العراق الكويت: الجذور الغزو التحرير - الدراسة الجغرافية والطبوغرافية لمسرح عمليات الخليج العربي

من معرفة المصادر

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مقدمة

تعتبر دراسة مسارح العمليات من أهم العوامل التي تبنى عليها الخطط الإستراتيجية للدفاع، والتي يتوقف عليها حجم ونوع القوات التي تعمل في ذلك المسرح والملامح الرئيسية لأساليب القتال والأهداف التي تمثل مراكز الثقل، وتأخذ أسبقيات عند وضع الخطة.

وتدل الدراسات التاريخية، أن القادة الذين درسوا مسرح الحرب واستفادوا من مميزاته، واستغلوا نقاط القوة وتلافوا السلبيات ونقاط الضعف. هم الذين أحرزوا النصر في النهاية.

ودراسة مسرح العمليات تشمل عادة، قطاع في دولة، أو عدة دول، يدرس من خلالها الخصائص الجغرافية الطبيعية لتلك الشريحة من الأرض. والدراسة ثلاثة أنواع:

  • دراسة جغرافية للمسرح. وهي دراسة تتم على المستوى الإستراتيجي.
  • دراسة طبوغرافية للمسرح. وهي دراسة تتم على المستوى الإستراتيجي والعملياتي.
  • دراسة عملياتية/تكتيكية للمسرح. وهي التي تحدد الأهداف، ومحاور العمل، وعادة يقوم بها قادة التشكيلات العملياتية وقادة الوحدات التكتيكية.

1. اعتبارات رئيسية في تطور دراسة مسرح العمليات

رغم ثبات الأسس التي تبنى عليها دراسة مسرح العمليات إلا أن تطور أنظمة القتال وما وصلت إليه حاليا، والتي تعتمد على معدات ذات تقنية عالية، أدت إلى تبدل العديد من المفاهيم والعوامل التي تبنى عليها تلك الدراسة.. ومسرح العمليات الذي نحن بصدد دراسته يحوي الكثير من القوى التي يستخدم بعضها تقنيات فائقة التطور، والبعض الآخر يمتلك تقنيات محدودة، ولكن الجميع لديه المعدات التي تمكنه من التغلب على العوائق الطبيعية في مسرح العمليات الصحراوي.

2. أنظمة القتال التي غيرت مفاهيم دراسة الأرض

تتلخص أنظمة القتال التي غيرت مفاهيم دراسة الأرض، في الآتي:

أ. أنظمة الاستطلاع فائقة القدرة التي تعتمد على أقمار صناعية ذات دقة عالية، وأنظمة استطلاع جوي باستخدام تقنيات حديثة يمكنها اكتشاف الأهداف مهما بلغ صغر حجمها، أو بلغت دقة إخفائها. ورسم صورة حقيقية لمسرح العمليات في الوقت الذي يسبق استخدامه مباشرة، مما يؤدي إلى دقة التخطيط في استخدام القوات. ب. أنظمة مسار باستخدام الأقمار الصناعية، أو استخدام المعدات الأرضية الآلية، والتي لها القدرة على توجيه القوات إلى أهدافها من خلال مناورات واسعة، لتتجنب أي عوائق أرضية، أو تتجنب الدفاعات الرئيسية لتصل إلى الغرض مباشرة، من دون الاعتماد على معالم سطح الأرض البارزة، والتي يندر وجودها في المسرح الصحراوي الخليجي. ج. عقيدة الحرب الجو/برية التي تعتمد على استغلال إمكانات القوات الجوية المختلفة، أو أعمال الإبرار والنقل البحري، التي تعتمد على نقل القوات بواسطة السفن إلى أهدافها مباشرة باستخدام وسائل الإبرار البحري، أو الاقتحام الرأسي للاستيلاء على أهداف بعيدة المدى، وإفقاد الجانب الآخر القدرة على السيطرة والتركيز، مما يهيئ الظروف لتقدم القوات البرية الرئيسية متغلبة على العوائق الأرضية في ظروف تأمين مؤكدة أو مستخدمة لأساليب المناورة الواسعة لتجنب تلك العوائق من الأساس. د. منظومة المناورة على المستوى التكتيكي والعملياتي، والتي تحققها الأسلحة والمعدات ذات القدرة العالية للتغلب على طبيعة الأرض والتي تحرص شركات تصنيع الأسلحة على توفيرها للمعدات التي تنتجها، وخصوصا في مجال الدبابات والمركبات المدرعة والمدفعية ذاتية الحركة.. وهي المعدات الأكثر ملاءمة للعمل في الصحراء. هـ. تطور منظومات العمل الهندسي الميداني، بحيث أصبحت الوحدات والتشكيلات الميدانية تمتلك ضمن تنظيمها المعدات التي تمكنها من التغلب على مشاكل مسرح العمليات، سواء من ناحية العوائق أو الإخفاء أو التجهيز للمعركة. و. التخطيط للحرب نفسها، والذي يعتمد على معلومات استخباراتية حديثة، وعلى خرائط دقيقة، وبالتالي يمكنه خلق الوسائل والأساليب، التي تحقق استغلال الخصائص الجغرافية الطبيعية لمسرح العمليات بكفاءة تعود على المستخدم بتعظيم إيجابياته، وتلافي سلبياته. وهناك ثلاثة أمثلة لأساليب التغلب على طبيعة مسرح العمليات (على المستوى الإستراتيجي) في الحروب الحديثة، استخدمتها مدارس عسكرية مختلفة، وفي معارك لا تزال عالقة بالفكر: أ. في الحرب العالمية الثانية، لم يشكل مسرح عمليات شمال أفريقيا الصحراوي، الذي أحكم الألمان استغلال طبيعته، عائقاً في وجه الجيش الثامن البريطاني، ولكن بالتخطيط الجيد، واستخدام وسائل الخداع، أمكن التغلب عليه، واختراقه. ب. وفي حرب أكتوبر 1973، استخدم الجيش الإسرائيلي منظومة عوائق معقدة، استند عليها في تنظيم دفاعاته، مكونة من (قناة السويس بمشاكلها، إضافة إلى ساتر ترابي بارتفاع 22 متراً، ودفاعات قوية محصنة على حافة القناة، لا تؤثر فيها نيران أسلحة المدفعية أو الطيران، ويعاونها احتياطيات مدرعة يبدأ عملها في أعقاب اكتشاف الهجوم المصري مباشرة، لتدميره في أحرج أوقات الهجوم). ومع ذلك لم تؤثر هذه المنظومة المعقدة على قدرة القوات المصرية في الهجوم وتحرير الأرض، لاستغلال المصريين الجيد للخصائص الجغرافية لمسرح العمليات. ج. وفي حرب الخليج (عاصفة الصحراء). لم تشكل الصحراء الممتدة عبر ثلاث دول، أو العوائق الصناعية التي أقامتها القوات العراقية، أي عائق لتنفيذ الخطة التي استخدمت فيها كافة أعمال المناورة (الهجوم المباشر ـ التطويق المحدود ـ الالتفاف العميق). بل أن قوات التحالف نفذت الخطة، وباستخدام جميع محاور الاقتراب على طول الجبهة، في وقت واحد، مستغلين في ذلك، التقنية العالية التي تتمتع بها قواتهم، والدراسة الواعية لخصائص المسرح الجغرافية، والاستفادة منها لمصلحة أعمال قتالهم. إضافة إلى ذلك فإن دراسة الأرض يجب أن تشمل الاستخدام المتوقع من الجانب الآخر للأرض على ضوء عقائده القتالية أو قدرته على المناورة العميقة، أو أساليب تطبيقه للاقتراب المباشر وغير المباشر. ويجب أن تقترن دراسة مسرح العمليات مع تقدير الموقف للقوي المتضادة، التي تعمل في المسرح، وأن يكون الهدف منها وضع خطط العمليات التي تحقق الإستراتيجية العسكرية للدولة. 3. طبيعة مسرح عمليات الخليج (أُنظر خريطة مسرح علميات الخليج). تأتي أهمية مسرح عمليات دول الخليج، في أنه جزء من إقليم الشرق الأوسط الذي يتوسط العالم، وله أهمية إستراتيجية خاصة، كذلك فإن منطقة الصراع التي امتد المسرح في أرجائها، هي منطقة ذات اهتمام إستراتيجي خاص لكونها تختزن ثلثي احتياطي العالم من النفط، والذي يمد الدول الصناعية الكبرى بالجزء الرئيسي من احتياجاتها من المواد الأولية للطاقة. <o:p></o:p>

