بدر الحمامي، فتلقاه فقلده دمشق، وسار محمد إلى الرملة. (22/7)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 8 4 (ذكر ما فعله صاحب الشامة ببلاد الشام) ) وكان الحسين بن زكرويه صاحب الشامة قد قويت شوكته، وعظمت أذيته، فصالحه أهل دمشق على أموال، فانصرف عنها إلى حمص، فملكها وآمن أهلها، وتسمى بالمهدي. وسار إلى المعرة، وحماة، فقتل وسبى النساء، وجاء إلى بعلبك، فقتل عامة أهلها، وسار إلى سلمية، فدخلها بعد ممانعة، وقتل من بها من بني هاشم، وقتل الصبيان والدواب، حتى ما خرج منها وبها عين تطرف. 4 (هزيمة صاحب الشامة وقتله) ثم إن محمد بن سليمان الكاتب لما سيره المكتفي التقى هو وهذا الكلب بقرب حمص، فهزمهم محمد، وأسر منهم خلقاً. وركب صاحب الشامة وابن عمه المدثر وغلامه، واخترق البرية نحو الكوفة، فمروا على الفرات بدالية ابن طوق، فأنكروا زيهم، فتهددهم والي ذلك الموضع، فاعترف أن صاحب الشامة خلف تلك الرابية، فجاء الوالي فأخذهم، وحملهم إلى المكتفي بالرقة. ثم أدخلوا إلى بغداد بين يديه، فعذبهم، وقطع أيديهم، ثم أحرقهم، ولله الحمد. (22/8)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 9 4 (أحداث سنة اثنتين وتسعين ومائتين) توفي فيها: أحمد بن الحسن المصري الأيلي، وأبو بكر أحمد بن علي بن سعيد قاضي حمص، وأحمد بن عمرو أبو بكر البزار، وأبو مسلم الكجي، وإدريس بن عبد الكريم المقريء، وأسلم بن سهل الواسطي بحشل، وأبو حامد القاضي عبد الحميد بن عبد العزيز، وعلي بن محمد بن عيسى الجكاني، وعلي بن جبلة الإصبهاني. 4 (عودة مصر إلى العباسيين) وفي صفر سار محمد بن سليمان إلى مصر، لحرب صاحبها هارون بن خمارويه فجرت بينهما وقعات، ثم وقع بين أصحاب هارون اختلاف، فاقتتلوا، فخرج هارون ليسكنهم، فرماه بعض المغاربة بسهم قتله، وهربوا، فدخل محمد بن سليمان مصر، واحتوى على خزائن آل طولون، وقيد منهم بضعة عشر نفساً، وحبسهم. وكتب بالفتح إلى المكتفي. (22/9)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 10 وروي أن محمد بن سليمان لما قرب من مصر، أرسل إلى هارون يقول: إن الخليفة قد ولاني مصر، ورسم أن تسير إلى بابه إن كنت مطيعاً. فشاور قواده، فأبوا عليه، فخرج هارون. فصاح: المكتفي يا منصور. فقال القواد: هذا يريد هلاكنا. فدسوا خادماً، فقتله على فراشه، وأقاموا مكانه شيبان بن أحمد بن طولون. ثم خرج شيبان إلى محمد مستأمناً. ثم سير آل طولون إلى بغداد، فحبسوا بها. قال نفطويه: ظهر من شجاعة محمد بن سليمان، وإقدامه على النهب، وضرب الأعناق، وإباحة الأموال الطولونية، ما لم ير مثله. ثم اجتبى الخراج. وكان يركب بالسيوف المسللة والسلاح. 4 (القبض على محمد بن سليمان) ) وفيها وافى طغج بن جف وأخوه بدر بغداد، ودخل بدر الحمامي، فوجه يومئذ مائتي جمازة إلى عسكر محمد بن سليمان، لأن العباس بن الحسن الوزير ساء ظنه بمحمد بن سليمان، وخاف أن يغلب على مصر، وبلغه عنه كلام، فكتب إلى القواد الذين مع محمد بالقبض عليه، ففعل ذلك جماعة منهم وقيدوه. 4 (زيادة دجلة) وفي جمادى الأولى زادت دجلة زيادةً لم ير مثلها، حتى خربت بغداد، وبلغت الزيادة إحدى وعشرين ذراعاً. (22/10)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 11 4 (استيلاء الخليجي على مصر) وفيها خرج الخليجي القائد بنواحي مصر، فسار من بغداد فاتك المعتضدي لمحاربته، واستولى الخليجي على مصر. 4 (تكريم المكتفي لبدر الحمامي) وفيها قدم بدر الحمامي على المكتفي، فبالغ في إكرامه وحبائه، وتلقته الدولة، وطوق وسور، وجهز مع فاتك في جيشٍ كثيفٍ لحرب الخليجي. 4 (وصول تقادم إسماعيل بن أحمد) وفيها وصلت تقادم إسماعيل بن أحمد من خراسان على ثلاثمائة جمل، ومائة مملوك. (22/11)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 12 4 (أحداث سنة ثلاث وتسعين ومائتين) فيها توفي: إبراهيم بن علي الذهلي، وداود بن الحسين البيهقي، وعبدان المروزي، وعيسى بن محمد الطهماني المروزي، والفضل بن العباس بن مهران الإصبهاني، ومحمد بن أسد المديني، ومحمد بن عبدوس بن كامل السراج، وهميم بن همام الطبري الأيلي. 4 (تغلب الخليجي على جيش المكتفي) وفي أولها: واقع الخليجي المتغلب على مصر المكتفي على العريش، فهزمهم أقبح هزيمة. 4 (ظهور أخي الحسين بن زكرويه) وفيها ظهر أخو الحسين بن زكرويه، فندب المكتفي لحربه الحسين بن (22/12)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 13 حمدان، وصار ابن زكرويه إلى دمشق، فحارب أهلها، ثم مضى إلى طبرية وحارب من بها، ودخلها، فقتل عامة أهلها الرجال والنساء، وانصرف إلى البادية. 4 (استغواء القرامطة لبعض بطون كلب) وقيل: لما قتل صاحب الشامة وكان أبوه حياً، نفذ رجلاً يقال له أبو غانم عبد الله بن سعيد، كان يؤدب الصبيان، فتسمى نصراً ليعمي أمره فدار على أحياء كلب يدعوهم إلى رأيه فلم يقبله سوى رجل يسمى المقدام بن) الكيال، فاستغوى له طوائف من بطون كلب، وقدم الشام، وعامل دمشق أحمد بن كيغلغ، وهو بأرض مصر يحارب الخليجي. 4 (مسير القرمطي ببلاد الشام) فسار عبد الله بن سعيد إلى بصرى وأذرعات، فحارب أهلها، ثم أمنهم وغدر بهم، فقتل وسبى ونهب، وجاء إلى دمشق، فخرج إليه صالح بن الفضل، فقتله القرمطي وهزم جنده، ودافعه أهل دمشق، فلم يقدر عليهم، فمضى إلى طبرية، فقتل عاملها يوسف بن إبراهيم، ونهب وسبى، فورد الحسين بن حمدان دمشق والقرمطي بطبرية، فعطفوا نحو السماوة، فتبعهم ابن حمدان، فلججوا في البرية، ووصلوا إلى هيت في شعبان، فقتلوا عامة أهلها ونهبوها، فجهز المكتفي إلى هيت محمد بن إسحاق بن كنداجيق، فهربوا منه. (22/13)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 14 4 (مقتل أبي غانم القرمطي) ووصل الحسين بن حمدان إلى الرحبة، فلما أحس الكلبيون بالجيش ائتمروا بأبي غانم المذكور، فوثب عليه رجل فقتله، ونهبوا ما معه، وظفرت طلائع ابن كنداجيق بالقرمطي مقتولاً، فاحتزوا رأسه. 4 (مهاجمة القرامطة الكوفة) ثم إن زكرويه بن مهرويه جمع جموعاً، وتواعد هو ومن أطاعه، فصبحوا الكوفة يوم النحر، فقاتلهم أهلها عامة النهار، وانصرفوا إلى القادسية، وقد استعد لهم أهل الكوفة، وكتب عاملها إسحاق بن عمران إلى الخليفة يستمده، فبعث إليه جيشاً كثيفاً، فنزلوا بقرب القادسية، وجاءهم زكرويه، فالتقوا في العشرين من ذي الحجة. وكمن زكرويه كميناً، فلما انتصف النهار خرج الكمين، فانهزم أصحاب الخليفة أقبح هزيمة، واستباحتهم القرامطة. وكان معهم القاسم بن أحمد داعي زكرويه، فضربوا عليه قبة وقالوا: هذا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم هجموا الكوفة وهم يصيحون: يا ثارات الحسين. وهي كلمة تفرح بها الرافضة، والقرامطة إنما يعنون ابن زكرويه. وأظهروا الأعلام البيض ليستغووا رعاع الكوفيين، فخرج إليهم إسحاق بن عمران في طائفة، فأخرجوهم عن البلد. 4 (القبض على الخليجي) وفيها زحف فاتك المعتضدي على الخليجي، فانهزم إلى مصر، ودخل (22/14)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 15 الفسطاط، وقتل أكثر أصحابه، وانهزم الباقون، واحتوى فاتك على عسكره، فاستتر الخليجي عند رجل من أهل الفسطاط، فدل عليه، فأخذ في جماعة من أصحابه، وبعث به فاتك إلى بغداد، فوصلها في نصف شعبان، فأدخل هو وأصحابه على الجمال فحبسوا. (22/15)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 16 4 (أحداث سنة أربع وتسعين ومائتين) توفي فيها: الحسن بن المثنى العنبري، وأبو علي صالح بن محمد جزرة، وعبيد العجل، ومحمد بن إسحاق بن) راهويه الفقيه، ومحمد بن أيوب بن الضريس الرازي، ومحمد بن معاذ دران، ومحمد بن نصر الفقيه المروزي، وموسى بن هارون الحافظ. 4 (اعتراض القرامطة قافلة الحاج) وفي المحرم خرج زكرويه القرمطي من بلاد القطيف يريد قافلة الحاج، فجاء إلى واقصة، ثم اعترض قافلة خراسان، عند عقبة الشيطان، فحاربوه وترجلوا، فقال لهم: أمعكم من عساكر السلطان أحد قالوا: لا. قال: فامضوا لشأنكم فلست أريدكم. فساروا، فأوقع بهم، وقتل الرجال، وسبى الحريم، وحاز على القافلة. وكانت نساء القرامطة يجهزن على الجرحى، فيقال: قتلوا عشرين ألفاً، وأخذوا ما قيمته ألف ألف دينار. (22/16)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 17 وجاء الخبر إلى بغداد، فعظم ذلك على المكتفي والمسلمين، ووقع النوح والبكاء، وانتدب جيش لقتالهم، فساروا، وسار زكرويه لعنه الله إلى زبالة فنزلها، وكانت قد تأخرت القافلة الثالثة، وهي معظم الحجاج، فسار زكرويه ينتظرها، وكان في القافلة أعيان أصحاب السلطان، ومعهم الخزائن والأموال، وشمسة الخليفة، فوصلوا إلى فيد، وبلغهم الخبر، فأقاموا ينتظرون عسكر السلطان، فلم يرد إليهم أحد، فساروا، فوافاهم الملعون بالهبير، وقاتلهم يوماً إلى الليل، ثم عاودهم الحرب في اليوم الثاني، فعطشوا واستسلموا، فوضع فيهم السيف، فلم يفلت منهم إلا اليسير، وأخذ الحريم والأموال. 4 (الحرب بين وصيف والقرمطي) فندب المكتفي لقتاله وصيف بن صوارتكين ومعه الجيوش، فكتب إلى بني شيبان أن يوافوه، فجاءوا في ألفين ومائتي فارس، فلقيه وصيف يوم السبت رابع ربيع الأول، فاقتتلوا حتى حجز بينهم الليل، وأصبحوا على القتال، فنصر الله تعالى وصيفاً، وقتل عامة أصحاب زكرويه فضربه الرجل والنساء وخلصوا النساء والأموال وخلص بعض الجند إلى زكرويه، وهو مولي، على قفاه. ثم أسروه، وأسروا خليفته وخواصه وأقرباءه، وابنه، وكاتبه، وامرأته. وعاش زكرويه خمسة أيام، ومات في الضربة. فشقوا بطنه، وحمل إلى بغداد، فقتل الأسارى وأحرقوا. (22/17)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 18 وقيل: إن الذي جرح زكرويه وصيف نفسه. وتمزق أصحابه في البرية، وهلكوا عطشاً، ولله الحمد. (22/18)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 19 4 (أحداث سنة خمس وتسعين ومائتين) توفي فيها: أبو الحسين النوري شيخ الصوفية أحمد بن محمد، وإبراهيم بن أبي طالب الحافظ، وإبراهيم بن معقل قاضي نسف، والحسن بن علي المعمري، والحكم بن معبد الخزاعي، وأبو شعيب الحراني، والمكتفي بالله ابن المتعضد، وأبو جعفر محمد بن أحمد الترمذي الفقيه. 4 (الفداء بين المسلمين والروم) ) وفيها كان الفداء بين المسلمين والروم. فكان عدة من فودي ثلاثة آلاف نفس. 4 (خروج خاقان المفلحي لحرب ابن أبي الساج) وبعث المكتفي لحرب يوسف بن أبي الساج خاقان المفلحي في أربعة آلاف مقاتل. (22/19)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 20 4 (وفاة الخليفة المكتفي) ومات المكتفي بالله في ذي القعدة، فبويع أخوه جعفر المقتدر وهو صبي، وأمه رومية، وقيل: تركية، أخوها غريب المعروف بغريب الخال. أدركت خلافته، وسميت السيدة. ولد جعفر في رمضان سنة اثنتين وثمانين، وكان معتدل القامة جميلاً، أبيض بحمرة، مدور الوجه، مليحاً. ولما اشتدت علة المكتفي سأل عنه، فصح عنده أنه بالغ، فأحضر في يوم الجمعة لإحدى عشرةٍ من ذي القعدة القضاة، وأشهدهم أنه جعل العهد إليه. وتوفي المكتفي ليلة الأحد، لاثنتي عشرة من ذي القعدة. 4 (خلافة المقتدر) ولم يل الخلافة قبل المقتدر أصغر منه، فإنه وليها وله ثلاث عشرة سنة وأربعون يوماً. واستوزر وزير أخيه العباس بن الحسن، ولم يكن مؤنس (22/20)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 21 الخادم حاضراً، لأن المتعضد كان قد أخرجه إلى مكة مكرهاً، وكان يبغضه. فاستدعاه المقتدر ورفع منزلته. ومات صافي بعد بيعة المقتدر، فاختص مؤنس بالأمور كلها. 4 (بيت المال) وكان في بيت المال يوم بويع المقتدر خمسة آلاف عشر ألف ألف دينار أموال المعتضد، وزاد المكتفي أمثالها. (22/21)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 22 4 (أحداث سنة ست وتسعين ومائتين) توفي فيها: أحمد بن حماد التجيبي أخو زغبة، وأحمد بن نجدة الهروي، وأحمد بن يحيى الحلواني، وخلف بن عمرو العكبري، وعبد الله بن المعتز، وأبو حصين الوداعي محمد بن الحسين، ومعمر بن محمد أبو شهاب البلخي، ويوسف بن موسى القطان الصغير. 4 (موت محمد بن المعتضد) قال محمد بن يوسف القاضي: لما تم أمر المقتدر استصباه الوزير، وكثر خوض الناس في صغره، فعمل العباس على خلعه بمحمد بن المعتضد. ثم اجتمع محمد بن المعتضد وصاحب الشرطة في مجلس العباس يوماً، فتنازعا، فأربى عليه صاحب الشرطة في الكلام ولم يدر ما قد رشح له، ولم يتمكن محمد من الإنتصاف منه، فاغتاظ غيظاً عظيماً كظمه، ففلج في المجلس، فاستدعى العباس عمارية فحمله فيها، فلم يلبث أن مات.) (22/22)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 23 4 (خلع المقتدر وتولية ابن المعتز) ثم اتفق جماعة على خلع المقتدر وتولية عبد الله بن المعتز، فأجابهم بشرط أن لا يكون فيها دم، فأجابوه، وكان رأسهم محمد بن داود بن الجراح، وأبو المثنى أحمد بن يعقوب القاضي، والحسين بن حمدان، واتفقوا على قتل المقتدر، ووزيره العباس، وفاتك. فلما كان يوم العشرين من ربيع الأول ركب الحسين بن حمدان والقواد والوزير، فشد ابن حمدان على الوزير فقتله، فأنكر عليه فاتك، فعطف على فاتك فقتله، ثم شد على المقتدر وكان يلعب بالصوالجة فسمع الهيعة، فدخل وأغلقت الأبواب، فعاد ابن حمدان إلى المخرم، فنزل بدار سليمان بن وهب، وأرسل إلى ابن المعتز فأتاه، وحضر القواد والقضاة والأعيان، سوى خواص المقتدر، وأبي الحسين بن الفرات، فبايعوه بالخلافة، ولقبوه بالغالب لله. (22/23)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 24 وقيل غير ذلك. 4 (وزارة ابن الجراح) واستوزر محمد بن داود بن الجراح، وجعل يمن الخادم حاجبه، فغضب سوسن الخادم، وعاد إلى دار المقتدر، ونفذت الكتب بخلافة ابن المعتز وتم أمره ليلة الأحد. 4 (مقتل العباس الوزير) قال الصولي: كان العباس الوزير قد دبر خلع المقتدر مع الحسين بن حمدان، ومبايعة ابن المعتز، ووافقهما وصيف، فبلغ المقتدر، فأصلح حال العباس، ودفع إليه أموالاً أرضته، فرجع عن رأيه، فعلم ابن حمدان، فقتله لذلك. 4 (قول الطبري في خلافة ابن المعتز) وقال المعافى بن زكريا الجريري: حدثت أن المقتدر لما خلع وبويع ابن المعتز، دخلوا على شيخنا محمد بن جرير، فقال: ما الخبر قيل: بويع ابن المعتز. فقال: فمن رشح للوزارة قيل: محمد بن داود. قال: فمن ذكر للقضاء قيل: الحسن بن المثنى. فأطرق ثم قال: هذا أمر لا يتم. قيل له: وكيف قال: كل واحد ممن سميتم متقدم في معناه على الرتبة، (22/24)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 25 والزمان مدبر، والدنيا مولية، وما أرى هذا إلا) اضمحلال، وما أرى لمدته طول. 4 (مهاجمة ابن حمدان دار الخلافة) وبعث ابن المعتز إلى المقتدر يأمره بالانصراف إلى دار محمد بن طاهر، لكي ينتقل ابن المعتز إلى دار الخلافة، فأجاب، ولم يكن بقي معه غير مؤنس الخادم، وغريب خاله، وجماعة من الخدم فباكر الحسين بن حمدان دار الخلافة فقاتلها فاجتمع الخدم، فدفعوه عنها بعد أن حمل ما قدر عليه من المال، وسار إلى الموصل، ثم قال الذين عند المقتدر: يا قوم نسلم هذا الأمر ولا نجرب نفوسنا في دفع ما نزل بنا فنزلوا في الشذاءآت، وألبسوا جماعة منهم السلاح، وقصدوا المخرم، وبه ابن المعتز، فلما رآهم من حول ابن المعتز أوقع الله في قلوبهم الرعب، فانصرفوا منهزمين بلا حرب. وخرج ابن المعتز فركب فرساً، ومعه وزيره ابن داود، وحاجبه يمن، وقد شهر سيفه وهو ينادي: معاشر العامة، ادعوا لخليفتكم. وأشاروا إلى الجيش أن يتبعوهم إلى سامراء، ليثبت أمرهم، فلم يتبعهم أحد من الجيش، فنزل ابن المعتز عن دابته ودخل دار ابن الجصاص، واختفى الوزير ابن داود، (22/25)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 26 وأبو المثنى القاضي، ونهبت دورهما، ووقع النهب والقتل في بغداد، واختفى علي بن عيسى بن داود، ومحمد بن عبدون في دار بقالٍ، فبدرتهما العامة، فأخرجوهما إلى حضرة المقتدر. 4 (عودة المقتدر إلى الخلافة) وقبض المقتدر على وصيف، وعلى يمن الخادم، وأبي عمر محمد بن يوسف القاضي، وأبي المثنى القاضي، وأبي المثنى أحمد بن يعقوب، ومحمد بن خلف القاضي، والفقهاء والأمراء الذين خلعوه، وسلموا إلى مؤنس الخادم فقتلهم، إلا علي بن عيسى، وابن عبدون، والقاضيين أبا عمر، ومحمد بن خلف، فإنهم سلموا من القتل، وكان قتل الباقين في وسط ربيع الآخر. 4 (وزارة ابن الفرات) واستقام الأمر للمقتدر، فاستوزر أبا الحسن علي بن محمد بن الفرات. 4 (حبس ابن المعتز) ثم بعث جماعة فكبسوا دار ابن الجصاص، وأخذوا ابن المعتز، (22/26)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 27 وابن الجصاص، فصودر ابن الجصاص، وحبس ابن المعتز، ثم أخرج فيما بعد ميتاً. 4 (الأمر بعدم استخدام اليهود والنصارى) وفيها أمر المقتدر بأن لا تستخدم اليهود والنصارى، وأن يركبوا بالأكف.) 4 (تفويض المقتدر الأمر لابن الفرات) وسار ابن الفرات أحسن سيرة، وكشف المظالم وحض المقتدر على العدل، ففوض إليه الأمور لصغره، واشتغل بالأمر، واطرح الندماء والمغنين، وعاشر النساء، وغلب أمر الحرم والخدم على الدولة، وأتلف الخزائن. 4 (تقليد المقتدر لابن حمدان قم وقاشان) ثم إن الحسين بن حمدان قدم بغداد، لأن المقتدر كتب إلى أخيه أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان في قصد أخيه، وبعث إليه جيشاً. فالتقى الأخوان، فانهزم أبو الهيجاء، فسار أخوهما إبراهيم إلى بغداد، فأصلح أمر الحسين. فكتب له المقتدر أماناً، فقدم في جمادى الآخرة، فقلد قم، وقاشان، فسار إليهما مسرعاً. (22/27)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 28 4 (وقوع الثلج ببغداد) وفي كانون وقع ببغداد ثلج كثير، وأقام أياماً حتى ذاب. 4 (هرب زيادة الله بن الأغلب من إفريقية إلى مصر) وفيها قدم زيادة الله بن عبد الله بن إبراهيم بن الأغلب أسير إفريقية إلى الجيزة، هارباً من المغرب من أبي عبد الله الداعي. وكانت بين زيادة الله وبين جند مصر هوشة، ومنعوه من الدخول إلى الفسطاط. ثم أذنوا له، فدخل مصر وتوجه إلى العراق. 4 (خروج المهدي عبيد الله من السجن وإظهار أمره) وفيها انصرف أبو عبد الله الداعي إلى سجلماسة، وافتتحها، وأخرج من الحبس المهدي عبيد الله وولده من حبس اليسع. وأظهر أمره، وأعلم أصحابه أنه صاحب دعوته، وسلم عليه بالإمامة. وذلك في سابع ذي الحجة سنة ست. فأقام بسجلماسة أربعين يوماً، ثم قصد إفريقية، وأظهر التواضع والخشوع، والإنعام والعدل، والإحسان إلى الناس، فانحرف الناس إليه، ولم يجعل لأبي عبد الله كلاماً. فلامه أبو العباس، وعرفه سابقة أبي عبد الله. 4 (تخلص المهدي من أبي عبد الله الشيعي وأخيه) ثم أراد أبو عبد الله استدراك ما فات، فقال على سبيل التنصح للمهدي: (22/28)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 29 أنا أخبر منك بهؤلاء، فاترك مباشرتهم إلي، فإنه أمكن لجبروتك، وأعظم لك. فتوحش من كلامه، وساء به ظنه، فحبب أبو العباس نفوس جماعة من الأعيان، وشككهم في المهدي، حتى جاهره مقدمهم بذلك فقتله، وتأكدت الوحشة بين المهدي وبين الأخوين، وجماعة من كتامة، وقصدوا إهلاك المهدي، فتلطف حتى فرقهم في الأعمال، ورتب من يقتل الأخوين، فعسكرا بمن معهما وخرجا، فقتلا سنة ثمان وتسعين، وقتل معهما خلق. (22/29)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 30 4 (أحداث سنة سبع وتسعين ومائتين) ) توفي فيها: إبراهيم بن هاشم البغوي، وإسماعيل بن محمد بن قيراط، وعبد الرحمن بن القاسم الراوي الهاشمي، وعبيد بن غنام، ومحمد بن عبد الله مطين، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن داود الظاهري، ويوسف بن يعقوب القاضي. 4 (دخول ابني ابن الليث بغداد أسيرين) وفيها دخل طاهر ويعقوب ابنا محمد بن عمرو بن الليث الصفار بغداد اسيرين. 4 (بناء المهدية بالمغرب) وفيها وصل الخبر إلى العراق بظهور عبيد الله المسمى بالمهدي وأخرج ابن الأغلب وبنى المهدية. وخرجت المغرب عن أمر بني العباس من هذا التاريخ. (22/30)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 31 4 (إقامة ابن الأغلب بالرقة) وهرب ابن الأغلب وقصد العراق، فكتب إليه أن يصير إلى الرقة ويقيم بها. 4 (وفاة النوشري وابن بسطام) وتوفي نائبه عيسى النوشري، وعامل خراجها أحمد بن محمد بن بسطام، فقلد تكين أبو منصور الخاصة مصر، فوصلها في ذي الحجة، واستعمل على الخراج علي بن أحمد بن بسطام. (22/31)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 32 4 (أحداث سنة ثمان وتسعين ومائتين) فيها توفي: أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق، وبهلول بن إسحاق الأنباري، والجنيد شيخ الطائفة، والحسن بن علوية القطان، وأبو عثمان الحبري الزاهد سعد بن إسماعيل، وسمنون المحب، ومحمد بن علي بن طرخان البلخي الحافظ، ومحمد بن يحيى بن سليمان المروزي، ومحمد ين طاهر الأمير، ويوسف بن عاصم. 4 (إصابة القاضي ابن أبي الشوارب بالفالج) وفيها فلج القاضي عبد الله بن علي بن أبي الشوارب، وكان على قضاء الجانب الشرقي، فأسكت من الفالج، فاستخلف ابنه محمداً، وبقي إلى سنة إحدى وثلاثمائة. (22/32)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 33 4 (ولاية ابن حمدان ديار بكر وربيعة) وفيها قدم الحسين بن حمدان من قم، فولاه المقتدر ديار بكر، وربيعة. وفاة ابن عمرويه وفيها توفي محمد بن عمرويه صاحب الشرطة، توفي بآمد، وحمل إلى بغداد. 4 (وفاة صافي الحرمي) ) وفيها توفي صافي الحرمي، فقلد مكانه مؤنس الخادم. 4 (استتار الخاقاني) وفيها استتر أبو علي محمد بن عبيد الله الخاقاني، لوصول رقعة له إلى المقتدر يطلب فيها الوزارة، فبعث بها إلى ابن الفرات. فاتهم ابن الفرات عبد الله بن الحسن بن زوزان بأنه يسعى لأبي علي في الوزارة، فنفاه إلى الرقة. 4 (هبوب الريح بالموصل) وفيها أخذ من بغداد أربعة، ذكر أنهم من أصحاب محمد بن بشر، وأنه يدعي الربوبية. وهبت بحديثة الموصل ريح حارة، فمات من حرها جماعة. 4 (قتل المهدي للداعيين الشيعيين) وفيها كانت وقعة بين أبي محمد عبيد الله المهدي وبين داعيه أبي (22/33)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 34 عبد الله، وأبي العباس بإفريقية في جمادى الآخرة، فقتل الداعيان وجندهما، فخالف على المهدي أهل طرابلس، فجهز إليهم ابنه أبا القاسم القائم، فأخذها عنوةً في سنة ثلاثمائة، وتمهدت له المغرب. (22/34)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 35 4 (أحداث سنة تسع وتسعين ومائتين) فيها توفي: أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي، وأبو عمرو الخفاف الزاهد أحمد بن نصر الحافظ، والحسين بن عبد الله الخرقي الفقيه والد مصنف الخرقي، وعلي بن سعيد بن بشير الرازي، ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد، وجمشاد الدينوري الزاهد. 4 (القبض على الوزير ابن الفرات) وفيها قبض المقتدر على وزيره أبي الحسن بن الفرات، ونهبت دوره، وهتك حرمه. وقيل: إنه ادعي عليه أنه كاتب الأعراب أن يكبسوا بغداد. ونهبت بعض بغداد عند قبضه. (22/35)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 36 4 (وزارة ابن خاقان) واستوزر أبا علي محمد بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان. 4 (ورود هدايا مصر على المقتدر) وفيها وردت هدايا مصر، فيها خمسمائة ألف دينار، وضلع إنسان عرض شبر، في طول أربعة عشر شبراً، وتيس له ضرع يحلب لبناً. 4 (ورود هدايا أمير خراسان) ووردت هدايا أحمد بن إسماعيل بن أحمد أمير خراسان، فيها جواهر ويواقيت لا تقوم.) 4 (ورود هدايا ابن أبي الساج) ووردت هدايا يوسف بن أبي الساج، فكانت خمسمائة رأس من الخيل والبغال، وثمانون ألف دينار، وبساط رومي طوله سبعون ذراعاً، في عرض ستين ذراعاً، نسج في عشر سنين، وغير ذلك. 4 (الدعوة للمهدي بالخلافة) وفيها سار المسمى بالمهدي إلى المهدية بالمغرب، ودعي له بالخلافة برقادة والقيروان وتلك النواحي، وعظم ملكه، والله أعلم. (22/36)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 37 4 (أحداث سنة ثلاثمائة) وفيها توفي: أبو العباس أحمد بن محمد البراثي، وأبو أمية أحوص بن المفضل الغلابي، والحسين بن عمر بن أبي الأحوص، وعلي بن سعيد العسكري الحافظ، وعبد الله بن عبد الله بن طاهر الأمير، وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الأموي صاحب الأندلس، وعلي بن طيفور النسوي، ومحمد بن أحمد بن جعفر أبو العلاء الوكيعي، ومسدد بن قطن، ومحمد بن الحسن بن سماعة. 4 (مقتل الحسيني بأعمال دمشق) وفيها ظهر محمد بن جعفر بن علي الحسيني بأعمال دمشق، فخرج إليه أميرها أحمد بن كيغلغ، فقتل محمد في المعركة. 4 (الوباء بالعراق) وفيها كان وباء شديد بالعراق، وأهلك الخلق. (22/37)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 38 4 (سيح جبل بالدينور) وساح جبل بالدينور في الأرض، وخرج من تحته ماء كثير غرق القرى. 4 (مصادرة ابن الفرات وأصحابه) وفيها تتبع أصحاب أبي الحسن بن الفرات وصودروا، وأخربت ديارهم، وضربوا، وعذب ابن الفرات حتى كاد يتلف، ثم رفقوا به بعد أن أخذت أمواله. 4 (وزارة علي بن عيسى) ثم عزل الخاقاني عن الوزارة، ورشح لها علي بن عيسى. 4 (ولادة بغلة) ويقال ولدت فيها بغلة، فسبحان القادر على كل شيء.) (22/38)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 39 1 (تراجم أهل هذه الطبقة على الحروف)

4 (حرف الألف)

4 (أحمد بن إبراهيم بن عبيد الله بن كيسان الثقفي المديني. شادويه.) وعن: إسماعيل بن عمرو البجلي. وعنه: الطبراني. قال أبو الشيخ: ليس بالقوي. توفي سنة إحدى وتسعين ومائتين. 4 (أحمد بن إبراهيم بن الحكم) أبو دجانة القرافي، مولاهم. والقرافة بطن من المعافر، نزلوا بظاهر مصر. يروي عن: عيسى بن حماد، وحرملة، وغيرهما. توفي سنة تسع تسعين ومائتين. 4 (أحمد بن إبراهيم بن أيوب أبو بكر الحوراني.) عن: عثمان بن أبي شيبة، وعقبة بن مكرم. وعنه: أبو بكر بن أبي دجانة، وأخوه أبو زرعة بن أبي دجانة. وتوفي سنة تسع وتسعين. 4 (أحمد بن إسحاق الإصبهاني ويعرف بحمويه الثقفي الجوهري.) (22/39)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 40 عن: لوين، وإسماعيل بن زرارة، وأبي مروان العثماني. وعنه: أبو الشيخ، والقاضي أبو أحمد العسال. توفي سنة ثلاثمائة. 4 (أحمد بن أنس بن مالك أبو الحسن الدمشقي المقريء.) عن: صفوان بن صالح، وهشام بن عمار، ودحيم، ومحمد بن الخليل البلاطي، وطائفة. وقرأ القرآن على ابن ذكوان. وذكر أبو بكر النقاش أنه أخذ عنه حرف ابن ذكوان. وروى عنه: ابن جوصا، وولده الحسن بن أحمد بن جوصا، وأبو عمر بن فضالة، والطبراني، وأبو أحمد بن الناصح، وجماعة. وكان من ثقات الدمشقيين. توفي سنة تسع وتسعين. 4 (أحمد بن بشر أبو أيوب الطيالسي.) عن: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين. وعنه: أبو بكر الخلال الختلي، وعمر بن مسلم. توفي سنة خمس وتسعين.) (22/40)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 41 4 (أحمد بن بشر الهروي.) عن: علي بن حجر، وغيره. توفي سنة ست. 4 (أحمد بن بشر بن حبيب الصوري البيروتي المؤدب.) عن صفوان بن صالح، وعبد الحميد بن بكار، ومحمد بن مصفى، وغيرهم. وعنه: الطبراني، وأبو عمر بن فضالة، وجمح بن القاسم، وآخرون. 4 (وقد مر:) أحمد بن بشر بن عبد الوهاب وأحمد بن بشر المرثدي. 4 (أحمد بن تميم بن.. المروذي.) ومرذ: بالضم من قرى مرو. وسمع: علي بن حجر، وأحمد بن منيع، وجماعة. توفي سنة ثلاثمائة، في صفر. 4 (أحمد بن حاتم ماهان السامري المعدل.) عن: عبد الأعلى بن حماد، ويحيى بن أيوب العابد، وعدة. وعنه: عبد الله الخراساني، والطبراني. (22/41)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 42 4 (أحمد بن الحسن بن أبان بن مضر. المصري الأيلي.) عن: أبي عاصم النبيل، وعبد الصمد بن حسان، وحجاج بن منهال، وغيرهم. وعنه: عبد الباقي بن قانع، ومحمد بن إسحاق بن إبراهيم الأهوازي، والطبراني، وجماعة. قال ابن حبان، وابن الربيع: كذاب. وقال أبو يعلى الخليلي: كذاب يضع الحديث. قلت: توفي سنة اثنتين وتسعين. أورد له ابن عدي حديثين باطلين. (22/42)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 43 4 (أحمد بن الحسين بن نصر. أبو جعفر البغدادي الحذاء.) عن: علي بن المديني، وغيره. وعنه: ابن قانع، وعيسى الرخجي، وآخرون. وثقه الدارقطني. وتوفي سنة تسع وتسعين. 4 (أحمد بن الحسين. أبو بكر الباغندي.) عن: محمد بن منصور الجزار، وعيسى بن يونس الفاخوري، والحسين بن حسن المروزي، ويونس بن عبد الأعلى، وجماعة. روى عنه: يزيد بن محمد الأزدي. 4 (أحمد بن حفص السعدي الجرجاني. حمدان. محدث، عالم، ضعيف.) ) يروي عن: علي بن الجعد، وأحمد بن حنبل، وطبقتهما. وعنه: أبو أحمد بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، وأهل جرجان. (22/43)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 44 توفي سنة ثلاث أو أربع وتسعين. قال ابن عدي: أحمد بن حفص بن عمر بن حاتم بن النجم بن ماهان أبو محمد السعدي، تردد إلى العراق وأكثر، وحدث بأحاديث مناكير لا يتابع عليها. وهو عندي ممن لا يتعمد الكذب. وهو ممن يشبه عليه فيغلط ويحدث من حفظه. قلت: روى له ابن عدي خمسة أحاديث، كلها لهشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة مناكير مرة. يسقط حديث الرجل بدونها. ثم إنه حدث عن سعيد بن عقبة الكوفي قال: ثنا الأعمش، وثنا جعفر الصادق. وسأل ابن عدي الحافظ ابن عقدة، عن ابن عقبة هذا فقال: لم أسمع به قط. ثم إن الذي عن جعفر بن محمد، هو من أبيه، عن جده، عن بحيرا الراهب في الزجر عن الخمر. فانظر إلى هذا الإفك المبين، وبحيرا لم يدرك المبعث. وما أشك أن سعيد بن عقبة هذا شيء اختلقه أحمد بن حفص. فإن (22/44)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 45 مثل هذا يروى عن جعفر، ويتأخر إلى حدود سنة ثلاثين ومائتين، ولا يعرفه ابن عقدة هذا معدوم قطعاً. 4 (أحمد بن حماد بن مسلم. أبو جعفر التجيبي المصري بن زغبة.) عن: سعيد بن أبي مريم، وسعيد بن عفير، وأخيه عيسى بن حماد، وطائفة. وعنه: ن..، وأبو سعيد بن يونس، وعبد المؤمن بن خلف النسفي، والحسن بن رشيق، والطبراني، وجماعة. وبلغ أربعاً وتسعين سنة. توفي بمصر في جمادى الأولى سنة ست وتسعين. 4 (أحمد بن حماد بن سفيان. (22/45)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 46 أبو عبد الرحمن الكوفي.) ولي قضاء المصيصة، فتوفي بها. سمع: أبا بلال الأشعري، وأبا كريب. وعنه: عبد الباقي بن قانع، ومحمد بن علي بن حبيش، وجماعة، وأبو عمرو السماك. قال الدارقطني: لا بأس به. 4 (أحمد بن داود بن أبي نصر. أبو بكر السمناني القومسي.) عن: سفيان، وهدبة بن خالد، وصفوان بن صالح المؤذن، وخلق. وعنه: ابن عقدة، وإسماعيل بن نجيد، وأبو عمرو بن مطر. توفي سنة خمس وتسعين.) 4 (أحمد بن رستة الإصبهاني.) عن: جده لأمه محمد بن المغيرة، وسليمان الشاذكوني، وإبراهيم بن عبد الله الهروي. وعنه: الطبراني، وأبو الشيخ، وأبو أحمد العسال. توفي سنة ثلاث وتسعين. 4 (أحمد بن أبي يحيى زكير الحضرمي. (22/46)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 47 مولاهم المصري أبو الحسن الملقب بيزيد بن أبي حبيب.) يروي عن: حرملة، وعافية بن أيوب، وجماعة. وعنه: الطبراني. توفي سنة ثمان وتسعين. قال ابن يونس: لم يكن بذاك، فيه نكرة. 4 (أحمد بن زيد بن الحريش الأهوازي. أبو الفضل.) عن: أبيه، وأبي حاتم السجستاني. وعنه: الطبراني. توفي في صفر سنة أربع وتسعين. 4 (أحمد بن سعيد بن شاهين البغدادي.) عن: شيبان، ومصعب بن عبد الله. وعنه: دعلج، والطبراني. وكان ثقة. توفي سنة ثلاث أيضاً. 4 (أحمد بن سعيد. أبو جعفر النيسابوري الحبري.) عن: علي بن حجر، وأحمد بن صالح المصري، وخلق. (22/47)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 48 وسكن الشاش. وكان حافظاً نبيلاً. توفي بالشاش في ذي القعدة سنة ثلاث أيضاً. 4 (أحمد بن سعيد بن عروة الصفار.) عن: عبد الواحد بن غياث، وإسحاق بن موسى الخطمي، وأحمد بن عبدة. وعنه: أبو الشيخ، والطبراني. توفي سنة خمس. 4 (أحمد بن الحافظ سعيد بن مسعود المروزي. من كبراء مرو، وأجلائها، وعقلائها.) عن: أبيه، وعلي بن حجر. وعنه: أبو العباس الساري، ويحيى العنبري. توفي سنة ثمان وتسعين. 4 (أحمد بن سليمان بن أيوب. أبو محمد المديني الإصبهاني الوشاء. أحد الأثبات.) سمع: الوليد بن شجاع، وسوار بن عبد الله العنبري، والطبقة. وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، وأبو إسحاق بن حمزة.) توفي سنة تسع وتسعين. (22/48)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 49 4 (أحمد بن سهل بن أيوب. أبو الفضل الأهوازي.) عن: علي بن بحر القطان. وعنه: الطبراني، وغيره. توفي في يوم التروية سنة إحدى وتسعين بالأهواز. 4 (أحمد بن سهل بن مالك. أبو بكر النيسابوري.) عن: أحمد بن حنبل، وابن راهويه. وعنه: الحافظان ابن عقدة، وابن الأخرم. توفي سنة تسعين. 4 (أحمد بن صنا. ويقال: أحمد بن صنا أبو الحسن الدمشقي المروي. روى عن: أبي الجماهر الكفرسوسي، وغيره.) وعنه: أبو الطيب بن الخولاني، وأبو علي بن آدم، وأبو عمرو بن فضالة. 4 (أحمد بن طاهر بن حرملة بن يحيى التجيبي المصري.) (22/49)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 50 عن: جده. وعنه: الطبراني، وأحمد بن علي المديني. قال ابن عدي: ضعيف يكذب في الحديث وغيره. سمعت أحمد بن علي يقول: سمعت أحمد بن طاهر يقول: رأيت بالرملة قرداً يصوغ، فإذا أراد أن ينفخ أشار إلى رجل حتى ينفخ له. توفي سنة اثنتين وتسعين. 4 (أحمد بن العباس بن أشرس.) عن: أحمد بن حنبل، وأبي إبراهيم الترجماني. توفي ببغداد سنة ثلاث وتسعين. 4 (أحمد بن العباس بن الوليد بن مزيد. أبو العباس العذري البيروتي.) روى عن: هشام بن عمار، ولوين، وحامد بن يحيى البلخي. وعنه: محمد بن يوسف الهروي، وموسى الصباغ إمام مسجد بيروت، (22/50)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 51 وأبو عبد الله بن مروان، وآخرون. ذكره ابن مندة بالفضل والصلاح. 4 (أحمد بن عبدان بن سنان الزعفراني.) عن: عبد الله بن عمر أخو رستة، وطبقته من الإصبهانيين. وعنه: أبو الشيخ. توفي سنة ست وتسعين. 4 (أحمد بن عبد الله الختلي.) عن: أبي بكر بن أبي شيبة، وأبي همام السكوني، وطبقتهما. وعنه: أبو بكر الجعابي، والإسماعيلي. توفي سنة ثلاثمائة. وثقه الخطيب.) 4 (أحمد بن عبد الله القرمطي. (22/51)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 52 صاحب الخال. رأس القرامطة وطاغيتهم. هو سمى نفسه هكذا. وهو حسين بن) زكرويه. بعث المكتفي بالله عسكراً لحربه في سنة إحدى وتسعين، فالتقوا، فقتل خلق من أصحابه، ثم انهزم، فمسك وأتي به، وطيف به في بغداد في جماعة، ثم قتل هو وهم تحت العذاب. وكان قد بايعه القرامطة بعد قتل أخيه، ولقبوه بالمهدي. وكان شجاعاً فاتكاً شاعراً. ومن شعره يقول: (متى أرى الدنيا بلا كاذب .......... ولا حروري ولا ناصبي)

(متى أرى السيف على كل من .......... عادى علي بن أبي طالب) ولما قتل خرج بعده أبوه زكرويه القرمطي يأخذ بالثأر، فاعترض الركب العراقي في سنة أربع وتسعين في المحرم، فقتلهم قتلاً ذريعاً، وبدع فيهم. قال أبو الشيخ الإصبهاني: حزروا أن زكرويه القرمطي قتل من الحاج وغيرهم خمسين ألف رجل، ثم لقيه العسكر بظاهر الكوفة، فهزم العسكر وأخذ سلاحهم وثقلهم، فتقوى بذلك، واستفحل أمره، وأجلبت معه كلب وأسد، ولقبوه السيد، وكان يدعى زكرويه. ثم سار إليه جيش عظيم، فالتقوه بين البصرة والكوفة، فكسر جيشه وأسر جريحاً، ثم مات في ربيع الأول من سنة أربع، وطيف به ببغداد ميتاً، لا (22/52)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 53 رحمه الله تعالى. وقد مرت أخبارهم في الحوادث. قال إسماعيل الخطبي: خرج بالشام في خلافة المكتفي رجل يعرف بابن المهزول، انتمى إلى جعفر بن محمد، فعاث وأفسد. قال المرزباني: علي بن عبد الله بن المهزول الخارج بالشام مع أخيه أحمد بن عبد الله صاحب الخال، وهو صاحب الشامة، وكانا ينتميان إلى الطالبيين، ويشك في نسبهما فكانت الرئاسة لعلي بن عبد الله، فقتل، ثم قام أخوه إلى أن قتل. ولعلي شعر جيد. قلت: ويسمى أيضاً يحيى بن زكرويه. قال الخطبي: ثم حاصر ابن المهزول دمشق فلم يدخلها، وتمت له وقائع مع عسكر مصر، وقتل في المعركة. وكان يعرف بصاحب الجمل، فقام بعده أخوه صاحب الخال، وفي اسمه خلف. 4 (أحمد بن عبد الرحمن السقطي.) عن: يزيد بن هارون. مجهول. تفرد عنه: محمد بن أحمد المفيد الضعيف وقال: سمعت منه سنة خمسٍ وتسعين. (22/53)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 54 4 (أحمد بن عبد الرحمن بن مرزوق. أبو عبد الله بن أبي عوف البغدادي البزوري. رئيس نبيل صدوق.) ) سمع: سويد بن سعيد، ولوينا، وعثمان بن أبي شيبة، وجماعة. وعنه: أبو علي بن الصواف، وعبد الله بن إبراهيم الزينبي، ومحمد بن علي بن حبيش، وآخرون. توفي سنة سبع وتسعين. وثقه الدارقطني. ومولده سنة أربع عشرة ومائتين. قال الخطيب: كان ثقة نبيلاً رفيعاً جليلاً، ذا منزلة من السلطان وأموال. قال ابن الحربي: هو أحد عجائب الدنيا. (22/54)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 55 4 (أحمد بن عبد الرحمن بن يزيد بن عقال. أبو الفوارس التميمي الحراني.) عن: أبي جعفر النفيلي. وعنه: الطبراني، وعبد الله بن عدي. قال أبو عروبة: لم يكن يؤتمن على نفسه ولا دينه. وقال ابن عدي: يكتب حديثه. قلت: توفي سنة ثلاثمائة. 4 (أحمد بن عبيد الله بن جرير بن جبلة بن أبي رواد العتكي البصري القاضي.) عن: أبيه، وغيره. وعنه: الطبراني. توفي سنة اثنتين وتسعين. 4 (أحمد بن عبيد. أبو بكر الشيرازي.) (22/55)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 56 روى عنه: محمد بن بكار بن الريان، وداود بن الرشيد. وعنه: أبو بكر عبد العزيز شيخ الحنابلة، وأبو بكر الإسماعيلي. وكان ثقة. توفي سنة ثمان وتسعين. 4 (أحمد بن علي بن إسماعيل القطان. بغدادي.) روى عن: أبي مروان العثماني. وعنه: الطبراني. 4 (أحمد بن علي بن إسماعيل الرازي.) عن: سهل بن عثمان، ومحمد بن مهران الجمال، وجماعة. وعنه: الطبراني. توفي في صفر سنة إحدى وتسعين ببغداد. 4 (أحمد بن علي بن سعيد. (22/56)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 57 القاضي أبو بكر المروزي مولى بن أمية.) ولي نيابة الحكم بدمشق، وولي قضاء حمص. وكان محدثاً ثقة، مكثراً عالماً. سمع: علي بن الجعد، وسويد بن سعيد، ويحيى بن معين، وكامل بن طلحة، وأبا نصر التمار، وخلقاً من طبقتهم. وعنه: ن. وقال: لا بأس به، وأبو عوانة، وابن جوصا، وأبو علي بن معروف، والطبراني، وأبو أحمد بن الناصح. توفي في نصف ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين. 4 (أحمد بن علي بن حسن. أبو الصقر التميمي البغدادي الضرير.) روى عن: علي بن عثمان اللاحقي. وعنه: الطبراني.) 4 (أحمد بن علي بن محمد بن الجارود الحافظ. أبو جعفر الجارودي الإصبهاني.) رحل وطوف وصنف التصانيف. وحدث عن: أبي سعيد الأشج، وعمر بن رستة، وهارون بن إسحاق، وخلق من الإصبهانيين. (22/57)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 58 وعنه: الطبراني، وأبو إسحاق بن حمزة، وعبد الرحمن بن محمد بن سياه، وأبو الشيخ. توفي سنة تسع وتسعين، وقيل سنة ثمانٍ. 4 (أحمد بن عمرو بن عبد الخالق. أبو بكر البزار الحافظ، صاحب المسند المشهور.) سمع: هدبة بن خالد، وعبد الأعلى بن حماد النرسي، والحسن بن علي بن راشد، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وعبد الله بن معاوية الجمحي، ومحمد بن يحيى الرماني، وخلقاً. وعنه: الطبراني، وأبو الشيخ، وعبيد الله بن الحسن، وأهل إصبهان، فإنه رحل إليها في آخر عمره، وروى بها الكثير. قال الدارقطني: ثقة يخطئ كثيراً ويتكل على حفظه. (22/58)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 59 قلت: توفي بالرملة في ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين. وقد حدث ببغداد أيضاً فروى عنه من أهلها: محمد بن العباس بن نجيح، وعبد الباقي بن قانع، وأبو بكر الختلي، وغيرهم. وحدث بمصر وبالحرم. وكان يرحل في أواخر عمره، وثبت علمه. 4 (أحمد بن عمرو بن مسلم. أبو بكر المكي الخلال.) عن: يعقوب بن حميد بن كاسب، وعبد الله بن عمران العابدي، ومحمد بن يحيى العرني، وطائفة. وعنه: الطبراني، وغيره. توفي سنة إحدى وتسعين ومائتين. 4 (أحمد بن عمرو بن حفص بن عمر بن يمان بن عبد الرحمن القرمعي. أبو بكر البصري القطراني.) عن: عمرو بن مرزوق، وسليمان بن حرب، وهدبة بن خالد، والقعنبي، وأبي الوليد، وجماعة. وعنه: الطبراني، وأبو الطاهر الذهلي قاضي مصر، وآخرون. توفي في شوال سنة خمس وتسعين. وذكره ابن حبان في الثقات. (22/59)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 60 4 (أحمد بن فياض. أبو جعفر الدمشقي.) عن: هشام بن عمار، ومحمد بن مصفى. وعنه: أبو علي بن شعيب، وجماعة. توفي سنة ست وتسعين. 4 (أحمد بن القاسم بن مساور البغدادي. أبو جعفر الجوهري.) عن: عفان، وخالد بن خداش، وعلي بن الجعد. وعنه: ابن قانع، وأحمد بن كامل، ومحمد بن علي بن حبيش،) والطبراني. وكان ثقة صاحب حديث. قال أحمد المنادي: قال لي أنه كتب عن علي بن الجعد خمسة عشر ألف حديث. قال: ومات في المحرم سنة ثلاث وتسعين ومائتين. 4 (أحمد بن القاسم السليماني الأغر.) عن: سجادة، وعبد الرحمن بن صالح. وعنه: ابن مخلد، وابن قانع. 4 (أحمد بن القاسم بن نصر بن دوست. (22/60)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 61 أبو عبد الله البغدادي.) عن: سويد بن سعيد، وغيره. وعنه: جعفر الخالدي، وبكار بن أحمد. قال الخطيب: كان ثقة صالحاً. مات سنة ست وتسعين. 4 (أحمد بن القاسم. أبو الحسن الطائي البرتي.) عن: بشر بن الوليد، وأبي بكر بن أبي شيبة، وجماعة. وعنه: أحمد بن خزيمة، وابن قانع، والطبراني، وجماعة. وثقه الخطيب. وتوفي سنة ست أيضاً. 4 (أحمد بن محمد بن الحسن بن بسطام. أبو العباس البغدادي الكاتب. أحد الفضلاء الأعيان، ولي المناصب الكبار.) وقد أخذ عن: يعقوب بن السكيت. روى عنه: الأخفش الصغير، ومحمد بن هارون المجدر. توفي بمصر في رجب. 4 (أحمد بن محمد بن منصور. (22/61)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 62 أبو بكر البغدادي الحاسب الضرير.) سمع: علي بن الجعد، ومحمد بن بكار بن الريان. روى عنه: أبو بكر القطيعي، وأبو بكر بن الجعابي، ومخلد الباقرحي، وأبو بكر الإسماعيلي. وثقه الدارقطني. توفي سنة تسع وتسعين. 4 (أحمد بن محمد بن علي بن أسيد. أبو العباس الخزاعي الإصبهاني.) عن: مسلم بن إبراهيم، والقعنبي، وقرة بن حبيب، وأبي عمر الحوضي، وأبي الوليد الطيالسي، وجماعة. وعنه: الطبراني، وأبو أحمد العسال، وأبو الشيخ بن حبان، وعبد الرحمن بن سياه، وجماعة من الإصبهانيين. وقال أبو الشيخ: ثقة مأمون. توفي في صفر سنة إحدى وتسعين. 4 (أحمد بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات. (22/62)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 63 أبو العباس الكاتب. أخو الوزير علي، وعم ابن خيزران.) من بيت الحشمة والوزارة. وكان أكتب أهل زمانه وأقومهم للآداب والفضائل والفقه، بل مدحه البحتري الشاعر. وتوفي سنة إحدى وتسعين ببغداد، ولم يخلف بعده مثله في التصرف.) 4 (أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد. أبو جعفر المهري المقريء الحافظ.) قرأ القرآن على: أحمد بن صالح الطبري. وسمع: سعيد بن عفير، ويحيى بن سليمان الجعفي، وجماعة. وعنه: عبد الله بن جعفر بن الورد، وعمر بن دينار، وأبو القاسم الطبراني، وآخرون. قال ابن عدي: له مناكير ويكتب حديثه. وهو كثير الحديث من الحفاظ لحديث مصر. قرأ عليه: ابن شنبوذ، وأحمد بن بهزاد السيرافي. وقال ابن يونس: مات في يوم عاشوراء سنة اثنتين وتسعين. (22/63)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 64 قال ابن عدي: هو، وأبوه، وجده، وجد أبيه، أربعتهم ضعفاء. 4 (أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة. أبو بكر البغدادي الحافظ.) سأل الإمام أحمد مسائل مدونة. وسمع من: إسماعيل بن مسعود الجحدري، ومحمد بن مسكين اليمامي، ومحمد بن حرب النسائي، وغيرهم. وعنه: ابن قانع، وأبو بكر الشافعي، وأبو القاسم الطبراني. وكان موصوفاً بالضبط والإتقان. توفي سنة ثلاثٍ وتسعين. وأخذ عنه: أبو بكر الخلال، وغيره. (22/64)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 65 وروى القراءات عن جماعة. روى عنه: ابن مجاهد. 4 (أحمد بن محمد. أبو العباس المديني الإصبهاني البزار.) ثقة فاضل، يروي عن: داود بن رشيد، وعبد الله مشكدانة. وعنه: الطبراني، وأبو الشيخ، وجماعة. توفي سنة ثلاثٍ أيضاً. 4 (أحمد بن محمد بن سعيد. أبو سعيد الإصبهاني المعيني.) سمع: سهل بن عثمان، وعقبة بن مكرم، وزيد بن الحرمي، وطبقتهم. وعنه: الطبراني، وأبو أحمد العسال، وأبو الشيخ. وثقه أبو نعيم الإصبهاني. وتوفي سنة خمس وتسعين. 4 (أحمد بن محمد بن حرب الجرجاني الملحمي.) (22/65)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 66 عن: علي بن الجعد، وأبي مصعب. وعنه: ابن عدي. وليس بثقة. 4 (أحمد بن محمد. أبو الحسين النوري الزاهد شيخ الصوفية.) (22/66)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 67 كان من أعلم العراقيين بلطائف القوم. صحب السري السقطي، وغيره. وكان أبو القاسم الجنيد يعظمه ويحترمه. وأصله خراساني بغوي. توفي أبو الحسين النوري سنة خمس أيضاً. وقد قدم الشام وأخذ عن: أحمد بن أبي الحواري. حكى ابن الأعرابي محنته وغيبته في أيام محنة غلام خليل، وأنه أقام بالكوفة مدة سنين متخلياً عن الناس، ثم عاد إلى بغداد وقد فقد أناسه وجلاسه وأشكاله، فانقبض عن الكلام لضعف قوته، وضعف بصره.) قال أبو نعيم: سمعت عمر البنا بمكة لما كانت محنة غلام خليل ونسبوا الصوفية إلى الزندقة، أمر الخليفة بالقبض عليهم، فأخذ في جملتهم النوري إلى السياف ليضرب عنقه، فقيل له في ذلك، فقال: آثرت حياتهم على نفسي وهذه اللحظة. فتوقف السياف، فرد الخليفة أمرهم إلى قاضي القضاة إسماعيل بن إسحاق. فسأل إسماعيل القاضي أبا الحسين النوري عن مسائل في العبادات، فأجابه، ثم قال له: وبعد هذا فلله عباد يسمعون بالله، وينطقون بالله، ويأكلون بالله. فبكى القاضي، ودخل على الخليفة وقال: إن كان هؤلاء زنادقة فليس في الأرض موحد، فأطلقهم. 4 (حكاية نافعة) قال أبو العباس بن عطاء: سمعت أبا الحسين النوري يقول: كان في نفسي من هذه الآيات، فأخذت من الصبيان قصبة، ثم قمت بين زورقين وقلت: (22/67)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 68 وعزتك، لئن لم تخرج لي سمكة، فيها ثلاثة أرطال لأغرقن نفسي. قال: فخرجت لي سمكة فيها ثلاثة أرطال. فبلغ: ذلك الجنيد، فقال: كان حكمه أن تخرج له أفعى فتلدغه. وعن أبي الحسين قال: سبيل الفانين الفناء في محبوبهم، وسبيل الباقين البقاء ببقائه. ومن ارتفع عن الفناء والبقاء، فحينئذ لا فناء ولا بقاء. وعن القناد قال: كتبت إلى النوري وأنا حدث: (وإذا كان كل المرء في الكل فانياً .......... أبن لي عن أي الوجودين يخبر) فأجاب لوقته: (إذا كنت فيما ليس بالوصف فانياً .......... فوقتك في الأوصاف عندي تحير) وقد ذكر ابن الأعرابي أبا الحسين النوري فقال: مضيت يوماً أنا ورويم بن أحمد، وأبو بكر العطار نمشي على شاطئ نهر. فإذا نحن برجلٍ في مسجد بلا سقف. فقال رويم: ما أشبه هذا بأبي الحسين النوري. فملنا إليه فإذا هو هو، فسلمنا، وعرفنا، وذكر أنه ضجر من الرقة فانحدر، وأنه الآن قدم، ولا يدري أين يتوجه. وكان قد غاب عن بغداد أربع عشرة سنة. فعرضنا عليه مسجدنا، فقال: لا أريد موضعاً فيه الصوفية، قد (22/68)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 69 ضجرت منهم. فلم يزل يطلب إليه حتى طابت نفسه، وكان قد غلبت عليه السوداء وحديث النفس، ثم ضعف بصره وانكسر قلبه، وفقد إخوانه، فاستوحش من كل أحد، ثم إنه تأنس. قال أبو نعيم: سمعت أبا الفرج الورثاني: سمعت علي بن عبد الرحيم يقول: دخلت على النوري، فرأيت رجليه منتفختين، فسألته، فقال: طالبتني نفسي بأكل التمر، فجعلت أدافعها، فتأبى علي، فخرجت واشتريت، فلما أن أكلت قلت لها: قومي فصلي. فأبت. فقلت: لله علي إن قعدت على الأرض أربعين يوماً فما قعدت.) وقال بعضهم عن النوري قال: من رأيته يدعي مع الله حالة تخرج عن الشرع، فلا تقترب منه. قال ابن الأعرابي في ترجمة النوري: فسألنا أبو الحسين عن نصر بن رجاء، وعثمان، وكانا صديقين له، إلا أن نصراً تنكر له، فقال: ما أخاف ببغداد إلا من نصر فعرفوه أنه بخلاف ما فارقه، فجاء معنا إلى نصر. فلما دخل مسجده قام نصر، وما أبقى في إكرامه غاية، وبتنا عنده، ولما كان يوم الجمعة ركبنا مع نصر زورقاً من زوارقه إلى باب خراسان، ثم صرنا إلى الجنيد، فقام القوم وخرجوا، وأقبل عليه الجنيد يذاكره ويمازحه، فسأله ابن مسروق مسألة، فقال: عليكم بأبي القاسم. فقال الجنيد: أجب يا أبا الحسين أرجو أن يسمعوا جوابك. فقال: أنا قادم، وأنا أحب أن أسمع. فتكلم الجنيد والجماعة والنوري ساكت، فعرضوا عليه ليتكلم فقال: لقد (22/69)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 70 لقيتم ألقاباً لا أعرفها، وكلاماً غير ما أعهد، فدعوني حتى أسمع وأقف على مقصودكم. فسألوه عن الفرق الذي يعد الجمع ما علامته وما الفرق بينه وبين الفرق الأول ما أدري سألوه بهذا اللفظ أو بمعناه، وكنت قد لقيته بالرقة سنة سبعين، فسألني عن الجنيد، فقلت: إنهم يشيرون إلى شيء يسمونه الفرق الثاني والصحو. قال: اذكر لي شيئاً منه. فذكرته فضحك وقال: ما يقول ابن الخلنجي قال: ما يجالسهم. قال: فأبوا أحمد القلانسي قلت: مرة يخالفهم، ومرة يوافقهم. قال: فما تقول أنت قلت: ما عسى أن أقول أنا. ثم قلت: أحسب أن هذا الذي يسمونه فرقاً ثانياً هو عين من عيون الجمع، يتوهمون به أنهم قد خرجوا عن الجمع. فقال: هو كذلك. أنت إنما سمعت هذا من أبي أحمد القلانسي. فقلت: لا. فلما قدمت بغداد، حدثت أبا أحمد بذلك، فأعجبه قول النوري. وأما أبو أحمد فكان ربما يقول: هو صحو وخروج عن الجمع. وربما قال: بل هو شيء من الجمع. ثم إن النوري لما شاهدهم قال: ليس هو عين من عيون الجمع، ولا صحو من الجمع. ولكنهم رجعوا إلى ما يعرفونه. ثم بعد ذلك ذكر رويم، وابن عطاء أن النوري يقول الشيء وضده، ولا يعرف هذا إلا قول سوفسطاء، ومن قال بقوله.) قال ابن الأعرابي: فكان بينهم وبين النوري وحشة، وكان يكثر منهم التعجب. (22/70)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 71 وقالوا للجنيد، فأنكر عليهم وقال: لا يقولوا مثل هذا لأبي الحسين، ولكنه رجل لعله قد تغير دماغه. ثم إنه انقبض عن جميعهم، وأظهر لمن لقيه منهم الجفاء، وغلبت عليه العلة وعمي، ولزم الصحارى والمقابر. وكانت له في ذلك أحوال يطول شرحها. وسمعت جماعة يقولون: من رأى النوري بعد قدومه من الرقة ولم يكن رآه قبلها، فكأنه لم يره لتغيره، رحمه الله. قال ابن جهضم: حدثني أبو بكر الخلال قال: كان أبو الحسين النوري إذا رأى منكراً غيره، ولو كان فيه تلفه. فنزل يوماً يتوضأ، فرأى زورقاً فيه ثلاثون دناً. فقال للملاح: ما هذه فقال: ما يلزمك. فألح عليه فقال: أنت والله صوفي كثير الفضول، هذا خمر للمعتضد. فقال: أعطني ذلك المدري، فاغتاط وقال لأجيره: ناوله حتى أبصر ما يصنع. فأخذه، ولم يزل يكسرها دناً دناً. فلم يترك إلا واحداً، فأخذ النوري، وأدخل إلى المعتضد، فقال: من أنت ويلك قال: قلت: محتسب. قال: ومن ولاك الحسبة قلت: الذي ولاك الإمامة يا أمير المؤمنين. فأطرق ثم قال: ما حملك على ما صنعت قلت: شفقة مني عليك. قال: كيف خلص هذا الدن فذكر النوري ما معناه أنه كان يكسر الدنان ونفسه مخلصة، فلما وصل إلى هذا الدن أعجبته نفسه، فارتاب في إخلاصه، فترك الدن. (22/71)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 72 وعن أبي أحمد المغازلي قال: ما رأيت أحداً قط أعبد من النوري. قيل: ولا الجنيد قال: ولا الجنيد. وقيل: إن الجنيد مرض، فعاده النوري، فوضع يده عليه، فعوفي لوقته. 4 (أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن رباح. أبو جعفر المصري المؤدب، مولى آل مروان.) سمع: يوسف بن عدي، ويحيى بن بكير. توفي في شوال سنة ست وتسعين. روى عنه: الحسن بن رشيق، وغيره. ويعرف بابن الرقراق. 4 (أحمد بن محمد بن نافع. أبو بكر المصري الطحاوي الأصم.) ) عن: يحيى بن بكير، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وأبي مصعب، وأحمد بن صالح، وجماعة. وعنه: حمزة الكناني، وسليمان الطبراني، وآخرون. توفي سنة ست أيضاً. 4 (أحمد بن محمد بن زكريا. أبو بكر البغدادي الحافظ المعروف بأخي ميمون.) عن: نصر بن علي الجهضمي، وطبقته. (22/72)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 73 وعنه: الطبراني، وجماعة. توفي بمصر. 4 (أحمد بن محمد بن يزيد بن الأشعث. أبو حسان العنزي البغدادي القاضي المقرئ.) قرأ على: ابن نشيط وعلى: أحمد بن زرارة صاحب سليم. قرأ عليه: أبو الحسين بن بويان، وابن شنبوذ، وعلي بن سعيد بن الحسين. وكان من أعيان القراء. 4 (أحمد بن محمد بن الوليد. أبو بكر المري الدمشقي المقرئ.) عن: أبي مسهر، وآدم بن أبي أياس، وأبي اليمان، وهشام بن عمار، ومحمود بن خالد، وجماعة. وقيل: في لقيه لأبي مسهر نظر. وكان مقرئاً فاضلاً. (22/73)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 74 روى عنه: الطبراني، وأبو أحمد بن الناصح، وأبو عمر بن فضالة. توفي سنة سبع وتسعين. 4 (أحمد بن محمد بن مسروق. أبو العباس البغدادي الزاهد مصنف جزء القناعة.) كان من أعيان الصوفية وعلمائهم. روى عن: علي بن الجعد، وعلي بن المديني، وخلف بن هشام، وأحمد بن حنبل، وغيرهم. وعنه: أبو بكر الشافعي، وجعفر الخالدي تلميذه، وحبيب القزاز، ومخلد بن جعفر الباقرحي، وأبي عبيد العسكري. وكان الجنيد يحترمه ويعتقد فيه. وقال أبو نعيم الحافظ: صحب الحارث المحاسبي، ومحمد بن منصور الطوسي، والسري السقطي. ومن كلامه: التصوف خلو الأسرار مما منه بد، وتعلقها بما ليس منه بد. قال الدارقطني: ليس بالقوي. قلت: توفي ابن مسروق في صفر سنة ثمان وتسعين، وله أبع وثمانون سنة، وهو من كبار شيوخ الإسماعيلي الذين أدركهم. وقال له رجل: الضيافة ثلاث، فما زاد فهو صدقة منك علي. (22/74)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 75 4 (أحمد بن محمد بن خالد. أبو العباس البراثي البغدادي.) عن: علي بن الجعد، وكامل بن طلحة، وسريج بن يونس، وغيرهم. وعنه: مخلد الباقرحي، وأبو حفص بن الزيات، والجعابي، وأحمد بن جعفر بن سلم، وعدة. قال الدارقطني: ثقة مأمون.) قلت: توفي سنة ثلاثمائة، وهو من شيوخ الطبراني. وقد قرأ على خلف بن هشام، وحدث عنه بالقراءة عبد الواحد بن أبي هاشم. 4 (أحمد بن محمد بن دلان. أبو بكر الخيشي.) عن: محمد بن بكار بن الريان، وعبيد الله القواريري، وأبي بكر بن أبي شيبة. وعنه: أبو بكر الشافعي، وإسحاق النعالي. وكان لا بأس به، ودلان: بالكسر. (22/75)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 76 مات سنة ثلاثمائة. 4 (أحمد بن محمد بن ساكن. أبو عبد الله الزنجاني الفقيه. من كبار الأئمة. رحل إلى العراق) ومصر، وتفقه على: إبراهيم المزني، وغيره. وسمع: إسماعيل ابن بنت السدي، وأبا مصعب الزهري، وأبا كريب، والحسن بن علي الحلواني، وطبقتهم. وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وعلي بن إبراهيم بن سلمة القطان، ويوسف بن القاسم الميانجي، وجماعة آخرهم إبراهيم بن أبي حماد الأبهري. قال أبو يعلى الخليلي: توفي قبل الثلاثمائة. بقي إلى سنة تسع وتسعين ومائتين. 4 (أحمد بن موسى الجنبي. خطيب جرجان.) سمع: إبراهيم بن موسى الوزدولي. وعنه: أبو أحمد بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي. توفي سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين. 4 (أحمد بن موسى بن مخلد. الفقيه أبو العباس الغافقي المالكي.) أخذ عن: سحنون، والبرقي، وجماعة. (22/76)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 77 وكان ذا دين وورع. طلب للقضاء فامتنع، وعاش ثمانياً وثمانين سنة. وتوفي سنة خمس وتسعين ومائتين. 4 (أحمد بن نجدة بن العريان: أبو الفضل الهروي رحل وسمع سعيد بن المنصور وسعيد بن سليمان) الواسطي زجماعة وعنه أبو اسحاق البزار وأبو أحمد المزني المغفلي وكان ثقة معمراً توفي في بهراة سنة ست وتسعين. 4 (أحمد بن أبي رجاء نصر بن شاكر. أبو العباس الدمشقي المقرئ المؤدب.) قرأ القرآن على: الحسين بن علي العجلي صاحب يحيى بن آدم. وقرأ بدمشق على الوليد بن عتبة. وقرأ عليه: علي بن أبي العقب، وأبو الحسن بن شنبوذ، وعبد الله بن عبدان الدراوردي. وقد روى الحديث عن: هشام، وصفوان بن صالح المؤذن، وإبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، وعبد) الرحمن بن إبراهيم دحيم، وخلق كثير. (22/77)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 78 وعنه: أبو عبد الرحمن النسائي في الكنى، وأبو علي الحصائري، وخيثمة الأطرابلسي، وأبو أحمد عبد الله بن ناصح، وآخرون. توفي في المحرم سنة اثنتين وتسعين ومائتين. 4 (أحمد بن نصر بن إبراهيم. أبو عمرو النيسابوري الخفاف الحافظ.) قال أبو عبد الله الحاكم: هو شيخ وحده جلالةً ورئاسة وزهداً وعبادةً وسخاء. سمع بنيسابور: إسحاق بن راهويه، وعمرو بن زرارة، والحسين بن حريث، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، وأقرانهم. وببغداد: إبراهيم بن المستمر، وأحمد بن منيع، وأبا همام السكوني، وأقرانهم. وبالكوفة: أبا كريب، وعباد بن يعقوب، وجماعة. وبالحجاز: أبا مصعب، ويعقوب بن حميد بن كاسب، وعبد الله بن عمران العابدي، وغيرهم. وعنه: محمد بن سليمان بن فارس، وأبو حامد بن الشرقي، والشيوخ. وثنا عنه: أبو سعيد أحمد بن أبي بكر الحيري، ومحمد بن أحمد بن (22/78)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 79 حمدون الذهلي، وأبو بكر الضبعي، وأهل نيسابور. وسمعت أبا زكريا العنبري يقول: كان ابتداء حال أبي عمرو أحمد بن نصر الرئيس الزهد والورع وصحبة الأبدال، إلى أن بلغ من العلم والرئاسة والجلالة ما بلغ. ولم يكن يعقب، فلما أيس من الولد تصدق بأموالً، كان يقال: إن قيمتها خمسة آلاف درهم، على الأشراف والموالي والفقراء. سمعت أبا بكر يعني الضبعي يقول: كنا نقول إن أبا عمرو الخفاف يفي بمذاكرة مائة ألف حديث. وصام الدهر نيفاً وثلاثين سنة. سمعت أبا الطيب الكرابيسي: سمعت ابن خزيمة يقول على رؤوس الملأ يوم مات أبو عمرو الخفاف: لم يكن بخراسان أحفظ منه للحديث. سمعت أبا إسحاق المزكي: سمعت السراج يقول: ما رأيت أحفظ من أبي عمرو الخفاف. كان يسرد الحديث سرداً، حتى المقاطيع والمراسيل. سمعت محمد بن المؤمل بن الحسن: سمعت أبا عمرو الخفاف، يقول: كان عمرو بن الليث الصفار يقول لي: يا عم، متى ما عملت شيئاً لا يوافقك فاضرب رقبتي، إلى أن أرجع إلى هواك. سمعت محمد بن حمدون الواعظ يقول: مات أبو عمرو الرئيس الذي كنا نقول عنه زين الأشراف أبو عمرو الخفاف في شعبان سنة تسع وتسعين ومائتين. (22/79)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 80 4 (أحمد بن النضر بن عبد الوهاب. أبو الفضل النيسابوري، أحد أركان الحديث.) قال الحاكم: كان البخاري إذا ورد نيسابور كان ينزل عند الأخوين: أحمد، ومحمد ابني النضر.) قال: وقد روى عنهما في الجامع الصحيح، وإسنادهما وسماعهما معاً، وهما سيان. سمع: إسحاق بن راهويه، وعمرو بن زرارة، وهدبة بن خالد، وعبيد الله بن معاذ، وشيبان بن فروخ، وسهل بن عثمان العسكري، وأبا مصعب الزهري، وخلقاً سماهم الحاكم. وقال: هو مجود في البصريين. روى عنه: خ..، وأبو حامد بن الشرقي، ومحمد بن الأخرم، وأحمد بن إسحاق الصيدلاني، ومحمد بن صالح بن هانئ، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وغيرهم. وروى خ.. حديث الإفك عن الزهراني وثبتني أحمد في بعضه، وأحمد هذا هو ابن النضر، وما هو بابن حنبل، والله أعلم. 4 (أحمد بن هشام بن عبد الله بن كثير الأسدي الدمشقي. (22/80)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 81 أبو الحسن القارئ.) عن: محمد بن مصفى، ومحمود بن خالد. وعنه: جمح بن القاسم، وأبو عمر بن فضالة، وجماعة. 4 (أحمد بن وهب بن عمرو. أبو العباس المصيصي، من ولد عقبة بن أبي معيط.) له عن: حكيم بن سيف الرقي. وعنه مخلد الباقرمي حدث بغداد. مات سنة تسع وتسعين ومائتين. 4 (أحمد بن يحيى بن يزيد. (22/81)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 82 أبو العباس الشيباني، مولاهم النحوي ثعلب شيخ العربية ببغداد وإمام) الكوفيين في النحو. سمع: إبراهيم بن المنذر الحزامي، ومحمد بن زياد بن الأعرابي، وعبيد الله القواريري، ومحمد بن سلام الجمحي، وعلي بن المغيرة، وسلمة بن عاصم، والزبير بن بكار. وعنه: إبراهيم نفطويه، ومحمد بن العباس اليزيدي، وعلي الأخفش الصغير، وأبو بكر بن الأنباري، وأحمد بن كامل القاضي، وأبو عمرو الزاهد غلام ثعلب، ومحمد بن مقسم، وآخرون. ولد سنة مائتين، وكان يقول: طلبت العربية سنة ست عشرة ومائتين، وابتدأت بالنظر وعمري ثمان عشرة سنة، ولما بلغت خمساً وعشرين سنةً ما بقي علي مسألة للفراء إلا وأنا حفظتها. وسمعت من القواريري مائة ألف حديث. قال الخطيب، وغيره: كان ثقة حجة ديناً صالحاً مشهوراً بالحفظ. (22/82)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 83 وقيل: كان ثعلب لا يتكلف إقامة الإعراب في حديثه. وقال إبراهيم الحربي: قد تكلم الناس في الاسم والمسمى، وقد بلغني أن أبا العباس أحمد بن يحيى قد كره الكلام في ذلك، وكرهت لكم ما كره العباس.) وقال محمد بن عبد الملك التاريخي: سمعت المبرد يقول: أعلم الكوفيين ثعلب. فذكر له الفراء، فقال: لا يعشره. وقال ابن مجاهد المقرئ: قال لي ثعلب: اشتغل أصحاب القرآن بالقرآن ففازوا، واشتغل أهل الفقه بالفقه ففازوا، واشتغلت أنا بزيدٍ وعمرو، فليت شعري، ماذا يكون حالي في الآخرة فانصرفت من عنده، فرأيت تلك الليلة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لي: أقرئ أبا العباس عني السلام، وقل له: إنه صاحب العلم المستطيل. قال القفطي: كان ثعلب يدرس كتب الكسائي والفراء درساً، فلم يكن يدري مذهب البصريين، ولا كان مستخرجاً للقياس، ولا طالباً له، بل ينقل. فإذا سئل عن الحجة لم يأت بشيء. وعن الرياشي وسئل لما رجع من بغداد فقال: ما رأيت أعلم من الغلام المنبز، يعني ثعلباً. وحكى أبو علي الدينوري ختن ثعلب أن المبرد كان أعلم بكتاب سيبويه (22/83)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 84 من ثعلب، لأنه قرأه على العلماء، وثعلب قرأه على نفسه. وقيل: إن ثعلباً كان بخيلاً. وخلف ثلاثة آلاف دينار، وملكاً بثلاثة آلاف دينار. وكان قد صحب محمد بن عبد الله بن طاهر، وعلم ابنه طاهراً، فرتب له ألف درهم في كل شهر. وله من الكتب: كتاب الفصيح كتاب المصون كتاب أخلاق النحويين كتاب معاني القرآن كتاب ما يلحن فيه العامة كتاب القراءات كتاب معاني الشعر كتاب التصغير كتاب ما لا ينصرف كتاب الأمثال كتاب الوقف والابتداء كتاب إعراب القرآن وأشياء أخرى. وطال عمره وأصم، فرجع يوماً من الجامع مع أصحابه، فصدمته دابة، فوقع في حفرة، فلم يقدر على القيام، وحمل إلى بيته يتأوه من رأسه ومات منها في جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين ومائتين. 4 (أحمد بن يحيى بن إسحاق الراوندي الملحد.) (22/84)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 85 صاحب الزندقة. كان حياً إلى حدود الثلاثمائة. وكان يلازم الرافضة والملحدة، فإذا عوتب قال: أنا أريد أن أعرف مذاهبهم ثم كاشف وناظر، وصنف في الزندقة، لعنه الله. قال الإمام أبو الفرج بن الجوزي: كنت أسمع عنه بالعظائم، حتى رأيت له ما لم يخطر مثله على قلب، ووقعت إلي كتبه، فمنها كتاب نعت الحكمة، وكتاب قضيب الذهب، وكتاب الزمردة، قال بن عقيل: عجبت كيف لم يقتل وقد صنف الدامغ فدمغ به القرآن والزمردة يزري فيه على النبوات وكتاب الدامغ، الذي نقضه عليه أبو علي محمد بن إبراهيم الجبائي ونقض عليه أبو الحسين عبد الرحيم بن) محمد الخياط كتاب الزمردة. قال ابن الجوزي: نظرت في الزمردة فرأيت له فيه من الهذيان البارد الذي لا يتعلق بشبهة. يقول فيه: إن كلام أكثم بن صيفي فيه شيء أحسن مما في سورة الكوثر. وإن الأنبياء وقعوا بطلسمات. وقد وضع كتاباً لليهود (22/85)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 86 والنصارى يحتج لهم في إبطال نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم. وقال أبو علي الجبائي: كان السلطان قد طلب أبو عيسى الوراق، وابن الراوندي، فأما الوراق فحبس حتى مات، وهرب ابن الراوندي إلى ابن لاوي اليهودي، ووضع له كتاب الدامغ يطعن به على القرآن، وعلى النبي صلى الله عليه وسلم. ثم لم يلبث إلا أياماً حتى مرض ومات إلى اللعنة. وعاش أكثر من ثمانين سنة. وكان ابن عقيل عاش ستاً وثلاثين سنة. قلت: وقد سرد ابن الجوزي من زندقيته أكثر من ثلاث ورقاتٍ، صدف هذا الكتاب عنها. ثم رأيت ترجمته في تاريخه فقال: أبو الحسين بن الراوندي المتكلم من أهل مرو الروذ، سكن وكان من متكلمي المعتزلة، ثم فارقهم وتزندق. وقيل: كان أبوه يهودياً، فأسلم هو، فكان بعض اليهود يقول، لبعض المسلمين: ليفسد هذا عليكم كتابكم كما أفسد أبوه علينا التوراة. وذكر أحمد بن أحمد القاضي الطبراني أن ابن الراوندي كان لا يستقر على مذهب، ولا يثبت على انتحال، حتى صنف لليهود كتاب النصرة على المسلمين بأربعمائة درهم كما بلغني، أخذها من يهود سامراء، فلما أخذ المال رام نقضها، حتى أعطوه مائتي درهم، فسكت. قال البلخي في مجالس خراسان: أحمد بن يحيى الراوندي المتكلم، لم يكن في زمانه من نظرائه أحذق منه في الكلام، ولا أعرف بدقيقه وجليله منه، وكان أول أمره حسن السيرة، جميل المذهب، كثير الحياء، ثم انسلخ من ذلك (22/86)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 87 بأثبات عرفت له، ولأن علمه أكثر من عقله. وقد حكي عن جماعة أنه تاب عند موته. وأكثر كتبه ألفها أبو عيسى اليهودي، وفي منزل أبي عيسى مات. قال ابن النجار: ولأبي علي الجبائي عليه ردود كثيرة. ومن قوله في حديث عمار: تقتلك الفئة الباغية قال: المنجمون يقولون مثل هذا. وقال: في القرآن لحن. وله كتاب في قدم العالم وبقاء الصانع. وقال في القرآن: لا يأتي أحد بمثله هذا كتاب إقليدس لا يأتي) أحد بمثله، وكذلك بطليموس، في أشياء جمعها لم يأت أحد بمثلها. قلت: هذا ادعاء كاذب. وعن الحسن بن علي الخيشي قال: قلت لأبي الحسين الراوندي: أنت أصدق الناس، فلو اختلفت معنا إلى المبرد. فقال: نبهتني. فكان بعد يختلف إلى المبرد، فسمعت أبا العباس المبرد يقول: هذا أبو الحسين يختلف إلي منذ شهر، فلو اختلف سنة احتجت أن أقوم من مجلسي هذا وأجلسه فيه. قال ابن جميل: أنشدنا أبو الحسين بن يحيى الراوندي: (ليس عجبنا بأن امرءاً لطي .......... ف الخصام دقيق الكلم)

(يموت وما حصلت نفسه .......... سوى علمه ما علم) قال ابن النجار: بلغني أن ابن الراوندي هلك في سنة ثمان وتسعين (22/87)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 88 ومائتين، أبعده الله وأسحقه. 4 (أحمد بن يحيى بن خالد بن حبا ن: أبو العباس الرقي ثم المصري الأصفر عن يحبى بن سليمان الجعفي) وعنه الطبراني وغيره توفي فب ربيع الأول سنة أربع وتسعين ومائتين. 4 (أحمد بن يحيى بن إسحاق. أبو جعفر البجلي الحلواني ثم البغدادي.) عنه: أحمد بن يونس، وسعدويه، وقيض بن وثيق الثقفي، وأحمد بن حنبل، وجماعة. وعنه: أبو عمرو السماك، وأبو بكر النجاد، وأبو سهل القطان، والطبراني، وأبو بكر الآجري. قال الخطيب: ثقة. يذكر عنه زهد ونسك وكثرة حديث. توفي سنة ست وتسعين، وهو أخو حازم بن يحيى. 4 (أحمد بن يحيى بن الإمام يحيى بن يحيى الليثي الأندلسي. (22/88)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 89 المعروف بالثائر.) فقيه بارع، وشاعر محسن. توفي كهلاً، وقد روى عن: أبيه، ومحمد بن وضاح. ومات سنة سبع وتسعين. 4 (أحمد بن يحيى البلاذري الكاتب.) قد ذكرناه في عشر الثمانين على ما نقله بعضهم من أنه توفي في خلافة المعتمد. ثم وجدت أن أبا أحمد بن عدي قد روى عنه، على ما ذكره الحافظ ابن عساكر، فيجوز هنا. 4 (أحمد بن يعقوب. أبو المثنى البغدادي القاضي.) ) أحد من قام في خلع المقتدر قديماً. قال أبو عمر محمد بن يوسف القاضي: حبسونا ويئسنا من الحياة، ثم أتوا يعني أعوان المقتدر فأضجعوا محمد بن داود بن الجراح، فذبحوه وذهبوا. ثم عادوا بعد ساعة، فقالوا لأبي المثنى القاضي: يقول لك أمير المؤمنين بم استحللت، يا عدو الله، نكث بيعتي؟ (22/89)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 90 فقال: لعلمي أنه لا يصلح للأمة. فقالوا: قد أمرنا أن نستتيبك من هذا الكفر، فإن تبت، وإلا قتلناك. فقال: أعوذ بالله من الكفر. فذبحوه وأخذوا رأسه. وأما أنا فاعترفت بالذنب، فصودرت. قال: فأخذت المرآة فنظرت فيها، فإذا قد شابت لحيتي في ليلة. يعني من هول ما ورد عليه. قتل أبو المثنى سنة ست وتسعين في ربيع الآخر. 4 (أحمد بن مخلد. أبو الحسين الإصبهاني البزاز.) عن: محمد بن أبان البلخي، ومحمد بن مهران الجمال، ومحمد بن عمرو زنيج. وعنه: أبو أحمد العسال، وعبد الله بن محمد بن عمر القاضي، والطبراني. توفي سنة تسع وتسعين. وقيل: سنة ثلاثمائة. قال أبو نعيم الإصبهاني: لا بأس به. 4 (أحمد بن أحمد. أبو اليسر الشيباني البغدادي اللغوي الإخباري الشاعر المعروف بالرياض، نزيل) القيروان. أخذ عنه: ابن قتيبة، والمبرد، وثعلب. ولقي: دعبل بن علي، وابن الجهم، وسعيد بن حميد الكاتب. وأدخل (22/90)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 91 إفريقية مراسيل المحدثين وطرقهم وأشعارهم. وكان كاتباً مترسلاً، بليغاً، علامة. له كتاب لفظ المرجان في الأدب وكتاب سراج الهدى في معاني القرآن وكتب الإنشاء لصاحب إفريقية إبراهيم بن أحمد بن الأغلب، ولابنه. توفي سنة ثمان وتسعين. 4 (إبراهيم بن أحمد. أبو إسحاق الخواص الزاهد شيخ الصوفية بالري. كان من كبار مشايخ الطريق.) أخذ عنه: جعفر الخالدي، وغيره. وله تصانيف في التصوف. وروي عنه قال: رأيت أسوداً يصلي في يومٍ شديد البرد، وأن العرق يسيل منه. فقلت: يا حبيبي ما هذه الشهرة) قال: أتراه يعريني ولا يدفيني. وعنه قال: من أراد الله لله بذل له نفسه وأدناه من قربه. ومن أراد الله لنفسه أشبعه من جنانه، ورواه من رضوانه. وقال جعفر الخالدي: سمعت إبراهيم الخواص يقول: من لم تبك الدنيا عليه لم تضحك الآخرة إليه. وبت ليلةً مع إبراهيم فانتبهت، فإذا هو يناجي إلى الصباح: (برح الخفاء وفي التلاقي راحه .......... هل يشتفي خل بغير خليله؟) (22/91)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 92 وقال أبو نعيم: أنا الخالدي في كتابه: سمعت إبراهيم الخواص يقول: سلكت في البادية تسعة عشر طريقاً، فيها طريق من ذهب، وطريق من فضة. وفي تاريخ الصوفية: عن عمر بن سنان المنبجي قال: مر بنا إبراهيم الخواص وقال: لقيني الخضر، فسألني الصحبة، فخشيت أن يفسد علي سر توكلي بسكوني إليه، ففارقته. ويروي عن جمشاد الدينوري قال: خرجت فإذا بثلج عظيم يقع، فذهبت إلى تل النوبة، فإذا إنسان قاعد على رأس التل وحوله قدر خيمة، خالٍ من الثلج، فإذا هو إبراهيم الخواص، فسلمت عليه وجلست عنده، فقلت: بم نلت هذا قال: بخدمة الفقراء. توفي سنة إحدى وتسعين، وقيل: سنة أربعٍ وثمانين. من نظراء الجنيد. 4 (إبراهيم بن إسحاق الأنصاري البغدادي.) عن: لوين، وأحمد بن منيع، وجماعة. وعنه: أبو حامد بن الشرقي. توفي سنة ثلاث وتسعين. (22/92)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 93 4 (إبراهيم بن بندار بن عبدة الإصبهاني القطان.) عن: محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، وغيره. وعنه: أبو حامد العسال، والطبراني. توفي سنة ست وتسعين. 4 (إبراهيم بن جعفر الأشعري الإصبهاني.) استشهد في وقعة الهبير. روى عن: حميد بن مسعدة، وأبي عتبة الحمصي، وطائفة. وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو إسحاق بن) حمزة، وأبو الشيخ. 4 (إبراهيم بن داود العنبري المصري.) عن: عيسى بن زغبة، وعبد الملك بن شعيب بن الليث. توفي في جمادى الأولى سنة ثمان وتسعين. وثقه ابن يونس. 4 (إبراهيم بن درستويه. أبو إسحاق الشيرازي.) (22/93)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 94 حدث ببغداد عن: لوين، ومحمد بن يحيى العدني، ومحمد بن يحيى الكندي، والحجري. وعنه: أبو بكر الإسماعيلي، والطبراني. 4 (إبراهيم بن الحسن الهمداني الآرمي. ويعرف بالصيمري.) عن: محمد بن حميد، وأبي كريب، وأبي عمار الحسين بن حارث. وعنه: أبو القاسم بن عبيد، وأبو بكر خرجة النهاوندي، وأبو بكر الإسماعيلي. 4 (إبراهيم بن الحسين. أخواه بني ميسرة الهمداني.) عن: سهل بن عثمان العسكري، وأبي مصعب، وعبد الحميد بن عصام الجرجاني. وعنه: خرجة النهاوندي، وأبو القاسم الطبراني، وآخرون. 4 (إبراهيم بن سعيد بن معدان الهمداني البزار.) عن: سويد بن سعيد، ويعقوب بن كاسب. وعنه: أبو بكر خرجة النهاوندي، وأبو بكر الإسماعيلي. توفي سنة سبعٍ. 4 (إبراهيم بن أبي طالب محمد بن نوح بن عبدان بن خالد. (22/94)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 95 أبو إسحاق النيسابوري المزكى الزاهد،) إمام عصره بنيسابور في معرفة الحديث والرجال، قاله الحاكم. ثم قال: جمع الشيوخ والعلل، وسمع بنيسابور: إسحاق بن إبراهيم، وأبا قدامة، وعمرو بن زرارة، والحسين بن الضحاك، وعبد الله بن الجراح، وعبد الله بن عمر بن الرماح، ومحمد بن أبان البلخي، وأقرانهم. وبالري: محمد بن مهران، ومحمد بن عمرو زنيج، ومحمد بن حميد، وأقرانهم. ودخل على أحمد بن حنبل، وذاكره، واحتال في أخذ حكايات من لفظه، ولم يقدر على المسانيد. وسمع من: داود بن رشيد، وأحمد بن منيع، وأقرانهم.) وبواسط من: بشر بن آدم، وإسحاق بن شاهين، وجماعة. وبالبصرة: نصر بن علي، والفلاس، وبندار، وغيرهم. وبالكوفة: أبا كريب، وعثمان بن أبي شيبة، وعبد الله بن عمر بن أبان، وأقرانهم. وبالمدينة: أبا مصعب، ويحيى بن سليمان بن فضلة، وإسماعيل بن أبي خبزة، وهارون بن موسى الفروي، وأقرانهم. وبمكة: محمد بن يحيى بن أبي عمرو، ومحمد بن عباد، وعبد الله بن عمران، وجماعة. وعنه: أبو يحيى الخفاف، وابن خزيمة، وأكثر مشائخنا. سمعت عبد الله بن سعيد يقول: ما رأيت مثل إبراهيم بن أبي طالب، ولا رأى مثل نفسه. سمعت أبا علي النيسابوري الحافظ يقول: كنت أختلف إلى الولي بباب معمر، فقال لي بعض مشائخنا: ألا تحضر مجلس إبراهيم بن أبي طالب، فترى (22/95)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 96 شمائله ومحاسنه، فأحضرني، فرأيت شيخاً لم تر عيناي مثله. سمعت محمد بن يعقوب الحافظ يقول: إنما أخرجت مدينتنا هذه ثلاثة: محمد بن يحيى، ومسلم بن الحجاج، وإبراهيم بن أبي طالب. كنا نجلس بين يديه، كأن على رؤوسنا الطير، بينا نحن بين يديه إذ عطس أبو زكريا العنبري، فأخفى عطاسه، فقلت له سراً: لا تخفي، فلست بين يدي الله تعالى. سمعت أبا عبد الله بن يعقوب: سمعت أبا حامد بن الشرقي يقول: إنما أخرجت خراسان من أئمة الحديث خمسة: محمد بن يحيى، والبخاري، والدارمي، ومسلم، وإبراهيم بن أبي طالب. سمعت أبا الفضل محمد بن إبراهيم: سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول: قال لي محمد بن يحيى: من أحفظ من رأيت بالعراق قلت: لم أر بعد أحمد بن حنبل مثل أبي كريب. ثنا أبو الوليد حسان بن محمد: سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول: دخلت على أحمد بن حنبل غير مرة رجاء أن آخذ عنه حديثاً، فقلت يوماً حديث أبي سلمة، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: امرؤ القيس قائد لواء الشعراء إلى النار. فقال: قيل عن الزهري عن أبي سلمة. فقلت: من ذكره عن الزهري قال: أبو الجهم. فقلت: من رواه عن أبي الجهم فسكت. فلما عاودته قال: اللهم سلم. فسكت. قلت: ترك الإمام أحمد التحديث لله لما في النفس فيه من الحفظ، فملأ الله البلاد بحديثه، وعاش ولده،) وروى عنه شيئاً كثيراً إلى الغاية، ونفع الله به (22/96)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 97 العلماء والفقهاء والمحدثين. فلا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع. قال الحاكم: وكان إبراهيم بن أبي طالب يعيش من كراء حانوت له في الشهر بسبعة عشر درهماً يتبلغ بها. وقد أملى كتاب العلل وغير شيء. وسمعت عبد الله بن سعيد يقول: توفي في ثاني رجب سنة خمس وتسعين. أخبرتنا زينب بنت عمر، عن المؤيد الطوسي: أنا محمد بن الفضل، أنا عمر بن مسرور، أنا إسماعيل بن نجيد: ثنا إبراهيم بن أبي طالب، ثنا أبو كريب، ثنا أبو خالد، عن شعبة، عن عاصم، عن زر، عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي سل الله الهداية والسداد، واذكر بالهدى هدايتك الطريق، وبالسداد تسديدك السهم. 4 (إبراهيم بن عبد الله بن مسلم بن ماعز بن المهاجر البصري. أبو مسلم الكجي صاحب السنن) ومسند زمانه. ولد سنة بضع وتسعين ومائة. وسمع: أبا عاصم النبيل، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وعبد الرحمن بن حماد الشعيثي، وعبد الملك الأصمعي، ومسلم بن إبراهيم، وعبد الله بن رجاء، ومعاذ بن معاذ الله، وبدل بن المحبر، وحجاج بن منهال، (22/97)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 98 وسعيد بن سلام العطار، وحجاج بن نصير، وأبا زيد سعيد بن أوس الأنصاري، وخلقاً سواهم. وعنه: إسماعيل الصفار، وأبو بكر النجاد، وفاروق الخطابي، وحبيب القزاز، وسليمان الطبراني، وأحمد بن جعفر الختلي، وأحمد بن جعفر القطيعي، وأبو محمد بن ماسي، وآخرون. وثقه الدارقطني، وغيره. وكان رئيساً نبيلاً من سروات بلده وأولي العلم والأمانة، قدم بغداد وروى الكثير بها. قال أحمد بن جعفر الختلي: لما قدم علينا أبو مسلم الكجي أملى الحديث في رحبة غسان، وكان في مجلسه سبعة مستملين، يبلغ كل واحد صاحبة الذي يليه. وكتب الناس عنه قياماً، بأيديهم المحابر، ثم مسحت الرحبة، وحسب من حضر محبرةً، فبلغ ذلك نيفاً وأربعين ألف محبرة، سوى النظارة. هذه حكاية صحيحة رواها الخطيب في تاريخه، عن بشر بن الرومي، قال: سمعت الختلي، فذكرها. وقال غنجار في تاريخ بخارى: ثنا أبو نصر أحمد بن محمد: سمعت جعفر بن الطبسي يقول: كنا ببغداد عند أبي مسلم الكجي، ومعنا عبد الله مستملي صالح جزرة، فقيل لأبي مسلم: هذا مستملي صالح. قال: من صالح قال: صالح الجزري. فقال: ويحكم ما أهونه عندكم، ألا تقولوا سيد المسلمين) وكنا في أخريات الناس، فقدمنا وقال: كيف أخي وكبيري، ما تريدون قلنا: أحاديث ابن عرعرة، وحكايات الأصمعي. (22/98)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 99 فأملى علينا من ظهر قلب. وكان ضريراً، مخضوب اللحية. وعن فاروق الخطابي قال: لما فرغنا من السنن على أبي مسلم، عمل لنا مأدبة، أنفق فيها ألف دينار. وقد مدحه أبو عبادة البحتري الشاعر. وبلغنا أنه لما حدث تصدق بعشرة آلاف درهم شكراً لله. وتوفي ببغداد في سابع محرم سنة اثنتين وتسعين، ونقلوه إلى البصرة، فدفن بها. 4 (إبراهيم بن عبد الله بن معدان الإصبهاني.) عن: محمد بن حميد الرازي، وأحمد بن سعيد الهمداني، وجماعة. وعنه: الطبراني، وأبو إسحاق بن حمزة، وأبو الشيخ، وآخرون. توفي سنة أربع وتسعين ومائتين. 4 (إبراهيم بن علي بن محمد بن آدم. أبو إسحاق الذهلي النيسابوري.) سمع: يحيى بن يحيى، ويزيد بن صالح، وابن راهويه، وجماعة. وفي الرحلة: علي بن الجعد، ويحيى الحماني، وأبا مصعب الزهري. وعنه: أبو علي محمد بن عبد الوهاب الثقفي، ومحمد بن صالح بن هانئ، وعلي بن جمشاد، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وبشر بن أحمد الإسفرائيني، وطائفة. قال الحاكم: سألت أبا زكريا العنبري وعلي بن جمشاد، عنه فوثقاه. توفي في شعبان سنة ثلاث وتسعين. (22/99)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 100 4 (إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي بن دحيم.) سمع: أباه، وهشام بن عمار، وجماعة. وعنه: ابن أخيه عبد الرحمن بن عمرو بن دحيم، والطبراني، وأبو أحمد بن عدي، وأبو عمرو بن مطر، وخلق كثير. وكان ثقة. بقي إلى حدود الثلاثمائة. 4 (إبراهيم بن محمد بن الحارث بن ميمون. أبو إسحاق الإصبهاني المعروف بابن نائلة، وهي أمه.) سمع: إسماعيل بن عمرو البجلي.) وفي الرحلة: سعيد بن منصور، وعمار بن هارون، وسعيد بن فلان، وروح بن عبد المؤمن، ومحمد بن المغيرة الإصبهاني. وعنه: أبو أحمد العسال، والطبراني، وأحمد بن بندار، ومحمد بن إسحاق بن أيوب، وآخرون. توفي سنة إحدى وتسعين ومائتين. 4 (إبراهيم بن محمد بن الهيثم. أبو القاسم البغدادي صاحب الطعام.) روى عن: محمد بن الصباح الجرجرائي. وعنه: الطبراني. (22/100)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 101 4 (إبراهيم بن محمد بن أبي الشيوخ الآدمي.) صدوق. عن: الوليد بن شجاع، وأحمد بن بهلول. وعنه: أحمد بن المنادي وقال: توفي سنة ثلاثٍ وتسعين. 4 (إبراهيم بن محمود بن حمزة. أبو إسحاق النيسابوري القطان المالكي الفقيه.) رحل فتفقه على: ابن عبد الحكم. وسمع: أحمد بن منيع، وجماعة. وعنه: حسان بن محمد الفقيه، وأبو بكر النقاش. وكان فقيهاً بارعاً صواماً قواماً مجاهداً. وكان شيخ المالكية بنيسابور. توفي سنة ثمانٍ وتسعين. وقيل: توفي في سنة تسعٍ وتسعين. قال الحاكم: سمعت محمود بن محمد يقول: قال لي عمي إبراهيم: قال لي ابن عبد الحكم: ما قدم علينا خراساني هو أعرف بطريقة مالك منك، فإذا رجعت فادع الناس إلى رأي مالك. (22/101)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 102 قال: وكان عمي يصوم النهار ويقوم الليل، ولا يدع الجهاد في كل ثلاثة أعوام. 4 (إبراهيم بن معقل بن الحجاج. أبو إسحاق النسفي قاضي نسف وعالمها. رحل وكتب الكثير.) وسمع: جنادة بن الغلس، وقتيبة بن سعيد، وهشام بن عمار، وأقرانهم. وروى الصحيح عن أبي عبد الله البخاري. وكان فقيه النفس، عارفاً باختلاف العلماء. روى عنه: ابنه سعيد، وعبد المؤمن بن خلف، ومحمد بن زكريا النسفيون، وعلي بن إبراهيم الطعان، وخلف بن محمد الخيام، وخلق سواهم. صنف المسند والتفسير وغير ذلك. وتوفي في ذي الحجة سنة خمس وتسعين.) 4 (إبراهيم بن موسى بن جميل. أبو إسحاق الأندلسي التدميري مولى بني أمية.) رحل وأخذ عن: عمر بن شبة، ومحمد بن عبد الله بن الحكم الفقيه، (22/102)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 103 وأبي بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، وأحمد بن أبي خيثمة، وطائفة. وعنه: قاسم بن أبي الأصبغ، ومحمد بن عبد الملك بن أعين، وسعيد بن جابر، ومحمد بن قاسم الأندلسيون، وأبو جعفر الطحاوي، والطبراني، وابن يونس. وقد روى عنه النسائي شيئاً في الكنى عن رجل، عن ابن المديني. قال ابن الرفضي: كان كثير الغلط. توفي سنة ثلاثمائة بمصر، وكان قد سكنها. وثقه ابن يونس. 4 (إبراهيم بن هاشم بن الحسين البغوي.) سمع: علي بن الجعد، وأحمد بن حنبل، وأمية بن بسطام، وجماعة. (22/103)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 104 وعنه: أبو بكر النجاد، وابن قانع، وأبو بكر الشافعي، وعلي بن لؤلؤ. وثقه الدارقطني. وتوفي في جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين. في مجالس الخلال، روايته عن علي بن الحسن بن شقيق. وهذا وهم، لم يدركه. وكان مولده سنة سبع ومائتين. 4 (إبراهيم بن الفضل بن غسان. أبو أمية الغلابي البغدادي البزار القاضي.) حدث عن: أبيه بالتاريخ وعن: محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وأحمد بن عبده الضبي، وغيرهما. قال الخطيب: كان بزازاً، فاستتر ابن الفرات الوزير عنده في نكبةٍ أصابته، فقال: إن وليت الوزارة ما تريد أن يفعل بك قال: تقلدني شيئاً. فلما وزر أحسن إليه وولاه قضاء البصرة والأهواز. وكان قليل العلم. فلما عزل ابن الفرات قبض عليه متولي البصرة وسجنه، إلى أن مات سنة ثلاثمائة. قال الدارقطني: ليس به بأس.) 4 (إدريس بن عبد الكريم. أبو الحسن البغدادي الحداد المقرئ.) (22/104)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 105 قرأ على: خلف البزار. وسمع: عاصم بن علي، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، ومصعب بن عبد الله الزبيري، وجماعة. قرأ عليه: أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم، وأبو الحسين أحمد بن ثوبان، وأبو الحسن بن شنبوذ، وأبو علي أحمد بن عبد الله بن حمدان بن صالح، وآخر من زعم أنه قرأ عليه الحسن بن سعيد المطوعي. وروى عنه: ابن مجاهد، وأبو بكر النجاد، وإسماعيل الخطبي، وأبو علي بن الصواف، وأبو بكر القطيعي، وسليمان الطبراني، وخلق. قال الدارقطني: ثقة وفوق الثقة بدرجة. توفي في يوم عيد النحر سنة اثنتين وتسعين. وله ثلاث وتسعون سنة. وقد قرأ عليه المطوعي الكسائي وقال: قرأت على قتيبة بن مهران، وقرأ على الكسائي تابعه ابن شنبوذ. 4 (إسحاق بن أحمد بن النضر العبقي الموصلي السماك.) عن: إسحاق بن إسرائيل، ويعقوب الدورقي، وجماعة. وعنه: يزيد بن محمد في تاريخه، وقال: توفي سنة اثنتين وتسعين. 4 (إسحاق بن إبراهيم بن جابر. أبو يعقوب التجيبي المصري القطان.) (22/105)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 106 عن: سعيد بن أبي مريم. وعنه: أبو سعيد بن يونس، والطبراني. توفي في جمادى الآخرة سنة ست وتسعين. وقال ابن يونس: ما علمت إلا خيراً. 4 (إسحاق بن إبراهيم المصري الجلاب. ويعرف بفقيقيعة.) يروي عن: حرملة، وغيره. وعنه: أبو سعيد بن يونس وقال: مات سنة ثمانٍ وتسعين. 4 (إسحاق بن إبراهيم بن أحمد بن نفيس البغدادي الهمداني. أبو العباس بن النابتي.) ولي أبوه قضاء همدان مدة. وحدث عن: أبيه، وابن عمار الحسين بن حارث، ومحمود بن غيلان، وجماعة. وعنه: أبو الشيخ، وأحمد بن بندار، وأهل أصبهان.) 4 (إسحاق بن إبراهيم بن داود. أبو يعقوب الأصبهاني المؤدب.) عن: حميد بن مسعدة، وسعيد بن يحيى سعدويه. وعنه: أبو أحمد العسال، وأحمد بن بندار. 4 (إسحاق بن حاجب البغدادي المعدل.) عن: خليفة بن خياط، ومحمد بن بكار بن الريان. وعنه: أبو بكر النجاد، وعبد الصمد الطستي، وغيرهما. وتوفي سنة أربعٍ وتسعين. وقيل: سنة سبعٍ. (22/106)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 107 وثقه أبو بكر الخطيب. 4 (إسحاق بن حنين بن إسحاق.) أبو يعقوب العبادي، نسبة إلى عباد الحيرة وهم من قبائل شتى من النصارى، نزلوا الحيرة، ولما بنيت الكوفة خربت الحيرة. وكان هذا الكلب أوحد عصره في علم الطب كأبيه. وكان يعرف الكتب اليونانية. وكان قد انقطع إلى الوزير أبي القاسم بن عبيد الله، وقد ابتلي بالفالج في آخر عمره، وما أغنى عنه بصره بالطب، فنسأل الله العافية. مات سنة ثمانٍ وتسعين. 4 (إسحاق بن خالويه. أبو يعقوب الياسري الواسطي.) روى عن: علي بن بحر. وعنه: الطبراني. 4 (إسحاق بن يعقوب. أبو موسى اليحمدي الفقيه.) أول من كتب الشافعي إلى بلد استراباذ. وكان صدوقاً عالماً محدثاً. سمع: قتيبة، وابن راهويه، وهشام بن عمار، وحرملة التجيبي، وخلقاً. وعنه: محمد بن أحمد الغطريف، وجعفر بن شهرزيل. (22/107)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 108 4 (أسلم بن سهل بن أسلم بن زياد بن حبيب الحافظ. أبو الحسن الواسطي الرزاز بحشل صاحب تاريخ واسط.) سمع: جده لأمه وهب بن بقية، وسليمان بن أحمد الواسطي، ومحمد بن خالد بن عبد الله، وخلقاً بعد الثلاثين ومائتين. وكان يفهم ويدري الفن. روى عنه: محمد بن عثمان بن سمعان، ومحمد بن عبد الله بن يوسف، وإبراهيم بن يعقوب الهمداني، وعلي بن حميد البزاز، ومحمد بن جعفر بن الليث الواسطي، وأبو القاسم الطبراني. توفي سنة اثنتين وتسعين ومائتين. وقال خميس الحوزي: بحشل الرزاز منسوب إلى محلة الرزازين، ومسجده هناك، ثقة، ثبت، إمام، يصلح للصحيح. 4 (إسماعيل بن أحمد بن أسد بن سامان بن نوح. (22/108)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 109 أمير خراسان أبو إبراهيم، وابن أميرها.) ) كان عالماً فاضلاً عادلاً حسن السيرة في الرعية، مكرماً للعلماء، مشهوراً بالشجاعة والإقدام، ميمون الفقه. جرت له واقعة غريبة فقال الحاكم: سمعت ابن قانع ببغداد يقول: سمعت عيسى بن محمد الطهماني يقول: سمعت الأمير إسماعيل بن أحمد يقول: جاءنا أبونا بمؤدب يعلمنا الرفض، فنمت، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم، ومعه أبو بكر، وعمر، فقال: لم تسب صاحبي فوقفت، فقال لي بيده هكذا، ونفضها في وجهي، فانتبهت فزعاً أرتعد من الحمى. فمكثت على الفراش سبعة أشهر، وسقط شعري، فدخل أخي فقال: أيش قصتك فحدثته. فقال: اعتذر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاعتذرت وتبت. فما مر لي إلا جمعة حتى نبت شعري. وقال أحمد بن سعيد بن مسعود المروزي: لو لم يكن لآل سامان إلا ما فتحوا من بلاد الكفر لكفى فإنهم فتحوا مسيرة شهر. ولم يفتح بنو العباس منذ ولوا مقدار شبر. قال الحافظ أبو عبد الله الحاكم: ويقال له الأمير الماضي أبو إبراهيم. سمع من الفقيه محمد بن نصر المروزي عامة تصانيفه. وسمع من ابنه أحمد بن راشد ومن: محمد بن الفضل. أخذ عنه إمام الأئمة ابن خزيمة، وغيره. وكانت مدة سلطنته سبع سنين، وقد ظفر بعمرو بن الليث الصفار، وأسره وبعث به إلى المعتضد، وكتب له بعهده على إقليم المشرق. وكذلك استعمله المكتفي، وكان يعتمد عليه ويركن إليه لما يرى من كفاءته ويقول: (22/109)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 110 (لن يخلف الدهر مثلهم أبداً .......... هيهات، هيهات شأنهم عجب) توفي في بخارى في صفر سنة خمسٍ وتسعين، وولي بعده ابنه أحمد. قال الحاكم: سمعت الأمير إبراهيم بن إبراهيم بن أحمد يقول: كان جدي كثير أصوله كلها عندي. وقال أبو عبد الله البوسنجي: سمعت أبا إبراهيم الأمير يقول: كنت أتناول أبا بكر وعمر، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: ما لك ولأصحابي قال: فمرضت سنة، ثم تبت من ذلك. 4 (إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن عبدة. أبو الحسن الضبي الأصبهاني. أحد الثقات.) سمع: محمد بن حميد، ومحمد بن عمرو زنيج، وجماعة. وعنه: أبو الشيخ، وأبو أحمد العسال، وآخرون. توفي سنة تسع وتسعين. 4 (إسماعيل بن محمد بن وهب المصري.) عن: دحيم، وحرملة، ويعقوب بن إسحاق الهاشمي. وعنه: أبو جعفر العقيلي، والطبراني، وآخرون.) 4 (إسماعيل بن محمد بن قيراط. أبو علي العذري الدمشقي.) (22/110)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 111 عن: صفوان بن صالح المؤذن، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وأحمد بن صالح، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وهشام بن عمار، وطائفة. وعنه: أبو عوانة، وخثيمة، وأبو عمر بن فضالة، والطبراني، وعبد الله بن الناصح. توفي سنة سبع تسعين ومائتين. 4 (إسماعيل بن محمد المزني الكوفي. أبو محمد.) عن: أبي نعيم. وعنه: أبو بكر الإسماعلي، وهو من كبار شيوخه. توفي في نصف رمضان سنة ثمان وتسعين. ورخه ابن عقدة. (22/111)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 112 4 (حرف الباء)

4 (البختري بن محمد بن صالح البغدادي.) عن: محمد بن سماعة القاضي، وكامل بن طلحة الجحدري. وعنه: الطبراني. قال الدار قطني: لا بأس به. توفي سنة إحدى وتسعين. 4 (بشر بن عبد الملك الخزاعي. مولاهم الموصلي.) عن: غسان بن الربيع، ومحمد بن سليمان لوين، وجماعة. وكان أحد الصالحين. توفي سنة أربع. روى عنه: الطبراني. 4 (بهلول بن إسحاق. أبو محمد التنوخي الأنباري، قاضي الأنبار وخطيبها المصقع البليغ.) (22/112)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 113 وكان ثقة كثير الحديث. سمع: سعد بن منصور، وإسماعيل بن أبي أويس، وإبراهيم بن حمزة الزبيري، وأحمد بن حاتم الطويل، ومحمد بن معاوية النيسابوري، وجماعة. وعنه: أخوه أحمد بن إسحاق، وابنا أخيه يوسف الأزرق وإسماعيل ابنا يعقوب، وابن أخيه داود بن الهيثم بن إسحاق، وابن أخيه أبو طالب محمد بن أحمد بن إسحاق، وأبو بكر الشافعي، وأبو القاسم الطبراني، وأبو أحمد بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، وخلق من الرحالة. وثقه الدار قطني. مولده سنة أربع ومائتين، ومات في شوال سنة ثمان وتسعين.) وكان قاضي الأنبار وخطيبها، وأبوه حافظ كبير. (22/113)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 114 4 (حرف الجيم.)

4 (جبرون بن عيسى بن يزيد البغوي المصري.) عن: يحيى بن سليمان الحفري، وسحنون بن سعيد الفقيه أخذ عنه بالمغرب. وعنه: الطبراني، والمصريون. توفي سنة أربعٍ وتسعين. 4 (جبلة بن حمود. أبو يوسف الصدفي الإفريقي.) يروي عن: الفقيه سحنون، وغيره. توفي بإفريقية سنة سبعٍ وتسعين. وكان زاهداً قدوة. 4 (جعفر بن أحمد بن عبد الرحمن. أبو محمد النيسابوري السلماني.) تفقه بمصر على المزني. وسمع: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن رافع، وعبد الله بن عمران العابدي، وأبا كريب، وإسماعيل بن موسى الفزاري، وأحمد بن عبدة الضبي، ويونس بن عبد الأعلى، وخلقاً كثيراً. وعنه: أبو عبد الله بن الأخرم، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وأبو الوليد (22/114)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 115 حسان الفقيه، وآخرون. توفي في ذي القعدة سنة اثنتين وتسعين. 4 (جعفر بن أحمد بن مضر المضري المصري.) قال ابن يونس: هو عريف المؤذنين بمصر. توفي سنة ثمانٍ وتسعين. 4 (جعفر بن شعيب الشاشي. أبو محمد.) رحل وسمع: عيسى بن زغبة، ومحمد بن أبي عمر العدني، وطبقتهما. وعنه: إسماعيل الخطبي، وأبو محمد بن ماسي. توفي سنة أربعٍ وتسعين ببخارى. 4 (جعفر بن عبد الله الصباح بن نهشل الأنصاري الأصبهاني. المقرئ إمام جامع أصبهان.) رحل وقرأ القرآن على أبي عمر الدوري. وسمع من: إسماعيل بن موسى الفزاري، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، وجماعة. وقرأ بأصبهان أيضاً على محمد بن عيسى. وكان رأساً في القرآن وعلومه.) روى عنه: أبو أحمد العسال، والطبراني، وأبو الشيخ، وجماعة. توفي سنة أربعٍ وتسعين. (22/115)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 116 قرأ عليه جماعة منهم: محمد بن أحمد الكسائي، ومحمد بن أحمد بن عبد الوهاب. 4 (جعفر بن محمد بن الحسين بن عبيد الله بن محمد بن طغان. أبو الفضل النيسابوري، ويعرف بالترك.) قال الحاكم: شيخ عشيرته في عصره، من الثقات الأثبات، ومن كبار أصحاب يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهويه. وسمع أيضاً من: عمرو بن زرارة، ومحمد بن أبان المستملي، وجماعة. وعنه: عبد الله بن سعد، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وأبو حامد بن الشرقي الحافظ، وعدة. توفي في ثامن عشر شعبان سنة خمسٍ وتسعين. قال أبو الوليد الفقيه: سمعته يقول: كان إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يرفعني على جماعة من الشيوخ في مجلسه ويقول: جدهم أول من أظهر السنة بخراسان. 4 (جعفر بن محمد بن ماجد البغدادي.) عن: خلاد بن أسلم، ومحمد بن علي بن شقيق، وجماعة. ويعرف بابن القتيل. وعنه: حامد الرفاء، والطبراني. توفي سنة سبعٍ وتسعين. 4 (جعفر بن محمد بن الفرات، أبو عبد الله الكاتب.) توفي سنة سبعٍ أيضاً، وصلى عليه أخوه الوزير ابن الفرات. (22/116)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 117 وكان أسن من الوزير. 4 (جعفر بن محمد بن الأزهر البغدادي.) عن: وهب بن بقية، وغيره. وعنه: أبو بكر الشافعي، والإسماعيلي. توفي سنة تسعٍ وتسعين. 4 (جعفر بن محمد بن يزيد. أبو الفضل السوسي.) عن: علي بن بحر القطان، وسهل بن عثمان العسكري، وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، وأبي الطاهر بن السرح، وخلقٍ من الشاميين، والمصريين، والرازيين. وعنه: أبو جعفر العقيلي، وأبو سعيد الأعرابي، والحسن بن رشيق، وآخرون. وجاور بمكة. قال الدار قطني: لا بأس به.) 4 (جعفر بن محمد بن الليث. أبو عبد الله الزيادي البصري.) عن: مسلم، وعبد الله بن رجاء الغداني، وغسان بن مالك السلمي، وأبو حذيفة النهدي، وجماعة. وعنه: الطبراني، وأبو بكر الإسماعيلي، وأبو أحمد بن عدي، وآخرون. بقي إلى قريب الثلاثمائة. (22/117)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 118 4 (الجنيد بن خلف. الفقيه أبو يحيى السمرقندي.) سمع: إسحاق بن شاهين، وحوثرة بن أشرس. وعنه: أبو علي بن آدم، وعلي بن أبي العقب، وأبو أحمد بن الناصح، وآخرون. حدث بدمشق. 4 (الجنيد بن محمد بن الجنيد. أبو القاسم النهاوندي الأصل البغدادي القواريري الخزاز. وقيل كان أبوه قواريرياً،) يعني زجاجاً. وكان هو خزازاً. كان شيخ العارفين وقدوة السائرين وعلم الأولياء في زمانه، رحمة الله عليه. (22/118)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 119 ولد ببغداد بعد العشرين ومائتين، فيما أحسب أو قبلها. وتفقه على أبي ثور. وسمع من: الحسن بن عرفة، وغيره. واختص بصحبة السري السقطي، والحرمي، وأبي حمزة البغدادي. وأتقن العلم، ثم أقبل على شبابه، واشتغل بما خلق له، وحدث بشيء يسير. روى عنه: جعفر الخلدي، وأبو محمد الجريري، وأبو بكر الشبلي، ومحمد بن علي بن حبيش، وعبد الواحد بن علوان، وطائفة من الصوفية. وكان ممن برز في العلم والعمل. قال أحمد بن جعفر بن المنادي في تاريخه: سمع الكثير، وشاهد الصالحين وأهل المعرفة، ورزق من الذكاء وصواب الإجابات في فنون العلم ما لم ير في زمانه مثله، عند أحد من أقرانه، ولا ممن أرفع سناً منه، ممن كان منهم ينسب إلى العلم الباطن، والعلم الظاهر في عفاف وعزوف عن الدنيا وأبنائها. لقد قيل لي إنه قال ذات يوم: كنت أفتي في حلقة أبي ثور الكلبي ولي عشرون سنة. قال أحمد بن عطاء الروذباري: كان الجنيد يتفقه لأبي ثور، ويفتي في حلقته. وعن الجنيد قال: ما أخرج الله إلى الأرض علماً وجعل للخلق إليه سبيلاً، وإلا وقد جعل لي فيه حظاً.) (22/119)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 120 وقيل: إنه كان في سوقه. وكان ورده كل يوم ثلاثمائة ركعة، وكذا ألف تسبيحة. وقال أبو نعيم: نا علي بن هارون ومحمد بن أحمد بن يعقوب قالا: سمعنا الجنيد غير مرة يقول: علمنا مضبوط بالكتاب والسنة، من لم يحفظ الكتاب، ويكتب الحديث، ولم يتفقه، لا يقتدى به. وقال عبد الواحد بن علوان الرحبي: سمعته يقول: علمنا هذا يعني التصوف مشبك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعن ابن سريج أنه تكلم يوماً، فأعجب به بعض الحاضرين، فقال ابن سريج: هذا بركة مجالستي لأبي القاسم الجنيد. وعن أبي القاسم الكعبي أنه قال يوماً: رأيت لكم شيخاً ببغداد يقال له الجنيد، ما رأت عيناي مثله كان الكتبة يحضرون لألفاظه، والفلاسفة يحضرونه لدقة معانيه، والمتكلمون يحضرون لتمام علمه، وكلامه باين عن فهمهم وكلامهم وعلمهم. وقال الخلدي: لم ير في شيوخنا من اجتمع له علم وحال غير الجنيد، كانت له حال خطيرة وعلم غزير. فإذا رأيت حاله وحجته على علمه، وإذا رأيت علمه وحجته على حاله. وقال أبو سهل الصعلوكي: سمعت أبا محمد المرتعش يقول: قال الجنيد: كنت بين يدي السري السقطي ألعب وأنا ابن سبع سنين، وبين يديه جماعة (22/120)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 121 يتكلون في الشكر. فقال: يا غلام ما الشكر فقال: أن لا يعص الله بنعمه. فقال: أخشى أن يكون حظك من الله لسانك. قال الجنيد: فلا أزال أبكي على هذه الكلمة التي قالها لي. وقال السلمي: سمعت جدي إسماعيل بن نجيد يقول: كان الجنيد يجيء فيفتح حانوته، ويسبل الستر، ويصلي أربعمائة ركعة. وعن الجنيد قال: أعلى درجة الكبر أن ترى نفسك، وأدناها أن تخطر ببالك، يعني نفسك. وقال الجريري: سمعته يقول: ما أخذنا التصوف عن القال والقيل، لكن عن الجوع، وترك الدنيا، وقطع المألوفات. وذكر أبو جعفر الفرغاني أنه سمع الجنيد يقول: أقل ما في الكلام سقوط هيبة الرب جل جلاله من القلب، والقلب إذا عري من الهيبة عري من الإيمان. ويقال: كان نقش خاتمه: إن كنت تأمله فلا تأمنه. وقال: من خالفت إشارته معاملته فهو مدع كذاب.) وقال أبو علي الروذباري: قال الجنيد: سألت الله أن لا يعذبني بكلامي، (22/121)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 122 وربما وقع في نفسي أن زعيم القوم أرذلهم. وعن الخلدي، عن الجنيد قال: أعطي أهل بغداد الشطح والعبارة وأهل خراسان القلب والسخاء، وأهل البصرة الزهد والقناعة، وأهل الشام الحلم والسلامة، وأهل الحجاز الصبر والإنابة. وقال إسماعيل بن نجيد: هؤلاء لا رابع لهم: الجنيد ببغداد، وأبو عثمان بنيسابور، وأبو عبد الله بن الجلاء بالشام. وقال أبو بكر العطوي: كنت عند الجنيد حين احتضر، فختم القرآن. قال: ثم ابتدأ فقرأ من البقرة سبعين آية، ثم مات. وقال أبو نعيم: أنا الخلدي كتابة قال: رأيت الجنيد في النوم فقلت: ما فعل الله بك قال: طاحت تلك الإشارات، وغابت تلك العبارات، وفنيت تلك العلوم، ونفذت تلك الرسوم، وما نفعنا إلا ركعات كنا نركعها في الأسحار. قال أبو الحسين بن المنادي: مات الجنيد ليلة النيروز في شوال سنة ثمان وتسعين ومائتين. قال: فذكر لي أنهم حزروا الجمع يومئذ الذي صلوا عليه نحو ستين ألف إنسان. وما زالوا يأتون قبره في كل يوم نحو الشهر. ودفن عند قبر السري السقطي. قلت: ورخه بعضهم سنة سبع، فوهم. (22/122)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 123 4 (حرف الحاء)

4 (حامد بن سعدان بن يزيد البغدادي.) عن: أحمد بن صالح المصري، وجماعة. وعنه: محمد بن مخلد، ومخلد الباقرحي. وثقه الخطيب. وتوفي سنة سبع وتسعين. 4 (حامد بن سهل البخاري الدهان الحافظ. صاحب المسند.) عن: قتيبة بن سعيد، ودحيم، وحرملة، وأبي مصعب، وجماعة. وعنه: سهل بن السري، وخلف الخيام، وغيرها. توفي سنة سبع أيضاً. ثقة. 4 (الحرش بن أحمد بن حريش الرازي.) عن: محمد بن حميد، وغيره. توفي سنة ثلاثمائة. 4 (حامد بن شاذي. (22/123)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 124 أبو محمد الكشي.) حدث ببغداد عن: إبراهيم بن يوسف البلخي، وقتيبة، وعلي بن حجر، وجماعة.) مر. 4 (الحسن بن أحمد بن سليمان. أبو علي بن الصيقل المصري سحنون أخو علان بن الصيقل.) روى عن: أبي مصعب الزهري، ومحمد بن رمح، وأحمد بن صالح. وعنه: أبو سعيد بن يونس، وحمزة الكناني، وسليمان الطبراني، وجماعة. توفي في ربيع الأول سنة تسع وتسعين. 4 (الحسن بن أحمد بن حبيب. أبو علي الكرماني نزيل طرسوس.) عن: مسدد، وأبي الربيع الزهراني، ومحمد بن عبد الله الرقاشي، وجماعة. وعنه: النسائي في سننه، وأبو بكر الخلال الحنبلي. 4 (الحسن بن إبراهيم بن حلقوم. أبو علي الدمشقي المقرئ.) روى عن: صفوان بن صالح، وإبراهيم بن هشام الغساني، وهشام بن عمار. وعنه: أحمد بن محمد بن عمارة، والحسن بن حبيب الحصائري، وأحمد بن حميد بن أبي العجائز، وآخرون. 4 (الحسن بن إدريس العسكري.) حدث بأصبهان سنة إحدى وتسعين. عن: أبي نعيم الفضل بن دكين، وأحمد بن حنبل. (22/124)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 125 وعنه: أبو الشيخ، وأحمد بن بندار الشعار، ومحمد بن القاسم المديني. قال ابن مردويه: كان يحدث من حفظه ويخطئ. 4 (الحسن بن تميم. أبو علي الأصبهاني الصفار النحوي.) عن: عبد الواحد بن غياث، وأبي مروان العثماني، وجماعة. وعنه: أحمد بن إبراهيم بن أفرجة، وعبد الله بن محمد القباب. 4 (الحسن بن سعيد بن مهران. أبو علي الموصلي الصفار المقرئ.) عن: غسان بن الربيع، ومعلى بن مهدي، وإبراهيم بن حبان. وعنه: أحمد بن الفضل بن خزيمة، وأبو بكر الشافعي، ويزيد بن محمد الأزدي. وكان قانعاً متعففاً. توفي سنة اثنتين وتسعين. 4 (الحسن بن علي بن المتوكل. أبو محمد مولى بني هاشم. بغدادي ثقة.) ) سمع: عفان، وعاصم بن علي، وشريح بن النعمان، وجماعة. وعنه: ابن قانع، وإسماعيل الخطبي، وجعفر بن محمد بن الحكم، والطبراني، ونسبه إلى جده. توفي سنة إحدى وتسعين ومائتين. (22/125)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 126 4 (الحسن بن علي بن شبيب. الحافظ أبو علي المعمري البغدادي.) سمع: خلف بن هشام، وشيبان بن فروخ، وهدبة بن خالد، وسعيد بن عبد الجبار، وسويد بن سعيد، وأبا نصر التمار وعلي بن المديني وجبارة بن المغلس وعيسى بن حماد بن زعبة، وعبد الرحمن بن عبد الرحيم، ودحيماً، وخلقاً كثيراً بالعراق والشام ومصر. وعنه: أبو بكر النجاد، وأبو سهل القطان، وأحمد بن كامل، وأحمد بن عيسى التمار، والطبراني، ومحمد بن أحمد المفيد، وخلق. قال الخطيب: كان من أوعية العلم، يذكر بالفهم، ويوسف بالحفظ. وفي حديثه غرائب وأشياء ينفرد بها. وقال الدار قطني: صدوق حافظ، جرحه موسى بن هارون، وكانت العداوة بينهما. وكان أنكر عليه أحاديث أخرج أصوله العتق بها، ثم ترك روايتها. وقال عبدان الأهوازي: ما رأيت صاحب حديث في الدنيا مثل المعمري. وقال موسى بن هارون: استخرت الله سنتين حتى تكلمت في المعمري، وذاك أني كتبت معه عن الشيوخ، وما افترقنا، فلما رأيت تلك الأحاديث قلت: (22/126)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 127 من أين أتى بها؟ رواها أبو عمرو بن حمدان، عن أبي طاهر الجنابذي، عن موسى. ثم قال أبو طاهر: وكان المعمري يقول: كنت أتولى لهم الانتخاب، فإذا مر حديث غريب قصدت الشيخ وحدي، فسألته عنه. قلت: لا جرم ما انتفع بتلك الغرائب وجدت إليه شراً. وقال ابن عروة: سألت عبد الله بن أحمد عن المعمري فقال: لا يتعمد الكذب، ولكن أحسب أنه صحب قوماً يوصلون. قال الحاكم: سمعت أبا بكر بن أبي دارم الحافظ يقول: كنت ببغداد لما أنكر موسى بن هارون على المعمري تلك الأحاديث، وأنهى أمرهم إلى يوسف القاضي بعد أن كان إسماعيل القاضي توسط بينهما، فقال موسى بن هارون: هذه أحاديث شاذة عن شيوخ ثقات لا بد من إخراج الأصول بها. فقال المعمري: قد عرف من عادتي أني كنت إذا رأيت حديثاً غريباً عند شيخ ثقة لا أعلم عليه إنما كنت أقرأ من كتاب الشيخ وأحفظه فلا سبيل إلى إخراج الأصول بها.) وقال علي بن جمشاذ: كنت ببغداد حينئذ فأخرج موسى نيفاً وسبعين حديثاً ذكر أنه لم يشركه فيها أحد، ورفض المعمري مجلسه، فصار الناس حزبين: حزب للمعمري، وحزب لموسى. فكان من حجة المعمري أن هذه أحاديث حفظتها عن الشيوخ لم أنسخها. ثم اتفقوا بأجمعهم على عدالة المعمري وتقدمه. (22/127)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 128 وقال ابن عدي: وكان المعمري كثير الحديث صاحب حديث بحقه، كما قال عبدان إنه لم ير مثله. وما ذكر عنه أنه رفع أحاديث، وزاد في متون، فإن هذا موجود في البغداديين خاصة، وفي حديث ثقاتهم وأنهم يرفعون الموقوف، ويصلون المرسل، ويزيدون في الأسانيد. وقال أحمد بن كامل القاضي: مات المعمري إحدى عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة خمس وتسعين. قال: وكان في الحديث وجمعه وتصنيفه إماماً ربانياً. وقد شد أسنانه بالذهب ولم يغير شيبه. وقيل: بلغ اثنتين وثمانين سنة. وقد كان ولي القضاء للبرتي على القصر على القصر وأعمالها. قال: وقيل له المعمري، بأمه أم الحسن بنت سفيان بن أبي سفيان المعمري صاحب معمر بن راشد. 4 (الحسن بن علي بن الوليد. أبو جعفر الفارسي الفسوي نزيل بغداد.) سمع: سعدويه، وعلي بن الجعد، وفيض بن وثيق البصري، وإبراهيم بن مهدي المصيصي، وجماعة. وعنه: ابن قانع، وأبو بكر الشافعي، وأبو علي بن الصواف، ومحمد بن (22/128)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 129 علي بن حبيش، والطبراني، وآخرون. وقال الدار قطني: لا بأس به. قلت: ولد سنة اثنتين ومائتين، وتوفي سنة ست وتسعين. 4 (الحسن بن علي بن شهريار. أبو علي الرقي.) حدث ببغداد عن: محمد بن مصعب القرقساني، وعن: علي بن ميمون الرقي، وعامر بن سيار الحلبي، وغيرهم. وعنه: محمد بن نجيح، وابن زياد القطان، والطبراني. قال الدار قطني: ضعيف. وقال ابن يونس: توفي بمصر سنة سبع وتسعين، يعرف وينكر، ولم يكن بذاك. 4 (الحسن بن علي بن مخلد النيسابوري المطوعي.) عن: إسحاق بن راهويه، وعمرو بن زرارة، وأحمد بن منيع، ويعقوب الدورقي، وطائفة. وعنه: أبو عبد الله بن الأخرم، وأبو زكريا العنبري، والمشايخ. توفي سنة تسع وتسعين. 4 (الحسن بن علي بن محمد بن سليمان. أبو محمد بن علويه القطان، بغدادي مشهور.) ) (22/129)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 130 سمع: عاصم بن علي، وبشار بن موسى، وبشر بن الوليد الكندي، وإسماعيل بن عيسى العطار، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، وعبد الله بن محمد العبسي، وجماعة. وعنه: البخاري، وأبو بكر الشافعي، وأحمد بن سندي الحداد، وأبو علي بن الصواف، وأبو بكر الآجري، ومخلد الباقرحي، وأبو الحسين الزبيدي، وطائفة. وثقه الخطيب، والدار قطني قبله. ولد سنة خمس ومائتين في شوال. وقال الخطبي: مات في ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين ومائتين. 4 (الحسن بن محمد بن أسيد الثقفي الإصبهاني.) عن: لوين، وأبي حفص الفلاس، وجماعة. وعنه: أبو الشيخ وقال: مات سنة ثلاث وتسعين. 4 (الحسن بن محمد بن نصر. أبو سعيد البغدادي النخاس، بخاء معجمة.) عن: عبد الواحد بن غياث، وقرة بن العلاء. وعنه: عبد الصمد الطستي، وأبو القاسم الطبراني، وابن مخلد العطار. 4 (الحسن بن محمد بن الجنيد. (22/130)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 131 أبو علي الختلي.) عن: أبي معمر القطيعي، وغيره. وعنه: أحمد بن خزيمة، وأبو بكر الشافعي. 4 (الحسن بن محمد بن الحسين. أبو علي المصري المعروف بالمديني.) حدث عن: يحيى بن بكيرة، وغيره. توفي في شوال سنة تسع وتسعين. 4 (الحسن بن محمد بن سليمان بن هشام. أبو علي البغدادي الخزاز ابن بنت مطر.) عن: أبيه، وعلي بن المديني، وهشام بن عمار، وجماعة. وعنه: ابن قانع، وأبو علي بن الصواف، والطبراني. وثقه الدار قطني. وتوفي سنة سبعٍ وتسعين. 4 (الحسن بن المثنى بن معاذ بن معاذ. أبو محمد العنبري البصري. شيخ نبيل من بيت العلم والحديث.) سمع: أبا حذيفة النهدي، وعفان بن مسلم. وكان ديناً خيراً ورعاً، لم يزل ممتنعاً من الرواية حتى أمر في النوم بالتحديث، فحدث في أواخر عمره. روى عنه: أبو القاسم الطبراني، ويوسف بن يعقوب البجيري، وجماعة. وتوفي في رجب سنة أربعً وتسعين عن سن عالية، فإنه ولد سنة مائتين. (22/131)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 132 4 (الحسن بن هارون بن سليمان الأصبهاني.) عن: أبيه داود بن رشيد، وعبيد الله القواريري، وأبي معمر إسماعيل بن إبراهيم، وطائفة.) وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، والطبراني، وآخرون. توفي في سنة اثنتين وتسعين. 4 (الحسن بن يزداد. أبو علي الهمداني الخشاب الجذوعي. ويقال له حسيناً.) عن: سويد بن سعيد، وجبارة بن المغلس، وهناد بن السري، وطائفة. وعنه: ابن خرجة النهاوندي، والفضل بن الفضل الكندي، وبشر بن أحمد الإسفرائيني، وأبو بكر الإسماعيلي. وكان صدوقاً عالماً. 4 (الحسين بن موسى بن عيسى الحافظ. أبو عجيبة الحضرمي، مولاهم المصري.) روى عن: عبد الملك، وسلمة بن شبيب، وطبقتهما. روى عنه: حمزة، وغيره. مات سنة ست وتسعين. 4 (الحسين بن أحمد بن عبد الله بن وهب. أبو علي الآمدي من بني مالك بن حبيب.) عن: محمد بن عبد الرحمن بن سهم، ومحمد بن وهب الحراني، وأبي نعيم الحلبي، وطائفة. وعنه: الطستي، وأبو بكر الشافعي، وعلي بن محمد بن معلى الشونيزي. (22/132)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 133 4 (الحسين بن أحمد بن منصور البغدادي سجادة.) عن: عبيد الله بن عمر القواريري، وعبد الله بن داهر الرازي. وعنه: أبو أحمد بن عدي، والإسماعيلي، والطبراني، وغيرهم. صدوق. 4 (الحسين بن أحمد بن جيون الأنصاري الصعيدي.) عن: حرملة بن يحيى، وعبد الملك، وابن شبيب، وغيرهما. وعنه: أبو سعيد بن يونس وقال: توفي سنة ثمانٍ وتسعين. 4 (الحسين بن أحمد بن محمد بن زكريا. أبو عبد الله الشيعي صاحب دعوة عبيد الله المهدي، والد الخلفاء المصريين) الباطنية. سار من سليمة من عند عبيد الله داعياً له في البلاد، وتنقلت به الأحوال إلى أن دخل المغرب، واستجاب له خلق، فظهر وحارب أمير القيروان، واستفحل أمره. وكان من دهاة العالم، وأفراد بني آدم دهاءً ومكراً ورأياً، دخل إفريقية وحيداً غريباً فقيراً، فلم يزل يسعى ويتحيل ويستحوذ على النفوس بإظهار (22/133)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 134 الزهادة، والقيام لله، حتى تبعه خلق وبايعوه، وحاربوا صاحب إفريقية مرات. وآل أمره إلى أن تملك القيروان، وهرب صاحبها زيادة الله الأغلبي. ولما استولى على أكثر المغرب علم عبيد الله، فسار) متنكراً والعيون عليه إلى أن دخل المغرب، وما كاد، ثم أحس به صاحب سجلماسة، فقبض عليه وسجنه. فسار أبو عبد الله الشيعي بالجيوش، وحارب اليسع صاحب سجلماسة وهزمه، واستولى على سجلماسة، وجرت له أمور عجيبة، ثم أخرج عبيد الله من السجن، وقبل يده، وسلم عليه بإمرة المؤمنين، وقال للأمراء: هذا إمامكم الذي بايعتم له. وألقى إليه مقاليد الأمور، ووقف في خدمته. ثم اجتمع بأبي عبد الله أخو أبو العباس وندمه على ما فعل، لأن المهدي أخذ يزويه عن الأمور ولا يلتفت إليه. فندم أبو عبد الله وقال للمهدي: خل يا أمير المؤمنين الأمور إلي، فأنا خبير بتدبير هذه الجيوش. فتخيل منه المهدي، وشرع يعمل الحيلة، ويسهر الليل في شأنه. وحاصل الأمر أنه دس على الأخوين الداعيين له من قتلهما في ساعة واحدة، بعد محاربةٍ جرت بينهم، وتم ملكه. وقتلا في نصف جمادى الآخرة سنة ثمانٍ وتسعين بمدينة رقادة. وكانا من أهل اليمن، ولهما اعتقاد خبيث. ذكر القفطي في تاريخ بني عبيد أن أبا عبد الله الشيعي كوفي، وأنه رافق كتامة إلى مصر يصلي بهم ويتزهد، فمالوا إليه، فأظهر أنه يريد أن يقيم بمصر، فاغتنموا لذلك، وسألوه عن سبب إقامته، فقال: أعلم الصبيان. فرغبوه في صحبتهم ليعلم أولادهم، فسار معهم إلى جبال كتامة، فأخذ في اجتلاب عقولهم وربطها، ثم خاطب عقلائهم واستكتمهم، فأجابوه. فمن جملة ما ربطهم قال: نزلت فيكم آية فغيرت حسداً لكم. قالوا: وما هي قال: كنتم خير أمة أخرجت للناس. قالوا: ومن غيرها قال: ولاة أمركم اليوم. قالوا: فكيف السبيل إلى إظهارها قال: أن تدينوا بإمامٍ معصوم يعلم الغيب. (22/134)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 135 قالوا: ومن لنا به؟ قال: أنا رسول إليكم، إذا طهرتم له البلاد. فأجابوه. وربط عقولهم بأنه يعلم أسرار الصلاة والزكاة والحج والصوم، وشوقهم بما أمكنه، فلما استجابوا له بأجمعهم، جيش الجيوش، وجرت له خطوب طويلة، ولزم الوقار والسكينة والتزهد وعدم الضحك، ونحو ذلك. قلت: يا ما لقي العلماء والصلحاء بالمغرب من هذا الشيعي. قبحه الله ولا رحمه. وقد كان أبو إسحاق بن البردون المالكي الذي رد على الحنفية ممن انتصب لذم هذا الشيعي، فسعوا به وبأبي بكر بن هذيل، وطائفة. وكانت الشيعة تميل إلى العراقيين لأجل موافقتهم لهم في مسألة التفضيل، فحبس هذين الرجلين، ثم أمر الشيعي أن يضرب عنق ابن البرذون وصاحبه. وقيل: إن ابن البرذون لما جرد للقتل قيل له: ارجع عن مذهبك، فقال: أرجع عن الإسلام ثم صلبا، وكان ذلك في حدود الثمانين ومائتين، أو بعد ذلك. ونادوا أيام الشيعي أن لا يفتي بمذهب مالك، وألا يفتوا إلا بمذهب جعفر بن محمد) وأهل البيت، وبزعمهم بسقوط طلاق البتة، وتوريث البنت الكل، ونحو ذلك، والله أعلم. 4 (الحسين بن أحمد بن عبد الله بن وهب. أبو علي الآمدي المالكي الفقيه.) عن: هشام بن عمار، ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي، ويحيي بن أكثم، وطائفة. وعنه: أبو بكر الشافعي، والإسماعيلي، وجماعة. 4 (الحسين بن إبراهيم بن عامر. (22/135)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 136 أبو عجرم الأنطاكي المقرئ.) قرأ على: أحمد بن جبير، عن الكسائي. روى عنه القراءة: محمد بن داود النيسابوري، والحسين بن أحمد، وعبد الله بن علي. 4 (الحسين بن إسحاق التستري الدقيقي. شيخ الطبراني.) الصحيح وفاته في المحرم سنة ثلاثٍ وتسعين. وقيل: سنة تسعٍ وثمانين، كما مر. 4 (الحسين بن جعفر بن حبيب. أبو علي القرشي الكوفي القتات.) عن: أحمد بن يونس اليربوعي، وغيره. وعنه: الطبراني. توفي سنة إحدى وتسعين. 4 (الحسين بن أحمد بن موسى بن المبارك. أبو علي العكي ثم المصري.) عن: يحيى بن بكير، وعمرو بن خالد، ومحمد بن هشام بن أبي خيرة السدوسي. وعنه: الطبراني، وعبد الله بن جعفر بن الورد، وإسحاق بن إبراهيم، وغيرهم. (22/136)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 137 قال ابن يونس: ليس بالقوي. توفي في رجب سنة تسعٍ وتسعين عن اثنتين وتسعين سنة. 4 (الحسين بن زكرويه.) ذكر في الأحمدين. 4 (الحسين بن شرحبيل. أبو علي البطليوسي الأندلسي المالكي الفقيه.) كان على مدار الفتوى ببطليوس. وتوفي قريب الثلاثمائة. قاله القاضي عياض. 4 (الحسين بن عبد الله بن أحمد. الفقيه أبو علي البغدادي الخرقي الحنبلي، والد الإمام صاحب المختصر في مذهب) أحمد، أبي القاسم عمر بن الحسين. حدث عن: أبي عمرو الدوري، وأبي حفص الفلاس، ومحمد بن مرداس الأنصاري، وغيرهم.) وتفقه على أبي بكر المروزي وبرع في الفقه. روى عنه: ابنه، وأبو علي بن الصواف، وأبو بكر الشافعي، وأبو بكر عبد العزيز بن جعفر، وغيرهم. توفي يوم عيد الفطر سنة تسعٍ وتسعين ومائتين. وكان يدعى خليفة المروزي للزومه إياه. اتفق أنه صلى صلاة العيد، ورجع فتغدى ونام، فوجده أهله ميتاً، رحمه الله تعالى. 4 (الحسين بن عبد الله بن أبي زيد. الفقيه أبو عبد الله النيسابوري الحنفي، من كبار أئمة أهل الرأي بخراسان.) وكان صاحب حديث أيضاً. (22/137)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 138 سمع: إسحاق بن راهويه، وأحمد بن حنبل، وجماعة. وارتحل ولقي الكبار فسمع: جبارة بن المغلس، ومحمد بن حميد الرازي، وحدث عن: محمد بن شجاع بن الثلجي بالمصنفات. روى عنه: أبو العباس أحمد بن هارون، وأبو عبد الله بن دينار، ومحمد بن أحمد بن سعيد الرازي، وغيرهم. توفي سنة اثنتين وتسعين، نقله الحاكم. 4 (الحسين بن عبد الحميد. أبو علي الموصلي الخرقي.) عن: معلى بن مهدي، وعبد الله بن معاوية الجمحي، وهدبة بن عبد الوهاب المروزي، ويعقوب بن حميد بن كاسب، وخلق كثير. وعنه: ابن قانع، ويزيد بن محمد الأزدي. 4 (الحسين بن عبيد الله بن الخصيب الأبزاري البغدادي.) ضعيف، متروك. روى عن: داود بن رشيد، وغيره. وعنه: جعفر بن محمد المؤدب، وإسماعيل الخطبي. 4 (الحسين بن علي بن مصعب. (22/138)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 139 أبو علي النخعي البغدادي.) عن: داود بن رشيد، وسويد بن سعيد، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وخلق. وعنه: الطبراني، وأبو الشيخ، وأبو بكر الإسماعيلي، وآخرون. 4 (الحسين بن علي بن حماد بن مهران الأزرق الجمال المقرئ.) صاحب أحمد بن يزيد الحلواني. كان رفيق الحسن بن العباس بن مهران الرازي في القراءة على الحلواني. وتصدر للإقراء، وحمل على الناس عنه الكثير. سكن قزوين، وكنيته أبو عبد الله. وقرأ أيضاً على) محمد بن إدريس الزيداني. قرأ عليه: أبو الحسن محمد بن أحمد بن شنبوذ، وأحمد بن محمد الرازي، نزيل الأهواز، وأبو بكر محمد بن الحسن النقاش، والحسن بن سعيد المطوعي، وآخرون. وكان محققاً لقراءة ابن عامر. 4 (الحسين بن عمر بن أبي الأحوص. أبو عبد الله الثقفي، مولاهم الكوفي.) عن: أحمد بن يونس، وسعيد بن عمرو الأشعثي. وعنه: أبو بكر القطيعي، وعبد الله بن إبراهيم الزيني، وجماعة. توفي في رمضان سنة ثلاثمائة ببغداد، وله عن: منجاب بن الحارث، وحبارة بن المغلس، وثابت بن موسى الضبي، وأبو كريب. وعنه أيضاً: ابن ماسي، وأبو الفرج صاحب الأغاني. (22/139)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 140 وثقه الخطيب. 4 (الحسين بن الكميت بن بهلول بن عمر. أبو علي الموصلي.) نزل ببغداد، وحدث عن: غسان بن الربيع، ومعلى بن مهدي، ومحمد بن عبد الله بن عمار المواصلة، وعلي بن المديني، ومحمد بن زياد بن فروة البلدي، وجماعة. وعنه: عبد الصمد الطستي، وحبيب القزاز، وسليمان الطبراني، وعبد الله بن ماسي، وآخرون. وثقه الخطيب. توفي سنة أربعٍ وتسعين ومائتين. 4 (الحسين بن محمد بن جمعة. أبو جعفر الأسدي الدمشقي.) عن: سعيد بن منصور، لقيه بمكة. وعنه: علي بن أبي العقب،، وأبو عمر بن فضالة، وأبو علي بن آدم، وأبو زرعة محمد بن أبي دجانة، وجماعة. 4 (الحكم بن معبد بن أحمد. أبو عبد الله الخزاعي الأديب، صاحب كتاب السنة.) (22/140)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 141 يروي عن: نصر بن علي الجهضمي، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، ومحمد بن المثنى الزمن، ومحمد بن حميد الرازي، وخلق. وحدث بأصبهان وبها توفي في سنة خمسٍ وتسعين. روى عنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، والطبراني. وكان من فقهاء الحنفية. 4 (حويت بن أحمد بن أبيحكيم. أبو سليمان القرشي الدمشقي.) عن: أبي الجماهر محمد بن عثمان، وزهير بن عباد، ومحمد بن وهب بن عطية، وجماعة. وعنه: ابنه) محمد، وأبو علي بن هارون، والطبراني، وعبد الله بن الناصح. (22/141)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 142 4 (حرف الخاء.)

4 (خالد بن غسان بن مالك. أبو عيسى الدارمي البصري.) عن: أبيه، وأبوه صدوق، سمع حماد بن سلمة. وعن: معاذ بن عيسى الضبي، عن ابن عجلان. وعن: مسلم بن إبراهيم، وأبي عمر الضرير. وعنه: الطبراني، وابن عدي وقال: حدث عن أبيه بحديثين باطلين. وكان أهل البصرة يقولون إنه يسرق الحديث. 4 (خشناج بن أبي معروف بشر بن العنبري النيسابوري.) رحل وسمع: عبد الأعلى بن حماد، وهشام بن عمار، ومحمد بن رمح، وخلقاً. وعنه: أبو عمر بن مطر، وحسان بن محمد الفقيه. توفي سنة إحدى وتسعين. قال الحاكم: هو شيخ مفيد حسن الصوت إلا أنه قليل الحديث. (22/142)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 143 4 (خلف بن سليمان النسفي.) عن: دحيم، وهشام بن عمار. وعنه: محمد بن محمد بن جابر البخاري، وغيره. توفي سنة ثلاثمائة. 4 (خلف بن عمرو. أبو محمد العكبري.) حج فسمع: الحميدي، وسعيد بن منصور، وأظنه آخر من حدث الحميدي. وحدث أيضاً عن: ممحمد بن معاوية النيسابوري، وحسن بن الربيع. وعنه: جعفر الخالدي، والطستي، وأبو بكر الآجري، وحبيب القزاز، وسليمان الطبراني، وطائفة آخرهم وفاةً محمد بن عبد الله بن بخيت. وثقه الدار قطني. ونقل الخطيب إنه كان له ثلاثون خاتماً، وثلاثون عكازاً، يلبس كل يوم خاتماً، ويأخذ عكازاً. وكان من ظرفاء بغداد ومحتشميهم. توفي سنة ستٍ وتسعين. (22/143)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 144 4 (حرف الدال.)

4 (داود بن الحسين بن عقيل بن سعيد البيهقي الخسروجردي. أبو سليمان.) ) سمع: يحيى بن يحيى، وسعد بن يزيد الفراء، وقتيبة، وابن راهويه، وعلي بن حجر، وطائفة. وحج فسمع في الطريق من: عبد الله بن معاوية الجمحي، وجماعة بالعراق، وأبي مصعب، ويعقوب بن كاسب بالمدينة، ومحمد بن رمح، وحرملة، وطائفة بمصر، وأبي التقى هشام بن عبد الملك، وجماعة بالشام. وعنه: الحافظ أبو علي النيسابوري، وأبو بكر بن علي، وعبد الله بن محمد بن مسلم، وبشر بن أحمد الإسفرائيني، وطائفة. قال: ولدت سنة مائتين ومات سنة ثلاثٍ وتسعين بخسروجرد. 4 (داود بن وسيم. أبو سليمان البوسنجي.) (22/144)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 145 طوف وصنف وحدث عن: محمد بن هاشم البعلبكي، وكثير بن عبد الحمصي، وأبي سعيد الأشج، وجماعة. وعنه: محمد بن الحسن البيذجاني، ومنصور بن العباس الفقيه شيخان لأبي المعالي، ومحمد بن محمد البوسنجي، وأبو بكر النقاش المقرئ. (22/145)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 146 4 (حرف الراء.)

4 (رباح بن طيبان.) قيده ابن ماكولا. أبو رافع الأزدي مولاهم المصري الأصفر. عن: سلمة بن شبيب، وموسى بن الفقيه عبد الرحمن بن القاسم. وعنه: أبو سعيد بن يونس وقال: كان فاضلاً أسود اللون. توفي سنة ثلاثمائة. (22/146)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 147 4 (حرف الزاي.)

4 (زكريا بن دلويه. أبو يحيى النيسابوري الواعظ، أحد الزهاد.) سمع: ابن راهويه، وأبا مصعب، وطبقتهما. وعنه: أحمد بن هارون الفقيه، وابن هانئ، وجماعة. قال السلمي: هو من تلامذة أحمد بن حرب، وكان يفضل على شيخه. 4 (زكريا بن عصام الكرجي.) حدث بأصبهان عن: سهل بن عثمان العسكري، ومحمد بن عبيد الهمداني. وعنه: أبو الشيخ، وأبو أحمد العسال.) توفي سنة خمسٍ وتسعين. 4 (زكريا بن يحيى بن الحارث. الإمام أبو يحيى النيسابوري المزكي البزاز الفقيه شيخ الحنفية) بنيسابور. ذكره الحاكم فقال: شيخ أهل الرأي وعصره. وله مصنفات كثيرة في الحديث، وكان من العباد. سمع: إسحاق بن راهويه، والحسن بن عيسى بن ماسرجس، وأيوب بن (22/147)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 148 الحسن وأقرانهم. وبالعراق: أبا الربيع السمتي، وعبد الله بن معاوية الجمحي، وأبا كريب، وبشر بن آدم، وطائفة. وبالحجاز: أبا مصعب، ومحمد بن يحيى العدني، وعبد الجبار العطار، وأقرانهم. وعنه: عبد الرحمن بن الحسين القاضي، والمشايخ. وثنا عنه أبو علي الحافظ. مات في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وتسعين، وصلى عليه الأمير أبو صالح. 4 (زهرة بن زفر المصري.) عن: يحيى بن بكير، ومحمد بن مخلد الرعيني. وعنه: أبو القاسم الطبراني. (22/148)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 149 4 (حرف السين.)

4 (السري بن مكرم البغدادي. من جلة المقرئين.) قرأ على: أبي أيوب الخياط صاحب اليزيدي. قرأ عليه: ابن شنبوذ، وأحمد بن يوسف الأهوازي، وعلي بن أحمد السامري، وغيرهم. 4 (سعيد بن إسحاق. أبو عثمان الكلبي المغربي. مشهور بالصدق والصلاح.) أخذ عن: سحنون، وغيره. وحج فأخذ بمصر عن: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. حمل عنه بشر بالقيروان. وعاش بضعاً وثمانين سنة. توفي سنة خمسٍ وتسعين، رحمه الله. 4 (سعيد بن إسماعيل بن سعيد بن منصور. (22/149)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 150 الأستاذ أبو عثمان الحيري النيسابوري الواعظ. شيخ) الصوفية وعلم الأولياء بخراسان. ولد سنة ثلاث ومائتين بالري. وسمع بها من: محمد بن مقاتل، وموسى بن نصر، وغيرهما. وبالعراق: حميد بن الربيع، ومحمد بن إسماعيل الأحمسي. ولم يزل يسمع الحديث ويكتب إلى آخر شيء. روى عنه: الرئيس أبو عمرو أحمد بن نصر، وابناه أبو بكر، وأبو الحسن، وأبو عمرو بن مطر بن نجيد، وطائفة.) قال الحاكم: كان وروده نيسابور لصحبة أبي حفص النيسابوري الزاهد، ولم يختلف مشائخنا أن أبا عثمان كان مجاب الدعوة، ومجمع العباد والزهاد، ولم يزل يسمع الحديث، ويجل العلماء، ويعظم قدرهم. سمع من: أبي جعفر أحمد بن حمدان الزاهد كتابه المخرج على مسلم، بلفظه من أوله لآخره. وكان إذا بلغ موضعاً فيه سنة لم يستعلمها وقف عندها، حتى يستعمل تلك السنة. قلت: وعن أبي عثمان أخذ صوفية نيسابور، وهو لهم كالجنيد للعراقيين. ومن كلامه: سرورك بالدنيا أذهب سرورك بالله عن قلبك. وقال: العجب يتولد من رؤية النفس وذكرها، ورؤية الناس. (22/150)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 151 وقال ابن نجيد: سمعته يقول: لا تثقن بمودة من لا يحبك إلا معصوماً. قال أبو عمرو بن حمدان: سمعته يقول: من أمر السنة على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالحكمة، ومن أمر الهوى على نفسه نطق بالبدعة لقوله تعالى: وإن تطيعوه تهتدوا. وعن أبي عثمان قال: لا يكمل الرجل حتى يستوي قلبه في المنع والعطاء وفي العز والذل. وقال لأبي جعفر بن حمدان: ألستم تروون أن عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة قال: بلى. قال: فرسول الله صلى الله عليه وسلم وسيلة الصالحين. قال الحاكم: أخبرني سعيد بن عثمان السمرقندي العابد: سمعت أبا عثمان غير مرة يقول: من طلب جواري، ولم يوطن نفسه على ثلاثة أشياء، فليس له في جواري موضع. أولها: إلقاء العز، وحمل الذل. الثاني: سكون قلبه على جوع ثلاثة أيام. الثالث: أن لا يغتم ولا يهتم إلا لدينه أو طلب إصلاح دينه. (22/151)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 152 وسمعت محمد بن صالح بن هانئ يقول لما قتل يحيى الذهلي: منع الناس من حضور مجالس الحديث، أشار بهذا على أحمد بن عبد الله الخجستاني: شرويه، والعباسان، فلم يجسر أحد أن يحمل محبرةً، إلى أن ورد السري بن خزيمة الأبيوردي، فقام أبو عثمان الحيري الزاهد، وجمع المحدثين في مسجده، وأمرهم أن يعلقوا المحابر في أصابعهم، وعلق هو محبرةً بيده، وهو يتقدمهم إلى أن جاء إلى خان محمش، فأخرج السري، وأجلس المستملي بين يديه، فحزرنا في مجلسه زيادة على ألف محبرة. فلما فرغ قاموا. فقبلوا رأس أبي عثمان رحمه الله، ونثر الناس عليهم الدراهم والسكر، وذلك في سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين.) قلت: ذكر الحاكم ترجمته في كراسين ونصف، فأتى بأشياء نفيسة من كلامه، في اليقين والتوكل والرضا. قال الحاكم: سمعت أبي يقول: لما قتل أحمد بن عبد الله الخجستاني: حيكان، يعني الذهلي، أخذ في الظلم والحيف، فأمر بحربةٍ، فركزت على رأس المربعة، وجمع أعيان التجار وحلف: إن لم تصبوا الدراهم حتى تغيب رأس الحربة، فقد أحللتم دماءكم. فكانوا يقتسمون الدراهم فيما بينهم، فخص تاجر بثلاثين ألف درهم، ولم يكن يقدر على ثلاثة آلاف درهم، فحملها إلى أبي عثمان، وقال: أيها الشيخ قد خلف هذا كما علمت، ووالله لا أهتدي إلا إلى هذه. فقال له الشيخ: تأذن أن أفعل فيها ما ينفعك قال: نعم. ففرقها أبو عثمان، وقال للرجل: امكث عندي. فما زال أبو عثمان يتردد بين السكة والمسجد ليلةً حتى أصبح وأذن. ثم قال للفرغاني خادمه: اذهب إلى السوق، فانظر ما تسمع. (22/152)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 153 فذهب ثم رجع فقال: لم أر شيئاً. قال: اذهب مرةً أخرى. قال: وأبو عثمان يقول في مناجاته: وحقك لا أقمت ما لم تفرج عن المكروبين. قال: فأتى الفرغاني وهو يقول: وكفى الله المؤمنين القتال، شق بطن أحمد بن عبد الله. فأخذ أبو عثمان في الإقامة. قال أبو الحسن أحمد بن أبي عثمان: توفي أبي ليلة الثلاثاء لعشرٍ بقين من ربيع الآخر سنة ثمانٍ وتسعين: وصلى عليه الأمير أبو صالح. 4 (سعيد بن سعد. أبو عثمان النيسابوري.) سمع: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن حميد الرازي، وجماعة. وعنه: محمد بن صالح بن هانئ، وأحمد بن إسحاق الصيدلاني، وعبد الله بن سعد. توفي سنة إحدى وتسعين. 4 (سعيد بن سلمة. أبو عمرو التوزي.) حدث ببغداد عن: سويد بن سعيد، وعبيد الله القواريري، وعثمان بن أبي شيبة. وعنه: أبو علي الصواف. ووثقه الخطيب. (22/153)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 154 4 (سعيد بن سليمان بن داود. أبو عثمان الشرغبي. وشرغب قرية ببخارى.) سمع: يحيى بن جعفر البيكندي، وهانئ بن النضر. وعنه: محمد بن نصر بن خلف، وخلف بن محمد) الخيام. توفي سنة ثلاثمائة. 4 (سعيد بن عبد الله بن أبي رجاء بن عجب. أبو عثمان الأنباري.) رحل إلى الشام ومصر. وسمع: هشام بن عمار، ودحيماً، وسفيان بن وكيع، وخلقاً. وعنه: أحمد بن كامل، وأبو القاسم الطبراني، وأبو بكر الإسماعيلي، ومخلد الباقرحي، ومحمد بن أحمد المفيد، وطائفة. قال الدار قطني: لا بأس به. وقال ابن عقدة: توفي في جمادى الآخرة سنة ثمانٍ وتسعين. 4 (سعيد بن عثمان الفندقي الصوفي الخياط.) سمع: أحمد بن أبي الحواري، وذا النون المصري، وجماعة. وعنه: أبو عمرو غلام ثعلب، ومحمد بن حميد الحوراني، وعبد الصمد الطستي. توفي سنة أربعٍ وتسعين. يقال: كان دمشقياً. 4 (سعيد بن عمرو بن عمار. (22/154)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 155 الحافظ أبو عثمان الأزدي البردعي.) رحل وطوف وصنف، وصحب أبا زرعة الرازي، أخذ عنه هذا الشأن. وسمع: أبا كريب، وأبا سعيد الأشج، وعبدة بن عبد الله، ومحمد بن بشار، وأحمد ابن أخي ابن وهب، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبا حفص الفلاس، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وأبا موسى الزمن، وأحمد بن الفرات، ومسلم بن الحجاج، وابن وارة، وخلقاً. وعنه: حفص بن عمر الأردبيلي، وأحمد بن طاهر الميانجي، والحسن بن علي بن عباس، وإبراهيم بن أحمد الميمذي، وغيرهم. قال ابن عقدة: توفي سنة اثنتين وتسعين. 4 (سليمان بن أحمد بن الوليد الأصبهاني.) عن: لوين، وسهل بن عثمان. وعنه: أبو الشيخ. وقال: ثقة. 4 (سليمان بن عزام الموصلي الخياط.) عن: محمد بن عبد الله بن عمار، وعبد الله بن عبد الصمد، وعبد الغفار بن عبيد الله. وعنه: يزيد بن محمد بن إياس الأزدي. توفي سنة أربعٍ وتسعين ومائتين. 4 (سليمان بن المعافى. (22/155)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 156 أبو أيوب الرسعني.) ) عن: أبيه. وعنه: أبو القاسم الطبراني. توفي سنة ثلاثٍ وتسعين. وكان قاضي رأس العين. قال ابن عدي: حمله ابن عيسى. 4 (سليمان بن يحيى. أبو أيوب الضبي البغدادي المقرئ.) قرأ على: رجاء بن عيسى، وأبي عمر الدوري، وترك الحذاء، وغيرهم. وروى عن: أبي حمدون الطيب بن إسماعيل، وخلف بن هشام. روى عنه: أبو بكر الأنباري، وعبد الباقي بن قانع، والطبراني، وآخرون. وكان إماماً صدوقاً موثقاً. توفي سنة إحدى وتسعين. قرأ علي: النقاش، وأحمد بن محمد الأدمي. 4 (سمنون المحب بن حمزة. أبو القاسم البغدادي الصوفي العارف.) (22/156)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 157 سمى نفسه سمنون الكذاب بسبب قوله: (فليس لي في سواك حظ .......... فكيف ما شئت فامتحني) فحصر بوله للوقت، فصار يدور في المكاتب، ويقول للصبيان: ادعوا لعمكم المبتلى بلسانه، وكاد يهلك. ثم سمى نفسه: الكذاب. وله شعر طيب. وقد وسوس في الآخرة. وقيل كان ورده كل يوم خمسمائة ركعة. قال أبو أحمد القلانسي: فرق رجل على الفقراء أربعين ألف درهم، فقال لي سمنون: ما ترى ما أنفق هذا وما عمل، ونحن ما نرجع إلى بيتي بنفقة، فامض بنا نصلي كل درهم بركعة. فذهب إلى المدائن، فصلينا أربعين ألف ركعة. ومن كلامه: إذا بسط الجليل غداً بساط المجد دخل ذنوب الأولين والآخرين في حاشية من حواشيه. فإذا بدت عين من عيون الجود ألحقت المسيء بالمحسن. وقال: من تفرس في نفسه فعرفها صحت له الفراسة في غيرها. وكان سمنون من أصحاب سري السقطي. قال ابن الجوزي في المنتظم: توفي سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين. 4 (سهل بن شاذويه الباهلي البخاري.) عن: أحمد بن نصر السمرقندي، ومحمد بن سالم، وسعيد بن هاشم العتكي. (22/157)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 158 وعنه: خلف الخيام، وغيره. توفي سنة تسع وتسعين.) ذكره السليماني فوصفه بالحفظ والتصنيف، وأنه سمع علي بن حشرم، وطائفة سواه. 4 (سهل بن أبي سهل الواسطي.) عن: بشر بن معاذ، وعمرو بن الفلاس. وحدث ببغداد. روى عنه: أبو بكر الشافعي، أبو القاسم الطبراني، وابن لؤلؤ، وآخرون. وثقه بعضهم. واسم أبيه: أحمد بن عثمان. (22/158)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 159 4 (حرف الشين.)

4 (شاه بن شجاع. أبو الفوارس الكرماني الزاهد.) قال السلمي: كان من أولاد الملوك فتزهد، وصحب أبا تراب النخشبي وغيره. ومات قبل الثلاثمائة. وقال أبو نعيم: كان من أبناء الملوك، فتشمر للسلوك. فعنه قال: من عرف ربه طمع في عفوه، ورجا فضله. وقال إسماعيل بن مخلد: كان شاه بن شجاع حاد الفراسة، قل ما أخطأت فراسته. وعنه قال: من نظر إلى الخلق بعينه طالت خصومته معهم. ومن نظر إليهم بعين الله عذرهم، وقل اشتغاله بهم. (22/159)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 160 قلت: كلامه هذا إن صح عنه فغير مسلم إليه، بل ينبغي أن يرحمهم في خصومته، ومخاصمتهم في رحمته. وليس للعباد عذر ولا حجة بعد الرسل. قال السلمي: لشاة رسالات وكتب وكلام كثير. وله كتاب المثلثة سماه مرآة الحكماء. ويقال: مات بعد السبعين ومائتين، وقيل: قبل ذلك، فالله أعلم. مات بكرمان، وكان يلبس القباء. وقيل: إنه ترك النوم مدة، ثم نعس، فرأى الحق تعالى، فكان بعد ذلك يقصد النوم. 4 (شعيب بن عمران العسكري.) يروي عن: عبدان بن محمد العسكري الوكيل، وغيره. وروى عنه: الطبراني. وتوفي سنة إحدى وتسعين. 4 (شريح بن أبي عبد الله بن إسماعيل. أبو النضر النسفي الزاهد.) روى عن: عبد بن حميد، والدارمي، والبخاري، ورجاء بن مرجا. وعنه: محمد بن زكريا بن حسين، وغيره. توفي سنة ثلاثمائة.) 4 (شريح بن عقيل الإسفراييني.) عن: إسحاق بن راهويه، وأبي مروان العثماني. وعنه: ابن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي. (22/160)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 161 4 (حرف الصاد.)

4 (صافي الحرمي. الأمير صاحب الدولة المكتفوية والمقتدرية.) كان إليه دار الخلافة، ولما احتضر أشهد على نفسه أنه ليس له عند مملوكه قاسم شيء. فلما مات، حمل قاسم إلى الوزير ابن الفرات مائة ألف دينار، وسبعمائة حياصة، وقال: هذا كان له عندي. توفي صافي ببغداد في شعبان سنة ثمان وتسعين ومائتين. 4 (صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب بن حسان بن المنذر بن أبي الأبرش عمار.) (22/161)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 162 مولى أسد بن خزيمة الحافظ أبو علي الأسدي البغدادي جزرة. نزيل بخارى. ولد سنة خمس ومائتين ببغداد. وسمع: سعيد بن سليمان سعدويه، وخالد بن خداش، وعلي بن الجعد، وعبيد الله بن عائشة، وعبد الله بن محمد بن أسماء، ويحيى الحماني، وهشام بن عمار، ويحيى بن معين، والأزرق بن علي، وأبا نصر التمار، وأحمد بن حنبل، وهدبة بن خالد، ومنجاب بن الحارث، وخلقاً كثيراً بالشام، والعراق، وخراسان، ومصر، وما وراء النهر. وعنه: مسلم بن الحجاج، وهو أكبر منه، وأحمد بن علي الجارود الأصبهاني، وأبو النضر محمد الفقيه، وخلف بن محمد الخيام، وأبو أحمد علي بن محمد الحبيبي، وبكر بن محمد الصيرفي، وأحمد بن سهل، والهيثم بن كليب، ومحمد بن جابر، وآخرون. ودخل بخارى سنة ست وستين ومائتين، فسكنها لما رأى من الإحسان من أمير بخارى. قال الدار قطني: هو من ولد حبيب بن أبي الأشرس. أقام ببخارى وحديثه عندهم. وكان ثقة حافظاً عارفاً. وقال أبو سعيد الإدريسي: الحافظ صالح بن محمد جزرة ما أعلم في عصره بالعراق وخراسان في الحفظ مثله. دخل ما وراء النهر، فحدث مدة من حفظه، وما أعلم أخذ عليه مما حدث خطأ. ورأيت أبا أحمد بن عدي يضخم أمره ويعظمه. وقال أحمد بن عبد الله الكناني: سمعته يقول: أنا صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب بن حيان بن المنذر بن أبي الأشرس عمار الأسدي، أسد خزيمة مولاهم.) (22/162)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 163 وهكذا ساق نسبه الخطيب وقال: حدث من حفظه دهراً طويلاً ولم يكن يستصحب معه كتاباً. وكان صدوقاً ثبتاً ذا مزاح ودعابة، مشهوراً بذلك. وقال أبو حامد بن الشرقي: كان صالح بن محمد يقرأ على محمد بن يحيى الذهلي في الزهريات، فلما بلغ حديث عائشة أنها كانت تسترقي من الجزرة، قال: من الجزرة. فلقب به. رواها الحاكم، عن يحيى بن محمد العنبري، عنه. وقال الخطيب: هذا غلط، لأنه لقب بجزرة في حداثته. أخبرنا الماليني، ثنا ابن عدي: سمعت محمد بن أحمد بن سعدان: سمعت صالح بن محمد يقول: قدم علينا بعض الشيوخ في الشام، وكان عنده عن حريز بن عثمان، فقرأت عليه: حدثكم حريز قال: كان لأبي أمامة خرزة يرقي بها المريض، فقلت: جزرة. فلقب: جزرة. وقال أحمد بن سهل البخاري الفقيه: سمعت أبا علي وسئل لم لقب بجزرة فقال: قدم عمر بن زرارة الحدثي بغداد، فاجتمع عليه خلق، فلما كان عند فراغ المجلس سئلت: من أين سمعت فقلت: من حديث الجزرة، فبقيت علي. وقال خلف الخيام: ثنا سهل بن شاذويه أنه سمع الأمير خالد بن أحمد يسأل أبا علي: لم لقب جزرة، فقال: قدم علينا عمر بن زرارة فحدثهم حديثاً عن عبد الله بن بشر، أنه كان له خرزة للمريض، فجئت وقد تقدم هذا الحديث، فرأيت في كتاب بعضهم، فصحت بالشيخ: يا أبا حفص، كيف حديث عبد الله أنه كانت له جزرة يداوي بها المرضى فصاح المجان، فبقي علي حتى الساعة. وقال البرقاني: ثنا أبو حاتم بن أبي الفضل الهروي قال: كان صالح ربما (22/163)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 164 ينظر. كان ببخارى رجل حافظ يلقب بجمل، فكان يمشي مع صالح، فاستقبلهما جمل عليه جزر فقال: ما هذا على البعير قال: أنا عليك. هذه حكاية منقطعة، وأصح منها ما روى الحاكم: ثنا بكر بن محمد الصيرفي: سمعت صالح بن محمد قال: كنت أساير الجمال الشاعر بمصر، فاستقبلنا: جمل عليه جزر فقال: يا أبا علي، ما هذا قلت: أنا عليك. وقال جعفر المستغفري: ثنا أحمد بن عبد العزيز، عن بعض شيوخه قال: كان محمد بن إبراهيم البوسنجي، وصالح جزرة إذا اجتمعا في المذاكرة، كلما روى البوسنجي، عن يحيى بن بكير، والحمد لله يغيظ بذلك صالحاً لأنه لم يدركه. فكان إذا روى عنه أحياناً، ولم يقل الحمد لله، قال صالح: يا شيخ) نسيت التحميد. وقال خلف الخيام: سمعته يقول: اختلف إلي علي بن الجعد أربع سنين، وكان لا يقرأ إلا ثلاثة أحاديث كل يوم. أو كما قال في رواية: كان يحدث لكل إنسان بثلاثة أحاديث، عن شعبة. وعن جعفر الطستي أنه سمع أبا مسلم الكجي يقول، وذكر عنده صالح جزرة، فقال: ويلكم ما أهونه عليكم، ألا تقولون سيد المسلمين، سيد الدنيا. وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول لأبي زرعة: حفظه الله تعالى أخانا صالح بن محمد لا يزال يضحكنا شاهداً أو غائباً كتب إلي يذكر أنه لما مات بن يحيى الذهلي أجلس للتحديث شيخ لهم يعرف بمحمد بن يزيد محمش، فحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا أبا عمير، ما فعل البعير؟. (22/164)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 165 وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تصحب الملائكة رفقةً خرس. وروى البرقاني، عن أبي حاتم بن أبي الفضل الهروي قال: بلغني أن صالحاً سمع بعض الشيوخ يقول: إن السين والصاد يتعاقبان، فسأل عن كنيته فقال: أبو صالح. قال: فقلت للشيخ: يا أبا سالح، أسلحك الله، هل يجوز أن تقرأ: نحن نقس عليك أحصن القسس. فقال لي بعض تلامذته: تواجه الشيخ بهذا فقلت: فلا يكذب، إنما يتعاقبان السين والصاد في مواضع. وعن صالح جزرة قال: الأحوال في البيت مبارك، يروي الشيْ شيئين. وقال بكر بن محمد الصيرفي: سمعته يقول: كان عبد الله بن عمر بن أبان يمتحن أصحاب الحديث، وكان غالياً في التشيع، فقال لي: من حفر بئر زمزم قلت: معاوية. قال: فمن نقل ترابها قلت: عمرو بن العاص. فصاح فيّ وقام. وقا أبو النضر الفقيه: كنا نسمع على صالح بن محمد وهو عليل، فبدت عورته، فأشار إليه بعضنا بأن يتغطى، فقال: رأيته، لا ترمد عينيك أبداً. وقال أحمد علي بن محمد: سمعته يقول: كان هشام بن عمار يأخذ (22/165)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 166 على الحديث، ولا يحدث ما لم يأخذ. فدخلت عليه يوماً فقال: يا أبا علي حدثني.) فقلت: نا علي بن الجعد، نا أبو جعفر الرازي، عن الربيع، عن أنس، عن أبي العالية قال: علّم مجاناً كما تعلمت مجاناً. فقال: تعرض فيّ فقلت: لا، بل قصدتك. وقال الحاكم: سمعت أبا النضر الطوسي يقول: مرض صالح جزرة، فكان الأطباء يختلفون إليه، فلما أعياه الأمر أخذ العسل والشونيز، فزادت حماه، فدخلوا عليه وهو يرتعد ويقول: بأبي يا رسول الله، ما كان أقل بصرك بالطب. قلت: هذا مزاح خبيث لا يجوز. وقال علي بن محمد المروزي: سمعت صالح بن محمد يقول: سمعت عباد بن يعقوب يقول: الله أعدل من أن يدخل طلحة والزبير الجنة. قلت: ويلك، ولم قال: لأنهما قاتلاً علياً بعد أن بايعاه. قال ابن عدي: بلغني أن صالح بن محمد جزرة وقف خلف أبي الحسين عبد الله بن محمد السمناني وهو يحدث عن بركة الحلبي بتلك الأحاديث. فقال صالح: يا أبا الحسين ليس ذا بركة، ذا نقمة. قلت: وبركة متهم بالكذب. (22/166)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 167 وقال الحاكم: ثنا أحمد بن سهل الفقيه: سمعت أبا علي يقول: كان بالبصرة أبو موسى الزمن في عقله شيء، فكان يقول: ثنا عبد الوهاب، أعني ابن عبد الحميد، نا أيوب فدخل عليه أبو زرعة يوماً، فسأله عن حديثٍ فقال: ثنا حجاج. فقلت: يعني ابن المنهال. فقال أبو زرعة: أيش يعذب المسكين. وقال: كنا في مجلس أبي علي، فلما قال له رجل من المجلس: يا شيخ ما اسمك قال: واثلة بن الأسقع. فكتب الرجل: ثنا واثلة بن الأسقع. وقال أبو الفضل بن إسحاق: كنت عند صالح بن محمد، ودخل عليه رجل من الرستاق، فأخذ يسأله عن أحوال الشيوخ، ويكتب جوابه، فقال: ما تقول في سفيان الثوري فقال: ليس بثقة. فكتب الرجل، فلمته، فقال: ما أعجبك. من يسأل مثلي عن سفيان، لا تبالي، حكى عني أو لم يحك.) وقال أحمد بن سهل: كنت مع صالح، إذ أقبل ابنه، عن يمينه رجل أقصر منه، وعن يساره صبي، فقال لي صالح: يا أبا نصر، تبت. وقيل: كان ابن صالح مغفلاً، قال: فقلت: سألت الله أن يرزقني ولداً، فرزقني جملاً. ولأبي علي جزرة نوادر ومجون، والله يرحمه. توفي في شهر ذي الحجة، لثمانٍ بقين منه سنة ثلاثٍ وتسعين، وله بضع وثمانون سنة. (22/167)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 168 4 (صباح بن عبد الرحمن بن الفضل. أبو الغصن العتقي الأندلسي المرسي. شيخ معمر عالي الإسناد.) قال ابن الفرضي: روى عن: يحيى بن يحيى الفقيه، ورحل فلقي بالقيروان: سحنون بن سعيد، وبمصر: أصبغ بن الفرج، فسمع منه، وأقام عنده زماناً، ثم انصرف. وكان يرحل إليه للسماع والتفقه، وعمر عمراً طويلاً. بلغني أنه توفي وهو ابن مائة وثمانية عشر عاماً، ومات في عاشر محرم سنة أربعٍ وتسعين. قلت: وروى أيضاً عن: يحيى بن عبد الله بن بكير. روى عنه: حفص بن محمد بن حفص، وغيره. قيل: بل عاش مائةً وخمس سنين، قاله ابن يونس، ومحمد بن الحارث الحشمي. وسمع أيضاً أبا مصعب. (22/168)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 169 4 (حرف الطاء.)

4 (طالب بن قرة الأذني.) روى الكثير عن: محمد بن عيسى الطباع. وأكثر عنه الطبراني. توفي سنة إحدى وتسعين بأذنة من ثغرسيس. 4 (طاهر بن عيسى بن قيرة. أبو الحسن المؤدب.) عن: سعيد بن أبي مريم، ويحيى بن بكير، وأصبغ بن الفرج. وعنه: الطبراني. توفي سنة اثنتين وتسعين. 4 (طغج بن جف الفرغاني التركي. (22/169)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 170 نائب دمشق لخمارويه ولابنه هارون.) امتدت أيامه، وحاصرته القرامطة بدمشق والتقاهم، ثم انصرف وولي بدر الحمامي نيابة دمشق سنة تسعين. فمضى طغج إلى مصر، ثم سار إلى المكتفي بالله، ومعه ولده الإخشيد محمد الذي ملك، فبقي طغج بالعراق مدة يسيرة وهلك. ثم قدم ولده الإخشيد متولياً على مصر والشام كما في ترجمته.) (22/170)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 171 4 (حرف العين.)

4 (عامر بن محمد بن يزيد البلاطي.) روى عن: محمد بن الخليلي البلاطي، ومحمد بن خزر بن الساعي. وعنه: علي بن محمد البلاطي، وأبو علي بن شعيب، ومحمد بن عمير الرازي، وآخرون. 4 (العباس بن أحمد بن الحسن الوشاء. البغدادي المعروف بالمحب.) سمع: إبراهيم الترجمان، وغيره. وعنه إسماعيل الخطبي، وأبو علي بن الصواف. مات سنة ثمانٍ وتسعين. 4 (العباس بن أحمد بن عقيل. روى عن: منصور بن مزاحم، وعبد الأعلى بن حماد. وعنه: إسماعيل) الخطبي، والطبراني. 4 (العباس بن حمدان. (22/171)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 172 أبو الفضل الأصبهاني الحنفي.) سمع: محمد بن عيسى الدامغاني، ويوسف بن محمد بن سابق، وحاتم بن بكر، وخلقاً. وصنف المسند، وكان ثقة ثبتاً صالحاً عابداً. روى عنه: أحمد بن العسال، وأبو القاسم الطبراني، وأبو الشيخ، وآخرون. ومات سنة أربعٍ وتسعين ومائتين. 4 (العباس بن الحسن الوزير.) ولي وزارة المكتفي بالله، ثم وزارة المقتدر، فأقام أشهراً. فلما عمل الأمير الحسين وابن حمدان وابن الجراح على خلع المقتدر لصغره، وإقامة ابن المعتز، افتتحا، فقتل هذا الوزير، فوثب عليه ابن حمدان فضرب عنقه وهو نازل من الخدمة، وقتل معه الأمير فاتك المعتضدي، ثم ساق إلى الميدان ليفتك بالمقتدر وهو في لعب الكرة، فأحس بالبلاء، فأسرع وأغلق باب القصر. (22/172)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 173 فذهب ابن حمدان والأمراء، وبايعوا ابن المعتز. ثم لم يتم أمره، فقتلوا ابن المعتز. وذلك في سنة ستً وتسعين ومائتين. 4 (العباس بن الربيع بن ثعلب البغدادي.) عن: أبيه. وعنه: الطبراني. توفي سنة إحدى وتسعين. 4 (العباس بن أحمد بن عقيل.) عن: عبد الأعلى النرسي، ومنصور بن أبي مزاحم. وعنه: إسماعيل الخطبي، والطبراني، وجماعة. وتوفي سنة بضعٍ وتسعين.) 4 (العباس بن محمد بن مجاشع. أبو الفضل الأصبهاني.) عن: محمد بن يعقوب الكرماني. وعنه: ابن العسال، والطبراني، وأبو الشيخ. وثقه أبو نعيم الحافظ. (22/173)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 174 4 (عبدان بن محمد بن عيسى. الفقيه أبو محمد المروزي. زاهد نبيل ثقة، صاحب حديث.) سمع: قتيبة بن سعيد، وعبد الله بن منير، وأبا كريب، وإسماعيل بن مسعود، والجحدري، وعبد الجبار بن العلاء، وبندار، وعلي بن حجر، والربيع المرادي، وطائفة بخراسان، والعراق، والحجاز. وعنه: عمر بن علك، وأبو العباس الدغولي، وأبو حامد بن الشرقي، وأبو نعيم عبد الرحمن بن محمد الغفاري، ويحيى بن محمد العنبري، وعلي بن جمشاذ، وأحمد بن العسال، وأبو القاسم الطبراني، وآخرون. وكان إليه المرجوع في الفتوى بمرو بعد أحمد بن سيار. وقد رحل أيضاً إلى مصر، وتفقه على أصحاب الشافعي، وبرع في المذهب. وكان يوصف بالحفظ والزهد. وقد صنف الموطأ، وغيره. قال أبو نعيم الغفاري: سمعته يقول: ولدت سنة ثلاثٍ وتسعين. قلت: وكان لقاء الطبراني له بمكة. قال ابن السمعاني في الأنساب: الجنوجردي نسبة إلى قرية من قرى مرو، اسمه عبد الله، وهو أحد من أظهر مذهب الشافعي بخراسان. وكان المرجوع إليه في الفتاوى والمعضلات بعد أحمد بن سيار. وكان ابن سيار قد حمل كتب الشافعي إلى مرو، وأعجب بها الناس، فأراد عبدان أن ينسخها، فمنعه ابن سيار من ذلك. فباع ضيعةً له بجنوجرد، وسار إلى مصر، ونسخ كتب (22/174)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 175 الشافعي على أكثر من وجه، ورجع، فدخل أحمد بن سيار عليه مسلماً ومهنئاً، واعتذر من منع الكتب. فقال: لا تعتذر فإن بك علي منة في ذلك. فلو دفعت الكتب إلي لما رحلت إلى مصر. 4 (عبد الله بن أحمد بن عبد السلام. أبو محمد النيسابوري الخفاف الحافظ نزيل مصر.) روى عن: محمد بن رافع، وأبي عبد الله البخاري، وأحمد بن سعيد الرباطي، وخلق من طبقتهم. وعنه: أبو عبد الرحمن النسائي في كتاب الكنى، وأبو محمد عبد الله بن الورد، وأبو جعفر العقيلي، وطائفة. توفي بمصر في ربيع الآخر سنة أربعٍ وتسعين، وقد أسن. لم يذكره الحاكم في تاريخ نيسابور. وقال العقيلي: ثنا عبد الله بن أحمد، ثنا البخاري قال: قال ابن عيينة: سمعت مقاتلاً يقول: إن لم يخرج الدجال الأكبر سنة خمسين ومائة فاعلموا أني كذاب.) 4 (عبد الله بن أحمد بن محمد بن هشام بن أبي وارة. أبو عبد الرحمن. مروزي له أربعون حديثاً مروية.) رواها عنه: عبد الله بن أحمد المروزي. يروي عنه: سعيد بن سعيد، وعلي بن حجر، وداود بن رشيد، وجبارة بن المغلس، وطبقتهم. ولا أعلم متى كان، ثم ظفرت بموته سنة خمسٍ وتسعين ومائتين. 4 (عبد الله بن إبراهيم الأزدي الضرير.) عن: الحسن بن علي الحلواني، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وجماعة. (22/175)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 176 وعنه: بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي. 4 (عبد الله بن أبي الخوارزمي القاضي.) عن: أحمد بن يونس اليربوعي، وسعيد بن المنصور، وقتيبة، وابن راهويه، وخلق. وعنه: أبو عبد الله البخاري، ومحمد بن علي الحساني الخوارزمي، وأبو العباس محمد بن أحمد بن حمدان الحيري شيخ البرقاني. قيل: إنه الذي قال البخاري في الصحيح: ثنا عبد الله، ثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي. وذلك يتوجه، فإنه روي في كتاب الضعفاء عدة أحاديث، عنه، عن سليمان بن عبد الرحمن، وعن غيره. 4 (عبد الله بن أيوب. أبو محمد البصري القربي الضرير.) عن: أبي الوليد الطيالسي، وأمية بن بسطام، وأبي نصر التمار، ويحيى الحماني، وسهل بن بكار، وجماعة. وعنه: أبو سهل القطان، وحبيب القزاز، والذارع، والطبراني، وآخرون. قال الدار قطني: متروك. قلت: مات سنة اثنتين وتسعين. 4 (عبد الله بن بندار بن إبراهيم الضبي الأصبهاني. الباطرقاني الزاهد.) (22/176)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 177 سمع: إسماعيل بن عمرو البجلي، وسهل بن عثمان، ومحمد بن المغيرة، وغيرهم. وعنه: أبو أحمد العسال، وأحمد بندار الشعار، والطبراني، وأبو الشيخ، وغيرهم. وكان من عباد أصبهان. قال محمد بن يحيى بن مندة: ما خلف بعده مثله. قلت: توفي سنة أربعٍ وتسعين. 4 (عبد الله بن جعفر بن خاقان. أبو محمد السلمي المروزي.) عن: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن حميد الرازي، وعلي بن حجر، وأبي كريب، وأحمد بن منيع، وخلق. وعنه: أبو العباس الدغولي، وعمر بن علك الجوهري، وأبو زكريا العنبري، ومحمد بن صالح بن هانئ، وآخرون.) قال فيه الحاكم: محدث عصره، قدم نيسابور حاجاً سنة ثمانٍ وثمانين، فأكثروا عنه. وتوفي في صفر سنة ست. 4 (عبد الله بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الأموي. مولاهم الحراني المؤدب أبو شعيب نزيل بغداد.) (22/177)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 178 سمع: جده، وأباه، وأحمد بن عبد الملك بن واقد، ويحيى بن عبد الله البابلتي، وعفان بن مسلم، وجماعة. وعنه: إسماعيل الخطبي، وعلي بن الصواف، وأبو بكر الشافعي، والطبراني، وأبو بكر الآجري، والحسن بن جعفر الخرقي، وخلق. قال الهيثم بن خلف الدوري: وكان البابلتي زوج أم أبي شعيب الحراني، وكان الأوزاعي زوج أم البابلتي. وقال أبو سعيد الإدريسي: كان مسلم وهو والد أبي شعيب عبد الله بن مسلم الحراني من سبي سمرقند، وقع لعمر بن عبد العزيز فأعتقه. فلما ولد له ولد جاء به إلى عمر، فسماه عبد الله، وفرض له في الذرية. فعاش مائة وعشرين سنة. قال أحمد بن كامل: مات أبو شعيب في ذي الحجة سنة خمس وتسعين ومائتين، وكان يأخذ على الحديث. أخبرني نصر الصائغ: سألته أن يحدثني بحديثٍ عن عفان. فقال: أعط السقاء ثمن الرواية، فأعطيته دانقاً، وحدثني بالحديث. قال ابن كامل: ومولده سنة ست ومائتين. قال الصواف: سماعه سنة ثمان عشرة من البابلتي. قلت: سمع في صغره من زوج أمه، فلا يستنكر ذلك. قال فيه الدار قطني: ثقة مأمون. (22/178)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 179 4 (عبد الله بن حمدويه النهرواني.) عن: أبي بكر بن أبي شيبة. وعنه: عبد الصمد الطستي، وقاضي مصر الطاهر الذهلي. 4 (عبد الله بن سعيد بن عبد الرحمن الزهري المصري.) سمع: عبد الله بن صالح، ويوسف بن عدي، وأسد بن موسى السنة. وعنه: أبو أحمد بن عدي. 4 (عبد الله بن سلمة بن يزيد القاضي. أبو محمد بن سلمويه النيسابوري الحنفي الفقيه. كان أستاذاً في الفرائض) وعقد الوثائق. قال الحاكم: سمع إسحاق بن راهويه، ومحمد بن رافع. وبالعراق: يحيى بن طلق اليربوعي، ومحمد بن شجاع.) روى عنه: أبو سعيد عبد الرحمن بن الحسين، وأحمد بن هارون. وولي قضاء نيسابور بإشارة ابن خزيمة. توفي في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وتسعين. 4 (عبد الله بن الصباح الأصبهاني البزار.) عن: داود بن رشيد، ولوين، ومحمد بن زنبور، وهاشم بن الوليد الهروي. وعنه: العسال، وأبو الشيخ، وأحمد بن بندار، والطبراني. وكان صدوقاً فيما بلغنا. (22/179)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 180 توفي سنة أربعٍ وتسعين. 4 (عبد الله بن عبد الحميد بن عصام الجرجاني الفقيه.) عن: أبيه، وعلي بن المديني، ومحمد بن بكار، وأبي بكر بن أبي شيبة، وطبقتهم. وعنه: مأمون بن يحيى، ومحمد بن عبد الله بن برزة، وآخرون من الهمدانيين. 4 (عبد الله بن عيسى بن حماد. أبو محمد بن زغبة المصري.) عن: أبيه، ويحيى بن عبد الله بن بكير. توفي في صفر سنة ستً وتسعين. 4 (عبد الله بن القاسم بن هلال العبسي. أبو محمد الأندلسي الفقيه الظاهري، عالم مشهور بالرحلة، والطلب.) أثنى عليه أبو محمد بن حزم فقال: صحب داود بن علي الأصبهاني وأخذ عنه. توفي سنة اثنتين وتسعين ومائتين. 4 (عبد الله بن قريش. (22/180)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 181 أبو أحمد الأسدي البغدادي ثم الهمداني.) عن: خاله أبي بكر الأثرم، وزيادة بن أيوب، وأبي هشام الرفاعي. وعنه: محمد بن عبد الله بن برزة الروذباني، وأبو بكر الإسماعيلي. 4 (عبد الله بن محمد بن الوليد بن حازم البصري الأصبهاني.) عن: علي بن الجعد، وكامل بن طلحة، وبسام بن يزيد. وعنه: أحمد بن بندار، والشعار، وغيرهم. توفي سنة إحدى وتسعين ومائتين. 4 (عبد الله بن محمد بن سلم الهمداني.) ثقة. حدث بأصبهان عن: سهل بن بكار، ومحمود بن غيلان. وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ. توفي سنة أربعٍ. 4 (عبد الله بن محمد. أبو العباس الناشئ المتكلم الشاعر المشهور.) أصله من الأنبار، سكن مصر. معدود في طبقة البحتري، وابن الرومي (22/181)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 182 في الشعراء، وله قصيدة طويلة ألفها،) فيها فنون من العلم. وكان بصيراً بالعربية قيماً، بعلم العروض، كثير التصانيف. ومنهم من يلقبه بابن شرشير. قال الطبراني أنشده الناشئ بمصر: (ليس شيء أحرق مهجة العا .......... شق من هذه العيون المراض)

(ورنو الجفون والغمز بالحا .......... جب وقت الصدود والإعراض) والخدود المضرجات اللواتيشيب جريالهايحسن البياض (وطروق الحبيب والليل داجٍ .......... حين هم السمار بالإغماض) توفي الناشئ سنة ثلاثٍ وتسعين، وكان من كبار المعتزلة الأرعواء. 4 (عبد الله بن محمد بن سلم الفريابي ثم المقدسي.) يأتي بعد الثلاثمائة. 4 (عبد الله بن محمد بن علي البلخي الحافظ. أبو علي. محدث مصنف نبيل، لم تتصل أخباره بنا كما ينبغي.) سمع من: قتيبة، وطبقته. حج فاستشهد يوم الهبير فيمن استشهد على يد القرامطة، لعنهم الله سنة أربعٍ. وقال الحاكم: توفي ببلخ سنة خمسٍ وتسعين، وقد حدث ببغداد، ونيسابور عن: قتيبة، وإبراهيم بن يوسف، وعلي بن حجر، وهدبة بن عبد الوهاب. (22/182)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 183 روى عنه: ابن قانع، وأبو بكر الشافعي، والجعابي. صنف كتاب التاريخ وكتاب العلل. 4 (عبد الله بن محمد بن العباس. أبو محمد السهمي الأصبهاني.) عن: سهل بن عثمان العسكري، ومحمد بن المغيرة. وعنه: الطبراني، وعبد الرحمن بن محمد بن سياه، وعبد الله بن محمد عمر القاضي، وجماعة. توفي سنة ستٍ وتسعين. 4 (عبد الله بن محمد بن صالح. أبو محمد البكري السمرقندي الحافظ.) حدث ببغداد عن: أبي محمد الدارمي، ورجاء بن مرجا. وعنه: ابن قانع، وأبو بكر الشافعي، وغيرهما. توفي سنة ثمانٍ وتسعين، وكان أحد من عني بهذا الشأن. 4 (عبد الله بن محمد بن حميد البغدادي. الخياط المعروف بالإمام.) ) روى عن: عاصم بن علي، وغيره. (22/183)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 184 وعنه: مخلد الباقرحي، وأبو بكر الإسماعيلي، ومحمد بن حميد المخرمي. حدث قبل الثلاثمائة. 4 (عبد الله بن محمد بن أبي كامل الفزاري البغدادي.) عن: هوذة، وداود بن رشيد. وعنه: أبو بكر الجعابي، وأبو علي بن الصواف، وعيسى الرخجي. توفي سنة ثلاثمائة. لم يتكلم فيه ولا في الخياط أبو بكر الخطيب بشيء. 4 (عبد الله بن محمد بن الجعد الأصبهاني الفرساني: عن سهل بن عثمان وغيره وعنه أبو أحمد العسال.)

4 (عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن الداخل عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد) الملك. الأمير أبو محمد الأموي المرواني صاحب الأندلس. ولي الأمر بعد أخيه المنذر بن محمد في صفر سنة خمسٍ وسبعين ومائتين، وطالت أيامه، وبقي في الملك خمساً وعشرين سنة، وكان من الأمراء العادلين الذين يعز وجود مثلهم. (22/184)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 185 كان صالحاً تقياً، كثير العبادة والتلاوة، رافعاً لعلم الجهاد، ملتزماً للصلوات في الجامع، وله غزوات مشهودة، منها غزوة بلي التي يضرب بها المثل. وذلك أن ابن حفصون حاصر حصن بلي في ثلاثين ألفاً. فخرج الأمير عبد الله من قرطبة في أربعة عشر ألف مقاتل، فهزم ابن حفصون، وتبعه قتلاً وأسراً، حتى قيل: لم ينج من الثلاثين ألفاً إلا النادر. وكان ابن حفصون من الخوارج. وكان عبد الله أديباً عالماً. ذكر ابن حزم قال: ثنا محمد بن عبد الأعلى القاضي، وعلي بن عبد الله الأديب قالا: كان الوزير سليمان بن وانسوس جليلاً أديباً، من رؤساء البربر، فدخل على الأمير عبد الله بن محمد يوماً، وكان عظيم اللحية، فلما رآه الأمير مقبلاً أنشد: (هلوفة كأنها جوالق .......... نكراء لا بارك فيها الخالق)

(للعمل في حافاتها نفائق .......... فيها لباغي المتكا مرافق)

(وفي احتدام الصيف ظل رائق .......... إن الذي يحملها لمائق) ثم قال: اجلس يا بربري: فجلس مسالماً، فقال: أيها الأمير، إنما كان الناس يرغبون في هذه المنزلة ليدفعوا عن أنفسهم الضيم. فأما إذا صارت جالبة للذل فلنا دور تغنينا عنكم، فإن حلتم بيننا وبينها فلنا قبور تسعنا. ثم اعتمد على يده وقام ولم يسلم. فغضب الأمير وأمر بعزله، وبقي لذلك مدة. ثم وجد الأمير لفقده ونصيحته،) فقال: لقد وجدت لفقد سليمان تأثيراً، وإن استعطفته كان ذلك غضاضةً علينا، ولوددت أنه ابتدأنا بالرغبة. (22/185)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 186 فقال له الوزير محمد بن الوليد بن غانم: أنا أكلمه. فذهب إليه، فأبطأ إذنه عليه، ثم دخل فوجده قاعداً لم يتزحزح، فقال: ما هذا الكبر عهدي بك وأنت وزير السلطان وفي أبهة رضاه تلقاني وتتزحزح لي في مجلسك. فقال: نعم، كنت حينئذٍ عبداً مثلك، وأنا اليوم حر. قال: فيئس ابن غانم نفسه منه فخرج ولم يكلمه، ورجع فأخبر الأمير بالإرسال إليه، ثم ولاه. وروى ابن حزم بسندٍ له أن الأمير عبد الله استفتى تقي الدين مخلد في الزنديق، فأفتاه، وذكر خبراً. توفي عبد الله في غرة ربيع الآخر سنة ثلاثمائة، وولي الأندلس بعده حفيده الناصر لدين الله عبد الرحمن بن محمد خمسين سنة. 4 (عبد الله بن المعتز بالله محمد بن المتوكل على الله جعفر (22/186)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 187 بن المعتصم بن الرشيد.) الأمير أبو العباس العباسي الأديب صاحب الشعر البديع والنثر الفائق. أخذ العربية والأدب عن: المبرد، وثعلب. وعن: مؤدبه أحمد بن سعيد الدمشقي. وكان مولده في شعبان تسعٍ وأربعين ومائتين. روى عنه: مؤدبة أحمد، ومحمد بن يحيى الصولي، وغيرهما. وقد قامت الدولة وتوثبوا على المقتدر، وأقاموا ابن المعتز في الخلافة فقال: بشرط أن لا يقتل بسببي رجل مسلم. وكاد أمره يتم، ثم تفرق عنه جمعه وقبض عليه، وقتل سراً في ربيع الآخر (22/187)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 188 سنة ست وتسعين كما ذكرناه في الحوادث. وقد رثاه علي بن محمد بن بسام، فقال: (لله درك من ملك بمضيعة .......... ناهيك في العقل والآداب والحسب)

(ما فيه لولا ولا ليت فينقصه، .......... وإنما أدركته حرفة الأدب) ومن شعره: (من لي بقلب صيغ من صخرةٍ .......... في جسدٍ من لؤلؤ رطب)

(جرحت خديه بلحظي فما .......... برحت حتى اقتص من قلبي) ومن شعره:) (وإني لمعذور على طول حبها .......... لأن لها وجهاً يدل على عذري)

(إذا ما بدت والبدر ليلة تمه .......... رأيت لها فضلاً مبيناً على البدر)

(وتهتز من تحت الثياب كأنها .......... قضيب من الريحان في الورق الخضر)

(أبى الله إلا أن أموت صبابةً .......... بساحرة العينين طيبة النشر) وله أيضاً: (أترى الجيرة الذين تداعوا .......... عند سير الحبيب قبل الزوال)

(علموا أنني مقيم وقلبي .......... راحل معهم أمام الجمال)

(مثل صاع العزيز في أرحل القو .......... م، ولا يعلمون ما في الرحال)

(ما أغر المعشوق ما أهون العا .......... شق، ما أقتل الهوى للرجال) ومن نثره: من تجاوز الكفاف لم يغنه الإكثار. وقال: كلما عظم قدر المنافس، عظمت الفجيعة به. (22/188)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 189 وقال: ربما أورد الطمع ولم يصدر. ومن ارتحله الحرص، أفضاه الطلب. وقال: الحظ يأتي من لا يأتيه. وقال: أشقى الناس أقربهم من السلطان، كما أن أقرب الأشياء من النار أسرعه إلى الاحتراق. وقال: من شارك السلطان في عز الدنيا، شاركه في ذل الآخرة. وقال: يكفيك للحاسد غمه وقت سرورك. وقيل: إنه قال هذه الأبيات عندما سلم لمؤنس ليهلكه: (يا نفس صبراً لعل الخير عقباك .......... خانتك من بعد طول الأمن دنياك)

(مرت بنا سحراً طير فقلت لها: .......... طوباك يا ليتني إياك طوباك)

(إن كان قصدك شرقاً فالسلام على .......... شاطئ الصراة ابلغي إن كان مسراك)

(من موثقٍ بالمنايا لا فكاك له .......... يبكي الدماء على إلفٍ له باكي)

(أظنه آخر يومٍ من عمري .......... وأوشك اليوم أن يبكي لي الباكي)

4 (عبد الحميد بن عبد العزيز. القاضي أبو حازم السكوني البصري ثم البغدادي الحنفي الفقيه.) (22/189)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 190 يروي عن: محمد بن بشار بندار، ومحمد بن المثنى، وشعيب بن أيوب الصيرفي.) روى عنه: مكرم بن أحمد، وأبو محمد بن زبر، وغيرهما. وكان ثقة. ولي قضاء الشرقية. قال طلحة الشاهد: وكان ديناً، عالماً بمذهب أهل العراق وبالفرائض والجبر والمقابلة، وأحذق الناس بعمل المحاضر والسجلات. أخذ عن: هلال الرأي، وبكر العمي، ومحمود الأنصاري أصحاب محمد بن شجاع البلخي، وغيره. حتى كان جماعة يفضلونه على هؤلاء. فأما عقله فلا نعلم أن أحداً رآه فقال إنه رأى أعقل منه. وقال أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الحنفية: ومنهم أبو حازم القاضي أخذ العلم عن شيوخ البصرة بكر العمي، وغيره، وولي القضاء بالشام، وبالكوفة، والكرخ من بغداد. قال أبو علي التنوخي: نا أبو علي التنوخي، نا أبو بكر بن مروان القاضي: حدثني مكرم بن بكير قال: كنت في مجلس أبي حازم القاضي، فتقدم شيخ ومعه غلام حدث. فادعى الشيخ عليه ألف دينار، فأقر بها. فقال للشيخ: ما تشاء فقال: حبسه. فقال للغلام: قد سمعت، فهل لك أن توفيه البعض، وتسأله انتظارك. فقال: لا. فقال الشيخ: احبسه. فتفرس فيهما أبو حازم ساعة ثم قال: تلازما حتى أنظر بينكما. فقلت: لم أخر القاضي حبسه قال: ويحك، إني أعرف في أكثر الأحوال وجه المحق من المبطل. (22/190)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 191 وقد وقع لي أن سماحة هذا بالإقرار عن أمرٍ بعيدٍ من الحق، لعله أن ينكشف لي أمرهما. أما رأيت قلة تغاضيهما في المحاورة وسكوتهما، مع عظم المال فبينا نحن كذلك، إذ استأذن تاجر موسر، فأذن له القاضي، فدخل وقال: قد بليت بابنٍ لي حدث، يتلف مالي عند فلان المقبن، فإذا منعته مالي احتال بحيلٍ تلجئني إلى التزام غرمه. وأقربه أنه قد نصب المقبن اليوم يطالبه بألف دينار. وبلغني أنه قدمه إليك ليحبس، وأقع مع أمه في نكدٍ إلى أن أزنها عنه. فتبسم القاضي وقال لي: كيف رأيت قلت: لهذا ومثله فضل الله القاضي. فقال: علي بالغلام والشيخ. فأدخلا، فأرهب القاضي الشيخ، ووعظ الغلام، فأقر الشيخ وأخذ التاجر بيد ابنه وانصرفوا.) وقال أبو برزة الحاسب: لا أعرف في الدنيا أحسب من أبي حازم القاضي. وقال القاضي أبو طاهر الذهلي: بلغني أن أبا حازم القاضي جلس بالشرقية، فأدب خصماً لأمر، فمات. فكتب رقعةً إلى المعتضد يقول: إن دية هذا واجبة في بيت المال، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأمر بحملها إلى ورثته فعل. فحمل إليه عشرة آلاف درهم، فدفعها إلى ورثته. قلت: وكان المعتضد يجل أبا حازم ويطيعه في الخير. وبلغنا أن أبا حازم لما احتضر جعل يبكي ويقول: يا رب من القضاء إلى القبر. وله شعر رائق، فمنه: (أدل فأكرم به من مدل .......... ومن شادنٍ لدمي مستحيل)

(إذا ما تعذر قابلته بذل .......... وذلك جهد المقل) (22/191)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 192 (وأسلمت خدي له خاضعاً .......... ولولا ملاحته لم أذل) قال محمد بن الفيض: لم يزل محمد بن إسماعيل بن علية على قضاء دمشق إلى أن قدم المعتضد قبل الخلافة لحرب ابن طولون، فخرج أبو حازم معه إلى العراق، وولي بعده أبو زرعة محمد بن عثمان. وقال الطحاوي: مات ببغداد في جمادى الأولى سنة اثنتين وتسعين ومائتين. 4 (وأما)

4 (أبو حازم القاضي أحمد بن محمد بن نصر.) فآخر من أقرانه، لكنه تأخرت وفاته إلى سنة ست وعشرين وثلاثمائة. 4 (وأبو حازم، بحاء، أحمد بن محمد بن نصر.) بغدادي أكبر منهما، سمع: منجاب بن الحارث، وجبارة بن المغلس. 4 (عبد الرحمن بن أحمد بن يزيد. أبو صالح الزهري الأصبهاني الأعرج، أخو محمد بن أحمد الزهري.) سمع: أبا كريب، وحميد بن مسعدة، ومسلم بن شبيب، وجماعة. وعنه: العسال، وأبو الشيخ، وأحمد بن بندار. توفي سنة ثلاثمائة. 4 (عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الحميد بن فضالة الكناني الدمشقي.) (22/192)


الجزء الثامن عشر

الكتاب: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام. تأليف: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي. دار النشر: دار الكتاب العربي. مكان النشر: لبنان/ بيروت. سنة النشر: 1407هـ - 1987م. الطبعة: الأولى. تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمري. ملاحظات حول الكتاب: الكتاب موافق للمطبوع كاملاً. غير مفهرس.غير مقابل على نسخة ورقية. بل هو نفس الموجود في مكتبة التراث. قام بنسخه وإدخاله إلى الشاملة أخوكم: أبو عبد الله السني. راجياً منكم دعاءً بظهر الغيب. تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 193 روى عن: سليمان بن عبد الرحمن، ومحمد بن أبي السري العسقلاني. وعنه: خيثمة، وابن حذلم، وأبو عبد الله بن مروان.) 4 (عبد الرحمن بن إسحاق الثقفي الدمشقي. ويعرف بابن الغامدي.) عن: هشام بن عمار، وأحمد بن أبي الحواري، وجماعة. وعنه: أبو علي بن آدم، وجمح بن القاسم، وعبد الله بن عدي، وعدة. وحدث سنة تسعٍ وتسعين ومائتين. 4 (عبد الرحمن بن حاتم. أبو زيد المرادي المصري.) عن: عبد الله بن صالح، وأصبغ بن الفرج، ونعيم بن حسان. وعنه: الطبراني، وغيره. قال ابن يونس: توفي سنة أربعٍ وتسعين. 4 (عبد الرحمن بن عبد الوارث. أبو القاسم التجيبي المصري.) عن: يوسف بن عدي، وغيره. توفي سنة تسعٍ وتسعين تقريباً. مات في عشر المائة. 4 (عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود. أبو عبد الله المروزي الشاسجردي.) سمع: عبد الله بن عثمان بن عبدان، وغيره. وعنه: الفقيه محمد بن محمود المروزي. عاش إلى سنة خمسٍ وتسعين، وهو آخر أصحاب عبدان. (22/193)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 194 4 (عبد الرحمن بن عبد الصمد. أبو هشام السلمي الدمشقي.) عن: هشام بن عمار، وجنادة بن مروان، ومحمد بن عابد، وإبراهيم بن عبد الله بن العلان. وروى عنه: أحمد بن محمد بن عمارة، وأبو عمرو بن فضالة، وجمح، وآخرون. 4 (عبد الرحمن بن القاسم بن الفرج بن عبد الواحد. أبو بكر الهاشمي الدمشقي المعروف بابن الرؤاسي.) عن: أبي مسهر الغساني، ويحيى الوحاظي، وزهير بن عباد، وإبراهيم بن هشام الغساني، وطائفة. وعنه: أبو عبد الله محمد بن مروان، وأبو بكر بن أبي دجانة، وأبو عمرو بن فضالة، وأبو عمر محمد بن كوذك، وجمح بن القاسم، وأبو أحمد بن عدي، وعبد الله بن الناصح، والفضل بن جعفر المؤذن، وآخرون. وقال: سمعت من أبي مسهر وأنا ابن إحدى عشرة سنة. قلت: لم يورخه، وقد بقي إلى سنة بضعٍ وتسعين. وهو آخر من روى عن أبي مسهر، والوحاظي، وله عنهما نسخة آخر من رواها عنه الفضل بن جعفر، سمعناها من خلق. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن سلم. أبو يحيى الرازي الحافظ، إمام جامع أصبهان. صنف المسند والتفسير،) ) وغير ذلك. (22/194)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 195 وكان من علماء أصبهان. روى عن: سهل بن عثمان، وعبد العزيز بن يحيى، والحسين بن عيسى الزهري، وطائفة. وعنه: القاضي أبو أحمد، وأبو الشيخ، وعبد الرحمن بن سياه، وأبو القاسم الطبراني، وجماعة. توفي سنة إحدى وتسعين. 4 (عبد الرحمن بن معاوية. أبو القاسم الطبري الأموي العتبي المصري.) عن: سعيد بن عفير، ويحيى بن بكير، وعمرو بن خالد، وروح بن صلاح، ويوسف بن عدي. وعنه: الطبراني، وابن هارون، وغيرهما. توفي في شعبان سنة اثنتين وتسعين. 4 (عبد الرزاق بن الحسن بن عبد الرزاق. الأنطاكي الوراق المقرئ.) روى الحروف عن: أحمد بن حبيب. وعنه: ابنه إبراهيم بن عبد الرزاق، وأحمد بن يعقوب النائب، وأبو بكر النقاش، ومحمد بن أحمد الداجوني، وجماعة. وقيل: قرأ على ابن ذكوان. (22/195)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 196 4 (عبد السلام بن أحمد بن سهيل بن مالك. أبو بكر البصري نزيل مصر.) سمع: هشام بن عمار، وعيسى بن زغبة، وجماعة. وعنه: حمزة الكناني، وجعفر حيزان، وأبو سعيد بن يونس، وجماعة آخرهم موتاً الحسين بن رشيق. قال ابن يونس: كان صالحاً صدوقاً، توفي في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وتسعين. 4 (عبد السلام بن سهل البغدادي السكري. نزيل مصر.) سمع: يحيى الحماني، ومحمد بن عبد الله الأزدي. وعنه: ابن شنبوذ المقرئ، والطبراني. وتوفي بمصر في ربيع الآخر أيضاً سنة ثمانٍ أيضاً. فقد اتفقا في أشياء. 4 (عبد السلام بن العباس الحمصي.) عن: هشام بن عمار، وعمرو بن عثمان، وطائفة. وعنه: الطبراني، وعبد الصمد بن سعيد الحمصي، وغيرهما. 4 (عبد الصمد بن محمد بن أبي عمران. أبو محمد العينوني المقرئ.) قرأ على عمرو بن الصباح صاحب حفص.) قرأ عليه: أبو بكر النقاش، ونظيف بن عبد الله، وإبراهيم بن عبد الرزاق، (22/196)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 197 وصالح بن أحمد، وغيرهم. توفي سنة أربع وتسعين بعينون. 4 (عبد العزيز بن أحمد. أبو القاسم البغدادي.) عن: أبي كامل الجحدري. وعنه: محمد بن مخلد، والطبراني. 4 (عبد العزيز بن محمد. أبو عمرو الحارثي الهمداني.) عن: محمد بن عبيد الأسدي، وهناد بن السري، وسلمة بن شبيب، وطائفة. وعنه: ابن خرجة، ومحمد بن معاذ الشعراني، وأبو بكر الإسماعيلي، ويعرف بعمرون. 4 (عبد الغفار بن أحمد. أبو الفوارس الحمصي.) حدث بأصبهان عن: محمد بن مصفى، والمسيب بن واضح، وعمرو بن عثمان، وطائفة. وعنه: أبو الشيخ، وعبد الله بن محمد بن عمر القاضي، وعبد الله بن محمود بن محمد الإصبهانيون. (22/197)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 198 4 (عبد الكبير بن محمد بن عبد الله بن حفص بن هشام بن زيد بن أنس. أبو عمر الأنصاري البخاري) الأندلسي البصري. عن: أبيه. وعن: سليمان الشاذكوني. وعنه: الطبراني. توفي سنة إحدى وتسعين. 4 (عبد الملك بن يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي المصري.) عن: أبيه. وعنه: الطبراني. توفي في رمضان سنة سبعٍ وتسعين. 4 (عبيد الله بن أحمد بن سليمان. أبو محمد بن الصنام القرشي الرملي.) عن: أبي عمير عيسى بن النحاس، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وجماعة. وعنه: أبو عمر بن فضالة، والفضل بن جعفر المؤذن، والطبراني. توفي سنة تسع وتسعين. 4 (عبيد الله بن طاهر بن الحسين. (22/198)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 199 الأمير أبو أحمد الخزاعي الطاهري الخراساني.) ولد سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين. وروى عن: أبي الصلت الهروي، والزبير بن بكار. وعنه: الصولي، وعمر بن الحسن الأشناني، والطبراني، وغيرهم. ولم يذكره الحاكم في تاريخه. وكان أديباً شاعراً محسناً فصيحاً. ولي إمرة بغداد مدة، ومات في شوال سنة ثلاثمائة. وهذه الأبيات السائرة له:) (واحزني من فراقٍ قومً .......... هم المصابيح والحصون)

(والأسد والمزن الرواسي .......... والأمن والحرص والركون)

(لم تتغير بنا الليالي .......... حتى توفتهم المنون) (22/199)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 200 (فكل نارٍ لنا قلوب .......... وكل ماءٍ لنا عيون) ومن شعره: (سقتني في ليل شبيهٍ بشع .......... رها شبيه بعين رقيب)

(فما زلت في ليلتي شعر ومن .......... دجى وشمسين ووجه حبيب) وله: (ألم تر أن الدهر يهدم ما بنى .......... ويأخذ ما أعطى ويفسد ما أسدى)

(فمن سره أن لا يرى من يسؤه .......... فلا يتخذ شيئاً يخاف له فقدا) وقد ولي الأمير عبيد الله إمرة بغداد مدة. ومات في شوال سنة ثلاثمائة. 4 (عبيد الله بن المستملي أبي مسلم عبد الرحمن بن واقد. أبو شبيل البغدادي.) عن: أبيه، وإسحاق بن أبي إسرائيل. وعنه: أبو بكر بن الأنباري، وعثمان بن السماك، وأحمد بن كامل. وثقه الخطيب. وتوفي سنة ثمانٍ وتسعين. 4 (عبيد الله بن يحيى بن يحيى بن كثير. أبو مروان الليثي مولاهم الأندلسي القرطبي الفقيه.) (22/200)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 201 حمل عن أبيه العلم، وسمع منه الموطأ، ورحل للحج والتجارة بعد موت والده. وسمع بمصر من: محمد بن عبد الرحيم بن البرقي شيئاً يسيراً. وببغداد من: أبي هشام الرفاعي. وطال عمره، تنافس أهل الأندلس في الأخذ عنه. وكان جليلاً نبيلاً كبير الشأن. ذكره ابن الفرض في تاريخه فقال: روى عن أبيه علمه، ولم يسمع بالأندلس من غيره. وكان رجلاً كريماً عاقلاً، عظيم الجاه والمال، مقدماً في الشورى، منفرداً برئاسة البلد، غير مدافع. روى عنه: أحمد بن خالد، ومحمد بن أعين، وأحمد بن مطرف، وأحمد بن سعيد بن حزم الصدفي لا الأموي، وابن أخيه يحيى بن عبد الله بن يحيى، وكان آخر من حدث عنه شيخنا أبو عيسى يحيى بن عبد الله، يعني ابن أخيه.) توفي في عاشر رمضان سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين، وصلى عليه ابنه يحيى. وكانت جنازته مشهودة. قال ابن بشكوال في غير الصلة: كان مولى سمحاً جواداً، كثير الصداقة والإحسان، كامل المروءة، رأى مرةً شيخنا ضعيفاً، فأعطاه مائة دينار. ولقد قيل إنه شوهد يوم موته البواكي عليه من كل ضرب، حتى اليهود والنصارى. وما شوهد قط مثل جنازته، ولا سمع أحد حكى أنه شهد بالأندلس مثلها، رحمه الله. 4 (عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم. أبو القاسم بن البرقي المصري.) (22/201)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 202 عن: ابنه، وعبد الرحمن بن يعقوب، ويحيى بن بكير، وعمرو بن خالد الحداني. وعنه: الطبراني. توفي في ربيع الأول سنة إحدى وتسعين. قال النسائي: صالح ويقال: إنه روى عنه. 4 (عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الله. القاضي أبو بكر العمري المدني.) عن: إسماعيل بن أبي أويس، وإبراهيم بن حمزة الزهري، وأبي الطاهر بن السرح المصري، وغيرهم. وعنه: خيثمة، وأبو علي بن هارون، والطبراني، وجماعة. قال النسائي: كذاب. وقال أبو القاسم بن عساكر: ولي قضاء حمص وأنطاكية، وولي قضاء دمشق أيام خمارويه بن طولون. قلت: حدث في سنة ثلاثٍ وتسعين. 4 (عبيد العجل. واسمه حسين بن محمد بن حاتم الحافظ أبو علي البغدادي.) عن: داود بن رشيد، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، ومحمد بن عبد الله بن عمار، والوليد بن شجاع السكوني، ويعقوب بن حميد بن كاسب، وطائفة. (22/202)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 203 وعنه: عبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي، وعثمان بن السنة، والطبراني، وآخرون. قال الخطيب: كان متقناً حافظاً. وقال ابن المنادي: كان من المتقدمين في حفظ المسند خاصة. وقال ابن قانع: توفي في صفر سنة أربعٍ وتسعين. قلت: وكان من تلامذة ابن معين، وهو لقبه بعبيد العجل. قال ابن عقدة، فيما رواه عنه ابن عدي: كنا نحضر مع عبيد عند الشيوخ وهو شاب فيتخير لنا، فإذا أخذ الكتاب بيده طار ما في رأسه، فنكلمه فلا يرد، فإذا فرغ قلنا: كلمناك فلم تجبنا. قال: إذا أخذت الكتاب بيدي يطير عني ما في رأسي، يمر بي حديث الصحابي، فكيف أجيبكم وأنا أحتاج أن أفكر في مسند ذلك الصحابي من أوله إلى آخره، هل الحديث فيه أم لا أخاف أن أزل في الإنتخاب، وأنتم شياطين قد قعدتم حولي.) 4 (عثمان بن عمرو. أبو عمرو الضبي البصري.) عن: الوليد الطيالسي، وعبد الله بن رجاء، وعمرو بن مرزوق، وغيرهم. وعنه: الطبراني. (22/203)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 204 4 (علي بن المكتفي بالله.) أمير المؤمنين أبو محمد ابن الخليفة المعتضد بالله أبي العباس أحمد بن الموفق أبي أحمد طلحة ابن الخليفة المتوكل على الله جعفر بن المعتصم بن الرشيد العباسي. (22/204)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 205 ولد سنة أربع وستين ومائتين، وكان يضرب المثل بحسنة في زمانه. كان معتدل القامة، دري اللون، أسود الشعر، حسن اللحية، جميل الصورة. بويع بالخلافة عند موت والده في جمادى الأولى سنة تسع وثمانين، فكانت أيامه ستة أعوام ونصفاً. أخذ له أبوه البيعة في مرضه، ونهض بأعبائها الوزير أبو الحسن القاسم بن عبيد الله. ومات شاباً في ذي القعدة سنة خمس وتسعين. بويع من بعده أخوه جعفر المقتدر، وقد دخل في أربع عشرة سنة، بتفويض المكتفي إليه في مرضه، بعد أن سأل وصح عنده أنه قد احتلم. وذكر أبو منصور الثعالبي قال: حكى إبراهيم بن نوح أن الذي خلفه المكتفي، مما جمعه هو وأبوه: مائة ألف ألف دينار عين، وأمتعة وعقار وأواني، فكان من تلك الأمتعة، ثلاث وستون ألف ثوب. 4 (علي بن أحمد بن الصباح القزويني. الحافظ المعروف بابن أبي طاهر.) روى عنه: ابن أبي حاتم بالإجازة في تصانيفه. ثقة، سمع بقزوين: إسماعيل بن توبة. وفي رحلته من: بندار، وطبقته بالعراق. ومن: دحيم، وهشام بن عمار بالشام. وثقه الخليلي قال: سمعت الحسن بن أحمد بن صالح يحكي عن سليمان بن يزيد، أن علي بن أبي طاهر لما دخل الشام وكتب الحديث، جعل (22/205)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 206 كتبه في صندوق وعمله بالقبر، وركب البحر، فاضطربت السفينة وماجت بهم، فألقى الصندوق في البحر ثم سكنت السفينة، فلما خرج منها أقام على الساحل ثلاث ليال يدعو الله، ثم سجد في الليلة الثالثة، وقال: إن كان طلبي ذلك لوجهك وحب رسولك فأغثني برد ذلك. فرفع رأسه، فإذا بالصندوق ملقى عنده. قال: فرجع، وأتى على ذلك برهة من الدهر، فقصدوه لسماع الحديث، فامتنع منه. قال: فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في منامي، ومعه علي رضي الله عنه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لي: يا علي من عامل الله بما عاملك على شط البحر، لا يمتنع من رواية أحاديثي. فقلت: قد تبت إلى الله فدعا لي وحثني على الرواية.) ذكرها الخليلي في مشايخ أبي الحسن القطان. وقال: مات سنة نيف وتسعين ومائتين. 4 (علي بن أحمد بن النضر أبو غالب الأزدي البغدادي. أخو محمد.) عن: عاصم بن علي، وسعدويه الواسطي، ويحيى بن يوسف الزمن، وعلي بن المديني، وعبيد الله العبسي. وعنه: جعفر الخالدي، وابن قانع، وأبو بكر الشافعي، والطبراني، وطائفة. قال الدار قطني: ضعيف. (22/206)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 207 وقال أحمد بن كامل: توفي سنة خمس وتسعين وقال: لا أعلمه ذم في الحديث. 4 (علي بن إسحاق بن إبراهيم. أبو الحسن الأصبهاني الملقب بالوزير.) سمع: إسماعيل بن موسى الفراء، وأبا كريب، والحسن بن قزعة، وعبد الجبار بن العلاء المكي، وطائفة. وعنه: أبو أحمد العسال، وأحمد بن بندار، والطبراني. توفي سنة سبع وتسعين، وقيل: سنة ثمان. وقيل له: الوزير، لأنه كان يقوم بمصالح أحمد بن الفرات الحافظ. قال أبو الشيخ: كان حسن الحديث. 4 (علي بن جبلة بن رستة بن زيد بن جبلة. أبو الحسن التميمي الأصبهاني.) سمع: الحسين بن حفص، وإسماعيل بن أبي أويس. وعنه: الطبراني، ومحمد بن أحمد بن عبد الوهاب، وأبو الشيخ، وآخرون. توفي سنة إحدى أو اثنتين وتسعين على قولين. 4 (علي بن الحسين بن شهريار الرازي.) نزل نيسابور، وحدث عن: سهل بن عثمان، وعبد العزيز بن يحيى المدني. وعنه: محمد بن داود بن سليمان، وأبو عبد الله بن الأخرم، ومحمد بن (22/207)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 208 مهران، وأحمد بن منيع، وخلق. وهو والد الحافظ أبي بكر أحمد بن علي الرازي. توفي سنة ثلاث وتسعين، قاله حفيده أبو الحسن. وفي بعض النسخ اسم أبيه: الحسن. 4 (علي بن الحسين بن الجنيد.) أبو الحسن الرازي الحافظ، ويعرف ببلده بالمالكي، لجمعه حديث مالك. وكان واسع الرحلة، بصيراً بهذا الفن، خبيراً بالرجال والعلل. سمع: أبا جعفر النفيلي، والمعافى بن سليمان، وجماعة بالجزيرة. وصفوان بن صالح، وهشام بن عمار، وجماعة بدمشق. وأبا مصعب الزهري، وجماعة بالحجاز. وأحمد بن صالح، وطائفة بمصر. ومحمد بن عبد) الله بن نمير، وغيره بالكوفة. وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وأحمد بن إسحاق الضبعي الفقيه، ودعلج السجزي، وأبو أحمد العسال، وإسماعيل بن نجيد، وأحمد بن الحسن بن ماجة، وطائفة. وقع لي حديثه بعلو، وكان يحفظ حديث مالك وحديث الزهري. وتوفي في آخر سنة إحدى وتسعين. قال ابن أبي حاتم: صدوق ثقة. وأرخه الخليلي سنة ثمان وثمانين. (22/208)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 209 وقال: هو حافظ علم مالك بن أنس صاحبه. 4 (علي بن الحسين بن عبد الرحيم. أبو الحسن النيسابوري.) حدث عن: بشر بن الحكم، وإسحاق بن راهويه. وعنه: أبو بكر الإسماعيلي، وغيره بجرجان. توفي سنة ثلاث وتسعين. 4 (علي بن الحسين بن مهران.) أبو الحسن النيسابوري الصفار. آخر من مات من أصحاب يحيى بن يحيى التميمي. أثنى عليه إبراهيم بن أبي طالب. روى عنه: أبو الفضل محمد بن إبراهيم، وأبو علي النيسابوري الحافظ. توفي في رجب سنة خمس وتسعين. وروى أيضاً عن: إسحاق بن راهويه، وعلي بن حجر. 4 (علي بن حسنويه البغدادي القطان.) عن: محمد بن زياد الزيادي، وحوثرة المقرئ، والحسن بن عرفة، وطبقتهم. وعنه: أبو الحسن الزينبي، وعلي الرزاز. ورخه الخطيب ووثقه. 4 (علي بن حماد بن هشام العسكري الخشاب.) عن: علي بن المديني، وعبد الأعلى الذمي، وطبقتهما. وعنه: مخلد الباقرحي، ومحمد بن أحمد العطشي، وجماعة. (22/209)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 210 توفي سنة ثلاثمائة أيضاً. 4 (علي بن رازح بن رجب الخولاني. المصري.) عن: حرملة، ومحمد بن رمح. وعنه: أبو سعيد بن يونس وقال: مات سنة سبع وتسعين. 4 (علي بن سعيد بن بشير بن مهران. أبو الحسن الرازي الحافظ نزيل مصر.) عن: عبد الأعلى بن حماد النرسي، وجبارة بن المغلس، وعبد الرحمن بن خالد بن نجيح المصري، وبشر بن) معاذ العقدي، ومحمد بن هاشم البعلبكي، ونوح بن عمرو السكسكي، وخلق كثير. وعنه: أبو سعيد بن الأعرابي، وعبد الله بن جعفر بن الورد، ومحمد بن أحمد بن خروف، وسليمان الطبراني، والحسن بن رشيق، وآخرون. قال حمزة السهمي: سألت الدار قطني عنه، فقال: لم يكن في حديثه بذلك. سمعت بمصر أنه كان والي قرية، وكان يطالبهم بالخراج فيماطلونه، فجمع الخنازير في المسجد فقلت: كيف هو بالحديث قال: حدث بأحاديث لم يتابع عليها. وقال ابن يونس: كان يفهم ويحفظ، ومات في ذي القعدة سنة تسع وتسعين. قلت: وكان يعرف بعليك. والعجم إذا أرادوا أن يصغروا اسماً زادوه كافاً، فهو علامة التصغير في لسانهم. (22/210)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 211 4 (علي بن سعيد العسكري. الحافظ. صاحب كتاب السرائر) سيأتي سنة ثلاث عشر وثلاثمائة. 4 (علي بن طيفور بن غالب النشوي. أبو الحسن نزيل بغداد.) سمع: قتيبة بن سعيد. وعنه: أبو بكر الشافعي، وأبو بكر القطيعي، وعمر بن نوح البجلي، وجماعة. توفي سنة ثلاثمائة، في صفر. وثقه أبو بكر الخطيب. 4 (علي بن عمر بن توبة الخولاني الموصلي.) عن: علي بن المديني، وأبي بكر بن أبي شيبة، وجماعة. وعنه: يزيد الأزدي في تاريخه. توفي سنة سبع وتسعين. 4 (علي بن غالب بن سلام. أبو الحسن السكسكي البتلهي.) عن: علي بن المديني، وعبد الأعلى النرسي، وجماعة. (22/211)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 212 وعنه: أحمد بن محمد بن فطيس، وأبو علي بن آدم، وأبو علي بن هارون، وأحمد بن سعيد بن أبي العجائز، وعبد الله بن الناصح، وآخرون. وقع لنا نسخة علي بن المديني من طريقه، وقد حدث ببيت لهيا في ذي القعدة سنة إحدى تسعين. 4 (علي بن القاسم الضبي البغدادي.) عن: العلاء بن مسلمة، وحجاج بن الشاعر. وعنه: أبو عمر بن السماك، وأبو علي بن الصواف. مات سنة ست وتسعين ومائتين. 4 (علي بن محمد بن عبد الوهاب بن جبلة. أبو أحمد المروزي الكاتب.) حدث بأصبهان في سنة إحدى أيضاً.) عن: يحيى بن هاشم السمسار، وعبد الله بن صالح العجلي، وأبي بلال الأشعري، والحسن بن بشير البجلي. وعنه: أحمد بن بندار الشعار، وأبو القاسم الطبراني، وجماعة. قال الخطيب: توفي سنة إحدى وتسعين. 4 (علي بن محمد بن عيسى. أبو الحسن الخزاعي الهروي الجكاني. وجكان: محلة على باب هراة. كان مسند) وقته ببلده. (22/212)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 213 رحل وسمع: أبا اليمان، وآدم بن أبي إياس، ويحيى بن صالح الوحاظي، ومحمد بن وهب بن عطية، وجماعة. وعنه: أبو علي الرخاء، وأبو محمد أحمد بن عبد الله المزني، وأبو الفضل محمد بن عبد الله بن خمرويه، وطائفة. توفي سنة اثنتين وتسعين وقد وثق. 4 (علي بن أحمد بن يزيد بن عليل. أبو الحسن المصري.) عن: محمد بن رمح، وحرملة، وجماعة. وعنه: ابن يونس، والمصريون. توفي سنة ثلاثمائة. 4 (عمران بن موسى بن حميد. أبو القاسم المصري، ابن الطبيب.) عن: يحيى بن عبد الله بن بكير، وعمرو بن خالد، وجماعة. وعنه: أبو سعيد بن يونس، وأبو بكر النقاش صاحب التفسير، وحمزة الكناني. توفي في شوال سنة خمس. (22/213)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 214 4 (عمر بن أحمد بن بشر. أبو الحسين، وقيل أبو بكر بن السني البغدادي.) حدث بأصبهان عن: محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وعبد الحميد بن بيان، وغيرهما. وعنه: أحمد بن جعفر السمسار، وأبو بكر القباب. بقي إلى سنة ست وتسعين. وقال الخطيب أبو بكر: عامة أحاديثه مستقيمة. 4 (عمر بن حفص السدوسي البصري. أبو بكر.) سمع: عاصم بن علي، وكامل بن طلحة، وأبا بلال الأشعري. وعنه: جعفر الخلدي، وأبو بكر الشافعي، وحبيب القزاز، وسليمان الطبراني، وجماعة. وثقه الخطيب. وتوفي في صفر سنة ثلاث وتسعين. 4 (عمر بن حفص الهمداني البخاري السبيري.) ) (22/214)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 215 نسبة إلى قرية ببخارى. سمع: علي بن حجر، ومحمد بن حميد الرازي. وعنه: محمد بن محمد بن صابر، وغيره. توفي سنة أربع وتسعين في صفر، وله مائة سنة. ويعرف بالرباطي. 4 (عمرو بن بحر الأسدي الصوفي.) أكثر من التطواف، وصحب ذا النون المصري. وسمع من: هشام بن عمار، ودحيم. وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، والأصبهانيون. 4 (عمرو بن حازم القرشي.) عن: صفوان بن صالح الدمشقي، ومحمد بن رمح، وجماعة. وعنه: الطبراني، وأبو بكر النقاش، وأبو عمر بن فضالة، وغيرهم. توفي قبل الثلاثمائة. 4 (عمرو بن الحافظ أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري الدمشقي.) عن: سليمان ابن بنت شرحبيل، وهشام بن عمار، وجماعة. وعنه: الطبراني، وعبد الله بن الناصح. حدث سنة ثلاث وتسعين ومائتين. 4 (عمرو بن عبد الله بن عبد الوهاب. أبو الحسن الصدفي، مولاهم المصري.) روى عن: أحمد بن صالح المصري، وغيره. (22/215)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 216 قال ابن يونس: كان يغشى والدي، وكان صالحاً. توفي في ذي القعدة سنة... وتسعين، وكان موثقاً. 4 (عمرو بن عثمان المكي الزاهد. شيخ الصوفية.) قيل: توفي سنة سبع وتسعين، وقيل: غير ذلك. وسيأتي بعد الثلاثمائة. وذكر السلمي أنه مات ببغداد وكان قد قدم من مكة. وقد ولي قضاء جدة، فما عاده الجنيد في مرضه. (22/216)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 217 4 (عيسى بن خدابنده. أبو موسى الأزدي.) عن: موسى بن عامر، وصالح بن حكيم. وعنه: أبو علي بن آدم، وأبو القاسم بن أبي العقب، وجماعة. توفي سنة ثلاثمائة. 4 (عياش بن محمد بن عيسى البغدادي الجوهري.) عن: سريج بن النعمان، وأحمد بن حنبل. وعنه: أبو بكر الجعابي، وأبو القاسم الطبراني، وأبو بكر الإسماعيلي.) وثقه الخطيب. وتوفي سنة تسع وتسعين. 4 (عيسى بن محمد بن عيسى. أبو العباس الطهماني المروزي الكاتب اللغوي، إمام أهل اللغة في زمانه.) سمع: إسحاق بن راهويه، وعلي بن حجر، وعلي بن خشرم، وطائفة. وعنه: أحمد بن الخضر، ويحيى بن محمد العنبري، وعمر بن علك الجوهري. وكان رئيساً نبيلاً كثير الفضائل. (22/217)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 218 سمع الحاكم والده يقول: سمعت أبا العباس عيسى الطهماني يقول: رأيت بخوارزم امرأة لا تأكل ولا تشرب ولا تروث. وقال: أبو صالح محمد بن عيسى: توفي في صفر سنة ثلاث وتسعين. قال الحاكم: سمعت أبا زكريا العنبري يقول: سمعت أبا العباس، فذكر قصة المرأة التي تأكل ولا تشرب، وأنها عاشت كذلك نيفاً وعشرين سنة. فقال: إن الله مظهراً ما شاء من آياته، فيزيد الإسلام بها عزاً وقوة، وإن مما أدركنا عياناً، وشاهدناه في زماننا أن وردت عان مدينة من مدائن خوارزم، بينها وبين المدينة العظمى نصف يوم، فأخبرت أن بها امرأة من نساء الشهداء رأت رؤيا كأنها أطعمت في منامها شيئاً، فهي لا تأكل ولا تشرب منذ عهد عبد الله بن طاهر ثم مررت بها سنة اثنتين وأربعين، فرأيتها وحدثتني بحديثها، ثم رأيتها بعد عشر سنين مشيتها قوية، وإذا هي امرأة نصف، جيدة القامة، حسنة البنية، متوردة الخدين، فسايرتني وأنا راكب. فعرضت عليها مركباً، فأبت وبقيت تمشي معي. وحضر مجلس محمد بن حمدويه الحارثي، وهو فقيه قد كتب عنه موسى بن هارون، وكهل له عبارة وبيان يسمى عبد الله بن عبد الرحمن، وكان قد تخلف أصحاب في ناحيته، فسألتهم عنها، فأحسنوا القول فيها، وأثنوا عليها، وقالوا: أمرها ظاهر، ليس فينا من يختلف فيه. قال عبد الله: أنا أسمع أمرها من أيام الحداثة، وقد فرغت بالي لها، فلم أر إلا ستراً وعفافاً. ولم أعثر على كذب في دعواها. وذكر أن من كان يلي خوارزم كانوا يحضرونها الشهر والشهرين في بيت، ويغلقون عليها. قال: فلما تواطأ أهل الناحية على تصديقها سألتها، فقالت: اسمي رحمة بنت إبراهيم، كان لي زوج نجار يأتيه رزقه يوماً فيوماً. وأنها ولدت عدة أولاد. وجاء الأقطع ملك الترك الغزية، فعبر الوادي عند جموده إلينا في زهاء ثلاثة آلاف فارس. (22/218)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 219 قال الطهماني: والأقطع هذا كان كافراً عاتياً، شديد العداوة للمسلمين، قد أثر على أهل الثغور، وألح عن أهل خوارزم، وكان ولاة خوارزم يتألفونه، ويبعثون إليه بمالٍ وألطاف وأنه أقبل مرة في خيوله فعاث وأفسد وقتل) فأنهض إليه ابن طاهر أربعة من القواد. وأن وادي جيحون، وهو الذي في أعلى نهر بلخ، وهو وادي عظيم، شديد الطغيان، كثير الآفات، وإذا امتد كان عرضه نحواً من فرسخ، وإذا جمد انطبق، فلم يوصل منه إلى شيء، حتى يحفر فيه، كما تحفر الآبار في الصخور. وقد رأيت كثف الجمد عشرة أشبار. فأخبرت أنه كان فيما خلا يزيد على عشرين شبراً، وإذا هو انطبق صار الجمد جسراً لأهل البلد، يسير على القوافل والعجل، وربما بقي الجمد مائة وعشرين يوماً، وأقله سبعون يوماً. قالت المرأة: فعبر الكافر، وصار إلى باب الحصين، فأراد الناس الخروج لقتاله، فمنعهم العامل دون أن يتوافى العسكر. فشد طائفة من شبان الناس، فتقاربوا من السور، وحملوا على الكفرة، فتهازموا، واستجروهم بين البيوت، ثم كروا عليهم، وصار المسلمون في مثل الحرجة فحاربوا أشد حرب، وثبتوا حتى تقطعت الأوتار، وأدركهم اللغوب والجوع والعطش، وقتل عامتهم، وأثخن من بقي. فلما جن عليهم الليل، تحاجز الفريقان. قالت: ورفعت النيران من المناظر ساعة عبور الكافر، فاتصلت بجرجانية خوارزم، وكان بها ميكال مولى طاهر في عسكر، فخف وركض إلى حصننا في يوم وليلة أربعين فرسخاً، وغدا الترك للفراغ من أمر أولئك، فبينا هم كذلك إذا ارتفعت بهم الأعلام السود، وسمعوا الطبول، فأفرجوا عن القوم، ووافى ميكال موضع المعركة، فارتث القتلى، وحمل الجرحى، ودخل الحصن عشيئذ زهاء أربعمائة جنازة، وارتجت الناحية بالبكاء والنوح، ووضع زوجي بين يدي قتيلاً، فأدركني من الجزع والهلع عليه ما يدرك المرأة الشابة المسكينة، على زوج أبي أولاد، وكاسب عيال. فاجتمع الناس من قراباتي والجيران، وجاء الصبيان، وهم أطفال يطلبون الخبز، وليس عندي ما أعطيهم، فضقت صدراً، فنمت، فرأيت كأني في أرض حسناء ذات حجارة وشوك، أهيم فيها والهة حزناً أطلب زوجي، (22/219)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 220 فناداني رجل: خذي ذات اليمين. فأخذت، فرفعت لي أرض سهلة الثرى، طيبة العشب، وإذا قصور وأبنية لا أحسن أن أصفها، وأنهار تجري من غير أخاديد، فانتهيت إلى قوم جلوس حلقاً، عليهم ثياب خضر، قد علاهم النور، فإذا هم الذين قتلوا، يأكلون على موائد. فجعلت أبغي زوجي، فناداني: يا رحمة، يا رحمة. فيممت الصوت، فإذا به في مثل حال الشهداء، ووجهه مثل القمر ليلة البدر، وهو يأكل مع رفقة. فقال لهم: إن هذه البائسة جائعة منذ اليوم، أفتأذنون أن أناولها فأذنوا له، فناولني كسرةً أبيض من الثلج، وأحلى من العسل، وألين من الزبد، فأكلتها. فلما استقرت في جوفي قال: اذهبي. فقد كفاك الله مؤونة الطعام والشراب ما حييت.) فانتبهت وأنا من شبعى رياً، لا أحتاج إلى طعام ولا إلى شراب، فما ذقتهما إلى الآن. قال الطهماني: وكانت تحضرنا، وكنا نأكل، فتتنحى، وتأخذ على أنفها، تزعم أنها تتأذى برائحة الطعام، فسألتها: هل يخرج منك ريح قالت: لا. قلت: والحيض أظنها قالت: انقطع. قلت: فهل تحتاجين حاجة النساء إلى الرجال قالت: أما تستحي مني، تسألني عن مثل هذا قلت: لعلي أحدث الناس عنك. قالت: لا أحتاج. قلت: فتنامين قالت: نعم. قلت: فما ترين في منامك قالت: مثل الناس. قلت: فتجدين لفقد الطعام وهناً في نفسك قالت: ما أحسست بالجوع منذ طعمت ذلك الطعام. وكانت تقبل الصدقة، فقلت: ما تصنعين بها قالت: أكتسي وأكسي ولدي. (22/220)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 221 قلت: فهل تجدين البرد؟ قالت: نعم. قلت: فهل يدركك اللغوب والإعياء إذا مشيت؟ قالت: نعم، ألست من البشر؟ قلت: فتتوضين للصلوات؟ قالت: نعم. قلت: ولم قالت: تأمرني بذلك الفقهاء، معتق للنوم. وذكر أن بطنها لاصق بظهرها، فأمرت امرأة من نسائنا، فنظرت، فإذا بطنها كما وصفت، وإذا قد اتخذت كيساً وشدته على بطنها كي لا ينقصف ظهرها إذا مشت. قال: ثم لم أزل اختلف إلى هزارسف، يعني تلميذتها، فأعيد مسألتها، وهي تتكلم بلغة أهل خوارزم، فلا تزيد في الحديث، ولا تنقص منه. فعرضت كلامها كله على عبد الله بن عبد الرحمن الفقيه، قال: أنا أسمع هذا الحديث منذ نشأت، فلا أرى من يدفعه. وأجريت ذكرها لأبي العباس أحمد بن محمد بن طلحة بن طاهر والي خوارزم في سنة ست وستين، فقال: هذا غير كائن. قلت: فالأمر سهل، والمسافة قريبة. فأمر بها، فتحمل إليك، وتمتحنها بنفسك. فأمرني، فكتبت عنه إلى العامل، فأشخصها على رفق. فأخبرني أبو العباس أحمد أنه وكل أمه دون الناس بمراعاتها، وسألها أن تستقصي عليها، وتتفقدها في ساعات الغفلات. وأنها بقيت عند أمه نحواً من شهرين، في بيت لا تخرج منه، فلم يروها تأكل ولا تشرب. وكثر من ذلك تعجبه، وقال: لا ينكر الله قدره.) وبرها وصرفها، فلم يأت عليها إلا القليل حتى ماتت، رحمها الله. (22/221)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 222 قلت: حدثني غير واحد أثق به، أن امرأة كانت بالأندلس مثل هذه كانت في حدود السبعمائة، بقيت نحواً من عشرين سنة لا تأكل شيئاً، وأمرها مشهور. وذكر علاء الدين الكندي في تذكرته عن الفاروثي مثل ذلك، عند رجل كان بالعراق بعد الستمائة. 4 (عيسى بن محمد. ويقال عيسى بن موسى، الأمير أبو موسى النوشري.) من كبار القواد المشهورين. ولي إمرة أصبهان، وولي شرطة بغداد، وانتدب لقتال أمير أصبهان أبي ليلى، وغيره. فظهرت شهامته وشجاعته. وولي إمرة مصر للمكتفي بالله بعد السبعين ومائتين، عند زوال الدولة الطولونية، وطال عمره، وعظمت حرمته. توفي سنة تسع وتسعين في شعبان. 4 (عيسى بن مسكين بن منصور بن جريج بن محمد. الفقيه أبو محمد الإفريقي المغربي، عالم إفريقية) وشيخها. أخذ عن: سحنون بن سعيد الفقيه، وغيره. وعنه: تميم بن محمد القروي، وحمدون بن مجاهد الكلبي الفقيه، ولقمان بن يوسف، وعبد الله بن مسرور بن الحجام، وطائفة كثيرة. كن إماماً (22/222)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 223 ورعاً ثقة، متمكناً من الفقه والآثار، صاحب خشوع وعبادة، وكان يشبه بسحنون في سمته وهيبته. وقيل: كان مستجاب الدعوة، رحمه الله. بلغنا أن بعض ملوك بني الأغلب قال له: لئن لم تل القضاء لأقتلنك. وأغلظ له. فتولى القضاء. ولم يأخذ رزقاً. وكان يستقي بالجرة، ويركب الحمار، ويترك التكلف. توفي سنة خمس وتسعين. 4 (عيسى بن هارون الزاهد. أبو أحمد الهمداني.) رحل وكتب العلم عن: أبي مصعب الزهري، وهناد بن السري، وطائفة. وعنه: الفضل بن الفضل الكندي، وأبو بكر بن خارجة النهاوندي، وأبو بكر الإسماعيلي، وغيرهم. 4 (عيسى بن يزيد بن خالد بن.... المصري المعافري. أبو عقب.) روى عن: أبيه. وعنه: هارون بن سعيد. كان بالإسكندرية. (22/223)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 224 4 (حرف الفاء)

4 (فاتك بن عبد الله. مولى المعتضد.) ) كان من كبار الأمراء. وترقت سعادته في أيم المكتفي. ذكرنا أنه قتل مع العباس الوزير. 4 (الفضل بن أحمد الأصبهاني.) عن: إسماعيل بن عمرو البجلي. وعنه: الطبراني. قال أبو نعيم الحافظ: خلط، فترك حديثه. 4 (الفضل بن صالح الهاشمي المنصوري.) عن: هدبة بن خالد، وعبد الأعلى بن حماد النرسي. وعنه: الطبراني، وأبو بكر القطيعي. (22/224)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 225 وكان ثقة. توفي سنة ثلاثمائة. 4 (الفضل بن عبد الله بن مخلد. أبو نعيم التميمي الجرجاني القاضي.) رحال جوال. سمع: قتيبة بن سعيد، وهشام بن خالد الدمشقي، ومحمد بن مصفى، وعيسى بن زغبة، وأبا الطاهر بن السرح، وخلقاً. وعنه: أبو جعفر العقيلي، والزبير بن عبد الواحد الأستراباذي، وأبو أحمد بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، وآخرون. قال الإسماعيلي: صدوق، جليل. وقال حمزة السهمي: توفي في ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين. 4 (الفضل بن العباس بن مهران. أبو العباس.) عن: ابن بكير، وبشار بن موسى، وداود بن عمرو الضبي، جماعة. وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، وآخرون. وتوفي سنة ثلاث أيضاً. قال أبو نعيم: ثقة مأمون. (22/225)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 226 4 (الفضل بن العباس بن الوليد البغدادي البزوري.) ويقال: السقطي. ويقال: حدث عن يحيى بن عثمان الحربي، وسويد بن سعيد، وداود بن رشيد. وعنه: عبد الباقي بن قانع، والطبراني. وتوفي سنة إحدى وتسعين. 4 (الفضل بن محمد. أبو برزة الحاسب. كان حيسوب بغداد.) روى عن: ابن يونس اليربوعي، ويحيى الحماني، ومحمد بن سماعة. وعنه: ابن قانع، وأحمد بن محمد السقطي، وأبو محمد بن ماسي. توفي في صفر سنة ثمان وتسعين. وثقه الخطيب.) 4 (الفضل بن هارون الفقيه. (22/226)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 227 تلميذ أبي ثور.) حدث عن: داود بن رشيد، ومحمد بن أبي معشر، وجماعة. وعنه: أبو نعيم بن عدي، والطبراني. وتوفي سنة نيف وتسعين. ذكره الخطيب. 4 (الفيض بن الخضر. أبو الحارث الأولاسي الزاهد. نزيل طرسوس.) حكى عن: عبد الله بن خبيق الأنطاكي. وعنه: أبو عوانة الإسفرائيني، ومحمد بن سهل الفرغاني، ومحمد بن المنذر شكر، وغيرهم. وتوفي بطرسوس سنة تسع وتسعين ومائتين. (22/227)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 228 4 (حرف القاف.)

4 (القاسم بن أحمد بن يوسف.) أبو محمد التميمي الكوفي المعروف بالخياط. شيخ القراء في وقته. قرأ على: أبي جعفر محمد بن حبيب الشموني ختماً. أخذ عنه: سعد بن أحمد الإسكافي، والحسين بن داود النقار، وابن شنبوذ، ومحمد بن أحمد بن الضحاك، وأبو بكر محمد بن الحسن النقاش، وآخرون. قال النقار: قرأت عليه أربعين ختمة. وقال النقاش: قرأت عليه بمسجده في الكوفة سنة تسع وثمانين. قال النقار: سمعت إجماع الناس على تفضيل قاسم في قراءة عاصم. قال الداني: توفي بعد التسعين. 4 (القاسم بن أبي حرب البصري. (22/228)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 229 أبو سعيد.) حدث في سنة ثلاث وتسعين عن: هدبة بن خالد، وعبد الله بن معاذ، وجماعة. 4 (القاسم بن خالد بن قطن. أبو سهل المروزي الحافظ محدث مرو.) سمع: حبان بن موسى، إسحاق بن راهويه، وعلي بن حجر، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن المديني، ويحيى بن معين، وأبا بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وأبا كامل الجحدري، وأبا مصعب الزهري، وعبد الوهاب بن نجدة الحوطي، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وخلقاً بالشام، والعراق، والجزيرة، وخراسان. وعنه: أبو العباس الدغولي، وعمر بن علي الجوهري، وأبو بكر أحمد بن علي الرازي، وأبو عبد الله بن الأخرم، ومحمد بن صالح بن هانئ، وآخرون. توفي في شوال سنة سبع وتسعين ومائتين.) 4 (القاسم بن عاصم المرادي الأندلسي. التاجر.) سمع ببغداد من: أحمد بن ملاعب، وغيره. وعنه: قاسم بن أصبغ. توفي سنة ثلاثمائة. 4 (القاسم بن عبد الواحد بن حمزة. (22/229)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 230 أبو بكر البكري العجلي القرطبي.) عن: بقية بن مخلد، وغيره. وسمع بمكة من: محمد بن إسماعيل الصائغ، وابن ميسرة. وببغداد من: أحمد بن خيثمة، وجماعة. وعنه: محمد بن عبد الله بن أبي دليم، وغيره. توفي سنة بضع وتسعين. 4 (القاسم بن عبد الوارث الوراق.) عن: أبي الربيع الزهراني، وغيره. وعنه: محمد بن مخلد، والطبراني. توفي سنة أربع. 4 (القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب بن سعيد الحارثي.) (22/230)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 231 البغدادي الوزير. ولي الوزارة للمعتضد بعد موت والده الوزير عبيد الله سنة ثمان وثمانين. ونهض القاسم بأعباء الأمور عند موت المعتضد، فأخذ البيعة للمكتفي. ومات القاسم في تاسع ذي القعدة سنة إحدى وتسعين. فكانت وزارته ثلاث سنين ونصفاً وأياماً. وولي بعده العباس بن أيوب الوزير الذي قتل مع ابن المعتز. وكان القاسم من ظلمة الوزراء ومتموليهم. بلغنا أنه كان يدخله في السنة من أملاكه سبعمائة ألف دينار. ولعزة أبيه على المعتضد استوزر ولده هذا بعده، وكان شاباً غراً بالأمور، قليل التقوى، وإنما أنفق على المكتفي لأنه خدمه، وثبت له الأمور، وكان مع قلة خبرته سفاكاً للدماء، حمل المكتفي على قتل بدر، وعلى قتل عبد الواحد بن الموفق ابن عم المكتفي. ولما مات أظهر الناس الشماتة بموته. وقال الصولي: قال أبو الحارث النوفلي: كنت أبغض القاسم بن عبيد الله لكفره، ولمكروه نالني منه. قال ابن النجار: وأخذ البيعة للمكتفي، وكان غائباً بالرقة، وضبط له الخزائن، فعظم عنده، ولقبه والي الدولة، فسأل المكتفي أن يزوج ولده محمد بابنة القاسم، فأجابه، وأمهرها مائة ألف دينار. قال ابن النجار: كان جواداً ممدحاً إلا أنه كان زنديقاً، فاسد الاعتقاد. وكان أبو إسحاق الزجاج مؤدبه، فنال في وزارته منه مالاً جزيلاً. كان يقضي أشغالاً كباراً عنه، فيأخذ عليها، حتى حصل نحواً من أربعين ألف دينار. وقد أعطاه في دفعة واحدة ثلاثة آلاف دينار. لم يكمل القاسم ثلاثاً وثلاثين سنة، لا رحمه الله، فقد كان لعيناً قال الصولي: ثنا شاذي المغني قال: كنت يوماً عند القاسم بن عبيد الله وهو يشرب، (22/231)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 232 فدخل ابن فراس، فقرأ عليه شيئاً من عهد أزدشير، فأعجب القاسم، فقال) له ابن فراس: هذا والله، وأومأ إلي، أحسن من بقرة هؤلاء وآل عمرانهم. وجعلا يتضاحكان. وقال الصولي: نا ابن عبدون: حدثني الوزير عباس بن الحسن قال: كنت عند القاسم بن عبيد الله، فقرأ قارئ: كنتم خير أمة أخرجت للناس فقال ابن فراس: بنقصان يا فوثبت فزعاً، فرآني الوزير وغمزه، فسكت. الصولي: نا علي بن العباس النوبختي قال: انصرف ابن الرومي الشاعر من عند القاسم بن عبيد الله، فقال لي: ما رأيت مثل حجة أوردها اليوم الوزير في قدم العالم. وذكر أبياتاً. قلت: فهذه الأمور دالة على خلال هذا المغتر. 4 (القاسم بن محمد بن حماد الكوفي الدلال.) عن: أبي بلال الأشعري. وعنه: الطبراني، والخالدي، وابن عقدة. وهو ضعيف. توفي سنة خمس وتسعين، وقيل: سنة تسع. ومن شيوخه قطبة بن العلاء، ومخول. 4 (قنبل. مقرئ أهل مكة.) هو أبو عمر محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن خالد بن سعيد بن جرجة (22/232)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 233 المخزومي المكي. ولد سنة خمس وتسعين ومائة. وقرأ على: أبي الحسن أحمد بن محمد النبال القواس صاحب أبي الإخريط، وخلفه في الإقراء بعد موته. وله رواية عن: أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي برة أيضاً. وانتهت إليه رئاسة الإقراء بالحجاز. قرا عليه خلق منهم: أبو بكر بن مجاهد، وأبو ربيعة محمد بن إسحاق، وإبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي عرض الحروف فقط، وأبو الحسن بن شنبوذ، وأبو بكر محمد بن عيسى الجصاص، وأبو بكر بن موسى الهاشمي النرسي، ونظيف بن عبد الله. وإنما لقب قنبلاً لاستعماله دواءً يقال له قنبيل يسقى للبقر. فلما أكثر من استعماله عرف به، ثم خفف، وقيل قنبل. وقيل: بل هو من قوم مكة يقال لهم: القنابلة. وكان قنبل قد ولي الشرطة وإقامة الحدود بمكة، وطال عمره وضعف، وقطع الإقراء قبل موته بسبعة أعوام. توفي سنة إحدى وتسعين. 4 (قيس بن مسلم البخاري الأزرق.) عن: علي بن حجر، وعلي بن خشرم. وعنه: ابن مخلد، والطبراني، وغيرهما.) (22/233)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 234 4 (حرف اللام.)

4 (الليث بن غشوم. أبو الحارث المصري.) روى عن: يحيى بن بكير، وغيره. وتوفي سنة خمس وتسعين ومائتين. (22/234)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 235 4 (حرف الميم.)

4 (محمد بن أبان. أبو مسلم المديني الأصبهاني. ثقة مكثر.) سمع: إسماعيل بن عمرو البجلي، وسليمان الشاذكوني. وعنه: أبو القاسم الطبراني، وأبو الشيخ، وجماعة. وكان أحد الفقهاء. توفي سنة ثلاث وتسعين. 4 (محمد بن إبراهيم بن سعيد. الإمام أبو عبد الله العبدي، الفقيه المالكي البوشنجي.) (22/235)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 236 شيخ أهل الحديث في زمانه بنيسابور. رحل وطوف وصنف. وسمع: يحيى بن بكير، ويوسف بن عدي، وروح بن صلاح، وجماعة بمصر. ومحمد بن سنان العوفي، وأمية بن بسطام، ومسدداً، وعبد الله بن محمد بن أسماء، ومحمد بن المنهال الضرير، وعبيد الله بن عائشة، وهدبة بن خالد بالبصرة. وإسماعيل بن أويس، وإبراهيم بن حمزة، وجماعة بالمدينة وسعيد بن منصور بمكة وأحمد بن يونس اليربوعي، وجماعة بالكوفة وسليمان ابن بنت شرحبيل، وجماعة بدمشق وأبا نصر التمار، وطبقته ببغداد. ذكره السليماني فقال: أحد أئمة أصحاب مالك، ثم سمى شيوخه. وعنه: محمد بن إسحاق الصغاني، ومحمد بن إسماعيل البخاري وهما أكبر منه، وابن خزيمة، وأبو العباس الدغولي، وأبو حامد بن الشرقي، وأبو بكر أحمد بن إسحاق الصبغي، ودعلج، ويحيى بن محمد العنبري، وإسماعيل بن نجيد، وخلق كثير آخرهم موتاً أبو الفوارس أحمد بن محمد بن جمعة المتوفي سنة ست وستين وثلاثمائة. قال دعلج: حدثني فقيه من أصحاب داود بن علي أن أبا عبد الله دخل عليهم يوماً، وجلس آخر الناس. ثم إنه تكلم مع داود، فأعجب به وقال: لعلك أبو عبد الله البوشنجي قال: نعم. فقام إليه وأجلسه إلى جنبه، وقال لأصحابه: قد حضركم من يفيد ولا يستفيد. (22/236)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 237 وقال يحيى العنبري: شهدت جنازة الحسين القباني، فصلى عليه أبو عبد الله البوشنجي، فلما أراد الانصراف) قدمت دابته، وأخذ أبو عمرو الخفاف بلجامه، وأخذ ابن خزيمة بركابه، وأبو بكر الجارودي، وإبراهيم بن أبي طالب يسويان عليه ثيابه، فمضى ولم يكلم واحداً منهم. وقال ابن حمدان: سمعت ابن خزيمة يقول: لو لم يكن في أبي عبد الله من البخل بالعلم ما كان، ما خرجت إلى مصر. وقال منصور بن الهروي: صح عندي أن اليوم الذي توفي فيه البوشنجي سئل ابن خزيمة عن مسألة، فقال: لا أفتي حتى يوارى أبو عبد الله لحده. وقال أبو النضر محمد بن محمد الفقيه: سمعت أبا عبد الله البوشنجي يقول: من أراد الفقه والعلم بغير أدب، فقد اقتحم أن يكذب على الله ورسوله. قلت: وكان أبو عبد الله إماماً في اللغة وكلام العرب. قال أبو عبد الله الحاكم: سمعت أبا بكر بن جعفر: سمعت أبا عبد الله البوشنجي يقول للمستملي: الزم لفظي. وقال: سمعت أبا بكر محمد بن جعفر: سمعت أبا عبد الله البوشنجي يقول: عبد العزيز بن محمد الأندراوردي. وقال عبد الله بن الأخرم: سمعت أبا عبد الله البوشنجي غير مرة يقول: ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، وذكر بملء الفم. وقال أبو عبد الله: ثنا أبو جعفر النفيلي، ثنا عكرمة بن إبراهيم قاضي الري، عن عبد الملك بن عمير، عن موسى بن طلحة قال: ما رأيت أحداً أخطب ولا أعرب من عائشة. وقال الحاكم: ثنا محمد بن أحمد بن موسى الأديب: ثنا أبو عبد الله البوشنجي: ثنا عبد الله بن يزيد الدمشقي، ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: رأيت في المقسلاط صنماً من نحاس، إذا عطش نزل فشرب. فسمعت (22/237)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 238 البوشنجي يقول: ربما تكلمت العلماء بالكلمة على المعارضة، وعلى سبيل تفقدهم علوم حاضريهم، ومقدار أفهامهم، تأديباً لهم، وامتحاناً لأوهامهم. هذا عبد الرحمن وهو أحد علماء الشام، وله كتب في العلم قال: رأيت على المقسلاط، وهو موضع بدمشق، وهو سوق الرقيق، قال: رأيت عليه صنماً، وهو عامود طويل، إذا عطش نزل فشرب، يريد أنه لا يعطش. ولو عطش نزل، يريد أنه لا ينزل. فهو ينفي عنه النزول والعطش. وقال أبو زكريا العنبري: سمعت أبا عبد الله البوشنجي يقول: محمد بن إسحاق بن سيار عندنا ثقة. قال الحاكم: كان والد أبي زكريا قد تكفل بأسباب أبي عبد الله البوشنجي، فسمع منه أبو زكريا الكثير وقال: قال لي مرة: أحسنت. ثم التفت إلى أبي فقال: قد قلت لابنك أحسنت، ولو قلت هذا لأبي عبيد لفرح. وقال الحسن بن يعقوب: كان مقام أبي عبد الله بنيسابور على الليثية، فلما انقضت أيامهم خرج إلى بخارى،) إلى حضرة إسماعيل الأمير، فالتمس منه بعد أن أقام عنده برهة أن يكتب أرزاقه بنيسابور. وقال الحاكم: سمعت الحسين بن الحسن الطوسي: سمعت أبا عبد الله البوشنجي يقول: أخذت من الليثية سبعمائة ألف درهم. وقال دعلج: سمعت أبا عبد الله يقول، وأشار إلى أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة فقال: محمد بن إسحاق كيس، ولا أقول هذا لأبي ثور. وقال محمد بن يعقوب بن الأخرم الحافظ: روى البخاري، عن أبي عبد الله البوشنجي حديثاً في الصحيح. قلت: في الصحيح للبخاري: ثنا محمد، نا النفيلي، فإن لم يكن البوشنجي وإلا فهو محمد بن يحيى، والأغلب أنه البوشنجي في تفسير سورة البقرة. فإن الحديث بعينه رواه الحاكم عن أبي بكر بن أبي نصر: نا (22/238)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 239 البوشنجي، نا النفيلي: ثنا مسكين بن بكير: ثنا شعبة، عن خالد الخزاعي الأصغر، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ابن عمر: أنها نسخت إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه الآية. وقال الحاكم: ثنا الأصم، ثنا الصغاني: أخبرني محمد بن إبراهيم، ثنا النفيلي، فذكر حديثاً. ثم قال الحاكم: ثناه محمد بن جعفر، ثنا البوشنجي وقال: ثنا عنه بسرخس: عبد الله بن المغيرة المهلبي وبمرو: محمد بن أحمد بن حاتم، وجماعة وبترمذ: أبو نصر محمد بن محمد وببخارى: أحمد بن سهل الفقيه وبسمرقند: عبد الله بن محمد الثقفي وبنسف: أحمد بن جمعة. قلت: وقد وقع لي حديثه عالياً: أخبرني محمد بن عبد السلام، وأحمد بن هبة الله، وزينب بنت كندي، قراءة عن المؤيد الطوسي، أن أبا عبد الله الفراوي، أخبره عن عبد المعز الهروي، أن تميماً المؤدب أخبره عن زينب الشعرية، أن إسماعيل بن أبي القاسم أخبرها قال: أنا عمر بن أحمد بن مسرور، ثنا إسماعيل بن نجيد الزاهد سنة أربع وستين وثلاثمائة: ثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي، ثنا روح بن صلاح المصري، ثنا موسى بن علي بن رباح، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الحسد في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فقام به، وأحل حلاله، حرم حرامه، ورجل آتاه الله مالاً، فوصل رحمه، وعمل بطاعة الله، تمنى أن يكون مثله. ومن يكن فيه أربع فلا يضره ما زوى عنه من الدنيا: حسن خليقة، وعفاف، وصدق حديث، وحفظ أمانة. توفي أبو عبد الله في غرة المحرم سنة إحدى وتسعين، ودفن من الغد ومولده سنة أربع ومائتين. (22/239)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 240 4 (محمد بن إبراهيم بن سعد بن قطبة. أبو عبد الله القيسي النيسابوري.) سمع: يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهويه، وجماعة. وعنه: أحمد بن أبي عثمان الحيري، وغيره. توفي سنة) إحدى أيضاً وقد تردد أيضاً إلى أحمد بن حرب الزاهد. 4 (محمد بن إبراهيم بن شبيب. أبو عبد الله الأصبهاني العسال.) سمع: إسماعيل بن عمرو البجلي، وحبان بن بشر القاضي، ومحمد بن المغيرة. وعنه: أبو الشيخ، وأبو أحمد العسال، وأحمد بن بندار، والطبراني، وغيرهم. وكان أحد الثقات ببلده. توفي سنة اثنتين وتسعين. وقال أبو عبد الله بن مندة: حدث عن إسماعيل بن عمرو البجلي، ثنا إسماعيل بن عياش، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار. (22/240)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 241 4 (محمد بن إبراهيم بن بكير بن حبيب الطيالسي.) عن: أبي الوليد الطيالسي، وغيره. وعنه: الحسين بن أحمد السري، والطبراني. توفي سنة أربع وتسعين. 4 (محمد بن إبراهيم بن خليل الفقيه. أبو عبد الله مفتي همدان وعالمها.) وروى عن: أحمد بن بديل، وإبراهيم بن أحمد بن يعيش. وعنه: موسى بن سعيد الفراء، وأحمد بن محمد بن صالح، وآخرون. توفي سنة ثمان وتسعين. 4 (محمد بن إبراهيم بن سعيد الأصبهاني الوشاء.) عن: طالوت بن عباد، وعبد الواحد بن غياث، وجماعة. وعنه: أبو القاسم الطبراني، وأبو الشيخ. توفي سنة تسع وتسعين، وهو صدوق. 4 (محمد بن أحمد بن البراء. القاضي أبو الحسن العبدي البغدادي.) سمع: علي بن المديني، وخلف بن هشام، والمعافى بن سليمان، وجماعة. وعنه: عثمان بن السماك، وابن قانع، والطبراني، وعبد الرحمن والد المخلص، ومحمد بن إسحاق بن أيوب، ومحمد بن علي بن سهل الأصبهانيان، وآخرون. (22/241)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 242 وقرأ على خلف وهشام ختمات وأقرأ فعرض عليه: أحمد بن محمد الديباجي، وعلي بن سعيد، وعثمان بن السماك، وأبو بكر النقاش. وثقه الخطيب. ومات في شوال سنة إحدى وتسعين ومائتين. 4 (محمد بن أحمد بن عياض. أبو علاثة المصري.) ) عن: محمد بن رمح، وحرملة. وعنه: علي بن محمد المصري، والطبراني، ومحمد بن أحمد الصفار، وحميد بن يونس، وجماعة. وتفرد عن أبيه أبي غسان أحمد بن عياض بن أبي طيبة بما ينكر. وروى أيضاً عن: عبد الله بن يحيى بن معبد المرادي، ومكي بن عبد الله الرعيني، ومحمد بن سلمة المرادي. كناه الطبراني، وابن يونس. مات من ضرب الدولة في رمضان سنة إحدى وتسعين شهد عليه عوام بأمور، ثم تبين أنه مظلوم. وكان بارعاً في الفرائض. 4 (محمد بن أحمد بن النضر. أبو بكر البغدادي النضري الأزدي.) سمع: جده معاوية بن عمرو الأزدي، والقعنبي، وأبا غسان النهدي، (22/242)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 243 وسعدويه، وابن الأصبهاني. وعنه: ابن صاعد، وأبو بكر النجاد، والشافعي، وأبو سهل القطان، والطبراني، وخلق. وعاش خمساً وتسعين سنة. وثقه عبد الله بن أحمد بن حنبل. ومات في صفر سنة إحدى أيضاً. 4 (محمد بن أحمد بن سليمان. أبو العباس الهروي الفقيه الحافظ.) رحل إلى الشام، وسمع: أبا عمير عيسى بن النحاس، وموسى بن عامر، والهيثم بن مروان، وأبا حفص الفلاس، وطبقتهم. وعنه: شيوخ أصبهان عبد الرحمن بن سياه، وأحمد بن بندار، وأبو الشيخ، ومحمد بن إسحاق بن أيوب، وغيرهم. وله تصانيف. مات ببروجرد سنة اثنتين وتسعين ومائتين. 4 (محمد بن أحمد داود. أبو بكر المؤدب.) عن: أبي كامل الجحدري، وهشام بن عمار، وجماعة. وعنه: محمد بن معمر الأصبهاني، وأبو القاسم الطبراني. توفي سنة أربع وتسعين. وقال الدار قطني: لا بأس به. (22/243)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 244 4 (محمد بن إبراهيم بن حمدون. أبو الحسن الكوفي الخزاز.) سمع: أبا كريب، وعيسى بن الجهم، وجماعة. وعنه: أبو محمد بن ماسي، وعثمان بن أحمد الرزاز. توفي سنة سبع وتسعين. 4 (محمد بن أحمد بن نصر الفقيه. أبو جعفر الترمذي، شيخ الشافعية بالعراق.) ) قال ابن شريح: رحل وسمع: يحيى بن بكير، ويوسف بن عدي، وإبراهيم بن المنذر الحزامي و..... إبراهيم بن الطيبي القواريري، وطبقتهم، وتفقه على أصحاب الشافعي، وهو صاحب ذلك المذهب. روى عنه: عبد الباقي بن قانع، وأحمد بن كامل، وأحمد بن يوسف بن خلاد، وأبو القاسم الطبراني. وكان إماماً قدوة، زاهداً ورعاً، قانعاً باليسير، كبير القدر. قال الدار قطني: ثقة مأمون. حكى أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج أنه كان يجري عليه في الشهر (22/244)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 245 أربع تمرات. قال: وكان لا يسأل أحداً شيئاً. وقال محمد بن موسى بن حماد: أخبرني أنه تقوت بضعة عشر يوماً بخمس حبات وقال: لم أكن أملك غيرها، فاشتريت بها لفتاً، وكنت آكل كل يوم واحدة. وقال الإمام أبو زكريا النووي: أبى أبو جعفر الجزم بطهارة شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد خالف في هذه المسألة جمهور الأصحاب. قلت: يجب على كل مسلم الاعتقاد بطهارة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه لما حلق رأسه فرق شعره الطاهر المطهر على أصحابه، ولم يكن ليفرق عليهم شيئاً نجساً. قال أحمد بن عثمان السمسار والد أبي حفص: حضرت عند أبي جعفر الترمذي، فسئل عن حديث إن الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا فالنزول كيف يكون يبقى فوقه علو فقال: النزول معقول، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة. قال أحمد بن كامل: لم يكن للشافعية بالعراق أرأس منه ولا أورع، ولا أكثر تقللاً. (22/245)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 246 توفي أبو جعفر، رحمه الله، في المحرم سنة خمس وتسعين، وقد أكمل أربعاً وتسعين سنة. ونقل أنه اختلط بآخره. 4 (محمد بن أحمد بن بالويه. أبو العباس النيسابوري، صدر محشم يلقب: عصيدة.) حدث عن: إسحاق بن راهويه، وغيره. وروى الحديث عنه جماعة. توفي سنة ست وتسعين. 4 (محمد بن أحمد بن خزيمة. أبو معمر البصري.) توفي بمصر سنة ست أيضاً. وروى عنه: أبو سعيد بن يونس. 4 (محمد بن أحمد بن الضحاك. أبو بكر الجدلي إمام جامع دمشق، وابنه إمام جامع دمشق.) ) روى عن: هشام بن عمار، ومحمد بن رمح المصري، وجماعة. وعنه: أبو علي بن هارون، وأبو أحمد بن الناصح المفسر. بقي إلى سنة ست وتسعين. 4 (محمد بن أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب.) الحافظ أبو عبد الله ابن الحافظ أبي بكر ابن الحافظ أبي خيثمة النسائي ثم البغدادي. (22/246)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 247 سمع: أباه، ونصر بن علي الجهضمي، وعباد بن يعقوب الرواجني، وأبا حفص الفلاس، وطبقتهم. وعنه: أحمد بن كامل، وابن مقسم، والطبراني، وغيرهم. قال ابن كامل: أربعة كنت أحب بقاءهم: أبو جعفر الطبري، ومحمد بن البربري، وأبو عبد الله بن أبي خيثمة، والمعمري، فما رأيت أحفظ منهم. وقال الخطيب: كان أبوه أبو بكر يستعين به في عمل التاريخ. ومات في ذي القعدة سنة سبع وتسعين. 4 (محمد بن أحمد بن يحيى بن قضاء، بالقاف. أبو جعفر البصري الجوهري.) عن: هدبة بن خالد، وعبد الواحد بن غياث، وجماعة. وعنه: أبو بكر الإسماعيلي، وأبو القاسم الطبراني، وأبو الطاهر الذهلي قاضي مصر. وربما نسبوه إلى جده، فقيل: محمد بن قضاء الجوهري الراوي عن سليمان الشاذكوني، وغيره. 4 (أما) محمد بن فضاء، بالفاء، فقد مر في عشر الستين ومائة. 4 (محمد بن أحمد بن كيسان. (22/247)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 248 أبو الحسن البغدادي النحوي.) أخذ عن: البصري، والكوفيين، وبرع في العربية وصنف التصانيف. وكان أبو بكر بن مجاهد المقرئ يقول: هو أنحى من الشيخين، يعني: ثعلباً، والمبرد. وصنف كتاب غريب الحديث، وكتاباً في القراءات، وكتاب الوقف والابتداء، وكتاب المهذب في النحو، وغير ذلك. وتوفي في ذي القعدة سنة تسع وتسعين. قال ابن برهان: قصدت ابن كيسان لأقرأ عليه كتاب سيبويه، فقال: اذهب به إلى أهله. يعني الزجاج، وابن السراج.) 4 (محمد بن أحمد بن جعفر بن أبي جميلة. أبو العلاء الذهلي الوكيعي الكوفي.) نزل مصر. سمع: عاصم بن علي، وعلي بن الجعد، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن الصباح الدولابي، وعلي بن المديني، وأحمد بن صالح المصري، وطبقتهم. روى عنه: أبو سعيد بن يونس وقال: كان ثقة ثبتاً، وحمزة الكناني، وأبو القاسم الطبراني، والحسن بن رشيق، وعبد الله بن عدي الحافظ، والحسين بن الأخضر الأسيوطي، ومحمد بن عبد الله بن حيويه صاحب النسائي، وأبو (22/248)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 249 إسحاق محمد بن القاسم بن شعبان القرطبي، وأبو بكر محمد بن علي التنيسي، وجماعة. توفي في جمادى الآخرة سنة ثلاثمائة، وعاش ستاً وستين سنة. 4 (محمد بن أحمد بن عبد الله العبيدي المصري.) عرف بابن العريني. عن: زهير بن عباد. وعنه: حمزة في مجلس البطاقة. وتوفي في ربيع الآخر سنة ثلاثمائة. 4 (محمد بن أحمد بن سعيد. أبو عبد الله بن كيسان الواسطي.) سمع: عبد الرحمن بن إبراهيم دحيماً، وأحمد بن صالح، والعلاء بن مسلم. وعنه: الطبراني، وأبو الشيخ، وأبو محمد بن السقا، وأبو بكر الإسماعيلي، وغيرهم. 4 (محمد بن أحمد بن خالد الزريقي البصري.) عن: عبد الله بن مسلمة القعنبي. وعنه: هلال بن محمد، وعبد الله بن عدي الحافظ. 4 (محمد بن أحمد بن مهدي. أبو عمارة البغدادي.) عن: أبي بكر بن أبي شيبة، ولوين. وفي حديثه مناكير. روى عنه: ابن السماك، وأبو بكر الشافعي، ودعلج. (22/249)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 250 ضعفه الدار قطني جداً. 4 (محمد بن أحمد بن المثنى. أبو عبد الله النيسابوري الحافظ.) سمع: ابن راهويه، ومحمد بن إبراهيم بن الفضيل، والفلاس، وعبد الجبار بن العلاء، وطبقتهم. وعنه: أحمد بن إسحاق بن إبراهيم. 4 (محمد بن أحمد بن سفيان الترمذي.) عن: عبيد الله القواريري، وغيره. 4 (محمد بن إسحاق بن أعين. أبو ربيعة الربعي المكي المؤذن بالمسجد الحرام، المقرئ.) ) قرأ على: البزي، وقنبل. وصنف قراءة ابن كثير. وكان من جلة المقرئين. أقرأ في حياة شيخيه. عرض عليه: محمد بن الصباح، ومحمد بن عيسى بندار، وعبد الله بن أحمد البلخي، وإبراهيم بن عبد الرزاق، ومحمد بن الحسن النقاش، وآخرون. وقال ابن بندار: مات في رمضان سنة أربع وتسعين. 4 (محمد بن إسحاق بن إبراهيم البيهقي. أبو العباس الزاهد.) عن: محمد بن حميد، وأحمد بن منيع. (22/250)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 251 وعنه: أبو حامد الخطيب، ومحمد بن محمد الجرجاني، وجماعة. 4 (محمد بن إسحاق المستملي النيسابوري.) عرف بالمسوف. سمع: إسحاق بن أبي شيبة، وطبقته. وعنه محمد بن صالح بن هانئ، وأبو الفضل بن إبراهيم. 4 (محمد بن إسحاق بن الصباح النيسابوري التاجر.) عن: ابن راهويه، وعمرو بن زرارة. وعنه: ابن الأخرم، ومحمد بن صالح بن هانئ، وقاسم بن غانم. 4 (محمد بن أحمد بن عبدوس. أبو عبد الملك الربعي، الصوري.) عن: إبراهيم بن هشام الغساني، وصفوان بن صالح، وسليمان ابن بنت شرحبيل. وعنه: أبو علي بن هارون الأنصاري، والطبراني، وابن عدي. 4 (محمد بن أسد بن يزيد. الزاهد المعمر أبو عبد الله المديني الأصبهاني.) سمع: مجلساً من أبي داود الطيالسي، وتفرد في الدنيا بالسماع منه. وروى حديثاً واحداً عن هزيمة بن عبد الأعلى. (22/251)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 252 وعاش نحو المائة أو جاوزها، وأقعد. وكان ممن طال عمره وحسن عمله. وقيل: كان مجاب الدعوة. روى عنه: أبو أحمد العسال، والطبراني، وأحمد بن بندار، وأبو الشيخ. وتوفي سنة ثلاث وتسعين ومائتين. وهو ممن عاش بعد تاريخ سماعه تسعين سنة، وهم قليل. قال أبو عبد الله بن مندة: محمد بن أسد الأصبهاني، حدث عن الطيالسي بمناكير. 4 (محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد المروزي. القاضي أبو الحسن بن راهويه.) سمع: أباه، وعلي بن حجر وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وأبا مصعب، وطائفة. وعنه: إسماعيل الخطبي، وابن قانع، وأحمد بن خزيمة، وأحمد بن جعفر بن مسلم، وسليمان الطبراني. وكان من الفقهاء والعلماء.) ولي قضاء مرو. ثم قضاء نيسابور. وقد توفي والده وهو غائب في الرحلة. (22/252)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 253 قال أبو عبد الله بن الأخرم الحافظ: سمعته يقول: دخلت على أحمد بن حنبل فقال: أنت ابن أبي يعقوب قلت: نعم. قال: أما إنك لو لزمته كان أكثر لفائدتك. فإنك لن ترى مثله. يقول الحاكم إن أبا الحسن توفي بمرو، وهذا وهم. فإن ابن المنادي، وأبن قانع قال: قتلته القرامطة بطريق مكة سنة أربع وتسعين. محمد بن إسحاق بن ملة. أبو عبد الله الأصبهاني المسوحي. سمع الكثير من: لوين، وطبقته. وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ. 4 (ومحمد بن إسحاق المسوحي.) آخر أقدم من هذا. سمع: مسلم بن إبراهيم، وأبا الوليد، وعمرو بن مرزوق، والقعنبي، وأبا سلمة التبوذكي، وسهل بن عثمان، وعدة وكان من الحفاظ المشهورين. روى عنه: ابن أبي حاتم وقال: هو صدوق. 4 (محمد بن إسماعيل المقرئ الزاهد.) (22/253)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 254 أحد مشايخ الصوفية. توفي سنة تسع وتسعين ومائتين ودفن مع شيخه علي بن رزين الزاهد الصوفي على طور سيناء. 4 (محمد بن إسماعيل بن مهران. الحافظ أبو بكر الإسماعيلي النيسابوري لا الجرجاني.) سمع: إسحاق بن راهويه، وعبد الله بن الجراح، وهشام بن عمار، وطبقتهم. وعنه: عبد الله بن صالح، وأبو عبد الله بن الأخرم، وجماعة. وكان له أحد أركان الحديث بنيسابور. له مصنفات مجودة. قال الحاكم: جمع حديث الزهري وجوده، وكذلك حديث مالك، ويحيى بن سعيد، وموسى بن عقبة. وبقي مريضاً ست سنين. عهدت مشايخنا لا يصححون سماع من سمع منه في المرض، فإنه كان لا يقدر أن يحرك لسانه إلا بلا. فكان إن قيل له: كما قرأنا عليك، قال: لا لا لا، ويحرك رأسه بنعم. وأما عبد الله بن سعد، فحدثني أنه كان ما يقدر أن يحرك رأسه، وقال: لم يصح عنه إلا حديث واحد، فإني قرأته عليه غير مرة، إلى أن أشار بعينه إشارة، فهمتها عنه أن نعم. قال الحاكم: توفي سنة خمس وتسعين في ذي الحجة.) 4 (محمد بن إسماعيل بن عامر. (22/254)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 255 أبو بكر الرقي التمار.) سكن بغداد، وروى عن: أحمد بن سنان الواسطي، والسري السقطي. وعنه: أبو عمرو بن السماك. بقي إلى بعد التسعين ومائتين. 4 (محمد بن إسماعيل التميمي الأصبهاني.) عن: إسماعيل بن عمرو البجلي، وغيره. توفي سنة سبع وتسعين. 4 (محمد بن أسلم. أبو عبد الله اللاردي الأندلسي.) رحل وسمع: يونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان الجيزي، ومحمد بن عزيز. توفي بالأندلس سنة خمس وتسعين. 4 (محمد بن أيوب بن ضريس. (22/255)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 256 أبو عبد الله البجلي الرازي.) شيخ الري ومسندها. وله في حدود المائتين. وسمع: مسلم بن إبراهيم، والقعنبي، ومحمد بن كثير العبدي، وموسى بن إسماعيل، وأبا الوليد، وطبقتهم. وعنه: ابن أبي حاتم ووثقه، وعلي بن شهريار، وأحمد بن إسحاق بن منجاب الطيبي، وإسماعيل بن نجيد، وعبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي، وخلق كثير. توفي في يوم عاشوراء سنة أربع وتسعين بالري. وله كتاب فضائل القرآن في أربعة أجزاء سمعناه. وآخر من روى حديثه عالياً أبو الروح الهروي، وكان ذا معرفة وحفظ، وعلو رواية. وقد أورد ابن عقدة وفاته في يوم عاشوراء سنة خمس، والأول أصح. وثقه الخليلي، وقال: هو محدث. وجده يحيى، من أصحاب سفيان الثوري. 4 (محمد بن بندار بن سهل الأستراباذي.) عن: أبي مصعب الزهري. وعنه: أبو بكر الإسماعيلي. وكان ثقة. توفي سنة اثنتين وتسعين. 4 (محمد بن جعفر بن أعين. أبو بكر البغدادي.) (22/256)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 257 عن: عفان، وعاصم بن أبي علي، وأبي بكر بن أبي شيبة. وعنه: الطبراني، ومحمد بن عبد الله بن حيوة النيسابوري، وجماعة من المصريين. وكان ثقة. قاله الخطيب. وتوفي سنة ثلاث وتسعين.) 4 (محمد بن جعفر بن محمد. أبو بكر الإمام الربعي الحنفي البغدادي. نزيل دمياط.) سمع: إسماعيل بن أبي أويس، وأحمد بن يونس اليربوعي، وغيرهما، وعلي المديني، وهذه الطبقة. وعنه: ن. وقال: ثقة، وأبو علي بن هارون، وأبو أحمد بن عدي، وأبو بكر علي النقاش، وأبو القاسم الطبراني، وآخرون. توفي سنة ثلاثمائة يوم عيد النحر. 4 (محمد بن جعفر. أبو عمر الكوفي القتات.) (22/257)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 258 سمع: أبا نعيم، وأحمد بن يونس، وجماعة. وعنه: أبو بكر الشافعي، ومحمد بن عمر الجعابي، والحسن بن جعفر الخرقي السمسار، وسليمان الطبراني. قال الخطيب: كان ضعيفاً، تكلموا في سماعه من أبي نعيم. توفي ببغداد في جمادى الأولى سنة ثلاثمائة. وهو أخو الحسين بن جعفر بن محمد بن حبيب. 4 (محمد بن جنادة بن عبد الله الإلهاني الأندلسي الإشبيلي.) روى عن: يحيى بن يحيى، وعثمان بن أيوب. ورحل فسمع من: أبي الطاهر أحمد بن السرح، وسلمة بن شبيب، ويونس بن عبد الأعلى. وولي قضاء إشبيلية، وطال عمره ورحلوا إليه. روى عنه: محمد بن قاسم، وغيره. توفي في سنة ست وتسعين. 4 (محمد بن حاتم بن نعيم المروزي ثم المصيصي.) عن: نعيم بن حماد، وسويد بن نصر، وحيان بن موسى، وإسحاق بن يونس المروزيين، ومحمد بن يحيى العدني. (22/258)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 259 وعنه: ن.، والعقيلي، وابن عدي، والطبراني، وآخرون. وثقه النسائي. 4 (محمد بن حامد بن السري. أبو الحسين المروزي خال السني.) قدم دمشق وحدث بها عن: نصر بن علي الجهضمي، وأبي حفص الفلاس، والحسن بن عرفة، وطبقتهم. وعنه: أبو علي بن آدم، وعبد الله بن الناصح. وكان ثقة. توفي سنة تسع وتسعين. له كتاب في السنة وقع لنا. 4 (محمد بن حبيب. أبو عبد الله البزاز.) ) عن: أحمد بن حنبل، وشجاع بن مخلد. وعنه: الحسن بن أبي العنبر، وغيره. توفي سنة إحدى وتسعين. وقد أثنى عليه أبو بكر الخلال الحنبلي، وروى عن رجل، عنه. وكان أحد الفقهاء. وآخر من روى عنه أبو جعفر بن ثرية الهاشمي. 4 (محمد بن الحسن. أبو الحسين الخوارزمي صاحب الفرس.) حدث بالموصل عن: يحيى بن هاشم السمسار، وعلي بن الجعد. وعنه: مكرم القاضي، ويزيد بن محمد بن إياس وقال: فيه لين. (22/259)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 260 توفي سنة أربع وتسعين. 4 (محمد بن الحسن بن سماعة الحضرمي الكوفي.) عن: أبي نعيم. وعنه: محمد بن عمر الجعابي، وأبو بكر الإسماعيلي، والحسن بن جعفر الرقي، وجماعة. قال الدار قطني: ليس بالقوي. قلت: توفي في جمادى الأولى سنة ثلاثمائة. وبينه وبين القباب في الوفاة أيام. وهو أسن من القباب. 4 (محمد بن الحسن بن الفرج الهمداني.) عن: عبد الحميد بن عاصم، وكامل بن طلحة، وشيبان بن فروخ، وله مسند. وعنه: جعفر الخلدي، والجعابي، وابن قانع، وعبد الرحمن بن عبيد. وكان حافظاً نبيلاً. 4 (محمد بن الحسين بن عمارة النيسابوري المقرئ.) عن: إسحاق بن راهويه، وغيره. توفي سنة اثنتين وتسعين. 4 (محمد بن الحسين. أبو العباس البغدادي الأنماطي.) (22/260)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 261 عن: سعدويه، ويحيى بن معين. وعنه: إسماعيل الخطبي، وابن خلاد النصيبي، والطبراني، وآخرون. توفي سنة ثلاث وتسعين. 4 (محمد بن الحسين بن حبيب القاضي. أبو حصين الوادعي الكوفي.) سمع: أحمد بن يونس، وجندل بن والق، ويحيى الحماني، وعون بن سلام، وطبقتهم. طال عمره، وصنف المسند. روى عنه: عثمان بن السماك، وأبو بكر النجاد، وجعفر بن محمد بن عمرو، وأبو بكر عبد الله الطلحي، وأبو) القاسم الطبراني، وطائفة. وثقه الدار قطني. ومات بالكوفة في رمضان سنة ست وتسعين. 4 (محمد بن الحسين. أبو عبد الله الأصبهاني الخشوعي الزاهد، شيخ الورعين والقراء.) كتب الكثير من العلم، وروى اليسير. وعنه: أبو مسلم محمد بن بكر الغزال، وعبد الرحمن بن محمد بن سياه الواعظ. (22/261)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 262 قال أبو نعيم الحافظ: كانت العبادة حرفته، والتلذذ بالعبرة شهوته، وله الكلام البليغ في تأديب النساك. تخرج به أبو الحسن علي بن أحمد الأسواري، وأبو بكر محمد بن عبيد الله بن المرزبان الواعظ، ومن بعدهما. ثم ذكر شيئاً من مواعظه. 4 (محمد بن حنيفة بن ماهان. أبو حنيفة القصبي الواسطي. نزل بغداد وحدث.) عن: خالد بن يوسف السمتي، وجماعة. وعنه: أبو بكر الشافعي، ومحمد الباقرحي، وجماعة. قال الدار قطني: ليس بالقوي: حدث سنة سبع وتسعين. 4 (محمد بن حيان. أبو العباس المازني البصري.) عن: عمرو بن مرزوق، وأبي الوليد، ومسدد، وجماعة. وعنه: فاروق الخطابي، ودعلج، وأبو القاسم الطبراني، وجماعة. 4 (محمد بن خشنام. أبو بكر البلخي.) عن: قتيبة بن سعيد. توفي سنة اثنتين وتسعين. 4 (محمد بن داود بن بندار. أبو عبد الله الفارسي.) (22/262)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 263 سمع: قتيبة بن سعيد، وغيره. وروى بجرجان. سمع منه: ابن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، ونعيم بن عبد الملك، وآخرون. حدث سنة اثنتين وتسعين ومائتين، وهو صدوق. 4 (محمد بن داود بن الجراح. أبو عبد الله.) من سروات البغداديين، وهو عم الوزير علي بن عيسى. كان كاتباً عارفاً بالأخبار وأيام الناس ودول الملوك، له في ذلك مصنفات. روى عن: عمر بن شبة، وعبيد الله بن سعد الزهري، وطبقتهما. وعنه: عمر بن الحسن الأشناني القاضي،) وسليمان الطبراني. وقتل كما تقدم مع ابن المعتز سنة ست. 4 (محمد بن داود بن علي بن خلف.) الإمام البارع أبو بكر بن الإمام أبي سليمان الأصبهاني، ثم البغدادي الظاهري الفقيه الأديب، مصنف كتاب الزهرة. (22/263)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 264 يروي عن: أبيه، وعباس الدوري، وغيرهما. وعنه: نفطويه، والقاضي أبو عمرو محمد بن يوسف، وجماعة. وكان من أذكياء العالم. جلس للفتيا بعد والده، وناظر أبا العباس بن سريج. قال القاضي أبو الحسن الداوودي: لما جلس محمد بن داود للفتوى بعد وفاة والده استصغروه، فدسوا عليه من سأله عن حد السكر ما هو ومتى يكون الإنسان سكران فقال: إذا غربت عنه الهموم، وباح بسره المكتوم. فاستحسن ذلك منه. وقال محمد بن يوسف القاضي: كنت أساير محمد بن داود، فإذا بجارية تغني بشيء من شعره هو: (أشكو غليل فؤاد أنت متلفه .......... شكوى عليل إلى إلف يعلله)

(سقمي تزيد مع الأيام كثرته .......... وأنت في عظم ما ألقى تقلله)

(الله حرم قتلي في الهوى سفهاً .......... وأنت يا قاتلي ظلماً تحلله) وعن عبيد الله بن عبد الكريم قال: كان محمد بن داود خصماً لابن سريج، وكانا يتناظران ويترادان في الكتب، فلما بلغ ابن سريج موت محمد، نحى سجاده وجلس للتعزية وقال: ما آسى إلا على تراب أكل لسان محمد بن داود. وقال محمد بن إبراهيم بن سكرة القاضي: كان محمد بن جامع الصيدلاني محبوب محمد بن داود ينفق على محمد بن داود، وما عرف معشوق ينفق على معشوقه سواه. (22/264)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 265 ومن شعره: (حملت جبال الحب فوقي وإنني .......... لأعجز عن حمل القميص وأضعف)

(وما الحب من حسن ولا من سماجة .......... ولكنه شيء به الروح تكلف) وقال نفطويه النحوي: دخلت على محمد بن داود في مرضه، فقلت: كيف تجدك قال: حب من تعلم أورثني ما ترى. فقلت: ما منعك من الاستمتاع به. مع القدرة عليه فقال: الاستمتاع على وجهين: أحدهما النظر، وهو أورثني ما ترى. والثاني اللذة المحظورة، ومنعني منها ما) حدثني به أبي: ثنا سويد، ثنا علي بن مسهر، عن أبي يحيى، عن أبي مجاهد، عن ابن عباس، رفعه قال: من عشق وكتم وعف وصبر غفر الله له وأدخله الجنة. ثم أنشدنا لنفسه: (أنظر إلى السحر يجري في لواحظه .......... وانظر إلى دعج في طرفه الساجي)

(وانظر إلى شعرات فوق عارضه .......... كأنهن نمال دب في عاج) قال نفطويه: ومات في ليلته أو في اليوم الثاني. رواها جماعة عن نفطويه. قال أبو زيد علي بن محمد: كنت عند ابن معين، فذكرت له حديثاً سمعته عن سويد بن سعيد، فذكر الحديث المذكور. فقال: والله لو كان عندي فرس لغزوت سويداً في هذا الحديث. توفي في رمضان سنة سبع وتسعين كهلاً. وقال ابن حزم: توفي عاشر رمضان، وله ثلاث وأربعون سنة. قال: وكان من أجمل الناس وأكرمهم خلقاً، وأبلغهم لساناً، وأنظفهم (22/265)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 266 هيئةً، مع الدين والورع، وكل خلة محمودة. محبباً إلى الناس، حفظ القرآن وله سبع سنين، وذكر الرجال بالأدب والشعر، وله عشر سنين. وكان يشاهد في مجلسه أربعمائة محبرة. وله من التواليف: كتاب الإنذار والأعذار، والنقض في الفقه، وكتاب الإيجاز، مات ولم يكلمه، وكتاب الانتصار من محمد بن جرير الطبري، وكتاب الوصول إلى معرفة الأصول، وكتاب اختلاف مصاحب الصحابة، وكتاب الفرائض والمناسك. رحمه الله. وقال أبو علي التنوخي: حدثني أبو العباس أحمد بن عبد الله بن البختري الداوودي: حدثني أبو الحسن بن المغلس الداوودي قال: كان محمد بن السري بن سهل: أبو بكر البزاز السامراني عن بشر بن الوليد وغيره ابن قانع والطبراني وكان ثقة توفي في سنة إحدى وتسعين بسامراء محمد بن داود، وابن سريج إذا حضرا مجلس أبي عمر القاضي لم يجر بين اثنين فيما يتفاوضانه أحسن مما يجري بينهما. فسأل أبا بكر حدث من الشافعية عن العود الموجب للكفارة في الظهار، ما هو فقال: إعادة القول ثانياً، وهو مذهبه ومذهب أبيه. فطالبه بالدليل، فشرع فيه. فقال ابن سريج: هذا قول مَن مِن المسلمين فاستشاط أبو بكر وقال: أتظن أن من اعتقدت قولهم إجماعاً في هذه المسألة، عندي إجماع أحسن أحوالهم أن أعدهم خلافاً. فغضب وقال: أنت بكتاب الزهرة أمهر منك بهذه الطريقة.) قال: والله ما تحسن تستتم قراءته، قراءة من يفهم، وإنه لمن أحد المناقب لي إذ أقول فيه: (أكرر في روض المحاسن مقلتي .......... وأمنع نفسي أن تنال محرما)

(وينطق سري عن مترجم خاطري .......... فلولا اختلاسي رده لتكلما)

(رأيت الهوى دعوى من الناس كلهم .......... فما إن أرى حباً صحيحاً مسلما) فقال ابن سريج: فأنا الذي أقول: (22/266)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 267 (ومشاهد بالغنج من لحظاته .......... قد بت أمنعه لذيذ سباته)

(ضناً بحسن حديثه وعتابه .......... وأكرر اللحظات في وجناته)

(حتى إذا ما الصبح لاح عموده .......... ولى بخاتم ربه وبراته) فقال أبو بكر: أيد الله القاضي، قد أقر بحال، ثم ادعى البراءة مما توجبه، فعليه البينة. قال ابن سريج: مذهبي المقر إذا أقر بصفة كان إقراره موكلاً إلى صفته. وقد روى عن ابن البختري المذكور أيضاً: إسماعيل بن عباد، وكان قاضياً عالماً. 4 (محمد بن داود بن عثمان بن سعيد. أبو عبد الله الصدفي، مولاهم المصري.) عن: أبي شريك يحيى بن يزيد المرادي، ومحمد بن رمح، وجماعة. وعنه: حمزة الكناني، وسليمان الطبراني. توفي في ربيع الأول سنة سبع أيضاً. 4 (محمد بن داود بن مالك. أبو بكر الشعيري الحافظ.) عن: عبد الملك بن عبد ربه، وهارون بن سفيان المستملي. وعنه: الطبراني، وأبو بكر الإسماعيلي، وجماعة. مات بطريق مكة سنة سبع أيضاً. (22/267)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 268 4 (محمد بن رزين بن جامع. أبو عبد الله الأموي، مولاهم العدل المصري.) عن: سعيد بن منصور، والهيثم بن حبيب، وسفيان بن بشر، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وأبي مصعب الزهري، وطائفة. وعنه: علي بن محمد الواعظ والطبراني، والحسن بن رشيق. 4 (محمد بن روح بن شبل. أبو الفضل المصري الجوهري الأحول.) روى عن: محمد بن رمح، وجماعة. وعنه: ابن يونس وقال: مات في شوال سنة ثلاثمائة. 4 (محمد بن السري بن سهل. أبو بكر القنطري.) عن: محمد بن بكار بن الريان، وعثمان بن أبي شيبة. وعنه: أحمد بن جعفر بن سليم، ومخلد بن جعفر، وجماعة. توفي سنة تسع وتسعين.) (22/268)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 269 4 (محمد بن السري بن مهران الناقد. بغدادي، ثقة.) سمع: إبراهيم بن زياد، ويوسف بن موسى القطان. وعنه: ابن قانع، والطبراني، وغيرهما. 4 (محمد بن سعد بن مقرن. أبو عبد الله الأصبهاني المعدل.) سمع: سليمان الشاذكوني، وسهل بن عثمان العسكري، وأبا الربيع الزهراني. وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، ومحمد بن عبيد الله بن المرزبان. حدث سنة ثلاثمائة. 4 (محمد بن سعيد الطبري الأزرق.) عن: هدبة، وسريج بن يونس، وغيرهما. قال ابن عدي: كان يضع الحديث. مات سنة تسعين. 4 (محمد بن سعيد بن غالب الإفريقي.) يروي عن: سحنون بن سعيد الفقيه، وغيره. (22/269)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 270 توفي سنة تسع وتسعين. 4 (محمد بن سليمان بن حماد. أبو نصر الأستراباذي: شيعي صدوق.) رحل وروى عن: يونس بن عبد الأعلى، وطبقته. وعنه: أبو نعيم بن عدي، ومحمد بن إبراهيم بن زكرويه. مات سنة تسع وتسعين. 4 (محمد بن سليمان بن خالد النيسابوري.) عن: علي بن حجر، ومحمد بن زنبور المكي. توفي سنة خمس وتسعين. 4 (محمد بن سليمان بن تليد. أبو عبد الله المعافري الأندلسي الوشقي.) عن: سحنون بن سعيد، ومحمد بن أحمد العتبي، وابن مطروح، وجماعة. وكان مفتياً فاضلاً مالكياً، إلا أنه كان يذهب في الأشربة مذهب الكوفيين. وولي قضاء مدة. توفي سنة ست. 4 (محمد بن سنان بن سرج، بالجيم. القاضي أبو جعفر الشيزري.) (22/270)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 271 عن: عبد الوهاب بن نجدة، وهشام بن عمار، وأبي نعيم الحلبي، وجماعة. وقرأ بحرف شيبة بن نصاح، على عيسى بن سليمان الشيرازي صاحب الكسائي. قرأ عليه: أبو الحسن بن شنبوذ، وإبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي، ومحمد بن عبد الله الرازي. وحدث عنه: ابنه إسماعيل، وأبو جعفر الطحاوي، وأبو علي بن هارون، وأبو القاسم الطبراني، وجماعة. توفي سنة ثلاث وتسعين. 4 (محمد بن شعيب الأصبهاني التاجر.) ) عن: عبد الرحمن بن سلمة، وعباس بن إسماعيل، وأحمد بن إبراهيم الزمعي، والثلاثة لا أعرفهم. وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو إسحاق بن حمزة، والطبراني، وأبو الشيخ. توفي سنة ثلاثمائة. 4 (محمد بن شيبة بن الوليد الدمشقي.) عن: هشام بن عمار، وأحمد بن أبي الحواري، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن أبي دجانة، وجمح بن القاسم المؤذن. 4 (محمد بن صالح بن يونس النيسابوري.) عن: إسحاق بن راهويه، وجماعة. توفي سنة ثلاثمائة. 4 (محمد بن الصباح النيسابوري الخياط.) (22/271)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 272 عن: إسحاق بن راهويه، وبشر بن الحكم. توفي سنة سبع وتسعين. 4 (محمد بن طاهر بن الحسين بن مصعب.) الأمير أبو عبد الله الخزاعي الطاهري النيسابوري، وقيل: كنيته أبو العباس. سمع: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن يحيى. وولي إمرة خراسان بعد والده سنة ثمان وأربعين إلى أن خرج عليه يعقوب بن الليث الصفار فحاربه، فظفر به يعقوب سنة تسع وخمسين وأسره. وبقي معه في الأسر إلى سنة اثنتين وستين. فلما كانت وقعة الهروايات نجا محمد بن طاهر، ولم يزل مقيماً ببغداد خاملاً إلى أن مات سنة ثمان وتسعين. ودفن بجنب عمه محمد بن عبد الله الأمير. ولا أعلم للبغداديين عنه رواية، ولا لغيرهم. ولعله جاوز الثمانين. 4 (محمد بن عاصم بن يحيى. أبو عبد الله الأصبهاني الفقيه الشافعي، وابن وهب.) وعن: علي بن حرب، وسلمة بن شبيب. وعنه: أحمد بن بندار، وأبو أحمد العسال، والطبراني. قال أبو الشيخ: صنف كتباُ كثيرة، وتفقه على مذهب الشافعي. (22/272)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 273 توفي سنة تسع وتسعين. 4 (محمد بن العباس بن الوليد. أبو سعيد الدمشقي الخياط، نزيل جرجان.) عن: هشام بن عمار، وجماعة. وعنه: أبو حاتم بن حبان، وأبو بكر الإسماعيلي، وأبو أحمد بن عدي. قال حمزة السهمي: توفي بعد التسعين ومائتين. 4 (محمد بن العباس الجمحي البصري.) ) لما عزل أبو زرعة محمد بن عثمان عن قضاء دمشق، ولي هذا القضاء، وشكرت سيرته. ولما توفي أعيد إلى القضاء أبا زرعة. توفي الجمحي سنة سبع وتسعين. قال ابن عساكر: بلغني أن أبا الحسن محمد بن علي الماوردي كتب إلى الجمحي يعاتبه بهذه الأبيات: (عزيز على مشفق أن يراك .......... قريباً لمن لست من شكله)

(وأنت الذي لو تأملته .......... لأكبرت قدرك عن مثله.)

(فهبك رضيت قضاء الشام .......... وصرت رئيساً على أهله)

(ألست تعلم بأن الفناء .......... على آدم وعلى نسله)

(فماذا تقول إذا ما دعيت .......... إلى مجمع ماج من حفله)

(وقيل: هلموا بأشياعكم .......... وبالجمحي على رسله) (22/273)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 274 4 (محمد بن عبد الله بن مصعب الخطيب الأصبهاني. أبو عبد الله المقرئ.) أحد الموصوفين بحسن الصوت وتجويد القرآن، وأم مدة بجامع أصبهان. وروى عن: مقرئ أصبهان محمد بن عيسى. وحدث عن: عبد الله بن عمران العابدي، ومحمد بن يحيى العدني، وعبد الجبار بن العلاء. وعنه: عبد الرحمن بن محمد بن سياه، وأبو الشيخ. وتوفي سنة إحدى وتسعين. 4 (محمد بن عبد الله بن سليمان. الحافظ أبو جعفر الحضرمي الكوفي مطين.) دخل على أبي نعيم وهو صبي، وكان جارهم بالكوفة. وسمع من: أحمد بن يونس الحريري، وعلي بن حكيم الأودي، وسعيد بن عمرو الأشعثي، وخلق كثير. وكان أحد أوعية العلم. وعنه: أبو بكر النجاد، والطبراني، وأبو بكر الإسماعيلي، وعلي بن عبد الرحمن البكائي، وعلي بن حسان الزممي، وطائفة. (22/274)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 275 سئل عنه الدار قطني فقال: ثقة جبل. قلت: توفي في ربيع الأول سنة سبع وتسعين. وولد سنة اثنتين ومائتين وقد صنف المسند والتاريخ، وغير ذلك. قال أبو بكر بن أبي آدم الحافظ: كتبت عن مطين مائة ألف حديث.) قال الخليلي، وذكر مطيناً في شيوخ القطان: حافظ ثقة. سمعت جماعة يقولون: سمعنا جعفر بن محمد الخلدي يقول: قلت لأبي جعفر الحضرمي: لِم سميت مطيناً قال: كنت صبياً ألعب مع الصبيان، وكنت أطولهم، فندخل الماء ونخوض، فيطينون ظهري. فبصرني يوماً أبو نعيم، فلما رآني قال: يا مطين، لِم لا تحضر مجلس العلم قال: فاشتهر ذلك. فلما اشتغلت بالحديث مات أبو نعيم، ففاتني، ولكنني كتبت عن نحو خمسمائة شيخ. 4 (محمد بن عبد الله بن بكار بن أبي هريرة. أبو بكر السلمي الدمشقي.) عن: هشام بن عمار، وأحمد بن أبي الحواري. وعنه: أبو علي بن آدم، وأبو أحمد عبد الله بن الناصح. 4 (محمد بن عبد الله بن الجعد الهمداني البزي.) عن: عبد الله بن حماد، وعثمان بن أبي شيبة، وسهل بن عثمان. وعنه: أحمد بن محمد بن صالح، والهمدانيون. 4 (محمد بن عبد الله القرمطي.) (22/275)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 276 عن: يحيى بن سليمان بن نضلة، وبكر بن عبد الوهاب. وعنه: الطبراني، والجعابي. 4 (محمد بن عبد الله بن الغاز بن قيس. أبو عبد الله القرطبي.) روى عن: أبيه ورحل فأخذ شيئاً كثيراً من العربية والأخبار عن: أبي حاتم السجستاني، وأبي الفضل العباس بن الفرج الرياشي، وعبد الله بن شبيب الربعي، وجماعة. وجلب إلى الأندلس علماً كثيراً من الغرائب والشعر، وقد حج في سنة خمس وتسعين، وتوفي فيها أو بعدها. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن معاوية الكلاعي التميمي.) روى عن: إسحاق بن محمد الفروي. توفي سنة..... وتسعين. 4 (محمد بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن شبيب. أبو بكر الأصبهاني المقرئ.) سمع: عثمان بن أبي شيبة، وداود بن رشيد، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وأبا همام السكوني، وعبد الله بن عمر مشكدانة. وقرأ لورش على: عامر الحرشي، وسليمان ابن أخي الرشديين، وعبد الله بن داود بن أبي طيبة، وجماعة. وتصدر للإقراء مدة، فقرأ عليه جماعة. (22/276)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 277 وسمع القراءة منه آخرون. ولقد بالغ في تعظيمه أبو عمرو الداني فقال: هو إمام عصره في رواية ورش. لم ينازعه في ذلك أحد من نظرائه.) وحدثني فارس بن أحمد: سمعت عبد الباقي بن الحسن يقول: قال محمد بن عبد الرحيم: رحلت إلى مصر ومعي ثمانون ألف درهم، فأنفقتها على ثمانين ألف ختمة. وسمعت القراءة على يونس بن عبد الأعلى. قال الداني: روى عنه القراءة: ابن مجاهد، وعبد الله بن أحمد البلخي، ومحمد بن يونس، وإبراهيم بن جعفر الباطرقاني، وإبراهيم بن عبد العزيز الفارسي، وعبد الله بن أحمد المطرز. قال: ومات ببغداد. قلت: وممن قرأ عليه هبة الله بن جعفر شيخ الحمامي. وكان من أئمة القراء بأصبهان. روى عنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، وأبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب المقرئ. توفي سنة ست وتسعين. وقد تقدم ذكر محمد بن إبراهيم بن شبيب الأصبهاني، وكان عمه. 4 (محمد بن عبد العزيز بن ربيعة. أبو مليك الكلابي الكوفي.) عن: أبي كريب، وغيره. وعنه: أبو بكر الشافعي، وأبو بكر الإسماعيلي، وجماعة. وثقه الدار قطني وحده. وهو محمد بن ربيعة مشهور، من طبقة وكيع. روى عن أبي مليك شيوخ قزوين. (22/277)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 278 4 (محمد بن عبد بن عامر. أبو بكر التميمي السمرقندي. أحد المتروكين.) روى عن: يحيى بن يحيى، ومحمد بن سلام البيكندي، وقتيبة، وعصام بن يوسف أحاديث باطلة. روى عنه: إسماعيل الخطبي، وأبو بكر الشافعي، وجماعة. قال الدار قطني: كان يكذب ويضع. 4 (محمد بن عبد الملك. (22/278)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 279 أبو بكر التاريخي السراج.) كان ذا عناية زائدة بالتواريخ، وحدث عن: الحسن الزعفراني، وأحمد بن منصور الرمادي. روى عنه: أبو طاهر الذهلي قاضي مصر. وسأكرره. 4 (محمد بن عبدوس بن كامل. أبو أحمد السلمي السراج البغدادي الحافظ.) سمع: علي بن الجعد، وداود بن عمرو الضبي، وأبا بكر بن أبي شيبة، وأبا معمر الهذلي، ومحمد بن حميد الرازي، وخلقاً كثيراً. وعنه: رفيقه أبو القاسم البغوي، وأبو بكر النجاد، وجعفر الخلدي، ودعلج، والطبراني، وابن ماسي، وطائفة.) قال ابن المنادي: كان كالأخ لعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومن المعدودين في الحفظ أكثر عنه الناس لدقته وضبطه. قال: وتوفي في آخر رجب سنة ثلاث وتسعين. 4 (محمد بن عبيد الله بن مرزوق. أبو بكر البغدادي الخطيب الخلال القاضي.) (22/279)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 280 روى عن: عفان بن مسلم أحاديث مستقيمة سوى حديث واحد تفرد به عن عفان، وهو موضوع. وعنه: سبطه عمر بن محمد بن حاتم: وإسماعيل الخطبي. توفي في جمادى الأولى سنة خمس وتسعين ومائتين. 4 (محمد بن عبيد الله بن سريج بن حجر. أبو عبيدة الذهلي الشيباني البخاري.) محدث رحال. سمع: عباد بن يعقوب الرواجني، ومحمد بن سهل بن عساكر، ومحمد بن عبد الله المخزومي الحافظ. وعنه: خلف الخيام، وأحمد بن سهل بن حمدويه. وتوفي في سمرقند سنة سبع وتسعين. وكان أبوه حافظاً يذاكر بأكثر من ثلاثين ألف حديث. قاله ابن ماكولا. 4 (محمد بن عبيد الله الحافظ. المعروف بختن أبو الآذان.) سمع: أبا زرعة الدمشقي، وعثمان بن خرزاذ، وهذه الطبقة. وعنه: أبو أحمد بن عدي، وأبو بكر الجعابي. 4 (محمد بن عثمان بن أبي شيبة. (22/280)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 281 الحافظ أبو جعفر العبسي الكوفي، نزيل بغداد.) سمع: أباه، وعميه أبا بكر، والقاسم، وأحمد بن عبد الله بن يونس، وعلي بن المديني، ويحيى بن عبد الحميد الحماني، ويحيى بن معين، وسعيد بن عمرو الأشعثي، ومنجاب بن الحارث، والعلاء بن عمرو الحنفي، وخلقاً سواهم. وعنه: ابن صاعد، وعثمان بن السماك، وإسماعيل الخطبي، وجعفر الخلدي، وأبو بكر الشافعي، وأبو علي بن الصواف، وأبو القاسم الطبراني، والحسين بن عبيد الدقاق، وسعد الناقد، وآخرون. وكان محدثاً فهماً واسع الرواية، صاحب غرائب، وله تاريخ كبير لم أره. قال صالح بن محمد جزرة: ثقة. وقال ابن عدي: لم أر له حديثاً منكراً فأذكره، وهو على ما وصفه لي عبدان، لا بأس به. وأما عبد الله بن أحمد بن حنبل فقال: كذاب.) وقال عبد الرحمن بن خراش: كان يضع الحديث. وقال مطين: هو عصا موسى يتلقف ما يأفكون. وقال الدار قطني: يقال إنه أخذ كتاب غير محدث. (22/281)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 282 وقال البرقاني: لم أزل أسمع الشيوخ يذكرون أنه مقدوح فيه. توفي في جمادى الأولى سنة سبع وتسعين. 4 (محمد بن عثمان بن سعيد بن عبد السلام بن أبي السوار. أبو الحسن المصري.) سمع: عبد الله بن صالح الكاتب. وعنه: حمزة الكناني، والحسن بن رشيق، وأبو سعيد بن يونس. وقال: لم يكن ثقة. توفي سنة سبع أيضاً. 4 (محمد بن عثمان بن أبي سويد البصري الذارع.) عن: عثمان بن الهيثم المؤذن، وسعيد بن سلام العطار، والقعنبي، ومسلم بن إبراهيم السيريني، وجماعة. وعنه: الطبراني، وأبو الطاهر الذهلي، وجماعة. (22/282)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 283 كنيته أبو عثمان، وهو من كبار شيوخ أبي أحمد بن عدي، وقد ضعفه. وقال: أصيب بكتبه فكان مشتبه عليه، وأرجو أنه لا يتعمد الكذب. وكان لا ينكر له. 4 (محمد بن علي بن زيد. أبو عبد الله المكي الصائغ.) سمع: القعنبي، وحفص ابن عم الحوضي، وسعيد بن منصور، ومحمد بن معاوية النيسابوري، وطائفة. وعنه: دعلج السجزي، والطبراني، وجماعة كثيرة. توفي بمكة في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين. وكان محدث مكة في وقته، مع الصدق والمعرفة. روى أيضاً عن: خالد بن يزيد العمري، وإبراهيم بن المنذر، وابن كاسب. أكثر عن الرحالون. ورخه الخليلي سنة سبع وثمانين، والأول أصح. 4 (محمد بن علي بن سهل. أبو بكر الأنصاري. ومن ولد رافع بن خديج.) (22/283)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 284 ولد ببغداد، ونشأ بمرو، ومات ببخارى عن ثلاث وتسعين سنة. حدث عن: عمرو بن مرزوق، وأبي عمر الحوضي، وعلي بن الحسن، ويحيى بن يحيى، ومسدد، وعلي بن الجعد، وطبقتهم. وعنه: أحمد بن سعيد بن نصر، ومحمد بن يوسف البخاريان، وأبو بكر أحمد بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي.) ضعفه ابن عدي، ثم قال: أرجو أنه لا بأس به. قلت: كان إماماً في التفسير. توفي سنة ثلاث وتسعين فيما قيل، وهو غلط فإن ابن عدي قال: قدم علينا جرجان سنة خمس وتسعين. ثم وجدت وفاته في تاريخ أبي الحسن الزنجي في سنة ست وتسعين ومائتين، وهذا أصح من الأول. 4 (محمد بن علي بن حسن. أبو بكر البغدادي.) عن: محمود بن خداش. وعنه: أحمد بن كامل القاضي، وجماعة. توفي سنة ثلاثمائة. 4 (محمد بن علي بن علويه. (22/284)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 285 الفقيه أبو عبد الله الجرجاني الشافعي. أحد الأئمة.) تفقه على: المزني، وصار من كبار الأئمة. وحدث عن: هشام بن عمار، وأبي كريب، وجماعة. وعنه: أبو زكريا يحيى العنبري، وأبو عبد الله بن الأخرم، وجماعة. توفي سنة ثلاثمائة. 4 (محمد بن علي بن طرخان بن جباش.) كذا ضبطه ابن ماكولا. أبو عبد الله، وأبو بكر البلخي الحافظ، ثم البيكندي. سمع: قتيبة، ولويناً، وهشام بن عمار، وطبقتهم وأكثر الترحال. قال ابن ماكولا: كان حافظاً للحديث حسن التصنيف. توفي في رجب سنة ثمان وتسعين. روى عنه: ابنه أبو بكر، والحسن بن علي الطوسي، وأبو حرب محمد بن أحمد الحافظ، وجماعة. 4 (محمد بن عمر بن العلاء. أبو عبد الله الجرجاني الصيرفي.) رحل وسمع: هدبة بن خالد، وأبا الربيع الزهراني، وجماعة. (22/285)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 286 وعنه: ابن عدي، والإسماعيلي. توفي في ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين. 4 (محمد بن عمر بن أبان المصري. أبو الطاهر.) يروي عن: يحيى بن بكير. توفي في شوال سنة خمس وتسعين. 4 (محمد بن عمران الجرجاني. أبو عبد الله الزاهد، المعروف بالمقابري.) سمع: أحمد بن يونس اليربوعي، وسعيد بن منصور، ويحيى بن عبد الحميد الحماني. وعنه: ابن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي. توفي في صفر سنة إحدى وتسعين.) 4 (محمد بن عمرو بن خالد الحراني. ثم المصري، أبو علاثة.) (22/286)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 287 عن: أبيه. وعنه: الطبراني، وغيره. وتوفي سنة اثنتين وتسعين. 4 (محمد بن عمير بن هشام. أبو بكر الرازي المعروف بالقماطيري الحافظ.) سمع: محمد بن مهران الجمال، وأحمد بن منيع، وجماعة. وعنه: أبو زكريا العنبري، وأبو بكر الإسماعيلي، والحسن بن مهدي. توفي سنة أربع وتسعين. 4 (محمد بن عيسى. أبو علي الهاشمي البغدادي المعروف بالبياضي.) قتلته القرامطة بطريق الحج سنة أربع. روى عنه: محمد بن يحيى القطيعي. وعنه: أبو بكر بن مقسم في القراءات. 4 (محمد بن عيسى بن شيبة بن الصلت بن عصفور السدوسي البصري.) (22/287)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 288 نزيل مصر. روى عن: عمه يعقوب بن شيبة، ومحمد بن وزير الواسطي، وسعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، ومحمد بن أبي معشر نجيح، وأبي المسكين زكريا بن يحيى. وعنه: النسائي في حديث مالك، وأبو هريرة أحمد بن عبد الله بن أبي عصام العدوي، وعبد الله بن عدي في معجمه، وسليمان الطبراني، وآخرون. توفي في خامس جمادى الآخرة سنة ثلاثمائة. 4 (محمد بن عيسى بن تميم المصيصي.) نزيل إخميم. يروي عن: لوين، وغيره. وهو كذاب. توفي سنة ثلاثمائة أيضاً. 4 (محمد بن غالب. أبو عبد الله القرطبي الفقيه ابن الصفار المالكي. أحد الأئمة.) أخذ عن: سحنون، وأحمد بن صالح المصري، وأحمد ابن أخي ابن (22/288)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 289 وهب، ويونس بن عبد الأعلى، وجماعة. توفي في سنة خمس وتسعين. 4 (محمد بن الفرج بن هاشم. أبو علي السمرقندي.) عن: عبد بن حميد، وموسى بن مخارق الحلواني. وعنه: محمد بن غالب بن جمهور، ومحمد بن أحمد الذهبي، وعمرو بن محمد الكرابيسي السمرقندي.) 4 (محمد بن الفضل بن سلمة. أبو عمر البغدادي الوصيفي.) عن: سعيد بن منصور، وأحمد بن يونس، وحبان بن موسى، وإسماعيل بن أويس. وعنه: أحمد بن جعفر بن سلم. توفي في رجب. قال الخطيب: ثقة. وروى عنه أيضاً: أبو بكر النقاش، وإسماعيل الخطبي، وآخرون. 4 (محمد بن الفضل. أبو عيسى الموصلي.) عن: هشام بن عمار، ودحيم، ولوين وسأل أحمد بن حنبل. وعنه: يزيد بن محمد الأزدي، وغيره. توفي سنة ست وتسعين. 4 (محمد بن فور بن عبد الله بن مهدي. (22/289)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 290 أبو بكر العامري النيسابوري.) عن: يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهويه، وعبد الأعلى بن حماد النرسي. وعنه: أبو الطيب محمد بن عبد الله الشعيري، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم. توفي في ذي الحجة سنة تسع وتسعين. 4 (محمد بن القاسم بن هلال الأندلسي.) عن: أحمد بن إبراهيم الدورقي، ويونس بن عبد الأعلى. توفي سنة إحدى وتسعين. 4 (محمد بن الليث. أبو بكر الجوهري. بغدادي ثقة.) عن: جبارة بن المغلس، وغيره. وعنه: أبو علي الصواف، وأبو بكر القطيعي. توفي سنة تسع وتسعين. 4 (محمد بن محمد بن إسماعيل بن شداد. (22/290)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 291 القاضي أبو عبد الله الجذوعي الأنصاري.) عن: مسدد، وهدبة بن خالد، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وعلي بن المديني، وعبيد الله القواريري. وعنه: إسماعيل الخطبي، ومحمد بن علي بن الهيثم المقرئ، والطبراني، وجماعة. وثقه الخطيب، وذكر له حكاية تمت مع المعتمد، وهي في أمالي نصر المقدسي. توفي سنة إحدى وتسعين في جمادى الآخرة. وقد ولي قضاء واسط، وغيرها. وكان موصوفاً بالورع في أحكامه، رحمه الله. 4 (محمد بن محمد بن أحمد بن يزيد بن مهران. أبو أحمد البغدادي.) سمع: داود بن رشيد، وطبقته. روى عنه: عبد الله بن إسحاق الخراساني، وأبو بكر الشافعي. قال الدار قطني: حافظ وليس بالقوي.) 4 (محمد بن محمد بن داود الشطوي.) عن: يوسف بن موسى القطان، وطبقته. وعنه: أبو بكر الشافعي. وثقه أبو بكر الخطيب. (22/291)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 292 4 (محمد بن محمود بن عبد الوهاب. أبو السري الأصبهاني.) سمع: حبان بن بشر القاضي، وسعدويه الأصبهاني. توفي سنة أربع. 4 (محمد بن محمود بن عدي الخراساني. أبو عمرو.) سمع: علي بن خشرم، والكوسج، والطبقة. وعنه: القطيعي، وعيسى الرخجي. مستقيم الحديث. 4 (محمد بن مسكين بن منصور بن جريج.) الإفريقي المغربي. أخو القاضي عيسى بن مسكين، المذكور في هذه الطبقة. سمع: سحنون بن سعيد، ومحمد بن شجرة، والحارث بن مسكين المصري. وكان ثقة، فقيهاً، صالحاً، شاعراً مجوداً. عاش ثمانين سنة، ومات سنة سبع وتسعين. 4 (محمد بن مسلم بن عبد العزيز الأشعري الأصبهاني.) عن: مجاشع بن عمرو. وعنه: الطبراني، وغيره. 4 (محمد بن المطلب. (22/292)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 293 أبو بكر الخزاعي.) عن: إبراهيم بن المنذر الحزامي، وأحمد بن نصر الشهيد، ويحيى بن أيوب العابد. وعنه: محمد بن خلف بن المرزبان، وابن نجيح، والخلدي، وأبو بكر بن غلويه المقرئ، وغيرهم. لا بأس به. 4 (محمد بن مالك بن داود. أبو بكر الشعيري.) سمع: منصور بن أبي مزاحم، والحكم بن موسى، وطائفة. وعنه: ابن قانع، والإسماعيلي، وغيرهما. 4 (محمد بن معاذ بن سفيان بن المستهل بن أبي جامع المصري. ثم الحلبي. أبو بكر دران.) سمع: مسلم بن إبراهيم، وعبد الله بن رجاء، والقعنبي، وعمرو بن مرزوق، وأبا سلمة التبوذكي، ومحمد بن كثير العبدي، وطائفة. وعنه: أبو بكر النجاد، ومحمد بن أحمد الرافقي، وعلي بن أحمد المصيصي، وأبو القاسم الطبراني، ومحمد بن جعفر بن السقاء الحلبي. (22/293)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 294 وكان أسند من بقي بحلب. عمر دهراً. وتوفي سنة أربع وتسعين، وهو في عشر المائة. 4 (محمد بن موسى بن حماد. أبو أحمد البربري ثم البغدادي الحافظ الإخباري.) ) ولد سنة ثلاث عشرة ومائتين. وسمع: علي بن الجعد، وعبيد الله بن عمر القواريري، وعبد الرحمن بن صالح. وعنه: أحمد بن كامل، وإسماعيل الخطبي، وابن قانع، وآخرون. قال الخطيب: كان إخبارياً، فهماً، ذا معرفة بأيام الناس. وكان يخضب بالحمرة. توفي سنة أربع أيضاً. قال الدار قطني: ليس بالقوي. قلت: أكثر عنه الطبراني. 4 (محمد بن موسى بن عاصم. أبو عبد الله المصري.) عن: يحيى بن بكير، وعمرو بن خالد، ومهدي بن جعفر الرملي. (22/294)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 295 وعنه: الطبراني. توفي سنة سبع وتسعين. 4 (محمد بن نصر المروزي. الإمام أبو عبد الله أحد الأعلام في العلوم والأعمال.) ولد سنة اثنتين ومائتين ببغداد، ونشأ بنيسابور، سكن سمرقند وغيرها. وكان أبوه مروزياً. قال الحاكم فيه: إمام الحديث في عصره بلا مدافعة. سمع بخراسان: يحيى بن يحيى، وإسحاق، وأبا خالد بن يزيد بن صالح، وعمرو بن زرارة، وصدقة بن الفضل المروزي، وعلي بن حجر. وبالري: محمد بن مهران، ومحمد بن مقاتل، ومحمد بن حميد. وببغداد: محمد بن بكار، وعبد الله القواريري، وجماعة. وبالبصرة: أبا الربيع الزهراني، وهدبة، وشيبان، وعبد الواحد بن غياث، جماعة. وبالكوفة: سعيد بن عمرو الأشعثي، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وجماعة. وبالحجاز: أبا مصعب، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وجماعة. (22/295)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 296 وبالشام: هشام بن عمار، وجماعة. قلت: وبمصر: يونس بن عبد الأعلى، والربيع المرادي. وتفقه على أصحاب الشافعي. وقال الخطيب: حدث عن عبدان، وسمى جماعة وقال: كان من أعلم الناس باختلاف الصحابة ومن بعدهم. قلت: روى عنه أبو العباس السراج، ومحمد بن المنذر شكر، وأبو حامد بن الشرقي، وأبو عبد الله محمد بن الأخرم، وأبو النضر محمد بن محمد الفقيه، وابنه إسماعيل بن محمد بن نصر، ومحمد بن إسحاق السمرقندي، وخلق كثير.) قال أبو بكر الصيرفي: لو لم يصنف المروزي إلا كتاب القسامة لكان من أفقه الناس. وقال أبو بكر بن إسحاق الصبغي، وقيل له: ألا تنظر إلى تمكن أبي علي الثقفي في عقله قال: ذاك عقل الصحابة والتابعين من أهل المدينة. قيل: وكيف ذاك قال: إن مالك بن أنس كان من أعقل أهل زمانه، وكان يقال إنه صار إليه عقول من جالسهم من التابعين، فجالسه يحيى بن يحيى النيسابوري، فاخذ من عقله وسمته، حتى لم يكن بخراسان مثله، فكان يقال: هذا عقل مالك وسمته. ثم جالس يحيى محمد بن نصر سنين، حتى أخذ من سمته وعقله، فلم ير بعد يحيى من فقهاء خراسان أعقل منه. ثم إن أبا علي الثقفي جالس محمد بن نصر أربع سنين، فلم يكن بعده أعقل منه. وقال عبد الله محمد الإسفرائيني: سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم (22/296)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 297 يقول: كان محمد بن نصر عندنا إماماً، فكيف بخراسان. وقال القاضي محمد بن محمد: كان الصدر الأول من مشايخنا يقولون: رجال خراسان أربعة: ابن المبارك، وإسحاق، ويحيى، ومحمد بن نصر. وقال ابن الأخرم: انصرف محمد بن نصر من الرحلة الثانية سنة ستين ومائتين، فاستوطن نيسابور، ولم تزل تجارته بنيسابور، أقام مع شريك له مضارب، وهو يشتغل بالعلم والعبادة. ثم خرج سنة خمس وسبعين إلى سمرقند، فأقام بها، وشريكه بنيسابور، وكان وقت مقامه هو المفتي والمقدم، بعد وفاة محمد بن يحيى، فإن حيكان يعني يحيى بن محمد بن يحيى ومن بعده أقروا له بالفضل والتقدم. قال ابن الأخرم: ثنا إسماعيل بن قتيبة: سمعت محمد بن يحيى غير مرة، إذا سئل عن مسألة يقول: سلوا أبا عبد الله المروزي. وقال أبو بكر الصبغي: أدركت إمامين لم أرزق السماع منهما: أبو حاتم، الرازي، ومحمد بن نصر المروزي. وأما عبد بن ربيعة، فما رأيت أحسن صلاةً منه. ولقد بلغني أن زنبوراً قعد على جبهته، فسال الدم على وجهه ولم يتحرك. وقال ابن الأخرم: ما رأيت أحسن صلاةً من محمد بن نصر. كان الذباب يقع على أذنه، فيسيل الدم، ولا يذبه عن نفسه. ولقد كنا نتعجب من حسن صلاته وخشوعه، وهيبته للصلاة. كان يضع رقبته على صدره، فتتصلب كأنه خشبة منصوبة. وكان من أحسن الناس، خلقاً، كأنما فقئ في وجهه حب (22/297)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 298 الرمان، وعلى خديه كالورد ولحيته بيضاء.) وقال أحمد بن إسحاق الصبغي: سمعت محمد بن عبد الوهاب الثقفي يقول: كان إسماعيل بن أحمد والي خراسان يصل محمد بن نصر في السنة بأربعة آلاف درهم، ويصله أخوه إسحاق بمثلها، ويصله أهل سمرقند بمثلها، فكان ينفقها من السنة إلى السنة من غير أن يكون له عيال. فقيل له: لو ادخرت لنائبة. فقال: سبحان الله أنا بقيت بمصر كذا وكذا سنة، قوتي وثيابي وكاغدي وحبري، وجميع ما ينفق على نفسي في السنة عشرين درهماً، فترى إن ذهب ذا لا يبقى ذاك. وقال السليماني: محمد بن نصر إمام الأئمة الموفق من السماء، سكن سمرقند. سمع: يحيى بن يحيى، وعبدان، والمسندي، وإسحاق. له كتاب تعظيم قدر الصلاة، وكتاب رفع اليدين، وغيرهما من الكتب المعجزة. ومات وصالح جزرة في سنة أربع. أنبأني جماعة قالوا: ثنا أبو اليمن، نا أبو منصور، نا أبو بكر الخطيب، أنا الجوهري، أنا ابن حيويه، ثنا عفان بن جعفر اللبان: حدثني محمد بن نصر قال: خرجت من مصر ومعي جارية لي. فركبت البحر أريد مكة، فغرقت، فذهب مني ألف جزء، وصرت إلى جزيرة، أنا وجاريتي، فما رأينا فيها أحداً، وأخذني العطش، فلم أقدر على الماء، فوضعت رأسي على فخذ جاريتي مستسلماً للموت، فإذا رجل قد جاءني ومعه كوز، فقال لي: هاه. فشربت وسقيتها، ثم مضى، فما أدري من أين جاء، ولا من أين ذهب. (22/298)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 299 وقال أبو الفضل محمد بن عبيد الله البلعمي: سمعت الأمير إسماعيل بن أحمد يقول: كنت بسمرقند، فجلست يوم للمظالم، وجلس أخي إسحاق إلى جنبي، إذ دخل أبو عبد الله محمد بن نصر، فقمت له إجلالاً لعلمه، فلما خرج عاتبني أخي وقال: أنت والي خراسان، تقوم لرجل من الرعية هذا ذهاب السياسة. فبت تلك الليلة وأنا منقسم القلب، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذ بعضدي، فقال لي: ثبت ملكك وملك بنيك بإجلالك محمد بن نصر. وكان محمد بن نصر زوج خنة، بخاء معجمة ثم نون، أخت يحيى بن أكثم القاضي. توفي بسمرقند، في المحرم سنة أربع وتسعين. وقال أبو عبد الله بن مندة في مسألة الإيمان: صرح محمد بن نصر في كتاب الإيمان بأن الإيمان مخلوق، فإن الإقرار والشهادة، وقراءة القرآن بلفظه مخلوق. وهجره على ذلك علماء وقته، وخالفه أئمة أهل خراسان، والعراق.) قلت: لو أننا كلما أخطأ إمام مجتهد في مسألة خطأً مغفوراً له هجرناه وبدعناه، لما سلم أحد من الأئمة، والله الهادي للحق، والراحم للخلق. وقال ابن حزم في بعض تواليفه: أعلم الناس من كان أجمعهم للسنن، وأضبطهم لها، وأذكرهم لمعانيها ولأحوال الصحابة. ولا نعلم هذه الصفة أتم منها في محمد بن نصر المروزي، فلو قال قائل: ليس لرسول صلى الله عليه وسلم حديث، ولا لأصحابه إلا وهو عند محمد بن نصر، لما بعد عن الصدق. 4 (محمد بن نصر. أبو جعفر البغدادي المقرئ الصائغ.) (22/299)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 300 عن: إسماعيل بن أويس، وأبي مصعب. وعنه: ابن قانع، وابن علم، وجماعة. وكان مقرئاً. توفي سنة سبع وتسعين. وعنه أيضاً: الطبراني، وأحمد بن عثمان الأبهري شيخ ابن مندة. 4 (محمد بن نصر بن حميد البزاز البغدادي.) صاحب حديث. روى عن: إسماعيل بن إبراهيم، ويحيى بن أيوب المقابري، ومحمد بن قدامة الجوهري، ونحوهم. روى عنه: الطبراني، وابن قانع، وغيرهما. 4 (محمد بن نصر. (22/300)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 301 أبو جعفر الهمداني حمويه. صدوق رحال.) سمع: عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، ومحمد بن رمح، وحرملة، وطبقتهم. وعنه: أحمد بن إسحاق بن منجاب، وأبو القاسم الطبراني، وجماعة، وابن أبي داود مع تقدمه. 4 (محمد بن النضر.) هو محمد بن أحمد. 4 (محمد بن النضر بن سلمة بن الجارود بن يزيد.) الحافظ أبو بكر الجارودي النيسابوري الفقيه الحنفي، قاله الحاكم. كان شيخ وقته حفظاً وكمالاً ورئاسة، وأبوه وجده كلهم رأييون. سمع: إسحاق بن راهويه، وعمر بن زرارة، وسويد بن سعيد، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وأبا كريب، وإسماعيل ابن سبط السندي، وطائفة. وعنه: إمام الأئمة ابن خزيمة، وأبو عمرو الحيري، وأبو حامد بن الشرقي، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وطائفة.) وكان رفيق مسلم في الرحلة. (22/301)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 302 قال ابن أبي حاتم: سمعت منه بالري، وهو صدوق. وقال أبو أحمد الحاكم: كان محمد بن يحيى يستعين بعربية أبي بكر الجارودي في مصنفاته، ويبيته عندي. وقال محمد بن يعقوب الأخرم: لما قتل أحمد الخجستاني حيكان هم بقتل الجارودي، فلبس الجارودي عباءةً وخرج مع الجمالين إلى أصبهان. قلت: ثم رجع بعد إلى بلده. وتوفي في ربيع الأول سنة إحدى وتسعين. وكانت له جنازة مشهودة. يقال: إن النسائي روى عنه، فيحقق. 4 (محمد بن النضر بن عبد الوهاب النيسابوري.) أخو أحمد بن النضر، سماعه وسماع أخيه واحد كما في ترجمة أحمد. رويا عن: إسحاق بن راهويه، وعبيد الله بن معاذ، وهذه الطبقة. وقد قال البخاري حديثاً عن محمد: ثنا عبيد الله بن معاذ، فذكر حديثاً. قال الحاكم: روى البخاري عنهما في الجامع الصحيح. (22/302)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 303 ذكره، الحاكم في ترجمة محمد. 4 (محمد بن هارون. أبو موسى الأنصاري الزرقي.) عن: يونس بن عبد الأعلى، وأبي الربيع عبيد الله بن الحارث. وعنه: محمد بن مخلد، والطبراني. وثقه الخطيب. ومات في سنة ثلاث وتسعين. 4 (محمد بن الوليد. المعروف بابن ولاد التميمي النحوي.) صاحب التصانيف في علم العربية. أخذ عن: المبرد، وثعلب. مات كهلاً سنة ثمان وتسعين ومائتين. 4 (محمد بن ياسين بن النضر. (22/303)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 304 أبو بكر الباهلي. الفقيه النيسابوري.) يروي عن: إسحاق بن راهويه، وعثمان بن أبي شيبة. وعنه: محمد بن صالح بن هانئ، وغيره. توفي سنة ثلاث وتسعين ومائتين. 4 (محمد بن يحيى بن مالك الضبي الأصبهاني.) عن: أبي عمار الحسين بن حريث، ومحمود بن غيلان. وعنه: أبو أحمد العسال، والطبراني، وأبو الشيخ. توفي في صفر سنة إحدى وتسعين.) 4 (محمد بن يحيى بن سليمان. أبو بكر المروزي.) سمع: عاصم بن علي، وأبا عبيد القاسم بن سلام، وخلف بن هشام، وبشر بن الوليد، وعلي بن الجعد، وجماعة. وأكثر عن عاصم. وعنه: أبو بكر النجاد، وأبو بكر الشافعي، ومخلد الباقرحي، وابن عبيد العسكري، وسليمان الطبراني، وطائفة. قال الدار قطني: صدوق. قلت: هو من كبار شيوخ الإسماعيلي. توفي رحمه الله تعالى ببغداد في شوال سنة ثمان وتسعين ومائتين. 4 (محمد بن يحيى بن محمد. (22/304)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 305 أبو سعيد البغدادي، حامل أكفانه.) سمع أبا بكر، وعثمان ابني أبي شيبة، وأحمد بن منيع، وسوار بن عبد الله القاضي، وجماعة. وعنه: أهل دمشق، وأبو علي بن هارون، والفضل بن جعفر، وأبو عمر بن فضالة، وأبو بكر النقاش، وجماعة. توفي سنة تسع وتسعين. قال الخطيب: بلغني أنه غسل وكفن، فلما كان في الليل، جاءه نباش فنبشه، فلما حل أكفانه قعد، فهرب النباش، فقام وأتى منزله حاملاً كفنه، فعاد حزن أهله فرحاً. 4 (ومثله أيضاً سعير بن الخمس.) فإنه لما وضع في لحده اضطرب، فحلت أكفانه، فقام. وولد له بعد ذلك مالك بن سعير. 4 (محمد بن يعقوب. أبو بكر البغدادي. عرف بابن القلاس، بالقاف.) عن: علي بن الجعد، وحماد بن إسحاق الموصلي. وعنه: ابن مخلد، وأحمد بن جعفر بن سالم الجيلي. صدوق. ومات سنة خمس وتسعين ومائتين. (22/305)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 306 4 (محمد بن يزيد بن محمد بن عبد الصمد. أبو الحسن الدمشقي، مولى بني هاشم.) عن: صفوان بن صالح المؤذن، وموسى بن أيوب النصيبي، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وأبي نعيم الحلبي، وجماعة. وعنه: سبط عدي بن يعقوب، وجعفر بن محمد الكندي، وأبو عمر بن فضالة، وسليمان الطبراني، وعبد الله بن الناصح، ومظفر بن حاجب، وجماعة. توفي سنة تسع وتسعين. وقع لنا جزء صغير من حديثه يعلو.) 4 (محمد بن يعقوب بن أبي يعقوب الأصبهاني.) عن: عباد بن يعقوب الرواجني، وغيره. وعنه: أبو الشيخ. توفي سنة ثمان وتسعين. 4 (محمد بن يعقوب بن سورة البغدادي.) عن: أبي الوليد الطيالسي. وعنه: الطبراني. 4 (محمد بن يعقوب البصري الأعلم.) (22/306)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 307 عن هدبة بن خالد، وأبي الربيع الزهراني. وعنه: ابن قانع، وأبو بكر الشافعي أحاديث. 4 (محمد بن يوسف بن يعقوب. أبو بكر الرازي المقرئ.) حدث عن: محمد بن حميد الرازي، ومحمد بن هاشم البعلبكي. روى عنه: محمد بن العباس بن نجيح، وحبيب القزاز، وأبو بكر النقاش. قال الدار قطني: دجال يضع الحديث والقراءات. وضع من المستندات ما لا يضبط. قدم بغداد قبل الثلاثمائة. 4 (محمد بن يوسف. أبو جعفر البارودي الإسكافي.) حدث ببغداد عن: أبي عتبة الحمصي، وطبقته. (22/307)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 308 وعنه: محمد بن مخلد، وعبد الله بن شهاب العكبري. توفي سنة سبع وتسعين. 4 (محمد بن يوسف بن عاصم بن شريك. أبو بكر البخاري الحافظ.) رحال، سمع: يعقوب الدورقي، وبشر بن آدم، ويوسف بن موسى القطان، وعدة. 4 (محمد بن يوسف. أبو جعفر التركي الفرغاني ثم البغدادي.) سمع: سريج بن يونس، وعيسى بن إبراهيم التركي، وعيسى بن سالم الشاشي، ومحمد بن جعفر الوركاني. وعنه: أحمد بن كامل، وعمر بن مسلم، والطبراني، وجماعة. وثقه الخطيب. وتوفي سنة خمس وتسعين ومائتين. 4 (محسن بن جعفر بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر الصادق العلوي.) خرج بناحية الشام سنة ثلاثمائة، فحاربه ابن كيغلغ، فظفر به فقتله، وبعث برأسه إلى بغداد، فنصب مع أعلام له منكسة. (22/308)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 309 4 (محمود بن أحمد بن الفرج. أبو حامد الزبيري الأصبهاني.) عن: إسماعيل بن عمرو البجلي، ومحمد بن المنذر البغدادي. وكان ثقة.) روى عنه: أبو الشيخ، والطبراني، ومحمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب الأصبهاني. وهو من ولد الزبير بن بكار. مات سنة ثلاث وتسعين، وقيل: سنة تسعين. 4 (محمود بن والان بن موسى. أبو حامد العدوي الأديب.) ثقة كثير الحديث. عاش نيفاً وتسعين سنة. سمع: قتيبة، وسويد بن نصر، وجماعة. ومات سنة ثلاث وتسعين. 4 (محمود بن محمد المروزي. مشهور.) طوف وسمع: داود بن رشيد، وعلي بن حجر، وطبقتهما. وعنه: الطستي، وابن الصواف، والطبراني. مستقيم الحديث. مات سنة سبع وتسعين. (22/309)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 310 4 (محمود بن علي بن مالك الشيباني. أبو حامد المديني البزاز.) عن: محمد بن منصور الجواز، وهارون بن موسى الفروي، ومحمد بن أحمد بن يعقوب الشيباني، والمخزومي. وعنه: محمد بن أحمد بن يعقوب الأصبهاني، والطبراني، وأبو الشيخ. وثقه أبو نعيم. ومات سنة ثلاثمائة. 4 (مسبح بن حاتم بن ماور العكي.) بالبصرة. مات سنة ثمان وتسعين. 4 (مسور بن قطن بن إبراهيم. أبو الحسن النيسابوري.) قال الحاكم: كان من مزكي عصره، والمقدم في الزهد والورع والعقل. سمع: يحيى بن يحيى وتورع من الرواية عنه لصغر سنه. وسمع: جده لأمه بشر بن الحكم، وأبا زاهر، وداود بن رشيد. وطوف. وعنه: ابن الشرقي، ومحمد بن صالح، وأبو الوليد الفقيه، وجماعة. مات سنة ثلاثمائة. 4 (مسلم بن أحمد بن أبي عبيدة. أبو عبيدة الليثي القرطبي، صاحب القبلة.) (22/310)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 311 رحل سنة ست وخمسين، فسمع: يونس بن عبد الأعلى، والربيع المرادي، والمزني، وابن عبد الحكم، وجماعة. قال أحمد بن عبد البر: كان من أصوف أهل زمانه، وكان مولعاً بالفلك والنجوم. وكان إذا صلى يشرق قليلاً) نحو مدينة قرطبة. روى عنه: قاسم بن أصبغ، وعبد الله بن يونس. مات سنة خمس وتسعين ومائتين. 4 (مسلم بن سعيد الأشعري. أبو سلمة.) سمع: مجاشع بن عمرو سنة ثلاثين، وبكار بن الحسن. وعنه: أبو الشيخ، وشيخه مجاشع يروي عن: الليث، وابن قطيعة. مات سنة تسع وتسعين. 4 (مسلم بن عبد الله بن مكرم الباوردي (22/311)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 312 المؤدب ببغداد.) عن: عمرو بن مرزوق، ويحيى بن هاشم. وعنه: إسماعيل الخطبي، وأبو بكر الشافعي، وابن العلاء الجوزجاني. مات سنة ثلاث وتسعين. 4 (مضارب بن إبراهيم. ابو الفضل النيسابوري الأديب، أوحد عصره ببلده في العربية.) سمع: ابن راهويه. وعنه: أبو عمرو بن مطر. مات سنة سبع وتسعين. 4 (معمر بن محمد بن زيد بن الأشهب البلخي.) سمع من: شهاب بن معمر العوفي، ومكي بن إبراهيم، وعصام بن يوسف البلخيين. وطال عمره. وعنه: عبد الرحمن بن حامد بن متويه البلخي. مات في جمادى الأولى سنة ست وتسعين ومائتين. 4 (ممشاذ الدينوري.) (22/312)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 313 من كبار شيوخ الصوفية. صحب يحيى بن الجلاء، وغيره. ومن قوله: جماع المعرفة صدق الإفتقار إلى الله. وقال فارس الدينوري: خرج ممشاذ من باب الدار، فنبح كلب فقال: لا إله إلا الله، فمات الكلب مكانه. مات سنة تسع وتسعين ومائتين. 4 (موسى بن إسحاق بن موسى الخطمي الأنصاري.) أبو بكر الفقيه الشافعي، كان قاضياً على الأهواز. وولي قضاء نيسابور. وحدث عن: عيسى قالون، وأحمد بن يونس، وعلي بن الجعد. وكان يضرب به المثل في ورعه وصيانته في القضاء. وعنه: حبيب القزاز، وابن ماسي، وعبد الباقي بن قانع. قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه، وهو ثقة صدوق.) وقد أقرأ الناس القرآن. ويقال: مولده سنة عشر ومائتين. ومات سنة سبع وتسعين ومائتين. (22/313)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 314 4 (موسى بن أفلح البخاري البيقاري.) عن: أبي حذيفة إسحاق بن بشر، وأحمد بن حفص، والمسندي. وعنه: أحمد بن عدل، وخلف الخيام. توفي في جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين. وكان شيخاً معمراً. 4 (موسى بن خازم بن سيار. أبو عمران الأصبهاني.) عن: حاتم بن عبد الله النميري، ومحمد بن بكير الحضرمي. وعنه: الطبراني، وأحمد بن بندار الشعار. مات سنة ثلاث وتسعين. ورخه أبو نعيم. 4 (موسى بن عبد الحميد بن عصام الجرجاني. أبو يحيى.) عن: أبيه، وإسماعيل المزني الفقيه وجالس داود الظاهري. وعنه: عبد الله بن محمد بن شيبة، وأحمد بن محمد بن صالح الهمداني. مات على رأس سنة ثلاثمائة. 4 (موسى بن محمد بن موسى الذهلي الأعين. أبو عمرو النيسابوري.) سمع: يحيى بن يحيى، وسعد بن يزيد الفراء. (22/314)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 315 وعنه: أبو العباس بن حمدان، وأبو الوليد الفقيه، وأحمد بن الخضر شيخ الحاكم. مات سنة إحدى وتسعين ومائتين. 4 (موسى بن هارون بن عبد الله. أبو عمران البزار. كان إمام عصره في الحفظ والإتقان.) سمع: قتيبة، وأحمد بن حنبل، وإسحاق، وعلي بن الجعد، وخلق. وعنه: دعلج، وأبو الطاهر الذهلي، وآخرون. قال الصبغي: ما رأينا في حفاظ الحديث أهيب ولا أروع من موسى بن هارون. مات في شعبان سنة ثلاث وتسعين. قصر الحاكم في ترجمته. 4 (موسى بن هارون بن سعيد الأصبهاني.) أبو عمران، يعرف بالأصم. ربما التبس بالذي قبله. وهذا يروي عن: سويد بن سعيد، وأبي خيثمة زهير بن حرب، ومصعب بن عبد الله الزبيري، وجماعة سواهم. روى عنه: أبو الشيخ، وأبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب (22/315)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 316 المقرئ، ومحمد بن جعفر بن يوسف، وأهل أصبهان.) فإذا قال الأصبهاني: حدثنا موسى بن هارون، فإياه يريد. ومات هذا الأصبهاني في حدود سنة ثلاث وتسعين ومائتين. 4 (موسى بن هشام الدينوري.) حدث بدمشق. عن: عبد الله بن هانئ، وعلي بن المبارك الصنعاني. وعنه: أبو علي بن آدم، وأحمد بن الرومي، وأبو أحمد بن عدي، وغيرهم. مات على رأس الثلاثمائة. (22/316)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 317 4 (حرف النون.)

4 (نصر بن أحمد. أبو محمد الكندي البغدادي الحافظ. أحد الأئمة، ويعرف بنصرك.) سمع: محمد بن بكار، وعبد الأعلى بن حماد، والقواريري. وعنه: خلف الخيام، وابن عقدة. حمله أمير بخارى خالد بن أحمر الذهلي إليه، فأقام عنده، وصنف له المسند. ومات في سنة ثلاث وتسعين، وعاش سبعين سنة. 4 (نصر بن سياد بن فتح. أبو الليث السمرقندي المحدث الرحال المصنف.) عن: يونس بن عبد الأعلى، وعبد بن حميد، والدارمي. وعنه: محمد بن إسحاق العصفري، وأحمد بن محمد الكرابيسي. مات سنة ثلاث وتسعين. 4 (نصر بن عبد الحميد القراطيسي. أبو حبيب المصري، الرجل الصالح.) عن: نعيم بن حماد، ويحيى بن بكير. (22/317)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 318 مات سنة سبع وتسعين. 4 (نوح بن منصور. أبو مسلم البغدادي.) حدث بشيراز. وكانت عنده كتب الشافعي. عن: الزعفراني، والربيع، ويونس بن عبد الأعلى، والحسن بن عرفة، ومحمد بن عبد الله المخرمي. روى عنه: الطبراني، وأبو الشيخ، ومطهر بن أحمد شيخ أبي نعيم. مات بفارس سنة خمس وتسعين. (22/318)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 319 4 (حرف الهاء.)

4 (هارون بن موسى بن شريك الدمشقي المقرئ. أبو عبد الله الأخفش صاحب ابن ذكوان.) قرأ عليه، وسمع أبا مسهر. قرأ عليه: ابن الأخرم المقرئ، والنقاش وروى عنه: الطبراني، وأبو أحمد بن الناصح. مات سنة ثلاث وتسعين على الصحيح. وقيل: سنة إحدى.) 4 (هبيرة بن محمد بن عبد الحميد. أبو أحمد المصري.) عن: عيسى بن زغبة، وغيره. مات سنة سبع وتسعين. 4 (هميم بن همام. أبو العباس الطبري.) طوف وسمع: أبا مصعب، ومحمد بن أبي معشر. وعنه: أبو أحمد الغطريفي بن عبد الملك، وأهل جرجان. مات سنة ثلاث وتسعين ومائتين. (22/319)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 320 4 (حرف الواو.)

4 (وحيد بن عمر بن هارون البخاري الفقيه.) روى عن: إسحاق بن راهويه، وأبي مصعب الزهري، وطبقتهما. وعنه: خلف الخيام، وأبو الأسود أحمد بن إبراهيم، وغيرهما. توفي سنة ثلاث وتسعين. 4 (وكيع بن إبراهيم بن عيسى الموصلي.) عن: سفيان بن وكيع، ولوين، وأبي عمار الحسين بن حرث. وكتب عنه النسائي. وروى عنه: يزيد بن محمد. مات سنة سبع وتسعين. 4 (الوليد بن حماد بن جابر الرملي الزيات.) سمع: سليمان بن عبد الرحمن، ويزيد بن موهب الرملي. وعنه: الطبراني، وابن عدي، وجماعة. كان على رأس الثلاثمائة. (22/320)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 321 4 (حرف الياء.)

