المفضليات/قصيدة المرقش الأكبر

يَا صاحِبَّي تَلَوَّمَا لاَ تَعْجَلاَ
 
إِنَّ الرَّحِيلَ رَهِينُ أَنْ لاَ تَعْذُلاَ

فَلَعَلَّ بُطْأَكُما يُفَرِّطُ سَيِّئاً ... أَوْ يَسْبِقُ الإِسْرَاعُ سَيْباً مُقْبِلا يَا رَاكِباً إِمْا عَرَضْتَ فَبَلَّغَنْ ... أَنَسَ بْنَ سَعْدٍ إِنْ لَقِيتَ وحَرْمَلاَ لِلهِ دَرُّكُمَا ودَرُّ أَبِيكُما ... إِنْ أَفْلَتَ الغُفَلِيُّ حتَّى يُقْتَلاَ منْ مُبْلِغُ الأَقْوَامِ أَنَّ مُرَقِّشاً ... أَمْسَى على الأَصْحَابِ عِبْئاً مُثْقِلاً ذَهَبَ السِّبَاعُ بِأَنْفِهِ فَتَرَكْنَهُ ... أَعْثَى عَلَيْهِ بِالجِبالِ وجَيْئَلاَ وكَأَنَّما تَرِدُ السِّبَاعُ بِشِلْوِه، ... إِذْ غَابَ جَمْعُ بَني ضُبَيْعَةَ، مَنْهلاً وقد كان مرقش وهو في ذلك الكهف قال: سَرَى لَيْلاً خَيَالٌ مِنْ سُلَيْمى ... فَأَرَّقَنِي وأَصْحَابي هُجُودُ فَبِتُّ أُدِيرُ أَمْرِي كلَّ حالٍ ... وأَرْقُبُ أَهْلَهَا وهُمُ بعيدُ عَلَى أَنْ قَدْ سَمَا طَرْفِي لِنَارٍ ... يُشَبُّ لها بذِي الأَرْطَى وَقُودُ

(1/39)



