العراق الكويت: الجذور الغزو التحرير - سير العمليات العسكرية للغزو العراقي للكويت
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
مقدمة
منذ بداية شهر يوليه 1990، كانت أجهزة الاستخبارات العراقية في حالة استعداد قصوى. وقبْل عمليات الحشد العراقي، في مواجهة الكويت، كان هناك خطوات تمهيدية، استكملتها القيادة العراقية، تمثلت في إعداد مسرح العمليات، جنوبي العراق، لتنفيذ مخطط الغزو، ودفع قوات الفيلق الثامن/حرس جمهوري إلى المسرح، وتوزيع وحداته في مناطق حشدها، في جنوب البصرة، والزبير، وصفوان، وشرق جليبة، وحتى مسافة تصل إلى 30 كم من الحدود الكويتية. ونَفّذت هذه القوات برنامجاً تدريبياً مكثفاً، على أعمال القتال الليلي، والاختراق السريع، والقتال داخل المدن.
واستطاعت الاستخبارات العراقية، أن تحصل على المعلومات التفصيلية لكل ما يدور على أرض الكويت، إضافة إلى المعلومات الخاصة بكل المَواقع الإستراتيجية، وأماكن وجود أُسرة الصباح، وعدد من المسؤولين الكويتيين.
وفي ليلة 1/2 أغسطس، اجتاحت القوات العراقية الحدود الدولية مع الكويت. وعلى الرغم من أن القيادة الكويتية، لم تضع قواتها في حالة التأهب القصوى، حتى لا تستفز القيادة العراقية، إلاّ أن بعض وحداتها أثبتت كفاءة، بقدر استطاعتها، في تعطيل القوات العراقية، التي كان بعض وحداتها قد أُبرت على ساحل مدينة الكويت، وبالقرب من قصر أمير الكويت، بهدف أسْرِه وأفراد أسرته، ولكنهم تمكنوا من مغادرة الكويت، وتوجهوا إلى المملكة العربية السعودية.
ودارت عدة معارك سريعة، أثناء تقدم القوات العراقية، خاصة في منطقة الجهراء. وتضافرت الظروف، خلالها، على القوات الكويتية، نتيجة التفوق الكبير، في الأعداد والسلاح والمعدات، الذي تميزت به القوات العراقية، إضافة إلى تدريبها الجيد، فضلاً عن أن المفاجأة، جعلت المبادأة كاملة في يد قوات الغزو العراقي.
وبعد هذه المعارك السريعة، تمكنت القوات العراقية دخول العاصمة الكويتية، بعد أقلّ من خمس ساعات على اجتياحهم الحدود الدولية، وبعد أن أصبح الطريق، من الجهراء إلى العاصمة، خالياً من أي استحكامات دفاعية، أو مقاومات عسكرية كويتية. واستطاعت القيادة العراقية، بهذا العمل، أن تضع المجتمع الدولي أمام أمر واقع جديد. إلاّ أنها أخطأت في حساباتها، السياسية والعسكرية. فعلى الرغم من نجاح الغزو، فإنه واجه رفضاً دولياً قوياً، ثم حشوداً، حررت الكويت، وطردت القوات العراقية، ودفع العراق الثمن من دماء شبابه، وخيرة معداته، ورفاهية شعبه، نتيجة قرار خاطئ لقيادته السياسية، ونسيانها دروس التاريخ وعِبَره. وأدى ذلك إلى تغيير موازين القوى على الساحة الدولية، في تسعينيات هذا القرن.
سير العمليات العسكرية بنيت الفكرة الهجومية الإستراتيجية، للجبهة الجنوبية العسكرية العراقية، على أن تبادر التشكيلات العملياتية (التعبوية) فيها، بعد إعادة التجميع، وتنفيذ أعمال الخداع، واستغلال السرعة وخفة الحركة، وأعمال قتال القوات، البحرية والجوية، والإبرار، الجوي والبحري، إلى توجيه ضربة رئيسية، وأخرى ثانوية، كالآتي:أُنظر خريطة الغزو العراقي للكويت
1. الضربة الرئيسية: تنفذها الفرقتان، التاسعة المشاة الآلية، والثالثة والعشرون المدرعة، حتى عمق المهمة المباشرة للجبهة.
أ. الفرقة 9 المشاة الآلية (فرقة "توكلنا على الله"): تتكون من لواءَي مشاة آليَّين ولواء مدرع. تتحرك على محور أم قصر ـ الصبية ـ جسر بوبيان ـ البحرة ـ الجهراء ـ مدينة الكويت ـ الفحيحيل ـ الزور، حتى الحدود الدولية الجنوبية.
ب. الفرقة 23 المدرعة (فرقة حمورابي)
تتكون من
لواءَين مدرعَين ولواء مشاة آلي. تتحرك على محور صفوان ـ العبدلي ـ مفرق الجهراء الأحمدي ـ الوفرة، حتى الحدود الدولية الجنوبية.
2. الضربة الثانوية: وهي ضربة من اتجاه الغرب، تنفذها الفرقة 21 المدرعة (فرقة المدينة المنورة)، التي تتكون من لواءَين مدرعين ولواء مشاة آلي، وتتحرك على محور خضر الماء ـ الشقايا ـ مفرق الجهراء الأحمدي ـ مدينة الأحمدي ـ حتى الحدود الدولية الجنوبية.
3. احتُفِظ بفرقة مدرعة وأخرى مشاة آلية، كاحتياطي عملياتي، في يد قائد قوات الغزو، خلال المرحلة الأولى منه.
يذكر العديد من المراجع أن الفرقة 23 المدرعة هى فرقة (المدينة المنورة)، وأن الفرقة 21 المدرعة هى فرقة (حمورابي). والعكس هو الصحيح إذ ثبت من تخليل قائد اللواء 14 المشاة الآلي العراقي، أن فرقة المدينة المنورة هى الفرقة 21 المدرعة, وتتكون من اللواء الثاني المدرع، إضافة إلى اللواء الخامس، وأن فرقة حمورابي هى الفرقة 23 المدرعة.