4 (يحيى بن أحمد زياد. أبو منصور السفياني الهروي.) سمع: خالد بن الصباح، ويحيى بن معين، وأحمد بن سعيد الدارمي. وعنه: أبو إسحاق البزار الحافظ، والفضل بن العباس، وأبو الفضل بن حمدويه. مات سنة ثمان وتسعين ومائتين. 4 (يحيى بن الحسين بن القاسم بن طباطبا العلوي.) كان قد غلب على اليمن، ودعي له بصنعاء وما والاها عنه. وضربت السكة باسمه. ثم خرج من صنعاء بعد غلبة القرامطة، فصار إلى صعدة، وتسمى بالهادي أبي الحسن. وملك نجران وتلك النواحي، وخطب له بأمير المؤمنين. وكان حسن السيرة. مات سنة ثمان وتسعين قام بعده ولده محمد، ولقب المرضى.) 4 (يحيى بن زكريا الثقفي القرطبي. المعروف بابن الساق.) سمع: يحيى بن إبراهيم بن.....، وأبان بن عيسى، ومحمد بن وضاح، وعامر بن معاوية، وطائفة. (22/321)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 322 وحج متأخراً، فسمع من النسائي. وكان صواماً صالحاً عالماً. أخذ الناس عنه. ومات في رمضان سنة ثمان وتسعين. 4 (يحيى بن عبد الله بن الحريش. أبو عبد الله.) عن: أبي الأشعث العجلي، وزياد بن أيوب. وعنه: أبو الشيخ. وثقه أبو نعيم. وكان أصبهاني. مات سنة ست وتسعين. 4 (يحيى بن عبد الله بن حجر بن عبد الجبار بن وائل الحضرمي.) عن: عمه محمد بن حجر، عن أقاربهم. وعنه: الطبراني. مات سنة إحدى وتسعين. 4 (يحيى بن عبد الباقي الأذني. محدث ثقة.) سمع: محمد بن سليمان لوين، وغيره. وعنه: الطبراني، وابن قانع. (22/322)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 323 مات سنة اثنتين وتسعين في ذي القعدة. 4 (يحيى بن عبد العزيز بن المختار القرطبي.) ثقة، مفتي. سمع: العبسي، ويونس بن عبد الأعلى، وجماعة. روى عنه: أحمد بن نصر، وحبيب بن الربيع، ومحمد بن قاسم، وأحمد بن بشر. مات سنة تسع وتسعين. 4 (يحيى بن علي بن أبي منصور المنجم النديم.) من كبار المعتزلة ومصنفيهم. نادم المعتضد وابنه المكتفي، وله كتاب في أخبار الشعراء، وله تصانيف في الاعتزال. مات سنة ثلاثمائة، وعاش ستين سنة. 4 (يحيى بن محمد بن البختري الحنائي. (22/323)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 324 أبو زكريا البغدادي.) سمع: طالوت بن عباد، وشيبان بن فروخ. وعنه: أبو مسلم الكجي مع تقدمه، وأبي عبيد العسكري، والإسماعيلي. مات سنة تسع وتسعين. 4 (يحيى بن محمد بن عمران الحلبي. ثم البالسي.) عن: هشام بن عمار، ودحيم، وابن مصفى. وعنه: الطبراني، وأبو بكر النقاش، وابن عدي، وحمزة الكناني. 4 (يحيى بن المعافى بن يعقوب الكندي الموصلي.) الفقيه الحنفي. أفتى وكتب الشروط.) وروى عن: غسان بن الربيع، وسعيد بن منصور، وأحمد بن يونس، وجماعة. وكتب الناس عنه. وولي قضاء ملطية. روى عنه: يزيد بن محمد الأزدي، وغيره. مات سنة ثلاث وتسعين. 4 (يحيى بن منصور. (22/324)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 325 أبو سعيد الهروي الإمام.) كان آيةً في العلم والزهد، حتى قيل إنه لم ير مثل نفسه. روى عن: سويد بن نصر، وغيره. روى عنه: أحمد بن عيسى الغيزاني. ومات في ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين. 4 (يحيى بن نافع بن خالد المصري. أبو حبيب.) سمع: ابن أبي مريم. وعنه: الطبراني. مات في ربيع الأول سنة إحدى وتسعين. 4 (يعقوب بن إسحاق بن يعقوب بن حميد الطائي الموصلي.) روى عن: جبارة بن المغلس، وابن عمار. قال الأزدي: مات سنة سبع أو ثمان وتسعين. 4 (يعقوب بن علي بن إسحاق الناقد. أبو يوسف الكوفي.) مات بمصر سنة ثلاث وتسعين. 4 (يعقوب بن غيلان العماني.) حدث بالبصرة عن: سعيد بن عروة. (22/325)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 326 وعنه: الطبراني. مات سنة ثلاث وتسعين. 4 (يعقوب بن الوليد بن محمد بن القاسم. ابو يوسف الأيلي.) عن: ابن صالح، ويحيى بن بكير. مات سنة ثلاثمائة. 4 (يعقوب بن يوسف بن الحكم الجوباري الجرجاني.) روى عن: الفلاس ببغداد. وعن: محمد بن خالد بن خداش. وعنه: ابن عدي، والإسماعيلي، وغيرهما. مات سنة ثلاث وتسعين. 4 (يوسف بن الحكم. أبو علي الضبي البغدادي الخياط.) صدوق. سمع: بشر بن الوليد. وعنه: الطبراني، والجعابي. مات سنة تسع وتسعين. 4 (يوسف بن عاصم الرازي. أبو يعقوب.) ثقة. رحل وسمع: هدبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وسويد بن سعيد. (22/326)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 327 وعنه: أبو سعيد الرازي، وعلي بن أحمد بن صالح، وجماعة. مات سنة ثمان وتسعين.) 4 (يوسف بن موسى المروروذي القطان.) حج وحدث بالعراق عن: ابن راهويه، وأبي معمر القطيعي، وأحمد بن صالح المصري. وعنه: ابن عقدة، وأبو بكر الشافعي، وجماعة من آخرهم أحمد بن يوسف بن خلاد. وثقه الخطيب. ومات سنة ثلاث وتسعين. 4 (يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم البصري.) ثم البغدادي. القاضي أبو محمد مولى الأزد. سمع: مسلم بن إبراهيم، وسليمان بن حرب، وجماعة. ولي قضاء البصرة وواسط، وضم إليه قضاء الجانب الشرقي ببغداد. (22/327)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 328 وكان عفيفاً مهيباً، ثقة عالماً، مصنفاً. وعنه: دعلج، وابن ماسي، وعلي بن محمد بن كيسان، وطائفة. مات سنة سبع وتسعين ومائتين. (22/328)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثاني والعشرون الصفحة 329 4 (الكنى)

4 (أبو جعفر بن ماهان الرازي.) سمع: هشام بن عمار، ودحيماً. وعنه: أبو الشيخ. كان على رأس الثلاثمائة. (22/329)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 7 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (ربنا أفرغ علينا صبراً)

5 (الطبقة الحادية والثلاثون)

5 (القرن الرابع)

5 (وما جرى فيه من الحوادث الكبار من كلام ابن الجوزي، وغيره.)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (أحداث سنة إحدى وثلاثمائة)

4 (القبض على الوزير الخاقاني) في أولها قبض المقتدر على وزيره أبي علي الخاقاني، وعلى ابنيه، وأبي الهيثم بن ثوابة. وكان قد مضى بليق المؤنسي في ثلاثمائة راكب إلى مكة لإحضار علي بن عيسى للوزارة، فقدم في عاشر المحرم، فقلد وسلم إليه الخاقاني ومن معه فصادره مصادرة قريبة، ورفق بهم، وعدل في الرعية، وعف عن المال، وأحسن السياسة، واتقى الله، وأبطل الخمور. قاله ثابت بن سنان، فقال: وحدثني بعد عزله من الوزارة قال: قال لي ابن الفرات بعد صرفي وتوليته: أبطلت الرسوم، وهدمت الارتفاع. فقلت: أي رسم أبطلت قال: المكس بمكة. (23/7)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 8 فقلت: أهذا وحده أبطلت وقد أبطلت ما ارتفاعه في العام خمسمائة ألف دينار، ولم أستكثر هذا القدر في جنب ما حططته عن أمير المؤمنين من الأوزار. ولكن انظر مع ما حططت إلى ارتفاعي وارتفاعك. فقدم الخادم قبل أن يجيب. 4 (تولية محمد بن يوسف القضاء) وفي صفر سأل علي بن عيسى أن يقلد القضاء أبا عمر محمد بن يوسف وعرفه فضله ومحله، فقلده قضاء الجانبين. وبقي على قضاء مدينة المنصور أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن البهلول. 4 (ركوب المقتدر إلى الشماسية) وفيها ركب المقتدر من داره إلى الشماسية، وهي أول ركبة ظهر فيها للعامة. 4 (محنة الحلاج) وفيها أدخل حسين بن منصور الحلاج مشهوراً على جمل إلى بغداد، وكان قد قبض عليه) بالسوس وحمل إلى علي بن أحمد الراسبي، فأقدمه إلى الحضرة، فصلب حياً، ونودي عليه: هذا أحد دعاة القرامطة فاعرفوه. ثم حبس في دار السلطان. وظهر عنه بالأهواز وببغداد أنه ادعى الإلهية، وأنه يقول بحلول اللاهوت في الأشراف، وأن مكاتباته تنبئ بذلك. وقيل: إن الوزير علي بن عيسى أحضره وناظره، فلم يجد عنده شيئاً من القرآن ولا الحديث ولا الفقه، فقال له: تعلمك الوضوء والفرائض أولى بك من (23/8)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 9 رسائل لا تدري ما فيها وكانوا قد وجدوا في منزله رقاعاً فيها رموز ثم تدعي، ويلك، الإلهية، وتكتب إلى تلاميذك: من النور الشعشعاني ما أحوجك إلى الأدب. وحبس. فاستمال بعض أهل الدار بإظهار السنة، فصاروا يتبركون به، ويسألونه الدعاء. وستأتي أخباره في ما بعد. 4 (تقليد ابن المقتدر أعمال مصر والمغرب) وفيها قلد أبو العباس بن المقتدر أعمال مصر والمغرب، وله أربع سنين، واستخلف له مؤنس الخادم. 4 (تقليد علي بن المقتدر الري) وقلد علي بن المقتدر الري ونواحيها، واستخلف له عليها. 4 (اعتقال ابن ثوابة الكاتب) ونفذ محمد بن ثوابة الكاتب إلى الكوفة، وسلم إلى إسحاق بن عمران، فاعتقله حتى مات. (23/9)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 10 4 (مقتل أحمد بن إسماعيل الساماني) وفيه ورد الخبر أن غلمان أحمد بن إسماعيل قتلوه على نهر بلخ، وقام ابنه نصر بن أحمد، فبعث إليه المقتدر عهده بولاية خراسان. 4 (مقتل أبي سعيد الجنابي) وفيها قتل أبو سعيد الجنابي القرمطي المتغلب على هجر قتله غلامه الخادم الصقلبي، لكونه أراده على الفاحشة، فلما دخل إليه قتله. قال: وما زال يفعل ذلك بواحد واحد حتى قتل أربعة من الأعيان، ثم دعاء بالخامس، فلما رأى القتلى صاح، فصاح النساء، واجتمعوا على الخادم فقتلوه وكان ابو سعيد الجنابي قد هزم جيوش المعتضد ثم وادع المعتضد القتال فكف عنه) وبقي بهجر من ناحية البرية إلى هذا الوقت إلى هذا الوقت. قال ثابت: وكان علي بن عيسى أشار بمكاتبة أبي سعيد بن بهرام الجنابي والإعذار إليه وحضه على الطاعة، ووبخه على ما يحكى عنه وعن أصحابه من ترك الصلاة والزكاة واستباحة المحرمات ثم توعده وتهدده. فبلغ (23/10)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 11 الرسل وهم بالبصرة مقتله، فكتبوا إلى الوزير، فكتب إليهم: أن سيروا إلى من قام بعده. فساروا وأوصلوا الكتاب إلى أولاده، فكتبوا جوابه، فكان: للوزير أبي الحسن من إخوته، سلام على الوزير، فإنا نحمد إليه الله الذي لا إله إلى هو، ونسأله أن يصلي على سيدنا محمد. وفيه: فأما ما ذكره عنا من انفرادنا عن الجماعة، فنحن، أيدك الله، لم ننفرد عن الطاعة والجماعة، بل أفردنا عنها، وأخرجنا من ديارنا، واستحوا دماءنا، ونحن نشرح للوزير حالنا: كان قديم أمرنا أنا كنا مستورين مقبلين على تجارتنا ومعايشنا، ننزه أنفسنا عن المعاصي، ونحافظ على الفرائض، فنقم علينا سفهاء الناس وفجارهم ممن لا يعرف بدين، وأكثروا التشنيع علينا حتى جمع الناس علينا، وتظاهروا وشهدوا علينا بالزور، وأن نساءنا بيننا بالسوية، وأنا لا نحرم حراماً، ولا نحلل حلالاً، فخرجنا هاربين، ومن بقي منا جعلوا في رقابهم الحبال والسلاسل.. إلى أن قال: فأجلونا إلى جزيرة، فأرسلنا إليهم نطلب أموالنا وحرمنا، فمنعوناها، وعزموا على حربنا، فحاكمناهم إلى الله، وقال تعالى: ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله، فنصرنا الله عليهم. وأما ما ادعي علينا من الكفر وترك الصلاة فنحن تائبون مؤمنون بالله. فكتب الوزير يعدهم الإحسان. 4 (مسير المهدي صاحب إفريقية إلى لبدة) وفيها سار المهدي صاحب إفريقية يريد مصر في أربعين ألفاً من البربر في البر والبحر، ونزل لبدة، وهي من الإسكندرية على أربعة مراحل. وكان بمصر تكين الخاصة، ففجر النيل، فحال الماء بينهم وبين مصر. (23/11)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 12 4 (وقعة برقة) قال المسبحي: فيها كانت وقعة برقة، وكان عليها المنصور، فسلمها وانهزم إلى الإسكندرية. 4 (حرب حباسة الكتامي والعباسيين بمصر) ) وفيها سار أبو داود حباسة بن يوسف الكتامي البربري في جيش عظيم قاصداً إلى مصر مقدمة بين يدي القائم محمد، فوصل إلى الجيزة، وهم بالدخول إلى مصر فغلط المخاضة ونذر به، فخرج إليه عسكر، فحالوا بينه وبين الدخول، وأعانهم زيادة النيل، فرد إلى الإسكندرية، فقتل وأفسد. ثم سار جيش المقتدر إلى برقة، وجرت لحباسة ولهم حروب. وقلد المقتدر مصر أبا علي الحسين بن أحمد، وأبا بكر محمد بن علي، المادرائيين، وأضاف إليهما جند دمشق وفلسطين، فساروا إلى مصر، فكان بينهم وبين الفاطمي وقعات. ثم رجع إلى برقة، وأقام المادرائي بمصر. وملك الفاطمي الإسكندرية والفيوم، ثم ترك ذلك ورد. (23/12)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 13 4 (تقليد ابن بسام حمص وقنسرين والعواصم) وقلد المقتدر حمص وقنسرين والعواصم أبا القاسم علي بن أحمد بن بسام. 4 (وفاة الراسبي) وفيها توفي علي بن أحمد الراسبي أمير جنديسابور والسوس، وكان شجاعاً جواداً. توفي في جمادى الآخرة، وخلف من الذهب ألف ألف دينار، وألف فرس، وألف جمل، وغير ذلك. 4 (وفاة القاضي ابن أبي الشوارب) وفيها توفي القاضي عبد الله بن علي بن محمد بن أبي الشوارب. وتوفي بعده بثلاثة وسبعين يوماً ابنه القاضي محمد المعروف بالأحنف. (23/13)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 14 4 (أحداث سنة اثنتين وثلاثمائة)

4 (تغلب نصر بن أحمد الساماني على عمه) في أولها ورد كتاب نصر بن أحمد أمير إقليم خراسان أنه واقع عمه إسحاق بن إسماعيل وأنه أسره، فبعث إليه المقتدر بالخلع واللواء. 4 (مقتل حباسة الكتامي) وفيها عاد المسمى بالمهدي الفاطمي إلى الإسكندرية ومعه صاحبه حباسة، فجرت بينه وبين جيش الخليفة حروب قتل فيها حباسة، وعاد مولاه إلى القيروان. 4 (طهور أولاد المقتدر) ) وفيها طهر المقتدر خمسة من أولاده، فغرم على الطهور ستمائة ألف دينار، وطهر معهم طائفة من الأيتام، وأحسن إليهم. (23/14)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 15 4 (القبض على ابن الجصاص ومصادرته) وفيها قبض المقتدر على أبي عبد الله الحسين بن عبد الله بن الجصاص الجوهري وكبست داره، وأخذ له من المال والجواهر ما قيمته أربعة آلاف ألف دينار. وقال أبو الفرج بن الجوزي: أخذوا منه ما مقداره ستة عشر ألف ألف دينار عيناً وورقاً، وقماشاً وخيلاً. وقال غيره: أكثر أموال ابن الجصاص من قطر الندى بنت خمارويه صاحب مصر، فإنه لما حملها من مصر إلى المعتضد كان معها أموال وجواهر عظيمة، فقال لها ابن الجصاص: الزمان لا يدوم ولا يؤمن في حال، دعي عندي بعض هذه الجواهر تكون ذخيرة لك. فأودعته، ثم ماتت. فأخذ الجميع. وقال بعضهم: رأيت بين يدي ابن الجصاص سبائك الذهب تقبن بالقبان. وقال التنوخي: حدثني أبو الحسين بن عياش أنه سمع جماعة من ثقات الكتاب يقولون إنهم حضروا ما ارتفعت به مصادرة ابن الجصاص زمن المقتدر، فكانت ستة آلاف ألف دينار، هذا سوى ما قبض من داره، وبعد الذي بقي له من ظاهره. 4 (خروج الأطروش ودعوته الديلم للإسلام) وفيها خرج الحسن بن علي العلوي الأطروش، وتقلب بالداعي. ودعا الديلم إلى الله، وكانوا مجوساً، فأسلموا. وبنى لهم المساجد. وكان فاضلاً (23/15)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 16 عاقلاً له سيرة مدونة، وأصلح الله الديلم به. 4 (تقليد أبي الهيجاء الموصل والجزيرة) وفيها قلد المقتدر أبا الهيجاء عبد الله بن حمدان الموصل والجزيرة. 4 (بناء المارستان بالحربية) وفيها بنى الوزير علي بن عيسى المارستان بالحربية، وأنفق عليه أمواله. 4 (قطع طريق وفد الحجاج) وفيها في الرجعة قطع الطريق على ركب العراق الحسن بن عمر الحسني مع طيء وغيرهم، فاستباحوا الوفد، وأسروا مائتين وثمانين امرأة، ومات الخلق بالعطش والجوع في البرية.) 4 (حرب العباسيين والفاطميين في مصر) وفيها وصل إلى مصر القاسم بن سيما في جيش مدداً لتكين، ونودي في مصر بالنفير إلى الغزاة، فلم يتخلف كبير أحد، فقدم حباسة حتى نزل الجيزة فكان المصاف في جمادى الآخرة، ثم أصبحوا على القتال، وتعبئوا للحرب، وكثر القتل في الفريقين، ثم تراجع حباسة وولى، فاتبعه العامة حتى عدوا خليج نزهة، فكر عليهم حباسة، فيقال: قتل منهم عشرة آلاف. وخرجوا من اليوم الثالث، فلم يكن قتال. (23/16)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 17 4 (قدوم مؤنس الخادم إلى مصر) وفيها قدم مؤنس الخادم إلى مصر مدداً وأميراً عليها، وخرج عنها تكين الخاصة. 4 (صلاة العيد في جامع مصر) وفيها صلي العيد في جامع مصر، ولم يكن يصلى فيه العيد قبل ذلك فصلى بالناس فيه علي بن أبي شيحة، وخطب من دفتر نظراً، وكان من غلطه أن قال: اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلى وأنتم مشركون. نقلها يحيى بن الطحان، عن أبيه، وآخر. (23/17)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 18 4 (أحداث سنة ثلاث وثلاثمائة)

4 (تألف الوزير بن عيسى للقرامطة) فيها راسل علي بن عيسى الوزير القرامطة وهاداهم، وأطلق لهم ليتألفهم، فنفع ذلك. 4 (ولادة علي بن عبد الله بن حمدان) وفي ذي الحجة ولد علي بن عبد الله بن حمدان سيف الدولة. 4 (القبض على أبي الهيجاء بن حمدان) وفيها خلع الطاعة الحسين بن حمدان، وكان مؤنس مشغولاً بمصر بحرب المغاربة، فندب الوزير رائقاً الكبير لمحاربته، فالتقى معه، فهزمه ابن حمدان، فصار إلى مؤنس، فسار مؤنس مجداً، وجرت له ولابن حمدان خطوب، وراسله واستمال جنده، فتسربوا إلى مؤنس. ثم سار وراء الحسين وقاتله، فأسره ونهب أمواله. ودخل به بغداد وهو على جمل، وأصحابه على الجمال، فحبسهم المقتدر، ثم قبض على أبي الهيجاء بن حمدان وإخوته. (23/18)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 19 4 (ولاية ذكاء الرومي مصر) وفيها قلد ذكاء الرومي، وعزل مؤنس الخادم.) (23/19)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 20 4 (أحداث سنة أربع وثلاثمائة)

4 (حبس العلوي) في المحرم عاد نصر الحاجب من الحج ومعه العلوي الذي قطع الطريق على الركب عام أول، فحبس في المطبق. 4 (غزوة مؤنس الخادم بلاد الروم) وفي ربيع الآخر غزا مؤنس الخادم بلاد الروم من ناحية ملطية، فوافاه جنود الأطراف، فافتتح حصوناً وأثر أثرة حسنة. 4 (وفاة ابن كنداجق) وفيها مات محمد بن إسحاق بن كنداجق بالدينور، وكان متقلدها وصادر علي الوزير ورثته، فصالحهم على ستين ألف دينار معجلة. 4 (الخوف ببغداد من حيوان الزبزب) وفيها وقع الخوف ببغداد من حيوان يقال له الزبزب، ذكر الناس أنهم يرونه بالليل على الأسطحة، وأنه يأكل الأطفال، ويقطع ثدي المرأة، فكانوا يتحارسون، ويضربون بالصواني والطاسات ليهرب، واتخذ الناس لأطفالهم مكاب، ودام عدة ليال، فأخذ الأعيان حيواناً أبلق كأنه من كلاب الماء. فذكر (23/20)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 21 أنه الزبزب، وأنه صيد، فصلب على الجسر، فلم يغن ذلك إلى أن انبسط القمر، وتبين للناس أن لا حقيقة لما توهموه. 4 (القبض على علي بن عيسى الوزير) وفي آخرها قبض المقتدر على علي بن عيسى الوزير، وكان قد استعفى مراراً وضجر من سوء أدب الحاشية، فتنكر المقتدر عليه لذلك. واتفق أن أم موسى القهرمانة جاءت إليه لتوافقه على ما يطلق في العيد للحرم من الضحايا، فصرفها حاجبه، فغضبت وأغرت به السيدة والمقتدر، فصرف ولم يتعرض لشيء من ماله، واعتقل. 4 (إعادة ابن الفرات إلى الوزارة) وأعيد أبو الحسن بن الفرات، وخلع عليه سبع خلع يوم التروية. وركب مؤنس والقواد بين يديه، وردت عليه ضياعه.) 4 (إطلاق علي بن عيسى ومصادرة أخويه) ثم أطلق ابن عيسى ولكن صودر أخواه إبراهيم وعبيد الله، وأخذ منهما مائة ألف دينار وعزلا. (23/21)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 22 4 (عصيان بن أبي الساج وأسره) وفيها عصى يوسف بن أبي الساج بأذربيجان، فسار مؤنس، فظفر به وأسره بعد حرب طويل. 4 (وفاة زيادة الله بن الأغلب) وتوفي فيها زيادة الله بن عبد الله بن الأغلب الذي كان صاحب القيروان، وكان هو وأبوه من أمراء القيروان. ورد زيادة الله منهزماً من المهدي الخارجي إلى مصر فأكرم، وقيل إنه مات بالرقة، وقيل: بالرملة. (23/22)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 23 4 (أحداث سنة خمس وثلاثمائة)

4 (قدوم رسل ملك الروم بالهدايا) فيها قدمت رسل ملك الروم بهدايا تطلب عقد هدنة، فأشحنت رحاب دار الخلافة والدهاليز بالجند والسلاح، وفرشت سائر القصور بأحسن الفرش، ثم أحضر الرسولان والمقتدر على سريره، والوزير ومؤنس الخادم قائمان بالقرب منه. 4 (إظهار المقتدر عظمة الخلافة أمام رسل الروم) وذكر الصولي وغيره احتفال المقتدر، فقالوا: أقام المقتدر العساكر، وصفهم بالسلاح، وكانوا مائة وستين ألفاً، وأقامهم من باب الشماسية إلى دار الخلافة، وبعدهم الغلمان، وكانوا سبعة آلاف خادم، وسبعمائة حاجب. ثم وصف أمراً مهولاً فقال: كانت الستور ثمانية وثلاثين ألف ستر من الديباج، ومن البسط اثنان وعشرون ألفاً. وكان في الدار قطعان من الوحش تأنست، كان فيها مائة سبع في السلاسل. ثم أدخلا دار الشجرة، وكان في وسطها بركة والشجرة فيها، ولها ثمانية عشر غصناً، عليها الطيور مذهبة ومفضضة، وورقها مختلف الألوان، وكل طائر من هذه الطيور المصنوعة يصفر. (23/23)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 24 ثم أدخلا إلى الفردوس، وبها من الفرس ما لا يقوم وفي الدهاليز عشرة آلاف جوشن مذهبة) معلقة. 4 (ورود هدايا صاحب عمان) وفيها وردت هدايا صاحب عمان، فيها طير أسود يتكلم بالفارسية وبالهندية أفصح من الببغاء، وظباء سود. 4 (رضاء المقتدر على أبي الهيجاء وإخوته) وفيها رضي المقتدر على أبي الهيجاء بن حمدان وإخوته، وخلع عليهم. 4 (وفاة الأمير غريب) وفيها توفي الأمير غريب خال المقتدر بعلة الذرب. 4 (الحج هذه الموسم) وفيها حج بالناس الفضل بن عبد الملك الهاشمي، وهي تمام ست عشرة حجة حجها بالناس. (23/24)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 25 4 (أحداث سنة ست وثلاثمائة)

4 (فتح مارستان والدة المقتدر) في أولها فتح مارستان السيدة والدة المقتدر ببغداد، وكان طبيبه سنان بن ثابت. وكان مبلغ النفقة فيه في العام سبعة آلاف دينار. 4 (وفاة القاضي وكيع) وفي ربيع الأول مات القاضي محمد بن خلف وكيع، فأضيف ما كان يتولاه من قضاء الأهواز إلى أبي جعفر بن البهلول قاضي مدينة المنصور. 4 (قتل الحسين بن حمدان) وفي جمادى الأولى أمر المقتدر بقتل الحسين بن حمدان، فقتل في الحبس. 4 (القبض على الوزير ابن الفرات) وفيها قبض على الوزير أبي الحسن بن الفرات لكونه أخر أرزاق الجند، واعتل بضيق الأموال، فقال المقتدر: أين ما ضمنت من القيام بأمر الجند وعزله. (23/25)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 26 4 (ولاية حامد بن العباس الوزارة) وكتب إلى حامد بن العباس كاتب واسط، فقدم في أبهة عظيمة، وخلفه أربعمائة مملوك بالسلاح، فخلع عليه، وجلس في الديوان أياماً، فظهر منه قلة معرفة وسوء تدبير وحدة فضم) معه علي بن عيسى في الأمر، فمشى الحال، وبقي الربط والحل والدست لعلي، فعزل علي بن عيسى علي بن أحمد بن بسطام من جند قنسرين والعواصم، وقلد الشام ومصر أبا علي الحسن بن أحمد المادرائي، وقرر عليه الخراج على الإقليمين، ثلاثة آلاف ألف دينار، سوى نفقات الجيوش وغيرهم تحمل إلى المقتدر. 4 (ازدياد تدخل النساء في أمور الحكم) وكثر أمر حرم الخليفة ونهيهم لركاكته، وآل الأمر إلى أن أمرت السيد أم المقتدر على القهرمانة أن تجلس بتربتها للمظالم، وتنظر في رقاع الناس كل جمعة. فكانت تجلس وتحضر القضاة والأعيان، وتبرز التواقيع وعليها خطها. 4 (وفاة الفقيه ابن سريج) وفيها توفي أبو العباس بن سريج الفقيه. قال الدارقطني: كان فاضلاً لولا ما أحدث في الإسلام من مسألة الدور في الطلاق. (23/26)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 27 4 (استيلاء القائم المهدي على الإسكندرية) وفيها عاد القائم محمد بن عبد الله إلى مصر، فأخذ الإسكندرية وأكثر الصعيد، ثم رجع. 4 (بناء المهدية) وبنى أبوه المهدية وسكنها. (23/27)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 28 4 (أحداث سنة سبع وثلاثمائة)

4 (وفاة الفضل بن عبد الملك) في صفر توفي أمير الموسم الفضل بن عبد الملك الهاشمي ببغداد، فولي ابنه مكانه. 4 (ولاية نازوك دمشق) وفيها خلع المقتدر على نازوك وولاه دمشق، فسار إليها. 4 (دخول القرامطة البصرة) وفيها دخلت القرامطة البصرة، فقتلوا وسبوا ونهبوا. 4 (دخول عسكر القائم المهدي الإسكندرية) وفي صفر دخلت مقدمة القائم الإسكندرية، فاضطرب أهل الفسطاط ولحق كثير منهم بالقلزم والحجاز، فتمسك ذكاء أمير مصر بالجيزة، ثم إنه مرض وتوفي في ربيع الأول.) 4 (ولاية تكين على مصر للمرة الثانية) ثم قدم مصر تكين الخاصة والياً عليها الولاية الثانية، فنزل الجيزة وحفر خندقاً. (23/28)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 29 4 (مسير مؤنس الخادم ومحمد بن طغج إلى مصر) وسار مؤنس الخادم في جيوشه حتى نزل المنية. وسار محمد بن طغج في عسكر إلى منوف. 4 (اعتلال القائم المهدي) واعتل القائم محمد بن عبد الله بالإسكندرية علة صعبة، وثار المرض في جنده، فمات داود بن حباسة ووجوه من القواد. (23/29)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 30 4 (أحداث سنة ثمان وثلاثمائة)

4 (فتنة الغلاء ببغداد) فيها غلت الأسعار ببغداد، وشغبت العامة ووقع النهب، فركبت الجند فهاوشتهم العامة. وسببه ضمان حامد بن العباس السواد وتجديد المظالم، فقصدوا دار حامد، فخرج إليهم غلمانه فحاربوهم، ودام القتال أياماً، ثم انكشف عن جماعة من القتلى. ثم تجمع من العامة عشرة آلاف، فأحرقوا الجسر، وفتحوا السجون، ونهبوا الناس، فركب هارون بن غريب الخال في العساكر، وركب حامد في طيار فرجموه، واختلت أحوال الدولة العباسية، وعلت الفتن، ومحقت الخزائن. 4 (استيلاء المهدي على بلاد المغرب) واستولى عبيد الله الملقب بالمهدي على بلاد المغرب. 4 (وفاة إبراهيم بن كيغلغ) وتوفي إبراهيم بن كيغلغ الأمير في ذي القعدة بالجيزة، فعظم ذلك على (23/30)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 31 أهل مصر، وحمل إلى بيت المقدس فدفن فيها. 4 (قتل ابن المديني القاص) وفيها أخذ ابن المديني القاص في جماعة يدعو إلى المهدي، فضرب نكين عنقه. 4 (وفاة بنت المتوكل) وفيها ماتت ميمونة بنت المتوكل عمة المقتدر. 4 (امتلاك القائم المهدي للفسطاط) ) وفيها ملكت جيوش القائم بالجيزة من الفسطاط، فاشتد قلق أهل مصر وتأهبوا للهروب وكثر البكاء، وجرت أمور يطول شرحها. 4 (وفاة إمام جامع المنصور) وفيها توفي إمام جامع المنصور محمد بن هارون بن العباس بن عيسى بن أبي جعفر المنصور، وكان معرقاً في النسب. أم بجامع المنصور خمسين سنة. ولي ابنه جعفر بعده، فعاش تسعة أشهر بعد أبيه. والله أعلم. (23/31)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 32 4 (أحداث سنة تسع وثلاثمائة)

4 (خلاف الطبري المؤرخ والحنابلة) جرى بين أبي جعفر محمد بن جرير الطبري وبين الحنابلة كلام، فحضر أبو جعفر عند علي بن عيسى لمناظرتهم، فلم يحضروا. 4 (تلقيب مؤنس الخادم بالمظفر) وفيها قدم مؤنس من حرب صاحب القيروان، فخلع عليه المقتدر، ولقبه بالمظفر. 4 (استرجاع الإسكندرية من المغاربة) وسار ثمل الخادم من طرسوس في البحر إلى الإسكندرية فأخذها من جيش المغاربة. 4 (عزل تكين عن مصر وإعادته) وفيها عزل تكين عن مصر بأبي قابوس محمود بن حمك، فأقام ثلاثة أيام، ثم عزل وأعيد تكين. (23/32)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 33 4 (خروج القادة لقتال عسكر القائم المهدي) وفيها عسكر مؤنس وتكين والقواد وساروا إلى الفيوم لحرب عساكر القائم، فرجع القائم إلى إفريقية من غير قتال، وذلك في أوائل السنة. 4 (مقتل الحلاج) وفيها قتل الحلاج، وقد مر من أخباره في سنة إحدى وثلاثمائة وهو أبو عبد الله الحسين بن منصور بن محمي، وقيل: أبو مغيث. وكان محمي مجوسياً فارسياً. نشأ الحلاج بواسط، وقيل: بتستر، وتتلمذ لسهل بن عبد الله التستري. ثم قدم بغداد وأخذ عن الجنيد والنوري، وابن عطاء، وأخذ في المجاهدة ولبس) المسوح. ثم كان في وقت يلبس الأقبية، وفي وقت يلبس المصبوغ. وقيل: كان أبوه حلاجاً. وقيل: إنه تكلم على الناس، فقيل: خذا حلاج الأسرار. وقيل: إنه مر على حلاج، فبعثه في شغل له، فلما عاد الرجل وجده قد حلج كل قطع في الدكان. وقد دخل الهند وأكره الأسفار وجاور. قال حمد ابنه: مولد أبي بطور البيضاء، ومنشأه بتستر. ودخل بغداد فكان يلبس المسوح، ومرة يلبس الدراعة والعمامة، ومرة القباء، ووقتاً يمشي بخرقتين. (23/33)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 34 وخرج إلى عمرو بن عثمان المكي وإلى الجنيد وصحبهما. ثم وقع بين الجنيد وبين أبي لأجل مسألة، ونسبه الجنيد إلى أنه مدعي. فرجع بأمي إلى تستر، فوقع له بها قبول. ولم يزل عمرو بن عثمان المكي يكتب الكتب فيه بالعظائم، حتى غضب ورمى بزي الصوفية ولبس قباء، وصحب أبناء الدنيا. ثم سافر عنا خمس سنين، بلغ إلى ما وراء النهر ثم رجع إلى فارس، وأخذ يتكلم ويدعو إلى الله. وصنف لهم، وتكلم على الخواطر، ولقب حلاج الأسرار. ثم قدم الأهواز فحملت إليه، ثم خرج إلى البصرة ثم إلى مكة، ولبس المرقعة، وخرج معه خلق، فتكلم فيه أبو يعقوب النهرجوري وحسده، فقدم الأهواز، وحمل أمي وجماعة من رؤسائها إلى بغداد، فبقي بها سنة، ثم قصد الهند وما وراء النهر ثانياً، ودعا إلى الله، وصنف لهم كتباً، ثم رجع، فكانوا يكاتبونه من الهند بالمغيث، ومن بلاد تركستان ب المقيت، ومن خراسان، ب المميز، ومن فارس ب أبي عبد الله الزاهد، ومن خوزستان ب الشيخ حلاج الأسرار. وكان ببغداد قوم يسمونه: المصطلم، وبالبصرة المحير. ثم كثرت الأقاويل عليه بعد رجوعه من هذه السفرة، فحج وجاور سنتين رجاء. وتغير عما كان عليه في الأول، واقتنى العقار ببغداد، وبنى داراً ودعا الناس إلى معنى لم أقف عليه، بل على شطر منه، حتى خرج عليه محمد بن داود وجماعة من أهل العلم، وقبحوا صورته. ووقع بين علي بن عيسى وبينه لأجل نصر القشوري، ثم وقع بينه وبين الشبلي وغيره من المشايخ، فقيل: هو ساحر، وقيل: هو مجنون، وقيل: بل له كرامات، حتى حبسه السلطان. روى هذا ابن باكويه الشيرازي، قال: أخبرني حمد بن الحلاج، فذكره.) (23/34)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 35 وقال الحسين بن محمد المذاري: سمعت أبا يعقوب النهرجوري يقول: دخل الحسين إلى مكة فجلس في صحن المجلس سنة لا يبرح من موضعه إلا لطهارة أو طواف، ولا يبالي بالشمس ولا بالمطر، ويفطر على أربع عضات من قرص يؤتى به، ثم إنه سافر إلى الهند، وتعلم السحر. وقال أحمد بن يوسف التنوخي الأزرق: كان الحلاج يدعو كل وقت إلى شيء على حسب ما يستبله طائفة. أخبرني جماعة من أصحابه أنه لما افتتن الناس به بالأهواز ونواحيها لما يخرجه لهم من الأطعمة في غير حينها والدراهم، ويسميها دراهم القدرة. حدث أبو علي الجبائي بذلك فقال: هذه الأشياء تمكن الحيل فيها، ولكن أدخلوه بيتاً من بيوتكم، وكلفوه أن يخرج منه خرزتين شوك. فخرج عن الأهواز. وعن محمد بن يحيى الرازي قال: سمعت عمرو بن عثمان المكي يلعن الحلاج ويقول: لو قدره عليه لقتلته قرأت آية فقال: يمكنني أن أؤلف مثله. وقال أبو يعقوب الأقطع: زوجت بنتي من الحلاج، فبان لي بعد مديدة أنه ساحر محتال. وقال أبو عمر بن حيويه: لما أخرج الحلاج ليقتل مضيت وزاحمت حتى رأيته، فقال لأصحابه: لا يهولنكم، فإني عائد إليكم بعد شهر. هذه حكاية صحيحة توضح أنه ممخرق حتى عند القتل. (23/35)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 36 وقال أبو بكر الصولي: جالست الحلاج، فرأيت جاهلاً يتعاقل، وعيياً يتبالغ، وفاجراً يتزهد. وكان ظاهره أنه ناسك، فإذا علم أن أهل بلدته يرون الاعتزال صار معتزلياً، أو يرون التشيع تشيع، أو يرون التسنن تسنن. وكان يعرف الشعبذة والكيمياء والطب. وكان حيناً ينتقل في البلاد، ويدعي الربوبية، ويقول للواحد من أصحابه: أنت آدم ولذا: أنت نوح ولذا: أنت محمد. ويدعي التناسخ، وأن أرواح الأنبياء انتقلت إليه. وروى علي بن أحمد الحاسب، عن أبيه قال: وجهني المعتضد إلى الهند، وكان معنا في السفينة رجل يقال له الحسين بن منصور، قلت: فيم جئت قال: أتعلم السحر، وأدعو الخلق إلى الله. وقال أبو بكر الصولي: قبض علي بن أحمد الراسبي الأمير الحلاج وأدخله بغداد وغلاماً له على جمل مشهورين سنة إحدى وثلاثمائة. وكتب يذكر أن البينة قامت عنده أنه يدعي الربوبية) ويقول بالحلو. فأحضره علي بن عيسى الوزير، وأحضر العلماء فناظروه، فأسقط في لفظه، ولم يجده يحسن من القرآن شيئاً ولا من غيره. ثم حبس مدة. قال الصولي: كان يري الجاهل شيئاً من شعبذته، فإذا وثق به دعاه إلى أنه إله، فدعا فيمن دعا أبا سعيد بن نوبخت، فقال له، وكان أقرع: أنبت في مقدم رأسي شعراً. ثم ترقت به الحال، ودافع عنه نصر الحاجب لأنه قيل إنه سني، وإنما يريد قتله الرافضة. قال: وكان في كتبه: إني مغرق قوم نوح ومهلك عاد وثمود. وكان حامد بن العباس الوزير قد وجد له كتباً فيها أنه إذا صام الإنسان وواصل ثلاثة أيام وأخذ في اليوم الرابع ورقات هندباء فأفطر عليها أغناه عن صوم رمضان. (23/36)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 37 وإذا صلى في ليلة واحدة ركعتين طول الليل أغنته عن الصلات ما بقي. وإذا تصدق في يوم بجميع ما يملكه أغناه عن الزكاة. وإذا بنى بيتاً وصام أيام وطاف به أغناه عن الحج. فأحضر حامد القضاة وأحضره وقال: أتعرف هذا الكتاب قال: هذا كتاب السنن للحسن البصري. فقال: ألست تدين بما فيه قال: بلى. هذا كتاب أدين الله بما فيه. فقال له أبو عمر القاضي: هذا فيه نقض شرائع الإسلام. ثم جاراه في الكلام إلى أن قال له أبو عمر: يا حلال الدم، من أي كتاب نقلت هذا قال: من كتاب الإخلاص للحسن البصري. قال: كذبت يا حلال الدم، فقد سمعنا الكتاب، وليس فيه شيء من هذا. فقال حامد لأبي عمر القاضي: قد أفتيت أنه حلال الدم، فضع خطك بهذا. فدافع ساعة، فمد حامد يده إلى الدواة وقدمها للقاضي وألح عليه، فكتب بأنه حلال الدم، وكتب الفقهاء والعلماء بذلك خطوطهم، والحلاج يقول: يا قوم، لا يحل لكم إراقة دمي. فبعث حامد بخطوطهم إلى المقتدر، واستأذنه في قتله، فتأخر عنه الجواب، فخاف أن يبدو للمقتدر فيه رأي لما قد استمال من الخواص بزهده وتعبده في الحبس، فنفذ إلى المقتدر أنه قد ذاع كفره وادعاؤه الربوبية، وإن لم يقتل افتتن الناس، وتجرى قوم على الله تعالى والرسل.) فأذن المقتدر في قتله. وطلب حامد صاحب الشرطة محمد بن عبد الصمد، وأمره أن يضربة ألف سوط، (23/37)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 38 فإن مات وإلا يقطع يديه ورجليه. فلما كان يوم الثلاثاء لست بقين من ذي القعدة أحضر الحلاج مقيداً إلى باب الطاق وهو يتبختر بقيده ويقول: (حبيبي غير منسوب .......... إلى شيء من الحيف)

(سقاني مثل ما يشرب .......... فعل الضيف بالضيف)

(فلما دارت الكاس .......... دعا بالنطع والسيف)

(كذا من يشرب الراح .......... مع النين في الصيف) فضرب ألف سوط، ثم قطعت يده ورجله، ثم حز رأسه وأحرقت جثته. وذكر أن حوقل قال: ظهر من إقليم فارس الحسين بن منصور الحلاج، زعم أنه من هذب في الطاعة جسمه، وشغل بالأعمال الصالحة قلبه، وصبر على مفارقة اللذات، ومنع نفسه عن الشهوات يترقى في درج المصافاة حتى يصفوا عن البشرية طبعه، فإذا صفى حل فيه روح الله الذي كان منه إلى عيسى بن مريم عليه السلام، فيصير مطاعاً، يقول للشيء: كن فيكون فكان الحلاج يتعاطى ذلك، ويدعو إلى نفسه، حتى استمال جماعة من الوزراء والأمراء وملوك الجزيرة والجبال والعامة. وقال أبو الفرج بن الجوزي: قد جمعت كتاباً سميته القاطع لمحال اللجاج بحال الحلاج، وقال: قد كان هذا الرجل يتكلم بكلام الصوفية فتندر له (23/38)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 39 كلمات حسان، ثم يخطلها بأشياء لا تجوز. وكذلك أشعاره، فقال: فمنها: (سبحان من أظهر ناسوته .......... سر سنا لاهوته الثاقب)

(ثم بدا في خلقه ظاهراً .......... في صورة الآكل والشارب)

(حتى لقد عاينه خلقه .......... كلحظة الحاجب بالحاجب) قال: ولما حبس ببغداد استغوى جماعة، فكانوا يستنشقون بوله، ويقولون: إنه يحيي الموتى. وقال ثابت بن سنان: انتهى إلى حامد بن العباس في وزارته أمر الحلاج، وأنه قد موه على جماعة من الخدم والحشم وأصحاب المقتدر، وعلى خدم نصر بن الحاجب بأنه يحيي الموتى،) وأن الجن يخدمونه ويحضرون إليه ما يريد. وأن حمد بن محمد الكاتب قال: إنه مرض فشرب بوله، فعوفي، وكان محبوساً بدار الخلافة. وسعي إلى حامد برجل يعرف بالسمري وبجماعة، فقبض عليهم وناظرهم، فاعترفوا أن الحلاج إله وأنه يحيي الموتى. ووافقوا الحلاج وكاشفوه فأنكر. وكانت ابنة السمري صاحب الحلاج قد أقامت عنده في دار السلطان مدة، وكانت عاقلة حسنة العبارة. فدعاها حامد فسألها عن أمره فقالت: قال لي يوماً: قد زوجتك من سليمان ابني وهو بنيسابور، وليس يخلو أن يقع بين المرأة وزوجها خلاف، فإن جرى منه ما تكرهينه، فصومي يومك، واصعدي آخر (23/39)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 40 النهار إلى السطح، وقومي على الرماد، وأفطري على الملح، واذكري ما أنكرتيه منه، فإني أسمع وأرى. قالت: وكنت نائمة ليلة وهو قريب مني، وابنته عندي، فما حسست به إلا وقد غشيني، فانتبهت فزعة فقلت: ما لك قال: إنما جئت لأوقظك للصلاة. وقالت لي بنته يوماً: اسجدي له. فقلت: أو يسجد أحد لغير الله وهو يسمع كلامنا، فقال: نعم إله في السماء وإله في الأرض. وذكر القصة إلى أن قال: فسلمه حامد الوزير إلى صاحب الشرطة وقال: اضربه ألف سوط، فإن مات فحز رأسه وأحرق جثته، وإن لم يتلف فاقطع يديه ورجليه، وأحرق جسده، وانصب رأسه على الجسر. ففعل به ذلك، وبعث برأسه إلى خراسان، وطيف به، وأقبل أصحابه يعدون أربعين يوماً ينتظرون رجوعه. وزعم بعضهم أنه لم يقتل، وأن عدواً له ألقي عليه شبهه. وبعضهم ادعى أنه رآه في غد ذلك اليوم في طريق النهروان راكباً على حمار وهو يقول: قولوا لهؤلاء البقر الذين ظنوا أنني أنا الذي قتلت ما أنا ذاك. (23/40)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 41 وأحضر حامد الوراقين واستحلفهم أن لا يبيعوا شيئاً من كتب الحلاج ولا يشترونها. وقيل: إن الحلاج لم يتأوه في ضربه. وقيل: إن يده لما قطعت كتب الدم على الأرض: الله الله وليس ذلك بصحيح. وسائر مشايخ الصوفية ذموا الحلاج إلا ابن عطاء، ومحمد بن خفيف الشيرازي، وإبراهيم بن) محمد النصراباذي، فصححوا حاله ودونوا كلامه. ثم وقفت على الجزء الذي جمعه ابن باكويه في الحلاج فقال: حدثني حمد بن الحلاج، وذكر فصلاً قد تقدم قطعة منه، إلى أن قال: حتى أخذه السلطان وحبسه، فذهب نصر القشوري واستأذن الخليفة أن يبني له بيتاً في الحبس، فبنى له داراً صغيرة بجنب الحبس، وسدوا باب الدار، وعملوا حواليه سوراً، وفتحوا بابه إلى الحبس، وكان الناس يدخلون عليه سنة، ثم منعوا، فبقي خمسة أشهر لا يدخل عليه أحد، إلا مرة رأيت أبا العباس بن عطاء الأدمي دخل عليه بالحيلة. ورأيت مرة أبا عبد الله عبد الله بن خفيف وأنا براً عند والدي بالليل والنهار عنده. ثم حبسوني معه شهرين، وعمري يومئذ ثمانية عشر عاماً. فلما كانت الليلة التي أخرج من صبيحتها، قام فصلى ركعات، ثم لم يزل يقول: مكر مكر إلى أن مضى أكثر الليل. ثم سكت طويلاً ثم قال: حق، حق. ثم قام قائماً، وتغطى بإزار، واتزر بمئزر، ومد يده نحو القبلة، وأخذ في المناجاة. وكان خادمه حاضراً، فحفظنا بعضها. فكان من مناجاته: نحن شواهدك، نلوذ بسنا عزتك، لتبدى ما شئت من شأنك ومشيئتك، (23/41)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 42 أنت الذي في السماء إله وفي الأرض إله، يا مدهر الدهور، ومصور الصور، يا من ذلت له الجواهر، وسجدت له الأعراض، وانعقدت بأمره الأجسام، وتصورت عنده الأحكام. يا من تجلى لما شاء، كما شاء، كيف شاء، مثل التجلي في المشيئة لأحسن الصورة. وفي نسخة: مثل تجليك في مشيئتك كأحسن صورة. والصورة هي الروح الناطقة التي أفردته بالعلم والبيان والقدرة. ثم أوعزت إلى شاهدك لأني في ذاتك الهوي اليسير لما أردت بدايتي، وأظهرتني عند عقيب كراتي، ودعوت إلى ذاتي بذاتي، وأبديت حقائق علومي ومعجزاتي، صاعداً في معارجي إلى عروش أوليائي، عند القول من برياتي، إني أحتضر وأقتل وأصلب وأحرق، وأحمل على السافيات الذاريات. وإن الذرة من ينجوج مظان هيكل متجلياتي لأعظم من الراسيات. ثم أنشأ يقول: (أنعى إليك نفوساً ماج شاهدها .......... فيما وراء الغيب وفي شاهد القدم)

(أنعى إليك قلوباً طالما هطلت .......... سحايب الوحي لها أو بحر الحكم) ) (أنعى إليك لسان الحق من زمن .......... أودى وتذكاره في الوهم كالعدم) (23/42)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 43 (أنعى إليك بياناً تستبشر له .......... أقوال كل فصح مقول فيهم)

(أنعى إليك إشارات العقول معاً .......... لم يبق منهن إلا دارس العلم)

(أنعى وحقك أحلاماً لطائفة .......... كانت مطاياهم من مكمد الكظم)

(مضى الجميع، فلا عين ولا أثر .......... مضي عاد وفقدان الأولى إرم)

(وخلفوا معشراً يجدون لبستهم .......... أعمى من البهم بل أعمى من النعم) ثم سكت، فقال خادمه أحمد بن فاتك: أوصني يا سيدي. فقال: هي نفسك إن لم تشغلها شغلتك. فلما اصبحنا أخرج من الحبس، فرأيته يتبختر في قيده ويقول: نديمي غير منسوب. الأبيات. ثم حمل وقطعت يداه ورجلاه، بعد أن ضرب خمسمائة سوط، ثم صلب، فسمعته وهو على الجذع يناجي ويقول: إلهي، أصبحت في دار الرغائب أنظر إلى العجائب، إلهي إنك تتودد إلى من يؤذيك، فكيف لا تتودد إلى من لا يؤذى فيك. ثم رأيت أبا بكر الشبلي وقد تقدم تحت الجذع، وصاح بأعلى صوته يقول: أولم أنهك عن العالمين. ثم قال له: ما التصوف قال: أهون مرقاة عندي ما ترى. (23/43)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 44 قال: فما أعلاه ليس لك إليه سبيل، ولكن سترى غداً ما يجري، فإن في الغيب ما شهدته وغاب عنك. فلما كان بالعشي جاء الإذن من الخليفة بأن تضرب رقبته، فقالوا: قد أمسينا ويؤخر إلى الغداة. فلما أصبحنا أنزل وقدم لتضرب رقبته، فسمعته يصيح ويقول بأعلى صوته: حسب الواحد إفراد الواحد له. وقرأ هذه الآية: يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق. وهذا آخر كلامه. ثم ضربت رقبته، وعلق في بارية، وصب عليه النفط وأحرق، وحمل رماده إلى رأس المنارة لتسفيه الرياح.) وسمعت أحمد بن فاتك تلميذ والدي يقول بعد ثلاث من قتل والدي، قال: رأيت العزة في المنام، وكأني واقف بين يديه قلت: يا رب ما فعل الحسين بن منصور قال: كاشفته بمعنى، فدعا الخلق إلى نفسه، أنزلت به ما رأيت. قال ابن باكويه: سمعت أبا القاسم يوسف بن يعقوب النعماني يقول: سمعت الإمام ابن الإمام أبا بكر محمد بن داود الفقيه الإصبهاني يقول: إن كان ما أنزل الله على نيته حق فما يقول الحلاج باطل. وكان شديداً عليه. قال: وسمعت أبا الفوارس الجوزقاني بقرميسين: سمعت إبراهيم بن شيبان يقول: من أحب أن ينظر إلى ثمرات الدعاوي فلينظر إلى الحلاج وما جرى عليه. (23/44)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 45 سمعت عيسى القزويني سأل أبا عبد الله بن خفيف: ما تعتقدون في الحلاج فقال: اعتقد فيه أنه رجل من المسلمين فقط. فقال له: قد كفره المشايخ وأكثر المسلمين فقال: إن كان الذي رأيته منه في الحبس لم يكن توحيداً، فليس في الدنيا توحيد. قلت: قول ابن خفيف لا يدل على شيء، فإنه لا يلزم أن المبطل لا يعمل بالحق بل قد يكون سائر عمله حق وعلى الحق، ويكفر بفعلة واحدة، أو بكلمة تحبط عمله. قال ابن باكويه: سمعت علي بن الحسن الفارسي بالموصل قال: سمعت أبا بكر بن أبي سعدان يقول: قال لي الحسين بن منصور: تؤمن بي، حتى أبعث إليك بعصفورة تطرح من ذرقها وزن حبة على كذا مناً من نحاس، فيصير ذهباً قلت: بل أنت تؤمن بي حتى أبعث إليك بفيل يستلقي، فتصير قوائمه في السماء، فإذا أردت أن تخفيه أخفيته في عينك قال: فبهت وسكت. ثم قال ابن أبي سعدان: هو مموه مشعوذ. سمعت عيسى بن بزول القزويني، وسأل أبا عبد الله هذه الأبيات: سبحان من أظهر ناسوته الأبيات الثلاثة، فقال ابن خفيف: على قائلها لعنة الله. فقال عيسى: هي للحلاج. فقال: إن كانت اعتقاده فهو كافر، إلا أنه لم يصح أنه له، ربما يكون مقولاً عليه.) (23/45)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 46 سمعت محمد بن علي الحضرمي بالنيل يقول: سمعت والدي يقول: كنت جالساً عند الجنيد، إذ ورد شاب حسن الوجه، عليه خرقتان، فسلم وجلس ساعة، ثم اقبل عليه الجنيد فقال: سل ما تريد. فقال: ما الذي بائن الخليقة عن رسوم الطبع فقال الجنيد: أرى في كلامك فضولاً، لم لا تسأل عما في ضميرك من الخروج والتقدم على أبناء جنسك فسكت، وسكت الجنيد ساعة، ثم أشار إلى أبي محمد الجريري أن قم، فقمنا، وتأخرنا قليلاً، فأقبل الجنيد يتكلم عليه، وأقبل هو يعارضه، إلى أن قال: أي خشبة تفسد فبكى وقام، فتبعه الجريري إلى أن خرج إلى مقبرة وجلس، فقال لي أبو محمد الجريري: قلت في نفسي: هو في حدة شبابه واستوحش منا، وربما به فاقة. فقصدت صديقاً لي فقلت: اشتر خبزاً وشواء وفالوذج بسكر، واحمله إلى موضع كذا وكذا، مع ثليجة ماء وخلال، وقليل أشنان. وبادرت إليه، فسلمت وجلست عنده، وكان قد جعل رأسه بين ركبتيه، فرفع رأسه وانزعج، وجلس بين يدي، وأخذت ألاطفه وأداريه إلى أن جاء صديقي. ثم قلت له: تفضل. فمد يده وأكل قليلاً. ثم قلت له: من أين القصد ومن أين القصر قال: من البيضاء، إلا أني ربيت بجوزستان والبصرة. فقلت: ما الاسم قال: الحسين بن منصور. وقمت وودعته، ومضى على هذا خمس وأربعون سنة، ثم سمعت أنه صلب وفعل به ما فعل. وقد ذكره السلمي في تاريخه، ثم قال: فهذه أطراف مما قال المشايخ فيه من قبول ورد، والله أعلم بما كان عليه. وهو إلى الرد أقرب. وقد هتك الخطيب حال الحلاج في تاريخه الكبير، وشفى وأوضح أنه (23/46)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 47 كان ساحراً مموهاً سيئ الاعتقاد. فصل من ألفاظه عليك بنفسك، إن لم تشغلها بالحق، شغلتك عن الحق.) وقيل إنه لما صلب، يعني سنة إحدى وثلاثمائة، قال: يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها، والذين آمنوا مشفقين منها ويعلمون أنها الحق. وقال: حجبهم الاسم فعاشوا، ولو أبرز لهم علوم القدرة لطاشوا، ولو كشف لهم عن الحقائق لماتوا. وقال: علامة العارف أن يكون فارغاً من الدنيا والآخرة. قيل: هذا كلام نجس، لأن الله تعالى يقول: ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها الآية. وقال: لأفضل الأمة الصحابة وهم الصحابة. منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة، فهو والله مدع فشار وأحمق بطال، بل مريد للدنيا والآخرة. وكتب الحلاج مرة إلى أبي العباس بن عطاء كتاباً فيه من شعره: (كتبت ولم أكتب إليك وإنما .......... كتبت إلى روحي بغير كتاب)

(وذاك لأن الروح لا فرق بينها .......... وبين محبيها بفضل خطاب)

(فكل كتاب صادر منك وارد .......... إليك بلا رد الجواب جوابي) وله: (مزجت روحك في روحي كما .......... تمزج الخمرة بالماء الزلال)

(فإذا مسك شيء مسني .......... فإذا أنت أنا في كل حال) (23/47)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 48 وقيل: إنه لما أخرج ليقتل، قال: (طلبت المستقر بكل أرض .......... فلم أر لي بأرض مستقرا)

(أطعت مطامعي فاستعبدتني، .......... ولو أني قنعت لكنت حرا) وأخباره أكثر من هذا في تاريخ الخطيب، وفيما جمع ابن الجوزي من أخباره، ثم إني أفردتها في جزء. (23/48)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 49 4 (أحداث سنة عشر وثلاثمائة)

4 (القبض على أم موسى القهرمانة) فيها قبض المقتدر على أم موسى القهرمانة وأهلها، وأسبابها، لأنها زوجت بنت أخيها أبي بكر بمحمد بن إسحاق بن المتوكل على الله، وكان من سادة بني العباس يترشح للخلافة، فتمكن أعداؤها من السعي عليها.) وكانت قد أسرفت في نثار المال على صهرها. وبلغ المقتدر أنها تعمل له على الخلافة، فكاشفتها السيدة أم المقتدر وقالت: قد دبرت على ولدي، وصاهرت ابن المتوكل حتى تقعديه في الخلافة، وجمعت له الأموال. فسلمتها وأخاها وأختها إلى ثمل القهرمانة. وكانت ثمل موصوفة بالشر وقساوة القلب، فبسطت عليهم العذاب، واستخرجت منهم أموالاً وجواهر، فيقال إنه حصل من جهتهم ما مقداره ألف ألف دينار. 4 (عزل ابن البهلول عن قضاء بغداد) وفيها عزل عن قضاء مدينة السلام أحمد بن إسحاق بن البهلول بعمر بن الحسين بن الأشناني. ثم عزل عمر بعد أيام. (23/49)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 50 4 (بغلة يرضعها فلو) وفيها بعث الحسين بن أحمد المادرائي من مصر تقادم، فيها بغلة خلفها فلو يرضعها فيما قيل. والله أعلم. (23/50)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 51 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من أمرنا رشدا.)

5 (الطبقة الحادية والثلاثون وفيات)

4 (وفيات سنة إحدى وثلاثمائة)

4 (حرف الألف) أحمد ابن إسماعيل بن أحمد بن أسد بن سامان. مولى بني العباس، أبو نصر سلطان ما وراء النهر. قتله غلمانه في جمادى الآخرة من السنة، وقام بالأمر بعده ابنه أبو الحسن نصر ثلاثين سنة. وهم بيت إمرة وحشمة، لهم أخبار. وكان أبو نصر حسن السيرة عظيم الحرمة. أحمد بن حرب المعدل المقرئ. صاحب أبي عمرو الدوري. قرأ عليه: المطوعي. وطريقه في كتاب المبهج لأبي محمد. (23/51)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 52 أحمد بن سليمان بن يوسف بن صالح. أبو جعفر العقيلي الإصبهاني الفابزاني، فابزان من قرى إصبهان. روى عن أبيه، عن النعمان بن عبد السلام، شيخ إصبهان. وعنه: الطبراني، وأحمد العسال، وأبو الشيخ. أحمد بن الصقر بن ثوبان. أبو سعيد الطرسوسي، ثم البصري. مستملي بندار. حدث ببغداد عنه، وعن: أبي كامل الجحدري، ومحمد بن موسى الحرشي. وعنه: أبو بكر الشافعي، وأبو الفتح الأزدي، وابن لؤلؤ. وثقه الخطيب. أحمد بن قتيبة بن سعيد بن قتيبة أبو الفضل الأسدي الكرابيسي. توفي في جمادى الآخرة.) أحمد بن قدامة. أبو حامد البلخي. حدث ببغداد عن قتيبة. وعنه: أبو بكر القطيعي، ومخلد الباقرحي، وأبو الطاهر الذهلي القاضي. قال الخطيب: ما علمت إلا خيراً. وقال: مات سنة ست وثلاثمائة، وضبب كما ترى. (23/52)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 53 أحمد بن محمد بن سريج. أبو العباس الفأفاء. ثقة، من شيوخ إصبهان. سمع بنيسابور من: الحسن بن عيسى بن ماسرجس، ومحمد بن رافع، وجماعة. وعنه: الطبراني، وأبو الشيخ. وهو اقدم من الفقيه أبي العباس بن سريج وفاة وسماعاً. أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن الجعد الوشاء. أبو بكر البغدادي. سمع: سويد بن سعيد، ومحمد بن بكار، وعبد الأعلى بن حماد، وأبا معمر الهذلي. وعنه: أبو بكر الشافعي، وأبو علي الصواف، وأبو بكر محمد بن غريب البزاز. ووقع لنا موطأ سويد عن مالك، من رواية ابن غريب، عنه. قال الدارقطني: لا بأس به. أحمد بن محمد بن عبد الله بن مصعب. الفقيه أبو العباس الجمال الإصبهاني. روى عن: عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، وقطن بن إبراهيم، وأحمد بن الفرات. وعنه: الطبراني، وأبو الشيخ، وجماعة. (23/53)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 54 أحمد بن محمد بن يوسف بن شاهين. جد الحافظ ابن شاهين لأمه. كان ثبتاً عارفاً. كتب بمصر والشام والعراق.) وروى عن: أبي همام الوليد بن شجاع، وعبد الله بن عمر بن أبان، ويعقوب الدورقي. وعنه: أبو بكر النجاد، والباقرحي في مشيخته، وغيرهما. أحمد بن محمود بن صبيح بن مقاتل. أبو الحسن الهروي. عن: الحسن بن علي الحلواني، ومحمد بن حميد الرازي، وجماعة. وعنه: أبو علي بن هارون، وقدماء الدمشقيين. ومن أهل هراة: محمد بن عبد الله بن خميرويه، ومحمد بن أحمد بن حمزة الخياط. وكان ثقة صالحاً. أحمد بن هارون بن روح. أبو بكر البرديجي البرذعي الحافظ، نزيل بغداد. روى عن: أبي سعيد الأشج، وعلي بن أشكاب، وهارون بن إسحاق، وبحر بن نصر المصري، وجماعة. ورحل وصنف. وعنه: أبو بكر الشافعي، وابن لؤلؤ، وابن الصواف، وغيرهم. قال الدارقطني: ثقة، جبل. (23/54)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 55 وقال الحاكم: سمع منه شيخنا أبو علي بمكة سنة ثلاث وثلاثمائة. قلت: كان الحاكم وهم، فإن أبا علي حج سنة ثلاثمائة. وكانت وفاة لبرديجي ببغداد سنة إحدى وثلاثمائة. قال الحاكم: قدم على محمد بن يحيى الذهلي فأفاد واستفاد. وسمع منه: أحمد بن المبارك المستملي، ولا أعرف إماماً من أئمة عصره إلا وعليه انتخاب. قال الخطيب: كان ثقة فهماً حافظاً. قال أحمد بن كامل: مات في رمضان سنة إحدى ببغداد. أحمد بن يعقوب بن إبراهيم. ابن أخي العرق، المقرئ. حدث عن: محمد بن بكار، وجبارة بن المغلس، وداود بن رشيد.) وعنه: مخلد الباقرحي، والشافعي، وعيسى الرخجي. وكان ثقة مقرئاً، توفي في جمادى الأولى. إبراهيم بن أسباط بن السكن البزاز. كوفي، سمع: عاصم بن علي، وبشر بن الوليد، ومنصور بن أبي مزاحم. وعنه: عبد الباقي بن قانع، والجعابي. لم يرو عن عاصم بن علي سوى حديث من كذب علي. (23/55)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 56 وأبو حفص الزيات، وهو آخر من حدث عنه. وثقه الدراقطني. (23/56)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 57 توفي سنة إحدى وثلاثمائة، وقيل: سنة اثنتين. إبراهيم بن عاصم بن موسى. مصري، ذو مزاح ومجون مع ثقة ودين. روى عن: يونس بن عبد الأعلى، وعيسى بن مثرود. كتب عنه: أبو سعيد بن يونس. وورخ موته فيها. إبراهيم بن محمد بن الهيثم. أبو القاسم القطيعي. صاحب الطعام. في جمادى الآخرة. إبراهيم بن يوسف بن خالد. أبو إسحاق الرازي الهسنجاني الحافظ. رحال جوال. سمع: هشام بن عمار، وطالوت بن عباد، وعبد الواحد بن غياث، وهذه الطبقة. وله مسند كبير يزيد على مائة جزء، رواه عنه ميسرة بن علي القزويني. وممن روى عنه: أبو عمرو بن مطر، والحافظ أبو علي النيسابوريان وأبو بكر الإسماعيلي، وأبو أحمد بن عدي الجرجانيان وأبو بكر أحمد بن علي (23/57)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 58 الديلمي، والعباس بن الحسين الصفار وهو آخر من حدث عنه بالري.) قال أبو علي النيسابوري: هو ثقة مأمون. ورخ أبو الشيخ وفاته. إبراهيم بن هانئ بن خالد المهلبي. أبو عمران الجرجاني الفقيه الشافعي الزاهد. تفقه عليه جماعة من أهل جرجان كأبي بكر الإسماعيلي. وقد سمع بسمرقند من: أبي محمد الدارمي وببغداد من: أحمد بن منصور الرمادي، وغيره. روى عنه: أبو بكر الإسماعيلي، وعبد الله بن عدي، وإبراهيم بن موسى السهمي، وغيرهم. وكان من جلة العلماء. إسحاق بن أحمد بن الساماني. أبو يعقوب الأمير. كان على مظالم بخارى في دولة أخيه إسماعيل. وقد روى عن: أبيه، والدارمي. وعنه: صالح بن أبي رميح، وعبد الله بن يحيى القاضي. توفي في صفر مسجوناً ببخارى. (23/58)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 59 4 (حرف الباء) بكر بن أحمد بن مقبل. ورخه عبد الرحمن بن مندة. وولاؤه لبني هاشم. كان من حفاظ أهل البصرة. يروي عن: عبد الله بن معاوية الجمحي، وأبي حفص الفلاس، وعبد الملك بن هوذة بن خليفة، وطائفة. وعنه: أبو القاسم الطبراني، وجماعة. (23/59)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 60 4 (حرف الجيم) جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض. أبو بكر الفريابي الواعظ، المصنف.) قاضي الدينور، وأحد أوعية العلم والفهم. طوف الدائرة الإسلامية، ورحل من الترك إلى مصر. وحدث ببغداد، وغيرها عن: قتيبة، وعلي بن المديني، وإسحاق بن راهويه، وأبي جعفر عبد الله النفيلي، وهدبة بن خالد، وهشام بن عمار، ومحمد بن الحسن البلخي، وأمم سواهم. وعنه: أبو بكر النجاد، والشافعي، وأبو علي الصواف، وأبو بكر القطيعي، وابن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، والطبراني، وأبو بكر الجعابي، والقاضي أبو الطاهر الذهلي، وأبو الفضل الزهري، وآخرون. وكان ثقة حجة. قال أبو علي الصواف: سمعته يقول: كل من لقيته لم أسمع منه إلا من لفظه، إلا ما كان من شيخين: أبي مصعب الزهري، فإنه ثقل لسانه، (23/60)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 61 والمعلى بن مهدي بالموصل. وكتبت من سنة أربع وعشرين ومائتين. وعن أبي حفص الزيات قال: لما ورد الفريابي إلى بغداد استقبل بالطيارات والزبازب، ووعد له الناس إلى شارع المنار ليسمعوا منه، فحزر من حضر مجلسه لسماع الحديث، فقيل: كانوا نحو ثلاثين ألفاً. وكان المستملون ثلاثمائة وستة عشر. وقال أبو الفضل الزهري: لما سمعت من الفريابي كان في مجلسه من أصحاب المحابر من يكتب حدود عشرة آلاف إنسان، ما بقي منهم غيري، هذا سوى من لا يكتب. وقال ابن عدي: كنا نشهد مجلس الفرياني وفيه عشرة آلاف أو أكثر. وقال أبو بكر الخطيب: والفريابي قاضي الدينور من أوعية العلم ومن أهل المعرفة والفهم. طوف شرقاً وغرباً، ولقي الأعلام، وكان ثقة حجة. وقال الدارقطني: قطع الفرياني الحديث في شوال سنة ثلاثمائة. وقال أبو علي النيسابوري: دخلت بغداد والفرياني حي، وقد أمسك عن التحديث. ودخلنا عليه غير مرة وبكيت بين يديه، وكنا نراه حسرة. توفي رحمه الله في المحرم سنة إحدى، وولد سنة سبع ومائتين. وكان الفرياني حفر لنفسه قبراً رضي الله عنه. جعفر بن محمد السوسي.) أبو الفضل المجاور بمكة. عنده عن: علي بن بحر بن بري. (23/61)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 62 4 (حرف الحاء) الحسن بن إبراهيم بن بشار. أبو علي الفابزاني الإصبهاني. عن: سليمان الشاذكوني، وعبيد الله بن عمر. وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، وأبو مسلم عبد الرحمن بن محمد، والإصبهانيون. الحسن بن الحباب بن مخلد. أبو علي البغدادي الدقاق المقرئ. سمع: لويناً، ومحمد بن أبي سمينة، وأحمد بن أبي بزة المقرئ. وكان من شيوخ المقرئين وثقاتهم. عرض على: البزي، ومحمد بن غالب الأنماطي. أخذ عنه القراءة: ابن مجاهد، وابن الأنباري، والنقاش، وعبد الواحد بن أبي هاشم، وأحمد بن عبد الرحمن الولي، وجماعة. روى عنه: أبو علي بن الصواف، ومحمد بن عمر الحنائي، وجماعة. (23/62)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 63 الحسن بن سليمان بن نافع. أبو معشر الدارمي البصري. نزل بغداد وحدث. عن: أبي الربيع الزهراني، وهدبة بن خالد، وجماعة. وعنه: ابن قانع، وعبد الصمد الطستي، ومخلد الباقرحي، وعلي بن لؤلؤ. ووثقه الدارقطني. مات في جمادى الآخرة. الحسين بن إدريس بن المبارك بن الهيثم. أبو علي الأنصاري الهروي الحافظ. روى عن: سويد بن سعيد، وهشام بن عمار، وسعيد بن منصور، وسويد بن نصر، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وعثمان بن أبي شيبة، وداود بن رشيد، وخالد بن هياج، وخلق سواهم.) روى عنه: بشر بن محمد المزني، ومنصور بن العباس، ومحمد بن عبد الله بن خميرويه، وأبو حاتم بن حبان، وأبو بكر النقاش المقرئ. وكان أحد من عني بهذا الشأن وتعب عليه وله تاريخ صنفه على وضع تاريخ البخاري. وثقه الدارقطني. (23/63)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 64 وقال أبو الوليد الباجي: لا بأس به. وذكره ابن أبي حاتم في تاريخه، وقال: هو المعروف بابن خرم. كتب إلي بجزء من حديثه، عن خالد بن هياج بن بسطام، فيه بواطيل، فلا أدري منه أو من خالد. قتل: خالد له مناكير عن أبيه، والحسين فثقة حافظ. ورخه أبو النضر الفامي. الحسين بن زكريا بن يحيى. أبو علي المصري التمار. توفي في ربيع الآخر. حماد بن مدرك بن حماد. أبو الفضل الفسنجاني. قيده ابن ماكولا. حدث بشيراز عن: عمرو بن مرزوق، وأبي عمر الحوضي، وطبقتهما. وعنه: محمد بن بدر الحمامي، والزاهد محمد بن خفيف. توفي في جمادى الآخرة، وقد قارب المائة. حمدان بن عمرو. أبو جعفر الموصلي الوزان. يروي عن: غسان بن الربيع، ومعلى. (23/64)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 65 حمدان بن الهيثم التيمي الإصبهاني. ثقة، دين. يروي عن: عبد الله بن عمر الزهري. وعنه: أبو الشيخ، وأبو أحمد العسال، وأبو مسلم عبد الرحمن أخو أبي الشيخ، وعدة.) حميد بن يونس. أبو غانم الزيات. بغدادي. سمع: يوسف بن موسى القطان، وغيره. وعنه: مخلد الباقرحي، ومحمد بن عبد الله الشافعي. وقبلهما محمد بن مخلد، وغيره. وله رحلة إلى مصر. 4 (حرف الخاء) خالد بن غسان. أبو عبس السلمي. ورخه ابن مندة. لا أعرفه. (23/65)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 66 4 (حرف السين) سعيد بن خمير. أبو عثمان الربعي القرطبي. سمع من: أبي زيد، وعبد الله بن خالد، وابن مزين. وفي الرحلة من: يونس بن عبد الأعلى، وابن عبد الحكم. وكان ذا فضل وعبادة وورع وعلم. روى عنه: الأعناقي، وابن أيمن، وأحمد بن عبادة. توفي في صفر. 4 (حرف الصاد) صالح بن الحسين بن الفرح. أبو الحسين. ذكره ابن مندة. لا أعرفه. (23/66)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 67 4 (حرف العين) ) عامر بن أحمد بن محمد. أبو الحسن الشونيزي، الشافعي. سكن إصبهان، وحدث عن: أحمد بن عبد الجبار، وعبد الله بن محمد بن النعمان، وإبراهيم بن فهد. وعنه: الطبراني، وأبو الشيخ. عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. أبو العباس الأموي. مولاهم البغدادي الفقيه. ولي قضاء مدينة المنصور. وكان ذا قدر وجلالة. عبد الله بن محمد بن عبد الله بن بدرون الأندلسي. من أهل الجزيرة. سمع من: محمد بن أحمد العتبي. ورحل فسمع من: أحمد بن أخي ابن وهب، ومحمد بن عبد الله بن (23/67)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 68 عبد الحكم، وأحمد بن عبد الرحيم البرقي، ومحمد بن سحنون القيرواني. وكان أديباً لغوياً، فيه زهد وورع. عبد الله بن محمد بن ناجية بن نخبة. أبو محمد البربري، ثم البغدادي، الحافظ. سمع: أبا معمر الهذلي، وسويد بن سعيد، وعبد الواحد بن غياث، وأبا بكر بن أبي شيبة، وعبد الأعلى بن حماد، وطبقتهم. وعنه: أبو بكر الشافعي، والجعابي، وأبو القاسم بن النحاس، وإسحاق النعالي، ومحمد بن المظفر، وعمر بن محمد الزيات، وآخرون. وكان ثقة ثبتاً، عارفاً ممتعاً بإحدى عينيه. توفي في رمضان عن سن عالية. أقدم ما عنده أصحاب حماد بن سلمة. وطلبه للحديث بعد الثلاثين ومائتين.) وله مسند كبير في عدة مجلدات. قال الإمام أبو عمر بن عبد البر: ناولني خلف بن القاسم الحافظ مسند ابن ناجية، وهو في مائة واثنتين وثلاثين جزءاً، بروايته عن أبي قتيبة سلم بن الفضل البغدادي، عن ابن ناجية، رحمه الله تعالى. (23/68)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 69 عبد الله بن محمد بن حيان بن فروخ. أبو محمد بن مقير البغدادي. سمع: محمود بن غيلان، وعبد الله بن عمر بن أبان، وغيرهما. وعنه: محمد بن مخلد، وإسماعيل الخطبي، وأبو علي بن الصواف، وأبو بكر الإسماعيلي. وكان ثقة. توفي في رمضان أيضاً. عبد الله بن الوليد العكبري. عن: محمد بن موسى الحرشي، وأحمد بن منصور زاج. وعنه: أبو أحمد بن عدي، والإسماعيلي، وابن بخيت. وكان ثقة صالحاً. عبد الله بن وهيب الجذامي الغزي. سمع: محمد بن أبي السري العسقلاني، والعباس بن الوليد البيروتي. وعنه: الطبراني، وعبد الله بن عدي، وجماعة. عبد الله بن يحيى بن موسى بن داود بن شيرازد. أبو محمد السرخسي، قاضي طبرستان، ثم قاضي نسف. روى عن: علي بن حجر، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، والحسين بن حريث. وأملى مجالس. (23/69)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 70 وعنه: حماد بن شاكر، وعبد المؤمن بن خلف النسفي، وأبو عمرو محمد بن محمد بن صابر، وجماعة. علي بن روحان الدقاق. بغدادي.) روى عن: زيد بن أخزم، وغيره. وعنه: الطستي، والطبراني، وعبد الله بن عدي. ورخه الخطيب. عمران بن موسى بن يحيى بن جبارة، بالكسر،. أبو القاسم المصري الحمراوي المؤدب. يروي عن: عيسى بن حماد زغبة، وغيره. وعنه: المصريون. عمرو بن عثمان بن كرب بن غصص. أبو عبد الله المكي الصوفي الزاهد. من أئمة القوم. صحب أبا سعيد الخراز، ولقي أبا عبد الله النباجي، وله مصنفات كثيرة في علم المعاملات والإشارات. سمع من: يونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان، وسليمان بن سيف الحراني. (23/70)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 71 وعنه: أبو الشيخ، ومحمد بن أحمد الإصبهانيان، وجعفر الخلدي، وغيرهم. وكان قد قدم إصبهان زائراً لعلي بن سهل. قال أبو نعيم: توفي بعد الثلاثمائة. وقيل: قبل الثلاثمائة. ومن كلامه: العلم قائد، والخوف سائق، والنفس حرون بين ذلك جموح، خداعة، رواغة، فاحذرها وراعها بسياسة العلم، وسقها بتهديد الخوف. وله كلام عال من هذا النوع. وقيل: توفي سنة سبع وتسعين وقيل: سنة إحدى وتسعين. دكره أبو عبد الرحمن السلمي وقال: كان ينتسب إلى الجنيد، وكان قريباً منه في السن والعلم. وسمعت أبا عبد الله الرازي يقول: لما ولي عمرو قضاء جدة هجره الجنيد، رحمهما الله. عيسى بن إبراهيم بن موسى. أبو عبد الله القمي.) توفي بمصر في ذي الحجة. (23/71)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 72 4 (حرف القاف) القاسم بن فورك. أبو محمد الكنبركي الإصبهاني. رحل وسمع: إبراهيم بن عبد الله الهروي، وعلي بن سعيد بن مسروق، وعمار بن خالد الواسطي، ونحوهم. وعنه: الطبراني، والعسال، وأبو الشيخ، وأهل بلده. 4 (حرف الكاف) كثير بن نجيح. أبو الخير المصري. رأى عيسى بن المنكدر، وعبد الله بن عبد الحكم. وسأل أصبغ بن الفرج مسائل. قال ابن يونس: قال لي: ولدت سنة أربع ومائتين. مات في رمضان. وكان رجلاً صالحاً قارب المائة. (23/72)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 73 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي. القاضي أبو عبد الله. سمع: عمرو بن علي الصيرفي، ويعقوب الدورقي. وعنه: الجعابي، والطحاوي، وأبو حفص الزيات. وكان ثقة. محمد بن أحمد بن سعيد. أبو مسلم الإصبهاني المكتب. عن: أبي سعيد الأشج، وعمرو بن عبد الله الأودي. وعنه: أبو أحمد العسال، وغيره.) محمد بن أحمد بن سيد حمدويه. أبو بكر التميمي الدمشقي الزاهد. ويقال: إنه مولى بني هاشم. له الكرامات والأحوال. صحب القاسم الجوعي، وحدث عنه، وعن: مؤمل بن إهاب، وشعيب بن عمرو. (23/73)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 74 روى عنه: أبو بكر، أبو زرعة ابنا أبي دجانة، وابن أبي القاسم، وأبو أحمد بن الناصح، وأبو هاشم المؤدب، وأبو صالح صاحب مسجد أبي صالح الذي هو بظاهر باب شرقي، وآخرون. وكانوا يقلبونه المعلم. وقال أبو أحمد بن المفسر: أقام أبو بكر بن سيد حمدويه خمسين سنة ما استند ولا مد رجله بين يدي الله هيبة له. وقال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي نصر التميمي: حدثني عمر بن البري أن المعلم ابن سيد حمدويه أضاف به قوم فقال لرجل من أصحابه: جئني بشواء ورقاق، فجاءه به، فقدمه إليهم، فقالوا: يا أبا بكر، ما هذا من طعامنا. قال: أيش طعامكم قالوا: البقل. فأحضره لهم فأكلوا، وأكل هو الشواء، وقاموا يصلون بالليل، ونام هو على ظهره، وصلى بهم صلاة الغداة وهو على وضوء العشاء، وقال لهم: تخرجون بنا نتفرج فخرجوا إلى الحدعشرية عند البريكة، فأخذ رداءه فألقاه على الماء وصلى عليه، ثم دفع إلي الرداء ولم يصبه ماء، ثم قال: هذا عمل الشواء، فأين عمل البقل. وقال ابن أبي نصر: حدثني عمر بن سعيد أن أبا بكر قال: خرجت حاجاً فصرنا إلى معان، وأصابنا شتاء، فجمعت ناراً أصطلي، فإذا برجل قائم فقال: يا غلام سر. فقمت وسرت وراءه، فأخذنا المطر حتى انتهينا إلى رابية فقال: قد طلع الفجر فصل بي. فصليت به، ثم لاحت برقة على جدار فاقل: هذه المدينة ادخلها وانتظر أصحابك. فدخلت فأقمت أربعة عشر يوماً حتى قدموا. وبه أن كلباً نبح بالليل على ابن سيد حمدويه فأخسأه، فمات. توفي رضي الله عنه في صفر سنة إحدى وثلاثمائة. وله كرامات سوى ما ذكرنا. محمد بن بشر بن يوسف. (23/74)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 75 أبو الحسن القرشي، مولاهم الدمشقي القزاز. عرف بابن مامويه. مكثر عن: هشام بن عمار، ودحيم.) وقرأ القرآن على: هشام ورحل إلى مصر والعراق. وروى عن: أبي الطاهر بن السرح، وحفص الربالي، وطبقتهما. قال ابن عدي: كان أروى الناس عن هشام بن عمار. كانت عنده كتبه كلها. قرأ عليه: أبو بكر محمد الداجوني. وحدث عنه: الطبراني، وابن عدي الجرجاني. محمد بن حبان بن الأزهر العبدي. أبو بكر القطان البصري. حدث ببغداد عن: أبي عاصم النبيل، وعمرو بن مرزوق. وعنه: أبو الطاهر الذهلي، وابن عدي، وأبو بكر الجعابي، والإسماعيلي، وعمر بن سنبك. ضعفه الحافظ محمد بن علي الصوري. وكان قد نزل بغداد. قال ابن سبنك: أول ما كتبت سنة ثلاثمائة عن ابن حبان. ومات سنة إحدى. قلت: ومن طبقته. محمد بن حبان. (23/75)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 76 بالضم أيضاً، ابن بكر بن عمرو الباهلي البصري. نزل بغداد في المحرم، وحدث عن: أمية بن بسطام، وكامل بن طلحة، ومحمد بن منهال. روى عنه: الطبراني، وأبو علي النيسابوري. وهو الأول، بناء على أن الأزهر لقب بكر، أو هو جد أعلى، أو وقع وهم في نسبه. وقد وهم عبد الغني المصري الحافظ وقيده بالفتح وقال: ثنا عنه الذهلي. قال: وبضم الحاء، محمد بن حبان، حدث عنه أبو قتيبة، مسلم بن الفضل. قال الصوري: وهما واحد، وهو بالضم. قلت: ليس عند الطبراني عنه سوى حديث واحد، عن كامل بن طلحة، أورده عنه في معجمه الأصغر والأوسط، وهو ضعيف. وقال ابن مندة الحافظ: ليس بذاك. وأما ابن ماكولا فقال: محمد بن حبان بن الأزهر الباهلي، بالفتح، عن: أبي عاصم. وعنه:) أحمد بن عبيد الله النهرديري. ومحمد بن حبان أبو بكر، عن: أبي عاصم. ذكره عبد الغني، وهو متقن لا يخفى عليه أمر شيخ شيخه. وكان القاضي أبو طاهر الذهلي من المتثبتين لا يخفى عليه أمر شيخه. وقال الصوري: إنما هو واحد. قال ابن ماكولا: ولم يأت بشيء، فإنهما اثنان، والنسبة تفرق بينهما. والله أعلم. وجد أحدهما الأزهر وجد الآخر بكر. قال: فإن كان شيخنا الصوري يقد أتقنه بالضم، فقد غلط في تصوره أنهما (23/76)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 77 واحد. وهما اثنان، كل منهما محمد بن حبان. وإن لم يكن أتقنه فالأول بالفتح، وهذا بالضم. قلت: لم يقل الصوري هما واحد إلا باعتبار الاثنين المسمين أما باعتبار الرجل الآخر الذي ذكره الدارقطني فيكونون ثلاثة، فإن الدارقطني قال: محمد بن حبان بن بكر بن عمر البصري نزل بغداد في المحرم وحدث عن أمية بن بسطام، ومحمد بن منهال، وغيرهما. محمد بن جعفر الراشدي. سمع: عبد الأعلى بن حماد النرسي. وعنه: أحمد بن نصر الذارع، وأبو بكر القطيعي. وكان ثقة. محمد بن حجاج بن يوسف الموصلي. عن: سلم بن جنادة الرمادي. وعنه: أبو الفتح الأزدي. محمد بن سعيد بن ميمون. أبو قبيل الجيزي المصري. توفي في شوال. محمد بن العباس بن أيوب. أبو جعفر الإصبهاني، ابن الأخرم الحافظ.) توفي في جمادى الآخرة. وقد اختلط قبل موته بسنة. (23/77)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 78 وكان أحد الفقهاء بإصبهان. سمع بعد الأربعين ومائتين: أبا كريب، وزياد بن يحيى الحساني، وعمار بن خالد، وعلي بن حرب، والمفضل بن غسان، والغلابي. وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، والطبراني، وعبد الله بن محمد بن عمر، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف، وجماعة. وله وصية حسنة في كراس، منها: ونقول الله على العرش، وعلمه محيط بالدنيا والآخرة. ومنها: من زعم أن لفظ القرآن مخلوق فهو كافر. محمد بن عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. المعروف بالأحنف. كان يخلف أباه على القضاء ببغداد، فلم تحمد سيرته. وفيها توفي أبوه أيضاً. محمد بن عبد الله بن رستة بن الحسن بن عمر بن زيد الضبي. أبو عبد الله المديني. كتب الكثير. وكان الشاذكوني نازلاً عليهم. سمع: شيبان بن فروخ، وأبا معمر، وهدبة، وشيبان، ومحمد بن حميد، وغيرهم. وعنه: الطبراني، وإبراهيم بن محمد بن حمزة، وأبو الشيخ، ومحمد بن عبيد الله بن المرزبان، وغيرهم. (23/78)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 79 وهو صدوق، رحال. محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن. أبو عبد الله البخاري القسام، الملقب: وجماعة. سمع: علي بن حجر، وإسحاق الكوسج، وجماعة. وعنه: محمد بن عمر بن شاذويه، وخلف الخيام، وغيرهما. محمد بن عبد الرحمن. أبو عبد الله السامي الهروي.) في شهر ذي القعدة. كان من كبار الأئمة وثقات المحدثين. ومنهم من يقول: توفي في صفر سنة اثنتين وثلاثمائة. رحل وسمع: أحمد بن يونس اليربوعي، وإبراهيم بن محمد، الشافعي، ومحمد بن مقاتل المروزي، وإسماعيل بن أبي أويس، ومحمد بن معاوية النيسابوري، وأحمد بن حنبل، وخلقاً كثيراً. وعنه: أبو حاتم بن حبان، والعباس بن الفضل النضروي، وبشر بن محمد المزني، وسائر الهرويين. وهو نظير الحسن بن إدريس الهروي. محمد بن عبيدة بن يزيد بن عبيدة. أبو عبد الله الجرواآني الإصبهاني. ثقة. (23/79)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 80 روى عن: سليمان بن عمر الأقطع، ومؤمل بن إهاب، ويوسف القطان، وغيرهم. وعنه: أبو الشيخ، وأبو إسحاق بن حمزة، وأبو أحمد العسال. صدوق، رحال. محمد بن علي بن العباس. أبو بكر النسائي الفقيه. نزيل بغداد. عن: شريح بن يونس، وعبيد الله القواريري، وجماعة. وعنه: الجعابي، وعيسى الرخجي، ومحمد اليقطيني. وثقة بعض الأئمة. محمد بن يحيى بن مندة بن الوليد العنبري. أبو عبد الله الإصبهاني الحافظ. رحل، وسمع: أبا كريب، وعبد الله بن معاوية الجمحي، وهناد بن السري، وسفيان بن وكيع، ولويناً، وموسى بن عبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن عصام. وقال أبو الشيخ: كان أستاذ شيوخنا وإمامهم.) (23/80)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 81 روى عنه: أحمد بن علي بن الجارود. وكان ينازع أبا مسعود أحمد بن الفرات في حداثته. وروى عنه أيضاً: أبو أحمد العسال، وأبو إسحاق بن حمزة، والطبراني، وعبد الله بن أحمد والد أبي نعيم، وأبو الشيخ. وحفظ حديث الثوري. واسم مندة: إبراهيم. وكان محمد بن يحيى من أوعية العلم. مسدد بن قطن بن إبراهيم. أبو الحسن النيسابوري المزكى. كان ثقة مأموناً زاهداً عابداً ورعاً عاقلاً. سمع من: يحيى بن يحيى، وتورع عن الرواية عنه لصغره إذ سمع. سمع من: جده لأمه بشر بن الحكم، وإسحاق بن راهويه، وداود بن رشيد، والصلت بن مسعود، وأبا مصعب، وأقرانهم. وعنه: أبو حامد بن الشرقي، ومحمد بن صالح بن هانئ، وعبد الله بن سعد النيسابوريون. موسى بن حمدون العكبري. عن: أبي كريب، وحجاج بن الشاعر. وعنه: أبو بكر الخلال الحنبلي، والإسماعيلي، وابن بخيت الدقاق. وثقه أبو بكر الخطيب. (23/81)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 82 4 (حرف الهاء) هنبل بن محمد. أبو يحيى الحمصي. عاش إلى هذه السنة. وحدث عن: عبد الله بن عبد الجبار الجنائزي، ويحيى بن صالح الوحاظي، ومحمد بن الحسن اليقطيني فسماه هنبل بن يحيى نسبة إلى جده السليحي، بحاء مهملة وأبي مصعب الزهري، وعبد العزيز بن يحيى، وجماعة. روى عنه: أبو أحمد بن عدي، وغيره.) 4 (مواليد هذه السنة) وفيها ولد أمير المؤمنين المطيع لله. وأبو الحسين بن سمعون الزاهد. وأبو الفرج الشنبوذي المقرئ. (23/82)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 83 4 (وفيات سنة اثنتين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن قدامة بن محمد بن فرقد. أبو حامد البلخي. عن: قتيبة، وإبراهيم بن يوسف. وعنه: أبو بكر الشافعي، والقطيعي، ومخلد الباقرحي. قال الخطيب: ما علمت من حاله إلا خيراً. أحمد بن محمد بن سلام بن عبدويه. أبو بكر البغدادي، نزيل مصر. عن: لوين، ومحمد بن بكار، وعبد الأعلى بن حماد. وعنه: أبو سعيد بن يونس، والحسن بن الخضر الأسيوطي. وكان رجلاً فاضلاً صالحاً، قد عمي. توفي في جمادى الآخرة. أحمد بن محمد بن موسى البغدادي. أبو عيسى بن العراد. سمع: الوليد بن شجاع، وإسحاق بن أبي إسرائيل، ولويناً. وعنه: أبو علي بن الصواف، وابن الزيات. (23/83)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 84 وثقه الدراقطني. أحمد بن يحيى بن زكريا. أبو جعفر الحضرمي الصواف. بمصر في شهر ذي القعدة.) سمع من: محمد بن رمح، وغيره. وعنه: ابن يونس وقال: ثقة. إبراهيم بن أحمد بم معاذ الشعباني. الأندلسي. بها. إبراهيم بن شريك بن الفضل. أبو إسحاق الأسدي الكوفي. نزيل بغداد. عن: أحمد بن يونس، ومنجاب بن الحارث، وغيرهما. وعنه: مخلد الباقرحي، وعمر بن الزيات، وأبو الفضل الزهري، وأبو الحسن بن لؤلؤ. قال الزيات: سمعت ابن عقدة يقول: ما دخل عليكم أوثق من إبراهيم بن شريك. ووثقه الدارقطني. مات سنة إحدى. وقيل: سنة اثنتين. وحمل إلى الكوفة. (23/84)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 85 إبراهيم بن محمد بن الحسن الإصبهاني. الإمام أبو إسحاق بن متويه إمام جامع إصبهان. كان من العباد والسادة. يصوم الدهر. وكان حافظاً، ثقة. سمع: محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وبشر بن معاذ، وعبد الجبار بن العلاء، وأحمد بن منيع، ومحمد بن هاشم البعلبكي، وهشام بن خالد الأزرق. وطوف البلاد. روى عنه: أبو علي بن شعيب الدمشقي، وأبو أحمد العسال، والطبراني، وأبو الشيخ، وأبو بكر بن المقرئ وقال: هو أول من كتبت عنه الحديث. وقال أبو الشيخ: كان من معادن الصدق. توفي في جمادى الآخرة. قلت أما:) إبراهيم بن محمد بن الحسن الإصبهاني، فشيخ من طبقة ابن متويه. سمع من: هناد بن السري، وعبد الرحمن بن عمر رستة، وأحمد بن الفرات. سكن همدان. وروى عنه من أهلها: أحمد بن إبراهيم بن تركان، ونصر بن حازم، وجبريل بن محمد، وغيرهم. ويعرف أيضاً بأبة، ويعرف أيضاً بابن فيرة الطيان. (23/85)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 86 إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي. البغدادي. سمع بدمشق: دحيماً، وهشاماً، وأحمد بن أبي الحواري. وعنه: عثمان بن السماك، وابن مقسم. وثقه الدارقطني. إسماعيل بن محمد بن إسحاق. أبو قصي العذري الدمشقي، الأصم. عن: أبيه، وعمه عبد الله، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وزهير بن عباد. وعنه: أبو سعيد أحمد بن محمد الأعرابي، وأبو علي النيسابوري، وأبو عمر بن فضالة، وعبد الله بن عدي، والطبراني. أيوب بن سليمان بن صالح بن هاشم. أبو صالح المعافري الجياني، ثم القرطبي. روى عن: محمد بن أحمد العتبي، وعبد الله بن خالد، ويحيى بن مزين. وكان إماماً في مذهب مالك، مقدماً في الشورى. كانت الفتيا دائرة عليه وعلى محمد بن عمر بن لبابة. وكان لغوياً نحوياً بليغاً. توفي إلى رحمة الله في المحرم. روى عنه خلق. (23/86)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 87 4 (حرف الياء) بدعة المغنية.) جارية عريب. كانت بديعة الحسن، فائقة الغنى. توفيت في آخر سنة اثنتين وقد كان إسحاق بن أيوب بذل فيها مائة ألف دينار فيما قيل، فلم تفعل عريب وأعتقتها. وكان لبدعة أموال وضياع وجوار. ولها نظم حسن. غنت للمعتضد وأخذت جوائزه. بسام بن أحمد بن بسام بن عمران. ابو الحسن المعافدي مولاهم المصري قال ابن يونس: ثقة. حدثنا عن: يونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن المقرئ. وتوفي في شوال. بشر بن نصر بن منصور. (23/87)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 88 الفقيه أبو القاسم الشافعي، المعروف بغلام عرق. توفي بمصر في جمادى الآخرة. وكان بغدادياً. قال ابن يونس: كان متضلعاً من الفقه، ديناً. 4 (حرف الحاء) الحسن بن علي بن موسى بن هارون. أبو علي النيسابوري النخاس، بخاء معجمة. سمع: عبد الأعلى بن حماد النرسي، وهشام بن عمار. وعنه: أبو سعيد بن يونس وصدقه، والحسن بن الأخضر الأسيوطي، وغيرهما من المصريين، وأبو أحمد بن عدي. الحسن بن علي بن يوسف القتاد. ابن أبي مسعود. مصري، روى عن: حرملة، وأبي شريك المرادي، ومحمد بن سلمة المرادي، وغيرهم. توفي في شوال. الحسن بن محمد بن أحمد بن العسال. أبو علي المصري العابر. لم يكن أحد يدانيه في تعبير الرؤيا.) كتب الحديث بعد التسعين ومائتين. قال ابن يونس: لم أر أحداً يفسر الرؤيا مثله، فسألته من أين لك هذا. قال: كنت أتاجر إلى المغرب، فمات بأقريطش نصراني، فبيعت كتبه وكنت حاضراً، فاشتريت منها كتاباً في تعبير الرؤيا وعدد الأيام وعلامات لذلك (23/88)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 89 فحفظته، وجعلت أجرب ما فيه فأجده حقاً. ثم ذكر له ابن يونس تعبير رؤيا الحساب. الحسين بن أحمد بن منصور. أبو علي البغدادي سجادة. توفي بمكة. حمزة بن محمد بن عيسى. أبو علي الكاتب. سمع من نعيم بن حماد جزءاً واحداً. روى عنه: محمد بن عمر الجعابي، وأبو حفص بن الزيات، وعلي بن لؤلؤ، وغيرهم. وثقه الخطيب. وتوفي في رجب ببغداد وهو جرجاني الأصل. لم يرو إلا عن نعيم. (23/89)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 90 4 (حرف الخاء) خلف بن أحمد بن خلف. أبو الوليد السمري. عن: سويد بن سعيد، وسليمان بن أبي شيخ. وعنه: الجعابي، وأبو حفص الزيات. حدث في السنة، ولم يذكروا وفاته. خلف بن أحمد بن عبد الصمد. أبو القاسم المصري. عن: سلمة بن شبيب، وغيره.) قال ابن يونس: كتبت عنه، وكان ثقة يؤم بمسجد الأقدام. مات في رجب. 4 (حرف الدال) دحمان بن المعافى الإفريقي. أبو عبد الرحمن. سمع من يونس بن عبد الأعلى. (23/90)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 91 4 (حرف السين) سعيد بن محمد بن صبيح. أبو عثمان الحداد، المالكي المغربي. إمام مجتهد كبير الشأن. قال عياض: توفي سنة اثنتين هذه، وولد سنة تسع عشرة ومائتين. وكانت له مقامات محمودة في الذب عن السنة. ناظر أبا العباس الشيعي داعي الروافض بني عبيد، وناظر بالقيروان الفراء شيخ المعتزلة. وكان إماماً في اللغة والعربية والنظر، إلا أن كان يحط على المالكية، ويسمي المدونة: المدودة. فسبه المالكية وقاموا عليه، ثم اغتفروا له ذلك وأحبوه لما ناظر الشيعي ونصر الحق. وقد مرت ترجمته في الطبقة الماضية، رحمه الله تعالى. سعيد بن محمد بن سعيد. أبو همام البكراوي بالبصرة. ورخه ابن مندة. 4 (حرف الصاد) صالح بن محمد. أبو محمد المرادي الأندلسي الوشقي. (23/91)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 92 4 (حرف العين) عبد الله بن الأزهر بن سهيل المصري. روى عن صاحب مالك يزيد بن سعيد الصباحي.) عبد الله بن محمد بن عمر بن الخليل التميمي. أبو عمرو المصري. عن: عيسى بن حماد، والحارث بن مسكين، وجماعة. وكان صدوقاً يخضب. قاله ابن يونس، وحدث عنه. توفي في المحرم. عبد الله بن الصقر بن نصر. أبو العباس البغدادي السكري. سمع: إبراهيم بن محمد الشافعي، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وعبد الأعلى بن حماد. وعنه: جعفر الخالدي، وأحمد القطيعي، وعمر بن الزيات، وغيرهم. وثقه الخطيب، وقال: توفي في جمادى الأولى. علي بن إسماعيل الشعيري البغدادي. سمع: عبد الأعلى بن حماد، وأبا همام الوليد بن شجاع. (23/92)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 93 وعنه: مخلد الباقرحي، والحسن بن أحمد السبيعي، وعلي بن لؤلؤ. وثقه الخطيب. علي بن سليمان بن داود الإسكندراني. أبو الحسن. سمع يحيى بن بكير. علي بن محمد بن نصر بن منصور بن بسام. أبو الحسن البغدادي العبرتآئي، الكاتب الإخباري. أحد الشعراء والبلغاء، وهو ابن بنت حمدون بن إسماعيل النديم. وله هجاء خبيث. روى في كتبه عن: عمر بن شبة، والزبير بن بكار، ويعقوب بن شبة، (23/93)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 94 وحماد بن إسحاق، وأحمد بن الحارث الخزاز، ومحمد بن حبيب، وسليمان بن أبي شيخ. روى عنه: محمد بن يحيى الصولي، وأبو سهل بن زياد، وزنجي الكاتب، وآخرون. وله من الكتب: أخبار عمر بن أبي ربيعة، وكتاب المعاقرين، وكتاب مناقضات الشعراء، وكتاب أخبار الأحوص، وكتاب ديوان رسائله. وكان يصنع الشعر في الرؤساء وينحله ابن) الرومي. قال المرزباني: استفرغ شعره في هجاء والده محمد بن نصر والخلفاء والوزراء. تحسن مقطعاته وتندر أبياته. وكان جده نصر على ديوان النفقات زمن المعتصم. قال ابن حمدون النديم: غرم المعتضد على عمارة البحيرة ستين ألف دينار، وكان يخلو فيها مع جواريه، وفيهن محبوبته دريرة. فعمل البسامي: (ترك الناس بحيره .......... وتخلى في البحيره)

(قاعداً يضرب بالطبل .......... على حر دريره) وبلغت الأبيات المعتضد فلم يظهر أنه سمعها، ثم أمر بتخريب تلك العمارات. وقد هجا جماعة من الوزراء كالقاسم بن عبيد الله، وجعفر بن الفرات. قال أبو علي بن مقلة: كنت أقصد ابن بسام لهجائه إياي، فخوطب ابن الفرات في وزارته الأولى في تصريفه، فاعترضت في ذلك وقلت: إذا صرف هذا تجسر الناس على هجائنا. فامتنع من تصريفه. فجاءني ابن بسام وخضع لي، ثم لازمني نحو سنة صار يعاشرني على النبيذ. (23/94)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 95 وقال في: (يا زينة الدين والدنيا وما جمعا .......... والأمر والنهي والقرطاس والقلم)

(إن ينسئ الله في عمري فسوف ترى .......... من خدمتي لك ما يغني عن الخدم)

(أبا علي لقد طوقتني منناً .......... طوق الحمامة لا تبلى على القدم)

(فاسلم فليس يزيل الله نعمته .......... عمن تبث الأيادي من ذوي النعم.) قال جحظة: كان ابن بسام يفخر بقوله في: (يا من هجوناه فغنانا .......... أنت وحق الله أهجانا) وهذا أخذه ابن الرومي في شنظف: (وفي قبحها كاف لنا من كيادها .......... ولكنها في فضلها بتبرد)

(ولو علمت ما كايدتنا لأنها .......... بأنفاسها والوجه والطبل واليد) الصولي: سمعت بن بسام يقول: كنت أتعشق خادماً لخالي أحمد بن حمدون، فقمت ليلة لأدب) إليه، فلما قربت منه لسعتني عقرب فصحت، فقال خالي: ما تصنع ههنا فقلت: جئت لأبول. قال: نعم في أست غلامي. فقلت لوقتي: (ولقد سريت مع الظلام لموعد .......... حصلته من غادر كذاب)

(فإذا على ظهر الطريق مغذة .......... سوداء قد علمت أوان ذهابي)

(لا بارك الرحمن فيها إنها .......... دبابة دب إلى دباب) (23/95)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 96 فقال خالي: قبحك الله، لو تركت المجون يوماً لتركته في هذه الحال. ثم قال: (وداري إذا هجع السامرون .......... تقيم الحدود بها العقرب) ولابن بسام يهجو الكتاب: (وعبدون يحكم في المسلمين .......... ومن مثله تؤخذ الجاليه)

(ودهقان طي تولى العراق .......... وسقي الفرات ورزقانيه)

(وحامد يا قوم لو أمره .......... إلي لألزمته الزاويه)

(نعم، ولأرجعته صاغراً .......... إلى بيع رمان خسراويه)

(أيا رب قد ركب الأرذلون .......... ورجلي من بينهم ماشيه)

(فإن كنت حاملها مثلهم .......... وإلا فأرجل بني الزانيه) وله: (وأعرضت عن طلب البطالة والصبا .......... لما علاني للمشيب قناع) علي بن سليمان بن داود الإسكندراني. أبو الحسن. سمع يحيى بن بكير. علي بن موسى بن عيسى بن حماد زغبة التجيبي. يروي عن جده عيسى زغبة. (23/96)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 97 4 (حرف القاف) قاسم بن ثابت بن حزم.) سنذكره مع أبيه في سنة ثلاث عشرة. القاسم بن موسى بن الحسن بن موسى الأشيب. أبو محمد. حدث بدمشق إصبهان. عن: إسحاق بن شاهين، ويعقوب الدورقي، وطبقتهما. وعنه: علي بن أبي العقب، وهشام ابن بنت عدبس، وأبو بكر بن ماهان الإصبهاني، وآخرون. توفي في جمادى الأولى. (23/97)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 98 4 (حرف الميم) محمد بن حريث بن عبد الرحمن بن حاشد. أبو بكر الأنصاري البخاري الحافظ. لقبه ابن ماكولا: حم، بفتح الحاء، وقال: ثقة، صنف المسند و التفسير و التاريخ و الوحدان. ولم يسم أحداً من شيوخه. قال: وتوفي في جمادى الأولى. محمد بن داود بن يزيد. أبو بكر الرازي الخطيب. سمع: محمد بن حميد، وأبا سعيد الأشج، وجماعة. وحدث بنيسابور في هذه السنة، وتوفي بعد ذلك. محمد بن دلويه النيسابوري. أخو زكريا. سمع: محمد بن مقاتل المروزي، وأحمد بن حرب. وعنه: أبو جعفر الرازي، وأبو عبد الله بن دينار. محمد بن زكريا بن يحيى بن عبد الله بن ناصح بن عمرو بنا دينار. قهرمان آل الزبير، أبو بكر الديناري البخاري الوراق. عن: هاني بن النضر، ومحمد بن المهلب، وطبقتهما. محمد بن زنجويه بن الهيثم القشيري النيسابوري. (23/98)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 99 سمع: عبد العزيز بن يحيى، وإسحاق بن راهويه، وأبا مصعب الزهري، وطبقتهم.) وعنه: علي بن حمشاذ، وعبد الله بن سعد، وجماعة بعدهم. أخبرنا محمد بن عبد السلام الحلبي، عن عبد المعز بن محمد الهروي: أنبا تميم بن أبي سعيد وزاهر بن طاهر قالا: أنا محمد بن عبد الرحمن، أنبأ أبو عمرو محمد بن أحمد الحير: أنبا محمد بن زنجويه القشيري: ثنا عبد العزيز بن يحيى المدني: ثنا سليمان بن بلال، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الولاء وعن هبته. متفق على صحته. وكنيته أبو بكر. محمد بن سعيد بن عزيز البوسنجي. ويعرف بالكوفي. ورخه عبد الرحمن بن مندة. محمد بن عبد الله بن سوار القرطبي. رحل وسمع: أبا حاتم السجستاني، والرياشي. (23/99)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 100 وشهد دخول الزنج ونهبهم البصرة. توفي في ربيع الأول. محمد بن عثمان بن إبراهيم بن زرعة الثقفي. مولاهم الدمشقي، القاضي أبو زرعة. كانت داره بنواحي باب البريد. ولي قضاء مصر سنة أربع وثمانين ومائتين، وولي قضاء دمشق. وكان جده يهودياً فأسلم. روى عنه الحسن الحصائري، وغيره. وكان حسن المذهب عفيفاً متثبتاً. وكان قد نزع الطاعة، وقام مع ابن طولون، وخلع أبا أحمد الموفق ووقف عند المنبر يوم الجمعة وقال: أيها الناس أشهدكم أني خلعت أبا أحمق كما يخلع الخاتم من الإصبع، فالعنوه. فعل ذلك أبو زرعة بأمر أحمد بن طولون. وكانت قد جرت وقعة بين ابن الموفق وبين خمارويه بن أحمد بن طولون في سنة إحدى وسبعين ومائتين، وتسمى وقعة الطواحين. وانتصر فيها أحمد بن الموفق، ورجع إلى دمشق.) وكانت هذه الوقعة بنواحي الرملة. فقال ابن الموفق لكاتبه أحمد بن محمد الواسطي. أنظر من كان يبغضنا. (23/100)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 101 قال: فأخذ يزيد بن عبد الصمد، وأبو زرعة الدمشقي، والقاضي أبو زرعة مقيدين، فاستحضرهم يوماً في طريقه إلى بغداد، فقال: أيكم القائل: قد نزعت أبا أحمق فربت ألسنتا وآيسنا من الحياة. قال أبو زرعة الدشمقي المحدث: فأما أنا فأبلست، وأما يزيد فخرس وكان تمتاماً، وكان أبو زرعة محمد بن عثمان أحدثنا سناً فقال: أصلح الله الأمير. فقال الواسطي: قف حتى يتكلم أكبر منك. فقلنا: أصلحك الله، هو يتكلم عنا. فقال: تكلم. قال: والله ما فينا هاشمي صريح، ولا قرشي صريح، ولا عربي فصيح، ولكنا قوم ملكنا، يعني قهرنا ثم روى أحاديث في السمع والطاعة، وأحاديث في العفو والإحسان، وكان هو المتكلم بالكلمة التي نطالب بخزيها. وقال: إني أشهدك أيها الأمير أن نسائي طوالق، وعبيدي أحرار، ومالي علي حرام، إن كان من هؤلاء القوم أحد قال هذه الكلمة. ووراءنا حرم وعيال، وقد تسامع الناس بهلاكنا، وقد قدرت، وإنما العفو بعد القدرة. فقال للواسطي: أطلقهم، لأكثر الله أمثالهم. فاشتغلت أنا ويزيد بن عبد الصمد في نزهة أنطاكية وطيبها عند عثمان بن خرزاد، وسبق هو إلى حمص. قال ابن زولاق في تاريخ قضاة مصر: ولي أبو زرعة قضاء مصر سنة (23/101)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 102 أربع وثمانين، وكان يذهب إلى قول الشافعي، ويوالي عليه ويصانع. وكان عفيفاً، شديد التوقف في إنفاذ الأحكام. وله مال كثير وضياع كبار بالشام. واختلف في أمره، فقيل: إن هارون بن خمارويه متولي مصر كان في عهده أن القضاء إليه فولاه القضاء. وقيل: إن المعتضد كتب له عهداً. قال: وكان القاضي يرقي من وجع الضرس، ويدفع إلى صاحب الوجع حشيشة توضع عليه،) فيسكن. قال: وكان يزن عن الغرماء الضعفاء. وربما أراد القوم النزهة، فيأخذ الواحد بين الآخر، فيطالبه فيقر له، ويبكي فيرحمه ويزن عنه. وسمعت محمد بن أحمد بن الحداد الفقيه شيخنا يقول: سمعت منصور بن إسماعيل الفقيه يقول: كنت عند أبي زرعة القاضي، فذكر الخلفاء، فقلت له: أيها القاضي، يجوز أن يكون السفيه وكيلاً قال: لا. قلت: فولياً لامرأة قال: لا. قلت: فأميناً قال: لا. قتل: فشاهداً قال: لا. قلت: فيكون خليفة قال لي: يا أبا الحسن هذه من مسائل الخوارج. (23/102)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 103 وكان أبو زرعة قد شرط لمن يحفظ مختصر المزني مائة دينار يهبها له. وهو أدخل مذهب الشافعي دمشق، وحكم به القضاة. وكان الغالب عليها قول الأوزاعي. قال: وكان أبو زرعة من الأكلة، يأكل سل مشمش، ويأكل سل تين، وما أشبه ذلك. وبقي على قضاء مصر ثماني سنين وشهرين، فصرف وأعيد إلى القضاء محمد بن عبدة بن حرب، فإنه ظهر من الاختفاء كما ذكرنا في ترجمته، فولاه محمد بن سليمان الكاتب القضاء. موسى بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي الحسني. أبو الحسن المدني. بمصر في رمضان. روى عنه ابن يونس.) مؤمل بن الحسن بن اليسع. أبو الحسن البهنسي. سمع: يونس بن عبد الأعلى. (23/103)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 104 4 (حرف الهاء) هارون بن نصر. أبو الخيار الأندلسي. بها. صحب بقي بن مخلد بضع عشرة سنة فأكثر عنه، ومال إلى كتب الشافعي فحفظها. وكان من أهل النظر والحجة والإمامة. 4 (حرف الياء) يسير بن إبراهيم بن خلف الأندلسي الألبيري. وقيل هو يسر، أبو سهل. فقيه ثقة. أخذ عن أبيه، وعن غيره. ذكره ابن يونس. (23/104)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 105 4 (وفيات سنة ثلاث وثلاثمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن الحسين بن إسحاق. أبو الحسن البغدادي، المعروف بالصوف الصغير. سمع: أبا إبراهيم الترجماني، وعبد الله بن عمر بن أبان. وعنه: أبو بكر الشافعي، وأبو حفص بن الزيات. ضعفه بعضهم، ولم يترك. وقيل: مات في آخر سنة اثنتين. أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر. (23/105)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 106 أبو عبد الرحمن النسائي، القاضي، مصنف السنن، وغيرها من التصانيف وبقية الأعلام.) ولد سنة خمس عشرة ومائتين. وسمع: قتيبة، وإسحاق بن راهويه، وهشام بن عمار، وعيسى بن حماد، والحسين بن منصور السلمي النيسابوري، وعمرو بن زرارة، ومحمد بن النضر المروزي، وسويد بن نصر، وأبا كريب، وخلقاً سواهم بعد الأربعين ومائتين بخراسان، والعراق، والشام، ومصر، والحجاز، والجزيرة. وعنه: أبو بشر الدولابي، وأبو علي الحسين النيسابوري، وحمزة بن محمد الكناني، وأبو بكر أحمد بن السني، ومحمد بن عبد الله بن حيويه، وأبو القاسم الطبراني، وخلق سواهم. رحل إلى قتيبة وهو ابن خمس عشرة سنة، وقال: أقمت عنده سنة وشهرين. ورحل إلى مرو، ونيسابور، والعراق، والشام، ومصر، والحجاز، وسكن مصر. وكان يسكن بزقاق القناديل. وكان مليح الوجه، ظاهر الدم مع كبر السن. وكان يؤثر لباس البرود النوبية الخضر، ويكثر الجماع، مع صوم يوم وإفطار يوم. (23/106)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 107 وكان له أربع زوجات يقسم لهن، ولا يخلو مع ذلك من سرية. وكان يكثر أكل الديوك الكبار تشترى له وتسمن، فقال بعض الطلبة: ما أظن أبا عبد الرحمن إلا أنه يشرب النبيذ للنضرة التي في وجهه. وقال آخرون: ليت شعرنا، ما يقول في إتيان النساء في أدبارهن فسئل فقال: النبيذ حرام، ولا يصح في الدبر شيء، ولكن حدث محمد بن كعب القرظي، عن ابن عباس قال: إسق حرثك من حيث شئت. فلا ينبغي أن يتجاوز قوله هذا الفصل. سمعه الوزير ابن حنزابة، من محمد بن موسى المأموني صاحب النسائي. وفيه: فسمعت قوماً ينكرون عليه كتاب الخصائص لعلي رضي الله عنه وتركه تصنيف فصائل الشيخين. فذكرت له ذلك فقال: دخلت إلى دمشق والمنحرف عن علي بها كثير، فصنفت كتاب الخصائص رجاء أن يهديهم الله. ثم صنف بعد ذلك فضائل الصحابة، فقيل له وأنا أسمع: ألا تخرج فضائل معاوية. فقال: أي شيء أخرج اللهم لا تشبع بطنه (23/107)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 108 فسكت السائل.) قلت: لعل هذه فضيلة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم من لعنته أو سببته فاجعل له ذلك زكاة ورحمة. قال أبو علي النيسابوري حافظ خراسان في زمانه: ثنا الإمام في الحديث بلا مدافعة أبو عبد الرحمن النسائي. وقال أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ: من يصبر على ما يصبر عليه النسائي كان عنده حديث ابن لهيعة ترجمة ترجمة، يعني عن قتيبة، عنه، فما حدث بها. وقال الدراقطني: أبو عبد الرحمن مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره. قال قاضي مصر أبو القاسم عبد الله بن محمد بن أبي العوام السعدي: ثنا أحمد بن شعيب النسائي: أنا إسحاق بن راهويه نا محمد بن أعين قال: قلت لابن المبارك إن فلاناً يقول: من زعم أن قوله تعالى إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني مخلوق فهو كافر. فقال ابن المبارك: صدق. قال النسائي: بهذا أقول. وقال ابن طاهر المقدسي: سألت سعد بن علي الزنجاني عن رجل فوثقه، فقلت: قد ضعفه النسائي. فقال: يا بني إن لأبي عبد الرحمن شرطاً في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم. وقال محمد بن المظفر الحافظ: سمعت مشايخنا بمصر يصفون اجتهاد النسائي في العبادة بالليل والنهار، وأنه خرج إلى الغداء مع أمير مصر، فوصف من شهامته وإقامته السنن المأثورة في فداء المسلمين، واحترازه عن مجالس (23/108)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 109 السلطان الذي خرج معه، والانبساط في المأكل. وأنه لم يزل ذلك رأيه إلى أن استشهد بدمشق من جهة الخوارج. وقال الدراقطني: كان ابن الحداد أبو بكر كثير الحديث، ولم يحدث عن غير النسائي، وقال: رضيت به حجة بيني وبين الله تعالى. وقال أبو عبد الرحمن بن مندة، عن حمزة العقبي المصري وغيره أن النسائي خرج من مصر في آخر عمره إلى دمشق، فسئل بها عن معاوية وما روي في فضائله فقال: لا يرضى رأساً برأس حتى يفضل قال: فما زالوا يدفعون في حضنيه حتى أخرج من المسجد. ثم حمل إلى الرملة، وتوفي بها، رحمه الله ورضي عنه.) وقال الدارقطني: إنه خرج حاجاً فامتحن بدمشق، وأدرك الشهادة، فقال: احملوني إلى مكة. فحمل وتوفي بها. وهو مدفون بين الصفا والمروة. وكانت وفاته في شعبان سنة ثلاث وثلاثمائة. قال: وكان أفقه مشايخ مصر في عصره وأعلمهم بالحديث والرجال. وقال أبو سعيد بن يونس في تاريخه: كان إماماً حافظاً، ثبتاً. خرج من مصر في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثمائة وتوفي بفلسطين يوم الاثنين لثلاث عشرة خلت من صفر سنة ثلاث وثلائمائة. قتل: هذا هو الصحيح، والله أعلم. أحمد بن علي بن أحمد بن الحسين بن عيسى بن رستم. (23/109)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 110 أبو الطيب المادرائي، الكاتب الأعور ويعرف أيضاً بالكوكبي. أصغر من أخيه محمد بأربع سنين. سمع الحديث وقرأ الأدب، وتفنن. وله مدائح في الحسن بن مخلد الوزير. ولي خراج مصر أيام المعتضد والمكتفي لخمارويه، ثم صرف، ثم ولي لما قدم مؤنس. وسعى مؤنس في توليته وزارة المقتدر، وعملت له الخلع، وكتب التقليد، وطلب من دمشق، فإذا به قد مات. روى عنه الخرائطي، وغيره شعراً. وقيل: كانت كتبه ثلاثمائة حمل جمل. توفي بمصر كهلاً. أحمد بن فرح بن جبريل. أبو جعفر البغدادي العسكري الضرير المقرئ. قرأ على أبي عمر الدوري، وعلى أبي الحسن أحمد البزي. وكان بصيراً بالتفسير، وولاؤه لبني هاشم. أقرأ الناس مدة. وحدث عن: علي بن المديني، وأبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة، وأبي الربيع الزهراني. وعنه: أحمد بن جعفر الختلي، وابن سمعان الرزاز. وكان ثقة، عالماً بالقرآن واللغة، نزل الكوفة وبها توفي في ذي الحجة.) وقرأ عليه: زيد بن علي بن أبي بلال، وعمر بن محمد بن بيان الزاهد، (23/110)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 111 وإبراهيم بن أحمد، وعبد الله بن محرز، والحسن بن سعيد المطوعي، وأبو بكر محمد بن الحسن النقاش، وعبد الواحد بن عمر، وعلي بن سعيد القزاز، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن المعروف بالولي، وغيرهم. أحمد بن محمد بن أبي خالد الإصبهاني. أبو جعفر، نزيل نيسابور. سمع: حميد بن مسعدة، وأحمد بن منيع، والنضر بن سلمة. وكان ثقة. روى عنه: أبو حامد بن الشرقي، وابن الأخرم. أحمد بن عصم. أبو العباس الضبي الهروي. عن: علي بن خشرم، وإسحاق الكوسج، وأبي داود السنجي. توفي في رمضان. أحمد بن محمد بن عبد الرحمن السامي الهروي. ثقة من أولاد الشيوخ. روى عن: أبي عمار الحسين بن حريث. وعنه: الحاكم أبو نصر منصور بن مطرف، وغيره. إبراهيم بن إسحاق. أبو إسحاق النيسابوري، الأنماطي، صاحب التفسير الكبير. حافظ، رحال، سمع: ابن راهويه، وعبد الله بن الرماح، ومحمد بن حميد، ومحمد بن سليمان لوين، وعثمان بن أبي شيبة، وهارون الحمال، وطبقتهم. (23/111)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 112 وعنه: أحمد بن محمد الشرقي، ومحمد بن يعقوب الأخرم، ويحيى بن العنبري. إبراهيم بن عبد العزيز بن منير. أبو إسحاق المصري الفقيه المالكي. حدث عن: أبي مصعب الزهري.) وعنه: أبو سعيد بن يونس. إبراهيم بن عثمان. أبو إسحاق المصري الأزرق الخشاب. في رمضان. سمع من: يونس. إبراهيم بن عمرو بن ثور بن عمران المرادي. مولاهم المصري، أبو إسحاق. سمع: يحيى بن بكثير، وأحمد بن صالح، وغيرهما. وعنه: ابن يونس، ووثقه وقال: كان يخضب وعمي. توفي في شعبان. إبراهيم بن موسى الجوزي. أبو إسحاق التوزي. سمع: بشر بن الوليد الكندي، وعبد الأعلى بن حماد، وعبد الرحيم الديبلي، ومحمد بن عبد الله بن عمار. وعنه: أبو علي بن الصواف، علي بن لؤلؤ، وعمر بن الزيات. وهو ثقة. (23/112)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 113 إسحاق بن إبراهيم بن دليل الموصلي. عن: محمد بن عبد الله بن عمار، وعلي بن الحسين الخواص، وغيرهما. وحدث ببلده. إسحاق بن إبراهيم بن نصر. أبو يعقوب النيسابوري البستي. سمع: قتيبة، وإسحاق، وهشام بن عمار، وعبد الله بن عمران العابدي، وطائفة. وعنه: محمد بن صالح بن هانئ، ومحمد بن إبراهيم الهاشمي، وجماعة. وسمع منه: محمد بن أحمد يحيى سنة ثلاث وثلاثمائة. وكان ثقة حافظاً صنف المسند، وغير ذلك.) وذكر ابن ماكولا. إسحاق بن إبراهيم البشتي، بالمعجمة. روى عن: إسحاق بن راهويه. وله مسند. (23/113)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 114 4 (حرف الجيم) جعفر بن أحمد بن نصر. أبو محمد الحافظ النيسابوري، المعروف بالحصيري. أحد أركان الحديث، ثقة، عابد. سمع: إسحاق بن راهويه، وأبا كريب، وأبا مروان العثمان، وأبا مصعب، وجماعة. وعنه: أبو حامد بن الشرقي، وأحمد بن الخضر الشافعي، ومحمد بن إبراهيم الهاشمي، وأبو عمرو بن حمدان، وغيرهم. قال الحاكم: قال لي أحمد بن محمد السكري سبط جعفر: كان جدي قد جزأ الليل ثلاثة أجزاء، يصلي ثلثه، وينام ثلثاً، ويصنف ثلثاً. وكان مرضه ثلاثة أيام، ولا يفتر فيها عن قراءة القرآن. وقال أحمد بن الخضر الشافعي: لما قدم أبو عبد الله بن محمد البلخي نيسابور عجز الناس عن مذاكرته، فذاكر جعفر بن أحمد بأحاديث الحج، فكان يسرد، فقال له جعفر: تحفظ سليمان التيمي، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبى بحجة وعمرة معاً فبهت وجعل يقول: التيمي، عن أنس. (23/114)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 115 فقال جعفر: ثنا يحيى بن حبيب، ثنا معتمر، عن أبيه، فذكر الحديث. جعفر بن أحمد بن سعيد بن صبيح. أبو الفضل. توفي في رمضان. قال ابن يونس: حكي لنا عن: يحيى بن بكير. جعفر بن محمد بن علي. أبو الفضل الحميري قاضي نسف. زاهد ورع. روى عن: عبدان المروزي، وإسحاق بن راهويه، والحسن بن عيسى بن ماسرجس.) روى عنه: محمد بن زكريا الحافظ، وأحمد بن حامد المقري. جعفر بن محمد بن عيسى. أبو الفضل القبوري البغدادي. وثقه الخطيب. سمع: سويد بن سعيد، وغيره. وعنه: أبو بكر الشافعي، والصواف. (23/115)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 116 4 (حرف الحاء) حاتم بن الحسن الشاشي. أبو سعيد. حج في هذا العام وحدث ببغداد عن: علي بن خشرم، وإسحاق الكوسج، وسليمان بن معبد السنجي. وعنه: أبو بكر الشافعي، وعبد العزيز بن الواثق، وعلي بن عمر الحربي. الحسن بن حباش. أبو محمد الدهقان الكوفي. عن: جبارة بن المغلس، وهناد بن السري، وإسماعيل بن بنت السدي. وعنه: ابن عقدة، وعبد الله بن يحيى الطلحي، وعبد الباقي بن قانع، وأبو بكر بن أبي دارم. تكلموا فيه. الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز بن النعمان الشيباني النسوي. (23/116)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 117 أبو العباس الحافظ. مصنف المسند. تفقه على: أبي ثور إبراهيم بن خالد. وكان يفتي بمذهبه. وسمع: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وحبان بن موسى، وقتيبة، وعبد الرحمن بن سلام الجمحي، وشيبان بن فروخ، وسهل بن عثمان العسكري، وأمماً سواهم. وسمع تصانيف أبي بكر بن أبي شيبة منه، وأكثر المسند من إسحاق، وكتاب السنن من أبي ثور، والتفسير من محمد بن أبي بكر المقدمي.) وسمع من: سعد بن يزيد الفراء، ويزيد بن صالح. روى عنه: ابن خزيمة، والقدماء، وأبو علي الحافظ، ويحيى بن منصور القاضي، ومحمد بن إبراهيم الهاشمي، وأبو عمرو بن حمدان، وأبو بكر الإسماعيلي، وابن حبان، وحفيده إسحاق بن سعد الفسوي، وخلق كثير. وقال محمد بن جعفر البستي: سمعته يقول: لولا اشتغالي بحبان بن موسى لجئتكم بأبي الوليد، وسليمان بن حرب. وقال الحاكم: كان محدث خراسان في عصره، مقدماً في الثبت والكثرة (23/117)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 118 والفهم والفقه والأدب. وروى عنه ابن حبان فأكثر، وذكره في الثقات، وقال: كان ممن رحل وصنف، وحدث على تيقظ، مع صحة الديانة والصلابة في السنة. مات في قريته بالوز في شهر رمضان، وحضرت دفنه. وقال أبو بكر أحمد بن علي الرازي في حياة الحسن بن سفيان: ليس للحسن في الدنيا نظير. وقال أبو الوليد الفقيه: كان الحسن أديباً فقيهاً، أخذ الأدب عن أصحاب النضر بن شميل، والفقه عن أبي ثور. وقال الحاكم: سمعت محمد بن داود بن سليمان يقول لنا: كنا عند الحسن بن سفيان، فدخل ابن خزيمة، وأبو عمرو، والحير، وأبو بكر بن علي الرازي في جماعة وهم متوجهون إلى فراوة، فقال أبو بكر بن علي: قد كتبت هذا الطبق من حديثك. قال: هات. فأخذ يقرأ، فلما قرأ أحاديث إسناداً في إسناد، فرده الحسن، ثم بعد ساعة فعل ذلك، فرده الحسن، فلما كان الثالثة قال له الحسن: ما هذا لقد احتملتك مرتين وهذه الثالثة، وأنا ابن تسعين سنة. فاتق الله في المشايخ، فربما استجيبت فيك دعوة. فقال له ابن خزيمة: مع، لا تؤذي الشيخ. قال: إنما أردت أن تعلم أن أبا العباس يعرف حديثه. قلت: بالوز قرية على ثلاثة فراسخ من نسا. (23/118)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 119 الحسين بن عبد الله بن محمد بن بشير. أبو علي المصري. روى عن: يحيى بن بكير، وغيره.) توفي في شعبان. 4 (حرف الخاء) خليفة بن المبارك. الأمير أبو الأغر. ولاه المعتضد قتال الأعراب بطريق الحج، فهزمهم وأسر رأسهم صالح بن مدرك. ثم قدم الشام في جيش لحرب آل طولون. توفي في هذا العام. (23/119)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 120 4 (حرف الراء) رويم بن أحمد، وقيل ابن محمد، ين يزيد ين رويم بن يزيد. أبو الحسن الصوفي البغدادي. كان عالماً بالقرآن ومعانيه، وكان ظاهري المذهب. تفقه لداود بن علي. وجده الأعلى رويم بن يزيد هو المذكور في طبقة المأمون. قال جعفر الخلدي: سمعته يقول: الإخلاص ارتفاع رؤيتك عن فعلك، والفتوة أن تعذر إخوانك في زللهم، ولا تعاملهم بما يحوجوك إلى الاعتذار، والصبر ترك الشكوى، والرضى استلذاذ البلوى، واليقين المشاهدة، (23/120)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 121 والتوكل إسقاط الوسائل. وقيل: إن رويماً دخل في شيء من أمور السلطان، فلم يتغير عن حاله ولا توسع، فليم في ذلك فقال: كذب الصوفية أحوجني إلى ذلك. وكان له عائلة. قال ابن خفيف: ما رأى حكيماً في علوم المعارف مثل رويم. وقال محمد بن علي بن حبيش: كان رويم يقول: السكون إلى الأحوال اغترار. وقال: رياء العارفين أفضل من إخلاص المريدين. وقد امتحن رويم في فتنة الصوفية لما قام عليهم غلام خليل، فذكر السلمي أن غلام خليل قال: إني سمعته يقول: ليس بيني وبين الله حجاب. فأحوجه ذلك إلى الخروج إلى الشام وتغيب. توفي رويم ببغداد، رحمه الله تعالى. 4 (حرف الزاي) ) زهير بن صالح بن أحمد بن حنبل. عن: أبيه. وعنه: ابن أخيه محمد بن أحمد، وأبو بكر الخلال، وأبو بكر النجاد. وهو ثقة. (23/121)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 122 4 (حرف العين) عاصم بن رازح بن رحب بن العلاء. أبو الليث الخولاني المصري. سمع: عيسى بن حماد، وغيره. وعنه: عيسى بن حماد، وغيره. وعنه: ابن يونس. توفي في رمضان. عبد الله بن محمد بن عبد الله بن يونس. أبو الحسين السمناني. من أعيان المحدثين بخراسان وثقاتهم. سمع: إسحاق بن راهويه، وهشام بن عمار، وعيسى بن زغبة، وأبا كريب. وعنه: علي بن حمشاد، وأبو عبد الله محمد بن يعقوب بن الأخرم، وأبو عمرو بن حمدان، وابن عدي، والإسماعيلي، وأبا عمرو بن مطر، ومحمد بن صالح بن هانئ، وآخرون. وكان واسع الرحلة، بصيراً بالآثار. قال أبو النصر محمد بن محمد بن يوسف: أنشدنا أبو الحسين عبد الله بن محمد السمناني لنفسه: (23/122)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 123 (ترى المرء يهوى أن تطول حياته .......... وطول البقا ما ليس يشفي له صدرا)

(ولو كان في طول البقاء صلاحنا .......... إذاً لم يكن إبليس أطولنا عمرا) عبد الله بن محمد بن ياسين. أبو الحسن الدوري. سمع: محمد بن بشار، وعلي بن الحسين الدرهمي، وجماعة.) وعنه: أبو بكر الشافعي، واليقطيني. وثقه الدارقطني. عبد الرحمن بن قريش. أبو نعيم الهروي الجلاب. عن: أحمد بن الأزهر، ويحيى بن محمد الذهلي. وعنه: جعفر الخلدي، ومخلد الباقرحي. حدث ببغداد ودمشق. وله غرائب. علي بن رستم بن المطيار. أبو الحسن الظهراني. عم أبي علي بن رستم. يروي عن: لوين، وأحمد بن معاوية، وعبد الله أخي رستة، والحسن بن علي بن عفان العامري. روى عنه: عبد الله والد أبي نعيم، وأهل خراسان. (23/123)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 124 عمر بن أيوب بن إسماعيل. أبو حفص السقطي. بغدادي صالح. وثقه الدارقطني. سمع: بشر بن الوليد، ومحمد بن بكار، وسريج بن يونس، وجماعة. وعنه: أبو علي بن الصواف، وعبد العزيز الخرقي، وابن لؤلؤ، ومحمد بن خلف بن حيان. 4 (حرف الفاء) فهد بن أبي هريرة أحمد بن محمد بن صالح المصري. روى عن: يونس بن عبد الأعلى. (23/124)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 125 4 (حرف الميم) محمد بن إسماعيل بن الفرج. أبو العباس المصري البناء.) محمد بن حرملة بن سعيد. أبو عمار الحرشي. مصري، سمع: بكار بن قتيبة. محمد بن الحسن بن العلاء. أبو عبد الله البغدادي الخواتيمي. عن: داود بن رشيد، وأبي بكر بن أبي شيبة. وعنه: عبد العزيز الخرقي. وثقه الخطيب. محمد بن الحسن بن نصر الزيات. سمع: زهير بن عباد. مصري. محمد بن خوتك. أبو ثمامة الحرسي. من أهل الحرس، بليدة بمصر. حدث عن: سلمة بن شبيب، وغيره. (23/125)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 126 محمد بن سليمان بن سندل الأندلسي. سمع من: سحنون. وفي الرحلة من: ابن عبد الحكم. وحدث. محمد بن العباس بن الوليد بن محمد بن عمر بن الدرفس. أبو عبد الرحمن الغساني الدمشقي الشيخ الصالح. روى عن: أبيه، وهشام بن عمار، وهشام بن خالد، ودحيم، ويونس بن عبد الأعلى، وجماعة. وعنه: أبو بكر، وأبو زرعة ابنا أبي دجانة، وجمع بن القاسم، والفضل بن جعفر، وأبو عمر بن فضلة، وأبو أحمد بن عدي، والطبراني، وآخرون. محمد بن عبد الوهاب بن سلام.) (23/126)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 127 أبو علي الجبائي البصري. شيخ المعتزلة. كان رأساً في الفلسفة والكلام. أخذ عن: يعقوب بن عبد الله الشحام البصري. وله مقالات مشهورة، وتصانيف. أخذ عنه: ابنه أبو هاشم، والشيخ أبو الحسن الأشعري. ثم أعرض الأشعري عن طريق الاعتزال وتاب منه، ووافق أئمة السنة، إلا في اليسير. وعاش أبو علي ثمانياً وستين سنة. وجدت على ظهر كتاب عتيق: سمعت أبا عمر يقول: سمعت عشرة من أصحاب الجبائي يحكون عنه قال: الحديث لأحمد بن حنبل، والفقه لأصحاب أبي حنيفة، والكلام للمعتزلة، والكذب للرافضة. وقال الأهوازي: سمعت الحسن بن محمد العسكري بالأهواز، وكان من المخلصين في مذهب الأشعري، يقول: كان الأشعري تلميذاً للجبائي، يدرس عليه ويتعلم منه، ويأخذ عنه. وكان أبو علي الجبائي صاحب تصنيف وقلم، إذا صنف يأتي بكل ما أراد مستقصى، وإذا حضر المجالس وناظر لم يكن بمرضي. وكان إذا دهمه الحضور في المجالس يبعث الأشعري ينوب عنه. ثم إن الأشعري أظهر توبة، وانتقل عن مذهبه. محمد بن عثمان بن سعيد. أبو بكر الدرامي الهروي. خلف أباه، وكان عالماً زاهداً. سمع: محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، وأبا سعيد الأشج. روى عنه: أبو إسحاق البزار الحافظ. (23/127)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 128 محمد بن علي بن عمرو الحفار. أبو بكر البغدادي الضرير. سمع: عبد الأعلى بن حماد، وداود بن رشيد. وعنه: عمر الزيات، وعلي بن عمر الحربي.) حدث في هذا العام. محمد بن عيسى بن إبراهيم بن مثرود. أبو بكر الغافقي. مصري، له ذكر. روى عن: أبيه. وذكر أنه سمع من يحيى بن بكير قاله عنه ابن يونس. محمد بن محمد بن فورك بن عطاء. أبو عبد الله القباب الإصبهاني، والد أبي بكر. سمع من: محمد بن عاصم جبر، وإسحاق بن إبراهيم شاذان. وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، وأبو بكر الطلحي. محمد بن حمدويه بن سنجان. أبو بكر المروزي. قال ابن ماكولا: روى عن: كثير بن المبارك، وسويد بن نصر، وعلي بن حجر، والحميدي. (23/128)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 129 روى عنه: فمحمد بن الحسن النقاش، ومحمد بن محمود المروزي الفقيه. مات سنة ثلاث وثلاثمائة. محمد بن المنذر بن سعيد بن عثمان السلمي الهروي. أبو عبد الرحمن الحافظ، المعروف بشكر. سمع: محمد بن رافع، وعلي بن خشرم، وعمر بن شبة، والرمادي، ويزيد بن عبد الصمد، وأحمد بن عيسى المصري، وطبقتهم. وأكثر الترحال، وصنف. روى عنه: أبو الوليد حسان بن محمد، وأبو عمرو بن مطر، وأبو حامد بن الشرقي، وأبو بكر أحمد بن علي الرازي النيسابوري. وحدث بنواحب خراسان وتوفي في أحد الربيعين بهراة. وقيل: مات سنة اثنتين. منصور بن إسماعيل.) أبو الحسن التميمي المصري الضرير، الفقيه الشافعي الشاعر. (23/129)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 130 قال ابن خلكان: له مصنفات مليحة في المذهب، وله شعر سائر. وهو القائل: (لي حيلة فيمن ينم .......... وليس في الكذاب حيله)

(من كان يخلق ما يقو .......... ل فيحلتي فيه قليله) وقال القضاعي: أصله من رأس عين. وكان فقيهاً متصرفاً في كل علم، شاعراً مجوداً، لم يكن في زمانه مثله. توفي سنة ثلاث. وقال ابن يونس: كان فهماً حاذقاً، صنف مختصرات في اللغة في مذهب الشافعي. وكان شاعراً مجوداً، خبيث اللسان بالهجو. يظهر في شعره التشيع. وكان جندياً قبل أن يعمى. وذكر ابن زولاق في ترجمة القاضي أبي عبيد بن حربويه أنه كانت له قصة مع منصور بن إسماعيل الفقيه طالت وعظمت. وذلك أنه كان خالياً به، فجرى ذكر المطلقة ثلاثاً الحامل، ووجوب نفقتها، فقال أبو عبيد: زعم زاعم أن لا نفقة لها. وأنكر منصور ذلك وقال: أقائل هذا من أهل القبلة. ثم انصرف منصور، وحدث الطحاوي فأعاده على أبي عبيد، فأنكره أبو عبيد فقال منصور: أنا أكذبه. قال لنا أبو بكر بن الحداد: حضر منصور، فتبينت في وجهه الندم على ذلك، فلولا عجلة القاضي بالكلام لما تكلم منصور، ولكن قال القاضي: ما أريد أحداً يدل علي، لا منصور ولا نصار، يحكون عنا ما لم نقل. فقال منصور: قد علم الله أنك قلت. فقال: كذبت. فقال: قد علم الله من الكاذب. ونهض. (23/130)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 131 4 (حرف الهاء) هارونبن يوسف. أبو أحمد الشطوي، ويعرف بابن مقراض. سمع: محمد بن يحيى العدني، والحسن بن عيسى بن ماسرجس، وأبا مروان العثماني.) وعنه: أبو بكر الجعابي، وأبو عبد الله بن العسكري، وابن لؤلؤ، والزيات. ووثقه الإسماعيلي. توفي في ذي الحجة. (23/131)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 132 4 (حرف الياء) يحيى بن إسحاق بن يحيى بن يحيى الليثي. أبو إسماعيل القرطبي. سمع أباه، ورحل فسمع ببغداد من: إسماعيل القاضي. وبرع في العربية واللغة، وشوور في الأحكام. مات في الرملة. يحيى بن عبيد الله بن يحيى بن يحيى. أبو عبد الله القرطبي ابن عم الذي قبله. كان رئيساً مبجلاً يستفتى. سمع مع والده، ويشاور في الأحكام. يعقوب بن إبراهيم بن حسان. أبو لحسين الأنماطي: أخو إسحاق. حدث عن: عبد الواحد بن غياث، وهارون بن حاتم. وعنه: الجعابي، ومحمد بن أحمد العطشي. وكان ثقة. (23/132)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 133 4 (وفيات سنة أربع وثلاثمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن إبراهيم بن يزيد بن عبد الله الباهلي الإصبهاني المكتب. روى عن: نصر بن علي الجهضمي، ومحمد بن يحيى الرماني، وجماعة. وعنه: عبد الله والد أبي نعيم، ومحمد بن جعفر بن يوسف. أحمد بن الحسن بن عبد الله الإصبهاني المعدل. سمع: مؤمل بن إهاب، وأيوب الوزان، وجماعة.) وله رحلة. وعنه: الطبراني، وأبو الشيخ، وآخرون. أحمد بن زنجويه بن موسى. أبو العباس المخرمي القطان. سمع: بشر بن الوليد، وداود بن رشيد، ومحمد بن بكار. وعنه: ابن لؤلؤ، وابن المظفر. وكان ثقة. وذكر الخطيب أحمد بن عمر بن زنجويه المخرمي القطان، وأنه توفي سنة أربع، وفرق بينه وبين هذا وهما واحد إن شاء الله تعالى. (23/133)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 134 أحمد بن عبد الله بن عمران. أبو حمزة المروزي. حدث ببغداد في هذا العام عن: علي بن خشرم، وغيره. وعنه: علي بن عمر الحربي، وغيره. أحمد بن عمر بن موسى بن زنجويه القطان. بغدادي: أحسبه أحمد بن زنجويه المذكور آنفاً، لكن قد فرق بينهما الخطيب. سمع: إبراهيم بن المنذر الحزامي، ومحمد بن بكار، ولويناً، وهشام بن عمار. وعنه: ابن المظفر، وعبد الله الزينبي. وكان ثقة. وقد ذكره الحافظ بن عساكر، وقال: روى عنه: ابن عدي، وأبو بكر الآجري، والطبراني. وسمى جماعة. أحمد بن محمد بن الحسن بن السكن. أبو الحسن القرشي العامري الحافظ. حدث عن: إبراهيم بن عبد الله الهروي، ومحمد بن عبد الرحمن (23/134)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 135 الأنطاكي وإسحاق بن موسى الأنصاري، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن أبي دجانة، وعلي بن أبي العقب، وأبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، وأحمد بن) عبدان الشيرازي، وقال: قدم علينا في سنة أربع وثلاثمائة ولا أحدث عنه كان ليناً. أحمد بن محمد بن رستم. أبو جعفر الطبري النحوي المقرئ. صاحب نصير بن يوسف، وهاشم بن عبد العزيز تلميذي الكسائي. روى عنه: أحمد بن جعفر بن سلم، وعمر بن محمد بن سيف الكاتب. حدث في هذه السنة. ذكره الخطيب. أحمد بن محمد الصيدلاني. عن: إسحاق بن وهب، وغيره. وعنه: الطبراني، وعلي بن عمر السكري. بقي إلى هذا العام. أحمد بن الممتنع. أبو الطيب القرشي الأيلي. حدث عن: أبي الطاهر بن السرح، وهارون الأيلي. وعنه: أبو بكر الشافعي، وابن الزيات. قال الدارقطني: صالح. (23/135)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 136 أحمد بن موسى بن الجوهري. عن: الحسين بن حريث، والربيع المرادي. وعنه: عيسى الرخجي، والطبراني. وهو ثقة. قاله الخطيب. يعرف بأخي خزري. إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن محمد بن أيوب المخرمي البغدادي. أبو إسحاق. عن: عبيد الله القواريري، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وجماعة. وعنه: عمر بن الزيات، وعبيد الله الزهري، وجماعة.) قال الإسماعيلي: صدوق. وقال الدارقطني: حدث عن ثقات بأحاديث باطلة، وليس بثقة. قلت: توفي في رمضان. إبراهيم بن محمد بن مالك بن ماهويه الإصبهاني. أبو إسحاق القطان الفقيه. (23/136)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 137 سمع: لويناً، وعمر الفلاس، وأبا الربيع السمتي، وإسماعيل بن يزيد. وعنه: العسال، وأبو الشيخ، ومحمد بن جعفر بن يوسف. إبراهيم بن موسى الجوزي. سمع: بشر بن الوليد. وقد ذكر سنة ثلاث. إسحاق بن إبراهيم بن يونس. أبو يعقوب المنجنيقي الوراق. بغدادي حافظ. سكن مصر. عن: محمد بن بكار، وأبي إبراهيم الترجماني، وداود بن رشيد، وعبد الأعلى بن حماد، وسويد بن سعيد، وحميد بن مسعدة. وعنه: النسائي في سننه وهو من أقرانه، وانتقى عليه، وقال: هو صدوق وأبو بكر أحمد بن السني، والحسن بن الخضر الأسيوطي، وأبو سعيد بن يونس، وعبد الله بن عدي، وسليمان الطبراني، وأحمد بن محمد بن سلمة الخياش، ومحمد بن محمد بن يعقوب السراج، ويحيى بن زكريا المصريون، وغيرهم. وكان رجلاً صالحاً، وهو آخر من مات من شيوخ النبل. (23/137)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 138 توفي لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة ولقب بالمنجنيقي لأنه كان يجلس بقرب منجنيق بجامع مصر. وكان فيما ذكر ابن عدي عن بعض رجاله يمنع النسائي من المجيء إليه، ويذهب إلى منزل النسائي حسبة، حتى سمع منه النسائي ما انتقاه عليه. وقد قال له النسائي يوماً: يا أبا يعقوب،) لا تحدث عن سفيان بن وكيع. فقال: اختر لنفسك ما شئت، وأنا فكل من كتبت عنه فإني أحدث عنه. وثقه ابن عدي، والدارقطني. إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عرباض. أبو القاسم التنيسي. روى عن: محمد بن رمح، وعبد الجبار بن العلاء. توفي في رجب بتنيس. أصبغ بن مالك. أبو القاسم المالكي الزاهد. نزيل قرطبة. أصله من قبره. وصحب ابن وضاح أربعين سنة، وكان ابن واضح يجله ويعظمه. وسمع من: ابن وضاح، وابن القزاز. وكان إماماً في قراءة نافع. قرأ على: إبراهيم بن بازي، عن أصحاب ورش. (23/138)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 139 4 (حرف الجيم) جعفر بن أحمد بن علي بن بيان. أبو الفضل الغافقي المصري. رافضي كذاب، زعم أنه سمع من: عبد الله بن يوسف التنيسي، ويحيى بن بكير. روى عنه: أبو أحمد عبد الله بن عدي، والحسن بن رشيق. حدث في هذه السنة، وعاش بعدها قليلاً، أو مات فيها. قال عبد الله بن عدي: كتبت عنه في الرحلة الأولى بمصر سنة تسع وتسعين، وفي الرحلة الثانية سنة أربع وثلاثمائة، وأظن فيها مات. ثنا عن أبي صالح كاتب الليث، وعثمان بن صالح كاتب ابن وهب، وسعيد بن عفير، وعبد الله بن يوسف بأحاديث موضوعة، كنا نتهمه بوضعها، بل نتيقن ذلك. وكان رافضياً. جعفر بن حبيش بن عائذ.) أبو الفضل المصري. سمع: يونس الصدفي. (23/139)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 140 4 (حرف الحاء) حاتم بن روح. أبو الحسن السجستاني المؤدب. في رجب. الحسن بن علي الأعسم. أبو علي السامري، نزيل مصر. أرخه ابن يونس. يروي عن: أشعث بن محمد الكلابي، ونصر بن الفتح، وغيرهما. وعنه: محمد بن أحمد بن خروف، وإبراهيم بن أحمد بن مهران، والحسن بن أبي الحسن العدل. حديثه في الخلعيات يقع. الحسين بن عبد المجيب الموصلي. شيخ كبير، يروي عن: علي بن المديني، ومعلى بن مهدي، وعبد الأعلى بن حماد. ورأى أبا الوليد الطيالسي. علق له يزيد بن محمد في تاريخه. (23/140)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 141 4 (حرف الخاء) خلف بن هاشم. أبو القاسم الأشعري الأندلسي. يروي عن: العتبي الفقيه. وهو من أهل لورقة. 4 (حرف الزاي) زيادة الله بن عبد الله الأغلبي. صاحب القيروان. هو وأبوه.) وهم الذين بنوا حصون القيروان. قدم هذا منهزماً من بني عبيد الخارجين بالقيروان إلى مصر، فأكرم مورده. توفي غريباً بالرملة. وله ترجمة طويلة مرت، فتكتب هنا. (23/141)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 142 4 (حرف الطاء) طريف بن عبيد الله. أبو الوليد الموصلي. مولى بني هاشم. روى ببغداد عن: علي بن الجعد، ويحيى بن بشر الحريري، ويحيى الحماني. وعنه: أبو بكر الجعابي، وأبو الفتح الأزدي، وعبد الله بن عدي. ضعفه الدارقطني. (23/142)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 143 4 (حرف العين) العباس بن إبراهيم. أبو الفضل القراطيسي. بغدادي، ثقة. عن: محمد بن المثنى الغزي، وإسحاق بن زياد الأبلي. وعنه: النجاد، والطبرني، ومحمد بن المظفر. عباس بن الوليد بن حفص الأموي. مولاهم المصري. عن: يونس بن عبد الأعلى. عبد الله بن محمد بن عمران. أبو محمد الإصبهاني. رئيس جليل، حج وسمع من: لوين، ومحمد بن أبي عمر العدني، والحسن بن علي الحلواني. وعنه: أبو الشيخ، والطبراني، وابن المقري. عبد الله بن محمد. أبو القاسم الأكفاني الفقيه، صاحب المزني.) وقيل: توفي في سنة سبع، كما سيأتي. (23/143)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 144 عبد الله بن مظاهر. أبو محمد الإصبهاني الحافظ. توفي شاباً، وكان آية في الحفظ. حفظ المسند كله، وشرع في حفظ فتاوى الصحابة. وسمع: أبا خليفة، وجماعة. ولم يمتع بشبابه. وحدث عن: مطين، ويوسف القاضي. وعنه: أبو الشيخ. عبد العزيز بن محمد بن دينار. الفارسي الزاهد. سمع: داود بن رشيد، وجماعة. وعنه: أبو علي بن الصواف، ومحمد بن خلف الخلال. وكان ثقة عابداً كبير القدر. عبيدون بن محمد بن فهد. أبو الغمر الجهني القرطبي. رحل مع الأعناقي، وابن خمير. فسمع من: يونس بن عبد الأعلى، وابن عبد الحكم. وولي قضاء الجماعة بقرطبة يوماً واحداً. (23/144)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 145 توفي في شوال. عمران بن أيوب. أبو عبد الله الخولاني، مولاهم المصري. روى عن: حرملة. (23/145)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 146 4 (حرف القاف) القاسم بن عبد الله بن مهدي الإخميمي. أبو الطاهر، قاضي الطف.) روى عن: أبي مصعب الزهري. وكان بالصعيد. روى عنه: أبو أحمد بن عدي، وابن يونس، والطبراني. فيه ضعف. القاسم بن الليث بن مسرور. أبو صالح العتابي الرسعني. نزيل تنيس. روى عن: المعافى بن سليمان، وهشام بن عمار، وجماعة. وعنه: النسائي في الكنى ووثقه، وأبو بكر محمد بن علي النقاش، والمصريون، وعبد الله بن عدي الحافظ، وأبو الحسن محمد بن عبد الله بن حيويه النيسابوري، وأبو علي بن هارون. وهو ممن عاش بعد النسائي من شيوخه. القاسم بن محمد بن قاسم الزواوي المغربي. من صغار أصحاب سحنون. (23/146)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 147 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن شيرزاد. أبو بكر البوراني، قاضي تكريت. حدث عن: لوين، وجماعة. وعنه: محمد بن المظفر، ومحمد بن زيد بن مروان. وهو صدوق. محمد بن أحمد بن الهيثم الدوري. سمع: هارون بن إسحاق، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي. وعنه: أبو بكر الشافعي، وابن المظفر. وثقه الخطيب. محمد بن أحمد بن عبد الملك بن سلام بن الزراد القرطبي. مولى بني أمية، أبو عبد الله صاحب محمد بن وضاح.) روى عنه، وعن: إبراهيم بن محمد بن باز، وجماعة. وكان زاهداً صالحاً. وسمع الناس منه كثيراً. (23/147)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 148 محمد بن أحمد بن المرزبان. القاضي المرزباني. قلد قضاء دمشق بعد أبي زرعة من قبل المقتدر، فبقي أشهراً، وتوفي سنة أربع. محمد بن جعفر بن حسين العطار. أبو بكر العسكري. سمع: الحسن بن عرفة. محمد بن الحسين بن خالد. أبو الحسن القنبيطي. عن: إبراهيم بن سعيد الجوهري، ويعقوب الدورقي، وطبقتهما. وعنه: ابن بنته عيسى الرخجي، وأبو علي بن الصواف، وابن لؤلؤ. وثقه الخطيب. توفي في صفر. محمد بن صالح بن أبي عصمة. حدث في هذه السنة بمصر عن: هشام بن عمار، وهشام الأزرق، ومحمد بن يحيى الزماني، ومحمد بن مصفى، وطبقتهم. روى عنه: أبو أحمد بن عدي، وأبو بكر المقري، والخضر السيوطي، وأبو بكر الربعي، وطائفة. وهو دمشقي يكنى أبا العباس. محمد بن عبد الوهاب بن هشام. (23/148)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 149 أبو زرعة الأنصاري الجرجاني، الفقيه الحافظ. أحد من جمع بين الفقه والحديث. روى عن: عبد الله بن محمد الزهري، وأحمد بن سعيد الدارمي، وهارون بن إسحاق) الهمداني، وجماعة. وعنه: ابن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، والغطريفي. وصاهر الإسماعيلي. وعليه تفقه الإسماعيلي. توفي في ذي الحجة. محمد بن عمرو بن سليمان اللقاباذي. أبو بكر التاجر. نيسابوري. سمع: محمد بن رافع، وإسحاق الكوسج. وعنه: ابن عقدة، وأبو علي الحافظان. محمد بن هرثمة النيسابوري المقرئ. سمع: محمد بن رافع، وابن ماسرجس. وحدث. مسلم بن أحمد بن أبي عبيدة. أبو عبيدة الليثي الأندلسي. رحل في طلب العلم سنة تسع وخمسين ومائتين، فكتب ورجع إلى الأندلس. وتوفي في حدود هذه السنة. (23/149)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 150 4 (حرف الياء) يحيى بن علي الكندي. فيها حدث بدمشق عن: أبي نعيم عبيد الكلبي. يموت بن المزرع بن يموت بن عيسى. أبو بكر العبدي البصري الأديب. ويقال: اسمه محمد، ولقبه: يموت. وكان إخبارياً علامة سكن طبرية. روى عن: خاله الجاحظ، ومحمد بن حميد اليشكري، وأبي حفص الفلاس، وأبو حاتم السجستاني، ونصر بن علي الجهضمي، والرياشي، وجماعة.) وعنه: أبو بكر الخرائطي، وسهل بن أحمد الديباجي، والحسن بن رشيق البصري، وجماعة. (23/150)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 151 وما أحسن ما نقل. قال: إنما مصرت أعمار الملوك لكثرة شكاية الخلق إياهم إلى الله. توفي بدمشق. وكان لا يعود مريضاً لئلا يتطير باسمه. وكان يروي القراءة عن: محمد بن عمر القصبي صاحب عبد الوارث. وعن: أبي حاتم السجستاني. أخذ عنه: ابن مجاهد، وغيره. يوسف بن الحسين الرازي. أبو يعقوب، شيخ الصوفية. صحب ذا النون المصري، وغيره. وسمع: قاسماً الجوعي، وأبا تراب عسكر النخشبي، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن أبي الحواري، ودحيماً. وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو بكر النقاش، ومحمد بن أحمد بن شاذان البجلي، وآخرون. قال السلمي: كان إمام وقته، ولم يكن في المشايخ على طريقته في تذليل النفس وإسقاط الجاه. (23/151)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 152 وقال القشيري: كان نسيج وحده في إسقاط التصنع. يقال إنه كتب إلى الجنيد: لا أذاقك الله طعم نفسك، فإنك إن ذقتها لا تذوق بعدها خيراً. ومن قوله: إذا رأيت المريد يشتغل بالرخص فاعلم أنه لا يجيء منه شيء. وقال علي بن محمد بن نصرويه: سمعت يوسف بن الحسين يقول: ما صحبني متكبر قط إلا اعتراني داؤه، لأنه يتكبر، فإذا تكبر غضبت، فإذا غضبت أداني الغضب إلى الكبر. وعنه أنه قال: اللهم إنك تعلم أني نصحب الناس قولاً، وخنت نفسي فعلاً، فهب خيانتي لنصيحتي. وروي أنه سمع قولاً: (رأيتك تبني في قطيعتي .......... ولو كنت ذا حزم لهدمت ما تبني)

(كأني بكم والليث أفضل قولكم .......... ألا ليتنا كنا إذا الليت لا تغني) فبكى كثيراً، فلما سكن ما به قال: يا أخي لا تلم أهل الري على أن يسموني زنديقاً، أنا من) الغداة أقرأ في هذا المصحف، ما خرجت من عيني دمعة. وقد وقع مني فيما غنيت ما رأيت. قال السلمي: كان مع علمه وتمام حاله هجره أهل الري، وتكلموا فيه بالقبائح، خصوصاً الزهاد، إلى أن أفشوا حديثه وقبائحه، حتى بلغني أن بعض (23/152)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 153 مشايخ الري رأى في النوم كأن براءة نزلت من السماء فيها مكتوب: هذه براءة ليوسف بن الحسين مما قيل فيه. فسكتوا عنه بعد ذلك. قال الخطيب: سمع منه: أبو بكر النجاد. قلت: وهو صاحب حكاية الفأرة لما سأل ذا النون عن الاسم الأعظم. وقد راسله الجنيد وأجابه هو، وطال عمره وشاع ذكره. وعن أبي الحسن الدراج قال: لما ورد على الجنيد رسالة يوسف اشتقت إليه، فخرجت إلى الري، فلما دخلتها سألت عنه فقالوا: إيش تعمل بذاك الزنديق فلم أحضره. فلما أردت السفر قلت: لا بد لي منه. فلما وقفت على بابه تغير علي حالي، فلما دخلت إذا هو يقرأ في مصحف فقال: لأيش جئت قلت: زائراً. فقال: أرأيت لو ظهر لك هنا من يشتري لك داراً وجارية ويقوم بكفايتك، أكنت تنقطع بذلك عني قلت: يا سيدي، ما ابتلاني الله بذلك. فقال: أقعد، فأنت عاقل تحسن تقول شيئاً قلت: نعم. قال: هات. فأنشد البيتين المتقدمين، إلى آخر الحكاية. وقال أبو بكر الرازي: قال يوسف بن الحسين: بالأدب يفهم العلم، وبالعلم يصح لك العمل، وبالعمل تنال الحكمة، وبالحكمة يفهم الزهد، وبالزهد تترك الدنيا، وبترك الدنيا يرغب في الآخرة، وبالرغبة في الآخرة ينال رضى الله تعالى. (23/153)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 154 قال السلمي: نا ابن عطاء أن يوسف بن الحسين الرازي مات سنة أربع وثلاثمائة. قلت: كان من أبناء التسعين، رحمه الله تعالى.) (23/154)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 155 4 (وفيات سنة خمس وثلاثمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن إبراهيم بن عبد الله. أبو محمد النيسابوري. سبط القاضي نصر بن زياد من وجوه خراسان وزعمائها. سمع: جده، وإسحاق بن راهويه وقرأ عليه المسند، ومحمد بن مقاتل، وعمرو بن زرارة. وعنه: مؤمل بن الحسن، وأبو علي الحافظ، وأحمد بن أبي عثمان. أحمد بن العباس بن موسى. أبو عمرو العدوي الأستراباذي. روى عن: إسماعيل بن سعد الشالنجي، وأحمد بن آدم غندر. وعنه: ابن عدي، وأبو أحمد الغطريف، وأبو بكر الإسماعيلي وقال: صدوق. قال أبو عمرو: سمع مني كتاب البيان من أهل طبرستان وحده أربعة آلاف نفس. أحمد بن عبد الواحد العقيلي الجوبري الدمشقي. عن: صفوان بن صالح، وعبد الله بن ذكوان. وعنه: ابن عدي، وأبو بكر محمد بن سليمان الربعي، وجمح بن القاسم. أحمد بن محمد بن إبراهيم. (23/155)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 156 أبو بكر الكندي الصيرفي. بغدادي، سمع: زيد بن أخزم، وعلي بن الحسين الدرهمي. وعنه: ابن السقاء الواسطي، وغيره. يعرف بابن الخنازيري. أحمد بن محمد بن شبيب. أبو محمد الغزال المروزي. عن: علي بن خشرم، وأبي داود السنجي، ومحمد بن كامل المروزيين. وعنه: أبو نصر بن زنك، وغيره. أحمد بن محمد. أبو جعفر الفهري الأندلسي.) سمع من: سحنون، وغيره. وطلب لقضاء القيروان فامتنع وطال عمره، وبقي إلى هذا العام. أحمد بن هارون. أبو جعفر البخاي الغزال. رحل، وسمع: عمرو بن عثمان الحمصي، وأبا عمير عيسى بن النحاس. وعنه، أهل بخارى: محمد بن محمد بن محمود، وأحمد بن محمد بن حرب. آدم بن موسى الخواري. في رجب. إسماعيل بن إسحاق بن الحصين الرقي. حدث ببغداد عن: أحمد بن حنبل، وحكيم بن سيف. وعنه: محمد بن المظفر، وأبو جعفر بن الميتم، وعمر بن أحمد الوكيل. قيل: إنه مات سنة ست، وذكر تقريباً. (23/156)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 157 4 (حرف الجيم) جبير بن هارون. أبو سعيد الجرجاني المعدل. عن: علي بن محمد الطنافسي، ومحمد بن حميد الرازي. وكان ذا قدر ومحل. وروى عنه: والد أبي نعيم، ومحمد بن جعفر بن يوسف، وأبو الشيخ بن حبان. (23/157)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 158 4 (حرف الحاء) الحسين بن عبد الغفار. حدث في هذا العام بدمشق. وهو متروك، واه. روى عن: هشام بن عمار، ودحيم، وأبي مصعب الزهري. وعنه: ابن عدي، والحسن بن رشيق، وجماعة. قال ابن عدي: ثنا عن سعيد بن عفير، وجماعة لم يحتمل سنة لقاؤهم. وله مناكير.) يكنى أبا علي. (23/158)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 159 4 (حرف السين) سعيد بن عبد الله. أبو محمد الجوهري الحراني. عن: إبراهيم بن عبد الله الهروي، وغيره. سعيد بن عثمان التجيبي الأعناقي. سمع: ابن مزين، وابن وضاح. ورحل قبل ذلك. كأنه حج ورأى يونس بن عبد الأعلى والحارث بن مسكين. وسمع من: نصر بن مرزوق صاحب أسد بن موسى، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وجماعة. وكان ورعاً زاهداً حافظاً، بصيراً بعلل الحديث ورجاله، لا علم له بالفقه. روى عنه: محمد بن قاسم، وابن أيمن، وخلق. سليمان بن محمد. أبو موسى النحوي، المعروف بالحامض. (23/159)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 160 كان إماماً في نحو الكوفيين. وأخذ عن: ثعلب، وغيره. وخلفه بعد موته وجلس في مجلسه. صنف غريب الحديث، وخلق الإنسان، والوحوش، والنبات. وكان صالحاً خيراً. أخذ عنه: أبو عمرو الزاهد، والبغداديون. 4 (حرف الطاء) طاهر بن عبد العزيز الرعيني. أبو الحسن القرطبي. مكثر عن: بقي بن مخلد. وحج فسمع: علي بن عبد العزيز، ومحمد بن إسماعيل الصائغ. ورحل إلى اليمن فسمع: إسحاق الدبري، وعبيد بن محمد الكشوري. وأكثر من السماع، وحمل الناس عنه في حياة شيوخه.) روى عنه: أحمد بن بشر، ومحمد بن خالد، وابن أخي ربيع، وطائفة. توفي في جمادى الأولى. (23/160)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 161 4 (حرف العين) العباس بن محمد بن أحمد الموصلي. عن: محمد بن عبد الله بن عمار، ومسعود بن جويرية، ومحمد بن يحيى الزماني. حدث في هذه السنة. عبد الله بن أحمد بن أبي الحواري. أبو محمد الدمشقي. كان زاهداً ورعاً، من بيت طيب. سمع: أباه، وأحمد بن صالح المصري، وكثير بن عبيد، وأبا عمير بن النحاس. وعنه: محمد بن سليمان الربعي، والفضل بن جعفر، وابن عدي، وجماعة ببلده. عبد الله بن صالح بن عبد الله بن الضحاك. أبو محمد البغدادي المعروف بالبخاري. سمع: لويناً، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وعثمان بن أبي شيبة، وجماعة. وعنه: عبد الله بن إبراهيم الزينبي، ومحمد بن المظفر، وابن الزيات، وأبو علي الحسين النيسابوري وقال: ثقة. (23/161)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 162 توفي في رجب. عبد الله بن صالح بن يونس. أبو محمد الفرائضي النيسابوري. سمع: محمد بن رافع، وإسحاق بن منصور الكوسج. وعنه: محمد بن جعفر المزكي، ومحمد بن حمدون المذكر، وغيرهما. عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن شيرويه بن أسد بن أعين بن يزيد بن ركانة بن عبد يزيد بن المطلب بن عبد مناف القرشي النيسابوري. الفقيه أبو محمد بن شيرويه. أحد كبراء نيسابور. له مصنفات كثيرة تدل على نبله.) سمع المسند من ابن راهويه. وسمع: خالد بن يوسف السمتي، وعبد الله بن معاوية الجمحي. وعمرو بن زرارة، وأحمد بن منيع، وأبا كريب. وعنه: ابن خزيمة، ومحمد بن يعقوب بن الأخرم، والحسين بن علي الحافظ، والناس. قال أبو عبد الله العبدوي: سمعت عبد الله بن شيرويه يقول: قال لي بندار: أرني ما كتبته عني. قال: فجمعت ما كتبته عنه في أسفاط، وحملتها إليه على ظهر جمال، فنظر فيها وقال: يا ابن شيرويه، أفلستني، وأفسلك الوراقون، يعني النساخ. وقال الحاكم: سمع بالحجاز كتاب ابن عيينة من العدني. وقال إبراهيم بن أبي طالب: كان إسحاق بن راهويه لا يعيد لأحد، وأنا (23/162)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 163 أتعجب كيف لم يفته، يعني ابن شيرويه، شيء من المسند. ثم قال: لقد رأيت له منزلة عن إسحاق لمكان أبيه. وقال أحمد بن الخضر الشافعي: سمعت ابن خزيمة يقول: كنت أرى عبد الله بن شيرويه يناظر وأنا صبي، فكنت أقول: ترى أتعلم مثل ما تعلم ابن شيرويه قط. قلت: ومن آخر من حدث عنه: أبو عمرو بن حمدان. وقع لنا حديث عالياً، ولله الحمد. عبد الله بن هارون الصواف. عن: مجاهد بن موسى، وعلي بن مسلم الطوسي. وعنه: عمر بن بشران، وعيسى بن حامد، وأبو بكر الإسماعيلي. علي بن أحمد المريقي. بغدادي، روى عن: عمر بن شبة، وعبد الله بن أيوب المخرمي. وعنه: عبد العزيز الخرقي، وأبو القاسم بن النخاس، وحمزة الكناني الحافظ. قال حمزة: ثقة حافظ. علي بن الحسين بن حبان بن عمار. أبو الحسن المروزي، ثم البغدادي.) سمع: محمد بن الصباح الجرجرائي، ومحمود بن غيلان، ومحمد بن بكار. وعنه: مكرم القاضي، ومحمد اليقيطيني، وعلي بن عمر الحربي. وكان ثقة. (23/163)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 164 علي بن سعيد بن عبد الله العسكري الحافظ. توفي بالري. رحل في حدود الخمسين ومائتين. كنيته أبو الحسن. سمع: الزبير بن بكار، ومحمد بن المثنى، وأبا حفص الفلاس، ويعقوب الدورقي، وجماعة. وعنه: أبو الشيخ، وأبو بكر القباب، وأبو عمرو بن حمدان، وأبو عمرو بن مطر، وعبد الله، وأبو بكر محمد بن جعفر، وأهل إصبهان ونيسابور. وآخر من حدث عنه مأمون الرازي بالري. وقع لنا من تصانيفه. علي بن موسى بن يزداد. أبو الحسن القمي، الفقيه الحنفي، إمام أهل الرأي في عصره بلا مدافعة. له مصنفات منها: كتاب أحكام القرآن، وهو كتاب جليل. وسمع: محمد بن حميد الرازي، ومحمد بن معاوية بن مالج، ومحمد بن شجاع الثلجي. وعنه: أبو بكر أحمد بن سعد بن نصر، وأحمد بن أحيد الكاغدي، وآخرون. وتخرج به جماعة من الكبار، وأملى بنيسابور. وحدث بمصنفاته. (23/164)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 165 عمر بن محمد بن نصر. أبو حفص الكاغدي المقرئ. بغدادي، كبير القدر. قرأ القرآن على: أبي عمر الدوري. وسمع: عمرو بن علي الفلاس، وأحمد بن بديل، ومحمود بن خراش، وجماعة. روى عنه: الحسن السبيعي، وعبد العزيز الخرقي، وأبو حفص بن الزيات. وقرأ عليه القرآن جماعة، منهم: أبو بكر أحمد بن نصر الشذائي.) عمران بن موسى بن مجاشع. أبو إسحاق السختياني. محدث جرجان ومسندها. كان ثقة ثبتاً، كثير التصنيف. سمع: هدبة بن خالد، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وسويد بن سعيد، وأبا الربيع الزهراني، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن يوسف الهسنجاني وهو من أقرانه، وأبو عبد الله بن يعقوب بن الأخرم، وأبو علي النيسابوري. وقدم نيسابور وحدث بها، فسمع منه: أبو حامد بن الشرقي، والكبار. روى عنه: أبو عمرو بن نجيد، وأبو عمرو بن حمدان. وتوفي في رجب بجرجان، وهو في عشر المائة. (23/165)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 166 4 (حرف الفاء) الفضل بن الحباب بن محمد بن شعيب. أبو خليفة الجمحي البصري. رحلة الآفاق في زمانه. اسم أبيه عمرو، ولقبه: الحباب. سمع أبو خليفة، من كبار شيوخ أبي داود وأبي زرعة فسمع: مسلم بن إبراهيم، والوليد بن هشام القحذمي، وسليمان بن حرب، وحفص بن عمر الحوضي، وشاذ بن فياض، وأبا الوليد الطيالسي، ومسدداً، وعمرو بن مرزوق، وعثمان بن الهيثم المؤذن، وجماعة كبيرة. ومولده سنة ست ومائتين. وكان محدثاً ثقة، مكثراً راوية للأخبار والأدب، فصيحاً مفوهاً. روى عنه: أبو بكر الجعابي، وأبو بكر الإسماعيلي، وأبو أحمد الغطريفي، والطبراني، وابن عدي، وأبو الشيخ، وإبراهيم بن أحمد الميموني، (23/166)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 167 وعلي بن عبد الملك بن دهثم الطرسوسي نزيل دمشق، ومحمد بن سعد الأصطخري ببغداد، وأحمد بن الحسين العكبري، وإبراهيم بن محمد الأبيوردي نزيل مكة شيخ أبي عمر الطلمنكي، وسهل بن أحمد الديباجي، وأحمد بن محمد بن) العباس البصري، وخلق سواهم. قال علي بن أحمد بن أبي خليفة فيما رواه عنه أبو الحسين بن المحاملي قال: سمعت أبي يقول: حضرنا يوماً عند خليل أمير البصرة، فجرى بينه وبين أبي خليفة كلام، فقال له: من أنت أيها المتكلم. فقال: أيها الأمير ما مثلك من جهل مثلي، أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب، أفعل يخفى القمر فاعتذر إليه وقضى حاجته. ولما خرج سألوه فقال: ما كان إلا خيراً، أحضرني مأدبته، فأبط، وأدج، وأخرج، وفولج، ولوذج، ثم أتاني بالشراب، فقلت: معاذ الله. فعاهدني أن آتي مأدبته كل يوم. فكان إنسان يأتي كل يوم، فيحمله إلى دار الأمير. وقال أبو نعيم عبد الملك بن الحسن ابن أخت أبي عوانة: سمعت أبي يقول لأبي لأبي علي الحافظ النيسابوري: دخلت أنا وأبو عوانة البصرة، فقيل: أبا خليفة قد هجر، ويدعى عليه أنه قال: القرآن مخلوق. فقال لي أبو عوانة: يا بني، لا بد أن ندخل عليه. قال: فقال له أبو عوانة، ما تقول في القرآن فاحمر وجهه وسكت، ثم قال: القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق فهو كافر. أستغفر الله، وأنا تائب إلى الله من كل ذنب إلا الكذب، فإني لم أكذب قط. قال: فقام أبو علي إلى أبي فقبل رأسه، فقال أبي: قام أبو عوانة إليه فقبل كتفه. توفي في ربيع الآخر أو جمادى الأولى عن مائة سنة إلا أشهراً. (23/167)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 168 4 (حرف القاف) القاسم بن زكريا بن يحيى. أبو بكر البغدادي المقرئ، المعروف بالمطرز. كان مقرئاً نبيلاً مصنفاً، مأموناً، حجة. أثنى عليه الدارقطني وغيره. قرأ على الدوري، وعلى أبي حمدون. وأقرأ الناس، فقرأ عليه: علي بن الحسين الغضائري شيخ الأهوازي بالإدغام والإبدال وعدمهما. فادعى أنه لقيه سنة ثلاث عشرة، فبان بهذا أن الغضائري غير ثقة. وقد سمع من: سويد بن سعيد، وإسحاق بن موسى، وأبي كريب، وأبي همام السكوني، ومحمد) بن الصباح الجرجرائي، وجماعة. حدث عنه: الجعابي، وعبد العزيز الخرقي، وابن المظفر، وأبو حفص الزيات، وآخرون. توفي في صفر. صنف المسند، والأبواب. (23/168)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 169 القاسم بن محمد بن بشار. أبو محمد الأنباري، والد العلامة أبي بكر. سكن بغداد. وحدث عن: عمرو الفلاس، وعمر بن شبة، والحسن بن عرفة. وقرأ القرآن على عمه أحمد بن بشار. وسمع الحروف من: سليمان بن خلاد، عن اليزيدي، ومحمد بن الجهم، وجماعة. وعنه: ابنه محمد، وعلي بن موسى الرزاز، وأحمد بن عبد الرحمن المقرئ المعروف بالولي. كان صدوقاً موثقاً عارفاً بالأدب والغريب، متفنناً حافظاً، رحمه الله. (23/169)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 170 4 (حرف الميم) محمد بن أبان بن ميمون السراج. أبو عبد الله. بغدادي ثقة. سمع: يحيى بن عبد الحميد الحماني، والحكم بن موسى، وعبيد الله القواريري، وجماعة. وعنه: ابن لؤلؤ، وأبو حفص الزيات، ومحمد بن زيد الأنصاري، وغيرهم. وقيل: توفي سنة ست. محمد بن إبراهيم بن حيون. من أهل وادي الحجارة بالأندلس. سمع: محمد بن وضاح، والخشني، وجماعة. ورحل فسمع: إسحاق الدبري باليمن، وعلي بن عبد العزيز بمكة، وعبد الله بن الإمام أحمد ببغداد، وخلقاً سواهم. وكان من كبار الحفاظ بالأندلس، وفيه تشيع. (23/170)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 171 روى عنه: قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة، وأحمد بن سعيد بن حزم، وخالد بن سعد وقال خالد فيه: لو كان الصدق إنساناً لكان ابن حيون.) وقال ابن الفرضي: لم يكن بالأندلس قبله أبصر بالحديث منه. محمد بن أحمد بن تميم بن خالد. أبو بكر الإصبهاني. عن: لوين، وأحمد بن أبي شريح، ومحمد بن علي بن شقيق، ومحمد بن حميد. وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، وأبو الشيخ، ومحمد بن جعفر بن يوسف، وأبو بكر بن المقرئ، وآخرون. توفي في جمادى الأولى. لا بأس به. محمد بن إبراهيم بن نصر بن شبيب. أبو بكر الإصبهاني الصفار. ثقة. روى عن: أبي ثور إبراهيم بن خالد، وهارون بن عبد الله الحمال كتبهما. وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، ومحمد بن عبد الرحمن بن الفضل، وآخرون. محمد بن الحسين بن شهريار. أبو بكر القطان البغدادي. (23/171)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 172 عن: بشر بن معاذ، وأبي حفص الفلاس، روى عنه تاريخه. وعنه: محمد بن عمر الجعابي، وابن المظفر، وابن لؤلؤ. قال الدارقطني: ليس به بأس. وقد روى القراءة عن الحسين بن الأسود، عن يحيى بن آدم وأخذها عنه ابن مجاهد، والنقاش، وعبد الواحد بن أبي هاشم. محمد بن سليمان. أبو موسى الحامض البغدادي النحوي. أحد أئمة اللسان، وتلميذ ثعلب. وقيل: سليمان بن محمد، كما مر آنفاً. محمد بن طاهر بن خالد بن أبي الدميك.) أبو العباس البغدادي. سمع: عبيد الله بن عائشة، وعلي بن المديني، وإبراهيم سبلان. وعنه: جعفر الخلدي، ومخلد الباقرحي، وابن المظفر. وثقه الخطيب. توفي في جمادى الآخرة. محمد بن العباس بن أسلم الأزرق الحمراوي. سمع: عبد الجبار بن العلاء. محمد بن عبيد الله القرطبي المالكي. (23/172)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 173 رحل إلى المشرق. وسمع من: إسماعيل القاضي، وموسى بن هارون. وكان فقيهاً نبيلاً استشهد في هذا العام. محمد بن عمرو بن مسعدة. أبو الحارث البيروتي. عن: محمد بن وزير، ومحمد بن عقبة بن علقمة، وجماعة. وعنه: عبد الله بن عدي، وأحمد بن جعفر بن سلم، وغيرهما. محمد بن القاسم بن هاشم السمسار. أبو بكر. بغدادي، سمع: بشر بن الوليد، وغيره. وعنه: علي بن عمر الحربي. محمد بن المبارك بن عبد الملك الدباغ. مصري. روى عن: محمد بن رمح، ودحيم. محمد بن نصر بن القاسم. أبو بكر الخواص. في شوال.) سمع من: حرملة وحدث. (23/173)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 174 محمد بن نصير بن أبان المديني. أبو عبد الله القرشي. روى عن: إسماعيل بن عمرو البجلي، وسليمان الشاذكوني، وجماعة دونهم. وعنه: الطبراني، وأبو الشيخ، وابن المقري، وغيرهم. قال فيه أبو نعيم: ثقة. مالك بن عيسى القفصي المالكي. ولي قضاء بلده. وسمع: محمد بن سحنون، وشجرة بن عيسى. وبمصر من: يونس بن عبد الأعلى، وابن عبد الحكم. وكان إماماً كبيراً، رحل إليه العلماء من الأندلس. وصنف كتباً. موسى بن هارون التوزي. روى عن: إسحاق بن أبي إسرائيل، وعبد الوارث بن عبد الصمد، والكندي، وعبد الأعلى بن حماد، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وطبقتهم. وعنه: علي بن لؤلؤ، وغيره. (23/174)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 175 4 (حرف الهاء) هارون بن علي بن الحكم. أبو موسى المزوق. بغدادي. سمع: إبراهيم بن سعيد الجوهري، وأبا عمر الدوري، وزياد بن أيوب. وعنه: محمد بن حميد المخرمي، وعثمان المجاشعي، وعمر بن أحمد الوكيل، وآخرون. وكان ثقة مقرئاً. 4 (حرف الياء) يحيى بن أصبغ بن خليل.) أبو بكر القرطبي. سمع: أباه، وببغداد: عبد الله بن أحمد بن حنبل، وجماعة. حدث عنه: قاسم بن أصبغ، وثابت بن حزم. وكان فاضلاً. (23/175)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 176 4 (وفيات سنة ست وثلاثمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن حذيفة. أبو الحسن البشتي الأديب. سمع: إسحاق الكوسج، ومحمد بن يحيى، والحسن بن محمد الزعفراني. وعنه: يحيى بن محمد العنبري، وإسماعيل بن عبد الله بن ميكال. أحمد بن الحسن بن عبد الجبار بن راشد. أبو عبد الله الصوفي. بغدادي مشهور. وثقه الخطيب، وغيره. سمع: علي بن الجعد، ويحيى بن معين، وأبا نصر التمار، وسويد بن سعيد، وأحمد بن جناب، وجماعة. وعنه: عبد الله بن إبراهيم الزينبي، وأبو حفص ابن الزيات، وأبو الشيخ الإصفهاني، وأبو بكر الإسماعيلي، ومحمد بن المظفر، وعلي بن عمر الحربي. توفي في رجب. (23/176)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 177 وقع لي حديثه بعلو. ومات في عشر المائة. أحمد بن داود بن أبي صالح عبد الغفار بن داود الحراني، ثم المصري. عن: أبي مصعب، ومحمد بن رمح، وحرملة. طارت عليه شرارا فاحترق.) قال ابن يونس: حدث بحديث منكر عن أبي مصعب. وقال الدارقطني: كذاب. أحمد بن سعيد بن عبد الله. أبو الحسن المؤدب الدمشقي. سكن بغداد، وأدب عبد الله بن المعتز. وروى عن: هشام بن عمار، ومحمد بن وزير، والزبير بن بكار. وعنه: إسماعيل الصفار، وحمزة الكناني، ومحمد بن المظفر. وثقه حمزة. أحمد بن عمر بن سريج. (23/177)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 178 القاضي أبو العباس البغدادي، إمام أصحاب الشافعي. شرح المذهب ولخصه، وصنف التصانيف، ورد على المخالفين للنصوص. سمع: الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، وعلي بن أشكاب، وأبا داود السجستاني، وعباس بن محمد الدوري. وعنه: أبو القاسم الطبراني، وأبو أحمد الغطريفي، وأبو الوليد حسان بن محمد. وتفقه عليه عدة أئمة. توفي في جمادى الأولى من السنة، وله سبع وخمسون سنة وستة أشهر. وقع حديثه بعلو في جزء الغطريفي لأصحاب ابن طبرزذ. وقال أبو إسحاق الشيرازي في الطبقات: كان يقال له الباز الأشهب ولي القضاء بشيراز. قال: وكان يفضل على جميع أصحاب الشافعي، حتى على المزني وإن فهرست كتبه كان يشتمل على أربعمائة مصنف. كان الشيخ أبو حامد الإسفرائيني يقول: نحن نجري مع أبي العباس في ظواهره الفقه دون دقائقه. (23/178)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 179 تفقه على أبي القاسم الأنماطي، وأخذ عنه خلق. وعنه انتشر مذهب الشافعي. وقال أبو علي بن خيران: سمعت أبا العباس بن سريج يقول: رأيت كأنا مطرنا كبريتاً أحمر، فملأت أكمامي وحجري، فعبر لي أن أرزق علماً عزيزاً كعزة الكبريت الأحمر.) وقال أبو الوليد الفقيه: سمعت ابن سريج يقول: قل ما رأيت من المتفقهة من اشتغل بالكلام فأفلح. يفوته الفقه ولا يصل إلى معرفة الكلام. قال الحاكم: سمعت حسان بن محمد الفقيه يقول: كنا في مجلس ابن سريج سنة ثلاث وثلاثمائة، فقام إليه شيخ من أهل العلم فقال: أبشر أيها القاضي، فإن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد، يعني للأمة، أمر دينها. والله تعالى بعث على رأس المائة عمر بن عبد العزيز، وعلى رأس المائتين أبا عبد الله الشافعي، وبعثك على رأس الثلاثمائة. ثم أنشأ يقول: (اثنان قد مضيا فبورك فيهما .......... عمر الخليفة، ثم حلف السؤدد)

(الشافعي الألمعي محمد .......... إرث النبوة وابن عم محمد)

(أبشر أبا العباس إنك ثالث .......... من بعدهم سقياً لتربة أحمد) فصاح أبو العباس بن سريج وبكى وقال: لقد نعى إلي نفسي. قال حسان: فمات القاضي أبو العباس في تلك السنة. قلت: وكان على رأس الأربعمائة أبو حامد الإسفراييني، وعلى رأس الخمسمائة الغزالي، وعلى رأس الستمائة الحافظ عبد الغني، وعلى رأس السبعمائة شيخنا ابن دقيق العيد. على أن بعض هؤلاء يخالفني فيهم خلق من العلماء. (23/179)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 180 والذي أعتقده من الحديث أن ظلف من يجدد للجمع لا للمفرد، والله أعلم. وكان أبو العباس على مذهب السلف، يؤمن بها ولا يؤولها، ويميزها كما جاءت. وهو صاحب مسألة الدور في الحلف بالطلاق. وقد روى التنوخي في نشواره قال: حدثني القاضي أبو بكر العنبري بالبصرة، حدثني أبو عبد الله، شيخ من أصحاب ابن سريج كتبت عنه الحديث، قال: قال لنا ابن سريج يوماً: أحسب أن المنية قربت. قلنا: وكيف قال: رأيت البارحة كأن القيامة قد قامت، والناس قد حسروا، وكأن منادياً ينادي بصوت عظيم: بم أجبتم المرسلين فقلت: بالإيمان والتصديق. فقيل: ما سئلتم عن الأقوال، بل سئلتم عن الأعمال. فقلت: أما الكبائر، فقد اجتنبناها، وأما الصغائر، فعولنا فيها على عفو الله ورحمته.) قال: وانتبهت. فقلنا له: ما في هذا ما يوجب سرعة الموت. فقال: أما سمعتم قوله تعالى: اقترب للناس حسابهم قال: فمات بعد ثمانية عشر يوماً، رحمه الله تعالى. أحمد بن سهل بن المبارك. أبو العباس الإصبهاني الجيراني المعدل، ويعرف بممجة. سمع: لويناً، وحميد بن مسعدة، وعمراً الفلاس. (23/180)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 181 وعنه: عبد الله بن محمد بن الحجاج الشروطي، وعمر بن عبد الله بن سهل. وثقه أبو نعيم. وروى عنه أبو بكر المقري في معجمه. وجيران: من إصبهان. أحمد بن محمد بن مسقلة. أبو علي التيمي الواذاري. سمع: الزبير بن بكار، وأحمد بن يحيى السوسي. وعنه: والد أبي نعيم، والطبراني. وهو إصبهاني. أحمد بن موسى بن علي الصدفي. مولاهم أبو بكر المصري. عرف بابن الزباب. قيده غير ابن ماكولا. سمع: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. وعنه: أبو إسحاق القرطبي. أحمد بن يحيى. (23/181)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 182 أبو عبد الله بن الجلاء. أحد مشايخ الصوفية الكبار. صحب أباه، وذا النون المصري، وأبا تراب النخشبي وحكى عنهم. أخذ عنه: أبو بكر الرقي، ومحمد بن سليمان اللباد، ومحمد بن الحسن اليقطيني، وغيرهم.) وكان يكون بدمشق وبالرملة. وأصله بغدادي. ويقال: كان ابن الجلاء بالشام، والجنيد ببغداد، وأبو عثمان الجيزي بنيسابور يعني لا رابع لهم في عصرهم. وقال الرقي: ما رأيت أهيب منه، وقد لقيت ثلاثمائة شيخ. وسمعته يقول: ما جلا أبي شيئاً قط، ولكنه كان يعظ الناس، فيقع كلامه في قلوبهم، فسمي جلاء القلوب. وقال محمد بن علي بن الجلندي: سمعت ابن الجلاء وسئل عن المحبة فقال: ما لي وللمحبة، إني أريد أن أتعلم التوبة. كانت وفاته في رجب. وقد استوفى ابن عساكر ترجمته. وقيل: اسمه محمد بن يحيى وقيل: أصله بغدادي. وقال أبو عمر الدمشقي: سمعت ابن الجلاء يقول: قلت لأبوي: أحب أن تهباني لله. قالا: قد فعلنا. فغبت عنهم مدة، ثم جئت فدققت الباب فقال أبي: من ذا قلت: ولدك. قال: قد كان لي ولد وهبناه لله تعالى. وما فتح الباب. (23/182)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 183 وعن أبي عبد الله بن الجلاء قال: آلة الفقير صيانة فقره، وحفظ سره، وأداء فرضه. أحمد بن يعقوب بن سراج الموصلي. سمع: الصلت بن مسعود الجحدري. أحمد بن يوسف بن الضحاك. أبو عبد الله البغدادي، الفقيه. سمع: أبا كريب، ومحمد بن موسى الحرشي. وعنه: أبو علي بن الصواف، ومحمد بن المظفر. وكان ثقة. إبراهيم بن أحمد بن محمد بن الحارث. أبو القاسم الكلابي، الفقيه الشافعي. أظنه بصرياً. سمع من: الحارث بن مسكين، ومحمد بن هشام السدوسي. وكان ثقة صالحاً.) إبراهيم بن علي بن إبراهيم العمري الموصلي. أبو إسحاق. سمع: معلى بن مهدي، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وعدة. وعنه: أبو طاهر بن أبي هاشم المقري، وأبو بكر الإسماعيلي، وأبو بكر النجاد الحنبلي، وأبو بكر بن المقري. (23/183)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 184 وثقه الخطيب. حدث ببغداد، ووثقه الدارقطني. 4 (حرف الجيم) جبريل بن الفضل السمرقندي. أبو حاتم. حج سنة اثنتين وتسعين، فحدث عن: قتيبة، وإبراهيم بن يوسف، وغيرهما. وعنه: ابن قانع. وثقه الخطيب وقال: عاش إلى سنة ست. جعفر بن سهل. أبو الفضل النيسابوري الواعظ. سمع: إسحاق بن راهويه، والحسن بن عيسى بن ماسرجس، ومحمد بن رافع. وعنه: محمد بن صالح بن هانئ، وأحمد بن يعقوب بن الثقفي، وجماعة. وكان له قبول وافر في التذاكر. وقد حدث بمناكير. (23/184)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 185 4 (حرف الحاء) حاجب بن مالك بن أركين. أبو العباس الفرغاني التركي الضرير. حدث بالشام وإصبهان عن: أحمد بن إبراهيم الدورقي، وأبي عمر الدوري وهذه الطبقة. وعنه: سليمان الطبراني، ويوسف الميانجي، ومحمد بن المظفر. وله جزء معروف، سمعناه. الحسن بن بالويه بن زيد بن سيار.) أبو علي الحيري، النيسابوري. سمع: محمد بن حميد، ومحمد بن مقاتل الرازيين. وعنه: أبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان. ورخه الحاكم. الحسين بن حمدان بن حمدون. (23/185)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 186 الأمير أبو عبد الله التغلبي، عم السلطان سيف الدولة علي. قدم الشام لقتال الطولونية في جيش من قبل المكتفي. وقدم دمشق لحرب القرامطة أيام المقتدر. ثم ولاه ديار ربيعة، فغزا وافتتح حصوناً، وقتل خلقاً من الروم. ثم خالف فسار لحربه رائق، فحاربه وأسره رائق في سنة ثلاث وثلاثمائة، فسجن ببغداد. ثم قتل سنة ست وثلاثمائة. (23/186)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 187 4 (حرف العين) عامر بن إبراهيم بن عامر بن إبراهيم بن واقد الأشعري. مولى أبي موسى صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. أبو محمد المؤذن الإصبهاني. ثقة، من بيت مشهور. سمع: أباه، وإبراهيم بن محمد بن مروان. وعنه: الطبراني، ومحمد بن جعفر، ومحمد بن أحمد بن عبد الوهاب، وغيرهم. عباس بن محمد الفزاري. مولاهم المصري الحافظ. روى عن: محمد بن رمح، وزكريا كاتب العمري، وأحمد بن صالح الطبري، وجماعة. كنيته أبو الفضل. روى عنه: ابن يونس فأكثر، والطبراني، وآخرون. وكان يعرف بالبصري. توفي في شعبان. قال ابن يونس: ما رأيت أحداً قط أثبت منه.) (23/187)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 188 عبدان بن أحمد بن موسى بن زياد. أبو محمد الأهوازي الجواليقي الحافظ، واسمه: عبد الله، فخفف. طوف البلاد وصنف التصانيف، وسمع: سهل بن عثمان العسكري، وأبا كامل الجحدري، وخليفة بن خياط، ومحمد بن بكار، ووهب بن بقية، وهشام بن عمار، وأبا بكر وعثمان ابني أبي شيبة، وزيد بن الحريش، وخلقاً كثيراً. روى عنه: ابن قانع، وحمزة الكناني، والطبراني، وأبو بكر الإسماعيلي، وأبو عمرو بن حمدان، وأبو بكر بن المقري، وآخرون. ورحل الحفاظ إلى عسكر مكرم للقيه. وكان أحد الحفاظ الأثبات. قال الحاكم: سمعت أبا علي الحافظ يقول: رأيت من أئمة الحديث أربعة: إبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة بنيسابور، والنسائي بمصر، وعبدان بالأهواز. فأما عبدان فكان يحفظ مائة ألف حديث، ما رأيت في المشايخ أحفظ منه. وقال حمزة الكناني: سمعت عبدان يقول: دخلت البصرة ثمان عشرة مرة من أجل حديث أيوب السختياني. وجمعت ما يجمعه أصحاب الحديث، إلا حديث مالك، فإنه لم يكن عندي الموطأ بعلو، وإلا حديث أبي حصين. (23/188)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 189 وسمعته يقول: جمعت لبشر بن المفضل ستمائة حديث، من شاء يزيد علي. وقال الحاكم: كان أبو علي النيسابوري لا يسامح في المذاكرة، بل يواجه الرد في الملأ، فوقع بينه وبين عبدان لذلك، فسمعت أبا علي يقول: أتيت أبا بكر بن عبدان فقلت: الله الله، تحتال لي في حديث سهل بن عثمان العسكري، عن جنادة، عن عبيد الله بن عمر فقال: قد حلف الشيخ أن لا يحدث بهذا الحديث وأنت بالأهواز. فأصلحت أشيائي للخروج. وودعت الشيخ، وشيعني أصحابنا، ثم اختبأت إلى يوم المجلس، ثم حضرت متنكراً لا يعرفني أحد. فأملى الحديث وأملى غير ذلك مما كان قد امتنع علي منها. ثم بلغه بعد أني كنت في المجلس، فتعجب. وقال أبو حاتم بن حبان: أنبأ عبدان بعسكر مكرم وكان عسيراً نكداً. وقال الرامهرمزي: كنا عند عبدان فقال: من دعي فلم يجب فقد عصى الله. بفتح الباء. فقال له ابن سريج: إن رأيت أن تقول يجب.) فأبى، وعجب من صواب ابن سريج، كما عجب ابن سريج من خطئه. وقال ابن عدي: عبدان كبير الاسم. قال لي: جاءني أبو بكر بن أبي غالب فذهب إلى شاذان الفارسي، فلم يلحقه، فعطف إلى ابن أبي عاصم بأصبهان، ثم جاءني فقال: فاتني شاذان، وذهبت إلى ابن أبي عاصم فلم أره ملياً بحديث البصرة، وجئتك لأكتب حديثهم عنك، لأنك ملي بهم. فأخرجت إليه حديثهم، وقاطعته كل يوم على مائة حديث. قال ابن عدي: ثنا عبدان، ثنا محمد بن عمرو بن سلمة، ثنا ابن وهب، فذكر حديثاً. كذا قال. وإنما هو عمرو بن سواد. وكان عبدان يخطئ فيه، فيقول مرة كما ذكرنا، ومرة يقول: محمد بن عمرو، وإنما هو عمرو بن سواد. (23/189)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 190 قال: وكانت هيبة عبدان تمنعنا من أن نقول له. وثنا بحديث فيه أشرس، فقال رشرس. فتوقفت في الرد عليه. مات عبدان رحمه الله في آخر سنة ست، وله تسعون سنة وأشهر. عبد الصمد بن عبد الله بن أخي يزيد ابني عبد الصمد القرشي. أبو محمد الدمشقي القاضي. سمع: إسحاق بن موسى الأنصاري، وهشام بن عمار، ونوح بن حبيب، ودحيماً، وجماعة. وعنه: الفضل بن جعفر المؤذن، وجمح، وابن عدي، وأبو عمر بن فضالة، والربعي. وناب في القضاء لمحمد بن أحمد المرزباني، ولعمر بن الجنيد قاضي دمشق. وتوفي المحرم من السنة. علي بن إبراهيم بن مطر. أبو الحسن البغدادي السكري. سمع: داود بن رشيد، وعبد الله بن معاوية، وهشام بن عمار. وعنه: عبد الله بن إبراهيم الزينبي، وعبد العزيز الخرقي، ويوسف الميانجي، وابن المقري. وثقه الدراقطني. وتوفي في محرم. (23/190)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 191 علي بن إسحاق بن عيسى بن زاطيا.) أبو الحسن المخرمي. سمع: عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن بكار بن الريان، وداود بن رشيد. وعنه: أبو بكر الشافعي، وابن الزيات، وعل يبن عمر الحربي. وكف بصره بآخره. قال أبو بكر بن السني: لا بأس به. توفي في جمادى الأولى. علي بن الحسن بن سليمان بن سريج. أبو الحسن القافلاني البغدادي. سمع: إبراهيم بن سعيد الجوهري، ومجاهد بن موسى، وطبقتهما. وعنه: أبو بكر الشافعي، وحبيب القزاز، والقطيعي، ومحمد بن المظفر، وجماعة. وكان أحد الثقات. علي بن هارون بن ملول المصري. من أولاد الشيوخ. سمع: عيسى بن حماد، والحارث بن مسكين. وتوفي في شوال. عمر بن الحسن. (23/191)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 192 أبو حفيص الحلبي. سمع: أبا نعيم الحلبي، ولويناً. وعنه: ابن المظفر، والوراق، ومخلد بن جعفر. وثقه الدارقطني. وسيعاد. عيسى بن إدريس بن عيسى. أبو موسى البغدادي. حدث بدمشق عن: عثمان بن أبي شيبة، وأحمد بن المقدام، وزياد بن أيوب، وجماعة. وعنه: أبو علي بن آدم، وجمح بن القاسم، وأبو عمر بن فضالة، وعبد الله بن عدي، وآخرون. قال الخطيب: صدوق.) قيل: مات في ربيع الآخر. (23/192)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 193 4 (حرف الميم) محمد بن إسماعيل بن عبد الله الإصبهاني. سمع: أباه سمويه، ويونس بن حبيب. وكان جليلاً صالحاً، مفتي البلد. توفي فجأة. روى عنه: الطبراني، والعسال. محمد بن أصبغ بن محمد بن يوسف بن ناصح بن عطاء مولى الوليد بن عبد الملك. قرطبي حافظ فقيه، إمام نحوي واسع العلم. روى عن: بقي بن مخلد، ومحمد بن وضاح، وجماعة. توفي كهلاً. محمد بن بابشاذ البصري. حدث ببغداد عن: عبيد الله بن معاذ بن معاذ، وسلمة بن شبيب، وغيرهما. (23/193)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 194 وعنه: عمر بن بشران، وأبو بكر بن المقري، ومحمد بن خلف الخلال. توفي في شوال. قال حمزة السهمي: سألت الدارقطني عنه فقال: ثقة. قلت: روى حديثاً موضوعاً. محمد بن حرملة بن بهلول المصري. سمع: بكار بن قتيبة القاضي. محمد بن حمدويه بن موسى بن طريف. أبو رجاء السنجي الهورقاني المروزي. سمع: عتبة بن عبد الله، وسويد بن نصر، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، ومحمد بن حميد. وعنه: عبد الله بن أحمد بن الصديق، وأبو عصمة محمد بن أحمد بن عباد، وأهل مرو. ذكره ابن ماكولا.) محمد بن خلف بن حيان بن صدقة. أبو بكر الضبي القاضي، المعروف بوكيع. (23/194)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 195 كان عارفاً بالسير وأيام الناس. صنف عدة كتب. روى عن: أحمد بن إسماعيل السهمي، والزبير بن بكار، وابن عرفة، والطبقة. وعنه: ابن الصواف، ومحمد بن عمر الجعابي، وابن المظفر، وأبوه جعفر بن المتيم. قال أبو الحسين بن المنادي: أقل الناس عنه للين شهر به. وقال الدارقطني. كان فاضلاً نبيلاً فصيحاً، من أهل القرآن والفقه والنحو. له تصانيف كثيرة. وولي قضاء كور الأهواز كلها. وتوفي في ربيع الأول. محمد بن خيرون. أبو عبد الله المعافري. مقرئ القيروان. أخذ القراءة عرضاً عن: أبي بكر بن سيف، وإسماعيل النحاس، وجماعة. وقدم القيروان فسكنها. وقرأ عليه خلق، منهم: ابناه محمد وعلي، وأبو بكر الهواري، وعبد الحكيم بن إبراهيم، وأبو جعفر أحمد بن بكر. (23/195)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 196 وكان صالحاً كبير القدر. وقد حدث عن: عيسى بن مسكين، وغيره. توفي في شعبان. محمد بن سعيد بن عمرو. أبو يحيى الخريمي المري الدمشقي. عن: هشام بن عمار، ودحيم، والقاسم بن عثمان الجوعي، وأحمد بن أبي الحواري. وعنه: جمح بن القاسم، ومحمد الربعي، وعبد الله بن عدي، وجماعة. توفي في المحرم. والخريمي: بالراء.) محمد بن عبد الوهاب. أبو عمر المروزي. سمع بقزوين: إسماعيل بن توبة وبالري: محمد بن مقاتل. وعنه: علي بن أحمد بن صالح. محمد بن علي بن إبراهيم. الحافظ أبو عبد الله المروزي. رحل وكتب عنه: بندار، وعلي بن خشرم، وهذه الطبقة. روى عنه: الطبراني، وابن عقدة، وأبو بكر بن أبي دارم. محمد بن علي. (23/196)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 197 أبو بكر القنطري. سمع: أحمد بن منيع. وعنه: إبراهيم بن أحمد الخرقي. محمد بن محمد بن سحنون بن سعيد المغربي. أبو سعيد المالكي. زاهد خير. سمع أباه وأخذ الفقه عن أصحاب جده. محمد بن مسعود بن الحارث. أبو عبد الله الأسدي القزويني. ثقة كبير القدر. سمع: عمرو بن رافع، وإسماعيل بن توبة، وعبد السلام بن عاصم، ومحمد بن حميد الرازي، وإسماعيل ابن بنت السدي، وأبا مصعب، وهناد بن السري. وعنه: سليمان بن يزيد الفامي، وعلي بن عمر الصيدلاني، وعبد العزيز بن مالك، وعلي بن أحمد بن صالح القزوينيون. لخصت ترجمته من الإرشاد والخليلي.) محمد بن هارون بن عبد الرحمن بن الفضل بن عميرة. أبو هارون العتقي الأندلسي. رحل وسمع بمصر من أبي يزيد القراطيسي، وغيره. ورجع. موسى بن عبد الرحمن بن حبيب. (23/197)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 198 العلامة أبو الأسود الإفريقي القطان. يروي عن: محمد بن سحنون، وشجرة بن عيسى، وغيرهما. وعنه: تميم بن أبي العرب، وأبو محمد بن مسرور، وجماعة. وولي قضاء طرابلس المغرب. توفي في ذي القعدة. وكان من كبار المالكية. 4 (مواليد هذه السنة) وفيها ولد: أبو الحسن الدارقطني، وأبو الحسين بن جميع، وعبد الوهاب الكلابي. (23/198)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 199 4 (وفيات سنة سبع وثلاثمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن حمدويه، ويقال ابن حمدي، بن أحمد بن بيان. أبو علي الدقاق. عن: الفلاس، وزيد بن أخرم. وعنه: عبد العزيز بن جعفر، وغيره. أحمد بن سهل بن الفيرزان. أبو العباس الأشناني. أحد القراء المجودين. قرأ على: عبيد بن الصباح صاحب حفص واشتهر بهذه القراءة لمعرفته بها وعلو سنده فيها. وقد قرأ بعد موت شيخه على جماعة من أصحاب أبي حفص عمرو بن الصباح أخي عبيد بن الصباح، حتى برع في التلاوة. قال ابن غلبون: نا علي بن محمد، ثنا أحمد بن سهل قال: قرأت على عبيد بن الصباح، وكان) ما علمت من الورعين المتقين وقال: قرأت القرآن كله وأتقنته على أبي عمرو حفص بن سليمان، وليس بيني وبينه أحد. قرأ عليه: أبو طاهر عبد الواحد بن أبي هاشم، وأبو العباس الحسن بن (23/199)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 200 سعيد المطوعي، وعلي بن محمد بن صالح الهاشمي الضرير البصري، وعلي بن الحسين بن عثمان الغضائري شيخ الأهوازي، وإبراهيم بن أحمد الخرقي، وأبو بكر محمد بن الحسن النقاش. وأبو أحمد عبد الله بن الحسين السامري. وقد سمع من: بشر بن الوليد الكندي، وعبد الأعلى بن حماد. وحدث عنه: عبد العزيز الخرقي، ومحمد بن علي بن سويد المؤدب. ووثقه الدارقطني. وتوفي في المحرم عن سن عالية، رحمه الله تعالى. أحمد بن علي بن المثنى بن يحيى بن عيسى بن هلال التميمي. أبو يعلى الموصلي الحافظ. صاحب المسند. سمع: عبد الله بن محمد بن أسماء، ومحمد بن المنهال الضرير، وغسان بن الربيع، وعلي بن الجعد، ويحيى بن معين، وداود بن عمرو الضبي، وشيبان بن فروخ، وحوثرة بن أشرس، ويحيى الحماني، وخلقاً كثيراً. وسماعه ببغداد من أحمد بن حاتم الطويل في سنة خمس وعشرين ومائتين. وله تصانيف في الزهد، وغيره. روى عنه: أبو حاتم بن حبان، وأبو علي الحافظ النيسابوري، ويوسف الميانجي، وحمزة الكناني، وأبو بكر الإسماعيلي، ومحمد بن النضر النحاس، (23/200)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 201 ونصر بن أحمد المرجئ، وأبو عمرو بن حمدان، وأبو بكر بن المقري. وكان فيما قال يزيد بن محمد الأزدي من أهل الصدق والأمانة والدين والحلم. غلقت أكثر الأسواق يوم موته، وحضر جنازته من الخلق أمر عظيم. وكان عاقلاً حليماً صبوراً، حسن الأدب. وقال أبو عمرو بن حمدان وذكر أبا يعلى ففضله على الحسن بن سفيان، فقيل له: كيف تفضله على الحسن بن سفيان ومسند الحسن أكبر، وشيوخه أعلى) قال: لأن أبا يعلى كان يحدث احتساباً، والحسن كان يحدث اكتساباً. ولد أبو يعلى في شوال سنة عشر ومائتين. ووثقه ابن حبان، ووصفه بالإتقان والدين، وقال: بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أنفس. وقال الحاكم: كنت أرى أبا علي الحافظ معجباً بأبي يعلى الموصلي وإتقانه، وحفظه حديث نفسه، حتى كان لا يخفى عليه منه إلا اليسير، رحمه الله. وقال الحاكم: هو ثقة مأمون. سمعت أبا علي الحافظ يقول: كان أبو يعلى لا يخفى عليه من حديثه إلا اليسير، ولو لم يشتغل بسماع كتب أبي يوسف من بشر بن الوليد لأدرك بالبصرة أبا الوليد، وسليمان بن حرب. وقال ابن السمعاني: سمعت إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ يقول: قرأت المسانيد مثل مسند العدني وأحمد بن منيع، وهي كالأنهار، ومسند أبي يعلى كالبحر يكون مجتمع الأنهار. أحمد بن عيسى. (23/201)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 202 أبو الطيب الهاشمي البغدادي. عن: سعيد بن يحيى الأموي. وعنه: مخلد، وعبد الله بن إبراهيم الزينبي. وثقه الخطيب. أحمد بن محمد بن عبد الله بن صالح بن شيخ بن عميرة الأسدي. بغدادي صاحب أخبار. حدث عن: لوين، وجماعة. وعنه: الصولي، وابن المظفر، وعلي بن عمر الحربي، وأبو بكر بن المقري. وثقه الدارقطني. وروى عن أحمد بن حنبل حديثاً واحداً. أحمد بن محمد بن صالح. أبو الحسن بن كعب الذارع. واسطي، حدث ببغداد عن: إسحاق بن شاهين، ومقدم بن يحيى.) وعنه: ابن المظفر، وعلي الحربي، والطبراني. وكان أحد الحفاظ الكبار. أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن البراء. (23/202)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 203 أبو محمد الجرجاني الوزان. روى عن: أبي الأشعث العجلي، ومحمود بن خداش، ومحمد بن حميد، وسلم بن جنادة، وجماعة. وعنه: ابن عدي، والإسماعيلي، وغيرهما. وقال الإسماعيلي: صدوق. أحمد بن محمد بن عمر. أبو الحسين الجرجاني التاجر. سمع: محمد بن زنبور، وأبا حفص الفلاس، وسلمة بن شبيب. وكان ثقة. روى عنه: ابن عدي، والإسماعيل، وجماعة. أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن حفص الإصبهاني. أبو الحسن. زاهد عابد، يقال إنه من الأبدال. سمع: حميد بن مسعدة، وسلمة بن شبيب. وعنه: عبد الله بن محمود، ومحمد بن جعفر الإصبهانيان، والطبراني. أسامة بن أحمد بن أسامة بن عبد الرحمن. أبو سلمة التجيبي، مولاهم المصري. محدث مكثر، روى عن: أبي الطاهر بن السرح، ويونس بن عبد الأعلى، وأحمد بن يحيى بن وزير، والحارث بن مسكين، وعدد كثير من طبقتهم. وعني بالحديث والقراءات. (23/203)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 204 روى عنه: أبو عمر محمد بن يوسف الكندي، وأبو سعيد بن يونس، وأبو القاسم الطبراني، وطائفة.) توفي في رمضان. قال أبو سعيد بن يونس: لم يكن في الحديث بذاك، تعرف وتنكر. إسحاق بن إبراهيم القاضي. أبو محمد البستي. توفي فيها. وقد مر سنة ثلاث شيخ يشبهه. وأما هذا فإسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الجبار أبو محمد. كان متقناً نبيلاً عاقلاً. روى عن: قتيبة بن سعيد، وعلي بن حجر. وعنه: أبو حاتم بن حبان البستي. إسحاق بن عبد الله بن إبراهيم بن سلمة الكوفي البزاز. حدث ببغداد عن: يوسف بن موسى، ومحمد بن زياد الزيادي. وعنه: ابن لؤلؤ، وابن المظفر، ومحمد بن علي بن حبيش الناقد. قال الخطيب: كان ثقة، صنف المسند، ورحل إلى مصر والشام. ومات في شوال. (23/204)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 205 4 (حرف الجيم) جعفر بن أحمد بن سنان الواسطي القطان. سمع: أباه، وهناد بن السري، وأبا كريب، وسليمان الغيلاني. وعنه: أبو بكر بن المقري، وأبو عمرو بن حمدان، ويوسف الميانجي. جعفر بن أحمد بن عاصم الدمشقي بن الرواس. أبو محمد البزاز. عن: هشام بن بن عمار، وأحمد بن أبي الحواري، ومحمد بن مصفى الحمصي. وعنه: أبو علي بن الصواف، وابن ماسي، وأبو بكر الربعي، وآخرون. حدث ببلده وببغداد. ووثقه الدارقطني. جعفر بن محمد بن موسى النيسابوري الأعرج.) أبو محمد الحافظ، ويعرف بجعفرك المفيد. رحل وسمع وروى عن: محمد بن يحيى الذهلي، والحسن بن عرفة، وأحمد بن يوسف، وعبد الله بن هاشم، وعلي بن حرب، ومحمد بن عوف (23/205)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 206 الحمصي، وهذه الطبقة. وعنه: الحافظان أبو علي النيسابوري وأبو إسحاق بن حمزة الإصبهاني، وأبو بكر بن المقري، والإسماعيلي، وجماعة. وثقه غير واحد، ووصفوه بالحفظ والمعرفة. (23/206)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 207 4 (حرف الحاء) حبيب بن نصر. أبو أحمد المهلبي. عن: محمد بن أبي مذعور، ومحمد بن مهاجر. وعنه: عبد الله بن موسى الهاشمي، وأبو الفرج صاحب الأغاني، وغيرهما. حدث في هذا العام. الحسن بن إسحاق بن سلام المصري. سمع: الحارث بن مسكين، وغيره. وحدث. وهو مولى بني حمار. الحسن بن الطيب بن حمزة. أبو علي الشجاعي البلخي. حدث ببغداد عن: قتيبة، وأبو كامل الجحدري، وهدبة بن خالد، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وخلق. وعنه: إسماعيل الخطبي، وأبو بكر القطيعي، وابن المظفر، ومحمد بن إسماعيل الوراق، وجماعة. (23/207)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 208 قال الدارقطني، لا يساوي شيئاً، لأنه حدث بما لا يسمع. وقال ابن عدي: ادعى كتب عمه الحسن بن شجاع. كذا أخبرني عبدان. وقال البرقاني: هو ذاهب الحديث. وقد تكلم فيه ابن عقدة.) طول الخطيب ترجمته. وقال البرقاني: كان الإسماعيلي حسن الرأي فيه ويقول: لما سمعنا منه كان حاله صالحاً. وقال أحمد بن سفيان الحافظ: نا زيد بن علي الخلال قال: سمعت بن سعيد يعاتب البغوي في البلخي ويقول: أنزلته عليك وأخذت عنه. فقال: ما له ما سألته عن شيخ إلا أعطاني صفته وعلامته ومنزلته. وقال مطين: كذاب. الحسين بن سعيد بن كامل. أبو عبد الله المصري. شيخ معمر. سمع: يحيى بن بكير. كتب عنه ابن يونس وقال: توفي في شعبان. الحسين بن محمد بن الضحاك الفارسي ثم المصري. حدث عن: أبي مصعب الزهري، وطبقته. وتوفي في ذي القعدة. (23/208)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 209 4 (حرف الزاي) زكريا بن يحيى بن عبد الرحمن بن بحر بن عيد بن عبد الرحمن بن الأبيض بن الديلم بن باسل بن ضبة الضبي. أبو يحيى الساجي البصري الحافظ. سمع: عبيد الله بن معاذ العنبري، وبنداراً، ومحمد بن موسى الحرشي، وسليمان بن داود المهدي، وأبا الربيع الزهراني، وطالوت بن عباد، وعبد الواحد بن غياث، وموسى بن عمر الحاري، وأبا كامل الفضل بن الحسين الجحدري، وابن أبي الشوارب، وعبد الأعلى بن حماد، وأباه يحيى روى له عن طريق جرير بن عبد الحميد. وقد رحل إلى مصر، وإلى الكوفة والحجاز. (23/209)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 210 وسمع: أيضاً من هدبة بن خالد. وعنه: أبو أحمد بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، وأبو عمرو بن حمدان، يوسف الميانجي،) وعبد الله بن محمد بن السقاء الواسطي، ويوسف بن يعقوب البجيرمي، وعلي بن لؤلؤ الوراق. وكان من الثقات الأئمة. سمع منه: الأشعري وأخذ عنه مذهب أهل الحديث. ولزكريا الساجي كتاب جليل في العلل يدل على تبحره وإمامته. 4 (حرف السين) سليمان بن عيسى. أبو أيوب البغدادي الدار، البصري الأصل، الجوهري. عن: محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وعبيد الله بن معاذ. وعنه: ابن المظفر، وابن لؤلؤ. (23/210)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 211 4 (حرف العين) عامر بن عمران بن الفتح الزولهي. نسبة إلى قرية بقرب مرو. شيخ ثقة. سمع: محمد بن علي بن الحسن بن شقيق. عبد الله بن إبراهيم. أبو القاسم الأسدي المعدل. يعرف بابن الأكفاني، الفقيه. عن: أحمد بن عبد الجبار العطاردي، وأبي إبراهيم المزني الفقيه، ومحمد بن عمرو بن حنان الحمصي. وعنه: ابنه محمد، وعبد الله بن العباس الشطوي، وابن المقرئ، وغيرهم. وكان ثقة. عبد الله بن الحسين بن علي. أبو القاسم البجلي الصفار. عن: عبد الأعلى بن حماد، وسوار بن عبد الله القاضي. وعنه: عمر بن بشران وقال: ثقة وابن الحربي، والزيات.) (23/211)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 212 عبد الله بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السرح المصري. مولى بني أمية. سمع: يونس بن عبد الأعلى، ووفاء بن سهيل، وياسين بن عبد الأحد. عبد الله بن مالك بن سيف. أبو بكر التجيبي المقرئ. من كبار قراء مصر. أخذ عن: أبي يعقوب الأزرق صاحب ورش، تلاوة. وسمع: محمد بن رمح، وجماعة. قرأ عليه: أبو عدي عبد العزيز بن علي بن محمد بن إسحاق بن الإمام، وإبراهيم بن محمد بن مروان، ومحمد بن عبد الرحمن الظهراوي، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن القاسم الخرقي شيخ الأهوازي. وهو آخر أصحاب الأزرق وفاة. توفي يوم الجمعة سلخ جمادى الآخرة. قرأت القرآن بطريقه على أبي القاسم سحنون بالإسكندرية، عن قراءته على أبي القاسم بن الصفراوي، عن ابن عطية، عن ابن الفحام، عن أحمد بن نفيس، عن أبي عدي. وهذا إسناد عال لنا بهذه القراءة. عبد الله بن علي بن الجارود. أبو محمد النيسابوري الحافظ. نزيل مكة. سمع: إسحاق بن راهويه، وعلي بن حجر. وعنه: ابن أخته يحيى بن منصور القاضي، ومحمد بن نافع المكي الخزاعي، ومحمد بن جبريل العجيفي، وأبو بكر أحمد بن عبد الله بن (23/212)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 213 عبد المؤمن الزيات، والحسن بن عبد الله بن مذحج الزبيدي، وأحمد بن بقي. رووا عنه السنن له رأيته، فلم أر فيه عن ابن جحر وإسحاق شيئاً، بل أكبرهم أبو سعيد الأشج، والزعفراني.) عبد الله بن محمد بن عمر بن العباس. أبو العباس الأسدي الدمشقي، ويعرف بابن الجليد. روى عن: هشام بن عمار، وصفوان بن صلح المؤذن. وعنه: ابن عدي، وأبو عمر بن فضالة، وأحمد بن أبي دجانة. ورخه ابن زبر. عبد الله بن محمد بن يحيى بن أبي الحديد. أبو محمد الربعي المالكي المغربي. شيخ صالح فاضل، يقال إنه آخر من مات من أصحاب سحنون. عبد الرحمن بن الحسن بن موسى. أبو محمد الضراب الإصبهاني الحافظ. ثقة كبير صنف المسند والأبواب. سمع: عصام بن الحكم، ويحيى بن ورد، والحسين بن منصور الواسطي. وعنه: أبو الشيخ، والعسال، وجماعة. عبيد الله بن إبراهيم بن مهدي. أبو القاسم البغدادي، ثم الدمشقي المقرئ. روى عن: الفضل الرخامي، وحفص الربالي، وعلي بن أشكاب. وحدث بمصر وبها توفي في شوال. (23/213)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 214 قال أبو عمرو الداني: كان يعرف بالعمري، لأنه كان مخصوصاً بقراءة أبي عمرو، ومعرفتها، أخذها عرضاً عن محمد بن غالب صاحب شجاع البلخي. وسمعها من محمد بن شجاع البلخي، عن اليزيدي. وله فيها تصنيف حسن. أخذ عنه: ابن شنبوذ، وأحمد بن جعفر بن المنادي. علي بن حبيس بن عابد. أبو الحسن الزوفي. يروي عن: عيسى بن زغبة، وغيره. علي بن سهل بن محمد.) أبو الحسن الإصبهاني الزاهد. أحد أعلام الصوفية. صحب محمد بن يوسف البناء. وسمع: يونس بن حبيب، وأحمد بن مهدي. وكان يكاتب الجنيد. وله شأن. روى عنه الطبراني. عمران بن موسى بن فضالة. أبو القاسم الموصلي الشعيري الزاهد. أقام في مسجد دهراً طويلاً. وروى عن: محمد بن عبد الله بن عمار، ومحمد بن مصفى، ويونس بن عبد الأعلى، وإسحاق بن شاهين، وبندار، وطائفة. ثم فرق أصوله تزهداً. روى عنه: يزيد بن محمد الأزدي، وأبو بكر المقرئ. عمر بن الحسن بن نصر بن محمد طرخان الحلبي. (23/214)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 215 أبو حفص. ولي قضاء دمشق، وحدث عن: محمد بن أبي سمينة، ولوين. وعنه: الآجري، وأبو حفص الزيات، وأبو بكر الوراق، وآخرون. وثقه الدارقطني. حدث في هذه السنة، وتوفي بعدها. 4 (حرف الفاء) الفضل بن محمد بن عبد الله بن الحارث الباهلي. أبو العباس الأنطاكي العطار الأحدب. سمع: هشام بن عمار، ودحيماً، وجماعة. وعنه: عمر بن علي العتكي، وأبو علي النيسابوري، وابن عدي وقال: له أحاديث لا يتعابهخ عليها الثقات. وقال الدارقطني: هو كذاب.) وقال ابن عدي أيضاً: أوصل أحاديث، وزاد في المتون. الفضل بن أحمد بن يعقوب بن أشرس. أبو معقل الضبي النسفي الضرير. من أصحاب محمد بن إسماعيل البخاري. (23/215)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 216 روى عنه: عبد المؤمن بن خلف، وجماعة. توفي سنة سبع. 4 (حرف القاف) القاسم بن أحمد بن بشير أبو عامر المصري الدباغ. ذكر أنه سمع من يحيى بن بكير، وزيد بن بشر. قال ابن يونس: كتبت عنه، وقد تكلموا فيه. توفي في شعبان سنة سبع. القاسم بن عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير المصري. أبو محمد. روى عنه ابن يونس، وقال: كان يخضب. وتوفي في شعبان أيضاً. وقال لي: سمعت من عيسى بن حماد. (23/216)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 217 4 (حرف الميم) محمد بن بكر. أبو القاسم القرطبي. كان إماماً مفتياً مشاوراً، ورعاً نبيلاً. روى عن: محمد بن وضاح، وإبراهيم بن القزاز، وطبقتهما. توفي في جمادى الآخرة. محمد بن جعفر بن محمد بن سعيد. أبو بكر الأشعري الإصبهاني الملحمي القزاز. ثقة، كثير الحديث.) سمع: حميد بن مسعدة، والفلاس، والعباس البحراني. وعنه: العسال، وأبو الشيخ، وابن المقرئ، ومحمد بن جعفر. توفي في صفر. محمد بن رومي النيسابوري الإخباري. سمع: الذهلي، وأحمد بن منصور زاج، وأحمد بن حفص. محمد بن سليمان بن بابويه. (23/217)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 218 أبو بكر المخرمي العلاف. سمع: الربيع بن ثعلب، والوليد بن شجاع. وعنه: أبو بكر القطيعي، وغيره. محمد بن صالح بن ذريح. أبو جعفر العكبري. سمع: جبارة بن المغلس، وعثمان بن أبي شيبة، وأبا ثور الكلبي، وأبا مصعب الزهري، وجماعة. وعنه: إسحاق النعالي، وابن الزيات، ومحمد بن المظفر، وأبو بكر الإسماعيلي، وأبو بكر ابن المقرئ، وطائفة. وكان ثقة. توفي سنة ست. وقيل: سنة سبع، وقيل: سنة ثمان. محمد بن عبد الله بن يوسف بن خرشيد الدويري. ويقال الدويري، النيسابوري، أبو عبد الله. ودوير قرية على فرسخ من البلد. سمع: قتيبة، وإسحاق بن راهويه، ويحيى بن موسى خت. وعنه: أبو حامد الشرقي، وأبو الوليد حسان الفقيه، وأبو عمرو بن حمدان، وجماعة. وقع لي من عواليه. (23/218)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 219 وقد روى الشيرازي مصنف الألقاب عن يحيى بن زكريا الدويري، عن محمد بن عبد الله الدويري. ووالد محمد له رحلة ورواية عن أبي جابر محمد بن عبد الملك الأزدي، وطبقته.) ذكره الحاكم في تاريخه. محمد بن علي بن مخلد بن فرقد الداركي. أبو جعفر الإصبهاني. شيخ معمر، سمع: إسماعيل بن عمرو، وسليمان بن داود الشاذكوني. وهو آخر من مات من أصحاب إسماعيل. وعنه: الطبراني، وأبو الشيخ، وأبو بكر بن المقرئ، وعدة. محمد بن علي بن سهيل. أبو بكر الصيدلاني البكاء. عن: عبد الأعلى بن حماد، وعبيد الله القواريري. وهو موصلي فيه جهالة. محمد بن علي. الخطيب المقرئ. قرأ على: البزي. قرأ عليه: الحسن المطوعي. محمد بن عيسى. أبو عبد الله القزويني الصفار. ثقة. (23/219)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 220 سمع: ابن ماجة، وأبا حاتم الرازي، ويحيى بن عبدك. وعنه: علي بن أحمد بن صالح. محمد بن موسى بن عبد الرحمن الصوري المقرئ. أبو العباس. قرأ القرآن على: ابن ذكوان، وعبد الرزاق بن الحسن الإمام، عن قراءتهما على أيوب بن تميم. قرأ عليه: أبو بكر بن أحمد الداجوني واسمه محمد، والحسن بن سعيد المطوعي. ورخ وفاته الخزاعي.) محمد بن موسى بن هاشم. أبو عبد الله القرطبي، المعروف بالأقشين. من كبار النحاة. رحل، وسمع بمصر كتاب سيبويه من أبي جعفر الدينوري. وسمع مسند الفريابي بقيسارية الشام من عمرو بن ثور. توفي في رجب. (23/220)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 221 محمد بن هارون. أبو بكر الروياني الحافظ. له مسند مشهور. روى عن: أبي الربيع الزهراني، وإسحاق بن شاهين، ومحمد بن حميد الرازي، وأبي كريب، وبندار، ومحمد بن المثنى، وأبي حفص الفلاس، ويحيى بن المقوم، وأبي زرعة الرازي، وهذه الطبقة. وعنه: جعفر بن عبد الله بن فتاكي، وغيره. وثقه أبو يعلى الخليلي، وذكر أن له تصانيف في الفقه. وعنه أيضاً: أبو بكر الإسماعيلي، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد القرميسيني. قال أحمد بن منصور الشيرازي الحافظ: سمعت محمد بن أحمد الصحاف السجستاني: سمعت أبا العباس البكري يقول: جمعت الرحلة بين محمد بن جرير، وابن خزيمة، ومحمد بن نصر المروزي، ومحمد بن هارون الروياني بمصر، فأرملوا ولم يبق عندهم ما يقوتهم، وأضر بهم الجوع، فاجتمعوا في منزل كانوا يأوون إليه، فاتفق رأيهم على أن يسهموا، فمن خرجت عليه القرعة سأل. فخرجت القرعة على ابن خزيمة فقال: أمهلوني حتى أصلي. فاندفع في الصلاة، وإذا هم بالشموع، وخصي، من قبل والي مصر يدق الباب، ففتحوا فقال: أيكم محمد بن نصر فقيل: هو ذا. فأخرج صرة فيها خمسون ديناراً، فدفعها إليه. (23/221)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 222 ثم قال: أيكم ابن جرير؟ فأعطاه خمسين ديناراً، ثم فعل كذلك بابن خزيمة وبالروياني. ثم حدثهم فقال: إن الأمير كان قائلاً بالأمس، فرأى في المنام أن المحامد جياع قد طووا، فأنفذ إليكم هذه الصرر، وأقسم عليكم إذا نفذت فعرفوني.) محمد بن يحيى بن حسين. أبو بكر العمي البصري. حدث عن: عبيد الله بن عائشة، وسليمان الشاذكوني. وطال عمره. روى عنه: أبو حفص الزيات، ومحمد بن المظفر. ووثقه الدارقطني. توفي في المحرم. وآخر من روى عنه محمد بن إسماعيل الوراق. محمد بن يونس بن هارون. أبو جعفر حمويه، إمام جامع قزوين. سمع: إسماعيل بن توبة، وهخارون بن هزاري. وفي الرحلة: سلم بن جنادة، والأشج، وعبد الجبار بن العلاء. روى عنه: علي بن إبراهيم القطان، وعلي بن أحمد بن صالح، والخضر بن أحمد الفقيه، والقزوينيون. محمود بن محمد بن منويه الواسطي. (23/222)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 223 أبو عبد الله، محدث كبير. سمع: وهب بن بقية، ومحمد بن أبان، والعباس بن عبد العظيم، وعدة. وعنه: الطبراني، ومحمد بن زنجويه القزويني، وأبو الشيخ، وأبو أحمد بن عدي. توفي في رمضان، وأسكت قبل موته بعامين. وقد استوفى ابن نقطة ترجمته في منويه، بالنون. وروى عنه: أبو بكر الإسماعيل، والجعابي. وحدث ببغداد. وقد قلبه الحافظ عبد الغني فقال: محمد بن محمود بن منويه، نسبه لنا الذهلي أبو الطاهر. وقال ابن ماكولا: هو محمد بن محمد بن منويه، أبو عبد الله. يروي عن محمد بن أبان، ومحمد بن الصباح الجرجرائي. فنبه ابن نقطة على خطأهما، لكن اعتذر عن عبد الغني فقال: كان لمحمود ابنان أحمد ومحمد، وكلاهما قد حدث.) وقال الدراقطني: كتبت عن أبي الحسين محمد بن محمود. مسعود بن عمر الأموي الأندلسي التدميري. أبو القاسم. سمع: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. مفضل بن محمد. أبو العباس المصري المؤدب. عن: يزيد بن سعيد الصباحي، ومحمد بن البرقي. وكان صالحاً. (23/223)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 224 مات في جمادى الآخرة. موسى بن سهل. أبو عمران الجوني البصري. سمع: عبد الواحد بن غياث، وهشام بن عمار، وطالوت بن عباد، ومحمد بن رمح المصري، وجماعة. روى عنه: دعلج، وعبد الله بن إبراهيم الزينبي، ومحمد بن المظفر، وعلي الحربي، وابن المقرئ. وثقه الدارقطني: وتوفي في رجب. وكان حافظاً عالي الإسناد، سمع بمصر، والشام، والعراق، وعمر. 4 (حرف النون) نهد بن نصر بن خلف النهدي الموصلي. روى عن: مسعود بن جويرية، وعلي بن الحسين الخواص الموصليين. قاله الأزدي. (23/224)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 225 4 (حرف الهاء) الهيثم بن خلف بن محمد بن عبد الرحمن بن مجاهد أبو محمد الدوري البغدادي. سمع: إسحاق بن موسى الأنصاري، وعبيد الله القواريري، وعبد الأعلى بن حماد النرسي،) وعثمان بن أبي شيبة. وعنه: أبو بكر الشافعي، وعبد العزيز الخرقي، وابن لؤلؤ، وأبو بكر الإسماعيلي ووثقه وأبو بكر بن المقرئ وهو آخر من روى عنه. وكان كثير الحديث متقناً ضابطاً. مات رحمه الله تعالى في أوائل السنة. (23/225)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 226 4 (حرف الياء) يحيى بن زكريا النيسابوري الأعرج. أبو زكريا الحافظ. طوف البلاد، وسمع: قتيبة بن سعيد، وإسحاق بن راهويه، فمن بعدهما. وعنه: ابن أخيه محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيويه النيسابوري ثم المصري، وأبو بكر بن المقرئ، وآخرون. ومن القدماء: مكي بن عبدان، وابن عقدة. ودخل مصر على كبر السن، فكان يكتب بها. يحيى بن محمد بن عمروس الفقيه. أبو زكريا القرشي، مولاهم المصري. آخر من روى عن إسحاق بن إبراهيم بن زبريق. وروى عن جماعة من كبار المصريين، فقيل: إنه شهد عند الحارث بن مسكين وله عشرون سنة. وكان من كبار الشهود. ذكره ابن زولاق فقال: كان من كبار شهود مصر وقرائهم وعبادهم. شهد عند بكار بن قتيبة، وكان قد غلب على أمر أبي عبيد الله محمد بن حرب، فشنأه الناس، ثم ولي أبو عبيد بن حربويه، فكان أشدهم تقدماً عنده. وكان عاقلاً، كثير التلاوة، له جلالة في النفوس. (23/226)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 227 4 (وفيات سنة ثمان وثلاثمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن الصلت بن المغلس.) أبو العباس الحماني. عن: أبي نعيم الفضل بن دكين، ومسلم بن إبراهيم، وأبي عبيد. أحاديثه باطلة وضعها. روى عنه: الجعابي، وعيسى الرخجي. وقال ابن قانع: ليس بثقة. وقال: توفي في شوال. وقال ابن عدي: أحمد بن محمد بن الصلت، رأيته ببغداد سنة سبع وتسعين يحدث عن ثابت الزاهد، وعبد الصمد بن النعمان، وغيرهما ممن مات قبل أن يولد بدهر. ما رأيت في الكذابين أقل حياء منه. وقد ذكره الخطيب مرتين. (23/227)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 228 وقال ابن عدي أيضاً: قدرت أن له ستين سنة أو أكثر. قال ابن عساكر: أحمد بن محمد بن الصلت، ويقال: أحمد بن الصلت. ويقال أحمد بن عطية الحماني ابن أخي جبارة بن المغلس، حدث عن عفان، وأبي نعيم، وهشام بن عمار، وأحمد بن حنبل. وقال الخطيب: حدث ببواطيل، ووضع في مناقب أبي حنيفة. أحمد بن محمد بن هلال. أبو بكر الشطوي. عن: أبي كريب، وأحمد بن منيع. وعنه: ابن المظفر، وأبو بكر الوراق. وثقه الدارقطني. وبعضهم سماه محمد بن أحمد بن هلال. إبراهيم بن محمد بن سفيان. أبو إسحاق النيسابوري، الفقيه الزاهد. أحد أصحاب أيوب بن الحسن الزاهد. سمع من: مسلم بن الحجاج صحيحه ومن: محمد بن رافع، ومحمد بن مقاتل، ومحمد بن أسلم الطوسي.) وبالعراق من: سفيان بن وكيع، ومحمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ، وعمرو بن عبد الله الأودي. (23/228)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 229 وعنه: أحمد بن هارون، وعبد الحميد القاضي، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، ومحمد بن عيسى بن عمرويه الجلودي، وآخرون. قال محمد بن أحمد بن شعيب: ما كان في مشايخنا أزهد ولا أكثر عبادة من إبراهيم بن محمد بن سفيان. وقال الحاكم: سمعت محمد بن يزيد العدل يقول: كان مجاب الدعوة. وقال الحاكم: كان من العباد المجتهدين الملازمين لمسلم. مات في شهر رجب. إدريس بن طهوي القطيعي. سمع: لويناً، وأبا بكر بن أبي شيبة. وعنه: محمد بن المظفر. وقد وثق. إسحاق بن أحمد بن إسحاق بن نافع. أبو محمد الخزاعي المكي المقرئ. قرأ على أحمد البزي. وسمع: محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، ومحمد بن زنبور، وأبا الوليد محمد بن عبد الله الأزرقي. وقرأ أيضاً على عبد الوهاب بن فليح المكي. وعنه: أبو بكر المقرئ وغيره. وقرأ عليه: الحسن بن سعيد المطوعي، وأبو الحسن بن شنبوذ، وإبراهيم بن أحمد بن إبراهيم. (23/229)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 230 وتوفي بمكة يوم الجمعة ثامن رمضان. وهو راوي مسند العدني. وكان إماماً في قراءة المكيين. ثقة، حجة له مصنف في قراءة ابن كثير. وذكر أنه قرأ على ابن فليح نحواً من مائة وعشرين ختمة.) وذكر أن الصواب إدخال شبل ومعروف بين ابن كثير وإسماعيل القسط. هكذا رواه الجماعة. إسحاق بن ديمهر التوزي. سمع: إبراهيم بن عبد الله الهروي، وإسحاق بن أبي إسرائيل. وعنه: ابن قانع، ومحمد بن المظفر، وعلي الحربي. وكان ثقة. خرج عنه ابن المقرئ في معجمه. قال الخطيب: من الثقات المأمونين المعدلين. (23/230)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 231 4 (حرف الجيم) جابر بن فتحون الأندلسي. توفي بالأندلس. وليس بالمشهور. جعفر بن قدامة. الكاتب الأديب. له مصنفات في صنعة الكتابة. وروى عن: أبي العيناء. وعنه: أبو الفرج الإصبهاني في الأغاني. جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب. أبو عبد الله الحسني، والد أبي قيراط يحيى بن جعفر. ولد سنة أربع وعشرين ومائتين. وروى عن: أبي حفص الفلاس، وعيسى بن مهران. وكان شريفاً محتشماً كوفياً شيعياً. روى عنه: أبو بكر الشافعي، ومحمد بن عمر الجعابي، ومحمد بن أحمد بن أبي الثلج، ومحمد بن العباس بن مروان. توفي في ذي القعدة. (23/231)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 232 4 (حرف الحاء) ) الحسن بن علي بن عبد الصمد. أبو سعيد البصري. عن: صهيب بن محمد، وبحر بن الحكم الكسائي. وعنه: محمد بن عمر الجعابي، ومحمد بن المظفر. وكان يلقب بالإزمي. الحسن بن علي بن يونس بن أبان. أبو علي التيمي الإصبهاني. عن: عبد الرحمن بن عمر رستة، وغيره. وعن والده عن أبي داود الطيالسي. وعنه: أبو الشيخ، وعبد الله بن محمد القاضي، وابن المقرئ، وآخرون. الحسن بن محمد بن عنبر بن شاكر. أبو علي الوشاء بغدادي مشهور. سمع: علي بن الجعد، ومنصور بن أبي مزاحم، وعبد الله بن عون الخراز، وعلي بن المديني، وجماعة. (23/232)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 233 وعنه: أبو القاسم بن النخاس، وابن الشخير، وعلي بن عمر الحربي، وآخرون. ضعفه ابن قانع. وقال الدارقطني: تكلموا فيه من جهة سماعه. وأما البرقاني فوثقه. حسين بن عياض بن عروة. أبو علي الحراني. سمع: محمد بن وهب الحراني. 4 (حرف الخاء) خلف بن شاهد النسفي. سمع منه بسمرقند صحيح أبي عبد الله البخاري جماعة، منهم أبو بكر المكي. وتوفي في رجب منها.) 4 (حرف الراء) رفاعة بن عمارة بن وثيمة بن موسى بن الفرات. أبو زرعة المصري. (23/233)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 234 4 (حرف السين) سعد بن معاذ بن عثمان بن حسان. أبو عمرو الثقفي القرطبي المالكي. كان حافظاً للفقه مشاوراً في الأحكام، وله رحلة. سمع: المزني، وبحر بن نصر، ويونس بن عبد الأعلى، وابن عبد الحكم المصريين. توفي في جمادى الأولى. سلم بن عصام. أبو أمية الثقفي، محدث إصبهان. له غرائب. سمع: أحمد بن ثابت الخجندي، وعبيد الله بن الحجاج بن منهال. وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، ومحمد بن عبيد الله بن المرزيان. (23/234)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 235 4 (حرف الشين) شعيب بن محمد. أبو الحسن الذارع، بغدادي. سمع: إسحاق بن أبي إسرائيل، وأبا كريب، ويعقوب الدورقي. وعنه: ابن المظفر، وعلي السكري، وأبو حفص بن شاهين. وثقه الخطيب. (23/235)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 236 4 (حرف العين) العباس بن أحمد بن محمد بن عيسى. أبو خبيب ابن القاضي البرتي. سمع القراءة من: البزي، وعبد الوهاب بن مليح. روى عنه الحروف: أبو الفتح بن بدهن، وأحمد بن نصر الشذائي، وعبد الواحد بن أبي هاشم.) وقد سمع الحديث من عبد الأعلى النرسي، وسوار بن عبد الله العنبري، وأبي بكر بن أبي شيبة. وعنه: أبو بكر الشافعي، وعبد العزيز بن أبي صابر، وعمر بن شاهين، وابن المقرئ، وآخرون. أثنى عليه بعض الحفاظ، ومات في شوال. عبد الله بن ثابت بن يعقوب العبقسي التوزي. أبو محمد المقرئ. نزل بغداد، وروى عن: هناد بن السري، ومحمد بن أبي ياسمينة، وهارون الحمال، وعمر بن شبة، وهذيل بن حبيب. (23/236)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 237 وعنه: عبد الخالق بن أبي روبا، وأبو عمرو بن السماك، ومحمد بن سليمان الربعي، وآخرون. مات بالرملة. عبد الله بن العباس الطيالسي. أبو محمد. سمع: عبد الله بن ماوية الجمحي، وبشر بن معاذ، ونصر بن علي الجهضمي. وعنه: الآجري، وابن المظفر، وابن لؤلؤ، وآخرون. قال الدارقطني: لا بأس به. عبد الله بن محمد بن وهب بن بشر. أبو محمد الدينوري الحافظ الكبير. طوف الأقاليم، وسمع: أبا سعيد الأشج، وأبا عمير بن النحاس، وأحمد ابن أخي ابن وهب، ويعقوب الدورقي، ومحمد بن الوليد البسري، وطبقتهم. روى عنه: جعفر الفريابي وهو أكبر منه، وأبو علي النيسابوري، ويوسف الميانجي، والقاضي أبو بكر الأبهري، وعمر بن سهل الدينوري، وعبيد الله بن سعيد البروجردي، وهو آخر من روى عنه. (23/237)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 238 قال أبو علي النيسابوري: بلغني أن أبا زرعة الرازي كان يعجز عن مذاكرة هذا.) وقال ابن عدي: كان ابن وهب يحفظ. وسمعت عمر بن سهيل يرميه بالكذب. وسمعت ابن عقدة يقول: كتب إلي ابن وهب جزئين من غرائب الثوري، فلم أعرف منها إلا حديثين، وكنت أتهمه. وقال الدارقطني: متروك. وقال أبو علي النيسابوري: سمعت ابن وهب الدينوري يقول: حضرت أبا زرعة وخراساني يلقي عليه الموضوعات وهو يقول: باطل. والرجل يضحك ويقول: كل ما لا تحفظه تقول باطل. فقلت أنا: يا هذا ما مذهبك قال: حنفي. قال: فقلت: ما أسند أبو حنيفة عن حماد بن أبي سفيان فتحير في الجواب. فقلت: يا أبا زرعة تحفظ عن أبي حنيفة، عن حماد فسرد أحاديث أبي حنيفة، عن حماد، ومد فيها. فقلت للعلج: ألا تستحي تقصد إمام المسلمين بالموضوعات عند الكذابين، وأنت لا تحفظ لإمامك حديثاً قط فأعجب أبا زرعة ذلك وقبلني. قال ابن عدي: قد قبل الدينوري قوم وصدقوه. عبد الله بن محمد النعيمي. أبو محمد المغربي المالكي الزاهد. شيخ إمام صوام قوام. عني بكتب أشهب وبالمدونة، وبكتب ابن الماجشون. وأخذ الفقه عن الجلة من أصحاب سحنون. حمل هو وأبو عبد الله الصدري إلى المهدية سنة ثمان وثلاثمائة، فضربا (23/238)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 239 حتى قتلا لذمهما التشيع، فرضي الله عنهما. عبد الكريم بن إبراهيم بن حبان. مختلف في كسر الحاء وفتحها. أبو عبد الله المصري مولى مراد. روى عن: حرملة، ومحمد بن رمح. قال ابن يونس: كان ثقة عاقلاً حلو المجالسة، عالماً بإقامة المنطق. كتب الحديث سنة.) وتوفي في شعبان. عبد الوهاب بن أبي عصمة الشيباني. عن: أبيه. ومحمد بن عبيد الأسدي. وعنه: ابنه عبد الكريم، وحفيده عبد السميع بن محمد، وعلي الحربي وآخرون. بغدادي. عبيد الله بن محمود. العلامة أبو محمد القيرواني الضرير. كان من أعلم خلق الله بالنحو واللغة والأخبار والشعر. أخذ عن: المهري، وحمدون النعجة. وكان أبرع من حمدون في علم اللسان. وكانت الرحلة إليه من جمع إفريقية وله عدة تصانيف، وكان يحفظ الكتاب من مرتين. ورخه القفطي، رحمه الله تعالى. علي بن أحمد بن الحسين العجلي. (23/239)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 240 أبو الحسن الكوفي، الفقيه، المقري، المعروف بن أبي مرية. روى عن: أبي كريب، وهناد بن السري، ومحمد بن طريف. وعنه: أبو بكر الإسماعيلي، ومحمد بن زيد بن مروان. علي بن سراج المصري الحافظ. هو أبو الحسن علي بن أبي الأزهر الحرشي، مولاهم. روى عن: أبي عمير بن النحاس، ويوسف بن بحر، وسعيد بن أبي زيدون القيسراني، وسعيد بن عمرو السكوني الحمصي، ومحمد بن عبد الرحمن بن الأشعث، وفهد بن سليمان، وأبي زرعة البصري، وخلق كثير بمصر والشام. وسكن بغداد وجمع وصنف. روى عنه: أبو بكر الشافعي، والإسماعيلي، والعسال، والجعابي، وأبو عمرو بن حمدان، وعلي بن عمر الحربي، وآخرون. قال الدارقطني: كان يحفظ الحديث.) وقال الخطيب: كان عارفاً بأيام الناس، وأحوالهم حافظاً. وقال الدارقطني: كان يشرب ويسكر. وقال غيره: مات في ربيع الأول. عمر بن عبد الله بن الحسن بن حفر. أبو حفص الإصبهاني الهمداني. (23/240)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 241 عن: حميد بن مسعدة، وعمرو بن الفلاس، وأبي سعيد الأشج. وكان رئيس البلد، وصاحب مسائل القاضي. روى عنه: والد أبي نعيم، وأبو الشيخ ابن حيان، وجماعة. عمر بن محمد بن بكار. أبو حفر القافلائي. بغدادي. سمع: يعقوب الدورقي، والحسن بن أبي الربيع، وعلي بن مسلم الطوسي. وعنه: محمد بن المظفر، وابن القرئ. وكان ثقة. (23/241)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 242 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن أسباط الجرواآني. ثقة. سمع: مسلم بن جنادة، وأحمد بن بديل. وعنه: أبو الشيخ، وعبد الله بن محمد بن مندويه، وابن المقرئ. توفي في رجب. محمد بن إسحاق بن الوليد الثقفي الإصبهاني. أبو عبد الله القزاز. سمع: عبد الله بن عمر أخا رستة، وأحمد بن الفرات. وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، وأبو الشيخ، وابن المقرئ. محمد بن إسماعيل بن الفرج. أبو العباس البناء المهندس المصري، والد أبي بكر أحمد.) سمع: إبراهيم بن مرزوق، والحسن بن سليمان بن قبيطة. محمد بن الحسن بن هارون بن دنبا. أبو جعفر الموصلي. حدث ببغداد عن: أبي همام السكوني، ومحمد بن عبد الله بن عمار، (23/242)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 243 وأحمد بن عبدة، ومحمد بن زنبور. وعنه: أبو بكر القطيعي، وعيسى الرخجي. قال الدارقطني: لا بأس به. محمد بن الحسن بن موسى. أبو جعفر الكندي، مولاهم المصري. روى عن: حرملة، وغيره. قال ابن يونس: يعرف وينكر. توفي في ذي الحجة. محمد بن سفيان بن النضر. أبو جعفر النسفي الأمين. روى عن البخاري صحيحه. وعن: عيسى بن أحمد العسقلاني، وأبي عيسى الترمذي. روى عنه: محمد بن زكريا النسفي، وجماعة. ورخه المستغفري. محمد بن صالح بن ذريح العكبري. أبو جعفر. سمع: جبارة بن المغلس، وعبد الأعلى بن حماد، وعثمان بن أبي شيبة، وأبا مصعب الزهري، وأبا ثور الكلبي. وعنه: إسحاق النعالي، وابن بخيت، وعمر بن الزيات، ومحمد بن المظفر. وثقه الخطيب. قال ابن مخلد: توفي سنة ثمان.) ومر في سنة سبع. (23/243)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 244 محمد بن عبد الله بن محمد الخولاني الباجي. نزيل إشبيلية. سمع بقرطبة: محمد بن أحمد العتبي، وأبان بن عيسى، ويحيى بن إبراهيم بن مزين. ورحل فسمع: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وأبي أمية الطرسوسي، ومحمد بن إسماعيل الصائغ. وكان عارفاً بمذهب مالك. ثقة، ورعاً، خيراً. وكان أعرج، ويعرف بابن العون. روى عنه: خالد بن سعد. محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن كليب القرطبي. روى عن: محمد بن وضاح، وإبراهيم بن باز، وجماعة. توفي في هذه السنة. وقيل سنة إحدى عشر وثلاثمائة. محمد بن المفضل بن سلمة بن عاصم. (23/244)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 245 أبو الطيب الضبي البغدادي الفقيه الشافعي. صاحب ابن شريح. وكان موصوفاً بفرط الذكاء. صنف كتباً عدة. وهو صاحب وجه. وكان يرى تكفير تارك الصلاة. ومن وجوهه أن الولي إذا أذن للسفيه أن يتزوج لم يصح، كالصبي. مات شاباً. وكان أبوه وجده من مشاهير أئمة اللغة العربية. محمد بن ياسين بن النضر. أبو أحمد النيسابوري الفقيه. ولي قضاء بلده. وكذلك ابنه. سمع: محمد بن رافع، وعلي بن سعد النسوي. وعنه: أبو عبد الله الديناري، وشيوخ نيسابور.) توفي في رمضان. وأخوه محمد بن ياسين أبو بكر توفي سنة ثلاث وتسعين. المفضل بن محمد بن إبراهيم بن مفضل بن سعيد بن عامر بن شراحيل الجندي. أبو سعيد. حدث بمكة عن: الصامت بن معاذ الجندي، ومحمد بن أبي عمر العدني، وإبراهيم بن محمد الشافعي، وأبي حجة محمد بن يوسف الزبيدي، وسلمة بن شبيب. (23/245)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 246 وعنه: الطبراني، وأبو حاتم بن حبان، وأبو بكر بن المقرئ. وقال أبو جعفر العقيلي: قدمت مكة ولأبي سعيد الجندي حلقة بالمسجد الحرام. قلت: ورخه أبو القاسم بن مندة. وقال المقرئ: هو من ولد عامر الشعبي. وقال أبو علي النيسابوري: هو ثقة. وقد روى حروف القراءات عن جماعة. روى عنه: ابن مجاهد، وابن أبي هاشم. (23/246)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 247 4 (وفيات سنة تسع وثلاثمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن الفضل بن سهل. أبو عمرو البغدادي القاضي. سمع: إسماعيل بن موسى الفزاري، وسفيان بن وكيع. وعنه: ابن المظفر، وأبو بكر الوراق. حدث فيها. أحمد بن محمد بن خالد بن ميسر. أبو بكر الإسكندراني الفقيه. يروي عن: يزيد بن سعيد الإسكندراني، ومحمد بن المواز. وإليه انتهت رئاسة المالكية بمصر بعد ابن المواز. وهو راوي كتابه، وبه تفقه. وله تصانيف.) توفي في رمضان. أحمد بن محمد بن سهل بن عطاء. (23/247)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 248 أبو العباس الأدمي الصوفي الزاهد. كان موصوفاً بالعبادة والاجتهاد. روى اليسير عن: يوسف بن موسى، وغيره. روى عنه: محمد بن علي بن حبيش، وقال: كان له في كل يوم ختمة، وفي رمضان في اليوم والليلة ثلاث ختمات. وبقي في ختمة يستنبط منها بضع عشرة سنة، إلا أنه لم يفهم بطلان حال الحلاج، وأخذ ينتصر لما جرى عليه. قال السلمي: امتحن بسبب الحلاج حتى أحضره حامد بن العباس وقال له: ما الذي يقول الحلاج فقال: ما لك ولذاك. عليك بما ندبت له من أخذ الأموال، وسفك الدماء. فأمر به أن تفك أسنانه. ففعل به ذلك، فقال: قطع الله يديك ورجليك. ثم مات بعد أربعة عشر يوماً، ثم بعد ذلك قطعت أربعة حامد الوزير. قال السلمي: سمعت أبا عمرو بن حمدان يذكر هذا. وكان ابن عطاء ينتمي إلى المارستاني إبراهيم. ويزعم أنه شيخه. وقيل: إنه فقد عقله ثمانية عشر عاماً، ثم صح. وذكر عنه أبو الحسين بن خاقان أنه كان ينام في الليل والنهار ساعتين. توفي في ذي القعدة. أحمد بن محمد بن عبد الخالق. (23/248)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 249 أبو بكر البغدادي الوراق. سمع: الوليد بن شجاع، ومحمد بن زنبور، والمروذي. وعنه: ابن لؤلؤ، وابن المظفر. وكان ثقة، صالحاً. أحمد بن محمد بن عمر الجرجاني التاجر. عن: بشر بن خالد، ومحمد بن زنبور، وسلمة بن شبيب، والحسين بن الحسن المروزي،) وجماعة. وعنه: أبو أحمد بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، وأبو بكر الصرام. قال الإسماعيلي: هو صدوق نبيل. إسحاق بن أحمد بن زيرك. أبو يعقوب الفارسي. توفي في رجب. وسمع: أبا كريب. إسماعيل بن موسى بن المبارك. أبو أحمد الحاسب. سمع: بشر بن الوليد، وجبارة بن المغلس، وعبد الله القواريري. وعنه: محمد بن المظفر، ومحمد بن إسماعيل الوراق، وغيرهما. وكان ثقة مشهوراً. توفي رحمه الله في ربيع الأول. (23/249)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 250 4 (حرف الجيم) جعفر بن أحمد بن محمد بن الصباح الجرجرائي. أبو الفضل. حدث ببغداد عن: جده، وبشر بن معاذ، وأبي مصعب. وعنه: محمد بن المظفر، وأبو حفص الزيات، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير. وثقه الدارقطني. (23/250)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 251 4 (حرف الحاء) حامد بن محمد بن شعيب بن زهير. أبو العباس البلخي المؤدب. سكن بغداد، وحدث عن: سريج بن يونس، ومحمد بن بكار، وعبيد الله بن عمر. وعنه: محمد بن عمر الجعابي، وعلي بن لؤلؤ، وأبو بكر الوراق، وعلي بن عمر الحربي، وآخرون.) وثقه الدارقطني. وكان مولده سنة ست عشرة ومائتين. الحسن بن علي بن نصر. أبو علي الطوسي الحافظ. سمع: عمر بن شبة، والزبير بن بكار، وإسحاق الكوسج. وكتب عنه أئمة بقزوين. أرخه الخليلي. وقيل: سنة. الحسين بن علي بن يزيد بن نافع. أبو علي المصري الفراء. (23/251)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 252 روى عن: الحارث بن مسكين، ومحمد بن سلمة، ويونس بن عبد الأعلى. حدث عنه: ابن يونس. الحسين بن محمد بن الضحاك. أبو عبد الله الفارسي. حدث بمصر عن: أبي مصعب. الحسين بن منصور الحلاج. أبو مغيث. وقيل: أبو عبد الله. قتلوه على الكفر والحلول والانسلاخ من الدين، نسأل الله العفو. وكان قد صحب الجنيد، وعمرو بن عثمان المكي، وغيرهما. وقد أفرد أبو الفرج بن الجوزي أخباره في تصنيف سماه القاطع لمحال المحاج بحال الحلاج. (23/252)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 253 قتل في هذه السنة ببغداد، لما أفتى الفقهاء والعلماء بكفره. ومن نظر في مجموع أمره علم أن الرجل كان كذاباً مموهاً ممخرقاً حلولياً، له كلام حلو يستحوذ به على نفوس جهال العوام، حتى ادعوا فيه الربوبية. كتبت من أخباره في الحوادث. وقد اعتذر أبو حامد الغزالي عنه في كتاب مشكاة الأنوار وتأول أقواله على محامل حسنة. قال ابن خلكان: أفتى أكثر علماء عصره بإباحة دمه.) وذكره ابن سعيد النقاش في تاريخ الصوفية، فقال: منهم من نسبه إلى الزندقة ومنهم من نسبه إلى السحر والشعوذة. وقال أبو زرعة الطبري: قتل الحلاج لست بقين من ذي القعدة. وقال أبو بكر بن أبي سعد أن الحسين الحلاج مموه ممخرق. وعن: عمرو بن عثمان المكي قال: سمع الحلاج قراءتي فقال: يمكنني أن أقول مثله. ففارقته وقلت: إن قدرت عليه قتلتك. وقال السلمي في تاريخ الصوفية بإسناده عن الخلدي. حدثني أبو يعقوب الأقطع، وكان الحلاج قد تزوج بابنته، وعمرو المكي كانا يقولان: الحلاج كافر خبيث. حمزة بن إبراهيم بن أيوب. أبو يعلى الهاشمي العباسي البغدادي. (23/253)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 254 روى عن: أبي عمر الدوري، وخلاد بن أسلم. قال أبو سعيد بن يونس: كتبنا عنه. وتوفي في آخر السنة. 4 (حرف العين) عباد بن علي بن مرزوق. أبو يحيى الثقاب السيريني البصري. شيخ معمر سكن بغداد، وحدث عن: بكار بن محمد السيريني، ومحمد بن جعفر المدائني. وأظنه آخر من حدث عنهما. روى عنه: ابن البختري، وأبو بكر الشافعي، وأبو حفص بن الزيات، وعلي بن عمر الحربي، وأبو الفتح الأزدي وقال: ضعيف. وقال غيره: كان يقول إنه ولد سنة أربع ومائتين. وروى عنه أيضاً ابن المقرئ. عبد الله بن محمد بن عمرو القيراطي النيسابوري. أبو بكر الواعظ. سمع: الحسن بن عيسى بن ماسرجس، وأحمد بن حرب، وإسحاق الكوسج.) وعنه: محمد بن إبراهيم الهاشمي، ومحمد بن أحمد الواعظ. عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن غزوان. (23/254)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 255 أبو بكر الخزاعي المؤدب المقرئ. بغدادي، حدث عن: عبد الله بن هاشم الطوسي، ومحمود بن خداش، ويوسف بن موسى. وعنه: عبيد الله بن أبي سمرة، وابن المظفر، وعلي الحربي. قال الدارقطني: متروك، يضع الحديث. عبد الله بن يزيد الدقيقي. أبو محمد. سمع: محمد بن المثنى الزمن، ومحمد بن سهل بن عساكر، وأحمد بن منصور زاج. وعنه: عبد العزيز الخرقي، وابن المظفر، وجماعة. وثقه الخطيب. عبد الرحمن بن الحسين بن خالد. أبو سعيد النيسابوري، القاضي الحنفي. سمع: الحسن بن عيسى بن ماسرجس، ومحمد بن رافع، وعلي بن سلمة اللبقي. روى عنه: ابنه عبد الحميد القاضي، وأحمد بن هارون الفقيه. وسمع في الرحلة: سعدان بن نصر، وأبا زرعة الرازي. قال الحاكم: كان إماما أهل الرأي في عصره بلا مدافعة. (23/255)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 256 قلت: كان بينه وبين ابن خزيمة منافرة بينة، فلما مات أظهر السرور وعمل دعوة. عبد الرحمن بن عبد المؤمن بن خالد. أبو محمد المهلبي الأزدي. سمع: محمد بن زنبور المكي، وعيسى بن محمد السلمي، وإبراهيم بن موسى الوزدولي شيخ يروي عن فضيل بن عياض وطبقته وإسماعيلبن إبراهيم الخرمي الجرجاني، ومحمد بن حميد الرازي. وعنه: عبد الله بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، وأحمد بن أبي عمران الجرجاني، وأبو الحسن القصري، وآخرون.) وكان من أعيان المحدثين بجرجان. وجده خالد من بيت حشمة وإمرة وهو ابن يزيد بن عبد الله بن المهلب بن عيينة بن المهلب بن أبي صفرة. أثنى على عبد الرحمن أبو بكر الإسماعيلي، وغيره. وكان ممن جمع بين العلم والعمل. وقال ابن ماكولا: كان ثقة يعرف الحديث. وقال: مات في سلخ المحرم سنة تسع. عبد الملك بن محمود بن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع. أبو الوليد القرشي الدمشقي، الفقيه المحدث. (23/256)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 257 رحل، وسمع: علي بن حرب، والصغاني، وهلال بن العلاء، وإسحاق الدبري، وعبيد بن محمد الكشوري، ويوسف بن يزيد القراطيسي، وجماعة. وعنه: أبو زرعة، وأبو بكر إبنا أبي دجانة، ومحمد بن سليمان الربعي، وحمزة الكناني، وأبو حاتم بن حبان، وجماعة. توفي في جمادى الأولى. عبيد الله بن جعفر بن أعين البزاز. في رمضان. سمع: بشر بن الوليد، وإسحاق بن أبي إسرائيل. وعنه: عبد العزيز بن جعفر، وابن المظفر، وجماعة. لينه الدارقطني. علي بن الحسن بن سلم. أبو الحسن الإصبهاني الحافظ. سمع: أحمد بن الفرات، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن الأزهر، ويحيى بن حكيم المقوم. وعنه: أبو أحمد العسال، وابن القرئ. له تصانيف. عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان. أبو حفص الثقفي البغدادي. سمع: علي بن الجعد، وداود بن عمرو الضبي، وأبا إبراهيم الترجماني.) (23/257)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 258 وعنه: إسحاق النعال، وأبو حفص الزيات، ومحمد بن إسماعيل الوراق، وأبو بكر بن المقرئ، وجماعة. وثقه الخطيب. 4 (حرف الفاء) الفضل بن محمد بن عقيل بن خويلد الخزاعي النيسابوري. أبو العباس فضلان. سمع: أباه، والذهلي، وعلي بن حرب، وجماعة. وعنه: أبو علي الحافظ، وابن عقدة، ومحمد بن المظفر. (23/258)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 259 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن راشد بن معدان. أبو بكر الثقفي، مولاهم الإصبهاني. محدث ابن محدث، كثير التصانيف. كتب بالعراق ومصر. وسمع: أبا السائب سلم بن جنادة، ومحمد بن خالد بن خداش، وعبد الله بن أبي رومان الإسكندراني، وإبراهيم بن سعيد الجوهري. وعنه: العسال، وأبو الشيخ، ومحمد بن جعفر بن يوسف، ومحمد بن أحمد بن عبد الوهاب، وابن المقرئ، وغيرهم. توفي بكرمان غريباً. محمد بن إدريس بن الأسود التجيبي. مولاهم. جار يونس بن عبد الأعلى، يعرف ببقرة يونس. وحدث عنه. توفي جمادى الأولى. محمد بن الحسين بن مكرم. (23/259)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 260 أبو بكر البغدادي، نزيل البصرة. سمع: بشر بن الوليد، ومحمد بن بكار، ومنصور بن أبي مزاحم، وعبيد الله القواريري، وطبقتهم.) وعنه: محمد بن مخلد، والطبراني، وابن عدي، والبصريون، وغيرهم من الرحالة. قال إبراهيم بن فهد: ما قدم علينا من بغداد أعلم بالحديث منه. وقال الدارقطني: ثقة. وروى عنه: الحسن علي القطان. محمد بن خلف بن المرزبان بن بسام. أبو بكر المحولي الآجري. كان إماماً إخبارياً مصنفاً صدوقاً. روى عن: الرمادي، ومحمد بن أبي السري الأزدي لا العسقلاني، والزبير بن بكار، وأبي بكر بن أبي الدنيا، وغيرهم. وعنه: أبو بكر بن الأنباري، وأبو الفضل بن المتوكل، وجماعة آخرهم أبو عمر بن حيويه. وقع لنا قطعة من تواليف ابن المرزبان. وله كتاب الحاوي في علوم القرآن، وكتاب الحماسة، وكتاب (23/260)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 261 المتيمين، وكتاب الشعراء، وغير ذلك. محمد بن عبيد الله بن الفضل. أبو الحسين الكلاعي الحمصي. عن: محمد بن مصفى، وعمرو بن عثمان، وعقبة بن مكرم. وعنه: ابن عدي، وأبو حاتم بن حيان، وأبو بكر الميانجي. وكان يعرف بالراهب. محمد بن علي بن حسين النيسابوري. أبو عبد الله. سمع: محمد بن رافع، وأبا قدامة عبيد الله السرخسي، وجماعة. أكثر عنه أبو علي الحافظ. محمد بن محمد بن عقبة بن الوليد. أبو جعفر الشيباني. شيخ الكوفة. كان السلطان يختاره، والقضاة. وما قال فهو القول.) وكان ثقة كثير النفع. سمع: الحسن بن علي الحلواني، وأبا كريب محمد بن العلاء، وهذه الطبقة. روى عنه: الطبراني، وأبو عمرو بن حمدان، وأبو بكر بن المقرئ، ويوسف الميانجي، وجماعة. قال محمد بن أحمد بن حماد الكوفي الحافظ: كنت في حجره وحضرت جنازته. ومكث الناس ينتابون قبره نحو السنة. وختم عنده ختمات كثيرة. وولد سنة. محمد بن الوليد بن محمد بن محمد بن عبيد. (23/261)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 262 أبو عبد الله القرطبي. سمع، فيما زعم، من: العتبي المالكي، ويونس بن عبد الأعلى، والمزني. وكان فقيهاً فصيحاً، لكنه كذاب. اتهموه بالوضع. 4 (حرف الياء) يعقوب بن سليمان. أبو يوسف الإسفرائيني. سمع: محمد بن رافع، وعبد الجبار بن العلاء، ونحوهما. وحدث عنه: أبو سعيد بن أبي بكر، وأبو علي الحافظ، وأبو محمد الأزهري. يوسف بن مؤذن بن عيشون. أبو عمرو المعافري الوشقي. سمع: ابن وضاح. ورحل، فسمع بمصر: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وإبراهيم بن مرزوق. وبمكة: محمد بن إسماعيل الصائغ. وكان من المنفقين في سبيل الله. قيل إنه فك نحواً من مائة أسير. وعاش خمساً وثمانين سنة. (23/262)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 263 4 (وفيات سنة عشر وثلاثمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن أحمد بن زياد.) صحب ابن عبدوس، وابن سلام. وله كتاب أحكام القرآن في عشرة أجزاء، وكتاب مواقيت الصلاة. وكان لا يرى التقليد. وكان بصيراً باللغة، واسع العلم، صاردره السلطان العبيدي وضرب وامتحن. وعاش سبعين سنة وأكثر. توفي بالقيروان. أحمد بن خلف بن المرزبان المحولي. أبو عبد الله، أخو محمد. له تصانيف أيضاً، وحدث عن: ابن أبي الدنيا، ونحوه. روى عنه: أبو عمر بن حيويه. أحمد بن العباس بن حمزة النيسابوري الواعظ. سمع: علي بن الحسن الأفطس، والحسن بن محمد الزعفراني، وجماعة. وعنه: أبو عبد الله بن دينار، ومحمد بن يزيد، وغيرهما. توفي في صفر. أحمد بن محمد بن زياد بن أيوب. بغدادي. (23/263)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 264 سمع: جده، ومحمد بن منصور الطوسي. وعنه: ابن المظفر، وأبو بكر الوراق. أحمد بن محمد بن عبد الواحد بن ميمون الطائي الحمصي. أبو جعفر. عن: أبي التقي الحمصي، وطائفة. وعنه: أبو سعيد بن يونس ووثقه. وقال: توفي بمصر في رجب. أحمد بن عبد الله بن محمد بن هلال. أبو جعفر الأزدي المصري المقرئ. أحد أئمة القراء.) قرأ على: أبيه وعلى: إسماعيل بن عبد الله النحاس. وسمع من: بكر بن سهل. وتصدر للإقراء. تلا عليه: المظفر بن أحمد، ومحمد بن أحمد بن أبي الأصبغ، وحمدان بن عون، وسعيد بن جابر الأندلسي، وعتيق بن ما شاء الله. قال ابن يونس: توفي في ذي القعدة. أحمد بن محمود بن صبيح بن سهل. أبو العباس الثقفي المديني. ثقة، صاحب أصول. روى عن: عبد الله بن عمر الزهري، والحجاج بن يوسف بن قتيبة، وأحمد بن الفرات، وسمع منه كتبه. (23/264)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 265 وعنه: الطبراني، ومحمد بن جعفر بن يوسف. أحمد بن محمد بن يحيى بن جرير. أبو علي الهمداني المصري. كان ثقة، فهماً. روى بالإجازة عن: هشام بن عمار. وسمع من: الحارث بن مسكين. وحدث بمصر. أحمد بن يحيى بن زهير. أبو جعفر التستري الحافظ الزاهد. سمع: أبا كريب، ومحمد بن حرب النسائي، والحسين بن أبي زيد الدباغ، ومحمد بن عمار الرازي، وعمرو بن عيسى الضبعي، وخلقاً كثيراً. وعنه: ابن حبان، وأبو إسحاق بن حمزة، وأبو القاسم الطبراني، وأبو بكر بن المقرئ، ويوسف الميانجي، وطائفة سواهم من الرحالين. وكان حجة حافظاً كبير الشأن. قال الحاكم: سمعت جعفر بن أحمد المراغي يقول: أنكر عبدان الأهوازي حديثاً مما عرض) عليه لابن زهير. فدخل عليه وقال: هذا أصلي، ولكن من أين لك ابن عون، عن الزهري، عن سالم فما زال عبدان يعتذر إليه ويقول: يا أبا جعفر، إنما استغربت حديثك. قال الحافظ أبو عبد الله بن مندة: ما رأيت في الدنيا أحفظ من أبي إسحاق بن حمزة، وسمعته يقول: ما رأيت في الدنيا أحفظ من أبي جعفر التستري. وقال التستري: ما رأيت في الدنيا أحفظ من أبي زرعة الرازي. (23/265)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 266 وقال أبو زرعة: ما رأيت في الدنيا أحفظ من أبي بكر بن أبي شيبة. وقال ابن المقرئ: ثنا أبو جعفر تاج المحدثين، فذكر حديثاً. إبراهيم بن جابر. أبو إسحاق البغدادي الفقيه. له تصنيف مفيد في اختلاف الفقهاء. وكان إماماً ثقة. حدث عن: الحسن بن أبي الربيع، وأحمد بن منصور الرمادي. وعنه: الطبراني، وأبو الفضل عبيد الله الزهري. عاش خمساً وسبعين سنة. ولم يذكر الخطيب ما كان مذهبه، فهو مجتهد رحمه الله تعالى. إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن جميل. أبو يعقوب الإصبهاني. حدث عن: أحمد بن منيع بمسنده. وعنه: الطبراني، وابن المقرئ، وعبيد الله بن يعقوب بن إسحاق حفيده وقال: فيما رواه عنه ابن مردويه: عاش جدي مائة وسبع عشرة سنة. وتوفي رحمه الله تعالى في سنة ثلاث عشرة. وقال أبو نعيم: توفي سنة عشر. (23/266)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 267 4 (حرف الحاء) الحسن بن الحسين بن علي. أبو علي الصواف المقرئ. بغدادي.) قرأ القرآن على: ابن حمدون الطيب بن إسماعيل صاحب يحيى بن آدم، وعلي بن محمد بن غالب صاحب شجاع، وعلي الدوري، وغيرهم. وأقرأ الناس، فقرأ عليه: بكار بن أحمد، وأبو طاهر بن أبي هاشم. وسمع: أبا سعيد الأشج، وأحمد بن منصور زاج. وروى عنه: أحمد بن جعفر الشعيري، وأبو الفضل الزهوي، ومحمد بن المظفر. وكان ثقة فاضلاً محققاً عالماً عالي السند في القرآن. وممن قرأ عليه: أبو العباس المطوعي، وعلي بن الحسين الغضائري شيخ الأهوازي. الحسين بن علي بن عبد الواحد المصري. سمع من يونس بن عبد الأعلى يسيراً. (23/267)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 268 4 (حرف الخاء) خالد بن محمد بن خالد بن كولخش. أبو محمد الصفار الختلي. عن: بشر بن الوليد، ويحيى بن معين. وأبي إبراهيم الترجماني. وعنه: علي بن لؤلؤ، وعلي بن عمر الحربي. وقال الدارقطني: صالح. وروى عنه المفيد محمد بن أحمد الجرجرائي الضعيف الواهي أنه سمع تفسير حديث من أبي عبيد القاسم بن سلام. (23/268)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 269 4 (حرف الدال) داود بن إبراهيم بن داود بن يزيد بن روزبة. أبو شيبة البغدادي. سمع: محمد بن بكار، وعبد الأعلى بن حماد، وعثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن حميد. وعنه: ابن عدي، وأبو بكر بن المقرئ، والفضل بن جعفر المؤذن، وأبو بكر أحمد بن محمد المهندس. وقال الدارقطني: صالح. قلت: سكن مصر وكان من أسند الشيوخ بها.) 4 (حرف السين) سالم بن عبد الله بن أبا الأندلسي. يروي عن: العتبي، وابن مزيد المالكيين، وكان مجتهداً عالماً. (23/269)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 270 4 (حرف العين) عافية بن محمد بن عثمان. أبو القاسم الأندلسي. إما جامع مصر. سمع: ابن رمح، وأبا الطاهر بن السرح، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن المقرئ، وابن يونس، وجماعة. مات في رمضان. العباس بن الفضل بن شاذان الرازي. المقرئ المفسر. قرأ القرآن على أبيه عن الحلواني. وسمع: محمد بن حميد الرازي، ومحمد بن علي بن شقيق، وأحمد بن أبي شريح الرازي. ومر بقزوين غازياً فحدث بها سنة عشر. وكان عنده رواية الكسائي، عن أحمد بن أبي شريح. أخذ عنه: النقاش، ومحمد بن أحمد الداحولي، وابن مجاهد، وأبو علي بن حبش. قال الخليلي: أدركت بقزوين من أصحابه ثمانية أنفس. وممن روى عن: أبو عمر بن حمدان. وقد ذكره الخليلي في شيوخ أبي الحسن القطان، وقال: مات رحمه الله تعالى بالري سنة إحدى عشرة. (23/270)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 271 عبد الله بن أحمد بن أسيد. أبو محمد الإصبهاني. سمع: نصر بن علي، وسلم بن جنادة، وعبد الرحمن رستة.) وحدث بإصبهان، وبغداد. روى عنه: عثمان بن السماك، والطستي، وأبو الشيخ، وأحمد بن بندار الشعار، ومحمد بن أحمد بن الحسن الهيساني، وأبو بكر الطلحي، وغيرهم. وصنف المسند، وروى عن العراقيين والحجازيين. عبد الله بن محمد بن الحسن بن أسيد بن عاصم. أبو محمد الثقفي الإصبهاني. مقبول، كثير الحديث. سمع: النضر بن هشام، ومحمد بن ثواب، وجعفر بن عنبسة، وبحر بن نصر الخولاني، وإبراهيم بن عامر، ومحمد بن عصام، وخلق. وعنه: الطبراني، وأبو أحمد العسال، وزيد بن علي بن أبي بلال الكوفي، وابن المظفر، وعلي بن عمر الحربي، وغيرهم. سمع منه لما حج. عبد الله بن محمد بن أبي الوليد القرطبي. أبو محمد الأعرج. سمع: العتبي ورحل فسمع من: يونس بن عبد الأعلى، وابن عبد الحكم. (23/271)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 272 وبالقيروان من: محمد بن سحنون وبأطرابلس من: أحمد بن عبد الله العجلي. وكان خاشعاً، بكاء ثقة، عالماً. روى عنه: خالد بن سعد، وأحمد بن سعيد بن حزم، ومحمد بن عمر بن عبد العزيز، وسليمان بن أيوب. توفي في جمادى الأولى. عبد الله بن أحمد بن مسلمة الفزاري. عن: عبد الغبري. وعنه: موسى بن عيسى السراج، ومحمد بن المظفر. وكان ثقة.) عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن هلال. أبو محمد القرشي السامي، أبو صخرة الكاتب البغدادي. مسند، سمع: علي بن المديني، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، ولويناً ويحيى بن أكثم. وعنه: أبو بكر الوراق، وابن المظفر، وعلي بن عمر الحربي. وكتب عنه ابن صاعد مع تقدمه. وكان ثقة. توفي في شوال. عبد الرحمن بن محمد بن عمر بن عبد الله بن الحسن بن حفر الهمداني. جد أبي بكر بن أبي علي المعدل الإصبهاني. سمع: علي بن جبلة. وحدث. (23/272)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 273 توفي قبل الكهولة. علي بن أحمد بن بسطام. أبو الحسن الزعفراني. عن: عمه إبراهيم بن بسطام، وعبد الله بن معاوية الجمحي، وخلق. وعنه: الطبراني، وابن حبان. علي بن العباس بن الوليد الكوفي البجلي المقانعي. أبو الحسن. سمع: هشام بن يونس، وأبا كريب، وعباد بن يعقوب. وعنه: ابن المقرئ، ومحمد بن أحمد بن حماد الحافظ، والإسماعيلي، وأبو الطيب محمد بن الحسين التيملي، وأبو بكر النقاش. عيسى بن سليمان بن عبد الملك القرشي. وراق داود بن رشيد. سمع: داود، وأحمد بن إبراهيم الموصلي، وأحمد بن منيع. وعنه: أبو القاسم بن النحاس، ومحمد بن المظفر، ومحمد بن الشخير، وعلي الحربي.) وكان ثقة. توفي في شعبان. (23/273)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 274 4 (حرف الفاء) فضل بن سلمة بن جرير الجهني. أبو سلمة البجاني الأندلسي. سمع بالقيروان في رحلته من يوسف المغامي. وتفقه عليه وعلى جماعة من أصحاب سحنون. وكان من كبار الفقهاء المالكية. رحل إليه للتفقه عنده. أخذ عنه: أحمد بن سعيد بن حزم، وغير واحد آخرهم محمد بن أحمد الإلبيري. (23/274)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 275 4 (حرف الميم) محمد بن إبراهيم بن البطال اليماني. نزيل المصيصة. حدث في هذه السنة، عن: محمد بن حميد الرازي، ومحمد بن قدامة، ومحمد بن آدم المصيصي، وإسحاق بن وهب العلاف. وعنه: أبو بكر المفيد، ومحمد بن سليمان الربعي، وحمزة الكناني، وحبيب القزاز. وهو من أهل صعدة. محمد بن إبراهيم بن آدم. أبو جعفر الصلحي. سكن بغداد، وحدث عن: بشر بن هلال الصواف، ومحمد بن الصباح الجرجرائي. وعنه: عمر بن جعفر البصري، وعثمان بن أحمد الرازي، ومحمد بن المظفر، وآخرون. وكان ثقة يعرف بابن أبي الرجال. محمد بن أحمد بن حماد بن سعيد بن مسلم. (23/275)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 276 أبو بشر الأنصاري الدولابي الحافظ الوراق. من أهل الري. سمع: أحمد بن أبي سريج الرازي، ومحمد بن منصور الجواز، وموسى بن عامر المري،) وبنداراً، وزياد بن أيوب، وهارون بن سعيد الأيلي، وخلقاً كثيراً ببلده، وبالكوفة، والبصرة، وبغداد، ودمشق، والحرمين. وصنف التصانيف. وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وعبد الله بن عدي، والطبراني، ومحمد بن عبد الله بن حيويه النيسابوري المصري، وأبو بكر بن المهندس، وابن المقرئ. ومولده سنة أربع وعشرين ومائتين. قال الدارقطني: تكلموا فيه، وما يتبين من أمره إلا خير. وقال ابن عدي: ابن حماد متهم فيما يقوله في نعيم بن حماد لصلابته في أهل الري. قلت: رمى نعيم بن حماد بالكذب. وقال ابن يونس: كان من أهل الصنعة، وكان يضعف. توفي رحمه الله تعالى بين مكة والمدينة بالعرج في ذي القعدة من السنة. قلت: وأما: محمد بن أحمد بن حماد الكوفي الحافظ، فمن طبقة أصحاب الدولابي. (23/276)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 277 محمد بن أحمد بن عبيد بن فياض. أبو سعيد العثماني الزاهد. دمشق مسند. سمع: صفوان بن صالح، وهشام بن عمار، وعيسى بن زغبة، وخلقاً سواهم. وعنه: ابن عدي، ومحمد بن سليمان الربعي، وجمح بن القاسم، وابن السني، وحمزة الكناني، وابن المقرئ. قال الدراقطني: ليس به بأس. وقال غيره: توفي في ربيع الآخر. محمد بن أحمد بن أبي عون. أبو جعفر النسوي. سمع: علي بن حجر، ويعقوب بن حميد بن كاسب. وعنه: الإسماعيلي، وعبد الله بن عدي، وأبو أحمد الغطريفي.) وقيل: توفي سنة ثلاث عشرة. محمد بن أحمد بن هلال. أبو بكرالشطوي. سمع: أبا كريب، وأحمد بن منيع، وأبا هشام الرفاعي. وعنه: عبد العزيز الخرقي، وابن المظفر، والحربي. وثقه الدارقطني. (23/277)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 278 محمد بن أحمد بن سهل. أبو عبد الله البركاني، القاضي المالكي. حدث عن: بندار، وحوثرة المنقري، ومحمد بن المثنى، ونصر بن علي، وجماعة. وعنه: أحمد بن كامل القاضي، والطبراني، ويوسف الميانجي، والربعي، وحمزة الكناني، ومحمد بن عدي المنقري. وولي قضاء دمشق سنة ست وثلاثمائة بعد عمر بن الجنيد، ثم عزل في أول السنة سنة عشر، فرجع إلى البصرة وتوفي بها في سلخ هذه السنة. محمد بن أحمد. أبو عبد الله القرطبي. سمع: بقي من مخلد، ومحمد بن وضاح. وكان إماماً في مذهب مالك قد صنف مختصر المدونة. محمد بن بنان بن معن. أبو إسحاق الخلال. بغدادي توفي في شعبان. (23/278)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 279 سمع: محمد بن معاوية بن مالج، ومحمد بن المثنى، وهارون بن إسحاق، ومهنا بن يحيى الشامي. وعنه: عمر بن أحمد الوكيل، وأبو الفضل الزهري، وعلي الحربي. ولم يكن به بأس. محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب.) أبو جعفر الطبري. الإمام صاحب التصانيف. من أهل آمل طبرستان. طوف الأقاليم، وسمع: محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وإسماعيل بن موسى الفزاري، وأبا كريب، وهناد بن السري، والوليد بن شجاع، وأحمد بن منيع، ومحمد بن حميد الرازي، ويونس بن عبد الأعلى، وخلقاً سواهم. وقرأ القرآن على: سليمان بن عبد الرحمن الطلحي صاحب خلاد. (23/279)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 280 وسمع الحروف من: يونس بن عبد الأعلى، وأبي كريب، وجماعة. وصنف كتاباً حسناً في القراءات، فأخذ عنه: ابن مجاهد، ومحمد بن أحمد الداجوائي، وعبد الواحد بن أبي هاشم. وروى عنه: أبو شعيب الحزانين وهو أكبر منه سناً وسنداً ومخلد الباقرحي، والطبراني، وعبد الغفار الحضيني، وأبو عمرو بن حمدان، وأحمد بن كامل، وطائفة سواهم. قال أبو بكر الخطيب: كان ابن جرير أحد الأئمة، يحكم بقوله ويرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله. جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، فكان حافظاً لكتاب الله بصيراً بالمعاني، فقيهاً في أحكام القرآن، عالماً بالسنن وطرقها، صحيحها وسقيمها، ناسخها ومنسوخها، عارفاً بأقوال الصحابة والتابعين، بصيراً بأيام الناس وأخبارهم، له الكتاب المشهور في تاريخ الأمم، وكتاب التفسير الذي لم يصنف مثله، وكتاب تهذيب الآثار، لم أر مثله في معناه، ولكن لم يتمه. وله في الأصول والفروع كتب كثيرة، واختيار من أقاويل الفقهاء. وتفرد بمسائل حفظت عنه. وقال غيره: مولده بآمل سنة أربع وعشرين ومائتين. قال أبو أحمد الفرغاني: كتب إلي المراغي يذكر أن المكتفي قال للحسن بن العباس: إني أريد أن أوقف وقفاً يجتمع أقاويل العلماء على صحته ويسلم من الخلاف. قال: فأحضر ابن جرير، فأملى عليهم كتاباً بذلك. فأخرجت له جائزة سنية، فأبى أن يقبلها، فقيل له: لا بد من جائزة أو قضاء حاجة. فقال: نعم. الحاجة أسأل أمير المؤمنين أن يتقدم إلى الشرط أن يمنعوا (23/280)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 281 السؤال من دخول المقصورة يوم الجمعة.) فتقدم بذلك وعظم في نفوسهم. قال أبو محمد الفرغاني صاحب ابن جرير: وأرسل إليه العباس بن الحسن الوزير: قد أحببت أن أنظر في الفقه. وسأله أن يعمل له مختصراً. فعمل له كتاب الخفيف وأنفذه إليه. فوجه إليه بألف دينار فلم يقبلها، فقيل له: تصدق بها. فلم يفعل. وقال الخطيب: سمعت علي بن عبيد الله اللغوي يقول: مكث ابن جرير أربعين سنة يكتب كل يوم أربعين ورقة. وأما أبو محمد الفرغاني فقال في صلة التاريخ له: إن قوماً من تلامذة أبي جعفر الطبري حسبوا لأبي جعفر منذ بلغ الحلم، إلى أن مات، ثم قسموا على تلك المدة أوراق مصنفاته، فصار لكل يوم أربع عشرة ورقة. وقال الشيخ أبو حامد الإسفرائيني شيخ الشافعية: لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل تفسير محمد بن جرير لم يكن كثيراً. وقال حسينك بن عليك النيسابوري: أول ما سألني ابن خزيمة قال: كتبت عن محمد بن جرير قلت: لا. قال: ولم قلت: لأنه كان لا يظهر. وكانت الحنابلة تمنع من الدخول عليه. فقال: بئس ما فعلت، ليتك لم تكتب عن كل من كتبت عنهم، وسمعت منه. (23/281)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 282 وقال أبو بكر بن بالويه: سمعت إمام الأئمة ابن خزيمة يقول: ما أعلم على أديم الأرض أعلم من محمد بن جرير. ولقد ظلمته الحنابلة. وقال أبو محمد الفرغاني: كان محمد بن جرير ممن لا تأخذه في الله لومة لائم، مع عظيم ما يلحقه من الأذى والشناعات من جاهل وحاسد وملحد. فأما أهل الدين والعلم فغير منكرين علمه وزهده في الدنيا ورفضه لها، وقناعته بما كان يرد عليه من حصة خلفها له أبوه بطبرستان يسيرة. وذكر عبيد الله بن أحمد السمسار وغيره أن أبا جعفر بن جرير قال لأصحابه: هل تنشطون لتاريخ العالم من آدم إلى وقتنا قالوا: كم قدره) فذكر نحو ثلاثين ألف ورقة. قالوا: هذا مما تفنى الأعمار قبل تمامه. فقال: إنا لله، ماتت الهمم. فأملاه في نحو ثلاثة آلاف ورقة. ولما أراد أن يملي التفسير قال لهم كذلك، ثم أملاه بنحو من التاريخ. قال الفرغاني: وحدثني هارون بن عبد العزيز قال: قال لي أبو جعفر الطبري: أظهرت مذهب الشافعي واقتديت به ببغداد عشر سنين، وتلقاه مني ابن بشار الأحوال شيخ ابن سريج. قال الفرغاني: فلما اتسع علمه أداه بحثه واجتهاده إلى ما اختاره في كتبه. وكتب إليه المراغي أن الخاقاني لما تقلد الوزارة وجه إلى المري بمال كثير، فأبى أن يقبله، فعرض عليه القضاء فامتنع، فعاتبه أصحابه وقالوا: لك هذا ثواب، وتحيي سنة قد درست. وطمعوا في أن يقبل ولاية المظالم، فانتهزهم وقال: قد كنت أظن أني لو رغبت في ذلك لنهيتموني عنه. وقال محمد بن علي بن سهل الإمام: سمعت محمد بن جرير وهو يكلم (23/282)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 283 ابن صالح الأعلم، فقال: من قال إن أبا بكر وعمر ليسا بإمامي هدى، إيش هو قال ابن صالح: مبتدع فقال ابن جرير: مبتدع مبتدع، هذا يقتل. قال أبو محمد الفرغاني: تم من كتبه كتاب التفسير، وتم كتاب القراءات، والعدد، والتنزيل وتم له كتاب اختلاف العلماء، وتم كتاب التاريخ إلى عصره، وتم كتاب تاريخ الرجال من الصحابة والتابعين إلى شيوخه وتم كتاب لطيف القول في أدكار شرائع الإسلام، وهو مذهبه الذي اختاره وجوده واحتج له، وهو ثلاثة وثمانون كتاباً. وتم كتاب الخفيف وهو مختصر، وتم كتاب التبصير في أصول الدين، وابتدأ بتصنيف كتاب تهذيب الآثار، وهو من عجائبه، كتبه ابتداء بما رواه أبو بكر الصديق مما صح عنده بسنده، وتكلم على كل حديث منه بعلله وطرقه وما فيه من الفقه والسنن واختلاف العلماء وحججهم، وما فيه من المعاني والغريب، فتم منه مسند العشرة وأهل البيت والموالي، ومن مسند ابن عباس قطعة كبيرة، فمات قبل تمامه. وابتدأ بكتاب البسيط فخرج منه كتاب الطهارة في نحو ألف وخمسمائة ورقة، وخرج منه أكثر كتاب الصلاة، وخرج منه آداب الحكام، وكتاب المحاضر والسجلات، وغير ذلك.) ولما بلغه أن أبا بكر بن أبي داود تكلم في حديث غدير خم. حمل كتاب الفضائل فبدأ بفضل الخلفاء الراشدين، وتكلم على تصحيح حديث غدير خم، واحتج لتصحيحه. حكى التنوخي، عن عثمان بن محمد السلمي: حدثني ابن منجو القائد قال: حدثني غلام لابن المزوق قال: اشترى مولاي لي جارية وزوجنيها، فأحببتها وأبغضتني، وكانت تنافرني دائماً إلى أن أضجرتني، فقلت لها: أنت طالق ثلاثاً، لا خاطبتني بشيء إلا قلت لك مثله، فكم أحتملك. (23/283)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 284 فقالت في الحال: أنت طالق ثلاثاً. قال: فأبلست وحرت. فدللت على محمد بن جرير فقال: أقم معها بعد أن تقول لها: أنت طالق ثلاثاً إن طلقتك. قال ابن عقيل: وله جواب آخر أن يقول كقولها: أنت طالق ثلاثاً، بفتح التاء، فلا يحنث. وقال ابن الجوزي: وأيضاً فما كان يلزمه أن يقول لها ذلك على الفور، فكان له أن يتمادى إلى قبل الموت. قلت: ولو قال لها أنت طالق ثلاثاً، وعني بالاستفهام، لم تطلق. ولو قال: طالق ثلاثاً، ونوى به الطلق لا الطلاق لم تطلق أيضاً في الباطن. وجواب آخر على قاعدة من يراعي سب اليمين ونية الحالف أنه ليس عليه أن يقول لها كقولها، فإن نيته كانت إذا آذته بكلام أن يقول لها ما يؤذيها، وهذه ما كانت تتأذى بالطلاق لأنها ناشزة مضاجرة، ولأن الحالف عنده هذه الكلمة مستثناة بقرينة الحال من عموم إطلاقه، كقوله تعالى: وأوتيت من كل شيء وتدمر كل شيء فخرج من العموم أشياء بالضرورة، وهذا فصيح في كلام العرب سائغ، لأن الحالف لم يرده، ولا قصد إدخاله في العموم أصلاً، كما لم يقصد إدخال كلمة الكفر لو كفرت فقالت له: أنت ولد الله تعالى الله، أو سبت الأنبياء. فما كان يحنث بسكوته عن مثل قولها. وجواب آخر على مذهب الظاهرية كداود، وابن حزم، ومذهب سائر الشيعة إن من حلف على شيء بالطلاق لا يلزمه طلاق ولا كفارة عليه في حلفه، وهو قول لطاوس. وذهب شيخنا ابن تيمية، وهو من أهل الاجتهاد لاجتماع الشرائط فيه أن (23/284)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 285 الحالف على شيء بالطلاق لم تطلق منه امرأته بهذه اليمين، سواء حنث أو بر. ولكن إذا حنث في يمينه بالطلاق) قال: يكفر كفارة يمين. وقال: إن كان قصد الحالف حضاً أو منعاً ولم يرد الطلاق فهي يمين. وإن قصد بقوله: إن دخلت الدار فأنت طالق، شرطاً وجزاءاً فإنها تطلق ولا بد. كما إذا قال لها: إن أبريتني من الصداق فأنت طالق، وإن زنيت فأنت طالق. وإذا فرغ الشهر فأنت طالق فإنها تطلق منه بالإبراء، والزنا، وفراغ الشهر، ونحو ذلك. لكن ما علمنا أحداً سبقه إلى هذا التقسيم ولا إلى القول بالكفارة مع أن ابن حزم نقل في كتاب الإجماع له خلافاً في الحالف بالعتاق والطلاق، هل يكفر كفارة يمين أم لا ولكنه لم يسم من قال بالكفارة. والله أعلم. والذي عرفناه من مذهب غير واحد من السلق القول بالكفارة في الحلف بالعتق وبالحج، وبصدقة ما يملك. ولم يأتنا نص عن أحد من البشر بكفارة من الحلف بالطلاق. وقد أفتى بالكفارة شيخنا ابن تيمية مدة أشهر، ثم حرم الفتوى بها على نفسه من أجل تكلم الفقهاء في عرضه. ثم منع من الفتوى بها مطلقاً. انتهى. وقال الفرغاني: رحل ابن جرير لما ترعرع من آمل، وسمع له أبوه في السفر. وكان طول حياته ينفذ إليه بالشيء بعد الشيء إلى البلدان، فسمعته يقول: أبطأ عني نفقة والدي، واضطررت إلى أن فتقت كمي القميص فبعتهما. وقال ابن كامل: توفي عشية الأحد ليومين بقيا من شوال سنة عشر، ودفن في داره برحبة يعقوب، ولم يغير شيبه. وكان السواد في رأسه ولحيته كثيراً. وكان أسمر إلى الأدمة، أعين، نحيف الجسم، مديد القامة، فصيحاً. واجتمع عليه من لا يحصيهم إلا الله، وصلي على قبره عدة شهور ليلاً ونهاراً. ورثاه خلق كثير من أهل الدين والأدب من ذلك قول ابن سعيد ابن الأعرابي: (23/285)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 286 (حدث مفظع وخطب جليل .......... دق عن مثله اصطبار الصبور)

(قام ناعي العلوم أجمع لما .......... قام ناعي محمد بن جرير) وقد رثاه ابن دريد بقصيدة بديعة طويلة، يقول فيها: (إن المنية لم تتلف به رجلاً .......... بل أتلفت علماً للدين منصوبا)

(كان الزمان به تصفو مشاربه .......... والآن أصبح بالتكدير مقطوبا) ) (كلا وأيامه الغر التي جعلت .......... للعلم نوراً وللتقوى محاريبا) محمد بن الحسن بن قتيبة بن زيادة اللخمي العسقلاني. أبو العباس. محدث كبير. حدث في أواخر سنة تسع. وأظنه توفي في سنة عشر. سمع: إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، وصفوان بن صالح، وهشام بن عمار، ويزيد بن عبد الله الرملي، ومحمد بن رمح، وعيسى بن حماد، ومحمد بن يحيى الرماني، وحرملة، وطائفة سواهم. روى عنه: أبو علي النيسابوري، وابن عدي، وأبو هاشم المؤدب، ويوسف الميانجي، وأبو بكر بن المقرئ، وآخرون. وكان ثقة مشهوراً. أكثر عنه ابن المقرئ والرحالون لحفظه وثقته. محمد بن حمدان بن مهران. أبو بكر النيسابوري. (23/286)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 287 سمع: أبا عمار بن حريث، ومحمد بن رافع، وإسحاق الكوسج. وعنه: أحمد بن هارون الفقيه، وجماعة. توفي في شعبان. محمد بن حنيف بن جعفر. أبو عبد الله البخاري الخياط. سمع: بجير بن النضر، ويحيى بن جعفر البيكندي، وأسباط بن اليسع. وعنه: أبو نصر أحمد بن أحمد البخاري، وأبو نصر أحمد بن أبي حامد الباهلي. ذكره ابن ماكولا. ويقال له اليسارغي، نسبة إلى يسارغ بن يهوذا بن يعقوب عليه السلام. محمد بن العباس بن محمد بن يحيى بن المبارك اليزيدي البغدادي. من بيت علم ولغة. حدث عن: أبي الفضل الرياشي، وثعلب.) وكان صدوقاً، راوية للأخبار. روى عنه: الصولي، وأبو الطاهر بن أبي هاشم، وعمر بن محمد بن سيف. له تصانيف. مات في شوال. محمد بن عبد الله بن بشير. (23/287)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 288 أبو بكر الهاشمي. مولاهم الحذاء المصري. حدث عن: دحيم، والشاميين. قال ابن يونس في تاريخه: لم يكن بالثقة. مات في سابع المحرم. محمد بن عمر بن يوسف بن عامر. أبو عبد الله الأندلسي. توفي بمصر في شوال. وروى عن: الحارث بن مسكين. وقيل في أبيه: عمرو. روى عنه: حمزة بن محمد الكناني. معافى بن عمر بن حفص. أبو عبد الله المصري. أخو سالم وسلامة. سمع: يونس بن عبد الأعلى. وتوفي في رجب. كتب ابن يونس عن الثلاثة إخوة. موسى بن جرير. أبو عمران الرقي المقرئ النحوي الضرير. تلميذ أبي شعيب السوسي، وأجل أصحابه. قرأ عليه: الحسين بن محمد بن حبش الدينوري، والحسن بن سعيد (23/288)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 289 المطوعي، وعبد الله بن) الحسين السامري في قول الداني، عن فارس، عنه. وتوفي قريباً من سنة عشر. وقرأ عليه أيضاً أبو الحسن نظيف بن عبد الله ختمة بالرقة، وختمة بحلب لما قدمها. وقرأ عليه: مسلم بن عبد العزيز، وكلاهما من شيوخ عبد الباقي بن الحسن وأبو القاسم عبد الله بن اليسع الأنطاكي، وآخرون كثيرون. وكان حاذقاً بالقراءة والإدغام الكبير، بصيراً بالعربية وافر الحرمة. قال أبو الحسين بن المنادي: لما مات أبو شعيب خلفه ابنه أبو معصوم وأبو عمران موسى بن جرير الضرير. وكانت الرئاسة بالرقة في أبي عمران، وله بها أصحاب إلى الآن. وقال عبد الباقي بن الحسن عن نظيف: قرأت على موسى بن جرير النحوي الضرير بالرقة سنة خمس وثلاثمائة. ثم بعد ذلك قدم حلب. قال عبد الباقي: وكان لأبي عمران اختيارات يخالف فيها قراءاته على السوسي، وكان يعتمد في ذلك على العربية. فمما كان يختاره ترك الإشارة إلى حركة الحروف مع الإدغام وتفخيم فتحة الراء إذا كان بعدها ياء قد سقطت لساكن. قال الداني: مات أبو عمران حول سنة عشر وثلاثمائة. (23/289)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 290 4 (حرف النون) نبهان بن إسحاق البشكاسي. حدث عن: الربيع بن سليمان، والعباس البيروتي. 4 (حرف الهاء) هاشم بن صالح الأندلسي. يروي عن: يونس بن عبد الأعلى، وغيره. (23/290)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 291 4 (حرف الواو) الوليد بن أبان بن بونة. أبو العباس الحافظ. كثير الترحال، صنف التفاسير، والمسند، وغير ذلك. وروى عن: أحمد العطاردي، وعباس الدوري، ويحيى بن عبدك، وأحمد بن الفرات، وأسيد بن) عاصم، وهذه الطبقة. وعنه: أبو الشيخ، والطبراني، وأحمد بن عبيد الله بن محمود، ومحمد بن عبد الرحمن بن مخلد، وآخرون بإصبهان. (23/291)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 292 4 (حرف الياء) يوسف بن محمد بن يوسف. أبو محمد الإصبهاني المؤذن. عن: محمد بن محمد بن صخر، وأحمد بن يحيى المكتب، وإبراهيم بن عامر، وجماعة. وعنه: عبد الله بن محمد بن عمر، ومحمد بن أحمد بن عبد الوهاب، وأحمد بن محمد بن رستة، وأبو الشيخ وهو مكثر عنه. 4 (الكنى) أبو علي بن خيران. قيل: توفي في حدود سنة عشر. وسيأتي سنة عشرين. (23/292)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 293 1 (ذكر من لم أعرف تاريخ موته) من أهل هذه الطبقة كتبته على التقريب. 4 (حرف الألف) أحمد بن بطة بن إسحاق بن إبراهيم بن الوليد. أبو بكر المديني البزاز. إصبهاني، ثقة. صحب الزهاد. روى عن: محمد بن عاصم، وإسحاق بن إبراهيم بن الشهيد، ويحيى بن حكيم، وأحمد بن الفرات. وعنه: الطبراني، وأبو إسحاق بن حمزة، وأبو بكر بن المقرئ، وآخرون. أحمد بن بندار الحبال الإصبهاني. عن: سلمة بن شبيب. وعنه: أحمد بن إسحاق، ومحمد بن أحمد بن يعقوب الشيباني. أحمد بن حشمرد. أبو عبد الله الجرجاني، نزيل أستراباذ. سمع: حميد بن الربيع، وعلي بن سلمة اللبقي، وطبقتهما. وعنه: الإسماعيلي، وعبد الله بن عدي. وهو ثقة. (23/293)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 294 أحمد بن الحسن بن الجعد. أبو جعفر. بغدادي، حدث سنة أربع وثلاثمائة عن: أبي بكر بن أبي شيبة، ويعقوب بن كاسب، وجماعة. وعنه: أبو حفص الزيات، وابن المظفر، وعبد العزيز بن جعفر الخرقي. وثقه الدارقطني. أحمد بن الحسين بن أبي الحسن. أبو جعفر الأنصاري الإصبهاني الكلنكي. سمع: عبد الجبار بن العلاء، وحميد بن مسعدة، وبنداراً، وجماعة.) وعنه: عبد الله بن محمد بن الحجاج، والطبراني، ومحمد بن جعفر بن يوسف، والعسال، وجماعة. أحمد بن الحسين علي. أبو العباس، مولى بني هاشم. الدمشقي المعروف بزبيدة. سمع: سليمان بن عبد الرحمن، علي بن سهل الرملي، ومؤمل بن إهاب، ويونس بن عبد الأعلى، وطائفة. وعنه: الطبراني، وابن عدي، وأبو علي بن شعيب، وأبو بكر الربعي، وآخرون. (23/294)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 295 أحمد بن أبي الأخيل خالد بن عمرو السلفي الحمصي. أبو عمرو. حدث ببغداد، عن أبيه عن إسماعيل بن عياش. وهو ثقة، لكن أباه ضعيف. قاله الدارقطني. روى عنه: أبو محمد بن ماسي، وابن المظفر، وغيرهما. أحمد بن شهدل بن المفضل. أبو جعفر الحنظلي الإصبهاني المؤدب. ثقة، روى عن: سليمان الشاذكوني، وحيان بن بشر القاضي. وعنه: والد أبي نعيم، وأبو الشيخ. أحمد بن صالح بن محمد. أبو العلاء الفارسي الجرجاني الأثط المؤدب. نزيل صور. سمع: أحمد بن أبي سريج، ومحمد بن حميد الرازيين، وعمار بن رجاء. وعنه: أبو أحمد الحاكم، وجمع بن القاسم، وابن عدي، وابن المقرئ، وجماعة. (23/295)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 296 أحمد بن عامر بن عبد الواحد البرقعيدي. عن: مؤمل بن إهاب، وكثير بن عبيد.) وعنه: محمد بن أحمد بن الحفيد، وعبد الله بن عدي الحافظ. أحمد بن عامر بن المعمر. أبو العباس الأزدي الدمشقي. عن: هشام بن عمار، ودحيم، وعيسى زغبة. وعنه: عبد الله الآبندوني، وأبو بكر الربعي، والحسن بن منير، وأبو هاشم المؤدب، وأبو أحمد بن عدي، وجماعة. وهو أحمد بن محمد بن عامر. أحمد بن عبد الله بن شجاع البغدادي. عن: الزبير بن بكار، وأحمد بن بديل. وعنه: بكار بن أحمد المقرئ، وأبو حفص بن الزيات. قال الدارقطني: لا بأس به. أحمد بن قدامة بن فرقد. أبو حامد البلخي. نزيل بغداد. (23/296)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 297 حدث عن: قتيبة بن سعيد. وعنه: القطيعي، والقاضي أبو الطاهر الذهلي، ومخلد الباقرحي. قال الخطيب: ما علمت إلا خيراً. أحمد بن محمد بن جعفر الإصبهاني الجمال الزاهد. أحد العباد المكثرين من الحج. وكان يصلي عند كل ميل ركعتين. ويعرف بالشعراني. روى عن: أبي مسعود، وابن حاتم الرازيين. وعنه: عمر بن عبد الله التميمي. أحمد بن داود الهمداني. أبو الحسن. إصبهاني موثق. سمع: سليمان الشاذكوني، وإبراهيم بن عبد الله الهروي.) وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ. أحمد بن محمد بن عبيدة بن زياد. أبو بكر النيسابوري المستملي الشعراني الحافظ. سمع: علي بن خشرم. ثم رحل، وسمع: عمر بن شبة، ومحمد بن رافع، ويونس بن عبد الأعلى، وهذه الطبقة. وعنه: محمد بن الأخرم، ويحيى العنبري، وأحمد بن إسحاق الضبعي، ومحمد بن صالح بن هانئ، وأهل نيسابور. وثقه الخطيب، وقال: روى عنه: المحاملي، وابن الجعابي، وعبد الله بن إبراهيم الزيني. (23/297)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 298 أحمد بن محمد بن عيسى. أبو بكر الحمصي، نزيل حمص ومؤرخها. وإنما هو بغدادي. سمع: أحمد بن منيع، والحسن بن عرفة، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، ومحمد بن عوف، وإسماعيل بن أبان، وجماعة. وعنه: بكر بن أحمد الشعراني، ومحمد بن أحمد بن الأبح الحمصي، وجماعة. توفي سنة بضع وثلاثمائة. أحمد بن محمد بن الفضل. أبو العباس الخزاعي المروزي الملقب ميزان. سمع: أبا عمار الحسين بن حريث، وعلي بن حجر، وغيرهما. وعنه: عبد الله بن عمر بن علك، ومحمد بن مالك السعدي، وأحمد بن محمد بن سعيد الفقيه المروزيون. أحمد بن محمد بن المؤمل. أبو بكر الصوري. عن: الحسن بن عرفة، ويونس بن عبد الأعلى، وجماعة. (23/298)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 299 وعنه: عثمان بن السماك، وأبو بكر الشافعي، وعبيد الله بن محمد المخرمي. أظنه مات بعد الثلاثمائة.) أحمد بن محمد بن موسى. أبو عيسى العراد، بمهملة. عن: محفوظ بن إبراهيم، ويعقوب بن شيبة. وعنه: أبو بكر الشافعي، وابن الصواف، وابن عدي. أحمد بن محمد بن يحيى الواسطي. البزاز. حدث ببغداد عن: لوين، وإسحاق بن أبي إسرائيل. وعنه: ابن عدي، ومحمد بن المظفر. أحمد بن المساور بن سهيل. أبو جعفر الضبي الإصبهاني. ثقة. عن: سهل بن عثمان، وسعدويه الإصبهاني، وعلي بن بشر. وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، والعسال. أحمد بن مكرم البرتي البغدادي. سمع: علي بن المديني. روى عنه: محمد بن المظفر، ومحمد بن الوراق، أحاديث مستقيمة. قاله الخطيب. (23/299)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 300 أحمد بن موسى، ويقال أحمد بن عيسى، الحنوطي. عن: عمر بن التل، والحسن بن عرفة. وعنه: علي بن عمر السكري، ومحمد بن الشخير. أحمد بن نصر الحذار. أبو جعفر. بغدادي. سمع: الصلت بن مسعود الجحدري. أحمد بن هاشم بن عمرو. أبو جعفر الحميري البعلبكي سبط محمد بن هاشم البعلبكي.) يلقب بنداراً. سمع من: جده، وأبي أمية الطرسوسي. وعنه: ابن عدي، وأبو بكر المقرئ، ومحمد بن إبراهيم الصوري. إبراهيم بن دحيم عبد الرحمن بن إبراهيم بن ميمون الدمشقي. حدث عن: أبيه، وهشام بن عمار، وسليمان بن عبد الحميد البحراني، وأبي عمير بن النحاس، وطائفة كبيرة. وعنه: ابن أخيه عبد الرحمن بن عمرو بن دحيم، وعلي بن أبي العقب، وأبو عمرو بن مطر النيسابوري، والطبراني، وابن عدي، وخلق من الدمشقيين والرحالة. وكان محدثاً مقبولاً. إبراهيم بن درستويه. (23/300)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 301 أبو إسحاق الشيرازي. عن: ابن أبي عمر العدني، ولوين، وطبقتهما. وعنه: أبو بكر بن أبي دارم، والطبراني، وابن الصواف، وأبو بكر الإسماعيلي. وغيرهم. ثقة. إبراهيم بن محمد بن برزج. إصبهاني، ثقة. سمع: لويناً، والفلاس. وعنه: أبو الشيخ. إسماعيل بن أحمد البصري. وكيل أكثم. عن: ابن أبي الشوارب، ونصر بن علي، وعدة. وعنه: عبد الله بن موسى الهاشمي، ومحمد بن المظفر، وعلي السكري. شيخ. إسماعيل بن إبراهيم. أبو علي الصيرفي بغدادي يلقب بسمعان.) عن: أبي سعيد الأشج، ويعقوب الدورقي. وعنه: ابن عدي، وأبو عبد الله بن الضرير. إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم بن تميم. أبو أحمد المصري. سمع: حرملة. إسماعيل بن إسحاق بن الحصين المعمري، بالتثقيل. (23/301)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 302 عن: عبد الله بن معاوية الجمحي، وأحمد بن حنبل، وحكيم بن سيف الرقي، ومحمد بن خلاد الباهلي، وطبقتهم. وعنه: عبد الله بن محمد بن جعفر، ومحمد بن العباس، وعمر بن أحمد بن يوسف الوكيل، وابن المظفر، وآخرون. قال ابن ماكولا: نسب إلى معمر بن سليمان، وهو جده لأمه. وقد أكثر أبوه إسحاق بن حصين عن صهره معمر. إسحاق بن إبراهيم بن حاتم بن إسماعيل المديني. نزيل عكبرا. ومؤلف كتاب المنبر في أخبار الأوائل. روى عن: جده لأمه محمد بن المثنى الزمن، والحسن بن عرفة، وأبي سعيد الأشج، وطبقتهم. روى عنه: محمد بن عبد الله بن بخيت الدقاق. أيوب بن محمد بن محمد بن أيوب. أبو الميمون الصوري. عن: كثير بن عبيد، وعلي بن معبد، وعطية بن بقية، وجماعة. وعنه: أبو علي الحصائري، والطبراني، وابن عدي، وأبو بكر الربعي، وغيرهم. قال الدراقطني: رأيت من كذبه شيئاً لا أخبر به الساعة. (23/302)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 303 4 (حرف الباء) بنان بن أحمد بن علويه. أبو محمد القطان. سمع: داود بن رشيد، وعثمان بن أبي شيبة.) وعنه: الطستي، وابن سعيد الرزاز، وابن المظفر. قال الدارقطني: لم يكن به بأس. 4 (حرف التاء) تميم بن يوسف الحمصي الصيدلاني. عن: الربيع المرادي. وعنه: إسحاق بن سعد، وأبو القاسم الأبندوري. مستقيم الحديث. (23/303)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 304 4 (حرف الجيم) جعفر بن أحمد بن الفرج الدوري. عن: هارون بن إسحاق. وعنه: ابن بخيت، وابن المظفر. جعفر بن محمد بن أسد. أبو الفضل النصيبي الضرير المقرئ. قرأ على: أبي عمر الدوري، وهو من كبار أصحابه. قرأ عليه: محمد بن علي بن الجلندي، ومحمد بن علي بن حسن العطوفي، وجماعة بنصيبين. حدث سنة سبع وثلاثمائة. جعفر بن محمد بن عتيب. أبو القاسم السكري، بغدادي. حدث عن: عبدة بن عبد الله الصفار، ومحمد بن زياد الزيادي، ومحمد بن معمر البحراني. وعنه: عبد الله بن عدي، وابن لؤلؤ، ومحمد بن المظفر. (23/304)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 305 جعفر بن محمد بن سعيد. بغدادي. سمع: محمود بن خداش، ويوسف بن موسى. وعنه: علي بن عمر السكري الحربي، وأبو بكر بن المقرئ، وآخرون. جعفر بن محمد بن العباس.) أبو القاسم الكرخي. عن: جبارة بن المغلس، وهناد بن السري، وجماعة. وعنه: ابن عدي، وأبو حفص بن شاهين، وعليالحربي. وهاه الدارقطني. جعفر بن محمد بن أحمد بن صالح بن أبي هريرة. أبو القاسم المصري. سمع: حرملة. جعفر بن محمد ين يعقوب الإصبهاني. التاجر الأعور. عن: الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، والحسن بن عرفة، وجماعة. وعنه: محمد بن جعفر المغازلي، ووالد أبي نعيم. (23/305)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 306 4 (حرف الحاء) الحسن بن بطة بن سعيد. أبو علي الزعفراني. عن: بشر بن معاذ العقدي، وعبد الله بن معاوية الجمحي، ولوين. وهو من مسندي شيوخ إصبهان. توفي بعد ثلاثمائة. روى عنه: عبد الله بن أحمد والد أبي نعيم، ومحمد بن عبيد الله بن المرزباني، ومحمد بن جعفر. الحسن بن صالح. أبو علي البهنسي المصري. سمع: يونس بن عبد الأعلى. الحسن بن عثمان بن زياد. أبو سعيد التستري. عن: محمد بن سهل بن عسكر، ونصر بن علي الجهضمي، ومحمد بن يحيى القيطيعي،) وجماعة. وعنه: الطبراني، وابن عدي، وآخرون. وكان كذاباً. (23/306)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 307 قال ابن عدي: كان عندي أنه يضع الحديث. سألت عبدان الأهوازي عنه، فقال: كذاب. الحسن بن علي بن يونس. أبو علي بن الإفريقي. سمع: محمد بن رمح، وحرملة. وحدث. الحسن بن الفرج الغزي. روى عن: يحيى بن بكير موطأ مالك. وعن: يوسف بن عدي، وعمرو بن خالد الحراني، وهشام بن عمار. روى عنه: الحسن بن مروان القيسراني، ومحمد بن علي النقاش التنيسي، وأبو عمر بن فضالة، وعلي بن أحمد المقدسي، وأبو علي الحسين بن محمد النيسابوري، ومحمد بن العباس بن وصيف. قال أبو علي: قرأ علينا الموطأ من أصل كتابه، وما رأينا منه إلا الخير. قلت: سماع أبي علي منه سنة ثلاث وثلاثمائة فيما أحسب، والله أعلم. الحسن بن علي بن روح بن عوانة. أبو بكر الكفربطناني. روى عن: قاسم الجوعي، وهشام الأزرق، ومحمد بن وزير، وجماعة. وعنه: محمد بن سليمان الربعي، وجمح بن القاسم، وابن زبر، وأبو بكر بن المقرئ، وآخرون. وما علمت به بأساً. (23/307)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 308 الحسن بن علي بن محمي بن بهرام. أبو علي المخرمي البزاز. سمع: علي بن المديني، وسويد بن سعيد، وعبد الأعلى بن حماد. وعنه: عمر بن سنبك، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير، وابن عدي وقال: رأيتهم مجمعين على) ضعفه، وأنكرت عليه أحاديث. الحسن بن موسى. أبو محمد النوبختي البغدادي، صاحب المصنفات الكثيرة في الكلام والفلسفة. وهو ابن أخت أبي سهل بن نوبخت. وكان شيعياً. وله كتاب الديانات لم يتمه، وكتاب الرد على التناسخية، وكتاب حدث العالم، وكتاب الرد على أبي الهذيل العلاف في قوله نعيم الجنة منقطع، وكتاب الرد على أهل المنطق، وكتاب إنكار رؤية الله تعالى، وأشياء كثيرة. الحسن بن يوسف بن أبي طيبة. (23/308)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 309 القاضي أبو علي المصري المديني. سمع: هشام بن عمار، وأحمد بن صالح المصري. وعنه: محمد بن المظفر، والمفيد، وعلي بن عمر الحربي. سمعوا منه ببغداد. الحسين بن أحمد بن عبد الله بن وهب. أبو علي البغدادي المالكي. عن: محمد بن وهب بن أبي كريمة، وهشام بن عمار، وعبد الوهاب بن الضحاك العرضي، وجماعة. وعنه: أبو بكر الشافعي، وعبد الصمد الطستي، وعلي بن محمد الشونيزي، والميانجي. قال الخطيب: ما علمت منه إلا خيراً. الحسين بن أحمد بن عصمة. أبو علي البغدادي، الوكيل. عن: حجاج بن الشاعر، والرمادي. وعنه: أبو محمد بن السقاء، وابن المظفر. الحسين بن أحمد بن منصور البغدادي سجادة. عن: أبي معمر الهذلي، والقواريري. وعنه: الطبراني، وابن عدي، والإسماعيلي.) لا بأس به. (23/309)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 310 الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان. أبو عبد الله الرقي المالكي الجصاص الأزرق. سمع: إبراهيم بن هشام الغساني، وهشام بن عمار، والوليد بن عتبة، وإسحاق بن موسى الأنصاري، وجماعة. روى عنه: أبو علي النيسابوري، وأبو بكر بن السني، وابن عدي، وأبو حاتم بن حبان، وأبو بكر بن المقرئ، وجماعة. وثقه الدارقطني. الحسين بن علي بن حماد بن مهران. أبو عبد الله الرازي المقرئ. قرأ على: أحمد بن يزيد الحلواني. وأقرأ مدة. قرأ عليه: أبو بكر النقاش، وعلي بن أحمد بن صالح المقرئ. شيخ الخليلي. الحسين بن محمد بن جابر التميمي. بصري. حدث عن: هدبة بن خالد. وعنه: ابن عدي، وأبو بكر المقرئ. حماس بن مروان بن سماك. (23/310)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 311 أبو القاسم الهمداني القيرواني القاضي العلامة. سمع في صغره من سحنون. وكان بارعاً في الفقه، محمود الأحكام. وقيل: كان الاسم في زمانه ليحيى بن عمر والفقه لحماس. وكان يحيى يعظمه ويطريه. وقد رحل. حميد بن محمد بن نصير. أبو الحسن التميمي البعلبكي. إمام جامع بعلبك.) روى عن: هشام بن خالد الأزرق، ومحمد بن مصفى الحمصي، وجماعة. وعنه: أبو السري محمد بن داود، وأبو علي بن هارون، ومحمد بن سليمان الربعي. 4 (حرف الخاء) الخضر بن الهيثم بن جابر. أبو القاسم الطوسي المقرئ. شيخ مجهول. قرأ عليه: أحمد بن محمد العجلي شيخ الأهوازي. ذكر أنه قرأ على الطيب بن إسماعيل، وعمر بن شبة، والسوسي، وهبيرة التمار. قرأ عليه العجلي في سنة عشر وثلاثمائة. وقرأ عليه: أحمد بن عبد الله الجبي. (23/311)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 312 4 (حرف الزاي) زيد بن عبد العزيز. أبو جابرالموصلي. سمع: محمد بن يحيى بن فياض، ومحمد بن عبد الله بن عمار. 4 (حرف السين) سعيد بن عبد الرحيم. أبو عثمان البغدادي الضرير المؤدب المقرئ، صاحب الدوري. تصدر للإقراء. فقرأ عليه: أبو الفتح بن بدهن، وعبد الواحد بن أبي هاشم، وأبو بكر الشذائي، وأبو العباس المطوعي. والغضائري شيخ الأهوازي. كان حياً في حدود سنة عشر وثلاثمائة. سعيد بن يعقوب القرشي الإصبهاني. أبو عثمان السراج. عن: محمد بن وزير الواسطي، ومحمد بن بشار، ومحمد بن منصور المواز. وعنه: أبو الشيخ، ووالد أبي نعيم. سلمان بن إسرائيل الخجندي.) سمع: عبد بن حميد. وعنه: علي بن عمر الحربي، وغيره. (23/312)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 313 4 (حرف الشين) شعيب بن محمد بن أحمد بن شعيب. أبو القاسم الدبيلي. قدم إصبهان سنة خمس، وحدث عن عبد الرحيم بن يحيى الدبيلي، عن الوليد بن مسلم، وعن سهل بن سقير الخلاطي، عن يوسف بن خالد السمتي. وعنه: أبو أحمد العسال، ومحمد بن جعفر بن يوسف. 4 (حرف الصاد) صالح بن محمد بن صالح. أبو علي البغدادي الجلاب. حدث بدمشق عن: يعقوب الدورقي، وعمرو بن علي الفلاس، وأحمد بن عبدة، وطبقتهم. وعنه: أبو هاشم المؤذن، ومحمد بن سليمان الربعي، وآخرون. (23/313)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 314 4 (حرف العين) عامر بن عقبة بن خالد. أبو الحسن الأسلمي، من ولد أبي برزة رضي الله عنه. ثقة، صدوق. سمع: أباه، وسلمة بن شبيب، وحميد بن مسعدة. وعنه: أبو الشيخ، والعسال. عبد الله بن أحمد بن خزيمة البارودي. حدث ببغداد عن: علي بن حجر، وعلي بن سلمة اللبقي. وعنه: أبو بكر الشافعي، والجعابي، وأبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي. عبد الله بن عمران بن موسى المقرئ النجار. عن: أبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وعبد الأعلى بن حماد. وعنه: الجعابي، وابن المقرئ، وجماعة بغداديون.) وكان حافظاً رحالاً. لقيه ابن المقرئ ببغداد في سنة. عبد الله بن محمد بن الأشقر. الراوي عن البخاري. (23/314)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 315 يأتي في الطبقة الأخرى. عبد الله بن محمد بن سلم المقدسي. توفي سنة نيف عشرة. عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي القطان. أبو بكر. نزيل بغداد. حدث عن: يعقوب الدورقي، ومحمد بن المثنى، وعلي بن الحسن الدرهمي، وزهير بن قمير، وأحمد البزي المقرئ، وجماعة. وعنه: ابن السماك، وأبو بكر الآجري، وعمر بن بشران، والحسن بن أحمد بن صالح السبيعي. وثقه الخطيب. عبد الله بن محمد بن سيار. أبو محمد الفرهاداني، ويقال فيه: الفرهياني. ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق فقال: سمع: هشام بن عباد، ودحيماً، وقتيبة بن سعيد، ومحمد بن وزير، وأبا كريب، وعبد الملك بن شعيب بن الليث، وجماعة. روى عنه: محمد بن الحسن النقاش المقرئ، وأبو أحمد بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، وبشر بن أحمد الإسفرائيني، وأبو عمرو بن حمدان. قال الحافظ ابن عدي: كان رفيق النسائي، وكان ذا بصر بالرجال. وكان من الأثبات. سألته أن يملي علي عن حرملة، فقال: يا بني وما تصنع بحرملة؟ (23/315)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 316 إن حرملة ضعيف. ثم أملى علي عنه ثلاثة أحاديث لم يزدني. قرأت على أحمد بن هبة الله وزينب الكندية، عن أبي روح، أن زاهر بن طاهر أخبرهم: أنا أبو سعيد الكنجرودي، أنا ابن حمدان، أنا عبد الله بن محمد بن سيار الفرهاداني: ثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، ثنا أبي: نا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر) وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رضى الله في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد. توفي سنة بضع وثلاثمائة. عبد الله بن محمد بن عيسى. أبو عبد الرحمن المقرئ. كثير الحديث، حسن المعرفة. سمع: أحمد بن الفرات، والحجاج بن يوسف بن قتيبة. وعنه: احمد بن بندار، وأبو الشيخ، ومحمد بن جعفر بن يوسف. عبد الله بن محمد بن نصر بن طويط. أبو الفضل الرملي البزاز الحافظ. سمع: هشام بن عمار، وابن ذكوان، ودحيماً، وعبد الجبار بن العلاء، وعبد الملك بن شعيب بن الليث، وطبقتهم. وكان كثير الحديث، واسع الرحلة. روى عنه: خيثمة، والطبراني، وابن عدي، وأبو عمر بن فضالة، وجماعة. عبد الله بن يحيى بن موسى. (23/316)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 317 أبو محمد السرخسي، القاضي. عن: علي بن حجر، وعلي بن خشرم، ويونس بن عبد الأعلى، والعباس بن الوليد بن مزيد، وطبقتهم. وعنه: أبو بكر الإسماعيلي، وأبو أحمد بن عدي، وأبو الطيب، ومحمد بن عبد الله الشعيري. قال ابن عدي: متهم في روايته عن علي بن حجر، وغيره. عبد الله بن هاشم. أبو محمد الزعفراني المقرئ. ذكر أنه قرأ القرآن على خلف بن هشام. وهذا بعيد. وأنه قرأ على دحيم صاحب الوليد بن مسلم، وعلى عبد الوهاب بن فليح، وعلى أبي هشام الرفاعي، وعلى الدوري.) قال أبو علي الأهوازي في غير ما موضع: قرأت القرآن على أبي الحسن علي بن الحسين بن عثمان الغضائري. وأخبرني أنه قرأ على الزعفراني. قلت: هو مجهول. ولو كان في هذا الوقت ثم شيخ موجود بهذا اللقاء والإسناد الذي في السماء لازدحمت القراء عليه. والعهدة في وجوده على الغضائري. ففي النفس منه. عبد المؤمن بن أحمد بن حوثرة. أبو عمرو الجرجاني العطار. روى عن: عمار بن رجاء، ومحمد بن الجنيد، ومحمد بن زياد بن معروف، وجماعة. (23/317)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 318 وعنه: ابن عدي، وأبو الحسن القصري، وأحمد بن أبي عمران. عبد الرحمن بن قريش. أبو نعيم الهروي. حدث عن: محمد بن سهل الجوزجاني، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، وجماعة. وعنه: جعفر الخلدي، ومخلد الباقرحي، وجماعة. لم يضعفه أحد. عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة. أبو الحسن التميمي. عن: عبد الله بن محمد بن أبان، وأبي كريب. وعنه: أبو طاهر بن أبي هاشم المقرئ، وعلي بن لؤلؤ، والجعابي. قال الخطيب: كان صدوقاً. عبيد الله بن يحيى بن سليم البغدادي البزاز. سمع: الزبير بن بكار، وعلي بن أشكاب، وعلي بن حرب. وعنه: إبراهيم بن أحمد، وعبد العزيز بن جعفر الخرقيان. عتيق بن هاشم بن جرير. أبو بكر المرادي المصري. سمع: أحمد بن صالح. علي بن إبراهيم بن الهيثم.) (23/318)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 319 أبو القاسم البلدي. سمع: محمد بن عبد الله بن عمار، وحدث. علي بن الحسين بن ثابت. أبو الحسن الجهني الزرءائي، من أهل زرءا، تدعى الآن زرع. روى عن: هشام بن عمار، وأحمد بن أبي الحواري، وهشام بن خالد. وعنه: جمح بن القاسم، وأبو يعلى الصيداوي، وأبو هاشم عبد الجبار المؤدب، ومحمد بن سليمان الربعي. علي بن داود. أبو الحسن الحراني العطار. عن: عمرو بن هاشم الحراني. علي بن الصباح بن علي. أبو الحسن الإصبهاني الحافظ. عن: محمد بن عصام، وعامر بن إبراهيم. وعنه: الطبراني، والعسال، ومحمد بن جعفر بن يوسف، وأبو أبي نعيم. علي بن عبد الملك بن عبد ربه الطائي البغدادي. حدث عن: عبد الأعلى بن حماد، وإبراهيم بن سعيد الجوهري. روى عنه: أحمد بن كامل، وعمر بن سنبك، وعلي بن عمر الحربي. علي بن موسى بن النضر. (23/319)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 320 أبو القاسم الأنباري. عن: يعقوب الدورقي، وزياد بن أيوب، وطبقتهما. وعنه: أبو عمر بن حيويه، وابن شاهين، وجماعة. وهو ثقة. علي بن عبد الملك بن عبد الرحمن. أبو الحسن، مولى قريش. مصري يعرف بابن أبي مروان. سمع: عيسى بن زغبة، وعبد الملك بن شعيب بن الليث.) علي بن الحسن بن الجنيد. أبو عبد الله النيسابوري، ثم البغدادي البزاز. حدث عن: لوين، وعبد الله بن هاشم، ومحمد بن يحيى الذهلي. وعنه: أبو القاسم بن النحاس، وعبد العزيز الخرقي، ومحمد بن المظفر. وثقه الخطيب. عمران بن موسى النيسابوري. أبو الحسن. سمع: محمد بن يحيى، ويونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن عزيز الأيلي. وعنه: محمد بن سليمان الربعي، وابن المقرئ، وابن حيويه النيسابوري، والحسن بن رشيق، وجماعة. حدث بمصر، ودمشق. عمر بن إسماعيل. أبو حفص السراج المصري. سمع: حرملة. عمرو بن الجنيد القاضي. (23/320)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 321 حكم بدمشق. وحدث عن: يعقوب الدورقي، وأحمد بن المقدام. وعنه: الحسن بن منير التنوخي، وأبو بكر الربعي، وأبو بكر بن أبي دجانة. عمر بن حفص بن هند الهمداني. أبو حفص، مستملي ابن ديزيل. سمع: يحيى بن نضلة الخزاعي، وإسماعيل بن موسى الفزاري، وأبا كريب، وجماعة. وعنه: أبو بكر محمد بن يحيى الإمام، والفضل بن الفضل الكندي والإسماعيلي، وأبو عمرو بن مطر، وجماعة. عمر بن سعيد بن أحمد بن سعد بن سنان. أبو بكر الطائي المنبجي.) سمع: هشام بن عمار، ودحيماً، وأبا مصعب، ومحمد بن قدامة، وأحمد بن أبي شعيب الحراني. وعنه: الطبراني، وابن حبان، وعبدان بن حميد المنبجي، وابن عدي، وعبد الله بن عبد الملك المنبجي. وقال أبو حاتم بن حبان: كان قد صام النهار وقام الليل ثمانين سنة غازياً مرابطاً، رحمة الله عليه. (23/321)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 322 أخبرنا محمد بن علي: أنا الحسن بن علي الأسدي، أنا جدي الحسين بن الحسن سنة تسع وأربعين وخمسمائة، أنا علي بن محمد الفقيه، أنا عمر بن أحمد بن الوليد بمنبج، ثنا أبو إلياس البالسي، ثنا أبو بكر عمر بن سعيد المنبجي سنة ست وثلاثمائة: ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا عثمان بن المنذر أنه سمع القاسم بن محمد يحدث، عن معاوية، أنه أراهم وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما بلغ مسح الرأس وضع كفيه على مقدم رأسه، ثم مر بهما حتى بلغ القفا، ثم ردهما حتى بلغ المكان الذي منه بدأ. قلت: القاسم هو ابن محمد بن أبي سفيان الثقفي الدمشقي، مقل، روى عنه أيضاً قيس بن الأحنف. عمر بن سهل. أبو بكر الدينوري الحافظ. حدث بإصبهان عن: أبي الأحواص محمد بن الهيثم العكبري. ومحمد بن صالح الأشج. وعنه: الطبراني، وأبو الشيخ، والحسن بن إسحاق. عمر بن خالد. أبو حفص الشعيري البغدادي. عن: عبد الله بن مطيع، وعثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن حميد الرازي، وجماعة. وعنه: محمد بن خلف بن حيان شيخ أبي القاسم التنوخي، وأبو القاسم بن النحاس، وغيرهما. حدث سنة أربع وثلاثمائة. (23/322)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 323 عمرو بن بشر. أبو حفص النيسابوري الشاماتي. نزيل بغداد وأحد حفاظ الحديث.) حدث عن: محمد بن أبي سمينة، ومحمد بن حميد الرازي، والحسن بن عيسى بن ماسرجس، وجماعة. وعنه: أبو بكر الشافعي، والصواف. قال الخطيب: كان ثقة حافظاً. 4 (حرف الفاء) الفضل بن أحمد البغدادي السراج. عن: عبد الأعلى بن حماد النرسي. وعنه: علي الحربي فقط. (23/323)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 324 4 (حرف القاف) القاسم بن عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير. عن: عيسى بن حماد. القاسم بن مندرة بن كوشند الإصبهاني الضرير. سمع: سليمان الشاذكوني، وسعيد بن يحيى الإصبهاني، وسهل بن عثمان. وعنه: محمد بن جعفر بن يوسف، وأبو أبي نعيم. اختلط في آخر عمره، وضعفوا أمره. القاسم بن يحيى بن نصر الثقفي. أبو عبد الرحمن البغدادي. عن: عمه سعدان بن نصر، والربيع بن ثعلب، ومحمد بن حميد الرازي، والصلت بن مسعود الجحدري. وعنه: ابن المظفر، ومحمد بن الشخير، وعبد الله بن موسى الهاشمي. وثقه الدارقطني. مات في حدود سنة عشر. قدامة بن جعفر بن قدامة. (23/324)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 325 أبو الفرج الكاتب الإخباري. أحد البلغاء الذي ضرب الجريري به المثل في قوله: لو أوتي بلاغة قدامة.) كان قدامة فيلسوفاً نصرانياص، فأسلم على يد المكتفي بالله. وكان موصوفاً بمعرفة علم المنطق، وله كتاب الخراج، وكتاب نقد الشعر، وكتاب صابون الغم، وكتاب السياسة، وكتاب ترياق الفكر، وكتاب جلاء الحزن، وكتاب الرد على ابن المعتز، وكتاب صناعة الجدل، وكتاب نزهة القلب، وكتاب الرسالة إلى ابن مقلة، وغير ذلك. وكان بغدادياً علامة. أدرك أبا محمد بن قتيبة، وثعلباً، والمبرد، وأبا سعيد السكري. وبرع في فنون الأدب وفي الحساب، وغير فن. وكان أبوه أيضاً كاتباً أديباً، وقد مر. قسطنطين الرومي. مولى المعتمد. عن: هشام بن عمار، وأبي بكر، وعثمان ابني أبي شيبة، وغيرهم. تفرد عنه ابن عدي. 4 (حرف الكاف) كهمس بن معمر بن محمد بن معمر بن كهمس المصري. سمع: محمد بن رمح، وغيره. (23/325)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 326 4 (حرف الميم) محمد بن إبراهيم بن يحبى بن الحكم بن الجزور الثقفي. مولى السائب بن الأقرع، أبو جعفر الإصبهاني الجزوري المؤدب. روى عن لوين نسخة، وعن: محمد بن حاتم المؤدب، وأبي عمر الدوري، وأحمد ويعقوب ابني الدورقي، وعلي بن مسلم الطوسي. روى عنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، وأبو أبي نعيم، وأبو بكر بن المقرئ، وأبو جعفر بن المرزبان، وسماعه منه سنة خمس وثلاثمائة. محمد بن أحمد بن الحسين الأهوازي الجريجي الحافظ. جمع حديث ابن جريج، ورحل وطوف. ولم يكن ثقة. روى عن: يوسف بن موسى القطان، ومحمد بن المثنى، والأشج، وطبقتهم. روى عنه: ابن عدي وقال: لقيته بتستر، وكان مقيماً بها يحدث عمن لم يرهم. وسألت عبدان) عنه فقال: كذاب. كتب عني حديث ابن جريج، وادعاه عن شيوخه. محمد بن أحمد بن أبان. (23/326)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 327 أبو العباس السلمي الرقي الضراب. سمع: لويناً، وجماعة. وعنه: محمد بن المظفر، وأبو بكر بن المقرئ، وأبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي، وآخرون. محمد بن أحمد بن أزهر الدمشقي. عن: أبي إسحاق الجوزجاني، والعباس بن الوليد بن مزيد. وعنه: أبو هاشم المؤدب، وأبو سليمان بن زبر الدمشقيان. محمد بن أحمد بن الوليد بن يزيد. أبو بكر الثقفي المديني. ثقة أمين، من أولاد الملوك. سمع: سعد بن عبد الله بن عبد الحكم، وعصام بن رواد العسقلاني، ومتوكل بن أبي سورة المصيصي. وعنه: الطبراني، وأبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، وآخرون. محمد بن أحمد بن عثمان. أبو طاهر المديني، نزيل مصر. روى عن: يحيى بن سليمان الجعفي، ويحيى بن درست، وحرملة بن يحيى. قال ابن عدي: كتبت عنه، وكان يحمل على حفظه. وقد أصيب بكتبه (23/327)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 328 وحدث بمناكير. قلت: وروى عنه ابن يونس. محمد بن أحمد بن يزيد الزهري. أبو عبد الله الأصبهاني الحافظ. طلب في حدود الخمسين ومائتين، وسمع من: سعيد بن عيسى الكريزي، ويحيى بن واقد الطائي صاحب هشيم، وإسماعيل بن يزيد القطان، وأحمد بن الفرات، ومحمد بن عصام جبر، وخلق.) وعنه: الطبراني، وأبو الشيخ، وابن المقرئ، وعبد الله والد أبي نعيم، وغيرهم. قال أبو الشيخ: لم يكن بالقوي في الحديث. وهو أخو أبي صالح الأعرج عبد الرحمن، والراوي عن حميد بن مسعدة الذي مر سنة ثلاثمائة. محمد بن أحمد بن يزيد وركشين. أبو عبد الله البلخي، ويعرف بالأزرق. حدث عن: علي بن المديني، وهشام بن عمار. وعنه: أبو بكر الربعي، وعبد الله بن عدي وضعفه. قلت: ثم روى عنه حديثاً بإسناد الصحيح مرفوعاً: إن الله ائتمن على وحيه جبريل ومحمد ومعاوية. وهذا من وضعه. محمد بن إبراهيم بن محمد بن الوليد. الحافظ أبو عبد الله الإصبهاني الكتاني، ونزيل سمرقند. ذكره يحيى بن (23/328)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 329 مندة غير مطول فقال: كان من أئمة الحديث، والمعتمد عليه في معرفة الصحابة والعلل. جالس أبا حاتم الرازي، وأبا زرعة، ومسلم بن الحجاج، وصالح بن محمد جزرة، وأخذ عنهم. وسكن سمرقند مدة طويلة. محمد بن جبويه بن بندار. أبو جعفر الهمداني. سمع: محمود بن غيلان، ومحمد بن عبيد الهمذاني، وسلمة بن شبيب. وعنه: محمد بن محمد الصفار، وأحمد بن محمد بن صالح، والفضل بن الفضل، وجبريل بن محمد الهمذانيون. وكان صدوقاً خيراً. وهو أخو إبراهيم، وتوفي إبراهيم قبله، وسمع معه من جماعة، منهم محمد عن عبيد. محمد بن جعفر بن طرخان الإستراباذي. روى عن: أبيه، وإسماعيل بن موسى السدي، وأحمد بن منيع، وابن أبي عمر العدني، وطبقتهم. وعنه: ابن عدي، ومحمد بن إبراهيم، وجماعة.) من شيوخ أبي سعد الإدريسي وقال: كان ثقة. محمد بن جعفر بن يحيى بن رزين. أبو بكر العقيلي الحمصي العطار. سمع: هشام بن عمار، وإسحاق بن إبراهيم بن العلاء ووالد هذا (23/329)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 330 إبراهيم بن العلاء بن زبريق. وعنه: يحيى بن مسعر المعري، والقاضي الميانجي، وابن المقرئ، والقاضي أبي بكر الأبهري، والحسن بن عبد الله الكندي. قال الدارقطني: ليس به بأس. محمد بن الحسن بن الخليل النسوي. أبو عبد الله. سمع: هشام بن عمار، ودحيماً، وعبد الله بن معاوية الجمحي، وأبا كريب. وعنه: ابن نجيد، وأبو حاتم بن حبان، وعلي بن عيسى الماليني. محمد بن حصن بن خالد. أبو عبد الله الألوسي. حدث بدمشق عن: نصر بن علي، ومحمد بن معمر البحراني، ومحمد بن زنبور، وجماعة. وعنه: محمد بن حميد بن معيوف، والطبراني، والمقرئ. محمد بن سليمان بن محبوب. أبو عبد الله البغدادي الحافظ، الملقب بالسخل. حدث عن: محمد بن عوف الحمصي، وطبقته. روى عنه: الجعابي، وإسحاق النعالي، ومحمد بن المظفر. محمد بن صالح بن عبد الله الطبري. أبو الحسن السروي. (23/330)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 331 روى عن: عبد الجبار بن العلاء، وأبي كريب، ويعقوب الدورقي، وبندار. وعنه: أحمد بن سعيد المعداني، وعلي بن الحسن بن الربيع الفقيه، وجبريل بن محمد، والهمدانيون. فيه لين.) محمد بن سلمة بن قرباء. أبو عبد الله الربعي البغدادي. نزيل عسقلان. حدث عن: بشر بن الوليد، وحمد بن المقدام، ومحمود بن خداش. وعنه: عبد الله بن عدي، وأبو حاتم بن حبان، وأبو بكر بن المقرئ. قال الدارقطني: ليس بالقوي. محمد بن سهل البغدادي العطار. مولى بني أسد. روى عن: مضارب بن نزيك الكلبي، وعمر بن عبد الجبار، وعبد الله البلوي، وطائفة مجهولين. روى عنه: أبو بكر الشافعي، والجعابي، ومخلد الباقرحي. قال الدارقطني: متروك. وقال مرة: كان يضع الحديث. (23/331)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 332 محمد بن صالح بن عبد الرحمن بن حماد. أبو العباس بن أبي عصمة التميمي الدمشقي. روى عن: جاره هشام بن عمار، وهشام بن خالد، ومحمد بن يحيى الزماني، وجماعة. وعنه: محمد بن إسحاق الصفار، والخضر الأسيوطي، وعبد الله بن عدي، وأبو بكر الربعي، وابن المقرئ، وجماعة. محمد بن عبد الله بن إبراهيم. أبو بكر الأشناني العنبري. حدث ببغداد عن: علي بن الجعد، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وهذه الطبقة. وعنه: علي بن الحسن الجراحي، وأبو بكر أحمد بن شاذان. وعنه قال الخطيب: إنه كان يضع الحديث. وقال الدارقطني: دجال. محمد بن عبد الله بن عمرو بن المنتجع.) أبو عمرو المروزي. ثقة سمع: علي بن خشرم. وعنه: أبو الحسين بن المظفر، وأبو الحسن الحربي. (23/332)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 333 محمد بن عبد الله. أبو بكر الزقاق. من كبار مشايخ الصوفية. له كرامات. محمد بن عبد الله بن يوسف. أبو بكر المهري. عن: الحسن بن عرفة. وعنه: أبو بكر بن شاذان. محمد بن عبد الله بن بلال الجوهري المقرئ. عن: محمد بن وزير، وشعيب بن عمرو الدمشقيين. وعنه: الفضل بن جعفر، وأبو هاشم المؤدب. محمد بن عبد الله بن عبد السلم. أبو جعفر الرملي. روى عن: هشام بن عمار. وعنه: ابن المقرئ. محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن. أبو الأصيد الدمشقي الأزدي الإمام. (23/333)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 334 روى عن: إبراهيم الجوزجاني، وأبي أمية الطرسوسي. وعنه: أبو علي بن منير، وأبو هاشم المؤدب، والفضل بن جعفر الدمشقيين. محمد بن عبيد الله. أبو جعفر البغدادي الحافظ، ختن أبي الآذان. حدث عن: هلال بن العلاء، وعثمان بن خرزاد، وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي. وعنه: محمد بن عمر الجعابي، وأبو الفتح الأزدي، وابن عدي.) قال الدارقطني: كان مخلطاً. محمد بن عبيد بن وردان. أبو عمرو الدمشقي. سمع: هشام بن عمار، وابن ذكوان، وحميد بن زنجويه. وعنه: ابن الأعرابي، وجمح المؤذن، وأبو أحمد بن عدي. محمد بن عبدوس بن مالك. أبو الحسن الثقفي الطحان. فقيه، مناظر كبير من أهل إصبهان. سمع: أبا مصعب، وعيسى بن حماد، وأبا شعيب السوسي ورحل مع إبراهيم بن متويه. روى عنه: محمد بن جعفر بن يوسف، ومحمد بن عبد الرحمن بن الفضل. (23/334)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 335 محمد بن علي بن سالم بن علك. أبو جعفر الهمداني. سمع: محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، ومحمد بن عبيد الأسدي، ومحمود بن غيلان. وعنه: عمر بن خرجة، وعمر بن يحيى الدينوري. محمد بن عمير بن عبد السلام الرملي. عن: هشام بن عمار. وعنه: ابن المقرئ. محمد بن عون الوحيدي. عن: هشام أيضاً. وعنه: أبو بكر محمد بن إبراهيم ابن المقرئ. محمد بن المعافى بن أحمد بن أبي كريمة. أبو عبد الله الصيداوي. سمع: هشام بن عمار، ودحيماً، وهشام بن خالد، والقاسم الجوعي، وأحمد بن أبي الحواري، وجماعة. وعنه: محمد بن حميد بن معيوف، وأحمد بن محمد بن جميع ووصفه بالصدق ويوسف بن) القاسم الميانجي، وأبو يعلى عبد الله بن محمد بن أبي كريمة، وابن عدي، وابن المقرئ. وكان ثقة عالماً، حدث سنة عشر. (23/335)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 336 محمد بن هارون بن مجمع. أبو الحسن المصيصي. نزيل بغداد. سمع: هشام بن عمار، ودحيماً، ومحمد بن قدامة الجوهري. وعنه: عمر بن جعفر البصري، ومحمد بن عمر الجعابي، وابن السماك. قال الخطيب: ثقة صالح، خير. محمد بن هاشم، ويقال: ابن هشام. أبو صالح العذري الجسريني الغوطي. سمع: زهير بن عباد، ومحمد بن أبي السري، والمسيب بن واضح. وعنه: أحمد بن سليمان بن حذلم، وأبو الطيب أحمد بن عبد الله الدارمي، وأبو علي بن شعيب. محمد بن يحيى بن داود. أبو بكر الدمشقي. مولى بني هاشم. سمع: محمد بن وزير، وأحمد بن أبي الحواري، وقاسماً الجوعي، ومؤمل بن إهاب. وعنه: أبو علي بن أبي الرمرام، وأبو هاشم المؤدب، ومحمد بن جعفر الصيداوي. محسن بن محمد بن خالد بن عبد السلام الصدفي المصري. سمع جده خالد. محمود بن محمد بن الفضل بن الصباح. (23/336)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 337 أبو العباس التميمي الرافقي المقرئ الأديب. سمع: علي بن عثمان النفيلي، وأبا شعيب صالح بن زياد السوسي، ويزيد بن محمد بن سنان، وجماعة. وعنه: أبو الحسين محمد الرازي، وأبو هاشم المؤدب، وأحمد بن علي أبو الخير الحمصي، وحميد بن الحسن الوراق، وجماعة. روى عنه قراءة السوسي بسماعه منه أحمد بن إسحاق البارودي، وغيره.) مسلمة بن الهيصم. أبو محمد العبدي الإصبهاني. سمع: خالد بن يوسف السمتي، ومحمد بن بشار، وأبا موسى، والعباس الرياشي. وعنه: الطبراني، ومحمد بن جعفر بن يوسف. موسى بن علي بن عبد الله. أبو عيسى الختلي. عن: داود بن رشيد، وعبد الله بن عمر بن أبان، وأبي يعلى المنقري، وجماعة. وعنه: ابن الأنباري، وابن مقسم، وأبو علي بن الصواف، والحسن بن أحمد بن صالح السبيعي، وآخرون. ما به بأس. محمد بن محمد بن خالد بن شيرزاد. أبو بكر الهوراني قاضي تكريت. وقيل: اسمه: أحمد. عن: لوين، والحسين بن عبد الرحمن الاحتياطي. (23/337)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 338 وعنه: القطيعي، وابن المظفر، ومحمد بن زيد بن مروان. ميمون بن عمر بن المغلوب المالكي. أبو عمر القاضي، من أهل إفريقية. عمر دهراً، وهو معدود في أصحاب سحنون. وحج وسمع الموطأ من أبي المصعب الزهري، وهو آخر من حدث عنه بالمغرب. قال ابن حارث المالكي: أدركته شيخاً كبيراً زمناً، ولي قضاء القيروان، وقضاء صقيلية. 4 (حرف النون) النعمان بن هارون بن أبي الدلهاث. الشيباني البلدي. حدث عن: عيسى بن أبي حرب، وسعيد بن عمرو السكوني. وعنه: محمد بن المظفر، وعلي الحربي.) قال الخطيب: ما علمت من حاله إلا خيراً. (23/338)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 339 4 (حرف الهاء) هارون بن الحسين، أو ابن الحسن. أبو موسى النجاد. بغدادي مستور. روى عن: زيد بن أخزم، وطبقته. وعنه: أحمد بن جعفر الخلال، وأبو الفضل الزهري، وغيرهما. هارون بن إبراهيم بن حماد البغدادي. عن: عباس الدوري. وعنه: سليمان الطبراني. فيه جهالة. هارون بن عبد الرحمن العكبري. سمع من أحمد بن حنبل مسألة، ومن: سعدان بن نصر، ومحمد بن المثنى. وعنه: يحيى بن محمد العكبري، وابن بخيت. هاشم بن إسحاق الأندلسي. سمع من: يونس بن عبد الأعلى. (23/339)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 340 4 (حرف الواو) الوليد بن المطلب بن نبيه. أبو العاص السهمي المصري. عن: هارون بن سعيد الأيلي. 4 (حرف الياء) يحيى بن طالب. أبو زكريا الأنطاكي، ويقال الطرسوسي الأكاف. سمع: هشام بن عمار، وأبا نعيم عبيد بن هشام الحلبي. وعنه: محمد بن عيسى الطرسوسي، وعبد الله بن إبراهيم الآبندوني، وجماعة. يحيى بن علي بن محمد بن هاشم بن مرداس.) أبو عبد الله الكندي الحلبي. ويقال أبو العباس. حدث عن عبيد بن هشام، وإبراهيم بن سعيد الجوهرين وعبدة بن عبد الرحيم الدمشقي، وطائفة. وعنه: أبو علي بن شعيب، وابن عدي، وابن المقرئ، وحمزة الكناني، وطائفة سواهم. يحيى بن محمد بن عمران الحلبي، ثم البالسي. عن: هشام بن عمار، ودحيم، وطبقتهما. وعنه: الطبراني، وأبو بكر النقاش، وابن عدي، وحمزة الكناني. يسر بن أنس. (23/340)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 341 أبو الخير البغدادي البزاز. سمع: الحسين بن حريث، ويعقوب الدورقي، وطبقتهما. وعنه: أبو بكر الشافعي، والطبراني، وابن المظفر، وأبو القاسم بن النحاس، وعبد العزيز الخرقي. وثقه الخطيب. يعقوب بن إسحاق. أبو يوسف العطار. عن: هشام بن عمار. وعنه: ابن المقرئ، وعلي بن الحسين الأدمي. نزل أنطاكية. يعقوب بن يوسف بن خازم الطحان. عن: ابن أبي مذعور، والزبير بن بكار، وأحمد بن المقدام. وعنه: أبو حفص الزيات، وعمر بن سنبك، وعلي بن عمر الحربي. وثقه الخطيب. يوسف بن يعقوب بن مهران. أبو عيسى الفقيه. بغدادي مستور. روى عن: محمد بن عثمان بن كرامة، وداود الظاهري.) وعنه: الزبير بن عبد الواحد، وابن المظفر، والجراحي. (23/341)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 342 4 (الكنى) أبو عبد الرحمن اللهبي، وأبو جعفر اللهبي. مكيان مقرئان. قرءا على أبي الحسن البزي. فقرأ على الأول: هبة الله بن جعفر البغدادي شيخ الحمامي. قال الحمامي: سألت هبة الله عن اسم اللهبي فقال: لا أعرفه. وهو أبو عبد الرحمن عبد الله بن علي هاشمي من ولد عتبة بن أبي لهب. قلت: وأما الثاني، فقال أبو عمرو الداني: أبو جعفر محمد بن عبد الله اللهبي. أخذ القراءة عن البزي عرضاً. روى عنه القراءة عرضاً: علي بن سعيد بن دوابة، وأحمد بن عبد الرحمن الولي. ولهما ثالث وهو: أبو العباس أحمد بن محمد اللهبي. قرأ أيضاً على البزي. قرأ عليه: ابن دوابة. (23/342)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 343 (23/343)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 344 (23/344)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 345 (23/345)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 346 (23/346)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 347 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الثانية والثلاثين احداث)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (أحداث سنة إحدى عشر وثلاثمائة)

4 (ذكرعزل حامد بن العباس عن الوزارة) وفيها عزل عن الوزارة حامد بن العباس، علي بن عيسى، وقلدها أبو الحسن علي بن محمد بن الفرات. وهذه ثالث مرة يعاد. ثم صودر حامد وعذب. وكان فيه زعارة وطيش فيما قال المسعودي. قال: كلمه إنسان، فقلب ثيابه على كتفه ولكم الرجل. ودخلت عليه أم موسى القهرمانة، وكانت كبيرة المحل، فخاطبته في طلب المال، فقال لها: اضرطي والتقطي، واحسبي لا تغلطي. فأخجلها. وبلغ المقتدر فضحك، وأمر القيان تغني به. وجرت له فصول وتجلد على الضرب، وأحدر إلى واسط، فمات في الطريق. وكان قديماً قد ولي نظر بلاد فارس. ثم ولي نظر واسط، والبصرة وكان موسراً متجملاً، له أربعمائة مملوك كلهم يحمل السلاح، وفيهم أمراء. (23/347)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 348 وزر للمقتدر سنة ست وثلاثمائة، وكان سمحاً جواداً معطاء ظالماً. له أخبار في الظلم وفي الكرم. ولما أحدر إلى واسط سم في الطريق في بيض نيمرشت، فأخذه الإسهال حتى تلف ومات في رمضان، سامحه الله تعالى. 4 (ذكرعزل علي بن عيسى) وسلم علي بن عيسى إلى المحسن بن أبي الحسن بن الفرات، فقيده وأهانه، فقال: والله ما أملك سوى ثلاثة آلاف دينار، وما أنا من أهل الخيانة. وحضر نازوك صاحب شرطة بغداد، والمحسن قد أحضر علياً وشرع يشتمه، فقام نازوك. فقال له المحسن: إلى أين فقال: قد قبلنا يد هذا الشيخ سنين كثيرة، فما يطيب لي أن أراه على هذه الحال. ودخل على المقتدر فأخبره فأنكر إنكاراً شديداً. فبعث ابن الفرات إلى ابنه يشتمه ويسبه، وبعث إلى علي بن عيسى بمال وحمله مكرماً إلى داره. فسأل الخروج إلى مكة. فأذنوا له فخرج إليها. 4 (ذكر نكبة ابن مقلة) ) ونكب ابن الفرات أبا علي بن مقلة، وكان كاتباً بين يدي حامد بن العباس. 4 (ذكر إخراج مؤنس الخادم إلى الرقة) وقدم مؤنس بغداد، فالتقاه الملأ، فأنكر ما جرى على حامد وابن عيسى فعز على ابن الفرات فاجتمع بالمقتدر وأغراه بمؤنس، وقال: قد عزم على التحكم على الخلافة. فلما دخل مؤنس على المقتدر قال له: ما شيء أحب إلي من إقامتك (23/348)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 349 ببغداد، ولكن قد قلت الأموال بالعراق، وعسكرك يحتاجون إلى الأرزاق، ومال مصر والشام كثير. وأرى أن تقيم بالرقة، والأموال تحمل إليك من الجهات، فاخرج. 4 (ذكر تفرغ ابن الفرات لنكبة ابن الحاجب وشفيع المقتدري) وعلم مؤنس أن هذا من تدبير ابن الفرات، وكان بينهما عداوة، فخرج بعد أيام مستوحشاً. فتفرغ ابن الفرات في نكبة نصر بن الحاجب، وشفيع المقتدري، وكثر عليهما عند المقتدر، فلم يمكنه منهما، فقال: إن نصراً ضيع عليك في شأن ابن أبي الساج خمسة آلاف ألف دينار، ولو كانت باقية لأرضيت بها الجند. فكان المقتدر يشره إلى المال مرة، ويراعي خاطر والدته لمدافعتها عن نصر مرة، وقالت له: قد أبعد ابن الفرات مؤنساً وهو سيفك، ويريد أن ينكب حاجبك ليتمكن منك، فيجازيك على حسب ما عاملته من إزالة نعمته وهتك حرمه، فبمن تستعين على ابن الفرات والمحسن مع ما قد ظهر من شرهما واستحلالهما الدماء إن خلعاك واتفق أنه وجد في دار المقتدر أعجمي دخل مع الصناع، فأخذ وقرر فلم يقر بشيء، ولم يزد على غي دائم، فصلب وأحرق. فقيل إن ابن الفرات قال لنصر بحضرة المقتدر: ما أحسبك ترضى لنفسك أن يجري في دارك ما جرى في دار أمير المؤمنين وأنت حاجبه، وما تم هذا على أحد من الخلفاء. وكثر على نصر، وجرت بينهما منافسة. 4 (ذكر رد المواريث) وفي شعبان أمر المقتدر برد المواريث إلى ما صيرها المعتضد من توريث ذوي الأرحام. (23/349)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 350 4 (ذكر دخول الجنابي البصرة) وفيها دخل أبو طاهر سليمان بن الحسن الجنابي القرمطي البصرة في ربيع الآخر في السحر في ألف وسبعمائة فارس، ونصب السلالم، وصعدوا على الأسوار، ونزلوا البلد، ففتحوا الأبواب، ووضع السيف في الناس وأحرق الجامع ومسجد طلحة، فهرب الناس ورموا نفوسهم) في الماء، فغرق خلق، واستباح الحريم والأموال. 4 (ذكر إشخاص الماذرائي إلى بغداد) وفيها كتب ابن الفرات بإشخاص الحسين بن أحمد الماذرائي وأبي بكر محمد بن علي من مصر إلى بغداد، وصادرهما، وأخذ منهما مائتي ألف دينار. 4 (ذكر ولاية الراشدي دمشق) وفيها ولي إمرة دمشق عمر الراشدي الذي ولي الرملة بعد ذلك، ومات بها سنة أربع عشرة وثلاثمائة. 4 (ذكر صرف ابن حربويه عن قضاء مصر) وفيها صرف أبو عبيد بن حربويه من قضاء مصر، وتأسف الناس عليه، وفرح هو بالعزل وانشرح له. وولي قضاء مصر بعده أبو يحيى عبد الله بن إبراهيم بن مكرم فاستناب عنه أبا الذكر محمد بن يحيى الأسواني المالكي. (23/350)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 351 وقدم بعد شهرين إبراهيم بن محمد الكريزي، فحكم على ديار مصر من قبل ابن مكرم. 4 (ذكر ظهور شاكر الزاهد) وفي هذه الحدود أو بعدها ظهر شاكر الزاهد صاحب الحلاج، وكان من أهل بغداد. قال السلمي في تاريخ الصوفية: شاكر خادم الحلاج كان متهماً مثله، حكى عنه حكايات كثيرة، وأخرج كلامه إلى الناس، فضربت عنقه بباب الطاق. (23/351)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 352 4 (أحداث سنة اثنتي عشرة)

4 (ذكر وقوع ركب العراق في أسر الجنابي) في ثاني عشر المحرم عارض أبو طاهر بن أبي سعيد الجنابي ركب العراق قريباً من الهبير، وعمره يومئذ سبع عشرة سنة، وهو في ألف فارس وألف راجل. وكان في الركب أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان، وأحمد بن بدر عم السيدة، وشقيق الخادم، فأسرهم الجنابي وأخذ الأموال والجمال والحريم، وسار بهم إلى هجر، وترك بقية الركب، فماتوا جوعاً وعطشاً إلا القليل. وبلغ الخبر بغداد، فكثر فيها النوح والبكاء. 4 (ذكر ضعف أمر ابن الفرات) وضعف أمر ابن الفرات واستعدي نصر الحاجب يستشيره بعدما أساء إليه فقال: الآن) تستشيرني بعد أن عرضت الدولة للزوال بإبعادك مؤنساً. وأخذ يعنفه، ثم التفت إلى المقتدر وقال: الآن كاتب مؤنساً ليسرع إلى الحضرة فكتب. ووثبت العامة على ابن الفرات ورجمت طيارته بالآجر وصاحوا عليه: أنت (23/352)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 353 القرمطي الكبير. وامتنع الناس من الصلوات في المساجد. وسار ياقوت الكبير إلى الكوفة ليضبطها، وأنفق في جنده خمسمائة ألف دينار. فقدم مؤنس ودخل على المقتدر، فلما عاد إلى داره ركب إليه ابن الفرات للسلام عليه، ولم تجر بذلك عادة الوزراء قبله. فخرج مؤنس إلى باب داره، وخضع له وقبل يده. وكان في حبس ابنه المحسن جماعة صادرهم، فخاف العزل وأن يظهر عليه ما أخذ منهم، فأمر بذبح عبد الوهاب بن ما شاء الله، ومؤنس خادم حامد، وسم إبراهيم أخا علي بن عيسى، فكثر ضجيج حرم المقتولين على بابه. 4 (ذكر القبض على ابن الفرات) ثم إن المقتدر قبض على ابن الفرات وسلمه إلى مؤنس، فرفعه مؤنس وخاطبه بالجميل وعاتبه، فتذلل له وخاطبه بالأستاذ فقال: الساعة تخاطبني بالأستاذ، وأمس تخرجني إلى الرقة على سبيل النفي واختفى المحسن وصاحت العامة وقالوا: قبض على القرمطي الكبير، وبقي الصغير. واعتقل ابن الفرات وآله بدار الخلافة. 4 (واستوزر عبد الله بن محمد الخاقاني. وصاحت العامة وقالوا: لا (23/353)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 354 نرضى حتى يسلم ابن) الفرات إلى شفيع اللؤلؤي. فتسلمه شفيع. وكان الخاقاخني قد استتر أيام ابن الفرات خوفاً منه. وأمر المقتدر بتسليمه إلى الخاقاني، فعذب بني الفرات، واصطفى أموالهم، فقيل: أخذ منهم ألفي ألف دينار. ثم ظفر بالمحسن وهو في زي امرأة، قد احتضب في يديه ورجليه، فعذب وأخذ خطه بثلاث آلاف ألف دينار. فاتفق مؤنس، وهارون بن غريب الخال، ونصر الحاجب على قتل ابن الفرات وابنه، وكاشفوا المقتدر فقال: دعوني أفكر، فقالوا: نخاف شغب القواد والناس. فاستشار الخاقاني، فقال: لا أدخل في سفك الدماء، والمصلحة حملهما إلى دار الخلافة، فإذا أمنا أظهرا المال.) 4 (ذكر قتل ابن الفرات وابنه) ثم لم يزالوا بالمقتدر حتى أمر بقتلهما. فبدأ نازوك بالمحسن فقتله، وجاء برأسه إلى أبيه، فارتاع. ثم ضرب عنقه. (23/354)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 355 وعاش ابن الفرات في إحدى وسبعين سنة، وابنه ثلاثاً وثلاثين سنة، وعاشا بعد حامد الوزير ستة أشهر. 4 (ذكر إطلاق القرمطي لأبي الهيجاء من الأسر) ثم إن القرمطي أطلق أبا الهيجاء بن حمدان، فقدم بغداد. وبعث القرمطي يطلب من المقتدر البصرة والأهواز. فذكر ابن حمدان أن القرمطي قتل من الحجاج ألف رجل ومائتين، ومن النساء ثلاثمائة، وبقي في أسره بهجر مثلهم. 4 (ذكر فتح فرغانة.) وفيها فتحت فرغانه على يد والي خراسان. 4 (ذكر إطلاق ولدي ابن الفرات) وأطلق أبو نصر وأبو عبد الله ولدا أبي الحسن بن الفرات وخلع عليهما. وقد وزر ابن الفرات ثلاث مرات، وملك من المال ما يزيد على عشرة آلاف ألف دينار، وأودع المال عند وجوه بغداد. وكان جباراً فاتكاً، وفيه كرم وسياسة. (23/355)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 356 4 (أحداث سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة)

4 (ذكر دخول القرمطي الكوفة ونهبها) فيها سار الحجاج من بغداد ومعهم جعفر بن ورقاء في ألف فارس، فلقيهم القرمطي بزبالة، فناوشهم الحرب، ورجع الناس إلى بغداد. ونزل القرمطي على الكوفة فقاتلوه فغلبهم، ودخل البلد ونهب ما لا يحصى. فندب المقتدر مؤنساً الخادم لحرب القرمطي، وجهزهم بألف ألف دينار. 4 (ذكر عزل الخاقاني من الوزارة) وفيها عزل أبو القاسم الخاقاني الوزير، فكانت وزارته، سنة و ستة أشهر، واستوزر أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن الخصيب، فسلم إليه الخاقاني، فصادره وكتابه، وأخذ أموالهم. (23/356)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 357 4 (ذكر كثرة الرطب ببغداد) ) وفيها كان الرطب كثيراً ببغداد حتى أبيع كل ثمانية أرطال بحبة. 4 (ذكر كشف مصر) وفيها قدم مصر علي بن عيسى الوزير من مكة ليكشفها، وخرج بعد ثلاثة أشهر إلى الرملة. 4 (ذكر عزل ابن مكرم عن قضاء مصر) وعزل عن قضاء مصر عبد الله بن إبراهيم بن مكرم بهارون بن إبراهيم بن حماد القاضي من قبل المقتدر. فورد كتابه على قاضي مصر نيابة لابن مكرم بأن يسلم القضاء إلى من نص عليه، وهو أبو علي عبد الرحمن بن إسحاق الجوهري، وأحمد بن علي بن أبي الحسن الصغير، فتسلما القضاء من إبراهيم بن محمد الكريزي، ثم انفرد بالحكم أبو علي الجوهري، وكان فقيهاً عاقلاً حاسباً. (23/357)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 358 4 (أحداث سنة أربع عشرة وثلاثمائة)

4 (ذكر نزوح أهل مكة) فيها نزح أهل مكة منها خوفاً من قرب القرمطي. 4 (ذكر دخول الروم ملطية) وفيها دخلت الروم ملطية بالسيف، فقتلوا وسبوا، وبقوا بها أياماً. 4 (ذكر تجمد دجلة بالموصل.) وفيها جمدت دجلة بالموصل، وعبرت عليها الدواب، وهذا لم يعهد. 4 (ذكر ثلج بغداد.) وسقطت ثلوج كثيرة ببغداد. (23/358)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 359 4 (امتناع حجاج خراسان والعراق) ورد حجاج خراسان خوفاً من القرمطي، ولم يحج الركب العراقي في هذين العامين. 4 (ذكر القبض على الوزير ابن الخصيب) وفيها قبض على الوزير ابن الخصيب لاشتغاله باللهو واختلال الدولة، وأحضر الوزير علي بن عيسى فأعيد إلى الوزارة. 4 (ذكر وفاة ابن خاقان) وفيها أطلق الوزير أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبيد بن يحيى بن خاقان من حبس ابن) الخصيب الوزير، وحمل إلى منزله، فمات في رجب. 4 (ذكر منازلة الروم ملطية) وفيها جاشت الروم وأتت إلى ملطية فنازلوها، وخربوا القرى، واشتد القتال عليها أياماً، ثم ترجلوا عنها. فذهب أكابرهم إلى السلطان يطلبون الغوث، فعادوا بغير إغاثة. (23/359)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 360 4 (صرف الجوهري عن قضاء مصر) وفيها صرف عبد الرحمن بن إسحاق الجوهري عن القضاء، وولي أبو عثمان أحمد بن إبراهيم بن حماد بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد. ولاه أخوه هارون، وكان إليه قضاء مصر، فبعث أخاه من جهته. (23/360)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 361 4 (أحداث سنة خمس عشرة)

4 (ذكر إكرام المقتدر لعيسى بن علي) في صفر قدم علي بن عيسى الوزير، فزاد المقتدر في إكرامه، وبعث إليه بالخلع وبعشرين ألف دينار. وركب من الغد في الدست، ثم أنشد: (ما الناس إلا مع الدنيا وصاحبها .......... فكيف ما انقلبت يوماً به انقلبوا)

(يعظموا أخا الدنيا فإن وثبت .......... يوماً عليه بما لا يشتهي وثبوا)

4 (ذكر انتهاب الروم سميساط) وفيها وصلت الروم إلى سميساط وأخذوا من فيها وما فيها، وضربوا الناقوس في جامعها، فتهيأ مؤنس للخروج. (23/361)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 362 4 (ذكر امتناع مؤنس من وداع المقتدر) ولما أراد وداع المقتدر جاءه خادم من خواص المقتدر فقال: إن الخليفة قد حفر لك زبية بدار الشجرة، وأمر أن تفرد إذا دخلت، ويمر بك على الزبية فتكون قبرك. فامتنع من وداع المقتدر. وركب إلى مؤنس الأمراء والغلمان كلهم، ولم يبق بدار الخليفة أحد ولبسوا السلاح، فقال له أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان: أيها الأستاذ، لا تخف، فلتقاتلن بين يديك حتى تنبت لك لحية. 4 (ذكر قدوم مؤنس على المقتدر) فبعث له المقتدر ورقة بخطه يحلف بالأيمان المغلظة على بطلان ما بلغه، ويعرفه أنه يأتي) الليلة ليحلف له مشافهة. فصرف مؤنس القواد إلى دار الخلافة، ولزم أبو الهيجاء باب مؤنس. وبعث المقتدر نصراً الحاجب، فأحضروا مؤنساً إلى الحضرة، فقبل يدي المقتدر، فحلف له المقتدر أنه صافي النية له وودعه. وسار إلى الثغور فالتقى مع الروم، وقتل منهم خلقاً. 4 (ذكر ظهور الديلم على الري والجبال) وفيها ظهرت الديلم على الري والجبال، وأول من غلب لنكي بن (23/362)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 363 النعمان فقتل خلقاً وذبح الأطفال. 4 (ذكر تغلب ابن شيرويه على قزوين) وغلب على قزوين أسفار بن شيرويه فغشم وظلم وتفرعن، فقتله حاشيته في الحمام. 4 (ذكر حرب ابن أبي الساج والقرامطة.) وجاء القرمطي إلى الكوفة، فجهز المقتدر لحربه يوسف بن أبي الساج فالتقوا، فنظر يوسف إلى القرامطة فاستقبلهم، وقاتلوا قتالاً شديداً، وجرح من القرامطة بالنشاب المسموم نحو خمسمائة، وأبو طاهر القرمطي في عارية حوله مائتا فارس، فنزل وركب فرساً، وحمل على يوسف، والتحم القتال، وأسر في آخر النهار يوسف بن أبي الساج مجروحاً، وقتل من أصحابه عدة وانهزم جيشه. فداوت القرامطة جراحاته وجاءت الأخبار إلى بغداد، فخاف الناس، وعسكر مؤنس بباب الأنبار. 4 (ذكر نزول القرامطة عند الأنبار) وساق القرمطي إلى أن نزل غربي الأنبار، فقطعوا الجسر بينهم وبينه على الفرات. وأقام غربي الفرات يتحيل في العبور. ثم عبر وأوقع بيزك المسلمين، فخرج نصر الحاجب والرجالة وأهل بغداد إلى مؤنس، فكانوا أربعين ألفاً وأكثر، وخرج أبو الهيجاء بن حمدان وإخوته أبو اليد، وأبو السرايا، وأبو العلاء. وتقدم (23/363)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 364 نصر فنزل على نهر زبارا على نحو فرسخين من بغداد، وقطعت القنطرة في ذي القعدة. فلما أصحبوا جاءهم القرمطي فحاذاهم، وبعث بين يديه أسود ينظر إلى المخاض، فرموه بالنشاب حتى سار كالقنفذ، فعاد وأخبر أصحابه بأن القنطرة مقطوعة. فأقامت القرامطة يومين، ثم ساروا نحو الأنبار، فما جسر أحد يتبعهم، وهذا خذلان من الله تعالى. فإن القرمطي كان في ألف فارس وسبعمائة راجل، وجيش العراق في أربعين ألف فارس.) وقال ثابت: إن معظم عسكر المقتدر انهزموا إلى بغداد قبل أن يعاينوا القرمطي لشدة رعبهم. فوصل القرمطي الأنبار، فاعتقد من بها من الجند أنه جاء منهزماً فخرجوا وقاتلوه، فقتل منهم مائة فارس، وانهزم الباقون. 4 (ذكر قتل ابن أبي الساج) ثم إن القرمطي ضرب عنق ابن أبي الساج، وقتل جماعة من أصحابه. وهرب معظم أهل الجانب الغربي إلى الجانب الشرقي. 4 (ذكر فشل القرمطي في دخول هيت) وسار القرمطي إلى هيت فدخل مؤنس بالعسكر إلى الأنبار، وقدم هارون بن غريب، وسعيد بن حمدان في جيش إلى هيت، فسبقا القرمطي وصعدا على سورها، فقويت قلوب أهلها وحصنوها. فعمل القرمطي سلالم وزحف، فلم يقدر على نقبها، وقتلوا من أصحابه جماعة، فرحل عنها إلى (23/364)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 365 البرية. وتصدق المقتدر وأمه بمال. 4 (ذكر إنفاق المقتدر المال لحرب القرامطة) ولما جاء الخبر بقتل ابن أبي الساج دخل علي بن عيسى على المقتدر وقال: إنه ليس في الخزائن شيء، ولم يتم على الإسلام شيء أعظم من هذا الكافر، وقد تمكنت هيبته من القلوب، فاتق الله وخاطب السيدة في مال تنفقه في الجيش وإلا فما لك ولأصحابك إلا أقاصي خراسان. فدخل على والدته وأخبرها، فأخرجت خمسمائة ألف دينار، وأخرج المقتدر ثلاثمائة ألف دينار. وتجرد ابن عيسى في استخدام العساكر. 4 (ذكر الخلع على بعض القرامطة) وورد من هيت نصر الحاجب ومعه ثلاثة عشر من القرامطة، فأمر المقتدر لهم بخلع وقال: لكونهم خامروا على القرمطي. 4 (ذكر ولاية أبي الهيجاء) وولى المقتدر أبا الهيجاء الجزيرة والموصل. 4 (ذكر شغب الجند ببغداد) ثم إن الجند اجتمعوا فشغبوا على المقتدر، وطلبوا الزيادة وشتموه ونهبوا القصر الملقب بالثريا، وصاحوا: أبطلت حجنا وأخذت أموالنا وجرأت العدو وتنام نوم الجارية. فبذل لهم) المال فسكتوا. وجددت على بغداد الخنادق وأصلحت الأسوار. (23/365)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 366 4 (ذكر وفاة الجوهري ابن الجصاص) وفيها مات الحسين بن عبد الله الجوهري ابن الجصاص. وكان ابن طولون قال: لا يباع لنا شيء إلا على يده. وعنه قال: كنت يوماً جالساً في الدهليز، فخرجت قهرمانة معها مائة حبة جوهر، تساوي الحبة ألف دينار، فقالت: يحتاج هذا إلى خرط ليصغر فأخذته مسرعاً، وجمعت يومي ما قدرت عليه حتى حصلت مائة حبة من النوع الصغار، وأتيت القهرمانة فقلت: قد خرطنا هذا، وتقومت علي بمائة ألف درهم. وقد أسلفنا من أخباره لما صودر سنة اثنتين وثلاثمائة. قال التنوخي: ولما صودر وجد في داره سبعمائة مزملة خيزران. و بلغت مصادرته ستة آلاف ألف دينار. وأطلق بعد المصادرة، فلم يبق له إلا ما قيمته سبعمائة ألف دينار. وكان مع هذا فيه نوع بله وغفلة. له حكايات في المغفلين. مرض مرة بالحمى فقيل: كيف أنت قال: الدنيا كلها محمومة. ونظر في المرآة يوماً فقال لرجل: ترى لحيتي طالت؟ (23/366)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 367 فقال: المرآة في يدك. فقال: الشاهد يرى ما لا يرى الحاضر. ودخل يوماً على ابن الفرات فقال: أيها الوزير، عندنا كلاب ما تدعنا ننام. قال: لعلهم جرى. قال: لا والله، ألا كل كلب مثلي ومثلك. وقيل: كان يدعو ويقول: حسبي الله وأنبياؤه وملائكته. اللهم أعد من بركة دعائنا على أهل القصور في قصورهم، وعلى أهل الكنائس في كنائسهم. وفرغ مرة من الأكل فقال: الحمد لله الذي لا يحلف بأعظم منه. ونزل مع الوزير الخاقاني في المركب وبيده بطيخة كافور، فبصق في وجه الوزير وألقى البطيخة في دجلة. ثم أخذ يعتذر قال: أردت أن أبصق في وجهك وألقي البطيخة في الماء،) فغلطت. فقال: كذا فعلت يا جاهل. ومع هذا كان سعيداً متمولاً محظوظاً. قال أبو علي التنوخي في نشواره: سمعت الأمير جعفر بن ورقاء (23/367)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 368 يقول: اجتزت بابن الجصاص، وكان بيننا مصاهرة، فرأيته على روشن داره وهو حاف حاسر، يعدو كالمجنون، فلما رآني استحيا، فقلت: ويلك ما لك فقال: يحق لي أن يذهب عقلي، وقد أخذوا مني كذا وكذا أمراً عظيماً. فقلت مسلياً له: ما سلم لك يكفي. وإنما يقلق هذا القلق من يخاف الحاجة، فأصبر حتى أواقفك، أنك غني. قال: هات. فقال: أليس دارك هذه بفرشها وآلاتها لك وعقارك بالكرخ وضياعك فما زلت أحاسبه إلى أن بلغ قيمة ما بقي له سبعمائة ألف دينار. ثم قلت: وأصدقني عما سلم لك من الجوهر والعبيد والخيل وغير ذلك. فحسبنا ذلك، فإذا هو بقيمة ثلاثمائة ألف دينار أخرى، فقلت: فمن ببغداد مثلك اليوم وجاهك قائم فسجد لله وبكى، وقال: قد أنقذني الله بك. ما عزاني أحد أنفع منك، وما أكلت شيئاً منذ ثلاث، وأحب أن تقيم عندي لنأكل ونتحدث. فقلت: أفعل. فأقمت يومي عنده. قال التنوخي: وكنت اجتمعت مع أبي علي والد أبي عبد الله ابن الجصاص فسألته عما يحكى عن أبيه من أن الإمام قرأ: ولا الضالين فقال: إي لعمري بدل آمين. وإنه أراد أن يقب رأس الوزير الخاقاني، فقال: إن فيه دهناً. (23/368)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 369 فقال: لو كان فيه خرا لقبلته. ومثل وصفه مصحفاً عتيقاً فقال: كسروياً. فقال: غالبه كذب، وما كانت فيه سلامة تخرجه إلى هذا. ما كان إلا من أدهى الناس. ولكنه كان يطلق بحضرة الوزير قريباً من ذلك لسلامة طبع كان فيه، ولأنه كان يحب أن يصور نفسه عندهم بصورة الأبله لتأمنه الوزراء لكثرة خلوته بالخلفاء. فأنا أحدثك عنه بحديث تعلم أنه في غاية الحزم. ثم قال: حدثني أبي أن ابن الفرات لما ولي الوزارة، قال: فقصدني قصداً قبيحاً لشيء كان في) نفسه علي وبالغ، وتلطفت معه بكل طريق. وكان عندي سبعة آلاف ألف دينار عيناً وجوهراً سوى غيرها. ففكرت في أمري، فوقع لي الرأي في الليل في الثلث الأخير. فركبت في الحال إلى داره، فدققت فقال البوابون: ليس هذا وقت وصول، والوزير نائم. فقلت: عرفوا الحجاب أني حضرت في مهم. فعرفوهم، فخرج إلي أحدهم فقال: إنه إلى الساعة لم ينتبه. فقلت: لا، الأمر أهم من ذلك فنبهه. فدخل ثم خرج فأدخلني إليه وهو على سرير، وحوله نحو خمسين نفساً، كأنهم حظفة، وقد قاموا وهو جالس مرتاعاً، ظن أن حادثة حدثت، فرفعني وقال: ما الأمر فقلت: خير، ما حدث شيء، ولا جئت إلا في أمر يخصني. فسكن وصرف من حوله، وقال: هات. فقلت: أيها الوزير، إنك قصدتني أقبحقصد، وشرعت في هلاكي بإزالة نعمتي، ولعمري، إني أسأت في خدمتك. وقد كان في بعض هذا التقويم بلاغ (23/369)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 370 عندي. وقد جهلت في استصلاحك، فلم يغن شيء. وليس شيء أضعف من الهر، وإذا عاث في دكان الفامي فظفر به ولزه وثب عليه وخمشه. ولست أضعف من السنور، وقد جعلت هذا الكلام عذراً. فإن صلحت لي وإلا فعلي وعلي. وعقدت الأيمان لأقصدن الخليفة الآن وأحمل إليه من خزانتي ألفي ألف دينار وأقول: سلم ابن الفرات إلى فلان ووله الوزارة. فيخدمني ويرجع تدبير أموره إلي، فأسلمك إليه، فيعذبك حتى يأخذ منك الألفي ألف. وأنت تعلم أن حالك يفي بها، ويعظم قدري بعزلي وزيراً وتقليدي آخر. فلما سمع هذا، قال: يا عدو الله، وتستحل هذا فقلت: إن أحوجتني إلى هذا، وإلا فاحلف لي الساعة على معاملتي بكل جميل، ولا تبغ لي الغوائل. وقال: وتحلف لي أنت أيضاً على مثل ذلك، وعلى حسن الطاعة والمؤازرة. فقلت: أفعل. فقال: لعنك الله، فما أنت إلا إبليس. والله لقد سحرتني. واستدعى دواة، وعملنا نسخة اليمين، وأحلفته بها أولاً، ثم حلفت له.) فقال: يا أبا عبد الله، لقد عظمت في نفسي، والله ما كان المقتدر يفرق بين كفايتي وموقعي، وبين أصغر كتابي مع الذهب، فاكتم ما جرى. فقلت: سبحان الله. فقال: إذا كان غداً فتعال ما أعاملك به. (23/370)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 371 فنهضت، فقال: يا غلمان بأسركم بين يدي أبي عبد الله. فعدت إلى داري وما طلع الفجر. ثم قال لي ابنه أبو علي: هذا فعل من يحكى عنه تلك الحكايات فقلت: لا. والله أعلم. (23/371)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 372 4 (أحداث سنة ست عشرة وثلاثمائة)

4 (ذكر استباحة القرمطي الرحبة) في أولها دخل أبو طاهر القرمطي الرحبة بالسيف واستباحها. 4 (ذكر أمان أهل قرقيسيا) وبعث أهل قرقيسيا يطلبون الأمان فأمنهم. 4 (ذكر ارتداد القرمطي عن الرقة) وقصد الرقة وهو في تسعمائة فارس وثلاثمائة راجل، فقتل فيها جماعة بالربض، ودفعه أهلها عنها: فسار مؤنس من بغداد إلى الرقة فأتاها بعد انصراف أبي طاهر. (23/372)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 373 4 (ذكر انصراف القرمطي عن الكوفة) ثم أتى هيت، فرموه بالحجارة، فقتلوا أبا الرواد من خواص أصحابه، فسار إلى الكوفة، فنهض نصر الحاجب بالعساكر ورآه، فمرض نصر. فاستخلف أحمد بن كيغلغ وبعث معه بالجيش فانصرف القرمطي قبل أن يلقاه. ومات نصر في رمضان وحمل إلى بغداد. 4 (ذكر وزارة ابن مقلة) واستعفى علي بن عيسى من الوزارة، فاستوزر أبو علي بن مقلة الكاتب. 4 (ذكر بناء القرمطي دار الهجرة والدعوة إلى المهدي) ورجع القرمطي فبنى داراً سماها دار الهجرة، ودعا إلى المهدي، وتفاقم الأمر، وكثر أتباعه، وبث السرايا، فهرب عمال الكوفة عنها، فسار هارون بن غريب إلى واسط، فظفر بسرية لهم) فقتلهم، وبعث إلى بغداد بأسارى وبمائة وسبعين رأساً وأعلام بيض منكسة عليها مكتوب: ونريد أن نمن على الذين (23/373)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 374 استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين. ففرح الناس واطمأنوا. 4 (ذكر الوحشة بين المقتدر ومؤنس) وفيها وقعت الوحشة بين المقتدر ومؤنس، ووقع الكلام بأن هارون بن غريب يتولى إمرة الأمراء، فكتب أخصاء مؤنس إليه إلى الرقة بذلك، فقدم بغداد في آخر السنة ولم يأت إلى المقتدر، فبعث إليه ولده والوزير ابن مقلة، فوصفا شوق المقتدر إليه، فاعتل بعلة، وظهرت الوحشة بينه وبين المقتدر، فأقام هارون منابذاً لمؤنس، وجعلت الرسل تتردد بين المقتدر ومؤنس. 4 (ذكر امتناع الحج) ولم يحج أحد في هذه السنة خوفاً من القرامطة. 4 (ذكر دخول الروم خلاط) وأما الروم فإن الدمستق لعنه الله، سار في ثلاثمائة ألف على ما قرأت في تاريخ عتيق، فقصد ناحية خلاط وبدليس فقتل وسبى: ثم صالحه أهل خلاط على قطيعة، وهي عشرة آلاف دينار، وأخرج المنبر من جامعها وجعل مكانه الصليب. فإنا لله وإنا إليه راجعون. (23/374)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 375 4 (أحداث سنة سبع عشرة وثلاثمائة.)

