الوقوف عند الحافة، كمال خلف الطويل

من معرفة المصادر

الوقوف عند الحافة، كمال خلف الطويل.


لايريد عاقل ان تعود العلاقات السورية – التركية سيرتها الأولى طيلة معظم عقدي ثمانينات وتسعينات العشرين , حين استعمل حافظ الاسد الورقة الكردية مقابل سكوت تركيا - كنعان ايفرين عن انطلاق بعض خلايا الطليعة المقاتلة للاخوان المسلمين من الاراضي التركية أوائل الثمانينات , و طلباً لمزيد من حصة في مياه الفرات ..... ليصل الأمر في اكتوبر 98 لحد تهديد مسعود الماظ باجتياح الجيش التركي لسورية ورد حافظ الاسد بسحب قواته من الشمال ونقل قوات النخبة عنده الى جبهة الجولان فيما بدا وكأنه تهديد بإشعال الجنوب إن اخترق الشمال طار حسني مبارك يومها – برعاية امريكية – الى انقرة وخرج بصفقة خروج عبدالله اوجلان الى كينيا ووقف تصاعد الازمة

يعود السوري اليوم لتسخين الملف الكردي في تركيا رداً على تسعير اردوغان لهجومه على نظام دمشق وتكراره المفردات المذهبية في توصيفه وفي توقعاته.

  • نبيل العربي : أول مهمة لديك –والاّن ومن فورك – هي التدخل فورا لفض الاشتباك , وقبل 12 حزيران , بل وحال دخولك مكتبك أميناً
  • أوجلان يهدد تركيا بحرب شاملة
  • أردوغان قلق من تقسيم سوريا ووقوع صدام سني ـ علوي

واصل رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان مواقفه شبه اليومية تجاه سوريا، بإطلاق أشد التحذيرات حتى الآن…. وأعرب عن قلقه من حدوث صدامات مذهبية في سوريا، ومن تقسيم سوريا وتفككها.

ومع أن اردوغان قال إن تركيا على تواصل مع المسؤولين السوريين عبر السفير التركي في دمشق، غير أنه ألمّح إلى تراجع تواصله مع الرئيس السوري بشار الأسد بالقول إن آخر اتصال بينهما كان قبل عشرة أيام.

على صعيد آخر تشهد «الساحة الكردية» في تركيا توترات متصاعدة وتطورات خطيرة…. فقد بلغت ذروة الاحتقان بين الحكومة التركية والأكراد في تهديد أطلقه زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان من سجنه في جزيرة ايمرالي التركية بفتح حرب شاملة ضد الدولة إن لم يتم التوصل إلى اتفاق مع الأكراد حول حقوقهم بحلول 15 حزيران المقبل.

ونقلت صحيفة «راديكال» عن أوجلان قوله «إننا ندخل مرحلة مهمة، وبعد 15 حزيران، يجب ألا يخدع احد نفسه، وليكن كل واحد مستعداً…. فبعد 15 حزيران إما أن يتحقق اتفاق كبير أو تبدأ حرب كبيرة…. في حال تم الاتفاق فسيكون الأول الكبير في تاريخ الأكراد، وإذا لم يحدث ذلك فلن يكون دفاع سلبي بل حرب شاملة في المدن والأرياف، ولن يتأثر بها الأكراد فقط بل ستطال الجميع»…. وأضاف انه «إذا لم تتوصل الحكومة إلى حل وإذا نشبت حرب كبرى فلن تصمد الحكومة حتى ثلاثة أشهر».

ويكمن خوف أوجلان من أن ينجح اردوغان في إعداد دستور جديد لا يتضمن اعترافا بالهوية الكردية، خصوصا أن رئيس الحكومة تراجع عن اعترافه بوجود قضية كرديـة قائلا انه ليـس من قضية كردية في تركيـا بل مشـكلة مواطنين أكراد، لذلك فإن كل الفرقاء الأكراد يلتـقون على موقف موحد من الصراع مع الحكومة التركية.

وينظر الجيش التركي بجدية إلى تحذيرات أوجلان لذا بدأ منذ الآن عمليات عسكرية ضد المقاتلين الأكراد في جنوب شرق تركيا، وآخرها يوم السبت في منطقة حقاري وقرب الحدود العراقية، والتي أسفرت عن مقتل 12 مقاتلا كرديا. ووصفت النائبة عن حزب السلام والديموقراطية الكردي غولتان قاياناق، والمرشحة للانتخابات النيابية عن منطقة سعرت، عمليات الجيش بأنها ليست موجهة فقط ضد حزب العمال الكردستاني بل ضد الديموقراطية أيضا. وفي سياق الحملة الانتخابية، خاطبت قاياناق رئيس الحكومة بأنه حتى لو نال 400 نائب وليس فقط الثلثين فلن يستطيع تمرير أي دستور لا يوافق عليه الأكراد…. وقالت إن اردوغان يقول «أعطوني ثلثي المقاعد أقدم لكم دستورا جديدا»…. وأضافت «إن الشعب الكردي بات يعرف الوجه الحقيقي لأردوغان وحكومته وحزبه ولن نعطيه الفرصة لكي يستمر بسلطنته»، موضحة أن الشعب الكردي يريد حكما ذاتيا وتعليما باللغة الأم وإطلاق المعتقلين السياسيين وإقامة كردستان ذات حكم ذاتي ديموقراطية ويريد أن يرى أوجلان، قائد الشعب الكردي، بينه. وشنت قاياناق حملة على رئيس الحكومة وسياسته الفلسطينية بالقول إن اردوغان يقول إنه يحب الأطفال الفلسطينيين لكنه وقّع في عهده أكثر من 60 اتفاقا مع إسرائيل.

وأضافت «إن حكومة العدالة والتنمية أعطت إسرائيل أكثر من مليارين ونصف مليار دولار، وهي من ضرائب الشعب التركي ومن جيوبنا». وتساءلت «ما الذي فعله الإسرائيليون بالمال؟ لقد قتلوا به الأطفال الفلسطينيين. هذه هي مقاربة رئيس حكومتنا لموضوع السلام، وهذه الفاتورة لسياسة اردوغان المزدوجة ندفعها نحن أيضا. لقد اخذ اردوغان السلاح من إسرائيل، الدبابات وطائرات هيرون من دون طيار وتحديث الطائرات واستخدمها لقصف أبناء هذا الشعب».