ويشمل مسرح الصراع ثلاث دول رئيسية، هي العراق والكويت والسعودية، ويمتد إلى الدول المجاورة، ففي الجنوب: سلطنة عُمان واليمن، وفي الشرق: قطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة، وإيران، وفي الشمال: تركيا، وفي الشمال الغربي: سورية والأردن، وفي الغرب: ومصر والسودان، وفي الجنوب الغربي: القرن الأفريقي. كما يمتد ليشمل البحار والمحيطات حولها. وتتميز جغرافية مسرح العمليات، بثنائية أطراف الصراع، حيث ينحصر أطراف الثنائي الأول في المسرح الذي يشمل العراق والكويت، والثنائي الثاني يشمل السعودية والكويت، والثالث يشمل السعودية والعراق. ويوضع في الاعتبار اشتراك دول من خارج المسرح لدعم أي طرف، إلا أن المسرح يظل قاصراً على مناطق القتال، وما يجاورها من مناطق تؤثر عليه فقط. شمل المسرح البري الذي دارت عليه المعارك الرئيسية لحرب الخليج، مستطيلاً، يضم جنوب العراق، ودولة الكويت بالكامل، وشمال المملكة العربية السعودية ممتدا إلى منتصفها تقريباً. وسيقتصر في الدراسة، على المسرح الذي يضم تلك المساحات من الدول. علما أن باقي دول شبه الجزيرة عبارة عن مساحات صغيرة تشترك طبيعتها ضمن الطبيعة العامة للمسرح، مثل قطر والبحرين، أو دول بعيدة عن الصراع مثل عمُان والإمارات العربية المتحدة واليمن. كما ستقتصر الدراسة الجغرافية لمسرح العمليات على بعض العناصر الرئيسة، مثل: الموقع الجغرافي، وطبيعة الإقليم، والقوى البشرية، والمواصلات، وأهم الموانئ والمدن الرئيسية، وهي العناصر التي تخدم دراسة طبوغرافية مسرح العمليات من الناحية الإستراتيجية، أما العناصر الجغرافية الأخرى مثل: الموارد الطبيعية والنشاط الاقتصادي للسكان، على الرغم من أهميتها، فهي موجودة ضمن موضوعات الموسوعة، في كل دولة من دول المسرح الثلاث، يمكن الرجوع إليها.


المبحث الأول

الدراسة الجغرافية لمسرح العمليات العراقي

أولاً: الموقع الجغرافي

يقع العراق في الجزء الغربي من آسيا، وفي شمال شرق الجزيرة العربية، ويشكل موقعه مثلثاً يتجه رأسه في اتجاه الجنوب الشرقي، وقاعدة المثلث في اتجاه الشمال الغربي.

1. حدود العراق البرية

يشترك العراق في حدوده البرية مع ستة دول إسلامية، منها أربعة عربية، ودولتان غير عربيتان. وهي حدود تحددت بصفة نهائية، بعد الانتداب البريطاني، وإعلان قيام المملكة العراقية عام 1921، لذلك فإن ما هو داخل تلك الحدود، هو العراق الحديث، أما العراق القديم فلا علاقة له بهذه الحدود التي يمكن وصفها كالآتي: <o:p></o:p>

أ. من اتجاه الشرق

تقع إيران، حيث تشغل أطول حدود مع العراق، تمتد لمسافة حوالي 1600 كم، الجزء الجنوبي فيها يمر في منتصف المجرى المائي لشط العرب، وهي محل خلاف بين العراق وإيران، على الرغم من المعاهدات التي وقعت بين الدولتين قديماً وحديثاً.

ب. من اتجاه الشمال

تقع تركيا، حيث تتكون الحدود من مرتفعات شاهقة على امتداد 400 كم، يتخللها ممرات محدودة. تشكل الطرق الرئيسية بين الدولتين.

ج. من اتجاه الشمال الغربي

تقع سورية، والحدود معها صحراوية ـ جبلية، تمثل جزءاً من بادية الشام، وجبال طوروس. وتمتد لمسافة حوالي 900 كم، يتخللها العديد من المحاور والطرق المفتوحة.