4 (ذكر فتنة خلع المقتدر وخلافة القاهرة) قال ثابت بن سنان: في ثامن المحرم، خرج مؤنس إلى باب الشماسية ومعه سائر الجيش، وركب نازوك الوالي في جيشه من داره، وخرج أبو الهيجاء بن حمدان أيضاً إلى مؤنس، فشحن المقتدر داره ومعه هارون بن غريب، وأحمد بن كيغلغ، وحاشية. فلما كان آخر النهار انفض أكثر من في دار الخلافة من الرجالة إلى مؤنس. وراسل مؤنس المقتدر بأن الجيش عاتب منكر لما يصرف من الذهب إلى الحرم والخدم، وأنهم يطلبون إخراج الحرم والخدم من دار الخلافة وإبعادهم. فكتب إليه رقعة بخطه: أمتعني الله بك، ولا أخلاني منك، ولا أراني فيك سوءاً. إني تأملت الحال فوجدت الأولياء الذين خرجوا لم يريدوا إلا صيانة نفسي وإعزاز أمري، فبارك الله) عليهم. فأما أنت يا أبا الحسن المظفر، لا خلوت منك، فشيخي وكبيري. وذكر فصلاً طويلاً في الخضوع له، إلى أن قال: وقيل هذا وبعده فلي في أعناقهم بيعة مؤكدة، ومن بايعني بايع الله، ومن نكث فإنما ينكث على نفسه، وعهد الله نكث ولي عليكم نعم وصنائع، وآمل أن تعترفوا بها لا تكفروها. فلما وقفوا على الورقة عدلوا إلى مطالبته بإخراج هارون عن بغداد، فأجابهم إلى ذلك وقلده الثغور، وخرج من يومه. (23/375)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 376 ودخل في عاشر محرم مؤنس والجيش، فأرجف بالمقتدر أراجيف شديدة. ثم اتفق مؤنس وأبو الهيجاء ونازوك على خلعه، فخرج مؤنس في ثاني عشر محرم إلى الشماسية في الأمراء والجنود. وفي رابع عشر جاؤوا إلى دار الخلافة، فهرب الحاجب مظفر، والوزير ابن مقلة، والحشم، ودخل مؤنس وأبو الهيجاء ونازوك، وحصل الجيش كله في دار الخليفة، وأخرج المقتدر بعد العشاء ووالدته وخاله وحرمه إلى دار مؤنس. ودخل هارون من قطربل فاختفى ببغداد، فأحضروا محمد بن المعتضد من الحريم، وكان محبوساً، فوصل في الثلث الأخير، وبايعه مؤنس والأمراء، ولقب بالقاهر بالله. وكان علي بن عيسى محبوساً فأطلق إلى بيته، وقلدوا أبا علي بن مقلة وزارة القاهرة بالله، وقلدوا نازوك الحجابة والشرطة، وقلد أبو الهيجاء إمرة الدينور، وهمدان، ونهاوند، مما بيده من الجزيرة والموصل. (23/376)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 377 ووقع النهب في دار السلطان وبغداد، ونهب لأم المقتدر ستمائة ألف دينار، وأشهد المقتدر على نفسه بالخلع، وذلك يوم السبت. 4 (ذكر عودة المقتدر إلى الخلافة) وجلس القاهر يوم الأحد، وكتب الوزير عنه إلى البلاد، وعمل الناس الموكب يوم الاثنين، فامتلأت دهاليز الدار بالعسكر، فطلبوا رزق البيعة ورزق سنة. ولم يأت مونس يومئذ إلى الدار، فارتفعت أصوات الرجالة، فخاف نازوك أن يتم ققتال، فهجم الرجالة، فلم يكفهم أحد، فقتلوا نازوك وخادمه عجيباً وصاحوا: المقتدر يا منصور. فتهارب من في الدار حتى الوزراء والحجاب. وصاروا إلى دار مؤنس يطلبون المقتدر ليردوه إلى الخلافة، وأغلق بعضهم باب دار الخلافة) لأنهم كانوا كلهم خدم المقتدر، فأراد أبو الهيجاء الخروجد، فتعلق به القاهر وقال: تسلمني وتخرج فداخلته الحمية فقال: لا والله. ورجع معه فدخلا الفردوس، وخرجا إلى الرحبة التي يسلك منها إلى باب النوبي. ونزع أبو الهيجاء وأخذ جبة صوف، وذهب على فرسه. فوقف القاهر مع خدم له، فعاد إليه أبو الهيجاء، فأخبره بقتل نازوك. (23/377)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 378 مقتل أبي الهيجاء بن حمدان وسدت المسالك على أبي الهيجاء والقاهر فرجعا إلى الدار يتسللون، وبقي من خدم المقتدر جماعة بالسيوف، فخافهم أبو الهيجاء، فثبتوا فرجع القهقرى ودخل بيتاً. فجاء خماجور، وشتم أبا الهيجاء الغلمان، فغضب وخرج كالجمل الهائج وصاح: يال تغلب، أأقتل بين الحيطان أين الكميت أين الدهماء فرماه خماجور بسهم في ثديه، ثم رماه آخر فأصاب ترقوته. وآخر في فخذه، فنزع عنه الأسهم، وقتل واحداً منهم. وكان مع خماجور، أسودان فبادرا إلى أبي الهيجاء، فحز أحدهما رأسه. وأما أولئك فإنهم حملوا المقتدر على أعناقهم من دار مؤنس إلى قصر الخلافة، فقال: ما فعل أبو الهيجاء فجاءوا برأسه إلى المقتدر، فقال: من قتله قالوا: لا ندري. فاسترجع وتأسف عليه. ثم سمع ضجةً، وجاءه خادم يعدو فقال: هذا محمد القاهر قد أخذ. فجيء به فأجلس بين يديه، فاستدناه وقبل جبينه، وقال له: أنت والله لا ذنب بك. هذا والقاهر ويبكي ويقول: الله الله يا أمير المؤمنين في نفسي. فقال: والله لا جرى عليك مني سوء أبداً. فطب نفساً. وطيف برأس نازوك ورأس أبي الهيجاء ببغداد، ونودي: هذا جزاء من (23/378)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 379 عصى مولاه وكفر نعمته. فسكن الناس. وعاد الوزير فكتب إلى الأقاليم بعود الخلافة إلى المقتدر. وقيل: إن الذي قتل نازوكاً سعيد ومظفر من شطار بغداد. ثم أتى مؤنس وبايع المقتدر هو والقواد والقضاة. وقيل: إن المقتدر لما أحيط به ورأى الغلبة نشر المصحف وقال: أنا فاعل ما فعل عثمان رضي الله عنه، ولا أنزع قميصاً ألبسنيه الله.) ولما رجع إليه ملكه بذل الأموال في الجند حتى أنفذ الخزائن، وباع ضياعاً وأمتعة وتمم عطاءهم. وبيعت ضياع بختيشوع بالثمن اليسير. قال ثابت بن سنان: كان قد وصل إلى الطبيب بختيشوع في مدة خدمته للرشيد ستة وخمسون ألف ألف درهم من الرشيد والبرامكة. 4 (ذكر ولاية ابن غريب الجبل) وظهر هارون بن غريب ودخل على مؤنس وسلم عليه وقلد الجبل، فخرج إلى عمله. 4 (ذكر تقليد ابني رائق شرطة بغداد) وقلد المقتدر إبراهيم ومحمد ابني رائق شرطة بغداد. (23/379)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 380 4 (ذكر تقليد ابن ياقوت الحجابة) وقلد مظفر بن ياقوت الحجابة. 4 (ذكر موت ثمل) وفي رجب ماتت ثمل القهرمانة. 4 (ذكر دخول القرمطي مكة واقتلاع الحجر الأسود) وفيها سير المقتدر الركب مع منصور الديلمي، فوصلوا إلى مكة سالمين، فوافاهم يوم التروية عدو الله أبو طاهر القرمطي، فقتل الحجيج في المسجد الحرام قتلاً ذريعاً وفي فجاج مكة وفي داخل البيت، وقتل ابن محارب أمير مكة، وعرى البيت، وقلع بابه، واقتلع الحجر الأسود فأخذه. وطرح القتلى في بئر زمزم ورجع إلى بلاد هجر ومعه الحجر الأسود. وامتلأت فجاج مكة بالقتلى. وقال أبو بكر محمد بن علي بن القاسم الذهبي في تاريخه: إن أبا طاهر سليمان حسن القرمطي صاحب البحرين دخل مكة في سبعمائة رجل، فقتلوا في المسجد الحرام نحو ألف وسبعمائة من الرجال والنساء وهم يتعلقون بأستار الكعبة. وردم منهم ببئر زمزم، وصعد على باب الكعبة، واستقبل الناس وهو يقول: (23/380)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 381 (أنا بالله وبالله أنا .......... يخلق الخلق وأفنيهم أنا) وقتل في سكة مكة وشعابها زهاء ثلاثين ألفاً، وسبى من النساء والصبيان مثل ذلك. وأقام بمكة ستة أيام، وأوقع بهم في سابع ذي الحجة. ولم يقف أحد تلك السنة وقفةً، فرماه الله في جسده) وطال عذابه حتى تقطعت أوصاله. قال محمود الإصبهاني: دخل رجل من القرامطة وهو سكران فصفر لفرسه، فبال عند البيت وقتل جماعة. ثم ضرب الحجر الأسود بدبوس فكسره ثم قلعه. وأقام القرمطي بمكة أحد عشر يوماً، ثم رحلوا وبقي الحجر الأسود عندهم نحو عشرين سنة. وقيل: هلك تحته إلى هجر أربعون جملاً. فلما أعيد إلى مكة حمل على قعود هزيل فسمن. وكان بجكم التركي قد دفع فيه خمسين ألف دينار فلم يردوه وقالوا: أخذناه بأمر ما نرده إلا بأمر. وقيل: إن الذي اقتلعه صاح: يا حمير أنتم قلتم: ومن دخله كان آمناً. فأين الأمن (23/381)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 382 قال رجل: فلويت رأس فرسه واستسلمت للقتل وقلت له: اسمع إن الله أراد ومن دخله فأمنوه. فلوى رأس فرسه وخرج ما كلمني. 4 (ذكر رواية السمناني عن القرمطي) وقد غلط السمناني فقال في تاريخه: الذي قلع الحجر الأسود أبو سعيد الجناني. وإنما هو ابنه. وكان ابن أبي الساج قبل ذلك بزمان قد نزل على أبي سعيد فأكرمه. فلما جاء لقتاله أرسل إليه يقول، أعني ابن أبي ساج: لك علي حق قديم، وأنت في قلة وأنا في كثرة، فانصرف راشداً. وكان مع ابن أبي الساج ثلاثون ألفاً، ومع أبي سعيد خمسمائة فارس، وبينهما النهر. فقال أبو سعيد للرسول: كم مع صاحبكم قال: ثلاثون ألفاً. قال: ما معه ولا ثلاثة. ثم دعا بعبد أسود فقال له: خرق بطنك بهذه السكين. فأتلف نفسه. وقال لآخر: غرق نفسك في هذا النهر ففعل. وقال لآخر: اصعد على هذا الحائط وألق نفسك على دماغك ففعل. ثم قال للرسول: إن كان معه من يفعل مثل هذا وإلا فما معه أحد. ثم ذكر السمناني خرافات لا تصح. 4 (ذكر رواية القليوبي عن الحجر الأسود) ) ونقل القليوبي، وهو ضعيف، أن القرمطي باع الحجر السود من المقتدر بثلاثين ألف دينار، ولم يصح هذا ولا وقع. قال: فقال للشهود: من أين تعلمون أنه الحجر (23/382)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 383 فقال عبد الله بن عليم المسيب: أن يشرف على الماء ولا تسخنه النار. فأحضر الجناني طستاً وملأه ماءً ووضع الحجر، فطفا على الماء. وأوقد عليه النار فلم يحم بها. فأخذه ابن عليم وقبله وقال: أشهد أنه الحجر الأسود. فتعجب الجناني وقال: هذا دين مضبوط. ثم رد الحجر إلى مكة أيام المقتدر. كذا قال، وغلط. إنما رد إلى مكانه في خلافة المطيع لله. وقال محمد بن الربيع بن سليمان: كنت بمكة سنة القرمطي، فصعد رجل ليقلع الميزاب وأنا أراه، فعيل صبري وقلت: يا رب ما أحلمك وتزلزلت. قال: فسقط الرجل على دماغه فمات. 4 (ذكر ولاية ابن طغج دمشق) وفيها خرج محمد بن طغج أمير الجوف سراً من تكين أمير مصر، فلحق بالشام وولي دمشق. وبعث تكين خلفه فلم يلحق. 4 (ذكر ولاية ابن يوسف قضاء القضاة) وفيها خلع المقتدر على أبي عمر محمد بن يوسف القاضي، وقلد قضاء القضاة. (23/383)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 384 4 (ذكر الفتنة في تفسير آية) وهاجت ببغداد فتنة كبرى بسبب قوله: عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً، فقالت الحنابلة: معناه يقعده الله على عرشه كما فسره مجاهد. وقال غيرهم من العلماء: بل هي الشفاعة العظمى كما صح في الحديث. ودام الخصام والشتم واقتتلوا، حتى قتل جماعة كبيرة. نقله الملك المؤيد، رحمه الله. 4 (ذكر تعظيم ابن محرم للحجر الأسود) وقال المراغي: حدثني أبو عبد الله بن محرم، وكان رسول المقتدر إلى القرمطي، قال: سألت القرمطي بعد مناظرات جرت بيني وبينه في استحلاله ما استحل من الدماء وعن الحجر الأسود. فأمر بإحضاره، فأحضر في سفط مبطن بالديباج. فلما برز لي كبرت وقلت إيماناً) وتصديقاً: هذا هو الحجر بكل ريب. قال: ورأيتهم من تعظيمه وتنزيهه وتشريفه والتبريك به على حالة كبيرة. 4 (ذكر الخلاف بين أمير خراسان وإخوته) وفيها خالف نصر بن أحمد بن إسماعيل أمير خراسان إخوته أبو إسحاق، وأبو زكريا، وأبو صالح، فأعمل الحيلة حتى عادوا إلى طاعته ووانسهم ثم سقى الأكبر سماً في كوز فقاعٍ فمات، وحبس الآخرين فهرب أحدهما إلى الري واستأمن إلى مرداوين فأكرمه، وخنق نصر الآخر. 4 (ذكر شعر القرمطي) وأما ما كان من خبر الحجاج، فإنه قتل من قتل منهم بمكة، ولم يتم لهم حج. وتجمع من بقي وتوصلوا إلى مصر. (23/384)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 385 ولم يفلح أبو طاهر القرمطي بعدها، وتقطع جسده بالجدري. ومن شعره: (أغركم مني رجوعي إلى هجر .......... فعما قليل سوف يأتيكم الخبر)

(إذا طلع المريخ من أرض بابلٍ .......... وقارنه كيوان فالحذر الحذر)

(فمن مبلغ أهل العراق رسالةً .......... بأني أن المرهوب في البدو والحضر)

(أنا صاحب الأنبار يوم ديارها .......... ويوم عقر قوقاً فمن منكم حضر)

(فوالله لولا التغلبي ورأيه .......... لغادركم أمثال نخل قد انعقر)

(فذاك أبو الهيجاء أشجع من مشى .......... على الأرض أو لاث العمائم واعتجر)

(وأصبح هذا الناس كالشاء ما لهم .......... زعيم ولا فيهم لأنفسهم نظر)

(فيا ويلهم من وقعةٍ بعد وقعةٍ .......... يساقون سوق الشاء للذبح والبقر)

(شأضرب خيلي نحو مصر وبرقةٍ .......... إلى قيروان الترك والروم والخزر)

(أكيلهم بالسف حتى أبيدهم .......... فلا أبق منهم نسل أنثى ولا ذكر)

(أنا الداعي المهدي لا شك غيره .......... أنا الضيغم الضرغام والفارس الذكر)

(أعمر حتى يأتي عيسى بن مريم .......... فيحمد آثاري وأرضى بما أمر)

(ولكنه حتم علينا مقدر .......... فنفنى ويبقى خالق الخلق والبشر)

4 (ذكر من قتل بيد القرامطة) ) وممن قتله القرامطة: عبد الرحمن بن عبد الله بن الزبير، أبو بكر الرهاوي. روى عن أبيه، وغيره. وعنه أبو الحسين الرازي والد تمام، وغيره. وكان علي بن بابويه الصوفي يطوف بالبيت والسيوف تنوشه وهو ينشد: (ترى المحبين صرعى في ديارهم .......... كفتية الكهف لا يدرون كم لبثوا) (23/385)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 386 4 (ذكر نازوك) كان شجاعاً فاتكاً، غلب على الأمر وتصرف في الدولة. وعلم مؤنس الخادم أنه حتى وافقه على خلع المقتدر زاد تحكمه، فأجابه ظاهراً، وواطأ فيما قيل البرددارية على قتله. وكان له أكثر من ثلاثمائة مملوك. 4 (ذكر خوف أهل الثغور من الروم) وأما نواحي مملكة الروم فكان بها الخوف والوجل ما لا مزيد عليه، وجنح أهل الثغور إلى ملاطفة النصارى وبذل الأتاوة لهم، وركنوا إلى تسليم بلد سميساط وغيرها. فلله الأمر. (23/386)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 387 4 (أحداث سنة ثمان عشرة)

4 (ذكر تقليد ابن ياقوت شرطة بغداد) في المحرم صرف المقتدر ابني رائق عن الشرطة، وقلدها أبا بكر محمد بن ياقوت. 4 (ذكر ريح عظيمة ببغداد) وفي ربيع الآخر هبت ريح عظيمة حملت رملاً أحمر قيل: إنه من جبل زرود، فامتلأت به أزقة بغداد والأسطحة. 4 (ذكر القبض على ابن مقلة) وفيها قبض المقتدر على الوزير أبي علي بن مقلة، وأحرقت داره، وكانت عظيمة قد ظلم الناس في عمارتها. وعز على مؤنس حيث لم يشاوره الخليفة. (23/387)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 388 4 (ذكر وزارة ابن مخلد) ثم استوزر سليمان بن الحسن بن مخلد، فكان لا يصدر عن أمر حتى يشاور علي بن عيسى. 4 (ذكر حج ركب العراق) وفيها حج ركب العراق. 4 (ذكر الوباء المهول) ) وكان بها وباء مهول. 4 (ذكر هزيمة الروم) وفيها جاءت الأخبار بأن الأمير مفلحاً الساجي هزم جيشاً من الروم، وفرح الناس. (23/388)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 389 4 (أحداث سنة تسع عشرة)

4 (ذكر القبض على الوزير سليمان بن الحسن) فيها قبض المقتدر على الوزير سليمان بن الحسن، وكان قد أضاق إضاقة شديدة. وكانت وزارته سنة وشهرين. 4 (ذكر وزارة الكلوذاني) وكان المقتدر يميل إلى وزارة الحسين بن قاسم، فلم يمكنه مؤنس، وأشار بأبي القاسم عبيد الله بن محمد الكلوذاني. فاستوزره مع مشاورة علي بن عيسى في الأمور. 4 (ذكر الوقعة بين ابن غريب ومرداويج) وفيها كانت وقعة بين هارون بن غريب وبين مرداويج الديلمي بنواحي همدان. فانهزم هارون، وملك الديلمي الجبل الأسود بأسره إلى حلوان. (23/389)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 390 4 (ذكر وزارة الحسين بن القاسم) وفيها عزل الكلوذاني واستوزر الحسين بن القاسم بن عبيد الله لأنه كتب إلى المقتدر، وهو على حاجة: أنا أقول بالنفقات وزيادة ألف ألف دينار كل سنة. وكانت وزارة الكلوذاني شهرين. 4 (ذكر الوحشة بين مؤنس والمقتدر) وفي ذي الحجة استوحش مؤنس من المقتدر لأنه بلغه اجتماع الوزير والقواد على العمل على مؤنس. فعزم خواصه على كبس الوزير، فعلم، فتغيب عن داره. وطلب مؤنس من المقتدر عزل الوزير فعزله. فقال: انفيه إلى عمان. فامتنع المقتدر. وأوقع الوزير في ذهن المقتدر أن مؤنساً يريد أن يأخذ الأمير أبا العباس من داره ويذهب به إلى الشام ومصر، ويعقد له بالخلافة هناك. ثم كتب الحسين الوزير يستحث هارون بن غريب على المجيء، وكتب إلى محمد بن ياقوت، وكان بالأهواز، أن يسرع الحضور. فصح عند مؤنس أن الوزير يدبر عليه، فخرج إلى الشماسية بأصحابه، وكتب إلى المقتدر: إن مفلحاً) الأسود مطابق (23/390)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 391 للحسين، وإن نفسي لا تسكن حتى تبعث إلي بمفلح فاقلده أجل الأعمال ويخرج إليها. فأجابه المقتدر: إن مفلحاً خادم يوثق بخدمته، ولم يدخل فيما توهمت. فلما سمع مؤنس هذا، وأن الوزير ينفق في الرجال، وأن هارون قد قرب من بغداد، أظهر الغضب وخرج إلى الموصل، فلحق به أصحابه، فقبض الوزير على حواصله وأملاكه. وهنى الوزير بذهاب مؤنس، وزاد محله عند المقتدر، ولقبه عميد الدولة. وكتب ذلك على الدينار والدرهم. 4 (ذكر انتصار مؤنس ودخوله الموصل) وكتب الوزير إلى داود وسعيد ابن حمدان، والحسن بن عبد الله بن حمدان بمحاربة مؤنس، فتعبوا في ثلاثين ألفاً، وكان مؤنس في ثمانمائة، فنصر عليهم وهزمهم، وملك الموصل في صفر سنة عشرين. 4 (ذكر هرب أهل الكوفة من القرمطي) وفيها نزل القرمطي الكوفة، فهرب أهلها إلى بغداد. 4 (ذكر دخولهم الديلم الدينور) وفيها دخلت الديلم فقتلوا وسبوا، فجاء من هرب إلى بغداد ورفعوا المصاحف على القضب، واستغاثوا يوم الأضحى وساعدهم الغوغاء، وسبوا (23/391)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 392 المقتدر وأغلقوا الأسواق خوفاً من هجوم القرمطي. 4 (ذكر ولاية المعز) وفيها ولد أبو تميم المعز رابع خلفاء مصر الذي بنى القاهرة. 4 (ذكر امتناع ركب العراق) ولم يحج في هذه السنة ركب العراق. 4 (ذكر غزوة والي طرسوس في الروم) وورد الخبر بأن ثمل والي طرسوس غزا الروم، فعبروا نهراً ثم وقع عليهم ثلج عظيم. ثم التقوا جيش الروم عليهم ستة بطارقة، فنصروا عليهم، وقتل خمسمائة علج من الروم، وأسر ثلاثة آلاف.) 4 (ذكر نجدة ابن حمدان لأهل ملطية وسميساط) ثم تناخت الملاعين ونالوا من المسلمين، وقتلوا خلقاً وأسروا آخرين. وسار إلى نجدة أهل ملطية وسميساط سعيد بن حمدان، فكشف عنها ودخل غارباً في بلاد الروم. 4 (ذكر دخول والي طرسوس عمورية) ثم سار متولي طرسوس ونسيم الخادم لغزو الصائفة في اثني عشر ألف فارس وعشرة آلاف راجل حتى بلغوا عمورية ودخلوها. ثم أوغلوا في بلاد (23/392)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 393 الروم، فغنموا وسبوا نحواً من عشرة آلاف من الرقيق، وقتلوا خلقاً. وأقاموا في الغزاة ثلاثة أشهر. 4 (ذكر الوباء ببغداد) وفيها كان الوباء المفرط ببغداد، حتى كان يدفن في القبر الواحد جماعة. (23/393)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 394 4 (أحداث سنة عشرين وثلاثمائة)

4 (ذكر وزارة ابن الفرات) وفيها عزل الحسين بن القاسم من الوزارة واستوزر أبو الفتح بن الفرات. 4 (ذكر ولاية مرداويج الديلمي) وفيها بعث العهد واللواء لمرداويج الديلمي على إمرة أذربيجان، وأرمينية، وأران، وقم، ونهاوند، وسبجستان. 4 (ذكر انتهاب الجند دور ابن الفرات) وفيها نهب الجند دور الوزير الفضل بن جعفر بن الفرات، فهرب إلى طيار له في الشط، فأحرق الجند الطيارات. وصخم الهاشمهيون وجوههم وصاحوا: الجوع الجوع. وكان قد اشتد الغلاء، لأن القرمطي ومؤنساً منعوا الغلات من النواحي أن تصل. (23/394)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 395 4 (ذكر امتناع ركب العراق) ولم يحج ركب العراق. 4 (ذكر مقتل الخليفة المقتدر) وفي صفر غلب مؤنس على الموصل فتسلل إليه الجند والفرسان من بغداد، وأقام بالموصل أشهراً. ثم تهيأ المقتدر وأخرج المخيم إلى الشماسية، وجعل يزكاً على سامراء ألف فارس مع أبي العلاء سعيد بن حمدان. وأقبل مؤنس في جمع كثير، فلما قارب عكبرا اجتهد المقتدر) بهارون بن غريب أن يحارب مؤنساً، فامتنع واحتج بأن أصحابه مع مؤنس في الباطن ولا يثق بهم. وقيل: أنه عسكر هارون وابن ياقوت وابنا رائق وصافي الحرمي ومفلح بباب الشماسية، وانضموا إلى المقتدر، فقالوا له: إن الرجال لا يقاتلون إلا بالمال، وإن أخرجت الأموال أسرع إليك رجال مؤنس وتركوه. وسألوه مائتي ألف دينار، فأمر بجمع الطيارات لينحدر بأولاده وحرمه وأمه وخاصته إلى واسط، ويستنجد منها ومن البصرة والأهواز على مؤنس. فقال له محمد بن ياقوت: إتق الله في المسلمين ولا تسلم بغداد بلا حرب، وإنك إذا وقفت في المصاف أحجم رجال مؤنس عن قتالك. فقال: أنت رسول إبليس. فلما أصبحوا ركب في الأمراء والخاصة وعليه البردة وبيده القضيب، والقراء حواله، والمصاحف منشورة، وخلفه الوزير الفضل بن جعفر، فشق بغداد إلى الشماسية، والخلق يدعون له. وأقبل مؤنس في جيشه ووقع القتال. فوقف المقتدر على تل، ثم جاء إليه ابن ياقوت وأبو العلاء فقالا: تقدم، فإذا رآك أصحاب مؤنس استأمنوا. فلم يبرح، فألح عليه القواد بالتقدم، فتقدم وهم (23/395)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 396 يستدرجونه حتى أوقعوه في وسط الحرب في طائفة يسيرة، وقد قدم الجمهور بين يديه يقاتلون، فانكشف أصحابه وأسر منهم جماعة، وأبلى محمد بن ياقوت وهارون بلاءً حسناً. وكان معظم جند مؤنس البربر، فبينا المقتدر واقف قد انكشف أصحابه رآه علي بن بليق فعرفه، فترجل وقال: يا مولاي أمير المؤمنين. وقبل الأرض، فوافى جماعة من البربر إلى المقتدر فضربه رجل منهم من خلفه ضربةً سقط إلى الأرض، فقال له: ويلك أنا الخليفة. فقال: أنت المطلوب. وذبحه بالسيف وشيل رأسه على رمح، ثم سلب ما عليه، وبقي مكشوف العورة حتى ستر بالحشيش. ثم حفر له في الموضع ودفن وعفي أثره. وبات مؤنس بالشماسية. 4 (ذكر رواية الصولي عن مقتل المقتدر) وقال الصولي: لما كان يوم الأربعاء لثلاثٍ بقين من شوال ركب المقتدر وعليه قباء فضي وعمامة سوداء وعلى كتفه البردة وبيده القضيب والمصاحف منشورة. وكان وزيره قد اخذ له طالعاً، فقال له المقتدر: أي وقت هو قال: وقت الزوال. فتطير وهم بالرجوع، فأشرقت خيل) مؤنس وبليق، ونشبت الحرب، وتفرق عن المقتدر أصحابه وقتله البربري. (23/396)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 397 وقيل: كان غلاماً لبليق، وكان رجلاً شجاعاً تعجب الناس منه يومئذ مما فعل من صناعات الفروسية من اللعب بالرمح والسيف. ثم حمل على المقتدر وضربه بحربةٍ أخرجها من ظهره، فصاح الناس عليه، فساق نحو دار الخلافة ليخرج القاهر، فصادفه حمل شوك فزحمه وهو يسوق حمل الشوك إلى قنار لحام، فعلقه كلاب، وخرج الفرس في مشواره من تحته فمات. فحطه الناس وأحرقوه بالحمل الشوك. 4 (ذكر إسراف المقتدر) واستخلف المقتدر خمساً وعشرين سنة إلا بضعة عشر يوماً. وكان النساء قد غلبن عليه. وكان سخياً مبذراً يصرف في السنة للحج أكثر من ثلاثمائة ألف دينار. وكان داره أحد عشر ألف غلام خصيان غير الصقالبة الروم والسود. وأخرج جميع جواهر الخلافة ونفائسها على النساء ومحقه. وأعطى بعض حظاياه الدرة اليتيمة وكان وزنها ثلاثة مثاقيل. وأخذت زيدان القهرمانة سبحة جوهر لم ير مثلها، هذا مع ما ضيع من الذهب والمسك والأشياء المفتخرة. قيل إنه فرق ستين حباً من الصيني ملاء بالغالية التي غرم عليها ما لا يحصى. وقال الصولي: كان المقتدر يفرق يوم عرفة من الإبل والبقر أربعين ألف (23/397)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 398 رأس، ومن الغنم خمسين ألفاً. ويقال: إنه أتلف من المال ثمانين ألف ألف دينار. وكان في داره عشرة آلاف خادم من الصقالبة وأتلف نفسه بيده وبسوء تدبيره. وخلف من الأولاد محمداً الراضي، وإبراهيم المتقي، وإسحاق والد القادر، والمطيع، وعبد الواحد، وعباساً، وهارون، وعلياً، وعيسى، وموسى، وأبا العباس. وكان طبيبه ثابت بن سنان، وابن بختيشوع. وقال ثابت بن سنان الطيب: إن المقتدر أتلف نيفاً وسبعين ألف ألف دينار. وقد وزر للمقتدر، كما قدمنا جماعة. 4 (ذكر خلافة القاهر) ) قال ثابت: لما قتل المقتدر انحدر مؤنس ونزل الشماسية، فقدم إليه رأس المقتدر، فبكى وقال: قتلتموه والله لنقتلن كلنا، فأقل ما يكون أن تظهروا أن ذلك جرى عن غير قصد منكم، وأن تنصبوا في الخلافة ابنه أبا العباس. (23/398)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 399 فقال إسحاق بن إسماعيل النوبختي: إسترحنا ممن له أم وخالة وحرم، فتعود إلى تلك الحال وما زال بمؤنس حتى ثنى رأيه عن ابن المقتدر، وعدل إلى القاهر محمد. فأحضر محمد بن المكتفي والقاهر محمد، فقال لمحمد بن المكتفي: تتولى هذا الأمر. فقال: لا حاجة لي فيه، وعمي هذا أحق به. فكلم القاهر فأجاب. فبايعه واستحلفه لنفسه ولبليق ولولده علي بن بليق، ولقب بالقاهر بالله، كما لقب به في سنة سبع عشرة. وكان ربعةً، أسمر، معتدل الجسم، أصهب الشعر، أقنى الأنف. 4 (ذكر تعذيب أم المقتدر وموتها) وأول ما فعل أن صادر آل المقتدر وعذبهم، وأحضر أم المقتدر وهي مريضة فضربها بيده ضرباً مبرحاً، فلم تظهر من مالها سوى خمسين ألف دينار. وأحضر القضاة وأشهد عليها ببيع أملاكها بعد أن كشفت وجهها ورأوها، فلما عاينوا ما بها من الضر بكوا. وما زال يعذبها حتى ماتت معلقةً بحبل. 4 (ذكر تعذيب القهرمانة) وضرب أم موسى القهرمانة وعذبها، ووجد عندها أبا العباس بن المقتدر فقبض عليه، وبالغ في الإساءة، فنفرت القلوب عنه. (23/399)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 400 4 (ذكر وزارة ابن مقلة) وكان المقتدر قد نفى ابن مقلة إلى الأهواز، فأحضره القاهر مكرماً واستوزره. 4 (ذكر إهانة مؤنس لشفيع المقتدري) وفيها ادعى مؤنس أن شفيعاً المقتدري على ملكه، ونادى عليه إهانةً له بسبعين ألف دينار، فاشتري بذلك للقاهر وأعتقه. 4 (ذكر الصلاة على المقتدر) وذكر المسبحي أن العامة لم تزل تصلي على مصرع المقتدر. وبني في ذلك المكان مسجد.) آخر الوقائع الكائنة في الطبقة الثانية والثلاثين من تاريخ الإسلام ومن خط مؤلفه علقته ولله الحمد والمنة (23/400)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 401 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وسلم)

5 (الطبقة الثانية والثلاثون وفيات)

1 (المتوفون في سنة إحدى عشرة وثلاثمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن إبراهيم بن أبي صالح المروزي. نزيل نيسابور. توفي هو وابن خزيمة في جمعة. سمع: إسحاق الكوسج، وأحمد الدارمي، والذهلي. وعنه: يحيى العنبري، ومحمد بن صالح بن هانئ، وغيرهما. أحمد بن الحارث بن مسكين. أبو بكر المصري. عن: أبيه، وأبي الطاهر بن السرح. ومولده سنة تسع وثلاثين. وكان الطحاوي ينكر حديثه عن أبيه، أي لم يدركه. أحمد بن حفص بن يزيد. أبو بكر، نزيل المعافر. مصري، سمع: عيسى بن حماد، ومحمد بن سلمة المرادي. وكان فاضلاً. روى عنه: ابن يونس، وقال: توفي في ربيع الأول.) (23/401)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 402 أحمد بن حمدان بن علي بن سنان. أبو جعفر النيسابوري الحيري الزاهد الحافظ، المجاب الدعوة. سمع: محمد بن يحيى الذهلي، وعبد الله بن هاشم، وعبد الرحمن بن بشر، وأحمد بن الأزهر. وفي الرحلة: عبد الله بن أبي مسرة، وأحمد بن أبي غرزة الغفاري، وإسماعيل القاضي، وعثمان بن سعيد الدارمي، وخلقاً سواهم. وصنف الصحيح على شرط مسلم. روى عنه: ابناه أبو العباس محمد نزيل خوارزم شيخ البرقاني، وأبو عمرو محمد شيخ أبي سعد الكنجرودي، وأبو الوليد حسان بن محمد الفقيه، وأبو علي النيسابوري، وعبد الله بن سعد، وأبو عثمان سعيد بن إسماعيل الزاهد. قال الحاكم: سمعت ابنه أبا عمرو يقول: لما بلغ أبي من كتاب مسلم إلى حديث محمد بن عباد، عن سفيان، عن عمرو، عن سعيد بن أبي بردة، لم يجده عند أحد. فقيل له: الحديث عند أبي يعلى الموصلي، عن محمد. فخرج إليه قاصداً من نيسابور إلى الموصل. وخرج على كبر السن إلى جرجان ليسمع من عمران بن موسى حديث سويد، عن حفص بن ميسرة في تحويل القبلة، فسمعته مع أبي. وسمعت أبي يقول: كلما قال البخاري: قال لي فلان. فهو عرض ومناولة. وكان يحيي الليل، وتوفي قبل ابن خزيمة بأيام. وقال السلمي: صحب أبو جعفر أبا حفص، والشاه بن شجاع، وكان الجنيد يكاتبه. (23/402)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 403 وكان أبو عثمان يقول: من أحب أن ينظر إلى سبيل الخائفين فلينظر إلى أبي جعفر بن حمدان. وكان ولداه زاهدين. وكان ابن بنته الشيخ أبو بشر الحلواني أوحد وقته وشيخ الحرم، بقي إلى سنة ست وثمانين وثلاثمائة. أحمد بن أبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي. أبو الطيب. سمع: زياد بن أيوب، وعبيد الله بن سعد الزهري. وعنه: أبو بكر بن المقريء، ومحمد بن إبراهيم العاقولي.) وكان ثقة. أحمد بن عبد الواحد بن رفيدة بن وهب البخاري. أبو بكر. عن: نصر بن الحسن، وأبي عصمة سعد بن معاذ، والوليد بن إسماعيل، وطبقتهم. وعنه: إبراهيم بن محمد بن هارون بن حمدين، ومحمد بن بكر بن خلف، وداود بن موسى البخاريون. مات في سلخ رمضان. ومات أبوه سنة سبع وستين ومائتين. (23/403)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 404 أحمد بن محمد بن بشار. أبو بكر البغدادي، ويعرف بابن أبي العجوز. سمع، لويناً، وأبا همام السكوني. وعنه: ابن المظفر، وغيره. وكان ثقة. أحمد بن محمد بن الحسين. أبو محمد الجريري الصوني الزاهد، مختلف في اسمه وفي وفاته. وقد قيل اسمه: الحسن بن محمد، وقيل: عبد الله بن يحيى، وإنما يعرف بكنيته. لقي السري السقطي، والكبار. وكان الجنيد يجله ويتأدب معه وإذا تكلم في الحقائق قال: هذا من بابة أبي محمد الجريري. فلما توفي الجنيد أجلسوه مكانه، وأخذوا عنه أخلاق القوم وأنفاسهم. وقد حج في هذه السنة واستشهد في الرجوع يوم وقعة الهبير، وطأته الجمال فمات. وذلك في أوائل المحرم من سنة اثنتي عشرة. وقال أحمد بن عطاء الروذباري: اجتزت به بعد سنةٍ وهو في البرية (23/404)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 405 مستند وركبتاه إلى صدره، وهو يشير بإصبعه إلى الله وقد يبس، رحمة الله عليه. أحمد بن محمد بن الصلت. أبو بكر الكاتب.) وبعضهم سماه محمد بن أحمد بن الصلت. سمع: وهب بن بقية، وطبقته. وعنه: الجعابي، وأبو الفضل الزهري. وكان ثقة. أحمد بن محمد بن شبطون زياد بن عبد الرحمن. أبو القاسم اللخمي المعروف بالحبيب. سمع: محمد بن وضاح، وغيره. وكان من أكمل الناس عقلاً وأدباً. واسع الحال، كثير المكسب والصدقات. ولي القضاء بقرطبة مدةً. أحمد بن محمد بن نصر. أبو جعفر الضبعي الأحوال. عن: محمد بن أبي معشر المدني، ومحمد بن موسى الحرشي. وعنه: أبو بكر الشافعي، وعبد الله بن موسى الهاشمي. صدوق. (23/405)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 406 أحمد بن محمد بن هارون. أبو بكر الخلال الفقيه. سمع: الحسن بن عرفة، ومحمد بن عوف الحمصي، وسعدان بن نصر، والمروزي، وخلقاً كثيراً. وكان أحد من صرف عنايته إلى جمع علوم الإمام أحمد بن حنبل، وسافر إلى البلاد لأجلها، وسمعها عاليه ونازله. وصنف كتاب الجامع، وهو في عدة مجلدات، وكتاب السنة، وكتاب العلل لأحمد بن حنبل، وغير ذلك. قال أبو بكر بن شهريار: كلنا تبع للخلال لأنه لم يسبقنا إلى جمعه علم أحمد أحد قبله. روى عنه: أبو بكر عبد العزيز بن جعفر، ومحمد بن المظفر، وغيرهما. وتوفي في ربيع الأول وقد نيف على الثمانين.) قال الخطيب: جمع علوم أحمد وطلبها، وسافر لأجلها، وكتبها وصنفها كتباً. ولم يكن فيمن ينتحل مذهب أحمد أحد أجمع منه لذلك. قال لي أبو يعلى بن الفراء: دفن الخلال إلى جنب أبي بكر المروذي. (23/406)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 407 إبراهيم بن السري بن سهل. أبو إسحاق الزجاج النحوي. بغدادي مشهور. له كتاب معاني الفرآن، وله كتاب الإستقامة، وكتاب خلق الإنسان، وكتاب الأنواء، ومختصر في النحو، وغير ذلك. حكى عنه أبو محمد بن دستوريه قال: كنت أخرط الزجاج فاشتهيت النحو، فلزمت المبرد، وكان لا يعلم مجاناً، فقال لي: أي شيء صنعتك قلت: زجاج، وكسبي كل يوم درهم ونصف، وأريد أن تبالغ في تعليمي، وأعطيك كل يوم درهماً، وأشرط أني أعطيكه إلى أن يفرق بيننا الموت. قال: فنصحني. فجاءه كتاب من بني مارمة من الصراة يلتمسون نحوياً (23/407)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 408 لأولادهم، فخرجت فعلمتهم. وكنت أنفذ إليه في الشهر ثلاثين درهماً. ثم طلب منه عبيد الله بن سليمان مؤدباً لابنه القاسم. قال: فأدبته، وكان ذلك سبب غناي. وصح لي من جهته أموال كثيرة. وعن الزجاج قال: قلت للقاسم وأنا أعلمه النحو: إن وليت الوزارة ماذا تصنع بي قال: ما تحب. فقلت له: تعطيني عشرين ألف دينار. فما مضت إلا سنون حتى وزر وأنا نديمه، فجعلني أقدم له القصص، فربما قال لي: كم ضمن لك صاحبها فأقول: كذا وكذا. فيقول: غبنت. قال: فحصل لي في مدة شهور عشرون ألف دينار، ثم حصل لي ضعفها. ووقع لي مرة من ماله بورقة إلى خازنه بثلاثة آلاف دينار. ثم أن الزجاج نادم المعتضد، وكان يسأله عن الأدب. توفي في جمادى الآخرة، وقد شاخ.) إبراهيم بن عبد الواحد بن عبد الله. أبو إسحاق العنسي الدمشقي. سمع: جده الهيثم بن مروان، وشعيب بن شعيب، وأبا أمية الطرسوسي. وعنه: ابنه أبو محرز، وعبد الله بن عدي، وأبو بكر الربعي، وأبو هاشم المؤدب، وأبو بكر بن المقريء. توفي في جمادى الأولى. (23/408)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 409 إبراهيم بن مطروح. أبو إسحاق المصري. مولى خولان. سمع: عيسى بن حماد، وسلمة بن شبيب. قال أبو يونس: كتبت عنه، وكان صالح الحديث، كتب لقاضي مصر. إسحاق بن إبراهيم المروزي. أبو يعقوب التاجر. حدث بنيسابور عن: علي بن حجر، وأحمد بن عبد الله الفريابي. وعنه: أبو العباس السياري، وابن عمرو بن حمدان، وجماعة. إسحاق بن محمد بن علي بن سعيد المديني. أبو يعقوب. سمع: عمرو بن علي الصيرفي، وحميد بن مسعدة، وعمر بن شبة. وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، وغيرهما. إسماعيل بن علي بن نوبخت. أبو سهل النوبختي، الكاتب المعتزلي. أحد رؤوس الشيعة المتكلمين ببغداد. له مصنفات في الكلام، وردود على ابن الراوندي. وكان كاتباً بليغاً، شاعراً إخبارياً. روى عنه: الصولي، وأبو علي الكوكبي، وابنه علي بن إسماعيل. توفي في شوال عن أربع وسبعين سنة. (23/409)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 410 4 (حرف الباء) ) بدر الحمامي. الأمير أبو النجم، مولى المعتضد بالله. ولي إمرة دمشق سنة تسعين ومائتين. وحدث عنه: هلال بن العلاء، وعبيد الله بن ماسرجس. وولي إمرة إصبهان من سنة خمسٍ وتسعين إلى سنة ثلاثمائة. وكان عادلاً حسن السيرة. قال أبو نعيم الحافظ، كان عبداً صالحاً مستجاب الدعوة توفي بشيراز. روى عنه: ابنه محمد بن بدر. 4 (حرف الجيم) جعفر بن محمد بن بشار. أبو العباس بن أبي العجوز. سمع: محمود بن خراش، وعبد الله بن هاشم الطوسي. وعنه: أبو الفضل الزهري، وابن شاهين. 4 (حرف الحاء) حامد بن العباس الوزير. (23/410)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 411 كان قديماً على نظر فارس، ثم ولي بعدها نظر واسط والبصرة. وآل أمره إلى وزارة أمير المؤمنين المقتدر. وكان كثير الأموال والحشم، بحيث أن له أربعمائة مملوك يحملون السلاح، وفيهم جماعة أمراء. واستوزره المقتدر في سنة ست وثلاثمائة وعزل ابن الفرات. فقدم حامد بن العباس من واسط في أبهةٍ عظيمة، فجلس في الدست أياماً، فظهر منه سوء تدبير، وقلة خبرة بأعباء الوزارة، وشراسة خلق، فضم المقتدر معه. علي ابن عيسى الوزير، فمشت الأحوال. ولكن كان الحل والعقد إلى ابن عيسى. وله أثر صالح في إهلاك الحلاج يدل على حسن إيمانه وعلمه في الجملة. ولد سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين. وسمع من: عثمان بن أبي شيبة وما حدث.) وفي سنة ثمانٍ وثلاثمائة ضمن حامد سواد الطرق، وجدد مظالم، وغلت الأسعار، فقصدت العامة دار حامد وضجوا وتكلموا، وهموا به، فخرج إليهم غلمانه فاقتتلوا، ودام القتال، واشتد الأمر، وعظم الخطب، وقتل جماعة. ثم استضرت العامة وأحرقوا جسر بغداد، وركب حامد في طيار فرجموه. وكان مع ظلمه وعسفه وجبروته جواداً ممدحاً معطاءٍ. قال أبو علي التنوخي: حدثني القاضي أبو الحسن محمد بن عبد الواحد (23/411)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 412 الهاشمي قال: كان حامد بن العباس من أوسع من رأيناه نفساً، وأحسنهم مروءة، وأكثرهم نعمة، وأشدهم سخاءً وتفقداً لمروءته. كان ينصب في داره كل يوم عدة موائد، ويطعم كل من حضر حتى العامة والغلمان. فيكون في بعض الأيام أربعين مائدة. ورأى يوماً في دهليزه قشر باقلاء. فأحضر وكيله وقال: ويلك، يؤكل في داري باقلى فقال: هذا فعل البوابين. فقال: أو ليست لهم جراية لحم قال: بلى. فسألهم فقالوا: لا نتهنا بأكل اللحم دون عيالنا، فنحن ننفذه إليهم، ونجوع بالغداة، فنأكل الباقلى. فأمر أن يجرى عليهم لحم لعيالاتهم أيضاً. فلما كان بعد أيام رأي قشر باقلاء في الدهليز، فاستشاط، وكان سفيه اللسان، فشتم وكيله وقال: ألم أضعف الجرايات فقال: إنهم لم يغيروا عادتهم، بل صاروا يجمعون الثانية عند اللحام. فقال: ليكن ذلك بحاله، ولتجدد مائدة تنصب لهم غدوة قبل موائدنا. ولئن رأيت بعدها في دهليزي قشراً لأضربنك وإياهم بالمقارع. قال التنوخي: وحدثني أبو الحسين عبد الله الجوهري وأبو الحسن بن المأمون الهاشمي أنه وجد لحامد في نكبته في بيت مستراح له أربعمائة ألف دينار عيناً دل عليها لما اشتدت به المطالبة. فقيل: إنه كان يدخل ومعه الكيس، فيه ألف دينار ليقضي حاجة، فيرميه في المرحاض، فتجمع هذا فيه. وقال غيره: عزل حامد وابن عيسى عن الأمر، وقلد أبو الحسن بن الفرات، وهذه ولايته الثالثة، فصادر حامداً وعذبه.) قال المسعودي: كان في حامد طيش وحدة. كلمه إنسان بشيء، فقلب (23/412)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 413 ثيابه على كتفه وصاح: ويلكم، علي به. وقال: دخلت عليه أم موسى القهرمانة، وكانت كبير المحل، فخاطبته في طلب مال، فقال لها: اضرطي والتقطي، واحسبي لا تغلطي. فخجلها. وبلغ المقتدر فضحك وكان شاباً لعاباً، فأمر بقيناته فغنين بذلك. وجرت لحامد فصول، وتجلد على الضرب، ثم أحدر إلى واسط فسم في الطريق في بيض نيمرشت، فتلف بالإسهال في رمضان سنة إحدى عشرة وثلاثمائة. وذكر الصولي أن أصل حامد من خراسان، ولم يزل يتقلد الأعمال الجليلة من طساسيج السواد، يتصرف مع العمال حتى ضمن الخراج والضياع بالبصرة وكور دجلة مع الأشراف بكسكر وغيرها سنين، في دولة ابن الفرات. فكان يعمر ويربح ويحسن إلى الأكارين ويرفع المؤن حتى صار لهم كالأب. وكثرت صدقاته. وقيل: إنه وزر وقد علت سنه، ثم تحدث الأمراء بما في حامد من الحدة وقلة الخبرة بأمور الوزارة، فعاتب المقتدر أبا القاسم بن الحواري، وكان أشار به. ونقل ابن النجار أن حامداً أضيف إليه في الأمور علي بن عيسى. قال الصولي: فجلس علي بن عيسى في دار سليمان بن وهب وفعل كما يفعل الوزراء. واشتغل حامد بمصادرة ابن الفرات. وقد وقعت بينه وبين ابن عيسى مشاجرات ومناظرات في الأموال، فقيل: (أعجب من كل ما تراه .......... إن وزيرين في بلاد)

(هذا سواد بلا وزير .......... وذا وزير بلا سواد) واستخرج حامد من المحسن ولد أبي الحسن بن الفرات ألف ألف دينار، (23/413)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 414 وعذبه. فلما فرغ من المصادرة بقي بلا عمل سوى اسم الوزارة والركوب يومي الموكب. وسقطت حرمته عند المقتدر، وبان له أن لا فائدة منه، فأفرد ابن عيسى بالأمور. واستأذن حامد المقتدر في أن يضمن إصبهان والسواد وبعض المغرب، فأذن له حتى قيل في ذلك: (أنظر إلى الدهر ففي عجائبه .......... معتبر يسليك عن نوائبه)

(وتؤيس العاقل عن رغائبه .......... حتى تراه حذراً من جانبه) ) (صار الوزير عاملاً لكاتبه .......... يأمل أن يرفق في مطالبه) ليستدر النفع من مكاسبه قال أبو علي التنوخي: حدثني أبو عبد الله الصيرفي: حدثني أبو علي القنوي التاجر قال: ركب حامد بن العباس قبل الوزارة بواسط إلى بستان له، فرأى شيخاً يولول وحوله نساء وصبيان يبكون، فسأل عن خبرهم، فقيل: احترق منزله وقماشه وافتقر، فرق له ووجم له، وطلب وكيله وقال: أريد منك ان تضمن لي أن لا أرجع العشية من النزهة إلا وداره كما كانت مجصصة، وبها القماش والمتاع والنحاس أفضل مما كان، وكسوة عياله مثل ما كان لهم. فأسرع في طلب الصناع، وبادروا في العمل، وصب الدراهم، وأضعف الأجر، وفرغوا من الجميع بعد العصر. فلما رد حامد وقت العتمة شاهدها مفروغةً بالآتها وأمتعتها الجدد، وازدحم الخلق يتفرجون، وضجوا لحامد بالدعاء. ونال التاجر من المال فوق ما ذهب له، ثم زاده بعد ذلك كله خمسة آلاف درهم ليقوى بها في تجارته. وقيل: إن رجلاً دخل واسطاً في شغل، واشترى خبزاً بدينار ليتصدق به، وجلس يراعي فقيراً يعطيه منه، فقال له الخباز: إنك لا تجد أحداً يأخذه منك، لأن جميع ضعفاء البلد في جراية حامد، لكل واحدٍ رطل خبز ودانق فضة. (23/414)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 415 وقيل: أنه يقدم، وهو وزير، على موائده بين يدي كل رجل جدي، لا يشاركه أحد. قال الصولي: كان حامد قليل الرغبة في استماع الشعر، إلا أنه كان سخياً، جميل الأخلاق، كثير المزح. وكان إذا خولف في أمر يصيح ويحرد. فمن دارى مزاجه انتفع به. قال إبراهيم نفطويه: سمعته يقول: قيل لبعض المجانين: في كم يتجنن الإنسان قال: ذاك إلى صبيان المحلة. وكان حامد ثالث يوم من وزارة المقتدر قد ناظر ابن الفرات، وجبهه وأفحش له، وجذب بلحيته، وعذب أصحابه. فلما انعكس الدست ووزر ابن الفرات تنمر لحامد، فليم حامد فقال: إن كان ما عملته معكم من الأحوال السيئة بكم أثر لي خيراً فزيدوا منه، وإن كان قبيحاً، وهو الذي أصارني إلى التمكن مني، فالسعيد من وعظ بغيره. وبعد أن استصفاه دس من سقاه سماً في بيض، فأتلفه إسهال مفرط.) نفطويه: نا حامد بن العباس الوزير: حدثني سند بن علي، قال: كنت بين يدي المأمون، فعطس فلم نشمته. فقال: لم لم تشتماني قلنا: أجللناك يا أمير المؤمنين. قال: لست من الملوك التي تتحال عن الدعاء. قلنا: يرحمك الله. قال: يغفر الله لكما. قال الصولي: سلم حامد إلى المحسن ابن الوزير ابن الفرات، فعذبه بألوان العذاب. وكان إذا شرب أخرجه وألبسه جلد قرد، فيرقص ويصفع، وفعل به ما يستحى من ذكره. ثم أحضر إلى واسط فأهلك. وصلى الناس على قبره أياماً. قال أحمد بن كامل بن شجرة: توفي بواسط، ثم بعد أيام ابن الفرات نقل (23/415)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 416 فدفن ببغداد. وسمعته يقول: ولدت سنة ثلاث وعشرين ومائتين. وأبي من الشهاردة. حماد بن شاكر بن سوية. أبو محمد النسفي. روى الصحيح عن البخاري. وروى عن: عيسى بن أحمد العسقلاني، ومحمد بن عيسى الترمذي. وعنه: جماعة. قال جعفر المستغفري: هو ثقة مأمون. رحل إلى الشام. حدثني عنه بكر بن محمد بن جامع ب صحيح البخاري، وأبو أحمد قاضي بخارى. ورخ وفاته ابن ماكولا. وقيد جده: سوية. 4 (حرف السين) سليمان بن حامد. أبو أيوب القرطبي الزاهد. كان يقال إنه من الأبدال. وكان مجاب الدعوة، كبير القدر. روى عن: إبراهيم بن باز، ومحمد بن وضاح، وجماعة. وكان أعبد أهل زمانه، رحمة الله عليه.) سهل بن يحيى. أبو السري الحداد. عن: الحسن بن علي الحلواني. (23/416)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 417 وعنه: أبو بكر الأبهري، وعلي الحربي، وعمر بن شاهين. وبقي إلى بعد هذا العام بيسير. 4 (حرف الشين) شعيب بن إبراهيم. أبو صالح العجلي النيسابوري. سمع: محمد بن رافع، وعلي بن حرب، وعبيد الله بن سعد الزهري، وطبقتهم. وعنه: أبو زكريا يحيى العنبري، وجماعة. 4 (حرف العين) العباس بن أحمد بن أبي شحمة القطيعي. عن: أبي همام السكوني، ومحمود بن غيلان. وعنه: مخلد بن جعفر، والجعابي، ومحمد بن الشخير. وثقه الخطيب. عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم. أبو محمد المدائني الأنماطي. نزيل بغداد. سمع: الصلت بن مسعود، وعثمان بن أبي سيبة، وأبا كامل الجحدري، ومحمد بن بكار. وعنه: الجعابي، وابن المظفر، وأبو بكر الوراق، ومحمد بن الشخير، وابن حيويه. وثقه الدارقطني. (23/417)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 418 عبد الله بن عروة. الحافظ أبو محمد الهروي. مصنف كتاب الأقضية. سمع: أبا سعيد الأشج، والحسن بن عرفة، ومحمد بن الوليد البسري، وخلقاً سواهم. وعنه: محمد بن أحمد بن الأزهر، ومحمد بن عبد الله السياري، وأبو منصور محمد بن عبد الله البزاز.) عبد الله بن عمر بن سليمان. أبو العباس الكوكبي النيسابوري. واسع الرحلة، سمع: علي بن خشرم، وأحمد ابن أخي ابن وهب، ويونس بن عبد الأعلى، وعلي بن حرب، وجماعة. وعنه: أبو علي الحافظ، وإسحاق بن سعد النسوي، وجماعة. وثقه أبو عبد الله الحاكم. عبد الله بن محمود السعدي. أبو عبد الرحمن المروزي الحافظ. سمع: حبان بن موسى، ومحمود بن غيلان، وعلي بن حجر السعدي. ورحل إلى العراق فأكثر عن: عمر بن شبة، وهذه الطبقة. وعنه: أبو منصور الأزهري، وأحمد بن سعيد المعداني الفقيه، وطائفة. (23/418)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 419 قال الحاكم: ثقة مأمون، وقد سمع منه غمام الأئمة ابن خزيمة، وهو من أقرانه. عبد الله بن محمد بن عمرو النصراباذي النيسابوري. أبو محمد. من محلة نصراباذ. سمع: محمد بن رافع، ومحمد بن أسلم الطوسي. وعنه: أحمد بن هارون، ومحمد بن سعيد المؤدب. عبدان بن أحمد بن أبي صالح النهداني. بأرجان. ورخ موته ابن منده. علي بن أحمد بن علي بن عمران الجرجاني. حدث بحلب، عن: بندار، وأبي حفص الفلاس، وابن مثنى. وعنه: أبو بكر بن المقريء، وأبو أحمد بن عدي، وغيرهما. سكن حلب. عمر بن محمد بن بجير بن حازم بن راشد الهمداني. أبو حفص السمرقندي الحافظ، مصنف الصحيح والتفسير. له الرحلة الواسعة والمعرفة) التامة، وهو من أبناء المحدثين. فإن أباه رحال كبير (23/419)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 420 روى عن أبي الوليد، وعارم، وطبقتهما. وعمر هذا رحل إلى خراسان، والبصرة، والكوفة، والشام، ومصر، والحجاز، وجمع ما لم يجمعه غيره، حتى أنه قال: رحلت إلى بندار ثلاث مرات، سمعت منه ستين ألف حديث أو أكثر. قلت: سمع: محمد بن معاوية خال الدارمي، وعيسى بن زغبة، وبشر بن معاذ العقدي، وعمرو بن علي، وبنداراً، وعبد بن حميد، وأحمد بن عبدة، وطبقتهم. وعنه: محمد بن صابر، ومحمد بن بكر الدهقان، ومحمد بن أحمد بن عمران الشاشي، ومحمد بن علي المؤدب، ومعمر بن جبريل الكرميني، وأعين بن جعفر السمرقندي، وعيسى بن موسى الكسائي، وآخرون. ومولده سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين. ورحل سنة بضعٍ وأربعين، وحضر جنازة أحمد بن صالح المصري وهو صدوق. وقد روى عن العباس بن الوليد الخلال، ثنا مروان بن محمد، ثنا معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد مرفوعاً: إن الله زادكم صلاةً إلى صلاتكم هي خير من حمر النعم، ألا وهي الركعتان قبل صلاة الفجر تفرد به مروان، وهو ثقة. عمرو بن محمد بن الخليل بن نعيم العتكي الناقد. عن: نصر بن الحسين، وسعيد بن أيوب، وأحمد بن زهير، وأبي عبد الله بن أبي حفص. (23/420)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 421 وعنه: أحمد بن القاسم بن عمير، وأبو عصمة أحمد بن محمد الجواليقي، وعبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم. مات في عاشر جمادى الآخرة. أظنه بخارياً. ذكره الأمير. 4 (حرف الكاف) كامل بن مكي بن محمد بن وردان. أبو العلاء التميمي البخاري. كان يورق على باب صالح جزرة. وسمع: الربيع المرادي، ومحمد بن عوف الحمصي.) وعنه: عبد الله بن عزير السمرقندي. توفي في شعبان، وقد أسن. 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن الصلت. أبو بكر البغدادي الكاتب. روى عن: وهب بن بقية، ومحمد بن خالد الطحان، وسوار بن عبد الله العنبري، وطبقتهم. وعنه: الجعابي، ومحمد بن المظفر، وأبو الفضل الزهري، وأبو الحسن الحربي. وقد سماه بعضهم أحمد بن محمد. توفي في المحرم. وقد وثقه عمر البصري. (23/421)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 422 محمد بن إسماعيل بن علي بن النعمان بن راشد. أبو بكر البصلاني شيخ بغداد. ثقة جليل. روى عن: بندار، وعلي بن الحسين الدرهمي. وعنه: عبد العزيز الخرقي، وأبو القاسم بن النحاس، وعلي بن لؤلؤ. مات في شعبان. محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر السلمي النيسابوري. إمام الأئمة أبو بكر الحافظ. سمع: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن حميد الرازي، وما حدث عنهما لصغره، فإنه ولد في صفر سنة ثلاث وعشرين ومائتين ومحمود بن غيلان، ومحمد بن أبان المستملي، وإسحاق بن موسى الخطمي، وعتبة بن عبد الله اليحمدي، وعلي بن حجر، وأبا قدامة السرخسي، وأحمد بن منيع، وبشر بن معاذ، وأبا كريب، وعبد الجبار بن العلاء، ويونس بن عبد الأعلى، وخلقاً كثيراً. (23/422)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 423 وعنه: البخاري، ومسلم في غير الصحيح، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم شيخه، وأبو عمرو بن المبارك، وإبراهيم بن أبي طالب وهم أكبر منه وأبو علي النيسابوري، وإسحاق بن) سعد النسوي، وأبو عمرو بن حمدان، وأبو حامد أحمد بن محمد بن بالويه، وأبو بكر أحمد بن مهران المقريء، ومحمد بن أحمد بن علي بن نصير المعدل، وحفيده بن الفضل بن محمد بن إسحاق، وخلق كثير. قال أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الحيري، قال: ثنا أبو بكر بن خزيمة قال: كنت إذا أردت أن أصنف الشيء دخلت الصلاة مستخيراً حتى يفتح لي فيها، ثم أبتديء التصنيف. وقال الزاهد أبو عثمان الحيري: إن الله ليدفع البلاء عن أهل هذه المدينة بمكان أبي بكر محمد بن إسحاق. وقال أبو بكر محمد بن جعفر: سمعت ابن خزيمة يقول، وسئل: من أين أوتيت العلم فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماء زمزم لما شرب له. وإني لما شربت ماء زمزم سألت الله علماً نافعاً. وقال أبو بكر بن بالويه: سمعته يقول، وقيل له: لو حلقت شعرك في الحمام، فقال: لم يثبت عندي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل حماماً قط، ولا حلق شعره، إنما يأخذ شعري جاريةٌ لي بالمقراض. وقال محمد بن الفضل كان جدي أبو بكر لا يدخر شيئاً جهده، بل ينفقه على أهل العلم. وكان لا يعرف سنجة الوزن، لا يميز بين العشرة والعشرين. وقال أبو بكر محمد بن سهل الطوسي: سمعت الربيع بن سليمان وقال لنا: هل تعرفون ابن خزيمة قلنا: نعم. قال: استفدنا منه أكثر مما استفاد منا. وقال محمد بن إسماعيل السكري: سمعت ابن خزيمة يقول: حضرت مجلس المزني يوماً فسئل عن شبه العمد، فقال السائل: إن الله وصف في كتابه (23/423)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 424 القتل صنفين عمداً وخطأ. فلم قلتم إنه على ثلاثة أصناف يحتج بعلي بن زيد بن جدعان. فسكت المزني. فقلت لمناظره: قد روى هذا الحديث أيضاً أيوب وخالد الحذاء. فقال لي: فمن عقبة بن أوس قلت: بصري روى عنه ابن سيرين مع جلالته. فقال للمزني: أنت تناظر أو هذا فقال: إذا جاء الحديث فهو يناظر، لأنه أعلم بالحديث مني، ثم أتكلم أنا.) وقال محمد بن الفضل: سمعت جدي يقول: استأذنت أبي في الخروج إلى قتية، فقال: اقرأ القرآن أولاً حتى آذن لك. فاستظهرت القرآن. فقال لي: اسكت حتى تصلي بالختمة. فمكثت. فلما عيدنا أذن لي، فخرجت إلى مرو، وسمعت بمر الروذ من محمد بن هشام، فنعي إلينا قتيبة. وقال أبو علي الحسين بن محمد الحفاظ: لم أر مثل محمد بن إسحاق. وقال ابن سريج، وذكر له ابن خزيمة، فقال: يستخرج النكت من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنقاش. وقال أبو زكريا العنبري: سمعت ابن خزيمة يقول: ليس لأحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قول إذا صح الخبر عنه. وقال محمد بن صالح بن هانيء: سمعت ابن خزيمة يقول من لم يقر بأن الله على عرشه قد استوى فوق سبع سمواته فهو كافر حلال الدم، وكان ماله فيئاً. وقال أبو الوليد الفقيه: سمعت ابن خزيمة يقول: القرآن كلام الله، ومن قال مخلوق فهو كافر يستتاب، فإن تاب وإلا قتل، ولا يدفن في مقابر المسلمين. وقال الحاكم، في علوم الحديث: فضائل ابن خزيمة مجموعة عندي في (23/424)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 425 أوراق كثيرة ومصنفاته تزيد على مائة وأربعين كتاباً سوى المسائل. والمصنفة أكثر من مائة جزء. وله فقه حديث بريرة في ثلاثة أجزاء. وقال أحمد بن عبد الله المعدل: سمعت عبد الله بن خالد الإصبهاني يقول: سئل عبد الرحمن بن أبي حاتم، عن ابن خزيمة فقال: ويحكم، هو يسأل عنا ولا نسأل عنه. هو إمام يقتدى به. وقال أبو بكر محمد بن علي الفقيه الشاشي: حضرت ابن خزيمة، فقال له أبو بكر النقاش المقريء: بلغني أنه لما وقع بين المزني وابن عبد الحكم، قيل للمزني إنه يرد على الشافعي، فقال. لا يمكنه إلا بمحمد بن إسحاق النيسابوري. فقال أبو بكر: كذا كان. وقال الحاكم: سمعت أبا سعد عبد الرحمن بن المقريء: سمعت ابن خزيمة يقول: القرآن كلام الله ووحيه وتنزيله غير مخلوق. ومن قال إن شيئاً من تنزيله ووحيه مخلوق، أو يقول: إن أفعاله تعالى مخلوقة، إن القرآن محدث فهو جهمي.) ومن نظر في كتبي بان له أن الكلابية كذبة فيما يحكون عني، فقد عرف الخلق أنه لم يصنف أحد في التوحيد والقدر وأصول العلم مثل تصنيفي. وقال أبو أحمد حسينك: سمعت إمام الأئمة ابن خزيمة يحكي عن علي بن خشرم، عن إسحاق بن راهوية أنه قال: أحفظ سبعين ألف حديث. فقلت لابن خزيمة: فكم يحفظ الشيخ فضربني على رأسي، وقال: ما أكثر فضولك. ثم قال: يا بني، ما كتبت سواداً في بياض إلا وأنا أعرفه. قال: وحكى أبو بشر القطان قال: رأى جار لابن خزيمة من أهل العلم كأن لوحاً عليه صورة نبينا صلى الله عليه وسلم وابن خزيمة يعتقله، فقال المعبر: هذا رجل يحيي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد نقل الحاكم أن ابن خزيمة عمل دعوةً عظيمة ببستان، فمر في (23/425)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 426 الأسواق يعزم على التجار، فبادروا معه وخرجوا، ونقل كل ما في البلد من المأكل والشواء والحلواء. وكان يوماً مشهوداً بكثرة الخلق، لم يتهيأ مثله إلا لسلطان كبير. قال: الإمام أبو علي الحافظ: كان ابن خزيمة يحفظ الفقهيات من حديثه، كما يحفظ القاريء السورة. وقال الدارقطني: كان ابن خزيمة إماماً ثبتاً معدوم النظير. توفي ابن خزيمة في ثاني ذي القعدة. وقد استوعب أخباره الحاكم أبو عبد الله في تاريخ نيسابور، وفيها أشياء كيسة وأخبار مفيدة. ذكر ابن حبان أنه لم ير مثل ابن خزيمة في حفظ الإسناد والمتن، فأخبرنا ابن الخلال، أنبا ابن اللتي، أنا أبو الوقت، أنا أبو إسماعيل الأنصاري، أنا عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن صالح، نا أبي، نا محمد بن حبان التميمي قال: ما رأيت على وجه الأرض من يحسن صناعة السنن ويحفظ ألفاظها الصحاح وزياداتها، حتى كأن السنن كلها بين عينيه إلا محمد بن إسحاق فقط. محمد بن زكريا الرازي. (23/426)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 427 الطبيب العلامة في علم الأوائل، وصاحب المصنفات المشهورة المنتشرة، أبو بكر. توفي ببغداد، وكان على مارستان بغداد في زمن المكتفي.) وكان في صباه مغنياً بالعود، ثم أقبل على قراءة كتب الفلسفة والطب، فبلغ فيه الغاية. صنف الحاوي في نحو ثلاثين مجلداً في الطب، وكتاب الجامع وهو كبير، وكتاب الأعصاب، والمنصوري، وغير ذلك. وطال عمره. وقيل إنه إنما اشتغل بعد أن صار ابن أربعين سنة، وأضر في آخر عمره. وكان اشتغاله على أبي الحسن علي بن زبن الطبري صاحب التصانيف الطبية. محمد بن شادل بن علي. أبو العباس النيسابوري. مولى بني هاشم. كف بصره بعد الثمانين. سمع: إسحاق بن راهوية، وعمر بن زرارة، وأبا مصعب، وهناد بن السري، ولويناً. وعنه: أحمد بن الخضر، وعبد الله بن سعد، ويوسف الميانجي، وأحمد ابن سهل الأنصاري، والشيوخ بعدهم. وقال طاهر بن أحمد الوراق إنه نيف على المائة سنة وتوفي في ربيع الأول (23/427)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 428 سنة إحدى عشرة. وإنه كان يختم القرآن في كل يوم. وقال غيره: توفي في صفر سنة تسعٍ، فالله أعلم. وقع لنا من طريقه جزء إسحاق بن راهويه، رواه عنه أبو أحمد الحاكم، وقال: كان صحيح الأصول، سمع ابن راهويه، ومحمد بن عثمان العثماني. سألنا أبا العباس الماسرجسي عنه، فثبت سماعه من غسحاق. محمد بن مكي بن محمد بن سليمان الخولاني. مولاهم المصري. عن: يونس بن عبد الأعلى. محمد بن يزداد بن أدين. يكنى أبا جعفر. روى عنه: أبو بكر بن عبدان الحافظ، ومحمد بن أحمد بن السري.، وهبة الله بن الحسن) القاضي، وآخرون. وهو فارسي من أهل جور. سمع: عبده الصفار، وبشر بن آدم، وجماعة. وحدث. مظفر بن عاصم بن أبي الأغر. أبو القاسم البجلي. كذاب، حدث في هذا العام ببغداد، وزعم أنه ابن مائة وتسعةٍ وثمانين سنة وأشهر، وأنه سمع من: حميد الطويل، ومن مكلبة بخوارزم. وزعم أن لمكلبة صحبة. روى عنه من لا يستحي كعمر بن محمد بن إبراهيم، ومحمد بن محمد بن معاذ، وغيرهما. كذبه ابن الجوزي، وغيره. (23/428)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 429 4 (وفيات سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة:)

4 (حرف الألف) أحمد بن الحسن بن هارون. أبو بكر الخراز الكوفي، ثم البغدادي الصباحي. عن: عمرو بن الفلاس، ومحمد بن منصور الطوسي. وعنه: علي بن عمر السكري، والطبراني، والحسن بن رشيق، وأبو عمر بن فضالة، وآخرون. وثفه الخطيب. أحمد بن الحسين بن أحمد. أبو عبد الله الكرخي المعدل. سمع من حسين الكرابيسي تصانيفه ومن: إسحاق بن موسى، وغير واحد. وعنه: علي بن لؤلؤ، وابن المظفر، لكن سمى أباه حسيناً. مات في جمادى. أرخه ابن قانع. أحمد بن زكريا.) أبو حامد النيسابوري. (23/429)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 430 نزل بغداد، وحدث عن الذهلي، وابن وارة، وأحمد بن يوسف السلمي. وعنه: ابن لؤلؤ، ومحمد بن المظفر. وهو موثق نبيل. أحمد بن عمرو الألبيري. الحافظ بالأندلس. فيها، وقد مر. أحمد بن محمد بن الأزهر بن حريث. أبو العباس السجزي. سمع: علي بن حجر، وسعيد بن يعقوب الطالقاني، وإسحاق الكوسج، ومحمد بن رافع، وأبا حفص الفلاس، وطبقتهم. واتهمه بالكذب أبو قريش الحافظ فإنه قال: حججت معه سنة ست وأربعين ومائتين، فلما بلغنا أن محمد بن مصفى قد حج صرنا إلى رحلة في منزلة الدمشقيين بمنى، فلم نصل، ثم قصدناه بمكة فقال: تعالوا غداً. فبكرت أنا وأبو العباس بن الأزهر إليه، فإذا به قد رحل من الليل. وقد بلغني الآن أن ابن الأزهر يحدث عن ابن مصفى. قلت: روى عنه أبو بكر بن علي الحافظ، وعبد العزيز بن محمد بن مسلم، وجماعة. (23/430)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 431 أحمد بن محمد بن زياد بن عبد الرحمن. أبو القاسم بن شبطون اللخمي القرطبي المالكي. من كبار العلماء ذوي الأموال. ولي القضاة مدة. أخذ عن ابن وضاح. أحمد بن محمد بن عثمان بن شبيب. أبو بكر الرازي. نزيل مصر. قرأ القرآن على: الفضل بن شاذان، وأحمد بن أبي شريح. وسمع: أبا زرعة الرازي.) سمع منه: الحسن بن رشيق، وأحمد بن عمر الداجوني، وأحمد بن محمد المهندس. توفي في ربيع الأول. أحمد بن محمد بن الهيثم الدوري. (23/431)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 432 أبو بكر الدلال. بغدادي، سمع: أحمد بن منيع، وعبد الرحمن بن يونس السراج. وعنه: أبو بكر الأبهري، وابن المظفر، وغيرهما. وهو إن شاء الله أحمد بن محمد بن الهيثم الدوري الدقاق حدث في سنة ثمانٍ هذه عن أحمد بن منيع، وأحمد بن عبدة، وسلم بن جنادة. وعنه: أبو الفضل الزهري، وابن المظفر، وابن شاهين. صالح الحديث. إبراهيم بن حمش النيسابوري. أبو إسحاق الزاهد الواعظ. سمع: محمد بن مقاتل الرازي، والحسن بن عيسى بن ماسرجس، ومحمد بن رافع. وعنه: ابنه أبو عبد الله، وجماعة. توفي في رمضان. إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن جعفر الكندي الصيرفي. روى عن: الفلاس، ومحمد بن المثنى، وعبده الصفار. وعنه: أبو عمر بن حيويه، ومحمد بن عبد الملك بن الشخير. وثقه الدارقطني. يعرف بابن الخنازيري. إسحاق بن بنان بن معن الأنماطي. (23/432)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 433 بغدادي، سمع: أبا همام، وإسحاق بن أبي إسرائيل. وعنه: علي بن لؤلؤ، وابن البواب المقريء. ووثقه الدارقطني. إسحاق بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله. أبو يعقوب النسفي القاضي.) عن: علي بن خشرم، ومحمود بن آدم، وغيرهما. وعنه: عبد المؤمن بن خلف الحافظ. إسحاق بن محمد بن إبراهيم بن حكيم الإصبهاني. أخو أبي عمرو أحمد بن محمد بن ممك. سمع: محمد بن عاصم الثقفي، وأبا أمية الطرسوسي. وكان يحفظ ويصنف. روى عنه: أبو أحمد العسال. 4 (حرف الحاء) حزم بن وهب بن عبد الكريم. أبو وهب الأندلسي. توفي في رمضان. الحسن بن علي بن نصر. (23/433)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 434 أبو علي الطوسي. سمع: محمد بن رافع، وإسحاق الكوسج، ومحمد بن بشار، والزبير بن بكار، وأبا موسى الزمن، وطائفة سواهم. وعنه: محمد بن جعفر البستي، وأحمد بن محمد بن عبدوس، وأبو سهل محمد الصعلوكي، وجماعة. وكان يعرف بكردوش. وحدث بقزوين. قال الخليلي: سمعت على عشرةٍ من أصحابه، وله تصانيف تدل على معرفته. وقد روى عنه الحافظ أبو حاتم الرازي أحد شيوخه حكايات. وروى عنه أبو أحمد الحاكم. وقد تكلموا في روايته كتاب الأنساب للزبير بن بكار. الحسن بن محمد بن حسين بن هزاري. أبو علي الأشعري الإصبهاني.) سمع: إسماعيل بن يزيد القطان، وأحمد بن بديل. وعنه: محمد بن جعفر، وأبو أحمد العسال، وابن المقريء، وأبو بكر الطلحي، وجماعة. الحسين بن أحمد بن حفص بن عبد الله النيسابوري. أبو علي. (23/434)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 435 سمع: محمد بن رافع، وعلي بن خشرم. وعنه: أبو القاسم بن المؤمل، وأبو علي الحافظ. الحسين بن إدريس بن عبد الكبير. أبو علي الغيفي المصري. وغيفة: من قرى مصر. سمع: سلمة بن شبيب، وغيره. وتوفي بمكة في شهر رمضان. الحسين بن علي بن حسن بن علي بن عمر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الحسيني. الكوفي المعروف بالزيدي. قال أبو سعيد بن يونس: كتبت عنه، وكان ثقة ديناً. قدم علينا وثنا عن أبيه، عن حاتم بن إسماعيل، وأبي ضمرة. 4 (حرف السين) سفيان بن هارون القاضي. عن: فضل بن سهل الأعرج، والعباس البحراني. وعنه: محمد بن المظفر. سليمان بن عبد السلام القرطبي. خير، فاضل. (23/435)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 436 سمع من: محمد بن أحمد العتبي، ويحيى بن إبراهيم بن مزين. وحدث. روى عنه: عبد الله بن محمد الباجي.) 4 (حرف العين) عباس بن الفضل النيسابوري المحمداباذي. سمع: علي بن الحسن الهلالي، وأحمد بن يوسف، وعباس الدوري. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي. علي بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات. (23/436)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 437 أبو الحسن الوزير. وزر للمقتدر بالله ثلاث مرات. الأولى سنة ست وتسعين ومائتين. ثم نكب ونهب. ثم استغل من أملاكه إلى أن أعيد إلى الوزارة سبعة آلاف ألف دينار. لأنه فيما بلغنا كان يستعمل من ضياعه في العام ألفي دينار. وذكروا عنه أنه كتب إلى الأعارب أن يكبسوا بغداد، فالله أعلم. ووزر في سنة أربع وثلاثمائة، وخلع عليه سبع خلع، وسقي في ذلك اليوم والليلة في داره أربعون ألف رطل ثلج. ثم قبض عليه بعد سنةٍ ونصف، ثم ولي بعد خمس سنين، فقتل الوزير الذي كان قبله حامد بن العباس، وسفك الدماء وبدع. ثم أمسك بعد سنةٍ في ربيع الأولى في هذه السنة. قال الصولي: مدحته بقصيدةٍ فنالني منه ستمائة دينار، وكان هو وأخوه أبو العباس عجباً في معرفة حساب الديوان. وكان أبو الحسن يجري الرزق على خمسة آلاف من أهل العلم والدين والفقراء والمستورين، أكثرهم مائة دينار في الشهر، وأقلهم خمسة دراهم. ثم تولى قتله نازوك صاحب الشرطة. قتله هو وابنه المحسن بن علي في ربيع الآخر. وعاش أبو الحسن إحدى وسبعين سنة. (23/437)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 438 عبد الله بن عبد السلام بن بندار الإصبهاني. أبو محمد الزاهد. توفي بالبادية حاجاً. سمع: يونس بن عبد الأعلى، وبحر بن نصر. وعنه: أبو الشيخ، وعبد الله بن محمد بن مندويه، وابن المقريء، وآخرون.) عبد الرحمن بن أحمد بن عباد. أبو محمد الثقفي الهمذاني عبدوس. عن: محمد بن عبيد الأسدي، وزياد بن أيوب، وحميد بن الربيع، وأبي سعيد الأشج، ويعقوب الدورقي، وطائفة. وعنه: أحمد بن عبيد الأسدي، وجبريل المعدل، ومحمد بن حيويه بن المؤمل، وأبو أحمد الغطريفي، ومحمد بن الفرج المعدل. قال صالح بن أحمد: سمعت أبي يقول: كان عبدوس ميزان بلدنا في الحديث. توفي في صفر. عبيد الله بن عبد الله بن محمد البغدادي. أبو العباس الصيرفي. سمع: عبد الأعلى بن حماد، ومحمد بن سليمان لوين. (23/438)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 439 وعنه: أبو الحسن البواب، وابن أبي سمرة، وأبو الحسن الحربي. وكان صدوقاً. عبيد الله بن علي بن إبراهيم العلوي البغدادي. نزيل مصر. ذكره ابن يونس فقال: روى عن البغدادي. وعلت سنه. ويقال إنه عنده عن إبراهيم بن المنذر الحزامي. لم نكتب عنه، وكان عنده كتب فقه للشيعة يرويها. توفي في رجب. علي بن الحسن بن خلف بن قديد. أبو القاسم المصري. محدث موثق مشهور. سمع: محمد بن رمح، وحرملة، وجماعة. توفي في جمادى الآخرة. وولد سنة تسعٍ وعشرين ومائتين. روى عنه: ابن يونس، وأبو بكر بن المقريء، وخلق كثير من الرحالة.) عمر بن أبي حسان عبد الله بن عمرو الزيادي البغدادي. ثقة: سمع: إسحاق بن أبي إسرائيل، والمفضل بن غسان الغلابي، وزيد بن أخزم. وعنه: زوج الحرة محمد بن جعفر، وابن المظفر، وعلي بن لؤلؤ، وابن شاهين. ويقال: توفي سنة 14. (23/439)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 440 4 (حرف الميم) محمد بن دبيس بن بكار المقريء البندار. بغدادي. سمع: الوليد بن شجاع، وأبا هشام الرفاعي. وعنه: عمر بن بشران، وعبد الله بن الحسن النحاس. محمد بن سليمان بن فارس. أبو أحمد النيسابوري الدلال. كان ذا ثروة وتجارة واسعة، فذهبت، فاشتغل بالدلالة. وقد كان أنفق على طلب العلم أموالاً كثيرة. سمع: محمد بن رافع، والحسين بن عيسى البسطامي، وأبا سعيد الأشج، وعمر بن شبة، وطبقتهم. وعنده نزل أبو عبد الله البخاري لما قدم نيسابور، فقرأ عليه من أول تاريخه إلى ترجمة فضيل. روى عنه: عبد الله بن سعد، ومحمد بن صالح بن هانيء، وطائفة. وسئل أبو عبد الله بن الأخرم عنه فقال: ما أنكرنا إلا لسانه فإنه كان فحاشاً. محمد بن سفيان بن عبد الله بن بيان النيسابوري. أبو عبد الرحمن. سمع: الذهلي، وعبد الله بن هاشم الطوسي، وعمر بن شبة، والرمادي، وجماعة. (23/440)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 441 وعنه: أبو الفضل محمد بن إبراهيم، وعبد الله بن سعد، وأبو بكر بن جعفر النيسابوريون. محمد بن عبد الله بن محمد بن قاسم القرطبي. سمع من: بقي بن مخلد مسنده وتفسيره.) وسمع من: عمه القاسم بن محمد. روى عنه: ابن أخي ربيع، وخالد بن سعد. وكان فاضلاً فيه زهد. محمد بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان. الوزير أبو علي. كان أكبر ولد أبيه. أحضره المعتمد على الله بعد موت أبيه عبيد الله، فقلده مكانه. فلم ينهض بالأمور، وعزل بعد أسبوع، واستوزر الحسن بن مخلد. ثم بقي بطالاً مدةً طويلة إلى أن وزر بعد عزل ابن الفرات في سنة تسعٍ وتسعين ومائتين. فأقام في الأمر سنةً، ثم عزل لعجزه ولينه، وطلب من مكة علي بن عيسى، فولي الأمر في عاشر المحرم سنة إحدى وثلاثمائة. (23/441)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 442 روى عنه: محمد بن يحيى الصولي. وطال عمره، وتغير ذهنه. توفي في ربيع الأول. محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث. أبو بكر الواسطي الحافظ ابن الباغندي. سمع: علي بن المديني، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وشيبان بن فروخ، وسويد بن سعيد، وهشام بن عمار، والحرث بن مسكين، وخلقاً كثيراً بمصر، والشام، والعراق. وعني بهذا الشأن أتم عناية. وسكن بغداد. روى عنه: دعلج، ومحمد بن المظفر، وعمر بن شاهين، وأبو بكر بن المقريء، وعلي بن القاضي المحاملي، وأبو بكر أحمد بن عبدان الشيرازي، وأبو الحسن عبيد الله بن البواب، وخلق كثير. قال أبو بكر الخطيب: بلغني أن عامة ما حدث به كان يرويه من حفظه. (23/442)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 443 وقال أبو بكر الأبهري، وغيره: سمعنا أبا بكر بن الباغندي يقول: أجبت في ثلاثمائة ألف مسألة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم. وقال ابن شاهين: قام أبو بكر بن الباغندي ليصلي، فكبر ثم قال: ثنا محمد بن سليمان، فسبحنا) به، فقرأ. وقال أبو بكر الإسماعيلي: لا أتهمه بالكذب، ولكنه خبيث التدليس ومصحف أيضاً. وقال أبو بكر الخطيب: رأيت كافة شيوخنا يحتجون به ويخرجونه في الصحيح. وقال محمد بن أحمد بن أبي خيثمة الحافظ: هو ثقة. لو كان بالموصل لخرجتم إليه ولكنه ينطرح عليكم. وقال أبو القاسم حمزة السهمي: سألت أحمد بن عبدان عن الباغندي، فقال: كان يخلط وكان يدلس. وهو أحفظ من أبي بكر بن أبي داود. وسألت الدارقطني عنه. فقال: كان كثير التدليس يحدث بما لم يسمع. وسمعت أحمد بن عبدان: سمعت أبا عمرو الراسبي يقول: دخلت أنا وعبد الله بن مظاهر على الباغندي، فأخرج إلينا من تخريجه، فقال له ابن مظاهر: يا أبا بكر، اقبل نصيحتي وادفع إلي تخريجك أغرقه، وأخرج لك ما تصير به أبا بكر بن أبي شيبة. ثم قال لي ابن مظاهر: هذا لا يكذب، ولكنه شره، يقول فيما لم يسمعه: أنبا. (23/443)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 444 وقال الدارقطني في الضعفاء: هو مدلس يخلط ويسمع من بعض أصحابه عن شيخ، ثم يسقط ذكر صاحبه. وهو كثير الخطأ. وقال أبو القاسم اللالكائي: يذكر أن الباغندي يسرد الحديث من حفظه كسرد التلاوة السريعة حتى تسقط عمامته. وسمعنا في معجم ابن جميع قال: ثنا أحمد بن محمد بالأهواز، قال: كنا عند إبراهيم الجوزي، وعنده أبو بكر الباغندي ينتقي عليه، فقال له إبراهيم: هو ذا تضجرني. أنت أكثر حديثاً مني وأحفظ. فقال له: قد حبب إلي هذا الحديث. حسبك أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم، فلم أقل له ادع الله لي، وقلت: يا رسول الله أيما أثبت في الحديث، منصور أو الأعمش فقال: منصور منصور. قال الدارقطني: سمعت أبي يقول إنه سمع أبا بكر الباغندي أملى عليهم في الجامع في حديث: وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوياً، بياء مشددة، صحفها. توفي في ذي الحجة من السنة في العشرين منه. وأول سماعه من أبيه سنة سبعٍ وعشرين) ومائتين. محمد بن هارون بن حميد. (23/444)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 445 أبو بكر بن المجدر البغدادي. سمع: بشر بن الوليد، وداود بن رشيد، وعبد الأعلى النرسي، وأبا الربيع الزهراني، ومحمد بن يحيى العدني. وعنه: محمد بن المظفر، وابن حيويه، وأبو الفضل الزهري، وأبو بكر بن المقريء، وجماعة. وكان يعرف بالانحراف عن علي رضي الله عنه. توفي في سلخ ربيع الآخر. وثقه الخطيب. موسى بن عبد الملك بن عبد الرحمن بن حماد. أبو العباس البزاز المصري. مولى قريش. ينسب إلى ولاء عثمان رضي الله عنه. روى عن: يونس بن عبد الأعلى. وكانت القضاة تقبله ولم يكن بذاك في الحديث. مات في شوال سنة اثنتي عشرة. 4 (الكنى) أبو محمد الجريري. شيخ الصوفية. (23/445)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 446 توفي فيها، وقيل: في السنة الماضية كما مر. وهو من كبار مشايخ الصوفية. واختلف في اسمه، فذكره الخطيب في تاريخه في الأحمدين، فقال: أحمد بن محمد بن الحسن أبو محمد الجريري، سمع شيئاً من السري السقطي. وقيل: اسمه: الحسن بن محمد وقيل: عبد الله بن يحيى. ولا يكاد يعرف إلا بالكنية. كان الجنيد يكرمه ويبجله. وإذا تكلم الجنيد في الحقائق قال: هذا من بابة أبي محمد الجريري. وكان من كبار مشيخة القوم ببغداد. ولما توفي الجنيد أقعدوه في مجلس الجنيد. وقيل: قعد بإشارة الجنيد بذلك.) وقال أبو الحسن بن مقسم: مات الجريري سنة وقعة الهبير. مات عطشاً. بلغنا أنه أحضر إليه شربة، فنظر إلى من حوله وقال: كيف أشرب وهؤلاء يتلفون حولي أعطه من شئت، فإن كان يصح في وقت إيثار، ففي مثل هذا الوقت. قال السلمي في تاريخه: سمعن عبد الله بن علي يقول: سمعت الوجيهي يقول: قال أبو علي الروذباري: قدمت من مكة، فبدأت بالجنيد لكيلا يتغنى، ثم مضيت إلى البيت، فلما سلمت من الفجر إذا هو خلفي في الصف، فقلت: يا أبا القاسم، إنما جئتك أمس ليكلا تتعنى. فقال: هذا حقك، وذاك فضل منك. قال الدارقطني: مات أبو محمد في سنة قطع ابن الجنابي على الوفد في (23/446)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 447 الهبير في سنة اثنتي عشرة. زاد غيره: في المحرم. وروى أبو الحسن السيرواني أن أبا محمد الجريري دخل البادية مع أبي العباس بن عطاء عام الهبير، فلما وقعت الفتنة قال له أبو العباس: يا أبا محمد، ادع الله. فقال الجريري: إذا أراد إظهار حكم في عباده قيد ألسنة أوليائه حتى لا يدعوه، فإنه يستحيي أن يردهم. وقيل: إنه وطئته الجمال، فمات حين الواقعة. وقال أحمد بن عطاء الروذباري: اجتزت به بعد سنة وقد يبس، وهو مسند ركبته إلى صدره، وهو يشير بإصبعه إلى الله تعالى. (23/447)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 448 4 (وفيات سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن إسماعيل بن خالد. أبو العباس الجرجاني الفارض، الصواف. عن: عباس الدوري، وأحمد بن خالد الدامغاني. وعنه: ابنه محمد، وأبو بكر الإسماعيلي. أحمد بن عبد الله بن سابور. أبو العباس الدقاق.) بغدادي ثقة. سمع: أبا بكر بن أبي شيبة، وأبا نعيم عبيد بن هشام، ونصر بن علي. وعنه: ابن حيويه، وأبو بكر الأبهري، وابن المقرئ. أحمد بن عبدان الهمداني المقرئ. الزاهد. رحل وسمع: إسحاق الدبري، وعلي بن عبد العزيز. أحمد بن محمد بن بطة بن إسحاق بن إبراهيم المديني. (23/448)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 449 ورخه أبو نعيم في تاريخه، ولم يزد. أحمد بن محمد بن الحسين. أبو العباس الماسرجسي ابن بنت الحسن بن عيسى بن ماسرجس. سمع منه، ومن: إسحاق بن راهويه، وشيبان بن فروخ، والربيع بن ثعلب، ووهب بن بقية. وعنه: أبو علي النيسابوري، وأبو إسحاق المزكي، وأبو سهل الصعلوكي، وجماعة غيرهم. توفي في صفر وقد أكثر عنه أبو أحمد الحاكم. إبراهيم بن السندي بن علي بن بهرام. أبو إسحاق الإصبهاني الخصيب. سمع: محمد بن أبي عبد الله المقرئ بمكة، ومحمد بن زياد الزيادي. وعنه: الطبراني، وابن حمزة، وأبو الشيخ، وجماعة. إبراهيم بن محمد بن أيوب البغدادي. أبو القاسم الصائغ. سمع: علي بن أشكاب، والحسن الزعفراني. وسمع من ابن قتيبة تصانيفه. وعنه: علي بن عمر الحربي. وثقه الخطيب. (23/449)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 450 إبراهيم بن نجيح. أبو القاسم الفقيه.) كوفي، نزل بغداد. روى عنه: محمد بن إسحاق البكائي. وعنه: محمد بن المظفر، وغيره. وقال محمد بن أحمد بن حماد الحافظ: كان لا يتقدم عليه أحد، وكان من أحفظ الناس للسنن، وكان فقيه الكوفة. صنف كتاباً في السنن، وكان صاحب قرآن وتعبد وصدق، وله حفظ ومعرفة. إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن جميل. راوي المسند عن ابن منيع. يقال فيها. وقد مر سنة عشر. 4 (حرف الثاء) ثابت بن حزم بن عبد الرحمن بن مطرف العوفي السرقسطي. أبو القاسم. سمع: محمد بن وضاح، والخشني، وعبد الله بن مرة، ورحل مع ابنه قاسم فسمعا بمكة من: محمد بن علي الجوهري. وبمصر من: أحمد بن عمر، والبزاز، والنسائي. (23/450)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 451 وكان فيما قاله ابن الفرضي: مفتياً، بصيراً بالحديث، والنحو، واللغة، والغريب، والشعر. وتوفي في رمضان وله خمس وتسعون سنة. قلت: كان يمكنه أن يسمع من عبد الملك بن حبيب وطبقته، وله مصنفات مفيدة. ولي قضاء بلده. ورخ ابن يونس وفاته سنة أربع عشرة. وكان ابنه من الأذكياء، مات سنة اثنتين وثلاثمائة. 4 (حرف الجيم) جماهر بن محمد بن أحمد الدمشقي الأزدي. أبو الأزهر الزملكاني. توفي في المحرم.) سمع: هشام بن عمار، ودحيماً، وأحمد بن أبي الحواري، ومحمود بن خالد، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن المقرئ، وحمزة بن الكناني ووثقه، وأبو بكر بن السني، وجمح بن القاسم، والربعي. 4 (حرف الخاء) الحسن بن الأزهر بن الحارث بن سكسك. أبو سعيد النياسبوري السكسكي. سمع: إسحاق، وأيوب بن الحسن، والذهلي، وعتيق بن محمد. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي، وآخرون. (23/451)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 452 الحسن بن علي بن موسى المصري. ابن الإبريقي. سمع: محمد بن رمح، وحرملة. توفي في ذي الحجة. الحسن بن محمد بن عبد الله بن شعبة. أبو علي الأنصاري البغدادي. سمع: إسحاق بن شاهين، وحوثرة بن محمد، والأشج، ويعقوب الدورقي. وعنه: أبو عمر بن حيويه، ومحمد بن المظفر، وأبو الفضل الزهري، وأبو حفص بن شاهين. وكان موثقاً. توفي في ذي القعدة. حفص بن عمر بن نجيح الخولاني إلبيري المالكي. كان مدار الفتيا عليه ببلده. سمع: العتبي، وأبان بن عيسى. وفي الرحلة من: يونس بن عبد الأعلى، وابن عبد الحكم، وأحمد بن أخي ابن وهب. وحدث عنه ابنه عمر، وغيره. (23/452)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 453 4 (حرف الخاء) الخليل بن أبي رافع.) أبو بكر الواسطي الطحان. أحد المحدثين. سمع: تميم بن المنتصر. وشارك بحشلاً في أكثر شيوخه. وآخر من حدث عنه أبو عبد الله الحسين العلوي. ورخه خميس فيها ظناً. 4 (حرف الزاي) زكريا بن محمد بن بكار الميداني. أبو يحيى. نيسابوري، صاحب حديث. سمع: يحيى بن محمد الذهلي، وإسماعيل بن قتيبة. وعنه: أبو الحسين بن يعقوب، وأبو أحمد حسينك. زكريا بن يحيى بن حوثرة النيسابوري. أبو يحيى الدهقان. سمع: إسحاق الكوسج، وعلي بن الحسن الذهلي. وعنه: علي بن عيسى، وأبو علي الحافظ. 4 (حرف السين) سعيد بن سعدان. أبو القاسم الكاتب. بغدادي، صدوق. سمع: ابن أبي الشوارب. (23/453)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 454 وعنه: إبراهيم الخرقي، وابن المظفر. توفي في المحرم منها. سليمان بن محمد بن البختري بن عبد الوهاب. أبو أيوب المصري. سمع: سلمة بن شبيب. 4 (حرف الشين) ) شيخ بن عمير بن صالح. روى عن: الزبير بن بكار. وعنه: ابن المقرئ، وأحمد بن جعفر الخلال. 4 (حرف العين) العباس بن يوسف بن عدي الكوفي. ثم المصري، أبو الفضل. قال: مات أبي ولي سنة. قتل: روى عن: بحر بن نصر الخولاني، وجماعة. روى عنه: ابن يونس، وأبو بكر بن المقرئ. قال ابن يونس: كان ثقة عطاراً. مات في ذي الحجة. عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم. أبو محمد بن سحنون المصري. في المحرم. سمع: حرملة. عبد الله بن إسحاق بن إلياس. (23/454)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 455 أبو القاسم النيسابوري. سمع: محمد بن رافع، وإسحاق الكوسج. وعنه عبد الله بن حمويه، وعبد الرحمن المؤذن، وغيرهما. عبد الله بن الحسين بن حميد بن معقل. أبو محمد القنطري. ورخه ابن مندة. عبد الله بن زيدان بن بريد بن رزين بن الربيع بن قطن البجلي. أبو محمد الكوفي. أحد الثقات والعباد. سمع: هناد بن السري، وأبا كريب، ومحمد بن طريق، ومحمد بن عبيد المحاربي، وإبراهيم) بن يوسف الصيرفي. وعنه: الطبراني، ويوسف الميانجي، وأبو بكر بن المقرئ، وأبو أحمد الحاكم، وجماعة كثيرة. قال: محمد بن أحمد بن حماد الحافظ: توفي يوم جمعة وقت الزوال لثلاث عشرة خلت من ربيع الأول. وحضره من الناس أمر عظيم. وولد سنة اثنتين وعشرين ومائتين. قال: وكان ثقة، حجة، كثير الصمت. كان أكثر كلامه منذ يقعد إلى أن يقوم: يا مقلب القلوب ثبت قلب على طاعتك. لم تر عيني مثله. أخبرت أنه مكث ستين سنة أو نحوها، لم يضع جنبه على مضربة. صاحب صلاة بالليل وكان حسن المذهب، صاحب جماعة. عبد الله بن محمد بن يعقوب بن مهران الإصبهاني الخزاز. (23/455)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 456 سمع: عمر بن شبة، ومحمد بن سعيد بن غالب العطار. وعنه: الطبراني، ومحمد بن جعفر بن يوسف، وابن المقرئ. عبيد اللهب بن أحمد بن عقبة. أبو عمرو الإصبهاني. مجاب الدعوة. سمع: أحمد بن بديل، والحسن الزعفراني. وعنه: أبو حمد القاضي، وأحمد بن عبيد الله بن محمود، وأبو أبي نعيم. عبيد الله بن عثمان. أبو عمر الأموي العثماني. بغدادي صدوق. سمع: علي بن المديني، وعبد الأعلى بن حماد. وعنه: ابن حيويه، وابن المظفر، وعمر بن شاهين، وجماعة. عتيق بن عبد الله بن المتوكل. مصري. روى عن: يونس بن عبد الأعلى، وبحر الخولاني. توفي في ربيع الأول. عثمان بن سهل البغدادي الأدمي. روى عن: الحسن الزعفراني.) روى عنه: أبو عمر بن حيويه، وعبد الله بن موسى. قال الخطيب: كان ثقة. ثم ورخ موته. (23/456)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 457 علي بن سعيد بن عبد الله. أبو الحسن العسكري، بالري. يقال: في هذه السنة، ويقال: في سنة خمس كما مر. علي بن عبد الحميد بن عبد الله بن سليمان. أبو الحسن الغضائري، نزيل حلب. سمع: عبد الله بن معاوية، وبشر بن الوليد، وعبد الأعلى النرسي، وأبا إبراهيم الترجماني، وعبيد الله القواريري، وطائفة. وعنه: عبد الأعلى بن عدي، وعلي بن محمد بن إسحاق الحلبي، وأبو بكر بن المقرئ، وجماعة كثيرة. وثقه الخطيب. وروي عنه أنه قال: حججت على رجلي ذاهباً وراجعاً من حلب أربعين حجة. ومات في شوال عن سن عالية. علي بن محمد بن بشار. أبو الحسن البغدادي الزاهد. (23/457)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 458 روى عن: صالح ابن الإمام أحمد مسائل. وعن: أبي بكر المروذي. وعنه: أحمد بن محمد بن مقسم، وعلي بن جعفر البجلي، وعمر بن بدر المغازلي. قال ابن بطة: إذا رأيت الرجل البغدادي يحب أبا الحسن بن بشار، وأبا محمد بن البربهاري فاعلم أنه صاحب سنة. وروي عن أبي بشار قال: أعرف رجلاً منذ ثلاثين سنة يشتهي أن يشتهي ليترك الله ما يشتهي، فلا يجد شيئاً يشتهي. كان ابن بشار من أعيان حنابلة بغداد، وقبره يزار.) عمر بن محمد بن حفص. أبو حفر الوراق. بلخي. يروي عن: إبراهيم بن يوسف. 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن أبي عون. أبو جعفر النسوري الرياني. وقيده ابن ماكولا: الرياني بالتثقيل، وقال حدث عن أبي مصعب. شيخ ثقة حدث ببغداد ونيسابور. (23/458)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 459 سمع: علي بن حجر، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وأحمد بن إبراهيم الدورقي. روى عنه: يحيى بن منصور، وعبد الله بن سعد، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وأبو عمرو بن حمدان، وعبد الباقي بن قانع، وأبو القاسم الطبراني كذا ذكر الخطيب أن الطبراني روى عن أبي جعفر، ولم أجد ذلك، وأبو أحمد بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، والغطريفي، ومحمد بن محمد بن سمعان، وآخرون. وثقه الخطيب. وقيل فيه: الرياني بالتشديد، وقيل: الذراني وهو أصح، والرذان من أعمال نسأ. قال الحاكم: سألت ابن ابنه ونحن بالرذان عن وفاة جده، فقال: سنة ثلاث عشرة. محمد بن أحمد بن المؤمل بن أبان. أبو عبيد الصيرفي. بغدادي، سمع: أباه، والفضل الرغامي، والقاسم بن هاشم السمسار. وعنه: الجعابي، وابن حيويه، وأبو الحسن الجراحي. محمد بن أحمد بن هشام. أبو نصر الطالقاني. (23/459)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 460 سمع: محمد بن يحيى الأزدي، وفتح بن شخرف. وعنه: علي الحربي، وأبو حفص بن شاهين.) وثقه الخطيب. محمد بن أحمد. أبو عبد الله القرطبي. سمع: بقي بن مخلد، ومحمد بن وضاح، وجماعة. وكان فقيهاً حافظاً للرأي. صنف كتاباً في الأحكام وما يجب على الحكام علمه. محمد بن أحمد بن خراشالبغدادي. عن: بشر بن الوليد. وعنه: أبو أحمد الحاكم، وأبو الفتح الأزدي. محمد بن إبراهيم بن زياد. أبو عبد الله الرازي الطياليسي. كان جوالاً في الآفاق. حدث ببغداد ومصر. وسكن قرميسين. وعمر دهراً. (23/460)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 461 وحدث عن: إبراهيم بن موسى، والمعافى بن سليمان الرسغني، ويحيى بن معين، وعبيد الله بن عمر القواريري، وغيرهم. وعنه: ابن صاعد، ومكرم القاضي، ومحمد بن عمر الجعابي، وجماعة. قال أبو أحمد الحاكم: لو اقتصر على سماعه، لكنه حدث عن ناس لم يدركهم. وقال الدارقطني: متروك يضع الحديث. بقي إلى سنة ثلاث عشرة هذه. محمد بن إبراهيم. أبو جعفر البرتي الأطروش الكاتب. سمع: يحيى بن أكثم، ومحمد بن حاتم الزمي، وجماعة. وعنه: عبد الله بن النحاس، وابن البواب، وعلي الحربي، وجماعة. محمد بن إدريس بن إياس. أبو لبيد السامي السرخسي. (23/461)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 462 رحل، وسمع: سويد بن سعيد، وأبا مصعب الزهري، وأبا كريب، وإسحاق بن أبي إسرائيل،) وهناد بن السري، ومحمود بن غيلان. وعنه: أبو سعيد محمد بن بشر الكرابيسي البصري وقع لنا جزء عال من حديثه عنه، وزاهر بن أحمد الفقيه، وإبراهيم بن محمد الهروي الوراق، وآخرون. وسمع منه من القدماء: أحمد بن سلمة، وإمام الأئمة ابن خزيمة. ورحل الناس إليه لسنده وثقته. محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران الثقفي. مولاهم النيسابوري، أبو العباس السراج الحافظ، محدث خراسان ومسندها. رأى يحيى بن يحيى النيسابوري. وسمع: قتيبة، وإبراهيم بن يوسف، ومحمد بن إبراهيم البلخيين، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن عمرو زنيج، وأبا كريب، ومحمد بن بكار، وداود بن رشيد، وخلقاً من طبقتهم، وخلقاً من طبقة أخرى بعدهم. روى عنه: البخاري، ومسلم، وأبو حاتم الرازي، وأبو بكر بن أبي الدنيا وهم من شيوخه، وأبو العباس بن عقدة، وأبو حاتم بن حبان، وأبو إسحاق المزكي، وأحمد بن محمد الصندوقي، وأبو حامد أحمد بن محمد بن بالويه، (23/462)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 463 وأحمد بن محمد البحيري، وأبو الوفا أحمد بن محمد المزكي، والحسن بن أحمد المخلدي، والحسين بن علي التميمي حسينك، وأبو عمرو بن حمدان، وأبو سهل محمد بن سليمان الصعلوكي، وأبو بكر بن مهران المقرئ، وخلق كثير آخرهم أبو الحسين الخفاف. قال أبو إسحاق المزكي: سمعته يقول: ختمت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتي عشر ألف ختمة، وضحيت عنه اثنتي عشرة ألف أضحية. وقال محمد بن أحمد الدقاق: رأيت السراج يضحي في كل أسبوع أو أسبوعين أضحية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يصيح بأصحاب الحديث فيأكلون. وكان الأستاذ أبو سهل الصعلوكي يقول: ثنا أبو العباس محمد بن إسحاق الأوحد في فنه، الأكمل في وزنه. قلت: وكان كثير الأموال والثروة. قال الحاكم: نا أبو أحمد بن أبي الحسن قال: أرسلني ابن خزيمة إلى أبي العباس السراج فقال:) قل له أمسك عن ذكر أبي حنيفة وأصحابه، فإن أهل البلد قد شوشوا. فأديبت الرسالة فزبرني. قال أبو سهل الصعلوكي: كنا نقول: السراج كالسراج. قال الحاكم: سمعت أبا سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان يقول: لما وقع من أمر الكلابية ما وقع بنيسابور، كان السراج يمتحن أولاد الناس، فلا يحدث أولاد الكلابية، فأقامني من المجلس مرة، فقال: قل: أنا أبرأ إلى الله من الكلابية. فقلت: إن قلت هذا لا يطعمني أبي الخبز. فضحك وقال: دعوا هذا. قال أبو زكريا العنبري: سمعت أبا عمرو الخفاف يقول للسراج: لو دخلت على الأمير ونصحته. قال: فجاء وعنده أبو عمرو فقال: هذا شيخنا وأكبرنا، وقد حضر لينتفع الأمير بكلامه. فقال السراج: أيها الأمير، إن الإقامة كانت فرادى، وهي كذا بالحرمين، (23/463)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 464 وفي جامعنا مثنى مثنى. وإن الدين خرج من الحرمين، فإن رأيت أن تأمر بالإفراد. قال: فخجل الأمير وأبو عمر والجماعة، إذ كانوا قصدوه في أمر البلد. فلما خرج عاتبوه فقال: استحييت من الله أن أسأل أمر الدنيا وأدع أمر الدين. وقال أبو عبد الله بن الأخرم: استعان بي السراج في التخريج على صحيح مسلم، فكنت أتحير من كثرة حديثه وحسن أصوله وكان إذا وجد حديثاً عالياً في الباب يقول: لا بد من أن تكتب هذا. فأقول: ليس من شرط صاحبنا. فيقول: فشفعني في هذا الحديث الواحد. وقال أبو عمرو بن نجيد: رأيت السراج يركب حماره، وعباس المستملي بين يديه، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، يقول: يا عباس غير كذا، إكسر كذا. وقال الحاكم: سمعت أبي يقول: لما ورد الزعفراني وأظهر خلق القرآن سمعت السراج غير مرة إذا مر بالسوق يقول: العنوا الزعفراني، فيضج الناس بلعنه، حتى ضيق عليه نيسابور، وخرج إلى بخارى. توفي السراج إلى رحمة الله في ربيع الآخر، وله سبع وتسعون سنة.) محمد بن تمام بن صالح. أبو بكر البهراني الحمصي. سمع: محمد بن مصفى، والمسيب بن واضح، ومحمد بن قدامة، وعبد الله بن خبيق، الإنطاكي، ونحوهم. (23/464)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 465 وعنه: عبد الله بن عدي، والحسن بن منير، والفضل بن جعفر المؤذن، وأبو بكر الربعي، وأبو بكر بن المقرئ، وآخرون. توفي في رجب. قال ابن مندة: حدث عن محمد بن آدم المصيصي بمناكير. محمد بن جمعة بن خلف القهستاني الأصم. أبو قريش الحافظ. صنف المسندين على الأبواب، وعلى الرجال. وصنف حديث مالك، وشعبة، والثوري. وكان متقناً، يذاكر بحديث هؤلاء. سمع: محمد بن حميد الرازي، وأحمد بن منيع، ويحيى بن حكيم، وعبد الجبار بن العلاء، وأبا الأشعث، وأبا كريب، ومحمد بن زنبور، وطائفة سواهم. وانتشر حديثه بخراسان. روى عنه: أبو بكر الشافعي البغدادي، وأبو علي النيسابوري، وأبو سهل الصعلوكي، وأبو العباس أحمد بن محمد بن بالويه، وأبو أحمد الحاكم، وأبو حامد أحمد بن سهل الأنصاري، وأمثال هؤلاء. توفي بقهستان في عشر التسعين. محمد بن حفص بن محمد بن يزيد النيسابوري الشعراني. أبو عبد الله. (23/465)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 466 شيخ ثقة، سمع: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن رافع، وأبا كريب، وعبد الجبار بن العلاء. وعنه: أبو علي الحافظ، وعبد الله بن أبي عثمان الزاهد. وزاهر بن أحمد، وجماعة. وأصله من جوين.) محمد بن حمويه بن عباد. أبو بكر النيسابوري السراج. ويعرف أيضاً بالطهماني، لجمعه حديث إبراهيم بن طهمان. سمع: أحمد بن حفص، ومحمد بن يحيى، ومحمد بن يزيد النيسابوري. وسمع بعد ذلك بالعراق. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو أحمد الحاكم، وجماعة. محمد بن حشنام. أبو عبد الرحمن النيسابوري. سمع: محمد بن رافع، وأبا سعيد الأشج. وأبا علي الزعفراني. وعنه: أبو الفضل محمد بن إبراهيم، وجماعة. محمد بن سلم بن يزيد الواسطي. أبو جعفر. حدث ببغداد عن: شعيب الصريفيني، وأحمد بن سنان. وعنه: ابن قانع، وأبو بكر الأبهري. وكان مؤدباً صالحاً. محمد بن سهل بن الصباح. (23/466)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 467 أبو جعفر الإصبهاني المعدل. سمع: سلمة بن شبيب، وحميد بن مسعدة، وأبا حفص الفلاس. وكان أحمد بن الفرات يحترمه، ويصحح سماعه منه بيده. روى عنه: أبو إسحاق بن حمزة، وأبو القاسم الطبراني، وأبو محمد بن حيان، وأبو بكر بن المقرئ. توفي في ذي القعدة. محمد بن الضحاك بن عمرو بن أبي عاصم النبيل. أبو علي الشيباني. نشأ بإصبهان، وسكن بغداد. وروى عن: عمه أبي بكر، وأسيد بن عاصم، وجماعة.) وعنه: عبد الله بن موسى الهاشمي، وابن المظفر، وجماعة. توفي في ربيع الأول. محمد بن عبدة بن حرب. أبو عبيد الله البصري العباداني القاضي. روى عن: إبراهيم بن الحجاج، وكامل بن طلحة، وعلي بن المديني، وهدبة بن خالد، وعبد الأعلى بن حماد، وطائفة كبيرة. وعنه: عبد العزيز بن جعفر، وعلي بن لؤلؤ، وأبو حفص بن الزيجات، وعلي الحربي. قال الحسن بن إبراهيم بن زولاق في تاريخ قضاة مصر: أقامت مصر (23/467)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 468 بعد بكار بن قتيبة بغير قاض ثلاث سنين، ثم ولى خمارويه أبا عبيد الله محمد بن عبدة المظالم بمصر. فنظر بين الناس إلى آخر سنة سبع وسبعين ومائتين، ثم ولاه القضاء، فأخبرنا محمد بن الربيع قال: ثم ولي محمد بن عبدة، فأظهر كتابه من قبل المعتمد. وكان جباراً متملكاً سخياً جواداً مفضلاً. وذكر أنه كان له مائة مملوك ما بين خصي وفحل وكان يذهب إلى قول أبي حنيفة. وكان عارفاً بالحديث. واستكتب أبا جعفر الطحاوي، واستخلفه وأغناه. وكان الشهود يرهبون أبا عبيد الله ويخافونه. وابتنى داراً هائلة، فحكي عنه أنه قال: أنفقت في هذه الدويرة مائة ألف دينار سوى الثمن. ودرهمي دينار. والسعيد من قضى لي حاجة. وكان مهيباً. وكان خمارويه، يعني السلطان، يعظمه ويجله، ويجري عليه في كل شهر ثلاثة آلاف دينار. وكان ينظر في القضاء والمظالم والمواريث والحسبة والأحباس. وكان له مجلس في الفقه، ومجلس في الحديث. وحدث إبراهيم بن أحمد المعدل، أن أبا عبيد الله وهب لرجل من أهل مصر اختلت حاله لا يعرفه في ساعة واحدة ما بلغه ألف دينار. وكان يطعم الناس في داره في العيد، فقل من يتأخر عنه من الكبار. قال: وتأخر بعض الشهود عن مجلسه، فأمر بحبسه. وكان الطحاوي يكتب له ويحلفه ويقول بحضرته للخصوم: من مذهب القاضي أيده الله كذا، ومن مذهبه كذا حاملاً عنه المؤونة وملقناً) له. قال: وأحس أبو عبد الله تيهاً من الطحاوي فقال: ما هذا الذي أنت فيه والله لأن أرسلت بقصبة في حارتك لترين الناس يقولون: هذه قصبة القاضي. وحدث بمصر وبغداد. وكانت له ببغداد لوثة مع أصحاب الحديث. (23/468)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 469 إلى أن قال ابن زولاق: وكان هذا القاضي قوي القلب واللسان. رأى من أبي الجيش خمارويه انكساراً فقال له: ما الخبر فشكى إليه ضيق المال واستئثار القواد بالضياع، فخرج إليهم القاضي وهم في موضع من الدار، فائق، وصافي، وبدر، وجماعة، فقال: ما هذا الذي يلقاه الأمير والله أشد السيف والمنطقة وأحمل عنه، ثم وافقهم على أمور رضيها أبو الجيش، وشكره عليها. حدثني بذلك سليمان بن داود المحدث. ولم يزل أمر أبي عبيد الله يقوى إلى أن زالت أيامه، وانحرف أهل البلد عن أصحابه وشنعوهم. ولم يزل على حاله حتى قتل أبو الجيش بدمشق، ووصل تابوته إلى مصر، وصلى عليه أبو عبيد الله القاضي. ثم جرت أمور، واختفى القاضي في داره مدة سنتين، ورضوا منه بالجلوس في داره، فكانت مدة ولايته سبع سنين سوى شهر. ثم إنه ظهر وتغيرت الدولة، وتولى قضاء مصر ثانياً في سنة اثنتين وتسعين، فحكم شهرين، وتوجه إلى بغداد. قال البرقاني: هو من المتروكين. ورماه ابن عدي بالكذب، وسمع منه بالموصل وبغداد. محمد بن يحيى بن خالد بن يزيد بن متى. أبو يزيد المديني الخالدي المروزي الميرماهاني. سمع: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، ومحمود (23/469)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 470 بن غيلان، وأحمد بن حميد الرازي، وعلي بن حجر. وعنه: أبو بكر أحمد بن علي، ومحمد بن صالح بن هانئ، وعبد الله بن عدي، ومحمد بن) الحسين الحدادي. توفي في المحرم. وحدث بنيسابور سنة خمس وثمانين ومائتين. وروى عن إسحاق تفسيره. وعاش ستاً وثمانين سنة. وحديثه يقع عالياً في تصانيف محيي السنة. أما: محمد بن يحيى بن خالد بن مهران النيسابوري. ابن أخت سلمة بن شبيب، فقد سمع هذا الثاني من: إسحاق، وابن رافع. وحدث في حدود التسعين ومائتين. 4 (حرف الياء) يحيى بن محمد بن محمد بن زياد الكلبي البغدادي. نزيل دقانية، وبيت سوا. سمع: أبا حفص الفلاس، ومحمد بن مثنى. وعنه: أبو سليمان بن زبر، وأبو بكر الربعي، وغيرهما. يوسف بن يعقوب الواسطي ابن الحسين. (23/470)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 471 أبو بكر الأصم المقرئ. إمام جامع واسط ومقرئها. قرأ علي: يحيى بن محمد العليمي، عن أبي بكر، وحماد بن شعيب، عن عاصم. وقرأ على شعيب بن أيوب الصريفيني. قرأ عليه: أبو الحسن علي بن محمد بن خليع القلانسي، وأبو القاسم يوسف بن محمد الضرير شيخ أبي العلاء الواسطي، وعبد العزيز بن عصام، وعلي بن منصور الشعيري، والحسن بن سعيد المطوعي، وعثمان بن أحمد بن سمعان المجاشعي وهما ويوسف شيوخ الكازريني. وقرأ عليه أيضاً: إبراهيم بن عبد الرحمن البغدادي، وأبو بكر محمد بن الحسن النقاش. ورحل القراء من الأمصار للأخذ عنه، منهم أبو أحمد السامري.) وسمع: محمد بن خالد بن عبد الله الطحان. وعنه: ابن المقرئ، وأبو أحمد الحاكم. قال ابن خليع: كان شيخنا حسن الأخذ. قرأت عليه وله نيف وتسعون سنة. وقال القصاع: توفي في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة، وكان مولده في شعبان سنة ثمان عشرة ومائتين. كان يقول: قرأت على يحيى العليمي في سنة أربعين وإحدى وأربعين، وتوفي في سنة ثلاث وأربعين ومائتين وله ثلاث وتسعون سنة. وقد ضعف، قال لنا: قرأت على حماد بن أبي زياد شعيب، وكان فاضلاً جليلاً، سنة سبعين ومائة، وقرأ على عاصم. وقرأت بعده على أبي بكر بن عياش. يوسف بن يعقوب. أبو عمرو النيسابوري. (23/471)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 472 4 (وفيات سنة أربع عشرة وثلاثمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن جعفر بن نصر الرازي. أبو العباس الحمال. من بقايا الشيوخ. قال الخليلي: ثقة. سمع: عمرو بن رافع القزويني. ومحمد بن حميد، وعلي بن هاشم بن مرزوق. ثم أرخ وفاته. روى عنه جماعة. واشتهر. أحمد بن عبيد الله بن عمار. أبو العباس الثقفي البغدادي الكاتب المعروف بحمار العزير. شيعي، له مصنفات في مقاتل الطالبيين. روى عن: عثمان بن أبي شيبة، وعمر بن شبة. وعنه: الجعابي، وأبو عمر بن حيويه، وغيرهما. (23/472)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 473 أحمد بن عبدوس بن حمدويه الصفار النيسابوري.) سمع من: إسحاق الكوسج، وأيوب بن الحسن. وعنه: علي بن عيسى، وأبو إسحاق المزكي، وغيرهما. أحمد بن محمد بن حسن بن أبي حمزة البلخي. أبو بكر الذهبي. نزيل نيسابور. وبها عقبه. سمع: حجاج بن يوسف الشاعر، وعمرو بن علي، ومحمد بن بشار، وسلم بن جنادة، وأحمد بن سعيد الدارمي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وجماعة. وعنه: أبو علي الحافظ مع سوء رأيه فيه، ومحمد بن جعفر البستي، ومحمد بن أحمد الغطريفي، وأبو أحمد بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، ومحمد بن عبد الله القزاز، وأبو محمد المخلدي، وجماعة. قال الحاكم: وقع إلي من كتبه بخطه وفيها عجائب. قلت: وقد سكن جرجان قليلاً، وسمع منه أهلها. قال الإسماعيلي: كان مشتهراً بالشراب. أحمد بن محمد بن عمر بن عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن المنكدر القرشي التيمي. (23/473)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 474 أبو بكر المنكدري. ولد بالمدينة ونشأ بالحرمين، وسكن البصرة، ثم إصبهان، ثم الري، ثم نيسابور. وسمع: عبد الجبار بن العلاء، وهارون بن إسحاق، ويونس بن عبد الأعلى، وعلي بن حرب، وأبا زرعة، وخلق سواهم. وعنه: محمد بن صالح بن هانئ، ومحمد بن خالد المطوعي ببخارى، ومحمد بن مأمون الحافظ المروزي، وآخرون كثيرون. وتوفي بمرو. قال الحاكم: له أفراد وعجائب يضعفه بذلك. وممن روى عنه: ابنه عبد الواحد، ومحمد بن علي بن الشاه. أحمد بن محمد بن الفضل. أبو الحسن السجستاني، نزيل دمشق.) حدث عن: محمد بن عبد الله المقرئ، وعلي بن خشرم، ونصر بن علي، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وجماعة. وعنه: جمح بن القاسم، ومحمد الربعي، وأبو حاتم بن حبان، وأبو أحمد الحاكم، وأبو بكر الأبهري، وآخرون. وتوفي في جمادى الآخرة، ولا أعلم فيه جرحاً. فخلاف الجرجاني والأيلي سميييه وقرينيه، فإنهما ذاهبان. إبراهيم بن محمد بن الضحاك. أبو إسحاق الفارسي الأعور. (23/474)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 475 نزيل مصر. لا بأس به. روى عن: يونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن سنجر. توفي في رجب. روى عنه ابن يونس، وغيره. إسحاق بن إبراهيم بن الخليل. أبو يعقوب البغدادي الجلاب. سمع: أبا بكر بن أبي شيبة، والحسن بن عيسى بن ماسرجس. وعنه: أبو الحسين بن البواب، وابن شاهين، وجماعة. وثقه الخطيب. 4 (حرف الياء) بكر بن عمرو. أبو القاسم الشيرواني البخاري. عن: زكريا بن يحيى بن أسد، ومحمد بن عيسى بن حيان المدائني، وهو من قرية شيروان. 4 (حرف الثاء) ثابت بن حزم السرقسطي. مر في سنة ثلاث عشرة. (23/475)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 476 4 (حرف الحاء) ) حاتم بن أحمد بن محمود بن عفان بن خازم. أبو سعيد الكندي. ذكره ابن ماكولا في خازم، بمعجمتين، فقال فيه: الكندي الصيرفي البخاري. حدث عن: محمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن الأزهر، وأحمد بن حفص بن عبد الله، وأحمد بن يوسف. وعنه: أبو عمرو أحمد بن محمد المقرئ، ومكي بن إسحاق. مات في سابع رمضان من السنة. الحسن بن صاحب بن حميد. أبو علي الشاشي الحافظ. طواف جوال. سمع: علي بن خشرم، وعمرو بن عبد الله الأودي، وإسحاق الكوسج، وأبا زرعة الرازي، ومحمد بن عوف. وعنه: الجعابي، وأبو بكر الوراق، وابن المظفر، وجماعة. وكان ثقة. توفي بالشاش. أرخه الخطيب ونعته بالحفظ الخليلي. الحسن بن محمد بن دكه. (23/476)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 477 أبو علي الإصبهاني. سمع: لويناً، وحميد بن مسعدة، وأبا حفص الفلاس. وعنه: أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن جشنس المعدل، وأبو بكر بن المقرئ، وأحمد بن يوسف الخشاب، وجماعة. وكان ثقة. 4 (حرف السين) سعيد النوبي. توفي في صفر ببغداد.) وكان بواب دار الخلافة، وإليه ينسب باب النوبي. وولي الباب بعده أخوه يوسف. سعيد بن الحسن بن شداد المسمعي. أبو عثمان الناجم. من فحول الشعراء، صحب ابن الرومي، وغيره. سعدون بن طالوت الأندلسي. له رحلة ورواية. وعمر حتى جاوز المائة. مات بالأندلس سنة أربع عشرة، قاله أبو سعد بن يونس. (23/477)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 478 سلمة بن النضر بن سواد. أبو النصر البستي الخلقاني. سليمان بن داود بن كثير بن وقدان. أبو محمد الطوسي، نزيل بغداد. سمع: أبا همام السكوني، وإسماعيل بن أبي كريمة، وسوار بن عبد الله العنبري، ولويناً. وعنه: محمد بن إسماعيل الوراق، وأبو الفضل الزهري، وعمر بن شاهين. وكان صدوقاً. 4 (حرف الطاء) طاهر بن يحيى بن الحسين. أبو القاسم العلوي المدني. عن: أبيه. وعنه: أبو بكر بن المقرئ. 4 (حرف العين) عامر بن خريم بن محمد المري. أبو القاسم الدمشقي. سمع: أبا إسحاق الجوزجاني، وإبراهيم بن هشام بن ملاس، وأحمد بن (23/478)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 479 محمد بن أبي الحناجر.) وعنه: بكر بن شعيب، ومحمد بن المظفر، وجمح بن القاسم، وابن المقرئ، وآخرون. قال ابن المقرئ: كان ثقة أميناً محسناً إلي. العباس بن يوسف الشكلي. أبو الفضل البغدادي الصوفي. سمع: سرياً السقطي، وعلي بن الموفق، وأبا أمية الطرسوسي، وجماعة. وكان من مشاهير الشيوخ. روى عنه: ابن شاهين، وأبو الفضل محمد بن عبد الله الشيباني، وعبد الله بن عدي، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير، وجماعة. وهو مقبول الرواية. عبد الله بن محمد الخاقاني ابن الوزير أبي علي ابن الوزير عبيد الله بن يحيى بن خاقان. (23/479)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 480 الوزير الكبير أبو القاسم. وزر للمقتدر بعد ابن الفرات نحواً من سنة، ثم قبض عليه في رمضان سنة ثلاث عشرة، ووكل به في منزله، فتعلل شهراً. مات في رجب. عبد الله بن محمد بن داود. أبو محمد النيسابوري الدهان. سمع: محمد بن أسلم الطوسي، وأحمد بن سعيد الدارمي، والذهلي. وعنه: أبو سعيد بن أبي بكر، وأبو إسحاق المزكي. عبد الله بن محمد بن هاشم بن طرماح. أبو محمد الطوسي. كان وجه طوس، ورئيسها ومحدثها. وكذلك ابنه أبو القاسم وابن ابنه أبو منصور بن أبي القاسم. سمع: علي بن الحسن الهلالي، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء. وعنه: أبو علي النيسابوري، وجماعة.) علي بن إسماعيل بن كعب الدقاق. روى عن: أبي حفص الفلاس، وابن المنادي. وعنه: عمر بن شاهين، ومحمد بن الشخير. وثقه الخطيب. علي بن محمد بن العلاء. أبو الحسن النيسابوري القبابي. وقباب محلة بنيسابور. (23/480)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 481 سمع: إسحاق الكوسج، وعبد الله بن هاشم، وأحمد بن حفص، وعمار بن رجاء. وعنه: محمد بن صالح بن هانئ، وأبو علي الحافظ، وجماعة. علي بن أبي مروان بن عبد الملك بن عبد الرحمن بن حماد. أبو الحسين المصري. روى عن: عيسى بن حماد، وعبد الملك بن شعيب بن الليث، وغيرهما. توفي في ذي القعدة. عليم بن أحمد بن عبد الأحد بن الليث. أبو السميدع المصري القتباني. 4 (حرف الفاء) الفتح بن إدريس بن نصر الكاتب. توفي في المحرم. الفضل بن إمام الأئمة أبي بكر بن خزيمة محمد بن إسحاق. سمع: أحمد بن الأزهر، وأحمد بن يوسف السلمي. وعنه: ابنه محمد، وحسين بن علي التميمي، وجماعة. 4 (حرف الميم) محمد بن إبراهيم بن عامر بن إبراهيم المديني. المؤذن أبو بكر. مكثر عن أبيه وعمه محمد بن عامر عن أبيهما.) وعنه: أبو الشيخ، والطبراني، وابن المقرئ، ومحمد بن حسن بن معاذ. (23/481)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 482 محمد بن جعفر بن بكر. أبو الحسين بن الخوارزمي. سمع: عثمان بن أبي شيبة، وأحمد بن إبراهيم الدورقي. وعنه: محمد بن جعفر زوج الحرة، وابن شاهين، وغيرهما. وكان ثقة. محمد بن حبش. أبو بكر البغدادي الواعظ الضرير. نزيل مصر. كان يعظ ويقرأ بصوت شجي يقع في القلوب، ويصلي بالناس التراويح في الجامع. محمد بن حبش بن مسعود. أبو بكر السراج. عن: لوين، وخلاد بن أسلم. وعنه: إبراهيم بن بشران، وأبو محمد بن معروف القاضي، وابن المقرئ. صدوق، بغدادي. بقي إلى هذا العام تقريباً. محمد بن حزره بن عبد الوارث. أبو عبد الله المهري الصعيدي. (23/482)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 483 سمع: يونس بن عبد الأعلى، وغيره. توفي في شعبان. محمد بن عاصم بن ياسين بن عبد الأحد القتباني المصري. سمع: الربيع بن سليمان. محمد بن علي بن حسن بن الخليل. أبو عمرو النيسابوري القطان. سمع: محمد بن رافع، وإسحاق الكوسج، ويونس بن عبد الأعلى، وأبا عبيد الله الوهبي،) وعمرو بن عبد الله الأودي. وعنه: أبو بكر بن جعفر، وإسماعيل بن نجيد، وأبو إسحاق المزكي. محمد بن علي بن حسن بن علي بن حرب. قاضي طبرية. سمع: عقبة بن مكرم، وأيوب الوزان، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وجماعة. وعنه: أبو هاشم المؤدب، وأبا بكر بن أبي دجانة، وابن المقرئ، والأبهري، وأبو حفص الزيات. كناه بعضهم: أبا الفضل، وبعضهم: أبا الحسن. مولده سنة اثنتين وثلاثين ومائتين. وثقه الدارقطني. وحدث بالشام، والعراق. محمد بن عمر بن عبد الله بن حسن بن حفص الهمداني الذكواني. أبو عبد الله الإصبهاني المعدل الثقة. (23/483)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 484 سمع: أحمد بن عصام، وأحمد بن منصور الرمادي، ويحيى بن أبي طالب. وعنه: ابنه عبد الله، وحفيده علي بن عبد الله، وإبراهيم بن محمد بن حمزة الحافظ، والحسن بن إسحاق بن إبراهيم، وابن المقرئ. محمد بن محمد بن الأشعث. أبو علي الكوفي المصري. توفي في جمادى الآخرة. قال ابن عدي: كتبت عنه، وحمله شدة ميله إلى التشيع على أن أخرج لنا نسخة عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر الصادق، عن أبيه، عن جده، عن أبيه، نحو ألف حديث، عامتها مناكير. وروى عنه: ابن المقرئ، وغيره. محمد بن محمد بن عبد الله بن النفاح بن بدر. (23/484)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 485 أبو الحسن الباهلي البغدادي. نزل مصر، وسمع: حفص بن عمر الدوري، وإسحاق بن أبي إسرائيل وأحمد بن إبراهيم) الدورقي، وجماعة. وعنه: أبو سعيد بن يونس، وعبيد الله بن محمد بن خلف البزاز، وأحمد بن محمد المهندس، وأبو الطيب العباس بن أحمد الهاشمي، وأبو بكر المقرئ، وآخرون. قال ابن يونس: كان ثقة ثبتاً، صاحب حديث، متقللاً من الدنيا. توفي في ربيع الآخر. وقال حمزة الكناني: سمعت محمد بن محمد الباهلي يقول: بضاعتي قليلة، والله يجعل فيها البركة. قلت: وقد سمعت من محمود بن خالد بدمشق. وقرأ على الدوري القرآن. محمد بن محمد بن يوسف البخاري. أبو ذر القاضي. حدث بهراة وغيرها عن: أحمد بن عبيد بن ناصح، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وجماعة. ولي قضاء خراسان. وكان ينتحل الحديث ويذب عن السنة. أملى، وحضر مجلسه ابن خزيمة، وأبو العباس السراج. وهو والد الزاهد القدوة أبي الحسن. محمد بن يحيى بن عمر بن لبابة. (23/485)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 486 الإمام الكبير أبو عبد الله القرطبي. مولى آل عبيد الله بن عثمان. عن: عبد الله بن خالد، وعبد الأعلى بن وهب، وأبان بن عيسى، والعتبي، وأصبغ بن خليل، ومحمد بن وضاح الأندلسيين. وكان إماماً في الفقه، مقدماً على أهل زمانه في الفتوى، كبير الشأن، حافظاً لأخبار الأندلس، أديباً وشاعراً. ولي الصلاة بقرطبة. وروى عنه خلق كثير وتفقهوا به. ولم يكن له حذق بالحديث. كان يحدث بالمعنى. توفي في شعبان. ومولده سنة خمس وعشرين ومائتين.) محمود بن عنبر بن نعيم الأزدي. أبو العباس النسفي. ثقة جليل. روى عن: محمد بن أبان، ومحمود بن مهدي، وعبد بن حميد، والبخاري. وعنه: عبد المؤمن بن خلف، ومحمد بن زكريا، وبكر بن محمد، وشاه بن محمد، ومحمد بن عثمان بن إسحاق. ترجمه أبو سعد الإدريسي وقال: حدثوني عنه. 4 (حرف النون) نصر بن القاسم بن نصر. (23/486)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 487 أبو الليث الفرائضي الحنفي البغدادي. سمع: سريج بن يونس، وعبد الأعلى بن حماد، وعبيد الله القواريري، وابن أبي شيبة. وعنه: أبو الحسين بن البواب، وأبو الفضل الزهري، وابن شاهين، وجماعة. وكان ثقة فقيهاً علامة، بصيراً بقراءة أبي عمرو. 4 (حرف الياء) يحيى بن محمد بن يحيى التميمي النيسابوري. من رؤساء البلد. سمع: محمد بن إبراهيم البوشنجي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل. قتل في محرابه ليلة الجمعة في رمضان. وهو عم حسينك. يعقوب بن محمود النيسابوري. أبو يوسف. من كبار قراء نيسابور. سمع: الذهلي، وأحمد بن حفص، وأحمد بن الأزهر. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو أحمد الحاكم، وجماعة. (23/487)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 488 4 (وفيات سنة خمس عشرة وثلاثمائة) ) 4 (حرف الألف) أحمد بن إبراهيم بن صالح. أبو الحسين النيسابوري الميداني. سمع: محمد بن يحيى الذهلي. وعنه: أبو الوليد حسان بن محمد، وغيره. أحمد بن حمدويه بن موسى. أبو حامد النيسابوري، المؤذن الفامي الزاهد. جاور بمكة خمس سنين، ورابط بطرسوس ثلاث سنين. وكان كثير الغزو، محسناً إلى المحدثين. سمع: إبراهيم بن عبد الله السعدي، وأبا حاتم الرازي، وأبا داود السجستاني، وجماعة. وعنه: ابنه أبو سعيد، وأبو الطيب المذكر، وغيرهما. أحمد بن الخضر المروزي. عن: محمد بن عبدة المروزي. وعنه: الطبراني، وأبو بكر النقاش، وغيرهما. أرخه الحاكم في هذه السنة. أحمد بن زكريا. (23/488)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 489 أبو بكر البغدادي النحاس. ويعرف بابن الرواس. سمع: أبا هارون الفلاس، وسعيد بن يحيى الأموي. وعنه: أبو حفص بن شاهين، وأبو بكر بن شاذان. أحمد بن سعيد بن مرابة. أبو بكر الخراز. سمع: محمد بن عبد الملك الدقيقي، والرمادي. وعنه: ابن حيويه، وابن شاهين. ثقة. أحمد بن علي بن الحسين بن شهريار.) أبو بكر الرازي ثم النيسابوري الحافظ. صاحب التصانيف. سكن أبوه نيسابور فولد هو بها. وسمع: السري بن خزئمة، وأبا حاتم الرازي، وعثمان بن سعيد الدارمي، وأبا قلابة عبد الملك بن محمد، والحسن بن سلام، وإبراهيم بن عبد الله القصار، وعبد الله بن أبي مسرة، وطبقتهم. وله رحلة واسعة. روى عنه: أبو عبد الله بن الأخرم، وأبو علي الحافظ، وأبو أحمد الحاكم، وطائفة سواهم. وقال ابن عقدة: ثنا هذا وكان من الحفاظ. قلت: وعاش أربعاً وخمسين سنة. وكان من كبار أئمة الحديث بخراسان. (23/489)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 490 مات بالطابران من طوس. أحمد بن محمد بن الحسن الربعي الخزاز. سمع: عيسى بن حماد زغبة. وعنه: أبو عمر بن حيويه، وابن شاذان، وابن شاهين. وكان قثة. توفي في جمادى الآخرة ببغداد. أحمد بن الوليد. أبو عبد الله الأزدي. بغدادي، روى عن: محمد بن حرب النشاستجي، وأحمد بن سنان القطان. وعنه: أبو عمر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين، وعدة. صدوق، محدث. إبراهيم بن السري بن يحيى. أبو القاسم التميمي النحوي الإخباري المؤدب. كوفي، توفي في صفر، وله ثمان وسبعون سنة. أثنى عليه ابن حماد الحافظ. إبراهيم بن نصر بن عنبر بن شاهويه. أبو إسحاق الضبي المروزي. سمع: علي بن خشرم، وعبد الله الدارمي، وجماعة.) إسحاق بن أحمد الكاغدي. كتب تقريباً. (23/490)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 491 إسماعيل بن إبراهيم بن الحارث النيسابوري القطان. أبو إبراهيم. سمع: إسحاق بن موسى الخطمي، ومحمد بن رافع، والحسن بن عيسى بن ماسرجس. وعنه: أبو الوليد حسان الفقيه، وعلي بن جمشاد، وأبو علي الحافظ. وعمر إحدى وتسعين سنة. 4 (حرف الحاء) الحسن بن محمد بن الحسن بن إبراهيم. أبو علي الجنابذي الفقيه المتكلم. ولي قضاء نيسابور، وسمع: علي بن الحسن الهلالي، وأبا حاتم الرازي، وأبا قلابة الرقاشي، وجماعة. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو الوليد الفقيه. وكان من دهاة الناس وعقلائهم. (23/491)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 492 وجنابذ من قرى نيسابور، منها جماعة فضلاء. الحسن بن محمد بن الحسن بن صالح بن شيخ بن عميرة الأسدي. أبو الحسين. ثقة. سمع: علي بن خشرم، وعيسى بن أحمد العسقلاني، وأبا زرعة الرازي، وجماعة. وعنه: أبو حفص بن شاهين، وعلي بن عمر الحربي. وثقه الخطيب، وأرخه ابن قانع. الحسين بن سعيد بن غندر القرشي. سمع: هارون بن إسحاق الهمداني، ونحوه. وعنه: ابن حيويه، وأبو بكر أحمد بن شاذان. الحسين بن محمد بن مصعب بن زريق.) أبو علي السنجي الحافظ. عن: علي بن خشرم، ويحيى بن حكيم المقوم، وخلق. كان يقال: ما بخراسان أكثر حديثاً منه. كف بصره، وكان لا يحدث أهل الرأي إلا بعد الجهد. وروى عن: ابن قهزاد، وطبقته. وعنه: زاهر السرخسي، وأبو حامد النعيمي. (23/492)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 493 الحسين بن محمد بن محمد بن عفير. أبو عبد الله البغدادي الأنصاري. سمع: لويناً، ومحمد بن حميد الرازي، وأبا بكر بن أبي شيبة. وعنه: ابن المظفر، وابن شاهين، وجماعة. وثقه الدارقطني. ومات في صفر. الحسين بن عبد الله الجوهري بن الجصاص. ترجمته في الحوادث. 4 (حرف السين) سلم بن معاذ بن السلم بن الفضل. أبو الليث التميمي الدمشقي القصير. رحل، وسمع من: شعيب الصريفيني، وسعدان بن نصر، ومحمد بن عوف الحمصي. وعنه: جمح والفضل والمؤذنان، وأبو أحمد الحاكم. سهل بن إدريس. شيخ خراسان. سمع من: سلمة بن شبيب. وحدث. 4 (حرف الطاء) طاهر بن يحيى بن قبيصة الفلقي. (23/493)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 494 سمع بنيسابور: أحمد بن حفص السلمي.) وعنه: ابنه محمد، وأبو علي النيسابوري. وفلق: قرية بقرب نيسابور. 4 (حرف العين) عبد الله بن أحمد بن سعيد الجصاص. أبو القاسم. بغدادي، ثقة. سمع: بنداراً، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن زياد الزيادي، وعبده بن عبد الله. وعنه: ابن المظفر، وابن شاهين. عبد الله بن أحمد بن يوسف بن حيان. (23/494)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 495 أبو محمد الهمذاني، مولى بني هاشم. إمام الجامع. روى عن: إبراهيم بن ديزيل، وأحمد بن عبيد الله النرسي، وعلي بن عبد العزيز. وعنه: جبريل بن محمد، وعبد الرحمن الأنماطي، وأهل همذان. قال شيرويه: كان ثقة، لم يكن بهمذان في وقته أحفظ منه. عبد الله بن أحمد بن محمد بن الحسين الماسرجسي. سمع: علي بن الحسن الهلالي، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء. وعنه: ابن أخيه الحسين، وابنه أبو نصر. عبد الله بن محمد بن جعفر. أبو القاسم القزويني، الفقيه الشافعي. ولي نيابة الحكم بدمشق، ثم ولي قضاء الرملة، ثم سكن مصر. وحدث عن: يونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن عوف الجمحي، والربيع بن سليمان المرادي، وجماعة. وعنه: عبد الله بن السقا الحافظ، وأبو بكر بن المقرئ، وابن عدي، ويوسف الميانجي، ومحمد بن المظفر، وجماعة. وقال ابن المقرئ: رأيتهم يضعفونه وينكرون عليه أشياء.) (23/495)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 496 وقال ابن يونس: كان محموداً فيما يتولى. وكانت له حلقة للإشغال بمصر وللرواية. وكان يظهر عبادة وورعاً. وكان قد ثقل سمعه شديداً. وكان يفهم الحديث ويحفظ، ويجتمع إلى داره الحفاظ، ويملي عليهم. ويجتمع في مجلسه جمع عظيم. وقال الحاكم: سألت الدارقطني، عن عبد الله بن محمد القزويني بمصر فقال: كذاب. وضع لعمرو بن الحارث أكثر من مائة حديث. وقال ابن عساكر: قرأت بخط إبراهيم بن عبد الله بن حصن الأندلسي محتسب دمشق: سمعت الدارقطني يقول: عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني كذاب، ألف سنن الشافعي، وفيها نحو مائتي حديث لم يحدث بها الشافعي. وقال: خلط في آخر عمره، ووضع أحاديث على متون فافتضح. قلت: وضعفه جماعة، واتهمه آخرون. قال ابن يونس: خرقت الكتب في وجهه، وتركوا مجلسه. وقال الدارقطني: كذاب. عبد الله بن محمد بن صبيح. أبو محمد العمري النيسابوري الجوهري. محدث، ناسك، مصنف، رحال. سمع: محمد بن يحيى، وأحمد بن الأزهر. وعنه: أبو عمرو بن حمدان، وجماعة. عبد الله بن محمد بن عبدان. أبو مسعود العسكري. (23/496)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 497 إصبهاني، سمع: لويناً، ومحمد بن عيسى المقرئ، وسلمة بن شبيب. وعنه: أبو الشيخ، وعبد الله بن محمد بن عمر. عبد الرحمن بن الحسن بن أيوب. أبو محمد الشعيري الضرير. بغدادي، يعرف برنجي. سمع: عبد الأعلى بن حماد، والحسين بن حريث، وأبا هشام الرفاعي. وعنه: علي بن لؤلؤ، وأبو الحسن بن البواب، وعمر بن شاهين.) مات ليلة عيد الفطر. عبد الواحد بن حمدون المري الأندلسي. يروي عن: بقي بن مخلد، وغيره. علي بن سليمان بن الفضل البغدادي. أبو الحسن النحوي الأخفش الصغير. (23/497)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 498 سمع: أبا العيناء، وثعلباً، والمبرد، والفضل اليزيدي. وتصدر للإفادة. قال المرزباني: ما علمته صنف شيئاً، ولا قال شعراً. وقال ابن النديم: له كتاب الأنواء، وكتاب التثنية. ولابن الرومي فيه هجاء. روى عنه: علي بن هارون القرميسيني، والمعافى الجريري، وأبو عبد الله المرزباني. وكان ثقة. سافر قبل الثلاثمائة إلى مصر، وحلب. وحصل له إضاقة في آخر أيامه، حتى قيل إنه لازم أكل الشلجم، فقبض عليه قلبه فمات. ولم يكن متسعاً في الأدب. 4 (حرف الفاء) الفتح بن إدريس الإصبهاني الكاتب. سمع: لويناً، ومحمد بن يحيى الزماني، وحميد بن مسعدة. وعنه: محمد بن جعفر بن يوسف، والحسن بن إسحاق. 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن إبراهيم الإصبهاني القطان. سمع: إسماعيل بن يزيد القطان، وأحمد بن الفرات. وعنه: أبو الشيخ، وأحمد بن عبيد الله، والحسن بن إسحاق بن إبراهيم. محمد بن أحمد بن عمرو بن هشام. (23/498)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 499 أبو عبد الله الإصبهاني الأبهري. سمع: نصر بن علي، ويوسف بن خالد السمتي. وعنه: أبو أحمد القاضي، والطبراني، وابن المقرئ.) محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين. أبو أحمد الماسرجسي والد أبي علي الحسين. روى عن مسلم كتاب جلود السباع. وروى عن: الذهلي، وأحمد بن يوسف. وعنه: ابنه، وابن أخيه أبو نصر. محمد بن إبراهيم بن عمرو القرشي السهمي. أبو الحسن المصري. سمع: بحر بن نصر. ومات فجأة وهو من أولاد عمرو بن العاص. محمد بن إبراهيم بن خالد. أبو بكر الأسواني. سمع من: يونس بن عبد الأعلى. محمد بن إسماعيل بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الحسني. أبو عبد الله المدني. توفي بمصر في شعبان. وأصله من قرية الرس بنواحي المدينة. وكان يعرف بابن طباطبا العلوي. ذكره ابن يونس فقال: روى عن آبائه حديثاً. وكان كريماً سخياً، له منزلة عند الدولة والعامة. قلت: وسمي جدهم إبراهيم طباطبا لأن أمه كانت ترقصه وهو طفل وتقول: طباطبا تعني نام. وقيل: بل كان إبراهيم يقول القاف شبه الطاء، فطلب مرة قباء يلبسه أو (23/499)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 500 غير ذلك، فقيل: نحضر فرجية. فقال: لا، طباطبا. يعني قباء. وقبره بالقرافة يزار. محمد بن جعفر. أبو الحسن ابن الكوفي الصيرفي. حدث عن: لوين، وإسحاق بن أبي إسرائيل.) وعنه: محمد بن المظفر، وابن شاهين. وتوفي في صفر. محمد بن الحسين بن حفص. أبو جعفر الخثعمي الكوفي الأشناني. حدث ببغداد عن: أبي كريب، وعباد الرواجني، ومحمد بن عبيد المحاربي. وعنه: الجعابي، وأبو الحسين ابن البواب، ومحمد بن المظفر، وأبو بكر بن المقرئ، وجماعة. مولده سنة إحدى وعشرين ومائتين. قال الدارقطني: ثقة. وآخر أصحابه محمد بن جعفر بن النجار الكوفي، بقي إلى عام 403 (23/500)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 501 . محمد بن زكريا بن الحسن الشيباني النيسابوري. سمع: محمد بن يحيى، ومحمد بن يزيد السلمي. وعنه: أبو إسحاق المزكي، وغيره. محمد بن عاصم بن ياسين بن عبد الأحد القتباني المصري. أبو عبد الله. عن: يونس، والربيع المرادي. وعنه: ابن يونس. مات فجأة. محمد بن عبد الله بن العنبري بن عطاء. أبو عبد الله العنبري النيسابوري الكاتب والد يحيى. كان من رؤساء بلده. سمع: علي بن الحسن الهلالي، وقطن بن إبراهيم، وأبا زرعة الرازي، وجماعة. وعنه: ابنه، وغيره. محمد بن أبي عدي بن أحمد بن زحر بن السائب. أبو الحسن التميمي المنقري البصري. في ذي القعدة.) محمد بن عمرو بن سلمة النيسابوري. سمع: أحمد بن يوسف السلمي، وأحمد بن الأزهر. وعنه: أبو أحمد الحاكم. محمد بن فضالة بن الصقر بن فضالة اللخمي الدمشقي. سمع: هشام بن عمار، ومؤمل بن إهاب، وجماعة. وعنه: أبو بكر الربعي، وأبو أحمد الحاكم، وجمح بن القاسم، وآخرون. (23/501)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 502 وقال أبو أحمد في الكنى: في حديثه نظر. محمد بن الفيض بن محمد بن الفياض. أبو الحسن الغساني الدمشقي. روى عن: جده، وإبراهيم بن هشام الغساني، وصفوان بن صالح، ومحمد بن يحيى بن حمزة، وهشام بن عمار، ودحيم، وطائفة. وعنه: موسى بن سهل الرملي وهو أكبر منه، وأبو عمر بن فضالة، وأبو بكر الربعي، وأبو أحمد الحاكم، وابن المقرئ. وتوفي في رمضان وله ست وتسعون سنة. محمد بن القاسم بن سعيد. أبو بكر التجيبي المصري. سمع: الربيع المؤذن. محمد بن مسور الأندلسي. يروي عن: محمد بن وضاح، وغيره. (23/502)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 503 محمد بن المسيب بن إسحاق بن عبد الله النيسابوري الأرغياني الإسفنجي. الحافظ الجوال الزاهد. سمع: إسحاق الكوسج، ومحمد بن رافع، وعبد الجبار بن العلاء، وأبا سعيد الأشج، ومحمد بن بشار، وإسحاق بن شاهين، ومحمد بن هاشم البعلبكي، وسعيد بن رحمة المصيصي، والحسين بن سيار الذي روى بحران عن إبراهيم بن سعد، والهيثم بن مروان، وخلقاً كثيراً. كنيته: أبو عبد الله.) روى عنه: إمام الإئمة ابن خزيمة مع جلالته وتقدمهه، وأبو عبد الله بن الأخرم، وأبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي، والحسين بن علي التميمي، وزاهر بن أحمد، وأبو عمرو بن حمدان، وأبو أحمد الحاكم، وآخرون. قال أبو عبد الله الحاكم: كان من العباد المجتهدين. سمعت غير واحد من مشايخنا يذكرون عنه أنه قال: ما أعلم منبراً من منابر الإسلام بقي علي لم أدخله لسماع الحديث. وسمعت أبا إسحاق المزكي يقول: سمعت محمد بن المسيب يقول: كنت أمشي في مصر وفي كمي مائة جزء، في كل جزء ألف حديث. وسمعت أبا علي الحافظ يقول: كان محمد بن المسيب يمشي بمصر وفي (23/503)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 504 كمه مائة ألف حديث، وكان دقيق الخط وصار هذا كالمشهور من شأنه. وقال أبو الحسين الحجاجي: كان ابن المسيب يقرأ، فإذا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، بكى حتى نرحمه. قال الحاكم: وسمعت محمد بن علي الكلابي يقول: بكى محمد بن المسيب حتى عمي. وقال محمد بن المسيب الأرغياني: سمعت الحسن بن عرفة يقول: رأيت يزيد بن هارون بواسط، وهو من أحسن الناس عينين، ثم رأيته بعين واحدة، ثم رأيته أعمى. فقلت: يا أبا خالد، ما فعلت العينان الجميلتان قال: ذهب بهما بكاء الأسحار. قال أبو إسحاق المزكي: وإنما هذا مثل لمحمد بن المسيب فإنه بكى حتى عمي، رحمة الله عليه. وتوفي في جمادى الأولى عن اثنتين وتسعين سنة. محمد بن نصر بن عيشون الأندلسي. روى عن: محمد بن وضاح الحافظ. محمد بن يوسف بن الصديق. أبو جعفر الكرميني. روى عن: سعيد بن مسعود المروزي، ومحمد بن عيسى الترمذي. (23/504)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 505 وعنه: جعفر بن محمد بن مكي. 4 (حرف النون) ) النعمان بن أحمد بن نعيم. أبو الطيب الواسطي، القاضي. عن: إسحاق بن شاهين، ومحمد بن حرب النسائي، وأحمد بن سنان. وعنه: أبو بكر الأبهري، وابن شاذان، وعمر بن شاهين. وثقه الخطيب وورخه. 4 (حرف الياء) يحيى بن زكريا بن سليمان بن فطر. أبو زكريا القرطبي. سمع من: ابن وضاح، ويوسف بن يحيى المغامي ورحل، فسمع من: علي بن عبد العزيز البغوي، وأبو مسلم الكشي. وكان فقيهاً مفتياً مشاوراً، معظماً بين الخاصة والعامة. توفي في جمادى الآخرة. يحيى بن عبد الرحمن بن عمارة الغوطي الدقاني. سمع: شعبة بن إسحاق، وأبا إسحاق الجوزجاني. روى عنه: أبو بكر الربعي. يحيى بن يحيى القرطبي. (23/505)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 506 الأديب المعتزلي المتكلم المعروف ابن السمينة كان بارعاً في الطب، والحساب، واللغة، والشعر، والنحو، قادراً على الجدل والمناظرة. ذكره صاعد بن أحمد في طبقات الأمم. يوسف بن عبد الأحد بن سفيان القمني. وقمن: من قرى مصر. توفي بها في رجب. سمع: يونس بن عبد الأعلى. وعنه: محمد بن الحسين الإبري، وابن المقرئ، وغيرهما. ولا أعلم به بأساً.) (23/506)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 507 4 (وفيات سنة ست عشرة وثلاثمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن عبد الله بن سيف. أبو بكر السجستاني الفارض. خليفة أبي عمر القاضي. سمع: عمر بن شبة، ويونس بن عبد الأعلى. وعنه: دعلج، وابن شاهين، والمخلص. وثقه الخطيب. مات في جمادى الأولى. أحمد بن محمد بن سعيد. أبو بكر النيسابوري. سمع: إسحاق الكوسج، ومحمد بن يحيى. وعنه: أبو علي الماسرجسي، وغيره. أحمد بن نصر البغدادي. أبو حازم القاضي. سمع: أبا سعيد الأشج، وأبا حفص الفلاس. (23/507)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 508 وعنه: عمر بن شاهين، ومحمد بن زوج الحرة. وكان ثقة. أحمد بن هشام بن عمار بن نصير السلمي. أبو عبد الله الدمشقي. قرأ القرآن على أبيه، وحدث عنه. روى عنه: أبو هاشم عبد الجبار المؤدب، والطبراني، وأبو بكر بن المقرئ، وآخرون. توفي في جمادى الآخرة. 4 (حرف الباء) بنان بن محمد بن حمدان بن سعيد الواسطي.) أبو الحسن الزاهد الكبير. ويعرف ببنان الحمال. نزيل مصر. كان ذا منزلة عند الخاص والعام، وكانوا يضربون بعبادته المثل. وكان لا يقبل من السلاطين شيئاً. حدث عن: الحسن بن عرفة، والحسن بن محمد الزعفراني، وحميد بن الربيع. (23/508)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 509 روى عنه: الحسن بن رشيق، والزبير بن عبد الواحد، وأبو بكر بن المقرئ، وجماعة. ووثقه أبو سعيد بن يونس. صحب الجنيد، وغيره. وهو أستاذ أبي الحسين النوري ومن أقرانه. ومن كلامه: متى يفلح من يسره ما يضره. وقال: رؤية الأسباب على الدوام قاطعة عن مشاهدة المسبب، والإعراض عن الأسباب جملة يؤدي بصاحبه إلى ركوب الباطل. قال أبو عبد الرحمن السلمي في محن الصوفية إن بناناً الحمال قام إلى وزير خمارويه فأنزله عن دابته، وكان نصرانياً، وقال: لا تركب الخيل، وغير كما هو مأخوذ عليكم في ذمتكم. فأمر خمارويه بأن يؤخذ ويطرح بين يدي سبع، فطرح، فبقي ليلة، ثم جاؤوا والسبع يلحسه. فلما أصبحوا وجده قاعداً مستقبل القبلة، والسبع بين يديه. فأطلقه واعتذر إليه. وقال الحسين بن أحمد الرازي: سمعت أبا علي الروذباري يقول: كان سبب دخولي مصر حكاية بنان الحمال، وذاك أنه أمر ابن طولون بالمعروف، فأمر أن يلقى بين يدي السبع، فجعل يشمه ولا يضره. فلما خرج من بين يدي السبع قيل له: ما الذي كان في قلبك حيث شمك قال كنت أفكر في سؤر السباع ولعابها. ثم رب سبع درر، فقال له: حسبك الله بكل درة سنة. فحبس ابن طولون سبع سنين. (23/509)


الجزء التاسع عشر

الكتاب: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام. تأليف: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي. دار النشر: دار الكتاب العربي. مكان النشر: لبنان/ بيروت. سنة النشر: 1407هـ - 1987م. الطبعة: الأولى. تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمري. ملاحظات حول الكتاب: الكتاب موافق للمطبوع كاملاً. غير مفهرس.غير مقابل على نسخة ورقية. بل هو نفس الموجود في مكتبة التراث. قام بنسخه وإدخاله إلى الشاملة أخوكم: أبو عبد الله السني. راجياً منكم دعاءً بظهر الغيب. تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 510 وذكر إبراهيم بن عبد الرحمن أن القاضي أبا عبيد الله احتال على بنان حتى ضربه سبع درر فقال: حسبك الله بكل درة سنة. فحبسه ابن طولون سبع سنين. وقال الزبير بن عبد الواحد: سمعت بناناً يقول: الحر عبد ما طمع، والعبد حر ما قنع. ويروى أنه كان لرجل على رجل دين مائة دينار بوثيقة، قال: فطلبها الرجل فلم يجدها، فجاء إلى بنان ليدعو له، فقال: أنا رجل قد كبرت وأحب الحلواء. اذهب إلى عند دار فرج فاشتر لي رطل حلواء، وأت به حتى أدعو لك.) ففعل الرجل وجاء. فقال بنان: افتح ورقة الحلواء. ففتحها فإذا هي الوثيقة. فقال: هذه وثيقتي. قال: خذها، وأطعم الحلواء صبيانك. قال ابن يونس: توفي في رمضان، وخرج في جنازته أكثر أهل مصر. وكان شيئاً عجباً. 4 (حرف الحاء) الحسين بن محمد بن مصعب السنجي الإسكاف. سمع: أبا سعيد الأشج، ومحمد بن الوليد البسري، ويونس بن عبد الأعلى، والربيع المرادي. وعنه: أبو حاتم بن حبان، وزاهر السرخسي. وتوفي في رجب. (23/510)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 511 4 (حرف الدال) داود بن الهيثم بن إسحاق بن بهلول بن حسان الأنباري. أبو سعد. سمع: جده إسحاق، وعمر بن شبة، وزياد بن يحيى الحساني. وعنه: طلحة بن محمد، ومحمد بن المظفر، وأحمد بن إسحاق الأزرق. وكان فصيحاً نحوياً لغوياً بارعاً مصنفاً، حسن المعرفة باستخراج المعمى. أخذ عن: ثعلب، وغيره. وسمع الخليفة المتوكل بقراءة هذا على جده فضائل العباس. ولد سنة تسع وعشرين ومائتين. 4 (حرف الزاي) الزبير بن محمد بن أحمد البغدادي. أبو عبد الله الحافظ. سمع: أبا ميسرة النهاوندي، وعباساً الدوري، وجماعة. عنه: الطستي، والطبراني، وعلي بن الحسن الحراجي، وأبو حفص بن شاهين. وكان ثقة. زيد بن عبد العزيز بن حبان. أبو جابر الموصلي.) (23/511)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 512 سمع: أبا سعيد الأشج، ومحمد بن عبد الله بن عمار، ومحمد بن يحيى الزماني. وعنه: ابن المقرئ، وعلي بن عبيد الله بن طوق. سمعنا من طريقه مسند المعافى بن عمران. 4 (حرف الصاد) صالح بن أبي مقاتل أحمد بن يونس البغدادي القيراطي. أبو الحسين البزاز. سمع: محمد بن معاوية بن مالج، ويعقوب الدورقي، ومحمد بن يحيى بن أبي حزم القطعي، وجماعة. وعنه: أبو علي بن الصواف، وابن المظفر، وأبو حفص بن شاهين، وأبو بكر بن شاذان. وكان حافظاً كثير المناكير. وقال السلمي: سألت الدارقطني عنه، فقال: كذاب. 4 (حرف العين) عبد الله بن أبي داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير. (23/512)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 513 أبو بكر الأزدي السجستاني الحافظ. ولد بسجستان، ونشأ بنيسابور وبغداد. وسمع بهما، وبالحرمين، ومصر، والشام، والثغور، والعراق. سمع: أحمد بن صالح المصري، وعيسى بن حماد، وأبا الطاهر بن السرح، وإسحاق الكوسج، ومحمد بن أسلم، وعلي بن خشرم. وسلمة بن شبيب، ومحمد بن يحيى الزماني، والمسيب بن واضح، وأبا سعيد الأشج، وأمماً سواهم. روى عنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبو بكر بن مجاهد، ودعلج، ومحمد بن المظفر، والدارقطني، وأبو عمر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين، وأبو بكر الوراق، وأبو الحسين بن سمعون، وأبو أحمد الحاكم، وأبو القاسم بن حبابة، وأبو طاهر المخلص، وعيسى بن الجراح، ومحمد بن زنبور، وأبو مسلم الكاتب، وخلق كثير. ولد سنة ثلاثين ومائتين وقال: رأيت جنازة إسحاق بن راهويه سنة ثمان وثلاثين. وأول ما سمعت من محمد بن أسلم الطوسي في سنة إحدى وأربعين، وكان بطوس، وكان رجلاً) صالحاً، فسر أبي لما كتبت عنه، وقال: أول ما كتبت عن رجل صالح. (23/513)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 514 وقال: دخلت الكوفة ومعي درهم واحد، فاشتريت به ثلاثين مد باقلاء، فكنت آكل منه مداً، وأكتب عن الأشج ألف حديث، فكتبت عنه في الشهر ثلاثين ألف حديث، ما بين مقطوع ومرسل. وقال أبو بكر بن شاذان: قدم ابن أبي داود سجستان، فسألوه أن يحدثهم فقال: ما معي أصل. فقالوا: ابن أبي داود وأصول قال: فأثاروني، فأمليت عليهم ثلاثين ألف حديث من حفظي. فلما قدمت بغداد قال البغداديون: مضى ابن أبي داود إلى سجستان ولعب بالناس. ثم فيجوا فيجاً اكثروه بستة دينانير إلى سجستان ليكتب لهم النسخة. فكتبت لهم وجيء بها، وعرضت على الحفاظ، فخطؤني في ستة أحاديث منها، حدثت بها كما حدثت، وثلاثة أخطأ فيها. رواها الخطيب عن أبي القاسم الأزهري، عن ابن شاذان. ورواها غير الأزهري، عن ابن شاذان، فذكر أن ذلك الإملاء كان بإصبهان. وكذا روى أبو علي النيسابوري، عن ابن أبي داود، وهو المعروف، فكأن الأزهري غلط وقال: سجستان، عوض إصبهان. وقال الخطيب: سمعت أبا محمد الخلال يقول: كان أبو بكر بن أبي داود أحفظ من أبيه. وقال أبو القاسم بن النحاس: سمعت ابن أبي داود يقول: رأيت أبا هريرة في النوم، وأنا بسجستان أصنف حديث أبي هريرة، كث اللحية، ربعة أسمر، عليه ثياب غلاظ. فقلت: إني لأحبك يا أبا هريرة. فقال: أنا أول صاحب حديث كان في الدنيا. فقلت: كم من رجل أسند عن أبي صالح، عنك قال: مائة رجل. (23/514)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 515 قال ابن أبي داود: فنظرت فإذا عندي نحوها. وقال صالح بن أحمد الهمداني: الحافظ أبو بكر بن أبي داود إمام العراق ومن نصب له السلطان المنبر. وقد كان في وقته بالعراق مشايخ أسند منه، ولم يبلغوا في الآلة والإتقان ما بلغ هو. وقال أبو ذر الهروي: ثنا أبو حفص بن شاهين قال: أملى علينا ابن أبي داود زماناً ما رأيت) بيده كتاباً، إنما كان يملي حفظاً. وكان يقعد على المنبر بعد ما عمي، ويقعد تحته بدرجة ابنه أبو معمر، وبيده كتاب يقول له: حديث كذا. فيسر من حفظه حتى يأتي على المجلس. وقرأ علينا يوماً حديث القنوت من حفظه، فقام أبو تمام الزينبي وقال: لله درك، ما رأيت مثلك إلا أن يكون إبراهيم الحربي. فقال: كل ما كان يحفظ إبراهيم أنا أحفظه، وأنا أعرف النجوم وما كان يعرفها. وقال ابن شاهين: لما أراد علي بن عيسى الوزير أن يصلح بين ابن صاعد وابن أبي داود جمعهما عنده، وحضر أبو عمر القاضي، فقال الوزير: يا أبا بكر، أبو محمد أكبر منك، فلو قمت إليه. فقال: لا أفعل. فقال يعني الوزير: أنت شيخ زيف. فقال ابن أبي داود: الشيخ الزيف الكذاب على رسول الله. فقال الوزير: من الكذاب على رسول الله قال: هذا. ثم قام وقال: تتوهم أني أذل لك لأجل أن رزقي يصل إلي على يديك. والله لا أخذت من يدك شيئاً أبداً. فكان المقتدر يزن رزقه بيده، ويبعث به في طبق على يد الخادم. وقال أبو أحمد الحاكم: سمعت أبا بكر يقول: قلت لأبي زرعة الرازي: (23/515)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 516 ألق علي حديثاً غريباً من حديث مالك. فألقى علي هذا، يعني حديث مالك، عن وهب بن كيسان، عن أسماء: لا تحصي فيحصي الله عليك. ألقاه علي عن عبد الرحمن بن شيبة المديني، وهو ضعيف. فقلت له: تحب أن تكتبه عني، عن أحمد بن صالح، عن عبد الله بن نافع، عن مالك. فغضب وشكاني إلى أبي وقال: أنظر ما يقول لي أبو بكر. قال يوسف بن الحسن الزنجاني التفكري: سمعت الحسن بن علي بن بندار الزنجاني يقول: كان أحمد بن صالح يمتنع على المرد من التحديث تورعاً. وكان أبو داود يسمع منه، وكان له) ابن أمرد، فاحتال بأن شد على وجهه قطعة من الشعر، ثم أحضره وسمع. فأخبر الشيخ بذلك فقال: أمثلي يعمل معه هذا فقال أبو داود: لا تنكر علي، واجمع ابني مع شيوخ الرواة، فإن لم يقاومهم بمعرفته فاحرمه السماع. هذه حكاية منقطعة. وقال السلمي: سألت الدارقطني عن ابن أبي داود، فقال: ثقة، كثير الخطأ في الكلام على الحديث. وقال أبو نعيم الحافظ: توفي محمد بن عبد الله بن حفص الهمداني سنة خمس وثمانين ومائتين. حدث عن صالح بن مهران، والناس. عرض عليه قضاء إصبهان فهرب إلى قاشان، وهو سبط أمير إصبهان خالد بن الأزهر، وهو الساعي في خلاص عبد الله بن أبي داود لما أمر أبو ليل الحارث بن عبد العزيز الأمير بضرب عنقه لما تقولوا عليه. (23/516)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 517 وذلك أنه حسده جماعة لما قدم إصبهان، لتبحره في الحفظ، وأجرى يوماً في مذاكرته ما قالته الناحبة في علي، فنسبوا إليه الحكاية، وتقولوا عليه، وأقاموا بعض العلوية خصماً، فأحضروه مجلس أبي ليلى، وأقاموا عليه الشهادة فيما ذكر محمد بن يحيى بن مندة، وأحمد بن علي بن الجارود، ومحمد بن العباس الأخرم، فأمر بقتله، فاتصل الخبر بمحمد بن عبد الله، فأتى وجرح الشهود، ونسب ابن مندة إلى العقوق لوالديه، ونسب ابن الجارود إلى أنه يأكل الربا ويوكله الناس، ونسب الآخر إلى أنه مفتر غير صدوق. وأخذ بيد ابن أبي داود فأخرجه وخلصه من القتل، فكان يدعو له طول حياته، ويدعو على الذين شهدوا له. فاستجيب له فيهم، فمنهم من احترق، ومنهم من خلط وفقد عقله. قلت: وقتل أبو ليلى الأمير في سنة أربع وثمانين ومائتين. قال أبو الشيخ: رأيت يدار برأسه. وقال أحمد بن يوسف الأزرق: سمعت ابن أبي داود غير مرة يقول: كل من بيني وبينه شيء فهو في حل، إلا من رماني ببغض علي رضي الله عنه. قال ابن عدي: سمعت علي بن عبد الله الداهري: سألت ابن أبي داود عن حديث الطير، فقال: إن صح حديث الطير فنبوة النبي صلى الله عليه وسلم باطل، لأنه حكي عن حاجب النبي) صلى الله عليه وسلم، يعني أنس، خيانة، وحاجب النبي لا يكون خائناً. قال: وسمعت محمد بن الضحاك بن عمرو بن أبي عاصم يقول: أشهد على محمد بن يحيى بن مندة بين يدي الله قال: روى الزهري، عن عروة قال: كانت حفيت أظافير علي من كثرة ما كان يتسلق على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم. قال الذهبي: هذه حكاية باطلة، لعلها من كذب النواصب، قبحهم الله. وقال ابن عدي: لولا أنا شرطنا أن كل من تكلم فيه ذكرناه لما ذكرت (23/517)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 518 ابن أبي داود، وقد تكلم فيه أبوه وإبراهيم الإصبهاني، يعني ابن أورمه. ونسب في الابتداء إلى شيء من النصب، ونفاه ابن الفرات من بغداد إلى واسط، ورده علي بن عيسى. وحدث وأظهر فضائل علي، ثم تحنبل، فصار شيخاً فيهم وهو مقبول عند أصحاب الحديث. وأما كلام أبيه فيه فلا أدري إيش تبين له منه. وسمعت عبدان يقول: سمعت أبا داود السجستاني يقول: ومن البلاء أن عبد الله يطلب القضاء. وسمعت علي بن عبد الله الداهري يقول: سمعت محمد بن أحمد بن عمرو: يقول: ابني عبد الله كذاب. قال ابن عدي: وكان ابن صاعد يقول: كفانا ما قال أبوه فيه. وقال محمد بن عبد الله القطان: كنت عند محمد بن جرير الطبري فقال له رجل: إن ابن أبي داود يقرأ على الناس فضائل علي، فقال: تكبيرة من حارس. قلت: لا يسمع قول ابن صاعد، ولا قول ابن جرير في عبد الله، لأنه كان معاديهما، وبينهم شنآن. ولعل قول أبي داود لا يصح سنده، أو كذاب في غير الحديث. وقال محمد بن عبيد الله بن الشخير: إنه كان زاهداً ناسكاً، صلى عليه نحو ثلاثمائة ألف إنسان وأكثر. وتوفي في ذي الحجة. وقال عبد الأعلى ابنه: خلف أبي أبا داود محمداً، وأنا، وأبا معمر عبيد الله، وخمس بنات. وتوفي أبي وله ست وثمانون سنة وأشهر. وصلي عليه ثمانين مرة. عبد الله بن محمد بن عمر. أبو محمد القنطري النيسابوري. قد سمع: أحمد بن حفص بن عبد الله السلمي، ومحمد بن يحيى الذهلي. روى عنه: أبو علي الحافظ، والمشايخ.) (23/518)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 519 عبد الله بن محمد بن الفرج. أبو الحسن الزطني، نزيل مكة. سمع: بحر بن نصر الخولاني. وعنه: أبو بكر بن المقرئ، وغيره. عبد الرحمن بن محمد بن حريث. أبو أحمد البخاري. سمع من: جده حريث بن عبد الرحمن، وسعيد بن مسعود المروزي، ويحيى بن أبي طالب. وعنه: ابنه حريث، وغيره. عبد الرحمن بن محمد بن علي بن زهير. أبو سعيد القرشي الجرجاني. روى عن: أبيه، وسعدان بن نصر، وأحمد بن منصور الرمادي، ومحمد بن زياد بن معروف، ومحمد بن الجنيد الجرجاني، وطائفة كبيرة. روى عنه: ابن عدي، والإسماعيلي، وغيرهما. علي بن محمد البجلي الإفريقي. روى عن: أبي إبراهيم المزني. توفي بالقيروان. عمر بن حفص بن غالب الثقفي الصابوني. أبو حفص القرطبي، عرف بابن أبي تمام. (23/519)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 520 سمع في رحلته سنة ستين: محمد بن عزيز الأيلي، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وأخاه سعداً، وأحمد بن البرقي، وبحر بن نصر، وإبراهيم بن مرزوق، وأبا أمية الطرسوسي. وكان فقيهاً ثبتاً. سمع منه الناس كثيراً. وروى عنه: عبد الله ابن أخي ربيع، ووهب بن مسرة، وآخرون. 4 (حرف القاف) القاسم بن عبد الرحمن الأنباري.) عن: يعقوب الدورقي، وإسحاق بن بهلول. وعنه: ابن المظفر، وطلحة الشاهد. وثقه الخطيب. قتيبة بن أحمد بن شريح. أبو حفص البخاري القاص، صاحب التفسير. سكن نسف وحدث عن: سعيد بن مسعود المروزي، وأبي يحيى بن أبي مسرة. سمع منه: نصوح بن واصل. كان شيعياً. 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن الحسن بن زياد. أبو الفضل النيسابوري الزورابذي. (23/520)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 521 سمع: الذهلي، وأبا سعيد الأشج، وهارون بن إسحاق. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو أحمد الحاكم، وجماعة. محمد بن أحمد بن سليمان بن بردة. أبو بكر المصري. سمع: يونس بن عبد الأعلى. محمد بن جعفر بن محمد بن ثوابة. أبو الحسن بن أبي الحسين الكاتب. من البلغاء. كان صاحب ديوان الإنشاء. مات في شوال سنة. محمد بن جعفر بن محمد بن المهلب. أبو الطيب الديباجي. سمع: يعقوب، الدورقي، وأحمد بن المقدام. وعنه: أبو بكر الشافعي، ومحمد بن المظفر.) وثقه الخطيب. محمد بن حامد بن عبد الله القرشي. مولاهم الدمشقي. سمع: هشام بن عمار، ودحيماً، وأبا حفص الفلاس، ونصر بن علي. وعنه: أبو سليمان بن زبر، وأبو بكر الأبهري، والربعي، وابن المقرئ، وأبو هاشم المؤدب. (23/521)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 522 قال أبو أحمد الحاكم: فيه نظر. محمد بن الحسين بن أحمد بن محمد بن الحسين بن حفص الهمداني الإصبهاني. أبو بكر المعدل. سمع: أحمد بن عصام، وأسيد بن عاصم، وسهل بن الفرخان، وجماعة. وعنه: أحمد بن محمد بن جشنس، والطبراني، وعبد الله بن محمد بن الحجاج. محمد بن الحسين بن حفص. أبو بكر الكاتب. بغدادي مشهور. حدث في هذه السنة بمجلس ابن صاعد. روى عن: محمد بن سنان القزاز، وأحمد بن عبيد بن ناصح. وعنه: ابن حيويه، وأبو الفضل الزهري. محمد بن خريم بن محمد بن عبد الملك بن مروان. أبو بكر العقيلي الدمشقي. سمع: هشام بن داود، ودحيماً، وأحمد بن أبي الحواري، ومحمد بن يحيى الزماني، وجماعة. (23/522)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 523 وعنه: أحمد بن عتبة بن مكين، وحميد بن الحسن الوراق، ومحمد بن موسى السمسار، وعلي بن الحسين الأنطاكي، وعبد الله بن عدي، وأبو بكر الأبهري، وخلق آخرهم عبد الوهاب الكلابي. توفي لست بقين من جمادى الآخرة. وهو صدوق مشهور. محمد بن السري البغدادي النحوي. أبو بكر السراج، صاحب المبرد.) له كتاب الأصول في العربية وهو مصنف نفيس، وكتاب شرح سيبويه، وكتاب احتجاج الفراء، وكتاب الهواء والنار، وكتاب الجمل، وكتاب الموجز، وكتاب الاشتقاق، وكتاب الشعر والشعراء. وكان يلثغ بالراء غيناً. أخذ عنه: أبو القاسم عبد الرحمن الزجاجي، وأبو سعيد السيرافي، وعلي بن عيسى الرماني، وغيرهم. وثقه الخطيب. (23/523)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 524 وكان أديباً شاعراً، إماماً في النحو، مقبلاً على الطرب والموسيقى، وعشق ابن يانس المغني وغيره له أخبار وهنات. توفي في ذي الحجة ببغداد، ولم يخلق في النحو مثله. مات كهلاً، والله يغفر له ويرحمه. محمد بن عقيل بن الأزهر بن عقيل. أبو عبد الله البلخي الحافظ. محدث بلخ وعالمها. صنف المسند، والتاريخ، والأبواب، ورحل، وسمع: علي بن خشرم، وحم بن نوح، وعباد بن الوليد الغبري، وعلي بن أشكاب، وجماعة. وعنه: محمد بن عبد الله الهندواني، وعبد الرحمن بن أبي شريح، وطائفة. توفي في شوال. محمد بن محمد بن الربيع بن سليمان المرادي. عن: جده. مات فجأة. روى عنه: ابن يونس وكناه أبا إسماعيل. محمد بن معاذ بن الفرة الماليني. أبو جعفر الهروي. (23/524)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 525 روى عن: الحسين بن الحسن المروزي، ومحمد بن مقاتل الرازي الفقيه، وأبي داود السنجي، وأحمد بن حكيم، ومحمد بن حفص بن ميسرة الهروي. وعنه: أحمد بن بشر المزني، ومحمد بن محمد بن داود التاجر.) روى عنه أنه قال سنة ثلاثمائة: إنه في ثمانين سنة. توفي في رجب. وروى عنه أيضاً: عبد الله بن يحيى الطلحي، وأبو بكر المفيد، وزاهر بن أحمد، والخليل بن أحمد. 4 (حرف النون) نصر بن الفتح بن يزيد. أبو منصور العتكي السمرقندي الفامي. سمع: رجاء بن مرجا، وأبا محمد الدارمي، وجماعة. وله رحلة إلى العراق. 4 (حرف الياء) إلياس بن رجاء النيسابوري. أبو إسحاق الدهان. سمع: إسحاق الكوسج، وأحمد زاج. وعنه: أبو إسحاق المزكي، وعبد الله بن سعد، وغيرهما. يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد. أبو عوانة النيسابوري، ثم الإسفرائيني الحافظ. صاحب المسند (23/525)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 526 الصحيح المخرج على كتاب مسلم. سمع بخراسان، والعراق، والحجاز، واليمن، والشام، والثغور، والجزيرة، وفارس، وإصبهان، ومصر. سمع: محمد بن يحيى، ومسلم بن الحجاج، ويونس بن عبد الأعلى، وعمر بن شبة، وأحمد ابن أخي ابن وهب، وشعيب بن عمرو الضبعي، وعلي بن حرب، وعلي بن أشكاب، وسعدان بن نصر، والحسن بن محمد الزعفراني، والربيع المرادي، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وخلقاً سواهم. وعنه: أحمد بن علي الرازي الحافظ، وأبو علي النيسابوري، ويحيى بن منصور، وعبد الله بن عدي، والطبراني، وأبو بكر الإسماعيلي، وحسينك بن علي التميمي، وابنه أبو مصعب محمد بن يعقوب.) وآخر من روى عنه ابن ابن أخته أبو نعيم عبد الملك بن لحسن الإسفرائيني، ودخل دمشق مرات. قال الحاكم: وأبو عوانة من علماء الحديث وأثباتهم. سمعت ابنه محمد يقول إنه توفي سنة ست عشرة. وقال غيره: على قبر أبي عوانة مشهد بإسفرائين يزار، وهو بداخل البلد، رحمة الله عليه. وكان أول من أدخل مذهب الشافعي وتصانيفه إلى إسفرائين. أخذ ذلك عن: إبراهيم المزني، والربيع. (23/526)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 527 4 (وفيات سنة سبع عشرة وثلاثمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن حاجب. أبو سعيد النيسابوري الحاجب، المعروف بحمدان. سمع: محمد بن يحيى، وأحمد بن منصور زاج، وعبد الرحمن بن بشر، وأبا الأزهر. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي، وجماعة. محله الصدق. أحمد بن جعفر بن محمد بن سعيد الإصبهاني. أبو حامد الأشعري. له إلى العراق بضع عشرة رحلة، كأنه كان تاجراً. روى عن: إبراهيم بن سلم، والمنذر بن الوليد. وعنه: محمد بن عبد الرحمن بن الفضل، والحسن بن إسحاق، ونسبه أبو الشيخ إلى الضعف. ويقال له الملحمي. أدرك لويناً. أخذ عنه أيضاً: أبو إسحاق بن حمزة. وقال ابن مردويه في تاريخه: كان يدعي ما لم يسمعه. ثم ورخ وفاته. أحمد بن الحسن بن العباس بن شقير البغدادي. (23/527)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 528 أبو بكر النحوي. روى عن أحمد بن عبيد بن ناصح تصانيف الواقدي.) وعنه: إبراهيم الخرقي، وأبو بكر بن شاذان. أحمد بن الحسين. أبو سعيد البرذعي. شيخ الحنفية ببغداد. أخذ عن: أبي علي الدقاق، وموسى بن نصر. وكان فقيهاً مناظراً، بارعاً، إلا أنه كان معتزلياً. تفقه به: أبو الحسن الكرخي، وأبو عمرو الطبري، وأبو طاهر الدباس، وغيرهم. ناظر مرة داود الظاهري فقطع داود. قتل مع الحاج شهيداً إن شاء الله، والله أعلم بطويته، في عشر ذي الحجة بمكة. وقتلت القرامطة حول البيت خلائق، واقتلعوا الحجر الأسود وأخذوه، فبقي عندهم بالبادية سنين عديدة. أحمد بن عقيل بن الأزهر البلخي. أبوالفضل، أخو محمد بن عقيل. في شعبان. (23/528)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 529 أحمد بن محمد بن أحمد بن حفص بن سلم بن يزيد النيسابوري. أبو عمرو الحيري. شيخ العدالة بنيسابور، وسبط أحمد بن عمرو الحرشي. سمع: محمد بن رافع، وإسحاق الكوسج، وعبد الله بن هاشم، وعيسى بن أحمد البلخي، وموسى بن نصر، وأبا زرعة، ومحمد بن مسلم بن وارة، والرمادي، وبحر بن نصر الخولاني صادفه في الحج وطائفة سواهم. سمع منه: أحمد بن المبارك المستملي أحد شيوخه، وأبو علي الحافظ، ودعلج، وأبو بكر الإسماعيلي، وآخرون آخرهم موتاً أبو الحسين الخفاف، ومحمد بن أحمد بن عبدوس. وكان من أهل الثروة والجلالة بالبلد. توفي في ذي القعدة. أحمد بن محمد بن إسحاق بن أبي خميصة. أبو عبد الله المكي. نزيل بغداد.) هو حرمي بن أبي العلاء، كاتب أبي عمر القاضي. روى عن: الزبير بن بكار كتاب النسب. وروى عن: محمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ، وغيره. وسيأتي في الحاء. (23/529)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 530 أحمد بن محمد بن إسماعيل. أبو بكر الهيتي. حدث في هذا العام ببغداد، عن: يعيش بن الجهم، وابن عرفة، والزيادي. وعنه: الدارقطني، وأبو بكر بن شاذان. وثق. أحمد بن محمد بن يحيى الرازي. أبو العباس الشحام. ثقة، سمع: عن بن عبد المؤمن الزعفراني، وسليمان بن داود القزاز. وعنه: جماعة. أحمد بن محمد بن شبيب البغدادي البزاز. أبو بكر بن أبي شيبة. سمع: عبد الله بن هشام الطوسي، وأبا حفص الفلاس، ومحمد بن عمرو بن حيان. وعنه: أبو عمر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين، وأبو بكر بن شاذان. توفي في جمادى الأولى، ووثقه الدارقطني. وولد سنة ثلاثين. أحمد بن نصير بن زياد. أبو جعفر الهواري المالكي. أخذ عن: ابن عبدوس، وابن سحنون، والمغامي. (23/530)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 531 وكان حاذقاً بالمناظرة، عارفاً بالمذهب. عاش ثمانين سنة. إبراهيم بن محمد بن عبد الله القرشي الكريزي القاضي.) أبو محمد، من ولد الأمير بعد الله بن عامر بن كريز ولي قضاء الديار المصرية بعد ابن عبيد بن حربويه، فحكم بها من صفر سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة. ولي سنة وشهراً وعزل. وكان قليل العلم. وكان موته سنة سبع عشرة بحلب. إسحاق بن إبراهيم بن عمار. أبو يعقوب الأنصاري النيسابوري. شيخ رئيس، وجيه، عدل. سمع: محمد بن رافع، والكوسج، وعمر بن شبة، وأبا زرعة الرازي، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن عبدوس، ومحمد بن شريك الإسفرائيني. 4 (حرف الباء) بدر بن الهيثم بن خلف. أبو القاسم اللخمي الكوفي القاضي المعمر، نزيل بغداد. سمع: أبا كريب، وهارون بن إسحاق الهمداني، وهشام بن يونس، وعمرو بن عبد الله الأودي، وأبا سعيد الأشج. (23/531)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 532 وعنه: أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر بن المقريء، وعمر بن شاهين، وعيسى ابن الوزير. وسمع الحديث وقد صار ابن أربعين سنة. قال ابن شاهين: بلغني أنه بلغ مائة وست عشرة سنة. وقال الدارقطني إنه مائةً وسبع عشرة سنة. قال: وكان ثقة، نبيلاً. أدرك أبا نعيم الفضل بن دكين. قال: ودخل على الوزير علي بن عيسى فقال له: كم سن القاضي قال: ما أدري، لكن ظهر بالكوفة أعجوبة، فركبت مع أبي سنة خمس عشرة ومائتين زاد بعضهم فيها: فركبت مع أبي إلى عامل المأمون وركبت الآن إلى حضرة الوزير، وبين الركبتين مائة سنة. وقد وقع لي من عواليه. قرأت على أحمد بن إسحاق: أخبرك الفتح بن عبد السلام، أنا هبة الله بن الحسين، أنا أحمد بن محمد البزاز، ثنا عيسى بن علي إملاءً قال: قريء على بدر بن الهيثم وأنا أسمع: حدثكم أبو كريب: ثنا أبو معاوية، ثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان) بن سعد، عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن في الجنة سوقاً ما فيها بيع ولا شراء إلا الصور من النساء والرجال. فإذا اشتهى الرجل صورة دخل فيها. وذكر الحديث. (23/532)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 533 قال لنا أبو القاسم بدر: هذا الحديث رفعه أبو معاوية. وثنا علي بن المنذر: ثنا محمد بن فضيل موقوفاً. توفي في شوال. وهو ممن جزمت بأنه جاوز المائة. 4 (حرف الجيم) جعفر بن أحمد بن عمرو النيسابوري. أبو محمد جعفرك الغازي، أستاذ أبي بكر أحمد بن إسحاق في الفروسية. سمع: أحمد بن الأزهر، وأحمد بن يوسف. وعنه: جماعة. جعفر بن عبد الله بن مجاشع. أبو محمد الختلي. حدث عن: محمد بن أشكاب، وعبيد الله بن جرير بن جبلة، ومحمد بن الحجاج الضبي، وجماعة. وعنه: أبو الفضل الزهري، وعمر بن شاهين. ووثق. جعفر بن محمد بن إبراهيم. أبو بكر بن أبي الصعو البغدادي الصيدلاني. سمع: محمد بن المثنى، ويعقوب الدورقي، ومحمد بن منصور الطوسي. وعنه: ابن شاهين، وعلي الحربي. وثقه الدارقطني. (23/533)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 534 جعفر بن محمد بن احمد بن بحر. أبو محمد التميمي النيسابوري.) سمع: أحمد بن يوسف، ومحمد بن يزيد السلميني، وسهل بن عمار. وعنه: أبو علي، وأبو أحمد الحاكم الحافظان. 4 (حرف الحاء) حرمي بن أبي العلاء. أبو عبد الله. حدث ببغداد عن: أبي عبيد الله سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، ومحمد بن منصور الجواز، ويحيى بن الربيع المكيين، ومحمد بن عزيز الأيلي. وحدث بكتاب النسب عن مصنفه الزبير بن بكار. وعنه: أبو عمر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين، وعبيد الله بن حبابة، وغيرهم. مات في جمادة الآخرة. وقد وثقه الخطيب، وغيره. وقد تقدم أن اسمه أحمد بن محمد بن إسحاق. وكان كاتب القاضي أبي عمر محمد بن يوسف. الحسن بن إسماعيل الغساني المصري الفارض. سمع: يونس بن عبد الأعلى. الحسن بن علي العدوي. (23/534)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 535 أحد الكذابين. قيل: توفي فيها، وهو في سنة تسع عشرة. الحسن بن محمد بن الحسن بن زياد الإصبهاني. أبو علي الداركي. ثقة، صاحب كتاب. سمع: صالح بن مسمار، ومحمد بن عبد العزيز أبي رزمة، ومحمد بن حميد الرازي، والحسين بن حريث، وسعيد بن عنبسة، ومحمد بن إسماعيل البخاري. وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو بكر محمد بن جشنس، وأهل إصبهان. توفي في جمادى الآخرة. الحسن بن محمد بن سنان.) أبو علي القنطري السواق. سمع: أحمد بن يوسف، ومحمد بن يحيى. وعنه: أبو علي الحافظ، وغيره من النيسابوريين. الحسن بن محمد بن يحيى. أبو أحمد العقيلي، قاضي شمشاط. سمع: حميد بن الربيع، وغيره. وعنه: يوسف القواس الزاهد، وأبو بكر بن شاذان حدث في هذا العام، ولم نعرف وفاته. (23/535)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 536 الحسين بن محمد بن غويث. أبو عبد الله التنوخي الدمشقي. رحل وسمع من: يونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن عزيز الأيلي، والمزني، والربيع المرادي، وخلق. روى عنه: أبو سليمان بن زير، وأبو بكر بن المقريء، وعبد الوهاب الكلابي. 4 (حرف الدال) داود بن سليمان بن خزيمة. أبو محمد الكرميني القطان. روى التفسير عن: عبد بن حميد. وروى عن: الدارمي، ورجاء بن مرجا. وعنه: أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم، وعبد الكريم بن محمد الطواويسي. 4 (حرف الزاي) الزبير بن أحمد بن سليمان بن عبد الله بن عاصم بن المنذر بن الزبير بن العوام الأسدي الزبيري البصري. الفقيه الشافعي الضرير. (23/536)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 537 له تصانيف في الفقه كالكافي، وغيره. وحدث عن: محمد بن سنان القزاز، وغيره. وعنه: أبو بكر النقاش، وعمر بن بشران، وعلي بن لؤلؤ، ومحمد بن بخيت.) وكان ثقة إماماً مقرئاً. عرض على: روح بن قرة، ورويس، ومحمد بن يحيى القطعي، ولم يختم عليه. قرأ عليه: أبو بكر النقاش، وغيره. 4 (حرف الطاء) طاهر بن علي بن عبدوس. أبو الطيب الطبراني القطان القاضي. مولى بني هاشم. روى عن: نوح بن حبيب، وعصام بن رواد، وحماد بن نجيج، وجماعة. وعنه: الطبراني، وعبد الله بن عدي، وأبو زرعة محمد بن إبراهيم الجرجاني، وعبد الوهاب الكلابي. 4 (حرف العين) عبد الله بن أحمد بن إبراهيم. أبو العباس البغدادي المارستاني الضرير. سمع: رزق الله بن موسى، وإسحاق بن بهلول، ومهنا الشامي. وعنه: أبو الحسن الدارقطني، وابن شاهين، وعمر بن إبراهيم الكناني، وأبو طاهر المخلص. قال ابن قانع: تكلم فيه. (23/537)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 538 عبد الله بن محمد بن احمد بن نصر. أبو محمد النيسابوري العابد. سمع: جديه أحمد بن نصر المقريء، ومحمد بن عقيل الخزاعي، والذهلي. وعنه: عبيد الله بن سعد، وأبو إسحاق المزكي، وجماعة. عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور. أبو القاسم البغوي الأصل البغدادي. مسند الدنيا وبقية الحفاظ ابن بنت أحمد بن منيع. ولد ببغداد في أول رمضان سنة أربع عشرة، ومائتين، وسمع: علي بن الجعد، وخلف بن هشام، وأبا نصر التمار، ويحيى الحماني، وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل، وشيبان بن) فروخ، وسويد بن سعيد، وداود بن عمرو الضبي، وخلقاً كثيراً أزيد من ثلاثمائة. وعنه: ابن صاعد، والجعابي، وأبو بكر القطيعي، وأبو حفص الزيات، وابن المظفر، والدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، وعمر الكناني، وأبو القاسم (23/538)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 539 ابن حبابة، وأبو طاهر المخلص، وعبد الرحمن بن أبي شريح الهروي، وأبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب، وهو آخر من حدث عنه. وروى عنه خلق لا يحصيهم إلا الله تعالى، لأنه طال عمره، وتفرد في الدنيا بعلو السند. قال: رأيت أبا عبيد ورأيت جنازته. وأول ما كتبت الحديث سنة خمسٍ وعشرين ومائتين. وحضرت مع عمي عليٍ مجلس عاصم بن علي. وقال أحمد بن عبدان الحافظ: سمعت البغوي يقول: كنت يوماً ضيق الصدر، فخرجت إلى الشط، وقعدت وفي يدي جزء عن يحيى بن معين أنظر فيه، فإذا بموسى بن هارون فقال: أيش معك قلت: جزء عن يحيى. فأخذه من يدي فرماه في دجلة وقال: تريد أن تجمع بين أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: أبو القاسم البغوي يدخل في الصحيح. وقال الدارقطني: كان البغوي قل أن يتكلم على الحديث. فإذا تكلم كان كلامه كالمسمار في الساج. وقال ابن عدي: كان صاحب حديث، وكان وراقاً، من ابتدأ أمره يورق على جده وعمه، وغيرهما. وكان يبيع أهل نفسه في كل وقت. ووافيت العراق سنة سبعٍ وتسعين ومائتين وأهل العلم والمشايخ منهم مجتمعين على ضعفه، (23/539)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 540 وكانوا زاهدين في حضور مجلسه. وما رأيت في مجلسه قط في ذلك الوقت إلا دون العشرة غرباء، بعد أن يسأل بنوه الغرباء مرةً بعد مرة حضور مجلس أبيهم، فيقرأ عليهم لفظاً. وكان مجانهم يقولون: ابن منيع شجرة تحمل داود بن عمر الضبي، أي من كثرة ما يروي عنه. وما علمت أحداً حدث عن علي بن الجعد أكثر مما حدث هو. وسمعه قاسم المطرز يقول: ثنا عبيد الله العيشي. فقال القاسم: في حرم من يكذب.) وتكلم قوم فيه عند عبد الحميد الوراق، ونسبوه إلى الكذب فقال: هو أنغش من أن يكذب، يعني ما يحسن. قال: وكان بذيء اللسان، يتكلم في الثقات. وسمعته يقول يوم مات المروزي محمد بن يحيى: أنا قد ذهب بي عمي إلى أبي عبيد، وعاصم بن علي، وسمعت منهما. ولما مات أصحابه احتمله الناس واجتمعوا عليه، ونفق عندهم، ومع نفاقه وإسناده كان مجلس ابن صاعد أضعاف مجلسه. قلت: قد بالغ ابن عدي من الحط على البغوي، ولم يقدر يخرج له مما غلط فيه سوى حديثين. ثم قال: والبغوي كان معه طرف من معرفة الحديث ومن معرفة التصانيف. وطال عمره، واحتاجوا إليه، وقبله الناس. ولولا أني شرطت أن كل من تكلم فيه متكلم ذكرته، وإلا كنت لا أذكره. وقال الحافظ عبد الغني المصري: سألت أبا بكر محمد بن علي النقاش: تحفظ شيئاً مما أخذ على ابن بنت منيع. قال: غلط في حديث، عن محمد بن عبد الوهاب، عن أبي شهاب، عن أبي إسحاق الشيباني، رواه عن محمد، وإنما سمعه من إبراهيم بن هانيء، عنه. فأخذه عبد الحميد الوراق بلسانه ودار على أصحاب الحديث. فبلغ ذلك (23/540)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 541 ابن بنت منيع، فخرج إلينا، وعرفنا أنه غلط، وأنه أراد أن يكتب: ثنا إبراهيم بن هانيء، فمرت يده على العادة، ورجع عنه. ورأيت فيه الإنكسار والغم. وكان رحمه الله ثقة. وقال غير واحد: توفي ليلة عيد الفطر، وعاش مائةً وثلاث سنين وشهراً. قلت: آخر من روى حديثه عالياً أبو المنجا بن اللتي. وأعرف له حديثاً منكراً في الأول من حديث ابن أخي ميمي، وفي جزء بيبي. وقد احتج به عامة من خرج الصحيح كالدارقطني، والإسماعيلي، والبرقاني. قال الخطيب: كان ثقة ثبتاً فهماً عارفاً. قلت: وله كتاب معجم الصحابة في مجلدين، يدل على سعة حفظه وتبحره. وكذلك تأليفه للجعديات أحسن ترتيبها وأجاد تأليفها.) قال الدارقطني: لم يرو البغوي عن يحيى بن معين غير حكاية. وقال: أبو عبد الرحمن السلمي: سألت الدارقطني، عن أبي القاسم البغوي فقال: ثقة، جبل، إمام، أقل المشايخ خطأ، وكلامه في الحديث أحسن من كلام ابن صاعد. قال الخليلي: أبو القاسم البغوي من المعمرين العلماء. سمع: داود بن رشيد، والحكم بن موسى، وطالوت بن عباد، وابني أبي شيبة، ونعيم بن الهيصم، والقواريري. ثم قال: وعنده مائة شيخ لم يشاركه أحد في آخر عمره فيهم. ثم نزل إلى الشيوخ، وهو حافظ عارف. صنف مسند عمه علي بن عبد العزيز. وقد حسدوه في آخر عمره، فتكلموا فيه بشيء لا يقدح فيه. وقد سمعت عبد الرحمن بن محمد: سمعت أبا أحمد الحاكم: سمعت البغوي يقول: ورقت لألف شيخ. (23/541)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 542 عبد الله بن محمد بن عبدوس البغدادي. أبو القاسم العطشي المقريء. سمع: علي بن حرب، وحماد بن عنبسة، وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد. وعنه: ابن شاهين، والآجري. عبد الله بن معمر بن العمركي. شيخ بلخي، قدم بغداد في هذا العام. وحدث عن: عبد الصمد بن الفضل، وإسماعيل بن بشر. روى عنه: الدارقطني، وابن شاهين، وجماعة. قال الخطيب: لا بأس به. عبد الرحمن بن الحسن. أبو القاسم الدمياطي اللواز. ثقة، سمع: يونس بن عبد الأعلى، ويزيد بن سنان القزاز. وكان عدلاً مقبولاً. توفي في شوال. عبد الرحمن بن عبد الله بن الزبير. أبو بكر الرهاوي.) سمع: أباه، ومحمد بن المستهل البصري. وعنه: ابن عدي، وابن المقريء. عدم بمكة لما دخلتها القرامطة. عفير بن مسعود بن عفير بن بشر الغساني. (23/542)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 543 أبو الحرم. من أهل مورور، سكن قرطبة. صحب محمد بن عبد السلام الخشني. وعاش سنة. وكان حافظاً للغة والسير، إخبارياً. علي بن الحسن بن سعد بن المختار. أبو الحسن الهمداني البزاز. سمع: هارون بن إسحاق الهمداني، ومحمد بن وزير، وحميد بن زنجويه، وعبد الرحمن بن عمر رستة، ومحمد بن عبيد، ومحمد بن علي بن الحسن بن شقيق، وأحمد بن بديل. وعنه: صالح بن أحمد، وأحمد بن محمد بن روزبة، وجبريل العدل، وآخرون. قال شيرويه: كان ثقة خيراً. توفي في شهر رمضان. علي بن الحسن بن المغيرة. أبو أحمد البغدادي الدقاق. سمع: إسحاق بن أبي إسرائيل، والحسن بن عيسى بن ماسرجس. وعنه: عمر بن بشران ووثقه، وأبو بكر بن شاذان، وجماعة. علي بن أحمد بن سليمان بن ربيعة. أبو الحسن بن الصقيل المصري، المعروف بعلان. سمع: محمد بن رمح، وعمر بن سواد، ومحمد بن هشام بن أبي خيرة، وسلمة بن شبيب، وخلقاً. (23/543)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 544 وعنه: أبو سعيد بن يونس، وأبو بكر بن المقريء، وعبيد الله بن محمد بن أبي غالب البزاز، ومحمد بن أحمد الإخميمي، وطائفة سواهم. وقال ابن يونس: كان ثقة كثير الحديث. ولد فيما حدثنا سنة عشرين ومائتين، وكتب سنة) أربعين. وكان أحد كبراء عدول البلد. وفي خلقه زعارة. توفي في شوال. علي بن محمد بن يحيى بن خالد المروزي. أبو الحسن الخالدي. سمع: علي بن خشرم، ومحمد بن عبدة المروزي. وعنه: أبو علي النيسابوري، وأبو العباس السياري، وجماعة. عمران بن عثمان بن يونس الأندلسي. أبو محمد. سمع: علي بن عبد العزيز بمكة، وغيره. عمر بن حفص بن غالب بن أبي التمام الأندلسي. روى عن: يونس بن عبد الأعلى، وغيره. 4 (حرف الفاء) الفضل بن أحمد بن منصور بن ذيال الزبيدي. بغدادي يكنى أبا العباس. سمع: أحمد بن حنبل، وعبد الأعلى بن حماد النرسي، وغرهما. وعنه: أبو الفتح القواس، ومحمد بن جعفر النجار، وابن معروف (23/544)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 545 القاضي، وأبو الحسن الدارقطني وقال: ثقة مأمون. وقال القواس: ثنا إملاءً سنة سبع عشرة. قلت: لم يورخوا وفاته. وقد روى القواس عنه، عن عبد الأعلى حديث أبي العشراء الدارمي. 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن زهير بن همان القيسي. أبو الحسن الطوسي. محدث مصنف. سمع: عبد الله بن هاشم، وإسحاق الكوسج، وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم، والذهلي. وعنه: أبو الوليد حسان الفقيه، وأبو علي النيسابوري، وأحمد بن منصور الحافظ، وأبو إسحاق) المزكي، وزاهر بن أحمد الفقيه. وتوفي بنوقان. محمد بن إبراهيم بن فوزان النيسابوري. سمع: الذهلي، وسهل بن عمار. وحدث. محمد بن إدريس بن وهب الأعور. بغدادي. حدث بمصر عن: سعدان بن نصر، وطبقته. (23/545)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 546 مات في جمادى الأولى. محمد بن جابر بن سنان الحراني البتاني. أبو عبد الله المنجم الحاسب. صاحب الزيج، الصابيء. له أعمال عجيبة. وابتدأ بالرصد من سنة أربعٍ وستين ومائتين إلى سنة ست وثلاثمائة. وكان بارعاً في فنه. وشرح مقالات بطليموس. وبتان: من أعمال حران. محمد بن أبي الحسين أحمد بن محمد بن عمار بن محمد بن حازم بن المعلى بن الجارود. أبو الفضل الهروي، الحافظ الشهيد. إمام كبير، عارف بعلل الحديث. له جزء فيه بضعة وثلاثون حديثاً من الأحاديث التي بين عللها، قد أخرجها مسلم في صحيحه. سمع: أحمد بن نجدة، والحسين بن إدريس، ومحمد بن عبد الله بن إبراهيم الأنصاري، ومعاذ بن المثنى، وأحمد بن إبراهيم بن ملحان، وطبقتهم. ورحل وطوف، ودخل نيسابور فسمع من: السراج. روى عنه: أبو علي الحافظ، وأبو الحسين الحجاجي، وعبد الله بن سعد (23/546)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 547 النيسابوريون، ومحمد بن أحمد بن حماد الكوفي، ومحمد بن المظفر. وقال الحاكم: سمعت بكر بن أحمد الحداد بمكة يقول: كأني أنظر إلى الحافظ أبي الفضل بن) أبي الحسين، وقد أخذته السيوف، وهو متعلق بيديه جميعاً بحلقتي الباب حتى سقط رأسه على عتبة الكعبة سنة ثلاثٍ وعشرين. كذا قال وإنما كان ذلك سنة سبع عشرة. ورخه غير واحد. قتله القرامطة، لعنهم الله. وهو سبط أبي سعد يحيى بن منصور الزاهد الهروي. وقتل معه أخوه أبو نصر أحمد بن أبي الحسين. سمع من جده أبي سعد، وابن خزيمة. روى عنه علي بن الحسن السرخسي، وغيره. وقد خرج صحيحاً على رسم مسلم، ولم يتكهل. محمد بن خالد بن يزيد البرذعي. ممن قتله القرامطة بمكة، رحمه الله. محمد بن زبان بن حبيب. أبو بكر الحضرمي المصري. سمع: أباه، ومحمد بن رمح، وأبا الطاهر بن السرح، وزكريا بن يحيى كاتب العمري، والحارث بن مسكين، وطبقتهم. وعنه: أبو يونس، وقال: قال لي: ولدت سنة خمسٍ وعشرين وأبو بكر بن المقريء، وإبراهيم بن أحمد رئيس المؤذنين بمصر، وطاهر بن أحمد الخلال، وأبو عدي عبد العزيز ابن الإمام القاريء، ومحمد بن يحيى بن عمار الدمياطي، ومحمد بن أحمد بن العباس الإخميمي، وخلق سواهم. (23/547)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 548 توفي في جمادى الأولى. قال ابن يونس: كان رجلاً صالحاً، ثقة، ثبتاً، فقيراً، لم يكن يقبل من أحد شيئاً. محمد بن عبد الله بن سعيد. أبو بكر الإصبهاني. حدث ببغداد عن: أسيد بن عاصم، وأحمد بن عصام. وعنه: ابن شاهين الواعظ، وأبو بكر بن شاذان.) محمد بن عبد الحميد. أبو جعفر الفرغاني العسكري الضرير. نزيل دمشق. سمع: أبا سعيد الأشج، والحسن بن عرفة، وعمر بن شبة، وطبقتهم. وعنه: أبو هاشم عبد الجبار المؤدب، وأبو بكر أحمد بن السني، وأبو أحمد الحاكم، ومحمد بن المظفر. محمد بن عبد السلام بن عثمان. أبو بكر الفرازي الدمشقي. سمع: أبا أمية الطرسوس، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وحنبل بن إسحاق، وأحمد بن شيبان الرملي. وعنه: أبو سليمان بن زبر، وأبو بكر الربعي، وأبو أحمد الحاكم ومحمد بن المظفر. محمد بن عبد الصمد بن هشام الصدفي. أبو بكر المصري. (23/548)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 549 عن: يونس بن عبد الأعلى، وياسين بن عبد الأحد. وعنه: ابن يونس. توفي في جمادى الآخرة. محمد بن عبيد بن أيوب. أبو عبد الله القرطبي الدباج. رحل وسمع من: إسماعيل القاضي. وكان يعاني عمل الديباج. وسمع من: أحمد بن زهير. وحدث، وكان ثقة. روى عنه: عبد الله بن عثمان، وعمر بن يوسف. محمد بن الفضل بن العباس. أبو عبد الله البلخي الزاهد. الحبر الواعظ. كان سيداً عارفاً نزل سمرقند وتلك الديار ويقال إنه وعظ مرةً فمات في ذلك المجلس أربعة أنفس. صحب أحمد بن خضرويه البلخي، وغيره.) وقال أبو عبد الرحمن السلمي: ثنا علي بن القاسم الخطابي الواعظ بمرو إملاءً: ثنا محمد بن الفضل البلخي الزاهد الصوفي بسمرقند، ثنا قتيبة بن (23/549)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 550 سعيد، ثنا الليث، فذكر حديثاً. وقال السلمي: توفي سنة سبع عشرة. وسمعت محمد بن علي الحيري: سمعت أبا عثمان الحيري يقول: لو وجدت من نفسي قوةً لرحلت إلى أخي محمد بن الفضل، فاستروح بروايته. وسمع منه: أبو بكر محمد بن عبد الله الرازي، وغيره. روى عنه: أبو بكر بن المقريء إجازةً. ولعله آخر من حدث عن قتيبة. وروى عن أبي بشر محمد بن المهدي، عن محمد بن السماك. ومن الرواة عنه: إسماعيل بن نجيد، وإبراهيم بن محمد بن عمرويه، ومحمد بن مكي النيسابوري، وعبد الله بن محمد الصيدلاني البلخي شيخ لأبي ذر الهروي. وقال أبو نعيم، سمع الكثير من قتيبة. وسمعت محمد بن عبد الله الرازي بنيسابور: سمعت محمد بن الفضل يقول: ذهاب الإسلام من أربعة: أولها: لا يعملون بما يعلمون. الثاني: يعملون بما لا يعلمون. الثالث: لا يتعلمون ما لا يعلمون. الرابع: يمنعون الناس من التعليم. (23/550)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 551 وقال: الدنيا بطنك، فبقدر زهدك في بطنك زهدك في الدنيا. قال السلمي في محن الصوفية: لما تكلم محمد بن الفضل ببلخ في فهم القرآن وأحوال الأئمة، أنكر عليه فقهاء بلخ وعلماؤها، وقالوا: مبتدع. وإنما ذاك لسبب اعتقاده مذهب أهل الحديث. فقال لا أخرج حتى يخرجوني ويطوفوا لي في الأسواق، ويقولوا مبتدع. ففعلوا به ذلك: فقال: نزع الله من قلوبكم محبته ومعرفته. فقيل: لم يخرج بها صوفي من أهلها. فأتى سمرقند. فبالغوا في إكرامه. محمد بن القاسم بن جعفر.) أبو الطيب الكوكبي. أخو الحسين. سمع: عمر بن شبة، وقعنب بن المحرر، وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد. وعنه: أبو عمر بن حيويه، والدارقطني، والمخلص. وكان ثقة، بغدادياً. محمد بن يزيد بن أبي خالد الأندلسي. سمع: محمد بن وضاح. وحدث. محمد بن هارون بن منصور. أبو سعيد النيسابوري المسبكي. (23/551)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 552 محدث محتشم رئيس. سمع: الذهلي، وأحمد بن الأزهر، وأحمد بن يوسف، والعباس الدوري، والصغاني، وابن أبي مسرة، وإسحاق الدبري. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو أحمد الحاكم، وأبو إسحاق المزكي، وآخرون. مات في المحرم. محمد بن محمد بن خالد. أبو القاسم القيسي الطويري. سمع من: محمد بن سحنون كثيراً. وولي مظالم بلد القيروان لعيسى بن مسكين. ثم ولي قضاء قشطيلة. قال ابن حارث الحافظ: صحبناه وقد هرم. وقرأنا عليه بعض كتاب ابن سحنون في خفيةٍ وتوارٍ لما كنا فيه، يعني خوفاً من الدولة. وهم بنو عبيد الرافضة. قال: وكان قليل ذات اليد، مات ولم يكن له كفن. وامتحن رحمه الله على يد محمد بن عمر المروزي، قاضي الشيعة. ضربه في الجامع وحبسه. فعل ذلك به وبجماعة من الفقهاء والغزاة، وكان البلاء عظيماً ببني عبيد الباطنية. محمد بن أبي خالد الأندلسي البجاني. رحل وسمع: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم.) وسمع بالقيروان من أصحاب سحنون. وسمع من: أبي مصعب أحمد بن سليمان الإلبيري. وحدث. توفي في شعبان. منثيل بن عفيف. أبو وهب المرادي الوشقي. (23/552)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 553 سمع من: يحيى بن عبد العزيز، وغيره. ورحل فسمع: أبا يحيى بن أبي مسرة، وإسحاق الدبري، وإبراهيم بن برة الصنعاني. روى عنه: زكريا بن يحيى، وغيره. توفي في رمضان. 4 (حرف الهاء) هشام بن الوليد بن محمد بن عبد الجبار. أبو الوليد الغافقي القرطبي. سمع من: بقي بن مخلد، ومحمد بن وضاح. وكان نحوياً عروضياً، أدب أمير المؤمنين الناصر وولده المستنصر. وتوفي في ربيع الأول. 4 (حرفالياء) يحيى بن محمود بن عبيد الله بن أسد النيسابوري. أبو زكريا. سمع: عتيق بن محمد، وعلي بن الحسن الأفطس، ومحمد بن يحيى الذهلي. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي، وأبو أحمد الحاكم، وجماعة. (23/553)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 554 4 (وفيات سنة ثمان عشرة وثلاثمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن إبراهيم بن أبي عاصم. أبو بكر اللؤلؤي القيرواني، النحوي الشاعر اللغوي. إمام بارع في الحديث والفقه والعربية.) مات كهلاً وهو القائل هذه الأبيات. (أيا طلل الحي الذين تحملوا .......... بوادي الغضا كيف الأحبة والحال)

(وكيف قضيب البان والقمر الذي .......... بوجنته ماء الملاحة مختال)

(ولما استقلت ظعنهم وحدوجهم .......... دعوت، ودمع العين مني هطال)

(سقيت نقيع السم إن كان ذا الذي .......... أتاك به الواشون عني كما قالوا) أحمد بن إسحاق بن بهلول بن حسان التنوخي. (23/554)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 555 أبو جعفر الأنباري الحنفي الفقيه. ترجمه أبو بكر الخطيب فقال: ولي قضاء مدينة المنصور عشرين سنة. وسمع: أبا كريب، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، ومحمد بن زنبور، ويعقوب الدورقي، ووالده. وعنه: محمد الوراق، وعمر بن شاهين، والدارقطني، وأبو طاهر المخلص. وكان ثقة، عظيم القدر واسع الأدب، تام المروءة، فقيهاً حنفياً، بارعاً في العربية. ولد سنة إحدى وثلاثين ومائتين، وصرف عن القضاء قبل موته بعام. وله مصنف في نحو الكوفيين، وكان قيماً به. وكان شاعراً بليغاً فصيحاً مفوهاً متقناً. قال ابن الأنباري: ما رأيت صاحب طيلسان أنحى منه. وكان أبوه من حفاظ الحديث، أدرك ابن عيينة. أحمد بن جعفر. أبو بكر الفهري المصري. سمع: يونس بن عبد الأعلى. وعنه: أبو بكر بن المقريء، وغيره. ذكر وفاته أبو سعيد بن يونس. توفي في ذي الحجة. أحمد بن علي بن عبيد الله. أبو علي الأنصاري. حدث بنيسابور عن: أحمد بن حنبل، وأبي الصلت الهروي. وزعم أنه (23/555)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 556 سمع سنة إحدى وثلاثين ومائتين.) قال الحاكم: غريب طير طري علينا، يضعفه بذلك، وتوفي عندنا في المحرم. وسمعوا منه. أحمد بن محمد بن حكيم. أبو بكر الصدفي المصري. سمع: يونس بن عبد الأعلى. أحمد بن محمد بن سليمان بن حبش الكاتب. عن: أبي هشام الرفاعي. وعنه: ابن شاهين. أحمد بن محمد بن المغلس البغدادي. أبو عبد الله البزاز. أخو جعفر. سمع: لويناً، والوليد بن شجاع، وإسحاق بن أبي إسرائيل. وعنه: يوسف القواس، وأبو حفص بن شاهين، وأبو بكر بن شاذان. وكان ثقة. توفي في جمادى الأولى قبل ابن صاعد بنحو من شهر. وكان في عشر المائة. أكثر عن لوين، وكان من بقايا أصحابه. أحمد بن يعقوب. أبو عبد الله البغدادي العطار الخصيب. (23/556)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 557 سمع: أحمد بن إبراهيم الدورقي. وعنه: محمد بن أحمد بن المفيد، وأبو حفص بن شاهين، وهو أخو محمد. إسماعيل بن إبراهيم بن عمار الأنصاري الخزرجي النيسابوري. أخو إسحاق من ولد سعد بن عبادة. وكان من رؤساء نيسابور. وحدث. إسماعيل بن داود بن وردان. أبو العباس المصري البزاز.) سمع: زغبة، ومحمد بن رمح، وزكريا كاتب العمري، وعبيد الله... سنة ست وعشرين ومائتين. وعنه: ابن يونس، وأبو بكر بن المقريء، ومحمد بن أحمد الإخميمي. توفي في ربيع الآخر. إسماعيل بن سليمان. أبو معمر البزاز. بغدادي، ثقة. سمع: عبد الله بن محمد بن المسور، ومحمد بن الوليد، ومحمد بن المثنى. وعنه: ابن المظفر، وأبو بكر بن شاذان، وعمر بن شاهين. إسحاق بن حمدان بن العباس. أبو يعقوب البلخي المعدل. (23/557)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 558 في جمادى الآخرة. 4 (حرف الثاء) ثابت بن بدير القرطبي المالكي المفتي. مصنف كتاب الجهاد. سمع: محمد بن عبد السلام الخشني، ومحمد بن وضاح، وجماعة. وكان مائلاً إلى الحديث. 4 (حرف الجيم) جعفر بن محمد بن يعقوب. أبو الفضل الصندلي. ثقة، بغدادي، زاهد. قال القواس: كان يقال إنه من الأبدال. سمع: إبراهيم بن مجشر، والحسن بن محمد الزعفراني، ومحمد بن إسماعيل الحساني، وعلي بن حرب. وعنه: عبد العزيز بن جعفر الفقيه، وأبو عمر بن حيويه، ويوسف القواس.) 4 (حرف الحاء) الحسن بن حمدون بن الوليد. أبو علي النيسابوري. سمع: محمد بن رافع، وإسحاق بن منصور، والذهلي. وعنه: أبو محمد الشيباني، وإسماعيل بن نجيد، وغيرهما. (23/558)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 559 حسن بن عبد الله بن مذحج بن محمد. أبو القاسم الزبيدي الإشبيلي. سمع: محمد بن جنادة، وطاهر بن عبد العزيز، وعبيد الله بن يحيى. وحج فسمع جماعةً بعد الثلاثمائة. ولم يكن له بصر بالحديث. الحسن بن علي بن أحمد بن بشار البغدادي. أبو بكر بن العلاف المقريء الشاعر. قرأ القرآن على أبي عمر الدوري. وسمع منه، ومن: حميد بن مسعدة، ونصر الجهضمي. قرأ عليه: أبو فرج الشنبوذي، والشذائي. وحدث عنه: أبو عمر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين، وجماعة. وكان ظريفاً أديباً، من ندماء المعتضد. وعاش نيفاً وتسعين سنة. وكان ضريراً. وهو صاحب القصيدة المشهورة: (يا هر فارقتنا ولم تعد .......... وكنت منا بمنزل الولد) الحسين بن الحسن بن سفيان بن زياد. أبو العباس الفسوي التاجر. نزيل بخارى. سمع: محمد بن رافع، والحسين بن حريث الخزاعي، وجماعة. وعنه: خلف الخيام. (23/559)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 560 الحسين بن محمد بن مودود.) أبو عروبة بن أبي معشر الحراني السلمي الحافظ. أحد أئمة هذا الشأن. أول سماعه وطلبه سنة ست وثلاثين ومائتين. سمع: مخلد بن مالك السلمسيني، ومحمد بن الحارث الرافقي، ومحمد بن وهب الحراني، وإسماعيل بن موسى السدي، وعبد الوهاب بن الضحاك، ومحمد بن المصفى الحمصي، والمسيب بن واضح، وعبد الجبار بن العلاء، وخلقاً سواهم. وكان ثقة نبيلاً. روى عنه: أبو حاتم بن حبان، وعبد الله بن عدي، وابن المقريء، وأبو أحمد الحاكم، ومحمد بن المظفر، وعمر بن علي القطان، والقاضي أبو بكر الأبهري، وطائفة سواه. رحلوا إليه إلى حران. قال ابن عدي: كان عارفاً بالحديث والرجال، وكان مع ذلك مفتي أهل حران، شفاني حيث سألته عن قوم. وقال أبو أحمد في الكنى: أبو عروبة الحسين بن محمد بن مودود بن حماد السلمي سمع: أبا عثمان عبد الرحمن بن عمرو البجلي، وأبا وهب الوليد بن عبد الملك بن مسرح. كان من أثبت من أدركناه وأحسنهم حفظاً. يرجع إلى حسن المعرفة بالحديث والفقه والكلام. وذكره ابن عساكر في ترجمة معاوية، فقال: كان أبو عروبة غالياً في (23/560)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 561 التشيع، شديد الميل على بني أمية. قلت: كل من أحب الشيخين فليس بغالٍ في التشيع. ومن تكلم فيهما فهو غالٍ رافضي. ورخ موته القراب. الحسين بن يوسف بن يعقوب الأسواني الفحام. سمع: يونس بن عبد الأعلى، وبحر بن نصر، والربيع المرادي. وكان ثقة. مات في ذي القعدة. 4 (حرف الزاي) زنجويه بن محمد بن الحسن الزاهد.) أبو محمد النيسابوري اللباد. كان أحد المجتهدين في العبادة. سمع: محمد بن رافع، ومحمد بن أسلم، والحسين بن عيسى البسطامي، وحميد بن الربيع، والرمادي. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو الفضل بن إبراهيم الهاشمي، وأبو محمد المخلدي، وآخرون. 4 (حرفالسين) سعيد بن عبد العزيز بن مروان. (23/561)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 562 أبو عثمان الحلبي الزاهد، نزيل دمشق. سمع: عبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي، وأبا نعيم عبيد بن هشام، والقاسم الجوعي، وأحمد بن أبي الحواري، ومحمد بن مصفى الحمصي، وجماعة. وعنه: أبو الحسين محمد بن عبد الله الرازي وورخه سنة سبع عشرة، وأبو سليمان بن زبر، وورخه سنة ثمان عشرة، وعلي بن الحسين الأذني، وأبو أحمد الحاكم، وعبد الوهاب الكلابي، وأبو بكر الأبهري، وطائفة. وقال أبو أحمد الحاكم: كان من عباد الله الصالحين. وقال السلمي: صحب سرياً السقطي، وهو من جلة مشايخ الشام وعلمائهم. وقال أبو نعيم: تخرج به إبراهيم بن المولد، وغيره. وهو ملازم للشرع، متبع له. رحمه الله. سليمان بن أبي الشريف القضاعي المصري. روى عنه: يونس بن عبد الأعلى، وغيره. وعنه: ابن يونس وقال: توفي في جمادى الآخرة. 4 (حرف الصاد) صهيب بن منيع. أبو القاسم القرطبي. سمع كثيراً من بقي بن مخلد، وابن وضاح، وجماعة. وولي قضاء إشبيلية. وتوفي في رجب.) (23/562)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 563 4 (حرف العين) عبد الله بن أحمد بن عتاب العبدي. عن: الرمادي، ومحمد بن عتاب بن حبان. وعنه: أبو عمر بن حيويه، وابن شاهين. وثقه الخطيب، وورخه في المحرم. عبد الله ابن إسحاق بن سيامرد. أبو عبد الرحمن النهاوندي. حدث في هذا العام بهمذان عن: محمد بن عزيز الأيلي، ويونس بن عبد الأعلى، وحرب بن إسماعيل الكرماني، وأبي عتبة الحمصي، وطائفة. وعنه: عبد الرحمن الأنماطي، وصالح بن أحمد الهمذاني. وكان ثقة حافظاً. قاله الحافظ شيرويه. عبد الله بن جعفر بن أحمد بن خشيش البغدادي الصيرفي. أبو العباس. سمع: يعقوب الدورقي، وأبا شعث العجلي. وعنه: الدارقطني ووثقه، وابن شاهين. عبد الله بن حمويه بن إبراهيم الهمذاني. أبو بكر بن أبرك. سمع: يحيى بن جعفر، والحنيني، والحسين بن محمد بن أبي معشر. وعنه: صالح بن أحمد الحافظ. وكان ثقة. (23/563)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 564 عبد الله بن محمد بن مسلم. أبو بكر الإسفرائيني الحافظ. أحد المجودين الأثبات الطوافين في الأرض. سمع: محمد بن يحيى الذهلي، والحسن بن محمد الزعفراني، وأبا زرعة الرازي، ويونس بن عبد الأعلى، وحاجب بن سليمان، والعباس بن الوليد بن مزيد.) وعنه: أبو عبد الله بن الأخرم، وأبو علي الحافظ، وأبو أحمد الحاكم، وابن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، ومحمد بن الفضل بن خزيمة، وآخرون. ولد سنة تسع وثلاثين ومائتين. ذكره ابن عساكر. عبد الله بن محمد بن حسن. أبو محمد الكلاعي، مولاهم القرطبي، يعرف بابن أخي ربيع الصائغ. سمع: عبيد الله بن يحيى بن يحيى، والأعناقي. وكان حافظاً بصيراً بعلل الحديث ورجاله. اختصر مسند بقي بن مخلد وتفسيره. وكان ثقة. عبد الله بن محمد بن حنين القرطبي. (23/564)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 565 الحافظ أبو محمد ابن أخي ربيع. سمع: عبيد الله بن يحيى الليثي. فمن بعده. وحج متأخراً فسمع محمد بن زبان. أخذ عنه: أبو سعيد بن يونس بمصر، وجماعة من كبار الحفاظ. عبد الحكم بن محمد بن سلام. أبو عثمان الصدفي، مولاهم المصري. روى عن: عيسى زغبة، وأبي الطاهر بن السرح، وذي النون المصري، وغيرهم. قال ابن يونس: كان صدوقاً ألا إنه إنقطع من أوائل أصوله شيء، ولم يكن ممن يميز، فحدث بما لم يسمع، فثبتناه ورجع. وكان كثير الحديث. قال لي: ولدت سنة تسع وعشرين ومائتين. قلت: روى عنه: ابن يونس، وأبو بكر بن المقري، وجماعة. عبد الحميد بن محمد بن الحسين. أبو أحمد البغدادي السمسار. ويعرف بغلام ابن درستويه. بلخي الأصل. سمع: لويناً، وإبراهيم بن سعيد الجوهري. وعنه: عمر بن سنبك، ويوسف القواس. أحاديثه مستقيمة.) عبد العليم بن محمد. أبو الحسن الدمياطي. سمع: يونس بن عبد الأعلى، ويزيد بن سنان القزاز، وغيرهما. ومات في ذي الحجة. وكان مقبولاً عند الحكام، ويعرف باللواز. (23/565)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 566 عبد الملك بن أحمد بن نصر البغدادي. أبو الحسين الحناط. سمع: زهير بن قمير، ويعقوب الدورقي، ويونس بن عبد الأعلى، وجماعة في الرحلة. وعنه: أبو القاسم عبد الله بن النحاس، ويوسف القواس، وابن شاهين. وثقه الخطيب. عبد الواحد بن محمد المهتدي بالله بن هارون الواثق بن المعتصم. أبو أحمد العباسي البغدادي. سمع: يحيى بن أبي طالب، وجعفر بن شاكر، والحسين بن محمد بن أبي معشر. وعنه: الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، وأبو طاهر المخلص. قال أبو بكر الوراق: كان راهب بني هاشم صلاحاً وورعاً. قلت: وأبوه أفقه الخلفاء. حديثه في جزئي. عروة بن حسين بن عياض. أبو الذكر المصري. سمع: أحمد بن أخي ابن وهب. عمرو بن يوسف بن مساور. أبو بكر المعافري القرطبي. (23/566)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 567 روى عن: محمد بن وضاح. وحج فلقي: عمران بن موسى بن حميد. روى عنه: أحمد بن بشر، وعبد الله بن محمد بن عثمان، وغيرهما. توفي في شوال.) عيسى بن محمد الموسقندي الرازي. والد محمد بن عيسى. ثقة: سمع أبا زرعة، وجماعة. 4 (حرف الفاء) فرج بن إسحاق القتابي المصري. قال ابن يونس: حكى لنا عن الحارث بن مسكين، وغيره. 4 (حرف الميم) محمد بن إبراهيم بن نيروز. أبو بكر البغدادي الأنماطي. سمع: أبا حفص الفلاس، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن عوف الحمصي، وخلاد بن أسلم. وعنه: محمد بن إبراهيم العاقولي، ومحمد بن المظفر، والدارقطني، ويوسف القواس ووثقه. أخبرنا أبو المعالي المصري، أنا الفتح بن عبد السلام، أنا هبة الله، أنا ابن النقور، ثنا عيسى بن الوزير، أنا محمد بن إبراهيم الأنماطي، ثنا الحسين بن مهدي، ثنا عبد الرزاق: سمعت سفيان الثوري يقول: ما استودعت قلبي شيئاً قط فخانني. محمد بن أحمد بن حماد زغبة بن مسلم. (23/567)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 568 أبو عبد الله التجيبي المصري. يروي عن: عمه عيسى بن حماد. وعنه: المصريون، وأبو بكر بن المقريء. توفي في ربيع الأول. محمد بن أحمد بن سهل بن أبي زيد. أبو بكر الإخميمي. سمع: الربيع، وبحر بن نصر، وإبراهيم بن مرزوق. توفي في صفر. قال ابن يونس: كتبت عنه. محمد بن إبراهيم بن المنذر.) الإمام أبو بكر النيسابوري الفقيه. صاحب التصانيف، نزل مكة. صنف كتباً لم يصنف مثلها في الفقه، وغيره. له كتاب المبسوط في الفقه وهو كتاب جليل، وكتاب الإشراق في اختلاف العلماء وهو مشهور، وكتاب الإجماع وكان على نهاية من معرفة الحديث والاختلاف. وكان مجتهداً لا يقلد أحداً. (23/568)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 569 سمع: محمد بن ميمون، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم. روى عنه: أبو بكر بن المقريء، ومحمد بن يحيى بن عمار الدمياطي شيخ الطلمنكي، والحسن بن علي بن شعبان، وأخوه الحسين، وآخرون. قال أبو إسحاق الشيرازي: توفي سنة تسع أو عشر. وهذا ليس بشيء، فإن ابن عمار لقيه سنة عشرة. ووجدت ابن القطان نقل وفاته في هذه السنة فليعتمد. محمد بن أحمد بن معمر. أبو عيسى الحربي. سمع: علي بن أشكاب، وأبا بكر الصغاني، وإبراهيم بن هانيء. روى عنه: أبو حفص بن شاهين أحاديث مستقيمة. محمد بن إبراهيم بن مسرور. أبو عبد الله بن الحباب القرطبي. روى عن: بقي بن مخلد ومحمد بن وضاح وكان بصيراً بمذهب مالك وبالأحكام. له رئاسة وقدر. توفي في رمضان. محمد بن إسماعيل بن الفرج. المهندس أبو العباس. عن: إبراهيم بن مرزوق، والحسن بن سليمان قبيطة. وعنه: ابنه. (23/569)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 570 وثقه ابن يونس.) محمد بن بكر بن بكار. أبو عبد الله الملائي العابد. في ذي القعدة. محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع اللخمي. أبو الطيب الكوفي. من بيت علم. روى عن: جده، وأبي سعيد الأشج، وهارون بن إسحاق، والخضر بن أبان الهاشمي. وعنه: أبو طاهر عبد الواحد بن أبي هاشم، وأبو حفص بن الزيات، وابن المظفر، وأبو حفص الكناني. وكان ثقة يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. ولد سنة أربعين. محمد بن حمدان بن سفيان الطرائفي البغدادي. فيها. حدث بهمذان عن: علي بن مسلم الطوسي، وابن عرفة، وأبي زرعة الرازي. روى عنه: صالح بن أحمد، وأبو علي بن بشار الهمدانيان، وابن المظفر. محمد بن زهير بن الفضل. (23/570)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 571 أبو يعلى الأبلي. سمع: بنداراً محمد بن بشار، ونصر بن علي الجهضمي، وأزهر بن جميل، وأحمد بن عبدة الضبي. وعنه: الطبراني، وزاهر بن أحمد السرخسي، وجماعة. وبلغنا أنه اختلط قبل موته بسنتين. محمد بن سعيد بن محمد المروزي. أبو عبد الله البورقي. حدث ببغداد ونيسابور عن: محمد بن علي بن شقيق، وأحمد بن عبد الله الفرياناني. وعنه: عيسى الرخجي، وغيره.) وهو كذاب. قال الحاكم: من أفحش ما وضع، روايته عن شيخ، عن الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، رفعه يكون في أمتي رجل يقال له أبو حنيفة هو سراج أمتي، ويكون في أمتي رجل يقال له محمد بن إدريس فتنته أضر من فتنة إبليس. توفي المعثر بمرو. روى عنه: أبو بكر الشافعي. وقال الخطيب في ترجمته: نا علي بن محمد الدينوري: حدثني حمزة (23/571)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 572 السهمي، قال: محمد بن سعيد البورقي كذاب، حدث بغير حديث وضعه. وقال الحاكم: قد وضع ما لا يحصى. وقال الخطيب: ما كان أجرأه على الكذب. قلت: ومما وضع بإسناده عن علقمة، عن عبد الله، مرفوعاً: من ترك درهم مشبهةٍ أعطاه الله ثواب نبي من الأنبياء. ومن ترك الكذب دخل الجنة بغير حساب. محمد بن الطيب. أبو نصر الكشي الزاهد. أجد الفقهاء العباد الرحالة في الحديث. سمع: محمد بن إبراهيم البوشنجي، ومحمد بن أيوب الرازي، ويوسف القاضي، والموجودين قبل الثلاثمائة. وعنه: أبو إسحاق المزكي، وأبو الوليد حسان بن محمد، وأبو سعيد بن أبي عثمان. قال الحاكم: وكان حسينك التميمي سلمه أبو موالي أبي نصر حتى حج به وسمعه ببغداد. فسمعت حسنك يذكر من اجتهاده وعبادته وورعه وصومه عجائب. محمد بن محمد بن الربيع بن سليمان المرادي. أبو سليمان. سمع: جده، وبكار بن قتيبة. مات في ذي الحجة. وعنه ابن يونس. محمد بن موسى بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن) علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي. (23/572)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 573 أبو بكر الزينبي المقريء. قرأ على قنبل، وغيره. قرأ عليه: أبو بكر أحمد بن محمد الشارب، وأبو بكر أحمد بن نصر الشذائي، وعلي بن محمد بن خشنام المالكي، وأبو الفرج الشنبوذي، وأحمد بن محمد العجلي شيخ الأهوازي، وآخرون. محمد بن يوسف بن حماد. أبو بكر الأستراباذي. ذكره حمزة في تاريخ جرجان فقال: كان عنده كتب أبي بكر بن أبي شيبة عنه. ومات بجرجان في رمضان سنة ثمان عشرة. قلت: وروى أيضاً عن: عبد الأعلى بن حماد، ومحمدبن حميد، وجماعة. روى عنه: أبو نعيم بن عدي، ومحمد بن الحسن بن حمويه، وغيرهما. وكذا ورخه ابن مندة. مكحول بن الفضل. أبو مطيع النسفي. عالم مصنف. سمع: أبا عيسى الترمذي، ومحمد بن أيوب الرازي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل. روى عنه: أحمد بن محمد النسفي. وكان من غلاة أصحاب الرأي. له كتاب في الحط على الشافعي. (23/573)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 574 موسى بن هارون بن كامل. أبو القامس المصري. في صفر. وولد سنة ست وثلاثين ومائتين. 4 (حرف الهاء) هشام بن الوليد الغافقي الأندلسي. يروي عن: بقي بن مخلد، ومحمد بن وضاح. وأخذ عنه جماعة.) 4 (حرف الواو) الوليد بن المطلب السهمي. عن: هارون بن سعيد الأيلي. ورخه ابن يونس. 4 (حرف الياء) يحيى بن زكريا. أبو علي الرازي حيكويه. سمع: يحيى بن عبدك القزويني، ومحمد بن عبد العزيز الدينوري. قال الخليلي: أدركت جماعة من أصحابه. يحيى بن محمد بن صاعد بن مكاتب. (23/574)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 575 مولى أبي جعفر المنصور الهاشمي، أبو محمد البغدادي الحافظ. سمع: محمد بن سليمان لوين، والحسن بن عيسى بن ماسرجس، وسوار بن عبد الله القاضي، وأحمد بن منيع، ويحيى بن سليمان بن نضلة، والحسن بن حماد سجادة، وهارون بن عبد الله الحمال، وأبا همام السكوني، وأبا عمار الحسين بن حريث المروزي، وعبد الله بن عمران العابدي، ومحمد بن زنبور المكي، وخلقاً سواهم بالحجاز، والعراق، والشام، ومصر. وعنه: أبو القاسم البغوي مع تقدمه، ومحمد بن عمر الجعابي، وابن المظفر، والدارقطني، وأبو القاسم بن حبابة، وأبو طاهر المخلص، وعبد الرحمن بن أبي شريح، وأبو مسلم الكاتب، وخلق كثير. ورواية البغوي عنه في ترجمة ابن صاعد من تاريخ دمشق قال ابن صاعد: ولدت سنة ثمان وعشرين، وكتبت الحديث عن ابن ماسرجس سنة تسع وثلاثين. وكان لابن صاعد أخوان: يوسف، وأحمد، وعم سمه عبد الله بن صاعد. سئل الدارقطني عن يحيى فقال: ثقة، ثبت، حافظ. وقال أحمد بن عبدان الشيرازي: هو أكثر حديثاً من ابن الباغندي، ولا يتقدمه أحد في الدراية. (23/575)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 576 وقال أبو علي النيسابوري: لم يكن بالعراق في أقران ابن صاعد أحد في فهمه، والفهم عندنا أجل من الحفظ. وهو فوق ابن أبي داود في الفهم والحفظ.) وسئل الجعابي: أكان ابن صاعد يحفظ فتبسم وقال: لا يقال لأبي محمد يحفظ، كان يدري. وقال البرقاني: قال لي الفقيه أبو بكر الأبهري: كنت عند ابن صاعد، فجاءته امرأة فقالت: ما تقول في بئر سقطت فيها دجاجة فماتت، هل الماء الطاهر أو نجس فقال: ويحك، وكيف وقعت ألا غطيتيه. فقلت: يا هذه إن لم يكن الماء تغير فهو طاهر. قال أبو بكر الخطيب. قد كان ابن صاعد ذا محل من العلم، وله تصانيف في السنن والأحكام. ولعله لم يجب المرأة ورعاً. فإن المسألة فيها خلاف. وتوفي في ذي القعدة. قلت: وله كلام متين في الجرح والتعديل والعلل، يدل على تبحره وسعة علمه. وحديثه عند ابن اللتي في غاية العلو. وقد أنبأنا المسلم بن محمد، عن القاسم بن علي: أنا أبي، أنا علي بن أحمد، أنا ابن الأبنوسي، أنا عيسى ابن الوزير: ابنا البغوي: ثنا يحيى بن محمد بن صاعد رجل من أصحابنا ثقة، ثنا الحسن بن مدرك: ثنا يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن داود بن عبد الله الأودي، عن حميد بن عبد الرحمن قال: دخلت على أسير، رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: قال رسول (23/576)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 577 الله: لا يأتيك من الحياء إلا خير. وقد حدث ابن صاعد بحديث استغربوه. قال ابن المظفر: ثم وجدناه عند حسين الصفار، فجئت ابن صاعد أعدو أبشره، فقال: يا صبي، أنا أحتاج إلى متابعة الصفار فخجلت وقمت. وقال أبو علي النيسابوري الحافظ: سمعت ابن صاعد يقول: كنت أسمع مشايخنا يتجنبون أحاديث الضعفاء وأصحاب الأهواء، ويقولون: إنا إذا أجلسنا الأخيار مجالس الصيادلة، وجلسنا مجالس النقاد، ودللنا على موضع الثقة والإعتماد، وهجرنا المغموز ودللنا على عواره، وكشفنا عن قناعه، كنا في ذلك كمن قمع المبتدعة وأحيى السنة. (23/577)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 578 4 (وفيات سنة تسع عشرة وثلاثمائة)

4 (حرف الألف) ) أحمد بن الحسين بن أحمد بن طلاب بن كثير الدمشقي. أبو الجهم المشغراني. أصله من بيت لهيا، وكان يؤدب بها. ثم انتقل إلى قرية مشغرا فصار خطيبها. وكان يتردد إلى دمشق فمات بها. قال ابن زبر: سقط من دابته فمات لوقته. سمع: هشام بن عمار، وأحمد بن أبي الحواري، وهشام بن خالد الأزرق، وعلي بن سهل الرملي، وجماعة. وعنه: أبو الحسين والد تمام الرازي، وأبو أحمد الحاكم، وأبو بكر بن المقريء، وعبد الوهاب الكلابي، وآخرون. (23/578)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 579 أحمد بن علي بن معبد الشعيري. سمع: الحسن بن عرفة، وأحمد بن منصور زاج. وعنه: الدارقطني، وابن أخي ميمي. قال الخطيب: صدوق. أحمد بن محمد بن إسحاق. أبو جعفر العنزي. روى عنه: علي بن حجر، وغيره. وعنه: زاهر بن أحمد السرخسي، وأبو حامد أحمد بن عبد الله النعيمي. توفي في شهر ذي القعدة. وقع لنا حديثه. إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان. أبو إسحاق القرشي الدمشقي الحافظ. ويقال إنه أموي. سمع: أحمد بن إبراهيم بن ملاس، ومحمد بن سعيد بن أبي قفيز، وموسى بن عامر المري، وشعيب بن شعيب، ويونس بن عبد الأعلى، وابن عبد الحكم، وجماعة. وعنه: ابنه محمد، وأبو سليمان بن زبر، وابن المقريء، وعبد الوهاب الكلابي، وحميد بن) الحسن الوراق، وجماعة. وتوفي في رجب. سمع بمصر، والشام. إبراهيم بن محمد بن بقيرة، بموحدة، البغدادي. (23/579)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 580 أبو إسحاق البزاز. روى عنه: علي بن المديني، وعلي بن الحسين الدرهمي، ولوين، ويحيى بن أكثم. وعنه: أبو بكر بن شاذان، والدارقطني وقال: ضعيف. أرخه ابن قانع. وأما أبو القاسم بن الثلاج فقال: مات سنة. إسحاق بن محمد الكيساني القزويني. الحافظ. رحل وسمع: علي بن حرب، وأبا زرعة، ومحمد بن مسلم بن وارة. أسلم بن عبد العزيز بن هشام بن خالد الأموي. من ولد أبان مولى عثمان بن عفان، أبو الجعد الأندلسي الفقيه المالكي. كان عظيم القدر، كبير الشأن بعيد الصيت، وافر الجلالة، إماماً فقيهاً، محدثاً رئيساً نبيلاً. صحب بقي بن مخلد زماناً. ورحل سنة ستين ومائتين، فلقي إبراهيم المزني، ويونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم. وعاد إلى الأندلس، وولي قضاء الجماعة للناصر لدين الله أمير الأندلس. وكان محمود السيرة. وكف بصره في الآخر وعجز عن الحكم. وكان شديداً على الشهود. (23/580)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 581 توفي في رجب. أرخه ابن يونس. وهو أخو هاشم. أوس بن الحارث بن إبراهيم بن سهيل. أبو شيبة الصدفي. في ذي الحجة. روى عن يونس الصدفي. 4 (حرف الجيم) ) جعفر بن محمد بن المغلس البغدادي. أخو أحمد. سمع: حوثرة المنقري، وأبا سعيد الأشج، وأحمد بن سنان القطان. وعنه: ابن شاهين، وأبو حفص الكناني. وثقه الدارقطني. 4 (حرف الحاء) الحسن بن علي بن زكريا بن صالح. أبو سعيد البصري العدوي الملقب بالذئب. نزيل بغداد. حدث بافترائه عن: عمرو بن مرزوق، ومسدد، وطالوت بن عباد، وكامل بن طلحة، وخراش بن عبد الله. (23/581)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 582 روى عنه: أبو بكر القطيعي، وعمر الكتاني، والدارقطني، وأبو بكر بن شاذان، وآخرون. وزعم أنه ولد سنة عشر ومائتين، فالله أعلم. قال ابن عدي: كان يضع الحديث. وقال الدارقطني: متروك. قلت: جريء على وضع الأسانيد والمتون. ومن موضوعاته: عليكم بالوجوه الملاح والحدث السود. توفي في ربيع الأول. الحسين بن الحسين. أبو عبد الله الأنطاكي قاضي الثغور. سمع: سعد بن محمد البيروتي، ومحمد بن أصبغ بن الفرج المصري، وغيرهما. روى عنه: الدارقطني، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير، ويوسف القواص، وأبو حفص بن شاهين، والمعافى بن زكريا. وقد وثقه الدارقطني والخطيب. وتوفي ببغداد. 4 (حرف الراء) راغب بن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عياض المصري.) أبو عوانة. سمع: بحر بن نصر الخولاني. كتب عنه: أبو سعيد بن يونس. (23/582)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 583 4 (حرف السين) سفيان بن الحافظ أبي عبد الله محمد بن يحيى بن مندة العبدي. أبو سعيد، أخو إسحاق وإبراهيم. سمع: أحمد بن يونس، وغيره. وعنه: أبو الشيخ. سليمان بن محمد بن إسماعيل. أبو أيوب الخزاعي الدمشقي. سمع: القاسم الجوعي، وهشام بن خالد، ومحمد بن وزير، وموسى بن عامر المري. وعنه: أبو بكر، وأبو زرعة ابنا أبي دجانة، وأحمد بن محمد بن معيوف، وابن عدي، وأبو بكر بن المقريء، وعبد الوهاب الكلابي، وآخرون. توفي في ذي القعدة. سلامة بن عمر بن حفص. أبو عمر المصري. عن: أبيه، وغيره. وعنه: ابن يونس، وقال: كتبت عنه، وأمره مستقيم ثم خلط وحدث بما لم يسمع. قال لي: إنه ولد سنه تسع وثلاثين ومائتين. ومات في سادس عشر ربيع الأول. 4 (حرف الطاء) طاهر بن محمد بن الحكم. أبو العباس التميمي الدمشقي المؤدب البزاز. (23/583)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 584 إمام مسجد سوق الأحد. سمع: هشام بن عمار.) وعنه: علي بن عمرو الحريري، وأبو الحسين الرازي، وأبو بكر بن المقريء، وعبد الوهاب الكلابي. قال ابن زبر: توفي سنة تسع عشرة. وقال أبو الحسين الرازي: توفي سنة اثنتين وعشرين. 4 (حرف العين) عبد الله بن أحمد بن محمود. أبو القاسم الكعبي البلخي. رأس المعتزلة في زامنه وداعيتهم. قال جعفر المستغفري: لا أستجيز الرواية عن أمثاله. وقال غيره: أخذ الكعبي عن أبي الحسن بن أبي عمرو الخياط شيخ المعتزلة. وكان الكعبي يقول: إرادة الله تعالى ليستا من صفات ذاته، ولا هي قائمة به، ولا هي حادثة في محل ولا لا في محل. ويقول: الله مريد لأفعاله، بمعنى أنه خالق لها على وفق علمه. روى عنه: محمد بن زكريا. ودخل نسف فأكرموا مورده، إلا الحافظ عبد المؤمن بن خلف، فإنه ما سلم عليه وكان يكفره. فسأل الكعبي عنه، فقالوا: لا يدخل على أحد. فقال: (23/584)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 585 نحن نأتيه. فأتاه، فلما دخل عليه لم يقم له، ولم يلتفت إليه من محرابه. فعلم الكعبي، وحلف من بعيد: بالله عليك يا شيخ، أي لا تقم ودعا له قائماً وانصرف، ودفع الخجل من نفسه. توفي في جمادى الآخرة من السنة. عبد الجبار بن أحمد بن محمد بن هارون. أبو القاسم السمرقندي، ثم التنيسي. روى عن: عبد الغني بن أبي عقيل، وجعفر بن مسافر، وجماعة. قال ابن يونس: توفي في جمادى الأولى سنة تسع عشرة. عبيد الله بن ثابت بن أحمد بن خازم. أبو الحسن الكوفي الحريري. سمع: أبا سعيد الأشج، وعلي بن المنذر الطريقي.) وعنه: عبد العزيز الحرقي، ومحمد بن المظفر، وأبو حفص بن شاهين. وكان ثقة، صاحب حديث. نزل بغداد. عبد الوهاب بن عيسى بن أبي حية. وراق الجاحظ. سمع: محمد بن معاوية بن مالج، وإسحاق بن أبي إسرائيل. وعنه: ابن حيويه، والدارقطني، وأبو حفص الكتاني. قال الدارقطني: كان ثقة، يرمى بالوقف. قلت: توفي في شعبان. علي بن الحسين بن معدان. (23/585)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 586 أبو الحسن الفارسي الفسوي. سمع: إسحاق بن راهويه، وأبا عمار الحسين بن حريث. روى عنه: الحسن بن أحمد أبو علي الفارسي النحوي جزءاً عند أبي محمد الجوهري. وروى عنه: أبو بكر محمد بن أحمد الإصبهاني السمسار شيخ لأبي نعيم، ومحمد بن القاسم بن بشر الفارسي شيخ ابن باكويه. توفي في ربيع الأول. قال أبو القاسم بن مندة. علي بن الحسين بن حرب بن عيسى البغدادي. القاضي أبو عبيد بن حربويه. سمع: أحمد بن المقدام العجلي، ويوسف بن موسى، والحسن بن عرفة، وزيد بن أخزم، والحسن بن محمد الزعفراني. روى عنه: أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر بن المقريء، وعمر بن شاهين، وجماعة. قال البرقاني: ذكرته للدارقطني فذكر من جلالته وفضله وقال: حدث عنه (23/586)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 587 النسائي في الصحيح. بم يحصل لي عنه حرف. وقد مات بعد أن كتبت بخمس سنين. قلت: ولي قضاء مصر ثماني عشرة سنة، فسار إليها في سنة ثلاث وتسعين ومائتين. قال ابن زولاق: كان عالماً بالإختلاف والمعاني والقياس، عارفاً بعلم القرآن والحديث. فصيحاً عاقلاً عفيفاً، قوالاً بالحق سمحاً متعصباً.) ثم ذكر ابن زولاق احترام أمير مصر تكين له. وأنه كان يأتي مجلسه، ولا يدعه يقوم له. وإذا هو إلى مجلس تكين مشى تكين وتلقاه. ولم يكن في زيه ولا منظره بذاك. وكان بوجهه جدري، ولكنه كان من فحول العلماء. قال الفقيه أبو بكر بن الحداد: سمعت أبا عبيد القاضي يقول: ما لي وللقضاء. لو اقتصرت على الوراقة، ما كان خطي بالرديء. وكان رزقه في الشهر مائة وعشرين ديناراً. قال ابن زولاق: قال أبو عبيد القاضي: ما تقلد إلا عصبي أو غبي. قال: فجمع أحكامه بمصر باختباره. وكان أولاً يذهب إلى قول أبي ثور. قال: وكان يورث ذوي الأرحام. وقد ولي قضاء واسط قبل مصر. قال: وأبو عبيد آخر قاض ركب إليه الأمراء بمصر. وقد تسرى بمصر بجارية، فتجنت عليه وطلبت البيع. وكان به فتق. وذكر ابن زولاق حكايات عدة تدل على وقاره وكمال عقله وإمامته وعدله وورعه التام وقال: حدث عنه في سنة ثلاثمائة النسائي. وقال أبو زكريا النووي: كان من أصحاب الوجوه. تكرر ذكره في (23/587)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 588 المهذب والروضة. وقال أبو سعيد بن يونس الصدفي: هو قاضي مصر. أقام بها طويلاً. وكان شيئاً عجباً، ما رأينا مثله لا قبله ولا بعده. وكان يتفقه على مذهب أبي ثور، وعزل عن القضاء سنة إحدى عشرة لأنه كتب يستعفي من القضاء، ووجه رسولاً إلى بغداد يسأل في عزله، وأغلق بابه وامتنع من الحكم فأعفي. فحدث حين جاء عزله وأملى مجالس ورجع إلى بغداد. وكان ثقة، ثبتاً، حدث عن: زيد بن أخزم، وأحمد بن المقدام، وطبقتهما. وروى الخطيب في تاريخه: أن ابن حربويه توفي في صفر، وصلى عليه أبو سعيد الأصطخري. فأما. أبو عبيد الله محمد بن عبدة بن حرب القاضي فقد مر سنة. 4 (حرف الفاء) الفضل بن الخصيب بن العباس بن نصر. أبو العباس الإصبهاني الزعفراني.) سمع: أحمد بن عبد الله البزي المقريء، والنضر بن سلمة، وهارون الفروي، ومحمد بن عبد الله المخرمي. روى عنه: والد أبي نعيم، وأبو أحمد العسال، وأبو بكر بن المقريء، والحسن بن عبد الله بن سعيد، وغيرهم. وتوفي في رمضان. (23/588)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 589 قال ابن مردويه في تاريخه: كان يذكر عن أبي كريب حديثين، ثم زاد وكان يقرأ عليه من كتب أبي مسعود كل ما يحمل إليه. 4 (حرف اللام) لقمان بن يوسف القيرواني. سمع: يحيى بن عمر، وابن مسكين صاحبي سحنون. وحج فأخذ عن: علي بن عبد العزيز، وغيره. وكان حافظاً صواماً قواماً، عارفاً بمذهب مالك، بصيراً باللغة. ذهب بصره مدة ثم أبصر. وتوفي بتونس. 4 (حرف الميم) محمد بن جعفر بن حيان الإصبهاني. أبو عبد الله الضرير. سمع: أحمد بن عصام، ويونس بن حبيب، وأحمد بن يونس. روى عنه: ابنه أبو الشيخ. محمد بن زيد بن أبي خالد البجاني المالكي. نزيل إلبيرة بالأندلس. دارت عليه الفتيا والأحكام. وقد أخذ عنه محمد بن سحنون. (23/589)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 590 وفي الرحلة من ابن عبد الحكم. وطال عمره، وحملوا عنه.) محمد بن عبد الله بن حمدويه بن الحكم بن ورق. أبو بكر الشماخي البخاري. عن: سعيد بن مسعود المروزي، ومحمد بن عيسى الطرسوسي، ويحيى بن أبي طالب، وأبي حاتم الرازي. وعنه: خلف الخيام، وأبو نصر محمد بن سعيد التاجر. محمد بن عبد الله بن مسرة الأندلسي. رحل وسمع من: عبيد الله بن يحيى الليثي، ومحمد بن وضاح، والخشني، ووالده عبد الله بن مسرة. قال ابن الفرضي: قال لي خطاب بن مسلمة: إتهم بازندقة فخرج فاراً، وتردد في المشرق مدةً، فاشتغل بملاحات أهل الجدل وأصحاب الكلام والمعتزلة. ثم رجع إلى الأندلس، فأظهر نسكاً وورعاً، واغتر الناس بظاهره، فاختلفوا إليه وسمعوا منه. ثم ظهر الناس على سوء معتقده وقبح مذهبه فانقبض عنه أولوا الفهم. وكان يقول بالقدر، ويحرف التأويل في كثير من القرآن. وله كلام عذب في التصوف والعرفان. ومات كهلاً. محمد بن عبد الصمد البغدادي. أبو الطيب الدقاق، ابن خالة البغوي. عن: حماد بن الحسن بن عنبسة، وطبقته. (23/590)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 591 وعنه: أبو حفص بن شاهين، وابن أخي ميمي. محمد بن عبد الله بن عيسى بن حماد زغبة التجيبي. أبو الحسن المصري. يروي عن: بحر بن نصر الخولاني، وغيره. محمد بن فطيس بن واصل. أبو عبد الله الغافقي الأندلسي إلبيري. محدث مسند بتلك الديار. روى عن: محمد بن أحمد العتبي الفقيه، وأبان بن عيسى، وابن مزين. ورحل فسمع بمصر:) أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، ويونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن أصبغ، وأبا إبراهيم المزني. وبإفريقية من: شجرة بن عيسى، وابن عون واسمه يحيى. وصنف كتاب الروع والأهوال، وكتاب الدعاء. وكان عارفاً بمذهب مالك، وكانت رحلته إلى الشرق في سنة سبع وخمسين، فأكثر عن أهل مكة، ومصر، والقيروان. وسمع بأطرابلس من أحمد بن عبد الله بن صالح الحافظ. وقال: ولقيت في رحلتي مائتي شيخ، ما رأيت فيهم مثل محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. قال ابن الفرضي: كان ابن فطيس ضابطاً نبيلاً صدوقاً. وكانت الرحلة إليه. ثنا عنه غير واحد. توفي في شوال، وهو ابن تسعين سنة. (23/591)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 592 محمد بن موسى بن سهل أبو بكر العطار البربهاري. سمع: الحسن بن عرفة، وإسحاق بن بهلول. وعنه: أبو الحسن علي الجراحي، والدارقطني. وثقوه. محمد بن المؤمل بن أحمد بن الحارث. أبو جعفر القرشي العدوي. المجاور بمكة. سمع: محمد بن إسماعيل بن علية بدمشق، والزبير بن بكار، وجماعة. وعنه: جعفر الخلدي، وأبو هاشم المؤدب، وأبو بكر بن المقريء. وكان ثقة نحوياً متقناً. المؤمل بن الحسن بن عيسى بن ماسرجس. أبو الوفا النيسابوري الماسرجسي شيخ نيسابور في عصره أبوةً وثروةً، حتى كان يضرب به المثل في ذلك. وكان أبوه من بيت حشمة في النصارى، فأسلم على يد ابن المبارك. وهو من شيوخ النبل. ولم يسمع المؤمل من أبيه لصغره.) وسمع من: إسحاق بن منصور، ومحمد بن يحيى الذهلي. وبالعراق من: الحسن بن محمد بن الصباح، الورمادي، وطبقتهم. روى عنه: ابناه أبو بكر محمد، وأبو القاسم علي، وأبو إسحاق المزكي، وأبو محمد المخلدي، وأبو الحسن محمد بن علي بن سهل الماسرجسي الشافعي، وجماعة. (23/592)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 593 قال أبو علي النيسابوري: نظرت للمؤمل في ألف جزء من أصوله، وخرجت له عشرة أجزاء، فما رأيت أحسن أصولاً منه. فلما فرغت بعث إلي بأثواب ومائة دينار. وقال الحاكم: سمعت محمد بن المؤمل يقول: حج جدي وهو ابن نيفٍ وسبعين سنة. فدعا الله أن يرزقه ولداً فلما روق أبي فسماه المؤمل لتحقيق ما أمله، وكناه أبو الوفا ليفي الله بالنذور، ووفاها. ويروى أن ابن طاهر أمير خراسان اقترض من ابن ماسرجس ألف ألف درهم. توفي المؤمل سنة تسع عشرة في ربيع الآخر. وقد روى من بيته غير واحد. 4 (حرف الفاء مكرر) فاطمة الأندلسية. أخت يوسف بن يحيى بن يوسف المغامي الفقيه. كانت فقيهة، عالمة، زاهدة، صالحة لها ذكر. توفيت بقرطبة سنة تسع عشرة. 4 (حرف الهاء) هاشم بن القاسم بن هاشم. أبو العباس الهاشمي. عن: الزبير بن بكار، والعباس بن يزيد البحراني. وعنه: أبو بكر بن شاذان، ويوسف القواس. وثقه الخطيب. (23/593)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 594 وقال القواس: كان يقال إنه راهب بني هاشم. 4 (حرفالياء) يحيى بن عبد الله بن موسى الفارسي.) ثقة، صدوق. روى عن: الربيع المؤذن، وطبقته. وكان تاجراً موسراً بمصر. مات في جمادى الآخرة. قاله ابن يونس. (23/594)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 595 4 (وفيات سنة عشرين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن جعفر. أبو بكر الناقد. سمع: الحسن بن عرفة، ويحيى بن أبي طالب، وغيرهما. وعنه: محمد بن إسحاق القطيعي، ويوسف القواس. بقي إلى هذا الوقت. أحمد بن الحسن بن عزون بن أبي الجعد. أبو عمرو الطاهري. سمع من إبراهيم بن أحمد بن يعيش مسنده. وهن: أحمد بن بديل الكوفي، وعلي بن حرب، وحمدويه بن عباد. وعنه: صالح بن أحمد، وعبد الرحمن بن أحمد الأنماطي، وأهل همدان. أحمد بن داود بن سليمان بن جوين. أبو بكر ابن القربي. مصري، ثقة. روى عن: يونس بن عبد الأعلى، والربيع المرادي. أحمد بن سعيد. (23/595)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 596 أبو الحارث الدمشقي. هن: الحسن بن أبي ربيع، وسعدان بن نصر، ويونس بن عبد الأعلى، وطائفة. وعنه: أبو أحمد الحاكم، وابن المقريء، وعبد الوهاب الكلابي. ويعرف بابن أم سعيد.) أحمد بن عبد الله بن أحمد. أبو جعفر ابن النيري البزاز. بغدادي صدوق. سمع: أبا سعيد الأشج، ومحمد بن عبد الله المخرمي. وعنه: ابن المظفر، وابن شاهين، ويوسف القواس. أحمد بن عمير بن يوسف بن موسى بن جوصا. أبو الحسن، مولى بني هاشم. ويقال مولى محمد بن صالح، الكلابي الدمشقي حافظ الشام. سمع: موسى بن عامر، ومحمد بن وزير، ومحمد بن هاشم البعلبكي، (23/596)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 597 وعمرو بن عثمان، وكثير بن عبيد، وأبا التقي هشام بن عبد الملك، ومحمد بن ميمون الإسكندراني، ويونس بن عبد الأعلى، وخلقاً بمصر والشام. وصنف وتكلم على العلل والرجال. وأعلى ما وقع له ما روى عنه ابن عدي في كامله. قال: ثنا معاوية بن عبد الرحمن الرحبي: سمعت حريز بن عثمان يقول: سألت عبد الله بن بسر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان في عنفقته شعرات بيض. قلت: وحدثه أيضاً شيخ، عن معروف الخياط الذي رأى واثلة بن الأسقع. روى عنه: حمزة الكناني، وابن عدي، وأبو علي النيسابوري، والطبراني، والزبير بن عبد الواحد، وأبو بكر بن السني، وأبو أحمد الحاكم الحفاظ، وخلق آخرهم عبد الوهاب الكلابي. وثقه الطبراني. وقال أبو علي النيسابوري: سمعت ابن جوصا يقول، وكان ركناً من أركان الحديث: إسناد خمسين سنة من موت الشيخ إسناد علو. وقال أبو ذر الهروي: سمعت أبا مسعود الدمشقي يقول: جاء رجل بغدادي يحفظ إلى ابن جوصا، فقال له ابن جوصا: كلما أغربت علي حديثاً من حديث الشام أعطيتك درهماً. فلم يزل الرجل يلقي عليه ما شاء الله ولا يغرب عليه، فاغتم لذلك الرجل، فقال للرجل: لا تجزع. وأعطاه بكل حديث ذاكره به درهماً. وكان ابن جوصا ذا مال كثير. وقال الحافظ عبد الغني المصري: سمعت محمد بن إبراهيم الكرجي (23/597)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 598 يقول: ابن جوصا بالشام كابن عقدة بالكوفة.) قال الدارقطني: أجمع أهل الكوفة على أنه لم ير من زمان ابن مسعود رضي الله عنه إلى زمان ابن عقدة أحفظ من ابن عقدة. قال أبو عمرو النيسابوري الصغير: نزلنا خاناً بدمشق العصر، ونحن على أن نبكر إلى ابن جوصا، فإذا الخاني يعدو ويقول: أين أبو علي الحافظ فقلت: هاهنا. قال: قد حضره الشيخ زائراً. فإذا بابن جوصا على بغلةٍ، فنزل عليها، ثم صعد إلى غرفتنا، وسلم على أبي علي ورحب له، وأخذ في المذاكرة معه إلى قرب العتمة. ثم قال: يا أبا علي، جمعت حديث عبد الله بن دينار. قال: نعم. قال: أخرجه إلي. فأخرجه، فأخذه في كمه وقام. فلما أصبحنا جاءنا رسوله وحملنا إلى منزله، فذاكره أبو علي، وانتخب عليه إلى المساء. ثم انصرفنا إلى رحلنا، وجماعة من الرحالة ينتظرون أبا علي. فسلموا عليه، ثم ذكروا شأن ابن جوصا، وما نقموا عليه من الأحاديث التي أنكروها، وأبو علي يسكتهم ويقول: لا تفعلوا. هذا إمام من أئمة المسلمين، وقد جاز القنطرة. وقال حمزة الكناني: عندي عن ابن جوصا مائتي جزء، واليتها كانت بياضاً. وترك حمزة الرواية عنه أصلاً. وقال أبو عبد الرحمن السلمي: سألت الدارقطني عن ابن جوصا، فقال تفرد بأحاديث، ولم يكن بالقوي. (23/598)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 599 قلت: توفي في جمادى الأولى. وهو ثقة، له غرائب كغيره من مبادرة الحديث، فما للضعف عليه مدخل. وقد روى عنه جماعة. قال: أنبأ أبو التقي: نا بقية، نا ورقاء وابن ثوبان، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن أبي هريرة رفعه: إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة. فأنكر على ابن جوصا ذكر ابن) ثوبان فيه. والخطب يسير. فلو كان وهماً لما ضر، ولعله حفظه. قال الطبراني: تفرد ابن جوصا، وكان من ثقات المسلمين. قال ابن المقريء: ثنا الحسن بن بقي بن أبي التقي هشام بن عبد الملك، عن جده، فذكر الحديث كما قال ابن جوصا. ورواه ثقتان عن أحمد بن محمد بن عنبسة الحمصي: ثنا أبو التقي، فذكره كذلك. فبرئ عرض ابن جوصا من الحديث. وصح أن أبا التقي، وهو ثبت رواه عن بقية، عن ورقاء، وابن ثوبان. وقال ابن عنبسة: ما أوضح ذلك. وهو أن هذا الحديث كان عند أبي التقي في موضعين. موضع عن ورقاء، وموضع عن ابن ثوبان، فجمعهما. قلت: قد كان قبل ذلك كثيراً ما يحدث بالحديث عن بقية، عن ورقاء (23/599)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 600 وحده. فلهذا وقع الكلام فيه. قال حمزة الكناني: سمعت ابن جوصا يقول: كنا ببغداد، فتذاكروا حديث أيوب وأشباهه، فقلت: أيش أسند جنادة عن عبادة فسكتوا. ثم قلت: أي شيء أسند عمر بن عمرو الأحموسي فلم يجيبوا بشيء. وقال أبو علي النيسابوري الحافظ: إنما حدثونا عن أبي التقي رواية ابن ثوبان، وهي عن بقية، عن ابن ثوبان، عن عطاء بن يسار، ليس فيه عمرو بن دينار. وذكر حكاية طويلة. أحمد بن القاسم بن نصر. أبو بكر، أخو أبي الليث الفرائضي. سمع: لويناً، وإسحاق بن أبي إسرائيل، والحسن بن حماد سجادة، وأبا همام السكوني. وعنه: أبو حفص بن شاهين، والكناني. وثقه الخطيب وعمر ثمانياً وتسعين سنة، فإنه ولد سنة اثنتين وعشرين ومائتين، وتوفي في ذي الحجة من هذه السنة. أحمد بن محمد بن أسيد المديني. أبو أسيد.) رحل، وسمع من بحر بن نصر، وابن أبي مسرة، ومحمد بن إسماعيل الأحمسي، ومحمد بن ثواب الهباري، وأحمد بن الفرات الرازي. (23/600)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 601 روى عنه: عبد الله بن محمد بن عمر القاضي، وأبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم القطان، وسليمان بن أحمد الطبراني، وعبد الله بن محمد بن الحجاج. توفي في رمضان. أحمد بن محمد بن سهل. أبو بكر البلخي القاضي. من جلة علماء بلده. إبراهيم بن محمد بن إبراهيم. أبو إسحاق العمري الكوفي. عن: أبي كريب، وسلم بن جنادة، وابن عرفة. وعنه: الدارقطني، ومحمد بن الظفر. حدث ببغداد، وتكلموا فيه ولم يترك. وكان أحد الشهود. إبراهيم بن محمد بن يحيى بن مندة العبدي الإصبهاني. الحافظ بن الحافظ أبو إسحاق. تام العناية بالحديث. صنف الشيوخ، وروى عن أحمد بن خشنام، وإبراهيم بن سعدان، وعلي بن محمد بن عبد الوهاب المروزي، وعبد الله بن محمد بن النعمان. وعنه: أبو الشيخ، وأبو إسحاق بن حمزة، وعبد الله بن محمد بن الحجاج. توفي في رمضان. إسحاق بن موسى بن سعيد الرملي. (23/601)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 602 سكن بغداد. وحدث عن: محمد بن عوف، والعباس البيروتي. وروى عن أبي داود السنن. روى عنه: المعافى بن زكريا الجريري، ويوسف القواس، وعمر بن شاهين.) وثقه الدارقطني. إسماعيل بن عباد. أبو علي القطان. سمع: عباد بن يعقوب الرواجني، وأحمد بن المقدام. وعنه: عمر بن شاهين، وأبو بكر بن شاذان، وأبو الفتح القواس. محله الصدق. أيوب بن سليمان بن نصر المري الأندلسي المالكي. كان مفتي مدينة إلبيرة في وقته. وروى عن: بقي بن مخلد، ومحمد بن وضاح، وابنه سليمان. 4 (حرف الباء) برد بن عبد الله. مولى جعفر الفهري. يروي عن: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وبحر بن نصر. وكان ثقة. غرق في بحر عيذاب. (23/602)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 603 بكير الشراك. الزاهد. من مشايخ الطريق. سكن الشونيزية. ورخه السلمي. 4 (حرف الجيم) جعفر أبو الفضل المقتدر بالله. (23/603)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 604 أمير المؤمنين ابن المعتضد بالله أبي العباس أحمد بن أبي أحمد طلحة بن المتوكل على الله العباسي. بويع بعد أخيه المكتفي بالله علي في سنة خمس وتسعين ومائتين، وسنه ثلاث عشرة سنة، ولم يل أمر الأمة قبله أحد أصغر منه. ولهذا انخرم النظام في أيامه، وجرت أشياء قد ذكرنا) بعضها في الوقائع. وقتل في شوال من السنة كما شرحنا. وقد خلع في أوائل خلافته لعبد الله بن المعتز، فلم يتم الأمر، وقتل ابن المعتز، وأعيد إلى الخلافة. ثم خلع في سنة سبع عشرة، وكتب خطه لهم بخلع نفسه، وبايعوا أخاه القاهر بالله محمداً. ثم بعد ثلاثة أيام أعيد المقتدر، وجددت له البيعة. وكان ربعةً جميل الوجه، أبيض، مشرباً حمرة. قد عاجله الشيب بعارضيه. وكان له يوم قتل ثمان وثلاثون سنة. قال المحسن التنوخي: كان جيد العقل، صحيح الرأي، ولكنه مؤثراً للشهوات. لقد سمعت أبا الحسن علي بن عيسى يقول: ما هو إلا أن يترك هذا الرجل، يعني المقتدر، النبيذ خمسة أيام، فكان ربما يكون في أصالة الرأي كالمأمون والمعتضد. وكان قتله في شوال، رماه بربري بحربةٍ فقتله في موكبه. وقد ولي الخلافة من أولاده ثلاثة: الراضي، والمتقي، والمطيع. وهكذا اتفق للمتوكل قتل وولي الخلافة من أولاده ثلاثة: المنتصر، والمعتز، والمعتمد. وفي أولاد الرشيد ثلاثة ولوا الأمر: الأمين، والمأمون، والمعتصم. (23/604)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 605 وأما عبد اللمك فولي الأمر من أولاده أربعة. ولا نظير لذلك إلا في الملوك. فإن الملك العادل ولي السلطنة من أولاده بدمشق أربعة وهم: المعظم، والأشرف، والكامل، والصالح إسماعيل. 4 (حرف الحاء) حديد بن موسى. أبو القاسم المصري الخياش. سمع: أبا أمية الطرسوسي، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم. وثقه ابن يونس، وكتب عنه. الحر بن محمد بن الحسين بن أشكاب. سمع: أباه وعمه علياً، وإبراهيم بن مجشر، والزبير بن بكار. وعنه: ابن المظفر، وابن شاهين، ومحمد بن إسماعيل الوراق. وثقه الخطيب وورخه. الحسن بن محمد بن عمر بن سنان.) أبو علي. نيسابوري. حج وحدث ببغداد عن: أحمد بن يوسف السلمي، ومحمد بن يحيى. وعنه: أبو الحسين بن البواب، ويوسف القواس. وكان ثقة. توفي ببغداد. الحسين بن صالح بن خيران. أبو علي. في الكنى. يأتي آخر السنة. (23/605)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 606 4 (حرف الزاي) الزبير بن أحمد بن سليمان. أبو عبد الله الزبيري الفقيه الشافعي. توفي في صفر بالبصرة. وصلى عليه ابنه أبو عاصم. وقد تقدم ذكره. له مصنفات. 4 (حرف السين) سليمان بن داود النيسابوري. سمع: محمد بن يحيى، ويزيد بن عبد الصمد الدمشقي، وأبا قلابة الرقاشي. وعنه: يحيى العنبري، وغيره. 4 (حرف العين) العباس بن بشر بن عيسى بن الأشعث. أبو الفضل الرخجي. بغدادي نبيل. حدث عن: يعقوب الدورقي، وأبي السهمي، وطبقتهما. وعنه: ابن شاهين، ويوسف القواس، وزوج الحرة. قال الدارقطني: ليس به بأس. العباس بن الوليد بن شجاع. (23/606)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 607 أبو الفضل الإصبهاني.) روى عن: محمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن منصور زاج. وعنه: الطبراني، وأبو الشيخ، وحسين بن محمد بن علي، وابن المقريء. عبد الله بن حمشاد بن جندل. أبو عبد الرحمن النيسابوري المطوعي. سمع: محمد بن يزيد، وسهل بن عمار النيسابوريين، وأبا قلابة، وعبد الله بن أبي مسرة. وعنه: ابنه أبو بكر، وأبو علي الماسرجسي، وغيرهما. عبد الله بن عتاب بن أحمد بن كثير البصري الأصل الدمشقي. أبو العباس بن الزفتي. سمع: هشام بن عمار، ودحيماً، وأحمد بن أبي الحواري، وعيسى بن حماد، وهارون بن سعيد الأيلي. وعنه: علي بن عمرو الحريري، وأبو سليمان بن زبر، وشافع بن محمد الإسفرائيني، وأبو أحمد الحاكم، وعبد الوهاب الكلابي، وجماعة. ولد سنة أربع وعشرين ومائتين. قال أبو أحمد الحاكم: رأيناه ثبتاً. قلت: كان أسند من بقي بالشام. عمر ستاً وتسعين سنة. ومات في رجب. عبد الله بن محمد بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ بن داود. (23/607)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 608 أبو القاسم الرازي ابن أخي الحافظ أبي زرعة. ولاؤهم لبني مخزوم. ويروي عن: عمه، ويونس بن عبد الأعلى، وأحمد بن منصور الرمادي، ويوسف بن سعيد بن مسلم، ومحمد بن عيسى بن حيان المدائني، والعراقيين، والرازيين، والمصريين. روى عنه: والد أبي نعيم، والحسن بن إسحاق بن إبراهيم، وابن المقريء، وأبو بكر محمد بن عبيد الله الذكواني، وأحمد بن أحمد العسال، وخلق سواهم. وكان صاحب أصول، ثقة. قاله أبو نعيم، وقال: توفي عندنا بإصبهان. عبد الرحمن بن إسحاق بن محمد بن معمر بن حبيب الجوهري السامري. أبو علي القاضي. محدث، رحال مكثر.) روى عن: علي بن حرب، والربيع المرادي، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم. قال ابن يونس: ناب في القضاء بمصر، وكان ثقة. توفي في ربيع الآخر. قلت: روى عنه: ابن المقريء، والطبراني، وغيرهما. وكان مولده في سنة إحدى وخمسين ومائتين. قلت: عمل قضاء ديار مصر وحده، لأن الذي استنابه كان ببغداد وهو هارون بن إبراهيم بن حماد. قال ابن زولاق: كان عاقلاً فقيهاً حاسباً خبيراً بالدور. له حلقة بالجامع. (23/608)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 609 حدث عن علي بن حرب بنحو خمسين جزءاً، وعن الربيع بأكثر كتب الشافعي. وكان يتأدب مع الطحاوي كثيراً، وكان يقول: هو أمس مني بإحدى عشرة سنة، ولو أنها إحدى عشرة ساعة. والقضاء أقل من أن أفخر به على أبي جعفر. وكانت ولايته سنة وشهرين، وعزل. عبد الرحمن بن يحيى بن مندة العبدي. أبو محمد الإصبهاني، أخو محمد. سمع: عقيل بن يحيى، وأحمد بن الفرات، ويحيى بن حاتم. وعنه: أبو الشيخ، وابن المقريء، وأبو عبد الله بن مندة الحافظ، وعبد الله بن محمد بن الحجاج. عثمان بن سعيد الكناني الجياني. أبو سعيد. يعرف بحرقوص. سمع: بقي بن مخلد، وكان من كبار أصحابه وكان بارعاً في الأدب. توفي قريباً من سنة عشرين. علوان بن الحسين. أبو اليسير المالكي البغدادي. رحل، وسمع من: إسحاق الدبري، وطائفة. وعنه: ابن شاهين، والقواس. علي بن محمد بن علي ابن الخراساني.) (23/609)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 610 أبو الحسن الأزدي القطان. دمشقي، سمع: محمد بن عوف، ويونس بن عبد الأعلى، وجماعة. وعنه: أبو هاشم المؤدب، وعبد الوهاب الكلابي. عيسى بن عبد الله بن عمرو. أبو حسان البغدادي العثماني. شيخ. حدث بما وراء النهر بالعجائب. عن: علي بن حجر، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، والفلاس. روى عنه: عبد المؤمن، ومحمد بن زكريا، وأهل نسف. وادعى أنه سمع من آمنة بنت أنس بن مالك. وهذا يكفيه في الفضيحة. قال المستغفري. 4 (حرف القاف) القاسم بن بكر الطيالسي. بغدادي، ثقة، نبيل. سمع: الرمادي، وأحمد بن شيبان، وبكار بن قتيبة. وعنه: ابن المظفر، وابن حيويه، ويوسف القواس. 4 (حرف الميم) محمد بن إبراهيم بن حفص بن شاهين البغدادي البزاز. سمع: محمد بن الوليد البسري، والحسن بن أبي الربيع، ويوسف بن موسى. (23/610)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 611 وعنه: أبو بكر الوراق، والدارقطني، وأبو حفص الكناني. ومات فجأة في رمضان. محمد بن حسن بن أزهر. أبو بكر القطائعي الأصم الدعاء. حدث عن: عمر بن شبة، وقعنب بن المحرر، وجماعة. روى عنه: محمد بن بخيت، وأبو حفص الكناني. روى عنه ابن السماك كتاب الحيدة. قال الخطيب: كان غير ثقة، يروي الموضوعات.) محمد بن حمدون بن خالد النيسابوري. أبو بكر. أحد الثقات الرحالين. سمع: محمد بن يحيى، وأبا زرعة، وابن وارة، والربيع بن سليمان، وسليمان بن سيف الحراني، وأبا أمية الطرسوسي، وعباساً الدوري. وعنه: محمد بن صالح بن هانيء، وأبو علي الحافظ، والحسن بن أحمد المخلدي، وأبو طاهر بن خزيمة، وأبو بكر بن مهران المقريء، وطائفة. عاش سبعاً وثمانين سنة. توفي في ربيع الآخر. قال الحاكم: كان من الثقات الأثبات الجوالين في أقطار الأرض، رحمه الله تعالى. (23/611)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 612 محمد بن زكريا بن إبراهيم الدقاق. بغدادي. روى عن: شعيب الصريفيني، وعلي بن حرب. وعنه: أبو الفتح الأزدي، ويوسف القواس مما صح. محمد بن سعيد بن حاتم. أبو جعفر البخاري الزندني. من قرية زندنة. سمع: سعيد بن مسعود المروزي، وعبيد الله بن واصل، وأبا صفوان إسحاق بن أحمد. وعنه: محمد بن حم بن ثابت، وأهل بخارى. محمد بن سعيد بن عبد الرحمن. أبو عبد الله التستري الزاهد. حدث بمصر عن: أبي يوسف القلوسي، وأحمد بن أبي غروة، والمسلم بن محمد بن المسلم اليماني صاحب عبد الرزاق. قال ابن يونس: كتبنا عنه، وكان من أهل الورع. ثقة. مات بمصر في رمضان. محمد بن موسى. أبو علي الواسطي، قاضي الرملة.) قال ابن يونس: كان عالماً باللغة والتفسير، وتفقه على مذهب أهل الظاهر. وقد رمي بالقدر. توفي في ربيع الأول. (23/612)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 613 محمد بن هارون بن محمد بن إسحاق العباسي. أبو عبد الله، خطيب مصر. ولد بمكة وروى عن: محمد بن إسماعيل الصائغ، وابن أبي مسرة. وكان نبيلاً صدوقاً. توفي بمصر. وقد حدث عن أبيه بكتاب أخبار دولة بني العباس. محمد بن هارون بن الحجاج. أبو بكر القزويني. إمام جامع قزوين. سمع: أباه، وإسماعيل بن توبة، ويحيى بن عبدك، وأبا زرعة الرازي، وسعدان بن نصر، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي. وطائفة. وكان ثقة، أكثر عن أبي زرعة. روى عنه أهل بلده. محمد بن يوسف بن مطر بن صالح بن بشر. سمع الصحيح من أبي عبد الله البخاري بفربر في ثلاث سنين. وسمع من علي بن خشرم لما قدم فربر مرابطاً. (23/613)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 614 قال ابن السمعاني في أماليه: كان ثقة، ورعاً. ولد سنة إحدى وثلاثين ومائتين. قلت: أخطأ من قال إنه سمع من قتيبة. روى عنه الصحيح: أبو زيد المروزي الفقيه، ومحمد بن عمر الشبوي، وأبو محمد بن حمويه، وأبو الهيثم الكشميهني، وأبو إسحاق المستملي، وأبو حامد أحمد بن عبد الله النعيمي، وإسماعيل بن حاجب الكشاني وهو آخر من حدث عنه. وقد على في صحيح البخاري حديث رحلة موسى إلى الخضر فقال: ثناه علي بن خشرم، ثنا سفيان، فذكره. توفي في شوال من السنة لعشر بقين منه. وسماعه للصحيح سنة ثمانٍ وأربعين ومائتين.) وأيضاً مرةً أخرى سنة اثنتين وخمسين ومائتين. وكانت رحلة المستملي إليه في سنة أربع عشرة وثلاثمائة وسمع منه الحموري في سنة خمس عشرة، وست عشرة. وقال أبو زيد: رحلت إلى الفربري سنة ثماني عشرة. وقال أبو الهيثم: سمعت منه الصحيح بفبر في ربيع الأول سنة عشرين. وحدث عن الفربري بالصحيح: أبو علي سعيد بن السكن الحافظ بمصر في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة. فهو أول من حدث بالكتاب عن الفربري، وأعلمهم بالحديث. وروي عن الفربري أنه قال: سمع الصحيح من البخاري تسعون ألف رجل، فما بقي أحد يرويه غيري. والفربري بكسر الفاء وفتحها، نسبةً إلى قرية فربر من قرى بخارى. ذكر الوجهين عياض، وابن قرقول، والحازمي، وقال: الفتح أشهر. (23/614)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 615 وما ذكر ابن ماكولا غير الفتح. محمد بن يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد الأزدي. مولاهم أبو عمر البغدادي القاضي. سمع: الحسن بن أبي الربيع، وزيد بن أخزم، ومحمد بن الوليد البسري. وعنه: الدارقطني، وأبو بكر الأبهري، وأبو القاسم بن حبابة، وأبو بكر بن المقريء، وآخرون. مولده بالبصرة سنة ثلاثٍ وأربعين ومائتين. وولي قضاء مدينة المنصور سنة أربع وثمانين. وكان لا نظير له في الحكام عقلاً وحلماً وذكاءً، حتى أن الرجل كان إذا بالغ في وصف الشخص قال: كأنه أبو عمر القاضي. وقلده المقتدر قضاء الجانب الشرقي وعدة نواحي، ثم قلده قضاء القضاة سنة سبع عشرة وثلاثمائة. وحمل الناس عنه علماً واسعاً من الحديث والفقه. ولم ير الناس ببغداد أحسن من مجلسه. (23/615)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 616 كان يجلس للحديث، والبغوي عن يمينه، وابن صاعد عن يساره، وأبو بكر بن زياد النيسابوري بين يديه. وكان يذكر أن جده لقنه حديثاً وهو ابن أربع سنين، عن وهب بن جرير، عن أبيه، عن الحسن) قال: لا بأس بالكحل للصائم. قال الخطيب: هو ممن لا نظير له في الأحكام عقلاً وذكاءً واستيفاءً للمعاني الكثيرة بالألفاظ اليسيرة. وكان الإنسان إذا امتلأ غيظاً قال: لو أني أبو عمر القاضي ما صبرت. استخلف ولده على قضاء الجانب الشرقي. قال الخطيب: وحمل الناس عنه علماً واسعاً، وكتب الفقه لإسماعيل القاضي، وقطعةً من التفسير. وعمل مسنداً كبيراً قرأ أكثره على الناس. قرأت على أبي المعالي الأبرقوهي: أخبركم الفتح بن عبد الله، أنا هبة الله الكاتب، أنبأ أحمد بن النقور، ثنا عيسى بن الجراح: قريء على أبي عمر بن يوسف القاضي، وأنا أسمع، سنة تسع عشرة: حدثكم الحسن بن أبي الربيع، ثنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري قال: فرضت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به خمسين صلاة: ثم نقصت حتى جعلت خمساً. فقال الله تعالى: إن لك بالخمس خمسين، الحسنة بعشر أمثالها. توفي في رمضان. (23/616)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 617 4 (حرف النون) نصر بن ببرويه. أبو القاسم الشيرازي. عن: الحسن بن محمد الزعفراني، وإسماعيل بن أبي الحارث. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وعمر الكناني، وغيرهم. نصر بن الفتح. أبو القاسم المصري، إمام مسجد صندل. حدث عن: الربيع، بن سليمان المرادي، وطائفة. وثقه ابن يونس، وقال: مات نحو سنة عشرين وثلاثمائة. 4 (حرف الهاء) هبة الله بن محمد بن بندار. أبو القاسم الفارسي.) بفارس. 4 (الكنى) أبو علي بن خيران. هو الحسين بن صالح بن خيران الفقيه الشافعي. من كبار الأئمة ببغداد. (23/617)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 618 قال أبو الطيب الطبري: كان أبو علي بن خيران يعاتب ابن سريج على ولاية القضاء، ويقول: هذا الأمر لم يكن في أصحابنا، إنما كان في أصحاب أبي حنيفة. وقال أبو إسحاق الشيرازي في ترجمة ابن خيران: عرض عليه القضاء فلم يتقلد. وكان بعض وزراء المقتدر وكل بداره ليتقلد القضاء، فلم يتقلد. وخوطب الوزير في ذلك فقال: إنما قصدنا ليقال في زماننا: من وكل بداره ليتقلد القضاء فلم يفعل. قلت: تخرج بأبي علي بن خيران جماعةٌ ببغداد. وقيل: إن وفاته سنة عشرين وهم، وإنما توفي في حدود سنة عشر. والأول أظهر، فإن أبا بكر محمد بن أحمد الحداد الفقيه سافر من مصر إلى بغداد يسعى لأبي عبيد بن حربويه القاضي في أن يعفى من قضاء مصر. فقال ابن زولاق في تاريخ قضاة مصر: وشاهد ابن الحداد ببغداد في شوال سنة عشر باب أبي علي بن خيران الفقيه الشافعي مسموراً لامتناعه من القضاء، وقد استتر. قال: فكان الناس يأتون بأولادهم الصغار، فيقولون لهم: انظروا حتى تحدثوا بهذا. قال أبو عبد الله الحسين بن محمد العسكري: توفي لثلاث عشرة ليلةٍ بقيت من ذي الحجة سنة عشرين. امتنع من القضاء، فوكل الوزير ابن عيسى ببابه، فشاهدت الموكلين على بابه حتى كلم فأعفاه. وقال: ختم الباب بضعة عشر يوماً. قلت: لم يبلغنا على من اشتغل ولا من أخذ عنه. وأظنه مات كهلاً، ولم يسمع شيئاً فيما أعلم. أبو عمرو الدمشقي الصوفي. (23/618)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 619 قال السلمي: كان من كبار مشايخ الشام وعلمائهم، ومن ذوي المقامات المعروفة والكرامات المشهورة. يحكى عنه أنه كان يقول بالشواهد والصفات. وهذا مذهب لأهل الشام، ربما تكلموا في أشياء تدق في مسائل الأرواح وغيرها، وهذا مكذوب على أبي عمر لأنه أحد مشايخ) العلماء. وقد ورد على الحلولية وأصحاب الشواهد والصفات مقالاتهم. حكى أبو عمرو عن: ابن الجلاء، وغيره. حكى عنه: أحمد بن علي الإصطخري، ومحمد بن عبد الله الرازي، وأبو سعيد الدمشقي، وجماعة. قال أبو القاسم الدمشقي: سألت أبا عمرو: أي الخلق أعجز قال: من عجز عن سياسة نفسه قلت: فأي الخلق أقوى قال: من قوي على مخالفة هواه قال: فقلت: أي الخلق أعقل قال: من ترك المكونات وأقبل على مكونها وقال محمد بن عبد الله الرازي: سمعت أبا عمر الدمشقي يقول: كما فرض الله على الأنبياء إظهار المعجزات ليؤمنوا بها، كذلك فرض على الأولياء كتمان الكرامات لئلا يفتنوا بها. قال السلمي: توفي سنة عشرين. وقال ابن زبر: في سنة أربع وعشرين. (23/619)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 620 1 (ذكر من لم أعرف وفاته) من رجال هذه الطبقة الثانية والثلاثين على ترتيب المعجم 4 (حرف الألف) أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي. أبو سليمان الطبراني. سمع: دحيماً، وغيره. ورحل بابنه إلى اليمن، فسمع من الدبري. روى عنه: ابنه، وابن المقريء. حدث في سنة خمس عشرة وثلاثمائة، وكان قد نيف على الثمانين. توفي بإصبهان. أحمد بن عبد الله. أبو بكر البغدادي. سمع: سريج بن يونس. وعنه: أبو الفتح الحافظ. أحمد بن محمد بن الحسين. أبو بكر السحيمي، قاضي همدان. كان حافظاً، ثقة، واسع العلم. سمع: إبراهيم بن الهيثم البلدي، وجعفر بن محمد بن شاكر، وإسماعيل القاضي، ويحيى بن عثمان بن صالح المصري. روى عنه: المعافى بن زكريا، وابن الثلاج، وآخرون. إبراهيم بن خزيم بن قمير بن خاقان. (23/620)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 621 أبو إسحاق الشاشي. رواية عبد بن حميد. شيخ مستور، مقبول. روى عن عبدٍ تفسيره ومسنده الكبير.) وحدث بخراسان. روى عنه: أبو محمد بن حمويه السرخسي، وغيره. ولم يبلغني وفاته رحمه الله. وقد سمع منه ابن حمويه بالشاش في سنة ثماني عشرة وثلاثمائة في شعبان، وقال: كان أصل أجداده من مرو، وأن سماعه من عبد في سنة تسعٍ وأربعين ومائتين. وحدث عنه: أبو حاتم بن حبان. إبراهيم بن عبد الله. أبو إسحاق العسكري الزبيبي. حدث بعسكر مكرم عن: أبي حفص الفلاس، ومحمد بن عبد الأعلى الصغاني. ومحمد بن بشار، وغيرهم. وعنه: عمر بن شاهين، وزاهر بن أحمد، وأبو بكر بن المقريء، وغيرهم. قرأت على أحمد بن هبة الله، عن أبي روح عبد المعز، أنا زاهر، أنا سعيد البحيري، أنا زاهر السرخسي: ثنا إبراهيم بن عبد الله الزبيبي بعسكر مكرم، ثنا بندار، ثنا محمد، ثنا شعبة: سمعت قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه. رواه مسلم، عن بندار. (23/621)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 622 إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن غالب الأنباري. أبو القاسم المؤدب. حدث ببغداد عن: إبراهيم بن عبد الله الهروي، وسوار بن عبد الله العنبري، وعمرو بن علي، وجماعة. روى عنه: أبو عمر بن حيويه، وأبو الحسن الجراحي. وكان ثقة. أحمد بن جعفر بن نصر. أبو العباس الرازي الجمال. سمع: أحمد بن أبي سريج، ومحمد بن حميد، وجماعة. روى عنه: أبو أحمد الحاكم، وأهل بلده.) أحمد بن علي البغدادي. أبو علي السمسار. أخذ القراءة عرضاً وتلقيناً عن: محمد بن يحيى الكسائي الصغير وهو أميز أصحابه. وروى عن: محمد بن الجهم. روى عنه القراءة: بكار بن أحمد، وعبد الواحد بن أبي هاشم، وزيد بن أبي بلال، وأحمد بن عبد الرحمن الولي. أحمد بن عيسى زغبة. روى عن: محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد الحداد المصري. ينظر من تاريخ ابن يونس. أحمد بن موسى. أبو زرعة المكي التميمي. عن: أحمد بن أبي روح، وغيره. وعنه: أبو محمد بن السقاء، وأبو بكر بن المقريء، وغيرهما. مستور. (23/622)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 623 أحمد بن سعيد. أبو بكر الطائي المصري الكاتب. نزل دمشق، وحدث بآثارٍ عم جماعة. روى عنه: محمد بن يحيى الصولي، والحسين بن إبراهيم بن أبي الرمرام، ومحمد بن عمران المرزباني. قال أبو سليمان بن زبر: اجتمعت أنا وعشرة فيهم أبو بكر الطائي يقرأ فضائل علي رضي الله عنه في الجامع بدمشق. قلت: هذا كان بعد الثلاثمائة، إذ العوام بدمشق نواصب قال: فوثب إلينا نحو المائة من أهل الجامع يريدون ضربنا. وأخذ شخص بلحيتي، فجاء بعض الشيوخ، وكان قاضياً، في الوقت فخلصني وعلقوا أبا بكر فضربوه، وعملوا على سوقه إلى الوالي في الخضراء، فقال لهم أبو بكر: يا سادة، إنما في كتابي فضائل علي، وأنا أخرج لكم غداً فضائل معاوية أمير المؤمنين. واسمعوا هذه الأبيات التي قلتها الآن:) (حب علي كله ضرب .......... يرجف من خيفته القلب)

(فمذهبي حب إمام الهدى .......... يزيد والدين هو النصب)

(من غير هذا قال فهو امرؤ .......... مخالف ليس له لب)

(والناس من ينقد لأهوائهم .......... يسلم وإلا فالقفا نهب) بقي الطائي هذا إلى سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة. أحمد بن محمد بن عبد الجبار. أبو جعفر الرياني. راوي كتاب الترغيب عن مؤلفه حميد بن زنجويه. روى عنه: عبد الرحمن بن أبي سريج. وهو مخفف: ذكره ابن نقطة بعد محمد بن أحمد بن عون. أسامة بن محمد. (23/623)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 624 أبو بكر الكرخي الدقاق. عن: حفص الربالي. وعنه: الدارقطني، ويوسف القواس، وجماعة. إسحاق بن حمدان. أبو يعقوب النيسابوري، نزيل بلخ. يروي عن: حم بن نوح، ومحمد بن رافع، وإسحاق الكوسج. عنده عجائب عن حم. روى عنه: أبو بكر أحمد بن علي الرازي، وأبو علي النيسابوري، وأبو إسحاق المزكي. وحج سنة سبع وثلاثمائة. إبراهيم بن كيغلع. الأمير أبو إسحاق. ولاه المقتدر ساحل الشام، فقدمها سنة ست عشرة وثلاثمائة. وكان شاعراً محسناً جواداً ممدحاً. فمن شعره: (قم يا غلام أدر مدامك .......... واحثث على الندمان جامك)

(تدعى غلامي ظاهراً .......... وأظل في سر علامك) ) (الله يعلم أنني .......... أهوى عناقك والتزامك) (23/624)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 625 إسحاق بن سليمان. الطبيب المعروف بالإسرائيلي. أستاذ مصنف، مشهور بالحذق والبراعة في الطب. وهو مصري سكن القيروان، ولازم إسحاق بن عمران البغدادي نزيل إفريقية الملقب بسم ساعة. أخذ عنه وتتلمذ له، وخدم أبا محمد المهدي صاحب إفريقية، وكان طبيبه. وطال عمره وأسن، ولم يتزوج قط، فقال له بعضهم: أيسرك أن لك ولداً قال: أما إذا صار لي كتاب الحميات فلا. وقال: لي أربع كتب تحيي ذكري، وهي: كتاب الحميات، وكتاب الأغذية والأدوية، وكتاب البول، وكتاب الأسطقصات. وللإسرائيلي كتب أخر في الطب والمنطق. وتوفي قريباً من سنة عشرين وثلاثمائة. 4 (حرف الجيم) جعفر بن أحمد بن مروان. أبو محمد الحلبي الوزان الكبير. سمع: أيوب بن محمد الوزان، وهشام بن خالد الأزرق. وعن: ابن المقريء، وعلي بن محمد الحلبي، وغيرهما. جعفر بن حمدان الموصلي الشحام. روى عن: يوسف بن موسى القطان، وطبقته. (23/625)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 626 وعنه: محمد بن المظفر، وعمر بن شاهين. جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي. أبو الفضل. سمع: الهيثم بن سهل التستري، وغيره. وعنه: ابنه أبو بكر أحمد، وأحمد بن حفص الكناني.) جبير بن محمد بن أحمد. أبو عيسى الواسطي. حدث عن: سعدان بن نصر، وشعيب بن أيوب الصريفيني. وعنه: ابن المظفر، وابن شاهين، وابن المقريء. وهو ثقة. 4 (حرف الحاء) الحسن بن إسماعيل بن سليمان. أبو علي الفارسي. حدث بخراسان عن: أحمد بن المقدم، ويعقوب الفسوي. وعنه: محمد بن الحسن بن منصور، وأبو إسحاق المزكي، وغير واحد. وأظنه نزل بخارى. الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل الأسدي. أبو طاهر البالسي الإمام بمدينة أنطاكية، وصاحب الجزء المعروف. رحل وطوف بعد الأربعين ومائتين. (23/626)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 627 وسمع: أبا كريب، وعبد الجبار بن العلاء، وعقبة بن مكرم، والحسين بن الحسن المروزي. ومحمد بن مصفى، ويحيى بن عثمان، وأحمد بن عبد الله البزي، ومؤمل بن إهاب، وسفيان بن وكيع، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وكثير بن عبيد، وإسحاق بن موسى الأنصاري، ومحمد بن قدامة، وغيرهم. وعنه: أبو القاسم الطبراني، وأبو بكر بن المقريء، وعلي بن الحسين بن بندار قاضي أذنة، وشاكر بن عبد الله المصيصي، وجماعة. وهو صدوق، ما عرفت فيه جرحاً. الحسين بن إبراهيم بن عامر بن أبي عجرم. الإمام أبو عيسى الأنطاكي المقريء. قرأ على: أحمد بن جبير الأنطاكي المقريء. وطال عمره واشتهر ذكره.) وقرأ عليه: عبد الله بن اليسع الأنطاكي، وعلي بن الحسين الغضائري. 4 (حرف السين) سعيد بن هاشم بن مرثد. أبو عثمان الطبراني. سمع: أباه، ودحيماً، وإبراهيم بن الوليد بن سلمة الطبراني. وعنه: أبو حاتم بن حبان، ومحمد بن بكر بن مطروح المصري، والفضل بن جعفر المؤذن، والطبراني، وأبو بكر بن المقريء. وقال ابن حبان: صدوق. روى عنه: ابن المظفر، عن مؤمل بن شهاب. (23/627)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 628 4 (حرف الصاد) صدقة بن منصور بن عدي. أبو الأزهر الكندي الحراني. عن: محمد بن بكار بن الريان، وأبي معمر إسماعيل بن إبراهيم الهذلي، ويحيى بن أكثم. وعنه: أبو أحمد الحاكم، وأبو بكر بن المقريء، وجماعة. قال أبو أحمد: كان أبو عروبة يسيء الرأي فيه. 4 (حرف العين) العباس بن الخليل بن جابر. أبو الخليل الطائي الحمصي. عن: كثير بن عبيد، ويحيى بن عثمان، وسلمة بن الخليل. وعنه: أبو أحمد الحاكم، وابن المقريء. قال أبو أحمد: فيه نظر. العباس بن علي بن العباس بن واضح النسائي. بغدادي، ثقة. روى عن: عيسى بن أبي حرب، والرمادي، وطبقتهما. وعنه: محمد بن المظفر، وابن البواب، وإسحاق النعالي، وغيرهم.) عبد الله بن جابر الطرسوسي. سمع: زهير بن قمير، وعبد الله بن خبيق الأنطاكي، ويمان بن سعيد (23/628)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 629 اليحصبي، وجماعة. وعنه: ابن حيان، وأبو بكر بن المقريء. عبد الله بن جامع بن زياد الحلواني. سمع: علي بن حرب، والربيع المرادي. وعنه: أبو أحمد الغطريفي، وأبو أحمد الحاكم، وجماعة. عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الخليل. أبو القاسم بن الأشقر. راوي تاريخ البخاري المختصر عن مصنفه. سمع: لويناً، والحسين بن مهدي، ورجاء بن مرجا، والحسن بن عرفة، ويوسف بن موسى القطان. وعنه: محمد بن المظفر، وجبريل بن محمد الهمذاني، وأبو عمر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين، ومحمد بن جعفر بن يوسف، وغيرهم. وكان على قضاء كرخ بغداد. وحدث بهمذان وإصبهان. روى عنه أهل تلك الديار. عبد الله بن محمد بن سلم بن حبيب. أبو محمد المقدسي الفريابي. سمع: هشام بن عمار، وعبد الله بن ذكوان، ودحيماً، ومحمد بن رمح، وحرملة، وجماعة. (23/629)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 630 وعنه: أبو حاتم بن حبان ووثقه، والحسن بن رشيق، ويوسف الميانجي، وابن عدي. ووصفه أبو بكر بن المقريء بالصلاح والدين، وروى عنه. وله رحلة. عبد الله بن محمد بن النضر. أبو محمد البصري الجرار الكواز. سمع حديثاً واحداً من هدبة بن خالد عن الحمادين. روى عنه: محمد بن حميد المخرمي، وعمر بن سنبك، وأبو عمر بن حيويه.) حدث ببغداد سنة اثنتي عشرة. عبد الرحمن بن داود بن منصور الفارسي. رحال، سمع: هلال بن عبد العلاء، وأحمد بن عبد الوهاب الحوطي، وعثمان بن خرزاذ. وعنه: الإصبهانيون أبو الشيخ، والعسال، والحسن بن عبد الله العسكري. وكان فقيهاً كثير الحديث. عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد العزيز بن الفضل الهاشمي العباسي الحلبي. ابن أخي الإمام. (23/630)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 631 سمع: عبد الرحمن بن عبيد الله الأسدي الحلبي ابن أخي الإمام، وهو سميه وأكبر شيخ له. ولعله هو آخر من روى عنه. وسمع أيضاً: محمد بن قدامة المصيصي، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وبركة بن محمد الحلبي، وجماعة. وعنه: أبو أحمد بن عدي، ومحمد بن سليمان. عبد الرحمن بن عبيد الله بن أحمد الأسدي. أبو محمد ابن أخي الإمام الحلبي الصغير المعدل. عنه: إبراهيم بن سعيد الجوهري، ومحمد بن قدامة المصيصي، وأحمد بن حرب الموصلي. وعنه: أبو أحمد بن عدي الحافظ، ومحمد بن المظفر الحافظ، وأبو أحمد الحاكم الحافظ، وأبو بكر بن المقريء، وأبو طاهر محمد بن سليمان بن أحمد بن ذكوان. وهو صدوق أيضاً فقد اشترك في اسمه وكنيته وعرفه هو والذي قبله. وكذلك اشتركا في الرواية عن جماعة من الشيوخ، وهذا من غريب الإتفاق. وأما: عبد الرحمن بن عبيد الله ابن أخي الإمام الحلبي الكبير. فقد مر في طبقة أحمد بن حنبل والله أعلم. عبد الرحمن بن عيسى الهمذاني الكاتب. (23/631)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 632 كاتب رسائل الأمير بكر بن عبد العزيز ابن الأمير أبي دلف العجلي. وقد ولي هذا إمرة همدان للمعتضد في سنة إحدى وثمانين ومائتين.) وعاش عبد الرحمن بعد ذلك مدة، وبقي إلى بعد الثلاثمائة. وله كتاب الألفاظ، الكتاب المشهور الذي قال فيه الصاحب بن عباد: لو أدركت عبد الرحمن مصنف كتاب الألفاظ لأمرت بقطع لسانه ويده. فسئل عن سبب ذلك، فقال: لأنه جمع شذور العربية الجزلة المعروفة في أوراق يسيرة، فأضاعها في أفواه صبيان المكاتب. ورفع عن المتأدبين تعب الدروس والحفظ الكثير، والمطالعة الدائمة. وقال ابن فارس اللغوي: أنشدني أبي، عن عبد الرحمن كاتب بكر: (ما ودني أحد إلا بذلت له .......... من المودة ما يبقى على الأبد)

(ولا قلاني وإن كنت المحب له .......... إلا دعوت له الرحمن بالرشد)

(ولا ائتمنت على سر فبحت له .......... ولا مددت إلى غير الجميل يدي)

(ولا أقول نعم يوماً فأتبعها .......... بلا، ولو ذهبت بالمال والولد) علي بن أحمد بن محفوظ أبو الحسن المحفوظي النيسابوري. سمع: عبد الله بن هاشم، وأحمد بن سعيد الدارمي، وجماعة. وعنه: أبو علي الحافظ، وعبد الله بن سعد، ومحمد بن أحمد بن عبدوس. قرأت على أحمد بن عساكر، عن أبي روح: أنا زاهر، أنا أبو الحسن عبد الله بن عبد الرحمن البحيري، أنا محمد بن أحمد بن عبدوس، أنا علي بن أحمد المحفوظي، نا عبد الله بن هاشم، ثنا بهز بن أسد، ثنا محمد بن طلحة بن مصرف، عن عبد الله بن شريك العامري، عن عبد الرحمن بن عدي الكندي، عن الأشعث بن قيس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أشكر الناس له أشكرهم للناس. (23/632)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 633 عبد الله تكلم فيه لكونه من شيعة المختار الكذاب. عبد الرحمن بن زاذان، أبو عيسى الرزاز. روى عن: أحمد بن حنبل حديثاً واحداً. رواه عنه: أبو محمد بن السقاء، وأبو بكر بن شاذان، وأبو القاسم ابن الثلاج.) مولده سنة إحدى وعشرين ومائتين. وبقي إلى سنة خمس عشرة وثلاثمائة. علي بن إسماعيل بن حماد البغدادي البزاز. سمع: يعقوب الدورقي، ومحمد بن المثنى، وطبقتهما. روى عنه: ابن لؤلؤ، وابن المظفر. قال الخطيب: كان صدوقاً فهماً. جمع حديث شعبة واختلط آخر عمره. علي بن سليم بن إسحاق المقريء البزاز الخصيب. بغدادي. سمع: أبا عمر الدوري، وقرأ عليه أيضاً. وسمع أيضاً من: الحسن بن عرفة، ومحمد بن حسان الأزرق. وعنه: أبو القاسم عبد الله بن النحاس، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير، وإبراهيم بن أحمد الخرقي. وقرأ عليه القرآن: أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الولي، وأخبر أنه قرأ على الدوري. (23/633)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 634 علي بن الحسين. أبو الحسن بن الرقي الوزان المقريء. شيخ بغدادي، لا يعرف إلا من جهة أبي أحمد السامري. ذكره الدامي فقال: أخذ القراءة عرضاً عن: أبي شبيب السدوسي، وقنبل، وعبد الرحمن بن عبدوس، وأحمد بن علي الخزاز، وإسحاق الخزاعي. مشهور ثقة. روى عنه القراء عرضاً: عبد الله بن الحسين، يعني السامري. نسبه لنا فارس بن أحمد، عنه. علي بن الفتح. أبو الحسن العسكري الرومي. روى حديثاً عن: الحسين بن عرفة. رواه: الدارقطني، والقاضي أبو بكر الأبهري، وابن شاهين. علي بن محمد بن حاتم.) أبو الحسين القومسي، نزيل فزوين. حدث ببغداد عن: محمد بن عزيز الأيلي. روى عنه: أبو بكر الوراق، والحربي. علي بن المبارك. أبو الحسن المسروري. سمع: عبد الأعلى بن حماد، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وجماعة. (23/634)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 635 وعنه: أبو أحمد الحاكم. علي بن موسى بن محمد بن النضر. أبو القاسم الأنباري. حدث ببغداد عن: محمد بن وزير، وزياد بن أيوب، ويعقوب الدورقي، وجماعة. وعنه: أبو القاسم بن النحاس، وأبو عمير بن حيويه، وعمر بن شاهين. وثقه ابن النحاس. علي بن الحسن بن الحارث بن غيلان. أبو القاسم المروذي البغدادي. عن: زياد بن أيوب، ومحمد بن سهل بن عسكر، وابن عرفة، وعدة. وعنه: أبو الفضل الزهري، وعلي بن عمر السكري، وعمر بن نوح. وثقه الخطيب. عمر بن عثمان بن الحارث بن ميسرة الرغيثس الحمصي. روى عن: عطية بن بقية بن الوليد، وأبي سعيد الأشج. وعنه: الحسين بن أحمد بن عتاب، وابن المقريء. عمر بن محمد بن شعيب الصابوني. حدث عن: عبد الله المخرمي، وحنبل، وجماعة. وعنه: عبيد الله الزهري، وابن المظفر، والدارقطني، وجماعة. وثقه الخطيب. عمر بن محمد بن عيسى الجوهري السذابي.) شيخ بغدادي. (23/635)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 636 سمع: محمود بن خداش، والحسن بن عرفة، والأثرم. وعنه: الشافعي، وابن بخيت، ومحمد بن الشخير، وغيرهم. قال الخطيب: في حديثه نكرة. عيسى بن عمر بن العباس بن حمزة بن عمرو بن أعين. أبو عمران السمرقندي، صاحب أبي محمد الدارمي. شيخ مستور مقبول. روى عنه: أبو الحسين محمد بن عبد الله الكاغدي، وعبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي، وغيرهما. لا أعلم متى توفي، إلا أنه كان في هذا العصر حياً. 4 (حرف الفاء) الفضل بن إسماعيل البغدادي الغلفي. أبو غانم. عن: الحسن الزعفراني، والرمادي، وطبقتهما. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، ويوسف القواس. الفضل بن محمد بن حماد السلمي الحراني. أبو معشر بن أبي معشر، أخو أبي عروبة. شيخ مسن كأخيه. سمع: عبد السلام بن عبد الحميد الإمام، وجده عمرو بن أبي عمرو سعيد بن زاذان، والزبير بن بكار. وعنه: ابن المقريء، وأبو أحمد الحاكم. (23/636)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 637 4 (حرف القاف) القاسم بن عيسى. أبو بكر العصار، دمشقي مشهور، ثقة. سمع: مؤمل بن إهاب، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وعبد السلام بن عتيق، وموسى بن) عامر المري، وطبقتهم. وعنه: محمد بن حميد بن معتوق، وأبو هاشم عبد الجبار، ومحمد بن المظفر، وأبو بكر الربعي، وأبو أحمد الحاكم، وابن المقريء. القاسم بن محمد بن عبد الرحمن. أبو الحسن الجدي، ثم المكي البزار. سمع: محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، والحسن الحلواني، والحسين بن الحسن المروزي. روى عنه: أبو بكر بن المقريء، وأبو أحمد الحاكم. 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن حمدان. أبو الطيب المروروذي ثم الرسعني الوراق. يروي عن: الربيع بن سليمان، وأبي عتبة الحمصي، وإسحاق بن شاهين، وأبي هشام الرفاعي، وطائفة كثيرة. وعنه: بكير الطرسوسي، وعبد الله بن عدي ورماه بوضع الحديث، وأبو أحمد الحاكم. (23/637)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 638 وقال أبو عروبة الحراني: ما رأيت في الكذابين أصفق وجهاً منه. محمد بن أحمد بن سلم. أبو العباس الرقي الضراب، نزيل حران. سمع: محمد بن سليمان لوين، وسليمان بن عمر الأقطع، وإسحاق بن موسى الأنصاري، وجماعة. وعنه: ابن المقريء، وأبو أحمد الحاكم. محمد بن أحمد بن عمر الرملي الضرير المقريء. أبو بكر الداجوني الكبير. من شيوخ القراءة. تلا على: العباس بن الفضل الرازي، ومحمد بن موسى الصوري، وهارون بن موسى الأخفش الدمشقي، وجماعة بعده روايات. وكان كثير التطواف.) قرأ عليه: عبد الله بن محمد بن فورك القباب، وأبو بكر بن مجاهد، وأحمد العجلي شيخ أبي علي الأهوازي، وزيد بن أبي بلال، وأبو بكر الشذائي، والعباس بن محمد الداجوني الصغير، ومحمد بن أحمد الباهلي. محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي. (23/638)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 639 أبو الحسين الحافظ الجرجاني. ثقة مشهور. سمع: أبا حفص الفلاس، وابن أبي الشوارب، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، والذهلي، وأبا زرعة الرازي، والبخاري. روى عنه: ابن عدي، والإسماعيلي، وأبو أحمد الحاكم. محمد بن إبراهيم بن أبي الجحيم. أبو كثير الشيباني البصري. حدث ببغداد عن: يونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، وطبقتهم. روى عنه: محمد بن المظفر، وابن حيويه، وابن شاهين. قال حمزة السهمي: سألت عنه أبا محمد غلام الزهري فوثقه. محمدبن أيوب بن مشكان. أبو عبد الله النيسابوري. حدث عن: المنسجر بن الصلت القزويني، وأبي عتبة الحمصي، ومحمد بن عمر بن أبي السمح. روى عنه: أبو بكر بن أبي دجانة، وأبو هاشم المؤدب، وأبو بكر بن المقريء، وجماعة. محمد بن حصن بن خالد. أبو عبد الله البغدادي الألوسي. سمع: محمد بن معمر البحراني، ومحمد بن زنبور المكي، ومحمد بن (23/639)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 640 زياد الزيادي، وعلي بن الحسين الدرهمي، وجماعة. وحدث بدمشق.) وعنه: محمد بن حميد بن معيوف، وأحمد بن جعفر بن حمدان الطرسوسي، والطبراني، وأبو بكر المقريء، وجماعة. محمد بن سعيد بن محمد. أبو بكر الترخمي الحمصي الحافظ، وقيل اسمه: محمد بن جعفر بن سعيد. سمع: أباه، والحسن بن علي بمعان، وأبا أمية الطرسوسي، وسعيد بن عمرو السكوني، وطائفة. وعنه: محمد بن المظفر، وأبو الفضل محمد بن عبد الله الشيباني، وأبو الخير أحمد بن علي الحمصي الحافظ، وأبو الفضل جعفر بن الفرات، وآخرون. وترخم بطن من يحصب. محمد بن الحسن. أبو بكر العجلي الكاراتي. روى عن: سعدان بن نصر، وطبقته. (23/640)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 641 روى عنه: أبو عمر بن السماك، وأبو بكر بن شاذان. محمد بن سليمان بن محبوب. أبو عبد الله الحافظ المعروف بالسخل. روى عن: محمد بن عوف الحمصي، وجماعة. وعنه: الجعابي، وابن المظفر، وجماعة. محمد بن عبد الله بن محمد بن أعين الطائي. الحمصي، أبو بكر. سمع: محمد بن عوف، والعباس بن الوليد بن مزيد، ويزيد بن عبد الصمد، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن المقريء، وأبو أحمد الحاكم، والحسن بن عبد الله الكندي. والطبراني، وغيرهم. محمد بن عبد الله بن سعيد. أبو الحسن المهراني. سمع: محمد بن الوليد البسري، والحسن بن محمد الزعفراني، ومحمد بن بشار.) وعنه: محمد بن أحمد الإخميمي. محمد بن سفيان بن موسى المصيصي. أبو يوسف الصفار. روى عن: محمد بن آدم المصيصي، ومحمد بن قدامة، وسعيد بن رحمة. وعنه: ابن المقريء، وأبو أحمد الحاكم. (23/641)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 642 محمد بن عبد الله بن ثابت. أبو بكر الأشناني. كذاب. روى عن: علي بن الجعد، وأحمد بن حنبل. وعنه: أبو بكر بن شاذان، وغيره. قال الدارقطني: هو دجال. محمد بن المبارك بن عبد الملك المعافري المصري. حدث عنه: دحيم، وغيره. وعنه: ابن يونس. وتوفي سنة بضع عشرة. محمد بن علي القاضي. أبو عبد الله المروزي الزاهد العابد، الملقب بالخياط، لأنه كان يخيط على الأيتام والمساكين حسبةً. ولي قضاء نيسابور سنة ثمانٍ وثلاثمائة، إلى أن استفى سنة إحدى عشرة. ورد خريطة الحكم ابتداءً منه إلى الرئيس أبي الفضل البلعمي، فلم يشرب لأحد ماءً، ولا عثر عليه في الدين والدنيا على زلة. وكان لا يدع سماع الحديث وهو على القضاء، ولا يتخلف عن مجالس أبي العباس السراج. وقد كان سمع منه: علي بن خشرم، ومحمود بن آدم، وأحمد بن سيار، والمشايخ. (23/642)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 643 وسئل أن يحدث فلم يحدث إلا في المذاكرة بالشيء بعد الشيء. قاله الحاكم. وقد سمعت أبا الوليد الفقيه يقول: مررت أنا وأبو الحسن الصباغ على باب مسجد رجاء،) ومحمد بن علي الخياط جالس وكاتبه بحذائه، وليس معهما أحد. فقلت: أنحتسب ونتقدم إليه، ويدعي أحدنا على الآخر. فتقدمنا وجلسنا، فادعيت أنا أو هو أني سمعت في كتابه، وليس يعيرني سماعي. فسكت ساعةً ثم قال: بإذنك سمع في كتابك قال: نعم. قال: فأعره سماعه. وقال الحاكم: سمعت أبي يقول: كان محمد بن علي الحاكم المروزي طول أيامه يسكن دار ابن حمدون بحذاء دارنا، وكنت أعرفه يخيط بالليل، وعند فراغه بالنهار، للأيتام والضعفاء، ويعدها صدقة. سمعت محمد بن عبدان خادم الجامع يقول: كان محمد بن علي الحاكم يجيء في كل أسبوع ليلةً إلى الجامع، فيتعبد إلى الصباح من حيث لا يعرف غيري. فصادفته ليلةً وهو يتلو: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون والفاسقون والظالمون فكلما تلا آية منها ضرب بيده على صدره ضربةً، أسمع صوت الضربة من شدته. قلت: ولم يورخ له موتاً. محمد بن السري بن عثمان. أبو بكر البغدادي التمار. عن: الحسن بن عرفة، والرمادي، وعباس الدوري، وعدة. (23/643)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 644 وعنه: ابن نجيب، والدارقطني، وابن زنبور الوراق، وغيرهم. وكذا ذكره الخطيب، ولم يورخه. محمد بن صالح بن رغيل البصري التمار. شيخ معمر. روى عن: طالوت بن عباد، وعبد الواحد بن غياث. أدركه أبو حفص بن شاهين بالبصرة وروى عنه. محمد بن عبد الله بن يوسف. أبو بكر المهري. سمع: الحسن بن عرفة، وطبقته. وعنه: أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر بن شاذان.) وكان ثقة. محمد بن عبد الملك التاريخي البغدادي. أبو بكر السراج. روى عن: الحسن بن محمد الزعفراني، والرمادي، وهذه الطبقة. روى عنه: القاضي أبو الطاهر الذهلي فقط. ولقب بالتاريخي لاعتنائه التام بالتواريخ. قال الخطيب: كان فاضلاً أديباً حسن الأخبار. محمد بن عمر بن حفص. أبو بكر القبلي الثغري. (23/644)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 645 عن: هلال بن العلاء، وغيره. وعنه: ابن شاهين، وأبو بكر بن شاذان، والمعافى الجريري. قال الدارقطني: ضعيف جداً. محمد بن علي بن الحسين بن يزيد. أبو بكر الهمذاني الصيدلاني. سمع: أحمد بن بديل، وأحمد بن محمد التبعي، وأحمد بن عصام الإصبهاني. وعنه: ابنه أحمد، وصالح بن أحمد الحافظ، والحسن بن علي بن أحمد بن سليمان البغدادي الإصبهاني. وكان سمحاً سهلاً صالحاً صدوقاً. قاله شيرويه في الطبقات. محمد بن علي. أبو سهل الزعفراني. سمع: أحمد بن سنان القطان، وشعيب الصريفيني. وعنه: أبو بكر بن شاذان، وأبو حفص بن شاهين. محمد بن محمد بن سليمان الباغندي. أخو الحافظ أبي بكر. أبو عبد الله. روى عن: شعيب بن أيوب الصريفيني بالموصل.) وعنه: محمد بن المظفر. محمد بن محمد بن عمرو. أبو الحسن الجارودي البصري. حدث ببغداد عن: محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، ونصر بن علي. (23/645)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 646 روى عنه: ابن بخيت الدقاق، وابن شاهين، وعلي بن الحسن الجراحي. وهو من جملة من تجاوز مائة سنة. قال الخطيب: روايته مستقيمة. حدث في سنة عشرين وثلاثمائة، وقد ولد سنة ثمان عشرة ومائتين. أبو بكر بن المقريء. بصري نزل بغداد. وقرأ على محمد بن المتوكل رويس. وهو أجل أصحابه وأضبطهم لقراءة يعقوب. قرأ عليه: أحمد بن محمد اليقطيني، وأبو بكر النقاش، وأبو بكر بن الأنباري، وعبد الواحد بن أبي هاشم، وعبيد الله بن سليمان النحاس، وأحمد بن محمد الشنبوذي، وأبو الحسن الغضائري، ومحمد بن محمد بن فيروز الكرجي، وعبد الله بن الحسين السامري، وآخرون. قال أبو بكر محمد بن الحسن بن الجلندي: قرأت على أبي بكر محمد بن هارون التمار، وأخذ مني ثمانية عشر درهماً. وأخبرني أنه قرأ على رويس أربعاً وعشرين ختمةً. قلت: توفي سنة بضع عشرة وثلاثمائة. معروف بن محمد بن زياد الجرجاني. حدث ببغداد عن: الحسن بن علي بن عفان، وإسحاق بن مهران الرازي، ويحيى بن أبي طالب. وعنه: أبو بكر الأبهري، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير، وآخرون. (23/646)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 647 المفجع. هو محمد بن عبد الله البصري النحوي. من كبار النحاة. يكنى أبا عبد الله، وهو مشهور بلقبه. أخذ عنه: ثعلب، وغيره. وكان شاعراً مفلقاً وشيعياً متحرقاً، وبينه وبين ابن دريد مهاج) صنف كتاب الترجمان، وكتاب عرائس المجالس، وكتاب المتقدمين في الأيمان، وغير ذلك. ذكره القفطي في تاريخه. منصور بن إسماعيل. أبو الحسن التميمي المصري. الفقيه الشافعي الضرير. مصنف كتاب الهداية، وكتاب الواجب، وغير ذلك. تفقه على أصحاب الشافعي. وتوفي قبل العشرين وثلاثمائة، يمكن سنة. موسى بن أنس. أبو التهيان الأنصاري. (23/647)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثالث والعشرون الصفحة 648 عن: نصر بن علي الجهضمي. وعنه: ابن شاهين، ومحمد بن المظفر، وغيرهما. 4 (حرف الواو)

4 (وصيف بن عبد الله) أبو علي الرومي الأنطاكي الأشروسني الحافظ. عني بالحديث ورحل فيه. وروى عن: أحمد بن حرب الطائي، وعلي بن سراج، وحاجب بن سليمان المنبجي، وسليمان بن سيف الحراني، وطبقتهم. وعنه: أبو زرعة، وأبو بكر، ابنا أبي دجانة، وابن عدي الجرجاني، وحمزة الكناني، والطبراني، وأبو جعفر محمد بن اليقطيني. (23/648)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 5 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الثالثة والثلاثون احداث)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (أحداث سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة)

4 (شغب الجند على القاهر) فيها شغب الجُنْد على القاهر بالله، وهجموا الدّار، فنزل في طيّار إلى دار مؤنس فشكا إليه. فصبّرهم مُؤنس عشرة أيّام. وكان ابن مُقْلَة منحرفاً عن محمد بن ياقوت، فنقل إلى مؤنس أنّ ابن ياقوت يدبّر عليهم. فبعث مؤنس غلمان عليّ بن بُلَيْق إلى دار الخلافة يطلبون عيسى الطّبيب لأنه اتُّهم بالفضول. فهجموا إلى أن أخذوه من حضرة القاهر فنفاه موْنس إلى الموصل. 4 (التضييق على القاهر) وآتَّفق ابن مُقْلَة وموْنس وبُلَيْق وآبنه على الإيقاع بابن ياقوت، فعلم فآستتر وتفرّق رجاله. وجاء عليّ بن بُلَيْق إلى دار الخلافة، فوكّل بها أحمد بن زَيْرك، وأمره بالتضييق على القاهر وتفتيش مَن يدخل. (24/5)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 6 وطالب ابن بُلَيْق القاهرَ بما كان عنده مِن أثاث أمّ المقتدر، فأعطاه إيّاه، فبيع وجُعِل في بيت المال، وصُرِفَ إلى الجُنْد. 4 (موت أم المقتدر) ونقل ابن بُلَيْق أمّ المقتدر إلى عند أمّهِ، فبقيت عندها مكرّمةً عشرة أيّام، وماتت في سادس جُمَادَى الآخرة. 4 (الإرجاف بسبّ معاوية) وفيها وقع الإرجاف بأنّ عليّ بن بُلَيْق وكاتبه الحسن بن هارون عَزَما على سبّ معاوية على المنابر، فآرتجّت بغداد. 4 (استتار البربهاريّ) ونقدم ابن بُلَيْق بالقبض على رئيس الحنابلة أبي محمد البَرْبهاريّ فآستتر، فَنُفِيَ جماعة من أصحابه إلى البصرة. 4 (القبض على ابن بُليق) ) وبقي تحيُّل القاهر في الباطن على موْنس وابن مُقْلَة، فبلغهم فعملوا على خلْعهِ وتولية ابن المكتفي. فدبَّر ابن مُقْلَة تدبيراً انعكس عليه. أشاعَ بأنّ القَرْمَطِيّ قد غلب على الكوفة، وأرسل إلى القاهر: المصلحة خروج ابن بُلَيْق إلى قتاله. ليدخل ابن بُلَيْق يقبّل يده، فيقبض عليه. ففهِمها القاهر، وكرَّر ابن (24/6)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 7 مُقْلَة الطّلب بأن يدخل ابن بُلَيْق ليقبّل يده ويسير. فآسترابَ القاهرُ، وراسل الغلمان الحجريّة وفرَّقهم على الدّركاه، وراح ابن بُلَيْق إلى القاهر في عددٍ يسير، فقام إليه السّاجيّة وشتموه، فهرب واستتر، واضطّرب النّاسُ، وأصبحوا في مُسْتَهَلّ شعبان قلقين. 4 (القبض على مؤنس) وجاء بُلَيْق إلى دار الخليفة ليعتذر عن ابنِه، فقُبِضَ عليه معلى أحمد بن زَيْرك، وعلى يُمْن المؤنسيّ صاحب شرطة بغداد وحُبِسوا وصار الجيش كلّه في دار الخليفة، فراسل موْنساً وقال: أنتَ عندي كالوالد، فأْتِني تُشير عليّ. فآعتذرَ بثقل الحركة. ثم أشاروا عليه بالإتيَان، فلمّا حصل في دار الخلافة قُبِض عليه، فاختفى ابن مُقْلة. فاستوزرَ القاهر أبا جعفر محمد بن القاسم بن عُبَيْد الله. 4 (إحراق دار ابن مقلة) وأُحْرِقت دار ابن مقلة، كما أُحْرِقت قبلَ هذه المرّة. 4 (هرب ابن ياقوت إلى فارس) وهرب محمد بن ياقوت إلى فارس، فكتب إليه بعهده على إصبهان. (24/7)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 8 4 (حجابة الطولوني) وقلَّدَ سلامة الطولونيّ الحجابة. 4 (القبض على ابن المكتفي) وقبضَ على أبي أحمد بن المكتفي وطيّن عليه بن حيطتين، ونهبَ القاهر دُور المخالفين. 4 (ذبح بُليق ومؤنس) ثمّ إنّه ظَفَرَ بعليّ بن بُلَيْق بعد جمعة، فحبسه بعد الضَّرْب، فآضطرب رجال موْنس وشغبوا، وقصدوا دار الوزير محمد بن القاسم وأحرقوا بعض داره في ثامن عشر شعبان. فدخل قاهر إلى موْنس وبُلَيْق وابنه، فأمر بذبح بُلَيْق وآبنه، وذَبَح بعدهما موْنساً، وأُخرجت رؤوسهم إلى النّاس وطِيْفَ بها.) وكان على موْنس دماغٌ هائل. 4 (ذْبح يُمْن وابن زيرك) ثمْ ذُبح يُمن وابن زَيْرك. (24/8)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 9 ثم أطلقت أرزاق الجُنْد فسكنوا. 4 (تلقيب القاهر بالمنتقم) واستقامت الأمور للقاهر، وعظم في القلوب، وزيد في ألقابه: المنتقم مِن أعداء دين الله. ونقش ذلك على السّكّة ثمَ أحضر عيسى الطّبيب مِن الموصل. وأمَرَ أنْ لا يركب في طيّار سوى الوزير والحاجب، والقاضي، وعيسى الطّبيب. 4 (تقليد ابن كيغلغ مصر) وفيها خلع القاهر على أحمد بن كَيْغَلَغ، وقلّده مصرَ. 4 (تحريم الخمر والقِيان) وفيها أمَرَ القاهر بتحريم القِيان والخمر، وقبضَ على المغنّين، ونفى المخانيث، وكسر آلات اللهو. وأمَرَ ببيع المغنّيات من الجواري على أنّهم سواذج. وكان مع ذلك يشرب المطبوخ والسّلاف، ولايكاد يصحو مِن السُّكر، ويختار القَيْنات ويسمعهنّ. 4 (وزارة ابن الخصيب) وفيها عزل القاهر الوزير محمداً، وآستوزر أبا العبّاس بن الخصيب. (24/9)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 10 4 (الحجّ هذا الموسم) وحجّ بالنّاس مؤنس الورقانيّ. 4 (وفاة الطحاوي) وفيها تُوُفّي أبو جعفر الطّحاويّ شيخ الحنفيّة. 4 (وفاة الأمير تكين) وفي ربيع الأوّل تُوُفّي أمير مصر أبو منصور تكين الخاصّة بمصر وحُمِلَ إلى بيت المقدس، وقام بعده بالأمر ابنه محمد يسيراً. 4 (ولاية ابن طغج) ثمّ ولي محمد بن طُغْج.) 4 (ولاية ابن كيغلغ) وعُزِل بابن كَيْغَلَغ بعد اثنتين وثلاثين يوماً. 4 (القضاء في مصر) وقدِم على قضاء مصر أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قُتيبة، ثم، صُرِفَ بعد شهرين ونصف. 4 (وفاة أمّ المقتدر) وفيها تُوُفّيت شغب أمّ المقتدر كما قدَّمنا. (24/10)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 11 وكان دخْل مُغَلِّها في العام ألف ألف دينار، فتتصدّق بها، وتُخرج مِن عندها مثلها. وكانت صالحة. ولمّا قُتِل ابنها كانت مريضة، فعظُم جَزَعُها، وآمتنعت من الأكل حتّى كادت تهلك. ثمّ عذّبها القاهرُ، فحلفت أنّه ما عندها مال، فقيل: ماتت في العذاب معلّقة، وقيل لا. ولم يظهر لها إلاّ ما قيمته مائة وثلاثون ألف دينار لا غير. وكان لها الأمر والنَّهْي في دولة ابنها. 4 (ترجمة مؤنس الخادم) وقد ذكرنا قتل مؤنس الخادم الملقَّب بالمظفّر، وكان شجاعاً فاتكاً مَهِيباً، عاش تسعين سنة، منها ستّون سنة أميراً. وكان كلّ ما له في عُلُوٍّ ورِفْعة. كان قد أبعده المعتضد إلى مكّة، ولمّا بُويع المقتدر أحضره وفوَّض إليه الأمور. وقد مَرّ مِن أخباره. 4 (تغلُّب الروم على الرساتيق) وفيها غلبت الرُّوم على رساتيق مَلَطْية وسُمَيْساط، وصار أكثر البلد في أيديهم. (24/11)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 12 4 (أحداث سنة اثنتين وعشرين وثلا ثمائة)

4 (ظهور الدَّيْلم) فيها ظهرت الدَّيْلم، وذاك لأنّ أصحاب مرداويخ دخلوا إصبهان، وكان من قُوّاده عليّ بن بُوَيْه. فاقتطع مالاً جليلاً وانفرد عن مخدومه. ثم التقى هو ومحمد بن ياقوت، فهزم محمداً واستولى على فارس. وكان بُوَيْه فقيراً صُعْلُوكاً يَصِيد السّمك، رأى أنّه بالَ، فخرج من ذَكَره عمود نار. ثمّ تشعَّب العمود حتّى ملأ الدّنيا. فقّص رؤياه على معبّر، فقال: لا أعبرها إلاّ بألف درهم.) فقال: والله ما رأيتُ عُشْرها، وإنما أنا صيّاد. ثمّ مضى وصادَ سمكة فأعطاه إيّاها، فقال له: ألكَ أولاد قال: نعم. قال: أبشِرْ فإنهم يملكون الدّنيا، ويبلغ سلطانهم على قدر ما آحتوت النّار الّتي رأيتَها. (24/12)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 13 وكان معه أولاده عليّ والحسن، وأحمد. ثمّ مَضَتْ السُّنُون، وخرج بولده إلى خُراسان، فخدموا مرداويخ بن زيار الدَّيْلَمِي، إلى أن صار عليّ قائداً، فأرسله يستخرج له مالاً من الكُرْجِ، فاستخرج خمسمائة ألف درهم، فأخذ المال وآتى همدان ليملكها، فغلّق أهلها في وجهه الأبواب، فقاتلهم وفتحها عَنْوةً وقتل خلقاً. ثم صار إلى إصبهان وبها المظفّر بن ياقوت، فلم يحاربه وسارَ إلى أبيه بشيراز. ثمّ صار إلى أَرَّجان، فأخذ الأموال، وتنقّل في النّواحي، وانضم إليه خلْق، وصارت خزائنه خمسمائة ألف دينار. فجاء إلى شيراز وبها ابن ياقوت، فخرج إليه في بضع عشر ألفاً، وكان عليّ بن بُوَيْه في ألف رجل، فهابهُ عليّ وسأله أن يُفْرِج له عن الطّريق لينصرف، فأبى عليه، فالتقوا فانكسر عليّ، ثمّ انهزم ابن ياقوت، ودخل عليّ شيراز. ثمّ إنه قلّ ما عنده فنام على ظهره، فخرجت حيّة من سقف المجلس، فأمر بنقْضه، فخرجت صناديق ملأى ذَهَباً، فأنفقها في جُنْده. (24/13)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 14 وضاق مرّةً فطلب خيّاطاً يخيط له، وكان أَطْروشاً، فظنّ أنّه قد سُعيَ به، فقال: والله ما عندي سوى اثني عشر صندوقاً، لا أعلم ما فيها. فأمرَ عليّ بإحضارها، فوجد فيها مالاً عظيماً فأخذه. وركب يوماً، فَسَاحَتْ قوائم فرسه، فحفروه فوجد فيه كنزاً. واستولى على البلاد، وخرجت خُراسان وفارس عن حُكْم الخلافة. وسيأتي من أخبار هؤلاء الثّلاثة الإخوة، وإنّ المستكفي بالله لقّب عليّاً عماد الدولة. أبا شجاع، ولقّب الحسن رُكْن الدّولة، ولقّب أحمد معزّ الدّولة. وملكوا الدّنيا سنين. 4 (قتل أبي السرايا والنوبختيّ) وفيها قَتَلَ القاهرُ أبا السّرايا نصر بن حمدان وإسحاق بن إسماعيل النُّوبَخْتيّ الّذي كان قد أشار بخلافة القاهر، ألقاهما على رؤوسهما في بئر وطُمّت وكان ذنْبهما أنهما فيما قيل زايَدَا القاهرَ قبل الخلافة في جاريتين واشترياهما، فحقد عليهما.) 4 (وفاة الو رقاني) ومات مؤنس الورقانيّ الّذي حجّ بالنّاس. (24/14)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 15 4 (رواية ابن سنان عن القاهر) وقال ثابت بن سنان: كان أبو عليّ بن مقلة في اختفائه يُراسل السّاجيّة والحُجَريّة ويُضَرّبهم على القاهر ويُحشهم منه. وكان الحسن بن هارون كاتب بُلَيْق يخرج باللّيل في زيّ المُكدّيّين أو النساء فيسعى إلى أن اجتمعت كلمتهم على الفتك بالقاهر. وكان يقول لهم: قد بنى لكم المطامير ليحبسكم. وألزموا منجّم سيما حتى كان يقول له: إن القاهر يقبض عليك. وهاجت الحُجَريّة وقالوا: أتريد أن تحبسنا في المطامير فحلف القاهرُ أنّه لم يفعل، وإنّما هذه حمّامات للحُرَم. وحضر الوزير ابن خصيب وعيسى المتطبّب عند القاهر، فقال لسلامة الحاجب: اخرج فاحلف لهم. ففعل، فسكنوا. 4 (القبض على القاهر) ثمّ بكّروا على الشرّ إلى دار القاهر، وكان نائماً سكراناً إلى أن طلعت الشّمس، ونبّهوه فلم ينتبه لشدّة سُكْرِه، وهرب الوزير في زيّ امرأة، وكذا سلامة الحاجب. فدخلوا بالسّيوف على القاهر، فأفاق مِن سُكْرِه، وهربَ إلى سطح حمّام فاستتر، فأتوا مجلسَ القاهر وفيه عيسى الطّبيب، وزَيْرك الخادم، واختيار القَهْرَمانة، فسألوهم، فقالوا: ما نعرف له خبراً. فرسموا عليهم. ووقع في أيديهم خادم له فضربوه، فدلّهم عليه، فجاؤوه وهو على السطح وبيده سيف مسلول، فقالوا: انزل. فامتنع، فقالوا: نحن عبيدك فلِمَ تستوحش منّا فلم (24/15)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 16 ينزل ففوّق واحدٌ منهم سهماً وقال: انزل وإلا قتلتُك. فنزل إليهم، فقبضوا عليه في سادس جُمَادى الآخرة. 4 (خلافة الراضي) وأخرجوا أبا العبّاس محمد بن عبد المقتدر وأمّه، وبايعوه بالخلافة ولقّبوه الرّاضي بالله، فأحضر عليّ بن عيسى وأخاه عبد الرحمن واعتمد على رأيهما، وأدخل عليّ بن عيسى، والقاضي أبو الحسين عمر بن محمد بن يوسف، والقاضي أبو محمد الحسن بن عبد الله بن أبي الشّوارب، والقاضي أبو طالب بن البُهْلُول على القاهر، فقال له طريف اليَشْكُرِيّ: ما تقول) قال: أنا أبو منصور محمد بن المعتضد، لي في أعناقكم بَيعة وفي أعناق النّاس، ولست أُبَرِّئكم ولا أُحَلّكم منها، فقوموا فقاموا، فلما بُعدوا قال القاضي لطريف: وأيّ شيء كان مجيئنا إلى رجلٍ هذا اعتقاده فقطب عليّ بن عيسى وقال: يُخلع ولا يُفكَّر فيه. أفعاله مشهورة. قال القاضي أبو الحسين: فدخلتُ على الرّاضيّ وأعدتُ ما جرى سرّاً، وأعلمته بأنّي أرى إمامته فَرْضاً. فقال: انصرف ودعني وإيّاه. وأشار سِيما مقدّم (24/16)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 17 الحُجَرّية على الرّاضي بسمله. فأرسلَ سيما وطريفاً إلى البيت الّذي فيه القاهر، فَكُحِّل بمِسمار مُحَمَّى. 4 (وزارة ابن مقلة) ثمّ طلب الرّاضيّ من عليّ بن عيسى أن يلي الوزارة، فامتنع، فقال: يتولّى أخوك عبد الرحمن. فقال: لا. فاستوزر ابن مُقْلَة بعد أن كتب له أماناً. 4 (سبب خلع القاهر) وقال محمود الإصبهانيّ: كان سبب خلع القاهر سوء سيرته وسفْكه الدّماء. فامتنع عليهم من الخلع فَسَمَلوا عينيه حتّى سالتا على خدَّيْه. وكانت خلافته سنة ونصفاً وأسبوعاً. وقال الصُّوليّ: كان أهْوَج، سفّاكاً للدّماء، قبيح السّيرة، كثيرة التَّلوُّن والاستحالة، مُدمن الخمر. ولولا جَوْدة حاجبه سلامة لأهلك الحْرث والنَّسْل. وكان قد صنع حربة يحملها فلا يطرحها حتّى يقتل بها إنساناً. (24/17)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 18 4 (سؤال القاهر عن خلفاء بني العباس) وقال محمد بن عليّ الخراساني: أحضرني القاهر يوماً والحَرْبةُ بين يديه، فقال: قد علمت حالي إذا وضعت هذه. فقلت: الأمان. فقال: على الصِّدْق. قلت: نعم. قال: أسألك عن خلفاء بني العبّاس في أخلاقهم وسيمتهم. قلت: أما السّفّاح، فكان مسارعاً إلى سفْك الدّماء. سفك ألف دم. واتَّبعه عُمّاله على ذلك، مثل) محمد بن الأشعث بالمغرب، وعمةّ صالح بن عليّ بمصر، وخازم بن خُزَيْمَة، وحُمَيْد بن قَحْطَبَة. وكان مع ذلك سمْحاً بحراً، وَصولاً بالمال. قال: فالمنصور قلت: كان أول مَن أوقع الفُرْقة بين ولد العبّاس وولد أبي طالب. وكانوا قبله متّفقين. وهو أوّل خليفة قرّب المنجّمين وعمل بقَولهم. وكان عنده نُوبَخْت المنجّم، وعليّ بن عيسى الإصْطرلابيّ. وهو أول خليفة تُرْجِمت له الكُتُب السُّرْيانيّة والأعجميّة ككتاب كليلة ودِمْنَة، وكتاب أرسطاطاليس في المنطق، وإقليدس، وكُتُب اليونان. فنظر النّاس فيها وتعلّقوا بها. فلمّا رأى ذلك محمد بن إسحاق جمع المغازى والسّيَر. والمنصور أوّل من استعمل مواليه وقدّمهم على العرب. قال: فما تقول في المهديّ قلت: كان جواداً عادلاً منصِفاً. ردَّ ما أخذ أبوه مِن أموال النّاس غصْباً، وبالغ في إتلاف الزّنادقة وأحرق كُتُبهم لمّا أظهروا المعتقدات الفاسدة كابن دَيْصان، وماني، وابن المقفّع، وحمّاد عَجْرَد. وبنى المسجدَ الحرام، ومسجد المدينة، ومسجد بيت المقدس. قال: فالهادي؟ (24/18)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 19 قلت: كان جبّاراً متكبّراً، فسلك عُمّاله طريقَه على قِصَر أيّامه. قال: فالرّشيد قلت: كان مواظباً على الجهاد والحجَ، وعَمَّر القصور والبِرَك بطريق مكّة، وبنى الثغور كآذنة، وطرسوس، والمَصِيصة، وعين زَربة، والحَدَث، ومَرْعَش. وعَمّ النّاس إحسانُه. وكان في أيامه البرامكة وما اشتهر من كرمهم. وهو أول خليفة لعب بالصوالجة ورمى النّشّاب في البر جاس، ولعب الشَّطَرَنْج من بني العباّس. وكانت زوجته بنت عمّه أمّ جعفر زُبَيْدة بنت جعفر بن المنصور من أكمل النّساء. وَقَفَت الأوقاف وعملت المصانع والبِرَك، وفعلت وفعلت. قال: فالأمين قلت: كان جواداً، إلاّ أنّه انهمك في لذّاته ففسدت الأمور. قال: فالمأمون قلت: غلبَ عليه الفضْل بن سهْل، فاشتغل بالنّجوم، وجالسَ العلماء. وكان حليماً جواداً.) قال: فالمعتصم قلت: سلكَ طريقه، وغلبَ عليه حُب الفُرُوسيّة، والتّشبُّه بملوك الأعاجم، واشتغل بالغزو والفتوح. قال: فالواثق قلت: سلك طريقة أبيه. قال: فالمتوكّل قلت: خالفَ ما كان عليه المأمون والمعتصم والواثق مِن الاعتقادات، ونهى عن الجَدَل والمناظرات في الأهواء، وعاقب عليها. وأمر بقراءة الحديث وسماعه، ونهى عن القول بخلق القرآن، فأحبه النّاسُ. ثمّ سأل عن باقي الخلفاء، وأنا أُجيبه بما فيهم، فقال لي: قد سمعت كلامك وكأني مشاهد القوم. وقام على أثري والحَرْبة بيده، فاستسلمت للقتل، فعطف على دُور الحُرَم. (24/19)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 20 4 (رواية المسعودى عن القاهر) وقال المسعودى: أخذ القاهر من مؤنس وأصحابه أموالاً كثيرة، فلمّا خُلِعَ وسُمِلَ طُولِب بها، فَعُذِّبَ بأنواع العذاب، فلم يُقرّ بشيء. فأخذه الراضي بالله فقرّبه وأدناه وقال له: قد ترى مطالبة الجُنْد بالمال، وليس عندي شيء، والّذي عندك ليس بنافعٍ لك، فاعترف به. فقال: أمّا إذا فعلت هذا فالمال مدفون في البستان، وكان قد أنشأ بستاناً فيه أصناف الشجر حملت إليه من البلاد، وزَخرفه وعمل فيه قصراً، وكان الرّاضي مغرماً بالبستان والقصر، فقال: وفي أيّ مكان المال منه أنا مكفوف لا أهتدي إلى مكان، فاحفر البستان تجدْه. فحفر الراضي البستان وأساسات القصر، وقلع الشجر، فلم يجد شيئاً. فقال له: وأين المال فقال: وهل عندي مال، وإنما كان حسرتي في جلوسك في البستان وتنعّمك، فأردتُ أن أفجعك فيه. فندم الراضي وأبعده وحبسه. فأقام إلى سنة ثلاثٍ وثلاثين. ثمّ أُخرج إلى دار ابن طاهر، فكان تارة يُحبس، وتارة يُطلق، فوقف يوماً بجامع المنصور بين الصُّفوف وعليه مُبطنّة بيضاء وقال: تصدَّقوا عليَّ، فأنا مَن قد عرفتم. وكان مقصوده أن يشنّع) على المستكفي، فقام إليه أبو عبد الله بن أبي موسى الهاشميّ، فأعطاه خمسمائة درهم. وقيل: ألف درهم، ثمّ مُنع من الخروج، وعاش إلى سنة تسعٍ وثلاثين خاملاً. وعاش ثلاثاً وخمسين سنة. وكان له من الولد عبد الصّمد، وأبو القاسم، وأبو الفضل، وعبد العزيز. (24/20)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 21 ووزر له ابن مُقْلَة، ثمّ محمد بن القاسم بن عُبَيد الله، فكان جباراً ظالماً، ثمّ الخصيبي. 4 (صفة الراضي) وكان الراضي بالله أبو العبّاس محمد بن المقتدر مربوعاً، خفيف الجسم، أسمر، وأمّه ظَلُوم الروميّة. بويع يوم خُلع القاهر، وكان هو وأخوه في حبْس القاهر، وقد عزمَ على قتلهما. فأخرجهما الغلمان ورأسهم سِيما ألمنا خلي، وعاش سيما بعد البيعة مائة يوم. 4 (إمرة ابن رائق الجيش) وولّى الراضي أتابكه محمد بن رائق إمارة الجيش ببغداد. 4 (مثالب القاهر في كتاب) ثمّ أمر ابن مُقْلة عبد الله بن ثوابه أن يكتب كتاباً فيه مثالب القاهر ويُقرأ على النّاس. 4 (مصادرة عيسى المتطبّب) وصودر عيسى المتطبّب على مائتي ألف دينار. 4 (قتل مرداويخ الدّيلمي) وفيها مات مرداويخ، مُقَدَّم الدَّيْلَم بإصبهان. وكان قد عظُم أمرُه، وتحدّثوا أنّه يريد قصْد بغداد. وأنه مسالمٌ لصاحب المجوس. وكان يقول: أنا أردّ دولة العجم وأَمْحق دولة العرب. ثمّ أنه أساء إلى أصحابه، فتواطأوا على قتْله في حمّام. (24/21)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 22 4 (مقاطعة ابن بويه للراضي على البلاد) وفيها بعث عليّ بن بوية إلى الراضي يُقاطعه على البلاد الّتي استولى عليها بثمانية آلاف ألف درهم كلّ سنة. فبعث له لواء وخِلَعاً. ثّم أخذ ابن بوية يماطل بحمل المال. 4 (وفاة المهديّ صاحب المغرب) وفيها في نصف ربيع الأوّل مات المهدي عُبَيْد الله صاحب المغرب عن اثنتين وستين سنة. وكانت أيّامه خمساً وعشرين سنة وأشهُراً وقام بالأمر بعده ابنه القائم بأمر الله أبو القاسم محمد، فبقي إلى سنة أربع وثلاثين.) 4 (نسب المهديّ) وقال القاضي عبد الجبّار بن أحمد بن عبد الجبّار البصْريّ: اسم جدّ الخلفاء المصريّين سعيد، ويلقب بالمصريّ. وكان أبوه يهوديّاً حدّاداً بسَلَمّية. زعم سعيد هذا أنّه ابن ابن الحسين بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن ميمون القدّاح. وأهل الدّعوة أبو القاسم بن الأبيض العلويّ، وغيره يزعمون أنّ سعيداً إنّما هو ابن امرأة الحسين المذكور. وأنّ الحسين ربّاه وعلّمه أسرار الدّعوة، وزوّجه ببنت أبي الشَّلَغْلَغ فجاءه ابن سمّاه عبد الرحمن، فلمّا دخل المغرب وأخذ سجلماسة تسمى بعُبَيد وتكنّى بأبي محمد، وسمَّى ابنَه الحسن. وزعمت المغاربة أنّه يتيم ربّاه، وليس بابنه، وكنّاه أبا القاسم، وجعله وليّ عهده. وقتل عُبَيد خلقاً من العساكر والعُلماء، وبثّ دُعاته في الأرض. وكانت طائفة تزعم أنّه الخالق الرّازق، وطائفة تزعم أنّه نبيّ، وطائفة تزعم أنه المهديّ حقيقة. (24/22)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 23 4 (قول الباقلاني في القداح) وقال القاضي أبو بكر بن ألبا قلاني: إنّ القدّاح جدّ عُبَيد الله كان مجوسيّاً. ودخل عُبَيد الله المغرب، وأدّعى أنّه علويّ، ولم يعرفهُ أحدّ من علماء النَّسَب، وكان باطنيّاً خبيثاً، حريصاً على إزالة مِلّة الإسلام. أَعْدَمَ العلماء والفقهاء ليتمكّن من إغواء الخلْق. وجاء أولاده على أُسلوبه. أباحوا الخُمور والفُرُوج، وأشاعوا الرَّفْض، وبثُّوا دُعاةً، فأفسدوا عقائد خلقٍ من جبال الشّام كالنصيرة والد رزية. وكان القدّاح كاذباً ممخرقاً. وهو أصل دُعاة القرامطة. وقال أيضاً في كتابكشف أسرار الباطنيّة. أوّل من وضع هذه الدّعوى طائفة من المجوس وأبناء الأكاسرة. فذكر فَصلاً، ثمّ قال: ثمّ اتّفقوا على عبد الله بن عَمْرو بن ميمون القدّاح الأهوازيّ وأمدّوه بالأموال في سنة ثلاثين ومائتين أو قبلها، وكان مُشَعْوِذاً مخرقا يُظْهِر الزُّهْد، ويزعم أن الأرض تُطْوَى له. وجدُّ القدّاح هو دَيْصَان أحد الثَّنَوِيّة. وجاء ابن القدّاح على أسلوب أبيه، وكذا ابنه، وابن ابنه سعيد بن حسين بن أحمد بن محمد بن عبد الله. وهو الّذي يقال له عُبَيد الله. يُلقَّب بالمهديّ صاحب القيروان، وجدّ بني عُبَيد الّذين تسمّيهم جَهَلَةُ النّاس الخلفاء الفاطميّين.) 4 (قول ابن خلّكان في نسب المهديّ) قال ابن خلّكان: اختُلِف في نَسَبه، فقال صاحب تاريخ القيروان: هو عُبَيْد الله بن الحسن بن عليّ بن محمد بن عليّ الرّضا بن موسى الكاظم بن جعفرالصّادق. وقال غيره: هو عُبَيْد الله بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصّادق. وقيل: هو عليّ بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن الحسن بن محمد بن زين العابدين عليّ بن الحسين. وإنّما سمّى نفسه عُبَيد الله استتاراً. وهذا على قول مَن يصحِّح نَسَبَه. وأهل العلم بالأنساب والمحقّقين يُنكِرون دعواه في النَّسبِ ويقولون: (24/23)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 24 اسمه سعيد، ولَقَبه عُبَيد الله، وزوج أمّه الحسين بن أحمد القدّاح. وكان كحّالاً يقدح العين. وقيل: إن عُبَيد الله لمّا سار من الشّام وتوصّل إلى سجلماسة أحسن به ملكها اليسع آخر ملوك بني مدرار وأعلم بأنه الذي يدعو إليه أبو عبد الله الشيعي بالقيروان فيسجنه فجمع الشيعي جيشاً من كتامة وقصد سلجماسة، فلمّا قُربوا قتله الْيسع في السجن، وهرب. فلمّا دخل الشّيعيّ السّجن وجده مقتولاً، وخاف أن ينتقض عليه الأمر، وكان عنده رجلٌ من أصحابه يخدمه، فأخرجه إلى الجُنْد، وقال: هذا المهديّ. قلت: وهذا قولٌ منكر. بل أخرج عُبَيدَ الله وبايَع النّاس له، وسلّم إليه الأمر، ثمّ ندم، ووقعت الوحشة بينهما كما قدَّمنا قبل هذا في موضعه من هذا الكتاب. آخر الأمر أنّ المهديّ قَتَلَ أبا عبد الله الشّيعي وأخاه، ودانت له المغرب، وبنى مدينة المهديّة، والله أعلم. 4 (ظهور الشلمغانيّ) وفيها ظهر محمد بن عليّ الشلْمغانيّ المعروف بابن أبي العز اقر. وكان مستتراً ببغداد، وقد أشاع أنّه يدّعي الأُلُوهيّة، وأنّه يُحْيي الموتى وله أصحاب. فتعصَّب له أبو عليّ بن مُقْلَة، فأحضره عند الرّاضي، فسمع كلامه وأنكر ما قيل عنه، وقال: إن لم تنزل العقوبة على الّذي باهلَنَي بعد ثلاثة أيّام وأكثره تسعة أيام، وإلا فَدَمي حلال. قال: فضُرب ثمانين سوطاً، ثمّ قتل وصُلب. (24/24)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 25 4 (قتل وزير المقتدر) ) وقُتل بسببه الحسين بن القاسم بن عُبَيْد الله بن سليمان بن وهْب وزير المقتدر، وكان زنديقاً متَّهماً بالشَّلْمغانيّ، وفي نفس الرّاضي منه لكونه أذاه عند المقتدر بالله. 4 (قتل الأنبا ري) وقُتل معه أيضاً أبو إسحاق إبراهيم بن أبي عَوْن أحمد بن هلال الأنبا ري الكاتب، صاحب كتابالأجوبة المسكتة، وكتا بالتّشبيهات، وكتاببيت المال السّرور. وكان قد مَرَق من الإسلام وصحِب ابن أبي العز اقر، وصار مِن المتغالين في حبّه، وصرَّح بإلهيته، تعالى الله عما يقول عُلوّاً كبيراً. 4 (قتل ابن أبي عون) فلّما تتبّعوا أصحاب ابن أبي العز اقر قالوا لإبراهيم بن أبي عون: سُبّه وابصق عليه. فامتنع وأرعد وأظهر الخوف، فضُربَ بالسّياط، فلم يرجع، فَضُرِبت عُنقه، وأحْرِق في أوّل ذي القعدة. 4 (قتل ابن غريب الخال) وفيها قُتِل هارون بن غريب الخال، كان مقيماً بالدّينَوَر، فلمّا ولي الراّضي كاتَب قوّاد بغداد بأنّه أحقّ بالحضرة ورئاسة الجيش، فأجابوه، فسارَ إلى بغداد حتّى بقي بينه وبينها يوم. فعُظم ذلك على ابن مُقْلة الوزير ومحمد بن ياقوت والحُجَريّة، وخاطبوا الراضي فعرّفهم كراهيته له، وأمر بممانعته، فأرسل ابن مُقْلَة إليه بأن يرجع، فقال، قد أنضمّ إليّ جُنْدٌ لا يكفيهم عملي. (24/25)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 26 فأرسل إليه الراضي ابن ياقوت القراريطّي بأن قد قلّدوك أعمال طريق خرا سان، فقال للقراريطيّ: إن جُنْدي لا يقنعون بهذا، ومَن أحقّ منّي بخدمة الخليفة فقال: لو كنت تراعي أمير المؤمنين ما عصيته. فأغلظ له، فقام مِن عنده وأدّى الرسالة إلى الخليفة. وشَخَص إلى هارون مُعْظم جُنْد بغداد، فبعث إليه محمد بن ياقوت يتلطّف به، فلم يلتفت. ووقعت طلائعه على طلائع ابن ياقوت، فظهر عليها، ثمّ تقدَّم إلى قنطرة نهر بين، واشتبكت الحرب، فعبر هارون القنطرة، وأنفردَ عن أصحابه على شاطئ النّهر، وهو يظنّ أنّه يظفر بمحمد بن ياقوت، فتقنطر به فرسه، وبادره مملوك ابن ياقوت فقتله، ومزّق جيشه، ونهبهم عسكر ابن ياقوت، وذلك في جُمادَى الآخرة.) 4 (وفاة السّجزيّ) وفيها تُوُفّي أبو جعفر السَّجْزِيّ أحد الحُجّاب. قيل: بلغ من العمر أربعين ومائة سنة. وكان يركب وحده وحواسُّه جيّدة. 4 (القبض على الخصيبي وابن مَخْلد) وفيها قبض ابن مُقْلَة على أبي العبّاس الخصِيبيّ، والحسن بن مَخْلَد ونفاهما إلى عُمان، فرجعا إلى بغداد مختَفِيَيْن. 4 (وفاة ابن المقتدر) وفيها تُوُفّي موسى بن المقتدر (24/26)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 27 4 (توقّف الحجّ) ولم يحجّ الناس إلى سنة سبْعٍ وعشرين من بغداد. والله أعلم (24/27)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 28 4 (أحداث سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة)

4 (تقليد ولدي الراضي المشرق والمغرب) فيها تمكن الرّاضي بالله وقلَّدَ ابنَيْه المشرقَ والمغربَ، وهما أبو جعفر وأبو الفضل. واستكتب لهما أبا الحسين عليّ بن محمد بن مُقْلَة. 4 (القبض على ابن شَنَبُوذ المقرئ وضرْبه) وفيها بلغ الوزير أبا عليّ بن مُقْلَة أنْ ابن شَنَبُوذ المقريء يغيّر حروفاً مِن القرآن، ويقرأ بخلاف ما أنزل. فأحضره، وأحضر عمر بن أبي عمر محمد بن يوسف القاضي، وأبا بكر بن مجاهد، وجماعة من القُرّاء، ونوظر، فأغلظ للوزير في الخطاب وللقاضي ولابن مجاهد، ونَسَبَهم إلى الجهل، وأنّهم ما سافروا في طلب العلم كما سافر. فأمرَ الوزير بضربه، فنُصب بين الهِنبازَيْن وضُرِب سبْع دِرَر، وهو يدعو على الوزير بأن تُقْطَع يده، ويشتّت شمله. ثمّ أوقف على الحروف الّتي قيل إنّه يقرأ بها، فأهْدِرَ منها ما كان شنيعاً، وتوّبوه غصْباً. وكتب عنه الوزير محضراً. ومّما أُخِذَ عليه:) فأمضوا (إلى ذكر الله في الجمعة وكان) إمامهم (ملك يأخذ كلّ سفينةٍ) صالحة (غصباً.) (24/28)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 29 وتكون الجبال) كالصّوف (المنفوش. تّبت يدا أبي لهب و) قد (تبّ. فلمّا خرّ تبيّنت) الإنسُ أنّ (الجنَّ لو كانوا يعلمون الغيبَ) لَما (لبِثوا) حَوْلاً (في العذاب المهين. والذّكر والأنثى. فاعترفَ بها. ولا ريب أنّها قد رُويت ولم يخترعْها الرّجلُ من عنده. وقيل إنه نُفي إلى البصرة. وقيل: إلى الأهواز. وكان إماماً في القراءة. 4 (شغب الجُنْد على محمد بن ياقوت) وفي ربيع الأوّل شغب الجُنْد، وصاروا إلى دار محمد بن ياقوت، وطلبوا أرزاقهم، فأغلظ لهم، فغضبوا وهمّوا به، فدافع عنه غلمانه، وقام إلى دار الحُرَم. فجاء الوزير وسكّنهم. ثمّ عادوا في اليوم الثّاني وخرجوا إلى الصّحراء، وعاونتهم العامّة. فعبَروا إلى الجانب الغربيّ، وفتحوا السّجون والمُطْبق، وأخرجوا مَن بها، وعظُمت الفتنة، وشرع القتال، ونُهِبت الأسواق. وركب بدر الخَرشنيّ ليكُفَّهُم، فرموه بالنّشّاب. واتَّفقَ الحُجَريّة والسّاجيّة، وقصدوا دار الخليفة فمنعهم الحُجّاب، فكاشفوا محمد بن ياقوت وقالوا: لا نرضى أن تكون كبير الجيش. وحاصّروا دار الخليفة أيّاماً، ثمّ أرضاهم، فسكنوا. (24/29)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 30 4 (القبض على ابن ياقوت والقراريطيّ) وفيها قبض الرّاضي على محمد بن ياقوت، وأخيه المظفّر، وأبي إسحاق القراريطيّ، وأخذ خطّ القراريطيّ بخمسمائة ألف دينار. 4 (ازدياد شأنِ ابن مُقْلة) وعظُم شأن الوزير ابن مُقْلَة، واستقلّ بالدولة. ثمّ شَغَبَ الجُنْد عليه ونهبوا داره، فأرضاهم بمال. 4 (فتح جنوه) وفيها أخرجَ المنصور إسماعيل العُبَيْدي يعقوب بن إسحاق في أسطول من المهديّة عدّته ثلاثون حربيّاً إلى ناحية إفرنجة، ففتح مدينة جنوه، ومرّوا بمدينة سر دانية، فأوقعوا بأهلها وسّبوا وأحرقوا عدّة مراكب، وقتلوا رجالها، وأسرعوا بالخروج إلى جنة، وحرّقوا مراكب قرسقة، ونقبوا أسوار جنوه، واستولوا على المدينة، وأسروا ألف امرأة، وقدِموا بالغنائم إلى) المهديّة. 4 (فتنة البربهاريّ وأصحابه) وفي جُمَادى الأولى جرت فتنة عظيمة من البَرْبهاريّ الحنبليّ وأصحابه، فنوديّ أن لا يجتمع أحدٌ من أصحاب البَرْبهاريّ. وحُبِس منهم جماعة واستتر الشّيخ. (24/30)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 31 فقيل: إنّهم صاروا يكبسون دُور الأمراء والكُبراء، فإن رأوا نبيذاً أراقوه، وإن صادفوا مغنّيةً ضربوها، وكسروا آلة الملاهي، وأنكروا في بيع النّاس وشرائهم، وفي مشْي الرجال مع الصّبيان. فَنَهاهُم متولّي الشّرطة، فما التفتوا عليه: فكتب الرّاضي توقيعاً يزجُرُهم ويوبّخهم باعتقادهم: وأنّكم تزعمون أنّ الله على صُوَركم الوحشة، وتذكرون أنّه يصعد وينزل. وأُقسم: إنْ لم تنتهوا لأقتلنَّ فيكم ولأُحَرّقنّ دُوركم. 4 (هبوب الريح ببغداد) وفي الشّهر هبّت ريح عظيمة ببغداد، واسودَّت الدّنيا وأظلمت من العصر إلى المغرب برعدٍ وبَرْق. 4 (شغب الجنْد بابن مُقْلَة) وفيه شَغَب الجُنْد بابن مُقْلة وهمّوا بالشّرّ. 4 (قتل سعيد بن حمدان) وكان سعيد بن حمدان قد ضمِن المَوْصل وغيرها سِرّاً من ابن أخيه الحسن بن عبد الله بن حمدان، وخلع عليه ببغداد، فخرج سعيد في صورة أنّه يساعد ابنُ أخيه مظهِراً لتَلَقِّيه. ومضى العمّ إلى دار ابن أخيه فنزلها، وسأل عنه فقيل: خرج لتَلَقّيك. فجلس ينتظره. (24/31)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 32 فلمّا علم الحسن بأنّ عمّه في داره وجّه غلمانه فقبضوا عليه وقيَّدوه، ثمّ قتله بعد أيام. 4 (خروج ابن مقلة لحرب الحسن بن حمدان) وتألَّم له الرّاضي، وأمرَ أبا عليّ بن مُقْلَة بالخروج إلى الموصل، والإيقاع بالحَسَن. فخرج في جميع الجيش واستخلَف ابنَه أبا الحسين موضعه. فلمّا قرُب من المَوْصل نزح عنها الحسن في شعبان، فتبِعَه ابن مُقْلَة، فصعِد الجبل ودخل بلد الزوزان، فاستقرّ ابن مُقْلَة بالموصل يستخرج أموالاً، ويستسلف من التُّجّار على غلات البلد، فاجتمع له أربعمائة ألف دينار. فاحتال سهل بن هاشم كاتب الحسن، وكان مقيماً ببغداد، فبذل لولد ابن مُقْلَة عشرة آلاف دينار حتى يكتب) إلى أبيه بأن الأمور بالحضرة مضطّربة، فانزعج الوزير وسار إلى بغداد، فدخل في ذي القعدة. 4 (القبض على جعفر بن المكتفي) وفيها وقعوا برجلٍ قد أخذ البيعة لجعفر بن المكتفي، وبذل أموالاً عظيمة، فقُبِض عليه وعلى جعفر، ونُهب منزل جعفر. 4 (عَوْد الحسن بن حمدان إلى الموصل) وعاد الحسن بن عبد الله بن حمدان إلى الموصل بعد حرب تمّ له مع جيش الخليفة وهزمهم، وكتب إلى الخليفة يعتذر. (24/32)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 33 4 (مهاجمة القرمطيّ لِركْب الحجّاج) وخرج الرَّكْبُ العراقيّ ومعهم لؤلؤ يَخْفُرُهم، فاعترضهم أبو طاهر القَرْمَطِيّ، فانهزم لؤلؤ وبه ضربات. فقتل القَرْمطيُّ الحاجّ وسبى الحُرَم، والتجأ الباقون إلى القادسيّة، وتسللوا إلى الكوفة. 4 (موت الأمير ابن ياقوت) وفي ذي الحِجّة مات الأمير أبو بكر محمد بن ياقوت في الحبْس حتْف أنفه. 4 (الغلاء ببغداد) وفيها غلا السِّعْر ببغداد حتّى أبيع كَرّ القمح بمائةٍ وعشرين ديناراً. 4 (استمالة ابن رائق للدَّيلم) وفيها قدِم غلمان مرداويخ الدَّيْلَميّ إلى بغداد، وفيهم بَجْكم، فخافت الحُجَريّة منهم. ثمّ إن محمد بن رائق أمير واسط ونواحيها كاتَبَهم، فأتوا إليه، فأكرمهم وقدَّم عليهم بجكم، وأفرط في الإحسان إليه، وأمره بمكاتبة جُنْد الجبال ليَقْدَمُوا عليه. ففعلوا، فصار عنده عدّة كبيرة، وتمكّن وجبى الخراج. (24/33)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 34 4 (أحداث سنة أربع وعشرين)

4 (وفاة هارون بن المقتدر) تُوُفّي هارون بن المقتدر، وحزن عليه أخوه الخليفة، واغتّم له، وأمرَ بِنَفْيِ الطّبيب بُخْتيشوع بن يحيى، واتهمه بتعمُّد الخطأ في علاجه. 4 (تقليد ابن طغج عملاً في مصر) ) وفيها قلّد ابن مقلة أبا بكر محمد بن طُغْج أعمال المعاون بمصر مُضافاً إلى ما بيده مِن الشّام. 4 (قطْع ابن رائق الحمْل عن بغداد) وفيها قطع الحمل عن بغداد محمد بن رائق، واحتجَّ بكثرة كلْفة الجيش عنده، وقطع حمْل الأهواز، وطمع غيرهم. 4 (إطلاق المظفّر بن ياقوت من الحبْس) وفي ربيع الأوّل أطلق من الحبس المظفر بن ياقوت، وحلف للوزير على المصافاة، وفي نفسه الحقْد عليه لأنه نكبه، ونكب أخاه محمداً. ثمّ أخذ (24/34)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 35 يسعى في هلاكه ويشغب عليه الحجرية. فعلم الوزير فاعتضد بالأمير بدر صاحب الشرطة ليوقع بالمظفر، فانحدر بدر وأصحابه بالسلاح إلى دار الخليفة، ومنعوا الحجرية من دخولها فضعفت نفس المظفر، وأشار على الحجرية بالتذلل لابن مقلة، وأظهر له المظفر أنه على أيمانه، فاغتر بذلك وصرف بدراً والجند من دار الخلافة. فمشى الغلمان بعضهم إلى بعض وأوحشوا نفوس الجند من ابن مقلة ومن بدر، وتحالفوا وصارت كلمتهم واحدة. ثمّ صاروا إلى دار الخلافة فأحدقوا بها وصار الراضي في أيديهم كالأسير، وطالبوه أن يخرج معهم إلى الجامع فيصلي بالناس ليعلموا أنه من حزبهم. فخرج يوم الجمعة سادس جمادى الأولى، فصلى بالناس، وقال في خطبته: اللهم إن هؤلاء الغلمان بطانتي وظهارتي، فمن أرادهم بخير فأزده، ومن كايدهم فكده. 4 (إمرة بدر الخرشني على دمشق) وأمر بدراً الخرشني بالمسير على إمرة دمشق مسرعاً. 4 (تدبير ابن مقلة للإيقاع بابن رائق) ثمّ أخذ ابن مقلة يشير على الراضي سراً أن يخرج بنفسه ليدفع محمد بن رائق عن واسط والبصرة. ثمّ بعث ابن مقلة بمقدم من الحجرية، وآخر من الساجية برسالة إلى ابن رائق يطلب المحاسبة. فأحسن ابن رائق إليهما، وحملهما رسالة إلى الراضي سراً بأنه إن استدعي إلى الحضرة قام بتدبير الخلافة، وكفى أمير المؤمنين كل مهم. فقدما. فلم يلتفت الراضي إلى الرسالة. ولما رأى ابن مقلة امتناع ابن رائق عليه عمل على خروج الراضي إلى الأهواز، وأن يرسل القاضي برسالة إلى ابن رائق لئلا يستوحش. (24/35)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 36 4 (إخراج ابن مقلة من الوزارة) ) فبينا ابن مقلة في الدهليز شغب الغلمان ومعهم المظفر، وأظهروا المطالبة بالأرزاق، وقبضوا على الوزير، وبعثوا إلى الراضي يعرفونه ليستوزر غيره، فبعث إليهم يستصوب رأيهم، ثم قال: سموا من شئتم حتى استوزره. فسموا علي بن عيسى، وقالوا: هو مأمون كافي. فاستحضره وخاطبه بالوزارة فامتنع، فخاطبه ثانية وثالثة فامتنع، فقال: أشر بمن ترى. فأومأ إلى أخيه عبد الرحمن بن عيسى. فبعث الراضي إليه المظفر بن ياقوت، فأحضره وقلده، وركب الجيش بين يديه، وأحرقت دار ابن مقلة، وهذه المرة الثالثة. وكان قد أحرق دار سليمان بن الحسن. فكتبوا على داره: (أحسنت ظنك بالأيام إذ حسنت .......... ولم تخف سوء ما يأتي به القدر)

(وسالمتك الليالي فاغتررت بها .......... وعند صفو الليالي يحدث الكدر) واختفى الوزير وأعوانه 4 (ظهور الخصيبي وسليمان بن الحسن) وظهر أبو العباس الخصيبيّ، وسليمان بن الحسن، وصارا يدخلان مع الوزير عبد الرحمن وأخيه عليّ، ويدخل معهم أبو جعفر محمد بن القاسم والأعيان. 4 (تعذيب ابن مقلة) وأخذ ابن مقلة فتسلّمه عبد الرحمن الوزير، وضرب بالمقارع، وأخذ خطُّه (24/36)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 37 بألف ألف دينار. ثم سلم إلى أبي العباس الخصيبيّ، فجرى عليه من المكاره والتعليق والضرب عجائب. 4 (رواية ثابت بن سنان عن تعذيب ابن مقلة) قال ثابت: كلفني الخصيبي الدخول إليه يوماً وقال: إن كان يحتاج إلى الفصد فليفصد بحضرتك. فدخلت فوجدته مطروحاً على حصيرٍ، وتحت رأسه مخدة وسخة، وهو عريان في وسطه سراويل، ورأيت بدنه من رأسه إلى أطراف رجليه كالباذنجان، وبه ضيق نفسٍ شديد. وكان الذي تولى عذابه ودهق صدره الدستوائي. فقلت: يريد الفصد. فقال الخصيبي: وكيف نعمل، ولابد من تعذيبه كل يوم فقلت: فيتلف. قال: افصده.) ففصد ته ورفهته ذلك اليوم. واتفق أنّ الخصيبي استتر ذلك اليوم، فاطمأن ابن مقلة وتصلح. وحضر أبو بكر بن قرابة، وضمن ما عليه وتسلمه. 4 (القبض على المظفر بن ياقوت وهدم داره) وفي جمادى الأولى قبض الراضي على المظفر بن ياقوت وهدم داره، ثمّ أطلقه بعد جمعة وأصدره إلى أبيه ياقوت. 4 (عزل الخرشني عن الشرطة) وعزل بدر الخرشني عن الشرطة، ووليها كاجوا. (24/37)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 38 4 (تقليد الخرشني أعمال إصبهان وفارس) وقلد الخرشني أعمال إصبهان وفارس. 4 (وزارة الكرخي) وعجز الوزير عبد الرحمن عن النفقات، وضاق المال. فاستعفى. فقبض عليه الراضي في رجب وعلى أخيه، واستوزر أبا جعفر محمد بن القاسم الكرخيّ، وسلم ابني عيسى إلى الكرخي، فصادرهما برفق، فأدى كل واحد سبعين ألف دينار، وانصرفا إلى منازلهما. 4 (قتل ياقوت الأمير) وفي رمضان قتل ياقوت الأمير بعسكر مكرم، فأراد الحجرية قتل أبي الحسين البريدي ببغداد، وكان يخلف أخاه في الكتابة لياقوت، فاختفى. وكان ياقوت قد سار بجموعه لحرب عليّ بن ابن بويه، فالتقيا بباب أرجان، فهزمه ابن بويه، فعاد إلى الأهواز، وتواترت الأخبار بأن بويه وافى إلى رامهرمز مقتفياً آثار ياقوت. فعبر ياقوت إلى عسكر مكرم وقطع الجسر. وأقام ابن بويه أياماً برامهرمز إلى أن وقع الصلح بينه وبين الخليفة، وجرت فصول. وضعف أمر ياقوت، وجاع عساكره، وتفرقت رجاله، وتمت له حروب مع كاتبه أبي عبد الله البريدي، ثم انهزم وأوى إلى قريٍ ةٍ، فظفروا به وقتلوه، وكان قد شاخ. ثم طغى البريدي وأظهر العصيان. (24/38)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 39 4 (وزارة سليمان بن الحسن) وفيها استوزر الراضي أبا القاسم سليمان بن الحسن. وسببه أن ابن رائق تغلب على ناحيته،) وابن بويه تغلب على فارس. وضاقت الدنيا على الوزير الكرخي، وكان غير ناهض بالأمور، فعزل في شوّال. وقلد سليمان، فكان في العجز بحال الكرخي وزيادة. 4 (عودة ابن رائق إلى بغداد) فدعت الضرورة إلى أن كاتب الراضي محمد بن رائق يلاطفه مع كاجو، فأصغى وأسرع، فأرسل إليه الراضي بالخلع واللواء. فانحدر إليه أعيان الساجية، فقيدهم وحبسهم، فاستوحش الحجرية ببغداد، وأحدقوا بباب دار الخليفة. فوصل ابن رائق في جيشه إلى بغداد في ذي الحجة، ودخل على الراضي في قواده. ثم إنه أمر الحجرية بقلع خيامهم وذهابهم إلى منازلهم، فلم يفعلوا، وبطل حينئذٍ أمر الوزارة والدواوين وبقي الاسم لا غير، وتولى الجميع محمد بن رائق وكتابه، وصارت الأموال تحمل إليه، وبطلت بيوت المال. وحكم ابن رائق على البلاد وبقي الراضي معه صورةً. 4 (الوباء والغلاء بإصبهان وبغداد) وفيها وقع الوباء العظيم بإصبهان وبغداد، وغلت الأسعار. (24/39)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 40 4 (الغزوة الأولى لعليّ بن حمدان) وفيها سار الدمستق في جيوش الروم إلى أرض آمد وسميساط فسار عليّ ابن عبد الله ابن حمدان، وهو شاب، وهذه من أول مغازيه، إلى آمد، وبعث الأقوات إلى سميساط، فاختلف عليه بعض أمرائه، ثمّ حاربه فظفر به، ثمّ عفا عنه. 4 (تغلب الحسن بن حمدان على الموصل) وكان الحسن بن عبد الله بن حمدان أخوه قد غلب على الموصل، فسار إليه خلق من الساجية والحجرية، وهم خاصكية الخليفة، هربوا من محمد بن رائق، فأحسن الحسن إليهم. 4 (محاربة اليشكري للساجي وانهزامه) وسار من عنده نظيف الساجي متقلداً أذربيجان، فحاربه اليشكري، فانهزم نظيف واستبيح عسكره، وغلب اليشكري على أذربيجان، فسار لحربه ديسم وابن الديلمي وطائفة، فهزموه ونهبوا وسبوا، وفعلوا القبائح. 4 (استيلاء الروم على سميساط) وفيها استولت الروم على سميساط ودكوها، وأمن ألد مستق أهلها ووصلهم إلى مأمنهم.) 4 (غارات بني نمير وقشير) وفيها عاثت العرب من بني نمير وقشير وملكوا ديار ربيعه ومضر، وشنوا الغارات، وسبوا وقطعوا السبل، وخلت المدائن من الأقوات، فسار لحربهم علي ابن عبد الله بن حمدان، فأوقع بهم وهزمهم بسروج وطردهم إلى ناحية سنجار وهيت. (24/40)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 41 4 (خلعة الملك لصاحب الموصل) ونفد الراضي بالله خلع الملك إلى صاحب الموصل الحسن بن عبد الله، فبعث على أذربيجان ابن عمه حسين بن سعيد بن حمدان. وكان على ديار بكر أخوه عليّ. (24/41)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 42 4 (أحداث سنة خمس وعشرين وثلاثمائة)

