المفضليات/قصيدة راشد بن شهاب اليشكري
ولكنَّ أَنْباءً أَتَتْنِي عنِ أمْرِىءٍ ... وما كانَ زادِي بِالخبيثِ كما زَعَمْ ولكنَّني أُقْصِي ثِيابي منَ الخَنَا ... وبَعضُهُمُ للغَدْرِ في ثَوْبهِ دَسَمْ فمَهْلاً أَبا الخَنْساءِ لا تَشْتُمَنَّنِي ... فَتَقْرَعَ بعدَ اليوْمِ سِنَّكَ منْ نَدَمْ ولا تُوعِدَنِّي إِنَّنِي إِن تُلاَقِنِي ... مَعي مَشْرَفِيٌّ في مَضَارِبِهِ قَضَمْ ومُطَّرِدُ الكَعْبَيْنِ أَسْمَرُ عاتِرٌ ... وذَاتُ قَتِيرٍ في مَواصِلِها دَرَمْ مُضاعَفةٌ جَدْلاءُ أَو حُطَمِيَّةٌ ... تُغَشِّي بَنانَ المَرْءِ والكَفَّ والقَدَمْ لِعادِيَّةٍ منَ السَّلاَحِ اسْتَعَرْتُها ... وكان بِكُمْ فقْرٌ إِلى الغَدْرِ أَو عَدمْ
(1/55)
وكنتُ زَماناً جارَ بَيْتٍ وصاحباً ... ولكِنَّ قَيْساً في مَسامِعِهِ صَمَمْ أَقَيْسَ بنَ مسعودِ بنِ قَيْسِ بن خالِدٍ ... أَمُوفٍ بأَدْراعِ ابنِ طَيْبَةَ أَمْ تُذَمّْ بِذَمٍّ يُغَشِّي المرءَ خِزْياً ورَهْطَهلَدَى السَّرْحَةِ العَشَّاءِ في ظِلِّهَا الأَدَمْ بَنيْتُ بثَاجٍ مِجْدَلاً من حجارةٍ ... لأَِجْعلَهُ عِزًّا على رَغْمِ منْ رَغَمْ أَشَمَّ طُوَالاً يَدْحَضُ الطَّيْرُ دونَهُ ... لهُ جَنْدَلٌ ممَّا أَعَدَّتْ لهُ إِرَمْ ويَأْوِي إِليهِ المُسْتَجيرُ من الرَّدَى ... ويَأْوي إِليه المُسْتَعِيضُ من العَدَمْ
قال راشد أيضاً
مَنْ مُبْلِغٌ فِتْيانَ يَشْكُرَ أَنَّنِي ... أَرى حِقْبةً تُيْدِي أَماكنَ للصَّبْرِ فأُوصِيكُم بالحيّ شَيْبانَ إِنَّهُمْ ... هُمُ أَهلُ أَبناءِ العَظائمِ والفَخْرِ عَلَى أَنَّ قَيْساً قال قيْسُ بنُ خالدٍ: ... لَيَشْكُرُ أَحْلَى إِنْ لقِينا منَ التَّمْرِ رأَيْتُك لمَّا أَنْ عَرفْتَ وُجوهَنا ... صَدَدْت وَطِبْتَ النَّفْسَ يا قَيْسُ عَنْ عَمرِو رأَيْتَ دِماءً أَسْهَلَتْها رِماحُنا ... شَآبِيبَ مِثْلَ الأُرْجُوانِ عَلَى النَّحْرِ ونَحنُ حَمَلْناكَ المَصِيفَةَ كلَّها ... على حَرَجٍ تُؤْسَى كُلُومُك في الخِدْرِ فلاَ تَحْسَبَنَّا كالعُمُورِ وجَمْعَنا ... فنَحْنُ وبيْتِ اللهِ أَدْنَى إِلى عَمْرِو جَميعاً، ولَسْنا، قد عَلِمْتَ، أُشابَةً ... بَعيدِينَ من نَقْصِ الْخَلاَئِقِ والغَدْرِ