د. من اتجاه الغرب

تقع المملكة الأردنية الهاشمية، والتي تمثل أقصر حدود مع العراق، والتي يخترقها أهم طرق المواصلات لدى العراقيين إلى عمان وميناء العقبة الأردني.

هـ. من اتجاه الجنوب الغربي

تقع المملكة العربية السعودية، والحدود بين الدولتين صحراوية مفتوحة، تمتد لحوالي 1000 كم، تتخللها ثلاثة محاور في الشمال، والوسط والجنوب. وتلتقي صحراء العراق مع صحاري المملكة العربية السعودية وبادية الشام على طول الحدود ما بين الدولتين، ويخترق تلك الصحراء عدة طرق موصلة ما بين الدولتين، والتي تشكل محاور محددة، عدا المنطقة الجنوبية، التي يتسع فيها المحور.

و. من اتجاه الجنوب

تقع الكويت، والحدود بين الدولتين تمتد لمسافة 240 كم، وهي حدود مفتوحة ومستوية، يشكل الجزء الغربي منها منطقة صحراوية منبسطة، تسمح لسير معظم أنواع الحملات. كما تشكل المنطقة الشرقية، مجموعات سبخات متصلة ومنفصلة عن شط العرب، يتخللها طرقاً مرصوفة، تؤدي إلى الموانئ العراقية الرئيسية في خور عبد الله، وأم قصر وميناء البكر (الخاص بنقل النفط).

2. حدود العراق البحرية

حدود العراق البحرية لا تزيد عن 60 كم على الخليج العربي، ممتدة من رأس بيشة إلى أم قصر، وعلى هذا تعتبر العراق دولة شبه حبيسة، حيث أن إمكانيات انفتاحها البحري على العالم الخارجي محدودة. وقد أدى ذلك إلى استخدام العراق لموانئ خمسة دول (تركيا، سورية، الأردن، المملكة العربية السعودية، الكويت). إلى جانب ميناءيها في أم قصر والبصرة، مع أجل تسيير حركة التجارة مع دول العالم.

وللعراق حدود مائية في شط العرب، من مصبه وشمالاً، مع إيران وهي مجاري مائية صالحة للملاحة في كل جزئها الجنوبي، وتعد أحد منافذ العراق على قمة الخليج العربي.

3. المساحة

تبلغ مساحة العراق حوالي 437.522 كم2، ويصل أقصى طول (خط مستقيم) للعراق ممتداً من الحدود التركية إلى ميناء الفاو على الخليج العربي حوالي 1174 كم. كما يصل أقصى عرض (خط مستقيم) من الرطبة، على الحدود الأردنية، إلى خانقين، على الحدود الإيرانية، حوالي 498 كم.

ثانياً: طبيعة الإقليم العراقي (التضاريس)

ينقسم سطح العراق إلى أربعة أقسام جغرافية متباينة، يشكل كل قسم منها نوعاً خاصاً من التضاريس المختلفة عن الأقسام الأخرى. وتسبب ذلك في العديد من التأثيرات على طبيعة أرض العراق.

فأرض العراق هي وادي خصب، بين صورتين مختلفتين من صور الطبيعة، فسلاسل الجبال الشاهقة الارتفاع تحده شمالاً، وشرقاً، وهي: سلاسل جبال طوروس، كردستان، زاجاروس. بينما الصحراء القاحلة تحده غرباً وجنوباً، وهي: بادية الشام، والنفود، والدهناء.

وتنقسم المناطق الجغرافية في العراق إلى: (اُنظر خريطة مسرح عمليات العراق)

1. القسم الجغرافي الشرقي والشمالي الشرقي، ويشكل 18% من مساحة العراق

وهي مناطق جبلية شاهقة غير مستوية السطح، تتخللها أودية عميقة، يتحول بعضها إلى نهيرات صغيرة في فصل الربيع والصيف نتيجة لذوبان الثلوج التي تتكون على قمم الجبال في فصل الشتاء.

الأهمية الإستراتيجية للمرتفعات الشرقية، والشمالية الشرقية

أ. تشكل حدوداً طبيعية مع تركيا، وقد شملت خطة قوات التحالف مهاجمة العراق جوا من الأراضي التركية.