4 (محاربة ابن رائق للحجرية والساجية) فيها أشار محمد بن رائق على الراضي بأن ينحدر معه إلى واسط، فخرج أول السنة منحدراً، فوصل واسط في عاشر المحرم. واستخلف بالحضرة أبا محمد الصلحي، فاضطربت الحجرية وقالوا: هذه حيلة علينا ليعمل بنا مثل ما عمل بالساجية. فأقام بعضهم ثم انحدروا. واستخدم ابن رائق ستين حاجباً، وأسقط الباقين، وكانوا أربعمائة وثمانين. ونقص أرزاق الحشم، فثاروا وحاربوا ابن رائق، وجرى بينهم قتال شديد، وانهزم من بقي من الساجية إلى بغداد ولم يبق من الحجرية إلاّ قليل، مثل صافي الخازن، والحسن بن هارون، فأطلقا. ولمّا فرغ ابن رائق من الحجرية والساجية أشار على الراضي بالله بالتقدم إلى الأهواز، فأخرج المضارب. 4 (رسالة الراضي إلى البريدي) وبعث ابن رائق أبا جعفر محمد بن يحيى بن شيرزاد، والحسن بن إسماعيل الإسكافي إلى أبي عبد الله البريدي برسالة من الراضي، مضمونها أنه قد أخر (24/42)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 43 الأموال وأفسد الجيوش. وأنه ليس طالبياً فينازع الأمر، ولا جنديا فينازع الإمارة، ولا ممن يحمل السلاح، فيؤهل لفتح البلاد. وأنه كان كاتباً صغيراً، فرفع فطغى وكفر النعمة فإن راجع سومح عن الماضي. فأجاب إلى أنه يحمل مالاً عينه، وأن الجيش الذي عنده لا يقوم بهم مال الحضرة، فسيوجههم إلى فارس لحرب من بها. فبعث إليه الراضي بالعهد فما حمل المال ولا جهز الجيش.) 4 (ضمان البريدي البلاد) وكان أبو الحسين البريدي ببغداد، فجهزه ابن رائق إلى أخيه أبي عبد الله، ثمّ صمن البريدي البلاد. 4 (تقلد بجكم الشرطة) ورجع الراضي إلى بغداد، وتقلّد الشرطة بجكم. 4 (خروج الحجرية من بغداد) وخرج من بقي من الحجرية من بغداد إلى الأهواز، فقبلهم البريدي، وأجرى أرزاقهم، ورثى لهم. 4 (تفرق البلدان عن الخلافة) وصارت البلدان بين خارجي قد تغلب عليها، أو عامل لا يحمل مالاً، وصاروا مثل ملوك الطوائف، ولم يبق بيد الراضي غير بغداد والسواد، مع كون يد ابن رائق عليه. (24/43)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 44 4 (الوحشة بين ابن رائق والبريدي) وفيها ظهرت الوحشة بين محمد بن رائق وبين أبي عبد الله البريدي. 4 (دخول القرمطي الكوفة) ووافى أبو طاهر القرمطي إلى الكوفة فدخلها في ربيع الآخر، فخرج ابن رائق في جمادى الأولى، وعسكر بظاهر بغداد. وسير رسالة إلى القرمطي فلم تغن شيئاً، ثمّ إن القرمطي رد إلى بلده. 4 (وزارة ابن الفرات) وفيها استوزر الراضي أبا الفتح الفضل بن جعفر بن الفرات بمشورة ابن رائق. وكان ابن الفرات بالشام فأحضروه. 4 (انهزام جيش ابن رائق) ومضى ابن رائق إلى واسط وراسل البريدي، فلم يلتفت وأخذ يماطله. وبعث جيشاً إلى البصرة يحفظها من ابن رائق، وطيب قلوب أهلها، فقلق ابن رائق، وبعث إلى البصرة جيشاً، فالتقوا فانهزم جيش ابن رائق غير مرة. 4 (محاربة ابن رائق للبصرة وعصيان أهلها عليه) ) ثم قدم بدر الخرشني من مصر، فأكرمه ابن رائق، ثم نفده وبجكماً إلى الأهواز، فجهز إليهما البريدي أبا جعفر الجمال في ألف نفس، فالتقوا على (24/44)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 45 السوس، فهزمهم الخرشني، وساق وراءهم، فخرج البريدي وأخوه في طيار، وحملوا معهم ثلاثمائة ألف دينار، فغرق بهم الطيار، فأخرجهم الغواصون، واستخرجوا بعض الذهب لبجكم، ووافوا البصرة، ودخل بجكم الأهواز، وكتب إلى ابن رائق بالفتح. ودخل البريديون البصرة واطمأنوا، فساق ابن رائق بنفسه إلى البصرة في نصف شوّال. فهرب البريدي إلى جزيرة أوال، ووافاه بجكم. وسار ابن رائق وجيشه ليدخلوا البصرة، فقاتلهم أهلها ومنعوهم لظلمهم. وذهب البريدي إلى فارس، واستجار بعلي بن بويه فأجاره، وأنفذ معه أخاه وأبا الحسين أحمد بن بويه لفتح الأهواز. وبلغ ابن رائق ذلك، فجهز بجكم إلى الأهواز، فقال: لست أحارب هؤلاء إلا بعد أن تحصل لي إمارتها وخراجها. فقال ابن رائق: نعم. وأمضى له ذلك على مائة وثلاثين ألف دينار في السنة. ودام أهل البصرة على عصيان ابن رائق لسوء سيرته، فحلف إن تمكن من البصرة ليجعلها رماداً. فازدادا غيظهم منه. 4 (ولاية بدير لدمشق) وفيها ولي إمرة دمشق بدير مولى محمد بن طغج، فأقام بها إلى سنة سبع وعشرين. (24/45)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 46 4 (قدوم ابن رائق إلى دمشق) وقدم محمد بن رائق دمشق، فأقام بها، وزعم أن المتقي ولاه إياها، وأخرج بديراً. 4 (عودة الولاية لبدير) ثم ولي بدير دمشق بعد ذلك من قبل كافور الإخشيدي. 4 (اختلاف البريديين) وإما البريديون فهم ثلاثة من الكتّاب: أبو عبد الله، وأبو الحسين، وأبو يوسف. كان أبوهم كاتباً على البريد بالبصرة، فغلبوا على الأهواز وجرت لهم قصص، ثمّ اختلفوا وتمزقوا. 4 (تغلب ابن حمدان على مضر) وفيها سار عليّ بن عبد الله بن حمدان إلى مضر، فتغلب عليها لما خرج عنها بدر الخرشني) إلى العراق. 4 (امتناع الحجاج) ولم يجسر أحد أن يحج هذا العام. 4 (تأسيس مدينة الزهراء بالأندلس) وفيها أسس أمير الأندلس الناصر لدين الله الأموي مدينة الزهراء. وكان منتهى الإنفاق في بنائها كل يوم ما لا يحد، يدخل فيها كل يوم من الصخر المنحوت ستة آلاف صخرة، سوى التبليط. وجلب إليها الرخام من أقطار المغرب، ودخل فيها أربعة آلاف وثلاثمائة سارية، منها ثلاث وعشرون سارية (24/46)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 47 ملونة. وأهدى له ملك الإفرنج أربعين سارية رخام. وأما الوردي والأخضر فمن إفريقية والحوض المذهب جلب من القسطنطينية، والحوض الصغير عليه صورة أسد، وصورة غزال، وصورة عقاب، وصورة ثعبان، وغير ذلك. كل ذلك ذهب مرصع بالجوهر. وبقوا في بنائها ست عشرة سنة. وكان ينفق عليها ثلث دخل الأندلس. وكان دخل الأندلس يومئذٍ خمسة آلاف ألف وأربعمائة ألف وثمانون ألف درهم. وعمل في الزهراء قصر المملكة. غرم عليه من الأموال ما لا يعلمه إلا الله. وبين الزهراء وبين قرطبة أربعة أميال، وطولها ألف وستمائة ذراع، وعرضها ألف وسبعون ذراعاً. ولم يبن في الإسلام أحسن منها، لكنها صغيرة بالنسبة إلى المدائن كما ترى لا بل هي متوسطة المقدار. وكانت من عجائب الدنيا. وسورها ثلاثمائة برج، وكل شرافة حجر واحد. وعمل ثلثها قصور الخلافة، وثلثها للخدم، وكانوا اثني عشر ألف مملوك، وثلثها الثالث بساتين. وقيل إنه عمل فيها بحيرة ملأها بالزئبق. وقيل: كان يعمل فيها ألف صانع، مع كل صانع اثنا عشر أجيراً. وقد أحرقت وهدمت في حدود سنة أربعمائة، وبقيت رسومها وسورها. فسبحان الباقي بلا زوال. (24/47)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 48 4 (أحداث سنة ست وعشرون وثلاثمائة)

4 (انتصار البريدي على بجكم) فيها سار أبو عبد الله البريدي لمحاربة بجكم. وأقبل في مددٍ من ابن بويه، فخرج بجكم لحربه،) وعاد منهزماً بعد ثلاث، لأن الأمطار عطلت نشاب أصحابه وقسيهم، فقبض على وجوه أهل الأهواز، وحملهم معه، وسار إلى واسط. 4 (ازدياد قوة أحمد بن بويه) وأقام البريدي وأحمد بن بويه بالأهواز أياماً. ثمّ هرب البريدي في الماء، ثم أخذ يراوغ أحمد بن بويه، وجرت له فصول. وقوي ابن بويه. وبجكم مقيم بواسط ينازع إلى الملك ببغداد. وقد جمع ابن رائق أطرافه وأقام ببغداد، والبريدي هارب في أسفل الأهواز. 4 (المصاهرة بين ابن رائق والوزير أبي الفتح) ولما رأى الوزير أبو الفتح الفضل اختلاف الحضرة، واستيلاء المخالفين على البلاد، أطمع ابن رائق في أن يحمل إليه الأموال من الشام ومصر. وأن (24/48)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 49 ذلك لا يتم مع بعده. وصاهره فزوج ابنه بابنة محمد بن رائق، وزوج مزاحم بن رائق ببنت محمد بن طغج. 4 (محاربة البريدي لبجكم) ثمّ خرج الوزير أبو الفتح إلى الشام على البرية، وقد استخلف على الحضرة عبد الله بن علي النقري. وسار ابن شيرزاد بين البريدي وابن رائق في الصلح، فكتبوا للبريدي بالعهد على البصرة، وأن يجتهد في أخذ الأهواز من أحمد بن بويه، وأن يحارب بجكم. فواقع عسكر البريدي عسكر بجكم فهزمه، فسر بذلك ابن رائق. ثم أرسل بجكم إلى البريدي: أنت قد أنفقت مع ابن رائق علي وقد عفوت عنك، وأنا أعاهدك إن ملكت الحضرة أن أقلدك واسطاً. فسجد البريدي شكراً لله وحلف له واتفقا. 4 (قطع يد ابن مقلة) وقيها قطعت يد ابن مقلة. وسببه أن محمد بن رائق لما صار إليه تدبير المملكة قبض على ضياع ابن مقلة وابنه، فسأله ابن مقلة إطلاقها، فوعده ومطلة. فأخذ ابن مقلة في السعي عليه من كل وجهٍ، وكتب إلى بجكم يطمعه في الحضرة، وكتب إلى الراضي يشير عليه بالقبض على ابن رائق، ويضمن له إذا فعل ذلك وأعاده إلى الوزارة أنه يستخلص له منه ثلاثة آلاف) دينار. وأشار باستدعاء بجكم ونصبه في بغداد. فأصغى إليه، فكتب ابن مقلة إلى بجكم يخبره ويحثه على القدوم. (24/49)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 50 واتفق معهم أن ابن مقلة ينحدر سراً إلى الراضي ويقيم عنده، فركب من داره، وعليه طيلسان، في رمضان في الليل. فلما وصل إلى دار الخليفة لم يمكن، وعدل به إلى حجرة فحبس بها. وبعث الراضي إلى ابن رائق فأخبره. فتردد الرسل بينهما أسبوعين، ثم أظهر الخليفة أمره، واستفتى القضاة في أمره، وأفشى ما أشار به ابن مقلة من مجيء بجكم وقبض ابن رائق. فيقال إن القضاة، أفتوا بقطع يده، ولم يصح. ثم أخرجه الراضي إلى الدهليز، فقطعت يده بحضرة الأمراء. 4 (رواية ابن سنان عن ابن مقلة) قال ثابت بن سنان: فاستدعاني الراضي وأمرني بالدخول عليه وعلاجه، فدخلت، فإذا به جالس يبكي، ولونه مثل الرصاص، فشكا ضربان ساعده. فطلبت كافوراً، وطليت به ساعده فسكن. وكنت أتردد عليه، فعرضت له علة النقرس في رجله. ثم لما قرب بجكم من بغداد قطع ابن رائق لسان ابن مقلة، وبقي في الحبس مدة، ثم لحقه ذرب وشقي إلى أن مات بدار الخلافة. (24/50)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 51 وقد وزر ثلاث مرات لثلاثة من الخلفاء. ومات سنة ثمان وعشرين، وهو صاحب الخط المنسوب. 4 (دخول بجكم بغداد وتلقيبه: أمير الأمراء) ثم أقبل بجكم في جيوشه وضعف عنه محمد بن رائق، فاستتر ببغداد، ودخلها بجكم في ذي القعدة، فأكرمه الراضي ورفع منزلته، ولقبه أمير الأمراء، وانقضت أيام محمد بن رائق. 4 (كتاب ملك الروم إلى الخليفة بالهدنة) وفيها ورد كتاب من ملك الروم. والكتابة بالذهب، وترجمتها بالعربية بالفضة وهو: من رومانس وقسطنطين وأسطانوس عظماء ملوك الروم، إلى الشريف البهي ضابط سلطان المسلمين. بسم الآب والابن وروح القدس الإله الواحد، الحمد لله ذي الفضل العظيم، الرؤوف بعباده، الذي جعل الصلح أفضل الفضائل، إذ هو محمود العاقبة في السماء والأرض. ولما بلغنا ما) رزقته أيها الأخ الشريف الجليل من وفور العقل وتمام الأدب، واجتماع الفضائل أكثر ممن تقدمك من الخلفاء، حمنا الله.. وذكر كلاماً يتضمن طلب الهدنة والفداء. وقدموا تقدمه سنية. فكتب إليهم الراضي بإنشاء أحمد بن محمد بن ثوابه، بعد البسملة: من عبد الله أبي العباس الإمام الراضي بالله أمير المؤمنين إلى رومانس وقسطنطين (24/51)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 52 وأسطانوس رؤساء الروم. سلام على من اتبع الهدى وتمسك بالعروة الوثقى وسلك سبيل النجاة، والزلفى. وأجابهم إلى ما طلبوا. 4 (تقلد بجكم إمارة بغداد وخرا سان) وفيها قلد الراضي بجكم إمارة بغداد وخرا سان. وابن رائق مستتر. 4 (امتناع الحجاج) ولم يحج أحد. 4 (انتصار ابن حمدان على الدمستق) وفيها كانت ملحمة عظيمة بين الحسن بن عبد الله بن حمدان وبين الدمستق، ونصر الله الإسلام، وهرب الدمستق. وقتل من النصارى خلائق، وأخذ سرير الدمستق وصليبه. (24/52)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 53 4 (أحداث سنة سبع وعشرين وثلاثمائة)

4 (الحرب بين بجكم وابن حمدان) فيها سافر الراضي وبجكم لمحاربة الحسن بن عبد الله بن حمدان، وكان قد أخر الحمل عن ما ضمنه من الموصل والجزيرة. فأقام القاضي بتكريت، ثمّ التقى بجكم وابن حمدان، فانهزم أصحاب بجكم وأسر بعضهم فحقق بجكم الحملة بنفسه، فانهزم أصحاب ابن حمدان. واتبعه بجكم إلى أن بلغ نصيبين فأقام بها، وهرب ابن حمدان إلى آمد، وسار الراضي إلى الموصل. 4 (انضمام القرامطة إلى ابن رائق) وكان في جند بجكم طائفة من القرامطة، وبقوا مع الراضي، فلحقتم الطائفة بتكريت، فذهبوا مغاضبين إلى بغداد. وظهر محمد بن رائق من استتاره فانضموا إليه، وكانوا ألف رجل. وقيل أن الراضي إنما سارع إلى الموصل خوفاً منهم، فدخلها في صفر، فاستناب بجكم قواده على نصيبين وديار ربيعه، وعاد إلى الموصل وهو قلق من أمر ابن رائق. (24/53)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 54 4 (الفتنة بين أهل الموصل وجند بجكم) ) وبعد أيام وقعت فتنة بين المواصلة وجند الأمير بجكم، فركب بجكم ووضع السيف في أهل الموصل، وأحرق فيها أماكن. 4 (مسير ابن حمدان إلى نصيبين) وسار ابن حمدان إلى نصيبين فهرب عمال بجكم عنها، وأخذ أصحابه يتسللون إلى ابن رائق. ثم طلب ابن حمدان من بجكم الصلح، فما صدق به، وبعث إليه بعهده. 4 (تقلد ابن رائق الفرات وجند قنسرين) وأما ابن رائق فهرب أصحاب السلطان ببغداد وهزمهم، وراسل والدة الراضي وحرمه رسالة جميلة، وراسل الراضي وبجكم يلتمس الصلح وأن يقلد الفرات وجند قنسرين ويخرج إليها. فأجيب إلى ذلك، فسار ابن رائق إلى الشام. 4 (إهلاك عبد الصمد بن المكتفي) وفيها أهلك عبد الصمد بن المكتفي لكونه راسل ابن رائق في ظهوره أن يقلد الخلافة. 4 (مصاهرة بجكم لابن حمدان) وفيها صاهر بجكم الحسن بن عبد الله بن حمدان. (24/54)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 55 4 (موت ابن الفرات) وفيها مات الوزير أبو الفتح الفضل بن الفرات بالرملة. 4 (مصالحة البريدي وبجكم) وفيها وقع الصلح على أن يضمن البريدي من بجكم واسطة في السنة بستمائة ألف دينار. 4 (وزارة البريدي) وفيها استوزر الراضي أبا عبد الله أحمد بن محمد البريدي. أشار عليه بذلك ابن شيرزاد، وقال: نكتفي شره. فبعث الراضي قاضي القضاة أبا الحسن عمر بن محمد بن يوسف القاضي إليه بالخلع والتقليد. 4 (إطلاق الطريق للحجاج) وفيها كتب أبو علي عمر بن يحيى العلوي إلى القرمطي، وكان يحبه، أن يطلق طريق الحاج، ويعطيه عن كل جمل خمسة دنانير. فأذن، وحج الناس وهي أول سنة أخذ فيها المكس من الحجاج.) (24/55)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 56 4 (أحداث سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة)

4 (انهزام الدمستق) في أولها ورد الخبر بأن علي بن عبد الله بن حمدان لقي الدمستق، فهزمه علي. 4 (زواج بجكم ببنت البريدي) وفيها تزوج بجكم بسارة بنت الوزير أبي عبد الله البريدي. 4 (وفاة قاضي القضاة ابن يوسف) وفي شعبان توفي قاضي القضاة، أبو الحسين عمر بن محمد بن يوسف، وقلد مكانه ابنه القاضي أبو نصر يوسف. 4 (وزارة ابن مخلد) وفيها سار بجكم إلى الجبل وعاد، وفسد الحال بينه وبين الوزير البريدي (24/56)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 57 لأمور، فعزل بجكم الوزير، واستوزر أبا القاسم سليمان بن مخلد. وخرج بجكم إلى واسط. 4 (انهزام ابن رائق أمام الإخشيد) وفي رمضان ملك محمد بن رائق حمص، ودمشق، والرملة، وإلى العريش، ولقيه محمد بن طغج الإخشيد فانهزم الإخشيد، ووقع جند ابن رائق في النهب، فخرج عليهم كمين ابن طغج فهزمهم، ونجا ابن رائق إلى دمشق في سبعين رجلاً. 4 (موت ابن مقلة والخصيبي) وفي شوال مات أبو علي ابن مقلة، وأبو العباس أحمد بن عبيد الله الخصيبي اللذين وزرا. 4 (مصالحة الإخشيد لابن رائق بعد مقتل ابنه) وفيها واقع محمد بن رائق أبا نصر بن طغج في أرض اللجون، فانهزم أصحاب ابن طغج، واستؤسر وجوه قواده، وقتل في المعركة. فعز ذلك على ابن رائق وكفنه، وأنفذ معه ابنه مزاحماً إلى الإخشيد محمد بن طغج يعزيه في أخيه، ويحلف أنه ما أراد قتله، وأنه أنفد إليه ولده مزاحماً ليقيده به. فشكره وخلع على مزاحم ورده، واصطلحا على أن يفرج ابن رائق عن الرملة للإخشيد، ويحمل إليه الإخشيد في السنة مائة وأربعين ألف دينار. (24/57)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 58 4 (غرق بغداد) وفي شعبان غرقت بغداد غرقاً عظيماً، حتى بلغت زيادة الماء تسعة عشر ذراعاً. وغرق) الناس والبهائم، وانهد مت الدور، فلله الأمر. 4 (غزوة ابن حمدان بلاد الروم) وفيها غزا سيف الد ولة علي بن حمدان بلاد الروم، وجرت له مع الدمستق واقعات ينصر الله فيها المؤمنين، وله الحمد. (24/58)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 59 4 (أحداث سنة تسع وعشرين وثلاثمائة)

4 (عزل بجكم لابن شيرزاد ومصادرته) فيها عزل بجكم ابن شيرزاد عن كتابته، وصادره على مائة وخمسين ألف دينار، 4 (وفاة الراضي بالله) وفي ربيع الأول اشتدت علة الراضي بالله، وقاء في يومين أرطالاً من دم، ومات. وبويع المتقي لله أخوه. وكان الراضي سمحاً كريماً أديباً شاعراً فصيحاً، محباً للعلماء. سمع من البغوي، وله شعر مدون. قال الصولي: سئل الراضي أن يخطب يوم الجمعة، فصعد المنبر بسر من رأى، فحضرت أنا وإسحاق بن المعتمد. فلما خطب شنف الأسماع وبالغ في الموعظة. ثم نزل فصلى بالناس. (24/59)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 60 وقيل إن الراضي استسقى وأصابه ذرب عظيم. وكان من أعظم آفاته كثرة الجماع. توفي في منتصف ربيع الآخر وله إحدى وثلاثون سنة ونصف. ودفن بالرصافة. وهو آخر خليفة جالس الندماء. 4 (خلافة المتقي) وقال الصولي: لما مات الراضي، كان بجكم بواسط، وبلغه الخبر، فكتب إلى كاتبه أبي عبد الله أحمد بن علي الكوفي يأمره أن يجمع القضاة والأعيان بحضرة وزير الراضي أبي القاسم سليمان بن الحسن ويشاورهم فيمن يصلح. وبعث الحسين بن الفضل بن المأمون إلى الكوفي بعشرة آلاف دينار له، وبأربعين ألف دينار ليفرقها في الجند إن ولاه الخلافة، فلم ينفع. ثم إنهم اتفقوا على أبي إسحاق إبراهيم بن المقتدر، فأحد روه من داره إلى دار الخلافة لعشرٍ بقين من الشهر، فبايعوه وهو ابن أربعٍ وثلاثين سنة.) وأمه أمةٌ اسمها خلوب، أدركت خلافته. وكان حسن الوجه، معتدل الخلق بحمرة، أشهل العين، كث اللحية. فصلى ركعتين وصعد إلى السرير، وبايعوه، ولم يغير شيئاً قط، ولم يتسر على جاريته التي له. وكان كثير الصوم والتعبد، لم يشرب نبيذاً قط. وكان يقول: لا أريد نديماً غير المصحف. (24/60)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 61 4 (إقرار سليمان بن الحسن في الوزارة) وأقر في الوزارة، على ما قال ثابتٌ، الوزير سليمان بن الحسن. وإنما كان له الاسم، والتدبير للكوفي، كاتب بجكم. 4 (حجابة الطولوني) واستحجب المتقي سلامة الطولوني. 4 (ولاية المظالم) وولى علي بن عيسى المظالم. 4 (سقوط القبة الخضراء بمدينة المنصور) وفي سابع جمادى الآخرة سقطت القبة الخضراء بمدينة المنصور، وكانت تاج بغداد ومأثرة بني العباس. فذكر الخطيب في تاريخه أن المنصور بناها ارتفاع ثمانين ذراعاً، وأن تحتها إيواناً طوله عشرون ذراعاً في مثلها. (24/61)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 62 وقيل: كان عليها تمثال فارس في يده رمح. فإذا استقبل جهة علم أن خارجياً يظهر من تلك الجهة. فسقط رأس هذه القبة في ليلة ذات مطر ورعد. 4 (الغلاء والوباء ببغداد) وكان فيها غلاء مفرط ووباء عظيم ببغداد، وخرج الناس يستسقون وما في السماء غيم، فرجعوا يخوضون الوحل. واستسقى بهم أحمد بن الفضل الهاشمي. 4 (وزارة ابن ميمون الكاتب) وفيها عزل المتقي لله الوزير سليمان واستوزر أبا الحسين أحمد بن محمد ابن ميمون الكاتب. 4 (وزارة البريدي) ) وقدم أبو عبد الله البريدي من البصرة، فطلب الوزارة، فأجابه المتقي. وصار إليه ابن ميمون فأكرمه. وكانت وزارة ابن ميمون شهراً، فشغب الجند على أبي عبد الله يطلبون أرزاقهم، فهرب من بغداد بعد أربعة وعشرين يوماً. (24/62)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 63 4 (وزارة القراريطي) فاستوزر المتقي أبا إسحاق محمد بن أحمد الإسكافي المعروف بالقراريطي، وعزل بعد ثلاثة وأربعين يوماً. 4 (وزارة الكرخي) وقلد ابن القاسم الكرخي، وعزل بعد ثلاثة وخمسين يوماً. 4 (تقليد كورتكين إمرة الأمراء) وفيها قلد المتقي إمرة الأمراء كورتكين الديلمي. 4 (تقليد بدر الحجابة) وقلد بدراً الخرشني الحجابة. (24/63)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 64 4 (مقتل بجكم التركي) وفيها قتل بجكم التركي أبو الخير. وكان قد استوطن واسطاً، وقرر مع الراضي أنه يحمل إليه في العام ثمانمائة ألف دينار. وأظهر العدل وبنى دار الضيافة للضعفاء بواسط. وكان ذا أموال عظيمة. وكان يخرجها في الصناديق، ويخرج الرجال في صناديق أخر على الحمال إلى البر، ثم يفتح عليهم فيحضرون ويدفن المال، ثم يعيدهم إلى الصناديق، فلا يدرون أين دفنوا، ويقول: إنما أفعل هذا لأني أخاف أن يحال بيني وبين داري. فضاعت بموته الدفائن. قال ثابت بن سنان: لما مات الراضي استدعى بجكم ولدي إلى واسط، فقال: إني أريد أن أعتمد عليك في تدبير بدني، وفي أمر آخر أهم من بدني، وهم تهذيب أخلاقي. فقد غلب علي الغضب وسوء الخلق، حتى أخرج إلى ما ندم عليه من قتلٍ وضرب. فقال: سمعاً وطاعة. فحدثه بكلام جيد في مداراة نفسه بالتأني إذا غضب، وحضه على العفو. وكان جيش البريدي قد وصل إلى المذار، فأنفد بجكم كورتكين وتوزون للقائم، فالتقوا على) المذار في رجب، فانكسر أصحاب بجكم وراسلوه يستمدونه، فخرج من واسط. فأتاه كتاب بنصر أصحابه، فتصيدا عند نهر جور، وهنك قو أكراد مياسير، فشره إلى أخذ أموالهم، وقصدهم في عددٍ يسير من غلمانه وهو متخفٍّ. فهرب الأكراد منه، وبقي منهم غلام أسود، فطعنه برمح، وهو لا يعلم أنه بجكم، قتله لتسع بقين من رجب. (24/64)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 65 وخامر معظم جنده إلى البريدي، وأخذ المتقي من داره ببغداد حوا صله، فحصل له من ماله ما يزيد على ألفي ألف دينار. فصار توزون وكورتكين وغيرها من كبار أصحابه إلى الموصل، ثم إلى الشام، إلى محمد بن رائق. واستدعاء المتقي إلى الحضرة. 4 (مسير ابن رائق إلى بغداد) فسار ابن رائق من دمشق في رمضان، واستخلف على الشام أحمد بن علي بن مقاتل. فلما قرب من الموصل كتب كورتكين إلى القائد إصبهان ابن أخيه بأن يصعد من واسط، فصعد ودخل بغداد، فخلع عليه المتقي وطوقه وسوره. وحمل الحسن بن عبد الله بن حمدان إلى ابن رائق مائة ألف دينار من غير أن يجتمع به. فانحدر ابن رائق إلى بغداد. 4 (خطبة البريدي لابن رائق) وخطب البريدي بواسط والبصرة لابن رائق وكتب اسمه على أعلامه وترسه. 4 (الحرب بين ابن رائق وكورتكين) ثم وقع الحرب بين ابن رائق وكورتكين على بغداد أياماً، في جميعها الدبرة على ابن رائق. وجرت الأمور. (24/65)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 66 ثم قوي ابن رائق، ثم دخل بغداد، وأقام كورتكين بعكبرا، وذلك في ذي الحجة، ودخل على المتقي لله، فلما تنصف النهار وثب كورتكين على بغداد بجيشه وهم في غاية التهاون بابن رائق، يسمون جيشه القافلة، وكان نازلاً بغربي بغداد، فعزم على العود إلى الشام. ثم تثبت فعبر في سفينة إلى الجانب الشرقي ومعه بعض الأتراك، فاقتتلوا، فبينما هم كذلك أخذتهم زعقات العامة من ورائهم، ورموهم بالآجر، فانهزم كورتكين واختفى، وقتل أصحابه في الطرقات. وظهر الكوفي، فاستكتبه ابن رائق.) 4 (أسر قادة الديلم) واستأ سر ابن رائق من قواد ألد يلم بضعة عشرة، فضرب أعناقهم وهرب الباقون، ولم يبق ببغداد من ألد يلم أحد. ولم يبق ببغداد من ألد يلم أحد. وكانوا قد أكثروا الأذية. 4 (إمرة الأمراء لابن رائق) وقلد ابن رائق إمرة الأمراء، وعظم شأنه. (24/66)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 67 4 (أحداث سنة ثلاثين وثلاثمائة)

4 (حبس كورتكين في دار ابن رائق) في المحرم وجد كورتكين الديلمي في درب، فأحضر إلى دار ابن رائق وحبس. 4 (الغلاء العظيم ببغداد) وفيها كان الغلاء العظيم ببغداد، وأبيع كر القمح بمائتي دينار وعشرة دنانير، وأكلوا الميتة، وكثر الأموات على الطرق، وعم البلاء. 4 (انتشار الجوع) وفي ربيع الآخر خرج الحرم من قصر الرصافة يستغيثون في الطرقات: الجوع الجوع. 4 (خروج الأتراك إلى البريدي) وخرج الأتراك وتوزون، فساقوا إلى عند البريدي إلى واسط. (24/67)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 68 4 (وصول الروم إلى حلب) وفيها وصلت الروم إلى بلد حلب إلى صوص، وهي على ست فراسخ من حلب، فخربوا وأحرقوا، وسبوا عشرة آلاف نسمة. 4 (وزارة البريدي) وفيها استوزر المتقي أبا عبد الله البريدي، برأي ابن رائق لما رأى انضمام الأتراك إليه، فاحتاج إلى مداراته. 4 (تقلد الخرقي القضاء) وفيها تقلد قضاء الجانبين ومدينة أبي جعفر أبو الحسن أحمد بن عبد الله ابن إسحاق الخرقي التاجر، وتعجب الناس من تقليد مثله. 4 (تقليد القراريطي الوزارة) ) وفيها عزل البريدي، وقلد القراريطي الوزارة. 4 (خروج المتقي لقتال البريدي) وفي حادي عشر جمادى الأولى ركب المتقي ومعه ابنه أبو منصور، ومحمد بن رائق، والوزير القراريطي، والجيش، وساروا وبين أيديهم القراء في المصاحف لقتال البريدي. ثم انحدر من الشماسية في دجلة إلى داره، واجتمع (24/68)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 69 الخلق على كرسي الجسر، فثقل بهم وانخسف، فغرق خلقٌ. وأمر ابن رائق بلعن البريدي على المنابر. 4 (دخول البريدي بغداد وانتهابها) وأقبل أبو الحسين علي بن محمد أخو البريدي إلى بغداد وقارب المتقي وابن رائق، فهزمهما، وكان معه الترك والد يلم والقرامطة، وكثر النهب ببغداد. وتحصن ابن رائق، فزحف أبو الحسين البريدي على الدار، واستفحل الشر. ودخل طائفة من ألد يلم دار الخلافة، فقتلوا جماعة، وخرج المتقي وابنه هاربين إلى الموصل ومعهما ابن رائق. واستتر القراريطي. ونهبت دار الخلافة، ودخل على الحرم. ووجدوا في السجن كورتكين الديلمي، وأبا الحسن بن سنجلا، وعلي بن يعقوب. فجيء بهم إلى أبي الحسين، فقيد كورتكين، وبعث به إلى أخيه إلى البصرة، فكان آخر العهد به، وأطلق الآخران. (24/69)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 70 ثم نزل أبو الحسين بدار ابن رائق، وقلد توزون الشرطة، وأبا منصور تورتكين الشرطة بالجانب الغربي. 4 (إنتهاب بغداد والغلاء بها) ونهبت بغداد، وأهجج أهلها من دورهم. واشتد القحط حتى أبيع ببغداد كر الحنطة بثلاثمائة وستة عشر ديناراً، وهلك الخلق. وكان قحطاً لم يعهد ببغداد مثله أبداً. هذا والبريدي يصادر الناس. 4 (وقعة الأتراك والقرامطة) ثم وقعت وقعة بين الأتراك والقرامطة، فانهزم القرامطة. 4 (ازدياد دجلة) ) وزادت دجلة حتى بلغت في نيسان عشرين ذراعاً، وغرقت الناس. 4 (محاربة أهل بغداد للديلم) ثم تناخى أهل بغداد لما تم عليهم من جور ألد يلم، ووقع بينهم وبينهم الحرب. 4 (الحرب بين الأتراك والبريدي) ثم اتفق توزون وتورتكين والأتراك على كبس البريدي. ثم غدر تورتكين فبلغ البريدي الخبر فاحترز. (24/70)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 71 وقصد توزون الدار في رمضان، ووقع الحرب، وخذله تورتكين، فانصرف توزون في خلق من الأتراك إلى الموصل. فبعث البريدي خلفه جيشاً ففاتهم. فلما وصل توزون إلى الموصل قوي قلب ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان، وعزم على أن ينحدر إلى بغداد بالمتقي، فتهيأ أبو الحسين البريدي. وكان لما وصل المتقي وابن رائق تكريت وجدا هناك سيف الدولة أبا الحسن علي بن عبد الله بن حمدان، وكان ابن رائق قد كتب إلى الحسن بن عبد الله بن حمدان أن يبعث إليه نجدة لقتال البريدي، فنفد أخاه سيف الدولة هذا، فإذا معه الإقامات والميرة، وسار الكل إلى الموصل، فلم يحضر الحسن، وترددت الرسل بينه وبين ابن رائق إلى أن توثق كل منهم بالعهود والأيمان. فجاء الحسن واجتمع بابن رائق وبأبي منصور ابن الخليفة في رجب، وذلك بمخيم الحسن. فلما أراد الانصراف ركب ابن المتقي وقدم فرس ابن رائق ليركب، فتعلق به الحسن وقال: تقيم اليوم عندي نتحدث. فقال: ما يحسن بي أن أتخلف عن ابن أمير المؤمنين. فألح عليه حتى استراب محمد بن رائق وجذب كمه من يده فتخرق. هذا ورجله في الركاب ليركب، فشب به الفرس فوقع، فصاح الحسن بغلمانه: لايفوتنكم، اقتلوه. فنزلوا عليه بالسيوف، فاضطرب أصحابه خارج المخيم، وجاء مطر فتفرقوا، فدفن وعفي قبره ونهبت داره التي بالموصل. فنقل ابن المحسن التنوخي، عن عبد الواحد بن محمد الموصلي قال: حدثني رجل أن الناس نهبوا دار ابن رائق، فدخلت فأجد كيساً فيه ألف دينار أو أكثر، فقلت: إن خرجت به أخذه مني الجند. فطفت في الدار فمررت (24/71)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 72 بالمطبخ، فأخذت قدر سكباج ملأى، فرميت فيها الكيس) وحملتها على رأسي، فكل من رآني يظن أني جائع، فذهبت بها إلى منزلي. 4 (تلقيب ابني حمدان: ناصر الدولة وسيف الدولة) وبعث الحسن إلى المتقي: إن ابن رائق أراد أن يغتالني. فأمره بالمصير إليه. فجاء إليه فقلده مكان ابن رائق ولقبهناصر الدولة وخلع على أخيه ولقبه سيف الدولة. وعاد إلى بغداد وهم معه. 4 (هرب البريدي إلى واسط) فهرب البريدي إلى واسط. فكانت مدة إقامته ببغداد ثلاثة أشهر وعشرين يوماً. ودخل المتقي بغداد في شوال، وعملت القباب. 4 (وفاة الخرشني) وقلد المتقي بدراً الخرشني طريق الفرات. فسار إليها، ثم سار إلى مصر، فأكرمه الإخشيد واستعمله على دمشق، فمات بها. 4 (انهزام البريدي أمام ناصر الدولة الحمداني) وفي ذي القعدة جاء الخبر بأن البريدي يريد بغداد، فاضطرب الناس وخرج المتقي ليكون مع ناصر الدولة، وهرب وجوه أهل بغداد. (24/72)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 73 ثم سار سيف الدولة أبو الحسن للقاء البريدي فكانت بينهما وقعة هائلة بقرب المدائن. فكان البريدي أبو الحسن في ألد يلم وابن حمدان في الأتراك واقتتلوا يوم الخميس ويوم الجمعة، فكانت أولاً على بني حمدان وانهزم أصحابهم، وكان ناصر الدولة على المدائن فردهم، ثم كانت الهزيمة على البريدي، وقتل جماعة من قواده، وأسر طائفةٌ، فعاد بالويل إلى واسط. وساق سيف الدولة إلى واسط، فانهزم البريدي بين يديه إلى البصرة، فأقام سيف الدولة بواسط ومعه جميع الأتراك والد يلم. 4 (وفاة النهر جوري) وفيها توفي العارف أبو يعقوب النهر جوري شيخ الصوفية إسحاق بن محمد بمكة، وقد صحب سهل بن عبد الله، والجنيد. 4 (وفاة المحاملي) وفيها توفي المحاملي صاحبالدعاء وغيره. 4 (وفاة أبي صالح الزاهد) ) والزاهد أبو صالح الدمشقي مفلح بن عبد الله، وإليه ينسب مسجد أبي صالح خارج باب شرقي. والله أعلم (24/73)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 74 5 (الطبقة الثالثة والثلاثون وفيات)

1 (مرتبة كل سنة على حروف المعجم)

1 (وفيات سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن إسماعيل بن عامر. أبو بكر السمرقندي. رئيس كبير، حدث بجامع أبي عيسى الترمذي، عن مصنفه وتوفي ببخاري. قاله جعفر المستغفري. أحمد بن الحسين بن محمد بن عبد الله بن بكر. أبو حامد الدقاق. ورخه ابن مندة. أحمد بن حمدون بن أحمد بن رستم. أبو حامد النيسابوري، ولقبه أبو تراب، الأعمشي الحافظ. كان قد جمع حديث الأعمش كله وحفظه. سمع: محمد بن رافع، وإسحاق الكوسج، وعلي بن خشرم، وعمار بن رجاء الجرجاني، وأبا زرعة، والحسن بن محمد الزعفراني، وأبا سعيد الأشج، ويحيى بن حكيم المقوم، وطبقتهم. روى عنه: أبو الوليد الفقيه، وأبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي، وأبو سهل الصعلوكي، وأبو أحمد الحاكم. (24/74)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 75 قال أبو عبد الله الحاكم: سمعت أبا علي يقول: اثنا أحمد بن حمدون، إن حلت الرواية عنه. فقلت: هذا الذي تذكره في أبي تراب من جهة المجون والسخف الذي كان، أو لشيءٍ أنكرته منه في الحديث قال: بل من جهة الحديث. قلت: فما أنكرت عليه) قال: حديث عبيد الله بن عمر، عن عبد الله بن الفضل. قلت: قد حدث به غيره. فأخذ يذكر أحاديث حدث بها غيره. فقلت: أبو تراب مظلوم في كل ما ذكرته. ثم حدثت أبا الحسين الحجاجي بهذا القول، فرضي كلامي فيه، وقال: القول ما قلته. ثم تأملت أجزاء كثيرة بخطه، فلم أجد فيها حديثاً يكون الحمل فيه عليه، وأحاديثه كلها مستقيمة. وسمعت أبا أحمد الحافظ يقول: حضرت ابن خزيمة يسأل أبا حامد الأعمشي: كم روى الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد فأخذ أبو حامد يسرد الترجمة حتى فرغ منها، وابن خزيمة يتعجب من مذاكرته. سمعت محمد بن حامد البزاز يقول: دخلنا على أبي حامد الأعمشي وهو عليل فقلنا: كيف تجدك قال: بخير، لولا هذا الجار، يعني أبا حامد الجلودي، يدعي أنه محدث عالم، ولا يحفظ إلا ثلاث كتب: كتاب عمى القلب، وكتاب النسيان، وكتاب الجهل. دخل علي أمس فقال: يا أبا حامد أعلمت أن زنجويه قد مات قلت: رحمه الله. فقال: دخلت اليوم على المؤمل بن الحسن وهو في النزع ثم قال: يا أبا حامد ابن كم أنت قلت: أنا في السادس والثمانين. قال: فأنت إذاً أكبر من أبيك يوم مات. فقلت: أنا بحمد الله في عافية، وجامعت البارحة مرتين، واليوم فعلت كذا. فقام خجلاً. (24/75)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 76 توفي الأعمشي في ربيع الأول. أحمد بن داود بن سليمان بن جوين. أبو بكر القربي. مصري ثقة. سمع: يونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان، وابن مثر ود. روى عنه: ابن يونس، وغيره. أحمد بن عبد الله بن أحمد بن ذكوان.) الدمشقي المقريء. قرأ على أبيه، وسمع منه. قرأ عليه: أبو هاشم عبد الجبار المؤدب. وروى عنه: ابن عدي، لكن سماه محمداً فوهم، وأبو بكر الربعي، وابن المقريء، وعبد الوهاب الكلابي، وآخرون. قال الدارقطني: لا بأس به. وورخ وفاته ابن زبر. أحمد بن عبد الوارث بن جرير. أبو بكر الأسواني العسال. سمع: عيسى بن حماد، ومحمد بن رمح، وجماعة. وهو آخر من حدث عن ابن رمح. روى عنه: أبو سعيد بن يونس الحافظ ووثقه، والطبراني، وابن المقرئ، وعبد الكريم بن أبي جدار، وميمون بن حمزة العلوي، وعلي بن محمد الحضرمي الطحان والد الحافظ يحيى، وخلق. (24/76)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 77 توفي في جمادى الآخرة، وقد جاوز التسعين، وولاؤه لعثمان بن عفان رضي الله عنه. أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة بن عبد الملك. أبو جعفر الأزدي الحجري المصري الطحاوي الفقيه الحنفي، المحدث الحافظ. أحد الأعلام. سمع: هارون بن سعيد الأيلي، وعبد الغني بن رفاعة، ويونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن عبد الله بن الحكم، وعيسى بن مثرود، وبحر من نصر، وطائفة من أصحاب ابن وهب، وغيره. روى عنه: أبو الحسن الإخميمي، وأحمد بن القاسم الخشاب، وأبو بكر ابن المقريء، والميانجي، وأحمد بن عبد الوارث الزجاج، وعبد العزيز بن محمد الجوهري قاضي الصعيد، والطبراني، ومحمد بن بكر بن مطروح. (24/77)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 78 وخرج إلى الشام سنة ثمان وستين، فلقي قاضيها أبا خازم فتفقه به وبغيره. قال ابن يونس: ولد سنة تسعٍ وثلاثين ومائتين، وتوفي في مستهل ذي القعدة. قال: وكان ثقة ثبتاً، فقيهاً عاقلاً. لم يخلف مثله.) وقال أبو إسحاق الشيرازي: انتهت إلى أبي جعفر رئاسة أصحاب أبي حنيفة بمصر. أخذ العلم عن أبي جعفر أحمد بن أبي عمران. وأبي خازم، وغيرهما. وكان شافعياً يقرأ على المزني، فقال له يوماً: والله لا جاء منك شيء. فغضب من ذلك، وانتقل إلى ابن أبي عمران. فلما صنف مختصره قال: رحم الله أبا إبراهيم، لو كان حياً لكفر عن يمينه. ومن نظر في تصانيف أبي جعفر رحمه الله علم محلة من العلم وسعة معرفته. وقد ناب في القضاء عن أبي عبيد الله محمد بن عبده قاضي الديار المصرية سنة نيف وسبعين ومائتين. وترقت حاله فحدث أنه حضر رجلٌ معتبرٌ عند ا لقاضي محمد بن عبده فقال: أيش روى أبو عبيده بن عبد الله بن مسعود، عن أمه، عن أبيه فقلت أنا: حدثنا بكار عن قتيبة: نا أبو أحمد الزبيري، اثنا سفيان، عن عبد الأعلى التغلبي، عن أبي عبيده، عن أمه، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله ليغار للمؤمن فليغر. وثنا به إبراهيم بن داود: اثنا سفيان بن وكيع، عن أبيه، عن سفيان موقوفاً. فقال لي الرجل: تدري ما تقول تدري ما تتكلم به فقلت له: ما الخبر؟ (24/78)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 79 قال: رأيتك العشية مع الفقهاء في ميدانهم، ورأيتك الآن في ميدان أهل الحديث. وقل من يجمع ذلك. فقلت: هذا من فضل الله وإنعامه. صنف رحمه الله الآثار، ومعاني الآثار، واختلاف العلماء، والشروط، وأحكام القرآن. وكان ابن أبي عمران قد قدم من العراق قاضياً على مصر، وكان من كبار الحنفية وعليه تخرج الطحاوي. والمزني هو خال الطحاوي رحمهما الله تعالى. أحمد بن محمد بن علي بن رزين. أبو علي الباشاني الهروي. سمع: علي بن خشرم، وأحمد بن عبد الله الفاريابي، وأبا الحسين الحنفي، وسفيان بن وكيع،) وهذه الطبقة. وعنه: أبو عبد الله بن أبي ذهل، وأبو بكر بن أبي إسحاق القراب، وزاهر ابن محمد السرخسي، ومحمد بن محمد بن جعفر الماليني. وكان ثقة. أحمد بن محمد بن عيسى بن محمد بن القاسم بن حسن بن زيد ابن الحسن بن علي بن أبي طالب. أحمد بن محمد بن موسى البغدادي أبو بكر، ويعرف بابن أبي حامد. صاحب بيت المال. سمع: حمدون الفرغاني، والعباس الدوري. وعنه: الدار قطني، والقواس. وكان ثقة، جواداً، كريماً. قاله الخطيب. (24/79)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 80 أحمد بن محمد بن يزيد الفقيه أبو العباس الكرجي. ثقة، سمع: يوسف بن سعيد بن مسلم، وأحمد بن الفرات. روى عنه: علي بن لؤلؤ، وابن المظفر. حدث ببغداد. ومات في جمادى الأولى. أحمد بن محمود أبو عيسى اللخمي الأنبا ري. عن: علي بن حرب، وأبي عتبة الحجازي، وجماعة. وعنه: ابن شاهين، وإبراهيم بن سعيد الجوهري. أرخه الخطيب. أحمد بن نصر بن سندويه أبو بكر البغدادي حبشون. سمع: الحسن بن عرفة، ويوسف بن موسى القطان، ومحمد بن هارون أبا نشيط.) وعنه: ابن شاهين، والدار قطني. وقال: ثقة. إبراهيم بن عمروس بن محمد أبو إسحاق الفساطيطي. من فقهاء همدان. سمع: محمد بن عبيد الأسدي، وحميد بن زنجويه، وأحمد بن بديل، وموسى بن نصر، وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم، ومحمد بن علي بن شقيق، وعبد الحميد بن عصام الجرجاني، وجماعة. (24/80)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 81 وعنه: صالح بن أحمد، وأحمد بن محمد بن روزبة، والحسن بن بشار وعبد الرحمن بن محمد بن خيران الفقيه، وآخرون. وثقة بعضهم ووصفوه بالصدق. إبراهيم بن الفضل بن حيان الحلواني قاضي سامراء. سمع: العطاردي، وغيره. وعنه: المعافى الجريري. أحيد بن محمد بن الحسن بن شجاع. المعروف بدينار. توفي في ربيع الأول. إسحاق بن محمد بن أحمد القاضي. أبو يعقوب الحلبي. قدم بغداد، وروى عن: سليمان بن سيف الحراني. وعنه: الدار قطني، ويوسف القواس، وحفيده علي بن محمد. حدث فيها، وبقي بعدها. 4 (حرف الباء) بكر بن المرزبان السمرقندي. حدث في هذه السنة في صفر، عن عبد بن حميد بتفسيره. 4 (حرف التاء) ) تكين الخاصة. الأمير أبو منصور المعتضدي. (24/81)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 82 ولي نيابة دمشق غير مرة، وولي أيضاً مصر للمقتدر، وبها توفي في ربيع الأول، وحمل في تابوت إلى بيت مقدس. روى عنه: يوسف القاضي روى عنه: علي بن محمد بن رستم. قال ابن النجاد: تكين الخزري، ولي نيابة مصر سنة سبع وتسعين، ثم عزل سنة اثنتين وثلاثمائة فولي إمرة دمشق. ثم بعد خمس سنين أعيد إلى مصر، فبقي عليها إلى أن مات زمن القاهر بالله. وكان من كبار الملوك، سامحه الله. 4 (حرف الجيم) جامع بن إبراهيم بن محمد بن جامع. أبو القاسم السكري. بمصر جعفر بن محمد بن بكر بن بكار بن يوسف البلخي. في شوال. 4 (حرف الخاء) حاتم بن محبوب أبو يزيد القرشي السامي الهروي. سمع: سلمة بن شبيب، وأحمد بن سعيد الرباطي، وابن زنبور، وغيرهم. (24/82)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 83 وعنه: الرئيس أبو عبد الله العصمي، ومحمد بن أحمد الأسفزاري، وأحمد بن محمد المزني، وآخرون. وكان ثقة، صالحاً. أخبرنا أحمد بن هبة الله، عن أبي روح: أنا محمد بن إسماعيل، أنا أبو عمر المليحي، أنا محمد بن عمر بن حفصويه السرخسي سنة خمس وثمانين، أنا حاتم بن محبوب، اثنا سلمة بن شبيب، اثنا الحسن بن محمد، يعني ابن أعين، اثنا زهير قال: دخلت البصرة فقلت: لا أكتب) الحديث إلا بنية، فما كتبت فيها إلا حديثاً واحداً. زهير هو ابن معاوية، مشهور. الحسن بن محمد بن النضر بن أبي هريرة. أبو علي الأصبهاني. سمع: إسماعيل بن يزيد القطان، وعبد الله بن عمر أخا رستة، وأحمد بن الفرات، وسعيد بن عيسى البصري. وعنه: أبو الشيخ، والحسين بن أحمد، وأبو عبد الله بن مندة، وآخرون. أخبرنا محمد بن يوسف: أنبا كريمة، عن مسعود الثقفي، أنا عبد الوهاب ابن محمد، أنا أبي الحافظ أبو عبد الله، أنا الحسن بن محمد بن النضر، اثنا إسماعيل بن يزيد، اثنا الوليد بن مسلم، بحديث ذكره. حمدون بن مجاهد الكلبي. الفقيه المالكي صاحب عيسى بن مسكين. سمع من: محمد بن سحنون. وأكثر عن عيسى. وكان من جلة علماء القيروان. 4 (حرف الزاي) زاهر بن عبد الله. أبو غالب السغدي. (24/83)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 84 روى عن عبد تفسيره. زيد بن الحسن بن محمد الكندي الكوفي. ابن بطة الصائغ. قال محمد بن أحمد بن حماد الحافظ: سمعت منه، وكان ثقة قليل الحديث. 4 (حرف السين) سعيد بن محمد بن أحمد. أبو عثمان البغدادي البيع. أخو زبير الحافظ. سمع: إسحاق بن أبي إسرائيل، وعقبة بن مكرم، وعبد الرحمن بن يونس السراج.) وعنه: عمر بن شاهين، والدار قطني، وأبو الفضل بن المأمون، ويوسف القواس وقال: ثقة. 4 (حرف العين) عبد الله بن محمد بن شبيب الفارسي. توفي ببلخ في المحرم. وهو ابن أخت يعقوب بن سفيان. عبد الرحمن بن الفيض بن سنده بن ظهر. أبو الأسود. أحد ثقاة الإصبهانيين. سمع: عقيل بن يحيى، وأبا غسان أحمد بن محمد ختن رجاء، وإبراهيم ابن ناصح صاحب النضر بن شميل. (24/84)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 85 وعنه: أبو الشيخ، وأخو أبي الشيخ عبد الرحمن، والحسين بن محمد بن علي، وابن المقريء. وله أرجوزة في السنة. عبد السلام بن محمد بن عبد الوهاب. أبو هاشم بن أبي علي البصري الجبائي، نسبة إلى قرية من قرى البصرة. هو وأبوه من رؤوس المعتزلة. وكتب الكلام مشحونة بمذاهبهما. توفي هذا في شعبان ببغداد. قال ابن درستويه النحوي: اجتمعت مع أبي هاشم، فألقى علي ثمانين مسألة من غريب النحو ما كنت أحفظ لها جواب. ولأبي هاشم تصانيف وتلامذة. وكان يصرح بخلق القرآن كأبيه، ويقول بخلود الناس في النار. وأن التوبة لا تصح مع الإصرار عليها، وكذا لا تصح مع العجز عن الفعل. فقال: من كذب ثم خرس، أو من زنا ثم جب ذكره ثم تابا لم تصح توبتهما. وأنكر كراميات الأولياء. توفي في ثامن عشر شعبان هو وابن دريد في يوم واحد، ودفنا بمقبرة الخيزران. (24/85)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 86 عبيد الله بن جعفر البغدادي. أبو علي بن الرازي.) عن: الحسن بن علي العامري، وعباس الدوري، وطبقتهما. وعنه: ابن البواب، ومحمد بن الشخير، وأبو القاسم بن الثلاج. وثقة الخطيب. علي بن أحمد بن مروان السامري المقريء. أبو الحسن. عرف بابن نقيش. سمع: الحسين بن عبد الرحمن الأقساطي، والحسن بن عرفة، وعمر بن شبه، وطائفة. وعنه: ابن عدي، وشافع بن محمد الإسفرائيني، وابن المظفر. وثقة الخطيب. وأرخه ابن قانع. علي بن أحمد بن كردي. أبو الحسن الفسوي، قاضي شيراز. سمع: يحيى بن أبي طالب، وجماعة. وكان يتقلب في مرضه ويقول: من القضاء إلى القبر. عمر بن محمد بن المسيب البغدادي. عن: الحسن بن عرفة، وإبراهيم بن مجشر. وعنه: ابن المظفر، والدار قطني، وجماعة. وكان ثقة. (24/86)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 87 4 (حرف القاف) القاسم بن عبد الله بن إبراهيم. أبو العباس الكلاعي الدمشقي. عن: علي بن معبد، ويونس بن عبد الأعلى، والربيع. وعنه: عبد الوهاب الكلابي، وأحمد بن عبد الله البرامي، وغيرهما. 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن الوليد بن أبي إسماعيل بن علية. وعنه: الطبراني، وعبد الوهاب الكلابي، وأبو سليمان بن زبر وهو أرخه في هذه السنة. محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية.) أبو بكر الأزدي البصري. نزيل البصرة. تنقل في جزائر البحر وفارس، وطلب الأدب واللغة. وكان أبوه من رؤساء زمانه. (24/87)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 88 وكان أبو بكر رأساً في العربية وأشعار العرب. وله شعر كثير وتصانيف مشهورة. حدث عن: أبي حاتم السجستاني، وأبي الفضل العباس الرياشي، وابن أخي الأصمعي. روى عنه: أبو سعيد السيرافي، وأبو بكر بن شاذان، وأبو الفرج صاحب الأغاني، وأبو عبيد الله المرزباني، وأبو العباس إسماعيل بن مكيال، وغيرهم. وعاش بضعاً وتسعين سنة. فإن مولده في سنة ثلاث وعشرون ومائتين. قال أحمد بن يوسف الأزرق: ما رأيت أحفظ من ابن دريد. وما رأيته قرء عليه ديوان قط إلا وهو يسابق إلى روايته لحفظه له. وقال أبو حفص بن شاهين: كنا ندخل على ابن دريد فنستحي مما نرى من العيدان المعلقة والشراب. وقد جاوز التسعين. وقال أبو منصور الأزهري: دخلت عليه فرأيته سكران، فلم أعد إليه. ولابن دريد كتاب الجمهرة، وكتاب الأمالي، وكتاب اشتقاق أسماء القبائل، وكتاب المجتبى، وهو صغير سمعناه بعلو، وكتاب الخيل، وكتاب السلاح، وكتاب الغريب القرآن، ولم يتم، وكتاب أدب الكاتب، وكتاب فعلت وفعلت، وكتاب المطر، وغير ذلك. وحكى الخطيب عن أبي بكر الأسدي قال: كان يقال ابن دريد أعلم الشعراء وأشعر العلماء. (24/88)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 89 وقال ابن يوسف الأزرق: كان ابن دريد واسع الحفظ جداً، وله قصيدة طنانة يمدح بها الشافعي رحمه الله ويذكر علومه. دفن هو وأبو هاشم الجبائي في يوم واحد في مقبرة الخيزران لاثنتي عشرة ليلة بقيت من شعبان، فقيل: مات الكلام واللغة جميعاً. وأول شعرٍ قاله: (ثوب الشباب علي اليوم بهجته .......... فسوف تنزعه عني يد الكبر)

(أنا ابن عشرين لا زادت ولا نقصت .......... إن ابن عشرين من شيبٍ على خطر) وكان عبد الله بن مكيال على إمرة الأهواز للمقتدر، فأحضر ابن دريد لتأديب ولده إسماعيل،) فقال فيهما مقصورته المشهورة التي يقول فيها: (إن ابن ميكال الأمير انتاشني .......... من بعد ما قد كنت كالشيء اللقا)

(ومد ضبعي أبو العباس من .......... بعد انقباض الذرع والباع الورا)

(نفسي الفداء لأميري ومن .......... تحت السماء لأميري الفدا) فوصله بجوائز منها ثلاثمائة دينار من خاصة الصبي وحده. ذكره أبو الحسن الدار قطني فقال: تكلموا فيه. قلت: ووقع لنا من عوا ليه في أمالي الوزير. محمد بن الحسن سليم بن يحيى القلعي البلخي الحريري. في جمادى الآخرة. محمد بن حمزة بن عمارة بن حمزة بن يسار الأصبهاني. الفقيه أبو عبد الله والد الحافظ أبي إسحاق. سمع: أحمد بن الفرات، ويعقوب الفسوي، ويزيد المبارك الفسوي، وابن عفان العامري، وعباس الدوري. (24/89)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 90 وعنه: ابنه إبراهيم، والحسن بن إسحاق بن إبراهيم، وابن المقري، وابن مندة، وغيرهم. توفي في المحرم. محمد بن رمضان بن شاكر. أبو بكر الجيشاني، مولاهم المصري الفقيه المالكي أحد الآثمة. أخذ عن: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وغيره. وجلس في موضع ابن عبد الحكم. وروى كتب الربيع بن سليمان المرادي. وما علمت إلا خيراً. قاله ابن يونس. توفي في المحرم. محمد بن صالح بن خلف. أبو بكر البغدادي الجورابي. حدث عن: عمرو بن علي الصيرفي، وحميد بن زنجويه، وأحمد بن المقدام. وعنه: ابن المظفر، والدار قطني.) وكان صدوقاً. محمد بن عبد الله بن سعيد. أبو الحسن المهراني البصري الإخباري. عن: بندار، وأبي حاتم السجستاني، والرياشي. وثقة ابن يونس. محمد بن عبد الله بن عبد السلام بن أبي أيوب البيروتي. مكحول. الحافظ أبو عبد الرحمن. (24/90)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 91 سمع: أبا عمير بن النحاس، ومحمد بن هاشم البعلبكي، ومحمد بن إسماعيل بن علية، وأحمد بن حرب الموصلي، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وأحمد بن سليمان الرهاوي، وسليمان بن سيف، وهذه الطبقة التي بعد الخمسين ومائتين. وعنه: أبو سليمان بن زبر، وأبو محمد بن ذكوان البعلبكي، وعلي بن الحسين قاضي أذنه، وأبو أحمد الحاكم، وعبد الوهاب الكلابي، وابن المقريء، وخلق سواهم. وكان من الثقاة المشهورين. توفي في جمادى الآخرة. محمد بن علي المكتفي بالله بن أحمد المعتضد بالله. قال ثابت بن سنان: قبض المقتدر على أبي أحمد بن الكتفي واعتقله لأنه (24/91)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 92 بلغه أن جماعة سعوا في خلافته، وأنه أحضر بعد قتل المقتدر مع عمه محمد بن المعتضد، وخاطبه مؤنس بولاية الخلافة فامتنع وقال: عمي أحق بها. فحينئذ بويع محمد ولقب بالقاهر بالله. روى محمد بن المكتفي عن جده، وعن: عبد الله بن المعتز. روى عنه: ولده أحمد شيخ أبي الحسين بن المهتدي بالله. وذكر الصولي أن القاهر قتل أبا أحمد بن المكتفي في ذي الحجة. ضربه ضرباً مبرحاً يقرره على المال فما دفع إليه شيئاً. ثم أمر به فلف في بساطٍ إلى أن مات رحمه الله. محمد بن عمران بن موسى. أبو بكر الهمداني الخراز.) قدم بغداد، وروى عن: علي بن إبراهيم الواسطي، وجعفر الطيالسي. وعنه: ابن عقدة، وابن المظفر. محمد بن الغمر. أبو بكر الطائي الغوطي. من بيت أرانس. سمع: محمد بن إسحاق بن يزيد الصيني، وهاشم بن بشر. وعنه: محمد بن زهير، وعبد الوهاب الكلابيان. محمد بن القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب. الوزير أبو جعفر البغدادي. صدر نبيل معرق في الوزارة. (24/92)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 93 وزر للقاهر بالله في شعبان من هذه السنة، ثم عزل بعد ثلاثة أشهر. وكان سيئ السيرة ظالماً، فلم يلبث بعد عزله إلا عشرة أيام حتى هلك بالقولنج وله ست وثلاثون سنة. محمد بن موسى بن عيسى. أبو بكر الحضرمي، مولاهم. مصري حافظ. عن: يونس بن عبد الأعلى، وغيره. ذكره ابن يونس فقال: كان حافظ الحديث، وهو أخو أبي عجينة الحسن بن موسى. مات في رمضان. يقال إنه كان يحفظ نحواً من مائة ألف حديث. أخذ ذلك عن إبراهيم بن داود البرلسي، وكان إبراهيم أحد الحفاظ. ثم دخل العراق وكتب عن عبد الله بن أحمد، ونحوه. وحدث عن يونس بكتاب سفيان بن عيينة، ثم أخرج أيضاً كتباً كثيرة فتكلم فيه واستصغر وأنكر أن يكون سمع على صغر سنه هذه الكتب الكثيرة. محمد بن نوح. أبو الحسن الجنديسابوري الفارسي. نزيل بغداد. سمع: هارون بن إسحاق، وشعيب الصريفيني، وابن عرفة. وعنه: الدار قطني، وأبو بكر شاذان، وابن شاهين، وآخرون.) وثقة الدار قطني. توفي في ذي القعدة. أخبرنا الأبرقوهي، أنا الفتح، أنا ابن أبي شريك، أنا ابن النقور، أنا ابن الجراح، أنا محمد بن نوح، فذكر الحديث. وقد حدث بدمشق، وبمصر. (24/93)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 94 قال ابن يونس: ثقة حافظ. وقال الدار قطني أيضاً مأمون. ما رأيت كتباً أصح من كتبه وأحسن. محمد بن هارون بن عبد الله بن حميد. أبو حامد الحضرمي. بغدادي. وثقة الدار قطني، وغيره. سمع: أبا همام السكوني، وإسحاق بن أبي إسرائيل، ونصر بن علي الجهضمي، وغيرهم. وعنه: أبو بكر الوراق، والدار قطني، ويوسف القواس، وابن شاهين، وخلق كثير. توفي في أول السنة عن نيفٍ وتسعين سنة. مونس الخادم. الملقب بالمظفر. (24/94)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 95 قتل في هذه السنة. وكان قد بلغ درجة الملوك، وحارب المقتدر فقتل المقتدر يوم الوقعة. ولا أعلم أحداً من الخدم بلغ من الرفعة ونفوذ الأمر ما بلغه مؤنس وكافور الإخشيدي صاحب مصر. وقد مرت أخبار مؤنس في الحوادث. ذكره ابن عساكر في تاريخه مختصراً وقال: كان أحد قواد بني العباس. ولاه المقتدر حرب المغاربة. وقدم الشام سنة إحدى عشرة وثلاثمائة. قلت: مؤنس مخفف بسكون الواو. 4 (حرف اللام) لؤلؤ الخادم. مولى أبي الجيش، خما رويه صاحب الشام ومصر.) قدم لؤلؤ دمشق، وحدث عن المزني. قال الربيع المرادي: وعنه: الطبراني، وأبو الحسين الرازي. 4 (حرف الياء) يوسف بن يعقوب. أبو عمرو النيسابوري، نزيل بغداد. رماه أبو علي النيسابوري بالكذب. روى عن: محمد بن بكار بن الريان، وأبي بكر بن أبي شيبة، وأحمد بكر بن شاذان، والدار قطني، وأبو الحسن بن الجندي. (24/95)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 96 توفي فيها أو في سنة اثنتين. قال الحاكم: حدث عن كل من شاء من أهل الحجاز والعراق. قال: وسمعت أبا علي الحافظ يقول: ما رأيت في رحلتي في أقطار الأرض نيسابورياً يكذب غير أبي عمرو النيسابوري هذا. (24/96)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 97 1 (وفيات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن إبراهيم بن عجنس بن أسباط. أبو الفضل الأندلسي الزبادي، زباد بن كعب بن حجر الكلاعي. وهو أخو عبد الرحمن. حدث عن: أبيه. أحمد بن خالد بن يزيد. أبو عمر بن الجباب الأندلسي القرطبي الحافظ الكبير. منسوب إلى بيع الجباب. سمع: قاسم بن محمد، ومحمد بن وضاح، وبقي بن مخلد. ورحل إلى الحجاز واليمن، فسمع: إسحاق الدبري، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وهذه الطبقة. روى عنه: ابنه محمد، ومحمد بن محمد بن أبي دليم، وعبد الله بن محمد بن علي الباجي، وغيرهم.) وولد سنة ست وأربعين ومائتين. (24/97)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 98 قال القاضي عياض: كان إماماً في وقته في الفقه في مذهب مالك، وفي الحديث لا ينازع. سمع منه خلق، وصنف مسند مالك، وكتاب الصلاة، وكتاب الإيمان، وكتاب قصص الأنبياء. توفي في جمادى الآخرة. أحمد بن سليمان بن داود. أبو عبد الله الطوسي. حدث ببغداد بالنسب عن: الزبير بن بكار. وروى عن ابن شاذان، وابن شاهين، والمخلص، وكان صدوقاً. ولد سنة أربعين، وتوفي في صفر. أحمد بن سعيد بن ميسرة الغفاري الطرطوشي. حج وسمع: محمد بن إسماعيل الصائغ، وعلي بن عبد العزيز. وروى عنه: يحيى بن مالك. أحمد بن العباس بن أحمد. أبو الحسن البغوي الصوفي. سمع: عمر بن شبة، وعباد بن الوليد الغبري، والحسن بن عرفة. وعنه: الدار قطني، وأبو حفص بن شاهين. وكان ثقة. قال يوسف القواس: كان يقال إنه من الإبدال. توفي في ذي القعدة ببغداد. أحمد بن العباس. أبو الطيب الشيباني. (24/98)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 99 عن: الربيع المرادي، وغيره. ولقبه: طنجير. حمل عنه: ابن يونس. وورخه فيها.) أحمد بن عبد الله بن محمد بن الحكم. أبو جعفر اليواني، بفتح الياء الخفيفة. من محدثي إصبهان. سمع: أحمد بن عصام، ويحيى بن أبي يحيى طالب البغدادي. وعنه: ابن المقريء، وعبد الله بن أحمد بن فادويه. مات سنة اثنتين وعشرين. أرخه ابن نقطة في الاستدراك. أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة. أبو جعفر الكاتب البغدادي. روى عن: أبيه كتبه. روى عنه: عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي، وابنه عبد الواحد. وولي قضاء مصر فأدركه بها أجله. وذكر يوسف بن يعقوب بن خرزاد أن أبا جعفر حدث بكتب أبيه كلها بمصر من حفظه، ولم يكن معه كتاب. وتوفي في ربيع الأول. وبقي في القضاء أربعة وسبعين يوماً، وعزل لأنه وثبت به الرعية وشتموه. وكان قبله عبد العزيز عبد الله بن زبر، وولي بعده أحمد بن إبراهيم بن حماد. (24/99)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 100 قال المسبحي في تاريخه: كان أبو جعفر يحفظ كتب أبيه كلها بالنقط والشكل كما يحفظ القرآن، وهي أحد وعشرون مصنفاً، فلما سمع بذلك أهل العلم والأدب جاءوه، فجاءه أحمد بن محمد بن ولاد، وأبو جعفر أحمد بن النحاس، وأبو غانم المظفر بن أحمد، والنحاة والملوك وأولادهم فأخذوا عنه. وذكره ابن زولاق فقال: كان مالكياً شيخاً جاداً أتيناه لنسمع منه فقال: ما معي حديث، لكن معي كتب أبي وأنا أحفظها وأقرأها عليكم، وهي أحد وعشرون كتاباً. فكان يحفظها كلها. وهي: كتاب المشكل، كتاب الفقه، كتاب المعارف، كتاب عيون الأخبار، كتاب أعلام النبي صلى الله عليه وسلم، كتاب الرؤية، كتاب الأشربة، كتاب العرب والمعجم، كتاب) الأنواء، كتاب الميسر، كتاب طبقات الشعراء، كتاب معاني الشعر، كتاب إصلاح الغلط، كتاب أدب الكاتب، كتاب الأبنية، كتاب النحو، كتاب المسائل، كتاب القراء آت. وكان يرد النقطة. ذكر أن أباه حفظه إياها في اللوح. أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير الذهلي. أبو العباس، والد أبي الطاهر. ولي قضاء البصرة وواسط وسمع: يعقوب الدورقي، ومحمود بن خداش. وعنه: المعافى الجريري، والدارقطني، والمخلص، وغيرهم. وثقة الخطيب. أحمد بن علي بن الحسن بن شاهمرد. الفقيه أبو عمرو الصيرفي. (24/100)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 101 حدث بدمشق في هذا العام عن: أبي داود السجستاني، ومحمد بن عبيد الله بن المنادي، وأحمد بن الوليد الفحام، وعبد الله بن محمد بن شاكر. وعنه: أحمد بن عتبة، وأبو هاشم المؤدب، ونصر بن أحمد المرجي، والميانجي، وعبد الوهاب الكلابي. أحمد بن محمد بن إسماعيل بن السوطي. بغدادي، ثقة. أحمد بن محمد بن الجليل، بجيم، بن خالد بن حريث. أبو الخير العبقسي البخاري البزاز. روى كتاب الأدب عن مؤلفه أبي عبد الله البخاري في هذا العام ببخاري، فسمعه منه أبو نصر أحمد بن محمد بن حسن بن النيازكي البخاري شيخ القاضي أبي العلاء الواسطي. فأما: الجليل، فبالجيم. قيده غير واحدٍ آخر هم علي بن المفضل الحافظ. قال ابن ماكولا: روى عن: البخاري، وعبد الله بن أحمد بن شبويه المروزي، وعجيف بن آدم، ومحمد بن الضو الشيباني. روى عنه: النيازكي، ومحمد بن خالد المطوعي. أحمد بن محمد بن الحارث.) أبو الحسن القباب. مصري يفهم هذا الشأن. روى عن: بحر بن نصر الخولاني، وطبقته. (24/101)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 102 وعنه: ابن المقريء، وابن يونس. أحمد. هو أبو علي الروذباري. يأتي بكنيته في آخر هذه السنة. أحمد بن محمد بن عيسى المكي. أبو بكر. إخباري، موثق. حدث ببغداد عن: أبي العيناء، وإبراهيم بن فهد. وعنه: ابن حيويه، والدار قطني. أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن يزيد. أبو طلحا الفزاري الوساوسي. سمع: عبد الله بن خبيق الأنطاكي، ونصر بن علي الجهضمي، وزيد بن أخزم، ومحمد بن الوليد البسري، والربيع بن سليمان، وسعد بن محمد البيروتي. وعنه: أبو بكر الأبهري، وأبو الفضل الزهري، وأبو سليمان بن زبر، والدار قطني، وعمر بن شاهين. وثقة البرقاني. وتوفي بالمحرم في العراق. أحمد بن معروف بن بشر الخشاب. أبو الحسن. (24/102)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 103 سمع: أبا البختري عبد الله بن محمد بن شاكر، وجماعة. وعنه: أبو عمر بن حيويه، وأبو الحسن بن الجندي. وكان ثقة بغدادياً.) أحمد بن موسى بن إسحاق بن موسى الأنصاري. بغدادي، يكنى أبا عبد الله. عن: أبيه، وسهل بن بحر، وأبي يوسف القلوسي. وعنه: ابن شاهين، والمعافى الجريري. قال الخطيب: ثقة. تقلد قضاء البصرة. ولد سنة ومات في شعبان سنة. إبراهيم بن أحمد هلال. أبو إسحاق الأنبا ري ابن أبي عون. إخباري علامة، صاحب ابن ربيعه له تصانيف. انسلخ من الدين وصحب الشلمغاني الزنديق وادعى فيه الإلهية. ضربت عنقه وأحرق في ذي القعدة منها. إسحاق بن محمد بن الفضل بن جابر. أبو العباس الزيات. سمع: يعقوب الدورقي، وسلم بن جنادة. وعنه: ابن شاهين، والدار قطني، والقواس. (24/103)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 104 4 (حرف الجيم) جعفر بن أحمد بن شهزيل. أبو محمد الأستراباذي الفقيه الزاهد. سمع: عمار بن رجاء، وإسحاق الطلقي، ومحمد بن عبد الله بن المقريء، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي المكي. وعنه: عبد الله بن عدي، وجماعة من أهل بلده. جعفر بن أحمد بن يحيى السراج المصري. ثقة صالح. روى عن: يونس بن عبد الأعلى، وغيره. 4 (حرف الحاء) حسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن ربيعه.) أبو علي بن الناعس الهمداني الدمشقي المقريء. سمع: هلال بن العلاء، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد، ومحمد بن عبد الله السوسي، وجماعة. روى عنه: أبو سليمان بن زبر، وعبد الوهاب الكلابي. الحسن بن أحمد بن غطفان. أبو علي الفزاري الدمشقي. عن: العباس بن الوليد البيروتي، وأحمد بن الفرج الحمصي، وجماعة. وعنه: ابن زبر، وعبد الوهاب الكلابي. الحسن بن علي بن الحسين بن الحارث بن مرداس. (24/104)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 105 أبو عبد الله التميمي الهمذاني المعروف بابن أبي الحناء. سمع: محمد بن عبيد الأسدي، والعباس بن يزيد البصري، وأحمد بن بديل، وعبيد الله بن سعد الأزهري، ومحمد بن علي بن الحسن بن شقيق، وأبا زرعة، وطائفة. سواهم. وعنه: صالح بن أحمد، وأبو علي بن بشار، وأبو سعيد خيران، وآخرون. قال شيرويه: صدوق. 4 (حرف الخاء) خير بن عبد الله النساج الزاهد. أبو الحسن. بغدادي مشهور، اسمه محمد بن إسماعيل. كانت له حلقة يتكلم فيها. صحب أبا حمزة محمد بن إبراهيم الصوفي، والجنيد. وعمر أكثر من مائة سنة فيما قيل. حكى عنه: أحمد بن عطاء الروذباري، ومحمد بن عبد الله الرازي، وغيرهما. وقيل إنه أدرك السري السقطي وصحبه. وكان خير أسود، فقيل إنه حج مرة، فلما أتى الكوفة أخذه رجل فقال: أنت عبدي واسمك خير. فلم يكلمه وانقاد معه، فاستعمله سنين في نسج الخز. ثم بعد مدة قال: ما أنت عبدي. وأطلقه وكان اسمه محمد بن إسماعيل، فقيل له: ألا ترجع إلى اسمك فقال: لا أغير اسما سماني به رجل مسلم. وقيل: ألقي عليه شبه عبد ذلك الرجل، ثم زال عنه الشبه بعد مدة.) (24/105)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 106 وله كرامات وأحوال. وكان ممن يحضر سماع القوم. وقد أخبر أنه يموت غداً المغرب، فكان كذلك. وقال السلمي: عاش مائة وعشرين سنة، وتاب في مجلسه إبراهيم الخواص، والشبلي. 4 (حرف الزاي) زيدان بن محمد البرتي الكاتب. سمع: زياد بن أيوب، وأحمد زاج. وحدث في هذه السنة. وعنه: الدار قطني، وابن الثلاج، وأبو الحسن بن الجندي. أحاديثه مستقيمة. 4 (حرف السين) سعيد بن أحمد بن ذكريا. أبو محمد القضاعي المصري. سمع: جده لأمه ذكريا كاتب العمري، والحارث بن مسكين. قال ابن يونس عنه: يعرف وينكر. سليمان بن حسن بن علي بن الجعد. أبو الطيب أخو عمر. سمع: أحمد بن المقدام العجلي، وسليمان الأقطع. وعنه: عبد الله بن موسى الهاشمي، وابن شاهين. أحاديثه مستقيمة. قاله الخطيب. (24/106)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 107 4 (حرف الصاد) صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي. أبو مسلم الأطرابلسي المغربي. روى عن: أبيه كتابه في الجرح والتعديل. وهو مصنف جليل في بابه. رواه عن صالح: علي بن أحمد بن ذكريا الهاشمي. توفي في هذا العام.) 4 (حرف العين) عبد الله بن محمد بن الحجاج بن مهاجر. أبو الليث الرعيني. سمع من يونس عبد الأعلى، وغيره. وتوفي في ربيع الأول. عبد الله بن محمد بن حنين. أبو محمد الأندلسي مولى بني أمية. عبد الرحمن بن إسماعيل بن علي بن كردم. أبو محمد الرقي. حدث عن: علي بن سهل الرملي، والحسن بن عرفة، وعلي بن حرب، ويونس بن عبد الأعلى، وجماعة كبيرة. وسكن دمشق. وعنه: أبو محمد بن عدي، وأبو أحمد الحاكم، وابن المقرئ، وأبو أحمد الناصح، وعبد الوهاب الكلابي. توفي في شهر جمادى الآخرة. (24/107)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 108 عبيد الله المهدي. أبو محمد، أول خلفاء الباطنية بني عبيد أصحاب مصر والمغرب وهو دعي كذاب ادعى أنه من ولد الحسن بن علي. والمحققون متفقون على أنه ليس بحسيني. وما أحسن ما قال المعز صاحب القاهرة وقد سأله ابن طبابة العلوي عن نسبهم، فجذب سيفه من الغمد وقال: هذا نسبي. ونثر على الحاضرين والأمراء الذهب وقال: وهذا حسبي. توفي عبيد الله في ربيع الأول بالمغرب. وقد ذكرنا من أخباره في حوادث هذه السنة، فلا رحم الله فيه مغرز إبرة. قال أبو حسن القابسي صاحب المخلص رحمه الله: إن الذين قتلهم عبيد الله وبنوه أربعة آلاف رجل في دار النحر في العذاب، ما بين عابدٍ وعالمٍ ليردهم عن الرضى عن الصحابة فاختاروا الموت. وفي ذلك يقول سهل في قصيدته:) (وأحل دار النحر في أغلاله .......... من كان ذا تقوى وذا صلوات) ودفن جميعهم في المنستير وحولها. والمنستير بلسان الفرنج: المعبد الكبير، (24/108)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 109 وبها قبور كبارهم. وكانت دولة عبيد الله بضعاً وعشرين سنة. ويا حبذا لو كان رافضياً، ولكنه زنديق. وحكى الوزير القفطي في سيرة بني عبيد قال: كان أبو عبيد الشيعي أحد الدواهي. وذلك أنه جمع مشايخ كتامة وقال: إن الإمام كان بسلمية قد نزل عند يهودي عطار يعرف بعبيد، فقام به وكتم أمره. ثم مات عبيد عن ولدين فأسلما وأمهما على يد الأمام وتزوج بها، وبقي مستتراً والأخوان في دكان العطر. فولدت للإمام ابنين فعند اجتماعي به سألت: أي الابنين إمامي بعدك فقال: من أتاك منهما فهو أمامك. فسيرت أخي لإحضارهما، فوجدت أباهما قد مات هو وأحد الولدين ووجد هذا فأتى به. وقد خفت أن يكون هذا أحد ابني عبيد. فقالوا: وما أنكرت منه قال: إن الإمام يعلم الكاينات قبل وقوعها. وهذا قد دخل معه بولدين ونص الأمر في الصغير بعده، ومات بعد عشرين يوماً. ولو كان إماماً لعلم بموته. قالوا: ثم ماذا قال: والإمام لا يلبس الحرير ولا الذهب وقد لبسهما. وليس له أن يطأ إلا ما تحقق أمره، وهذا قد وطئ نساء زيادة الله. فتشككت كتامة في أمره، وقالوا: ما ترى قال: قبضه ونسير من يكشف لنا عن أولاد الإمام على الحقيقة. فأجمعوا أمرهم. وخف هارون بن يوسف كبير كتامة فواجه المهدي. وقال: قد شككنا فيك فأت بآية. فأجابه بأجوبة قبلها عقله، وقال: إنكم تيقنتم واليقين لا يزول بالشك. وإن الطفل لم يمت وإنه إمامك. وإنما الأئمة ينتقلون. وقد انتقل لإصلاح جهة أخرى. فقال: آمنت. فلبسك الحرير قال: أنا نائب للمشرع أحلل لنفسي ما أريد، وكل الأموال لي. وزيادة الله كان غاصباً. (24/109)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 110 وأما أبو عبد الله وأخوه فأخذا يخبان عليه فرتب من قتلهما. ثم خرج عليه جماعة من كتامة فظفر بهم وقتلهم. وخالف أهل طرابلس، فوجه ولده القائم) فافتتحها عنوة، ثم برقة فافتتحها، ثم صقلية فأخذها، واستقر ملكه. وجهز ولده القائم لأخذ مصر مرتين ويرجع مهزوماً. وبنى المهدية ونزلها سنة ثمانٍ وثلاثمائة. وعاش ثلاثاً وستين سنة، وخلف ثلاثة عشر ولداً، منهم ست بنين، آخرهم موتاً أبو علي أحمد في سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة. عثمان بن حديد بد حميد الكلابي. أبو سعيد الأندلسي الإلبيري. محدث رحال. روى عن: العتبي الفقيه، ويونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن عبد الله بن الحكم، وأحمد بن عبد الله بن صالح العجلي نزيل طرابلس المغرب، ومحمد ابن سحنون الإفريقي، وبقي بن مخلد. وكان فقيهاً عارفاً لرأي مالك. روى عنه: خالد بن سعد، وعبد الله بن محمد الباجي، وغيرهما. توفي سنة تسع عشرة، ففي وفاته ثلاثة أقوال. (24/110)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 111 علي بن عبد الله بن عبد البر الفرغاني التركي. عن: أبي حاتم الرازي. وعنه: ابن المظفر، وابن شاهين. ثقة. علي بن محمد بن حاتم بن دينار. أبو الحسن القرشي الحدادي. وحدادة: قرية بقرب بسطام. سمع: محمد بن عزيز الأيلي، والربيع بن سليمان، ومحمد بن حماد الظهراني، وزكريا بن دويد الكندي. وعنه: أبو بكر الإسماعيلي في صحيحه، وابن عدي، وعلي بن عمر الحربي، وجماعة. ومات في رمضان. علي بن محمد بن عيسى.) أبو الحسن المرادي المعروف بابن العسراء الخياط. بصري، نزل مصر وحدث عن: محمد بن هشام بن أبي خيرة، وطبقته. قال ابن يونس: ليس بشيءٍ. لا يجوز لأحد الرواية عنه. عبد الوهاب بن سعيد بن عثمان. أبو الحديد الحمراوي المصري. مولى القرشيين. قال ابن يونس: ولد سنة أربع وخمسين ومائتين، وقال لي: كتبت الحديث سنة سبعين. وكان أحد المجودين الثقاة. صالحاً متواضعاً حسن الهدي. مات في المحرم. وقال ابن ماكولا: مشهور بالجمع، كثير الكتابة. (24/111)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 112 روى عن: يحيى بن عثمان بن صالح وغيره. روى عنه ابن يونس. 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن أبي الثلج. أبو بكر الكاتب. بغدادي، ثقة. سمع: عمر بن شبة، وجماعة. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، ويوسف القواس. محمد بن أحمد بن أبي يوسف. أبو بكر المصري ابن الخلال الفقيه. درس وأقرأ، وصنف كتاباً في أربعين جزءاً في نصوص قول مالك. أخذ عن محمد بن إصبع، عن أبيه. محمد بن أحمد بن إبراهيم. أبو عبيد الله المادارئي الأطروش. نزيل مصر. روى عن: الزبير بن بكار، وعبيد الله بن سعد الزهري، وعمر بن شبة. روى عنه: ابنه عثمان، وأبو أحمد بن أبي الطيب المادرائي، وأبو الطيب أحمد بن سليمان) الحريري، وعبيد الله بن محمد البزاز. وكان له تجارة وأملاك. وكان ثقة. وهم الخطيب فسماه: أحمد بن محمد بن إبراهيم. قاله ابن النجار. (24/112)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 113 محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن الفضل. أبو جعفر الديبلي، نسبة إلى بلدة من الهند، ثم المكي. سمع: محمد بن زنبور، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، والحسين بن الحسن المروزي، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن المقرئ، وأحمد بن إبراهيم بن فراس، ومحمد بن يحيى بن عمار الدمياطي، وأبو أحمد الحاكم، وخلق كثير من الحجاج. وكان صدوقاً مقبولاً. توفي في جمادى الأولى. وقع لنا حديثه بعلو. محمد بن إسماعيل بن أحمد بن أسيد بن عاصم الثقفي. أبو مسلم الإصبهاني. سمع: أسيد بن عاصم، وأخاه محمد بن عاصم. وعنه: أبو الشيخ، وغيره. محمد بن الحسن بن المهلب. أبو صالح المديني. أكثر عن أحمد بن الفرات، وحمل عنه تصنيفه. وعنه: أبو الشيخ، وأبو بكر بن المقرئ. محمد بن زكريا بن محمد بن جعفر اللخمي. أبو عبد الله القرطبي. سمع: محمد بن وضاح. ورحل مع قاسم بن إصبع، وابن أيمن فسمع: محمد بن إسماعيل الصائغ، وأحمد بن أبي خيثمة، وإسماعيل القاضي، وطبقتهم. وكان ثقة زاهداً، صاحب ليل عبادة.) (24/113)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 114 سمع الناس منه تاريخ ابن أبي خيثمة. روى عنه: أبو محمد الباجي، وغيره. محمد بن سليمان بن محمد. أبو جعفر الباهلي النعماني. من بلد النعمانية، وهي بين بغداد و واسط. سمع: أحمد بن بديل، ومحمد بن عبد الله المخرمي الحافظ، وجماعة. وعنه: الدارقطني ووثقه. توفي في ذي الحجة. محمد بن عبد الله بن غيلان. أبو بكر السوسي الخزاز من ثقات البغداديين ومستنديهم. سمع: سوار بن عبد الله القاضي، وأحمد بن منيع، والحسن بن الصباح البزاز. وعنه: الدارقطني، وأبو بكر بن شاذان، وابن شاهين، وعدة. محمد بن عبد الرحمن بن زياد. أبو جعفر الأرزناني الحافظ. سمع بالشام والعراق وإصبهان. سمع: إسماعيل بن عبد الله سمويه، ومحمد بن غالب تمتام، وعلي بن عبد العزيز، وطبقتهم. وعنه: أبو الشيخ، وأبو أحمد الحاكم، وأحمد بن يوسف الخشاب، وأبو بكر أحمد بن مهران المقرئ. قال أبو عبد الله الحاكم: سمعت محمد بن العباس الشهيد يقول: ما قدم علينا مثل أبي جعفر الأرزناني زهداً وورعاً وحفظاً وإتقاناً. (24/114)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 115 وقال أبو نعيم: توفي سنة اثنتين وعشرين. محمد بن علي. أبو جعفر بن أبي العزاقر الشلمغاني الزنديق. أحدث مذهباً في الرفض ببغداد، ثم قال بالتناسخ وحلول الألوهية، ومخرق على الناس فضل به جماعة، وأظهر أمره أبو القاسم الحسين بن روح الذي تسميه الرافضة: الباب، تعني به أحد الأبواب إلى صاحب الزمان. فطلب الشلمغاني فاختفى وهرب إلى الموصل فأقام سنين، ثم رد) إلى بغداد. وظهر عنه أنه يدعي الربوبية. وقيل: إن الوزير الحسين بن القاسم بن عبيد الله بن وهب وزير المقتدر، وابني بسطام، وإبراهيم بن أحمد بن أبي عون، وغيرهم اتبعوه، وطلبوا فتغيبوا، وذلك في أيام وزارة ابن مقلة للمقتدر. فلما كان في شوال سنة اثنتين وعشرين ظهر الشلمغاني فقبض عليه ابن مقلة وسجنه وكبس داره فوجد فيها رقعا وكتباً مما يدعى عليه وفيها يخاطبونه بما لا يخاطب به البشر. وعرضت على الشلمغاني، فأقر أنها خطوطهم، وأنكر مذهبه، وتبرأ مما يقال فيه. وأصر على الإنكار بعض أتباعه. ومد ابن عبدوس يده فصفعه. وأما ابن أبي عون فمد يده إلى لحيته ورأسه وارتعدت يده وقبل لحية الشلمغاني ورأٍ سه وقال: إلهي وسيدي ورازقي. فقال له الخليفة الراضي بالله، وكان ذلك بحضرته: قد زعمت أنك لا تدعي الإلهية، فما هذا؟ (24/115)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 116 قال: وما علي من قول ابن أ بي عون، والله يعلم أنني ما قلت له إنني إله قط. فقال ابن عبدوس: إنه لم يدع إلهية قط، إنما ادعى إنه الباب إلى الإمام المنتظر. ثم أحضروا مرات ومعهم الفقهاء والقضاة. وفي الآخر أفتى العلماء بإباحة دمه، فأحرق بالنار في ذي القعدة من السنة. وضرب ابن أبي عون بالسياط، ثم ضربت عنقه، ثم أحرق. ولابن أبي عون المعثر تصانيف مليحة منها: التشبيهات، والأجوبة المسكتة، وكان من أعيان الكتاب. وشلمغان: قرية بنواحي واسط. محمد بن علي بن جعفر. أبو بكر الكتاني الصوفي. من كبار الشيوخ البغداديين. حكى عن: أبي سعيد الخراز، وإبراهيم الخواص. حكى عنه: الخلدي، ومحمد بن أحمد النجاد، ومحمد بن علي التكريتي، و جماعة. وجاور بمكة وبها توفي في هذا العام. قال محمد بن عبد الله بن شاذان: يقال إن الكتاني ختم في الطواف اثني عشر ألف ختمة. (24/116)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 117 وقال أبو القاسم البصري: سمعت الكتاني يقول: من يدخل في هذه المفازة يحتاج إلى أربعة أشياء: حالاً يحميه، وعلماً) يسوسه، وورعاً يحجزه، وذكراً يؤنسه. ومن قوله: من حكم المريد أن يكون نومه غلبة، وأكله فاقة، وكلامه ضرورة. وقيل: إنه توفي سنة ثمان وعشرين. محمد بن عمر بن حماد. أبو جعفر العقيلي الحافظ. له مصنف جليل في الضعفاء. وعداده في الحجازيين. قال مسلمة بن القاسم: كان العقيلي جليل القدر، عظيم الخطر، ما رأيت مثله. وكان كثير التصنيف. فكان من أتاه من المحدثين قال: اقرأ من كتابك. ولا يخرج أصله. فتكلمنا في ذلك وقلنا: إما أن يكون من أحفظ الناس، وإما أن يكون من أكذب الناس. فاجتمعنا واتفقنا على أن نكتب له أحاديث من أحاديثه ونزيد فيها وننقص لنمتحنه. وأتيناه بها، فقال لي: اقرأ. فقرأتها عليه فلما أتيت بالزيادة والنقص فطن لذلك، فأخذ مني الكتاب وأخذ القلم فأصلحها من حفظه وألحق النقصان وصححها كما كانت. فانصرفنا من عنده وقد طابت أنفسنا وعلمنا أنه من أحفظ الناس. قلت: وقال أبو الحسن ابن القطان: أبو جعفر مكي الثقة، جليل القدر، عالم الحديث، مقدم في الحفظ. توفي سنة. سمع: جده يزيد بن محمد بن حماد العقيلي، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، وإسحاق بن إبراهيم (24/117)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 118 الدبري، وعلي بن عبد العزيز البغوي، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، ومحمد ابن موسى البلخي صاحب عبيد الله بن موسى، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وجماعة. وعنه: يوسف بن أحمد بن الدخيل المصري، وأبو بكر بن المقرئ، وأبو الحسن محمد بن نافع الخزاعي، وآخرون. وكان مقيماً بالحجاز. توفي بمكة في شهر ربيع الأول. مسرة المتوكلي. أبو شاكر الخادم. روى عن: الحسن بن عرفة، وأبي زرعة، وغيرهما.) وعنه: عبد الواحد بن أبي هاشم، وأبو بكر بن شاذان، والمعافى النهرواني. قال الخطيب: كان غير ثقة، وضع على أبي زرعة. موسى بن إبراهيم بن شاهك. أبو عمران. بغدادي سكن بلخ. وحدث عن: العطاردي، والحسن بن عرفة. روى عنه: إبراهيم بن أحمد المستملي البلخي وقال: مات في المحرم. 4 (حرف الهاء) الهذيل بن عبد الله بن عبيد الله بن الهذيل. أبو زفر الضبي. (24/118)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 119 توفي في شعبان. وسكن قرية جيران من إصبهان. سمع: أحمد بن يونس الضبي. وعنه: أبو الشيخ، وعبد الله بن محمد بن الحجاج، وابن المقرئ. 4 (حرف الياء) يعقوب بن إبراهيم. أبو بكر البغدادي البزاز. عرف بالجراب، بفتح الجيم وتخفيف الراء. سمع: علي بن مسلم الطوسي، والحسن بن عرفة، ورزق الله بن موسى. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وعلي بن محمد الحلبي، وجماعة. وثقة الدار قطني. 4 (الكنى) أبو ذهل بن أبي العباس بن محمد بن عصم بن بلال بن عصم الضبي العصمي. واسمه العباس بن أحمد بن محمد. وهو والد الحافظ محمد بن أبي ذهل. أبو علي الروذباري. شيخ الصوفية. (24/119)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 120 قيل: اسمه أحمد بن محمد بن القاسم بن منصور البغدادي.) وقيل: اسمه حسن بن هارون. وهو خال أحمد بن عطاء الروذباري. أخذ عنه: ابن أخته، ومحمد بن عبد الله بن شاذان الرازي، وأحمد بن علي الوجيهي، ومعروف الزنجاني، وآخرون. ورخ وفاته أبو سعيد النقاش. وقد سكن مصر، وصار شيخها. صحب أبا القاسم الجنيد، وأبا الحسين النوري، وأبا حمزة، وطبقتهم من البغداديين. وصحب بالشام أبا عبد الله بن الجلاء. وكان فقيهاً عالماً محدثاً. روى عن: مسعود الرملي، وغيره. وسئل عمن يسمع الملاهي ويقول: هي لي حلال لأني قد وصلت إلى درجة لا يؤثر في اختلاف الأحوال، فقال: نعم، قد وصل لعمري، ولكن إلى سقر. وقال: أنفع اليقين ما عظم الحق في عينك، وصغر ما دونه عندك، وأثبت الرجاء والخوف في قلبك. وقال أبو علي الكاتب: ما رأيت أحداً أجمع لعلم الشريعة والحقيقة من أبي علي الروذباري. وقال أحمد بن عطاء: كان خالي يتفقه بالحديث، ويفتي بالمقاطع. وعن أبي علي قال: أستاذي في التصوف الجنيد، وأستاذي في الحديث إبراهيم الحربي، وأستاذي في الفقه أبو العباس بن سريج، وأستاذي في الأدب ثعلب. (24/120)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 121 وعن الجعابي قال: رحلت إلى عبدان فأتيت مسجده فوجدت شيخاً فكلمته، فذ اكرني بأكثر من مائتي حديث في الأبواب. وكنت قد سلبت في الطريق فأعطاني الذي عليه. فلما دخل عبدان اعتنقه وبش به، فقلت لهم: من هذا قالوا: أبو علي الروذباري. ثم كلمته بعد فرأيته حافظاً. رحمه الله ورضي عنه. أبو نعيم بن عدي. هو عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجاني.) توفي سنة اثنتين في قول علي بن محمد بن شعيب الأستراباذي. وقال غيره سنة ثلاث كما يأتي. (24/121)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 122 1 (وفيات سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن عيسى بن السكين. أبو العباس الشيباني البلدي. حدث ببغداد عن: سليمان بن سيف، وهاشم بن قاسم الحرانيين. وعنه: الدار قطني، وعمر بن شاهين، ويوسف بن مسرور القواس، ومحمد بن إبراهيم بن حمدان العاقولي. قال الخطيب: خرج إلى واسط في حاجة، فمات بها. وكان ثقة رحمه الله تعالى. أحمد بن محمد بن عمرو. أبو بشر الكندي المصعبي المروزي. حدث ببغداد عن: محمود بن آدم، وغيره. وعنه: أبو الفتح الأزدي، وابن المظفر. (24/122)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 123 قال الدارقطني: كان حافظاً عذب اللسان مجرداً في السنة والرد على المبتدعة، لكنه كان يضع الأحاديث. وقال ابن حبان: هو أحمد بن محمد بن مصعب بن بشر بن فضالة، كان ممن يضع المتون ويقلب الأسانيد، لعله قد قلب على الثقاة أكثر من عشرة آلاف حديث كتبت أنا منها أكثر من ثلاثة آلاف حديث مما لم أشك أنه قلبها. ثم في آخر عمره جعل يدعي شيوخاً لم يرهم، لأني سألته قلت: أقدم من كتبت عنه بمرو من قال: أحمد بن سيار. ثم لما امتحن بتلك المحنة وحمل إلى بخارى حدث عن علي بن خشرم. فأرسلت أنكر عليه، فكتب يعتذر إلي. سرد له ابن حبان عدة أحاديث، وقال: على أنه كان من أصلب أهل زمانه في السنة، وأنصرهم لها، وأذبهم لحريمها، وأقمعهم لمن خالفها. فنسأل الله الستر.) توفي في ذي القعدة. أحمد بن نصر بن طالب. أبو طالب البغدادي الحافظ. (24/123)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 124 سمع: عباس بن محمد الدوري، ويحيى بن عثمان بن صالح المصري، وإسحاق الدبري، وإبراهيم بن برة، وهذه الطبقة. وعنه: أبو عمر بن حيويه، وابن المظفر، والدار قطني. وكان الدار قطني يقول: أبو طالب الحافظ أستاذي. قلت: توفي في رمضان. وآخر من حدث عنه المخلص. وقال الخطيب: كان ثقة ثبتاً. روى عنه عبد الله بن زيدان البجلي وهو أكبر منه. قلت: كان حافظ بغداد في زمانه. إبراهيم بن حماد بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن يزيد. أبو إسحاق الأزدي العابد. سمع: علي بن مسلم الطوسي، والحسن بن عرفة، وعلي بن حرب. وعنه: الدارقطني، والمخلص، وأبو حفص بن شاهين. قال الدارقطني: ثقة، جبل. وقال أبو حسن الجراحي: ما جئته إلا وجدته يقرأ أو يصلي. وقال أبو بكر النيسابوري: ما رأيت أعبد منه. قلت: قد ولي ولده هارون بن إبراهيم قضاء الديار المصرية في حياة أبيه بعد أبي عبيد بن حربويه، واستناب على الإقليم أخاه أبا عثمان. ثم عزل هارون سنة ست عشرة. توفي إبراهيم في سادس صفر عن نيف وثمانين سنة. (24/124)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 125 إبراهيم بن محمد بن عرفة بن سليمان العتكي الواسطي. أبو عبد الله نفطويه النحوي. قيل إنه من ولد المهلب بن أبي صفرة. سكن بغداد، وصنف تصانيف. قال الخطيب: إبراهيم بن محمد بن عرفة بن سليمان بن المغيرة بن حبيب بن المهلب بن أبي) صفرة الأزدي العتكي. روى عن إسحاق بن وهب العلاف، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، وشعيب بن أيوب، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، وطبقتهم. روى عنه: المعافى الجريري، وأبو بكر بن شاذان، وابن حيويه، وأبو بكر ابن المقرئ، وغيرهم. مولده سنة أربعٍ وأربعين، وكان متفنناً في العلوم. ينكر الاشتقاق ويحيله. وكان يحفظ نقائض جرير والفرزدق، وشعر ذي الرمة. (24/125)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 126 وأخذ العربية عن: ثعلب، والمبرد، ومحمد بن الجهم. وخلط نحو الكوفيين بنحو البصريين. وتفقه على مذهب، أهل الظاهر، ورأس فيه. وكان ديناً، ذا سنةٍ، ومروءة، وفتوة، وكيسٍ، وحسن خلق. صنف: غريب القرآن، والمقنع في النحو، وكتاب البارع وغير ذلك. وله شعر رائق. توفي قبل الذي قبله بيوم واحد في صفر، كلاهما ببغداد. وله تاريخ الخلفاء في مجلدتين. إبراهيم بن محمد بن القاسم بن هلال القيسي الأندلسي. بها. توفي في هذه السنة أو في سنة ثمان وعشرين. من أهل قرطبة. متعبد، فاضل، عالم. سمع من: الخشني، ومحمد بن وضاح، ومن عمه إبراهيم بن القاسم. أسامة بن علي بن سعيد بن بشير. أبو رافع الرازي. ولد بسامراء، سنة خمسين ومائتين. وقدمت به أممه على والده عليك الرازي فأسمعه الكثير، وعني به. وكان حسن الحديث ثبتاً. توفي بمصر في ذي الحجة. قاله ابن يونس. قلت: سمع محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وطبقته. وعنه: أبو بكر بن المقرئ.) (24/126)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 127 إسماعيل بن العباس بن عمر بن مهران. أبو علي الوراق. ولد سنة أربعين ومائتين، وسمع: الحسن بن عرفة، والزبير بن بكار، وعلي بن حرب، وطائفة. وعنه: ابنه محمد، والدار قطني، والمخلص، وعيسى بن الوزير. ووثقه الدار قطني. مات في المحرم راجعاً من الحج. قرأت على الأبرقوهي: أنا الفتح، أنا هبة الله، أنا ابن النقور، ثنا عيسى، أنا إسماعيل الوراق، اثنا الحسن بن عرفة: حدثني المحاربي، عن محمد عن عمرو، عن أ بي سلمة عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك. هذا حديث حسن عالٍ. إسماعيل بن يونس البغدادي الشيعي. عن: إسحاق بن أبي إسرائيل، وعمرو بن علي الفلاس، وغيرهما. وعنه: ابن الثلاج، والدارقطني. 4 (حرف الباء) بندار بن إبراهيم بن عيسى. أبو محمد الأستراباذي، قاضي أستراباذ. ثقة، خير. سمع: عمار بن رجاء، وحامد بن سهل الثغري، والحارث بن أبي أسامة. وعنه: أحمد بن محمد بن بندار، وعبد الله بن عدي. (24/127)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 128 4 (حرف الجيم) جعفر بن عبد الجبار. ويقال: ابن عبد الرزاق القراطيسي. روى عن: أبي زرعة الدمشقي، وجماعة.) وعنه: أبو هاشم بن عبد الجبار، وعبد الوهاب الكلابي. 4 (حرف الحاء) الحسن بن سعيد. أبو القاسم البغدادي الوراق، ابن الهرش. سمع: محمد بن عبد الملك بن زنجويه، وإسحاق بن إبراهيم البغوي لؤلؤ، وإبراهيم بن هانئ. وعنه: عمر بن شاهين، والدارقطني، وابن الثلاج. وثقه الخطيب. الحسن بن صالح البهنسي. في رجب. سمع: يونس بن عبد الأعلى، وبحر بن نصر بن سابق، وجماعة. وتوفي بالبهنسا. الحسن بن علي بن سواده الفهمي. مولاهم المصري. في رمضان. سمع: ابن يونس. (24/128)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 129 الحسن بن يوسف بن يعقوب. أبو سعيد الطرميسي العلوي. مولى الحسين بن علي بن أبي طالب. روى عن: هشام بن عمار، وغيره. روى عنه: عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان، ومحمد بن مسلم ابن السمت، وعبد الوهاب الكلابي. وطر ميس: من قرى دمشق. توفي سنة. 4 (حرف الدال) داود بن نصر بن سهيل. أبو سليمان البزدوي. أحد علماء مدينة نسف.) سمع: عيسى بن أحمد العسقلاني، وأحمد بن محمويه، ومكتوم بن أحمد، والترمذي. روى عنه للمستغفري: أحمد بن عبد العزيز، ومحمد بن الفضل النسفيان. 4 (حرف العين) العباس بن الفضل بن العباس. أبو الفضل الدينوري ابن فضلويه. سكن الشام، وحدث عن: أبي زرعة الدمشقي، ووريزة بن محمد، والقاسم بن موسى الأشيب. (24/129)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 130 وعنه: أبو سليمان بن زبر، وأبو هاشم المؤدب، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وآخرون. وتوفي في آخر السنة. عبد الله بن محمد بن سعيد. أبو محمد المقرئ ابن الجمال. بغدادي، سمع: يعقوب الدورقي، وعمر بن شبة، وجماعة. وعنه: الجعابي، والدارقطني ووثقه، وابن شاهين. عبد الملك بن سلمان الوراق. روى عن: شعيب الصريفني. وعنه: أبو بكر الوراق، والدارقطني، وابن شاهين. وثقه الخطيب وأرخه. عبد الملك بن محمد بن عدي. أبو نعيم الجرجاني الأستراباذي الفقيه الحافظ الرحال. سمع: عمر بن شبة، وعلي بن حرب، والرمادي، ويزيد بن عبد الصمد، (24/130)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 131 وسليمان بن سيف والربيع بن سليمان، وعمار بن رجاء، ومحمد بن عيسى الدامغاني، ومحمد بن عوف، وأبا زرعة الرازي، وأبا حاتم، وطبقتهم بالعراق، ومصر، والشام، والجزيرة، والحجاز، وخراسان. روى عنه: ابن صاعد، وأبو علي الحافظ، وأبو محمد المخلدي، وأبو إسحاق المزكي، وأبو بكر الجوزقي، وأبو سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي، وخلق سواهم. قال الحاكم: كان من أئمة المسلمين. ورد نيسابور وهو متوجه إلى بخارى فروى عنه الحافظ.) وسمعت الأستاذ أبا وليد حسان بن محمد يقول: لم يكن في عصرنا من الفقهاء أحفظ للفقهيات وأقاويل الصحابة بخراسان من أبي نعيم الجرجاني، ولا بالعراق من أبي بكر بن زياد النيسابوري. قال: وسمعت أبا الحافظ يقول: كان أبو نعيم الجرجاني أحد الأئمة، ما رأيت بخراسان بعد ابن خزيمة مثله أو أفضل منه. كان يحفظ الموقوفات والمراسيل كما نحفظ نحن المسانيد. وقال أبو سعد الإدريسي: ما أعلم نشأ بأسترباذ مثله في حفظه وعلمه. وقال الخطيب: كان أحد الأئمة، ومن الحفاظ لشرائع الدين مع صدقٍ وتيقظ وورع. وقال حمزة السهمي: كان مقدماً في الفقه والحديث. وكانت الرحلة إليه. ولد سنة اثنتين وأربعين ومائتين. أخبرنا أحمد بن عساكر، عن المؤيد الطوسي: أنا أحمد بن سهل المساجدي، أنا يعقوب بن أحمد الفقيه، اثنا الحسن بن أحمد المخلدي، أنبا أبو نعيم بن عدي: اثنا عمر بن شبة، اثنا عبد الوهاب الثقفي، اثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس قال: أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة. (24/131)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 132 توفي في آخر السنة. وأرخه الحاكم سنة اثنتين وعشرين. عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد السكري. أبو محمد. بغدادي، ثقة. سمع: زكريا المنقري، وعبد الله بن مسلم بن قتيبة. وعنه: ابن حيويه، والدار قطني، وأبو بكر شاذان، والمخلص. عبيد الله بن عبد الصمد بن المهدي بالله. أبو عبد الله العباسي، حفيد الخلفاء. حدث عن: إسحاق بن سنين الختلي، وسيار بن نصر الحلبي، وأحمد بن خليد الحلبي، وبكر بن سهلالدمياطي، ونحوهم. وكان ثقة فقيهاً شافعياً ببغداد. روى عنه: عبد العزيز الخرقي، والدارقطني، وابن شاهين، وجماعة.) توفي في رمضان. أخبرنا ابن الظافري وطائفة، عن ابن اللتي، أخبرنا ابن الظافري وطائفة، عن ابن اللتي، عن أبي الوقت، عن أبي عاصم الفضيلي، عن عبد الرحمن بن أبي شريح، عنه بأحاديث. عثمان بن أحمد بن الخصيب. أبو عمرو البغدادي. عن: حنبل بن إسحاق، وابن أبي العوام، وجماعة. وعنه: أبو الفتح الأزدي، ومحمد بن جعفر بن النجار، وابن الثلاج. (24/132)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 133 عثمان بن أحمد بن عثمان. أبو عمرو المصري الدباغ. سمع من: عبيد الله بن سعيد بن عفير، وطبقته. فال ابن يونس: مات في صفر. كتبت عنه، وكان ثقة ثبتاً. علي بن الحسن بن قحطبة البغدادي الصقل. روى عن: محمود بن خداش، ويعقوب الدورقي، ومجاهد بن موسى. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، ويوسف القواس، وعبد الله بن عثمان الصفار. ثقة. علي بن الحسن بن سلام الشرغي. وشرغ: قرية ببخارى. سمع من: عبد الصمد بن الفضل البلخي، وسهل بن خلف، وسهل بن المتوكل البخاري، وعلي بن العزيز البغوي. ورحل إلى مصر وغيرها. وعنه: محمد بن نصر بن خلف، وغيره. علي بن الفضل البلخي الحافظ. رحال جواد ثبت. روى عن: أحمد بن سيار المروزي، وأبي حاتم، وأبي قلابة الرقاشي، وطبقتهم. (24/133)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 134 روى عنه: ابن المظفر، والدارقطني، وابن شاهين.) مات ببغداد. علي بن محمد بن عمر. أبو القاسم بن الشريحي البزاز. بغدادي. روى عن: علي بن حرب، وحميد بن الربيع، وعمر بن شبة. وعنه: ابن شاهين، والدارقطني، وجماعة. علي بن محمد بن هارون. أبو الحسن الحميري، الكوفي الفقيه. حدث ببغداد عن: أبي كريب، وأبي سعيد الأشج، وهارون بن إسحاق. روى عنه: أبو بكر الوراق وأثنى عليه، ومحمد بن أحمد بن حماد الحافظ فقال: كان يحفظ عامة حديثه، وكان ثقة. سمعته يقول: ولدت سنة إحدى وثلاثين ومائتين. وتوفي سنة ثلاث وعشرين. وقيل: هو آخر من روى عن أبي كريب، وآخر من حدث عنه محمد بن عبد الله الجعفي الهرواني. وولي قضاء الكوفة. وقع لنا جزء من حديثه. وعنه أيضاً محمد بن محمد الكندي الطحان. عمر بن الحسن بن علي بن الجعد الجوهري البغدادي. أبو عاصم. روى عن: أبي الأشعث، وزيد بن أخرم، وجماعة. (24/134)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 135 وعنه: أبو بكر بن شاذان، وابن شاهين. وثقه الخطيب. 4 (حرف القاف) القاسم بن إسماعيل بن محمد بن أبان. أبو عبيد المحاملي، أخو القاضي أبي عبد الله المحاملي.) سمع: الفلاس، ومحمد بن المثنى، ويعقوب الدورقي، وطبقتهم. وعنه: ابن المظفر، والدارقطني، وعيسى بن الجراح، وطائفة. وكان ثقة. القاسم بن إبراهيم الملطي. حدث ببغداد عن: لوين. روى عنه: علي بن لؤلؤ، وعلي الحربي. قال الخطيب: كان كذاباً أفاكاً. ثم ورخ وفاته. 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن أسد. أبو بكر الحافظ، ويعرف بابن البستنبان، ويلقب كزاز. سمع: الزبير بن بكار، وعيسى بن أبي حرب، وجماعة. (24/135)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 136 وعنه: الدارقطني، والمعافى الجريري. وثقه الخطيب. وعاش اثنتين وثمانين سنة. محمد بن أحمد بن عمارة. أبو الحسن الدمشقي العطار. ولد سنة سبعٍ وعشرين ومائتين. وسمع: أبا هاشم الرفاعي، والمسيب بن واضح، وعبده بن عبد الرحيم المروزي، وزياد بن أيوب. وعنه: محمد بن موسى السمسار، وأبو بكر المقرئ، وابن زبر وقال: توفي في رمضان، وأبو علي بن مهنا، وعبد الوهاب الكلابي. محمد إبراهيم بن عبدويه بن سدوس. أبو عبد الله الهذلي العبدي النيسابوري الحافظ. سمع: أبا عبد الله البوسنجي، وأحمد بن نجدة الهروي، وأبا خليفة. ورحل إلى الشام، ومصر. روى عنه: الحسين الماسرجسي، وأبو إسحاق المزكي، وأحمد بن حسكويه.) محمد بن إسماعيل بن محمد بن سلام. أبو بكر الخشني. مولاهم الدمشقي المعدل، المعروف بابن البصال. أصلهم من خراسان، وكان نائب أبي محمد بن زبر القاضي على قضاء دمشق. روى عن: شعيب بن عمرو، وصالح بن أحمد بن حنبل، وبكار بن قتيبة، وجماعة. (24/136)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 137 وعنه: محمد وأحمد أبنا موسى السمسار، وأبو هاشم المؤدب، وعبد الوهاب الكلابي. محمد بن الحسن بن محمد بن قديد. أبو منصور السعدي البخاري. روى عن: أبي عبد الله البخاري. وعنه: ابنه أبو حرب. توفي في ربيع الآخر. محمد بن الحسين بن موسى السعدي. أبو التريك الحمصي، نزيل طرابلس. سمع: محمد بن عوف، وأبا عتبة أحمد بن الفرج، وأحمد بن ميمون الصنعاني، وعبد العزيز بن بكر بن الشرود. فإنه دخل اليمن. وعنه: أبو أحمد بن عدي، والحسن بن علي المطرز، وأبو سليمان بن زبر، وأحمد بن إبراهيم بن فراس، لقيه بمكة، وابن جميع فقال: اثنا في ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين. أخبرنا عمر بن القواس: أنا ابن الحرستاني حضوراً: أنا جمال الإسلام، أنا ابن طلاب، أنا أبو الحسين بن جميع، اثنا أبو التريك محمد بن الحسين، اثنا أبو عتبة، اثنا بقية، عن ابن جريح، عن أبي الزبير، عن جابر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صام يوماً في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار سبع خنادق، كل خندقٍ كما بين سبع سموات وسبع أرضين. (24/137)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 138 محمد بن عبيد الله بن محمد. أبو سلمة الجمحي الدمشقي. سمعك موسى بن عامر، وبكار بن قتيبة، وجماعة. وعنه: عمر بن علي العتكي، وعبد الوهاب الكلابي، وابن زبر. محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن بلبل الهمداني الزعفراني.) سمع: الحسن بن أبي ربيع، وعلي بن أشكاب، وأبا زرعة الرازي، وكتب عنه خمسين ألف حديث. وعنه: الدارقطني، وأبو علي بن البغدادي الإصبهاني، وأهل إصبهان. روي عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نيفاً وتسعين مرة. وجده هو ابن زياد بن يزيد بن هارون الواسطي. وأخوه قاسم سيذكر قريباً. محمد بن عبد الأعلى بن محمد. أبو هاشم الأنصاري. مولاهم الدمشقي. ويعرف بابن عليل كان إمام جامع دمشق. روى عن: هشام بن عمار، وقاسم بن عثمان الجوعي، وغيرهما. وعنه: ابنه إبراهيم، وأبو محمد بن ذكوان، وأبو هاشم عبد الجبار، وأبو سليمان بن زبر، وعبد الوهاب الكلابي، وعبد الله بن محمد الرازي. وكان يخضب بالحمرة. توفي في ربيع الآخر. وقع لنا من عواليه. (24/138)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 139 محمد بن علي بن حمزة بن أبي هريرة الأنطاكي. أبو بكر. سمع: أبا أمية الطرسوسي، ويزيد بن عبد الصمد، وعنه: ابن شاهين، والمعافى الجريري، والدرقطني. وكان ثقة. توفي في رمضان. محمد بن يوسف. أبو علي الترباني السمرقندي. رحل وسمع: محمد بن إسحاق الصغاني. وعنه: محمد بن جعفر بن جابر. وتربان: من قرى سمرقند. موسى بن العباس. أبو عمران الجويني الحافظ.) سمع: أحمد بن الأزهر، والذهلي، وعبد الله بن هاشم، وأحمد بن يوسف السلمي، ويونس بن عبد الأعلى، والرمادي، وخلقاً من طبقتهم. (24/139)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 140 وعنه: الحسين بن سفيان وهو أكبر منه، وأبو علي الحافظ، وأبو سهل الصعلوكي، وأبو أحمد الحاكم، وأبو محمد المخلدي، وجماعة كبيرة. وتوفي بجوين. وكان حافظاً نبيلاً. قال أبو عبد الله الحاكم: هو حسن الحديث بمرة، صنف على صحيح مسلم صحيحاً، وصحب أبا زكريا الأعرج بمصر والشام. وسمعت الحسن بن أحمد المزكي يقول: كان أبو عمران الجويني نازل في دارنا. وكان يقوم الليل، ويصلي ويبكي طويلاً. أخبرنا ابن عساكر، عن أبي روح: أنا زاهر، أنا أحمد بن منصور، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن، أنبا موسى بن العباس، اثنا عبد الله بن هاشم، اثنا وكيع، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت: لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرض موته قال: مروا أبا بكر فليصل بالناس. (24/140)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 141 4 (أحداث سنة أربع وعشرين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن إبراهيم بن كمونة. أبو جعفر المعافري المصري. روى عن: علي بن معبد، ويونس بن عبد الأعلى. وثقه ابن يونس، وحدث عنه. أحمد بن إبراهيم بن حبيب الهمداني البغدادي. سمع: ابن المظفر، والدارقطني، وعبد الوهاب الكلابي. ووثقه الدارقطني. أحمد بن بقي بن مخلد الأندلسي. أبو عمر.) سمع كتب أبيه بس. وكان حليماً وقوراً عاقلاً إلى الغاية، كثير التلاوة قوي المعرفة بالقضاء. (24/141)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 142 ولي الحكم عشرة أعوام وكان يثبت في أحكامه. وكان أمير الأندلس الناصر لدين الله يحترمه ويجله. وسمع الناس منه كثيراً. مات رحمه الله في جمادى الأولى، وكان من أوعية العلم. أحمد بن جعفر بن موسى بن يحيى بن خالد بن برمك. أبو الحسن البرمكي جحظة النديم. كان أديباً بارعاً إخبارياً متصرفاً في فنون العلم. وكان مقدماً في صناعة الغناء. له أخبار ونوادر. وعاش مائة سنة، والأصح أنه عاش ستاً وتسعين سنة. جمع أبو نصر بن المرزبان أخباره وأشعاره. له: (أصبحت بين معاشر هجروا الندى .......... وتقبلوا الأخلاق من أسلافهم)

(قوم أحاول بذلهم فكأنما .......... حاولت نتف الشعر من آنافهم)

(هات اسقنيها بالكبير وغنني .......... ذهب الذين يعاش في أكنافهم) (24/142)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 143 وكان جحظة مشوهاً فعمل فيه ابن الرومي: (نبئت جحظة يستعير جحوظه .......... من فيل شطرنجٍ ومن سرطان)

(و ارحمتا لمنادميه تحملوا .......... ألم العيون للذة الآذان) وقال الخطيب: أخذ عنه: أبو فرج الإصبهاني، والمعافى بن زكريا، وأبو عمر بن حيويه، وغيرهم. وما أحسبه روى شيئاً من المسند سامحه الله. ومن جيد شعره: (وليل في كواكبه حران .......... فليس لطول مدته انقضاء)

(عدمت محاسن الإصباح فيه .......... كأن اصبح جود أو وفاء) قال أبو فرج صاحب الأغاني: كان جحظة متصرفاً في فنون كثيرة، عارفاً بصناعة النجوم،) كثير الإصابة في أحكامها. مليح الشعر، حلو الطبع. حاضر النادرة، بارعاً في لعب النرد، حاذقاً بالطبخ له فيه مصنف. عالماً بابنيات الملوك وزيهم في مجالسهم. وكان لي واداً مخلصاً. ولي آنساً متحققاً. ولم يكن أحد يتقدمه في صنعة الغناء وأكثرها من شعره، فيقال: ما رأى مثل نفسه. فحدثني أنه دخل على المعتمد على الله فغناه طرب وأمر له بخمسمائة دينارفكانت أول خمسمائة دينار رأيتها عندي جملة. وأخباره كثيرة. أحمد بن الحسين بن الجنيد. أبو عبد الله الدقاق. بغدادي، صدوق. (24/143)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 144 سمع: زياد بن أيوب، وأحمد بن المقادم. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وغيرهما. أحمد بن خالد بن الخليل البخاري. عن: أحمد بن زهير، وأبي عبد الله بن أبي حفصة. وعنه: خلف الخيام. أحمد بن السري بن سهل. أبو حامد النيسابوري الجلاب. سمع: محمد بن يزيد السلمي، وسهل بن عمار، وطبقتهما. وعنه: محمد بن الفضل المذكر، وأبو محمدالشيباني. أحمد بن عبد الله بن يحيى بن يحيى بن يحيى بن كثير الليثي القرطبي اللغوي. روى عن: عم أبيه عبيد الله. وقتل شهيداً رحمه الله تعالى. أحمد بن محمد بن الجراح الضراب. سمع: الزعفراني، وسعدان بن نصر، ومحمد بن سعيد العطار. بغدادي، ثقة. روى عنه: الدارقطني، وابن شاهين، والقواس.) أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد. أبو بكر البغدادي. شيخ القراء في عصره، ومصنف السبعة. (24/144)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 145 سمع: الرمادي، وسعدان بن نصر، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وأبا بكر الصغاني، وجماعة. قرأ القرآن على: قنبل، وأبي الزعراء بن عبدوس، وغيرهما. وسمع الحروف من جماعة سماهم في كتابالقراءآت له. وقال الخطيب بإسنادٍ ذكره إلى ثعلب أنه قال في سنة ست وثمانين ومائتين. ما بقي في عصرنا أعلم بكتاب الله من ابن مجاهد. وكان من أهل الظرف. جاء عنه في ذلك أشياء. قال مرة: من قرأ لأبي عمرو، وتمذهب للشافعي، واتجر في البز، وروى شعر ابن المعتز، فقد كمل ظرفه. وعن عبيد الله الزهري قال: انتبه أبي فقال: رأيت يا بني كأن من يقول: مات مقوم وحي الله. فلما أصبحنا إذا بابن مجاهد قد مات. قرأ عليه خلق كثيرون، منهم: عبد الواحد بني أبي هاشم، وأبو عيسى بكار ابن أحمد، والحسن بن سعيد المطوعي، وأبو فرج الشنبوذي، وأبو بكر الشذائي، وأبو أحمد السامري، وأحمد بن محمد العجلي، والحسين بن حبش الدينوري، وأبو الحسن علي بن الحسين الغضائري، وأبو الحسين عبيد الله بن البواب، وطلحة بن محمد بن جعفر، وأبو الحسن منصور بن محمد بن عثمان المجاهدي الضرير عاش إلى سنة أربعمائة. وكان يأخذ على الإنسان الخاتمة بدينار، أعني المجاهدي. وممن حدث عن أبي مجاهد: أبو حفص بن شاهين، وعمر الكتاني، وأبو بكر بن شاذان، والدارقطني، وأبو مسلم الكاتب. وكان ثقة مأموناً. ولد سنة خمسٍ وأربعين ومائتين، وتوفي في شعبان من هذا العام. (24/145)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 146 قرأت كتابه في السبعة على أبي حفص بن القواس: أنبأنا الكندي، أنا أبو الحسن بن توبة، أنبا أبو محمد الصريفيني، أنبا أبو حفص الكتاني، أنا المصنف رحمه الله. قال أبو عمرو الداني: فاق ابن مجاهد في عصره سائر نظائره من أهل صناعته مع اتساع) علمه وبراعة فهمه وصدق لهجته وظهور نسكه. ثم سمى الداني خلقاً كثيراً ممن قرأ عليه، وأنه تصدر للإقراء في حياة محمد بن يحيى الكسائي. وقال عبد الواحد بن أبي هاشم: سأل رجل ابن مجاهد: لم لا تختار لنفسك حرفاً يحمل عنك قال: نحن إلى أن نعمل أنفسنا في حفظ ما مضى عليه أثمتنا أحوج منا إلى اختيار حرفٍ يقرأ به من بعدنا. وسمعت فارس بن أحمد يقول: انفرد ابن مجاهد عن قنبل بعشرة أحرف لم يتابع عليها. وقال علي بن عمر المقرئ: كان لابن مجاهد في حلقته أربعة وثمانون خليفة يأخذون على الناس. وقال عبد الباقي بن الحسن: كان في حلقته خمسة عشر ضريراً يتلقفون لعاصم. وقيل: كان ابن مجاهد يجيد الغناء والموسيقى، وفيه ظرف البغاددة مع الدين والخير. أحمد بن محمد بن علويه الجرجاني الرزاز. عن: محمد بن سليمان الباغندي، وإسماعيل القاضي، وطبقتهما. وعنه: إسماعيل بن سعيد الجرجاني الحافظ، وأحمد بن أبي عمران. توفي في ربيع الآخر، رحمه الله تعالى. (24/146)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 147 أحمد بن محمد بن موسى. الفقيه أبو بكر الجرجاني. روى عن: أبي حاتم الرازي، وعبد الله بن روح المدائني، وجعفر الصائغ. 4 (حرف الجيم)

4 (جحظة.) مر. جعفر بن عبد الكريم. أبو الحسين الجرجاني العطار. سمع: عمار بن رجاء، وأبا حاتم. توفي في جمادى الأولى. 4 (حرف الحاء) ) الحسن بن علي بن موسى العداس. المصري الإخباري. أرخه ابن يونس. الحسن بن محمد بن أحمد بن هشام. أبو القاسم بن برغوث السلمي الدمشقي. عن: العباس بن الوليد، ويزيد بن عبد الصمد، وجماعة. (24/147)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 148 وعنه: أبو هاشم المؤدب، وعبد الوهاب الكلابي، وآخرون. 4 (حرف الراء) رضوان بن أحمد بن إسحاق بن عطية الصيدلاني. ابن جالينوس. سمع: الحسن بن عرفة، والرمادي، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي. وروى عنه المغازي. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، والمخلص، وغيرهم. وكان ثقة. 4 (حرف الصاد) صاعد بن عبد الرحمن بن صاعد بن عبد السلام. أبو القاسم التميمي. ويقال النصري النحاس، ويعرف بابن البراد الدمشقي. سمع: شعيب بن عمرو، وشعيب بن شعيب، ومحمد بن سليمان ابن بنت مطر، والربيع المرادي، وبكار بن قتيبة. وعنه: عبد الجبار المؤدب، وأبو محمد عبد الله بن ذكوان البعلبكي، وأبو بكر بن المقرئ، وعبد الوهاب الكلابي. وحدث بمصر. وثقه ابن يونس. وتوفي في ربيع الأول.) صالح بن محمد بن شاذان. أبو الفضل الكردي الإصبهاني. (24/148)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 149 سمع بمكة: علي بن عبد العزيز، وأحمد بن مهران بإصبهان. وعنه: أبو الشيخ، وابن المقرئ. 4 (حرف العين) عبد الله بن أحمد بن عامر. أبو القاسم الطائي. عن أبيه عن علي بن موسى الرضا بنسخةٍ. وعنه: أبو بكر بن شاذان، وأبو حفص بن شاهين، وأبو الحسن الجنيدي وأحسبه واضع تلك النسخة، والحسن بن علي الزهري. عبد الله بن أحمد بن محمد بن المغلس البغدادي. أبو الحسن الفقيه الداوودي الظاهري أحد أئمة الظاهر. له مصنفات في مذهبه. روى عن: جده، وجعفر بن محمد بن شاكر، وأبي قلابة الرقاشي، وإسماعيل القاضي. روى عنه: أبو الفضل الشيباني، وغيره. أخذ عن محمد بن داوود الظاهري. انتشر عنه مذهب أهل الظاهر في البلاد. وكان ثقة إماماً، واسع العلم، كبير المحل. خلفه في حلقته تلميذه حيدرة ابن عمر. وممن تفقه به: عبد الله بن محمد بن أخت وليد الذي ولي قضاء مصر، وعلي بن خالد البصري، وغير واحدٍ. (24/149)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 150 وله من التصانيف: كتاب أحكام القرآن، وكتاب الموضح في الفقه، وكتاب المبهج، وكتاب الدامغ في الرد على من خالفه، وغير ذلك. عبد الله بن محمد بن زياد بن واصل بن ميمون. أبو بكر النيسابوري الحافظ الفقيه الشافعي، مولى آل عثمان بن عفان رضي الله عنه. سمع: محمد بن يحيى، وأحمد بن يوسف، وعبد الله بن هاشم، وأحمد بن الأزهر ببلده، ويونس، والربيع، وأحمد بن أخي ابن وهب، وأبا إبراهيم المزني المصريين، وأبا زرعة الرازي، والعباس بن الوليد البيروتي، والحسن بن محمد الزعفراني، والرمادي، وعلي بن) حرب، ومحمد بن عوف، وهذه الطبقة. وعنه: ابن عقدة، وأبو علي النيسابوري، وحمزة الكتاني، وأبو إسحاق بن حمزة الإصبهاني، والدارقطني، وابن المظفر حفاظ الدنيا، وأبو عمر بن حيويه، وأبو حفص الكتاني، وابن شاهين، والمخلص، وعبيد الله بن أحمد الصيدلاني، وإبراهيم بن خرشيد قوله، وآخرون. قال الحاكم: كان إمام عصره من الشافعية بالعراق، ومن أحفظ الناس للفقهيات واختلاف الصحابة. وقال الدارقطني: ما رأيت أحفظ منه. وكان يعرف زيادات الألفاظ في المتون. ولما قعد للتحديث قالوا: حدث. قال: بل سلوا. (24/150)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 151 فسئل عن أحاديث أجاب فيها وأملاها. وكان اثنا عن يوسف بن مسلم، عن حجاج، عن ابن جريح، عن أبي زبير، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها. ثم سمعت صوابه عن أبي الزبير، عن طاوس مرسلاً. وقال يوسف القواس: سمعت أبا بكر النيسابوري يقول: نعرف من أقام أربعين سنة لم ينم الليل ويتقوت كل يوم بخمس حبات. يصلي صلاة الغداة على طهارة العشاء الآخرة. ثم قال: أنا هو. وهذا كله قبل أن أعرف أم عبد الرحمن لمن زوجني. ثم قال: ما أراد إلا الخير. وقال الدارقطني: كنا في مجلس فيه أبو طالب الحافظ، والجعابي، وغيرهما، فجاء فقيه فسأل: من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: وجعلت تربتها لنا طهوراً فلم يجيبوه. ثم ذكروا وقاموا فسألوا أبا بكر بن زياد فقال: نعم، اثنا فلان. ثم ساق الحديث من حفظه. والحديث في مسلم. قال ابن نافع: توفي في رابع ربيع الآخر. قلت: وولد سنة ثمانٍ وثلاثين ومائتين. أخبرنا أحمد بن إسحاق، أنا أبو الفتح بن عبد الله، أنا هبة الله بن الحسين، أنا أحمد بن محمد، نا عيسى بن علي، اثنا أبو بكر عبد الله بن محمد (24/151)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 152 النيسابوري إملاءً: اثنا محمد بن يحيى، اثنا محمد بن عبيد: حدثني الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله) عليه وسلم نهى أن يمشي الرجل في نعلٍ واحدة. عبد الله بن محمد بن حسين. أبو محمد بن عرة الحذاء. سمع جزءاً من إسحاق الفارسي شاذان. روى عنه: الدارقطني، وابن شاهين، وعمر بن إبراهيم الكتاني. عبد الله بن محمد نصير. أبو محمد المديني. عن: أحمد بن مهدي. وعنه: ابنه أبو مسلم. عبد الرحمن بن سعيد بن هارون. أبو صالح الإصبهاني. حدث ببغداد عن: عبد الرحمن بن عمر رستة، وأحمد بن الفرات، وعباس الدوري. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وأبو العباس بن مكرم، وأبو الحسن الجراحي. وثقه الخطيب. (24/152)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 153 عبد الرحمن بن محمد بن الحسين الخراساني. أبو القاسم الواعظ البارع، الأديب. سمع: السري بن خزيمة، والحسين بن الفضل، وموسى بن هارون. وعنه: ابنه أبو الحسين، وأبو إسحاق المزكي، وجماعة. وعاش إحدى وستين سنة. قال الحاكم: سمعت أبي يقول: سمعت ابن خزيمة وحضر مجلس أبي القاسم، فلما فرغ من الوعظ قال ابن خزيمة: ما رأينا مثل أبي القاسم ولا رأى مثل نفسه. قال أبو السهل الصعلوكي: ما رأيت مثل أبي القاسم مذكراً، ولا مثل السراج محدثاً، ولا مثل أبي سليمة أديباً. عبد الصمد بن سعيد بن عبد الله بن سعيد. أبو القاسم الكندي القاضي الحمصي، قاضيها.) سمع: محمد بن عوف، وسليمان بن عبد الحميد البهراني، وعمران بن بكار، وأحمد بن عبد الوهاب الحوطي، وأحمد بن محمد بن أبي الخناجر، وجماعة. وله تاريخ لطيف في ذكر من نزل حمص من الصحابة. سمع منه: جمح بن القاسم، وأبو سليمان بن زبر، وأبو بكر الأبهري، والحسن بن عبد الله بن سعيد الكندي، وعلي بن محمد بن إسحاق الحلبي، وآخرون. عتيق بن أحمد بن حامد بن سعدان. أبو منصور البخاري الكرميني. سمع: عبيد الله بن واصل، والفضل بن عمير. (24/153)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 154 وعنه: النضر بن موسى بن هارون الأديب، وغيره. تقريباً عتيق بن عامر بن المنتجع. أبو بكر الأسدي البخاري. عن: صالح بن محمد الرازي، والبخاري. وعنه: محمد بن نصر الميداني، وأحمد بن عروة البخاريان. توفي فيها. علي بن إسماعيل بن أبي بشر إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بردة بن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري. أبو الحسن البصري المتكلم صاحب التصانيف في الكلام والأصول والملل والنحل. ولد سنة ستين ومائتين، وقيل سنة سبعين. أخذ عن: أبي علي الجبائي الكلام. وسمع من: زكريا الساجي، وأبي خليفة الجمحي، وسهل بن نوح، ومحمد بن يعقوب المقرئ، وعبد الرحمن بن خلف الضبي البصريين. وروى عنهم في تفسيره كثيراً. وكان معتزلا، ثم تاب من الاعتزال. (24/154)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 155 وصعد يوم الجمعة كرسياً بجامع البصرة ونادى بأعلى صوته: من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا فلان بن فلان، كنت أقول بخلق القرآن، وأن الله لا يرى بالأبصار، وأن أفعال) الشر أنا أفعلها، وأنا تائب معتقد الرد على المعتزلة، مبين لفضائحهم. قال الأهوازي: سمعت أبا عبد الله الجمراني يقول: لم نشعر يوم الجمعة وإذا بالأشعري قد طلع على منبر الجامع بالبصرة بعد الصلاة ومعه شريط، فشده إلى وسطه ثم قطعه وقال: اشهدوا علي أني كنت على غير دين الإسلام وإني أسلمت الساعة، وإني تائب من الاعتزال. ثم نزل. قال أبو عمرو الزجاجي: سمعت أبا سهل الصعلوكي يقول: حضرنا مع الأشعري مجلس علوي بالبصرة، فناظر أبو الحسن المعتزلة، وكانوا كثيراً، حتى أتى على الكل فهزمهم، كل ما انقطع واحدٌ أخذ الآخر حتى انقطعوا، فعدنا في المجلس الثاني، فما عاد أحد فقال بين يدي العلوي: يا غلام اكتب على الباب: فروا. وقال أبو الحسن علي بن محمد بن يزيد الحلبي: سمعت أبا بكر الصيرفي يقول: كانت المعتزلة قد رفعوا رؤوسهم حتى أظهر الله الأشعري فحجرهم في أقماع السمسم. ابن الصيرفي هذا من كبار الأئمة الشافعية. وقال ابن الباقلاني: سمعت أبا عبد اله بن خفيف يقول: دخلت البصرة، وكنت أطلب أبا الحسن فإذا هو في مجلس يناظر، وثم جماعة من المعتزلة، فكانوا يتكلمون، فإذا سكتوا وأنهوا كلامهم قال: كذا قلت وكذا وكذا، والجواب كذا وكذا. إلى أن يجيب الكل. فلما قام تبعته فقلت: كم لسان لك، وكم أذن لك، وكم عين لك فضحك وقال: من أين أنت قلت: من شيراز. (24/155)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 156 وكنت أصحبه بعد ذلك. وقال ابن باكويه: سمعت ابن خفيف، فذكر حكاية وفيها: فحملني أبو الحسن إلى دارٍ لهم تسمى دار الماوردي، فاجتمع به جماعة من مخالفيه، فقلت له: تسألهم مسألة فقال: السؤال بدعة لأني أظهرت بدعة أنقض بها كفرهم، وإنما هم يسألوني عن منكرهم فيلزمني رد بطلهم إلزاماً. فسألوه، فتعجبت من حسن كلام أبي الحسن لما أجاب. ولم يكن في القوم من يواز يه في النظر. قال ابن عساكر: قرأت بخط علي بن نقا المصري المحدث في الرسالة كتب بها أبو محمد بن أبي يزيد القيرواني المالكي جواباً لعلي بن أحمد بن إسماعيل البغدادي المعتزلي حين ذكر) الأشعري ونسبه إلى ما هو من بريء. فقال ابن أبي يزيد في حق الأشعري: هو رجل مشهور إنه يرد على أهل البدع وعلى القدرية والجهمية. متمسك بالسنن. قال الأستاذ أبو إسحاق الإسفرائيني: كنت في جنب أبي الحسن الباهلي كقطرةٍ في البحر. وسمعت الباهلي يقول: كنت أنا في جنب الأشعري رحمه الله كقطرة في جنب البحر. وعن ابن الباقلاني قال: أفضل أحوالي أن أفهم كلام أبي الحسن الأشعري. وقال بندار خادم الأشعري: كانت غلة أبي الحسن من ضيعةٍ وقفها جدهم بلال بن أبي بردة على عقبه، فكانت نفقته في السنة سبعة عشر درهماً. وقال أبو بكر بن الصيرفي: كانت المعتزلة قد رفعوا رؤوسهم حتى أظهر الله الأشعري فجحرهم في أقماع السمسم. وذكر الحافظ أبو محمد بن حزم أن لبي الحسن خمسة وخمسين تصنيفاً، وأنه توفي سنة أربعٍ وعشرين. وكذا قال أبو بكر بن فورك، والقراب. (24/156)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 157 وقال غيرهم: سنة ثلاثين. وقيل سنة نيف وثلاثين. أخذ عنه: زاهر بن أحمد السرخسي، وأبو عبد الله بن مجاهد، وغير واحد. وله كتاب الإبانة، عامته في عقود أهل السنة، وهو مشهور وكتاب جمل المقلات، وكتاب اللمع، وكتاب الموجز، وكتاب فرق الإسلاميين واختلاف المصلين. ومن نظر في هذه الكتب عرف محله. ومن أراد أن يتبحر في معرفة الأشعري فليطالع كتابتبيين كذب المفتري تأليف أبي القاسم بن عساكر. الهم توفنا على السنة وأدخلنا الجنة، واجعل أنفسنا بك مطمئنة، نحب فيك أولياءك ونبغض فيك أعداءك، ونستغفر للعصية من عبادك، ونعمل بمحكم كتابك ونؤمن بمتشابه. ونصفك بما وصفت فيه نفسك، ونصدق بما جاء به رسولك. إنك سميع الدعاء، آمين. قيل إن الأشعري سأل أبا علي الجبائي عن ثلاثة اخوة مؤمن تقي وكافر وصبي ماتوا، ما حالهم قال: المؤمن في الجنة، والكافر في النار، والصغير من أهل السلامة.) فقال: إن أراد الصغير أن يرقى إلى درجة التقي هل يأذن له قال: لا. يقال له إن أخاك إنما نال هذه الدرجة بطاعته وليس لك مثلها. قال: فإن قال: التقصير ليس مني، فلو أحييتني حتى كنت أطعتك. قال: يقول الله له: كنت أعلم أنك لو بقيت لعصيت ولعوقبت فراعيت مصلحتك. فقال أبو الحسن: فلو قال الأخ الكافر: يا رب علمت حاله كما علمت حالي فهلا راعيت مصلحتي مثله. فانقطع الجبائي، فسبحان من لا يسأل عما يفعل. قال القشيري: سمعت أبا علي الدقاق: سمعت زاهر بن أحمد الفقيه يقول: مات الأشعري ورأسه في حجري، وكان يقول شيئاً في حال نزاعه من داخل حلقه. فأدنيت له رأٍ سي، فكان يقول: لعن الله المعتزلة، موهوا ومخرقوا. وقال أبو حازم العبدوي: سمعت زاهر بن أحمد بقول: لما قرب حضور أجل أبي الحسن الأشعري في داري ببغداد أتيته فقال: اشهد علي أني لا أكفر (24/157)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 158 أحداً من أهل القبلة، لأن الكل يشيرون إلى معبودٍ واحد، وإنما هذا كله اختلاف العبارات. وممن أخذ عن الأشعري: ابن مجاهد، وزاهر، وأبو الحسن الباهلي، وأبو الحسن عبد العزيز بن محمد بن إسحاق الطبري، وأبو الحسن علي بن محمد بن مهدي الطبري، وأبو جعفر الأشعري النقاش، وبندار بن الحسين الصوفي. قال أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم القراب في تاريخه: توفي أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. وكذا أرخه أبو بكر بن فورك الإصبهاني، وغيره. علي بن عبد الله بن مبشر. أبو الحسن الواسطي. سمع: عبد الحميد بن بيان، وأحمد بن سنان القطان، ومحمد بن حرب البشاستجي، وعمار بن خالد التمار، ومحمد بن مثنى، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن المقرئ، والدارقطني، وأبو أحمد الحاكم، وزاهر بن أحمد وآخرون. وهو أحد الشيوخ الكبار، ثقة. قرأت على أبي الفضل بن عساكر، عن عبد المعز: أنا زاهر، أنا سعيد البحيري، أنا زاهر، أنا) علي بن عبد الله، اثنا عبد الحميد بن بيان، نا خالد بن عبد الله، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أذن المؤذن أدبر الشيطان له حصاص. (24/158)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 159 علي بن محمد بن الحسن. أبو القاسم النخعي الكوفي الفقيه الحنفي المعروف بابن كاس. ولي قضاء الشام وغيرها. وكان إماماً في الفقه كبير القدر من ولد الأشتر النخعي. سمع: الحسين بن علي بن عفان العامري، وإبراهيم بن عبد الله القصار، وإبراهيم بن أبي العنبس، والحسن بن مكرم، وأحمد بن أبي غرزة، وأحمد بن يحيى الأودي، ومحمد بن الحسين الحنيني. وعنه: أبو علي بن هارون، وأبو بكر الربعي، وابن زبر، والدارقطني، والمعافى بن زكريا، وأبو حفص بن شاهين، وعبد الوهاب الكلابي. غرق يوم عاشوراء فأخرج من الماء وفيه حياة ثم مات. وله كتاب يغض فيه من الشافعي. ورد عليه نصر المقدسي. عمر بن يوسف بن عمروس. أبو حفص الأندلسي الأستجي. سمع: محمد بن وضاح، وإبراهيم بن باز. وكان عارفاً بمذهب مالك، شروطياً. حدث عنه: ابنه محمد، وحسان بن عبد الله، ومحمد بن أصبغ، وغيرهم. توفي في رمضان. 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن صالح الأزدي. أبو بكر السامري. (24/159)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 160 سمع: الزبير بن بكار، والحسن بن عرفة، وأحمد بن بديل. وعنه: ابن شاهين، والدارقطني، ووثقه، والمخلص.) محمد بن أحمد بن عمر الرملي الضرير المقرئ. أبو بكر الداجوني الكبير. من شيوخ القراءة. تلا على: العباس بن الفضل الرازي، ومحمد بن موسى الضرير، وهارون ابن موسى الأخفش الدمشقي، وجماعة بعدة رواياتٍ. وكان كثير الطواف. قرأ عليه: عبد الله بن محمد بن فورك القباب، وأبو بكر بن مجاهد، وأحمد العجلي شيخ أبي علي الأهوازي، وزيد بن أبي بلال، وأبو بكر الشذائي، والعباس بن محمد الرملي الداجوني الصغير، ومحمد بن أحمد الباهلي. محمد بن إسماعيل بن عيسى. أبو عبد الله الجرجاني المستملي على ابن خزيمة، وعلى ابن الشرقي. سمع: مسدد بن قطن، وعمران بن موسى بن مجاشع. روى عنه: أبو الحسين الحجاجي، وغيره. محمد بن جعفر بن محمد بن خازم. أبو جعفر الخازمي الجرجاني الفقيه الشافعي صاحب ابن سريج. أحد الأئمة. محمد بن حلبس بن أحمد بن مزاحم. أبو بكر البخاري. (24/160)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 161 سمع: سهل بن المتوكل، وحمدويه بن الخطاب، ومحمد بن الضو، وعبيد الله بن واصل، وهذه الطبقة. وعنه: خلف الخيام، والحسن بن أحمد الماشي، وجماعة. مات في شعبان. محمد بن الربيع بن سليمان بن داود الجيزي المصري. أبو عبيد الله. ولد سنة تسع وثلاثين ومائتين، وسمع: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وغيره. وقد سمع من: أبيه، وهارون الأيلي. وعنه: إبراهيم بن علي التمار، وعلي بن محمد الحلبي، وأبو بكر بن المقرئ، وغيرهم.) توفي في ربيع الأول. محمد بن زكريا. أبو بكر الكاغدي المزكي. سمع: الحسين بن الفضل، وإبراهيم بن ديزل، وغيرهما. محمد بن شعيب بن إبراهيم العجلي. أبو الحسن البيهقى، مفتي الشافعية، وأحد المذكورين بالفصاحة والبراعة. تفقه على ابن سريج. وسمع: داود بن الحسين البيهقي، ومحمد بن إبراهيم البوسنجي. أخذ عنه الأستاذ أبو الوليد حسان. محمد بن عبد الله بن محمد بن أيوب الكندي. أبو عبد الله الرهاوي المعروف بالمنجم. (24/161)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 162 حدث بدمشق عن: الربيع بن سليمان، ومحمد بن علي الصائغ، وصالح ابن بشر، وجماعة. وعنه: محمد وأحمد ابنا موسى السمسار، وعبد الوهاب الكلابي. محمد بن عبد الله بن إبراهيم. أبو عبد الله الجرجاني الشافعي. قال جعفر المستغفري: كان كبش الشافعية في وقته، فقيه، مناظر. محمد بن عبدوس بن العلاء. أبو بكر النيسابوري. سمع: محمد بن يحيى، ومحمد بن يزيد، وإسحاق بن رزين. وعنه: أبو علي الحافظ، وعبد الله بن سعد. محمد بن عمرو بن هشام. أبو أحمد النيسابوري البزاز. سمع: عبد الرحمن بن بشر، والذهلي، وسعدان بن نصر، وجماعة. وعنه: أبو الوليد، وأبو علي الحافظ، والشيوخ. محمد بن الفضل بن عبد الله بن مخلد.) أبو ذر التميمي الجرجاني الفقيه، رئيس جرجان في زمانه كانت داره مجمع الفضلاء. رحل وسمع: أبا إسماعيل الترمذي، وحفص بن عمر سنجة، والحسن بن جرير الصوري، وبكر بن سهل الدمياطي، وأحمد بن عبد الرحمن الحوطي، وآخرين. روى عنه: أحمد بن أبي عمران الوكيل، وإبراهيم بن محمد بن سهل، وأسهم بن عم حمزة السهمي، وغيرهم. (24/162)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 163 محمد بن محمد ين سعيد بن بالويه. أبو العباس النيسابوري البحيري. سمع: محمد بن عبد الوهاب الفراء، وعثمان الدارمي. وعنه: أبو سعيد بن أبي بكر، وغيره. محمد بن محمد بن يحيى. أبو علي الهروي القراب. سمع: عثمان بن سعيد الدارمي، وغيرهز وعنه: أبو عبد الله بن أبي ذهل. محمد بن هارون. أبو جعفر الإصبهاني. سمع بمصر من: الربيع بن سليمان المرادي. وعنه: أبو الشيخ، وغيره. لقبه: مما. محمد بن همام. أبو العباس النيسابوري الزاهد، المجاب الدعوة. سمع: أحمد بن الأزهر، وقطن بن إبراهيم. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي، وأبو الحسن بن منصور. وكان كبير القدر ببلده، كثير الحج، رحمه الله. مطرف بن عبد الرحمن بن هاشم القرطبي المشاط. سمع: محمد بن وضاح، و مطرف بن قيس، ومحمد بن يوسف بن مطروح.) وكان رجلاً صالحاً عالماً، رحمه الله تعالى. (24/163)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 164 معاوية بن سعيد الأندلسي. يروي عن: محمد بن وضاح، وغيره. موسى بن العباس الآزاذياري. عن إبراهيم بن عتيق عن مروان الطاطري. روى عنه: عبد الله بن عدي، والإسماعيلي، وأبو زرعة الكشي، ويوسف والد حمزة الحافظ، وجماعة غير من ذكرنا. وتوفي في صفر بجرجان. 4 (الكنى) أبو عمر الدمشقي. الزاهد. توفي فيها. قاله ابن زبر. مر سنة عشرين. أبو عمران الطبري. من كبار الصوفية والزهاد. وصحب ابن الجلاء، وأبا عبد الله العرجي، وسكن القدس. حكى عنه: أحمد بن محمد الآملي، وعلي بن عبدك القزويني. (24/164)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 165 1 (وفيات سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.)

4 (حرف الألف) أحمد بن إبراهيم بن أبي أيوب المصري. سمع: بحر بن نصر، والربيع بن سليمان المؤذن، وبكار بن قتيبة. كتبت عنه وتوفي في المحرم، قاله ابن يونس. أحمد بن عبد الله. أبو بكر النحاس. وكيل أبي صخرة، بغدادي ثقة. سمع: أبا حفص الفلاس، وزيد بن أخزم، وأحمد بن بديل.) وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وعمر بن إبراهيم الكتاني، وآخرون. أحمد بن محمد بن حسن. أبو حامد بن الشرقي النيسابوري الحجة الحافظ، تلميذ مسلم. (24/165)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 166 سمع: محمد بن يحيى، وأحمد بن يوسف، وأحمد بن الأزهر، وأحمد ابن حفص بن عبد الله، وعبد الله بن بشر، وأبا حاتم، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وعبد الله بن محمد بن شاكر، وأحمد بن أبي عروة، وعبد الله بن أبي مسرة، وخلقاً. وصنف الصحيح. وكان واحد عصره حفظاً وثقة ومعرفة. حج مرات. قال السلمي: سألت دار القطني عن أبي حامد فقال: ثقة مأمون إمام. قلت: مم تكلم فيه ابن عقدة فقال: سبحان الله، ترى يؤثر فيه مثل كلامهولو كان بدل ابن عقدة يحيى بان معين. قلت: وأبو علي قال: ومن أبو علي حتى يسمع كلامه فيه. وقال الخطيب: أبو حامد ثبت حافظ متقن. وقال حمزة السهمي: سألت أبا بكر بن عبدان عن أبي عقدة إذا نقل حديثاً في الجرح والتعديل هل يقبل قوله قال: لا يقبل. نظر إليه ابن خزيمة فقال: حياة أبي حامد تحجز بين الناس وبين الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى عنه: أبو بكر محمد بن محمد الباغندي، وأبو العباس بن عقدة، وأبو أحمد العسال، وأبو أحمد بن عدي، وأبو علي الحافظ، وزاهر بن أحمد، والحسن بن أحمد المخلدي، وأبو بكر محمد بن عبد الله الجوزقي، وغيرهم. ولد سنة أربعين ومائتين، وتوفي في رمضان. وصلى عليه أخوه عبد الله. (24/166)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 167 أحمد بن محمد بن عبيد الله. أبو الحسن التمار المقرئ.) حدث عن: يحيى بن معين، وعثمان بن أبي شيبة. وعنه: ابن شاذان، وعمر الكتاني. وكان غير ثقة. قال الخطيب: بقي إلى هذا العام، وزعم أنه ولد سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين. أحمد بن محمد بن موسى بن أبي عطاء. أبو بكر القرشي، مولاهم الدمشقي المفسر. روى عن: بكار بن قتيبة، وعبد الله بن الحسين المصيصي، ووريزة بن محمد. وعنه: أبو هاشم المؤدب، وعبد الوهاب الكلابي، وغيرهما. أحمد بن محمد بن يزيد. أبو الحسن الزعفراني. بغدادي ثقة. روى عن: أحمد بن محمد بن سعيد التبعي، ومحمود بن علقمة المروزي. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين. (24/167)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 168 إبراهيم، يعرف بنهشل، بن دارم. أبو إسحاق. بغدادي، ثقة. سمع: عمر بن شبة، وعلي بن حرب. وعنه: ابن المظفر، والدارقطني، وعمر الكتاني، وغيرهم. إبراهيم بن محمد بن يعقوب. أبو إسحاق الهمداني البزار الأنماطي الحافظ ابن مموس. سمع: أزهر بن ديزيل، ويحيى بن أبي طالب، وأبا قلابة، وخلقاً كثيراً. روى عنه: صالح بن أحمد الحافظ، وأبو حاكم بن حبان، وأحمد بن إبراهيم العبقسي، وآخرون. وكان ثقة واسع الرحلة. رحل إلى الحجاز، والشام، والعراق، ومصر، واليمن. وله أفراد وغرائب.) توفي في هذا العام. إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي. أبو إسحاق البغدادي راوي الموطأ عن أ بي مصعب. سمع: أبا مصعب الزهري بالمدينة، وأبا سعيد الأشج، والحسين بن الحسن المروزي، ومحمد بن الوليد البسري، وعبيد بن أبي أسباط، وجماعة. (24/168)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 169 وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وابن المقرئ، وطائفة آخرها ابن الصلت المجبر شيخ البانياسي. وكان أبوه أمير الحاج في زمان المتوكل غير مرة، فأخذ معه إبراهيم وأسمعه من أبي مصعب. قال الدارقطني: سمعت القاضي محمد بن علي ابن أم شيبان يقول: رأيت على ظهر الموطأ المسموع من أبي مصعب فرأيت السماع على ظهره سماعاً صحيحاً قديماً: سمع الأمير عبد الصمد بن موسى الهاشمي وابنه إبراهيم. وقال حمزة السهمي: سمعت أبا الحسن بن لؤلؤ يقول: رحلت إلى سامراء، إلى إبراهيم عن عبد الصمد لأسمع الموطأ فلم أر له أصلاً صحيحاً، فتركت ولم أسمع. توفي بسامراء في أول المحرم هذه السنة. إسماعيل بن عبد الواحد. أبو هاشم الربعي المقدسي الشافعي القاضي. ولي قضاء مصر نحواً من شهرين في سنة إحدى وعشرين، ثم أصابه فالج وتحول إلى الرملة فمات بها في هذا العام. وكان من كبار الشافعية، وكان جباراً ظلوماً، ولم تطل ولايته. 4 (حرف الجيم) جعفر بن محمد. أبو الفضل القافلائي. عن: أحمد بن الوليد الفحام، ومحمد بن إسحاق الصغاني.) (24/169)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 170 وعنه: ابن المظفر، وابن شاهين، والقواس. ثقة. جعفر بن محمد بن عبدويه البرائي. عن: محمد بن الوليد البسري، وحفص الربالي، وجماعة. وعنه: ابن شاهين، والمعافى بن زكريا، وعبد الله بن عثمان الصفار. وكان ثقة. 4 (حرف الحاء) الحسن بن آدم. أبو القاسم العسقلاني نزيل مصر. روى عن: أحمد بن أبي الخناجر. قال ابن يونس: كان ثقة، يتولى عملات مصر. وتوفي بالفيوم في شوال منها. الحسن بن علي بن زيد بن حميد العباسي. مولاهم. عن: الفلاس، وحجاج الشاعر. من أهل سامراء. وروى عن: أبي هاشم الرفاعي، وطبقتهم. وعنه: الدارقطني، وابن بطة، وأبو القاسم بن الثلاج. محله الصدق. مات في المحرم وقيل: مات سنة ستٍّ. (24/170)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 171 الحسين بن محمد بن زنجي. أبو عبد الله البغدادي الدباغ. حدث عن: سلم بن جنادة، وأبي عتبة الحمصي، والحسين بن أبي زيد الدباغ. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين. توفي في رجب.) قال أبو القاسم الأبندوني: لا بأس به. 4 (حرف الخاء) الخضر بن محمد بن غوث. المدعو بغويث. أبو بكر التنوخي الدمشقي، نزيل عكا. روى عن: الربيع المرادي، وبحر بن نصر، وإبراهيم بن مرزوق. وعنه: أبو سليمان بن زبر، وعبد الوهاب الكلابي، وابن جميع، وآخرون. توفي في ذي القعدة. 4 (حرف السين) سعيد بن جابر بن موسى. أبو عثمان الكلاعي الإشبيلي. سمع: محمد بن جنادة بإشبيلية، وعبيد الله بن يحيى بقرطبة، وأحمد بن (24/171)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 172 شعيب النسائي بمصر فأكثر عنه، وأبي يعقوب إسحاق المنجنيقي، وعبد الله بن محمد بن علي الباجي، وأحمد بن عبادة. وكان ينسب إلى الكذب. قال ابن الفرضي: ولم يكن إن شاء الله كذاباً. رأيت كثيراً من أصوله تدل على صدقه وورعه في السماع. وكان محمد بن قاسم بن محمد يثني عليه. سعدون بن أحمد. أبو عثمان الخولاني المغربي الرجل الصالح. أدرك الفقيه سحنون. ثم سمع من الفقيه محمد بن سحنون، وصحب الصلحاء ورابط مدة بقصر المنستير. قال القاضي عياض: عاش مائة سنة. سيد أبيه بن العاص. أبو عمر المرادي الإشبيلي الزاهد.) سمع من: عبيد الله بن يحيى، وسعيد بن حمير، ومحمد بن جنادة. وكان الأغلب عليه علم القرآن وعبارة الرؤيا. وكان أحد العباد المتبتلين، منقطع القرين في وقته. عالي الصيت. يقال: كان مجاب الدعوة. روى عنه: عبد الله بن محمد بن علي، وغيره. قاله الفرضي. 4 (حرف العين) عبد الله بن السري. أبو عبد الرحمن الأستراباذي. (24/172)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 173 ثقة نبيل. يروي عن: عمار بن رجاء، والكديمي، وغيرهما. روى عنه: أبو جعفر المستغفري، وعبد الله بن عدي. وروي عنه أنه حدث مرة بقول شعبة: من كتبت عنه حديثاً فأنا له عبد. فقال أبو عبد الرحمن: وأنا أقول من كتب عني حديثاً فأنا له عبد. عبد الله بن محمد بن سفيان. أبو الحسن النحوي الخزاز. له مصنفات في علوم القرآن. وصحب إسماعيل القاضي. وأخذ عن: المبرد، وثعلب. روى عنه: عيسى بن الجراح. وأرخه الخطيب ووثقه. عبد الله بن محمود بن الفرج. أبو عبد الرحمن الإصبهاني، خال أبي الشيخ. حدث عن: أبي حاتم، وهلال بن العلاء، ومحمد بن النضر بن حبيب الإصبهاني. وعنه: أبو الشيخ، والحسين بن إسحاق بن إبراهيم، وابن المقرئ. عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن أبي هاشم. أبو عمرو البخاري.) سمع: جده محمد بن أبي هاشم، وسعيد بن مسعود المروزي. وعنه: محمد بن سعيد. (24/173)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 174 عبد الرحمن بن القاسم بن حبيش التجيبي. أبو القاسم المصري المالكي. عارف باختلاف أشهب. توفي في صفر. وروى عن: مالك بن يحيى السوسي. عبد الرحمن بن محمد بن العباس. أبو بكر بن الدرفس الغساني الدمشقي. سمع: أباه، والعباس بن الوليد البيروتي، وأحمد بن مسعود المقدسي، وأبا زرعة النضري. وعنه: علي بن الحسين الأذني، وأبو سليمان بن زبر، وأبو بكر بن المقرئ، وعبد الوهاب الكلابي، وأبو علي بن مهنا الداراني، وآخرون. عبد الرحمن بن معمر بن محمد. أبو عمر الجوهري المصري، أخو كهمس. ثقة، سمع: يونس بن عبد الأعلى، وطبقته. وتوفي في المحرم. عبيدون بن محمد بن فهد بن الحسن بن علي بن أٍ سد الجهني. أبو الغمر الأندلسي. ولي قضاء الأندلس بقرطبة يوماً واحداً. وكان عالي الإسناد بناحيته. يروي عن: يونس بن عبد الأعلى، وغيره. (24/174)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 175 عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الحميد بن يزيد. أبو عمرو القرطبي، مولى بني أمية. أكثر أيضاً عن: بقي بن مخلد، وعن: إبراهيم بن قاسم، وكان فقيهاً مشاوراً متحرياً فاضلاً وقوراً. وروى عنه: محمد بن محمد بن أبي دليم، وعبد الله بن محمد بن علي ووثقاه، وخالد بن سعد.) ويعرف بابن أبي زيد، وبابن برير أيضاً، فإن جده يزيد بن برير. عدنان بن الأمير أحمد بن طولون. أبو معد. روى عن: الربيع بن سليمان، وبكر بن سهل الدمياطي. وعنه: أبو هاشم المؤدب، وعبد الوهاب الكلابي، ومحمد بن أحمد المفيد. علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي. في جمادى الأولى. أرخه ابن قانع. وهذا أصح. علي بن عبد القادر بن أبي شيبة الكلاعي. الأندلسي. سمع: بقي من مخلد، ومحمد بن وضاح. وكان فقيهاً بصيراً بالفتيا، مالكياً. أرخه عياض. عمر بن أحمد بن علي بن علك الجوهري. أبو حفص. (24/175)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 176 سمع: سعيد بن مسعود المروزي، وأحمد بن سيار، وعباس الدوري، وخلقاً بمرو. وحدث ببغداد. وعنه: ابن المظفر، وعيسى، وابن شاهين، والدارقطني. وكان فقيهاً متقناً. 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن هارون العسكري. أبو بكر الفقيه. كان يتفقه لأبي ثور. روى عن: الحسين بن عرفة، وإبراهيم بن الجنيد. وعنه: أبو بكر الآجري، والدارقطني، ووثقه، والمرزباني.) مات في شوال. محمد بن أحمد بن قطن بن خالد البغدادي. أبو عيسى السمسار. سمع: الحسن بن عرفة، وحميد بن الربيع، وعلي بن حرب. وعنه: أبو الحسن الجراحي، والدارقطني، وأبو حفص الكتاني، وأبو مسلم الكاتب. وتوفي في ربيع الآخر. وقد سمع منه ابن مجاهد مع تقدمه قراءة أبي عمرو رضي الله عنه. وقد روى عنه ابن جميع، لقيه بحلب. (24/176)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 177 محمد بن أحمد بن يوسف. أبو يوسف الجريري. روى كتب المدائني، عن أحمد بن الحارث، عنه. روى عنه: ابن حيويه، وأبو بكر بن شاذان، والدارقطني، وعمر الكتاني، وتوفي في المحرم. وهو شيخ من ولد جرير بن عبد الله رضي الله عنه. محمد بن أحمد بن محمد بن نافع. أبو الحسن المصري الطحان. يروي عن: يونس الصدفي، ويزيد بن سنان القزاز. وكان أعرج. توفي في ربيع الآخر. محمد بن أحمد بن يحيى. أبو عبد الله القرطبي المعرف بالإشبيلي، الزاهد الزهري المؤدب. روى عن: محمد بن وضاح، وإبراهيم بن باز، وقاسم بن محمد. وكان وقوراً ديناً، حسن السمت. محمد بن الحسين بن معاذ الأستراباذي. كان ثقة بارعاً في الأدب، سمع من أبي قتيبة أكثر تصنيفه. ومن: عمار بن رجاء، وأحمد بن ملاعب البغدادي، وابن عوف البزوري.) (24/177)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 178 محمد بن سهل الفضيل الكاتب. سمع: الزبير بن بكار، وعمر بن شبة. وعنه الدارقطني، وغيره. وثقة الخطيب. محمد بن عبد الرحمن بن محمد. أبو العباس الدغولي السرخسي الفقيه الحافظ. إمام وقته بخراسان. سمع: الذهلي، وعبد الرحمن بن بشر، ومحمد بن إسماعيل الأحمسي، وطبقتهم بنيسابور، والعراق. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو بكر الجوزقي، وجماعة. قال أبو الوليد الفقيه: قيل لأبي العباس الدغولي: لم لا تقنت في صلاة الفجر فقال: لراحة الجسد، ومداراة الأهل والولد، وسنة أهل البلد. وعن أبي أحمد بن عدي قال: ما رأيت مثل أبي العباس الدغولي. وقال أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين الحافظ: خرجنا مع أبي خزيمة إلى سمرقند لتهنئة الأمير الشهيد والتعزية عن الأمير الماضي أبي إبراهيم. فلما انصرفنا قلت لمحمد بن إسحاق: ما رأينا في سفرنا مثل أبي العباس الدغولي. فقال أبو بكر: ما رأيت أنا مثل أبي العباس. وقال محمد بن العباس: قال الدغولي: أربع مجلدات لا تفارقني في (24/178)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 179 السفر والحضر كتاب المزني و كتاب العين و التاريخ للبخاري وكليلة ودمنة. محمد بن الزاهد بن أبي عثمان سعيد بن إسماعيل الحيري. أبو بكر النيسابوري الحافظ الأديب الزاهد الفقيه. سمع: علي بن الحسن الهلالي، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وإسماعيل القاضي، ومحمد بن غالب تمتام، وبكر بن سهل الدمياطي، وأبو بكر أحمد الحاكم، وابنه أبو سعيد. وكان من المجاهدين في سبيل الله بالثغر وبطرسوس. توفي في المحرم.) محمد بن علي بن الجارود. أبو بكر الإصبهاني. محدث، ثقة، مكثر. سمع: يونس بن حبيب، وأحمد بن معاوية. وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، وأبو بكر بن المقرئ، ومحمد بن عبد الرحمن بن مخلد. وروى عن: يحيى بن النضر، عن أبي داود الطيالسي. محمد بن عمران بن مهيار. أبو أحمد الصيرفي. سمع: حميد بن الربيع، وعبد الله بن علي بن المديني. وعنه: ابن حيويه، وعبد الله بن عثمان الصفار. وثقة الدارقطني. (24/179)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 180 محمد بن محمد بن إسحاق بن يحيى. العلامة أبو الطيب ابن الوشاء، البغدادي النحوي الإخباري. أخذ عن: ثعلب، والمبرد. وبرع في فنون الأدب. وألف كتباً كثيرة منها: الجامع في النحو، وكتاب المذكر والمؤنث، و كتاب خلق الإنسان، وكتاب السلوان، وكتاب سلسلة الذهب، وكتاب حدود الظرف، وغير ذلك. توفي هذا العام. محمد بن المسور بن عمر بن محمد الأندلسي. مولى بني هاشم. يروي عن: محمد بن وضاح، ومحمد الخشني. وكان ثقة حافظاً للفقه، مشاوراً في الأحكام، زاهداً. محمد بن المعلى الشونيزي. أبو عبد الله. (24/180)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 181 سمع: يعقوب الدورقي، وجماعة.) وعنه: أبو حفص الزيات، وأبو بكر بن شاذان. وقد قرأ على محمد بن غالب صاحب شجاع البلخي. قرأ عليه: أحمد بن محمد العجلي، وعبد الغفار الحصيني، وأبو بكر الشذائي، وغيرهم. محمد بن هاشم بن محمد بن عمر. العلامة أبو الفضل القرطبي، مولى آل العباس. ثقة ضابط. يروي عن: ابن وضاح، وابن باز. وكان فقيهاً بصيراً بالأقضية. مسرور بن يعقوب القلوسي. عن: علي بن حرب، وغيره. وعن محمد بن جعفر زوج الحرة، وابن شاهين. وكان صدوقاً. محمد بن أبي الأزهر مزيد بن محمود. أبو بكر الخزاعي البغدادي. حدث عن: لوين، وأبي كريب، وإسحاق بن أبي إسرائيل، والزبير بن بكار. وعنه: الدارقطني، وأبو بكر بن شاذان، والمعافى الجريري، وغيرهم. قال محمد بن عمران المرزباني: كان كذاباً. كذبه أصحاب الحديث. مكي بن عبدان بن محمد بن بكر بن مسلم. أبو حاتم التميمي النيسابوري. (24/181)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 182 سمع: عبد الله بن هاشم، ومحمد بن يحيى، وأحمد بن حفص بن عبد الله، وأحمد بن يوسف السلمي، وعمار بن رجاء، ومسلم بن الحجاج. وعنه: أبو علي بن الصواف، وعلي بن عمر الحربي، وأبو أحمد الحاكم، وأبو بكر محمد بن عبد الله الجوزقي، وآخرون من أهل نيسابور وبغداد. قال أبو علي الحافظ: هو ثقة مأمون مقدم على أقرانه المشايخ. وقال الحاكم: مولده سنة اثنتين وأربعين ومائتين، وتوفي في جمادى الآخرة سنة خمسٍ.) وصلى عليه أبو حامد بن الشرقي. وقد حدث عنه ابن عقدة الحافظ إجازة. أخبرنا ابن أبي عصرون، أنا أبو روح، أنا زاهر، أنبا عبد الرحمن بن علي التاجر، أنبا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، أنبا مكي ابن عبدان، اثنا أحمد بن الأزهر، اثنا أبو أسامة، عن الأعمش، عن زيد بن وهب قال: كنا نصلي مع عبد الله الجمعة ثم نرجع نقيل. موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان. أبو مزاحم المقرئ المحدث ابن وزير المتوكل. سمع: عباس بن محمد الدوري، وأبو بكر المروذي، وأبا قلابة الرقاشي، وغيرهم. وعنه: أبو بكر الآجري، وعبد الواحد بن هاشم المقرئ، والمعافى (24/182)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 183 الجريري، وأبو عمر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين. وكان متبحراً في حرف الكسائي، تلا به على: الحسن بن عبد الوهاب صاحب الدوري. قرأ عليه الكبار: أحمد بن نصر الشذائي، ومحمد بن أحمد الشنبوذي، وغيرهما. وكان من جلة العلماء. قال الخطيب: كان ثقة من أهل السنة. مات رحمه الله في ذي الحجة. قلت: سمعت قصيدته في التجويد بعلو. 4 (حرف النون) نهشل بن دارم. عن: علي بن حرب. وعنه: ابن شاهين، وعمر الكتاني. وثقة الخطيب. 4 (حرف الياء) يحيى بن عبد الله بن يحيى بن إبراهيم البغدادي. أبو القاسم العطار.) سمع: محمد بن أبي مذعور، والحسن بن عرفة، والزعفراني. وعنه: يوسف القواس، وعمر بن شاهين، وغيرهما. وثقه الخطيب. (24/183)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 184 4 (الكنى) أبو حامد بن الشرقي. هو أحمد بن محمد بن الحسن. تقدم. (24/184)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 185 1 (وفيات سنة ست وعشرين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن حم. أبو القاسم البلخي الصفار. في شوال. كان من أئمة الحنفية. عاش سبعاً وثمانين سنة. أحمد بن زياد بن محمد بن زياد. اللخمي القرطبي أبو القاسم. سمع: ابن الوضاح، وكان مختصاً به، وإبراهيم بن باز. وكان فاضلاً زاهداً، تضعف لقلته رحمه الله. أحمد بن صالح. أبو جعفر الخولاني المصري. نزيل دمياط. (24/185)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 186 يروي عن: يونس بن عبد الأعلى، وغيره. توفي في صفر. أحمد بن عامر بن محمد بن يعقوب. أبو الحسن الطائي الدمشقي. روى عن: أبيه، والربيع بن سليمان، والنضر بن عبد الله الحلوائي، وجماعة.) وعنه: أبو الحسن الرازي، وعبد الوهاب الكلابي. أحمد بن علي بن بيغجور. أبو بكر بن الإخشيد المتكلم المعتزلي. روى في مصنفاته عن: أبي مسلم الكجي، وموسى بن إسحاق الأنصاري، ومات كهلاً في هذا العام. قال الوزير أبو محمد بن حزم: رأيت لأبي بكر أحمد بن علي بن بيغجور المعروف بابن الإخشيد، أحد أركان المعتزلة، وكان أبوه من أبناء الملوك فرغانة الأتراك. وقد ولي أبوه الثغور، وكان أبو بكر يتفقه للشافعي، فرأيت له في بعض كتبه يقول: التوبة هي الندم فقط وإن لم ينو مع ذلك ترك المراجعة لتلك الكبيرة. وهذا أشنع ما يكون من قول المرجئة. لأن كل مسلم نادم على ما يفعله من الكبائر. قلت: ومن تلامذة أبي بكر هذا القاضي أبو الحسن محمد بن محمد بن عمرو النيسابوري المعتزلي الملقب بالبيض. ورأيت له كتاباً حافلاً في نقل القرآن. وقد روى فيه عن جماعة وبحث فيه بحوثاً جيدة. (24/186)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 187 عاش ستاً وخمسين سنة، أرخه الخطيب. وقد ارتحل إلى أبي خليفة الجمحي. أحمد بن محمد بن حسن بن قريش. أبو نصر الماهيناني المروزي. في ربيع الأول. أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن الفضل. أبو الفتح الهاشمي العباسي. حدث في هذا العام عن: أبن عرفة، وعباد بن الوليد العنزي. وعنه: ابن الثلاج، وأبو القاسم بن الصيدلاني. أحمد بن محمد بن عبد الواحد. أبو الحسن المصري الكتاني، بتاء مثقلة. روى عن: يونس بن عبد الأعلى، وعلي بن زيد الفرائضي.) أرخه ابن يونس: وقال: لم يكن بذاك. أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث. أبو ذر الباغندي، واسطي الأصل البغدادي الدار. سمع: عمر بن شبة، وعبيد الله بن سعد الأزهري، وعلي بن إشكاب، وسعدان بن نصر. وعنه: الدارقطني، والمعافى، وأبو حفص بن شاهين. (24/187)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 188 قال فيه الدارقطني: ما علمت إلا خيراً وأصحابنا يؤثرونه على أبيه. أحمد بن موسى بن حماد. أبو حامد النيسابوري. توفي في شعبان، وله مائة وسبع سنين أو نحو ذلك. وهو آخر من سمع من محمد بن رافع، لكنه حلف أن لا يحدث. أحمد بن موسى. أبو جعفر التونسي التمار. فقيه مناظر. سمع: يحيى بن عمرو الفران. إبراهيم بن داود القصار. أبو إسحاق الرقي الزاهد. من مشايخ الشام. عمر زماناً، وصحب الكبار. حكى عنه: إبراهيم بن المولد، وغيره. ومن كلامه: ما دام لأعراض الكون في قلبك خطر فاعلم أنه لا خطر لك عند الله. وقال: التوكل السكون إلى مضمون الحق. إبراهيم بن عبدوس. وهو ابن عبد الله بن أحمد بن حفص الحرسي النيسابوري الحيري. أبو إسحاق العدل. سمع: محمد بن يحيى، وأحمد بن الأزهر، وعثمان الدارمي، وطائفة.) وعنه: أبو علي النيسابوري، وأبو الطيب ربيع بن محمد الحاتمي، وجماعة. (24/188)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 189 وهو من بيت العلم والجلالة. ملت في جمادى الأولى. أيوب بن سليمان بن حكم بن عبد الله بن بلكايش بن آليان القوطي القرطبي. أبو سليمان. صحب بقي بن مخلد وأكثر عنه. ورحل إلى العراق، فسمع من: إسماعيل بن إسحاق القاضي. وكان مجتهداً لا يرى التقليد. وكان مع علمه شريفاً. وعلى يد جده آليان دخل الإسلام الأندلس. روى عنه: ابنه سليمان. 4 (حرف الباء) بكر بن محمد بن إبراهيم بن زياد بن المواز. الإسكندراني، المالكي. سمع أباه. 4 (حرف الجيم) جبلة بن محمد بن كريز بن سعيد بن قتادة الصدفي. أبو قمامة. رأى أبا شريك المعافري. وحدث عن: يونس، وعيسى بن مثرود، وبحر بن نصر. قال ابن يونس: سمعنا منه، وكان صدوقاً. مات في شوال. جعفر بن أحمد بن عبد السلام. أبو الفضل البزاز. (24/189)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 190 يروي عن: يونس بن عبد الأعلى، ويزيد بن سنان. قال ابن يونس: ما علمت عليه إلا خيراً.) 4 (حرف الخاء) الحسين بن روح بن بحر. أبو القاسم القيني أو القسي. وكذا صورته في تاريخ يحيى بن أبي علي الغساني، وخطة معلق سقيم. ثم قال: هو الشيخ الصالح أحد الأبواب لصاحب الأمر. نص عليه بالنيابة أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري عنه، وجعله من أول من يدخل عليه حين جعل الشيعة طبقات. وقد خرج على يديه تواقيع كثيرة. فلما مات أبو جعفر صارت النيابة إلى أبي القاسم. وجلس في الدار ببغداد، وجلس حوله الشيعة، وخرج ذكاء الخادم ومعه عكازه ومدرح وحقة، وقال: إن مولانا قال: إذا دفنني أبو القاسم وجلس، فسلم هذا إليه. وإذا في الحق خواتيم الأئمة. ثم قام في آخر اليوم ومعه طائفة. فدخل دار أبي جعفر محمد بن علي الشلمغاني، وكثرت غاشيته، حتى كان الأمراء يركبون إليه والوزراء والمعزولون عن الوزارة والأعيان. وتوصف الناس عقله وفهمه، فقال علي بن محمد الإيادي، عن أبيه قال: شاهدته يوماً وقد دخل عليه أبو عمر القاضي، فقال له أبو القاسم: صواب الرأي عند المشغف عبرة عند المتورط، فلا يفعل القاضي ما عزم عليه. (24/190)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 191 فرأيت أبا عمر قد نظر إليه ثم قال: من أين لك هذا قال له: إن كنت قلت لك ما عرفته، فمسألتي من أين لي فضول، وإن كنت لم تعرفه، فقد ظفرت بي. فقبض أبو عمر على يديه وقال: لا، بل والله أؤخرك ليومي ولغدي. فلما خرج أبو عمر قال أبو القاسم: ما رأيت محجوجاً قط يلقى البرهان بنفاق مثل هذا، لقد كاشفته بما لم أكاشف به أمثاله أبداً. ولم يزل أبو القاسم على مثل هذه الحال مدة وافر الحرمة إلى أن ولي الوزارة حامد بن العباس، فجرت له معه خطوب يطول شرحها. قتل: ثم ذكر ترجمته في ست ورقات، وكيف قبض عليه وسجن خمسة أعوام، وكيف أطلق لما خلعوا المقتدر من الحبس، فلما أعيد إلى الخلافة شاوروه فيه فقال: دعوه، فبخطيه جرى) علينا ما جرى. وبقيت حرمته على ما كانت إلى أن توفيت في هذه السنة. وقد كاد أمره أن يظهر ويستفحل، ولكن وقى الله شره. ومما رموه به أنه يكاتب القرامطة ليقدموا ويحاصروا بغداد، وأن الأموال تجبى إليه، وقد تلطف في الذب عن نفسه بعبارات تدل على رزانته و وفور عقله ودهائه وعلمه. وكان يفتي الشيعة ويفيدهم. وله رتبة عظيمة بينهم. الحسن بن الضحاك بن مطر. سمع: عجيف بن آدم، وعلي بن النضر الطواويسي. وعنه: أبو بكر سليمان بن عثمان، وغيره من أهل بخارى. الحسن بن عبد الله بن محمد. أبو عبد الملك الأندلسي زونان. سمع: عبيد الله، وابن وضاح. (24/191)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 192 وأم بجامع قرطبة رحمه الله تعالى. الحسن بن علي بن زيد. أبو محمد السامري. سمع: حجاج بن الشاعر، ومحمد بن المثنى، وأبا حفص الفلاس. وعنه: أبو عبد الله بن بطة، وأبو القاسم بن الثلاج، والدارقطني. مستقيم الحديث. مات سنة خمسٍ، وقيل: سنة ست وعشرين. حميد بن محمد الشيباني. أبو عمرو النيسابوري. رئيس نبيل. سمع: السري بن خزيمة، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وإسماعيل القاضي. وعنه: أبو سعيد بن أبي بكر، وعمر بن أحمد الزاهد، وغيرهما. 4 (حرف الشين) ) شعيب بن محمد بن عبيد الله. أبو الفضل البغدادي الكاتب. سمع: عمر بن شبة، وعلي بن حرب. وعنه: الدارقطني، وأبو الطاهر الذهبي، وغيرهما. وكان ثقة. 4 (حرف العين) عباس بن أحمد بن محمد بن ربيعه. أبو الفضل بن الصباغ السلمي الدمشقي. (24/192)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 193 سمع: عمران بن موسى الطرسوسي، والعباس البيروتي، وأحمد بن أصرم المعقلي. وعنه: أبو هاشم عبد الجبار المؤدب، وعبد الوهاب الكلابي. عباس بن منصور بن العباس بن شداد. أبو الفضل الفرنداباذي. وفرنداباذ: قرية على باب نيسابور. كان فقيهاً حنفياً. سمع: عتيق بن محمد، وأيوب بن الحسن بن زاهد، وأحمد بن يوسف السلمي، والذهلي. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي، والشيوخ. عبد الله بن العباس الشمعي. أبو محمد الوراق. بغدادي، يروي عن: علي بن حرب، وأحمد بن ملاعب. وعنه: الدارقطني، ويوسف القواس، وابن شاهين. عبد الله بن محمد بن الحسن الكاتب. عن: علي بن المديني. وعنه: أبو القاسم عبد الله بن الثلاج وحده، ولكن أبا القاسم متهم. (24/193)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 194 عبد الله بن الهيثم بن خالد. أبو محمد الطيني الخياط. سمع: الحسن بن عرفة، وأبا عتبة أحمد بن الفرج الحمصي.) وعنه: يوسف القواس، والدارقطني ووثقه. عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين المهري. أبو محمد مصري ثقة. كان ينسخ للناس. روى عن: سلمة بن شبيب، والحارث بن مسكين، وأبي الطاهر بن السرح، والقدماء. روى عنه: ابن يونس، والطبراني، وأبو بكر بن المقرئ، وأهل مصر والغرباء. وكان أسند من بقي. توفي في الحرم من السنة عن سن عالية. عبد العزيز بن جعفر. أبو شيبة الخوارزمي ثم البغدادي. عن: الحسن بن عرفة، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وحميد بن الربيع. وعنه: القاضي الجراحي، وأبو الحسن الدارقطني، وجماعة. أرخه الخطيب ووثقه. عبد بن محمد بن محمود بن مجاهد. أبو بكر النسفي المؤذن الزاهد. سمع: عيسى بن أحمد العسقلاني، وأبا عيسى الترمذي، وطفيل بن زيد. (24/194)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 195 وعنه: عبد المؤمن بن خلف، ومحمد بن زكريا، وأهل نسف. عثمان بن أبي الزنباع روح بن الفرج. أبو عمرو. يروي عن: والده، وجماعة. توفي بدمياط في أول السنة. قال ابن يونس: كتبت عنه، وكان ثقة صالحاً. علي بن جعفر بن مسافر التنيسي. عن: أبيه. وكان صحيح السماع. علي بن محمد بن أحمد بن الجهم.) أبو طالب الكاتب. بغدادي، ثقة، مشهور، أضر في آخر عمره، وكان أحد العلماء. سمع: الحسن بن عرفة، ومحمد بن المثنى، وعلي بن حرب. وعنه: محمد بن المظفر، والدارقطني، و أبو حفص بن شاهين. توفي في آخر السنة، وله تسعون عاماً. 4 (حرف الميم) مبرمان النحوي. هو محمد بن علي بن إسماعيل، أبو بكر العسكري مصنف شرح سيبويه ولم يتمه. (24/195)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 196 لقبه المبرد: مبرمان، لكثرة سؤاله وملازمته له. أفاد الناس بالأهواز مدة، وكان دني النفس مهيناً، يلح في الطلب من تلامذته. وكان إذا أراد أن يذهب إلى منزله أحضر حمال طبلية وقعد فيها وحمله، من غير عجزٍ به. وربما بال على الحمال، فيصيح ذاك الحمال، فيقول: احسب أنك حملت رأس غنم. وربما كان يتنقل بالتمر، ويحدف الناس من الطبلية بالنوى. أخذ عنه الكبار: كأبي سعيد السيرافي، وأبي علي الفارسي. وله كتاب العيون، وكتاب علل النحو. محمد بن جعفر بن رميس القصري. بغدادي، وثقه الدارقطني وروى عنه. يروي عن: الحسن بن محمد الزعفراني، وجماعة. محمد بن جعفر بن بشير. أبو عبد الله البلخي. توفي في رجب ببلخ. محمد بن شريك بن محمد. أبو بكر الإسفرائيني. سمع: الحارث بن أبي أسامة. محمد بن عبد الله بن الحسين.) أبو بكر البغدادي العلاف، المعروف بالمستعيني. حدث عن: الحسين بن عرفة، وعلي بن حرب. (24/196)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 197 وعنه: الدارقطني، والقواس، وعبد الله بن عثمان الصفار. وقال الخطيب: ثقة. توفي سنة خمسٍ، وقيل: سنة ستٍّ وعشرين. محمد بن القاسم بن زكريا. أبو عبد الله المحاربي الكوفي السوداني. يروي عن: أبي كريب محمد بن العلاء، وهشام بن يونس، وحسين بن نصر بن مزاحم، وسفيان بن وكيع. قال أبو الحسن بن حماد الحافظ: توفي في صفر. ما رؤى له أصل قط. وحضرت مجلسه، وكان ابن سعيد يقرأ عليه كتاب النهي، عن حسين بن نصر ابن مزاحم. قال: وكان يؤمن بالرجعة. قلت: روى عنه: محمد بن عبد الله الجعفي، وأبو الحسن الدارقطني. محمد بن محمد بن إسحاق بن راهويه الحنظلي. سكن ببغداد، وتولى بها القضاء نيابة في هذه السنة. وكان إماماً عارفاً بمذهب مالك. روى عن: محمد بن المغيرة الهمداني. وعنه: أبو الفضل الشيباني. (24/197)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 198 4 (حرف الهاء) هاني بن المنذر. أبو تمامه الصدفي المصري. سمع: يونس بن عبد الأعلى، وعيسى بن إبراهيم بم مثرود. وعنه: المصريون. وقد رأى أبا شريك يحيى بن يزيد. 4 (حرف الواو) ) الوليد بن محمد بن العباس بن الوليد بن الدرفس. سمع: أباه، وأبا أمية، الطرسوسي، والربيع بن سليمان. وعنه: أبو سليمان بن زبر، وأبو هاشم المؤدب، وعبد الوهاب الكلابي، وهو من بيت علم. كنيته أبو العباس الدمشقي. (24/198)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 199 1 (وفيات سنة سبع وعشرين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن إبراهيم بن الخليل القزويني. جد أبي يعلى الخليلي. سمع: محمد بن ماجة، وإبراهيم بن ديزيل. وكتب السنن عن ابن ماجة بيده. أحمد بن بشر بن محمد بن إسماعيل بن بشر التجيبي. أبو عمر الأندلسي ابن الأغبس القرطبي اللغوي. روى عن: محمد بن وضاح، ومطرف بن قيس، والخشني. وكان شافعي المذهب، يميل إلى النظر والحجة رحمه الله. روى عنه جماعة. وكان بارعاً في اللغة، ثقة. (24/199)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 200 أحمد بن سعيد بن مسعدة لأندلسي. من أهل مدينة وادي الحجارة. توفي في ذي الحجة كهلاً. يروي عن: أحمد بن خالد الحباب، والمتأخرين. أحمد بن عبد الله بن أبي طالب. أبو عمر الأصبحي الأندلسي الفقيه، القاضي بالأندلس. ولي قضاء قرطبة بعد أحمد بن بقي. قاله ابن الفرضي مختصراً. أحمد بن عثمان بن أحمد.) أبو الطيب السمسار. هو والد أبي حفص بن شاهين. سمع: الرمادي، وعباساً الدوري، وجماعة. وعنه: ولده، وابن سمعون. وثقه الخطيب. مات في رجب. أحمد بن علي بن عيسى بن مالك. أبو عبد الله الرازي. عن: موسى بن نصر، وأبي حاتم، ويحيى بن عبدك. وعنه: أبو حفص الزيات، ويوسف القواس، وأبو القاسم بن الصيدلاني، وجماعة. (24/200)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 201 لا أعلم موته، لكنه حدث ببغداد في السنة. أحمد بن محمد بن أحمد بن سلم. أبو الحسن المخرمي الكاتب. سمع: الزبير بن بكار، والحسن بن محمد بن الصباح، وعلي بن حرب. وعنه: الدارقطني، وأبو الحسين بن سمعون الواعظ. وكان ثقة. أحمد بن محمد بن سعيد بن موسى بن حدير. أبو عمر القرطبي. سمع: محمد بن وضاح، وعبد الله بن مسرة. وحج سنة خمسٍ وسبعين ومائتين وولي الوزارة والمظالم فحمد. أحمد بن عثمان بن أحمد بن شاهين البغدادي. أبو عمر. روى عن: عباس الدوري، وأحمد بن منصور الرمادي. وعنه: ولده الحافظ أبو حفص بن شاهين، وأبو الحسين بن سمعون. وثقه الخطيب. أحمد بن محمد بن إسماعيل.) أبو بكر الأدمي المقرئ. المعمر المعروف بالحمزي، لأنه أقرأ الناس دهراً بحرف حمزة في جامع المدينة. وحمل الناس عنه لضبطه وزهده وخيره، وهو أجل أصحاب أبي أيوب سليمان بن يحيى الضبي. (24/201)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 202 روى القراءة عنه عرضاً: محمد بن أشتة، وعبد الله بن الصقر، ومحمد بن أحمد الشنبوذي، وعبد الله بن الحسين. وقد سمع: الحسن بن عرفة، والفضل بن سهل الأعرج. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين. وكان صالحاً ثقة عالماً. مات في ربيع الآخر وله تسعون سنة رحمه الله. أحمد بن محمد بن الحسين. أبو الحسين الخداشي النيسابوري. سمع: أحمد بن يوسف السلمي، والرمادي، وسعدان بن نصر، وأبا زرعة الحافظ. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو الحسين بن يعقوب الحجاجي. أحمد بن أبي إدريس. أبو بكر الأمام بحلب. توفي في شهر صفر. أحمد بن يحيى بن علي بن يحيى بن المنجم. أبو الحسن. من كبار المعتزلة، ببغداد رأساً فيهم. عمر يقال جاوز التسعين. حدث عن: أبيه، وعميه أحمد وهارون. إبراهيم بن داود القرطبي. سمع: محمد بن وضاح، والخشني. توفي في غزاة الخندق سنة سبعٍ وعشرين. (24/202)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 203 إسحاق بن إبراهيم بن بيان، وقيل بنان، النضري الجوهري.) سكن دمشق، وحدث عن: أبي أمية، وسليمان بن سيف الحراني، والربيع بن سليمان المرادي. وعنه: علي بن أحمد بن ثابت، وأبو أحمد بن ذكوان، وعبد الوهاب الكلابي، وآخرون. إسماعيل بن محمد الحكمي. عن: حنبل بن إسحاق. وعنه: أبو أحمد بن عدي. مات بأستراباذ في ربيع الأول. 4 (حرف الجيم) جحاف بن يمن الأندلسي الفقيه. قاضي بلنسية. قتل في غزاة. 4 (حرف الحاء) حجاج بن أحمد بن حجاج. أبو يزيد المعافري الإسكندري. سمع: محمد بن حماد الظهراني، وغيره. توفي في شوال. الحسن بن القاسم بن دحيم عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي. القاضي أبو علي. (24/203)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 204 حدث عن: أبي أمية الطرسوسي، والعباس بن الوليد البيروتي، وجماعة. وعنه: ابن المظفر، وأبو بكر بن المقرئ، وآخرون. وكان إخبارياً علامة. توفي بمصر في المحرم. الحسين بن القاسم بن جعفر. أبو علي الكوكبي الكاتب، الإخباري، الأديب. سمع: أبا بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبا العيناء. وعنه: المعافى الجريري، والدارقطني، وإسماعيل بن سويد.) قال الخطيب: ما علمت من حاله إلا خيراً. الحسين ابن القاضي أبي زرعة محمد بن عثمان الدمشقي. أبو عبد الله قاضي دمشق وابن قاضيها. ولي قضاء ديار مصر سنة أربعٍ وعشرين، وتوفي يوم عيد الأضحى سنة سبعٍ بمصر. هذا ما قال فيه ابن عساكر. ولما غلب الإخشيد على ديار مصر أقام الحسين في القضاء. وكان قضاء مصر إلى ابن أبي الشوارب، وهو مقيم ببغداد فيستخلف من شاء. فكتب بالعهد إلى الحسين، وركب بالسواد وقرء عهده. واستناب الإمام أبا بكر بن الحداد شيخ ديار مصر. وكان الحسين كبير القدر معظماً، نقيبه بسيف ومنطقة. وكان ينفق على مائدته في الشهر أربعمائة دينار. (24/204)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 205 واتسعت ولايته، وجمع له القضاء بمصر والشام، فحكم على مصر، ودمشق، وحمص، والرملة، وكثرت نوابه. ولكن لم تمتد أيامه، وعاش ثلاثاً وأربعين سنة. وكان كريماً جواداً عارفاً بالقضاء، منفذاً للأحكام. 4 (حرف الزاي) زريق بن عبد الله بن نصر. أبو أحمد المخرمي الدلال. سمع: عباساً الدوري، ومحمد بن عبد النور المقرئ، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي. وعنه: أبو القاسم بن الثلاج، والدارقطني، وأبو الحسن بن الجندي. قال الدارقطني: لم يكن به بأس. قيل: مات في رمضان. 4 (حرف السين) سفيان بن محمد بن حاجب. أبو الفضل النيسابوري الجوهري. سمع: أحمد بن يوسف، ومحمد بن يزيد، وقطن بن إبراهيم النيسابوريين، وأبا حاتم الرازي،) وأبا قلابة الرقاشي. وعنه: أبو علي الحافظ وانتقى له فوائد، وأبو بكر الجوزقي، وأبو يعلى حمزة بن عبد العزيز المهلبي، و آخرون. 4 (حرف العين) عبد الله بن أحمد بن محمود. رأس المعتزلة أبو القاسم الكعبي. (24/205)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 206 عبد الله بن محمد الفارسي التاجر. حدث بأستراباذ عن: يعقوب بن سفيان الحافظ، وغيره. وعنه: أبو جعغر المستغفري، وغيره. عبد الرحمن بن القاسم بن عبد الرحمن بن أبي صالح عبد الغفار بن داود. أبو مسلم الحراني ثم المصري. سمع: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وبحر بن نصر بن سابق، وإبراهيم بن مرزوق، ومحمد بن إسماعيل الصائغ بمكة. وعني بالحديث. توفي في شوال. وقل ما روى لأنه كان يمتنع. عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر بن داود ابن مهران. أبو محمد التميمي الحنظلي، وقيل: بل الحنظلي فقط. وهي نسبة إلى درب حنظلة بالري، كان يسكنه والده. (24/206)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 207 هو الإمام ابن الإمام حافظ الري وابن حافظها. رحل مع أبيه صغيراً وبنفسه كبيراً. وسمع: أباه، وابن وارة، وأبا زرعة، والحسين بن عرفة، وأحمد بن سنان القطان، وأبا سعيد الأشج، وعلي بن المنذر الطريقي، و يونس بن عبد الأعلى، وخلقاً كثيراً بالحجاز، والشام، ومصر، والعراق، والجبال، والجزيرة. روى عنه: الحسين بن علي حسينك التميمي، و يوسف الميانجي، و أبو الشيخ، وعلي بن عبد العزيز بن مردك، و أحمد بن محمد بن الحسين البصير، وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن أسد) الفقيه، وأبو علي حمد بن عبد الله الإصبهاني، و إبراهيم وأحمد ابنا محمد بن عبد الله بن يزداد، وإبراهيم بن محمد النصراباذي، و أبو سعيد عبد الله بن محمد الرازي، و علي بن محمد القصار، وآخرون. قال أبو يعلى الخليلي: أخذ علم أبيه وأبي زرعة، وكان بحراً في العلوم ومعرفة الرجال. صنف في الفقه واختلاف الصحابة والتابعين وعلماء الأمصار. قال: وكان زاهداً يعد من الأبدال. وقال يحيى بن مندة: صنف ابن أبي حاتم المسند في ألف جزء، وكتاب الزهد، وكتاب الكنى، و الفوائد الكثيرة، و فوائد الرازيين، و كتاب مقدمة الجرح والتعديل، وأشياء. قلت: وله كتاب في الجرح والتعديل في عدة مجلدات تدل على سعة حفظ الرجل وإمامته. وله كتاب في الرد على الجهمية في مجلد كبير يدل على تبحره في السنة. وله تفسير كبير سائره آثار مسندة في أربع مجلدات كبار، قل أن يوجد مثله. وقد صنف أبو الحسين علي بن إبراهيم الرازي الخطيب المجاور بمكة لأبي محمد ترجمة قال فيها: سمعت علي بن الحسن المصري ونحن في جنازة (24/207)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 208 ابن أبي حاتم يقول: قلنسوة عبد الرحمن من السماء. وما هو بعجبٍ، رجل منذ ثمانين سنة على وتيرة واحدة، لم ينحرف عن الطريق. وسمعت علي بن أحمد الفرضي يقول: ما رأيت أحداً ممن عرف عبد الرحمن بن أبي حاتم ذكر عنه جهالة قط. وسمعت عباس بن أحمد يقول: بلغني أن أبا حاتم قال: ومن يقوى على عبادة عبد الرحمن. لا أعرف لعبد الرحمن ذنباً. سمعت ابن أبي حاتم يقول: لم يدعني أبي أشتغل في الحديث حتى قرأت القرآن على الفضل بن شاذان الرازي ثم كتبت الحديث. قال أبو الحسن: وكان عبد الرحمن قد كساه الله بهاء ونوراً يسر به من نظر إليه. سمعته يقول: أخرجني أبي، يعني رحل بي، سنة خمسٍ وخمسين ومائتين وما احتملت بعد، فلما أن بلغنا الليلة التي خرجنا فيها من المدينة نريد ذا الحليفة احتلمت فحكيت لأبي، فسر بذلك رحمه الله، وحمد الله حيث أدركت حجة الإسلام. وسمع عبد الرحمن في هذه السنة من محمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ صاحب ابن عيينة.) قال: وسمعت علي بن أحمد الخوارزمي يقول: سمعت عبد الرحمن يقول: كنا بمصر سبعة أشهر لم نأكل فيها مرقةً، كل نهارنا مقسم لمجالس الشيوخ، وبالليل للنسخ والمقابلة. فأتينا يوماً أنا ورفيق لي شيخاً فقالوا: هو عليل. فرأينا في طريقنا سمكةً أعجبتنا. قال: فاشتريناه، فلما صرنا إلى البيت حضر وقت مجلس بعض الشيوخ ولم يمكننا إصلاحه ومضينا إلى المجلس. فلم نزل حتى أتى عليه ثلاثة أيام وكاد أن يتغير، فأكلناه نياً، ولم يكن لنا فراغ أن نعطيه لمن يشويه. ثم قال: لا يستطاع العلم براحة الجسد. قال أبو الحسن: كان له ثلاث رحلات: رحلة مع أبيه سنة خمسٍ والسنة التي بعدها. ثم إنه حج مع محمد بن حماد الظهراني في الستين ومائتين. (24/208)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 209 ثم رحل بنفسه إلى السواحل، والشام، ومصر، في سنة اثنتين وستين ومائتين. ثم إنه رحل إلى إصبهان، فأدرك يونس بن حبيب ونحوه في سنة أربع وستين. سمعت أبا عبد الله القزوني الواعظ يقول: إذا صليت مع عبد الرحمن فسلم نفسك إليه يعمل بها ما يشاء. ودخلنا يوماً على أبي محمد يغلس في مرض موته، فكان على الفراش قائماً يصلي، وركع فأطال الركوع. وقال عمر بن إبراهيم الهروي الزاهد: ثنا الحسين بن أحمد الصفار: سمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم يقول: وقع عندنا الغلاء، فأنفذ بعض أصدقائي حبوباً من إصبهان، فبعته بعشرين ألف درهم، وسألني أن أشتري له داراً عندنا، فإذا نزل عندنا نزل فيها. فأنفقتها على الفقراء. فكتب إلي: ما فعلت قلت: اشتريت لك بها قصراً في الجنة. قال: رضيت إن ضمنت ذلك لي، فتكتب على نفسك صكاً. قال: ففعلت، فأريت في المنام، قد وفينا بما ضمنت، ولا تعد لمثل هذا. وقال أبو الوليد سليمان بن خلف الباجي: عبد الرحمن بن أبي حاتم، ثقة حافظ. وقال أبو الربيع: محمد بن الفضل البلخي: سمعت أبا بكر محمد بن مهرويه الرازي: سمعت علي بن الحسين بن الجنيد: سمعت يحيى بن معين يقول: إن لنطعن على أقوام لعلهم حطوا رحالهم في الجنة منذ أكثر من مائتي سنة.) قال ابن مهرويه: فدخلت على ابن أبي حاتم وهو يقرأ على الناس كتاب الجرح والتعديل فحدثته بهذا، فبكى وارتعدت يداه حتى سقط الكتاب. وجعل يبكي ويستعيدني الحكاية. توفي رحمه الله في المحرم في عشر التسعين. (24/209)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 210 عبد الرحمن محمد بن عصام أو عصيم. أبو القاسم القرشي، مولاهم الدمشقي. سمع: هشام بن عمار. وكان يسكن بباب الجابية. روى عنه: أبو الحسين الرازي، ومحمد بن موسى السمسار، وعبد المحسن بن عمر الصفار. عبد الرحيم بن محمد بن عبد الله بن مخلد. أبو القاسم المخلدي. في ذي القعدة. عبد المؤمن بن حسن بن كردوس. أبو بكر المصري. جل صالح. روى عن: الربيع المرادي، و غيره. قاله ابن يونس. عبد الواحد بن محمد بن سعيد. أبو أحمد الأرغياني. سمع: عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، وأحمد بن سعيد الدارمي. وبالعراق: محمد بن إسماعيل الأحمسي، و الرمادي. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي، وشيوخ نيسابور. وقع لي حديثه من رواية أبي بكر بن مهران المقرئ، ومن رواية أبي بكر الجوزقي، عنه. عثمان بن خطاب بن عبد الله بن عوام. أبو عمر البلوي المغربي الأشج المعروف بأبي الدنيا الذي ادعى أنه سمع من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وأنه، معمر، وحدث عنه ببغداد. (24/210)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 211 فكتب عنه: محمد بن أحمد المفيد أحد الضعفاء، والحسن بن أخي طاهر، وغيرهما.) ليس بثقة والله ولا صادق. وعلى قوله يكون قد عاش ثلاثمائة سنة أو أكثر. علي بن العباس النوبختي الأديب. أحد مشايخ الكتاب الأعيان بمدينة السلام. أخذ عن: البحتري، وابن الرومي. وله شعر رائق. توفي سنة سبعٍ عن سن عالية. علي بن العباس الهروي ثم البغدادي. سمع: الحسن بن محمد الزعفراني، وأحمد بن منصور الرمادي. وعنه: الدارقطني، ويوسف القواس. عمر بن أحمد الدري. بغدادي. سمع: الحسن بن عرفة، ومحمد بن الوليد البسري، ومحمد بن عثمان ابن كرامة، ومحمد بن إسماعيل الحساني. وعنه: ابن زنبور، والدارقطني، وابن شاهين. وكان ثقة. توفي في ذي الحجة. (24/211)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 212 عمر بن حفص بن أحلم بن مينا. أبو حفص البخاري. روى عن: سهل بن المتوكل، و حمدويه بن الخطاب، ومحمد بن الضوء. وعبد الله بن عافية، وغيرهم. وعنه: محمد بن بكر بن خلف، وسهل بن عثمان بن سعيد. أرخه الأمير. وأحلم: بضم اللام. 4 (حرف الفاء) الفضل بن جعفر بن محمد بن موسى بن الفرات. أبو الفتح بن حنزابة الكاتب. و حنزابة جارية رومية، وهي أمه، كان كاتباً مجوداً ديناً متألهاً.) وزر سنة عشرين وثلاثمائة للمقتدر، ثم ولاه الراضي جميع الشام فسار إليها. ثم قلده الراضي الوزارة، فقدم بغداد فرأى اضطراب الأمور واستيلاء محمد بن رائق على الدست. فأطمع ابن رائق في أن يحمل إليه أموالاً من مصر والشام. وشخص إلى هناك، فمات بغزة كهلاً. وتوفي ابنه الوزير جعفر سنة إحدى وتسعين. الفضل بن الحسين. أبو العباس الهمداني الحافظ، ويعرف بابن تازي. (24/212)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 213 ثقة. أملى عن: إبراهيم بن ديزيل، و يحيى بن عبد الله الكرابيسي. وعنه: صالح بن أحمد، والحسن بن علي بن بشار، والهمدانيون. 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن الحسين بن عاصم. أبو جعفر البوسنجي العاصمي. في شهر ذي القعدة. محمد بن إبراهيم بن حمك القزويني الرزاز. سمع: أبا حاتم، ويحيى بن عبدك. وكان ثقة. روى عنه: جماعة ببلده. محمد بن بركة بن إبراهيم بن مرداج. أبو بكر اليحصبي القنسريني الحافظ، المعروف ببرداعس. سكن حلب، وروى بها عن: أحمد بن شيبان الرملي، ومحمد بن عوف، و يوسف بن سعيد ابن مسلم، وأبي أمية، وهلال بن العلاء، وجماعة كثير. ورحل وأكثر. روى عنه: عثمان بن خرزاذ وهو من شيوخه، وأبو بكر الربعي، وأبو (24/213)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 214 سليمان بن زبر، وعبد الله بن عدي، ويوسف الميانجي، وأبو بكر بن المقرئ، وعلي بن محمد بن إسحاق الحلبي، وطائفة آخرها موتاً أبو بكر محمد بن أبي الحديد.) قال أبو أحمد الحاكم: رأيته حسن الحفظ. وقال ابن ماكولا: كان حافظاً. وأما حمزة السهمي فروى عن الدارقطني أنه ضعيف. محمد بن جعفر بن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة بن البتلهي. الدمشقي. سمع من: جده. روى عنه: أبو الحسين الرازي، وعبد الوهاب الكلابي. محمد بن جعفر بن محمد بن سهل بن شاكر. أبو بكر السامري الخرائطي. مصنف مكارم الأخلاق، وغيرها. سمع: عمر بن شبة، والحسن بن عرفة، وسعدان بن نصر، وسعدان بن يزيد، وحميد بن الربيع، وعلي بن حرب، والرمادي، وأحمد بن بديل، وشعيب ابن أيوب، وطبقتهم. وعنه: أبو سليمان بن زبر، وأبو علي بن مهنا الداراني، ومحمد وأحمد ابنا موسى السمسار، ويوسف الميانجي، والكلابي، ومحمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد، وآخرون. (24/214)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 215 قدم دمشق سنة خمسٍ وعشرين، وتوفي بعسقلان. قال ابن ماكولا: صنف الكثير، وكان من الأعيان الثقات. قيل: توفي بيافا في ربيع الأول. قال الخطيب: كان حسان الأخبار، مليح التصانيف. محمد بن جعفر بن نوح. أبو نعيم البغدادي الحافظ. نزل الرملة، و حدث بها عن: محمد بن شداد المسمعي، و محمد بن يوسف الطباع، و تمتام، وخلق. وعنه: محمد بن المظفر، وابن المقرئ، وغيرهما من الرحالة. محمد بن حمدويه المروزي. قال الخطيب: قال الحاكم: توفي سنة سبعٍ وعشرين. قال الخطيب: والصحيح سنة تسعٍ وعشرين.) محمد بن صالح بن محمد الخولاني المصري. عن: الربيع، ويحيى بن نصر، وجماعة. وكان ثقة من الصالحين. محمد بن عبد الله بن خليفة بن الجارود. أبو أحمد النيسابوري الأحنف. كان كثير الحديث والتصنيف، إلا أن حفاظ نيسابور لينه بعضهم. سمع: محمد بن أشرس، والسرى بن خزيمة. وعنه: أبو أحمد الحاكم وكان يوثقه. وله حديث منكر تفرد به كأنه موضوع. (24/215)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 216 محمد بن علي. أبو بكر المصري العسكري الفقيه الشافعي، مفتي عسكر مصر وعينهم. تفقه للشافعي وروى كتبه عن الربيع. وحدث أيضاً عن: يونس بن عبد الأعلى، وطبقته. مات في ربيع الأول. قاله أبو سعيد بن يونس. محمد بن عيسى بن موسى ين بلبل. أبو بكر السمسار. بغدادي ثقة. سمع: الحسن بن عرفة، وزيد بن أخرم، ومحمد بن المثنى العنزي. وعنه: أبو حفص بن شاهين، وأبو الفضل الجوهري. محمد بن قاسم بن محمد بن قاسم بن محمد بن سيار الأموي. مولاهم القرطبي البياني أبو عبد الله الحافظ. سمع من: أبيه، وبقي بن مخلد، ومحمد بن وضاح، وجماعة. ورحل سنة أربعٍ وتسعين ومائتي، فسمع بالكوفة من: محمد بن عبد الله مطين، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة. وببغداد من: يوسف بن يعقوب القاضي. وبالبصرة من: أبي الخليفة، وزكريا الساجي.) وبمصر من: النسائي، وطائفة. قال أبو محمد الباجي: لم أدرك بقرطبة من الشيوخ أكره حديثاً منه، وكان عالماً ثقة، بارعاً في علم الوثائق. توفي في ذي الحجة من السنة. (24/216)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 217 وقد روى عنه خلق. وسيعاد في سنة ثمانٍ. محمد بن محمد بن مهدي. أبو الحسين النيسابوري، الصيدلاني المعدل. سمع: قطن بن إبراهيم، ومحمد بن الجهم السمري، وعبد الله بن أبي مسرة، وإسحاق الدبري، وطائفة. وعنه: أبو عمرو بن حمدان، و أبو أحمد الحاكم. توفي في رمضان. معاوية بن محمد بن قنينة الأزدي. أبو عبد الرحمن. سكن الشام، وسمع: أبا زرعة الدمشقي، والحسن بن جرير الصوري، وجماعة. وعنه: أبو هاشم المؤدب، وجماعة. 4 (حرف الياء) يزداد بن عبد الرحمن بن محمد المروزي. ثم البغدادي. الكاتب أبو محمد. سمع: أبا سعيد الأشج، ومحمد بن المثنى. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، ويوسف القواس. وكان ثقة. توفي في جمادى الأولى. (24/217)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 218 يحيى بن زكريا بن الشامة الأموي الأندلسي. المحدث.) روى عن: خاله إبراهيم بن قاسم، ويحيى بن مزين. وعنه: أحمد بن مطرف، وغيره. ولهم آخر اسمه: يحيى بن زكريا بن عبد الملك الثقفي. ويعرف بابن الشامة. مات قبل هذا. توفي سنة 274. (24/218)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 219 1 (وفيات سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن إسحاق بن إبراهيم. أبو بكر الخزاعي الملحمي البغدادي القاضي. سمع بدمشق من: أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة. وبالعراق من: الكديمي، وطبقته. وعنه: الدارقطني، وعمر الكتاني، وجماعة من البغداديين. أحمد بن بشر بن محمد بن إسماعيل. الإمام أبو الأعمش التجيبي القرطبي. سمع: ابن وضاح، وطبقته. وكان فقيهاً مجتهداً علامة رأساً في اللغة والنحو. أرخه عياض. أحمد بن عبيد الله. أبو العباس الخصيبي الوزير. (24/219)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 220 توفي هو والوزير أبو علي بن مقلة في شوال. وقد ذكرنا من أخبارهما في حوادث السنين، سامحهما الله. وقد وزر جده أحمد بن الخصيب للمنتصر. وكان هو أديباً رئيساً عاقلاً مليح الخط. أحمد بن علي بن العلاء. أبو عبد الله الجوزجاني. ولد سنة خمسٍ وثلاثين ومائتين.) وسمع: أحمد بن المقدام، وزياد بن أيوب، وغيرهما. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وعمر الكتاني، وغيرهم. وكان شيخاً صالحاً، بكاءً، ثقة. توفي في ربيع الأول. أخبرنا أبو حفص القواس، أنا ابن الحرستاني، أنا جمال الإسلام، وأنا ابن طلاب، أنا ابن جميع، أنا أحمد بن علي، ثنا أبو عبيده، بن أبي السفر، ثنا زيد بن الحباب، نا سفيان، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أفرد الحج. أحمد بن محمد بن بشر بن يوسف بن مامويه. أبو الميمون القرشي الدمشقي. (24/220)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 221 سمع: محمد بن إسماعيل بن علية بدمشق، والربيع المرادي بمصر. وعنه: جماعة آخرها أبو بكر بن أبي الحديد. مات في رجب رحمه الله. أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يحيى بن يزيد. أبو الدحداح التميمي الدمشقي. سمع: أباه، وموسى بن عامر، ومحمود بن خالد، ومحمد بن هاشم البعلبكي، و عبد المهاب بن عبد الرحيم الأشجعي، وجماعة كبيرة. وعنه: الطبراني، وأبو بكر الربعي وأبو بكر الأبهري، وأبو بكر بن المقرئ، وعبد الوهاب الكلابي، وأبو بكر بن أبي الحديد، وجماعة. وكان يسكن بطرف العقيبة. قال الخطيب: كان مليئاً بحديث الوليد بن مسلم، روى عن جماعة من أصحابه. قلت: وقع لنا أجزاء من حديثه. توفي في المحرم، وقيل: في ذي القعدة. أحمد بن محمد بن عبد ربه بن حبيب بن حدير. أبو عمر الأموي، مولى هشام ابن الداخل عبد الرحمن بن معاوية الأندلسي القرطبي. صاحب كتاب العقد في الأخبار والآداب. (24/221)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 222 سمع: بقي بن مخلد، ومحمد بن وضاح.) روى عنه: العائذي، وغيره. ولد سنة ستٍّ وأربعين ومائتين. وكان أديب الأندلس و فصيحها. مدح ملوك الأندلس. وكان صدوقاً ثقة، متصوناً، ديناً، رئيساً. وهو القائل: (الجسم في بلدٍ، والروح في بلدٍ .......... يا وحشة الروح، بل يا غربة الجسد)

(إن تبك عيناك لي يا من كلفت به .......... من رحمةٍ فهما سهمان في كبدي) وله قصائد زهديات نظمها في آخر أيامه، ومنها: (ألا إنما الدنيا غضارة أيكةٍ .......... إذا أخضر منها جانب جف جانب)

(هي الدار ما الآمال إلا فجائع .......... عليها، ولا اللذات إلا مصائب)

(فكم سخنت بالأمس عين قريرة .......... وقرت عيون دمعها اليوم ساكب)

(فلا تكتحل عيناك فيها بعبرةٍ .......... على ذاهب منها فإنك ذاهب) (24/222)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 223 وله: (وحاملة راحاً على راحة اليد .......... موردةٍ تسعى بلونٍ مورد)

(متى ما ترى الإبريق للكاس راكعاً .......... تصلي له من غير طهرٍ وتسجد)

(على ياسمين كاللجين ونرجسٍ .......... كإفراط در في قضيب زبرجد)

(بتلك وهذه فآله يومك كله .......... وعنها فسل لا تسأل الناس عن غد)

(ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً .......... ويأتيك بالأخبار من لم تزود) وله: (يا ليلة ليس في ظلماتها نورٌ .......... إلا وجوهٌ تضاهيها الدنانير)

(حور سقتني كأس الموت أعينها .......... ماذا سقتني تلك الأعين الحور)

(إذا ابتسمن فدر الثغر منتظمٌ .......... وإن نطقن فدر اللفظ منثور)

(خل الصبى عنك واختم بالتقى عملاً .......... فإن خاتمة الأعمال تكفير) وله: (بيضاء مضمومة مقرطقة .......... ينقد عن نهدها قراطقها)

(كأنما بات ناعماً جذلاً .......... في جنة الخلد من يعانقها) ) (أي شيء ألذ من أملٍ .......... نالته معشوقةٌ وعاشقها)

(دعني أمت من هوى مخدرةٍ .......... تعلق نفسي بها علائقها)

(من لم يمت غبطة يمت هرماً .......... للموت كاسٌ المرء ذائقها) توفي في جمادى الأولى. (24/223)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 224 أحمد بن محمد بن الحسن أبو بكر الدينوري الضراب. حدث ببغداد عن: عبد الله بن محمد بن سنان الروحي، ومحمد بن عبد العزيز الدينوري. وعنه: عمر بن الزيات، وابن شاهين، ويوسف القواس. وثقه الخطيب. أحمد بن محمد بن عمار. أبو بكر البغدادي القطان سبنك. هو جد عمر بن محمد بن سنبك لأمه. سمع: الحسن بن عرفة، وشعيب بن أيوب. وعنه: سبطه عمر، والدارقطني ووثقه. أحمد بن معاوية. أبو الحسين الكاغدي الرازي. سمع: أبا زرعة، وسليمان بن داود القزاز. روى عنه: جماعة. أحمد بن محمد بن موسى. أبو حامد النيسابوري القلانسي. سمع: محمد بن يزيد، وإسحاق بن عبد الله بن رزين. وعنه: علي بن عمر النيسابوري، وغيره. إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن خلاد. أبو إسحاق الأنماطي الهمداني. (24/224)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 225 عن: ابن ديزل.) وعنه: أبو القاسم بن الثلاج، وابن جميع، وغيرهما. حدث في هذه السنة، وانقطع خبره. إبراهيم بن محمد بن قاسم بن هلال القرطبي. سمع: عمه: إبراهيم بن قاسم، ومحمد بن وضاح. وكان متعبداً، رحمه الله تعالى. إبراهيم بن ميمون بن إبراهيم. أبو إسحاق الصواف. سمع: علي بن معبد بن نوح الذي روى النسائي، عن رجلٍ، عنه، ومحمد بن عمرو السوسي، و غير واحد. إسحاق بن محمد بن إسحاق. أبو عيسى الناقد. من أهل بغداد. سمع من: الحسن بن عرفة. روى عنه: أبو الحسن الجراحي، ويوسف الثلاج. 4 (حرف الحاء) حامد بن أحمد أحمد المروزي الحافظ، ويعرف بالزيدي لجمعه حديث زيد بن أبي أنيسة. (24/225)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 226 سكن طرسوس، وانتقى على خيثمة. وحدث عن: محمد بن حمدون المروزي المتوفى بعده بسنة. روى عنه: الدارقطني، وابن جميع، وجماعة. مات وله نيف وأربعون سنة. حامد بن أحمد. أبو الحسين البزاز. عن: الرمادي. مات سنة ثمانٍ أيضاً. حامد بن بلال بن حسن.) أبو أحمد البخاري. راوي نسخة عيسى بن غنجار. سمع: عيسى بن أحمد العسقلاني، وأسباط بن اليسع. وعنه: أبو بكر الشافعي، وعلي بن عمر الحربي، وأبو حفص بن شاهين. توفي في رجب. فالحوامد الثلاثة في سنةٍ. الحسن بن أحمد بن يزيد. أبو سعيد الإصطخري شيخ الشافعية. (24/226)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 227 سمع ببغداد: سعدان بن نصر، وحفص بن عمرو الربالي، والرمادي، وحنبل بن إسحاق. وعنه: ابن المظفر، والدارقطني، وابن شاهين، وأبو الحسن بن الجندي، وغيرهم. قال أبو إسحاق المروزي: لما دخلت بغداد لم يكن بها من يستحق أن ندرس عليه إلا ابن سريج وأبو سعيد الإصطخري. وقال الخطيب: ولي قضاء قم. وقد ولي حسبة بغداد، فأحرق مكان الملاهي، وكان ورعاً زاهداً متقللاً من الدنيا. وله تصانيف مفيدة منها: كتاب أدب القضاء ليس لأحد مثله. قلت: وكان من أصحاب الوجوه في المذهب. وقيل: إن قميصه وعمامته وطيلسانه وسراويله كان من شقة واحدة. وعاش نيفاً وثمانين سنة. وقد استقضاه المقتدر على سجستان. وقد استفتاه المقتدر في الصابئين، فأفتاه بقتلهم لأنهم يعبدون الكواكب. فعزم الخليفة على ذلك، حتى جمعوا له مالاً كثيراً. مات الإصطخري في جمادى الآخرة، رحمه الله. الحسن بن إبراهيم. أبو محمد البغدادي المقرئ ابن أخت أبي الآذان. سمع: محمد بن أحمد بن أبي المثنى، وإبراهيم بن جبلة. وروى عنه: الدارقطني ووثقه. الحسن بن يزيد بن يعقوب بن راشد.) أبو علي الهمذاني الدقاق. (24/227)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 228 سمع: إبراهيم بن ديزيل، ويحيى بن عبدك، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وجماعة. ويعرف في بلده بعبدان. روى عنه: صالح بن أحمد الحافظ، وأبو بكر بن المقرئ، وأبو بكر أحمد بن علي بن لال، وجماعة. وكان صدوقاً. له ترجمة في طبقات شيرويه هذا منها. الحسين بن محمد بن سعيد. أبو عبد الله بن المطبقي. بغدادي موثق. سمع: خلاد بن أسلم، ومحمد بن منصور الطوسي، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، والربيع بن سليمان المرادي. ويقال: إنه كان علوياً لم يظهر نسبه. قرأت على أبي حفص الطائي: أنا ابن الحرستاني حضوراً، أنا أبو الحسن بن المسلم، أنا أبو نصر بن طلاب، أنا محمد بن أحمد قال: توفي الحسين بن سعيد، يعني المطبقي، ليومين بقيا من شوال سنة. الحسين بن يزيد بن أسد بن سعيد بن كثير بن عفير. أبو علي المصري. توفي في شوال. حمزة بن الحسين بن عمر. أبو عيسى السمسار. بغدادي، ثقة. (24/228)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 229 سمع: محمد بن أشكاب، والدقيقي، وابن وارة، وأحمد بن منصور الرمادي. وعنه: أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق، وابن شاهين، وأبو الحسين بن جميع. وثقه الخطيب. وقيل: إنما اسمه عمرو، ولقبه حمزة.) وقع لي حديثه بعلو. 4 (حرف الخاء) خير. أبو صالح. مولى عبد الله بن يحيى التغلبي. سمع من: بكار بن قتيبة، وجماعة. وكان أسود مخصياً، ثقة، تقبله القضاة. كتب عنه: ابن يونس ووثقه، وقال: توفي في رمضان. 4 (حرف الطاء) الطيب بن العباس بن محمد بن المغيرة. أبو الحسين البغدادي الجوهري. سمع: الحسن بن محمد الزعفراني، وصالح بن أحمد بن حنبل، و عبيد الله بن سعد بن إبراهيم. وعنه: أبو عمر بن حيويه، والدارقطني، وابن شاهين، والمرزباني. وكان ثقة. توفي في رجب. روى عنه ابن جميع. (24/229)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 230 4 (حرف العين) عبد الله بن سليمان بن عيسى. أبو محمد الوراق الفامي. بغدادي، ثقة. سمع: محمد بن مسلم بن وارة، و إبراهيم بن هانئ، وأحمد بن ملاعب، والعطاردي، و جماعة. وعنه: يوسف القواس، وابن شاهين، وعبد الله بن عثمان، وأبو الحسن بن جميع. توفي في شوال. عبد الله بن محمد بن الحسن. أبو محمد بن الشرقي، أخو أبي حامد.) كان أسن من أبي حامد. سمع: الذهلي، وعبد الله بن هاشم، وعبد الرحمن بن بشر، وأحمد بن الأزهر، وأحمد بن يوسف، وأحمد بن منصور زاج. وعنه: أحمد بن إسحاق الضبعي، وأبو علي الحافظ، ويحيى بن إسماعيل الحربي، وعبد الله بن حامد الواعظ، وأبو الحسن الماسرجسي، ومحمد بن أحمد بن عبدوس، ومحمد بن الحسين الحسني. قال الحاكم: توفي في ربيع الآخر، وله اثنتان وتسعون سنة. وقد رأيته: شيخ طوال، أسمر، وله أذنان كأنهما مروحتان، وأصحاب المحابر بين يديه، ولم أرزق السماع منه. وكان أوحد وقته في معرفة الطب. ولم يدع الشرب إلى أن مات. فذلك الذي نقموا عليه. وكان أخوه لا يرى لهم السماع منه لذلك. (24/230)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 231 عبد الله بن وهبان. أبو محمد البغدادي. حدث بمصر عن: عبد الله المخرمي، وأحمد بن الخليل البرجلاني، وعنه: الحسن بن زولاق، ومحمد بن الحسين اليميني، وكان ثقة. عبد الرحمن بن إبراهيم. أبو طاهر الحراني. سمع: يزيد بن عبد الصمد. وعنه: أبو هاشم المؤدب. عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب بن العباس بن ناصح الأندلسي. كان حافظاً لمذهب مالك، متصرفاً في اللغات والعربية، شاعراً ماهراً. عثمان بن عبدويه بن عمرو. أبو عمرو البغدادي البزاز الكيشي. سمع: علي بن شعيب السمسار، وابن المنادي، والحسن بن علي بن عفان. وعنه: علي بن أحمد بن عون، وغيره. وثقه الخطيب.) علي بن أحمد بن الهيثم. أبو الحسن البغدادي البزار. (24/231)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 232 عن: علي بن حرب، وعباس الترقفي وجماعة. وعنه: الدارقطني، ويوسف القواس، وابن الثلاج. ووثقه القواس. علي بن الحسن بن العبدة. أبو الحسن الوراق، صاحب أبي داود السجستاني، وراوي كتابه. روى عنه: الدارقطني، والحسين بن محمد الكاتب، وابن الثلاج. أرخه ابن شاهين. علي بن شيبان بن بنان الجوهري. نزيل دمشق. روى عن: محمد بن عبيد الله بن المنادي. وعنه: أبو سليمان بن زبر، وأحمد بن عتبة الجوبري. علي بن محمد بن عمر بن أبان. أبو الحسن الطبري. قاضي إصبهان. كان رأساً في الفقه والحديث والتصوف. خرج في آخر عمره فمات ببلاد الجبل. يروي عن: محمد بن أيوب الرازي، وأبي خليفة، والقاسم بن الليث الرسغني، وابن سلم المقدسي. روى عنه: والد أبي نعيم، ومحمد بن أحمد بن حشنس، وأبو بكر بن المقرئ. عمر بن عصام الجراح البغدادي. أبو حفص الحافظ. روى يسيراً عن: أحمد بن محمد القابوسي. روى عنه ابن الثلاج. (24/232)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 233 عمر ابن القاضي أبي عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الأزدي.) القاضي أبو الحسين. ناب في القضاء عن أبيه، فلما توفي أبوه أقر على القضاء. وكان إماماً بارعاً في العلوم الإسلامية، كبير القدر عارفاً بمذهب مالك. صنف مسنداً متقناً. وسمع من جده أحاديث. وقال إسماعيل بن سعيد المعدل: كان أبو عمر القاضي يقول: مازلت مروعاً من مسألة تجيئني من السلطان، حتى نشأ أبو الحسين. توفي في شعبان. 4 (حرف الغين) غيلان بن زفر. الفقيه أبو الهيذام المازني الشافعي. كانت له حلقة أشغال بدمشق. كتب عنه والد تمام الرازي. 4 (حرف القاف) القاسم بن أحمد بن الحارث بن شهاب. أبو محمد المرادي المصري. في صفر. 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت بن شنبوذ. أبو الحسن المقرئ المشهور. (24/233)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 234 قرأ على: أبي حسان محمد بن أحمد العنزي، وإسماعيل بن عبد الله النحاس، والزبير بن محمد بن عبد الله العمري المدني. صاحب: قالون، وأحمد بن إسحاق الخزاعي، وقنبل، وموسى بن جمهور، وهارون بن موسى الأخفش، وإدريس بن عبد الكريم، وأحمد بن محمد بن رشدين، وبكر بن سهيل الدمياطي، ومحمد بن شاذان الجوهري، ومحمد بن يحيى الكسائي الصغير، وغيرهم. وكان أسند من أبي مجاهد.) وقد سمع الحديث من: عبد الرحمن بن منصور الحارثي، وإسحاق الدبري، وبشر بن موسى، ومحمد بن الحسين الحنيني، وجماعة. وطوف الأقاليم في طلب الكتاب والسنة، وحدث وأقرأ الناس ببغداد واستقر بها. فقرأ عليه: المعافى بن زكريا الجريري، وأبو بكر أحمد بن نصر الشذائي، و أبو الفرج محمد بن أحمد الشنبوذي، وعلي بن الحسين الغضائري، وأبو الحسين أحمد بن عبد الله. وروى عنه: أبو الشيخ، وأحمد بن الخضر الشافعي، وأبو بكر بن الشاذان، وأبو حفص بن شاهين، وأبو سعد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري. وكان قد تخير لنفسه شواذ قراءات كان يقرأ بها في المحراب. مما يروى عن ابن مسعود وأبي بن كعب حتى فحش أمره. (24/234)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 235 قال إسماعيل الخطبي: فأنكر ذلك الناس فقبض عليه السلطان في سنة ثلاثٍ وعشرين، وحمل إلى دار الوزير ابن مقلة، وأحضر القضاة والفقهاء، فناظروه، فنصر فعله، فاستتر له الوزير عن ذلك، فأبى. فأنكر عليه جميع من حضر، وأشاروا بعقوبته إلى أن يرجع. فأمر الوزير بتجريده وإقامته بين الهنبازين، و ضرب بالدرة نحو العشر ضرباً شديداً، فاستغاث وأذعن بالرجوع والتوبة. فكتب عليه محضر بتوبته. توفي رحمه الله في صفر. قلت: وهو موثق النقل. وقد احتج به أبو عمرو الداني، وأبو علي الأهوازي، وسائر المصنفين في القراءات. وإنما نقم عليه رأيه لا روايته. وهو مجتهدٌ في ذلك مخطئ، والله يعفو عنه ويسامحه. وقد فعل ما يسوغ فيه الاجتهاد. وذلك رواية عن مالك، وعن أحمد بن حنبل. وكان رحمه الله يحط على ابن مجاهد ويقول: هذا العطشي لم تغبر قدماه في هذا العلم. وقال محمد بن يوسف الحافظ: كان ابن شنبوذ إذا أتاه رجل يقرأ عليه قال: هل قرأت على ابن مجاهد فإن قال: نعم. لم يقرئه. قلت: هذا خلق مذموم يرتكبه بعض العلماء الجفاة. ذكره ابن شنبوذ الحاكم في تاريخه، وأنه سمع من: الحسن بن عرفة، وعلي بن حرب، ومحمد بن عوف الطائي. كذا قال الحاكم. وما أحسبه أدرك هؤلاء. فلعل الحاكم وهم في قوله أنه سمع منهم.) محمد بن إبراهيم بن عيسى. أبو بكر الكناني القرطبي، المعروف بابن حيونه. سمع: محمد بن وضاح، وإبراهيم بن باز، وقاسم بن محمد. وكان حافظاً للفقه، مشاوراً، عظيم الوجاهة. (24/235)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 236 محمد بن جعفر بن أحمد بن سليمان بن إسحاق بن بكر بن مضر المصري. مؤذن جامع مصر. يروي عن: الربيع، وبكار بن قتيبة. محمد بن جعفر بن محمد بن هشام بن قسيم بن ملاس النميري. مولاهم، أبو العباس الدمشقي المحدث. روى عن: جده، وموسى بن عامر المري، ومحمد بن إسماعيل بن علية، وشعيب بن شعيب بن إسحاق، وأبي إسحاق الجوزجاني، وخلق كثير من الشاميين. روى عنه: أبو القاسم الطبراني، والحسن بن منير، وأبو علي بن مهنا، وعبد الوهاب الكلابي، وأبو بكر بن أبي حديد، وآخرون. وكان أبو ه وجده وأخو جده وابن عم أبيه وجماعة من أهل بيتهم محدثين. توفي في جمادى الأولى. محمد بن حامد بن إدريس. أبو حفص الكرابيسي البخاري. سمع من: عبد الصمد بن الفضل البلخي، وحمدان بن ذي النون. وعنه: أحمد بن إبراهيم البلخي الحافظ. محمد بن الحسين بن محمد بن حاتم. أبو الحسين البغدادي، عرف أبوه بعبيد العجل. روى عن: زكريا بن يحيا المروزي، وموسى بن هارون الطوسي. (24/236)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 237 وعنه: الدارقطني، وأبو بكر بن شاذان. فيه لين. محمد بن سهل بن هارون.) أبو بكر العسكري. سمع: حميد بن الربيع، والحسن بن عرفة. وعنه: أبو الحسن الجراحي، وطالب الأزدي، وأبو الحسين بن جميع. وكان ثقة. عاش تسعين سنة. وقع لي من عواليه من طريق ابن جميع. توفي في رجب. محمد بن صابر بن كاتب. أبو بكر البخاري المؤذن. سمع: محمد بن الحسين، ومعاذ بن عبد الله الصرام، وجماعة. وعنه: ابنه محمد، وإسحاق بن محمد بن حمدان الخطيب. محمد بن عبد الله. أبو جعفر البقلي. بغدادي، ثقة. سمع: علي بن أشكاب، وأخاه محمداً. وعنه: ابن المظفر، وأبو بكر الأبهري، والمعافى الجريري، وغيرهم. محمد بن عبد الرحمن بن عبد المؤمن بن خالد. أبو عمرو الأزدي المهلبي الجرجاني. (24/237)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 238 محدث ابن محمد. رحل إلى مصر وسمع من: يحيى بن عثمان بن صالح، ويحيى بن أيوب، وجماعة من مشايخ مصر والشام والعراق. روى عنه: أبو بكر الإسماعيلي، وغيره. محمد بن عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب. أبو علي الثقفي النيسابوري الزاهد، الواعظ، الفقيه، من ولد الحجاج بن يوسف. ولد بقهستان سنة أربعٍ وأربعين ومائتين.) وسمع في كبره: محمد بن عبد الوهاب الفراء، وموسى بن نصر الرازي، وأحمد بن ملاعب البغدادي، ومحمد بن الجهم، وجماعة. وتوفي في جمادى الأولى. قال الحاكم: شهدت جنازته فلا أذكر أني رأيت بنيسابور مثل ذلك الجمع. وحضرت مجلس وعظه وسمعته يقول: إنك أنت الوهاب. وقال شيخنا أبو بكر أحمد بن إسحاق: شمائل الصحابة والتابعين أخذها الإمام مالك عنهم، يعني، وأخذها عن مالك يحيى بن يحيى، وأخذها عنه محمد بن نصر المروزي، وأخذها عنه أبو علي الثقفي. سمعت أبا الوليد الفقيه يقول: دخلت على ابن سريج ببغداد فسألني على من درست فقه الشافعي قلت: على أبي علي الثقفي. (24/238)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 239 قال: لعلك تعني الحجاجي الأزرق؟ قلت: بلى. قال: ما جاءنا من خراسان أفقه منه. سمعت أبا العباس الزاهد يقول: كان أبو علي الثقفي في عصره حجة الله على خلقه. سمعت أبا بكر الصبغي يقول: ما عرفنا الجدل والنظر حتى ورد أبو علي الثقفي من العراق. وقال السلمي، لقي أبو علي أبا حفص النيسابوري حمدون القصار. قال: وكان إماماً في أكثر علوم الشرع، مقدماً في كل فن منه. عطل أكثر علومه واشتغل بعلم الصوفية، وقعد وتكلم عليهم أحسن الكلام في عيوب النفس وآفات الأفعال. ومع علمه وكماله خالف الإمام ابن خزيمة في مسائل منها: مسألة التوفيق والخذلان، ومسألة الإيمان، ومسألة اللفظ بالقرآن. فألزم البيت. ولم يخرج منه إلى أن مات، وأصابه في ذلك الجلوس محن. قال السلمي: وكان يقول: يا من باع كل شيء بلا شيء، واشترى لا شيء بكل شيء. وقال: أفٍّ من أشغال الدنيا إذا أقبلت، وأفٍّ من حسراتها إذا أدبرت. العاقل لا يركن إلى شيء، إن أقبل كان شغلاً، وإن أدبر كان حسرةً. وقال أبو بكر الرازي: سمعت أبا علي يقول: هو ذا أنظر إلى طريق نجاتي مثل ما أنظر إلى) الشمس، وليس أخطو خطوة. وكان أبو علي كثيراً ما يتكلم في رؤية عيب الأفعال. محمد بن علي بن الحسن بن مقلة. أبو علي الوزير، صاحب الخط المنسوب. (24/239)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 240 ولي بعض أعمال فارس، وتنقلت به الأحوال حتى وزر للمقتدر سنة ست عشرة، ثم قبض عليه بعد عامين وصادره وعاقبه ونفاه إلى فارس. قال ابن النجار: فأول تصرفٍ كان له وسنه إذ ذاك ست عشرة سنة، وذلك في سنة. وقرر له كل شهر محمد بن داود بن الجراح ستة دنانير، ولما استعفى علي بن عيسى من الوزارة أشار على المقتدر بأبي علي، فوزر له، ثم نفي وسجن بشيراز. وقد حدث عن: أبي العباس ثعلب، وعن: ابن دريد. روى عنه: ولده أحمد، وعمر بن محمد بن سيف، وأبو الفضل محمد بن الحسن بن المأمون، وعبد الله بن علي بن عيسى بن الجراح، ومحمد بن ثابت. قال الصولي: ما رأيت وزيراً منذ توفي القاسم بن عبيد الله أحسن حركةً، ولا أظرف إشارةً، ولا أملح خطاً، ولا أكثر حفظاً، ولا أسلط قلماً، ولا أقصد (24/240)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 241 بلاغة، ولا أأخذ بقلوب الخلفاء من محمد بن علي. وله بعد هذا كله علم بالإعراب وحفظ للغة. قلت: روى ابن مقلة عن ثعلب: (إذا ما تعيب الناس عابوا فأكثروا .......... عليك وأبدوا منك ما كنت تستر)

(فلا تعبن خلقاً بما فيك مثله .......... وكيف يعيب العور من هو أعور) وقال أبو الفضل بن المأمون: أنشدنا أبو علي بن مقلة لنفسه: (إذا أتى الموت لميقاته .......... فخل عن قول الأطباء)

(وإن مضى من أنت صب به .......... فالصبر من فعل الألباء)

(ما مر شيء ببني آدم .......... أمر من فقد الأحباء) وقال محمد بن إسماعيل الكاتب المعروف بزنجي قال: لما نكب أبو الحسن بن الفرات أبا علي بن مقلة لم أدخل إليه إلى الحبس ولا كاتبته خوفاً من ابن الفرات، فلما طال أمره كتب إلي: (ترى حرمت كتب الأخلاء بينهم .......... أبن لي، أم القرطاس أصبح غاليا) ) (فما كان لو ساءلتنا كيف حالنا .......... وقد دهمتنا نكبة هي ما هيا)

(صديقك من راعاك عند مصيبةٍ .......... وكل تراه في الرخاء مراعيا)

(فهبك عدوي لا صديقي، فربما .......... تكاد الأعادي يرحمون الأعاديا) وأنفذ في طي الورقة ورقةً إلى الوزير، فكانت: أمسكت أطال الله بقاء الوزير، عن الشكوى حتى تناهت البلوى، في النفس والمال، والجسم والحال، إلى ما فيه شفاء للمنتقم، وتقويم للمجترم، وحتى أفضيت إلى الحيرة والتبلد، وعيالي إلى الهتكة والتلدد. (24/241)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 242 ولا أقول إن حالاً أتاها الوزير، أيده الله، في أمري، إلا بحق واجب، وظن غير كاذب، وعلى كل حال، فلي ذمام وحرمة، وصحبة وخدمة. إن كانت الإساءة أضاعتها، فرعاية الوزير، أيده الله، تحفظها ولا مفزع إلا إلى الله ولطفه، ثم كنف الوزير وعطفه. فإن رأى أطال الله بقاءه أن يلحظ عبد بعين رأفته، وينعم بإحياء مهجته، وتخليصها من العذاب الشديد، والجهد الجهيد ويجعل له من معروفه نصيباً، ومن البلوى فرجاً قريباً، فعل إن شاء الله. ومن شعره: (لست ذا ذلةٍ إذا عضني الده .......... ر ولا شامخاً إذا واتاني)

(أنا نارٌ في مرتقى نفس الحا .......... سد ماءٌ جارٍ مع الأخوان) وروى الحسين بن الحسن الواثقي، وكان يخدم في دار ابن مقلة مع حاجبه، أن فاكهة ابن مقلة لما ولي الوزارة الأولة كانت تشترى له في كل يوم جمعة بخمسمائة دينار. وكان لابد له أن يشرب بعد الصلاة من يوم الجمعة، ويصطبح يوم السبت. وحكى أنه رأى الشبكة التي كان أخرج فيها ابن مقلة الطيور الغريبة، قال: فعمد إلى مربع عظيم، فيه بستان عظيم عدة جربان شجر بلا نخل، فقطع منه قطعة من زاوية كالشابورة، فكان مقدار ذلك جربين بشباك إبريسم وعمل في الحائط بيوتاً تأوي إليها الطيور وتفرخ فيها، ثم أطلق فيها القماري، والدباسي، و النقارط، والنوبيات، والشحرور، والزرياب، والهزار الببغ، والفواخت، والطيور التي من أقاصي البلاد من المصوتة، ومن المليحة الريش مما لا يكسر بعضه بعضاً. فتوالدت ووقع بعضها على بعض. وتولدت بينها أجناس. ثم عمد إلى باقي الصحن فطرح فيه الطيور التي لا تطير، كالطواويس، والحجل، والبط، وعمل منطقة) أقفاص فيها فاخر الطيور. وجعل من خلف البستان الغزلان، والنعام، والأيل، وحمر الوحش. ولكل صحن أبواب تنفتح إلى الصحن الآخر، فيرى من مجلسه سائر ذلك. (24/242)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 243 وقال محمد بن عبد الملك الهمداني في تاريخه إن أبا علي بن مقلة حين شرع في بناء داره، التي من جملتها البستان المعروف بالزاهر، على دجلة، جمع ستين منجماً حتى اختاروا له وقتاً لبنائه. فكتب إليه شاعرٌ: (قل لابن مقلة مهلاً لا تكن عجلاً .......... واصبر فإنك في أضغاث أحلام)

(تبني بأنقاض دور الناس مجتهداً .......... داراً ستهدم أيضاً بعد أيام)

(ما زلت تختار سعد المشتري لها .......... فلم توق به من نحس بهرام)

(إن القرآن وبطليموس ما اجتمعا .......... في حال نقضٍ ولا في حال إبرام) قال: فأحرقت هذه الدار بعد ستة أشهر، فلم يبق فيها جدار. وعن الحسن بن علي بن مقلة قال: كان أمر أخي قد استقام مع الراضي وابن رائقٍ، وأمرا برد ضياعه. وكان الكوفي يكتب لابن رائق، وكان خادم أبي علي قديماً. وكان ابن مقاتل مستولياً على أمر ابن رائق، وأبو علي يراه بصورته الأولى، وكانا يكرهان أن ترد ضياع أبي علي ويدافعان. وكان الكوفي يريد من أبي علي أن يخضع له، وأبو علي يتحامق. فكنا نشير إليه بالمداراة وهو يقول: والله لا فعلت، ومن هذا الكلب وضعني الزمان هكذا بمرة فاتفق أنهما أتياه يوماً، فما قام لهما ولا احترمهما، وشرع يخاطبهما بإذلالٍ زائد. ثم أخذ يتهدد ويتوعد كأنه في وزارته. فكان ذلك سبباً في قطع يده وسجنه. وقال محمد بن جني صاحب أبي علي قال: كنت معه في الليلة التي عزم فيها على الاجتماع بالراضي بالله وعنده أنه يريد أن يستوزره. قال: فلبس ثيابه وجاءوه بعمامة، وقد كانوا اختاروا له طالعاً ليمضي فيه إلى الدار، فلما تعمم استطولها خوفاً من فوات وقت اختيار المنجمين له فقطعها بيده وغرزها، فتطيرت من ذلك عليه. ثم انحدرنا إلى ذلك الحاجب ليلاً، فصعدت إليه، واستأذنت له، فقال: (24/243)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 244 قل له: أنت تعلم أني صنيعك، وأنك استحجبتني لمولاي، ومن حقوقك أن أنصحك. قل له: انصرف ولا تدخل. فعدت فأخبرته، فاضطرب وقال لابن غيث النصراني، وكان معه في السميرية: ما ترى فقال له: يا سيدي ذكي عاقل، وهو لك صنيعه، وما قال هذا إلا وقد أحس بشيء، فأرجع.) فسكت ثم قال: هذا محال، وهذه عصبية منه لابن رائق. وهذه رقاع الخليفة عندي بخطه، يحلف لي فيها بالأيمان الغليظة كيف يخفرني. ارجع وقل له يستأذن. فرجعت فأعلمته، فحرك رأسه وقال: ويحك يتهمني قل له: والله لا استأذنت لك أبداً، ولا كلن هذا الأمر بمعاونتي عليك. فجئت فحدثته، فقام في نفسه أن هذا عصبية من ذكي لابن رائق وقال: لو عدلنا إلى باب المطبخ. فعدلنا له وقال: اصعد واستدع لي فلاناً الخادم. فأتيته، فعدا مسرعاً يستأذن له، فجئته فأخبرته فقال: ارجع وقف في موضعك لئلا يخرج فلا يجدك. فرجعت فخرج إلي وجاء معي إلى السميرية، وسلم عليه، ولم يقبل يده وقال: قم يا سيدي. فأنكر ذلك ابن مقلة وقال لي سراً: ويحك ما هذا قلت: ما قال لك ذكي. قال: فما نعمل قلت: فات الرأي. فأخذ يكرر الدعاء والاستخارة، وقال: إن طلعت الشمس ولم تروا لي خبراً فانجوا بأنفسكم. قال: ومضى، وغلق الخادم الباب غلقاً استربت منه. ووقفنا إلى أن كادت الشمس أن تطلع فقلنا: في أي شيء وقوفنا، والله لا خرج الله بنا أبداً. فانصرفنا وكان آخر العهد به. فلما بلغنا منازلنا قيل: قد قبض على ابن مقلة، وقطعت يده من يومه بحضرة الملأ من الناس. وقال إبراهيم بن الحسن الديناري: سمعت الحسن ابن الوزير ابن مقلة (24/244)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 245 يحدث أن الراضي بالله قطع لسان أبيه قبل موته وقتله بالجوع. قال: وكان سبب ذلك أن الراضي تندم على قطع يده، واستدعاه من الحبس واعتذر إليه. وكان بعد ذلك يشاوره في الأمر بعد الأمر، ويعمل برأيه ويخلو به، ورفهه في محبسه، ونادمه سراً على النبيذ، وأنس به ونبل في نفسه، وزاد ندمه على قطع يده. فبلغ ابن رائق، فقامت قيامته، فدس إلى الخليفة من أشار عليه بأن لا يدنيه، وقال له: إن الخلفاء كانت إذا غضبت لم ترض، وهذا قد أوحشته فلا تأمنه على نفسك. فقال: هذا محال، فهو قد بطل عن أن يصلح لشيء، وإنما تريدون أن تحرموني الأنس به.) فقيل له: ليس الأمر كما يقع لك، وهو لو طمع في أنك تستوزره لكلمك، فإن شئت فأطمعه في الأمر حتى ترى فقد كان أبي يتعاطى أن يكتب باليسرى، فجاء خطه أحسن من كل خط، لا يكاد أن يفرق بينه وبين خطه باليمين، وجاءتني رقعه مرات من الحبس باليسرى، فما أنكرته. قال: وتوصل ابن رائق إلى قومٍ من الخدم بأن يقولوا لابن مقلة أن الخليفة قد صح رأيه على استيزارك، وسيخاطبك على هذا، وبشرناك بهذا لنستحق البشارة عليك. فلم يشك في الأمر وقالوا هم للراضي: جربه وخاطبه بالوزارة لترى ما يجيبك به. فخاطبه بذلك، فأراه أبي نفوراً شديداً وقصوراً عنه. فأخذ الراضي يحلف له على صحة ما في نفسه من تقليده ولو علم أن فيه بقية لذلك وقياماً به. فقال: يا أمير المؤمنين إذا كان الأمر هكذا فلا يغمك الله بأمر يدي، فإن مثلي لا يراد منه إلا لسانه ورأيه وهما باقيان. وأما الكتابة فلو كنت باطلاً منها لما ضرني ذلك، وكان كاتب ينوب عني. ولست أخلو من القدرة على تعليم العلامات باليسرى. ولو أنها ذهبت اليسرى أيضاً حتى أحتاج أن أشد قلماً على اليمنى لكنت أحسن خطاً. فلما سمع ذلك تعجب واستدعى دواةً فكتب باليسرى خطاً لا يشك أنه خطه القديم، ثم شد على يمينه بالقلم. فكتب به في غاية الحسن. فقامت قيامة الراضي واشتد خوفه منه. فلما قام إلى محبسه أمر أن تنزع ثيابه عنه، وأن يقطع (24/245)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 246 لسانه ويلبس جبة صوف، ولا يترك معه في الحبس إلا دورق يشرب منه، ووكل به خادماً صبياً أعجمياً، فكان لا يفهم عنه ولا يخدمه. ثم فرق بينه وبين الخادم، وبقي وحده. فكان الخدم يقولون لي بعد ذلك إنهم كانوا يرونه من شقوق الباب يستقي بفيه ويده الصحيحة من البئر للوضوء والشرب. ثم أمر الراضي أن يقطع عنه الخبز، فقطع عنه أياماً ومات. وكان مولده في سنة. وقال غيره: استوزره القاهر بالله ثم نكبوه. ثم وزر للراضي بالله قليلاً، ثم مسك سنة أربعٍ وعشرين وضرب وعلق وصودر، وأخذ خطه بألف ألف دينار، ثم تخلص. ثم إن أبا بكر محمد بن رائق لما استولى على الأمور وعظم عند الراضي احتاط على ضياع ابن مقلة وأملاكه. فأخذ في السعي بابن رائق وألب عليه، وكتب إلى الراضي يشير عليه بإمساكه، وضمن له إن فعل ذلك وقلده الوزارة استخرج له ثلاثة آلاف ألف دينار. وسعى بالرسالة علي بن هارون المنجم، فأطمعه الراضي بالإجابة. فلما حضر حبسه، وعرف ابن) رائق بما جرى، وذلك في سنة ستٍّ وعشرين. فطلب ابن رائق من الراضي قطع يد ابن مقلة. فقطعت وحبس. ثم ندم الراضي وداواه حتى برئ. فكان ذلك لعل بدعاء ابن شنبوذ المقرئ عليه بقطع اليد. فكان ينوح ويبكي على يده ويقول: كتبت بها القرآن وخدمت بها الخلفاء. ثم أخذ يراسل الراضي ويطمعه في الأموال. وكان يشد القلم على زنده ويكتب. فلما قرب بجكم التركي، أحد خواص ابن رائق، من بغداد، أمر ابن رائق بقطع لسان ابن مقلة فقطع. ولحقه ذرب، وقاسى الذل، ومات في السجن وله ستون سنة. ومن شعره قوله: (قد سئمت الحياة لما توثقت .......... بأيمانهم فبانت يميني) (24/246)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 247 (بعت ديني لهم بدنياي حتى .......... حرموني دنياهم بعد ديني)

(ولقد حطت ما استطعت بجهدي .......... حفظ أرواحهم فما حفظوني)

(ليس بعد يميني لذة عيشٍ .......... يا حياتيبانت يميني فبيني) محمد بن القاسم بن محمد بن بشار. أبو بكر بن الأنباري النحوي اللغوي العلامة. ولد سنة إحدى وسبعين ومائتين. وسمع بإفادة أبيه من: محمد بن يونس الكديمي، وثعلب، وإسماعيل القاضي، وأحمد بن الهيثم البزاز، وأبيه. قال الخطيب: كان صدوقاً ديناً من أهل السنة. صنف في القراءات، والغريب والمشكل، والوقف، والابتداء. روى عنه: أبو عمر بن حيويه، وأحمد بن نصر الشذائي، وأبو الفتح بن بدهن، وعبد الواحد بن أبي هاشم، والدارقطني، ومحمد بن أخي ميمي، وأحمد بن محمد بن الجراح. (24/247)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 248 وقال أبو علي القالي تلميذه: كان أبو بكر يحفظ فيما قيل ثلاثمائة ألف بيت شاهد في القرآن. وقال أبو علي التنوخي: كان ابن الأنباري يملي من حفظه، وما أملى قط من دفتر. وقال حمزة بن محمد بن طاهر: كان ابن الأنباري زاهداً متواضعاً. حكى الدارقطني أنه حضره في مجلسٍ يوم جمعة فصحف اسماً فعظمت له وهمه وهبته. فلما انقضى المجلس عرف مستمليه، فلما حضرت الجمعة الثانية قال ابن الأنباري للمستملي: عرف الجماعة أنا) صحفنا الاسم الفلاني ونبهنا ذلك الشاب على الصواب. وقال محمد بن جعفر التميمي: ما رأيت أحفظ من الأنباري ولا أغزر بحراً من علمه. وحدثوني عنه أنه قال: أحفظ ثلاثة عشر صندوقاً. وحدثني أبو الحسن العروضي أنه اجتمع هو وابن الأنباري عند الراضي بالله، وكان قد عرف الطباخ ما يأكل ابن الأنباري، فسوى له قليةً يابسة فأكلنا من ألوان الطعام وهو يعالج تلك القلية فلمته، فضحك الراضي وقال: لم تفعل هذا قال: أبقي على حفظي. قلت: كم تحفظ قال: ثلاثة عشر صندوقاً. قال التميمي: وهذا ما لا يحفظ لأحد قبله. فحدثت أنه كان يحفظ عشرين ومائة تفسير بأسانيدها. وقال لي أبو الحسن العروضي، قال: كان ابن الأنباري يتردد إلى أولاد الراضي بالله فسألته جارية عن تفسير رؤيا فقال: أنا حاقن، ومضى. فلما عاد من الغد عاد وقد صار عابراً. مضى من يومه فدرس كتاب الكرماني، وقيل إنه أملى كتاب غريب الحديث في خمسة وأربعين ألف ورقة. (24/248)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 249 وله كتاب شرح الكافي في ألف ورقة، وكتاب الأضداد وما رأيت أكبر منه، وكتاب الجاهليات في سبعمائة ورقة. وله تصانيف سوى هذا معروفة. وكان إماماً في نحو الكوفيين. وكان أبوه أديباً لغوياً له مصنفات. ولأبي بكر كتاب المذكر والمؤنث ما عمل أحد أتم منه. توفي ليلة النحر ببغداد. محمد بن القاسم بن محمد البياني. أبو عبد الله. بالأندلس في المحرم. وقد مر والده في سنة. يكنى أبا عبد الله البياني.) روى عن: أبيه، وبقي، ومحمد بن وضاح، والعباس بن الفضل البصري، ومالك بن عيسى القتبي، ومحمد بن عبد السلام الخشني. روى عنه: ابنه محمد بن أحمد، وخالد بن سعد، وسليمان بن أيوب، وآخرون. مات بالأندلس، وكان صدوقاً. وقد مر في العام الماضي، فإنه مات في آخره فيضم أحدهما إلى الآخر. محمد بن مهلهل. أبو عبد الله القرطبي الزاهد. سمع من: عبيد الله بن يحيى الليثي، وغيره. (24/249)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 250 وكان منقطعاً إلى الله، مقبلاً على شأنه مجتهداً في العبادة حسن الاستنباط. توفي في جمادى الأولى. محمد بن يعقوب. أبو جعفر الكليني الرازي. شيخ فاضل شهير، من رؤوس الشيعة وفقهائهم المصنفين في مذاهبهم الرذلة. روى عنه: أحمد بن إبراهيم الصيمري، وغيره. وكان ببغداد وبها مات. وقبره ظاهر عليه لوح. والكليني: بضم الكاف وإمالة اللام والياء ثم بنون. قيده الأمير. موسى بن جعفر بن قرين. أبو الحسن العثماني الكوفي. عن: محمد بن عبد الملك الدقيقي، والربيع بن سليمان، وابن حبان المدائني، وطبقتهم بالعراق، والشام، والجزيرة، ومصر. وعنه: أبو بكر الأبهري، والدارقطني، وجماعة. وثقه الخطيب وقال: جاوز ثمانين سنة. (24/250)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 251 4 (الكنى)

4 (أبو الحسن المزين) من مشايخ الصوفية.) بغدادي، اسمه فيما قيل علي بن محمد. قال السلمي: صحب الجنيد، وسهل بن عبد الله. وأقام بمكة مجاوراً حتى مات. وكان من أروع المشايخ وأحسنهم حالاً. سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت أبا الحسن المزين يقول: الذنب بعد الذنب عقوبة الذنب. والحسنة بعد الحسنة ثواب الحسنة. وحكى أيضاً عنه محمد بن أحمد النجار، وغيره. ومن كلامه: أحسن العبيد حالاً من كان محمولاً في أفعاله وأحواله، لا يشاهد غير واحد، ولا يأنس إلا به، ولا يشتاق إلا إليه. وهذا هو أبو الحسن المزين الصغير. فأما: 4 (أبو الحسن المزين الكبير) فبغدادي أيضاً، له ترجمة في تاريخ السلمي، مختصرة، وأنه جاور بمكة سنين ومات بها. واسمه علي بن محمد. 4 (أبو سعيد الإصطخري) هو حسن بن أحمد. نقدم. (24/251)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 252 4 (أبو محمد المرتعش الزاهد) هو عبد الله بن محمد. نيسابوري، من محلة الحيرة. صحب أبا حفص، وأبا عثمان ببلده، والجنيد. وأقام ببغداد وصار أحد مشايخ العراق. قال أبو عبد الرازي: كان مشايخ العراق يقولون: عجائب بغداد في التصوف ثلاثة: إشارات الشبلي، ونكت أبي محمد المرتعش، وحكايات جعفر الخلدي. وكان المرتعش بمسجد الشونيزية. قلت: وحكى عنه محمد بن عبد الله الرازي، وأحمد بن عطاء الروذباري، وأحمد بن علي بن) جعفر. وسئل بماذا ينال العبد المحبة قال: بموالاة أولياء الله ومعاداة أعدائه. وقيل له: إن فلاناً يمشي على الماء. فقال: عندي إن من مكنه الله من مخالفة هواه، أعظم من المشي على الماء. وسئل: أي الأعمال أفضل قال: رؤية فضل الله. وسماه الخطيب جعفراً، وقال: كان من ذوي الأموال فتخلى عنها، وسافر الكثير. ثم سكن بغداد. (24/252)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 253 وحكي عنه أنه قال: جعلت سياحتي أن أمشي كل سنة ألف فرسخ حافياً حاسراً. أم عيسى. بنت الإمام إبراهيم بن إسحاق الحربي. كانت عالمة تفتي، فيما قيل. توفيت في هذه السنة ببغداد. (24/253)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 254 1 (وفيات سنة تسع وعشرين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن إبراهيم بن حماد بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد. أبو عثمان الأزدي القاضي. ولي قضاء مصر، وتوفي بها في رمضان. روى عن: إسماعيل القاضي وطبقته. وكان ثقة، كريماً، جواداً. ولي قضاء ديار مصر ثلاث مرات. المرتين الأوليتين من قبل أخيه هارون بن إبراهيم، والثالثة من قبل الخليفة القاهر. وذلك في رمضان سنة إحدى وعشرين. وكان يتردد إلى الطحاوي، ويسمع منه. وكان ذا حياءٍ مفرط، لا يكاد يسمع حديثه بحيث يضرب به المثل. قيل إنه حج، فلبى بأخفض صوت يكون، حتى كان النساء يرفعن أصواتهن أكثر منه.) ثم عزل بعد خمسة أشهر. ومات فقيراً. إنما كفنه محمد بن علي المادرائي. (24/254)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 255 أحمد بن إبراهيم بن معاذ. أبو علي السيرواني. نزيل نسف. سمع: إسحاق الدبري، وعبيداً الكشوري، وعلي بن عبد العزيز البغوي. وحدث بنسف. أحمد بن محمد بن حمدان. أبو علي. عرف بالبربهاري. روى عن: أحمد بن الوليد الفحام، وابن أبي العوام. وعنه: عبد الله بن عدي، وأبو القاسم بن الثلاج. أحمد بن محمد بن يونس. أبو إسحاق الهروي البزاز الحافظ. صنف تاريخاً لهراة. وكان ثقة مأموناً. يروي عن: عثمان بن سعيد الدارمي، من بعده. وعنه: الرئيس أبو عبد الله بن أبي ذهل، ومنصور بن عبد الله الخالدي، وجماعة. توفي في شعبان. إسحاق بن إبراهيم بن موسى الفقيه. أبو القاسم الغزال. عن: ابن عرفة، وعلي بن إشكاب. وعنه: يوسف القواس، وعبد الله بن عثمان الصفار، وجماعة. (24/255)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 256 4 (حرف الباء) بجكم الأمير. ذكر في الحوادث. بختيشوع بن يحيى الطبيب. ببغداد. كان بارعاً في الطب، له ذكرٌ. 4 (حرف الجيم) ) جعفر بن محمد بن الحسن بن عبد العزيز بن وزير. أبو القاسم الجروي المصري. ثم البغدادي. روى عن: أحمد بن المقدام العجلي، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وغيرهما ببغداد. فيما أرى، وبمصر. وعنه: محمد بن الحسن الفارسي شيخ اللالكائي، وأبو الحسن أحمد بن عبد الله بن حميد بن زريق المخزومي، وغيرهما. توفي بتنيس في شعبان. وهو آخر من حدث بديار مصر عن المذكورين. وكان قد سكن تنيس. وكان من كبراء الناس. سمع أيضاً: أبا هاشم الرفاعي، وعمر بن محمد بن التل. وعاش أزيد من تسعين سنة. روى عنه: أبو بكر محمد بن علي التنيسي الحذاء، وأحمد بن محمد الأزهر. ومحله الصدق. جعفر بن محمد بن سعيد الدمشقي. عن: أبي زرعة النصري، و غير واحدٍ. روى عنه: أبو هاشم عبد الجبار المؤدب، وعبد الوهاب الكلابي. (24/256)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 257 جعفر بن أحمد. أبو محمد القارئ. بغدادي يعرف بالبارد. سمع: السري بن يحيى، وموسى بن هارون. وعنه: ابن المظفر، والدارقطني، وغيرهما. 4 (حرف الحاء) الحسن بن أحمد بن سعيد الرهاوي. سمع من: جده، وجماعة. مقبول. روى عنه: ابن المظفر، والدارقطني، وابن شاهين. وتوفي بالرها.) الحسن بن أحمد بن الربيع. أبو محمد الأنماطي. سمع: عمر بن شبة، والحسن بن عرفة، وعلي بن إشكاب، وحميد بن الربيع. وعنه: أبو بكر بن شاذان، والدارقطني، وابن شاهين، ويوسف القواس، وابن جميع. مات في ذي القعدة. الحسن بن إدريس. أبو القاسم القافلاني. (24/257)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 258 عن: عبد الله بن أيوب مولى بني هاشم، وعيسى بن أبي حرب. وعنه: ابن حيويه، والدارقطني، وأبو القاسم بن الثلاج، وابن جميع في معجمه. وهو الحسن بن إدريس بن محمد بن شاذان. أرخه ابن قانع. الحسن بن علي بن خلف. أبو محمد البربهاري الفقيه العابد. شيخ الحنابلة بالعراق. وكان شديداً على المبتدعة، له صيت عند السلطان وجلالة، وكان عارفاً بالمذهب أصولاً وفروعاً. أخذ عن المروذي، وصحب سهل بن عبد الله التستري. وحكى أبو علي الأهوازي أنه سمع أبا عبد الله الحمرائي يقول: لما دخل الأشعري بغداد جاء إلى البربهاري فجعل يقول: رددت على الجبائي وعلى النصارى والمجوس، وقلت وقالوا. فقال البربهاري: ما أدري مما قلت قليلاً ولا كثيراً، ولا نعرف إلا ما قاله أبو عبد الله أحمد بن حنبل. قال: فخرج من عنده وصنف كتاب الإبانة، فلم يقبله منه. وقد صنف أبو محمد البربهاري مصنفات، منها: شرح السنة، يقول فيه: و احذر صغار المحدثات من الأمور، فإن صغار البدع تعود كباراً. والكلام في الرب تعالى محدث وبدعة وضلالة، فلا تتكلم في الرب إلا بما وصف به نفسه. ولا تقول في صفاته: لم، ولا كيف. والقرآن كلام الله وتنزيله ونوره، ليس مخلوقاً، لأن القرآن من الله وما كان فيه فليس بمخلوق والمراء فيه كفرٌ. وقال أبو عبد الله بن بطة: سمعت أبا محمد البربهاري يقول: المجلسة للمناصحة فتح باب) الفائدة، والمجالسة للمناظرة، غلق باب الفائدة. وسمعته لما (24/258)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 259 أخذ الحاج يقول: يا قوم، إن كان من يحتاج إلى معونة بمائة ألف دينار ومائة ألف دينار خمس مرات عاونته. قال ابن بطة: لو أرادها حصلها من الناس. وقال أبو الحسين بن الفراء: كان للبربهاري مجالدات ومقامات في الدين كبيرة، وكان المخالفون يغيظون قلب السلطان عليه. ففي سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة أرادوا حبسه، فاستتر وقبض على جماعة من كبار أصحابه، وحملوا إلى البصرة، فعاقب الله الوزير ابن مقلة وسخط عليه الخليفة وأحرق داره، ثم سملت عينا الخليفة في جمادى الآخرى سنة اثنتين وعشرين. وأعاد الله البربهاري إلى حشمته وزادت، حتى أنه لما حضر جنازة نفطويه النحوي تقدم في الصلاة عليه، وعظم جاهه، وكثر أصحابه، فبلغنا أنه اجتاز بالجانب الغربي، فعطس، فشمته أصحابه، فارتفعت صيحتهم حتى سمعها الخليفة وهو في روشن فسأل: ماذا فأخبر بالحال، فاستهولها. ثم لم تزل المبتدعة يوحشوا قلب الراضي بالله عليه إلى أن نودي في بغداد أن لا يجتمع من أصحاب البربهاري نفسان. فاختفى البربهاري إلى أن توفي مستتراً في رجب من هذه السنة، ودفن بدار أخت توزون مختفياً. فقيل إنه لما كفن وعنده الخادم صلى عليه وحده، فنظرت من الروشن ست الخادم، فرأت البيت ملآن رجالاً بثياب بيض، يصلون عليه. فخافت وطلبت الخادم تهدده، كيف أذن للناس. فحلف أن الباب لم يفتح. ويقال: إنه تنزه عن ميراث أبيه لم يأخذه، وكان سبعين ألفاً. قال ابن النجار: روى عنه: أبو بكر محمد بن محمد بن عثمان المغربي، وأبو الحسين بن سمعون، وابن بطة. فعنٍ ابن سمعون أنه سمع البربهاري يقول: رأيت بالشام صومعة بها راهب منقطع، وحولها رهبان يستلمونها ويتمسحون بها لأجل الراهب، فقلت لحدثٍ (24/259)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 260 منهم: بأي شيء أعطي هذا فقال: سبحان الله، رأيت الله تعالى يعطي شيئاً على شيء ومن شعر البربهاري: (من قنعت نفسه ببلغتها .......... أضحى غنياً وظل متبعا) ) (لله در القنوع من خلقٍ .......... كم من وضيعٍ به ارتفعا)

(تضيق نفس الفتى إذا افتقرت .......... ولو تعزى بربه اتسعا) في تاريخ محمد بن أحمد بن مهدي أن في سنة ثلاثٍ وعشرين أوقع بأصحاب البربهاري، فاستتر وتتبع أصحابه، ونهبت منازلهم. ولم يظهر إلى أن مات. وعاش سبعاً وسبعين سنة. وكان في آخر عمره قد تزوج بجارية بكر، رحمه الله تعالى. الحسن بن علي بن سوار. أبو علي المصري الحريري. قال ابن يونس: حدث عن محمد بن هلال، ويونس بن عبد الأعلى، وعيسى بن مثرود. كتبت عنه وما علمت عليه إلا خيراً. توفي رحمه الله في جمادى الآخرة. الحسن بن محمد بن أبي الشوك الزيات. بغدادي، ثقة. سمع: العطاردي، وأبا فروة الرهاوي، وهلال بن العلاء. وعنه: أبو بكر الوراق، والدارقطني، وعمر بن شاهين، وأبو أحمد الفرضي. وكان ثقة. (24/260)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 261 4 (حرف السين) سعيد بن سفيان الأندلسي البجاني. رحل إلى المشرق، وسمع من: يونس بن عبد الأعلى، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وإسحاق الدبري. سلمان بن قريش الأندلسي. يروي عن: علي بن عبد العزيز، ومحمد بن وضاح. وولي قضاء مدينة ماردة. وسمع الناس منه بقرطبة في هذا العام في أوله. وتوفي في المحرم منه. وكان فصيحاً بليغاً، ثقة. وولي قضاء بطليوس. 4 (حرف العين) ) العباس بن علي بن الفضل الهاشمي. أبو الفضل الخاطب. دمشقي. سمع: علي بن حرب، وأبا أمية الطرسوسي. وعنه: عبد الوهاب الكلابي، وموسى بن محمد، وغيرهما. عباس بن محمد بن عبد العظيم. أبو القاسم السليحي الإشبيلي. سمع: محمد بن جنادة، وبقي بن مخلد، وجماعة. وكان ذا ديانة وفضل. روى عنه: عباس بن أصبغ، وغيره. (24/261)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 262 العباس أخو محمد وعبيد الله بنو القاضي موسى بن إسحاق بن موسى الأنصاري الخطمي. روى عن: الكديمي، وجماعة. وعنه: الدارقطني، وابن الثلاج. عبد الله بن أحمد بن ثابت بن سلام. أبو القاسم البغدادي البزاز. سمع: حفصاً الربالي، ويعقوب الدورقي، وابن أبي مذعور، وسعدان بن نصر. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، ويوسف القواس، وابن جميع. وكان ثقة مسناً. عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن سليمان بن زبر الربعي القاضي. أبو محمد. بغدادي مشهور. ولد سنة خمسٍ وخمسين ومائتين. وسمع: عباساً الدوري، وأبا بكر الصغاني، وأبا داود السختياني، وحنبل بن إسحاق، ويوسف بن مسلم، وعبد الله بن محمد بن شاكر، وهذه الطبقة التي على رأس السبعين ومائتين. (24/262)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 263 روى عنه: ابنه أبو سليمان محمد، والدارقطني، وأحمد بن القاضي الميانجي، وأبو حفص بن) شاهين، وأبو بكر بن أبي حديد. ولي قضاء مصر سنة ست عشرة وثلاثمائة، وعزل سنة سبع عشرة وأعيد هارون بن حماد، واستخلف أخاه أحمد. ثم وليها سنة عشرين، وعزل سنة إحدى وعشرين، ثم وليها سنة تسع وعشرين، وتوفي بعد شهر. قلت: توفي في ربيع الأول. وقال الخطيب: وكان غير ثقة. وقال محمد بن عبيد الله المسبحي: تقلد ابن زبر، وكان من سكان دمشق، القضاء على مصر. وكان شيخاً ضابطاً من الدهاة، ممشياً لأموره. وكان عارفاً بالأخبار والكتب والسير. صنف في الحديث كتباً، وعمل كتاب تشريف الفقر على الغنى. وعن يحيى بن مكي العدل قال: لو كان أبو محمد بن زبر عادلاً ما عدلت به قاضياً. قال أبو عمر محمد بن يوسف الكندي: أخبرني علي بن محمد المصري أنه رأى القاضي ابن زبر بدمشق اجتاز بسوق الأساكفة فشغبوا عليه ودقوا بشفارهم على تخوتهم قائلين كلاماً قبيحاً وهو يسلم عليهم ويتطارش، ويظهر أنهم يدعون له. وقال عبد الغني بن سعيد: سمعت الدارقطني يقول: دخلت على أبي محمد بن زبر وأنا حدث، وهو يملي الحديث من جزء والمتن من جزء، فظن أني لا أتنبه على هذا. قال ابن زولاق: استناب على الحكم أبا بكر بن الحداد الفقيه وولاه وقف المرستان، وقرر له في الشهر ثلاثين ديناراً. وكان يصول على الشهود بأقبح قول. وبسط يده في الأموال. واعترض في التركات والوصايا. وألف سيرة في الدولتين، وألف في الحديث كتباً. (24/263)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 264 قال لنا أبو عمر محمد بن يوسف الكندي: أخذ من محمد بن بدر على قبوله وتزكيته ألف دينار. وكان قوي النفس واسع الحيلة. جاءه أبو جعفر الطحاوي فأدى عنده شهادة، فقام وأجلسه معه وانحرف إليه وقال: حديث كتبته عن رجلٍ عنك منذ ثلاثين سنة. قال: فأملاه عليه. وقيل إنه بذل على القضاء ألف دينار لمحمد بن طغج. عبد الله بن محمد بن إسحاق بن يزيد. أبو القاسم المروزي الأصل، والبغدادي المعروف بحامض رأسه، وبالحامض.) سمع: الحسن بن أبي الربيع، وسعدان بن نصر، وأبا يحيى العطار، وأبا أمية الطرسوسي وغيرهم. وعنه: أبو عمر بن حيويه، والدارقطني، وأبو بكر الأبهري، والمعافى الجريري، وعمر بن أحمد الواعظ، وأبو الحسين بن جميع. وكان ثقة، توفي في رمضان. عبد الملك بن يحيى الزعفراني العطار. بغدادي. سمع: عبد الرحمن بن محمد بن منصور. وعنه: الدارقطني، وأبو القاسم بن الثلاج. وكان ثقة. عبيد الله بن إبراهيم بن بالويه. أبو القاسم النيسابوري المزكي. (24/264)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 265 سمع: أحمد بن يوسف، ومحمد بن يزيد، وإسحاق بن عبد الله السلميين. وعنه: أبو بكر بن إسحاق الصبغي، وأبو علي الحافظ، فمن بعدهما. وعاش أربعاً وثمانين سنة. عبيد الله بن موسى بن إسحاق الأنصاري الخطمي. أبو الأسود. أخو أحمد والعباس. سمع: إبراهيم بن عبد الله العبسي، ومحمد بن سعد العوفي. وعنه: ابن المظفر، والدارقطني، وأبو حفص بن شاهين. وكان ثقة. توفي في رجب. علي بن محمد بن عبد الرحمن بن موسى. أبو الحسن الخولاني المصري. ثقة، صالح. سمع: يونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم.) توفي في رجب. عمار بن خرز بن عمرو العذري. أبو القاسم الجسريني قاضي الغوطة. حدث عن: محمد بن عبد الله بن يزيد البعلبكي، وعطية بن أحمد الجهني، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة. وعنه: أبو الحسين الرازي، وأحمد بن عتبة، وعبد الوهاب الكلابي. (24/265)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 266 عمر بن محمد بن رجاء. أبو حفص العكبري. روى عن: عبد الله بن الأمام أحمد، وموسى بن حمدون العكبري. وعنه: أبو عبد الله بن بطة. وكان عبداً صالحاً ديناً، ثقة، كبير القدر، من أئمة الحنابلة. قال ابن بطة: إذا رأيت الرجل العكبري يحب أبا حفص بن رجاء، فأعلم أنه صاحب سنة. ولنا رجلان من أئمة الحنابلة بعد الثمانين وثلاثمائة كل منهما يكنى أبا حفص العكبري. 4 (حرف الميم) متى بن يونس. رأس الفلسفة. أخذ عنه الفارابي. أرخه المؤيد. محمد بن أحمد بن عبد الواحد بن صالح. أبو المغيث الأموي، مولاهم الدمشقي الصفار. سمع: بكار بن قتيبة، وجماعة. وعنه: أبو الحسين الرازي، وعبد الوهاب الكلابي. (24/266)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 267 محمد بن أحمد بن دلويه. أبو بكر الدقاق. نيسابوري صدوق.) سمع: أحمد بن حفص، ومحمد بن يزيد السلميين، ومحمد بن إسماعيل البخاري. وعنه: عبد الله بن سعد، وأبو علي الحافظ، ومحمد بن الحسين العلوي، وحمزة المهلبي، وآخرون. توفي في جمادى الآخرة. محمد بن أيوب بن المعافى. أبو بكر العكبري. سمع: الحارث بن أبي أسامة، وإبراهيم الحربي، وجماعة. وعنه: ابن بطة. وكان صالحاً زاهداً ثقة. قال ابن بطة: ما رأيت أفضل منه. مات في رمضان. قلت: آخر من روى عنه أبو الطيب محمد بن أحمد بن خاقان العكبري. محمد، وقيل أحمد، أبو إسحاق أمير المؤمنين الراضي بالله بن المقتدر بالله جعفر بن المعتضد بالله أحمد بن أبي أحمد الموفق ولي العهد بن المتوكل. ولد سنة. وأمه أمةٌ رومية. وكان قصيراً أسمر نحيفاً، في وجهه طول. (24/267)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 268 بويع بالأمر بعد عمه القاهر لما سملوا القاهر سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. قال الخطيب أبو بكر: وللراضي فضائل منها أنه آخر خليفة له شعرٌ مدون، وآخر خليفة انفرد بتدبير الجيوش، وآخر خليفة خطب يوم الجمعة، وآخر خليفة جالس الندماء، وكانت جوائزه وأموره على ترتيب المتقدمين منهم. ومن شعره: (كل صفوٍ إلى كدر .......... كل أمرٍ إلى حذر)

(ومصير الشباب للمو .......... ت فيها أو الكبر)

(دردرالمشيب من .......... واعظٍ ينذر البشر) (24/268)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 269 (أيها الأمل الذي .......... تاه في لجة الغرر) ) (أين من كان قبلنا .......... ذهب الشخص والأثر)

(رب فاغفر لي الخطي .......... ئة يا خير من غفر) توفي في ربيع الأول، وله سنة. محمد بن أبي جعفر. الأستاذ أبو الفضل المنذري الهروي اللغوي الأديب. روى عن: عثمان بن سعيد الدارمي، وغيره. ورحل فأخذ العربية، عن: ثعلب، والمبرد. وله عدة مصنفات منها: كتاب نظم الجمان، وكتاب الملتقط، وكتاب الفاخر، وكتاب الشامل. روى عنه: أبو منصور الأزهري فأكثر، وحامد بن محمد الماليني، والعباس القرشي. وقد ملأ الأزهري التهذيب بالرواية عنه. توفي في هذه السنة في رجب. محمد بن حسين بن يزيد. أبو جعفر التنيسي. حدث عن: يونس بن عبد الأعلى، وغيره. وطال عمره. قال ابن يونس: ثقة، عاقل. كان له بتنيس منزلة جليلة ومحل ويسار. توفي بتنيس في شعبان. (24/269)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 270 محمد بن حمدويه بن سهل المروزي. أبو نصر الغازي المطوعي. قدم بغداد، وحدث عن: سليمان بن معبد السنجي، ومحمود بن آدم، وعبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي، وغيرهم. وعنه: أبو عمر بن حيويه، والدارقطني، ويوسف القواس، وأبو إسحاق المزكي، ومحمد بن أحمد السليطي، وآخرون. قال الدارقطني: ثقة حافظ.) أخبرنا أحمد بن هبة الله، أنا عبد الرحيم بن السمعاني كتابةً، أنا عمر بن أحمد بن منصور، أنا موسى بن عمران الأنصاري، أنا محمد بن الحسين العلوي، أنا أبو نصر محمد بن حمدويه الغزي: ثنا محمود بن آدم المروزي، ثنا سفيان بن عيينة، عن جامع بن أبي راشد، عن أبي وائل قال: قال حذيفة لعبد الله: عكوفاً بين دارك ودار أبي موسى، وقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة. فقال عبد الله: لعلك نسيت وحفظوا، وأخطأت فأصابوا. محمد بن خالد بن وهب. أبو بكر التيمي القرطبي الفقيه. قاضي أكشونية. سمع من أبيه، ومن: ابن وضاح، وسعيد بن حمير. (24/270)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 271 محمد بن سعيد بن حماد البغدادي. أبو سالم الجلودي. سمع: الحسن بن عرفة، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، وأبا جعفر بن المنادي، وروى السنن لأبي داود، عنه. روى عنه: الدارقطني، وابن شاهين، وأبو الفتح القواس ووثقه. محمد بن سليمان بن أحمد بن حبيب بن الوليد بن عمر الأموي. المرواني الأندلسي. بالأندلس. لم يذكره ابن الفرضي. قال ابن يونس: يعرف بالحبيبي، روى عن أهل بلده. محمد بن العباس بن شجاع. أبو مقاتل المروزي، ثم البغدادي. حدث عن: أحمد العطاردي، وابن أبي الدنيا. وعنه: يوسف القواس، وغيره. محمد بن العباس بن مهران المستملي.) عن: محمد بن عيسى المدائني، وابن أبي العوام. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين. توفي في شعبان ببغداد. (24/271)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 272 محمد بن عبيد الله بن محمد بن العلاء البغدادي. أبو جعفر الكاتب. سمع: أحمد بن بديل اليامي، وعلي بن حرب. وعنه: الدارقطني، وأبو الحسن الجراحي، وإسماعيل بن الحسن الصرصري، وابن جميع. وقع لي حديثاً عالياً. توفي في جمادى الأولى. قال الدارقطني: ثقة، مأمون. محمد بن عبيد الله بن محمد بن رجاء. الوزير أبو الفضل البلعمي التميمي البخاري. واحد عصره في العقل والرأي. سمع: أبا الموجه محمد بن عمرو، والإمام محمد بن نصر المروزيين. وله كتاب تلقيح البلاغة، وكتاب المقالات، وغير ذلك. ثم إن الحاكم بعد أن قال أكثر من هذا روى أحاديث، عن جماعة، عنه. وهو وزير صاحب ما وراء النهر وخراسان إسماعيل بن أحمد. وكان جده الأعلى قد استوى على بلعم، وهي من بلاد الروم، حين دخلها مسلمة بن عبد الملك. فأقام بها وكثر نسله بها، فنسبوا إليها. سمع أكثر الكتب من محمد بن نصر. وكان يتنحل مذهبه، وله يد طولى في الإنشاء والبلاغة. مات في صفر. (24/272)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 273 محمد بن علي بن إسماعيل. أبو عبد الله الأيلي. سمع: إسحاق الدبري، ومقدام بن داود الرعيني، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة بالشام، ومصر، واليمن. وعنه: الدارقطني، وابن أخي ميمي، ومحمد بن الحسن بن المأمون، وآخرون.) وثقة الخطيب. وتوفي في شوال. محمد بن علي بن الفياض البغدادي الكاتب. أملى بدمشق عن: الكديمي. وعنه: أبو بكر بن أبي الحديد. محمد بن القاسم بن محمد. أبو عبد الله الأزدي ابن بنت كعب. بغدادي، ثقة صالح. سمع: الحسن بن عرفة، والهيثم بن سهل، وعلي بن حرب. وعنه: الدارقطني، ويوسف القواس، وأبو القاسم بن الثلاج. وتوفي في ربيع الآخر عن سنٍّ عالية. محمد بن منير بن محمد بن عنبسة. أبو جعفر المصري. عن: يونس بن عبد الأعلى. وعنه: أبو الحسين الرازي، وأبو بكر بن أبي الحديد. (24/273)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 274 منصور بن محمد بن علي بن قرينة بن سوية. وضبطه ابن ماكولا قرينة، وقال غيره، مزينة. كذا في نسخة صحيحة بتاريخ نسف للمستغفري، وكذا في نسخة بصحيح البخاري. أبو طلحة البزدوي النسفي الدهقان. ويقال فيه: البزدي. دهقان قرية بزدة. وثقه ابن ماكولا وقال: كان آخر من حدث بالجامع الصحيح عن البخاري. قال جعفر المستغفري: يضعفون روايته من جهة صغره حين سمع. ويقولون: وجد سماعه بخط جعفر بن محمد مولى أمير المؤمنين دهقان توين. وقرأوا كل الكبار من أصل حماد بن شاكر. وسمع منه أهل بلده، وصارت إليه الرحلة في أيامه. ثم قال المستغفري: ثنا عنه أحمد بن عبد) العزيز المقرئ، ومحمد بن علي بن الحسين. ومات سنة تسعٍ وعشرين. موسى بن عيسى بن مهدي. أبو القاسم الدباغ. سمع: أبا أمية الطرسوسي. مات في شوال بمصر. 4 (حرف الياء) يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول التتنوخي الأزرق. الكاتب. بغدادي الدار، أنباري المولد. (24/274)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 275 ولد سنة ثمانٍ وثلاثين ومائتين. وسمع: جده، والزبير بن بكار، وبشر بن مطر، ويعقوب بن شيبة السدوسي، والحسن بن عرفة، وجماعة. وعنه: ابن المظفر، والدارقطني، وابن جميع، وأبو الحسين بن المتيم، وإبراهيم بن عبد الله بن خرشيد قولة، وآخرون. قال أحمد بن يوسف الأزرق: سمعت أبي يقول: خرج عن يدي إلى سنة خمس عشرة وثلاثمائة نيفٌ وخمسون ألف دينار في أبواب البر. قال أبو القاسم التنوخي: كان كاتباً جليلاً، متصرفاً. وكان متخشناً في دينه، أماراً بالمعروف. توفي في آخر السنة. قرأت على عبد الحافظ بن بدران: أخبركم أبو محمد المقدسي سنة خمس عشرة وستمائة، أنا محمد بن عبد الباقي، أنا علي بن محمد، ثنا عبيد الله بن أبي مسلم، ثنا يوسف بن يعقوب الأزرق، ثنا بشر بن مطر، ثنا سفيان، عن أبي نجيح، عن إبراهيم بن أبي بكر، عن مجاهد، في قوله عز وجل: لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم. قال: ذلك في الضيافة. إذا أتيت رجلاً فلم يضفك، فقد رخص لك أن تقول. (24/275)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 276 1 (وفيات سنة ثلاثين وثلاثمائة) ) 4 (حرف الألف) أحمد بن إبراهيم بن سعد الخير الأزدي. عن: أبيه، وعمه خطاب. وعنه: أبو هاشم المؤدب، وغيره بدمشق. أحمد بن أحيد بن فرينام. أبو محمد الوراق. سمع: أبا عيسى الترمذي، وعبيد الله بن واصل البخاري. وعنه: أهل ما وراء النهر. أحمد بن سليمان بن فرينام البخاري. عن: أبي صفوان إسحاق بن أحمد السلمي، وعبيد الله بن واصل، وجماعة. وعنه: حفيده عبد الرحمن بن محمد، وسهل بن عثمان السلمي. أحمد بن عبادة بن علكدة. أبو عمر الرعيني القرطبي. سمع: محمد بن وضاح، والخشني. (24/276)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 277 وحج فسمع من ابن المنذر كتابه في الاختلاف. توفي في رجب. أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل النيسابوري. أبو حامد الجلودي. سمع: أيوب بن الحسن، ونحوه. وعنه: أبو سعيد بن أبي بكر، وأبو عبد الله العلوي. أحمد بن ماجد بن عمرويه. أبو حامد البخاري المتكلم. روى عن: سفيان بن عبد الحكيم، وغيره. وعنه: سهل بن عثمان السلمي البخاري. أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي الرجال الصلحي.) أبو عبد الله. عن: أبي أمية، ويزيد بن محمد الرهاوي. وعنه: الدارقطني، وعمر الكتاني، وجماعة. عاش إحدى وثمانين سنة. أحمد بن محمد بن ميمون بن هارون بن مخلد. أبو الحسين البغدادي الكاتب. ولي الوزارة للمتقي لله ابن المقتدر سنة تسعٍ وعشرين وثلاثمائة، فبقي شهراً وعزل، فنصب أبو عبد الله البريدي. ومات بعد أشهر في المحرم مسجوناً، وله خمسون سنة. (24/277)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 278 أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال. أبو حامد النيسابوري، ويعرف بالخشاب لسكناه بالخشابين. سمع: الذهلي، وعبد الرحمن بن بشر، وأحمد بن يوسف. وبالحجاز: الحسن بن محمد الزعفراني، وبحر بن نصر الخولاني، وجماعة. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو عبد الله بن مندة، وعاصم بن يحيى الزاهد، والحسين بن محمد الستوري، وطائفة سواهم. توفي يوم عيد الأضحى. وقد رآه أبو عبد الله الحاكم ولم يسمع منه. أحمد بن محمود بن طالب بن حيت، بحاء مهملة وياء ساكنة ثم تاء مثناة، ابن موسى. أبو حامد البخاري الصرام. حدث عن: أبي عبد الله بن أبي حفص، ويعقوب بن عرمل. توفي بعد الثلاثين وثلاثمائة وكتب هنا سهواً. روى عنه: سهل بن عثمان السلمي. عاش مائة وخمسين سنة. إسحاق بن محمد. أبو يعقوب النهرجوري الصوفي، أحد المشايخ. صحب الجنيد، وعمرو ابن عثمان المكي،) وجاور بمكة مدة، وبها مات. (24/278)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 279 قال أبو عثمان المغربي: ما رأيت في مشايخنا أنور من النهرجوري. قال السلمي: سمعت محمد بن عبد الله الرازي: سمعت أبا يعقوب النهرجوري يقول في الفناء والبقاء: هو فناء رؤية قيام العبد لله، وبقاء رؤية قيام الله في الأحكام. وعنه قال: الصدق موافقة الحق في السر والعلانية، وحقيقة الصدق القول بالحق في مواطن الهلكة. وقال إبراهيم بن فاتك: سمعت أبا يعقوب يقول: الدنيا بحر، والآخرة ساحل، والمركب التقوى، والناس سفر. وعنه قال: اليقين مشاهدة الإيمان بالغيب. أرخ موته أبو عثمان المغربي. 4 (حرف الباء) بدر الخرشني الأمير، حاجب المتقي لله. هرب إلى الشام لما غلب محمد بن رائق على بغداد فأكرمه الإخشيد وولاه إمرة دمشق فوليها في هذه السنة شهرين، ومات، فولي بعده الحسين بن لؤلؤ. 4 (حرف التاء) تبوك بن أحمد بن تبوك بن خالد. أبو محمد السلمي، مولاهم الدمشقي. (24/279)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 280 سمع: أباه، وهشام بن عمار. وعنه: أبو الحسين محمد بن عبد الله الرازي، والحسن بن محمد بن درستويه. وأرخ موته الرازي. وروى الأهوازي عن ابن درستويه عنه. 4 (حرف الجيم) جعفر بن علي بن سهل. أبو محمد الدقاق الحافظ.) بغدادي. روى عن: محمد بن إسماعيل الترمذي، ومحمد بن زكريا الغلابي، وإبراهيم الحربي. وعنه: أبو محمد بن ماسي، وأبو أحمد الغطريفي، والدارقطني، وابن جميع الصيداوي. وقع لنا حديثه بعلو. قال أبو زرعة: محمد بن يوسف الجرجاني كان فاسقاً كذاباً. 4 (حرف الحاء) الحسن بن الحسين بن منصور. أبو محمد النيسابوري النصراباذي السمسار. أحد العباد المشهورين بطلب العلم، المنفقين مالهم على الحديث. سمع محمد بن عبد الوهاب الفراء، وأحمد ابن يوسف السلمي. وعنه: ابنه أبو الحسن، وأبو علي الحافظ. (24/280)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 281 الحسين بن أحمد بن صدقة. أبو القاسم الفارسي، ثم البغدادي الفرائضي الأزرق. سمع: محمد بن حمزة الطوسي، وزكريا المروزي، وعباس بن محمد الدوري، وأحمد بن الوليد الفحام، ومحمد بن المنادي وكان عنده تاريخ أحمد بن أبي خيثمة عنه. روى عنه: أبو حفص بن شاهين، وأبو الحسين بن جميع، وابن الصلت الأهوازي. قال الخطيب: كان ثقة. الحسين بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن سعيد بن إبان. أبو عبد الله الضبي البغدادي المحاملي القاضي. ولد في أول سنة خمسٍ وثلاثين. وأول سماعه سنة أربعٍ وأربعين ومائتين. سمع: أبا هشام الرفاعي، وعمرو بن علي الفلاس، وعبد الرحمن بن (24/281)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 282 يونس السراج، وزياد بن أيوب، ويعقوب الدورقي، وأحمد بن المقدام، وأحمد بن إسماعيل السهمي، وخلقاً كثيراً. وروى عنه: دعلج، والدارقطني، وابن جميع، وإبراهيم بن خرشيد قولة، وابن الصلت الأهوازي، وأبو عمر بن مهدي، وأبو محمد بن البيع. قال الخطيب: كان فاضلاً ديناً صادقاً، شهد عند القضاة، وله عشرون سنة. وولي قضاء) الكوفة ستين سنة. وقال ابن جميع: عند المحاملي سبعون رجلاً من أصحاب ابن عيينة. وقال أبو بكر الداوودي: كان يحضر مجلس المحاملي عشرة الآلف رجل. استعفى من القضاء قبل سنة عشرين وثلاثمائة، وكان محموداً في ولايته. عقد سنة سبعين ومائتين في داره مجلساً للفقه، فلم يزل أهل العلم والنظر يختلفون إليه. وقال محمد بن الحسين الإسكاف: رأيت في النوم كأن قائلاً يقول: إن الله ليدفع عن أهل بغداد البلاء بالمحاملي. آخر من روى عن المحاملي عالياً سبط السفلي، وبالإجازة ابن عبد الدائم. ولعله قد تفرد بالرواية عن مائة شيخ. ومن شيوخه: البخاري، وأبو حاتم، والحسن بن الصباح البزار، والحسن الزعفراني، ومحمد بن المثنى الزمن، ومحمد بن الوليد البسري، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وطبقتهم. وأول سماعه في سنة أربعٍ وأربعين ومائتين. قال حمزة بن محمد بن طاهر: سمعت ابن شاهين يقول: حضر معنا ابن (24/282)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 283 المظفر مجلس المحاملي، فقال لي: يا أبا حفص، ما عدمنا من أبي محمد بن صاعد إلا عينيه. يريد أن المحاملي في طبقة ابن صاعد. أملى المحاملي مجلساً في ثاني عشر ربيع الآخر من السنة، ثم مات بعد ذلك المجلس بأحد عشر يوماً رحمه الله. حديثه بعلو عن سبط السلفي. الحسين بن محمد بن إبراهيم. أبو عبد الله التميمي البقال الدمشقي. روى عن: أبي زرعة الدمشقي، وزكريا خياط السنة. روى عنه: أبو الحسين الرازي، وأبو سليمان بن زبر. 4 (حرف الخاء) خليل بن إبراهيم الأندلسي. يروي عن: عبيد الله بن يحيى ين يحيى، وغيره.) وكان عبداً صالحاً. 4 (حرف الزاي) زكريا بن أحمد ابن المحدث يحيى بن موسى خت. أبو يحيى البلخي. ولي قضاء دمشق أيام المقتدر. (24/283)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 284 وحدث عن: يحيى بن أبي طالب، وأبي حاتم الرازي، وعبد الرحمن بن مرزوق البزوري، وعبد الصمد بن الفضل البلخي، ومحمد بن الفضل البخاري، ومحمد بن سعد العوفي، وجماعة. وعنه: أبو الحسين الرازي، وأبو بكر وأبو زرعة ابنا أبي دجانة، وأبو بكر ابن المقرئ، وعبد الوهاب الكلابي، وأبو بكر بن أبي الحديد، وخلق كثير. وكان من كبار الشافعية وأصحاب الوجوه. تكرر ذكره في المهذب و الوسيط. فمن غرائبه: أن القاضي إذا أراد نكاح من لا ولي لها له أن يتولى طرفي العقد. قال الرافعي: يقال إنه لما كان قاضياً بدمشق تزوج امرأة ولى أمرها لنفسه. ومن غرائبه قال: لو شرط في القراض أن يعمل رب المال مع العامل جاز. حكاه عنه العبادي في الرقم له. 4 (حرف العين) عبد الله بن باذان. أبو محمد الإصبهاني المقرئ. قرأ على: محمد بن عبد الرحيم. وحدث عن: جعفر بن الصباح، وغيره. وعنه: أبو سنم بن شهدل. توفي في شعبان. عبد الله بن يونس بن محمد بن عبيد الله. أبو محمد القبري الأندلسي المراكشي.) (24/284)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 285 أصله من قبره. سمع الكثير من: بقي بن مخلد، ومحمد بن عبد السلام الخشني، وجماعة. وسمع الناس عنه كثيراً. قال ابن الفرضي: ثنا عنه جماعة، وتوفي في رمضان عن سنة. عبد الرحمن بن عبد الله بن هاشم. أبو عيسى الأنباري. عن: إسحاق بن سيار النصيبي، وإسحاق بن خالد البالسي. وعنه: الدارقطني، والجراحي، وابن الثلاج. عبد الغافر بن سلامة بن أحمد بن عبد الغافر. أبو هاشم الحضرمي الحمصي. حدث في عدة مدن عن: كثير بن عبيد، ويحيى بن عثمان، ومحمد بن عوف الحمصيين. وعنه: الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، وابن جامع الدهان، وابن الصلت الأهوازي، وأبو عمر الهاشمي، وابن جميع الغساني. قال الخطيب: كان ثقة، مات بالبصرة فيما بلغني، وله بضعٌ وتسعون سنة. (24/285)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 286 عبد الملك بن أحمد بن أبي حمزة البغدادي. أبو العباس الزيات. سمع: الحسن بن عرفة، والحسن بن أبي الربيع، وحفص بن عمرو الربالي، وغيرهم. وعنه: الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، وأبو الفضل محمد بن المأمون، ومحمد بن نجاح، ومحمد بن أحمد بن جميع. وثقة الخطيب. وتوفي في جمادى الأولى. أخبرنا ابن القواس: أنا ابن الحرستاني حضوراً، أنا جمال الإسلام، أنا أبو نصر الخطيب، أنا ابن جميع: ثنا عبد الملك بن أحمد، ثنا حفص بن عمرو الربالي، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن إسرائيل، عن عبد الكريم، عن عكرمة، عن ابن العباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن النفخ في الطعام والشراب.) عبد الملك بن محمد بن بكر السعدي الأندلسي. سمع الكثير من: ابن لبانة الأندلسي، وغيره. وارتحل إلى المشرق، فسمع من: يحيى بن صاعد، وطبقته. وصنف في نصرة مالك. ومات كهلاً. (24/286)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 287 علي بن الحسن بن سليمان بن شعيب الكيساني. روى عن: جده، وغيره. وكان ثقة، فقيراً مؤدباً. مات في شعبان. قاله ابن يونس. علي بن محمد بن عبيد بن عبد الله بن حساب. أبو الحسن البغدادي البزاز الحافظ. سمع: عباساً الدوري، والحنيني، وأحمد بن أبي غرزة. وعنه: الدارقطني، وابن جميع. وأبو الحسين بن المتيم، وغيرهم. قال الخطيب: كان ثقة عارفاً. توفي في شوال. وقد ولد سنة اثنتين وخمسين ومائتين. وروى عن خلقٍ سوى من ذكرنا. عمر بن سهل بن إسماعيل. أبو بكر القرميسيني الدينوري الحافظ. سمع: الحسن بن سلام السواق، وإبراهيم بن أبي العنبس، وأبا قلابة الرقاشي. وعنه: صالح بن أحمد الهمذاني، وابن تركان، والهمدانيون. وكان ثقة عارفاً بالفن. (24/287)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 288 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل. أبو جعفر الذهلي الشيباني. سمع: أباه، وعمه زهيراً، وإبراهيم بن خالد الهسنجاني.) وعنه: أبو القاسم عبد الله بن إبراهيم الأبندوني، وأبو بكر الوراق، والدارقطني. محمد بن أحمد بن عمرويه. أبو عبد الله النيسابوري البيلي، بباءٍ موحدة، المعدل. سمع: علي بن الحسن الدرابجردي، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء. وعنه: أبو أحمد محمد بن الفضل، وغيره. محمد بن ابراهيم بن علي العلوي الحسيني محمد بن بدر بن عبد العزيز المصري. قاضيها. روى عن: علي بن عبد العزيز البغوي. وولي قضاء مصر. كتب عنه: أبو الحسين الرازي، وأبو سعيد بن يونس. وكان أبوه رومياً صيرفياً. (24/288)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 289 وتفقه على مذهب أبي حنيفة. وأخذ عن: الطحاوي. وكان ثقة. روى غريب الحديث لأبي عبيد، عن علي، عنه. وحدث بدمشق، وولي قضاء مصر ثلاث مرات. أخباره في آخر الطبقة. محمد بن خالد بن وهب بن الصغير. أبو بكر السهمي القرطبي. سمع: أباه، ومحمد بن وضاح. وكان حافظاً للفقه، يعتمد على قول ابن الماجشون. محمد بن رائق. أبو بكر الأمير ابن الأمير أبي مسلم المعتضدي. (24/289)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 290 كان بطلاً شجاعاً مقداماً، وافر الحرمة، عظيم السطوة، عالي الهمة. قدم دمشق، وأخرج عنها بدراً الإخشيدي، فأقام أشهراً، ثم توجه إلى مصر، فالتقى هو ومحمد بن طغج الإخشيد صاحب) مصر، فهزمه الإخشيد، ورجع ابن رائق فأقام بدمشق أشهراً، ثم سار إلى الموصل قاصداً بغداد، فدخلها وخلع عليه المتقي لله خلعة الأمارة وألبسه الطوق والسوار، وقلده الأمور. ثم خرج مع المتقي لله إلى الموصل لحرب ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان. وجرت له أمور طويلة. وقتل بالموصل كما ذكرنا في الحوادث. قال الصولي: أنشدنا الأمير محمد بن رائق في فتاه مشرق: (يصفر لوني إذا بصرت به .......... خوفاً ويحمر وجهه خجلاً)

(حتى كأن الذي بوجنته .......... من دم قلبي إليه قد نقلا) محمد بن عبد الله بن قرن. أبو عبد الله الفرغاني الوراق، المعروف بأخي أرغل. سكن دمشق، وحدث عن: علي بن حرب، وعباس الترقفي، وعباس الدوري، وأبي قلابة. وعنه: أبو هاشم المؤدب، وعبد الله بن محمد بن أيوب الحافظ، وشافع ابن محمد الإسفرائيني، وعبد المحسن بن عمر الصفار، وعبد الوهاب الكلابي. توفي في ذي القعدة بدمشق. محمد بن عبد الله. أبو بكر الصيرفي البغدادي. تفقه على ابن سريج. (24/290)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 291 قيل: كان أعلم الناس بالأصول بعد الشافعي. وله كتاب في الشروط في غاية الحسن. وله مصنفات في أصول المذهب وفروعه. وكان صاحب وجه. سمع: أحمد بن منصور الرمادي. روى عنه: علي بن محمد الحلبي، وسمع منه بمصر. وتوفي في رجب. ومن غرائب وجوهه إيجاب الحد على من وطئ في النكاح بلا ولي إذا كان يعتقد تحريم ذلك. محمد بن عبد الله بن محمد بن سلم. أبو بكر الحميري. مولاهم المصري النحوي المعروف بالملطي. إمام جامع عمرو بن العاص.) روى عن: بكار بن قتيبة، وإبراهيم بن مرزوق، وجماعة. وكان ربما تمنع من الرواية. وكان يعلم أولاد الملوك النحو. توفي في ربيع الآخر. قاله ابن يونس. محمد بن المحدث عبد الصمد بن الفضل البلخي. أبو ذر. وجد مقتولاً بنهر بلخ في شوال. محمد بن عبد الملك بن أيمن بن فرج. أبو عبد الله القرطبي. سمع: محمد بن وضاح، وعبد الله بن خالد، ويحيى بن هلال. (24/291)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 292 ورحل سنة أربعٍ وسبعين مع قاسم بن أصبغ فسمع: أحمد بن أبي خيثمة، وإسماعيل القاضي، ومحمد بن الجهم السمري، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، وجعفر بن محمد بن شاكر، وعلي بن عبد العزيز البغوي، والمطلب بن شعيب المصري، وجماعة. وكان مفتياً، فقيهاً، مشاوراً، مالكياً، حافظاً، ثقة. صنف كتاباً على سنن أبي داود كما فعل ابن أصبغ. وذهب بصره في أواخر أيامه. مولده سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وتوفي في منتصف شوال. روى عنه: عباس بن أصبغ الحجازي، وابنه أحمد بن محمد، وطائفة بالأندلس. اشتهر ذكره، وولي الصلاة بقرطبة بعد أحمد بن بقي. محمد بن عبيد الله بن زياد البغدادي. أبوأحمد، يعرف بابن زبورا. سمع: أبا بكر بن أبي الدنيا، وتمتام، وجعفر بن محمد بن كزال. وعنه: الدارقطني، وغيره. محمد بن عمرو بن حفص. أبو جعفر الجورجيري الإصبهاني. سمع: إسحاق بن إبراهيم بن شاذان، وإسحاق بن الفيض، ومسعود بن يزيد القطان، ومحمد بن) عاصم الثقفي، وحجاج بن يوسف بن قتيبة، وإبراهيم ابن عبد الله الجمحي. (24/292)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 293 وعنه: الحافظ ابن إسحاق بن حمزة، وأبو بكر بن المقرئ، وأبو عبد الله بن مندة، وعثمان البرجمي، وآخرون. توفي في ربيع الأول. يقع حديثه عالياً في الثقفيات. محمد بن يحيى بن عمر بن لبابة. أبو عبد الله القرطبي. سمع من: عمه محمد بن عمر الحافظ. ورحل، فسمع من: حماس بن مروان بالقيروان. وكان عارفاً بمذهب مالك، حافظاً له. ولي قضاء البيرة، وله مصنف في الفقه. وكان جاهلاً بالآثار عايباً لأهلها. لم يكن بالمرضي. محمد بن يوسف بن بشر بن النضر بن مرداس. أبو عبد الله الهروي الحافظ، الفقيه الشافعي. أحد الرحالين في العلم. سمع: محمد بن حماد الطهراني، والربيع المرادي، وأحمد بن البرقي، ومحمد بن عوف الحمصي، والحسن بن مكرم، والعباس بن الوليد البيروتي، وخلقاً سواهم. (24/293)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 294 وعنه: الطبراني، والزبير بن عبد الواحد الأسداباذي، وعبد الواحد ابن أبي هاشم المقرئ، وأبو بكر الأبهري، وآخرون. توفي في رمضان، وقد كمل المائة وتجاوزها بأشهر. وآخر من حدث عنه: أبو بكر بن أبي الحديد. وثقه الخطيب. 4 (حرف الهاء) هارون بن عبد الملك بن عبد الله القيسي الأندلسي. يروي عن: بقي بن مخلد، ومحمد بن وضاح، وجماعة.) وكان رجلاً صالحاً. مذكور في تاريخ ابن الفرضي. وهو قرطبي. أرخه ابن يونس أيضاً. 4 (الكنى) أبو صالح العابد. وإليه ينسب مسجد أبي صالح الذي بين الجسر الغيدي والفواخير. صحب: أبا بكر بن سيد حمدويه. حكى عنه: الموحد بن إسحاق، وعلي بن القجة، وأبو بكر محمد بن داود الدقي، وغيرهم. واسمه مفلح بن عبد الله. ساح في جبل لبنان في طلب العباد. قال: رأيت في جبل اللكام رجلاً عليه مرقعة جالساً على حجر، فقلت: يا شيخ ما تصنع ههنا (24/294)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 295 قال: أنظر وأرعى. قلت: ما أرى بين يديك إلا الحجارة، فما تنظر وترعى فتغير وقال: أنظر خواطر قلبي، وأرعى أوامر ربي. فبحق الذي أظهرك علي إلا جزت عني. فقلت له: كلمني بشيء أنتفع به حتى أمضي. قال: من لزم الباب أثبت في الخدم، ومن أكثر الذنوب أكثر الندم، ومن استغنى بالله أمن العدم. وروى عنه الدقي قال: الجسم لباس القلب، والقلب لباس الفؤاد، والفؤاد لباس الضمير، والضمير لباس السر، والسر لباس المعرفة. ورخ موته ابن زبر. 4 (أبو يعقوب النهرجوري.) اسمه إسحاق. مر. (24/295)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 296 4 (من كان حياً في هذا الوقت ولم أعرف تاريخ الله وفاته فكتبتهم تخميناً لا يقيناً)

4 (حرف الألف) أحمد بن جعفر بن عبد ربه الكاتب. حدث في سنة ثلاثين عن: عمر بن شبة. روى عنه: أبو القاسم بن الثلاج، وأبو الفتح بن مسرور.) أحمد بن خالد بن مصعب الحزوري. آخر من حدث بالري عن محمد بن حميد الرازي. وسمع بنيسابور محمد بن يحيى الذهلي. أخر من حدث عنه علي بن عمر الفقيه بالري. أحمد بن كيغلغ الأمير. ولي نيابة دمشق. ثم ولي سنة إحدى وعشرين نيابة. وجرت بينه وبين محمد بن تكين حروب. وله شعرٌ جيد. (24/296)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 297 أحمد بن مطرف البستي القاضي. روى عن: أحمد بن عبيد الله النرسي، وعبد الله بن أبي مسرة. وعنه: علي بن أحمد الرفاء السامري. أحمد بن يعقوب. التائب المقرئ، المحقق أبو الطيب الأنطاكي. رأى أحمد بن جبير، و قرأ على أصحابه. واعتمد على أبي المغيرة عبيد الله بن صدقة، فقرأ عليه بخمس روايات. ثم قرأ على محمد بن حفص الخشاب صاحب السوسي. وسمع من: أبي أمية الطرسوسي، وعثمان بن خرزاذ، وعدة. قال الداني: له كتاب حسنٌ في القراءات السبع، وهو إمام في هذه الصناعة. ضابط بصير بالعربية. روى عنه القراءة: علي بن محمد بن بشر، وعبيد الله بن عمر البغدادي، ومبارك بن علي. نا أحمد بن أبي عبد الملك، نا علي بن محمد، نا أحمد بن يعقوب التائب برواية ورش. وقال بعض أصحابه: لم يكن بعد ابن مجاهد أحفظ منه لحروف القرآن وعلمه. كان إمام أهل الشام في زمانه في القراءة. وقد ذكر التائب في كتابه أنه أدرك أحمد بن جبير وسنه نحو العشرين، ولم أقرأ عليه. أحمد بن يونس الضبي الإصبهاني.) عن: سميه أحمد بن يونس. (24/297)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 298 وعنه: ابن المظفر، والدارقطني. شيخ، محله الصدق. أحمد بن محمد بن عبد الله. أبو عيسى الصيرفي. عن: أحمد بن ملاعب، وعبد الله بن روح المدائني. وعنه: الدارقطني، وابن جميع. أحمد بن علي بن عيسى. أبو عبد الله الرازي. قدم بغداد، وحدث عن: موسى بن نصر، وأبي حاتم محمد بن إدريس الرازيين. وعنه: عمر الزيات، ومحمد بن إسماعيل الوراق، وأبو القاسم عبيد الله الصيدلاني. بقي إلى سنة سبعٍ وعشرين. إبراهيم بن محمد بن عبيد بن جهينة. أبو إسحاق الشهرزوري الحافظ. سمع: أبا زرعة بالري، والحسن بن محمد الزعفراني ببغداد، وعمرو بن عبد الله الأودي بالكوفة. ومحمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ بمكة، ومحمد ابن عوف بحمص، والعباس بن الوليد ببيروت، والربيع بن سليمان بمصر، وخلقاً كبيراً. (24/298)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 299 وكان من العالمين المكثرين. روى عنه: أهل الري، وقزوين أحمد بن علي بن حبيش الرازي، وأبو بكر بن يحيى الفقيه، وعلي بن أحمد، وأحمد بن الحسن القزوينيان، وعمر بن أحمد بن شجاع وغيرهم. إبراهيم بن إسحاق بن أبي الدرداء. أبو إسحاق الأنصاري الصرفندي. سمع: بكار بن قتيبة، وأبا أمية الطرسوسي، وجماعة. وعنه: شهاب الصوري، وابن جميع، وعبد الله بن علي بن أبي العجائز. وصرفنده: حصنٌ بالساحل.) إبراهيم بن نصر بن عنبر الضبي السمرقندي. سمع: علي بن خشرم، ومحمد بن علي بن حسن بن شقيق. وعنه: أبو سعيد بن رمح النسوي، ومحمد بن أحمد بن مت الأشتيخني، وإسماعيل بن حاجب الكشاني. توفي في حدود العشرين أبو بعدها. إسماعيل بن محمد بن أحمد بن صالح. أبو إسحاق بن الحكمي الأستراباذي. (24/299)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 300 عن: أحمد بن منصور الرمادي، وسعدان بن نصر. وعنه: محمد بن جعفر المستغفري، وأبو أحمد بن عدي. قال جعفر المستغفري: متهم بالكذب، لا يحتج بحديثه. إسماعيل بن هارون البزاز. عن: الحسن بن أبي الربيع، وجماعة. وعنه: الدارقطني، ومحمد بن أحمد بن عبدان. 4 (حرف الثاء) ثواب بن يزيد ين ثواب. أبو بكر الموصلي. عن: محمد بن أحمد بن المثنى، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، وأبي يعلى. وعنه: ابن عدي، وابن المقرئ، وأبو بكر بن شاذان. وحدث بمصر، ومكة. 4 (حرف الجيم) جعفر بن سليمان. أبو أحمد المشحلائي الحلبي. سمع الحروف من أبي شعيب السوسي. وهو آخر أصحابه وفاةً. روى عنه القراءة: أبو الطيب عبد المنعم بن غلبون، وعبد الله بن مبارك. وهو من قرية مشحلايا.) (24/300)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 301 جعفر بن محمد بن علي الهمداني. المعروف بالمليح. روى عن: أبي حاتم الرازي، وهلال بن العلاء، وابن ديزيل، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وخلق كثير. روى عنه: أبو يعلى عبد الله بن محمد الصيداوي، وأحمد بن عتبة الجوبري، وابن جميع الصيداوي. 4 (حرف الحاء) الحسن بن محمد بن سعدان. أبو علي العرزمي. كوفي. سمع: الحسن بن علي بن عفان. وعنه: عمر الكتاني، وابن الجندي، والدارقطني في سننه، وجماعة. الحسن بن علي بن يحيى. أبو علي البجلي الشعراني الطبراني المقرئ. عن: أحمد بن شيبان الرملي، ومحمد بن خلف العسقلاني، وجماعة. وعنه: أبو بكر المقرئ، وأبو بكر بن أبي الحديد السلمي، وآخرون. الحسن بن الوليد بن موسى الكلابي. الدمشقي المعدل المعروف بابن الأبرش. روى عن: بكار بن قتيبة القاضي، وأبي زرعة الدمشقي، وجماعة. روى عنه: ابنه عبد الوهاب الكلابي، وصالح بن عبد الله المستملي. (24/301)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 302 الحسين بن عيسى العرقي. أبو الرضا. روى عن: يوسف بن بحر، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، وجماعة. روى عنه: أبو الحسين بن جميع، وأبو بكر بن شاذان، وعلي بن محمد ابن إسحاق الحلبي. الحسين بن محمد بن إبراهيم الدمشقي.) ابن البقال، أبو عبد الله. روى عن: أبي زرعة البصري. وعنه: أبو سليمان بن زبر، وغيره. الحسين بن محمد بن أحمد. أبو عبد الله قاضي طرابلس. روى عن: أنس بن السلم، وغيره. روى عنه: أبو بكر بن شاذان، وعبد الوهاب الكلابي. وقد روى عن عبد الرحمن بن جبير، عن سفيان بن عيينة. وحدث في سنة ثمانٍ وعشرين. الحسين بن محمد بن عبد الله بن عبادة. أبو القاسم العجلي الواسطي. حدث ببغداد عن: هلال بن العلاء، وأحمد بن عبد الوهاب الحوطي، وأبي أسامة الحلبي، وغيرهم. (24/302)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 303 وعنه: أبو حفص الكتاني، ويوسف القواس. ثقة. 4 (حرف الدال) دينار بن بنان بن دينار الرملي الجوهري. الشاهد. حدث عن: جعفر بن سليمان النوفلي، والحسن بن جرير الصوري، وغيرهما. وعنه: عمر بن عبد الله الرملي، وأبو الحسين الكرخي. وبنان: بنون ثقيلة، من الإكمال، وغيره. 4 (حرف السين) سعيد بن الحسين الدراج الزاهد. كان كبير القدر. صحب إبراهيم الخواص.) وبقي إلى بعد العشرين وثلاثمائة. 4 (حرف العين) العباس بن الفضل بن حبيب. أبو الفضل السامري الحافظ، ويعرف بالدباج. (24/303)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 304 أكثر التطواف، وحدث عن: محمد بن إسماعيل الترمذي، والكديمي، وطبقتهما. روى عنه: محمد بن عبد الله الشيباني، ومحمد بن موسى السمسار، وعبد الوهاب الكلابي، وابن جميع الصيداوي، و آخرون. قال أبو الحسين الرازي: هو شيخ حافظ، كتبت عنه بدمشق. العباس بن عبد الله بن محمد بن عصام. أبو الفضل المزني البغدادي الفقيه الشافعي. عن: هلال بن العلاء، وعباس الدوري، وعبد الكريم الديرعاقولي، وبكر ابن سهل الدمياطي، وخلق. وعنه: عبد الله بن إبراهيم الأبندوني، وأبو زرعة أحمد بن الحسين، وجماعة. قال عبد الرحمن بن أحمد الأنماطي: كان كذاباً أفاكاً. استعدي عليه بقزوين، وقدم علينا همدان سنة خمسٍ وعشرين وثلاثمائة. وقال الخطيب: لم يكن ثقة. عبد الله بن أحمد بن وهيب الدمشقي. أبو العباس بن عدبس. عن: أبي أمية الطرسوسي، وابن إسحاق الجوزجاني، والعباس بن الوليد ابن مزيد. عبد الله بن علي. أبو بكر الخلال. (24/304)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 305 حدث ببغداد عن: عباس الترقفي، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، وأحمد بن ملاعب. وعنه: الدارقطني، وعمر الكتاني، وجماعة. عبد الله بن الفضل بن جعفر. أبو محمد الوراق، وراق الديرعاقولي.) عن: الحسين بن محمد بن أبي معشر، ويحيى بن أبي طالب، وعبد الله ابن محمد بن شاكر. وعنه: موسى السراج، وأحمد بن الفرج، وأبو القاسم بن الثلاج. مستقيم الحديث. عبد الله بن المغلس الأندلسي الدمشقي الزاهد. كان عالماً عابداً مجاب الدعوة. به يضرب المثل في الفضل والعبادة ببلده. وله ذرية بوشقة. عبد العزيز بن موسى. أبو القاسم البغدادي بدهن. سمع: علي بن حرب، وأبا عتبة الحمصي، وقعنب بن المحرر. وعنه: ابنه أحمد، وابن الشخير، والدارقطني، والقواس. وثقه الخطيب. عبيد الله بن أحمد بن يعقوب بن نصر. أبو طالب الأنباري. أحد شيوخ الشيعة. ويعرف بابن أبي زيد. كان إخبارياً علامة. صنف كتاب الخط والقلم. (24/305)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 306 وروى عن: إسحاق بن موسى الرملي، ومحمد بن حنيفة بن ماهان، وثعلب، ويوسف القاضي. وعنه: محمد بن زهير بن أخطل، وعلي بن عبد الرحيم بن دينار الواسطي، وأبو الحسن أحمد بن الجندي. عثمان بن جعفر بن محمد بن حاتم. أبو عمرو بن اللبان الأحوال. بغدادي، ثقة. سمع: محمد بن الوليد البسري، وحفص بن عمرو الربالي، وعباد بن الوليد العنبري، ومحمد بن إسماعيل الأحمسي، وعمر بن شبة. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وأبو حفص الكتاني، وأبو الحسن بن الجندي، ومحمد بن جميع الغساني. وقع لي حديثه بعلو. وقد أرخ ابن قانع موته سنة.) عثمان بن مروان. أبو القاسم النهاوندي شيخ الصوفية. أكثر السياحة، وصحب أبا سعيد الخراز أربع عشرة سنة. والجنيد وسمنون. (24/306)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 307 أخذ عنه: أبو بكر النقاش، وابن مقسم، وأبو عبد الله البروجردي، وعمر ابن زمبل. ودخل الشام. روى الماليني، عن الحارث بن عدي، عنه. وقال قيس بن عبد العزيز: ورد علي ابن مردان، فاجتمع عليه جماعة من الصوفية ومعهم قوال، فاستأذنوه، فأذن لهم. فأنشد القوال قصيدة فتواجدوا، ولم يتحرك ابن مردان رحمه الله تعالى. عرس بن فهد. أبو جابر الأزدي الموصلي. عن: علي بن حرب، والحسن بن عرفة، ومحمد بن أحمد بن أبي المثنى. وعنه: أبو الفضل الشيباني، وأبو بكر بن أبي موسى الهاشمي، وعيسى بن الوزير، وابن جميع الصيداوي. وثقه الخطيب. علي بن الحسن بن هارون السقطي. بغدادي. سمع: ابن عرفة، والحسن الزعفراني. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وجماعة. حدث سنة إحدى وعشرين. وكان ثقة. (24/307)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 308 علي بن محمد بن سختويه بن نصر. الحافظ أبو الحسن النيسابوري. سمع: تمتام، وإسماعيل القاضي، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وطبقتهم. أكثر عنه أبو أحمد الحاكم. علي بن محمد بن أبي سليمان أيوب بن حجر.) أبو الطيب الرقي ثم الصوري. سمع: أباه، ومؤمل بن إهاب، ويونس بن عبد الأعلى، والربيع المؤذن، ومحمد بن عوف الطائي، وطبقتهم. وعنه: محمد بن أحمد الملطي، وأحمد بن محمد بن هارون البردعي، وعبد الله بن محمد بن أيوب القطان، وأحمد بن محمد بن مزاحم الصوري، وأبو حفص بن شاهين، وأبو الحسن بن جميع، وجماعة. وثقه ابن عساكر. علي بن محمد بن أحمد بن فور. أبو الحسن النيسابوري الوراق. سمع: أحمد بن يوسف السلمي، وعبد الرحمن بن بشر، وطبقتهما. وعنه: بشر بن محمد القاضي، ومحمد بن حامد البزاز. قيل: توفي سنة عشرين، وقيل سنة أربعٍ وعشرين وثلاثمائة. (24/308)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 309 عمر بن يوسف الزعفراني. حدث عن: الحسن بن عرفة، والحسن بن محمد بن الصباح، وسعدان بن نصر. وعنه: يوسف القواس، وأبو حفص بن الزيات. وكان ثقة. تأخر موته. عمرو بن عصيم بن يحيى الصوري. سمع: مؤمل بن إهاب، ومحمد بن إبراهيم الصوري، والحسن بن الليث. وعنه: أحمد بن عتبة الجوبري، وأبو يعلى ابن أبي كريمة، وأبو المفضل محمد الشيباني، وأبو الحسين بن جميع. مولده سنة. 4 (حرف القاف) القاسم بن عبد الله بن بلبل الزعفراني. عن: أبي زرعة، وعباس الدوري، وطبقتهما. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، والقواس، وصالح بن أحمد الحافظ، وقال: صدوق.) 4 (حرف الميم) محمد بن إبراهيم بن الفضل. أبو بكر النيسابوري المعمري الفحام. (24/309)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 310 سمع: محمد بن يحيى الذهلي. وعنه: محمد بن محمد بن محمش. محمد بن أحمد بن محمد بن أبي خنبش. أبو بكر البعلبكي القاضي. سمع: عبد الله بن الحسين المصيصي، ويحيى بن أيوب العلاف المصري. وعنه: أبو محمد بن ذكوان البعلبكي، وأبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران المقرئ، وغيرهما. محمد بن أحمد بن أبي مهزول. أبو الحسن المصيصي المعدل. سمع: يوسف بن مسلم. وعنه: أبو أحمد الحاكم، وابن جميع. محمد بن أحمد بن محمد بن شيبان. أبو جعفر الرملي الخلال. سمع: أحمد بن عبد الله بن البرقي، وأبا أمية، ومحمد بن حماد الظهراني. وعنه: أبو حفص بن شاهين، وأبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب، وأبو الحسين بن جميع، وآخرون. (24/310)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 311 محمد بن أحمد بن محمد بن الصلت البغدادي. أبو الحسن الصفار. حدث بدمشق عن: أبي قلابة الرقاشي، والكديمي. وعنه: أبو بكر الربعي، وعبد الوهاب الكلابي، وغيرهما. ولم يذكره الخطيب في تاريخه. محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن فروخ. أبو بكر المزني البغدادي، نزيل الرقة.) حدث عن: أبي حفص الفلاس، وأحمد بن المقدام، وطبقتهما. وعنه: الطبراني، ومحمد بن المظفر، وعلي بن لؤلؤ الوراق.، قال الخطيب: توفي بعد العشرين وثلاثمائة. محمد بن إسماعيل بن إبراهيم. أبو الحسن المروزي. سمع: علي بن حجر. روى عنه: أبو أحمد محمد بن محمد بن مكي الجرجاني، وطاهر بن محمد بن سهلويه النيسابوري، والحسن بن أحمد المخلدي، ومحمد بن الحسين العلوي، وهذا أعلى سندٍ عند البيهقي. محمد بن إسماعيل بن سلمة الإصبهاني. سمع: عمرو بن علي الفلاس، وغيره. وهو من كبار شيوخ أبي عبد الله بن مندة. (24/311)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 312 محمد بن بدر. القاضي أبو بكر، مولى يحيى بن حكيم، الكتاني، المصري، والفقيه الحنفي، كان أبوه رومياً صيرفياً موسراً، خلف لمحمد مائة ألف دينار سوى الأملاك، ولمحمد يومئذ عشرون سنة. فكتب الحديث والفقه، ولازم الطحاوي، وتعلم الفروسية ولزم الرباط. وسمع من: علي بن عبد العزيز البغوي، وأبي الزنباع روح بن الفرج، وأبي يزيد القراطيسي. وكان من محبته للقضاء قد جلس قاضياً في بستان وعدل جماعة، ووقف عن قوم على سبيل النزهة، وخدم القضاة مدة. ثم رام الشهادة أيام الكريزي إبراهيم بن محمد، وأيام أبي عثمان، فتعذرت عليه. وكانت له تجارة ببغداد، فكتب إلى من يثق به يسعى له في القضاء في سنة ست عشرة وثلاثمائة. فعلم بذلك أبو عثمان، فكتب إلى أخيه يستنجد به، وكتب محضراً يتضمن القدح في محمد بن بدر، فكتب فيه كباراً وأئمة، وفيه أنه لا يعلمون أباه خرج من الرق إلى أن مات. وأطلق في محمد بن بدر كل قول، وأسجله أبو عثمان أحمد بن إبراهيم عليه وحكم بفسقه. واستتر حينئذٍ محمد بن بدر. فقام معه القاضي أبو هاشم المقدسي، وأخذه ليلاً إلى تكين أمير) مصر، وحدثه بأمره، فطلب المحاضر والسجلات، فستر بعضها. وكان تكين سيئ الرأي في أبي عثمان. ثم تمشت حال ابن بدر، وولي قضاء ابن زبر، فداخله وعدله عنده الفقيه أبو بكر بن الحداد. وبذل جملة من الذهب. وكان ذا هيبة جميلة وتجمل وافر وغلمان. (24/312)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 313 ولما قدم ابن قتيبة على القضاء قام ابن بدر بأمره، وفرش له الدار التي يسكنها، فكتب قتيبة إلى محمد بن الحسن بن أبي الشوارب يشكره. وكان قتيبة حاكماً من قبل محمد ومحمد مقلد من جهة الخليفة الراضي بالله. ثم إن ابن أبي الشوارب هذا كتب بالعهد عل قضاء مصر إلى محمد بن بدر، فجاء العهد وأمر مصر إلى وزيرها محمد بن علي المادرائي، ولأميرها أحمد بن كيغلغ. وأحمد من تحت أمر المادرائي ونهيه. فامتنع المادرائي من قبول الكتاب، فذهب إليه أبو عبد الله بن الطحاوي وقال: لو كان أبي حياً لجاءك في أمره. فأذن له، فتأخر عنه طائفة من كبار العدول، فعدل خلقاً في عدتهم، واستقامت أحواله. وكان مبالغاً في إكرام الأيتام والنظر لهم. وكان لا يتأخر عن قضاء حقوق الشهود الذين تأخروا عنه. يعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم. فلما استولى الإخشيد على مصر تلقاه محمد بن بدر، ثم عزل، ثم ولي، ثم عزل ثم ولي ثالثاً. وكان مليح الخط، عارفاً بالقضاء، كثير السلام على الناس في الطرق. مات سنة ثلاثين وله سنة. وقد مر من أخباره. محمد بن بشر بن موسى بن مروان. أبو بكر القراطيسي الأنطاكي. حدث بدمشق، وبغداد عن: الحسن بن عرفة، والحسن بن محمد الزعفراني، والربيع المرادي، وبحر بن نصر الخولاني، وعنه: الدارقطني، وأبو الفتح القواس، والكلابي. مات بعد العشرين بيسير. (24/313)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 314 محمد بن ثابت بن أحمد.) أبو بكر الواسطي. حدث ببغداد عن: شعيب الصريفيني، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي. وعنه: ابن شاهين، وابن جميع، والكتاني. وكان ثقة. محمد بن جعفر بن رباح الأشجعي الكوفي. سمع: علي بن المنذر الطريقي. وعنه: محمد بن عبد الله الجعفي. محمد بن الحسن بن أحمد بن الصباح. أبو بكر بن أبي الذيال الثقفي الإصبهاني الزاهد. إمام مسجد سوق الصاغة بدمشق. ثم سكن بيت المقدس. سمع: إبراهيم بن فهد، وعثمان بن خرزاذ، والحسن بن جرير الصوري. وعنه: محمد بن أحمد بن يوسف الجندري، وعمر بن داود بن سلمون، وأبو بكر بن أبي الحديد. صحب سهل بن عبد الله الإصبهاني ببلده. محمد بن الحسين. أبو جعفر الجهني الهمداني الطيان. رحل وسمع: محمد بن الجهم، ويحيى بن أبي طالب. وكتب الكثير. (24/314)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 315 وعنه: ابن المظفر، وأحمد بن إبراهيم بن فراس المكي، والدارقطني، وأبو الحسين بن البواب، وغيرهم. وثقه الدارقطني. وأما حمزة السهمي فقال: سألت أبا محمد بن غلام الزهري، وأبا بكر بن عدي المنقري عنه فقالا: ليس بالمرضي. وحكيا عنه أنه قال: كان عندنا بهمدان برد شديد، وكان على سطحنا مري في آنية فانكسرت الآنية وانصب المرق، فجمد حتى صار مثل الجلد، فقطعت منه خفين ولبستهما وركبت إلى السلطان.) قال حمزة: ورأت له أحاديث منكرة الإسناد والمتن لا أصل لها. محمد بن خالد بن يحيى بن محمد بن يحيى بن حمزة. أبو علي قاضي بيت لهيا. سمع: جده لأمه أحمد بن محمد بن يحيى، ونوح بن عمرو بن جوي. وعنه: علي بن عمرو الحريري، وشافع بن محمد الإسفرائيني، و أبو محمد بن ذكوان، وأبو بكر بن المقرئ مات بعد العشرين. محمد بن داود بن بنوس. أبو السري الفارسي ثم البعلبكي. حدث عن: أبي المضاء محمد بن الحسن بن ذكوان البعلبكي، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وجماعة. وعنه: أبو محمد بن ذكوان البعلبكي، وأحمد بن جحاف الأزدي. وبقي إلى بعد سنة عشرين وثلاثمائة. محمد بن سليمان بن أيوب. أبو علي البصري المالكي، شيخ الدارقطني. (24/315)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 316 سمع: أحمد بن عبده، وأبا الأشعث العجلي، وطبقتهما. ورحل الناس إليه. وعنه: الدارقطني، وزاهر السرخسي، وعبد الواحد بن شاه، وجماعة. وكان صدوقاً. محمد بن العباس بن سهيل الخصيب الضرير. روى عن: لوين، وأبي هشام الرفاعي، وجماعة. وعنه: أبو القاسم بن الثلاج. وكان غير ثقة، يضع الحديث. بقي إلى بعد العشرين وثلاثمائة ببغداد. محمد بن العباس بن عبده. أبو بكر الإصبهاني.) نزل بغداد، وحدث عن: يونس بن حبيب. وعنه: محمد بن المظفر، وعمر بن بشران. وثقه بعض الحفاظ. محمد بن العباس بن مهدي. أبو بكر الصائغ. سمع: عباساً الدوري، وطبقته. روى عنه: عبد الله بن عثمان الصفار، وابن جميع. وثقه الخطيب. وتوفي قبل الثلاثين. (24/316)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 317 محمد بن عبد الله بن العباس بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. الأموي. مولاهم أبو الفضل الفقيه. ولي القضاء ببغداد في خلافة المتقي لله. محمد بن عبد الله بن إبراهيم. أبو بكر الأسدي الأكفاني. بغدادي نبيل، ثقة. سمع: أحمد بن عبد الجبار العطاردي. وعنه: ابنه القاضي أبو محمد عبد الله، وغيره. وقد روى أيضاً عن فوران صاحب الإمام أحمد. 4 (محمد بن عبد الملك التاريخي.) في الطبقة الماضية. محمد بن عثمان بن سمعان. أبو بكر الواسطي المعدل. كان محدثاً حافظاً. سمع من بحشل تاريخ واسط. روى عنه: أحمد بن بيري، وعلي بن الحسن الصلحي.) محمد بن عزير. أبو بكر السجستاني. (24/317)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 318 مصنف غريب القرآن. وهو كتاب نفيس قد أجاد فيه. قيل: إنه كان يقرأه على أبي بكر بن الأنباري ويصلح له فيه. ويقال إنه صنفه في خمس عشرة سنة. وكان رجلاً صالحاً فاضلاً. روى عنه هذا الكتاب: أبو عبيد الله بن بطة. وعثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز، وأبو أحمد عبد الله بن الحسين السامري المقرئ، وغيرهم. وكان ببغداد. ذكره ابن النجار وما ذكر له وفاةً، وقال: لا أدري قدم إلى سجستان أو أصله منها. والصحيح في اسم أبيه عزير. هكذا رأيته براء بخط ابن ناصر الحافظ، وذكر أنه شاهده بخط يده، وبخط غير واحدٍ من الذين كتبوا كتابة عنه، وكانوا متقنين. قال: وذكر لي شيخنا أبو محمد بن الأخضر أنه رأى نسخةً بغريب القرآن بخط مصنفه وفي آخرها: وكتب محمد بن عزير، بالراء المهملة. وحكى أبو منصور بن الجواليقي، عن أبي زكريا التبريزي قال: رأيت بخط ابن عزير، وعليه علامة الراء غير المعجمة. وقال الحافظ عبد الغني في المختلف: محمد بن عزيز بمعجمتين. قلت: والأول أصح، والثاني تصحيف لا يكاد يعرف الناس سواه. وقيل: كان أبوه يسمى عزيراً وعزيزاً، فالله أعلم. وقال ابن ناصر. ملكت نسخة بكتاب الملاحن، وقد كتبها عن ابن دريد في سنة عشرٍ وثلاثمائة، وكتب في آخرها: وكتب محمد بن عزير، بالراء، السجستاني. قال ابن ناصر: وقد كتب نسخة عن المصنف، وفيه الترجمة تأليف محمد بن عزير بالراء غير معجمة. وكذلك رأيت نسخة بخط محمد بن نجدة، وكان في غاية الإتقان، خطه حجة، محمد بن عزير السجستاني، الأخيرة راء غير معجمة. (24/318)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 319 قلت: إنما جسر الدهماء على النطق بالزاي تقييده الدارقطني، وعبد الغني، والخطيب،) والأمير، له بزاي مكررة. محمد بن علي بن الحسين. أبو جعفر، وأبو عيسى التخاري بنقتطين. سمع: أحمد بن ملاعب، وغيره. وكتب عنه: الدارقطني. محمد بن عيسى بن محمد. أبو حاتم الوسقندي الرازي. وثقه الخليلي في الإرشاد وقال: سمع: أبا حاتم الرازي، ومحمد بن أيوب، والحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن غالب، وعلي بن عبد العزيز البغوي. وعنه: علي بن عمر الفقيه، ومحمد بن إسحاق الكيساني، وغيرهما. محمد بن قارن بن العباس. أبو بكر الرازي. سمع: أبا زرعة، والمنذر بن شاذان، وأحمد بن منصور الرمادي. وله تصانيف. (24/319)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 320 محمد بن القاسم بن كوفي الكراني الإصبهاني. من كبار شيوخ ابن مندة. سمع من: يحيى بن واقد الطائي النحوي، ومحمد بن عاصم الثقفي. محمد بن موسى. الأستاذ أبو بكر الفرغاني الزاهد، شيخ الصوفية. نشأ بواسط، واستوطن مرو. وكان من أكابر تلامذة الجنيد والنوري. قيل: لم يتكلم أحد في أًول التصوف قبله. وكان عالماً لشريعة الإسلام، وله كلام نافع. ومن كلامه: قد ابتلينا بزمان ليس فيه آداب الإسلام، ولا أخلاق الجاهلية، ولا أحلام ذوي المروءآت. محمد بن موسى بن إسحاق. الفقيه أبو عبد الله السرخسي الحنفي.) ولاه القاهر بالله قضاء الديار المصرية فسار إليها وأقام بها. قدم في سنة اثنتين وعشرين، وعزل أبو عثمان أحمد بن إبراهيم بن حماد. قال ابن زولاق: كان حافظاً لقول ابن حنيفة، عفيفاً عن الأموال ستيراً. وقف عن قبول الجماعة، وعن كثير من الأحكام. حدثت أنه قال للشهود: كم هذا المجيء في كل يوم، أما لكم معايش سبيلكم أن لا تجيئوا إلا لحاجةٍ أو شهادة. وكان يحب المذاكرة بالعلم وكان ذا صلاح وورع. وحفظ عنه أنه قال: ما وصلت إلى مصر حتى علمت أني مصروف لأني لا أصلح للذي وليته. وكانت ولايته سبعة أشهر وأيام. ورجع إلى بغداد، وولي بعده ابن بدر. (24/320)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 321 محمد بن يعقوب بن الحجاج التيمي. أبو العباس البصري المعدل المقرئ. قرأ على: محمد بن وهب الثقفي، وأبي الزعراء عبد الرحمن بن عبدوس، وغيرهما. وحدث عن: أبي داود السجستاني. قرأ عليه: محمد بن عبد الله بن أشته، وعلي بن محمد بن خشنام المالكي، وأبو أحمد السامري، وآخرون. وانفرد بالإقامة في بلده. وكان بصيراً بقراءة يعقوب، عدلاً حجةً مشهوراً. محمود بن محمد. أبو العباس الرافقي. كان يسكن مدينة بغراص من الثغر. سمع: أحمد بن عبد الرحمن الكزبراني، وعبد الله بن الهيثم العبدي. 4 (حرف النون) نصر بن أحمد. أبو القاسم البصري، الشاعر المعروف بالخبزرزي. قرء عليه ديوانه ببغداد. (24/321)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 322 روى عنه: المعافى الجريري، وأبو الحسين بن الجندي، وجماعة. 4 (حرف الهاء) ) هارون بن إبراهيم بن حماد بن إسحاق بن إسماعيل الأزدي القاضي. من بيت العلم والقضاء ببغداد. ولي ببغداد قضاء الديار المصرية، فبعث إلى مصر كتابه باستنابة أبي علي عبد الرحمن بن إسحاق الجوهري، فحكم على الديار المصرية من جهته نحواً من سنة، ثم صرفه وبعث من جهته أخاه أبا عثمان أحمد بن إبراهيم بن حماد، وذلك في حياة والدهما. فدخل أبو عثمان مصر في ربيع الآخر سنة، وقريء عهده بالجامع، وقريء عهد أخيه من قبل المقتدر. وأكرمه متولي مصر تكين لأبوته، فنظر في القضاء والأوقاف والمواريث. وكان كثير الحياء. والخجل، قليل الكلام جميل الصورة. وقد حدث بمصر عن: إبراهيم الحربي، وإسماعيل القاضي، وطبقتهما. ولم يزل يتولى القضاء إلى آخر سنة ست عشرة وثلاثمائة فعزل أخوه بابن زبر. وقد حدث أخوه هارون، صاحب الترجمة، عن: عباس الدوري، وطبقته. روى عنه: الطبراني. ومات أبوهما سنة. كما ذكرنا. 4 (الكنى) أبو بكر بن أبي سعدان الزاهد. شيخ الصوفية محمد بن أحمد. (24/322)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الرابع والعشرون الصفحة 323 ويقال: أحمد بن محمد بن أبي سعدان البغدادي، العارف. ذكره السلمي في تاريخه مختصراً وقال: لم يكن في زمانه أعلم بعلوم هذه الطائفة منه. وكان أستاذ شيخنا أبي القاسم الرازي. سمعت أبا القاسم يقول: سمعت ابن صديق وأبا العباس الفرغاني يقولان: لم يبق في هذا الزمان لهذه الطائفة إلا رجلان: أبو علي الروذباري، وأبو بكر بن أبي سعدان. وأبو بكر أفهمهما. أبو بكر بن طاهر الأبهري. هو محمد، وقيل: عبد الله بن طاهر الطائي، أوحد مشايخ أبهر. كان في أيام الشبلي، ويتكلم على علم الظاهر وعلم الحقيقة، وكان مقبولاً على جميع الألسنة. كتب الحديث الكثير ورواه. قال ذلك فيه السلمي. ثم قال: سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان) يقول: سمعت أبا بكر بن طاهر يقول، وسئل عن السماع، فقال: لذة كسائر اللذات. قال مهدي بن أحمد: ما نفعني صحبة شيخٍ كما نفعني صحبة أ بي بكر عبد الله بن طاهر الأبهري. سمعت منصور بن عبد الله: سمعت ابن طاهر يقول: عطاياه لا تحمل إلا مطاياه. وقيل: سئل ابن طاهر عن الحقيقة، فقال: كلها علم. فسئل عن العلم، فقال: كله حقيقة. وقال إبراهيم بن شيبان: ما رأى ابن طاهر مثل نفسه. (24/323)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 5 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الرابعة والثلاثون احداث)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (أحداث سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة) زواج ابن المتقي ببنت ناصر الدولة الحمداني: في المحرم كُتب كتاب أبي منصور إسحاق بن المتقي على بنت الأمير ناصر الدولة بن حمدان، والصداق مائتا ألف دينار، وقيل: مائة ألف دينار وخمسمائة ألف درهم. وولي العقد عبد الله محمد بن أبي موسى الهاشمي، ولم يحضر أبوها. غزو الروم إلى أرزان وغيرها: وفي صفر وصلت الروم إلى أرزان، وميافارقين، ونصيبين، فقتلوا وسبوا، وثم طلبوا منديلاً في كنيسة الرُّها يزعمون أن المسيح مسح به وجهه فارتسمت صورته فيه، على أنهم يُطلقون جميع من سبوا، فأرسل إليهم وأطلقوا الأسرى. (25/5)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 6 تضيق ناصر الدولة على المتقي: وفيها ضيق الأمير ناصر الدولة على المتقي في نفقاته، وأخذ ضياعه، وصادر الدواوين، وأخذ الأموال، وكرهه الناس. استئمان الديلم لابن بويه: وفيها وافى الأمير أحمد بن بويه يقصد قتال البريدي، فاستأمن إليه جماعة من الديلم. هروب سيف الدولة وأخيه: وفيها هاج الأمراء على سيف الدولة بواسط، فهرب في البرية يريد بغداد. ثم سار إلى الموصل ناصر الدولة خائفاً، لهروب أخيه، ونهبت داره. نزوح البغداديين إلى الشام ومصر: وفيها نزح خلق كثير من بغداد مع الحجاج إلى الشام، ومصر، خوفاً من اتصال الفتن ببغداد. خلعة المتقي لابن بويه: وفيها بعث المتقي إلى أحمد بن بويه بخلعٍ، فسر بها ولبسها. ولادة مولود للقرمطي: وفيها ولد لأبي طاهر القرمطي ولدٌ، فأهدى إليه أبو عبد الله هدايا عظيمة، فيها مهد ذهب مجوهر. (25/6)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 7 الحج هذا الموسم: وحج بالناس القرمطي على مالٍ أخذه منهم. وزارة) علي بن مقلة: واستوزر المتقي أبا الحسين علي بن أبي مقلة. دخول توزون بغداد وإمرته: وسار من واسط توزون، فقصد بغداد، وقد هرب منه سيف الدولة، فدخل توزون بغداد في رمضان، فانهزم سيف الدولة إلى الموصل أيضاً، فخلع المتقي على توزون ولقبه أمير الأمراء. الوحشي بين المتقي وتوزون: وفيها وقعت الوحشية بين المتقي وتوزون، فعاد إلى واسط. عزل ابن مقلة: وفيها عزل المتقي ولد ابن مقلة وأخذ منه مائة ألف دينار، ثم استوزره. وفاة بدر الخرشني: وفيها هلك بدمشق بدر الخرشني. وكان قد جرت له أمور ببغداد، ثم صار إلى الإخشيد محمد بن طغج، فولاه إمرة دمشق، فوليها شهرين ومات. (25/7)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 8 وفاة سنان بن ثابت: وفي ذي القعدة مات أبو سعيد سنان بن ثابت المتطبب والد مصنِّف التاريخ ثابت. وقد اسلم سنان على يد القاهر بالله. وقد طبب جماعةً من الخلفاء وكان متفنناً. وفاة ابن عبدوس الجهشياري: وفيها مات محمد بن عبدوس مصنف كتابالوزراء ببغداد. وكان من الرؤساء. وزارة الإصبهاني: وفي حدودها استوزر المتقي غير وزيرٍ من هؤلاء الخاملين، ويعزله، فاستوزر أبا العباس الكاتب الإصبهاني وكان ساقط الهمة بحيث أنه كان يركب وبين يديه اثنان وما ذاك إلا لضعف دست الخلافة ووهن دولة بني العباس. (25/8)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 9 4 (أحداث سنة اثنتين وثلاثين) الحرب بين توزون والمتقي: فيها قدم أبو جعفر بن شيرزاد من واسط من قبل توزون إلى بغداد، فحكم على بغداد وأمر ونهى. فكاتب المتقي بني حمدان بالقدوم عليه، فقدم أبو عبد الله الحسين بن سعيد بن حمدان في جيشٍ كثيف في صفر، ونزل بباب حرب، فخرج إليه المتقي وأولاده والوزير. واستتر ابن شيرزاد. وسار المتقي بآله إلى تكريت ظناً منه أن ناصر الدولة في الطريق ويعودون معاً إلى بغداد. فظهر ابن شيرزاد فأمر ونهى، فقدم سيف الدولة على المتقي بتكريت فأشار عليه بأن يصعد إلى الموصل ليتفقوا على رأي، فقال: ما على هذا عاهدتموني. فتفلّل أصحاب المتقي إلى الموصل، وبقي في عددٍ يسير مع ابن حمدان. فقدم توزون بغداد واستعد للحرب. فجمع ناصر عدداً كثيراً من الأعراب والأكراد، وسار بهم إلى تكريت. وكان الملتقى بينه وبين توزون بُعكبرا، واقتتلوا أياماً، ثم انهزم بنو حمدان والمتقي إلى الموصل. وراسل ناصر الدولة توزون في الصلح على يد أبي عبد الله بن أبي موسى الهاشمي، وكان توزون على تكريت، فتسلل بعض أصحابه إلى ابن حمدان، وردّ توزون إلى بغداد. وجاء) سيف الدولة إلى تكريت فرد إليه توزون، فالتقوا في شعبان على حربى، فانهزم سيف الدولة إلى الموصل، وتبعه توزون، ففر بنو حمدان (25/9)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 10 والخليفة إلى نصيبين، فدخل توزون الموصل ومعه ابن شيرزاد، فاستخلص من أهلها مائة ألف دينار. مصالحة المتقي وتوزون: وراسل المتقي توزون في الصلح وقال: ما خرجت من بغداد بأهلي إلا بلغني أنك اتفقت مع البريديّ علي. والآن آثرت رضاي فصالح ابني حمدان، وأنا أرجع إلى داري. وأشار ابن شيرزاد على توزون بالصلح. وتواترت الأخبار أن أحمد بن بويه نزل واسطاً وهو يريد بغداد. فأجاب توزون إلى الصلح، ورجع إلى بغداد. وكان السفير بينهم يحيى بن سعيد السوسي، فحصل له مائة ألف دينار. عقد البلد لناصر الدولة: وعقد توزون للبلد على ناصر الدولة ثلاث سنين بثلاثة آلاف ألف درهم. (25/10)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 11 موت البريديّ: وفيها قتل أبو عبد الله البريدي أخاه أبا يوسف، ثم مات بعده بيسير. ولاية ابن لؤلؤ إمرة دمشق: وفيها ولى الإخشيد الحسين بن لؤلؤ إمرة دمشق، فبقي عليها سنةً وأشهراً. إمرة المؤنسي على دمشق: ثم نقله إلى حمص، وأمر عليها يانس المؤنسي. ولاية الحسين بن حمدان قنسرين والعواصم: وفيها ولّى ناصر الدولة ابن عمه الحسين بن سعيد بن حمدان قنسرين والعواصم، فسار إلى حلب. وصول الإخشيد إلى المتقي: وفيها كتب المتقي إلى صاحب مصر الإخشيد أن يحضر إليه، فخرج من مصر وسار إلى الرقة، وبها الخليفة، فلم يُمكن من دخولها لأجل سيف الدولة، فإنه كان مبايناً له. فمضى إلى حران، واصطلح مع سيف الدولة، وبان للمتقي من بني حمدان الملل والضجر منه، فراسل توزون واستوثق منه. واجتمع الإخشيد بالمتقي على الرقة، وأهدى إليه تحفاً وأموالاً. وبلغه (25/11)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 12 مراسلته لتوزون فقال: يا أمير المؤمنين أنا عبدك وابن عبدك، وقد عرفت الأتراك وغدرهم وفجورهم، فالله الله في نفسك. سر معي إلى الشام ومصر، فهي لك وتأمن على نفسك. فلم يقبل. فقال: أقم ههنا وأمدك بالأموال والرجال. فلم يقبل. فعدل الإخشيد إلى الوزير ابن مقلة وقال: سر معي. فلم يفعل مراعاة للمتقي. فكان ابن مقلة يقول: يا ليتني قبلت نصح الإخشيد. ورجع الإخشيد إلى بلاده. مقتل حمدي اللص: وفيها قُتل حمدي اللص، وكان فاتكاً. ضمنه ابن شيرزاد اللصوصية ببغداد في الشهر بخمسة وعشرين ألف دينار. فكان يكبس بيوت الناس بالمشعل والشمع، ويأخذ الأموال. وكان أسكورج الديلمي قد ولي شرطة بغداد، فأخذه ووسطه. دخول ابن بويه واسط: وفيها دخل أحمد بن بويه واسطاً، وهرب أصحاب البريدي إلى البصرة. (25/12)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 13 إصابة توزون) بالصرع: وفي شوال كان توزون ببغداد على سرير المُلك، فعرض له صرعٌ، فوثب ابن شيرزاد فأرخى بينه وبين القواد ستراً وقال: قد حدثت للأمير حمى. امتناع الحج: ولم يحج في هذه السنة أحدٌ لموت القرمطي ترجمة أبي طاهر القرمطي: وهو أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد الجنابي بهجر في رمضان بالجدري. وهو الذي قتل الحجيج وأشياخهم مرات، واقتلع الحجر الأسود، وبقي بعده أبو القاسم سعيد. تتمة أخبار القرمطي كما أثبتها الناسخ استجابة لأمر المؤلف الذهبي: هذه تتمة أخبار أبي طاهر سليمان بن أبي سعيد الحسن بن بهرام الجنابي القرمطي ذكرها المصنف في غير موضعها وأمر أن تُلحق هنا، فألحقتها حسب مرسومه. الناسخ. قال: وكان أبوه يحبه ويرجحه للأمر من بعده، وأوصى: إن حدث بي موتٌ، فالأمر إلى ابني سعيد إلى أن يكبر أبو طاهر، فيُعيد سعيد إليه الأمر. وكان أبو سعيد قد عتا وتمرد، وأخاف العباد، وهزم الجيوش، وكان قد أسر فيمن أسر خادماً، فحسنت منزلته عنده حتى صار على طعامه وشرابه. وكان (25/13)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 14 الخادم ينطوي على إسلام، قلم ير أبا سعيد يصلي صلاةً، ولا صام شهر رمضان. فأبغضه وأضمر قتله، فخلاه وقد دخل حماماً في الدار ووثب عليه بخنجر فذبحه، ثم خرج ودعا بعض قواد أبي سعيد فقال له: كلم أبا سعيد. فلما حصل ذبحه. ثم استدعى آخر، ففعل به كذلك حتى فعل بجماعة من الكبار، وكان شجاعاً قوياً جلداً. ثم استدعى في الآخر رجلاً، فدخل في أول الحمام، فإذا الدماء تجري، فأدبر مسرعاً وصاح، فتجمع الناس. وقد مر ذلك في سنة إحدى وثلاثمائة. وأخذ سعيد ذلك الخادم، فقرض لحمه بالمقاريض إلى أن مات. فلما كان سنة خمس وثلاثمائة سلم سعيد الأمر إلى أخيه أبي طاهر، فاستجاب لأبي طاهر خلق وافتتنوا به، بسبب أنه دلهم على كنوز كان والده أطلعه عليها وحده، فوقع لهم أنه علم غيب، وتخير موضعاً من الصحراء وقال: أريد أن أحفر ههنا عيناً. فقيل له: هنا لا ينبع ماء. فخالفهم وحفر فنبع الماء فازدادت فتنتهم به. ثم استباح البصرة، وأخذ الحجيج، وفعل العظائم، وأرعب الخلائق وكثرت جموعه، وتزلزل له الخليفة. وزعم بعض أصحابه به أنه إله المسيح، ومنهم من قال هو نبي. وقيل: هو المهدي، وقيل: هو المهد للمهدي. وقد هزم جيش الخليفة المقتدي غير مرة، ثم إنه قصد بغداد ليأخذها فدفع الله شره. وقد قتل بحرم الله تعالى مقتلة عظيمة لم يتم مثلها قط في الحرم. وأخذ الحجر الأسود. ثم لم يُمهله الله بعد ذلك. فلما أشفى على التلف سلم مكة إلى أبي الفضل بن زكريا المجوسي العجمي. قال محمد بن علي بن) رزام الكوفي: قال لي ابن حمدان الطبيب: أقمت بالقطيف أعالج مريضاً فقال لي الرجل: أنظر ما يقول الناس. يقولون إن ربهم قد ظهر. (25/14)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 15 فخرجت، فإذا الناس يهرعون، إلى أن أتينا دار أبي طاهر سليمان القرمطي، فإذا بغلامٍ حسن الوجه، دري اللون، خفيف العارضين، له نحو عشرين سنة، وعليه عمامة صفراء تعميم العجم، وعليه ثوب أصفر، وفي وسطه منديل وهو راكب فرساً شهباً، والناس قيام، وأبو طاهر القرمطي وإخوته حوله. فصاح أبو طاهر بأعلى صوته: يا معشر الناس، من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أبو طاهر سليمان بن الحسن. اعلموا أنا كنا وإياكم حمير، وقد من الله علينا بهذا، وأشار إلى الغلام هذا ربي وربكم، وإلهي وإلهكم، وكلنا عباده والأمر إليه، وهو يملكنا كلنا. ثم أخذ هو والجماعة التراب، ووضعوه على رؤوسهم ثم قال أبو طاهر: اعلموا يا معشر الناس، إن الدين قد ظهر، وهو دين أبينا آدم، وكل دين كنا عليه فهو باطل. وجميع ما توصلت به الدعاة إليكم فهو باطل وزور من ذكر موسى، وعيسى، ومحمد. إنما الدين دين آدم الأول، وهؤلاء كلهم دجالون محتالون فالعنوهم. فلعنهم الناس. وكان أبو الفضل المجوسي، يعني الغلام الأمرد، قد سن لهم اللواط ونكاح الأخوات، وأمر بقتل الأمرد الممتنع. وكان أبو طاهر يطوف هو والناس عراةً به ويقولون: إلهنا عز وجل. قال ابن حمدان الطبيب: أُخلت على أبي الفضل فوجدت بين يديه أطباقاً عليها رؤوس جماعة، فسجدتُ له كعادتهم والناس حوله قيام وفيهم أبو طاهر، فقال لأبي طاهر: إن الملوك لم تزل تُعدّ الرؤوس في خزائنها فسلوه، وأشار إلي، كيف الحيلة في بقائها بغير تغيير فسألني أبو طاهر فقلت: إلهنا أعلم، ويعلم أن هذا الأمر ما علمته. ولكن أقول على التقدير إن جملة الإنسان إذا يحتاج إلى كذا وكذا صبر وكافور. والرأس جزءٌ من الإنسان، فيؤخذ بحسابه. فقال أبو الفضل: ما أحسن ما قال. قال ابن حمدان: وما زلت أسمع الناس تلك الأيام يلعنون إبراهيم، (25/15)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 16 وموسى، ومحمداً صلى الله عليه وسلم، وعلياً، وأولاده، ورأيت المصحفُيمسح به الغائط. وقال أبو الفضل لكاتبه ابن سنبر: اكتب كتاباً إلى الخليفة فصلِّ لهم على محمد، وكِل لهم من جراب النورة. قال ابن سنبر: والله ما تنبسط يدي لذلك. وكان لأبي طاهر أخت فاقتنصها أبو الفضل، وذبح ابناً لها في حجرها، وقتل زوجها، ثم عزم على قتل أبي طاهر، فبلغ ذلك أبا طاهر، فأجمع رأيه ورأي ابن سنبر ووالدة أبي طاهر على أن يمتحنوه ويقتلوه. فأتياه فقالا: يا إلهنا، إن مرجة أم أبي طاهر قد ماتت، ونشتهي أن تحضر لنشق جوفها) ونحشوه جمراً، وكان قد شرع لهم ذلك. فمضى معهما، فوجد مرجة مسجاة، فأمر بشق بطنها. فقال أبو طاهر: يا إلهي أنا أشتهي أن تحييها لي. قال: ما تستحق فإنها كافرة. فعاوده مراراً، فاستراب وأحس بتغيرهما عليه، فقال: لاتعجلا علي ودعاني أخدم دوابكما إلى أن يأتي أبي، فإني سرقت منه العلامة، فيرى في رأيه. فقال له ابن سنبر: ويلك هتكت أستارنا وحريمنا، وكشفت أمرنا، ونحن نرتب هذه الدعوة من ستين سنة، لا يعلم ما نحن فيه. فأنت لو رآك أبوك على هذه الحالة لقتلك، قم يا أبا طاهر فاقتله. قال: أخشى أن يمسخني. فقام إليه سعيد أخو أبي طاهر فقتله وأخرج كبده، فأكلتها أخت أبي طاهر. ثم جمع ابن سنبر الناس وذكر حقه فيهم، لأنه كان شيخهم، وقال لهم: إن الغلام ورد بكذبٍ سرقه من معدن حقّ، وعلامةٍ موّه بها، فأطعناه لذلك. (25/16)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 17 وإنا وجدنا فوقه غلاماً ينكحه فقتلناه. وقد كنا نسمع أنه لا بد للمؤمنين من فتنةٍ عظيمة يظهر بعدها الحقّ، وهذه هي. فارجعوا عن نكاح المحرمات، واطفئوا بيوت النيران، واتركوا اتخاذ الغلمان، وعظموا الأنبياء عليهم السلام. فضج الناس بالصياح وقالوا: كل يوم تقولون لنا قولاً. فأنفق أبو طاهر أموالاً، كان جمعها أبو الفضل، في أعيان الناس فسكتوا. قال ابن حمدان الطبيب: وبعد قتل أبي الفضل اتصلت بخدمة أبي طاهر، فأخرج إلي يوماً الحجر الأسود وقال: هذا الذي كان المسلمون يعبدونه. قلت: ما كانوا يعبدونه. قال: بلى. فقلت: أنت أعلم. وأخرجه إلي يوماً وهو ملفوف بثياب ديبقي، وقد طيبه بالمسك، فعرفنا أنه معظم له. ثم إنه جرت بين أبي طاهر وبين المسلمين حروب وأمور، وضعف جانبه، وقتل من أصحابه في تلك الوقعات خلق وقلوا، فطلب من المسلمين الأمان على أن يردّ الحجر الأسود وأن لا يتعرض للحجاج أبداً. وأن يأخذ على كل حاج ديناراً ويخفرهم. فطابت قلوب الناس وحجوا آمنين. حصل له أضعاف ما كان ينتهبه من الحاج. وقد كان هذا الملعون بلاءً عظيماً على الإسلام وأهله، وطالت أيامه. ومنهم من يقول إنه هلك عقيب أخذه الحجر الأسود. والظاهر خلاف ذلك. تسمية أمير الأندلس بأمير المؤمنين: فلما ضعف أمر الأمة، ووهت أركان الدولة العباسية، وتغلبت القرامطة والمبتدعة على الأقاليم، قويت همة صاحب الأندلس الأمير عبد الرحمن بن محمد الأموي المرواني، وقال: أنا أولى الناس بالخلافة. وتسمى بأمير (25/17)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 18 المؤمنين. وكان خليقاً بذلك. فإنه صاحب غزوٍ وجهاد وهيبة زائدة استولى على أكثر الأندلس، ودانت له أقطار الجزيرة. انتهى ما ألحقه المؤلف بخطه من أخبار أبي طاهر القرمطي في غير موضعه) فألحقته هنا. ولا قوة إلا بالله، ففي كتابة مثل هذا مضض. ونسأل الله العفو والسلامة. الناسخ. سبب قتل البريدي لأخيه: فأما أبو يوسف البريدي فكان يتكبر على أخيه أبي عبد الله، ويُطلق لسانه فيه، ويعامل عليه أحمد بن بويه وتوزون، وينسبه إلى الغدر والظلم والجبن والبخل، فاستدعاه أخوه عبد الله إلى الدار بالبصرة، وأقعد له جماعةً في الدهليز ليقتلوه. فلما دخل ضربوه بالسكاكين، فلامه بعض إخوته فقال: اسكت وإلا ألحقتك به. ثم مات بعده بثمانية أشهر ووُجد له ألف ألف دينار ومائتا ألف دينار، وعشرة الآلف ألف درهم. ومن الفرش وغيرها ما قيمته ألف ألف دينار وألف. وقد تقدم من أخباره. وسيذكر في العام الآتي. (25/18)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 19 4 (أحداث سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة) قتل المتقي: قد ذُكر أن توزون حلف وبالغ في الأيمان للمتقي، فلما كان رابع محرم توجه المتقي من الرقة إلى بغداد، فأقام بهيت، وبعث القاضي أبا الحسين الخرقي إلى توزون وابن شيرزاد، فأعاد الأيمان عليهما. وخرج توزون وتقدمه ابن شيرزاد، فالتقى المتقي بين الأنبار وهيت. رواية المسعودي عن مقتل المتقي: وقال المسعودي: لما التقى توزون بالمتقي ترجل وقبّل الأرض، فأمره بالركوب، فلم يفعل، ومشى بين يديه إلى المخيم الذي ضربه له. فلما نزل قبض عليه ابن مقلة ومن معه. ثم كحله، فصاح المتقي، وصاح النساء، فأمر توزون بضرب الدبادب حول المخيم. وأُدخل بغداد مسمول العينين، وقد أخذ منه الخاتم والبردة والقضيب. وبلغ القاهر فقال: صرنا اثنين، ونحتاج إلى ثالث، يُعرض بالمستكفي، فكان كما قال، سُمل بعد قليل. (25/19)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 20 خلافة المستكفي: وقال ثابت: أحضر توزون عبد الله بن المكتفي وبايعه بالخلافة، ولقبه بالمستكفي بالله، ثم بايعه المتقي لله المسمول، وأشهد على نفسه بالخلع لعشرٍ بقين من المحرم سنة ثلاثٍ وثلاثين. ثم أُخرج المتقي إلى جزيرة مقابل السندية، وسُمل حتى سالت عيناه. وقيل: إنما خُلع لعشرٍ بقين من صفر. ولم يحل الحول على توزون حتى مات. صفة المستكفي بالله: وكنية المستكفي: أبو القاسم، من أم ولد. بويع وعمره إحدى وأربعون سنة. وكان مليحاً، ربعةً، معتدل الجسم، أبيض بحمرة، خفيف العارضين. وعاش المتقي لله بعد خلعه حمساً وعشرين سنة. الحرب بين ابن بويه وتوزون: وفيها استولى أحمد بن بويه على الأهواز، والبصرة، وواسط، فخرج إليه توزون فالتقيا، ودام الحرب بينهما أشهراً، وهي كلها على توزون، والصرع يعتريه. فقطع الجسر الذي بينه وبين أحمد بن بويه عند ديالى، وضاق بابن بويه) الحال وقلت الأقوات، فرجع إلى الأهواز. وصُرع توزون يومئذٍ، وعاد إلى بغداد مشغولاً بنفسه. (25/20)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 21 وزارة أبي الفرج السامري ومصادرته: وفي صفر استوزر المستكفي أبا الفرج محمد بن علي السامري، ثم عزله توزون بعد أربعين يوماً، وصادره وأخذ منه ثلاثمائة ألف دينار. وزارة ابن شيرزاد: ثم استوزر أبا جعفر بن شيرزاد بإشارة توزون. الحرب بين سيف الدولة والإخشيد: وفيها سار سيف الدولة بن حمدان إلى حلب فملكها، وهرب أميرها يانس المؤنسي إلى مصر، فجهز الإخشيد جيشاً إلى سيف الدولة، فالتقوا على الرستن، فهزمهم سيف الدولة وأسر منهم ألف رجل، وفتح الرستن. ثم سار إلى دمشق فملكها. فجاء الإخشيد ونزل طبريه، فتسلل أكثر أصحاب سيف الدولة إلى الإخشيد، فخرج سيف الدولة إلى حلب وجمع القبائل وحشد. وسار إليه الإخشيد، فالتقوا على قنسرين، فهزمه الإخشيد، فهرب إلى الرقة، ودخل الإخشيد حلب. الغلاء والجوع ببغداد: وفيها عظم الغلاء ببغداد حتى هرب الناس وبقي النساء. فكن المخدرات (25/21)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 22 يخرجن عشرين عشرين من بيوتهن، ممسكات بعضهن بعضاً، يصحن: الجوع الجوع. وتسقط الواحدة منهن بعد الأخرى ميتة من الجوع. فإنا لله و إنا إليه راجعون. قيام أبي الحسين البريدي مكان أخيه: وكان أبو عبد الله البريدي قد استولى على الأهواز والبصرة. ووزر للمتقي كما ذكرنا. وكان قد قتل أخاه لكونه يذكر عيوبه، فلم يُمتَّع بعده، وأخذته الحمى أسبوعاً، فهلك في اليوم الثامن من شوال. وقام أخوه أبو الحسين البريدي مقامه. وكان يانس مقدم جيوشه يبغض أبا الحسين. النزاع بين البريدي وأخيه: ثم إن أبا الحسين أساء العشرة على الترك والديلم، وحط من أقدارهم، فشكوه إلى يانس، فقال لأبي القاسم ولد أبي عبد الله: إن كان عندك مال عقدت لك الرئاسة على عمك. فقال: هذه ثلاثمائة ألف دينار. فأخذها يانس، فأصلح بها قلوب الجند، وعقد لأبي القاسم. فهرب أبو الحسين ليلاً ماشياً متنكراً إلى هجر، فاستجار بالقرامطة، فأجاروه، وبعثوا معه جيشاَ إلى البصرة فنازلوها حتى ضجروا. ثم أصلحوا بينه وبين ابن أخيه، ثم مضى إلى بغداد. قتل يانس: ثم إن يانس طمع في الملك، فوطأ الديلم على قتل أبي القاسم. وعلم أبو القاسم فاحتال حتى قبض على يانس، وأخذ منه مائة ألف دينار وقتله، واستقام له الدست. (25/22)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 23 غزوة سيف الدولة في الروم: وفيها غزا سيف الدولة بلاد الروم، ورد سالماً بعد أن بدَّع في العدو. وسبب هذه الغزاة أنه بلغ الدُّمُستُق ما فيه سيف الدولة من الشغل بحرب أضداده، فسار في جيشٍ عظيم، وأوقع بأهل بغراس ومرعش، وقتل وأسر. فأسرع) سيف الدولة إلى مضيق وشعاب، فأوقع بجيش الدمستق وبيّتهم، واستنقذ الأسارى والغنيمة، وانهزم الروم أقبح هزيمة. ثم بلغ سيف الدولة أن مدينةً للروم قد تهدَّم بعض سورها، وذلك في الشتاء، فاغتنم سيف الدولة الفرصة، وبادر فأناخ عليهم، وقتل وسبى، لكن أُصيب بعض جيشه. (25/23)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 24 4 (أحداث سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة) وفاة توزون وطمع ابن شيرزاد بالإمارة: في المحرم توفي التركي بهيت، وكان معه كاتبه أبو جعفر بن شيرزاد، فطمع في المملكة وحلّف العساكر لنفسه، وجاء فنزل بباب حرب، فخرج إليه الديلم وباقي الجند، وبعث إليه المستكفي بالإقامات وبخلع بيض. ولم يكن معه مال، وضاق ما بيده، فشرع في مصادرات التجار والكتاب، وانقطع الجلب عنها فخربت. زواج سيف الدولة ببنت الإخشيد: وفيها تزوج سيف الدولة بن حمدان ببنت أخي الإخشيد، واصطلح مع الإخشيد على أن يكون لسيف الدولة حلب، وأنطاكية، وحمص. تلقب المستكفي بإمام الحق: وفيها لقب المستكفي نفسه إمام الحق وضرب ذلك على السكة. (25/24)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 25 دخول ابن بويه بغداد ومبايعته الخليفة: وفيها قصد مُعزّ الدولة أحمد بن بويه بغداد، فلما نزل باجسرى استتر المستكفي وابن شيرزاد، وتسلل الأتراك إلى الموصل، وبقي الديلم ببغداد، وظهر الخليفة. فنزل معزّ الدولة بباب الشماسية، وبعث إليه الحليفة الإقامات والتحف. فبعث معزّ الدولة يسأله في ابن شيرزاد، وأن يأذن له في استكتابه. ودخل في جمادى الأولى دار الخلافة، فوقف بين يدي الخليفة، وأُخذت عليه البيعة بمحضر الأعيان. ثم خلع الخليفة عليه، ولقبهمعز الدولة، ولقب أخاه علياً عماد الدولة وأخاهما الحسنركن الدولة. وضُربت ألقابهم على السكة. ثم ظهر ابن شيرزاد واجتمع بمعزّ الدولة، وقرر معه أشياء منها: كل يوم برسم النفقة للخليفة خمسة آلاف درهم فقط. عناية ابن بويه بالشباب: وهو أول من ملك العراق من الديلم. وهو أول من أظهر السعاة ببغداد ليجعلهم قيوجاً بينه وبين أخيه ركن الدولة إلى الرِّي. وكان له ركائبيان: فضل، وموكوش، فكان كل واحد يمشي في اليوم ستة وثلاثين فرسخاً، فغزى بذلك شباب بغداد وانهمكوا فيه. وكان يحضر المصارعين بين يديه في الميدان ويأذن للعوام، فمن غلب خلع عليه. وشرع في تعليم السباحة، حتى صار السباح يسبح وعلى يده كانون فوق قدره، فيسبح حتى ينضج اللحم. (25/25)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 26 ولاية عتبة قضاء الجانب الشرقي: وفيها ولي قضاء الجانب الشرقي أبو السائب عتبة بن عبيد الله. خلع المستكفي بالله: وفيها خُلع المستكفي وسمل. وسبب ذلك أن علم القهرمانة كانت) واصلة عند الخليفة وتأمر وتنهى، فعملت دعوةً عظيمة حضرها خُرشيد الديلم مقدَّم الديلم، وجماعة من القواد. فاتهمها معزّ الدولة، وخاف أن تفعل كما فعلت مع توزون وتُحلِّف الديلم للمستكفي، فتزول رئاسة معزّ الدولة. وكان إصفهد الديلم قد شفع إلى الخليفة في رجل شيعيّ يثير الفتن، فلم يقبل الخليفة شفاعته، فحقد على الخليفة وقال لمعزّ الدولة: إن الخليفة يراسلني في أمرك لألقاك في الليل. فقوي سوء ظن معزّ الدولة. فلما كان في جمادى الآخرة دخل على الخليفة، فوقف والناس وقوف على مراتبهم، فتقدم اثنان من الديلم فطلبا من الخليفة الرزق، فمد يده إليهما ظناً منه أنهما يريدان تقبيلها، فجذباه من السرير طرحاه على الأرض، وجراه بعمامته. وهجم الديلم دار الخلافة إلى الحُرم. ونهبوا وقبضوا على القهرمانة وخواص الخليفة. ومضى معزّ الدولة إلى منزله، وساقوا المستكفي ماشياً إليه، ولم يبق في دار الخلافة شيء. خلع المستكفي، وسُملت يومئذٍ عيناه. (25/26)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 27 وكانت خلافته سنة وأربعة أشهر ويومين. وتوفي بعد ذلك في سنة ثمانٍ وثلاثين وعمره ست وأربعين سنة. (25/27)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 28 خلافة المطيع لله: ثم إنهم أحضروا أبا القاسم الفضل بن المقتدر جعفر وبايعوه بالخلافة، ولقبوه المطيع لله، وسُنُّه يومئذٍ في أربع وثلاثين سنة. ثم قدموا ابن عمه المستكفي، فسلم عليه بالخلافة، وأشهد على نفسه بالخلع قبل أن يُسمل. ثم صارد المطيع خواصّ المستكفي، وأخذ منهم أموالاً كثيرة، ووصل العباسيين والعلويين في يوم، مع إضاقته، بنيفٍ وثلاثين ألف دينار. وقرر له معزّ الدولة كل يوم مائة دينار ليس إلا نفقةً. الغلاء ببغداد: وعظم الغلاء ببغداد في شعبان، وأكلوا الجيف والروث، وماتوا على الطرق، وأكلت الكلاب لحومهم، وبيع العقار بالرُّغفان، ووجدت الصغار مشوية مع المساكين، وهرب الناس إلى البصرة وواسط، فمات خلق في الطرقات. وذكر ابن الجوزي أنه اشترى لمعزّ الدولة كُرّ دقيق بعشرين ألف درهم. قلت: الكُرّ سبعة عشر قنطاراً بالدمشقي. لأن الكُرّ أربعٌ وثلاثون كارة. والكارة خمسون رطلاً بالدمشقي. (25/28)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 29 الحرب بين ناصر الدولة ومعزّ الدولة بن بويه: ووقع ما بين معز الدولة وبين ناصر الدولة بن حمدان، فجمع ناصر الدولة وجاء فنزل سامراء، فخرج إليه معزّ الدولة ومعه المطيع في شعبان، وابتدأت الحرب بينهم بُعكبرا. وكان معزّ الدولة قد تغير على ابن شيرزاد واستخانه في الأموال، فأحفظه ذلك، ووقع القتال، فاندفع معزّ الدولة والمطيع بين يديه، فجاء ناصر الدولة فنزل بغداد، من الجانب الشرقي فملكها، وجاء معزّ الدولة ومعه المطيع كالأسير، فنزل في الجانب الغربي، وبقي في شدة غلاء) حتى اشتري له كرّ حنطة بعشرة آلاف درهم أو بأكثر. وعزم على المسير إلى الأهواز فقال: روِّزوا لنا الشطّ، فإن قدرنا على العبور كان أهون علينا. فلما عبرت الديالمة اضطرب عسكر ناصر الدولة وانهزموا، وهرب ناصر الدولة فعبر معزّ الدولة إلى الجانب الشرقي، وأحرق الديلم سوق يحيى، ووضعوا السيف في الناس وسبوا الحريم، وهرب النساء إلى عُكبرا، ومات منهن جماعة من العطش. امتناع الحج: ولم يحج أحدُ من أهل العراق. وفاة القاضي الخرقيّ: وفيها توفي القاضي أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن إسحاق الخرقيّ قاضي قضاة المتقي لله بدمشق. (25/29)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 30 وفاة الخرقيّ الحنبليّ: وأبو القاسم عمر بن الحسين الخرقي الحنبلي مصنفمختصر دمشق. وفاة توزون: وتوزون الذي غلب على العراق وسمل المتقي لله. وفاة الإخشيد: وصاحب مصر والشام الإخشيد محمد بن طُغج الفرغانيّ أبو بكر. ويقال: إن جده جُف ابن ملك فرغانة. وكل من ملك فرغانة سمي الإخشيد، أي ملك الملوك وهي من كبار مدن الترك. كما أن الإصبهبذ لقب ملك طبرستان، وصول ملك جرجان، وخاقان ملك الترك، والأفشين ملك أشرسونة، وسامان ملك سمرقند. وكان مولد محمد الإخشيد ببغداد، وكان شجاعاً مهيباً فارساً، ولي دمشق، ثم ولي مصر من قِبل القاهر سنة إحدى وعشرين. وبدمشق توفي في آخر السنة بحمى حادة وله ستون سنة، ودفن في القدس. وكان له ثمانية آلاف مملوك. (25/30)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 31 وقيل إن عدة جيشه بلغت أربعمائة ألف دجل. وقام بعده ابنه أبو القاسم أنوجور مع غلبة كافور على الأمور. وفاة أبي القاسم صاحب المغرب: وفيها مات أبو القاسم محمد بن عبيد الله صاحب المغرب. وكان مولده بسليمة سنة ثمانٍ وسبعين. ودخل مع أبيه في زيّ التجار، فآل بهم الأمر إلى ما آل. وبويع هذا سنة اثنين وعشرين وثلاثمائة عند موت أبيه. وقد خرج عليه سنة اثنين وثلاثين مخلد بن كيداد. وكانت بينهما وقائع مشهورة. وحصره مخلد بالمهدية وضيق عليه واستولى على بلاده، فعرض للقائم وسواس فاختلط عقله، ومات في تلك الحال في شوال، وله خمسٌُ وخمسون سنة. وستُرت وفاته سنة ونصفاً. وقام بعده ولي عهده المنصور بالله أبو الطاهر إسماعيل ولده. وكان القائم شراً من أبيه المهدي، زنديقاً ملعوناً. مقاتلة ابن كيداد لأبي القاسم: ذكر القاضي عبد الجبار أنه أظهر سب الأنبياء عليهم السلام، وكان مناديه ينادي: إلعنوا الغار وما حوى، وقتل خلقاً من العلماء. وكان يراسل أبا طاهر القرمطي إلى البحرين وهجر، ويأمره بإحراق المساجد والمصاحف. ولما كثر (25/31)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 32 فجوره اجتمع أهل الجبال على رجل من الإباضيّة يقال) له مخلد بن كيداد، وكان شيخاً لا يقدر على ركوب الخيل، فركب حماراً. وكان وزيره أعمى، فاجتمع معه خلائق، فسار فحصر القائم بالمهدية. وكان مخلد أعرج يُكنى أبا يزيد، وهو من زناتة، قبيلة كبيرة من البربر، وكان يتنسك ويقصر دلقة الصوف، ويركب حماراً، ولا يثبت على الخيل. وكان نافذ الأمر في البربر، زاهداً، ديناً، خارجياً. قام على بني عبيد، والناس على فاقة وحاجةٍ لذلك. فقاموا معه وأتوه أفواجاً، ففتح البلاد، ودخل القيروان. وتحيز منه المنصور وتحصن بالمهدية التي بناها جده. ونفر مع مخلد الخلق والعلماء والصلحاء، منهم الإمام أبو الفضل التنيسي العباس بن عيسى الفقيه، وأبو سليمان ربيع القطان، وأبو العرب، وإبراهيم بن محمد. قال القاضي عياض في ترجمة العباس بن عيسى هذا: وركب أبو العرب وتقلد مصحفاً، وركب الفقهاء في السلاح، وشقوا القيروان وهم يُعلنون التكبير والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والترضي على الصحابة. وركزوا بنودهم عند باب الجامع. وهي سبعة بنود حمر فيها: لا إله إلا الله، ولا حكم إلا لله وهو خير الحاكمين وبندان أصفر لربيع القطان فيهما: نصرٌ من الله وفتح قريب وبند مخلد فيه: اللهم أنصر وليك على من سب نبيك وبند أبي العرب فيه: قاتلوا الذين يؤمنون بالله، وبند أصفر لابن نصرون الزاهد فيه: قاتلوهم يُعذبهم الله بأيديكم وبند أبيض فيه: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبو بكر الصديق، عمر الفاروق، وبند أبيض لإبراهيم بن محمد المعروف بالعشّاء فيه إن تنصروه فقد نصره الله الآية. وحضرت الجمعة فخطبهم أحمد بن أبي الوليد، وحضّ على الجهاد. ثم ساروا ونازلوا المهدية. فلما التقوا وأيقن مخلد بالنصر غلب عليه ما عنده من الخارجية، فقال لأصحابه: انكشفوا عن أهل القيروان حتى ينال منهم عدوهم. ففعلوا ذلك، فاستشهد خمسةٌ وثمانون رجلاً من العلماء والزهاد، منهم ربيع القطان، والتنيسي، والعشّاء. (25/32)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 33 الإباضيّة: والإباضية فرقة من الخوارج، رأسهم عبد الله بن يحيى بن إباض، خرج في أيام مروان الحمار. وانتشر مذهبه بالمغرب، ومذهبه أن أفعالنا مخلوقة لنا. ويكفر بالكبائر، وأنه ليس في القرآن خصوص. ومن خالفه كفر وحل له دمه وماله. وفاة الشبليّ: وفيها توفي الزاهد أبو بكر الشبلي بالعراق. وفاة الوزير علي بن عيسى: وفي آخرها توفي الوزير علي بن عيسى. (25/33)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 34 4 (أحداث سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة) عودة المطيع إلى دار الخلافة: ولما انهزم سيف الدولة بن حمدان إلى الموصل جدد معزّ الدولة) أحمد بن بويه الإيمان بينه وبين المطيع، وأزال عنه التوكل، وأعاده إلى دار الخلافة. صرف ابن أبي الشوارب عن القضاء: وصرف القاضي محمد بن الحسن بن أبي الشوارب عن القضاء بالجانب الغربي وقُلد قضاء الجانبين أبو الحسن محمد بن صالح، ويُعرف بابن أم شيبان. امتلاك سيف الدولة دمشق: ولما مات الإخشيد بدمشق، سار سيف الدولة من حلب فملك دمشق، واستأمن إليه يانس المؤنسيّ. ثم سار سيف الدولة فنزل الرملة. وجاء من مصر أنوجور بن الإخشيد بالجيوش، والقائم على أمره كافور الخادم. فرد سيف الدولة إلى دمشق، وسار وراءه المصريون، فانهزم إلى حلب، فساروا خلفه، فانهزم إلى الرقة. ثم تصالحوا على أن يعود سيف الدولة إلى ما كان بيده. قال المسبحي: وكان بين سيف الدولة وبين أبي المظفر حسن بن طُغج، (25/34)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 35 وهو أخو الإخشيد، وقعة عظيمة باللجون، فانكسر ابن حمدان ووصل إلى دمشق بعد شدةٍ وتشتت. وكانت أمه بدمشق. فنزل المرج خائفاً، وأخرج حواصله، وسار نحو حمص على طريق قارا. وسار أخو الإخشيد وكافور الإخشيدي إلى دمشق. ثم سار إلى حلب في آخر السنة واستقر أمرهم. مصالحة معزّ الدولة وناصر الدولة: وفيها اصطلح معز الدولة وناصر الدولة على أن يكون لناصر الدولة من تكريت إلى الشام. وكان ناصر الدولة قد عاد فنزل عُكبراً. قيادة تكين الشيرازي للترك: فلما علم الترك الذين مع ناصر الدولة بالمصالحة جاؤوا إليه ليقتلوه، فانهزم إلى الموصل، فقدموا عليهم تكين الشيرازي. وكانوا خمسة آلاف. وساقوا وراء ناصر الدولة. حبس ابن شيرزاد: وكان أبو جعفر بن شيرزاد قد هرب من معز الدولة إلى ناصر الدولة، فلما قرب من الموصل سمله وحبسه. (25/35)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 36 هزيمة الترك: وبعث ناصر الدولة إلى أخيه سيف الدولة يستنجده، وتقهقر إلى سنجار ونزل الحُديثة والترك وراءه. ثم إن معز الدولة جهز له نجدةً، وجاءه عسكر حلب، فالتقوا على الحُديثة، فانهزم الترك وقُتلوا وأُسروا، ورجع ناصر الدولة إلى الموصل. استيلاء ابن بويه على الري والجبال: وفيها استولى ركن الدولة بن بويه على الري والجبال. امتناع الحج: ولم يحج أحد. وثوب غلبون على مصر: وفيها في غيبة الإخشيد عن مصر، وثب عليها غلبون متولي الريف في جموع، ووقع النهب في مصر، فلم يستقر أمره حتى لطف الله، وقدم الجيش فهرب فاتبعه طائفة فقُتل. وزارة ابن الفرات بمصر: وفيها استوزر بمصر لولد الإخشيد أبو القاسم جعفر بن الفضل بن الفرات. الدعوة لسيف الدولة بطرسوس: وفيها أقيمت الدعوة لسيف الدولة، فنفد لهم الخِلع والذهب، ونفد) ثمانية ألف دينار للفداء. (25/36)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 37 4 (أحداث سنة ست وثلاثين وثلاثمائة) خروج المطيع لمحاربة البريديّ: فيها خرج المطيع ومعز الدولة من بغداد إلى البصرة لمحاربة أبي القاسم عبد الله بن البريدي، فسلكوا البرية، فلما قاربوها استأمن إلى معز الدولة جيش البريدي، وهرب هو إلى القرامطة. وملك معز الدولة البصرة، وأقطع المطيع منها ضياعاً. قدوم عماد الدولة على أخيه معز الدولة: وفيها وصل عماد الدولة علي بن بويه إلى الأهواز، فبادر أخوه معز الدولة إلى خدمته، وجاء فقبل الأرض وتأدب معه. ثم بعد أيام ودعه، وعاد معز الدولة وقد أخذ واسطاً والبصرة. تكحيل صاحب خراسان أخويه وعمه: وفيها وردت الأخبار بأن نوحاً صاحب خراسان كحل أخويه وعمه إبراهيم. ظفر صاحب المغرب بابن كيداد: وفيها ظفر المنصور صاحب المغرب بمخلد بن كيداد، وقتل قواده، ومزق جيشه. (25/37)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 38 وفاة الصولي: وفيها توفي أبو بكر محمد بن يحيى الصولي النديم الإخباري العلامة صاحب الهندسة والبراعة في الشطرنج. وقع لنا جزءٌ من حديثه بعلو. غارة الروم على أطراف الشام: وفيها أغارت الروم لعنهم الله على أطراف الشام، فسبوا وأسروا، فساق وراءهم سيف الدولة ولحقهم، فقتل منهم مقتلة، واسترد ما أخذوا ثم أخذ حصن برزية من الأكراد بعد أن نازله مدةً، ثم افتتحه في سنة سبع. (25/38)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 39 4 (أحداث سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة) غرق بغداد: فيها كان الغرق ببغداد. زادت دجلة إحدى وعشرين ذراعاً وهرب الناس، ووقعت الدور، ومات تحت الهدم خلق. استئمان أبي القاسم البريدي: وفيها دخل بغداد أبو القاسم بن البريدي بأمانٍ من معز الدولة، وأقطعه قرى. اختلاف معز الدولة وناصر الدولة وصلحهما: وفيها اختلف معز الدولة وناصر الدولة، وسار معز الدولة إلى الموصل، فتأخر ناصر الدولة إلى نصيبين خائفاً. ثم صالحه كل سنة على ثمانية آلاف ألف درهم. امتلاك الروم مرعش: وفيها خرجت الروم، فالتقاهم سيف الدولة على مرعش، فهزموه وملكوا مرعش. (25/39)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 40 امتناع الحج: ولم يحج أحد. ولاية أبي المظفر دمشق: وفيها ولي إمرة دمشق أبو المظفر الحسن بن طُغج نيابةً لأخيه الإخشيد. وقد وليها مدةً في أيام القاهر. (25/40)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 41 4 (أحداث سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة) ) ولاية عتبة قضاء القضاة: فيها تقلد أبو السائب عتبة بن عبد الله الهمداني قضاء القضاة ببغداد. وصول تقادم أنوجور إلى معز الدولة بن الإخشيد من مصر، ويسأل معز الدولة أن يكون أخوه علي مشاركاً له في الأمر، ويكون من يعده، فأجابه. تحرك القرامطة: وفيها تحركت القرامطة. امتناع الحج: ولم يحج أحدٌ من العراق. بناء المنصورية بالمغرب: وعمّر المنصور إسماعيل صاحب المغرب مدينة المنصورية. (25/41)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 42 وفاة المستكفي بالله: وتوفي المستكفي بالله بن المكتفي علي معتقلاً في دار معز الدولة بنفث الدم. وله ست وأربعون سنة وفاة عماد الدولة الديلمي: وفيها توفي السلطان عماد الدولة أبو الحسن علي بن بويه بن فناخسرو الديلمي. وقد ذكرنا مبدأهم في سنة اثنين وعشرين وثلاثمائة. وكان قد ملك بلاد فارس. وكان عاقلاً شجاعاً مهيباً، اعتلّ بقرحةٍ في الكلا أنهكت جسمه، وتوفي بشيراز وله تسعٌ وخمسون سنة. وأقام المطيع لله مقامه أخاه أبا علي ركن الدولة والد السلطان عضد الدولة. وكان معز الدولة يحب أخاه عماد الدولة ويحترمه ويكاتبه بالعبودية. ولاية شعلة إمرة دمشق: وفيها ولي إمرة دمشق شعلة بن بدر الإخشيدي من قبل ولد الإخشيد، وكان أحد الأبطال الموصوفين، وفيه ظلم. (25/42)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 43 4 (أحداث سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة) استيلاء قراتكين على الري والجبال: فيها استولى قراتكين على الري والجبال، ودفع عنها عسكر ركن الدولة. غزوة سيف الدولة وانهزامه: وفيها غزا سيف الدولة بن حمدان بلاد الروم في ثلاثين ألفاً، ففتح حصوناً وقتل وسبى وغنم، فأخذ عليه الروم الدرب عند خروجه، فاستولى على عسكره قتلاً وأسراً، واستردوا جميع ما أخذ، وأخذوا جميع خزائنه، وهرب في عددٍ يسير. رد الحجر الأسود: وفيها رُد الحج الأسود إلى موضعه. بعث به القرمطي مع محمد بن سنبر إلى المطيع. وكان بجكم قد دفع قبل هذا خمسين ألف دينار وما أجابوا، وقالوا: أخذناه بأمر وما نرده إلا بامر. فلما ردوه في هذه السنة قالوا: رددناه بأمر من أخذناه بأمره. (25/43)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 44 وكذبوا، فإن الله سبحانه وتعالى قال: فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها، فكذبهم الله بقوله: قل إن الله لا يأمر بالفحشاء وأن عنوا بالأمر القدر، فليس ذلك حجة لهم، فإن الله تعالى قدر عليهم الضلال والمروق من الدين، وقدر عليهم أنه يدخلهم النار، فلا ينفعهم قولهم: أخذناه بأمر. وقد أعطاهم المطيع مالاً، وبقي الحجر عندهم اثنين وعشرين سنة. وفيها قاله المسبحي وافى سنبر بن الحسن إلى مكة ومعه الحجر الأسود، وأمير مكة معه، فلما صار بفناء البيت) أظهر الحجر من سفط وعليه ضباب فضة قد عُملت من طوله وعرضه، فضبط شقوقاً حدثت عليه بعد انقلاعه، وأحضر له صانعاً معه جص يشده. فوضع سنبر بن الحسن بن سنبر الحجر بيده، وشده الصانع بالجص، وقال لما رده: أخذناه بقدرة الله ورددناه بمشيئة الله. وفاة الصيمري الكاتب: وفيها تزوج محمد بن أحمد الصيمري كاتب معز الدولة ووزيره. (25/44)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 45 تقليد المهلبي الكتابة: فقلد مكانه أبا محمد الحسن بن محمد المهلبي الوزير. مقتل عبد الله ابن الناصر لدين الله الأموي: وفي عيد الأضحى قتل الناصر لدين الله عبد الرحمن بن محمد الأموي صاحب الأندلس ولده عبد الله، وكان قد خاف من خروجه عليه، وكان من كبار العلماء، روى عن: محمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أصبغ. وله تصانيف منها مجلد فيمناقب بقيّ بن مخلد، رواه عنه: مسلمة بن قاسم. غزوة سيف الدولة وإيغاله في الروم: وفيها غزا سيف الدولة كما قدمنا، فسار في ربيع الأول، ووافاه عسكر طرسوس في أربعة آلاف، عليهم القاضي أبو حصين. فسار إلى قيسارية، ثم إلى... ووغل في بلاد الروم، وفتح عدة حصون، وسبى وقتل، ثم سار إلى سمندو، ثم إلى خرشنة يقتل ويسبي، ثم إلى بلد صارخة وبينها وبين قسطنطينية سبعة أيام. فلما نزل عليها واقع الدمستق مقدمته، فظهرت عليه، فلجأ إلى الحصن وخاف على نفسه. ثم جمع والتقى سيف الدولة، فهزمه الله أقبح هزيمة، وأُسرت بطارقته، وكانت غزوة مشهورة. وغنم المسلمون ما لا يوصف، وبقوا في الغزو أشهراً. (25/45)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 46 ثم إن الطرسوسيين قفلوا، ورجع العربان، ورجع سيف الدولة في مضيق صعب، فأخذت الروم عليه الدروب، وحالوا بينه وبين المقدمة، وقطعوا الشجر، وسدوا به الطرق، ودهدهوا الصخور في المضائق على الناس. والروم وراء الناس مع الدمستق يقتلون ويأسرون، ولا منفذ لسيف الدولة. وكان معه أربعمائة أسير من وجوه الروم فضرب أعناقهم، وعقر جماله وكثيراً من دوابه، وحرق الثقل، وقاتل قتال الموت، ونجا في نفر يسير. واستباح الدمستق أكثر الجيش، وأسر أمراء وقضاة. ووصل سيف الدولة إلى حلب، ولم يكد. ثم مالت الروم فعاثوا وسبوا، وتزلزل الناس، ثم لطف الله تعالى، وأرسل الدمستق إلى سيف الدولة يطلب الهدنة، فلم يجب سيف الدولة، وبعث يتهدده. ثم جهز جيشاً فدخلوا بلاد الروم من ناحية حران، فغنموا وأسروا خلقاً. وغزا أهل طرسوس أيضاً في البر والبحر. ثم سار سيف الدولة من حلب إلى آمد، فحارب الروم وخرب الضياع، وانصرف سالماً. وأما الروم، فإنهم احتالوا على أخذ آمد،) وسعى لهم في ذلك نصراني على ان ينقب لهم من مسافة أربعة أميالٍ حتى وصل إلى سورها. ففعل ذلك، وكان نقياً واسعاً، فوصل إلى البلد من تحت السور. ثم عرف به أهلها، فقتلوا النصراني، وأحكموا ما نقبه وسدوه. ومعنى الدمستق نائب البلاد في شرقي قسطنطينية. (25/46)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 47 4 (أحداث سنة أربعين وثلاثمائة) مهاجمة صاحب عُمان البصرة: فيها قصد صاحب عُمان البصرة، وساعده أبو يعقوب القرمطي، فسار إليهم أبو محمد المهلبي في الديلم فالتقوا، فانهزم المهلبي واستباح عسكرهم، وعاد إلى بغداد بالأسارى والمراكب. إيغال سيف الدولة في بلاد الروم: وفيها جمع سيف الدولة بن حمدان جيوش الموصل، والجزيرة، والشام، والأعراب، ووغل في بلاد الروم، فقتل وسبى شيئاً كثيراً، وعاد إلى حلب سالماً. الحج هذه السنة: وحج الناس في هذه السنة. إصلاح الحجر الأسود وتمكينه في الكعبة: وفيها قلع حجبة الكعبة الحجر الذي نصبه صاحب الجنابي وجعلوه في الكعبة، وأحبوا أن يجعلوا له طوقاً من فضةٍ فيشد به كما كان قديماً لما عمله عبد الله بن الزبير. وأخذ في إصلاحه صائغان حاذقان فأحكماه. قال أبو الحسن محمد بن نافع الخزاعي: فدخلت الكعبة فيمن دخلها، (25/47)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 48 فتأملتُ الحجر، فإذا السواد في رأسه دون سائره أبيض. وكان مقدار طوله فيما حرزت مقدار عُظم الذراع. قال: ومبلغ ما عليه من الفضة فيما قيل ثلاثة آلاف وسبعمائة وسبعة وتسعون درهماً ونصف. وفاة الكرخي شيخ الحنفية: وفيها توفي شيخ الحنفية أبو الحسن الكرخي عبد الله بن لال، وله ثمانون سنة، ببغداد. الزلازل بحلب والعواصم: وفيها كثرت الزلازل بحلب والعواصم، ودامت أربعين يوماً، وهلك خلق كثير تحت الهدم. وتهدم حصن رغبان ودلوك وتل حامد، وسقط من سور دلوك ثلاثة أبرجة. ولله الأمر. (25/48)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 49 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الرابعة والثلاثون وفيات)