أولاً: أعمال قتال القوات البرية
أعمال قتال اليوم الأول (2 أغسطس 1990)
1. القوات العراقية تخترق الحدود الكويتية (أنظر خريطة الغزو العراقي للكويت)
بدأت العمليات العسكرية العراقية، في تمام الساعة 2400 ، أي في منتصف ليلة 1/2 أغسطس 1990، بدفْع مفرزتَين متقدمتَين، في تشكيل ما قبل المعركة، من مناطق تمركزهما، جنوبي العراق، في اتجاه الحدود الكويتية الشمالية، بهدف اختراقها، والوصول إلى مشارف مدينة الكويت. المفرزة المتقدمة الأولى، بقوة لواء مدرع من الفرقة 9 المشاة الآلية (توكلنا على الله)، مدعمة بفوج استطلاع. تتقدم على محور: أم قصر ـ الصبية ـ جسر بوبيان، ومهمتهما اختراق الحدود الشمالية للكويت، والوصول إلى منطقة البحرة، شمال خليج الكويت، في خلال 3 ساعات، ثم تواصل تقدمها إلى مدينة الكويت. والمفرزة المتقدمة الأخرى، بقوة لواء مدرع من الفرقة 23 المدرعة (حمورابي)، مدعمة بفوج استطلاع. تتقدم على محور: صفوان ـ العبدلي، ومهمتها اختراق الحدود الشمالية للكويت، ثم الوصول إلى منطقة الجهراء، غرب خليج الكويت، في الوقت نفسه الذي تصل فيه المفرزة المتقدمة الأولى إلى البحرة، ثم تواصل تقدمها إلى الوفرة.
وفي الوقت الذي بدأت فيه قوات المفرزتَين المتقدمتَين اختراق الحدود الدولية الكويتية، تحركت قوات النسق الأول (القوة الرئيسية)، من المنطقة الابتدائية للهجوم خلف مفرزتَيها. وفي الساعة 0100، يوم 2 أغسطس، بدأت هذه القوات تخترق الحدود الكويتية، من خلال قطاعَي الاختراق، بقوة باقي الفرقتَين، 9 المشاة الآلية، و 23 المدرعة. كما دُفعت الكتيبتان 65 و68 المغاوير (الكوماندوز)، مع أربعة ألوية مدفعية، بغرض إسناد أعمال قتال القوة الرئيسية المهاجمة، لسرعة الوصول إلى منطقتَي البحرة والجهراء، في الوقت المحدد.
وأثناء تقدم المفارز المدرعة العراقية، تعرضت لمقاومات ضعيفة، من جانب بعض قوات حرس الحدود الكويتية، وقوات الشرطة، التي كانت تنتشر حول مخافر الحدود المشتركة. فاشتبكت معها، ودمرتها، وتابعت تقدمها، تحت ستر نيران المدفعية والدبابات، كالآتي:
أ. أعمال قتال لواء المفرزة، من الفرقة 9 المشاة الآلية
حاصر اللواء منطقتَي الروضتين والطرفاوي، أثناء تقدمه في اتجاه البحرة. ودفع قائد اللواء مجموعة قتال، بقوة كتيبة مشاة آلية، تدعمها الدبابات، في اتجاه خور الصبية، في مواجَهة الجسر الموصل إلى جزيرة بوبيان، وتمكنت المجموعة تحقيق الاتصال مع قوة الإبرار البحري، التي أُبرت في الجزيرة، في الساعة 0230.
ب. احتلال جزيرة بوبيان
في الساعة 0230، يوم 2 أغسطس، أُنزلت كتيبة مشاة بحرية عراقية، مدعمة بالدبابات والعربات المدرعة، على الساحل الجنوبي لجزيرة بوبيان، في عملية برمائية سريعة. فاقتحمت الجزيرة واحتلتها، على الرغم من وجود كتيبة مشاة بحرية كويتية، ووحدات دفاع جوي، للدفاع عنها.
ج. أعمال قتال لواء المفرزة، من الفرقة 23 المدرعة
تابعت المفرزة المتقدمة المدرعة اندفاعها على محور الطريق الرئيسي، في اتجاه الجهراء، من دون مقاومة، ولم تبدأ قتالها الحقيقي، إلاّ في منطقة اللياح، شمال الجهراء.
2. معركة اللواء السادس المشاة الآلي الكويتي (معركة "جال اللياح") في الساعة 0315، وأثناء تقدم القوات العراقية في اتجاه شمال الجهراء، تصدت لها مجموعة قتال من اللواء السادس المشاة الآلي الكويتي، عند منطقة اللياح. ودارت معركة غير متكافئة، بين الجانبَين، لمدة 45 دقيقة. انسحبت، على أثرها، القوة الكويتية، إلى جنوب مدينة الجهراء. وفيما يلي تفاصيل هذه المعركة: (أُنظر خريطة معركة جال اللياح)
أ. حجم القوات العراقية لواء مدرع، مفرزة متقدمة من الفرقة 23 المدرعة، ويتحرك خلفه، وعلى مسافة 15 كم، باقي قوة الفرقة.
ب. حجم القوات الكويتية
كتيبة مشاة آلية، من اللواء السادس المشاة الآلي.
ج. سير أعمال القتال في المعركة
في الساعة 0315، يوم 2 أغسطس، صدرت الأوامر إلى قائد اللواء السادس المشاة الآلي الكويتي، بإرسال قوة إلى كلٍّ من منطقة جسر بوبيان، ومنطقة محطة أم العيش، للدفاع عنهما. وأُرِسل فصيل دبابات، لاحتلال منطقة تلال "قوينيص"، وفصيل مشاة، إلى منطقة محطة أم العيش. وبعد ذلك، وردت معلومات إلى قيادة اللواء، بأن القوات العراقية تتقدم على الطريق العام، العبدلي ـ الكويت. عندئذ، فتح اللواء السادس فصيل مدفعية، من داخل معسكره. وخرجت قوة، بقيادة قائد اللواء، بحجم فصيل دبابات، وفصيل مشاة آلي، وفصيل صواريخ مضادّة للدبابات، عدا حضيرة (جماعة). وفي الساعة 0330، اشتبكت مع القوات العراقية، واستمر القتال 45 دقيقة. وقد بلغت خسائر اللواء في هذه المعركة، دبابتَين وعربة قتال مدرعة، من نوع (BMP).
