القادم عند الفجر، الفيتوري

من معرفة المصادر

القادم عند الفجر هي قصيدة للشاعر السوداني محمد مفتاح الفيتوري.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

القصيدة

الي روح عبد الناصر:

الآن..و انت مسجى..

أنت العاصفة. الرؤيا. التاريخ. الأوسمة. الرايات.

الآن وأنت تنام عميقاً تسكن في جنبيك الثورة

ترتد الخطوات..

تعود الخيل مطاطئة من رحلتها..

مغرورقة النظرات..

الآن يقيم الموت سرادقه العالي..

يتدفق كالامطار على كل الساحات..

الآن يكون الحزن عليك عظيما... والماساة..

تدوس على جثث الكلمات..

الآن وهم يبكون كأن ملايين الأرحام..

ولدتك..

و انك عشت ملايين الأعوام..

وكأن اسم البطل المنحوت على حجر الأهرام

اسمك..

وكأن يد العربي الأول تشعل كل مآذن مكة..

في ليل الصحراء..يدك..

وكأنك كنت تقاتل تحت لواء محمد..في مجد الإسلام..

وليلة أن سقطت خيبر..

قبلت جبين علي مبتسما..

و رحلت غريبا تحملك الأيام..

لتبصر ظل جوادك عبر مواني بحر الروم..

وتبني أهرامات أمية فوق جبال الشام..

وحين تجئ سحابة هولاكو التتري..

و تزحف اذرعة التنين..

و تنهار الأشياء جميعاً..

تولد ثانية في عصر صلاح الدين..

لكانك ملفوفا بوشاح بلادك

آت توا من حطين..

وكأنك قد ارهقت،فنمت..لتصحو بعد سنين..

عبد الناصر..

عبد الناصر..

أيدي الفقراء على ناقوس الثورة..والفقراء..

غرباء ومظلومين..

زحموا الباب العالي و مشوا فوق البسط الحمراء..

وخديوي مصر يطاطئ هامته بعد الخيلاء..

أو انت عرابي الواقف تحت الراية..

ذو الصوت الأمر..

أو انت الراية يا عبد الناصر..

أو انت الثورة، والشعب الثائر..

دع لي بعض الزهرات اعلقهن على صدرك..

دع لي بعض اللحظات..

دع لي بعض الكلمات..اقدمهن وفاء لك..

يا من يتضاءل مجد الموت لدى عتبات علاه..

يا من يتجسد وهو شموخ في قلب الماساة..

يا عطر الأيام الحبلى بعذابات التكوين..

يا من هو كل المهمومين وكل المظلومين..

إني اصغي لصدى خطواتك في أرض فلسطين.

أو انت القادم عند الفجر إلى أرض فلسطين..

عليك سلام الله...

عليك سلام الله...


المصادر