1 (مرتباً كل سنة على حروف المعجم)

1 (وفيات سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن عمران: أبو جعفر الليموسكي الأستراباذي الفقيه الحنفي. وليموسك: على فرسخ من أستراباذ. سمع: الحسن بن سلام السواق، ومحمد بن سعد العوفي، وأحمد بن أبي غرزة. سمع منه في هذه السنة: أبو جعفر المستغفري. أحمد بن محمد بن بكر: أبو روق الهزاني البصري. سمع: أبا حفص الفلاس، ومحمد بن النعمان بن شبل الباهلي، وميمون (25/49)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 50 ابن مهران، ومحمد بن الوليد البسري، وأحمد بن روح، وطائفة سواهم. وأول سماعه سنة سبع وأربعين ومائتين. روى عنه: ابن أخيه أبو عمرو محمد بن محمد الهزاني، وأحمد ابن محمد بن عمران بن الجندي، وأبو الحسين بن جميع، وعلي بن القاسم الشاهد، وأبو بكر بن المقرئ، لكن ذكر أن سماعه منه في شعبان سنة اثنين وثلاثين وثلاثمائة. ووقع لنا حديثه بعلو فيمعجم ابن جميع. أحمد بن محمد بن الربيع بن سليمان المرادي المصري: أبو بكر. في شوال. قال ابن ماكولا: ليس هو حفيد الربيع صاحب الشافعي. قلت: ذكره ابن يونس مختصراً، وقال فيه: سليمان بن أيوب بن سنان. وصاحب الشافعي هو الربيع بن سليمان بن عبد الجبار بن كامل. أحمد بن يزيد بن وركشين: أبو حفص البلخي المؤدب. سكن دمشق. وحدث عن: الحسن بن عرفة، وحماد بن المؤمل. وعنه: أبو الحسين الرازي، وأبو بكر الربعي. وهذا الرجل أول ترجمةٍ فيتاريخ دمشق لابن عساكر. إبراهيم بن أحمد العجلي: (25/50)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 51 رحل وسمع: يحيى بن أبي طالب، ومحمد بن الهجم، وغيرهما. ثم وضع أحاديث فافتضح، وتُرك. إبراهيم بن أحمد بن سهل: أبو إسحاق الجهني. سمع: بكار بن قتيبة. توفي في رجب بمصر. إسماعيل بن يقعوب بن بهلول الأنباري: حدث عن: الحارث بن أبي أسامة، وجعفر بن محمد بن شاكر، وطبقتهما. وعنه: ابن أخيه أحمد بن يوسف. وكان عالما نسابة، ثقة. عاش ثمانين سنة. 4 (حرف الباء) بكر بن أحمد بن حفص: أبو محمد التنيسي الشعراني. سمع: يونس بن عبد الأعلى، وابن عبد الحكم، وعمران بن بكار، ومحمد بن عوف الطائي، ويزيد بن عبد الصمد، وجماعة. وعنه:) أبو سعيد بن يونس، والميمون بن حمزة الحسيني، وأحمد بن عبد الله بن زريق البغدادي، ومحمد بن المظفر، وأحمد بن عبد الله بن حميد، وآخرون. (25/51)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 52 قال ابن يونس: كان ثقة حسن الحديث. توفي في ربيع الآخر. 4 (حرف الجيم) جعفر بن محمد بن يعقوب: أبو الفضل البغدادي الشيرجي الوارق. سمع: علي بن إشكاب. وعنه: أبو الفضل الزهري، وابن شاهين. حدث في هذا العام. 4 (حرف الحاء) حبان بن موسى بن حبان الكلابي: عن: زكريا بن يحيى خياط السنة. وعنه: أبو الحسين الرازي، والعباس بن محمد بن حبان حفيده. حبشون بن موسى بن أيوب: (25/52)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 53 أبو نصر البغدادي الخلال. سمع: الحسن بن عرفة، وعلي بن سعيد الرملي، وعلي بن إكشاب، وحنبل بن إسحاق، وغيرهم. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وأبو بكر بن شاذان، وأحمد بن الفرج ابن الحجاج. ثقة. مولده سنة أربعٍ وثلاثين ومائتين، وتوفي في شعبان. أخبرنا ابن القواس: أنا أبو القاسم الحاكم وأنا حاضر: أنا أبو الحسن الفقيه، أنا أبو نصر الخطيب، أنا ابن جميع، أنا جبشون بن موسى: ثنا علي بن سعيد، ثنا ضمرة بن ربيعة، عن العلاء بن هارون، عن ابن عون، عن حفصة بنت سيرين، عن أم الرباب، عن سلمان بن عامر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: صدقتك على المسكين صدقة، وصدقتك على ذي الرحم صدقةٌ وصلة. حسن بن سعد بن إدريس بن خلف: أبو علي الكتامي القرطبي الحافظ. سمع من بقيّ بن مخلد مسنده. (25/53)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 54 ورحل، فسمع بمكة من: علي بن عبد العزيز. وباليمن من: إسحاق الدبري، وعبيد الكشوري، وبمصر من: أبي يزيد القراطيسي. وسمع من: أبي مسلم الكجي. قال ابن الفرضي: وكان يذهب إلى ترك التقليد، ويميل إلى قول الشافعي. وكان يحضر الشورى، فلما رأى الفتيا دائرةً على المالكية ترك شهودها. وسمع الناس منه الكثير. وكان شيخاً صالحاً، لم يكن بالضابط جداً. توفي يوم الجمعة، يوم عرفة. وكان مولده سنة ثمانٍ وأربعين. 4 (حرف العين) العباس بن عبد الله السميع بن هارون بن سليمان بن الخليفة المنصور: أبو الفضل الهاشمي. عن أحمد بن الخليل البرجلاني، وابن أبي العوام، وغيرها. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين،) ويوسف القواس. وثقة الخطيب. عبد الله بن الحسين بن محمد بن جمعة: أبو محمد السلمي الدمشقي. سمع: أباه، وشعيب بن عمرو، والربيع بن سليمان، وأحمد بن سليمان الرملي، وأبا أمية. (25/54)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 55 وعنه: أبو بكر بن المقرئ، وأبو الحسين بن المظفر، وأحمد بن الميانجي، وأبو بكر بن أبي الحديد. مات في ذي القعدة. عبد الله بن محمد بن يحيى: أبو الطيب البغدادي البزاز. عن: إسحاق الختلي، وعبد الملك بن محمد الرقاشي. وعنه: الدارقطني، وعبد الله بن عثمان الصفار، وأبو القاسم بن الثلاج. توفي بالموصل. قال الدارقطني: حافظ، ثقة. عبد الله بن محمد بن منازل: أبو محمد النيسابوري الزاهد، المجرد على الصحة والحقيقة. وقيل: كنيته أبو محمد. سمع: السري بن خزيمة، والحسين بن الفضل، وجماعة. وحدث عن: أحمد بن سلمة بالمسند الصحيح. روى عنه: علي بن مفلح القزويني، ومحمد بن حمدون، ووالد أبي عبد الرحمن السلمي. وقال السلمي: له طريقة يتفرد بها. صحب هارون القصار، وكان عالماً بعلوم الظاهر. سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان يقول: سمعت ابن منازل يقول: لا خير فيمن لم يذق ذُل المكاسب، وذل السؤال، وذل الرد. (25/55)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 56 وسمعت عبد الله بن محمد بنفضلويه المعلم يقول: سمعت عبد الله بن محمد يقول: التفويض مع الكسب خيرٌ من خلوه عنه. وسأله إنسان عن مسألة فأجاب، فقال له: أعد علي. قال: أنا في ندامةٍ ما جرى. وسمعته يقول لبعض أصحابه: قد عشقت نفسك، وعشقت من يعشقك، وقال الحاكم: حُملت إليه، يعني ابن المنازل، غيره مرةً متبركاً به، وصورته نصب عينيّ. توفي رحمه الله في ربيع الأول. وكان أعرج. علي بن عبد الله بن البازيار: سمع: إبراهيم بن عبد الله القصار، ونجيح بن إبراهيم. وعنه: الدارقطني، وأحمد بن الفرج بن الحجاج. بقي هذا العام. علي بن محمد بن سهل: أبو الحسن الدينوري الصائغ الزاهد. أحد مشايخ القوم. سمع: محمد بن عبد العزيز الدينوري، وغيره. وكان يتكلم على الناس. له كشف وكرامات. روى عنه: عبد الملك بن حبان المرادي، وأبو بكر بن المهلب. قال علي بن عثمان القرافي: لايجوز لأحدٍ لأن يتكلم على الناس إلا من (25/56)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 57 يكون حاله مثل حال أبي الحسن الدينوري، فإن الخلق كانوا مكشفين بين يديه. ومن كلامه قال: من أيقن أنه لغيره ليس له أن يبخل بنفسه. قال السلمي: سمعت الحسين بن أحمد يقول: قال حمشاذ: رأيت نسراً واقفاً في الهواء لا يتحرك. فمشيت فإذا أنا بأبي الحسن بن الصائغ يصلي، والنسر يظله. وسمعت أبا عثمان المغربي يقول: ما رأيت في المشايخ أهيب من أبي الحسن الدينوري) بمصر. وقال أبو الحسن الطحان: كان أبو الحسن بن الصائغ من الصديقين. وتوفي في نصف رجب بمصر. عيسى بن محمد بن أبي يزيد البلخي: أبو بكر. روى عن: عيسى بن أحمد العسقلاني البلخي، وعبد الصمد بن الفضل. 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة السدوسي: أبو بكر البغدادي. سمع: جده، ومحمد بن شجاع الثلجي، وعلي بن حرب الطائي، وعبيد الله بن جرير بن جبلة، والرمادي. وعنه: عبد الواحد بن أبي هاشم، وطلحة الشاهد، وعبد الرحمن بن عمر الخلال، وأبو عمر بن مهدي، وآخرون. وثقه الخطيب، وقال: أنا البرقاني، أنا عبد الرحمن بن عمر قال محمد: (25/57)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 58 سمعت المسند من جدي في سنة ستين، وسنة إحدى وستين بسامراء، فسمع أبو مسلم الكجي من جدي، وبقي عليه شيء سمعه أبو مسلم مني. ومات جدي وهو يقرأ علي. والذي سمعت منه مسند العشرة، وابن عباس، وبعض الموالي، ولي دون العشر. ولدت في أول سنة أربع وخمسين. قلت: وخلف له أموالاً عظيمة فضيعها وافتقر. قال أبو سعد السمعاني فيالأنساب: ذكر أبو بكر بن يعقوب قال: لما ولدت دخل أبي على أمي فقال: إن المنجمين قد أخذوا مولد هذا الصبي، فإذا هو يعيش كذا وكذا. وقد حسبتها أياماً، وقد عزمت أن أُعد لكل يوم ديناراً، فإن ذلك يكفي المتوسط. فأعد لي حباً في الأرض وملأه دنانير. ثم قال لها: أعدي له حُباً آخر. فجعل فيه مثل ذلك استظهاراً، ثم استدعى حباً آخر وملأه ودفنهم. قال أبو بكر: وما نفعني ذلك مع حوادث الزمان، وقد احتجت إلى ما ترون. قال أبو بكر بن السقطي: رأينا فقيراً يجيئنا بلا إزار، ونسمع عليه ويبرّ بالشيء بعد الشيء. قلت: وتوفي في ربيع الآخر. أخبرني الحافظ أبو محمد بن عبد المؤمن بن خلف، أنا يحيى بن أبي السعود: أخبرتنا شهدة، أنا أبو عبد الله النعالي، أنا عبد الواحد بن حنبل سُئل عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم في عمار: تقتلك الفئة الباغية. فقال: هو كما قال (25/58)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 59 رسول الله صلى الله عليه وسلم قتلته الفئة االباغية. وقال: في هذا غير حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم. وكره أن يتكلم في هذا بأكثر من هذا. محمد بن إبراهيم بن نومرد: أبو بكر الدامغاني. سمع: عمار بن رجاء الجرجاني، ويحيى بن أبي طالب. وقبلهما أحمد بن منصور زاج. وعنه: الحسين بن محمد بن قيصر الدامغاني، وعبد الله بن محمد الدروقي، وعبد الرحمن بن أبي عبد الرحمن القاضي، وغيرهم. توفي في جمادى الآخرة.) محمد بن إسحاق بن إبراهيم: أبو بكر البغدادي المقرئ. سمع: محمد بن حمزة الطوسي، ومحمد بن عبيد الله المنادي. وعنه: عبد الواحد بن مسرور البلخي، وابن جميع، وعبد الله بن أحمد خجنج النحوي. وكان صدوقاً. بقي إلى هذه السنة. محمد بن إسماعيل: (25/59)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 60 أبو بكر الفرغاني الصوفي، أستاذ أبي بكر الدقي. كان من المجتهدين في العبادة. قال الدقي: ما رأيت أحسن منه ممن يظهر الغنى في الفقر. كان يلبس قميصين أبيضين ورداءً وسراويل ونعلاً نظيفاً وعمامة. وفي يده مفتاح، وليس له بيت. ينطرح في المساجد ويطوي الخمس والستَّ. وقال أحمد بن علي الرستمي: كان يسيح ومعه كوزٌ فيه قميص نظيف رقيق، فإذا اشتهى دخول بلدٍ تنظف ولبس القميص، ومعه مفتاح منقوش، فيصلي ويطرحه بين يديه، يوهم أنه تاجر. وقال عبد الواحد بن بكر: سمعت الدقي: سمعت الفرغاني محمد بن إسماعيل يقول: دخلت الدير الذي بطور سيناء فأتاني مطرانهم بأقوامٍ كأنهم نشروا من القبور فقال: هؤلاء يأكل أحدهم في الأسبوع أكلةً يفخرون بذلك. فقلت لهم: كم صبر مسيحيكم هذا قالوا: ثلاثين يوماً. وكنت قاعداً في وسط الدير، فلم أزل جالساً أربعين يوماً لم أأكل ولم أشرب، فخرج إلي مطرانهم قال: يا هذا، قم فقد أفسدت قلوب كل من في الدير. فقلت: حتى أتم ستين يوماً. فألحوا علي فخرجت. محمد بن إسماعيل القرطبي النحوي: ويُعرف بالحكيم. سمع: محمد بن وضاح، وعبد الله بن مسرة، ومحمد بن عبد السلام الخشني، ومطرف بن قيس. وكان عالماً بالنحو والحساب، لطيف النظر، مثيراً للمعاني. (25/60)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 61 عاش ثمانين سنة، وتخرج به أئمة كبار. محمد بن حكم الزيات القرطبي: أبو القاسم. توفي في هذا الحد. روى عن: محمد بن وضاح، وإبراهيم بن باز، ومطرف بن قيس. روى عنه: عبد الله بن محمد بن عثمان، ويحيى بن هلال، وخلف بن محمد الخولاني، وغيرهم. محمد بن الحسين بن ماقولة: أبو جعفر المديني مستملي أحمد بن مهدي. محمد بن العباس بن يونس: أبو بكر المحاربي الدمشقي، ويعرف بابن زلزل. كان جدهم قسيساً بجوبر. سمع بكار بن قتيبة، وأبا زرعة النضري، وجماعة. وعنه: أبو العباس السمسار، وعبد الوهاب الكلابي. محمد بن علي بن الحسين بن أبي الحديد الصدفي المصري: سمع: يونس بن عبد الأعلى، ووفاء بن سهيل، والربيع بن سليمان، وابن عبد الحكم، والقاضي بكار. قال ابن يونس: كان ثقة، يكنى أبا الحسين مولى الصدف. وكان فقيهاً على مذهب أبي حنيفة، فرضياً عاقلاً. توفي في جمادى الأولى. (25/61)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 62 محمد بن عمير الجهني: مولاهم الدمشقي، سبط محمد بن) هشام بن ملاس. روى عن: محمد بن سليمان بن مطر، ويونس بن عبد الأعلى. وعنه: عبد الوهاب الكلابي، وأبو بكر بن أبي الحديد السلمي، وأحمد ابن عبد الله بن زُريق البغدادي ثم المصري. محمد بن مخلد بن حفص: أبو عبد الله الدوري العطار. سمع: يعقوب الدورقي، والفضل بن سهل، وأصبغ بن إسماعيل السهمي، والحسن بن عرفة، ومحمد بن عثمان بن كرامة، ومسلم بن الحجاج القشيري، وخلقاً كثيراً. وعنه: أبو بكر الآجري، والجعابي، والدارقطني، وأبو الحسن بن الجندي، وابن الصلت الأهوازي، وأبو عمر بن مهدي، وطائفة سواهم. وكان موصوفاً بالصدق والثقة والصلاح. ولد سنة أربع وثلاثين ومائتين أو سنة ثلاثٍ. سُئل عنه الدارقطني فقال: ثقة مأمون. قلت في جمادى الآخرة رحمه الله تعالى. (25/62)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 63 محمد بن يحيى بن عمر بن لبابة الأندلسي: بالأندلس. يقال: توفي فيها. وقد تقدم ذكره. له رواية عن عمه محمد بن عمر. 4 (حرف النون) نصر بن أحمد بن إسماعيل بن أسد بن سامان: الملك أبو الحسن صاحب ما وراء النهر، وابن ملوكها. كان ملكاً رفيع العماد، وروى الزناد، زكي المراد، ملك البلاد، ودانت له العباد. وكان قد قتل أبوه سنة إحدى وثلاثمائة، ويقي نصر في الملك ثلاثين سنة وثلاثين يوماً. وقام بعده ولده أبو محمد نوح. 4 (حرف الهاء) هارون بن يوسف بن هارون بن ناصح: أبو علي الأسواني. سمع: بحر بن نصر الخولاني، وابن عبد الحكم. وكانت القضاة تقبله. وتوفي في ربيع الأول. قال ابن يونس: سمع منه معي ابني علي. هناد بن السري بن يحيى أخي هناد بن السري التميمي الكوفي: أبو السري. (25/63)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 64 كان ثقة، عسراً في الرواية، ويعرف بهناد الصغير. سمع: أبا سعيد الأشج، وأباه السري بن يحيى. وعنه: محمد بن عبد الله الجعفي القاضي، وأبو بكر بن أبي درام الحافظ، وأبو حازم محمد بن علي الوشاء، ومحمد بن عمر العلوي الكوفيون. 4 (حرف الواو) وثيمة بن عمارة بن وثيمة بن موسى بن الفرات: أبو حذيفة. مصري، توفي في شعبان. وأصله فارسي. سمع من: أبيه، وجماعة. ذكره ابن يونس.) 4 (حرف الياء) يزيد بن الحسن بن يزيد: أبو الطيب بن المسلمة. بغدادي كبير. سمع: الحسن الزعفراني، والحسن بن عرفة، وابن وارة. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين. وكان ثقة. يعقوب بن عبد الرحمن بن أحمد بن يعقوب: أبو يوسف البغدادي الجصّاص الدّعاء. سمع: أبا حُذافة أحمد بن إسماعيل السهمي، وحفص بن عمرو الربالي، وحميد بن الربيع، وعلي بن إشكاب، وجماعة. (25/64)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 65 وعنه: الدارقطني، وإسماعيل بن زنجي، وعبد الله بن محمد الحنائي، وابن جميع، وغيرهم. قال الخطيب: في حديثه وهمٌ كثير. قرأت على عمر بن غدير، عن ابن الحرستاني حضوراً: أنا أبو الحسن الفقيه، أنا أبو نصر بن طلاب، أنا محمد بن أحمد: ثنا يعقوب بن عبد الرحمن الواعظ، ثنا حميد بن الربيع، ثنا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن إبراهيم. عن عبيدة، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ علي سورة النساء. قلت: أقرأ عليك، وعليك أُنزل قال: إني أشتهي أن اسمعه من غيري. فقرأت حتى انتهيت إلى قوله: فكيف إذا جئنا من كل أمةٍ بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً. قال: فسالت عيناه فسكت. متفق عليه، وهو أعلى ما وقع لي عن الجصاص. يونس بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفي: أبو سهل المصري الزاهد. سمع: عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، وأبا عبد الرحمن النسائي. وعنه: أخوه الحافظ أبو سعيد عبد الرحمن وقال: كان أفضل أهل زمانه، يمني في العبادة. روى عنه: عبد الملك بن حبان، وغيره. ذكره الماليني في أربعي الصوفية، له. (25/65)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 66 1 (وفيات سنة اثنين وثلاثين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن إشكاب بن محمد: أبو بكر الإصبهاني. سمع: عبيد بن الحسن، وأبا طالب بن سوادة. ذكره أبو عبد الله بن مندة، وأحسبه روى عنه. أحمد بن عامر بن بشر: أبو حامد المروروذي الفقيه الشافعي. تفقه على: أبي إسحاق المروزي، وصنفالجامع في الفقه، وشرح (25/66)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 67 مختصر المزني، وصنف في أصول الفقه. وكان إماماً لا يشق غباره. نزل البصرة، وعنه أخذ فقهاؤها. أحمد بن عبادة بن علكدة بن نوح: أبو عمر الرعيني المالكي، إمام جامع قرطبة. سمع: محمد بن وضاح، ومحمد بن عبد السلام الخشني. توفي في رجب. وكان زاهداً فاضلاً، قُلد الشورى فلم يتقلدها. وحج فسمع من: العقيلي. أحمد بن عبيد الله بن الحريص البغدادي: سمع: العباس) الترقفي، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وعمر الكتاني. أحمد بن عيسى: أبو بكر الخواص. سمع: علي بن حرب، وجماعة. وعنه: ابن نحيب، وابن شاهين، والدارقطني ووثقه. عاش بضعاً وثمانين سنة. أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن: (25/67)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 68 مولى بني هاشم، أبو العباس الكوفي الحافظ المعروف بابن عقدة، وهو لقب أبيه. سمع: أبا الجعفر بن المنادي، والحسن بن علي بن عفان، وأحمد بن عبد الحميد الحارثي، والحسن بن مكرم، وعلي بن داود القنطري، وعبد الله بن أبي مسرة المكي، وإبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، وعبد الله بن أسامة لكلبي، ويحيى بن أبي طالب، ومحمد بن الحسين الحنيني، وخلقاً كثيراً حتى سمع من أقرانه، وأصغر منه. وكان حافظاً كبيراً، جمع الأبواب والتراجم. روى عنه: الجعابي، وابن عدي، والطبراني، والدارقطني، وعمر الكتاني، وابن جميع، وإبراهيم بن خرشيد قولة، وأبو عمر بن مهدي، وابن الصلت، وأبو الحسين بن المتيم، وخلق سواهم. وكان أبو عقدة إماماً في النحو والتصريف، ورعاً خيراً. أنبأني ابن علان، ومؤمل بن محمد البالسي قلا: ثنا الكندي، أنا القزاز، نا أبو بكر الخطيب: أنا أبو الحسين أحمد بن محمد الواعظ نا ابن عقدة سنة ثلاثة إملاءً: نا عبد الله بن الحسين الأشقر: سمعت عثام بن علي: سمعت سفيان يقول: لا يجتمع حب علي وعثمان إلا في قلوب نبلاء الرجال. قلت: ما يملي ابن عقدة مثل هذا وإلا وأمره في التشيع متوسط. قال الوزير أبو الفضل بن حنزابة: سمعت الدارقطني يقول: أجمع أهل (25/68)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 69 الكوفة أنه لم ير بالكوفة من زمن ابن مسعود رضي الله عنه إلى زمن أبي العباس ابن عقدة أحفظ منه. أبو أحمد الحاكم قال: قال لي ابن عقدة: دخل البرديجي الكوفة، فزعم أنه أحفظ مني. فقلت: لا تطول، نتقدم إلى دكان ورّاق، ونضع القبان، ونزن من الكتب ما شئت. ثم يلقي علينا فنذكره. قال: فبقي. قال الحاكم: سمعت أبا علي الحافظ يقول: ما رأيت أحفظ لحديث الكوفيين من ابن عقدة. وعن ابن عقدة قال: أنا أجيب في ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل البيت وبني هاشم. وروى هذا أيضاً الدارقطني. وعن ابن عقدة قال: أحفظ مائة ألف حديث بالإسناد والمتن، وأُذاكر بثلاثمائة ألف حديث. وقال عبد الغني: سمعت الدارقطني قال: كان ابن عقدة يعلم ما عند الناس، ولا يعلم الناس ما عنده. وقال أبو سعيد الماليني: أراد ابن عقدة أن ينتقل، فكانت كتبه ستمائة حملة. قلت: وكل أحدٍ يخضع لحفظ ابن عقدة، ولكنه ضعيف. قال أبو أحمد بن عدي: كان أبو العباس صاحب معرفة وحفظ، ومقدم في هذه الصنعة، إلا أني رأيت مشايخ) بغداد يسيئون الثناء عليه، ورأيت فيه (25/69)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 70 مجازفات، حتى كان يقول: حدثني فلانة قالت: هذا كتاب فلان قرأت فيه: ثنا فلان. وهذا مجازفة. وكان مقدماً في الشيعة. ولولا اشتراطي أن أذكر كل من تكلم فيه لما ذكرته للفضل الذي فيه. وقال البرقاني: قلت للدارقطني: إيش أكثر ما في نفسك من ابن عقدة قال: الإكثار بالمناكير. وقال السلمي: سألت الدارقطني عنه فقال: حافظ محدث، ولم يكن في الدين بقوي، ولا أزيد على هذا. وقال حمزة بن محمد بن طاهر: سمعت الدارقطني يقول: ابن عقدة رجل سوء. وقال أبو عمر بن حيوية: كان ابن عقدة يملي مثالب الصحابة، أو قال: الشيخين، فتركت حديثه. وقال عبدان الأهوازي: ابن عقدة خرج عن معاني أصحاب الحديث، ولا يذكر معهم. يعني لما كان يظهر من الكثرة. وتكلم فيه مُطين. وقال ابن عدي: سمعت أبا بكر بن أبي غالب يقول: ابن عقدة لا يتدين بالحديث لأنه كان يجمل شيوخاً بالكوفة على الكذب، يسوي لهم نسخاً ويأمرهم أن يرووها، ثم يرويها عنهم. قد تبينا ذلك منه في غير شيخ. وسمعت محمد بن محمد الباغندي يحكي فيه شبيهاً بهذا، وقال: كتب إلينا أنه قد خرج من الكوفة شيخ عنده نسخ فقدمنا عليه، وقصدنا الشيخ وطالبناه بأصول ما يرويه. فقال: ليس عندي أصلٌ، إنما جاءني ابن عقدة بهذه النسخ، وقال: إروه يكن لك من ذكر، ويرحل إليك. (25/70)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 71 مولد ابن عقدة في سنة تسعٍ وأربعين ومائتين، وتوفي في ذي القعدة. ووقع لي حديثه بعلو. أخبرنا ابن غدير، أنا أبو القاسم الأنصاري، أنا علي بن مسلم، أنا أبو نصر، أنا ابن جميع، أنا أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ بالكوفة، ثنا يحيى بن زكريا بن شيبان، ثنا علي بن سيف عميرة: حدثني أبي: حدثني العباس بن الحسن بن عبيد الله النخعي: حدثني أبي، عن ثعلبة أبي بحرٍ، عن أنس قال: استضحك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: عجبت لأمر المؤمن أن الله لا يقضي له قضاءً إلا كان خيراً له. أحمد بن محمد بن أبي سعيد: أبو بكر البزاز. سمع: أحمد بن أبي غرزة. وعنه: يوسف القواس وقال: ثقة. أحمد بن محمد بن عمر بن أبان: أبو الحسن العبدي اللنباني الإصبهاني. سمع ببغداد من أبي بكر بن أبي الدنيا جملةً من تصانيفه. وسمعالمسند كله من عبد الله بن أحمد بن حنبل. وعنه: الحسن بن محمد بن أريوه، وأبو عبد الله بن مندة، وأبو عمر عبد الله ابن محمد بن عبد الوهاب السلمي، وغيرهم. (25/71)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 72 توفي في ربيع الآخر. أحمد بن محمد بن الوليد: أبو العباس التميمي، ابن ولاد المصري. هو من كبار النحاة، وكذا أبو وجده. سافر إلى العراق، وأخذ عن أبي إسحاق الزّجّاج، وطبقته ورجع.) صنف كتابالانتصار لسيبويه على المبرد وهو من أحسن الكتب. وله: المقصود والممدود. وكان هو وأبو جعفر النحاس شيخي مصر في زمانهما. وقيل هو بغدادي سكن مصر. وقد روى عن المبرد أيضاً. حدَّث عنه: عبد الله بن محمد بن سعيد المصري الشاعر. أحمد بن محمد بن يعقوب: أبو عبد الله البصري، المعروف بالبريدي. أحد الأعيان والمتمولين، وأُولي الدهاء والإقدام. ولي وزارة الراضي بالله محمد بن المقتدر سنة سبعٍ وعشرين، وخلفه بالحضرة أبو بكر النفري لأنه كان بواسط، ثم عزل عن الوزارة بعد سنة وأشهر. (25/72)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 73 ثم وزر للمتقي بالله إبراهيم بن المقتدر في سنة تسعٍ وعشرين، ثم اختلف عليه الجند وحاربوه وهزموه، فانحدر إلى واسط بعد أيام من وزارته. ثم وزر سنة ثلاثين شهراً، ثم عزل وصودر مرات. وقد مر في الحوادث من أخباره. توفي بالبصرة من شوال. إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم: أبو إسحاق الحنبلي الفقيه، صاحب المروذي. سمه منه، ومن: عباس الدوري، ويحيى بن أبي طالب. وصنف في المذهب. روى عنه: الدارقطني. إبراهيم بن محمد بن علي بن بطحاء التميمي البغدادي المحتسب: سمع: أبا، وعلي بن حرب، والعطاردي، وعباساً الدوري، وطبقتهم. وعنه: الدارقطني، ويوسف القواس، وعبيد الله بن أبي مسلم الفرضي. ولد سنة خمسين ومائتين. ومات في صفر. قال الدارقطني: ثقة، فاضل. إسماعيل بن عمر بن الوليد القرطبي الفقيه: أبو الأصبغ. كان مشاوراً في الأحكام، مفتياً، نبيلاً. سمع: محمد بن وضاح، وابن مطروح. أرّخه القاضي عياض. (25/73)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 74 أيوب بن صالح بن سليمان بن صالح ين هشام بن غريب: أبو صالح المعافري، القرطبي المالكي. روى عن: العتبي الفقيه، وأبي زيد، وعبد الله بن خالد، وابن مزين. وقال ابن الفرضي: كان إماماً في مذهب مالك. دارت عليه الفتوى في وقته وعلى محمد بن لبابة. وكان متصرفاً في علم النحو والبلاغة والشعر. وكان مجانباً للدولة، لكنه ولي الحسبة فأحسن السيرة. وتوفي في المحرم. 4 (حرف الحاء) الحسن بن سعد بن إدريس بن خلف: أبو علي الكتامي البربري. سمع: بقي بن مخلد الحافظ. وباليمن من: إسحاق الدبري. وكُتامة قبيلة من ابربر. الحسن بن يوسف بن يعقوب بن ميمون: أبو علي الحدادي، إمام جامع مصر. يروي عن: يونس بن عبد الأعلى، وبحر بن نصر، ومحمد بن عبد الله بن الحكم، وغيرهم. (25/74)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 75 وعنه: ابن مندة أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن) أحمد بن النضير بن حليم: أبو عبد الله النضري المروزي، والد عبد الله بن الحسين البصري. امتنع من التحديث، فيما أخبار ابن ماكولا، إلى أن أنفذ إليه الحاكم أبو الفضل ابنه، فحدث بكتب ابن أبي الدنيا، وسنن أبي داود، وفوائد عباس الدوري، عنهم. وحدث بكتابمعاني القرآن للفرّاء، عن السري، عنه. 4 (حرف السين) سعيد بن محمد بن نصر: أبو عمرو بن مموس القطان. سمع أباه، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وأبا يزيد القراطيسي. وعنه: أحمد بن فارس اللغوي، والقاسم بن محمد السراج، وجماعة. توفي بجرجان. سليمان بن أبي سعيد الجنابي القرمطي: زعيم قومه، هلك بالجدري في رمضان، فلا رحمه الله. وقد مرت أخباره في سنة سبع عشرة في الحوادث. (25/75)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 76 4 (حرف العين) العباس بن محمد بن قوهيار: أبو الفضل النيسابوري. سمع: إسحاق بن عبد الله بن رزين، وعلي بن الحسن الهلالي، ومحمد ابن عبد الوهاب. وانتخب عليه أبو علي الحافظ. قال الحاكم: سمعت ولده يذكرون أنه دخل الحمام، فحلق القيّم رأسه، والقيم سكران، فأرسل الموسى في دماغه. فأخرجوه من الحمام فمات في ربيع الآخر. روى عن: ابن محمش، ومحمد بن المظفر الحافظ، وأبو الحسن العلوي، وآخرون. قيل: اسم جده قوهيار معاذ. عبد الله بن إسحاق: أبو محمد المصري الجوهري. حدث ببغداد عن: الربيع بن سليمان، وبكار القاضي، وإبراهيم بن مرزوق، وأبي زرعة الدمشقي. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وابن جميع، وأبو أحمد الفرضي، وأبو عمر بن مهدي، ومحمد بن عثمان النفري. مات في ربيع الأول. وحدث عنه أبو يعلى عثمان بن المحسن الطوسي، وقال: ثقة. عبد الله بن محمد بن أحمد بن أبي سعيد: (25/76)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 77 أبو بكر البزاز. خال ابن الجعابي. سمع: الزعفراني، وعلي بن إشكاب، وجماعة. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين وعبد الله الصفار. وكان ثقة. عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عبد الرحمن بن عبد الله ابن يزيد: المقرئ المالكي. سمع من: جده. روى عنه ابن جميع بالإجازة. عبد العزيز بن أحمد بن الفرج: أبو محمد الغافقي، مولاهم المصري. كان يخضب بالحناء، فقيل له: الأحمري. قال ابن يونس: ثقة، ثبت. روى عن: محمد بن زيدان الكوفي، وبكار بن قتيبة، وإبراهيم بن مرزوق. توفي في جمادى الأول من السنة. عبد العزيز بن قيس: أبو زيد) البصري، ثم المصري. روى عن: بكّار بن قتيبة، ويزيد بن سنان القزاز. قال ابن يونس: كان ثقة. لم يكن من أهل المعرفة بالحديث. توفي في ربيع الأول سنة 332. (25/77)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 78 عبيد الله بن أحمد بن عبد الله بن عمرو النصري: أبو محمد الدمشقي. ورى عن: جده لأمه أبي زرعة. وعنه: عبد الوهاب الكلابي، ومحمد ب جعفر الصيداوي. عمرو بن صالح: أبو حفص المري الجدياني. حدث بقرية جديا من الغوطة، عن: إبراهيم الجوزجاني، وبكر بن حفص. وعنه: عبد الوهاب الكلابي، ووالد تمتام. 4 (حرف القاف) القاسم بن داود بن سليمان بن مردانشاه: أبو ذر الكاتب. بغدادي، ثقة، نبيل. روى عن: سعدان بن نصر، وعباس الترقفي، وأحمد بن منصور الرمادي، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن شاذان، والمعافى بن زكريا، وابن جميع، وآخرون. ورَّخه الخطيب. (25/78)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 79 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن أبي سعيد: أبو بكر البغدادي، البزاز. روى عن: أحمد بن أبي غرزة الغفاري. وعنه: يوسف القواس، وعبيد الله بن أحمد المقرئ. وثقة القواس. محمد بن إبراهيم بن عمرو القرشي السهمي: أبو الحسين. مصري، روى عن: عبيد الله بن سعيد بن عفير، وخير بن موفق. محمد بن بشر بن بطريق: أبو بكر الزبيري العكري. في شوال. سمع: بحر بن نصر الخولاني، وابن عبد الحكم الفقيه، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن المقرئ، وعبد الرحمن عمر النحاس. وقال يحيى بن علي بن الطحان: عند كثير من أهل العمل إنه مصري، لأنه دخل مصر صغيراً. وولد بسامراء سنة ثمانٍ وأربعين. قال ابن يونس: هو مولى عتيق بن مسلمة الزيري. والزبيري ضبطه الصوري. محمد بن بكار بن يزيد بن المرزبان: (25/79)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 80 أبو الحسن السكسكي، قاضي بيت لهيا. سمع: محمد بن إسماعيل بن علية، وشعيب بن شعيب بن إسحاق، وبكار بن قتيبة، وجماعة. وعنه: أبو محمد بن ذكوان البعلبكي، وأبو بكر بن المقرئ، وعبد الوهاب الكلابي، وأبو بكر بن أبي الحديد، وابن ابنه الحسين بن أحمد بن محمد بن بكار. توفي ببيت لهيا. محمد بن الحس بن يونس: أبو العباس الهذلي، النحوي، الكوفي. قرأ القرآن وتلقنه على أبي الحسن علي بن الحسن بن عبد الرحمن التيمي المقرئ. قرأ عليه: القاضي محمد بن عبد الله الهرواني الجعفي، وأبو الحسن محمد بن جعفر التميمي النجار. محمد بن الحسين بن) الحسن بن الخليل: أبو بكر النيسابوري القطان، الشيخ صالح، مسند نيسابور. سمع: أحمد بن منصور، وأحمد بن الأزهر، وأحمد بن يوسف، وعبد الرحمن بن بشر، والذهلي، وهذه الطبقة. روى عنه: أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه، وأبو علي الحافظ، وابن مندة، ومحمد بن محمد بن محمش، ومحمد بن الحسين العلوي. (25/80)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 81 قال أبو عبد الله الحاكم: أحضروني مجلسه غير مرة، ولم يصح لي عنه شيء. توفي في شوال، وأظنه جاوز التسعين. محمد بن زُفر: الفقيه أبو بكر المازني. سمع: عبد الملك بن عبد الحميد الميموني الفقيه، وأبا زرعة الدمشقي، وعبد الله بن الحسين المصيصي، وجماعة. وعنه: أبو الحسين الرازي، وأحمد بن البرامي. محمد بن سهل بن أسود الجملي: مصري. عن: أبي الزنباع روح بن الفرج، وطبقته. محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن ثابت: أبو بكر بن شلحويه الدمشقي. سمع: شعيب بن عمرو، وأبا إسحاق الجوزجاني، وإسماعيل بن عبيد الله العجلي. وعنه: أبو سليمان بن زبر، وأبو هشام المؤدب، وأبو حفص بن شاهين. محمد بن علي بن روبة: سمع: العطاردي. وعنه: الدارقطني. وكان ثقة. محمد بن عمار العجلي العطار: أبو جعفر. (25/81)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 82 كوفي حافظ، عاش خمساً وثمانين سنة. قال ابن حماد الحافظ: كان ابن عقدة يتكلم فيه، وهو يتكلم في ابن عقدة. محمد بن عمران بن موسى: أبو جعفر الشرمغولي. وشرمغول بها قلعة، وهي علي أربع فراسخ من نسا. سمع ببغداد: موسى الوشاء، ومحمد بن يوسف بن الطباع، وأحمد بن أبي خيثمة، جماعة. وسمع منهتاريخ ابن أبي خيثمة جماعةً منهم: أبو علي الحافظ، وأبو أحمد الحاكم. محمد بن محمد بن أبي حذيفة الدمشقي: أبو علي واسم أبي حذيفة: القاسم بن عبد الغني. سمع: محمد بن هشام بن ملاس، والوليد بن مروان، وربيعة بن الحارث الحمصي، وبكار بن قتيبة، وأبو أمية الطرسوسي، وجماعة. وعنه: أبو الحسين بن شمعون، وأبو حفص بن شاهين، وأبو عبد الوهاب الكلابي، وأبو بكر بن أبي الحديد، وجماعة. محمد بن يزداد الشهرزوري الأمير: ولي إمرة دمشق من قبل محمد بن رائق، إذ غلب على دمشق سنة ثمان وعشرين. (25/82)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 83 فلما قتل ابن رائق وجاء الإخشيد صاحب مصر، استأمن إليه محمد بن يزداد. وبلغنا أنه توفي في مصر وهو على شرطة الإخشيد في هذا العام. محمد بن يونس بن إبراهيم بن النضر: أبو عبد الله النيسابوري الشعراني المقرئ. قال الحاكم: كان من أئمة القراء والعباد. رأيته يرسل شعره الأبيض. سمع: السري بن خزيمة،) والحسين بن الفضل. وبالعراق: أبا مسلم الكجي، وطبقته. روى عنه: يحيى العنبري، وأبو علي الحافظ. محمود بن إسحاق البخاري القواس: سمع من: محمد بن إسماعيل البخاري، ومحمد بن الحسن بن جعفر صاحب يزيد بن هارون. وحدث، وعمّر دهراً. أرخه الخليلي، وقال: ثنا عنه محمد بن أحمد الملاحمي. 4 (حرف الهاء) هشام بن أحمد بن هشام بن عبد الله بن كثير: أبو الوليد الدمشقي المقرئ. سمع: العباس بن الوليد البيروتي، وأبا زرعة، وهلال بن العلاء، والكديمي، وجماعة. وعنه: أحمد بن عتبة الجويري، والطبراني، وأبو بكر بن المقريء، وعبد الوهاب الكلابي، وأبو حفص بن شاهين، وآخرون. (25/83)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 84 4 (حرف الياء) يعقوب بن إسحاق: أبو الفضل الهروي الحافظ. سمع: عثمان بن سعيد الدارمي، ومن بعده. وصنف جزءاً في الرد على اللفظية. روى عنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم بالإجازة وهو أكبر منه، وأهل بلده. يوسف بن عبد الله التميمي القفصي المالكي: كان من أفقه أهل زمانه، وله شعرٌ جيد. ذكره القاضي عياض، وعظمه. (25/84)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 85 1 (وفيات سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهاب الشيباني الدمشقي: أبو الطيب، المعروف بابن عبادل. سمع: أبا أمية، والعباس بن الوليد البيروتي، وبحر بن نصر الخولاني، وإبراهيم بن منقذ، وخلقاً كثيراً. روى عنه: أبو هاشم المؤدب، والطبراني، وأبو بكر بن أبي الحديد، وعبد الوهاب الكلابي، وجماعة. وثِّق. أحمد بن إسماعيل بن جبريل بن الفيل: أبو حامد الصرام. روى كتب الفقه والتفسير ببلخ أو بخارى. وسمع: يوسف بن بلال، وغيره. وجاوز ثمانين سنة. أحمد بن عبد الله بن محمد بن المبارك بن حبيب الأموي المرواني الأندلسي: (25/85)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 86 من بيت حشمة وشرف. يروي عن: بقي بن مخلد، وغيره، ومحمد بن وضاح، ومحمد بن عبد السلام الخشني. وكان مائلاً إلى الأخبار والآداب. روى عنه: عبد الله الباخي، وسليمان بن أيوب، ومحمد بن أحمد بن مفرج. توفي في صفر. أحمد بن علي بن رازح: أبو بكر الخولاني المصري. يروي عن: أبي) يزيد يوسف القراطيسي، وغيره. أحمد بن عمرو بن جابر: أبو بكر الطحان الحافظ، نزيل الرملة. سمع: سليمان بن سيف الحراني، ومحمد بن عوف الحمصي، وأبا زرعة الدمشقي، والعباس بن الوليد البيروتي، وبكار بن قتيبة، والحارث بن أبي أسامة، وإبراهيم بن عبد الله العبسي، وطبقتهم. وعنه: أبو سليمان بن زبر، وأبو بكر بن القريء، ومحمد بن المظفر، وعمر بن علي الأنطاكي، وأبو بكر بن أبي الحديد، وابن جميع، وآخرون كثيرون. وقع لنا حديثه عالياً. (25/86)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 87 أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم: أبو عمرو بن ممك المديني، رحل، وسمع: ابن وارة، وأبا حاتم بالري، ويحيى بن أبي طالب ببغداد، وأحمد بن محمد بن أبي الخناجر بأطرابلس، وأبا أسامة بحلب. وعنه: أبو الشيخ، وأبو عبد الله بن مندة، وعلي بن ميلة الزاهد، وعبد الله ابن أحمد بن جولة، وأحمد بن مردويه شيوخ أبي عبد الله الثقفي. وكان أديباً، فاضلاً حسن المعرفة بالحديث. توفي في جمادى الآخرة. أحمد بن محمد بن عاصم: أبو بكر بن أبي سهل الحلواني. عن: يحيى بن أبي طالب، وأبي قلابة، وجماعة. وعنه ابن حيويه، وأبو حفص الكتاني، وأبو الحسن بن الجندي. وثقه الخطيب. وكان إخبارياً، علامة، نسابة. أحمد بن محمد بن عبد الله: أبو بكر الجوهري. بغدادي، مستور. (25/87)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 88 حدث في هذا العام عن: محمد بن يوسف الطباع، وأحمد بن الهيثم البزاز، وطبقتهم. وعنه: أبو عبد الله المرزباني، وابن الصلت المجبر، وغيرهما. أحمد بن مسعود بن عمرو بن إدريس: أبو بكر الزنبري المصري. سمع: الربيع بن سليمان بن عبد الجبار المرادي، وبحر بن نصر الخولاني، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم. وعنه: أبو بكر بن المقريء، وابن يونس، وأبو حفص بن شاهين، وغيرهم من الرحالة. توفي في ثالث رمضان. وقع لنا حديثه. ولا ذكر ابن ماكولا في الزنبري سواه. إبراهيم بن جعفر بن أحمد: (25/88)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 89 أمير المؤمنين المتقي لله أبو إسحاق بن المقتدر الهاشمي العباسي. ولد سنة سبعٍ وتسعين ومائتين، واستخلف سنة تسعٍ وعشرين وثلاثمائة بعد أخيه الراضي بالله. فولي الخلافة إلى هذه السنة. ثم إنهم خلعوه وسملوا عينيه، وبقي في قيد الحياة إلى أن مات في شعبان سنة سبعٍ وخمسين وثلاثمائة. وكان حسن الجسم، أبيض مشرباً حمرة. أشقر الشعر بجعودة، أشهل العينين، كث اللحية. وكان فيه دين وصلات وكثرة صلاة، وصيام. ولا يشرب الخمر. 4 (حرف الحاء) حاتم بن عقيل بن المهتدي المراري: أبو سعيد اللؤلؤي. سمع: عبد الله بن حماد الآملي، وغير) واحد. وعنه: القاسم بن محمد بن الخليل. الحسين بن محمد: أبو عبد الله الخزاعي الزيات. كوفي ثقة. كان ابن عقدة يفيد عنه ويكتب عنه. توفي هذا العام. (25/89)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 90 4 (حرف العين) عبيد الله بن محمد بن يعقوب بن الحارث: أبو الفضل البخاري. أخو الفقيه عبد الله. سمع: سهل بن المتوكل، وصالح بن محمد الحافظ. وعنه: أهل بخارى. مات في رمضان. عبيد الله بن يعقوب بن يوسف: أبو القاسم الرازي الواعظ، نزيل نيسابور. ختن أبي العباس بن سريج. رحل، وسمع: هلال بن العلاء الرقي، ويزيد بن عبد الصمد الدمشقي، وأبا إسماعيل الترمذي، وجماعة كثيرة. وعنه: يحيى العنبري، ومحمد بن أبي بكر الإسماعيلي. قال أبو علي الحافظ: كان يكذب. وقال الحاكم: كان أوحد أهل خراسان في مجالس التذكير. حضرت مجلسه. علي بن أحمد بن نوكرد الأستراباذي: سمع بمكة: علي بن عبد العزيز. علي بن إبراهيم بن معاوية: أبو الحسن النيسابوري المعدل، الصالح. سمع: أبا زرعة، وابن وارة، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، وأبا حاتم. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو الحسين الحجاجي، وأبو عبد الله الحاكم لكن ذهب سماعه منه. (25/90)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 91 علي بن الحسن بن أحمد بن فروج: أبو الحسين الحراني ابن الكلاس. قدم بغداد وحدث بها، عن: سليمان بن سيف، وهلال بن العلاء، وطبقتهما. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وأبو حفص الكتاني. قال الدارقطني: لم يكن قوياً. وقال أبو الفتح القواس: كان حياً في هذه السنة. علي بن محمد بن منصور بن قريش: أبو الحسن السني البخاري. سمع: محمد بن عيسى الطرسوسي، وعبيد الله بن واصل، ومحمد بن إسماعيل الميداني. وعنه: أهل بلده. علي بن محمد بن المرزبان: أبو الحسن الأسوري الإصبهاني العابد. سمع: أحمد بن مهدي، وابن النعمان. وصحب أبا عبد الله الخشوعي. قال أبو نعيم: لم يخرج حديثه. عمرو بن عبيد: أبو علي البلخي الصيدلاني. توفي ببلخ في ذي القعدة. (25/91)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 92 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن تميم بن تمام: أبو العرب الإفريقي. كان جده من أمراء إفريقية. وسمع محمد من أصحاب سحنون، وكان حافظاً لمذهب مالك، مفتياً. غلب عليه علم الحديث والرّجال، وله تصنيف منها كتابمحن العلماء، وكتابطبقات أهل إفريقية، وكتابفضائل مكة، وكتابفضائل سحنون، وكتابعباد إفريقية، وغير ذلك. وتوفي في ذي القعدة. محمد بن) أحمد بن عمرو: أبو علي اللؤلؤي. بصري مصهور ثقة. سمع: أبا داود السجستاني، ويعقوب بن إسحاق القلوسي، والحسن بن علي بن بحر، والقاسم بن نصر، وعلي بن عبد الحميد القزويني. وعنه: الحسن بن علي الجيلي، وأبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي، (25/92)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 93 وأبو الحسين الفسوي، ومحمد بن أحمد بن جميع الغساني. وقال أبو عمر الهاشمي: كان أبا علي اللؤلؤي قد قرأ كتاب السنن على أبي داود عشرين سنة، وكان يسمى وراقه. والوراق عندهم القارئ للناس. قال: والزيادات التي في رواية ابن داسة حذفها أبو داود آخراً لشيءٍ رابه في الإسناد. أخبرنا أبو القاسم عمر بن عبد المنعم: أنا عبد الصمد بن محمد حضرواً، أنا علي بن المسلم، أنا أبو نصر بن طلاّب، نا محمد بن أحمد: ثنا أبو علي محمد بن أحمد، ثنا أبو الهيثم بشر بن فأفاء: ثنا أبو نعيم، ثنا شعبة، مروان الأصغر قال: قلت لأنس: أقنت عمر قال: خيرٌ من عمر. محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن يعقوب بن زوزان: الحافظ أبو بكر الأنطاكي. كان حياً في هذا الوقت، ولم أر له تاريخ وفاة. وجده قيده الأمير بمعجمتين، وقال: ورى عن: محمد بن إبراهيم بن كثير الصوري، وأبي الوليد بن برد، وأبي يزيد القراطيسي، وأبي علاثة محمد بن عمرو بن خالد، وأحمد بن يحيى الرقي، وبشر بن موسى. قلت: وزكريا خياط السُّنة، وهذه الطبقة. روى عنه: محمد بن عبد الله الدهان، وأبو محمد بن ذكوان، وفرج بن إبراهيم النصيبي، وأبو الحسين بن جميع. قال الأمير ابن ماكولا: له رحلةٌ في الحديث. كتب بالشام، والعراق، ومصر. (25/93)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 94 قلت: وتوفي سنة نيفٍ وثلاثين وثلاثمائة. محمد بن إسحاق بن عيسى: أبو بكر بن حضرون التمار: بغدادي، ثقة. سمع: علي بن حرب، والعباس الترقفي. وعنه: أبو بكر الوارق، ومحمد بن سليم البزاز. محمد بن حامد بن احمد بن حمدويه: أبو بكر البخاري الوزّان. سمع: سهل بن المتوكل، ومحمد بن عبد الله السعدي، وجماعة. وعاش سبعين سنة. محمد بن أبي الفتح: أبو بكر القلانسي. بغدادي، ثقة. سمع: عباس الترقفي، وعبد الرحمن بن محمد بن منصور. وعنه: ابن المظفر، والدارقطني، وأحمد بن الفرج، وابن جميع. محمد بن محمد بن عبد السلام بن ثعلبة: أبو الحسن الخشني الأندلسي. سمع أباه فأكثر عنه. وكان فقيهاً مشاوراً في الأحكام، قليل الفقه، رحمه الله تعالى. (25/94)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 95 محمد بن محمد بن وشاح: أبو بكر ابن اللباد اللخمي. مولاهم الفقيه الإفريقي المالكي. من أصحاب يحيى بن عمر الفقيه. صنففضائل مالك، وكتابعصمة النبيين، وكتابالطهارة. وتوفي في صفر. وعليه تفقه أبو محمد بن أبي زيد. محمد بن محمد) بن يونس الأبهري الإصبهاني: سمع: يونس بن حبيب، وأحمد بن عصام، وأسيد بن عاصم، وإبراهيم ابن فهد. وعنه: ابن منده، وعلي بن مقلة. توفي في ربيع الآخر. مذكور بن جعفر بن أحمد: أبو زيد البلوي المؤذن المصري. روى حديثاً واحداً عن بكار بن قتيبة. وتوفي في المحرم. مظفر بن أحمد بن حمدان: أبو غانم المصري النحوي المقرئ. من جلة المقرئين بمصر. قرأ علي: أحمد بن عبد الله بن هلال. (25/95)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 96 قرأ عليه: محمد بن علي الأدفوني، ومحمد بن خراسان الصقلي، وعامة أهل مصر. قال ابن خراسان: توفي في ربيع الأول سنة. 4 (حرف الياء) يعقوب بن محمد بن عبد الوهاب: أبو عيسى الدوري. حدث عن: الحسن بن عرفة، وحفص الربالي، ويحيى بن حبيب الجمال. وعنه: أبو الفتح القواس، وأبو الحسن الجندي، ومحمد بن أحمد بن جميع الصيداوي لكنه سماه يعقوب بن عبد الرحمن. وذاك وهمٌ منه. قال الخطيب: كان صدوقاً. (25/96)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 97 1 (وفيات سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن حامد بن مخلد البغدادي: أبو عبد الله القطان المقرئ. سمع: إبراهيم بن عبد الله القصار، وأحمد بن أبي خثيمة. وعنه: ابن شاهين، وأبو القاسم بن الثلاج، وأبو الحسن بن الصلت الأهوازي. وثقه الخطيب. أحمد بن عبد الله بن إسحاق: أبو الحسن الخرقي. تقلد القضاء بواسط، ثم بمصر والمغرب. ثم ولي قضاء بغداد سنة ثلاثين (25/97)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 98 وكان هو وأبوه وعمومته من التجار يشهدون على القضاء. وكان المتقي لله يرعى له خدمته. فلما أفضت الخلافة إليه أحب أن ينّوه باسمه، ويبلغه إلى حال لم يبلغها أحد من أهله فقلده القضاء. ولم يكن له خدمة للعلم ولا مجالسة لأهله، فتعجب الناس. لكن ظهرت منه رُجلة وكفاءة وعفة ونزاهة. وانقطع خبره في هذا العام لأنه ترحل إلى الشام ومات هناك. أحمد بن إسحاق بن عبد الله بن أبي قماش: أبو عيسى الأنماطي. سمع: الزعفراني، وسعدان بن نصر، وجماعة. وعنه: أبو أحمد بن الفرضي، وإسماعيل بن الحسن الصرصري. وثقه الخطيب. مات في ربيع الآخر. أحمد بن عبد الله بن نصر بن هلال: أبو الفضل السلمي. سمع: أباه، وموسى بن عامر المري، ومحمد بن إسماعيل بن علية، ومؤمل بن إهاب، وأبا إسحاق الجوزجاني،) وغيرهم. وكان أسند من بقي بدمشق. روى عنه: أبو حفص بن شاهين، وعبد الوهاب الكلابي، ومحمد بن علي الإسفرائيني الحافظ، وأبو بكر بن أبي حديد، وعمران بن الحسن. توفي في جمادى الأولى عن بضع وتسعين سنة. أحمد بن ععلي بن سعيد: أبو عبد الله الكوفي الكاتب الوزير. خدم سيف الدولة بن حمدان. (25/98)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 99 أحمد بن محمد بن أوس: أبو عبد الله الهمداني المقرئ. مسند معمر. روى عن: إبراهيم بن أحمد بن يعيش، وأحمد بن بديل اليامي، وجماعة. وعنه: صالح بن أحمد الحافظ، وأبو بكر بن لال، وشعيب بن علي القاضي. وأهل همدان. وهو صدوق. أحمد بن محمد بن الحسن بن مرار: أبو بكر الضبي الحلبي المعروف بالصنوبري. الشاعر المشهور، روى عنه من شعره: أبو الحسن الأديب، وأبو الحسين بن جميع، وغيرهما. فمن شعره السائر: (لا النوم أدري به ولا الأرق .......... يدري بهاذين من به رمق)

(إن دموعي من طول ما استبقت .......... كلت فما تستطيع تستبق)

(ولي مليكٌ لم تبد صورته .......... مذ كان إلا صلَّت له الحدق)

(نويت تقبيل نار وجنته .......... وخفت أدنو منها فأحترق) (25/99)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 100 وحكى الصنوبري أن جده الحسن كان صاحب بيت حكمةٍ من بيوت حكم المأمون، فتكلم بين يديه فأعجبه كلمه ومزاحه فقال: إنك لصنوبري الشكل، يعني الذكاء، فلقبوا جدي الصنوبري. أحمد بن محمد بن إبراهيم الإصبهاني: أبو علي الصحاف. سمع: إسماعيل بن عبد الله سمويه، وأحمد بن عبيد الله النرسي، وموسى ابن سهل الوشاء. وعنه: ابن مندة. أحمد بن محمد بن عصام: أبو بكر القزويني. ثقة، سمع: هارون بن هزاري، ويحيى بن عبدك. روى عنه جماعة. أحمد بن محمد بن ياسين: أبو إسحاق الهروي الحدادي. مؤرخ هراة. سمع: موسى بن أحمد الفريابي، وعثمان بن سعيد الدرامي، ومعاذ بن المثنى، ومحمد بن إبراهيم، وجماعة يكثر عددهم. روى عنه: أبو عبد الله بن أبي ذهل، وأبو علي منصور الخالدي، ومحمد ابن علي بن الحسن. لا يوثق به. حط عليه الدارقطني والناس. (25/100)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 101 روى أيضاً عن الفضل بن عبد الله اليشكري. قال أبو عبد الرحمن السلمي: سألت الدارقطني عنه فقال: هو شرٌ من أبي بشر المروزي وكذبهما. وقال أبو سعد الإدريسي: سمعت أهل بلدة يطعنون فيه ولا يرضونه. وكان يحفظ الحديث ويعرف، ويقع في حديثه مناكير أرجو أنها لا تقع من جهته. وتوفي في ذي) القعدة من سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة. 4 (حرف الباء) بصير بن صابر بن داود: أبو محمد البخاري. سمع: أسباط بن اليسع، وأبا عبد الله بن أبي حفص، والبخاريين. وعنه: أحمد بن محمد بن عمر، وسهل بن عثمان. 4 (حرف الحاء) حسان بن عبد الله بن حسان: أبو علي الأندلسي، من أهل أستجة. كان نبيلاً في الفقه، معتنياً بالحديث، متصرفاً في اللغة والآداب، ولم يكن بأستجة مثله. روى عن: عبيد الله بن يحيى، والأعناقي، وعبد الله بن الوليد، وجماعة. الحسن بن أحمد بن يعقوب: (25/101)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 102 أبو محمد الهمداني اليمني، المعروف بابن الحائك. اللغوي النحوي الإخباري الطبيب، صاحب التصانيف. كان نادرة زمانه، وواحد أوانه. وكان جده يعرف بذي الدُمينة الحائك. وعند أهل اليمن الشاعر وهو الحائك لأنه يحوك الكلام. ولأبي محمد شعر ومدائح في ملوك اليمن. وله كتاب كبير في عجائب اليمن، وكتاب في الطب، وكتابالمسالك والممالك. وشعره سائر. ولما دخل الحسين بن خالويه اليمن جمع ديوان هذا الرجل. ومات بصنعاء في السجن في هذا السنة. الحسن بن بويه: أمير إصبهان. الحسن بن محمد بن هارون: أبو علي الفرمي. سمع: أحمد بن داود المكي، ويحيى بن أيوب العلاف، والمصريين. وكان موثقاً خيراً. مات في ذي القعدة. الحسين بن يحيى بن عياش: أبو عبد الله المتوثي البغدادي القطان الأعور. سمع: أحمد بن المقدام العجلي، والحسن بن أبي الربيع، والحسن بن عرفة، وإبراهيم بن مجشر، وجماعة. وعنه: الدارقطني، والقواس ووثقه، وأبو الحسين بن جميع، وهلال الحفار، وأبو عمر بن مهدي، وإبراهيم بن مخلد، وأبو عمر الهاشمي. (25/102)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 103 توفي في جمادى الآخرة. ومولده في سنة تسع وثلاثين ومائتين. عواليه فيالثقفيات. وكان صاحب حديث كثير الرواية. 4 (حرف السين) سليمان بن إسحاق الجلاب: سمع: إسحاق الحربي، وغيره. وعنه: أبو عمر بن حيويه، وأبو القاسم بن الثلاج. وثقه الخطيب. 4 (حرف العين) عباد بن العباس بن عباد: أبو الحسن الطالقاني. عبد الله أمير المؤمنين الخليفة المستكفي بالله:) ابن الخليفة (25/103)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 104 المكتفي بالله علي بن المعتضد أحمد بن الموفق العباسي. أبو القاسم. بويع عند خلع المتقي لله في صفر سنة ثلاثٍ وثلاثين. وقُبض عليه في جمادى الآخرة هذه السنة، سنة أربعٍ. وسملت عيناه، وسجن. وتوفي بعد ذلك في سنة ثمانٍ وثلاثين في السجن عن ست وأربعين سنة. وكان أبيض جميلاً، ربعة من الرجال، خفيف العارضين، أكحل، أقنى، ابن أمةٍ. وبايعوه بعد المطيع لله الفضل ابن المقتدر. عبد الملك بن بحر بن شاذان: أبو مروان الجلاب المكي: ثقة، مكثر. قاله ابن يونس. حدث بمصر عن: محمد بن إسماعيل الصائغ، وعبد الله بن أبي مسرة. وعنه: أبو بكر بن المقريء، وعبد الرحمن بن عمر النحاس. عبيد الله بن أحمد بن عبد الله بن بكير: أبو القاسم التميمي. سمع: يحيى بن أبي طالب، وعبد الله بن قتيبة، حمدان الورّاق، وعلي ابن عبد العزيز البغوي، وطائفة. وعنه: الدارقطني، وأبو حفص عمر الآجري، ومحمد بن عبد الرحيم المازني. (25/104)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 105 وثقه الخطيب، وغيره. توفي ببغداد. عبدوس بن الحسين بن منصور: أبو الفضل النيسابوري النصراباذي. أخو الحسن. سمع: أبا حاتم، وأبا أحمد محمد بن عبد الوهاب، وأبا إسماعيل الترمذي. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي. توفي في رمضان. عثمان بن محمد بن علان بن أحمد بن جعفر البغدادي: أبو الحسين الذهبي. حدث بمصر، ودمشق. عن: أبي بكر بن أبي الدنيا، والحارث بن أبي أسامة، وإبراهيم الحربي، وطبقتهم. وعنه: أبو هاشم المؤدب، وابن الضراب المصري، وأحمد بن الميانجي، وأبو محمد عبد الوهاب الكلابي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأحمد بن عمر الجيزي شيخ الداني، وآخرون. وثقه الخطيب. توفي بحلب. علي بن إسحاق بن البختري: أبو الحسن المادرائي البصري. محدث مشهور ثقة. (25/105)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 106 سمع: علي بن حرب، وأبا قلابة الرقاشي، ويوسف بن صاعد، وطائفة. وعنه: أبو الحسين بن جميع، وأبو القاسم بن جعفر الهاشمي، وجماعة. ورحل إليه أبو عبد الله بن مندة فبلغته وفاته، فرد من الطرق ولم يدخل البصرة. علي بن حسن المري البجاني الأندلسي: سمع من: يوسف المغامي، وطاهر بن عبد العزيز. وحدث. وسمع من أحمد بن موسى بن جرير. حدث عنه: أحمد بن سعيد بن حزم، وأحمد بن عون الله، وعلي بن عمر ابن نجيح. توفي ببجانة. علي بن عيسى بن داود بن الجراح: (25/106)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 107 أبو الحسن البغدادي الكاتب الوزير. وزر للمقتدر وللقاهر. وحدث عن: أحمد بن بديل اليامي، والحسن بن محمد الزعفراني، وحميد بن الربيع، وعمر بن شبة. روى عنه: ابنه عيسى، والطبراني وأبو الطاهر الذهلي. وكان) صدوقاً، ديناً، خيراً، صالحاً عالماً من خيار الوزراء، ومن صلحاء الكبراء. وكان على الحقيقة غنياً شاكراً، ولما نزل به صابراً. وما أحسن قوله إذ عزى ولدي القاضي عمر بن أبي عمر محمد بن يوسف بأبيهما: مصيبةٌ قد وجب أجرها، خيرٌ من نعمةٍ لا يؤدّى شكرها. وصدق والله. وكان كثير البر والمعروف، والصلاة والصيام، ومجالسة العلماء. حكى أبو سهل بن زياد القطان أنه كان معه لما نفي إلى مكة. وقال: فطاب يوماً، وجاء فرمى بنفسه وقال: أشتهي على الله شربة ماءٍ مثلوج. فنشأت بعد ساعةٍ سحابةٌ ورعدت، وجاء بردٌ كثير، وجمع الغلمان منه جراراً، وكان الوزير صائماً، فلما كان الإفطار جاءته أقداحٌ مملوءة من أصناف (25/107)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 108 الأسوقة فأقبل يسقي المجاورين، ثم شرب وحمد الله، وقال: ليتني تمنيت المغفرة. وكان متواضعاً، قال: ما لبست ثوباً بأكثر من سبعة دنانير. وقال أحمد بن كامل القاضي: سمعت علي بن عيسى الوزير يقول: كسبت سبعمائة ألف دينار، أخرجت منها في وجوه البر ستمائة وثمانين ألفاً. توفي في آخر السنة، وله تسعون سنة. وقد ذكرناه في الحوادث. ووقع لي من حديثه بعلو في أمالي ابنه عيسى. وله كتابجامع الدعاء، وكتابمعاني القرآن وتفسيره، وأعانه عليه أبو بكر بن مجاهد، وأبو الحسين الواسطي، وكتاب ترسلاته. وزر أولاً سنة إحدى وثلاثمائة، وعُزل بعد أربع سنين. ثم وزر في سنة خمس عشرة. قال الصولي: لا أعلم أنه وزر لبني العباس وزير يشبهه في عفته وزهده، وحفظه للقرآن وعلمه بمعانيه. وكان يصوم نهاره ويقوم ليله. ولا أعلم أنني خاطبت أحداً أعرف منه بالشعر. وكان يجلس للمظالم وينصف الناس. ولم يروا أعف بطناً ولساناً وفرجاً منه. ولما عٌ زل ثانياً لم يقنع ابن الفرات حتى أخرجه عن بغداد، فجاوره بمكة. وقال في نكبته: (ومن يك عني سائلاً لشماتةٍ .......... لما نابني أو شامتاً غير سائل)

(فقد أبرزت مني الخطوب ابن حرةٍ .......... صبوراً على أحوال تلك الزلازل)

(إذا سر لم يبطر وليس لنكبةٍ .......... إذا نزلت بالخاشع المتضائل) وأشار على المقتدر فوقف ما مُغله في العام تسعون ألف دينار على (25/108)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 109 الحرمين والثغر. وأفرد لهذه الوقوف ديواناً سماهديوان البر. عمر بن الحسين به عبد الله: أبو القاسم البغدادي الخرقي الحنبلي، صاحب المختصر في الفقه. روى عنه: عبد الله بن عثمان الصفار حكايةً، وكان من كبار الأئمة. قال أبو يعلى بن الفراء: كانت لأبي القاسم مصنفات كثيرة لم تظهر لأنه خرج) عن بغداد لما ظهر بها سبّ الصحابة، وأودع كتبه في دار، فاحترقت تلك الدار. قلت: قدم دمشق وبها مات. وقبره بباب الصغير. قال أبو بكر الخطيب: زرت قبره. قلت: وكان أبوه من أئمة الحنابلة رحمه الله تعالى. عمرو بن عبد الله بن درهم: أبو عثمان النيسابوري الزاهد المطوعي، والمعروف بالبصري. سمع: محمد بن عبد الوهاب الفراء، وأحمد بن معاذ. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي، وأبو عبد الله بن مندة، والحسن بن علي بن المؤمل، ومحمد بن محمش، وغيرهم. قال الحاكم: لم أُرزق السماع منه، على أنه كان يحضر منزلنا وانبسط (25/109)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 110 إليه. قال أبي: صحبته إلى رباطٍ فراوة، وما رأيت مثل اجتهاده حضرا وسفراً. توفي في شعبان، وقد جاوز الثمانين. 4 (حرف الفاء) فياض بن القاسم بن حريش: أبو علي الدمشقي. سمع: شعيب بن عمرو الضبعي. ثن من: أبي عبد الملك البسري، وغيره. وعنه: جمح بن القاسم المؤذن، وأحمد بن الميانجي، وأبو بكر بن أبي الحديد، وغيرهم. توفي في جمادى الآخرة. 4 (حرف الميم) محمد بن إبراهيم بن أبي صبيح: أبو عبد الله المغربي الخراط. شيخ صالح، حسن. له رحلة قديمة. سمع: يونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن عبد الله بن الحكم، وأصحاب سحنون. ذكر عياض في الفقهاء المالكية. محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن عيسى بن مرزوق القشيري: (25/110)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 111 أبو علي الحراني الحافظ، نزيل الرقة ومؤرخها. سمع: سليمان بن سيف الحراني، وعلي بن عثمان النفيلي، وأبا الحسن عبد الملك بن عبد المجيد الميموني، ومحمد بن علي ين ميمون العطار، وهلال بن العلاء، وعبد الحميد بن محمد بن المستام، وجماعة. وعنه: أبو أحمد بن عبد الله بن جامع الدهان، ومحمد بن جعفر البغدادي غندر، وأبو الحسين بن جميع، وأبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب. عاش إلى هذه السنة. قرأت على أبي حفص بن القواس، أنا عبد الصمد بن محمد حضوراً: أنا علي بن المسلم، أنا حسين بن محمد القرشي، أنا محمد بن أحمد بصيداء: ثنا محمد بن سعيد بالرقة، ثنا أبو عمر عبد الحميد بن محمد: حدثني أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد: حدثني مالك: حدثني عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرد الحج. محمد بن طُغج بن جُف بن يلتكين بن فوران:) (25/111)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 112 أبو بكر الفرغاني التركي، صاحب مصر. روى عن: عمه بدر بن جف. حكى عنه: عبد الله بن أحمد الفرغاني. ولي ديار مصر سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، ولقب بلإخشيد. ثم ولي دمشق من قبل الراضي بالله سنة ثلاثٍ وعشرين، مضافاً إلى مصر. الإخشيد بلسان الفرغانيين ملك الملوك. وطغج يعني عبد الرحمن. وأصله من أولاد ملوك فرغانة. وجُف من الترك الذين حُملوا إلى المعتصم فبالغ في إكرامه وتوفي جف سنة. فاتصل ابنه طغج بابن طولون صاحب مصر، وترقت به الحال، وصار من أكبر القواد. فلما قتل خمارويه بن أحمد بن طولون، سار طغج إلى الخليفة المكتفي فأكرم مورده. ثم بدا منه تكبر على الوزير، فحُبس هو وابنه هذا فمات طغج في الحبس، وبعد مدة أُخرج محمد من السجن، وجرت له أمورٌ يطول ذكرها. وكان ملكا شجاعاً حازماً حسن التدبير، متيقظاً في حروبه، مكرماً للجند، شديد البطش، لايكاد أحد يجر قوسه، وله هيبة عظيمة. وبلغ عدة مماليكه ثمانية آلاف مملوك، وعدة جيوشه أربعمائة ألف فيما قيل. وقيل: بل عاش ستين سنة، وله أولاد ملكوا. وهو أستاذ كافور الإخشيدي الذي تملك. توفي الإخشيد بدمشق في ذي الحجة عن سنة ونقل فدفن ببيت المقدس. ومولده ببغداد. (25/112)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 113 محمد بن عبد الله بن معاذ: أبو بكر التيمي، مولاهم الدمشقي. سمع: يزيد بن عبد الصمد، وبكار بن قتيبة، وأبا زرعة النصري. وعنه: أبو الحسين الرازي، وعبد الوهاب الكلابي. محمد بن عيسى الفقيه الحنفي أبو عبد الله بن أبي موسى الضرير. ولي قضاء بغداد زمن المتقي وزمن المستكفي. وكان ثقة مشهوراً بالفقه والتصوف لا مطعن عليه. قتلته اللصوص بداره في ربيع الأول. محمد بن محمد بن أحمد الحاكم: أبو الفضل السلمي المروزي الحنفي، الوزير الشهيد. كان عالم مرو، وشيخ الحنفية. ولي قضاء بخارى، واختلف إلى الأمير الحميد، فأقرأه العلم، فلما تملك الحميد قلده أزمة الأمور كلها. وكان يمتنع عن اسم الوزارة، فلم يزل به الأمير الحميد حتى تقلدها. سمع أبا رجاء محمد بن حمدويه، ويحيى بن ساسويه الذهلي، والهيثم ابن خلف الدوري، وطبقتهم بخراسان، والعراق، ومصر، والحجاز، فاكثر وكان يحفظ الفقيهات، ويتكلم على الحديث. ويصوم الاثنين والخميس، ويقوم الليل. ومناقبه جمة. وكان لا ينهض بأعباء الوزارة، بل نهمته في العلم وفي الطلبة الفقراء. (25/113)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 114 قُتل ساجداً. من الأنساب. محمد بن محمد بن عباد النحوي: ذكره القفطي. محمد بن مطهر بن عبيد: أبو النجا المصري الضرير. أحد الأئمة المالكية الأعلام. وكان رأساً في الفرائض. به مصنفات في) الفرائض والمذهب. محمد بن معاذ بن فهد الشعراني: أبو بكر النهاوندي. روى عن: إبراهيم بن ديزيل، تمتام، والكديمي، وطائفة وعنه: أبو بكر بن بلال، ومنصور بن جعفر النهاوندي، وغيرهما. 4 (حرف النون) نزار: (25/114)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 115 واسمه محمد القائم بأمر الله، أبو القاسم ابن الملقب بالمهدي عبيد الله، الذي توثب على الأمر، وادعى أنه علوي فاطمي. بايع أبا القاسم والده بولاية العهد من بعده بإفريقية، وجهزه في جيشٍ عظيم إلى مصر مرتين ليأخذها. المرة الأولى في سنة إحدى وثلاثمائة، فوصل إلى الإسكندرية، فملكها وملك الفيوم، وصار في يده أكثر خراج مصر، وضيق على أهلها. ثم رجع. ثم قدمها في سنة سبعٍ وثلاثمائة، فنزح عامل المقتدر عن مصر ودخلها. ثم خرج إلى الجيزة في جحفلٍ عظيم، فبلغ المقتدر، فجهز مؤنساً الخادم إلى حربه، فجد في السير وقدم مصر، والقائم مالك الجيزة والأشمونين وأكثر بلاد الصعيد، فالتقى الجمعان وجرت بينهما حروب لا توصف. ووقع في جيش القائم الوباء والغلاء، فمات الناس وخيلهم. فتقهقر إلى إفريقية، وتبعه عسكر المسلمين إلى أن بعد عنهم ودخل المهدية، وهي المدينة التي بناها أبوه. وفي أيامه خرج عليه أبو يزيد مخلد بن كيداد، وخرج معه خلق كثر من المسلمين الصلحاء ابتغاء وجه الله تعالى لما رأوا من إظهاره للبدعة وإماتته للسنة. وجرت له مع هؤلاء أمور. وبخروج هذا الرجل الصالح وأمثاله على بني عبيد، أحسنوا السيرة مع الرعية، وتهذبوا وطووا ما يرومونه من إظهار مذهبهم الحبيث، وساسوا ملكهم، وقنعوا بإظهار الرفص والتشيع. توفي القائم بالمهدية في شوال سنة أربعٍ هذه، ومخلد المذكور محاصراً له. وقيل: إن مخلد كان على رأي الخوارج. (25/115)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 116 وكان مولد القائم بسلمية في حدود الثمانين ومائتين. وقام بعده في الحال ولده المنصور إسماعيل. وكتم موت أبيه. وبذل الأموال، زجد في قتال مخلد. وقد ورد عن القائم عظائم، منها ما نقله القاضي عياض، وغيره، قال: لما أظهر بنو عبيد أمرهم نصبوا حسن الأعمى السباب، لعنه الله، في السواق للسب بأسجاع لُقنها، منها: إلعنوا الغار وما وعى... والكساء وما حوى. وغير ذلك. نصر بن محمد بن عبد العزيز: أبو القاسم البغدادي الدلال سمع الحسن بن محمد الزعفراني، وأحمد بن منصور الرمادي. وعنه: أبو الحسن بن الجندي، وابن جميع في معجمه.) 4 (الكنى) أبو بكر الشبلي: الصوفي المشهور، صاحب الأحوال. (25/116)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 117 اسمه دلف بن جحدر، وقيل جعفر بن يونس، وقيل: جعفر بن دلف، وقيل غير ذلك. أصله من الشبلية، وهي قرية، ومولده بسر من رأى. ولي خاله إمرة الإسكندرية، وولي أبوه حجابة الحجاب، وولي هو حجابة الموفق. فلما عُزل الموفق من ولاية العهد، حضر الشبلي يوماً مجلسٍ خيرٍ النساج وتاب فيه، وصحب الجنيد ومن في عصره. وصار أوحد الوقت حالاً وقالاً، في حال صحوه لا في حال غيبته. وكان فقيهاً، مالكي المذهب. وسمع الحديث. حكى عنه: محمد بن عبد الله الرازي، ومنصور بن عبد الله الهروي، ومحمد بن الحسن البغدادي، وأبو القاسم عبد الله بن محمد الدمشقي، ومحمد ابن أحمد الغساني، وجماعة. وله كلام مشهور، وفي الكتب مسطور. فعن الشبلي في قوله تعالى: لو اطلعت عليهم لوليت منهم فراراً. قال: لو اطلعت على الكل لوليت منهم فراراً إلينا. وقال مرةً: آه. فقيل: من أي شيء قال: من كل شيء. وقيل: إن ابن مجاهد قال للشبلي: اين في العلم إفساد ما ينتفع به قال له: فأين قوله: فطفق مسحاً بالسوق والأعناق ولكن أين معك يا مقرئ القرآن. إن المحب لا يعذب حبيبه. فسكت. (25/117)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 118 قال: قوله: وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه. وقال: ما قلت: الله، قط، إلا واستغفرت الله من قولي الله. قال جعفر الخلدي: أحسن أحوال الشبلي أن يقال فيه مجنون، يريد أنه كثير الشطح، والمجنون رفع عنه القلم. وقال السلمي: سمعت أبا بكر الأبهري يقول: سمعت الشبلي يقول: الإنبساط بالقول مع الله ترك الأدب، وترك الأدب يوجب الطرد. وقال أحمد بن عطاء: سمعت الشبلي قال: كتبت الحديث عشرين سنة، وجالست الفقهاء عشرين سنة. وكان يتفقه لمالك. وكان له يوم الجمعة صيحة، فصاح يوماً فتشوش الخلق، فحرد أبو عمران الأشيب والفقهاء، فقام الشبلي وجاء إليهم، فلما رآه أبو عمران أجلسه بجنبه، فأراد بعض أصحابه أن يرى الناس أن الشبلي جاهل فقال: يا أبا بكر، إذا اشتبه على المرأة دم الحيض بدم الإستحاضة كيف تصنع فأجاب الشبلي بثمانية عشر جواباً. فقام أبو عمران وقبل رأسه وقال: من الأجوبة ستة ما كنت أعرفها. رواها أبو عبد الرحمن السلمي عن أحمد بن محمد بن زكريا، عن أحمد ابن عطاء. وقيل: إنه أنشد: (يقول خليلي: كيف صبرك عنهم .......... فقلت: وهل صبرٌ فيسأل عن كيف)

(بقلبي جوىً أذكى من النار حره .......... وأصلى من التقوى وأمضي من السيف) ) وقيل: إنه سأله سائل: هل يتحقق العارف بما يبدو له فقال: كيف يتحقق بما لا يثبت، وكيف يطمئن إلى ما لا يظهر، وكيف يأنس بما لا يخفى. فهو الظاهر الباطن الظاهر. ثم أنشد: (25/118)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 119 (فمن كان في طول الهوى ذاق سلوةً .......... فإني من ليلى لها غير ذائق)

(وأكبر شيءٍ نلته من نوالها .......... أماني لم تصدق كلمحة بارق) وكان رحمه الله لهجاً بالغزال والمحبة، فمن شعره: (تغنى العود فاشتقنا .......... إلى الأحباب إذ غنا)

(أزور الدير سكراناً .......... وأغدوا حاملاً دنا)

(وكنا حيث ما كانوا .......... وكانوا حيث ما كنا) أحبرنا عمر بن عبد المنعم: أنا ابن الحرستاني، أنا علي بن مسلم، أنا ابن طلاّب، أنا ابن جميع: أنشدنا الشبلي: (خرجنا السن نستن .......... ومعنا من ترى منّ)

(فلما جننا الليل .......... بذلنا بيننا دنّ) وكان للشبلي في ابتدائه مجاهدات فوق الحد. قال أبو علي الدقاق: بلغني أنه كحل عينيه بكذا وكذا من الملح ليعتاد السهر. ويروى أن أباه خلف له ستين ألف دينار سوى الأملاك، فأنفق الجميع، ثم قعد مع الفقراء. وقال أبو عبد الله الرازي: لم أر في الصوفية أعلم من الشبلي. قال السلمي: سمعت محمد بن الحسن البغدادي: سمعت الشبلي يقول: أعرف من لم يدخل في هذا الشان حتى أنفق جميع ملكه، وغرق في دجلة سبعين قمطراً بخطه، وحفظ الموطأّ، وقرأ كذا وكذا قراءة. يعني نفسه. (25/119)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 120 وقال حسن الفرغاني: سألت الشبلي: ما علاقة العارف فقال: صدره مشروح، وقلبه مجروح، وجسمه مطروح. وقد تغير مزاج الشبلي مدة، وجف دماغه، وتوفي ببغداد في آخر سنة أربعٍ وثلاثين، وله سبعٌ وثمانون سنة. (25/120)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 121 1 (وفيات سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن محمد بن أبي سعيد الدوري: أبو البعاس البزاز. قال الجعاني: حدث عن: أبي حذافة السهمي، والحسن بن محمد الزعفراني، وعلي بن إشكاب. وعنه: يوسف القواس وقال: ثقة، وأبو الحسين بن خمة الخلال، وابن البواب المقرئ، وأبو عبد الله بن دوست. توفي في) رمضان. أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن يعقوب: مولى الداخل عبد الرحمن بن معاوية الأموي، أبو عمر الحذاء القرطبي. سمع: محمد بن وضاح، وإبان بن عيسى، ومحمد بن يوسف بن مطروح. وأمَّ بالأمير عبد الله بن محمد الأموي، وبالناصر عبد الرحمن بن محمد. وحدث وتوفي في ذي الحجة. أحمد بن أبي أحمد الطبري: (25/121)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 122 أبو العباس ابن القاص الشافعي، صاحب أبي العباس بن سريج. إمامٌ كبيرصنف في المذاهب كتاب المفتاح وأدب القاضي، والمواقيت، والتلخيص الذي شرحه أبو عبد الله ختن الإسماعيلي. تفقه عليه أهل طبرستان. وكانت وفاته بطرسوس. وقد شرح حديث أبي عمير. وحدث عن: أبي خليفة، وغيره. أحمد بن الوليد بن عيسى: أبو بشر الأسيوطي. في سنة خمسٍ أو سنة ست وثلاثين توفي. سمع: أبا الزنباع روح بن الفرج. إبراهيم بن محمد بن خلف بن قديد: أبو إسحاق المصري، مولى الأزد. سمع: الربيع بن سليمان، وغيره. قال أبو سعيد بن يونس: لم يكن بذلك. 4 (حرف الحاء) الحسن بن حمويه: (25/122)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 123 قاضي أستراباذ. روى عن: محمد بن يزداد، وإبراهيم بن علي النيسابوري، وجماعة. حمزة بن القاسم بن عبد العزيز: أبو عمر الهاشمي البغدادي، إمام جامع المنصور. سمع: سعدان بن نصر، وعيسى بن أبي حرب، وعباس بن عبد الله الترقفي، وعباس بن محمد الدوري. وعنه: الدارقطني، وأبو الحسين بن المتيم، وإبراهيم بن مخلد، وجماعة. قال الخطيب: كان ثقة، مشهوراً بالصلاح. استسقى للناس فقال: اللهم إن عمراً استسقى بشيبة العباس وهو أبي، وأنا أستسقي به. قال: فجاء المطر وهو على المنبر. ولد سنة. 4 (حرف السين) سعيد بن مروان: أبو عثمان الحضرمي الأندلسي. رحل، وحج، وسمع من: علي بن عبد العزيز، ويحيى بن عمر الفقيه. سمع منه: حكم بن إبراهيم المرادي كتابالفضائل لأبي عبيد. وكان شيخاً فاضلاً، ومشهوراً بالعلم. رحمه الله. سليمان بن عبد الله بن المبارك: (25/123)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 124 أبو أيوب القرطبي. عرف بابن المشترى. سمع: محمد بن وضاح، وأبا صالح أيوب بن سليمان، وعبيد الله بن يحيى. وكان عالماً متعبداً مجتهداً فقيهاً. روى عنه: محمد بن أحمد بن مفرج، وغيره. وقيل: بل توفي سنة سبعٍ وثلاثين. سليمان بن عبد الملك: أبو أيوب القرطبي: سمع: محمد بن) وضاح، وأبا صالح. وصنف. وكان عابداً مجتهداً، مشاوراً في الأحكام. توفي فيها أو بعدها. 4 (حرف الشين) شقيق بن محمد بن عبد الله: أبو دجانة الأنصاري المصري. وثقه أبو سعيد بن يونس وقال: روى عن إبراهيم بن مرزوق. توفي سنة خمسٍ وثلاثين. 4 (حرف العين) عباد بن العباس بن عباد بن أحمد بن إدريس: الوزير أبو الحسن. والد الصاحب إسماعيل بن عباد. ولي الوزارة للحسن بن بويه. (25/124)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 125 وحدث عن: محمد بن حبان المازني، ومحمد بن يحيى المروزي، وأبي خليفة. وعنه: أبو الشيخ، وأبو بكر بن المقرئ. عبد الله بن الحسن: أبو محمد الأندلي الوشقي، يعرف بابن الهندي. سمع بالقيروان: يحيى بن عمر. وولي قضاء بلده. وتوفي في هذا العام. عبد الله بن حوثرة بن العباس الأموي المرواني القرطبي: أبو محمد. روى عن: بقيٌ بن مخلد. وذكره ابن الفرضي مختصراً. علقمة بن يحيى بن علقمة: أبو سليم المصري الجوهري. روى عن: أبيه، وبكار بن قتيبة. وكتب الكثير. وثقه ابن يونس وورّخه. علب بن محمد بن مهرويه: (25/125)

الجزء العشرون

الكتاب: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام. تأليف: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي. دار النشر: دار الكتاب العربي. مكان النشر: لبنان/ بيروت. سنة النشر: 1407هـ - 1987م. الطبعة: الأولى. تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمري. ملاحظات حول الكتاب: الكتاب موافق للمطبوع كاملاً. غير مفهرس.غير مقابل على نسخة ورقية. بل هو نفس الموجود في مكتبة التراث. قام بنسخه وإدخاله إلى الشاملة أخوكم: أبو عبد الله السني. راجياً منكم دعاءً بظهر الغيب. تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 126 أبو الحسن القزويني. شيخ مسن نيف على المائة. سمع: يحيى بن عبدك القزويني، وعباساً الدوري ببغداد، والحسن ين علي بن عفان، وإبراهيم بن برة باليمن. ورحل إلى العراق مرتين: وكتب ما لا يحصى. وانتخب عليه أبو العباس بن عقدة، مع تقدمه، ثلاثة أجزاء. روى عنه: أبو طالب علي بن عبد الملك النحوي، وعلي بن الحسن بن سعيد، ومحمد بن أحمد بن عثمان الزبيري، وولده الزبير بن محمد، وجماهة. ومن أهل جرجان: ابن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، وغيرهما. وأحمد ابن علي الآبندوني. وسكن جرجان. وكانت وفاته بقزوين. وروى عنه: صالح بن أحمد الهمداني وقال: كان صويلحاً. وكان يأخذ على نسخة علي بن موسى الرضا. وقال شيرويه الهمداني: قال عبد الرحمن: روى نسخة الرضا ظاهراً وباطناً. فما رواه سراً لم أسمعه. وكان يأخذ عليه. وتكلموا فيه. قلت: كأنه كان شيعياً. روى عنه من البغداديين: عمر بن سنبك، أبو بكر الأبهري، وأبو حامد ابن شاهين. وقال صالح الحافظ: محله الصدق. أخبرنا محفوظ بن معتوق التاجر سنة، أنبا عبد اللطيف بن محمد، أنا طاهر بن محمد، أنا محمد بن الحسين المقومي، أنا الزبير بن محمد، أنا علي بن محمد بن مهرويه: ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو عبيد، ثنا هشيم، أنا (25/126)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 127 أبو هاشم، عن أبي) مجلز، عن قيس بن عباد، عن أبي سعيد الجندي قال: من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق. علي بن محمد بن موسى: أبو القاسم البغدادي، المعروف بابن صغدان الأنباري الملقب حسنس. سمع: عباساً الدوري، ويحيى بن أبي طالب، وهلال بن العلاء. وحدّث في هذا العام عن جماعة، وانقطع ذكره. روى عنه: أبو الفضل الشيباني، وأبو الحسين بن جميع، وأبو بكر الهيتي. وقع لي حديثه عالياً. وقد رواه الخطيب عن ابن عياض، عن ابن جميع، عنه. وروى الخطيب أيضاً عن محمد بن عبد الله الهيتي، إملاءً عنه. 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن عبد الله: أبو الفضل المروزي الحاكم. قُتل بمرو. محمد بن أحمد بن الربيع بن سليمان بن أبي مريم: أبو رجاء الأسواني المصري الشاعر. صاحب القصيدة التي ما أعلم في الوجود أطول منها. ذكره ابن يونس، وأنه مات في ذي القعدة. (25/127)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 128 وأنه سمع من علي بن عبد العزيز البغوي. وأنه كان أديباً وفقيهاً على مذهب الشافعي. له قصيدة نظم فيها أخبار العالم، فذكر قصص الأنبياء نبياً نبياً عليهم السلام. قال: وبلغني أنه سُئل قبل موته بسنتين: كم بلغت قصيدتك إلى الآن فقال: ثلاثين ومائة ألف بيت، وقد بقي علي فيها أشياء. ونظم فيها الفقه، ونظم كتاب المزني فيها، وكتاب طب، وكتب الفلسفة. وكان سكون ووقار. وكان حسن الصيانة. توفي في ذي الحجة. قلت: كذا أعاد وفاته بعد أن قدم أنها في ذي القعدة. ثم روى عنه حديثاً. محمد بن أحمد بن سليمان القواس: بغدادي. يروي عن: إسحاق الختلي. وعنه: الدارقطني، وغيره. محمد بن إسماعيل بن إسحاق بن بحر: أبو عبد الله الفارسي. بغدادي الدار، ثقة. فقيه على مذهب الشافعي. روى عن: أبي زرعة الدمشقي، وعثمان بن جرزاذ، وإسحاق بن إبراهيم الدبري، وبكر بن سهل الدمياطي. روى عنه: الدارقطني فأكثر، وإبراهيم بن خرشيد قولة، وأبو عمر بن مهدي. ومولده سنة تسعٍ وأربعين ومائتين. (25/128)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 129 محمد بن جعفر بن أحمد بن يزيد البغدادي: الصيرفي أبو بكر المطيري. من مطيرة سامراء. نزل بغداد، وحدث بها عن: الحسن بن عرفة، وعلي بن حرب، وعباس الدوري، وابن عفان العامري. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وأبو الحسين بن جميع، وأبو الحسن بن الصلت. قال الدارقطني: هو ثقة مأمون. محمد بن الحسين بن علي: أبو العباس النيسابوري. سمع: الحسين بن الفضل،) وغيره. توفي في رمضان. محمد بن حيان بن حمدويه: أبو بكر النيسابوري. الصوفي الزاهد. قال السلمي: كان يذهب مذهب الحسين بن الفضل، وهو من كبار فتيان أصحاب أبي عثمان. قعد في حلقة الشبلي، وقد حلق ووضع رأسه على ركبتيه، فصفعه الشبلي، فلم يرفع رأسه وقال: لبيك. فأخذ الشبلي يعتذر إليه. فقال: هو لا ذا ولا ذاك. فقال الشبلي: ورد علينا من أرانا قيمتنا. قال الحاكم: هو من كبار مشايخ الصوفية، وممن جرى له ببغداد مع الشبلي مناظراتٌ كثيرة. وكان يغشانا أيام والدي، وكان يحفظ حديثاً قرأه علي مرات، سمعه من محمد بن مندة، عن بكر بن بكار. (25/129)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 130 توفي في جمادى الآخرة. وقد صحب أبا عثمان الحيري. محمد بن عمر بن حفص النيسابوري: لا الجورجيري، ذاك تقدم ذكره سنة ثلاثين. أبو بكر السمسار الزاهد. كان لا يشتغل إلى بالصلاة والتلاوة، والصلاة على الجنائز. سمع: إسحاق بن عبد الله بن زريق، وسهل بن عمار. روى عنه: أبو الحسين الحجاجي، وأبو إسحاق المزكي، وابن محمش، وأبو عبد الله بن مندة. توفي في شوال، وله اثنتان وتسعون سنة. وشيعه خلق كجمع العبد. وكان في مكسب عظيم فتركه. محمد بن يحيى بن عبد الله بن العباس بن محمد بن صول: (25/130)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 131 أبو بكر الصولي البغدادي. أحد الأدباء المتفننين في الآداب والأخبار والشعر والتواريخ. حدث عن: أبي داود السجستاني، والكديمي، والمبرد، وثعلب، وأبي العيناء. وكان حاذقاً بتصنيف الكتب. نادم عدةً من الخلفاء، وصنف أحبار الخلفاء وأخبار الشعراء والوزراء. وكان حسن الاعتقاد، مقبول القول. وكان جده صول من ملوك جرجان. روى عنه: أبو عمر بن حيويه، والدارقطني، وأبو بكر بن شاذان، وأبو الحسن بن الجندي، وأبو الحسين بن جميع، وعبيد الله بن أبي مسلم الفرضي، وعلي بن القاسم، والحسين الغضائري. وله شعرٌ كثير سائر. خرج عن بغداد لإضاقةٍ لحقته. وحديثه بعلوٍّ عند أصحاب السلفي. (25/131)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 132 4 (حرف الهاء) هارون بن محمد بن هارون: أبو جعفر الضبي. أحد الأشراف، من أهل عُمان. سكن بغداد. روى عنه: ابنه القاضي أبو عبد الله الحسين الضبي في أماليه. يروي عن: صالح بن محمد بن مهران الأيلي، وغيره. ذكره الدارقطني فقال: ساد بعُمان في حداثته، ثم خرج عنها فلقي علماء مكة والعراق، ودخل بغداد سنة خمسٍ وثلاثمائة، فارتفع قدره عند السلطان، وانتشرت مكارمه، وأكثر الشعراء مدائحه، وأنفق الأموال في بر العلماء، وفي الصلات. وكان مبرّزاً في اللغة) والنحو ومعاني القرآن. وكانت داره مجمع العلماء إلى أن مات. الهيثم بن كليب بن سريج بن معقل: أبو سعيد الشاشي الحافظ. مصنف المسند سمع: عيسى بن أحمد العسقلاني البلخي، ومحمد بن عيسى الترمذي، وزكريا بن يحيى المروزي، ومحمد بن عبيد الله بن المنادي، وعباس بن محمد (25/132)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 133 الدوري، ويحيى بن أبي طالب. روى عنه: أبو عبد الله بن مندة، ورحل إليه إلى الشاش وعلي بن أحمد الخزاعي، ومنصور بن نصر الكاغدي، وأهل ما وراء النهر. (25/133)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 134 1 (وفيات سنة ست وثلاثين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن معاوية بن أبي السوار: أبو الحسن المصري. وثقه ابن يونس وقال: روى عن أبي يزيد القراطيسي، وأحمد بن حماد زغبة. أحمد بن جعفر ابن المحدث أبي جعفر محمد بن عبيد الله بن المنادي: أبو الحسين البغدادي الحافظ. سمع: جده، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وأبا داود السجستاني، وخلقاً سواهم. روى عنه: أبو عمر بن حيويه، وجماعة آخرهم محمد بن فارس الغوري. قال الخطيب: كان صلب الدين، شرس الأخلق، فلذلك لم تنتشر عنه الرواية. (25/134)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 135 وقد صنف أشياء وجمع. وكان مولده سنة سبعٍ وخمسين ومائتين تقريباً، وتوفي في المحرم من هذا العام. قلت: وكان من جلة القراء. فإنه قد ذكر الداني فقال: أخذ القراءة عرضاً، وروى الحروف سماعاً عن: الحسن بن العباس، وأبي أيوب الضنبي، وإدريس الحداد، والفضل بن مخلد الدقاق. وسمى جماعةً، ثم قال: مقرىء جليل، غاية في الإتقان، فصيح اللسان، عالم بالآثار، نهاية في علم العربية. صاحب سنة، ثقة مأمون. قرأ عليه: أحمد بن نصر الشدائي، وعبد الرحمن بن أبي هاشم، وجماعة منهم أحمد بن عبد الرحمن شيخ عبد الباقي بن الحسن. ومن شيوخه: زكريا بن يحيى المروزي، وعباس الدوري. أحمد بن الحسين بن داناج: أبو العباس الأصطخري الزاهد. نزيل مصر. سمع: علي بن عبد العزيز البغوي، والحسن بن سهل المجوز، وإسحاق الدبري، ومطيناً، وجماعة بالشام وبغداد. روى عنه: أبو بكر بن جابر التنيسي، والحسن بن إسماعيل الضراب، وعبد الرحمن بن النحاس. وكان ممتعاً بعين واحدة. توفي في شوال. أحمد بن محمد بن يحيى بن مفرج: أبو القاسم القرطبي، والد الحافظ أبي عبد الله. روى عن: محمد بن وضاح، وجماعة. روى عنه: ابنه. (25/135)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 136 وهو مولى الإمام عبد الرحمن بن الحكم. أحمد بن يوسف بن حجاج بن عمير بن جبيب:) أبو عمرو الإشبيلي الأديب. كان حافظاً للنحو، مدققاً شاعراً عروضياً. 4 (حرف الحاء) حاجب بن أحمد بن يرحم بن سفيان: أبو محمد الطوسي. حدث عن: محمد بن رافع، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن حماد الأبيوري، وأبي عبد الرحمن المروزي، وجماعة. وكان يزعم أنه ابن مائة وثمانين سنين في سنة خمسٍ وثلاثين. قال الحاكم: بلغني أن شيخنا أبا محمد البلاذري كان يشهد له بلقي هؤلاء الشيوخ. وحضرت أنا دار السنة بعد فراغ أبي العباس من الإملاء، وحمل حاجب فوضع على الدكة. وقرأ عليه أبو أحمد الورّاق ثلاثة أجزاء، وفيها عن عبد الله بن هاشم، وعبد الرحيم بن منيب. ولم أظفر بذلك السماع. وتوفي سنة ستٍّ فجأة. قال مسعود بن علي السجزي: سألت الحاكم عن حاجب الطوسي فقال: لم يسمع حديثاً قط، لكنه كان له عمّ قد سمع الحديث، فجاء البلاذري إليه. فقال: هل كنت مع عمك في المجلس قال: بلى. فانتخب له من كتب عمه تلك الأجزاء الخمسة. (25/136)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 137 قلت: روى عنه: منصور بن عبد الله الخالدي، وأحمد بن محمد البصير الرازي، وعلي بن إبراهيم المزكي، ومحمد بن إبراهيم الجرجاني، وأبو عبد الله ابن مندة، وأبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، ومحمد بن محمد بن محمش. وقال أو نصر بن ماشاذة: قلت للحافظ أبي عبد الله بن مندة: ما تقول في حاجب بن أحمد فقال: هو ثقة ثقة. حسن بن عبيد الله بن محمد بن عبد الملك: أبو عبد الملك القرطبي. سمع: محمد بن وضاح، وعبيد الله بن يحيى الليثي. وكان مشاوراً في الأحكام. توفي في رجب. 4 (حرف الزاي) زند بن محمد بن خلف الشامي المصري: أبو عمرو. شيخ معمر، حدث عن يونس بن عبد الأعلى، وأحمد بن عبد الرحمن بن وهب بشيءٍ يسير. قال ابن يونس: ليس بالقوي في الحديث. توفي في ذي القعدة. قلت: روى عنه: عبد الرحمن بن عمر بن النحاس، ولكن سماه زيد بن خلف بن زيد بن مالك القرشي. وقد وقع لنا حديثه عالياً في الخُلعيات. (25/137)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 138 4 (حرف العين) عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد الزهري العوفي: أبو محمد البغدادي. والد عبيد الله. سمع: عباس بن محمد الدوري، وجعفراً الصائغ، ومحمد بن) غالب. وعنه: أبو عمر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين، وعبد الله بن عثمان الصفار. وثقه الخطيب، وقال: توفي سنة ستٍّ. ومولده سنة سبعٍ وخمسين ومائتين. عبيد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن الحسن بن حفص الهمداني: الأصبهاني المعدل. قال الحسين بن محمد الزعفراني في معجمه: ثنا قال: ثنا عبد الله بن محمد التيمي. علي بن الحسن بن علي الإصبهاني: أبو الحسن المظالمي، قاضي البلد. والمظالمي من يرفع الظلامات إلى السلطان. يروي عن: أبي حاتم، والحارث بن أبي أسامة، وجعفر بن محمد بن شاكر، ومحمد بن غالب تمتام، وطبقتهم. وعنه: أبو الشيخ، والحسين بن علي بن بكر، وعلي بن محمد القماط، وأبو بكر بن المقرىء (25/138)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 139 عيسى بن محمد بن عيسى: أبو بكر البلخي. يروي عن: محمد بن مسلمة الواسطي. عيسى بن مكرم الغافقي القرطبي: سمع: محمد بن وضاح. ولم يكن بالنافذ في العلم. أرّخه عياض. 4 (حرف الفاء) الفضل بن محمد بن محفوظ المروروذي: نزيل بخارى. سمع: يوسف بن يعقوب القاضي، والفريابي. ومات في الكهولة. 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن أحمد بن حماد بن إبراهيم: أبو العباس البغدادي القرىء الأثرم. كذا نسبه الدارقطني وجماعة. سمع: الحسن بن عرفة، وعمرو بن شبة، وحميد بن الربيع، وبشر بن مطر، وعلي بن حرب، وعباساً الترقفي. وانتقى عليه الحافظ عمر البصري. وحدث عنه: الدارقطني، وابن المظفر، عمر الكتاني، وأبو الحسين بن (25/139)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 140 جميع، والحسن بن علي النيسابوري، وأبو عمر القاسم الهاشمي، وعلي بن القاسم النجاد. وسكن البصرة بآخرة. وكان مولده بسامراء سنة أربعين ومائتين. أنبأنا ابن علاّن، أنا الكندي، أنا السيباني، أنا الخطيب، أنا أبو عمر الهاشمي، أنا أبو العباس الأثرم سنة ثلاثين وثلاثمائة، نا أحمد بن يحيى السوسي سنة، نا علي بن عاصم، عن خالد وهشام، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تلقوا الجلب، فمن تلقى جلباً فصاحبه بالخيار إذا دخل السوق. محمد بن أحمد بن إبراهيم بن قريش الحكيمي: أبو عبد الله البغدادي الكاتب. سمع: زكريا بن يحيى المروزي، ومحمد بن عبد النور، ومحمد بن عبيد الله بن المنادي، والدوري، والصغاني،) والحسن بن مكرم، وجماعة. وعنه: الدارقطني، والمرزباني، وابن جميع الصيداوي، وإبراهيم بن مخلد، وأحمد بن محمد بن دوست. وثقه البرقاني وقال: إلا أنه يروي مناكير. قال الخطيب: وهو بلخي الأصل. مات في ذي الحجة. (25/140)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 141 محمد بن أحمد بن محمد بن معقل: أبو علي النيسابوري الميداني، من محلة ميدان زياد. سمع من محمد بن يحيى الذهلي جزءاً هو عند سبط السلفي في السماء. روى عنه: أبو سعيد بن أبي بكر، وأبو عبد الله بن مندة، ومحمد بن محمد ابن محمش، وأبو بكر أحمد بن الحسن الحيري. روى أبو عبد الله الحاكم حديثين عن الحيري عنه. وقال: توفي في رجب فجأة. محمد بن الحسن: أبو طاهر النيسابوري المحمداباذي: محلةٌ بظاهر نيسابور. كان من كبار الثقات العالمين بمعاني القرآن والأدب. سمع: أحمد بن يوسف السلمي، وعلي بن الحسن الهلالي، وحامد بن محمود، وعباس بن محمد الدوري، ومحمد بن إسحاق الصغاني، ويحيى بن أبي طالب. وكان كثير الحديث. روى عنه: أبو بكر أحمد بن إسحاق، وأبو علي الحافظ، وعبد الله بن سعد، وأبو عبد الله بن مندة، وابن محمش، ومحمد بن إبراهيم الجوزجاني، وجماعة. وقال الحاكم: اختلفت إليه أكثر من سنة، ولم أصل إلى حرف من سماعاتي منه. وقد سمعت منه الكثير. سمعت أبا النضر الفقيه بقول: كان ابن خزيمة إذا شك في اللغة لا يرجع فيها إلا إلى أبي طاهر المحمداباذي. (25/141)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 142 قلت: حديثه بعلو عند السلفي. محمد بن الحسن بن يزيد بن أبي خبزة: أبو بكر الرقي. يروي عن: هلال بن العلاء، وجماعة. وعنه: الدارقطني. وبقي إلى هذه السنة، وانقطع خبره. محمد بن عبد الله بن أحمد بن أسيد: أبو عبد الله المديني. سمعه أبوه من العراقيين وغيرهم. من: جعفر الصائغ، وتمتام. ومن: عبيد بن شريك، ومحمد بن علي الصائغ، وعبد الله بن أيوب القربي، وعلي بن أحمد بن النضر. وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، وأبو الشيخ، وعلي بن محمود، وأبو بكر المقرئ، وأبو عبد الله بن مندة، وعلي بن ميلة. وثقه ابن مردويه. محمد بن يحيى بن عمر بن لبابة: أبو عبد الله الأندلسي، الملقب بالبرجون. جُلّ سماعه من عمه محمد بن عمر. ورحل فسمع بالقيروان من: حماس، وغيره. وكان من أحفظ أهل زمانه. ولي قضاء البيرة فلم تُحمد سيرته فعُزل. وله في مذهب مالك كتابالمنتخب، و كتابالوثائق. وكان بارعاً في الشروط. (25/142)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 143 توفي في ذي الحجة. محمد بن يوسف بن ديزويه: أبو بكر الدينوري، يلقب سقلاب. سمع: أحمد بن محمد بن سليمان البرذعي. وتوفي في شعبان. مكي بن عجيف بن نصير: أبو) بكرالنسفي الواعظ. سمع: عبد الصمد بن الفضل، وحمدان بن ذي النون. وعنه: عيسى بن الحسين بن الربيع. موسى بن أحمد السوسي المغربي: الفقيه. يروي عن: يحيى بن عمر، وابن مسكين. من كبار المالكية. (25/143)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 144 1 (وفيات سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن إسحاق بن إبراهيم: أبو بكر الصيدلاني النيسابوري المعدل الطبيب. سمع: الفضل بن محمد الشعراني، والحسين بن الفضل البجلي، وطبقتهما. وعنه: أبو أحمد الحافظ، والحسين الماسرجسي، والحاكم بن البيع وقال: توفي في رمضان. أحمد بن إسماعيل بن القاسم بن عاصم: أبو جعفر، ويقال أبو بكر الصدفي المصري العطار. سمع: أبا زرعة الدمشقي، ويحيى بن عثمان بن صالح، وروحاً أبا الزنباع، وعبد الله بن أحمد بن حنبل. ورحل وحصل. روى عنه: الحسن بن إسماعيل الضراب، والقاسم بن عبيد الله الوراق، ونصر بن أبي نصر الطوسي، وعبد الرحمن بن عمر النحاس، والمغاربة. أحمد بن عبد الله بن أحمد بن دليل: أبو الحسين الإصبهاني القاضي. سمع: أحمد بن يونس الضبي. (25/144)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 145 وعنه: ابن مردويه. أحمد بن عبد الله بن زكريا: أبو الحسين الجرجاني الفقيه. تلميذ ابن سُريج. سمع: مطيناً، وأبا خليفة، وطبقتهما. وعنه: الحاكم، وغيره. أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ: أبو الطيب الحنفي الصعلوكي النيسابوري، عم الأستاذ أبي سهل. كان إماماً مقدماً في معرفة الفقه واللغة. أدرك الأسانيد العالية، وصنف في الحديث، وأمسك عن الرواية بعد أن عُمِّر. قال الحاكم: وكنا نراه حسرةً. سمع: يحيى بن الذهلني، وعلي بن الحسن بن أبي عيسى الدارابجردي، ومحمد بن عبد الوهاب. وبالري: علي بن الجنيد، ومحمد بن أيوب. وببغداد: عبد الله بن أحمد روى عنه: أبو سهل الأستاذ، والحافظ أبو عبد الله بن الأخرم. وسمعت منه حديثاً في المذاكرة. توفي في رجب. وكان إماماً في الشافعية. أحمد بن نزار المغربي المالكي: روى عن: حمديس القطان. روى عنه: اللبيدي، وغيره. وكان فقيهاً عابداً، متبتلاً خائفاً رحمة الله عليه. (25/145)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 146 إبراهيم بن شيبان: أبو إسحاق القرميسيني الصوفي. شيخ الجبل في زمانه. صحب إبراهيم لخواص، ومحمد بن إسماعيل المغربي، ومحمد بن عبد الله الرازي، ومحمد بن ثوابة، وغيرهم. وساح بالشام، وغيرها. سُئل عبد الله بن منازل عن إبراهيم بن شيبان فقال: إبراهيم حجة الله على الفقراء،) وأهل الآداب والمعاملات. وعن إبراهيم قال: من أراد أن يتعطل ويتبطل فليلزم الرُّخص. وقال: علم الفناء والبقاء يدور على إخلاص الوحدانية وصحة العبودية. وما كان غير هذا. فهو من المغاليط والزندقة. وقال: الخوف إذا سكن القلب أحرق مواضع الشهوات فيه، وطرد عنه رغبة الدنيا. وقال: الشرف في التواضع، والعز في التقوى، والحرية في القناعة. قال السلمي: توفي سنة سبعٍ وثلاثين. وقال أبو زيد المروزي: سمعت إبراهيم بن شيبان يقول: الخلق محل الآفات، وأكثر آفة منهم من سكنوا إليهم. إبراهيم بن محمد بن أحمد بن هشام: أبو إسحاق البخاري الفقيه الأمين. (25/146)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 147 قدم في هذا العام نيسابور، وقيل توفي فيه. روى عن: صالح جزرة، وأبي الموجه المروزي، وسهل بن شادويه. وعنه: أبو عمر بن حيويه، وأبو عبد الله الحاكم. وكان فقيه أهل النظر في عصره. روى عنه: الأستاذ أبو الوليد الفقيه في صحيحه. إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن يوسف البحري الجرجاني: المحدث المسند. كان رحلة جرجان في وقته. سمع: محمد بن بسام، والحارث بن أبي أسامة، وعبد الله بن أبي مسرة، وهلال بن العلاء، وإسحاق الدبري، وجماعة. وعنه: عبد الله بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، وابن الإسماعيلي أبو نصر، والنعمان بن محمد الجرجاني، وأبو بكر السباك، وغيرهم. 4 (حرف الباء) بدر الخرشني: الأمير. ولاه أستاذه الإخشيد دمشق سنة خمسٍ وعشرين وثلاثمائة، فبقي عليها عامين. فلما قدم محمد بن رائق من بغداد زعم أن المتقي لله ولاه الشان، فهرب بدر بعد وقعةٍ كبيرة بينهما. ثم ولي بدر دمشق سنة ستٍّ وثلاثين وثلاثمائة من قبل كافور الإخشيدي. فلما ولي الحسن بن الإخشيد قبض على بدر، ثم أُهلك سنة 337. (25/147)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 148 4 (حرف الحاء) حبيب بن أحمد بن إبراهيم المعلم: أبو إسماعيل القرطبي. روى عن: محمد بن وضاح، وإبراهيم بن باز، والخشني. حدث عنه: أحمد بن عون الله، وغيره. توفي في رجب. الحسن بن حمشاد بن سختويه التميمي: أبو محمد النيسابوري، أخو علي. سمع: السري بن خزيمة، وأبا إسماعيل الترمذي، وإبراهيم بن عبد الله القصار، وأحمد بن أبي خيثمة. وتوفي في جمادى الاخرة عن خمسٍ وثمانين سنة. عنه: أبو عبد الله الحاكم. 4 (حرف الزاي:) ) زكريا بن خطاب بن إسماعيل: أبو يحيى الندلسي. حج سنة ثلاثٍ وتسعين، وسمع الموطأ من إبراهيم بن سعد الحذاء، عن أبي مصعب، عن مالك. وسمع من جماعة. سمع منه: المستنصر بالله، وجماعة. وكان ثقة، فقيهاً، مفتياً. توفي في رمضان، وولي القضاء ببعض مدن الأندلس. (25/148)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 149 4 (حرف العين) عبد الله بن الفضل بن محمد بن عقيل بن خويلد: أبو بكر النيسابوري. سمع: أبا المثنى العنبري، وأبا مسلم الكشي. وعنه: أبو سعيد بن حمشاد. وهو من بيت حديث. عبد الفغار بن محمد: أبو نصر السائح. سمع: الربيع بن سليمان المرادي. عدي بن أحمد بن عبد الباقي: أبو عمير الأذني. سمع: عمه يحيى، ويوسف القاضي. وعنه: عبد المنعم بن غلبون المقرىء، وأحمد بن عبد الكريم الحلبي، وعمر بن علي الأنطاكي، وابن جميع الغساني. عمر بن يوسف بن موسى بن فهد: أبو حفص ابن الإمام الأموي، مولاهم الأندلسي. (25/149)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 150 من أهل تطيلة. ولي قضاءها، وامتحن بالأسر هو وابنه وأخوه، فافتدوا بخمسة عشر ألف دينار. وتوفي في رجب، وله ثلاثٌ وتسعون. لا نعلمه روى. عيسى بن زيد بن عيسى: أبو الحسن الهاشمي الطالبي العقيلي النيسابوري الشافعي. سمع بمكة من: علي بن عبد العزيز وطبقته قال الحاكم: فلم بقتصر، وارتقى إلى قومٍ لم يدركهم، فحدثنا عن الحسن بن عرفة، ويونس بن عبد الأعلى. فقلت له: فمتى دخلت مصر قال: سنة اثنين وسبعين ومائتين. ومولدي سنة إحدى وأربعين ومائتين. وكنت أتورع عن الرواية عن هذا وأمثاله. قلت: روى عنه ابن مندة. 4 (حرف الميم) محمد بن إبراهيم بن نافع: أبو عبد الله السجزي: حدث بهراة عن: موسى بن هارون، وأبي شعيب الحراني. روى عنه: محمد بن علي السياوشائي، وغيره. محمد بن الحسين بن محمد بن سعيد: أبو عبد الله الواسطي الزعفراني، راويالتاريخ الكبير عن أحمد بن أبي خيثمة. وروى عن: أحمد بن الخليل البرجلاني، ومحمد بن زكريا الغلابي، وابن أبي الدنيا. (25/150)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 151 وعنه: أبو عمر الهاشمي، وعلي بن محمد بن خزفة الصيدلاني، وغيرهم. وكان متمولاً، أكرم صاحب الزنج، فلما ظفر بواسط واستباحها حمى محلّته. محمد بن عبد الله بن سفيان: أبو بكر البغدادي المعمري. سمع: محمد بن الفرج الأزرق، ومحمد بن يونس الكديمي. وعنه: الدارقطني، وأبو) عمر الهاشمي. وهو ثقة. محمد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن حفص الإصبهاني: أبو صالح الجلكي. سمع: أحمد بن عصام. وعنه: أحمد بن موسى بن مردويه، سمع منه في هذه السنة. وثقه أبو نعيم. محمد بن علي بن عمر: أبو علي المذكر النيسابوري البرنوذي: كان أبوه ثقة، فسمعه من أحمد بن الأزهر، ومحمد بن يزيد السلمي، وإسحاق بن عبد الله بن رزين. (25/151)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 152 ولو اقتصر على هؤلاء أبو علي لصار محدث عصره. ولكنه حدث عن شيوخ أبيه: محمد بن رافع، وعلي بن سلمة اللبقي، وعتيق بن محمد. قال الحاكم: والشره يحملنا على الرواية عن أمثاله. وتوفي في شعبان وله مائة وسبع سنين. قلت: روى عنه: أبو إسحاق المزكي، والحاكم، وابن مندة، وغيرهم. محمد بن عيسى بن رفاعة: أبو عبد الله الخولاني، المعروف بابن الفلاس الأندلسي. من أهل رية بسكن قرطبة. وكان قد رحل وسمع من: علي بن عبد العزيز البغوي، وبكر بن سهل الدمياطي، وجماعة. وكان يُنسب إلى الكذب. كان محمد بن أحمد بن يحيى واحمد بن عون الله قد اسقطا روايتهما عنه. وقال عبد الله بن محمد بن علي الباجي: كان يكذب. محمد بن أبي المنظور عبد الله بن حسان الأندلسي: أبو عبد الله، شيخ قديم الرحلة. سمع ببغداد من ابن قتيبة بعض تصانيفه، ومن: إسماعيل القاضي، وسكن القيروان، واشتغل بالتجرد. ولم ينتصب للتحديث. ولاه أبو القاسم العبيدي القضاء، وأراد بتوليته تسكين نفوس العامة والسنة. وشاخ وعمر. روى أيضاً عن: إسحاق الدبري، والحارث بن أبي أسامة. روى عنه: عبد الله بن أبي هاشم، وابن التبان الفقيه. توفي في المحرم. (25/152)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 153 1 (وفيات سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن إبراهيم: أبو سعيد الرازي الزاهد. عن الكجي، وابن الضريس. وعنه: الحاكم أبو عبد الله. أحمد بن دحيم، أو رحيم، بن خليل: أبو عبد الله القرطبي. سمع: عبيد الله بن يحيى، والأعناقي. ورحل، وسمع ببغداد. وكان فقيهاً، ثقة، جامعاً للسنن. ولي قضاء طليطلة، وغيرها. وتوفي في الطاعون سنة ثمانٍ وثلاثين. سمع من: البغوي. أحمد بن سليمان بن زبان: أبو بكر الكندي الدمشقي الضرير المعروف بابن أبي هريرة. (25/153)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 154 ذكر أنه قرأ القرآن على: أحمد بن يزيد الحلواني. وأنه سمع من: هشام بن عمار، وأحمد بن أبي الحواري، وإبراهيم بن أيوب. قرأ عليه: أحمد بن عبد الله بن زريق البغدادي. وروى عنه: أبو الحسين بن شمعون، وأبو بكر بن) شاذان، وأبو حفص بن شاهين، وعبد الله بن ذكوان البعلبكي. وروى عنه: تمام الرازي، وعبد الرحمن بن أبي نصر ثم تركا الرواية عنه. قال أبو الفتح عبد الواحد بن مسرور: سألت أبا بكر أحمد بن سليمان بن إسحاق بن زبان الكندي من ولد الأشعث بن قيس عن مولده، فقال: ولدت سنة خمسٍ وعشرين ومائتين. وقال عبد الغني المصري: كان غيرد ثقة. وقال الأمير ابن ماكولا: آخر من روى عنه عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم ثم ترك الحديث عنه لسببٍ حكاه لي أبو محمد الكتاني لا يكون جرحاً في ابن زبان. وقال جمال الإسلام: قال لنا عبد العزيز الكتاني: لما قرأنا على أبي محمد بن أبي نصر بعض الجزء، قلت: قد تكلموا في ابن زبان. فقطع علي أبو محمد القراءة وامتنع من الرواية عنه. قلت: صدق ابن ماكولا، مثل هذا لا يوجب ترك الرجل. قال الكتاني: وكان يُعرف ابن زبان بالعابد لزهده وورعه، وحديثه بعلو عند الكندي، وأنا فأتهمته في لقي مثل هشام. فالله أعلم. أحمد بن شاذان بن إبراهيم بن الحكم: أبو الحسين البلخي. له رواية. (25/154)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 155 أحمد بن محمد بن إسماعيل: أبو جعفر بن النحاس المصري النحوي اللغوي. رحل إلى الشام، وأخذ عن الزجاج. وكان ينظر بابن الأنباري ونفطويه ببلده. له كتابإعراب القرآن، وكتابالمعاني، وكتاباشتقاق الأسماء الحسنى، وكتابتفسير أبيات سيبويه، والكافي المؤلف النحو. وفسره عشرة دواوين وأملاها. وروى كثيراُ عن: علي بن سليمان الأخفش الصغير. وكان حاذقاً، بارعاً، كبير الشأن. سمع الحديث من: الحسن بن علي، ونحوه. وقيل: كان شديد التقتير على نفسه. ربما وهبوه العمامة، فيقطعها ثلاث عمائم. وروى أيضاً عن: محمد بن جعفر بن أعين، وأحمد بن شعيب النسائي، وبكر بن سهل الدمياطي، وجعفر الفريابي، وعمر بن أبي غيلان، ومحمد بن الحسن بن سماعة الكوفي، وإبراهيم بن السري الزجاج. وغلط ابن النجار في قوله: إنه سمع من المبرد، فإنه لم يدركه. روى عنه: أبو بكر محمد بن علي الأدفوي مصنفاته. ووصفه بمعرفة النحو أبو سعيد بن يونس، وقال: توفي في ذي الحجة. وقيل: إنه جلس على درج مقياس نيل مصر يقطع لبعض الطلبة بيتاً من (25/155)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 156 الشعر، فسمعه جاهلٌ فقال: هذا يسحر النيل حتى لا يزيد. فدفعه برجله فألقاه في النيل، فعدم. أحمد بن محمد بن شعيب: أبو حامد النيسابوري الشعبي، الفقيه الصالح العابد. سمع: يحيى بن محمد ين يحيى الذهلي، وسهل بن عمار. وعنه: ابن أخيه أبو أحمد الشاهد، وأحمد بن هارون الفقيه، وأبو عبد الله الحاكم، وجماعة. توفي في ذي القعدة. أحمد بن محمد بن عبد البر بن) يحيى: أبو عبد الملك القرطبي الأموي. صاحب تاريخ الفقهاء والقضاة. وكان ممن طلب العلم كثيراً، وبحث عنه. وأخذ عن شيوخ الأندلس، وعول على محمد بن لبابة، وأسلم بن عبد العزيز. ومات كهلاً. إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم: إبو إسحاق النيسابوري العابد المعروف بإبراهيمك. القارئ. سمع: يحيى بن الذهلي، والسري بن خزيمة، وعثمان بن سعيد الدارمي. توفي في ربيع الآخر. روى عنه: الحاكم. وعاش ثلاثاً وتسعين سنة. إبراهيم بن عبد الرزاق بن الحسن الأنطاكي: (25/156)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 157 المقرئ أبو إسحاق. فقيه، مقرئ كبير. قرأ على: هارون بن موسى الأخفش، وأحمد بن أبي رجاء، وقنبل، وعثمان بن خرزاذ، وغيرهم. وعلى والده. وصنف كتاباً في القراءآت الثمان. وسمع: أبا أمية الطرسوسي، ومحمد بن إبراهيم الصوري، ويزيد بن عبد الصمد، وعلي بن عبد العزيز البغوي. قرأ عليه: أبو الحسن بن بشر، وأبو علي بن حبش الدينوري، وأبو طاهر محمد بن الحسن الأنطاكي، وعلي بن إسماعيل البصري، وأبو الطيب عبد المنعم بن غلبون. وكان مقرئ الشام في زمانه. روى عنه الحديث: شهاب بن محمد الصوري، وأبو أحمد محمد بن جامع الدهان، ومحمد بن أحمد الملطي، وأبو الحسين بن جميع، وآخرون. توفي سنة ثمانٍ. قاله فارس بن أحمد. وقال غيره: في شعبان سنة تسعٍ. أخبرنا ابن غدير، أنا ابن الحرستاني وأنا في الرابعة، أنا أبو الحسن بن المسلم، أنا ابن طلاب: انبا ابن جميع، ثنا إبراهيم بن عبد الرزاق بأنطاكية: ثنا محمد بن إبراهيم الصوري، ثنا خالد بن عبد الرحمن، ثنا مالك، عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه. (25/157)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 158 إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت: أبو إسحاق العبسي السامري، نزيل دمشق، ونائب الحكم بها. وصاحب الجزء العالي الذي تفردت به كريمة. سمع: الحسن بن عرفة، وسعدان بن نصر، وزكريا بن يحيى المروزي، والربيع بن سليمان المرادي، وإبراهيم بن مرزوق، ومحمد بن عوف الحمصي، ويزيد بن عبد الصمد، وجماعة. وعنه: عبد الوهاب الكلابي، وأبو بكر الأبهري، وابن جميع، وأبو مسلم الكاتب، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وجماعة. وتوفي في ربيع الآخر رحمه الله. وثقه الخطيب. وقيل: كان تاجراً رئيساً، كثير الفضائل. قال أبو الحسين الرازي: كان بدمشق يسأل عن المعدلين، وأصله من العراق. تاجر نبيل.) (25/158)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 159 4 (حرف الباء) بقاء بن سلامة بن محمد: أبو القاسم المصري. ثم سمى نفسه: عبد الله. قال ابن يونس: كان يفهم الحديث. كتب عن النسائي، ومن بعده. وتوفي في شوال. بكار بن أحمد بن بكار بن سعيد السلمي: أبو القاسم المصري. حدث عن: الربيع، وبكار بن قتيبة، وإبراهيم بن منقذ. 4 (حرف الجيم) جعفر بن أحمد بن الحارث بن شهاب المرادي: أخو علي والقاسم. توفي بمصر. وهو أصغر الأخوة. 4 (حرف الحاء) الحسن بن حبيب بن عبد الملك الدمشقي: (25/159)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 160 الفقيه أبو علي الشافعي الحصائري. حدث بكتاب الأم للشافعي عن اصحابه. سمع: الربيع بن سليمان المؤذن، وبكار بن قتيبة، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، والعباس بن الوليد البيروتي، وصالح بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وأبا أمية الطرسوسي. وقرأ على: هارون بن موسى الأخفش. روى عنه: عبد المنعم بن غلبون، وابن جميع، وابن المقرئ، وأبو حفص بن شاهين، وتمام الرازي، وأبو بكر بن أبي الحديد، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وخلق سواهم. وقال: ولدت سنة. وقال عبد العزيز الكتاني: هو ثقة، نبيل، حافظ لمذهب الشافعي. ومات في ذي القعدة. وقال ابن عساكر: كان إمام مسجد باب الجابية. الحسن بن علي بن الحسن بن مقلة: الكاتب البارع، أخو الوزير أبي علي محمد. كان أول من نقل، الطريقة المنسوبة في الكتابة من القلم الكوفي، هو وأخوه الوزير على خلاف في ذلك. توفي الحسن في ربيع الآخر، وله سبعون سنة. ذكره ابن النجار فسمى جده عبد الله بدل الحسن. وكان أديباً شاعراً، وفد على سيف الدولة بن حمدان، وكتب له مجلدات عديدة. عنه: أبو الفضل بن مأمون، وأبو عبد الله الحسين النمري. (25/160)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 161 مات بالشام، فيقال نقل إلى بغداد. توفي في ربيع الآخر من السنة. 4 (حرف السين) سليمان بن داود بن سليمان بن أيوب: أبو القاسم المصري العساكري، عساكر فسطاط مصر. سمع: الربيع المرادي، وأبا غسان مالك بن يحيى، ومحمد بن خزيمة البصري. وثقه أبو سعيد بن يونس وقال: توفي في ذي الحجة. روى عنه ابن جميع.) 4 (حرف العين) عبد الله بن علي بن أحمد العباسي: الخليفة المستكفي بالله ابن المكتفي. مات في السجن. وقد ذكرناه في سنة أربعٍ، سنة خلعوه وسلموه، نسأل الله العافية. العباس بن أحمد بن محمد بن الفرات: أبو الخطاب، والد المحدث أبي الحسن. كان صدراً نبيلاً أُريد على الوزارة فامتنع تديناً. وقد حدث عن: أحمد بن فرح المقرئ، وغيره. علي بن أحمد بن الوليد: (25/161)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 162 أبو الحسن المري الدمشقي المقرئ: قرأ على: هارون الأخفش. وأقرأ الناس. روى عنه: تمام الرازي، وغيره، وأبو بكر محمد بن أمحد السلمي الجبني، وسلامة بن الربيع المطرز. وقد حدث عن: أخطل بن الحكم. شيخ روى عن الوليد بن مسلم. وفي سنة وفاته سمع منه تمام. علي بن بويه بن فناخسرو بن تمام، بالتخفيف، بن كوهي: السلطان عماد الدولة أبو الحسن الديلمي، صاحب بلاد فارس. أخو معز الدولة، وركن الدولة أبي علي. كان هذا أول من ملك من بني بويه. وكان بويه صياداً للسمك، ثم آل أمر بنيه إلى ملك البلاد العراقين والأهواز وفارس. ثم ملك ابن أخيه عضد الدولة بن ركن الدولة. وكانت أيام عماد الدولة ست عشرة سنة، وعاش بضعاً وخمسين سنة. (25/162)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 163 وقد ذكرنا من أخبارهم في الحوادث طرفاً صالحاً. علي بن الحسين بن أحمد بن السفر: أبو الغنم الجرشي الدمشقي البزاز. قرأ القرآن على هارون الأخفش. وروى عن: بكار بن قتيبة، وأحمد بن عبد الله بن البرقي، ويزيد بن عيد الصمد، وجماعة. وعنه: تمام الرازي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأبو سهل المقرئ، وغيرهم. ورخه الميداني. وقرأ عليه محمد بن أحمد بن الجبني. علي بن داود بن أحمد: أبو الحسن الأذربيجاني المؤدب. سكن المزة، وصنف بالنيرب في شوال سنة ثمانٍ عن: تمتام، وأبي (25/163)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 164 بكر بن أبي الدنيا، وحامد بن سهل الثغري، وجماعة. وعنه: عمران الخفاف، والمظفر بن أحمد المقرئ، وعبد الرحمن بن عمر. علي بن محمد بن أحمد بن حسن المصري: أبو الحسن الواعظ. بغدادي، أقام بمصر مدة ورجع. سمع: أحمد بن عبيد بن ناصح، وأبا إسماعيل الترمذي، وابن أبي العوام. وبمصر: عبد الله بن أبي مريم، وأبا يزيد القراطيسي، وروح بن الفرج القطان، وطبقتهم. وعنه: ابن المظفر، وابن شاهين، ومحمد بن فارس الغوري، وابن دوست، ومحمد بن أحمد بن رزقويه، وهلال الحفار، وأبو الحسين بن بشران. قال الخطيب وكان ثقة عارفاً: جمع حديث الليث، وابن لهيعة، وصنف في الزهد كتباً كثيرة. وله مجلس وعظ. حدثني الأزهري أن أبا الحسن المصري كان) يحضر مجلس، وعظه رجالٌ ونساء، فكان يجعل على وجهه برقعاً تخوفاً أن يفتتن به الناس من حسن وجهه. قال الزهري: فحُدِّثت أن أبا بكر النقاش المقرىء حضر مجلسه متخفياً، (25/164)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 165 فلما سمع كلامه قام وشهر نفسه وقال: أيها الشيخ، القصص بعدك حرام. قال الخطيب: مات في ذي القعدة وله نيف وثمانون سنة. قلت: عند سبط السلفي جزءٌ عالٍ من حديثه. علي بن حمشاذ بن سختويه بن نصر: أبو الحسن النيسابوري المعدل الإمام. واسم حمشاذ محمد. قال الحاكم: كان من أتقن مشايخنا وأكثرهم تصنيفاً. سمع: الحسين بن الفضل، والفضل بن محمد الشعراني. وحج سنة سبعٍ وسبعين، فسمع: محمد بن مندة بالري، وإبراهيم بن ديزل بهمذان، والحارث التميمي ببغداد، وعلي بن عبد العزيز بمكة، وطائفة كبيرة. وصنف المسند الكبير في أربعمائة جزء، وعمل الأبواب في مائتين وستين جزءاً، والتفسير في مائتين وثلاثين جزءاً. ومات فجأة في الحمام يوم الجمعة. ولما صلينا عليه قال أبو العباس الأصم: كنت أقول: إذا متُّ إنما يكون السوق في التحديث لعلي بن حمشاذ. وسنعت أبا بكر أحمد بن إسحاق يقول: صحبّت علي بن حمشاذ من الحضر والسفر، فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة. وسمعت أبا أحمد الحاكم يقول: ما رأيت في مشايخنا أثبت في الرواية والتصنيف من علي بن حمشاذ. قال: وولد سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين، وتوفي في شوال. قلت: روى عنه: ابن مندة، وأبو الحسن بن محمد بن الحسين العلوي، وطائفة كبيرة. (25/165)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 166 علي بن محمد بن عامر: أبو الحسن إمام جامع نهاوند. حدث في هذا العام عن: سعد بن محمد البيروتيّ، وإسحاق الدبريّ. وعنه: ابن لال، وعلي بن جهضم، وأبو الحسن محمد بن علي الحسني الهمذاني، وأبو غانم مظفر بن حسين، وآخرون. وكان واسع الرحلة عالي الهمة. وثقه الخليلي وقال: مات بنهاوند سنة. 4 (حرف القاف) القاسم بن أبي صالح بندار بن إسحاق: أبو أحمد الهمداني الأديب ابن الرزاز. سمع: إبراهيم بن ديزيل، وأبا حاتم الرازي، وجماعة. وعنه: شعيب بن علي القاضي، وأحمد ابن لال، وأبو زرعة أحمد بن الحسين الحافظ، وطائفة. وكان صدوقاً. 4 (حرف الميم) محمد بن إبراهيم بن حبيش البغدادي المعدل: روى عن: محمد بن شجاع البلخي، وعباس الدوري، وإبراهيم بن عبد الله القصار. وعنه: الدارقطني، وأحمد بن الفرج بن الحجاج، وعبد) الرحمن بن عمر الخلال. (25/166)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 167 وعاش ستاً وثمانين سنة. محمد بن عبد الله بن دينار: أبو عبد الله النيسابوري الزاهد المعدل الفقيه الحنفي. سمع: السري بن خزيمة، ومحمد بن أشرس، والحسين بن الفضل، وأحمد بن سلمة، وجماعة كثيرة. وعنه: الحاكم، وقال: كان يصوم النهار ويقوم الليل ويصبر على الفقر. ما رأيت في مشايخ أصحاب الرأي أعبد منه. كان يحج ويغزو. وكان عارفاً بمذهب أبي حنيفة. خرج للحج فتوفي غريباً ببغداد. قال الخطيب: ثقة. توفي في غرة صفر. وسمع منه ابن شاهين. وكان قد رغب عن الفتوى لاشتغاله بالعبادة مع صبر على الفقر. وكان يأكل من عمل يده ويتصدق ويؤثر على نفسه. محمد بن عبد الله بن عبد الملك بن أبي دليم: أبو عبد الملك القرطبي. سمع: محمد بن وضاح، ومحمد بن عبد السلام الخشني، وعبيد الله بن يحيى، ومطرف بن قيس. وكان منقبضاً عن الحكام، متشبهاً بابن وضاح. حدث عنه أهل الأندلس: أحمد بن القاسم التاهرتي، وابن الباجي. وتوفي في رمضان. محمد بن المسيب: أبو الحسين. (25/167)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 168 عن أبي الزنباع روح بن الفرج. محمد بن يحيى بن زكريا: أبو الحسين الرازي القاضي الحافظ. من كبار الأئمة. سمع ببغداد من: أبي شعيب الحراني. وبالكوفة من: مطين. وتفقه بابن سريج. وصنف في الفقه والأصول. ومات شهيداً. 4 (حرف الهاء) هارون بن عبد العزيز بن الخليفة المعتمد على الله أحمد بن المتوكل: أبو محمد الهاشمي النحوي. سكن مصر، وأملى بها عن: أبي العيناء، والمبرد، وثعلب، والكديمي. وحدث في هذه السنة. روى عنه: جعفر بن حنزابة الوزير. 4 (حرف الياء) يحيى بن محمد بن يحيى: أبو سلمة المروزي. سمع: أبا مسلم الكجي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وجماعة. ووجد مقتولاً في مصلاه ليلة سبعٍ وعشرين من رمضان. (25/168)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 169 1 (وفيات سنة تسعٍ وثلاثين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن عبد الله بن علي: أبو الحسين المصري الناقد. سمع: بكار بن قتيبة، والربيع بن سليمان، وعبد الله بن أبي مريم. وعنه: عبد الرحمن بن النحاس، وجماعة. قال ابن يونس: كان ثقة طريفاً. توفي في صفر. وعنه أيضاً: ابن جميع وعلي بن محمد الحلبي. أحمد بن محمد بن) إبراهيم الطوسي الحافظ: أبو محمد البلاذري الواعظ. قال الحاكم: كان واحد عصره في الحفظ والوعظ. كان شيخنا أبو علي الحافظ ومشايخنا يحضرون مجلسه، ويفرحون بما يذكره على رؤوس الملأ من الأسانيد. ولم أرهم قط غمزوه في إسناده أو اسم أو حديث. سمع: تميم بن محمد الحافظ، ومحمد بن أيوب الرازي، وعبد الله بن محمد بن شيرويه، وجماعة كثيرة بالعراق، وخراسان. وخرّج صحيحاً على وضع كتاب مسلم. واستشهد بالطابران، وهي مريحلة من نيسابور. (25/169)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 170 أحمد بن محمد بن داود: الفقيه النساج النحوي الزاهد. قزويني كبير السن. حج، وسمع بمكة: محمد بن إسماعيل الصائغ، وعبد الله بن أبي مسرة، وحدث. أحمد بن محمد عاصم: أبو علي الكراني الإصبهاني الحافظ. ثقة، يفهم ويذاكر. سمع: عبد الله بن محمد النعمان، ومحمد بن إبراهيم الحيراني، وعمران ابن عبد الرحيم، وأبا بكر بن أبي عاصم، وطبقتهم. وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، وأبو بكر المقرئ، وأبو بكر بن مردويه الحفاظ، وعلي بن ميلة. توفي في ربيع الأول. وكران: محلة بإصبهان. قال ابن مردويه: ثقة، مأمون، مكثر. أحمد بن محمد بن فضالة بن غيلان: أبو علي الهمداني الحمصي الصفار المعروف بالسوسي. (25/170)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 171 سمع: أبا زرعة الدمشقي، ويزيد بن عبد الصمد، وبحر بن نصر الخولاني، والربيع بن سليمان، وبكار بن قتيبة، ومحمد بن عوف الطائي، وخلقاً من المصريين والشاميين. وعنه: شجاع بن محمد العسكري، وأبو بكر بن أبي الحديد، وأبو محمد بن النحاس، وتمام الرازي. قال أبو سعيد بن يونس: كان ثقة، وكانت كتبه جياداً. قدم مصر وتوفي في رمضان. أحمد بن هارون: أبو البعاس التباني الفقيه. في رجب. كان شيخ الحنفية ومفتيهم في نيسابور. سمع: الفضل بن محمد الشعراني، وبشر بن موسى، وطبقتهما. وعنه: الحاكم. إبراهيم بن أبان بن رستة المديني: أبو إسحاق. سمع: محمد بن الصائغ المكي، وأبا مسلم الكشي، وأحمد بن يحيى ابن خالد الرقي. توفي في جمادى الأولى. 4 (حرف الجيم) جعفر بن أبي داود بن حمدان بن سليمان: أبو الفضل النيسابوري المقرئ، المؤدب. نزيل دمشق. قرأ على: هارون الأخفش، وكان من جلة أصحابه. قرأ عليه: عبد الله بن عطية، وأبو بكر محمد بن أحمد الجبني، والمظفر (25/171)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 172 بن عبد الله، ومحمد بن الحسين الدبيلي، وجماعة. وتوفي في صفر.) 4 (حرف الحاء) الحسن بن عبد الرحمن بن إسحاق: أبو محمد المصري الجوهري الفقيه. تقلد فضاء مصر هو وأبوه. وكان رئيساً متصوناً، من بيت حشمة وعلم. قال ابن يونس: كتب كثيراً وكتبت عنه. وتوفي في جمادى الآخرة. الحسن بن عبد الله بن عياش: أبو علي. رحل وسمع: محمد بن يونس الكديمي، وعلي بن سهل بن المغيرة. وكان حافظاً أظنه من أردبيل. الحسن بن محمد: أبو الطيب المصري الرياش. شيخ معمر. حدث في هذا العام عن: عبد الملك بن شعيب بن الليث. وهو آخر من حدث عنه. روى عنه: عبد الرحمن بن عمر النحاس. وقال الحبال: لم يكن عند النحاس من حديث عبد الملك بعلوٍّ غير حديث واحد. وروى أيضاً يونس بن عبد الأعلى. وقع لي حديثه عالياً في الرابع منالخلعيات. وهو الحسن بن محمد بن إبراهيم البرمكي. وذكره ابن ماكولا فقال: روى عن: أبي أمية الطرسوسي، وابن عبد (25/172)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 173 الحكم، والربيع الجيزي، وبحر بن نصر. وسمى جماعة. روى عنه ابن النحاس. ولم يزد. قلت: وحديثه عن عبد الملك رواه ابن طاهر المقدسي، عن الحبال، عن النحاس، عنه. الحسين بن أحمد بن الناصر: أبو عبد الله العلوي الكوفي. أحد وجوه السادة. كان ورعاً، زاهداً، ثقة. روى عن: أبيه، وإسحاق الحميري. وعنه: أبو عمر بن حيويه. الحسن بن إسماعيل الفارسي: حدث ببخارى عن: سهل بن المتوكل. وثقه أبو زرعة أحمد الحافظ. حفص بن عمر الأردبيلي: الحافظ أبو القاسم. سمع: أبا حاتم الرزاي، ويحيى بن أبي طالب، وأبا قلابة عبد الملك الرياشي، وإبراهيم بن ديزيل. وله تصانيف وفوائد. وكان ثقة، عارفاً. روى عنه: أحمد بن طاهر الميامجي، وأحمد بن علي بن لال، وجماعة. (25/173)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 174 4 (حرف السين) سليمان بن يزيد: أبو داود القزويني الفامي. ارتحل مع أبي الحسن القطان باليمن. وسمع: أبا حاتم الرازي، والمنسجر بن الصلت، ومحمد بن ماجة، وإسحاق الدبري. وعنه: أبو الحسين أحمد الفارس، وسليمان بن أحمد النساج. 4 (حرف العين) عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم الضبي: أبو محمد النيسابوري البيع المؤذن. قال الحاكم: هو الذي أذن ثلاثاً وستين سنة محتسباً، وحج ثلاث حجج، وغزا اثنتين وعشرين) غزوة. وما ترك قيام الليل. وأنفق على العلماء والزهاد أكثر من مائة ألف. توفي سنة تسعٍ وثلاثين. عبد الرحمن بن سلمويه: أبو بكر الرازي الفقيه الشافعي. نزيل مصر. روى عن: أبي شعيب الحراني، وغيره. وعنه: أبو محمد النحاس. قال ابن يونس: كان ثقة، له حلقة بجامع مصر للعلم كتب الكثير عن أهل بلده، وغيرهم. علي بن عبد الله بن يزيد بن أبي مطر المعافري: أبو الحسن الإسكندراني الفقيه. (25/174)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 175 قاضي الإسكندرية، وله مائة سنة. سمع: محمد بن عبد الله بن ميمون صاحب الوليد بن مسلم، وأحمد بن محمد بن عبد ربه صاحب سفيان بن عيينة، ومحمد بن المواز المالكي. وكان الرحلة إليه. سمع منه القاضي أبو الحسن التلباني، ودرس بن إسماعيل، وعبد الرحمن بن عمر النحاس، ومنير بن أحمد الحسّاب. علي بن محمد بن عامر النهاوندي: سمع: بكر بن سهل الدمياطي، وأحمد بن محمد بن رشدين. وعنه: ابن لال، وابن روزبة، والهمدانيون. عمر بن الحسن بن علي بن مالك الشيباني البغدادي: أبو الحسن بن الأشناني القاضي. سمع: أباه، ومحمد بن عيسى، بن حيان المدائني، ومحمد بن شداد المسمعي، وموسى بن سهل الوشاء، وابن أبي الدنيا. وعنه: أبو العباس بن عقدة مع تقدمه، وابن المظفر، والدارقطني، والمعافى بن زكريا، وأبو الحسن بن بشران، وأبو الحسن بن مخلد وهو آخر من حدث عنه. ولي القضاء بنواحي الشام. وقد روى حروف عاصم عن محمد بن الجهم السمري. سمعها منه أبو طاهر بن أبي هاشم، وأحمد بن نصر الشذائي. وقال الحاكم: قلت للدارقطني: سمعت أبا علي الحافظ يوثق عمر بن الأشناني. (25/175)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 176 فقال: بئس ما قال شيخنا أبو علي: دخلت عليه وبين يديه كتاب الشفعة، وفيه: عن أبي إسماعيل الترمذي، عن عمر أبي صالح، عن عبد العزيز بن الماجشون، عن مالك، عن الزهري. فقلت: قطع الله يد من كتب هذا ومن يحدث به. ما حدث به إسماعيل ولا أبو صالح ولا ابن الماجشون. قال: فما زال يداريني حتى أخذ الكتاب مني وانصرفت. فلما أصبحت دق غلامه الباب، فخرجت إليه فإذا القاضي، فما زال يتلافى ذلك بأنواعٍ من البر. ورأيت مرةً في كتابه: عن أحمد بن سعيد الحمال، عن قُبيصة، عن سفيان بن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر: نهى عن بيع الولاء. وكان يكذب. وقد ولي القضاء ببغداد ثلاثة أيام، وعزل. وقد حدث في أيام الحربي إبراهيم بن إسحاق سنة نيفٍ وثمانين. ومولده سنة ستين ومائتين. قال أبو عبد الرحمن السلمي: سألت الدارقطني عن عمر بن الأشناني فقال: سعيد. توفي في ذي الحجة. محمد بن أحمد بن عبد) العزيز بن منير: أبو بكر بن أبي الأصبغ الحراني، إمام عمرو بن العاص، ونزيل مصر. (25/176)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 177 قرأ القرآن على: أحمد بن هلال. وسمع قراءة نافع من عبد الله بن عيسى عن عيسى بن مينا المدني قالون. وحدث، ودرس مذهب مالك. روى عنه: أحمد بن عمر القاضي، ومحمد بن مفرج القاضي الأندلسي القرطبي، وغيرهما. توفي في شوال. قاله الداني. وروى عن: محمد بن سليمان المنقري. وعنه: منير الخشاب، وابن النحاس. وكان يروي المسائل الأسدية، وكان قيماً بها، عن أبي الزنباع القطان، عن أبي زيد بن أبي الغمر، عن ابن القاسم. مات في شوال. محمد بن الحافظ أحمد بن عمرو المتكي البزاز: سمع: أبا الأحوص محمد بن الهيثم، وأبا علاثة المصري. وعنه: الدراقطني، وابن شاهين، وابن جميع. محمد بن القاهر بالله: (25/177)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 178 أمير المؤمنين أبو المنصور بن المعتضد بالله أحمد بن طلحة بن المتوكل على الله. استخلف سنة عشرين عند قتل المقتدر، وخلعوه في جمادى الأولى سنة اثنين وعشرين، وسملت عيناه فسالتا. وحبسوه مدةً ثم أهملوه وسيبوه. ومات في هذا العام في جمادى الآخرة. وكان ربعةً أسمراً، أصهب الشعر، طويل الأنف. ذكرت من سيرته في الحوادث. محمد بن إبراهيم بن حمدويه البخاري الفرائضي الحساب: روى عنه: صالح جرزة، وموسى بن أفلح. محمد بن بكر بن العوام: أبو بكر الشيباني المصري. روى عن: أبي يزيد القراطيسي، وبكر بن سهل. وتوفي في رجب. محمد بن حاتم بن خزيمة: (25/178)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 179 أبو جعفر الأسامي الكشي المعمر. من ولد أسامة بن زيد الحباب. قال الحاكم: قدم علينا سنة تسعٍ وثلاثين ليحج، فحدثنا عن عبد حميد، والفتح بن عمرو. وذكر أنه ابن مائة وثمان سنين. وعرضت كتبه على شيخنا أبي بكر الصبغي، فأمرنا بالسماع منه. توفي بهمدان في شوال من السنة. وقال ابن الصلاح في النوع الستين: روينا عن الحاكم أنه قال: لما قدم علينا محمد بن حاتم وحدث عن عبدٍ سألته عن مولده، فقال: سنة ستين ومائتين. قلت: فظهر كذبه. محمد بن الحسين بن علي أبو الحسين بن محمد بن أبي معاذ البلخي: أبو جعفر. محمد بن طالب بن علي: أبو الحسين النسفي الفقيه، إمام الشافعية بتلك الديار. كان فقيهاً عارفاً باختلاف العلماء. نقي الحديث، صحيحه. ما كتب إلا عن الثقات. وكذا قال جعفر المستغفري. سمع: علي بن عبد العزيز بمكة، وموسى بن هارون، وطائفة، توفي في رجب بنسف. محمد بن عبد الله بن أحمد: أبو عبد الله الإصبهاني الصفار: (25/179)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 180 قال الحاكم: هو محدث عصره. وكان مجاب الدعوة، لم يرفع رأسه إلى السماء، كما بلغنا، نيفاً وأربعين سنة.) سمع ببلده: أحمد بن عصام، وأسيد بن عاصم، وأحمد بن رستم، وعبيداً الغزال، وجماعة في سنة ثلاثٍ وستين ومائتين. وبفارس: أحمد بن مهران بن خالد. وببغداد: أحمد بن عبيد الله النرسي، ومحمد بن الفرج الأزرق. والتصانيف من: أبي بكر بن أبي الدنيا. وبمكة: علي بن عبد العزيز، وجماعة. وصنف في الزهديات. وورد نيسابور قبل الثلاثمائة فسكنها. وكان قد سمعالمسند من عبد الله ابن أحمد بن حنبل. وكتب مصنفات إسماعيل القاضي. وصحب العُبّاد، ورحل إلى الحسن بن سفيان. وحصلالمسند ومصنفات ابن أبي شيبة. قال الحاكم: كان ورّاقه أبو العباس المصري خانه واختزل عيون كتبه، وأكثر من خمسمائة جزء من أصوله، فكان يجامله أبو عبد الله جاهداً في استرجاعها منه، فلم ينجع فيه شيء. وكان كبير المحل في الصنعة، فذهب علمه بدعاء الشيخ عليه. روى عنه: أبو علي الحافظ، وأكثر مشايخنا. وتوفي في ذي القعدة سنة تسعٍ وثلاثين، وله ثمانٍ وتسعون سنة. قلت: روى عنه الحاكم بن البيع، ومحمد بن إبراهيم الجرجاني، ومحمد ابن موسى الصيرفي، وأبو الحسين الحجاجي، وأبو عيد الله بن مندة، وآخرون. محمد بن عبد الله بن يحيى بن يحيى بن يحيى بن كثير الليثي: مولاهم القرطبي القاضي أبو عبد الله بن أبي عيسى. (25/180)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 181 سمع من: عم أبيه عبيد الله، وأحمد بن خالد، ومحمد بن لبابة، وحج، فسمع: محمد بن إبراهيم بن المنذر، ومحمد بن عمرو العقيلي. وقيل: لم يكن في قضاة الأندلس أكثر شعراً منه. وكان فصيحاً مفوهاً، صارماً في القضاء. وسمع أيضاً بمصر من: محمد بن محمد الباهلي، وابن زبان. وكان حافظاً للفقه، جامعاً للسنن. ولي قضاء الجماعة للناصر. محمد بن عمرو بن البختري بن مدرك البغدادي: أبو جعفر الرزاز. ولد سنة إحدى وخمسين ومائتين. وسمع: سعدان بن نصر، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، ومحمد بن عبيد الله بن المنادي، وعباس بن محمد الدوري، وطبقتهم. وانتخب عليه عمر البغوي. قال الحاكم: كان ثقة مأموناً. وقال الخطيب: كان ثقة ثبتاً. روى عنه: ابن رزقويه، وأبو الحسين بن بشران، وهلال الحفار، وأبو عبد الله بن مندة، وأبو نصر بن حسنون النرسي، وأبو الحسن بن محمد بن محمد بن مخلد، وخلق سواهم. آخر من روى حديثه بعُلُو ابن شاتيل، ونصر الله القزاز. محمد بن محمد بن طرخان بن أوزلغ: (25/181)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 182 أبو نصر التركي الفارابي الحكيم. صاحب الفلسفة. كان بارعاً في الكلام والنطق والموسيقى، وله تصانيف مشهورة، من ابتغى منها أضله الله. وبكتبه تخرج أبو علي بن سينا. قدم أبو نصر بغداد، فأتقن بها اللغة، وأدرك) بها متَّى بن يونس الفيلسوف المنطقي، فأخذ عنه. وسار إلى حران فلزم يوحنا بن جيلان النصراني فأخذ عنه، وسار إلى دمشق، وإلى مصر، ثم رجع إلى دمشق. وكان مفرطاً في الذكاء. وقيل إنه دخل بدمشق على سيف الدولة بن حمدان وهو بزي الترك وكان هذا زيه دائماً. وكان يعرف فيما زعموا، سبعين لساناً. وكان أبوه قائد جيش فيما بلغنا فقعد في الصدر وأخذ يتكلم مع علماء المجلس في كل فن، ولم يزل كلامه يعلو وكلامهم يسفل حتى صمت الكل. ثم إنه خلا به، فإذا به أبرع من يوجد لعب العود. فأخرج عوداً من خريطة، وركبه ولعب به، فضحك كل من في المجلس طرباً. ثم غير تركيبه وحركه فنام كل من في المجلس، حتى البواب، فتركهم وراح. ويقال: إن القانون هو أول من أخترعه. وكان منفرداً لا يعاشر أحداً. وكان يقعد بدمشق في المواضع النزهة، ويصنف ويشغل. وقلما بيض من تصانيفه. وسألوه: من أعلم أنت أو أرسطو فقال: لو أدركته لكنت أكبر تلاميذه. وقد ذكر أبو العباس أحمد بن أبي أُصيبعة في ترجمة أبي نصر: له شعراً جيداً، وأدعية مليحة على اصطلاح الفلاسفة وعباراتهم. وسرد أسماء مصنفاته، (25/182)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 183 وهي كثيرة منها: مقالة في إثبات الكيمياء والرد على مبطلها. وكل مصنفاته في الرياضي والإلهي. وكان زاهداً كزهد الفلاسفة، لا يحتفل بملبسٍ ولا مسكن. أجرى عليه سيف الدولة كل يوم أربعة دراهم. وبدمشق توفي، وصلى عليه سيف الدولة. وعاش نحواً من ثمانين سنة. ومات في رجب، ودفن بمقبرة باب الصغير. محمد بن مروان بن زريق: أبو عبد الله البطليوسي. سمع ببلده من: منذر بن حزم، ومحمد بن سوبد. ورحل، فأكثر عن: البغوي، وابن أبي داود، وابن زبان المصري. حدث بقرطبة. (25/183)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 184 1 (وفيات سنة أربعين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن إسحاق بن سليمان بن عبد ويه: أو نصر العبدوي النسائي الرئيس. سمع: محمد بت عبد الوهاب الفراء، والسري بن خزيمة، وطبقتهما. وقد سمع منه الحاكم حكايات، وقال: امتنع من التحديث. أحمد بن سعد بن عبد الرحيم: أبو نصر الشاشي. توفي في جمادى الأولى. أحمد بن محمد بن زياد بن بشر بن درهم العنزي: الإمام أبو سعيد ابن الأعرابي البصري. نزيل مكة. سمع: الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، وسعدان بن نصر (25/184)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 185 وعبد الله بن أيوب المخرمي، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، وأبا جعفر بن المنادي. وجمع وصنف وطال عمره.) روى عنه: أبو بكر المقرىء، وابن مندة، عبد الله بن يوسف، وعبد الله بن ممد القطان الدمشقي، ومحمد بن أحمد بن جميع، وعبد الرحمن بن عمر النحاس، ومحمد بن أحمد بن مفرج القرطبي، وعبد الوهاب بن منير، وأبو الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي، وصدقة بن محمد بن الدلم الدمشقي، وخلق كثير من الحجاج. وكان شيخ الحرم في وقته سنداً وعلماً وزهداً وعبادة وتسليكا. فإنه صحب الجنيد، وعمرو بن عثمان المكي، وأبا أحمد القلانسي، وأبا الحسين النوري. وجمع كتابطبقات النساك، وكتابتاريخ البصرة. وما أحسن ما قال فيطبقات النساك في ترجمة النوري أنه مات وهم عنده يتكلمون في شيءٍ سُكوتهم عنه أولى، لأنه شيء يتكهنون فيه ويتعسفون بظنونهم. فإذا كان أولئك كذلك، فكيف بمن حدث بعدهم إلى أن قال ابن الأعرابي: وإنما كانوا يقولون جمعٌ، وصورة الجمع عند كل واحد بخلافها عند الآخر. وكذلك صعدة الفناء. فكانوا يتفقون في الأسماء ويختلفون في معناها. لأن ما تحت الاسم غير محصور، لأنها من المعارف، وكذلك علم المعرفة غير محصور، ولا نهاية له، ولا لوجوده، ولا لذوقه. إلى أن قال: فإذا سمعت الرجل يسأل عن الجمع أو الفناء أو يجيب فيهما، فاعلم أنه فارغ ليس من أهلها. لأن أهلها لا يسألون عنها، لعلمهم بأنها لا تدرك وصفاً. وكذلك المجيب فيها إن كان من أهلها علم أن السائل عنها ليس من أهلها، فمحالٌ إجابته، كما هو محال سؤال من أهلها. فإذا رأيت سائلاً عن ذلك فاعلم فراغه وعاميته. قلت: وصنف في شرف الفقر، وفي التصوف. وكان ثقة ثبتاً. (25/185)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 186 ومن كلامه: أخسر الخاسرين من أبرز للناس صالح أعماله، وبارز بالقبيح من هو أقرب إليه من حبل الوريد. وقال السلمي: سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله الرازي: سمعت ابن الأعرابي يقول: إن الله طيب الدنيا للعارفين بالخروج منها، وطيب الجنة لأهلها بالخلود فيها. وسمعته يقول: ثبت الوعد والوعيد عن الله تعالى، فإذا كان الوعد قبل الوعيد فالوعيد تهديد، وإذا كان الوعيد قبل الوعد فالوعيد منسوخ. وإذا كان معاً، فالغلبة والثبات للوعد، لأن الوعد حق العبد، والوعيد حق الله عز وجل والكريم يتغافل عن حقه. وقال السلمي: سمعت محمد بن الحسن الخشاب: سمعت ابن الأعرابي يقول: المعرفة كلها الاعتراف بالجهل، والتصوف كله ترك الفضول، والزهد كله أخذ ما لا بد منه، والمعاملة كلها استعمال الأولى بالأولى، والرضا كله ترك الاعتراض، والعافية كلها سقوط التكلف بلا تكلف. وذكر أبو عمر الطلمنكي، عن شيخه أبي عبد الرحمن بن مفرج قال: لقيت بمكة أبا سعيد ابن) الأعرابي المعنزي، وتوفي يوم السابع والعشرين من ذي القعدة سنة أربعين، وصلينا عليه. ومولده سنة ستٍّ وأربعين ومائتين. وقال عبد الله بن يوسف بن بامويه: حضرت موته في ذي القعدة سنة أربعين. آخر من روى لنا حديث ابن الأعرابي بعلو: محمد بن أبي العز في الخليعات. (25/186)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 187 أحمد بن أبي بكر محمد بن إسماعيل بن مهران: أبو الحسن الإسماعيلي النيسابوري العدل. سمع: أباه، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي. وعنه: الحاكم. أحمد بن يعقوب بن أحمد بن مهران: أبو سعيد الثقفي النيسابوري الزاهد العابد، نسيب أبي العباس السراج. سمع: محمد بن إبراهيم البوشجي، ومحمد بن عمرو، والحرشي، وأبا مسلم الكجي، ومحمد بن بن عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن أيوب الرازي، وطبقتهم. وعنه: أبو علي الحافظ، والحاكم أبو عبد الله، وجماعة. توفي في رمضان، وقد شاخ. إبراهيم بن أحمد: ابو إسحاق المروزي، الشافعي. شيخ المذهب، وشيه أبي زيد المروزي الزاهد. أحد أعلام المذهب. أقام ببغداد مدة طويلة يُفتى ويدرس. وأنجب من أصحابه خلقٌ كثير. شرح المذهب ولخصه. وتفقه على أبي العباس بن سريج. وصنف كتباً كثيرة، وانتهت إليه رئاسة المذهب بعد ابن سريج. (25/187)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 188 وانتقل في آخر عمره إلى مصر. وإليه ينسب درب المروزي الذي في قطيعة الربيع. ومن جملة أصحابه أبو حامد أحمد بن بشر المروروذي عالم أهل البصرة ومفتيهم وصاحب المصنفات المتوفى سنة، وسيأتي. توفي أبو إسحاق بمصر في تاسع رجب، وقيل: في حادي عشرة من السنة، ودفن عند ضريح الشافعي رحمه الله. أسباط بن إبراهيم المعدل: روى عن: أحمد بن خشنام، وإبراهيم بن سعدان، وابن أبي عاصم. روى عنه مثل ابن مندة. إسحاق بن إبراهيم بن زيد سلمة: أبو عثمان التيمي الإصبهاني المعدل: ثقه مأمون، سمع: عمران بن عبد الرحيم، وإسماعيل بن بحر سمعان، ومطيناً، وعبد الله بن النعمان. وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، وأبو الحسن بن ميلة، وجماعة. 4 (حرف الحاء) الحسن بن يوسف بن مُليح الطرائفي المصري: توفي في رجب. سمع: بحر بن نصر الخولاني، ويزيد بن سنان البصري، وغير واحد. وهو ثقة إن شاء الله. وعنه: أبو بكر بن المقرىء، وابن مندة، وعبد الرحمن بن النحاس. الحسين بن الحسن بن أيوب: (25/188)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 189 أبو عبد الله الطوسي الأديب. كان من كبار المحدثين وثقاتهم. رحل إلى أبي حاتم فأقام عليه مدة، وجاور) فسمع مسند أبي يحيى بن أبي مسرة منه، وكتب أبي عبيد من علي البغوي. وقال: سمعت ابن أبي مسرة يقول: أنا أفتي بمكة منذ سبعين سنة. روى عنه: أبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي، وأبو الحسين الحجاجي، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو علي الروذباري، وآخرون. الحسين بن صفوان بن إسحاق بن إبراهيم: أبو علي البرذعي. سمع: أبا بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن شداد المسمعي، ومحمد بن الفرج الأزرق، والبرتي. توفي في شعبان. قال الخطيب: كان صدوقاً رحمه الله تعالى. 4 (حرف السين) سليمان بن محمد بن سليمان بن خالد العبدي النيسابوري الميداني: سمعه أبوه من: محمد بن يحيى الذهلي، ويحيى بن الذهلي. وكانت سماعاته عند ابن أخته. قال الحاكم: فقصدنا غير مرة فلم يخرج سماعه لنا، وقال هو رجل أمي لا يليق به التحديث. ثم وجدنا مجالس ليحيى بن الذهلي، فقرأناها عليه. (25/189)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 190 4 (حرف العين) عبد الله بن محمد بن يعقوب بن الحارثي بن الخليل: أبو محمد الحارث الكلاباذي البخاري الفقيه، شيخ الحنفية بما وراء النهر، ويعرف بعبد الله الأستاذ. كان كبير الشأن كثير الحديث، إماماً في الفقه. روى عن: عبيد الله بن واصل، وعبد الصمد بن الفضل، وحمدان بن ذي النون، أحمد بن الضوء، وأبي الموجه المروزي، ومحمد بن علي الصائغ المكي، موسى بن هارون الحافظ، وخالد بن تمام الأسدي، والفضل بن محمد الشعراني، وأبي بكر بن أبي عبد الله بن أبي حفص الكبير، وأبي معشر حمدويه بن خطاب، وعمران بن فرينام، ومحمد بن الليث السرخسي، وأبي همام محمد بن خلف النسفي. وعاش ثمانين سنة أو أكثر. وصنف كتابالكشف عن وهم الطائفة الظالمة أبا حنيفة. وعنه: أبو الطيب عبد الله بن محمد، ومحمد بن الحسن بن منصور النيسابوريان، وأحمد بن يعقوب الفارسي، وطائفة. ومن القدماء: أبو العباس بن عقدة. ومن المتأخرين: أبو عبد الله بن مندة. وكان حسن الرأي فيه. قال حمزة السهمي: سألت عنه أبا زرعة أحمد بن الحسين الرازي فقال: ضعيف. وقال الحاكم: هو صاحب عجائب عن الثقات. (25/190)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 191 وقال الخطيب: لا يُحتج به. ولد سنة ثملنٍ وخمسين ومائتين، وتوفي في شوال. قلت: وقد جمعمسند أبي حنيفة. عبد الرحمن بن إسحاق النهاوندي: أبو) القاسم الزجاجي النحوي، صاحبالجمل. أصله من صيمر، نزل بغداد ولزم أبا إسحاق الزجاج حتى برع في النحو. ثم نزل حلب، ثم دمشق. وأملى عن: محمد بن العباس اليزيدي، وعلي بن سليمان الأخفش، وابن دريد، وغيرهم. روى عنه: أحمد بن علي الحلبي، وأبو محمد بن أبي نصر التميمي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأحمد بن محمد بن سرام النحوي. قال الكتاني: توفي بطبرية في رمضان سنة أربعين. وبلغنا أنه صنف الجمل بمكة. وكان إذا فرغ الباب طاف به أسبوعاً، ودعا بالمغفرة. وللنُّحاة عليه في هذا الكتاب مؤاخذات معروفة، وقد انتفع به خلقٌ من المشارقة والمغاربة. علي بن محمد بن أمد بن أبي العوام الرياحي: (25/191)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 192 سمع: أباه. وعنه: أبو حفص بن شاهين، والكتاني. وثقه الخطيب. 4 (حرف القاف) القاسم بن أصبغ بن محمد بن يوسف بن واضح: أبو محمد الأندلسي القرطبي. مولى الوليد بن عبد الملك الأموي البياني. وبيانة محلة من قرطبة. هذا مسند العصر بالأندلس وحافظها ومحدثها الذي من أخذ عنه فقد استراح من الرحلة. فانه سمع: بقي بن مخلد، ومحمد بن وضاح، وأصبغ بن خليل، ومحمد بن عبد السلام الخشني. ورحل إلى المشرق سنة، هو ابن بضعٍ وعشرين سنة، فسمع: محمد بن إسماعيل الصائغ، وجماعة بمكة. وأبا محمد بن قتيبة، ومحمد بن الجهم السمري، والكديمي، وجعفر بن محمد بن شاكر، والحارث بن أبي أسامة، وأبا بكر أبي الدنيا، وأبا إسماعيل القاضي، ونحوهم ببغداد. وإبراهيم بن أبي العيش القاضي، وإبراهيم بن عبد الله العبسي القصار صاحب وكيع. وكان رفيقه في الرحلة محمد بن عبد الملك بن أيمن. (25/192)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 193 وصنف كتاب السنن علو وضع سنن أبي داود لكونه فاته السماع منه. وصنفمسند مالك، وكتاببر الوالدين، وغير ذلك. وكان بصيراً بالحديث والرجال، نبيلاً في النحو والغريب والشعر، مشاوراً في الأحكام. ولد في ذي الحجة سنة سبعٍ وأربعين ومائتين، وكان ممتعاً بذهنه، لا بنكر منه شيء إلا النسيان، خاصةً إلى آخر سنة سبعٍ وثلاثين، فتغير ذهنه إلى أن مات في رابع عشر جمادى الأولى سنة أربعين. ومن مصنفاته: كتابالمنتقى وهو كصحيح مسلم في الصحة، وكتاب المنتقى في السنن، وآثار التابعين. وله مصنف في الأنساب في غاية الحسن. وقيل: ترك التحديث قبل موته بعامين. روى عنه: حفيده قاسم بن محمد، وعبد الله بن محمد الباجي الحافظ، وعبد الوارث بن سليمان، وعبد الله بن نصر، وأبو) بكر محمد بن مفرج، وأحمد بن القاسم التاهرتي، وقاسم بن محمد بن غسلون، وأبو عمر أحمد بن الجسور، وأبو عثمان سعيد بن نصر، وخلق غيرهم. وتوفي في قرطبة في جمادى الأولى. القاسم بن فهد بن أحمد بن أبي هريرة المصري: يروي عن: النسائي، وعُليك الرازي. توفي في رجب. 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن إبراهيم: أبو بكر بن السقاء الهروي، مفيد أهل هراة. يروي عن: محمد بن أبي علي الخلادي، والحسن بن سفيان. وعنه: عبد الله بن يوسف الإصبهاني. محمد بن أحمد بن بالويه: (25/193)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 194 أبو بكر النيسابوري الجلاب. من أعيان المحدثين والرؤساء ببلده. رحل به أبوه وسمعه من: محمد بن غالب تمتام، ومحمد بن رمح البزاز، ومحمد بن يونس الكديمي، وبشر بن موسى، وموسى بن الحسن النسائي البغداديين. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو عبد الله بن مندة، وغير واحد. قال الحاكم: سمعته يقول: قال لي أبو بكر بن خزيمة: بلغني أنك كتبت عن محمد بن جرير تفسيره. قلت: نعم، كتبته عنه كله إملاءً من سنة إلى سنة. فاستعاره ابن خزيمة مني. قال الحاكم: وسمعته يقول: كتبت عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثلاثمائة جزء. توفي في رجب سنة. محمد بن أحمد بن محمد بن زيد: أبو علي بن حيكان المعدل النيسابوري. ثقة. قال الحاكم: سمعت الأستاذ أبا الوليد الفقيه يذكر فضل أبي علي وتقدمه في العدالة. وقال: خطب محمد بن يحيى الذهلي في تزويجه بنت ابنه يحيى الشهيد: وثنا أبو علي، عن أحمد بن الأزهر، فذكر حديثاً. قلت: مات في عشر المائة. محمد بن إبراهيم بن محمد بن الحسن (25/194)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 195 أبو عبد الله بن متويه الإصبهاني. إمام الجامع وابن إمامة. كان معدلاً فاضلاً. سمع: عبد الله بن محمد بن النعمان، والهروي، والطبقة. وحدث. قال أبو نعيم الحافظ: مسح رأسي وأعطاني حلواء. محمد بن جعفر بن إبراهيم: أبو بكر المناسكي. سمع: عثمان بن سعيد الدارمي، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي. وعنه: أبو عبد الله الحاكم. محمد بن حمزة بن أيوب اللخمي: مولاهم المصري، وأبو الحسن. روى عن: يحيى بن أيوب، وطبقته. توفي في رجب. محمد بن سعيد داود المديني: سمع: علي بن محمد الثقفي الإصبهاني. وعنه: محمد بن عبد الرحمن ين سهل. محمد بن عبيد الله: أبو الفضل الحوتكي الحصار، مصري جليل. روى عن: يحيى بن عثمان بن صالح، وأحمد بن داود المكي،) وطبقتهما. قال ابن يونس: كان ثقة. مات في صفر رحمه الله. محمد بن عبد الله بن بالويه بن زيد الشاماتي: أبو جعفر النيسابوري. قال الحاكم: صدوق صاحب كتاب سمع: الحسين بن الفضل، وأحمد ابن نصر. كتبت عنه. (25/195)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 196 محمد بن عيسى بن بندار: أبو بكر البغدادي الجصاص. قرأ على: إسحاق الخزاعي، وأبي ربيعة الربعي، وسعدان بن كثير. قرأ عليه: علي بن مجاهد الحجازي. محمد بن ملاق بن نصر: أبو العباس الأموي، مولاهم المصري. روى عن: روح بن الفرج، وخير بن عرفة. وتوفي في شهر رمضان. محمد بن يحيى الطائي الموصلي: قدم بغداد، وحدث بها عن: جد أبيه، وجده، أحمد بن إسحاق الخشاب. وعنه: محمد بن أحمد بن رزقويه، وأبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل، وعمر بن أحمد العكبري، وغيرهم. قال أبو حازم العبدوي: لا أعلمه إلا ثقة. وحسّن أبي بكر البرقاني أمره. توفي ببغداد في رمضان. وعند سبط السلفي من حديثه جزءان في السماء علواً. محمد بن يحيى بن مهدي: أبو الذكر المصري الأسواني التمار. قاضي مصر. كان من كبار فقهاء المالكية. له حلقة. وحضر جنازته خلقٌ لا يحصى عددهم. وقد أطنب في ذكره وأسهب في أمره أبو سعيد بن يونس فقال: كان له (25/196)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 197 بمصر قدرٌ ومنزلة جليلة. وكان تسلم القضاء من أبي عبيد علي بن الحسين. وكان جلداً. وكان فٌ تياً أهل مصر في وقته إليه. حدث بيسير، ونيفّ على الثمانين. توفي ي يوم عيد الفطر. قلت: لك يذكر ابن يونس أبا عبيد هذا في تاريخه. وكان لأبي الذكر قدمٌ في العبادة رحمه الله تعالى. 4 (الكنى) أبو الحسن الكرخي: شيخ الحنيفة بالعراق. اسمه عبيد الله بن الحسين بن دلال. سمع ببغداد: إسماعيل القاضي. وسمع: محمد بن عبد الله الحضرمي مطين. روى عنه: أبو عمر بن حيويه، وابن شاهين، وعبد الله بن محمد الأكفاني القاضي. وكان علامة كبير الشأن، بارعاً. انتهت إليه رئاسة الأصحاب، وانتشر تلامذته في البلاد. وكان عظيم العبادة والصلاة والصوم، صبوراً على الفقر والحاجة. قال أبو بكر الخطيب: حدثني الصيمري: حدثني أيو القاسم بن علان الواسطي قال: لما أصاب أبا الحسن الكرخي الفالح في آخر عمره حضرته وحضر أصحابه أبو بكر الدامغاني، وأبو علي الشاشي، وأبو عبد الله البصري (25/197)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 198 فقالوا: هذا مرض يحتاج إلى نفقة وعلاج، والشيخ مقل. ولا ينبغي أن نبذله للناس. فكتبوا إلى سيف الدولة بن) حمدان. فأحس أبو الحسن بما هم فيه، فبكى وقال: اللهم لا تجعل رزقي إلا من حيث عودتني. فمات قبل أن يحمل إليه شيء. ثم ورد من سيف الدولة عشرة آلاف درهم قتُصدق بها. توفي وله ثمانون سنة. وأخذ عنه الفقه الذين ذكرناهم، والإمام أبو بكر أحمد بن علي الرازي، وأبو القاسم علي بن محمد التنوخي. أبو عمر الطبري الفقيه: كان يدّرس ببغداد مذهب أبي حنيفة هو، والكرخي، فماتا في عامٍ واحد. ولهذا شرح الجامعين. (25/198)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 199 1 (وفيات سنة تقريباً)

4 (حرف الألف) أحمد بن إسماعيل العسكري المصري: سمع: يونس بن الأعلى. وعنه: ابن مندة. أحمد بن محمود بن طالب بن حيت. بحاء مهملة مكسورة: وذلك مستفاد من خنب. أبو حامد البخاري الصرام. ذكره ابن ماكولا، وأبو حيت فردٌ، قال: حدث أبو حامد عن: عبد الله ابن أبي حفص، ويعقوب بن غرمل. وعنه: سهل بن عثمان. مات بعد الثلاثين وثلاثمائة، وقد أتى عليه مائة وخمس وستون. أحمد بن مروان: أبو بكر الدينورب المالكي، ومصن فالمج السة. سمع: محمد بن عبد العزيز الدينوري، وأبا بكر بن أبي الدنيا، وأبا قلابة الرقاشي، وعبد الله بن مسلم بن قتيبة، والكديمي، والنضر بن عبد الله الحلواني، (25/199)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 200 وعباس بن محمد الدوري، وإبراهيم بن ديزل، وعبد الرحمن بن مرزوق البزوري، وخلقاً سواهم. وعنه: الحسين بن إسماعيل الضراب، وإبراهيم بن علي بن غالب التمار، والقاضي أبو بكر الأبهري. وله: فضائل مالك، وكتابالرد على الشافعي. وله يدٌ في المذهب. ضعّفه الدارقطني واتهمه. قال ابن زولاق فيقضاة مصر. كان أحمد بن مروان قد قدم مصر وحدث بها بكتب ابن قتيبة وغيرها. ثم سافر إلى أسوان لقضائها، فأقام بها سنين كثيرة. فحدثني أحمد بن مروان قال: ولي ابن قتيبة، قضاء مصر، يعني أبا جعفر، فجاءني كتاب أبي الذكر محمد بن يحيى يقول فيه: خاطبت القاضي في أمرك، فوعدني بإنفاذ العهد إليك. فلما ذكرت له أنك تروي كتب أبيه، وقف وبدا له، وقال: أنا أعرف كل من سمع من أبي وما أعرف هذا الرجل. فإن كان عندك علامة فاكتب إلى بها، فكتبت إليه بعلامات يعرفها، فكتب لي يعتذر، وبعث بعهدي. أحمد بن يحيى بن سعد: أبو حامد النيسابوري. سمع: محمد بن يحيى. وعنه: ابن مندة. أحمد بن محمد بن أبي يعقوب بن الخليفة هارون الرشيد: أبو الحسن الرشيدي. (25/200)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 201 سمع: الحسن بن عرفة،) والعباس الترقفي، واحمد بن محمد بن يحيى ابن حمزة، وجماعة. وعنه: عر بن علي الأنطاكي، منصور بن عبد الله الخالدي الذهلي، ويعقوب بن مسدد القلوسي، وغيرهم. أحمد بن هشام بن حميد الحصري: أبو بكر. عن: العطاردي، ويحيى بن أبي طالب، ومحمد بن الجهم. وعنه: القاضي أبو عمر الهاشمي، ومحمد بن عبد الرحمن بن أشتافنا. 4 (حرف الجيم) جعفر بن محمد بن الحسن: أبو عبد الله الإصبهاني، ونزيل سيراف. حدث عن: هارون بن سليمان، وحذيفة بن غياث، وجماعة. روى عنه: مسلمة بن القاسم الأندلسي، وأبو الحسين بن جميع. وقع لنا حديثه عالياً. 4 (حرف الحاء) الحسن بن علي بن إسحاق: أبو علي بن شيرزاد. بغدادي، يروي عن: عباس الدوري، والحسن بن مكرم. وعنه: ابن رزقويه، وغيره. وثقه الخطيب. (25/201)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 202 الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي: أبو علي. حدث بالبصرة عن: يعقوب الفسوي: وعنه: ابن جميع. الحسن بن محمد بن يزيد بن محمد بن عبد الصمد: أبو علي الدمشقي. روى عن: جده. وعنه: أبو هاشم المؤدب. قال أبو الحسين الرازي: اختلط في سنة. حمدان بن عون: أبو جعفر الخولاني المصري المقرىء. أحد الحذاق. قرأ على: إسماعيل بن عبد الله النحاس. قرأ عليه: عمر بن محمد بن عراك فقال عمر بن محمد: قال لي حمدان ابن عون بن حكيم في سنة إحدى وثلاثين: قرأت على أحمد بن هلال ثلاثمائة ختمة، ثم أى بي إلى النحاس فقال له: هذا تلميذي وقد قرا علي وجود، فخذ عليه. فأخذ علي ختمتين. قال الداني: توفي حمدان حول سنة. 4 (حرف الخاء) خالد بن محمد بن عبيد الدمياطي: الفقيه المالكي. ويعرف بابن عين الغزال. كانت له حلقة بدمياط في الجامع. (25/202)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 203 روى عن: عبيد بن أبي جعفر الدمياطي، وبكر بن سهل، وجماعة. وثقه ابن يونس، وقال: توفي سنة نيفٍ وثلاثين وثلاثمائة. 4 (حرف العين) عباد بن عباس بن عباد: أبو الحسن الطالقاني، والد الصاحب إسماعيل بن عباد. سمع: أبا خليفة الجمحي، وجعفر الفريابي. وعنه: أبو الشيخ. توفي سنة أربعٍ أو خمسٍ وثلاثين. عبد الله) بن يعقوب بن إسحاق الكرماني: حدث بنيسابور عن: يحيى بن بحر، ومحمد بن أبي يعقوب الكرمانيين وعنه: أبو أحمد الحاكم، وأبو طاهر بن محمش، وأبو عبد الله بن مندة. وحديثه بعلوٍّ في بلد إصبهان من أربعين السلفي لكنه ضعيف. قال أبو علي الحافظ: قلت له: في أي سنةٍ ولدت قال: سنة خمسين ومائتين. فقلت له: مات ابن أبي يعقوب قبل أن تولد بسبع سنسن فاعلمه. وقال الحاكم: كان في أيامي، ولم أسمع منه. عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن محمد البغدادي: أبو عبد الله بن الختلي. سمع: أباه، وإسماعيل القاضي. وابن الدنيا، وأبا إسماعيل السلمي، والبرتي، وهذه الطبقة. (25/203)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 204 وعنه: الدراقطني، وأبو الحسن بن البواب، وأبو القاسم بن الثلاج، وأبو عمر الهاشمي. وكان ثقة حافظاً عارفاً. سكن البصرة. قال المحسن التنوخي: دخل إلينا أبو عبد الله الختلي البصرة وليس معه كتبه، فحدث شهوراً إلى أن لحقته كتبه، فسمعته يقول: حدثت بخمسين ألف حديث من حفظي إلى أن لحقتني كتبي. علي بن سعيد بن الحسن البغدادي: القزاز المقرىء أبو الحسن، المعروف بابن ذؤابة. كان من جلة أهل الأداء، مشهور ضابط محقق. قرأ على: إسحاق بن أحمد الخزاعي، وأبي عبد الرحمن اللهبي، وأحمد ابن فرج الضرير، وابن مجاهد، وطائفة. وأقرأ القرآن مدة. قرأ عليه: أبو الحسن الدارقطني، وصالح بن إدريس، وعامة أهل بغداد. قال أبو عمرو الداني: مشهور بالضبط والإتقان، ثقة مأمون. علي بن محمد: أبو الحسين المري الدمشقي المقرئ. قرأ على: هارون بن موسى الأخفش، وعلى: أبيه محمد بن أحمد المري. وقرأ عليه: سلامة بن الربيع المطرز، ومحمد بن أحمد بن الجبني. ووالده هو محمد بن عمر بن أبان بن الوليد القاضي أبو الحسن الطبري. ولي قضاء إصبهان مدة. وحدث عن: محمد بن أيوب بن الضريس، وأبي خليفة، والحسن بن سفيان، وخلق لقيهم بالشام ومصر والعجم. وعنه: والد أبي نعيم، ومحمد بن أحمد بن محمد، وأبو بكر بن (25/204)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 205 المقرئ، وغيرهم. قال أبو نعيم الحافظ: كان رأساً في الفقه والحديث والتصوف. خرج فتولى بلاد لجبل، رحمه الله تعالى. عمر بن أحمد بن مهدي: والد الدارقطني. قال الخطيب: كان ثقة. روى عن: إبراهيم بن شريك، وجعفر الفريابي. روى عنه: ابنه. عمر بن سعد القراطيس: روى عن: أبي بكر بن أبي الدنيا. وعنه: الآجري، وابن حيويه، والمرزباني. وثقه الخطيب. عيسى بن محمد بن حبيب: أبو عبد الله الأندلسي. روى بمصر والشام عن: ياسين بن محمد البجاني، وأحمد بن هارون الإسكندراني، ومحمد بن أحمد) بن حماد زغبة. روى عنه: أبو سعيد بن يونس، وأبو الحسين الرازي والد تمام. وهما أكبر منه ومحمد بن إبراهيم الطرسوسي، وأبو الحسين بن جميع. 4 (حرف الميم) محمد بن أحمد بن مخزوم: (25/205)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 206 أبو الحسين البغدادي المقرئ. يروي عن: إسحاق بن سنين، وإبراهيم بن الهيثم البلدي. وعنه: أبو بكر الأبهري. محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن يعقوب بن زوزان: أبو بكر الأنطاكي. قيل: اصله بغدادي. سمع بمصر من: يوسف بن يزيد القراطيسي، وأبي علاثة محمد بن عمرو. وبالشام من: محمد بن إبراهيم بن كثير الصوري، وزكريا خياط السنة، ومحمد بن يحيى حامل كفنه، وطائفة. وببغداد: بشر بن موسى، وجماعة. روى عنه: أبو أحمد محمد بن عبد الله الدهان، وأبو محمد بن ذكوان، وأبو الحسين بن جميع، وأحمد بن علي الحلبي، وأبو الفرج بن إبراهيم النصيبي. وحدث بأنطاكية، وغيرها. وزوزان بمعجمتين. محمد بن أحمد بن عبد الله بن صفوة: أبو الحسن المصيصي. روى عن: يوسف بن مسلم، وغيره. وعنه: علي بن محمد بن إسحاق الحلبي، وأحمد بن محمد بن علي (25/206)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 207 النسوي، ومحمد بن أحمد بن يعقوب الهاشمي، وابن جميع الغساني. محله الصدق. محمد بن سعيد بن إسحاق الإصبهاني القطان: سمع: يحيى بن أبي طالب، والحسن بن مكرم ببغداد، وأحمد بن عصام، وجماعة. وعنه: الحافظ أبو إسحاق بن حمزة، وأحمد بن عبيد الله القصار، وأبو بكر المقرئ، وأبو عبد الله بن مندة، وعبد الله بن محمد بن مندة، ومحمد بن أحمد ابن جعفر الأبح. ووصفه ابن المقرئ بالصلاح. محمد بن عبد الله الشعيري: أبو الطيب النيسابوري. شيخ الحاكم. محمد بن عبد الله بن جبلة البغدادي: أبو بكر المضري الطرسوسي. حدث بدمشق عن: الحسن بن عرفة، وصالح بن أحمد بن حنبل، وهشام ابن علي السيرافي. وعنه: علي بن أحمد الشرابي، وتمام الرازي، وعبد الرحمن بن أبي نصر. وقال عبد العزيز الكتاني: حدث عن يوسف بن مسلم، وأحمد بن شيبان. وكان شيخاً فيه نظر. محمد بن الحسن بن يونس: (25/207)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 208 الإمام أبو العباس الكوفي المقرىء النحوي. قرأ القرآن على: إسماعيل القاضي، والحسن بن عمران الشحام صاحبي قالون. وعلى: علي بن الحسن التميمي صاحب محمد بن غالب الصيرفي. وتصدر بالكوفة. قرأ عليه: عبد الغفار بن عبيد الله الخصيبي، ومحمد بن فيروز الكرجي. وعلى محمد الشاهد، والقاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله الجعفي) الهرواني، وأبو الحسن محمد بن جعفر التميمي النحوي ابن النجار، وغيرهم. محمد بن جعفر بن محمد بن المستفاض: أبو الحسن بن الفريابي. عداده في البغداديين، ثم نزل حلب. وحدث عن: عباس الدوري، وإسحاق بن سيار النصيبي، ومحمد بن أحمد بن الجنيد، وإسماعيل القاضي ورى عنه رواية قالون. حدث عنه: عبد المنعم بن غلبون، وعلي بن محمد بن إسحاق الحلبي، وأبو حفص بن شاهين، وعمر بن إبراهيم الكتاني، وآخرون. وعاش دهراً. فإنه ولد سنة. وثقه أبو بكر الخطيب. وآخر من حدث عنه ابن جميع الغساني. محمد بن جعفر بن محمد بن عصام الأنصاري النسفي: شيخ معمر. (25/208)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 209 روى عن: أبي عبد الله البخاري أربعة عشر حديثاً. قال جعفر المستغفري: وهو آخر من روى عنه فيما أعلم. محمد بن إسماعيل: أبو الحسن الرازي المؤدب. نزل بغداد. روى عن: أبي حاتم موسى بن نصر، وإبراهيم الحربي. وعنه: ابن رزقويه، وأبو علي بن شاذان. يؤخر. محمد بن عبد الله الحربي: المقرىء أبو عبد الله. وقيل: محمد بن جعفر. قرأ على: أحمد بن سهل الأشناني، وأبي جعفر أحمد بن علي البزاز. وكان من جلة أصحابهما. مجوداً لحرف عاصم. قرأ عليه الدراقطني، فقال وحدُه: محمد بن عبد الله. وقرأ عليه: أحمد بن نصر الشذائي، ومحمد بن أحمد الشنبوذي، وعمر ابن إبراهيم الكتاني فقالوا: محمد بن جعفر. وكان من صلحاء المقرئين. محمد بن علي بن محمد: أبو بكر النيسابوري. سمع: عيسى بن أحمد العسقلاني. وعنه: أبو عبد الله بن مندة. 4 (حرف الياء) يزيد بن إسماعيل: (25/209)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 210 أبو بكر الخلال. سمع: عبد الله بن أبو المخرمي، وأحمد بن منصور الرمادي، والترقفي. وعنه: أيوب عمر الهاشمي، و القاضي علي بن القاسم النجاد، وعلي بن أحمد البزاز البصريون، شيوخ الخطيب. قال الخطيب: ثقة سكن البصرة. يزيد بن محمد بن إياس: أبو زكريا الأزدي الحافظ. مؤرخ الموصل وقاضيها. سمع: إسحاق الحربي، ومحمد بن أحمد بن أبي المثنى، وعبيد بن عثام، ومطيناً، وخلقاً سواهم. وولي قضاء الموصل. وكان يُعرف بابن زكرة. روى عنه: المظفر بن محمد الطوسي، ومحمد بن أحمد بن جميع، ونصر بن أبي نصر الطوسي العطار. وقع لنا حديثه بعلوّ. (25/210)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 211 (25/211)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 212 (25/212)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 213 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الخامسة والثلاثون أحداث)

1 (الأحداث منسنة إلى)

4 (أحداثسنة إحدى وأربعين وثلاثمائة) تعزيز القائلين بالتناسخ: فيها اطلع أبو محمد المهلبي على قومٍ من التناسخية فيهم شابٌ يزعم أن روح علي رضي الله عنه انتقلت إليه. وفيهم امرأة تزعم أن روح فاطمة عليها السلام انتقلت إليها. وفيهم آخر يدعي أنه جبريل، فضربوا فتعزروا بالإنتماء إلى أهل البيت، فأمر معز الدولة، بإطلاقهم لميله إلى أهل البيت. وهذا كان من أفعاله الملعونة أخذ الروم سروج: وفيها اخذت الروم سروج، فقتلوا وسبوا وأخربوا البلد. الحج هذه الموسم: وحج بالناس أحمد بن عمر بن يحيى العلوي. وفاة المنصور إسماعيل بن القائم: وفي آخر شوال مات المنصور أبو الطاهر ابن القائم محمد بن (25/213)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 214 عبيد صاحب المغرب بالمنصورية التي مصرها. وصلى عليه ولي عهده أبو تميم معد بن المنصور الملقب بالمعز لدين الله. وكان بعيد الغور، حاد الذهن، سريع الجواب عاش أربعين سنة، وبقي في السلطنة سبعة أعوام وأيام، وخلف خمسة بنين وخمس بنات. وكان فصيحاً مفوهاً يخترع الخطبة. حارب ابن كيداد ولم يزل حتى أسره، ومات في حبسه فسلخ جلده وحشاه تبناً، ثم صلبه وأحرقه. وأحسن السيرة وأبطل مظالم أبيه. وقام بعده ابنه المعز فأحسن السيرة فأحبه الناس، وصفت له المغرب، وافتتح مصر وبنى القاهرة. وفاة أبي الخير التيناتي: وفيها أو قريباً منها توفي العابد القدوة أبو الخير التيناتي الأقطع صاحب الكرامات. وستأتي ترجمته رحمه الله تعالى. (25/214)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 215 4 (أحداث سنة اثنين وأربعين وثلاثمائة) أسر سيف الدولة لابن الدمستق: وفيها عاد سيف الدولة من الروم سالماً مؤيداً غانماً قد أسر قسطنطين بن الدمستق. محاربة ابن محتاج لابن بويه: وفيها جاء صاحب خراسان ابن محتاج إلى الري محارباً لابن بويه، وجرت بينهما حروب. وعاد إلى خراسان. محنة ابن بهزاد السيرافي: وفيها كانت بمصر محنة أحمد بن بهزاد بن مهران السيرافي المحدث. أقام يملي بمصر زماناً. فأملى في داره حديث الشاك الذي جاء إلى علي رضي الله عنه فقال: إني شككت في شيء. فقال: سل. وأجابه. فقام جماعةٌ من المالكية وشكوه إلى أبي المسك كافور الإخشيدي، فرد الأمر إلى الوزير أبي الفضل بن حنزابه. فحضر عند القضاة والفقهاء فكتبوا) كلهم أن من حدث بهذا الحديث فليس بثقةٍ أن يؤخذ عنه. فامتنع أبو بكر بن (25/215)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 216 الحداد أن يُفنى بذلك. وعنف ابن بهزاد ومنع من الحديث. وقال أبو جعفر أحمد بن عون الله القرطبي: قرص لي عثمان رضي الله عنه وأشار إلى ما لا يحل اعتقاده، فتركته. وقال ابو عمر الطلمنكي: أملى على أهل الحديث حديثاً منكراً متضمناً مخالفة الجماعة، فقال: أجيفوا الباب ما أمليته من ثلاثين سنة. فاستشعر القوم، فقاموا عليه لما أملاه، ومنع من التحديث. ثم أنه تعصب له قومٌ من الفرس، فأُذن له بالحديث. وقد وثقه جماعةٌ. وروى عن الربيع المرادي. وتوفي في شعبان سنة ستٍّ وأربعين. حديثه بعلو فيالخليعات. أسر ابن الدمستق: وأسر سيف الدولة ابن الدمستق، كما ذكرنا، في وقعة كانت بينه وبين أبيه. وكان الذي أسره ثواب العقيلي، فدخل سيف الدولة حلب، وابن الدمستق بين يديه. وكان مليح الصورة، فبقي عنده مكرماً حتى مات. وفاة الحسن بن طغج: وفيها توفي الحسن بن طغج أبو المظفر أخو الإخشيد. ولي إمرة دمشق مرتين، ثم ولي إمرة الرملة، وبها مات. (25/216)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 217 4 (أحداث سنة ثلاثٍ وأربعين وثلاثمائة) وقعة سيف الدولة والدمستق: فيها كانت وقعة عظيمة بين سيف الدولة وبين الدمستق على الحدث. وكان الدمستق قد جمع أمماً من الترك والروس والبلغار والخزر، فكانت الدبرة عليه، وقتل معظم بطارقته، وهرب هو واُسر صهره وجماعة من بطارقته. وأما القتلى فلا يحصون. وغنم سيف الدولة عسكرهم بما فيه. خطبة ابن محتاج للمطيع: وفيها خطب أبو علي بن محتاج صاحب خراسان للمطيع، ولم يكن خطب له قبل ذلك. وبعث له المطيع اللواء والخلع. مرض معز الدولة: وفيها مرض معز الدولة بعلة الإنعاظ الدائم، وأُرجف بموته واضطربت بغداد. فركب بكلفة ليسكن الناس. (25/217)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 218 الوحشة بين أنوجور وكافور: وفيها وقعت الوحشة بين أنوجور بن الإخشيد وبين كافور وسببه أن قوماً كلموا ابن الإخشيد وقالوا: قد احتوى كافور على الأموال، وتفرد بتدبير الجيوش، واقتطع أموال أبيك، وأنت معه مقهور. وزينوا له الكيد، وحملوه على التنكر له، ولزم الصيد والتباعد فيه إلى المحلة وغيرها، والجلوس إذا رجع في بستانه منهمكاً في اللعب واللهو. فلما كان في حادي عشر المحرم علمت والدة أبي القاسم أنوجور أن ابنها الليلة على المسير إلى الرملة، فقلِقت لذلك، وأرسلت أبا المسك كافور بالمضي إليه فلم يفعل، بل أرسل إليه برسالات بليغة، وبعثت أمه إليه تخوفه الفتنة وتنصحه.) ثم طابت نفسه واصطلحوا. وفاة نوح بن نصر الساماني: وفيها توفي الأمير نوح بن نصر ببخارى في جمادى الأولى. (25/218)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 219 4 (أحداث سنة أربع وأربعين وثلاثمائة) انعقاد إمرة الأمراء لبختيار: في المحرم عقد معز الدولة إمرة الأمراء لابنه أبي منصور بختيار. مهاجمة صاحب خراسان لركن الدولة: وفيها تحرك صاحب خراسان على ركن الدولة فنَجده أخوه بجيش من العراق. دخول ابن ماكان الديلمي إصبهان واعتقاله: وفيها دخل ابن ماكان الديلمي، أحد قواد صاحب خراسان، إلى إصبهان، فنزح عنها أبو منصور بن ركن الدولة، فتبعه ابن ماكان فأخذ خزائنه. وعارضه أبو الفضل بن العميد وزير الدولة ومعه القرامطة، فأوقعوا به وأثخنوه بالجراح، وأسروا قواده، وحملوه إلى القلعة. وصار ابن العميد إلى إصبهان فأوقع بمن فيها من أصحابه ورجع إليها أبو منصور بويه. الوباء بالري: وفيها وقع وباء عظيم بالري. وكان أبو علي بن محتاج صاحب خراسان قد نازلها فمات في الوباء. (25/219)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 220 إصابة ابن مقلة بالفالج: وفيها فُلج أبو الحسين علي بن مقلة وأُسكت وله تسعٌ وثلاثون سنة. عهد المطيع ولواؤه لصاحب خراسان: وفيها ورد رسول أبي الفوارس عبد الملك بن نوح صاحب خراسان، فبعث إليه المطيع بالعهد واللواء. الزلزلة في مصر: وفيها زُلزلت مصر زلزلة صعبة هدمت البيوت، ودامت مقدار ثلاث ساعات زمانية، وفزع الناس إلى الله بالدعاء. (25/220)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 221 4 (أحداث سنة خمس وأربعين وثلاثمائة) زيادة اقطاع الوزير المهلبي: وفيها زاد الملك معز الدولة في إقطاع الوزير أبي محمد المهلبي وعظم قدره عنده. إيقاع الروم بأهل طرسوس: وفيها أوقع أهل الروم بأهل طرسوس وقتلوا وسبوا، وأحرقوا قراها. خروج روزبهان الديلمي على معز الدولة: وفيها خرج روزبهان الديلمي على معز الدولة وانحاز المهلبي بمن معه، فخرج معز الدولة لقتال روزبهان. وانحدر بعده المطيع لله. ثم ظفر معز الدولة بروزبهان في المصاف وبه ضربات، وأسر قواده. وقدم بغداد وروزبهان على جمل، ثم غرق. غزوة سيف الدولة للروم: وفيها غزا سيف الدولة بلاد الروم، وافتتح حصوناً وسبى وغنم، وعاد إلى حلب. (25/221)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 222 غارة الروم على نواحي ميافارقين: ثم أغارت الروم على نواحي ميافارقين. وفاة أم المطيع لله: وفيها توفيت أم المطيع لله بعلة الاستسقاء.) (25/222)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 223 4 (أحداث سنة ستٍّ وأربعين وثلاثمائة) ظهور جبال وجزر في البحر: فيها نقص البحر ثمانين ذراعاً، وظهر فيه جبال وجزائر لم تعهد. وكان العام قليل المطر جداً. الزلازل بالري: وكان بالري ونواحيها زلازل عظيمة. الإنخساف بالطالقان: وخُسف ببلد الطالقان في ذي الحجة، ولم يفلت من أهلها إلا نحو ثلاثين رجلاً. (25/223)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 224 وخسف بخمسين ومائة قرية من قرى الري، واتصل الأمر إلى حلوان فخسف بأكثرها. وقذفت الأرض عظام الموتى، وتفجرت منها المياه. وتقطع بالري جبل. وعلقت قريةٌ بين السماء والأرض بمن فيها نصف نهار، ثم خسف بها. وانحرفت الأرض خروقاً عظيمة، وخرج منها مياه منتنة ودخان عظيم هكذا نقل ابن الجوزي فالله أعلم. وفاة أبي العباس الأصم: وفيها توفي أبو العباس الأصم محدث خراسان في ربيع الأول، وقد ناهز المائة. (25/224)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 225 4 (أحداثسنة سبع وأربعين وثلاثمائة) عودة الزلازل بحلوان: وفيها عادت الزلازل بحلوان وقمم الجبال، فأتلفت خلقاً عظيماً، وهدمت الحصون. هجوم الجراد: وجاء جرادٌ طبق الدنيا، فأتى على جميع الغلات والأشجار. خروج الروم إلى آمد وغيرها: وفي ربيع الأول خرجت الروم إلى آمد وأرزن وميافارقين، ففتحوا حصوناً كثيرة، وقتلوا خلائق، وهدموا سميساط. شغب الترك والديلم على ناصر الدولة: وفي ربيع الآخر شغب الترك والديلم بالموصل على ناصر الدولة، (25/225)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 226 أحاطوا بداره. فحاربهم بغلمانه وبالعامة، فظفر وقتل جماعة، ومسك جماعة، وهربوا إلى بغداد. الوقعة بين الروم وسيف الدولة وهربه: وفي شعبان كانت وقعة عظيمة بنواحي حلب بين الروم وسيف الدولة، فقتلوا معظم رجاله وغلمانه، وأسروا أهله، وهرب في عددٍ يسير. دخول معز الدولة الموصل: وفيها سار معز الدولة إلى الموصل ودخلها، فنزح عنها ناصر الدولة بن حمدان إلى نصيبين. فسار ناصر الدولة إلى ميافارقين، واستأمن عسكره إلى معز الدولة، فهرب إلى حلب مستجيراً بأخيه سيف الدولة، فأكرم مورده، وبالغ في خدمته. وجرت فصول، ثم قدم في الرسلية أبو محمد الفياضي، كاتب سيف الدولة، إلى الموصل. فقرر الأمر على أن تكون الموصل وديار ربيعة والرحبة على سيف الدولة. لأن معز الدولة لم يثق بناصر الدولة، فإنه غدر به مراراً ومنعه الحمل. فقال معز الدولة: أنت عندي الثقة. وأن يقدم ألف ألف درهم. ثم انحدر معز الدولة إلى بغداد. وتأخر الوزير المهلبي والحاجب (25/226)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 227 سبكتكين بالموصل إلى أن يحمل مال) التعجيل. وفاة القاضي ابن حذلم: وفيها توفي قاضي دمشق أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم. وكان إماماً فقيهاً على مذهب الأوزاعي، له حلقة بالجامع. (25/227)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 228 4 (أحداث سنة ثمانٍ وأربعين وثلاثمائة) خلعة السلطنة لبختيار: فيها خَلع المطيع على بختيار بن معز الدولة خِلع السلطنة، وعقد له لواء، ولقبه عز الدولة أمير الأمراء. سرية محمد بن ناصر الدولة وأسره: وفيها خرج محمد بن ناصر الدولة بن حمدان في سرية نحو بلاد الروم، فأسرته الروم بمن معه. وقوع أبي الهيثم ابن القاضي أبي حصين في أسر الروم: وفيها وصلت الروم إلى الرها وحران، فأسروا أبا الهيثم ابن القاضي أبي حصين، وسبوا وقتلوا. غرق زوارق الحجاج: وفي سابع ذي القعدة غرق من الحجاج الواردين من الموصل إلى بغداد، في دجلة، بضعة عشر زورقاً فيها من الرجال والنساء نحو ستمائة نفس. (25/228)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 229 موت ملك الروم: وفيها مات ملك الروم وطاغيتهم الأكبر بالقسطنطينة، وأُقعد ابنه مكانه. ثم قتل ونُصب غيره. دخول الروم طرسوس والهارونية: ووصلت الروم لعنهم الله إلى طرسوس فقتلوا جماعة وفتحوا حصن الهارونية وخربوا الحصن وقتلوا أهله خطب ابن نباتة الجهادية ثن كرت الروم إلى ديار بكر، ووصلوا ميافارقين، فعمل الخطيب عبد الرحيم بن نباتة الخطب الجهادية. هرب ابن المطيع: وفيها هرب بن عبد الواحد بن المطيع لله من بغداد إلى دمشق. (25/229)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 230 وفاة جماعة من الأعلام: وفيها توفي: الوزير عبد الرحمن بن عيسى بن الجراح، وأبو بكر أحمد بن سليمان الفقيه النجاد شيخ الحنابلة، وجعفر بن محمد بن نصير الخلدي الزاهد المحدث، وأبو بكر محمد جعفر الأدمي المحدث. محاصرة جوهر المعزي لفاس: وسار جوهر المعزي إلى آخر المغرب وحاصر فاس، فافتتحها عنوةً، وأخذها من الملك أحمد بن بكر في رمضان. (25/230)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 231 4 (أحداث سنة تسع وأربعين وثلاثمائة) إيقاع نجا غلام سيف الدولة بالروم: فيها أوقع نجا، غلام سيف الدولة، بالروم فقتل وأسر. الفتنة بين السُّنة والشيعة ببغداد: وفيها جرت وقعة هائلة ببغداد في شعبان بين السنة والشيعة، وتعطلت الصلوات في الجوامع سوى جامع براثا الذي يأوي إليه الرافضة. وكان جماعة بني هاشم أثاروا الفتنة، فاعتقلهم معز الدولة، فسكنت الفتنة. ظهور أمر المستجير بالله ومقتله: وفيها ظهر ابنٌ لعيسى بن المكتفي بالله بناحية أرمينية، وتلقب بالمستجير بالله يدعو إلى) الرضى من آل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس الصوف وأمر بالمعروف. ومضى إلى جبال الديلم فاستنصر بهم، وهم سنة، فخرج معه جماعة منهم وساروا إلى أذربيجان. فاستولى المستجير بالله على عدة بلدان، وبعضها كان في يد سالار الديلمي. فسار إليه سالار فهزمه، ويقال قتله. (25/231)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 232 مرض معز الدولة: وفي شوال عرض للملك معز الدولة مرض في كلاه فبال الدم، ثم احتبس بوله، ثم رمى حصاً صغاراً ورملاً. وأرجفوا بموته. غزوة سيف الدولة في بلاد الروم وكثرتهم عليه: وفيها جمع سيف الدولة جموعاً كثيراً وغزا بلاد الروم، فأسر وقتل وسبى، فثارت الروم وكثروا عليه، فعاد في ثلاثمائة من خواصه، وذهب جميع ما كان معه، وقتل أعيان قواده، وخرج من ناحية طرسوس. وفاة ابن ثوابة الكاتب: وفيها توفي أحمد بن محمد بن ثوابة كاتب الرسائل لمعز الدولة، فقلد مكانه أبو إسحاق إبراهيم بن هلال الصابيء. وفاة أنوجور بن الإخشيد: وفي آخر السنة مات السلطان أنوجور الإخشيد، وتقلد أخوه علي مكانه. ونائب المملكة أبو المسك كافور. (25/232)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 233 إسلام الترك: وفيها أسلم من الترك مائتا ألف خركاه. كذا ذكر أبو المظفر ابن الجوزي. بذل الهاشمي المال لتقلده القضاء: وفيها بذل القاضي الحسن بن محمد الهاشمي مائتي ألف درهم على أن يقلد قضاة البصرة. فأُخذ المال منه، ولم يقلد. وفاة الإمام حسان شيخ خراسان: وفيها توفي الإمام أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه شيخ أهل الحديث والفقه بخراسان عن اثنتين وسبعين سنة. وفاة النيسابوري: ومحدث نيسابور وحافظها الكبير أبو علي الحسين بن علي بن يزيد النيسابوري الصائغ. (25/233)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 234 4 (أحداث سنة خمسين وثلاثمائة) بناء معز الدولة للدار الهائلة في بغداد: فيها شرع معز الدولة لما تعافى في بناء دارٍ هائلة عظيمة ببغداد، أخرب لأجلها دوراً وقصوراً، وقلع أبواب الحديد التي على باب مدينة المنصور. وألزم الناس ببيع أملاكهم ليدخلها في البناء، ونزل في الأساسات ستة وثلاثين ذراعاً. فحاصله أنه لزمه من الغرامات عليها إلى أن مات ثلاثة عشر ألف ألف درهم. وصادر الدواوين وغيرهم. وجعل كل ما صح له شيء أخرجه في بنائها. وقد درست من قبل سنة ستمائة، ولم يبق لها أثر. وبقي مكانها دحلة يأوي إليها الوحوش، وشيء من الأساس يعتبر به من يراه. تقليد ابن أبي الشوارب قضاء القضاة: وفيها قلد قضاء القضاة أبو العباس عبد الله بن الحسن بن أبي الشوارب، وركب بالخلع من دار معز الدولة، وبين يديه الدبادب) والبوقات، وفي خدمته الجيش. وشرط على نفسه أن يحمل في كل سنة إلى خزانة معز الدولة مائتي ألف درهم. وكتب عليه سجلاً بذلك. فانظر إلى هذه المصيبة. وامتنع المطيع من تقليده ومن دخوله عليه، وأمر أن لا يمكن من الدخول عليه أبداً. (25/234)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 235 ضمان معز الدولة للحسبة والشرطة: وفيها ضمن معز الدولة الحسبة ببغداد والشرطة، فلا كان الله عافاه. وفاة ابن مقاتل بمصر: وفي شعبان مات بمصر متولي ديوان الخراج بها، وهو أبو بكر محمد بن علي بن مقاتل. فوجدوا في داره ثلاثمائة ألف دينار مدفونة. غزوة نجا غلام سيف الدولة لبلاد الروم: وفيها دخل نجا، غلام سيف الدولة بن حمدان، إلى بلاد الروم فسبى ألف نفس، وغنم أموالاً، وأسر خمسمائة. انتزاع الروم أقريطش: وفيها أخذ ملط الروم أرمانوس بن قسطنطين من المسلمين جزيرة أقريطش فلا حولة ولا قوة إلا بالله. وكان الذي افتتح أقريطش عمر بن شعيب الغليظ البلوطي، غزاها فافتتحها في حدود الثلاثين ومائتين، وصارت في يد أولاده إلى هذا الوقت. (25/235)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 236 وفاة القطان محدث بغداد: وفيها توفي محدث بغداد أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد القطان في شعبان. وكان صواماً قوامً، روى الكثير. وفاة الخطبي: وفيها توفي أبو محمد إسماعيل بن محمد بن علي الخطبي. وكان عالماً إخبارياً محدثاً يرتجل الخطب. وفاة الهاشمي خطيب جامع المنصور: وفيها توفي أبو جعفر عبد الله بن إسماعيل الهاشمي خطيب جامع المنصور. وكان ذا قعدد في الأبوة، فإنه في طبقة الواثق، إذ هو عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن عيسى بن المنصور أبي جعفر. وفاة عتبة الهمذاني: وفيها توفي، في ربيع الآخر، القاضي أبو السائب عتبة بن عبيد الله بن موسى الهمذاني. ولد بها سنة أربعٍ وستين ومائتين، وكان أبوه تاجراً. ولي أولاً قضاء أذربيجان، ثم قضاء همدان، ثم آل به الأمر إلى أن تقلد قضاء القضاة. وفاة فاتك المجنون: وفيها توفي فاتك المجنون أبو شجاع، أكبر مماليك الإخشيد. ولي إمرة دمشق. وكان فارساً شجاعاً. وقد رثاه المتنبي. (25/236)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 237 وفاة الناصر لدين الله صاحب الأندلس: وفيها توفي صاحب الأندلس الناصر لدين الله أبو المطرف عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام ابن الداخل إلى الأندلس عند زوال ملك بني أمية عبد الرحمن بن معاوية الأموي. ولي الإمرة سنة ثلاثمائة وطالت أيامه. ولما ضعف شأن الخلافة ببغداد من أيام المقتدر تلقب هذا بأمير المؤمنين. وكذا تلقب عبيد الله المهدي وبنوه بالقيروان. وكان هذا شجاعاً شهماً محمود) السيرة. لم يزل يستأصل المتغابين حتى تم أمره بالأندلس. واجتمع في دولته من العلماء والفضلاء ما لم يجتمع في دولة غيره. وله غزوات عظيمة ووقائع مشهورة. قال ابن عبد ربه: قد نظمت أرجوزةً ذكرت فيها غزواته. قال: وافتتح سبعين حصناً من أعظم الحصون، ومدحه الشعراء. وتوفي في رمضان من السنة. وكانت إمرته خمسين سنة، وقام بعده ولده الحكم. (25/237)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 238 1 (الطبقة الخامسة والثلاثون وفيات)

1 (وفيات سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة على الحروف)

4 (حرف الألف) أحمد بن أحيد الكرابيسي البخاري: سمع: صالح بن محمد جزرة، وسهل بن المتوكل. توفي في جمادى الآخرة. أحمد بن عبد الله بن الفرج: أبو بكر بن البرامي القرشي الدمشقي. روى عن: أبي قصي إسماعيل العذري، وأحمد بن علي بن سعيد القاضي، وجماعة. وعنه: تمام الرازي، وعبد الوهاب الكلابي، وأبو بكر بن أبي الحديد، وغيرهم. أحمد بن محمد بن جعفر بن حمويه: (25/238)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 239 أبو الحسين الجوزي. بغدادي، ثقة. سمع: أحمد بن عبد الجبار العطاردي، وأبا جعفر بن المنادي، وابن أبي الدنيا. روى عن: أبو الحسن بن بشران. توفي في ربيع الآخر. وثقه الخطيب. وعنه أيضاً: أبو إسحاق الطبري، وغيره. أحمد بن محمد بن عمرو: أبو الطاهر المديني الحامي. شيخ مصري صدوق. سمع: يونس بن عبد الأعلى، وبحر بن نصر، وغيرهما. وعنه: ابن مندة، ومنير بن أحمد الخشاب، ومحمد بن أحمد بن جميع، وأبو محمد بن النحاس. وحديثه من عوالي الخليعات. وتوفي في ذي الحجة وله ثلاثٌ وتسعون سنة. وكان قد عدله القاضي عبد الله بن وليد الداوودي. فلما عزل أسقطه القاضي الذي بعده في جماعة. فاجتمعوا ودخلوا على كافور الخادم، وفيهم أبو الطاهر هذا، فقال: أيها الأستاذ، ثنا يونس بن عبد الأعلى، نا سفيان، عن الزهري، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تحاسدوا ولا تقاطعوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً. ولا يحل لمسلمٍ أن يهجر أخاه فوق ثلاث. (25/239)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 240 وهؤلاء القوم قاطعونا وهاجرونا، وقد صار لمخالفة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عُصاة غير مقبولين. فلان لهم كافور ووعدهم بخير. إسحاق بن عد الكريم: أبو يعقوب الصواف الفقيه. مصري محدث. سمع: أبا عبد الرحمن النسائي، وأبا العلاء الكوفي.) وحدث. إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة: أبو يعقوب الإصبهاني. سمع: عبد الله بن محمد بن النعمان، وأحمد بن عمرو البزار، وأمد بن عمرو بن أبي عاصم. وعنه: محمد بن عبد الرحمن بن مخلد، وابنه أبو عبد الله الحافظ. وقال أبو نعيم: رأيته. إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن صالح البغدادي: (25/240)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 241 أبو علي الصفار النحوي الملحي، صاحب المبرد. سمع: الحسن بن عرفة، وزكريا بن يحيى المروزي، والمخرمي، وأحمد بن منصور الرمادي، وسعدان بن نصر، ومحمد بن عبيد الله بن المنادي، وطائفة سواهم. وعنه: الدارقطني، وابن المظفر، وعبيد الله بن محمد السقطي، وأبو عمر بن مهدي، وابن رزقويه، وأبو الحسين بن بشران، وعبد الله بن يحيى السكوني، ومحمد بن محمد بن مخلد، وطائفة كبيرة. وثقه الدارقطني وقال: كان متعصباً للسنة. قلت: وعاش دهراً، وصار مسند العراق. ولد سنة سبعٍ وأربعين ومائتين، وتوفي في رابع عشر محرم سنة إحدى وأربعين. وكان نحوياً إخبارياً، له شعر طويل. إسماعيل المنصور: أبو الطاهر ابن القائم ابن المهدي العبيدي. خليفة إفريقية، واحد خلفاء الباطنية. بايعوه يوم توفي أبوه القائم. وكان أبوه قد ولاه محاربة أبي يزيد مخلد بن كيداد الخارجي الإباضي. (25/241)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 242 وكان أبو يزيد مع كونه سيئ الإعتقاد زاهداً. قام غضباً لما انتهك هؤلاء من المحرمات وقلبوا الدين. وكان يركب حماراً ويلبس الصوف. فقام معه خلق كثير، فحارب القائم مرات، واستولى على جميع مدن القيروان. ولم يبق للقائم إلا المهدية. فنازلها أبو يزيد وحاصرها، فهلك القائم في الحصار. وقام المنصور وأخفى موت أبيه، ونهض على سوسة يحاصرها. فخرج إليه المنصور من المهدية والتقيا، فانهزم أبو يزيد، وساقوا وراءه فأسروه في سنة ستٍّ وثلاثين، فمات بعد أسره بأربعة أيام من الجراحات، فأمر بسلخه وحشا جلده قطناً وصلبه، وبنى مدينةً في موضع الوقعة وسماها المنصورية واستوطنها. وكان شجاعاً قوي الجأش، فصيحاً مفوهاً، يرتجل الخطبة. خرج في رمضان سنة إحدى وأربعين إلى مدينة جلولا للتنزه، فأصابه مطر وبرد وريح عظيمة، فأثر فيه ومرض، ومات خلق ممن معه. مات هو في سلخ شوال، وله تسعٌ وثلاثون سنة. وقد كان في سنة أربعين جهز جيشه في البحر إلى صقلية، فالتقوا الروم ونصروا عليهم، وقتل من الروم ثلاثون ألفاً، وأسر منهم خلق. وغنم البربر ما لا يوصف. ذكر شيوخ القيروان أنهم ما رأوا فتحاً مثله قط. ومن عجيب أخباره أنه جمع في قصره من أولاد جنده ورعيته عشرة آلاف صبي، وأمر لهم بكسوة فاخرة، وعمل) لهم وليمة لم ير مثلها، وختنهم في آن واحد، بعد أن وهب للصبي مائة دينار أو خمسين ديناراً على أقدارهم. وبقي الختان أياماً عديدة حتى فرغوا من ختانهم. (25/242)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 243 وكان يرجع إلى إسلامٍ ودين في الجملة بخلاف أبيه وجده. 4 (حرف الباء:) بشر بن علي بن عبيد: الإمام أبو الحسن الطليطلي. أخذ عن: عبيد الله بن يحيى، وسعد بن عثمان، وجماعة. ورحل إلى المشرق. تكلم فيه أبو عمران الفاسي. وقيل: حدث عن الأعرابي وما سمع منه. 4 (حرف الجيم:) جعفر بن محمد بن إبراهيم: شيخ مقل، حدث عن: أبي حاتم الرازي. 4 (حرف الحاء:) الحسن بن محمد بن عبد الرحمن بن زرنك: أبو محمد البخاري. عن: أبي معشر حمدويه بن خطاب، وسهل بن المتوكل، وصالح بن محمد جزرة، وطبقتهم. روى عنه أهل بلده. وتوفي في شوال. الحسين بن يحيى بن جزلان الدمشقي: (25/243)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 244 أبو عبد الله. حدث عن: أبي زرعة النصري، ويزيد بن عبد الصمد، وخالد بن روح. روى عنه: أبو محمد عبد الرحمن بن أبي نصر وقال: توفي في المحرم. وقال الكتاني: لم اسمع فيه شيئاً. قلت: لم يذكر ابن عساكر أحداً روى عنه سوى ابن أبي نصر. 4 (حرف الزاي:) زيد بن محمد بن جعفر: المعروف بابن أبي اليابس العامري، أبو الحسين الكوفي. حدث ببغداد عن: إبراهيم بن عبد الله القصار، وداود بن يحيى الدهقان، والحسين بن الحكم الحبري، وأحمد بن موسى الحمار. وعنه: ابن المظفر، وأبو حفص بن شاهين، وأبو الحسن بن رزقويه. قال الخطيب: كان صدوقاً. 4 (حرف السين:) سعيد بن إبراهيم بن معقل بن الحجاج: أبو عثمان النسفي. رئيس أصحاب الحديث ببلده. سمع: أباه، ومعمر بن محمد البلخي. وبمكة: علي بن عبد العزيز، وغير واحد. وعنه: ابنه عبد الملك. وكان نقمة على القرامطة.) (25/244)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 245 4 (حرف الشين:) شعبة بن الفضل بن سعيد: أبو الحسن التغلبي. سمع: إدريس بن جعفر العطار، وبشر بن موسى، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة. وعنه: أبو الفتح بن مسرور لكن سماه سعيداً، وقال: لقبه شعبة وعبد الرحمن بن عمر النحاس، وآخرون. وثقه الخطيب أبو بكر. وحدث بمصر، وبها مات. 4 (حرف العين:) عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن حماد: الفقيه أبو العباس العسكري. سمع: محمد بن عبيد الله المنادي، وأبا داود السجستاني، وأحمد بن ملاعب، وجماعة. وعنه: ابن المظفر، والدارقطني، وابن رزقويه، وآخرون. توفي في ربيع الأول. عبد الرحمن بن عمر بن سعيد البلوي الإسكندراني: ابن العلاف. (25/245)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 246 علي بن الحسين بن إسحاق التستري: الدقيقي. توفي في صفر. علي بن محمد بن أحمد دلويه: أبو الحسن النيسابوري المذكر، من كبار مشايخ الكرامية. كان يلقب نفسه بالعاصي على رؤوس الناس. سمع: العباس بن حمزة، وجماعة. وعنه: الحاكم، وغيره. علي بن عبد الله بن سليمان بن مطر العطار: أبو عبد الله، شيخ بغدادي. ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه سمع منه في هذا العام. حدث عن: علي بن حرب، وعباس الدوري. روى عنه: ابن الثلاج، وعبيد الله بن عثمان الدقاق. عمر بن عبد العزيز بن محمد بن دينار: أبو القاسم الفارسي. سمع: محمد بن رمح البزاز، ومحمد بن أحمد بن أبي العوام، وأبا يزيد يوسف القراطيسي، والحسين بن السميدع الأنطاكي. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وأبو الحسن بن رزقويه. وثقه الخطيب. (25/246)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 247 عمرو بن محمد بن يحيى: أبو سعيد الدينوري. وراق محمد بن جرير الطبري. سمع منه ومن: مطين، وأبي شعيب الحراني، وجماعة. وعنه: تمام الرازي، وعبد الرحمن بن أبي نصر. وتوفي في ربيع الأول. قال عبد العزيز الكتاني: حدث بدمشق بتفسير ابن جرير، وهو ثقة مأمون. 4 (حرف الميم:) محمد بن أحمد: أبو نصر النيسابوري الخفاف، الشيخ الصالح. سمع: أحمد بن سلمة، ومحمد بن عمرو الحرشي، والحسين بن محمد القباني. وعنه: الحاكم، وولده أبو الحسين أحمد بن محمد القنطري. محمد بن أحمد بن الحسن: أبو الطيب النيسابوري المناديلي المؤذن. أحد) الصالحين. سمع: محمد بن عبد الوهاب، والفراء، وأحمد بن معاذ السلمي، وأبا يحيى بن أبي مسرة المكي، وإسماعيل القاضي. وعنه: الحاكم، وابن مندة. مات في رمضان. (25/247)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 248 محمد بن أيوب بن حبيب الرقي الصموت: أبو الحسن. نزيل. سمع: أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وهلال ب العلاء، وصالح بن علي النوفلي، وجماعة. عنه: مسلمة بن القاسم الأندلسي، ومحمد بن جميع، وأبو عبد الله بن مندة، والحسن بن إسماعيل الضراب، ومحمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد، وعبد الرحمن بن عمر النحاس. توفي في ربيع الآخر. محمد بن جعفر بن محمد بن كامل الحضرمي: أبو العباس. في ربيع الأول بمصر. ويعرف بابن الدهان. محمد بن الحسين الزعفراني: بواسط. يقال: توفي فيها. وقد تقدم. محمد بن حميد بن محمد بن سليمان بن معاوية الكلابي: (25/248)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 249 أبو الطيب الحوراني. عن: عباد بن الوليد الغبري، وأحمد بن منصور الرمادي، وعباس الترقفي، وأبي حاتم الرازي، وابن أبي الدنيا، وإسحاق بن سيار النصيبي، وجماعة. وعنه: تمام الرازي، ويوسف الميانجي، وأبو سليمان بن زبر، وعبد الوهاب الكلابي، وغيرهم. مولده بسامراء. وتوفي فيما أحسب بدمشق. محمد بن عبد الله بن عبد البر: أبو عبد الله التجيبي القرطبي سمع: عبد الله بن يحيى بن يحيى بن يحيى، واسلم بن عبد العزيز، ومحمد بن عمر بن لبابة الأندلسي. وبمصر: محمد بن محمد الباهلي، وسعيد بن هاشم الطبراني. روى عنه: عمر بن نمارة الأندلسي، وعبد الرحمن بن عمر النحاس. ورحل ثانياً فمات بأطربلس الشام. وكان حافظاً كبير القدر. محمد بن الحسن بن علي بن بكر بن هانيء: أبو الحسن النيسابوري. (25/249)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 250 سمع: جده لأمه إبراهيم بن محمد بن هانيء، والحسين بن الفضل البجلي، والكديمي، وطبقتهم. وعنه: الحاكم، وجماعة. مات في شعبان. محمد بن عبد الله بن محمد بن النعمان: أبو العباس الإسفرائيني. سمع: الكديمي، وبشر بن موسى، وأحمد بت سهل. وعنه: الحاكم. محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي الوزير: أبو عبد الرحمن الجحافى التاجر. شيخ صالح. سمع: أبا حاتم الرازي، والسري بن خزيمة. وعنه: الحاكم. وعاش تسعين سنة. محمد بن عبد الواحد بن شاذان: أبو عبد الله الهمذاني البزاز. روى عن: إبراهيم بن الحسين، وعلي بن عبد العزيز، وإسحاق الدبري، وأهل الحجاز، واليمن. (25/250)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 251 وعنه: أبو بكر بن لال، وشعيب بن علي، وخلف بن عمر الحافظ، وأبو عبد الله بن مندة، وعبد الجبار بن أحمد الإستراباذي. قال صالح بن أحمد: كتبنا عنه وتركنا الرواية عنه. وكان شيخاً لا بأس به. لم يكن الحديث من) شأنه. أفسده قومٌ لم يعرفوا الحديث، ولا كان من صناعتهم. محمد بن عيسى بن محمد: أبو حاتم الوسقندي. سمع: أبا حاتم الرازي، وعلي بن بعد العزيز بمكة. والحارث بن أبي أسامة، وتمتاماً ببغداد. وعنه: محمد بن إسحاق الكيساني، وعلي بن عمر بن العباس الفقيه. وثقه أبو يعلى الخليلي. محمد بن عمر بن سعد بن عبد الله بن الحكم: المصري. محمد بن قريش بن سليمان: أبو أحمد المرورذي. في رمضان. محمد بن النضر بن مر بن الحر: (25/251)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 252 أبو الحسن بن الأخرم الربعي الدمشقي المقرىء. صاحب هارون بن الأخفش. قرأ على: الأخفش، وجعفر بن أحمد بن كراز. وانتهى إليه رئاسة الإقراء بدمشق. قرأ عليه: علي بن داود الداراني الخطيب، وأبو بكر محمد بن أحمد السلمي الجبني، وسلامة بن الربيع المطرز، وعبد الله بن عطية المفسر، وأبو بكر أمد بن الحسين بن مهران، وأحمد بن إبراهيم بن برهان، وجماعة. وطال عمره، وارتحل الناس إليه. وكان عارفاً بعلل القراءات، بصيراً بالتفسير والعربية، متواضعاً، حسن الأخلاق، كبير الشأن. قال محمد بن علي السلمي: قمت ليلة الأذان الكبير لأخذ النوبة على ابن الأخرم، فوجدت قد سبقني ثلاثون قارئاً، ولم تدركني النوبة إلى العصر. وذكر بعضهم أن ابن الأخرم رحل إلى بغداد وحضر حلقة ابن مجاهد، فأمر ابن مجاهدٍ أصحابه أن يقرأوا على ابن الأخرم. قال أبو علي أحمد بن محمد الإصبهاني: توفي أبو الحسن بن الأخرم الربعي سنة إحدى وأربعين. وقال غيره: سنة اثنتين. محمد بن هميان بن محمد بن عبد الحميد البغدادي الوكيل: ولقبه: زنبيلويه. قدم دمشق سنة أربعين، وحدث عن: علي بن مسلم الطوسي، والحسن بن عرفة. وعنه: أحمد بن إبراهيم السكسكي المقرىء، وعبد الله بن الحسن بن المطبوع، وتمام الرازي. (25/252)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 253 توفي في ثامن ربيع الأول. وقال عبد العزيز الكتاني: تكلموا فيه. وقال لي أبو محمد بن أبي نصر: إن ابن هميان كتب له الجزء الذي عنده. قال: وجاء به إلي، فلم يتفق لي سماعه. أنبأنا الفخر علي، أنا ابن الحرستاني، أنا عبد الكريم بن حمزة، أنا الكتاني، نا تمام الرازي، نا أبو الحسين محمد بن هميان البغدادي، نا الحسن بن عرفة، نا ابن علية، عن الجريري، عن أبي نصرة قال: كان المسلمون يرون أن من شكر النعم أن يحدث بها. محمد بن يحيى بن أحمد بن عبيد الله: أبو عمر القيرواني. توفي بدمشق في ربيع الآخر. ولم يذكره ابن عساكر الحافظ. معبد بن جمعة: أبو شافع الطبري الروياني المطوعي. سمع: يوسف القاضي ببغداد، ومطيناً بالكوفة، وأبا خليفة بالبصرة، وأبا يعلى بالموصل، ومحمد بن أيوب بالري،) والنسائي بمصر. وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو بكر بن علي الدهان. قال أبو زرعة محمد بن يوسف الكشي فيه: ثقة، إلا أنه كان يشرب المسكر. (25/253)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 254 منجح الأمير: كان من كبار الإخشيدية. ولي نيابة طرسوس والثغر. وكانت أيامه طيبة برخص الأسعار. وغزا فافتتح أماكن. وكان الناس في أمن. وحمل تابوته إلى بيت المقدس بعد أن صلى عليه الملك ابن الإخشيد. موسى بن هارون بن جعفر: أبو عمران الإستراباذي. يروي عن: أحمد بن الحسن بن أبان المصري. رأى مسلم الكجي. وعنه: جماعة. (25/254)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 255 1 (وفيات سنة اثنين وأربعين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن إبراهيم الأندلسي: ثم المصري. المالكي الفقيه. كان إماماّ فصيحاً رئيساً، متمولاً وجيهاً. كتب إلى بغداد يطلب قضاء مصر، فجاء العهد بعد موته بأربعة أيام، وتعجب الناس. وكان قد بذل مالاً كثيراً. فسر ابن الخصيب قاضي مصر بموته سامحه الله. ذكره ابن زولاق. أحمد بن أسامة بن أحمد بن أسامة بن عبد الرحمن بن عبد الله بن السمح التجيبي: مولاهم المصري المقرئ أبو جعفر بن أبي سلمة. قرأ القرآن لورش على إسماعيل بن عبد الله النحاس. وسمع: أباه. روى عنه القراءة: محمد بن النعمان، وخلف بن قاسم، وعبد الرحمن بن يونس. (25/255)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 256 قال خلف بن إبراهيم: توفي سنة اثنتين وأربعين، وقد نيف على المائة. وأما يحيى بن علي الطحان فسمع منه وقال: توفي سنة ستٍّ وخمسين وثلاثمائة. وهذا أصح، وسيعاد. أحمد بن إسحاق بن أيوب بن يزيد: أبو بكر النيسابوري الشافعي الفقيه المعروف بالصبغي. رأى يحيى بن الذهلي، وأبا حاتم الرازي. وسمع: الفضل بن محمد الشعراني، وإسماعيل بن قتيبة، ويعقوب بن يوسف القزويني، ومحمد بن أيوب. وببغداد: الحارث بن أبي أسامة، وإسماعيل القاضي. وبالبصرة: هشام بن علي وبمكة: علي بن عبد العزيز. وعنه: حمزة بن محمد الزيدي، وأبو علي الحافظ، وأبو بكر الإسماعيلي، وأبو أحمد الحاكم، وأبو عبد الله الحاكم، ومحمد بن إبراهيم الجرجاني، وخلق كثير. ولد سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين، وتوفي في شعبان. وكان في صباه قد اشتغل بعلم الفروسية، فما سمع إلى سنة ثمانين. وكان إماماً في الفقه. قال الحاكم: أقام يفتي نيفاً وخمسين سنة، لم يؤخذ عليه في فتاويه مسألة وهم فيها. وله الكتب المطولة مثل: الطهارة والصلاة والزكاة، ثم (25/256)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 257 كذلك إلى آخر كتاب المبسوط وله) كتابالأسماء والصفات، وكتابالإيمان والقدر، وكتابفضل الخلفاء الأربعة، وكتابالرؤية، وكتابالأحكام، وكتابالإمامة وكان يخلف ابن خزيمة في الفتوى بضع وعشرة سنة في الجامع وغيره. وسمعته وهو يخاطب فقيهاً فقال: حدثونا عن سليمان بن حرب. فقال ذلك الفقيه: دعنا من حدثنا إلى متى حدثنا وأخبرنا. فقال الصبغي: يا هذا، لست أشم من كلامك رائحة الإيمان، ولا يحل لك أن تدخل داري. ثم هجره حتى مات. وسمعت محمد بن حمدون يقول: صحبت أبا بكر الصبغي سنين، فما رأيته قط ترك قيام الليل، لا في سفرٍ ولا في حضر. قال الحاكم: وسمعت أبا بكر غير مرة إذا أنشد بيتاً يفسره ويغيره، يقصد ذلك، وكان يضرب المثل بعقله ورأيه. سئل عن الرجل يدرك الركوع ولم يقرأ الفاتحة. فقال: يعيد الركعة. ثم صنف هذه المسألة: روي عن أبي هريرة وعن جماعة من التابعين قالوا: يعيد الركعة. ورأيته غير مرة إذا أذن المؤذن يدعو بين الأذان والإقامة ثم بكي، وربما كان يضرب برأسه الحائط، حتى خشيت يوماً أن يدمي رأسه. وما رأيت في جميع مشايخنا أحسن صلاةً منه. وكان لا يدع أحداً يغتاب في مجلسه. وثنا قال: ثنا يعقوب القزويني، فذكر حديثاً. ثم قال الحاكم: كتبه عني الدارقطني، وقال: ما كتبته عن أحدٍ قط. وسمعت أبا بكر الصبغي يقول: حملت إلى الري وأبو حاتم حيٌّ، وسألته عن مسألةٍ في ميراث أبي. ثم انصرفنا إلى نيسابور. وسمعت أبا بكر يقول: خرجنا من مجلس إبراهيم الحربي ومعنا رجلٌ كثير المجون، فرأى أمرداً فتقدم فقال: السلام عليك، وصافحه وقبل عينيه وخده، ثم قال: ثنا الدبري بصنعاء بإسناده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه. (25/257)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 258 قال: فقلت له: ألا تستحي، تلوط وتكذب في الحديث. يعني أنه ركب الإسناد. أحمد بن جعفر البغدادي: أبو الحسن الصيدلاني. حدث بدمشق عن: أبي شعيب الحراني، ومحمد بن سليمان الباغندي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وأحمد بن علي الأبار، وجماعة. وعنه: تمام، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وغيرهما. توفي في ربيع الأول. أحمد بن عبيد بن إبراهيم الأسدي الهمذاني: أبو جعفر. سمع: إبراهيم بن ديزل، وإبراهيم الحربي، والسري بن سهل الجنديسابوري، وغيرهم. وكان صدوقاً حافظاً مكثراً. روى عنه: أبو بكر بن لال، وابن مندة، والحاكم أبو عبيد الله، والقاضي عبد الجبار المتكلم، وأحمد بن فارس اللغوي، وآخرون بهمذان. وتوفي في أول جمادى الآخرة أحمد بن علي بن أحمد بن علي بن حاتم: (25/258)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 259 أبو عبد الله التميمي الكوفي. حدث في هذه السنة،) وانقطع خبره. عن: إبراهيم بن أبي العنبس، وإبراهيم بن عبد الله القصار. وعنه: أبو الحسين بن يشران، وأبو أحمد الفرضي. أحاديثه مستقيمة. إبراهيم بن المولد: هو إبراهيم بن أحمد بن المولد، أبو الحسن الرقي الزاهد، الصوفي الواعظ. روى عن: الجنيد بن محمد القواريري، وأحمد بن عبد الله المصري الناقد، وإبراهيم بن السري السقطي، والحسين بن عبد الله القطان، وعبد الله بن جابر المصيصي. وعنه: أبو عبد الله بن بطة العكبري، والحسن الضراب، وتمام الرازي، وابن جميع، وعلي بن محمد بن إسحاق الحلبي. قال عمر بن عراك: ما رأيت أحداً أحسن كلاماً من إبراهيم المولد، ولا رأيت أحسن صمتاً من أخيه أبي الحسن. وقال عبد الله بن يحيى الصوفي: سمعت إبراهيم بن المولد يقول: السياحة بالنفس للآداب الظواهر علماً وشرعاً وخلقاً. والسياحة بالقلب للآداب البواطن حلاً ووجدا وكشفاً. وعنه قال: الفترة بعد المجاهدة من فساد الابتداء، والحجب بعد الكشف من السكون إلى الأحوال. (25/259)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 260 وأنشد ابن المولد متمثلاً: (لولا مدامع عشاقٍ ولوعتهم .......... لبان في الناس عر الماء والنار)

(فكل نارٍ فمن أنفاسهم قدحت .......... وكل ماءٍ فمن عينْ لهم جاري) ذكره السلمي وقال: من كبار مشايخ الرقة وفتيانهم صحب أبا عبد الله بن الجلاء الدمشقي، وإبراهيم بن داود القصار الرقي. وكان من أفتى المشايخ وأحسنهم سيرة، رحمه الله. إبراهيم بن عصمة بن إبراهيم: أبو إسحاق النيسابوري العدل. سمع: أباه، والسري بن خزيمة، والحسين بن داود، والمسيب بن زهير. وعنه: الحاكم، وقال: أدركته وقد هرم. وأصوله صحيحة ولكن زاد فيها بعض الوراقين أحاديث. ولم يكن الحديث من شأن إبراهيم. توفي في ذي القعدة، وله أربعٌُ وتسعون سنة. إبراهيم بن أحمد بن علي بن أحمد بن فراس العبقسي المكي: شيخ صدوق. يروي عن: علي بن عبد العزيز البغوي، ومحمد بن علي بن الصائغ. توفي سنة اثنتين وأربعين. إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن حاتم: (25/260)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 261 أبو إسحاق النيسابوري الحيري العابد. قال الحاكم: قل من رأيت في الزهاد مثله. توفي في شوال. وعاش نيفاً وتسعين سنة، على الورع والزهد. وكان يختفي من الناس، ويصلي الظهر في موضعٍ لا يُعرف من الجامع. ثم يتعبد إلى العصر ويصوم الدهر. وهو من أكابر أصحاب أبي عثمان الحيري. وهو معروف بأبي إسحاق الزاهد. سمع: محمد بن عبد الوهاب العبدي، وترك الرواية عنه لصغره والسري بن خزيمة، والفضل بن محمد الشعراني. وباليمن: إسحاق بن إبراهيم الدبري. وعنه:) الحاكم. 4 (حرف الحاء) الحسن بن طغج بن جف: أبو المظفر الفرغاني. ولي إمرة دمشق نيابةً عن أخيه الإخشيد محمد، ثم ولي الرملة، لابن ابنه أبي القاسم بن الإخشيد. الحسن بن محمد بن موسى بن إسحاق بن موسى: أبو علي الأنصاري. سمع: جده موسى، وابن أبي الدنيا، والمبرد، وغيرهم. (25/261)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 262 وعنه: القاضي أبو القاسم بن أبي عمرو، ومحمد بن أحمد بن أبي عون شيخا الخطيب. وثقه الخطيب، وقال: توفي في ذي الحجة. الحسن بن يعقوب بن يوسف: أبو الفضل البخاري العدل. ثم النيسابوري. كان أبوه وهو من ذوي اليسار والثروة. له بنيسابور خطة ومسجد وبساتين فأنفق الأموال على العلماء والصالحين، وبقي يأوي إلى المسجد. سمع: محمد بن عبد الوهاب الفراء، وأبا حاتم الرازي، ويحيى بن أبي طالب، وإبراهيم بن عبد الله القصار. وبمكة: أبا يحيى بن أبي مرة، وجاور بها سنةً. وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي، وأبو عبد الله الحاكم، وابن مندة، ويحيى بن أبي إسحاق المزكي. 4 (حرف الراء) الربيع بن محمد بن الربيع بن سليمان الجيزي المصري: سمع: عبيد الله بن سعيد بن عفير، وعبد الله بن أبي مريم. وعنه: أبو محمد بن النحاس، وغيره. قال ابن يونس: لم يكن يشبه أهل العلم. (25/262)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 263 4 (حرف السين) سليمان بن أحمد بن محمد بن الوليد الرهاوي: وله ستٌّ وثمانون سنة. 4 (حرف الشين) شيطان الطاق المتكلم: اسمه عبيد الله بن الفضل بن محمد بن هلال بن جعفر الأنباري. أبو عيسى. وفي عصر الثوري شيطان الطاق آخر. 4 (حرف العين) عبد الله بن عمر بن علي بن أحمد بن علي بن شوذب: أبو محمد الواسطي المقرىء، المحدث. سمع: شعيب بن أيوب الصريفيني، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، وصالح بن الهيثم، وجعفر بن محمد الواسطيين. وكان مولده في سنة تسعٍ وأربعين ومائتين. (25/263)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 264 قال أبو بكر أحمد بن بيري: ما) رأيت أقرأ منه لكتاب الله. قال: وتوفي يوم الجمعة لإحدى عشر بقيت من ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة. قلت: روى عنه ابنه عمر، وأبو علي منصور بن عبد الله الخالدي، وأبو بكر بن لال الهمذاني، وابن مندة، وابن جميع في معجمه، وأبو علي الحسين الروذباري شيخ البيهقي. عبد الله بن محمد بن قدامة: الفقيه أبو محمد الإصبهاني. كان ينوب في القضاء عن عبد الله بن محمد بن عمر القاضي. وروى عن: عباس بن مجاشع، وغيره. عبد الرحمن بن حمدان بن المرزبان الهمذاني: أبو محمد الجلاب الجزار. أحد أركان السُّنة بهمذان. سمع: أبا حاتم الرازي، وإبراهيم بن ديزيل، وإبراهيم بن نصر، وهلال بن العلاء، وأبا بكر بن أبي الدنيا، وتمتاماً. قال شيرويه: كان صدوقاً قدوة، له أتباع. روى عنه: صالح بن أحمد، وعبد الرحمن الأنماطي، وابن مندة، والحاكم، وأبو الحسين بن فارس اللغوي، وعبد البجار المعتزلي، وأبو الحسن علي بن عبد الله بن جهضم، وغيرهم. عبد العزيز بن أحمد الوارق: أبو أحمد النيسابوري. (25/264)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 265 سمع: الفضل الشعراني، ومحمد بن عمر، والحرشي. وعنه: الحاكم. علي بن محمد بن أبي الفهم داود بن إبراهيم: أبو القاسم التنوخي القاضي. مات بالبصرة في ربيع الأول. وولد بأنطاكية سنة ثمانٍ وسبعين ومائتين. وقدم بغداد، وتفقه على مذهب أبي حنيفة. وسمع: أحمد بن خليد الحلبي، وعمر بن أبي غيلان، وحامد بن شعيب، والحسن بن حبيب الراوي عن مسدد. وكان عارفاً بأقوال المعتزلة وبالنجوم. وله ديوان شعر. وولي قضاء الأهواز. روى عنه: أبو حفص الآجري، وأبو القاسم بن الثلاج، وابنه المحسن بن علي. وكان حافظاً للشعر، من الأذكياء. (25/265)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 266 حكى عنه ابنه أنه حفظ ستمائة بيت شعر، وهي قصيدة لدعبل، وفي يوم وليلة أنه حفظ لأبي تمام وللبحتري مائتي قصيدة، غير ما يحفظ لغيرهما. وله كتاب في العروض بديع. وولي القضاء بعدة بلدان. وكان المطيع قد عول على صرف أبي السائب عن قضاء القضاة وتقليده إياه، فأفسد عليه بعض أعدائه. ولما مات بالبصرة صلى عليه الوزير المهلبي وقضى ديونه، وهي خمسون ألف درهم. وكان موصوفاً بالجود والإفضال. قال ولده أبو علي: كان أبي يحفظ للطالبيين سبعمائة قصيدة، وكان يحفظ من النحو واللغة شيئاً عظيماً. وكان في الفقه والشروط والمحاضر بارعاً، مع التقدم في الهيئة والهندسة والمنطق وعلم الكلام. قال: وكان مع ذلك يحفظ ويجيب في فوق من عشرين ألف حديث. ما رأيت أحد أحفظ منهم، ولولا أن حفظه تفرق في علومٍ عدة لكان أمراً هائلاً. وقال أبو منصور الثعالبي: هو من) أعيان أهل العلم والأدب. كان المهلبي وغيره من الرؤساء يميلون إليه جداً، ويعدونه ريحانة الندماء وتاريخ الظرفاء. قال: وبلغني أنه كان له غلام يسمى نسيماً في نهاية الملاحة، كان يؤثره على سائر غلمانه. وفيه يقول شاعرٌ: (25/266)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 267 (هل على من لامه مدغمه .......... لاضطرار الشعر في ميم نسيم) وكان شاعراً محسناً خليعاً معاشراً، يحضر المجالس المذمومة، والله يسامحه. ومن شعره: (وراح من الشمس مخلوقةٍ .......... بدت لك في قدحٍ من نهار)

(هواءً ولكنه جامد .......... وماءٌ ولكنه غير جاري) عيسى بن محمد بن موسى بن سقلاب: أبو أحمد المصري. سمع: أحمد بن زغبة. 4 (حرف القاف) القاسم بن القاسم بن مهدي: الزاهد أبو العباس المروزي السياري، ابن بنت الحافظ أحمد بن سيار المروزي. كان شيخ أهل مرو في زمانه في الحديث والتصوف. وأول من تكلم عندهم في الأحوال. (25/267)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 268 وكان فقيهاً إماماً محدثاً. صحب أبا بكر محمد بن موسى الفرغاني الواسطي. وسمع: أبا الموجه محمد بن عمرو بن الموجه، وأحمد بن عباد، وغيرهما. وعنه: عبد الواحد بن علي السياري، وأبو عبد الله الحاكم، وجماعة من شيوخ خراسان. ومن قوله: ما التذ عاقل بمشاهدةٍ قط، لأن مشاهدة الحق فناءٌ ليس فيه لذة ولا حظ ولا التذاذ. وقال: من حفظ قلبه مع الله بالصدق أجرى الله على لسانه الحكم. وقال: الخطرة للأنبياء، والوسوسة للأولياء، والفكرة للعوام، والعزم للفتيان. وقال: قيل لبعض الحكماء: من أين معاشك فقال: من عند من ضيق المعاش على من شاء بغير علة، ووسع على من شاء من غير علة. القاسم بن هبة الله بن المقدام بن جعفر المصري: سمع: النسائي، وغيره. 4 (حرف الميم:) محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن سابور: (25/268)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 269 أبو الحسين الأسواري، بفتح الهمزة. ثقة، مسند. من كبار شيوخ إصبهان. وأسوارى من قرى إصبهان. رحل، وسمع: إبراهيم بن عبد الله القصار، وأبا حاتم الرازي، والفضل بن محمد الشعراني، وعبد الله بن أبي مسرة، ومحمد بن غالب تمتام، ومحمد بن إسماعيل الترمذي. وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، وأبو الشيخ، والحسين بن علي بن أحمد، وأبو بكر بن مردويه، وعلي بن ميلة، وأبو بكر بن المقرىء. وحديثه بعلوٍّ) فيالثقيفات، وغيرهما. توفي في شعبان. محمد بن داود بن سليمان النيسابوري: الزاهد، شيخ الصوفية أبو بكر. أحد الأئمة في الحديث والتصوف. سمع: محمد بن إبراهيم البوشنجي، محمد بن عمرو الحرشي. وبهراة: الحسين بن إدريس، ومحمد بن بد الرحمن، وبمرو: حماداً القاضي وبالري: محمد بن أيوب وبنسا: الحسن ب سفيان وبجرجان: عمران بن موسى وبالبصرة: أبا خليفة وبمكة: المفضل الجندي وببغداد: (25/269)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 270 الفريابي وبالأهواز: عبدان وبالكوفة: محمد بن جعفر القتات وبمصر: النسائي وبالشام: الفضل الأنطاكي وبالموصل: أبا يعلى. وصنف الشيوخ والأبواب، والزهديات. وعقد مجلس الإملاء. وعنه من الكبار: أبو بكر بن داود، وابن صاعد، وابن عقدة ثم أبو عبد الله الحاكم، وابن مندة، وطائفة. وكان صدوقاً مقبولاً واسع العلم حسن الحفظ. توفي في ربيع الأول بنيسابور. وممن روى عنه: ابن جميع، ويحيى بن إبراهيم المزكي. وقال يوسف القواس: سمعت منه، وكان يقال إنه من الأولياء. وسئل الدارقطني عنه فقال: فاضل ثقة. وقال عبد الرحمن بن أبي إسحاق المزكي: سمعت أبا بكر بن داود الزاهد يقول: كنت بالبصرة أيام القحط، فلم آكل في أربعين يوماً إلا رغيفاً واحداً. كنت إذا جعت قرأتيس على نية الشبع، فكفاني الله الجوع. محمد بن ربيعة بن محمد بن ربيعة بن الوليد: أبو عبد الله المصري. قال ابن يونس: سمع: يونس بن عبد الأعلى، وغيره. وكتبت عنه. توفي في شعبان سنة 342. محمد بن محمود بن عنبر بن نعيم: أبو الفضل النسفي. (25/270)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 271 روى عن: أبي عيسى الترمذي. وعنه: أحمد بن يعقوب النسفي، وغيره. محمد بن موسى بن يعقوب بن عبد الله المأمون بن هارون الرشيد: أبو بكر العباسي. توفي بمصر في ذي الحجة. وكان فقيهاً شافعياً. قد ولي مكة في شبيبته وعمر دهراً. وكان ذا عقلٍ ورأيٍ وتودد. وعمي بآخرة. روى الموطأ عن: علي بن عبد العزيز، عن القعنبي. وحدث أيضاً عن النسائي. وكان ثقة مأموناً. محمد بن طلحة بن منصور: أبو عبد الله النيسابوري القطان. سمع: إبراهيم بن الحارث البغدادي. ثم من طائفة بعده. وعنه: الحاكم. مات في المحرم. وأثنى عليه فقال: كان من الصالحين، عاش سنة. 4 (حرف النون:) نصر بن محمد بن يعقوب: أبو القاسم التغلبي الموصلي. سمع: بشر بن ومسى الأسدي. وعنه: عبد الرحمن بن النحاس. توفي بمصر.) (25/271)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 272 1 (وفيات سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف:) أحمد بن بالويه النيسابوري العفصي: أبو حامد. سمع: بشر بن موسى، وأحمد بن سلمة، وابن الضريس. وعنه: الحاكم، وغيره. أحمد بن زكريا بن يحيى: أبو محمد بن الشامة الأندلسي. سمع: محمد بن وضاح، ولم يرو له شيئاً، لكونه سمع منه صغيراً، ومن (25/272)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 273 غيره. وكان زاهداً متبتلاً ناسكاً منقطعاً. وقد حدث، وكان عارفاً باللغة. توفي في شعبان. أحمد بن الزاهد أبي عثمان سعيد بن إسماعيل: أبو الحسن الحيري النيسابوري. الزاهد ابن الزاهد. عاش نيفاً وثمانين سنة. لم يشتغل بشيء من أسباب الدنيا، بل كان يكد في طلب العلم. وربما كان يعظ. سمع: محمد بن إبراهيم البوشنجي، ومحمد بن عمرو الحرشي، والمسيب بن زهير. وعنه: ابن أخيه أبو سعيد بن أبي بكر، وأبو عبد الله الحاكم. وكان أبوه يقول: أحمد من الأبدال. أحمد بن سهل بن نوح الشطوي: أبو حاتم. عن: العطاردي. وعنه: ابن الثلاج. أحمد بن عبد الله بن سعيد: أبو العباس الدبيلي النيسابوري. (25/273)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 274 زاهد رحال. سمع: أبا خليفة، والفرياني، وابن جوصا، وأبا عروبة. وعنه: أبو عبد الله الحاكم. إبراهيم بن مجبب العبدي النيسابوري: سمع من: محمد بن إبراهيم البوشنجي، وجعفر بن سوار، وطبقتهما. وعنه: الحاكم. 4 (حرف الحاء:) الحسن بن إبراهيم: أبو محمد الأسلمي الفارسي القطان. الرجل الصالح. نزل نيسابور، وحدث عن: حماد بن مدرك، وجعفر بن درستويه، وابن ناجية، وطبقتهم. عنه: الحاكم. الحسن بن الحسين: أبو علي النيسابوري العابد المقرىء. سمع: خاله محمد أشرس، وأحمد بن سلمة. وعنه: الحاكم. (25/274)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 275 الحسن بن علي بن الحسن بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب: الهاشمي الحسني، المعروف بابن طباطبا. توفي بمصر في المحرم عن سنٍّ عالية. وحضر جنازته الملك أبو القاسم ابن الإخشيد، وأتابكه كافور أيضاً، عامة الأعيان. كنيته أبو محمد. وكان سيداً جليلاً معظماً. الحسن بن عمران الحنظلي: أبو محمد، القاضي بهراة. سمع: عبد الرحمن بن يوسف الحنفي صاحب يعلى بن عبيد، وأبا حاتم عبد الجليل بن عبد الرحمن صاحب عبيد الله بن موسى: وعنه: أبو منصور محمد الأزدي، وعبد الله بن يوسف بن بابويه.) 4 (حرف الخاء:) خيثمة بن سليمان بن حيدرة: (25/275)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 276 أبو الحسن القرشي الأطرابلسي، أحد الثقات المشهورين. (25/276)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 277 حدث عن: أبي عتبة الحمصي، والعباس البيروتي، والحسين بن (25/277)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 278 محمد بن أبي معشر السندي، وإبراهيم بن عبد الله القصار، ويحيى بن أبي طالب، ومحمد بن عيسى بن حيان المدائني، وأبي قلابة الرقاشي، وأبي يحيى بن أبي مسرة وإسحاق الدبري، وعبيد الكشوري، وخلق كثير. روى عنه: ابن جميع، وتمام، وابن مندة، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وأبو نصر بن هارون، وأبو عبد الله بن أبي كامل، وخلق. وذكر ابن كامل أن خيثمة ولد سنة خمسين ومائتين. وقال عبيد بن أحمد بن فطيس: توفي في ذي القعدة سنة ثلاث، ثم ذكر أنه سأله عن مولده فقال: سنة سبع عشرة ومائتين. وقال الخطيب: هو ثقة، قد جمع فضائل الصحابة. وقال ابن أبي كامل: سمعت خيثمة يقول: ركبت البحر وقصدت جبلة لأسمع من يوسف بن بحر، وخرجت منها أريد أنطاكية لأسمع من يوسف بن (25/278)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 279 سعيد بن المسلم فلقينا مركب من مراكب العدو فقاتلناهم، ثم ثلم المركب قومٌ من مقدمه، فأخذوني ثم ضربوني وكتبوا أسماء الأسرى فقالوا: ما اسمك قلت: خيثما بن سليمان. فقالوا: اكتب حمار بن حمار. ولما ضربت سكرت ونمت، فرأيت كأني أنظر إلى الجنة وعلى بابها جماعة من الحور يلعبن، فقالت إحداهن: يا شقي، ما فاتك. فقالت أخرى: إيش فاته قالت: لو كان قتل كان في الجنة مع الحور. فقالت لها: لأن يرزقه الله الشهادة في عز من الإسلام وذل من الشرك خير له. ثم انتبهت. قال: ورأيت في منامي مرةً كأن قائلاً يقول لي: اقرأبراءة: فقرأت إلى قوله: فسيحوا في الأرض أربعة أشهرٍ فانتهيت، فعددت من ليلة الرؤيا أربعة أشهر، فقلت الله أسري. قلت: آخر من روى حديث خيثمة بعلوٍّ: مكرم بن أبي الصقر. قال الحسين بن أبي كامل الأطرابلسي: سمعت خيثمة الأطرابلسي يقول: كمنت بدمشق، فرويت حديث الثوري، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اطلبوا الخير عند حسان الوجوه. فأنكر القاضي البلخي يعني زكريا بن أحمد هذا الحديث وبعث فيجاً قاصداً إلى (25/279)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 280 الكوفة، ليسأل ابن عقدة عنه. فكتب عليه: وقد كان السري بن يحيى حدث بهذا الحديث في تاريخ كذا وكذا. فإن هذا الشيخ قد حضر في ذلك الوقت فقد سمعه. فأنفذ إلي البلخي: أن أنفذ إلي الأصل. فأنفذته إليه، فوافق ما قال ابن عقدة من التاريخ. فاستحلني البلخي فلم أحله. رواه السري، عن قبيصة، عنه.) 4 (حرف السين:) سعيد بن عبد الله بن محمد: أبو عثمان السمرقندي، الزاهد العابد. صحب أبا عثمان الحيري، وخدمه. قال الحاكم: ما رأينا أعبد منه. صلى حتى أقعد، وقال: كانت لي سماعات كثيرة بسمرقند والعراق، فضاعت. 4 (حرف الطاء:) طاهر بن أحمد: أبو الطيب البيهقي. سمع من: خاله الفضل بن محمد الشعراني. وعنه: الحاكم. (25/280)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 281 4 (حرف العين:) عبد الله بن محمد بن أبي خلاد الطرائفي: حدث بمصر عن: جعفر الفريابي. وعنه: أبو محمد بن النحاس، وغيره. وثقه الخطيب. عبد الرحيم بن محمد بن مسلم: أبو علي المديني الإصبهاني. عن: إبراهيم بن سعدان، وإبراهيم بن نائلة. وعنه: الحسين بن محمد بن علي، وأبو بكر بن مردويه، وجماعة. عثمان بن شعبان بن محمد بن ربيعة بن سليمان بن داود بن أيوب ابن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر: أبو عمر. علي بن سليمان: أبو الحسن السلمي الخرقي. بغدادي، صدوق. (25/281)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 282 روى عن: أبي قلابة، والكديمي. وعنه: ابن رزقويه، وأبو عبد الله بن البياض. علي بن عمر بن يزيد الصيدناني: أبو القاسم القزويني. ثقة، معمر. رحل وسمع: إسحاق الدبري، وعلي بن عبد العزيز، والطبقة. علي بن الفضل بن إدريس الستوري: أبو الحسن السامري. حدث بأحاديث يسيرة عن: الحسن بن عرفة. وعنه: يوسف القواس، وابن حسنون النرسي، والحسين بن برهان. قال الخطيب: وسمعت العتيقي يوثقه، وقال: ما سمعت شيوخنا يذكرونه إلا بجميل. قلت: وله جزء عن ابن عرفة، رواه ابن التن، عن جده، عن أبي العلاء، عن محمد بن الروزبهان ببغداد، عنه. علي بن محمد بن محمد بن عقبة بن همام: (25/282)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 283 أبو الحسن الشيباني الكوفي. قدم بغداد وحدث عن: الخضر بن أبان، وإبراهيم بن أبي العنبس، وسليمان بن الربيع النهدي، ومطين. وعنه: الدارقطني، وابن جميع الصيداوي، وأبو الحسن بن رزقويه. وقال الخطيب: كان ثقة أميناً. قال: شهدت سنة سبعين ومائتين عند إبراهيم بن أبي العنبس القاضي. وقال حماد الحافظ: كان شيخ المصر، والمنظور إليه، ومختار السلطان والقضاة. صاحب جماعة وفقه وتلاوة. توفي في رمضان يوم الجمعة لسبعٍ بقين منه. وكان ابن عقدة يفيد عنه ويحضر عنده كثيراً. وكان صاحب صلاةٍ كثيرة رضوان الله عليه. عمرو بن) محمد بن منصور: أبو سعيد النسابوري الجنزروذي، الزاهد المعدل. ختن أبي بكر بن خزيمة. قال الحاكم: صار في آواخر عمره من الأبدال. (25/283)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 284 سمع: السري بن خزيمة، والحسين بن الفضل، والفضل الشعراني، وإسماعيل القاضي، وتمتاماً، وعلي بن عبد العزيز. وعنه: أبو علي الحافظ، وابو علي الماسرجسي، وأبو عبد الله لحاكم. وتوفي في شوال. وأضر بأخرة. 4 (حرف الميم:) محمد بن أحمد بن هارون بن بندار بن الحريش: أبو أحمد الإستراباذي. أخو هارون. سمع: شعيب الحراني ببغداد. وعنه: ابنه أحمد بن محمد. محمد بن إسماعيل بن وهب بن عباس المصري الفقيه: مات عن ستٍّ وثمانين سنة، وقد كف بصره. كتب الحديث ورواه. وأخذ عن المزني قليلاً. محمد بن حامد بن الحارث: (25/284)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 285 أبو رجاء البغدادي المقرىء، المعروف بالسراج. نزيل مكة، وبها توفي. حدث عن: محمد بن الجهم، وعبد الله بن مسلم بن قتيبة، وأحمد بن أبي خيثمة. وعنه: محمد بن أحمد بن مفرج قاضي قرطبة، وأحمد بن عون الله، وعبد الرحمن بن عمر بن النحاس. وثقه أبو عمرو الداني، فروى عنه ابن النحاس حديثين رواهما عن الحسن بن عرفة وقال: ما سمعت عن ابن عرفة سواهما. قال ابن النحاس: سمعتها منه بمكة سنة أربعين. نا الحسن بسر من رأى، ثنا علي بن قدامة، عن ميسرة بن عبد ربه، عن عبد الكريم الجزري، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. رفع الحديثين بهذا الإسناد. وهما والله العظيم موضوعان متن أحدهما: يا علي خلقت أنا وأنت من نور الله وشيعتنا من نورنا. والآخر: تختم يا علي بالعقيق، فإنه أقر لله بالوحدانية ولك بالإمامة. قلت: ميسرة كان يضع الحديث، والآفة منه. (25/285)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 286 قال ابن النحاس: ذكر محمد بن حامد أنه ولد سنة خمسٍ وأربعين ومائتين، ومات في ذي الحجة سنة أربعين. وقال ابن مفرج: توفي سنة ثلاثٍ وأربعين. محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن أبي عبد الرحمن: المقرئ المكي. روى عن: علي بن عبد العزيز، وغيره. وعنه: أحمد بن عون الله القرطبي، وعبد الرحمن بن النحاس، ومحمد بن أشتة. وقد قرأ على: إسحاق الخزاعي. وأقرأ. وقيل: مات سنة أربعٍ وأربعين. محمد بن عبد الرؤوف بن محمد الأزذي: مولاهم القرطبي أبو عبد الله. سمع: أحمد بن بشر، وقاسم بن أصبغ، وجماعة. وكان كاتباً بليغاً إخبارياً علامة جمع كتاباً في شعراء الأندلس بلغ فيه الغاية. وكان يطعن عليه في دينه. محمد بن عالي: أبو بكر العطوفي. (25/286)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 287 عن: محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ويوسف القاضي.) وعنه: تمام الرازي، ومحمد بن إسحاق بن مندة، وعبد الرحمن بن النحاس. حدث سنة ثلاث. محمد بن القاسم بن محمد: أبو جعفر الكرخي. الوزير. ولي وزارة الراضي بالله سنة أربعٍ وعشرين وثلاثمائة بعد عزل عبد الرحمن بن عيسى بن الجراح. فكانت دولته ثلاثة أشهر ونصفاً. ثم استتر لفساد أمر الراضي وضعف خلافته وجرأة الأمراء وقلة المال. فوكلوا بداره ونهب ما فيها. ثم إنه وزر للمتقي لله سنة تسعٍ وعشرين شهراً واحداً وأياماً، فاضطربت الأمور، فلزم منزله. وكان بطيء الكتابة والقراءة. وفيه كرم ومروءة وحشمة نفس. توفي في شوال عن سبعٍ وسبعين سنة. من كرخ البصرة. موسى بن محمد بن هارون: أبو هارون الأنصاري الزرقي. (25/287)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 288 سمع: أحمد بن ملاعب، ومحمد بن الحسين الحنيني، ومحمد بن عبيد الله بن المنادي، وأبا قلابة. وهو بغدادي ثقة. روى عنه: ابن الصلت المجبر، وعبد القاهر بن عقدة. وتغرب عن بغداد. 4 (حرف النون:) نوح بن نصر بن أحمد بن إسماعيل الساماني: الأمير. من بيت ملوك بخارى. توفي في ربيع الآخر. وبقي في الإمرة اثنتي عشرة سنة وثلاثة أشهر. وهو الملك الحميد، عثرت به فرسه فقتلته. وكان مشكور السيرة. (25/288)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 289 1 (وفيات سنة أربع وأربعين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف:) أحمد بن إبراهيم بن أحمد: أبو عبد الله الإصبهاني، الكيال المؤدب. أحمد بن الخضر بن أحمد: الفقيه أبو الحسن النيسابوري الشافعي، الحافظ. سمع: إبراهيم بن علي الذهلي، وأحمد بن النضر بن عبد الوهاب، وأبا عبد الله البوسنجي. وعنه: أبو الوليد الفقيه، وأبو علي الحافظ، وأبو عبد الله الحافظ. توفي في جمادى الآخرة. أحمد بن سعد: أبو الحسن البغدادي، نزيل مصر. وتوفي بتنيس. سمع: أبا مسلم الكجي، ومحمد بن عبدوس بن كامل. وكان حافظاً صدوقاً. روى عنه: أبو محمد بن النحاس. (25/289)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 290 أحمد بن عبد الله بن عبدك الجرجاني العدسي: الورّاق. رحل، وسمع: إسحاق الدبري، وعلي بن عبد العزيز. وعنه: أحمد بن موسى المستملي، والنعمان بن محمد بجرجان. أحمد بن عثمان بن بويان: أبو الحسين البغدادي القطان. المقرئ المجود لحرف قالون. قرأ على: أحمد بن محمد بن الأشعث وعلى: إدريس) بن عبد الكريم الحداد، ومحمد بن أحمد بن واصل، وأبي عيسى الزينبي. وتصدر للإقراء. فقرأ عليه: إبراهيم بن عمر البغدادي شيخ عبد الباقي بن الحسن، وأبو الحسن علي بن محمد بن العلاف، وإبراهيم بن أحمد الطبري، وأحمد بن نصر الشذائي، وعبيد الله بن أبي مسلم الفرضي، ومحمد بن يوسف بن نهار الحرتكي البصري، وعلي بن عمر أبو الحسن الدارقطني، وغيرهم. وحدث عن: حمدان بن علي الوراق، وإدريس بن عبد الكريم، وموسى بن هارون. روى عنه: أبو نصر بن حسنون، وابن رزقويه، ومحمد بن الحسين القطان. قال الخطيب: كان ثقة، مولده سنة ستين ومائتين. (25/290)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 291 وقال الداني: هو ثقة، حافظ، ضابط، مشهور. أحمد بن عيسى بن جمهور: البغدادي. أبو عيسى الخشاب. حدث عن عمر بن شبة بأحاديث في بعضها غرائب. قال الخطيب: ثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه وقال: قال لنا: سمعت من عمر بن شبة وأنا غلام كبير، ورأيت الحسن بن عرفة. وقد أتى علي نحو المائة سنة. قال ابن رزقويه شهد عندي ابن الأزرق السقطي أن جده وثق هذا أحمد بن محمد بن إبراهيم بن مطرف: أبو الحسين الإستراباذي. زاهد، عابد، كثير التلاوة، معمر. سمع: عمار بن رجاء، والضحاك بن الحسين، ومحمد بن يزداد، ومحمد بن حاتم الإستراباذي. وعنه: عبد الله بن الحسن الإستراباذي، ومطرف بن الحسين، والحسن بن منصور. وقال أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي: توفي بعد خروجنا من إستراباذ سنة أربعٍ وأربعين. وقد لقيته. أحمد بن محمد بن إسحاق: (25/291)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 292 أبو علي الفقيه الشاشي. شيخ الحنفية ببغداد، ورأسهم بعد شيخه أبي الحسن الكرخي. وكان كبير القدر، عارفاً بالمذهب. أحمد بن محمد بن مسور بن عمر القرطبي: من موالي الفضل بن العباس بن عبد المطلب. سمع: أباه، ومحمد بن وضاح، وأيوب بن سليمان، وعني بالفقه على مذهب مالك. روى عنه: سعيد بن أحمد بن حدير. أحمد بن محمد بن موسى بن بسير الكناني الرازي: ثم القرطبي. وفد أبوه على صاحب الأندلس، فولد له أحمد بها، فسمع منه: أحمد بن خالد بن الحباب، وجماعة. وله مصنفات كبيرة في أخبار الأندلس ودولها. وكان أديباً بليغاً شاعراً إخبارياً. (25/292)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 293 عاش سبعين سنة. أحمد بن محمد بن الحسن بن باباج: أبو نصر البخاري الدهقان. عن: سهل بن المتوكل، وصالح جزرة. وفي الرحلة من: بشر بن موسى، وأبي مسلم الكجي، ومطين، وابن الضريس. وعنه: أبو عبد الله محمد بن أبي بكر الغنجار. مات في رمضان. أحمد بن محمد بن نصير بن عبد الله بن أبان بن جشنس: أبو الحسن) المديني. سمع: أباه، وأحمد بن عصام، وأيد بن عاصم. وعنه: أبو بكر بن المقرئ. توفي وله ثمان وثمانون سنة. أحمد بن المطلب بن عبد الله بن الواثق بن المعتصم بن الرشيد العباسي الهاشمي: (25/293)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 294 سمع: أبا مسلم الكجي، والفرياني. وعنه: الدارقطني، وإبراهيم بن مخلد الباقرحي. وكان ثقة، صالحاً، ورعاً، بغدادياً، شريفاً. أحمد بن موسى الرازي: ثم الأندلسي النحوي الأديب. كان إخبارياً، فاضلاً. صنف كتاباً في أخبار الأندلس ودولهم. إبراهيم بن أحمد بن فراس العبقسي: أبو إسحاق المكي. من بني عبد القيس. كان ثقة مستوراً، مقبول القول. عنده كتب سعيد بن منصور، عن محمد بن علي الصائغ، عنه. توفي في ربيع الأول. كتب عنه الرحالة. إبراهيم بن مضارب: أبو إسحاق النيسابوري. سمع: أبا عبد الله البوشنجي، وجعفر الترك. وعنه: الحاكم، وغيره. إسحاق بن إبراهيم بن هاشم: (25/294)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 295 أبو يعقوب النهدي الأذرعي. ثقة، عابد، ومحدث عارف. سمع بمصر: يحيى بن أيوب العلاف، ومقدام بن داود، وأبا يزيد القراطيسي، والنسائي، وأبا زرعة الدمشقي، وموسى بن عيسى الحمصي، وعبد الله بن جعفر الرافقي، وجماعة كبيرة. وعنه: ابن جميع، وتمام، وأبو عبد الله بن مندة، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأبو عبد الله بن أبى كامل الأطرابلسي، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وخلق سواهم. قال: عبد القاهر بن عبد العزيز الصائغ: سمعت أبا يعقوب الأذرعي يقول: سألت الله أن يقبض بصري فعميت، فتضررت في الطهارة، فسألت الله تعالى إعادة بصري، فأعاده تفضلاً منه. وقال أبو الحسن الرازي: كان من جلة أهل دمشق وعبادها وعلمائها. قرأت على ابن القواس: أخبرك ابن الحرستاني حضوراً، أنا ابن المسلم، أنا ابن طلاب، نا ابن جميع، ثنا إسحاق بن إبراهيم الأذرعي: ثنا محمد بن علي، ثنا أحمد بن أبي الحواري، ثنا زهير بن عباد ثنا منصور بن عمار قال: قال سليمان بن داوود: إن الغالب لهواة أشد من الذي يفتح المدينة وحده. توفي يوم عيد الأضحى، وله نيف وتسعون سنة بدمشق. إسحاق بن عبد الرحمن بن سعيد بن تميم: أبو يعقوب المصري. في شوال. (25/295)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 296 4 (حرف الباء) بكر بن محمد بن العلاء: أبو الفضل البصري، القشيري، الفقيه المالكي. ولي القضاء بناحية العراق. وصنف في المذهب كنباً جليلة. وسمعموطأ القعنبي من أحمد بن موسى السامري. وسمع: أبا مسلم الكجي. وحكى عن: سهل بن عبد الله التستري. صنف كتاباً في الأحكام،) وكتاباً في الرد على المزني وكتابالأشربة، ورد فيه على الطحاوي وكتاباً في أصول الفقه، وكتابالرد على القدرية، وكتابالرد على الشافعي، وغير ذلك. وسكن مصر. روى عنه: الحسن بن رشيق، وعبد الله بن محمد بن أسد الأندلسي، وعبد الرحمن بن عمر النحاس. وتوفي بمصر في ربيع الأول. (25/296)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 297 4 (حرف الجيم:) جعفر بن محمد بن محمد بن زراع: أبو سعيد الطبسي المعلم. سمع: سهل بن المتوكل، وأبا معشر حمدويه، وأبا مسلم الكجي، وجماعة. توفي في رجب. جعفر بن هارون: أبو محمد الدينوري النحوي. حدث في هذا العام ببغداد. عن: عبد الله بن محمد بن سنان، وإسحاق بن صدقة الدينوري. قال الخطيب: ثنا عنه: الحسين بن الحسن، وابن الفضل القطان، وأبو علي بن شاذان. 4 (حرف الحاء:) الحسن بن زيد بن الحسن: (25/297)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 298 أبو محمد الجعفري. من وادي القرى قدم بغداد. وحدث عن: جعفر بن محمد القلانسي، وعبيد الله بن رماحس. وعنه: أبو الحسن بن رزقويه. وعاش ثلاثاً وتسعين سنة. فإنه ولد في ما زعم سنة إحدى وخمسين ومائتين. وهو ابن زيد بن الحسن بن محمد بن حمزة بن إسحاق بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي. الحسن بن وصاف: رئيس المؤذنين بمصر. في ذي القعدة. ثم عرف عليهم من بعده بكير بن عافية. 4 (حرف العين:) عبد الله بن إبراهيم بن هرثمة: أبو محمد الهروي. سمع: الحسين بن داود البلخي، والحارث بن أبى أسامة، والكديمي، وإسحاق بن سنين. وعنه: يوسف القواس، وأبو أحمد الفرضي، وأبو الحسن بن رزقويه. وكان ثقة. عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمويه: (25/298)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 299 أبو عباد الطهماني النيسابوري السراج. سمع: إسماعيل بن قتيبة، والكجي، وطبقتهما. وعنه: الحاكم، ووهاه. عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن هارون السمرقندي: ثم التنيسي. أخو عبد الجبار. ولي قضاء تنيس. وحدث عن: محمد بن جعفر الإمام، وإسماعيل بن عرباض، والطبقة. مات بتنيس في شوال. عبد الكريم بن أحمد بن شعيب: أبو موسى بن أبي عبد الرحمن النسائي. ولد بمصر سنة سبعٍ وسبعين ومائتين. وبها توفي في شهر شعبان. سمع أباه. عبيد الله بن إدريس بن عبيد) الله بن يحيى بن خالد: مولى بني أمية، الأندلسي. أدرك محمد بن وضاح، وسمع: عبيد الله بن يحيى، ويحيى بن عبد العزيز، ومحمد بن عمر بن نباتة. (25/299)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 300 روى عنه: ابن عائذ، وغيره. وكان معتنياً بالآثار والسنن، بصيراً بالأقضية، مالكياً علامة. عثمان بن أحمد بن عبد الله بن زيد البغدادي: أبو عمر بن السماك الدقاق. سمع: محمد بن عبيد الله بن المنادي، وحنبل بن إسحاق، وعبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي، والحسن بن مكرم، ويحيى بن أبي طالب، والحسين بن أبي معشر، والحنيني، وطائفة. وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وابن مندة، وأبو عمر بن مهدي، وابن رزقويه، وابن الفضل القطان، وأبو علي بن شاذان، وغير واحد. قال الخطيب: وكان ثقة ثبتاً. سمعت ابن رزقويه يقول: ثنا الباز الأبيض أبو عمر بن السماك. وقال الدارقطني: شيخنا ابن السماك كتب عن العطاردي ومن بعده، وكتب الكتب الطوال المصنفات بخطه. وكان من الثقات. قال أبو عبد الرحمن السلمي: أنا أبو الحسن الدارقطني قال: سمعت أبا عمرو بت السماك يقول: وجه إلي الحسين النوبختي، وقد كنت قضيت له حاجةً، فقال: أبعث إلى القاضي أبي الحسين بن أبي عمر ليقبل شهادتك. فقلت: لا أنشط لذلك، أنا أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدي فتقبل (25/300)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 301 شهادتي. لا أحب أن أشهد على العامة ومعي آخر. توفي ابن السماك في ربيع الأول، وشيعه نحو خمسين ألف إنسان. وصلى عليه ابنه محمد. قلت: ابنه يروي عن البغوي، وأسن وحدث رحمهما الله تعالى. علي بن عيسى الوراق الهروي: سمع: أحمد بن نجدة، ومحمد بن عمرو الحرشي، وطبقتهما. وصنف التصانيف، وعاش خمساً وثمانين سنة. وعنه: أبو عبد الله الحاكم. عمرو بن إسحاق بن السكن: أبو محمد الأسدي البخاري الحافظ. سمع: صالح بن محمد، وسهل بن شاذويه، والبغوي، وخلائق. وعنه: الحاكم وغيره. 4 (حرف الميم:) محمد بن أحمد بن بطة: أبو عبد الله بإصبهان. نزيل نيسابور. حدث عن: أبيه، وعمه عبد الله بن محمد بن زكريا، وطبقتهم. وعنه: الحاكم، وابن مندة، وطائفة. ثم رجع إلى بلده، وبها مات. وبطة: بالضم. (25/301)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 302 محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر: أبو بكر بن الحداد المصري، الفقيه الشافعي شيخ المصريين. ولد يوم وفاة المزني. وسمع من: النسائي، وغيره. وجالس الإمام أبا إسحاق المروزي لما قدم عليهم، ودخل بغداد في سنة عشر. ودخل على ابن جرير الطبري وأخذ عنه.) وسمع من: روح بن الفرج، ومحمد بن جعفر ابن الإمام، وخلق. وصنف الفروع في المذهب، وهو صغير الحجم، دقق مسائله. شرحه القفال المروزي، وأبو الطيب الطبري، وأبو علي السنجي. وكان أبو بكر غواصاً على المعاني، محققاً كبير القدر، له وجه في المذهب. ولي القضاء والتدريس بمصر. وكانت الملوك تعظمه وتحترمه. وكان متصرفاً في علومٍ كثيرة. قال أبو عبد الرحمن السلمي: سمعت الدارقطني: سمعت أبا إسحاق (25/302)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 303 إبراهيم بن محمد النسوي المعدل بمصر: سمعت أبا بكر بن الحداد، وذكره بالفضل والدين والإجتهاد، يقول: أخذت نفسي بما رواه الربيع، عن الشافعي، أنه كان يختم في رمضان ستين ختمة. سوى ما يقرأ في الصلاة فأكثر ما قدرت عليه تسعاً وخمسين ختمة وأتيت في عيد رمضان بثلاثين ختمة. قال الدارقطني: كان ابن الحداد كثير الحديث، لم يحدث عن غيره أبي عبد الرحمن النسائي، وقال: رضيت به حجةً بيني وبين الله. وذكر غيره أن الإمام أبا بكر بن الحداد حدث عن: محمد بن عقيل الفريابي الفقيه، وأبي يزيد القراطيسي، وعمرو بن مقلاص، والنسائي، وغيرهم. قاله ابن يونس. ثم قال: كان يحسن النحو والفرائض، ويدخل على السلاطين. وكان حافظاً للفقه على مذهب الشافعي. وكان كثير الصلاة متعبداً. ولي القضاء بمصر نيابةً لابن هروان الرملي. وقال غيره: حج ومرض في الرجوع، فلما وصل إلى الجب توفي عند البئر والجميزة يوم الثلاثاء لأربعٍ بقين من المحرم سنة أربع. وهو يوم دخول الحاج إلى مصر. وعاش تسعاً وسبعين سنة وشهوراً. ورخه المسبحي، وقال: كان فقيهاً عالماً كثير الصلاة والصيام. يصوم يوماً ويفطر يوماً، ويختم القرآن في كل يوم وليلة، قائماً مصلياً. قال: وصلي عليه يوم الأربعاء، ودفن بسفح المقطم عند قبر والدته، وحضر جنازته أبو القاسم بن الإخشيد، وأبو المسك كافور، والأعيان. (25/303)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 304 وكان نسيج وحده في حفظ القرآن واللغة والتوسع في علم الفقه. وكانت له حلقة من سنين كثيرة يغشاها المسلمون. وكان جداً كله رحمه الله، فما خلف بمصر بعده مثله. وكان عالماً أيضاً بالحديث، والأسماء، والرجال، والتاريخ. قال ابن زولاق في كتابقضاة مصر: ولما كان في شوال سنة أربعٍ وعشرين وثلاثمائة سلم محمد بن طغج الإخشيد قضاء مصر إلى أبي بكر الحداد. وكان أيضاً ينظر في المظالم ويوقع فيها، ونظر في الحكم خلافةً عن الحسين بن محمد بن أبي زرعة محمد بن عثمان الدمشقي، وهو لا ينظر وكان يجلس في الجامع وف داره. وربما جلس في دار ابن أبي زرعة ووقع في الأحكام، وكاتب خلفاء النواحي. وذكر من) أوصافه الجميلة ما تقدم. وأنه كان حسن الثياب رفيعها، حسن المركوب، فصيحاً غير مطعون عليه في لفظٍ ولا فضل، ثقة في اليد والفرج واللسان، مجتمعاً على صيانته وطهارته. كان من محاسن مصر، حاذقاً، يعلم القضاء. أخذ ذلك عن أبي عبيد القاضي. إلى أن قال: وكل من وقف على ما ذكرناه يقول: صدقت. ولد في رمضان سنة أربعٍ وستين ومائتين، وكتب عن طائفة، وعول على النسائي واخذ عنه علم الحديث. وأخذ الفقه عن أبي سعيد محمد بن عقيل الفرياني، وعن بشر بن نصر غلام عرف، وعن منصور بن إسماعيل، وابن بحر. وأخذ العربية عن: محمد بن ولاد. وكان لمحبته للحديث لا يدع المذاكرة. وكان ينقطع إليه أبو منصور محمد بن سعد البارودي الحافظ، فأكثر عنه في مصنفاته. فذاكره يوماً بأحاديث (25/304)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 305 فاستحسنها أبو بكر وقال: اكتبها لي. فكتبها له، فقال: يا أبا منصور اجلس في الصفة. ففعل فقام أبو بكر وجلس بين يديه وسمعها منه وقال: هكذا يؤخذ العلم. فاستحسن الناس ذلك منه. وكانت ألفاظه تتبع، وأحكامه تجمع. ورميت له رقعة فيها: (قولوا لحدادنا الفقيه .......... والعالم الماهر الوجيه)

(وليت حكماً بغير عقدٍ .......... وغير عهدٍ نظرات فيه)

(ثم أبحث الفروج لما .......... وقعت فيها على البديه) في أبيات. يعني أن مادة ولايته من الإخشيد لا من الخليفة. وله كتابأدب القاضي في أربعين جزءاً، وكتابالماهر في الفقه في نحو مائة جزء، وكتابجامع الفقه، وكتابالمسائل المولدات. وفيه يقول أحمد بن محمد الكحال في قصيدة: (الشافعي تفقهاً والأصمعي .......... تفهماً والتابعين تزهداً) ثن أخذ ابن زولاق يذكر عن ابن الحداد ما يدل عن تشيعه، قال: فحدثنا بكتاب خصائص علي رضي الله عنه، عن النسائي، فبلغه عن بعضهم شيءٌ في علي، فقال: لقد هممت أن أملي الكتاب في الجامع. وحدثني علي بن حسن قال: سمعت ابن الحداد يقول: كنت في مجلس ابن الإخشيد، فلما قمنا أمسكني وحدي فقال: أيما أفضل أبو بكر أو عمر أو علي؟. (25/305)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 306 فقلت: اثنين حذاء واحد. قال: فإيما أفضل أبو بكر أو علي. قلت: إن كان عندك فعليٌّ، وإن كان برا فأبو بكر. فضحك وقال: هذا يشبه ما بلغني عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنه سأله رجل: أيما أفضل أبو بكر أم علي. فقال: عُدّ إلي بعد ثلاث. فجاءه، فقال: تقدمني إلى مؤخر الجامع.) فتقدمه، فنهض ابن عبد الحكم واستعفاه، فأبى، فقال: أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم علي، وبالله لئن أخبرت بهذا عني لأقولن للأمير أحمد بن طولون فيضربك بالسياط. قال: ثم بعد ستة أشهرٍ ورد العهد بالقضاء من ابن أبي الشوارب لابن أبي زرعة، فركب بالسواد إلى الجامع، وقريء عهده على المنبر، وله يومئذٍ أربعون سنة. وكان عارفاً بالأحكام منفذاً، ثم جمع له قضاء دمشق، وحمص، والرملة، وغير ذلك. وكان حاجبه بسيف ومنطقة. ولم يزل ابن الحداد يخلقه إلى آخر أيامه. وكان الحسين بن أبي زرعة يتأدب معه ويعظمه، ولا يخالفه في شيء. ثم عُزل من بغداد ابن أبي الشوارب بأبي نصر يوسف بن عمر القاضي فبعث العهد إلى ابن أبي زرعة باستمراره. محمد بن أحمد بن سعيد: أو جعفر الرازي المكتب. (25/306)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 307 سمع: أبا زرعة الرازي، ومحمد بن مسلم بن وارة. وعاش ثمانياً وتسعين سنة. روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو عبد الرحمن السلمي. محمد بن إبراهيم بن عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير: أبو العباس المصري. من بيت علم. وله سنة. محمد بن إسحاق بن إبراهيم القرشي الهروي: عن: عثمان الدارمي. وعنه: القاضي أبو منصور محمد بن محمد الأزدي. محمد بن حامد بن مج: أبو بكر القواريري البخاري. سمع: حامد بن سهل، وجبريل بن مجاع، وجماعة. وتوفي في جمادى الآخرة. محمد بن الحسين بن محمد بن ماهيار: أبو الحسين الجرجاني، الأديب المتكلم. سمع: إسماعيل القاضي، وإسحاق الدبري، وتمتاماً، وطبقتهم. وعنه: الحاكم وقال: مات ببخارى في دار الحليمي. (25/307)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 308 محمد بن زكريا بن الحسين: أبو بكر النسفي الصكوكي الحافظ. رحل، وسمع: صالح بن محمد جزرة، ومحمد بن نصر المروزي، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي. وكان إماماً مصنفاً في الأبواب، وغيرها. مات في جمادى الأولى، رحمه الله تعالى. محمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب: أبو بكر العبدي، البغدادي. سمع: يحيى بن أبي طالب، والحسن بن سلام، وابن أبي العوام، ومحمد بن غالب. وعنه: الدارقطني، وابو الحسن بن رزقويه، ومحمد بن الحسين بن الفضل. وكان ثقة. توفي في المحرم. محمد بن عبد الله بن محمد بن يوسف: أبو بكر النيسابوري الحنفي، سبط العباس بن حمزة. كان محدثاُ أصحاب الرأي في عصره، لولا مجونٌ كان فيه. (25/308)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 309 سمع: الحسين بن الفضل، وجده، وبشر بن موسى، والكديمي، ومحمد بن زكريا الغلابي. وسافر في الآخر إلى مرو وإلى بخارى، ثم رجع إلى هراة، وله بها قصص وعجائب، وبها توفي. روى عنه: أهل هذه النواحي، وأبو عبد الله) الحاكم. محمد بن عبد الله بن محمد بن الحسين: الفقيه أبو بكر الصبغي النيسابوري الشافعي. من كبار أئمة المذهب. قال الحاكم: كان حانوته مجمع الحفاظ والمحدثين. سمع بخراسان: أبا حامد بن الشرقي، وطبقته وبالري: أبا محمد بن أبي حاتم وببغداد: ابن مخلد، والمحاملي. وجمع على صحيح مسلم. مات في ذي الحجة كهلاً. محمد بن عبد الله بن هشام المصري: سمع: بكار بن قتيبة وحدث. محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن أبي عبد الرحمن: المقرئ المكي. (25/309)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 310 ذكر في العام الماضي. محمد بن عثمان بن ثابت: أبو بكر الصيدلاني، بغدادي ثقة. سمع: محمد بن ربح، وعبيد الله بن شريك. وعنه: ابن رزقويه، وابن الفضل القطان. محمد بن علي بن الحسن: أبو الفرج السامري الوزير. توفي بالشام، في رجب. وقد ولي الوزارة للمستكفي بالله عبد الله بن المكتفي سنة. فكانت مدة وزارته اثنتين وأربعين يوماً، وعزل. وبعده ضعف أمر وزارة الخلافة، وانتقلت الوزارة إلى ملوك الديلم، فمن وزر لهم فهو الوزير، ودام ذلك دهراً. محمد بن عيسى بن الحسن التميمي: أبو عبد الله البغدادي العلاف. حدث بحلب، وبمصر عن: أحمد بن عبيد الله النرسي، والحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن يونس الكديمي، ومحمد بن سليمان الباغندي. وعنه: عبد الغني الحافظ، وأبو محمد بن النحاس. وآخر من روى عنه: أبو القاسم عبد الرحمن بن الطيب السراج شيخ الفقيه نصر المقدسي. (25/310)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 311 مات فجأة في جمادى الآخرة. قلت: لح حديث منكر فيمسلسل العيد للسلفي. قال الصوري: دخل العلاف إلى مصر، روى بها مجلساً واحداً يوم جمعة، ومات في أثر ذلك فجأة. ذكر ذلك لنا ابن النحاس، وغيره. قلت: وقع لي من طريقة حديثان بعلوٍ إليه. محمد بن محمد بن يوسف بن الحجاج: أبو النضر الطوسي، الفقيه الشافعي. سمع: تميم بن محمد، وإبراهيم بن إسماعيل ببلده والحسين بن محمد القباني، ومحمد بن عمرو الحرشي، وأحمد بن سلمة بنيسابور ويحيى بن ساسويه بمرو وعثمان بن سعيد الدارمي، ومعاذ بن نجدة بهراة ومحمد بن أيوب بالري وإسماعيل القاضي، والحارث بن أبي أسامة ببغداد وعلي بن عبد العزيز بمكة وبسمرقند مصنفات محمد بن نصر الفقيه أكثر عنه. وبالكوفة: أحمد بن موسى بن إسحاق فأكثر. قال الحاكم: رحلت إليه مرتين، وسمعت كتابه المخرج على مسلم، (25/311)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 312 وسألت: متى تتفرغ للتصنيف مع هذه الفتاوى فقال: قد جزأت الليل ثلاثة أجزاء. جزءاً للتصنيف، وجزءاً لقراءة القرآن، وجزءاً للنوم. وكان إماماً عابداً بارع الأدب، ما رأيت في مشايخي أحسن صلاةً) منه. كان يصوم النهار ويقوم الليل، ويتصدق بما فضل من قوته. ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. سمعت أحمد بن منصور الحافظ يقول: أبو النضر يُفتي من نحو سبعين سنة، ما أُخذ عليه في الفتوى قط. وقال الحاكم: دخلت طوس وأبو أحمد الحافظ على قضائها، فقال لي: ما رأيت قط في بلد من بلاد الإسلام مثل أبي النضر. توفي أبو النضر في شعبان. محمد بن يعقوب بن يوسف الشيباني الحافظ: أبو عبد الله بن الأخرم النيسابوري، ويعرف أبوه بابن الكرماني. قال الحاكم: كان أبو عبد الله صدر أهل الحديث ببلدنا بعد أبي حامد بن الشرقي. كان يحفظ ويفهم صنف على صحيحي البخاري ومسلم، وصنفالمسند الكبير. وسأله أبو العباس السراج أن يخرج له على صحيح مسلم، ففعل. قال الحاكم: سمعت الحافظ أبا عبد الله بن الأخرم غير مرة يقول: ذهب (25/312)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 313 عمري في جمع هذا الكتاب، يعني كتاب مسلم وسمعته يندم على تصنيفه المختصر فيما اتفق عليه البخاري ومسلم. ويقول: من حقنا أن نجهد في زيادة الصحيح. قال الحاكم: وكان من أنحى الناس، ما أخذ عليه لحنٌ قط. سمع: إبراهيم بن عبد الله السعدي، وعلي بن الحسن الهلالي، وخشنام بن الصديق، ويحيى بن الذهلي، ومحمد بن عبد الوهاب، وحامد بن أبي حامد. ثم كتب عن طبقتين بعد هؤلاء. ولم يسمع إلا بنيسابور. وله كلام حسن في العلل والرجال. روى عنه: أبو بكر الصبغي، وأبو الوليد الفقيه والحاكم، ويحيى ين إبراهيم المزكي، وأبو عبد الله بن مندة، وآخرون. وتوفي في جمادى الآخرة وله أربعٌ وتسعون سنة. وصلى على محمد بن يحيى وله ثمان سنين. سمعت: محمد بن صالح بن هانيء يقول: كان ابن خزيمة يقدم أبا عبد الله بن يعقوب على كافة أقرانه، ويعتمد قوله فيما يرد عليه. وإذا شك في شيء عرضه عليه. مسلم بن محمد بن عبد الله بن عيسى بن حماد زغبة: أبو القاسم التجيبي المصري. سمع: جده، وعم جده أحمد بن حماد. وحدث. توفي في شوال. (25/313)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 314 4 (حرف الهاء:) هارون بن عبد العزيز: أبو علي الأوارجي، الكاتب. عاش ستاً وستين سنة، وكان قد ولي أعمالاً جليلة من الخراج، وكتب الحديث، وصحب الصوفية وخالط الحلاج، ولما وقف على اعتقاده أظهر أمره وأطلع عليه أبا بكر بن مجاهد، وعلي بن عيسى الوزير. توفي في جمادى الأولى. 4 (حرف النون:) ) نوح بن خلف البجلي: عن: أب مسلم الكجي. روى عنه: أبو الحسن بن رزقويه. وثقه الخطيب. 4 (حرف الياء:) يحيى بن محمد القصباني: بغدادي، ثقة. (25/314)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 315 حدث عن: محمد بن عبد الرحيم الإصبهاني، ومحمد بن موسى البربري. وعنه: عمر بن شاهين، وجماعة. يحيى بن محمد بن عبد الله بن العنبر بن عطاء السلمي: مولاهم أبو بكر زكريا العنبري النيسابوري العدل، المفسر الأديب الأوحد. سمع: إبراهيم بن أبي طالب، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، والحسين بن محمد القباني، ومحمد بن عمرو الحرشي، وطائفة. روى عنه: أبو بكر بن عبدش، وأبو علي الحافظ وهما من أقرانه وأبو الحسين الحجاجي، والحاكم أبو عبد الله فمن بعدهم. وتوفي في شوال عن ستٍّ وسبعين سنة، ولم يرحل. قال أبو علي الحافظ: أبو زكريا يحفظ من العلوم ما لو كلفنا حفظ شيءٍ منها لعجزنا عنه. وما أعلم أني رأيت مثله. وقال الحاكم: اعتزل أبو زكريا الناس، وقعد عن حضور المحافل بضع عشرة سنة. سمعته يقول: للعالم المختار أن يرجع إلى حسن حال، فيأكل الطيب والحلال، ولا يكسب بعلمه المال، ويكون علمه له جمال، وماله من الله المتعال من عليه وإفضال. 4 (الكنى) أبو القاسم بن أبى الفوارس: رجل صالح عابد قانع بكسب يده بمصر. (25/315)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 316 كانت له بضاعة بدون الألف دينار، فلم يزل يتصدق منها حتى فرغت، فأقبل على عمل المناديل يتقوت منها هو وأمه. وكانت أمه صالحة زاهدة. أبو وهب الزاهد: أحد المشهورين بالأندلس. جمع أبو القاسم بن بشكوال جزءاً في أخباره، فمن ذلك قال أبو جعفر أحمد بن عون الله: سمعت أبا وهب يقول: والله لا عانق الأبكار في جنات النعيم والناس في الحساب إلا من عانق الذل وضاجع الصبر، وخرج منها كما دخل فيها. وسمعته يقول: ما رزق امرءٌ مثل عافيةٍ، ولا تصدق بمثل موعظة، ولا سأل مثل مغفرة. وروى عبد الوارث بن سفيان، عن خالد بن سعد أن أبا وهب قيل إنه من ولد العباس. وكان لا ينتسب. وكان صاحب عزلةٍ، باع ماعونه قبل موته، فقيل له: ما هذا. قال: أريد سفراً. فمات إلى أيامٍ يسيرة. وقال يونس بن عبد الله القاضي: أخبرني يحيى بن فرحون الخباز، قال: أخبرني أبو سعيد بن حفصون الرجل الصالح، قال: دخلت على أبي) وهب فقلت: لي إليك حاجة أحب أن تسعفني بها. قال: وما هي قلت: أنت تعلم أن داري تراث قديم وفيها سعة، أريد أن تسكنها معي، وأتولى خدمتك بنفسي، وأشاركك في الحلو والمر. (25/316)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 317 قال: لا أفعل، لأني قد طلقت الدنيا بالأمس، أفأراجعها اليوم. ولأن المطلق إنما يطلق المرأة بعد أن يعرف سوء أخلاقها، وقد خبرها. وليس من العقل أن يرجع إلى ما قد عرف من المكروه. وفي الحديث: لا يلدغ المؤمن من جحرٍ مرتين. قال القاضي يونس: وأخبرني ثقة من إخواني، عن رجل كان يصحبه أنه قال: بت عنده في مسجدٍ كان كثيراً ما يأوي إليه بقرب حوانيت ابن نصير بقرطبة. فلما كان الليل تذكر صديقاً له من الصالحين فقال: وددت أن نكون معه الليلة. فقلت: وما يمنعنا من ذلك ليست علينا كسوة نخاف عليها، وإنما هي هذه الجبيبات، فاخرج بنا نحوه. فقال لي: وأين العلم، وهل لنا أن نمشي ليلاً ونحن نعلم أن الإمام الذي ملكه الله أمر المسلمين في هذه البلدة قد منع من المشي ليلاً، وطاعته لنا لازمةٌ ففي هذا نقص للطاعة وخروج عما يلوم جماعة المسلمين. فعجبت من فقهه في ذلك. قال القاضي يونس بن عبد الله: كان أبو وهب رحمه الله جليلاً في الخير والزهد. طرأ إلى قرطبة وبقي بها إلى أن مات. ولم يدر أحدٌ من أين هو، ولا إلى من ينتمي. وكان يقال أنه من بني العباس، إلا أن ذلك لم يعرف من قبله. وكان يقصده أهل الإرادة عندنا بقرطبة ويألفونه ويأنس إلى من عرف منهم بطول التردد. وإذا أتاه من ينكر من الناس تباله وأوهمه أنه مدخول العقل. ولم يكن يخبر أحداً باسمه، وإنما صاح صائحٌ إلى غيره: يا أبا وهبٍ فالتفت هو فعرفت كنيته. وكان إذا قيل له: ابن من أنت يقول: أنا ابن آدم ولا يزيد. وأخبرني بعض من صحبه أنه كان يفضي منه جليسه إلى علمٍ وحلمٍ وتفنن في العلم والفقه والحديث واللغة. قال القاضي: توفي في شعبان سنة أربعٍ وثلاثمائة. وعن أبي جعفر الكندي الزاهد قال: كان يوجد تحت حصر المسجد الذي (25/317)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 318 يأوي إليه أبو وهب من حب الحبريول مراراً. وربما كان قوته منه. وربما خرج في أوقات الغبيراء والسعتر، فيجلب منه ما يبيعه ويقتات بثمنه. قال ابن بشكوال: وأخبرت عن الفقيه أبي الوليد هشام بن أحمد قال: كان أبو وهب إذا اشتهر أمره وهم أقوامٌ بمجالسته يركب قصبةً ويعدو، فإذا رأى أحداً قال: إياك المهر يركضك. وقبره مشهور يزار، رحمه الله ورضي عنه. (25/318)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 319 1 (وفيات سنة خمسٍ وأربعين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف:) ) أحمد بن الحسن بن أيوب بن هارون: أبو الحسن الإصبهاني النقاش. ثقة، صاحب أصول. سمع: عمران بن عبد الرحيم، وعبد الله بن سلام، ومحمد بن أحمد بن البراء. قال أبو نعيم: حضرته ولا أعرف سماعي منه، وثنا عنه أبو بكر بن المقرئ. توفي في شهر ذي الحجة. أحمد بن سلمة بن الضحاك: أبو عمرو الهلالي المصري. سمع: أبا الزنباع، وغيره. وعنه: أبو محمد بن النحاس، ونحوه. وثقه ابن يونس ووصفه بالصلاح. مات في شعبان. أحمد بن سليمان بن أيوب بن إسحاق بن عبدة: (25/319)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 320 أبو بكر العباداني. قدم بغداد، وروى عن: الحسن بن محمد الزعفراني، وعلي بن حرب، والرمادي، وعباس الترقفي، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، وهلال بن العلاء. وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، والحسين بن عمر بن برهان، وأبو علي بن شاذان. قال أبو بكر الخطيب: رأيت أصحابنا يغمزونه بلا حجة، فإن أحاديثه كلها مستقيمة، خلا حديثٍ واحد خلط في إسناده، رواه عن: علي بن حرب عن حفص بن غياث وإنما هو عن حفص بن عمر بن حكيم. وسماعه من علي بن حرب بسامراء سنة أربعٍ وستين. قال ابن رزقويه: سمعته يقول: ولدت سنة ثمانٍ وأربعين ومائتين، وحملني غلامٌ لأبي الحسن بن عرفة سنة ستٍّ وخمسين وعنده جماعة، وهو قاعد في محفة. فحول وجهه إلى أصحاب الحديث فقال: خذوا عني: ثنا المحاربي، ونسيت الباقي. وقال محمد بن يوسف القطان: هو صدوق غير أنه سمع وهو صغير. قلت: حدث في هذه السنة وانقطع خبره. وآخر من روى حديثه بعلوٍ سبط السلفي. أحمد بن عبد الله بن سعيد: أبو عمرو الأندلسي ابن القطان. ويعرف بصاحب الوردة. روى عن: محمد بن وضاح. (25/320)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 321 وكان فقيهاً مالكياً له أخبار ونوادر في كثرة الأكل. وكان موصوفاً بذلك. قالع عياض رحمه الله تعالى. أحمد بن عبدش: أبو حامد الصرام النيسابوري. محدث متقن، رحال. سمع: أحمد بن سلمة، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، وجماعة. وعنه: الحاكم. أحمد بن عثمان بن الفضل بن بكرالربعي: البغدادي. أبو بكر المقرىء المعروف بغلام السباك. قرأ على: الحسن بن الحباب، والحسن بن الحسين الصواف صاحب الدوري. وأقرأ بدمشق. تلا عليه: تمام الرازي، وأبو الحسن علي بن داود الداراني، وعبد القاهر الجوهري، وعبد الرحمن بن أبي نصر. قال عبد العزيز الكتاني: سمعت عبد القاهر الصائغ يقول: سمعت غلام السباك يقول: ثقل سمعي وكان شخص يقرأ علي، وكان جميلاً، فكنت أنظر إلى فمه ولسانه مراعاة لقراءته، وكان الناس يقفون ينظرون إلى جماله، فاتهمت (25/321)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 322 فيه، فساءني ذلك،) فسألت الله أن يرد علي سمعي، فرده علي. أحمد بن محمد بن إسماعيل بن نعيم: أبو حامد الطوسي الفقيه المفتي. تلميذ ابن سريج. سمع: ابن الضريس، ومطيناً، وطبقتهما. وعنه: الحاكم. أحمد بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم طباطبا بن إسماعيل بن إبراهيم بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب العلوي الرسي: أبو القاسم المصري، نقيب الطالبيين بمصر. له شعر جيد في الزهد وفي الغزل مدون. فمنه قوله: (قالت: أراك سترت الشيب قلت لها: .......... سترته عنك يا سمعي ويا بصري)

(فاستضحكت، ثم قالت من تعجبها: .......... تكاثر الغش حتى صار في الشعر) ومن شعره، وقيل ذاك القرنين ابن حمدان ولم يصح: (قالت لطيف خيالٍ زارها ومضى: .......... بالله صفه ولا تنقص ولا تزد)

(فقال: أبصرته لو مات من ظمأٍ .......... وقلت: قف عن ورود الماء لم يرد) (25/322)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 323 (قالت: صدقت الوفا في الحب عادته .......... يا يرد ذاك الذي قالت على كبدي) وله: (خليلي إني للثريا لحاسدٌ .......... وإني على ريب الزمان لواجد)

(أيبقى جميعاً شملها وهي سبعةٌ .......... وأفقد من أحببته وهو واحد) ولقب إبراهيم بطباطبا لأنه كان يلثغ بالقاف طاء. فطلب يوماً ثيابه فقال الغلام: أجيء بدراعة فقال: لا، طباطبا يعني قباء قباء. فلقب بذلك. أحمد بن محمد بن حكيم: أبو الحسن الشيرازي، قاضي شيراز. رحل، وسمع: محمد بن غالب تمتام، وهشام بن علي السيرافي. وعنه: ابن جميع، وجماعة. أحمد بن محمد بن زكريا بن هلال: أبو الحسين المصري. يوري عن: أبي يزيد القراطيسي. أحمد بن محمد بن هشام بن خلف القيسي: أبو عمر القرطبي، الأعرج النحوي. (25/323)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 324 كان وقوراً مهيباً في تعليم النحو. أفاد الناس مدة. وسمع من: أسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد. أحمد بن محمد بن يحيى الصدفي المصري: سمع: أبا يزيد القارطيسي، ويحيى بن أيوب العلاف. وقرأ القرآن على: عبيد بن محمد، عن داود بن أبي طيبة صاحب ورش. روى عنه القراءة: عمر بن محمد بن عراك، وخلف بن قاسم الأندلسي. كنيته: أبو الحسين، ويعرف بابن عاربة. أحمد بن منصور بن شهريار: أبو مزاحم الشيرازي الصوفي. أحمد بن منصور بن عيسى الحافظ: أبو حامد الطوسي الأديب الفقيه الشافعي، ذو الفنون) والفضائل سمع: عبد الله بن شيرويه، وإسحاق بن إبراهيم الأنماطي، وطبقتهما. وعنه: الحاكم، وغيره. قال أبو النضر الفقيه: ما رأيت بكورتنا مثله. وقال غيره: كان يحفظ ويذكر. إسحاق بن إبراهيم النعماني: سمع: إسحاق الحربي. وعنه: ابن رزقويه. قال الخطيب: لا بأس به. (25/324)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 325 إسماعيل بن يعقوب بن إبراهيم بن أحمد بن عيسى بن الجراب: أبو القاسم البغدادي البزاز. ولد سنة اثنتين وستين ومائتين. بسامراء. وسمع: جعفر بن محمد بن شاكر، وابن أبي الدنيا، وموسى بن سهل الوشاء، والبرتي، وإسماعيل القاضي، وعبد الله بن روح المدائني. وعنه: عبد الرحمن بن عمر النحاس، وعبد الله بن سعيد أخو الحافظ عبد الغني، والحسين بن ميمون الصفار، والحافظ عبد الغني أيضاً، ومحمد بن جميع الغساني. وثقه الخطيب. وتوفي في رمضان. أخبرنا يحيى بن أحمد المقرىء، أنبا محمد بن عماد سنة عشرين وستمائة، أنا عبد الله رفاعة، أنا علي بن الحسن الشافعي: أنبا الحسن بن محمد بن زريق المخزومي الكوفي بمصر، أنا إسماعيل بن يعقوب بن الجراب إملاءً: ثنا محمد بن غالب بن حرب، ثنا عمار بن زربي، ثنا بشر بن منصور السليمي، عن داود بن أبى هند، عن وهب بن منبه قال: قرأت في بعض الكتب التي أنزلت أن الله قال لموسى: أتدري لأي شيءٍ كلمتك قال: لأي شيء قال: لأني اطلعت في قلوب العباد، فلم أر قلباً أشد حباً لي من قلبك. 4 (حرف الباء) بكر بن محمد بن حمدان: (25/325)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 326 أبو أحمد المروزي الصيرفي الدخمسيني. لقب بذلك لأنه كان يقول: زد خمسين. فبنوه من ذلك. قال الحاكم: كان محدث خراسان. وما أظنه جلس في حانوتٍ قط فإنه كان ينادم آل سامان لأدبه وفصاحته وتقدمه. سمع: عبد العزيز بن حاتم، وأبا الموجه بمرو وعبد الصمد بن الفضل ببلخ وأبا حاتم بالري، لكن عُدم سماعه منه وأبا قلابة، وأحمد بن عبيد الله النرسي. سمع منه: الحاكم، وغيره بمرو وروى عنه: هو وعبد الله بن عدي، وابن مندة، ومحمد بن أحمد الغنجار، والحسين بن محمد الماسرجسي، وأبو الفضل منصور الكاغدي. وخرج إلى سمرقند لميراثٍ له من غلامه، فمات ببخارى سنة خمسٍ وأربعين. كذا ورخه الحاكم. وقال ابن السمعاني وغيره: بل توفي سنة ثملنٍ وأربعين. 4 (حرف الحاء) الحسن بن الحسين بن أبي هريرة: (25/326)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 327 أبو علي الفقيه الشافعي القاضي. بغدادي، إمام مشهور) صاحب وجهٍ في المذهب. تفقه على: أبي العباس بن سريج، وعلي أبي إسحاق المروزي. وصنفشرح المزني. علق عنه الشرح: أبو علي الطبري، وغيره. وأخذ عنه الدارقطني. ترجمته صغيرة عند الخطيب. 4 (حرف السين) سعيد بن عثمان بن منازل: أبو عثمان بن الشقاق البجاني الأندلسي. سمع: عبيد الله بن يحيى، ووهب بن سلمة، وأحمد بن عمرو بن منصور. وكان فقيهاً مبرزاً حافظاً. ولي قضاء بجانة مدةً، وحدث. توفي في المحرم. (25/327)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 328 4 (حرف الشين:) شعلة بن بدر: الأمير أبو العباس الإخشيدي. كان بطلاً شجاعاً كثير الإحتكار. غلت الأسعار في أيامه. ولي دمشق أيام المطيع لأبي القاسم بن الإخشيد. وقتل في نواحي طبرية في حربٍ بينه وبين متوليها ملهم العقيلي في ربيع الأول. 4 (حرف الصاد:) صالح بن إدريس: أبو سهل البغدادي المقرىء المحقق. قرأ على ابن مجاهد لعاصم. وسمع من: ابن صاعد، وجماعة. وعني بالقراءات وبرع فيها، وأخذها عن جلة القراء. وتصدر للإقراء بدمشق، فقرأ عليه: عبد المنعم بن غلبون، وعلي بن محمد بن بشر، وعلي بن داود الداراني، وطائفة. وكان صالحاً ناسكاً ورعاً قانعاً. توفي شاباً في جمادى الأولى سنة خمسٍ وأربعين. نقله الداراني. (25/328)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 329 4 (حرف العين:) عبد الله بن إبراهيم بن واضح: أبو بكر المديني الإصبهاني الصوفي ابن أبرويه. روى عن: محمد بن العباس الأخرم، وعبد الله بن بندار. وتوفي في جمادى الآخرة. روى عنه: أبو سعيد النقاش وقال: كان من العلم بمكان. عبد الله بن محمد بن عيسى المديني الخشاب: شيخ مسند. سمع: أحمد بن عدي، وابن النعمان، وهشام بن علي السيرافي، وأبا خالد القرشي، والحسين بن معاذ. توفي في شوال. روى عنه: علي بن ميله، وأهل إصبهان. عثمان بن محمد بن أحمد بن محمد بن هارون بن وردان الحذاء: (25/329)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 330 أبو عمرو السمرقندي. حدث بمصر عن: أحمد بن شيبان الرملي، وأبي أمية الطرسوسي، ومحمد بن حماد الطهراني، ومحمد بن عبد الحكيم القطري،) وعدة. وعنه: أبو عبد الله بن مندة، وأبو الحسين بن جميع، والحافظ عبد الغني بن سعيد، والخصيب بن عبد الله، وعبد الرحمن بن عمر النحاس، وسبطه محمد بن ذكوان التنيسي شيخ الحبال، وأحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي، وآخرون. ولد سنة خمسين ومائتين. حديثه بعلوٍّ فيالخليعات. توفي في شعبان. وقد روى أيضاً بالإجازة عن أحمد بن شيبان. قال ابن يونس: ثقة له سماعات صحاح في كتب أبيه. علي بن إبراهيم بن سلمة بن بحر: أبو الحسن القزويني الحافظ القطان. قال فيه الخليلي: عالم بجميع العلوم والتفسير والفقه والنحو واللغة. (25/330)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 331 ارتحل، وسمع: أبا حاتم الرازي، وإبراهيم بن ديزيل، ومحمد بن الفرج الأزرق، والقاسم بن محمد الدلال، والحارث بن أبي أسامة، وأحمد بن موسى الحمار، وعلي بن عبد العزيز، وإسحاق الدبري، والحسن بن عبد الأعلى البوسي، وخلقاً سواهم. قلت: وسمعالسنن من ابن ماجة. ولد سنة أربعٍ وخمسين ومائتين. روى عنه: الزبير بن عبد الواحد، وأبو الحسن النحوي، وأحمد بن علي بن لال، والقاسم بن أبي المنذر الخطيب، وأبو سعيد عبد الرحمن بن محمد القزويني، وآخرون، وأبو الحسين أحمد بن فارس. وانتهت إليه رئاسة العلم وعلو السند بتلك الديار. وقال ابن فارس في بعض أماليه: سمعت أبا الحسن القطان بعدما علت سنه يقول: كنت حين رحلت أحفظ مائة ألف حديث، وأنا اليوم لا أقوم على حفظ مائة حديث. قال: وسمعته يقول: أصبت ببصري، وأظن أني عوقبت بكثرة بكائي أيام الرحلة. قلت: وكان له بنون ثلاثة: محمد، وحسن، وحسين، ماتوا شباباً. قال الخليلي: سمعت جماعةً من شيوخ قزوين يقولون: لم ير أبو الحسن مثله في الفضل الزهد، أدام الصيام ثلاثين سنة، وكان ينظر إلى الخبز والملح. قال: وفضائله أكثر من أن تعد. قلت: قد علا فيسنن ابن ماجة أماكن. علي بن جعفر بن موسى بن الأشعث: (25/331)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 332 أبو القاسم المصري الكاتب. عن إحدى وثمانين سنة. 4 (حرف الفاء:) فرج بن سلمة بن زهير البلوي القرطبي: سمع: محمد بن لبلبة، وبالقيروان محمد بن محمد بن اللباد. وولي الصلاة والقضاء بمدينة وادي الحجارة. رحمه الله تعالى. 4 (حرف الميم:) محمد بن أحمد: أبو بكر بن الحداد الفقيه. قيل: توفي فيها وقيل: سنة أربع. محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو: العلامة أبو عبد الله المالكي التستري. كان من كبار فقهاء العراق. تفقه على) يد إبراهيم بن حماد. وكان بارعاً في النحو، شديد النصرة لمذهب مالك، ألف مناقب إمامه في عشرة أجزاء، وألففضائل المدينة. وولي قضاء البصرة، وكان يناظر المعتزلة ويؤذيهم. مات ببغداد. أرخه عياض. محمد بن أحمد بن يوسف بن بريد: (25/332)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 333 أبو بكر الطائي الخراز. حدث بدمشق عن: عبيد بن غنام، ومطين، وأحمد بن خليد الحلبي. وعنه: أبو الحسن بن رزقويه وتمام الرازي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر. ووثقه الخطيب. محمد بن جعفر بن محمد: أبو الحسن العلوي، نقيب العلويين ببغداد، ويعرف بأبي قيراط. حدث عن أبيه سليمان بن علي الكاتب وعنه: أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق. محمد بن الحسن بن حمويه بن حسين: أبو نعيم الإستراباذي، نزيل سمرقند، ثم بخارى. أملى عن: الحسن بن علي الذهلي. وعنه: أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن محمد الإدريسي الحافظ. وقال: هو قال: والذي ثنا بسمرقند. ومات في آخر العام. محمد بن حفص بن عمرو النيسابوري: (25/333)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 334 سمع: البوشنجي. وعنه: الحاكم. محمد بن العباس بن نجيح: أبو بكر البغدادي البزاز. ولد سنة ثلاثٍ وستين ومائتين. وسمع: يحيى بن أبي طالب، وأبا قلابة الرقاشي، ومحمد بن الفرج، وأبا العيناء، وعيسى بن عبد الله رغاث. وعنه: ابن رزقويه، ووصفه بالحفظ وابن الفضل القطان، وأبو علي بن شاذان. توفي في جمادى الآخرة. محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم البغدادي: أبو عمر الزاهد، غلام ثعلب اللغوي المشهور. سمع: موسى بن سهل الوشاء، ومحمد بن يونس الكديمي وأحمد بن عبيد الله النرسي، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، وأحمد بن سعيد الجمال، وجماعة. (25/334)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 335 وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو الحسن بن رزقويه، وأبو الحسين بن بشران، وأحمد بن عبد الله المحاملي، وأبو علي بن شاذان وهو آخر من حدث عنه. قال الخطيب: سمعت غير واحد يحكي أن الأشراف الكتاب وأهل الأدب كانوا يحضرون عند أبي عمر الزاهد ليسمعوا منه كتب ثعلب وغيرها. وكان له جزء جمع فيه فضائل معاوية، فلا يقرئهم شيئاً حتى يبتديء بقراءة ذلك الجزء. وكان جميع شيوخنا يوثقونه في الحديث. وقال أبو علي التنوخي: من الرواة الذين لم ير قط أحفظ منهم أبو عمر غلام ثعلب، أملى من حفظه ثلاثين ألف ورقة فيما بلغني، حتى اتهموه لسعة حفظه: فكان يسأل عن الشيء الذي يظن السائل أنه قد وضعه فيجيب عنه، ثم يسأله غيره عنه بعد سنةٍ فيجيب بذلك الجواب. وقال رئيس الرؤساء علي بن الحسن: قد رأيت أشياء مما أنكروا عليه مدونة في كتب أهل العلم. وقال عبد الواحد بن علي بن برهان: لم يتكلم في اللغة أحدٌ) أحسن من كلام أبي عمر الزاهد. قال: وله كتابغريب الحديث، صنفه على مسند أحمد. ونقل القفطي أن صناعة أبي عمر الزاهد كانت التطريز، وكان اشتغاله بالعلوم قد منعه من التكسب، فلم يزل مضيقاً عليه. وكان إبراهيم بن ماسي يصله. وكان آية في حفظ الأدب. وكان في شبيبته يؤدب ولد القاضي عمر بن يوسف. وله من التصانيف: غريب الحديث، كتاب الياقوتة، فائت الفصيح، العشرات، والشورى، تفسير أسماء الشعراء، كتاب القبائل، النوادر، كتاب يوم وليلة، وغير ذلك. (25/335)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 336 وفيه يقول أبو العباس أحمد اليشكري: (أبو عمر أوفى من العلم مرتقى .......... يذل مساميه ويردي مطاوله)

(فلو أنني أقسمت ما كنت كاذباً .......... بأن لم تر الراؤون بحراً يعادله)

(إذا قلن شارفنا أواخر علمه .......... تفجر حتى قلت: هذا أوائله) توفي رحمه الله في ثالث عشر ذي القعدة سنة خمسٍ وأربعين. محمد بن علي بن أحمد بن رستم: أبو بكر البغدادي المادرائي. الكاتب الوزير. وزر لخمارويه صاحب مصر، وولي أبو ه خراج مصر. مولده سنة. سمع الكثير، واحترق أكثر كتيه وبقي عنده جزءان سمعهما من أحمد بن عبد الجبار العطاردي. (25/336)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 337 وتوفي بمصر في شوال. روى عنه: ابنه علي، وابو مسلم الكاتب. كان رئيساً معظماً، كثير المعروف إلى أولاد النعم وأهل الحرمين. ولم يكن بقي أحد من الأكابر الجلة يرتفع عن الوقوف ببابه. وقد حج إحدى وعشرين حجة، وكان كثير الصيام، ملازم للصلاة في المساجد القديمة. وفيه يقول أبو العباس اليشكري: (عز أمرٌ على البرية عزا .......... ترك الصبر طائراً مستنفزاً)

(بأبي بكر المصيبة عمت .......... كل شخصٍ تراه فيه معزا) وكان الوزير أبو الفتح الفضل بن جعفر صادر محمد بن علي المادرائي مرةً على ألف ألف دينار، وأقام معتقلاً خمس سنين بالرملة حتى توفي أبو الفتح، فراسله الإخشيد بالمسير إليه وبإطلاقه، فقدم فأظهر إكرامه ولم يزل عارفاً بحقوقه إلى أن توفي وصلى عليه بالمصلى أبو القاسم الإخشيد ونائب المملكة كافور، ودفن بداره. قال ذلك المسبحي. وقال: يقال إن ديوان أبي بكر محمد بن علي أطبق على ستين ألفاً ممن يجري عليهم الرزق. وكان بمصر ممن يجري عليهم الرزق في كل شهر مائة ألف رطل على ما حكاه الحسن بن إسماعيل الضراب عن بعض الطحانين. قال: وأطبق ديوانه على مائة ألف عبد أعتقهم في طول عمره. وكان له) المعروف وعمارة المساجد ما لا يوقف عليه كثرة. ولد بنصيبين، ونشأ بالعراق، وقدم مصر شاباً على واحدة هو وأخوه أبو الطيب أحمد. (25/337)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 338 ولم يكن لأبي بكر بلاغة الكتاب المنتسبين، ولا مبالغة في النحو، لكنه كان ذكياً صاحب بديهة. ولي الخراج استقلالاً، وله ثلاثٌ وعشرون سنة. وقد وزر أيضاً لأبي الجيش خمارويه، فلما قتل أبو الجيش وأُجلس في مكانه ابنه هارون بن أبي الجيش استوزر أبا بكر. فلما قتل هارون قدم محمد بن سليمان الكاتب مصر من قبل المكتفي، فأزال دولة الطولونية وخرب ديارهم، وحمل أبا بكر إلى بغداد. ثم إنه وافى مصر مع مؤنس والعساكر في نوبة حباسة، وأمر أبو بكر ونهى ودبر البلد. وكان أبو بكر على ما قيل يختم كل يوم وليلة ختمة في المصحف، وقد ملك بمصر من القرى الكبار ما لم يملكه أحد قبله حتى بلغ ارتفاع أملاكه في كل سنة أربعمائة ألف دينار، سوى الخراج. وكان يقال إنه أنفق في كل حجة حجها مائة ألف دينار. ذكر هذا كله المسبحي، وذكر عدة قصائد مليحة، مما رثاه بها الشعراء رحمه الله تعالى. محمد بن الحافظ عمر بن محمد بن بجير السمرقندي البجيري: رحل، وسمع: علي بن عبد العزيز البغوي، وإسحاق الدبري، وبشر بن موسى، وأبا مسلم الكجي، وجماعة. توفي في ربيع الأول. محمد بن معن بن هشام: (25/338)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 339 أبو بكر الفارسي. سمع: معاذ بن المثنى، ومحمد بن محمد بن حبان التمار. وعنه: أبو حفص الكتاني، وأبو أحمد الفرضي. وثقه الخطيب. مكرم بن أحمد بن مكرم: أبو بكر البغدادي القاضي البزاز. سمع: يحيى بن أبي طالب، ومحمد بن الحسين الحنيني، ومحمد بن عيسى بن حبان المدائني، وعبد الكريم الديرعاقولي، وتمتاماً، وغيرهم. وعنه: الحاكم أبو عبد الله، وأبو الحسين بن رزقويه، وابن الفضل القطان، وأبو علي بن شاذان. وتوفي في جمادى الأولى. وثقه الخطيب. وحديثه بعلوٍّ عند نصر الله القزاز، وطبقته. موسى ابن العلامة إسماعيل القاضي بن إسحاق الأزدي: سمع: أباه، والكديمي، وبشر بن موسى. وعنه: أبو بكر الأبهري، وإبراهيم بن محمد الطبري، وأبو الحسن الهاشمي العيسوي. توفي في آخر السنة. (25/339)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 340 4 (حرف الواو) وهب بن جعفر بن إلياس بن صدقة الكناس المصري: سمع: جده. المسعودي: صاحب التواريخ. في جمادى الآخرة. قال المسبحي. قلت: وهو صاحبمروج الذهب أبو الحسن هلي بن الحسين بن علي. قيل إنه من ذرية ابن مسعود رضي الله عنه. عداده في البغداديين، وأقام) بمصر مدة. وكان إخبارياً علامة صاحب غرائب، وملح، ونوادر. له كتابمروج الذهب في تحف الأشراف والملوك، وكتاب ذخائر العلوم، وكتابالتاريخ في أخبار الأمم، وكتبالمقالات في أصول الديانات، وكتابأخبار الخوارج، وغير ذلك من الكتب. ذكره ياقوت فيتاريخ الأدباء، ولكن قال: توفي سنة ستٍّ وأربعين، (25/340)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 341 والأول أصح. وقد سمع: ابن عرفة نفطويه، وابن زبر القاضي، وغيرهما. ولم يطل عمره حتى يسمعوا منه. وكان معتزلياً. فإنه ذكر غير واحدٍ من المعتزلة ويقول فيه: كان من أن أهل العدل. وله رحلة إلى البصرة لقي فيها أبا خليفة الجمحي. وقد ذكر ابن النجار مختصراً، فقال: علي بن الحسين بن علي أبو الحسن المسعودي من ولد عبد الله بن مسعود، كان كثير التصانيف في التواريخ وأيام الناس وعجائب البلاد والبحار. ذكر أنه من أهل بغداد، وأنه تغرب عنها. فمن مصنفاته: مروج الذهب في أخبار الدنيا، وكتاب ذخائر العلوم (25/341)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 342 وما كان في سالف الدهر، كتاب الإستذكار لما مر في الأعصار، وكتاب التاريخ في أخبار الأمم. ولم يورخه ابن النجار. (25/342)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 343 1 (وفيات سنة ستٍّ وأربعين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف:) أحمد بن بهزاد بن مهران: أبو الحسن الفارسي السيرافي، نزيل مصر هو أو أبوه. سمع أبو الحسن هذا من: الربيع بن سليمان، وبحر بن نصر بن سابق، وبكار القاضي، وإبراهيم بن فهد. وعنه: محمد بن أحمد بن مفرج القرطبي، وأبو عبد الله بن مندة، وعبد الرحمن بن النحاس، وجماعة. قال الطلمنكى: سمع منه أبو جعفر بن عون الله، وتركه. منع من التحديث وقتاً، فذكر ابن عون أنه قرص له عثمان، ثم إنه أملى على المحدثين حديثاً يتضمن مخالفة الجماعة، فقال: أجيفوا الباب ما أمليته منذ ثلاثين سنة. فاستشعر القوم، ولو سكت لمر عليهم. فقاموا عليه ومنع من الرواية، (25/343)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 344 فكان يجلس منفرداً إلى أن تعصب من الفرس فإذن له بالرواية. وكان ابن مفرج القرطبي يقول: سألت قوماً من أهل الحديث عنه فقالوا: ما علمنا عليه إلا خيراً. قال المسبحي، وغيره: توفي في شعبان. أحمد بن جعفر بن أحمد بن معبد: أبو جعفر الإصبهاني السمسار. سمع: أحمد بن عصام، وأحمد بن مهدي، وعبيداً الغزال، وكبار الإصبهانيين. وعنه: ابن مندة، وابن مردويه، وأبو نعيم، وغيرهم. وكان صادقاً. وتوفي في رمضان. أحمد بن عبد الله بن الحسن: أبو هريرة بن أبي عصام العدوي المصري. سمع: أبا يزيد القراطيسي، وأبا مسلم) الكجي. وعنه: أبو محمد بن النحاس، وغيره. (25/344)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 345 وكان ثقة يستملي على الشيوخ. مات في ربيع الآخر. أحمد بن محمد بن عبدوس بن سلمة: أبو الحسن العنزي الطرائفي النيسابوري. سمع: السري بن خزيمة، ومحمد بن أشرس السلمي، وعثمان بن سعيد الدارمي، وجماعة. وكان فيما قال الحاكم: صدوقاً سمعته يقول: أقمت ببغداد سنة أربعٍ وثمانين على التجارة، فلم أسمع بها شيئاً. روى عنه: أبو علي الحافظ وانتخب عليه، وأبو الحسين الحجاجي، وابن محمش الزيادي، والحاكم، وأبو عبد الحمن السلمي، وآخرون. توفي في رمضان، وصلى عليه أبو الوليد الفقيه. أحمد بن محمد بن عبد الله الهروي: أخو حامد الرفاء، وأحمد الأسن. (25/345)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 346 سمع من: عبد الرحمن بن يوسف الحنفي صاحب يعلى بن عبيد. وعنه: حاتم بن محمد، وجماعة. أحمد بن محمد بن عبد العزيز: أبو محمد البلخي المؤذن. في شعبان. إبراهيم بن عثمان القيرواني النحوي: أبو القاسم بن الوزان. شيخ تلك الديار في النحو، واللغة. كان ذا صدق وتواضع وتضلع من علم العربية. قال القفطي: حفظ كتابالعين للخليل، والمصنف الغريب لأبي عبيد، وإصلاح المنطق لابنالسكيت وكتابسيبوبه، وأشياء كثيرة حتى قال فيه بعضهم: لو قيل إنه أعلم من المبرد وثعلب لصدق القائل. وكان يستخرج ابن الوزان هذا من العربية ما لم يستخرجه أحد. وكان عجباً في استخراج المعمى. توفي يوم عاشوراء من سنة ستٍّ وأربعين بالمغرب. إبراهيم بن محمد بن هشام: (25/346)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 347 الأمين البخاري أبو إسحاق. سمع: صالحاً جزرة، وأبا الموجه محمد بن عمرو، وسهل بن شاوذيه. وحج، وحدث. روى عنه: أبو عمر بن حيويه وعبد الله بن عثمان الدقاق. قال الحاكم: هو فقيه أهل النظر في عصره. كتبنا عنه. وورّخ وفاته غنجار. إسحاق بن أحمد بن محمد بن إبراهيم: أبو الحسين الكاذي. سمع: الكديمي، ومحمد بن يوسف بن الطباع، وعبد الله بن أحمد. وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، وأبو الحسين بن بشران. قال الخطيب: كان ثقة زاهداً. كان يقدم من قريته كاذة إلى بغداد فيحدث ويرجع. أخبرنا أبو الفهم السلمي، وأنا أبو محمد بن قدامة سنة، أنا أبو محمد الفتح بن البطي، أنا مالك بن أحمد، ثنا علي بن محمد المعدل إملاءً، أنا إسحاق بن أحمد، ثنا عبد الله بن أحمد قال: وجدت في كتاب أبي: ثنا أبو معاوية الغلابي: حدثني عامر، عن عوف الأعرابي أنه كان يقول لجلسائه: أما والله ما نعلمكم من جهالة، ولكن نذكركم بعض ما تعرفون، لعل الله أن ينفعكم به.) (25/347)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 348 4 (حرف الباء:) بندار بن يعقوب بن إسحاق: أبو الخير الشيرازي، السراج، المالكي. 4 (حرف التاء:) تميم بن خيران: أبو محمد القيراواني. من كبار المالكية. بالقيروان. 4 (حرف الجيم:) جعفر بن محمد بن أحمد: أبو الفضل البغدادي. سمع: بشر بن موسى، ومطين. وعنه: ابن رزقويه، وجماعة. 4 (حرف الحاء:) الحسن بن محمد بن إسحاق بن الأزهر: أبو محمد الإسفرائيني، ابن أخت أبي عوانة. (25/348)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 349 رحل به خاله بعد أن سمّعه من أبي بكر بن رجاء، وأحمد بن سهل بإسفراين. فسمع بالري: محمد بن أيوب وببغداد: أبا مسلم الكجي، وعبد الله بن أحمد وبالبصرة: أبا خليفة. وجمع له خاله حديث مالك. روى عنه الحاكم وقال: كان محدث عصره، ومن أجود الناس أصولاً. توفي في شعبان. وعنه أيضاً: علي بن محمد الإسفرائيني، عبد الرحمن بن محمد بن بالويه المزكي، وجماعة. الحسين بن أيوب: أبو عبد الله الهاشمي. بغدادي، ثقة. حدث عن: صالح بن عمران الدعاء، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، والحسن بن أحمد بن فيل. وعنه: الدارقني، وابن رزقزيه، وغيرهما. 4 (حرف السين:) سعيد بن فحلون: (25/349)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 350 أبو عثمان إلبيري الأندلسي. آخر من روى عن يوسف المغامي، وجماعة. روى الواضحة لابن حبيب أبو علي الحسين بن عبد الله البجاني شيخ ابن عبد البر وغيره، عن ابن فحلون، عن المغامي، عن ابن حبيب. وسمع: ابن فحلون بقرطبة من: بقي بن مخلد، ومحمد بن وضاح، وإبراهيم بن قاسم، ومطرف بن قيس. ورحل فسمع من: أحمد بن محمد بن رشدين المصري، وأبي عبد الرحمن النسائي، وطائفة. وكان صدوقاً في أخلاقه زعارة. روى عنه جماعة منهم: يحيى بن عبد الله بن أبي عيسى الليثي. وتوفي في رجب في ثانيه. ومولده سنة رحمه الله. 4 (حرف العين:) ) عبد الله بن إبراهيم بن واضح: أبو بكر الإصبهاني أحد العباد المذكورين. يقال إنه رأى الحق تعالى في النوم مرتين. جاء ذلك عنه من وجهين. عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس: (25/350)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 351 أبو محمد الإصبهاني. سمع: يونس بن حبيب، ومحمد بن عاصم الثقفي، وأحمد بن يونس الضبي، وهارون بن سليمان، وأحمد بن عصام، والكبار. وكان ثقة عابداً. روى عنه: أبو عبد الله بن مندة، وأبو بكر محمد بن أبي علي الذكواني، وأبو ذر بن الطبري، وأبو بكر بن فورك، والحسين بن إبراهيم الجمال، ومحمد بن علي بن مصعب التاجر، وأبو علي بن يزداد غلام محسن، وأبو نعيم الحافظ، وطائفة سواهم. وهو آخر من حدث عن المسمين، وعن إسماعيل سمويه، ومحمد بن عمر أخي رسته، ويحيى بن حاتم العسكري، وغيرهم. ولد سنة. وقال ابن المقرئ: رأيته يحدث بمكة من أيام الفضل الجندي، وإسحاق الخزاعي. وقال أبو عبد الله بن مندة: كان من شيوخ الدنيا خمسة: عبد الله ين جعفر بإصبهان، والصم بنيسابور، وابن الأعرابي بمكة، وخيثمة بأطرابلس، وإسماعيل الصفار ببغداد. وقال أبو بكر بن مردويه وأبو القاسم عبد الله بن أحمد االسوذرجاني في تاريخهما إصبهان: كان ثقة. وقال أبو الشيخ: حكى أبو جعفر الخياط لنا قال: حضرت موت عبد الله بن جعفر وكنا جلوساً عنده فقال: هذا ملك الموت قد جاء. (25/351)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 352 وقال بالفارسية: اقبض روحي كما تقبض روح رجل يقول تسعين سنة أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. وقال أبو الشيخ: سمعت أبا عمر القطان يقول: رأيت عبد الله بن جعفر في النوم فقلت: ما فعل الله بك قال: غفر لي، وأنزلني منازل الأنبياء. توفي رحمه الله تعالى في شوال. عبد الله بن فارس: أبو ظهير العمري البلخي. توفي بالري في رمضان، وهو آخر من روى في الدنيا عن: محمد بن إسماعيل البخاري. وكان قدم في هذه السنة إلى نيسابور، وحدث بها في غيبة الحاكم عن: معمر بن محمد العوفي، وعبد الصمد بن الفضل. وضبط السلفي كنيته بالضم. قال الحاكم: وكتب لي في الإجازة أنه سمع من محمد بن إسماعيل البخاري. قلت: له حديث في مجلس ابن بالويه. روى عنه: ابن بالويه، وأبو عبد الرحمن السلمي، فقال: أنا عبد الله بن فارس بن محمد بن علي بن عبد الله بن يحيى بن عبد الله بن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب. عبد الله بن مسرور بن الحجام المالكي المغربي: (25/352)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 353 سمع: عيسى بن مسكين، وابن أبي سليمان، وغيرهما. أخذ عنه: أبو محمد بن أبي زيد الفقيه. كان من أئمة المالكية. عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن سيان: أبو مسلم الإصبهاني المذكر.) سمع: إبراهيم بن زهير الحلواني، وأبا بكر بن أبي عاصم، وأحمد بن عمرو البزاز. وعنه: أبو نعيم، وجماعة. عبد الصمد بن علي بن محمد بن مكرم: أبو الحسين الطستي الوكيل، بغدادي، ثقة مشهور. سمع: أبا بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن عبيد الله النرسي، ودبيس بن سلام القصباني، وحامد بن سهل، وإبراهيم الحربي، وطبقتهم. وعنه: ابن رزقويه، وأبو الحسين بن بشران، وعلي بن داود الرزاز، وأبو علي بن شاذان. توفي في شعبان وله ثمانون سنة. (25/353)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 354 وله جزء مشهور عند جعفر. عبد المؤمن بن خلف بن طفيل بن زيد بن طفيل: الحافظ أبو يعلى التميمي النسفي. ولد سنة تسعٍ وخمسين ومائتين. وسمع: جده، وجماعة. ثم رحل، وسمع: أبا حاتم الرازي، وعبد الله بن أبي مسرة، وعلي بن عبد العزيز، وإسحاق الدبري، وأبا الزنباع روح بن الفرج، ويحيى بن أيوب، وخلقاً سواهم. وعنه: عبد الملك بن مروان الميداني، وأحمد بن عمار بن عصمة، ويعقوب بن إسحاق النسفيون، وأبو علي منصور بن عبد الله الخالدي الهروي، وأبو نصر أحمد بن محمد الكلاباذي الحافظ، وآخرون. وكان أثرياً سنياً ظاهري المذهب، شديداً على أهل القياس، يتبع كثيراً أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه. وأخذ عن أبي بكر محمد بن داود الظاهري مصنفاته، وكان خيراً ناسكاً. دخل أبو القاسم عبد الله بن أحمد الكعبي المعتزلي نسف، فأكرموه إلا الحافظ عبد المؤمن فإنه لم يمض إليه، فقال الكعبي: نحن نأتيه. فلما دخل عليه لم يقم ولم بلتفت من محرابه، فكسر الكعبي خجله بأن قال: بالله عليك أيها الشيخ. يعني لا تقم، ودعا له قائماً وانصرف. قال أبو جعفر محمد بن علي النسفي: شهدت جنازة الشيخ أبا يعلى بالمصلى إذ غشينا أصوات الطبول مثل ما يكون من العساكر، حتى ظن أجمعنا (25/354)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 355 أن جيشاً قدم. وكنا نقول: ليتنا صلينا قبل أن يغشانا هذا. فلما اجتمع الناس وقاموا للصلاة وأنصتوا هدأت الأصوات كأن لم تكن. ثم إني كنت رأيت في النوم في أيام أبي يعلى كأن شخصاً واقفاً على رأس درب أبي يعلى بن خلف وهو يقول: أيها الناس من أراد منكم الطريق المستقيم فعليه بأبي يعلى. أو كلاماً نحو هذا. رواها جعفر بن محمد بن المستغفري الحافظ، عن أبي جعفر هذا. توفي أبو يعلى رحمه الله في جمادى الآخرة. عبيد الله بن أحمد بن البلخي: أبو القاسم. سمع: أبا إسماعيل الترمذي، وبشر بن موسى، ومحمد بن أيوب الرازي. وعنه: الدارقطني ووثقه، وابن رزقويه. علي بن الحسن بن الخليل بن شاذويه: أبو الحسن القهندزي البخاري. (25/355)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 356 سمع: محمد بن إبراهيم البوشنجي، وإسرائيل بن السميدع، وسهل بن) المتوكل. وحدث. مات في جمادى الآخرة. عمر بن الحسن بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عياش: القاضي أبو جعفر الهاشمي العباسي، أمير الموسم، وقاضي الديار المصرية. كان ورعاً في القضاء، حميد السيرة، وافر الدين. استعفى غير مرة في القضاء وناب عنه أبو بكر بن الحداد وكان إذا حج يسد المنصب عنه ابن الحداد. ثم صرف بعد ثلاث سنين ونصف من ولايته في آخر سنة تسعٍ وثلاثين وثلاثمائة، وبقي إلى هذا العام فمات في صفر، وولي بعده ابن الخصيب. عمر بن زكريا البزاز: سمع: يوسف بن يعقوب القاضي. وعنه: أبو الحسن بن رزقويه. وثقه الخطيب. عمر بن محمد بن أحمد بن الحداد: العطار. (25/356)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 357 بغدادي، ثقة. سكن مصر، وروى عن: تمتام، ومحمد بن يونس الكديمي، وأحمد بن محمد البرتي، ومحمد بن أحمد بن أبي العوام. روى عنه عامة المصريين: أبو محمد بن النحاس، وعبد الغني الحافظ، والحسين بن أحمد المادرائي، ومحمد بن علي الأنباري. 4 (حرف الميم:) محمد بن أحمد بن محبوب بن فضيل: أبو العباس المروزي المحبوبي. محدث مرو. سمع: سعيد بن مسعود المروزي، والفضل بن عبد الجبار الباهلي، ومحمد بن عيسى الترمذي، وجماعة. وعنه: أبو عبد الله بن مندة، وأبو عبد الله الحاكم، وعبد الجبار الجراحي، وإسماعيل بن ينال المحبوبي. وكان الرحلة إليه في سماع الترمذي، وغيره. كان شيخ مرو ثروةً وإفضالاً، وسماعاته مضبوطة بخط خاله أبي بمر الأحول. ولد سنة، وتوفي في رمضان سنة ستٍّ. ورحل إلى ترمذ سنة خمسٍ وستين فيما بلغني. قال الحاكم: سماعه صحيح. (25/357)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 358 محمد بن إسحاق بن إبراهيم: أبو تراب الموصلي. من ساكني هراة. حدث بها عن: عمير بن مرداس النهاوندي، وعلي بن الحسين بن الجنيد الرازي، وعلي بن محمد بن عيسى الماليني. وعنه: أبو منصور محمد بن محمد الأزدي، وأبو القاسم الداوودي القاضي. محمد بن بكر بن محمد بن عبد الرزاق: أبو بكر بن داسة البصري التمار. راوي السنن. سمع: أبا داود السجستاني، وأبا جعفر محمد بن الحسن بن يونس الشيرازي، وإبراهيم بن فهد، وغيرهم. وعنه: أبو سليمان الخطابي، وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، وابن جميع، وأبو بكر بن لال، وأبو علي الحسين بن محمد الروذباري، وغيرهم. أخبرنا عمر بن غدير: أبا أبو القاسم بن الحرستاني،) أنا جمال الإسلام، أنا ابن طلاب، أنا ابن جميع، أما محمد بن بر بالبصرة: ثنا أبو جعفر محمد بن الحسن، نا الحسن بن مالك، ثنا مبارك بن فضالة، عن عبيد الله بمن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القزع. (25/358)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 359 محمد بن سهيل بن بسام: أبو بكر البخاري اللباد. سمع: سهل بن المتوكل، وصالح بن محمد جزرة. وحدث. محمد بن عبد الله بن إبراهيم: أبو سعيد الزاهد. أحد العباد المجتهدين بمرو. قدم نيسابور، وحدث عن: حماد بن أحمد القاضي، ويحيى بن ساسويه. وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وغيره. محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن مطرف المدني: أبو ميمون الأديب، نزيل عسقلان. قدم في هذه السنة مصر، فحدث عن: ثابت بن نعيم الهرجي، وبكر الدمياطي، وجماعة. وكان إخبارياً علامة. محمد بن عبد الله بن محمد بن زياد: أبو بكر النيسابوري، نزيل مرو الروذ. سمع: جده لأمه العباس بن حمزة، السري بن خزيمة، ومحمد بن يونس الكديمي، وبشر بن موسى. (25/359)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 360 ويعرف بالعماني. محمد بن عبيد الله بن أبي الورد: حدث في هذه السنة، وانقطع خبره. سمع: الحارث بن أبي أسامة. وعنه: ابن رزقويه، وغيره. وهو أبو بكر البغدادي. محمد بن القاسم بن عبد الرحمن بن قاسم بن منصور: أبو منصور النيسابوري العتكي. أول سماعاته سنة ثلاثٍ وسبعين. سمع: السري بن خزيمة، ومحمد بن أشرس، والحسين بن الفضل، ومحمد بن أحمد بن أنس، والحسن بن عبد الصمد، وإسماعيل بن قتيبة، وأحمد بن سلمة. وعنه: أبو عبد الله الحاكم وقال: شيخ متيقظ فهم صدوق جيد القراءة صحيح الأصول. توفي في آخر سنة ستّ. محمد بن القاسم بن هارون: (25/360)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 361 أبو بكر المصري الخباز. عن: أبي يزيد القراطيسي، ونحوه. وثقه ابن يونس. محمد بن محمد بن حامد: أبو نصر الترمذي. حدث ببغداد عن: محمد بن حبال الصغاني. وعنه: ابن رزقويه، وأبو الحسن الحمامي المقرئ. وكان زاهداً صالحاً. محمد بن محمد بن الحسن الكارزي: أبو الحسن المعدل. سمع كتابيالأموال، وغريب الحديث لأبي عبيد، من علي بن عبد العزيز. محمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة بن جميل: (25/361)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 362 أبو جعفر البغدادي الجمال المحدث. سكن سمرقند، وحدث عن: أبي بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن عبيد الله النرسي، وجعفر بن محمد بن شاكر، وعبد الكريم الديرعاقولي. ورحل فسمع: عبيد بن محمد الكشوري، وأبا علاثة محمد بن عمرو، ويحيى بن عثمان المصري، وأبا زرعة الدمشقي، وخير بن عرفة، وطبقتهم بالحجاز، واليمن، والشام، وبغداد. وعنه: ابن مندة، وأبو) عبد الله الحاكم، وأبو سعد الإدريسي، ومحمد بن إبراهيم الجرجاني. وانتخب عليه أبو علي الحافظ. وكان تاجراً سفاراً فحدث بأماكن. قال الحاكم: هو محدث عصره بخراسان، وأكثر رحلةً وأثبتهم أصولاً. واتجر إلى الري وسكنها مدة، فقيل له: الرازي. وكان صاحب جمال، فقيل له الجمّال. انتقى عليه أبو علي النيسابوري أربعين جزءاً. وتوفي في ذي الحجة بسمرقند. محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان: (25/362)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 363 أبو العباس الأموي، مولى بني أمية، النيسابوري الأصم. وكان يكره أن يقال له الأصم. فكان أبو بكر بن إسحاق الصبغي يقول فيه: المعقلي. قال الحاكم: إنما ظهر به الصمم بعد انصرافه من الرحلة، فاستحكم فيه حتى بقي لا يسمع نهيق الحمار. وكان محدث عصره بلا مدافعة. حدث في الإسلام ستاً وسبعين سنة ولم يختلف في صدقه، وصحة سماعاته، وضبط والده يعقوب الوراق لها. أذّن سبعين سنة فيما بلغني في مسجده، وكان حسن الخلق، سخي النفس. وربما كان يحتاج فيورق ويأكل من أجرته. وكان يكره الأخذ على التحديث. وكان وراقه وابنه أبو سعيد يطالبان الناس ويعلم هو فيكره ذلك ولا يقدر على مخالفتهما. سمع منه الآباء والأبناء والأحفاد. (25/363)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 364 سمع منه الحسن بن الحسين بن منصور كتابالرسالة، ثم سمعها منه ابنه أبو الحسن، ثن ابنه عمر. وما رأيت الرحالة في بلد أكثر منهم إليه. رأيت جماعةً من الأندلس والقيروان، ومن أهل فارس وخوزستان على بابه. وسمعته يقول: ولدت سنة سبعٍ وأربعين ومائتين. ورأى محمد بن يحيى الذهلي وسمع: أحمد بن يوسف السلمي، وأحمد بن الأزهر، ففقد سماعه منهما عند رجوعه من مصر ورحل به أبوه سنة خمسٍ وستين على طريق إصبهان، فسمع بها: هارون بن سليمان، وأسيد بن عاصم. ولم يسمع بالأهواز، ولا بالبصرة. وسمع بمكة من أحمد بن شيبان الرملي فقط. ودخل مصر فسمع: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم الفقيه، وبكار بن قتيبة، والربيع بن سليمان، وبحر بن نصر، وإبراهيم بن منقذ. وسمع بعسقلان: أحمد بن الفضل الصائغ. وببيت المقدس من غير واحد وببيروت: العباس بن الوليد سمع منه مسائل الأوزاعي. وبدمشق: ابن ملاس النميري، ويزيد بن عبد الصمد. وبحمص: محمد بن عوف. وبطرسوس: أبا أمية فأكثر. وبالرقة: محمد بن علي بن ميمون. وبالكوفة: الحسن بن علي بن عفان، وسعيد بن محمد الحجوائي شيخ ثقة سمع ابن عيينة، ووكيعاً. وسمع المغازي وغيرها من أحمد بن عبد الجبار العطاردي وبعضالمسند من أحمد بن أبي غرزة الغفاري. (25/364)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 365 ثم دخل) بغداد فسمع: محمد بن إسحاق الصغاني، وعباس بن محمد الدوري، ومحمد بن عبيد الله بن المنادي، ويحيى بن جعفر، وحنبل بن إسحاق، وأكثر عنهما. خرج علينا في ربيع الأول سنة أربعٍ وأربعين، فلما نظر إلى كثرة الناس والغرباء وقد امتلأت السكة بهم، وقد قاموا يطرقون له ويحملونه على عواتقهم من داره إلى مسجده. فجاس على جدار المسجد وبكى، ثم نظر إلى المستملي فقال: اكتب. سمعت الصغاني يقول: سمعت الأشج يقول: سمعت عبد الله بن إدريس يقول: أتيت باب الأعمش بعد موته فدققت الباب، فأجابتني امرأة: هاي هاي، تبكي يعني، وقالت: يا بعد الله ما فعل جماهير العرب التي كانت تأتي هذا الباب ثم بكى الكثير، ثم قال: كأني بهذه السكة ولا يدخلها أحد منكم فإني لا أسمع، وقد ضعف البصر، وحان وقت الرحيل، وانقضى الأجل. فما كان بعد شهر أو أقل حتى كُف بصره وانقطعت الرحلة، ورجع أمره إلى أنه كان يناول قلماً فإذا أخذه بيده علم أنهم يطلبون الرواية فيقول: ثنا الربيع بن سليمان، ويسرد أحاديث يحفظها وهي أربعة عشر حديثاً وسبع حكايات. وصار بأسوأ حال. وتوفي في ربيع الآخر سنة ستٍّ وأربعين. وقد ثنا عنه: أبو عبد الله محمد بن يعقوب الأخرم، وأبو بكر بن إسحاق، ويحيى العنبري، وعبد الله بن سعد وأبو الوليد حسان بن محمد، وأبو علي الحافظ. وحدث عنه جماعة لم أدركهم: أبو عمرو الحيري، ومؤمل بن الحسن، وأبو علي محمد بن عبد الوهاب الثقفي. قلت: وروى عنه: الحاكم فأكثر عنه، وأبو عبد الله بن مندة، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو بكر الحيري، وأبو سعيد الصيرفي، وأبو صادق محمد بن أحمد بن أبي الفوارس العطار، ومحمد بن إبراهيم المزكي، ومحمد بن إبراهيم الجرجاني، وأبو بكر محمد بن محمد بن رجاء، وعبد الرحمن بن محمد بن (25/365)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 366 بالويه، وابن محمش الفقيه، وأبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن حبيب القاضي، ومحمد بن محمد بن بالويه، والحسين بن عبدان التاجر، وأبو القاسم عبد الرحمن السراج، وأبو بكر محمد بن أحمد النوقاني، وأبو نصر محمد بن علي الفقيه، وأحمد بن محمد الشاذياخي، وأبو سعد أحمد بن محمد بن مزاحم الصفار، وإبراهيم بن محمد الطوسي الفقيه، وإسحاق بن محمد السوسي، وعبد الله بن يوسف الإصبهاني، وعبد الرحمن بن أبي حامد المقرىء، وأحمد بن عبد الله المهرجاني، وأبو نصر أحمد بن محمد البالوي، وعبد الرحمن بن عبد الله بن سختويه، وعلي بن محمد الطرازي، وأبو بكر محمد بن علي بن حيد، وأحمد بن محمد بن الحسين السليطي النحوي، والحسين بن أحمد) المعاذي، ومنصور بن الحسين بن محمد النيسابوري وتوفي وهو والطرازي في سنةٍ، وهما آخر من سمع منه. (25/366)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 367 وآخر من روى عنه في الأرض أبو نعيم الحافظ كتابةً. وقال الحاكم: سمعت أبا العباس يقول: حدثت بكتابمعاني القرآن للفراء سنة نيفٍ وسبعين ومائتين. وسمعت محمد بن حامد يقول: سمعت أبا حامد الأعمشي يقول: كتبنا عن أبي العباس بن يعقوب الوراق سنة خمس وسبعين في مجلس محمد بن عبد الوهاب الفراء. سمعت محمد بن الفضل: سمعت جدي أبا بكر بن خزيمة وسئل عن سماع كتابالمبسوط تأليف الشافعي، من الأصم فقال: اسمعوا منه فإنه ثقة،، رأيته يسمع بمصر. وقال: سمعت أبا أحمد الحافظ: سمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم يقول: ما بقي لكتابالمبسوط راوٍ غير أبي العباس الوراق. وبلغنا أنه ثقة صدوق. قال الذهبي: وقع لنا جملة من طريق الأصم. من ذلكمسند الشافعي في مجلد. وهو المسند لم يفرده الشافعي رحمه الله، بل خرجه أبو جعفر محمد بن جعفر بن مطر لأبي العباس الأصم مما كان يروي عن الربيع، عن الشافعي، من كتابالأم، وغيره. قال الحاكم: قرأت بخط أبي علي الحافظ يحث الأصم على الرجوع عن أحاديث أدخلوها عليه، منها حديث الصغاني، وعن علي بن حكيم في قبض العلم وحديث أحمد بن شيبان، عن سفيان، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سريةً. فوقع الأصم: كل من روى عني هذا فهو كذاب، وليس هذا في كتابي. (25/367)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 368 فأخبرنا أحمد بن عبد الكريم بمصر: أنبا نصر بن جرو. ح وأنا جماعة قالوا: أنا جعفر الهمذاني. ح، وأنا أحمد بن إسحاق الأبرقوهي، أما أبو المفاخر محمد بن محمد بن سعيد المأموني، وأنا علي القيم، أنا الجوجاني وحده، وقال راويه الصوفي: وابن رواج، أنا عبد الرحمن السلمي فقط قلا: ثنا محمد بن يعقوب الأموي. ح وقرأت على محمد بن حسين الفوي: أخبركم محمد بن عمار، وأنا ابن رفاعة، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا عبد الرحمن بن عمر البزاز، أنا عمرو عثمان بن محمد السمرقندي سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاثمائة بمصر قلا: ثنا أحمد بن شيبان الرملي، ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن نافع، عن ابن عمر قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سريةً إلى نجد فبلغ سهمانهم اثني عشر بعيراً، ونفلنا النبي صلى الله عليه وسلم بعيراً بعيراً. وهم فيه أحمد بن شيبان وصوابه ما رواه الحميدي، عن سفيان فقال: عن أيوب بدل الزهري. فأما الذي أنكره أبو علي الحافظ على الأصم، ورجع الأصم كونه وهِم فيه على أحمد بن شيبان فقال: سالم، بدل نافع.) وقال الحاكم: قرأت بخط أبي عمرو أحمد بن المبارك المستملي: حدثني (25/368)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 369 محمد بن يعقوب بن يوسف أبو العباس الوراق: ثنا الربيع بن سليمان، نا بشر بن بكر، فذكر حديثيين. قلت: بين وفاة أحمد بن المبارك هذا، وهو حافظ مشهور سمع من قتيبة وطبقته، وبين وفاة أبي نعيم الذي يروري بالإجازة عن الأصم مائة وأربعون سنة وست سنين. قال الحاكم: حضرت أبا العباس يوماً خرج ليؤذن للعصر، فوقف وقال بصوتٍ عال: أنبا الربيع بن سليمان قال: أنا الشافعي، ثم ضحك وضحك الناس، ثم أذن. وسمعت أبا العباس يقول: رأيت أبي في المنام فقال لي: عليك بكتاب البويطي، فليس في كتب الشافعي كتابٌ أقل خطأً منه. رحمه الله تعالى. 4 (حرف الواو) وهب بن مسرة بن مفرج بن بكر: أبو الحزم التميمي الأندلسي الحجازي. سمع بقرطبة: محمد بن وضاح، وعبيد الله بن يحيى بن يحيى، وأحمد بن الراضي، والأعناقي. (25/369)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 370 وببلده من: أبي وهب بن أبي نخيلة، ومحمد بن عزوة. وكان حافظاً للفقه، بصيراً به وبالحديث والعلل والرجال مع ورع وفضل. دارت عليه الفتيا بموضعه، وله أوضاع حسنة. واستقدم إلى قرطبة وأخرجت إليه أصول ابن وضاح التي سمع منها، فسمعت منه. وسمع منه عالم عظيم. أخذ عنه: أبو محمد القلعي، وأحمد بن العجوز والد الشيخ عبد الرحيم، ومحمد بن علي ابن الشيخ السبتي، وأبو عمر أحمد بن محمد بن الجسور، وأحمد بن القاسم التاهرتي، وآخرون. وتوفي في ببلده بعد رجوعه من قرطبة في نصف شعبان، وسمع منه الإمامان: أبو محمد بن حزم، وابن عبد البر من أصحابه. وحدث بمسند ابن أبي شيبة. وقد كانت منه هفوة في المعتقد في القدر، نسأل الله السلامة في الدين. قال ابن الفرضي: محمد بن المفرج القرطبي تُرك لأنه كان يدعو إلى بدعة وهب بن مسرة. (25/370)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 371 1 (وفيات سنة سبع وأربعين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف:) أحمد بن إبراهيم بن محمد بن جامع المصري السكري: أبو العباس. سمع من: مقدام بن داود الرعيني، وأحمد بن محمد بن رشدين، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وروح بن الفرج القطان، وطائفة. وعنه: ابن مندة، وعبد الرحمن بن النحاس، وأحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي، ومحمد بن أحمد بن جميع الغساني. وثقه بن يوسن ومحمد بن علي الأدفوني، ومحمد بن) الحضرمي، وأحمد بن عمر الجيزي شيخ الداني، وعمر بن محمد المقرىء. وحدث: قرأ نافع عن بكر بن سهل الدمياطي، عن أبي الأزهر، عن ورش، عن نافع. توفي سابع المحرم. أحمد بن سليمان بن أيوب بن داود بن عبد الله بن حذلم: (25/371)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 372 أبو الحسن الأسدي الدمشقي القاضي الفقيه. الأوزاعي المذهب. سمع: أباه، وأبا زرعة، ويزيد بن عبد الصمد، وبكار بن قتيبة، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وجماعة. وعنه: تمام الرازي، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وابن مندة، وأبو الحسين بن معاذ الداراني، وأبو عبد الله بن أبي كامل. وناب في القضاء عن أبي الطاهر الذهلي، وغيره بدمشق. وكان حذلم نصرانياً فأسلم. وقال أبو الحسين الرازي: هو آخر من حدث. فكانت له حلقة بجامع دمشق يدرّس فيها مذهب الأوزاعي. وقال الكتاني: كان ثقة مأموناً نبيلاً. قلت: وقع لي حديثه بعلو. أحمد بن علي بن عبد الجبار بن جبرويه أبو سهل. بغدادي، صدوق. سمع: يحيى بن جعفر، ومحمد بن يونس الكديمي، وعنه: ابن رزقويه، وأبو الحسن الحمامي. (25/372)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 373 أحمد بن الفضل بن العباس بن خزيمة: أبو علي. سمع: أبا قلابة الرقاشي، وعبد الله بن روح المدائني، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وأحمد بن سعيد الجمّال. وعنه: الدارقطني، وابن رزقويه، وأبو الحسين ابنا محمد بن عبد الله بن بشران. وهو ثقة. ولد سنة ثلاثٍ وستين، وتوفي في صفر. قال أبو الفتح محمد بن أبي الفوارس: هذا أول شيخٍ سمعت منه. أحمد بن محمد بن عبد الملك بن أيمن الأندلسي: سمع: أباه، وأحمد بن خالد، ابن لبابة. وكان فقيهاً، بصيراً بالنحو، بارعاً في الشعر. من كبار العلماء. توفي في ذي القعدة كهلاً. إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد بن المسيب النيسابوري: أبو الحسن الشعراني. سمع: جده، وأباه، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، والطبقة. (25/373)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 374 وخرج لنفسه الفوائد. كان مجتهداً في العبادة. توفي في رجب. روى عنه الحاكم وقال: لم أرتب في شيءٍ من أمره إلا روايته عن عمير بن مرداس، فالله أعلم. وسألته: أين كتبت عن عمير قال: لما رحلت إلى مصر بن أيوب فلعله كما قال. 4 (حرف الجيم:) جعفر بن محمد بن هشام: أبو عبد الله الكندي ابن بنت عدبس، والدمشقي. روى عن: أبي زرعة، ويزيد بن عبد الصمد، وعبد الباري الجسريني، وأحمد بن إبراهيم بن فيل، وخلق كثير. وعنه: ابن مندة، وتمام، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأبو محمد عبد الرحمن بن ابي) نصر، وعبد الله ب أحمد بن معاذ الداراني. توفي في ربيع الآخر. (25/374)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 375 قال الكتاني: ثقة، مأمون. 4 (حرف الحاء:) الحسين بن أحمد بن يحيى بن الحسين: أبو عبد الله العلوي. حدث في هذه السنة عن أبيه، عن جده بكتابالرد على من زعم أن القرآن قد ذهب منه. روى عنه: أبو عمر بن حيويه، وعبد الله بن الثلاج، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر الدمشقي، وغيرهم. حمزة بن محمد بن العباس: أبو أحمد الدهقان العقبي. بغدادي، ثقة، يسكن بالعقبة التي بقرب دجلة. سمع: أحمد بن عبد الجبار العطاردي، ومحمد بن عيسى المدائني، والعباس الدوري، وابن أبي الدنيا، وعبد الكريم الديرعاقولي. وعنه: الحاكم، وابن رزقويه، وأبو القاسم الجرمي، وأبو الحسين بن بشران، وأبو علي بن شاذان. وآخر من روى عنه عبد الملك بن بشران. (25/375)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 376 4 (حرف الزاي:) الزبير بن عبد الواحد بن محمد بن زكريا: أبو عبد الله الأسداباذي وقيل: أحمد بدل محمد. سمع: محمد بن نصير الإصبهاني، وأبا خليفة الجمحي، والحسن بن سفيان، وعبدان الأهوازي، وعبد الله بن ناجية، وابن قتيبة العسقلاني، وأبا يعلى الموصلي، وأبا العباس السراج، وابن جوصا. وطوف وكان حافظاً متقناً. سمع الدارقطني، من محمد بن مخلد العطار، عنه. وقال الحاكم: كان من الصالحين المستورين الثقات الحفاظ. صنف الأبواب والشيوخ. قلت: روى عنه: الحاكم أبو عبد الله، وأبو بكر الجوزقي، وأبو (25/376)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 377 عبد الله بن مندة، ويحيى بن إبراهيم المزكي، والقاضي عبد الجبار بن أحمد الهمذاني. توفي بأسداباذ في ذي الحجة. 4 (حرف الضاد:) الضحاك بن يزيد: أبو عبد الرحمن السكسكي البتلهي. روى عن: أبي زرعة الدمشقي، ووزيرة الغساني. وعنه: تمام الرازي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر. توفي في أول السنة. (25/377)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 378 4 (حرف الطاء:) طاهر بن محمد بن عبد الله بن خالد: أبو أحمد المزني المغفلي. من ولد عبد الله بن مغفل رضي الله عنه. هروي جليل. روى عن: عبد الله بن أبي سفيان الموصلي، وعبد الله بن عبد الرحمن السكري، وأبي صخرة الكاتب. وعنه: أبو منصور محمد بن محمد الأزدي، وغيره. 4 (حرف العين:) ) عبد الأعلى بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى: الصدفي، المصري، أبو سلمة الفقيه الحنفي، صاحب الطحاوي. توفي عن ثلاثٍ وسبعين سنة بمصر، وهو أخو الحافظ أبي سعيد عبد الرحمن. عبد الله بن بشران بن محمد بن بشر: أبو الطيب الأموي، جد أبي الحسين بن بشران وأخيه. روى عن: بشر بن موسى، ويوسف القاضي. وعنه: ابنه محمد، وأخوه عمر. قال الخطيب: كان ثقة، يتولى القضاء بنواحي حلب. (25/378)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 379 عبد الله بن جعفر بن درستويه بن المرزبان: أبو محمد الفارسي النحوي، صاحب المبرد. سمع: يعقوب بن سفيان الفسوي، وأحمد بن الحباب، وعباس بن محمد الدوري، ويحيى بن أبي طالب، ومحمد بن الحسين الحنيني، وأبا محمد بن قتيبة، وعبد الرحمن بن محمد بن منصور. قدم من فسا في صباه، فسمع ببغداد واستوطنها. وبرع في العربية، وصنف التصانيف. مولده سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين. روى عنه: الدارقطني، وابن شاهين، وابن مندة الحافظون، وابن رزقويه، وابن الفضل القطان، وأبو علي بن شاذان، وغيرهم. وصنف كتابالإرشاد في النحو، وتفسير كتاب الجرمي، وكتابالهجاء وهو من أحسن كتبه، ومعاني الشعر، وشرح الفصيح، وغرب الحديث، والرد على ثعلب، وكتابأدب الكاتب، المذكر والمؤنث، المقصود والممدود، وكتابالمعاني في القراءات. (25/379)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 380 وكان شديد الانتصار للبصريين في اللغة والنحو. وثقه ابن مندة، والحسين بن عثمان الشيرازي. وتوفي في صفر. وضعفه هبة الله اللالكائي وقال: بلغني عنه أنه قيل له: حدث عن عباس الدوري حديثاً ونعطيك درهماً. ففعل، ولم يكن سمع منه. قال الخطيب: سمعت هبة الله يقول ذلك. وهذه الحكاية باطلة، لأن ابن دستوريه كان أرفع من أن يكذب. وقد ثنا ابن رزقويه، عنه بأمالي فيها أحاديث عن العباس الدوري. وسألت البرقاني عنه فقال: ضعفوه بروايته تاريخ يعقوب عنه، وقالوا: إنما حدث به قديماً، فمتى سمعه منه قال الخطيب وفي هذا نظر لأن جعفر بن درستويه كان من كبار المحدثين، سمع علي بن المديني، وطبقته. فلا يستنكر أن يكون بكر بابنه في السماع، مع أن أبا القاسم الأزهري قد حدثني، قال: رأيت أصل كتاب ابن درستويه بتاريخ يعقوب بن سفيان، ووجدت سماعه فيه صحيحاً. قلت: ولد بفسا، وأدرك من حياة يعقوب ثمانية عشر عاماً. عبد الله بن محمد بن عبد الله بن شهاب: أبو طالب العكبري. سمع: خلف بن عمرو العكبري، ومحمد بن أحمد بن البراء، وأبا شعيب الحراني، ويوسف القاضي. (25/380)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 381 وعنه: يوسف القواس، ومحمود بن عمر العكبري، وغيرهما.) وكان ثقة. عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد: أبو الميمون البجلي الدمشقي. سمع: بكار بن قتيبة، ويزيد بن عبد الصمد، وأبا زرعة، وأحمد بن محمد بن يحيى ين حمزة، وخلقاً كثيراً. روى عنه: ابن مندة، وتمام، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأبو علي بن مهنى، وعبد الرحمن بن أبي نصر. وكان أديباً شاعراً، ثقة، مأموناً. بلغ خمساً وتسعين سنة. عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى: الصدفي المصري الحافظ أبو سعيد. مؤرخ ديار مصر. (25/381)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 382 توفي في جمادى الآخرة، وله ستٌ وستون سنة، لأنه ولد سنة إحدى وثمانين ومائتين. وسمع: أباه، وأحمد بن حماد زغبة، وعلي بن سعيد الرازي، وعبد الملك بن يحيى بن بكير، وأحمد بن شعيب النسائي، وعبد السلام بن سهل البغدادي، وخلقاً سواهم. ولم يرحل، لكن كان إماماً في هذا الشان. روى عنه: أبو عبد الله بن مندة، وأبو محمد بن النحاس، وعبد الواحد بن محمد البلخي، وجماعة من الرحالة والمغاربة. وله كلام في الجرح والتعديل يدل على بصره بالرجال وعرفته بالعلل. علي بن إبراهيم بن عقار البخاري: سمع: أبا شهاب معمر بن محمد البلخي، وصالح جزرة الحافظ. وحدث. علي بن أحمد بن سهل: ويقال علي بن إبراهيم. أبو الحسن البوشنجي الزاهد، شيخ الصوفية. صحب: أبا عمر الدمشقي، وأبا العباس بن عطاء. وسمع بهراة: محمد بن عبد الرحمن الشامي، والحسين بن إدريس. (25/382)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 383 وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو الحسن العلوي، وعبد الله بن يوسف الإصبهاني. وقد صحب بنيسابور أبا عثمان الحيري. واستوطن نيسابور سنة أربعين، فبنى بها داراً للصوفية، ولزم المسجد إلى أن توفي بها. قال السلمي: هو أحد فتيان خراسان، بل واحدها، له شأنٌ عظيم في الخلق والفتوة. وله معرفة بعلومٍ عدة. وكان أكثر الخراسانيين تلامذته. وكان عارفاً بعلوم القوم. قال الحاكم: سمعته يقول وسئل: ما التوحيد قال: أن لا تكون تشبه الذات، ولا تنفي الصفات. وسعته سئل عن الفُتوّة فقال: الفتوة عندكم في آية من كتاب اللهيحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجةً مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصةٌ. وفي خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما لا يحب لنفسه. فمن اجتمعا فيه فله الفتوة. (25/383)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 384 وقال البوشنجي: النظر فخ إبليس نصبه للصوفية، وبكى. قال الحاكم: سمعته غير مرة بعاتب في ترك الجمعة فيقول: إن كانت الفضيلة فإن السلامة في العزلة. قلت: هذا عذرٌ غير مقبول منه، ولا رخصة في ترك الجمعة لأجل سلامة العزلة. وهذا بالإجماع. علي بن عبد الرحمن) بن عيسى بن زيد بن مأتى، بالفتح: الكاتب أبو الحسين الكوفي. مولى زيد بن علي بن الحسين الحسيني الزيدي. حدث ببغداد عن: إبراهيم بن أبي العنبس، وإبراهيم بن عبد الله القصار، أحمد بن حازم الغفاري، والحسين بن الحكم. وعنه: أبو الحسين بن رزقويه، ومحمد بن الحسين القطان، وأبو الحسن الحمامي، وأبو علي بن شاذان. قال الخطيب: ثقة. توفي في ربيع الأول وله ثمان وتسعون سنة. 4 (حرف القاف:) القاسم بن سعدان بن إبراهيم بن عبد الوارث بن محمد بن يزيد: (25/384)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 385 مولى عبد الرحمن بن معاوية الداخل، أبو محمد الأندلسي. من أهل رية، نزل قرطبة. وسمع: عبيد الله بن يحيى، وطاهر بن عبد العزيز، وجماعة كبيرة. وكان متقناً ضابطاً، محدثاً بصيراً بالنحو والشعر واللغة. قال ابن الفرضي: لا أعلم بالأندلس أحداً عني بالكتب عنايته، ولم يتفرغ أن يحدث. القاسم بن عبد الله بن شهريار: سبط أبي علي الروذباي. سكن مصر، وحدث عن: إسحاق بن الحسن الحربي. وكان شيخ الصوفية. قال أبو الفتح بن مسرور: كتبت عنه، وكان ثقة. القاسم بن محمد بن محمد بن عبدويه: أبو أحمد الهمذاني الصيرفي السراج. عن: الحارث بن أبي أسامة، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن لال، وأبو سهل بن زيرك، وأحمد بن تركان. وكان من أحد الصالحين يتبرك بقبره. 4 (حرف الميم:) محمد بن أحمد بن الحسن بن عمر بن بشير بن الفرخان الثقفي: (25/385)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 386 مولاهم الإصبهاني الكسائي أبو عبد الله المقرئ. روى عن: أبي خالد عبد العزيز بن معاوية القرشي، وعبد الله بن محمد بن النعمان، وأحمد بن يحيى بن حمزة، وأبي بكر بن أبي عاصم. وعنه: أبو إسحاق بن حمزة الحافظ، وأبو بكر بن المقرئ، وأبو بكر محمد بن أبي علي الذكواني، ومحمد بن علي بن مصعب، وجماعة. سمعنا جزءاً من حديثه. وكان قد قرأ على: محمد بن عبد الله بن شاكر، وجعفر بن عبد الله بن الصباح الإصبهاني صاحب أبي عمر الدوري. قرأ عليه: محمد بن عبد الله بن أشته، وغيره. محمد بن أحمد بن الحسين بن مصلح: أبو بكر الرازي، قاضي الري. محمد بن أحمد بن محمد بن سهل: أبو الفضل النيسابوري، ثم البغدادي الصيرفي. عن: أبي مسلم الكجي. وعنه: ابن رزقويه، وغيره. وثقه الخطيب. محمد بن إبراهيم بن الفضل) الهاشمي: أبو الفضل. من أكابر شيوخ نيسابور، وممن زكاه إبراهيم بن أبي طالب، ومن المكثرين من كتابة الحديث. (25/386)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 387 سمع: محمد بن عمرو الحرشي، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، والحسين بن محمد القباني. وبالري: محمد بن أيوب. وببغداد: أبا مسلم الكجي، وموسى بن هارون. وبالكوفة: محمد بن عبد الله الحضرمي مطيناً. وخلقاً سواهم. وعنه: الحاكم، ويحيى بن إبراهيم المزكي، وابن مندة، وآخرون. وكان ثقة، توفي في شوال. محمد بن جعفر بن محمود: أبو سعد الهروي الصيرفي. روى عن: محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، وأقرانه. وعنه: أبو عبد الله الحاكم، والسيد أبو الحسن العلوي. وكان حنبلياً صالحاً. سمع أحمد بن نجدة، وعبد الله بن محمود. محمد بن الحسن بن عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب: الفقيه القاضي أبو الحسن البغدادي. ولي قضاء بغداد. وحدث عن: أبي العباس بن مسروق. وعنه: الحسين بن محمد الكاتب. وكان أحد الأجواد. (25/387)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 388 وكان قبيح الذكر فيما تولاه، وقد شاع ذلك. توفي في رمضان عن نيفٍ وسبعين سنة. وكان هو يولي قضاء مصر من يختار، ويكتب إليه بعهده، وكذا إلى ما دون مصر كدمشق وغيرها. وقد عزل عن القضاء قبل موته بمدة. وكان جده قاضي مدينة أبي جعفر المنصور وهو من بيت الحشمة والقضاء. محمد بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن الجنيد: الحافظ أبو الحسين الرازي. نزيل دمشق. سمع: محمد بن حفص المهرقاني، ومحمد بن أيوب، وعلي بن الحسين بن الجنيد، وعبد الوهاب بن مسلم بن وارة، وجماعة ببلده ومحمد بن جعفر القتات بالكوفة والحسن بن سفيان بنسا والفريابي ببغداد وأصحاب هشام بن عمار بدمشق وخلقاً سواهم. وعنه: ابنه تمام، وعقيل بن عبيد الله بن عبدان، وأبو الحسن بن جهضم، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر. قال الكتاني: كان ثقة نبيلاً مصنفاً. محمد بن عبد الرحمن بن عمرو القرطمي الإصبهاني: متعبد صالح. (25/388)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 389 سمع: عبد الله بن محمد بن النعمان، وأحمد بن عمرو البزاز. وعنه: أبو نعيم. محمد بن القاسم بن معروف بن حبيب بن أبان: أبو علي الدمشقي. سمع: أحمد بن علي المروزي القاضي، وأبا حامد محمد بن هارون الحضرمي، وابا عمر محمد بن يوسف القاضي، وزكريا بن أحمد البلخي، وجماعة. وعنه: ابن أخيه عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر، والحافظ عبد الغني، وعبد الرحمن بن عمر النحاس، وعبيد الله بن الحسن الوراق، وآخرون. قال الكتاني: توفي في سنة سبعٍ وأربعين. وقال غيره: سنة تسعٍ. قال الكتاني: حدث عن أحمد بن علي بأكثر) كتبه، واتهم في ذلك. وقيل إن أكثرها إجازة. وكان يحب الحديث وأهله ويكرمهم. وكان صاحب دنيا. وصنف كتباً في الأخبار. وقال عبيد بن قطيش: ثنا أبو علي بن معروف أنه ولد سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين، وأنه سمع من أحمد بن علي القاضي سنة اثنتين وتسعين. (25/389)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 390 قلت: وقع لنا حديثه بعلوٍ. محمد بن محمد بن أحيد بن مجاهد: أبو بكر البلخي الفقيه. سمع: معمر بن محمد العوفي، وإسحاق بن هياج. وعنه: المعافي الجريري، وابن رزقويه. وكان ثقة صالحاً. حدث ببغداد. وتوفي ببلخ. محمد بن هشام بن عدبس: أبو عبد الله الكندي الدمشقي. سمع: أبا زرعة، ويزيد بن عبد الصمد. وعنه: تمام الرازي، وعبد الرحمن بن أبي نصر. هو إن شاء الله جعفر بن محمد بن عدبس. محمد بن أبي زكريا يحيى بن النعمان: أبو بكر الهمذاني الفقيه الشافعي. صاحب ابن سريج. كان أوحد زمانه بالفقه، وله كتابالسنن، لم يسبق إلى مثله. سمع: موسى بن إسحاق الأنصاري، وأبا خليفة، وجماعة. وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو بكر بن لال، والقاضي عبد الجبار المتكلم. تو في ذي الحجة. ترجمه شيرويه. (25/390)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 391 4 (حرف الياء:) يحيى بن عبد الرحمن بن سريج: أبو زكريا البخاري المؤذن. عن: سهل بن المتوكل، وصالح جزرة، وغيرهما. قيده ابن ماكولا في سريج بالجيم. 4 (الكنى:) أبو محمد بن عبدك البصري: الحنفي. إمام كبير، صنفشرح الجامعيين، وغير ذلك. ودرّس وأقرأ المذهب. (25/391)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 392 1 (وفيات سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف:) أحمد بن سلمان بن الحسن بن إسرائيل بن يونس الفقيه: أبو بكر البغدادي النجاد الحنبلي. سمع: يحيى بن أبي طالب، والحسن بن مكرم، وأبا داود السجستاني، وأبا بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن ملاعب، وهلال بن العلاء، وأحمد بن محمد البرتي، وإسماعيل القاضي، وخلقاً سواهم بعدهم. قال الخطيب: وكان صدوقاً عارفاً، صنف كتاباً كبيراً في السنن، وكان له في جامع المنصور يوم الجمعة حلقتان، حلقة قبل الصلاة للفتوى، في الفقه (25/392)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 393 على مذهب أحمد بن حنبل وأخرى بعد الصلاة للإملاء. روى عنه: أبو بكر القطيعي مع تقدمه، والدارقطني، وابن) شاهين، والحاكم، وأبو الحسن بن رزقويه، وأبو السحن بن بشران، وأخوه أبو القاسم بن بشران، وابن الفضل القطان، وأبو الحسن الحمامي، ومحمد بن فارس الغوري، وأبو علي بن شاذان، وابن عقيل البارودي وأبو بكر بن مردويه، وآخرون. وكان ابن رزقويه يقول: أبو بكر النجاد ابن صاعدنا. وقال أبو إسحاق الطبري: كان النجاد يصوم الدهر، ويفطر كل ليلةٍ على رغيف ويترك منه لقمةً، فإذا كان ليلة الجمعة تصدق بذلك الرغيف وأكل تلك اللقم. ولد النجاد سنة ثلاثٍ وخمسين ومائتين. ومات في ذي الحجة. قال الدارقطني: قد حدث النجاد من كتاب غيره بما لم يكن في أصوله. قال الخطيب: كان النجاد قد أضر، فلعل بعضٌ قرأ عليه ما ذكره الدارقطني. قلت: والنجاد من كبار أئمة الحنابلة، وقد صنف كتاباً في الخلاف. وحديثه كثير. أحمد بن عبد الله بن أحمد: (25/393)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 394 أبو بكر اللؤلؤي القرطبي. سمع: أيوب بن سليمان، وطاهر بن عبد العزيز. وكان إماماً في مذهب مالك، مقدماً في الفتيا. توفي في ثالث جمادى الأولى. أحمد بن عمر بن حاتم: أبو بكر. عن: أحمد بن علي الأبار، وعبد الله بن العباس الطيالسي. وعنه: ابن رزقويه، وإبراهيم بن مخلد الدقاق. أحمد بن القاسم بن معروف بن أبي نصر بن حبيب: أبو بكر التميمي. ولد ببلد سامراء، وقدم مع أبيه دمشق ومع أخيه فسكنوها. سمع: أبا زرعة الدمشقي، ومحمد بن عبد الله الكتاني، وعبد الواحد بن عبد الجبار الإمام. وفيهما جهالة. وعنه: أخوه أبو علي محمد، وابن أخيه عبد الرحمن بن عثمان المعدل، وأبو عبد الله بن مندة، وتمام الرازي، وغيرهم. قال الكتاني: حدث عن أبي زرعة بثلاثة أجزاء، وكان ثقة مأموناً. وقال غيره: توفي في شعبان. أحمد بن محمد: (25/394)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 395 أبو حامد الخارزنجي البشتي النحوي. كان إمام أهل الأدب في خراسان في وقته بلا مدافعة. حج وشهد له مشايخ العراق بالتقدم. وثنا عن: محمد بن إبراهيم البوشنجي. قاله الحاكم. قال القفطي: قد حط عليه الزهري وخطأه في مواضع من كتابه الذي سماهالتكملة. توفي في شهر رجب. إبراهيم بن محمد بن بندار الطبري: أبو إسحاق. نزل بغداد، وحدث عن: خالد بن النضر النضري، وسهل بن أبي سهل الواسطي. وطائفة. (25/395)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 396 وعنه: ابن رزقويه. أخذ عنه في هذه السنة في مجلس النجاد. 4 (حرف الباء:) بكر بن محمد بن حمدان: أبو أحمد المروزي الصيرفي الدخمسيني. توفي في هذه السن على الصحيح. وقد ذكرنا ترجمته في سنة خمسٍ وأربعين على ما ورخ الحاكم. بكر بن عبد) الرحمن المصري البهنسي: يروي عن: عمارة بن وثيمة. 4 (حرف الجيم:) جعفر بن محمد بن نصير بن قاسم: أبو محمد البغدادي الخلدي الخواص بشيخ الصوفية وكبيرهم ومحدثهم. سمع: الحارث بن أبي أسامة، وبشر بن موسى، وعلي بن عبد العزيز (25/396)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 397 البغوي، وعمر بن حفص السدوسي، وإبراهيم بن عبد الله الكجي، وأبا العباس بن مسروق. وصحب: الجنيد، وأبا الحسين النوري، وأبا محمد الجريري. وكان المرجع إليه في علم القوم وتصانيفهم وحكاياتهم. قال: عندي مائة ونيف وثلاثون ديواناً من دواوين الصوفية. وعنه: يوسف القواس، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو الحسن بن الصلت، وعبد العزيز الستوري، والحسين بن الحسن، وابن رزقويه، وابن الفضل القطان، وأبو الحسن الحمامي، وأبو علي بن شاذان. ووثقه الخطيب. وقال إبراهيم بن أحمد الطبري: سمعت الخلدي يقول: مضيت إلى عباس الدوري وأنا حدث، فكتبت عنه مجلساً، وخرجت فلقيني بعض الصوفية فقال: إيش هذا فأريته، فقال: ويحك تدع علم الخرق وتأخذ علم الورق ثم خرق الأوراق. فدخل كلامه في قلبي فلم أعد إلى عباس. ووقفت بعرفة ستاً وخمسين وقفة. وقيل: عجائب بغداد في الصوفية ثلاثة: نكت المرتعش، وإشارات الشلبي، وحكايات الخلدي. وقال أبو الفتح القواس: سمعت الخلدي يقول: لا يجد العبد لذة المعاملة مع لذة النفس، لأن أهل الحق قطعوا العلائق التي تقطعهم عن الحق قبل أن تقطعهم العلائق. (25/397)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 398 وسئل الخلدي عن الزهد، فقال: من أراد أن يزيد فليزهد أولاً في الرئاسة، ثم ليزهد في قدر نصيب نفسه ومراداتها. ورأى امرأة ثكلى تبكي على ولدها، فأنشد: (يقولون: ثكلى، ومن لم يذق .......... فراق الأحبة لم يثكل)