حَوَالَيْهَا مَهاً جُمُّ التَّرَاقى ... وأَرْآمٌ وغِزْلاَنٌ رُقُودُ نَوَاعِمُ لا تُعالِجُ بُؤْسَ عَيْشٍ ... أَوَانِسُ لا تُرَاحُ وَلا تَرُودُ يَرُحْنَ مَعاً بِطَاءَ المَشْيِ بُدًّا ... عليهنَّ المَجَاسِدُ والبُرُودُ سَكَنَّ ببلْدَهٍ وسَكَنُْ أُخْرَى ... وقُطِّعَتِ المَوَاثِقُ والعُهُودُ فَما بَالِى أَفِي ويُخَانُ عَهْدِي ... وما بالِي أُصَادُ وَلا أَصِيدُ ورُبَّ أَسِيلةِ الخَدَّيْنَ بِكْرٍ ... مُنَعَّمَةٍ لها فَرْعٌ وجِيدُ وذُو أُشُرٍ شَتِيتُ النَّبْتِ عَذْبٌ ... نَقِيُّ اللَّوْنِ بَرَّاقٌ بَرُودُ لَهوْتُ بها زَماناً مِن شَبابي ... وزَارَتْها النَّجائِبُ والقَصِيدُ أُناسٌ كلَّما أَخْلَقْتُ وَصْلاً ... عَنَانِي منهُمُ وَصْلٌ جَدِيدُ وقال مرقش أيضاً أَمِنْ آلِ أَسماءَ الطُّلُولُ الدَّوارِسُ ... يُخَطِّطُ فيها الطَّيْرُ، قَفْرٌ بَسَابِسُ ذَكَرْتُ بها أَسماءَ لَوْ أَنْ وَلْيَهَا ... قَرِيبٌ ولكنْ حَبَسَتْنِي الحَوابِسُ ومَنْزِلِ ضَنْكٍ لا أُرِيدُ مَبِيتَهُ ... كأَنِّي بهِ مِن شِدَّةِ الرَّوْعِ آنِسُ لِتُبْصِرَ عَيْنِي، إِنْ رَأَتْنِي، مَكَانَهَاوفي النَّفْسِ إِنْ خُلَّي الطَّرِيقُ الكَوَادِسُ وَجِيفٌ وإِبْسَاسٌ ونَقْرٌ وهِزَّةً ... إِلى أَن تَكِلَّ العِيسُ والمْرءُ حَادِسُ ودَوِّيَّةٍ غَبْرَاءَ قد طَالَ عَهْدُها ... تَهَالَكُ فيها الوِرْدُ والمَرْءُ ناعِسُ قَطَعْتُ إِلى مَعْرُوفها مُنْكَرَاتِها ... بِعَيْهَامَةٍ تَنْسَلُّ واللَّيْلُ دَامِسُ ترَكْتُ بها لَيْلاً طَوِيلاً ومَنْزِلاً ... ومُوقَدَ نارٍ لم تَرُمْهُ القَوَابِسُ وتَسْمعُ تَزْقاءً منَ البُومِ حَولَنَا ... كما ضُربتْ بعدَ الهُدُوءِ النَّوَاقِسُ فيُصْبِحُ مُلْقَى رَحْلِهَا حيثُ عَرَّستْ ... من الأَرضِ قد دَبَّتْ عليهِ الرَّوامِسُ وتُصْبِحُ كالدَّوْدَاةِ ناطَ زِمامَهَا ... إِلى شُعَب فيها الجَوَارِي العَوَانِسُ وقدْرٍ تَرَى شُمْطَ الرِّجالِ عِيَالَهَا ... لها قَيِّمٌ سَهْلُ الخَلِيقَة آنِسُ ضَحُوكٌ إِذا ما الصَّحْبُ لم يَجْتَوُوا لَهُ ... ولا هو مِضْبَابٌ عَلَى الزادِ عَابِسُ ولمَّا أَضَأْنا النَّارَ عِنْدَ شِوَائِنَا ... عَرَانا عليها أَطْلَسُ اللَّوْنِ بائِسُ نَبَذْتُ إِليهِ حُزَّةً من شِوَائِنَا ... حَيَاءً، وَما فُحْشِي عَلَى مَنْ أُجالِسُ فَآضَ بها جَذْلانَ يَنْفُضُ رَأْسَهُ ... كما آبَ بالنَّهْبِ الكَمِيُّ المُحَالِسُ وأَعْرَضَ أَعْلامٌ كأَنَّ رُؤُوسَها ... رُؤُوسُ جِبالٍ في خَلِيجٍ تَغَامَسُ إِذَا عَلَمٌ خَلَّفْتُهُ يُهْتَدَى بهِ ... بدَا عَلَمٌ في الآلِ أَغْبَرُ طامِسُ تَعالَلْتُهَا ولَيسَ طِبِّي بدَرِّها ... وكَيْفَ الْتماسُ الدَّرِّ والضَّرْعُ يابسُ بأَسْمَر عارٍ صَدْرُهُ من جِلاَزهِ ... وسَائِرُهُ مِنَ العِلاَقَةِ نائِسُ قال مرقش الأكبر أيضاً لِمَنْ الظُّعْنُ بالضُّحَى طَافِيَاتٍ ... شِبْهُهَا الدَّوْمُ أَوْ خَلاَيَا سَفِين جاعِلاَتٍ بَطْنَ الضِّبَاعِ شِمَالاً ... وبِرَاقَ النِّعَافِ ذَاتَ اليَمِينِ رَافعاتٍ رَقْماً تُهَالُ لَهُ العَيْ ... نُ على كلِّ بازِلٍ مُسْتَكِينِ أََوْ عَلاَةٍ قد دُرِّبَتْ دَرَجَ المِشْ ... يَةِ حَرْفٍ مِثْلِ المَهَاةِ ذَقُونِ عامِدَاتٍ لِخَلِّ سَمْسَمَ ما يَنْ ... ظُرْنَ صَوْتاً لِحَاجةِ المَحْزُونِ