ب.تشكل هذه المنطقة صعوبة بالغة للعراق نفسه، نظراً لأنها منطقة تواجد الأكراد المناوؤن للنظام، والذين لهم مطالب قومية، وتتعدد ولاءاتهم مع تغير المصالح والمواقف. مما يمكن استغلاله في خطط الحرب للتأثير على القيادة العراقية في الداخل.

ج. وبعد حرب الخليج أصبح معظم هذا الجزء يقع في منطقة الحظر، التي أعلنتها قوات التحالف، وبالتالي فهي ليست خاضعة لسيطرة الحكومة العراقية، وهو ما يشجع القوات التركية على اختراق هذه المنطقة من آن لآخر للقضاء على المسلحين من أعضاء حزب العمال الكردستاني التركي المناوئ لنظام الحكم في تركيا.

2. القسم الجغرافي الأوسط (الوادي الأعلى)، ويشكل 30% من مساحة العراق

أ. وهي المنطقة الخصبة في العراق، وتسمي منطقة بين النهرين، والتي تتواجد فيها الكثافة السكانية، وتشغل شريحة من الأرض تمتد من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي، على امتداد نهري دجلة والفرات، وتمتد من حدود المناطق الجبلية حتى مناطق الأهواز جنوباً. ويحدها غرباً المناطق الصحراوية، والأرض فيها مستوية ومفتوحة بصفة عامة.

ب.يبلغ طول نهر دجلة حوالي 2700 كم، ويتراوح عرضه ما بين 100 إلى 150 وحتى 500 متراً، وعمقه ما بين 2 إلى 5 أمتار. سرعة التيار ما بين 1 إلى 1.5 متر/ثانية. يرتفع منسوب المياه في هذه الأنهار مرتين في السنة، الأولى، في الشتاء، بسبب سقوط الأمطار، والأخرى، في الربيع، بسبب ذوبان الجليد. ونهري دجلة والفرات من أهم طرق الملاحة النهرية، التي تربط العراق بسورية وتركيا والخليج العربي، وهما وإن كانا صالحين في أجزائهما الدنيا حتى بغداد، فإن القوارب النهرية الصغيرة لا تستطيع أن تصل إلى أكثر من الموصل على نهر دجلة وإلى هيث على نهر الفرات.

ج. الجزء الأعلى من هذا القسم، تتخلله وديان دجلة والفرات وهي متسعة في هذه المنطقة وسيولها شديدة، وعند هطول الأمطار تمتلئ المصارف المائية، كما تكثر قنوات الري التي يتراوح طولها ما بين 10 إلى60 كم، ويصل عرضها إلى حوالي عشرة أمتار، وهي تشكل عوائق طبيعية، تعرقل تحركات القوات ومناورتها بحرّية.

د. الجزء الأدنى من هذا القسم، تقع فيه العاصمة بغداد، وأرضه بصفة عامة مستوية تغطيها المستنقعات في غالبية الأجزاء الجنوبية الشرقية. والتربة في معظم المناطق طفلية، وعند سقوط الأمطار تصبح لزجة، يصعب التحرك عليها. يجري في هذه المنطقة عدد كبير من النهيرات الصغيرة وقنوات الري خاصة، في الأراضي المنخفضة والمستوية، وهي كثيرة التعاريج، ويتشعب منها فروع كثيرة. كما توجد بحيرات كثيرة تتصل ببعضها البعض، فيتكون منها مجاري مائية تمتد لعشرات الكيلومترات، وتشكل هذه النهيرات والبحيرات والمستنقعات وقنوات الري عوائق رئيسية للتحركات.

3. القسم الجغرافي الجنوبي (الوادي الأسفل)، ويشكل 12% من مساحة العراق

أ. وهي مناطق الأهوار، الناتجة عن انخفاض منسوب سطح أجزاء كثير من أراضي هذه المنطقة عن سطح البحر، فتتجمع فيها المياه الناتجة عن فيضان نهري دجلة والفرات، إضافة إلى مياه الصرف والرشح من المجاري المائية، التي يروى بها القسم الأوسط، كذلك رشح المياه من مياه الخليج، وشط العرب.