(لقد جرعتني ليالي الفراق .......... شراباً أمرَّ من الحنظل)

4 (حرف العين:) عبد الله بن أحمد بن ذيزويه: أبو عمر الدمشقي. رحل، وسمع: أبا يعلى، والبغوي، والحسن بن فيل البالسي، وحدث بمصر، ودمشق. روى عنه: عبد الرحمن بن عمر بن نصر، وعبد الرحمن بن عمر النحاس، ومحمد بن أحمد بن سدرة المصريان، ومحمد بن مفرج القرطبي، ومحمد بن الحسن الدقاق. عبد الله بن أحمد بن علي بن الحسن بن إبراهيم بن طباطبا بن) (25/398)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 399 إسماعيل بن الحسن بن الحسن ابن الإمام علي: الحسني، أبو محمد المصري. صدرٌ كبير، صاحب رباع وضياع وثروة، وخدم وحاشية. كان عنده رجل يكسر اللوز دائماً في الشهر بدينارين برسم عمل الحلو التي ينفدها إلى كافور الإخشيدي فمن دونه. وكان كثير الإفضال، محبباً إلى الناس. وقبره مشهور بالقرافة بالدعاء عنده. توفي في رابع رجب، وله قريب نمن ستين سنة. عبد الله بن زكريا بن يحيى: أبو محمد القهندزي. توفي في ذي القعدة. عبد الله بن محمد بن الحسن بن الخصيب بن الصقر: أبو بكر الإصبهاني الشافعي. ولي قضاء دمشق سنة إحدى وثلاثين. ثم ولي قضاء مصر، ثم ولي قضاء دمشق سنة نيف وأربعين من جهة الخليفة المطيع. (25/399)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 400 وحدث عن: أحمد بن الحسين الطيالسي، وبهلول بن إسحاق، ومحمد بن يحيى المروزي، وإبراهيم بن أسباط، وأبي شعيب الحراني، ويوسف القاضي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وطبقتهم. وصنف كتاباً في الفقه سماهالمسائل المجالسية. روى عنه: ابنه أبو الحسن بن الخصيب بن عبد الله، ومنير بن أحمد الخلال، والحافظ عبد الغني، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وعبد الرحمن بن النحاس. توفي في المحرم بمصر. قيل ابنه القاضي محمد الذي ولي القضاء بعده بأشهر. وحديثه فيالخليعات، وغيرها. وكان توليته القضاء من جهة محمد صالح بن أم شيبان. فركب بالسواد في آخر سنة تسعٍ وثلاثين إلى دار ابن الإخشيد. وكان قد امتنع أن يخلف ابن أم شيبان، فقيل له: فيكون ابنك محمد خليفة وأنت الناظر. ففعل ذلك، فنظر في أمر مصر وبعث نواب الحكم إلى النواحي، ونظر في الأوقاف وتصدر للأحكام، وشاور العلماء، وحمدت سيرته. ثم قدم أبو طاهر الذهلي قاضي دمشق، فركب الخصيب وابنه إليه فلم يجداه. ثم علم فلم يكافئهما، فصارت عداوة. ثم حج أبو طاهر وعاد، ورد إلى دمشق، وفسد ما بين أبي طاهر وبين أهل دمشق، فاستحضره كافور إلى مصر، فعمل فيه أهل دمشق محضراً وعاونهم ابن الخصيب، وهيأ جماعة يذمون أبا طاهر عند كافور، فعزل عن دمشق ووليها الخصيبي، فاستحلف عليها ابن حذلم. (25/400)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 401 ثم وقع بين الخصيبي وبين ولده وأراد الابن أن يستبد بالقضاء، وعاند الأب. ووقع بينهما وبين أبي بكر بن الحداد الفقيه. ثم استقل الأب بالقضاء. وله تصانيف، ورد على محمد بن جرير. عبد الرحمن بن محمد بن عمر بن يحيى: أبو مسلم القرطبي المؤذن. إصبهاني معروف، توفي في ذي الحجة. وقد سمع: عبد الله بن محمد بن النعمان، وأبا طالب بن سوادة، وغيرهما. وعنه: أبو نعيم الحافظ. عبيد الله بن محمد بن جعفر:) أبو القاسم الأزدي البغدادي النحوي. سمع: محمد بن الجهم السمري، وأبا محمد بن قتيبة، وأبا بكر بن أبي الدنيا، ومسلم بن عيسى الصفار. وعنه: المعافى الجريري، وإبراهيم بن مخلد الباقرحي، ومحمد بن أحمد بن رزقويه. (25/401)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 402 عثمان بن القاسم بن أبي نصر بن معروف بن حبيب التميمي: والد أبي محمد العفيف. كان أمير الغزاة المطوعة من أهل دمشق. سمع: محمد بن المعافى الصيداوي. وعنه: ابنه عبد الرحمن. علي بن محمد الزويني بادويه: حدث ببغداد هذا العام، عن: محمد بن أيوب بن الضريس، ويوسف بن عاصم. روى عنه: ابن رزقويه، وعثمان بن دوست، وعلي بن داود الرزاز. وثقه الخطيب. علي بن محمد بن الزبير: أبو الحسن القرشي الكوفي حدث ببغداد عن: الحسن ومحمد ابن علي بن عفان، وإبراهيم بن أبي العنبس، ومحمد بن الحسين الحنيني، وإبراهيم القصار. وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، وأبو نصر بن حسنون، وأحمد بن كثير (25/402)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 403 البيع، وعلي بن داود الرزاز، وأبو علي بن شاذان، وجماعة. وثقه الخطيب. وتوفي في ذي القعدة وله أربعٌ وتسعون سنة. وكان أديباً مليح الكتابة، بديع الوراقة، موصوفاً بالإتقان وكثرة الضبط. نسخ شيئاً كثيراً. وكان من جملة أصحاب ثعلب. عمر بن حفص بن عمرو بن نجيح الخولاني إلبيري: أبو حفص. سمع: أباه، وعبيد الله بن يحيى الليثي. روى عنه: ابنه علي بن عمر أحد شيوخ ابن الفرضي. 4 (حرف الفاء:) فارس بن محمد الغوري: أبو القاسم الواعظ. عن: حامد بن شعيب، والباغندي، وطبقتهما. وعنه: ابنه محمد بن فارس، وابن رزقويه، وعبد العزيز الستوري. وثقه الخطيب وورخه. 4 (حرف القاف:) القاسم بن سالم: (25/403)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 404 أبو صالح الإخباري الذي روى كتابالجمل عن مؤلفه عبد الله بن الإمام أحمد. روى عنه: الدارقطني، وابن رزقويه، وابن بشران. ورخه الخطيب. 4 (حرف الميم:) محمد بن أحمد بن إسحاق بن بهلول: أبو طالب الأنباري. سمع: بشر بن موسى، وإبراهيم بن عبد الله الكجي، وأحمد بن محمد مسروق. وعنه: ابن رزقويه، وعبيد الخفاف. وكان ينوب عن أبيه في قضاء مدينة المنصور، وكان ثقة إمام. محمد بن أحمد بن تميم القنطري البغدادي: أبو الحسين الخياط. سمع: أحمد بن عبيد الله النرسي، ومحمد بن سعد العوفي، وعبد الملك بن) محمد الرقاشي. وعنه: ابن رزقويه، وأبو الحسن الحمامي، وابن دوما. توفي في شعبان، وقد قارب التسعين. محمد بن أحمد بن علي بن جرادة الحافظ: (25/404)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 405 سمع: البغوي، وابن جوصا. وروى من حفظه: ثلاثين ألف حديث فيما قيل. محمد بن أحمد بن عيسى بن عبدك: أبو بكر الرازي. سمع: محمد بن أيوب، والحسين بن إسحاق التستري. وثقه الخطيب وقال: ثنا عنه ابن رزقويه، وابن الفضل. محمد بن أحمد بن موسى بن زيرك: أبو حفص التميمي البخاري. رحل، وسمع: صالح بن محمد جزرة، وإبراهيم بن علي الذهلي، ومطيناً. محمد بن أحمد بن منهال: أبو بكر الحنفي. بمصر. سمع: أحمد بن زغبة، وغيره. محمد بن إبراهيم بن يوسف: (25/405)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 406 أبو عمرو النيسابوري الزجاجي الزاهد. نزيل الحرم. كان أوحد مشايخ وقته. صحب الجنيد، وأبا الحسين النوري. وبقي شيخ الحرم مدةً. وحج بضعاً وخمسين حجة. وله كلام جليل في التصوف. قال ابن الجوزي: صحب النوري والخواصل وصار شيخ الحرم وقال غيره صحب الجنيد، وصحبه الأستاذ أبو عثمان المغربي سعيد بن سلام نزيل نيسابور. ولم يبل في الحرم أربعين سنة، كان يخرج إلى الحل. محمد بن جعفر بن محمد بن فضالة: البغدادي أبو بكر الأدمي القارىء الشاهد. صاحب الألحان والصوت الطيب المطرب. سمع: الحارث بن أبي أسامة، وأحمد بن عبيد الله النرسي، وأحمد بن عبيد بن ناصح. وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن أحمد الحمامي، وأبو علي بن شاذان. (25/406)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 407 قيل: أنه خلط قبل موته. محمد بن جعفر بن أحمد بن موسى: أبو بكر البستي الفقيه الأديب المزكي. كان من أعيان المشايخ أبوةً ودينا وورعاً. سمع: محمد بن أيوب الرازي، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، وأبا مسلم الكجي، والحسين بن محمد القباني، والحسن بن سفيان، وحماعة. وجمعالصحيح المخرج على مسلم. قال الحاكم: قرأ عليناالموطأ عن البوشنجي. توفي في ذي الحجة. محمد بن الحارث بن أبيض بن الأسود: أبو بكر. حدث بمصر عن: زكريا بن يحيى الساجي، وغيره. وعنه: أبو محمد بن النحاس، وغيره. وكان عريقاً في النسب، فإنه محمد بن الحارث بن أبيض بن الأسد بن نافع بن أبي عبيد بن الأمير عقبة بن نافع بن عبد القيس بن لقيط بن عامر بن الضرب بن الحارث بن فهر بن مالك. فذلك إلى فهر ثلاثة عشر رجلاً. ومن طبقته إلى فهر الخليفة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر. وبينهما في الموت ثلاثمائة سنة إلا خمسة عشر عاماً. (25/407)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 408 محمد بن حامد) بن محمود: أبو العباس النيسابوري القطان الشاماتي. سمع: السري بن خزيمة، والحسين بن الفضل، ومحمد بن أيوب الرازي، وأبا مسلم الكجي. وقد حدث في آخر عمره عن محمد بن أحمد بن أبي العوام، وأقرانه. روى عنه: الحاكم. محمد بن حمدون بن بخار: البخاري نسبة إلى الجد. وأما بلده فهو بيسارى، من شيوخ الحاكم. سمع: محمد بن إبراهيم البوشنجي، وإبراهيم بن أبي طالب. محمد بن سليمان بن محمد: أبو جعفر النيسابوري الأبزاري الكرامي الواعظ. عن: جعفر بن طرخان الجرجاني، ومحمد بن أشرس، والسري بن خزيمة، وابن أبي الدنيا. (25/408)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 409 قال الحاكم: خرجت إلى قريته أبزار وبعدها فرسحان. كتبت عنه عجائب. توفي في صفر. محمد بن سمعان بن إسماعيل: الفقيه أبو العباس السمرقندي. سمع: سهل بن المتوكل، ومحمد بن الضوء الكرميني. وكان صاحب نوادر ومزاح. محمد بن عبد الله بن ممشاذ: أبو بكر الإصبهاني القارىء. ويعرف بالقنديل. قال أبو نعيم: مجاب الدعوة. يروي عن: عبيد بن الحسن الغزال، وابن النعمان. وصحب جدي محمد بن يوسف البناء. قلت: روى عنه: أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي علي، وأهل إصبهان. محمد بن محمد بن الحسن: أبو أحمد الشيباني. ناسك، صالح، صحيح السماع. سمع: محمد بن عمرو الحرشي، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي. وبمصر: أحمد بن حماد زغبة. روى عنه: أبو علي الحافظ، وأبو عبد الله الحاكم. وتوفي في شوال بنيسابور. المظفر بن يحيى: (25/409)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 410 أبو الحسن بن الشرابي. عن: أحمد بن يحيى الحلواني، والحسين بن عليل. وعنه: إبراهيم بن مخلد، وابن رزقويه. وثقه الخطيب. (25/410)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 411 1 (وفيات سنة تسع وأربعين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف:) أحمد بن إسحاق بن نيخاب: أبو الحسن الطيبي. حدث في هذا العام ببغداد عن: محمد بن أحمد بن أبي العوام، وإبراهيم بن الحسين بن ديزيل، وبشر بن موسى، والكجي. وعنه: ابن رزقويه، وأبو الحسين علي، وأبو القاسم عبد الملك ابنا ابن بشران، وأبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان. قال الخطيب: لم أسمع فيه إلا خيراً. أحمد بن الحسن بن ماجة القزويني: ابن أخي محمد بن ماجة. (25/411)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 412 سمع: محمد بن أيوب الرازي، وعلي بن الحسين بن الجنيد، ويعقوب بن يوسف القزويني صاحب القاسم بن الحكم العربي، ومحمد بن مندة الإصبهاني. وعنه: أبو منصور القومساني، وأحمد بن علي بن لال، وأبو عبد الله بن منجويه، وغيرهم. قال شيرويه:) كان صدوقاً. أحمد بن عثمان بن يحيى بن عمرو البغدادي: أبو الحسين العطشي الأدمي. سمع: أحمد بن عبد الجبار العطاردي، وعباس بن محمد الدوري، والحنيني، ومحمد بن ماهان زنبقة. وعنه: هلال الحفار، وابن رزقويه، وأبو علي بن شاذان، وأبو عبد الله الحاكم، وطلحة بن الصقر، وخلق. كان البرقاني يوثقه. وقال الخطيب: ثقة، توفي في ربيع الآخر وله أربعٌ وتسعون سنة. أحمد بن الفضل: (25/412)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 413 أبو بكر البهرامي الدينوري المطوعي. توفي بالأندلس غريباً. وقد حدث بها عن: أبي خليفة، وجعفر الفريابي. وعنه: خلف بن هانىء، وأهل قرطبة. ومن آخر من حدث عنه أبو الفضل التاهرتي، وأبو عمر بن الجسور وأدخل إلى الأندلس جملةً من تصانيف محمد بن جرير، رواها عنه وخدمه مدةً. وكان ضعيف الخط ليس بالمتقن، وعنده مناكير، وإنما طلب العلم على كبر السن. أحمد بن كردوس بن مسعود التنيسي: أبو جعفر. سمع: بكر بن سهل الدمياطي. أحمد بن محمد بن جعفر بن ثوابة: (25/413)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 414 الكاتب صاحب ديوان الإنشاء للمقتدر، ولغيره. كان بليغاً مفوهاً علامة. توفي في رمضان. قال أبو علي ابتنوخي: حدثني علي بن هشام الكاتب أنه سمع علي بن عيسى الوزير يقول لأبي عبد الله أحمد بن محمد بن جعفر بن ثوابة: ما قال أحدٌ على وجه الأرض: أما بعد، أكتب من جدك، وكان أبوك أكتب منه، وأنت أكتب من أبيك. قال أبو علي: قد رأيت أبا عبد الله، وكان إليه ديوان الرسائل، وكان نهايةً في حسن الكلام. أحمد بن محمد بن الحسين بن السندي: أبو الفوارس الصابوني. مصري معمر. عالي الإسناد لا يُحتج به، أُدخل عليه حديث فراواه عن الظهراني، ثقةٍ مشهور، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، عن أبي بكر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: النظر إلى وجه علي عبادة، أخرجه السمان في كتاب الموافقة، عن ابن الحاج، وأبي علي بن مهدي الرازي، بسماعهما منه. (25/414)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 415 سمع: يونس بن عبد الأعلى، وبحر بن نصر، والربيع بن سليمان، والمزني، وإبراهيم بن مرزوق، وفهد بن سليمان، وجماعة. وعنه: أبو عبد الله محمد بن أحمد التميمي الخطيب، وابو العباس أحمد ن محمد الإشبيلي، وعبد الرحمن بن عمر بن النحاس، ومحمد بن نظيف الفراء، وطائفة سواهم. أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن، أنا الحسن بن علي بن الحسين بن الحسن الأسدي، أما جدي الحسين، أنا أبو القاسم المصري، أنا محمد بن الفضل بن نظيف قال: قال لنا أبو الفوارس أحمد بن محمد بن لسندي: ولدت في المحرم سنة. وأول ما سمعت الحديث ولي عشر سنين.) قلت: وتوفي في شوال سنة تسعٍ وأربعين وثلاثمائة، وله مائةٌ وخمس سنين. وحديثه يقع عالياً فيالثقفيات، وفيالخليعيات. أحمد بن محمد بن يحيى: أبو عبد الله الإصبهاني القصار. سمع: أحمد بن مهدي، وأحمد بن عصام، وصالح بن أحمد بن حنبل، وأسيد بن عاصم. وعاش سبعاً وسبعين سنة. روى عنه: أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، وأبو نعيم الحافظ، وغيرهما. (25/415)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 416 أبان بن عيسى بن محمد بن عبد الرحيم الغافقي الأندلسي: سمع: عبيد الله بن يحيى بن يحيى، وغيره. وحدث. وهو من كبار المالكية. إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان: أبو إسحاق القرشي المخزومي، مولى خالد بن الوليد. وإلى جده تنسب قنطرة سنان التي بباب توما. سمع: محمد بن سليمان ابن بنت مطر، وأبا زرعة الدمشقي، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وحمزة بن عبد الله الكفر بطناني، وعبد الباري بن عبد الملك الجسريني، وجعفر بن محمد الفريابي، وجماعة كثيرة. وعنه: ابنه أحمد، وابن مندة، وعبد الوهاب الكلابي، وتمام الرازي، وعبد الرحمن بن محمد بن ياسر، وآخرون. تو في ربيع الآخر. ووثقه الكتاني. أزهر بن أحمد: أبو غانم الخرقي. بغدادي ثقة. (25/416)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 417 روى عن: أبي قلابة الرقاشي، ومحمد بن عبد السمرقندي. وعنه: الدارقطني، وابن رزقويه، وأبو الحسن الحمامي، وغيرهم. 4 (حرف الحاء:) حسان بن محمد بن أحمد بن هارون بن حسان بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عنبسة بن عبد الرحمن بن عنبسة بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف: القرشي، الأموي. الأستاذ أبو الوليد الفقيه الشافعي. قال فيه الحاكم: إمام أهل الحديث بخراسان. وأزهد من رأت من العلماء وأعبدهم. درس على ابن سريج، وسمع أحمد بن الحسن الصوفي، وغيره ببغداد، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، ومحمد بن نعيم بنيسابور والحسن بن سفيان بنسا. وخلقاً سواهم. روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، والقاضي أبو بكر الحيري، وأبو طاهر بن محمش، وأبو الفضل أحمد بن محمد السهلي الصفار، وآخرون. وهو صاحب وجه في المذهب، فمن غرائبه أن المصلي إذا كرر الفاتحة مرتين بطلت صلاته. وهو خلاف نص الشافعي، وحكاه أبو حامد الإسفراييني في تعليقه هن القديم. (25/417)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 418 ومن غرائب أبي الوليد أن الحجامة تفطر الحاجم والمحجوم، وأدعى أنه المذهب لصحة الحديث. وذلك غلط لأن الشافعي قال: الحديث منسوخ. وصنف الأستاذ أبو الوليد المخرج على مذهب الشافعي والمخرج على صحيح مسلم. وقال أبو) سعيد الأديب: سألت أبا علي الثقفي قلت: من نسأل بعدك قال: أبا الوليد. وقال الحاكم: سمعت أبا الوليد: سمعت الحسن بن سفيان سمعت حرملة يقول: سئل الشافعي عن رجلٍ وضع في قبره تمرة وقال لامرأته: إن أكلتها فأنت طالق، وإن طرحتها فأنت طالق. فقال الشافعي: يأكل نصفها ويطرح نصفها. قال أبو الوليد: سمع مني أبو العباس بن سريج هذه والحكاية، وبنى عليها باقي تفريعات الطلاق. وقال الحاكم: نا أبو الوليد قال: قال أبي: أي كتابٍ تجمع قلت: أخرج على كتاب البخاري. قال: عليك بكتاب مسلم فإنه أكثر بركة، فإن البخاري كان ينسب إليه اللفظ. قال الحاكم: أرانا أبو الوليد حسان بن محمد نقش خاتمه: الله ثقة حسان بن محمد. وقال: أرانا عبد الملك بن محمد بن عدي نقش خاتمه: الله ثقة عبد الملك بن محمد. وقال: أرانا الربيع نقش خاتمه: الله ثقة الربيع بن سليمان. وقال كان نقش خاتم الشافعي: الله ثقة محمد بن إدريس. وساق الحاكم قصيدة لابن محمش الزيادي نيفٌ وستون بيتاً يرثي بها الإمام أبا الوليد. توفي أبو الوليد رحمه الله في ربيع الأول عن اثنتين وسبعين سنة. (25/418)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 419 الحسين بن علي بن يزيد بن داود: الحافظ أبو علي النيسابوري. قال الحاكم: هو واحد عصره في الحفظ والإتقان والورع والمذاكرة والتصنيف. سمع: إبراهيم بن أبي طالب، وعلي بن الحسين، وعبد الله بن شيرويه، وجعفر بن أحمد الحافظ. وبهراة: الحسين بن إدريس، ومحمد بن عبد الرحمن وبنسا: الحسن بن سفيان وبجرجان: عمران بن موسى وببغداد: عبد الله بن ناحية، والقاسم المطرز وبالكوفة: محمد بن جعفر القتات وبالبصرة: أبا خليفة وبواسط: جعفر بن أحمد بن سنان وبالأهواز: عبدان وبإصبهان: محمد بن نصير وبالموصل أبا يعلى وبمصر: أبا عبد الرحمن إبراهيم بن العلاء، والمعافى بن سليمان. ولد سنة، وتوفي في جمادى الأولى. (25/419)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 420 وأول سماعه سنة 294. وكان يشتغل بالصياغة، فنصحه بعض العلماء وأشار عليه بالعلم، قال: خرجت إلى هراة سنة خمسٍ وتسعين، وحضرت أبا خليفة وهو يهدد وكيلاً له يقول: تعود يا لكع. فقال: لا أصلحك الله. فقال: با أنت لا أصلحك الله. قم عني. قال الحاكم: وكنت أرى أبا علي معجباً بأبي يعلى الموصلي، وإتقانه. قال: لايخفى عليه من حديثه إلا اليسير، ولولا اشتغاله بسماع كتب أبي يوسف بن بشر بن الوليد لأدرك بالبصرة أبا الوليد وسليمان بن حرب. قال الحاكم: كان أبو علي باقعةً في الحفظ، لا تطاق مذاكرته ولا يفي بمذاكرته أحدٌ من حفاظنا. خرج إلى بغداد سنة عشر ثانياً، وقد صنف وجمع، فأقام ببغداد وما بها أحدٌ أحفظ منه. وسمعت) أبا علي يقول: كتب عني أبو محمد بن صاع غير حديثٍ في المذاكرة، وكتب عني ابن جوصا جملةً. قلت: وروى عنه: أبو بكر أحمد بن إسحاق الصبغي، وأبو الوليد الفقيه وهما أكبر منه وابن مندة، والحاكم، وابن محمش، والسلمي، والمشايخ. وقال أبو بكر بن أبي دارم الحافظ: ما رأيت ابن عقدة يتواضع لأحدٍ من الحفاظ كتواضعه لأبي علي النيسابوري. وقال الحاكم: سمعت أبا علي يقول: اجتمعت ببغداد مع أبي أحمد العسال، وإبراهيم بن حمزة، وأبي طالب بن نصر، وأبي بكر الجعابي فقالوا: أملّ (25/420)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 421 علينا من حديث نيسابور مجلساً، فامتنعت، فما زالوا بي حتى أميلت عليهم ثلاثين حديثاً، ما أجاب واحدٌ منهم في حديثٍ منها إلا ابن حمزة في حديثٍ واحد. قال الحاكم: وكان أبو علي يقول: ما رأينا في أصحابنا مثل الجعابي، وحيرني حفظه. قال الحاكم: فحكيت ذلك لأبي بكر الجعابي، فقال: يقول أبو علي هذا وهو أستاذي على الحقيقة. قال أبو عبد الرحمن السلمي: سألن الدارقطني عن أبي علي النيسابوري فقال: إمام مهذب. أنبأنا المسلم بن علان، عن القاسم بن عساكر، أنا أبي قال: ثنا أخي أبو الحسين: سمعت أبا طاهر السلفي: سمعت غانم بن أحمد: سمعت أحمد بن الفضل الباطرقاني، سمعت ابن مندة يقول: سمعت أبا علي النيسابوري، وما رأيت أحفظ منه، قال: ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم. وقال عبد الرحمن بن مندة: سمعت أبي أبا عبد الله يقول: ما رأيت في اختلاف الحديث والإتقان أحفظ من أبي علي النيسابوري. وقال القاضي أبو بكر الأبهري: سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول لأبي علي النيسابوري: إبراهيم، عن إبراهيم، عن إبراهيم، من هم فقال إبراهيم بن طهمان، وعن إبراهيم بن عامر البجلي، عن إبراهيم النخعي فقال: أحسنت يا أبا علي. (25/421)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 422 4 (حرف السين:) سعيد بن محمد بن أحمد الذهلي: نزل بخارى، وحدث بالعجائب عن جعفر بن شاكر، وإسماعيل القاضي. وعنه: منصور بن عبد الله الخالدي. 4 (حرف العين:) العباس بن محمد بن إسرائيل: أبو محمد الجوهري. روى عن: البغوي، وأبي عروبة، والطبقة بنيسابور. وعنه: الحاكم، وغيره. وكان يعرف ويفهم. مات ببخارى. عبد الله بن أحمد بن سعد: أبو محمد النيسابوري البزاز الحاجبي الحافظ. أحد الأثبات. كتب الكثير، وجمع الشيوخ) والأبواب والملح، ولم يرحل. سمع: محمد بن إبراهيم البوشنجي، وأحمد بن النضر، وإبراهيم بن أبي طالب، وطبقتهم. ثم كتب عن أربع طبقات بعدهم. (25/422)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 423 روى عنه الحاكم، وقال: سألته عن عبد الله بن شيرويه فقال: ثقة مأمون. قال الحاكم: توفي فجأة، وهو في عشر الثمانين. عبد الله بن إسحاق الخراساني: وهو ابن إسحاق بن إبراهيم بن عبد العزيز البغوي، أبو محمد المعدل. وأبوه ابن عم أبي القاسم البغوي. سمع: يحيى بن جعفر، وعبد الرحمن بن محمد بن منصور، وأحمد بن عبيد بن ناصح، وأبا قلابة، وأحمد بن ملاعب، وخلقاً سواهم. وعنه: الدارقطني، والحاكم، وابن رزقويه، وعثمان ين دوست، ويحيى بن إبراهيم المزكي، وأبو علي بن شاذان. وسأل حمزة السهمي الدارقطني عنه فقال: فيه لين. توفي في شهر رجب. عبد الله بن محمد بن موسى بن كعب: أبو محمد الكعبي النيسابوري. قال الحاكم: محدث كثير الرحلة والسماع. سمع: إسماعيل بن قتيبة، والفضل بن محمد الشعراني، وعلي بن عبد العزيز، واليسع بن زيد الراوي عن سفيان بن عيينة، ومحمد بن غالب تمتاماً. وعنه: الحاكم، وأبو نصر بن قتادة، وأبو عبد الرحمن السلمي، ومحمد بن محمد بن أبي صادق نزيل مصر، وآخرون. عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم: (25/423)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 424 أبو طاهر البغدادي، شيخ القراء ببغداد. كان أعلم الناس بالقراءات وطرقها وعللها، وله في ذلك تصانيف. روى عن: محمد بن جعفر القتات، ووكيع القاضي، وأحمد بن فرج الضرير، وعبد الله بن الصقر السكري، وإسحاق بن أحمد الخزاعي، والحسن بن الحباب، وطائفة سواهم. وقرأ على: أبي بكر بن مجاهد، وأحمد بن سهل الأشناني، وأبي عثمان سعيد بن عبد الرحيم الضرير، قرأ عليه إلى التغابن. وأقرأ الناس، فقرأ عليه: أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر الفارسي، وأبو الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمامي، وأبو الحسن علي بن محمد الجوهري، وأبو الحسن علي بن العلاف، وأبو الفرج عبيد الله بن عمر المصاحفي، وأبو الحسين أحمد بن عبد الله السوسنجردي، وغيرهم. قال الخطيب: كان ثقة أميناً، مات في شولا. قلت: ويقال مولده سنة ثمانين ومائتين. وقد طول الداني ترجمته، وعظمه. قال: ولم يكن بعد ابن مجاهد مثل ابن طاهر في علمه وفهمه مع صدق لهجته واستقامة طريقته. قرأ عليه خلقٌ كثير، وكان ينتحل في النحو مذهب الكوفيين. وكان من (25/424)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 425 أهل العلم بالعربية. سمعت عبد العزيز الفارسي يقول: لما توفي ابن مجاهد، وأذكر يوم موته، أجمعوا على أن يقدموا شيخنا أبا طاهر. فتصدر للإقراء في مجلسه، وقصده الأكابر فتحلقوا) عنده. وكان قد خالف أصحابه في إمالة الناس لأبي عمرو. وكانوا ينكرون عليه ذلك. علي بن إبراهيم الطغامي البخاري: سمع: صالح بن محمد جزرة. علي بن عمر: أبو الحسن البغدادي الدقاق الحافظ. رحال جماع. روى عن: البغوي، وعلان بن الصقيل، وأبي عروبة، وطبقتهم. وعنه: الحاكم أبو عبد الله وقال: توفي بمرو الروذ في السنة. علي بن المؤمل بن الحسن بن عيسى بن ماسرجس النيسابوري: أبو القاسم. كان يضرب به المثل في العقل والورع. (25/425)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 426 سمع: الفضل بن محمد الشعراني، وتميم بن محمد الطوسي، ومحمد بن يونس الكديمي، ومحمد بن أيوب الرازي، وجماعة. وعنه: أهل نيسابور، والحاكم. 4 (حرف الميم:) محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان: أبو أحمد الإصبهاني القاضي، المعروف بالعسال. سمع: محمد بن أيوب الرازي، وأبا مسلم الكجي، وإبراهيم بن زهير الحلواني، والحسن بن علي السري، وأبا بكر بن أبي عاصم، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن أسد المديني، وأباه أحمد بن إبراهيم وهو أقدم شيوخه فإنه توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين. روى عنه: عبد الله بن عدي، وأبو بكر بن المقرىء، وابن مندة، وأبو بكر بن مردويه، وأبو بكر الذكواني، ومحمد بن عبد الله الرباطي، وأحمد بن إبراهيم القصار، وأحمد بن محمد بن عبد الله بن ماجة المؤدب، وطائفة آخرهم أبو نعيم وقال: كان من كبار الحفاظ. وقال أبو عبد الله بن مندة: كتبت عن ألف شيخ لم أر فيهم أتقن من أبي أحمد العسال. قلت: توفي في رمضان. وكان رحمه الله تعالى قاضي إصبهان وعالمها. (25/426)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 427 محمد بن أحمد بن خالد: أبو عبد الله المصري الإعدالي. حدث بدمشق عن: النسائي بسننه وعن: أبي يعقوب المنجنيقي، وبكر بن سهل الدمياطي. وعنه: عبد الله بن بكير الطيراني، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وتمام، وعبد الرحمن بن أبي نصر. وتوفي بدمشق في جمادى الآخرة. محمد بن أحمد بن عبد الله بن حمدويه: أبو الحسن الصفار العدل النيسابوري. سمع: البوشنجي، وإبراهيم بن علي الذهلي. وعنه: الحاكم، وغيره. محمد بن أحمد بن علي: ابو يعقوب البغدادي النحوي. حدث بتدمر ومصر عن: أبي مسلم الكجي. وعنه: أبو الفتح بن مسرور. محمد بن عبد الله بن عمرويه البغدادي: (25/427)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 428 أبو عبد الله، ويقال أبو بكر الصفار، المعروف بابن علم. سمع: محمد بن إسحاق الصغاني، وأحمد بن أبي خيثمة وعبد الله بن أحمد، ومحمد بن نصر. وعنه: هلال الحفار، وابن رزقويه، وابن الفضل القطان،) وأبو علي بن شاذان. قال الخطيب: جميع ما عنده جزء عن المذكورين، ولم أسمع أحداً يقول فيه إلا خيراً. ومات في شعبان. يقال أتى عليه مائة سنة وسنة. قلت وقع لنا جزؤه بعلو. محمد بن علي بن الحسين: أبو بكر الدينوري الزاهد. ثقة، ورع. يذكر عنه كرامات. حدث ببغداد في هذه السنة عن: إبراهيم بن زهير الحلوائي، وإبراهيم بن عبد الله الكجي. وعنه: ابن رزقويه، وعلي بن أحمد الرزاز، وأبو الحسن الحمامي، وغيرهم. محمود: (25/428)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 429 وهو أنوجور بن الإخشيد التركي صاحب مصر وابن صاحبها. مات شاباً كما سيأتي في ترجمة كافور الإخشيدي. (25/429)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 430 1 (وفيات سنة خمسين وثلاثمائة)

4 (حرف الألف) أحمد بن الحسين: أبو علي البصري الحافظ الملقب شعبة. يروي عن: محمد بت زكريا الغلابي، وهشام بن علي، وإبراهيم بن عبد الله الكجي. وثقه الخطيب ولم يسم عنه راوياً سوى أبي الحسن بن الجنيدي. وقال: كان أحد الحفاظ المذكورين. مات بعد الخمسين. أحمد بن سعيد بن حزم بن يونس: أبو عمر الصدفي الأندلسي. بها، في جمادى الآخرة بقرطبة. كان أحد من عني بالسنن والآثار. سمع من: عبيد الله بن يحيى، وسعيد الأعناقي، وسعيد بن الزراد، (25/430)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 431 ومحمد بن أبي الوليد الأعرج، ومحمد بن عمر بن لبابة. ورحل سنة إحدى عشرة، فسمع بمكة من: ابن المنذر، وأبي الدبيلي. وبمصر من: محمد بن زبان، ومحمد بن التفاح. وبالقيروان من: أحمد بن نصر، ومحمد بن محمد بن اللباد. ورجع إلى الأندلس فصنف تاريخاً في المحدثين بلغ فيه الغاية، ولم يزل يحدث إلى أن مات. روى عنه جماعةٌ كثيرة. وستأتي ترجمة سميه الوزير ابن حزم والد الفقيه أبي محمد. أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان: أبو حامد بن حسنويه النيسابوري التاجر. سمع: أبا عيسى الترمذي، وأبا حاتم الرازي، والسري بن خزيمة، والحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وطبقتهم. قال الحاكم: كان من المجتهدين في العبادة الليل والنهار، ولو اقتصر على سماعه الصحيح يعني من المسمين، لكان أولى به. لكنه حدث عن جماعةٍ أشهد بالله أنه لم يسمع منهم. وقد سألته سنة ثمانٍ وثلاثين عن سنه فقال لي: ستٌّ وثمانون سنة. وأدخلت الشام وأنا ابن اثنتي عشرة سنة. وسمعته يقول: أخرجت في مشايخي من اسمه أحمد، فخرج مائة وعشرون شيخاً. دخلت عليه سنة تسعٍ وثلاثين فقال: قد حلفت أن لا أحدث أحداً. ثم (25/431)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 432 بعد ساعة قال: ثنا أبو سعيد، نا محمد، فذكر) حكايةً. ولا أعلم أن أبا حامد وضع حديثاً أو دخل إسناداً في إسنادٍ. إنما المنكر روايته عن قوم تقدم موتهم، والنفس تأبى ترك مثله، والله المستعان. وقال ابن عساكر في تاريخه: روى عن: أحمد بن شيبان الرملي، وأحمد بن يوسف السلمي، وعيسى بن أحمد العسقلاني البلخي، ومسلم بن الحجاج، وإسحاق الدبري وسمى طائفةً. وعنه: الحاكم، وأبو أحمد بن عدي، ومنصور بن عبد الله الخالدي، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأحمد بن أبي عمران الهروي، وابو عبد الله بن مندة، وعلي بن محمد الطرازي، وعبد الرحمن بن محمد السراج. قال الحاكم: قد حدث قديماً، فأخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد السكوني ثقة، ثنا سعيد بن عبد الله الأنباري بن عجب، ثنا محمد بن معاذ، ثنا أحمد بن علي النيسابوري، ثنا أبو حاتم الرازي، ثنا محمد بن عثمان التنوخي، ثنا سعيد، عن قتادة، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً: من أتى الجمعة فليغتسل. (25/432)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 433 قال: ودخلت يوماً عليه فقال: ألا تراقبون الله في توقير المشايخ أما لكم حياء يحجزكم فسألته ما أصابه، فقال: جاءني أبو علي المعروف بالحافظ وأنكر علي روايتي عن أحمد بن أبي رجاء المصيصي. وهذا كتابي وسماعي منه. ثم قال: رأيت والله أكبر من أحمد بن أبي رجاء، فقد كتبت عن ثلاثة، عن عبد الرحمن بن مهدي. وعن ثلاثة عن مروان بن معاوية، وهذا حفيدي، وأشار إلى كهلٍ واقفٍ. وقال حمزة السهمي: سئل ابن مندة بحضرتي عن أحمد بن علي بن الحسن المقرىء فقال: كان شيخاً أتى عليه مائةٌ وعشر سنين. وقال حمزة: وسألت أبا زرعة محمد بن يوسف الجرجاني عنه فقال: هو كذاب. وقال الحاكم: سمعت أبا حامد الحسنوي يقول: ما رأيت أعجب من أمر هذا الأصم، كان يختلف معنا إلى الربيع بن سليمان، وكان منزل ياسين القتباني لزيق منزل الربيع ولم يسمع منه الأصم. فكتبت قوله هذا وناولته أبا العباس الصم، فصاح: يا معشر المسلمين، بلغني أن ابن حسنويه يروي عن الربيع وابن عبد الحكيم، ويذكر أنه كان معي بمصر، والله ما التقينا ولا عرفته إلا بعد رجوعي من مصر. وسمعت محمد بن صالح بن هانىء يقول: كان ابن حسنويه يديم الاختلاف معنا إلى السري بن خزيمة وأقرانه، ثم شيعناه يوم خروجه إلى أبي حاتم. وقال أبو القاسم بن مندة: توفي في شهر رمضان سنة خمسين. (25/433)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 434 أحمد بن الفضل بن شبابة: أبو الصقر الهمداني الكاتب الأديب. سمع من: إبراهيم بن ديزيل، ومحمد بن يزيد المبرد، وأبي العباس ثعلب، وأبي خليفة. وعنه: أبو بكر بن لال، وخلف بن محمد الخياط، والهمدانيون. أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة: أبو بكر البغدادي) القاضي، تلميذ محمد بن جرير. تقلد قضاء الكوفة من قبل أبي عمر محمد بن يوسف القاضي. وحدث عن: محمد بن الجهم، ومحمد بن سعد العوفي، ومحمد بن مسلمة الواسطي، وأبي قلابة الرقاشي، والحسن بن سلام، وطبقتهم. وعنه: الدارقطني، وأبو العلاء محمد بن الحسن الوراق، ويحيى بن إبراهيم المزكي، وابن رزقويه، وأبو الحسن الحمامي، وآخرون. قال ابن رزقويه: لم تر عيناي مثله. سمعته يقول: ولدت سنة ستين ومائتين. (25/434)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 435 وقال الخطيب: كان من العلماء بالأحكام وعلوم القرآن والنحو والشعر والتواريخ، وله في ذلك مصنفات. وقال الدارقطني: كان متساهلاً. ربما حدث من حفظه بما ليس في كتابه. وأهلكه العجب. كان يختار لنفسه ولا يقلد أحداً. توفي رحمه الله تعالى في شهر المحرم. وكان لا يعد لأحد وزناً من الفقهاء وغيرهم أملى كتاباً في السنن، وتكلم على الأخبار. أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد بن عباد المحدث: أبو سهل القطان، بغدادي مشهور. سمع: محمد بن عبيد الله المنادي، ومحمد بن عيسى المدائني، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، ويحيى بن أبي طالب، ومحمد بن الجهم السمري، ومحمد بن الحسين الحنيني، وإسماعيل القاضي، وطائفة. وعنه: الدارقطني، والحاكم، وابن مندة، وابن رزقويه، وأبو الحسين، وأبو القاسم ابنا بشران، وأبو الحسن الحمامي، وأبو علي بن شاذان، وآخرون. قال الخطيب: كان صدوقاً، أديباً، شاعراً، روايةً للأدب عن ثعلب والمبرد، وكان يميل إلى التشيع. وقال أبو عبد الله بن بشر القطان: ما رأيت أحسن انتزاعاً لما أراد من آي (25/435)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 436 القرآن من أبي سهل بن زياد، وكان جارنا. وكان يديم صلاة الليل والتلاوة، فلكثرة درسه صار القرآن كأنه بين عينيه. وقال الخطيب: كان في أبي سهل مزاح ودعابة. سمعت البرقاني يقول: كرهوه لمزاحٍ فيه. وهو صدوق. وقال الصوري: سمعت علي بن نصر الصباح بمصر يقول: كنا يوماً بين يدي أبي سهل بن زياد، فاخذ شخصٌ سكيناً بين يديه ينظر فيها، فقال: ما لك ولها، أتريد أن تسرقها كما سرقتها أنا هذه سكين البغوي سرقتها. ولد ابن زياد سنة، وتوفي في شعبان. وقع لنا جملة من حديثه. أحمد بن محمد بن فطيس القرشي: حدث بدمشق بكتابالجمل وصفين عن: أبي عبد الملك البسري، عن ابن عائذ. وكان يكتب خطاً منسوباً. وروى أيضاً عن: علي بن غالب السكسكي، وأحمد بن علي بن سعيد القاضي، وهذه الطبقة. روى عنه: تمام، وأبو بكر بن المقرىء، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وآخرون. وكان ثقة. توفي في شوال. (25/436)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 437 أحمد بن محمد بن عبدان بن فضال الأسدي: أبو الطيب الصفار.) عن: إسماعيل بن محمد الفسوي، وأحمد بن علي الخزاز. وعنه: عبد الله بن عثمان الصفار، وأبو أحمد الفرضي. وثقه الخطيب. إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن إسحاق بن عيسى بن أصبغ: أبو إسحاق الباجي. سمع: محمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد الحباب، ومحمد بن عبد الله القوق. وكان فصيحاً، بليغاً، شاعراً، لغوياً، فقيهاً، صاحب صلاة باجة. عاش ثلاثاً وستين سنة. إسماعيل بن علي بن إسماعيل بن يحيى: أبو محمد البغدادي الخطبي. سمع: الحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن يونس الكديمي، وبشر ين موسى، وجماعة. وعنه: أبو حفص بن شاهين، والدارقطني، وابن رزقويه، وأبو الحسن الحمامي، وأبو علي بن شاذان، وغيرهم. ولد في أول سنة 269. (25/437)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 438 وقال الخطيب: كان فاضلاً عارفاً بأيام الناس، وأخبارهم وخلفائهم. وصنف تاريخاً كبيراً على السنين. ووثقه الدارقطني. وذكر أبو الحسن بن رزقويه، عن إسماعيل الخطبي، قال: وجه إلي الراضي بالله ليلة الفطر، فحملت إليه راكباً، فدخلت وهو جالس في الشموع، فقال لي: يا إسماعيل، قد عزمت في غدٍ على الصلاة بالناس، فما الذي أقول إذا انتهيت إلى الدعاء لنفسي فأطرقت ساعةً، ثم قلت: يا أمير المؤمنين: رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي الآية. فقال لي: حسبك. ثم تبعني خادم فأعطاني أربعمائة دينار. توفي الخطبي في جمادى الآخرة، وكان يرتجل الخطب، وله فضائل. قال محمد بن العباس بن العراب: كان الخطبي ركيناً عاقلاً مقدماً عند كبار الهاشميين، وغيرهم من أهل الفقه والأدب وأيام الناس. قلّ من رأيت مثله. إسماعيل بن شعيب النهاوندي: أبو علي المقرىء. نزيل بغداد. روى عن أحمد بن محمد بن سلمويه الإصبهاني كتاب قراءة الكسائي لقتيبة بن مهران. (25/438)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 439 روى عنه: إبراهيم بن مخلد الباقرحي، وغيره. 4 (حرف التاء:) تمام بن محمد بن سليمان: أبو بكر الهاشمي البغدادي. عن: محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وعبد الله بن أحمد بن حنبل. وعنه: أبو الحسن بن رزقويه. توفي في ذي القعدة. 4 (حرف الثاء) ثبات بن عمرو بن ميمون البجلي البغدادي: أبو العباس القطان. سمع: محمد بن غالب تمتام، ومحمد بن يونس الكديمي، وبشر بن موسى، وعبيداً العجل. وعنه: ابن رزقويه، وطلحة الكتاني، وغيرهما. قال الخطيب: صدوق، لم يبلغني موته. بل حدث في هذه السنة.) 4 (حرف الحاء:) الحسن بن علي بن عبيد: أبو أحمد البغدادي الخلال، يعرف بابن الكوسج. (25/439)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 440 سمع: أبا شعيب الحراني، والحسن بن علي المعمري، وجماعة. وعنه: ابن رزقويه، والمعافى الجريري، وغيرهما. مات في جمادى الأولى. الحسن بن القاسم: أبو علي الطبري الفقيه. مصنفالمحرر في النظر. وهو أول من جرد الخلاف وصنفه، وصنف كتابالافصاح. ودرّس مذهب الشافعي ببغداد بعد شيخه أبي علي بن أبي هريرة. وأخذ عنه الفقهاء، وهو صاحب وجه في المذهب. الحسين بن علي: أبو بكر الزيات. بغدادي. سمع: بشر بن موسى، وأبا شعيب الحراني. وعنه: ابن رزقويه، وجماعة. (25/440)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 441 4 (حرف السين:) سلم بن الفضل بن سهل: أبو قتيبة الأدمي. بغدادي، سكن مصر. وحدث عن: محمد بن يونس الكديمي، وموسى بن هارون، والحسن بن علي المعمري، وجعفر الفريابي. وعنه: عبد الغني بن سعيد الحافظ، وأبو محمد بن النحاس، ومحمد بن نظيف، وأبو عبد الله بن مندة، وآخرون. وهو صدوق. سليمان بن محمد بن ناجية: أبو القاسم النيسابوري. كانت له أصول بخط أبيه صحيحة. سمع: أحمد بن المبارك المستملي، وأحمد بن سلمة، وبشر بن موسى السدي، وأبا المثنى العنبري، وطبقتهم. وعنه: الحاكم، وغيره. عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن عيسى ابن الخليفة أبي جعفر المنصور الهاشمي: (25/441)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 442 إمام الجامع أبو جعفر بن بريه. بغدادي، شريف نبيل، ذا قعدد في النسب. سمع: أحمد بن عبد الجبار العطاردي، وأبا بكر بن أبي الدنيا، وجماعة. وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، وأبو القاسم بن المنذر، وأحمد بن علي البادي، وأبو علي بن شاذان. وكان يقول: رقى هذا المنبر الواثق وأنا، وكلانا في درجةٍ في النسب إلى المنصور. ولد سنة، وتوفي في صفر سنة خمسين. وثقه الخطيب. وقد عاش بعد الواثق مائة وثماني عشرة سنة. عبد الرحمن بن سيما بن عبد الرحمن: أبو الحسين البغدادي المجبر، مولى بني هاشم. حدث عن: البرتي، ومحمد بن غالب بن تمتام، ومحمد بن يونس الكديمي. وعنه: أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق، وأبو الحسن بن رزقويه، وأبو علي بن شاذان. وثقه الخطيب. وتوفي في جمادى الأولى. (25/442)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 443 عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام ابن الداخل عبد الرحمن بن معاوية الأموي المرواني: الناصر لدين) الله أبو المطرف صاحب الندلس، الملقب أمير المؤمنين بالأندلس. بقي في الإمرة خمسين سنة، وقام بعده ولده الحكم. وقد ذكرنا من أخباره في الحوادث. وكان أبو ه قد قتله أخوه المطرف في صدر دولة أبيهما. وخلف ابنه عبد الرحمن هذا ابن عشرين يوماً. وتوفي جده عبد الله الأمير في سنة ثلاثمائة، فولي عبد الرحمن الأمر بعده جده. وكان ذلك من غرائب الوجود، لأنه كان شاباً وبالحضرة أكابر من أعمامه وأعمام أبيه. وتقدم هو، وهو ابن اثنتين وعشرين سنة، فاستقام له الأمر، وابتنى مدينة الزهراء. فجاءت من أحسن مدينةٍ على وجه الأرض. واتخذ لسطح العلية الصغرى التي على الصرح قراميد ذهب وفضة، وأنفق عليها أموالاً هائلة، وجعل سقفها صفراء فاقعةً إلى بيضاء ناصعة، تسلب الأبصار بلمعانها، وجلس فيها مسروراً فرحاً، فدخل عليه القاضي أبو الحكم منذر بن سعيد البلوطي، رحمه (25/443)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 444 الله، حزينا، فقال: هل رأيت ملكاً قبلي فعل مثل هذا فبكى القاضي وقال: والله ما ظننت أن الشيطان يبلغ منك هذا مع ما آتاك الله من الفضل، حتى أنزلك منازل الكافرين. فاقشعر من قوله، وقال: وكيف أنزلني منازل الكافرين قال: أليس الله يقول: ولولا أن يكون الناس أمةً واحدةً لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فضةٍ وتلا الآية كلها. فوجم عبد الرحمن ونكس رأسه ملياً ودموعه تسيل على لحيته خشوعاً لله تعالى وقال: جزاك الله خيراً، فالذي قلته الحق. وقام يستغفر الله، وأمر بنقض السقف الذي للقبة. وكان كلفاً بعمارة بلاده، وإقامة معالمها، وإنباط مياهها، وتخليد الآثار الغريبة الدالة على قوة ملكه. وقد استفرغ الوسع في إتقان قصور الزهراء وزخرفتها. وقد أصابهم قحطٌ، وأراد الناس الاستسقاء، فجاء عبد الرحمن الناصر رسولٌ من القاضي منذر بن سعيد، رحمه الله، يحركه للخروج، فقال الرسول لبعض الخدم: يا ليت شعري ما الذي يصنعه الأمير فقال: ما رأيته أخشع لله منه في يومنا هذا، وأنه منفردٌ بنفسه، لابسٌ أخشن ثيابه، يبكي ويعترف بذنوبه، وهو يقول: هذه ناصيتي بيدك، أتراك تعذب الرعية من أجلي وأنت أحكم الحاكمين، لن يفوتك شيء مني. فتهلل وجه القاضي لما بلغه هذا، وقال: يا غلام أحمل الممطر معك، فقد أذن الله بسقيانا. إذا خشع جبار الأرض رحم جبار السماء. فخرج، وكان كما قال. وكان عبد الرحمن يرجع إلى دين متين وحسن خلق. وكان فيه دعابة. وكان مهيباً شجاعاً صارماً، ولم يتسم أحدٌ بأمير المؤمنين من أجداده. إنما يخطب لهم بالإمارة فقط. فلما كان سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وبلغه (25/444)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 445 ضعف الخلافة بالعراق، وظهور الشيعة بالقيروان،) وهم بنو عبيد الباطنية، تسمى بأمير المؤمنين. توفي في أوائل رمضان، وكانت حشمته وأبهته أعظم بكثيرٍ من خلفاء زمانه الذين بالعراق. وكان الوزير أبو مروان أحمد بن عبد الملك بن شهيد الأشجعي الأندلسي مع جلالته وزيره. ولقد نقل بعد المؤرخين أظنه أبا مروان بن حيان أن ابن شهيد قدم مرةً للخليفة الناصر تقدمة تتجاوز الوصف، وهي هذه: من المال خمسمائة ألف دينار، ومن التبر أربعمائة رطل برطلهم، ومن سبائك الفضة مائتا بدرة، ومن العود الهندي اثنا عشر رطلاً، ومن العود الصنفي مائة وثمانون رطلاً، ومن العود الأشباه مائة رطل، ومن المسك مائة أوقية، ومن الكافور ثلاثمائة أوقية، ومن الثياب ثلاثون شقة، ومن الفراء عشرة من جلود الفنك، وستة سرادقات عراقية، وثمانية وأربعون ملحفةً بغدادية لزينة الخيل من الحرير المرقوم بالذهب، وثلاثون شقة لسروج الهيئات، وعشرة قناطير سمور، وأربعة آلاف رطل حرير مغزول، وألف رطل حرير بلا غزل، وثلاثون بساطاً، البساط عشرون ذراعاً، وخمسة عشر نخاً من معمول الخزّ، وألف ترس سلطانية، وثمانمائة من تخافيف التزيين يوم العرض، ومائة ألف سهم، وخمسة عشر فرساً فائقة، وعشرون بغلاً مسرجة بمراكب الخلافة. ومن الخيل العتاق مائة رأس، ومن الغلمان أربعون وصيفاً وعشرون جارية. ومن التقدمة كتاب ضيعتين من خيار ملكه، ومن الخشب عشرون ألف عود تساوي خمسين ألف دينار. فولاه الوزارة، ولقبه ذا الوزارتين. وابتدأ الناصر في إنشاء مدينة الزهراء في سنة خمسٍ وعشرين وثلاثمائة، فأنفق عليها من للأموال ما لا يحصى، وأصعد الماء إلى دورتها، ومات ولم (25/445)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 446 يتمها، فأتمها ابنه المستنصر. وجامعها من أحسن المساجد له منارة عظيمة لا نظير لها، ومنبره من أعظم المنابر، لم يعمل مثله في الآفاق. وعدة أبواب قصر الزهراء المصفحة بالنحاس والحديد المنقوش، على ما نقل ابن حيان، خمسة عشر ألف باب، والعهدة عليه. عبد الملك بن نوح بن نصر بن أحمد بن إسماعيل الساماني: الأمير أبو الفوارس متولي بخارى وسمرقند. توفي في شوال. وهو بيت إمرة. عتبة بن عبيد الله بن موسى بن عبيد الله الهمذاني: القاضي أبو السائب. كان أبوه تاجراً يؤم بمسجد بهمذان، فاشتغل هو بالعلم، وغلب عليه في الابتداء التصوف. وسافر فلقي الجنيد والعلماء. وعني بفهم القرآن وكتب الحديث، وتفقه للشافعي. ثم دخل مراغة، واتصل بأبي القاسم بن أبي الساج، وتولى قضاء (25/446)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 447 مراغة، ثم تقلد قضاء أذربيجان كلها. ثم تقلد قضاء همدان. ثم سكن بغداد واتصل بالدولة، وعظم شأنه) إلى أن ولي قضاء القضاة بالعراق في سنة ثمانٍ وثلاثين. وتوفي في ربيع الآخر وله ستٌّ وثمانون سنة. وقد سمع في الكهولة. وحدث عن: عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي. وهو أول من ولي قضاء القضاة بالعراق من الشافعية. عمر بن أحمد بن أبي معمر الدوري الصفار: أبو بكر. روى عن: أحمد بن يحيى الحلواني، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، والفريابي. روى عنه: الحمامي، وابن دوما النعالي. 4 (حرف الفاء:) فاتك المجنون: الأمير أبو شجاع الرومي. أخذه الإخشيد صاحب مصر من أستاذه بالرملة كرهاً، فأعتقه مولاه. وكان كبير الهمة شجاعاً جرئياً، وعظم عند الإخشيد، وكان رفيق الأستاذ كافور. (25/447)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 448 فلما مات الإخشيد تقرر كافور مدبراً لولده الإخشيد، فأنف فاتك المجنون من الإقامة بمصر كيلا يكون كافوراً أعلى مرتبةً منه. وانتقل إلى اقطاعه، وهي بلاد الفيوم، فلم يصح مزاجه بها لوخمها، وكان كافور يخافه ويكرمه، فمرض وقم مصر ليتداوى، وبها المتنبي، فسمع بعظمة فاتك وبكرمه، ولم يجسر أن يمدحه خوفاً من كافور. وكان فاتك يراسله بالسلام ويسأل عنه: فاتفق اجتماعهما يوماً بالصحراء، وجرت بينهما مفاوضات، فلما رجع فاتك إلى داره بعث إلى المتنبي هديةً بقيمة ألف دينار، ثم أتبعها بهدايا بعدها فاستاذن المتنبي كافوراً في مدحه، فأذن له، فمدحه بقصيدته التي أولها: (لا خيل عندك تهديها ولا مال، .......... فليسعد النطق إن لم تسعد الحال) إلى أن قال فيها: (كفاتك ودخول الكاف منقصة .......... كالشمس قلت: وما للشمس أمثال) قلت: وليس هو بفاتك الخزندار الإخشيدي الذي ولي إمرة دمشق سنة خمسٍ وأربعين. (25/448)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 449 توفي فاتك المجنون في شوال بمصر، ورثاه المتنبي. 4 (حرف الميم:) محمد بن أحمد بن الخطاب: أبو الحسن البغدادي البزاز. سمع: أحمد بن علي البربهاري، وموسى بن هارون. وعنه: ابن رزقويه، وأبو الحسن الحمامي. وثقه الخطيب. محمد بن أحمد بن خنب: أبو بكر البغدادي الدهقان. نزيل بخارى ومسندها. سمع: يحيى بن أبي طالب، والحسن بن مكرم، وابن أبي الدنيا، وجعفراً الصائغ، وموسى بن سهل الوشاء، وأبا قلابة.) (25/449)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 450 وأبوه أحمد بخاري سكن بغداد، وولد له محمد هذا، ونشأ بها ثم رجع إلى محتده وهو ابن عشرين سنة وروى. وكان شافعي المذهب محدثاً فاضلاً. ولد سنة. روى عنه: أبو أحمد الحاكم، وإسماعيل بن الحسين الزاهد، ومحمد بن أحمد الغنجار، وعلي بن القاسم بن شاذان الرازي، وأحمد بن الوليد الزوزني شيخ البيهقي، وأبو نصر أحمد بن محمد بن إبراهيم البخاري، وعامة أهل ما وراء النهر. قال أبو كامل البصيري: سمعت بعض مشايخي يقول: كنا في مجلس ابن خنب فأملى في فضائل علي بعد فراغه من فضائل أبي بكر وعمر وعثمان، إذ قام أبو الفضل السليماني وصاح: أيها الناس، إن هذا دجال فلا تكتبوا عنه. وخرج من المجلس لأنه ما سمع فضائل الثلاثة. وتوفي في غرة رجب. محمد بن أحمد أبو بكر القرطبي اللؤلؤي، الفقيه المالكي. كان أفقه أهل الأندلس بعد موت ابن أيمن. وله بصرٌ بالشعر والوثائق واللغة. قال ابن عفيف: كان أفقه أهل عصره وأبصرهم بالفتيا. وعليه كان مدار العلم في زمانه، وعليه تفقه ابن زرب. وكان أخفش العينين. محمد بن حيكان بن عبد الله: (25/450)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 451 أبو الحسن السنجوري البزاز. سمع: الحسين بن الفضل، وأحمد بن مخلد اللباد. وعنه: أبو عبد الله الحاكم وقال: كان صالحاً أميناً يديم الاختلاف إلى الأستاذ أبي الوليد. توفي رحمه الله بنيسابور. محمد بن زكريا بن يحيى بن داود بن مسبح البغدادي: سمع: أبا شعيب الحراني، ويوسف القاضي. وولي مظالم خراسان. وحدث هناك. محمد بن علي بن الهيثم بن علوان: البغدادي، البزاز، المقرىء. سمع: ابن أبي الدنيا، ومحمد بن يونس، والحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن غالب بن حرب. وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، وأبو الحسن الحمامي، وأحمد بن علي البادين وأبو علي بن شاذان. وقال أبو علي: كان ثقة صالحاً. عاش تسعين سنة، وعرض القرآن على والده صاحب ابن حمدون الطيب بن إسماعيل. قرأت على عيسى بن يحيى الصوفي: أخبركم عبد الرحيم بن يوسف، أنا أحمد بن محمد السلفي، أنا محمد بن عبد الملك الأسدي، والحسين بن (25/451)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 452 الحسين الفانيذي، وعبد الرحمن بن عمر السماني قالوا: أنا الحسن بن أحمد، أنا محمد بن علي بن الهيثم ثنا معاذ بن المثنى، ثنا أبي، عن شعبة، عن فراس، عن الشعبي، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة يدعون الله عز وجل فلا يستجب لهم: رجل كان له دينٌ فلم يشهد، ورجلٌ أعطى سفيهاً ماله، وقد قال الله عز وجل: ولا تؤتوا السفهاء أموالكم، ورجلٌ كانت امرأة سيئة الخلق فلم يطلقها. محمد بن المؤمل بن الحسن بن) عيسى بن ماسرجس النيسابوري: أبو بكر الماسرجسي. أحد رؤساء خراسان وأفصحهم، وأحسنهم بياناً. لم يكن يتكلم بالفارسية إلا مع من لا يحسن. كنت معه في الحج سنة إحدى وأربعين، يقول الحاكم، فكانوا يتعجبون من فصاحته. سمع: الحسين بن الفضل، والفضل بن محمد الشعراني. وأكثر سماعه قبل الثمانين، وبعدها. توفي ليلة عيد الفطر وله تسع وثمانون سنة. وقد بنى بنيسابور داراً لأهل الحديث، وكان يجري عليهم الأرزاق. وكان أبو علي الحافظ يتولى قراءة التاريخ لأحمد بن حنبل عليه. قلت: روى عنه: الحاكم، وأبو عبد الرحمن السلمي، وسعيد بن محمد بن محمد بن عبدان. (25/452)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 453 محمد بن يوسف بن يعقوب بن حفص بن يوسف بن نصير: أبو عمر الكندي، مصنفتاريخ مصر. توفي في شوال، وله سبعٌ وستون سنة. معبد بن جمعة بن خاقان: أبو شافع الشاعر الأديب المطوعي. وكان من أهل طبرستان. سكن جرجان، ثم نيسابور. وحدث عن: محمد بن أيوب العجلي، ومطين، ويوسف القاضي، وأبي خليفة، وأبي عبد الرحمن النسائي. وعنه: الحاكم ويقال: يخالف في بعض حديثه. وقال: توفي سنة. وقال ابن مندة: توفي سنة خمسين. فالله أعلم. 4 (حرف الهاء:) هبة الله بن جعفر البغدادي المقرىء: (25/453)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 454 توفي في صفر سنة خمسين. يحول إلى هنا من الطبقة الآتية. هبة الله بن محمد بن حبش: أبو الحسين البغدادي الفراء. سمع: محمد بن يونس الكديمي، وإبراهيم الحربي، وأحمد بن علي الحرار، وأحمد بن علي الأبار. وعنه: ابن رزقويه، وعبد الواحد بن محمد القاضي. وثقه الخطيب. وروى عنه: الحاكم، وقال إنه مقرىء. (25/454)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 455 1 (وفيات في هذه الحدود تقريباً)

4 (حرف الألف:) أحمد بن إبراهيم بن غالب: أبو العباس الإمام البلدي. سمع من: علي بن حرب، وإبراهيم بن عبد الله العبسي. وعنه: أبو منصور محمد، وأبو عبد الله أحمد ابنا الحسين بن سهل البلدي، وعبد الله بن إبراهيم القاضي، وابن جميع الغساني، ومحمد بن عمر بن عيسى البلدي الحطراني، وأبو الحسن بن المثنى. الإصبهاني أحمد بن إسحاق: أبو جعفر الحلبي الحنفي، الملقب بالجرذ. ولي قضاء حلب لسيف الدولة. وحدث عن: أحمد بن خليل، وعمر بن سنان المنبجي، ومحمد بن معاذ بن المستهل، وطائفة. وعنه: ابن أخيه أبو الحسن علي بن محمد بن) إسحاق، وتمام الرازي، وابن نظيف. (25/455)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 456 ويحتمل أن توفي بعد الخمسين. وعنه أيضاً أبو محمد بن النحاس، حدث بمصر. أحمد بن إسحاق بن محمد بن الفضل بن جابر السقطي: أبو الحسين. سمع: الكديمي، وبشر بن موسى، وجماعة. وعنه: الدارقطني، وهلال الحفار. صدوق. أحمد بن الحسن بن سهل: أبو بكر الفارسي، صحاب ابن سريج. فقيه إمام، له المصنفات الباهرة في مذهب الشافعي. ومن وجوهه: أن الكلب الأسود لا يحل صيده، كمذهب أحمد. أحمد بن حميد بن أبي العجائز سعيد بن خالد بن حميد بن صهيب الأزدي: أبو الحسن الدمشقي. روى عن: عبد الله بن الحسين المصيصي، وعلي بن غالب السكسكي، وأحمد بن إبراهيم البسري، وجماعة. وعنه: أبو هاشم المؤدب، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وآخرون. أحمد بن خلف السابح: بباء موحدة. (25/456)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 457 سمع: عبد الكريم الديرعاقولي. وعنه: محمد بن أحمد بن رزقويه. أحمد بن زكريا بن يحيى بن يعقوب: أبو الحسن المقدسي. سمع: أحمد بن شيبان الرملي، ومحمد بن حماد الطبراني. وعنه: أبو الحسين بن جميع، وتمام الرازي، وأبو عبد الله بن مندة، وعلي بن محمد الحلبي. أحمد بن صالح: أبو بكر البغدادي المقرىء. صاحب أبي بكر بن مجاهد. قرأ على: ابن مجاهد، والحسن بن الحباب وسمع من: أبي بكر بن أبي داود. أخذ عنه: خلف بن القاسم الأندلسي، وعبد المنعم بن غلبون، وعبد الباقي بن الحسن. قال أبو عمرو الداني: كان ثقة ضابطاً مشهوراً. أحمد بن عبيد الله بن إسماعيل: (25/457)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 458 أبو الحسن الحافظ، الصفار البصري. محدث مشهور. حدث ببغداد وبالأهواز عن: الكديمي، ومحمد بن الفرج الأزرق، وتمتام، وخلق. وعنه: الدارقطني، وابن جميع، وعلي بن أحمد بن عبدان الشيرازي. وخلق. سمع منه ابن سنة إحدى وأربعين، وقد صنف المسند وجوده. وقيل: إنه ابن امرأة الكديمي. قال الخطيب: ثقة، ثبت. أحمد بن عبيد بن أحمد بن عبيد بن سعيد الرعيني: الحمصي، الصفار أبو بكر. يأتي في سنة. أحمد بن عبيد الله بن حمدان بن صالح: أبو علي البغدادي المقرىء. تلقن القرآن في ثلاثة أعوام على إدريس بن عبد الكريم. وعرض أيضاً على: الحسن بن الحباب. قرأ عليه: عبد الباقي بن الحسن، وغيره. (25/458)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 459 أحمد بن علي بن أحمد بن علي بن حاتم: أبو عبد الله التميمي الكوفي البزاز. حدث عن: إبراهيم بن عبد الله القصار، وإبراهيم بن أبي العنبس، وكان أحد الشهود. روى عنه: أبو أحمد الفرضي، وأبو الحسين بن بشران. قال الخطيب: مستقيم الحديث. أحمد بن علي بن عبد الجبار: أبو سهل البغدادي ابن جبرويه. حدث) عن: يحيى بن جعفر بن الزبرقان، والكديمي. روى عنه: أبو القاسم بن الثلاج، وعلي بن أحمد الرزاز، وأبو الحسن بن رزقويه، وأبو الحسن الحمامي. توفي بعد سنة سبعٍ وأربعين وثلاثمائة. أحمد بن علي بن عمر بن حبيش: أبو سعيد الرازي. من ذرية أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. حدث عن: محمد بن أيوب بن الضريس، وغيره. روى عنه: الدارقطني، وأبو الحسن بن رزقويه. وثقه الخطيب. أحمد بن محمد بن أحمد بن صالح بن عبد الله بن قيس بن (25/459)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 460 الهذيل بن يزيد بن العباس بن الأحنف بن قيس: أبو الحسين التميمي البزاز الحافظ الهمداني، المعروف بابن الكوملاذي، والد صالح بن أحمد الحافظ. روى الكثير عن: محمد بن صالح الطبري، والحسن بن يزداد، وحمزة بن محمد الكاتب، ومحمد بن حباب الباهلي، وحامد بن شعيب البلخي، وخلق سواهم. وعنه: ابنه، وطاهر بن عبد الله بن ماهلة، وابن تركان، وعلي بن عبد الله بن جهضم. وكان ثقة عارفاً. قال ابنه صالح: سمعت أحمد بن محمد الصفار يقول: كنا نشبه أباك أيام كنا نسمع بأحمد بن حنبل لسكونه ووقاره وما كان عليه. أحمد بن محمد بن سهل: أبو بكر البغدادي. حدث عن: أبي مسلم الكجي، وغيره. وعنه: الدارقطني، وتمام الرازي، وغيرهما. أحمد بن محمد بن شجاع: أبو بكر البغدادي المقرىء الضراب. (25/460)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 461 روى عن: ابن أبي الدنيا، وبشر بن موسى. وعنه: أبو علي منصور الخالدي، والحسن بن أحمد بن الليث الشيرازي، وطلحة ين خلف. ذكره ابن النجار. أحمد بن محمد بن عبد الله بن هلال: أبو الحسن السلمي المقرىء، الجبني. إمام مسجد سوق الجبن. قرأ على: هارون الأخفش. قرأ عليه: ابنه أبو بكر محمد. ذكره ابن عساكر. أحمد بن محمد بن عبد الصمد بن يزيد: أبو العباس الرازي المقرىء، نزيل الأهواز. قرأ القرآن على: أبي العباس الفضل بن شاذان الرازي. قرأ عليه: أبو بكر أحمد بن نصر الشذائي، وأحمد بن محمد بن عبيد الله العجلي، وأبو الفرج الشنبوذي. (25/461)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 462 أحمد بن محمد ابن المحدث أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري الدمشقي: أبو الطيب. سمع: وزيره بن محمد الغساني، وأحمد بن علي المروزي، والحسن بن الفرج الغزي. وعنه: تمام الرازي، وغيره. أحمد بن محمد الطبرستاني: حدث بدمشق. عن: محمد بن أيوب، وعلي بن الحسين بن الجنيد، ومطين. وعنه: تمام، وأبو نصر المري، وغيرهما. أحمد بن محمد الواشقي الهروي: أبو يعلى. يحرر أمره. ففيذم الكلام أنه روى عن عثمان بن سعيد الدارمي. وعنه: محمد بن أحمد الجارودي، ويحيى بن عمار، ومحمد بن) جبريل. ومحمد بن عبد الرحمن الدباس شيوخ شيخ الإسلام. (25/462)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 463 أحمد بن مكحول محمد بن عبد الله بن عبد السلام: أبو علي البيروتي. سمع: أباه، وأبا يزيد القراطيسي، وأحمد بن نبيط، وجماعة. وعنه: ابن جميع، وأبو عبد الله بن مندة، وتمام الرازي. إبراهيم بن حاتم بن مهدي: أبو إسحاق التستري، الزاهد المعروف بالبلوطي. نزل الشام، وسكن بيت لهيا. وحدث عن جماعة من أهل تستر. روى عنه: زيد بن عبد الله البلوطي، وأبو نصر بن هارون، وعبد الله بن بكر الطبراني. وكان صاحب أحوال وكرامات ومجاهدات. ذكر عن نفسه أنه طوى سبعين يوماً. إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق أبو الحسن الوراق: (25/463)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 464 حدث بطرابلس عن: محمد بن يزيد بن عبد الصمد، وأحمد بن المعلى. وعنه: أبو عبد الله بن مندة، وفرج بن إبراهيم النصيبي. إبراهيم بن علي بن أحمد: أبو محمد البصري، المعروف بالجنائي. سمع: أبا مسلم الكجي، والحسن بن المثنى، وأبا خليفة. وبدمشق في الكهولة من الحصائري. وعنه: شهاب بن محمد الصوري، وعبد الله بن علي الأبزوني، وجماعة. إسحاق بن إبراهيم الفارابي اللغوي: أبو إبراهيم. صاحب ديوان الأدب في اللغة. سكن اليمن مدة، وبها صنف هذا الكتاب. وهو خال صاحبالصحاح الجوهري. إسحاق بن محمد بن علي بن خالد الكوفي: أبو أحمد المقرىء. (25/464)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 465 سمع: إبراهيم بن أبي العنبس الزهري. وعنه: تبن مردويه. وسمع: الحسين بن الحكم الحبري. إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الرازي: سمع: الكديمي. قال الخليلي: ثنا عنه الكهولة من شيوخنا. إسماعيل بن محمد بن محفوظ: أبو محمد بن السني. دمشقي، سكن مصر. وحدث عن: زكريا خياط السنة، وأحمد بن يحيى بن حمزة، وأحمد بن علي القاضي، وأحمد بن إبراهيم البسري. وعنه: علي بن محمد بن إسحاق الحلبي، وابن مندة، والحسن بن إسماعيل الضراب، والحسن بن نظيف. 4 (حرف الباء:) بكر بن أحمد: أبو عمرو النحاس. عن: إسحاق الدبري. روى عنه: أبو الحسن الحمامي وحده. بلال بن المبارك الحقلي: من أهل حقل أيلة. (25/465)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 466 سمع: محمد بن عبد العزيز الأيلي. روى عنه: أبو الحسن محمد بن علي العلوي الهمداني، والحافظ أبو عبد الله بن مندة. ومات في عشر المائة. 4 (حرف الجيم:) جعفر بن محمد بن قضاء البصري: سمع: أبا مسلم الكجي، والحسن بن المثنى العنبري.) 4 (حرف الحاء:) الحسن بن أحمد بن عمير بن جوصا: روى عن: أبيه، وأحمد بن أنس بن مالك، وهارون الأخفش. وعنه: أبو عبد الله بن مندة، وتمام. الحسن بن داود: أبو علي الكوفي النحوي المقرىء، المعروف بالنقار. أخذ قراءة عاصم عن: القاسم بن أحمد الخياط. وأخذ قراءة حمزة، عن محمد الوزان، عن محمد بن لاحق، عن سليم. وأقرأ الناس دهراً. قرأ عليه: زيد بن علي بن أبي بلال، وعبد الواحد بن أبي هاشم، وأحمد بن نصر الشذائي، ومحمد بن جعفر التميمي، وعلي بن يوسف العلاف، وآخرون. (25/466)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 467 وكان ثقة بارعاً في معرفة رواية عاصم. قال أبو أحمد السامري: نا أبو علي الحسن بن داود بن الحسن بن عون بن منذر بن صبيح مولى معاوية بن أبي سفيان في ربيع الآخر سنة ثلاثٍ وأربعين وثلاثمائة أنه قرأ على القاسم الحناط أربعين ختمة. وقرأ قاسم بن أحمد: علي أبي جعفر السموئي. الحسن بن علي بن إسحاق بن شيرزاذ: أبو علي البغدادي الشيرزاذي: عن: عباس الدوري، والحسن بن مكرم، وعلي بن داود القنطري، وطائفة. قال الخطيب: كان ثقة، ثنا عنه ابن رزقويه. الحسن بن علي بن الوثاق: أبو القاسم النصيبي الحافظ. رحل وسمع: أبا خليفة الجمحي، وجعفر بن محمد الفريابي، وأبا يعلى. وعنه: ابن مندة، وتمام الرازي. الحسين بن محمد بن سنان: (25/467)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 468 أبو المعمر الأطرابلسي الضرير. سمع: أحمد بن محمد بن أبي الخناجر، وغيره. وعنه: ابن مندة، وأبو عبد الله بن أبي كامل. 4 (حرف الخاء) خالد بن محمد بن خالد بن يحيى بن محمد بن يحيى بن حمزة: أبو القاسم الحضرمي البتلهي. روى عن: جده لأمه أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة. وعنه: ابن مندة، وتمام الرازي، وعبد الله بن بكر الطبراني، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وغيرهم. 4 (حرف العين:) عبد الله بن خالد بن محمد بن رستم الراذاني الخاني: روى عن: عبد الله بن أبي مسرة المكي، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، والصائغ. روى عنه بالإجازة أبو نعيم الحافظ. عبد الله بن محمد بن إسحاق بن أبي كامل الأطرابلسي: سمع: علي بن عبد العزيز البغوي، ومحمد بن علي الصائغ. (25/468)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 469 وعنه: ابنه أبو عبد الله، وابن مندة. عبد الرحمن بن جيش: أبو محمد الفرغاني، ثم الدمشقي الشاغوري. روى عن: زكريا خياط السنة، وأحمد بن علي بن سعيد المروزي،) وإبراهيم بن زهير الحلواني، ومحمد بن يحيى المروزي، وجعفر الفريابي، وجماعة. روى عنه: تمام، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وغيرهم. جيش: بالجيم والياء والمثلثة. عبد الرحمن بن القاسم: أبو الحسين الفسوي. حدث بشيراز سنة نيفٍ وأربعين. عن: يعقوب بن سفيان. عدي بن يعقوب: أبو حاتم الطائي الدمشقي، خطب قرية الحميريين. حدث عن: جده لأمه محمد بن يزيد بن عبد الصمد، وجعفر بن أحمد ابن عاصم. وعنه: ابن مندة، وتمام، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وغيرهم. (25/469)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 470 عرفة بن محمد بن الغمر الغساني: أبو علي الضراب، مصري حافظ. عن: أحمد بن داود المكي، ونحوه. قال ابن يونس: كان ثقة ثبتاً. توفي بعد الأربعين. علي بن أحمد بن إسحاق: أبو الحسن البغدادي الأصل، المصري. سمع: مقدام بن داود، وحبوس بن رزق الله، وغيرهما. وعنه: منير بن أحمد الخشاب، وعبد الرحمن بن عمر النحاس. علي بن أحمد بن محمد الهمذاني التمار: ويعرف بابن قرموز. سمع: إبراهيم بن ديزيل، ومحمد بن معاذ دران، وعمر بن حفص السدوسي، وجماعة. روى عنه: صالح بن أحمد الهمذاني، وأبو بكر بن لال، وأبو عبد الله الحاكم، والقاضي عب الجبار، وآخرون. له رحلة. علي بن عبد الله البغدادي العطار: صاحب الحاكم. سمع: علي بن حرب الموصلي. وعنه: الحاكم. علي بن محمد بن عبد الله بن محمد بن حبيب: (25/470)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 471 أبو أحمد الحبيبي المروزي. سمع: سعيد بن مسعود، وعمار بن عبد الجبار، ومحمد بن الفضل البخاري، وجماعة. وكان له معرفة وحفظ، لكنه يروي المناكير. قال الخليلي: ثنا عنه أبو عبد الله الحاكم، وسألته عنه: فقال: هو أشهر في اللين عن أن تسألني عنه. توفي سنة نيفٍ وأربعين. قلت: بل توفي سنة إحدى وخمسين. (25/471)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 472 علي بن محمد: أبو الحسن القزويني الحافظ، ويعرف بالمقبري. كتب بالشام، والعراق، وإصبهان. سمع: أبا خليفة، وطبقته. عمر بن أحمد بن عبد الله بن شهاب العكبري: روى عن: أبي الأحوص محمد بن الهيثم. وعنه: ابن بطة، ومحمود بن عمر العكبريان. وثقه الخطيب. عمرو بن إسحاق القرشي البخاري: ولقبه: مرس. حدث ببغداد عن: صالح بن محمد جرزة، ومحمد بن حريث. وعنه: الدارقطني، وأبو بكر الوراق، وجماعة. عمرو بن محمد: أبو العباس الفزاري المؤدب. دمشقي. سمع: يزيد بن عبد الصمد، وأحمد بن إبراهيم البسري. (25/472)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 473 وعنه: تمام الرازي، وعبد الوهاب الميداني. 4 (حرف الميم:) ) محمد بن أحمد بن بشر: أبو سعيد الهمذاني. حدث بدمشق عن: أبي خلفة، وعبدان، جعفر الفريابي، وأبي يعلى الموصلي. وعنه: أبو الحسين الرازي وهو أكبر منه، وابنه تمام الرازي. وتوفي بالرملة بعد الأربعين. محمد بن أحمد بن اببي جحوش الخريمي المري: أبو جحوش، خطيب دمشق. سمع: أحمد بن أنس، ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد وبنيسابور من: ابن خزيمة، والسراج. وعنه: تمام الرازي، وعبد الوهاب الميداني. محمد بن أحمد بن عرفجة: أبو بكر القرشي الدمشقي. (25/473)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 474 سمع أبا زرعة، ويزيد بن عبد الصمد. وعنه: أبو عبد الله بن مندة، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وتمام. محمد بن أحمد بن محمويه: أبو بكر العسكري. سمع: أبا زرعة الدمشقي، ومحمد بن خالد بن خلي، وعبيد الله بن رماحس، وأحمد بن بشر الصوري. وعنه: عبد الواحد بن محمد بن شاه، وأبو الحسين بن جميع، وعلي بن أحمد بن عبدان، وأبو علي الحسين بن محمد الروزذباري، وغيرهم. محمد بن أحمد بن مرشد: أبو بكر بن الزرز الدمشقي المقرىء. قرأ على: هارون الأخفش. قرأ عليه: عبد الباقي بن السقا ثلاث ختم وقال: كان من كبار خيار المسلمين، صابراً على صيام الدهر ولزوم الجماعة. قرأ على الأخفش قبل التسعين ومائتين رحمه الله. محمد بن إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران الثقفي السراج: ابن أخي العباس السراج. ولد ببغداد، فسمع: محمد بن يونس الكديمي، والحارث بن أبي أسامة. (25/474)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 475 وسكن ببيت المقدس. وعنه: تمام الرازي، وابن أبي كامل الأطرابلسي وكان صدوقاً. محمد بن إبراهيم بن سهل بن حية: أبو بكر الدمشقي البزاز، وإسماعيل بن قيراط، وعبد الرحمن بن الرواس، وعلي بن غالب السكسكي. وعنه: تمام، وعبد الله بن بكر الطبراني، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر. محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن يعقوب بن زوزان: قيده ابن ماكولا بزايين أبو بكر الأنطاكي. محدث رحال، سمع: بشر بن موسى الأسدي، ويوسف بن يزيد القراطيسي، وزكريا بن يحيى خياط السنة، وطبقتهم. وعنه: أبو أحمد محمد بن عبد الله الدهان، وأبو محمد بن ذكوان، وابن جميع، وغيرهم. محمد بن إسحاق السوسي: (25/475)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 476 حدث ببغداد. عن: الحسين بن إسحاق التستري، وغيره. وعنه: الدارقطني، وابن رزقويه، وأبو الحسين بن الفضل. أحاديثه مستقيمة. محمد بن إسماعيل بن موسى الرازي: سمع: أبا حاتم الرازي. وعنه: علي بن أحمد بن داود الرزاز البغدادي. وهو آخر من حدث عن أبي حاتم. عاش بعد الخمسين، وقد سكن بغداد، وكان يؤدب. كنيته أبو الحسين. وهو كذاب ادعى لقي موسى بن) نصر صاحب جرير بن عبد الحميد. وقال: ولدت سنة سبعٍ وستين ومائتين فأنكر أبو القاسم اللالكائي وغيره ذلك. وقال موسى: شيخ قديم. قلت: روى عنه ابن رزقويه، وأبو علي بن شاذان. قال الخطيب: كان غير ثقة، روى الأباطيل. ثم ساق له الخطيب ستة أحاديث باطلة بأسانيد الصحاح. قال: وذكر أنه سمع من موسى سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين. (25/476)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 477 محمد بن جعفر بن هشام: أبو الحسن بن السقا الحلبي. سمع: محمد بن معاذ دران، وسليمان بن المعافى. وعنه: عبد الرحمن بن الطبير السراج. قرأت على عبد الحافظ بن بدران: أخبركم أحمد بن الخضر الطاووسي، أنا حمزة بن أحمد السلمي سنة خمسين وخمسمائة، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الفقيه، أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد العزيز بن أحمد السراج بدمشق، أنا محمد بن جعفر بن السقا بحلب: ثنا محمد بن معاذ، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا هشام وأبان قالا: ثنا يحيى، وهو ابن أبي كثير، عن أبي جعفر، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالد ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم. قال أبان في حديثه: دعوة الوالد على ولده. وأخبرنا به أحمد بن هبة الله، عن عبد المعز بن محمد، وزينب الشعرية قالا: أنا زاهر بن طاهر، أنا إسحاق بن عبد الرحمن، أنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، أنا محمد بن أيوب البجلي: ثنا مسلم بن إبراهيم فذكر الحديث. أخرجه أبو داود، عن مسلم، فوافقناه بعلوٍّ. وأبو جعفر أنصاري من أهل المدينة. محمد بن الحسن بن الفرج: (25/477)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 478 أبو بكر المقرىء الأنباري. سمع: أحمد بن عبيد الله النرسي، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، وعبد الله بن الحسن الهاشمي. وعنه: أبو بكر بن مردويه، وأبو بكر الوراق، وأحمد بن الفرج بن حجاج، وعلي بن القاسم النجاد، والحسن بن علي الشابوري، وأبو عمر بن أشتافنا القاضي. سكن البصرة بآخرة. حديثه فيالثقفيات. محمد بن الحسن بن علي الدقاق: أبو بكر البغدادي. سمع: أبا مسلم الكجي، وأحمد بن علي الأبار. وكان ثقة. وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، وغيره. محمد بن الحسن بن مسعود: حدث ببغداد عن: الكديمي. وعنه: ابن رزقويه أيضاً. محمد بن سليمان بن حيدرة: أبو علي الأطربلسي، أخو خيثمة. (25/478)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 479 سمع: يوسف بن بحر القاضي، والعباس بن الوليد البيروتي، وإسماعيل بن حصن، وجماعة. وعنه: شهاب بن محمد الصوري، وعبد الوهاب الكلابي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأبو محمد بن ذكوان البعلبكي. وتوفي بعد الأربعين أو قبلها. محمد بن العباس بن الفضل: أبو بكر البزاز. نزل حلب، وحدث بها عن:) إسماعيل القاضي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة. قال الخطيب: حدث عنه غير واحد من الغرباء بأحاديث مستقيمة. وتوفي بعد سنة أربعين. وعنه: علي بن محمد الحلبي. محمد بن علي بن الحس: أبو بكر بن الجلندي الموصلي المقرىء. قرأ على: جعفر بن أحمد بن أسد النصيبي، والحسن بن الحسين الصواف، وأحمد بن سهل الأشناني، ومحمد بن إسماعيل القرشي صاحب السوسي، والفضل بن أحمد الزبيدي صاحب خلف البزاز، ومحمد بن هارون التمار، وغيرهم. واشتهر بالضبط والإتقان. قرا عليه: عبد الباقي بن الحسن بن السقا، وغيره. (25/479)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 480 وله ذكر في التيسير. وقد صحب الجنيد. وسمع من: محمد بن زكريا الغلابي، وأبي يعلى الموصلي. روى عنه: عبد الواحد بن بكرالورثاني، وأحمد بن منصور الشيرازي الحافظ. وكان يكون بطرسوس. محمد بن عيسى بن أحمد: أبو عمر القزويني الحافظ. قدم دمشق، وسكن بيت لهبا. ودخل مصر، وحدث عن: إدريس بن جعفر العطار، ومحمد بن أيوب بن الضريس، ومعاذ بن المثنى، وأبي عبد الرحمن النسائي، وجماعة. وعنه: تمام الرازي، وعبد الرحمن النحاس، وجماعة. ووثقه تمام. محمد بن محمد بن جعفر: (25/480)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 481 أبو الحسين بن لنكك البصري النحوي الشاعر. أخذ عنه: أبو الفتح عبيد الله بن أحمد النحوي، والحسن بن علي بن بشار السابوري، وأحمد بن الحسن القزويني. فمن شعره: (لا تخدعنك اللحى ولا الصور .......... تسعة أعشار من ترى بقر)

(في شجر السرو منهم شبهٌ .......... له رواءٌ وما له ثمر) محمد بن محمد بن علي: أبو عبد الله الهروي، نزيل مكة. سمع: إسحاق الدبري. وعنه: أبو منصور محمد بن محمد الأودي. محمود بن زيد: أبو علي الهمذاني. سمع: إسحاق الدبري، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وعبيد بن محمد الكشوري. وعنه: عبد الرحمن الأنماطي، وأبو بكر بن لال، وجماعة. مزاحم بن عبد الوارث بن إسماعيل: (25/481)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 482 أبو الحسن البصري العطار. حدث بدمشق عن: محمد بن زكريا الغلابي، وإبراهيم بن فهد، وأبي مسلم الكجي، والحسين بن حميد بن الربيع. وعنه: تمام الرازي، وصدقة بن الدلم، وأبو الخير أحمد بن علي الحمصي. موسى بن سعيد الحنظلي الهمذاني: سمع: يحيى الكرابيسي، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، وبشر ين موسى. وعنه: صالح بن أحمد الحافظ، وأبو بكر بن المقرىء، وابن مندة، والحاكم. وكان يفهم هذا الشأن.) 4 (حرف النون:) نظيف بن عبد الله: أبو الحسن الحلبي المقرىء. من جلة المقرئين وكبارهم. قرأ على: عبد الصمد بن محمد العينوني سنة تسعين ومائتين ولم يكمل عليه. وسمع منه كتاب عمرو بن الصباح، عن حفص. وقرأ على موسى بن جرير الرقي، وأحمد بن محمد اليقطيني. (25/482)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 483 أخذ عنه: عبد الباقي بن الحسن، وعبد المنعم بن غلبون. قاله الداني. 4 (حرف الياء) يحيى بن عبد الله بن الحارث: أبو بكر بن الزجاج القرشي الدمشقي الكاتب. سمع: زكريا خياط السنة، وأنس بن السلم، وجماعة. وعنه: ابن مندة، وتمام، وعبد الرحمن بن محمد بن ياسر. 4 (الكنى:) أبو بكر الطمستاني الفارسي: من أعيان مشايخ الطريق. قال السلمي: كان منفرداً بحاله ووقته لا يشاركه فيه أحد من المشايخ، ولا يدانيه. وكان الشبلي يجله ويعرف له محله. صحب إبراهيم الدباغ، وغيره من مشايخ الفرس. ورد نيسابور وتوفي بها بعد سنة وأربعين. ومن كلامه: كل من استعمل الصدق بينه وبين ربه شغله صدقه مع الله عن الفراغ إلى خلق الله. (25/483)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 484 وقال: من فضل الفقر على الغنى أو الغنى على الفقر فهو مربوطٌ بهما، وهما محل علل. وقال: النفس كالنار إذا طفي من جانب تأجج من جانب، وكذلك النفس. أبو العباس الدينوري: واسمه أحمد بن محمد. صحب: يوسف بن الحسين، وعبد الله الخراز، زأبا محمد الجريري. وهو من أفتى المشايخ. أقام بنيسابور يعظ ويتكلم بأحسن كلام. وتوفي بسمرقند بعد الأربعين. ومن كلام أبي العباس: أدنى الذكر أن تنسى ما دونه، ونهاية الذكر أن يغيب الذاكر في الذكر عن الذكر، ويستغرق بمذكوره عن الرجوع إلى مقام الذكر. وهذا حال فناء الفناء. أبو الخير التيناتي الأقطع: (25/484)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 485 صاحب الكرامات رضي الله تعالى عنه. وهو من أهل المغرب. نزل تينات من أعمال حلب. وكان أسود اللون، سيداً من سادات الكون. قيل: اسمه حماد بن عبد الله. صحب أبا عبد الله بن الجلاء وسكن جبل لبنان مدة. حكى عنه: محمد بن عبد الله الرازي، وأحمد بن الحسن، ومنصور بن عبد الله، الإصبهاني، وغيرهم. قال السلمي: كان ينسج الخوص بإحدى يديه لا يدري كيف ينسجه وله آيات وكرامات، تأوي السباع إليه وتأنس به. وقال القشيري: كان كثير) الشأن، له كرامات وفراسة جادة. قال القشيري: قال أبو الحسين القيرواني: زرت أبا الخير التيناتي، فلما ودعته خرج معي إلى باب المسجد فقال: يا أبا الحسين أنا أعلم أنك لا تحمل معك معلوماً، ولكن احمل معك هاتين التفاحتين. قال: فأخذتهما ووضعتهما في جيبي وسرت، فلم يفتح لي بشيء ثلاثة أيام، فأخرجت واحدةً وأكلتها، ثم أردت أن أخرج الثانية فإذا هما في جيبي. فكنت كلما أكلت واحدة وجدتهما بحالهما إلى أن وصلت إلى باب الموصل، فقلت في نفسي إنهما يفسدان علي حال توكلي، فأخرجتهما من جيبي فنظرت، (25/485)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 486 فإذا فقير مكفوف في عباءة يقول: أشتهي تفاحة. فناولته إياهما. فلما عبرت وقع لي أن الشيخ إنما بعثهما إليه فرجعت فلم أجد الفقير. وقال أبو نعيم الحافظ: ثنا غير واحد ممن لقي أبا الخير يقول أن سبب قطع يده أنه كان عاهد الله أن لا يتناول لشهوة نفسه شيئاً، فرأى يوماً بجبل لكام شجرة زعرور، فأخذ منها غصناً قطعه وأكل من الزعرور، فذكر عهده فرماه. ثم كان يقول: قطعت عضواً من شجرة فقطع مني عضواً. وقال أبو ذر عبد بن أحمد الحافظ: سمعت ابن أبي الخير الأقطع بمصر يقول، وكان صالحاً، وسألته: لم كان أبوه أقطع فذكر أنه كان عبداً أسود قال: فضاق صدري، فدعوت الله فأعتقت، فكنت أجيء إلى الإسكندرية فأحتطب وأتقوت بثمنه. وكنت أدخل المسجد وأقف على الحق. فسهل الله تعالى على لسانهم ما كنت أريد أن أسأل عنه فأحفظه وأعمل به فسمعت مرةً حكاية يحيى بن زكريا عليه السلام وما عملوا به، فقلت في نفسي: إن الله ابتلاني بشيء في يدي صبرت. ثن خرجت إلى ثغر طرسوس، وكنت آكل المباحات، معي جحفة وسيف. وكنت أقاتل العدو مع الناس، فآواني الليل إلى غارٍ، فقلت في نفسي: إني أزاحم الطير في أكل المباحات. فنويت أن لا آكل. فمررت بعد ذلك بشجرة، فقطعت منها شيئاً، فلما أردت أ ن آكلها ذكرت فرميته. ثم دخلت المغارة، فإذا قومٌ لصوص، فلم نلبث أن جاء صاحب الشرطة، فدخل الغار فأخذهم وأخذني معهم. (25/486)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 487 قال: ثم إنهم قدموني بعد أن قطعوا أيديهم، فلما قدمت قال اللصوص: لم يكن هذا الأسود معنا. وكان أهل الثعر يعرفوني. فغطى الله تعالى عنهم أمري حتى قطعوا يدي. فلما مدوا رجلي قلت: يا رب، هذه يدي قطعت لعقدٍ عقدته، فما بال رجلي قال: فكأنه كشف عنهم فقالوا: هذا أبو الخير. واغتموا لي. فلما أرادوا أن يغمسوا يدي في الزيت امتنعت وخرجت، وبت بليلة عظيمة، ونمت فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله فعلوا بي وفعلوا. فأخذ يدي المقطوعة فقبلها، فأصبحت لا أجد ألم الجرح.) صلى أبو الخير بأصحابه يوماً، فلما سلم قال رجلٌ: لحن الشيخ. فلما كان نصف الليل خرج الرجل ليبول، فرأى أسداً والشيخ يطعمه، فغشي على الرجل. فقال الشيخ: منهم من يكون لحنه في قلبه، ومنهم من يلحن بلسانه. رواها أبو سعد السمان الحافظ عن جماعة من شيوخه. ورواها الحاكم عن أبي عثمان المغربي، وذكرها أبو القاسم القشيري في الرسالة. وقال أبو ذر الحافظ: سألت عيسى كيف حديث السبع فقال: كان أبي يخرج خارج الحصن وثم آجامٌ كثيرة وسباع. وكان أبي يضرب السبع ويقول: لا تؤذي أصحابي. فلما كان ذات يومٍ قال لي: ادخل القرية فأتنا بعيشٍ فتركت ما أمرني به واشتغلت باللعب مع الصبيان وجئته العشاء، فغضب وقال: لأبيتنك في الأجمة. فأخذني تحت إبطه وحملني إلى أجمةٍ بعيدة لا أهتدي للطريق منها، ورماني ورجع. فلم أزل أبكي وأصيح، ثم أخذني النوم فانتبهت سحرا، فإذا أنا بالسبع إلى جنبي وأبي قائمٌ يصلي. فلما فرغ قال للسبع: قم فإن رزقك على الساحل. فمضى السبع. (25/487)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 488 وقال السلمي: سمعت منصور بن عبد الله الإصبهاني يقول: سمعت أبا الخير الأقطع يقول: دخلت مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وأنا بفاقة، فأقمت خمسة أيام مت ذقت ذواقاً، فتقدمت إلى القبر، وسلمت على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أبي بكر وعمر وقلت: أنا ضيفك الليلة يا رسول الله. قال: ونمت حلف المنبر، فرأيت في المنام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر عن يمينه وعمر عن شماله، وعلي بين يديه. فحركني علي وقال: قم قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقمت إليه وقبلت بين عينيه، فدفع إلي رغيفاً فأكلت نصفه، وانتبهت، فإذا في يدي نصف رغيف. قال السلمي: سمعت جدي إسماعيل بن بجير يقول: دخل على أبي الخير الأقطع بعض البغداديين وقعدوا يتكلمون بشطحهم فضاق صدره، فخرج. فلما خرج جاء السبع فدخل البيت فسكنوا، وانضم بعضهم إلى بعض، فدخل أبو الخير فقال: أين تلك الدعاوى وعن أبي الحسين بن زيد قال: ما كنا ندخل على أبي الخير وفي قلبنا سؤال إلا تكلم علينا في ذلك الموضع. ومن كلامه رضي الله عنه قال: ما بلغ أحدٌ إلى حالة شريفة إلا بملازمة الموافقة، ومعانقة الأدب وأداء الفرائض، وصحبة الصالحين، وخدمة الفقراء الصادقين. وقال: حرامٌ على قلبٍ مأسور بحب الدنيا أن يسيح في روح الغيوب. (25/488)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الخامس والعشرون الصفحة 489 وقال السلمي: سمعت أبا الأزهر بقول: عاش أبو الخير مائة وعشرين سنة، ومات سنة تسعٍ وأربعين وثلاثمائة، أو قريب من ذلك، رحمه الله ورضي عنه) (25/489)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 5 5 (الطبقة السادسة والثلاثون)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (حوادث سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة) فيها نقلت سنة خمسون وثلاثمائة من حيث المغلاّت في سنة إحدى وخمسين الخراجية. وكتب الصابي كتاباً عن المطيع في المعنى، فمنه: أنّ السنة الشمسية ثلاثمائة وخمسة وستون يوماً وربع بالتقريب، وأنّ الهلالية ثلاثمائة وأربعة وخمسين يوماً وكسر، وما زالت الأمم السالفة تكبس زيادات السنين على اختلاف مذاهبها. وفي كتاب الله شهادة بذلك. قال الله تعالى: ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً. فكانت هذه الزيادة بإزاء ذلك. (26/5)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 6 فأما الفرس فإنّهم أجروا معاملاتهم على السنة المعتدلة التي شهورها اثني عشر شهراً، وأيامها ثلاثمائة وستون يوماً، ولقّبوا الشهور إثني عشر لقباً، وسمّوا الأيام بأسامي، وأفردوا الأيام الخمسة الزايدة وسمّوا المشرقة، وكسبوا الربع في كل مائة وعشرين سنة شهراً، فلما انقرض ملكهم بطل ذلك. وذكر كلاماً طويلاً حاصله تعجيل الخراج وحساب أيام الكسر. قال ثابت بن سنان: ودخلت الروم عين زربه مع الدمستق في مائة وستين ألفاً، وهي في سفح جبل مطل عليها، فصعد بعض جيشه الجبل، ونزل هو على بابها، وأخذوا في نقب الصور، فطلبوا الأمان، فأمنهم، وفتحوا له، فدخلها وقدّم جيشاً منهم، ونادى بأن يخرج جميع من في البلد إلى الجامع. فلما أصبح بثّ رجاله وكانوا ستين ألفاً فكل من وجدوه في منزله قتلوه، فقتلوا عالماً لا يحصى، وأخذوا جميع ما كان فيها. وكان من جملة ما أخذوا أربعون ألف رمح. وقطع لعنه الله من حوالي البلد أربعين ألف نخلة، وهدم البيوت وأحرقها. ونادى: من كان في الجامع فليذهب حيث شاء، ومن أمسى فيه قتل، فازدحم الناس في أبوابه، ومات جماعة ومرّوا على وجوههم حفاة عراة لا يدرون أين يذهبون، فماتوا في الطرقات جوعاً وعطشاً، وأخرب السّور والجامع، وهدم حولها أربعة وخمسين حصناً، أخذ منها بالأمان جملة ومنها بالسيف. انتهى قول ثابت. (26/6)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 7 ولما عاد إلى بلاده أعاد سيف الدولة عين زربه إلى بعض ما كانت، وظنّ أنّ الدمستق لا يعود إلى البلاد في العام فلم يستعد، فبينا هو غافل وإذا بالدّمستق قد دهمه ونازل حلب ومعه ابن أخت الملك، فخرج إليه وحاربه، والدمستق في مائتي ألف بالرجالة وأهل إحصار، فلم يقو) به سيف الدولة وانهزم في نفر يسير. وكانت داره بظاهر حلب، فنزلها الدمستق وأخذ منها ثلاثمائة وتسعين بدرة دراهم، وألفاً وأربع مائة بغل، ومن السلاح ما لا يحصى، فنهبها ثم أحرقها، وملك ربض حلب. وقاتله أهل حلب من وراء السور، فقتلوا جماعة من الروم، فسقطت ثلمة من السور على جماعة من أهل حلب فقتلتهم، فأكبّت الروم على تلك الثلمة، فدافع المسلمون عنها، فلما كان الليل بنوها، ولما أصبحوا صعدوا عليها وكبّروا، فعدل الروم عنها إلى جبل جوشن فنزلوا به، ومضى رجالة الشرط بحلب إلى بيوت الناس فنهبوها، فقيل لمن على السور: إلحقوا منازلكم، فنزلوا وأخلوا السور، فسورته الروم ونزلوا ففتحوا الأبواب ودخلوها، فوضعوا السيف في الناس حتى كلّوا وملّوا، وسبوا أهلها وأخذوا ما لا يحصى، وأخربوا الجامع، وأحرقوا ما عجزوا عن حمله، ولم ينج إلاّ من صعد القلعة. ثم ألحّ ابن أخت الملك في أخذ القلعة، حتى أنه أخذ سيفاً وترساً وأتى إلى القلعة، ومسلكها ضيّق لا يحمل أكثر من واحد، فصعد وصعدوا خلفه. وكان في القلعة جماعة من الديلم، فتركوه حتى قرب من الباب (26/7)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 8 وأرسلوا عليه حجراً أهلكه، فانصرف به خواصّه إلى الدّمستق، وكان قد أسر من أعيان حلب ألفاً ومائتين فضرب أعناقهم بأسرهم، وردّ إلى أرض الروم ولم يرد أهل القرى، وقال لهم: ازرعوا فهذا بلدنا، وبعد قليل نعود إليكم. وفيها كتبت الشيعة ببغداد على أبواب المساجد لعنة معاوية ولعنة من غضب فاطمة حقها من فدك، ومن منع الحسن أن يدفن مع جدّه، ولعنة من نفى أبا ذر. ثم إنّ ذلك محي في الليل، فأراد معزّ الدولة إعادته، فأشار عليه الوزير المهلّبي أن يكتب مكان ما محي: لعن الله الظالمين لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصرحوا بلعنة معاوية فقط. وفيها أسرت الروم أبا فراس بن سعيد بن حمدان من منبج وكان واليها. (26/8)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 9 1 (الوفيات) وفيها توفي الوزير أبو محمد الحسن بن محمد بن هارون المهلبي من بني المهلب بن أبي صفرة. أقام في وزارة معز الدولة ثلاث عشرة سنة. وكان فاضلاً شاعراً فصيحاً نبيلاً سمحاً جواداً حليماً ذا مروءة وأناة. عاش أربعاً وستّين سنة، وصادر معزّ الدولة أولاده من بعده، ثم استوزر أبا الفضل العبّاس ابن) الحسن الشيرازي. وفيها توفّي المحدّث أبو محمد دعلج بن أحمد بن دعلج السجستاني المعدّل نزيل بغداد. والشيخ أبو بكر محمد بن الحسن بن زياد النقّاش المقريء صاحب التفسير. وشيخ وقته أبو بكر محمد بن داود الدّقي الدينوري الزاهد نزيل الشام. (26/9)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 10 (26/10)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 11 4 (أحداث سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة) يوم عاشورا. قال ثابت: ألزم معزّ الدولة الناس بغلق الأسواق ومنع الهراسين والطبّاخين من الطبيخ، ونصبوا القباب في الأسواق وعلّقوا عليها المسوح، وأخرجوا نساء منشّرات الشعور مضجّات يلطمن في الشوارع ويقمن المآتم على الحسين عليه السلام، وهذا أول يوم نيح عليه ببغداد. وفيها قلد القضاء بالعراق أبو البشر عمر بن أكثم على أن لا يأخذ رزقاً، وصرف ابن أبي الشوارب. وفيها قتل ملك الروم، وصار الدمستق هو الملك واسمه نقفور. وفيها أصاب سيف الدولة فالج في يده ورجله، وكان دخل الروم ووصل إلى قريب، ثم عاد، وكان هبة الله ابن أخيه ناصر الدولة عنده بحلب، ثم إنه قتل رجلاً من أعيان النصارى، وساق إلى أبيه إلى الموصل. (26/11)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 12 وفي ثامن عشر ذي الحجة عمل عيد غدير خم وضربت الدبادب، وأصبح الناس إلى مقابر قريش للصلاة هناك، وإلى مشهد الشيعة. قال ثابت بن سنان: وأنفذ بعض بطارقة الأرمن إلى ناصر الدولة بن حمدان رجلين ملتصقين عمرهما خمس وعشرون سنة ومعهما أبوهما، والإلتصاق كان في معدة الجنب، ولهما بطنان وسرتّان ومعدتان، ويختلف أوقات جوعهما وعطشهما وبولهما، ولكلّ واحد كتفان وذراعان ويدان وفخذان وساقان وإحليل وكان أحدهما يميل إلى النساء والآخر إلى المرد. قال القاضي التنوخي: ومات أحدهما وبقي أياماً فأنتن، وأخوه حيّ، وجمع ناصر الدولة الأطباء على أن يقدروا على فصلهما فلم يمكن، ثم مرض الحيّ من رائحة الميت فمات. 1 (الوفيات) وفيها توفيت خولة أخت سيف الدولة بحلب، وهي التي رثاها المتنبّي بقوله:) (يا أخت خير أخ يا بنت خير أب .......... كناية بهما عن أشرف النّسب) (26/12)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 13 4 (أحداث سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة) عمل ببغداد يوم عاشوراء كعام أول إلى الضحى، فوقعت فتنة عظيمة بن السنّة والرافضة، وجرح جماعة ونهب الناس. وفيها نزل الدمستق على المصيصة في جيش ضخم، فأقام أسبوعاً ونقب السور في أماكن، وقاتله أهلها فضاقت بهم الأسعار، ثم رحل عنها بعد أن أهلك الضياع، وإنّما رحل لشدّة الغلاء فإنّ القحط كان بالشام والثغور. وفيها بعثت القرامطة إلى سيف الدولة يستهدونه حديداً، فاشترى لهم شيئاً كثيراً منه أبواب الرّقة، وحمل إليهم في الفرات، ثم في البريّة إلى هجر. وفيها خرج معزّ الدولة إلى الموصل غضباناً على ناصر الدولة، فلما (26/13)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 14 وصل في الماء إلى بلد كان قد لحقه برد شديد، فخلّف بالموصل جماعة من الأتراك لحفظ البلد، وقصد نصيبين، فسار ناصر الدولة إلى ميّافارقين، فساق وراءه طائفة فخرج عن ميافارقين، ولا يدري أين ذهب، فرجعت الطائفة إلى معزّ الدولة. ثم جاء ناصر الدولة إلى الموصل واقتتل مع من فيها، فظهر وانتصر، فاستأمن إليه الدّيلم، واستأسر جميع الترك، وأخذ حواصل معزّ الدولة ونقله، فسار معزّ الدولة يريد الموصل، وجرت لهم فصول ثم اصطلحوا، وعاد معزّ الدولة إلى بغداد خائباً. وفيها جاء الدمستق إلى طرسوس وأهدى هدايا إلى سيف الدولة، فاحتفل وجلس على سرير وعلى رأسه تاج. وفيها عمل لسيف الدولة خيمة عظيمة، ارتفاع عمودها خمسون ذراعاً. 1 (الوفيات) وفيها توفي بندار بن الحسين الشيرازي الزاهد العارف بأزّجان. (26/14)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 15 وأبو بكر محمد بن أحمد بن خروف المحدّث بمصر. والحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة الأصبهانيّ بها. والحافظ أبو عليّ سعيد بن عثمان بن السكن البغدادي بمصر. والمحدّث أبو القاسم عليّ بن يعقوب بن أبي الغوث الدمشقيّ بها.) وأبو علي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري بدمشق. وأبو عيسى بكار بن أحمد، أحد القرّاء المتقنين ببغداد. (26/15)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 16 (26/16)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 17 4 (أحداث سنة أربع وخمسين وثلاثمائة) فيها عمل يوم عاشوراء ببغداد مأتم الحسين كالعام الماضي. وفيها وثبت غلمان سيف الدولة على غلامه نجا الكبير وضربوه بالسيوف، وكان أكبر غلمانه ومقدّم جيشه. وسار سيف الدولة إلى خلاط فملكها وكانت لنجا. وفيها توفّيت أخت معزّ الدولة ببغداد، فنزل المطيع في طيّارة إلى دار معزّ الدولة يعزيه، فخرج إليه معزّ الدولة ولم يكلّفه الصعود من الطيّارة، وقبّل الأرض مرّات، ورجع الخليفة إلى داره. وفيها بنى نقفور ملك الروم قيسارية، بناها قريباً من بلاد المسلمين (26/17)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 18 وسكنها ليغير كل وقت، وترك أبناءه بالقسطنطينية، فبعث أهل طرسوس والمصيصة إليه يسألوه أن يقبل منهم حملاً كل سنة، وينفذ إليهم نايباً له يقيم عندهم، فأجابهم، ثم رأى أنّ أهل البلاد قد ضعفوا جدّاً وأنّهم لا ناصر لهم، وأنّهم من القحط قد أكلوا الميتة والكلاب، وأنّه يخرج كل يوم من طرسوس ثلاثمائة جنازة، فبدا له في الإجابة، ثم أحضر رسولهم وقال: مثلكم مثل الحيّة في الشتاء إذا لحقها البرد ضعفت وذبلت حتى يظنّ الظانّ أنّها ميّتة، فإذا أخذها إنسان وأحسن إليها ودفّاها انتعشت ولذعته قتلته، وأنا إن أترككم حتى تستقيم أحوالكم تأذّيت بكم، ثم أحرق الكتاب على رأس الرسول فاحترقت لحيته، وقال: قم، ما لهم عندي إلاّ السيف. ثم سار بنفسه إلى المصّيصة ففتحها بالسسيف في رجب، وقتل وسبي وأسر ما لا يحصى، ثم سار إلى طرسوس فحاصرها، فطلب أهلها أماناً، فأعطاهم، ففتحوا له، فدخلها، ولقي أهلها بالجميل، وأمرهم بالخروج منها وأن يحمل كل واحد من ماله وسلاحه ما أطاق، ففعلوا، وبعث من يخفرهم إلى أنطاكية، وجعل الجامع إصطبلاً لدوابّه، وعمل فيها وفي المصّيصة جيشاً يحفظونهما وأمر بتحصينهما. وقيل رجع جماعة من أهل المصّيصة إليها وتنصّروا. وكان السبب في فتح المصّيصة أنّهم هدموا سورها بالثقوب، فأشار عليهم رجل بحيث أن يخرجوا الأساري ليعطف عليهم الملك نقفور، فأخرجوهم، فعرّفه الأساري بعدم الأقوات،) وأطمعوه في فتحها، فزحف عليها. ولقد قاتل أهلها في الشوارع حتى أبادوا من الروم أربعة آلاف، ثم غلبوهم بالكثرة وقتلوهم وأخذوا من أعيانهم ماية ضربوا رقابهم بإزاء طرسوس، فأخرج أهل طرسوس من عندهم من الأسرى فضربوا أعناقهم على باب البلد، وكانوا ثلاثة آلاف. (26/18)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 19 وفيها حجّ الركب من بغداد. وفيها توفي شاعر زمانه أبو الطيّب أحمد بن الحسين الجعفي المتنبّي عن نيّف وخمسين سنة، قتل بين شيراز وبغداد وأخذ ما معه من الذهب. ومن بقايا سنة أربع اشتدّ الحصار كما ذكرنا على مدينة طرسوس، وتكاثرت عليهم جموع الروم، وضعفت عزائمهم بأخذ المصّيصة وبما هم عليه من القلّة والغلاء، وعجز سيف الدولة عن نجدتهم، وانقطعت الموادّ عنهم. وطال الحصار وخذلوا، فراسلوا نقفور ملك الروم في أن يسلّموا إليه البلد بالأمان على أنفسهم وأموالهم، واستوثقوا منه بأيمان وشرايط. ودخل طائفة من وكلاء الروم فاشتروا منهم من البزّ الفاخر والأواني المخروطة، واشتروا من الروم دوابّ كثيرة تحملهم، لأنه لم يبق عندهم دابّة إلا أكلوها، وخرجوا بحريمهم وسلاحهم وأموالهم، فوافى فتح الثمليّ من مصر في البحر في مراكب، واتّصل بملك الروم خبره، فقال لأهل طرسوس: غدرتم فقالوا: لا والله لو جاءت جيوش الإسلام كلها، فبعث إلى الثمليّ: يا (26/19)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 20 هذا لا تفسد على القوم أمرهم، فانصرف، ثم عمل نقفور دعوة لكبار أهل البلد وخلع عليهم، وأعطاهم جملة وخفرهم بجيشه حتى حصّلوا ببغراس، وحصل منهم خمسة آلاف بأنطاكية، فأكرمهم أهلها. ثم دخلت الروم مدينة طرسوس فأحرقوا المنبر وجعلوا المسجد إصطبلاً. وأما سيف الدولة فإنه سار إلى أرزن وأرمينية، وحاصر بدليس وخلاط، وبها أخوا نجا غلامه عصياً عليه، فتملّك المواضع وردّ إلى ميافارقين. وعمد أهل أنطاكية وطردوا نائب سيف الدولة عنهم، وقالوا نداري ببيت المال ملك الروم أو ننزح عن أنطاكية فلا مقام لنا بعد طرسوس، ثمّ إنهم أمروا عليهم رشيق النسيمي الذي كان على طرسوس، فكاتب ملك الروم على حمل الخراج إليه عن أنطاكية، فتقرّر الأمر على حمل أربعمائة ألف درهم في السنة، وجعل على كل رأس من المسلمين والنصارى ثلاثين درهماً والأمر لله. (26/20)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 21 4 (أحداث سنة خمس وخمسين وثلاثمائة) ) قدم أبو الفوارس محمد بن ناصر الدولة من الأسر إلى ميّافارقين، أخذته أخت الملك لتفادي به، فجاء ستة آلاف فنقّذ سيف الدولة أخاها في ثلاثمائة إلى حصن الهتاخ فلما شاهد بعضهم بعضاً سرّح المسلمون أسيرهم في خمسة فوارس، وسرّح الروم أسيرهم أبا الفوارس في خمسة، فالتقيا في وسط الطريق وتعانقا، ثم صار كل واحد إلى أصحابه، فترجّلوا له وقبّلوا الأرض، ثم احتفل سيف الدولة لابن أخيه وعلم الخيل والمماليك والعدد التامّة، فمن ذلك مائة مملوك بمناطقهم وسيوفهم وخيولهم. وفيها قتل رشيق النسيمي، ويقال: لم يقتل به أصابته هيضة وضعف (26/21)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 22 وتجري عليه غلام له فأمسك بعنانه فسقط من الفرس ميتاً وقطع رأسه وحمل إلى قرغويه. وتغلّب على أنطاكية وزير الدّيلمي وحارب قرغويه. وطال مقام سيف الدولة بميافارقين فأنفق في سنة وثلاثة أشهر: نيّفاً وعشرين ألف ألف درهم ومائتين وستين ألف دينار. وتمّ الفداء في رجب، فخلّص من الأسر من بين أمير إلى راجل ثلاثة آلاف ومائتان وسبعون نفساً. وتقرّر أمر أربعة أعوام. وأرسل أبو القاسم الحسين بن علي المغربي لتقرير ذلك ومعه هديّة بعشرة آلاف دينار منها ثلاثمائة مثقال مسك، وأنفق سيف الدولة على الفداء ثلاثمائة ألف دينار. ثم قدم حلب وقد عزم دزبر صاحب أنطاكية على منازلة حلب، فقصده سيف الدولة ثم حمل عليه، فهرب دزبر، وقاتل رجّالته أعظم قتال، وسيف الدولة قد شهر سيفه يصيح في الناس، فانتصر وأسر طائفة، وغنم جنده شيئاً كثيراً، وردّ إلى حلب وصادر أعيان الأسرى الأنطاكيّين وأخذ خطوطهم بأموال عظيمة. وهرب دزبر الديلمي إلى بني كلاب فأسلموه، فوسّطه سيف الدولة وأحرقه، وقتل وزراءه وأعوانه، وقطع أيدي جماعة، حتى قيل إنّه قتل نحو الخمسة آلاف رجل. ثم كتب سيف الدولة يبشر ولده أبا المعالي بنصره على دزبر يقول: وقد أنجز الله وعده وأعزّ جنده ونصر عبده وأظفر ممن كان استشرى بالشام أمره، وغمر أهله غشمه وظلمه، دزبر الدّيلمي، ومحمد بن أحمد الأهوازي، وقد استوليا على مدن الشام وكاتباً الديلم من كل صقع، وتجمّع لهما عدد كثير من العرب وخلق من الثغريّين، وجبي الأموال واستغلب بأمر (26/22)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 23 الفداء مدّة حتى لم يبق بأيدي الكفرة أسير، ولله الحمد.) ثم عبرت الفرات ونظرت في التقويم فوجدت الكسوف فتأمّلته على حسب ما أوجبه علم النجوم والمولد فكان نحساً على أعدائنا، فقصدتهم وهم على مرحلة من حلب بالناعورة، إلى ذكر هزيمتهم، ثم قال: ولا شهدت عسكراً على كثرة مشاهدتي للحرب استولى على جميع رؤسائه وأتباعه مثل هؤلاء، ولا غنم من عسكر مثل ما غنم منهم، وقد كنت ناديت بأن من جاء بدزبر والأهوازي فله كذا وكذا، فتعاقد طوائف على ذلك وجعلوهما وكدهم فأسروهما، وقيّدا، إلى أن قال: ولا شك عندي في أنّ ما أنفق على الفداء نحو ثلاثمائة ألف دينار، فكّ الله بها ثلاثة آلاف وخمسمائة إنسان. وفيها جرت بالرّيّ فتنة هائلة بين ركن الدولة وبين الخراسانية الغزاة فقتل من الفريقين نحو ثلاثة آلاف، وانتهب أهل الرّيّ من الغزاة ألفي جمل محمّلة أمتعة، ثم ظفرت الغزاة ودخلوا الرّيّ وضربوا جوانبها بالنّار، ثم طلب خلق منهم بالموصل، وذهب خلق منهم فوق العشرين ألفاً إلى خويّ وسلماس. وفيها سار طاغية الروم بجيوشه إلى بلد الشام فعاث وأفسد، وأقام به نحو خمسين يوماً، فبعث سيف الدولة يستنجد أخاه ناصر الدولة يقول: إن نقفور قد عسكر بالدرب ومنع رسولنا المغربيّ أن يكتب بشيء وقال: لا أجيب سيف الدولة إلاّ من إنطاكية، ليذهب من الشام فإنّه لنا ويمضي إلى بلده ويهادن (26/23)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 24 عنه، وإنّ أهل أنطاكية راسلوا نقفور وبذلوا له الطاعة وأن يحملوا إليه مالاً، وإنّه التمس منهم يد يحيى بن زكريا عليهما السلام والكرسيّ، وأن يدخل بيعة أنطاكية ليصلّي فيها ويسير إلى بيت المقدس. وكان الذي جرّ خروجه وأحنقه إحراق بيعة القدس في هذا العام. وكان البترك كتب إلى كافور صاحب مصر يشكو قصور يده عن استيفاء حقوق البيعة، فكاتب متولّي القدس بالشدّ على يده، فجاءه من الناس ما لم يطق رفعه، فقتلوا البترك وحرّقوا البيعة وأخذوا زينتها، فراسل كافور طاغية الروم بأن يردّ البيعة إلى أفضل ما كانت، فقال: بل أنا أبنيها بالسيف. وأما ناص الدولة فكتب إلى أخيه إن أحبّ مسيره إليه سار، وإن أحبّ حفظه ديار بكر سار إليها، وبثّ سراياه، وأصعد سيف الدولة الناس إلى قلعة حلب وشحنها، وانجفل الناس وعظم الغضب، وأخليت نصيبّين.) ثم نزل عظيم الروم بجيوشه إلى منبج وحرّق الربض وخرج إليه أهلها فأقرّهم ولم يؤذهم. ثم سار إلى وادي بطنان. وسار سيف الدولة متأخراً إلى قنسرين، ورجاله والأعراب قد ضيّقوا الخناق على الروم، فلا يتركون لهم علوفة تخرج إلاّ أوقعوا بها، وأخذت الروم أربعة ضياع بما حوت، فراسل سيف الدولة ملك الروم وبذل له مالاً يعطيه إيّاه في ثلاثة أقساط، فقال: لا أجيبه إلاّ أن يعطيني نصف الشام، فإنّ طريقي إلى ناحية الموصل على الشام، فقال سيف الدولة: والله لا أعطيه ولا حجراً واحداً. ثم جالت الروم بأعمال حلب، وتأخّر سيف الدولة إلى ناحية (26/24)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 25 شيزر، وانكبّ العربان في الروم غير مرّة، وكسبوا ما لا يوصف ونزل عظيم الروم على أنطاكية فحاصرها ثمانية أيّام ليلاً ونهاراً وبذل الأمان لأهلها، فأبوا، فقال: أنتم كاتبتموني ووعدتموني بالطاعة، فأجابوا: إنّما كاتبنا الملك حيث كان سيف الدولة بأرمينية بعيداً عنّا، وظنّنا أنّه لا حاجة له في البلد، وكان السيف بين أظهرنا، فلما عاد سيف الدولة لم نؤثر على ضبط أدياننا وبلدنا شيئاً. فناجزهم الحرب من جوانبها، فحاربوه أشدّ حرب، وكان عسكره معوزاً من العلوفة. ثم بعث نائب أنطاكية محمد بن موسى إلى قرغويه متولّي نيابة حلب بتفاصيل الأمور وبثبات الناس على القتال، وأنّا قد قتلنا جملة من الروم، وأن المسلمين قد أثّروا في الروم وتشجعوا وشطوا للقتال، وأنا ليلي نهاري في الحرب لا أستقرّ ساعة، وأنّ اللعين قد ترحّل عنّا وترك الجسر. وفيها أوقع تقي السيفي بسريّة للروم فاصطلموها، ثم خرج الطاغية من الدروب وذهب. ثم جاء الخبر بأنّ نائب أنطاكية محمد بن موسى الصلحيّ أخذ الأموال التي في الخزائن في أنطاكية معدّة وخرج بها كأنّه متوجّه إلى سيف الدولة، فدخل بلد الروم مرتدّاً، فقيل: كان عزم على تسليم أنطاكية للملك فلم يمكن لاجتماع أهل البلد على ضبطه، فخشي أن ينمّ خبره إلى سيف الدولة فيتلفه، فهرب بالأموال. وفيه قدم الغزاة الخراسانية ميَافارقين فتلقّاهم أبو المعالي بن سيف الدولة وبالغ في إكرامهم بالأطعمة والعلوفات ورئيسهم أبو بكر محمد بن عيسى. (26/25)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 26 (26/26)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 27 4 (أحداث سنة ست وخمسين وثلاثمائة) ) دخلت الخراسانية فغزوا بلد ابن مسلمة وخرجوا بالسلامة والغنائم، وتصدّر أهل نصيبّين إلى ناصر الدولة بمصادرة العمّال، فأزال ضررهم وردّ إليهم كثيراً من أموالهم، حتى قيل إنّه قال لهم: قد أبحت لكم دماء من ظلمكم. وفيها رجع غزاة خراسان إلى بلادهم، ودخل سيف الدولة إلى حلب ومعه قوم من الخراسانية. ومعهم فيل، فمات الفيل بعد أيام، فاتّهموا أنّ النّصارى سمّته. ومات سيف الدولة في صفر، وبعث بتابوته إلى عند قبر أمه. وكان تقي مولى سيف الدولة أكبر الأمراء، وكان قد أخذ من أنطاكية مالاً كثيراً، حتى ضجّ الناس منه، وشكوه إلى قرغويه الحاجب نائب حلب، فاجتاز بعده عن الشام، فرفق به حتى جاء إلى حلب، ونفّذه مع التابوت المذكور (26/27)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 28 في سبعمائة فارس وراجل، وقال له: أقم بديار بكر، فإنّها مملكة مفتقرة إلى مثلك. فأجمع رأي أبي المعالي بن سيف الدولة على المجيء إلى حلب فلما وصل تقي بالتابوت إلى ميَافارقين، خرج أبو المعالي منها لتلقّيه، فصعب على تقي، كون القاضي وابن سهل الكاتب وابن حلبه لم يترجّلوا له، فلمّا نزل قبض عليهم، فاضطرب لذلك البلد، فجهّزت والدة أبي المعالي إلى كبار الغلمان ولاطفتهم ففرّقتهم عن تقي، قالوا: ما جئنا لنخرق بابن مولانا ولا لنقاتله، واجتمعوا على مخالفة تقي، فلما أحسّ بذلك سار في حاشيته إلى ناحية أرزن، فلم يمكنه عبور النهر لزيادته، فرجع وتذلّل، فقبض عليه أبو المعالي وقيّده واعتقله بحصن كافا، وأخذ منه سبعة وعشرين ألف دينار وثلاثمائة ألف درهم كانت معه. وفيها قبض على الملك ناصر الدولة بن حمدان ولده تغلب، لأن أخلاقه ساءت، وظلم وعسف وقتل جماعة وشتم أولاده وتزايد أمره، فقبض عليه ابنه بشورة الدولة في جمادى الأول ونفّذه إلى قلعة، ورتب له كل ما يحتاج إليه، ووسّع عليه وقال: هذا قد اختلّ مزاجه. وفي رجب دخل أبو المعالي حلب وفرح الناس به. وفي هذه الأيام نزلت الروم على رعبان، فسار عسكر حلب للكشف (26/28)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 29 عنها، فدخل ملك الروم، ثم سار عسكر حلب فنزلوا على حصن سرجون فافتتحوه بعد أيام بالسيف بعد حرب عظيم، فأخذوا منه ما لا يوصف، وحصل من السبي خمسة آلاف آدميّ، ثم نازلوا حصن سنّ الحمرا، فافتتحوه وسبوا منه نحو ألف، وأسروا ثلاثمائة علج، وأسروا سرجون لعنه الله، وهو الذي كان أسر أبا فراس بن حمدان فلله الحمد.) وغزت الخراسانية مع لؤلؤ الجراحي من أنطاكية إلى ناحية المصّيصة، فالتقاهم ثلاثة آلاف فارس من الروم، فنصر الله وقتلوا ألفاً من الروم، وأسروا خلقاً، وردّوا بالغنائم إلى أنطاكية، ثم عادوا غزوا فأصلبوا. وسار نحو ألفي فراس من الترك إلى مصر لأنّ كافوراً راسلهم. ودخل الثغر محمد بن عيسى رئيس الخراسانية ومعه ابن شاكر الطرسوسي، فظفروا وغنموا وردّوا بالغنائم. وتأخّر في السقاة محمد بن عيسى وابن شاكر في نحو ثمانمائة فارس، فدهمهم جموع الروم، فقال ابن عيسى: ما أستحلّ أن أولّيهم الدّبر بعد أن قربوا. وسار ابن شاكر يكشفهم فإذا هم فيما يقال في ثلاثين ألفاً، فرجع وقال: لا طاقة لك بهؤلاء، فلم يقبل، والتقاهم وقاتلوا أشد قتال، وأنكوا في الروم نكاية عظيمة، واستشهد عامّة المسلمين. وبقي محمد بن عيسى في مائة وخمسين فارساً، فقال له ابن شاكر: لا تلقي بيدك التهلكة، فقال له فقيه معه: إن وليت الدبر لحقوك وقتلوك وأنت فارّ، فقاتل حتى قتل أكثر أصحابه، ثم أسر محمد بن عيسى، وابن شاكر، ثم ورد الخبر بأنّ ابن عيسى اشترى نفسه بمائة ألف درهم وبمائة وعشرين علجاً كانوا بأنطاكية، وبرطل فصوص فيروزج، وإنّه بعد ذلك غزا العدوّ وظفر. (26/29)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 30 (26/30)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 31 4 (أحداث سنة سبع وخمسين وثلاثمائة) فيها مات ناصر الدولة، وقتل أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان، وكان قد طمع في تملّك الشام، وجاء إليه خلق من غلمان سيف الدولة، وأطمعوه، فصادر أهل حمص وغيرهم، وقتل قاضيهم أبا عمّار، فأخذ من داره ستمائة ألف درهم، فلما أحسّ بأنّ أبا المعالي بن سيف الدولة يقصده سار فنزل على بني كلاب، وخلع عليهم وأعطاهم الأموال، ونفّذ حرمه معهم إلى البرّيّة، ثم سار أبو المعالي وقرغويه الحاجب إلى سلمية، فاستأمن إلى أبي المعالي جماعة من بني عقيل، وتأخّر أبو فراس وقال: قد أخليت لهم البلد، ثم سار قرغويه أحاط به فقاتل أشدّ قتال، وما زال يقاتل وهم يتبعونه إلى ناحية جبل سنير، فتقنطر به فرسه بعد العصر، فقتلوه. وله شعر رايق في الدّرر. (26/31)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 32 ومات الخادم كافور صاحب مصر وردّ أمرها إلى الملك أبي الفوارس حسين بن علي بن طغج الإخشيدية، فوقع الخلف بن الكافورية وبينه، وتحاربوا وعظم البلاء وقتل بينهم خلق، ثم هزمت الخشيدية الكافورية وطردوهم عن مصر، فصاروا إلى الرملة وفيهم ابن محمد بن رائق، وأبو) منخل، وفنّك، وفاتك الهندي فقدموا على صاحب الرملة الحسن بن عبد الله بن طغج، فلم يقبل عليهم وقال: لا أحارب برغمتي، ثم ضاق بنفقاتهم، فتوجّهوا إلى دمشق ومتولّيها فاتك الإخشيدي، فتمّ بينهم قتال وبلاء. وفي ذي القعدة أقبل عظيم الروم نقفور بجيوشه إلى الشام، فخرج من الدّرب ونازل أنطاكية، فلم يلتفتوا عليه، فهدّدهم وقال: أرحل وأخرّب الشام كلّه وأعود إليكم من الساحل. ورحل في اليوم الثالث ونازل معرّة مصرين، فأخذها وغدر بهم، وأسر منها أربعة آلاف ومائتي نسمة. ثم نزل على معرّة النّعمان فأحرق جامعها، وكان الناس قد هربوا في كلّ وجه إلى الحصون والبراري والجبال المنيعة. ثم سار إلى كفر طاب، وشيزر، ثم إلى حماة وحمص، فخرج من تبقّى فيها، فأمّنهم ودخلها، فصلّى في البيعة، وأخذ منها رأس يحيى بن زكريا، وأحرق الجامع. ثم سار إلى عرقة فافتتحها. (26/32)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 33 ثم سار إلى طرابلس، فأخذ بعضها. وأقام في الشام أكثر من شهرين وربع، فأرضاه أهل أنطاكية بمال عظيم. (26/33)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 34 (26/34)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 35 4 (أحداث سنة خمس وخمسين وثلاثمائة) أقيم المأتم يوم عاشوراء ببغداد على العادة. وفيها ورد الخبر بأن ركب الشام ومصر والمغرب أخذوا وهلك أكثرهم، ووصل الأقلّ إلى مصر، وتمزّق الناس كلّ ممزّق، فلا حول ولا قوة إلاّ بالله، أخذ تهم بنو سليم، وكان ركباً عظيماً يمدّه نحو عشرين ألف، جمل معهم الأمتعة والذهب، فما أخذ لقاضي طرسوس المعروف بالخواتيمي عشرون ألف دينار. وفيها سار جيش من خراسان بضعة عشر ألفاً إلى غزو الروم، فأتوا الرّيّ، فبعث إليهم ركن الدولة إقامات كثيرة فلما كان في يوم من الأيام ركب هؤلاء الغزاة إلى منازل قوّاد ركن الدولة، فقتلوا من جدوا من الدّيلم، ونهبوا دار أبي الفضل بن العميد وزير ركن الدولة، فظفر بهم وقتل منهم نحو ألف وخمسمائة، فانهزموا على طريق أذربيجان، ثم قدموا الموصل إلى الشام فغزوا في الروم.) (26/35)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 36 (26/36)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 37 4 (أحداث سنة ست وخمسين وثلاثمائة) عملت الرافضة يوم عاشوراء ببغداد وناحت. وفيها مات معزّ الدولة بن بويه، وولي إمرة العراق ابنه عزّ الدولة بختيار ابن أحمد بن بويه. قال القاسم التنوخي: حدّثني الحسين بن عثمان الفارقي الحنبلي، قال: كنت بالرملة في سنة خمس وخمسين، فقدمها أبو علي القرمطيّ القصير الثياب، يعني الذي ملك الشام، فقرّبني، فكنت ليلة عنده، فقال بديهاً: (ومجدولة مثل صدر القناة .......... تعرت وباطنها مكتسي)

(لها مقلة هي روح لها .......... وتاج على هيئة البرنس) (26/37)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 38 (إذا غازلتها الصّبا حرّكت .......... لساناً من الذّهب الأملس)

(فنحن من النور في أسعد .......... وتلك من النار في أنحس) وفي المجلس أبو نصر بن كشاجم، فقبّل الأرض وزاد فيها. (وليلتنا هذه ليلة .......... تشاكل أشكال أقليدس)

(فيا ربّة العود غنّي الغنا .......... ويا حامل الكاس لا تنعس) (26/38)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 39 4 (أحداث سنة سبع وخمسين وثلاثمائة) عملت الرافضة يوم عاشورا بالنّوح وتعليق المسوح، وعيّدوا يوم الغدير وبالغوا في الفرح. ولم يحجّ أحد من الشام ولا مصر. وفيها كانت فتنة الأمير أبي الحسن محمد بن المستكفي بالله عبد الله بن المكتفي بالله على ابن المعتضد العبّاسي لما خلع أبوه المستكفي وسمل، وهرب هو ودخل الشام ومصر وأقام هناك عند كافور الإخشيدي، فلاذ به جماعة وأطمعوه في الأمر وقالوا: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: المهدي من بعدي بواطيء اسمه اسمي واسم أبيه واسم أبي وإن أنت قدمت بغداد بايعك الديلم، فتوجّه إلى بغداد بايعك الديلم، فتوجّه إلى بغداد ثم دخلها سّراً وبايعه جماعة من الديلم في هذه (26/39)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 40 السنة، فاطّلع الملك عز الدولة بختيار ابن معزّ الدولة على ذلك، وكان قد ادّعى أنّ والده نصّبه للخلافة من بعده، فصحبه من أهل بغداد خلق كثير من رؤسائها وأعيانها وبايعوه سرّاً، منهم أبو القاسم إسماعيل بن محمد المعروف بزنجي، وترتّب له وزيراً، فقبض عليه عزّ الدولة ثم جدع أنفه وقطع شفته العليا وشحمتي أذنيه، وسجن بدار الخلافة، وكان معه) أخوه علي وأنّهما هربا من الدار في يوم عيد، واختلطا بالنّاس، ومضيا إلى ما وراء النهر. وروى المتنبيّ من شعره، وله شعر وأدب، ومات بخراسان خاملاً. ووصل ملك الروم لعنهم الله إلى حمص وملكوها بالأمان، وخافهم صاحب حلب أبو المعالي بن سيف الدولة، فتأخّر عن حلب إلى بالس وأقام بها الأمير قرغويه، ثم ذهب أبو المعالي إلى ميَافارقين لما تفرّق عنه جنده، وصاروا إلى ابن عمّه صاحب الموصل أبي تغلب، فبالغ في إكرامهم، ثم ورد أبو المعالي إلى حلب فلم يمكّن من دخولها واستضعفوه، وتشاغل بحبّ جارية، فردّ إلى سروج فلم يفتحوها له، ثم إلى حرّان فلم يفتحوا لنه أيضاً، واستنصر بابن عمّه أبي تغلب، فكتب إليه يعرض عليه المقام بنصيبّين، ثم صار إلى ميَافارقين في ثلاثمائة فارس وقلّ ما بيده. ووافت الروم إلى ناحية ميَافارقين وأرزن يعبثون ويقتلون، وأقاموا ببلد الإسلام خمسة عشر يوماً ورجعوا بما لا يحصى. وكان الحج في هذا العام صعباً إلى الغاية لما لحقهم من العطش والقتل، مات من حجّاج خراسان فوق الخمسة آلاف، وقيل بل ثلاثة آلاف (26/40)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 41 بالعطش، فلما حصلوا بمكة خرج عليهم الطلحيّون والبكريّون فوضعوا في الحجيج السيف، وأخذوا الركب بما حوى، ولم يحجّ من مصر ولا الشام أحد. وكان حجّاج المغرب خلقاً، فرجع معهم خلق من التجار فأخذوا، فيقال إنّه أخذ لتاجر فيها متاع بنحو مائتي ألف دينار، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون. وفي آخر العام جاءت القرامطة من البرّيّة وتوثّبوا على دمشق فملكوها، وساروا إلى الرملة، فالتقاهم الحسن بن عبد الله الإخشيدي فهزموه، ثم قاتلوا أهل الرملة أشدّ قتال، واستباحوها بعد يومين، ثم إنّ أهلها دافعوا عن نفوسهم بمائة وعشرين ألف دينار، وسبوا من أعمال الرملة عشرة آلاف نسمة، وعزموا على قصد مصر ليملكوها، فجاء العبيديّون فأخذوها، وقامت دولة الرفض في الأقاليم: المغرب ومصر والعراق وغير ذلك. (26/41)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 42 (26/42)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 43 4 (أحداث سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة) أقامت الرافضة الشعار الجاهليّ يوم عاشورا ويوم الغدير. وكان ببغداد قحط واسع، الكرّ بتسعين ديناراً. وأغارت الروم بالسام فقتلوا وسبوا، وبدّعوا في حمص، والثغور، وقتلوا خلائق.) وفيها ملك جوهر القائد ديار مصر، وخطب لبني عبيد. وحجّ بالناس من العراق أبو أحمد الموسوي والد المرتضى. وفيها ولي إمرة دمشق الحسن بن عبد الله بن طغج الإخشيدي، فأقام (26/43)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 44 شهراً ورحل في شعبان، فاستناب بها شموّل الكافوري، ثم سار إلى الرملة فالتقى العبيديّين في ذي الحجّة بالرملة، فانهزم جيشه وأخذ أسراً، وحمل إلى المغرب إلى المعزّ. وأمّا ابن سيف الدولة فإنّ جند حلب عصوه، فجاء من ميَافارقينونازل حلب، وبقي القتال عليها مدّة. واستولى على أنطاكية الرغيليّ، رجل شاطر، فجاءت الروم فنزلوا على أنطاكية، وأخذوها في ليلة، وهرب الرعيليّ من باب البحر هو وخمسة آلاف إنسان، فنجوا إلى الشام، وكان أخذها في ذي الحجّة، وأسر أهلها، وقتل جماعة من أكابرها. وفيها جاء القائد جعفر بن فلاح إلى دمشق فحاربه أميرها ابن أبي يعلى الشريف، فانهزم الشريف ثم أسره جعفر وتملّك دمشق. (26/44)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 45 4 (أحداث سنة تسع وخمسين وثلاثمائة) أقامت الشيعة ببغداد مأتم عاشوراء. وجاء الخبر في المحرّم أنّ الروم لعنهم الله وردوا مع نقفور، فأحاطوا بأنطاكية، وملكوها بالأمان فيما أحسب، فأخرجوا أهلها، فأطلعوا العجائز والشيوخ والأطفال وقالوا: أمضوا حيث شئتم. وأخذوا الشباب والصّبايا والغلمان سبياً، فكانوا أكثر من عشرين ألفاً. وكان نفقور قد عتا وتجبّر وقهر البلاد وعظمت هيبته، وتزوّج امرأة الملك الذي قبله على كره منها، وكان لها ولدان، فأراد أن يخصيهما ويهديهما للبيعة ويستريح منهما لئلاّ يملّكا، فعلمت زوجته بذلك، فأرسلت إلى الدّمستق ليأتي إليها في زيّ النساء ومعه جماعة في زي النساء فجاءوا وباتوا عندها ليلة الميلاد فقتلوه، وأجلس في الملك ولدها الأكبر. (26/45)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 46 وفي ذي الحجّة أنقضّ بالعراق كوكب عظيم أضاءت منه الدنيا حتى صار كأنّه شعاع الشمس، وسمع بعد أنقضاضه صوت كالرّعد الشديد. وحجّ بالناس من بغداد أبو أحمد النقيب والد المرتضى والرّضى. (26/46)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 47 4 (أحداث سنة ستين وثلاثمائة) ) أقامت الرافضة رسم يوم عاشورا من النّوح واللطم والبكاء وتعليق المسوح وغلق الأسواق، وعملوا العيد والفرح يوم الغدير، وهو ثامن عشر ذي الحجّة. وفي أول صفر لحق بالمطيع لله سكنة، آل الأمر فيها إلى استرخاء جانبه الأيمن وثقل لسانه. وفيها تقلد قضاء القضاة أبو أحمد بن معروف وقبل شهادة أبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي ولاّه القضاء على الجانب الشرقيّ من بغداد. (26/47)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 48 ووثبت العامّة بالمطهّر بن سليمان، ونسبوه إلى القول بخلق القرآن. وفي صفر أعلن المؤذّنون بدمشق بحيّ على خير العمل، بأمر جعفر بن فلاح نائب دمشق للمعزّ بالله، ولم يجسر أحد على مخالفته. وفي جمادى الآخرة أمرهم بذلك في الإقامة، فتألّم الناس لذلك، فهلك لعامه، والله أعلم. (26/48)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 49 4 (وفيات سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة) أحمد بن إبراهيم بن جامع أبو العباس المصري السكّري. سمع: مقداد بن داود الرعيني، ويحيى بن عثمان بن صالح، وأحمد بن محمد بن رشدين، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وجماعة من طبقتهم. وعنه: ابن مندة، وأبو محمد بن النّحَاس، وأحمد بن محمد الحاجّ الإشبيليّ، ومحمد بن إبراهيم بن غالب التّمار، والحسين بن ميمون الصّفّار. أحمد بن محمد بن خليع البغدادي نزيل مصر. سمع: بشر بن موسى الأسديّ، وغيره. قال الخطيب: كان ثقة مجوّداً. أحمد بن محمد بن أبي دارم أبو بكر التميمي الكوفي، توفّي في المحرم. سمع: إبراهيم القصّار، وأحمد بن موسى الحمّاد، وموسى بن هارون وخلقاً. (26/49)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 50 رافضي وعنه: الحاكم، وابن مردويه، ويحيى المزنيّ، والحيريّ. أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي الموت أبو بكر المكيّ. سمع: علي بن عبد العزيز، ويوسف بن يزيد القراطيسي، والقاسم بن الليث الرسعني، وأحمد بن زغية، ومحمد بن علي الصايغ. وعنه: أبو محمد بن النّحَاس، ومحمد بن نظيف، وأبو العباس أحمد بن الحاجّ، وآخرون.) توفّي في ربيع الآخر، وله تسعون سنة بمصر. أحمد بن محمد بن عبد الله القاضي أبو الحسين النيسابوري الحنفي، قاضي الحرمين وشيخ الحنفية في زمانه. ولي قضاء الحرمين بضع عشرة سنة، ثم قدم نيسابور وتقلّد قضاءها، وبها توفّي وله سبعون سنة. تفقّه علي: أبي الحسن الكرخي، وأبي طاهر بن الدّبّاس، وبرع في المذهب وسمع: أبا خليفة، والحسن بن سفيان، وولي أيضاً قضاء الموصل، وقضاء الرملة. روى عنه أبو عبد الله الحاكم. وقال أبو إسحاق الشيرازي: به وبأبي سهل الزجاجي تفقّه فقهاء نيسابور من أصحاب أبي حنيفة. (26/50)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 51 وقال الحاكم: سمعت أبا بكر الأبهريّ المالكي شيخ الفقهاء ببغداد بلا مدافعة يقول: ما قدم عليها من الخراسانيين أفقه من أبي الحسين النيسابوري. إبراهيم بن علي بن عبد الله الأعلى أبو إسحاق الهجيمي البصري. توفّي في آخر السنة. سمع: جعفر بن محمد بن شاكر، وعبد الرحيم بن دنوقا، والحسن بن محمد بن أبي معشر، وعبيد بن عبد الواحد، ومحمد بن يونس، وجماعة. وعنه: طلحة بن يوسف المؤذّن، وأبو بكر محمد بن الفضل البابسيري، وأبو سعيد محمد بن علي النقّاش، وجماعة. وكان معمّراً من أبناء المائة، وهو مقبول الحديث. قال الرازي في مشيخته: سمعت عبد الرحيم بن أحمد البخاري يقول: رأى أبو إسحاق الهجيمي أنّه تعمّم، فدوّر على رأسه مائة وثلاث دورات، فعبّر له أنّه يعيش مائة وثلاث سنين، فلم يحدّث حتى بلغ المائة، ثم حدّث فقرأ القاريء وأراد أن يختبر عقله: (إنّ الجبان حتفه من فوقه .......... كالكلب يحمي جلده بروقه) فقال الهجيمي: كالثور، فإنّ الكلب لا روق له، ففرحوا بصحّة عقله. (26/51)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 52 إسماعيل بن بدر بن إسماعيل بن زياد أبو بكر القرطبي.) سمع: بقيّ بن مخلد، ومحمد بن وضّاح، ومطرّف بن قيس، والخشنيّ، وعبد الله بن مسرّة. إلاّ أنّ صناعة الشعر غلبت عليه وطارت باسمه وكانت به ألصق. وطال عمره إلى أن سمع بعض الناس منه وتسهّلوا فيه، وولّي أحكام السوق فحمدوا أمره فيها، وتوفيّ في هذه السنة، قاله ابن الفرضي. قلت: هو آخر من روى في الدنيا عن بقيّ. الحسن بن إسحاق بن يليل أبو سعيد المغربي القاضي. سمع بدمشق: محمد بن عون، ومحمد بن خريم، وببغداد: يوسف القاضي، وبمصر: أبا عبد الرحمن الشامي السنائي. روى عنه: عليّ بن المهذّب التنوخي، وجماعة. بقي إلى هذا العام. الحسن بن علي بن الفضل أبو بكر المعافري ابن كبّه. الحسن بن محمد بن هارون الوزير أبو محمد المهلّبي. توفي سنة إحدى، وقيل سنة اثنتين وخمسين. وقد ذكرته سنة أثنتين وخمسين. الحسن بن محمد بن يحيى بن حسن بن جعفر بن عبد الله بن الحسين ابن زين العابدين علي بن الحسين الحسيني. (26/52)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 53 حدّث ببغداد في هذا العام عن جدّه يحيى بكتاب الأنساب، وكان شريفاً كبير القدر جليلاً. الحسين بن الفتح أبو عليّ النيسابوريّ الفقيه الشافعي. سمع: الفريابي وغيره. وعنه: يوسف الميانجي، وابن جميع، وأبو محمد بن النّحَاس المصري. دعلج بن أحمد بن دعلج أبو محمد السجزي الفقيه المعدّل. ولد سنة ستين ومائتين أو قبلها. وسمع بعد الثمانين من: علي بن عبد العزيز بمكة، وهشام بن علي السّيرافي، وعبد العزيز بن معاوية بالبصرة، ومحمد بن أيّوب، وابن الجنيد بالرّيّ، ومحمد بن إبراهيم البوسنجي وقشمرد، ومحمد بن عمرو الحرشيّ، وطائفة بنيسابور، وعثمان بن سعيد الدارميّ وغيره بهراة، ومحمد بن غالب، (26/53)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 54 ومحمد بن رمح البزّاز، ومحمد بن سليمان الياغندي، وخلقاً ببغداد وغيرها.) وعنه: الدارقطني، والحاكم ابن رزقويه، وأبو عليّ بن شاذان، وأبو إسحاق الإسفرائيني، وعبد الملك بن بشران، وخلق. وقال الحاكم: أخذ عن ابن خزيمة الصنّفات، وكان يفتي بمذهبه، وكان شيخ أهل الحديث، له صدقات جارية على أهل الحديث بمكة والعراق وسجستان. سمعته يقول: تقدّم ليلة إليّ بمكة ثلاثة فقالوا: أخ لك بخراسان قتل أخانا ونحن نقتلك به. فقلت: أتقوا الله فإنّ خراسان ليست بمدينة واحدة، فلم أزل أداريهم إلى أن اجتمع الناس وخلّوا عنّي، فهذا سبب انتقالي من مكة إلى بغداد. وقال الحاكم: سمعت الدارقطني يقول: صنفت لدعلج المسند الكبير، فكان إذا شكّ في حديث ضرب عليه، ولم أر في مشايخنا أثبت منه وسمعت عمر البصري يقول: ما رأيت ببغداد فيمن انتخبت عليهم أصح كتباً ولا أحسن سماعاً من دعلج. قال الحاكم: اشترى دعلج بمكة دار العبّاسية بثلاثين ألف دينار. قال ويقال لم يكن في الدنيا من التّجار أيسر من دعلج. وقال الخطيب: بلغني أنه بعث بالمسند إلى ابن عقدة لينظر فيه، وجعل في الأجزاء بين كل ورقتين ديناراً. وقال ابن حيوية: أدخلني دعلج دار وأراني بدراً من المال معبأة وقال (26/54)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 55 لي: يا أبا عمر خذ من هذا ما شئت، فشكرت له وقلت: أنا في كفاية وغنى عنها. توفي دعلج في جمادى الآخرة. وله نيّف وتسعون سنة. وقال أبو ذرّ الهرويّ: بلغني أنّ معزّ الدولة قال: أوّل مال من المواريث أخذ مال دعلج، خلّف ثلاثمائة ألف دينار. وقال أبو العلاء الواسطي: كان دعلج يقول: ليس في الدنيا مثل داري، لأنّه ليس في الدنيا مثل بغداد، ولا ببغداد مثل القطيعة، ولأنّها مثل درب أبي خلف، ولا في الدرب مثل داري. ونقل الخطيب أنّ رجلاً صلّى الجمعة فرأى رجلاً ناسكاً لم يصلّ وكلّمه فقال: استر عليّ، عليّ لدعلج خمسة آلاف درهم فلما رأيته أحدثت في ثيابي، فبلغ دعلج فطلب الرجل إلى منزله وأبرأه منها، ووصله بخمسة آلاف لكونه روّعه. وقال أحمد بن الحسن الواعظ: أودع أبو عبد الله بن أبي موسى الهاشمي عشرة آلاف دينار) ليتيم فأنفقها، فلما كبر الصّبيّ أمر السلطان بدفع المال إليه، قال ابن أبي موسى: فضاقت عليّ الدنيا فبكّرت على بغلتي إلى الكرخ، فوقفت على باب مسجد دعلج، فصلّيت خلفه الفجر، فلما انقتل رحّب بي، ودخلنا داره، فقدّم هريسة فأكلنا وقصّرت، فقال: أراك منقبضاً فأخبرته، فقال حاجتك مقضيّة، فلما فرغنا وزن لي عشرة آلاف دينار، وقمت أطير فرحاً، ثم أعطيت الصبيّ المال، وعظم ثناء الناس عليّ، فاستدعاني أمير من أولاد الخليفة فقال: قد رغبت في معاملتك وضمّنتك (26/55)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 56 أملاكي، فضمنت منه، فربحت ربحاً مفرطاً حتى كسبت في ثلاثة أعوام ثلاثين ألف دينار، فحملت إلى دعلج ذهبه، فقال: ما خرجت والله الدنانير عن يدي، ونويت أن آخذ عوضها، صل بها الصبيان، فقال: أيها الشيخ، أيّ شيء أصل هذا المال حتى تهب لي منه عشرة آلاف دينار فقال: نشأت وحفظت القرآن وطلبت الحديث وتاجرت، فوافاني تاجر فقال: أنت دعلج قلت: نعم، قال: قد رغبت في تسليم مالي إليك مضاربة، وسلم إليّ بارنامجات ألف ألف درهم، وقال لي: إبسط يدك فيه ولا تعلم موضعاً تنفقه إلا حملت منه إليه. ولم يزل يتردّد إليّ سنةً بعد سنة يحمل إلّي مثل هذا، والمال ينمّى، فلما كان في آخر سنة اجتمعنا قال لي: أنا كثير الأسفار في البحر، فإن قضي الله عليّ قضاء فهذا المال كلّه لك، على أن تتصدّق منه وتبني المساجد. قال دعلج: فأنا أفعل مثل هذا، وقد ثمّر الله المال في يدي، فاكتم عليّ ما عشت. رواها الخطيب عن أبي منصور محمد بن محمد العسكري، حدّثني أحمد بن الحسين فذكرها. سلم بن الفضل أبو قتيبة، قد تقدّم. وقيل: توفّي فيها عبد الله بن أحمد بن مسعود. وأبو بكر الأصبهاني المقريء المطرّز: سمع: عليّ بن جبلة، ومحمد بن العباس الأخرم، وإبراهيم بن ناملة. روى عنه: أبو بكر الذكواني، وغيره، وبالإجازة أبو نعيم. عبد الله بن أحمد بن الحسين بن رجا أبو القاسم الخرقي، بغدادي مستقيم الحديث. (26/56)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 57 روى عن: عبد الله بن روح المدايني، وتمتام، ومحمد بن يوسن الكديمي. وعنه: علي بن أحمد الرّزاز توفّي في رجب. عبد الله بن جعفر بن محمد بن الورد بن أبو محمد البغدادي ثم المصري.) سمع السيرة من عبد الرحيم بن عبد الله بن البرقي، وسمع: يحيى بن أيوب العلاّق، وأبا يزيد القراطيسي، وابن رشدين، وغيرهم. وعنه: ابن منده، وعبد الغني بن سعيد، وإبراهيم بن علي الغازي، وأبو أولاد شيوخ محمد بن أبي زيد المالكي، وأبو محمد بن النحّاس، وابن نظيف، وجماع. وكان من الصالحين المسندين. توفي في رمضان، وهو في تاريخ ابن النجّار أخصر من هذا. عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي دليم أبو محمد القرطبي من أولاد شيوخ الأندلس. يروي عن: أسلم، وابن أبي تمام، وغيرهما. وولي قضاء بجّانة وإلبيرة، وولي الشرطة بقرطبة، وصنّف كتاب (26/57)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 58 طبقات الرواة عن مالك، وتوفّي فجأة بقصر الزهراء. وكان نبيلاً في الحديث، ضابطاً محقّقاً. عبد الله بن محمد بن جعفر بن شاذان البغدادي أبو الحسين البزّاز. سمع أحمد بن عبد الله النّرسي، والكديمي، والحارث بن أبي أسامة وجماعة. وعنه: الدارقطني، وأبو حفص الكتّاني، وابن رزقويه، ومحمد بن الحنّائي. ووثّقه الخطيب. عبد الله بن محمد بن أحمد أبو القاسم الدمياطي. توفّي في ذي الحجّة. عبد الباقي بن قانع بن مرزوق بن واثق أبو الحسين الأمور، مولاهم البغدادي الحافظ. سمع الحارث بن أبي أسامة، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، وإبراهيم الحربي، وإسحاق بن الحسن الحربي، ومحمد بن مسلمة الواسطي، وإسماعيل بن الفضل البلخي، وخلقاً سواهم. وعنه: الدارقطني، وابن رزقويه، وابن الفضل القطّان، وأحمد بن علي البادا، وأبو علي بن شاذان، وعبد الملك بن بشران، وغيرهم. صنّف معجم الصّحابة ووقع لنا بعلوّ. قال البرقاني: أمّا البغداديون فيوثّقونه، وهو عندي ضعيف. (26/58)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 59 قال الدارقطني: كان يحفظ ولكنّه كان يخطيء ويصرّ على الخطأ. وقال الخطيب: حدّثني الأزهري، عن أبي الحسن بن الفرات قال: كان ابن قانع قد حدث به اختلاط قبل أن يموت بنحو من سنتين، فتركنا السماع منه وسمع منه قوم في اختلاطه. قال الخطيب: ولد سنة خمس وستين ومائتين، وتوفي شوّال سنة إحدى.) عبد الرحمن بن إدريس بن الربيع بن فروة أبو القاسم المؤدّب، مصري. عبد العزيز بن محمد بن سهل البغدادي اللؤلؤي بن قماشويه. روى عن: إسحاق الدّبري، عن عبد الرزّاق كتاب الحدود والرّضاع. وعنه: أبو عليّ بن شاذان. قال الخطيب: لم أسمع فيه إلاّ خيراً يكنى أبا الطيّب. قال لي ابن شاذان: توفي في نصف شعبان سنة إحدى وخمسين. عبد العزيز بن إبراهيم بن بيان الرئيس أبو الحسين بن النّعمان الكاتب البغدادي. قال الخطيب: كان أحد الكتّاب الحذّاق، مأمون الدواوين، وله تواليف في الهزل. مات في رمضان. علي ابن الإمام أبي جعفر أحمد بن محمد الطحاوي المصري أبو الحسن. (26/59)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 60 حدّث عن النّسائيّ وغيره. علي بن جعفر بن أحمد بن علي أبو الحسن الفريابي. توفي في شعبان وكان يعرف بابن ممّك. روى بمصر عن: أبي مسلم الكجّي، ومحمد بن جعفر القتات، والفريابي. روى عنه محمد بن نظيف، وغيره. ووثُقه الخطيب. علي بن ركين، أبو الحسن المصري. سمع أحمد بن حمّاد، وغيره. علي بن محمد بن عبد الله بن محمد بن حبيب أبو أحمد الحسني المروزي. سمع: سعيد بن مسعود، وعمّار بن عبد الجبّار، ومحمد بن الفضل البخاري، وعبد العزيز بن حاتم، وسهل بن المتوكّل، وجماعة. وحدّث ببخارى وبمرو. وفيه لين، ولمّا حدّث عن سهل بن المتوكّل أنكروا عليه وقالوا: كيف لقيته وما علامته قال: كان إذا وضع كفّه على وجهه غطّاه من عرض يده، فصدّقوه. روى عنه: أبو عبد الله بن منده، والحاكم، ومحمد بن أحمد (26/60)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 61 غنجار، ومنصور بن عبد الله الذهلي، وغيرهم.) وتوفي بمرو في رجب من السنة. قال الخليليّ: سألت الحاكم عنه فقال: هو أشهر في اللّين من أن تسألني عنه. قلت: هو أسدّ من كان بمرو في زمانه. وقال الحاكم: كان يكذب مثل السكر والحسنوي أحسن حالاً منه. محمد بن أحمد بن موسى أبوحبيب النيسابوري المصاحفيّ النّاسخ، جاور بالجامع خمسين سنة. وحدّث عن: سهل بن عمار، وزكريّا بن داود الخفّاف. عنه: الحاكم وقال: عاش ثلاثاً وتسعين سنة. محمد بن الحسن بن محمد بن زياد بن هارون الموصلي ثم البغدادي أبو بكر النّقاش المقريء المفسّر. كان إمام أهل العراق في القراآت والتفسير. روى عن: إسحاق بن سنين الختلي، وأبي مسلم الكجّي، ومطيّن، (26/61)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 62 وإبراهيم بن زهير الحلواني، ومحمد بن عبد الرحمن النسائي، والحسن بن سفيان، والحسين بن إدريس الهروي، ومحمد بن علي الصائغ. وقرأ القرآن على: الحسن بن العباس بن أبي مهران، وعلى الحسن بن الحباب ببغداد، وعلى أحمد بن أنس بن مالك، وهارون بن موسى الأخفش بدمشق، وعلى ابن أبي ربيعة محمد بن إسحاق بن أعين، وعلي ابن أبي محمد الخيّاط، وعلي بن أحمد البزّار، وجماعة سواهم. وذكر أنّ قراءته كانت على ابن أبي مهران في سنة خمس وثمانين. قرأ عليه: أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران، وعبد العزيز بن جعفر الفارسي، وأبو الحسن الحمّامي، والقاضي أحمد بن محمد بن عبدون الشافعي، وإبراهيم ابن أحمد الطبري، وعلي بن محمد العلاّف المقريء، وأبو الفرج عبد الملك النّهرواني، وأبو الفرج الشّنبوذي، وعلي جعفر السعيدي، والحسن بن محمد الفحّام، وأبو القاسم علي بن محمد الزيدي الحرّاني الشريف، وهو آخر من قرأ في الدنيا عليه، والحسن بن علي بن بشّار النيسابوري، وطائفة سواهم. وروى عنه: أبو بكر بن مجاهد، أحد شيوخه، وجعفر الخلدي وهو من أقرانه، والدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، وأبو أحمد عبد الله بن أبي مسلم الفرضي، وأبو علي بن شاذان، وأبو القاسم الحرفي، وآخرون. وصنّف التفسير وسمّاه شفاء الصدور وصنّف في القراآت، وأكثر التطواف من مصر إلى ما) وراء النهر في لقاء المشايخ. وله كتاب الإشارة في غريب القرآن والموضّح في القرآن ومعانيه وصدأ العقل والمناسك وأخبار القصّاص وذمّ الحسد ودلائل النبوّة والمعجم الأوسط (26/62)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 63 والمعجم الأصغر وكتاب معجم الأكبر في أسماء القرّاء وقراءآتها وكتاب القراآت بعللها وكتاب السبعة الأوسط وآخر لطيف، وغير ذلك. وذكر ابن أبي الفوارس أنّ مولده سنة ستّ وستّين ومائتين. قلت: الذي وضح لي أنّ هذا الرجل مع جلالته ونبله متروك ليس بثقة. وأجود ما قيل فيه قول أبي عمرو الدّاني، قال: والنقّاش مقبول الشهادة، على أنّه قد قال ابن فارس بن أحمد: سمعت عبد الله بن الحسين، سمعت ابن شنبوذ يقول: خرجت من دمشق إلى بغداد وقد فرغت من القراءة على هارون الأخفش، فإذا بقافلة مقبلة فيها أبو بكر النقّاش وبيده رغيف، فقال لي: ما فعل الأخفش قلت: توفي. ثم انصرف النقّاش وقال: قرأت على الأخفش. وقال طلحة بن محمد بن جعفر: كان النقّاش يكذب في الحديث، قال: والغالب عليه القصص. وقال البرقاني: كلّ حديث النقّاش منكر. وقال هبة الله اللالكائي الحافظ: تفسير النقّاش لشفاء الصدور ليس بشفاء الصدور. وقال الخطيب: في حديثه مناكير بأسانيد مشهورة. قلت: وروى عنه جماعة أنّ أبا غلب ابن بنت معاوية بن عمرو وحدّثه، قال: ثنا جّدي، عن زائدة، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ الله لا يقبل دعاء حبيب على حبيبه. قال الدارقطني: قلت للنقّاش: هذا حديث موضوع، فرجع عنه. قال الخطيب: قد رواه أبو علي الكوكبي عن أبي غالب. (26/63)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 64 وقال الدارقطني في كتاب المصحّفين له: إنّ النقّاش قال مرّة: كسرى أبو شروان، جعلها كنية، وقال: كان يدعو فيقول: لا رجعت يد قصدتك صفراء من إعطائك، بفتح وبمدّ، وصوابه صفراً. وقال الخطيب: سمعت أبا الحسين بن الفضل القطّان يقول: حضرت أبا بكر النقّاش وهو يجود بنفسه في ثالث شوّال سنة إحدى وخمسين فجعل يحرّك شفتيه، ثم نادى بأعلى صوته: لمثل هذا فليعمل العاملون يردّدها ثلاثاً، ثّم خرجت نفسه.) قلت: قد اعتمد صاحب التيسير على رواياته. محمد بن سعيد أبو بكر الحربي الزاهد. بغدادي. وثّقه الخطيب. روى: عن: إبراهيم بن نصر المنصوري، وغيره. وعنه: ابن رزقويه. محمد بن الشبل بن بكر القيسي أبو بكر الأندلسي. سمع بقرطبة من يوسف بن يحيى المقامي، ورحل سنة اثنتين وتسعين ومائتين، فسمع بالقيروان من يحيى بن عمر، ويحيى بن عون، وعمر بن يوسف. وسمع بسوسه من آدم بن مالك وطائفة. وطال عمره. ورحلوا للسماع منه. ومات سنة ثلاث وخمسين. محمد بن علي بن الحسين أبو حرب المروزيّ الفقيه. (26/64)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 65 محمد بن علي بن دحيم أبو جعفر الشيباني الكوفي. سمع: إبراهيم: بن عبد الله العبسي القصّار، وإبراهيم بن أبي العنبس القاضي، وأحمد بن حازم ابن أبي غرزة، وجماعة. وعنه: الحاكم، وأبو بكر أحمد بن الحسين الحيري، وأبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه، وجناح بن نذير المحاربي، ومحمد بن علي بن خشيش التميمي الكوفي، وأبو منصور المظفّر بن محمد العلوي، وزيد بن أبي هاشم العلوي، وغيرهم. حديثه في الثقفيّات وغيرها، وكان ثقة صدوقاً. حدّث في هذه السنة، وما أدري هل توفّي فيها أو بعدها. محمد بن القاسم بن محمد بن سياه أبو بكر العسّال الأصبهاني. يروي عن: عبد الله بن محمد بن النعمان، وعبيد بن الحسن الغزال. وعنه: أبو بكر بن أبي علي المعدّل، وأبو نعيم الحافظ. محمد بن راهب أبو بكر الكشّي. يروي عن حامد بن شادي الكشّي، والربيع بن حسّان، ومطيّن، وأبي عمر القتّات. محمد بن مؤمن أبو بكر الكندي المصري النّحوب المحدّث. كان فاضلاً صالحاً، عاش قريباً من ثمانين سنة.) ميمون بن إسحاق أبو محمد البغدادي الصوّاف، مولى محمد بن الحنفية. (26/65)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 66 سمع: أحمد بن عبد الجبار العطارديّ، والحسن بن السمح، وأحمد ابن هارون البرديجي. روى عنه: ابن رزقويه، والحمّامي، وابن الفضل القطّان، وأبو علي بن شاذان. قال الخطيب: كان صدوقاً، مولده سنة ستين ومائتين. همام بن أحمد بن محمد بن مسلم أبو عمر القاضي. يروي عن: أبيه، وعن إبراهيم بن محمد بن متويه، وإسحاق بن جميل. وعنه: أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي عليّ المعدل. يحيى بن منصور بن يحيى بن عبد الملك القاضي أبو محمد النيسابوري. ولّي قضاء نيسابور بضع عشرة سنة، ثم عزل بأبي أحمد الحنيفي سنة تسع وثلاثين، وحمدت ولايته. وكان محدّث نيسابور في وقته. روى عن: محمد بن عمرو قشمرد، وأحمد بن سلمة، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وأبي مسلم الكجّي، وطبقتهم. وكان يحضر مجلسه أبو عبد الله بن الأخرم، وأبو علي الحافظ. روى عنه: الحاكم، ويحيى بن إبراهيم المزكّي، والزاهد أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان الحركوشي، وسبطه عنبر بن الطّيّب بن محمد العنبري، وآخرون. (26/66)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 67 1 (وفيات سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة) أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن راشد أبو جعفر المديني الأصبهاني الزاهد. سمع: علي بن سعيد العسكري، وأحمد بن الحسن بن عبد الملك. ويذكر عنه أنّه كان مجاب الدعوة. وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم الحافظ. توفّي في شهر ربيع الأول. أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن سلمة أبو العباس البغدادي نزيل مكة. حدّث عن البرقي... أحمد بن عبيد بن أحمد، أبو بكر الحمصي الصّفّار. توفي فيها في حمص، وذكرناه في الطبقة الماضية. روى عنه: عبد الغني المصري، وابن مندة، وعدّة.) (26/67)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 68 أحمد بن محمد بن السّريّ بن يحيى بن السّريّ، هو الحافظ أبو بكر بن أبي دارم الكوفي. توفّي بالكوفة في أوّلها، وكان رافضيّاً. يروي في ثلب الصحابة المناكير، واتّهم بالوضع. حدّث عن موسى بن هارون الحمّال، وقد مرّ في العام الماضي. أحمد بن محمد بن سهلويه أبو الحسن المزكّي النيسابوري سبط أبي يحيى البزّاز. سمع: محمد بن إبراهيم البوسنجي، والكجّي، وطبقتهما. روى عنه جدّه في تصنيفه وقرأه على النّاس، وروى عنه الحاكم. قال الحاكم بن أبي الطيّب الكرابيسي، عن أبي يحيى البزّاز، عن أبي الحسن، عن أحمد بن محمد اللّباد، عن أحمد بن حنبل عن، الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن عبده بن أبي كنانة، عن ابن عمّته مرفوعاً إنّ لله أقواماً اختصّهم بالنّعم الحديث. أحمد بن محمود بن أحمد بن خليد أبو الحسين الشمعي، بغداديّ معروف صدوق. سمع: الكديمي، وبشر بن موسى، وجماعة. وعنه: أبو محمد النّحّاس، وأبو عبد الله بن نظيف. (26/68)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 69 أحمد بن مطرّف بن عبد الرحمن بن قاسم بن علقمة الأزدي. توفي أبوه سنة أربع وعشرين. روى أحمد عن: عبيد الله بن يحيى اللّيثي، وابن لبابة، والأعناقي. وولي الصلاة بقرطبة، وكان ذا وسواس في الطهارة، وكان من فقهاء المالكية الأعيان، ويعرف بأبي عمر بن المشّاط، وكان معتنياً بالسّنن زاهداً ورعاً. حدّث عنه: أحمد بن الجسور، ومحمد بن إبراهيم، وسمع الناس منه كثيراً. وتوفّي في ذي القعدة، رحمه الله. أحمد بن نصر الله بن محمد بن أشكاب أبو نصر البخاري الزّعفراني، قدم بغداد وانتخب عليه الدارقطني. قال الخطيب: يروي عنه ابن رزقويه، وأبو علي بن شاذان، وحدّث في هذه السنة ببغداد. إسحاق بن إبراهيم التجيبي مولاهم الطليطلي أبو إبراهيم المالكي، العلاّمة مصنّف كتاب النّصائح. كان فاضلاً ورعاً مشاوراً في الأحكام، يقريء الفقه بحانوته بسوق الكتّاب بقرطبة. وحدّث عن: أحمد بن خالد، ومحمد بن عمر بن لبابة.) (26/69)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 70 إسماعيل بن علي بن علي بن رزين أبو القاسم الخزاعيّ ابن أخي دعبل الشاعر. قيل إنّه ولد سنة تسع وخمسين ومائتين. وحدّث عن: عبّاس الدّوري، ومحمد بن يونس الكديمي، ومحمد بن غالب تمتام، وإسحاق بن إبراهيم الديري. وعنه: أبو سليمان محمد بن عبد الله بن زبر، والدار قطني، وأبو الحسين ابن جميع، وهلال الحفّار. قال الخطيب: كان غير ثقة، وتوفّي بواسط، حديثه في الثقفيّات. قال الخطيب: روى عن أبيه، عن أخيه دعبل أحاديث مسنده. جعفر بن ورقاء بن محمد بن ورقاء أبو محمد الشيباني الأمير. من كبار عرب الشام، وكان فارساً شجاعاً عارفاً باللغة، وكان خصّيصاً بسيف الدولة، عاش ستّاً وثمانين سنة، وأخوه عبد الله شاعر مجوّد. الحسن بن محمد بن عبد الله بن هارون الوزير أبو محمد المهلّبي الأزدي من ولد قبيصة بن المهلّب بن أبي صفرة. وزر لمعز الدولة بن بويه، وكان كبير القدر عالي الهمّة كامل الرئاسة والعقل، محبّاً للفضلاء مقبلاً عليهم. كان في أوائل شأنه قد أصابته فاقة، حتى سافر واشتهى اللحم، فلم يقدر عليه فقال: (26/70)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 71 (ألا موت يباع فأشتريه .......... فهذا العيش ما لا خير فيه)

(ألا موت لذيذ الطّعم هاني .......... يخلّصني من العيش الكريه)

(إذا أبصرت قبرا من بعيد .......... وددت لو أنّني قد صرت فيه)

(ألا رحم المهيمن نفس حرّ .......... تصدّق بالوفاة على أخيه) فلما سمعه اشترى له لحماً بدرهم وطبخه وأطعمه. ثمّ تقلّبت الأحوال ووزّر المهلّبي، وضاقت الحال بذاك الرجل فقصد المهلّبي وكتب إليه: (ألا قل للوزير فدته نفسي .......... مقالة مذكر ما قد نسيه)

(أتذكر إذ تقول لضنك عيش .......... ألا موت يباع فأشتريه) فلما وقف عليها أمر له في الحال بسبعمائة درهم، ووقّع في ورقته: مثل الذين ينفقون أموالهم) في سبيل الله: كمثل حبة أنبتت. ثم دعا به فخلع عليه وولاّه عملاً يرتفق به. وللوزير المهلّبي أخبار وشعر رائق. وتوفيّ في طريق واسط، وحمل إلى بغداد. ومن شعره: (قال لي من أحبّ والبين قد ج .......... دّ وفي مهجتي لهيب الحريق)

(ما الذي في الطريق تصنع بعدي .......... قلت: أبكي عليك طول الطّريق) توفّي المهلّبي لثالث من شعبان عن نيّف وستّين سنة. ولابن الحجّاج من أبيات يرثيه: (26/71)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 72 (مات الذي أمسى الثّناء وراءه .......... والعفو عفو الله بين يديه)

(هدم الزّمان بموته الحصن .......... الذي كنّا نفر من الزّمان إليه) وللوزير المهلّبي: (أراني الله وجهك كلّ يوم .......... صباحاً للتيمّن والسّرور)

(وأمتع ناظري بصفحتيه .......... لأقرأ الحسن من تلك السّطور) ولابن عبد الله بن الحجّاج يرثي الوزير المهلّبي: (يا معشر الشعراء دعوة موجع .......... لا يرتجي فرج السّلوّ لديه)

(عزّوا القوافي بالوزير فإنّها .......... تبكي دماً بعد الدّموع عليه)

(مات الذي أمسى الثّناء وراءه .......... والعفو عفو الله بين يديه)

(هدم الزّمان بموته الحصن الذي .......... كنّا نفرّ من الزّمان إليه)

(فليعلمنّ بنو بويه أنّه .......... فجعت به أيّام آل بويه) الحسن بن محمد بن رمضان بن شاكر أبو علي الحميري. أظنّه مصرياً. توفّي في ربيع الأول. حمدون بن محمد بن حمدون بن هشام أبو الحسن السجستاني. توفي في صفر. من شيوخ الحاكم. خالد بن سعد أبو القاسم الأندلسي. سمع: محمد بن فطيس، وسليمان بن قريش، وسعيد بن عثمان الأعناقي، وطاهر بن عبد العزيز، وخلقاً سواهم. (26/72)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 73 وله كتاب في رجال الأندلس، وكان إماماً في الحديث حافظاً بصيراً بالعلل متقدّماً على أهل) زمانه بقرطبة، وكان أحد الأذكياء. قيل إنّه حفظ من سمعةٍ واحدةٍ عشرين حديثاً. وبلغنا أنّ المستنصر بالله كان يقول: إذا فاخرنا أهل المشرق بيحيى بن معين فاخرناهم بخالد بن سعد. وقيل: كان خالد بذيء اللسان ينال من أعراض النّاس. عبد الله بن أحمد بن إبراهيم أبو العباس اليونسي المعروف بالأبياني التميمي. تفقّه على: يحيى بن عمر، والمغامي يوسف، وأحمد بن أبي سليمان. وعنه: أبو محمد بن أبي زيد، وأبو محمد عبد الله الأصيلي. وكان فقيه إفريقية، وكان يميل إلى مذهب الشافعي وهو بمذهب مالك أقصد. عبد الله بن محمد بن مغيث أبو محمد الأنصاري القرطبي الصفّار والد قاضي الجماعة أبي الوليد يونس. روى عن: خالد بن سعد، وأحمد بن سعيد بن حزم، وإسماعيل بن بدر، وجماعة. وكان أديباً شاعراً بارعاً بليغاً كاتباً مع العبادة والتواضع والفضل وزهد في الدنيا في آخر عمره. وتوفي في شوّال وله ثمان وستّون سنة. قال يونس بن عبد الله بن مغيث: سمعت أبي يقول: أوثق عملي في نفسي سلامة صدري أنّي آوي إلى فراشي ولا يأوي صدري غائلة لمسلم. (26/73)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 74 وقد صنّف للحّكم المستنصر كتاب شعراء بن أميّة فأجاد، وجاء في مجلّد. ومن شعره. (أتوا حسبة أن قيل جدّ نحوله .......... فلم يبق من لحم عليه ولا عظم)

(فعادوا قميصاً في فراش فلم يروا .......... ولا لمسوا شيئاً يدلّ على جسم)

(طواه الهوى في ثوب سقم من الضّنى .......... فليس بمحسوس بعين ولا وهم) عبيد الله بن يحيى بن إدريس القرطبي. سمع عبيد الله بن يحيى الليثي، وسعيد بن عثمان الأعناقي، وأسلم بن عبد العزيز. وكان متقدّماً في ضروب العلم، وكان شاعراً محسنا بارعاً مع معرفته الآثار والسّنن، وكان متواضعاً نبيلاً. ولّي الوزارة فما زاده ذلك إلا فضلاً. وكان يؤذّن في مسجده وهو وزير. وكان ثقة، أخذ الناس عنه كثيراً، وتوفي في ذي القعدة.) ترجمه ابن الفرضي. كنيته: أبو عثمان. عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد بن محمد بن عبيد الأسدي أبو القاسم الهمداني. روى عن: إبراهيم بن ديزيل، ويحيى بن عبد الله الكرابيسي، ومحمد (26/74)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 75 ابن الضرير، وعلي بن الحسين بن الجنيد، وتكلّموا في سماعه من ابن ديزيل. وعنه: ابن منده، والحاكم، وأحمد بن موسى بن مردويه، وأبو بكر بن لال، ومحمد بن أحمد بن الحسين المحاملي، وأبو الحسن علي بن أحمد الحمّامي، وأبو علي بن شاذان، وعبد الرحمن بن محمد بن شبانة الهمداني، وآخرون سنة سبعين مائتين. رماه بالكذب القاسمي بن أبي صالح. وقال صالح بن أحمد الهمداني: ضعيف أدّعى الرواية عن إبراهيم بن الحسين فذهب عليه. عبيد الله بن آدم بن عبيد الله بن خالد أبو محمد الدمياطي. يروي عن بكر بن سهل الدمياطي وغيره. علي بن أحمد بن أبي قيس أبو الحسن البغدادي الرّفَاء المعرّي. حدّث عن ابن أبي الدّنيا، وقيل كان زوج أمّه. روى عنه: أبو الحسن علي بن أحمد الحمّامي. وكان يفسّر المنامات ويقريء القرآن في داره. قال ابن أبي الفوارس: كان ضعيفاً جدّاً. توفي في جمادى الآخرة. علي بن إسحاق بن خلف أبو القاسم البغدادي المعروف بالزّاهي. مجيد مدح سيف الدولة بن حمدان والوزير المهلّبي، وكان قطّاناً لم يتكهّل. شاعر وهو القائل: (صدودك في الهوى هتك استتاري .......... وعاونه البكاء على اشتهاري) (26/75)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 76 (ولم أخلع عذاري فيك إلاً .......... لما عاينت من حسن العذار)

(وكم أبصرت من حسن ولكن .......... عليك لشقوتي وقع اختياري) وله: (سفرن بدوراً وانتقبن أهلّة .......... ومسن غصوناً والتفتن جاذرا)

(وأطلعن في الأجياد بالدرّ أنجماً .......... جعلن لحبّات الثغور ضرائرا) ) علي بن الحسين بن علي أبو الحسن العبسي المصري الفرّاء، صاحب التاريخ. كذا ذكره أبو القاسم بن منده. علي بن محمد بن إبراهيم أبو القاسم الحلاّب. يروي عن بكر بن سهل الدمياطي. توفي في رجب. علي بن هارون بن علي بن يحيى بن أبي منصور بن المنجّم أبو الحسن البغدادي. ولد سنة وسبعين ومائتين بعد وفاة جدّه بسنة. وروى عن: بشر بن موسى، ومحمد بن العبّاس البريدي، وجماعة. وعنه: ابنه أحمد، والحسن بن يحيى النوبختي، والمرزباني. وكان أديباً إخبارياً شاعراً محسناً. فمن شعره: (26/76)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 77 (بيني وبين الدهر فيك عتاب .......... هل يرتجى من غيبتيك إياب)

(لولا التعلّل بالرجاء تقطّعت .......... نفس عليك شعارها الأوصاب)

(لا يأس من فرج الإله فربّما .......... يصل القطوع ويقدم الغياب) ومن شعره: (كيف نال العثار من لم يزل من .......... ه مقيلاً في كل خطب جسيم)

(أو ترقّى الأذى إلى قدم لم .......... يخط إلاّ إلى مقام كريم) قال الخطيب: توفي سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. علي بن يعقوب بن إسحاق المؤذّن. سمع: محمد بن العباس الأخرم، وأحمد بن علي بن الجارود، والحسن بن هارون بن سليمان. وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم. توفّي في شهر رمضان. محمد بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم النيسابوري، أبو عمرو النّحوي المعروف بأبي عمرو، والصغير رفيق أبي علي النيسابوري في الرحلة. (26/77)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 78 سمع: عبد الله بن شذونه، وأبا القاسم البغوي، وابن جوصا، وأبا عروفة الحرّاني، وابن قتيبة العسقلاني، وطبقتهم.) وعنه الحاكم وقال: كان كبيراً في العلوم. محمد بن أحمد بن قاسم بن هلال أبو عبد الله القيسي القرطبي. سمع من عبيد الله بن يحيى، وسعيد بن عثمان الأعناقي، وجماعة. وكان مفتياً أكثر النّاس عنه. محمد بن إسحاق بن مهران شاموخ المقريء. روى عن: أحمد البراثي، والحسن بن الحباب. روى عنه: يوسف القوّاس، وأبو الحسن بن رزقويه. قال الخطيب: كثير المناكير. محمد بن أحمد بن موسى بن هارون الصّلت الأهوازي أبو الطيّب. سكن بغداد، وحدّث عن أبي خليفة، ومحمد بن جعفر القتّات، وإبراهيم بن شريك. وعنه: ابنه أحمد، وعبد الرحمن الحربي، ومن القدماء الدارقطني وغيره. قال الخطيب: كان صدوقاً. محمد بن أحمد بن محمد بن حسين أبو الحسين المعاذي (26/78)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 79 النيسابوري الأديب، شيخ عشيرته المعاذية. سمع: أبا عبد الله البوسنجي، وإبراهيم بن علي، وإبراهيم بن أبي طالب. وعنه: الحاكم وغيره وقال: مات في رجب سنة ستين، وله ثلاث وثمانون سنة. محمد بن أحمد بن الحسين أبو طاهر النيسابوري. سمع: أبا عبد الله البوسنجي، وطبقته. وعنه: الحاكم نصر بن جعفر بن علي بن حسن بن منصور بن خالد بن يزيد بن المهلّب ابن أبي صفرة، الإمام أبو منصور المهلّبي الأزدي السمرقندي، مفتي الحنفية وعالمهم بسمرقند. انتهى إليه معرفة المذهب ودقائقه. وروى عن: أحمد بن يحيى، وفارس بن محمد، وأحمد بن عم الكلبيّين. أخذ عنه: الفقيه عبد الكريم بن محمد، وطائفة من الأنساب. علّقه ابن ناصر المصري.) محمد بن علي بن دحيم بن كيسان أبو جعفر الصائغ الشيباني. من سنة إحدى، فيحوّل. (26/79)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 80 أرّخه هنا ابن حمّاد الكوفي فقال: حدّث في سنة اثنتين وخمسين، قال: وكان شيخاً صالحاً صدوقاً قليل المعرفة بالحديث، كان سماعه في كتب أبيه، وكان أبوه قد شرط على جزء من مسند ابن أبي غرزة، ما كان في هذا الكتاب عليه إجازة واحدة فلم يسمعه منّي محمد وحسن وحسين، وما كان عليه خرجتان فقد سمعوه منّي، وما عليه ثلاث خرجات فقد سمعوه مرّتين، فلم يضبط هذا الشرط كثير من الناس، واحتجّ من أخذ عنه ما كان أبو ذرّ ابن المنذر قرأه عليه. محمد بن عبد الله بن محمد بن بشر أبو عبد الله المزني المغفلي الهروي. سمع: أحمد بن نجدة، وعلي بن محمد الجكاني. وعنه أبو عبد الله الحاكم، وأبو علي بن شاذان، وأبو الحسن بن رزقويه. ووثّقه الخطيب. وتوفي بنيسابور. محمد بن علي بن حسن أبو بكر الشرابي الرّمّاني. سمع: محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ويوسف القاضي. وعنه: تمّام الرّازي، وعبد الرحمن بن عمر بن النحّاس، وعقيل، وحسين ابنا عبد الله بن عبدان. قال أبو الفتح بن مسرور: فيه لين. محمد بن عمر بن الحسن بن عبيد، أبو جعفر بن المسلمة. بغدادي، ثقة. (26/80)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 81 سمع: محمد بن جرير الطّبري، وأبا عمر محمد بن يوسف القاضي. وعنه: ابنه أبو الفرج. محمد بن محمد بن أحمد بن مالك أبو بكر الإسكافي. سمع: موسى بن سهل الوشّاء، وجعفر بن محمد الصائغ، وأبا الأحوص العكبري، والحارث بن أبي أسامة. وعنه: الدارقطني، وابن رزقويه، وأحمد بن عبد الله المحاملي، وأبو علي بن شاذان. قال الخطيب: سمعت البرقاني يثني عليه وأمرنا أن نكتب حديثه.) وتوفي في ذي القعدة. قلت: له جزء معروف به. محمد بن وسيم أبو بكر القيسي الطليطلي الضّرير. سمع بقرطبة من أحمد بن خالد، ومحمد بن أيمن، وقاسم بن أصبغ. وكان بصيراً بالحديث حافظاً للفقه، نحويّاً شاعراً من الأذكياء. توفي في ذي القعدة. الوليد بن عيسى بن حارث أبو العباس الأندلسي مولى بني أميّة. كان بصيراً بالشعر والأدب في شرح ديوان أبي تمام الطائي وشعر مسلم بن الوليد، وكان بعيد الصيت في تعليم أبناء الملوك. توفّي في شوّال. (26/81)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 82 (26/82)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 83 1 (وفيات سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة) أحمد بن إبراهيم بن يوسف ين يزيد بن بندار التيمي، مولاهم الأصبهاني أبو جعفر. سمع: عمران بن عبد الرحيم، وسهل بن عبد الله الأصبهاني الزاهد، وإبراهيم بن فهد، وإبراهيم بن الحسين الحربي، وغيرهم. وعنه: علي بن عبد كويه، وأبو نعيم الحافظ، والحسن بن محمد بن خشويه الكاتب، وجماعة. ويعرف بابن أفرجه. أحمد بن ثابت بن أحمد بن بقية الواسطي الكاتب. حدث ببغداد في هذا العام عن: محمد بن مسلمة الواسطي، وأحمد بن أبي عوف البزوري، ومطيّن. وعنه: ابن رزقويه، وعبد الله بن يحيى السّكّري، وطلحة بن الصفراء. أحمد بن قاج بن عبد الله أبو الحسين الورّاق. (26/83)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 84 كان من أكثر الناس سماعاً ببغداد. سمع: إبراهيم بن هاشم، ومحمد بن جرير، ومحمد بن محمد بن الباغندي، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي. وعنه: الدارقطني، وابن رزقويه، وأبو طالب محمد بن محمد بن غيلان. وكان ثقة. توفي يوم) عيد الفطر. ذكر الخطيب أنه ورث سبعمائة دينار، فاشترى بجميعها كاغداً في صفقة، ومكث دهراً يكتب فيه الحديث، رحمه الله. أحمد بن أبي بكر محمد بن الزاهد الكبير أبي عثمان سعيد بن إسماعيل أبو سعيد الحيريّ النيسابوري الشهيد الحافظ. سمع: أبا عمرو الخفّاف، وعبد الله بن سرفعة، والحسن بن سفيان، والهيثم بن خلف الدوري، وحامد بن شعيب، والقاسم بن الفضل الرازي، وخلقاً سواهم. وصنّف التفسير الكبير والصحيح المخرّج على صحيح مسلم والأبواب وغير ذلك. ولما خرج إلى بغداد خرج بعسكر كبير وأموال، واجتمع عليه ببغداد خلق كثير، واستشهد بطرسوس، وله خمس وستون سنة. روى عنه الحاكم. إبراهيم بن محمد بن حمزة بن عمارة، أبو إسحاق بن حمزة الحافظ الأصبهاني. (26/84)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 85 قال أبو نعيم فيه: أوحد زمانه في الحفظ، لم ير عبد الله بن طاهر في الحفظ مثله، جمع الشيوخ والسند، وعوفي في سابع رمضان، وعمارة جدّهم هو ابن حمزة بن يسّار بن عبد الرحمن بن حفص، وحفص هو أخو أبي مسلم الخراساني صاحب الدولة العباسية. سمع: أبا جعفر محمد بن عبد الله الحضرمي مطيّناً، ويوسف بن يعقوب القاضي، وأبا شعيب الحرّاني، وأبا خليفة، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وطائفة سواهم. وعنه: أبو عبد الله بن منده وقال: لم أر أحفظ منه، وأبو الحسن علي بن عبدكويه، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني، وأبو نعيم أحمد بن عبد الله، وأبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه، وأهل أصبهان. قال أبو جعفر بن أبي السري: سمعت أبا العباس بن عقدة يقول: قل ما رأيت مثل إبراهيم بن محمد بن حمزة في الحقظة. وقال أبو عبد الله الحاكم: قد كان في عصرنا جماعة بلغ المسند المصنف على التراجم لكل واحد منهم ألف جزء، منهم: إبراهيم بن محمد بن حمزة الأصبهاني، وأبو علي الحسين بن محمد العاسرجي.) قلت: أخبرنا أحمد بن سلامة كتابة، عن مسعود بن أبي منصور، أنا أبو علي، أنا أبو نعيم، أنا أبو إسحاق بن حمزة، أنا أبو جعفر الحضرمي إملاء، أنا عبادة بن زياد، أنا يونس بن أبي يعفور، عن أبيه، سمعت عبد الله بن عمر، سمعت عمر بن الخطاب، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلاّ سببي ونسبي. وقع لنا من عالي (26/85)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 86 حديثه ومن عالي حديث أبيه. بكار بن أحمد بن بكار بن بنان أبو عيسى المقريء، بغدادي مشهور بالإقراء أقرأ ستين سنة. قرأ على: عبد الله بن الصقر السكري، وأبي علي الحسن بن الحسين الصوّاف صاحب أبي حمدون، وأحمد بن يعقوب بن أخي العرق، وأبي بكر بن مجاهد، وسمع الحديث من أحمد بن علي الأبّار، وعبد الله بن أحمد بن حنبل. قرأ عليه، أبو حفض الكتّاني، والحسن بن محمد الفحّام، وأبو الحسن علي بن أحمد الحمامي. وحدّث عنه هو وابن أبي الفوارس، وأبو العلاء محمد بن الحسن الورّاق. قال الخطيب: ثقة، ولد سنة خمس وسبعين ومائتين وتوفي في ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين. قال أبو عمرو الداني: ضابط مشهور ثقة. بكير بن الحسين بن عبد الله بن مسلمة أبو القاسم الرازي الدرهمي. ولد سنة أربع وستين ومائتين. سمع بمصر: بكار بن قتيبة، وعبد الله بن أبي مريم، وغيرهما. وعنه: عبد الرحمن بن النحاس. (26/86)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 87 بندار بن الحسين الشيرازي أبو الحسين الزاهد، نزيل أرجان. له لسان مشهور في علم الحقائق، وكان الشّبلي يعظمه. روى عنه: عبد الواحد بن محمد الأصبهاني، وغيره. قال السلمي: كان بندار بن الحسين عالماً بالأصول، ردّ على محمد بن خفيف في مسألة الإعانة وغيرها. قلت: وقد روى عن إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي حديثاً واحداً، وكان ذا أموال كثيرة فأنفقها وزهد. وقال محمد بن عبد الله الرازي: أنشدني بندار بن الحسين:) (نوائب الدهر أدبتني .......... وإنما يوعظ الأديب)

(قد ذقت حلواً وذقت مراً .......... كذاك عيش الفتى ضروب)

(ما مر بوس ولا نعيم .......... إلاّ ولي فيهما نصيب) قال السلمي: قال عبد الواحد بن محمد بن شعيب: سمعت بنداراً يقول: دخلت على الشبلي ومعي تجارة بأربعين ألف دينار فنظر في (26/87)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 88 المرآة فقال: المرآة تقول: إنّ ثم سبباً، قلت: صدقت المرآة، فحملت إليه ست بدر، ثم لزمته حتى حملت جميع مالي إليه، فنظر مرة في المرآة وقال: المرآة تقول: ليس ثم سبب، فقلت: صدقت. جعفر بن محمد بن أحمد بن الحكم الواسطي المؤدب. سمع: إدريس بن جعفر العطار، ومحمد بن سليمان الباغندي، ومحمد بن يونس الكديمي، وبشر بن موسى، وجماعة. وعنه: ابن رزقويه، وطلحة الكتّاني، وأبو علي بن شاذان. وثّقه الخطيب. سعيد بن عثمان بن سعيد بن السكن أبو علي البغدادي ثم المصري البزاز الحافظ. ولد سنة أربع وتسعين ومائتين، وسمع بمصر والشام والجزيرة والعراق وخراسان وما وراء النهر، وكان كبير الشأن مكثراً متقناً مصنفاً بعيد الصيت، له تجارة في البز. سمع: محمد بن محمد بن بدر الباهلي، وسعيد بن هاشم الطبراني، وعلي بن أحمد علان، وأبا جعفر الطحاوي، وأبا القاسم البغوي، وابن صاعد، ومحمد بن يوسف الفربري، وأبا حامد بن الشرقي، ومكي بن (26/88)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 89 عبدان، وأبا عروبة الحرّاني، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، وابن جوصا. وعنه: أبو سليمان بن زبر، وابن منده، والحافظ عبد الغني بن سعيد، وعلي بن محمد الدقاق، وعبد الله بن محمد بن أسد القرطبي، وجماعة من الأندلسيين والمصريين. وقع كتابه المنتقى الصحيح إلى أهل الأندلس وهو كبير. توفي في المحرم. وقد روى عنه صحيح البخاري ابن أسد الجهني، وأبو عبد الله محمد ابن أحمد بن يحيى بن مفرّج، وأبو جعفر بن عون الله. شجاع بن جعفر أبو الفوارس البغدادي الورّاق الواعظ.) سمع: أبا جعفر ابن المنادي، وأبا بكر الصّاغاني، وعبّاس بن محمد الدوري، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، وعبد الله بن شبيب المدني، وأحمد بن ملاعب. وعنه: أبو حفص الكتاني، وهلال الحفار، وعلي بن داود الرزاز، وأبو علي ابن شاذان، وغيرهم. وكان أسند من بقي ببغداد، وحدث بعلو في آخر مسند عمر النجاد. عبد الله بن الحسن بن بندار بن ناجية بن سدوس بن محمد المديني الأصبهاني. سمع: أسيد بن عاصم، وأحمد بن مهدي بأصبهان، ومحمد بن (26/89)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 90 إسماعيل الصائغ بمكة. وعنه: علي بن عبدكويه، وأبو أحمد عبد الله بن عمر السكري، وأبو بكر بن أبي علي المعدل، وأبو نعيم الحافظ. عبد الله بن عمر بن إسحاق أبو جعفر المصري. يروي عن: ابن علاثة وغيره. عبد الله بن محمد بن العباس أبو محمد المكي الفاكهي. سمع: أبا يحيى عبد الله بن أبي مسرة وغيره. وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأحمد بن أحمد بن حسن البزاز شيخ البيهقي، وأبو القاسم عبد الملك بن بشران، وأبو محمد بن النحاس، وجماعة. وكان أسند من بقي بمكة، وله كتاب أخبار مكة في مجلدتين عند صاحبنا ابن حبّه من الحافظ. عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن أبو محمد الحيري، ويعرف بالرازي الزاهد، من كتاب مشايخ الصوفية. سمع: محمد بن إبراهيم البوشنجي، وجعفر بن محمد التركي، وأحمد بن نجدة الهروي، ويوسف القاضي، وغيرهم. وكان من أكابر أصحاب الزاهد أبي عثمان الحيري. قال السلمي: صاحب الجنيد، وأبا عمران الكبير، ومحمد بن الفضل، ورويم، وسمنون، وأبا علي الجوزجاني، ومحمد بن حامد. (26/90)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 91 وكان أبو عثمان يكرمه ويبجّله وهو من أجل مشايخ نيسابور في وقته، له من الرياضيات ما يعجز عن سماعها إلاّ أهلها. وكان عالماً بعلوم هذه الطائفة، وكتب الحديث الكثير، وكان ثقة.) قلت: وروي عنه أبو عبد الرحمن السلميّ، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو علي بن حمشاد الصائغ. قال السلمي: سمعته يقول: قيل لبعض العارفين: ما الذي حبب إليك الخلوة ونفى عنك الغفلة قال: وثبة الأكياس من مخ الدنيا. وقال السلمي: هو أجل شيخ رأيناه من القوم وأقدمهم، وقد صحب محمد بن علي الترمذي والكبار، ويرجع إلى فنون من العلم، وكتب الحديث الكثير. وله رياضات واجتهادات يطول ذكرها. وقد امتحن في آخر عمره بحدث من أهل نيسابور، كشفت تلك المحنة عن جلالته وعظم شأنه. سمعته يقول: إذا رأيت المريد يحبّ السماع فاعلم أن فيه بقية من البطالة. عبد الصمد بن الحسين بن يوسف بن يعقوب الأزدي القاضي. بغدادي يكنى أبا الحسين، من بيت علم. حدث بمصر: عن محمد بن جعفر القتات. وعنه: عبد الواحد بن مسرور، ووثقه. عبد الملك بن محمد أبو مروان المدني، قاضي المدينة. عبد الملك بن هذيل بن إسماعيل أبو مروان التميمي القرطبي. سمع أحمد بن خالد الخشّاب، وابن أيمن، وبمكّة ابن الأعرابي. ولزم العزلة والزهد، وكان من الراسخين في العلم، رضي الله عنه. وهو أخو يحيى بن هزيل الشاعر، سيأتي سنة إحدى وسبعين. (26/91)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 92 عبد الواحد بن أحمد بن علي بن أبي الخصيب أبو علي. توفي بتنيس في المحرّم. عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن الواثق بن المعتصم، أبو محمد العباسي الهاشمي البغدادي. سمع: أبا مسلم الكجي، وأبا شعيب الحرّاني، وموسى بن هارون، ويوسف بن يعقوب القاضي، وخلف بن عمرو العكبري. وعنه: الدارقطني، وأبو الحسن بن رزقويه، وابن ابنه أحمد بن عمر بن عبد العزيز، وغيرهم. وثقه الخطيب. علي بن إبراهيم أبو الحسن المستملي النجاد.) سمع السراج، وإما الأئمة ابن خزيمة الباغندي. وعنه: ابن رزقويه، وابن الفضل القطان. علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر بن زامل بن أبي العقب علي بن الحسن دليل. روى عن: يوسف القاضي، وغيره. روى عنه: الدارقطني، وابن رزقويه، وغيرهما. وثّقه الخطيب. أبو القاسم الهمداني الدمشقي أحد محدّثي الشام الثقات. (26/92)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 93 سمع: أبا زرعة البصري، والقاسم بن موسى بن الأشيب، وأحمد بن المعلى، والحسن بن جريرالصوري، وأنس بن السلم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، سمع منه في الحج. وقرأ بحرف عاصم على: أحمد بن نصر بن شاكر، عن الحسين العجلي، عن يحيى بن آدم. وقرأ عليه: مظفر بن أحمد الدينوري. وحدّث عنه: تمام الرازي، وأبو نصر بن هارون، وعبد الرحمن بن ياسر الجويري، وعبد الواحد بن مشماش، وأبو عبد الله بن مندة، وناقلته عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن بن علي، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وأبو العباس بن الحاج الإشبيلي. وأخر من روى عنه أبو الحسن بن السمسار. مولد سنة إحدى وستين ومائتين، وله شعر حسن. وكانت وفاته في ذي الحجّة من السنة. قاسم بن محمد بن قاسم بن سيّار مولى الوليد بن عبد الملك الأموري القرطبي، من بيت علم وجلالة. يكنى أبا محمد. سمع من: عبيد الله بن يحيى، والأعناقي، وغيرهما، وكان عارفاً بمذهب مالك. ولي قضاء إستجة وقبرة وإشبيلية، وحمدت سيرته. وكانت وفاته فجأت. محمد بن أحمد بن محمد بن خروف، أبو بكر المدني، ثم المصري. سمع: محمد بن علي الصائغ، وموسى بن هارون الجمّال، والحسن بن علي بن موسى، وأحمد بن علي بن سهل المروزي. (26/93)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 94 وقع لنا جزء من حديثه. روى عنه: أبو عبد الله بن نظيف، وأبو محمد بن النحّاس، وجماعة.) توفي في ذي الحجّة. محمد بن أحمد بن أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي أبو الفتح. سمع: معجم الصحابة من جده، وروى عنه وعن بشر بن موسى. وعنه: ابن رزقويه، وعبد الرحمن بن عمر النحاس. قال الخطيب: لم يبلغني من حاله إلاّ خير. محمد بن أحمد بن عقبة القاضي أبو محمد المروزي الحنفي، من كبار الأئمة. ولي قضاء نيسابور سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة بعد يحيى بن منصور القاضي، فحكم نحواً من سبع سنين، ثم عزل بقاضي الحرمين، ثم ولي قضاء بخاري حتى مات في سنة ثلاث هذه. حدّث عن: عبد الله بن محمود المروزى. وعنه: الحاكم وأثنى عليه. محمد بن إبراهيم بن حسن، أبو عبد الله النيسابوري نزيل نسا. سمع البوشنجي، وإبراهيم بن أبي طالب، وخرّج لنفسه فخلّط وبان جهله. روى عنه الحاكم وغيره. محمد بن إسحاق بن أيوب بن كوشيذ أبو بكر الأصبهاني المقريء. (26/94)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 95 سمع: إبراهيم بن سعدان، وأبا مسلم الكجّي، وجماعة. وعنه: علي بن عبد لوين، وأبو بكر بن أبي علي المعدّل، وأبو نعيم أحمد بن عبد الله. محمد بن الحسن بن عمر القرشي مولاهم أبو بكر الدمشقي ويعرف بابن مزاريب. روى عن: أبي زرعة الدمشقي، وغيره. وعنه: تمّام الرازي، وعبد الواحد بن بكر، وعبد الرحمن بن محمد بن نصر. مات في شوّال. محمد بن عبيد الله بن المرزبان بن سوار الأصبهاني أبو بكر الواعظ. سمع: محمد بن يحيى بن مندة وإبراهيم بن متويه، وعبد الله بن زيدان الكوفي، وأبا القاسم البغوي. وكان ورعاً صالحاً. صاحب أبا عبد الله الخشوعي. وعنه: أبو نعيم.) محمد بن عثمان بن سعيد أبو عبد الله الأندلسي. حدّث عن أبي خليفة في هذا العام. محمد بن مالك بن الحسن بن مالك أبو صخر السعدي المروزي. نزيل بلخ. (26/95)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 96 محمد بن محمد بن يحيى أبو الفضل القرّاب الهوري. توفي بسمرقند في شوال، وحمل إلى هراة. حدث عن: محمد بن يوسف الفربري، ومحمد بن نوح الجنديسابوري. وعنه: أبو الحسن الديناري. محمد بن النعمان بن نصر أبو بكر العنسي إمام الجامع بصور. سمع: محمد بن علي بن حرب الرقي، وجعفر بن محمد الهمداني، وعبد الجبار بن محمد بن كوثر. وعنه: تمام الرازي، وأبو عبد الله بن مندة، وشهاب بن محمد الصوري. حدّث في هذا العام. محمد بن هارون بن شعيب بن عبد الله بن عبد الواحد. ويقال: بعد شعيب: بن علقمة بن سعد، ويقال: بن عبد الله بن ثمامة من ولد أنس بن مالك، ويقال: بن حبّان بن حكيم أبو علي الأنصاري الدمشقي من سكان قرية قينية غربيّ المعلّي. سمع بالشام ومصر والعراق وأصبهان، وصنّف وخرج. سمع: عبد الرحمن بن حاتم المرادي، وأبا علاثة محمد بن عمرو، (26/96)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 97 وبكر بن سهل، ومحمد بن يحيى بن مندة، وأحمد بن إبراهيم البسري، وزكريا بن يحيى حفاظ السنّة، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وأحمد بن خليد الحلبي، ومحمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، والفريابي، وأبا خليفة، وعبدان، وطائفة. وعنه: أبو بكر بن المقريء، وابن مندة، وتمام، وعبد الرحمن بن أبي نصر التميمي، وعبد الوهاب الميداني. وولد في رمضان سنة ست ومائتين قال عبد العزيز الكتاني: كان يتهم.) أخبرنا علي بن عثمان، وأحمد بن هبة الله، وعلي بن إبراهيم بن يحيى، والحسن بن علي بن يونس، ومحمد بن يوسف الذهبي. قالوا: أنا مكرم بن محمد بن حمزة، أنا علي بن أحمد السوسي سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، أنا أبو علي بن محمد بن هارون، أنا زكريا بن يحيى السجزي بن إسحاق بن إبراهيم، أنا روح بن عبادة قالا: ابن حمّاد بن سلمة، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن محمد بن الحنفيّة، عن عليّ رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ضخم الرأس، عظيم العينين، أزهر اللون، كث اللحية، شثن الكفين، والقدمين هدب الأشفار، مشرب العينين حمرة، إذا مشى تكفأ كأنما يمشي في صعد، وإذا التفت التفت جميعاً. صلى الله عليه وسلم. قال الميداني وغيره: توفي سنة ثلاث وخمسين. محمد بن هارون الطرزي أبو سهل نزيل طرسوس. (26/97)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 98 سمع: محمد بن يونس الكديمي. محرز بن جعفر الرازي أبو الحسن الصوفي الزاهد. له حكايات. مسلمة بن القاسم بن إبراهيم أبو القاسم القرطبي. سمع: محمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد، وجماعة، ورحل إلى المشرق فسمع بالقيروان من أحمد بن موسى، وعبد الله بن محمد بن فطيس، وبأطرابلس من صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي الكوفي، وبإقريطش من أحمد بن محمد بن خلف، وبمصر من محمد بن زيان، وأبي جعفر الطحاوي، وبمكة من الديبلي، وبواسط من علي بن عبد الله بن مبشّر، وبالبصرة من أبي روق الهزاني، وببغداد من أبي بكر بن زياد النيسابوري، وبسيراف واليمن والشام، ورجع إلى أندلس بعلم كثير، ثم كفّ بصره، وأكثر عنه الناس. قال ابن الفرضيّ: وسمعت من نسبه إلى الكذب. وقال لي محمد بن يحي بن مفرّج: لم يكن كذاباً، وكان ضعيف العقل، وحفظ عليه كلام سوء في التشبيه. معلي بن سعيد أبو خازم التنوخي، بغدادي سكن مصر. وحدّث عن: بشر بن موسى، وأبي خليفة، ومحمد، بن جرير الطبري، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن شاذان، وأبو القاسم بن الثّلاج، وعبد الغني بن سعيد الحافظ وقال: كتبنا عنه وما كان ممن يفرح به.) قلت: وهو الذي تفرد بحكاية الهميان عن ابن جرير وفي النفس من ثبوتها شيء. ويعرف بالشيبي. (26/98)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 99 مكّي بن إسحاق بن إبراهيم أبو القاسم البخارين قاضي بلخ. توفي ببخارى في ربيع الأول. ميسرة بن علي القزويني أبو سعيد، من كبار المحدّثين ببلده. سمع محمد بن أيوب الرازي وغيره، وروى الكثير. يقال إنّه كتب ثلاثة آلاف جزء. أبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان الحيري. مرّ في: أحمد بن محمد. (26/99)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 100 (26/100)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 101 1 (وفيات سنة أربع وخمسين وثلاثمائة) أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن عطية أبو بكر بن الحدّاد البغدادي مولى بني الزبير بن العوام. سمع: أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وبعد الرحمن بن الروّاس، وأنس بن المسلم بدمشق، وبكر بن سهل الدمياطي بدمياط، ويوسف القاضي، وجماعة. وعنه: الحافظ عبد الغني، وعي بن عبد الله بن جهضم، وعبد الرحمن بن عمر النّحاس، ومحمد بن نظيف. ووثقه الخطيب. توفي بتنيس، وحمل فيما قيل إلى بغداد. عاش أربعاً وثمانين سنة. أحمد بن إبراهيم بن حوصل الكوفي ثم البخاري أبو الأسد. سمع: صالح بن محمد جزرة، وحامد بن سهل، وإبراهيم بن معقل. توفي في ذي القعدة. (26/101)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 102 أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد أبو الطيّب الجعفي الكوفي المتنبيّ الشاعر. ولد سنة ثلاث وثلاثمائة. وأكثر المقام بالبادية لاقتباس اللغة، ونظر في فنون الأدب والأخبار وأيّام الناس، وتعاطى قول الشعر في صغره حتى طبع فيه للغاية، وفاق أهل عصره، ومدح الملوك، وسار شعره في الدنيا. مدح سيف الدولة أبا الحسن بن حمدان بالشام، والأستاذ كافور الإخشيدي بمصر، وحدّث ببغداد بديوانه.) روى عنه: أبو الحسن محمد بن أحمد المحامليّ، وعلي بن أيوب القمّي، وأبو عبد الله بن باكويه الشّيرازي، وأبو القاسم بن حبيش الحمصي، وكامل بن أحمد العزايمي، والحسن بن علي العلوي، وعنهم رووا عنه من شعره. وكان أبوه سقاء بالكوفة يلقب بعبيدان. قال أبو الحسن محمد بن يحيى العلوي: حدّثني كتبي كان يجلس إليه المتنبّي قال: ما رأيت أحفظ من هذا الفتى ابن عبيدان كان اليوم عندي وقد أحضر رجل كتاباً من كتب الأصمعيّ نحو ثلاثين ورقه ليبيعه، فأخذ ينظر فيه طويلاً، فقال له الرجل: يا هذا أريد أن أبيعه، فإن كنت تريد حفظه فهذا يكون بعد شهر، فقال له ابن عبيدان: فإن كنت قد حفظته فمالي عليك قال: أهبه لك. قال: فأخذت الدفتر من يده، فأقبل يقرأ عليّ إلى آخره، ثم (26/102)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 103 استلبه فجعله في كمه وقام، فغلق به صاحبه وطالبه بالثمن، فمنعناه منه، وقلنا: أنت شرطت على نفسك. قال أبو الحسن العلوي: كان عبيدان يذكر أنّه جعفيّ. قال أبو القاسم التنوخيّ: كان المتنبّي خرج إلى حلب وأقام فيهم وادّعى أنّه عولي، ثم ادعى بعد ذلك النبوة إلى أن شهد عليه بالكذب في الدعوتين، وحبس دهراً وأشرف على القتل، ثم استتابوه وأطلقوه. قال التنوخي: حدّثني أبي بن أبي علي بن أبي حامد: سمعنا خلقاً بحلب يحكون والمتنبّي بها إذ ذاك أنه تنبّأ في بادية السماوة، قال: فخرج إليه لؤلؤ أمير حمصي من قبل الإخشيدية فأسره بعد أن قاتل المتنبي ومن معه، وهرب من كان اجتمع عليه من حلب، وحبسه دهراً، فاعتل وكاد أن يتلف،، ثم استتيب بمكتوب. وكان قد قرأ على البوادي كلاماً ذكر أنّه قرآن أنزل عليه نسخت منه سورة فضاعت وبقي أولها في حفظي وهو: والنجم السيار والفلك الدوار والليل والنهار إن الكافر لفي أخطار، إمض على سننك واقف أثر من كان قبلك من المرسلين، وإن الله قامع زيغ من ألحد في الدين وضل عن السبيل. قال: وهي طويلة. قال: وكان المتنبي كان إذا شوغب في مجلس سيف الدولة ونحن إذ ذاك بحلب يذكر له هذا القرآن فينكره ويجحده. وقال له ابن خالويه النحويّ يوماً في مجلس سيف الدولة، لولا أنّ الآخر جاهل لما رضي أن يدعي المتنبي لأن متنبيء معناه كاذب، فقال: إني لم أرض أن أدع به. ومن قوله مما رواه عنه ابن باكويه، سمع منه بشيراز:) (وما أنا بالباغي على الحبّ رشوة .......... قبيح هوى يرجى عليه ثواب)

(إذا نلت منك الودّ فالمال هين .......... وكل الذي فوق التراب تراب) (26/103)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 104 وله: (وبعين مفتقر إليك رأيتني .......... فهجرتني ورميت بي من حالق)

(لست الملوم أنا الملوم لأنني .......... أنزلت حاجاتي بغير الخالق) وله شعر بالسند المتصل مما ليس في ديوانه. وما خرج من مصر حتى أساء إلى كافور وهجاه، كما ذلك مشهور. قال المختار محمد بن عبد الله المسبّحي: لما هرب المتنبي من مصر وصار إلى الكوفة، ثم صار إلى ابن العميد ومدحه، فقيل إنّه وصل إليه منه ثلاثون ألف دينار، وفارقه ومضى إلى عضد الدولة إلى شيراز فمدحه، فوصله بثلاثين ألف دينار، وفارقه ومضى إلى عضد الدولة إلى شيراز فمدحه، فوصله بثلاثين ألف دينار، ففارقه على أن يمضي إلى الكوفة يحمل عياله ويجيء، فسار حتى وصل إلى النعمانية بإزاء قرية، فوجد أثر خيل هناك، فتنسّم خبرها فإذا هي خيل قد كمنت له لأنّه قصدها، فواقعوه فطعن، فوقع عن فرسه، فنزلوا فاحتزوا رأسه، وأخذوا الذهب الذي معه، وقتل معه ابنه فخشد وغلامه، وكان معه خمسة غلمان، وذلك لخمس بقين من رمضان سنة أربع وخمسين. وقال الفرغاني: لما رحل المتنبي من المنزلة جاءه خفراء فطلبوا منه خمسين درهماً ليسيروا معه فمنعه الشح والكبر، فقدّموه، فكان من أمره ما كان. ورثاه أبو القاسم مظفّر بن علي الزوزني بقوله: (لا رعى الله سرب هذا الزمان .......... إذ دهانا في مثل ذاك اللسان) (26/104)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 105 (ما رأى الناس ثاني المتنبي .......... أي ثان يرى لبكر الزّمان)

(كان في نفسه الكبير في جي .......... ش وفي كبرياء ذي سلطان)

(كان في شعره نبيّاً ولكن .......... ظهرت معجزاته في المعاني) وقيل إنّه قال شيئاً في عضد الدولة، فدسّ عليه من قتله، لأنّه لما وفد عليه وصله بثلاثة آلاف دينار وثلاثة أخراس مسرجه حملاة ونياب مفتخرة ثم دس عليه من سأله: أين هذا العطاء من عطاء سيف الدولة فقال: هذا أجزل إلا أنه عطاء متكلف، وسيف الدولة كان يعطي طبعاً،) فغضب عضد الدولة، فلما انصرف جهّز عليه قوماً من بني ضبّة، فقتلوه بعد أن قاتل قتالاً شديداً، ثم انهزم، فقال له غلامه: أين قولك: (الخيل والليل والبيداء تعرفني .......... والحرب والضرب والقرطاس والقلم) فقال: قتلتني قاتلك الله، ثم قاتل حتى قتل. وقال ضياء الدين نصر الله بن الأثير: سافرت إلى مصر ورأيت الناس يشتغلون بشعر المتنّبي، فسألت القاضي الفاضل فقال: إنّ أبا الطيّب ينطق عن خواطر الناس. وقال صاحب اليتيمة: استنشد سيف الدولة أبا الطيب قصيدته الميمية وكانت تعجبه، فلما قال له: (وقفت وما في الموت شك لواقف .......... كأنك في جفن الردى وهو نائم)

(تمر بك الأبطال كلمى هزيمة .......... ووجهك وضاح وثغرك باسم) فقال: قد انتقدنا عليك من البيتين كما انتقد على أمريء القيس قوله: (26/105)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 106 (كأني لم راكب جواداً ولم أقل .......... لخيلي كرّي كرة بعد إجفال)

(ولم أسبأ الزق الروي للذّة .......... ولم أتبطن كاعباً ذات خلخال) ولك أن تقول الشطر الثاني من البيت الثاني مع الشطر الأول وشطره مع الثاني. فقال: أيّدك الله إن صح أن الذي استدرك على امريء القيس أعلم بالشعر منه، فقد أخطأ امروء القيس، وأنا، ومولانا يعرف أنّ الثوب لا يعرفه البزاز معرفة الحائك، لأن البزاز يعرف جملته، والحائك يعرف جملته وتفاريقه، لأنه هو الذي أخرجه من الغزل إلى الثّوبية، وإنّما قرن امرؤ القيس لذة النساء بلذة الركوب إلى الصيد، وقرن السماحة في شراء الخمر للأضياف بالشجاعة في منازلة الأعداء. وأنا لما ذكرت الموت في أول البيت أتبعته بذكر الردى وهو الموت لتجانسه، ولما كان وجه المنهزم لا يخلو من أن يكون عبوساً وعينه من أن تكون باكية. قلت: ووجهك وضاح وثغرك باسم لأجمع بين الأضداد في المعنى، وإن لم يتّسع اللفظ لجمعها. فأعجب سيف الدولة بقوله: ووصله بخمسمائة دينار. وكان المتنبي آية في اللغة وعريبها، يقال: إنّ أبا عليّ الفارسي سأله فقال: كم لنا من الجموع على وزن فعلى فقال لوقته جحلى وظربي. قال أبو علي: فطالعت كتب اللغة ثلاث ليال على أن أجد لهذين الجمعين ثالثاً فلم أجد، وجحلى جمع جحل، وهو طائر معروف، وظربى جمع) ظربان وهي دويبة منتنة الريح. ومن قوله الفائق: (رماني الدهر بالأرزاء حتّى .......... فؤادي في غشاء من نبال)

(فصرت إذا أصابتني سها .......... تكسرت النّصال على النصال) (26/106)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 107 وله في سيف الدولة: (كل يوم لك ارتحال جديد .......... ومسير للمجد فيه مقام)

(وإذا كانت النفوس كباراً .......... تعبت في مرادها الأجسام) وله: (نهبت من الأعمار ما لو حويتها .......... لهنئت الدنيا بأنك خالد) ومن شعره: (قد شرّف الله أرضاً أنت ساكنها .......... وشرف الناس إذ سواك إنسانا) وله: (أزورهم وسواد الليل يشفع لي .......... وأنثني وبياض الصبح يغري بي) وله: (لولا المشقّة ساد الناس كلهم .......... الجود يفقر والإقدام قتال) (26/107)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 108 ويحكى عن بعض الفضلاء قال: وقفت على أكثر من أربعين شرحاً لديوان المتنبّي ما بين مطول ومختصر. وقال أبو الفتح بن جني: قرأت ديوانه عليه فلما بلغت إلى قوله في كافور: (ألا ليت شعري هل أقول قصيدة .......... ولا أشتكي فيها ولا أتعتب)

(وبي ما يذود الشعر عني أقلّه .......... ولكنّ قلبي يا ابنة القوم قلب) فقلت له: يعزّ عليّ كيف هذا الشعر في غير سيف الدولة، فقال: حذّرناه وأنذرناه فما نفع، ألست القائل فيه: أخا الجود أعطى الناس ما أنت مالك ولا يعطى مالنا الناس، فهو الذي أعطاني كافوراً بسوء تدبيره وقلة تمييزه ما أنا قائل. وبلغنا أنّ المعتمد بن عباد صاحب الأندلس أنشد يوماً بيتاً للمتنبي قوله: (إذا ظفرت منك العيون بنظرة .......... أثاب بها معيي المطي ورازمه) ) فجعل المعتمد يردّده استحساناً له، فارتجل عبد الجليل بن وهبون وقال: (لئن جاد شعر ابن الحسين فإنّما .......... تجيد العطايا واللهى تفتح اللهى)

(تنبأ عجباً بالقريض ولو دري .......... بأنّك تروي شعره لتألّها) (26/108)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 109 أحمد بن محمد بن إبراهيم أبو بكر الأصبهاني المؤدّب، عرف بابن دق الأديب. يروي عن: إسحاق بن إبراهيم بن جميل. وعنه: أبو نعيم، وبن أبي علي. أحمد بن محمد بن أحمد بن الصباح أبو العباس الكبشي البغدادي. سمع: أحمد بن محمد البرتي، وإبراهيم الحربي، ومعاذ بن المثنى. قال الخطيب: كان ثقة. روى عنه هلال الحفّار. أحمد بن يعقوب أبو جعفر النحوي البغدادي يعرف ببرزويه غلام نفطويه، أصله من أصبهان. يروي عن: محمد بن نصير، ومحمد بن يحيى بن مندة، وأبي خليفة. وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، وأبو علي بن شاذان. توفي في رجب. إبراهيم بن محمد بن سهل أبو إسحاق التّراب. قتلته الباطنية بهراة لأنكاره للمنكر، وصلّى عليه ابنه أبو بكر. سمع: أبا خليفة لجمحي وأبا علي الموصّلي. وعنه: الجارودي، وغيره. إبراهيم بن محمد بن أحمد بن بسام، أبو إسحاق الهاشمي العبّاسي الرشيدي. يروي عن: بكر بن سهل الدمياطي، وغيره. لا أعرفه. (26/109)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 110 بكر بن شعيب بن بكر بن محمد، أبو الوليد القرشي. سمع: أحمد بن عمرو بن عبد الخالق، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، وجماعة. وعنه: ابن منده، وتمّام الحافظ، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأحمد بن عون الله القرطبي، وهو دمشقي.) تميم بن أحمد بن تميم بن ثابت أبو الحسين البويطي المصري. توفي في رجب. ومولده ببويط سنة تسع وسبعين. قال الحسين البويطي الطحّان: حدّثونا عنه. شاكر بن عبد الله المصيصي أبو الحسن. حدّث ببغداد عن: محمد بن موسى النهرتيري وعمرو بن سعد المنبجي، والحسن بن فيل. وعنه: ابن رزقويه، ومحمد بن طلحة بن عبد الله السكري. قال الخطيب: ما علمت من حاله إلاّ خيراً. محمد بن أحمد بن عثمان بن عنبر المروزي. حدّث في هذه سنة ببغداد عن: أبي العبّاس السرّاج، وابن خزيمة. وعنه: الدارقطني مع جلالته، وأبو الحسن الحمامي، وعبد الله بن يحيى السكري. وثّقه الخطيب. (26/110)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 111 محمد بن أحمد بن محمد بن قريش البزّاز المجهّز. سمع: محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن يحيى المروزي. وعنه: ابن رزقويه بن داود الرازي، وطلحة الكتّاني. توفي في رجب ببغداد، وكان ثقة. قاله الخطيب. محمد بن أبان بن سيد بن أبان أبو عبد الله اللخمي القرطبي. كان عارفاً باللغة والعربية والنسب والأخبار، مصنّفاً مكيناً عند الحكم المستنصر بالله. أخذ عن أبي علي القالي. محمد بن إيراهيم أبو بكر الجوزي الأديب المسند، أحد الأئمة. سمع: حمّاد بن مدرك، وجعفر بن أحمد متويه. وعنه: الحاكم، وغيره. مات بفارس. محمد بن إسحاق بن أيوب أبو العباس النيسابوري، أخو الإمام أبي بكر الضبعيّ، ومحمد الأسنّ. قال الحاكم: لزم الفتوة إلى عمره، وكان أخوه ينهانا عنه لما كان يتعاطاه، لا لجرح في سماعه.) سمع: إبراهيم بن عبد الله السعدي، ويحيى بن محمد الذهلي، وسهل بن عمّار، ومحمد بن أيوب بن الضريس. وعاش مائة سنة وزيادة أربع سنين، وعقد له مجلس الإملاء بعد وفاة أخيه. قلت: روى عنه الحاكم. (26/111)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 112 محمد بن حبّان بن أحمد بن حبّان بن معاذ بن معبد بن شهيد بن هدبه بن مرة بن سعد بن يزيد بن مرة بن زيد بن عبد الله بن دارم بن حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم، أبو حاتم التميمي البستي الحافظ العلامة، صاحب التصانيف. سمع: الحسين بن إدريس الهروي، وأبا خليفة، وأبا عبد الرحمن النسائي، وعمران بن موسى، وأبا يعلي، والحسن بن سفيان، وابن قتيبة العسقلاني، والحسين بن عبد الله القطّان، وجعفر بن أحمد الدمشقي، وحاجب بن أركين، وأحمد بن الحسن الصوفي، وابن خزيمة، والسرّاج، وهذه الطبقة بالشام والعراق ومصر والجزيرة وخراسان والحجاز. وعنه: الحاكم، ومنصور بن عبد الله الخالدي، وأبو معاذ عبد الرحمن بن محمد بن رزق الله السجستاني، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن هارون الزوزني، ومحمد بن أحمد بن منصور النوقاني، وجماعة. قال أبو سعيد الإدريسي: كان على قضاء سمرقند زماناً، وكان من فقهاء الدّين وحفاظ الآثار، عالماً بالطبّ والنجوم وفنون العلم. ألف المسند الصّحيح والتاريخ والضعفاء وفقّه الناس بسمرقند. وقال الحاكم: كان من أوعية العلم في الفقه واللغة والحديث والوعظ، ومن عقلاء الرجال. قدم نيسابور فسمع من عبد الله بن شيرويه، ورحل إلى (26/112)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 113 بخارى فلقي عمر بن محمد بن بجير، ثم ورد نيسابور سنة أربع وثلاثين، ثم خرج إلى قضاء نسا، ثم انصرف سنة سبع وثلاثين فأقام بنيسابور وبنى الخانكاه، وقريء عليه جملة من مصنفاته، ثم خرج من نيسابور سنة أربعين إلى وطنه. وكانت الرحلة إليه لسماع مصنّفاته، وقال: كان ثقة نبيلاً فهماً. وقد ذكره ابن الصّلاح في طبقات الشافعية وقال: غلط الغلط الفاحش في تصرفه. وقال ابن حبّان في كتاب الأنواع والتقاسيم: ولعلّنا قد كتبنا عن أكثر من ألفي شيخ. وقال شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري: سألت يحيى بن عمار عن أبي حاتم بن حبّان: هل) رأيته قال: وكيف لم أره ونحن أخرجناه من سجستان، كان له علم كبير ولم يكن له كثير دين، قدم علينا فأنكر الحمد لله، فأخرجناه. قلت: إنكار الحمد وإثباته، مما لم يبتّ به نصّ، والكلام حكم فضول، ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، والإيمان بأنّ الله تعالى ليس كمثله شيء من قواعد العقائد، وكذلك الإيمان بأن الله بائن من خلقه، متميزة ذاته المقدسة من ذوات مخلوقاته. وقال أبو إسماعيل الأنصاري: سمعت عبد الصمد محمد بن محمد سمعت أبي يقول: أنكروا على ابن حبّان قوله: النبوة: العلم والعمل، فحكموا عليه بالزندقة وهجر، وكتب فيه إلى الخليفة فكتب بقتله. وسمعت غيره يقول: لذلك أخرج إلى سمرقند. وقال الحاكم: سمعت أحمد بن محمد الطيّبي يقول: توفي أبو حاتم ليلة الجمعة لثمان بقين من شوّال سنة أربع وخمسين بمدينة بست. (26/113)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 114 قلت: قوله النبوة: العلم والعمل، كقوله عليه السلام: الحج عرفة، وفي ذلك أحاديث. ومعلوم أن الرجل لو وقف بعرفة فقط ما صار بذلك حاجّاً، وإنما ذكر أشهر أركان الحجّ، وكذلك قول أبن حبّان فذكر أكمل نعوت النبي، ولا يكون العبد نبياً إلاّ أن يكون عالماً عاملاً، ولو كان عالماً فقط لما عد نبياً أبداً، فلا حيلة لبشر في إكتساب النبوة. محمد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم أبو بكر البغدادي المقريء العطّار. ولد سنة خمس وستّين ومائتين. وسمع: أبا مسلم الكجّي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن يحيى المروزي، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وغيرهم، وقرأ القرآن على إدريس بن عبد الكريم بن خلف، وطال عمره وأقرأ النّاس رواية حمزة. وقرأ عليه: إبراهيم بن أحمد الطبري، وأبو الفرج عبد الملك بن بكران النهرواني، وأبو الحسن الحمامي، وعلي بن أحمد بن محمد بن داود الرزّاز المحدّث شيخ عبد السيّد بن عتّاب في التّلاوة، وغيرهم. وحدّث عنه أبو الحسن بن رزقويه، وابن داود الرزّاز، وأبو علي بن شاذان، وغيرهم. وهو راوي أمالي ثعلب عنه، هو من عوالي ما نقع من طريقه، أعلى من الجزء المنسوب إليه بدرجة.) قال الخطيب: كان ثقة، وكان من أحفظ الناس لنحو الكوفيّين وأعرفهم بالقرآن كتباً، قال: وطعن عليه بأن عمد إلى حروف من القرآن تخالف الإجماع، فأقرأ بها، فأنكر عليه، وارتفع أمره إلى الدولة، فاستتيب بحضرة الفقهاء والقرّاء وكتب عليه محضر بتوبته، وقيل: إنّه لم ينزع فيما بعد عن ذلك بل كان يقريء بها. وقال أبو طاهر بن أبي هاشم في كتاب البيان: وقد نبغ في عصرنا (26/114)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 115 نابغ، فزعم أنّ كل ما صحّ عنده وجه في العربية لحرف موافق خطّ المصحف فقراءته جائزة في الصلاة. وقال أبو أحمد الفرضي راتب المسجد: صلّى مع الناس، وكان ابن مقسم قد ولى ظهره القبلة، وهو يصلي مستدبرها، فأولت ذلك ما اختاره لنفسه من القراءآت. توفي ابن مقسم في ربيع الآخر. محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبدويه، أبو بكر الشافعي البزّاز المحدّث. مولده بجبل في جمادى الأولى أو الآخرة سنة ستين ومائتين. وسكن ببغداد، فسمع: محمد بن الجهم السمري، ومحمد بن شدّاد المسمعي، وموسى بن سهل الوشاء، وأبا قلابة، وعبد الله بن روح المدائني، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، ومحمد بن الفرج الأزرق، ومحمد بن غالب تمتام، وإسماعيل القاضي وجماعة يطول ذكرهم. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وأحمد بن عبد الله المحاملي، وأبو علي بن شاذان، وخلق كثير آخرهم أبو طالب بن غيلان. قال الخطيب: كان ثقة، ثبتاً، حسن التصنيف جمع أبواباً وشيوخاً. حدّثني ابن مخلد أنّه رأى مجلساً كتب عن الشافعي سنة ثماني عشرة وأربعمائة، ولما منعت الديلم يعني بني بويه الناس عن ذكر فضائل الصحابة وكتبوا سبّ السلف على أبواب المساجد، كان أبو بكر الشافعي يتعمّد (26/115)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 116 إملاء الفضائل في الجامع، ويفعل ذلك حسبة وقربة. وقال حمزة السّهمي،: سئل الدارقطني عن محمد بن عبد الله الشافعي فقال: ثقة جبل ما كان في ذلك الوقت أوثق منه. وقال الدارقطني أيضاً: هو الثقة المأمون الذي لم يغمز بحال. وقال ابن رزقويه: توفي في ذي الحجّة سنة أربع. قلت: والغيلانيات هي أعلى ما يروي في الدنيا من حديثه، وأعلى ما كان عند ابن الحصين) شيخ ابن طبرزد. وأخبرنا أحمد بن عبد السلام، والمسلّم بن محمد، وجماعة كتابة قالوا: أنا عمر بن طبرزد، أنا ابن الحصين، أنا محمد بن محمد، أنا أبو بكر الشافعي، ثنا أبو يعلي محمد بن شدّاد، ثنا يحيى بن سعيد القطّان، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن جرير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يرحم الله من لا يرحم الناس. قلت: غير الشافعي أعلى إسناداً منه فإنّه ليس بين سماعه وموته إلاّ ثمانية وسبعون عاماً، ومثل هذا كثير الوجود، وإنّما على حديثه تأخّر صاحبه ابن غيلان، وصاحب صاحبه ابن الحصين، فإنّ كلّ واحد منهما عاش بعد ما سمع ثمانياً وثمانين سنة، والله أعلم. محمد بن محرز بن مساور الفقيه أبو الحسن البغدادي الأدمي. سمع: محمد بن عبيد الله مرزوق، ومطيناً، والعمري. وعنه: أبو علي بن شاذان، ومحمد بن طلحة المدني. وثّقه ابن أبي الفوارس وقال: رأيته. (26/116)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 117 محمد بن عمر بن إسماعيل أبو بكر المقريء الحطاب. سمع: يحيى بن أيوب العلاف. محمد بن القاسم بن عبد الرحمن الكندي المصري، أبو الحسن الحذّاء. سمع: بكر بن سهل الدمياطي. محمد بن مكي بن أحمد بن سعدويه أبو بكر البردعي. طوف وسمع: البغوي، وابن صاعد، وأبا عروبة الحراني، وأبا جعفر الطّحاوي، وابن جوصا. وعنه: أبو الوليد حسّان بن محمد، وهو أكبر منه، ونصر بن محمد الطوسي العطّار، وأبو عبد الله الحاكم، وقال: توفّي بالشّاش. نعيم بن عبد الملك بن محمد بن عديّ أبو الحسن الإستراباذي. فاضل ثقة رئيس. رحل به أبوه وسمعه من: أبي مسلم الكجّي، وعبد الله بن أحمد، وأحمد بن الحسن، وبكر بن سهل الدمياطي، وسمع الجامع الصحيح من الكزبري. وتوفي سنة ثلاث أو أربع وخمسين.) روى عنه: الفتى أبو بكر محمد بن يوسف الشّالنجي الجرجاني، وأبو زرعة محمد بن يوسف الحافظ، وحفيده عبد الملك بن أحمد بن نعيم قاضي جرجان، وآخرون. (26/117)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 118 (26/118)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 119 1 (وفيات سنة خمس وخمسين وثلاثمائة) أحمد بن شعيب بن صالح أبو منصور البخاري الورّاق. سمع: صالح بن محمد بن جزرة، وحامد بن سهل، ومحمد بن حريث، وأبا خليفة الجمحي، وزكريا الساجي، وعمر بن أبي غيلان. وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، ومحمد بن طلحة النّعالي، وعبد الغفار المؤدّب. حدّث ببغداد. وقال خطيب: كان صالحاً ثبتاً. أحمد بن العبّاس بن عبيد الله أبو بكر البغدادي ويعرف بابن الإمام. قرأ القرآن على: الأشناني، وأبي بكر بن مجاهد، وكان مجوداً حاذقاً. انتقل إلى خراسان وأقرأ هناك، وتوفّي بالرّيَ. روى عنه: الحاكم وقرأ عليه لأبي عمرو وقال: كان أوحد وقته في (26/119)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 120 القراآت، دخل مرو وبخارى، وسمعتهم يذكرون أن نوح بن نصر الأمير قرأ عليه ختمة ووصله بأموال، ثم إنّه سافر إلى فرغانة. وكان خليعاً يضيع ما يحصل له، وكان لا يخلي لياليه من اجتماع الصوفية والقوّالين. وسمعته يقول: سمعت من عبد الله بن ناحية، ومن الفريابي، وسمعته يقول يوم وفاته: أما سمعت جواريه يصحن: واسيداه من يكفّن الغريب، فبلغني أنّه مات لم يكفن. وممّن قرأ عليه: عيسى أبو بكر الحيري. أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل أبو بكر العجلي البغدادي الدّقاق المقريء المعروف بالوليّ. سمع: أحمد بن يحيى الحلواني، وعبيد الله بن ناجية، ومحمد بن الليث الجوهري. وعنه: علي بن داود الرّزّاز، وغيره. وقد قرأ على أبي جعفر أحمد بن فرح، وعلي بن سليم بن إسحاق الخطيب، وأحمد بن سهل الأشناني، وأبي عبد الرحمن اللّهبيّ، وأبي عثمان سعيد بن عبد الرّحيم الضرير من أصحاب الدّوري. قرأ عليه: إبراهيم بن أحمد الطّبري، وإسناد تلاوته في كتاب المستنير، وأبو الحسن الحمامي،) وجماعة. توفي في رجب لثمان بقين منه ببغداد. أحمد بن قانع بن مرزوق القاضي أبو عبد الله البغدادي الفرضي، أخو عبد الباقي. (26/120)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 121 سمع: الحسين بن المثنى بن معاذ، وخليفة بن عمرو العكبري، وأبا خليفة. وعنه: علي بن داود الرزّاز، وأحمد بن علي البادي. ووثّقه الخطيب. أحمد بن محمد بن الحسين أبو حامد الخسر وجرد بن الخطيب الأديب. سمع: داود بن الحسين البيهقي، وابن الضريس، وطبقتهما. وعنه: الحاكم. توفّي في ربيع الأول. أحمد بن محمد بن شارك أبو حامد الهروي، الفقيه الشافعي، مفتي هراة وعالمها ونحويها. سمع: محمد بن عبد الرحمن النامي، والحسن بن سفيان، وأبو يعلي، وطبقتهم. أخذ عنه: الحاكم أبو عبد الله، وأهل هراة، وبها مات. وسيأتي في أواخر الطبقة الاختلاف في وقاته. أحمد بن محمد بن رزمة، أبو الحسين القزويني. سمع: الحسين بن علي بن محمد الطنافسي، وموسى بن هارون بن حبان، ومحمد بن أيوب بن الضريس. وعاش مائة سنة. الحسن بن محمد بن عباس أبو علي الرازي الفلاّس. حدّث بهمذان سنة خمس وخمسين عن: محمد بن أيوب بن الضريس، وإبراهيم بن يوسف. (26/121)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 122 روى عنه: ابن خانجان، وأبو طاهر بن سلمة. الحسن بن داوود بن علي بن عيسى بن محمد بن القاسم بن الحسن ابن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب أبو عبد الله العلوي النيسابوري. قال الحاكم في ترجمته: شيخ آل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عصره بخراسان، وكان من أكثر الناس صلة ومحبة وصدقة لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في عصره.) صحبته برهة من الدهر فما سمعته ذكر عثمان إلا قال: الشهيد. وبكي، وما سمعته يذكر عائشة إلاّ قال الصّدّيقة بنت الصديق حبيبة حبيب رسول الله، وبكى. وسمع: جعفر بن أحمد الحافظ، وابن شيرويه، وابن خزيمة. وكان جدّه علي بن عيسى أزهد العلويّة في عصره وأكثرهم اجتهاداً وكان عيسى يلقب الفياض لكثرة عطائه وجوده، وكان محمد بن القاسم ينادم الرشيد والمأمون، وكان القاسم راهب آل محمد صلى الله عليه وسلم، وكان أبوه أمير المدينة وأحد من روى عنه مالك في الموطأ. قاله الحاكم. الحسين بن أيوب العلاّمة أبو علي الصيرفي شيخ المالكية بمصر. مات في ذي الحجّة. قال عياض: وشعيه كافور صاحب مصر. عبد الرحمن بن محمد بن حامد بن متويه أبو القاسم البلخي الزاهد. سمع: معمر بن محمد العوفي، وإسحاق بن هياج، وعلي بن مكرم وحدّث ببغداد بانتخاب محمد بن المظفر. روى عنه: ابن رزقويه، وأبو الحسن الحمامي، وابن مردويه، وعلي بن داود الرزّاز. (26/122)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 123 وثّقه الخطيب. وروى عنه الحاكم وقال: قل ما رأيت في المحدّثين أودع منه، وكان محدّث بلخ في وقته، وقد حجّ سنة خمسين فحدّث بنيسابور وبغداد. علي بن الإخشيد صاحب مصر. مات شاباً في هذه السنة كما هو مذكور في ترجمة كافور. علي بن الحسن بن علان الحرّاني أبو الحسن الحافظ، مؤلّف تاريخ الجزيرة. وسمع: أبا عروبة، وأبا يعلي الموصلي وعبد الله بن زيدان، ومحمد بن جرير الطبري، ومحمد بن محمد الباغندي، وسعيد بن هاشم الطبراني، وجماعة. ورحل وطوف وصنّف. وعنه: ابن مندة، وتمام، وأحمد بن محمد بن الحاج الأشبيلي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن الطبيز، وأبو العباس محمد بن السمسار، غيرهم. قال عبد العزيز الكتّاني: كان ثقة حافظاً نبيلاً، توفي يوم الأضحى.) محمد بن أحمد بن عبد الوهاب بن داود بن بهرام أبو بكر السلمي الأصبهاني المقريء الضرير. روى عن: علي بن جبلة، وموسى بن هارون، ومحمد بن إبراهيم بن نصر، ومحمد بن عبد الرحيم بن شبيب الأصبهاني، وقرأ القرآن على أبي الحسن الطرسوسي صاحب أبي عمر الدوري، ولا أعرفه وهو علي بن (26/123)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 124 أحمد بن محمد بن زياد المكي. وعنه: أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي علي. وقال أبو نعيم: قرأت عليه ختمة. قلت: وقرأ عليه محمد بن عبد الرحمن الخلقاني، وأحمد بن محمد بن عبدويه القطّان، وأبو عمر الخرقي. وحدّث عنه: محمد بن إيراهيم بن مصعب التاجر ختمة قراءة عاصم. محمد بن أحمد بن بشر المزكي الحنفي أبو عبد الله الفقيه. ذكره الحاكم فقال: شيخ أهل الرأي في عصره، وكان من الصالحين فتعجّبنا من خشوعه واجتهاده. سمع: محمد بن إبراهيم البوسنجي، وإبراهيم بن علي الذهلي، وطبقتهما، وكنت أحث البغداديين على السماع منه، وقد يعرف بابن بشرويه. محمد بن الحسين بن منصور أبو الحسن النيسابوري التاجر المعدّل، من أحد مشايخ العلم هو وأبوه وعمّه عبدوس. سمع: محمد بن عمرو الحرشي، ومحمد بن إبراهيم البوسنجي، ومحمد بن أيوب الرازي، وأبا عمر القتّات ويوسف القاضي، وطائفة. وكتب ما لم يكتبه غيره، وكان صدوقاً متفنّناً حافظاً. ولد سنة أربع وسبعين ومائتين، وأكثر الإتقان على العلماء والشيوخ. انتخب عليه أبو علي الحافظ مع تقدّمه مائتي جزء، وصنّف الكتب على رسم ابن خزيمة. قال الحاكم: سمعته يقول عندي عن عبد الله بن ناحية، وقاسم (26/124)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 125 المطرز ألف جزء وزيادة، وخرجت إلى بخارى سنة خمس عشرة فكتبوا عني، وقد سمع مني أبي وعمّي ورويا عني. وقال عبد الله بن سعد الحافظ: كتبت عن أبي الحسن بن منصور أكثر من ثلاثة آلاف حديث) استفدتها. وقال الحاكم: رأيت مشايخنا يتعجّبون من حسن قراءة أبي الحسن للحديث وكف بصره سنة تسع وأربعين. محمد بن أحمد بن زكريا أبو الحسن النيسابوري العابد. سمع: الحسين بن محمد القباني، وأحمد بن النضر بن عبد الوهاب، وإبراهيم بن علي الذهلي، وأبا بكر الجارودي. قال الحاكم: كان من أفاضل شيوخنا وأكثرهم صحبة، وصار في آخر عمره من العبّاد المجتهدين، وألف العزلة، وعاش تسعين سنة. محمد بن الحسن بن الوليد الكلابي أخو تبوك وعبد الوهاب. دمشقي. حدّث في هذا العام عن: أبي عبد الرحمن النّسائي، والقاسم بن الليث الرسعني. وعنه: محمد بن عوف المزني، وغيره. محمد بن الحسين بن علي أبو عبد الله الأنباري الوضاحي الشاعر المشهور، نزيل نيسابور. سمع: أبا عبد الله المحامليّ، وأبا روق الهزاني. روى عنه الحاكم وقال: كان أشعر أهل وقته، فمن شعره: (لأخمصي على هام العلى قدم .......... وقطر كفي في ضرب الطلي ديم) (26/125)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 126 (فلست أملك مالاً لأجود به .......... ولست أشرب ما ليس فيه دم)

(يستأنس الليل بي من كلّ موحشة .......... تخشى ويعرف شخصي الغور والأكم)

(سل الصحائف عني والصفاح معاً .......... تنبي الكلوم بما تنبي به الكلم) محمد بن صالح أبو عبد الله البستي الكاتب. سمع أبا عبد الله البوسنجي وغيره. محمد بن محمد بن عبدان أبو سهل النيسابوري الفقيه الشافعي الصوفي. حجّ وطوف وجاور. مات غريقاً في طريق فراء في رجب. محمد بن عمر بن محمد بن مسلم أبو بكر بن الجعابي التميمي البغدادي الحافظ قاضي الموصل. سمع: عبد الله بن محمد البلخي، ويحيى بن محمد الحنائي، ومحمد بن الحسن بن سماعة الحضرمي، ومحمد بن يحيى المروزي، ويوسف القاضي، وأبا خليفة، وجعفر الفريابي، وخلقاً) كثيراً. وكان حافظ زمانه. صحب أبا العبّاس بن عقدة، وصنف في الأبواب والشيوخ والتاريخ. وتشيّعه مشهور. روى عنه: الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، وابن رزقويه، وابن الفضل القطّان، والحاكم أبو عبد الله، وأبو عمر الهاشمي، وآخرون، آخرهم وفاة أبو نعيم الحافظ. (26/126)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 127 مولده في صفر سنة أربع وثمانين ومائتين. قال أبو علي الحافظ النيسابوري: ما رأيت في المشايخ أحفظ من عبدان، ولا رأيت في أصحابنا أحفظ من أبي بكر الجعابي، وذاك أني حسبته من البغداديين الذين يحفظون شيخاً واحداً أو ترجمة واحدة أبو باباً واحداً، فقال لي أبو إسحاق بن حمزة يوماً: يا أبا علي لا تغلط في ابن الجعابي فإنّه يحفظ حديثاً كثيراً. قال: فخرجنا يوماً من عند ابن صاعد فقلت له: يا أبا بكر أيش أسند الثوري عن منصور، فمر في الترجمة، فقلت: أيش عند أيوب عن الحسن، فمر في الترجمة، فما زلت أجره من حديث مصر إلى حديث الشام إلى العراق إلى أفراد الخراسانيين وهو يجيب، فقلت: أيش روى الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، وأبي هريرة بالشركة، فذكر بضعة عشر حديثاً، فحيّرني حفظه. رواها الحاكم عن أبي علي. وقال محمد بن الحسين بن الفضل. سمعت ابن الجعابي يقول: دخلت الرقة، وكان لي ثم قمطران كتب فأنفذت غلامي إلى الذي عنده كتبي، فرجع مغموماً وقال: ضاعت الكتب، فقلت: يا بني لا تغتم، فإن فيها مائتي ألف حديث لا يشكل عليّ حديث منها لا إسناداً ولا متناً. وقال أبو علي التنوخي: ما شاهدنا أحفظ من أبي بكر بن الجعابي، وسمعت من يقول إنّه يحفظ مائتي ألف حديث ويجيب في مثلها، إلاّ أنه كان يفضل الحفاظ بأنه كان يسوق المتون بألفاظها، وأكثر الحفاظ يتسمحون في ذلك، وكان إماماً في المعرفة بعلل الحديث وثقات الرجال ومواليدهم ووفياتهم، وما يطعن على كل واحد منهم، ولم يبق في زمانه من يتقدّمه في الدين. قال أبو ذر الهروي: سمعت أبا بكر بن عبدان الحافظ يقول: وقع إليّ (26/127)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 128 جزء من حديث الجعابي، فحفظت منه خمسة أحاديث، فأجابني فيها، ثم قال: من أين لك هذا قلت: من جزء لك. قال: إن شئت ألق علي المتن وأجيبك في الإسناد أو ألق علي الإسناد وأجيبك في المتن. وقال أبو الحسن بن رزقويه، مما سمعه من الخطيب: كان ابن الجعابي يملي مجلسه وتمتليء) السكة التي يملي فيها والطريق، ويحضره ابن المظفّر والدارقطني ويملي الأحاديث بطرقها من حفظه. قال أبو علي النيسابوري: قلت لابن الجعابي: قد وصلت إلى الدينور فهلا جئت نيسابور قال: هممت به ثم قلت: أذهب إلى عجم لا يفهمون عني ولا أفهم عنهم. وقال الحاكم: قلت للدارقطني: يبلغني عن الجعابي أنه تغير عما عهدناه، فقال: وأي تغير قلت بالله: هل اتهمته قال: أي والله، ثم ذكر أشياء، فقلت: وصح لك أنه خلط في الحديث قال: أي والله. قلت: حتى خفت أنه ترك المذهب، قال: ترك الصلاة والدين. وقال محمد بن عبد الله السبحي: كان ابن الجعابي المحدّث قد صحب قوماً من المتكلمين فسقط عند كثير من الحديث، وأمر قبل موته أن تحرق دفاتره بالنّار، فأنكر عليه واستقبح ذلك منه، وقد كان وصل إلى مصر ودخل إلى الإخشيد، ثم مضى إلى دمشق فوقفوا على مذهبه فشردوه، فخرج هارباً. وقال أبو حفص بن شاهين: دخلت أنا وابن المظفر والدارقطني على الجعابي وهو مريض فقلت له: من أنا فقال: سبحان الله ألستم فلان وفلان، وسمّاناً فدعونا وخرجنا فمشينا خطوات، وسمعنا الصائح بموته، (26/128)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 129 فرجعنا إلى داره فرأينا كتبه تل رماد. وقال الأزهري: كانت تبكيه نائحة الرافضة تنوح مع جنازته. قال أبو نعيم: قدم علينا الجعابي أصبهان سنة تسع وأربعين وثلاثمائة. ولأبي الحسن محمد بن سكرة في ابن الجعابي: (ابن الجعابي ذو سجايا .......... محمودة منه مستطابه)

(رأى الريا والنفاق حظاً .......... في ذي العصابة وذي العصابة)

(يعطي الإمامي ما اشتهاه .......... ويثبت الأمر في القرابه)

(حتى إذا غاب عنه أنمى .......... يثبت الأمر في الصحابه)

(وإن خلا الشيخ بالنصارى .......... رأيت سمعان أو مرابه)

(قد فطن الشيخ للمعاني .......... فالغر من لامه وعابه) أنبا بن المسلم بن علان، والمؤمل بن محمد، ويوسف بن يعقوب، أن أبا اليمن الكندي أخبرهم: أنبأ أبو منصور الشيباني، أنا أبو بكر الخطيب، الخطيب، حدثني الحسن بن محمد) الأشتر، سمعت أبا عمر القاسم بن جعفر الهاشم غير مرة يقول: سمعت ابن الجعابي يقول: أحفظ أربعمائة ألف حديث وأذاكر بستمائة ألف حديث. وبه قال الخطيب: حدثني الأزهري، ثنا أبو عبد الله بن بكير عن بعض أصحاب الحديث وأظنّه ابن درّان قال: رآني ابن الجعابي وقد جئت من مجلس المظفر فقال: كم أملى؟ (26/129)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 130 فسمّيت، فقال: أيما أحب إليك، تذكر أسانيد الأحاديث وأذكر متونها، أو تذكر المتون وأذكر أسانيدها فقلت: بل المتون. فجعلت أقول: روى حديثاً سنة كذا وكذا، فيقول: حدّثكم به عن فلان بن فلان، فلم يخطيء في جميعها. وبه سمعت التنوخي يقول: تقلّد ابن الجعابي قضاء الموصل، فلم يحمد في ولايته. وذكر الخطيب عن رجاله أنّ ابن الجعابي كان يشرب في مجلس ابن العميد. قلت: لم يبين ما كان يشرب هل هو نبيذ أو خمر. وقال السّلمي: سألت عنه الدارقطني، فقال: خلّط، وذكر مذهبه في التشيّع. وكذا ذكر الحاكم عن الدارقطني وذكر عنه، فقال: قال لي الثقة من أصحابنا ممّن كان يعاشر ابن الجعابي: إنه كان نائماً فكتبت على رجله، فكنت آراه ثلاثة أيام لم يمسّه الماء. وبالإسناد المذكور إلى الخطيب: ثنا الأزهري أنّ ابن الجعابي لما مات أوصى بأن تحرق كتبه، فكان معها كتب للناس، فحدّثني أبو الحسين بن البواب أنه كان له عنده مائة وخمسون جزءاً، فذهبت في جملة ما أحرق. وقال مسعود السجزي: سمعت الحاكم، سمعت الدارقطني يقول: (26/130)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 131 أخبرت بعلة أبي بكر الجعابيّ، فقمت إليه في الوقت، فأتيته فرأيته يحرق كتبه بالنار، فأقمت عنده حتى ما بقي منه بينة، ثم مات من ليلته. قرأت على إسحاق الأسدي: أخبرك يوسف الحافظ، أنا أبو المكارم المعدّل، وأنا أحمد بن سلامة وغيره إجازة، عن أبي المكارم، أنّ أبا علي الحداد أخبرهم، أنا أبو نعيم، ثنا محمد بن عمر بن مسلم، ثنا محمد بن النعمان السلمي، ثنا هدية، ثنا حزم بن أبي حزم، سمعت الحسن يقول: بئس الرفيق الدينار والدرهم لا ينفعان حتى يفارقاك. محمد بن القاسم بن شعبان بن محمد بن ربيعة الفقيه أبو إسحاق المصري المالكي صاحب التصانيف. قال القاضي عياض: هو من ولد عمار بن ياسر رضي الله عنه، ويعرف أيضاً بابن القرضي،) نسبة إلى بيع القرض. كان رأس المالكية بمصر وأحفظهم للمذهب، مع التفنن من التاريخ والأدب مع الدين والورع، ومع فنونه لم يكن له بصر بالنحو، وكان واسع الرواية. له كتاب الزاهي الشعباني في الفقه وهو مشهور، وكتاب أحكام القرآن وكتاب مناقب مالك وكتاب المنسك. روى عنه: محمد بن أحمد بن الخلاص التّجاني، وخلف بن القاسم بن سهلون، وعبد الرحمن بن يحيى العطار، وطائفة. توفي لأربع عشرة بقيت من جمادى الأولى. قلت: وكان ابن شعبان صاحب سنة كغيره من أئمة الفقه في ذلك العصر، فإني وقفت على تأليفه في تسمية الرواة عن مالك، قال في أوله: بديت فيه بحمد الله الحميد ذي الرشد والتسديد، الحمد لله أحق ما بديء وأولى من شكر، الصمد الواحد ليس له صاحبة ولا ولد، جل عن المثل، فلا (26/131)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 132 شبيه له ولا عدل عادل فهو دان بعلمه، أحاط علمه بالأمور ونفذ حكمه في سائر المقدور وذكر باقي الخطبة، ولم يكن بالمتقن للأثر مع سعة علمه. روى ابن حزم له في المحلى قال: ثنا أحمد بن إسماعيل الحضرمي، ثنا محمد بن أحمد بن الخلاص، ثنا محمد بن القاسم بن شعبان المصري، حدّثني إبراهيم بن عثمان بن سعيد، فذكر حديثاً ساقطاً، ثم قال ابن حزم: ابن شعبان في المالكية نظير عبد الباقي بن قانع في الحنفيّين، قد تأملنا حديثهما فوجدنا فيه البلاء المبين والكذب البحت والوضع، فإمّا تغيّر حفظهما وإما اختلطت كتبهما. محمد بن محمد بن عبيد الله بن عمرو أبو عبد الله الجرجاني الواعظ المقريء، وقيل كنيته أبو الحسين، ويلقب بفضله. كان كثير الأسفار. سمع: محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، وحامد بن شعيب، وعمران بن موسى، وأبا بكر بن خزيمة، والحسن بن سفيان، وعبد الله بن شيرويه، وابن جوصا الدمشقي. وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني، وأبو نعيم. وقال: أخرج عنه أبو الشيخ. وتوفي سنة خمس وخمسين وثلاثمائة. وهم الحاكم في قوله: توفي سنة أربع وأربعين. محمد بن معمر بن ناصح أبو مسلم الذهلي الأصبهاني الأديب.) سمع أبا بكر بن عاصم، وأبا شعيب الحرّاني، ويوسف بن يعقوب القاضي، وموسى بن هارون. وعنه: علي بن عبد ربّه، وأبو بكر الذكواني، وأبو نعيم الحافظ، وأهل أصبهان. (26/132)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 133 منذر بن سعيد بن عبد الله بن عبد الرحمن، أبو الحاكم البلوطي الكزني. وكزنة فخذ من البربر، قاضي القضاة بقرطبة. سمع من: عبيد الله بن يحيى الليثي، وحجّ سنة ثمان وثلاثمائة، فأخذ عن أبي المنذر كتاب الأشراف وأخذ العربية من ابن النحّاس. كان يميل إلى رأي داود الظاهريّ ويحتجّ له، وولي القضاء في الثغور الشرقية. ثم ولي قضاء الجماعة سنة تسع وثلاثين، وطالت أيامه وحمدت سيرته، وكان بصيراً بالجدل والنظر والكلام، فطيناً بليغاً متفوّهاً شاعراً، وله مصنّفات في القرآن والفقه، أخذ الناس عنه. توفي في ذي القعدة، وله اثنتان وثمانون سنة، وقد ولي الصلاة بالمدينة الزهراء، وكان قوّالاً بالحق لا يخاف لومة لائم، وكان كثير الإنكار على الناصر لدين الله عبد الرحمن، بليغ الموعظة كبير الشأن. قيل إن أول معرفته بالنّاصر أنّ النّاصر احتفل لدخول رسول ملك الروم صاحب قسطنطينية بقصر قرطبة الاحتفال الذي اشتهر، فأحب أن يقوم الشعراء والخطباء بين يديه، فقدموا لذلك أبا علي القالي رصيف الدولة، فقام وحمد الله تعالى وأثنى عليه، ثم ارتج عليه وبهت وسكت، فلما رأى ذلك منذر القاضي قام دونه بدرجة، ووصل افتتاح القالي بكلام عجيب بهر (26/133)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 134 العقول جزالة وملأ الأسماع جلالة، فقال: أمّا بعد، فإن لكل حادثة مقاماً، ولكل مقام مقالاً، وليس بعد الحق إلا الضلال، وإني قد قمت في مقام كريم، بين يدي ملك عظيم، فاصغوا لي بأسماعكم، إن من الحق أن يقال للمحق: صدقت، وللمبطل: كذبت، وإن الجليل تعالى في سمائه، وتقدس بأسمائه، أمر كليمه موسى أن يذكر قومه بنعم الله عندهم، وأنا أذكركم نعم الله عليكم، وتلافيه لكم بولاية أميركم التي آمنت سربكم ورفعت خوفكم، وكنتم قليلاً فكثركم، ومستضعفين فقواكم، ومستذلين فنصركم، ولاه الله أياماً ضربت الفتنة سرادقها على الآفاق، وأحاطت بكم شعل النفاق حتى صرتم مثل حدقة البعير، مع ضيق الحال والتغيير، فاستبدلتم من الشدة بالرخاء. فناشدتكم الله ألم تكن الدماء مسفوكة فحقنها، والسبل مخوفة فأمنها، والأموال منتهبة فأحرزها، والبلاد) خراباً فعمّرها، والثغور مهتضمة فحماها ونصرها، فاذكروا آلاء الله عليكم. وذكر كلاماً طويلاً وشعراً، فقطب الرسول وصلب وتعجب الأمير عبد الرحمن منه وولاّه خطابة الزهراء، ثم قضاء الجماعة بمملكته، ولم يحفظ له قضية جور، وقد استعفى غير مرّة فلم يعف، والله أعلم. (26/134)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 135 1 (وفيات سنة ست وخمسين وثلاثمائة) أحمد بن أسامة بن أحمد بن أسامة بن عبد الرحمن بن عبد الله بن السمح بن أسامة أبو جعفر التجيبي، مولاهم المصري المقريء. قرأ القرآن على إسماعيل بن عبد الله النحاس، عن أبي أيوب الأزرق صاحب ورش. وتصدر للإقراء فقرأ عليه خلف بن إبراهيم بن خاقان شيخ أبي عمرو الداني وغيره. وسمع الحديث من بكر بن سهل الدمياطي، وغيره. روى عنه: أبو القاسم يحيى بن علي بن الطحان في تاريخه، وقال: توفي في شهر رجب سنة اثنتين وأربعين، وقيل ست وخمسين. وأما أبو عمرو الداني فروى عن خلف بن إبراهيم وفاته سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، وأنه نيف على المائة. قال أبو عمرو: روى عنه القراءة محمد بن النعمان، وخلف بن قاسم، وعبد الرحمن بن يونس. (26/135)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 136 أحمد بن بويه الديلمي السلطان معز الدولة أبو الحسين بن فناخسرو ابن تمام بن كوفي بن شيرزيل بن شيركوه بن شيرزيل بن شيران بن شيرفنة بن شبستان شاه بن سسن فرو بن شروزيل بن سسناد بن بهرام جور. أحد ملوك بني ساسان. كذا ساق نسبه القاضي شمس الدين، وعد ما بينه وبين بهرام ثلاثة عشر أباً، وقابلته على نسختين. كان بويه يصطاد ويحترف، وكان ولده أحمد هذا ربما احتطب، قال أمره إلى الملك، وكان قدومه إلى بغداد سنة أربع وثلاثين، وكان موته بالبطن فعهد إلى ولده عزّ الدولة أبي منصور بختيار بن أحمد. وقيل: إنّه لمّا احتضر استحضر بعض العلماء فتاب على يده، كلما حضر وقت الصلاة خرج العالم إلى مسجد، فقال معزّ الدولة: لم لا تصلي هنا قال: إن الصلاة في هذه الدار لا تصح،) وسأله عن الصحابة، فذكر له سوابقهم وأن علياً زوج بنته من فاطمة بعمر رضي الله عنه، فاستعظم وقال: ما علمت بهذا، وتصدّق بأموال عظيمة، وأعتق غلمانه، وأراق الخمور، ورد المواريث إلى ذوي الأرحام. وكان يقال له الأقطع. طارت يساره في حرب، وطارت بعض اليمنى، وسقط بين القتلى ثم نجا. وتملّك بغداد بلا كلفة، ودانت له الأمم، وكان في الابتداء تبعاً لأخيه الملك عماد الدولة. مات في ربيع الآخر سنة ست وخمسين وثلاث مائة، وله ثلاث وخمسون سنة. وقد أنشأ داراً غرم عليها أربعين ألف ألف درهم، فبقيت إلى بعد (26/136)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 137 الأربعمائة ونقضت، فاشتروا جرد ما في سقوفها من الذهب بثمانية آلاف دينار. أحمد بن محمود بن زكريا بن خرزاذ القاضي أبو بكر الأهوازي. سمع: أبا مسلم الكجي، وأبا جعفر الحضرمي مطيناً، ونحوهما. توفي في ذي القعدة. أحمد بن محمد بن خلف بن أبي حجيرة، أبو بكر القرطبي. سمع من: أحمد بن خالد بن الحباب، وجماعة، ودخل فسمع بمصر من محمد بن جعفر بن أعين. وكان زاهداً متبتلاً فقيهاً. توفي في جمادى الأولى. إبراهيم بن محمد بن شهاب أبو علي العطار الحنفي. كان من متكلمي المعتزلة. روى عن: محمد بن يونس الكديمي، وأبي مسلم الكجي. وعنه محمد بن طلحة النعالي. عداده في البغداديين. عاش بضعاً وثمانين سنة. (26/137)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 138 إسماعيل بن القاسم بن هارون بن عيذون، العلاّمة أبو علي البغدادي القالي. سألوه عن هذه النسبة فقال: أه ولد بمنازكرد فلما انحدرنا إلى بغداد كان رفقته فيها جماعة من أهل قالي فلا فكانوا يحافظون لمكانهم من الشعر، فلمّا دخلت بغداد انتسبت إلى قالي قلا، وهي قرية من قرى منازكرد من أرمينية، ورجوت أن انتفع بذلك عند العلماء. فمضى عليّ القالي. وقيل إن مولد سنة ثمانين ومائتين.) أخذ العربية واللغة عن ابن دريد، وابن أبي بكر بن الأنباري، وابن درستويه، وسمع من أبي يعلى الموصلي، وأبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وابن صاعد، وابن عرفة نفطويه، وعلي بن سليمان الأخفش، وقرأ بحرف أبي عمرو على أبي بكر بن مجاهد. وأول دخوله إلى بغداد سنة خمس وثلاثمائة. (26/138)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 139 حكى هارون النحوي قال: كنّا نختلف إلى أبي علي بجامع الزهراء، فأخذني المطر، فدخلت وثيابي مبتلة، وحوله أعلام أهل قرطبة، فقال لي: مهلاً يا أبا نصر هذا هيّن وتبدّله بثياب آخر، فلقد عرض لي ما أبقى بجسمي ندوباً. كنت أختلف إلى ابن مجاهد فأدلجت، فلما انتهيت إلى الدرب رأيته مغلقاً فقلت: أبكر هذا البكور وتفوتني النوبة، فنظرت إلى سرب هناك فاقتحمته، فلما أن توسطته ضاق بي، ونشبت فاقتحمته أشد اقتحام، فنجوت بعد أن تخرقت ثيابي وتزلّع جليد حتى انكشف العظم، فأين أنت مما عرض لي. ثم أنشد: (ثبت للمجد والساعون قد بلغوا .......... جهد النفوس وألقوا دونه الأزرا)

(فكابدوا المجد حتى مل أكثرهم .......... وعانق المجد من أوفى ومن صبرا)

(لا تحسب المجد تمراً أنت آكله .......... لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا) قال: ودخل الأندلس في سنة ثلاثين، فقصد صاحبها عبد الرحمن الناصر لدين الله فأكرمه، وصنف لولده الحكم تصانيف، وبثّ علومه هناك، وكان قد بحث على ابن درستويه الفارسي كتاب سيبويه، ودقق النظر وانتصر للبصريين، وأملي أشياء من حفظه ككتاب النوادر وكتاب الأمالي الذي اشتهر اسمه، وكتاب المقصور والممدود، وله كتاب الإبل وكتاب الخيل، وله كتاب البارع في اللغة نحو خمسة آلاف ورقة، لم يؤلف أحد مثله في الإحاطة والجمع لكن لم يتممه. وولاؤه لعبد الملك بن مروان ولهذا قصد بني أمية ملوك الأندلس، فعظم عندهم وكانت مؤلفاته على غاية الاتقان. أخذ عنه: عبد الله بن الربيع التميمي، وهو آخر من حدّث عنه، وأحمد بن أبان بن سيد، وأبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي اللغوي، وغيرهم. (26/139)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 140 توفي أبو علي بقرطبة في ربيع الآخر سنة ست وخمسين وثلاثمائة. جعفر بن محمد بن الحارث أبو محمد المراغي.) طوف الأقاليم وسمع محمد بن يحيى المروزي، وأبا عبد الرحمن النسائي، وأبا خليفة، والفريابي، وعبد الله بن ناجية، وأبا يعلي الموصلي، وطائفة بعد الثلاثمائة، وعاش نيفاً وثمانين سنة. روى عنه الحاكم وقال: كان من أصدق الناس في الحديث، وأبو عبد الرحمن السّلمي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج، وآخرون. جعفر بن مطر النيسابوري. رحل وسمع محمد بن أيوب بن الضريس، وأبا خليفة. وعنه الحاكم وغيره. حامد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن معاذ، أبو علي الرفا الهوري المحدث الواعظ. سمع: الفضل بن عبد الله اليشكري، وعثمان بن سعيد الدارمي، والحسين بن إدريس، ومحمد بن عبد الرحمن بهراة، وبهمذان محمد بن المغيرة السكري، ومحمد بن صالح الأشج، وعلي بن عبد العزيز بمكة، ومحمد بن يونس الكديمي، وإبراهيم الحربي، وبشر بن موسى ببغداد، وسمع أيضاً بنيسابور داود بن الحسين البيهقي، وخليفة، وسمع محمد بن أيوب البجلي بالري وبالكوفة. وعنه: الحاكم، وأبو منصور محمد بن محمد الأزدي، وأبو علي بن شاذان، وأبو الفضل محمد بن أحمد الجارودي، وسعيد بن عثمان بن عمار، ومحمد بن عبد الرحمن الدّباس، وأبو عثمان سعيد بن العباس القرشي، وهو آخر من حدّث عنه. (26/140)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 141 عاش إلى سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة. وحدّث أبو علي ببغداد بانتخاب الدارقطني. وثقه الخطيب وغيره، وكان موته بهراة في رمضان. أخبرنا أبو علي بن الخلال، أنا أبو المنخال اللّتي، أنا أبو الوقت، أنا أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري، أنا محمد بن يوسف، أنا حامد بن محمد، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا المسعودي، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن مسلمة قال: كان من دعاء علي رضي الله عنه: اللهم ثبتنا على كلمة العدل والهدى والصواب، وقام الكتاب، هادين مهديين، راضين مرضيين، غير ضالين ولا مضلّين. سعيد بن أحمد بن محمد بن عبد ربه أبو عثمان الفقيه ابن شاعر الأندلس.) سمع: محمد بن عمر بن لبابة، وأسلم بن عبد العزيز، وجماعة. وكان مقدماً في الفتوى ثقة عالماً، أخذ الناس عنه. العباس بن محمد بن نصر بن السري أبو الفضل الرافضي. سمع: هلال بن العلاء، وسعيد بن يحيى بن يزيد صاحب مصعب الزبيري، ومحمد بن الخضر بن علي، وحفص بن عمر بن سنجة، ومحمد بن محمد الجذوعي القاضي، وصباح بن محمد بن صباح صاحب المعافى بن سليمان، وغيرهم. ولعله آخر من روى عن هلال بن العلاء. روى عنه: عبد الرحمن بن عمر النّحاس، وأبو عبد الله بن نظيف، (26/141)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 142 وأحمد بن محمد بن الحاجّ، وجماعة. وتوفي بمصر، قال يحيى بن علي الطحاوي: تكلّموا فيه. عبد الله بن محمد بن أحمد بن حبان أبو الطيّب قاضي طوس. قال الحاكم: روى عن مسدد بن قطن، ومحمد بن إسماعيل بن مهران، وجماعة. وخرجت له الفوائد. وكان من أعيان أصحاب أبي علي الثقفي. توفي سنة ست وخمسين. عبد الخالق بن الحسن بن محمد بن نصر بن أبي روبا السقطي العدل ببغداد. سمع: محمد بن سليمان الباغندي، ومحمد بن غالب تمتام، وإسحاق بن الحسن الحربي، وأبا شعيب الحراني. وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن داود الرّزاز، وعبد الله بن يحيى السكري، وطلحة الكتاني، وأبو علي بن شاذان، ومحمد بن طلحة النعالي. وثقه البرقاني. عثمان بن محمد بن بشر أبو عمرو السقطي البغدادي، سنقه. سمع: محمد بن يونس الكديمي، وإسماعيل القاضي، وإبراهيم الحربي، وأحمد بن علي البربهاري، وغيرهم. وكتب الناس عنه بانتخاب الدارقطني، وأثنى عليه البرقاني ووثقه. روى عن: ابن رزقويه، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وعبد الله (26/142)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 143 السكري، وطلحة بن الصقر،) ومحمد بن طلحة النعالي. توفي في ذي الحجّة، وله سبع وثمانون سنة. علي بن إبراهيم بن حمّاد بن إسحاق أبو الحسن الأزدي البغدادي القاضي. سمع: محمد بن يونس الكديمي، وبشر بن موسى، ومحمد بن عبد الله الحضرمي، وانتخب عليه الدارقطني. وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن داود الرزاز. وثقه الخطيب، قال: ولي قضاء الأهواز. علي بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الهيثم أبو الفرج الأصبهاني، الكاتب، مصنف كتاب الأغاني. سمع: محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، ومحمد بن جعفر القتات، والحسين بن أبي الأحوص، وعلي بن العباس المقانعي الكوفيين، وأبا خبيب بن البرتي، فمن بعدهم. والهيثم هو ابن عبد الرحمن بن مروان بن عبد الله بن مروان الحمار بن محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص. روى عنه: الدارقطني، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وعلي بن أحمد الرزاز، وآخرون. (26/143)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 144 واستوطن بغداد من صباه. كان من أعيان أدبائها وأفراد مصنفيها. روى عن طائفة كثيرة، وكان إخبارياً نسابة شاعراً، ظاهر التشيع. قال أبو علي التنوخي: كان أبو الفرج يحفظ من الشعر والأغاني والأخبار والمسندات والأنساب ما لم أرقط من يحفظ مثله، ويحفظ سوى ذلك من علوم أخر، منها اللغة والنحو والمغازي والسير، وله تصانيف عديدة، وحصل له ببلاد كتب صنفها لبني أمية ملوك الأندلس أقاربه، سيرها إليهم سراً وجاءه الإنعام سراً، فمن ذلك: نسب بني عبد شمس، وكتاب أيام العرب ألف وستمائة يوم، وكتاب جمهرة النسب، وكتاب نسب بني شيبان، وكتاب نسب المهالبة لكونه كان منقطعاً إلى الوزير المهلبي، وله فيه مدائح، وله كتاب أخبار الشواعر، وكتاب مقاتل الطالبيين، وكتاب الزيارات وهذا عجيب إذ هو مرواني يتشيع. قال ابن أبي الفوارس: قد خلط قبل أن يموت. قال: وتوفي في ذي الحجّة، وكان مولده سنة) أربع وثمانين ومائتين. قلت: رأيت شيخنا ابن تيمية يضعفه ويتّهمه في نقله ويستهول ما يأتي به، وما علمت فيه جرحاً إلا قول ابن أبي الفوارس: خلط قبل أن يموت وقد أثنى على كتابه الأغاني جماعة من جلة الأدباء. ومن تواليفه كتاب أخبار الطفيليين، كتاب أخبار جحظة، كتاب أدب السماع، كتاب الخمارين. قال هلال بن المحسن الصابي، كان أبو الفرج صاحب الأغاني من ندماء الوزير المهلبي، وكان وسخاً قذراً لم يغسل له ثوب أبداً منذ فصله إلى أن يتقطّع، وشعره جيد لكنّه في الهجاء أبلغ، وكانوا يتقون لسانه ويصبرون على مجالسته ومشاربته. ذكر ابن الصابي أنّ أبا القاسم الجهني محتسب البصرة كان من ندماء (26/144)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 145 المهلبي، وكان يورد الطامات من الحكايات المنكرة، فجرى مرة حديث النعنع فقال: في البلد الفلاني نعنع يطول حتى يصير شجراً، ويعمل من شجرة سلالم، فثار منه أبو الفرج الأصبهاني وقال: نعم عجائب الدنيا كثيرة ولا ينكر هذا، والقدرة صالحة، أنا عندي ما هو أغرب من هذا، زوج حمام يبيض بيضتين، فآخذهما وأضع تحتهما سنجة مائة وسنجة خمسي، فإذا فرغ زمان الحضان انفقست السنجتان عن طشت وإبريق، فضحك أهل المجلس، وفطن الجهني لما قصد أبو الفرج من الطنز به، وانقبض عن كثير من حكاياته. ومن نظم أبي الفرج وكتب به إلى صديق وأجاد: (أبا محمد المحمود يا حسن الإ .......... حسان والجود يا بحر الندى الطامي)

(حاشاك من عود عواد إليك ومن .......... دواء داء ومن إلمام آلام.) علي بن عبد الله بن حمدان بن حمدون بن الحارث بن لقمان بن راشد الأمير سيف الدولة أبو الحسن التغلبي الجزري صاحب حلب وغيرها وأخو ناصر الدولة الحسن. كان مقصد الوفود، ومطلع الجود، وكعبة الآمال، ومحط الرحال، وكان أديباً شاعراً. ويقال: إنه لم يجتمع بباب ملك بعد الخلفاء ما اجتمع ببابه من الشعراء، وكان عطاء الشعراء من فرائض الأمراء، وكان كل من عبد الله بن (26/145)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 146 الفياض الكاتب، وأبي الحسن على الشمشاطي، قد اختار من مدائح الشعراء في سيف الدولة عشرة آلاف بيت. ملك مدينة حلب سنة ثلاث وثلاثين، انتزعها من أحمد بن سعيد الكلابي نائب الإخشيد، وكان) قبلها قد استولى واسط ونواحيها، وتقلبت به الأحوال، وملك دمشق أيضاً، وكثيراً من بلاد الشام والجزيرة، وجرت له حروب، وذلك أنّه توجه من حلب إلى حمص فلقيه جيش الإخشيد وعليهم كافور الإخشيذي المتوفى أيضاً في هذه السنة، فكان الظفر لسيف الدولة، وجاء فنازل دمشق فلم يفتحوا له، فرجع، وكان الإخشيذ قد خرج بالجيوش من مصر، فالتقى هو وهو بنواحي قنسرين، فلما ظفر أحدهما بالآخر، تقهقر سيف الدولة إلى الجزيرة، ورد الإخشيذ إلى دمشق، ثم رد سيف الدولة فدخل حلب، ومات الإخشيذ بدمشق في آخر سنة أربع وثلاثين، وسار كافور بالعساكر إلى مصر، فقصد سيف الدولة دمشق وملكها وأقام بها، فذكروا أنه كان يساير الشريف العقيقي فقال: ما تصلح هذه الغوطة إلا لرجل واحد، فقال له العقيقي: هي لأقوام كثير لئن أخذتها القوانين ليتبرأون منها، فأعلم العقيقي أهل دمشق بهذا القول، فكاتبوا كافور فجاءهم وأخرجوا سيف الدولة بعد سنة، ودخلها كافور. ولد سيف الدولة سنة إحدى، ويقال سنة ثلاث وثلاثمائة، ومدحه الخالديان بقصيدة أولها: (تصد ودارها صدد .......... وتوعده ولا تعد)

(وقد قتلته ظالمة .......... ولا عقل ولا قود)

(بوجه كله قمر .......... وسائر جسمه أسد) وكان موصوفاً بالشجاعة، له غزوات مشهورة مع الروم، وكان مثاغراً لهم، ومن شعره: (26/146)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 147 (وساق صبيح للصبوح دعوته .......... فقام وفي أجفانه سنة الغمض)

(يطوف بكاسات العقار كأنجم .......... فمن بين منقض علينا منقض)

(وقد نشرت أيدي الجنوب مطارفاً .......... على الجودكنا و الحواشي على الأرض)

(يطرزها قوس السحاب بأصفر .......... على أحمر في أخضر إثر مبيض)

(كأذيال خود أقبلت في غلائل .......... مصبغة، والبعض أقصر من بعض) وله: (أقبله على جزع .......... كشرب الطائل الفزع)

(رأى ماء فأطمعه .......... وخاف عواقب الطمع) ومما نسب إليه: (قد جرى في دمعه دمه .......... فإلى كم أنت تظلمه) ) (رد عنه الطرف منك فقد .......... جرحته منك أسهمه)

(كيف يسطيع التجلد من .......... خطرات الوهم تؤلمه)

(وبقلبي من هوى رشاء .......... تائه ما الله يعلمه)

(ما دوائي غير ريقته .......... خمرة لتقلب مرهمه) يقال إنّه مات بالفالج، وقيل بعسر البول بحلب في عاشر صفر، وحمل إلى ميَافارقين فدفن عند أمه. وكان قد جمع من نفض الغبار الذي يتجمع عليه أيام غزواته ما جاء من لبنة بقدر الكف، وأوصى أن يوضع خده عليها في لحده ففعل ذلك به، وملك بعده حلب ابنه سعيد الدولة، وهلك سنة إحدى وثماني كما يأتي. فذكر ابن محمد الشمشاطي في تاريخة قال: ورد سيف الدولة إلى حلب عليلاً فأمسك كلامه ثلاثة أيام، ثم جمع قرغويه الحاجب وظفر الخادم (26/147)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 148 والكبار فأخذ عليهم الأيمان لولده أبي المعالي بالأمر بعده، ومات على أربع ساعات من يوم الجمعة لخمس بقين من صفر الموافق ثامن شباط، وتولي أمره القاضي أبو الهيثم بن أبي حصين، وغسله عبد الرحمن بن سهل المالكي قاضي الكوفة، وغسله بالسدر ثم الصندل، ثم بالذريرة، ثم بالعنبر والكافور، ثم بماء ورد، ثم بالماء، ونشف بثوب دبيقي بنيف وخمسين ديناراً، أخذه الغاسل وجميع ما عليه وتحته، وصبّره بصبر ومر ومن من كافور، وجعل على وجهه وبخره مائة مثقال غالية، وكفن في سبعة أثواب تساوي ألف دينار، وجعل في التابوت مضربة ومخدتان، وصلى عليه أبو عبد الله العلوي الكوفي الأقساسي فكبّر خمساً. وعاش أربعاً وخمسين سنة شمسية. وخرج أبو فراس بن حمدان في الليل إلى حمص، ولما بغلغ معز الدولة خبر موته جزع عليه وقال: أنا أعلم أن أيامي لا تطول بعده، وكذا كان. وذكر النجار أنّ سيف الدولة حضر عيد النحر، ففرّق على أرباب دولته ضحايا، وكانوا ألوفاً، فبعث إليهم ما يضحون به، فأكثر من ماله مائة رأس وأقلّهم شاة، قال: ولزمه في فداء الأساري سنة خمس وخمسين وثلاثمائة ستمائة ألف دينار، وفي ذلك يقول الببغاء: (كانوا عبيد نداك ثم شريتهم .......... فغدوا عبيدك نعمة وشراء) وكان سيف الدولة شيعيّا متظاهراً مفضالاً على الشيعة والعلويين. علي بن محمد بن خليع أبو الحسن البغدادي الخيّاط المقريء، أحد القراء (26/148)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 149 أخذ القراءة عن:) يوسف بن يعقوب الواسطي، وزرعان بن أحمد. تصدّر للإقراء ببغداد. قرأ عليه الحمامي، وعبد الباقي بن الحسن، وأحمد بن عبد الله بن الخضر السوسنجردي، ومحمد بن أحمد الحربي، وآخرون، ويعرف بابن بنت القلانسي. قال الداني: سمعت فارس بن أحمد يقول: قال لي عبد الباقي: بلغت علي أبي الحسن ابن بنت القلانسي إلى الكوثر فقال لي: إختم، فختمت. ثم إنّه سقط ذلك اليوم من سلم فكسر ومات، وذلك في ذي القعدة وهو في عشر الثمانين. رحمه الله. 4 (كافور الخادم الأسود الحبشي) الأستاذ أبو المسك الإخشيدي السلطان، اشتراه الإخشيذي من بعض رؤساء المصريين، وكان أسود بصّاصاً، فيقال أنه أبتيع بثمانية عشر ديناراً، ثم إنه تقدم عند الإخشيذ صاحب مصر لعقله ورأيه وسعده، إلى أن كان من كبار القواد، وجهزه في جيش لحرب سيف الدولة، ثم إنه لما مات أستاذه صار أتابك ولده أبي القاسم أنوجور وكيله صبياً، فغلب كافور على الأمور (26/149)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 150 وبقي الاسم لأبي القاسم والدست لكافور حتى قال وكيله: خدمت كافور وراتبه كل يوم ثلاث عشر جراية، وتوفي وقد بلغت على يدي كل يوم ثلاثة عشر ألف جراية. وأنوجور معناه بالعربي محمود. ولي مملكة مصر والشام إلا اليسير منها بعقد الراضي بالله والمدبّر له كافور. مات في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة عن ثلاثين سنة، وأقيم مكانه أخوه أبو الحسن عليّ، فأخذت الروم في أيامه حلب وطرسوس والمصيصة وذلك الصقع. ومات علي في أول سنة خمس وخمسين عن إحدى وثلاثين، فاستقل كافور بالأمر، فأشاروا عليه بإقامة الدعوة لولد لعليّ المذكور، فاحتجّ بصغره، وركب في الدست بخلع أظهر أنها جاءته من الخليفة وتقليده وذلك في صفر سنة خمس وخمسين، وتم له الأمر. وكان وزيره أبا الفضل جعفر بن الفرات، وكان راغباً في الخير وأهله. ولم يبلغ أحد من الخدام ما بلغ كافور، وكان ذكياً له نظر في العربية والأدب والعلم، وممن كان في خدمته أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله النجيرمي النحوي صاحب الزجاج، فدخل يوماً على كافور أبو الفضل بن عياش فقال: أدام الله أيام سيدنا بخفض أيام فتبسم كافور ونظر إلى النجيرمي وقال ارتجالاً:) (ومثل سيدنا حالت مهابته .......... بين البليغ وبين القول بالحصر)

(فإن يكن خفض الأيام من دهش .......... وشدة الخوف لا من قلة البصر)

(فقد تفاءلت في هذا لسيدنا .......... والفأل مأثورة عن سيد البشر) (26/150)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 151 فأمر له بثلاثمائة دينار. وكان كافور يدني الشعراء ويجيزهم، وكان يقرأ عنده كل ليلة السير وأخبار الدولة الأموية والعباسية، وله ندماء. وكان عظيم الحمية يمتنع من الأسواق، وعنده جوار مغنيات، وله من الغلمان الروم والسود ما يتجاوز الوصف. زاد ملكه على ملك مولاه الإخشيذ، وكان كريماً كثير الخلع والهبات، خبيراً بالسياسة، فطناً ذكيّا جيد العقل داهية، كان يهادي المعز صاحب المغرب ويظهر ميله إليه، وكذا يذعن بطاعة بني العباس ويداري ويخدع هؤلاء وهؤلاء. ولما فارق المتنبي سيف الدولة مغاضباً له سار إلى كافور وقال: (قواصد كافور توارك غيره .......... ومن قصد البحر استقل السواقيا)

(فجاءت بنا إنسان عين زمانه .......... وخلت بياضاً خلفها ومآقيا) فأقام عنده أربع سنين يأخذ جوائزه. وله فيه مدائح، وفارقه سنة خمسين، وهجاه بقول: (من علم الأسود المخصي مكرمة .......... أقومه البيض أم آباؤه الصيد)

(وذاك أن الفحول البيض عاجزة .......... عن الجميل فكيف الخصية السود) (26/151)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 152 وهرب ولم يسلك الدرب، ووضعت عليه العيون والخيل فلم يدركوه، وسار على البرية ودخل بغداد، ثم مضى إلى شيراز فمدح عضد الدولة. وكانت أيام كافور سديدة جميلة، وكان يدعي له على المنابر بالحجاز ومصر والشام والثغور وطرسوس والمصيصة، واستقل بملك مصر ستين وأربعة أشهر. قرأت في تاريخ إبراهيم بن إسماعيل، إمام مسجد الزبير: كان حياً في سنة بضع وسبعين وخمسمائة، قال كان كافور شديد الساعد لا يكاد واحد يمدّ قوسه، فإذا جاؤوه برام دعا بقومه، فإن أظهر العجز ضحك وقدمه وأثبته، وإن قوي على مده واستهان به عبس ونقصت منزلته عنده، ثم ذكر له حكايات تدل على أنه مغري بالرمي، قال: وكان يداوم الجلوس للناس غدوة وعشية، وقيل كان يتهجّد ثم يمرغ وجهه ساجداً ويقول: اللهم لا تسلط علي مخلوقاً. توفي في جمادى الأولى سنة ست وقيل سنة سبع وخمسين عاش بضعاً وستين سنة.) ويقال إنه وجد على ضريحه منقوراً: (ما بال قبرك يا كافور منفرداً .......... بالصحصح المرت بعد العسكر اللجب)

(تدوس قبرك أفناء الرجال وقد .......... كانت أسود الثرى تخشاك في الكتب) محمد بن أحمد بن إسماعيل بن إسحاق أبو بكر المعيطي من ولد عقبة بن أبي معيط. شاعر مشهور عاش أربعاً وسبعين سنة. (26/152)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 153 محمد بن أحمد بمن حمدان بن علي أبو العباس الزاهد، أخو أبي عمرو ومحمد. نزل خوارزم. سمع: محمد بن أيوب بن الضريس، ومحمد بن إبراهيم البوسنجي، ومحمد بن عمرو قشمرد، والحسين بن أحمد القباني، والحسن بن السريّ صاحب سعدويه الواسطي. وحدث سنة ثلاث وخمسين بخوارزم وغيره، وكان من الثقات. مات في صفر سنة ست. محمد بن إبراهيم بن محمد بن الشيرجي المروزي ثم البغدادي. سمع: إبراهيم بن شريك، وجعفر الفريابي، ومحمد بن جرير. وعنه: أبو الفتح بن أبي الفوارس، وابن رزقويه. وكان ثقة. محمد بن علي بن حسين البلخي. سمع إسحاق بن هياج، وأهل ترمذ. موسى بن مردويه بن فورك، أبو عمران الأصبهاني والد الحافظ أحمد. روى عن: إبراهيم بن متويه. وعنه: ابنه أبو بكر أحمد. يوسف بن عمر بن محمد بن يوسف بن يعقوب أبو نصر القاضي ابن قاضي بغداد. ولي القضاء في حياة أبيه ببغداد، واستقل به بعد أبيه، وكان عفيفاً جميلاً متوسطاً في الفقه، حاذقاً بالقضايا، بارعاً في الأدب، واسع العلم (26/153)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 154 باللغة والشعر، تام الهيبة، ولا نعلم ممن تقلد القضاء أعرف في القضاء منه ومن أخيه الحسين. وكان يعقوب جدهم قاضي المدينة أيام الراضي بالله.) وذكر أبن حزم أن أبا نصر كان مالكياً ثم رجع عن ذلك إلى مذهب داود ابن علي الظاهري. وله في ذلك تواليف كثيرة واحتجاجات. وكان فصيحاً بليغاً شاعراً ولي القضاء وله عشرون سنة فكتب العهد بالقضاء على الديار المصرية بيده إلى قاضي مصر والشام من قبله الحسين بن أبي زرعة الدمشقي، فولي القضاء أربع سنين، ثم صرفه الراضي بالله سنة تتسع بأخيه الحسين، وأقره على قضاء الجانب الشرقي، ثم مات الراضي في العام، ثم عزل عن القضاء من الجانب الشرقي. ومن شعره: (يا محنة الله كفي... .......... إن لم تكفي فخفي)

(ما آن أن ترحمينا... .......... من طول هذا التشفي)

(ذهبت أطلب بختي .......... وجدته قد توفي) ومن قوله الذي في رسالته التي يذكر فيها رجوعه عن مذهب سالك إلى مذهب داود: لسنا نجعل من تصديره في كتبه ورسائله، بقول سعيد بن المسيب والزهري وزمعة، كمن تصديره في كتبه ومسائله بقول الله ورسوله وإجماع الأئمة، هيهات هيهات. سيف الدولة بن حمدان. قد تقدم قريباً. (26/154)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 155 1 (وفيات سنة سبع وخمسين وثلاثمائة) أحمد بن الحسن بن إسحاق بن عتبة، أبو العباس الرازي ثم المصري. سمع: مقدام بن داود، وأبا الزنباع ورح بن الفرج، ويحيى بن عثمان بن صالح، ويحيى بن أيوب، وطبقتهم. وعنه: عبد الغني المصري، وعبد الرحمن بن عمر البزاز بن النحاس وشعيب ابن عبد الله بن المنهال، ومحمد بن الفضل بن نظيف الفراء، وآخرون. ولد سنة ثمان وستين ومائتين، وأول سماعه سنة ثمانين. وتوفي في جمادى الآخرة بمصر، وكان صدوقاً. أحمد بن سعيد بن نصر بن بكار أبو بكر البخاري الفقيه الزاهد. قدم بغداد وحدث عن صالح جزرة، وحامد بن سهل. وعنه: ابن رزقويه، والحاكم، وغيرهما. (26/155)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 156 أحمد بن القاسم بن كثير بن صدقة بن الريان أبو الحسن المصري اللكي.) حدث بالبصرة في هذه السنة عن: أحمد بن محمد بن البرتي، وإسحاق ابن إبراهيم الدبري، والحارث بن أسامة، وعبد الله بن محمد، وسعيد بن أبي مريم، ومحمد بن غالب تمتام، ومحمد بن يونس الكديمي. وعنه: علي بن عبد كويه، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني، وأبو نعيم، وغيرهم. وقال ابن ماكولا: فيه ضعف. قلت: له جزء سمعناه، وفيه ما ينكر، وقد ذكره الدارقطني وقال: ضعيف. أحمد بن محبوب أبو الحسن البغدادي الرملي الفقيه المعروف بغلام أبي الأديان. سمع: أبا مسلم الكجي، وأبا عقيل انس بن المسلم. وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وابن الحاج الإشبيلي، وجاوز بمكة. قال الخطيب: ثقة. أحمد بن محمد بن رميح بن عصمة أبو سعيد النخعي الفسوي ثم المروزي الحافظ. طوف وسمع الكثير وصنف وحدث عن: أبي خليفة، وعمر بن أبي (26/156)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 157 غيلان، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأبي العباس السراج، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وعبد الله بن شيرويه، وعبد الله بن محمود المروزي، وعمر بن محمد بن بجير، ومحمد بن الفضل السمرقندي، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني، ومكحول البيروتي، وابن قنيبر، وعلي بن أحمد علان، وطبقتهم، وصنف وجمع وأكثر الترحال. قال الحاكم: قدم نيسابور سنة خمس فعقدت له المجلس وقرأت عليه صحيح البخاري، وقد أقام بصعدة باليمن مدة، ثم خرج من عندنا إلى بغداد وقبله الناس وأكثروا عنه، وما المقل فيه إلا كما قال عباس العشيري: سألت يحيى بن معين عن عبد الرزاق فقال: يا عباس والله لو تهود عبد الرزاق لما تركنا حديثه. سألت أبا سعيد المقام بنيسابور فقال: على من أقيم، فو الله لو قدرت لم أفارق سدتك، ثم قال: ما الناس بخراسان اليوم إلا كما أنشدني بعضهم: (كفى حزناً أن المروءة عطلت .......... وأن ذوي الألباب في الناس ضيع)

(وأن ملوكاً ليس يحظى لديهم .......... من الناس إلا من يغني ويصفع) روى عنه: الحاكم، والدارقطني قبله، وأبو الحسن بن رزقويه، وأبو علي بن درما، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو القاسم السراج، واستدعاه أمير صعدة من بغداد، فأدركته المنية بالبادية،) فتوفي بالجحفة. وثقه الحاكم، وأبو الفتح بن أبي الفوارس. وقال أبو زرعة محمد بن يوسف الكشي، وأبو نعيم أحمد بن عبد الله: كان ضعيفاً. وقال الخطيب: والأمر عندنا بخلاف ذلك فإنّ ابن رميح كان ثقة ثبتاً لم يختلف شيوخنا الذين لقوه في ذلك. (26/157)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 158 أحمد بن أبي موسى بن عيسى الجرجاني أبو الحسن الفرضي. عن: عمران بن موسى بن مجاشع، وطبقته. إبراهيم بن المقتدر بالله جعفر بن المعتضد أحمد بن الموفق المتقي لله أمير المؤمنين أبو إسحاق. في السجن في شعبان، وقد ذكرناه في سنة ثلاث وثلاثين، عام خلعوه وسملوا عينيه، وبقي إلى هذا العام كالميت. إبراهيم بن عبد الله أبو إسحاق الزبيدي الإفريقي المعروف بالقلانسي. كان فاضلاً صالحاً عابداً عارفاً بمذهب مالك، صنف تصنيفاً في الإمامة والرد على الرافضة، فامتحن على يد أبي القاسم الرافضي العبيدي المقلب بالقائم، ضربه سبعمائة سوط وحبسه أربعة عشر شهراً بسبب هذا التصنيف. توفي سنة سبع وخمسين. إبراهيم بن محمد بن الحسين بن الحسن القطان النيسابوري أبو إسحاق العابد. سمع: محمد بن إبراهيم البوسنجي، وجماعة. بكار بن بكر بن أحمد أبو قتيبة السدوسي العراقي. حدث بمصر، وبها ولد سنة اثنتين وثمانين ومائتين. (26/158)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 159 الحارث بن سعيد بن حمدان الأميري أبو فراس التغلبي الشاعر المشهور. كان شجاعاً كامل الأدب بارع الشعر حتى كان الصاحب بن عباد يقول: بديء الشعر بملك وختم بملك، يعني بهما أمرأ القيس، وأبا فراس. وقد أسرته الروم في وقعة وهو جريح في سنة ثمان وأربعين، وأخذته إلى القسطنطينية، وفداه ابن عمه سيف الدولة منهم بعد سنين، وكانت منبج إقطاعاً له. وعاش سبعاً وثلاثين سنة، وله ديوان مشهور. قتل في هذه السنة ببرية تدمر، وكان خرج على إثر أخيه صاحب حلب.) قال أبو علي التنوخي: كان أبو فراس قد برع في كل فضيلة، وحسن خلق وخلق، وفروسية تامة، وشجاعة كاملة، وكرم مستفيض، وترسل، وشعر في غاية الجودة، وديوانه كبير. تملك حمص. الحسن بن محمد بن حليم أبو محمد المروزي. عن: أبي الموجه محمد بن عمرو، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وجماعة. وتوفي في المحرم. الحسين بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت أبو عبد الله البغدادي. أملى بدمشق بعد موت عمه إبراهيم، عن زكريا بن يحيى خياط السنة، (26/159)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 160 وغيره، وسمع أحمد بن علي المروزي، وأنساً بن لسلم. وكان ثقة. روى عنه: تمام، وجماعة: الحسين أحمد بن عتاب أبو عبد الله السقطي. سمع: الحسين بن عبد الله القطان الرقي، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، والحسين بن إبراهيم بن أبي عجرم الأنطاكي، ويحيى بن علي بن أبي سكينة. وعنه: الدارقطني، وأبو القاسم الثّلاج. وثقه الخطيب. حمزة بن محمد بن علي بن العباس أبو القاسم الكتاني المصري الحافظ. سمع: أبا عبد الرحمن النسائي، والحسن بن أحمد بن الصيقل، وعمران بن موسى الطبيب، ومحمد بن سعيد السراج، وسعيد بن عثمان الحراني، وعبدان بن أحمد الأهوازي، وأبا يعلى الموصلي، ومحمد بن داود بن عثمان الصدقي، وجماعة كثيرة. ورحل وطوّف وجمع وصنف. وعنه: ابن مندة، والدارقطني، والحافظ عبد الغني، ومحمد بن عمر بن الخطاب، والحسين المواس، والفقيه أبو الحسن علي بن أحمد القابسي، وأحمد بن الحاج الإشبيلي، وطائفة آخرهم علي بن عمر بن حمصة الحراني. (26/160)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 161 وقال أبو القاسم يحيى بن علي بن الطحان: توفي في ذي الحجّة وسمعت منه. قلت: وكان حافظ ديار مصر بعد أبي سعيد بن يونس، وكان ثقة ثبتاً صالحاً ديناً. وقال أبو عبد الله الحاكم: حمزة المصري كان على تقدمه في معرفة الحديث أحد من يذكر) بالزهد والورع والعبادة. سمع أبا خليفة والنسائي وأقرانهما. وقال الحافظ عبد الغني: كل شيء لحمزة في سنة خمس ولد في سنة خمس وسبعين ومائتين، وأول ما سمع سنة خمس وتسعين، ورحل سنة خمس وثلاثمائة. قال الصوري: كان حمزة رحمه الله ثبتاً حافظاً. قال ابن عساكر: أنا هبة الله بن الأكفاني، أنا سهل بن بشر: سمعت علي بن عمر الحراني، سمعت حمزة بن محمد الحافظ، وجاءه غريب، فقال: إن عسكر المغز المغاربة قد وصلوا إلى الإسكندرية فقال: اللهم لا تحيني حتى تريني الرايات الصفر، فمات حمزة، ودخل عسكرهم بعد موته بثلاثة أيام. قال ابن زولاق: حدّثني حمزة الحافظ قال: رحلت سنة خمس وثلاثمائة، فدخلت حلب، وقاضيها أبو عبد الله محمد بن عبده، فكتبت عنه، فكان يقول: لو عرفتك بمصر لملأت ركائبك ذهباً. (26/161)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 162 قلت: يعني كان على قضاء مصر، فقيل إنه أعطى حمزة الحافظ مائتي دينار ترحل بها إلى العراق. وقال ابن منده: سمعت حمزة بن محمد الحافظ يقول: كنت أكتب الحديث فلا أكتب: وسلّم، بعد صلى الله عليه فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي: أما تختم الصلاة عليّ في كتابك دراس بن إسماعيل أبو ميمونة الفاسي. سمع ببلده وبإفريقية من ابن اللبّاد، ورحل فسمع من ابن مطر كتاب ابن الموّاز قلت أن مطر هو علي بن عبد الله بن مطر الإسكندراني. وكان أبو ميمونة فقيهاً عارفاً بنصوص مالك. أخذ عنه: أبو محمد بن أبي زيد، وأبو الحسن القابسي، وأبو الفرج بن عبدوس، وخلف بن أبي جعفر، وأبو عبد الله بن شيخ السبتي. وكان رجلاً صالحاً، دخل الأندلس مجاهداً وتردد إلى الثغور رحمه الله، وتوفي في ذي الحجّة بفاس. قاله عياض. عبد الله بن الحسين بن الحسن بن أحمد بن النضر بن حكيم القاضي أبو العباس المروزي النضري نسبة إلى جدّه النضر.) ولي قضاء مرورور، وكان أسند المحدّثين بها، فإنه سمع ببغداد في صباه: الحارث بن أبي أسامة، وأبا إسماعيل الترمذي، وغيرهما. مولده في حدود الستين ومائتين، وكان أبوه قد سمع من أبي داود صاحب السنن، ومن عباس الدوري، وحدث. (26/162)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 163 روى عن عبد الله: أبو عبد الله الحاكم، وأبو تمام الكراعي المروزي، وعاش سبعاً وتسعين سنة، ومات في شعبان. عبد الحميد بن الإمام أبي سعيد عبد الرحمن بن الحسين القاضي أبو الحسين النيسابوري، أحد رجال الدهر علماً ورياسة وسؤدداً. قال الحاكم: كان من أفراد زمانه في العلم والحلم والعقل والمروءة، أطال المقام بالري وبأصبهان وبغداد، وعرض عليه المطيع قضاء بغداد فامتنع وراسله غير مرة فلم يجب. مدحته الشعراء، وفيه يقول بعضهم: (كان عبد الحميد يدعى أديباً .......... فامحى ذكره بعبد الحميد)

(ولشتان بين ذاك وهذا .......... إن تأملت في الندى والجود) عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن العباس بن زكريا البغدادي المعروف بأبي القاسم بن الفامي والد المخلص. سمع الكديمي، وإبراهيم الحربي، وابن سنين الختلي، وأبا شعيب الحراني. وعنه: ابن رزقويه، وأبو الحسن الحمامي، وعبد الله بن حمدويه، وأبو نعيم وهو آخر من روى عنه. وكان أصم أطروشاً. وثقه ابن أبي الفوارس، وورخ موته في رمضان. (26/163)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 164 عبد العزيز بن محمد بن زياد بن أبي رافع العبدي بن البغدادي. نزل مصر وحدّث عن: إسماعيل القاضي، وإبراهيم الحربي، وتوفيّ في هذه السنة عن تسعين سنة. وثقه محمد بن علي الصوري، وأثنى عليه الحافظ عبد الغني بن سعيد. علي بن بندار بن الحسين أبو الحسن الصوفي العابد، ويعرف بالصيرفي. صحب مشايخ خراسان، وأبا عثمان الحربي، ومحمد بن الفضل السمرقندي، وصحب ببغداد) الجنيد، ورؤيم بن أحمد، وسمع محمد بن إبراهيم البوسنجي، وأبا خليفة الجمحي. روى عنه: الحاكم وقال: من الثقات في الرواية، أملى مدة، ومات غريقاً شهيداً. وقيل مات سنة تسع. علي بن الفضل بن محمد بن عقيل بن خويلد أبو الحسن الخزاعي النيسابوري. سمع ببغداد أبا شعيب الحراني، ومطيناً، وجماعة. وعنه: الحاكم أبو عبد الله. عمر بن أكثم بن أحمد بن حيان بن بشر الأسدي القاضي، من بيت قضاء ورئاسة ببغداد. (26/164)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 165 ولي القضاء في أيام المطيع لله نيابة، ثم ولي قضاء ال القضاة، وكان فقيهاً شافعي المذهب. قال الخطيب: لم يل القضاء ببغداد من الشافعية أحد قبله غير أبي السائب القاضي. توفي أبو بشر في عشر الثمانين، وولي قضاء العراق بعده أبو محمد عبيد الله بن معروف. عمر بن جعفر بن عبد الله بن أبي السري البصري الحافظ الوراق أبو حفص. كتب الناس بإفادته الكثير، وانتخب على جماعة شيوخ ببغداد، وحدّث عن: الحسن بن المثنى، وأبي خليفة، وعبدان الأهوازي، ومحمد بن جرير الطبري. وعنه: ابن رزقويه، وعلي بن أحمد الرزاز، وغيرهما. قال أبو عبد الله الحاكم: سمعت عمر بن جعفر البصري ببيت عبدان عقده فأخذ يذاكرني بشيء لا أهتدي إليه، فقلت: يا أبا العباس أيش عند أيوب عن الحسن فذكر حديثين، فقلت: يحفظ عن أيوب، عن الحسن، عن أبي برزة أن رجلاً أغلظ لأبي بكر فقال عمر: يا خليفة رسول الله دعني أضرب عنقه، فقال: مه ما كانت لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبقي وكبرت وسكت، فقال: أذكر لي سماعك، فقلت: ثنا عبدان، ثنا محمد بن عبيد بن حسان، ثنا سفيان بن موسى، عن أيوب. وكان الدارقطني يتبع خطى عمر (26/165)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 166 البصري، فيما انتقاه على أبي الشافعي خاصة، وعمل فيه رسالة. وقد كان أبو محمد الحسن السبيعي يقول: هو كذاب، وقال: مولده سنة ثمانين ومائتين. قال: وحدث بشيء يسير، وكانت كتبه ردية. الفضل بن محمد بن العباس أبو العباس الهروي الواعظ الصالح. سمع: عثمان بن سعيد الدارمي، وعاش زماناً ولم يحدث لاختلاف عقله.) فنك الخادم مولى الأستاذ كافور ملك مصر. خرج من مصر بعد موت مولاه في هذه السنة إلى الرملة، فبعثه الحسن بن عبد الله بن طغج أمير الرملة أميراً على دمشق فدخلها وأقام بها، فلما اتصل به أنّ الروم لعنهم الله أخذوا حمص يوم عيد الأضحى نادى في البلد النفير إلى ثنية العقاب، فخرج الجيش والمطوعة وغيرهم وانتشروا إلى دومة وحرستا، وانتهز هو الفرصة، في خلو البلد فرحل بثقله نحو عقبة دمر، وسار بعسكره وخواصه، وطلب نحو الساحل، فطمع الناس فيه ونهبوا بعض أثقاله وقتلوا من تأخر من رجاله، وذلك في آخر السنة. كافور الأستاذ أبو المسك الإخشيدي أمير مصر والشام. قيل توفي فيها، وقيل في الماضية كما ذكرناه، والله أعلم. ثم رأيت في تاريخ علي بن محمد الشمشاطي وفاته في سنة سبع في ثامن عشر جمادى الأولى. (26/166)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 167 محمد بن أحمد بن حاجب أبو نصر الكشّاني. روى عن عمر بن محمد بن بجير، والفربري، ومحمد بن إبراهيم الرازي. وهو ولد إسماعيل الكشاني المشهور. محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عبد المؤمن بن إسحاق الإسكافي الكاتب المعروف بالقراريطي الوزير. كان كاتباً لمحمد بن رائق الأمير وزير المتقي لله سنة تسع وعشرين وثلاثمائة بعد أبي عبد الله البريدي، ثم عزل بعد تسعة وثلاثين يوماً، وأخذ منه مائتان وأربعون ألف دينار ثم وزر بعد أشهر، وقبض عليه بعد ثمانية أشهر، فنزح إلى الشام، وكتب لصاحبها سيف الدولة ابن حمدان. ثم قدم بغداد في وزارة المهلبي فأكرمه ووصله. وقد روى عن علي بن سليمان الأخفش، وغيره. روى عنه: محمد بن أحمد المفيد، وأبو الحسن علي بن الحسن الجراحي، وغيرهما آثاراً. وكان ظالماً عسوفاً، توفي المحرم وله ست وسبعون سنة. محمد بن أحمد بن علي بن مخلد أبو عبد الله البغدادي الجوهري المحتسب المعروف بابن محرم الفقيه، أحد تلامذة محمد بن جرير. (26/167)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 168 سمع: محمد بن يوسف بن الطباع، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، والحارث بن أبي أسامة،) والكديمي، وأبو إسماعيل الترمذي، وكان أسند من بقي. روى عنه: أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن داود الرزاز، وأبو علي بن شاذان، وأبو نعيم الحافظ، وغيرهم. وقال عبيد الله بن عمر بن النعال: تزوج شيخنا ابن المحرم قال: فجلست على العادة أكتب فجاء أم الزوجة في بعض الأيام فرمت بالمحبرة كسرتها وقالت: بئس هذه شر على بنتي من ثلاثمائة صرة. قال ابن أبي الفوراس: لم يكن عندهم بذاك. وقال البرقاني: لا بأس به. توفي في ربيع الآخر من السنة، وله ثلاث وتسعون سنة. قلت: وحديثه بعلو عند أبي جعفر الصيدلاني. محمد بن أحمد بن شعيب بن هارون أبو أحمد الشعيبي النيسابوري العدل الفقيه. سمع: البوشنجي، وإبراهيم الذهلي، ومحمد بن عبد الرحمن الشامي الهروي، وطبقتهم، وجمع كتاب الزهد في أربعين جزءاً، وفضل أبي حنيفة في مجلد، وكان على مذهبه. مات في ربيع الآخر، وله اثنتان وثمانون سنة. محمد بن الحسين بن علي بن سليمان الحراني نزيل بغداد. روى: عن أبي خليفة، وعبدان الأهوازي، وابن قتيبة العسقلاني، وأبي (26/168)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 169 يعلى الموصلي، وجماعة. إنتخب عليه: الدارقطني، وروى عنه أبو الحسن الحمامي، ومكي بن علي الجريري، وأبو علي بن شاذان، وجماعة. قال ابن أبي الفوارس: كان ثقة، حسن المذهب. توفي في رمضان. قلت: وقع لنا الجزء الثالث من حديثه. محمد بن علي بن محمد بن سهل أبو بكر البغدادي، ويعرف بابن الإمام. حدث عن: محمد بن عثمان بن أبي شيبة، والحسن المعمري، وأحمد بن علي الإبار، وجماعة. روى عنه: ابن رزقويه، وأبو نعيم الأصبهاني. وتوفي في شعبان. قال الخطيب: كان فيه تساهل. محمد بن محمد بن عبد الحميد بن خالد بن إسحاق بن آدم أبو علي الفزاري الدمشقي، القاضي) العدل، مولى يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري. سمع: أحمد بن علي المروزي القاضي، وأحمد بن أنس بن مالك، وعلي بن غالب السكسكي، ومحمد بن يحيى بن حامل كفنه، ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد، وإسماعيل بن قيراط، وإبراهيم بن دحيم، وطبقتهم بدمشق. وعنه: عبد الوهاب الكلابي، وعلي بن بشر بن العطار، وعبد الوهاب الميداني، ومحمد بن رزق الله المتنبي، وأبو الحسن علي بن السمسار، وهو آخر من حدث عنه. توفي في جمادى الآخرة. (26/169)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 170 قال عبد العزيز الكتاني كان ثقة. محمد بن محمد بن الحسن بن العباس بنمحمد بن علي بن الرشيد هارون بن المهدي أبو العباس الهاشمي العباسي البغدادي. حدث ببخارى وسمرقند، وقد كتب الكثير. سمع: البغوي، ومحمد بن جرير، وأبا بكر ابن أبي داود، وأبا عروبة الحراني. قال أبو عبد الله غنجار: توفي بفرغانة سنة سبع وخمسين. محمد بن نصر أبو صادق الطبري. حدث في هو السنة عن أبي القاسم البغوي، وأبي عروبة الحراني، وطائفة. وعنه: السكن بن جميع. مطرف بن عيسى بن لبيب أبو القاسم الغساني، إلبيري نزيل غرناطة. سمع ببجانة من: فضل بن سلمة، ومحمد بن خالد. وكان لغوياً إخبارياً مؤرخاً مصنفاً. هارون بن محمد بن هارون بن أحمد أبو موسى العنزي الطحان (26/170)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 171 الدمشقي، ويعرف بالموصلي سمع: عبد الرحمن بن الرواس، وأحمد بن أنس بن مالك، وأبا علي إسماعيل بن قيراط، وإبراهيم بن دحيم. وعنه: تمام، وابن مندة، و الحافظ عبد الغني، وعبد الوهاب الميداني، وجماعة. (26/171)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 172 (26/172)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 173 1 (وفيات سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة) أحمد بن إسماعيل بن يحيى بن خازم أبو الفضل الإسماعيلي النيسابوري.) سمع: عبد الله بن شيرويه، وعمر بن محمد بن بجير. وعنه: أبو حازم العبدوي. أحمد بن حسن بن منده أبو عمرو الأصبهاني الوراق، نزيل نيسابور. سمع: أبا القاسم البغوي، والوليد بن أبان، وطبقتهما، وكان ممن يضرب المثل بخطه. أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عمر بن محمد بن عبيد الله بن الحسين بن حفص الهمداني الذكواني أبو علي المعدل الأصبهاني. كان صاحب سنة وصلابة في دينه. حدث عن: أبي مسعود عبد الله بن محمد بن عبدان العسكري صاحب لوين. وعنه: ابنه أبو بكر محمد بن أبي علي، وأبو نعيم الحافظ. (26/173)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 174 أحمد بن القاسم أبو بكر محمد بن أبي السماك البغدادي الدقاق المعدل. روى عن: الهيثم بن خلف، ومحمد بن المجذر. وعليه: أبو سعيد النقاش، وأبو الفتح بن أبي الفوارس. قال طلحة الشاهد: توفي في سلخ ذي الحجّة. أحمد بن محمد بن سهل الفقيه أبو الحسين الطبسي الشافعي أحد الأعلام، صاحب أبي إسحاق المروزي. سمع: ابن خزيمة، وابن صاعد، وله تعليقة عظيمة في المذهب في نحو ألف جزء. توفي بالطبسين. روى عنه الحاكم. أحمد بن يعقوب بن أحمد بن المهرجان البغدادي المعدل. حدث عن: الحسن بن علوية القطان، ومحمد بن يحيى المروزي. وعنه: ابن رزقويه، وأبو نعيم الحافظ. إبراهيم بن أحمد بن الحسين أبو إسحاق القرميسيني المقريء، (26/174)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 175 طوف شرقاً وغرباً وكتب بعدّة أقاليم. سمع: محمد بن يونس الكديمي، وبشر بن موسى، وعبد الرحمن بن القاسم بن الرواس، وأبا عبد الرحمن النسائي.) وعنه: الدارقطني، والحسن بن الحسن بن المنذر، وأبو الحسن الحمامي، وغيرهم، وتوفي بالموصل. قال الخطيب: كان ثقة صالحاً. إسحاق بن أحمد بن محمد بن يعقوب أبو الفضل الهروي الجوزقي الحافظ. سمع: عبد الله بن عروة الفقيه، وحاتم بن محبوب، وببغداد من البغوي، ويحيى بن صاعد. وكان ثقة عدلاً من جوزق هراة، نزل سمرقند وحدّث بها. ثوابة بن أحمد بن عيسى بن ثوابة أبو الحسين الموصلي. سمع أحمد بن عبد الله بن ذكوان بدمشق، وأبا يعلى بالموصل، ومحمد بن إسماعيل بن نباتة. وعنه: الدارقطني، وأبو الحسن بن رزقويه، وطلحة بن الصقر، وأبو محمد بن النحاس، وأحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي. توفي بمصر. قال الخطيب: كان صدوقاً. (26/175)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 176 جعفر بن محمد الجوهري. سمع أحمد بن زغبة، والنسائي. كأنه مصري. الحسن بن أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان بن حمدون بن الحارث الأمير ناصر الدولة، أبو محمد التغلبي صاحب الموصل ونواحيها. كان أكبر من أخيه سيف الدولة وأرفع منزلة عند الخلفاء، وكان سيف الدولة كثير التأدب معه، وكان هو شديد المحبّة لسيف الدولة، فلما توفي سيف الدولة تغيرت أحواله وساءت أخلاقه وضعف عقله إلى أن لم يبق له حزم عند أولاده، فقبض عليه ولده أبو تغلب الغضنفر بالموصل وحبسه مكرماً في حصن في سنة ست وخمسين، فلم يزل محبوساً حتى توفي في ربيع الأول سنة ثمان وخمسين. وكتب إليه سيف الدولة مرة: (رضيت لك العليا وقد كنت أهلها .......... فقلت لهم بيني وبين أخي فرق)

(ولم يك بي عنها نكول وإنما .......... تجافيت عن حقي فتم لك الحق) ) (ولا بد لي من أن أكون مصلياً .......... إذا كنت أرضى أن يكون لك السبق) الحسن بن علان أبو علي البغدادي القاضي الخطابي. سمع: جعفر الفريابي، وأبا خليفة. وعنه: أبو نعيم الحافظ، وأبو الفتح بن أبي الفوارس وقال: كتبنا عنه (26/176)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 177 أشياء، وكان ثقة، وتوفي في ذي الحجّة. الحسن بن محمد بن أحمد بن كيسان أبو محمد الحربي النحوي، أخو علي. سمع: إسماعيل القاضي، وبشر بن موسى، وموسى بن هارون. وعنه: أبو علي بن شاذان، وأبو نعيم، وغيرهما، وكان ثقة من كبار شيوخ أبي نعيم. توفي في شوال. الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبد الله بن الحسين بن زين العابدين بن علي بن الحسين أبو محمد ابن أخي أبي طاهر العلوي. سمع: إسحاق الدبري وغيره من أهل اليمن. وعنه: أبو الفتح بن أبي الفوارس، وابن رزقويه، وابن شاذان وقال: إنّه ولد سنة ستين ومائتين. روى حديثاً موضوعاً عن إسحاق، عن عبد الرزاق، عن سفيان، عن ابن المنكدر، عن جابر رفعه قال: علي خير البشر فمن أبى فقد كفر. وهذا مما إتهم بوضعه أبو محمد هذا، وكان نسباة شيعياً. الحسن بن أحمد أبو علي الفارسي. (26/177)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 178 سمع البوشنجي، وحمزة الكاتب، وابن ناجية. وعمر تسعين سنة. حيدرة بن عمر أبو الحسن الزندوردي الفقيه الظاهري. أخذ عن عبد الله بن الغلس الظاهري. تفقّه به البغداديون. الخليل بن أحمد أبو القاسم الشاعر. توفي في جمادى الأولى. زيد بن علي بن أحمد بن محمد بن عمران بن أبي بلال العجلي الكوفي، أبو القاسم المقريء) المجود نزيل بغداد. قرأ القرآن على: أحمد بن فرج بن جبريل، وابن مجاهد، ومحمد بن أحمد الداجوني، وعبد الله بن جعفر السواق، وسمع محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، وعلي بن العباس، وعبد الله بن زيدان، وغيرهم. قرأ عليه القرآن جماعة منهم: الحسن بن علي الصقر الكاتب وبكر بن شاذان الواعظ، وعلي بن محمد بن موسى الصابوني من شيوخ الهراس، وعبد الباقي بن الحسن. وحدّث عنه الحمامي، وأبو نعيم. قال الخطيب: كان صدوقاً توفي في جمادى الأولى. (26/178)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 179 سيبويه المصري، الملقب أيضاً بالفصيح، اسمه أبو بكر محمد بن ابن موسى بن عبد العزيز الكندي الصيرفي المعروف بابن الجبي. ولد سنة أربع وثمانين ومائتين، وسمع من: المنجنيقي، والنسائي، والطحاوي، وتفقّه للشافعي، وجالس أبا بكر بن الحداد وتلمذ له في الفقه وكان معتزلياً متظاهراً به، ويتكلّم في الزهد وفي عبادات الصوفية بعبادة خلوة. وله شعر وفضائل. مات في شهر صفر قاله ابن ماكولا. عبد الملك بن علي أبو عمر الكازروني، الزاهد المجاب الدعوة، كان يعد من الأبدال. سمع: أبا مسلم الكجي وغيره، ورحل إليه لتفرده بكازرون. روى عنه: أبو القاسم الدهان، وأحمد بن محمد بن سهل بن منصور أبو الحسين النصيبي الملطي البزار. توفي بدمياط. علي بن عبد الله بن علي الفارسي. عن: عبد الله بن ناجية، وزكريا الساجي. وعنه: ابنه محمد. وكان ثقة فرضيّاً. (26/179)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 180 علي بن إبراهيم بن الفضل الكشاني. سمع: عمر البحتري، وإبراهيم بن نصر بن عنترة.) علي بن عبد الله. عن: ابن ناجية، وزكريا السّاجي. وعنه: ابنه محمد. وثقه الخطيب. علي بن الفضل بن شهريار أبو الحسن التاجر الأصبهاني المعدل. سمع: محمد بن أيوب الرازي. وعنه أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم وقال: ثقة. علي بن محمد بن أحمد بن حماد زغبة بن مسلم أبو الحسن التجيبي، مصري. محمد بن أحمد بن محمد الأبريسم أبو بكر النيسابوري التاجر. سمع: أبا عبد الله البوسنجي وغيره، ولم يحدث. قال: قصدناه غير مرة فلم يحدّثنا. محمد بن أحمد بن إسماعيل بن خالد أبو بكر الصرام السختياني. (26/180)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 181 جرجاني عالي الرواية. روى عن: محمد بن أيوب الرازي، وهميم، وابن مجاشع. روى عنه: حمزة السهمي وغيره. توفي في ربيع الآخر. محمد بن أحمد بن الحسن أبو عمر الضبيّ الهيستاني. سمع: عبد الله بن محمد بن النعمان الأصبهاني، وغيره. وتوفي في عشر التسعين. وعنه: أبو بكر بن أبي علي. محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن عبد الملك ابن مروان القرشي الدمشقي أبو عبد الله، محدث دمشق في وقته. سمع: أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وأحمد بن إبراهيم بن البسري، وإسماعيل بن قيراط، وزكريا خياط السنة، وأبا علاثة المصري، وأنس بن السلم، وجماعة. وعنه: تمام، وابن مندة، وعبد الوهاب الميداني، والخصيب بن عبد الله بالقاضي، وحوي بن علي السكسكي، وآخر من حدث عنه أبو الحسن بن السمسار، وانتقى عليه أبو عبد الله بن مندة) ثلاثين جزءاً، وأملى مدة بجامع دمشق. قال عبد العزيز الكتاني: كان ثقة مأموناً جواداً، توفي في شوال وهو في عشر التسعين. (26/181)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 182 محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن هارون الحضرمي المصري جد الحافظ يحيى بن علي بن الطحان. يروي عن: أبي بكر بن سهل الدمياطي، وأحمد بن شعيب النسائي. توفي في المحرم. محمد بن إسماعيل أبو بكر البغدادي القاضي. سمع: أحمد بن الحسن الصوفي. وعنه: أبو نعيم وغيره. محمد بن جعفر بن دران أبو الطيب المصري غندر. روى عن: أبي خليفة المصري، وأبي يعلى الموصلي، وجماعة. وعنه: الدارقطني، وابن جميع، وأحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي. ويقال: توفي في العام الماضي. محمد بن الحسين بن مهران النيسابوري الكاتب، أخو الأستاذ، أبي بكر. سمع: عبد الله بن شيرويه، وابن خزيمة. وعنه: الحاكم وقال: كان يصحب الملوك، والوزراء. وعاش نيّفاً وثمانين سنة. (26/182)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 183 محمد بن العباس بن الوليد بن كوذك أبو عمر مولى القعقاع بن خليد العنسي الدمشقي. سمع: محمد بن العباس بن الدرفس، وأحمد بن بشر الصوري، وعبد الرحمن بن القاسم الرواس، وجعفر بن أحمد الرواس، وإبراهيم بن دحيم، والمفضل بن محمد الجندي. وعنه: تمام، وأبو نصر بن هارون، وعبد الوهاب الميداني، والخصيب ابن عبد الله بن محمد، وأبو الحسن بن السمسار. توفي في آخر العام. أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن، ومحمد بن علي، وأحمد بن عبد الرحمن الحنبليّون قراءة، قالوا: أنا محمد بن السيد بن فارس، أنا الخضر بن الحسين بن عبدان سنة إحدى وأربعين) وخمسمائة، أنا أبو القاسم علي بن محمد المصيصي، أنا أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون، أنا أبو عمر محمد بنالعباس بن كوذك، ثنا عيسى بن إدريس البغدادي، ثنا أحمد بن المقدام، ثنا يزيد بن زريع، ثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبي ذيب، عن خالد الحارث، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله الراشي والمرتشي. محمد بن عبد الله بن سعيد أبو علي العسكري نزيل أصبهان. سمع: عبدان، وأبا بكر بن أبي داود، وأبا علي محمد بن سليمان المالكي، ومحمد بن محمد الباغندي. (26/183)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 184 وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم. محمد بن عدي بن حمدويه السجزي الصابوني. سمع ابن إدريس وغيره، وهو جد أبي عثمان الصابوني لأمه. وعنه: يحيى بن عمار وغيره. توفي في ذي القعدة، وكنيته أبو عبد الله، وهو أخو عبد الله الذي يأتي. محمد بن محمد بن إسحاق أبو عمرو السراج الحاكم. توفي بالشاش في جمادى الآخرة، وحمل إلى هراة فدفن بها. محمد بن معاوية بن عبد الرحمن بن معاوية بن إسحاق بن عبد الله ابن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان أبو بكر الأموي القرطبي المعروف بابن الأحمر. سمع: عبيد الله بن يحيى الليثي، وسعيد بن حمير، ورحل إلى المشرق سنة خمس وتسعين ومائتين، فسمع من النسائي، وإسحاق بن إبراهيم المنجنيقي، وابن المنذر، وجعفر الفريابي، ومحمد بن يحبى المروزي، وإبراهيم بن شريك الكوفي، وأبي خليفة الجمحي، والبغوي، وطائفة. ورحل إلى أرض الهند تاجراً، وكان يقول: خرجت من ارض الهند وأنا أقدر على ثلاثين ألف دينار، فلما قاربت أرض الإسلام غرقت وما نجوت إلا سباحة لا شيء معي، ورجع إلى الأندلس، وحمل الناس عنه الكثير، وكان شيخاً جميلاً ثقة، وكان معمراً. توفي في رجب. روى عنه خلق منهم: محمد بن إبراهيم بن سعيد، ومحمد بن عبد الله بن حكم شيخاً ابن عبد البر. وآخر من روى عنه: يونس بن عبد الله بن (26/184)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 185 مغيث، وعبد الله بن الربيع.) محمد بن يحيى بن عبد السلام الأزدي الأندلسي النحوي المعروف بالرباحي. سمع من: قاسم بن أصبغ، وبمكة من ابن الأعرابي، وأخذ كتاب سيبويه عن أبي جعفر بن النحاس. وكان عارفاً بالعربية حاذقاً ذكيّاً فقيهاً عالماً، أدب المغيرة بن الناصر لدين الله. توفي في رمضان. محمد بن موسى بن عبد العزيز أبو بكر الكندي الصيرفي المصري الفقيه الملقب سيبويه. مر، ويعرف بابن الجبي. سمع: أبا عبد الله النسائي، وأبا يعقوب المنجنيقي، وكان فقيهاً شافعياً يرمي بالاعتزال. تفقه على أبي بكر محمد بن أحمد بن الحداد. موسى بن إبراهيم بن النضر أبو القاسم العطار المقريء. سمع: أبا مسلم الكجّي، وغيره. وعنه: أبو نعيم الحافظ، وأبو الحسن بن رزقويه. قال الخطيب: ما علمت من حاله إلا خيراً. منصور بن محمد بن منصور بن بحر مولى بني هاشم. أصبهاني، سكن بغداد، وحدث عن: حماد بن مدرك، وإسحاق بن زيرك. وعنه: ابن أبي الفوارس، ومحمد بن علان. (26/185)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 186 (26/186)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 187 1 (وفيات تسع وخمسين وثلاثمائة) أحمد بن بندار بن إسحاق أبو عبد الله الأصبهاني الشعار الفقيه. سمع: إبراهيم بن سعدان، وعبيد بن الحسن الغزال، ومحمد بن زكريا، وأبا بكر ابن أبي عاصم، وأكابر أهل أصبهان، مثل عمير بن مرداس وغيرهم. وعنه: ابن مردويه، وعلي بن جعفر العبدكوي، وأبو بكر بن أبي علي، والحافظ أبو نعيم، وجماعة آخرهم موتاً أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن عمر الصفار. وكان شيخ أصبهان ومسنده. قال أبو نعيم: درس المذهب على أبي بكر بن أبي عاصم، وسمع كتبه، وكان ثقة ظاهريّ المذهب.) قلت: وكان أبو بكر شيخه ظاهريّ المذهب مجتهداً من طبقة داود بن علي، وتأخر عنه قليلاً. أنبأنا أحمد بن سلامة، عن مسعود بن أبي منصور الجمال، وقرأت (26/187)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 188 على أحمد بن محمد الكردي، أخبركم يوسف بن خليل، أنا مسعود، أنا أبو علي بن الحدّاد، أنا أبو نعيم، ثنا أحمد بن بندارن ثنا محمد بن زكريا، ثنا سليمان بن كراز، ثنا عمر بن صهبان الأسلمي، عن ابن المنكدر، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أطلبوا الخير عند حسان الوجوه. توفي في ذي القعدة عن بضع وتسعين سنة. أحمد بن جعفر بن بلال أبو جعفر الأصبحي المصري. روى عن النسائي. أحمد بن السندي بن حسن أبو بكر البغدادي الحذاء. سمع: الحسن بن علوية، و موسى بن هارون. وعنه: أبو علي بن شاذان، وأبو نعيم، وانتخب عليه الدارقطني. قال الخطيب: كان ثقة فاضلاً. وقال أبو نعيم. كان يعد من الأبدال. أحمد بن طاهر أبو علي النيسابوري. سمع ابن جوصا، ومكحول البيروتي، وابن خزيمة، والبغوي، وطبقتهم. وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وورخ موته. أحمد بن عبد العزيز بن بدهين المقريء البغدادي نزيل مصر. (26/188)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 189 حدث عن: إبراهيم بن عبد الله المخرمي، وغيره. كنيته أبو الفتح. أخذ القرآن عرضاً عن أحمد بن سهل الأشناني، وسعيد بن عبد الرحيم الضرير، ومحمد بن موسى، وأبي بكر بن مجاهد، ومحمد بن الأخرم الدمشقي، وسمع الحروف من أبي حبيب بن البرتي وغيره. روى عنه: عبد المنعم بن غلبون، وابنه طاهر بن غلبون، وكان من أحسن الناس صوتاً بالقرآن وأصحهم إذا أقرأ الناس بمصر، وكان يصلي بالوزير جعفر بن الفرات. قال الدّاني: ثنا عنه محمد بن علي بن محمد المالكي، والحسن بن سليمان، وغيرهما.) أحمد بن محمد بن القطان أبو الحسين البغدادي الفقيه الشافعي تلميذ ابن سريج. عمر وشاخ، ودرس وأفتى. وله وجه في المذهب. وعليه تفقّه: علي بن أحمد بن المرزبان البغدادي وغيره، وله مصنفات كثيرة. توفي في جمادى الأولى. أحمد بن محمد بن يحيى أبا بكر النيسابوري الأشقر، شيخ أهل الكلام في عصره بنيسابور. قال الحاكم: صدوق في الحديث. سمع إبراهيم بن أبي طالب، وجعفر بن سوار، ويوسف بن موسى المروزي، وأقرانهم، وتوفي في آخر سنة تسع وخمسين. قلت: صحيح مسلم عن أحمد بن علي القلانسي عنه. (26/189)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 190 روى عنه: الحاكم، وأبو العلاء عبد الوهاب بن ماهان، وغيرهما. أحمد بن يوسف بن خلاد بن منصور أبو بكر النصيبي ثم البغدادي العطار. رجل قليل الفضيلة لكنّه عالي الإسناد، رحلة بغداد. سمع: محمد بن الفرج الأزرق، و الكديمي، ومحمد بن غالب بن حرب، وإبراهيم الحربي، والحارث بن أبي أسامة، وتفرد بالرواية عن غير واحد. روى عنه: الدارقطني، وابن رزقويه، وهلال الحفار، وأبو علي بن شاذان، ومحمد بن عبد الواحد بن زرعة، وأبو نعيم. قال الخطيب: كان لا يعرف شيئاً من العلم غير أن سماعه صحيح. سأل الدارقطني فقال: أيما أكبر الصاع أو المد فقال للطلبة، أنظروا إلى شيخكم الذي تسمعون منه. قال أبو نعيم: كان ثقة، وكذا وثقه ابن أبي الفوارس. قال: توفي في صفر ولم يكن يعرف من الحديث شيئاً. أحمد بن يوسف أبو حامد النيسابوري الصوفي الأشقر. جاور بمكة زماناً، ويروي عن ناجية، والحسن بن شعبان. وعنه الحاكم، وتوفي بمكة. حبيب بن الحسن بن داود بن محمد أبو القاسم القزاز، بغدادي صدوق. (26/190)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 191 سمع: أبا مسلم الكجي، ومحمد بن عثمان العبسي، وخلف بن عمرو العكبري، والحسن ين) علويه. وعنه: الدارقطني، وابن رزقويه، والحمامي، وأبو القاسم الحربي، وأبو نعيم. وثقه ابن أبي الفوارس، وأبو نعيم، والخطيب. وكان رجلاً صالحاً. وضعفه البرقاني. قال الخطيب: ما أدري ما حجته في بتضعيفه. توفي في جمادى الأولى وهو عندنا من الثقات الصلحاء. السحن بن أحمد بن الحسن القاضي أبو علي البيهقي الأديب، قاضي نسا. سمع: ابن خزيمة، وابن صاعد، وطبقتهما. وعنه: الحاكم وغيره. شمول أبو الحسين الأمبر مولى صاحب كافور. ولي نيابة دمشق في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة فلما بلغه مسير جعفر بن فلاح من قبل جوهر المعزي إلى الشام ليملكها استخلف غلامه إقبال، وتوجه لقتال جعفر منحازاً إلى الأمير حسن بن عبيد الله بن طغج الإخشيذية، والتقى الجمعان، فانهزم حسن وجنوده، وانضم في الحال شمول إلى جعفر بن فلاح مخامراً. ويقال: إنه كان كاتبه فأمنه واستعمله على دمشق، وبقي ينوب عنه غلامه إقبال بها، فلما كان في آخر هذه السنة سنة تسع غلب على البلد أبو القاسم بن أبي يعلى الهاشميّ، ورد دعوة بين العباس، وهرب إقبال، ثم لم يدم ذلك. (26/191)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 192 صالح بن عمر العقيلي الأمير. ولي دمشق نيابة للحسن بن عبيد الله بن طغج في سنة سبع وخمسين حين انهزم عنها فنك الكافوري، فبعث إليه عند ذلك شيوخ دمشق، وهو يومئذ متولي حوران فجاءهم وضبط البلد، فجاء ظالم بن موهوب العقيلي ليأخذ منه البلد فمنعه أهل دمشق. ثم بعد ذلك غلب على الشام الحسن بن أحمد القرمطي واختفى صالح، وولي دمشق للقرامطة وشاح السلمي، وسار صالح إلى الرملة، فلما رجع القرمطي إلى الإحساء وفارق الشام في صفر سنة ثمان وخمسين، رجع صالح إلى دمشق، وتعصب معه شبابها، وأخرجوا وشاحاً، ثم جمع ظالم العقيلي جموعاً، ونزل داريا وحاصر داريّا خمسين يوماً، فلما بلغه مجيء الحسن بن) عبيد الله الإخشيذي سار عن البلد. قال ابن عساكر الحافظ: بلغني أن صالحاً توفي بنوا سنة تسع وخمسين. طلحة بن محمد بن إسحاق أخو سعد الصيرفي. قال الخطيب: سمع العمري ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة. نا عنه أبو نعيم، وكان صدوقاً. أرخه ابن الثلاج. عبد الله بن أحمد بن إسحاق أبو محمد الأصبهاني الفقيه. توفي في رمضان. (26/192)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 193 عبد الرحمن بن أحمد بن سعيد أبو بكر المروزي الأنماطي. قدم حاجاً وحدث ببغداد عن: يحيى بن ماسويه، ومحمد بن شاذان. وعنه: ابن حيويه، والحسن بن الحسن بن المنذر. قال الخطيب: كان ثقة حافظاً. عبد الرحمن بن محمد بن جعفر بن الأصبهاني أبو مسلم المؤدّب أخو أبي الشيخ الحافظ. سمع: محمد بن زكريا البزاز الحافظ، وأحمد بن علي الخزاعي. وعنه: أبو نعيم، وأبو بكر بن مردويه، والحفّاظ. توفي فجأة. عبد الصمد بن محمد بن حيويه الحافظ، أبو محمد البخاري الأديب. أحد الرحالة. جمع صحيح البخاري على عمر بن ملك المروزي، وكتب ببغداد وبنيسابور. روى عنه الحاكم. وقال: توفي في رمضان. علي بن بندار شيخ الصوفية. ذكرته في سنة سبع، وقيل: توفي في هذه السنة، وكأنه الأصح. وقد روى عنه: أبو يعلي حمزة المهلبي، وأبو سعد عبد الملك بن محمد، وكامل بن أحمد العزائمي. قال الحاكم: ما رأيت في مشايخنا أصبر على الفقر منه، وقد أملى سنين. وكان من الثقات. (26/193)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 194 قال السملي: وكان ابنه أبو القاسم أوحد وقته في طريقته، سمعته يقول: سمعت الوالد يقول: يا بني إياك والخلاف على الخلق فمن رضي اللهبه لنفسه عبداً فارض به أخاً.) قد ذكرنا أنه صحب الجنيد وطبقته وأكثر من الحديث. علي بن محمد سيبويه بن مسرور بن الحسن الفقيه المالكي القيرواني الدباغ. سمع من أحمد بن أبي سليمان وعول عليه. أخذ عنه: أبو الحسن القابسي، وعبد الرحمن بن محمد الربعي، وجماعة كثيرة من المالكية. وكان إماماً عباداً عاقلاً كثير الحياء. علي بن محمد بن سعيد أبو الحسن الموصلي نزيل بغداد. روى: عن الحسن بن فيل، وأبي يعلى، وشاهين بن السميدع، وعدة. وعنه: علي بن أحمد الرزاز، وأبو نعيم وقال: هو كذاب. وقال ابن الفرات: مخلط غير محمود. مات في جمادى الآخرة. الفتح بن عبد الله الفقيه أبو نصر الهروي العابد. سمع: الحسين بن إدريس، والحسن بن شيبان، وغيرهما. وعنه: أبو عبد الله الحاكم وقال: عاش خمساً وثمانين سنة. قرأ الفقه والكلام على أبي علي الثقفي إلى أن صار من مشايخ المتكلمين. حدثني بعضهم أنه رآه ليلة بكى إلى الصباح. (26/194)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 195 محمد بن أحمد بن سهل أبو عبد الله الإستراباذي، خال أبي الحسن العظرفي. روى عن: الحسن بن سفيان، والحسن بن الطيب البلخي. محمد بن أحمد بن لحسن بن إسحاق أبو علي بن الصواف، محدث بغداد. سمع: محمد بن إسماعيل الترمذي، وإسحاق الحربي، وبشر بن موسى، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وطائفة. وعنه: ابن رزقويه، ومحمد بن أبي الفوارس، وأبو الحسين، وعبد الملك ابنا بشران، وأبو بكر البرقاني، وأبو نعيم، وجماعة. قال الدارقطني: ما رأت عيناي مثل أبي علي الصواف وأخر بمصر نسبه ابن الفوارس. وقال ابن أبي الفوارس: كان أبو علي ثقة مأموناً ما رأيت مثله في التحدث. توفي في شعبان وله تسع وثمانون سنة. قلت: آخر من روى حديثه بعلو عفيفة الفارقانية. سمعت من الأشج آخر أصحاب أبي نعيم. محمد بن أحمد بن حمدون ين الحسن الذهلي أبو الطيب النيسابوري المذكر.) صحيح السماع كثير الكتب، وكان يورق. سمع: إبراهيم بن أبي طالب، ومسدد بن قطن. وصنف تصانيف. (26/195)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 196 وعنه: الحاكم، وقال: عندي بخطّه زيادة على ثلاثمائة جزء، وعاش أربعاً وثمانين سنة. محمد بن الحسين الوزير الكبير، أبو الفضل بن العميد. وزير ركن الدولة الحسن بن بويه، وكان أحد بلغاء الرجال ونبلائهم، توفي سنة. محمد بن حاتم بن زنجويه أبو بكر الفقيه الفرضي. حدث بدمشق عن: محمد بن أحمد بن صفوة المصيصي، ويعقوب بن محمد بن ثوابة، وجماعة. وعنه: تمام، وأبو نصر بن هارون، وعبد الرحمن بن محمد بن ياسر، وغيرهم. توفي في ذي القعدة، وكان إماماً في السنة. محمد بن طاهر بن علي أبو يعلى الأصبهاني. سمع: الوليد بن أبان، وبكر بن أحمد الشعراني، وأبا القاسم البغوي، وأبا عروبة. وعنه: الحاكم بن البيع، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو الفضل محمد بن أحمد الجارودي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج. قال الحاكم: كان يحفظ سؤالات الشيوخ وتوفي بنيسابور. محمد بن عبد العزيز بن حسنون أبو طاهر الإسكندراني الفقيه الشافعي. شيخ جليل معمر. حدث بدمشق عن: مقدام بن داود الرعيني، وأبي بكر بن سهل الدمياطي، وصالح بن شعيب، وجعفر الفريابي، وجماعة. وعنه: تمام، وعبد الوهاب الميداني، والهيثم بن أحمد الصباغ، ومحمد ابن عبد الله المنيني، وغيرهم. (26/196)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 197 توفي في شهر رجب. محمد بن علي بن حبيش أبو الحسن الناقد، بغدادي جليل. سمع: أبا شعيب الحراني، وأحمد بن يحيى الحلواني، ومحمد بن عبد الله مطيناً، والهيثم بن خلف الدوري، وجماعة. وعنه: ابن رزقويه، وأبو علي بن شاذان، وأبو نعيم.) وقال أبو نعيم: ثقة، وكذا وثقه ابن أبي الفوارس وورخ موته. محمد بن عيسى بن ديزك العلامة أبو عبد الله البروجردي، النحوي. نزيل بغداد ومعلّم ابن الخليفة. سمع: عمر بن مرداس، ومحمد بن إبراهيم بن زياد الرازي، وانتحب عليه ابن المظفر. روى عنه: سلامة بن عمر النصيبي، وأبو نعيم وغيرهما. وثقه أبو نعيم. ويقال: إن أبا سعيد السيرافي درس عليه الأدب. قال أبو الحسن بن الفرات: كان ثقة مستوراً جميل المذهب. مات في جمادى الآخرة. محمد بن موسى بن أزهر أبو بكر الأندلسي الأستجي. روى عن أبيه، وعبيد الله بن يحيى، وكان فقيهاً شروطياً. (26/197)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 198 توفي في جمادى الآخرة. المنذر بن محمد بن المنذر أبو سعيد السلمي الهروي. روى عن أبي جعفر أحمد بن عبد الرحمن الشامي. وعنه أبو الفضل الجارودي. المؤمل بن يحيى أبو الحسن المصري المعدل. سمع أبا الرقراق. هاشم بن أحمد بن غانم أبو خالد الغافقي القرطبي. كان فقيهاً مشاوراً، نظر الأحباس أيام منذر القاضي، وكان نحوياً شاعراً. (26/198)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 199 1 (وفيات ستين وثلاثمائة) أحمد بن طاهر النيسابوري. سمع ابن خزيمة، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأبا القاسم البغوي، وأبا عروبة، وعلي بن أحمد بن علان المصري، و الهيثم بن كلب الشاشي. وعنه: أبو عبد الله الحاكم وقال: كان من الرحالة المجودين. أحمد بن محمد بن أبي الفتح بن خاقان، أبو العباس بن النجاد الدمشقي، إمام جامع دمشق وأحد الصالحين.) قرأ القرآن على هارون بن موسى الأخفش. ولعله آخر من قرأ عليه عبد القاهر الصائغ. وبقي إلى سنة عشر وأربعمائة. أحمد بن ثابت بن الزبير أبو عمر التغلبي القرطبي. سمع من عبيد الله بن يحيى، وحدّث عنه بالموطأ، وسمع من سعيد بن (26/199)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 200 عثمان الأعناقي، وطاهر بن عبد العزيز، وجماعة. روى عنه جماعة، وكان صالحاً. ثقة، توفي في ذي القعدة. إبراهيم بن يحيى الطليطلي أبو إسحاق. سمع أحمد بن خالد بن الحباب، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وولي قضاء طليطلة. روى عنه خلف بن قاسم، وعبد الرحمن بن عبيد الله. توفي حدود الستين أو قبلها. إبراهيم بن هارون بن خلف بن الزبير المصمودي. سمع بقرطبة من: ابن أيمن، وقاسم بن اصبغ. وحدث. توفي سنة ستين. أسد بن حيون بن منصور الجذامي، أبو القاسم الأستجي الأندلسي. سمع: محمد بن عبد الملك بن أيمن. ورحل فسمع من أبي القاسم البغوي ببغداد، و من أبي جعفر الديلي بمكة. وكان بصيراً بالطب. روى عنه إسماعيل. أسهم بن إبراهيم بن موسى أبو نصر القرشي السهمي الزاهد الجرجاني عم الحافظ حمزة بن يوسف. روى عن: أبي نعيم عبد الملك بن عدي، وموسى بن العباس الأزدواري. (26/200)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 201 وعنه أبو بكر محمد بن يوسف الشالنجي. جعفر بن فلاح الأمير الذي ولي دمشق للمعز العبيدي، وهو أول أمير وليها لبني عبيد. وكان قد خرج مع القائد جوهر، وافتتح معه مصر، ثم سار فغلب على الرملة سنة ثمان وخمسين، وبعد أيام غلب على دمشق بعد أن قاتل أهلها أياماً، واستقر بها. ثم في سنة ستين) هذه سار لحربه الحسن بن أحمد القرمطي، وكان مريضاً على نهر يزيد، فظفر به القرمطي وقتله وقتل من خواصه خلقاً، وذلك في ذي القعدة. الحسن بن علي بن الإمام أبي جعفر. سمع: أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي الطحاوي. زيري بن مناد الحميري الصنهاجي جد العزيز بن باديس. أول من ملك من بيتهم، وهو الذي بنى أشير وحصنها، وأعطاه المنصور تاهرت. وكان شجاعاً حسن السيرة. جرت بينه وبين جعفر بن علي الأندلسي حرب. قتل زيري في المصاف في رمضان، وكانت مدة إمرته ستاً وعشرين سنة. (26/201)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 202 سعيد بن عميرة أبو عثمان الهروي. يروي عن جعفر الفريابي. سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير أبو القاسم اللخمي الطبراني الحافظ المشهور مسند الدنيا. سمع: هاشم بن مرثد الطبراني، وأبا زرعة الدمشقي، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وأحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، وأبا زيد أحمد بن عبد الرحيم بن يزيد الحوطي، وأحمد بن مسعود المقدسي، وأحمد بن إسحاق البلدي الخشاب، وأحمد بن خليد الحلبي، وأحمد بن شعيب النسائي، وإبراهيم بن برة الصنعاني، وإسحاق بن إبراهيم الدبري، وإبراهيم بن إبراهيم الشباي، وإدريس بن جعفر العطار صاحب يزيد بن هارون، وبشر بن موسى الأسدي، والحسن بن سهل المجوز، وحفص بن عمر سنجه، وحبوش بن رزق الله، وخير بن عرفة، وأبا النرنباع روح بن الفرج، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وعبد الله بن محمد بن سعيد ابن أبي مريم، وعبد الله بن الحسين المصيصي، وعمارة بن وثيمة، وعبيد الله بن رماحس، وعمرو بن ثور الجذامي، ومحمد بن حيان المازني، ومحمد بن حيان الباهلي، ومحمد بن يحيى بن المنذر القزاز، ومحمد بن زكريا الغلابي، ومحمد بن أسد الأصبهاني، وموسى بن عيسى بن المنذر الحمصي، ومقدام بن داود الرعيني، وهارون بن ملول، ويوسف بن يزيد القراطيسي، ويحيى بن أيوب (26/202)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 203 العلاف وغيرهم، وأول سماعه بطبرية سنة ثلاث وسبعين ومائتين، وله ثلاث عشرة سنة. سمعه أبوه ورحل به لأنه كان له ماسة بالحديث، وقد سمع من دحيم لما قدم عليهم طبرية،) وزار به أبوه القدس سنة أربع وسبعين فسمعه من أحمد بن مسعود الخياط، حدثه عن عمرو بن أبي سلمة التنيسي، ثم رحل إلى قيسارية فسمع من إبراهيم بن أبي سفيان، وعمرو بن ثور أصحاب الفريابي، وسمع بعكا من أحمد اللحياني صاحب آدم بن أبي إياس، ثم إنه رحل سنة ثمان وسبعين إلى حلب، وسمع بحمص وجبلة ودمشق والشام في هذا القرب، ثم حج ودخل اليمن مع أبيه في نحو من سنة ثمانين، فسمع كتب عبد الرزاق، وسمع بمصر في رجوعه فيما أحسب أو في ذهابه من محدثيها، وسمع بعد ذلك من أهل بغداد والبصرة والكوفة، وأصبهان، وغير ذلك. وكان مولده بعكا في صفر سنة ستين ومائتين، وكانت أمه من عكا. وصنف معجم شيوخه وهو مجلد مروي، والمعجم الكبير في عدة مجلدات على أسماء الصحابة، والمعجم الأوسط وفيه الأحاديث الأفراد والغرائب، صنفه على ترتيب أسماء شيوخه، وصنف كتاب الدعاء، وكتاب عشرة النساء، وكتاب حديث الشاميين، وكتاب المناسك، وكتاب الأوائل، وكتاب السنة، وكتاب الطوالات، وكتاب الرمي، وكتاب النوادر، مجلد، ومسند أبي هريرة كبير، وكتاب التفسير، وكتاب دلائل النبوة. (26/203)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 204 وكتاب مسند شعبة، و كتاب مسند سفيان، ومسانيد طائفة، وغير ذلك مما غاب عني ذكره ولم أعرف به. روى عنه: أبو خليفة الفضل بن الحباب، وأبو العباس بن عقدة، وأحمد بن محمد الصحاف وهو من شيوخه، وأبو بكر بن مردويه، وأبو عمرو محمد بن الحسين بن محمد البسطامي فقيه نيسابور، والحسين بن أحمد بن المرزبان، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني، وأبو الفضل أحمد بن محمد الجارودي، وأبو نعيم الحافظ، وأبو الحسين بن فاذشاه، ومحمدبن عبيد الله بن شهريار، وأبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد الصفار، وآخر من حدث عنه بالسماع أبو بكر بن ريذة، وبقي بعده بسنتين عبد الرحمن بن أبي بكر الذكواني يروي عنه بالإجازة. قال أبو بكر بن أبي علي: سأل والدي أبو القاسم الطبراني عن كثرة حديثه فقال: كنت أنام على البواري ثلاثين سنة. وقال أبو نعيم: قدم الطبراني أصبهان سنة تسعين ومائتين، وخرج، ثم قدمها، فأقام بها محدثاً ستين سنة.) وذكر الحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني أن أبا أحمد العسال قاضي أصبهان قال: أنا سمعت من الطبراني عشرين ألف حديث، وسمع منه إبراهيم بن محمد بن حمزة ثلاثين ألفاً، وسمع منه أبو الفتح أربعين ألف حديث كملنا. قلت: وهؤلاء من شيوخ أصبهان في أيام الطبراني. وقال أبو نعيم: سمعت أحمد بن بندار يقول: دخلت العسكر سنة ثمان وثمانين ومائتين، فحضرت مجلس عبدان، وخرج ليملي فجعل المستملي (26/204)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 205 يقول له: إن رأيت أن تملي علي فيقول: حتى يحضر الطبراني قال: فأقبل أبو القاسم بعد ساعة متزراً بإزار مرتدياً بآخر، ومعه أجزاء، وقد تبعه نحو عشرين نفساً من الغرباء من بلدان شتى حتى يفيدهم الحديث. وقال أبو بكر بن مردويه في تاريخه: لما قدم الطبراني قدمته الثانية سنة عشر وثلاثمائة إلى أصبهان قبله أبو علي أحمد بن محمد بن رستم العامل، وضمه إليه، وأنزله المدينة وأحسن معونته، وجعل له معلوماً من دار الخراج، فكان يقبضه إلى أن مات، وقد كنى ولده محمداً أبا ذر، وهي كنية والده. وقال أبو زكريا يحيى بن مندة الحافظ: سمعت مشايخنا ممن يعتمد عليهم يقولون: أملى أبو القاسم الطبراني حديث عكرمة في الرؤية، فأنكر عليه ابن طباطبا العلوي ورماه بدواة كانت بين يديه، فلما رأى الطبراني واجهه بكلام اختصرته، وقال في أثناء كلامه: ما تسكتون وتشتغلون بما أنتم فيه حتى لا نذكر ما جرى يوم الحرة، فلما سمع ذلك ابن طباطبا قام واعتذر إليه وندم. وقال ابن مندة المذكور: وبلغني أنه كان حسن المشاهدة طيب المحاضرة، عليه. قرأ عليه يوماً أبو طاهر ابن لوقا حديث كان يغسل حصى جماره فصحفه وقال: يغسل خصي حماره فقال: وما أراد بذلك يا أبا طاهر فقال: التواضع. وكان أبو طاهر هذا كالمغفل. قال له الطبراني يوماً: أنت ولدي يا أبا طاهر فقال: وإياك يا أبا القاسم، يعني: وأنت. وقال ابن مندة: وجدت عن أحمد بن جعفر الفقيه، أنا أبو عمر بن عبد (26/205)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 206 الوهاب السلمي فقال: سمعت الطبراني يقول: لما قدم أبو علي بن رستم من فارس دخلت عليه، فدخل عليه بعض الكتاب، فصب على رجله بخمسمائة درهم، فلما خرج الكاتب قال لي أبو علي: إرفع هذا يا أبا القاسم، فرفعتها، فلما دخلت أم عدنان صبت على رجله خمسمائة، فقمت، فقال لي: إلى أين) فقلت: قمت لئلا يقول: جلست لهذا، فقال: إرفع هذه أيضاً، فلما كان آخر امره، تكلم في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ببعض الشيء، فخرجت ولم أعد إليه بعد. وقال أحمد بن جعفر الفقيه: سمعت أبا عبد الله بن حمدان، وأبا الحسن المديني، وغيرهما، يقولون: سمعنا الطبراني يقول: هذا الكتاب روحي، يعني المعجم الأوسط. وقال أبو الحسين ابن فارس اللغوي: سمعت الأستاذ ابن العميد يقول: ما كنت أظن أن في الدنيا حلاوة ألذ من الرئاسة والوزارة التي أنا فيها، حتى شاهدت مذاكرة الطبراني، وأبي بكر الجعابي بحضرتي، فكان الطبراني يغلبه بكثرة حفظه، وكان الجعابي يغلب بفطنته وذكائه، حتى ارتفعت مراتبهما، ولا يكاد أحدهما يغلب صاحبه، فقال الجعابي: عندي حديث ليس في الدنيا إلا عندي فقال: هات، فقال: ثنا أبو خليفة، أنا سليمان بن أيوب، وحدث بحديث، فقال الطبراني: أنا سليمان بن أيوب ومني سمعه أبو خليفة، فاسمع مني حتى يعلو فيه إسنادك، فخجل الجعابي، فوددت أن الوزارة لم تكن، وكنت إبناً للطبراني وفرحت لفرحه أو كما قال. أنبئت عن اللبان، عن غانم البرجي، أنه سمع عمر بن محمد بن الهيثم يقول: سمعت أبا جعفر بن أبي السري قال: لقيت ابن عقدة بالكوفة، فسألته يوماً أن يعيد لي فوتاً، فامتنع، فشددت عليه، فقال: من أي بلد أنت؟ (26/206)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 207 قلت: من أصبهان. فقال: ناصبة ينصبون العداوة لأهل البيت، فقلت: لا تقل هذا فإنه فيهم متفقهة وفضلاء ومتشيعة فقال: شيعة معاوية قلت: لا والله، بل شيعة علي، وما فيهم أحد إلاّ وعلي أعز عليه من عينه وأهله، فأعاد علي ما فاتني، ثم قال لي: سمعت من سليمان بن أحمد اللخمي، فقلت: لا أعرفه، فقال: يا سبحان الله أبو القاسم ببلدكم وأنت لا تسمع منه، وتؤذيني هذا الأذى، بالكوفة ما أعرف لأبي القاسم نظيراً، قد سمعت منه وسمع مني، ثم قال: أسمعت مسند أبي داود فقلت: لا، قال: ضيعت الحزم لأن منبعه من أصبهان وقال: أتعرف إبراهيم بن محمد بن حمزة قلت: نعم قال: قل ما رأيت مثله في الحفظ. قال الحاكم: وجدت أبا علي الحافظ سيء الرأي في أبي القاسم اللخمي، فسألته عن السبب، فقال: اجتمعنا على باب أبي خليفة، فذكرت طرف حديث: أمرت أن أسجد على سبعة أعضاء فقلت له: يحفظ شعبة عن عبد الملك بن ميسرة، عن طاوس، عن ابن عباس قال: بلى، رواه غندر، وابن أبي عدي، فقلت: من عنهما قال: حدثناه عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عنهما، فاتهمته إذ ذاك، فإنه ما حدث به غير عثمان بن عمر، عن شعبة.) قال الحافظ ضياء الدين: هذا وهم فيه الطبراني في المذاكرة، أما في جمعه حديث شعبة، فلم يروه إلاّ من طريق عثمان بن عمر، ولو كان كل من وهم في حديث واحد اتهم لكان هذا لا يسلم منه أحد. وقال أبو عبد الله بن مندة الحافظ: الطبراني أحد الحفاظ المذكورين، حدث عن أحمد بن عبد الرحيم البرقي، ولم يحتمل سنه لقيه. توفي أحمد (26/207)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 208 بن عبد الرحيم بمصر سنة ست وستين ومائتين. قلت: كذا درجه ابن يونس في موضع، وقال: في موضع آخر: توفي سنة سبعين في رمضان، وعلى كل تقدير فلم يلقه، والذي ظهر لي أنه سمع من ابن البرقي بلا شك، لكن من عبد الرحيم أخي أحمد المذكور، فاعتقد أنه هو أحمد، وغلط في اسم الرجل، ويؤيد هذا أن الطبراني لم يخرج عن أحمد عن كبار شيوخه مثل عمرو بن أبي سلمة ونحوه، إنما روى عنه عن مثل عبد الملك بن هشام راوي السيرة. وأخرى أن الطبراني لم يسم عبد الرحيم ولا ذكره في معجمه، وقد أدركه سفيان لما دخل مصر وسمع منه، لكنه سماه باسم أخيه وهماً منه، ولهما أخ حافظ، توفي سنة تسع وأربعين ومائتين من شيوخ النبل، وهذا وهم، وحسن من الطبراني قد تكرر في كثير من معجمه قوله: نا أحمد بن عبد الله البرقي، وقد توفي عبد الرحيم بن البرقي سنة ست وثمانين. وسئل أبو العباس أحمد بن منصور الشيرازي الحافظ عن الطبراني فقال: كتبت عنه ثلاثمائة ألف حديث، وهو ثقة، إلا أنه كتب عن شيخ بمصر، وكان أخوين وغلط في اسمه. يعني: ابني البرقي. وقال أبو بكر بن مردويه: دخلت بغداد، وتطلبت حديث إدريس بن جعفر العطار، عن يزيد بن هارون، وروح بن عبادة، فلم أجد إلا أحاديث معدودة وقد روى الطبراني، عن إدريس، عن يزيد كثيراً. قالت: هذا لا يدل على شيء، فإن الطبراني لما وقع له هذا الشيخ، اغتنمه وأكثر عنه واعتنى به، ولم يعتن به أهل بلده. وقال أحمد الباطرقاني: دخل ابن مردويه بيت الطبراني وأنا معه، وذلك بعد وفاة ابنه، أبي ذر لبيع كتب الطبراني، فرأى أجزاء لا أوائل لها، فاغتم لذلك وسبّ الطبراني.) (26/208)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 209 قال الباطرقاني: وكان ابن مردويه سيء الرأي فيه. قال سليمان بن إبراهيم الحافظ: كان ابن مردويه في قلبه شيء على الطبراني، فتلفظ بكلام، فقال له أبو نعيم: كم كتبت عنه فأشار إلى حزم، فقال أبو نعيم: ومن رأيت مثله فلم يقل شيئاً. قال الحافظ الضياء: ذكر ابن مردويه في تاريخ أصبهان جماعة وضعفهم، وذكر الطبراني فلم يضعفه، ولو كان عنده ضعيفاً لضعفه. وقال أبو بكر محمد بن أبي علي المعدل: الطبراني أشهر من أن يدل على فضله وعلمه، وكان واسع العلم كثير التصانيف. وقيل ذهبت عيناه في آخر أيامه. فكان يقول: الزنادقة سحروني، فقال له يوماً حسن العطار تلميذه يمتحن بصره: كم عدد الجذوع التي في السقف فقال: لا أدري لكن نقش خاتمي سليمان بن أحمد. قلت: هذا على سبيل البسط. وقال له مرّة أخرى: من هذا الآتي قال: أبو ذر، يعني ابنه، وليس بالغفاري. قال أبو نعيم: توفي لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة ستين وصليت عليه. قلت: عاش الطبراني مائة سنة وعشرة أشهر، وآخر من روى حديثه عالياً بالإجازة عندنا الزاهد القدوة أبو إسحاق الواسطي، أجاز له أصحاب فاطمة الجوزدانية، التي تفرّدت بالرواية عن ابن زهرة صاحب الطبراني. سهل بن أحمد بن عيسى أبو.. المؤدب، هروي معمر. توي يوم عرفة، وصلى عيه الخليل بن أحمد القاضي، وله مائة سنة. قاله ابن مندة. (26/209)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 210 عبد الله بن يحيى بن معاوية أبو بكر التيمي الطلحي الكوفي. سمع عبيد بن غنام، ومطيناً، وجماعة. وثقه الحافظ محمد بن أحمد بن حماد. وروى عنه أبو نعيم الحافظ وغيره. عبد الله بن عمر بن أحمد بن محمد أبو القاسم البغدادي الفقيه الشافعي، ويعرف بعبيد الفقيه، نزيل قرطبة.) قال أبو الوليد الفرضي: قدم الأندلس، وكان قد تفقه، وناظر عند أبي سعيد الأصطخري، والقاضي أبي عبد الله المحاملي، وقرأ القرآن على ابن مجاهد، وعلى أبي الحسن بن شنبوذ، وسمع من أبي جعفر محمد بن إبراهيم الديلي، وأبي جعفر الطحاوي، وأبي القاسم البغوي، وعبد الله بن أبي داود الدحداح الدمشقي، وابن صاعد. وكان عالماً بالأصول والفروع، إماماً في القراءآت، صنف في الفقه والقراءآت والفرائض. قال: وقد ضعفه بعضهم برواية ما لم يسمع عن بعض الدمشقيين. ولد سنة خمس وتسعين ومائتين، وكان المستنصر صاحب الأندلس قد أكرمه، وتوفي في ذي الحجّة بقرطبة. قلت: لم يسم أحداً روى عنه. قال الفرضي: سمعت محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرج ينسبه إلى الكذب، ووقفت على بعض ذلك. عمارة بن رفاعة بن عمارة بن وثيمة بن موسى أبو العباس المصري. توفي في ربيع الأول. (26/210)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 211 عمر بن أحمد بن محمد بن ممه لخلال أبو حفص البغدادي المعدل. سمع: الحسين بن الأحوص، ومحمد بن يحيى المروزي. وعنه: ابن رزقويه، ومحمد بن طلحة. وثقه الخطيب، مات في ذي الحجّة، وهو والد عبد الرحمن شيخ ابن المهتدي بالله. عيسى بن محمد بن أحمد البغدادي أبو علي الطوماري من ولد ابن جريج. حدث عن: الحارث بن أبي أسامة، وإبراهيم الحربي، وابن أبي الدنيا، وبشر بن موسى، ومحمد بن أحمد بن البراء، ومحمد بن يونس الكديمي، وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي، وجماعة. وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن عبد الله الهاشمي، وابن داود الرزاز، وأبو علي بن شاذان، وأبو نعيم، وكان قد شهر بصحبة ابن طومار الهاشمي. قال ابن الفرات: لم يكن بذاك، حدث من غير أصول في آخر أمره. وقال ابن أبي الفوارس: كان يذكر أن عنده تاريخ ابن أبي خيثمة، وكتب ابن أبي الدنيا، ولم تكن له أصول، وكان يحفظ حكايات. وذكر أنه قريء عليه كتاب الكامل للمبرد من غير) كتابه، وذكر أن مولده في المحرم (26/211)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 212 سنة اثنتين وستين ومائتين. ومات في صفر. قلت: تفرد بالسماع من غير واحد. الفضل بن الفضل بن العباس الكندي إمام جامع همدان. سمع الكثير من: عيسى بن هارون، وأبي خليفة، وزكريا الساجي، وأبي يعلى الموصلي، وجماعة. وعنه: الحسين بن منجويه، وأبو طاهر بن سلمة، وعبد الرحمن بن شبانة، وجماعة. وكان صدوقاً. قاله شيرويه، وقال: مات في ربيع الآخر. قلت: وقع لنا حديثه في الثاني من حديث ابن شبانة. محمد بن أحمد بن محمد أبو علي بن زبارة العلوي النيسابوري شيخ الأشراف. سمع: الحسين بن الفضل، وغيره. وعنه: الحاكم، وعاش مائة سنة، سوى شهرين. محمد بن إبراهيم الأصبهاني. سمع محمد بن علي الفرقدي، وجماعة. وعنه: أبو نعيم، ووثقه، ومحمد بن أحمد الصابوني، وعلي بن أحمد ابن داود الرزاز. محمد بن جعفر بن إبراهيم الفسوي الفقيه أبو جعفر. سمع: الحسن بن سفيان، وعبد الله بن الفرهاد، ومحمد بن جرير، والباغندي، وأبا عروبة، والمفضل الجندي، وعلان بن الصيقل، وابن جوصا، فطوف وأكثر الترحال. (26/212)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 213 روى عنه الحاكم و قال: توفي في رجب. محمد بن جعفر بن محمد بن مطر النيسابوري، أبو عمرو بن مطر المعدل الزاهد. شيخ العدالة ببلده ومعدن الورع، معروف بالسماع والرحلة والإتقان، كذا قال فيه الحاكم. سمع: أبا عمرو، وأحمد المستملي، وإبراهيم بن أبي طالب، وإبراهيم بن علي الذهلي، ومحمد بن أيوب الرازي، ومحمد بن يحيى المروزي ثم البغدادي، والفريابي، وأبا خليفة، ومحمد بن جعفر بن حبيب الكوفي. وعنه: أبو علي الحافظ مع تقدّمه، وأبو الحسين الحجاجي، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي المشاط، وأبو نصر عمر بن قتادة، وآخرون.) وقد روى عنه أبو العباس بن عقدة، وهو من صغار شيوخه. قال الحاكم: وأعجب من ذلك ما: ثنا محمد بن صالح بن هاني، نا أبو الحسن الشافعي، عن أبي عمرو بن مطر، وقد ماتا قبله بدهر، وهو الذي انتقى الفوائد على أبي العباس فأحيا به علم الأصم بتلك الفوائد، فإن الأصم أخذ أصوله واعتمد على كتاب أبي عمرو بن مطر. قال الحاكم: وحدّثني أبو زيد بالكوفة، نا أبو عمرو محمد بن جعفر النيسابوري بالكوفة سنة ست وثلاثمائة، ثنا سليمان بن سلام فذكر حديثاً. قال الحاكم: قل ما رأيت أصبر على الفقر من أبي عمرو، فإنه يتجمل بدست ثياب الجمعة وحضور المجلس، ويلبس في بيته فرواً ضعيفة، ويأكل رغيفاً وبصلة أو جزرة. وبلغني أنه كان يحيي الليل، وكان يأمر بالمعروف (26/213)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 214 وينهي عن المنكر، ويضرب اللبن لقبور الفقراء، ولم أر في مشايخنا له في الإجتهاد نظيراً. وتوفي في جمادى الآخرة سنة ستين وهو ابن خمس وتسعين سنة. رض. محمد بن أحمد بن موسى القاضي أبو عبيد الله الرازي الخلال ابن أخي علي بن موسى القمي. فقيه أهل الري وشيخ الحنفية. سمع: محمد بن أيوب بن الضريس، وإبراهيم بن يوسف. وعنه: الحاكم وقال: وكان من أفصح من رأينا وأدينهم، ولي قضاء سمرقند وفرغانة، وكان والد قاضي الري. قال الحاكم: انتقيت على أبي عبد الله عشرين جزءاً، ومات بفرغانة في رمضان وهو على قضائها. محمد بن جعفر بن محمد بن الهيثم بن عمران أبو بكر الأنباري البندار، ويعرف بابن أبي أحمد. سمع: أحمد بن الخليل البرجلاني، ومحمد بن أحمد بن أبي العوام، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وجعفر بن محمد الصائغ، وهو آخر من حدث عنهم. روى عنه: ابن سميكة، وأبو بكر البرقاني، وأبو علي بن شاذان، وبشر (26/214)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 215 بن الفاتني، وعلي بن داود الرزاز، ومحمد بن أبي إسحاق إبراهيم المزكي، وأبو نعيم الحافظ، وآخرون ومولده في شوال سنة سبع وستين ومائتين.) قال الخطيب: سألت البرقاني عنه فقال: كان سماعه صحيحاً بخط ابنه. قال ابن أبي الفوارس: توفي فجأة يوم عاشوراء. قال: وانتقى عليه عمر البصري، وكان قريب الأمر فيه بعض الشيء، وكانت له أصول جياد بخط ابنه. محمد بن جعفر بن محمد بن كنانة أبو بكر البغدادي المؤدب. حدث عن: محمد بن يونس الكديمي، وأبي مسلم الكجي، ومحمد بن سهل العطار. وعنه: علي بن أحمد الرزاز، وبشر بن عبد الله الفاتني، وغيرهما. قال ابن أبي الفوارس: كان فيه تساهل. وقال محمد بن العباس بن الفرات: كان قريب الأمر، وتوفي في جمادى الأولى. وقال ابن أبي الفوارس: توفي سنة ست وستين. محمد بن الحسين بن محمد أبو الفضل بن العميد الكاتب وزير الملك ركن الدولة الحسن بن بويه الديلمي. (26/215)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 216 كان آية في الترسل والإنشاء، وكان متفلسفاً متهماً برأي الأوائل، حتى كان يسمى الجاحظ الثاني، وكان يقال: بدئت الكتابة بعبد الحميد وختمت بابن العميد. وقد مدحه المتنبي وغيره وأعطى المتنبي ثلاثة آلاف دينار. وقيل كان مع فنونه لا يدري الشرع، فإذا تلكم أحد بحضرته في أمر الدين شق عليه وخنس، ثم قطع على المتكلم فيه. وكان قد ألف كتاباً سماه الخلق والخلق فلم يبيضه، ولم يكن الكتاب بذاك، ولكن جعس الروساء خبيص وصنان الأغنياء ند. وتوفي بالري. وكان الصاحب بن عابد يلزمه ويصحبه، فلذلك قيل له: الصاحب، وأقام في الوزارة ابن بعده سنه ستين وهو الوزير أبو الفتح ذو الكفايتين. محمد بن الحسين بن عبد الله أبو بكر الآجري، مصنف الشريعة في مجلدين. (26/216)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 217 سمع: أبا مسلم الكجي، وأبا شعيب الحراني، وخلف بن عمرو العكبري، وحفص بن محمد الفريابي، وأحمد بن يحيى الحلواني، وجماعة. وعنه: أبو الحسن الحمامي، وأبو محمد عبد الرحمن بن عمر النحاس، وأبو الحسين بن بشران، وأخوه أبو القاسم عبد الملك، وأبو نعيم، وجماعة كبيرة من حجاج المشارقة والمغاربة) لأنه جاور بمكة مدة، وله تصانيف حسنة، وكان من الأئمة. قال الخطيب: كان ثقة ديناً له تصانيف، توفي بمكة في المحرم. قلت: رفع لنا جماعة أجزاء من جمعه. محمد بن داود أبو بكر الدقي الدينوري الزاهد شيخ الصوفية بالشام. قرأ القرآن على: أبي بكر بن مجاهد، وحدث عن الخرائطي، وصحب جماعة وحكى عنهم، منهم أبو بكر محمد بن الحسن الدقاق، وأبو محمد الجريري، وأبو عبد الله بن الجلاء وسعيد بن عبد العزيز الحلبي. حكى عنه: عبد الوهاب الميداني، وبكر بن محمد، وأبو الحسن بن جهضم، وعبدان المنبجي، وعبد الواحد بن بكر، وطائفة كبيرة. ذكره أبو عبد الرحمن السلمي فقال: عمر فوق مائة سنة، وكان من أجل مشايخ وقته، وأحسنهم حالاً، كان من أقران الروذباري، سمعت عبد (26/217)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 218 الواحد الورثاني يقول: سمعت الدقي يقول: من ألف الإتصال ثم ظهر له عين الإنفصال تنقص عيشه، وامتحق وقته، وصار متأنساً في محل الوحشة، وأنشأ يقول: (لو أن الليالي عذبت بفراقنا .......... محى دمع عين الليل نور الكواكب)