(1/40)



أَبْلِغَا المُنْذِرَ المُنقِّبَ عَنِّي ... غيرَ مُستَعْتِبٍ ولا مُستَعِينِ لاَتَ هَنَّا ولَيْتَنِي طَرَفَ الزُّ ... جِّ وأَهْلِي بالشَّأْمِ ذَاتِ القرُونِ بِاْمِرىءٍ ما فَعَلْتَ عَفٍّ يَؤُوسٍ ... صَدَقَتْهُ المُنَى لِعَوْضِ الْحِينِ غيرَ مُسْتَسْلِمٍ إِذا اعْتَصَرَ العَا ... جِزُ بالسَّكْتِ في ظِلاَلِ الهُونِ يُعْمِلُ البَازِلَ المُجِدَّةَ بِالرَّحْ ... لِ تَشَكَّى النِّجادَ بَعْدَ الحُزُونِ بِفَتىً ناحِفٍ وأَمْرٍ أَحَذٍّ ... وحُسَامٍ كالمِلْحِ طَوْعِ اليَمينِ وقال مرقش الأكبر أيضاً هلْ تعْرِفُ الدَّارَ عَفَا رَسْمُها ... إِلاَّ الأَثافِيَّ ومَبْنَى الْخِيَمْ أَعْرِفُها دَاراً لأَِسْمَاءَ فال ... دَّمْعُ عَلَى الخَدَّيْنِ سَحٌّ سَجَمْ أَمْسَتْ خَلاَءً بعدَ سُكَّانِها ... مُقْفِرَةً ما إِنْ بها مِنْ إِرَمْ إِلاَّ مِنَ العِينِ تَرَعَّى بها ... كالفارسيِّينَ مَشَوْا في الكُمَمْ بَعْدَ جَمِيعٍ قد أَرَاهُمْ بها ... لهُمْ قِبَابٌ وعليهمْ نَعَمْ فَهَلْ تُسَلِّي حُبَّها بازِلٌ ... ما إِنْ تُسَلَّى حُبَّها مِنْ أَمَمْ عَرْفاءُ كالفَحْلِ جُمَالِيَّةٌ ... ذَاتُ هِبَابٍ لاَ تَشكَّى السَّأَمْ لم تَقْرَإِ القَيْظَ جَنِيناً ولاَ ... أَصُرُّها تَحْمِل بَهْمَ الغَنَمْ بَلْ عَزَبَتْ في الشَّوْلِ حَتَّى نَوَتْ ... وسُوِّغَتْ ذَا حُبُكٍ كالإِرَمْ تَعْدُو إِذَا حُرِّكَ مِجْدَافِها ... عَدْوَ رَبَاعٍ مُفْرَدٍ كالزُّلَمْ كأَنَّهُ نِصْعٌ يَمانٍ وَبِالْ ... أَكْرُعِ تَخْنِيفٌ كَلَوْنِ الحُمَمْ باتَ بغَيْبٍ مُعْشِبٍ نَبتُهُ ... مُخْتَلِطٍ حُرْبُثُهُ باليَنَمْ وقال مرقش