المفضليات/قصيدة الممزق العبدي

هَلْ لِلْفَتَي مِنْ بَنَاتِ الدَّهْرِ من وَاقِأَمْ
 
هَل لهُ من حِمَامِ الموتِ من رَاقِ

قد رَجَّلُونِيَ وَما رُجِّلْتُ من شَعَثٍ ... وأَلْبَسُونِي ثِيَاباً غَيْرَ أَخْلاَقِ ورَفَعُونِي وقالوا: أَيُّمَا رَجُلٍ ... وأَدْرَجُونِي كأَنِّي طَيُّ مِخْرَاقِ وأَرْسَلُوا فِتيةً من خَيْرِهمْ حَسَباً ... لِيُسْنِدُوا في ضريحِ التُّرْبِ أَطْبَاقِي هَوَّنْ عَليكَ وَلا تَوْلَعْ بإِشْفَاقِ ... فإِنَّما مالُنا لِلْوَارِثٍ الباقي كأَنَّني قد رَمانِي الدَّهْرُ عن عُرُضِ ... بِنَافِذَاتٍ بِلاَ رِيشٍ وأَفْوَاقِ

قال الممزق أيضاً:

صَحَا مِنْ تَصابِيهِ الفُؤَادُ المُشَوَّقُ ... وحانَ من الحَيِّ الجَميعِ تَفَرَّقُ وأَصْبَحَ لا يَشْفِي لهُ مِنْ فُؤَادِهِ ... قِطَارُ السَّحابِ والرَّحِيقُ المُرَوَّقُ فَمَنْ مُبْلِغُ النُّعْمانَ أَنَّ ابْنَ أُخْتِهِعَلَى العَيْنِ يَعْتَادُ الصَّفَا ويُمَرِّقُ وأَنَّ لُكَيْزاً لمَ تَكُنْ رَبَّ عُكَّةٍ ... لَدُنْ صَرَّحَتْ حُجَّاجُهُمْ فَتفَرَّقُوا قَضَى لِجَميعِ النَّاسِ إِذْ جاءَ أَمْرُهُمْبأَنْ يَجْنُبُوا أَفْرَاسَهُمْ ثُمَّ يَلْحَقُوا يؤُمُّ بهِنَّ الحَزْمَ خِرْقٌ سَمَيْدعٌ ... أَحَذُّ كصَدْرِ الهُنْدُوَانِيِّ مِخْفَقُ وقالَ جميعُ النَّاس: أَيْنَ مَصِيرُنا ... فأَضْمَرَ مِنْها خُبْثَ نَفْسٍ مُمَزَّقُ فلمَّا أَتى مِنْ دُونِها الرِّمْثُ والغَضَا ... ولاَحَتْ لها نارُ الفَرِيقَيْنِ تَبْرُقُ ووَجَّهَهَا غَرْبيَّةً عَنْ بلاَدِنَا ... ووَدَّ الَّذِينَ جَوْلَنَا لَوْ تُشَرِّقُ