(ولو جرع الأيام كأس فراقنا .......... لأصبحت الأيام شهب الذوايب) وقال أبو نصر عبد الله بن علي السراج الصوفي: حكى أبو بكر الدقي قال: كنت بالبادية فوافيت قبيلة، فأضافني رجل، فرأيت غلاماً أسود مقيداً هناك، ورأيت جمالاً ميتة ثم، فقال الغلام: إشفع لي فإنه لا يردك، قلت: لا آكل حتى تحله، فقال: إنه قد أفقرني. قلت: ما فعل قال: له صوت طيب فحدا لهذه الجمال وهي مثقلة، حتى قطعت مسيرة ثلاثة أيام في يوم، فلما حط عنها ماتت كلها، ولكن قد وهبته لك، فلما أصبحنا أحببت أن أسمع صوته فسألته، وكان هناك جمل يستقي عليه، فحدا، فهام الجمل على وجهه وقطع حباله، ولم أظن أني سمعت صوتاً أطيب منه، ووقعت لوجهي. قال الميداني: توفي الدقي في سابع جمادى الأولى سنة ستين. محمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن ذكوان أبو طاهر البعلبكي المؤدب نزيل صيدا. قرأ القرآن على: هارون بن موسى بن شريك الأخفش، وسمع أحمد بن محمد بن يحيى بن) حمزة، وزكريا خياط السنة، وأحمد بن إبراهيم البسري، والحسين بن محمد بن جمعة، وغيرهم. قرأ عليه: عبد الباقي بن الحسن بن السقا، وجعفر بن أحمد بن الفضل. (26/218)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 219 وروى عنه: أبو الحسين بن جميع، وابنه السكن، وابن منده، وعلي بن جهضم، وصالح بن أحمد الميانجي، وآخرون. ولد سنة أربع وستين ومائتين، وتوفي سنة ستين وثلاثمائة. قال ابن عساكر: وقيل مات سنة أربع وخمسين وثلاثمائة. قال أبو طاهر: قرأت على الأخفش بعد الثمانين ومائتين، وكان أبو طاهر يعلم بجامع صيدا، فعل ذلك قبل موته بعامين لأنه احتاج. محمد بن صالح بن علي أبو الحارث الهاشمي البغدادي المالكي، قاضي نسا، وأخو قاضي بغداد أبي الحسن محمد بن صالح بن أم شيبان. سمع: عبد الله بن زيدان البجلي، وأبا محمد بن صاعد، وجماعة. وعنه: أبو عبد الله الحاكم. محمد بن طاهر بن محمد أبو طاهر النيسابوري الصيرفي الزاهد الصالح. سمع: ابن خزيمة، وأبا العباس السراج. وعنه الحاكم وقال: كان من العباد الصابرين على الفاقة. (26/219)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 220 محمد بن عبد الله بن محمد بن أشتة أبو بكر الأصبهاني المقريء النحوي، أحد الأعلام. قرأ القرآن على: ابن مجاهد، ومحمد بن يعقوب المعدل، وأبي بكر النقاش، وقرأ بأصبهان على محمد بن أحمد بن الحسن الكسائي، وطائفة، وبرع في القرآن وصنف التصانيف. قال أبو عمرو صاعد: مشهور، ثقة، عالم بالعربية، بصير بالمعاني، حسن التصنيف، صاحب سنة. روى عنه جماعة من شيوخنا، وسمع منه: عبد المنعم بن غلبون، وخلف بن إبراهيم، وعبد الله بن محمد بن راشد الأندلسي وتوفي في مصر سنة ستين. ومحمد بن الفرخان بن روزبه أبو الطيب الدوري. حدث ببغداد عن: أبيه، والفضل بن الحباب أحاديث منكرة.) وعنه: يوسف القواس، وابن السوطي، وكان غير ثقة. وكان يحكي عن الجنيد وغيره. توفي سنة ستين وثلاثمائة أو قريباً منه. أبو القاسم بن أبي يعلى الشريف الهاشمي. قام بدمشق وقام معه خلق من الشباب وأهل الغوطة، وقطع دعوة المصريين، ولبس السواد، ودعا (26/220)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 221 للمطيع لله، وذلك في ذي الحجّة سنة تسع وخمسين، واستفحل أمره ونفي عن دمشق أميرها إقبال نايب شمول الكافوري، فلم يلبث إلا أياماً حتى جاء عسكر المصريين وقاتلوا أهل دمشق، وقتل منهم جماعة، ثم هرب أبو القاسم الشريف في الليل، فصالح أهل البلد، وطلب أبو القاسم البرية يريد بغداد فلحقه ابن عليان العدوي فأسره عند تدمر وجابه، فشهره جعفر بن فلاح في عسكره على جمل، وذلك في المحرم سنة ستين وسيره إلى مصر. قال ابن عساكر: قرأت بخط عبد الوهاب إن أبا جعفر بن فلاح وعد لمن جاء بالشريف ابن أبي يعلى بمائة ألف درهم، فجيء به، ففرح، وطيف به على جمل، وعلى رأسه قلنسوة يهودي، وفي لحييه ريش، وبيده قصبة، ثم لان له ابن فلاح وقال: لأكاتبن مولانا بما يسرك. وإيش حملك على الخروج عن الطاعة قال: القضاء والقدر، وأغلظ لبني عدي الذين جاءوا به وقال: غدرتم بالرجل، ففرح أكثر الناس بهذا، ودعوا بالخلاص لابن أبي يعلى لحمله وكرمه وجوده. 4 (من لم يحفظ وفاته وله شهرة كتبنا: تقريباً) أحمد بن إبراهيم بن جعفر أبو بكر العطار، شيخ معمر. سمع: محمد بن يونس الكديمي، وغيره. وعنه: أبو نعيم الحافظ. أحمد بن إبراهيم بن محمد أبو العباس الكندي البغدادي، نزيل مكة. حدث عن: يوسف القاضي، ومحمد بن جرير الطبري، والخرائطي. (26/221)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 222 وعنه: أبو الحسين بن بشران، وأخوه عبد الملك، وأبو نعيم. وثقه الخطيب. أحمد بن إسحاق بن محمد بن شيبان، أبو محمد الهروي الضرير بغدادي الأصل. سمع سنة بضع وسبعين ومائتين من معاذ بن نجدة عم والدته، ومع علي بن محمد الجعابي. روى عنه: إسحاق بن إبراهيم بن الفرات، وأحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، وأبو عثمان سعيد) بن العباس القرشي، وهو من كبار شيوخ ابن الفرات. توفي في حدود الستين وثلاثمائة، وله ترجمة في كتاب ابن النجار، وهو المعاد في سنة تسع وستين. أحمد بن الحسن بن محمد بن سهل أبو الفتح المالكي الواعظ ويعرف بابن الحمصي. حدث ببغداد عن: أبي جعفر الطحاوي، وجعفر الطيالسي. وعنه: أبو نعيم الحافظ، وغيره. أحمد بن صالح بن عمر أبو بكر المقريء. بغدادي نزل الرملة. قرأ على: الحسن بن الخباب، والحسن بن الحسين الصواف، ومحمد بن هارون التمار، وابن مجاهد. وعنه: عبد الباقي بن الحسن، وعبد المنعم بن غلبون وعلي بن محمد (26/222)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 223 ابن بشر الأنطاكي، وخلف بن قاسم، وآخرون، بعضهم تلاوة. وصفه أبو عمرو الداني بالثقة والضبط وقال: مات بعد الخمسين. أحمد بن علي بن الحسين أبو بكر الفارسي البيضاوي. حدث عن: محمد بن هارون بن المجدر، وعبد الله بن سعيد القرشي. وعنه عمر بن أحمد البرمكي، وأبو سعيد النقاش، والحافظ أبو نعيم. أحمد بن القاسم بن كثير بن صدقة بن الريان المالكي، أبو الحسن المصري، نزيل البصرة، شيخ معمر. يروي عن: محمد بن يونس الكديمي، والحارث بن أبي أسامة، وإسحاق بن إبراهيم الدبري، وأحمد بن محمد البرتي، وعبد الله بن أبي مريم، وأبي عبد الرحمن النسائي، ومحمد بن غالب تمتام، وأحمد بن إسحاق بن سبط، وغيرهم. وعنه: علي بن عبدكويه، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني، وأبو نعيم، وغيرهم. قال ابن ماكولا: فيه ضعف. وقال حمزة السهمي: سمعت أبا محمد الحسن بن علي البصري مولى أحمد بن محمد بن القاسم بن الريان، ليس بالمرضي، سمعت منه. قلت: مر في سنة سبع وخمسين، وهو راوي نسخة نبيط.) أحمد بن طاهر بن النجم أبو عبد الله الميانجي الحافظ. محدث رحال. سمع: أبا مسلم الكجي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ويحيى بن (26/223)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 224 محمد البحتري الحنائي، وأحمد بن هارون البرديجي الحافظ، وجماعة، وأخذ هذا الشأن وتخرج بسعيد بن عمرو البردعي. روى عنه: عبد الله بن أبي زرعة القزويني، ويعقوب بن يوسف الأردبيلي، وجماعة، وآخر من بقي من أصحابه أحمد بن الحسين بن علي التراسي بالمراغة. وقال سعيد بن علي الريحاني: ومن شيوخ أبي الحسين أحمد بن فارس اللغوي: أحمد بن طاهر بن المنجم، فكان يقول عنه: إنه ما رأى مثل نفسه، يعني ابن المنجم. قال ابن فارس: وما رأيت مثله. قال الخليلي في الإرشاد: توفي بعد الخمسين وثلاثمائة. أحمد بن محمد بن أحمد بن سهل أبو بكر البغدادي المعروف ببكير الحداد. جاور بمكة، وحدث عن: محمد بن يونس الكديمي، وبشر بن موسى، والكجي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وغيرهم. وعنه: الدارقطني، وأبو محمد بن النحاس، وجماعة. وثقه الخطيب وقال: توفي بعد الخمسين. أحمد بن محمد بن بشر أبو بكر بن الشارب المقريء، خراساني. نزل بغداد وأدب بها، وقرأ بها على أبي بكر الزينبي، وهو من أثبت أصحابه وأنبلهم. قرأ عليه: عبد الباقي بن الحسن، وعلي بن عمر الحمامي، وأبو بكر بن شاذان الواعظ، وغيرهم. (26/224)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 225 أحمد بن محمد بن أحمد بن السدي أبو الطيب الدوري ابن أخت الهيثم بن خلف. سمع: الكديمي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن إسحاق بن راهويه، والحسن بن مندة، و الحسن بن أبي المنذر. ووثقه الخطيب. توفي سنة نيف وخمسين. أحمد بن محمد بن منصور أبو بكر الأنصاري الدامغاني الفقيه الحنفي، صاحب الطحاوي. تفقه على: الطحاوي، ولازم ببغداد حلقة أبي الحسن الكرخي، فلما فلج جعل الفتوى إليه، وكان كبير الشأن إماماً ورعاً، ولي مرة قضاء واسط لديون ركبته.) روى عنه: أبو محمد عبد الله بن الأكفاني، وغيره، وتفقه به جماعة. أحمد بن محمد بن أحمد أبو حام السرخسي. سمع: محمد بن إبراهيم البوسنجي، وغيره. وعنه: محمد بن جبريل بن ماج. أحمد بن محمد بن سالم أبو الحسن البصري الصوفي بن الصوفي المتكلم، صاحب مقالة السالمية. له أحوال ومجاهدة وأتباع ومجون، وهو شيخ أهل البصرة في زمانه، عمر دهراً، وأدرك سهل بن عبد الله التستري وأخذ عنه، لأن والده كان من (26/225)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 226 تلامذة سهل، وبقي إلى قريب الستين وثلاث مائة، وكان من أبناء التسعين. قال أبو سعيد محمد بن النقاش الحافظ: رأيته وسمعت كلامه، ولم أكتب عنه شيئاً. قلت: وكان دخول النقاش البصرة سنة نيف وخمسين وثلاثمائة. روى عن أبي الحسن بن سالم: أبو طالب المكي صاحب القوت وصحبه، وأبو بكر بن شاذان الرازي، وأبو مسلم محمد بن علي بن عوف المرجي الأصبهاني، وأبو نصر الطوسي الصوفي، ومنصور بن عبد الله الصوفي، ومعروف الريحاني. وذكره أبو نعيم في الحلية فقال: ومنهم أبو عبد الله محمد بن أحمد بن سالم البصري، صاحب سهل التستري وحافظ كلامه، أدركناه وله أصحاب ينسبون إليه. قلت: هكذا سماه وكناه في الحلية. قال السلمي في تاريخ الصوفية: محمد بن أحمد بن سالم أبو عبد الله البصري والد أبي الحسن بن سالم، روى كلام سهل، هو من كبار أصحابه، أقام بالبصرة، وله بها أصحاب يسمون السالمية، هجرهم الناس لألفاظ هجنة أطلقوها وذكروها. (26/226)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 227 قال أبو بكر الرازي: سمعت ابن سالم يقول: سمعت سهل بن عبد الله يقول: لا يستقيم قلب عبد حتى يقطع كل حيلة وكل سبب غير الله. وقال: قال سهل: ما اطلع الله على قلب قرأى فيه هم الدنيا إلا مقته، والمقت أن يتركه ونفسه. وقال أبو نصر الطوسي: سألت ابن سالم عن الوجل، فقال: إنتصاب القلب بين يدي الله. وسألته عن العجب قال: أن يستحسن العبد علمه وترى طاعته. قلت: كيف يتهيأ للعبد أن لا يستحسن) صلاته وصومه وعبادته قال: إذا علم تقصيره فيها والآفات التي تدخلها فلا يستحسنه. وسمعته يقول: متى تنكسر النفس بترك الطعام هبها هبها، فسألته بما أستعين على قوة نفسي قال: أن تجعل حيث موضع نظر الله إن مددت يدك قلت وإن مددت يدك. هذا حس النقير التي تكسر به قوته وتزول، لا لترك الطعام والشراب. قلت: السنة لهم نحلة لا أحققها. أحمد بن محمد بن شارك الفقيه أبو حامد الهروي الشافعي. مفتي هراة وأديبها وعالمها ومفسرها ومحدثها في زمانه. سمع: محمد بن عبد الرحمن السامي، والحسن بن سفيان الفسوي النيسبابوري، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأبا يعلى الموصلي. وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو إبراهيم النصر أبادي. (26/227)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 228 وقال الحاكم: كان حسن الحديث. توفي بهراة سنة خمس وخمسين. وكذلك قال أبو النضر الفامي، وذكره مرة أخرى قال: توفي في ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين. أحمد بن مطرف النصري المغربي له ديوان تكلم فيه عن كثير من شيوخه في اللغة. توفي بعد الخمسين ظناً. قاله السلفي. إبراهيم بن عبد الله بن أبي العزائم أبو إسحاق الكوفي. آخر من حدث عن: أحمد بن حازم بن أبي غرزة الغفاري، وعن الخضر بن..... يروي عنه: أبو نعيم الحافظ، ومحمد بن أحمد الجواليتي الكوفي المتوفى بمصر سنة إحدى وثلاثين، وغيرهما. إبراهيم بن محمد بن الخصيب الأصبهاني العسال. سمع ببغداد من: يوسف بن يعقوب القاضي. وعنه: أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي علي. إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الوراق الأصبهاني. سمع محمد بن العباس الأخرم. وعنه: أبو نعيم.) الحسن بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن الكاتب (26/228)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 229 البغدادي المقريء. محقق ضابط مشهور من كبار أصحاب ابن مجاهد. قرأ عليه: عبد الباقي بن الحسن، وعلي بن محمد الحذاء. الحسن بن عبد الله النجاد الفقيه البغدادي، من كبار الحنابلة ببغداد صنف في الأصول والفروع عن أبي محمد البر بهاري، وأبي الحسن بن بشار. تفقه به عبد العزيز غلام الزجاج، وأبو عبد الله بن حامد وجماعة. وكان في هذا الزمان موجوداً. الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد أبو محمد الرامهرمزي الحافظ القاضي، صاحب كتاب المحدث الفاصل بين الراوي والواعي حافظ متقن واسع الرحلة. سمع: أباه محمد بن عبد الله الحضرمي مطيناً، وقاضي الكوفة أبا الحصين الوادعي، ومحمد بن حيان المازني، وعبيد بن غنام، وأبا خليفة الجمحي، ويوسف بن يعقوب القاضي، والحسن بن المثنى العنبري، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، والفريابي، وعبدان الأهوازي، وموسى بن (26/229)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 230 هارون، وأبا شعيب الحراني. وأول سماعه بفارس سنة تسعين ومائتين، وأول رحلته سنة بضع وتسعين، وهؤلاء هم كبار من روى عنه من أهل فارس، ووقع لنا من تصنيفه كتاب الأمثال. روى عنه: القاضي أبو عبد الله أحمد بن إسحاق النهاوندي، وأحمد بن موسى بن مردويه، والشيخ أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني في معجمه، وطائفة من أهل رامهرمز وشيراز. قال أبو القاسم بن مندة في الوفيات له: عاش إلى قريب الستين وثلاثمائة برامهرمز. الحسن بن عبيد الله بن طغج بن جف أبو محمد. ولي إمرة دمشق سنة ثمان وخمسين فرحل بعد أشهر، واستخلف مكانه شمول الإخشيدي، ثم سار إلى الرملة، فالتقى هو وجعفر بن فلاح في آخر السنة، فانهزم جيشه وأخذ الحسن أسيراً، وحمل إلى المغرب إلى المعز بن إسماعيل العبيدي الخليفة الخارجي، وولت دولة الإخشيذية، ولعله قتل سراً. سعد بن محمد بن إبراهيم الناقدي.....) صديق بن سعيد، أبو الفضل الصوناخي، وصوناخ قرية من عمل إسبيجاب. (26/230)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 231 قدم سمرقند، وسمع الكتب عن محمد بن نصر المروزي الفقيه، وببخارى عن سهل بن شاذويه، وحامد بن سهل، وصالح بن محمد. مات بفرياب بعد الخمسين وثلاثمائة. قاله ابن السمعاني. عبد الله بن عبيد الله بن يحيى، أبو القاسم العسكري، المقريء، البزار. روى عن: أحمد بن بشر الطيالسي، ومحمد بن إسحاق بن راهويه، وعلي بن داود الرزاز. عبد الله بن محمد بن حمزة بن أبي كريمة أبو يعلي الصيداوي. سمع: أباه، ومحمد بن المعافى الصيداوي، ومحمد بن الحسن بن قتيبة. وولي قضاء بيت المقدس. وعنه: ابن مندة، وتمام الرازي، ومعاذ بن محمد الصيداوي، وابن جميع، وابنه السكن. عبيد الله بن محمد بن حمزة بن جعفر بن أحمد بن عاصم بن الرواس الدمشقي. روى عن: أبيه والحسن بن الفرج الغزي، وإسحاق المنجنيقي. وعنه: تمام، ومحمد بن موسى السمسار. عثمان بن أحمد بن شنبك أبو سعيد الدينوري، وراق خيثمة ونزيل طرابلس. (26/231)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 232 روى عنه: ابن صاعد، والبغوي، وابن ذريح العكبري، وأبو علي محمد بن سعيد الحمصي، ومحمد بن الربيع الجيزي. وعنه: أبو الحسن بن جهضم، وتمام، وأبو محمد بن ذكوان، وابن جميع، وعبد المنعم بن أحمد. بقي إلى سنة خمس وخمسين. عثمان بن حسين البغدادي. عن: جعفر الفريابي، وقاسم المطرز، والباغندي، وخلق. وعنه: تمام، وأبو نصر بن الجندي، وأبو نصر بن الحبان، ومحمد بن عوف الدمشقيون. وكان ثقة عارفاً بالحديث. حدث سنة سبع وخمسين. عثمان بن محمد بن إبراهيم بن رستم أبو عمر الماذرائي، ويعرف بابن الأطروش. حدث بمصر عن: أبيه، وأبي شعيب الحراني، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وجماعة.) روى عنه: عبد الرحمن بن عمر النحاس، وإبراهيم بن علي الغازي، وابن نظيف، وآخرون. عتيق بن ما شاء الله بن محمد أبو بكر المصري المقريء الغسال. قرأ على أحمد بن عبد الله بن هلال المصري. روى عنه الحروف: أبو الطيب بن غلبون، وابنه طاهر وذكر أنه سمع من ابن هلال سنة خمس وتسعين ومائتين، وتوفي في عشر الستين. (26/232)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 233 علي بن الحسن بن عبد العزيز الهاشمي. عن: محمد بن يحيى المروزي، وجعفر الفريابي. وعنه: أبو الفضل بن داود، وأبو نعيم الحافظ علي بن حمد الواسطي. سمع بشر بن موسى. وعنه أبو نعيم. عمر بن علي بن الحسن، أبو حفص العتكي الأنطاكي. سمع الحسن بن فيل، وأبا جعفر العقيلي، وابن جوصا، ومحمد بن يوسف الهروي، والحسن بن علي بن روح الكفر بطناوي، وطائفة كثيرة. وقدم دمشق مستنفراً لنجدة أهل أنطاكية في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. وعنه: الحافظ عبد الغني، وابن نظيف الفراء، وعبد الوهاب الميداني، والمسدد الأملوكي. ولا أحسبه إلا بقي إلى أيام الطبقة الآتية، فإن الأملوكي متأخر السماع. كشاجم أحد فحول الشعراء في عصر المتنبي، إسمه أبو نصر محمود ابن الحسين. (26/233)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 234 قدم دمشق، وروى عنه الحسين بن عثمان الخرقي وغيره. ومن شعره وهو القائل: (يقولون تب والكأس في كف أغيد .......... وصوت المثاني والمثالث عالي)

(فقلت لهم: لو كنت أضمرت توبة .......... وأبصرت هذا كله لبدالي) وله في كافور: (أكافور فبحت من خادم .......... ولاقتك مسرعة جائحه)

(حيث سميك في برده .......... وأخطأك اللون والرائحه) ) وشعر كشاجم سائر متداول. محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب أبو بكر الشيباني الأصبهاني القماط، ثقة، صاحب أصول. سمع: أبا بكر بن أبي عاصم، وإبراهيم بن نائلة، وغيرهما. وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم الأصبهانيان. محمد بن أحمد بن أبي مطيع الهروي. سمع: عثمان بن سعيد الدارمي. وعنه: أبو الفضل الجاروي، وغيره. محمد بن أحمد بن يوسف أبو الطيب البغدادي المقريء صاحب ابن شنبوذ. تغرب وجال، وتحدث بجرجان وأصبهان عن: إدريس بن عبد الكريم الحداد، وغيره. روى عنه: أبو نصر الإسماعيلي، وأبو نعيم الحافظ. (26/234)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 235 قال أبو نعيم: قدم علينا سنة تسع وأربعين وثلاثمائة. محمد بن إبراهيم الفروي. سمع أبا مسلم الكجي. وعنه أبو نعيم، ووثقه. محمد بن إسماعيل بن موسى الرازي. آخر من حدث عن أبي حاتم الرازي. وعنه: علي بن أحمد بن داود الرزاز، وتوفي بعد الخمسين وثلاثمائة. محمد بن الحسن بن الوليد بن موسى أبو العباس الكلابي الدمشقي أخو تبوك وعبد الوهاب. وسمع: القاسم بن الليث الرسعني، وإسحاق بن أحمد القطان، وأبا عبد الرحمن النسائي. وعنه: شعيب بن عبد الرحمن بن عمر بن نصر، ومكي بن محمد، ومكي بن عوف المزني. سمع منه عبد الوهاب الميداني في سنة خمس وخمسين. محمد بن صبيح بن رجا أبو طالب المصفى. سمع: محمد بن عبد الله الحضرمي مطيناً، وأحمد بن إبراهيم السري، وأحمد بن أنس بن مالك، وأحمد بن علي بن سعيد المروزي، وغيرهم. وعنه: أبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، ومحمد بن موسى) السمسار. وهو دمشقي. (26/235)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 236 محمد بن عبد الله بن برزة أبو جعفر الروذراوي الداوودي. حدث بهمذان سنة سبع وخمسين عن: إسماعيل القاضي، وعبيد بن شريك بن ديزيل. قال صالح بن أحمد الحافظ:، وهو شيخ حضرته، ولم أحمد أمره. قلت: روى عنه ابن لال، وأبو طاهر بن سلمة، وابن فنجويه، وابن جهضم، وأحمد بن الحسن الإمام، وطائفة كثيرة. حدث في سنة سبع وخمسين بهمذان. محمد بن عبد الله بن عبد الله بن أبي دجانة عمرو بن عبد الله بن صفوان البصري أبو زرعة الدمشقي، ابن أخي أبي زرعة الكبير، وأخو أحمد. يروي عن: الحسين بن جمعة، وإبراهيم بن دحيم، وجماعة، بعد سنة ثلاثمائة. روى عنه: تمام، وأبو علي بن مهنا. محمد بن علي بن مسلم العقيلي، بصري. سمع محمد بن يحيى بن المنذر القزاز. وعنه أبو نعيم. (26/236)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 237 محمد بن حامد الماليني. عن عثمان الدارمي. وعنه ابن منصور محمد بن جبريل الهروي. محمد بن عمر بن سلمة اللخمي القرطبي المعروف بابن سراج. سمع: محمد بن عمر بن لبابة، وطبقته، ورحل فسمع بمصر من أحمد بن مسعود الزبيري، وجماعة. سمع منه: محمد بن عبد الله بن سعيد البلوي، وخلف بن القاسم وكان مغفلاً قليل الفهم. توفي في حدود الستين وثلاثمائة. محمد بن عمر بن عفان الدوري نزيل مصر. سمع محمد بن جرير، وحامد بن شعيب.) وعنه ابن نظيف. وثقه الخطيب. محمد بن علي بن محمد الحافظ أبو أحمد الكرخي القصاب، أحد الأئمة، فيقال: إنما قيل القصاب لكثرة ما أهرق من دماء الكفار. وله تصانيف، منها: كتاب ثواب الأعمال، وكتاب عقاب الأعمال السيئة وكتاب شرح السيئة، وكتاب تأديب الأئمة. (26/237)

الجزء الحادى و العشرون

الكتاب: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام. تأليف: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي. دار النشر: دار الكتاب العربي. مكان النشر: لبنان/ بيروت. سنة النشر: 1407هـ - 1987م. الطبعة: الأولى. تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمري. ملاحظات حول الكتاب: الكتاب موافق للمطبوع كاملاً. غير مفهرس.غير مقابل على نسخة ورقية. بل هو نفس الموجود في مكتبة التراث. قام بنسخه وإدخاله إلى الشاملة أخوكم: أبو عبد الله السني. راجياً منكم دعاءً بظهر الغيب. تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 238 وكان أبوه ممن رحل وسمع من علي بن حرب، والرمادي. وروى أيضاً أبو أحمد عن: محمد بن إبراهيم الطيالسي، وعبد الرحمن بن محمد بن سلم الرازي، وجعفر بن أحمد بن فارس، ومحمد بن العباس بن أيوب الأخرم، ومحمد بن أحمد الثقفي، والحسن بن يزيد الدقاق، وطائفة. روى عنه: إبناه أبو الحسن علي، وأبو الفرج عمار، وأبو منصور المظفري محمد بن الحسين البروجردي، وغيرهم. محمد بن عيسى بن عبد الكريم بن حبيش أبو بكر التميمي الطرسوسي المعروف ببكير الخزاز. روى عن: أبي القاسم البغوي، وعمر بن سنان المنبجي، ومحمد بن الفيض الغساني، وأبي الطيب أحمد بن عبد الله الدارمي، وجماعة. ورحل وصنف. روى عنه: تمام، وابن جميع، وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي نصر، وعلي بن بشر بن العطار. وسمع منه أبو نصر بن الجندي في سنة تسع وخمسين، وهو آخر العهد به. محمد بن محمد بن أحمد بن حرانة بن مرادة الفقيه أبو بكر الإبريسمي السمرقندي الشافعي. روى عن: محمد بن صالح الكرابيسي، وأحمد بن بن الفضل البكري، ومحمد الأرزقاني، وجماعة. وعنه أبو سعيد الإدريسي، وورخه قبل الستين. محمد بن محمد الهروي نزيل مكة، شيخ مسن. (26/238)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 239 يروي عن إسحاق الدبري.) وعنه أبو منصور، ومحمد بن محمد بن الأزدي القاضي. محمد بن محمد أبو جعفر البغدادي المقريء نزيل البصرة. روى عن: أبي شعيب الحراني، وخلف بن عمر العكبري، وغيرهما. وعنه: أبو نعيم. محمد بن هارون أبو الحسين الثقفي الزنجاني. شيخ معمر، رحل وسمع: علي بن عبد العزيز البغوي، وبشر بن موسى، ومحمد بن شاذان الجوهري، وغيرهم. روى عنه الحسن الفلاكي. حديثه بعلو عند جعفر الهمداني. محمد بن وصيف الفامي الهروي. روى عنه: محمد بن سهل العتكي صاحب خلاد بن يحيى. وعنه: البوسنجي. المطلب بن يوسف بن ميزغة أبو محمد الهروي العقبي. سمع عثمان بن سعيد الدارمي. وعنه أبو منصور بن ساج، وأحمد بن محمد البشري. مهلهل بن أحمد أبو الحسين الرزاز المقري غلام ابن مجاهد. نسخ الكثير على طريقة ابن مقلة، وحدث عن موسى بن هارون، والفريابي. (26/239)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 240 روى عنه: أبو سعيد النقاش، وأبو نعيم الحافظ، وغيرهما. يعقوب بن مسدد القلوسي البصري نزيل طرابلس الشام. روى عن: أبيه، وأبي يعلى الموصلي. وعنه: ابن منده، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، والحافظ عبد الغني المصري. يوسف بن معروف بن جبير النسفي. سمع: محمد بن إبراهيم البوسنجي، وإبراهيم بن معقل النسفي وجماعة. ومات بكس قبل الستين بقليل. (26/240)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 241 4 (تراجم المتوفين في هذه الطبقة أيضاً) ) أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد أبو جعفر القيرواني الطبيب المعروف بابن الجزار صاحب التصانيف الطبيبية. صحب إسحاق بن سليمان الإسرائيلي، وأخذ عنه بعد الثلاثمائة، وطال عمره، وكان ديناً متجملاً منصوباً، خلف أموالاً طائلة، وكان صديق أبي طالب عم المعز العبيدي. وله: كتاب زاد لمسافر في علاج الأمراض، وكتاب في الأدوية المفردة وكتاب في الأدوية المركبة يعرف بالبغية، وكتاب العدة هو كتاب مطول في الطب، ورسالة النفس وأقوال الأوائل فيها، وكتاب طب الفقراء، ورسالة في التحذير من إخراج الدم لغير حاجة، وكتاب الأسباب المولدة للوباء في مصر بطريق الحيلة في دفع ذلك، وكتاب المدخل إلى الطب سماه الوصول إلى الأصول، وكتاب أخبار الدولة وظهور المهدي بالمغرب. وبقي إلى أيام المعز بالله، ويجوز أن يكون توفي قبل الخمسين (26/241)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 242 وثلاثمائة. وله مصنفات كثيرة. محمد بن أحمد بن عبد العزيزأبو عبد الله السوسي ثم البصري الشاعر. كان ظريفاً ماجناً، ذكر أنه ورث مالاً جزيلاً من أبيه فأنفقه في اللهو، واللعب، والعشرة، وافتقر، وله القصيدة السائرة: (الحمد الله ليس لي بخت .......... ولا ثياب يضمها تخت) يصف فيها أنواع الخراف والتهتك. وقد كان بالموصل في سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة وبعدها. أحمد بن محمد بن فرج أبو عمرو الجياني الأندلسي الأديب الشاعر الإخباري، أحد الأئمة. قيل مات في حبس المستنصر الأموي. صنف كتاب الحدائق على نمط كتاب الزهرة لابن داود، وهو فرد في معناه، وله كتاب القائمين بالأندلس. ومن شعره: (بأيهما أنا في السكر بادي .......... بسكر الطيف أم سكر الرقاد)

(سري وأرادني أملي ولكن .......... عففت فلم أنل منه مرادي)

(وما في النوم من حرج ولكن .......... جريت من العفاف على اعتيادي) علي بن الحسين بن محمد بن هاشم البغدادي أبو الحسن الوراق نزيل دمشق.) (26/242)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 243 عن: أحمد بن الحسن الصوفي، وقاسم المطرز، وابن المجدر، وطبقتهم. وعنه: عبد الوهاب الكلابي، وتمام الرازي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر. عمرو بن أحمد بن رشيد أبو سعيد المذحجي الطبراني. روى عن عبد الرحمن بن القاسم بن الرواس، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وجماعة. وعنه: عبد الرحمن بن عمر بن نصر، وعبد الواحد بن بكر الرازي، وأحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي. عبد الله بن علي القاضي العلامة أبو محمد الطبري الشافعي. المعروف بالعراقي، وبين أهل جرجان بالمنجنيقي. ولي قضاء جرجان، وكان فقيهاً إماماً فصيحاً بليغاً على مذهب الأشعري في النظر، ورد نيسابور سنة تسع وخمسين وثلاثمائة، وتوفي بترب دال ببخارى. وقد روى عن: عمران بن موسى بن مجاشع، ويحيى بن صاعد. وعنه أبو عبد الله الحاكم. محمد بن عبيد الله بن محمد بن الحكم أبو الحسين، ويقال: أبو سعد القزي. شامي حدث عن أبيه، والعباس بن الفضل الدباج. وعنه الموحد بن البري، وتمام الحافظ، وغيرهما. (26/243)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 244 ذكر ابن عساكر حديثين ساقطين، أحدهما هو عن أبيه، عن دحيم، عن الوليد. وعن أبيه، عن عمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي بإسناد الصحيحين مرفوعاً قال: عج حجر إلى الله فقال: عبدتك سنين ثم جعلتني أساس كنيف فقال: أما ترضى أني عدلت بك عن مجالس القضاة هذا وضعه هذا أو أبوه بيقين، رواه عنه تمام. أبو الحسن البلياني القاضي، شيخ المالكية بالمغرب، واسمه علي بن جعفر بن أحمد. روى عن ابن مطر الإسكندراني. أخذ عنه أبو الحسن القابسي، وغيره. وقع في أسر النصارى، وحمل إلى قسطنطينية، وعرفوا محله من العلم، وناظره طاغية الروم. ذكره القاضي عياض، وما أرخ موته. ولله الحمد. آخر الطبقة.) (26/244)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 245 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة السابعة والثلاثون)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (أحداث سنة إحدى ستين وثلاثمائة) أقامت الشيعة بدعة عاشورا ببغداد. وفي صفر انقض كوكب هائل له دوي كدوي الرعد. وفي جمادى الآخرة مات أبو القاسم سعيد بن أبي سعيد الجنابي القرمطي بهجر، وقام بالأمر بعده أخوه يوسف، ولم يبق من أولاد أبي سعيد الجنابي غيره، وعقد له القرامطة من بعد يوسف لستة نفر شركة بينهم. وجاءت كتب الحجاج بأن بني هلال اعترضوهم، فقتلوا خلقاً كثيراً، وبطل الحج، ولم يسلم إلا من مضى مع الشريف أبي أحمد الموسوي والد المرتضى، مضوا على طريق المدينة وحجوا، ولم يكادوا. (26/245)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 246 وتم فيها الصلح بين ركن الدولة ابن بويه، وبين صاحب خراسان ابن نوح الساماني، على أن يحمل إليه ركن الدولة مائة وخمسين ألف دينار ويزوج ابن نوح ببنت عضد الدولة. (26/246)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 247 4 (أحداثسنة اثنتين وستين وثلاثمائة) فيها حشدت الروم، لعنها الله، وأقبلوا في عدد وعدة، فأخذوا نصيبين واستباحوا، وقتلوا، وأسروا. وقدم بغداد من نجا منهم، فاستنفروا الناس في الجوامع وكسروا المنابر، ومنعوا الخطبة، وحاولوا الهجوم على الخليفة المطيع، واقتلعوا بعض شبابيك دار الخلافة حتى غلقت أبوابها، ورماهم الغلمان بالنشاب من الرواشن، وخاطبوا الخليفة بالتعنيف وبأنه عاجز عما أوجبه الله عليه من حماية حوزة الإسلام، وأفحشوا القول. وافق ذلك غيبة الملك عز الدولة في الكوفة للزيارة، فخرج إليه أهل العقل والدين من بغداد، وفيهم الإمام أبو بكر الرازي الفقيه، وأبو الحسن علي بن عيسى النحوي وأبو القاسم الداركي، وابن الدقاق الفقيه، وشكوا إليه ما دهم الإسلام من هذه الحادثة العظمى، فوعدهم بالغزو، ونادى (26/247)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 248 بالنفير في الناس، فخرج من العوام خلق عدد الرمل، ثم جهز جيشاً، وغزوا فهزموا) الروم، وقتلوا منهم مقتلة كبيرة، وأسروا أميرهم وجماعة من بطارقته، وأنفذت رؤوس القتلى إلى بغداد، وفرح المسلمون بنصر الله. وصادروا بختيار بن بويه وزير المطيع فقال: أنا ليس لي غير الخطبة، فإن أحببتم اعتزلت، فشدوا عليه حتى باع قماشه، وحمل أربعمائة ألف درهم، فأنفقها ابن بويه في أغراضه، وأهمل الغزو، وشاع في الألسنة أن الخليفة صودر، كما شاع قبله أن القاهر كدي يوم جمعة، فانظر إلى تقلبات الدهر. وفي شهر رمضان قتل رجل من أعوان الوالي في بغداد، فبعث الرئيس أبو الفضل الشيرازي وكان قد أقامه عز الدولة على الوزارة من طرح الناس من النحاسين إلى السماكين، فاحترق حريق عظيم لم يشهد مثله، وأحرقت أموال عظيمة وجماعة كثيرة من النساء، والرجال، والصبيان، والأطفال في الدور وفي الحمامات، فأحصي ما أحرق من بغداد فكان سبعة عشر ألفاً وثلاثمائة دكان، وثلاثمائة وعشرين داراً، أجرة ذلك في الشهر ثلاثة وأربعون ألفاً، ودخل في الجملة ثلاثون مسجداً. فقال رجل لأبي الفضل الشيرازي: أيها الوزير أرينا قدرتك، ونحن (26/248)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 249 نأمل من الله أن يرينا قدرته فيك، فلم يجبه، وكثر الدعاء عليه. ثم إن عز الدولة قبض عليه وسلمه إلى الشريف أبي الحسن محمد بن عمر العلوي، فأنفذه إلى الكوفة، وسقي ذراريح، فتقرحت مثانته، فهلك في ذي الحجّة من هذه السنة، لا رحمه الله. وفي يوم الجمعة ثامن رمضان دخل المعز أبو تميم معد بن إسماعيل العبيدي مصر ومعه توابيت آبائه، وكان قد مهد له ملك الديار المصرية مولاه جوهر، وبنى له القاهرة، وأقام بها داراً للإمرة، ويعرف بالقصرين. وفيها أقبل الدمستق في جيوشه إلى ناحية ميافارقين، فالتقاه ولد ناصر الدولة حمدان وهزم الروم، ولله الحمد، وأسر الدمستق الخبيث، وبقي في السجن حتى هلك. وفيها وزر ببغداد أبو طاهر بن بقية، ولقب بالناصح، وكان سمحاً كريماً، له راتب كل يوم من الملح ألف رطل، وراتبه من الشمع ألف من. وكان عز الدولة قد استوزر ذاك المدبر أبا الفضل الشيرازي، واسمه العباس بن الحسن صهر الوزير المهلبي، ثم عزله بعد عامين من وزارته (26/249)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 250 بأبي الفرج محمد بن العباس فسانجس، ثم) عزل أبا الفرج بعد سنة، وأعاد الشيرازي إلى الوزارة، فصارد الناس وأحرق الكرخ، وكان أبو طاهر من صغار الكتاب، يكتب على المطبخ لعز الدولة، قال أمره إلى الوزارة، فقال الناس: من الغضاوة إلى الوزارة. وكان كريماً جواداً، فغطى كرمه عيوبه، فوزر لعز الدولة أربعة أعوام، ثم قتله عضد الدولة وصلبه. (26/250)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 251 4 (أحداث سنة اثنتين وستين وثلاثمائة) فيها تقلد قضاء القشاة أبو الحسن محمد بن أم شيبان الهاشمي، وعزل ابن معروف بحكومة ابتغى فيها وجه الله، وسأل مع ذلك الإعفاء من القضاء، فخوطب أبو الحسن، فامتنع، فألزم، فأجاب وشرط لنفسه شروطاً، منها أنه لا يرتزق على القضاء ولا يخلع عليه ولا يسام ما لا يوجبه، ولا يشفع إليه في إنفاق حق أو فعل ما لا يقتضيه شرع. وقرر لكاتبه في كل شهر ثلاثمائة درهم، ولحاجبه مائة وخمسون درهماً، وللفارض على بابه مائة درهم، ولخازن ديوان الحكم، والأعوان ستمائة درهم، وللفارض. وركب إلى المطيع لله حتى سلم إليه عهده، فركب من الغد إلى الجامع، فقريء عهده، و تولى إنشاءه أبو منصور أحمد بن عبيد الله الشيرازي صاحب ديوان الرسائل وهو: (26/251)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 252 هذا ما عهده عبد الله الفضل المطيع لله أمير المؤمنين إلى محمد بن صالح الهاشمي حين دعاه إلى ما يتولاه من القضاء بين أهل مدينة السلام مدينة المنصور، والمدينة الشرقية من الجانب الشرقي، والجانب الغربي، والكوفة، وسقي الفرات، وواسط، وكرخي، وطريق الفرات، ودجلة، وطريق خراسان، وحلوان، وقرميسين، وديار مضر، وديار ربيعة، وديار بكر، والموصل، والحرمين، واليمن، ودمشق، وحمص، وجند قنسرين، والعواصم، ومصر والإسكندرية، وجندي فلسطين، والأردن، وأعمال ذلك كلها، وما يجري من ذلك من الإشراف على من يختاره لنقابة من العباسيين بالكوفة، وسقي الفرات، وأعمال ذلك، وما قلده إياه من قضاء القضاة، وتصفح حوال الحكام، والإستشراف على ما يجري عليه أمر الأحكام في سائر النواحي، والأمصار التي تشتمل عليها المملكة، وتنتهي إليها الدعوة، وإقرار من يحمد هديه وطريقته، والاستبدال بمن يذم سمته وسجيته نظراً منه للكافة، واحتياطاً للخاصة والعامة، وحنواً على الملة والذمة عن علم بأنه المقدم في بيته وشرفه، المبرز في عفافه وظلفه، المزكى في دينه وأمانته، الموصوف في روعه ونزاهته، المشار إليه بالعلم والحجى، المجتمع) عليه في الحلم والنهي، والبعيد من الأدناس، اللباس من التقى أجمل لباس، النقي الجيب، المخبور بصفاء الغيب، العالم بمصالح الدنيا، العارف بما يفيد سلامة العقبى، آمره بتقوى الله فإنها الجنة الواقية، وليجعل كتاب الله في كل ما يعمل في رويته، ويترتب عليه حكمه وقضيته، إمامه (26/252)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 253 الذي يفزع إليه، وعماده الذي يعتمد عليه، وأن يتخذ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مناراً يقصده، ومثالاً يتبعه، وأن يراعي الإجماع، وأن يقتدي بالأئمة الراشدين، وأن يعمل اجتهاده فيما لا يوجد فيه كتاب ولا سنة ولا إجماع، وأن يحضر مجلسه من يستظهر بعلمه ورأيه، وأن يسوي بين الخصمين إذا تقدما إليه في لحظه ولفظه، ويوفي كلا منهما من إنصافه وعدله، حتى يأمن الضعيف من حيفه، وييأس القوس من ميله، وآمره أن يشرف على أعوانه وأصحابه، ومن يعتمد عليه من أمنائه وأسبابه، إشرافاً يمنع من التخطي إلى السيرة المحظورة، وتدفع عن الإسفاف إلى المكاسب المحجورة. وذكر من هذا الجنس كلاماً طويلاً. وفيها قلد أبو محمد عبد الواحد بن الفضل بن عبد الملك الهاشمي نقابة العباسيين، وعزل أبو تمام الزينبي. وفيها ظهر ما كان المطيع لله يستره من مرضه وتعذر الحركة عليه وثقل لسانه بالفالج، فدعاهحاجب عز الدولة سبكتكين إلى خلع نفسه وتسليم الأمر إلى ولده الطايع لله، ففعل ذلك، وعقد له الأمر في يوم الأربعاء ثالث عشر ذي القعدة، فكانت مدة خلافة المطيع تسعاً وعشرين سنة وأربعة أشهر وأربعة وعشرين يوماً. وأثبت خلعه على القاضي أبي الحسن بن أم شيبان بشهادة (26/253)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 254 أحمد بن حامد بن محمد، وعمر بن محمد، وطلحة بن محمد بن جعفر الشاهد. وقال أبو منصور بن عبد العزيز العكبري: كان المطيع لله بعد أن خلع يسمى الشيخ الفاضل. قلت: وكان هو وابنه مستضعفين مع بني بويه، ولم يزل أمر الخلفاء في ضعف إلى أن استخلف المقتفي لله فانصلح أمر الخلافة قليلاً. وكان دست الخلافة لبني عبيد الرافضة بمصر أمتن، وكلمتهم أنفذ، ومملكتهم تناطح مملكة العباسيين في وقتهم، والحمد لله على انقطاع دعوتهم. وفيها بل ركب العراق سميراء فرأوا هلال ذي الحجّة، وعرفوا أن لا ماء في الطريق بين فيد إلى مكة إلا ما لا يكفيهم، فعدلوا مساكين إلى بطن نخل يطلبون مدينة الرسول صلى الله عليه) وسلم، فدخلوها يوم الجمعة سادس ذي الحجّة مجهودين فعرفوا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أميرهم أبو منصور محمد ابن عمر بن يحيى العلوي، وقدم الركب الكوفة في أول المحرم سنة أربع، فأقاموا بالكوفة أياماً لفساد الطريق، ثم جمعوا لمن خفرهم. وأما مكة والمدينة فأقيمت الخطبة والدعوة بالبلدين لأبي تميم المعز العبيدي، وقطعت خطبة الطائع لله في هذا العام من الحجاز ومصر والشام (26/254)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 255 والمغرب، وكان الرفض ظاهراً قائماً في هذه الأيام، وفي العراق، والسنة خاملة مغمورة لكنها ظاهرة بخراسان وأصبهان، فالأمر لله. وفيها كان الحرب شديداً بينهم وبين الأعراب القرامطة الذين ملكوا الشام، وحاصروا المعز بمصر مدة، ثم ترحلوا شبه منهزمين حتى دخلوا إلى بلاد الحسا والقطيف. وقدم إلى الشام نائب المعز، والله أعلم. (26/255)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 256 (26/256)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 257 4 (أحداث سنة أربع وستين وثلاثمائة) في المحرم أوقع العيارون حريقاً بالخشابين مبدأه من باب الشعير، فاحترق أكثر هذا السوق، وهلك شيء كثري، واستفحل أمر العيارين ببغداد حتى ركبوا الخيل وتلقبوا بالقواد، وغلبوا على الأمور وأخذوا الخفارة من الأسواق والدروب، وكان فيهم أسود الزند كان يأوي قنطرة الزبد وشحذ وهو عريان، فلما كثر الفساد رأى هذا الأسود من هو أضعف منه قد أخذ السيف، فطلب الأسود سيفاً ونهب وأغار، وحف به طائفة وتقوى، وأخذ الأموال، واشترى جارية بألف دينار، ثم راودها فتمنعت، فقال: ما تكرهين مني قالت: أكرهك كلك، قال: ما تحبين قالت: تبيعني. قال: أو خيراً من ذلك. فحملها إلى القاضي وأعتقها، ووهبها ألف دينار، فتعجب الناس من (26/257)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 258 سماحته، ثم خرج إلى الشام فهلك هناك. وقطعت خطبة الطائع لله وغيرها من يوم العشرين من جمادى الأولى، إلى أن أعيدت في عاشر رجب، فلم يخطب في هذه الجمع في البلاد، وذلك لأجل تشغب وقع بينه وبين عضد الدولة. وكان عضد الدولة قد قدم العراق فأعجبه ملكها، فعمل عليها، واستمال الجند، فتشغبوا على عز الدولة، فأغلق بابه، وكتب عضد الدولة عن الطائع باستقرار الأمر لعضد الدولة على محمد بن بقية وزير عز الدولة، ثم اضطربت الأمور على عضد الدولة، ولم يبق بيده غير بغداد، فنفذ إلى والده ركن الدولة يعلمه أنه قد خاطر بنفسه وجنده، وقد هذب مملكة العراق واستعاد) الطائع إلى داره، وأن عز الدولة عاص لا يقيم دولة، فلما بلغه غضب وقال للرسول: قل له: خرجت في نصرة ابن أخي أو في الطمع في مملكته فأفرج عضد الدولة عن عز الدولة بختيار، ثم خرج إلى فارس. وفيها عدمت الأقوات حتى أبيع كر الدقيق بمائة وسبعين دينار، والتمر ثلاثة أرطال بدرهم. ولم يخرج وفد من بغداد بل خرجت طائفة من الخراسانية مخاطرة فلحقتهم شدة. (26/258)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 259 وفي سلخ ذي القعدة عزل قاضي القضاة أبو الحسن محمد بن أم شيبان، وولي أبو محمد بن معروف. وفي هذه السنين وبعدها كان الرفض يغلي ويفور بمصر والشام، والمغرب، والمشرق لا سيما العبيدية الباطنية، قاتلهم الله. قال مشرف بن مرجا القدسي أخبرنا الشيخ أبو بكر محمد بن الحسن قال: حدثني الشيخ الصالح أبو القاسم الواسطي قال: كنت مجاوراً ببيت المقدس، فأمروا في أول رمضان بقطع التراويح، صحت أنا وعبد الله الخادم: واإسلاماه وامحمداه، فأخذني الأعوان وحبست، ثم جاء الكتاب من مصر بقطع لساني فقطع، فبعد أسبوع رأيت النبي صلى الله عليه وسلم تفل في فمي، فانتبهت (26/259)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 260 ببرد ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد زال عني الألم، فتوضأت وصليت وعمدت إلى المأذنة فأذنت الصلاة خير من النوم فأخذوني وحبشت وقيدت، وكتبوا في إلى مصر، فورد الكتاب بقطع لساني، وبضربي خمسمائة سوط، وبصلبي، ففعل بي، فرأيت لساني على البلاط مثل الرية، وكان البرد والجليد، وصليت واشتد علي الجليد، فبعد ثلاثة أيام عهدي بالحدائين يقولون: نعرف الوالي أن هذا قد مات، فأتوه، وكان الوالي جيش بن الصمصامة فقال: أنزلوه، فألقوني على باب داود، فقوم يترحمون علي وآخرون يلعنوني، فلما كان بعد العشاء جاءني أربعة فحملوني على نعش ومضوا بني ليغسلوني في دار فوجدوني حياً، فكانوا يصلحون لي جريرة بلوز وسكر أسبوعاً. ثم رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ومعه أصحابه العشرة فقال: يا أبا بكر ترى ما قد جرى على صاحبك قال: يا رسول الله فما أصنع به قال: اتفل في فيه، فتفل في في، ومسح النبي صلى الله عليه وسلم صدري، فزال عني الألم، وانتبهت ببرد ريق أبي بكر، فناديت، فقام إلي رجل، فأخبرته، وأسخن لي ماء، فتوضأت به، وجاءني بثياب ونفقة وقال: هذا فتوح، فقمت) فقال: أين تمر الله الله، فجئت المأذنة وأذنت الصبح: الصلاة خير من النوم، ثم قلت قصيدة في الصحابة، فأخذت إلى الوالي فقال: يا هذا إذهب ولا تقم ببلدي، فإني أخاف من أصحاب الأخبار وأدخل فيك جهنم، فخرجت وأتيت عمان، فاكتريت مع عرب الكوفة، فأتيت واسط، فوجدت أمي تبكي علي، وأنا كل سنة أحج وأسأل عن القدس لعل تزول دولتهم، فرأيته طلق اللسان ألثغ. وفي المحرم ولي إمرة دمشق بدر الشمولي الكافوري، ولي نحواً من شهرين من قبل أبي محمود الكتامي نائب الشام للمعز، ثم عزل بأبي الثريا الكردي، ثم ولي دمشق ريان الخادم المعزي، ثم عزل أيضاً بعد أيام بسبكتكين التركي. (26/260)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 261 4 (أحداث سنة خمس وستين وثلاثمائة) فيها كتب ركن الدولة أبو علي بن بويه إلى ولده عضد الدولة أبي شجاع أنه قد سن وأنه يؤثر مشاهدته، فاجتمعا، فقسم ركن الدولة الممالك بين أولاده فجعل لعضد الدولة فارس وكرمان وأرجان ولمؤيد الدولة الري وأصبهان، ولفخر الدولة همذان والدينور، وجعل ولده أبا العباس في كنف عضد الدولة. وفي رجب عمل مجلس الحكم في دار السلطان عز الدولة، وجلس ابن معروف، لأن عز الدولة التمس ذلك ليشاهد مجلس حكمه كيف هو. وفيها وفي التي تليها كانت الحرب تستعر بين هفتكين وبين جوهر المعزي بأعمال دمشق، وعدة الوقائع بينهما اثنتا عشرة وقعة، منها وقعة الشاغور التي كاد يتلف فيها جوهر، ثم كان بينهما عدة وقعات بعد ذلك. (26/261)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 262 (26/262)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 263 4 (أحداث سنة ست وستين وثلاثمائة) في جمادى الأولى زفت بنت عز الدولة إلى الطائع لله. وفيها جاء أبو بكر محمد بن علي بن شاهويه صاحب القرامطة، ومعه ألف رجل منهم إلى الكوفة، وأقام الدعوة بها لعضد الدولة، وأسقط خطبة عز الدولة، وكان ورد عنها معونة من القرامطة لعضد الدولة. وفيها كانت وقعة بين عز الدولة، وعضد الدولة، أسر فيها غلام تركي لعز الدولة، فجن عليه واشتد حزنه، وتسلى عن كل شيء إلا عنه، وامتنع عن الأكل، وأخذ في البكاء، واحتجب عن) الناس، وحرم على نفسه الجلوس في الدست، وكتب إلى عضد الدولة يسأله رد الغلام إليه، ويتذلل، فصار ضحكة بين الناس، وعوتب فما ارعوى، وبذل في فداء الغلام جاريتين عوديتين، كان قد بذلك في الواحدة مائة ألف درهم، فأبى أن يبيعها، وقال (26/263)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 264 للرسول: إن توقف عيك في رده فزد ما رأيت، وقد رضيت أن آخذه وأذهب إلى أقصى الأرض، فرده عضد الدولة عليه. وحج بالناس من العراق أبو عبد الله أحمد بن أبي الحسين العلوي. وحجت جميلة بنت ناصر الدولة ابن حمدان ومعها أخواها إبراهيم وهبة الله، فضرب بحجتها المثل، فإنها استصحبت أربعمائة جمل، وكان معها عدة محامل لم يعلم في أيها كانت، وكست المجاورين، ونثرت على الكعبة لما رأتها عشر آلاف دينار، وسقت جميع أهل الموسم السويق بالسكر والثلج. كذا قال أبو منصور الثعالبي، فمن أين لها ثلج وقتل أخوها هبة الله في الطريق، وأعتقت ثلاثمائة عبد ومائتي جارية، وأغنت المجاورين بالأموال. قال أبو منصور الثعالبي: خلعت على طبقات خمسين ألف ثوب، وكان معها أربعمائة عمادية لا يدري في أيها كانت، ثم ضرب الدهر ضرباته، واستولى عضد الدولة على أموالها وحصونها وممالك أهل بيتها، وأفضت بها الحال إلى كل قلة وذلة، وتكشفت عن فقر مدقع. وقد كان عضد الدولة خطبها، فامتنعت ترفعاً عليه، فحقد عليها، وما (26/264)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 265 زال يعتسف بها حتى عراها وهتكها، ثم ألزمها أن تختلف إلى دار القحب فتتكسب ما تؤديه في المصادرة، فلما ضاق بها الأمر غرقت نفسها في دجلة. (26/265)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 266 (26/266)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 267 4 (أحداث سنة سبع وستين وثلاثمائة) فيها جاء الخبر بهلاك أبي يعقوب يوسف بن الجنابي القرمطي صاحب هجر، فأغلقت أسواق الكوفة ثلاثة أيام، وكان موازراً لعضد الدولة. وفيها عبر عز الدولة إلى الجانب الغربي على جسر علمه ودخل إلى قطربل وتفرق عنه الديلم، ودخل أوائل أصحاب عضد الدولة بغداد، وخرج يتلقاه، وضربت له القباب المزينة، ودخل البلد. ثم إنه خرج لقتال عز الدولة، فالتقوا، فأخذ عز الدولة أسيراً، وقتله بعد ذلك. وخلع الطائع على عضد الدولة خلع السلطنة وتوجه بتاج مجوهر، وطوقه، وسوره، وقلده سيفاً، وعقد له لواءين بيده، أحدهما مفضض على رسم الأمراء، والآخر مذهب على رسم ولاة) العهود، ولم يعقد هذا اللواء الثاني لغيره قبله، ولقبه تاج الملة، وكتب له عهد بحضرته وقريء بحضرته، ولم تجر العادة بذلك، إنما كان يدفع العهد إلى الولاة بحضرة أمير المؤمنين، فإذا أخذه قال أمير المؤمنين: هذا عهدي إليك فاعمل به، وبعث إليه الطائع (26/267)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 268 هدايا كثيرة، فبعث هو إلى الطائع تقادم من جملتها خمسون ألف دينار وألف ألف درهم، وبغال، ومسك، وعنبر. وفيها زادت دجلة ببغداد حتى بلغت إحدى وعشرين ذراعاً، وكادت بغداد تغرق، وغرقت أماكن. وفي ذي القعدة زلزلت سيراف، وسقطت الشرف، وهلك أكثر من مائتي إنسان تحتها. وفيها تمت عدة مصافات بين هفتكين وبين العبيديين، قتل فيها خلق كثير، وطار صيت هفتكين بالشجاعة والإقدام، ولم يكن معه عسكر كثير. ثم سار إليه الحسن بن أحمد القرمطي وعاضده، وتحالفا، وأعانهما أحداث دمشق، وقصدوا جوهراً، فتقهقر إلى الرملة وتحصن بها، ثم تحول إلى عسقلان وحاصروه حتى أكل عسكره الجيف، ثم خرج بهم جوهر بذمام أعطاه هفتكين، ومضوا إلى مصر، فتأهب العزيز وسار بجيوشه، فالتقاه هفتكين بالرملة، فقال العزيز لجوهر: أرني هفتكين، فأراه إياه وهو يجول بين الصفين على فرس أدهم وعليه كذاغند أصفر، يطعن بالرمح تارة ويضرب باللت، فبعث العزيز إليه رسولاً يقول: يا هفتكين أنا العزيز وقد أزعجتني من سرير ملكي وأخرجتني لمباشرة الحرب بنفسي، وأنا طالب الصلح معك، (26/268)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 269 ولك يد الله على أن أصطفيك، وأقدمك على عسكري، وأهب لك الشام بأسره، فنزل وقبل الأرض. ثم اعتدل وقال: أما الآن فما يمكنني إلا الحرب، ولو تقدم هذا لأمكن، ثم حمل على الميسرة فهزمها، فحمل العزيز بنفسه، فحملت معه ميمنته، فانهزم هفتكين، والحسن القرمطي، وقتل من عسكرهما نحو عشرين ألف، ثم بذل العزيز لمن أتاه بهفتكين مائة ألف دينار. وكان هفتكين تحت مفرج بن دغفل بن جراح، وكان مليحاً في العرب، فانهزم نحو الساحل ومعه ثلاثة، وبه جراح، وقد عطش، فصادفه مفرّج في الخيل فأكرمه، وسقاه، وحمله إلى أهله، ثم غدر به وسلمه إلى العزيز لأجل المال، فبالغ العزيز في إكرامه، وإجلاله، وأعاده إلى رتبة الإمرة مثل ما كان. فحكى القفطي في تاريخه أن العزيز أمر له بضرب سرادق، وفرس، وآلات، وإحضار كل من) حصل في أسره من جند هفتكين وحاشيته، فكساهم وأعطاهم، ورتب كل واحد منهم في منزلته، وركب الجيش فتلقى هفتكين، وسار لإحضاره جوهر القائد، فلم يشك هفتكين أنه مقتول، فلما وصل رأي من الكرامة ما بهره، ثم نزل في المخيم، فشاهد أصحابه وحاشيته على ما كانوا عليه، فرمى بنفسه إلى الأرض، وعفر وجهه وبكى بكاءاً شديداً، ثم اجتمع به العزيز وآنسه، وجعله من أكبر قواده، ثم سمه بعد ابن كلس الوزير، فحزن عليه العزيز، فدارى ابن كلس بخمسمائة ألف دينار. (26/269)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 270 (26/270)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 271 4 (أحداث سنة ثمان وستين وثلاثمائة) فيها أمر الطائع لله بأن يضرب على باب عضد الدولة الدبادب وقت الصبح والمغرب والعشاء، وأن يخطب له على منابر الحضرة. قال ابن الجوزي: وهذا أمران لم يكونا من قبله، ولا أطلقا لولاة العهود. وقد كان معز الدولة، أحب أن تضرب له الدبادب بمدينة السلام، وسأل المطيع لله ذلك، فلم يأذن له. قلت: وما ذاك إلا لضعف أمر الخلافة. وفيها توثب على دمشق قسام كما هو مذكور في ترجمته سنة ست وسبعين. (26/271)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 272 (26/272)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 273 4 (أحداث سنة تسع وستين وثلاثمائة) في صفر قبض عضد الدولة على قاضي القضاة أبي محمد بن معروف، وأنفذه إلى القلعة بفارس، وقلد أبا سعد بشر بن الحسين القضاء. وفي شعبان ورد رسول العزيز صاحب مصر إلى عضد الدولة بكتاب، وما زال يبعث إليه برسالة بعد رسالة، فأجابه بما مضمونه صدق الطوية وحسن النية. وسأل عضد الدولة الطائع أن يزيد في لقبه تاج الملة ويجدد الخلع عليه ويلبسه التاج، فأجابه، وجلس الطائع على السرير وحوله مائة بالسيوف والزينة، وبين يديه مصحف عثمان، وعلى كتفه البردة، وبيده القضيب، وهو متقلد سيف النبي صلى الله عليه وسلم، وضربت ستارة بعثها عضد الدولة، وسأل أبو نعيم الحافظ تكون حجاباً للطائع، حتى لا تقع عليه عين أحد من الجند قبله، ودخل الأتراك والديلم، وليس مع أحد منهم حديد، دون الأشراف وأصحاب المراتب من الجانبين، ثم أذن لعضد الدولة فدخل، ثم رفعت الستارة، وقبل عضد الدولة (26/273)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 274 الأرض، فارتاع زياد القائد، وقال بالفارسية: ما هذا أيها الملك، أهذا الله عز وجل فالتفت إلى عبد العزيز بن) يوسف وقال له: فهمه وقل له: هذا خليفة الله في الأرض، ثم استمر يمشي ويقبّل الأرض سبع مرات، فالتفت الطائع إلى خالص الخادم وقال: استدنه، فصعد عضد الدولة، فقبل الأرض دفعتي، فقال له: أدن إلي أدن إلي، فدنا وقبل رجله، وثنى الطائع برجله عليه، وأمره، فجلس على كرسي، بعد أن كرر عليه: إجلس، وهو يستعفي فقال: أقسمت لتجلس، فقبل الكرسي وجلس، وقال له: ما كان أشوقنا إليك وأتوقنا إلى مفاوضتك، فقال: عذري معلوم، وقال: نيتك موثوق بها، وعقيدتك مسكون إليها، فأومى برأسه، ثم قال له الطائع: قد رأيت أن أفوض إليك ما وكل الله من أمور الرعية في شرق الأرض وغربها، وتدبيرها في جميع جهاتها، سوى خاصتي وأسبابي، فتول ذلك مستخيراً بالله. قال: يعينني الله على طاعة مولانا وخدمته. وأريد وجوه القواد أن يسمعوا لفظ أمير المؤمنين. فقال الطائع: هاتوا الحسين بن موسى، ومحمد ابن عمرو بن معروف، وابن أم شيبان، والزينبي، فقدموا، فأعاد الطائع القول بالتفويض، ثم التفت إلى طريف الخادم فقال: يا طريف تفاض عليه الخلع ويتوج، فنهض إلى الرواق وألبس الخلع، وخرج قادماً ليقبل الأرض، فلم يطق لكثرة ما عليه، فقال الطائع: حسبك، وأمره بالجلوس، ثم استدعى الطائع تقديم ألويته، فقدم لواءين، واستخار الله، وصلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعقدهما، ثم قال: يقرأ كتاب، خار الله لك ولنا وللمسلمين، آمرك بما أمرك الله به، وأنهاك عما نهاك الله عنه، وأبرأ إلى الله مما سوى ذلك، إنهض على اسم الله، ثم أخذ الطائع سيفاً كان بين المخدتين فقلده به مضافاً إلى السيف الذي قلده مع الخلعة، وخرج من باب الخاصة، وسار في البلد، ثم (26/274)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 275 بعث إليه الطائع هدية فيها غلالة قصب، وصينية ذهب خرداذي بلور فيه شراب، وعلى فم الخرداذي خرقة حرير مختومة وكأس بلور، وأشياء من هذا الفن، فجاء من الغد أبو نصر الخازن ومعه من الأموال نحو ما ذكر في دخوله الأول في السنة الماضية. ولما عد عضد الدولة جلس للهناء، فقال أبو إسحاق الصابي قصيدة منها: (يا عضد الدولة الذي علقت .......... يداه من فخره بأعرقه)

(يفتخر النعل تحت أخمصه .......... فكيف بالتاج فوق مفرق) وفيها تزوج الطائع لله ببنت عضد الدولة على مائة ألف دينار، وكان الوكيل عن عضد الدولة أبو علي الفارسي النحوي، والذي خطب القاضي أبو علي المحسن بن علي التنوخي.) وفي هذا الوقت كان قسام متغلباً على دمشق كما هو مذكور في ترجمته. (26/275)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 276 (26/276)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 277 4 (أحداث سنة سبعين وثلاثمائة) وفيها خرج من همذان عضد الدولة وقدم بغداد، فتلقاه الطائع، وزينت بغداد. قال عبد العزيز حاجب النعمان: لم تجر عادة بخروج الخلفاء لتلقي أحد من الأمراء، فلما توفيت فاطمة بنت معز الدولة ركب المطيع لله فعزاه، فقبل الأرض. قال حاجب النعمان: وجاء رسول يطلب من الطائع أن يتلقها، فما وسعه التاخر وتلقاه في دجلة، ثم أمر عضد الدولة بأن ينادي قبل دخوله بمنع العوام من الدعاء له والصيحة، وتوعد على ذلك بالقتل، قال: فما نطق أحد، فأعجبه ذلك من طاعة العوام. والله أعلم. (26/277)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 278 (26/278)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 279 1 (وفيات إحدى وستين وثلاثمائة.) أحمد بن المحدث محمد بن العباس بن نجيح البغدادي أبو الحسن، رئيس المعتزلة ببغداد. ورخه طلحة في ربيع الآخر وقال: كان رئيس المعتزلة. أحمد بن محمد بن سعيد بن سهل بن شبرة، بالمعجمة، والتثقيل. أبو حامد النيسابوري الصيرفي الزاهد الثبت، نزيل سمرقند. روى عن: عمر البحتري، وابن خزيمة، والسراج. قال الإدريسي، ثقة، كتبنا عنه، ومات بسمرقند في شعبان. أحمد بن مستور الأمير، ولي دمشق للحسن بن أحمد القرمطي المعروف بالسيد عند تغلبه ثانياً على الشام، وذلك في رمضان. ومات بعد عشرة أشهر، أعني أحمد. إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم البغدادي البزوري أبو إسحاق المقريء. (26/279)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 280 قرأ عليه: إسحاق الخزاعي، والحسن بن الحسين الصواف، وأحمد بن فرج، وجماعة. وكان من أئمة هذا الشأن، وحدث عن البغوي وغيره. قرأ عليه: محمد بن عمر بن بكير، وعلي بن محمد الحداد، وعبد الباقي بن الحسن. مات في ذي الحجّة. بكار بن محمد بن أحمد بن إسحاق أبو الحسن المعافري المصري الزاهد. وقد حدث وسمع منه أبو القاسم يحيى بن أبي الطحان. الحسن بن الخضر بن عبد الله الأسيوطي.) حدث عن: أبي عبد الرحمن النسائي، وأبي يعقوب المنجنيقي، وجماعة. وكان صاحب حديث. وعنه: محمد بن الفضل بن نظيف، ويحيى بن علي بن الطحان، وأبو القاسم ابن بشران، وغيرهم. وتوفي في ربيع الأول. خلف بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن نصر البخاري أبو صالح الخيام، وهو الذي يخيط الخيم. كان بندار الحديث. (26/280)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 281 روى عن: صالح بن محمد جزرة، ونصير بن أحمد الكندي، وموسى ابن أفلح، ومحمد بن علي بن عثمان، وعمر بن هناد، وفرح بن أيوب، وحامد بن سهل، وطائفة ببخارى، ولم يرحل. وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن محمد الإدريسي، وأبو عبد الله محمد بن أحمد الغنجار، وآخرون. وتوفي في جمادى الأولى وله ست وثمانون، وقد تلكم فيه أبو سعيد الإدريسي ولينه. عبد الرحمن بن أحمد بن عمران أبو القاسم الدينوري الواعظ نزيل دمشق. سكن قرية قتيبة. وحدث عن: عبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، وأحمد بن عبد الرزاق، والغسل، وأبي جعفر الغنجاري، وابن عروبة الحراني، وجماعة. وعنه: تمام، وعبد الوهاب الميداني، وسعيد بن أحمد بن فطيس، وجماعة. توفي في آخرها. عبيد الله بن أحمد بن الحسين القاضي أبو عمر بن السمسار الفقيه الداوودي الظاهري، تلميذ أبي بكر محمد بن داود الظاهري. روى عن: محمد، وعن أبيه داود بن علي، وإسماعيل القاضي، وغيرهم. والأول أشبه. قال المحسن بن علي التنوخي في النشوار: وعلي بن نصر الكاتب نزيل مصر، وذكر علي أنه قرأ عليه كل مصنفات أبي بكر بن داود، وأنه كان إماماً كبيراً يتردد إلى الرؤساء. (26/281)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 282 وقال هلال بن المحسن: توفي فجأة في رجب، ثم جزمت بأنه لم يلق داود ولا إسماعيل. عثمان بن عمر بن خفيف أبو عمرو المقريء المعروف بالدراج. حدث عن: هارون بن علي المزوق، وعلي بن حماد العسكري، وابن المجدر.) وعنه: أبو بكر البرقاني، ومحمد بن طلحة النعالي، وجماعة. وكان ثقة. قال البرقاني: كان بدلاً من الأبدال. وقال غيره: مات فجأة في رمضان، رحمة الله عليه. عثمان بن محمد بن إبراهيم المادرائي أبو عمر، نزيل مصر. سمع أبا مسلم الكجي. وعنه أبو محمد بن النحاس. علي بن أحمد بن فروخ البغدادي الواعظ، ويعرف بغلام المصري. حدث عن: محمد بن جرير، ومحمد بن محمد الباغندي، وجماعة. قال الخطيب: ثنا عن ابن بكير قال: قال ابن أبي الفوارس: فيه تساهل. فردوس بن أحمد بن محمد بن سعيد بن فردوس البزاز أبو بكر. (26/282)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 283 محمد بن أحمد بن علي بن شاهويه القاضي أبو بكر الفارسي الحنفي أحد الأعلام. سمع: أبا خليفة زكريا الساجي، ودرس بنيسابور، ثم درس ببخاري بمدينة أبي حفص صاحب محمد بن الحسن مدة. ومات بنيسابور في ذي القعدة سنة إحدى وستين وثلاثمائة. محمد بن أحمد بن موسى بن يزداد القاضي أبو عبد الله القمي. توفي بفرغانة في صفر، وحمل تابوته إلى سمرقند. سمع: محمد بن أيوب الرازي، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني. وولي قضاء سمرقند. وكان من كبار الحنفية، ثقة في الحديث. روى عنه أبو سعد الإدريسي وغيره. محمد بن حارث بن أسد أبو عبد الله الخشني القيرواني الحافظ. أخذ عن أحمد بن نصر، وأحمد بن زياد، ودخل الأندلس فسمع قاسم ابن أصبغ، وأحمد بن عبادة، وسكن قرطبة وتمكن من صاحبها الحم بن الناصر لدين الله، وصنف له كتباً منها الاتفاق والاختلاف في مذهب مالك، وكتاب الفتيا وكتاب تاريخ الأندلس، وتاريخ الإفريقيين، وكتاب النسب.) (26/283)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 284 قال ابن الفرضي بلغني أنه صنف للحكم مائة ديوان، وكان شاعراً بليغاً لكنه يلحن، وكان يتعاطى الكيميا، واحتاج بعد موت الحكم إلى أن جلس في حانوت يبيع الأدهان. روى عنه أبو بكر بن حوئيل، وغيره. وتوفي في صفر. محمد بن الحسن بن سعيد أبو العباس بن الخشاب المخرمي الصوفي الزاهد. صاحب حكايات عن الشبلي وغيره. وعنه السلمي والحاكم. محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين الوزير ظهير الدين أبو شجاع، حفيد الوزير أبي شجاع الروذراوري ثم البغدادي. وزر قليلاً، ثم عزل، ولزم بيته دهراً في نعمة وعافية. مات في ذي القعدة، وقد شاخ. محمد بن حميد بن سهل المخرمي أبو بكر. سمع: أبا خليفة، وجعفر الفريابي، والهيثم بن خلف الدوري، وغيرهم. عنه: الدارقطني، وأبو نعيم، وجماعة. قال البرقاني ضعيف. (26/284)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 285 وقال ابن أبي الفوارس: فيه تساهل شديد. محمد بن عمر بن محمد بن الفضل أبو عبد الله الجعفي البغدادي. سمع: أبا شعيب الحراني، وموسى بن هارون وأبا العباس بن مسورق. وعنه: ابن رزقويه، وأبو نعيم. قال ابن أبي الفوارس: كان كذاباً. محمد بن فارس بن حمدان أبو بكر العطشي يعرف بالمعبدي يقال: إنه من ولد أم معبد الخزاعية. حدث عن: جعفر بن محمد القلانسي، والحسن بن علي المعمري. روى عنه: الدارقطني، وعلي بن أحمد بالرزاز، وأبو بكر البرقاني، وأبو نعيم. قال أبو نعيم: كان غالياً في الرفض غريقه. محمد بن يحيى بن عوانة بن عبد الرحيم الثعلبي القرطبي أبو عبد الله.) (26/285)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 286 سمع من: أحمد بن خالد الحباب، ومحمد بن قاسم، وقاسم بن أصبغ، وجماعة. وكان ثقة صالحاً، أم بجامع قرطبة وأكثر الناس عنه. (26/286)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 287 1 (وفيات اثنتين وستين وثلاثمائة) أحمد بن إبراهيم بن بكر القفطي. روى عن النسائي بمصر. أحمد بن بشر بن عامر أبو حامد المرورذي الفقيه الشافعي نزيل البصرة تفقه على أبي إسحاق المورزي وصنف الجامع في المذهب، وشرح مختصر المزني وصنف في الأصول. وكان إماماً لا يشق غباره. وعنه أخذ فقهاء البصرة. أحمد بن عثمان أبو سعيد البغدادي الفقيه، ويعرف بابن البقال. حدث بدمشق عن أبو القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود. (26/287)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 288 وعنه ابن جميع، وأبو نصر بن الجبان. حدث في هذه السنة وانقطع خبره. أحمد بن محمد بن زكريا الأموي، مولاهم الأندلسي الرصافي المالكي، مفتي ناجية ومحدثها. روى عن أحمد بن خالد ويغره، وتوفي في صفر. أحمد بن همام أبو عمرو النيسابوري، العبد الصالح. رحل وسمع ببغداد من يوسف القاضي وطبقته. وعنه الحاكم. وعاش بضعاً وثمانين سنة. أحمد بن محمد بن أحمد بن عقبة بن مضرس أبو الحسن، قاضي أرجان. روى عن البغوي، وابن صاعد. وعنه أبو نعيم الحافظ، وورخه هكذا في تاريخ أصبهان. وقال في معجمه: قدم علينا أصبهان سنة خمس وستين، فيجوز هذا. أحمد بن محمد بن عمارة بن أحمد أبو الحارث الليثي الكناني مولاهم الدمشقي. سمع: أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وزكريا السجزي، ومحمد بن عبد الصمد، وأحمد بن إبراهيم بن دحيم، وجماعة. (26/288)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 289 وعنه: ابن جميع، وتمام، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وأحمد بن الحاج الإشبيلي، عبد الوهاب الميداني.) وتوفي في ربيع الآخر في عشر التسعين. إبراهيم بن عبيد الله المعافري الإشبيلي. سمع من: أحمد بن خالد، ومحمد بن فطيس، وكان محدثاً لغوياً بصيراً بالشعر. قاله ابن الفرضي. إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سختويه النيسابوري الشيخ أبو إسحاق المزكي. قال الحاكم: هو شيخ نيسابور في عصره، وكان من العباد المجتهدين الحجاجين المنفقين عل العلماء والفقراء. سمع: ابن خزيمة، وأبا العباس السراج، وأحمد بن محمد الماسرجسي، وأبا العباس الأزهري، وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، ومحمد بن هارون الحضرمي، وأبا العباس الدغولي، وخلقاً سواهم. وأملى عدة سنين، وكنا نعد في مجلسه أربعة عشر محدثاً، منهم: أبو العباس الأصم، ومحمد بن يعقوب بن الأخرم. (26/289)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 290 قلت: روى عنه الحاكم، وأبو الحسن بن رزقويه، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو بكر البرقاني، وأبو علي بن شاذان، وأبو نعيم، وآخر من روى عنه أبو طالب بن غيلان. قال الخطيب: كان ثقة ثبتاً مكثراً مواصلاً للحج، انتخب عليه الدارقطني، وكتب الناس عنه علماً كثيراً مثل تاريخ السراج وغير ذلك، وتاريخ البخاري وعدة كتب لمسلم. وكان عند البرقاني سقط أجزاء وكتب، لكن ما روي عنه في صحيحه قال في نفسي منه لكثرة ما يغرب، ثم إنه قواه وقال: عندي عنه أحاديث عالية كنت أخرجتها نازلة، إلا أني لا أقدر على إخراجها لكبر السن. قال الخطيب: وثنا الحسين بن شيطا: سمعت أبا إسحاق المزكي يقول: أنفقت على الحديث بدراً من الدنيانير، وقدمت بغداد سنة ست عشرة ومعي بخمسين ألف درهم بضاعة، ورجعت إلى نيسابور ومعي أقل من ثلثها، أنفقت ما ذهب على أهل الحديث. توفي في شعبان، وقد خرج من بغداد، فنقل إلى نيسابور، وعاش سبعاً وستين سنة. وهو والد علي، ويحيى، ومحمد، وعبد الرحمن، وقد رووا الحديث. إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال الأديب أبو العباس شيخ خراسان ووجهها وعينها،) من ولد يزدجرد بن بهرام جور ملك الفرس. استعمل المقتدر أباه على الأهواز، فاستدعى أبا بكر بن دريد لتأديب إسماعيل. (26/290)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 291 وفي ابنه يقول ابن دريد مقصورته التي يقول فيها: (إن ابن ميكال الأمير انتاشني .......... من بعد ما قد كنت كالشيء اللقا)

(ومد ضبعي أبو العباس من .......... بعد انقباض الذرع والباع الوزا)

(نفسي الفدا لأميري ومن .......... تحت السما لأميري الفدا) قال الحاكم: سمعت محمد بن الحسين الوضاحي، سمعت أبا العباس يذكر صلة أبيه لابن دريد لما عمل هذه القصيدة، قال الوضاحي: فقلت: ما وصل إليه من خاصتك قال: لم تصل يدي إذ ذاك إلا إلى ثلاثمائة دينار، وضعتها بين يديه. سمع أبو العباس من: عبدان الأهوازي كتاباً خصه به، فسمعت أبا علي الحافظ يقول: استفدت منه أكثر من مائة حديث. وسمع أيضاً من السراج، وابن خزيمة، وعلي بن سعيد العسكري ونحوهم. وأملى مدة. روى عنه أبو علي الحافظ، وهو أسند منه، وأبو الحسين الحجاجي، وأبو عبد الله الحاكم وجماعة. وقد عرضت عليه ولايات جليلة فامتنع. أخبرنا محمد بن عبد السلام، وأحمد بن هبة الله، عن زينب المشعرية، أن فاطمة بنت علي بن مظفر أخبرتها قالت: أنا عبد الغافر بن محمد الفارسي، أنا أبو العباس بن عبد الله، أنا إسماعيل بن عبد الله، أنا عبدان بن أحمد الجواليقي سنة ثمان وتسعين ومائتين، ثنا زاهر بن نوح، ثنا عبد الحميد بن الحسن الكوفي، ثنا محمد بن المنكدر، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: العائد قي هبته كالعائد في قيئه. (26/291)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 292 توفي أبو العباس في صفر، وله اثنتان وتسعون سنة. حفص بن جزي أبو عمر الأندلسي، من أهل فحص البلوط. سمع من: عبيد الله بن محمد بن يحيى بن عبد العزيز، وسعيد بن حميد وجماعة. وكان عارفاً بالعربية. سمع منه غير واحد بقرطبة، وعمر دهراً.) توفي ابن ثمان وتسعين، سنة اثنتين أو ثلاث وستين. سعيد بن القاسم بن العلاء أبو عمرو البرذعي الطرازي المرابط نزيل مدينة طراز من أول الترك. سمع: محمد بن حبان بن الأزهر الباهلي، وعبد الله بن الحسين الشاماتي، وأبا خليفة الفضل بن الحباب، وسهلان بن محمد بن مردويه الأهوازي صاحب سليمان الشاذكوني، وأحمد بن محمد بن ياسين الهروي، ومحمد بن يحيى بن مندة، وعبدان. روى عنه: محمد بن إسماعيل الوراق، والدار قطني، وأبو علي بن فضالة الرازي شيخ الخطيب، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، وأبو عبد الله الحاكم، وقال: توفي غازياً بأسبيجاب. (26/292)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 293 عبد الله بن أحمد الفرغاني. تقدم. عبد الله بن محمد بن عمر بن عبد الله بن الحسن الهمداني الذكواني، أبو محمد الأصبهاني القاضي. سمع: عبدان بن أحمد حاجب بن أركين الفرغاني، وجعفر بن أحمد بن سنان، وعبد الله بن محمد بن العباس. وعنه: أبو بكر بن أبي علي. قرأ عليه ابنه، وأبو نعيم. عبد السلام بن أحمد بن محمد بن حجاج بن رشدين، أبو جعفر المصري. يروي عن أبيه وعمومته. عبد الملك بن الحسن بن يوسف المعدل البغدادي، أبو عمرو بن السقطي. سمع: أبا مسلم الكجي، ويوسف القاضي، وأحمد بن يحيى الحلواني، وأبا بكر الفريابي. وعنه: محمد بن راشد الكاتب، وأبو علي بن شاذان، وأبو نعيم. وانتخب عليه الدارقطني. وشهد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة عند قاضي بغداد أبي عمرو محمد بن يوسف، وعاش خمساً وثمانين سنة. (26/293)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 294 علي بن محمد بن إسماعيل الطوسي الزملكاني وعنه الحاكم، وأبو نعيم.) عمر بن أحمد بن عمر القاضي أبو عبد الله القصباني، عرف بابن شق. روى عن: علي بن العباس المقانعي، وابن المنذر الفقيه، وعلي بن سارج المصري. وعنه: الدارقطني، وأبو نعيم، والبرقاني وقال: قلت حدث في هذا العام. عمرو بن أحمد بن محمد بن الحسن، أبو أحمد الاستراباذي الفقيه. سمع: أباه، وهميم بن همام، وعمران بن موسى بن مجاشع، وأب خليفة، وعبدان، وعبد الله بن ناجية، وعبد الله بن مسلم المقدسي، وابن قتيبة العسقلاني، ودرس الفقه بمصر على منصور بن إسماعيل الفقيه. يروي عنه أبو سعد عبد الرحمن الإدريسي، وقال: أنا توليت الصلاة عليه. محمد بن أحمد بن خالد بن يزيد القرطبي، أبو بكر، ابن مصنف كتاب فضل العلم. (26/294)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 295 له رواية عن أبيه وغيره. محمد بن أحمد بن علي بن شاهويه، أبو بكر الفارسي الفقيه الشافعي، قاضي بلاد فارس. أقام مدة ببخارى ثم بنيسابور، وبها مات. وله في المذهب وجوه بعيدة تفرد بها. توفي سنة إحدى، وقيل: سنة اثنتين وستين. وحدث عن أبي خليفة، وزكريا الساجي. وعنه الحاكم. محمد بن أحمد بن كثير بن ديسم، أبو سعيد الهروي. سمع أحمد بن مقدام الهروي، وهو آخر من حدث في الدنيا عنه، وعاش بعده اثنتين وتسعين سنة، ولعلّه ممن جاوز المائة. يروي عنه ابن العالي، وتوفي في جمادى الآخرة. قرأت على أبي الحسن الهامشي، أخبركم أبو الحسن بن زوزبة، أنا أبو الوقت، أنا شيخ الإسلام أبو إسماعيل، أنا أحمد بن محمد بن منصور ببوسنج، أنا أبو سعيد محمد بن أحمد بن كثير بهراة، ثنا أبو جعفر أحمد بن مقدام الهروي، ثنا أبو نعيم، ثنا سلمة بن وردان، سمعت أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: من ترك الكذب وهو باطل بني له في رياض الجنة. ومن ترك المراء وهو محق بني له في وسطها. ومن حسن خلقه بني له في أعلاها.) قال شيخ الإسلام في كتاب ذم الكلام: هذا الحديث أعلى حديث عندي. (26/295)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 296 محمد بن أحمد بن محمد قال ابن ايمن أبو عبد الله القيسي المؤدب القبري. رحل وسمع بمصر من أبي قتيبة بن الفضل، وأبي محمد بن الورد، والعباس ابن الرافقي. وسمع الناس منه كثيراً. وقبره في مدينة صغيرة بالأندلس. محمد بن أحمد بن منه السمسار، أبو أحمد النيسابوري. روى عن مطين. وعنه الحاكم وغيره. محمد بن إبراهيم بن حسنويه، أبو بكر النيسابوري الوراق الزاهد العابد. سمع: محمد بن إبراهيم البوسنجي، وجعفر بن سوار. وعنه: الحاكم وقال: عاش خمساً وتسعين سنة، وبكى من خشية الله حتى عمي. محمد بن إبراهيم بن إسحاق بن أبرويه أبو أحمد الاستراباذي. فاضل ثقة عابد. سمع الكثير ورحل، وحدث عن: محمد بن عبد بن عامر السمرقندي، ومحمد بن يزداد، والضحاك بن الحسين، وأحمد بن حفص السعدي، وجاوز التسعين. روى عنه أبو سعد الإدريسي وقال: توفي فجأة. (26/296)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 297 محمد بن الحسن بن كوثر أبو بحر البربهاري، بغدادي معمر. حدث عن: محمد بن الفرج الأزرق، ومحمد بن يونس الكديمي، وإسماعيل القاضي، ومحمد بن غالب، ومحمد بن سليمان الباغندي، وجماعة. انتخب عليه الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين. قال أبو نعيم: كان يقول لنا الدارقطني: اقتصروا من حديث أبي بحر على ما انتخبته حسب. وقال ابن أبي الفوارس: فيه نظر. وقال البرقاني: حضرت يوماً عند أبي بحر، فقال لنا ابن السرخسي: سأريكم أن الشيخ كذاب، ثم قال له: فلان بن فلان ينزل المكان الفلاني، سمعت منه قال: نعم. قال البرقاني: ولم يكن له وجود. قال ابن أبي الفوارس: توفي لأربع بقين من جمادى الأولى. قال: ومولده سنة ست وستين ومائتين قال: وكان مخلطاً، وله أصول جياد، وله شيء روي.) قلت: روى عبد الدايم حديثه بعلو عن ابن المعطوس. محمد بن أبي الهيثم خالد بن الحسن المطوعي البخاري. سمع: شيخ بن محمد، وابن خزيمة، والباغندي، وطبقتهم. (26/297)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 298 وعنه: الحاكم وطائفة. محمد بن العباس بن أحمد، أبو بكر المسعودي الاستراباذي الفقيه، رحال. وسمع: أبا يعلى الموصلي، ومحمد بن الحسين الخثعمي الكوفي، وطبقتهما. وعنه أبو سعد الإدريسي، وقل: لا يحتج به، بقي إلى هذه السنة. محمد بن عبد الله بن محمد الفقيه، أبو جعفر البلخي الحنفي. وكان يقال له من كماله في الفقه أبو حنيفة الصغير. يروي عن محمد بن عقيل وغيره. وتوفي ببخارى في ذي الحجّة سنة اثنتين وستين. وقد تفقه علي أبي بكر محمد بن أبي سعيد الفقيه. أخذ عنه جماعة. كان يعرف بالهندواني من محلة باب هندوان، وعاش اثنتين وستين سنة، وكان من أعلام أئمة مذهبه. محمد بن عبد الملك بن محمد بن عدي، أبو بكر الاستراباذي، أخو نعيم، نزل جرجان، وكان خبيراً بالشروط فقيهاً. رحل وسمع من البغوي، وابن أبي داود. محمد بن محمد بن داود بن سعيد أبو بكر، السجزي النيسابوري العدل. (26/298)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 299 سمع بهراة: محمد بن معاذ الماليني، وحاتم بن محبوب، ومعدان البغوي، وطبقته، وبنيسابور مؤمل بن الحسن، وأبا عمرو الحيري، وبجرجان أبا نعيم، وبالري عبد الرحمن بن أبي حاتم. روى عنه الحاكم قوال: كان من خيار التجار الأمناء، ما رأينا منه إلا ما يليق بأهل الصدق. محمد بن موسى بن فضالة بن إبراهيم بن فضالة بن كثير، أبو عمر القرشي، مولى عبد العزيز بن مروان بن الحكم. شيخ مسند، دمشقي. سمع: أحمد بن أنس، وأبا قصي العذري، والحسين بن محمد بن جمعة، وحاجب بن أركين،) وعبد الرحمن بن القاسم الرواس، ويزيد بن عبد الصمد، والحسن بن الفرج الغزي، ومحمد بن محمد بن التياح، وأبا القاسم البغوي لقيه بمكة. وعنه: تمام، وأبو نصر بن الجندي، وعبد الرحمن بن أبي نصر، ومكي، بن الغمر، ومحمد بن رزق الله، وجماعة آخرهم محمد بن عبد السلام بن سعدان. قال أبو محمد الكتاني: تكلموا فيه، وتوفي في ربيع الآخر. محمد بن هاني أبو القاسم وأبو الحسن الأزدي الأندلسي. قيل إنه (26/299)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 300 من ذرية المهلب بن أبي صفرة. كان أبوه شاعراً أديباً، وأما هو فحامل لواء الشعر بالأندلس، ولد بأشبيلية، واشتغل بها، وكان حافظاً لأشعار العرب وأخبارها، اتصل بصاحب اشبيلية وحظي عنده، فمن شعره: (ولما التقت ألحاظنا ووشاتنا .......... وأعلن شق الوشي ما الوشي كاتم)

(تنفس أنسي من الخدر ناشق .......... فأسعد وحشي من السدر باغم)

(وقلن قطاً سار سمعت حفيفه .......... فقلت: قلوب العاشقين الحوائم)

(عشية لا آوي إلى غير ساجع .......... ببنيك حتى كل شيء حمائم) وكان منهمكاً في اللذات والمحرمات، متهماً بدين الفلاسفة، ولقد هموا بقتله، فأشار عليه مخدومه بالاختفاء، فهرب من الأندلس إلى المغرب، واجتمع بالقائد جوهر فامتدحه، ثم اتصل بالمعز أبي تميم الذي بنى القاهرة، فامتدحه، فوصله وأنعم عليه، ثم إنه شرب عند أناس وأصبح مخنوقاً. وقيل: لم يعرف سبب موته، وهلك في رجب سنة اثنتين وستين عن نيف وأربعين سنة. وله ديوان كبير في المدح، وقد يفضي به المديح إلى الكفر، وليس يلحقه أحد في الشعر من أهل الأندلس، وهو نظير المتنبي. منصور بن محمد البغدادي المقريء الحذاء. حدث عن البغوي، وابن أبي داود. (26/300)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 301 قال الخطيب: ثنا عنه أبو الفرج بن سميكة، وسمعت أبا نعيم يوثقه ثم ورخ وفاته. يحيى بن عبد الله بن محمد، أبو بكر القرطبي المعروف بالمغيلي. سمع: محمد بن محمد بن عبد الملك بن أنس، وجماعة. وحج وسمع من ابن الأعرابي.) وكان بارعاً في الآداب، بليغاً ذا فنون. والله أعلم. (26/301)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 302 (26/302)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 303 1 (وفيات ثلاث وستين وثلاثمائة) أحمد بن محمد بن عبد البر، أبو عثمان التجيبي القرطبي، يعرف بابن الكشكيناني. حج وسمع أبا سعيد بن الأعرابي ورجع، وتوفي في شوال. أحمد بن علي بن إبراهيم النرسي البغدادي. توفي بالرملة وله إحدى وثمانون سنة. إبراهيم بن سليمان بن عدي الشافعي العسكري المصري. توفي في رجب. سمع أبا عبد الرحمن النسائي. إسماعيل بن محمد بن علان الخولاني المصري المؤدب. يروي عن النسائي، والحسن بن غليب. أصبغ بن قاسم بن أصبغ، أبو القاسم، من أهل إستجة. (26/303)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 304 سمع: محمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد بن الحباب، وحج فسمع من أبي جعفر العقيلي، وابن الأعرابي، وسمع صحيح البخاري من صالح بن محمد الأصبهاني، عن إبراهيم بن معقل النسفي. ولي قضاء إستجة، فأساء السيرة وشكوه. وكان جسيماً وسيماً. توفي في رمضان. ثابت بن سنان بن ثابت بن قرة، أبو الحسن الحراني الأصل الصابي، ثم البغدادي. كان يلحق بأبيه في صناعة الطب، وصنف تاريخاً كبيراً على الحوادث والوقائع التي تمت في زمانه، وخدم بالطب الراضي بالله وجماعة من الخلفاء قبله. وقال في تاريخه: لما سلم أبو علي بن مقلة إلى الوزير عبد الرحمن بن عيسى، من جهة الراضي بالله، في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة حمله إلى داره، ثم ضرب ابن مقلة بالمقارع في دار عبد الرحمن، وأخذ خطه بألف دينار، وأنه أدخل عليه ليفصده فذكر من خبره فصلاً. توفي إبراهيم بن سنان أخو ثابت في أول خمس وثلاثين وثلاثمائة، (26/304)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 305 ولم يستكمل أربعين سنة، وكان من الأذكياء البارعين في صناعة الطب كأخيه وأبيه. الحارث بن سعيد بن حمدان، أبو فراس الشاعر المشهور الأمير، وقد ذكرناه في سنة سبع وخمسين.) وأما ابن الجوزي فقال في المنتظم: توفي هذا في سنة ثلاث وستين، ثم ذكر أنه قتل وما بلغ الأربعين، وأن سيف الدولة رثاه. قلت: هذا متناقض، فمن شعره: (المرء نصب مصائب لا تنقضي .......... حتى يوارى جسمه في رمسه)

(فمؤجل يلقى الردى في غيره .......... ومعجل يلقى الردى في نفسه) وله: (مرام الهوى صعب وسله الهوى وعر .......... وأوعر ما حاولته الحب والصبر)

(أواعدتي بالوعد والموت دونه .......... إذا مت عطشاناً فلا نزل القطر)

(بدوت وأهلي حاضرون لأنني .......... أرى أن داراً لست من أهلها نفر)

(وما حاجتي في المال أبغي وفوره .......... إذا لم يفر عرض فلا وفر الوفر)

(وقال أصحابي الفرار أو الردى .......... فقلت: هما أمران أحلاهما مر) (26/305)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 306 (سيذكرني قومي إذا جد جدها .......... وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر)

(ولو سد غيري ما سددت اكتفوا به .......... وما كان يغلو التبر لو نفق الصفر)

(ونحن أناس لا توسط عندنا .......... الصدر دون العالمين أو القبر)

(تهون علينا في المعالي نفوسنا .......... ومن خطب الحسناء لم يغلها مهر) جمح بن القاسم بن عبد الوهاب، أبو العباس الجمحي المؤذن، دمشقي محدث، يعرف قديماً بابن أبي الحواجب. روى عن: عبد الرحمن بن الرواس، وأبي قصي إسماعيل العذري، وإبراهيم بن دحيم، وأحمد بن بشر الصوري، ومحمد بن العباس بن الدرفس، وطبقتهم. روى عنه: أبو عبد الله بن منده، وتمام بن عبد الوهاب الميداني، ومحمد بن عوف المزني، ومحمد بن عبد السلام. وكان ثقة نبيلاً. الحسن بن موسى بن بندار، أبو محمد الديلمي. حدث ببغداد عن: أحمد بن محمد بن سليمان المالكي، وأحمد بن الحسين صاحب البصري. وعنه البرقاني وغيره. وكان ثبتاً حافظاً. حدث في هذه السنة.) حمزة بن أحمد بن مخلد البغدادي القطان. سمع: أبا شعيب الحراني، وموسى بن هارون. (26/306)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 307 وعنه: البرقاني، ومحمد بن عمر بن بكير. حدث في هذهالسنة. صدوق. سيدابيه بن داود، أبو الأصبغ المرشاني الأندلسي. سمع: محمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد بن الحباب. وكان شيخاً صالحاً موصوفاً بالفقه، وحدث. العباس بن الحسين بن الفضل الشيرازي. وزر لعز الدولة بختيار بن معز الدولة، وكان ظالماً جباراً، فقبض عليه ثم قتله في حبسه، وله تسع وخمسون سنة. عبد الله بن عدي أبو عبد الرحمن الصابوني. توفي ببخارى في ذي الحجّة. مشى في الرد على أبي حاتم بن حبان فيما تأول من الصفات. أخذ عن يحيى بن عمار وغيره. روى عنه ابن خزيمة وطبقتهم. عبد الحميد بن أحمد بن عيسى سمع النسائي، وتوفي في شعبان. عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن أسيد، أبو بكر المدني المعدل. روى عن: محمد بن نصير، وزكريا الساجي. (26/307)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 308 وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم، وغيرهما. توفي في سلخ ذي القعدة. عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر، أبو القاسم الزيدي البغدادي. ذكره ابن أبي الفوارس فقال: كان له مذهب خبيث، ولم يكن في الرواية بذاك. سمعت منه أجزاء فيها أحاديث ردية. قلت: يعرف بابن البقال، حدث عن: الباغندي، وعلي بن العباس المقانعي. قال التنوخي: كان من متكلمي الشعية، له مصنفات على مذهب الزيدية، يجمع حديثاً كثيراً، وله) أبو خليفة شاعر مشهور. عبد العزيز بن جعفر بن أحمد بن يزداد، أبو بكر الفقيه الحنبلي، غلام الخلال شيخ الحنابلة وعالمهم المشهور. تفقه بأستاذه أبي بكر الخلال، وسمع من عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما قيل، وسمع من محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وموسى بن هارون، والحسين بن عبد الله الخرقي، وأحمد بن محمد بن الجعد الوشاء، وأبي خليفة الفضل بن الحباب، وجعفر الفريابي، وجماعة. وعنه: الجنيد الخطبي، وبشري الفاتني، وغيرهما. وتفقه عليه أبو عبد الله ابن بطة، وأبو إسحاق بن شاقلا، وأبو حفص العكبري، وأبو الحسن التميمي، وأبو حفص البرمكي، وأبو عبد الله بن حامد. (26/308)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 309 وكان كبير القدر، صحيح النقل، بارعاً في نقل مذهبه. قال أبو حفص البرمكي: سمعت أبا بكر عبد العزيز يقول: سمع مني شيخنا أبو بكر الخلال نحو عشرين مسألة وأثبتها في كتابه. وقال أبو يعلى القاضي: كان لأبي بكر عبد العزيز مصنفات حسنة منها المقنع وهو نحو مائة جزء، وكتاب الشافي نحو ثمانين جزءاً، وكتاب زاد المسافر وكتاب الخلاف مع الشافعي وكتاب مختصر السنة. توفي في شوال سنة ثلاث وستين، وله ثمان وسبعون سنة في سن شيخه الخلال، وسن شيخ شيخه المروزي، وسن أحمد بن حنبل. وروي عنه أنه قال في مرضه: أنا عندكم إلى يوم الجمعة، فمات يوم الجمعة، رحمه الله تعالى. ويذكر عنه زهد وقنوع. وقد ذكر أبو يعلى أنه كان معظماً في النفوس، متقدماً عند الدولة، بارعاً في مذهب أحمد. أنبأنا المؤمل بن البالسي، أنا أبو اليمن الكندي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن الجنيد الخطبي، أنا أبو بكر بن عبد العزيز بن جعفر، أنا علي بن طيفور، أنا قتيبة، أنا عبد الوارث، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد، عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيركم من تعلم القرآن وعلمه. علي بن عبد الله بن الفضل البغدادي، أبو الحسين.) حدث بمصر عن: جعفر الفريابي، وأبي خليفة. (26/309)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 310 وعنه: الدارقطني، وعبد الغني الأزدي. عيسى بن موسى بن أبي محمد بن المتوكل على الله، أبو الفضل الهاشمي العباسي. سمع: محمد بن خلف بن المرزبان، وأبا بكر بن أبي داود، وجماعة. وعنه: أبو علي بن شاذان. قال الخطيب: كان ثقة ثبتاً. حدثني الأزهري أن أبا الفضل لازم ابن أبي داود في سماع الحديث نيفاً وعشرين سنة، وولد سنة ثمانين ومائتين، وأول سماعه من أبي بكر سنة تسعين. غالب بن عبد الله بن موسى بن قليج، أبو بكر البزاز، مصري. توفي في جمادى الأولى. محمد بن أحمد بن سهل بن نصر، أبو بكر الرملي الشهيد المعروف بابن النابلسي. حدث عن: سعيد بن هاشم الطبراني، ومحمد بن الحسن بن قتيبة، ومحمد بن أحمد بن شيبان الرملي. وعنه: تمام الرازي، والدارقطني، وعبد الوهاب الميداني، وعلي بن عمر الحلبي، وغيرهم. قال أبو ذر الهروي: سجنه بنو عبيد وصلبوه على السنة. سمعت الدارقطني يذكره ويبكي ويقول: كان يقول وهو يسلخ: كان ذلك في الكتاب مسطوراً. وقال أبو الفرج بن الجوزي: أقام جوهر لأبي تميم صاحب مصر الزاهد أبا بكر النابلسي، وكان ينزل الأكواخ من الشام، فقال: بلغنا أنك قلت: إذا (26/310)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 311 كان مع الرجل عشرة أسهم وجب أن يرمي في الروم سهماً وفيناً سبعة، فقال: ما قلت هكذا، فظن أنه يرجع عن قوله، فقال: كيف قلت قال: قلت: إذا كان معه عشرة وجب أن يرميكم بتسعة، ويرمي العاشر فيكم أيضاً، فإنكم قد غيرتم الملة، وقتلتم الصالحين، وادعيتم أمور الإلهية، فشهره ثم ضربه، ثم أمر يهودياً بسلخه. وقال هبة الله بن الأكفاني: سنة ثلاث وستين توفي العبيد الصالح الزاهد أبو بكر بن النابلسي، كان يرى قتال المغاربة يعني بني عبيد، وكان قد هرب من الرملة إلى دمشق، فقبض عليه متوليها أبو محمود الكتامي، وحبسه في رمضان، وجعله في قفص خشب، وأرسله إلى مصر، فلما وصلها قالوا له: أنت الذي قلت: لو أن معي عشرة أسهم لرميت تسعة في المغاربة وواحداً) في الروم، فاعترف بذلك، فأمر أبو تميم بسلخه فسلخ، وحشي جلده تبناً، وصلب. وقال معمر بن أحمد بن زياد الصوفي: إنما حياة السنة بعلماء أهلها والقائمين بنصرة الدين، لا يخافون غير الله، ولو لم يكن من غربة السنة إلا ما كان من أمر أبي بكر النابلسي لما ظهر المغربي بالشام واستولى عليها، فأظهر الدعوة إلى نفسه، قال: لو كان في يدي عشرة أسهم كنت أرمي واحداً إلى الروم وإلى هذا الطاغي تسعة، فبلغ المغربي مقاتله، فدعاه وسأله، فقال: قد قلت ذلك لأنك فعلت وفعلت، فأخبرني الثقة أنه سلخ من مفرق رأسه حتى بلغ الوجه، فكان يذكر الله ويصبر، حتى بلغ العضد، فرحمه السلاخ، فوكز السكين في موضع القلب، فقضى عليه وأخبرني الثقة أنه كان إماماً في الحديث والفقه، صائم الدهر، كبير الصولة عند الخاصة والعامة، ولما سلخ كان يسمع من جسده قراءة القرآن، فغلب المغربي بالشام وأظهر المذهب الرديء، ودعا إليه، وأبطل التراويح وصلاة الضحى، وأمر بالقنوت في الظهر بالمساجد. (26/311)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 312 وقتل النابلسي في سنة ثلاث وستين، وكان نبيلاً جليلاً، رئيس الرملة، هرب إلى دمشق فأخذ منها، وبمصر سلخ. وقيل: إنه لما أدخل مصر، قال له بعض الأشراف ممن يعانده: الحمد لله على سلامتك، فقال: الحمد لله على سلامة ديني وسلامة دنياك. قلت: كانت محنة هؤلاء عظيمة على المسلمين، ولما استولوا على الشام هرب الصلحاء والفقراء من بيت المقدس، فأقام الزاهد أبو الفرج الطرسوسي بالأقصى، فخوفوه منهم، فبيت، فدخلت المغاربة وغشوا به، وقالوا: إلعن كيت وكيت، وسموا الصحابة وهو يقول: لا إله إلا الله، سائر نهاره، وكفاه الله شرهم. وذكر ابن الشعشاع المصري إنه رأه في النوم بعدما قتل. وهو في أحسن هيئة. قال: فقلت: ما فعل الله بك قال: (حباني مالكي بدوام عز .......... وواعدني بقرب الإنتصار)

(وقربني وأدناني إليه .......... وقال: إنعم بعيش في جواري) محمد بن أحمد بن عيسى، أبو بكر القمي. سمع: أبا عروبة الحراني، ومحمد بن قتيبة العسقلاني. سمع منه في هذا العام السكن بن جميع بصيدا.) محمد بن إسحاق بن مطرف، أبو عبد الله الأندلسي الأستجي. سمع من: عبيد الله بن يحيى بن محمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد. (26/312)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 313 وكان شاعراً عالماً باللغة والعربية. روى عنه إسماعيل وغيره. مات في شوال. محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم أبو الحسن الأبري ثم السجستاني. رحل وطوف، وسمع: أبا العباس بن السراج، وابن خزيمة، ومحمد بن الربيع الجيزي، وأبا عروبة الحراني، ومحمد بن يوسف الهروي، وزكريا بن أحمد البلخي، ومكحولاً البيروتي، وهذه الطبقة. يروي عنه: علي بن بشري، ويحيى بن عمار السجستانيان. وصنف كتاباً كبيراً في مناقب الشافعي. وآبر من قرى سجستان. توفي في شهر رجب. محمد بن عبد الله بن محمد بن العباس، أبو الحسين الشيرازي اللالكائي. ثقة. يروي عن حماد بن مدرك، وغيره. محمد بن علي بن حسين، أبو بكر بن الفأفاء الرازي، قاضي الدينور. حدث بهمذان سنة ثلاث وستين بكتاب الجرح والتعديل عن ابن أبي حاتم، ويروي عن جماعة. روى عنه الكتاب: أبو طاهر بن سلمة، وابن فنجويه، وابن تركان، وغيرهم. (26/313)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 314 محمد بن الحسين، أبو العباس بن السمسار الدمشقي الحافظ، أخو أبي الحسن علي. سمع: أحمد بن عمير بن جوصا، ومحمد بن خزيم، وعلي بن محمد بن كاس، وأبا الجهم بن طلاب، وأبا الدحداح أحمد بن محمد وعبد الله بن السري الحمصي الحافظ، وسمع ببغداد من المحاملي، ومحمد بن أحمد بن مخلد. وعنه: أخوه أبو الحسن، ومكي بن الغمر، ومحمد بن عوف المزني، وجماعة. قال الميداني: توفي في شهر رمضان. وقال أبو محمد الكتاني: كان ثقة نبيلاً حافظاً، كتب القناطير، وحدث باليسير، وقد سمع أيضاً بمصر. مات عن بضع وستين سنة.) مروان بن عبد الملك القرطبي الزاهد. سمع محمج بن عبد الملك بن أيمن، وأحمد بن بشر، وحج فسمع من محمد بن الصموت بمصر. وكان زاهداً عابداً خيراً. توفي في ربيع الآخر. المظفر بن حاجب أركين، أبو القاسم الفرغاني. روى عن: أبي يعلى الموصلي، وإسماعيل بن قيراط، ومحمد بن (26/314)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 315 يزيد بن عبد الصمد، وأبي عبد الرحمن النسائي، وجعفر الفريابي. رحل به أبوه واعتنى به. روى عنه تمام الرازي، وأبو نصر بن هارون، وأبو نصر بن الجندي، وآخرون. حدث في هذا العام. قرأت على عمر بن عذير، أخبركم عبد الصمد بن محمد الأنصاري حضوراً أن أبا الحسن علي بن المسلم، أخبرهم في سنة ست وعشرين وخمسمائة، أنا الحسن بن أحمد بن عبد الواحد، أنا أبو الحسن علي بن موسى السمسار، أنا المظفر بن حاجب، أنا محمد بن يزيد، ثنا موسى بن أيوب النصيبي، ثنا سفيان بن عيينة، عن عبيد الله بن أبي يزيد، سمع ابن عباس يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أكل لعق أصابعه الثلاث فبدأ بالوسطى، ثم التي تليها، ثم الإبهام. نافع بن عبد الله، أبو صالح الخادم، مولى القاضي عبد الله بن محمد ابن عمر الأصبهاني. يروي عن عبد الله بن محمد بن عبد الكريم الرازي. وعنه أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي علي. وقال أبو نعيم: كان يصوم النهار، ويقوم الليل، ويتصدق بمغله، ويقتصر في قطره على ما يطلق له مولاه. توفي سنة اثنتين أو ثلاث وستين. النعمان بن محمد بن منصور، أبو حنيفة المقريء القاضي. (26/315)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 316 قال المسبحي في تاريخ مصر: كان من أهل الفقه والدين والنبل، وله كتاب أصول المذاهب. قال غيره: كان المتخلف مالكياً، ثم تحول إلى مذهب الشيعة لأجل الرياسة، وداخل بني عبيد،) وصنف لهم كتاب ابتداء الدعوة، وكتاباً في الفقه، وكتباً كثيرة في أقوال القوم، وجمع في المناقب والمثالب، ورد على الأئمة، وتصانيفه تدل على زندقته وانسلاخه من الدين، وأنه منافق، نافق القوم، كما ورد أن مغربياً جاء إليه فقال: قد عزم الخادم على الدخول في الدعوة، فقال: ما يحملك على ذلك قال: الذي حمل سيدنا. قال: يا ولدي نحن أدخلنا في هواهم حلواهم، فأنت لماذا تدخل وللنعمان كتاب دعائم الإسلام ثلاثون مجلداً في مذهب القوم، ومنها شرح الآثار خمسون مجلداً، وغير ذلك. وكان ملازماً للمعز أبي تميم، وولي القضاء له على مملكته، وقدم مصر معه من الغرب. وتوفي بمصر في رجب سنة ثلاث وستين، فأشرك المعز في القضاء بين ولده أبي الحسن علي، وبين الذهلي أبي الطاهر، فلما عجز الذهلي وشاخ، استقل أبو الحسن بالقضاء، واستناب أخاه أبا عبد الله. وكان أبو الحسن شاعراً محسناً. يعلى بن موسى البربري الصوفي الزاهد. وكان من سادات المغاربة. رأى رب العزة في المنام. توفي في هذه السنة. (26/316)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 317 1 (وفيات أربع وستين وثلاثمائة) أحمد بن عبيد الله بن محمود بن شابور، أبو العباس الأصبهاني الفقيه المغربي، ولقبه خرطبه. كتب الكثير بأصبهان والري، وحدث عن: عبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، ومحمد بن إبراهيم بن زياد، وجماعة. أحمد بن القاسم بن عبيد الله بن مهدي، أبو الفرج بن الخشاب البغدادي الحافظ، نزيل ثغر طرسوس. حدث بدمشق عن: محمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن جرير، وعبد الله بن إسحاق المدائني، والبغوي، ومحمد بن الربيع الجيزي، وأبي جعفر الطحاوي، وجماعة. وعنه: تمام، وعبد الوهاب المدائني، وبقاء الخولاني، ومحمد بن عوف المزين، ومكي بن الغمر.) وتوفي في صفر سنة أربع. (26/317)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 318 قال ابن النقور: ثنا عيسى بن الوزير، كتب غلي أحمد بن القاسم بن الخشاب قال: سمعت أبا جعفر أحمد بن محمد بن سلامة قال: سمعت محمد بن أبي عمران يقول: قال هلال الرائي: أوثق المودات ما كان في الله عز وجل. أحمد بن القاسم بن يوسف بن فارس الميانجي، أخو القاضي يوسف. يروي عن: إبراهيم بن يوسف الهسنجاني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وعلي بن عبد الله بن مبشر، وعثمان بن محمد الذهبي، وجماعة. وعنه: ابنه صالح، وحمزة الأطرابلسي، وحمزة بن محمد البعلبكي، وأبو الحسن علي بن موسى بن السمسار. وعاش إلى سنة أربع وستين وانقطع خيره. أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أسباط مولى جعفر ابن أبي طالب، أبو بكر بن السني الدينوري الحافظ. سمع: أبا عبد الرحمن النسائي، وعمر بن أبي غيلان البغدادي، وأبا خليفة زكريا الساجي، وأبا يعقوب المنجنيقي، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأبا عروبة، وجماهر بن محمد الزملكاني، وطبقتهم بمصر والشام والعراق والجزيرة. (26/318)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 319 وعنه: أبو علي حمد بن عبد الله الأصبهاني، ومحمد بن علي العلوي، وعلي بن محمد عمر الأسدابادي، وأحمد بن الحسين الكسار. وقال القاضي أبو زرعة روح سبط ابن السني: سمعت عمي علي بن أحمد بن محمد يقول: كان أبي رحمه الله يكتب الحديث، فوضع القلم في أنبوبة المحبرة، ورفع يديه يدعو الله تعالى، فمات رحمه الله، وذلك في آخر سنة أربع وستين. قلت: كان ديناً خيراً، صنف في القناعة، وفي عمل يوم وليلة، وغير ذلك، واختصر سنن النسائي، وعاش بضعاً وثمانين سنة. أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو حامد النيسابوري الواعظ المقريء، رجل فاضل عالم. ذكره الحاكم فقال: كان يعطي كل نوع من أنواع العلوم حقه، وكتب الحديث الكثير، ولم يحدث تورعاً، ولزم مسجده ثلاثين سنة، وكانت شمائله تشبه شمائل السلف.) سمع: عبد الله بن شيرويه، وأحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن خزيمة، والسراج. وله مصنفات تدل على كماله. توفي في شوال، وله ست وسبعون سنة. ولم يحدث قط. فقال: روى عنه الحاكم حكاية. أحمد بن محمد بن أيوب أبو بكر الفارسي الواعظ المفسر، نزيل نيسابور. (26/319)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 320 كان له أتباع ومريدون. وعظ ببخارى، وخاف الحنفية من تغلبه عليهم. كان يحضر مجلسه نحو عشرة آلاف. كتب عنه أبو عبد الله الحاكم. أحمد بن محمد بن فرجون، أبو القاسم الأندلسي. سمع: عبيد الله بن يحيى، وأيوب بن سليمان، وطاهر بن عبد العزيز، وحدث، وكان ضابطاً، وفيه لين. أحمد بن محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى الماسرجسي النيسابوري، أبو الحسن. من بيت علم ورواية، وكان رجلاً صالحاً. روى عن: جده، وابن عمرو، وأحمد بن محمد الجيزي. وعنه الحاكم. أحمد بن مسلم بن شعيب، أبو العباس المديني الأديب. سمع على: سعيد العسكري ومحمد بن جرير الطبري. وعنه: ابن أبي علي، وأبو نعيم. أحمد بن هلال بن زيد، أبو عمر الأندلسي العطار. رحل، وسمع من محمد بن الربيع الجيزي، وغيره. وكان حافظاً للشروط، متقناً عارفاً بقول مالك. أحمد بن يوسف، أبو حامد الإسكاف النيسابوري الأشقر. أحد الزهاد. سحب أبا عثمان الحيري، ورأى ابن أبي عطاء، والجريري، وصحب أبا عمر الدمشقي وجماعة. وله سياحة وأحوال وكلام نافع. أخرج في آخر (26/320)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 321 عمره من بخارى، فحج ومات بمكة. إبراهيم بن أحمد بن محمد بن رجاء، أبو إسحاق النيسابوري الأبزاري الوراق. وأبزار من قرى نيسابور.) سمع: مسدد بن قطن، وجعفر بن أحمد الحافظ، والحسن بن سفيان ومحمد بن محمد الباغندي، وسعيد بن عبد العزيز، وسعيد بن هاشم الطبراني، وهذه الطبقة. وعنه: ابن منده، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو عبد الله الحاكم، وقال: كان ممن سلم المسلمون من لسانه ويده. وطلب الحديث على كبر السن، ورحل فيه. وسمعت أبا علي الحافظ يقول له: أنت يا أبا إسحاق بهز بن أسد، يعني لثبته وإتقانه. وسمعت أبا علي يمازحه غير مرة يقول: هذا الشيخ ما اغتسل من حلال قط. فيقول: ولا من حرام يا أبا علي، وذلك أنه ما تأهل. توفي في رجب، وله ست وتسعون سنة. وحدث بمروياته على القبول. إسحاق بن محمد بن إسحاق النعالي البغدادي، أبو يعقوب. سمع: أبا خليفة، والفريابي، وعبد الله بن ناجية. قال الخطيب: ثنا عن البرقاني، وابن أبي الفوارس، وابن دوما النعالي. (26/321)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 322 وقال ابن أبي الفوارس: كان ثقة مأموناً. مات يوم النحر. إسحاق الأمير، أبو منصور ابن الإمام المتقي لله إبراهيم بن المقتدر جعفر العباسي. زوجه أبو بابنة ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان على مهر مائة ألف دينار. وتوفي في هذا العام في المحرم عن إحدى وخمسين سنة. وكان ممن ترشح للخلافة. إسماعيل ين أحمد بن محمد الخلالي التاجر، أحد الجوالين في طلب العلم. سمع من: عمران بن موسى بن مجاشع، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبي يعلى الموصلي، والهيثم بن خلف، وأحمد بن عمرو البزار. وعنه: الحاكم، وأبو الفضل الجارودي، وجماعة. وقد انتقى عليه رفيقه أبو علي النيسابوري الحافظ. وهو جرجاني نزل نيسابور. جعفر بن علي بن أحمد بن حمدان أبو علي الأندلسي صاحب المسيلة، وأمير الزاب من أعمال إفريقية. (26/322)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 323 كان شيخاً كثير العطاء، مؤثراً للعلماء، ولابن هانيء الأندلسي فيه مدائح، ومنها:) (المدنفان من البرية كلها .......... جسمي وطرف بابلي أحور)

(والمشرقات النيرات ثلاثة .......... الشمس والقمر المنير وجعفر) المسيلة مدينة من أعمال الزاب. وكان بين جعفر وبين زيري بن مناد عداوة وحروب، جرت بينهما معركة هائلة، ثم قام بعده ابنه بلكين، واستظهر على جعفر، فهرب منه إلى الأندلس، فقتل في هذه السنة. وأبوه علي هو الذي بنى المسيلة. وزيري هو جد المعز بن باديس. الحسن بن سعيد القرشي، سمع أصحاب هشام بن عمار. الحسن بن علي بن أبي السلاسل، أبو القاسم البجلي. حدث عن: أحمد بن علي القاضي المروزي. وعنه: تمام، وأبو نصر المزي، ومحمد بن عوف المزني. توفي في رجب. سبكتكين الأمير، حاجب معز الدولة بن بويه. خلع عليه الطائع وطوقه وسوره نصر الدولة، فلم تطل أيامه. قال أبو الفرج بن الجوزي: سقط من الفرس فانكسرت ضلعه، فاستدعى ابن الصلت لمجبر فرده، وبقي لا يمكنه الإنحناء للركوع، وكان يقول للمجبر، إذا ذكرت عافيتي على يدك فرحت بك ولا أقدر على (26/323)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 324 مكافأتك، وإذا ذكرت حصول رجلك فوق ظهري اشتد غيظي منك. توفي في أواخر المحرم، وكانت مدة إمارته شهرين ونصف، وخلف ألف ألف دينار وعشرة آلاف ألف درهم، وصندوقين فيهما جواهر، وستين صندوقاً قماش، وفضيات وتحف، ومائة وثلاثين سرجاً مذهبة، منها خمسون في كل واحد ألف دينار، حلية، وستمائة سرج فضة، وأربعة عشر ألف ثوب من أنواع القماش، وثلاثمائة عدل فيها فرش وبسط، وثلاثة آلاف رأس من الدواب، وألف جمل، وثلاثمائة مملوك دارية، وأربعة وأربعين خادماً. وكان له دار هي دار المملكة اليوم، يعني صارت دار السلطنة. وقد غرم عليها أموالاً لا تحصى. ومما روي عن المحسن التنوخي، عن أبيه قال: بلغت النفقة على علم البستان، يعني الذي للدار، وسوق الماء إليه خمسة آلاف ألف درهم. قال: ولعله قد أنفق على أبنية الدار مثل ذلك فيما أظن.) عبد الله بن محمد أبو أحمد بن الحريص البغدادي. عن ابن صاعد، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي. حدث بدمشق، فروي عنه أبو نصر بن الجبان، وابن دوما النعالي. أملى من حفظه في هذه السنة. عبد الله بن محمد بن عثمان بن سعيد بن هاشم بن إسماعيل، أبو محمد الأندلسي. سمع: سعيد بن جمير، وسعيد بن عثمان الأعناقي، وطاهر بن عبد (26/324)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 325 العزيز، وأحمد بن خالد، وجماعة. وكان محدثاً ضابطاً ثقة. سمعه جماعة، وتوفي في ربيع الآخر. عبد الجبار بن عبد الصمد بن إسماعيل، أبو هاشم السلمي المؤدب المقريء. قرأ القرآن على: أبو بكر البغدادي عبيدة أحمد بن ذكوان، وسمع محمد بن خريم، وجعفر بن أحمد بن عاصم، والقاسم بن عيسى القصاب، ومحمد بن المعافى الصيداوي، وسعيد بن عبد العزيز، وأبا شيبة داود بن إبراهيم، وعلي ابن أحمد بن علان، وأبا بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر، وطائفة سواهم بالشام ومصر والحجاز. وعنه: تمام الرازي، ومكي بن الغمر، وعبد الوهاب الميداني، وأبو الحسن بن جهضم، وعلي بن بشر بن العطار، ومحمد بن عوف المزني. وولد سنة ست وثمانين ومائتين. قال عبد العزيز الكتاني: توفي في صفر سنة أربع وستين، وجمع من المصنفات شيئاً كثيراً، وكان ثقة مأموناً، انتقى عليه أحمد بن القاسم بن الخشاب بدمشق. عبد الرحمن بن أحمد بن جعفر، أبو القاسم اليزدي القاضي الحارث ابن أبي شيخ أبو محمد الغنوي. حدث عن: جعفر الفريابي، وعلي بن الحسين بن حبان، ومحمد بن جرير الطبري. وعنه: أبو بكر البرقاني، ومحمد بن بكر، وبشر الفاني. قال ابن أبي الفوارس: كان فيه تساهل، بغدادي. (26/325)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 326 عبد الرحمن بن محمد بن جعفر، أبو بكر الأصبهاني الكسائي. سمع أبا بكر بن أبي عاصم.) عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن كامل، أبو محمد القهندزي شيخ كبير. سمع: عثمان بن سعيد الدارمي، وأبا مسلم الكجي، ويوسف القاضي. وعنه: أبو أحمد المعلم، وأبو منصور الديباجي، وأهل هراة. ذكره أبو النضر الفامي. عبد السلام بن محمد بن أبي موسى البغدادي، أبو القاسم المخرمي الصوفي. سمع: أبا بكر بن أبي داود وأبا عروبة الحراني وابن جوصا وأحمد بن عبد الوارث العسال وعنه: علي بن سعيد البغوي، وابن جهضم، وأبو نعيم. ووثقه الخطيب، وجاور بمكة مدة، وكان شيخ الحرم في زمانه، رحمه الله. ممن جمع بن علم الشريعة وعلم الحقيقة، جاور زماناً. عبد الواحد بن الحسن بن أحمد بن خلف الجنديسابوري، أبو الحسين. (26/326)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 327 وكان مولده سنة اثنتين وسبعين ومائتين. علي بن أحمد بن علي، أبو الحسن المصيصي. حدث ببغداد عن: أحمد بن خليد الحلبي، ومحمد بن معاذ ذران. وعنه: البرقاني، ومحمد بن عمر بن بكير، وعلي بن أحمد بن داود الرزاز، وأبو نعيم. توفي، وكان فيه تساهل، في جمادى الآخرة سنة أربع وستين. علي بن محمد بن المعلى، أبو الحسن الشونيزي البغدادي. سمع: أبا مسلم الكجي، ومحمد بن يحيى المروزي، ويوسف بن يعقوب القاضي. وعنه: ابن أبي الفوارس، والحسين بن شيطا، وأبو علي بن دوما. قال الخطيب: كان ثقة صالحاً. عمر بن محمد بن عبد الله أبو القاسم الترمذي البزار. بغدادي فيه ضعف. روى عن: جده لأمه محمد بن عبد الله بن مرزوق الخلال صاحب عفان، ويوسف بن يعقوب القاضي. (26/327)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 328 وعنه: محمد بن عمر بن بكير، وبشر بن الفاتني، ومحمد بن درهم، وأبو نعيم. قال ابن أبي الفوارس: فيه نظر. الفضل، أبو القاسم أمير المؤمنين المطيع لله بن المقتدر بن جعفر بن المعتضد العباسي) الهاشمي. ولي الخلافة بعد المستكفي، وأمه أم ولد اسمها مشغلة، أدركت خلافته، وبويع في سنة أربع وثلاثين، ومولده في أول سنة إحدى وثلاثمائة. قال ابن شاهين: وخلع نفسه غير مكره فيما صح عندي في ذي القعدة سنة ثلاث وستين، ونزل عن الأمر لولده أبي بكر عبد الكريم، ولقبوه الطائع لله وسن أبي بكر يومئذ ثمان وأربعون سنة. ثم إن الطائع خرج إلى واسط ومعه أبوه فمات في المحرم سنة أربع وستين. أنبأنا المسلم بن محمد، أنا أبو النعمان الكندي، أنا أبو منصور الشيباني، أنا أبو بكر الخطيب، حدثني محمد بن يوسف القطان، سمعت أبا الفضل التميمي، سمعت المطيع لله، سمعت شيخي ابن منيع، سمعت أحمد بن حنبل يقول: إذا مات أصدقاء الرجل ذل. الفضيل بن محمد بن أبي الحسين، أبو عصام بن الشهيد الحافظ أبي الفضل الهروي الفقيه، وإليه ينسب الفضليون بهراه. كان فقيهاً حاذقاً. القاسم بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبيد الله بن موسى بن جعفر (26/328)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 329 الصادق بن محمد البقر بن زين العابدين، أبو محمد الحسيني رحمه الله تعالى. توفي في رمضان، وله أربع وثمانون سنة. محمد بن إبراهيم بن الخضر القاضي، أبو الفجر البصري الشافعي، ويعرف بابن سكرة. سمع: عبدان الأهوازي. وتوفي بمصر في ربيع الآخر، وقد ولي قضاء طبرية. محمد بن إبراهيم بن أحمد، أبو طاهر الأصبهاني المحدث ابن عم أبي نعيم الحافظ. سمع: بمكة: محمد بن إبراهيم بن المنذر، وببغداد ابن عياش القطان. محمد بن إبراهيم بن مقبل، أبو الفتح. حدث عن محمد بن سعيد القشيري. محمد بن بدر الحمامي الطولوني، أبو بكر، أمير بلاد فارس وابن أميرها. حدث ببغداد عن: بكر بن سهل الدمياطي، وأبي عبد الرحمن النسائي. وعنه الدارقطني، وبشري الفاتني، وأبو نعيم. وقال أبو نعيم: كان ثقة. توفي في رجب ببغداد.) وقال محمد بن العباس بن الفرات: كان له مذهب في الرفض، وما كان يدري من الحديث. (26/329)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 330 محمد بن الحسن بن القاسم بن دحيم الدمشقي يكنى أبا زرعة. سمع عم أبيه: إبراهيم اللخمي الحضري، من أهل قرطبة. كان زاهداً صالحاً. سمع منه: الحبيب بن أحمد، ومحمد بن معاوية القرشي. محمد بن عبد الله بن يعقوب الشيخ، أبو بكر النيسابوري. سمع: محمد بن إبراهيم الوشنجي، والحسين بن محمد العباني، وإبراهيم بن أبي طالب. وكان يؤم في الجامع، قاله الحاكم. وحدث عنه في تاريخه، وقال: مات سنة أربع وستين. محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبدة، أبو الحسن التميمي السليطي النيسابوري. سمع: محمد بن إبراهيم الوشنجي، وجعفر بن أحمد الترك، وإبراهيم بن علي الذهلي، وخشنام بن بشر. وحج في آخر عمره، فأكثر عنه العراقيون. روى عنه: الحاكم، وأبو الحسن بن رزقويه. ووثقه الخطيب، وتوفي في المحرم، وله إثنان وتسعون سنة. وسمع منه بهمذان أبو بكر بن لال، وابن تركان. محمد بن عبد الملك بن عدي بن زيد، أبو بكر الجرجاني الفقيه الشروطي. (26/330)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 331 روى عن: أبيه، وأبي بكر بن أبي داود البغوي، وابن صاعد. روى عنه: القاضي أبو بكر الشالنجي، وغيره. محمد بن عبد الملك الخولاني الأندلسي، المعروف بالنحوي. كان فقيهاً مناظراً عارفاً بالمذهب. اختصر المدونة. محمد بن محمد بن جعفر الجرجاني الشيباني السراج، أبو الحسن. روى عن عمران بن مجاشع. وعنه أبو سعيد الماليني. مطهر بن سليمان، أبو بكر بن أبي نواس الأنباري الفرضي العدل. عن: أبيه، وعبد الله بن ناجية، والباغندي، والفريابي، وجماعة. وعنه: النقاش، وأبو نعيم.) توفي في ربيع الآخر، وقد رماه الدارقطني بالكذب، قال: سمعته يقول: حملني أبي إلى الفريابي سنة أربع وثلاثمائة. والفريابي مات سنة إحدى وثلاثمائة. هارون بن أحمد بن هارون بن بندار بن الحريش أبو سهل الإستراباذي. سمع: أبا خليفة، وإسحاق بن أحمد الخزاعي، وأبا عمران الجوني، وجماعة. (26/331)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 332 وحدث بسمرقند ونيسابور. قال الحاكم: صحيح الأصول. روى عنه هو، وأبو سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسين وقال: توفي ببخارى في رمضان، وكان شرها، حدث من غير أصل. (26/332)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 333 1 (وفيات خمس وستين وثلاثمائة) أحمد بن جعفر بن أبي توبة، أبو الحسن الفسوي الزاهد. كان أوحد عصره في التصوف وفي الحديث ببلده، وكانت الرحلة إليه. روى عن: علي بن سعيد الرازي، وأحمد بن إبراهيم الربضي، وعلي بن سميع الفارسي، وطائفة من أهل العراق والري. توفي في ذي الحجّة. وكان ورده فيما قال ابن السمعاني في الأنساب في اليوم والليلة ألف ركعة، رحمه الله. أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم أبو بكر الختلي، أخو محمد وعمر، وهو الأصغر. (26/333)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 334 سمع: أبا مسلم الكجي، وعبد الله بن أحمد، وإدريس بن عبد الكريم المقريء، وأحمد بن علي الأبار. قال الخطيب: وكان صالحاً ثقة ثبتاً، كتب عنه الدارقطني، وثنا عنه أبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو بكر البرقاني، وكتب من القراءآت والتفاسير أمراً عظيماً. وولد سنة ثمان وسبعين ومائتين. قال: أحمد بن جعفر بن سلم الفرساني الأصبهاني: شيخ من طبقة الختلي، سمع أحمد بن عمرو البزار. روى عنه أبو سعيد النقاش، وقال: توفي سنة أربع وأربعين وثلاثمائة. أحمد بن محمد بن علي بن عمر، أبو العباس النيسابوري المذكر.) سمع: أباه، وإبراهيم بن علي الذهلي. وعنه: الحاكم. توفي في ربيع الآخر. من أبناء الثمانين. أحمد بن موسى بن الحسين بن علي، أبو بكر بن السمسار الدمشقي. سمع: محمد بن خريم، وأبا الجهم بن طلاب، ومكحول البيروتي، وابن جوصا بإفادة أخيه أبي العباس. وعنه: عبد الوهاب الميداني، وعلي بن الغمر، وأخوه أبو الحسين علي بن السمسار، ومحمد بن عوف الٍ مزني، وغيرهم. أحمد بن نصر بن دينار الأصبهاني. (26/334)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 335 عن: أبي بكر بن أبي داود، وابن صاعد. وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم. ورخه عبد الرحمن بن منده. أحمد بن نصر بن عبد الله بن الفتح، أبو بكر البغدادي الذراع. حدث بالنهروان وغيرها عن: الحارث بن أبي أسامة، وإسماعيل القاضي، وجده لأمه صدقة بن موسى بن تميم، وثعلب. وعنه ابن دوما. قال الخطيب: في حديثه نكرة يدل على أنه ليس بثقة. وسمع منه ابن دوما في هذه السنة، ولم يؤرخ موته فيما أعلم، هو منهم، يأتي بالطامات، فليحذر منه. إبراهيم بن عبد الله بن عبيد البغدادي الثلاج. عن محمد بن محمد بن سليمان الباغندي. وعنه أبو نصر بن الجبان، وابن أخيه أبو القاسم عبد الله بن الثلاج. إسماعيل بن نجيد بن أحمد بن يوسف بن خالد، أبو عمرو السلمي (26/335)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 336 النيسابوري الصوفي الزاهد، شيخ عصره في الصوفية والمعاملة، ومسند مصره. قال الحاكم: ورث من آبائه أموالاً كثيرة، فأنفق سائرها على الزهاد والعلماء.) سمع: أبا عثمان الحيري، والجنيد. وسمع: إبراهيم بن أبي طالب، ومحمد بن إبراهيم البوسنجي، وأبا مسلم الكجي، وعبد الله بن أحمد، ومحمد بن أيوب الرازي، وعلي بن الحسين بن الجنيد، وجماعة. وعنه: سبطه أبو عبد الرحمن السلمي، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو نصر أحمد بن عبد الرحمن الصفار، وعبد الرحمن بن علي بن حمدان، وعبد القاهر بن طاهر الفقيه، وأبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة، وأبو العلاء صاعد بن محمد القاضي، وأبو نصر بن عبدش، وطائفة، آخرهم أبو حفص عمر بن مسرور. ومن مناقبه أن شيخه أبا عثمان طلب شيئاً لبعض الثغور، فتأخر ذلك، فضاق صدره، وبكى على رؤوس الناس، فجاءه أبو عمرو بن نجيد بألفي درهم، فدعا له، ثم قال لما جلس: أيها الناس إني قد رجوت لأبي عمرو الجنة بما فعل، فإنه ناب عن الجماعة وحمل كذا، فقام ابن نجيد على رؤوس الناس وقال: إنما حملت ذلك من مال أمي وهي كارهة، فينبغي أن يرد علي لأرده عليها، فأمر أبو عثمان الحيري بالكيس، فرد إليه، فلما جن عليه الليل، جاء بالكيس، وطلب من أبي عثمان ستر ذلك، فبكى أبو عثمان، وكان بعد ذلك يقول: أنا أخشى من همة أبي عمرو. وقال السلمي: جدي له طريقة ينفرد بها من صون الحال وتلبيسه، وسمعته يقول: كل حال لايكون عن نتيجة علم فإن ضرره على صاحبه أكبر من نفعه. وسمعته يقول: لا تصفو لأحد قدم في العبودية حتى تكون أفعاله عنده (26/336)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 337 كلها رياء، وأحواله كلها عنده دعاوى. وقال جدي: من قدر على إسقاط جاهه عند الخلق سهل الإعراض عن الدنيا وأهلها. وسمعت أبا عمرو بن مطر، سمعت أبا عثمان الحيري يقول وخرج من عند ابن نجيد: يلومني الناس في هذا الفتى وأنا لا أعرف على طريقته سواه، وربما كان أبو عثمان يقول: أبو عمرو خلفي من بعدي. قال لي ابن أبي زرقاء: قال فلان: جدك من أوتاد الأرض. توفي ابن نجيد في ربيع الأول عن ثلاث وتسعين سنة، وقد سمعنا خبره بالإجازة العالية. الحسن بن منبر، أبو علي التنوخي الدمشقي.) سمع: عبيد الله بن محمد بن سالم المقدسي، ومحمد بن خريم، وهذه الطبقة. وعنه: محمد بن عوف المزني، ومحمد بن عبد السلام بن سعدان. توفي في ربيع الأول. قال الكتاني: كان ثقة نبيلاً. الحسين بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عيسى بن ماسرجس ابن علي الماسرجسي النيسابوري الحافظ. كان كثير السماع والرحلة. سمع: جده أحمد بن محمد سبط ابن ماسرجس. وإليه نسبه. وابن خزيمة، وأبا العباس السراج، وسمع بمصر والشام، ورحل في حدود الثلاثين وثلاثمائة. (26/337)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 338 قال الحاكم: هو سفينة عصره في كثرة الكتابة، ورحل إلى العراق سنة إحدى وعشرين، وأكثر المقام بمصر، وكتب عن أصحاب المزني، وأخذ بدمشق عن أصحاب هشام بن عمار، وما صنف في الإسلام أكبر من مسنده، فصنف المسند الكبير مهذباً معللاً في ألف وثلاثمائة جزء. جمع حديث الزهري جمعاً لم يسبقه إليه أحد، وكان يحفظه مثل الماء، وصنف الأبواب والشيوخ والمغازي والقبائل، وصنف على البخاري كتاباً، وأدركته المنية قبل إنجاحه إلى إسناده، ودفن علم كبير بدفنه، وسمعته يقول: سمعت أبي يقول: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: صنفت هذا المسند، يعني صحيحه من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة. قال الحاكم: في موضع آخر: صنف حديث الزهري. مقرأه على محمد بن يحيى الذهلي، وعلى التخمين، يكون مسنده بخطوط الوارقين في أكثر من ثلاثة آلاف جزء، إلى أن قال: توفي في رجب وله ثمان وستون سنة. الحكم بن عبد الرحمن بن محمد المستنصر بالله الأموي صاحب الأندلس. توفي في المحرم يوم عاشوراء سنة خمس وستين بالفالج منصرفاً من بلاد إفرنجة. وقيل: توفي سنة ست، كما سيأتي. سعيد بن محمد بن عثمان سمع ابن أبي شيبة، والفريابي. وعنه: ابن أبي الفوارس، والبرقاني، وأبن نعيم، ووثقاه. (26/338)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 339 يكنى أبا إسحاق. توفي في جمادى الأولى. عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني، أبو محمد سبط الزاهد محمد بن) يوسف البنا، ومهران مولى عبد الله بن معاوية بن عد الله بن جعفر بن أبي طالب الجعفري. رحل وسمع: أبا خليفة، وعبد الله بن ناجية، وإسحاق الخزاعي المكي، ومحمد بن يحيى بن منده، وإبراهيم بن متويه الإمام، وعبدان بن أحمد الأهوازي، وجماعة كثيرة. وعنه: ابنه أبو نعيم، وأبو بكر بن علي الذكواني، وغيرهما. وتوفي في رجب. وكان مولده في سنة إحدى وثمانين ومائتين. أنبئت عن ابن مسعود أبي منصور، أنا الحداد، أنا أبو نعيم، أنا أبي، ثنا أبو خليفة سنة ثلاثمائة، ثنا أبو الوليد، فذكر حديثاً. عبد الله بن عدي بن عبد الله بن محمد بن مبارك، أبو أحمد الجرجاني الحافظ، ويعرف بابن القطان. رحل إلى الشام ومصر رحلتين، أولاهما سنة سبع وتسعين، فسمع من الكبار، عبد الرحمن بن القاسم الرواس، وأبا عقيل أنس بن السلم، وأبا (26/339)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 340 خليفة، والحسن بن سفيان، وبهلول بن إسحاق الأنباري، ومحمد بن سليمان بن أبي سويد، وعمران بن موسى بن مجاشع، وأبا عبد الرحمن النسائي، ومحمد بن يحيى المروزي، وعبدان، وأبا يعلى، والحسن بن محمد المدني صاحب يحيى بن بكير، والحسن بن الفرج الغزي، وأبا عروبة، وزكريا الساجي، وأحمد بن يحيى التستري، والباغندي، وأبا يعقوب المنجنيقي وجعفر بن محمد بن الليث صاحب أبي الوليد، وعلي بن العباس البجلي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأحمد بن بشر الصوري، وأمماً سواهم. وعنه: أبو العباس بن عقدة، وهو من شيوخه، وأبو سعد الماليني، والحسن بن رامين، ومحمد بن عبد الله بن عبد كويه، وحمزة بن يوسف السهمي، وأبو الحسين ابن العالي، وآخرون. وكان مصنفاً حافظاً، له كتاب الكامل في معرفة الضعفاء في غاية الحسن، ذكر فيه كل من تكلم فيه، ولو كان من رجال الصحيح، وذكر في كل ترجمة حديثاً، فأكثر من غرائب ذلك الرجل ومناكيره، ويتكلم على الرجال بكلام منصف. قال الحافظ ابن عساكر: كان ثقة على لحن فيه. ولد سنة سبع وسبعين ومائتين، وكتب الحديث ببلده سنة تسعين، وصنف الكامل في الضعفاء نحو ستين جزءاً. قال حمزة السهمي: سألت الدارقطني أن يصنف كتاباً في الضعفاء، (26/340)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 341 فقال: أليس عندك كتاب) ابن عدي قلت: نعم. قال: فيه كفاية لا يزاد عليه. وقد صنف ابن عدي على مختصر المزني كتاباً سماه الإنتصار. قال حمزة السهمي: كان حافظاً متقناً، لم يكن في زمانه مثله، تفرد بأحاديث وهب منها لإبنيه: عدي، وأبي زرعة، وتفرداً بها. وقال أبو الوليد الساجي: ابن عدي حافظ لا بأس به. قال حمزة: توفي في جمادى الآخرة، وصلى عليه أبو بكر الإسماعيلي. قلت: كان لا يعرف العربية، مع عجمة فيه، وأما في العلل والرجال فحافظ لا يجاري. عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الناصح بن شجاع، أبو أحمد المفسر الفقيه الشافعي الدمشقي، نزيل مصر. سمع: أحمد بن علي بن سعيد المروزي، وعبد الرحمن بن القاسم بن الرواس، وعلي بن غالب السكسكي، ومحمد بن إسحاق بن راهويه، وعبد الله بن محمد بن علي البلخي الحافظ، وجنيد بن خلف السمرقندي، لقي هؤلاء الثلاثة في الحج. وانتقى: عليه أبو الحسن الدارقطني، وحدث عنه الحفاظ: عبد الغني، وابن منده، وأحمد بن محمد بن أبي العوام، وأبو النعمان تراب، وإسماعيل (26/341)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 342 بن عبد الرحمن النحاس، وإبراهيم بن علي الغازي، وعلي بن محمد بن علي الفارسي، وآخرون. وتوفي في رجب. عبد الرحمن بن جعفر بن محمد بن داود بن حسن بن محمد بن أحمد بن خلاد، أبو محمد التميمي الجوهري الضرير، قاضي الصعيد، ويعرف بابن بنت نعيم. يروي: عن محمد بن زبان، وأبي جعفر الطحاوي. وعنه: يحيى بن الطحان، وغيره. عثمان بن محمد بن عثمان بن محمد بن عبد الملك، أبو عمرو العثماني. روى عن جماعة. أكثر عنه أبو نعيم الحافظ في تواليفه، وهو ليس صاحب حديث لكنه راوية للموضوعات والعجائب. روى بدمشق وأصبهان، عن: محمد بن الحسين بن مكرم، ومحمد بن عبد السلام، وخيثمة بن) سليمان، وأبي الحسين الرازي، ومحمد بن أحمد بن إسحاق، وخلق. وعنه: أبو نعيم، وتمام الرازي، وأبو بكر بن مردويه، وأبو بكر بن علي الذكواني، وآخرون. عصام بن محمد بن أحمد، أبو عاصم القطري، الذي روى عن سلم ابن عصام، ومحمد بن عمر بن حفص الجوزجيري. وعنه أبو نعيم. القطري بفتح القاف. (26/342)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 343 علي بن الحسين بن إبراهيم بن سعد، أبو طالب الحمصي، بالرملة. علب بن الحسين بن عبد الرحمن القالني، أبو الحسن البخاري المعروف بالسديوري، من كبار أصحاب أبي الحسن الكرخي. ولي قضاء مرو، وحدث عن: عبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن نجدة. حدث عنه الحاكم، وأرخ عنه فيها. علي بن عبد الله بن وصيف، أبو الحسن الناشيء، شاعر محسن. أخذ علم الكلام عن أبي سهل إسماعيل بن علي بن نوبخت الناشيء، وأملى ديوان شعره بالكوفة سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، وكان المتنبي يحضر الإملاء وهو شاب، وقصد الناشيء سيف الدولة وامتدحه بحلب، فأجازه، وعمر، وبقي إلى هذه السنة. وله: (كأن سنان ذابله ضمير .......... فليس عن القلوب له ذهاب)

(وصارمه كبيعته بخم .......... معاقدها من الخلق الرقاب) علي بن عبد الله بن العباس الجوهري، أبو محمد. سمع: الفريابي، وعبد الله بن ناجية، والباغندي. (26/343)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 344 وعنه: أبو الفتح بن أبي الفوارس، ومحمد بن علان. وعاش نيفاً وسبعين سنة. قال ابن أبي الفوارس: كان فيه تساهل شديد. علي بن هارون، أبو الحسن الحربي السمسار. سمع: موسى بن هارون، ومحمد بن يحيى المروزي، ويوسف القاضي.) وعنه: أبو بكر البرقاني، وأبو نعيم بن محمد بن عبد الله الرازي الصوفي المقريء. صحب يوسف بن الحسين الزاهد، والمشايخ الكبار، وكان من أعيان المشايخ. أنفق أمواله على الفقراء. وله حكايات. محمد بن أحمد بن محمد بن يزيد العدل أبو بكر الأصبهاني ثم النيسابوري. سمع: عبد الله بن شيرويه، وجعفر الحافظ. وعنه: الحاكم. محمد بن إبراهيم بن موسى، أبو غانم السهمي الصائغ. يروي عن: أبو نعيم الحافظ نعيم الإستراباذي، وغيره. وعنه: أبو سعيد الماليني. محمد بن إبراهيم بن حسن بن موسى النيسابوري، أبو العباس المناشكي المحاملي. (26/344)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 345 سمع: محمد بن عمرو الحرشي، والمسيب بن زهير، وطبقتهما. مات في رمضان عن أربع وتسعين سنة. وعنه الحاكم. محمد بن طاهر أبو نصر الوزيري المفسر الأديب. سمع: عبد الله بن الشرفي، وأبا حامد بن بلال. وعنه: أبو عبد الله الحاكم. توفي بهراة، وكان من أئمة الشافعية. محمد بن علي بن إسماعيل، الإمام أبو بكر الشاشي الفقيه الشافعي، المعروف بالقفال الكبير. كان إمام عصره بما وراء النهر، وكان فقيهاً محدثاً أصولياً لغوياً شاعراً، لم يكن للشافعية بما وراء النهر مثله في وقته. ودخل إلى خراسان وإلى العراق والشام، وسار ذكره، واشتهر اسمه، وصنف في الأصول والفروع. قال الحاكم: كان أعلم ما وراء النهر يعني في عصره بالأصول، وأكثرهم رحلة في طلب الحديث. (26/345)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 346 سمع: إمام الأئمة ابن خزيمة، ومحمد بن جرير الطبري، وعبد الله المدائني، ومحمد بن محمد) الباغندي، وأبا القاسم البغوي، وأبا عروبة الحراني، وطبقتهم. وقد قال الشيخ أبو إسحاق في الطبقات: إنه توفي سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، وهذا وهم، ولعله تصحف عليه ثلاثين بلفظة ستين، فإن أبا عبد الله ذكر وفاته في آخر سنة خمس وستين بالشاش. وكذا ورخه أبو سعد السمعاني، وزاد أنه ولد سنة إحدى وتسعين ومائتين. وقال الشيخ أبو إسحاق إنه درس على أبي العباس بن شريح. قلت: ولم يدركه فإنه رحل من الشاش سنة تسع وثلاثمائة، وأبو العباس فقد ذكرنا وفاته سنة ست وثلاثمائة. قال أبو إسحاق: له مصنفات كثيرة، ليس لأحد مثلها، وهو أول من صنف الجدل الحسن من الفقهاء، وله كتاب في أصول الفقه، وله شرح الرسالة، وعنه انتشر فقه الشافعي فيما وراء النهر. قلت: ومن غرائب وجوه القفال هذا ما ذكره في الروضة أبو زكريا أن المريض يجوز له الجمع بين الصلاتين بعذر المرض، ومن ذلك أنه يستحب أن الكبير يعق عن نفسه، وقد قال لا يعق عن كبير. وممن روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وأن منده، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو عبد الله الحليمي، وأبو نصر عمر بن قتادة، وغيرهم. (26/346)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 347 وابنه القاسم هو مصنف التقريب نقل عنه صاحب النهاية وصاحب الوسيط. وقال ابن السمعاني في أبي بكر القفال: إنه صنف كتاب دلائل النبوة وكتاب محاسن الشريعة. قال أبو زكريا النواوي: إذا ذكر القفال الشاشي فالمراد هو، وإذا ورد القفال المروزي، فهو القفال الصغير الذي كان بعد الأربعمائة. قال: ثم إن الشاشي يتكرر ذكره في التفسير والحديث والأًصول والكلام، وأما المروزي فيتكرر ذكره في الفقهيات. وقال أبو عبد الله الحليمي: كان شيخنا القفال أعلم من لقيته من علماء عصره. فقال البيهقي في شعب الإيمان أنشدنا ابن قتادة، أنشدنا أبو بكر القفال: (أوسع رحلي على من نزل .......... وزادي مباح على من أكل) ) (نقدم حاضر ماعندنا .......... وإن لم يكن غير خبز وخل)

(فأما الكريم فيرضى به .......... وأما اللئيم فمن لم أبل) قال أبو الحسن الصفار: سمعت أبا سهل الصعلوكي، وسئل عن تفسير أبي بكر، فقال: قدسه من وجه ودنسه من وجه. ودنسه من وجه أي دنسه من جهة مذهب الإعتزال. مطهر بن أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن مجاهد، أبو عمر (26/347)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 348 الحنظلي. شيخ أصبهاني. سمع: محمد بن العباس الأخرم، ومحمد بن يحيى بن منده، ونوح بن منصور. وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم الحافظ، وقال: توفي في رجب. 3 (معد المعز لدين الله أبو تميم) ابن المنصور إسماعيل القائم بن المهدي العبيدي، صاحب المغرب، والذي بنيت له القاهرة المعزية، وهو أول من تملك ديار مصر من بني عبيد الرافضة المدعين أنهم علويون. وكان ولي عهد أبيه، فاستقل بالأمر في آخر سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، وسار في نواحي إفريقية يمهد مملكته، فذلل العصاة، واستعمل غلمانه على المدن، واستخدم الجند، ثم جهز مولاه جوهر القائد في جيش كثيف، فسار فافتتح سجلماسة، وسار حتى وصل إلى البحر المحيط، وحيد من سمكه، وافتتح مدينة فاس، وأرسل بصاحبها وبصاحب سبتة (26/348)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 349 أسيرين إلى المعز. ووطد له من إفريقية إلى البحر، سوى مدينة سبتة، فإنها بقيت لبني أمية أصحاب الأندلس. وذكر هذا القفطي أن المعز عزم على تجهيز عسكر إلى مصر، فسألته أمه تأخير ذلك لتحج خفية، فأجابها، وحجت، فلما حصلت بمصر، أحس بها الأستاذ كافور الإخشيدي، فحضر وخدمها وحمل إليها هدايا، وبعث في خدمتها أجناداً، فلما رجعت من حجها منعت ولدها من غزو بلاده، فلما توفي كافور بعث المعز جيوشه، فأخذوا مصر. قال غيره: ولما بلغ المعز موت كافور صاحب ديار مصر، جهز جوهر المذكور إليها، فجبى جوهر القطائع التي على البربر، فكانت خمسمائة ألف دينار، وسار المعز بنفسه إلى المهدية في الشتاء، فأخرج من قصور آبائه من الأموال خمسمائة حمل، ثم سار جوهر في الجيوش إلى مصر في أول سنة ثمان وخمسين، وأنفق الأموال. وكان في أهبة هائلة، وصادف بمصر الغلاء والوباء، فافتتحها، وافتتح الحجاز والشام، ثم أرسل يعرف المعز بانتظام الحال، فاستخلف على إفريقية بلكين بن زيري الصنهاجي، وسار في خزانته وجيوشه في سنة إحدى) وستين. ودخل الإسكندرية في شعبان سنة إثنتين وستين، فتلقاه قاضي مصر أبو الطاهر الذهلي والأعيان، فطال حديثه معه، وأعلمهم بأن قصده القصد المبارك من إقامة الجهاد والحق، وأن يختم عمره بالأعمال الصالحة، وأن يعمل بما إمره به جده رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووعظهم وطول حتى بكى بعضهم، ثم خلع على جماعة، ثم سار فنزل بالجيزة، فأخذه جيشه في التعدية إلى مصر، ثم دخل القاهرة، وقد بنيت له بها دور الإمرة. ولم يدخل مصر، وكانوا قد احتفلوا وزينوا مصر، فلما دخل القصر خر ساجداً وصلى ركعتين. (26/349)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 350 وكان عاقلاً حازماً أديباً سرياً جواداً ممدحاً، فيه عدل وإنصاف، فمن ذلك، قيل إن زوجة الإخشيد لما زالت دولتهم أودعت عند يهودي بغلطن كله جوهر، ثم فيما بعد طالبته، فأنكر، فقالت: خذكم البغلطان، فأبى، فلم تزل حتى قالت: هات الكم وخذ الجميع، فلم يفعل. وكان فيه بضع عشرة درة، فأتت قصر المعز فأذن لها، فأخبرته بأمرها، فأحضره وقرره، فلم يقر، فبعث إلى داره من خرب حيطانها، فظهرت جرة فيها البغلطان، فلما رآه المعز تحير من حسنه، ووجد اليهودي قد أخذ من صدره درتين، فاعترف أنه باعهما بألف وستمائة دينار، فسلمه بكماله، فاجتهدت أن يأخذه هدية أو بثمن، فلم يفعل، فقال: يا مولانا هذا كان يصلح لي وأنا صاحبة مصر، فأما اليوم فلا، ثم أخذته وانصرفت. وجاء أن المنجمين، أخبروه أن عليه قطعاً، وأشاروا عليه أن يتخذ سرداباً ويتوارى فيه سنة، ففعل، فلما طالت غيبته ظن جنده المغاربة أنه قد رفع، فكان الفارس منهم إذا رأى الغمام ترجل ويقول: السلام عليك يا أمير المؤمنين. ثم خرج بعد السنة، وتوفي بعد ذلك بيسير. وكان قد قرأ فنوناً من العلم والأدب، والله أعلم بسريرته. قيل إنه أحضر إليه بمصر كتاب فيه شهادة جده عبيد الله بسلمية، وكتب: شهد عبيد الله بن محمد بن عبد الله الباهلي. وفي الكتاب شهادة جماعة من أهل سلمية وحمص، فقال: نعم هذه شهادة جدنا، وأراد بقوله: الباهلي الله أنه من أهل المباهلة لا أنه من باهلة. وكان المعز أيضاً ينظر في النجوم. (26/350)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 351 وقيل إنه قال هذين البيتين: (أطلع الحسن من جبينك شمساً .......... فوق ورد من وجنتيك أطلا)

(وكأن الجمال خاف على الور .......... د ذبولاً فمد بالشعر ظلاً) ) وله فيما قيل: (لله ما صنعت بنا .......... تلك المحاجر في المعاجر)

(أمضى وأقضى في النفو .......... س من الخناجر في الخناجر)

(ولقد تعبت ببينكم .......... تعب المهجر في الهواجر.) توفي في ربيع الآخر سنة خمس وستين، وله ست وأربعون سنة، وكان مولده بالمهدية. منصور بن عبد الملك بن نوح بن نصر بن أحمد بن إسماعيل، أبو صالح الأمير الساماني، أمير بخارى وسمرقند، وابن أمرائها السامانية. توفي في شوال، وتملك بغداد بعده ولده أبو القاسم نوح إحدى وعشرين سنة. (26/351)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 352 (26/352)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 353 1 (وفيات ست وستين وثلاثمائة) أحمد بن جعفر، أبو الفرج النسائي. حدث ببغداد عن يوسف القاضين وجعفر الفريابي. وعنه البرقاني، وأبو نعيم. قال محمد بن العباس بن الفرات: ليس بثقة. أحمد بن الصقر، أبو الحسن المنبجي المقريء. قرأ على: أبي طاهر بن أبي هاشم، وأبي عيسى بكار بن أحمد، وأبي مقسم. صنف كتاب الحجة في القراءات السبع. روى عنه: عبدان بن عمر المنبجي، وعلي بن معيوف العين ثرمائي. (26/353)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 354 أحمد بن محمد بن فرج الجياني. روى عن قاسم بن أصبغ، وغيره. وجمع في اللغة والشعر. ألف كتاب الحدائق، عارض به كتاب الزهرة لابن داود الطاهري. سجن سنوات من قبل الدولة لسعاية لحقته حتى مات. أحمد بن عبد الرحمن بن القاسم بن عبد الرحمن بن صالح بن عبد الغفار بن داود الحراني ثم المصري، أبو صالح. توفي في شعبان. أحمد بن محمد بن أحمد بن بندار، أبو بكر الإستراباذي، نزيل سمرقند، شيخ صالح ورع، كثير) المعروف. رحل وسمع: عبد الله بن زيدان، ومحمد الخثعمي، وأبا العباس السراج، ومحمد بن محمد الباغندي. وعنه أبو سعد عبد الرحمن الإدريسي. أحمد بن محمد بن جمعة بن السكن، أبو الفوارس النسفي. سمع: محمد بن إبراهيم البوشنجي، وإبراهيم بن معقل النسفي، وزكريا بن حسين. وعنه خلف بن أحمد الأمير، والحسن بن أبي الحجاج، وغيرهما. توفي أول السنة، وكان مسند وقته بنسف. (26/354)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 355 أحمد بن محمد بن حمدون بن بندار، أبو الفضل الشرمقاني الفقيه الأديب الحافظ. وشرمقان: بليدة من ناحية نسار. رحل وسمع: الحسن بن سفيان، ومسدد بن قطن النيسابوري، وأبا القاسم البغوي، وأبا عروبة، وابن جوصا، وطائفة سواهم. وعنه الحاكم، وأبو سعد الماليني. عندي مجلد من حديثه. قرأت على محمد بن أبي العز بطرابلس، أنا الحسن بن يحيى، أنا عبد الله بن رفاعة، أنا الجعفي، أنا أبو مسعد الماليني، أنا أبو الفضل أحمد بن محمد الشرمقاني الثاني، ثنا أبو محمد، هو البغوي، ثنا شجاع بن مخلد، وأبو بكر ابن أبي شيبة، وأبو خثمة قالوا: أنا ابن علية، عن خاله الحذاء، حدثني الوليد بن مسلم، عن حمران، عن عثمان. رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة. أحمد بن محمد بن علي الخزاعي، أبو علي بن الزفتي الدمشقي. سمع: أبا عبيدة بن ذكوان، وأبا الجهم بن طلاب، ومكحولاً (26/355)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 356 البيروتي، وأبا جعفر محمد بن عمرو العقيلي. وعنه: تمام، وعبد الوارث الميداني، ومكي بن الغمر، وجماعة. إبراهيم بن أحمد بن محمد المصري، رئيس المؤذنين بمصر. توفي فجأة، وقد حدث في هذا العام عن محمد بن زبان.) وعنه يحيى بن الطحان، وقال: توفي في ذي الحجّة. إسماعيل بن سعيد بن عبد الواسع، أبو سعيد الجرجاني. عن: عمران بن موسى بن مجاشع، وعبد الرحمن بن عبد المؤمن، وابن عبد الكريم الوزان، وجماعة. قال حمزة السهمي، كان ثقة صالحاً، ثم روى عنه في تاريخه وقال: توفي في جمادى الأولى. ثابت بن إبراهيم بن هارون، أبو الحسن الحراني الطبيب، من كبار الأطباء ببغداد. كان نظير ثابت بن سنان، وكان أبو الحسن هذا أسن من ابن سنان، وله إصابات عجيبة مذكورة كافور تاريخ الموفق ابن أبي أصيبعة. عاش ستاً وثمانين سنة. جعفر بن محمد بن جعفر، أبو محمد اليزدي التاجر. سمع: محمد بن بصير، وحاجب بن أركين. وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم، وأهل أصبهان. الحارث بن عبد الجبار، أبو الأًصبغ الأندلسي. (26/356)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 357 سمع بإلبيرة من محمد بن فيطيس، وبقرطبة من أحمد بن خالد بن الحباب. وكان ثقة. الحسن بن أحمد بن أبي سعيد، أبو محمد الجنابي القرمطي، المعروف بالأعصم. مولده بالأحساء ومات بالرملة، وله شعر جيد وفضيلة. غلب على الشام، وكان كبير القرامطة ورأسهم في زمانه، واستناب على دمشق وشاح بن عبد الله، وقدم نائباً إلى دمشق سنة ستين. وكسر جيش المصريين، وقتل مقدمهم جعفر بن فلاح، وكانوا قد أخذوا دمشق، ثم إنه توجه إلى مصر وحاصرها شهوراً، واستخلف على دمشق ظالم بن موهوب العقيلي، وكان يظهر دولة أمير الطائع لله. أخباره في تاريخ دمشق، وفي الحوادث. 3 (الحسن بن بويه فناخسرو السلطان) ركن الدولة أبو علي الديلمي، صاحب أصبهان والري وهمذان وعراق (26/357)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 358 العجم كله، والد السلطان عضد الدولة وفخر الدولة ومؤيد الدولة.) كان ملكاً جليلاً سعيداً في أولاده، قسم عليهم الممالك، فقاموا بها أحسن قيام، وملك أربعاً وأربعين سنة وأشهراً، وكان أبو الفضل بن العميد وزيره، فلما مات ابن العميد استوزر ولده أبا الفتح بن العميد، وأما الصاحب إسماعيل بن عباد فكان وزير ولديه مؤيد الدولة وفخر الدولة. توفي ركن الدولة في المحرم عن نيف وثمانين سنة بقولنج أصابه ووجد بعده عضد الدولة طريقاً إلى ما كان يخفيه من قصد العراق، وهو أخو معز الدولة أحمد وعماد الدولة علي. الحكم المستنصر بالله، صاحب الأندلس أبو العاص بن الناصر لدين الله عبد الرحمن الأموي. بقي في المملكة بعد أبيه ستة عشر عاماً، وعاش ثلاثاً وستين سنة. وكان حسن السيرة، مكرماً للقادمين عليه. جمع من الكتب ما لا يحد ولا يوصف كثرة ونفاسة، مع العلم والنباهة، وحسن السيرة وصفاء السريرة. سمع من: قاسم بن أصبغ، وأحمد بن دحيم، ومحمد بن محمد بن عبد السلام الخشني، وزكريا بن خطاب، وأكثر منه. وأجاز له ثابت بن قاسم، وكتب عن خلق كثير سوى هؤلاء. (26/358)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 359 وكان يستجلب المصنفات من الأقاليم والنواحي، باذلاً فيها ما أمكن من الأموال، حتى ضاقت عنها خزائنه، وكان ذا غرام بها، قد آثر ذلك على لذات الملوك، فاستوسع علمه، ودق نظره، وجمت استفادته. وكان في المعرفة بالرجال والأنساب والأخبار أحوذياً نسيج وحده. وكان أخوه عبد الله المعروف بالولد على هذا النمط من محبة العلم، فقتل في أيام أبيه. وكان الحكم ثقة فيما ينقله. قال ابن الأبار: هذا أضعافه فيه. وقال: عجباً لابن الفرضي، وابن بشكوال كيف لم يذكراه. كنيته أبو العاص. وولي الأمر في سنة خمسين وثلاثمائة بعد والده، وقل ما نجد له كتاباً من خزانته إلا وله فيه قراءة أو نظر في أبو نعيم الحافظ في أي فن كان، ويكتب فيه نسب المؤلف ومولده ووفاته، ويأتي من ذلك بغرائب لا تكاد توجد إلا عنده لعنايته بهذا الشأن. توفي بقصر قرطبة في ثاني صفر، رحمه الله. وقد شدد في إبطال الخمور في مملكته تشديداً مفرطاً، ومات بالفالج، وولي الأمر بعده ابنه المؤيد بالله هشام، وسنه يومئذ تسع سنين، وقام بتدبر المملكة الحاجب أبو عامر محمد بن عبد الله بن أبي عامر العامري القحطاني الملقب بالمنصور، فكان هو الكل. عبد الله بن غانم، أبو محمد الطويل النيسابوري الصيدلاني.) سمع أبا عبد الله الوشنجي، وأبا بكر الجارودي. قال الحاكم: عاش مئة وسنتين. (26/359)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 360 عبد الله بن موسى بن كريد، أبو الحسن السلامي. غلط من سمى وفاته فيها، إنما توفي سنة أربع وسبعين. عبد الله بن محمد بن علي بن زياد، أبو محمد النيسابوري المعدل. سمع: جده أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن بنت نصر بن زياد، وعبد الله بن محمد بن شيرويه، وحدث عنهما بمسند إسحاق، وموسى بن جعفر بن الملك الحافظ، ومن مسدد بن قطن، وفي الرحلة من أحمد بن الحسن الصوفي الحراني، والهيثم بن خلف الدوري، والمفضل بن محمد الجندي، وغيرهم. وعنه: الحاكم أبو عبد الله، وقال: توفي سنة ست وستين، وله ثلاث وثمانون سنة وروى عنه مسند إسحاق: أبو سعد عبد الرحمن بن حمدان النصروي. عبد الرحمن بن أحمد بن بقي بن مخلد، أبو الحسن القرطبي. سمع من: أبيه، ومحمد بن عمر بن لبابة، وأسلم، وأحمد بن خالد، وجماعة. وكان ثقة، ضابطاً، فصيحاً، بليغاً، وقوراً. سمع الناس منه كثيراً. قال ابن الفرضي: أخبرني من سمعه يقول: الإجازة عندي وعند أبي وجدي كالسماع، أريد علي الصلاة بقرطبة واستعفى عن ذلك، وتوفي في ربيع الأول، وله أربع وستون سنة. (26/360)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 361 عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد الله بن سليمان، أبو عيسى الخولاني المصري الفروضي. يروي عن: أبي عبد الرحمن النسائي، وأبي يعقوب المنجنيقي. وعنه: علي بن منير الخلال، ويحيى بن علي الطحان، وقال: توفي في صفر. عبد الرحمن بن محمد بن محبور، أبو الفرج الميمي النيسابوري، بقية الكرامية، ومحدثهم. سمع: الحسين بن محمد القباني، وأبا يحيى البزاز وطائفة. روى عنه: الحاكم وغيره. توفي في شعبان عن ثمان وثمانين سنة. عثمان بن الحجاج بن يعقوب بن يوسف، أبو عمرو الخولاني المصري الشاعر. توفي في صفر.) عصام بن العباس، أبو محمد الضبي الهروي. روى عن: محمد بن مخلد العطار، وغيره. وعنه: ابنه رافع، وأبو عثمان القرشي الهروي. علي بن أحمد بن عبد العزيز أبو الحسن الجرجاني المحتسب، نزيل نيسابور. سمع: عمر بن محمد بن بجير، وعمران بن موسى بن مجاشع الحافظ، ومحمد بن يوسف الفربري، وحدث بنيسابور. (26/361)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 362 أخذ عنه أبو عبد الله الحاكم، وقال: توفي في صفر. وقال أيضاً: كثير السماع معروف بالطلب، إلا أنه وقع إلى أبي بشر المصعبي الفقيه، فكأنه أخذ سيرته في الحديث، فظهرت منه المجازفة عند الحاجة إليه، فترك. قال: وسمع صحيح البخاري وثنا بالعجائب عن أبي بشر المروزي، يعني المصعبي. علي بن أحمد بن المرزبان أبو الحسن البغدادي الفقيه الشافعي. كان إماماً ورعاً. أخذ الفقه عن أبي الحسين بن القطان. وعنه أخذ الشيخ أبو حامد الإسفرايني أول ما قدم العراق. وهو صاحب وجه في المذهب. وبلغنا عنه أنه قال: ما لأحد علي مظلمة. توفي في رجب من السنة. عيسى بن العلاء بن نذير، أبو الأصبغ السبتي. دخل الأندلس، وسمع من: أحمد بن خالد بن الحباب، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أصبغ. ولي قضاء سبتة وخطابتها، وعاش سبعاً وثمانين سنة. عسى بن عبد الرحمن بن حبيب، أبو الأصبغ المصمودي الأندلسي. (26/362)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 363 سمع: محمد بن عبد الملك بن أيمن، ورحل مع عبد الرحمن بن عبد الله بن المقريء، وابن الأعرابي، وجماعة كثيرة. وكان أحد الفقهاء.) توفي في جمادى الآخرة بأشونة. علي بن محمد بن الحسين، ويلقب: ذو الكفايتين، أبو الفتح ابن الوزير أبي الفضل محمد بن العميد. ولي الوزارة بعد موت والده لبني بويه، وكان شاعراً محسناً مفلقاً. مدح عضد الدولة بن بويه وغيره. وله من مطلع قصيدة بديعة: (أفيضت عقود أبا مسلم الكجي أفيضت مدامع .......... وهذي دموع أم نفوس هواميع) ومنها في وصف العدو المخذول: (بطرتم فطرتم والعصا زجر من عصى .......... وتقويم عبد الهون بالهون رادع) وقد وزر وعظم قدره، ومات في ربيع الآخر سنة ست وستين تحت العذاب. القاسم بن غانم بن حمويه، أبو مصر الطيب الصيدلاني. شيخ نيسابوري معمر. سمع: محمد بن إبراهيم البوشنجي، والحسين بن محمد القباني، وجماعة. وعنه الحاكم قال: لم تعجبني منه رواية تاريخ يحيى بن بكير بن البوشنجي. قال: وتوفي في ذي الحجّة، وله مائة وخمس سنين، فإني لم أزل (26/363)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 364 أسمع أن مولده سنة ستين ومائتين. محمد بن أحمد بن شبويه، أبو عبد الله الأصبهاني الوراق. قال أبو نعيم: كتب بالشام والعراق، وثنا قال: ثنا علي بن محمد بن زيد بحران، ثنا هشام بن القاسم الحراني، فذكر حديثاً. محمد بن بطال بن وهب بن عبد الله التميمي اللورقي. رحل إلى المشرق مرتين، أولاهما سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، فسمع من أبي: سعيد بن الأعرابي، وابن أبي مطر الإسكندراني، وأحمد بن مسعود الزبيري، وطبقتهم. وعني بالحديث والتقييد. سمع منه غير واحد من علماء قرطبة، وتوفي بلورقة، رحمه الله. محمد بن جعفر بن محمد بن كنانة، أبو بكر البغدادي المؤدب. روى عن: محمد بن يونس الكديمي، وابن مسلم الكجي، ومحمد بن سهل العطار.) وعنه: علي بن أحمد الرزاز، وبشري الفاتني. قال ابن أبي الفوارس: كان فيه تساهل، لم يكن عندي بذاك. محمد بن الحسن بن أحمد بن إسماعيل، أبو الحسن النيسابوري السراج المقريء الزاهد. رحل وسمع: أبا شعيب الحراني، والحسين بن المثنى العنبري، ومطيناً، وموسى بن هارون، ويوسف بن يعقوب القاضي، وطبقتهم. (26/364)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 365 روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو سعيد الماليني، وأبو الحسين بن العاني، وأبو بكر محمد بن إبراهيم المشاط، والأستاذ محمد بن القاسم الماوردي القلوسي، وأبو بكر محمد بن عبد العزيز الجزري، وخلق من النيسابوريين، وغيرهم. قال الحاكم: قل ما رأيت إجتهاداً وعبادة منه. وكان يعلم القرآن، وما أشبه حاله إلا بحال أبي يونس الفسوي الزاهد، صلى حتى أقعد، وبكى حتى عمي. حدث أبو الحسن من أصول صحيحه، وتوفي يوم عاشوراء. وسمعته يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، فتبعته حتى وقف على قبر يحيى، وتقدم، وصف خلفه جماعة من الصحابة فصلى عليه، ثم التفت فقال: هذا القبر أمان لأهل المدينة. محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيويه، أبو الحسن القاضي النيسابوري المصري. قدم مصر في صغره، أو ولد بها. وسمع: بكر بن سهل الدمياطي، وأحمد بن عمرو البزار، وأحمد بن شعيب النسائي، وعبد الله بن أحمد بن عبد السلم الخفاف، وغيرهم. وهو ابن أخي يحيى بن زكريا بن حيويه الحافظ الأعرج، صاحب قتيبة، وابن راهويه، فروي عن عمه أيضاً، وأحسبه هو المدني. رحل به إلى مصر. روى عنه: الحافظ عبد الغني المصري، وعلي بن محمد الخراساني القياس، وهارون بن يحيى الطحان، وأبو القاسم يحيى بن علي بن الطحان، (26/365)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 366 ومحمد بن جعفر بن أبي الذكر، وجماعة آخرهم محمد بن الحسين النيسابوري المصري الطفال. توفي في رجب من السنة، وكان شافعياً رأساً في الفرائض. وثقه ابن ماكولا وقال: وكان ثقة نبيلاً. قال: مولدي سنة ثلاث وسبعين ومائتين. قال ابن عساكر: روى عنه: النسائي، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وإسحاق بن إبراهيم المنجنيقي، ومحمد بن جعفر بن أعين، وسمى جماعة.) قال الدارقطني: كان رحمه الله لا يترك أحداً يتحدث، وقال: جئت إلى شيخ عنده الموطأ وكان يقرأ عليه وهو يتحدث، فلما فرغ قلت: أيها الشيخ تقرأ عليك الحديث وأنت تتحدث فقال: كنت أسمع، فلم أعد إليه. محمد بن محمد بن يعقوب، أبو بكر المصري السراج. روى عن أبي يعقوب المنجنيقي، والنسائي. وتوفي في آخر السنة. محمد بن علي بن عبد الله الوزدولي الجرجاني النهرواني. روى عن أحمد بن محمد بن عبد الكريم الوزان، ومات ببغداد. محمد بن محمد بن أحمد بن منصور، أبو منصور القزويني الفقيه. رحل وسمع: عمران بن موسى بن مجاشع، وأبا يعلى المولى، وعمران بن أبي غيلان، وحامد بن شعيب، وحدث ببلده. (26/366)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 367 1 (وفيات سنة سبع وستين وثلاثمائة) أحمد بن إبراهيم بن بشر، أبو بكر اللحياني المصري. يروي عن النسائي. وعنه يحيى بن الطحان، وقال: توفي في أول السنة. أحمد بن عيسى بن النعمان، أبو عمرو الصائغ. روى عنه أبو سعد الإدريسي في تاريخ إستراباذ، قال: هو محدث ثقة. سمع محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي وغيره، ومات سنة سبع أو ثمان وستين. أحمد بن يعقوب، أبو بكر الجرجاني الأديب. روى عن أبي خليفة. كان كذاباً. إبراهيم بن محمد بن أحمد بن محمويه، أبو القاسم النصراباذي، (26/367)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 368 الواعظ الصوفي الزاهد. ونصراباذ محلة بنيسابور. سمع: ابن خزيمة، والسراج، ويحيى بن صاعد، وابن جوصا، ومكحولاً البيروتي، وأحمد بن) عبد الوارث العسال، هذه الطبقة بالعراق والشام ومصر. وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو حازم العبدري، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي. وقال السلمي: كان شيخ الصوفية بنيسابور، له لسان الإشارة، مقروناً بالكتاب والسنة. كان يرجع إلى فنون من العلم، منها حفظ الحديث وفهمه، وعلم التاريخ وعلوم المعاملات والإشارة. إلتقى الشبلي، وأبا علي الروذباري. قال: ومع معظم حاله كم مرة قد ضرب وأهين وكم حبس، فقيل له: إنك تقول: الروح غير مخلوق، قال: لست أقول ذا ولا أقول إن الروح مخلوق، ولكن أقول ما قال الله: قل الروح من أمر ربي، فجهدوا به، فقال: ما أقول إلا ما قال الله. قلت: هذا كلام زيف، وما يشك مسلم في خلق الأرواح، وأما سؤال اليهود لنبينا صلى الله عليه وسلم عن الروح فإنما هو عن ماهيتها وكيفيتها لا عن خلقها، فإن الله خالق كل شيء، وخالق أرواحنا ودوابنا وموتنا وحياتنا. قال السلمي: وقيل له: إنك ذهبت إلى الناووس وطفت به وقلت: هذا طوافي، فقالوا له: إنك نقصت محل الكعبة، فقال: لا ولكنهما مخلوقان، لكن جعل ثم فضل ليس ههنا، وهذا كمن يكرم الكلب لأنه خلق الله، فعوتب في ذلك سنين. قلت: وهذه سقطة أخرى له، والله يغفر له أفتكون قبلة الإسلام مثل (26/368)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 369 القبور التي لعن من اتخذها مسجداً قال السلمي: وسمعت جدي ابن بجيد يقول: منذ عرفت النصراباذي ما عرفت له جاهلية. وقال الحاكم: هو لسان أهل الحقائق في عصره، وصاحب الأحوال الصحيحة، وكان جماعة للروايات ومن الرحالين في الحديث، وكان يورق قديماً، فلما وصل إلى علم الحقيقة ترك الوراقة وغاب عن نيسابور نيفاً وعشرين سنة، وكان يعظ ويذكر، ثم إنه في سنة خمس وستين حج وجاور بمكة، ثم لزم العبادة حتى توفي فيها في ذي الحجّة سنة سبع، ودفن عند الفضيل بن عياض. قال الحاكم: وبيعت كتبه وأنا في بغداد، وكشفت تلك الكتب عن أحوال، والله أعلم. وسمعته يقول، وعوتب في الروح، فقال لمن عاتبه: إن كان بعد الصديقين، موحد فهو الحلاج. قال الخطيب: كان ثقة.) وقال أبو سعيد الماليني: سمعته يقول: إذا أعطاكم حباكم، وإذا لم يعطكم محاكم، فشتان ما بين الحبا والحمى، فإذا حباك شغلك، وإذا حماك جملك. قال النصر آباذي: إذا أخبر الله عن آدم بصفة آدم قال: وعصي آدم وإذا أخبر الله عنه بفضله عليه قال: إن الله اصطفى آدم. وقال: أصل التصوف ملازمة الكتاب والسنة، وترك الأهواء والبدع، وتعظيم حرمة المشايخ، ورؤية أعذار الخلق، وحسن صحبة الرفقاء، والقيام (26/369)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 370 بخدمتهم، واستعمال الأخلاق الجميلة، والمداومة بخدمتهم، واستعمال الأخلاق الجميلة، والمداومة على الأوراد، وترك ارتكاب الرخص. وقال: نهايات الأولياء بدايات الأنبياء. وقال: المحبة مجانبة السلو على كل حال، ثم أنشد: (ومن كان في طول الهوى ذاق سلوة .......... فإني من ليلي بها غير ذائق)

(وأكبر شيء نلته وصالها .......... أماني لم تصدق كلمحة بارق) قال السلمي: كان أبو القاسم النصراباذي يحمل الدواة والورق، وكلما دخلنا بلداً قال لي: قم حتى نسمع، وذلك في سنة ست وستين وثلاثمائة، فلما دخلنا بغداد قال: قم بنا إلى القطيعي، وكان له وراق قد أخذ من الحاج شيئاً ليقرأ لهم، فدخلنا، فأخطأ الرواق غير مرة، والنصرأباذي يرد عليه، وأهل بغداد لا يحملون هذا من الغرباء، فلما رد عليه الثالثة قال: يا رجل إن كنت تحسن تقرأ فتعال، كالمستهزيء به، فقام الأستاذ أبو القاسم وقال: تأخر قليلاً، وأخذ الجزء فقرأ قراءة تحير منها القطيعي ومن حوله، فقرأ ثلاثة أجزاء، وجاء وقت الظهر، فسألني الوراق: من هذا قلت: الأستاذ أبو القاسم النصراباذي، فقام وقال: أيها الناس، هذا شيخ خراسان. قال السلمي: وقد خرج بنا نستسقي مرة، فعمل طعاماً كثيراً، وأطعم الفقراء، فجاء المطر كأفواه القرب، وبقيت أنا وهو لا نقدر على المضيء بحال. قال: فأومأ إلى مسجد، فكان يكف، وكنا صياماً، فقال: لعلك جائع ترج أن أطلب لك من الأبواب كسرة قلت: معاذ الله. وكان يترنم بهذا: (خرجوا ليستسقوا فقلت لهم: قفوا .......... دمعي ينوب لكم عن الأنواء) (26/370)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 371 (قالوا: صدقت ففي دموعك مقنع .......... لكنها ممزوجة بدماء) ) قلت: ومن مريديه أبو علي الدقاق شيخ أبو القاسم القشيري، رحمهم الله تعالى. إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن، أبو إسحاق السرخسي ثم الهروي، والد الشيخين إسماعيل، وإسحاق أبي يعقوب الحافظ، ويعرف بالقراب. إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الهوري الوراق. روى عن أبي علي محمد بن محمد بن يحيى القراب، وغيره. وعنه شيب البوشنجي. بختيار عز الدولة بن معز الدولة أحمد بن بويه الديلمي، أبو منصور. ولي الملك بالعراق بعد أبيه، وتزوج الخليفة بابنته شاه ناز على مائة ألف دينار، وخطب وقت العقد القاضي أبو بكر بن قريعة، وذلك في سنة أربع وستين. وكان عز الدولة ملكاً سرياً شديد القوي، قيل إنه كان يمسك الثور العظيم بقرنيه فيصرعه، وكان متوسعاً في النفقات والكلف. حكى بشر الشمعي أن راتبه من الشمع كان في كل شهر ألف من. وكان بين عز الدولة وبين ابن عمه عضد الدولة منافسات في الملك (26/371)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 372 أدت إلى التنازع، وأفضت إلى القتال بينهما، فالتقيا في شوال من السنة، فقتل عز الدولة في المعركة، وحمل رأسه إلى يدي عضد الدولة، فوضع المنديل على وجهه وبكى، وتملك بعده، واستقل بالممالك. وعاش عز الدولة ستاً وثلاثين سنة. وقد مر من أخباره في الحوادث. تامش بن تكين، أبو منصور المعتمدي. حدث بمصر. حسن بن وليد، أبو بكر القرطبي الفقيه النحوي، المعروف بابن العريف. كان بارعاً في النحو، خرج إلى مصر في أواخر عمره، ورأس فيها، وكانت له حلقة بجامعها، وبها توفي. دارم بن أحمد بن السري بن صقر، أبو معن الرفا المصري. يروي عن ابن زبان. عبد الرحمن بن محمد بن جعفر، أبو محمد الهامشي الجرجاني ثم النيسابوري الغازي المرابط. سمع أبا العباس السراج، وابن خزيمة.) وعنه الحاكم. وكان من المطوعة. عبد الله بن علي بن حسن، أبو محمد القومسي الفقيه، قاضي جرجان. روى عن أبيه، والبغوي، وابن صاعد، وتفقه على أبي إسحاق المروزي. (26/372)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 373 توفي في ربيع الآخر، وقد قارب الثمانين. عبد الله، ويقال: عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله، الإمام أبو القاسم القرشي الحراني، إمام جامع دمشق. روى عن محمد بن أحمد بن أبي شيخ الحراني. روى عنه عبد الرحمن بن عمر بن نصر، وجماعة. وكان عبداً صالحاً. توفي في جمادى الآخرة، ودفن بمقبرة باب كيسان. عبد الله بن عبد الله بن محمد بن أبي سمرة البندار البغوي، ثم البغدادي. سمع محمد بن محمد الباغندي، وطبقته. وعنه البرقاني، ووثقه، وعلي بن عبد العزيز الظاهري، ومحمد بن عمر بن بكير. وكان ذا معرفة وعلم. عبد الغفار بن عبيد الله بن السري، أبو الطيب الحضيني الواسطي المقريء النحوي. رأيت له مصنفاً في القراءآت. قرأ على: ابن مجاهد، وعلى محمد بن جعفر بن الخليل، وأبي العباس أحمد بن سعيد بن الضرير. قرأ عليه: محمد بن الحسين الكارزيني، وغيره. (26/373)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 374 وحدث عن عمر بن أبي غيلان، ومحمد بن جرير الطبري، وأحمد بن حماد بن سفيان، وجماعة. حدث عنه أبو العلاء الواسطي، والصحناني، وإبراهيم بن سعيد الرفاعي، وأحمد بن محمد بن علان المعدل، وغيرهم. وأصله كوفي، سكن واسطاً وأقرأ بها الناس. قال خميس الحوزي: أظن أنه توفي سنة سبع وستين وثلاثمائة. وكان ثقة.) قلت: وقرأ عليه القراءآت أبو بكر أحمد بن المبارك الواسطي، وأقرأها ببغداد بعد الأربعمائة. عبد الملك بن العباس، أبو علي القزويني الزاهد. قل الخليلي: سمعت شيوخنا يقولون: إنه كان من الأبدال. سمع الحسن بن علي الطوسي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم. عثمان بن الحسن بن عزرة، أبو يعلى البغدادي الوراق المعروف بالطوسي. سمع: أبو القاسم البغوي، والحسين بن عفير، وابن أبي دواد، وأخا أبي الليث الفرائضي. روى عنه: عبد الله بن يحيى السكري، والبرقاني، وقال: كان ثقة ذا معرفة، له تخريجات وجموع. توفي في ربيع الآخر. عثمان بن أحمد بن سمعان، أبو عمرو المجاشي. (26/374)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 375 سمع: الحسن بن علوية، والهيثم بن خلف، وأحمد بن فرج. روى عنه: محمد بن طلحة بن عمير بن بكير، وجماعة. وثقه الخطيب. علي بن أحمد بن محمد بن خلف بن القاسم البغدادي بن وكيع البغوي. علي بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن هارون، أبو الحسن الحضرمي المصري الطحان، والد المحدث أبو القاسم يحيى. سمع: أبن عبد الله الوارث، والطحاوي. علي بن مضارب بن إبراهيم، أبو القاسم النيسابوري القاريء الزاهد. سمع: أبا عبد الله البوشنجي، وإبراهيم بن علي الذهلي، وغيرهما. توفي في ذي الحجّة. وعنه الحاكم. عمر النصراباذي محمد بن بهته، أبو حفص المناشر. سمع من: أبي مسلم الكجي حديثاً واحداُ، وسمع أبا بكر الفريابي، ومحمد بن صالح الصائغ. وعنه: محمد بن عمر بن بكير. وعاش مائة وسنتين. عبد الله بن محمد، الشيخ القدوة، أبو محمد الراسبي البغدادي الزاهد، تلميذ أبي محمد) الجريري، وابن عطاء. أخذ عنه: أبو عبد الرحمن السلمي، وقال: أقام بالشام مدة، ثم رجع إلى بغداد ومات بها. ومن كلامه: البلاء صحبة من لا يوافقك ولا تستطيع تركه. (26/375)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 376 وقال: الهموم عقوبات الذنوب. وقال المحبة إن ظهرت فضحت، وإن كتمت قتلت. القاسم بن علي بن جعفر، أبو أحمد البغدادي البلاذري. عن صاحب أركين الفرغاني. وعنه أبو العلاء الواسطي. ووثقه، والمقريء أبو الحسن الحذاء. وكان معتزلياً، ورخه ابن أبي الفوارس. محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير القاضي، أبو الطاهر الذهلي البغدادي، نزيل مصر وقاضيها. ولي قضاء واسط، وقضاء جانب بغداد، وقضاء دمشق، ثم مصر معها، واستناب على دمشق أبا الحسن بن حذلم، وأبا علي بن هارون. وحدث عن: بشر بن موسى، وأبي مسلم الكجي، وأبي العباس ثعلب، ومحمد بن يحيى المروزي، وموسى بن هارون، ومحمد بن عثمان بن أبي سويد، وأبي شعيب الحراني، وأبي خليفة، وخلق سواهم. روى عنه: الدارقطني، وتمام، وعبد الغني بن سعيد، وابن الحاج الإشبيلي، ومحمد بن نظيف، ومحمد بن الحسين الطفال، وآخرون. ووثقه الخطيب. قال ابن ماكولا: أنا أبو القاسم بن ميمون الصدفي، أنا عبد الغني (26/376)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 377 الحافظ قال: قرأت على القاضي أبي الطاهر كتاب العلم ليوسف بن يعقوب، فلما فرغ قال: كما قريء عليك قال: نعم إلا اللحنة بعد اللحنة. قلت: أيها القاضي فسمعته معرباً قال: لا. قلت: هذه بهذه. وقمت من ليلتي، فجلست عند اليتيم النحوي. وقال طلحة بن محمد بن جعفر: استقصى المتقي لله سنة تسع وعشرين وثلاثمائة أبا طاهر محمد بن أحمد الذهلي، وله أبوة في القضاء، سديد المذهب، متوسط الفقه، على مذهب مالك،) وكان له مجلس يجتمع إليه المخالفون ويناظرون بحضرته، وكان يتوسط الفقه بينهم، ويتكلم بكلام سديد، ثم صرف بعد أربعة أشهر، ثم استقضى على الشرقية سنة أربع وثلاثين، وعزل منذ نحو خمسة أشهر. وقال عبد الغني: سألت أبا الطاهر عن أول ولايته القضاء فقال: سنة عشر وثلاثمائة. وقد كان ولي البصرة. وقال لي: كتبت العلم سنة ثمان وثمانين ومائتين، ولي تسع سنين. قال: وقرأ القرآن كله وله ثمان سنين، وكان مفوهاً حسن البديهة، شاعراً، حاضر الحجة، علامة، عارفاً بأيام الناس، غزير الحفظ، لا يمله جليسه من حسن حديثه، وكان كريماً، ولي قضاء مصر سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة. وأقام على القضاء ثماني عشرة سنة. قال الحافظ عبد الغني: وسمعت الوزير أبا الفرج يعقوب بن يوسف يقول: قال لي الأستاذ كافور: أجتمع بالقاضي أبو بكر البغدادي الطاهر فسلم عليه، وقل له: إنه بلغني أنك تنبسط مع جلسائك، وهذا الإنبساط يقل هيبة الحكم، فأعلمته بذلك، فقال لي: قل للأستاذ: لست ذا مال أفيض به على جلسائي، فلا يكون أقل من خلقي، فأخبرت الأستاذ فقال: لا تعاوده، فقد وضع القصعة. قال عبد الغني: سمعت أحمد بن محمد بن سعرة، أنه سمع أبا بكر (26/377)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 378 ابن مقاتل يقول: أنفق القاضي أبو طاهر بيت مال خلفه له أبوه. قال عبد الغني: لما تلقى أبو الطاهر القاضي المعز أبا تميم بالإسكندرية سأله المعز فقال: يا قاضي كم رأيت من خليفة قال واحداً. قال: من هو قال: أنت، والباقون ملوك، فأعجبه ذلك. ثم قال له أحججت قال: نعم. قال: وسلمت على الشيخين: قال: شغلني عنهما النبي صلى الله عليه وسلم، كما شغلني الخليفة عن ولي عهده، فازداد به المعز إعجاباً، وتخلص من ولي العهد، إذ لم يسلم عليه بحضرة المعز، فأجازه المعز يومئذ بعشرة آلاف درهم. وحدثن زيد بن علي الكاتب: أنشدنا القاضي أبو الطاهر السدوسي لنفسه: (إني وإن كنت بأمر الهوى .......... غرا فستري غير مهتوك)

(أكني عن الحب ويبكي دماً .......... قلبي ودمعي غير مسفوك)

(فاظهري ظاهر مستملك .......... وباطني باطن مملوك) أخبرني أبو القاسم حمار النصراباذي علي بصور قال: أتيت القاضي أبا الطاهر بأبيات قالها في) ولده، فبكي وأنشدناها وهي: (يا طالباً بعد قتل .......... ي الحج لله نسكاً)

(تركتني فيك صبا .......... أبيك عليك وأبكي)

(وكيف أسلوك قل لي .......... أم كيف أصبر عنكا)

(روحي فداؤك هذا .......... جزاء عبدك منكا) حدثني محمد بن علي الزينبي، ثنا محمد بن علي بن نوح قال: كنا في دار القاضي أبي الطاهر، نسمع عليه، فلما قمنا صاح بي بعض من (26/378)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 379 حضر: يا قاضي، وكان ابن نوح يلقب بالقاضي، فسمع القاضي أبو الطاهر، فأنفذ إلينا حاجبه فقال: من القاضي فيكم فأشاروا إلي، فلما دخلت عليه قال لي: أنت القاضي فقلت: نعم. فقال لي: فأنا ماذا فسكت، ثم قلت هو لقب لي. فتبسم، فقال لي: تحفظ القرآن قلت: نعم. قال: تبيت عندنا الليلة أنت وأربعة أنفس معك، وتواعدهم ممن تعلمه يحفظ القرآن والأدب، قال: ففعلت ذلك، وأتيت المغرب فقدم إلينا ألوان وحلوى، فلم يحضر القاضي، فلما قاربنا الفراغ خرج إلينا القاضي يزحف من تحت ستر، ومنعنا من القيام، وقال: كلوا معي، فلم آكل بعد، ولا يجوز أن تدعوني آكل وحدي، فعرفا أن الذي دعاه إلى بيتنا عنده عمه على ولده أبي العباس، وكان غائباً بمكة، ثم أمر من يقرأ منا، ثم استحضر ابن المقارعي وأمره بأن يقول. وقام جماعة منا وتواجدوا بين يديه، ثم قال شعراً في وقته، وألقاه على ابن المقارعي يغني به، والشعر هو: يا طالباً بعد قتلي فبكى القاضي بكاء شديداً، وقدم ابنه بعد أيام يسيرة، فقلت: هذا وما قبله من خط أمين الدين محمد، أحمد بن شهيد. قال: وجدت بخط عبد الغني بن سعيد الحافظ، فذكر ذلك. قال ابن زولاق في أخبار قضاة مصر: ولد أبو الطاهر الذهلي ببغداد في ذي الحجّة سنة تسع وسبعين ومائتين، وكان أبوه يلي قضاء واسط، فصرف بابنه أبي طاهر من واسط، وولي موضعه، وأخبرني أبو طاهر أنه كان يخلف أباه على البصرة سنة أربع وتسعين. قال: وولي قضاء دمشق من قبل المطيع، فأقم بها تسع سنين، ثم دخل مصر زائراً لكافور سنة أربعين، ثم ثار به أهل دمشق وآذوه، وعملت (26/379)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 380 عليه محاضر، فعزل، وأقام بمصر إلى آخر أيام ابن الخصيب وولده، فسعى في القضاء ابن وليد وبذلك ثلاثة آلاف دينار، وحملها على يد فنك) الخادم، فمدح الشهود أبا الطاهر وقاموا معه، فولاه كافور، وطلب له العهد من ابن أم شيبان، فولاه القضاء، وحمدت سيرته بمصر. واختصر تفسير الجبائي وتفسير البلخي، ثم إن عبد الله بن وليد ولي قضاء دمشق. وكان أبو طاهر قد عني به أبوه، فسمعه سنة سبع وثمانين ومائتين، فأدرك الكبار. قال: وقد سمع من عبد الله بن أحمد بن حنبل، وبشر بن موسى، وإبراهيم الحربي، ولم يخرج عنهم شيئاً لصغره، وحصل للناس عنه، إملاء وقراءة، نحو مائتي جزء. وحدث بكتاب طبقات الشعراء لمحمد بن سلام، عن أبي خليفة الجمحي، عن ابن سلام. ولم يزل أمره مستقيماً إلى أن لحقته علة عطلت شقه سنة ست وثلاثمائة، فقلد العزيز حينئذ القضاء علي بن النعمان، فكانت ولاية أبي طاهر ست عشرة سنة وعشرة أشهر، وأقام عليلاً، وأصحاب الحديث ينقطعون إليه، وتوفي آخر يوم من سنة سبع وستين. قلت: وقيل كان قد استعفى من القضاء قبل موته بيسير. قرأت على أحمد بن هبة الله، أخبرك المسلم المازني، أنا عبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني سنة إحدى وخمسين وخمسمائة، أنا سهل بن بشر، أنا علي بن محمد الفارسي، أنا محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي، ثنا يوسف القاضي، ثنا محمد بن أبي بكر، أنا وهب بن جرير، أنا أبي، سمعت يعلى بن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أتاه ماعز قال: ويحك لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت قال: لا. قال رسول الله (26/380)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 381 صلى الله عليه وسلم: أنكتها لا يكنى، قال: نعم. فعند ذلك أمر برجمه. محمد بن إسحاق بن منذر بن إبراهيم بن محمد بن السليم، ابن الداخل إلى الأندلس أبي عكرمة جعفر، أبو بكر القرطبي، قاضي الجماعة. ولد سنة اثنتين وثلاثمائة، وولي قضاء الجماعة بالأندلس في أول سنة ست وخمسين. سمع: الملك بن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وحج فسمع أبا سعيد ابن الأعرابي، وبمصر من جماعة، ورجع فأقبل على التدريس والزهد والعبادة. وكان من كبار المالكية، حافظاً للفقه، بصيراً باختلاف العلماء، عالماً بالحديث والعربية. قال ابن الفرضي: توفي في رمضان سنة خمس وستين. كذا نقل القاضي عياض. ولم أرى ابن الفرضي ذكر وفاته في تاريخه، إلا في سنة سبع في جمادى الأولى.) وقال أبو حيان: توفي سنة سبع وستين. محمد بن الحسن بن علي بن يقطين، أبو جعفر اليقطيني البغدادي البزاز. (26/381)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 382 سمع: أبا خليفة، وأبا يعلى الموصلي، والباغندي، وجماعة. وسافر وكتب بالشام والجزيرة والبصرة، وكان صدوقاً فهماً. قاله الخطيب. وعنه: الدارقطني، وأبو نعيم، وجماعة. توفي في ربيع الآخر. محمد بن حسان بن محمد، أبو منصور ابن العلامة أبي الوليد الفقيه النيسابوري. كان يصوم صوم داود ثلاثين عاماً. سمع: السراج، وأبا العباس الماسرجسي. وكان من كبار الفقهاء. رفسته دابته فاستشهد يوم الأضحى. روى عنه الحاكم. وله أخ باسمه عاش بعده مدة. محمد بن الحسن بن خالد، أبو بكر الصدفي المصري الوراق. روى عن: محمد بن محمد بن بدر الباهلي، وغيره. محمد بن الحسين النيسابوري الفقيه، أبو الحسين الحنفي. سمع: السراج، وأبا عمرو الحيري. وعنه: الحاكم. محمد بن المظفر الجارودي الهروي. سمع الفقيه عبد الله بن عروة. وعنه: أبو عثمان سعيد القرشي. محمد بن عبيد الله بن الوليد، أبو بكر المعيطي القرطبي. سمع: أباه، ووهب بن مسرة، وجماعة. وكان عارفاً بمذهب مالك واختلاف أصحابه، بارعاً في ذلك، زاهداً (26/382)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 383 ورعاً متبتلاً، ولي رتبة الشورى، ثم ترك ذلك، ورفض الخلق، ولبس الصوف، فصام نهاره وقام ليله، وأكل من كده وتعبه، وقد صنف في مذهب مالك، وتوفي في ذي القعدة، وعاش أقل من أربعين سنة. محمد بن عبد الرحمن القاضي، أبو بكر بن قريعة البغدادي.) سمع: أبا بكر بن الأنباري، ولا تعرف له رواية حديث مسند. وقد قيده ابن ماكولا بقاف مضمومة، وكذا هو مضبوط في تاريخ الخطيب. ولاه القاضي أبو السائب قضاء السندية وغيرها من أعمال بغداد. وكان من عجائب الدنيا في سرعة الجواب في أملح سجع، وكان مختصاً بالوزير أبي محمد المهلبي، وله مسائل وأجوبة مدونة في كتاب موجود، وكان الفضلاء يداعبونه برسائل هزلية، فيجيب من غير توقف. توفي في جمادى الآخرة وهو في معترك المنايا، رحمه الله. محمد بن عمر بن عبد العزيز أبو بكر بن القوطية القرطبي اللغوي. (26/383)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 384 سمع: سعيد بن جابر، وأسلم بن عبد العزيز، وابن لبابة، ومحمد بن عبد الله الزبيدي، وطاهر بن عبد العزيز، وجماعة. وكان علامة زمانه في اللغة والعربية، حافظاً للحديث والفقه، وإخبارياً، لا يلحق شأوه، ولا يشق غباره. ولم يكن بالماهر في الفقه والحديث. صنف كتاب تصاريف الأفعال، فتح الباب لمن بعده، وتبعه ابن القطاع. وله كتاب حافل في المقصور والممدود، وكان عابداً ناسكاً خيراً، دقيق الشعر، إلا أنه تزهد عنه. وكان أبو علي يبالغ في تعظيمه. توفي في ربيع الأول. والقوطية: هي جدة أبي جده، وهي سارة بنت المنذر بن غيطشة، من بنات الملوك القوطبة الذين كانوا بإقليم الأندلس، وهم من ذرية قوط بن حام بن نوح أبي السودان والهند والسند. وفدت سارة هذه على هشام بن عبد الملك إلى الشام متظلمة من عمها أرطباس، فتزوجها بالشام عيسى بز مزاحم، مولى عمر بن عبد العزيز، رحمة الله عليه، ثم سافر معها إلى الأندلس، فولدت له إبراهيم والد عبد العزيز كذا نقل القاضي شمس الدين ابن خلكان، والله أعلم. وقد صنف تاريخاً في أخبار أهل الأندلس، وكان يمليه عن ظهر قلبه في كثير من الأوقات. وقد طال عمره، وأخذ الناس عنه طبقة بعد طبقة. (26/384)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 385 سمع منه ابن الفرضي. محمد بن فرج بن سبعون، أبو عبد الله النحلي، ويعرف بابن أبي سهل الأندلسي البجاني.) رحل وسمع بمكة من ابن الأعرابي، وجماعة. محمد بن محمد بن بقية بن علي، نصير الدولة، أبو الطاهر وزير عز الدولة بختيار بن معز الدولة. كان أحد الأجواد والرؤساء، أصله من أوانا من عمل بغداد، استوزر سنة اثنتين وستين، وقد تقلب به الدهر ألواناً، حتى بلغ الوزارة، فإن أباه كان فلاحاً، وآل أمره إلى ما آل، ثم خلع عليه المطيع لله، واستوزره أيضاً، ولقبه الناصح، مضافاً إلى نصير الدولة، فصار له لقبان، وكان قليل العربية، ولكن السعد والإقبال غطى ذلك. وله أخبار في الجود والأفضال، وكان كثير التنعم والرفاهية. وله أخبار في ذلك. وقبض عليه بواسط في آخر سنة ست وستين، وسملوا عينيه. وكان نواب لمعز الدولة على عضد الدولة، فلما قتل عز الدولة بختيار، ملك عضد الدولة وأهلكه، فقال إنه ألقاه تحت أرجل الفيلة، ثم صلب عند البيمارستان العضدي في شوال سنة سبع، ويقال إنه خلع في وزارته في عشرين يوماً عشرين ألف خلعة. (26/385)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 386 قال بعضهم: رأيته شرب ليلة، فخلع مائة خلعة على أهل المجلس، وعاش نيفاً وخمسين سنة. ورثاه أبو الحسن محمد بن عمر الأنباري بكلمته السائرة: (علو في الحياة وفي الممات .......... لحق أنت إحدى المعجزات)

(كأن الناس حولك حين قاموا .......... وفود ذاك أيام الصلات)

(كأنك قائم فيهم خطيباً .......... وكلهم قيام للصلاة)

(ولما ضاق بطن الأرض عن أن .......... يضم علاك من بعد الممات)

(أصاروا الجو قبرك واستنابوا .......... عن الأكفان ثوب السافيات)

(لعظمك في النفوس تبيت ترعى .......... بحفاظ وحراس ثقات)

(ولم أر قبل جذعك قط جذعاً .......... تمكن من عناق المكرمات) في أبيات أخر. وبقي مصلوباً إلى أن توفي عضد الدولة، ولما بلغ عضد الدولة هذا الشعر قال: علي بقائله، فاختفى، ثم سافر بعد عام إلى الصاحب إسماعيل بن عباد، فقال: أنشدني القصيدة، فلما أتى هذا البيت الأخير، قام إليه وعانقه، وقبل فاه، وأنفذه إلى عضد الدولة، فلما مثل بين يديه قال: ما الذي حملك على مرثية عدوي قال: حقوق سلفت وأياد مضت، فجاش الحزن في قلبي،) فرثيت. فقال: هل يحضرك شيء في الشموع، والشموع تزهر بين يديه، فقال: (كأن الشموع وقد أظهرت .......... من النار في كل رأس سنانا)

(أصابع أعدائك الخائفين .......... تضرع تطلب منك الأمانا) قال: فأعطاه بدرة وفرساً، وهو من المقلين في الشعر. محمد بن محمود بن إسحاق النيسابوري، أبو بكر. (26/386)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 387 حدث في العام بهمذان: عن ابن خزيمة، ومحمد بن الصباح صاحب قتيبة بن سعيد. يروي عنه: عبد الله بن عمر الصفار، وأبو الحسن بن عبدوس. محمد بن يوسف بن موسى، أبو الحسن بن الصباغ. بغدادي، يروي عن أبي بكر بن داود، وجماعة. وعنه علي بن عبد العزيز. وقال: كان حافظاً. محمد بن يوسف بن يعقوب الصواف، أبو بكر البغدادي. سمع: أبا عروبة الحراني، وأبا جعفر الطحاوي، وأحمد بن جوصا. وعنه: البرقاني، ومحمد بن عمر بن بكير. يحيى بن زكريا، أبو سعيد المصري. يروي عن أبي يعقوب المنجنيقي. يحيى بن عبد الله بن يحيى، أبو عيسى الليثي القرطبي. سمع الموطأ من عم أبيه عبيد الله بن يحيى، ومن محمد بن عمر بن لبابة، وأسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد، وأبيه عبد الله، وسمع من علي بن الحسن المري بيجانة، ومن جماعة. وكان قاضياً ببجانة وإلبيرة، وكان أخوه بقرطبة فولاه أحكام الرد، وطال عمره حتى انفرد بالرواية عن عبيد الله، ورحل الناس إليه من جميع كور الأندلس. وروى عن عبيد الله سوى الموطأ حديث الليث، وشجاع بن (26/387)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 388 القاسم، وعشرة يحيى بن يحيى، وتفسير عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ونتفاً من حديث الشيوخ. ترجمه ابن الفرضي وقال: اختلفت إليه في سماع الموطأ سنة ست وستين. وكانت الدولة في أيام الجمع، فتم لي سماعه منه، وسمعت منه التفسير لعبد الله بن نافع، ولم أشهد بقرطبة مجلساً أكثر بشراً من مجلسنا في الموطأ، إلا ما كان من بعض مجالس يحيى بن مالك، وهو أول من) سمعت عليه، ثم اشتغلت بالعربية عن مواصلة الطلب إلى سنة تسع وستين. ثم اتصل طلبي وسماعي. وسمع منه يحيى أمير المؤمنين المؤيد بالله، أبقاه الله، سنة أربع وستين، وجماعة من الشيوخ والكهول، وطبقات الناس. توفي في ثامن رجب. قلت: روى عنه أبو عمر الطلمنكي، ويونس بن مغيث، وأبو عبد الله ابن يحيى بن الحذاء، والحافظ أبو عبد الله بن عمر بن الفخار، وخلف بن عيسى الوشقي، وعثمان بن أحمد، وخلق. يحيى بن هلال بن زكريا الأندلسي. سمع: عمه يحيى، وأحمد بن خالد بن محمد بن أيمن، وحدث ورحل إلى بجانة، فسمع من سعيد بن فحلون. وكان سمحاً ينشر علمه، فقيهاً بالشروط، فسمع منه جماعة كثيرة. توفي في جمادى الأولى. (26/388)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 389 1 (وفيات ثمان وستين وثلاثمائة) أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب، أبو بكر القطيعي البغدادي. كان يسكن قطيعة الدقيق. سمع: محمد بن يونس الكديمي، وإبراهيم الحربي، وبشر بن موسى، وأحمد بن علي الأبار، وعبد الله بن أحمد، سمع منه المسند، وإسحاق بن الحسن الحربي، وأبا شعيب الحراني، وطائفة كثيرة. وكان مسند العراق في زمانه. روى عنه عبد الله: المسند، والتاريخ، والزهد، والمسائل. قال الخطيب: وكان قد غرق بعض كتبه، فاستحدث نسخاً من (26/389)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 390 كتاب لم يكن فيه سماعه، فغمزه الناس. لم نر أحداً ترك الاحتجاج به. روى عنه الدارقطني، وابن شاهين، والحاكم، وأبو الحسن بن رزقويه، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو برك البرقاني، وأبو نعيم، ومحمد بن الحسين بن بكير، والحسن بن علي بن المذهب، وآخر من روى عنه في الدنيا أبو محمد الجوهري. ولد في أول سنة أربع وسبعين ومائتين.) قال محمد بن الحسين بن بكير: سمعته يقول: كان عبد الله بن أحمد يجيئنا، فيقرأ عليه أبو عبد الله بن الجصاص عم والدتي ما يريد، ويقعدني في حجره حتى يقال له: يؤلمك، فيقول: إني أحبه. وقال أبو الحسن محمد بن العباس بن الفرات: كان القطيعي كثير السماع من عبد الله بن أحمد، إلا أنه خلط في آخر عمره، وكف بصره، وخرف، حتى كان لا يعرف شيئاً مما يقرأ عليه. وقال أبو الفتح بن أبي الفوارس: لم يكن في الحديث بذاك، في بعض المسند أصول فيها نظر، ذكر أنه كتبها بعد الغرق، نسأل الله ستراً جميلاً، وكان مستوراً صاحب سنة. وقال البرقاني: كان شيخاً صالحاً، وكان لأبيه اتصال ببعض السلاطين، فعزي لابن ذلك السلطان على عبد الله بن أحمد المسندي، وحضر ابن مالك القطيعي سماعه، ثم غرقت قطعة من كتبه فنسخها من كتاب، وذكروا أنه لم يكن سماعه فيه، فغمزوه لأجل ذلك، وثبت عندي أنه صدوق، وإنما كان فيه بله. ولما اجتمعت مع الحاكم أبي عبد الله لينت ابن مالك، فأنكر علي (26/390)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 391 وقال: كان شيخي، وحسن حاله. قلت: كان الحاكم قد رحل سنة سبع وستين ثاني مرة، وسمع المسند من ابن مالك القطيعي، واحتج به في الصحيح. وقال أبو القاسم الأزهري: توفي أبو بكر بن مالك ودفن يوم الإثنين لسبع بقين من ذي الحجّة. 1 (وفيات من طبقته:) أبو بكر أ بن جعفر بن حمدان السقطي. بصري معروف. سمع: عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي، والحسن بن المثنى العنبري. وعنه: أبو نعيم الحافظ، وأبو الحسن بن صخر الأزدي، وأحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي. حمزة بن حمدان أبو الحسن الطرسوسي. حدث بالساحل عن: عبد الله بن جابر الطرسوسي، ومحمد بن حصن الرسي. (26/391)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 392 وعنه: الحسن بن محمد بن جميع، والخصيب بن عبد الله القاضي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وغيرهم. أحمد بن خالد بن يزيد بن أبي هاشم، أبو القاسم الأسدي الأندلسي، خطيب بجانة. حدث عن: فضل بن سلمة، ومحمد بن فطيس. وتوفي في شوال، رحمه الله.) أحمد بن محمد بن صالح، أبو العباس البروجردي الخطيب. نزل بغداد، وحدث عن: إبراهيم بن الحسين بن ديزيل. وعنه: هلال الحفار، ومحمد بن عمر بن بكير، ومحمد بن محمد السواق. حدث في شوال سنة ثمان وستين وثلاثمائة. أحمد بن محمد بن مهران الأصبهاني المعدل. روى عن: محمد بن العباس الأخرم، وحاجب بن أركين. وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم. توفي في شوال. أحمد بن محمد بن يوسف، أبو القاسم المعافري القرطبي. سمع من: عبد الله بن يونس، وقاسم بن أصبغ، وحج سنة اثنتين (26/392)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 393 وأربعين، فسمع من أبي محمد بن المورد، وآخرين، وأدب المؤيد بالله بن المستنصر الحكم. أحمد بن موسى بن عيسى الجرجاني، الوكيل على أبواب القضاة. سمع: عمران بن موسى بن مجاشع، وأحمد بن حفص السعدي، وكتب الكثير، وصنف وهو ضعيف. إتهمه بعضهم. وقال حمزة: له فهم ودراية، أتى بمناكير عن شيوخ مجاهيل. إبراهيم بن محمد بن سهل الجرجاني المؤدب. يروي عن أبي القاسم البغوي، وغيره. وعنه حمزة السهمي. وله رحلة إلى دمشق لقي فيها ابن عتاب الزفتي. إسحاق بن أحمد بن علي بن إبراهيم بن قولويه، أبو يعقوب الأصبهاني التاجر. سمع: إبراهيم بن يوسف الهسنجاني، وأهل الري. وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم. توفي في ربيع الأول. جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن قولويه، أبو القاسم السهمي الشيعي. قلت: كان ابن قولويه هذا من كبار الشيعة، ومن علمائهم المشهورين، وكان من أصحاب سعد) بن عبد الله، وهو شيخ الشيخ المفيد. وقال فيه المفيد: كما يوصف الناس من جميل وفقه ودين وثقة، فهو فوق ذلك. وله كتب حسان، منها: كتاب الصلاة وكتاب الجمعة والجماعة (26/393)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 394 وكتاب قيام الليل، وكتاب الصداقة، وكتاب قسمة الزكاة، وكتاب الشهور والحوادث، وغير ذلك من كتب الفقه. حمل عنه الشيخ محمد بن محمد بن النعمان المفيد، وأبو جعفر محمد بن يعقوب، وأبو الحسين يحيى بن محمد بن عبد الله الحسيني، وأحمد بن عبدون، والحسين بن عبيد الله الغضائري، وحيدرة بن نعيم السمرقندي، ومحمد بن سليم الصابوني بمصر. وأحسبه من أهل مصر ذكر ابن أبي علي وفاته في هذه السنة. جعفر بن محمد، أبو العباس البابوي الهروي. روى عن: الحسين بن إدريس. وعنه: إسماعيل بن إبراهيم بن محمد المقريء القراب. توفي في جمادى الأولى. الحسن بن عبد الله بن المرزبان، أبو سعيد السيرافي النحوي القاضي، نزيل بغداد. حدث عن: أبي بكر بن زياد النيسابوري، ومحمد بن أبي الأزهر، وابن دريد. (26/394)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 395 وعنه: علي بن أيوب القمي، ومحمد بن عبد الواحد بن رزمة، وغيرهما. وكان مجوسياً، اسلم وسمه عبيد الله. وكان أبو سعيد إماماً كبير الشأن، تصدر لإقراء القراءآت والنحو واللغة والفرائض والحساب والعروض، وكان من أعلم الناس بنحو البصريين، عارفاً بفقه أبي حنيفة. قرأ القرآن على: أبي بكر من مجاهد، وأخذ اللغة عن ابن دريد، والنحو عن أبي بكر بن السراج. وكان لا يأكل إلا من كسب يمينه تديناً. وكان لا يجلس للقضاء ولا للإشتغال حتى ينسخ كراساً يأخذ أجرته عشرة دراهم. قال ابن أبي الفوارس: وكان يذكر عنه الإعتزال، ولم يظهر منه شيء. قلت: ومن تصانيفه شرح كتاب سيبويه وكتاب ألفاظ القطع والوصل، وكتاب الإقناع في النحو، لكن كمله ولده يوسف، وجزأ أخبار النحاة.) وتوفي في رجب، وله أربع وثمانون سنة. وكان نحوي العراق. أخبرنا سنقر الحلبي بها، أنا يحيى بن جعفر بن عبد الله بن محمد الدامغاني في رمضان سنة أربع وعشرين وستمائة، قدم علينا، أنا أبي، أنا أحمد بن علي بن سوار المقريء، أنا محمد بن عبد الواحد بن رزق، أنا الحسن بن عبد الله بن المرزبان، ثنا محمد بن منصور بن أبي الأزهر، ثنا الزبير بن بكار، حدثني أنس بن عياض قال: حدثني من سمع يحيى بن أبي كثير اليمامي يقول: لا يدرك العلم براحة الجسم. (26/395)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 396 الحسن بن عبد الله بن محمد الإمام، أبو محمد البغدادي، ويعرف بابن الكاتب، وبابن القريق. تلا بالروايات على: ابن محمد، وابن تومان، وأبي بكر النقاش. قرأ عليه: منصور بن محمد بن إبراهيم، ويروي عنه في كتابه الملقب ب الإشارات بالقرآءات من جمعه. قال منصور: كان من عباد الله الصالحين الفاضلين. قلت: ويروي عنه ولده أبو الفتح محمد بن الحسن بالأهواز مات في ذي الحجّة سنة ثمان. ذكره ابن النجار. الحسن بن إبراهيم بن جابر بن أبي الزمام، أبو علي الدمشقي الفرضي. روى عن: محمد بن المعافي، ومحمد بن خريم، وأصحاب هشام بن عمار. وعنه: عبد الوهاب الداراني، ومحمد بن عوف المزني، وعلي بن بشري، ومكي بن الغمر، وثريا بن أحمد الألهاني. وثقه عبد العزيز الكتاني، وهو آخر من حدث عن محمد بن يزيد بن عبد الصمد. حامد بن أحمد بن العباس، أبو بكر الصرام. من شيوخ همذان. (26/396)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 397 سمع ببلده ورحل إلى بغداد، فسمع من: محمد بن حمدويه المروزي، والقاضي المحاملي، وأبي بكر بن الأنباري، وطبقتهم. روى عنه: أحمد بن تركان، وأبو منصور بن المحتسب، وجماعة كثيرة. توفي في شوال سنة ثمان وستين. حميدان بن خراش العقيلي، ولي إمرة دمشق في هذا العام للعزيز العبيدي، وكان قسام يأخذ الأمر بالبلد، فوقع بينه وبينه، ثم طرده قسام والعيارون، ونهبت داره، وهرب واستفحل شأن) قسام. صالح بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن علي، أبو بكر الحراني. روى عن ابن قتيبة العسقلاني. عبد الله بن إبراهيم بن يوسف، أبو القاسم الجرجاني الآبندوني الحافظ. وابندون من قرى جرجان. رفيق ابن عدي في الرحلة. سكن بغداد، وحدث عن: أبي خليفة، وأبي يعلى، والحسن بن سفيان، وأبي العباس بن السراج، والقاسم المطرز، وعمر بن سنان المنبجي، ومحمد بن الحسن بن قتيبة. (26/397)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 398 قال الخطيب: كان ثقة ثبتاً له تصانيف، ثنا عن البرقاني، وأبو العلاء الواسطي، وكان عسراً في الحديث. وقال البرقاني، كان محدثاً زاهداً متقللاً من الدنيا، لم يكن يحدث غير واحد، فقيل له في ذلك، فقال: أصحاب الحديث فيهم سوء أدب، وإذا اجتمعوا للسماع تحدثوا، وأنا لا أصبر على ذلك. وأخذ البرقاني يصف أشياء من تقلله وزهده وأنه أعطاه وقال: أحملها إلى الباقلاني ليطرح عليها ماء الباقلاء، فوقعت على الكسر باقلانان، فرفعهما وقال: هذا الشيخ يعطيني كل شهر دانقاً حتى أبل له الكسر. قلت: وقد روى عنه ابن قتيبة الإمام أبو بكر الإسماعيلي، وإبراهيم بن شاء المروزي، وأبو نعيم الأصبهاني. قال الحاكم: خرج الأبندوني إلى بغداد سنة خمسين، وسكنها إلى أن مات. وقال غيره: عاش خمساً وتسعين سنة، رضي الله عنه. عبد الله بن إبراهيم بن عبد الملك الأصبهاني الواعظ، أبو محمد. روى عن: البغوي، وأبي عروبة الحراني. وعنه: أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي علي. توفي في رجب. عبد الله بن الحسن بن سليمان، أبو القاسم بن النخاس، بالمعجمة، البغدادي المقريء. سمع: عبد الله بن ناجية، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأبا القاسم البغوي، وجماعة. (26/398)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 399 وروى عنه: أبو بكر بن مجاهد المقريء، وهو أكبر منه، وأبو الحسن الحمامي، وأبو بكر) البرقاني، وأبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه. وقال أبو الحسن بن الفرات: قل ما رأيت في الشيوخ مثله. وقال الخطيب: كان ثقة، ولد سنة تسعين ومائتين. قلت: قرأ على الحسن بن الحسين الصواف، وغيره. عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، أبو العباس الجنابي البوشنجي الهروي. روى عن: محمد بن القاسم بن زكريا الكوفي، وطائفة، كابن عقدة، وهو سمي أبي الشيخ وعصريه. روى عنه: أبو بكر البرقاني، وأبو الفضل الجارودي، وأبو عثمان سعيد بن العباس القرشي، وغيرهم. توفي في هذا العام. عبد الله بن محمد بن محمد الأصبهاني المارستاني الخازن. روى عن: عبد الله بن محمد بن العباس، ومحمد بن عبد الله بن رستم. وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم، وغيرهما. عبد الله بن الإمام زكريا بن يحيى بن محمد العنبري النيسابوري، أبو محمد. رجل صالح. روى عن: أبي العباس السراج، وابن خزيمة. وعنه: الحاكم. عبد الصمد بن محمد بن حيويه، أبو محمد البخاري، الحافظ الأديب. (26/399)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 400 سمع: محمد بن محمد بن حاتم السجستاني، ومكحولاً البيروتي. وعنه: تمام الرازي، ومحمد بن عمر بن بكير. وكان واسع الرحلة، له صحيح مخرج على البخاري، جوده. وتوفي بالدينور. وقد روى عنه الحاكم قال: سمعت أبا بكر بن حرب شيخ أهل الرأي ببلدنا يقول: كثيراً ما أرى أصحابنا يظلمون أهل الحديث، كنت عند حاتم العتكي، فدخل عليه شيخ من أهل الرأي فقال: أنت الذي تروي أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقراءة الفاتحة خلف الإمام فقال: قد صح الحديث، لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب. فقال له: كذبت، إن فاتحة الكتاب لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، إنما نزلت في عهد عمر.) قلت: إسنادها صحيح. علي بن محمد بن صالح بن داود، أبو الحسن الهاشمي المقريء الضرير. مقري البصرة. قرأ القرآن على: أبي العباس أحمد بن سهل الأشناني. قرأ عليه: طاهر بن غلبون. علب بن محمد بن أحمد بالجرجاني الزاهد الفقيه، المعروف بأبي الحسن القصري. كان مفتياً عارفاً بمذهب الشافعي. روى عن: البغوي، وأبي بكر بن أبي داود أحمد بن عبد الكريم الوزان، وعبد الرحيم بن عبد المؤمن. توفي يوم عاشوراء. روى عنه: حمزة السهمي، والجرجانيون. (26/400)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 401 عمر بن عبيد الله بن إبراهيم بن أحمد الأصبهاني بن الوزان، إمام الجامع. سمع أبو القاسم البغوي، وأحمد بن محمد بن شبه. وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم. عيسى بن حامد بن بشر القاضي، أبو الحسين الرخجي ثم البغدادي، المعروف أيضاً بابن بنت القنبيطي. سمع من: جده محمد بن الحسين القنبيطي، ومحمد بن جعفر القتات، وإبراهيم بن شريك، وجعفر بن محمد الفريابي، وعبد الله بن ناجية. وكان من تلامذته: محمد بن جرير السواق، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وعلي بن عبد العزيز الظاهري، وأبو علي بن دوما. وثقه ابن أبي الفوارس وقال: توفي في ذي الحجّة. الغضنفر أبو تغلب بن ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان التغلبي صاحب الموصل وابن صاحبها. مر في ترجمة أبيه، وكيف قبض على أبيه، واستبد بالأمر، ثم إنه حارب عضد الدولة ابن بويه، وصار إلى الرحبة، ثم هرب منها خوفاً من ابن (26/401)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 402 عمه سعد الدولة صاحب حلب، ومن بني كلاب، فإن عضد الدولة كاتبهم وجبرهم عليه، فوصل إلى مرج دمشق، وأراد دخولها، فمانعه) صاحبها قسام، فأنفذ أبو تغلب كاتبه إلى العزيز يستنجد به، ثم نزل بحوران، وفارق ابن عمه الغطريف، ورد إلى خدمته عضد الدولة، فجاء الخبر من كاتبه بأن يقدم على العزيز، فخاف وتوقف، ثم نزل بأرض طبرية، وبعث العزيز مولاه الفضل ليأخذ له دمشق، فاجتمع به أبو تغلب، ثم تفرقا عن وحشة. وكان مفرج الطائي قد استولى على الرملة، فاتفق مع فضل على حرب أبي تغلب وبني عقيل النازلين بالشام، فوقع التصاف بظاهر الرملة في سنة تسع، مستهل صفر، فانهزم بنو عقيل، وأسر مفرج أبا تغلب، ثم قتله صبراً، وبعث برأسه إلى العزيز. ذكر ذلك القفطي. ولم يذكر ابن عساكر أبا تغلب في تاريخه، والله أعلم. محمد بن أحمد بن علي، أبو الحسن الواعظ الصوفي، صاحب ابن الجلاء. وحدث بدمشق في هذه السنة عن: أحمد بن المعلى الدمشقي، والعباس بن يوسف الشكلي، وعبد الله البغوي. وعنه: الحسين بن جعفر الجرجاني وعبد الوهاب الميداني. محمد بن أحمد بن طاهر، أبو طاهر الصوفي شيخ الملاشة. كان كثير الاجتهاد والتلاوة، أنفق على الفقراء ما لا يحصى. محمد بن إبراهيم بن محب، أبو عبد الله الزهري الأندلسي. سمع ببجانة من سعيد بن فحلون، وأحمد بن جابر. وعاش ستين سنة. (26/402)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 403 محمد بن عبد الرحمن بن عمرو، أبو بكر الرحبي الحمصي القاضي. سمع: أباه، ومحمد بن جعفر بن رزين، وأبا الجهم بن طلاب، ومحمد بن يوسف الهروي، وجماعة. وعنه: الدارقطني، وهو من أقرانه، والمسدد الأملوكي، وعلي بن السمسار. حدث أيضاً بدمشق في هذه السنة. محمد بن عبيدون بن فهد الأندلسي القرطبي. سمع: من أبيه، وروى عن: محمد بن وضاح جزءاً سمعه منه، وهو ابن إحدى عشرة سنة. وروى عنه المدونة بالإجازة، وهو آخر من حدث في الدنيا عن ابن وضاح.) قال ابن عفيف: وقط طعن في عدالته. وقال ابن الفرضي: كان ذاهب السمع، لم أرو عنه. ولد سنة اثنتين وسبعين ومائتين. محمد بن علي بن عبد الله بن إسحاق، أبو علي الجرجاني الوزدولي، ووزدول من قرى جرجان. نزلبغداد، وحدث عن: عمران بن موسى بن مجاشع، ويحيى بن صاعد، وأبي عروبة. وعنه: أبو سعيد الماليني، وأحمد بن علي البادي سمع منه في هذا العام. (26/403)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 404 محمد بن عيسى بن عمرويه، أبو أحمد النيسابوري الجلودي الزاهد، راوي صحيح مسلم. سمع: عبد الله بن شيرويه، وإبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه، وأحمد بن إبراهيم بن عبد الله، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبا بكر بن زنجويه القشيري، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وغيرهم بنيسابور، ولم يرحل منها. روى عنه: الحاكم أبو عبد الله، وأحمد بن الحسن بن بندار الرازي، وأبو سعيد عمر بن محمد السجزي، وأبو سعيد محمد بن علي النقاش، وأبو محمد بن يوسف، وعبد الغافر بن محمد الفارسي، وآخرون، وآخرهم عبد الغافر. قال الحاكم في تاريخه: محمد بن عيسى بن محمد بن عبد الرحمن الزاهد، أبو أحمد الجلودي، كذا سمى أباه وجده، وقال: هو من كبار عباد الصوفية، صحب أصحاب أبي حفص، وكان يورق بالأجرة، ويأكل من كسب يده، وكان ينتحل مذهب سفيان الثوري ويعرفه. توفي في الرابع والعشرين من ذي الحجّة. قال: وختم بوفاته سماع كتاب مسلم، فإن كل من حدث به بعده عن إبراهيم بن سفيان فإنه غير ثقة. قال الحاكم: وقد سئل عن الجلودي: كان من أعيان الفقراء الزهاد، من أصحاب المعاملات في التصوف، ضاعت سماعاته من أبي سفيان، فنسخ البعض من نسخة لم يكن له فيها سماع. وقال ابن دحية، إختلف في الجلودي، فقيل: بفتح اليم التفاتاً إلى ما ذكره يعقوب في الإصلاح، ونقله ابن قتيبة في الأدب، وليس هذا من ذاك في شيء، لأن الذي ذكره يعقوب رجل منسوب إلى جلود من قرى (26/404)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 405 إفريقية، بينه وبين هذا أعوام عديدة، وهذا متأخر كان يحكم في الدار التي تباع فيها الجلود للسلطان، وكان الصواب عند النحويين أن يقال الجلدي، لأنك إذا نسبت إلى الجمع رددت إلى الواحد، كقولك صحفي وفرضي.) وقال ابن نقطة: رأيت نسبه بخط غير واحد من الحفاظ: محمد بن عيسى بن عمرويه بن منصور. قال الحاكم: وفدن في مقبرة الحيرة، وهو ابن ثمانين سنة. محمد بن محمد بن يعقوب بن إسماعيل بن حجاج النيسابوري الحافظ أبو الحافظ، أبو الحسين الحجاجي. المقريء العبد الصالح الصدوق. قرأ القرآن ببغداد على: ابن مجاهد، وسمع عمر بن أبي غيلان، وعبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن جرير الطبري، وببلده أبا العباس الثقفي، وأبا بكر بن خزيمة، وأحمد بن محمد الماسرجسي، ومحمد بن المسيب. وبالري محمد بن جعفر بن نصر الرازي، والكوفة علي بن العباس المقانعي، وبمصر علان بن الصيقل، وأسامة بن علي الرازي، وبدمشق أبا الجهم بن طلاب، وابن جوصا. مصنف العلل والشرح والأبواب. وعنه: أبو علي الحافظ، وهو أكبر منه، وأبو بكر بن المقريء، وهو من طبقته، بل أقدم منه، وأبو عبد الله بن مندة، والحاكم، وأبو بكر البرقاني العبدوي. (26/405)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 406 قال الحاكم: سمعت أبا علي الحافظ يقول: ما في أصحابنا أفهم ولا أثبت من أبي الحسين، وأنا ألقبه بعفاف لثبته. قال الحاكم: ولعمري أنه لكما قال الحافظ أبو علي، فإن فهمه كان يزيد على حفظه. قال الحاكم: وكان يمتنع عن الرواية وهو كهل، فلما بلغ الثمانين لازمه أصحابنا بالليل والنهار، حتى سمعوا منه كتابه في العلل وهو نيف وثمانون جزءاً. وسمعوا منه الشيوخ وسائر المصنفات. صحبته ستاً وعشرين سنة بالليل والنهار، فما أعلم أني علمت أن الملك كتب عليه خطيئة. وثنا أبو علي الحافظ في مجلس إملائه قال: حدثني أبو الحسين بن يعقوب، وهو أثبت من حدثنا عنه اليوم، فذكر حديثاً. توفي خامس ذي الحجّة، عن ثلاث وثمانين سنة. محمد بن يعقوب بن إسحاق بن محمود بن إسحاق، أبو حاتم الهروي. يروي عن: محمد بن الليث القهندزي، ومحمد بن عبد الرحمن الشامي، والحسين بن إدريس،) وجماعة. وعنه: ابنه أبو محمد، ومحمد بن المنتصر، وإسحاق القراب، وأبو عثمان سعيد القرشي. وكان فقيهاً فاضلاً. وتوفي في رجب. هفتكن أبو منصور التركي الشرابي الأمير. (26/406)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 407 هرب من بغداد خوفاً من عضد الدولة، ونزل بنواحي حمص، فسار إليه ظالم العقيلي من بعلبك ليأخذه، فلم يقدر، وكاتبوا هفتكين من دمشق، فقدمها وغلب عليها في سنة أربع وستين، وأقام الدعوة العباسية، وأزال دعوة بني عبيد، ثم تأهب لقتالهم وتوجه في شعبان من السنة، فنزل على صيدا، ودافع جند بني عبيد، فقتل منهم مقتلة عظيمة، وأخذ مراكب لهم في ساحل صيدا، فسار لحربه من مصر جوهر، فحصن هو دمشق، فنازلها جوهر المعزي بجيوشه في ذي القعدة سنة خمس وستين، وحاصرها سبعة أشهر، ثم ترحل لما بلغه مجيء القرمطي من الأحساء، فسار هفتكين في طلب جوهر، فأدركه بعسقلان، فكسر جوهراً وتحصن جوهر بعسقلان، فحاصرها هفتكين سنة وثلاثة أشهر، ثم أمنه فنزل وراح، فصادف صاحب مصر العزيز نزاراً، وقد خرج في جيوشه قاصداً دمشق، فرد في خدمته، فكانوا سبعين ألفاً، فالتقاهم هفتكين وثبت، ثم انكسر، وأسروه في أول شعبان سنة ثمان وستين وحمل إلى مصر، ثم من عليه العزيز وأطلقه، وصار له موكب، فخافه الوزير يعقوب بن يوسف بن كلس فقتله، دس عليه من سقاه السم، وقيل بل هلك في سنة إحدى وسبعين، وكان إليه المنتهى في الشجاعة. (26/407)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 408 (26/408)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 409 1 (وفيات تسع وستين وثلاثمائة) أحمد بن إسحاق بن محمد بن أحمد بن الحسين بن شيبان، أبو محمد البغدادي الشيباني ثم الهروي الضرير. سمع: معاذ بن نجدة، وعلي بن محمد الجكاني، وأقرانهما. روى عنه: أبو الفضل بن أبي عصمة، وأبو عثمان سعيد القرشي، وأبو حازم العبدوي. توفي في جمادى الآخرة. أحمد بن الحسين بن أحمد بن المؤمل الصيرفي البغدادي، ابن أبو نعيم الحافظ أبي بعيد بن المؤمل. توفي في المحرم.) قال ابن أبي الفوارس: كان فيه نظر. أحمد بن عبد الوهاب النصراباذي محمد بن أبي صدام، أبو بكر اللهبي الصابوني، دمشقي مستور الحال. (26/409)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 410 روى عن: سعيد بن عبد العزيز، وابن الدرفس، وجماهر الزملكاني، ومحمد بن خريم. وعنه: تمام، وعبد الوهاب الميداني، وعلي بن السمسار، وجماعة. توفي في ربيع الأول. أحمد بن عبد الوهاب بن يونس، أبو عمر القرطبي، الفقيه الشافعي تلميذ عبيد الشافعي الفقيه. كان ذكياً عالماً بالاختلاف، كيساً مناظراً نحوياً لغوياً، وكان ينسب إلى الإعتزال. توفي فيها وفي صدور سنة سبعين. أحمد بن عطاء بن أحمد بن محمد بن عطاء، أبو عبد الله الصوفي الكبير، نزيل صور. حدث عن: أبو القاسم البغوي، وابن أبي داود، وعلي بن محمد بن عبيد الحافظ، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وجماعة. (26/410)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 411 وعنه: ابن جميع، وابنه السكن، وعبد الله بن بكر الطبراني، وأحمد بن الحسن الطيان، وأبو عبد الله بن باكويه، وعلي بن جهضم، وعلي بن عياض الصوري، وآخرون. قال حمزة السهمي: سمعت أبا طاهر الرقي، سمعت أحمد بن عطاء يقول: كلمني جمل في طريق مكة، رأيت الجمال والمحامل عليها، وقد مدت أعناقها في الليل، فقلت: سبحان الله، من يحمل عنها ما هي فيه، فالتفت إلي جمل فقال لي: قل جل الله، فقلت: جل الله. وقال السلمي: أحمد بن عطاء هذا ابن أخت أبي الروذباري، يرجع إلى أنواع من العلوم، منها علم القرآءات وعلم الشريعة، وعلم الحقيقة، وإلى أخلاق في التجويد يختص بها ويربي على أقرانه، وهو أوحد مشايخ وقته في بابته وطريقته. توفي في ذي الحجّة سنة تسع وستين. وقال الخطيب: روى أحاديث غلط فيها غلطاً فاحشاً، فسمعت الصوري يقول: حدثونا عن الروذباري، عن إسماعيل الصفار، عن ابن عرفة أحاديث لم يروها الصفار، قال: ولا أظنه معتمد الكذب لكن شبه عليه. وقال القشيري: كان شيخ الشام في وقته.) ومن كلام أحمد بن عطاء: الذوق أول المواجيد، فأهل الغيبة إذا شربوا طاشوا، وأهل الحضور إذا شربوا عاشوا. (26/411)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 412 وقال: ما من قبيح إلا وأقبح منه صوفي شحسح. وقال: التصوف ينفي عن صاحبه البخل. وكتب الحديث ينفي عن صاحبه الجهل، فإذا اجتمعا في شخص فناهيك به نبلاً. وقال: ليس كل من يصلح للمجالسة يصلح للمؤانسة، وليس كل من يصلح للمؤآنسة يؤتمن على الأسرار. أحمد بن محمد بن حسنويه بن يونس، أبو حامد الهروي العدل. سمع: الحسين بن إدريس، وغيره. وعنه: إسحاق القراب، وأبو بكر البرقاني، وأبو حازم العبدوي، وأبو عثمان سعيد القرشي. وقال أبو النضر الفامي: كان ثقة. قلت: توفي في رمضان. أحمد بن محمد بن دلان بن هارون الفقيه، أبو حامد الزوزني. توفي في جمادى الآخرة. إبراهيم بن أحمد بن عمر بن حمدان بن شاقلا، أبو إسحاق البغدادي البزار، شيخ الحنابلة وفقيههم. كان إماماً في الأصول والفروع. سمع من: دعلج بن أحمد، وأبي بكر الشافعي، وأبي علي بن الصواف، (26/412)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 413 وتفقه على أبي بكر عبد العزيز. وكان يشغل الناس، وله حلقة بجامع المنصور. توفي في رجب وله أربع وخمسون سنة، لم يبلغ سن الرواية إبراهيم بن ثابت، أبو إسحاق الدعاء المذكر، يقال إنه لقي الجنيد. قال السلمي: كان من أروع المشايخ وأزهدهم وأحسنهم حالاً وألزمهم للشريعة. وكان له حلقة ببغداد، تقدمت إليه وسألته أن يدعو لي فقال: يا أخي إختر ما جرى لك في الأزل خير لك من معارضته الوقت.) وكان يقول: كان الجنيد يأتي إلى دارنا. وقال إبراهيم: دع ما تندم عليه. الحسن بن أحمد بن دليف الأزركاني. حدث عن ابن الجارود. الحسن بن علي بن شعبان، أبو علي المصري. روى عن ابن المنذر. الحسن بن علي البصري الحنفي، المعروف بالجعل. كان مقدماً في الفقه والكلام، عاش ثمانين سنة. وكان من كبار المعتزلة، وله تصانيف على قواعدهم. (26/413)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 414 ذكره أبو إسحاق في طبقات الفقهاء فقال فيه: رأس المعتزلة. وكناه: أبا عبد الله. قال الخطيب: له تصانيف كثيرة في الاعتزال. قال لي أبو عبد الله الصيمري: كان مقدماً في الفقه والكلام مع كثرة أماليه فيهما وتدريسه لهما. قال: وتوفي في ذي الحجّة. وحدثني التنوخي أنه ولد سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة. قيل: وصلى عليه أبو علي الفارسي النحوي. الحسبن بن كهمس، أبو علي الجوهري المصري المعدل. سمع أبا العلاء الكوفي، وتوفي في شعبان. الحسن بن محمد بن علي أبو سعيد الأصبهاني الزعفراني. كان فيما ذكر أبو نعيم بندار البلد في كثرة الأصول والحديث، صاحب معرفة وإتقان، صنف المسند والتفسير والشيوخ، وله من المصنفات شيء كثير. سمع: أبو القاسم البغوي، ويحيى بن صاعد، والحسين بن علي بن زيد. وعنه: أبوبكر بن أبي علي، وأبو نعيم، وأهل أصبهان. أخبرنا أحمد بن سلامة إجازة، عن ابن مسعود الجمال، أن أبا علي الحداد أخبره، قال: أنا أبو نعيم، ثنا الحسين بن محمد، ثنا الحسين بن (26/414)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 415 علي بن زيد، ثنا محمد بن عمرو بن حنان، ثنا بقية بن أبي فروة الرهاوي، عن مكحول، عن شداد بن أوس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم) وحسبي الله ونعم الوكيل أمان كل خائف. خالد بن هاشم أبو زيد القرطبي الوزير. سمع: أسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد بن الحباب. وتوفي في صفر، ووزر قليلاً للمؤيد بالله. رحيم بن سعيد بن مالك الضرير، أبو سعيد العابر. سمع: أبا زرعة الدمشقي، وهو آخر من حدث عنه: وحاجب بن أركين. روى عنه: عبد الغني بن سعيد الحافظ، ويحيى بن علي بن الطحان، وأحمد بن عمر الجهازي. قال عبد الغني: سمعته يقول: سمعت من أبي زرعة. وقال ابن الطحان: سمعنا منه سنة تسع وستين، وعاش بعد ذلك يسيراً. قال: عمري مائة وسبع سنين. سعيد بن أبي سعيد محمد بن أحمد بن سعيد، أبو عثمان الصوفي النيسابوري. قال الحاكم: رفيقي، لعله كتب بانتخابي على الشيوخ نحو مائة ألف (26/415)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 416 حديث بخراسان والعراق، فقد وصل إلي من سماعي بخطه الدقيق أكثر من ستمائة جزء. سمع: الأصم وغيره، وببغداد أحمد بن كامل، وعبد الله بن إسحاق الخراساني. ومات كهلاً. وروى عنه: الحاكم، وأبو العلاء الواسطي. عبد الله بن أحمد بن راشد بن شعيب، أبو محمد بن أخت وليد البغدادي الفقيه الظاهري، قاضي دمشق. حدث عن: ابن قتيبة العسقلاني، وعلي بن عبد الله الرملي. وعنه: ابن منير، وابن نظيف الفراء، ومحمد بن جعفر بن المذكر، وغيرهم. ذكره ابن عساكر، فقال: وكان خياطاً فولي قضاء مصر في دولة الإخشيد. قال: وقيل: وكان سخيفاً أخذ الرشوة، وهجوه بقصيدة. وولي قضاء دمشق سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، وطال عمره. توفي في ذي القعدة، وولي قضاء مصر سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وعزل سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. وقال أبو محمد بن حزم: أبو محمد عبد الله بن محمد بن شعيب المعروف بابن أخت وليد، ولي قضاء دمشق ومصر، وله مصنفات كثيرة. أخذ عن أبي الحسن عبد الله بن أحمد بن المغلس) الداوودي، ثم قرأت في كتاب قضاة مصر لابن زولاق قال: كان محمد بن بدر قاضي مصر قد أوقف من الشهود عبد الله بن وليد، فدخل يوماً على محمد بن بدر، فلم يوسع له أحد. (26/416)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 417 فقال ابن بدر: عندي يا أبا محمد، فأبى، وجلس قليلاً وانصرف، ثم كتب إلى بغداد إلى ابن أبي السوار يطلب أن يوليه قضاء مصر، وبذل له، وأعانه جماعة ببغداد، فكتب إليه بالقضاء، فجاءه العهد في رمضان سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. وكان قاضي الرملة الحسين بن هارون بمصر، فركب إليه ابن الوليد يعرفه بالأمر، وأراه عهده، والتمس معونته، فطمع ابن هارون في الأمر، وقوي قوم نفسه، فأعانه الإخشيد، ففتر أمر ابن وليد، ولم يعنه الإخشيد، وتمرض، فكان الناس يقولون: عبد الله بن وليد، أبرد من الجليد، عبد الله بن وليد، تحت القضاء الشديد، عبد الله بن وليد، هوذا يموت شهيد. ثم بعد سنة ولي مصر ابن وبر فلم يلبث أن مات، وبقي ابن وليد في القضاء، فتولى من جهة ابن هارون قاضي الرملة المذكور، وقريء عهد الراضي بالله إلى ابن هارون بقضاء مصر، ثم عزل ابن وليد عن الحكم بعد ستة أشهر، وحكم بعده أبو المذكر محمد بن يحيى المالكي عشرة أيام، وصرف، وقد ولي ابن وليد مرة ثانية وثالثة بمصر. والثالثة كانت من جهة المستكفي بالله، فكانت أجل ولاياته، ثم تكبر وتجبر، فاستهان بالناس، وكان يهزل في مجلسه ويلعب، وطالت ولايته، وخلع المستكفي فجاءه تقليد القضاء من المطيع. ثم إن المطيع رد قضاء مصر إلى محمد بن الحسن الهاشمي، فكتب إلى ابن وليد بالعهد من قبله، ثم إنه أخذ في تكثير الشهود وتعديل من لا يليق، فقتره، وكان قبل ذا تاجراً بزازاً كثير الأموال، ثم عزل وولي بعد مدة قضاء دمشق. وله أخبار يطول ذكرها، إن الله يسامحه. وحفظ عنه أنه كان يقول لحاجبه: أين اليهود، يعني الشهود، والكمناء، يعني الأمناء. وقالت له امرأة خذ بيدي، فقال: وبرجلك. (26/417)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 418 وكان ينقم عليه هزله المقذع، وببسطه في الأحكام والإرتشاء، وكان أبو طاهر الذهلي لا ينفذ له حكماً. عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي، أبو محمد البغدادي البزاز. سمع: أبا مسلم الكجي، وأبا شعيب الحراني، وخلف بن عمرو العكبري، ويوسف القاضي، وأحمد بن أبي عوف البزوري، وغيرهم.) وعنه: أبو الحسين بن رزقويه، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، والبرقاني، وإبراهيم بن عمر البرمكي الفقيه، وآخرون. وولد سنة أربع وسبعين ومائتين. قال الخطيب: كان ثقة ثبتاً، سألت البرقاني: أيما أحب إليك، ابن مالك القطيعي، أو ابن ماسي فقال: ليس هذا مما يسأل عنه، ابن ماسي ثقة ثبت لم يتكلم فيه. قلت: ابن ماسي في رجب، وله خمس وتسعون سنة. عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، أبو محمد الأصبهاني الحافظ، أبو الشيخ صاحب التصانيف. ولد سنة أربع وسبعين ومائتين. وسمع في صغره: جده لأمه محمود بن الفرج الزاهد، وإبراهيم بن (26/418)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 419 معدان، ومحمد بن عبد الله بن الحسن بن حفص رئيس أصبهان، ومحمد بن أبو سد المديني، وأحمد بن محمد بن علي الخزاعي، وعبد الله بن محمد بن زكريا، وإبراهيم بن رستة، وأبا بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، وأبا بكر أحمد بن عمر البزاز، وإسحاق بن إسماعيل الرملي. وأول سماعه سنة أربع وثمانين، ورحل فسمع بالبصرة من أبي خليفة وغيره، وببغداد من أحمد بن الحسن الصوفي وطبقته، وبمكة المفضل الجندي وغيره، وبالموصل من أبي يعلى، وبحران من أبي عروبة، وبالري وأماكن أخر. وكان حافظاً عارفاً بالرجال والأبواب، كثير الحديث إلى الغاية، صالحاً عابداً قانتاً لله، صنف تاريخ بلده والتاريخ على السنين، وكتاب السنة وكتاب العظمة وكتاب ثواب الأعمال وكتاب السنن. وقد وقع لنا أشياء من حديثه وتخاريجه. روى عنه أبو سعد الماليني، وأبو بكر بن مردويه، وأبو بكر الملك بن عبد الرحمن الشيرازي، وأبو نعيم، ومحمد بن علي بن سمويه المؤدب، وسفيان بن حسنكويه، وأبو بكر محمد بن علي بن برد، والفضل بن محمد القاساني، وحفيده محمد بن عبد الرزاق بن عبد الله، وأبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الكاتب، وخلق سواهم. قال بهروزمرد أبو نعيم: كان أحد الأعلام، صنف الأحكام والتفسير، وكان يفيد عن الشيوخ) ويصنف لهم ستين سنة، وكان ثقة. أخبرنا علي بن عبد الغني المعدل في كتابه، أنه سمع يوسف بن خليل الحافظ يقول: رأيت في النوم كأني دخلت مسجد الكوفة، فرأيت في وسطه شيخاً طوالاً لم أر (26/419)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 420 قط أحسن منه، وعليه ثياب بيض، فقيل لي: أتعرف هذا قلت: لا. فقيل لي: هو أبو محمد بن حيان، فخرجت خلفه، وقلت له: أنت أبو محمد بن حيان فقال: أنا أبو محمد. قلت: أليس قد مت قال: بلى. قلت: فبالله، ما فعل الله بك قال: الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض، إلى آخر الآية. فقلت: أنا يوسف بن خليل الدمشقي جئت لأسمع حديثك وأحصل كتبك. فقال: سلمك الله، وفقك الله، ثم صافحته، فلم أر شيئاً قط ألين من كفه، فقبلتها ووضعتها على عيني. توفي أبو الشيخ فيما ذكر أبو نعيم في سلخ المحرم من السنة. عبد الرحمن بن أحمد بن حمدويه، أبو سعيد النيسابوري المقريء المؤذن. كان خيراً مجتهداً من أولاد المحدثين. حج به أبوه سنة ثلاثمائة، وجاور به، فسمعه من: أحمد بن زيد بن هارون القزاز صاحب إبراهيم بن المنذر الحرامي، ومن جماعة ثم رجع وسمع من عبد الله بن شيرويه، ومحمد بن شادل، والسراج، وابن خزيمة، وببغداد من البغوي، وجماعة. وخرج له الحاكم فوائد، وحدث بأصبهان وبالبصرة وغيرهما. روى عنه: الحاكم، وأبو حفص بن مسرور. عبد الرحمن بن عبيد الله بن موسى أبو المطرف بن الزامر القرطبي. سمع: أحمد بن يحيى بن الشامة، ووهب بن مسرة، ومحمد بن (26/420)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 421 معاوية القرشي، وخلقاً، ورحل فسمع من الآجري، وطبقته، وكان كثير الجمع للحديث. عاش خمسين سنة. عبد العزيز بن محمد بن الحسن بن محمد التميمي الجوهري، أبو محمد قاضي الصعيد. روى عن: ابن زبان، وأبي جعفر الطحاوي. عبيد الله بن العباس بن الوليد بن مسلم، أبو أحمد الشطوي. البغدادي ثقة. سمع: عبد الله بن ناجية، وإبراهيم بن موسى الجوزي، وأحمد بن حسن الصوفي.) وعنه: أبو العلاء الواسطي، وعلي بن عبد العزيز الظاهري، ومحمد بن عمر بن بكير، وأبو علي بن دوما. وقال ابن أبي الفوارس: توفي في شوال، وكان فيه تساهل. علي بن حفص الأردبيلي الحافظ. سمع: الحسن بن علي الطوسي، ومحمد بن إبراهيم الأصبهاني، وجماعة. وكان حافظاً كأبيه. (26/421)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 422 عمر بن أحمد بن السراج الشاهد، أبو حفص، بغدادي ثقة. أحذ عن: أبي بكر بن الأنباري. عمر بن أحمد بن يوسف، أبو حفص البغدادي، وكيل الخليفة المتقي لله، يعرف بأبي نعيم. روى عنه: أحمد بن الحسن الصوفي، وغيره. روى عنه: أبو الفتح بن أبي الفوارس، وبشري الفاتني. وثقه الخطيب. محمد بن أحمد بن جعفر، أبو عمر الأرغياني المؤذن. ثقة. حدث بسمرقند: عن أبي العباس السراج، وعلي بن الفضل البلخي. وعنه: أبو سعيد الإدريسي. توفي بسمرقند في ذي القعدة. محمد بن أحمد بن حامد بن حميرويه، أبو أحمد النيسابوري الكرابيسي الحافظ. سمع: السراج، ومؤمل بن الحسن، وطبقتهما، ورحل فسمع من أبي حاتم، وأبي عقدة، وطبقتهما. قال الحاكم: كان يرجع إلى عرفة وفهم. سمع الكثير، وصنف وثنا. توفي في صفر. محمد بن أحمد بن حامد، أبو جعفر بن الميتم البغدادي، مولى الهادي. (26/422)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 423 قال ابن أبي الفوارس: كتبنا عنه، عن الفريابي، وغيره، وكان لا بأس به، وكان فيه دعابة. توفي في شوال. محمد بن سليمان بن محمد بن سليمان بن هارون، الإمام أبو سهل الحنفي العجلي الصعلوك) النيسابوري. الفقيه الشافعي الأديب اللغوي المتكلم المفسر النحوي الشاعر المفتي الصوفي، حبر زمانه بقية أقرانه. هذا قول الحاكم فيه. وقال: ولد سنة ست وتسعين ومائتين، وأول سماعه سنة خمس وثلاثمائة. واختلف إلى أبي بكر بن خزيمة، ثم إلى أبي علي محمد بن عبد الوهاب الثقفي، وناظر وبرع، ثم استدعي إلى أصبهان، فلما بلغه نعي عمه أبي الطيب، خرج متخفياً، فورد نيسابور سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، ثم نقل أهله من أصبهان، وأفتى ودرس بنيسابور نيفاً وثلاثين سنة. سمع: ابن خزيمة، وأبا العباس السراج، وأبا العباس أحمد بن محمد الماسرجسي، وأبا قريش محمد بن جمعة، وأحمد بن عمر المحمد أباذي، وبالري أبا محمد بن أبي حاتم، وببغداد إبراهيم بن عبد الصمد، وأبا بكر بن الأنباري، والمحاملي. وكان يمتنع من التحديث كثيراً إلى سنة خمس وستين، فأجاب للإملاء. وقد سمعت أبا بكر بن إسحاق الضبعي غير مرة يعود الأستاذ أبا (26/423)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 424 سهل ويقول: بارك الله فيك لا أصابك العين. وسمعت أبا منصور الفقيه يقول: سئل أبو الوليد الفقيه عن أبي بكر القفال وأبي بكر الصعلوكي أيهما أرجح فقال: ومن يقدر أن يكون مثل أبي سهل. وقال الصاحب إسماعيل بن عباد: ما رأينا مثل أبي سهل، ولا رأى مثل نفسه. وقال الحاكم أبو عبد الله: أبو سهل مفتي البلدة وفقيهها، وأجلد من رأينا من الشافعيين بخراسان، ومع ذلك أديب، شاعر، نحوي، كاتب، عروضي، محب للفقراء. وقال أبو إسحاق الشيرازي: أبو سهل الصعلوكي الحنفي من بني حنيفة، صاحب أبي إسحاق المروزي، مات في آخر سنة تسع وستين، وكان فقيهاً، أديباً، شاعراً، متكلماً، مفسراً، صوفياً، كاتباً. وعنه أخذ ابنه أبو الطيب، وفقهاء نيسابور. قلت: وهو صاحب وجه، ومن غرائبه أنه قال: إذا نوى غسل الجنابة والجمعة معاً لا يجزئه لواحد. وقال بوجوب النية لإزالة النجاسة. وقد نقل الماوردي، وأبو محمد البغوي للإجماع أنها لا تشترط. وقال أبو العباس الفسوي: كان أبو سهل الصعلوكي مقدماً في علم الصوفية، صحب الشبلي، وأبا علي الثقفي، والمرتعش، وله كلام حسن في التصوف.) قلت: مناقبه جمة، ومنها ما رواه القشيري أنه سمع أبا بكر بن فورك يقول: سئل الأستاذ أبو سهل عن جواز رؤية الله بالعقل، فقال: الدليل عليه شوق المؤمنين إلى لقائه، والشوق إرادة مفرطة، والإرادة لا تتعلق بمحال. وقال السلمي: سمعت أبا سهل يقول: ما عقدت على شيء قط، وما (26/424)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 425 كان لي قفل ولا مفتاح، ولا صررت على فضة ولا ذهب قط. وسمعته يسأل عن التصوف فقال: الإعراض من الإعتراض. وسمعته يقول: من قال لشيخه: لم، لا يفلح أبداً. وقد حضر أبو القاسم النصراباذي وجماعة، وحضر قوال، فكان فيما عني به، هذا: جعلت تنزهي نظري إليكا. فقال النصراباذي: جعلت، فقال أبو سهل: بل جعلت، فرأينا النصراباذي ألطف قولاً منه في ذلك، فرأى ذلك فينا، فقال: ما لنا وللتفرقة، أليس يمين الجمع أحق فسكت النصراباذي ومن حضر. وقال لي أبو سهل: أقمت ببغداد سبع سنين، فما مرت بي جمعة إلا ولي على الشبلي وقفة أو سؤال، ودخل الشبلي على أبي إسحاق المروزي فرآني عنده فقال ذا المجنون من أصحابك قال لا بل من أصحابنا. أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن تاج الأمناء، أنا محمد بن يوسف الحافظ، أن زينب ينت أبي القاسم الشعري أخبرته. ح وأنا أبو الفضل، أنها كتبت إليه تخبره، أن إسماعيل بن أبي القاسم أخبرها، ثنا عمر بن أحمد بن مسرور، ثنا أبو سهل محمد بن سليمان الحنفي إملاء، ثنا أبو قريش الحافظ، ثنا يحيى بن سليمان بن نضلة، ثنا مالك، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المؤمن يأكل في معي واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء. (26/425)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 426 وبهذا الإسناد إلى ابن مسرور. قال: أنشدنا أبو سهل لنفسه: (أنام على سهو وتبكي الحمايم .......... وليس لها جرم ومني الجرايم)

(كذبت وبيت الله لو كنت عاقلاً .......... لما سبقتني بالبكاء الحمايم) وقال الحاكم: سمعت الأستاذ أبا سهل ودفع إليه مسألة، فقرأها علينا، وهي:) (تمنيت شهر الصوم لا لعبادة .......... ولكن رجاء أن أرى ليلة القدر)

(فأدعوا له الناس دعوة عاشق .......... عسى أن يريح العاشقين من الهجر) فكتب أبو سهل في الحال: (تمنيت ما لو نلته فسد الهوى .......... وحل به للحين قاصمة الظهر)

(فما في الهوى طب ولا لذة سوى .......... معاناة ما فيه يقاسي من الهجر.) قال الحاكم: فتوفي أبو سهل في ذلك سنة تسع وستين بنيسابور. محمد بن صالح بن علي بن يحيى بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله ابن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس القاضي، أبو الحسن الهاشمي العباسي البغدادي، الكوفي الأصل، المعروف بابن أم شيبان قاض بغداد. سمع: عبد الله بن زيدان البجلي ومحمد بن عقبة. وروى عنه: أبو بكر البرقاني، وغيره. (26/426)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 427 وولي القضاء سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، وقدم بغداد من الكوفة مع أبيه وأخيه القاضي محمد الذي مر بعد ثلاثمائة. وقرأ على ابن مجاهد، ثم صاهر أبا عمر محمد بن يوسف القاضي على بنت بنته. قال طلحة بن جعفر: هو رجل عظيم القدر، واسع العلم، كثير الطلب، حسن التصنيف، ينظر في فنون، متوسط في مذهب مالك. قال: ولا أعلم هاشمياً تقلد قضاء بغداد غيره، جمعت له بغداد، ثم قلد معها قضاء مصر، وقطعة من الشام. وقال ابن أبي الفوارس: كان نبيلاً فاضلاً، ما رأينا في معناه مثله، وفي الصدق نهاية. ولد سنة ثلاث وتسعين ومائتين. قال: وتوفي فجأة لليلة من جمادى الأولى. قلت: كان من خيار القضاة في زمانه مع الشرف والعلم. محمد بن عبد الرحمن بن سهل بن مخلد، أبو عبد الله الأصبهاني الغزال. محدث رحال جوال. سمع عبدان الأهوازي، ومحمد بن زبان بن حبيب، وعلب بن أحمد علان، والقاسم بن عيسى القصار الدمشقي وطبقتهم. وعنه: أبو بكر بن أبي علي الذكواني، وأبو نعيم الأصبهاني، وقال: هو أحد من يرجع إلى حفظ ومعروف، وله مصنفات.) توفي في ذي الحجّة. (26/427)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 428 وروى عنه أيضاً: أبو سعد الماليني، وأبو بكر أحمد بن الحارث الأصبهاني، وطائفة. وله تصانيف في القراءآت والحديث. محمد بن علي بن الحسن بن أحمد، أبو بكر النقاش الحافظ المصري نزيل تنيس. ولد سنة اثنتين وثمانين ومائتين، وهو راوي نسخة فليح. توفي في شعبان. روى عن: محمد بن جعفر الإمام نزيل دمياط صاحب إسماعيل بن أبي أويس، وأحد شيوخ النسائي أيضاً، وأبي عبد الرحمن النسائي، وأبي يعقوب إسحاق المنجنيقي. ورحل من مصر، فسمع بدمشق جماهر بن محمد الزملكاني، وببغداد عمر بن أبي غيلان، ومحمد بن أبي صالح بن ذريح، وبالموصل أبا يعلى، وبالأهواز عبدان، في خلق سواهم. وعنه: الدارقطني، والحسين بن جعفر الكاملي، ويحيى بن علي الطحان، وعلي بن إبراهيم بن علي الغازي، والحسن بن جماعة الإسكندراني، وعلي بن الحسين بن جابر التنيسي القاضي، وغيرهم. ورحل إليه الدارقطني إلى تنيس. توفي النقاش رابع شعبان، وكان أحد أئمة الحديث. محمد بن محمد بن إسماعيل، أبو نصر الكرابيسي النيسابوري. يروي عن: علي بن عبدان، وابن الشرقي. ما كأنه شاخ. محمد بن المهلب بن محمد، أبو بكر المصري الصيدلاني العدل. توفي في صفر، وله مائة وتسع سنين. (26/428)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 429 محمد بن يحيى بن عبد العزيز، أبو عبد الله القرطبي بن الخراز. سمع: محمد بن عمر بن لبابة، وعمر بن حفص، وأسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد، وجماعة. وولي قضاء طليلطة وباجة، وولي الصلاة بقرطبة، وزمن في الآخر سبعة أعوام، فأكثروا عنه. قال ابن الفرضي: لزمته عاماً، وكان ثقة مأموناً. توفي في شوال.) مخلد بن جعفر بن مخلد بن سهيل، أبو علي الفارسي الدقاق الباقرحي. سمع: يحيى بن محمد البحتري، ويوسف القاضي، ومحمد بن يحيى المروزي، والحسن بن علويه، وأبا العباس بن مسروق، وأحمد بن يحيى الحلواني. وله مشيخة سمعناها. روى عنه: أبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو نعيم، وأبو العلاء الواسطي، ومحمد بن علي العلاف، ومحمد بن الحسين بن بكير. قال أحمد بن علي البادا: كان ثقة صحيح السماع، غير أنه لم يعرف شيئاً من الحديث. (26/429)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 430 وقال ابن أبي الفوارس: كان له أصول كثيرة عن الفريابي، ويوسف القاضي، وغيرهما جياد بخطه. وقال أبو نعيم: بلغنا أنه خلط بعد سفري. وقال أبو الحسن محمد بن العباس بن الفرات: كان مخلد بن جعفر أصوله صحيحة، ثم إن ابنه حمله في آخر عمره على ادعاء أشياء، منها المغازي عن المروزي، والمبتدأ عن ابن علويه، وتاريخ الطبري الكبير، وغير ذلك. فشرهت نفسه إلى ذلك وقبل منه، واشترى له هذه الكتب، فحدث بها، فانهتك. وقال ابن أبي الفوارس: حدث بالتاريخ والمبتدأ من كتاب ليس فيه سماع له، أسأل الله الستر الجميل، ولعل أنه ظن أن هذا يجوز عند أصحاب الحديث، إذا سمع كتاباً معروفاً أن يقرأه من كتاب غيره. قال: وتوفي لليلة بقيت من ذي الحجّة. يحيى بن يعقوب بن حامد، أبو زكريا القزويني البزاز. سمع: محمد بن أيوب بن الضريس، وأبا خليفة الجمحي، وعمر بن إسماعيل بن أبي غيلان. وكان فقيهاً مالكي المذهب. عاش دهراً. أحسبه توفي بقزوين. (26/430)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 431 1 (وفيات سبعين وثلاثمائة) أحمد بن سعيد، أبو الحسين البغدادي الذهب وكيل دعلج. روى عن: جعفر الجلدي، وأبي مزاحم موسى بن عبيد الله الخاقاني، وعبد الكريم بن النسائي، سمع منه كتاب والده في الضعفاء، وسمع من هذا الشيخ أبو الحسن الدارقطني هذا الحديث.) وروى عنه: عبد الغني بن سعيد، وأبو بكر البرقاني. وذكر البرقاني أنه كان فاضلاً، وتوفي بطريق مكة. أحمد بن عبد الكريم الحلبي مراوي جزء الرافعي عنه. روى عنه: المسدد الأملوكي، وغيره. أحمد بن علي، أبو بكر الرازي، العلامة صاحب التصانيف، وتلميذ (26/431)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 432 أبي الحسن الكرخي، وإليه انتهت رئاسة الحنفية ببغداد، وعنه أخذ فقهاؤها. وكان مشهوراً بالزهد والفقه. عرض عليه قضاء القضاة فامتنع منه. روى في تصنيفه عن: أبي العباس الأصم، وعبد الباقي بن قانع، والطبراني. وعاش خمساً وستين سنة. قدم بغداد في صباه وسكنها. وتصانيفه تدل عل حفظه للحديث وبصره به. وكان رأساً في الزهد. قال أبو بكر الخطيب: ثنا أبو العلاء الواسطي قال: لما امتنع القاضي أبو بكر الأبهري المالكي من أن يلي القضاء قالوا: فمن يصلح قال: أبو بكر الرازي. وكان الرازي يزيد حاله على منزلة الرهبان في العبادة فأريد للقضاء فامتنع، وكان يميل إلى الإعتزال. وفي تصانيفه ما يدل على ذلك في مسألة الرؤية وغيرها. وتوفي في ذي الحجة، وعاش خمساً وستين سنة. قدم بغداد في صباه. أحمد بن محمد بن بشر، أبو بكر بن الشارب، المقريء. قرأ برواية قنبل على: أبي بكر محمد بن موسى بن محمد الهاشمي الزينبي صاحب قنبل. قرأ عليه: أبو العلاء محمد بن علي الواسطي ومحمد بن الحسين الكارزيني. (26/432)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 433 توفي في المحرم. أحمد بن محمد، أبو العباس الدارمي المصيصي، الشاعر المشهور بالنامي، أحد شعراء سيف الدولة الخواص، وكان تلو المتنبي في الرتبة عند سيف الدولة. وكان عرافاً باللغة. أملى آداباً بحلب عن: علي بن سليمان الأخفش، وابن درستويه الفارسي، وأبي بكر الصولي، وجماعة. روى عنه: أبو القاسم الحسين بن علي بن أسامة الحلبي، وأبو الحسين أحمد بن علي أخوه، و) أبو بكر الخالدي، والقاضي أبو طاهر صالح بن جعفر الهاشمي. وله في سيف الدولة. (أمير العلى إن العوالي كواسب .......... علاءك في الدنيا وفي جنة الخلد)

(يمر عليك الحول سيفك في الطلى .......... وطرفك ما بين الشكيمة واللبد)

(ويمضي عليك الجهر فعلك للعلى .......... وقولك للتقوى وكفك للرفد) وله مع المتنبي وقائع ومعارضات في الأناشيد، وليس هو من رجال المتنبي، ولكنه شاخ، وبقي شيخ الأدباء بالشام. ذكر أبو الخطاب بن عون قال: دخلت عليه فوجدت رأسه كالثغامة بياضاً، وفيه شعرة واحدة سوداء، فقلت له: يا سيدي في رأسك شعرة سوداء، فقال: نعم هذه بقية شبابي وأنا أفرج بها، ولي فيها: (رأيت في الرأس شعرة بقيت .......... سوداء تهوي العيون رؤيتها)

(فقلت للبيض إذ تروعها .......... بالله إلا رحمت غربتها)

(فقل لبث السوداء في وطن .......... تكون فيه البيضاء ضرتها) (26/433)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 434 ثم قال لي: بيضاء واحدة تروع ألف سوداء فيكف حال سوداء بين ألف بيضاء. وتوفي النامي عن تسعين سنة. وشعره قليل كان بطيء الخاطر، ربما بقي أشهراً في عمل القصيدة. وكان يحدث لسيف الدولة الحادثة أو الفتح فيهنيه بذلك بعد أشهر. والمصيصة مجاورة لطرسوس على ساحل بحر الروم، بناها صالح بن علي عم المنصور سنة أربعين ومائة، وهي اليوم بيد صاحب سيس. أحمد بن محمد بن هارون، أبو بكر الرازي الديبلي. ذكر أنه قرأ القرآن بحرف عاصم على حسنون بن الهيثم الدويري صاحب هبيرة، وسمع من إبراهيم بن شريك، وجعفر الفريابي. ومولده سنة خمس وسبعين ومائتين. قال أبو العلاء الواسطي: قرأ عليه القرآن، وختمت عليه في جمادى الآخرة سنة سبعين وتوفي لسبع بقين من رجب في السنة. وقال لي: قرأت على حسنون في سنة ثمان وثمانين، وسنة تسع وثمانين ومائتين، ثلاث ختمات. وتوفي سنة تسعين.) وسمع منه: أبو العلاء، وأبو علي بن دوما. وكان يكون بالحربية. أحمد بن منصور بن الأغر اليشكري الدينوري. سكن بغداد، وروى عن: أبي بكر بن أبي داود، وابن دريد، والصولي. والغالب عليه الأخبار. (26/434)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 435 أدب الأمير حسن بن عيسى بن المقتدر فسمع من اليشكريات. إبراهيم بن ثابت، الزاهد القدوة، أبو إسحاق الدعاء، بغدادي كبير، لقي الجنيد، وحفظ عنه. حكى عن: يوسف القواس، وعلي بن الحسن القزويني، وغيرهما. قال السلمي: لقي الجنيد وصحب المشايخ، وكان من أروع الشيوخ وأزهدهم وألزمهم لطريقة الشريعة. قلت له: أوصيني، قال: دع ما تندم عليه. وقال هلال بن المحسن: بلغ المائة، ومات في صفر سنة سبعين. إبراهيم بن جعفر، أبو محمود الكتامي المغربي، أحد قواد المعز. قدم دمشق مقدماً على جيوش المصريين في رمضان سنة ثلاث وستين، فرحل عن دمشق ظالماً العقيلي، واستعمل على البلد جيش بن الصمصامة ابن أخيه، ثم عزله وولى غيره، وعزله أيضاً، حتى قدم ريان الخادم بعزل أبي محمود، وجرت بين أبي محمود وبين الدماشقة حروب كثيرة وفتن وأراجيف، فخرج إلى طبرية، ثم إنه ولي دمشق بعد حميدان العقيلي وكان بها قسام، وقد قوي بها وله أتباع وجموع، فلم يكن لأبي محمود الكتامي معه أمر، وبقي ذليلاً مستضعفاً مع قسام، وكان ضعيف العقل سيء التدبير. توفي في صفر سنة سبعين. إسحاق بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مطرف، أبو النضري الأندلسي من أهل إستجة. (26/435)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 436 سمع محمد بن عبد الملك بن أيمن. وكان نحوياً لغوياً شاعراً بليغاً فصيحاً. توفي في شعبان. إسماعيل بن القاسم بن إسماعيل، أبو القاسم الحلبي. حدث في هذه السنة بحمص في ذي القعدة عن: علي بن عبد الحميد الغضايري، ويعقوب بن إسحاق العسقلاني، وأبي أحمد العباس بن الفضل المكي، ويحيى بن علي الكندي، وأبي عبد الله محمد بن يزيد الدورقي، لقيه بطرسوس وحدثه عن بشر بن معاذ، وغيره.) روى عن: المسدد بن علي الأملوكي. بشر بن أحمد بن بشر بن محمود، أبو سهل الإسفراييني الدهقان، شيخ تلك الناحية في عصره، أحد المذكورين بالشهامة. سمع: محمد بن محمد بن رجا، وأحمد بن سهل، وجعفر الساماني، وإبراهيم بن علي الذهلي، ورحل إلى الحسن بن سفيان فقرأ عليه المسند، وسمع ببغداد: محمد بن يحيى المروزي، وعبد الله بن ناجية، والفريابي، وسمع بالموصل من أبي يعلى مسنده، وأملى زماناً. قال الحاكم: انتخبت عليه وأملى زماناً من أصول صحيحة. روى عنه: العلاء بن محمد بن سعيد، وشريك بن عبد الملك المهرجاني، ومحمد بن حميم الفقيه، محمد بن محمد بن أبي المعروف، وهم من شيوخ البيهقي، وعمر بن أحمد بن مسرور الزاهد. توفي في شوال وله ست وتسعون سنة. الحسن بن إسحاق بن إبراهيم بن زيد، أبو محمد الأصبهاني المعدل. (26/436)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 437 رحل وحدث عن العراقيين والشاميين. قال أبو نعيم: كثر الحديث، له معرفة وإتقان، ثنا عن محمد بن سعيد البرجمي الحمصي، وعمر بن سهل، والحسن بن علي الشعراني الطبراني. وعنه أبو بكر، وأبو نعيم، وآخرون. الحسن بن بشر بن يحيى، أبو القاسم الآمدي النحوي الكاتب. سمع من إبراهيم بن عرفة نفطويه النحوي وغيره، وله كتاب المختلف والمؤتلف في أسماء الشعراء وكتاب نثر المنظوم وكتاب الموازنة بين أبي تمام والبحتري وهو كتاب مشهور. وكتاب شدة حاجة المرء إلى أن يعرف نفسه وكتاب فعلت وأفعلت وهو كتاب نفيس في معناه، وكتاب ديوان شعره وله سوى ذلك من التصانيف الأدبية. ذكره التنوخي فقال: ولد بالبصرة وأخذ ببغداد عن: الأخفش، والزجاج، وابن دريد، وغيرهم، وانتهت رواية القديم والأخبار في آخر عمره إليه بالبصرة، ومات سنة سبعين وقد ولي قضاء البصرة، وكان من أئمة الأدب. الحسن بن رشيق، أبو محمد العسكري، عسكر مصر، المعدل الحافظ.) (26/437)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 438 روى عن: أبي عبد الرحمن النسائي، وأحمد بن حماد زغبة، وأحمد بن إبراهيم أبي دجانة المعافري، والمفضل بن محمد الجندي، وعلي بن سعيد بن بشير، ومحمد بن عثمان بن سعيد السراج العنزي، ومحمد بن خالد البرذعي، وأحمد بن محمد بن يحيى الأنماطي، وأبي الرقراق صاحب يحيى بن بكير، وأحمد بن محمد بن عبد العزيز المعلم، ويموت بن المزرع، وخلق كثير. وعن: الدارقطني، وعبد الغني، وأبو محمد بن النحاس، وإسماعيل بن عمرو المقبري، ويحيى بن علي بن الطحان، ومحمد بن مغلس الداوودي، ومحمد بن جعفر بن أبي المذكر، وعلي بن ربيعة التميمي، وأبو القاسم علي بن محمد الفارسي، ومحمد بن الحسين بن الطفال، وآخرون من المصريين والمغاربة وأهل الأندلس. وكان محدث ديار مصر في زمانه. قال أبو القاسم يحيى بن الطحان في تاريخه: روى عن النسائي وأحمد بن حماد وخلق لا أستطيع ذكرهم، ما رأيت عالماً أكثر حديثاً منه، قال لي: ولدت في صفر سنة ثلاث وثمانين ومائتين، وتوفي في جمادى الآخرة سنة سبعين. الحسن بن محمد بن يحيى بن المغيرة، أبو علي الثقفي الجرجاني. سمع عمران بن موسى بن مجاشع، وأبا بكر ابن خزيمة، وأبا العباس السراج. وعنه القاضي أبو بكر الجرجاني وحمزة السهمي، وأبو الحسن الحناطي. وقد سمع من البغوي ببغداد. (26/438)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 439 االحسين بن أحمد بن حمدان بن خالويه، أبو عبد الله الهمذاني النحوي اللغوي. قدم بغداد فأخذ عن: أبي بكر بن الأنباري وأبي بكر بن مجاهد، وقرأ عليه، وأبي عمر الزاهد غلام ثعلب، ونفطويه، وأبي سعيد السيرافي، وقيل إنه أدرك ابن دريد وأخذ عنه. ثم إنه قدم الشام وصحب سيف الدولة بن حمدان، وأدب بعض أولاده، ونفق شوقه بحلب، واشتهر ذكره، وقصده الطلاب من الآفاق. أخذ عنه: عبد المنعم بن غلبون، والحسن بن سليمان، وغيرهما. وكان صاحب سنة. وصنف في اللغة كتاب ليس. وكتاب شرح الممدود والمقصور وكتاب أسماء الأسد ذكر له خمسمائة اسم، وكتاب البديع في القراءآت وكتاب الجمل في النحو) وكتاب الإشتقاق وكتاب غريب القرآن، وله مصنفات سوى ما ذكرنا. ومات بحلب سنة سبعين، وقيل سنة إحدى وسبعين. حكم بن محمد بن هشام، أبو القاسم القرشي القيرواني المقريء. قرأ القرآن بالقيروان على الهرواي أبي بكر صاحب ابن خيرون، (26/439)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 440 ثم دخل مصر فجالس بنان الحمال الزاهد، وسمع من الحسين بن محمد بن داود، وقرأ على قرائها، ودخل العراق فقرأ بها القراءآت، وصحب أبا عمرو الزاهد، وقدم الأندلس، فأكرمه المستنصر. وكان فيه صلابة في السنة وإنكار على المبتدعة. وكان يقريء القرآن. توفي في ربيع الآخر، عن ثنتين وثمانين سنة. الزبير بن عبيد الله بن موسى، أبو يعلى التوزي البغدادي، نزيل نيسابور. وسمع البغوي، وابن صاعد، وطائفة، ورحل، وحصل، وتعانى التجارة. وتوفي بالموصل سنة سبعين، رحمه الله. عبد الله بن أحمد بن جعفر بن أحمد بن زياد بن مهران، أبو محمد الشيباني. سمع: السراج، وابن خزيمة. توفي في جمادى الآخرة بنيسابور، وقيل مات سنة إحدى وسبعين. عبد الله بن أحمد بن الصديق المروزي. سمع حديثاً من محمد بن إبراهيم البوسنجي، وسمع ممن بعده. وروى عنه: أبو بكر البرقاني، ومحمد بن عبيد الله الحنائي، وجماعة من أبناء التسعين. (26/440)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 441 عبد الله بن محمد الأصبهاني، أبو محمد الصائغ. سمع: الحسين بن إدريس بهراة، وجعفر الفريابي ببغداد، وعلي بن سعيد العسكري بأصبهان، وجماعة. وعنه: أبو نعيم، وأبو بكر أحمد بن محمد بن الأسود الشروطي، وغيرهما. توفي في رجب سنة سبعين. عبد الله بن محمد بن محمد بن فورك بن عطاء، أبو بكر الأصبهاني المقريء القباب، هو الذي يعمل المحارة. كان مسند أصبهان في عصره ومقرئها.) سمع: محمد بن إبراهيم الجيزاني في سنة ثمان وسبعين ومائتين، وأبا بكر بن أبي عاصم، وعبد الله بن محمد بن النعمان وعلي بن محمد الثقفي، وعبد الله بن محمد بن سلام، وطائفة. وقرأ القرآن على أبي الحسن محمد بن أحمد بن شنبود. وعنه: أبو نعيم الفضل بن أحمد بن الخياط، وعلي بن أحمد بن مهران الصحاف، وابنه عبد الرحمن بن أبي بكر، وأبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الكاتب، وآخرون. وتوفي في ذي القعدة. قرأ عليه أبو بكر محمد بن عبد الله بن المرزبان، وآخرون. عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم، أبو عمر الأصبهاني القطان. (26/441)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 442 رحل وسمع أبو القاسم، البغوي، وابن أبي داود. وعنه: أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي علي. عبيد الله بن علي بن جعفر أبو الطيب الدقاق. عن: محمد بن سليمان الباهلي، وعبد الله بن الحسن الطيبي. وعنه: البرقاني. عبيد الله بن العباس بن الوليد بن مسلم الشطوي. سمع: عبد الله بن ناجية، وإبراهيم بن موسى الجوزي، وأحمد بن الحسن الصوفي. روى عنه: علي الظاهري، وأبو العلاء الواسطي، وابن بكير، وأبو علي ابن دوما. وكان ثقة. عبيد الله بن الحسين، أبو القاسم الحذاء قاضي الموصل. سمع: أبا يعلى الموصلي. وعنه: أبو القاسم التنوخي وإبراهيم بن عمر البرمكي. وهو أقدم شيوخ التنوخي وفاة. علي بن عبد الله بن محمد بن عبيد، أبو الحسن البغدادي الزجاج الشاهد. روى عن: أبي العلاء الجوزجاني، وحسنون بن موسى. روى عنه: أبو القاسم التنوخي وقل: كان نبيلاً، قرأ على أحمد بن سهل الأشناني. (26/442)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 443 وقال العتيقي: ثقة مأمون، مات في رجب، وله خمس، وسبعون سنة.) علي بن عيسى بن محمد بن المثنى، أبو الحسن الهروي الماليني. سمع: الحسن بن سفيان، ومحمد بن المنذر بن شكر، وغيرهما. وعنه، أبو يعقوب إسحاق القراب، وأبو عثمان سعيد القرشي. وتوفي في المحرم. عمر بن أحمد بن ريطة الأصبهاني. توفي في ربيع الأول. محمد بن جعفر، أبو الحسين الأصبهاني الواعظ الأبح. يروي عن: محمد بن سهل، وأب يعمرو بن عقبة، وأحمد بن محمد بن أسيد، والهذيل بن عبد الله. وكان كثير الحديث حسن المعرفة به. روى عنه: أبو بكر ابن أبي، وأبو نعيم. وتوفي في شعبان. محمد بن أحمد بن الأزهر بن طلحة، أبو منصور الهروي الأزهري النحوي اللغوي الشافعي. سمع بهراة من: الحسين بن إدريس، ومحمد بن عبد الرحمن السامي وطائفة، ثم رحل إلى بغداد. وسمع: أبو القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، وإبراهيم بن عرفة، ونفطويه، وابن السراج، وأبا الفضل المنذري. ولم (26/443)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 444 يأخذ عن ابن دريد تديناً له قال: دخلت داره غير مرة فألفيته على كرسيه سكراناً. أخذ عنه: أبو عبيد الهروي صاحب الغريبين، وحدث عنه أبو يعقوب القراب، وأبو ذر عبد بن أحمد، وأبو عثمان سعيد القرشي، وأبو الحسين الباشاني، وغيرهم. وكان بارعاً في المذهب، ثقة ورعاً فاضلاً. وقيل إنه أسر فوجدوا بخطه قال: امتحنت بالأسر سنة عارضت القرامطة الحاج بالهبير، وكان القوم الذين وقعت في سهمهم عرباً نشأوا بالبادية يبتغون مساقط الغيث أيام النجع، ويرجعون إلى إعداد المياه في محاضرهم زمن القيظ، ويتكلمون بطباعهم البدوية، ولا يكاد يوجد في منطقهم لحن، أو خطأ فاحش، فبقيت في أسرهم دهراً طويلاً، وكنا نشتي بالدهناء، ونرتبع بالصمان، وأسند منهم ألفاظاً جمة. صنف كتاب تهذيب اللغة في عشر مجلدات، وكتاب التقريب في التفسير وكتاب تفسير ألفاظ كتاب المزني وكتاب علل القراءآت وكتاب الروح وما ورد فيها من الكتاب والسنة وكتاب) تفسير الأسماء الحسنى وكتاب الرد على الليث وكتاب تفسير إصلاح المنطق وكتاب تفسير السبع الطوال وكتاب تفسير ديان أبي تمام، وله سوى ذلك من المصنفات. (26/444)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 445 أخبرنا أبو علي بن الخلال، أنا بعد الله بن عمر، أنا عبد الأول بن عيسى، أنا أبو إسماعيل عبد الله بن محمد، أنا علي بن أحمد بن حمدويه، ثنا محمد بن أحمد بن الأزهر إملاء، ثنا عبد الله بن عروة، ثنا محمد بن الوليد، عن غندر، عن شعبة، عن الحكم، عن علي بن الحسين عن مروان بن الحكم قال: شهدت عثمان وعلياً، فنهى عثمان عن المتعة وأن يجمع بينهما، فلما رأى ذلك علي أهل بهما، فقال: لبيك بحجة وعمرة، فقال عثمان: تراني أنهى الناس وأنت تفعله فقال: لم أكن لأدع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول أحد من الناس. إسناده صحيح، وهو شيء غريب، إذ فيه رواية علي بن الحسين عن مروان، وفيه تصويب مروان اجتهاد علي على اجتهاد عثمان، مع كون مروان عثمانياً، والله أعلم. توفي في ربيع الآخر، رحمه الله. ولد سنة اثنتين وثمانين ومائتين. محمد بن أحمد بن طالب، أبو الحسن البغدادي نزيل طرابلس الشام. حدث عن: أبو القاسم البغوي، وابن الأنباري، وحرمي بن أبي العلاء، وجماعة. وعنه: حمزة بن عبد الله بن الشام وعبيد الله بن القاسم الطرابلسيان. (26/445)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 446 محمد بن أحمد بن محمد بن مسور، أبو عبد الله مولى بني هاشم القرطبي. سمع من: من جده محمد بن مسور وأحمد بن خالد وجماعة قال ابن الفرضي كان شيخاً قليل العلم سمعت منه أنا وغيري توفي في صفر محمد بن أحمد بن محمد بن حماد بن المتيم أبو جعفر الهاشمي مولى الهادي سمع من محمد بن يحيى المروزي، ومحمد بن جعفر القتات، والفريابي. وعنه: البرقاني، وأبو طاهر العلاف، وأبو نعيم. ورخه ابن أبي الفوراس، وقال: كان لا بأس به. محمد بن إبراهيم بن الفرخان، أبو جعفر الأستراباذي الفقيه. ثقة ثبت متقن. نزل سمرقند، وبها توفي في ربيع الآخر. روى عن: أبو القاسم البغوي، وابن أبي داود. وعنه: أبو سعد الإدريسي.) محمد بن جعفر بن الحسين، أبو بكر البغدادي، الوراق الحافظ، غندر. (26/446)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 447 سمع: الحسن بن علي بن شبيب المعمري، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي، وابن دريد، وأبا عروبة الحراني، ومكحولاً البيروتي، وأبا الجهم بن طلاب، وأبا جعفر الطحاوي، وطائفة سواهم. وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وابن جميع الغساني، وعبد الرحمن السلمي، وعمر بن أبي سعد الهروي، وأبو نعيم. قال الحاكم: بقي عندنا بنيسابور سنتين سنة ست وسبع وثلاثين يفيدنا، وخرج إلى أفراد الخراسانيين من حديثي في سنة ست وستين، ودخل إلى أرض الترك، وكتب من الحديث ما لم يتقدمه فيه أحد كثرة، ثم استدعي من مرو إلى الحضرة ببخارى ليحدث بها، فتوفي، رحمه الله، في المفازة سنة سبعين. وقال الخطيب: كان حافظاً ثقة. محمد بن الحسن، أبو جعفر الفقيه الشافعي المعروف بالباحث. له ترجمة طويلة عند ابن الصلاح. محمد بن حسنام، أبو عمرو النيسابوري الكاغذي. سمع جعفر بن أحمد، وعبد الله بن شيرويه. وعنه، الحاكم، وطائفة. محمد بن العباس بن موسى بن فسانجس، الوزير الكبير أبو الفرج (26/447)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 448 الشيرازي، كاتب معز الدولة. رد إليه أمور الأموال، فلما مات المعز لقب بالوزارة من خليفة المطيع ووزر لعز الدولة، ثم عل بعد سنة وحبس،. توفي في ذي القعدة سنة سبعين، وله اثنتان وستون سنة. محمد بن علي بن عبد الله، أبو جعفر المروزي، أحد الشعراء بخراسان ويعرف بالباحث. أخذ عنه الحاكم وقال: سمع بعد الأربعين وثلاثمائة، ومات ببخارى. محمد بن عبده بن إبراهيم بن بالويه، أبو الحسين المزكي النيسابوري. سمع: مسدد بن قطن، وعبد الله بن شيرويه، وجماعة. وعنه: الحاكم، وأبو حفص بن مسرور.) محمد بن عبد الله بن سعيد البلوي، أبو عبد الله القرطبي الغاسل. سمع من: قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة، ومحمد بن عبده بن أبي دليم، وطائفة. وكان محدثاً كثيراً، له حفظ وفهم. سمع من غير واحد. وكان يقرأ للعامة بقرطبة. محمد بن عمرو بن سعيد، أبو عبد الله الأندلسي. حج وسمع من: ابن الأعرابي، وحدث عنه، وكان يروي سنن أبي داود وأشياء. (26/448)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 449 محمد بن محمد بن جعفر بن مطر، أبو بكر أخو أبي أحمد. ولد الشيخ أبي عمرو بن مطر ببغداد. سمعه أبوه من عبد الله بن شيرويه، وأحمد بن إبراهيم بن عبد الله السراج، وهذه الطبقة بنيسابور، ولم يكن الحديث من شأنه. قال الحاكم أبو عبد الله: كان قديماً من أعيان الشهود، ثم سكتوا عنه. توفي في رمضان سنة سبعين. محمد بن يحيى بن خليل القرطبي. روى عن أحمد بن خالد، وابن أيمن، وحج، فسمع من أبي سعيد بن الأعرابي وغيره. وولي أحكام الشرطة، وتوفي في رجب. (26/449)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 450 (26/450)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 451 1 (وفيات عشر السبعين وثلاثمائة تقريباً لا يقيناً) أحمد بن عبد الله البغوي الأستراباذي. شيخ معمر. سمع: محمد بن جعفر بن طرخان الرواي، عن إسماعيل ابن ابنة السدي، وطبقته. روى عنه: أبو سعد الإدريسي، ومات بعد الستين وثلاثمائة. أحمد بن عبيد الله بن الحسن بن شقير، أبو العلاء البغدادي النحوي. وحدث بدمشق عن: ابن المجدر، وحامد بن شعيب، ومحمد بن محمد الباغندي، وأبي القاسم، البغوي، وابن دريد. روى عنه: تمام الرازي، ومكي بن الغمر، وعبد الوهاب بن الجبان، وغيرهم. وصنف لسيف الدولة كتاباً في أجناس العطر وأنواع الطيب، وكتاباً سماه المسلسل في اللغة لأنه كالسلسلة، وله شعر. (26/451)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 452 أحمد بن علي بن إبراهيم أبو الحسين الأنصاري الدمشقي.) حدث عن: أحمد بن عامر بن المعمر، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وغيرهما. وعنه: الحافظ عبد الغني الأزدي، وأبو سعد الماليني، وعلي بن السمسار، وغيرهم. أحمد بن علي بن عبد الله بن سعيد، أبو الخير الحمصي الحافظ. قدم دمشق، وحدث عن محمد بن أحمد بن الأبح، ومحمود الرافقي، وأحمد بن محمد بن خالد بن علي، ومحمد بن بركة، وأبي بكر الخرائطي. وخلق. وعنه: تمام الرازي، وعبد الوهاب الميداني، ومكي بن الغمر، ومحمد بن عوف المزني، وآخرون. أحمد بن عبد الرحمن بن أبي المغيرة الأزدي الحاركي، أبو العباس البصري. سمع: أحمد بن عمرو القطراني، والبغدادي الصوفي. وعنه: الحسن بن صخر. أحمد بن محمد بن العلاء، أبو الفرج الشيرازي ثم البغدادي الصوفي نزيل الري. حدث بأصبهان عن: البغوي، وابن صاعد، وحسين الحلاج، والشبلي، وهو صاحب حكايات. روى عنه: أبو بكر بن أبي علي الذكواني، والقاضي زيد بن علي الرازي، والحسين بن محمد الفلاكي الزنجاني وغيرهم. (26/452)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 453 ذكره ابن النجار. أحمد بن إسحاق بن محمد الحلبي القاضي، أبو جعفر الملقب بالجرد. ولي قضاء حلب، وحدث عن أحمد بن خليد الحلبي، وعمر بن سنان المنبجي، وجماعة. وعنه: القاضي أبو الحسن علي بن محمد الحلبي، وتمام الرازي، وابن نظيف، وآخرون. أحمد بن الصقر، أبو الحسن المنبجي المقريء. قرأ على أبي طاهر بن أبي هاشم، وبكار، وأبي بكر النقاش. وصنف كتاب الحجة في القراءآت السبع. روى عنه ابن عمر المنبجي، وعلي بن معيوف العين ثرمائي. نقل ابن عساكر أنه توفي قبل الستين وثلاثمائة، وأحسبه بعد ذلك قليلاً. أحمد بن محمد بن علي بن الحكم، أبو بكر النرسي.) سمع عمر بن أبي غيلان، وعبد الله المدائني بن زيدان البجلي، وأبا عروبة، وعبد الله بن علي بن الأخيل الحلبي. بقي إلى سنة ست وستين، وانتقى عليه الدارقطني بمصر. روى عنه: محمد بن الحسن الناقد، وعلي بن منير الخلال، وعبد الجبار بن أحمد الطرسوسي. (26/453)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 454 أحمد بن محمد بن علي بن هارون، أبو العباس البرذعي الحافظ. حدث بدمشق عن: ابن أبي داود، ومكحول البيروتي، ونفطويه النحوي، وابن عقدة الحافظ. وعنه: تمام، وأبو نصر بن الجبان، ومكي بن الغمر، والحسن بن علي بن شواش. أحمد بن محمد بن علي بن مزاحم، أبو عمرو الصوري. سمع: جماهر بن محمد الزملكاني، وأبا يعقوب المنجنيقي نزيل مصر. وعنه فتاه فاتك. أحمد بن محمد بن منصور الإمام، أبو بكر الدامغاني، شيخ الحنفية ببغداد. تفقه بمصر على الطحاوي، و ببغداد على أبي الحسن الكرخي، فلما فلج الكرخي جعل الفتوى إليه، فأقام ببغداد وهراة دهراً يدرس ويفتي. (26/454)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 455 أخذ عنه القاضي أبو محمد الأكفاني وغيره. إسحاق بن إبراهيم، العلامة الفارابي اللغوي. صنف كتاب ديوان الأدب في اللغة. كان من كبار أئمة هذا الفن، وهو معاصر الأزهري صاحب التهذيب. سافر الكثير، ورحل إلى اليمن، فعزم فضلاؤها على قراءة ديوان الأدب عليه، فبغته الأجل قبل ذلك. وهو خال ابن نصر الجوهري صاحب الصحاح. وهما تركيان، قاما بضبط لسان العرب قياماً لم تنهض به العرب العرباء. وكان الجوهري من أبدع أهل زمانه كتابة، فنسخ في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة نسخة بديوان الأدب. وفيه يقول بعض الشعراء: (كتاب ديوان العرب .......... أحلى جناً من الضرب)

(أودعه منشئه .......... أكثر ألفاظ العرب) ) (ما ضر من يحسنه .......... خمول ذكر في النسب) وللفارابي من الكتب أيضاً كتاب بيان الإعراب وكتاب شرح أدب الكاتب. توفي بزبيد في هذه الحدود أو بعدها، رحمه الله. إسماعيل بن علي بن محمد، أبو الطيب الفحام، بغدادي جليل. وثقه البرقاني. سمع: ابن ناجية، وأبا يعلى الموصلي، ابن ذريح، وطبقتهم. وعنه: البرقاني، وأبو العلاء الواسطي القاضي، ومحمد بن عمر بن بكير، وغيرهم. (26/455)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 456 الحسن بن علي بن داود، أبو علي المصري المطرز. حدث ببغداد عن: أبي شيبة داود بن إبراهيم، ومحمد بن محمد بن النفاح الباهلي، وعلي بن أحمد بن علان. وعنه البرقاني وجماعة. وانتخب عليه الدارقطني سنة ثلاث وستين. الحسين بن محمد بن أسد، أبو القاسم الديبلي. حدث بدمشق عن: محمد بن عثمان بن أبي شيبة، والحسن بن علوية القطان، ومحمد بن يحيى المروزي. وعنه: تمام الرازي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأبو العباس بن السمسار. السري بن أحمد الكندي، أبو الحسن الموصلي الشاعر المعروف بالرفا. شاعر محسن له مدائح في سيف الدولة، وكان بين الرفا وبين الخالديين، هجاء وأمور، وآل بهما الأمر إلى أذيته، حتى قطع سيف الدولة رسمه، فانحدر إلى بغداد، ومدح الوزير أبا محمد المهلبي، فقدم الخالديان، وهما محمد وسعيد ابنا هاشم إلى بغداد، وشرعا يؤذيانه بكل ممكن، حتى يقال إنه عدم القوت، فجلس ينسخ، ويبيع شعره. وتوفي بعد الستين وثلاثمائة. وديوانه موجود بأيدي الفضلاء. فمن شعره: (بنفسي من أجود له بنفسي .......... ويبخل بالتحية والسلام)

(ويلقاني بعزة مستطيل .......... وألقاه بذلة مستهام) (26/456)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 457 (وحتفي كامن في مقلتيه .......... كمون الموت في حد السهام) ) وله: (بنفسي من رد التحية ضاحكاً .......... فجدد بعد اليأس في الوصل مطمعي)

(وحالت دموع العين بيني وبينه .......... كأن دموع العين تعشقه معي) وله: (ولا وصل إلا أن أروح ملججاً .......... على أخضر من فوق أدهم مزبد)

(شوائل أذناب يخيل أنها .......... عقارب دبت فوق صرح ممرد) الحسن بن علي بن عمر الحلبي، أبو محمد بن كوجك العبسي الأديب. روي عن: الغضائري، وعبد الرحمن بن أخي الإمام، ومحمد بن جعفر المنبجي. وعنه: تمام وعبد الوهاب الميداني، ومكي بن الغمر، وآخرون. الحسن بن محمود بن أحمد بن محمود، أبو القاسم الربعي الدمشقي. (26/457)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 458 روى عن: محمد بن حزم، وأبي الجوصا، ومحمد بن يوسف الهروي. وعنه: تمام، ومكي بن الغمر، ومحمد بن عون المزين. علي بن محمد بن أحمد بن عطية الحضرمي البصري. سمع من الحارث بن أبي أسامة. وعنه أبو عبد الله بن باكويه الشيرازي. لا أعرفه. عبد الله بن عمر بن أيوب، والد أبي محمد نصر بن الحيان الدمشقي. يروي عن: ابن خزيم، وابن جوصا، وغيرهما. وعنه: ابنه، ومحمد بن عوف المزني، ومكي بن محمد بن الغمر. عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي العجائز، أبو محمد الأزدي الدمشقي. روى عن: أبي الجهم بن طلاب، وأبي بكر الخرائطي، وجماعة. وعنه: عبد الغني المصري، وأبو الحسين عبد الوهاب الميداني، وسعيد بن فطيس. عبد العزيز بن محمد بن إسحاق الطبري المتكلم. روى عن: محمد بن جرير الطبري، وأخذ الكلام عن أبي الحسن الأشعري. قال ابن عساكر: سكن دمشق ونشر بها مذهب السنة، وله مصنف في الرد على المقتدر) والملحد. (26/458)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 459 عبد الرحمن بن المظفر البغدادي، نزيل هراة. روى عن أبو القاسم البغوي، وابن صاعد، وجماعة. روى عنه أبو بكر البرقاني ووثقه. عبد الجبار بن عبد الله بن محمد، أبو علي بن مهنا الخولاني الداراني، مصنف تاريخ داريا. حدث عن: ابن جوصا، ومحمد بن يوسف الهروي، ومحمد بن جعفر الخرايطي، والحسن بن حبيب الحضايري، وجماعة غيرهم، ورحل فسمع بالرملة وأنطاكية. روى عنه: تمام، وعلي بن طوق، وأبو نصر بن الحيان، وعلي بن محمد الخراساني نزيل داريا. محمد بن سعيد بن عبدان، أبو الفرج الفارسي ثم البغدادي، نزيل طرابلس الشام، ويعرف بابن أبي عثمان. روى عن: حامد بن شعيب، وعلي بن زاطيا، وعبد الله المدائني والمفضل الجندي، وطبقتهم. وعنه: تمام، والحافظ عبد الغني، وأبو العباس بن الحاج، وشهاب الصوري. قال أبو الفتح بن مسرور: سألته عن مولده فقال: سنة سبع وثمانين ومائتين، وكان ثقة. سمعت منه في سنة خمس وخمسين وثلاثمائة. علي بن محمد بن أحمد القصار الأصم. عن عبد الله بن ناجية، وغيره. (26/459)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 460 وعنه. علي بن عبد العزيز الطاهري، والبرقاني، وقال: ثقة. عمر بن نوح بن خلف بن محمد بن الخصيب، أبو القاسم البجلي البندار. شيخ جليل من ثقات البغداديين. روى عن: أبي خليفة الجمحي، ومحمد بن أبي سويد الذارع، وجعفر الفريابي، وزكريا الساجي، وطائفة. وعنه: أبو بكر البرقاني، وبشري الفاتني، وعلي الظاهري، ومحمد بن عمر بن بكير. سئل عنه البرقاني فقال: ذاك في قياس أبي علي الصواف في الفضل والثقة. قيل مولده سنة سبع وسبعين ومائتين ومات بعد سنة أربع وستين وثلاثمائة.) عمر بن بشران بن محمد بن حفص البغدادي السكري. سمع: علي بن العباس المقانعي، وعبد الله بن زيدان، وأحمد بن الحسن الصوفي، والبغوي، وطبقتهم. وعنه: أبو بكر البرقاني، وقال: كان حافظاً كثير الحديث. وهو أخو جد أبي القاسم بن بشران. مات قبل سنة ثنان وستين. محمد بن زرعان، أبو بكر الأنماطي. حدث عن جعفر الفريابي وأحمد بن الحسن الصوفي. روى عن البرقاني ووثقه. (26/460)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 461 بقي إلى سنة أربع وستين. محمد بن عبد الله بن شيرويه، أبو بك النيسابوري نزيل فسا. روى عن أبيه. وأبوه صاحب إسحاق بن راهويه، وعن الحسن بن سفيان، ومحمد بن عبد الله الدويري. وعنه أبو سعد الماليني وغيره. وثقه ابن نقطه. عبد المؤمن بن عبد المجيد، أبو يعلى النسفي. روى عن: محمد بن إبراهيم البوسنجي، وإبراهيم بن معقل. روى عنه: جعفر بن محمد التوبني. عمر بن أحمد بن عمر القاضي، أبو عبد الله القصباني، بغدادي ثقة. روى عن: علي المقانعي، وجماعة. روى عنه: البرقاني، وابن بكير، وأبو نعيم، ومن الكبار الدارقطني ووثقه. فاروق بن عبد الكبير بن عمر، أبو حفص الخطابي البصري، محدث البصرة ومسندها. (26/461)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 462 سمع: محمد بن يحيى بن المنذر القزاز، وعبد الله الكجي ابن أبي يونس، وهشام بن علي السيرافي، وأبا مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي، وجماعة. وبقي إلى سنة إحدى وستين أو اثنتين وستين. روى عنه: علي بن يحيى بن عبد كوين، وأبو بكر محمد بن أبي علي الذكواني، وأبو نعيم) أحمد بن محمد الصقر البغدادي. فرج بن إبراهيم، أبو القاسم النصيبي الصوفي الأعمش، يعرف بفرج. روى عن أبي بكر الخرايطي، وأبي سعيد بن الأعرابي. وعنه: تمام الرازي، ومكي بن الغمر، وأبو عبد الله بن باكويه الشيرازي. محمد بن أحمد بن غريب بن طريف، أبو المنيب الطبري الفقيه. قدم أصبهان، ثم خرج إلى شيراز، وحدث عن: يحيى بن محمد بن صاعد، وعلي بن عبد الله بن مبشر. وعنه أبو نعيم. محمد بن أحمد بن جعفر بن يزيد، أبو بكر بن آذين الهمذاني الفامي الرجل الصالح. سمع الكثير بعد الثلاثمائة بهمذان، ورحل إلى بغداد، فسمع من: (26/462)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 463 محمد بن محمد الباغندي، وحامد بن شعيب البلخي، وأبي القاسم البغوي، وطائفة كثيرة، وعني بهذا الشأن. روى عنه: علي بن عبد الله بن عبدوس، وأبو منصور المحتسب، وعبد الرحمن الإمام، وأبو العلاء رافع العدل، وعبد الله بن أحمد الغضايري. محمد بن أحمد بن حجوش الخزيمي المري الدمشقي، كان من أهل العلم والبيوتات. سمع: أحمد بن أنس بن مالك، ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد، وابن خزيمة، وأبي العباس السراج وخلقاً. وله رحلة إلى خراسان. روى عنه: تمام، وعبد الوهاب الميداني، وقد ولي خطابة دمشق. قال الميداني: كان مقصراً في صلاته وخطبته لأنه مقام هائل. محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب بن مجاهد الطائي، أبو عبد الله المتكلم، صاحب أبي الحسن الأشعري، وهو بصري. قدم بغداد ودرس بها علم الكلام، وصنف التصانيف. وعليه درس القاضي أبو بكر بن الطيب الباقلاني هذا الفن. قال الخطيب: ذكر لنا غير واحد أنه ثخين الستر، حسن التدين، رحمه الله. محمد بن أحمد بن عبد الله، أبو عبد الله النقوي اليمني الصنعاني، بعد العشرين وأربعمائة) بمكة. (26/463)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 464 ذكر حمزة السهمي أن رفيقه ابن دلان رحل إلى المين ليسمع من النقوي في سنة سبع وستين. وروى عنه جامع عبد الرزاق أبو نصر أبن محمد الباكوي النيسابوري في سنة أربعمائة. محمد بن حميد بن معيوف بن بكر، أبو بكر الهمذاني البيت سوا الدمشقي. سمع: محمد بن المعافى الصيداوي، والحسين بن علي بن عوانة الكفر بطنائي ومحمد بن حصن الآلوسي، ومضاء بن مقاتل الأذني صاحب لوين، وجماعة. وعنه: تمام، ومكي بن محمد بن الغمر، و محمد بن عوف المزني، وعلي بن سمسار، وأبو الحسن الميداني، ووصفه بالصلاح. محمد بن زريق، أبو منصور البلدي المقريء. (26/464)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 465 قرأ القرآن لابن كثير على محمد بن عبد العزيز بن الصباح، وسمع من أبي يعلى الموصلي، وابن المنذر الفقيه، وتصدر للإقراء بطرسوس من الثغر. قرأ عليه: عبد الباقي بن الحسن، وحدث عنه: تمام، وعبد الوهاب الميداني، والهيثم بن أحمد الصباغ. محمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي الخطاب الحراني الملطي الأصل، أبو عبد الله قاضي حمص. سمع: يحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن سعيد الترخمي، ومحمود بن محمد الرافقي، وأبا عبد الله نفطويه، وجماعة. وعنه: تمام، وعلي بن بشري العطار، وشعيب بن عبد الرحمن بن عمر، وجماعة. محمد بن عبد الرحمن بن الفضل بن الحسين، أبو بكر التميمي الجوهري الخطيب، صاحب التفاسير والقراءآت. كذا قال فيه أبو نعيم. سمع: أبو خليفة، وعبدان الأهوازي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن أبي علي المعدل، وأبو نعيم، وقال: توفي بعد الستين. محمد بن عبد الواحد بن إسماعيل الهاشمي البغدادي. يروي عن محمد بن محمد الباغندي، وغيره. وعنه: أبو سعد الماليني، وأبو بكر البرقاني، وقال البرقاني: كان ثقة زاهداً.) (26/465)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 466 محمد بن علي بن محمد، أبو بكر المالكي الخراز. سمع: أبا مسلم الكجي، وحامد بن شعيب البلخي. وقال الخطيب: ثقة. مسلم بن عبيد الله بن طاهر بن يحيى بن الحسن، أبو جعفر العلوي الحسني المدني. سمع: من جده طاهر، ومحمد بن إبراهيم الديلي، وأبي بشر الدولابي، والخضر بن داود. سمع كتاب النسب للزبير. روى عنه الدارقطني. هو حافظ نبيل. موسى بن عبد الرحمن، أبو عمران البيروتي الصباغ المقريء إمام جامع بيروت. كان أسند من بقي بالساحل، فإنه قرأ القرآن على هارون بن شريك الأخفش، وسمع من أبي زرعة الموصلي، وأحمد بن عبد الوهاب الحوطي، وأبي مسلم الكجي، والحسين بن السميدع، وجماعة. روى عنه: أبو عبد الله بن مندة، وأبو الحسين ابن جميع، وابنه الحسن بن جميع، وتمام الرازي، والخصيب بن عبد الله القاضي، وعبد الوهاب الميداني، وصالح بن أحمد الميانجي، وغيرهم. ويحتمل أن تكون وفاته قبل الستين، يكتب هنا. (26/466)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 467 أبو الحسن بن عطية البصري. روى عن: الحارث بن أبي أسامة التميمي. وعنه: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي. يوسف بن يعقوب النجيرمي، أبو يعقوب بصري مشهود، عالي الإسناد. سمع: أبا مسلم الكجي، والحسن بن المثنى العنبري، والمفضل بن الحباب الجمحي، وزكريا بن يحيى الساجي، ومحمد بن حيان المازني وجماعة. روى عنه: أبو نعيم الحافظ، وأبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي، وإبراهيم بن طلحة بن غسان المطوعي، وجماعة آخرهم القاضي أبو الحسن محمد بن علي بن صخر الأزدي. وقد حدث في سنة خمسس وثلاثمائة.) أبو الحسن الباهلي البصري المتكلم. أخذ عن الأشعري علم المنطق، وسمع وتقدم، وكان من أذكياء العالم، مع الدين والتعبد. قال ابن الباقلاني: كتبت أنا، والأستاذ أبو إسحاق الإسفرايني، والأستاذ ابن فورك معنا في درس أبي الحسن الباهلي، كان يدرس لنا كل جمعة، وكان يرخي الستر بيننا وبينه، وكان من شدة اشتغاله بالله مثل واله أو مجنون، لم يكن يعرف مبلغ درسنا حتى نذكره، وكنا نسأل عن سبب الحجاب، فأجاب بأننا نرى السوقة وهم أهل الغفلة فروني بالعين التي (26/467)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 468 تورنهم، و كان يحتجب من جارية تحدثه. قال أبو إسحاق الإسفراييني: أنا في جانب أبي الحسن الباهلي كقطرة في البحر. محمد بن محمد بن عبيد الله، أبو الحسين الجرجاني المقريء الحافظ ثقة رحال، جوال. سمع: عمران بن موسى بن مجاشع، وابن خزيمة، وابن جوصا، وأبا العباس السراج، وطبقتهم، وأكثر الترحال في الشيخوخة. روى عنه: أبو نعيم الحافظ. محمد بن محمد بن عمرو، أبو نصر النيسابوري المحدث الشاعر الملقب بالبيض. نزل حلب ومدح سيف الدولة. ويروي عن: إمام الأئمة ابن خزيمة، والبغوي، وعبدان الأهوازي، وأبي عروبة، وزكريا الساجي، وابن نيروز الأنماطي، وابن عقدة. وعنه: حمزة بن الشام، وأحمد بن عبد الرحمن بن قابوس الأطرابلسيان، وأبو الخير أحمد بن علي، ولاحق المقدسي، وغيرهم. وهو صاحب القصيدة المطبوعة التي أولها: (حباؤك معتاد وأمرك نافذ .......... وعبدك محتاج إلى ألف درهم) وقد أوردتها في مختصر دمشق. رأيت له مجلداً في أصول الفقه سماه المدخل إلى الإجتهاد يدل على اعتزاله وعلى حفظه للحديث وسعة رحلته. (26/468)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 469 محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن بندار الحافظ، أبو زرعة الأستراباذي المعروف باليمني لسكناه اليمن مدة. سمع على: الحسن بن معدان الفارسي، وأبا القاسم البغوي، وأبا العباس السراج، وأبا عروبة) الحراني، وطبقتهم. وله رحلة واسعة ومعرفة. توفي سنة بضع وستين. روى عنه: أبو سعيد الإدريسي، وحمزة السهمي، وغيرهما. ابن نباته الخطيب. هو الأستاذ البارع، أبو يحيى عبد الرحيم بن محمد بن إسماعيل بن نباتة الفارقي. ذكرته في سنة أربع وسبعين، وسيأتي والله أعلم. (26/469)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 470 (26/470)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 471 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة الثامنة والثلاثون)

1 (الأحداث من سنة إلى)

4 (أحداث سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة) فيها سرق السبع الفضلة الذي على زبزب عضد الدولة، وعجب الناس كيف كان هذا مع هيبة عضد الدولة المفرطة، وكونه شديد المعاقبة على أقل جناية تكون، وقلبت الأرض على سارقه، فلم يوقف له على خبر. ويقال إن صاحب مصر دس من فعل هذا. وكان العزيز العبيدي قبل هذا قد بعث رسولاً إلى عضد الدولة، وكتاباً أوله: من عبد الله نزار العزيز بالله أمير المؤمنين، إلى عضد الدولة أبي شجاع مولى أمير المؤمنين، سلام عليك، فإن أمير المؤمنين يحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، ويسأله أن يصلي على جده محمد صلى الله عليه وسلم. والكتاب مبني على الإستمالة مع ما يسر إليه الرسول عتبة بن الوليد، فبعث مع الرسول رسولاً له وكتاباً فيه مودة وتعللات مجملة. وفي ربيع الأول وقع حريق بالكرخ من حد درب القراطيس إلى بعض (26/471)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 472 البزازين من الجانبين، وأتى على الأساكفة والحدادين، واحترق فيه جماعة وبقي لهبه أسبوعاً. (26/472)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 473 4 (أحداث سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة) فيها فتح المارستان العضدي، أنشأه عضد الدولة في الجانب الغربي من بغداد، ورتب فيه الأطباء والوكلاء والخزان وكل ما يحتاج إليه، في ربيع الآخر. وفي هاذ الزمان كانت البدع والأهواء فاشية بمثل بغداد ومصر من الرفض والإعتزال) والضلال، فإنا لله وإنا إليه راجعون. فذكر الحميدي في ترجمة أبي عمر أحمد بن محمد بن سوري الأندلسي الفقيه ظلامه كبرى، قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن الفرج بن عبد الولي الأنصاري، سمعت: أبا محمد عبد الله بن الوليد قال: سمعت أبا محمد عبد الله بن أبي زيد الفقيه يسأل أبا عمر أحمد بن محمد بن سعدي المالكي عند وصوله إلى القيروان من بلاد المشرق، فقال: هل حضرت (26/473)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 474 مجالس أهل الكلام؟ قال: نعم، مرتين، ولم أعد إليهما، قال: ولم فقال: أما أول مجلس حضرته فرأيت مجلساً قد جمع الفرق من السنة والبدعة والكفار واليهود والنصارى والدهرية والمجوس، ولكل فرقة رئيس يتكلم ويحاول عن مذهبه، فإذا جاء رئيس قاموا كلهم له على أقدامهم، حتى يجلس فيجلسون بجلوسه فإذا تكلموا قال قائل من الكافر: قد اجتمعتم للمناظرة، فلا يحتج أحد بكتابه ولا بنبيه، فإنا لا نصدق بذلك ولا نقر به، وإنما نتناظر بالعقل، فيقولون: نعم، فلما سمعت ذلك لم أعده. ثم قيل لي: هنا مجالس آخر للكلام، فذهبت إليه فوجدتهم على مثل سيرة أصحابهم سواء، فقطعت مجالس أهل الكلام. فجعل ابن أبي زيد يتعجب من ذلك، وقال: ذهبت العلماء وذهبت حرمة الإسلام. وفي شوال مات عضد الدولة، فكتموا موته، ثم استدعوا ولده صمصام الدولة من الغد إلى دار السلطنة، وأخرجوا أمر عضد الدولة بتولية العهد، وروسل الطائع وسئل أن يوليه، ففعل، وبعث إليه خلعاً ولواءاً. وخلع على أبي منظور بن الفتح العلوي للخروج بالحاج وإقامة الموسم. وتوفيت السيدة بنت الخليفة المعتضد وأخت المكتفي، وقال حمزة: عاشت بعد أبيها ثلاثاً وثمانين. (26/474)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 475 4 (أحداث ثلاث وسبعين وثلاثمائة) في ثاني عشر محرم أظهرت وفاة عضد الدولة، وحمل تابوته إلى المشهد، وجلس صمصام الدولة ابنه للعزاء، وجاءه الطائع لله معزياً، ولطم عليه في الأسواق أياماً عديدة، ثم ركب صمصام الدولة إلى دار الخلافة وخلع عليه الطائع سبع خلع، وتوجه، وعقد له لواءين، ولقب شمس الملة. وفيها ورد موت مؤيد الدولة بن أبي منصور بن ركن الدولة بجرجان، فجلس صمصام الدولة) للعزاء، وجاءه الطائع معزياً، ولما مات كتب الصاحب إسماعيل بن عباد إلى أخيه فخر الدولة بالإسراع ليقدم. واستوزر الصاحب ورفع منزلته. وكان فيها غلاء مفرط بالعراق، وبلغ كر الحنطة أربعة آلاف دينار (26/475)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 476 وثمانمائة درهم. ومات خلق على الطرق جوعاً، وعظم الخطب. وفيها ولي أمر دمشق خطلخ القائد للعزيز بالله العبيدي. (26/476)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 477 4 (أحداث أربع وسبعين وثلاثمائة) فيها شرع أبو عبد الله بن سعدان في الصلح بن صمصام الدولة وفخر الدولة. وفيها كان عرس ببغداد، فوقعت الدار وهلك كثير من النساء، وأخرجن من تحت الهدم بالحي والزينة، فكانت المصيبة عامة. 4 (أحداث خمس وسبعين وثلاثمائة) فيها هم صمصام الدولة أن يجعل المكس على الثياب الحرير والقطن، مما ينسج ببغداد ونواحيها، ودفع له في ضمان ذلك ألف ألف درهم في السنة، فاجتمع الناس في جامع المنصور، وعزموا على المنع من صلاة الجمعة، وكاد البلد يفتتن، فأعفاهم من ضمان ذلك. (26/477)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 478 (26/478)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 479 4 (أحداث ست وسبعين وثلاثمائة) فيها كثر الموت بالحميات الحادة، فهلك كثير من الناس ببغداد، وزلزلت الموصل، فهدمت الدور، وهلك خلق من الناس. وفيها مال العسكر إلى شرف الدولة أبي الفوارس شيرويه، وكان غائباً بكرمان، فلما بلغه موت أبيه عضد الدولة رد إلى فارس وقبض على وزير أبيه نصر النصراني، وجبى الأموال، وملك الأهزاز، وأخذها من أخيه أحمد، وغلب على البصرة، واستعد لقصد بغداد وأخذها من أخيه صمصام الدولة، فتركوا صمصام الدولة، فانحدر سائراً إلى شرف الدولة راضياً بما يعامله به، فلما وصل قبل الأرض بين يديه مرات، فقال له شرف الدولة: كيف أنت وكيف حالك في طريقك، ثم سجنه، واجتمع عسكر شرف الدولة من الديلم تسعة عشر ألفاً. وكان الأتراك ثلاثة آلاف غلام، فاقتتلوا، فانهزم الديلم وقتل منهم (26/479)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 480 ثلاثة آلاف في رمضان، فأخذ الديلم يذكرون صمصام الدولة، فقيل لشرف الدولة: أقتله، فأمنه سنة. وقدم شرف الدولة بغداد، فركب الطائع إليه يهنئه بالسلامة، ثم خفي خبر صمصام الدولة،) وذلك أنه حمل إلى القلعة، ثم نفذ إليه شرف الدولة بفراش ليكحله فوصل الفراش وقد مات شرف الدولة، فكحله، فالعجب إنفاذ أمر ملك قد مات. وكان شرف الدولة قد رد على الناس أملاكهم، ورفع المصادرة، فبغته الموت، وإنما جرى ذلك في سنة تسع وسبعين، ولكن سقناه استطراداً. (26/480)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 481 4 (أحداث سنة سبع وسبعين وثلاثمائة) كان العزيز صاحب مصر قد تأهب لغزو الروم، فأحرقت مراكبه، فاتهم منها ناساً، وقتل مائتي نفس. فلما دخلت سنة سبع وصلت رسل ملك الروم في البحر إلى ساحل القدس بتقادم للعزيز، فدخلوا مصر يطلبون الصلح، فأجابهم العزيز، واشترط شروطاً شديدة التزموا بها كلها، منها أنهم يحلفون أنه لا يبقى في مملكتهم أسير إلا أطلقوه، وأن يخطب للعزيز في جامع القسطنطينية كل جمعة، وأن يحمل إليه من أمتعة الروم كل سنة ما اقترحه عليهم، ثم ردهم بعقد الهدنة، فكانت سبع سنين. وفيها ورد الوزير أبو منصور محمد بن الحسن، فتلقاه الأمراء والأعيان، فلما قارب بغداد تلقاه السلطان شرف الدولة بالشفيعي، ودخل في سادس المحرم في صحبة خزانة عظيمة، منها عشرون ألف ألف درهم، وثياب وآلات كثيرة، وكان يغلب عليه الخير وإيثار العدل، وكان إذا سمع (26/481)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 482 الأذان ترك جميع شغله وتهيأ للصلاة، وكان لا يكاد يترك عاملاً أكثر من سنة. وفي صفر عقد مجلس عظيم وصدرت التوثقة بين الطائع وشرف الدولة، وعملت القباب، وبالغوا في الزينة، وتوجه الطائع وقوى عهده، والطائع يسمع ثم قام شرف الدولة فدخل إلى عند أخته أهل أمير المؤمنين، فبقي عندها إلى العصر، ولما حمل اللواء تخرق ووقعت قطعة منه، فتطير من ذلك. وفيها رد شرف الدولة على الشريف أبي الحسن محمد بن عمر جميع أملاكه، وكان مغلها في العام ألفي ألف وخمسمائة ألف درهم. وفي ربيع الأول بيعت الكارة الدقيق الخشكار بمائة وخمسة وستين درهماً. وجلا الناس عن بغداد، وزاد السعر في ربيع الآخر، فبلغ ثمن الخشكار مائتين وأربعين درهماً. وفي شعبان ولد للملك شرف الدولة توأمان سمى أحدهما أبا حرب سلار، والآخر أبا منصور) فناخسرو. وفيها بعث شرف الدولة العسكر لقتال بدر بن حسنويه، فظفر بهم بدر، واستولى على بلاد الجبل. ووقع الغلاء والوباء الكثير في أواخر السنة. (26/482)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 483 4 (أحداث سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة) زاد غلاء الأسعار وعدمت الأقوات، وظهر الموت ببغداد. وفيها أمر السلطان شرف الدولة برصد الكواكب السبعة في مسيرها كما فعل المأمون، فبني بيت لها في الدار في آخر البستان. وفيها لحق الناس بالبصرة حر وسموم تساقط الناس منه، ومات طائفة في الطرق. وفيها جاءت ريح عظيمة بفم الصلح وقت العصر، لخمس بقين من شعبان، خرقت دجلة حتى ذكر أنه بانت أرضها وهدمت ناحية من الجامع وأهلكت جماعة، وغرقت كثيراً من السفن، واحتملت زورقاً منحدراً، وفيه دواب، فطرحت ذلك في أرض جوخاء، فشوهد بعد أيام. (26/483)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 484 (26/484)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 485 4 (أحداث سنة تسع وسبعين وثلاثمائة) جاء الخبر في أول السنة أن ابن الجراح الطائي خرج على الحاج بين سميراء، وفيد، ونازلهم ثم صالحهم على ثلاثمائة ألف درهم وشيء من الثياب والمتاع. وفيها انتقل شرف الدولة إلى قصر معز بباب الشماسية، لأن الأطباء أشاروا عليه بصحة هوائه، وكان قد ابتدأ به المرض من السنة الماضية، فشنعت الديلم وطلبوا أرزاقهم، فعاد إلى داره وراسلهم، وأمسك جماعة. وفيها أراد الطائع القبض على القادر بالله، وهو أمير، فهرب منه إلى البطيحة، فأقام عند ها وتزايد مرض شرف الدولة، ومات، وعهد إلى أخيه أبي نصر، فاجتمع العسكر وطالبوا برسم البيعة والنفقة، فوعدهم، (26/485)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 486 فأبوا، وترددت بين الطائع وبين أبي نصر مراسلات، ثم حلف كل واحد منهما للآخر على التصافي، ثم جاء الطائع إلى دار المملكة ليعزي أبا نصر فقبل أبو نصر الأرض غير مرة، ثم ركب أبو نصر إلى الطائع، وحضر الأعيان، وجلس الطائع في الرواق، وأمر فخلع على أبي نصر سبع خلع، طاقية أعلاها سوداء وعمامة سوداء وفي عنقه طوق كبير، وفي يديه سواران، ومشي الحجاب بين يديه بالسيوف، فلما حصل بين يدي الطائع) قبل الأرض ثم جلس على كرسي، وقرأ أبو الحسن علي بن عبد العزيز حاجب النعمان كاتب أمير المؤمنين عهده، وقدم إلى الطائع لله لواءه، فعقده، ولقبه بهاء الدولة وضياء الملة. وأقر الوزير أبا منصور بن صالحان على الوزارة وخلع عليه. وكان بهاء الدولة من رجال بني بويه رأياً وهيبة وجلالاً وعقلاً. وتمالي الأتراك بفارس وتجمعوا، وأخرجوا صمصام الدولة من معتقله. وقد قيل إنه كحل، فالله أعلم بصحة ذلك. قال أبو النصر العتبي: حمله مملوك سعادة على عاتقه وانحدر به، فملك فارس وما والاها، ومنع أموالها فجباها، ثم تنكر الذين معه وقدموا ابن أخيه أبا علي، ولقبوه شمس الدولة فنهض صمصام الدولة لمواقعتهم، فهزمهم أقبح هزيمة، فجلوا صاغرين إلى بغداد، وتحرك بهاء الدولة، وأهمه شأن الصمصام، وبرز للقتال، فتناوشا الحرب، وخربت البصرة والأهواز، وجرت أمر يطول شرحها، ثم حاربه السالار بختيار بالأكراد الخسروية، فناصبهم صمصام الدولة الحرب، فاختلفت به الوقائع بين تلك الفتن الثائرة والإحن الغائرة، فكان عقابها أن أجلت عنه قتيلاً، وتذمر بهاء الدولة من الطائفة المتخاذلة عليه. وجهز عسكر لقتال الأكراد. (26/486)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 487 4 (أحداث سنة ثمانين وثلاثمائة) فيها زاد أمر العيارين ببغداد وصاروا مبيتين، ووقعت بينهم حروب عظيمة، واتصل القتال من أهل الكرخ وباب البصرة، وقتل الناس ونهبت الأموال وتواترت العملات، وأحرق بعضهم محال بعض، ووقع حريق في نهر الدجاج ذهب فيه شيء كثير. آخر الحوادث. (26/487)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 488 (26/488)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 489 1 (تراجم ووفيات الطبقة)