الأكبر أيضاً أَلاَ بانَ جِيرَانِي ولَسْتُ بِعَائِفِ ... أَدَانٍ بِهِمْ صَرْفُ النَّوَى أَمْ مُخَالِفي وفي الْحَيِّ أَبْكارٌ سَبَيْنَ فُؤَادَهُ ... عُلالةَ ما زَوَّدْنَ، والْحُبُّ شَاعِفِي دِقاقُ الْخُصُورِ لم تُعَفَّرْ قُرُونُها ... لِشَجْوٍ ولم يَحْضُرْنَ حُمَّى المَزَالِفِ نَوَاعِمُ أَبْكارٌ سَرائِرُ بُدَّنٌ ... حِسانُ الوُجُوهِ لَيِّنَاتُ السَّوالِفِ يُهَدِّلْنَ في الآذَانِ من كُلِّ مُذْهَبٍ ... لهُ رَبَذٌ يَعْيَا بهِ كُلُّ وَاصِفِ إِذَا ظَعَنَ الْحَيُّ الجميعُ اجْتَنَبْتُهُم ... مكانَ النَّدِيمِ لِلنَّجِيِّ المُسَاعِفِ فَصُرْنَ شَقِيَّا لاَ يُبالِينَ غَيَّهُ ... يُعَوِّجْنَ مِنْ أَعْناقِها بالمَوَاقِفِ نَشَرْنَ حَدِيثاً آنِساً فَوَضَعْنَهُ ... خَفِيضاً فَلاَ يَلْغَى بهِ كلُّ طائِفِ فلما تَبَنَّى الْحَيُّ جِئْنَ إِلَيْهِمُ ... فكانَ النُّزُولُ في حُجُور النَّوَاصِفِ تَنَزَّلْنَ عن دَوْمٍ تَهِفُّ مُتُونُهُ ... مُزَيَّنَةٍ أَكْنافُها بالزَّخارِفِ بِوَدِّكِ ما قَوْمِي عَلَى أَنْ هَجَرْتُهُمْإِذَا أَشْجَذَ الأَقْوامَ رِيحُ أُظَائِفِ وكانَ الرِّفادُ كلَّ قِدْحٍ مُقَرَّمٍ ... وعادَ الجميعُ نُجْعةً لِلزَّعانِفِ جَدِيرُونَ أَنْ لا يَحْبِسُوا مُجْتَدِيهمُلِلَحْمٍ وأَنْ لاَ يَدْرؤُوا قِدْحَ رَادِفِ عِظَامُ الجِفَانِ بالعَشيَّاتِ والضُّحَى ... مَشَاييطُ لِلأَبْدَانِ، غَيْرُ التَّوَارِفِ إِذَا يَسرُوا لم يُورِثِ اليَسْرُ بَيْنَهُمْ ... فَوَاحِشَ يُنْعَى ذِكْرُها بالمَصايِفِ فهل تُبْلِغَنِّي دارَ قَوْمِيَ جَسْرَةٌ ... خَنُوفٌ عَلَنْدًى جَلْعَدٌ غَيْرُ شارِفِ