وفي أثناء محاولة القوات العراقية تطويق موقع القوة الكويتية، صدرت الأوامر إلى عناصر اللواء السادس، بالتوجه إلى "المطلاع"، لمعاونة اللواء 35 المدرع على معركته. فسُحب فصيل المشاة الآلي من محطة أم العيش، وفصيل المدفعية من معسكر اللواء، وجُمعت هذه القوة في منطقة "أم الرقيبة". وحال دون انضمام فصيل الدبابات، الموجود في منطقة "قوينيص" إليها، فقدها الاتصال مع قيادة القوة. ثم دُفعت هذه القوة إلى منطقة "المطلاع"، بعد إعادة تنظيمها. ولكن القوات العراقية، كانت قد سبقت اللواء السادس، واللواء 35، إلى اجتياز منطقة "المطلاع"، واستولت على محورَي: المطلاع ـ الكويت، والمطلاع ـ الأطراف. وأجبرت اللواء 35 على الفتح في منطقة الأطراف. مما اضطر اللواء السادس إلى اتخاذ موقع دفاعي، قرب "السكراب"، جنوب الجهراء، حيث حوصر، وأُسرت قواته، صباح الجمعة، 3 أغسطس 1990.<o:p></o:p>
3. معركة "جال المطلاع" في الساعة 0400، يوم 2 أغسطس، تمكنت القوة العراقية الرئيسية من الاتصال مع مفارزها المتقدمة، على المشارف الشمالية الغربية لمدينة الجهراء، المؤدية إلى مدينة الكويت، بعد أن نجحت المفارز المتقدمة، بمساندة القوات الجوية، في تدمير القوات الكويتية المدافعة، في منطقة أم العيش، وشمال مدينة الجهراء، محققة بذلك المهمة المباشرة للفيلق الثامن/حرس جمهوري. وبعد الاستيلاء على المنطقة الشمالية لمدينة الجهراء، واستغلال النجاح الذي أحرزته المفارز المتقدمة، سارعت القوة الرئيسية، إلى تطوير هجومها نحو العمق، وعلى الأجناب، لعزل تجمعات القوات الكويتية المتفرقة، تمهيداً لتنفيذ المهمة التالية للفيلق. وأثناء تقدمها (لواء مشاة آلي من الفرقة التاسعة، ولواء مدرع من الفرقة 23)، تصدت لها قوة كويتية، من كتيبة المغاوير، عند مفرق "الصبية ـ جنوب المطلاع"، حيث دارت معركة غير متكافئة، بين الجانبَين، على طريق "الكويت ـ المطلاع"، أطلق عليها "معركة جال المطلاع". وفيما يلي تفاصيلها: (أُنظر خريطة معركة جال اللياح)
أ. في الساعة 0200، يوم 2 أغسطس، بعد الاجتياح العراقي للحدود الشمالية الكويتية، بساعتين، كُلِّفَتْ كتيبة مغاوير كويتية، بمهمة حماية محطة أم العيش.
ب. وفي الساعة 0400، صدرت إليها أوامر بتنفيذ مهمة جديدة، هي السيطرة على مركز "المطلاع"، على أن تتولى سرية مشاة آلية، من اللواء السادس الآلي، حماية المحطة بدلاً منها. فانسحبت من محطة أم العيش، تاركة سرية، عدا فصيل، لحماية المحطة، إلى حين وصول السرية المكلفة بهذه المهمة. وأصدر قائد الكتيبة أوامره إلى فصيلي مغاوير، باحتلال مواقع كمائن على طريق "المطلاع". وأثناء تقدم القوات العراقية على هذا الطريق، اشتبكت معها الكمائن، وأنزلت بها بعض الخسائر، إلاّ أنها حوصرت بنيران المدفعية والهاونات، فانسحبت إلى معسكر المغاوير، الذي حوصر، هو الآخر.
ج. وفي داخل المعسكر، دارت اشتباكات بين الطرفَين، استطاعت، خلالها، القوة الكويتية المحاصَرة الانسحاب إلى خارج المعسكر. وأُسِر مَن بقي فيه.
4. معركة اللواء 80 المشاة الآلي الكويتي (معركة "شرقي الجهراء")
في الساعة 0445، اشتبكت مجموعة قتال كويتية (مشكلة من سرية مشاة، وسرية دبابات)، من اللواء 80 المشاة الآلي، بلواء مدرع من الفرقة 23 المدرعة العراقية، عند تحويلة الجهراء، وعاقت تقدمه، لمدة ساعة، على جسر تحويلة الجهراء. وعلى الرغم من كثافة نيران القوة العراقية، فقد استمرت المعركة ساعات عدة. وتوقفت بانسحاب القوات الكويتية، بعد وصول تعزيزات عراقية. وقد شملت هذه المعركة المناطق السكنية، شرقي مدينة الجهراء السكنية وجنوبيها، حتى معسكر اللواء 80 المشاة الكويتي. وقد أُطلق على هذه المعركة، "معركة شرقي الجهراء": (أُنظر خريطة معركة شرق الجهراء)
أ. حجم القوات العراقية
لواء مدرع من الفرقة 23 المدرعة.
ب. حجم القوات الكويتية
قيادة اللواء 80 المشاة وسرية مشاة آلية وسرية دبابات (صلاح الدين).
ج. سير أعمال القتال في المعركة <o:p></o:p>
(1) في الساعة 0430، يوم 2 أغسطس، تحركت سرية مشاة، وسرية دبابات (صلاح الدين)، إضافة إلى قيادة اللواء، من معسكرها، على أثر صدور الأوامر بمعاونة كتيبة المغاوير، المشتبكة بلواء مشاة آلي من الفرقة التاسعة الآلية، ولواء مدرع من الفرقة 23 المدرعة، العراقيَّين، في منطقة "المطلاع". وقبل وصول اللواء 80 إلى المنطقة المحددة، كانت القوات العراقية قد اجتازتها. وفي الساعة 0445، بدأ اللواء 80 يشتبك باللواء المدرع العراقي، في منطقة جسر الجهراء الشمالي الشرقي. واستمر القتال ساعة واحدة.