1 (وفيات سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة) أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس الإمام، أبو بكر الإسماعيلي الجرجاني الفقيه الشافعي الحافظ. ولد سنة سبع وسبعين ومائتين. وسمع من: الزاهد محمد بن عمر المقابري الجرجاني سنة تسع وثمانين ومائتين، وسمع قبل) ذلك. قال حمزة السهمي: سمعته يقول: لما ورد نعي محمد بن أيوب (26/489)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 490 الرازي دخلت الدار وبكيت وصرخت ومزقت على نفسي القميص، ووضعت التراب على رأسي، فاجتمع علي أهل ومن في منزلي، وقالوا: ما أصابك: قلت: نعي إلي محمد بن أيوب الرازي منعتموني الإرتحال إليه، فسلوا قلبي، وأذنوا لي بالخروج عند ذلك. وأصحبوني خالي إلى نسا إلى الحسن بن سفيان، وأشار الإسماعيلي إلى وجهه وقال: لم يكن لي ها هنا طاقة، فقدمت عليه وسألته أن أقرأ عليه المسند وغيره، فكان ذلك أول رحلتي في الحديث، ورجعت. قلت: أن هذا في سنة أربع وتسعين، فإن فيها توفي محمد بن أيوب. قال: ثم خرجت إلى بغداد سنة ست وتسعين، وصحبني بعض أقربائي. قلت: سمع إبراهيم بن زهير الحلواني في هذه النوبة، وحمزة بن محمد بن عيسى الكاتب، وأحمد بن محمد بن مسروق، ومحمد بن يحيى بن سليمان المروزي، والحسن بن علويه، ويحيى بن محمد الحنائي، وعبد الله بن ناجية، والفريابي، وطائفة ببغداد. وسمع أيضاً بها من يوسف بن يعقوب القاضي، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي، و بالكوفة من محمد بن عبد الله مطين، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وإسماعيل بن محمد المزني صاحب أبي نعيم، ومحمد بن الحسن بن سماعة، وبالبصرة من محمد بن حبان بن الأزهر، وجعفر بن محمد بن الليث، وأبي خليفة الجمحي، وبالأنبار من بهلول بن إسحاق التنوخي، وسعيد بن عجب، و بالأهواز من عبدان، وبالموصل من أبي يعلى وأشباههم. (26/490)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 491 وصنف الصحيح والمعجم وغير ذلك. روى عنه: الحاكم، وأبو بكر البرقاني، وحمزة بن يوسف السهمي، وأبو حازم عمر بن أحمد العبدوي، والحسين بن محمد الباساني، وأبو الطيب محمد بن علي الطبري، وأبو بكر محمد بن إدريس الجرجرائي الحافظ، وعبد الواحد، بن محمد بن منير العدل، وأبو عمرو الفارسي سبط الشيخ، وطائفة سواهم. وقال حمزة: سمعت الدارقطني يقول: كنت قد عزمت غير مرة أن أرحل إلى أبي بكر الإسماعيلي، فلم أرزق. قال حمزة: سمعت أبا محمد بن الحسن بن علي الحافظ بالبصرة يقول: كان الواجب للشيخ أبي) بكر الإسماعيلي أن يصنف لنفسه مصنفاً، ويختار على حسب اجتهاده، فإنه كان يقدر عليه لكثرة ما كان كتب، ولغزارة علمه وفهمه وجلالته، وما كان ينبغي أن يتبع كتاب محمد بن إسماعيل فإنه كان أجل من أن يتبع غيره. وكما قال أبو عبد الله الحاكم: كان أبو بكر واحد عصره، وشيخ المحدثين والفقهاء وأجلهم في الرئاسة والمروءة والسخاء، ولا خلاف بين عقلاء الفريقين من أهل العلم فيه. قال حمزة: وسألني الوزير أبو الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات بمصر عن أبي بكر الإسماعيلي وسيرته وما صنف، فكنت أخبره ما صنف من (26/491)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 492 الكتب وجمع من المسانيد والمقلين، وتخريجه على كتاب البخاري، وجميع سيرته، فتعجب من ذلك وقال: لقد كان رزق من العلم والجاه، وكان له صيت حسن. قال حمزة: وسمعت جماعة منهم ابن المظفر الحافظ يحكون جودة قراءة أبي بكر، وقالوا: كان مقدماً في جميع المجالس، كان إذا حضر مجلساً لا يقرأ غيره. قال حمزة: توفي في غرة رجب سنة إحدى وسبعين، وله أربع وتسعون سنة. قلت: ورأيت له مجلداً من مسند كبير إلى الغاية من حساب مائة مجلد أو أكثر، فإن هذا المجلد فيه بعض مسند عمر يدل على إمامته، وله معجم شيوخه مجلد صغير، رواه عنه أبو بكر البرقاني، يقول فيه: كتبت في صغري إملاء بخطي في سنة ثلاث وثمانين ومائتين، وأنا يومئذ ابن ست سنين، فضبطته ضبط مثلي ذلك الوقت، على أني لم أخرج من هذه الثانية شيئاً، فما صنفت من السنن وأحاديث الشيوخ. وقد أخذ عن أبي بكر: ابنه أبو سعد، وفقهاء جرجان. قال القاضي أبو الطيب: دخلت جرجان قاصداً إليه وهو حي، فمات قبل أن ألقاه. أحمد بن سليمان بن عمرو الجريري، أبو الطيب صاحب ابن جرير الطبري. توفي بمصر، وكان كثير الحديث. (26/492)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 493 روى عن: محمد بن محمد الباغندي، وأبي جعفر الطحاوي، وجماعة. وعنه: محمد بن الحسن الناقد، وأحمد بن عمر بن محفوظ المصريان. أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن يحيى بن جميع، أبو بكر الغساني الصيداوي، الرجل الصالح، والد المحدث أبو الحسين بن محمد.) روى الموطأ عن: محمد بن عبدان المكي، عن أبي مصعب، وروى عن محمد بن المعافى الصيداوي، وجماعة. روى عنه: ابنه، وحفيده الحسن بن محمد، وحسن بن جعفر الجرجاني. وحكى حفيده عن خادم جده طلحة أن جده كان يقوم الليل كله، فإذا صلى الفجر نام إلى الضحى، فإذا صلى الظهر صلى إلى العصر، فإذا صلى العصر صلى إلى المغرب، وإذا صلى العشاء الآخرة، قام إلى الفجر، وكانت هذه عادته. وقال منجا بن سليم الكاتب: قال لي السكن، وهو الحسن بن محمد بن جميع: إن جده صام وله اثنتا عشرة، إلى أن توفي سنة إحدى سبعين وثلاثمائة. (26/493)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 494 أحمد بن محمد بن سلمة، أبو عبد الله المصري الخياش. سمع: أبا عبد الرحمن النسائي، وأبا يعقوب إسحاق المنجنيقي، وجماعة. وعنه: محمد بن الحسين الطفال، وقال: قال لنا إن مولده سنة ثمان ومائتين. إبراهيم بن أحمد بن محمد، أبو إسحاق الأنصاري القاضي. رحل وسمع: محمد بن حيان المازني، وأبا خليفة، وأبا يعلى الموصلي. وعنه: يحيى بن عمار السجستاني وغيره. ودخل القيروان. قال الخطيب: كان غير ثقة. بشر بن محمد، أبو عبد الله البخاري الهروي. سمع: محمد بن عبد الرحمن الشامي، والحسن بن إدريس، وأبا الحسين الحلاوي. وعنه: أبو إسحاق القراب، وأبو الفضل الجارودي، وأبو ذر الهروي. وأملى الكثير. توفي في شعبان. الحسن بن أحمد بن صالح الحافظ، أبو محمد الهمذاني السبيعي (26/494)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 495 الحلبي، من أولاد إسحاق السبيعي، وإليه ينسب بحلب درب السبيعي. كان حافظاً متقناً رحالاً، عالي الرواية، خبيراً بالرجال والعلل، فيه تشيع يسير. رحل وسمع من: محمد بن حبان، وعبد الله بن ناجية، ويموت بن المزروع، وعمر بن أيوب السقطي، وقاسم بن زكريا، وعمر بن محمد الكاغدي، وأبي معشر الدارمي، ومحمد بن جرير الطبري، وأحمد بن هارون البردعي، وطائفة.) روى عن: الدارقطني، وأبو بكر البرقاني، وأبو طالب بن بكير، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو نعيم الأصبهاني، والشيخ المفيد أحمد بن محمد بن محمد بن النعمان شيخ الرافضة، الشريف محمد الحراني. وكان عسراً في الرواية. وثقه ابن أبي الفوارس. وقال ابن أسامة الحلبي: لو لم يكن للحلبيين من الفضيلة إلا أبو محمد الحسن بن أحمد السبيعي لكفاهم. كان وجيهاً عند سيف الدولة، وكان يزوره في داره، وصنف له كتاب التبصرة في فضيلة العترة المطهرة. وكان الأصبهاني العامة له سوق، وهو الذي وقف حمام السبيعي على العلويين. وفي السبيعي في سابع عشر ذي الحجّة. قال الحاكم: سألت أبا محمد الحسن السبيعي الحافظ عن حدث إسماعيل بن رجاء، فقال: لهذا الحديث قصة، وأعلمنا ابن ناجية مسند فاطمة بنت قيس سنة ثلاثمائة، فدخلت على الباغندي، فقال: من أين جئت قلت: من مجلس ابن ناجية. قال: إيش قرأ عليكم قلت: أحاديث (26/495)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 496 الشعبي عن فاطمة بنت قيس، فقال: مر لكم عن إسماعيل بن رجاء، عن الشعبي فنظرت في الجزء فلم أجد، فقال: أكتب: ذكر أبو بكر بن أبي شيبة، قلت: عن من ومنعته من التدليس، فقال: حدثني محمد بن عبيدة الحافظ، حدثني محمد بن المعلى الأثرم، أنا أبو بكر محمد بن بئر العبدي، عن مالك بن مغول، عن إسماعيل بن رجاء، عن الشعبي، عن فاطمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قصة الطلاق والسكنى والنفقة، ثم انصرفت إلى حلب، وكان عندنا بحلب بغدادي يعرف بأبي سهل، فذكرت له هذا الحديث، فخرج إلى الكوفة، وذاكر أبا العباس بن سعيد، فكتب أبو العباس هذا، عن ابن سهل، عني، عن الباغندي، ثم اجتمعت مع فلان، يعني الجعابي، فذاكرته، فلم يعرفه، ثم اجتمعنا برملة، فلم يعرفه، ثم اجتمعنا بعد سنين بدمشق، فاستعاذني إسناده تعجباً، ثم اجتمعنا ببغداد، فذكرنا هذا الباب، فقال: ثناه علي بن إسماعيل الصفار، ثنا أبو بكر الأثرم، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ولم يدر أن هذا الأثرم غير ذاك، فذكرت قصتي لفلان المفيد وأتى عليه سنون، فحدث بالحديث عن الباغندي، ثم قال السبيعي: الذاكرة تكشف عوار من لا يصدق. قال الخطيب: كان ثقة حافظاً مكثراً عسراً في الرواية، ولما كان بأخرة عزم على التحديث والإملاء، فتهيأ لذلك، فمات، حدثت عن الدارقطني، سمعت السبيعي يقول: قدم علينا الوزير أبو) الفتح بن حنزابة إلى حلب، فتلقاه الناس، فعرف أني محدث، فقال لي: تعرف إسناداً فيه أربعة (26/496)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 497 من الصحابة؟ فذكرت له حديث عمر في العمالة، فعرف لي ذلك، وصارت لي به عنده منزلة. الحسن بن سعيد بن جعفر، أبو العباس العباداني المطوعي المقريء المعمر نزيل إصطخر، في آخر عمره. سمع من: الحسن بن المثنى، وأبا خليفة، وأبا مسلم الكجي، وأبا عبد الرحمن النسائي، وإدريس بن عبد الكريم الحذاء، وجعفر بن محمد الفريابي، وجماعة. قال أبو نعيم: قدم أصبهان سنة خمس خمسين، وكان رأساً في القرآن وحفظه، في حديثه وروايته، لين. وقال أبو بكر بن مردويه: وهو ضعيف. قلت: قرأ لنافع على أبو بكر البغدادي بكر محمد بن عبد الرحيم الأصبهاني، وأبي محمد الملطي، وقرأ لأبي عمر، ومحمد بن بدر بن محمد الباهلي صاحب الدوري، والحسين بن علي الأزرق الجمال. قرأ عليه برواية قالون، وقرأ (26/497)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 498 برواية البزي على إسحاق بن أحمد الخزاعي. وقرأ برواية قنبل على ابن مجاهد، وقرأ بدمشق على أبي العباس محمد بن موسى الصوري، وبالإسكندرية على محمد بن القاسم بن يزيد الإسكندراني، وقرأ على ذكوان، وقرأ على أحمد بن فرح المفسر صاحب الدوري، وعلى إدريس بن عبد الكريم الحداد صاحب خلف، وهو أكبر شيخ له، وقرأ على عبد الله بن الربيع الملطي إمام جامع مصر، عن يونس بن عبد الأعلى، وعلى جماعة مذكورين في المنهج لسبط الخياط. قرأ عليه: أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، وأبو الحسين علي بن محمد الخبازي، وأبو بكر محمد ب عمر بن زلال النهاوندي، والحسين بن علي بن عبيد الله الرهاوي، وأبو عبد الله محمد بن الحسين بن آل زهرام الكارزيني. قال الخزاعي: قلت للمطوعي: في أي سنة قرأ على إدريس الحداد فقال في السنة التي رحلت فيها إلى الري سنة اثنتين وستين ومائتين، فقلت للمطوعي: فقد قاربت المائة فقال: إلا ثنتين، قال ذلك في سنة سبع وستين ومائة. قال الخزاعي: وكان أبوه واعظاً محدثاً. قلت: وحدث عنه أبو بكر بن أبي علي الذكواني، وأبو نعيم الحافظ. ومحمد بن عبيد الله الشيرازي، وآخرون، وهو على ضعفيه. وآخر من روى عن أبي مسلم الكجي والحداد.) وله تصانيف في القراءآت. الحسين بن علي بن الحسن بن الهيثم، أبو عبد الله بن الباد (26/498)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 499 البغدادي الشاهد. سمع: أبا شعيب الحراني، والحسن بن علويه. وعنه: حفيده أحمد بن علي، وغيره. وقال الخطيب: كان ثقة، بقي أعمى مقعداً مدة خمس عشرة سنة، وعاش ستاً وتسعين سنة. الحسن بن القاسم بن عبد الرحمن بن أبي الغمر، أبو محمد المصري الفقيه. حدث عن الطحاوي وغيره. الحسن بن محمد بن سهل، أبو سعيد الفسوي القزاز الشاهد. رحل مع والده إلى الشام ومصر، وسمع أبا عروبة، وأبا الجهم بن طلاب، وأبا الحسن بن جوصا، وحدث. توفي في المحرم. خلف بن عمر، أبو سعيد الفقيه المالكي المعروف بابن أخي هشام، شيخ المالكية بإفريقية. تفقه بأبي نصر القيرواني وسمع منه. وكان يجتمع هو، وأبو الأزهر بن مغيث، وأبو محمد بن أبي زيد، ويتناظرون. توفي في صفر. سليمان بن محمد بن سليمان، أبو أيوب الأندلسي الشذوني. سمع: محمد بن عبد الملك بن أيمن، وعبد الله بن يونس المقبري، وجماعة، وحج فسمع من أبي سعيد بن الأعرابي، وسمع من أبي محمد الفريابي كتب محمد بن جرير الطبري، وولي خطابة شريش. (26/499)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 500 عبد الله بن إبراهيم بن جعفر بن بيان الزينبي، أبو الحسن البغدادي البزاز. روى عن: الحسن بن علويه القطان، وأحمد بن أبي عوف البزوري، والحسين بن أبي الأحوص، وعبد الله بن ناجية، والفريابي، وجماعة. وعنه: أبو بكر البرقاني، ومحمد بن طلحة النعالي، والأزجي، وأبو القاسم التنوخي. وثقه الخطيب وقال: ولد سنة ثمان وسبعين ومائتين، وتوفي في ذي القعدة. والزينبي: آخر، وهو إبراهيم بن عبد الله العسكري، من طبقة ابن صاعدة. مر.) عبد الله بن إسحاق، أبو محمد التبان الفقيه المالكي، عالم أهل القيروان في زمانه. قال القاضي عياض: ضربت إليه آباط الإبل من الأمصار لذبه عن مذهب أهل المدينة، وكان حافظاً بعياً من التصنع والرياء، فصيحاً. توفي سنة إحدى. عبد الله بن الحسين بن إسماعيل، أبو بكر الضبي المحاملي. (26/500)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 501 ولي قضاء ميافارقين وآمد، ثم ولي قضاء حلب وأنطاكية. وكان عفيفاً نزهاً. سمع أباه وأبا بكر بن زياد النيسابوري. عبد الله بن محمد بن عبد الله الشيباني والنيسابوري سبط أبي علي الثقفي. دين ورع من شيوخ الحاكم. سمع: السراج، وزنجويه بن محمد. عبد الله بن محمد بن نصر اللخمي القرطبي الزاهد. سمع من: أحمد بن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، ومحمد بن قاسم. وكان صالحاً خيراً مائلاً إلى الأثر، يعقد الشروط. روى عنه ابن الفرضي وغيره. عبد الأعلى بن أبي بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني. يروي عن أبيه. توفي في هذه السنة تقريباً. عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث بن سليمان بن الأسود بن سفيان بن يزيد بن النبيه بن عبد الله، أبو الحسن التميمي. أحد فقهاء الحنابلة الأعيان. حدثت عن: أبي عبد الله نفطويه وأبي بكر بن يزداد النيسابوري، وأبي عبد الله المحاملي. روى عنه: ابنه أبو الفرج عبد الوهاب، وبشري الفاتني. (26/501)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 502 وقال أبو المعالي شيذلة: روى الإمام أبو عبد الله الحسن التميمي الحنبلي إمام عصره في مذهبه، وحضر الشيخ أبو عبد الله بن مجاهد، وابن شمعون، فجري مسألة الاجتهاد بين ابن مجاهد، والقاضي أبي بكر، وتعلق الكلام بينهما إلى الفجر، وكان أبو الحسن التميمي، يقول) لأصحابه: تمسكوا بهذا الرجل فليس للسنة عنه غنى. وقال القاضي أبو يعلى: كان جليل القدر، له كلام في مسائل الخلاف، ومصنف في الفرائض. وقال أبو الحسن بن رزقويه: وضع أبو الحسن التميمي في مسند أحمد حديثين، وكتبوا عليه محضراً، وكتب فيه الدارقطني، وابن شاهين. وتوفي في عشر الستين. عبد الله بن أحمد بن المصنف أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري. دخل مصر مع أبيه فسكنها، وحدث عن والده بمصنفات جده. علي بن إبراهيم، الشيخ أبو الحسن الحصري، أحد كبار الصوفية وأولي الأحوال. حكى عن الشبلي. (26/502)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 503 روى عنه: أبو سعد الماليني. ومن كلامه: لا يغرنكم صفاء الأوقات فإن تحتها آفات، ولا يغرنكم العطاء، فإن العطاء، عند أهل الصفاء مقت. قال الخطيب: مات سنة إحدى وسبعين، وقد نيف على الثمانين. قال السلمي: هو سيد وقته وشيخ العراق. علي بنعبد الله بن المحدث الصالح عبد الرحمن بن عبد المؤمن المهلبي الجرجاني البزاز. روى عن: أبي نعيم بن عدي، وغيره. روى عنه: أبو سعد الماليني، وأبو الفرج. ومات قبل الإسماعيلي بشهر. فتح بن أصبغ، أبو نصر الطليطلي الفقيه الزاهد. كان ذكياً متفنناً ورعاً عابداً. كان يقال إنه مجاب الدعوة. توفي في جمادى الأولى. ليث بن طاهر، أبو نصر النيسابوري القائد. سمع السراج، وابن خزيمة. وعنه الحاكم. محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد الفقيه، أبو زيد المروزي الشافعي الزاهد.) (26/503)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 504 حدث ببغداد وبنيسابور ودمشق ومكة عن: محمد بن يوسف الفربري، وعمر بن عليك المروزي، ومحمد بن عبد الله السعدي، وأبي العباس محمد الدغولي، وأحمد بن محمد المنكدري، وغيرهم. وعنه: الهيثم بن أحمد الصباغ، وعبد الواحد بن مشماش، وعبد الوهاب الميداني، وعلي بن السمسار، وأبو الحسن الدارقطني مع تقدمه، وأبو بكر البرقاني، ومحمد بن أحمد المحاملي البغدادي، والفقيه أبو محمد عبد الله محمد بن إبراهيم الأصيلي، وآخرون وقال: ولدت سنة إحدى وثلاثمائة. قال الحاكم: كان أحد أئمة المسلمين، ومن أحفظ الناس لمذهب الشافعي، وأحسنهم نظراً، وأزهدهم في الدنيا. سمعت أبا بكر البزاز يقول: عادلت الفقيه أبا زيد من نيسابور إلى مكة، فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة. وقال الخطيب: حدث ببغداد، ثم جاور بمكة، وحدث هناك بصحيح البخاري عن الفربري. وأبو زيد أجل من روى ذلك الكتاب. وقال أبو إسحاق الشيرازي: ومنهم أبو زيد المروزي صاحب أبي (26/504)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 505 إسحاق، مات بمرو في رجب سنة إحدى وسبعين. وكان حافظاً للمذهب، حسن النظر، مشهوراً بالزهد. وعنه أخذ أبو بكر الققال، وفقهاء مرو. وقرأت على أبي علي الأمين، أخبركم ابن المكي، أنا عبد الأول، أنا أبو إسماعيل الأنصاري، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، سمعت خالد بن عبد الله المروزي، سمعت أبا سهل محمد بن أحمد المروزي، سمعت أبا زيد المروزي يقول: كنت نائماً بين الركن والمقام، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا زيد إلى متى تدرس كتاب الشافعي ولا تدرس كتابي فقلت: يا رسول الله وما كتابك فقال: جامع محمد بن إسماعيل البخاري. محمد بن أحمد بن تميم السرخسي. سمع أبا لبيد محمد بن إدريس الشامي السرخسي. عنه: أبو الحسن بن رزقويه، وأبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني. وثقه الخطيب. توفي فيها ظناً. محمد بن أحمد بن محمود، أبو العباس النيسابوري القباني الزاهد الناسخ.) سمع ابن خزيمة، وأحمد بن محمد الماسرجسي. وعنه: الحاكم، وغيره من النيسابوريين. محمد بن أحمد بن جعفر الطوسي القائد. سمع: ابن خزيمة، والسراج. محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد بن مهران، أبو بكر البغدادي الصفار الضرير. (26/505)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 506 سمع: محمد بن صالح بن عصمة الدمشقي، وعبد الله بن محمد بن مسلم المقدسي، ومحمد بن محمد النفاح الباهلي، وأبا القاسم البغوي، وأبا عروبة الحراني، وجماعة. وعنه: الدارقطني، وحمزة السهمي، وأبو بكر البرقاني، وأبو القاسم علي التنوخي، والحسين بن علي الجوهري، وغيرهم. قال البرقاني: ثقة فاضل، شامي الأصل، سألته عن مولده، فقال: سنة تسع وثمانين ومائتين. قال الخطيب: حدث في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة. محمد بن جعفر بن محمد، أبو الفتح بن المراغي الهمذاني. نزيل بغداد، ومصنف كتاب البهجة على مثال الكامل للمبرد. وكان عالماً بالنحو واللغة. روى عن: أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة. وقال أبو الحسن محمد بن أحمد بن القاسم المحاملي: سمعنا منه: سنة إحدى وسبعين. قلت: هو والذي قبله لا أعرف وفاتهما يقيناً. محمد بن خفيف بن إسفكشاذ، أبو عبد الله الضبي الشيرازي (26/506)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 507 الصوفي، شيخ إقليم فارس. حدث عن: حماد بن مدرك، والنعمان بن أحمد الواسطي، ومحمد بن جعفر التمار، والحسين المحاملي، وجماعة. وعنه: أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، والحسن بن حفص الأندلسي، وإبراهيم بن الخضر الشياح، ومحمد بن عبد الله بن باكويه، وأبو بكر بن الباقلاني المتكلم. قال أبو عبد الرحمن السلمي: أقام بشيراز، وكانت أمه بنيسابور، وهو اليوم شيخ المشايخ وتاريخ الزمان، لم يبق للقوم أقدم منه سناً. ولا أتم حالاً، صحب رويم بن أحمد، وأبا العباس ابن عطاء، ولقي الحسين بن منصور الحلاج، وهو من أعلم المشايخ بعلوم الظاهر، متمسك) بالكتاب والسنة، فقيه على مذهب الشافعي، فمن كلامه قال: ما سمعت شيئاً من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا واستعملته، حتى الصلاة على أطراف الأصابع، وهي صعبة. قال السلمي: قال أحمد بن يحيى الشيرازي: ما أرى التصوف إلا يختم به. وكان أبو عبد الله من أولاد الأمراء، فتزهد حتى قال: كنت أذهب وأجمع الخرق من المزابل، وأغلسه، وأصلح منه ما ألبسه، وبقيت أربعين شهراً أفطر كل ليلة على كف باقلاء، فاقتصدت، فخرج من عرقي شبيه ماء اللحم، فتحير الفاصد وقال: ما رأيت جسداً بلا دم إلا هذا. وقال ابن باكويه: سمعت أبا أحمد الكبير يقول: سمعت أبا عبد الله بن (26/507)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 508 خفيف يقول: نهبت في البادية حتى سقطت لي ثمانية أسنان، وانتثر شعري، ثم وقعت إلى فيد وأقمت بها، حتى تماثلت وحججت، ثم مضيت إلى بيت المقدس، ودخلت الشام، فنمت إلى جانب دكان صباغ، وبات معي في المسجد رجل به بطن قيام، وكان يدخل ويخرج إلى الصباح، فلما أصبحنا، صاح الناس: نقب دكان الصباغ وسرقت، فدخلوا المسجد ورأونا، فقال المبطون: لا أدري، غير أن هذا طول الليل كان يدخل ويخرج، وما كنت خرجت إلا مرة، تطهرت، فجروني وضربوني، وقالوا: تكلم. فاعتقدت التسليم، فكانوا يغتاظون من سكوتي، فحملوني إلى دكان الصباغ، وكان أثر رجل اللص في الرماد، فقالوا: ضع رجلك فيه، فوضت، فكان على قدر رجلي، فزادهم غيظاً، وجاء الأمير، ونصبت القدر وفيها الزيت يغلي، وأحضرت السكين ومن يقطع اليد، فرجعت إلى نفسي وإذا هي ساكنة، فقلت: إن أرداوا قطع يدي سألتهم يعفوا يميني لأكتب بها، فبقي الأمير يهددني ويصول، فنظرت إليه فعرفته، وكان مملوكاً لوالدي، فكلمني بالعربية وكلمته بالفارسية، فنظر إلي وقال: أبو الحسين وكنت أكنى بها في صباي، فضحكت، فعرفني، فأخذ يلطم رأسه ووجهه، واشتغل الناس به، فإذا بضجة عظيمة، وأن اللصوص قد مسكوا، فذهبت والناس ورائي، وأنا ملطخ بالدماء جائع لي أيام لا آكل، فرأتني عجوز فقيرة، فقالت: أدخل إلينا، فدخلت ولم يرني الناس، وغسلت وجهي ويدي، فإذا الأمير قد أقبل يطلبني. فدخل ومعه جماعة، وجر من منطقته سكيناً، وحلف بالله وقال: إن أمسكني إنسان لأقتلن نفسي، وضرب بيده رأسه ووجهه مائة صفعة، حتى منعته أنا، ثم اعتذر، وجهد بي أن أقبل شيئاً، فأبيت، وهربت ليومي من المدينة، فحدثت بعض المشايخ فقال: هذا عقوبة انفرادك، فما دخلت بلداً فيه فقراء إلا قصدتهم.) وقال أبو عبيد الله بن باكويه: سألت أبا عبد الله بن خفيف، وقد سأله (26/508)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 509 قاسم الإصطخري عن الأشعري فقال: كنت مرة بالبصرة جالساً مع عمرو بن علويه على ساجة في سفينة نتذاكر في شيء، فإذا بأبي الحسن الأشعري قد عبر وسلم علينا وجلس، فقال: عبرت عليكم أمس في الجامع، فرأيتكم تتكلمون في شيء عرفت الألفاظ ولم أعرف المغزى، فأحب أن تعيدوها علي. قلت: وفي أبو نعيم الحافظ شيء كنا قال: في سؤال إبراهيم عليه السلام أرني كيف تحيي الموتى وسؤال موسى أرني أنظر إليك. فقلت: نعم. قلت: إن سؤال إبراهيم هو سؤال موسى، إلا أن سؤال إبراهيم سؤال متمكن، وسؤال موسى سؤال صاحب غلبة وهيجان، فكان تصريحاً، وكان سؤال إبراهيم تعريضاً، وذلك أنه قال: أرني كيف تحيي الموتى، فأراه كيف المحيي ولم يره كيف الإحياء، لأن الإحياء صفة والمحيي قدرته، فأجابه إشارة كما سأله إشارة، إلا أنه قال في الآخر: واعلم أن الله عزيز حكيم. ثم إني مشيت مع أبي الحسن وسمعت مناظرته، وتعجبت من حسن كلامه حين أجابهم. قال أبو العباس الفسوي: صنف شيخنا ابن خفيف من الكتب ما لم يصنفه أحد، وانتفع به جماعة صاروا أئمة يقتدى بهم، وعمر حتى عم نفعه البلدان. وقال أبو الفتح عبد الرحمن بن أحمد خادم ابن خفيف: سمعت أبا عبد الله بن خفيف يقول: سألنا يوماً القاضي أبو العباس بن شريح بشيراز، ونحن نحضر مجلسه لدرس الفقه، فقال لنا: محبة الله فرض أو لا قلنا (26/509)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 510 فرض. قال: ما الدليل فما فينا من أجاب بشيء، فسألناه، فقال: قوله تعالى قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم الآية. قال: فتوعدهم الله على تفضيل محبتهم لغيره على محبته، والوعيد لا يقع إلا على فرض لازم. وقال ابن باكويه كنت سمعت ابن خفيف يقول: كنت في بدايتي ربما أقرأ في ركعة واحدة عشرة آلاف قل هو الله أحد، وربما كنت أقرأ في ركعة القرآن كله. وعن ابن خفيف أنه كان به وجع الخاصرة، فكان إذا أخذه أقعده عن الحركة، فكان إذا أقيمت الصلاة يحمل على الظهر إلى المسجد، فقيل له: لو خففت على نفسك. قال: إذا سمعتم: حي على الصلاة ولم تروني في الصف فاطلبوني في المقابر. قال ابن باكويه: سمعته يقول: ما وجبت علي زكاة الفطر أربعين سنة. وقال ابن باكويه: نظر أبو عبد الله بن خفيف يوماً إلى ابن أم مكتوم وجماعة من أصحابه) يكتبون شيئاً، فقال: ما هذا قالوا: نكتب كذا وكذا. قال: اشتغلوا بتعلم شيء ولا يغرنكم كلام الصوفية، فإني كنت أخبيء محبرتي في جيب مرقعتي، والورق في حجزة سراويلي، وأذهب خفية إلى أهل العلم، فإذا علموا بي خاصموني، وقالوا: لا تفلح. ثم احتاجوا إلي. حدثنا أبو المعالي الأبرقوهي، أنا عمر بن كرم ببغداد، أنا أبو الوقت السجزي، ثنا عبد الوهاب بن أحمد الثقفي، أنا محمد بن عبد الله بن باكويه، ثنا محمد بن خفيف الضبي إملاء، قرأ علي حماد بن مدرك وأنا أسمع: ثنا عمرو بن مرزوق، ثنا شعبة، عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله (26/510)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 511 بن الصامت، عن أبي ذر، قال: قال سول الله صلى الله عليه وسلم: إذا صنعت قدراً فأكثر مرقها وانظر أهل بيت من جيرانك فأصبهم بمعروف. توفي ليلة ثالث رمضان عن خمس وتسعين سنة، وقيل: عاش مائة سنة وأربع سنين. وازدحم الخلق على جنازته، وكان أمراً عظيماً، وصلوا عليه نحواً من مائة مرة. رحمه الله ورضي عنه. محمد بن خلف بن محمد بن جيان، بالجيم، الفقيه أبو بكر البغدادي الخلال المقريء. سمع: عمر بن أيوب السقطي وقاسم بن زكريا المطرز، وحامد بن شعيب البلخي، وأحمد بن سهل الأسناني. وعنه: البرقاني، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو القاسم التنوخي. وثقه الخطيب، وقال: توفي في آخر السنة. روى عنه حمزة، وقال: كان ثقة جبلاً. محمد بن خالد بن عبد الملك، أبو عبد الله الإستجي الفقيه. سمع من محمد بن عبد الله بن أبي دليم، وكان يعقد الوثائق. (26/511)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 512 محمد بن عثمان بن سيعد الإستجي. كان فقيهاً مفتياً. سمع من أبي دليم أيضاً، ومن جماعة. كان يعقد الوثائق ببلده. محمد مفرج، أبو عبد الله المعافري القرطبي، المعروف بالقبي. سمع من: قاسم بن أصبغ، وبمصر من أبي جعفر النحاس، وعبد الملك بن بحر الجلاب، وبمكة من أبي سعيد الأعرابي. وتوفي في رمضان.) تركوا الأخذ عنه لأنه كان يعتقد مذهب ابن مسرة ويدعو إليه. محمد بن عبد الله بن بشران، أبو بكر السكري الشاهد، والد الشيخين مسندي العراق: أبي الحسين علي، وأبي القاسم عبد الملك. سمع الحديث، وأسمع ولديه، ولم يرو شيئاً، بل روى عنه ابنه عبد الملك وحده. ومات في جمادى الآخرة، وله خمس وستون سنة. كان من المعدلين. محمد بن العباس بن أحمد بن مسعود، أبو بكر الجرجاني المسعودي الفقيه. روى عن: أبي يعلى الموصلي وأبي القاسم البغوي، وفيه ضعف لكونه حدث من غير كتابه. (26/512)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 513 بقي إلى هذه السنة، ولا أعرف متى مات. محمد بن محمد بن العباس، أبو ذهل العصمي الهروي. توفي في صفر. من جملة المشايخ. محمد بن هشام بن جمهور المرساني نزيل قرطبة. رحل وسمع من الآجري، وأحمد بن إبراهيم الكندي، وحدث. توفي في ربيع الأول. يحيى بن هذيل، أبو بكر الأديب. شاعر عصره بالأندلس، وكان أحد الفقهاء المالكية المذكورين، ديناً عاقلاً نزهاً فصيحاً مفوهاً. طال عمره وعلا سماعه، وكان قد سمع من أخيه أبي مروان عبد الملك من جماعة. كذا ورخه بعضهم، وسيعاد سنة تسع وثمانين. قال القاضي عياض: كان حافظاً للفقه، راوية للحديث. ثم ورخه سنة إحدى هذه. (26/513)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 514 (26/514)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 515 1 (وفيات سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة) أحمد بن إسحاق بن مروان بن جابر، أبو عمر الغافقي القرطبي. سمع: أحمد بن خالد، وعبد الله بن يونس، وابن أيمن، وحج، وسمع بمصر كتباً. ولي قضاء طليطلة، ومات بها. أحمد بن جعفر بن محمد بن الفرج، أبو الحسن المقريء الخلال. سمع عبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن جرير الطبري. وعنه: أبو العلاء الواسطي، وأحمد بن علي البادا.) قال الخطيب: كان صالحاً ثقة. توفي في رمضان. أحمد بن محمد الحافظ بن أبي حفص عمر بن محمد بن بجير السمرقندي البجيري. (26/515)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 516 سمع من جده الصحيح الذي سمعه منه جماعة. وتوفي في ربيع الأول. أحمد بن محمد بن علي بن الحسن بن يحيى القصري، أبو بكر السيبي، الفقيه الشافعي، أحد الأئمة. درس على إسحاق المروزي، ونشر الفقه ببلده قصر ابن هبيرة. وتوفي في رجب، وله ست وسبعون سنة. أحمد بن عبد الله بن عمرو القيسي القرطبي. سمع: أحمد بن خالد، وابن أيمن، ومحمد بن مسور. لم يحدث. أحمد بن محمد بن معروف بن وليد، أبو عمر المدائني القرطبي. سمع من: أحمد بن خالد بن الحباب، وابن أيمن، وعثمان بن عبد الرحمن، وحج فسمع من الآجري. ولي قضاء طرطوشة، وكتب عنه جماعة. أحمد بن محمد بن يوسف، أبو القاسم القرطبي القشطيلي. سمع أبا عيسى، والدينوري. قال ابن عفيف: كان من أهل العلم بفنون كثيرة من الفقه والعربية واللغة. حج وأدرك رجالاً بالمشرق، وأدخل الأندلس علماً جماً، وأدب ولد (26/516)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 517 الحكم بن الناصر لدين الله، وأخذ عنه الناس مذهب مالك. إسماعيل بن أحمد بن محمد بن داود النساج القزويني. سمع إسحاق بن محمد الكيساني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وسليمان بن يزيد الفامي، وحدث. الحسن بن علي الصيدناني القزويني. سمع إسحاق بن محمد الكيساني، ومحمد بن القاسم المحاربي الكوفي، وحدث. الحسين بن محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن محمد الشريف، أبو تمام الزينبي، قاضي) البصرة. قدم بغداد مع معز الدولة، واشترى داراً بأربعة وعشرين ألف دينار، وولي نقابة بغداد. وتفقه على أبي الحسن الكرخي. حدث عنه مولاه وشاح وغيره. مات في شوال. الحسين بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أسد بن شماخ، أبو عبد الله الشماخي الحافظ الهروي الصفار. حدث بهراة وبغداد ودمشق عن: أحمد بن عبد الوارث المصري، وأبي الدحداح أحمد بن محمد الدمشقي، وعد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن حفص الجوني، والحسين بن موسى الرسعني وجماعة. (26/517)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 518 وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو بكر البرقاني، وإسحاق القراب، وأبو عثمان سعيد القرشي. قال البرقاني: قد كتبت عنه الكثير، ثم بان لي أنه ليس بحجة، وضعفه أبو عبد الله بن أبي ذهل الهروي. وقال الحاكم، وسئل عنه: كذاب، لا يشتغل به، وتوفي في جمادى الآخرة. وله مستخرج على صحيح مسلم. الحسين بن علي بن سفيان، أبو عبد الله المصري الفقيه. روى عنه: محمد بن إبراهيم بن المنذر، وغيره. حسين بن محمد بن نابل، أبو بكر القرطبي. سمع أسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد بن الحباب، ومحمد بن عمر بن لبابة، وحج، فسمع من ابن الأعرابي، وعلي بن مطر الإسكندراني، وأبي الطاهر المديني، وعلي بن الطحاوي. وكان شيخاً صالحاً فقيهاً ورعاً عارفاً بالعربية، شاعراً، حدث بالكثير. وتوفي في ذي الحجّة، وهو في عشر الثمانين. وعنه ابن الرضى. الحسين بن محمد، أبو سعيد البسطامي الواعظ، والد أبي عمر محمد بن الحسن. قال الحاكم: كان أوحد عصره في التذكير والوعظ والانتصار للسنة.) سمع: أبا بكر القطان، وأبا حامد بن بلال، وطبقتهما. خطاب بن مسلمة بن محمد بن سعيد، أبو المغيرة الأيادي الفقيه المالكي. سمع ابن لبابة، وأسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد بن الجباب، (26/518)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 519 وحج فسمع من ابن الأعرابي. قال عنه رفيقة أبو بكر محمد بن السليم القاضي: وهو من الأبدال. وقال القاضي عياض: كان زاهداً مجاب الدعوة. وقال ابن القرضي: كان حافظاً للرأي، بصيراً بالنحو. توفي في شوال، وله ثمان وسبعون سنة. سليمان بن أحمد بن محمد بن داود القزويني النساج، أخو إسماعيل. سمع: علي بن محمد بن مهرويه، وسليمان بن زيد الفامي. وكان أسن من أخيه، وبينهما في الموت ثلاثة أشهر. العباس بن الفضل بن زكريا، أبو منصور النضروي الهروي، منسوب إلى جده نضرويه، بضاد معجمة. سمع: أحمد بن نجدة والحسين بن إدريس، ومحمد بن عبد الرحمن الشامي، وجماعة. وعنه: أبو بكر البرقاني، وأبو يعقوب القراب، وأبو عثمان سعيد القرشي، وأبو حازم العبدوي. وثقه الخطيب، وروى عنه أيضاً سبطه الحسين بن علي، وتوفي في شعبان، وقد وهم صاحب الكمال وهماً قبيحاً فذكر له ترجمة ابن ماجه روى عنه. العباس بن محمد بن علي، أبو الفضل القرشي، والد الشيخ أبي عثمان سعيد، مسند هراة. (26/519)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 520 روى عن: أبي الفضل المنذري، وأبي الحسن المخلدي. روى عنه ابنه، وتوفي في جمادى الآخرة. عبد الله بن أحمد بن جعفر، أبو محمد بن أبي حامد الشيباني النيسابوري. سمع: أبا بكر بن خزيمة، وتورع عن الرواية عنه لصغره، سمع أبا العباس السراج، وأحمد بن محمد الماسرجسي، وحاتم بن محبوب السامي، وأبا سعيد بن الأعرابي، وأبا جعفر بن البختري. روى عنه: يوسف القواس، وإبراهيم بن مخلد الباقرحي، وابن رزقويه، حدثهم ببغداد. ووثقه الخطيب.) روى عنه الحاكم وقال: كان من أكثر أقرانه سماعاً، وكانت له ثروة ظاهرة، وأنفق أكثرها على العلماء، وفي الحج والجهاد، وكان يرسل شعره فقيل له الشعراني. عبد الله بن بدر الأشبيلي الطبيب. جمع وسمع من: ابن الأعرابي، وحدث. عبد الله بن محمد بن أمية بن غلبون الأنصاري القرطبي، نزيل طليطلة. إستقضي بطلبيرة. سمع من: قاسم بن أصبغ: وبمكة من ابن الأعرابي، وكان نبيلاً ثقة. سمع منه: عبدوس بن محمد الثغري. (26/520)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 521 عبد الواحد بن بكر الهمذاني الصوفي، المعروف بالورثاني. رحل وسمع بدمشق: أبا علي محمد بن شعيب الأنصاري، وعلي بن أبي العقب، وجمح بن القاسم. وعنه: أبو سعد الماليني، وأبو عبد الرحمن السلمي، والحسن بن إسماعيل القراب، وآخرون. وتوفي بالحجاز، وكان كثير الأسفار، من فضلاء الصوفية. عبد العزيز بن مالك الفقيه، أبو القاسم القزويني الشافعي. سمع: محمد بن مسعود، وأبا علي الطوسي، والعباس بن الفضل بن شاذان، ومحمد بن صالح الطبري. قال أبو يعلى الخليلي: أدركته، وقريء عليه وأنا حاضر. عثمان بن سعيد بن عثمان، أبو سعيد بن الدراج الغساني الأندلسي السري. سمع من: أحمد بن عمرو بن منصور بن فطيس، وعثمان بن جرير، وأحمد بن خالد بن الحباب، وحج فسمع من عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن أبي عثمان عبد الرحمن المقريء: كتاب سفيان بن عيينة، عن جده محمد بن المقريء. سمع منه غير واحد، وتوفي في رجب. علي بن خفيف بن عبد الله بن تميم بن سعد مولى جعفر بن محمد بن علي، أبو الحسن الهاشمي البغدادي الدقاق. (26/521)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 522 سمع: عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، والحسين بن أبي عفير، وعبد الله بن محمد البغوي.) وعنه: أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وعبد الله بن علي بن بشران، وغيرهما. قال ابن أبي الفوارس: كان غير مرضي في الرواية. علب بن محمد بن سعيد، أبو الحسن الكندي البغدادي الرازي، شيخ معمر. سمع سنة تسعين ومائتين من أبي شعيب الحراني، وسمع من: الفريابي، وعلي بن حسنويه. وعنه: العتيقي، وتوفي في رمضان. 4 (فناخسرو السلطان عضد الدولة) أبو شجاع بن السلطان ركن الدولة الحسن بن بويه الديلمي. ولي مملكة فارس بعد عمه عماد الدولة، ثم قوي على ابن عمه عز الدولة بختيار بن معز الدولة، وبلغ من سعة المملكة والإستيلاء على الممالك، ما لم يبلغه (26/522)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 523 أحد من بنيه، ودانت له البلاد والعباد. وهو أول من خوطب بالملك شاه شاه في الإسلام، وأول من خطب له على المنابر ببغداد بعد أمير المؤمنين. وكان فاضلاً نحوياً، له مشاركة في فنون، وله صنف أبو علي الفارسي الإيضاح والتكملة. وقد مدحه فحول الشعراء، وسافر إلى بابه المتنبي إلى شيراز، قبل أن يملك العراق، وامتدحه بقصائد مشهورة، وقصده شاعر العراق أبو الحسن محمد بن عبد الله السلامي، وأنشده قصيدته البديعة التي يقول فيها: (إليك طوى عرض البسيطة جاعل .......... قصارى المطايا أن يلوح لها القصر)

(فكنت وعزمي في الظلام وصارمي .......... ثلاثة أشياءكما اجتمع النسر)

(وبشرت آمالي بملك هو الورى .......... ودار هي الدنيا ويوم هو الدهر) وقال الثعالبي في يتمية الدهر: لعضد الدولة قصيدة فيها بيت لم يفلح بعده: (ليس شرب الراح إلا في المطر .......... وغناء من جوار في السحر)

(مبرزات الكاس من مطلعها .......... ساقيات الراح من فاق البشر)

(عضد الدولة وابن ركنها .......... ملك الأملاك غلاب القدر) فقيل إنه لما احتضر، لم ينطق لسانه إلا ب ما أغنى عني ماليه، هلك عني سلطانيه. وتوفي بعلة الصرع في شوال، سنة اثنتين وسبعين ببغداد، وله ثمان وأربعون سنة، ودفن بمشهد علي رضي الله عنه بالكوفة. وهو الذي أظهر قبر علي بالكوفة وادعى أنه قبره. وكان شيعياً، فبنى على المشهد، وأقام) البيمارستان العضدي ببغداد، وأنفق عليه أموالاً عظيمة، وهو بيمارستان عظيم ليس في الدنيا مثل ترتيبه. وملك العراق خمس سنين ونصفاً، ولما قدمها خرج الطائع الله وتلقاه، (26/523)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 524 وهذا شيء لم يتهيأ لأحد قبله، فدخل بغداد، وقد استولى عليها الخراب وعلى سوادها بانفجار بثوقها، وقطع المفسدين طرقاتها، فبعث العسكر إلى بني شيبان، وكانوا يقطعون الطريق، فأوقعوا بهم وأسروا من بن شيبان ثمانمائة، وسد البثوق، وغرس المزاهر وهو دار أبي علي بن مقلة، وكانت قد صارت تلاً، فيقال: إنه غرم على نقل التراب أكثر من ألف ألف درهم، وغرس التاجي عند قطربل وحوط على ألف وسبعمائة جريب، وعمر الطرق والقناطر والجسور. وكان متيقظاً شهماً، له عيون كثيرة تأتيه بأخبار البلاد القاصية، حتى صارت أخبار الأقاليم عنده. وكان شديد العناية بذلك، كثير البحث عن المشكلات، وافر العقل. كان من أفراد الملوك لولا ظلمه، وكان سفاكاً للدماء، حتى أن جارية شغل قلبه بميله إليها، فأمر بتغريقها، وأخذ غلام من رجل بطيخاً غصباً، فوسطه. وكان يحب العلم والعلماء ويصلهم. ووجد له في تذكرة: إذا فرغنا من حل إقليدس تصدقت بعشرين ألف درهم، وإن ولد لي ابن تصدقت بعشرة آلاف، فإن كان من فلانة تصدقت بخمسين ألف درهم. وكان قد طلب حساب دجلة في السنة، فإذا هو ثلاثمائة ألف ألف وعشرين ألف ألف درهم، فقال: أبلغ به إلى ثلاثمائة وستين ألف ألف، ليكون دخلنا كل يوم ألف ألف درهم. قال ابن الجوزي: كان يرتفع له في العام اثنان وثلاثون ألف ألف (26/524)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 525 دينار، وكان له كرمان، وفارس، وعمان، وخوزستان، والعراق، والموصل، وديار بكر، وحران، ومنبج. وكان يناقش في القيراط، وأقام مكوساً ومظالم، فنسأل الله العافية. وكان صائب الفراسة، قيل إن تاجراً قدم بغداد للحج فأودع عند عطار عقد جوهر، فأنكره، فحار، ثم إنه أتى عضد الدولة، فقص عليه أمره، فقال: إلزم الجلوس هذه الأيام عند العطار، ثم إن عضد الدولة مر في موكبه على العطار، فسلم على التاجر وبالغ في إكرامه، فتعجب الناس، فلما تعداه التفت العطار إلى التاجر، قال: ما تخبرني متى أودعتني هذا العقد، وما صفته، لعلي أتذكر، قال: صفته كذا، فقام وفتش ثم نفض برنيه فوقع العقد، وقال: كنت نسيته.) قيل إن قوماً من الأكراد قطاع طريق عجز عنهم، فاستدعى تاجرفا، ودفع إليه بغلاً، عليه صندوقان فيهما حلوى مسمومة، ومتاع ودنانير، فأخذوا البغل والصندوقين، وأكلوا الحلوى فهلكوا. وقد ذكر ابن الجوزي في كتاب الأذكياء له عدة حكايات لعضد الدولة، والله أعلم. محمد بن أحمد بن حمزة، أبو الحسن الهروي. توفي في هذا العام. وهو المذكور في المتوفين تقريباً في الطبقة الماضية. محمد بن أحمد بن حمدون، أبو بكر النيسابوري الفراء الصوفي. توفي في رمضان، وكان من العباد. (26/525)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 526 سمع: ابن خزيمة وطبقته، وكان قوالاً بالحق، كثير المجاهدة، وأماراً بالمعروف. صحب أبا علي الثقفي، ولقي الشبلي، والكبار. محمد بن جعفر بن أحمد بن جعفر، أبو بكر البغدادي الحريري المعدل، المعروف بزوج الحرة. سمع: محمد بن جرير، وأبا القاسم البغوي، وابن أبي داود. روى عنه: ابن رزقويه، وأبو بكر البرقاني، والحسن، وعبد الله ابنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان. وقال البرقاني: ثقة جليل. وقال أبو علي بن شاذان: كان يحضر مجلسه ابن المظفر والدار قطني، وتوفي في صفر. قال أبو القاسم التنوخي: حدثنا أبي قال: حدثني جعفر بن المكتفي بالله قال: كانت بنت بدر المعتضدي زوجة المقتدر بالله، فأقامت معه سنين، ثم قتل، وأفلتت هي من النكبة، وتسلمت أموالها، وخرجت من الدار، فكان يدخل إلى مطبخها حدث يعرف بمحمد بن جعفر بن أبي عشرون، وكان حركاً، فصار وكيل المطبخ، فرأته فاستكاسته، فردت إليه وكالتها، وترقى أمره حتى صار ينظر في ضياعها، وصارت تكلمه من وراء ستر، وزاد اختصاصه بها، حتى علق بقلبها فجسرته على تزويجها، وبذلت أموالاً حتى تم لها ذلك، وأعطته نعمة ظاهرة وأموالاً، لئلا يمنعها أولياؤها منه بالفقر، ثم هادت القضاة بهدايا جليلة، حتى زوجوها منه، فاعترض الأولياء، فغالبتهم بالداراهم، وأقام معها سنين، ثم ماتت، فحصل له منها نحو ثلاثمائة ألف) (26/526)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 527 دينار، ولذلك قيل له زوج الحرة. محمد بن العباس بن وصيف، أبو بكر الغزي، راوي الموطأ عن الحسن بن الفرج المقريء صاحب يحيى بن بكير. ورخ وفاته أبو القاسم بن مندة، وقد روى أيضاً عن محمد بن قتيبة العسقلاني وغيره. وروى عنه: أبو سعد الماليني، ومحمد بن جعفر الميماسي، وآخرون. ولا أعلم فيه جرحاً. وقد سمع موطأ ابن بكير من طريق. محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت، أبو بكر العكبري الدقاق. سكن بغداد وحدث عن خلف بن عمرو العكبري وجعفر. الفريابي، ومحمد بن صالح بن ذريح، ومحمد بن جرير الطبري، ومحمد بن محمد الباغندي، وجماعة. وله جزء عال عند أصحاب ابن طبرزد. روى عنه: عبد الوهاب بن برهان، وإبراهيم بن عمر البرمكي، وجماعة. وثقه الخطيب. توفي في ذي القعدة. محمد بن عبد الله بن محمد بن خميروية بن سيار، أبو الفضل العدل الهروي، مسند هراة. (26/527)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 528 سمع: أحمد بن نجدة، وعلي بن محمد الجكاني، وأحمد بن محمود بن مقاتل، وجماعة. وعنه: أبو بكر البرقاني، وأبو الفضل عمر بن أبي سعد، وأبو ذر عبد بن أحمد وأحمد بن محمد بن إبراهيم بن إسحاق والحسن بن علي. الباشاني، ومحمد بن الفضيل، وقاضي هراة منظور بن إسماعيل الهرويون، وغيرهم. قال أبو بكر بن السمعاني: شيخ ثقة. محمد بن عبد الله بن أحمد بن الصباح، أبو عبد الله المؤدب الأصبهاني. سمع: أبا حامد خليفة، ومحمد بن الحسين بن مكرم. وعنه: أبو نعيم الحافظ. محمد بن علي البغدادي النعال. حكى بمصر عن أبي خليفة الجمحي. محمد بن علي بن الحسين بن أبي الحسين القرطبي أبو عبد الله.) سمع من: قاسم بن أصبغ، ورحل هو وأخوه حسن، فسمعا بمصر من عبد الله بن الورد، وابن أبي الموت، وأحمد بن سلمة بن الضحاك، وابن خروف، وجماعة كثيرة. وكان محمد ضابطاً متقناً نحوياً بليغاً. توفي في صفر، ولم يحدث. محمد بن علي بن الحسي، أبو علي الأسفراييني، الحافظ المعروف (26/528)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 529 بابن السقاء، تلميذ أبي عوانة. رحل وسمع: أبا عروبة الحراني، ومحمد بن زياد المصري، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأحمد بن عمير بن جوصا، وخلقاً كثيراً. وكان شافعياً واعظاً صالحاً. روى عنه: أبو عبد الله الحاكم وغيره. وهو والد علي شيخ البيهقي. توفي ببلده إسفرايين، في ذي القعدة. وقد ذكره ابن عساكر فقال: روى عنه ابنه علي، وأبو سعيد أحمد بن محمد الكرابيسي المروزي. قال الحاكم: هو من المعروفي بكثر الرحلة، والحديث، والتصنيف، وصحبة الصالحين. 4 (قلت: ومن طبقته) محمد بن علي بن الحسين البلخي الحافظ. روى عن محمد بن المعافى الصيداوي. روى عنه: محمد بن أحمد الجارودي الحافظ. محمد بن القاسم أبو بكر المصري الفقيه الشافعي المعروف بوليد. روى عن: ابن عبد الرحمن النسائي، وعباس البصري، وبنان الجمال الزاهد. روى عنه: يحيى بن علي الطحان، وقال: توفي في جمادى الآخرة، وله خمس وثمانون سنة. (26/529)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 530 محمد بن مزاحم بن إسحاق، أبو العباس الطائي المصري. روى عن: محمد بن زيان وغيره. وعنه: يحيى بن الطحان، ذكره في تاريخه. المغيرة بن عمرو، أبو الحسن المكي. روى عن: أبي سعيد المفضل الجندي، وغيره.) روى عنه: عبد الرحمن بن الحسن المكي الشافعي والد أبي علي، وعمر بن الخضر الثمانيني، وابن باكويه. قرأت في الأربعين لمحمد بن مسدد: كتب إليها أحمد بن عمر بن أحمد التاجر، عن أبي الحسن بن موهب، وهو آخر من روى عنه، أنا أحمد بن عمر بن أنس العذري، أنا عمر بن الخضر، ثنا المغيرة بن عمرو، ثنا الجندي، ثنا محمد بن منصور الجواد، ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من دخل مكة فتواضع لله وأثر رضاه على جميع أموره، لم يخرج من الدنيا حتى يغفر له. هذا أظنه موضوع على الجندي. مات سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة. منصور بن أحمد بن هارون الفقيه، أبو صادق النيسابوري الحنفي المزكي، شيخ الحنفية وابن شيخهم بنيسابور. سمع: أبا العباس السراج، وأبا عمرو الحيري، ومؤمل بن الحسن. ولم يحدث قط من زهده وورعه. توفي في جمادى الأولى. روى عنه الحاكم أنه سمع ابن الشرفي يقول: ما رأيت في العلماء (26/530)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 531 أهيب من محمد بن يحيى الذهلي رحمه الله تعالى. نصر بن أحمد بن محمد بن صاعد بن كاتب البخاري. يرين عن جده، ومحمد بن محمد المردكي القزويني. (26/531)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 532 (26/532)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 533 1 (وفيات سنة ثلاث سبعين وثلاثمائة) أحمد بن الحسين بن عبد العزيز، أبو بكر العكبري المعدل. سمع: أبا خليفة، وابن ذريح، وأبا الهيثم بن خليفة، ومحمد بن محمد الباغندي، وجماعة. وعنه: ابنه أبو نصر محمد البقال، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي. ووثقه الخطيب. أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن، أنبأ الحسين بن علي بن الحسن الأسدي، أنا جدي، أنا علي بن محمد المصيصي، أنا أبو نصر محمد بن أحمد البقال بعكبرا، أنبا أبي، ثنا أبو خليفة، ثنا) مسلم، ثنا أبو حمزة، ثنا أبو الزبير، عن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر. (26/533)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 534 توفي هذا عن إحدى وتسعين سنة. أحمد بن الحسين بن علي، أبو حامد المروزي، المعروف بابن الطبري، القاضي الحنفي. سمع: أبا العباس الدغولي، وجماعة من أصحاب علي بن حجر، وسمع بنيسابور مكي بن عبدان، وأبا حامد بن الشرفي. قال الحاكم: أملى ببخارى وأنا بها: وكان يرجع إلى معرفة بالحديث، تفقه ببغداد علي أبي الحسن الكرخي، وببلخ على أبو القاسم الصفار. وكان كبير القدر، متألها عابداً صالحاً، عارفاً بمذهب أبي حنيفة. ورخه الحاكم في هذه السنة، وسيأتي في سنة سبع وسبعين. وكان ثبتاً في الحديث، بصيراً بالأثر له تاريخ مشهور. أحمد بن محمد الإمام، أبو العباس الديبلي الشافعي الزاهد الخياط، نزيل مصر. ذكر أبو العباس الفسوي أنه كان جيد المعرفة بالمذهب، يقتات من الخياطة، فكان يعمل القميص في جمعة بدرهم وثلث. وكان حسن العيش واللباس، طاهر اللسان، سليم القلب، صواماً تالياً، كثير النظر في كتاب الربيع مع كتاب الأم للشافعي. وكان مكاشفاً، ربما يخبر بأشياء فتوجد كما يقول. وكان مقبولاً عند الموافق والمخالف، حتى كان أهل الملل يتبركون بدعائه. مرض فتوليت خدمته، فشهدت أحوالاً سنية، وسمعته يقول: كلما ترى أعطيته ببركة القرآن والفقه. وقال لي: قيل إنك تموت ليلة الأحد، وكذا كان. وما كان يصلي إلا في الجماعة، فكنت أصلي (26/534)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 535 به فصليت به ليلة الأحد المغرب، فقال: تنح فإني أريد الجمع بالعشاء لا أدري إيش يكون مني، فجمع وأوتر، ثم أخذ في السياق، وهو حاضر معنا إلى نصف الليل، فنمت ساعة وقمت، فقال: أي وقت هو قلت: قرب الصبح. قال: حولني إلى القبلة وكان أبو سعد الماليني، فحولناه إلى القبلة، فأخذ يقرأ قدر خمسين آية، ثم قبض ومات سنة ثلاث وسبعين، أحسبه في رمضان. وكانت جنازته شيئاً عجيباً، ما بقي أحد بمصر من أهلها ومن المغاربة أولياء السلطان إلا صلوا عليه. وذكره القضاعي، وأن قبره ومسجده مشهوران. قال: وكانت له كرامات مشهورة.) أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو القاسم البجاني الأندلسي. روى عن: أحمد بن خالد، ومحمد بن عمر بن لبابة. وحج سنة أربع عشرة، ولم يسمع. توفي في رجب. أحمد بن نصر، أبو بكر الشذائي البصري المقريء، من كبار القراء. قرأ على: أبي حفص عمر بن محمد بن نصر الكاغدي، والحسن بن علي بن بشار العلاف صاحبي الدوري، وعلى أبي الحسن بن شنبوذ، وأبي بكر بن مجاهد، وأبي عبد الله إبراهيم بن عرفة نفطويه، وأبي بكر محمد بن أحمد الداجوني، وأبي علي النقار، وأبي مزاحم الخاقاني، وسعيد بن عبد الرحيم الضرير، وعبد الله بن الهيثم البلخي، وأحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي، ومحمد بن موسى الزينبي، وجماعة. قرأ عليه بالروايات: محمد بن الحسين الكارزيني، وغيره. (26/535)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 536 توفي في هذه السنة. وطرقه في كتاب المنج لسبط الخياط. وقرأ عليه: أبو الفضل الخزاعي، وأبو عمرو بن سعيد البصري، وعلي بن أحمد الجوردكي، وأبو الحسين علي بن محمد الخياري ومحمد بن عمر بن زلال النهاوندي، وخلق. قال فارس بن أحمد: الكبراء من أصحاب ابن مجاهد أربعة: أبو طاهر بن أبي هاشم، وأبو بكر بن أشتة، وأبو بكر الشذائي بالبصرة ونسي الرابع. وقال أبوعمرو الداني: مشهور بالضبط والإتقان، عالم بالقراءة، بصير بالعربية. رحمه الله. إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق بن جعفر، أبو إسحاق الأصبهاني، المعدل، المعروف بالقصار. سمع: الوليد بن أبان، والحسن بن محمد الداركي بأصبهان، وعبد الله بن شيرويه، ومحمد بن إسحاق السراج، واستوطن نيسابور. روى عنه: الحاكم، وأبو نعيم، وأحمد بن علي اليزدي. ولقب بالقصار لأنه كان يغسل الموتى تزهداً ومتابعة للسنة. وعاش مائة وثلاث سنين، وإنما سمع وقد كبر. كف بصره قبل موته بست سنين. أكثر عنه: أبو نعيم. بلكين بن زيري بن مناد الحميري الصنهاجي الأمير، أبو الفتوح (26/536)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 537 جد الأمير باديس، من وجوه) المغاربة. استخلفه المعز بن المنصور العبيدي على إفريقية عند توجهه إلى الديار المصرية في سنة إحدى وستين وثلاثمائة، وسلم إليه إقليم المغرب، فكان حسن السيرة، تام النظر في مصالح دولته ورعيته. ومات في ذي الحجّة. وكانت له أربعمائة سرية، وذكر أن البشائر وفدت عليه في فرد يوم بولادة سبعة عشر ولداً ذكراً. بويه مؤيد الدولة، أبو منصور بن ركن الدولة. كان وزيره هو الصاحب إسماعيل بن عباد، فضبط مملكته وأحسن التدبير. وكان قد تزوج بنت عمه زبيدة بنت معز الدولة، فأنفق في عرسه بها سبعمائة ألف دينار. توفي بجرجان في ثالث عشر شعبان، من خوانيق أصابته، وله ثلاث وأربعون سنة. وكانت دولته سبع سنين. الحسن بن أحمد بن علي بن أحمد الماذرائي المصري، من أعيان الأماثل. (26/537)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 538 روى عن: عبد العزيز بن أحمد بن الفرج، وبكر بن أحمد الشعراني وجماعة. روى عنه: الدارقطني، وصالح بن رشدين، وغيرهما. ألقى على العلم جملة وافرة، وجمع وصنف، وعاش سبعين سنة. الحسن بن محمد بن داود، أبو محمد الثقفي الحراني المؤدب. روى عن: عبد الله بن محمد الأطروشي، ويحيى بن علي الكندي. وعنه: تمام الرازي، وعبد الغني بن سعيد، وأبو الحسن بن السمسار، وجماعة. توفي في رمضان. الحسين بن عبد الله القرشي، أبو القاسم المصري. يروي عن: محمد بن محمد بن النفاح الباهلي، وغيره. الحسين بن محمد بن حبش، أبو علي الدينوري المقريء. قرأ القرآن على: أبي عمران موسى بن جرير الرقي، وغيره. قرأ عليه: محمد بن المظفر بن حرب الدينوري وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، ومحمد) بن جعفر الخزاعي، ورحل إليه. وكان أيضاً عالي الإسناد في الحديث. روى عن أبي عمران الرقي. روى عنه: أبو نصر أحمد بن الحسين الكسار جزءاً وقع لنا. قال أبو عمرو الداني: أخذ القراءة عرضاً عن: موسى بن جرير وابن مجاهد، والعباس بن الفضل، وإبراهيم بن حرب وجماعة. (26/538)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 539 متقدم في علم القراءة، مشهور بالإتقان، ثقة مأمون. روى القراءة عنه: إسماعيل بن محمد البرذعي، والحسين بن محمد السلماني. وسمعت فارس بن أحمد يقول: كان ابن حبش المقريء الدينور، وكان يأخذ في مذاهب القراء كلهم، فالتكبير من والضحى إلى آخر القرآن اتباعاً للآثار الواردة. حميد بن الحسن الوراق، دمشقي. روى عن: محمد بن خزيم، ومحمود بن محمد الرافقي، وأحمد بن هشام بن عمار. وعنه: مكي بن الغمر، وتمام، وعبد الغني بن سعيد، وغيرهم. سعيد بن سلام، أبو عثمان المغربي الصوفي العارف، نزيل نيسابور. مولده بالقيروان، ولقي الشيوخ بمصر والشام، وجاور بمكة مدة، وكان لا يظهر في الموسم. قال الحاكم: وأنا ممن خرج من مكة متحسراً على رؤيته، ثم خرج منها لمحنة لحقته، وقدم نيسابور، واعتزل الناس أولاً، ثم كان يحضر الجامع، وسمعته يقول: وقد سئل: الملائكة أفضل أم الأنبياء فقال: القرب القرب هم أقر إلى الحق وأطهر. صحب أبو عثمان بالشام: أبا الخير الأقطع، ولقي أبا يعقوب النهرجوري. (26/539)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 540 قال السلمي: كان أوحد المشايخ في طريقه، ولم ير مثله في علو الحال وصون الوقت، امتحن بسبب زور نسب إليه حتى ضرب وشهر على جمل، وطافوا به، فحمله على مفارقة الحرم والخروج منه إلى نيسابور. وقال الخطيب: كان من كبار المشايخ: له أحوال مذكورة وكرامات مشهورة. قال غالب بن علي: دخلت عليه يوم موته، فقلت له: كيف تجد نفسك قال: أجد مولى كريماً، إلا أن القدوم عليه شديد. قال السلمي: سمعته يقول: تدبرك في الخلق تدبر عبرة، وتدبرك في نفسك تدبر موعظة،) وتدبرك في القرآن تدبر حقيقة وكاشفة. قال الله تعالى: أفلا يتدبرون القرآن، جرأك به على تلاوة خطا به، ولولا ذاك لكلت الألسن عن تلاوته. وقال: من أعطى نفسه الأماني قطعها بالتسويف والتواني. وله كلام جليل من هذا النوع. وتوفي في هذه السنة. وقال السلمي: سمعته يقول: علوم الدقائق علوم الشياطين. وأسلم الطرق من الاغترار لزوم الشريعة. العباس بن أحمد بن محمد بن إسماعيل، أبو الطيب العباسي، المعروف بالشافعي. (26/540)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 541 مصري، يروي عن محمد بن محمد الباهلي. وعنه: محمد بن الحسين الطفال، وغيره. حديثه في مشيخة الرازي. عباس بن أحمد، أبو الفضل الأزدي الشاعر. شيخ الصوفية بالشام وأسنهم. صحب مظفر القرميسيني، وجماعة. له معرفة وفتوة ظاهرة. عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أبو جعفر الفارسي. روى عن: النعمان بن أحمد الواسطي أحد شيوخ الطبراني، وقيل إنه روى عن: يعقوب بن سفيان الفسوي جزءاً، وهذا بعيد. روى عنه: البرقاني والعتيقي. وقال الأزهري: كان ثقة، سمعت منه سنة ثلاث وسبعين في منزلنا. عبد الله بن تمام بن أزهر الكندي، أبو محمد الفرضي. سمع: قاسم بن اصبغ، وجماعة، وكان مؤدباً بالحساب. كتب عنه ابن الفرضي وغيره. عبد الله بن محمد بن عثمان بن المختار المزني الحافظ، أبو محمد بن السقا الواسطي، محدث واسط.) (26/541)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 542 سمع: أبا خليفة، وزكريا الساجي، وأبا يعلى الموصلي، وعبدان الأهوازي، وأبا عمران موسى بن سهل الجوني، ومحمد بن الحسين بن مكرم، ومحمود بن محمد الواسطي، وأحمد بن يحيى بن زهير التستري، وطبقتهم. روى عنه: الدارقطني، وأبو الفتح يوسف القواس، وأبو العلاء محمد بن علي، وعلي بن أحمد بن داود الرزاز، وأبو نعيم الحافظ. قال أبو العلاء الواسطي: سمعت ابن المظفر والدار قطني يقولان: لم نر مع ابن السقا كتاباً، وإنما حدثنا حفظاً. وقال علي بن محمد بن الطيب الجلابي في تاريخ واسط هو من أئمة الواسطيين الحفاظ المتقنين. قال: وتوفي في ثاني جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة. أخبرنا أحمد بن عبد الحميد، أنبأ عبد الله بن أحمد الفقيه سنة ثماني عشرة وستمائة، أنا علي بن المبارك بن نغوبا، أنا أبو نعيم محمد بن إبراهيم الجماري، أنا أحمد بن المظفر بن يزداد العطار، ثنا عبد الله بن محمد بن عثمان، ثنا أبو خليفة، ثنا مسدد، ثنا أبو عوانة، عن زيد بن جبير، سألت ابن عمر قلت: من أين يجوز لي أن أعتمر قال: فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل نجد قرن. (26/542)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 543 وقد قال السلفي: سألت خميساً الحوزي عن ابن السقاء فقال: هو من مزينة مضر، ولم يكن بسقاء بل هو لقب له، من وجوه الواسطيين، وذوي الثروة والحفظ، رحل به أبوه فسمعه من أبي خليفة، وأبي يعلى، وابن زيدان، والمفضل من محمد الجندي وجماعة. وبارك الله في سنه وعلمه، واتفق أنه أملى حديث الطائر فلم تحتمله أنفسهم، فوثبوا به وأقاموه، وغسلوا موضعه، فمضى ولزم بيته، فكان لا يحدث أحداً من الوسطيين، فلهذا قل حديثه عندهم. وتوفي سنة إحدى وسبعين حدثني بكل ذلك شيخنا أبو الحسن المغازلي. عبد الرحمن بن محمد بن أبي الليث، أبو سعيد التميمي. فقيه أهل قزوين ومقرئها. كان كبير القدر. سمع الحسن بن علي الطوسي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم. أدركه أبو يعلى وذكره في الإرشاد له. عبد الله بن..... أبو الفرج الأنباري.) روى عن: محمد بن محمد الباغندي، والبغوي، وجماعة. وعنه: محمد بن طلحة النعالي، وجماعة. عبيد الله بن سعيد بن عبد الله القاضي، أبو الحسن البروجردي. سمع: محمد بن محمد الباغندي، وجماعة. قال الخطيب: كان صدوقاً، حدث في هذا العام. (26/543)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 544 روى عنه: عبد العزيز الأزجي، وعبد الملك بن عمر، ومحمد بن عيسى الهمذاني. عثمان بن سعيد بن البشر بن غالب، أبو الأصبغ اللخمي الأندلسي الشذوني. سمع: عبد الله بن أبي الوليد، ومحمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد بن الحباب. وكان صالحاً فاضلاً. علي بن أحمد بن حمدويه التكلي، مصري. يروي عن ابن زبان. علي بن إبراهيم بن موسى، أبو الحسن السكوني الموصلي. حدث ببغداد عن: أبي يعلى، وعبد الله بن أبي سفيان، وأحمد بن الحسين الجرادي، المواصلة. وعنه: أبو القاسم الأزجي، وأحمد بن محمد العتيقي، وانتقى عليه ابن المظفر الحافظ. علي بن محمد بن أحمد بن كيسان، أبو الحسن الحربي. الراوي عن: يوسف القاضي جزءي التسبيح والزكاة ليس إلا. روى عنه: أبو بكر البرقاني، والحسين بن جعفر السلماسي، وعلي بن المحسن التنوخي، والحسن بن علي الجوهري، وهو آخر من حدث عنه. (26/544)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 545 قال الخطيب: قال لنا التنوخي: أرانا ابن كيسان بخط أبيه: ولد علي ومحمد ابنا محمد في بطن واحد في ليلة الجمعة سنة اثنتين وثمانين ومائتين. وقال البرقاني: كان ابن كيسان لا يحسن يحدث، سألته أن يقرأ علي شيئاً من حديثه، فأخذ كتابه ولم يدر ما يقول: فقلت: سبحان الله، حدثكم يوسف القاضي، فقال: سبحان الله حدثكم يوسف القاضي، قال: إلا أن سماعه كان صحيحاً. سمع من أخيه. قال الجوهري: سمعت منه في سنة ثلاث وسبعين. ولم يؤرخ الخطيب وفاته، وكان أبوه من كبار النحاة.) مات سنة تسع وتسعين ومائتين، وهذا صبي، فطلع لا يعرف شيئاً. عمر بن محمد بن علي بن أحمد بن سليمان، أبو بكر بن سليمان المصري. سمع من: جده علان، وأبي عبد الرحمن النسائي. الفضل بن جعفر بن محمد بن أبي عاصم التميمي الدمشقي المؤذن الطرائفي، أبو القاسم. كان عبداً صالحاً. سمع نسخة أبي مهر بن عبد الرحمن بن القاسم الرواس، وسمع من: جماهر بن محمد، وإبراهيم بن دحيم، وإسحاق بن محمد الخزاعي، وأبي شيبة داود بن إبراهيم، وسعيد بن هاشم الطبراني، وعبد الله بن أحمد بن الحواري، وجماعة كبيرة. روى عنه: تمام، والحافظ عبد الغني بن سعيد ومكي بن الغمر ومحمد بن عوف المزني، وأحمد بن الحسن الطيان، وصالح بن أحمد بن (26/545)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 546 المنايجي، وأبو أسامة محمد بن أحمد الهروي، وأبو علي الحسن بن شواش، ومحمد بن يحيى بن سلوان، وخلق سواهم. وكان أسند من بقي. قال أبو محمد الكتاني: كان ثقة نبيلاً، ثنا عنه عدة. قيس بن طلحة بن مازن الفارسي الكاتب. سمع بشيراز من: محمد بن جعفر صاحب أبي كريب. وروى عنه الحاكم في تاريخه. محمد بن أحمد بن محمد بن عبيد بن الوشاء، أبو عبد الله المصري الفقيه المالكي. أخذ عن: أبي شعبان، والطبري. أخذ عنه: أبو محمد الشنتجاني، وأبو عمران الفاسي، وأبو محمد بن غالب السبتي. ورحل الناس إليه، وكان شديد المباينة لنبي عبيد أصحاب مصر. محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أبي بردة البغدادي الفقيه، أبو الطيب الشافعي. سمع: أبو القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، وابن مجاهد، وتفقه على أبي سعيد الأصطخري، وأبي إسحاق المروزي. قال ابن الفرضي: قال لي إنه حج سنة أربع وعشرين، قال: وقدمت مصر فلقيت بها أصحاب المزني، والربيع، و المرادي، ولقد صغروا في عيني، لما كنت أعرفه من رجال بغداد. قدم أبو الطيب قرطبة فأكرمه المستنصر بالله ورزقه، وكان من أعلم الناس بمذهب الشافعي،) ولم يقدم علينا مثله، ولم تكن له كتب، ذهبت مع ماله، وكان ينسب إلى الإعتزال، وبلغ ذلك السلطان فأخرجه من البلد في (26/546)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 547 رجب سنة ثلاث وسبعين، وتوفي بتاهرت في ذلك العام. وكان مولده في حدود الثمانمائة. محمد بن أحمد بن جعفر، أبو بكر الآزدي المؤدب الهروي. توفي بها. سمع من ابن خزيمة، وطبقته. وعنه: الحاكم. وكان مجاهداً متعبداً خيراً. محمد بن أحمد بن إبراهيم البلخي، أبو عبد الله. ولد بمكة، وقرأ على: محمد بن هارون صاحب اليزني، وسمع العقيلي، والديبلي. قرأ عليه: عبد الباقي بن الحسن، وكان حياً في هذا العام. محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد، من ذرية أبي حفص البخاري الكبير، أبو عبد الله رئيس المطوعة ببخارى. سمع: أباه وجماعة ومات ببخارى في ربيع الأول. استملى عليه الحاكم. محمد بن أحمد، أبو عبد الله الإلبيري بن التراس الزاهد. روى عن محمد بن فطيس، وغيره. محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن معاوية، أبو عبد الله القرشي القرطبي اللغوي المعروف بالمصنوع، تلميذ أبي علي القالي. سمع: من علي بن قاسم بن أصبغ وجماعة. وكان موصوفاً بالضبط وحسن النقل. (26/547)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 548 محمد بن الحسن بن سليمان بن النضر الهروي السمسار. توفي في ذي الحجّة. محمد بن الحسن، أبو سعيد الملقاباذي. سمع ابن خزيمة، والسراج، وجماعة. وعنه الحاكم.) محمد بن حيويه بن المؤمل بن أبي روضة، أبو بكر الكرجي النحوي، نزيل همذان. روى عن أسيد بن عاصم بن الأصبهاني، وإبراهيم بن نصر الرازي، وإسحاق بن إبراهيم الدبري، وإبراهيم بن ديزيل، ومحمد بن المغيرة السكري، ومحمد بن صالح بن علي الأشج، وأبي مسلم الكجي، وجماعة من الكبار الذين انقرض أصحابهم من قبل الخمسين وثلاثمائة. روى عنه: أبو بكر البرقاني، وأبو نصر محمد بن يحيى بن بندار، وأبو طاهر بن سلمة، وعمر بن معروف الهمذانيون، وأبو عبد الله الحسين بن محمد الفلاكي. سأله الصيقلي عن سنه فذكر أن له مائة واثنتي عشرة سنة. وقال الخطيب: كان غير موثوق عندهم، وورخ وفاته شيرويه في طبقات الهمذانيين. (26/548)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 549 محمد بن محمد بن شاذة. أحد أئمة الشافعية. محمد بن عبد الرحيم، أبو عثمان الأصبهاني الزاهد العارف، أحد أئمة الصوفية. صحب الشبلي، وسكن بخارى مدة. محمد بن محمد بن يوسف بن مكي أبو أحمد الجرجاني. حدث بصحيح البخاري عن الفربري ببغداد وغيرها، وروى عن أبي القاسم البغوي، وابن أبي داود، ومحمد بن إسماعيل المروزي صاحب علي ابن حجر، وتنقل في النواحي. وروى عنه: أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، وأبو محمد عبد الله ابن إبراهيم الأصيلي المغربي، وأبو نعيم الأصبهاني، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني، وأبو الحسن محمد بن علي بن صخر، وإسماعيل بن أحمد بن محمد بن بكران الأهوازي شيخ الخلعي. وقال أبو نعيم: تكلموا فيه وضعفوه، وسمعت منه البخاري. وقال محمد بن الحسين الأهوازي: أنشدنا أبو أحمد محمد بن محمد ابن مكي الجرجاني القاضي لنفسه: (إذا المرء يحسن مع الناس عشرة .......... وكان بجهل منه بالمال معجباً)

(ولم تره يقض الحقوق فإنه .......... حقيق بأن يقلى وأن يتجنيا) توفي في سنة ثلاث أو أربع وسبعين وثلاثمائة. قاله علي بن محمد بن عبد الله الجرجاني في تاريخها. محمد بن مهدي بن أحمد بن عبد الرحيم، أبو بكر الأيادي الهروي.) توفي في جمادى الأولى. محمد بن يونس بن أحمد المصري النقاش. (26/549)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 550 يروي عن: بنان الجمال. هارون بن عيسى بن المطلب، أبو موسى الهاشمي. سمع: البغوي، وابن أبي داود. وعنه: بشري الفاتني الأرجي، ومحمد بن بكير بن عمر. يلتكين التركي مولى هفتكين. هذا هفتكين أمير دمشق لوزير مصر يعقوب بن كلس. وعظم قدره إلى أن جرد إلى الشام في جيش، وولي إمرة دمشق لبني عبيد في آخر سنة اثنتين وسبعين. وكان مدبر جيشه منشا اليهودي. وكانت دمشق إذ ذاك مفتتنة بقسام المتغلب عليها، وبها جيش بن صمصام بعد موت عمه أبي محمود الكتامي، فلم يزل بلتكين يقاتل أهل البلد ويقاتلونه، حتى تفرق عن قسام جموعه وضعف أمره واختفى، وتسلم يلتكين البلد، ثم جاءه المرسوم بتسليم البلد إلى بكجور أمير حمص، وأن يرجع لاحتياج الوقت، وذلك في سنة ثلاث وسبعين. (26/550)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 551 1 (وفيات سنة أربع سبعين وثلاثمائة) أحمد بن جعفر بن أحمد بن مدرك، أبو عمرو الجرجاني بن الكوسج الفقيه الحنفي. سمع: عمران بن موسى بن مجاشع، وأحمد بن محمد بن عبد الكريم الوزان. روى عنه: حمزة السهمي وغيره. توفي في هذه السنة ظناً من علي بن محمد المؤرخ. أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الأصبهاني العسال، أبو جعفر المعدل. يروي عن: عبد الله بن محمد بن عبد الكريم الرازي، ومحمد بن حمزة بن عمارة. وعنه: أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي علي المعدل. توفي بأصبهان. (26/551)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 552 أحمد بن محمد بن هارون الأسواني، أبو جعفر المالكي، الفقيه. توفي في ربيع الأول سنة سبع وسبعين. أحمد بن محمد بن الحباب بن بشار، أبو الحسن البزاز الهروي.) روى عن أبي بكر بن أبي داود. أحمد بن محمد بن عبد الله بن حامد الصائغ. سمع: السراج، وابن خزيمة، والبغوي، وطبقتهم. وحدث ببخارى، ومات بها. روى عنه الحاكم وغيره. أحمد بن محمد بن أبي بكر الطرسوسي، شيخ الحرم. ورع زاهد كبير الشأن. صحب إبراهيم بن شيبان، وإليه ينتمي. ورخه أبو عبد الرحمن السلمي. إبراهيم بن أحمد بن جعفر بن موسى، أبو إسحاق البغدادي الخرقي المقريء. سمع من: جعفر بن محمد الفريابي، والهيثم بن خلف الدوري، وأبي معشر الدارمي. وعنه: أبو القاسم التنوخي، والحسن بن محمد علي الجوهري. قال الخطيب: كان ثقة صالحاً. قلت: وقرأ على علي بن سليم صاحب الدوري، وتصدر فأخذ عنه أبو العلاء الواسطي، ومحمد بن الحسين الكارزيني، و علي بن طلحة. إبراهيم بن لقمان، أبو إسحاق النسفي. (26/552)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 553 ثقه يروي عن: محمد بن عقيل البلخي. وعنه: جعفر بن محمد المستغفري ووثقه. قال: وتوفي في شعبان. إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان بن عامر الشيباني الفسوي، أبو يعقوب. سمع من: جده، وعبد الله بن محمد بن سيار الفرهاداني، وعبد الله بن شيرويه النيسابوري، ومحمد بن المجدر، ومحمد بن محمد الباغندي، وعبد الله بن محمد البغوي. وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وعبد الوهاب بن برهان الغزال، وأحمد بن محمد العتيقي، وإبراهيم بن عمر البرمكي، وأبو القاسم التنوخي، وقال: هو ثقة. توفي بنسا، وكان مولده سنة ثلاث وتسعين ومائتين، وحدث ببغداد. أيوب بن عبد المؤمن بن يزيد، أبو القاسم بن أبي سعد الطرطوشي. سمع محمد بن عبد الملك بن ايمن، وقاسم بن أصبغ، وحج فسمع أبا سعيد بن الأعرابي.) وكان فقيهاً شروطياً عاش خمساً وستين سنة. تميم بن المعز بن المنصور بن المهدي العبيدي، أبو علي، وإلى (26/553)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 554 والده تنسب القاهرة المعزبة. كان تميم أميراً شاعراً ظريفاً لطيفاً، وهو أخو العزيز ومن شعره: (أما والذي لا يملك الأمر غيره .......... ومن هو بالسر المكتم أعلم)

(لئن كان كتماني المصيبة مؤلماً .......... لإعلانها عندي أشد وآلم)

(وبي كلما تبكي العيون أقله .......... وإن كنت منه دائماً أتبسم) وله: (ما بان عذري فيه حتى عذرا .......... ومشى الدجى في خده فتحيرا)

(همت بقبلته عقارب صدغه .......... فاستل ناظره عليها خنجرا)

(والله لولا أن يقال تغيرا .......... وصبا وإن كان التصابي أجدرا)

(لأعدت تفاح الخدود بنفسجاً .......... لثماً وكافور الترائب عنبرا) جعفر بن محمد بن مكي، أبو العباس البخاري. يروي عن: محمد بن المنذر شكر، ومحمد بن يوسف الفربري. روى عنه: محمد بن أحمد غنجار، وأبو بكر عبد الله بن أحمد القفال المروزي، وعبد الله بن أحمد المنذوراني. ومات في رمضان. حباشة بن حسن، أبو محمد اليحصبي القيرواني. سمع من: زياد بن عبد الرحمن بن زياد، وإبراهيم بن عبد الله الزبيدي، وسمع بالأندلس من محمد بن معاوية القرشي. وحج ورابط بثغور الأندلس، وجاهد وتعبد، وكان فقيهاً عالماً. توفي في جمادى الآخرة. (26/554)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 555 الحسين بن محمد بن الحسين، أبو يغلى القرشي الزبيري النيسابوري. سمع السراج، وابن خزيمة، وطبقتهما. وعنه: الحاكم، وغيره.) الحسن بن حجاج بن غالب، أبو علي الطبراني الزيات، نزيل أنطاكية. رحل وسمع من: أبي عبد الرحمن النسائي، وأبي طاهر بن فيل البالسي، وجماعة. روى عنه: عبد الرحمن بن عمر بن نصر، وتمام الرازي، وقال: قدم علينا سنة أربع وسبعين، وكأن هذا غلط وتصحيف، ولعله سنة أربع وأربعين. خلف بن محمد بن خلف، أبو القاسم الخولاني القرطبي المكتب. سمع: أسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد، وجماعة، وحج فسمع: أبا سعيد بن الأعرابي، وبالإسكندرية من ابن أبي مطر الإسكندراني، وبالقيروان محمد بن محمد بن اللباد. وكان مؤدباً عسراً في التسميع، صعب الأخلاق. روى عنه ابن الفرضي، وتوفي في ربيع الأول. الخضر بن أحمد بن الخضر القزويني الحافظ. سمع: محمد بن يونس بن هارون، والحسن بن علي القرطبي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وخلقاً. (26/555)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 556 وعنه الجليلي، وقال: كتبت بيدي في ستة آلاف جزء. شبل بن محمد بن حسين، أبو القاسم البغدادي المؤدب، نزيل مصر. سمع: أبا يعقوب إسحاق المنجنيقي، وعشا اثنتين وسبعين سنة. عبد الله بن أحمد بن ماهبرذ الأصبهاني، المعروف بالظريف. نزل بغداد، وحدث عن محمد بن محمد الباغندي، وأبو القاسم البغوي، وجماعة. روى عنه: البرقاني، وعلي بن المحسن التنوخي. قال البرقاني: صدوق، وكان معمراً. قال: صمت ثمانية وثمانين رمضاناً، وسمعت بالبصرة من أبي خليفة، وضاع سماعي منه. عبد الله بن أحمد بن عبد الله التمار، البغدادي يعرف ببرغوث. روى عن: أبو القاسم البغوي، وغيره. وعنه: أبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وغيرهما. حدث في هذة السنة. عبد الله بن محمد بن مندويه بن حجاج الأصبهاني، أبو محمد الشروطي.) سمع: إبراهيم بن محمد بن متويه، وعبد الله بن محمد بن عمران، وجماعة ببلد الري. وكان كثير الحديث، ثقة فهماً. توفي في شوال. (26/556)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 557 وروى عنه: أبو نعيم. عبد الله بن محمد بن عبد الله بن زر، بفتح الزاي، الحواري نزيل بخارى. روى الكثير عن: آدم بن موسى، وأحمد بن جعفر بن نصر الجمال. وعنه: محمد بن أحمد غنجار، وجعفر بن محمد السفري، وغيرهما. توفي في صفر ببخارى. عبد الله بن محمد بن فضلويه الصوفي المعلم، من بقايا شيوخ نيسابور. صحب: أبا علي محمد بن عبد الوهاب الثقفي، وعبد الله بن مبارك. عبد الله بن موسى بن إسحاق الهاشمي البغدادي، أبو العباس. سمع: حامد بن شعيب، ومحمد بن جرير الطبري، والحسن بن الطيب البلخي، وخلقاً سواهم. وعنه: أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، والحسن بن علي الجوهري. وثقه العتيقي وغيره. وقال ابن أبي الفوارس: فيه تساهل. عبد الله بن موسى بن كريد أبو الحسن السلامي. حدث: عن: يحيى بن صاعد، وغيره بخراسان وسمرقند. وفي حديثه مناكير وعجائب. وكتب عمن دب ودرج. وكان أديباً شاعراً: (26/557)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 558 ورخ موته الإدريسي وغنجار. فقال الخطيب: هو عبد الله بن موسى بن الحسن، وقيل الحسين بن إبراهيم بن كريد السلامي. قال غنجار: روى عن: محمد بن هارون الحضرمي، ونفطويه النحوي، ومحمد بن مخلد. قال الخطيب: حدث في روايا غرائب ومناكير وعجائب. قال الحاكم: كان من الرحالة في طلب الحديث. توفي في سنة ست وستين وثلاثمائة. قلت: الصواب ما رواه إلى الساعة.) قال الإدريسي، كان أبو الحسن السلامي أديباً شاعراً، جيد الشعر، أمير الحفظ للحكايات والوارد. صنف كتباً كثيرة في التواريخ والنوادر، وقدم علينا سمرقند وأقام ببخارى، إلى أن مات. صحيح السماع. عبد الرحمن بن أحمد بن جعفر القاضي، أبو القاسم الأصبهاني. محمد بن حمدون بن خالد النيسابوري، وعلي بن عبدان. وعنه: أبو نعيم وغيره. عبد الرحمن بن محمد بن حسكا، أبو سعيد الحاكم الحنفي. سكن نيسابور مدة، ثم دخل بخارى وولي قضاء الترمذ، ولم يكن في أصحاب الرأي أسند منه. سمع: أبا يعلى بالموصل، وحامد بن شعيب. ومحمد بن صالح بن ذريح ببغداد. (26/558)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 559 وتوفي في شعبان، وله اثنتان وتسعون سنة. روى عنه الحاكم. عبد الرحمن بن محمد بن إسماعيل بن نباته، الخطيب المشهور، أبو يحيى، صاحب ديوان الخطب. كان من أهل ميافارقين، وولي خطابة حلب لسيف الدولة، وبها اجتمع بالمتنبي. وكان خطيباً بليغاً مفوهاً بديع المعاني رائق الخطب، رزق السعادة في خطبه، وكان رجلاً صالحاً، رأى النبي صلى الله عليه وسلم، فاستيقظ وعلى وجهه نور لم يكن قبل ذلك، وعاش بعد ذلك ثمانية عشر يوماً، وذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تفل في فيه، فبقي تلك الأيام لا يستطعم فيها طعاماً، ولا يشرب شراباً من أجل تلك التفلة. وذكر ابن الأزرق مولده في سنة خمس وثلاثين، وأنه توفي سنة أربع وسبعين. قلت: فعمره تسع وثلاثون سنة، وتوفي بميافارقين، وفي ولايته خطابة حلب أيام سيف الدولة نظر، وقد غلطوا في مولده، نعم غلطوا في مولده، فإنه ابتدأ سالف خطبه في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، وهو خطيب. عبد العزيز بن إسماعيل، أبو القاسم الصيدلاني المصري الشافعي. روى عن الأشعث محمد بن محمد الكوفي. (26/559)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 560 عبد الغني بن محمد بن موسى بن محمد المصري البزاز.) يروي عن الجندي. عبد الله بن محمد بن أحمد بن معدان، أبو الحسين الأصبهاني العصفري. توفي في ذي القعدة. علي بن محمد بن الفتح بن أبي الغصب، الشاعر البغدادي البلخي، أبو الحسن، مولى المتوكل على الله. روى عن: أحمد بن أبي عوف البزوري، ومحمد بن محمد الباغندي. وعنه: أبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الحسن بن علي الجوهري. وثقه الخطيب. حدث في هذا العام ولم تحفظ وفاته. علي بن النعمان بن محمد بن منصور المصري ثم البصري، قاضي ديار مصر. ولي القضاة بعد أبيه، واستناب أخاه محمداً، وكان متفنناً في عدة علوم، شاعراً مجوداً يكنى أبا الحسن. ومن شعره: (ولي صديق ما مسني عدم .......... مذ وقعت عينه على عدمي)

(أغني وأقني وما يكلفني .......... تقبيل كف له ولا قدم)

(قام بأمر لما قعدت به .......... ونمت عن حاجتي ولم ينم) (26/560)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 561 توفي في رجب، وهو كهل. وقال ابن زولاق: ولي القضاء سنة ست وستين، وكانت أيامه تسع سنين وخمسة أشهر، ومولده في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. ولي بعد القاضي أبي الطاهر الذهلي، وقد روى عن أبيه تصانيفه. عمر بن جعفر المصري الخياش، أبو جعفر. روى عن: محمد بن الباهلي. عمر بن محمد بن عبد الصمد، أبو محمد البغدادي المقريء، أحد الصالحين. سمع البغوي، والحسين بن عون. وعنه: عبد العزيز الأزجي، وابن بكير، والجوهري، وغيرهم. عمر بن محمد بن سيف، أبو القاسم الكاتب، بغدادي.) نزل البصرة، وحدث عن: الحسن الطيب البلخي، وحامد بن شعيب البلخي، ومحمد بن محمد الباغندي، وابن أبي داود. وعنه: محمد بن عبد العزيز بن رزمة، وجماعة من أهل البصرة، وأبو الحسن بن صخر. عيسى بن محمد بن إبراهيم، أبو حيويه، أبو الأصبغ الكناني القرطبي. سمع: محمد بن عبد الملك بن أيمن، وغيره. ولم يكن أهلاً أن يؤخذ عنه، لمداخلته أهل الدنيا. وكان أديباً شاعراً. (26/561)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 562 الفضل بن سهل الأصبهاني الواعظ. روى عن: الحسن الوراك، وعبد الله بن أخي أبي زرعة. وعنه: أبو نعيم، والقاسم بن علي بن معاوية بن الوليد، وأبو محمد البصري. توفي في ربيع الآخر. محمد بن أحمد بن بالويه، أبو علي النيسابوري المعدل. سمع: عبد الله بن شيرويه بنيسابور، أبو القاسم البغوي وطبقته ببغداد. حدث عنه الحاكم أبو عبد الله وقال: هو من أجلاء الشهود. توفي في سلخ شوال، وله أربع وتسعون، وكان يذكر مجالس محمد بن إبراهيم التنوخي، وهو والد عبد الرحمن. أما محمد بن أحمد بن بالويه النيسابوري الذي يروي عنه الكديمي فقديم. توفي سنة أربعين وثلاثمائة. محمد بن أحمد بن عمران، أبو بكر الجشمي البغدادي المطرز. سمع: محمد بن منصور الشيعي، وإسماعيل الوراق، وأبا الدحداح الدمشقي. وعنه: أبو القاسم عبيد الأزهري، وعلي بن المحسن التنوخي. حدث في هذه السنة، ولم تحفظ وفاته. (26/562)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 563 محمد بن أحمد بن محمد بن عبدان، أبو الفرج الأسدي الصفار. بغدادي. سمع من محمد بن محمد الباغندي، وأبا بكر بن أبي داود. وعنه: أبو القاسم التنوخي، ووثقه العتيقي.) محمد بن أحمد بن يحيى، أبو علي البغدادي العطشي البزاز. سمع أبا علي بالموصل، وجعفر بن محمد الفريابي، والباغندي، ومحمد بن صالح بن ذريح. وعنه: محمد بن عبد الواحد أبو رزمه، و الحسن بن محمد الخلال، والحسن بن علي الجوهري. ووثقه الخطيب. محمد بن جعفر بن سليمان البغدادي، أبو الفرج صاحب المصلى. سمع: من الهيثم بن خالد، وعبد الله بن إسحاق المدائني، وأبي الحسن بن الطيب، وأبي عروبة الحراني، ومكحول البيروتي، وأحمد بن عمير بن جوصا. وعنه: أبو الحسن بن الطيب علي بن أحمد النعيمي، وأبو القاسم التنوخي أحادث على ضعف حاله جداً. ضعفه حمزة السهمي. ومولده سنة ست وتسعين ومائتين، ومات بالبصرة. (26/563)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 564 محمد بن الحسن بن محمد بن بردخرشاذ، أبو عبد الله الرازي السروي. حدث ببغداد عن أبي نغيم عبد الملك بن عدي، وابن أبي حاتم. وعنه: ابن رزقويه، وأبو بكر البرقاني، والحسن بن محمد الخلال، ووثقه البرقاني. توفي في ذي القعدة. محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بريدة الأزدي، أبو الفتح الموصلي الحافظ، نزيل بغداد. حدث عن: أبي يعلى، ومحمد بن جرير الطبري، وأحمد بن الحسن الصوفي، ومحمد بن محمد الباغندي، وأبي عروبة الحراني، والهيثم بن خلف الدوري. وعنه: إبراهيم بن عمر البرمكي، وأبو نعيم، وأحمد بن الفتح بن فرحان، وطائفة سواهم. قال الخطيب: كان حافظاً، صنف في علوم الحديث، وسألت البرقاني عنه فضعفه، وحدثني أبو النجيب عبد الغفار الأموي قال: رأيت أهل الموصل يوهنونه ولا يعدونه شيئاً. (26/564)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 565 محمد بن سليمان بن يوسف بن يعقوب، أبو بكر الربعي الدمشقي البندار. سمع أحمد بن عامر بن المعمر، وجماهر بن محمد، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وحاجب بن أركين، ومحمد بن الفيض، ومحمد بن تمام البهراني، وخلقاً من الشاميين.) روى عنه: تمام الرازي، وأبو سعد الماليني، والمسدد بن علي الأملوكي، والحافظ عبد الغني، ومحمد بن عبد السلام بن سعدان. قال عبد العزيز الكتاني: ثنا عنه جماعة، وكان ثقة. توفي في ذي الحجّة. قلت: أنبا بحر من حديث ابن الفراء وغيره، أنا ابن أبي لقمة، أنا الخضر بن عبدان، أنا أبو القاسم المصيصي، أنا ابن سعدان عنه. محمد بن عبد الله بن أبي شيبة، أبو القاسم الإشبيلي الفقيه. يروي عن عمه علي بن أبي شيبة. وتوفي في أحد الربيعين. محمد بن محمد بن فتح بن نصر، أبو عبد الأندلسي الأستجي. روى عن: قاسم بن أصبغ، وأحمد بن عبادة، ومحمد بن عبد الله بن أبي دليم. قال ابن الفرضي: كان حافظاً للفقه، ثقة صالحاً، لقيته بأستجة، وكتبت عنه. (26/565)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 566 محمد بن هشام، أبو عبد الله الإشبيلي. سمع بقرطبة من: عمر بن حفص بن غالب، وأبان بن محمد، وأحمد بن خالد، وجماعة. وكان فهماً حافظاً للرأي والشروط. أخذ عنه ابن الفرضي، وتوفي في شوال. محمد بن وازع بن محمد القرطبي الضرير. حج وأدرك بالبصرة إبراهيم بن علي الهجيمي فأخذ عنه، وعن القاضي أبي بكر الأبهري. روى عنه: عبد الله بن الفرضي. هارون بن بنج بن عثمان، أبو موسى الخولاني الأندلسي الأستجي. روى عن: أحمد بن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أصبغ، وأحمد بن زياد، وجماعة. وكان معتنياً بالآثار، مشاركاً في الفقه، ثقة صالحاً. قاله ابن الفرضي وحدث عنه. توفي في جمادى الأولى.) (26/566)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 567 1 (وفيات سنة خمس وسبعين وثلاثمائة) أحمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم بن الحكم، أبو زرعة الرازي الحافظ الصغير. سمع الحسين بن إسماعيل المحاملي، ومحمد بن مخلد ببغداد، وأبا حامد بن بلال، وأبا العباس الأصم بنيسابور، وابن أبي حاتم بالري، وعلي بن أحمد الفارسي ببلخ، وأبا الفوارس الصابوني بمصر، وأبا الحسين الرزاي والد تمام بدمشق. وعنه: تمام الرازي، والحسين بن محمد الفلاقي، والحافظ عبد الغني بن سعيد، وحمزة بن يوسف، وأبو الفضل محمد بن الجارودي، وأبو زرعة روح بن محمد، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، وآخرون. وأقدم شيخ له عبد الرحمن بن أبي حاتم. وقال الخطيب: كان حافظاً متقناً ثقة، جمع الأبواب والتراجم. وقال ابن المحسن: سألته عن مولده فقال: خرجت أول مرة إلى العراق سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، ولي أربع عشرة سنة. (26/567)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 568 توفي بطريق مكة سنة خمس وسبعين. وقد سأله حمزة عن الرجال، وله مصنفات كثيرة يروي فيها المناكير كغيره. فأما أبو زرعة محمد بن يوسف الكشي فسيأتي سنة تسع، حافظاً. أحمد بن سعيد بن أحمد بن محمد بن معدان، أبو العباس الأزدي الفقيه. سمع: عبد الله بن محمود السعدي، ومحمد بن محمد الباغندي ومحمد بن إسحاق بن خزيمة. وعنه: أبو غانم الكراعي المرادي. توفي في رمضان، وهو مروزي. أحمد بن عبد الله الهمذاني الوراق المعروف بالأشقر. روى عن: محمد بن إبراهيم بن زياد الطيالسي، ومحمد بن صالح الطبري. وعنه: محمد بن عيسى، وابن روزية الحمدانيان. أحمد بن محمد بن جعفر بن نوح، أبو الحسن النيسابوري البحيري. سمع: أحمد بن إبراهيم بن أحمد، وأبا العباس السراج، وأبا بكر بن خزيمة، وببغداد محمد بن محمد الباغندي وطبقته، وعقد المجلس، واشتمل (26/568)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 569 عليه أبو عبد الله الحاكم.) وروى عنه: هو، وسبطه أبو عثمان سعيد بن محمد، وعمر بن أحمد بن مسرور، وجماعة. وقع لنا حديثه بعلو من رواية الكنجروذي عنه، أخبرنا أحمد بن هبة، أخبرنا أبو روح زاهر، أنا أبو سعد، أنا أبو الحسين البحيري، ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، ثنا علي بن معبد، ثنا زيد بن يحيى الدمشقي، ثنا مالك بن رافع، عن سالم، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الذي يجر ثوبه من الخيلاء لا ينظر الله إليه يوم القيامة. غريب جداً، رواه هكذا النسائي في حديث مالك له، عن زكريا بن يحيى، عن علي بن معبد، فوقع لنا عالياً جداً. أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو حامد الزوزني النيسابوري الكاتب. سمع: أبا قريش محمد بن جمعة. ومات بالزوزن. روى عنه: الحاكم. أحمد بن محمد بن فارس، أبو بكر البزاز. (26/569)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 570 سمع: عبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن محمد الباغندي. وكان صدوقاً. روى عنه: أبو محمد الجوهري، وغيره. الحسن بن داود المصري المطرز. يروي عن، ابن عباس البصري الحافظ، وأبي شيبة داود بن إبراهيم. وعنه: محمد بن عبد العزيز الأبهري، ويحيى بن علي بن الطحان، وأبو بكر البرقاني. انتخب عليه الدارقطني. وعاش تسعين سنة. توفي في صفر. الحسن بن علي بن عمرو بن غلام الزهري الحافظ، أبو محمد البصري. كان حمزة بن يوسف السهمي يسأله عن الجرح والتعديل. روى عنه: أبو الحسن بن صخر في أماليه. لم أظفر له بذكر في التواريخ التي عندي. الحسين بن أحمد بن فهد، أبو عبد الله الأزدي الموصلي القاضي.) حد ببغداد عن: أبي يعلى الموصلي. روى عنه: أبو بكر البرقاني، والتنوخي، وأبو محمد الخلال، وأحمد بن محمد العقيلي. البرقاني: قد كان يوثق. قلت: حدث في هذا العام، ولعله مات فيه. (26/570)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 571 الحسين بن علي بن محمد بن يحيى، أبو أحمد التميمي النيسابوري. يقال له حسينك، ويعرف أيضاً بابن منيبه. من بيت حشمة ورئاسة. تربى في حجر ابن خزيمة، وكان ابن خزيمة إذا تخلف في آخر أيامه عن مجلس السلطان بعث بأبي أحمد نائباً عنه، وكان يقدمه على أولاده. قال الحاكم: صحبته حضراً وسفراً نحو ثلاثين سنة، فما رأيته يترك قيام الليل، ويقرأ كل ليلة سبعاً، وكانت صدقاته دارة ستراً وعلانية، أخرج مرة عشرة أنفس من الغزاة بآلتهم، لا عن نفسه، ورابط غير مرة. وأول سماعه سنة خمس وثلاثمائة. سمع من: ابن خريمة، وأبي العباس السراج، ورحل سنة تسع، فسمع: عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، وعبد الله بن محمد البغوي، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأبا عوانة الإسفراييني. وعنه: أبو بكر البرقاني، والحاكم، وعمر بن أحمد بن مسرور، وأبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي، وجماعة. وقال الخطيب: كان ثقة حجة، وتوفي في ربيع الآخر، وخرج السلطان للصلاة عليه. قال الحاكم: الغالب على سماعاته الصدق، وهو شيخ العرب في بلدنا، ورث الثروة القديمة، وأسلافه جلة. قرأت على أحمد بن هبة الله، أنبأك أبو روح، أنا زاهر، أنا محمد بن عبد الرحمن، أنا أبو أحمد الحسين بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، ثنا هدبة، ثنا حماد، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، أن رسول الله (26/571)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 572 صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم قال: كانت شجرة تضر بالطريق، فقطعها رجل، فنحاها عن الطريق، فغفر له. رواه مسلم. الحسين بن محمد بن عبيد بن أحمد بن مخلد العسكري الدقاق، أبو عبد الله. حدث عن: محمد بن يحيى المروزي، وأبي العباس بن مسروق، وحمزة بن محمد الكاتب، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة.) وعنه: أبو القاسم الأزهري، والحسن بن محمد الخلال، و أبو الفرج عبد الوهاب بن برهان الغزال، والحسن بن علي الجوهري. قال العتيقي: كان ثقة أميناً. وقال ابن أبي الفوارس: كان فيه تساهل، ومات في شوال، وهو أخو أبي بكر محمد بن محمد شيخ بشرى الفاتني. سعيد بن محمد الفقيه، أبو أحمد المطوعي، رئيس منسا. سمع: أبا حامد بن الشرقي، وجماعة، وتفقه ببغداد على: ابن أبي هريرة. وكان بطلاً شجاعاً، كبير القدر، غزير الفضل. روى عنه: الحاكم، وغيره. (26/572)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 573 صالح بن محمد أبو طاهر البغدادي المقريء. روى عن: أبي ذر بن الباغندي، وأبي بكر بن مجاهد. حدث عنه: الأزجي عبد العزيز، وأحمد بن محمد العتيقي. عبد الله بن أحمد بن محمد، أبو الحسن الشيباني المعروف بالحوشبي. سمع: أبا بكر بن أبي داود. روى عنه: البرقاني وأبو القاسم التنوخي. توفي في ذي القعدة، وكان ثقة. عبد الله بن علي بن الحسين، أبو بكر الهمذاني القطان. روى عن: أبي بكر بن زيادة النيسابوري، وإسماعيل الوارق، والمحاملي. وعنه: حمد الزجاج، ومحمد بن عيسى. توفي في شعبان. عبد الله بن محمد بن محمد بن عبدوس، أبو محمد الحربي. سمع: السراج، ومؤمل بن الحسن، وعدة. وعنه: الحاكم. عبد الله بن عبد الرحمن الزجالي القرطبي الوزير، أبو بكر. وزر للمستنصر، وكان خيراً كثير المعروف والفضائل، طويل الصلاة.) (26/573)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 574 قال ابن الفرضي: إن قدميه تقطراً صديداً من طول قيامه، وكان يصلح للقضاء. توفي في جمادى الأولى، وكان من سادات الوزراء. عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران، أبو مسلم البغدادي، الحافظ الثقة العابد. سمع: البغوي، وابن صاعد، وأبا عروبة الحراني، وأحمد بن عمير بن جوصا، وأبا حامد بن بلال، وسمع الكثير بخراسان في حدود الثلاثين وثلاثمائة، ثم دخل بخارى وسمرقند، فأقام هناك نحو ثلاثين سنة، وسمع المسند على الرجال. قال الحاكم: دخلت مرو وما وراء النهر فلم نلتق، ولم أكد رأتيه. وفي سنة خمس وستين، في الموسم، طلبته في القوافل، فأخفى شخصه، فحججت سنة سبع وستين، وعندي أنه بمكة، فقالوا: هو ببغداد فاستوحشت من ذلك، وتطلبته فلم أظفر به، ثم قال لي أبو نصر الملاحمي ببغداد: ههنا شيخ من البدال يشتهي أن تراه، قلت له: بلى، فذهب بي، فأدخلني خان الصباغين، فقال أبو نصر: نجلس في هذا المسجد، فإنه يجيء، فقعدنا. وأبو نصر لم يخبرني من الشيخ، فأقبل أبو نصر، ومعه شيخ نحيف ضعيف برداء، فألقي إلي إلهام أنه أبو مسلم، فبينا نحن نحده إذ قلت له: وجد الشيخ ههنا من أقاربه أحداً قال: الذي أردت لقاءهم قد انقرضوا، فقلت له: هل خلف إبراهيم ولداً، يعني أخاه إبراهيم الحافظ فقال: ومن أين عرفت أخي إبراهيم فسكت، فقال لأبي نصر: من هذا (26/574)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 575 الكهل؟ قال: أبو فلان، فقام إلي وقمت إليه، وشكى تشوقه وشكوت مثله، واشتفينا من المذاكرة، والتقينا بعد ذلك مجالس، ثم ودعته يوم خروجي، فقال: يجمعنا الموسم، فإن علي أن أجاور بمكة، ثم خرج إلى مكة سنة ثمان وستين وجاور بها حتى مات. وكان يجتهد أن لا يظهر للحديث ولا لغيره. روى عنه: الحاكم، وأبو العلاء الواسطي، وعلي بن محمد الحذاء، وأحمد بن محمد الكاتب. وقال ابن أبي الفوارس: أبو مسلم بن مهران صنف أشياء كثيرة، وكان ثقة زاهداً، ما رأينا مثله. رحمة الله عليه. عبد العزيز بن جعفر بن محمد بن عبد الحميد، أبو القاسم الخرقي. سمع: أحمد بن الحسن الصوفي، وقاسم بن زكريا، والهيثم بن خلف، وعلي بن إسحاق بن زاطيا، ومحمد بن أبي الدميك. وعنه: الدارقطني مع جلالته، وأبو بكر البرقاني، وأحمد بن محمد العتيقي.) عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، أبو القاسم الداركي، الفقيه الإمام. (26/575)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 576 درس بنيسابور الفقه مدة، ثم سكن بغداد، وكانت له حلقة للفتوى. قال الشيخ أبو حامد الإسفراييني: ما رأيت أفقه من الداركي. قلت: وكان أبوه من محدثي أصبهان، تفقه أبو القاسم على أبي إسحاق المروزي، وعليه تفقه الشيخ أبو حامد وجماعة. وانتهى إليه معرفة مذهب الشافعي، وله وجوه في المذهب، منها أنه قال: لا يجوز السلم في الدقيق. روى عن جده لأمه الحسن بن محمد الداركي، وربما كان يجتهد، فيقال له في ذلك، فيقول: ويحكم، فلان عن فلان، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا وكذا، والأخذ بالحديث أولى من الأخذ بقول الشافعي، وأبي حنيفة. دارك من أعمال أصبهان. قال الخطيب: ثنا عنه أبو القاسم الأزهري، وعبد العزيز الأزجي، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو القاسم التنوخي، وكان ثقة، انتقى عليه الدارقطني. وقال ابن أبي الفوارس: كان يتهم بالإعتزال، وتوفي في شوال، وله بضع وتسعون سنة، رحمه إن شاء الله. عبد العزيز بن محمد بن يوسف بن مسلم الأصبهاني بن حفصويه المؤدب، يكنى أبا الحسن. روى عن: محمد بن العباس الأخرم، ومحمد بن نصير، وأحمد بن الحسن بن عبد الملك، وأحمد بن محمد بن مصقلة. وكان فيما قال أبو نعيم: يرجع إلى تعبد وفضل كبير. (26/576)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 577 روى عنه: أبو نعيم، وأبو بكر بن علي المعدل. عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد، أبو القاسم القرميسيني. بغدادي ثقة. سمع: أبا بكر بن أبي داود، وأبا ذر بن الباغندي، وجماعة. روى عنه: أبو القاسم التنوخي. عبيد الله بن علي بن عبيد الله بن داود، أبو القاسم الداروردي المصري القاضي، شيخ أهل الظاهر في عصره.) سمع: أبا جعفر الطحاوي، ومحمد بن يونس الجيزي القاضي، وأبا عبد الله المحاملي، وأبا العباس بن عقدة، ومحمد بن يوسف القبان الشيرازي، والحسن بن حبيب الحضايري الدمشقي. وسكن خراسان، وولي قضاء غير مدينة مثل طوس وترمذ. روى عنه الحاكم وقال: كان فقيه الداودية في عصره بخراسان، وكان موصوفاً بالفضل وحسن العشرة، وحفظ الفقه والنوادر. كتب الناس عنه بانتخابي، وتوفي ببخارى سنة خمس. وقال غيره: توفي سنة ست وسبعين في جمادى الأولى. وحدثه عنه أبو عبد الله غنجار، وجعفر المستغفري. ذكره صاحب الأنساب. عبيد الله بن محمد بن محمد بن أحمد بن أحوى بن العوام بن حوشب، أبو الحسين الشيباني الحوشبي البغدادي. سمع: عبد الله بن إسحاق المدائني، والحسين بن عفير، وإسحاق الجلاب، وأبا بكر بن أبي داود. (26/577)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 578 وعنه: أبو بكر البرقاني، وأبو العلاء محمد بن علي، وأبو القاسم التنوخي. وثقه الخطيب، وقال: مات في ذي القعدة. علي بن إسماعيل بن عبيد الله الأنباري. حدث ببغداد عن: محمد بن محمد الباغندي، وغيره. وعنه: أبو محمد الجوهري. سمع منه في هذه السنة، ولم تؤرخ وفاته. قال الخطيب: كان صدوقاً. علي بن شيبان البغدادي الدقاق المقريء. دخل الأندلس في هذه السنة، وكان من أصحاب ابن مجاهد، عالماً بالقرآن. ذكره ابن الفرضي وسمع منه شعراً. علي بن حمزة، أبو القاسم البصري المقريء العلامة. له ردود على ابن الأعرابي، والأصمعي، وجماعة، ومصنفات مفيدة. وكان صديقاً للمتنبي. توفي في رمضان.) علي بن إسحاق بن أبي الحسين الختلي الواسطي النقيب. عن: ابن داود، والحسن بن محمد بن شعبة، وابن مبشر الواسطي. (26/578)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 579 وعنه: أبو العلاء الواسطي، وعبد العزيز الأزجي. عمر بن محمد بن علي بن يحيى بن حفص بن الزيات البغدادي الناقد. سمع: إبراهيم بن شريك، والفريابي، وعبد الله بن ناجية، وعمر بن أبي غيلان، وعمر بن محمد الكاغدي، وطائفة سواهم. وعنه: أبو بكر البرقاني، والحسن بن محمد الخلال، وأحمد بن محمد العتيقي، وعلي بن المحسن التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وخلق كثير. قال ابن أبي الفوارس: كان ثقة متقناً جمع أبواباً وشيوخاً. توفي في جمادى الآخرة. ومولده في سنة ست وثمانين ومائتين. وقال الخطيب: سألت البرقاني عنه، فقلت: أكان ثقة فقال أبو نعيم الحافظ والله مصنفاً. محمد بن أحمد بن محمد بن خلقان الرئيس، أبو عبد الله بن أبي حفص بن إسحاق الفقيه، رئيس المطوعة بخراسان. سمع: أباه، وعبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري، وطائفة، وأملى وهو شاب. قال الحاكم: كان من أحسن الناس وجهاً، نثر يوم الإملاء من أنواع النثارات حتى تحير الناس. محمد بن أحمد بن عبد الله السكري، أبو أحمد النيسابوري المكي (26/579)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 580 عن: جده جعفر بن أحمد الحافظ، وعبد الله بن شيرويه. وعنه: الحاكم. مات في رجب. محمد بن أحمد بن حسن، أبو أحمد الحسنوي النيسابوري القاريء. سمع: ابن خزيمة، والسراج. وعنه: الحاكم. توفي في جمادى الأولى. محمد بن الحسن بن سليمان، أبو بكر القزويني. سمع: الفريابي، وأحمد بن الحسن الصوفي، ومحمد بن صالح بن ذريح، والبغوي.) وعنه: علي بن محمد المالكي، وغيره. قال الخطيب: في أحاديثه تخليط، وكان ببغداد. توفي في شعبان. محمد بن الحسن بن الفتح، أبو عبد الله القزويني الصفار الصوفي. رحل وسمع: أبو القاسم البغوي، وأكثر عن الشاميين. روى عنه: أبو يعلى الخليلي، وقال: توفي في أول السنة. محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح، أبو بكر التميمي. (26/580)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 581 الأبهري القاضي المالكي، شيخ المالكية العراقيين في عصره. سمع: محمد بن الحسين الأشناني، ومحمد بن محمد الباغندي، والبغوي، وعبد الله بن زيدان البجلي، وسعيد بن عبد العزيز، ومحمد بن خزيم، ومحمد بن تمام البهراني الحمصي، وأبا عروبة، وأبا علي محمد بن سعيد الرقي، وطبقتهم بالشام، والعراق، والجزيرة. وصنف مصنفات في مذهبه، وتفقه ببغداد على ابن عمر محمد بن يوسف القاضي، وعلى ابنه أبي الحسين. قال الدارقطني: إمام المالكية، إليه الرحلة من أقطار الدنيا، رأيت جماعة من الأندلس والمغرب على بابه، ورأيته يذاكر بالأحاديث الفقهيات وتراجم من حديث مالك. ثقة، مأمون، زاهد، ورع. وقال فيه أبو إسحاق الشيرازي: جمع بين القراءآت وعلو الإسناد والفقه الجيد، وشرح مختصر عبد الله بن عبد الحكم، وانتشر عنه مذهب مالك في البلاد. وقال القاضي عياض: له في شرح المذهب تصانيف ورد على المخالفين. وحدث عنه خلق كثير. وكان إمام العراقيين في زمانه. تفقه على (26/581)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 582 ابن عمر القاضي، وعلى أبي بكر ابن الجهم، وانتشر عنه المذهب في البلاد. وقال أبو الفتح بن أبي الفوارس: كان ثقة، انتهت إليه رئاسة مذهب مالك. وقال أبو العلا الواسطي: كان معظماً عند سائر العلماء، لا يشهد محضراً إلا كان هو المقدم فيه. سئل أن يلي القضاء فامتنع. قلت: روى عنه الدارقطني، وهو من أقرانه، وأبو بكر البرقاني، وأحمد بن محمد العتيقي، وأحمد بن علي البادا، أو علي بن المحسن التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وآخرون.) توفي في شوال، وقيل: في ذي القعدة، وله بضع وثمانون سنة، رضي الله عنه. يقع حديثه عالياً للفخر ابن البخاري. محمد بن عبد الله بن هاني القرطبي العطار المعروف بابن اللباد. سمع من: قاسم بن أصبغ، ونحوه. محمد بن عبد الله بن الفضل بن قفرجل، أبو بكر الكيال. سمع: محمد بن محمد الباغندي، وابن المجدر. وعنه: الأزهري، وغيره. وهو صدوق. محمد بن نصر، أبو العباس البغدادي المعدل، ابن أخي مكرم القاضي. (26/582)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 583 سمع: أبو القاسم البغوي، وأبا محمد بن صاعد. وعنه: أبو محمد الخلال، والحسن بن علي الجوهري، وجماعة. قال البرقاني: كان جبلاً من الجبال، يعني في الفقه. محمد بن يوسف بن محمد بن علام، أبو عبد الله الهروي. مات في رمضان. نصر بن محمد بن إبراهيم الإمام الفقيه، أبو الليث السمرقندي الحنفي، صاحب كتاب الفتاوى. نقلت وفاته بخط الإمام شهاب الدين ابن قاضي الحصن: في جمادى الآخرة، سنة خمس وسبعين محرراً، مات ببلخ. وهو يروي عن: محمد بن الفضل بن أشرف البخاري، وأقرانه. وفي كتاب تنبيه الغافلين موضوعات كثيرة. رواه عنه: أبو بكر محمد بن عبد الرحمن الترمذي. وقع لنا من حديثه من أربعين أبي المطر بن السمعاني. يحيى بن مالك بن عائذ الأندلسي، أبو زكريا الأندلسي. له رحلة وحفظ واشتهار، وهو من أهل طرطوشه. (26/583)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 584 فسمع من: أحمد بن سعيد بن مسرة وقدم قرطبة سنة تسع عشرة، وله عشرون سنة، فسمع من أحمد بن خالد، وابن أيمن، وعبد الله بن يونس المقريء وطائفة.) رحل سنة سبع وأربعين فحج، وسمع من أبي محمد بن الورد، وأحمد بن الحسن بن عقبة الرازي، وسلم بن الفضل، وبكير الرازي، وجماعة بمصر. ودخل بغداد فسمع بها، وبالبصرة والأهواز قال ابن الفرضي: حدثني أنه سمع ببغداد من سبعمائة رجل ونيف، وجمع علماً عظيماً، لم يجمعه أحد قبله من أصحاب الرحل إلى المشرق، وتردد بالمشرق عشرين سنة، وحدث هناك. قال: وقدم علينا سنة تسع وستين، فسمع منه طبقات طلاب العلم، وأبناء الملوك. وكان صحيح الكتاب، وكان حليماً كريماً جواداً صواماً ديناً. توفي في رجب. يعقوب بن إسحاق بن زكريا، أبو يوسف البخاري الويبردي، ويبرد قرية. وروى عنه محمد بن يوسف الفربري، ومحمد بن يوسف بن عاصم. يوسف بن القاسم بن يوسف بن فارس بن سوار، القاضي، أبو بكر (26/584)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 585 الميانجي الشافعي. ناب في القضاء بدمشق عن قاضي مصر والشام أبي الحسن علي بن النعمان المذكور في هذه الطبقة. كان مسند الشام في زمانه. سمع: أبا خليفة، وزكريا الساجي، وأحمد بن يحيى التستري، وعبدان الأهوازي، ومحمد بن جرير، والقاسم المطرز، والباغندي، وعبد الله بن زيدان، وأبا العباس السراج، وحامد بن شعيب، ومحمد بن المعافى الصيداوي. وسمع قبل الثلاثمائة، ورحل، وطوف، واستوطن دمشق. روى عنه: ابن أخيه صالح بن أحمد، وأحمد بن الحسن الطيان، وعلي بن السمسار، ومحمد وأحمد ابنا عبد الرحمن بن أبي نصر، وأحمد بن سلمة بن كامل، وعبد الوهاب الميداني، وخلق كثير. وقال أبو الوليد الباجي: هو محدث مشهور، لا بأس به. وقال عبد العزيز الكتاني: ثنا عنه عدة فوق الأربعين، وكان مولده قبل التسعين ومائتين، وكان ثقة نبيلاً. وقال: توفي في شعبان. (26/585)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 586 (26/586)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 587 1 (وفيات سنة ست وسبعين وثلاثمائة) أحمد بن علي بن قزقز، أبو الحسن البغدادي الرفاء.) سمع: أبا بكر بن أبي داود، ونفطويه النحوي، ومكحولاً البيروتي. وعنه: تمام، ومكي بن الغمر، والحسن بن علي بن سواس، والدمشقيون. وكان من جلة المحدثين. أحمد بن محمد بن جعفر النيسابوري الحواري الكرابيسي المعدل، أبو الحسن. سمع السراج، وطبقته. وعنه: الحاكم. مات في جمادى الأولى. أحمد بن محمد بن عيسى بن الجراح، الحافظ، أبو العباس المصري بن النحاس. (26/587)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 588 أول سماعه في سنة خمس وثلاثمائة، وكتب بمصر، والحجاز والشام، والعراق، والجبال، وأصبهان، وخوزستان. ثم ورد على أبي نعيم بن عدي جرجان، وانحدر منها إلى جوين. أدرك بنيسابور أبا حامد بن الشرقي، ومكي بن عبدان، وبسرخس أبا العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي، وسمع بمصر علي بن أحمد علان، وأكثر بالري عن عبد الرحمن بن أبي حاتم، إلا أن سماعه بالشام والعراق ذهب كله، وأملى مدة سنين بنيسابور. وروى عمن ذكرناه، وعن أبو القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وأبي عروبة الحراني، وتوفي في آخر سنة ست، وله خمس وثمانون سنة. روى عنه: أبو عبد الرحمن السلمي، وأبو حازم العبدوي، وأبو نعيم الأصبهاني، وأبو عثمان الحيري، والحاكم، وقال: حدث من حفظه بأحاديث، وكان يتحرى في مذاكراته الصدور، وهو حافظ. أحمد بن مسعود، أبو القاسم الأندلسي البجاني. سمع: محمد بن عبد الملك بن أيمن، وأحمد بن خالد بن الحباب، ومحمد بن فطيس. توفي في نحو هذه السنة. أحمد بن نصر بن منصور. أبان بن عثمان بن سعيد اللخمي الأندلسي، أبو الوليد. سمع: محمد بن عبد الملك بن ايمن، وقاسم بن أصبغ، وسعيد بن جابر. (26/588)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 589 وكان نحوياً لغوياً لطيف النظر بصيراً بالحجة.) توفي في رجب. إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن داود، أبو إسحاق البلخي المستملي، راوي البخاري عن أبي عبد الله الفربري. روى عنه الكتاب: أبو ذر عبد بن أحمد الهروي، وقال: كان من الثقات المتقنين ببلخ. قلت: طوف وسمع الكثير، وخرج لنفسه معجماً، رواه عنه الحافظ أحمد بن محمد بن العباس، والبلخي. وروى عنه بالأندلس: عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد الهمذاني. جعفر بن جحاف، أبو بكر الليثي قاضي بلنسية. سمع من: قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد الله بن أبي دليم. وكان فقيهاً. الحسن بن جعفر بن محمد بن الوضاح، أبو سعيد السمسار البغدادي الحربي المعروف بالحرفي. وحدث عن: أبي شعيب الحراني، ومحمد بن يحيى المروزي، ومحمد بن الحسن سماعة، ومحمد بن جعفر القتات، وجعفر الفريابي. وعنه: أبو القاسم عبد الله بن أحمد الأزهري، وعبد العزيز الأزجي، وعلي بن المحسن التنوخي، وجماعة. قال العتيقي: كان فيه تساهل. (26/589)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 590 الحسن بن علي، أبو سعيد الأصبهاني الصحاف. توفي فيها. الحسن بن محمد، أبو محمد الصلحي الكاتب، أحد الكبار. ولي كتابة ابن رائق، وناب عنه في الحضر، ثم ولي كتابة المطيع. حكى عنه أبو علي التنوخي في نشواره. الحسين بن جعفر، أبو القاسم الوزان الواعظ. سمع: أبو القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود. وعنه: عبد الله الأزهري، وعبد العزيز الأزجي.) خلصة بن موسى بن عمران أبو إسحاق الزاهد، من عباد أهل الأندلس. توفي في رجب. قال ابن الفرضي: لا أعلمني شهدت أعظم حفلاً من جنازته. وكان زاهداً بعيد الإسم في الخير. رشيد بن محمد بن فتح، أبو القاسم الدجاج القرطبي. سمع: أحمد بن خالد بن الحباب، وحج فسمع: أبا محمد بن الورد، وابن أبي الموت، وطائفة. روى عنه: ابن الفرضي، وجماعة. (26/590)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 591 عبد العزيز بن محمد بن مقرن، أبو القاسم الأصبهاني المعدل. سمع محمد بن علي بن الجارود. وعنه: أبو نعيم. عبد الواحد بن علي بن اللحياني، بغدادي. سمع: البغوي، وابن صاعد. وعنه: أبو محمد الخلال. قال الخطيب: ثقة. عبد الله بن داود القرطبي. سمع: محمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد الحباب، وحدث. عبد الله بن فتح بن فرج بن معروف بن سلام التجيبي، أبو محمد. سمع وهب بن مسرة، ورحل فسمع بمصر، أبا محمد بن الورد، وابن جامع السكري، وجماعة. توفي في شعبان بطليطلة. عبد الرحمن بن عامر، أبو المطرز القرطبي. سمع من: قاسم أبي أصبغ، وأحمد بن الشامه. وتوفي في رجب، وله اثنتان وسبعون سنة. عبيد الله بن أحمد بن يعقوب البغدادي المقريء، أبو الحسين بن البواب. (26/591)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 592 سمع: الحسن بن الحسين الصواف، وإسماعيل بن موسى الحاسب، ومحمد بن محمد الباغندي، وعبد الله البغوي، وجماعة سواهم.) وعنه: الحسين بن محمد الخلال، وعبيد الله الأزهري، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو القاسم التنوخي. ووثقه الأزهري. توفي في رمضان. قال أبو عمرو الداني: قرأ القرآن على أحمد بن علي بن سهل الأشناني، وأبي بكر بن مجاهد. عبيد الله بن محمد بن سليمان بن بابويه بن محمد بن جغوما المخرمي الدقاق. روى عن: جعفر الفريابي، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي، وعلي بن المحسن التنوخي، وغيرهم. أحاديثه مستقيمة. قاله الخطيب. عبد الملك بن عبد الواحد بن محمويه الحافظ الإمام، أبو بكر السمرقندي، وكان أبوه بغدادياً وجده موصلياً. حافظ متقن. جمع الأبواب والشرح والمقلين وأكثر. وكان ثقة إماماً. سمع: أبا بكر الشافعي وطبقته، وسمع ما وراء النهر من أبي جعفر محمد بن محمد البغدادي الحمال، ومحمد بن إسحاق العصفري، وأبي بكر بن جنب، وعلي بن محتاج. وكان حريصاً على الحديث وكتبه، ولو عاش لكان له شأن. مات سنة ست وسبعين وثلاثمائة، وله إحدى وخمسون سنة. (26/592)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 593 علي بن الحسن بن رجاء بن طعان، أبو القاسم الدمشقي المحتسب. روى عن: محمد بن محرم، ومحمد بن جعفر بن ملاس، ومكحول البيروتي، وعثمان بن محمد الذهبي، وجماعة. وعنه: عبد الغني بن سعيد الحافظ، ومكي بن الغمر، وعلي بن السمسار، ومسدد بن علي الأملوكي، وعدة. وكان كثير السماع. توفي في شوال. علي بن الحسن بن جعفر، أبو الحسي بن كرنيب بن العطار المخرمي. سمع: حامد بن شعيب، ومحمد بن محمد الباغندي، وأحمد بن حوالة، والبغوي. وعنه: أبو بكر البرقاني، وعبد العزيز الأزجي، وأبو القاسم التنوخي. قال أبو بكر الخطيب: كان يتعاطى الحفظ، وكان ضعيفاً. سمعت محمد بن عمر الداودي يقول:) كان من أحفظ الناس للمغازي، إلا أنه كان يضع الحديث ويكذب. وقال الدارقطني: أدخل على دعلج وغيره أشياء. علي بن الحسن بن علي بن مطرف القاضي، أبو الحسن الجراحي. بغدادي مكثر. روى عن: حامد بن شعيب، ومحمد بن محمد الباغندي، والحسين (26/593)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 594 بن عفير، والبغوي، وخلق بعدهم. روى عنه: أبو القاسم عبيد الله الأزهري، والحسن بن محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري. وقال البرقاني: لم أكتب عنه شيئاً، كان يتهم في روايته عن حامد بن شعيب. علي بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي السري البكائي، أبو الحسن الكوفي في زمانه. سمع: محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، وأبا حصين محمد بن الحسين بن حبيب الوادعي، وعبيد الله بن بحر بن طيفور، وأبا جعفر أحمد بن فرح بن جبريل العسكري، وجماعة. وأول سماعه سنة تسعين ومائتين. روى عنه: أبو العلاء صاعد بن محمد البوسنجي، ومحمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي، وأبو الحسن بن محمد بن إسحاق بن فدويه، ومحمد بن الحسن بن حمزة اليشكري، وأبو الحسين محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن بيان الدهان، وعبيد الله بن علي العدلي الحذاء، وأبو طاهر محمد بن محمد بن عيسى البكري، وأخوه أبو الحسين محمد بن محمد، وستتهم من شيوخ أبي النرسي. وروى عنه: أبو عبد الله بن باكويه، وطائفة. قال أبو عبد الله أحمد بن عبد الرحمن بن خرجه النهاوندي: توفي شيخنا البكائي في ثالث عشر ربيع الأول سنة ست وله تسع وتسعون سنة. (26/594)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 595 علي بن محمد بن ينال العكبري الحافظ. روى عن: أحمد بن الفضل بن خزيمة، ومحمد بن جعفر العسكري. سمع وهو كبير. روى عنه: عبد العزيز الأزجي.) وقال عبد الواحد بن علي الأسدي: سمع ابن ينال وتعلم الخط كبيراً، ورزق من المعرفة والفهم شيئاً كثيراً. توفي سنة ست. علي بن محمد بن أحمد بن علي بن رزين، أبو الحسن الباساني الهروي. روى عن جده، عن محمد بن إبراهيم العوام، وأبي إسحاق البزاز. روى عنه: أبو يعقوب القراب، والحسن بن علي النصروي. توفي في ربيع الأول، وكان من العدول. عمر بن علي بن يونس القطان. حدث ببغداد في هذه السنة عن أبي عروبة الحراني. روى عنه: عبيد الله الأزهري، والحسين الجوهري. وكان صدوقاً. عمر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن سبنك، أبو القاسم البجلي البغدادي. (26/595)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 596 سمع: محمد بن حبان الباهلي، وعبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن محمد الباغندي، وجماعة. وعنه: القاضي عبد الوهاب المالكي، وأبو القاسم عبيد الله الأزهري، وأبو القاسم التنوخي، وخلق سواهم. وكان ثقة. ناب في الحكم بسوق الثلاثاء، وقال: أول ما كتبت سنة ثلاثمائة عن محمد بن حبان. ومولده في سنة إحدى وتسعين ومائتين. وهو من ذرية جرير بن عبد الله، رضي الله عنه. قسام الحارثي، من أهل قرية تلفيتا من جبل سنير. كان ينقل التراب على الحمير، ثم اتصل بأحمد بن الجصطار من أحداث دمشق فكان من حزبه، وتنقلت به الأحوال، وكثر أعوانه حتى غلب على دمشق، فلم يكن لنوابها معه أمر، إلى أن ندبوا له من مصر جيشاً، عليهم بلتكين الذي ذكرنا ترجمته من قريب، فحار قساماً أو قوي عليه، فضعف أمر قسام، فاختفى أياماً، ثم استأمر، فقيدوه وحملوه إلى مصر، فعفي عنه. وقد مدحه عبد المحسنالصوري بقصيدة. (26/596)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 597 حملوه إلى مصر في هذه السنة ولم ير له ذكراً بعدها.) وقال القفطي: تغلب على دمشق رجل من العيارين فعرف بقسام وتحصن بها وخلف على صاحب مصر، فسار لحربه الأمير فضل من مصر، فحاصر دمشق، وضاق بأهلها الحال، فخرج قسام متنكراً، فأخذته الحرس، فقال: أنا رسول، فأحضروه إلى فضل فقال: بعثني قسام إليك لتحلف له وتعوضه عن دمشق بلداً يعيش فيه، وقد بعثني إليك سراً، فحلف الفضل له، فلما توثق منه قام وقبل يده وقال: أنا قسام، فأعجب به الفضل، وزاد في إكرامه. فرد إلى البلد، وسلمه إليه، وقام له بكل ما ضمنه، وعوضه موضعاً عاش فيه، وأحسن العزيز صلته. ذكر القفطي أن ذلك كان في سنة تسع وستين. ثم قال: وذكر بعضهم أن أخذ دمشق من قسام كان في سنة اثنتين وسبعين. قلت: وهو يتحدث الناس أنه ملك دمشق، وأنه قسيم الزبال. وكان سلمان بن جعفر بن فلاح قد قدم دمشق في جيش، فنزل بظاهرها، ولم يمكن دخولها، فبعث إليه قسام بخطه: أنا مقيم على الطاعة، فورد البريد إلى سلمان أن يرتحل عن دمشق. وولي دمشق أبو محمود المغربي، ولم يكن له أيضاً مع قسام أمر ولا عقد ولا حل، فهذا ما عندي من خبر قسام. محمد بن أحمد بن محمد بن شاذان بن الخليل، أبو عمرو الخفاف القهندزي الزاهد. سمع: أبا العباس بن السراج، وزنجويه بن محمد، وجماعة. وتوفي في رمضان. (26/597)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 598 روى عنه: الحاكم، وغيره. محمد بن أحمد بن حمدان بن علي بن عبد الله بن سنان، أبو عمرو بن الزاهد أبي جعفر الحيري النيسابوري. الزاهد المقريء المحدث النحوي. كان المسجد فراشه نيفاً وثلاثين سنة، ثم لما عمي وضعف نقلوه إلى بعض أقاربه بالحيرة من نيسابور. رحل به أبوه. قال الحاكم: سماعاته صحيحة، وصحب الزهاد، وأدرك أبا عثمان الحيري الزاهد، وسمع سنة خمس وتسعين ومائتين. سمع: أبو بكر بن زنجويه بن الهيثم، وأبا عمرو أحمد بن نصر، وجعفر بن أحمد الحافظ، ورحل فسمع من الحسن بن سفيان سنة تسع وتسعين مسنده، ومسند شيخه أبي بكر بن أبي شيبة، ومن أبي يعلى الموصلي مسنده، ومسند شيخه أبي بكر بن أبي شيبة، ومن أبي يعلى) الموصلي مسنده، ومن عبدان الأهوازي، وعمران بن موسى بن مجاشع، وزكريا بن يحيى الساجي، وأحمد بن يحيى الصوفي، والهيثم بن خلف الدوري، وحامد بن شعيب، ومحمد بن جرير الطبري، ومحمد بن عبد الله بن يوسف الدويري، وعلي بن سعيد العسكري، ومحمد بن الحسين بن مكرم، وأبي العباس السراج، وابن خزيمة. روى عنه: الحاكم أبو عبد ه، وأبو نعيم الحافظ، وأبو سعيد محمد بن علي النقاش، وأبو العلاء صاعد بن محمد الهروي، وأبو حفص بن مسرور، وعبد الغافر بن محمد الفارسي، وأبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي، ومحمد بن محمد بن حمدون السلمي، وأبو عثمان سعيد بن محمد البحيري، وآخرون. وهو أخو أبي العباس محمد نزيل خوارزم شيخ البرقاني. (26/598)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 599 قال الحاكم: ولد له بنت وهو ابن تسعين سنة، وتوفي وزوجته حبلى، فبلغني أنها قالت له عند وفاته: قد قربت ولادتي. فقال: سلمته إلى الله تعالى، فقد جاءوا ببراءتي من السماء، فتشهد ومات في الوقت، رحمه الله. قال: وتوفي في ذي القعدة في الثامن والعشرين منه، وهو ابن ثلاث أو أربع وتسعين سنة. وصلى عليه أبو أحمد الحاكم الحافظ. قلت: قد وقع لنا بالإجازة جملة من عواليه، وله جزء سؤالات كان يحفظه، وقع لي أيضاً بعلو قراءته على ابن عساكر، عن أبي روح، أنا زاهر، أنبا أبو سعد الكنجرودي، عنه. وقال ابن طاهر: كان يتشيع. محمد بن أحمد بن محمد بن أبي صالح، أبو بكر البغدادي نزيل بلخ. روى عن: أبي شعيب الحراني، وجماعة. وهو متكلم فيه. محمد بن العباس بن يحيى الأموي مولاهم، الحلبي نزيل الأندلس. سمع: أبا الجهم بن طلاب بمشغرى، ومحمد بن عبد الله مكحولاً ببيروت، وأبا عروبة بحران، وعلي بن عبد الحميد الغضايري، ومحمد بن إبراهيم بن فيروز الأنماطي بحلب، ومحمد بن سعيد الترخمي بحمص. وفد على المستنصر بالله خليفة الأندلس، فروى عنه أبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي، وأبو) الوليد عبد الله بن الفرضي، وقال: كتبت عنه وقد كف بصره، وتوفي في هذه السنة. (26/599)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 600 قلت: هذا كان أسند من تحريره بالأندلس، ولكن لم يأخذوا عنه كما ينبغي. محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان، أبو بكر الرازي الواعظ، والد المحدث أبي مسعود أحمد بن محمد البجلي. روى عنه: يوسف بن الحسين الرازي، وأبي بكر بن الأنباري، وأبي يعقوب النهرجوري، وأبو محمد البربهاري الحنبلي، وخير النساج، وأبو العباس بن عطاء. كان قد تتبع ألفاظ الصوفية، وجمع منها الكثير. ورد نيسابور سنة أربعين وثلاثمائة، والمشايخ متوافرون، وهو محمود عند جماعتهم في التصوف وصحبة الفقراء. قال الحاكم: كتبت عنه، ورأيته ببخارى، فلما قدمت الري سنة سبع وستين صادفته بها، وقد انتسب، وأملى عليهم أنه محمد بن عبد الله بن محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس البجلي، فخلوت به وزجرته، فانزجر، ونزل عن ذلك النسب، ولو اشتهر ذلك بالري لآذوه، فإن محمد بن أيوب لم يعقب ولداً. ثم التقينا سنة سعين، فأخذ يحدث عن علي بن عبد العزيز وأقرانه، وما كنت رأيته قبل ذلك يحدث بالمسانيد، والله يرحمنا وإياه. قلت: يروي عنه أبو عبد الرحمن السلمي حكايات منكرة من حكايات القوم، وتوفي في جمادى الآخرة، وروى عنه أيضاُ أبو عبد الله بن باكويه، عن رجل، عن الكديمي، وأبو نعيم الحافظ، وأبو حازم العبدوي، وجماعة. (26/600)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 601 حكى عن الشبلي أيضاً، ولا تركن النفس إلى ما يحكيه، فإنه جريء قليل الحياء، نسأل الله العفو. محمد بن علي بن أبي زيد، أبو بكر الصدفي المصري. يروي عن: أبي جعفر الطحاوي. محمد بن علي بن عمر الصيدناني القزويني. سمع: إسحاق بن محمد الكيساني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن القاسم المحاربي الكوفي. وقد مر أخوه حسن سنة اثنتين.) محمد بن عثمان بن سعيد بن محاسن، أبو عبد الله الأندلسي الشاعر. مدح الخلفاء والكبار، وتوفي بأستجة في ذي الحجّة. محمد بن أبي عمرو محمد بن جعفر بن مطر أبو أحمد النيسابوري. سمع: من ابن خزيمة، والسراج. وعاش ثمانين سنة، وخرج له أبوه فوائد. محمد بن نجاح بن عبد الرحمن بن علقمة، أبو القاسم القرطبي. روى عن: قاسم بن أصبغ، وغيره، وتولى قضاء طليطلة. هشام بن محمد بن قرة، أبو القاسم الرعيني المصري. يروي عن: ابن قديد، والطحاوي، وأبي بشر الدولابي. توفي في ذي القعدة، وكان ثقة. روى عنه: الحافظ عبد الغني، ومحمد بن أحمد بن شاكر القطان، ويحيى بن علي الطحان، وإسماعيل بن عبد الرحمن النحاس. (26/601)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 602 الوليد بن أحمد بن الوليد، أبو العباس الزوزني الواعظ العارف. سمع: أبا حامد بن الشرفي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبا عبد الله المحاملي، وأبا سعيد بن الأعرابي، وخيثمة الأطرابلسي. وعنه: الحاكم، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو نعيم. قال الحاكم: كان من علماء الحقائق وعباد الصوفية. توفي في ربيع الأول. وقال النقاش: أبو العباس حكيم زمانه، له مصنفات لا يخفى على من نظر في كتبه قد وهب الله له من الحكم. كتب الحديث الكثير ورواه، ثم روى عنه النقاس أحاديث ومواعظ. يحيى بن مالك بن عائذ، أبو زكريا الأندلسي الحافظ. سمع: عبد الله بن يونس المرادي، وأبا عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه بقرطبة، وطائفة. رحل فسمع: أبا سهل بن زياد القطان، ودعلج بن أحمد، والطبقة. روى عنه: الحسن بن رشيق أحد شيوخه، ويحيى بن علي الحضرمي بن الطحان، ومحمد بن أحمد بن القاسم بن المحاملي، وأبو الوليد بن الفرضي.) أملى بجامع قرطبة. قال التنوخي: في النشوار إنه حضر مجلس أبي الفرج صاحب الأغاني فقال: لم نسمع بمن مات فجاءة على المنبر فقال شيخ أندلسي (26/602)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 603 قد لزم أبا الفرج اسمه يحيى بن مالك بن عائذ إنه شاهد في جامع بلده بالأندلس خطيبت البلد وقد صعد يوم جمعة ليخطب، فلما بلغ يسير من خطبته خر ميتاً فوق المنبر، فأنزل، وطلب في الحال من رقي المنبر، فخطب وصلى الجمعة بنا. قال الحبال: مات ابن عائذ الأندلسي في شعبان سنة ست وسبعين. (26/603)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 604 (26/604)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 605 1 (وفيات سنة سبع وسبعين وثلاثمائة) أحمد بن محمد بن أحمد، أبو الفضل الفارساني. حدث بجرجان عن: الحسن بن سفيان. وعنه: حمزة السهمي. أحمد بن خلف بن محمد بن فرتون، أبو عمرو الأندلسي الزاهد. مكثر عن: وهب بن مسرة، وحج فسمع من أبي محمد بن الورد، وأبي علي السيوطي، وخلق. وكان ثقة ورعاً متعبداً. روى عنه: أبو محمد بن ذنين، والصاحبان أبو إسحاق بن سنطير، وأبو جعفر بن ميمون. ومات كهلاً، وكان مجاب الدعوة. أحمد بن محمد بن علي، أبو الحسن المناسكي النيسابوري. سمع: أبا سعيد عبد الرحمن بن الحسين، وطبقته. وعنه: الحاكم. (26/605)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 606 أحمد بن يوسف بن يعقوب بن البهلول، أبو الحسن التنوخي البغدادي. من بيت علم وحشمة. سمع: عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، وعبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن جرير، ومحمد بن محمد الباغندي. روى عنه: ابنته طاهرة، وعلي بن المحسن التنوخي، وكان صحيح السماع. وذكر ابن أبي الفوارس أنه كان داعية إلى الاعتزال. وقال غيره: كان عارفاً باللغة والنحو والكلام، وهو من بقايا بيته.) أبيض بن محمد بن أبيض بن الأسود بن نافع، أبو العباس، ويقال أبو الفضل المصري القرشي الفهري. آخر من روى عن: أبي محمد النسائي مجلسين. روى عنه: الحافظ عبد الغني الأزدي، وعبد الملك بن عبد الله بن مسكين الشافعي، ويحيى بن علي بن الطحان. ومولده سنة ثلاث وتسعين ومائتين. وروى أبو محمد بن النحاس، عن محمد بن أبيض، عن عبد السلام بن أحمد. إسحاق الأمير أبو محمد بن المقتدر بالله. ولد سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وعاش ستين سنة. وتوفي في ليلة الجمعة سابع عشر ذي القعدة، وغسله أبو بكر بن أبي موسى الهاشمي، (26/606)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 607 وصلى عليه ابنه القادر بالله الذي استخلف بعد الطائع لله. أمة الواحد بنت الواحد القاضي أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي. روت عن: أبيها، وإسماعيل الوراق، وعبد الغافر بن سلامة، وحفظت القرآن والفقه على مذهب الشافعي والفرائض والدور والعربية، وغير ذلك من العلوم الإسلامية. روى عنها: الحسن بن محمد الخلال، وغيره. وهي أم القاضي أبي الحسين محمد بن أحمد بن القاسم المحاملي. قال ابن أخيها أحمد بن عبد الله: إسمها ستيتة، كانت من أحفظ الناس للفقه. وقال أبو بكرالبرقاني: كانت بنت المحاملي تفتي مع أبي علي بن أبي هريرة. توفيت في رمضان. بكر بن أحمد بن البغدادي القزويني الشافعي. سمع: محمد بن أبي عمارة. وعنه الخليلي. جعفر ابن الخليفة المكتفي علي بن المعتضد بن الموفق العباسي. مات أبوه وله سنة، فدخل في علم الفلاسفة وبرع في التنجيم. حكى عنه أبو علي التنوخي في النشوار، وكان عضد الدولة يحترمه.) (26/607)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 608 جعفر بن محمد بن أحمد بن إسحاق البهلول، أبو محمد التنوخي الأنباري، ثم البغدادي المقريء. ولد سنة ثلاث وثلاثمائة، وكان يقرأ بحرف عاصم، وحمزة، والكسائي، وسمع هو وأخوه من: البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وابن المجدر، وسمع هو وأخوه من: البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وابن المجدر، وأبي الليث الفرائضي، وجده أحمد بن إسحاق. وعرض عليه قضاء بغداد، فأباه تورعاً وتزهداً. روى عنه: أبو القاسم التنوخي، ومات في جمادى الآخرة. لا أستحضر من قرأ عليه. الحسن بن أحمد بن عبد الغفار، أبو علي الفارسي الفسوي النحوي صاحب التصانيف. عنده جزء عال رواه عن علي بن الحسين بن معدان صاحب إسحاق ابن راهويه. روى عنه: عبيد الله الأزهري، وأبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري. (26/608)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 609 ولد بفسا وقدم بغداد وسكنها، وأخذ عن علمائها كالزجاج، وأبي بكر السراج، وأبي بكر مبرمان، وأبي بكر الخياط، ودخل الشام وأقام بطرابلس ثم بحلب، وخدم سيف الدولة، ثم رجع إلى بغداد، وأقبل على الإشتغال والتصنيف، وعلت منزلته في النحو حتى فضله بعض تلامذته على المبرد، وخدم الملوك ونفق عليهم. قال السلطان عضد الدولة: أنا غلام أبي علي الفارسي في النحو، وغلام أبي الحسين الرازي في النجوم. ومن أصحابه: أبو الفتح عثمان بن جني، وعلي بن عيسى الربعي. وكان متهماً بالإعتزال، صنف كتاب التذكرة وهو كبير، وكتاب الإيضاح والتكملة وصنفه لعضد الدولة، وكتاب الحجة في القراءآت وعللها، وكتاب المقصور والممدود، وكتاب ما أغفله الزجاج في معاني القرآن، وكتاب العوامل المائة، والمسائل العسكرية والمسائل البصرية والمسائل المجلسيات والمسائل العصريات الشيرازية والمسائل المذهبيات والمسائل الكرمانية، وغير ذلك. وتوفي ببغداد في ربيع الأول، وله تسع وثمانون سنة. الحسن بن محمد، أبو الحسين الأصبهاني المذكر.) سمع: إبراهيم بن محمد بن متويه، ومحمد بن يحيى البصري، صاحب عبد الأعلى بن حماد. روى عنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم الحافظ. الحسين بن حلبس بن حمويه، أبو عبد الله القزويني. سمع: العباس بن الفضل بن شاان، وأبا العباس الرازيين، وأبا بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري. روى عنه: أبو يعلى الخليلي، ووثقه. (26/609)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 610 سليمان بن أيوب بن سليمان بن البلكائش، أبو أيوب القوطي القرطبي. سمع أباه، وابن لبابة، وأحمد بن بقي بن مخلد، ومحمد بن أيمن، وأسلم بن عبد العزيز، وجماعة. وكان فقيهاً مالكياً زاهداً خاشعاً بكاء. روى الكثير. أخذ عنه ابن الفرضي وجماعة كثيرة، وكان من أهل العلم والنظر، بصيراً بالاختلاف، حافظاً للمذاهب، مائلاً إلى الحجة والدليل. توفي في شعبان. شاه بن محمد بن جبريل، أبو الحسين النسفي، واسمه: محمد. روى عن: محمود بن عفير صاحب عبيد بن حميد. وعنه: جعفر المستغفري. عبد الله بن أحمد بن محمد الأبريسمي الهروي. سمع: حاتم بن محبوب. وعنه: الحاكم، وجماعة. قد سمع من: السراج، وابن خزيمة، وأبا حامد الحضرمي. عبد الله بن عمر بن أحمد بن محمد، أبو الفرج المقريء الناقد. شيخ بغدادي. روى عن أبي عبد الله المحاملي، وغيره. (26/610)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 611 وعنه: علي بن عبد العزيز الطاهري. عبد الله بن محمد بن الجنيد الأصبهاني. ثقة دين.) سمع: أحمد بن محمد بن السكن. وعنه: ابن أبي علي الذكواني، وأبو نعيم. عبد الواحد بن علي بن خشيش، أبو القاسم البغدادي الوراق. سمع: أبو القاسم، وابن صاعد. وعنه: الحسن بن محمد الخلال، وغيره، وهو ثقة. عبيد الله بن محمد بن عابد، أبو محمد البغدادي الخلال. شيخ ثقة. سمع: أحمد بن محمد البراني، وإبراهيم بن شريك الأسدي، وعبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن صالح بن ذريح. وعنه: عبيد الله الأزهري، وأبو محمد الحسن الخلال، وأحمد بن روح. عاش ستاً وثمانين. علي بن محمد بن أحمد بن نصير بن عرفة الثقفي البغدادي، أبو الحسن بن لولو الوراق. سمع حمزة بن محمد الكاتب، وإبراهيم بن شريك، وعبد الله بن ناجية، والفريابي، وإبراهيم بن هاشم البغوي، وزكريا بن يحيى الشامي، ومحمد بن المجدر، وجماعة. وعنه: أبو بكر البرقاني، وأبو محمد الخلال، وأحمد بن محمد (26/611)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 612 العتيقي، وأبو القاسم التنوخي، والحسن بن علي الجوهري، وآخرون. ولد سنة إحدى وثمانين ومائتين. قال البرقاني: كان ابن لولو يأخذ العوض على الحديث دانقين، يعني أن نفسه دنية. قال: وكانت حاله حسنة من الدنيا، وهو صدوق، غير أنه رديء الكتاب، أي سيء النقل. قال: وصحف مرة: عن يحيى، عن أبي قال: عن عن، عن أبي. وقال عبيد الله الأزهري: ابن لولو ثقة. وقال أبو القاسم التنوخي: حضرت عند ابن لولو مع أبي الحسين البيضاوي ليقرأ عليه حديث إبراهيم بن هاشم، وكان قد ذكر له عدد من يحضر، ودفعنا إليه دراهم، فرأى في جملتنا واحداً زائداً على العدد، فأمر بإخراجه، فجلس الرجل في الدهليز، فجعل البيضاوي يرفع صوته ليسمع الرجل، فقال له ابن لولو: يا أبا الحسين أتقاضي علي وأنا البغدادي بابطاقي، وراق، صاحب حديث، شيعي، أزرق كوسج، ثم أمر جاريته بأن تجلس وتدق في الهاون أشناناً، حتى) لا يصل الصوت. وقال العتيقي: توفي ابن لولو، وكان أكثر كتبه بخطه، وقال: لا يفهم الحديث إنما يحمل أمره على الصدق. توفي في محرم سنة سبع وسبعين وثلاثمائة. علي بن محمد بن إبراهيم بن خشنام، أبو الحسن المالكي المقريء. قرأ القرآن على أبي بكر محمد بن موسى بن محمد بن سليمان الزينبي صاحب قنبل، وعلي بن محمد بن يعقوب المعدل. (26/612)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 613 قرأ عليه: محمد بن الحسين الكارزيني، ومسافر بن الطيب، وغيرهما. علي بن محمد بن القاسم بن بلاغ، أبو الحسن الدمشقي المقريء، إمام الجامع. سمع: أبا الدحداح أحمد بن محمد، وجماعة. وعنه: أبو نصر الجبان، وعلي بن موسى السمسار، وغيرهما. توفي في ربيع الآخر. علي بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن بشر، أبو الحسن الأنطاكي المقريء الفقيه الشافعي. قرأ ببلده على إبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي بالروايات، وصنف قراءة ورش، ودخل الأندلس في سنة اثنتين وخمسين، وكان بارعاً في القراءآت. قال أبو الوليد الفرضي: أدخل الأندلس علماً جماً، وكان بصيراً بالعربية والحساب، وله حظ من الفقه. قرأ الناس عليه وسمعت أنا منه، وكان رأساً في القراءآت، لا يتقدمه أحد في معرفتها في وقته. وكان مولده بأنطاكية سنة تسع وتسعين ومائتين. ومات بقرطبة في ربيع الأول. قلت: قرأ عليه أبو افرج الهيثم الصباغ، وإبراهيم بن مبشر المقرئان، وحدث عنه عبد الله بن أحمد بن معاذ الداراني. سمع منه لما مر بدمشق، وروى حديثاً كثيراً عن الشاميين. وذكر الصالحون مرة عند المنصور بن أبي عامر، وقال: أفضل من هنا: (26/613)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 614 أبو الحسن الأنطاكي، فكل من سميتم جاء إلي إلا هو، فما وقف لي قط. وقال محمد بن عتاب: كان عيش أبي الحسن من غزل جاريته، وكان يجري عليه في الشهر جراية، فلما مات فتحت فوجدت في تركته مصرورة لم يحلها، رحمة الله عليه. علي بن محمد بن الحسين بن حاجب، أبو القاسم الكوفي.) يروي عن عبد الله بن زيدان البجلي. توفي في صفر. القاسم بن الحسن بن القاسم، أبو أحمد بن الصقر الفلكي الهمذاني النساج. يروي عن: عبد الرحمن بن أحمد بن عباد عبدوس، وإبراهيم بن دينار، وعبد الله بن أحمد بن يوسف الإمام، وعلي بن زنجويه الدينوري، وأبي محمد بن عبد الله بن وهب الدينوري، ومهدي بن عبد الله الأسدابازي. روى عنه: محمد بن عيسى، وحمد الزجاج، وعلي بن عطية، ومحمد بن إبراهيم الريحاني الهمذانيون. قال صالح بن أحمد: لم يكن الحديث من شأنه، تكلموا فيه. محمد بن أحمد بن الحسين بن القاسم بن السري بن الغطريف بن الجهم، أبو أحمد الغطريفي الجرجاني الرباطي. كان أبوه نيسابورياً سكن رباط دهستان، وكان صاحب الرباط، فولد (26/614)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 615 له بها أبو أحمد ونشأ بجرجان، وسكنها إلى أن مات بها في رجب. وكانت الرحلة إليه في آخر أيامه. سمع: عمران بن موسى بن مجاشع، وأحمد بن عمر التاجر، وأحمد بن محمد الوزان، وأحمد بن الحسن البلخي، والحسن بن سفيان، وأبا خليفة الجمحي، ولزمه حتى سمع جميع ما عنده، وسمع بهمذان من عبدوس بن أحمد، وبالري من إبراهيم بن يوسف الهسنجاني، وببغداد من عبد الله بن ناجية، وأحمد بن الحسن الصوفي، والهيثم بن خلف العبدوي، والإمام أبي العباس بن شريح، وبنيسابور من ابن خزيمة، وهذه الطبقة. روى عنه: رفيقه أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي في صحيحه أكثر من مائة حديث، فمرة يقول: ثنا محمد بن أحمد العبدي، ومرة يقول: محمد بن أبي حامد النيسابوري العبقسي، والثغري يدلسه. وكان حافظاً متقناً صواماً قواماً. صنف الصحيح على المسانيد. روى عنه: حمزة السهمي، وأبو نعيم الأصبهاني، ورضي بن إسحاق النصري، وأبو العلاء السري بن إسماعيل بن الإمام أبي بكر الإسماعيلي، والقاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، وآخرون.) وجزؤه الذي رواه ابن طبرزد أعلى الأجزاء. محمد بن أحمد بن عبد الرحمن، أبو الحسين الملطي المقريء، الفقيه الشافعي، نزيل عسقلان. قال الداني أخذ القراءة عرضاً عن أبي بكر بن مجاهد، وأب بكر بن الأنباري، وجماعة مشهورة بالثقة. ويقول الشعر. (26/615)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 616 قلت: روى عنه إسماعيل هذا، وعمر بن أحمد، وداود بن مصحح العسقلاني، وعبيد الله بن سلمة المكتب. وله قصيدة في نعت القراءة كالخاقانية أولها: (أقول لأهل اللب والفضل والحجى .......... مقال مريد للثواب وللأجر) وقد روى الحديث عن عدي بن عبد الباقي، وخيثمة بن سليمان، وأحمد بن مسعود الوزان، وجماعة. أخبرنا عبد الحافظ بن بدران، أنا أحمد، بن طاوس، أنا حمزة بن أحمد السلمي، أنا نصر بن إبراهيم الفقيه، أنبأ عمر بن أحمد الخطيب، أنا أحمد بن محمد السلمي، أنا نثر بن إبراهيم الفقيه، أنا عمر بن أبي إدريس الإمام بحلب، ثنا سهل بن صالح الأنطاكي، ثنا عبده بن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهند: خذي من ماله ما يكفيك وولدك بالمعروف. وكانت قالت له: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح لا يعطيني ما يكفيني ويكفي بني فآخذ من ماله وهو لا يعلم، فهل علي منه شيء متفق عليه. محمد بن إبراهيم الأصبهاني النيلي المقريء. مات في شوال. محمد بن جعفر بن جابر، أبو بكر السعدي الرزمازي الدهقان. ورزماز قرية على يوم من سمرقند. (26/616)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 617 سمع: الحسن بن صاحب الشاشي، وزاهد بن عبد الله. روى عنه: أبن سعيد عبد الرحمن الإدريسي. محمد بن جعفر بن زيد، أبو الطيب المكتب. روى عن أبي القاسم البغوي.) وعنه ابنه عبد الغفار. محمد بن زيد بن علي بن جعفر بن مروان، أبو عبد الله الأبزاري نزيل الكوفة. وهو بغدادي. سمع: عبد الله بن ناجية، وحامد بن شعيب، وعبد الله بن الصقر السكري. وانتقى عليه الدارقطني، وحدث ببغداد، ثم رد إلى الكوفة، وبها مات في صفر. وثقه البرقاني، وروى عنه أبو جماعة منهم: علي بن المحسن التنوخي، والحسن بن علي الجوهري. محمد بن محمد بن صابر بن كاتب، أبو عمرو البخاري المؤذن، مسند بخارى. روى عن: صالح بن محمد جزرة، وحامد بن سهل، ومحمد بن حرب، والحسين بن الحسن بن الوضاح، والبخاريين. روى عنه: محمد بن أحمد غنجار، وأحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، وأبو نصر أحمد بن علي البخاري السني وجماعة. ورخه أبو بكر السمعاني في أماليه. (26/617)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 618 محمد بن محمد بن عبد الله الأستراباذي والد أبي سعيد الإدريسي. قال ابنه: كان زاهداً ورعاً قواماً بالليل كثير التلاوة. روى عن: أبي نعيم بن عدي، وأبي حامد بن بلال النيسابوري. ومات في رمضان. ميمون بن أحمد بن محمد بن موسى، أبو سعيد المصري المالكي الفقيه. وتوفي في ربيع الآخر. هبة الله بن محمد بن يوسف بن يحيى بن علي بن المنجم البغدادي الإخباري. سمع من جده. روى عنه: أبو بكر بن شاذان، وأبو علي التنوخي. وكان نديم الوزير المهلبي. توفي في رمضان. ذكره ابن النجار. يحيى بن مروان، أبو بكر القرطبي المؤذن. رحل وسمع من: ابن الأعرابي، وابن الورد. وكتب عنه غير واحد.) توفي بقرطبة في صفر. (26/618)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 619 1 (وفيات سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة) أحمد بن الحسين بن أحمد بن علي العلوي بن العقيقي الدمشقي صاحب الدار والحمام بنواحي باب البريد. مات في هذا العام، وأغلق له البلد. وقد كان مدحه أبو الفرج محمد بن أحمد الوأواء الشاعر. أحمد بن خالد بن عبد الله بن يبقى الجذامي القرطبي، أبو عمر التاجر. رحل وسمع من: أبي علي الصفار، والحسين بن صفوان، وأبي البختري، وأبي سعيد بن الأعرابي. وأدخل الأندلس أشياء تفرد بروايتها، فسمع الناس منه، ولم يكن له فهم، ولا كان يقيم الهجاء، غير أنه كان صالحاً صدوقاً إن شاء الله. سمعت منه أكثر ما يرويه. قاله ابن الفرضي. توفي في ذي القعدة. أحمد بن عبادة، أبو عمرو المرادي الإشبيلي. (26/619)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 620 سمع: الحسن بن عبد الله الزبيدي، وسعيد بن جابر، وأحمد بن خالد بن الحباب، وابن أيمن، وجماعة. وولي الصلاة بإشبيلية، وكان صالحاً وقوراً مسمتاً. قال ابن الفرضي: ثنا عن سعيد بن جابر، ومات في شوال. أحمد بن علي بن محمد بن هارون، أبو العباس الهاشمي الرشيدي. حدث عن: ابن صاعد، وغيره. أحمد بن عون الله بن حدير بن يحيى، أبو جعفر القرطبي البزاز. حج وسمع من: ابن الأعرابي، وخيثمة الأطرابلسي، وأحمد بن سلمة ابن الضحاك، وأبا يعقوب الأذرعي، وجماعة كثيرة. وكان صدوقاً صالحاً، شديداً على المبتدعة، لهجاً بالسنة، صبوراً على الأذى. روى عنه ابن الفرضي وقال: كتب الناس عنه قديماً وحديثاً. قال لي: ولدت سنة ثلاثمائة. وتوفي في ربيع الآخر. قلت: ومن شيوخه قاسم بن أصبغ، وأبو الميمون بن راشد الدمشقي، وكان منقبضاً عن) المداخلة، خيراً يسمع العلم من بكرة إلى عشية، وله وقائع مشهورة مع أهل البدع، وعنه أخذ أبو عمر الطلمنكي، رحمه الله تعالى. أحمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد، أبو العباس بن أبي نصر النيسابوري الماسرجسي سبط ابن ماسرجس. مكثر. عن: أبي حامد ابن الشرقي، ومكي بن عبدان. وخرج له الحاكم فوائد. توفي في ربيع الأول. (26/620)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 621 أحمد بن موسى بن عيسى، أبو الحسين الجرجاني الوكيل على باب القاضي. روى عن: عمران بن موسى بن مجاشع، وأحمد بن محمد بن عبد الكريم الوزان، وأحمد بن حفص السعدي، وعبد الرحمن بن عبد المؤمن. ذكره حمزة السهمي فقال: كتب الكثير من المسانيد والسنن، وجمع وصنف، وله فهم ودراية، وله مناكير عن شيوخ مجاهيل فأنكروا عليه. توفي في ذي القعدة. إبراهيم بن سليمان بن أبي زرعة، أبو إسحاق بن الملاح المصري. يروي عن محمد بن زبان. وتوفي في رجب. إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن صالح، أبو القاسم بن زنجي البغدادي الكاتب. سمع: محمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن خلف وكيع، والبغوي. وعنه: أبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري. وقال عبيد الله الأزهري: لا يسوى شيئاً. بشر بن محمد بن محمد بن ياسين بن النضر بن سليمان القاضي، أبو القاسم الباهلي النيسابوري، من بيت الفتوى والرواية. قال الحاكم: كان كثير الذكر والصلاة. سمع: أبا بكر بن خزيمة، وأبا العباس السراج، وأبا العباس الدغولي. جلس وأملى، وكان مكثراً لكنه ضيع أصوله.) (26/621)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 622 وروى عنه: الحاكم، وأبو سعيد الكنجروذي في هذه السنة. وتوفي في شهر رمضان. وقع لي من عواليه جزء، وقد ولد سنة ست وتسعين ومائتين. تبوك بن الحسن بن الوليد بن موسى، أبو بكر الكلابي الدمشقي المعدل، أخو عبد الوهاب. روى عن: سعيد بن عبد العزيز الحلبي، وأحمد بن جوصا، ومحمد ابن يوسف الهروي. وعنه: أخوه عبد الوهاب، وتمام، وعلي بن السمسار، وجماعة. توفي في رمضان. جعفر بن أحمد، أبو القاسم النيسابوري الصوفي الرازي الأصل، شيخ عصره في التوكل والزهد. سمع: أبا محمد بن أبي حاتم، وجماعة. كتب عنه الحاكم وقال: توفي في شعبان. الحسين بن أحمد بن إبراهيم بن حازم، أبو عبد الله الفارسي القطار. توفي في شعبان بمصر. الحسين بن علي بن ثابت المقريء صاحب المنظومة في القراءآت السبعة. روى عنه: أحمد بن محمد العتيقي، وكان حافظاً ذكياً. ولد أعمى، وتوفي في رمضان، وكان يحضر مجلس ابن الأنباري ويحفظ ما يملى. (26/622)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 623 الخليل بن أحمد بن محمد بن الخليل، أبو سعيد السجزي القاضي الحنفي، شيخ الحنفية. وكان من أحسن الناس كلاماً في الوعظ والذكر. سمع: السراج، وأبا بكر بن خزيمة، وأبا القاسم البغوي، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن إبراهيم الديبلي، وجماعة. وولي قضاء سمرقند، وبها توفي. روى عنه أهل هراة ونيسابور. روى عنه أبو عبد الله الحاكم، وأبو يعقوب إسحاق القراب، وعبد الوهاب بن محمد الخطابي، ومحلم بن إسماعيل الضبي، وجماعة. ووقع لي حديثه بعلو. وفي كتاب القند أنه مات بفرغانة، وأنه ولد سنة تسع وثمانين. قال الحاكم: هو شيخ أهل الرأي في عصره، وكان من أحسن الناس كلاماً في الوعظ.) ومن شعره: (سأجعل لي النعمان في الفقه قدوة .......... وسفيان في نقل الأحاديث سيدا)

(وفي ترك ما لم يعنني عن عقيدتي .......... سأتبع يعقوب العلا ومحمدا)

(وأجعل درسي من قراءة عاصم .......... وحمزة بالتحقيق درساً مؤكداً) (26/623)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 624 (وأجعل في النحو الكسائي قدوة .......... ومن بعده الفراء ما عشت سرمداً) في أبيات. زياد بن محمد بن زياد، أبو العباس الجرجاني الأصبهاني، وجرجان من قرى أصبهان. روى عن: الحسن بن محمد الداركي، ومحمد بن محمد بن عمرو الأبهري. وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم. ورخه عبد الرحمن بن محمد العبدي. سعيد بن حمدون بن محمد القيسي القرطبي الصوفي أبو عثمان. سمع: قاسم بن أصبغ، وأحمد بن الشامة، وحج سنة اثنتين وتسعين. و سمع: أبا محمد بن الورد، وأبا بكر الآجري، ولم يزل يسمع إلى أن مات. ولم يكن له نفاذ في العلم. مات في ذي الحجّة. سلمة بن أحمد بن سلمة، أبو نصر النيسابوري المعاذي الشاعر المشهور. سمع: أبا حامد بن بلال القطان، وعدة. وعنه: الحاكم. سليمان بن محمد بن أحمد بن أبي أيوب، أبو القاسم البغدادي. (26/624)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 625 سمع: محمد بن محمد الباغندي، وعبد الله البغوي، وعبد الحميد بن درستويه. روى عنه: عبيد الله الأزهري، والحسن بن محمد الخلال، وغيرهما. وثقه الخطيب. شافع بن محمد بن يعقوب بن إسحاق، أبو النضر، حفيد الحافظ أبي عوانة الإسفراييني. رحل وطوف إلى العراق والشام ومصر بعد وفاة جده. سمع: جده، وعلي بن عبد بن مبشر الواسطي، وأحمد بن عمير بن جوصا الحافظ، وعبد الله) بن الزفتي، وأحمد بن عبد الوارث الغسال، وأحمد بن محمد الطحاوي الفقيه، ومحمد بن إبراهيم الديبلي، والمحاملي، وطبقتهم. روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو نعيم الهروي، وأبو مسعود أحمد بن محمد الرازي، وأبو سعيد مصر بن عبد الرحمن الكنجرودي. وقال الحاكم: خرجت عه في الصحيح، وتوفي بجرجان سنة ثمان وسبعين. عبد الله بن إسماعيل الرئيس، أبو محمد. توفي بمكة في ذي الحجّة. سمع بخراسان من ابن الشرقي، وغيره. عبد الله بن علي بن محمد بن يحيى، أبو نصر السراج الطوسي (26/625)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 626 الصوفي، مصنف كتاب اللمع في التصوف. سمع: جعفر الخلدي، وأبا بكر محمد بن داود الرقي، وأحمد بن محمد السائح. روى عنه: أبو سعيد محمد بن علي النقاش، وعبد الرحمن بن محمد السراج، وغيرهما. قال السلمي: كان أبو نصر من أولاد الزهاد، وكان المنظور، وكان إليه في ناحيته في الفتوة ولسان القوم، مع الاستظهار بعلم الشريعة، وهو بقية مشايخهم اليوم. ومات في رجب، ومات أبوه ساجداً. عبد الله بن محمد بن علي بن شريعة بن رفاعة اللخمي المعروف بابن الباجي الأندلسي العلامة الحافظ، أبو محمد الأشبيلي. سمع: محمد بن عبد الله بن القون وسيد أبيه الزاهد، وسعيد بن جابر بإشبيلية، ومحمد بن عمر بن عبد العزيز، وخلقاً بقرطبة، ومحمد بن فطيس، وعثمان بن جرير بإلبيرة. وكان ضابطاً حافظاً متقناً، بصيراً بمعاني الحديث. قال ابن الفرضي: لم ألق أحداً أفضله عليه في الضبط. سمعت منه (26/626)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 627 الكثير بقرطبة، ورحلت إليه إلى إشبيلية مرتين، سنة ثلاث وسبعين، وسنة أربع. وروى الناس عنه كثيراً، وسمع منه جماعة من أقرانه. وتوفي في رمضان، وله سبع وثمانون سنة. عبد العزيز بن الحسن بن أبي صابر، أبو محمد البغدادي الناقد الصيرفي. سمع أبا خبيب العباس بن البرتي، وأبا بكر بن أبي داود بن صاعد.) وعنه: الحسن بن محمد الخلال، وأبو محمد الجوهري. ووثقه عبيد الله الأزهري. توفي في جمادى الآخرة. عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز، أبو محمد الكسائي المقريء. توفي في رمضان. عبد الغفار بن أحمد بن محمد بن هشام بن داود بن مهران الحراني، أبو مسلم، من أهل مصر. توفي في شعبان، وقد قارب التسعين. عبد الكريم بن محمد بن موسى البخار الميغي، وميغ من قرى بخارى. لم يكن في عصره مثله بسمرقند فقهاً وعلماً، وكان عالم الحنفية في زمانه، وأزهدهم. أخذ عن: عبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري الفقيه، وغيره، وروى أيضاً عن أبي القاسم الحكم السمرقندي، ونصر المهلبي، ومحمد بن عمران البخاري. (26/627)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 628 مات في جمادى الآخرة، كتب عنه أبو سعيد الإدريسي، وغيره. عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن مسرور الحافظ، أبو الفتح البلخي. سمع: الحسين بن محمد المطبقي، وأبا بكر أحمد بن سليمان بن زياد، وأبا عمر محمد بن يوسف الكندي، وأبا سعيد بن يونس، وجماعة. روى عنه: الحافظ عبد الغني بن سعيد المصري، وأحمد بن عمر بن سعيد بن قديد، وعمر بن الخضر اليمانيين وغيرهم. وكان حافظاً مكثراً، أقام بمصر مدة، وتوفي في ذي الحجّة. عبد الله بن الحسين بن الحسن الإمام، أبو القاسم بن الجلاب المالكي الفقيه. توفي راجعاً من الحج، في آخر السنة. نقلته من خط شيخنا أبي الحسين، وهو مذكرو بكنيته أيضاً. عبيد الله بن الوليد بن محمد بن مروان الأموي المعيطي الإمام البرقي ثم الأندلسي. سمع: قاسم بن أصبغ، ومحمد بن أبي دليم، والحسن بن سعد. وكان فقيهاً مالكياً بصيراً بالمسائل. توفي في أول السنة. سمع منه جماعة.) (26/628)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 629 عتيق بن موسى بن هارون بن موسى بن الحكم، أبو بكر الحاتمي الأزدي. شيخ معمر. سمع من: أبي الرقراق أحمد بن محمد بن عبد العزيز التجيبي صاحب يحيى بن بكير موطأ مالك، ومن حسين بن حميد العكي صاحب عمرو بن خالد، ويحيى بن بكير. روى عنه: يحيى بن علي بن الطحان، وأحمد بن علي بن محمد بن سلمة الفهمي الأنماطي شيخ ابن عبد الله الرازي. توفي في شعبان، وكان أسند من بقي بمصر. عمر بن محمد بن السري بن سهل، أبو الجنديسابوري الوراق. ولد سنة تسعين ومائتين، وروى عن محمد بن جرير، والباغندي، وحامد بن البلخي. وعنه: الأزجي، كان مخلطاً، يدعي ما لم يسمع. القاسم بن خلف بن فتح بن عبد الله بن جبير الفقيه، أبو عبد الله الجبيري الطرطوشي نزيل قرطبة. سمع قاسم بن أصبغ، ورحل فسمع بمصر والعراق. قال ابن عفيف، كان عالماً بالفقه والحديث، نظاراً موفقاً في المسائل، حسن التأليف، وله كتاب في التوسط بين مالك وابن القاسم، فيما خالف فيه ابن القاسم مالكاً. وكان ذا مكانة من المستنصر بالله الحكم، صاحب الأندلس. (26/629)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 630 ولي قضاء بلنسية وقضاء طرطوشة، ولحقته مع عبد الملك بن منذر البلوطي وجماعة من العلماء التهمة في القيام مع عبد الله ابن أخي المستنصر، على هشام المؤيد، وصاحب دولته ابن أبي عامر، وكانت فتنة هائلة، قتل فيها عبد الملك البلوطي باعترافه، وإقراره لخدعة لحقته من ابن عامر، ثم أمر با بن القاسم و بالجماعة إلى المطبق، فبقي القاسم إلى أن مات في المطبق في هذه السنة. وقال أبو الحسن بن القراب: كان يحفظ من الحديث جملة، وكتب الحديث بالشام ومصر. حدث بأحاديث عن الباغندي لا أصل لها، وكان رد من المذهب. محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب، أبو بكر المفيد، نزيل جرجرابا. وصفه أبو نعيم الأصبهاني بالحفظ. قال الخطيب: وسمعت محمد بن عبد الله يحكي عنه قال: موسى بن هارون، سماني المفيد.) وقال محمد بن أحمد الروياني: لم أر أحفظ من المفيد. وحدث عنه أبو سعد الماليني ووصفه بالصلاح. روى المفيد عن: أحمد بن عبد الرحمن السقطي، وأبي شعيب الحراني، وعلي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، ومحمد بن يحيى المروزي، وخلق لا يحصون من أهل مصر والشام، وحدث مناكير عن أقوام مجاهيل، منهم الحسن بن عبيد الله العبدي، عن عفان، وعبد الله بن (26/630)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 631 رجاء، وجماعة، ومنهم أحمد بن عبد الرحمن السقطي، عن يزيد بن هارون. وقد روى عنه البرقاني في صحيحه، واعتذر بأن ذلك الحديث ما وقع له إسناده إلا عنه، وسئل عنه البرقاني فقال: ليس بحجة، رحلت إليه وثنا بالموطأ عن الحسين بن عبد الله، عن القعنبي، فلما رجعت قال لي أبو بكر بن أبي سعد: خلف الله عليك نفقتك، فدفعت الموطأ إلى بعض العامة، وأخذت بدله بياضاً. قلت: وآخر من حدث عن الحسن بن غالب المقريء أحد الضعفاء، وبقي إلى سنة ثمان وخمسين وأربعمائة. وذكر المفيد أنه ولد سنة أربع وثمانين ومائتين، فيكون عمره أربعاً وتسعين. قال: سمعت من السقطي ولي إحدى عشرة سنة، وكان سنه وقت سماعي منه مائة وخمس سنين. قال أبو الوليد الباجي: أبو بكر المفيد شيخ أنكرت عليه أسانيد ادعاها. محمد بن أحمد بن مسعود، أبو عبد الله بن الفخار الأندلسي إلبيري. مكثر عن: محمد بن فطيس، وروى عن عثمان بن جرير الكلابي، وفضل بن سلمة. قال ابن الفرضي: سمع منه جماعة أنا منهم، وتوفي في ذي الحجّة. وقال لي: ولدت سنة ثلاثمائة. وكان فقيهاً. محمد بن إسحاق بن طارق بن بكر القطيعي الناقد. سمع: محمد بن محمد الباغندي، وعبد الله بن محمد البغوي، وطائفة. (26/631)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 632 وعنه: أبو علي شاذان، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، والحسن بن محمد الخلال، وآخرون. توفي في ربيع الآخر. محمد بن إسماعيل بن العباس البغدادي المستملي، أبو بكر الوراق.) سمع: أياه، والحسن بن الطيب البلخي، وعمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، وأحمد بن الحسن الصوفي، و محمد بن محمد الباغندي، وطبقتهم. روى عنه: الدارقطني، وأبو بكر البرقاني، والحسن بن محمد الخلال، وأبو محمد الجوهري، وأحمد بن عمر القاضي، وآخرون. مولده سنة ثلاث وتسعين. ثنا أحمد بن عمر القاضي، ثنا أبو بكر الوراق. قال: دققت على ابن صاعد بابه فقال: من ذا فقلت: أبو بكر بن أبي علي، أ ها هنا يحيى فسمعته يقول للجارية: هاتي النعل حتى أخرج إلى هذا الجاهل الذي يكتني ويسميني فأصفه. وقال أبو حفص بن الزيات: حضرت عند أحمد بن الحسن الصوفي وحضر إسماعيل الوراق مع ابنه فسمع نسخة يحيى بن معين، فقام إسماعيل وأخذ بيد ابنه، وقال للجماعة: اشهدوا أن ابني قد سمع من هذا الشيخ نسخة يحيى بن معين. قال الخطيب: سألت البرقاني عنه فقال: ثقة. وقال ابن أبي الفوارس: ضاعت كتبه، واستحدث نسخاً من كتب الناس، فيه تساهل. (26/632)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 633 وقال عبيد الله الأزهري: حافظ، لكنه لين في الرواية، يحدث من غير أصل. مات في ربيع الآخر. قلت: الحديث من غير أصل، مذهب طائفة. محمد بن بشر بن العباس، أبو سعيد البصري الكرابيسي ثم النيسابوري. سمع: أبا لبيد محمد بن إدريس الشامي، وأبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبا القاسم البغوي، وجماعة. وكان ختن أبي الحسين الحجاجي. شيخ صالح مسند. توفي في جمادى الآخرة، وله أحد وثمانون سنة. روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو سعيد الكنجرودي، وجماعة. محمد بن أبي الحسام طاهر بن محمد بن طاهر، أبو عبد الله التدميري الزاهد. أحد من رفض الدنيا وظهرت له إجابات وكرامات، وهو مشهور بالمغرب، وربما كان يؤآجر نفسه بما يتقوته، ثم لزم الثغر والرباط، ثم استشهد مقبلاً غير مدبر في جمادى الأولى في غزوة) استرقة. محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم النعمان، أبو عبد الله القرشي الفهري المقريء. قرأ على أبي الفتح بن بدهن، وأحمد بن أبي أسامة التجيبي، وجماعة. (26/633)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 634 سكن الأندلس وبرع في القراءآت. توفي في المحرم في الكبولة، رحمه الله. قرأ عليه أبو عمر الطلمنكي. محمد بن صالح القرطبي المعافري. سمع من: قاسم بن أصبغ، ورحل فسمع من: ابن الأعرابي بمكة، ومن خلق ببغداد وخراسان، وسكن بخارى إلى أن مات. محمد بن العباس بن محمد بن بالعباس بن أحمد بن عاصم الرئيس، أبو عبد الله بن أبي ذهل الضبي الهروي. سمع: محمد بن معاذ الماليني، وأبا نصر محمد بن عبد الله التيمي، وحاتم بن محبوب، وأبا عمرو الحيري، ومؤمل بن الحسن الماسرجسي ويحيى بن صاعد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأدرك البغوي في الموت، ولم يسمع منه. روى عنه الأئمة الكبار: الدارقطني، وأبو الحسين الحجاجي، والحاكم أبو عبد الله، وأبو أيوب القراب، وعامة الهرويين. وكان يعاشر العلماء والصالحين، وله أفاضل كثيرة عليهم، وكان يضرب له الدينار ديناراً ونصفاً، فيتصدق بالدنانير التي من هذا الوزن، ويقول: إني لأفرح إذا ناولت فقيراً كاغدة فيتوهم أنه فضة، فيفتحه فيفرح، ثم يزن فيفرح ثانياً. وقد قال مرة: ما مست يدي ديناراً ولا درهماً، نحو ثلاثين سنة. قال الحاكم: قد صحبت أبا عبد الله بن أبي ذهل حضراً وسفراً، فما رأيت أحسن وضوءاً ولا صلاة منه، ولا رأيت في مشايخنا أحسن تضرعاً منه (26/634)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 635 وابتهالاً، ولقد سألت الولي عن أعشار غلات أبي عبد الله كم تبلغ قال: ربما زادت على ألف حمل. وحدثني أبو أحمد الكاتب أن النسخة التي كانت عنده بأسماء من يقوتهم أبو عبد الله بهراة يزيد على خمسة آلاف بيت، وعرضت على أبي عبد الله ولايات جليلة فامتنع. ومولده سنة أربع وسبعين ومائتين،) واستشهد في صفر. أخبرني من صحبه أنه دخل الحمام فما خرج، لبس قميصاً ملطخاً فانتفخ، ومات شهيداً. وقال أبو النضر عبد الرحمن الفامي: إنه صنف صحيحاً على صحيح البخاري وتفقه ببغداد، ولم يجتمع لرئيس بهراة ما اجتمع له من آلالات السيادة، ونسبه هو وأبو بكر الخطيب فقالا: هو محمد بن العباس بن أحمد بن محمد بن عصم بن بلال بن عصم، أبو عبد الله العصمي. قال الخطيب: أول سماعه سنة تسع وثلاثمائة بهراة، وورد بغداد دفعات، وحدث بها. روى عنه: الدارقطني، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو بكر البرقاني، وغيرهم. قلت: وقد سمع شيخ الإسلام على خلق من أصحابه. قال الخطيب: وكان ثقة نبيلاً، من ذوي الأقدار العالية. قال مرة: قد توفي جماعة أودعوا مصنفاتهم عني. سمعت البرقاني يقول: كان ملك (26/635)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 636 هراة تحت إمرة ابن أبي ذهل لقدره وأبوته. محمد بن عبد الله بن أيوب، أبو بكر البغدادي القطان. سمع: محمد بن جرير، وغيره. روى عنه أبو محمد الخلال والجوهري. قال عبيد الله الأزهري: كان سماعه صحيحاً لكنه كان رافضياً. محمد بن عبيد الله بن محمد بن الفتح بن الشخير، أبو بكر الصيرفي، بغدادي صدوق. سمع: عبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن محمد الباغندي، والحسن بن عنبر الوشاء، وعبد الله البغوي، وجماعة. وعنه: عبيد الله الأزهري، وأبو محمد الجوهري وجماعة. توفي في رجب، وله بضع وثمانون سنة. محمد بن علي الدقيقي النحوي. أخذ العربية عن: علي بن عيسى الرماني، وخدم عضد الدولة، وصنف كتاب المرشد في النحو وكتاب المسموع في غريب كلام العرب. محمد بن فتح، أبو عبد الله القرطبي اللحام. (26/636)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 637 سمع من: قاسم بن أصبغ، والحبيب بن أحمد المؤدب. وكان أحد العدول.) محمد بن القاسم بن فهد، أبو بكر القاضي. توفي بمصر. محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق، أبو أحمد النيسابوري الكرابيسي الحاكم، الحافظ، صاحب التصانيف، وهو الحاكم الكبير. سمع: محمد بن شادل، وأحمد بن محمد الماسرجسي، ومحمد بن إسحاق الثقفي، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة بنيسابور، ومحمد بن إبراهيم الغازي بطبرستان، ومحمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن حميد بن المجدر، وعبد الله البغوي، وابن أبي داود ببغداد، ومحمد بن الحسين الخثعمي، وعبد الله بن زيدان البجلي بالكوفة، وأبا عروبة بحران، وسعيد بن هاشم بطبرية، ومحمد بن الفيض، وسعيد بن عبد العزيز، ومحمد بن خريم، وابن جوصا بدمشق، ومحمد بن إبراهيم الديبلي بمكة، وخلقاً سواهم بالبصرة وحلب والثغور. روى عنه: علي بن حماد، وهو أكبر منه، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو عبد الله السلمي، ومحمد بن أحمد الجارودي، وأبو بكر ابن منجويه، وعمر بن أحمد بن مسرور، وصاعد بن محمد القاضي، وأبو سعد الكنجرودي، وأبو عثمان البحيري، وخلق. قال أبو عبد الله الحاكم: أبو أحمد الحافظ إمام عصره في الصنعة، وكان من الصالحين الثابتين على سنن السلف، ومن المنصفين فيما يعتقده (26/637)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 638 في أهل البيت والصحابة، وقلد القضاء في مدن كثيرة، وإنما سمع الحديث وهو ابن نيف وعشرين سنة. صنف على كتابي البخاري ومسلم، وتتبع على شرط الترمذي. قال لي: سمعت عمر بن علك يقول: مات محمد بن إسماعيل ولم يخلف بخراسان مثل ابن عيسى في العلم والزهد والورع، بكى حتى عمي، رحمه الله. قال الحاكم في تتمة ترجمة أبي أحمد: وصنف كتاب الأسماء والكنى وكتاب العلل والمخرج على كتاب المزني وكتاب الشروط. وكان عارفاً بها، وصنف الشرح والأبواب، وقلد قضاء الناس، فحكم بها أربع سنين، ثم قضاء طوس، فكنت أدخل عليه، والمصنفات بين يديه، فيقضي بين اثنين، فإذا تفرغ أقبل على التصنيف، ثم إنه قدم نيسابور سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، ولزم مسجده، وأقبل على العبادة والتواليف، وأريد غير مرة على القضاء، فامتنع، وكف بصره سنة ست وسبعين. وهو حافظاً عصره بهذه الديار. وقال السلمي: سمعت أبا أحمد الحافظ يقول: حضرنا مع الشيوخ عند أمير خراسان نوح بن) نصر، فقال: من يحفظ منكم حديث أبي بكر في الصدقات فلم يكن فيهم من يحفظه، وكان علي خلقان، وأنا في آخر الناس، فقلت للوزير: أنا أحفظ. فقال: ها هنا فتى من نيسابور يحفظه، قال: فقدمت فوقهم، ورويت الحديث، فقال: مثل هذا لا يضيع. وولاني قضاء الشاش. وقال الحاكم أبو عبد الله: توفي في ربيع الأول، وله ثلاث وتسعون سنة. وكان قد تغير حفظه لما كف، ولم يختلط قط. (26/638)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 639 محمد بن محمد بن إبراهيم، أبو بكر بن دوسلة الهمذاني الشافعي النجار. روى عن: القاسم بن القاسم السياري، ومحمد بن أحمد بن محبوب، وأهل مرو. وعنه: أبو بكر محمد بن إبراهيم الزنجاني، ومحمد بن عيسى. توفي في صفر. أبو القاسم بن الجلاب المالكي الفقيه. إسمه فيما ذكر إسحاق الشيرازي عبد الرحمن بن عبيد الله. وسماه القاضي عياض محمد بن الحسين، قال: ويقال إسمه الحسين بن الحسن، ويقال: عبيد الله بن الحسين. تفقه بالقاضي أبي بكر محمد بن عبد الله الأبهري، وصنف كتاباً جليلاً في مسائل الخلاف، وله كتاب التفريع في المذهب، مشهور، وغير ذلك. وكان أحفظ أصحاب الأبهري وأنبلهم، وعداده في الفقهاء العراقيين، رحمه الله. توفي في آخر العام راجعاً من الحج، ولم يخلف ببغداد في المذهب مثله. مات في الكهولة. (26/639)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 640 (26/640)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 641 1 (وفيات سنة تسع وسبعين وثلاثمائة) أحمد بن جعفر بن خزيمة، أبو محمد الطرازي. روى عن: السراج وغيره. توفي في المحرم. أحمد بن عبد الله بن أحمد بن خلف، أبو بكر الدوري الوراق. حدث عن: أبو القاسم البغوي، وأحمد بن القاسم الفرائضي، وأبي بكر بن مجاهد. وعنه: أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو القاسم التنوخي. وكان رافضياً مشهوراً. قاله الخطيب. أحمد بن عبد الرحمن بن عبد القاهر، أبو عمر العبسي الفرضي أصله من إشبيلية، وبها ولد) سنة ثلاث وتسعين ومائتين، وأخذ عن أحمد بن خالد وأحمد بن بقي، وحج فسمع من أبي جعفر العقيلي، والطحاوي وطبقتهما. وله مصنف في الفقه سماه الإقتصاد، ومصنف في الزهد. (26/641)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 642 مات في صفر. أرخه ابن بشكوال. أحمد بن عبد الرحمن بن القاسم بن حبيش النحوي بمصر. يروي عن: ابن ربيع، وابن قديد. أحمد بن أبي طاهر علي بن بابنوس، أبو جعفر البغدادي. سمع: محمد بن جرير الطبري، ومحمد بن خلف وكيع، والبغوي. وعنه: أبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وكان في بعض سماعه محككاً. وثقه أبو القاسم الآجري. أحمد بن محمد بن أحمد باكويه، أبو حامد وأبو العباس الباكوي النيسابوري. سمع: محمد بن شادل، وابن خزيمة، وأبا العباس السراج، وأبا قريش محمد بن جمعة. وعنه: الحاكم، وعمر بن مسرور الزاهد، وأبو سعد الكنجرودي. قال الحاكم: تغير بأخرة لقلة رطوبته، وهو في الحديث صدوق. وتوفي في شعبان. إبراهيم بن أحمد بن فتح، أبو إسحاق بن الجراد الفهري، مولاهم القرطبي، الفقيه. روى عن: محمد بن عبد الملك بن أنس، والحسن بن مسعد، ومحمد بن مسور، وعبد الله بن يونس القبري. وكان عارفاً بالفقه والعربية، فصيحاً مرابطاً. روى عنه ابن الفرضي، وقال: توفي في ربيع الآخر. (26/642)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 643 إبراهيم بن جعفر، أبو القاسم، ابن الساجي البغدادي الحنبلي الفقيه، صاحب أبي بكر عبد العزيز غلام الخلال. سمع: إسماعيل الصفار، وأبا عمرو ابن الدقاق. روى عنه: أبو القاسم عبد العزيز الأزجي، وأثنى عليه. وله كتاب البيان في الصفات وكان من كبار الأئمة. إبراهيم بن محمد الأبيوردي.) حدث في هذا العام بمكة عن أبي خليفة، ومحمد بن محمد الباغندي، ومكحول البيروتي، والبغوي. وعنه: أبو بكر الطلمنكي، وهو أعلى شيخ له، لقيه بمكة، وكتب عنه جزءاً من حديثه. لم يذكره ابن عساكر. إسماعيل بن عبد الله بن عمر بن منصور الكوكبي. سمع: ابن الشرقي، ومكي بن عبدان، وحدث. جعفر بن محمد بن جعفر الأصبهاني الرفاعي، أبو محمد الكراني. يروي عن: أبي العباس بن عقدة، والمحاملي. وعنه: أبو نعيم، وغيره. الحسن بن علي، أبو محمد المدائني النحوي. توفي بمصر في جمادى الأولى، فيه جهالة. (26/643)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 644 الحسين بن أحمد بن جعفر الرازي، عبد الله شيخ الصوفية وبقية الزهاد. صحب: أبا علي الروذباري، وأبا بكر الكتاني، والشبلي، وجماعة كثيرة بالعراق والحجاز والشام ومصر، وكان حافظاً لسير القوم وحكاياتهم. أكثر عنه السلمي وأثنى عليه في تاريخه. مات بنيسابور في ربيع الأول. الحسين بن أحمد بن محمد بن دينار، أبو القاسم البغدادي الدقاق. سمع: جده، وأبا القسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود. وعنه: عبد العزيز الأزجي، والحسن بن محمد الخلال. وثقه ابن أبي الفوارس. 4 (شرف الدولة شيرويه ابن عضد الدولة) ابن ركن الدولة بن بويه الديلمي، سلطان بغداد وابن سلطانها. ظفر بأخيه صمصام الدولة وحبشه، ثم سمله. تملك العراق، وكان يميل إلى الخير، وأزال المصادرات. مرض بالاستسقاء، وامتنع من الحمية. مات في جمادى الآخرة، عن تسع وعشرين سنة، وملك) سنتين وثمانية أشهر، وولي بعده أخوه أبو نصر بهاء الدولة. صفوة أم حبيب، والدة الحسن بن علي الصدفي المصري. (26/644)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 645 توفيت في شعبان، وعندها حديث كثير، وأبو ها محدث، وابنه أيضاً، وأخواتها. قال أبو إسحاق: حدثونا عنها. طاهر بن محمد بن سهلويه، أبو الحسين النيسابوري. حدث عن: محمد بن إسماعيل المروزي صاحب علي بن حجر ببغداد، وعن مكي، وابن الشرقي. وعنه: عبيد الله الأزهري، والحسن بن محمد الخلال. وتوفي في بغداد. وثقه الخطيب. عباس بن عمرو بن هارون الكناني الصقلي الوراق. كان من الفضلاء بالأندلس. روى عن محمد بن معاوية القرشي، وجماعة. كتب عنه ابن الفرضي. عبدوس بن علي الجرجاني، نزيل سمرقند. روى عن: أبي نعيم عبد الملك بن محمد، وغيره. عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال الرئيس، أبو محمد الميكالي النيسابوري. تقلد رئاسة نيسابور سنة ست وخمسين وثلاثمائة. قال الحاكم: كان مذكوراً بالأدب والكتابة ومعرفة الشروط، وكان (26/645)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 646 صالحاً، يختم القرآن في ركعتين، وكان كثير المعروف، وعقد مجلس النظر في حياة الأستاذ أبي الوليد، ثم تقلد الرئاسة، وحدث عن ابن الشرفي وغيره وهو في نفسه صدوق، ولم يكن ممن يميز المخرج له. توفي بمكة في آخر أيام الموسم. رحمه الله. علي بن أحمد بن إبراهيم بن ثابت، أبو القاسم الربعي الرازي، ثم البغدادي الحافظ. سمع بدمشق: محمد بن يوسف الهروي، والحسن بن حبيب الفقيه. وعنه: أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وغيره، وأبو عبد السلمي.) قال الخطيب: ثقة حافظ. علي بن إبراهيم بن غرة البغدادي مزكيان العطار. سمع من: علي بن طيفور، ومحمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن السري القنطري. وعنه: الحسن بن محمد الخلال، وأحمد بن محمد العتيقي، وجماعة. وثقه الخطيب، وعاش مائة سنة. علي بن سهل بن أبي حيان التيمي، أبو الحسن الكوفي. حدث في هذه السنة ببغداد عن: عبد الله بن زيدان البجلي، وغيره. روى عنه: العتيقي. علي بن محمد بن السري، أبو الحسن الهمذاني البغدادي الوراق. (26/646)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 647 روى عنه: محمد بن يحيى المروزي، ومحمد بن نصر الصائغ، والباغندي. وعنه: عبد العزيز الأزجي، والحسن بن محمد الخلال. وقال محمد بن عمر الداوودي القاضي فيما حكى عنه الخطيب: كان كذاباً، روى عن من لم يدركه. علي بن محمد بن يعقوب، أبو الحسن المصري العطار الوراق. قال أبو إسحاق الحبال: مشهور، سمع الكثير، وتوفي سلخ صفر. عمر بن محمد بن جعفر بن محمد بن حفص الغازل المعدل من أهل أصبهان. سمع بدمشق: أبا الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل الأبلي. وعنه: أبو بكر بنأبي علي، وأبو نعيم، وأبو طاهر بن عبد الرحيم الكاتب. توفي في المحرم. محمد بن أحمد بن سويد، أبو عبد الله التميمي القزويني المعلم شيخ أبي يعلى الخليلي. وهو أخر أصحاب علي بن أبي طاهر القزويني، وسمع أيضاً من عبد الله بن محمد الإسفراييني، وجماعة. محمد بن أحمد بن أبي طالب بن الجهم، أبو الفياض البغدادي. روى عن: أبو القاسم البغوي، ومحمد بن حمدويه المروزي. وعنه: أبو علي بن المذهب، وقال: مات هو وأبوه وأخته في شهر ربيع الآخر في جمعة) واحدة. قال: هو وأبوه وأمه في شهر ربيع الآخر. (26/647)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 648 قال ابن أبي الفوارس: كان فيه تساهل. محمد بن أحمد بن شعيب النيسابوري الفقيه، أبو سعيد الخفاف. إمام عارف بالخلافيات. سمع ابن الشرقي، ومكي بن عبدان، ومات في شوال. محمد بن أحمد بن العباس، أبو جعفر السلمي البغدادي الجوهري الأشعري نقاش الفضة. سمع: محمد بن محمد الباغندي، وعبد الله البغوي، والحسن بن محمي. روى عنه: أبو علي بن شاذان، وعبيد الله الأزهري، وأبو القاسم التنوخي. ووثقه الأزهري وقال: كان أحج المتكلمين على مذهب الأشعري، ومنه تعلم أبو علي بن شاذان علم الكلام، ولد سنة أربع وتسعين ومائتين، وتوفي في المحرم. أخبرنا عيسى بن يحيى السبتي، أنا عبد الرحيم بن الطفيل، أنا السلفي، أنا محمد بن عبد الملك الأسدي، وعبد الرحمن بن عمر السمناني، والحسين بن الحسين الغانيذي، قالوا: أنا الحسن بن أحمد البزاز، ثنا أبو جعفر محمد بن أحمد الأشعري من حفظه، قال: قرأنا على الحسن بن محمي المخرمي، حدثكم إبراهيم بن عبد الله الهروي، ثنا هشيم، عن مجالد، عن الشعبي: سمعت شريحاً القاضي، سمعت علي بن أبي طالب (26/648)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 649 يقول على المنبر: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم أنا، رضي الله عنه. هذا لفظ منكر، لم يقله علي رضي الله عنه هكذا، والمتواتر خلافه. محمد بن جعفر بن العباس، أبو بكر النجار غندر. سمع: محمد بن حميد بن المجدر، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن هارون الحضرمي. وعنه: الحسن بن محمد الخلال، وقال: ثقة توفي في المحرم. محمد بن الحسن بن عبيد الله بن مذحج، أبو بكر الزبيدي الأندلسي النحوي. كان شيخ العربية بالأندلس. اختصر كتاب العين وله كتاب الواضح في العربية وكتاب لحن العامة. وكان الحاكم المستنصر بالله قد طلبه من إشبيلية إلى قرطبة للاستفادة منه، فأدب بقرطبة جماعة، وولي قضاء إشبيلية، وأدب المؤيد بالله ابن المستنصر، وأخذ العربية، عن أبي عبد الله الرباحي، وأبي علي القالي. وأصله من الشام من حمص.) (26/649)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 650 توفي في جمادى الآخرة، عن ثلاث وستين سنة. روى عنه: ولده، وأبو الوليد محمد بن محمد، وأبو القاسم إبراهيم بن محمد الإقليلي، و قاسم بن أصبغ، وسعيد بن فحلون، وجماعة. وكان ابنه أبو القاسم أحمد من جلة الأدباء، ولي أيضاً قضاء إشبيلية بعد أبيه، وأما ابنه الآخر أبو الوليد محمد بن محمد، فتولى سنة نيف وأربعين وأربعمائة عن سن عالية. محمد بن عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن خالد بن عبد الرحمن بن زبر، أبو سليمان بن القاضي بن محمد الربعي. كان محدث دمشق في وقته. روى عن: أبيه، وأبي القاسم البغوي، وجماهر الزملكاني، ومحمد بن خريم، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، ومحمد بن الفيض الغساني، ومحمد بن الربيع الجيزي، وأبي بكر بن أبي داود السجستاني، وجماعة كثيرة. وعنه: تمام، وعبد الغني بن سعيد، وعبد الرحمن بن أبي نصر، ووالده أحمد، ومحمد بن عوف المزني، وطائفة سواهم. وروى عنه: أبو نصر بن الجبان أنه رأى رب العزة في المنام، رأى نوراً. وقال علي بن موسى السمسار: قال أبو سليمان بن زبر: كان الطحاوي قد نظر في أشياء كثيرة من تصنيفي، وباتت عنده، وتصفحها فأعجبته، وقال لي: يا أبا سليمان، أنتم الصيادلة ونحن الأطباء. (26/650)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 651 وقال عبد العزيز الكتاني: كان أبو سليمان يملي بالجامع، وثنا عنه عدة، وكان ثقة نبيلاً مأموناً. توفي في جمادى الأولى. قلت: وله كتاب الوفيات على السنين، وغير ذلك. محمد بن عبد الرحمن بن سهل، أبو الحسن التستري التاجر. توفي في جمادى الأولى. ورخه أبو إسحاق الحبال. محمد بن علي بن محمد بن نصرويه، أبو علي النصروي النيسابوري المقريء المؤذن. قال أوب عبد الله الحاكم: روى عنه الحاكم وقال: حج، وغزا، وأنفق على العلماء، وأذن نيفاً وخمسين سنة، محتسباً.) سمع: أبا العباس السراج، وأبا بكر بن خزيمة. وتوفي في شعبان، وله مائة سنة وثلاث سنين، رحمه الله. محمد بن محمد بن الحسن بن الأشعث، أبو أحمد النسفي الفقيه، قاضي بخارى. كان مسند تلك الديار. روى عنه: عبد الله بن محمود، ومحمد بن خالد، وإسحاق بن إبراهيم التاجر المراوزة، وأصحاب إسحاق بن راهويه، وتوفي على قضاء بخارى. روى عنه: جعفر المستغفري، وروى تفسير إسحاق بن راهويه، عن محمد بن خالد. محمد بن مسعود، أبو عبد الله القرطبي الخطيب. سمع من: قاسم بن أصبغ، وجماعة. وكان خطيباً مفوهاً بليغاً شاعراً يتقعر في كلامه وأسجاعه، ويؤدب (26/651)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 652 بالعربية، ثم صار يخطب بين يدي المستنصر بالله في العيد، وفي قدوم الوفود، ثم ولي قضاء يابرة. قال ابن الفرضي: سمعته يخطب مراراً في جامع الزهراء، ولم يحدث، وتوفي يوم الفطر. محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى، أبو الحسين البغدادي الحافظ. ولد ببغداد في أول سنة ثلاثمائة. سمع: أحمد بن الحسن الصوفي، وحامد بن شعيب، والهيثم بن خلف، وعبد الله بن صالح البخاري، وقاسم بن زكريا المطرز، ومحمد بن جرير الطبري، والباغندي، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأبا عروبة الحراني، وعلي بن أحمد علان، ومحمد بن زبان المصري، ومحمد بن إبراهيم والحسن بن محمد بن جمعة، وابن جوصا، وخلقاً سواهم، بمصر، والشام، والرقة، والجزيرة، والكوفة، وواسط، وبغداد، وجمع وصنف. روى عنه: الدارقطني، وابن شاهين، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو سعد الماليني، وأبو بكر البرقاني، وأبو نعيم الأصبهاني، ومحمد بن أحمد الجارودي، والحسن بن محمد الخلال، وعلي بن المحسن التنوخي، وعبد الوهاب بن برهان، والحسن بن علي الجوهري، وخلق سواهم. وقيل إنه من ولد سلمة بن الأكوع، وكان يقول: لا أعلم صحة ذلك. قال الخطيب: كان ابن المظفر فهماً حافظاً. (26/652)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 653 وقال البرقاني: كتب الدارقطني عن ابن المظفر ألوف حديث.) قال إبراهيم بن محمد الرعيني. قدم علينا ابن المظفر مصر، وكان أحول أشج فقلت له: إن هذا الذي تمليه علينا هو عندنا كثير بالعراق، ونريد حديث مصر، فكان ذلك مبدأ إخراج القزويني حديث عمرو بن الحارث، فكان منه الذي كان من تكثير الناس عليه، حتى قال أبو الحسن الدارقطني: وضع القزويني لعمرو بن الحارث أكثر من مائة حديث. مات في جمادى الأولى سنة تسع وسبعين وثلاث مائة، يوم الجمعة. قاله العتيقي: محمد بن النضر بن محمد بن سعيد بن رزين بن عبيد الله بن عثمان بن المغيرة، أبو الحسين النخاس الموصلي. سكن بغداد وحدث بها عن: أبي يعلى الموصلي كتاب معجم شيوخه، وروى أيضاً عن: عبد الله بن أبي سفيان الشعراني، ويزداد من عبد الحر من الكاتب، وعبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، وعبد الغافر بن سلامة الحمصي، ويوسف بن يعقوب بن إسحاق البهلول، والحسين بن يحيى بن عياش القطان. قال الخطيب: سمعت أبا بكر البرقاني، وحدثنا عن أبي الحسين النخاس فقال: كان واهياً، وسمعته مرة أخرى يقول: أبو الحسين النخاس ليس بحجة. وسمعته مرة ثالثة ذكره فقال: لم يكن ثقة. توفي في شهر ربيع الأول، قال العتيقي: يوم الخميس لثلاث عشر خلون من ربيع الأول سنة تسع وسبعين وثلاثمائة. (26/653)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 654 قال العتيقي: فيه تساهل. هلال بن محمد بن محمد: الشيخ المعمر، أبو البصري، ابن أخي هلال الرازي. حدث عن: أبي مسلم الكجي، ومحمد بن زكريا الغلابي، والحسن بن المثنى، وأبي خليفة. روى عنه: أبو سعد الماليني، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن اليزدي، وشيخ المعتزلة أبو الحسين البصري، ومحمد بن عمر بن زاذان القزويني، وجماعة. لم أسمع فيه قدحاً. قال عبد الرحمن بن مندة: توفي سنة تسع وسبعين وثلاثمائة. قلت: لعله قارب المائة.) (26/654)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 655 1 (وفيات سنة ثمانين وثلاثمائة) أحمد بن الحسين بن أحمد بن مروان بن عبيد بن أبي مروان الضبي المرواني النيسابوري، الشيخ أبو نصر. سمع: ابن خزيمة، وابن شادل، والسراج، ومحمد بن حمدون، وطائفة. وعنه: الحاكم، وأبو حفص بن مسرور، وأبو سعد الكنجروذي، وآخرون. مات في شعبان سنة ثمانين وثلاث مائة. أحمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق النيسابوري، الصندوقي، الشيخ الصدوق أبو العباس. سمع: محمد بن شادل، وابن خزيمة، ومحمد بن المسيب، وأبا العباس الثقفي، وعدة. حتى قال الحاكم: تفرد بالرواية عن بضعة عشر شيخاً، وعاش أربعاً وثمانين سنة. روى عنه الحاكم، وأبو سعد الكنجروذي، وجماعة. (26/655)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 656 توفي في شوال سنة ثمانين وثلاث مائة. بكر بن محمد بن جعفر بن راهب، أبو عمرو الشيخ النسفي، المؤذن المعمر. راوي صحيح البخاري عن: حماد بن شاكر، وروى أيضاً عن محمود بن عنبر. روى عنه: جعفر المستغفري، وقال: كان كثير التلاوة، شديداً على المبتدعة، ثنا بكتاب الجامع عن ابن شاكر. الحسن بن إبراهيم بن مزاحم، أبو علي العطشي المزين. روى عن: علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، والحسن المطبقي. وعنه: الحمامي المقريء، وعبيد الله الأزهري، وعلي بن طلحة. وعاش إلى سنة ثمانين. الحسن بن الحسين، أبو الطيب الربعي النصيبي. حدث في هذا العام بمصر عن: محمد بن إبراهيم الديبلي بجزء. سمعه منه: أبو عمرو أحمد بن محمد الطلمنكي. الحسن بن محمد بن حبيب، أبو أحمد الحبيبي. توفي في ربيع الأول. الحسين بن علي بن محمد بن إسحاق بن زيد الحلبي أبو العباس.) مات قبل والده. توفي في جمادى الآخرة. وحدث عنه أبو عبد الله المحاملي، وابن مخلد هذا المذكور في حدود (26/656)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 657 تسعين وثلاثمائة. الحسين بن محمد بن القاضي الحسين بن إسماعيل المحاملي، أبو بكر. سمع: جده ومحمد بن حمدويه المروزي، وأبا العباس بن عقدة. روي عنه: أبو محمد الجوهري أحاديث مستقيمة. قاله الخطيب. وتوفي في شعبان. رائق مولى زينب بنت أحمد أخت الحافظ أبي سعيد بن يونس المصري، أبو صالح. حدث عنه: عبد الله بن الورد، وابن خروف. ورماه الحمل في طريق الحج فمات رحمه الله. سهل بن أحمد بن الديباجي، أبومحمد. حدث عن ابن خليفة، ويموت بن المزرع. وعنه: العتيقي، وعلي بن المحسن التنوخي، وأبو محمد الجوهري. وقال الأزهري: كان كذاباً رافضياً، رأيت في بيته لعن أبي بكر وعمر مكتوباً. وقال ابن أبي الفوارس: كان أنكالاً في الرواية، غالياً في الرفض، ولم يكن له أصل صحيح. طاهر بن أحمد بن الأزدي المصري الخلال. روى عن: محمد بن زبان. وتوفي في ربيع الأول. (26/657)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 658 طلحة بن أحمد بن الحسن البغدادي الخراز الصوفي. سمع المحاملي، ومحمد بن أحمد بن أبي مهزول، ومحمد بن أحمد بن صفوة، المصيصيين. وعنه: أبو محمد الخلال وقال: ثقة، وعمر بن بكير، وأبو نعيم، وأحمد بن عمر بن روح. مات ببغداد. طلحة بن محمد بن جعفر، أبو القاسم الشاهد المقريء، غلام ابن مجاهد. سمع: ابن أبي غيلان، وأبا القاسم البغوي، وأبا صخرة الكاتب، وجماعة، وقرأ على ابن مجاهد. قرأ عليه: أبو العلاء الواسطي، وحدث عنه عبيد الله الأزهري، والحسن بن محمد الخلال، وأبو) القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وغيرهم. صنف أخبار القضاة وضعفه الأزهري. (26/658)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 659 وقال ابن أبي الفوارس: إنه كان يدعو إلى الإعتزال، وعاش تسعين سنة. بغدادي. عبد الله بن أحمد بن حاجب الخثعمي القرطبي. سمع: أحمد بن ثابت الثعلبي، وجماعة. عبد الله بن إسماعيل بن حرب، أبو محمد بن النور القرطبي. سمع: أحمد بن سعيد بن حزم، ومحمد بن معاوية، وأحمد بن مطرف وجماعة، وبمصر من أبي العباس أحمد بن الحسن الرازي، وببغداد من أبي علي ابن الصواف، وأمثالهم. وكان يفهم ويدري. سمع من جماعة، وتوفي في صفر. عبد الله بن قاسم بن محمد بن قاسم بن محمد، أبو محمد القرطبي. سمع من: محمد بن عبد الملك بن ايمن، وقاسم بن أصبغ، وأبيه، ولم يحدث. عبد الله بن محمد بن مسرور الشقاق القرطبي. يعرف، برزين. مكثر عن: قاسم بن أصبغ، وحج، فسمع من جماعة. وحدث، وتوفي في شوال. عبد الله بن محمد الأصبهاني المقريء، أبو محمد، ويعرف بابن ليلاف. كان يصلي بالناس في الجامع في رمضان، وكان رأساً في نقط المصاحف، وفي القراءآت. (26/659)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 660 وتوفي في جمادى الآخرة. قاله أبو نعيم. عبد الله بن محمد بن أحمد بن عقبة، أبو محمد القاضي البغدادي. سمع: أبو بكر بن زياد النيسابوري. روى عنه عبيد الله الأزهري. وكان ثقة. عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان القاضي، أبو محمد البعلبكي. حدث عن: أبي الجهم بن طلاب، وابن جوصا، وأبي الدحداح أحمد بن محمد، وأبي العباس الزفتي، ومحمد بن أحمد بن صفوة، وأبي بكر الخرائطي، وطائفة سواهم.) وعنه: الوليد بن بكر الأندلسي، ومكي بن الغمر، وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي نصر، وجماعة. قاله عبد العزيز الكتاني. عبد الله بن محمد بن عبد الله، أبو محمد النمري القرطبي، الفقيه المالكي، والد الإمام أبو بكر البغدادي أبي عمر يوسف. تفقه على التجيبي ولازمه، وسمع من أحمد بن مطرف، وأحمد بن حزم. (26/660)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 661 وكان صالحاً عابداً متهجداً: توفي في هذه سنة في ربيع الآخر، وله خمسون سنة. عبد الرحمن بن عمر الفارسي الفقيه، أبو عمرو. ولي قضاء نسف ثلاث مرات، آخرها في هذه السنة. قد سمع ببغداد من: أبي حامد الحضرمي، وابن المحاملي، لكنه عدمت كتبه. عبد العزيز بن الحسن بن أحمد بن جحاف، أبو عمر السلمي المصري. عبد الواحد بن محمد بن الحسن بن محمد بن شاذان بن عمر بن بكر بن أحمد بن إبراهيم. سمع أبو القاسم البغوي. وكان بغدادياً ثقة. روى عنه: عبيد الله الأزهري، و أبو محمد الخلال. عبيد الله بن أحمد بن الفضل بن شهريار، أبو عبد الله الأردستاني التاجر. حدث بأصبهان عن عبد الرحمن بن محمد بن حماد الطهراني. روى عنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم. وتوفي في ربيع الأول. عبيد الله بن عبد الله بن محمد، أبو القاسم التنوخي السرخسي التاجر، نزيل بخارى. (26/661)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 662 ذكره جعفر الإدريسي فقال: الشيخ الصالح الثقة، قدم نسف سنة سبع وعشرين، لسماع الجامع للبخاري، من أبي طلحة، ومنصور بن محمد البزوري، عن أبيه، وعن أبي عبد الله المحاملي، ومحمد بن جعفر الطبري، وحدثنا ببخارى، ومات في رجب. وقال الخطيب في ترجمته: سمع: أبا العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي، ومحمد بن حمدويه المروزي، وجماعة. وحدث ببغداد، فسمع منه: أبو الفتح بن أبي الفوارس، ومحمد بن) طلحة النعالي، وأبو سعد الماليني، وكان ثقة. عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن هاشم، أبو مروان بن القسام الأموي، مولاهم القرطبي. روى عن أحمد بن خالد بن الحباب، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وعبد الله بن يونس. قال ابن الفرضي: سمعت منه كثيراً، وكتب لي بخطه، وتوفي في رمضان. عبيد الله بن محمد بن محمد الجرجاني الواعظ ابن الواعظ. سمع: أبا العباس الأصم، والمحبوبي، وتقدم كافور يعلم الحقائق، ورزق فيه لساناً وبياناً. مات فجأة عن ثلاث وستين سنة. رحمه الله. عبيد الله بن محمد بن مخلد، أبو القاسم الثوري. (26/662)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 663 حدث عن: أبو القاسم الثوري، و البغوي، ومحمد بن حمدويه. وعنه عبيد الله الأزهري. وكان بغدادياً ثقة. علي بن عمرو بن سهل أبو الحسن الحريري. حدث ببغداد عن: أبي عروبة الحراني، ومكحول البيروتي، وأحمد بن عمير بن جوصا، وأحمد بن إسحاق بن البهلول. وعنه: أبو بكر البرقاني، وأبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي. وثقه ابن أبي الفوارس. محمد بن أحمد بن حمدون بن عيسى، أبو عبد الله الخولاني القرطبي، يعرف بابن الإمام. كان حافظاً للأخبار والنسب، على مذهب ابن مسرة. محمد بن أحمد بن يعقوب، أبو أحمد المروزي الزرقي من قرية زرق. عن عبد الله بن محمود السعدي، وأحمد بن علي الكشميهني راوية علي بن حدر. حدث في هذا العام، ولا أعلم متى مات. روى عنه: محمد بن أحمد المراوزي الترابي. محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى بن مفرج، أبو عبد الله، ويقال (26/663)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 664 أبو بكر الأندلسي القرطبي، مولى بني أمية. سمع: قاسم بن أصبغ بقرطبة، وأبا سعيد بن الأعرابي بمكة، ومحمد بن الصموت بمصر،) وخيثمة بأطرابلس، وأبا الميمون بن راشد بدمشق، وطبقتهم. روى عنه: الحافظ أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس الصدفي شيخه، وأبو الوليد عبد الله بن الفرضي، وإبراهيم بن شاكر، وعبد الله بن الربيع التميمي، وأبو عمر أحمد بن محمد الطلمنكي، وعدة شيوخه: مائتان وثلاثون شيخاً. اتصل بصاحب الأندلس، وكان ذا مكانة عنده. صنف له عدة كتب، فولاه القضاء، وكان حافظاً بصيراً بالرجال، أكثر الناس عنه من السماع. وتوفي في رجب، عن ست وستين سنة. قال أبو عمر أحمد بن محمد بن عفيف: كان ابن مفرج من أغنى الناس بالعلم، وأحفظهم للحديث، ما رأيت مثله في هذا الفن، من أوثق المحدثين بالأندلس وأجودهم ضبطاً. وقال الحميدي: هو القاضي أبو عبد الله، وقيل أبو بكر، حافظ جليل، صنف كتباً في فقه الحديث، وفي فقه التابعين، من ذلك فقه الحسن البصري في سبع مجلدات، وفقه الزهري في أجزاء عديدة. وجمع مسند قاسم بن أصبغ في مجلدات. محمد بن إبراهيم بن يونس، أبو بكر البغدادي قاضي دير العاقول. (26/664)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 665 روى عن جده، وعمر بن أبي غيلان، ومحمد بن الحسين الأشنناني، وعبد الله بن زيدان البجلي، وعبد الله البغوي. وعنه: أبو محمد الخلال، وأبو القاسم الأزهري، وعلي بن المحسن التنوخي. وثقه الخلال، وتوفي في ربيع الأول. وأما جده فيروي عن عبد الأعلى بن جماد، بقي إلى سنة ثلاثمائة. وآخر من روى عن أبي بكر: أبو محمد الجوهري. محمد بن بكر بن خلف بن مسلم، أبو بكر الدركي المطوعي الصالح. حدث عن: إسحاق بن أحمد بن خلف، وأحمد بن محمد المنكدري، وعبد الملك بن محمد بن عدي. وعنه: جعفر المستغفري. توفي في ربيع الآخر. ودركه من قرى بخارى. محمد بن بكر بن مطروح، أبو بكر الفقيه النعالي المصري. روى عن: سعيد بن هاشم الطبري، وأبي جعفر الطحاوي.) توفي في رمضان. محمد بن الحسين بن موسى بن محمويه، أبو سعيد النيسابوري السمسار. سمع: أبا قريش بن جمعة، وأبا بكر بن خزيمة. عنه الحاكم، وقال: توفي في رمضان. وأبو حفص بن مسرور، وأبو سعد الكنجروذي. (26/665)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 666 محمد بن عبد الله بن محمد بن شيرويه، أبو بكر النيسابوري، نزيل فسا من بلاد شيراز. ثقة، سمع الحسن بن سفيان الفسوي، وابن خزيمة، والسراج. روى عنه محمد بن عبد العزيز القصار، ثم قال: ثقة. قال لي: ولدت سنة إحدى وثمانين ومائتين، ومات سنة ثمانين. قلت: فيكون عمره تسعاً وتسعين سنة. قال الحافظ أبو مسعود الدمشقي: سمعت أبا عمرو بن حمدان وسئل عن أبي. محمد بن عبد الله بن شيرويه الذي يحدث بفسا، فقال: ما سمعنا مسند الحسن بن سفيان إلا حين قدم والده معه، فزدت له، يعني الحسن، مائة دينار، فسمعنا معه. وقد أرخه ابن نقطة في التقييد في هذه السنة. محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن عبد الله بن الهمذاني الأصبهاني أخو أبي الحسن، يكنى أبا الحسين. حدث عن: عبد الله بن محمد بن عبد الكريم الرازي، وأحمد بن علي الجارودي. وعنه أبو نعيم. محمد بن عبد الله بن سمع بن صبر، أبو بكر الحنفي الفقيه. ولي القضاء بعسكر المهدي، وعاش ستين سنة، وكان معتزلياً مشهوراً به، رأساً في علم الكلام. سمى أبو بكر الخطيب أباه عبد الرحمن: وإنما هو محمد بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن الحسين بن الفهم المعروف بابن صبر. (26/666)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 667 ناب في القضاء عن أبي محمد بن معروف. كان بصيراً بكلام أبي هاشم الجبائي، خبيراً بالتفسير. وله كتاب في الرد على اليهود، وكتاب عمدة الأدلة، وكتاب التفسير وما أتمة.) توفي لعشر بقين من ذي الحجّة ببغداد. ولبشر بن هارون فيه: (قل للدعي أبي صبر .......... وهل ادعيت فمن صبر)

(وإذا تطيلس للقضاء .......... فمرحباً بأبي العذر)

(فقضاؤه شر القضاء .......... إذا قضى عمي البصر) محمد بن علي بن المؤمل النيسابوري الماسرجسي. سمع: جده المؤمل بن الحسن، وأبا حامد بن الشرقي، وحكى عن ابن عبدان وغيرهم. يكنى أبا عبد الله. توفي في جمادى الأولى. روى عنه: الحاكم، وأبو سعد النجروذي، وطائفة. عاقل ثقة. محمد بن محمد بن عبد الرحيم بن محمد، أبو أحمد القيسراني. سمع: أبا بكر الخرايطي، ومحمد بن أحمد بن صفوة المصيصي، وخيثمة الأطرابلسي، وجماعة. وعنه: أبو بكر محمد بن أحمد الواسطي، وجميل بن محمد (26/667)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 668 الأرسوفي، وأبو الفرج عبيد الله بن محمد النحوي، وأبو بكر محمد بن الحسن الشيرازي، وجماعة. وحدث في سنة ثمانين وانقطع خبره. منصور بن محمد بن أحمد بن حرب القاضي، أبو نصر البخاري. سمع: أبا العباس الدغولي، وأبا بكر أحمد بن المنكدري، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبا عبد الله المحاملي، وإبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي، وأحمد بن سليمان بن زبان الكندي. روى عنه: أزدشير بن محمد الهشامي، وأبو عبد الله الحاكم، وفضل ابن سهل الصفار. وكان محتسب بخارى، وبها توفي. موسى بن عمران بن موسى بن هلال السلماسي. سمع أباه: محمد بن عبد الله، ومحمد بن عبد الله مكحولاً البيروتي، وأحمد بن عبد الوارث الغسال، وابن جوصا، ومحمد بن القاسم المحاربي الكوفي، وجماعة.) وعنه: ابن أخيه مهند بن المظفر، وأحمد بن جبرين السلماسي، وأبو القاسم علي بن محمد الزيدي الحراني. توفي في ربيع الآخر بسلماس. يعقوب بن يوسف بن إبراهيم بن هارون بن داود بن كلس، الوزير (26/668)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 669 البغدادي، أبو الفرج. كان يهودياً خبيثاً ماكراً فطناً داهية. سافر ونزل الرملة، وصار بها وكيلاً، فكسر أموال التجار، وهرب إلى مصر، ثم توصل، وجرت له أمور، فرأى منه كافور الإخشيذي فطنة وسياسة، وطمع هو في التقدم، فأسلم في يوم جمعة، فقصده الوزير ابن حنزابه لما فهم مرامه، فهرب إلى المغرب، واتصل بيهود كانوا في خدمة المعز، فعظم شأنه، ونفق على المعز، وجاء معه إلى مصر، فلما ولي العزيز، استوزره سنة خمس وستين، وبقي وزيره إلى أن هلك، وهو وزير في هذة السنة في ذي القعدة، وله اثنان وستون سنة. وكان عالي الهمة وافر الهيبة، عاده في مرضه العزيز وقال له: يا يعقوب وددت أن تباع فأشتريك بملكي، فهل من حاجة فبكى وقبل يده، وقال: أما لنفسي فلا يحتاج مولاي وصية، ولكن فيما يتعلق بك: سالم الروم ما سالموك، واقنع من بني حمدان بالدعوة والشكر، ولا تبق على المفرج بن دغفل متى أمكنتك فيه الفرصة، فأمر به العزيز، فدفن في القصر، في قبة بناها العزيز لنفسه، وصلى عليه، وألحده بيده، وتأسف عليه، وهذه المنزل ما نالها وزير قط من مخدومه. وقيل إنه حسن إسلامه، وقرأ القرآن والنحو، وكان يجمع عنده العلماء وتقرأ عليه مصنفاه ليلة الجمعة، وله إقبال زائد على العلوم على إختلافها، وقد مدحه عدة شعراء، وكان كريماً جواداً. ومن تصانيفه كتاب في الفقه مما سمعه من المعز والعزيز، وجلس سنة تسع وستين مجلساً في رمضان، فقرأ فيه الكتاب بنفسه، وسمعه (26/669)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 670 خلائق، وجلس جماعة في الجامع العتيق يفتون من هذا الكتاب. قلت: هذا الكتاب يريد كونه على مذهب الرافضة، فإن القوم رافضة ملحدة في الباطن. وقد اعتقله العزيز شهراً في أثناء سنة ثلاث وسبعين، ثم رضي عنه، ورده إلى الوزارة. وكان إقطاعه من العزيز في العام مائتي ألف دينار. ومات، فوجد له من المماليك والعبيد أربعة آلاف غلام، إلى أشباه ذلك.) ويقال: إنه كفن وحنط بما قيمته عشرة آلاف دينار. وقيل: إن العزيز بكى عليه، وقال: واطول أسفي عليك يا وزير. ويقال: إنه رثاه مائة شاعر، فأخذت قصائدهم وأجيزوا، والأصح أنه حسن إسلامه. يونس بن أبي عيسى بنعتيك، أبو الوليد البلنسي. سمع بقرطبة من: أحمد بن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وجماعة. (26/670)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 671 4 (المتوفون تقريباً من أهل هذه الطبقة)

4 (رحمهم الله تعالى) أحمد بن عبيد الله الكلوذاني المعروف بابن قزعة. سمع: أبا عبد الله المحاملي، والصولي. وعنه: محمد بن عمر بن بكير، وغيره. وكان أديباً كثير العلم. أحمد بن محمد بن محفوظ. حدث بما وراء النهر عن: عمر بن محمد بن بجير، وجعفر الكرميني. أحمد بن محمد بن الحسن، أبو نصر البخاري. سمع: أحمد بن محمد بن الخليل. وروى عنه كتاب الأدب للبخاري: عبد المؤمن بن خلف النسفي. قال الخطيب: كان ثقة قبل سنة ثمانين. أحمد بن محمد بن يحيى، أبو الحسين الدوسي الأنباري. (26/671)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 672 عن: أبي القاسم البغوي، وابن زياد النيسابوري. وعنه: محمد بن محمد الأنباري. توفي في حدود الثمانين. أحمد بن عبد الله بن إسحاق بن المتوكل على الله، أبو الحسين العباسي الهاشمي. قال ابن النجار: لقي الجنيد ورويماً. وسمع من محمد بن جرير، وأبي بكر محمد بن داود الأصبهاني، وسكن شيراز، وحدث بها سنة تسع وسبعين وثلاثمائة، وجاوز المائة. روى عنه: ابنه عبد الصمد، وأبو أحمد اللبان، ومحمد بن عبد العزيز الشيرازي القصار.) أحمد بن محمد بن إسماعيل، أبو طاهر الهروي. سمع: الحسين. وعنه: أبو بكر البرقاني. إسماعيل بن عمران، أبو علي السعدي اللغوي. أخذ عن: الأنباري. صاعد، أبو نصر البغدادي المقريء. قدم الأندلس سنة خمس وسبعين، وكان قد قرأ القرآن على ابن مجاهد، وسمع منه كتاب السبعة. وكان له نصيب من العربية. توفي سنة ست وسبعين، أو نحوها. قاله ابن الفرضي. طلخة بن عمر الحذاء، بغدادي. يروي عن: الباغندي، وأبي القاسم البغوي. وعنه: بشرى الفاتني، وعبد العزيز الأزجي. (26/672)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 673 عبد الله بن الحسين أبو محمد بن الشيلماني الخلال. سمع: محمد بن محمد التمار، صاحب يحيى بن معين، وأبا القاسم البغوي. وعنه: أحمد بن محمد العتيقي، والأزجي، ومحمد بن علي القساري. وثقه أبو محمد الخلال. عبد الله بن محمد بن أيوب بن حيان، أبو محمد الدمشقي القطان الحافظ. سمع: أبا بكر الخرائطي، ويعقوب الجصاص، وأبا العباس بن عقدة، ومحمد بن مخلد، وأبا سعيد بن الأعرابي، وطبقتهم بالشام، والعراق، والحجاز، والجزيرة. وعنه: تمام الرازي، وعبد الله بن محمد، و إبراهيم بن عطية، ومحمد بن عوف المزني، وجماعة. عبد المؤمن بن عبد المجيد، أبو يعلى النسفي. عن: محمد بن إبراهيم البوسنجي، وإبراهيم بن معقل. وعنه: جعفر بن محمد التويني. مات بعد الستين.) عثمان بن محمد، أبو عمرو العثماني البصري. (26/673)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 674 حدث بدمشق وأصبهان عن: محمد بن الحسين بن مكرم، وخيثمة الأطرابلسي، وجماعة. وعنه: ابن المقريء وهو أكبر منه، وتمام، وابن مردويه، وأبو نعيم، وغيرهم. علي بن الحسن بن أحيد، أبو الحسن البلخي القطان. سمع: المحاملي، وأبا العباس بن عقدة، وإسحاق بن شبيب البلخي. وعنه: يوسف القواس الزاهد، وهو أكبر منه، وتمام الرازي، والحاكم. توفي بعد السبعين وثلاثمائة. محمد بن أحمد بن الحسن، أبو الحسن الكرخي، نزيل بيت المقدس. سمع أبا سعيد بن الأعرابي، وخيثمة بن سليمان، وعثمان بن محمد الذهبي وجماعة. وعنه: أبو الفرج عبيد الله المراغي، وانتقى عليه الحافظ عبد الغني المصري. محمد بن أحمد بن يعقوب، أبو العباس المصيصي. روى عنه: علي بن عبد الحميد الغضائري، وأبو عروبة، وأحمد بن بكرون الدسكري، والحسن بن علي الجوهري. ضعفه الخطيب. محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن بندار، أبو زرعة الأستراباذي المؤذن العلم، المعروف باليمني. سمع: أبو القاسم البغوي ببغداد، وأبا عروبة بحران، وأبا العباس (26/674)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 675 السراج بنيسابور، وعلي بن الحسين بن معدان بفارس، وابن جوصا بدمشق. وعنه: حمزة السهمي. محمد بن إبراهيم بن عبد الله، أبو همام الطوسي الحافظ. سمع: أبا العباس بن عقدة، وعبد الله بن محمد الحامض، والمحاملي. وعنه: عبد الغني بن سعيد، و أحمد بن الحسن الطيان، وعلي بن السمسار، وغيرهم. محمد بن إبراهيم بن سلمة، أبو الحسن الكهيلي الكوفي. سمع: محمد بن عبد الله الحضرمي مطيناً، وغيره. وعنه: الحسين بن أحمد الرازي.) محمد بن إسحاق بن زاذ الأهوازي. عن: أحمد بن الحسن المصري، وإبراهيم بن محمد الناقد. وعنه: أبو علي الأهوازي، والحسين بن أحمد بن سهل. قال الخطيب: غير ثقة. محمد بن الحسن بن سليمان، أبو النصر الهروي السمسار. سمع: الحسين بن إدريس، وعبد الله بن عروة الفقيه. وعنه: أبو يعقوب الفرات. محمد بن أبي كريمة، أبو علي الصيداوي. سمع: ابن جوصا، وأبا الدحداح، و أحمد بن محمد بن عاصم، وجماعة. وعنه: الخصيب بن عبد الله القاضي، وأبو سعد الماليني، وصالح بن (26/675)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 676 الميانجي، وأحمد بن الحسن الطيان وآخرون. محمد بن الحسن بن علي، أبو طاهر الأنطاكي المقريء المحقق. قال أبو عمرو الداني: هو من أجل أصحاب إبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي وأضبطهم، روى عنه القراءة جماعة من نظرائه كابن غلبون، وقيل إنه توفي قبل سنة ثمانين وثلاثمائة بيسير، منصرفه من مصر. وقال غيره: قرأ على ابن عبد الرزاق، وعتيق بن عبد الرحمن الأذني. وروى عنه: علي بن داود الداراني، وعلي بن محمد الجبان، وفارس بن أحمد الضرير، وعبد المنعم بن غلبون، وتصدر للإقراء مدة. محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم أبو الحسن الأبري السجستاني، وآبر: من قرى سجستان. محدث مشهور. سمع: أبا العباس السراج، وابن خزيمة، وأبا عروبة الحراني، وأبا نعيم بن عدي، ومحمد بن يوسف الهروي، ومكحولاً البيروتي، ومحمد بن الربيع الجيزي، وجماعة. وعنه: علي بن بشرى الليثي، ويحيى بن عمار السجستانيان. وصنف كتاباً كبيراً في مناقب الشافعي. توفي تقريباً من سنة سعين وثلاثمائة.) محمد بن الخضر بن زكريا بن أبي خرام، أبو بكر البغدادي المقريء. ثقة، حدث عن أبي القاسم البغوي. (26/676)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 677 وعنه: أبو العلاء الواسطي، والتنوخي. محمد بن الطيب بن محمد، أبو الفرج البغدادي الحافظ البلوطي. سمع: أبا بكر بن داود، وأبا ذر بن الباغندي، ومحمد بن سليمان النعال، وحدث بالأهواز وغيرها. روى عنه: ابن أبي الفوارس، وأبو نعيم، وأبو بكر بن أبي الذكواني. محمد بن عبد الله..... السياري الهروي. سمع: أحمد بن نجدة بن العريان. وعنه: أبو يعقوب القراب. محمد بن عبد ربه الجيلي العدوي الطبيب. دبر مارستان مصر في دولة الإخشيدية، وأخذ المنطق عن أبي سليمان محمد بن طاهر بن بهرام السجستاني. وعبر الأندلس سنة ستين وثلاثمائة، وخدم المستنصر بالله وابنه المؤيد بالله. وكان قليل النظير في الطب، وله مصنفات. محمد بن علي بن يحيى، أبو بكر البغدادي، العريف، البزاز. سمع: أبا القاسم البغوي، وابن أبي داود. وعنه: العتيقي، ومحمد بن علي الصباري. وهو ثقة. محمد بن غريب بن عبد الله، أبو بكر البغدادي البزاز، غلام ابن مجاهد. (26/677)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 678 سمع: أحمد بن محمد بن الجعد الوشاء، وجعفر بن محمد الفريابي، وعلي بن حماد الخشاب راوي موطأ سويد، عن ابن الجعد الوشاء، عن سويد. وقع لنا من طريقه. محمد بن محمد بن عبيد بن أحمد بن مخلد، أبو بكر العسكري بن الدقاق، أخو الحسن، وهو الأصغر.) سمع: أباه، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي، ومحمد بن محمد الباغندي، وأبا بكر بن أبي داود، وأبا أحمد بن هارون، ويوسف الشطوي، وأبا العباس بن مسروق. روى عنه: بشرى الفاتني جزءاً سمعناه. وأبوه يروي عن زكريا بن يحيى بن أسد، وجماعة. محمد بن محمد بن عبد الوهاب، أبو زعرة. عن: أبي عصمة العكبري القاضي. روى: عن البغوي وجماعة. روى عنه عبد العزيز الأزجي. محمد بن محمد بن معاذ أبو بكر المقريء، بغدادي موثق. يروي عن: البغوي. وعنه: أبو العلاء الواسطي، وعبد العزيز الأزجي. محمد بن يوسف بن يعقوب، أبو بكر الرقي، ويقال أبو عبد الله. (26/678)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 679 محدث واسع الرحلة. سمع: ابن الأعرابي بمكة، وعبد الله بن عمر بن شوذب بواسط، وإسماعيل بن الصفار ببغداد، وخيثمة بن سليمان بالشام، وعبد الله بن فارس بأصبهان. وعنه: أبو الحسين بن جميع، وهو أكبر منه وإن كان قد عمر بعده دهراً، وأحمد بن الحسن الطيان، وأبو العلاء الواسطي، وعبد العزيز بن علي الأزجي، وأبو الحسن بن عبد الرحمن بن أبي نصر، وغيرهم. رماه الخطيب بالكذب، وذكر له حديثاً تفرد به الطبراني، بسنده إذا كان يوم القيامة جاء أصحاب الحديث بأيديهم المحابر. ثم قال الخطيب: الحمل في وضعه عن الرقي. محمد بن يوسف بن عمار، أبو الحسين الحريكي البغدادي المقريء إمام جامع البصرة. أدركه سنة إحدى وسبعين عيسى بن سعيد بن سعدان الكوفي القرطبي، وقرأ عليه أبو الحسن طاهر بن غلبون برواية حمزة بالبصرة، عن قراءته على أبي الحسين بن بويان. وقد روى عن البغوي، وابن صاعد، وابن أبي داود، وابن جوصا، وجماعة. روى عنه: محمد بن الحسين بن جرير الدشتي الأصبهاني، لقيه (26/679)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 680 بالأهواز، وأما أبو عمرو الداني فذكر أنه بصري، وأنه أخذ القرآن عرضاً عن ابن مجاهد، وابن شنبوذ، وابن بويان،) وغيرهم. وسمع من البغوي. قرأ عليه غير واحد من شيوخنا. توفي بعد السبعين. لؤلؤ القيصري مولى المقتدر بالله. سمع بدمشق وغيرها: هشام بن أحمد، والحسن بن حبيب، وقاسم بن أحمد الملطي، وأحمد بن إبراهيم بن غالب البلدي، وجماعة. وعنه: أبو بكر البرقاني، ومحمد بن عمر بن بكير، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي. كنيته أبو محمد. منصور بن عبدوس، أبو رافع. سمع: محمد بن محمد الباغندي، وعبد الله بن زيدان البجلي. وعنه: صاعد بن محمد بن القاضي الهروي. يحيى بن مسعر بن محمد بن يحيى، أبو زكريا التنوخي المقريء. سمع أباه، وأبا عروبة الحراني، وعبد الرحمن بن عمرو الرحبي، وأبا عبيد بن حربويه القاضي، ومحمد بن يوسف الهروي، وعبد الصمد بن سعيد الحمصي، وطائفة سواهم. وعنه: أبو بكر محمد بن علي بن حميد، وجعفر، وأحمد، ومحمد بنو عبد الله بن حياه، وأبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعريون. وفي مشيخة ابن أبي الصقر الأنباري: أبو العلاء: أنا يحيى بن مسعر، ثنا أبو عروبة، فذكر حديثاً. محمد بن أحمد بن محمد بن مهدي، أبو عبد الله الإسكافي الشاهد. بغدادي فاضل. (26/680)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 681 سمع: أبو القاسم البغوي، وابن أبي داود، وابن صاعد، وابن فيروز، ومحمد بن هارون الحضرمي، وابن مجاهد، ونفطويه، وابن دريد، وأحمد بن علي الجوزجاني، وابن الأنباري، وابن مخلد العطار، وطائفة. روى عنه: أبو نعيم، وأبو سعيد النقاش الأصبهانيان، لقياه ببغداد، وله تاريخ كبير على السنين والحوادث، وما كأنه بقي إلى هذا الوقت. وقد ذكره ابن النجار وقال: قرأت في كتاب أبي طاهر أحمد بن الحسن الكرخي بخطه: مات) أبو العباس محمد بن أحمد بن مهدي الشاهد في رجب سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة. قلت: هذا رجل آخر، لو بقي الإسكافي إلى هذا الحين لازدحموا عليه. موسى بن محمد بن جعفر بن عرفة السمسار، أبو القاسم البغدادي. عن: محمد بن حرب، وأبي يعلى الموصلي، وعبد الله المدائني، وغيرهم. وعنه: القاضي الطبري، وأبو حازم الفراء، والعتيقي. قال ابن الفراء: تكلموا فيه. محمد بن عمر بن شبويه، أبو علي الشبوي المروزي. سمع صحيح البخاري سنة ست عشرة وثلاثمائة من الفربري، وكان ثقة مقبولاً. سمع منه الكتاب أهل مرو سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، ورواه عنه سعيد بن أبي سعيد العيار. (26/681)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 682 قال أبو بكر السمعاني: لما توفي الشبوي سمع الناس الصحيح من أبو القاسم الكشميهني، وكان من كبار الصوفية. ذكره السلمي فقال: كان من أصحاب أبي العباس السياري، له لسان ذرب في علوم القوم، وكان الأستاذ أبو علي الدقاق يميل إليه، وهو الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: قلت يا رسول الله شيبتني: هود والواقعة قال: ما الذي شيبك منهما قال: فاستقم كما أمرت. أحمد بن الحسن بن محمد بن سعيد، أبو العباس البغدادي المخرمي الوزان الصيدلاني، المعروف بابن بطانة. سكن البصرة وحدث عن: البغوي، وابن صاعد، وأبي حامد الحضرمي، وأحمد بن إسحاق البهلول، وجماعة. وعنه: أبو نعيم الحافظ، وأخوه عبد الرزاق، وأبو سعد الماليني، وحمزة السهمي، وغيرهم. وكان ينسخ للناس، ويقرأ الحديث على أبي إسحاق الهجيمي ونحوه. عبد السلام بن حسين، أبو طالب المأموني. (26/682)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 683 من فحول الشعراء، له مدائح في الصاحب بن عباد وغيره. فمن شعره: (يا ربع لو كنت دمعاً فيك منسكبا .......... قضيت نحبي ولم أقض الذي وجبا)

(وعصبة بات فيها الغيظ متقداً .......... إذ شدت لي فوق أعناق العدا رتبا) ) (لكنت يوسف والأسباط هم وأبو ال .......... أسباط أن ودعواهم دماً كذبا) أبو محمد بن مطران الشاشي، شاعر مفلق، وهو القائل: (عوان أعارتها المها حسن مشيها .......... كما قد أعارتها العيون الجاذر)

(فمن حسن ذاك المشي جاءت وقبلت .......... مواطيء من أقدامهن الضفائر) ومن شعره: (مهفهفة لها نصف قضيب .......... كخوط البان في نصف رداح)

(حكت لوناً وليناً واعتدالاً .......... ولحظاً قاتلاً سمر الرماح) علي بن محمد بن مهدي، أبو الحسن الطبري المتكلم الأصولي. رحل في طلب العلم، وصحب أبا الحسن الأشعري بالبصرة مدة، وتخرج به، وصنف التصانيف، وتبحر في علم الكلام، وهو مؤلف كتاب مشكل الأحاديث الواردة في الصفات. روى عنه: أبو سعد الماليني، وغيره. وهو يروي عن أصحاب محمد بن إسحاق الصنعاني، والعطاردي. عثمان بن عمر بن عبد الرحمن الفقيه، أبو عمر البغدادي الشافعي، ويعرف بابن أخي النجار. (26/683)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 684 سكن دمشق، وسمع من، ابن جوصا، ومحمد بن يوسف الهروي، وأبي الطيب بن عبادل، وجماعة. وعنه: عبد الرحمن بن عمر بن أبي نصر، وتمام الرازي، والحافظ عبد الغني، وأبو سعد الماليني، وغيرهم. عمر بن محمد بن أحمد بن مقبل، أبو القاسم بن الثلاج. شيخ بغدادي هالك، كان كثير الأسفار. حدث في الغربة عن المحاملي. وروى عنه: أبو سعد الماليني. قال أبو سعيد الإدريسي: قدم علينا، وكان متهماً بالكذب. علي بن محمد بن حبش، أبو الحسن الأنباري الكاتب، من بيت حشمة وتقدم. روى عن جعفر الفريابي. وعنه: أبو القاسم التنوخي، وأبو العلاء الواسطي. عاش نحواً من تسعين سنة.) محمد بن هاشم الخالدي الموصلي الشاعر المشهور بن وعلة بن عرام بن عثمان بن بلال الشاعر. وكان من شعراء هذا العصر. (26/684)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 685 وقد اشتريت مرة المجلد الرابع من شعر الخالديين، ونسبتهما هذه إلى قرية الخالدية، وهي من أعمال الموصل. وكان محمد الأكبر. وكان قد قدم دمشق في صحبة الملك سيف الدولة بن حمدان، وكان من خواص شعرائه، وهما شاعران محسنان مجودان متوافقان في النظم، قد اشتركا في نظم كثير من الشعر، وكان السري بن الرفاء يبغضهما ويبغضانه، وينال منهما سباً وهجاء. فلمحمد، وزعم الرفاء أنه لكشاجم: (محاسن الدير تسبيحي ومسباحي .......... وخمره في الدجى صبحي ومصباحي)

(أقمت فيه إلى أن صار هيكله .......... بيتي ومفتاحه للحسن مفتاحي) ولمحمد: (والبدر منتقب بغيم أبيض .......... هو فيه بين تخفر وتبرج)

(كتنفس الحسناء في المرآة إذ .......... كملت محاسنها ولم تتزوج) ولسعيد: (أما ترى الغيم يا من قلبه قاسي .......... كأنه أتى مقياساً بمقياس)

(قطر كدمعي وبرق مثل نار جوى .......... في القلب مني وريح مثل أنفاسي) ولأبي إسحاق الصابي في الخالديين: (أرى الشاعرين الخالديين سيرا .......... قصائد يفنى الدهر وهي تخلد) (26/685)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 686 (جواهر أبكار لفظ وغربة .......... يقصر عنها راجز ومقصد)

(تنازع قوم فيهما وتناقضوا .......... ودام جدال بينهم يتردد)

(فطائفة قالت: سعيد مقدم .......... وطائفة قالت لهم: بل محمد)

(وصاروا إلى حكمي فأصلحت بينهم .......... وما قلت إلا بالتي هي أرشد)

(هما لاجتماع الفضل روح مؤلف .......... ومعناهما من حيث ما شئت مفرد)

(كذا فرقد الظلماء لما تشاكلا .......... على أشكال هل ذاك وأو ذاك أنجد) يوسف بن محمد بن أحمد، أبو القاسم الواسطي المقريء الضرير، تلميذ يوسف بن يعقوب،) إمام جامع واسط. قرأ عليه محمد بن الحسين الكارزيني، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي. بقي إلى بعد السبعين. أحمد بن علي بن الفرج، أبو بكر الحلبي الحبال الصوفي. حدث عن: أبو القاسم البغوي، وعلي بن عبد الحميد الغضائري. روى عنه: تمام الرازي، وأبو سعد الماليني، ومكي بن الغمر، وأبو نصر الجبان، وآخرون. أحمد بن محمد بن أحمد بن الربيع أبي معيوف، أبو الحسن الهمذاني بن الغوطي العين ثرمائي. حدث عن: محمد بن أحمد بن عبيد بن فياض، والسلم بن معاذ، وجماعة. وعنه: تمام الرازي، وأبو نصر بن الحبان، ومكي بن الغمر. أحمد بن يعقوب بن عبد الجبار، أبو بكر الأموي الجرجاني. (26/686)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 687 حدث عن: الفضل بن صالح، وعبدان الجواليقي، وجماعة. وعنه: أبو عمرو الفراتي، وأبو سعد الماليني، وأبو حازم العبدوي، وأبو بكر أحمد بن علي بن عبد الرحمن الشيرازي، وآخرون. قال البيهقي: له أحاديث موضوعة لا أستحل رواية شيء منها. قلت: له رحلة إلى الشام ومصر والعراق، دخل بغداد سنة ثلاث وثلائمائة، وجده هو: عبد الجبار بن يعاطر بن مصعب بن سعيد بن الأمير مسلمة بن عبد الملك بن مروان. وقد حكى عنه محمد بن القاسم الفارسي، قال: دخلت بغداد، وبها شيخ يقال له أبو العبرطن يحدث بالأعاجيب فإذا الدار مملوءة بأولاد الملوك والأغنياء يكتبون عنه، وعلى رأسه خف مقلوب، وعليه فروة مقلوبة، فقال: أنا الأول عن الثاني عن الثالث أن الزنج سود سود، وأنا حرياق عن تباق قال: مطر الربيع ماء كله. وأنا دريد عن رشيد قال: الأعمى يمشي فتعجبت وقصدته خلوة، فرحب بي، فرأيت منه جميل الأدب، فقلت: تحيرت في أمر الشيخ، فقال: إن السلطان أرادني على عمل لم أكن أطيقه، فأبيت، فحبسني، ولم أجد وجهاً لخلاصي، فتحامقت فها أنا في أرغد عيش. الحسن بن أحمد، أبو الغادي البغدادي الزاهد. من مشايخ الصوفية. كثير الأسفار. نزل مرو.) يحكي عن إبراهيم بن شيبان، وغيره. روى: عنه الحاكم، وأبو سعد الماليني، وأبو علي بن حمكان الفقيه. الحسن بن أحمد البغدادي السقطي. عن البغوي وغيره. وعنه: عبد العزيز الأزجي، ووثقه. (26/687)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السادس والعشرون الصفحة 688 الحسن بن أحمد بن جعفر، أبو القاسم البغدادي الصوفي. روى عن: أبي بكر بن زياد النيسابوري، وإسماعيل الوراق، وجماعة. وعنه: عبيد الله بن أحمد الأزهري الصيرفي، ومحمد بن عمر بن بكير. توفي في حدود الثمانين وثلاثمائة، والله أعلم. (26/688)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 5 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)

5 (الطبقة التاسعة والثلاثون حوادث)

1 (الأحداث من سنة إلى)

1 (حوادث سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.) فيها قبضوا على الطائع لله في داره، في تاسع عشر شعبان. وسببه أن أبا الحسن بن المعلم كان من خواص بهاء الدولة، فحبس، فجاء بهاء الدولة وقد جلس الطائع لله في الرواق متقلداً سيفاً، فلما قرب بهاء الدولة قبل الأرض وجلس على كرسي، وتقدم أصحاب بهاء الدولة فجذبوا الطائع بحمائل سيفه من سريره، وتكاثر عليه الديلم، فلفوه في كساء وحمل في زبزب، وأصعد إلى دار المملكة، وشاش البلد، قدر أكثر الجند أن القبض على بهاء الدولة. فوقعوا في النهب وشلح من حضر من الأشراف والعدول، وقبض على الرئيس علي بن عبد العزيز بن حاجب النعمان في جماعة، وصودروا، واحتيط على الخزائن والخدم، ورجع بهاء الدولة إلى داره. وظهر أمر القادر بالله، وأنه الخليفة، ونودي له في الأسواق. وكتب (27/5)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 6 على الطائع كتاباً بخلع نفسه، وأنه سلم الأمر إلى القادر بالله، وشهد عليه الأكابر والأشراف. ونفذ إلى القادر المكتوب، وحثه على القدوم. وشغب الديلم والترك يطالبون برسم البيعة، وبرزوا إلى ظاهر بغداد، وترددت الرسل منهم بهاء الدولة، ومنعوا من الخطبة للقادر، ثم أرضوهم، فسكنوا، وأقيمت الخطبة للقادر في) الخطبة الآتية، وهي ثالث رمضان، وحول من دار الخلافة جميع ما فيها، حتى الخشب الساج والرخام، ثم أبيحت للخاصة والعامة، فقلعت أبوابها وشبابيكها. وجهز مهذب الدولة علي بن نصر القادر بالله من البطائح وحمل إليه من الالآت والفرش ما أمكنه، وأعطاه طياراً كان عمله لنفسه، وشيعه فلما وصل إلى واسط اجتمع الجند وطالبوه بالبيعة، وجرت لهم خطوب، انتهت إلى أن وعدهم بإجرائهم مجرى البغداديين، فرضوا، وسار. وكان مقامه بالبطيحة منذ يوم حصل فيها إلى أن خرج عنها سنتين وأحد عشر شهراً، وقيل سنتين وأربعة أشهر، عند أميرها مهذب الدولة. قال هلال بن المحسن: وجدت الكتاب الذي كتبه القادر بالله: من عبد الله أحمد الإمام القادر بالله أمير المؤمنين، إلى بهاء الدولة وضياء الملة أبي نصر ابن عضد الدولة، مولى أمير المؤمنين، نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، ونسأله أن يصلي على محمد عبده ورسوله، أما بعد، أطال الله بقاءك، وأدام عزك وتأييدك، وأحسن إمتاع أمير المؤمنين بك، فإن كتابي الوارد في صحبة الحسن بن محمد، رعاه الله، عرض على أمير المؤمنين تالياً لما تقدمه، وشافعاً ما سبقه، ومتضمناً مثل ما حواه الكتاب قبله، من إجماع المسليمن، قبلك بمشهد منك، على خلع العاصي المتلقب بالطائع عن الإمامة، ونزعه عن الخلافة، لبوائقه المستمرة، وسوء نيته المدخولة، وإشهاده على نفسه بعجزه، ونكوله وإبرائه الكافة من بيعته، وانشراح صدور الناس لبيعة أمير المؤمنين، ووقف أمير المؤمنين على ذلك (27/6)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 7 كله، ووجدك، أدام الله تأييدك، قد انفردت بهذه المأثرة واستحققت بها من الله جليل الأثرة، ومن أمير المؤمنين سني المنزلة، وعلي المرتبة. وفيه: فقد أصبحت سيف أمير المؤمنين المبير لأعدائه، والحاظي دون غيرك بجميل رأيه، والمستبد بحماية حوزته ورعاية رعيته، والسفارة بينه وبين ودائع الله عنده في بريته، وقد برزت راية أمير المؤمنين عن الصليق موضع متوجهه نحو سريره الذي حرسته، ومستقر عزه الذي شيدته، ودار مملكته التي أنت عمادها. إلى أن قال: فواصل حضرة أمير المؤمنين بالإنهاء والمطالعة، إن شاء الله، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته. وكتب لثلاثة بقين من شعبان. واسم القادر: أحمد بن إسحاق بن المقتدر أبو العباس، وأمه تمنى مولاة عبد الواحد بن المقتدر.) ولد سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، وكان حسن الطريقة، كثير المعروف، فيه دين وخير، فوصل إلى جبل في عاشر رمضان، وجلس من الغد جلوساً عاماً، وهنيء، وأنشد بين يديه الشعراء، فمن ذلك قول الرضي الشريف: (شرف الخلافة يا بني العباس .......... اليوم جدده أبو العباس)

(ذا الطود بقاه الزمان ذخيرة .......... من ذلك الجبل العظيم الراسي) (27/7)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 8 وحمل إلى القادر بعض الآلات المأخوذة من الطائع، واستكتب له أبو الفضل محمد بن أحمد عارض الديلم، وجعل استداره عبد الواحد بن الحسين الشيرازي: وفي شوال عقد مجلس عظيم، وحلف القادر وبهاء الدولة كل منهما لصاحبه بالوفاء، وقلده القادر ما وراء بابه، مما تقام فيه الدعوة. وكان القادر أبيض، حسن الجسم، كث اللحية، طويلها، يخضب. وصفه الخطيب البغدادي بهذا، وقال: كان من الديانة والسيادة وإدامة التهجد، وكثرة الصدقات، على صفة اشتهرت عنه، وقد صنف كتاباً في الأصول، ذكر فيه فضائل الصحابة وإكفار المعتزلة، والقائلين بخلق القرآن. وذكر محمد بن عبد الملك الهمذاني أن القادر كان يلبس زي العوام، ويقصد الأماكن المعروفة بالخير والبركة، كقبر معروف وغيره، وطلب من ابن القزويني الزاهد أن ينفذ له من طعامه الذي يأكله، فأنفذ إليه باذنجان مقلواً بخل وباقلاء ودبس وخبز بيتي، وشده في ميزر، فأكل منه، وفرق الباقي، وبعث إلى ابن القزويني مائتي دينار، فقبلها. ثم بعد أيام طلب منه طعاماً، فأنفذ إليه طبقاً جديداً، وفيها زبادي فيها فراريج وفالوذج، ودجاجة مشوية وفالوذجة، فتعجب الخليفة، وأرسل يكلمه في ذلك، فقال: ما تكلفت، لما وسع علي وسعت على نفسي، فتعجب من عقله ودينه. ولم (27/8)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 9 يزل يواصله بالعطاء. وفي ذي الحجة، يوم عيد الغدير جرت فتنة من الرافضة وأهل باب البصرة، واستظهر أهل باب البصرة، وحرقوا أعلام السلطان، فقتل يومئذ جماعة اتهموا بفعل ذلك، وصلبوا، فقامت الهيبة، وارتدع المفسد. وفيها حج بالناس من العراق أبو الحسين محمد بن الحسين بن يحيى، وكان أمير مكة الحسن بن جعفر أبو الفتوح العلوي، فاتفق أن أبا القاسم بن المغربي حصل عند حسان بن المفرج بن الجراح (27/9)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 10 الطائي، فحمله على مباينة صاحب مصر، وقال: لا مغمز في نسب أبي الفتوح،) والصواب أن ينصبه إماماً، فوافقه، فمضى ابن المغربي إلى مكة، فأطمع صاحب مكة في الخلافة، وسهل عليه الأمر، فأصغى إلى قوله، وبايعه شيوخ الحسنيين، وحسن أبو القاسم بن المغربي أخذ ما على الكعبة من فضة وضربه دراهم. واتفق موت رجل بجدة معه أموال عظيمة وودائع، فأوصى منها بمائة ألف دينار لأبي الفتوح صاحب مكة ليصون بها تركته والودائع، فاستولى على ذلك كله، فخطب لنفسه، وتسمى بالراشد بالله، وسار لا حقاً بآل الجراح الطائي، فلما قرب من الرملة، تلقته العرب، وقبلوا الأرض، وسلموا عليه بالخلافة، وكان متقلداً سيفاً زعم أنه ذو الفقار وفي يده قضيب، وذكر أنه قضيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحوله جماعة من بني عمه، وبين يديه ألف عبد أسود، فنزل الرملة، ونادى بإقامة العدل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فانزعج صاحب مصر، وكتب إلى حسان الطائي ملطفاً، وبذل له أموالاً جزيلة. وكتب إلى ابن عم أبي الفتوح، فولاه الحرمين، وأنفذ له ولشيوخ بني حسن أموالاً، فقيل إنه بعث إلى حسان بخمسين ألف دينار مع والده حسان، وأهدى له جارية جهزها بمال عظيم، فأذعن بالطاعة، وعرف أبو الفتوح الحال، فضعف وركب إلى حسان المفرج الطائي مستجيراً به فأجاره، وكتب فيه إلى العزيز، فرده إلى مكة. وفيها استولى بزال على دمشق وهزم متوليها منيراً وفرق جمعه. وفيها أقبل باسيل طاغية الروم في جويشه، فأخذ حمص ونهبها، وسار (27/10)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 11 إلى شيزر ونهبها، ثم نازل طرابلس مدة، ثم رجع إلى بلاده. (27/11)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 12 1 (حوادث سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.) فمن الحوادث فيها أن أبا الحسن علي بن محمد بن المعلم الكوكبي كان قد استولى على أمور السلطان بهاء الدولة كلها، فمنع أهل الكرخ وباب الطاق من النوح يوم عاشوراء، ومن تعليق المسوح، كان كذلك يعمل من نحو ثلاثين سنة، ووقع أيضاً بإسقاط من قبل من الشهود بعد وفاة القاضي أبي محمد بن معروف، وأن لا يقبل في الشهادة إلا من كان ارتضاه ابن معروف، وذلك أنه لما توفي كثر قبول الشهود بالشفاعات، حتى بلغت عدة الشهود ثلاثمائة وثلاثة أنفس، ثم إنه فيما بعد، وقع بقبولهم في السنة. وفيها شغبت الجند، وخرجوا بالخيم إلى باب الشماسة، وراسلوا بهاء الدولة يشتكون من أبي) الحسن بن المعلم، وتعديد ما يعاملهم به، وطالبوه بتسليمه إليهم. وكان ابن المعلم قد استولى على الأمور، فالمقرب من قربه والمبعد من بعده، فثقل على الأمراء أمره، ولم يراعهم هو، فأجابهم السلطان، ووعدهم، فأعادوا الرسالة بأنهم لا يرضون إلا بتسليمه إليهم، فأعاد الجواب بأنه يبعده عن مملكته، فأبوا ذلك، إلى أن قال له الرسول: إنه لأمر شديد، فاختر بقاءه دولتك، فقبض عليه حينئذ وعلى أصحابه، وأخرجوا صلته، فصمم الجند أنهم لا يرجعون إلا بتسليمه، فتدمم من ذلك، وركب إليهم، فلم يقم أحد منهم إليه ولا خدمه، وقد (27/12)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 13 أقاموا على المطالبة به، وترك الرجوع إلا بعد تسليمه إلى أبي حرب خال بهاء الدولة، فسقي السم، فلم يعمل فيه، فخنق بحبل. وفي رجب، سلم الطائع لله المخلوع إلى القادر بالله، فأنزله في حجرة ووكل به من يحفظه، وأحسن صيانته ومراعاة أموره، فكان المخلوع يطالب من زيادة الخدمة بمثل ما كان يطالب به أيام خلافته، وأنه حمل إليه طيب من بعض العطارين، فقال: أمن هذا يتطيب أبو العباس قالوا: نعم. فقال: قولوا له في الفلاني من الدار كندوج فيه طيب مما كنت استعمله فأنفذ لي بعضه، وقدمت إليه بعض الليالي شمعة قد أوقدت، فأنكر ذلك، فحملوا إليه غيرها، وأقام على هذا إلى أن توفي. وفيها ولد أبو الفضل محمد بن القادر بالله، وهو الذي جعل ولي العهد، ولقب الغالب بالله. واشتد في الوقت القحط ببغداد. (27/13)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 14 (27/14)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 15 1 (حوادث سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.) فيها أقبل الخان بغراخان الذي يكتب عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وله ممالك الترك وإلى قرب الصين، ليأخذ بخارى، فحاربه نوح بن منصور الساماني، فانهزم نوح، وأخذ بخارى، واستنجد نوح بنائبه أبي علي بن سمجور صاحب خراسان، فخذله وعصى، فمرض الخان ببخارى، وراح، فمات في الطريق. وكان ديناً. وولي بلاد الترك بعده ايلخان، وبرز نوح إلى مملكته. وفيها شغب الجند لتأخر العطاء، وقصدوا دار الوزير أبي نصر سابور، فنهبوها، وهرب من السطوح، ثم أعطوا العطاء. وفي ذي الحجة تزوج القادر بالله سكينة بنت بهاء الدولة على مائة ألف دينار، فتوفيت قبل) الدخول بها. وفيه بلغ كر القمح ستة آلاف درهم غياثية، والكارة الدقيق مائتين (27/15)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 16 وستين درهماً. وفيها ابتاع الوزير أبو نصر سابور بن أردشير داراً بالكرخ وعمرها وسماها دار العلم، ووقفها على العلماء، ونقل إليها كتباً كثيرة. (27/16)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 17 1 (حوادث سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.) فيها قوي أمر العيارين ببغداد، وشرع القتال بين الكرخ وأهل باب البصرة، وظهر المعروف بعزيز من أهل باب البصرة واستفحل أمره، والتزق به كثير من المؤذين، وطرح النار في المحال، وطلب أهل الشرط. ثم صالح الكرخ، وقصد سوق البزازين، وطالب بضرائب الأمتعة حتى الأموال، وكاشف السلطان وأصحابه، وكان ينزل إلى السفن ويطالب بالضرائب، فأمر السلطان بطلب العيارين، فهربوا عنه. وفي ذي الحجة ورد الخبر برجوع الحاج من الطريق، وكان السبب أنهم لما حصلوا بين زبالة والثعلبية اعترض الحاج الأصيفر الأعرابي ومنعهم الجواز إلا برسمه، وتردد الأمر إلى أن ضاق الوقت، فعادوا، ولم يحج أيضاً لأهل الشام ولا اليمن، إنما حج أهل مصر. (27/17)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 18 وفيها ولي نقابة العباسيين أبو الحسن محمد بن علي بن أبي تمام الزينبي. وفيها تزوج مهذب الدولة علي بن نصر ببنت بهاء الدولة، وعقد للأمير أبي منصور بن بهاء الدولة على بنت مهذب الدولة، وعقد على كل صداق منهما مائة ألف دينار. واتفق ابن سمجور والي خراسان وفائق على حرب ابن نوح، فكتب إلى الملك سبكتكين يستنجده، فأقبل من غزنة، فالتقى الجمعان، فانهزم ابن سمجور وتمزق جيشه، واستعمل ابن نوح على خراسان محمود بن سبكتكين الذي افتتح الهند. (27/18)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 19 1 (حوادث سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.) فيها نفذ بدر بن حسنويه تسعة آلاف دينار، لتدفع إلى الأصيفر عوضاً عما كان يأخذ من الركب العراقي. 1 (حوادث سنة ست وثمانين وثلاثمائة.) في المحرم ادعى أهل البصرة أنهم كشفوا عن قبر عتيق، فوجدوا فيه ميتاً طرياً بشابه وسيفه، وأنه الزبير بن العوام، فأخرجوه وكفنوه ودفنوه بالمربد، وبنوا عليه، وعمل له مسجد، ونقلت) إليه القناديل والبسط والقوام والحفظة. قام بذلك الأمير أبو المسك. فالله أعلم من ذاك الميت. (27/19)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 20 (27/20)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 21 1 (حوادث سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.) فيها توفي فخر الدولة علي ابن ركن الدولة ابن بويه بالري، ورتبوا ولده رستم في السلطنة وهو ابن أربع سنين، وكان فخر الدولة قد أقطعه أبوه بلداناً، فلما توفي أخوه بويه كتب إليه الصاحب إسماعيل بن عباد يحثه على الإسراع، فقدم وتملك مكان أخيه، واستوزر ابن عباد، وكان شهماً شجاعاً، جماعاً للأموال، لقبه الطائع فلك الأمة. وكانت سلطنته أربع عشرة سنة، وعاش ستاً وأربعين سنة. ولما اشتد به مرضه أصعد إلى قلعة، فبقي بها أياماً يمرض، فمات، وكانت الخزائن مقفلة مختومة، وقد جعل مفاتيحها في كيس من حديد وسمر، وحصلت عند ولده رستم، فلم يوجد ليلة وفاته شيء يكفن فيه، وتعذر النزول إلى البلد لشدة شغب الجند، فاشتروا من قيم الجامع ثوباً، فلف فيه، وشد بالحبال، وجر على درج القلعة حتى تقطع، وكان يقول: قد جمعت لولدي ما يكفيهم ويكفي عسكرهم خمس عشرة سنة. وكان ترك ألفي ألف دينار وثمانمائة ألف وخمسة وسبعين ألف دينار، ومن الجواهر واليواقيت واللؤلؤ أربعة عشر ألف، وخمسمائة قطعة، قيمتها ثلاثة آلاف ألف، ومن الأواني الذهب ما وزنه ألف دينار، ومن أواني الفضة ثلاثة آلاف درهم، ومن الثياب ثلاثة آلاف حمل، وخزانة السلاح ألفاً حمل، (27/21)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 22 وخزانة الفرش ألف وخمسمائة حمل، إلى غير ذلك. (27/22)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 23 1 (حوادث سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.) فيها قبض القادر بالله على كاتبه أبي الحسن علي بن عبد العزيز، وقلد أبا العلاء سعيد بن الحسن بن تريك، ثم بعد شهرين ونصف عزله، وأعاد أبا الحسن. وفي ذي الحجة جاء برد مفرط ببغداد، وتجلد الماء وبول الدواب والخيل. وفيها جلس القادر بالله للرسولين اللذين من جهة أبي طالب رستم بن فخر الدولة وأبي النجم بدر بن حسنويه، فعهد لرستم على الري وأعمالها، وأرسل اللواء والخلع، وعهد لبدر على الجبل، ولقبه أبا طالب مجد الدولة. 5 (أعجوبة.) وهي: هلاك تسعة ملوك على نسق في سنتي سبع وثمانين وثمان وثمانين وثلاثمائة. وفيهم يقول أبو منصور عبد الملك بن محمد الثعالبي:) (ألم تر مذ عامين أملاك عصرنا .......... يصيح بهم للموت والقتل صائح.) (27/23)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 24 (فنوح بن منصور طوته يد الردى .......... على حسرات ضمنتها الجوانح.)

(ويا بؤس منصور وفي يوم سرخس .......... تمزق عنه ملكه وهو طائح.)

(وفرق عنه الشمل بالشمل واغتدى .......... أميراً ضريراً تعتريه الجوائح.)

(وصاحب جرجانية في ندامة .......... ترصده طرف من الحين طامح.)

(خوارزم شاه شاه وجه نعيمه .......... وعن له يوم من النحس طالح.)

(وكان علا في الأرض يخبطها أبو .......... علي إلى أن طوحته الطوائح.)

(وصاحب بست ذلك الضيغم الذي .......... براثنه للمسرفين مفاتح.)

(أناخ به من صدمة الدهر كلكل .......... فلم تغن عنه والمقدر سانح.)

(جيوش إذا أربت على عدد الحصى .......... تغص بها قيعانها والضحاضح.)

(وصاحب مصر قد مضى لسبيله .......... ووال الجبال غيبته الضرائح.)

(ودارت على صمصام دولة بويه .......... دوائر سوء نبلهن فوادح.)

(وقد جاز والي الجوزجان فناظر .......... الحياة فوافته المنايا الطوائح.)

(وفائق المجبوب قد جب عمره .......... فأمسى ولم يندبه في الأرض نائح.)

(مضوا في مدى عامين واختطفتهم .......... عقاب إذا طارت تخر الجوارح.)

(أمالك فيهم عبرة مستفادة .......... بلى، إن نهج الاعتبار لواضح.) (27/24)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 25 1 (حوادث سنة تسع وثمانين وثلاثمائة.) كانت قد جرت عادة الشيعة في الكرخ وباب الطاق، بنصب القباب، وإظهار الزينة يوم الغدير، والوقيد في ليلته، فأرادت السنية أن تعمل في مقابلة هذا أشياء، فادعت أن اليوم الثامن من يوم الغدير كان اليوم الذي حصل فيه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في الغار، فعملت فيه ما تعمل الشيعة في يوم الغدير، وجعلت بإزاء عاشوراء يوماً بعده بثمانية أيام، إلى مقتل مصعب بن الزبير، وزارت قبره بمسكن، كما يزار قبر الحسين، فكان ابتداء ما عمل في الغار يوم الجمعة لأربع بقين من ذي الحجة، وأقامت السنية هذا الشعار القبيح زماناً طويلاً، فلا قوة إلا بالله. وفيها عزل مالك ما وراء النهر من المملكة، وهو منصور بن نوح، وحبس بسرخس.) وبويع أخوه عبد الملك، فبقي في الملك تسعة أشهر، وحاربه الملك الخان، وأسره، واستولى على بخارى في ذي القعدة، من هذا العام. ومات عبد الملك بأفكند في السجن بعد قليل. (27/25)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 26 1 (حوادث سنة تسعين وثلاثمائة.) فيها ظهر بسجستان معدن للذهب، فكانوا يصفون من التراب الذهب الأحمر. وفيها قلد القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون الضبي مدينة المنصور، مضافاً إلى قضاء الكوفة وغيرها، وولي القاضي أبو محمد عبيد الله بن محمد الأكفاني الرصافة وأعمالها. وفيها ولي نيابة دمشق فحل بن تميم من جهة الحاكم، فمرض ومات بعد أشهر، وولي بعده علي بن جعفر بن فلاح. آخر الحوادث. (27/26)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 27 5 (الطبقة التاسعة والثلاثون وفيات)

1 (وفيات سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.)

4 (أحمد بن إبراهيم بن تمام، أبو بكر البعلبكي المقرئ الفقيه، قاضي بعلبك.) سمع خثيمة الأطرابلسي، وأبا الميمون بن راشد، وجماعة. وعنه: محمد بن يونس الإسكاف، وأحمد بن الحسن الطيان. 4 (أحمد بن الحسين بن أحمد بن محمد بن حمزة، أبو نصر النيسابوري المؤذن الوراق،) المعروف بابن حسكويه. كان كثير الحديث. سمع السراج، وابن خزيمة، والماسرجسي، ومحمد بن إبراهيم العبدوي. روى عنه: الحاكم، وأبو سعد الكنجروذي، وغيرهما. توفي في شعبان. 4 (أحمد بن الحسين بن مهران، أبو بكر الأصبهاني ثم النيسابوري (27/27)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 28 المقرئ العابد، مصنف) كتاب الغايات في القراءات، قرأ لهشام بدمشق ولابن ذكوان على أبي الحسن محمد بن النضر الأخرم، وببغداد على زيد بن أبي بلال الكوفي، وابن مقسم، وأبي بكر النقاش، وأبي الحسن بن ثوبان، وأبي عيسى بكار بن أحمد، وهبة الله بن جعفر، وبخراسان على غير واحد، وسمع من أبي العباس السراج، وابن خزيمة، وأحمد بن حسين الماسرجسي، ومكي بن عبدان. روى عنه الحاكم، وأبو حفص بن مسرور، وأبو سعد الكنجروذي وعبد الرحمن بن الحسن بن) عليك، والمقرئ أبو سعد أحمد بن إبراهيم. قال الحاكم: كان إمام عصره في القراءات، وكان أعبد من رأينا من القراء، وكان مجاب الدعوة، انتقيت عليه خمسة أجزاء، وتوفي في شوال، وله ست وثمانون سنة. وتوفي في هذا اليوم أبو الحسن العامري صاحب الفلسفة، فحدثني عمر بن أحمد الزاهد: سمعت الثقة من أصحابنا يذكر أنه رأى بكر بن مهران في المنام في الليلة التي دفن فيها، فقلت: أيها الأستاذ، ما فعل الله بك قال: إن الله عز وجل أقام أبا الحسن العامري بحذائي وقال: هذا فداؤك من النار. وقال الحاكم: قرأنا على ابن مهران ببخارى كتاب الشامل في القراءات. وقرأت أنا كتاب الغاية له على أبي الفضل بن عساكر، بإجازته من المؤيد الطوسي، وزينب الشعرية قالا: أنبأ زاهر الشحامي، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ، أنا المصنف رحمه الله، وقد قرأ عليه جماعة، منهم أبو الوفا مهدي بن طوارة شيخ الهذلي. (27/28)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 29 4 (أحمد بن محمد بن الحارث الفقيه، أبو الحسين الفقيه المديني الضرير.) حدث في هذا العام عن أبي القاسم البغوي، وابن أبي داود. وعنه: أحمد بن علي النزوي، وأبو نصر الكسائي. 4 (أحمد بن محمد بن الفضل بن الجراح، أبو بكر الخراز البغدادي.) سمع أبا حامد الحضرمي، وأبا بكر بن دريد، ولزم ابن الأنباري، فأخبر عنه وروى تصانيفه. وكان ثقة ديناً: ظاهر المروءة، ومن الفرسان المذكورين. روى عنه: أبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري. 4 (إبراهيم بن محمد بن محفوظ بن معقل، أبو إسحاق النيسابوري، شيخ محتشم. كان أحد) المجتهدين. في العبادة. سمع: أبا بكر بن خزيمة، وأبا العباس بن السراج، وأحمد بن محمد الماسرجسي. توفي في ربيع الأول. وعنه الحاكم قال: رأيت أصوله صحيحة، أكثرها بخطه. 4 (بزال الأمير.) ولي حرب منير الذي كان على نيابة دمشق، فهزمه بزال واستولى على دمشق في هذه السنة، وقد ولي طرابلس أيضاً.) 4 (بكجور التركي، الأمير أبو الفوارس، مولى سيف الدولة بن حمدان.) (27/29)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 30 ولي إمرة حمص، ثم ولي دمشق للعزيز العبيدي، فجار وظلم وصادر، وخرج عن طاعة العزيز فجهز إليه منير الخادم من مصر، في سنة ثمان وسبعين، فبعث بكجور عسكراً، فالتقوا، فانتصر منير، ثم تصالحا، وذهب بكجور إلى الرقة، فأقام بها دعوة العزيز، ثم قتل بنواحي حلب، في سنة إحدى هذه. 4 (بشر بن الحسين الشيرازي قاضي القضاة، أبو سعيد. قدمه عضد الدولة للقضاء، فولاه) الطائع قضاء القضاة، سنة تسع وستين. وكان فقيهاً ظاهرياً متديناً معظماً للآثار، وما أراه قدم بغداد، بل استناب عليها أربعة قضاة، ثم إنه عزل في سنة ست وسبعين. مات بشيراز عن سبعين سنة في هذا العام. أرخه ابن الخازن. وقال أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الفقهاء في أصحاب داود: ومنهم قاضي القضاة أبو سعد بشر بن الحسين، كان إماماً، أخذ العلم عن علي بن محمد صاحب ابن المغلس بفارس. 4 (جوهر، أبو الحسن القائد الرومي المعروف بالكاتب، مولى المعز (27/30)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 31 أبي تميم. قد من المغرب) بتجهيز المعز إلى ديار مصر في الجيوش والأهبة في سنة ثمان وخمسين، فاستولى على إقليم مصر، وابتنى القاهرة، واستمر عالي الأمر نافذ الكلمة. وكان بعد موت كافور صاحب مصر قد انخرم النظام، وأقيم في الملك أحمد بن علي بن الإخشيد وهو صغير، وكان ينوب عنه ابن عم والده والحسن بن عبيد الله بن طغج، والوزير حينئذ جعفر بن الفرات، فقلت الأموال على الجند، فكتب جماعة إلى المعز يطلبون منه عسكراً ليسلموا إليه مصر، فنفذ جوهراً في نحو مائة ألف فارس أو أكثر، فنزل بتروجة بقرب الإسكندرية، فراسله أهل مصر في طلب الأمان وتقرير أملاكهم لهم، فأجابهم جوهر، وكتب لهم العهد، فعلم الإخشيدية بذلك، فتأهبوا للقتال، فجاءتهم الكتب والعهود، فاختلفت كلمتهم. ثم أمروا عليهم ابن الشويزاني، وتوجهوا للقتال نحو الجزيرة، وحفظوا الجسور، فوصل جوهر إلى الجيزة، ووقع بينهم القتال في حادي عشر شعبان، ثم سار جوهر إلى منية الصيادين، وأخذ مخاضة منية شلقان، ووصل إلى جوهر طائفة من العسكر في مراكب، وحفظ أهل مصر البلد، فقال جوهر للأمير جعفر بن فلاح: لهذا اليوم خبأك المعز، فعبر عرياناً في سراويل وهو في مركب، ومعه الرجال خوضاً، فوصلوا إليهم، ووقع القتال، فقتل خلق كثير) من الإخشيدية، وانهزم الباقون، ثم أرسلوا يطلبون الأمان، فأمنهم جوهر، وحضر رسوله ومعه بند أبيض، وطاف بالأمان، ومنع من النهب، فسكن الناس، وفتحت الأسواق، ودخل من الغد جوهر القائد في طبوله وبنوده، وعليه ديباج مذهب، ونزل موضع القاهرة اليوم، واختطها، وحفر أساس القصر لليلته، فأرسل إلى مولاه يبشره بالفتح، وبعث إليه برؤوس القتلى، وقطع خطبة بني العباس، ولبس السواد، وألبس الخطباء البياض، وأن يقال في الخطبة اللهم صل على محمد المصطفى، وعلى علي المرتضى، وعلى فاطمة البتول، وعلى الحسن والحسين سبطي (27/31)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 32 الرسول، وصل على الأئمة آباء أمير المؤمنين المعز بالله. ثم في ربيع الآخر سنة تسع وخمسين أذنوا بمصر ب حي على خير العمل، فاستمر ذلك، وكتب إلى المعز يبشره بذلك، وفرغ من بناء جامع القاهرة في رمضان سنة إحدى وستين، والأغلب أنه الجامع الأزهر. وكان جوهر حسن السيرة في الرعية، ولما مات رثاه جماعة من الشعراء. توفي سنة إحدى وثمانين، وهو على معتقد العبيدية. 4 (الحسن بن محمد بن جعفر بن محمد بن حفص المغازلي الأصبهاني، في المحرم.)

4 (الحسين بن عمر بن عمران بن حبيش، أبو عبد الله البغدادي، وعنه عبيد الله الأزهري،) وأبو القاسم التنوخي. وثقه العتيقي. 4 (الحسين بن موسى بن سعيد، أبو علي الخياط المصري. إمام جامع مصر، وعاش تسعاً) وسبعين سنة. 4 (حمدان بن أحمد بن مشارك الهروي، روى عن: أبي إسحاق بن ياسين.) روى عنه: أبو يعقوب القراب. 4 (حيان القرطبي، أبو بكر الزاهد العابد، من كبار الأولياء، ومن أصحاب أبي بكر بن مجاهد) الصوفي. توفي بقرطبة في ربيع الأول من السنة. 4 (خلف بن إبراهيم بن عصمة الشبلي النيسابوري. سمع أبا العباس السراج وجماعة.) (27/32)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 33 توفي في جمادى الآخرة. 4 (شريف بن سيف الدولة.) ) علي بن عبد الله بن حمدان الأمير، أبو المعالي سعد الدولة، ملك حلب ونواحيها بعد أبيه، وطالت أيامه، ثم عرض له قولنج أشفى منه على التلف، ثم تماثل، فواقع جارية فلما فرغ بطل نصفه، فدخل إليه الطبيب فأمر أن يسجر عنده الند والعنبر، فأفاق قليلاً، فقال له الطبيب: أرني يدك، فناوله يده اليسرى، فقال: هات اليمين. فقال: ما تركت لي اليمين يميناً. وكان قد خلف وغدر. وتوفي في رمضان، وله أربعون سنة وأشهر، وتولى بعده أبو الفضائل سعد، وبموت سعد انقرض ملك سيف الدولة. 4 (سنان بن محمد الضبعي البصري: لا علم متى توفي.) لقيه أبو ذر الهروي بعد الثمانين وثلاثمائة، وقال: قرأت عليه من أصل سماعه: ثنا أبو خليفة، فذكر أحاديث. 4 (عبد الله بن أحمد بن حمويه بن يوسف بن أعين.) أبو محمد السرخسي. سمع سنة ست عشرة وثلاثمائة من الفربري صحيح البخاري، وسمع من عيسى بن عمر بن العباس السمرقندي كتاب الدارمي، وسمع من إبراهيم بن خزيم الشاشي مسند عبد وتفسيره. (27/33)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 34 روى عنه: أبو ذر عبد بن أحمد الهروي، وأبو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم القراب، ومحمد بن عبد الصمد الترابي المروزي، وعلي بن عبد الله ومحمد بن أحمد بن محمد بن محمود الهرويان، وأبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي. وقال أبو ذر: قرأت عليه وهو ثقة وصاحب أصول حسان. قلت: وله جزء مفيد عد فيه أبواب الصحيح، وعد ما في كل كتاب من الأحاديث، فأورد ذلك الشيخ محيي الدين في مقدمة ما شرح من الصحصيح، وأعلى شيء يروى في سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة. وحدث الحموي هذا وقعت لنا المذكورة من طريقه. ولد سنة ثلاث وتسعين ومائتين. وقال القراب: توفي لليلتين بقيتا من ذي الحجة. 4 (عبد الله بن محمد بن بكر بن عبد الرزاق بن داسة، أبو محمد البصري التمار.) توفي في صفر، وروى عن أبيه صاحب أبي داود. روى عن: أبي بكر محمد بن الحسين بن مكرم، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وخلق.) وعنه أبو ذر الهروي. 4 (عبد الرحمن بن عبد الله المالكي الفقيه.) أبو القاسم المصري الجوهري. وتوفي بمصر، وهو صاحب مسند الموطأ سمعه من طائفة، منهم أبو العباس بن نفيس المقرئ، وأبو بكر بن عبد الرحمن، وأبو الحسن بن فهد، وآخرون، وتوفي في رمضان. 4 (عبد الرحيم بن محمد بن حمدون بن نجار الفقيه.) أبو الفضل النيسابوري البخاري، نسبه إلى جده، وكان من أعيان أصحاب أبي الوليد الفقيه. (27/34)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 35 درس في حياته، وسمع من أبي حامد بن الشرفي، ومكي بن عبدان، وحدث. توفي في جمادى الأولى، وقد توفي والده سنة ثمان وأربعين. 4 (عبد العزيز بن علي بن محمد بن إسحاق بن الفرج.) أبو عدي المصري، ويعرف بابن الإمام. كان مقرئاً مجوداً لقراءة ورش لأنها على أبي بكر بن سيف صاحب ابن يعقوب الأرزي. قرأ عليه طاهر بن غلبون، وعبد الجبار بن أحمد الطرسوسي، وإسماعيل بن عمرو الحداد، وأبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، ومكي بن طالب، وأبو عمر الطلمنكي، وأبو العباس محمد بن سعيد بن أحمد بن نفيس، وغيرهم. وطال عمره وتفرد بعلو هذه الطريق، وقد حدث عن ابن قديد، ومحمد بن زبان. روى عنه يحيى بن الطحان. وقال أبو إسحاق الحبال: توفي لعشر خلون من ربيع الأول. 4 (عبيد الله بن أحمد بن معروف، أبو محمد البغدادي المعتزلي قاضي القضاة.) ولي بعد أبي بشر عمر بن أكثم، وسمع من يحيى بن صاعد، وابن نيروز، وأبي حامد محمد بن أحمد بن هارون الحضرمي، ومحمد بن نوح وجماعة. (27/35)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 36 ولد سنة ست وثلاثمائة. قال الخطيب: كان من أجلاد الرجال وألباء الناس، مع تجربة وحنكة وفطنة، وبصيرة ثاقبة، وعزيمة ماضية، وكان يجمع وسامة في منظره، وظرفاً في ملبسه، وطلاقة في مجلسه، ولباقة في خطابه، ونهوضاً بأعباء الأحكام، وهيبة في القلوب قد ضرب في الأدب بسهم، وأخذ من) علم الكلام بحظ. وقال العتيقي: كان مجرداً في الاعتزال، ولم يكن له سماع كثير. قلت: روى عنه الحسن بن محمد الخلال، والعتيقي، وعبد الواحد بن شيطا، وأبو جعفر بن المسلمة. ووثقه الخطيب. توفي في صفر، وله شعر رائق، فحل. 4 (عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن) عوف الزهري، أبو الفضل، بغدادي مسند كبير القدر. سمع: جعفر بن محمد الفريابي، وإبراهيم بن شريك الأسدي وعبد الله بن المخرمي، وعبد الله ابن إسحاق المدائني، ومحمد بن حميد بن المجدر، والبغوي. وعنه: أبو بكر البرقاني، وأبو محمد الخلال، وعبد العزيز الأزجي، وأبو القاسم التنوخي، وجماعة آخرهم وفاة أبو جعفر بن المسلمة. قال الخطيب كان ثقة، ولد سنة تسعين ومائتين. أخبرني العتيقي قال: سمعت أبا الفضل الزهري يقول: حضرت مجلس الفريابي وفيه عشرة آلاف رجل لم يبق منهم غيري، وجعل يبكي. وذكره الأزجي فقال: شيخ ثقة، مجاب الدعوة. (27/36)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 37 وقال الدارقطني: ثقة صاحب كتاب، وآباؤه كلهم قد حدثوا. توفي في ربيع الأول، وقيل في ربيع الآخر. قلت: وقع لنا من روايته صفة المنافق للفريابي. 4 (عتاب بن هارون بن عتاب بن بشر، أبو أيوب الغافقي الأندلسي من أهل شذونة.) روى عن أبيه، وحج فسمع من أبي حفص عمر الجمحي، وأبي الحسن الخزاعي، وكان صالحاً عابداً. رحل إليه ابن الفرضي فأكثر عنه، وعاش سبعين سنة. 4 (عثمان بن جعفر.) أبو عمرو الجواليقي البغدادي. حدث في هذه السنة عن عبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن محمد بن الباغندي. وعنه أبو العلاء الواسطي، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو طالب العشاري. وثقه العتيقي. 4 (علي بن أحمد بن صالح بن حماد المقرئ القزويني.) كان فهماً بالقراءات. عمر دهراً، وسمع من يوسف بن عاصم الرازي، ومحمد بن مسعود) الأسدي، ويوسف بن حمدان، وأخذ القراءات عن أبي عبد الله الحسين الأزرق، والعباس بن الفضل بن شاذان، ولقي ابن مجاهد ببغداد، وناظره، وأقرأ القرآن ثلاثين سنة. روى: عنه أبو يعلى الحنبلي، ومن قوله نقلت ترجمته، وقال: ولدت سنة ثلاث وثمانين ومائتين. توفي في رمضان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة. (27/37)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 38 4 (علي بن محمد بن عبيد الله الزهري، أبو الحسن الضرير.) كان ببغداد، ذكر أنه من ولد عبد الرحمن بن عوف، وأنه سمع من أبي يعلى الموصلي. وعنه: العتيقي، وأبو القاسم التنوخي، وكان كذاباً. 4 (محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان.) أبو بكر المقرئ الحافظ، مسند أصبهان. طوف الشام ومصر والعراق. وسمع في قريب من خمسين مدينة. سمع: محمد بن نصير بن أبان المديني، ومحمد بن علي الفرقدي، وإبراهيم بن متويه، وطبقتهم بأصبهان، وأول سماعه بعد الثلاثمائة، وسمع أحمد بن الحسن الصوفي، وحامد بن شعيب اللخمي، وعمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، وطبقتهم ببغداد، وأبا يعلى بالموصل، وعبدان بالأهواز، وأبا عروبة بحران، ومحمد بن الحسن بن قتيبة بعسقلان، وإسحاق بن أحمد الخزاعي بمكة، وعبد الله بن زيدان البجلي، وعلي بن العباس المقانعي، وعبد الله بن محمد بن مسلم ببيت المقدس، وإبراهيم بن مسرور صاحب لوين بحلب، وأحمد بن يحيى بن زهير الحافظ بتستر، وسعيد بن عبد العزيز، وأحمد بن هشام بن عمار، ومحمد بن خريم بدمشق، ومحمد بن المعافى بصيدا، ومكحولا ببيروت، وميمون بن هارون بعكا، ومحمد بن عمير صاحب هشام بن عمار، بالرملة، ومضاء بن عبد الباقي بأذنة، وجعفر بن أحمد بن سنان بواسط، ومحمد بن علي بن روح المؤدب بعسكر مكرم، ومحمد بن (27/38)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 39 تمام البهراني، ومحمد بن يحيى بن رزين بحمص، والحسين بن عبد الله القطان الأزدي بالرقة، ومحمد بن محمد بن الأشعث، ومحمد بن زبان، وعلي بن أحمد علان، وأحمد بن عبد الوارث الغسال بمصر، ومحمد بن أبي سلمة بن قوبا بعسقلان، وصنف معجم شيوخه، وسمع شرح الآثار للطحاوي منه، وخرج الفوائد، وجمع مسند أبي حنيفة. روى عنه: أبو إسحاق بن حمزة، وأبو الشيخ، وهما أكبر منه، وحمزة السهمي، وأحمد بن) موسى بن مردود، وأبو نعيم، وأبو طاهر بن عبد الرحيم وإبراهيم بن منصور الكراني سبط بحرويه، ومنصور بن الحسين، وأبو طاهر أحمد بن محمد الثقفي، وأحمد بن محمد بن النعمان، وآخرون. قال أبو طاهر الثقفي: سمعت ابن المقرئ يقول: طفت الشرق والغرب أربع مرات. وقال رجلان: سمعنا ابن المقرئ يقول: مشيت بسبب نسخة المفضل بن فضالة سبعين مرحلة، ولو عرضت على بقال برغيف لم يأخذها. وقال أبو طاهر بن سلمة: سمعت ابن المقرئ يقول: دخلت بيت المقدس عشر مرات، وحججت أربع حجج، واستلمت الحجر في ليلة مائة وخمسين، وأقمت بمكة خمسة وعشرين شهراً، وعن أبي بكر بن أبي علي قال: كان ابن المقرئ يقول: كنت أنا والظبراني وأبو الشيخ في مدينة الرسول عليه السلام، فضاق بنا الوقت، فواصلنا ذلك اليوم، فلما كان وقت العشاء حضرت القبر، وقلت: يا رسول الله الجوع. فقال لي الطبراني: اجلس فإما أن يكون الرزق أو الموت، فقمت أنا وأبو الشيخ، فحضر الباب علوي، ففتحنا له، وإذا معه غلامان بزنبيلين فيهما شيء كثير، وقال: يا قوم شكوتموني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإني رأيته، فأمرني بحمل شيء إليكم. وروى أبو موسى المديني ترجمة ابن المقرئ: نا معمر بن الفاخر، سمعت أبا نصر بن الحسن ابن أبي عمر، سمعت ابن سلامة يقول: قيل (27/39)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 40 للصاحب بن عباد: أنت رجل معتزلي وابن المقرئ محدث، وأنت تحبه، فقال: إنه كان صديق والدي، وقيل مودة الآباء قرابة الأبناء، ولأني كنت نائماً، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام يقول لي: أنت نائم وولي من أولياء الله على بابك، فانتبهت ودعوت البواب، وقلت: من بالباب قال: أبو بكر بن المقرئ. وقال أبو عبد الله بن مهدي: سمعت ابن المقرئ يقول: مذهبي في الأصول مذهب أحمد بن حنبل وأبي زرعة. قال ابن مردويه: هو ثقة مأمون، صاحب أصول. توفي يوم الاثنين في شوال. وقال أبو نعيم: محدث كبير ثقة، صاحب أصول، سمع ما لا يحصى كثرة، وتوفي عن ست وتسعين سنة.) قلت: وكان الصاحب إسماعيل بن عباد يحترمه، وكان خازن كتب الصاحب، وقد خرجت من معجمه أربعين حديثاً عن أربعين شيخاً، في أربعين مدينة، سميتها أربعي البلدان لأبي بكر بن المقرئ، وسمعناها. وعند أبي سعيد المدائني حديثه في غاية العلو. مات في شوال. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن عبدة بن سليط السليطي، أبو جعفر النيسابوري.) عن: أبي بكر الإسفرايني، والشرفي، ومكي بن عبدان، وطبقتهم. وعنه: الحاكم، وانتقى عليه، وأبو يعلى الصابوني، والكنجروذي وجماعة. وحدث أيضاً بمكة والعراق. 4 (محمد بن حسين بن شنظير، أبو عبد الله الأموي الطليطلي، والد المحدث أبي إسحاق) إبراهيم. كان فقيهاً عارفاً بمذهب مالك. (27/40)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 41 روى عن: وهب بن مسرة، ومحمد بن عبد الله بن عيشون، وأبي بكر بن رستم. توفي في المحرم، وكان ابنه غائباً في الرحلة. ولد سنة خمس عشرة وثلاثمائة. 4 (محمد بن خثيم بن ثاقب، أبو بكر البخاري الصفار.) حدث بصحيح البخاري عن القزويني. توفي بسمرقند في ربيع الأول. 4 (محمد بن سعيد بن قرط، أبو عبد الله بن الصابوني القرطبي.) سمع من محمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن إصبغ، والحسن بن سعد، ورحل فسمع من ابن الأعرابي، وطائفة. وكان رفيق ابن السليم في رحتله، فلما ولي ابن السليم القضاء استعمله على نظر الأوقاف، ثم عزله، وظهرت عليه أمور، ذهب فيها ماله كله، وبقي فقيراً. وقد حدث بيسير في ربيع الأول. 4 (محمد بن عبد الله، أبو الحسن النحوي الوراق، زوج بنت أبي سعيد السيرافي.) له شرح مختصر الجرمي في النحو، وغير ذلك. 4 (محمد بن عبد الله بن عمرو، أبو جعفر الهروي الفقيه صاحب التفسير.)

4 (محمد بن علي بن الحسن بن سويد، أبو بكر البغدادي المكتب.) روى عن: محمد بن محمد الباغندي، وأبي القاسم البغوي، وأبي عروبة، وطائفة كثيرة، وسافر الكثير. روى عنه: أبو بكر البرقاني، وعبيد الله الأزهري، وعلي بن المحسن التنوخي، ووثقه) البرقاني. (27/41)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 42 وقال الأزهري: صدوق، تكلموا فيه بسبب روايته عن أحمد بن سهل الأشناني كتاب قراءة عاصم. توفي في رمضان. 4 (محمد بن القاسم بن أحمد فاذشاه، أبو عبد الله الأصبهاني الشافعي المتكلم الأشعري،) المعروف بالنتيف. ذكره أبو نعيم فقال: كثير المصنفات في الأصول والفقه والأحكام، ورجل إلى البصرة، وروى عن محمد بن سليمان المالكي، وعلي بن إسحاق المادرائي، وأبي علي اللؤلؤي، وتوفي في شهر ربيع الأول. قلت: ولعله أخذ بالبصرة عن أبي الحسن الأشعري، فإنه أدركه. قال أبو نعيم: كان ينتحل مذهب الأشعري. 4 (محمد بن موسى بن مصباح بن عيسى، أبو بكر القرطبي المؤذن.) سمع أحمد بن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وجماعة، فسمع من الأعرابي، والمصريين، وكان متهجداً بكاءً. 4 (محمد بن يبقى بن زرب بن يزيد، أبو بكر القرطبي الفقيه المالكي.) سمع: قاسم بن إصبع، ومحمد بن عبد الله بن أبي دليم، وجماعة، وتفقه عند اللؤللؤي وغيره. وكان أحفظ أهل زمانه لمذهب مالك. كان القاضي أبو بكر محمد بن السليم يقول له: لو رآك ابن القاسم لعجب منك. (27/42)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 43 ولما توفي ابن السليم ولي ابن يبقى على قضاء الجماعة في سنة سبع وستين، وإلى أن مات، وإليه كانت الصلاة والخطابة. وصنف كتاب الخصال في مذهب مالك عارض به كتاب الخصال لابن كاديس الحنفي، فجاء في غاية الإتقان، وله كتاب الرد على ابن مسرة. وكان الحاجب ابن أبي عامر يعظمه ويجلسه معه، ولما توفي أظهر ابن أبي عامر لموته غماً شديداً. توفي في رمضان، وكان مع فقهه بصيراً بالعربية والحساب، مشكور السيرة، رئيساً، كثير المحاسن. 4 (محمد بن يوسف بن محمد بن دوست العلاف، أبو بكر البغدادي.) ) سمع أبا القاسم البغوي، وعبد الملك بن أحمد الدقاق. وعنه: أبو محمد الخلال، وأبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله. وقال أحمد بن محمد العتيقي: هو صالح ثقة. قلت: وتم بمجلس يرويه أبو اليمن الكندي هو لأبي علي عبد الله، ولد هذا، لا له. 4 (مظفر بن الحسن بن المهند، أبو الحسن السلماسي.) روى عن أحمد بن جوصا، وأبي بكر بن زياد النيسابوري. روى: عنه ابنه مهند، وأبو العباس النشري، وأحمد بن جرير السلماسي. 4 (معاذ بن محمد بن يعقوب، أبو القاسم الزاهد.) توفي في جمادى الآخرة. (27/43)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 44 4 (منير الصقلبي الخادم.) غلام الوزير يعقوب بن كلس، ولي إمرة دمشق، فقدمها من مصر سنة ثمان وسبعين، فلما كان في هذا العام أحد وثمانين، قدم بزال من طرابلس في رمضان، فانهزم منير وطلب الجبال، وقصد جوسية، ثم حلب، فأسره رجل من العرب، وأتى به دمشق، وقد قدمها منجوتكين التركي نائباً، فأركب منيراً على جمل وطافوا به في البلد، وقرن معه قرد، ثم أرسل إلى مصر، فعفا عنه العزيز العبيدي. 4 (هارون بن عتاب بن بشر، أبو أيوب الشذوني الغافقي الأندلسي.) رحل إلى المشرق، وسمع من أبي بكر الأنماطي، والصنجي وأبي محمد الطوسي، وبمصر من القيسي. قال النفزي: ما كان بالأندلس أفضل منه، وكان مالكي المذهب. 4 (يعقوب بن موسى، أبو الحسين الأردبيلي.) سكن بغداد، وحدث بسؤآلات البرذعي، عن أبي زرعة، عن أحمد بن طاهر النجم عن البرذعي. روى عنه: الدارقطني مع تقدمه، وأبو بكر البرقاني، ووثقه، وكان فقيهاً شافعياً. (27/44)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 45 وفيها خلع الطائع نفسه مكرهاً، وبايعوا القادر بالله أحمد بن إسحاق بن المقتدر بالله. (27/45)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 46 (27/46)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 47 1 (وفيات سنة اثنتين ومائتين وثلاثمائة.)

4 (أحمد بن أبان بن سيد،) ) أبو القاسم الأندلسي اللغوي، صاحب شرطة قرطبة، وكان مقدماً في علم اللغة، بارعاً، سريع الكتابة. صنف كتاب العالم في اللغة مائة مجلدة على الأجناس، وتوفي في هذا العام. روى عن: أبي علي القالي كتاب النوادر: وروى عن سعيد بن عامر الإشبيلي كتاب الكامل أخذ عنه أبو القاسم الأقليلي وغيره أحمد بن بندار بن محمد بن عبد الله بن مهران أبو زرعة العبسي الأستراباذي الفقيه، قاضي أستراباذ. كتب بأردبيل عن حفص بن عمر بن زبله الحافظ، ودرس الفقه ببغداد على أبي علي بن أبي هريرة، فيما يقال. 4 (أحمد بن عبيد الله بن علي، أخو القائم محمد بن المهدي.) (27/47)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 48 مات في القعدة بمصر، وصلى عليه ابن ابن ابن أخيه العزيز صاحب مصر. وورخه القفطي، وله أربعة أخوة ماتوا قبله بمدة. 4 (أحمد بن عتبة بن مكين، أبو العباس الدمشقي الجوبري المطرز الأطروش.) روى عن: عبد الله بن عتاب بن الزفتي، ومحمد بن خريم، وسعيد بن عبد العزيز، وأبي الجهم بن طلاب، وخلق سواهم. وعنه: عبد الوهاب بن الحبان، وعلي بن السمسار، وجماعة. قال الكتاني: كان ثقة نبيلاً. 4 (أحمد بن علي بن عمر، أبو الحسين البغدادي المشطاحي.) روى عن طبقة البغوي. وعنه: أبو طاهر بن سعدون الموصلي، وكان ثقة. 4 (أحمد بن محمد بن رجاء القاضي، أبو حامد السرخسي.) توفي في شوال. 4 (أحمد بن ثابت، أبو العباس الشيرازي الحافظ.) حدث بدمشق عن القاسم بن القاسم السياري، وعبد الله بن جعفر بن فارس الأصبهاني، والحسين بن عبد الرحمن الرامهرمزي، وجماعة. وعنه: أبو نصر الإسماعيلي، وأبو عبد الله الحاكم، وتمام الرازي. (27/48)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 49 قال الحاكم: جمع من الحديث ما لم يجمعه أحد، وصار له القبول بشيراز، بحيث يضرب به المثل.) وقال الدارقطني: أحمد بن منصور الشيرازي، أدخل بمصر، وأنا بها، أحاديث على جماعة من الشيوخ. قلت: ذكر يحيى بن منده ما يدل على أن الذي دخل مصر، وأدخل على شيوخها رجل آخر، اسمه: أحمد بن منصور. وقال: كانا أخوين، والغلط في اسمه. وعنه أبي العباس صاحب الترجمة، قال: كتبت عن الغزالي ثلاثمائة ألف حديث. وقال الحسين بن أحمد الصفار الشيرازي: لما مات أحمد بن منصور الحافظ، جاء إلى أبي رجل فقال: رأيته في النوم، وهو في المحراب واقف، في جامع شيراز، وعليه حلة، وعلى رأسه تاج مكلل بالجوهر، فقلت: ما فعل الله بك قال: غفر لي وأكرمني، وأدخلني الجنة، فقلت: بماذا قال: بكثرة صلاتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم. 4 (الحسن بن عبد الله بن سعيد، أبو أحمد العسكري الإمام الأديب.) (27/49)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 50 سمع من: عبدان الأهوازي، وأحمد بن يحيى بن زهير التستري، وأبي القاسم عبد الله البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وأبي بكر بن دريد، وإبراهيم بن عرفة نفطويه، ومحمد بن جرير الطبري، والعباس بن أبي الوليد بن شجاع الأصبهاني، وجماعة. روى عنه: أبو بكر أحمد بن جعفر اليزدي الأصبهاني، وأبو الحسن علي بن أحمد النعيمي، وأبو سعد الماليني، وأبو الحسين محمد بن الحسن الأهوازي، وأبو بكر محمد بن أحمد الوادعي، وعبد الواحد بن أحمد الباطرقاني، وأحمد بن محمد بن زنجويه، ومحمد بن منصور بن حيكان التستري، وعلي بن عمر الايذحي، وأبو سعيد الحسن بن علي بن بحر التستري السقطي، وآخرون. وقال فيه السلفي: كان من الأئمة المذكورين بالتصرف في أنواع العلوم، والتبحر في فنون الفهوم، ومن المشهورين بجودة التأليف، وحسن التصنيف، ومن جملة تصانيفه الحكم والأمثال، وكتاب التصحيف وكتاب الأرواح وكتاب الزواجر والمواعظ، وبقي حتى علا به السن، واشتهر في الآفاق، انتهت إليه رئاسة التحديث والإملاء للآداب، والتدريس بقطر خوزستان، وكان يملي بالعسكر وتستر ومدن ناحيته. قلت: أخبرنا بنسبه أبو علي بن الخلال، أنا جعفر، أنا السفلي، أنا أبو الحسين بن الطيوري، أنا أبو سعيد الحسن بن علي السقطي بالبصرة، ثنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد بن) إسماعيل بن زيد بن حكيم العسكري إملاء سنة ثمانين وثلاثمائة بتستر. قال السفلي: فذكر مجالس من أماليه هي عندي، ولما توفي أبو أحمد رثاه الصاحب إسماعيل بن عباد، وأنشده: (27/50)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 51 (قالوا: مضى الشيخ أبو أحمد .......... وقد رثوه بضروب الندب.)

(فقلت: ماذا فقد شيخ مضى .......... لكنه فقد فنون الأدب.) ووفاته بخط أبي حكيم أحمد بن إسماعيل بن فضلان العسكري اللغوي في يوم الجمعة، لسبع خلون من ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة. 4 (سليمان بن عبد الرحمن بن سليمان بن معاوية، أبو أيوب الجمحي القرطبي المؤذن،) المعروف بابن العجل. روى عن: قاسم بن إصبغ، ومحمد بن عيسى بن رفاعة، ومحمد بن معاوية. كتبت عنه غير واحد. توفي سنة اثنتين أو ثلاث وثمانين. 4 (عبد الله بن أحمد بن محمد بن يعقوب، أبو القاسم النسائي الفقيه الشافعي.) حدث ببغداد سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، فسمع منه أحمد بن جعفر الختلي، وأبو القاسم عبد الله بن الثلاج، وكان قد سمع من الحسن بن سفيان مسنده، وبه ختم الرواية عن الحسن. وسمع مسند ابن راهويه من عبد الله بن شيرويه عنه، وسمع بالعراق من محمد بن محمد الباغندي وطبقته. روى عنه: الحاكم وغيره. وقال الخطيب: قال الحاكم: توفي في شوال سنة اثنتين وثمانين بنسا. وعندي في تاريخ الحاكم أنه توفي سنة أربع وثمانين، والله أعلم. (27/51)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 52 قال: وكان شيخ العدالة والعلم بنسا، وعاش نيفاً وتسعين سنة. فيه: ومحمد بن عبد الله بن محمد بن شيرويه المذكور في سنة ثمانين ختم حديث الحسن بن سفيان. 4 (عبد الله بن عثمان بن محمد بن علي بن بيان، أبو محمد الصفار. بغدادي ثقة.) سمع إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، ومحمد بن نوح الجنديسابوري، والمحاملي، وجماعة. وعنه: أحمد بن محمد العتيقي، والحسن بن محمد الخلال، وأب القاسم التنوخي. 4 (عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب بن نصير بن عبد الوهاب بن عطاء بن واصل، أبو سعيد) ) القرشي الرازي. حج وسافر إلى مصر والشام وجاور وأقام بنيسابور مدة، فصحب الزاهد أبا علي الثقفي، وحدث عن محمد بن أيوب الرازي بن الضريس، ويوسف بن عاصم. وخرج في آخر عمره إلى مرو، ثم إلى بخارى فتوفي بها في هذه السنة. وله أربع وتسعون سنة. ترجمه الحاكم، وروى عنه هو، ومحمد بن الحسن الكنجروذي، وأبو يعلى إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني، ومحمد بن عبد العزيز المروزي. وقد سمع بدمشق من ابن جوصا، وببغداد من ابن صاعد. قال الحاكم: ولم يزل كالريحانة عند مشايخ التصوف ببلدنا. قلت: هو آخر من روى في الدنيا عن ابن الضريس، وقع لنا حديثه (27/52)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 53 بعلو، ورواياته مستقيمة، ولم أر أحداً ضعفه، لكن يكون سماعه عن ابن الضريس وهو ابن خمس سنين، على ما ضبطه الحاكم، من سنة انتهى إليه علم الإسناد في وقته بخراسان. 4 (عبد الصمد بن محمد بن إبراهيم، أبو حاتم المقرئ، خطيب مدينة أستراباذ ومقرئها.) روى عن: أبي نعيم بن عدي، والحسن بن حمويه. وعنه: أبو سعيد الإدريسي. 4 (عبد الواحد بن أحمد بن القاسم، أبو بكر الزهري النيسابوري الواعظ المتكلم، ويعرف بابن) أبي الفضل. سمع: أبا حامد بن بلال، وأبا بكر القطان، والمحبوبي، وطائفة. قال الحاكم: سمع معنا الكثير، وكان يصوم الدهر، ويختم القرآن في يومين. توفي في ربيع الأول بنيسابور، رحمه الله تعالى. 4 (عبد الواحد بن محمد بن شاه الشيرازي الصوفي، أبو الحسن، نزيل نيسابور.) حدث عن إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وأبي روق الهزان، وطبقتها. وصحب الزهاد زماناً، وحدث بعد الثمانين، ولا أعلم متى مات. 4 (عمر بن أحمد بن هارون، أبو حفص الآجري البغدادي المقرئ.) سمع أبا عمر محمد بن يوسف القاضي، وأبا بكر بن زياد النيسابوري، وإسماعيل الوراق وغيرهم. وعنه: أبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وجماعة. قال الخطيب الحافظ: كان ثقة صالحاً) ديناً. (27/53)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 54 4 (علي بن مكي بن علي بن حسين، أبو الحسن الهمذاني الحلاوي.) روى عن عبد الرحمن الجلاب، وأبي جعفر بن عبيد، ومحمد بن خيران. رحل إلى بغداد فأدرك الخلدي، وأبا سهل بن زياد، وكان حافظاً فهماً. توفي في ذي القعدة. روى عنه: محمد بن عيسى، وحمد بن سهل المؤدب، وعبد الله بن محمد الحواري، وأحمد بن المأمون، وجماعة. 4 (محمد بن عبد الله بن عمر بن خير، أبو عبد الله القيسي القرطبي البزاز.) سمع أحمد بن خالد الحباب، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وعبد الله بن يونس، وجماعة، وحج سنة اثنتين وثلاثين، فسمع من ابن الأعرابي، وعبد الملك بن بحر الجلاب، ومحمد بن الصموت، ثم رحل ثانياً. وكان صدوقاً إن شاء الله ضابطاً، وقد اتهم بمذهب ابن مسرة، ولم يصح عنه. توفي في المحرم، وقل من كتب عنه. 4 (محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن يحيى، أبو عمر بن حيويه الخزاز، من كبار) محدثي بغداد. سمع: محمد بن الباغندي، ومحمد بن خلف بن المرزبان، وعبد الله بن إسحاق المدائني، وأبا القاسم التنوخي البغوي، وخلقاً يطول ذكرهم. (27/54)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 55 وعنه: أبو بكر البرقاني، أبو الفتح بن أبي الفوارس والعتيقي، والخلال، وعلي بن المحسن التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وآخرون. قال الخطيب: كان ثقة، كتب طول عمره، روى المصنفات الكبار، ومولده سنة خمس وتسعين ومائتين. حدثني أبو القاسم الأزهري قال، كان ابن حيويه مكثراُ، وكان فيه تسامح، وربما أراد أن يقرأ شيئاً، ولا يكون أصله قريباً منه فيقرأه من كتاب الحسن بن الرزاز، لثقته بذلك الكتاب، وكان مع ذلك ثقة. قال: وسألت البرقاني عنه، فقال: ثبت حجة. وقال العتيقي: توفي في ربيع الآخر. 4 (محمد بن عبد الرحيم بن أحمد بن إسحاق، أبو بكر الأزدي الكاتب، بغدادي ثقة.) سمع البغوي، وابن صاعد. روى عنه: ابنه علي، وأبو محمد الخلال التنوخي. 4 (محمد بن علي بن محمد بن شنبويه الأصبهاني، أبو بكر الغزال الكوسج.) ) سمع علي بن محمد بن مهرويه القزويني. روى عنه: أبو نعيم. 4 (محمد بن الفضل بن علي، أبو الحسن الحربي الناقد.) سمع أبا القاسم البغوي، وابن صاعد. روى عنه: أبو القاسم عبيد الله الأزهري ووثقه. 4 (محمد بن محمد بن سمعان، أبو منصور الحيري النيسابوري المذكر، نزيل هراة.) (27/55)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 56 وسمع أبا العباس السراج، ومحمد بن المسيب الأرغياني، ومحمد بن أحمد بن عبد الجبار الفسوي الرياني، وغيرهم. روى عنه: الحاكم، وأبو يعقوب القراب، وجماعة آخرهم موتاً أبو عمر عبد الواحد المليحي. أقام بهراة أربعين سنة، وتوفي في رجب من السنة. 4 (محمد بن يوسف بن يعقوب الرقي.) توفي فيها. وقد ذكر في المتوفين قريباً. (27/56)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 57 1 (وفيات سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.)

4 (أحمد بن إبراهيم بن محمد العلامة البغولني النيسابوري الحنفي الزاهد، شيخ أهل الرأي في) عصره وزاهدهم. أفتى ودرس نحواً من ستين سنة، وكتب الحديث بنيسابور والعراق وبلخ وترمذ، وحدث. ترجمه الحاكم وقال: مات في رمضان واجتمع الخلق الكثير لجنازته. 4 (أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان بن حرب بن مهران، أبو بكر البغدادي) البزاز. سمع أبا القاسم البغوي، والحسين بن محمد بن عفير، وأحمد بن محمد بن المغلس، ويحيى بن صاعد، وأبا بكر بن دريد، وطائفة بالعراق ومصر والشام، فسمع بدمشق أحمد بن سليمان بن زبان الكندي. (27/57)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 58 روى عنه: رفيقه الدارقطني، وابناه أبو علي الحسن، وعبد الله ابنا أبي بكر، والحسن بن محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وخلق سواهم. وكان يتجر في البز إلى مصر. قال الخطيب: كان ثقة ثبتاً، كثير الحديث. ولد في شهر ربيع الأول سنة ثمان وتسعين ومائتين وأول سماعه سنة ثلاث وثلاثمائة. قال أبو ذر الهروي ما رأيت ببغداد في الثقة مثل القواس، وبعده أبو بكر بن شاذان، فقال لأبي) ذر وراقه: ولا الدارقطني إمامه. وقال عبيد الله الأزهري: وسمعت أبا بكر بن شاذان يقول: جاءني بجزء فيه سماعي من محمد بن محمد الباغندي سنة تسع أو عشر وثلاثمائة، ولم يكن لي منه نسخة فلم أحدث به. توفي في شوال. قال الأزهري: كان ابن شاذان ثبتاً حجة. 4 (أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن كنانة، أبو عمران بن العنان اللخمي القرطبي.) سمع من أحمد بن خالد الحباب، وابن أيمن، ومحمد بن قاسم، وحج، فسمع من ابن الأعرابي، وأحمد بن مسعود الزبيري. سمع الناس منه كثيراً، وحدث عنه محمد بن السليم القاضي في حياته. قال ابن الفرضي: كان ثقة، خياراً، وضابطاً لما كتب، جيد التقييد، وكان من أوثق من كتبنا عنه، قال لي: ولدت سنة تسع وتسعين ومائتين، وتوفي وأنا بالمشرق. 4 (أحمد بن جعفر بن الحسن البلدي الواعظ.) قدم دمشق، وحدث بها عن أبي يعلى الموصلي، ومحمد بن صالح بن ذريح العكبري، وغيرهما. وعنه: تمام الرازي، وأبو نصر بن الحبان، ومكي بن الغمر. (27/58)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 59 قال ابن الأكفاني: توفي سنة ثلاث وثمانين. قلت: لعلها: وستين، فتصحفت. 4 (أحمد بن عمر بن الرويح. سمع أبا القاسم البغوي، وابن صاعد.) وعنه: أبو طاهر بن عبد الرحيم الكاتب، وأحمد بن محمد العتيقي، ولينه. 4 (أحمد بن عمر بن يزيد، أبو العباس الدوغي الوكيل، من شيوخ همدان.) روى عن جده محمد بن ينال، وعبد الرحمن بن أحمد بن عباد، ومحمد بن عبد الله بلبل، وإبراهيم بن محمد بن يعقوب، والحسن بن نصر الطوسي، وجماعة. وروى عنه: عبد الرحمن بن الليث، ومحمد بن عيسى، وعلي بن أحمد بن عطية، ويحيى بن علي أبو طالب العسكري، وأبو سعد يحيى بن أحمد الرازي، وكان حافظاً لجنس هذا الشأن. توفي في ثامن المحرم. 4 (أحمد بن محمد عبد الله، أبو عمرو الزودي الخراساني الأديب، من شيوخ الحاكم.)

4 (أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو سعيد النيسابوري الجوري المزكي الفقيه.) ) توفي عن نيف وتسعين سنة. (27/59)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 60 سمع إبراهيم بن محمد بن شيبان الفقيه، وأبا العباس السراج، وأبا بكر بن خزيمة، وعبد الرحمن، بن الحسين وأبا نعيم بن عدي، وابن شنبوذ المقرئ ومكي بن عبدان. وقد درس وأفتى زماناً على مذهب أبي حنيفة. روى عنه: الحاكم، وأبو حفص بن مسرور، وجماعة. وكان يقال له الجوري. توفي في رمضان، وآخر من حدث عنه أبو سعد الكنجروذي. 4 (أحمد بن محمد بن حمويه، أبو الوفاء النيسابوري المزكي، وكان أبوه من كبار فقهاء) نيسابور، وهو من كبار الشهود. سمع إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه، والعباس السراج، وابن خزيمة. وحدث في آخر عمره، وتوفي في ربيع الآخر، وله ثلاث وتسعون سنة. روى عنه: الحاكم، وغيره. 4 (أحمد بن محمد بن إسحاق، أبو علي النيسابوري.) حدث ببغداد عن أبي حامد بن الصوفي، ومكي بن عبدان. روى عنه: أبو بكر محمد بن عبد الملك بن بشران، وأبو القاسم التنوخي. وكان من فقهاء الحنفية وثقاتهم. 4 (إسحاق بن حمشاد، أبو يعقوب النيسابوري، الزاهد الواعظ، شيخ الكرامية ورأسهم) بنيسابور. قال الحاكم أبو عبد الله: يقال إنه أسلم على يديه أكثر من خمسة آلاف نفس، وكان من العباد المجتهدين. قال: ولم أر جمعاً مثل جمع جنازته، (27/60)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 61 ما أظن أنه تخلف عنه أحد، وأطنب الحاكم في وصفه، مما يدل على أنه من الكرامية، كما عظم في تاريخه محمد بن كرام. مات في رجب. 4 (جعفر بن عبد الله بن يعقوب الفناكي، أبو القاسم الرازي.) روى عن: محمد بن هارون الروياني مسنده، وسمع عبد الرحمن بن أبي خلف حاتم، وجماعة. قال أبو يعلى الخليلي: موصوف بالعدالة وحسن الديانة، وهو آخر من روى عن الروياني، ثم ذكر وفاته في هذه السنة.) روى عنه: أبو القاسم هبة الله اللالكائي، وأبو افضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي المقرئ. أخبرنا إسماعيل بن الفرا، أنا عبد الله بن أحمد الفقيه سنة ست عشرة وستمائة، أنا محمد بن عبد الباقي، أنا أحمد بن علي الطريثيثي، أنا هبة الله بن الحسن الحافظ، ثنا جعفر بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن يعقوب، ثنا محمد بن هارون الروياني، ثنا أبو كريب، ثنا يحيى، عن أبي بكر، عن الأعمش، عن خثيمة قال: مر على خالد بن الوليد بزق خمر، فقال: أي شيء هذا فقالوا: خل. فقال: جعله الله خلا، فنظروا فإذا هو خل، وقد كان خمراً. وهذا إسناد صحيح. 4 (تمام بن عبد الله بن تمام، أبو تمام أبو غالب المغازي الطليطلي.) حج وسمع من ابن الأعرابي، وجماعة، ومن أبي الحسن بن أبي عياش، حدثه بغزة عن الطهراني، عن عبد الرزاق. كتب عنه جماعة. (27/61)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 62 4 (ثقف الحبشي.) من كبار مشايخ الصوفية، سافر ولقي المشايخ، وصار خادم دويرة الرملة، وكان حسن التعهد للفقراء، ثم جاور بالحرم، وبه مات. من كلامه: الحر من يوجب على نفسه خدمة الأحرار، والغني من لا يرى لنفسه على أحد منة، ولا يرى لنفسه استغناءً عن أحد. 4 (جعفر بن محمد بن علي، أبو محمد الطاهري البغدادي، من ولد عبد الله بن طاهر الأمير.) حدث عن: أبي القاسم البغوي، وابن صاعد. وعنه: أحمد بن محمد العتيقي العشاري. ووثقه الخطيب. وهو ابن محمد بن علي بن حسين بن إسماعيل بن إبراهيم بن مصعب بن رزيق بن محمد بن عبد الله بن طاهر. 4 (الحسن بن أحمد بن سعيد، أبو علي المالكي المؤذن.) ولد سنة اثنتين وتسعين ومائتين، وسمع ببغداد أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وأبا عمر القاضي. وعنه: العتيقي، وأبو القاسم التنوخي، وقال: ثقة. 4 (حضرمي بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي البتلهي أبو الحسين) الدمشقي. 4 (زياد بن محمد بن زياد بن الهيثم، أبو العباس الجرجاني.) ) (27/62)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 63 سمع الداركي، ومحمد بن أحمد بن عمرو الأبهري. وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم الحافظ. توفي في جمادى الأولى. 4 (سعيد بن القاضي بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الأصبهاني العسال، أبو محمد.) روى عن محمد بن علي الجارود، وعلي بن رستم. وعنه: أبو نعيم. 4 (صفر بن عبد الله، أبو عبد الله الهمذاني الخفاف. الرجل الصالح.) روى عن: عبد الرحمن بن حمدان الخلال، وأحمد بن عبيد، وجماعة. روى عنه: محمد بن عيسى، ومحمد الزجاج، وغيرها. 4 (طاهر بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم البغدادي، أبو عبد الله الكاتب.) سمع: أبا حامد الحضرمي، وأحمد بن القاسم الفرائضي، ومحمد بن عبد الله المستعيني. وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو سعد الكنجروذي، وغيرهما. مات بنيسابور. معدود في فقهاء الشافعية. قال ابن الصلاح: هو فيما أحسب، والد الأستاذ منصور بن عبد القاهر. 4 (ظفر بن إبراهيم بن ظفر، أبو القاسم البصري الزهيري.) (27/63)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 64 4 (عبد الله بن عطية بن حبيب، أبو محمد المقرئ المفسر المعدل. دمشقي.) قرأ على أبي الحسن محمد بن النضر بن الأخرم، وجعفر بن أبي داود، وحدث عن ابن جوصا، وعلي بن عبد الله الحمصي، وأبي علي الحضائري. روى عنه: أبو محمد بن أبي نصر، وطرفة الحرستاني، وعبد الله بن سوار العنسي، وأبو نصر بن الجبان. وكان إمام مسجد باب الجابية. قال عبد العزيز الكتاني: توفي في شوال. قال: وكان يحفظ، فيما يقال، خمسين ألف بيت من الشعر في الاستشهاد على معاني القرآن وغيره، وكان ثقة. ثنا عنه: علي بن الحسن الربعي، وغيرهما. 4 (عبد الله بن محمد بن القاسم بن حزم، أبو محمد الأندلسي القلعي رحال جوال.) سمع: أبا القاسم علي بن أبي العقب، وجماعة بدمشق، وأبا بكر الشافعي، وأبا علي بن الصواف ببغداد، وإبراهيم بن علي الهجيمي بالبصرة، وأبا جعفر بن دحيم بالكوفة، وعبد الله ابن الورد بمصر، وذهب إلى ابن مسرة الأندلسي. (27/64)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 65 روى عنه أبو الوليد بن الفرضي، وكان شيخاً جليلاً زاهداً شجاعاً مجاهداً، ولاه المستنصر) بالله الحكم القضاء، فاستعفاه، فأعفاه منه، وكان فقيهاً صلباً في الحق، ورعاً، وربما كانوا يشبهونه بسفيان الثوري في زمانه، وكان ثقة مأموناً، أخذ الناس عنه الكثير، وبلغنا أنه كان يقف وحده للفئة من المشركين. توفي بقلعة أيوب في ربيع الآخر، وله ثلاث وستون سنة. قال ابن الفرضي: سمعت منه علماً كثيراً وسمع منه شيوخنا: أحمد بن عون، وعباس بن إصبع، وابن مفرج القاضي، ونفع الله به عالماً كثيراً، وكانت الرحلة إليه. 4 (عبد السلام بن الحسين.) أبو غالب المأموني. شاعر محسن مفلق، بغدادي، شريف جليل. مدح الصاحب بن عباد، ورؤساء نيسابور وبخارى، وكان يسمو بهمته إلى الخلافة. أخذ عنه الثعالبي وفخمه وأرخه. 4 (عبد الصمد بن أحمد بن خنبش، أبو الفتح الخولاني الحمصي.) سمع: خيثمة بن سليمان، وعثمان بن محمد السمرقندي، وأحمد بن بهزاد السيرافي، وأبا سهل بن زياد، ورحل إلى مصر والعراق، وحكى عن أبي بكر الصنوبري. كتب عنه: عبد الغني بن سعيد، وحدث عنه أبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وأبو علي بن وشاح الزينبي، وجماعة. (27/65)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 66 وله شعر حسن. حدث في شوال من هذه السنة. 4 (عبيد الله بن محمد بن علي بن زياد، أبو محمد الجرادي الكاتب، بغدادي فاضل.) حدث عن: أبي القاسم البغوي، وأبي حامد الحضرمي، وأبي بكر بن دريد. وعنه: هلال الطيبي المؤدب، وأبو القاسم التنوخي، ومحمد بن علي العشاري، وغيرهم. توفي سنة ثلاث وقيل سنة أربع وثمانين. 4 (علي بن حسان بن القاسم، أبو الحسن الجدلي الدممي، ودمما قرية دون الفرات. شيخ مسن.) روى عن محمد بن عبد الله الحضرمي مطين. روى عنه: أبو خازم محمد بن الفراء، وأبو القاسم علي بن المحسن، وأبو عبد الله الصيرمي، والقاضي أبو الحسن محمد بن إسحاق القهستاني شيخ أبي صادق مرشد. قال أبو خازم بن الفراء: تكلموا فيه. توفي في آخر سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة. قلت: وقع لنا قطعة من مسند علي بن مطين من طريقه. 4 (مجاهد بن إصبغ بن حسان بن جرير، أبو الحسن الأندلسي البجاني.) (27/66)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 67 سمع الواضحة من سعيد بن فحلون، وتفسير يحيى بن سلام من علي المري، وكتب الناس عنه) كثيراً. قال ابن الفرضي: قرأت عليه شيوخ غريب الموطأ لابن حبيب، وكتاب طبقات الفقهاء وكتاب فساد الزمان له، وكان شيخاً صالحاً طاهراً. وقال: ولدت سنة خمس وثلاثمائة. 4 (محمد بن أحمد بن الحسن بن سعيد، أبو بكر الهاشمي الجرجاني الوراق.) سمع أبا يعقوب البحري إسحاق بن إبراهيم، وعبد الله بن عدي الحافظ بجرجان، ومحمد بن عبد الله الصفار، ومحمد بن يعقوب الأصم بنيسابور. وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وقال: ما رأيت وراقاً أسرع يداً منه، ولا أصح خطأً منه، لكنه تغير بآخره وخلط. 4 (محمد بن إسحاق بن محمد، أبو عبد الله الكيساني القزويني.) سمع الكثير من عبد الرحمن بن أبي حاتم. 4 (محمد بن حامد، أبو بكر البخاري الحنفي، شيخ أهل الرأي وفقيههم ببخارى وأعلمهم) وأزهدهم، وألزمهم لشمائل السلف. روى عن الهيثم الشاشي، وعبد الله الكلاباذي، وغيرهما. وعنه: الحاكم. أغلق البلد لموته ثلاثة أيام. 4 (محمد بن صالح بن محمد بن سعد بن نزار، أبو عبد الله القحطاني الأندلسي الفقيه المالكي.) (27/67)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 68 سمع: بكر بن حماد التاهرتي، وإسماعيل الصفار، وأبا سعيد بن الأعرابي وخيثمة الأطرابلسي، وجماع، ورحل إلى المشرق، وحج. روى عنه: الحاكم، وأبو القاسم بن حبيب المفسر، وأبو سهل محمد بن نصرويه، والمروزي. وتوفي ببخارى في رجب. 4 (محمد بن العباس، أبو بكر الخوارزمي الشاعر المشهور، ويقال له الطبرخزي لأن أباه من) خوارزم وأمه من طبرستان، فركبوا له من الإسمين نسبة. وقيل: إنه ابن أخت محمد بن جرير الطبري، وكان مشاراً إليه في عصره. له ديوان شعر، وديوان رسائل. فمن شعره: (قامت تودعني بالأدمع .......... والصمت بين يد منها وبين فم.) ) (البين أخرسها والبين أنطقها .......... هذه حالة في الناس كلهم.)

(قد طال ما انهزمت عنا السيوف فلا .......... تحاربينا بجيش الورد والغنم.)

(لم يبق في الأرض لي شيء أهاب له .......... فهل أهاب انكسار الجفن ذي السقم.)

(أستغفر الله من قولي، غلطت بلى .......... أهاب شمس المعالي مقصد الأمم.)

(كان لحظك من سيف الأمير ومن .......... حتم القضاء ومن عزمي ومن كلمي.) وهي قصيدة طويلة طنانة، وقد تنقل في البلاد، ومدح الملوك، وأقام بحلب مدة، ثم سكن نيسابور. (27/68)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 69 وقال الحاكم في تاريخه: كان وأحد عصره في حفظ اللغة والشعر، وكان يذاكرني بالأسماء والكنى، حتى يحيرني حفظه. سمع من إسماعيل الصفار وأقرانه. ومن شعره: (بآمل مولدي وبنو جرير .......... فأخوالي ويحكي المرء خاله.)

(فغيري رافضي عن تراث .......... وهأنا رافضي عن كلاله.) وله: (مضت الشبيبة والحبيبة فالتقى .......... دمعان في الأحشاء يزدحمان.)

(ما أنصفتني الحادثات رمينني .......... بمودعين وليس لي قلبان.)

4 (محمد ابن المحدث أبي عمرو عثمان بن أحمد بن السماك، أبو الحسين البغدادي.) سمع أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، وابن صاعد، وجماعة. روى عنه: عبيد الله الأزهري، ووثقه الخطيب. 4 (محمد بن عدي بن علي بن عدي بن زهير، أبو بكر المنقري البصري الذي روى سؤالات) عبيد الآجري: أنا داود السجستاني عن أبي عبيد الآجري. روى عنه هذا الكتاب بالإجازة أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي. وتوفي في ذي الحجة. 4 (محمد بن عمر بن أدهم الجياني، أبو عبد الله.) سمع بقرطبة من قاسم بن إصبغ، وبمكة من ابن الأعرابي، وابن الورد، وابن جامع السكري. (27/69)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 70 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن عيسى، أبو بكر الأصبهاني السمسار.) سمع بفسا علي بن الحسين بن معدان، عن إسحاق بن راهويه. وعنه: أبو نعيم. 4 (نصر بن محمد بن احمد بن يعقوب بن منصور بن أبي نصر الطوسي العطار الحافظ.) ) ولد في حدود سنة عشر وثلاثمائة، وسمع بنيسابور أبا محمد عبد بن الشرفي، وأبا حامد بن بلال، وأبا بكر محمد بن الحسين القطان، والليث بن محمد المروزي، ورحل إلى بغداد، فسمع أبا عبد الله المحاملي، وابن مخلد، وطبقتهما، وبالكوفة أبا العباس بن عقدة، وبمكة ابن الأعرابي، وبدمشق أبا علي الحضايري، وابن زبان الكندي، وبمصر محمد بن وردان العامري، وعمر بن الربيع بن سليمان، وبالرملة الربيع بن سلامة، وبحلب محمد بن زيد، وبمنبج أحمد بن يوسف، وبحران أبا علي محمد بن سعيد الحافظ وخلقاً سواهم. روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو عبد الله السلمي، وأبو سعيد محمد بن علي النقاش، وأبو نعيم، وأبو سعد الكنجروذي. قال الحاكم: هو أحد أركان الحديث بخراسان، مع ما يرجع إليه من الزهد والسخاء، والتعصب لأهل السنة. أول رحلته إلى مرو إلى الليث، ولم يخلف يوم مات بالطابران أحسن حديث منه، وأما في علوم الصوفية وأخبارهم ولقي شيوخهم وكثرة مجالستهم، فإنه توفي ولم يخلف بخراسان مثله في التقدم واللقي. قلت: صحب الشبلي، وتوفي في المحرم، رحمه الله. (27/70)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 71 4 (يحيى بن أحمد بن محمد بن حسن، أبو عمرو المخلدي النيسابوري.) كان فقيهاً عابداً إماماً، من كبار الشافعية، كثير التلاوة. حدث عن: مؤمل بن الحسن الماسرجسي، وابن الشرفي، ومكي بن عبدان، ورحل إلى الشام مع أبي بكر بن مهران، بعد الثلاثين وثلاثمائة ن فسمعا منه معاً. وروى عنه الحاكم، وقال: توفي في ربيع الآخر. 4 (يوسف بن محمد بن سليمان، أبو عمر الهمذاني الشذوني.) سمع من محمد بن عبد الملك بن أيمن، وعبد الله بن يونس، ومحمد بن محمد بن عبد السلام، ومحمد بن يحيى بن لبابة، ورحل إلى الشرق، فأقام بها عشر سنين، وسمع من عثمان بن محمد السمرقندي، وعبد الله بن جعفر بن الورد، وخلق سواهم، وقدم قرطبة بعلم جم. وكان ثقة خياراً. عاش ثمانين سنة. أخذ عنه ابن الفرضي وجماعة. (27/71)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 72 (27/72)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 73 1 (وفيات سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.)

4 (أحمد بن الحسن بن القاسم، أبو بكر الهمذاني الفلكي الحاسب.) ) قال حفيده الحافظ أبو الفضل علي بن الحسين: كان جدي جامعاً لفنون. كان عالماً بالأدب والنحو والعروض، وسائر العلوم، ولاسيما علم الحساب، ولقب الفلكي لهذا المعنى، حتى يقال إنه لم ينشأ في الشرق، مثله، والغرب أعلم بالحساب منه. وكان هيوباً، ذا حشمة ومنزلة. سمع: علي بن سعد البزاز، ومحمد بن الحسين الجهني، وأبا بكر بن سهل الدينوري الحافظ. سمع منه: ابناه، وأبو الصقر حسن، وحسين، وعبد الله بن أحمد الكرخي. وتوفي في ذي القعدة، وله خمس وثمانون سنة. 4 (أحمد بن سهل بن إبراهيم، أبو حامد الأنصاري النيسابوري.) آخر من حدث عن محمد بن شادل، وأبي قريش محمد بن جمعة، وغيرهما. قال الحاكم: وأصوله صحيحة، وكان من الأدباء المذكورين، وأول سماعه سنة سبع وثلاثمائة، وتوفي في ذي الحجة. (27/73)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 74 روى عنه: الحاكم، وأبو سعيد الكنجروذي، وجماعة. 4 (أحمد بن علي بن يحيى بن عون، أبو بكر المعمري القصري.) حدث عن أبي القاسم البغوي، وابن صاعد. وعنه: أبو محمد الخلال، وهو ثقة. 4 (أحمد بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن إسرائيل، أبو بكر البخاري الإسماعيلي، وجد) القاضي محمد، وهم بيت مشهور ببخارى. سمع: أبا نعيم عبد الملك بن عدي، وأبا بكر أحمد بن محمد المنكدري. وتوفي في رمضان، عن ثلاث وثمانين سنة. 4 (إبراهيم بن علي بن محمد بن غالب، أبو إسحاق التمار، مصري معروف.) سمع محمد بن الربيع الجيزي، وجعفر بن محمد الطوسي، وأبا سعيد بن الأعرابي. روى عنه: أبو عمر الطلمنكي، وابنه محمد بن إبراهيم. قال الحبال: هو محدث جليل، توفي في رجب. 4 (إبراهيم بن هلال بن إبراهيم، أبو إسحاق الصابي المشرك الحراني، (27/74)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 75 صاحب الرسائل الأدبية) المشهورة، كاتب ديوان الإنشاء لعز الدولة بختيار بن معز الدولة ملك العراق. كان متشدداً في دينه، حرص عليه عز الدولة أن يسلم، فلم يفعل، وكان يصوم رمضان، ويحفظ القرآن، ويستعمله في رسائله، وله النظم الرائق. ولي ديوان الرسائل، سنة تسع وأربعين، وكانت تصدر عنه مكاتبات إلى عضد الدولة بما) تؤلمه: فلما تملك سجنه، وعزم على قتله، فشفعوا فيه فأطلقه في سنة إحدى وسبعين، وأمره أن يصنع له كتاباً في أخبار الدولة البويهية، فعمل كتاب الباجي، ولم يزل مبعداً في أيامه. توفي في شوال، وله إحدى وسبعون سنة. فمن شعره. قال أبو القاسم بن برهان: دخلت عليه، وقد لحقه وجع المفاصل، وقد أبل، والمجلس عنده حفل، فأراد أن يريهم أنه قادر على الكتابة، ففتح الدواة ليكتب، فتطاولوا للنظر إلى كتابته، فوضع القلم، وقال بديهاً. (وجع المفاصل وهو أيسر .......... ما لقيت من الأذى.)

(جعل الذي استحسنته .......... والناس من خطي كذا.)

(والعمر مثل الكاس ير .......... سب في أواخره القذا.) ومن شعره: (رأتني أميز خلط الخضاب .......... وأقسم أجزاءه بالقضيب.)

(فقالت أبن لي ماذا تريد .......... بقسمة هذا السواد العجيب.)

(فقلت: فديتك ماء الشباب .......... وعزمي أسخم وجه المشيب.) وكان ابنه المحسن بن إبراهيم من الرؤساء، مات على كفره أيضاً، وخلف ابنه هلال بن المحسن الأديب، فأسلم، وروى عن أبي علي الفارسي، وأحمد بن محمد بن الجراح أدباً. قال الخطيب: كان صدوقاً. توفي سنة ثمان وأربعين وأربعمائة. (27/75)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 76 4 (إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم، أبو القاسم بن الطحان القيسي الحافظ القرطبي المالكي) الفقيه. غلب عليه الحديث، وله في المدونة أخبار معروفة. سمع: قاسم بن إصبع، والرعيني أحمد بن عبادة، ومحمد بن محمد عبد السلام الحسني، وأحمد بن دحيم، وأحمد بن مطرف، ومحمد بن معاوية. وألف تواليف حسنة، وانتفع به أهل العلم، وعمر دهراً، وصنف في التاريخ. قال ابن الفرضي: سمعت منه، وانتفع به أهل الكورة، وكانت فتياه بما ظهر له من الحديث. توفي في صفر، وشهده ألوف من المسلمين، وطاب الثناء عنه. 4 (جبريل بن محمد بن إسماعيل بن سندول، أبو القاسم الهمذاني الخرقي المعدل.) ) روى عن: عبدوس بن أحمد السراج، وعلي بن سعد البزاز، وأبي القاسم البغوي، وأبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد بن عامر السمرقندي، ومحمد بن إبراهيم بن زياد الطيالسي، وأبي بكر محمد بن إبراهيم بن المطرز الفقيه، وجماعة. روى عنه: جعفر بن محمد الأبهري، ومحمد بن عيسى، وعبد الله بن عبدان الفقيه. قال شيرويه: ويدل حديثه على الصدق، وذكر وفاته في ذي القعدة من السنة. قلت: هذا أسند من كان في زمانه بهمذان. 4 (صالح بن أحمد بن محمد بن أحمد بن صالح بن عبد الله بن قيس (27/76)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 77 بن الهذيل بن يزيد بن) العباس بن الأحنف بن قيس، أبو الفضل التميمي الهمذاني الحافظ السمسار، ويعرف بابن الكوملاذي. روى عن: أبيه، وعلي بن الحسن بن سعد البزاز، وأحمد بن الحسن بن عزون، والقاسم بن إبراهيم، ومحمد بن عبد الله بن بلبل، ومحمد بن المرار بن حمويه، وأحمد بن أوس والقاسم ابن أبي صالح، وعبد السلام بن محمد بن عبديل، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وعلي بن محمد ابن مهرويه القزويني، وجماعة. روى عنه: طاهر بن عبد الله بن ماهله، وحمد بن الزجاج، وأحمد بن زنجويه العمري، وطاهر بن أحمد الإمام، وأبو الفتح محمد بن أبي الفوارس الحافظ، وأحمد بن الحسين بن زنبيل النهاوندي وآخرون. وقال شيرويه الديلمي: كان ركناً من أركان الحديث، ثقة صدوقاً حافظاً ديناً ورعاً، لا يخاف في الله لومة لائم، وله مصنفات غزيرة. توفي لثمان بقين من شعبان، ويستجاب الدعاء عند قبره، ومولده سنة ثلاث وثلاثمائة، وصلى عليه ابن لال، فبلغنا أنه قال: كنا نترك ثلث الذنوب من خشية الله، وثلثيها حياء من هذا الشيخ. أخبرنا أحمد بن عبد الكريم الواسطي، أنا نصر بن جزو سنة ثلاث وعشرين وستمائة، أنا أبو طاهر بن سلفة، سمعت حمد بن نصر الحافظ بهمذان، سمعت علي بن حميد الذهلي، سمعت ابن طاهر بن عبد الله بن ماهلة الحافظ، سمعت حمد بن غمر الزجاج الحافظ يقول: لما أملى (27/77)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 78 صالح بن أحمد التميمي الحافظ بهمذان، كانت له رحىً، فباعها بسبعمائة دينار، ونثرها على محابر أصحاب الحديث.) 4 (الطيب بن يمن المعتضدي البغدادي.) سمع: البغوي، ومحمد بن منصور الشيعي. وعنه: أبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وهو ثقة. 4 (عبد الله بن أحمد بن محمد بن سعيد، أبو القاسم النسائي الفقيه،) شيخ أهل العلم والعدالة بنسا. توفي بها، وله نيف وتسعون سنة، وهو آخر من حدث عن الحسن بن سفيان. توفي بها. وقد ذكر أيضاً سنة اثنتين وثمانين. 4 (عبد الله بن إبراهيم بن أحمد بن محمد الطلقي الإستراباذي القاضي الحنفي، من مشايخ) جرجان. يروي عن أبي القاسم البغوي، وجعفر بن شهزيل الإستراباذي. وعنه: أبو سعد الإدريسي، وأبو محمد المنيري. 4 (عبد الله بن علي بن محمد، أبو بكر بن شبانة العطار عرف بممه، شيخ همذان.) روى عن: ابن عباد السراج، ومحمد بن صالح الطبري. وعنه: أبو الفضل بن عبدان، ومحمد بن عيسى، وأهل همذان. توفي في ربيع الآخر. 4 (عبد الله بن محمد بن سعيد بن محارب، أبو محمد الأنصاري الأصطخري، نزيل بغداد.) (27/78)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 79 حدث عن أبي خليفة، وزكريا الساجي، وعبد الله بن أدران الشيرازي، خلق من الغرباء. روى عنه: أبو الحسن العتيقي، وأبو القاسم التنوخي الصيمري، وأكثر شيوخه مجهولون، وأحاديثه عن أبي خليفة مقلوبة، وهي بروايات ابن دريد أشبه. وقال: ولدت بإصطخر، سنة إحدى وتسعين ومائتين، وسمعت من أبي خليفة سنة ثلاث وثلاثمائة. توفي في هذا العام. 4 (عبد الرحمن بن حمدان القاضي، أبو محمد الجرجاني.) كان أبوه من همذان، فولي قضاء جرجان، وأقام ببغداد مدة، وسكن طوس، ودخل بخارى. وقد سمع ببغداد من ابن صاعد، وبجرجان من أبي نعيم بن عدي. وعنه: أبو عبد الله الحاكم. 4 (عبيد الله بن محمد بن نافع، أبو العباس البشني الصوفي.) صحب أبا علي الثقفي، وورث من آبائه أموالاً كثيرة، فأنفقها في الخير. روى عن: أحمد بن السري الشيرازي صاحب الفسوي. وعنه: أبو سعيد الكنجروذي، وكان كثير العبادة. بقي) سبعين سنة لا يستند إلى حائط ولا يتكئ على وسادة، حج من نيسابور حافياً راجلاً، وأقام بالقدس أشهراً، ودخل المغرب، وحج من المغرب، ورجع إلى (27/79)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 80 بست، وتصدق ببقية أملاكه، وعاش خمساً وثمانين سنة. وقال السلمي: سمعته يقول: كانت نفقتي في سنة درهمين وثلاثين. وقد ذكر الحاكم ترجمته في ست ورقات، وقال: سمعته يقول: وقعت لي فترة، فدخلت هيت، وبقيت بها أربعين يوماً، لم أذق طعاماً ولا شراباً، حتى وجدت الطريق الذي كنت سلكته. قال الحاكم: مات في المحرم، وكان يعد من الأبدال. 4 (علي بن الحسين بن محمويه، أبو الحسن النيسابوري الصوفي الزاهد.) من أعيان أهل البيوتات، ومن العباد الصالحين والفقراء، وخرج إلى الشام وصحب أبا الخير الأقطع، وعاش ثمانياً وثمانين سنة. وسمع بمصر من أحمد بن داود الحضرمي. ومن يونس بن عبد الأعلى. 4 (علي بن زهير بن عبد الله بن عبد الصمد، أبو الحسن المقرئ.) بغدادي، سكن دمشق، وأقرأ الناس بالروايات. قرأ على: محمد بن المعبر الأخرم بدمشق، وعلى النقاش، وهبة الله بن جعفر ببغداد. وقرأ عليه الربعي وغيره. 4 (علي بن عبد الله بن محمد بن عمر، أبو الحسين الهمذاني الأصبهاني المعدل.) (27/80)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 81 رحل وسمع الحسين بن عياش، والقطان، وطبقته. يحضر مجلسه الكبار لفضله ورئاسته. روى عنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم. توفي في غرة رمضان. 4 (علي بن عبد الملك بن سليمان بن دهثم الفقيه، أبو الحسن الطرسوسي، نزيل نيسابور.) كان أديباً فصيحاً، إلا أنه متهاوناً بالسماع والرواية. روى عن أبي خليفة الجمحي، وأبي علي الموصلي، وعمر بن سنان المنبجي. قال أبو سهل الصعلوكي: قدم علينا الطرسوسي بغداد سنة اثنتين وعشرين، فقلت له: يا أبا الحسن، كيف رويت عن هؤلاء فقال: قد كان أبي حملني إلى العراق وأنا صغير، ثم ردني إلى طرسوس. روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو سعيد الكنجروذي، وأبو معاذ عبد الرحمن بن محمد المزكي، وغيرهم. قال الحاكم: وكان معتزلياً متهاوناً بالسماع، ولم يزل يتجهر إلى أن هجره.) وقد سمع من أبي عروية، وابن جوصا. 4 (علي بن حفص بن عمرو بن نجيح، أبو الحسن الخولاني الأندلسي هو إلبيري. الفقيه.) روى عن أبيه، وسمع من علي بن الحسن المري، وسعيد بن فحلون، ومسعود. قال ابن الفرضي: قرأت عليه التفسير ليحيى بن سلام، بسماعه من المري. أنبأ أحمد بن مسعود بن جرير سنة أربع وسبعين ومائتين، وكان لا بأس به. وقال لي: ولدت سنة تسع وثلاثمائة. (27/81)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 82 4 (علي بن عيسى، أبو الحسن النحوي المعروف بالرماني.) أخذ عن أبي بكر بن دريد، والزجاج، وأبي بكر بن السراج. روى عنه: هلال بن المحسن، وأبو القاسم التنوخي، والحسن أبو علي الجوهري. وكان متفنناً في علوم كثيرة، من القرآن والفقه والنحو والكلام على مذهب المعتزلة. صنف في التفسير والنحو واللغة. وكان مولده سنة ست وتسعين ومائتين، ومات في جمادى الأولى، وله ثمان وثمانون سنة. شرح كتاب سيبويه شرحاً كبيراً، وشرح الجمل لابن السراج، وله كتاب الاشتقاق وكتاب التصريف، وكتباً كثيرة ذكرها القفطي في ترجمته. قال: وصنف في الكلام كتاباً سماه صنعة الاستدلال في سبع مجلدات، وكتاب الأسماء والصفات لله تعالى وكتاب الأكوان وكتاب المعلوم والمجهول، وله نحو مائة ومصنف، وكان مع اعتزاله شيعياً. قال التنوخي: ممن ذهب في زماننا إلى أن علياً رضي الله عنه أفضل (27/82)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 83 الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من المعتزلة: أبو الحسن الرماني، لله دره. قلت: كان رأساً في عدة فنون وسماء العربية، وكان يخرج كلامه في النحو بالمنطق، حتى قال فيه أبو علي الفارسي: إن كان النحو ما يقوله الرماني فليس معنا منه شيء، وإن النحو ما نقوله، فليس معه منه شيء. وكان يقال: النحويون في زمانهم ثلاثة، وأحد لا يفهم كلامه، وهو الرماني، وواحد يفهم بعض كلامه، وهو أبو علي، وواحد يفهم جميع كلامه، وهو أبو سعيد السيرافي. وكان أبو حيان التوحيدي يبالغ في تعظيم الرماني حتى قال: إنه لم ير مثله قط علماً بالنحو،) وغزارةً في الكلام، وبصراً في المقالات، واستخراجاً للفرص، مع تأله وتنزه وفصاحة وفقاهة. قلت: ثم وصفه بالدين واليقين والحلم والرواية والاحتمال والوقار. 4 (علي بن محمد بن أحمد بن سهل، أبو الحسن الإستراباذي الفقيه الشاعر. ثقة.) روى عن أبيه، وأبي نعيم عبد الملك. روى عنه: أبو سعد الإدريسي. 4 (عمر بن زاذان القزويني القاضي.) سمع عبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن هارون بن الحجاج. روى عنه: العتيقي، والعشاري. حدث في هذا العام، وانقطع خبره. 4 (محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان، أبو الحسن الكوفي الحافظ محدث الكوفة.) رحل إليه أبو ذر الهروي، وأبو الحسن العتيقي، وأبو العلاء الواسطي، وخلق. (27/83)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 84 روى عنه: عبد الله بن زيدان، وعلي بن العباس المقانعي، ومحمد بن دليل بن بشر. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن حشيش، أبو بكر الأصبهاني المعدل.) سمع: إسحاق بن جميل، ومحمد بن سهل بن الصباح، والحسن بن ذكم ويحيى بن محمد بن صاعد، والحسن بن علي بن زكريا الفقيه العدوي، ومحمد بن هارون الحضرمي، وجماعة. روى عنه: أبو نعيم، وأبو الحسين محمد بن عمر المقرئ، وأحمد بن محمد اللخمي، وآخر من روى عنه عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركاني. توفي عاشر رمضان. 4 (محمد بن أحمد بن علي بن الحسن الكنجروذي الصبغي.) سمع السراج، وابن خزيمة. وعنه: الحاكم وغيره. مات في شوال. 4 (محمد بن منقذ البكري الطليطلي الخطيب.) رحل إلى مصر، وسمع من أبي محمد بن الورد بن السكن، وحدث. 4 (محمد بن العباس بن أحمد بن محمد بن الفرات، أبو الحسن البغدادي الحافظ.) (27/84)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 85 سمع: أبا عبد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد، فمن بعدهما، وجمع ما لم يجمعه أحد في وقته. قال الخطيب: وبلغني أنه كان عنده عن علي بن محمد المصري الواعظ وحده ألف جزء، وأنه كتب مائة تفسير، ومائة تاريخ. ثنا عنه أحمد بن علي الباذا، ومحمد بن عبد الواحد بن زرعة، وأبو إسحاق البرمكي، وحدثني الأزهري أن ابن الفرات خلف ثمانية عشر صندوقاً مملوءة كتباً، أكثرها بخطه، وكتابه هو الحجة في صحة النقل، وجودة الضبط، ولم يزل يسمع إلى أن) مات. وقال لي العتيقي: هو ثقة مأمون، ما رأيت أحسن قراءة منه للحديث، وقال غيره: مات في شوال، وله بضع وعشرون سنة. 4 (محمد بن علي بن سهل بن مصلح الفقيه، أبو الحسن الماسرجسي ابن بنت الحسن بن عيسى) بن ماسرجس النيسابوري الشافعي، شيخ الشافعية في عصره. سمع خاله مؤمل بن الحسن، ومكي بن عبدان، وأبا حامد بن الشرفي، وجماعة، ورحل إلى حدود الأربعين وثلاثمائة، فسمع إسماعيل الصفار ببغدادن وعبد الله بن شوذب بواسط، وابن داسة بالبصرة، وابن الأعرابي بمكة، وابن حذلم بدمشق، وأصحاب يونس بن عبد الأعلى، والمزني بمصر. قال الحاكم: كان أعرف الأصحاب بالمذهب وترتيبه. صحب أبا إسحاق المروزي إلى مصر، ولزمه، وتفقه، ثم انصرف إلى بغداد، فكان (27/85)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 86 مفيد أبي علي بن أبي هريرة، ثم رجع إلى بلده، وعقد مجلس النظر ومجلس الأملاء، فأملى زماناً، وتوفي في جمادى الآخرة، عن ست وسبعين سنة. تفقه عليه القاضي أبو الطيب الطبري، وجماعة، وحدث عنه الحاكم وأبو نعيم، وأبو عثمان إسماعيل الصابوني، وأبو سعيد الكنجروذي، وهو صاحب وجه في المذهب. 4 (محمد بن عمران بن موسى بن عبيد، أبو عبيد الله المرزباني البغدادي الكاتب العلامة.) حدث عن: أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن دريد، وأبي حامد بن هارون الحضرمي ونفطويه، وغيرهم. روى عنه: أبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وغيرهما، وكان إخبارياً راوية للآداب، صنف في أخبار الشعراء وفي الغزل، غير أن أكثر كتبه لم تكن مما سمعه، بل بالإجازة، فيقول: أخبرنا، ولا يبين. وقال القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري: سمعت أبا عبد الله المرزباني يقول: كان في داري خمسون، ما بين لحاف ودراج معدة لأهل العلم الذين يبيتون عندي. وقال أبو القاسم الأزهري: كان المرزباني يضع المحبرة وقنينة النبيذ، فلا يكتب، ويشرب، وكان معتزلياً صنف كتاباً في أخبار المعتزلة، وما كان ثقة. قال الخطيب: ليس حاله عندنا الكذب، وأكثر ما عيب عليه المذهب، وروايته بالإجازة، ولم) يبينها. (27/86)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 87 وقال العتيقي: كان معتزلياً ثقة، مات في شوال، وله ثمان وثمانون سنة. كان في زمانه تشبه تصانيفه بتصانيف الجاحظ. قال أبو علي الفارسي النحوي: أبو عبيد الله المرزباني من محاسن الدنيا، وكان الملك عضد الدولة مع عظمته يجتاز بباب المرزباني، فيقف حتى يخرج إليه المرزباني، فيسلم عليه، وكانت داره تجمع الفضلاء، وكان مشتهراً بشرب النبيذ، وكتابه في أخبار الشعراء خمسة آلاف ورقة، وله كتاب آخر في الشعراء المحدثين خاصة، كبير إلى الغاية، يكون عشرة آلاف ورقة، وأخبار المسمعين ثلاثة آلاف ورقة، وأخبار الغناء والأصوات ثلاثة آلاف ورقة وله تصانيف كثيرة جداً، أوردها القفطي. وروى الجوهري عن المرزباني أنه أعطى مرة عضد الدولة ألف دينار، وقال: إنه بلغني أنك تؤرخ، فإذا جاء اسمي فأجمل، فقلت: نعم، أجمل، وبذكرك أتجمل. 4 (محمد بن عثمان بن عبيد بن الخطاب، أبو الطيب البغدادي الصيدلاني.) سمع البغوي، وأبا بكر بن أبي داود. وعنه العتيقي، ووثقه. 4 (محمد بن محمد بن إسماعيل، أبو منصور البياع الواعظ النيسابوري.) حدث ببغداد عن أبي حامد بن بلال. وعنه: أبو العلاء الواسطي. 4 (محمد بن يحيى بن وهب، أبو بكر القرطبي الفهري مولاهم.) سمع أحمد بن القرشي، ومسلمة بن قاسم، وجماعة، ورحل فأقام بمصر مدة، قبل الثمانين، وكتب الكثير، فكان بارعاً في الفقه والنحو وتجويد القرآن، ثقة. فيما ينقله. توفي في صفر. وقد حدث بيسير. (27/87)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 88 4 (محمد بن يحيى بن عمار، أبو بكر الدمياطي.) سمع محمد بن زبان، وأبا بكر بن المنذر، ومحمد بن إبراهيم الديبلي، وأبا عبيد بن حربويه القاضي. وعنه: أبو عمر أحمد بن محمد الطلمنكي. سمع منه كتاب الإشراف لابن المنذر، وكتاب الليث بن سعد رواية محمد بن رمح، وروى عنه أيضاً يحيى بن علي بن الطحان، وطائفة. 4 (المحسن بن علي بن محمد بن أبي الفهم القاضي، أبو علي التنوخي الأديب.) ) ولد بالبصرة، فسمع بها أبا العباس محمد بن أحمد الأثرم، وابن داسة، وببغداد أبا بكر الصولي، وجماعة، وكان أديباً إخبارياً علامة مصنفاً شاعراً. روى عنه: ابنه أبو القاسم علي، وقال: مولدي سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وأول سماعه في سنة ثلاث وستين. سمع من واهب المازني صاحب نصر بن علي الجهضمي وقال: لم يكن عند واهب بن يحيى غير هذا الحديث في ستر المسلم. قلت: وقع لنا الحديث عالياً. تولى أبو علي قضاء رامهرمز وعسكر مكرم وغير ذلك، ومات في المحرم من السنة. (27/88)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 89 قال الخطيب: كان سماعه صحيحاً، وأول ما تولى القضاء سنة تسع وأربعين، من قبل أبي السائب عتبة بن عبد الله. 4 (منصور بن جعفر بن ملاعب، أبو القاسم البغدادي الصيرفي.) سمع البغوي، وأبا بكر بن أبي داود. وعنه: أبو العلاء الواسطي، وأحمد بن روح، ووثقه العتيقي، وروى الرئيس الثقفي في أربعينه عن سفيان بن حسنكويه عنه. 4 (موحد بن إسحاق بن إبراهيم، أبو الفرج بن البري الدمشقي المتعبد.) حكى عن خاله عمر بن سعيد البري، ومحمد بن عبد الله المقرئ، والشيخ أبي صالح صاحب المسجد الخارج باب شرقي. روى عنه: علي بن محمد الجبائي، وطلحة بن أسد الرقي، ومحمد بن عبد الرحمن بن المغيث، وغيرهم. 4 (نصر بن غالب، أبو الفتح البزاز.) حدث عن البغوي وابن صاعد روى عنه العتيقي وغيره، وهو من أهل باب الطاق ببغداد. 4 (لاحق بن الحسين بن عمران المقدسي، أبو عمر.) كان كذاباً يضع الأسماء والمتون مثل طغج بن طغان، وطرغيل بن غربيل. حدث بخراسان وخوارزم وما وراء النهر عن خثيمة الطرابلسي، والمحاملي، ومحمد بن مخلد العطار. (27/89)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 90 وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو نعيم، وجعفر المستغفري. وتوفي بخوارزم، وقد اتفقوا على كذبه، ويقال له: لاحق الوراق.) 4 (يحيى بن علي بن يحيى بن عوف، أبو القاسم القصري.) عن البغوي، وابن صاعد. وعنه: أبو محمد الخلال. وكان ثقة. 4 (يعقوب بن إسحاق، أبو الفضل النسفي المعدل. ثقة.) روى عن أبي العباس الأصم، وعبد المؤمن بن خلف. كتب عنه: جعفر بن محمد بن المستغفر. (27/90)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 91 1 (وفيات سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.)

4 (أحمد بن إبراهيم بن عبدويه بن سدوس بن علي، أبو الحسن الهذلي العبدوي النيسابوري) الزاهد، أبو الحافظ أبي حازم. سمع: أبا العباس بن السراج، وابن خزيمة، وحاتم بن محبوب الفيامي. روى عنه: ابنه والحاكم الكنجروذي. توفي في رمضان. 4 (أحمد بن الحسين بن أحمد الفقيه، أبو نصر النيسابوري الشافعي، أحد الأئمة.) سمع: أبا حامد الشرفي، وطبقته. وعنه الحاكم، وقال: توفي في جمادى الأولى. 4 (أحمد بن محمد بن إسماعيل، أبو بكر بن المهندس. محدث مصر في وقته.) سمع: أبا شيبة داود بن إبراهيم، ومحمد بن محمد بن بدر الباهلي، وأبا بشر الدولابي، ومحمد بن زبان، وعلي بن الحسن بن قديد، وأبا عبيد بن حربويه، وجماعة كثيرة، منهم القاسم البغوي، وانتقى عليه الحفاظ من المشارقة والمغاربة. روى عنه: عبد الغني الحافظ، والفقيه، أبو القاسم يحيى بن الحسين القفاص، وعبد الملك بن مسكين الزجاج، وأبو أحمد العباس بن الفضل بن (27/91)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 92 الفرات بن حنزابة، وعلي بن عبد الواحد النجيرمي الكاتب، وعبد الرحمن بن المظفر الكحال، وأبو القاسم يحيى بن علي بن الطحان، وقال: كان ثقة تقياً، وقال غيره: عاش تسعين سنة. 4 (أحمد بن محمد بن عبدوس، أبو الحسن الحاتمي الفقيه النيسابوري.) سمع الأصم، ومات كهلاً في حياة والده. 4 (أحمد بن محمد ين عبد الوارث الزجاج.) روى عن أبي جعفر الطحاوي، والمهراني، وغيره. توفي في ذي الحجة. 4 (إبراهيم بن محمد بن الفتح المصيصي الجلي، بجيم.) ) حدث ببغداد عن محمد بن سفيان المصيصي، ومحمد بن إبراهيم البطال. وعنه: أحمد بن محمد العتيقي، وأبو القاسم التنوخي. وقال البرقاني: صدوق، وقال غيره: كان حافظاً ضريراً، ومن شيوخه إمام جامع المصيصة أبو الماضي محمد بن يحيى، ومحمد بن حاتم بن روح القزاز، ومحمد بن أحمد بن أبي الخطيب، وآخر من حدث عنه أبو الحسين محمد بن الآبنوسي. 4 (إسماعيل بن عباد الصاحب، أبو القاسم، وزير مؤيد الدولة بويه بن (27/92)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 93 ركن الدولة. أصله من) الطالقان، وكان نادرة دهره وأعجوبة عصره في الفضائل والمكارم. أخذ الأدب عن الوزير أبي الفضل بن العميد، وأبي الحسين أحمد بن فارس، وسمع الحديث من أبيه، ومن غيره واحد، وحدث باليسير، وأملى مجالس روى فيها عن عبد الله بن جعفر بن فارس وأحمد بن كامل بن سحرة، وأحمد بن محمد أبي الحسن الكنباني، وسليمان الطبراني، وطائفة. روى عنه: أبو العلاء، محمد بن علي بن حسول، وعبد الملك بن علي الرازي القطان، وأبو بكر بن أبي علي المعدل، والقاضي أبو الطيب طاهر الطبري، وأبو بكر بن المقرئ ومع تقدمه، وهو أول من سمي بالصاحب، لأنه صحب مؤيد الدولة من الصبا، وسماه الصاحب، فغلب عليه، ثم سمي به كل من ولي الوزارة بعده، وقيل لأنه كان يصحب أبا الفضل بن العميد، فقيل له صاحب العميد، ثم خفف فقيل: الصاحب. قال فيه أبو سعيد الرستمي: (ورث الوزارة كابراً عن كابر .......... موصولة الإسناد بالإسناد.)

(يروي عن العباس عباد وزرأ .......... رته وإسماعيل عن عباد.) ولما توفي مؤيد الدولة بجرجان في سنة ثلاث وسبعين، ولي بعده أخوه فخر الدولة أبو الحسن، فأقره على الوزارة، وبالغ في تعظيمه. وكان الوزير أبو الفتح من ذي الكفايتين قد قصد الصاحب، وأزاله عن الوزارة، ثم نصر عليه، وعاد إلى الوزارة، فقي كتاب المحسن التنوخي في الفرج بعد (27/93)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 94 الشدة أن إبراهيم بن علي بن سعيد النصيبيني حدثه قال: سر أبو الفتح، فطلب الندماء، وهيأ مجلساً عظيماً بآلات الذهب والفضة والمغاني والفواكه، وشرب بقية يومه، وعامة ليلته، ثم عمل شعراً وغنوا به، يقول فيه:) (إذا بلغ المرء آماله .......... فليس إلى بعدها منتزح.) وكان هذا بعد تدبيره على الصاحب، حتى أبعده عن مؤيد الدولة، وسيره إلى أصبهان، وانفرد بالدست، ثم طرب بالشعر، وشرب إلى أن سكر، وقال: غطوا المجلس لأصطبح عليه غداً، وقال لندمائه: باكروني، ثم نام، فدعاه مؤيد الدولة في السحر، فقبض عليه، وأخذ ما يملكه، ومات في النكبة، ثم عاد الصاحب إلى الوزارة. قلت: وبقي في الوزارة ثمانية عشر عاماً، وفتح خمسين قلعة، وسلمها إلى فخر الدولة، لم يجتمع منها عشرة لآبيه. وكان الصاحب عالماً بفنون كثيرة من العلم، لم يدانه في ذاك وزير، وكان أفضل وزراء الدولة الديلمية، وأغزرهم علماً، وأوسعهم أدباً، وأوفرهم محاسن. وقد طول ابن النجار ترجمته وجودها. أنبأنا أحمد بن سلامة، عن مسعود بن أبي منصور، أنا أبو علي الحداد، أنا أبو العلاء محمد بن علي، ثنا الصاحب بن عباد، أملانا أبو الحسن بن أحمد بن محمد، ثنا سليمان بن داود القزاز، نا سفيان، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر يمشون أمام السرير. قال الصاحب: قد شارك الطبراني في إسناده. قيل: كان ابن عباد فصيحاً مفوهاً، لكنه يتقعر في خطابه، ويستعمل وحشي اللغة، حتى في انبساطه، يعيب التيه ويتيه، ولا ينصف من ناظره. وقيل: كان مشوه الصورة، وصنف في اللغة كتاباً سماه المحيط في سبع (27/94)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 95 مجلدات، وله كتاب الكافي في الترسل، وكتاب الأعياد، وكتاب الإمامة ذكر فيه فضائل علي رضي الله عنه، وثبت إمامة من تقدمه. وكان شيعياً كآل بويه، وما أظنه يسب، لكنه معتزلي، قيل إنه نال من البخاري، وقال: إنه حشوي لا يعول عليه، وله كتاب الوزراء وكتاب الكشف عن مساوئ المتنبي وكتاب أسماء الله وصفاته. ومن ترسله: نحن يا سيدي، في مجلس غنىً إلا عنك، شاكراً إلا منك، قد تفتحت فيه عيون النرجس، وتوردت خدود فيه بالبنفسج، وفاحت مجامر الأترج، وفتقت فارات النارنج، وانطلقت ألسن العيدان، وقامت خطباء الأوتار، وهبت رياح الأقداح، ونفقت سوق الأنس، وقام منادي الطرب وطلعت كواكب الندماء وامتدت سماء الند، فبحياتي إلا ما حضرت فقد أبت راح مجلسنا أن تصفو إلا أن تناولها يمناك، وأقسم غناؤه أن لا يطيب حتى تعيه أذناك، فخدود نارنجه قد احمرت خجلاً لإبطائك، وعيون نرجسه قد حدقت تأميلاً للقائك:) وله: (رق الزجاج ورقت الخمر .......... وتشابهت فتشاكل الأمر.)

(فكأنها خمر ولا قدح .......... وكأنما قدح ولا خمر.) (27/95)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 96 وله يرثي الوزير أبا علي كثير بن أحمد: (يقولون لي: أودى كثير بن أحمد .......... وذلك مرزوء علي جليل.)

(فقلت: دعوني والبكا نبكه معاً .......... فمثل كثير في الرجال قليل.) وورد أن الصاحب جمع من الكتب ما كان يحتاج في نقلها إلى أربعمائة جمل، ولما عزم على الإملاء، تاب إلى الله، واتخذ لنفسه بيتاً سماه بيت التوبة ولبث أسبوعاً على الخير، ثم أخذ خطوط الفقهاء بصحة توبته، ثم جلس للإملاء، وحضر خلق كثير منهم القاضي عبد الجبار بن أحمد. وكان الصاحب ينفذ إلى بغداد في السنة خمسة آلاف دينار، تفرق على الفقهاء والأدباء، وكان يبغض من يميل غلى الفلسفة، ومرض بالأهواز بالإسهال، فكان إذا قام من الطشت، ترك إلى جانبه عشرة دنانير، حتى لا يتبرم به الخدم، فكانوا يودون دوام علته، ولما عوفي تصدق بنحو من خمسين ألف دينار. وله ديوان شعر. وقد مدحه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الخازن الشاعر بقصيدته المشهورة، وهي: (هذا فؤادك نهبى بين أهواء .......... وذاك رأيك سار بين آراء.)

(هواك بين العيون النجل مقتسم .......... داء لعمرك ما أبلاه من داء.)

(لا يستقر بأرض أو يسير إلى .......... أخرى بشخص قريب عزمه نائي.)

(يوماً بحزوى ويوماً بالكثيب ويو .......... ماً بالعذيب ويوماً بالخليصاء.) ومنها: (صبية الحي لم تقنع بها سكناً .......... حتى علقت صبايا كل أحياء.)

(أدعى بأسماء نبزاً في قبائلها .......... كأن أسماء أضحى بعض أسمائي.) (27/96)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 97 (ثنت أناملها عني وقد دميت .......... من مهجتي فادعتها وشي حناء.) وهي طويلة. وقيل إن نوحاً بن منصور الساماني، كتب إليه يستدعيه ليفوضه وزارته، فاعتل عليه بأنه) يحتاج لنقل كتبه، خاصة، أربعمائة جمل، فما الظن بما يليق من التجمل. ومن بديع نظم الصاحب بن عباد: (تبسم إذ تبسم عن إقاح .......... وأسفر حين أسفر عن صباح.)

(وألحقني بكأس من رضاب .......... وكأس من جنى ورد وراح.)

(له وجه يدل به وطرف .......... يمرضه فيسكر كل صاح.)

(جبينك والمقلد والثنايا .......... صباح في صباح في صباح.) ومن شعره: (الحب سكر خماره التلف .......... يحسن فيه الذبول والدنف.)

(علوه زاد في تصلفه .......... والحسن ثوب طرازه الصلف.) وقال أبو يوسف القزويني المعتزلي: كتب الفهري قاضي قزوين إلى الصاحب، مع كتب أهداها له: (الفهري عبد كافي الكفاة .......... وإن اعتد عن وجوه القضاة.)

(خدم المجلس الرفيع بكتب .......... مترعات من علمها منعمات.) فأجاب الصاحب: (قد قبلنا من الجميع كتاباً .......... ورددنا لوقتها الباقيات.)

(لست أستغنم الكبير فطبعي .......... قول خذ، ليس مذهبي قول هات.) ولد بإصطخر، وقيل بالطالقان، في سنة ست وعشرين وثلاثمائة. والطالقان: اسم لناحية من أعمال قزوين، وأما بلد الطالقان التي بخراسان (27/97)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 98 فأخرى، خرج منها جماعة علماء. توفي ليلة الجمعة من صفر، سنة خمس وثمانين. ومن مراثي الصاحب: (ثوى الجود والكافي معاً في حفيرة .......... ليأنس كل منهما بأخيه.)

(هما اصطحبا حيين ثم تعانقا .......... ضجيعين في لحد بباب دريه.)

(إذا ارتحل الثاوون عن مستقرهم .......... أقاما إلى يوم القيامة فيه.) وكان يلقب كافي الكفاة أيضاً، وكانت وفاته بالري، ونقل إلى أصبهان، ودفن بمحلة باب درية. ولما توفي أغلقت له مدينة الري، واجتمع الناس على باب فصره، وحضره مخدويه وسائر) الأمراء، وقد غيروا لباسهم، فلما خرج نعشه، صاح الناس صيحة واحدة، وقبلوا الأرض، ومشى فخر الدولة ابن بويه أمام نعشه، وقعد للعزاء. ولبعضهم فيه: (كأن لم يمت حي سواك ولم تقم .......... على أحد إلا عليك النوائح.)

(لئن حسنت فيك المراثي وذكرها .......... لقد حسنت من قبل فيك المدائح.)

4 (إسماعيل بن محمد بن سعيد، أبو القاسم بن الخبازة السرقسطي.) سمع محمد بن يحيى بن لبابة، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وسعيد بن فحلون، ورحل فسمع بمصر من أحمد بن مسعود الزبيدي، وبالقيروان من محمد بن محمد اللباد، وجمع علماً كثيراً، وكان شيخاً صالحاً، وقرئت عليه الكتب، وعاش نيفاً وثمانين سنة. 4 (أفلح مولى الناصر عبد الرحمن بن محمد بن يحيى الأموي القرطبي.) رحل وسمع: أبا سعيد بن الأعرابي، وجماعة، وحدث بيسير. (27/98)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 99 4 (الحسين بن علي، أبو عبد الله النمري البصري، صاحب التصانيف.) كان شاعراً محسناً لغوياً أديباً. قرأ على أبي عبد الله الأزدي، وله مصنف في أسماء الذهب والفضة، وكتاب معاني الحماسة وكتاب الخيل وكتاب اللمع. وكان مقيماً بالبصرة. 4 (داود بن سليمان بن داود بن رباح، أبو الحسن البغدادي البزاز.) سمع أبا عبد الله المحاملي، ومحمد بن عبيد الله الكاتب. روى عنه: العتيقي، وأبو القاسم التنوخي، ومحمد العشاري، ووثقه العتيقي. 4 (سعد بن محمد بن علي، أبو طالب الأزدي العراقي، المعروف بالوكيل.) من كبار الأدباء، وفحول الشعراء. روى عنه أبو علي التنوخي، وأبو الخطاب الجبلي. ألف شرحاً لديوان المتنبي، وكان فقيراً يمدح بالشيء اليسير ولا يبالي. عاش ثمانين سنة. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن علي، أبو المطرف بن السكان المالقي.) سمع بقرطبة من قاسم بن إصبغ، ومحمد بن معاوية. وكان حسن المشاركة في العلوم والآداب، رئيساً. 4 (عبد الواحد بن جعفر الناقد، بغدادي.) روى عن أبي القاسم البغوي. (27/99)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 100 وعنه: أحمد بن محمد العتيقي، وقال: ثنا في هذه السنة، وكان) ثقة. 4 (عبد الواحد بن محمد بن شاه، أبو الحسن الشيرازي الصوفي نزيل نيسابور.) سمع إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، ومحمد بن مخلد، وأبا روق الهزاني، وصحب الزهاد. روى: عنه الحاكم، وغيره. 4 (علي بن أحمد بن محمد، أبو الحسين المهلبي الأديب.) توفي بمصر، وله فيما قيل: مائة وإحدى وخمسون سنة، والله أعلم. 4 (علي بن الحسين بن بندار بن عبد الله بن خير القاضي، أبو الحسن الأذني.) سمع: محمد بن الفيض، ومحمد بن خريم، وسعيد بن عبد العزيز بدمشق، وعلي بن عبد الحميد الغضايري بحلب، وأبا عروبة بحران، وابن فيل بأنطاكية، وسكن مصر. روى عنه: عبد الغني الحافظ، ومكي بن علي الجمال، ويوسف بن رياح البصري، وهبة الله بن إبراهيم بن الصواف، وعبد الملك بن مسكين الفقيه، واحمد بن سعيد بن نفيس المقرئ. وتوفي في ربيع الأول. ما علمت به بأساً. (27/100)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 101 4 (علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار بن عبد الله، أبو الحسن) البغدادي الدار قطني، الحافظ المشهور صاحب المصنفات. سمع من: أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وابن صاعد، ومحمد بن إبراهيم بن فيروز، ومحمد بن هارون الحضرمي، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، ومحمد بن قاسم المحاربي، وأبي علي محمد بن سليمان المالكي، وأبي عمر محمد بن يوسف القاضي والحسين ابن المحاملي، وأبي بكر زياد النيسابوري، وأبي روق الهزاني، وبدر بن الهيثم، وأحمد بن إسحاق بن البهلول، وعبد الوهاب بن أبي حية، واحمد بن القاسم الفرائضي، وأبي طالب أحمد بن نصر الحافظ، وخلق كثير ببغداد والكوفة والبصرة وواسط، ورحل في الكهولة إلى الشام ومصر، فسمع القاضي أبا الطاهر الذهلي وهذه الطبقة. حدث عنه: أبو حامد الإسفرايني الفقيه، وأبو عبد الله الحاكم، وعبد الغني بن سعيد المصري، وتمام الرازي، وأبو بكر البرقاني، وأبو ذر عبد بن أحمد، وأبو نعيم، وأحمد بن الحسن الطيان الدمشقي، وعلي بن السمسار، وأبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وأبو طاهر بن (27/101)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 102 عبد الرحيم الكاتب، والقاضي أبو الطيب الطبري، وأبو عمر بكر بن بشران، وأبو الحسن العتيقي،) وحمزة السهمي، وأبو الغنائم عبد الصمد بن المأمون، وأبو محمد الجوهري، وأبو الحسن محمد بن المهتدي بالله، وأبو الحسين بن الأبنوسي، وخلق كثير. ومولده سنة ست وثلاثمائة. قال الحاكم: صار الدارقطني أوحد عصره في الحفظ والفهم والورع، وإماماً في القراء والنحويين. وفي سنة سبع وستين أقمت ببغداد أربعة أشهر، وكثر اجتماعنا بالليل والنهار، فصادفته فوق ما وصف لي، وسألته عن العلل والشيوخ. وله مصنفات يطول ذكرها، وأشهد أنه لن يخلف على أديم الأرض مثله. وقال الخطيب: كان الدارقطني فريد دهره، وقريع عصره، ونسيج وحده، وإمام وقته، انتهى إليه في علم الأثر والمعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال، مع الصدق والثقة، وصحة الاعتقاد، والاضطلاع من علوم، سوى علم الحديث، منها القراءات، فإن له فيها مصنفاً مختصراً، جمع الأصول في أبواب عقدها في أول الكتاب، وسمعت من يعتني بالقراءات يقول: لم يسبق أبو الحسن إلى طريقته التي سلكها في عقد الأبواب المقدمة في أول القراءات، وصار القراء بعده يسلكون ذلك، ومنها المعرفة بمذاهب الفقهاء، فإن كتابه السنن يدل على ذلك، وبلغني أنه درس فقه الشافعي على أبي سعيد الأصطخري، وقيل على غيره، ومنها المعرفة بالأدب والشعر، فقيل إنه كان يحفظ دواوين جماعة، فحدثني حمزة ابن محمد بن طاهر أنه كان يحفظ ديوان السيد الحميري، ولهذا نسب إلى التشيع. وحدثني الأزهري قال: بلغني أن الدارقطني حضر في حداثته مجلس إسماعيل الصفار، فجلس ينسخ جزءاً، والصفار يملي، فقال رجل: لا يصح سماعك وأنت تنسخ، فقال الدارقطني: فهمي للإملاء خلاف فهمك ثم قال: تحفظ كم أملى الشيخ قال: لا. قال: أملى ثمانية عشر حديثاً، الحديث الأول عن فلان عن (27/102)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 103 فلان عن فلان، ومتنه كذا، والحديث الثاني عن فلان، ومتنه كذا، ثم مر في ذلك حتى أتى على الأحاديث، فعجب الناس منه، أو كما قال. وقال رجاء بن محمد المعدل: قلت للدارقطني: رأيت مثل نفسك فقال: قال الله تعالى: فلا تزكوا أنفسكم فألححت عليه، فقال: لم أر أحداً جمع ما جمعت. وقال أبو ذر عبد بن أحمد: قلت للحاكم ابن البيع: هل رأيت مثل الدارقطني فقال: هو لم ير مثل نفسه، فكيف أنا رواها الخطيب في تاريخه عن أبي الوليد الباجي، عن أبي ذر، فهذا من) رواية الكبار عن الصغار. وكان عبد الغني المصري إذا حكى عن الدارقطني يقول: قال أستاذي، قال الخطيب، سمعت أبا الطيب الطبري يقول: الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث. وقال الخطيب: قال لي الأزهري: كان الدارقطني ذكياً، إذا نوكر شيئاً من العلم أي نوع كان وجد عنده من نصيب وافر. ولقد حدثني محمد بن طلحة النعالي أنه حضر مع الدارقطني دعوة، فجرى ذكر الأكلة، فاندفع الدارقطني يورد أخبار الأكلة ونوادرهم، حتى قطع أكثر ليلته بذلك. وقال الأزهري: رأيت الدارقطني أجاب ابن أبي الفوارس عن علة حديث أو اسم، ثم قال: يا أبا الفتح ليس بين الشروق والغرب من يعرف هذا غيري. وقال البرقاني: كان الدارقطني يملي علي العلل من حفظه، فمن أراد أن يعرف قدر ذلك، فليطالع كتاب العلل للدارقطني، ليعرف كيف كان الحفاظ. قال أبو عبد الرحمن السلمي: سمعت الدارقطني يقول: ما في الدنيا شيء أبغض إلي من الكلام. ونقل ابن طاهر المقدسي أنهم اختلفوا ببغداد، (27/103)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 104 فقال قوم: عثمان أفضل، وقال قوم: علي أفضل. قال الدارقطني: فتحاكموا إلي، فأمسكت، وقلت الإمساك خير، ثم لم أر لديني السكوت، فدعوت الذي جاءني مستفتياً، وقلت: قل لهم: عثمان أفضل باتفاق جماعة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا قول أهل السنة، وأول عقد يحل من الرفض. قال الخطيب: فسألت البرقاني: هل كان أبو الحسن يملي عليك العلل من حفظه قال: نعم، وأنا الذي جمعتها، وقرأها الناس من نسختي. ثم قال الخطيب: وحدثني العتيقي، قال: حضرت الدارقطني، وجاء أبو الحسين البيضاوي يغرب ليسمع منه، فامتنع واعتل ببعض العلل، وقال: هذا رجل غريب، وسأله أن يملي عليه أحاديث، فأملى عليه أبو الحسين من حفظه مجلساً تزيد أحاديثه على العشرة متون جميعها: نعم الشيء الهدية أمام الحاجة، فانصرف الرجل، ثم جاءه بعد، وقد أهدى له شيئاً، فقربه وأملى عليه من حفظه سبعة عشر حديثاً إذا أتاكم كريم فأكرموه. وقال محمد بن طاهر المقدسي: كان للدارقطني مذهب في التدليس خفي، يقول فيما لم يسمعه من أبي القاسم البغوي: حدثكم فلان. قلت: وأخذ الدارقطني عن أبي بكر بن مجاهد سماعاً، وقرأ على أبي بكر النقاش، وعلي بن) سعيد القزاز، وأحمد بن بويان، وأحمد بن محمد الديباجي، وبرع في القراءات، وتصدر في آخر أيامه للإقراء. (27/104)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 105 وقد نقلت من خطه حديثاً، والجزء بوقف الضيائية. ووقع لي حديثه عالياً بالإجازة، وقد أنبأنا المسلم بن علان أن أبا اليمن الكندي آخرهم، أنا منصور الشيباني، أنا أبو بكر الخطيب، حدثني أبو نصر علي بن هبة الله بن ماكولا قال: رأيت في المنام في شهر رمضان كأني أسأل عن حال الدارقطني في الآخرة ما آل إليه أمره فقيل لي: ذاك يدعى في الجنة الإمام. قلت: توفي في ثامن ذي القعدة. 4 (علي بن محمد بن علي الصباح العطار البغدادي، يعرف بابن المريض.) سمع أبا القاسم البغوي، وابن أبي داود. وعنه: أبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وأبو طالب العشاري. قال الخطيب: وكان صدوقاً. مات في رجب. 4 (علي بن محمد بن معاذ المعدل الملقابادي.) سمع أبا نعيم بن عدي، ومحمد بن حمدون. وعنه الحاكم. 4 (علي بن معروف البغدادي. حدث في هذه السنة، وتوفي بعدها.) عن الباغندي، والبغوي، وابن أبي داود، وغيرهم. وعنه: عبد العزيز الأزجي، وجماعة. وثقه الخطيب. 4 (علي بن محمد بن عبد الله القزويني القاضي. توفي بمصر.)

4 (عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن أيوب بن أزداذ الشيخ، أبو حفص بن شاهين الحافظ) الواعظ، محدث بغداد ومفيدها. (27/105)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 106 سمع: محمد بن محمد الباغندي، وأبا خبيب العباس بن البرتي، وأبا القاسم البغوي، وشعيب بن محمد الذراع، ومحمد بن هارون بن المجدر، وأبا بكر بن أبي داود بن صاعد، وأبا علي محمد بن سليمان المالكي، ورحل في الكهولة فسمع بدمشق إبراهيم بن محمد بن أبي ثابت، وأحمد بن سليمان بن زبان، وطائفة سواهم، وولد سنة سبع وتسعين ومائتين، وأول سماعه سنة ثمان وثلاثمائة. روى عنه: أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق رفيقه، وهلال الحفار، وأبو سعد الماليني، وأبو) بكر البرقاني، وأبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الخلال، وابنه عبيد الله بن عمر بن شاهين، وأبو محمد الجوهري، ومحمد بن عبد الله المؤدب، ومحمد بن عبد الوهاب بن الشاطر النقيب، وأبو الحسين محمد بن المهتدي، وآخرون. قال ابن ماكولا: ثقة مأمون سمع بالشام والعراق والبصرة وفارس، وجمع الأبواب والتراجم، وصنف كثيراً. وقال أبو الحسين بن المهتدي بالله، قال: أنا ابن شاهين: صنفت ثلاثمائة مصنف وثلاثين مصنفاً، أحدها التفسير الكبير ألف جزء، وألف وثلاثمائة جزء، والتاريخ مائة وخمسون جزءاً والزهد مائة جزء، وأول ما حدثت بالبصرة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. قال الخطيب: سمعت القاضي أبا بكر محمد بن عمر الداوودي قال: سمعت أبا حفص بن شاهين يقول: حسبت ما اشتريت به الحبر إلى هذا (27/106)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 107 الوقت، فكان سبعمائة درهم. قال الداوودي: وكنا نشتري الحبر كل أربعة أرطال بدرهم. قلت: ما يلحق الشخص أن يكتب بهذا كله بل كان يستنسخ، وقد حدثني شيخنا أبو العباس أحمد ابن إبراهيم الموصلي قال: كان عندنا تفسير ابن شاهين بواسط في نحو ثلاثين مجلداً. وقال الأزهري: كان ابن شاهين ثقة، وكان عنده عن البغوي سبعمائة جزء. وقال أبو الفتح بن أبي الفوارس: كان ابن شاهين ثقة مأموناً، قد جمع وصنف ما لم يصنفه أحد. وقال حمزة السهمي: سمعت الدارقطني يقول: ابن شاهين يلح على الخطأ، وهو ثقة. وقال الخطيب: سمعت محمد بن عمر الداوودي يقول: كان ابن شاهين ثقة، يشبه الشيوخ، إلا أنه كان لحاناً، وكان لا يعرف من الفقه لا قليلاً ولا كثيراً، كان إذا ذكر له مذاهب الفقهاء كالشافعي وغيره يقول: أنا محمدي المذهب، ورأيته يوماً اجتمع مع الدارقطني فما نطق خوفاً من أن يخطئ بحضرة أبي الحسن. وسمعته يقول: أنا أكتب ولا أعارض. قال العتيقي: توفي في ذي الحجة. 4 (عمر بن محمد بن موسى الجلاب، يروي عن محمد بن الربيع بن سليمان.)

4 (قتادة بن محمد بن قتادة النيسابوري.) سمع أبا حامد بن بلال وعبد الله بن الشرفي.) 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن حم، أبو الفضل النيسابوري الجلودي الواعظ.) (27/107)

تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع والعشرون الصفحة 108 سمع الكثير من: أبي بكر القطان والأصم، وإسماعيل الصفار، وعدة. روى عنه: أبو عبد الله الحاكم. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن حامد بن موسى بن العباس ين محمد بن يزيد بن) مسلمة بن الخليفة بن عبد الملك بن مروان، أبو بكر بن الأزرق الأموي المصري. صار إلى القيروان سنة ثلاث وأربعين، فحبسه بنو عبيد بالمهدية نحو أربعة أعوام، ثم خلصه الله، وقدم الأندلس في سنة تسع وأربعين، فأكرمه المستنصر، وأثبته في ديوان قريش. وكان أديباً حليماً. روى عن: علي بن عبد الله بن أبي مطر الإسكندراني، وخاله أحمد بن مسعود الزبيري، وابن الصموت. قال ابن الفرضي: كتبت عنه جزءاً، وقال لي: ولدت سنة تسع عشرة وثلاثمائة، وتوفي في ذي القعدة. وقد حدثت من حفظه بحديث أخطأ فيه. 4 (محمد بن إبراهيم بن يحيى أبو بكر النيسابوري الكسائي الأديب.) تخرج به جماعة في العربية. قال الحاكم: ثم إنه على كبر السن حدث بصحيح مسلم من كتاب جديد بخطه عن إبراهيم بن سفيان، فأنكرت عليه، فعاتبني، فقلت: لو أخرجت أصلك وأخبرتني بالحديث على وجهه، فقال: قد كان والدي يحضرني مجلس ابن سفيان بسماع هذا الكتاب، ثم لم أجد سماعي فقال لي أبو أحمد بن عيسى: قد كنت أرى أباك يقيمك في المجلس تسمع وأنت تنام لصغرك، ولم يبق بعدي من يروي هذا الكتاب غيرك، فاكتب من كتابي فإنك تنتفع به، فكتبته من كتابه، فقلت: هذا لا يحل لك، فقام وشكاني. (27/108)