(1/41)



سَدِيسٌ علَتْها كَبْرَةٌ أَو بُوَيْزِلٌ ... جُمَالِيَّةٌ في مَشْيِها كالتَّقاذُفِ وقال مرقش الأكبر أيضاً ما قلتَ هَيَّجَ عيْنَهُ لِبُكائِها ... مَحْسُورَةً باتَتْ علَي إِغْفائِهَا فكأَنَّ حَبَّةَ فُلْفُلٍ في عينهِ ... ما بَيْنَ مُصْبَحِها إِلى إِمْسائِهَا سَفَهاً تَذَكُّرُهُ خُوَيلَةَ بَعْدَما ... حالَتْ قُرَى نَجْرَانَ دُونَ لِقائِهَا واحْتَلَّ أَهْلِي بالكَثِيبِ، وأَهْلُها ... في دَارٍ كَلْبٍ أَرْضِها وسَمَائِهَا يا خَوْلَ ما يُدْرِيكِ رُبَّتَ حُرَّةٍ ... خَوْدٍ كَرِيمةٍ حَيِّهَا ونسائهَا قد بِتُّ مالِكَها وشارِبَ رَيَّةٍ ... قبلَ الصَّبَاحِ كَرِيمةٍ بِسِبَائِهَا ومُغِيرَةٍ نَسْجَ الجَنُوبِ شَهِدْتُها ... تَمْضِي سَوَابِقُهَا عَلَي غُلَوَائِهَا بمُحالةٍ تَقِصُ الذُّبابَ بِطَرْفِها ... خُلِقَتْ مَعَاقِمُها عَلَي مُطَوائِها كَسَبِيبَةٍ السِّيَرَاءِ ذَاتِ عُلاَلَةٍ ... تَهْدِي الجِيادَ غَدَاةَ غِبٍّ لِقَائِهَا هَلاَّ سأَلْتِ بنَا فَوَارِسَ وَائلٍ ... فَلَنَحْنُ أَسْرَعُها إِلى أَعْدَائِهَا ولنحْنُ أَكْثرُها إِذَا عُدَّ الحَصَي ... ولَنا فَوَاضِلُها ومَجْدُ لِوَائِهَا وقال مرقش الأكبر أيضاً أَتَتْنِي لِسَانُ َبنِي عامِرٍ ... فَجلَّتْ أَحادِيثُهَا عنْ بَصَرْ بأَنَّ بَنِي الوَخْمِ سَارُوا مَعاً ... بِجَيْشٍ كَضَوْءِ نُجُومِ السَّحَرْ بِكُلِّ نَسُولِ السُّرَى نَهْدَةٍ ... وكُلِّ كُمَيْتٍ طُوَالٍ أَغَرّْ فَما شَعَرَ الحَيُّ حَتَّى رَأَوْا ... بَياضَ القَوَانِسِ فَوقَ الغُرَرْ فأَقْبَلْنَهُمْ ثمَّ أَدْبَرْنَهُمْ ... فأَصْدَرْنَهُمْ قَبْلَ حِينِ الصَّدَرْ فَيا رُبَّ شِلْوٍ تَخَطْرَفْنَهُ ... كَرِيمٍ لَدَى مَزْحَفٍ أَو مَكَرّْ وآخَرَ شَاصٍ تَرى جِلْدَهُ ... كَقِشْرِ القَتَادَةِ غِبَّ المَطَرْ وكائِنْ بجُمْرَانَ مِنْ مُزْعَف ... ومِنْ رَجُل وَجْهُهُ قد عُفِرْ وقال مرقش هل يَرْجِعَنْ لِي لِمَّتي إِنْ خَضَبْتُهَا ... إِلى عَهْدِها قَبلَ المَشِيبِ خِضَابُهَا رَأَتْ أُقْحُوَانَ الشَّيْبِ فَوْقَ خَطِيطَةٍإِذَا مُطِرَتْ لم يَسْتَكِنَّ صُؤَابُهَا فإِن يُظْعِنِ الشَّيْبُ الشَّبابَ فَقَدْ تُرَى ... بهِ لِمَّتي لم يُرْمَ عنها غُرَابُهَا وقال مرقش هلْ بالدِّيارِ أَنْ تُجِيبَ صَمَمْ ... لو كانَ رَسْمٌ نَاطِقاً كلَّمْ الدَّارٌ قَفْرٌ والرُّسُومُ كَمَا ... رَقَّشَ في ظَهْرِ الأّدِيمِ قَلَمْ دِيارُ أَسْمَاءَ التي تَبَلَتْ ... قَلْبِي، فَعَيْنِي ماؤُها يَسْجُمْ أَضْحَتْ خَلاَءً نَبْتُها ثَئِدٌ ... نوَّرَ فيهَا زَهْوُهُ فَاعْتَمّْ بَلْ هَلْ شَجتْكَ الظُّعْنُ باكِرَةً ... كأَنَّهنَّ النَّخْلُ مِنْ مَلْهَمْ النَّشْرُ: مِسْكٌ والوُجُوهُ دَنَا ... نِيرُ وأَطْرَافُ البَنَانِ عَنَمْ لم يُشْجِ قَلْبِي مِلْحوَادِثِ إِلاَّ ... صَاحِبِي المَتْرُوكُ في تَغْلَمْ ثَعْلَبُ ضَرّابُ القَوَانِسِ بال ... سَّيْفِ وهَادِي القَوْم إِذْ أَظْلَمْ فاذْهَبْ فِدىً لَكَ ابْنُ عمِّكَ لاَ ... يَخْلُدُ إِلاَّ شَابَةٌ وأَدَمُ لو كانَ حيٌّ ناجِياً لَنَجَا ... من يَوْمِهِ المُزَلَّمُ الأَعْصَمْ في باذِخاتٍ مِنْ عَمَايَةَ أَوْ ... يَرْفَعُهُ دُونَ السَّماءِ خِيَمْ مِنْ دُونهِ بَيْضُ الأَنُوقِ وقَوْ ... قَهُ طوِيلُ المَنكِبَيْنِ أَشَمْ

