المفضليات/قصيدة الخصفي من محارب
واسمه عامر المحاربي
فَريقَيْ بَنِيْ ذُبْيانَ إِذْ زَاغَ رَأيُهُمْ ... وإِذْ سُعِطُوا صَاباً عَلَينا وشُبْرُما جَنَيْتُمْ علينا الحرب ثُمَّ ضَجَعْتُمُإِلى السَّلْمِ لمَّا أَصْبَحَ الأَمْرُ مُبْهَمَا فمَا إِنْ شَهدْنَا خَمْرَكُمْ إِذْ شرِبْتُمُ ... عَلَى دَهَشٍ، واللهِ، شَرْبةَ أَشْأَمَا ومَا إِنْ جَعلْنا غايَتَيْكُمْ بِهَضْبَةٍ ... يَظَلُّ بِها الغُفْرُ الرَّجِيلُ مُحَطَّمَا ومَا إِنْ جَعلْنا بالمَضِيق رِجالَنا ... فقُلْنا لِيَرْم الخَيْلَ مَنْ كانَ أَحْزَمَا ويومٍ يَوَدُّ المَرْءُ لوماتَ قَبْلَهُ ... رَبَطْنا لَهُ جَأشاً وإِنْ كانَ مُعْظَما دَعَوْنا بَنِي ذُهْل إِليهِ وقَوْمَنا ... بَنِي عامِر إِذْ لا تَرَى الشَّمْسُ مَنْجَمَا
(1/57)
ويَوْمَ رُجَيْجٍ صَبَّحَتْ جَمْعَ طَيئٍ ... عَنَاجيجُ يَحْمِلْنَ الوَشِيجَ المُقَوَّمَا نُراوِحُ بالصَّخْرِ الأَصَمِّ رُؤُوسَهُمْ ... إِذَا القَلَعُ الرُّومِيُّ عنها تَثلَّمَا وإِنَّا لنَثْنِي الخيلَ قُبًّا شَوَازِباًعَلَى الثَّغْرِ نُغْشِيها الكَمِيَّ المُكَلَّمَا ونَضْرِبُها حتَّى نُحَلِّلَ نَفْرَها ... وتَخْرُجَ ممَّا تَكرَهُ النَّفْسُ مُقْدَما أَثَعلَبَ لولاَ ما تَدَعَّوْنَ عِنْدَنا ... منَ الحِلْفِ قد سُدَّى بعَقْدٍ وأُلْحِمَا لقَدْ لَقِيَتْ شَوْلٌ بِجَنْبَيْ بُوانَةٍ ... نَصِيًّا كأَعْرَافِ الكَوَادِنِ أَسْحَما فأَبْقَتْ لَنَا آباؤُنا من تُرَاثِهمْ ... دَعائِمَ مَجْدٍ كانَ في النَّاس مَعْلَما ونُرْسِي إِلى جُرْثُومَةٍ أَدْرَكَتْ لَنا ... حدِيثاً وعادِيًّا من المجدِ خِضْرمَا بنَى منْ بنَى منهمْ بِناءً فَمَكَّنُوا ... مكاناً لنا منهُ رفِيعاً وسُلَّمَا أُولئِكَ قَوْمِي إِنْ يَلُذْ بِبُيُوتِهِمْ ... أَخُو حدَثٍ يوماً فلنْ يُتَهَضَّما وكَمْ فِيهِمُ من سيِّدٍ ذي مَهابةٍ ... يُهابُ إِذا ما رائِدُ الحَرْبِ أَضْرَمَا لنَا العزَّةُ القَعْساءُ نُخْتَطِم العِدَى ... بها ثُمَّ نَسْتَعْصي بها أَن نُخَطَّمَا هُمُ يَطِدُونَ الأَرضَ لَوْلاَ هُمُ أرْتمتْ ... بمَنْ فَوْقَها مِنْ ذي بيانٍ وأَعْجَمَا وهُمْ يَدْعَمُونَ القومَ في كلِّ مَوْطِنٍ ... بِكلِّ خَطِيبٍ يَتْرُكُ القومَ كُظَّمَا يَقُومُ فلاَ يَعْيا الكلاَمَ خَطِيبُنا ... إِذا الكرْبُ أَنْسَى الجِبْسَ أَنْ يَتكلَّمَا وكنَّا نُجُوماً كُلَّمَا أنْقَضَّ كَوْكَبٌ ... بَدَا زاهِرٌ منهنَّ ليسَ بأَقْتَمَا بَدَا زَاهِرٌ منهنَّ تأوِي نجُومُهُ ... إِليهِ إِذَا مُسْتأسِدُ الشَّرِّ أَظْلَمَا أَلا أَيُّهَا المُسْتَخْبِرِى ما سأَلْتَنِي ... بأَيَّامِنا في الحربِ إِلاَّ لِتَعْلَمَا فما يَستَطِيعُ النَّاسُ عَقْداً نَشُدُّهُ ... ونَنقُضُهُ منهمْ وإِنْ كانَ مُبْرَمَا يُغَنِّي حُصيْنٌ بالحِجازِ بَناتِهِ ... وأَعْيا عليهِ الفَخْرُ إِلاَّ تَهَكُّمَا وإِنَّا لَنَشْفِي صَوْرَةَ التَّيْسِ مِثْلَهُ ... ونَضْرِبُهُ حتَّى نَبُلَّ آسْتَهُ دَما