المفضليات/قصيدة بشر بن عمرو بن مرثد

قُلْ لاِبْنِ كُلْثُومٍ السَّاعِي بِذِمَّتهِأَ
 
بْشِرْ بحَرْبٍ تُغِصُّ الشَّيْخَ بالرِّيقِِ

وصاحِبَيْهِ فلاَ يَنْعَمْ صَباحُهُما ... إِذ فُرَّتِ الحربُ عن أَنيابِها الرُّوقِ لا يَبْعَثُ العِيرَ إِلاَّ غِبَّ صَادِقَةٍ ... من المَعَالِي، وقومٌ بالمفَارِيقِِ بلْ هلْ تَرَى ظُعُناً تُحْدَى مُقَفِّيَةً ... لَها تَوَال وحَادٍ غَيْرُ مسبوقِ يأَخُذْنَ من مُعْظَمٍ فَجًّا بمُسْهِلَةٍ ... لِزهْوِهِ من أَعالِي البُسْرِ زُحْلُوقُ حارَبْنَ فيها مَعَدًّا واعْتَصَمْنَ بها ... إِذْ أَصْبَحَ الدِّينُ دِيناً غيرَ موْثُوقِ

قال بشر أيضاً

(1/49)



أَبْلِغْ لَدَيْكَ أَبَا خُلَيْد وَائلاً ... أَنِّي رَأَيْتُ اليومَ شيئاًمُعْجِبَا أَنَّ ابنَ جَعْدَةَ بالُبَوْيِن مُعَزِّبٌ ... وبَنُو خَفَاجةَ يَقْتَرُونَ الثَّعلَبَا فَأَنِفْتُ مِما قد رأَيْتُ وساءَني ... وغَضِبْتُ لَوْ أَنِّي أَرَى لِيَ مَغْضَبَا ولقدْ أَرَى حَيًّا هُنالِكَ غَيْرَهمْ ... مِمَّنْ يَحُلُّونَ الأَمِيلَ المُعْشِبَا لاَ أَسْتكَينُ من المخافَةِ فيهمُ ... وإِذا هُمُ شَرِبُوا دُعِيتُ لأَشْرَبَا وإِذَا هُمُ لَعِبُوا علي أَحْيانهمْ ... لم أَنْصَرِفْ لأَِبِيتَ حتَّى أَلْعَبَا وتَبِيتُ دَاجِنَةٌ تُجاوِبُ مِثلَها ... خَوْداً مُنَعَّمَةً وتَضرِبُ مُعْتِبَا في إِخْوَةٍ جَمَعُوا نَدىً وسَماحةً ... هُضْمٍ إِذا أَزْمُ الشِّتاءِ تَزَعَّبَا وتَرَى جِيادَ ثِيابهِمْ مخْلُولَةً ... والمَشْرفيَّةَ قد كَسَوْها المُذْهبَا عَمْرُ بنُ مَرْثَدٍ الكَريمُ فَعالُهُ ... وبَنُوهُ، كانَ هُوَ النَّجِيبُ فَأَنْجَبَا وترَاهُمُ يَغْشَى الرَّفِيضُ جُلُودَهُمْ ... طَنِزِينَ يُسْقَوْنَ الرَّحيقَ الأَصْهبَا غَلَبَتْ سماحتُهم وكثرةُ مالِهِمْ ... لَزَباتِ دَهْرِ السَّوْءِ حتَّى تَذْهَبَا وتَرَى الَّذِي يَعْفُوهُمُ لِحِبائِهِمْ ... يُحْبَى ويرجو منهمُ أَن يَرْكَبا أَدْماءَ مُفْكِهَةً وفَحلاً بَازِلاً ... أَو قارحاً مثلَ الهِرَاوَةِ سَرْحَبَا أَو قارحاً مثلَ القَناةِ طِمِرَّةٌ ... شَوْهاءَ تَعْتَبِطُ المُدِلَّ الأَحْقَبَا