(2) وفي الساعة 0530، استأنفت القوات العراقية أعمال القتال، فشنّت هجوماً مضادّاً، بقوة لواء مدرع، تعاونه نيران لواءَي مدفعية، على مَواقع تمركز وحدات اللواء 80. وعلى الرغم من صغر حجم القوات الكويتية المدافعة، وكثافة القوات العراقية، استطاع اللواء الكويتي الصمود، باستخدام أسلوب المناورة، حتى اتسعت المعركة، لتشمل، كلاًّ من منطقة شرقي مدينة الجهراء السكنية، ومنطقة السكراب، ومعسكر المشاغل المتوسطة الشمالية، إضافة إلى جسور الجهراء الشمالية الشرقية، والشرقية.
(3) وفي الوقت نفسه، حاصر جزء من القوات العراقية اللواء 80 الكويتي، بينما واصلت بقية القوات العراقية الرئيسية (الفرقة التاسعة الآلية، ولواء من الفرقة 23 المدرعة) تقدمها بهدف سرعة الاستيلاء، على مدينة الجهراء، والوصول إلى مدينة الكويت نفسها، قبل أول ضوء، للانضمام إلى قوة الإبرار الجوي (العمليات الخاصة)، ومعاونتها على أعمال قتالها ضد قوات الحرس الأميري، حول قصر دسمان.
(4) وفي الساعة 1100، من اليوم عينه، اضطر ما تبقى من اللواء 80 إلى الانسحاب، إلى مَوقع دفاعي آخر، لإعادة التنظيم. وبعد استكمال الانسحاب، وتجهيز المَوقع الدفاعي الجديد، ازدادت كثافة الهجوم العراقي، وانقطع الاتصال مع مركز القيادة، وحوصر المَوقع من كل جانب، وسقط المحاصَرون بين قتيل وجريح وأسير.
5. قوات الضربة الثانوية، تخترق الحدود الكويتية الغربية في الساعة 0600، يوم 2 أغسطس، شرع اللواء 14 المشاة الآلي، (من الفرقة 21 المدرعة "فرقة المدينة المنورة"، المكونة من: اللواء 2 المدرع، واللواء 10 المدرع، واللواء 14 المشاة الآلي)، للعمل كمفرزة متقدمة للفرقة، عند بدئها بالضربة الثانوية، من اتجاه منطقة "خضر الماء"، في اتجاه مفرق "الجهراء ـ الأحمدي"، بمهمة سرعة الوصول إلى ميناء الأحمدي، وقاعدة علي السالم الجوية، والقضاء على أي مقاومة في طريق تقدمها، من المخافر الكويتية، في الصقيهية، ومهزول، والأبرق، والشقايا، ومن اللواء 35 المدرع الكويتي، ومواصلة التقدم، بعد الاستيلاء على مدينة الأحمدي، في اتجاه الحدود الدولية الكويتية الجنوبية. (أُنظر <a href="doc01.doc_cvt.htm">وثيقة تقرير آمر اللواء الرابع عشر المشاة الآلي من الفرقة 21 المدرعة العراقية (فرقة المدينة المنورة) حول أعمال قتال اللواء، خلال الهجوم على الكويت، في الفترة من 2 إلى 18 أغسطس 1990) و(أصل الوثيقة)
6. معركة اللواء 35 المدرع الكويتي (معركة "جال الأطراف") في الساعة 0545، وفي الوقت الذي كانت تدور فيه معركة اللواء 80 المشاة، على طريق "الكويت ـ المطلاع"، كانت تدور معركة أخرى، بين قوة من لواء مدرع، من الفرقة 23 المدرعة العراقية، المتقدمة على محور "المطلاع ـ الأطراف" المتجه إلى الطريق الدائري السادس، وبين اللواء 35 المدرع الكويتي، حيث استمر القتال ساعات عدة. وفي حوالي الساعة 1410، ظهرت مقدمة اللواء 14 المشاة الآلي العراقي، من الفرقة 21 المدرعة (قوة الضربة الثانوية)، على محور "السالمي ـ الأطراف ـ الجهراء".ومن الفور اشتبكت به قوات اللواء 35 الكويتي. وإزاء كثافة النيران، والحصار النيراني من محورَي "المطلاع"، و"السالمي"، والحجم المتفوق للقوة العراقية، أُجبر اللواء 35 المدرع على الانسحاب بدءاً من الساعة 1500، يوم 2 أغسطس. وفيما يلي تفاصيل معركة جال الأطراف: (أُنظر خريطة معركة جال الأطراف)
أ. حجم القوات العراقية
لواء مدرع، من الفرقة 23 المدرعة، وقوة من اللواء 14 المشاة الآلي، من الفرقة 21 المدرعة.
ب. حجم القوات الكويتية
قيادة اللواء 35 المدرع، وكتيبة دبابات، وسرية مشاة آلية.
ج. سير أعمال القتال في المعركة
(1) في الساعة 0545، يوم 2 أغسطس، تمركزت قوات اللواء 35 المدرع في مَواقع دفاعية، عند منطقة "غار"، جنوب "جال الأطراف"، شمال الجهراء. واشتبكت بقوة عراقية من لواء مدرع، من الفرقة 23 المدرعة العراقية، كانت متقدمة على محور "المطلاع ـ الأطراف"، المتجه إلى الطريق الدائري السادس، ودامت هذه المعركة ست ساعات، تكبدت فيها القوة العراقية بعض الخسائر، مما أجبرها على التوقف.