ب.الجزء الشرقي والجنوبي الشرقي لهذا القسم، صحراوي منبسط، تكثر به أشجار النخيل، والتربة تعتبر ثابتة، تصلح لسير جميع أنواع المركبات في معظم أجزائها، وتمتد هذه المنطقة الصحراوية لتتصل بإقليم الصحراء الغربية غرباً، والسهل الساحلي في الكويت جنوباً.

الأهمية الإستراتيجية للوادي الأعلى والأسفل

أ. تعتبر المنطقة الرئيسية في العراق التي تتركز فيها الكثافة السكانية، والأهداف الحيوية.

ب.تمتد خلالها جميع المحاور الطولية والعرضية، وتتمركز بها الاحتياطيات الإستراتيجية العراقية.

ج. هذه المنطقة تسمح بالانتشار وإخفاء القوات، وتتواجد في النصف الشمالي منها العاصمة العراقية، بغداد، وتنتشر فيها كل المدن المهمة.

د. يتصل "الوادي الأسفل" بحدود الكويت، التي يطالب فيها العراق بحقوق تاريخية (من وجهة نظر العراق)، والتي تسببت في أزمة 1990.

4. القسم الجغرافي الجنوبي الغربي، والغربي، ويشكل40% من مساحة العراق

وهو الإقليم الصحراوي في العراق، والذي يمتد من غرب وادي الثرثار، وغرب نهري دجلة والفرات، وحتى الحدود مع كل من سورية والأردن والمملكة العربية السعودية. وهي مناطق صحراوية مسطحة، قليلة الموارد، نادرة السكان، وتتصل بالمناطق الصحراوية الغربية والجنوبية الغربية للعراق مع الصحراء السعودية (النفود، والدهناء)، والصحراء السورية، وتعد أرضها بصفة عامة مستوية، وترتفع عن سطح البحر بما يتراوح ما بين 450 إلى 800 متراً، لذا تنحدر الأرض تدريجياً نحو سهل الفرات، وبالتالي تنحدر المياه، مكونة مجاري مائية عميقة تعد من العوائق الطبيعية. والتربة في هذه المنطقة صخرية رملية جرداء، وصالحة لسير الحملات.

الأهمية الإستراتيجية للإقليم الصحراوي

أ. يمثل (بامتداده مع الصحراء السعودية) حداً فاصلاً ما بين الكثافة السكانية في العراق، والكثافة السكانية مع دول الجوار. كذلك يشكل عائقاً طبيعياً، صعباً وعميقاً، للقوات التي تتقدم من خلاله.

ب.تخترق هذه الصحراء عدة محاور تؤدي إلى كل من سورية، والأردن، والمملكة العربية السعودية.

ج.القوات التي يمكنها أن تخترق هذه الصحراء، تصل إلى قلب العراق أو المملكة العربية السعودية، مما يشكل تهديداً مباشراً لكليهما.


ثالثاً: الظواهر الجوية في العراق

يتميز مناخ العراق بأنه بارد ممطر، شتاءاً، حار جاف، صيفاً، والجو بصفة عامة غير مستقر في فصل الربيع.

تزيد درجة الحرارة في العراق، صيفاً، إلى 38مْ، في معظم أنحائه، ويصل متوسط درجة الحرارة في بعض أيام الصيف إلى 50مْ، بينما تقل درجة الحرارة في الليل عنها في النهار. ويتميز الخريف بهبوط درجة الحرارة، فيما بين 13 مْ إلى 17مْ، وقد تقل عن ذلك في بعض الأحيان.

تتناسب درجة الحرارة في العراق مع الأقسام الجغرافية، فبينما تكون معتدلة في القسم الشمالي، فإنها تتميز بارتفاع درجة الحرارة في القسمين، الأوسط والجنوبي، والإقليم الصحراوي. وتتراوح درجات الحرارة في تلك الأقسام كالآتي:

1. القسم الشمالي

أ. في الشتاء، ما بين -5مْ حتى 15مْ.

ب. في الصيف، من 15مْ حتى 25مْ.

2. القسمين الأوسط والجنوبي

أ. في الشتاء، ما بين 15مْ حتى 30 مْ.

ب. في الصيف، ما بين 30مْ حتى 45مْ.

3. إقليم الصحراء الغربية

أ. في الشتاء، ما بين صفر مْ حتى 30 مْ.

ب. في الصيف، تصل درجة الحرارة إلى أكثر من 50 مْ.

