الميلاد
للشاعر الفلسطيني معين بسيسو:
هذه الريح وهذا الجبل وأنا والمنتهى والأجل والجناحان وليلي قفص والسياج الأبيض المكتحل أيّ أنغامي الذي يسمعني قمم تعزف فيها السّبل والذي تبصر عيني غصنا والذي يبصر عيني طلل هذه الريح وهذا الجبل وأنا والمنتهى والأجل حطب يبحر في النهّر وفي صدره النّار التي تشتعل نسي الرفش عليه أثرا ذكر الحطّاب فيه البلل فعلى أيّ تراب تنحني هذه الشمس التي تبتهل وعلى كلّ تراب صنم وعلى كلّ سماء بطل هذه الريح وهذا الجبل وأنا والمنتهى والأجل والطريقان وحبّي أثر أتخطّاه وسيري ملل والتي قد رحلت في أثري لم تعد منه وعاد الأمل أشموعي والجى يذرفها فصباحي أنجم تنهمل والنّدى الإنسان في سنبلة حلمه في ساقها يقتتل هذه الريح وهذا الجبل وأنا والمنتهى والأجل وظلالي أدمع يسكبها وقيود قد رماها الجبل يوم ميلادي الذي قد نزلت فيه أيّامي وأهلي نزلوا نصبّوا لي شمعة تحرسني ومشوا في ضوئها وارتحلوا فإذا دقّ بصدري نفس قرعوا أجراسهم واعتزلوا هذه الريح وهذا الجبل وأنا والمنتهى والأجل ها هي النار مشت صخرها في التماثيل دما يشتعل دثرّي جرحي فلا تطفؤه كلّ ريح جرحها مندمل