(2) وفي الساعة 1410، من اليوم نفسه، ظهر بعض العناصر من اللواء 14 المشاة الآلي، من الفرقة 21 المدرعة، تتحرك على محور "السالمي ـ الأطراف ـ الجهراء"، فغيرت قوات اللواء 35 مواجهتها للاشتباك بالقوة المتقدمة، وإجبارها على الانسحاب. ومع بداية الاشتباك، اضطرت القوات العراقية إلى التوقف.
(3) وأثناء توقف القوات العراقية، عند "الأطراف"، شرق الفريدة، كان قصف المدفعية العراقية مواقع اللواء 35، مستمراً، من مواقعها على محور "المطلاع"، منذ الساعة 0730، إضافة إلى القصف النيراني، الذي بدأ من محور "السالمي"، ونتيجة لكثافة النيران العراقية وقوّتها، من كلا الجانبَين، وعدم تكافؤ القوى، قرر قائد اللواء 35 المدرع الكويتي الانسحاب، جنوباً، بما تبقّى من قواته، بدءاً من الساعة 1500، لإعادة تجميعه، واتخاذ مَواقع دفاعية أخرى. (أُنظر وثيقة تقرير آمر اللواء الرابع عشر المشاة الآلي من الفرقة 21 المدرعة العراقية (فرقة المدينة المنورة) حول أعمال قتال اللواء، خلال الهجوم على الكويت، في الفترة من 2 إلى 18 أغسطس 1990) و(أصل الوثيقة)
(4) وفي الساعة 1750، وأثناء متابعة اللواء 14 المشاة الآلي تقدمه في اتجاه مدينة الأحمدي، لتنفيذ مهمته الأساسية، تعرض لنيران المَواقع الدفاعية الجديدة، التي اتخذها اللواء 35 الكويتي. ودارت معركة استمرت ما يقرب من 40 دقيقة، استطاعت قوات اللواء 14 المشاة، خلالها، تدمير 3 دبابات كويتية، مما أجبر قوات اللواء 35 على الانسحاب نهائياً من المعركة، والاتجاه، جنوباً، نحو الحدود الكويتية ـ السعودية. (أُنظر وثيقة تقرير آمر اللواء الرابع عشر المشاة الآلي من الفرقة 21 المدرعة العراقية (فرقة المدينة المنورة) حول أعمال قتال اللواء، خلال الهجوم على الكويت، في الفترة من 2 إلى 18 أغسطس 1990) و(أصل الوثيقة)
(5) وفي الوقت نفسه، بدأت طلائع اللواء 10 المدرع، الذي كان ضمن القوة الرئيسية للفرقة 21 المدرعة (المدينة المنورة)، تصل إلى الجهراء، وتتصل مع اللواء 14 المشاة الآلي، ليتقدما معاً في اتجاه مدينة الأحمدي، بينما كان اللواء 2 المدرع في طريقه تجاه المناقيش والسالمي. (أُنظر وثيقة تقرير آمر اللواء الرابع عشر المشاة الآلي من الفرقة 21 المدرعة العراقية (فرقة المدينة المنورة) حول أعمال قتال اللواء، خلال الهجوم على الكويت، في الفترة من 2 إلى 18 أغسطس 1990) و(أصل الوثيقة)
7. معارك معسكرات المباركية، ("الشويخ الشمالي" ـ "طريق الجهراء" ـ "الرقعي") (أنظر خريطة معركة منطقة الشويخ الشمالي) و(خريطة معركة طريق الجهراء) و(خريطة معركة الرقعي)
تضم معسكرات المباركية مقر وزارة الدفاع، ورئاسة الأركان، وهيئة القيادة العامة للجيش الكويتي. وكان العمل يجري داخلها، خاصة مركز العمليات المشتركة، منذ بدء اجتياح القوات العراقية الحدود الشمالية للكويت، وفي حضور وليّ العهد الكويتي، ووزير الدفاع، وأعضاء الحكومة، الذين استُدعوا لاتخاذ القرارات العسكرية الملائمة لمواجهة هذا الغزو. وفي هذه الأثناء، وفي الساعة 0245، واصلت القوات العراقية تقدمها إلى منطقة معسكرات المباركية، حيث تبادلت إطلاق النار مع القوات الكويتية الموجودة فيها، وهي بعض عناصر من قوات الجيش، والحرس الوطني. وفي إثر ذلك، اضطر وليّ العهد ووزير الدفاع، وهيئة القيادة، إلى مغادرة المكان، للانتقال إلى مركز تبادلي. وخلال هذه الاشتباكات واصلت القوات العراقية تقدمها، وتركت قوة، تقدر بكتيبة مشاة، مدعمة بالهاونات والمدافع المضادّة للدبابات، لمحاصرة قوات المعسكرات، بما فيها مقر القيادة المشتركة، لمنع خروج أو دخول أي قوات، بينما ظلت الاشتباكات مستمرة بين الجانبَين.
وفي الساعة 0930، وصلت قوة كويتية، تقدر بسرية دبابات وسرية مشاة آلية، من اللواء 15 المشاة الآلي، وسرية مشاة، من اللواء الأول الاحتياطي، لفك الحصار عن وزارة الدفاع، ورئاسة الأركان. وواصلت هذه القوة تقدمها داخل معسكر الرئاسة، من البوابة الجنوبية، على الطريق الدائري الرابع، حتى البوابة الشمالية، على طريق الجهراء، وأخذت مَواقعها الدفاعية، إلى جانب القوات المحاصَرة، داخل المعسكرات، التي كانت مشتبكة بكتيبة المشاة العراقية، الموجودة في هذه المنطقة، بالقرب من أسوار المعسكرات والبوابات الرئيسية، متخذة مَواقعها خلف أسوار مستشفى الطب الإسلامي، ومعهد الاتصالات السلكية واللاسلكية.