ويهب على العراق في الربيع، ومعظم الصيف رياح قادمة من الشمال والشمال الغربي وهي رياح جافة، وعادة ما تهب لمدة ما بين 3 إلى 20 يوماً، وقد تزيد في بعض الأحيان، وينتج عن هبوب هذه الرياح عواصف رملية شديدة، خاصة في المناطق الصحراوية. ويتغير اتجاه الريح في شهر يونيه، إذ تهب رياح "السموم" من الصحراء الغربية، وهي رياح ساخنة تحمل معها رمال ناعمة ذات سرعة شديدة، ترتفع درجة الحرارة أثناء هبوبها ارتفاعاً كبيراً، ولذلك تعد ذا تأثير خطير على الأفراد والمعدات.

وتبلغ كمية الأمطار الساقطة على مرتفعات شمال العراق الشرقية حوالي 300 مم، وقد تصل في بعض الأحيان إلى 400 مم، والفرق بين كمية الأمطار، في أجزاء العراق، كبير (في الموصل 300مم، وفي البصرة 100مم). بينما مناطق الهضاب الغربية (جزء من بادية الشام)، أمطارها قليلة نسبياً، تصل إلى 50مم، على الرغم من ارتفاعها. وهناك مناطق شاسعة من الصحراء الرملية والصخرية تندر فيها الأمطار، وقد تنعدم في بعض أجزائها، طول العام. أما في فصل الخريف فيزداد هطول الأمطار.

رابعاً: القوى البشرية

تعداد السكان في العراق حوالي 21.7 مليون نسمة. ويعد العراق، دولة فتية، من حيث التركيب السكاني، مثله في ذلك مثل باقي الدول العربية. 45% من سكان العراق أقل من 15 سنة، و5% فقط أكبر من 60 سنة. وتمثل الفئة العمرية المنتجة اقتصادياً (15 ـ 59 سنة) 50% من السكان.

يبلغ سكان العاصمة بغداد 3.4 مليون نسمة (عام 1985). والمدن الكبرى الأخرى بالعراق هي:

1. البصرة 616 ألف نسمة.

2. الموصل 570 ألف نسمة.

3. كركوك 210 ألف نسمة.

4. النجف 168 ألف نسمة. وهي مدينة مقدسة لدى الشيعة.

توزيع السكان في العراق، على المناطق، غير متناسق، فالمناطق الجنوبية كثيفة السكان، حيث تكثر الأنهار، ومناطق المستنقعات بها. يختلف الوضع في الشمال، حيث يتجانس التوزيع، مرتبطاً بالأمطار، مع تركزها في منطقتين، الأولى، بغداد، العاصمة وما حولها، في مدن الرمادي والديوانية وسامراء والكوت، والثانية، منطقة الرطبة في أقصى الشمال، والتي تشمل ألوية أربيل وكركوك والسليمانية وشمال الموصل.

خامساً: المواصلات

يساهم موقع العراق في أهمية المواصلات المارة خلاله، وهو يستخدم وسائل وطرق مختلفة أهمها:

1. المواصلات البرية

هي المواصلات الرئيسية التي يعتمد عليها العراق، إذ يتصل من خلالها بالعالم الخارجي، عبر الدول المجاورة. كما أنها تربط كل أجزاء الدولة، وتعتبر المنطقة الجبلية في الشمال، الأقل في الطرق الرئيسية، لوعورة الأرض بها.

أهم الطرق الرئيسية في العراق

اهتم العراق في السبعينيات والثمانينات بالبنية الأساسية، حيث أنشأ ما يقرب من 30 ألف كم من الطرق السريعة، علاوة على وجود خط سكة حديد يمتد من البصرة حتى الموصل. وتمتد الطرق طولية، وعرضية، بحيث تربط بين أقسام العراق المختلفة، وتشكل أنسب الظروف لمناورة القوات العراقية في أي من الاتجاهات الإستراتيجية، وأهم هذه الطرق:

أ. الطريق الرئيسي الموصل من الحدود التركية إلى الحدود الكويتية: زاخو ـ الموصل ـ بغداد ـ البصرة ـ صفوان.

ب. الطريق الموصل بين الحدود السعودية: القائم ـ الرمادي ـ بغداد ـ النجف ـ الديوانية ـ البصرة.