(1/42)



يرقاهُ حَيْثُ شاءَ مِنْهُ وإ ... مَّا تُنْسِهِ مَنِيَّةٌ يَهْرِمْ فَغَالَهُ رَيُْ الحوَادِثِ حَ ... تَّى زَلَّ عن أَرْيادِهِ فَحُطِمْ ليْسَ عَلَي طولِ الْحَيَاةِ نَدَمْ ... ومِنْ وَرَاءِ المَرْءِ ما يَعْلَمْ يَهْلِكُ وَالِدٌ ويَخْلُفُ مَوْ ... لُودٌ وكُلُّ ذي أَبٍ يَيْتَمْ والوَالِداتُ يَسْتَفِدْنَ غِنيٍ ... ثُمَّ عَلَي المِقْدارِ مَنْ يَعْقَمْ ما ذَنْبُنا في أَنْ غَزَا مَلِكٌ ... من آلِ جَفْنَةَ حازِمٌ مُرْغِمْ مُقَابَلٌ بَيْن العَوَاتِكِ وال ... غُلَّفِ لا نِكْسٌ وَلا تَوْءَمْ حارَبَ واسْتَعْوَى قَرَاضِبَةً ... لَيْسَ لَهُمْ مِمَّا يُحازُ نَعَمْ بِيضٌ مَصَالِيتٌ وُجُوهُهُمُ ... لَيْسَتْ مِيَاهُ بحَارِهِمْ بِعُمُمْ فانْقَضَّ مثْلَ الصَّقْرِ يَقْدُمُهُ ... جَيْشٌ كَغُلاَّنِ الشُّرَيْفِ لِهَمْ إِنْ يَغْضَبُوا يَغْضَبْ لِذَاكَ كما ... يَنْسَلُّ مِن خِرْشَائِهِ الأَرْقَمْ فنحنُ أَخْوَالُكَ عَمْرَكَ والْ ... خَالُ لهُ مَعَاظِمٌ وحُرَمْ لَسْنا كأَقْوَامٍ مَطاعِمُهُمْ ... كَسْبُ الخَنَا ونَهْكَةُ المُحْرَمْ إِنْ يُخْصِبُوا يَعْيَوْا بخَصْبهُمْ ... أَو يُجْدِبُوا فهُمْ بهِ أَلأَمْ عامَ تَرَى الطَّيْرَ دَوَاخِلَ في ... بيُوتِ قومٍ معَهُمْ تَرْنَمّْ ويَخْرُجُ الدُّخَانُ من خَلَلِ ال ... سِّتْرِ كَلوْنِ الكَوْدَنِ الأَصْحَمْ حَتَّي إِذَا ما الأَرضُ زَيَّنَها ال ... نَّبْتُ وجُنَّ رَوْضُها وأَكَمّْ ذَاقُوا ندَامةً فلو أَكَلُوا ال ... خُطْبانَ لم يُوجَدْ لهُ عَلْقَمْ لكِنَّنَا قومٌ أَهابَ بنَا ... في قَوْمِنَا عَفَافَةٌ وكَرَمْ أَمْوَالُنا نَقِي النُّفُوسَ بها ... من كُلِّ ما يُدْنَي إِليهِ الذَّمّْ لاَ يُبْعِدِ اللهُ التلَبُّبَ وال ... غَارَاتِ إِذْ قال الْخَمِيسُ نَعَمْ والعَدْوَ بَيْنَ المَجْلِسَيْن إِذَا ... ولَّى العَشِيُّ وقَدْ تنادَى العَمّْ يَأتِي الشَّبابُ الأَقْوَرِينَ ولاَ ... تَغْبِطْ أَخاكَ أَنْ يُقالَ حَكَمْ