وفي الساعة 1000، وبعد تقدير الموقف، عمد الكويتيون إلى الاشتباك بكتيبة المشاة العراقية، بكافة أنواع الأسلحة المتاحة، حتى أُسكتت نيرانها، وذلك بعد 20 دقيقة من بدء الاشتباك. ووضعت خطة هجوم على هذه الكتيبة، وتطهير المنطقة منها. وقد دارت معركة معسكرات المباركية على ثلاث مراحل:
أ. المرحلة الأولى: معركة منطقة الشويخ الشمالي. (أنظر خريطة معركة منطقة الشويخ الشمالي)
بدأت هذه المعركة، في حوالي الساعة 1145، حين هوجمت مَواقع القوة العراقية، بقوة سرية مشاة وفصيل دبابات. وأسفر القتال العنيف عن بعض الخسائر في القوة العراقية، وأسر 80 منهم، وهرب بعضهم إلى خلف شارع جمال عبدالناصر. وطُهِّر المَوقع، ونُقل الأسرى والجرحى إلى داخل معسكرات الرئاسة. وفي هذه الأثناء، كان هناك تعزيزات عراقية، تقدر بلواء مشاة آلي، مدعم بالدبابات، تتقدم على محور طريق الجهراء، من اتجاه "دوار العظام". فتراجعت القوة الكويتية، إلى داخل معسكراتها، حتى لا تُحاصر وتُعزل عن باقي القوات، الموجودة في داخل المعسكرات، ولاتخاذ مواقع دفاعية لها داخله. وواصلت القوة الكويتية اشتباكها بالقوة العراقية، من داخل المعسكر، بما تأتى لها من الأسلحة، ولم تتمكن القوة العراقية من إحراز أي تقدُّم على هذا المحور، في هذه المرحلة، التي انتهت حوالي الساعة 1400، بعد أن ارتدَّت القوة العراقية إلى الخلف، وأخذت القوة الكويتية تعيد تنظيمها للدفاع عن وزارة الدفاع ورئاسة الأركان. ب. المرحلة الثانية: معركة طريق الجهراء (خريطة معركة طريق الجهراء)
في هذه المرحلة، حاولت القوة العراقية، عدة مرات، دفع عناصر لها، مدعمة بالدبابات والعربات المدرعة والمشاة، لتدمير القوات الكويتية، في معسكراتها. ولكن جميع محاولاتها باءت بالفشل؛ إذ إنها في كل محاولة كانت تمنى بالخسائر، فاضطرت إلى الارتداد إلى الخلف، في منطقة "دوار العظام". وقد استطاعت القوة الكويتية المدافعة عن المعسكرات، أن تمنع القوة العراقية من سلك هذا الطريق، بقية نهار الخميس 2 أغسطس. واستمرت القوة العراقية، من مَواقعها، تقصف المعسكرات بالمدفعية والهاونات، طوال فترة توقّفها في منطقة دوار العظام. ج. المرحلة الثالثة: معركة الرقعي (خريطة معركة الرقعي) بعد فشل القوة العراقية في اجتياز محور طريق الجهراء، واضطرارها إلى التراجع إلى "دوار العظام"، وسيطرة قوة معسكرات المباركية على طريق الجهراء، ومنطقة الكلية الصناعية، ومستشفى الصباح، والمناطق المجاورة لهما، تحركت القوة العراقية إلى طريق جمال عبدالناصر، وتجمعت في الطريق الدائري الرابع، ومنطقة الرقعي. وتحت ستر تمهيد نيراني، من المدفعية والهاونات، بدأت القوة العراقية الهجوم على المعسكرات، من منطقة الرقعي، المقابلة، فسارعت سرية مشاة، من مدرسة المشاة، وسرية مشاة أخرى، من الحرس الوطني، تدعمهما، بالنيران، سرية مشاة ثالثة، من معسكر سلاح المهندسين، إلى صد هجوم القوة العراقية، المتقدمة على الطريق الدائري الرابع، والقوات التي تحميها، في منطقة الرقعي. ودار قتال متلاحم في منطقة الرقعي، بين قوات الجانبَين، من بيت إلى بيت، اضطرت، القوة العراقية، على أثره، إلى التراجع إلى ما وراء الطريق الدائري الخامس. وبعد ذلك، تراجعت القوة الكويتية إلى داخل معسكراتها، للدفاع عنها، وتمكن الكويتيون من السيطرة على منطقة معسكرات المباركية، وما حولها، على كلا الطريقَين، طريق الجهراء، والطريق الدائري الرابع، حتى الساعة 1500. وفي هذا الوقت، وصلت تعزيزات عراقية إلى المنطقة، بقوة كتيبة مشاة آلية، مدعمة بالدبابات والمدفعية، تمركزت في منطقة الرقعي، استعداداً لاقتحام معسكرات المباركية. وبوصول هذه التعزيزات ازدادت قوة النيران العراقية، وكان الهدف من هذه التعزيزات، هو إحكام الحصار حول منطقة المعسكرات، والهجوم الشامل عليها، وتطهيرها من القوات الكويتية، والاستيلاء على كل من وزارة الدفاع، ورئاسة الأركان العامة. ونتيجة لذلك، اضطرت القوات الكويتية إلى الانسحاب، وإخلاء المعسكرات، في الساعة 1600، يوم 2 أغسطس، فانسحبت القيادة المشتركة إلى المنطقة الصناعية. أمّا القوات الكويتية، فقد انسحبت إلى المنطقة الجنوبية من المعسكرات، ومنها إلى منطقة كيفان، حيث انضمت إلى القوات الموجودة فيها. وفي 3 أغسطس، وتحت ضغط القوات العراقية على القوات الكويتية في منطقة كيفان، وقصفها بنيران المدفعية والدبابات، انسحبت القوات الكويتية من المنطقة لحماية السكان من القصف المدفعي العراقي.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ثانياً: أعمال قتال القوات الجوية والدفاع الجوي للجانبَين
1. أعمال قتال القوات الجوية العراقية
أ. حجم القوات المخصصة للغزو
(1) أسراب مقاتلات، وسرب مقاتلات قاذفة، تعمل من قاعدتَي الجليبة والشعيبة.
(2) 80 ـ 96 طائرة عمودية، مخصصة لمهام الإبرار الجوي.
