المجلس الطارئ
اصبري بغدادُ ، فيمَ العجلة ؟ *** سوف نأتي لنحلَّ المشكلة
نحن لم ننسكِ يوماً إنما*** شغلتنا قصصٌ ذاتُ صلة
إننا لما عقدنا مجلساً *** طارئاً في حالةٍ مستعجلة
فاجأتنا قدرةُ اللهِ بأنْ : *** صادفَ التاريخُ " عيدَ الفيلة "
ولعينيكِ تحملنا الأذى *** وضربنا في الفداءِ الأمثلة
فاجتمعنا رغم ما يشغلنا *** وتركنا العالمَ المحتفلة
وافتتحنا الجلسةَ الأولى معاً *** واختلفنا عندَ ذكرِ البسملة
إنها جزءٌ من الدينِ وقد *** تستثيرُ الطاقةَ المختزلة
إنّ من واجبِنا تحجيمُ ما *** قد ينمّي في الشعوبِ الأخْيلة
ربما قد يصنعُ البعضُ بها *** دعوةً أو ثورةً أو قنبلة
ولعينيكِ تحملنا الأذى *** وضربنا في الفداءِ الأمثلة
فتخلى بعضُنا عن بعضهِ *** وتجاوزنا خلافَ المسألة
وانتقلنا بعد أيامٍ إلى *** نقطةٍ أخرى أثارتْ بلبلة
قد رصدنا مبلغاً محترماً *** ليغطي الغارةَ المحتملة
واختلفنا عندما جئنا إلى *** عدّهِ ، بالفلسِ أم بالهللة ؟
ولعينيكِ تحملنا الأذى *** وتجاوزنا خلافَ المسألة
فاتفقنا في بيانٍ ثائرٍ *** يرفضُ العدوانَ والتبريرَ له
عندما يقرؤه أعداؤنا *** سوفَ تغلي أرضُهم مزّلزلة
واختلفنا ، أنْ متى نرسلُهُ *** واتفقنا أننا لن نرسلَه
اصبري بغدادُ إنا أمةٌ *** بجراحاتِ المآسي مثقلة
ما انتهينا بعدُ من مأتمنا *** في شهيدٍ غدروه القتلة
كي نفاجأ أن "ميرا " أخرجتْ *** من سباقِ الحلقاتِ المقبلة !
حدثٌ من فرطِ شرعيته ِ *** سوف يُولى جلسةً منفصلة
نحن يا بغدادُ جسمٌ واحدٌ *** لو شكى عضوٌ بترنا مفصله
ولذا تلعننا أشلاؤنا *** في دهاليزِ الشتاتِ المهملة
فاهدأي جداً ليقضوا إربهم *** وعلينا الغفلةُ المبتذلة
وغداً إن ساءنا تاريخُنا *** سوف نبني قصةً مفتعلة
اصمتي بغداد صمتاً لائقاً *** بطقوسِ الاغتصابِ المخجلة
واكشفي عوراتكِ الكبرى لهم *** في نطاقِ السلعِ المستعملة
وإنِ احتاجوا لخبثٍ مسرحاً *** فاركعي عند صعودِ السفلة
أبريل/2004
طبربور