ب. أعمال قتال القوات الجوية العراقية
(1) في الساعة 0130، يوم 2 أغسطس، أَبَرّت مجموعة من الطائرات العمودية قوة عمليات خاصة عراقية، على الساحل، بالقرب من قصر دسمان، بهدف مهاجمة قصر أمير الكويت، وأسْره وأعضاء الأُسرة الحاكمة. وجرى الإبرار من دون خسائر، ولكن القوة لم تستطع تحقيق مهمتها، في التوقيت المحدد لها.
(2) في الساعة 0330، يوم 2 أغسطس، قصفت المقاتلات القاذفة العراقية، تحت ستر المقاتلات، قاعدة أحمد الجابر الجوية، ودمرت ممرها الرئيسي، والممرات الفرعية، وأشعلت النيران في مرافق القاعدة. كما عاونت القوات الجوية أعمال قتال الفرقتَين، التاسعة والثالثة والعشرين.
(3) في الساعة 0530، يوم 2 أغسطس، قصفت أسراب المقاتلات القاذفة العراقية مدينة الكويت، ومدينتَي الجهراء والأحمدي، والساحل الكويتي، والحدود الدولية الجنوبية للكويت حتى عمق 30 كم. كما قصفت قاعدة علي السالم الجوية، ودمرت ممرّيها، الرئيسي والفرعي، وكذا قصر أمير الكويت، ومقر إقامة ولي العهد ومقارّ عملهما، والأهداف الحيوية الكويتية.
(4) من الساعة 0530 إلى الساعة 0800، يوم 2 أغسطس، عاونت أسراب المقاتلات القاذفة القوات العراقية على تحقيق مهامها.
(5) في الساعة 0630، يوم 2 أغسطس أَبرت 25 طائرة عمودية عراقية، تحت ستر المظلة الجوية، سرية من اللواء 95 المظلي، في مدينة الجهراء. وفي الساعة 0800 من اليوم نفسه، أَبرت 30 طائرة عمودية عراقية مجموعة كتيبة مظلات من اللواء 95، في مدينة الأحمدي. وفي الساعة 1000، من اليوم عينه، أُبرت سرية مظلات مدعمة في منطقة قصر الرئاسة في دسمان. وفي الساعة 1030، أُبرت سرية أخرى في منطقتَي السالمية والسرة.
(6) خلال الفترة من الساعة 0600 إلى الساعة 0800، عاودت الأسراب المقاتلة القاذفة العراقية، وتحت ستر المقاتلات، قصف القواعد الجوية الكويتية (علي السالم ـ مطار الكويت ـ قاعدة أحمد الجابر). وفي مساء اليوم نفسه وبدءاً من الساعة 1705 حتى الساعة 2000، عاودت قصف مدينة الكويت والقواعد الجوية الكويتية وقوات الدفاع الجوي.
(7) واصلت القوات الجوية العراقية معاونة أعمال قتال القوات العراقية، خلال اليوم الثاني للقتال، 3 أغسطس1990.
2. أعمال قتال القوات الجوية الكويتية
ينطبق الوضع العام على القوات الجوية، من جهة قصر فترة الإنذار، وعدم رفع درجات الاستعداد القتالي، كما هو الحال بالنسبة إلى سائر الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة الكويتية. وعلى الرغم من ذلك، تمكنت وحدات الرادار والإنذار، في مركز عمليات القوات الجوية، من رصد تحركات القوات الجوية العراقية، متغلبة على عمليات التعويق الإلكتروني والتشويش، فأنذرت وحدات القوات الجوية، ومركز العمليات المشتركة (رئاسة الأركان العامة)، وصدرت الأوامر إلى الطائرات الاعتراضية المقاتلة، ووحدات الدفاع الجوي، بالتصدي للطائرات العراقية المهاجمة. كما صدرت الأوامر إلى طائرات الإسناد، بدعم مجهود القوات، البرية والبحرية. وبدأت طلعات طيران القوات الجوية الكويتية، على الرغم من القصف الجوي المعادي، مع أول ضوء من يوم 2 أغسطس 1990 حتى مساء اليوم نفسه. إلاّ أن القوات الجوية العراقية، تمكنت من تدمير مدارج إقلاع الطائرات وهبوطها، في القواعد والمطارات الكويتية، ولكن، لم يمكنها الاستيلاء عليها، إلاّ حينما قررت قيادة القوات العراقية مهاجَمتها، واقتحامها بالقوات البرية، صباح 3 أغسطس، إذ تمكنت من اقتحام قاعدة علي السالم الجوية، في الساعة 1000، يوم 3 أغسطس 1990، وأسْر جميع من فيها، والاستيلاء على قاعدة أحمد الجابر الجوية، ظهر اليوم نفسه، وأسْر جميع من فيها، كذلك.
وتمكن من اللجوء إلى المملكة العربية السعودية والبحرين، 19 طائرة من نوع سكاي هوك (Skyhawk)، و15 طائرة ميراج (irage F-1)، و6 طائرات هوك (Hawk)، وبعض الطائرات العمودية، من نوع بوما (Puma)
3. أعمال قتال قوات الدفاع الجوي الكويتي
على الرغم من ما تعرضت له مَواقع وحدات الدفاع الجوي من تعويق إلكتروني وتشويش، وقصف جوي عراقي، إلاّ أنها تمكنت، في المراحل الأولى من الغزو، بالتعاون مع المقاتلات الكويتية، من تنفيذ المهام التالية:
أ. استطلاع أعمال قتال القوات الجوية العراقية، وإنذار وسائل الدفاع الجوي، والقوات البرية، في الوقت الملائم، من هجماتها المنتظرة.
ب. محاولة منع الطائرات العراقية من اختراق المجال الجوي الكويتي.
ج. حماية الأهداف الحيوية في الدولة، والتجمعات الرئيسية للقوات المسلحة الكويتية، قدر الإمكان.
د. تدمير جزء من قوات وطائرات الإبرار الجوي العراقي.
إلاّ أن المعارك لم تستمر طويلاً، إذ إنها لم تكن متكافئة، قوة واستعداداً. وتمكنت القوات العراقية من حصار جميع مَواقع الدفاع الجوي، من البر والبحر، وتدميرها والاستيلاء على بعض الأسلحة والمعدات سليمة.
ثالثاً: أعمال قتال القوات البحرية للجانبَين
1. أعمال قتال القوات البحرية العراقية نُفذت أعمال قتال القوات البحرية العراقية الرئيسية، في اليوم الأول قتال (2 أغسطس)، من خلال عمليات الإبرار البحري ومساندتها، وحصار الساحل الكويتي، كالآتي: (أُنظر خريطة قتال قوات الإبرار البحري العراقي)
أ. في الساعة 0230، أُبرت كتيبة مشاة بحرية مدعمة، خلال عملية سريعة، على الساحل الجنوبي لجزيرة بوبيان، المدافع عنها بكتيبة مشاة بحرية كويتية، وقوة دفاع جوي.
ب. في الساعة 0800، شنّت القوات البحرية العراقية هجومها الرئيسي على قاعدة القليعة البحرية. وتحت ستر زوارق الصواريخ، وزوارق المدفعية، أُبرت سرية مشاة مدعمة، بعد ما نجحت في إنزال أعداد كبيرة من القوات على الساحل الكويتي، الممتد من قاعدة القليعة، جنوباً، حتى ميناء الشويخ، شمالاً، حيث تمكنت من الاستيلاء على القاعدة، وأسرت قائد البحرية الكويتية، العقيد المهندس قيس شمري، وعدداً من الضباط والأفراد في القاعدة البحرية، الذين نقلوا إلى العراق. كما استولت القوات البحرية العراقية على معدات القتال البحري، عدا زورقَي صواريخ، تمكنا من الوصول إلى قاعدة الخفجي البحرية.
ج. في الساعة 1000، قصفت فرقاطتان عراقيتان جزيرة فيلكا، واستمر قصفها حتى الساعة 1300، ضد مَواقع القوة الكويتية المدافعة عن الجزيرة.
د. وفي الساعة 1800 من اليوم نفسه، أبرت البحرية العراقية قوة، تقدر بلواء، من القوات الخاصة ومشاة البحرية، تمكنت من الاستيلاء على الجزيرة، وأسْر باقي أفراد القوة الكويتية، الذين لم يتمكنوا من الانسحاب.
2. أعمال قتال القوات البحرية الكويتية كان وضع القوات البحرية الكويتية كسائر أفرع القوات المسلحة. فكانت الأعمال اليومية تجري، كالعادة، كما في حالة الاستعداد اليومية، في وقت السلم، من أعمال مراقبة للحدود الإقليمية، وحراسة الممرات المائية، والأعمال المألوفة الأخرى؛ إذ إن الجو العام في الكويت، لم يكن يتوجس الخطر من الجانب العراقي، على الرغم من تطورات الأحداث المتعاقبة. وابتداء من منتصف ليلة 1/2 أغسطس، بدأت المعلومات تتوالى، عن تقدم القوات البرية العراقية، واكتساحها المراكز الحدودية، الشمالية والغربية، الكويتية. وليلتئذٍ، أدرك الكويتيون أن الخطر قادم، ورفعت القاعدة البحرية في القليعة، درجة استعدادها القتالي، وبدأت تجهز الزوارق الحربية. وحوالي الساعة الخامسة من فجر ذلك اليوم، ظهر، فجأة، على شاشة الرادار، في زورق دورية كويتي، عدة أهداف بحرية، متجهة نحو القاعدة. ومن الفور، أبلغ الزورق قاعدته البحرية. فأرسلت زورقاً آخر، لمتابعة الموقف، وواصلت تجهيز سائر الزوارق الأخرى. (أُنظر خريطة قتال قوات الإبرار البحري العراقي) وبسرعة، غيَّر أحد الزوارق العراقية اتجاهه إلى الجنوب، فطارده زورق الدورية الكويتي. وفي هذه الأثناء، حوّل أحد الزوارق العراقية الأخرى اتجاهه إلى الجنوب، فاشتبك معه الزورق الكويتي، القادم من القاعدة البحرية. إلاّ أن الزورق العراقي دخل إلى القاعدة، حيث دُمِّر بعد أن تمكن من إنزال بعض قوات الإبرار البحري على ساحل القاعدة، مما منع الزوارق الكويتية الأخرى من الخروج منها.
رابعاً: إجمالي خسائر الجانبَين، خلال الفترة من 2 إلى 4 أغسطس 1990
1. إجمالي خسائر القوات العراقية
بلغت الخسائر العراقية في هذه المرحلة من القتال الآتي:
أ. الأسلحة والمعدات
(1) إسقاط 18 طائرة عمودية من نوع (MI-24)، منها 14 طائرة، أسقطت فوق مدينة الكويت، في اليوم الأول للغزو، وأربع طائرات عمودية من النوع نفسه، أسقطت في اليوم الثاني للغزو، فوق ميناء الأحمدي. وأسقطت هذه الطائرات، بمن فيها من جنود المظلات العراقيين، من اللواء 95 المظلي، بوساطة الصواريخ.
(2) إسقاط طائرتين مقاتلتَين.
(3) إغراق أربع زوارق صواريخ، من قوات البحرية، أثناء معاونتها عملية الإبرار البحري على جزيرة بوبيان.
(4) تدمير نحو 120 دبابة وعربة، مدرعة وآلية، إضافة إلى 18 حافلة محملة بالجنود.
ب. الخسائر في الأفراد
قدِّر عدد القتلى بأكثر من 295 جندياً، والجرحى 361.
2. إجمالي خسائر القوات الكويتية
أ. الأسلحة والمعدات
(1) تدمير أعداد من الدبابات والعربات، المدرعة والآلية (غير معلومة).
(2) استيلاء القوات العراقية على معظم القطع البحرية الكويتية.
(3) استيلاء القوات العراقية على عدد محدود من الطائرات، إضافة إلى جميع الأسلحة ومعدات القوات البرية الكويتية.
ب. الخسائر في الأفراد قدِّرت بنحو 4200 قتيل وجريح، إضافة إلى أعداد كبيرة من الأسرى (عسكريين ومدنيين).