ج. الطريق العرضي السليمانية ـ كركوك ـ حديثة ـ الرطبة، على حدود الأردن.

د.الطريق العرضي بغداد ـ الفالوجا ـ إلى الرطبة، على حدود الأردن.

هـ.الطريق العرضي (طريق الحج): ما بين النجف ـ حائل، داخل المملكة العربية السعودية.

2. المواصلات المائية (البحرية والنهرية) (اُنظر خريطة مسرح عمليات العراق)

تعتبر العراق دولة شبه حبيسة، ولا يوجد له موانئ على الخليج العربي، بينما يتوفر له بعض الموانئ، داخل شط العرب، التي لا تتناسب مع حجم العراق وإمكاناته. فميناء البصرة، على مسافة 120 كم من رأس الخليج. بينما يتمركز الأسطول البحري العراقي في ميناء أم قصر، على مسافة 60 كم من رأس الخليج. أما ميناء "البكر" فهو خاص بتصدير النفط العراقي من جنوب العراق خلف جزيرة بوبيان الكويتية.

يستخدم العراق أنهاره الرئيسية، دجلة والفرات، في النقل داخل البلاد، خاصة الجزء الجنوبي منها. كذلك يستغل صلاحية المجرى الملاحي في شط العرب، من جانبه للاتصال بالخليج العربي. وتعد أحد المواصلات الهامة للتجارة الخارجية في العراق.

3. المواصلات الجوية

تعتبر المواصلات الجوية، الوسيلة الوحيدة التي تصل العراق بالخارج مباشرة، دون المرور على دول أخرى، كما في المواصلات البرية أو البحرية.

ينتشر في العراق حوالي 40 قاعدة جوية ومطاراً وأرض هبوط، أهمها:

قاعدة الحبانية الجوية، وقاعدة الرشيد الجوية، والقاعدة الجوية (H-3) في عقوبة، على الحدود السورية، ومطارات طليل والبصرة والكوت.

4. الاتصالات

يرتبط العراق، بكل أنحاء العالم، من خلال شبكات اتصال خطية ولاسلكية، معظمها مرتبط بالدول المجاورة، ما يهيئ له اتصالات جيدة. وتعتبر الاتصالات العراقية العسكرية أكثر تخلفاً، حيث ما زالت تعتمد على الخطوط الأرضية والأجهزة اللاسلكية القديمة نسبياً.

سادساً: المدن الرئيسية في العراق

1. بغداد

وهي العاصمة السياسية، ويتواجد بها جميع الأجهزة الحكومية للدولة. كما تعد المركز التجاري الرئيسي في العراق.

2. البصرة

وهي الميناء الرئيسي، على شط العرب، وتعتبر مركز تجاري هام على رأس الخليج.

3. الموصل

عاصمة الشمال، وهي مدينة لها أهميتها السياسية، في شمال العراق.

4. النجف والكوفة

مدن لها أهميتها الدينية، في جنوب العراق.

5. سامراء

مدينة لها أهميتها الدينية، في شمال بغداد.

سابعاً: الملامح الرئيسية لتأثير الظواهر الجغرافية على الإستراتيجية العسكرية للعراق

1. تشكل المرتفعات الشرقية والشمالية خط عوائق حدودي طبيعي مع دول الجوار (إيران، وتركيا)، بحيث يحدد المحاور وطرق الاقتراب الرئيسية والثانوية في اتجاهات يمكن السيطرة عليها.

2. تشكل الصحراء الغربية، بالتقائها ببادية الشام وصحراء النفود والدهناء، مانعاً طبيعياً عميقاً، يحد من قدرة القوات المتقدمة على المناورة، ويعرضها للاكتشاف مبكراً، حيث تقع تحت تأثير النيران والهجمات الجوية لعدم وجود مناطق يمكنها إخفاء قوات كبيرة. إضافة إلى ارتفاع درجة حرارة الصحراء، التي تؤثر على تقدم القوات المتقدمة خلالها، وتفرض عليها التقدم في توقيتات محددة.

3. لا تمثل منطقة الحدود الجنوبية أي عوائق بين العراق والكويت، مما يسهل التحركات بينهما، وهي منطقة عمل جيدة لحجم كبير من القوات المدرعة والآلية.

4. المنفذ البحري العراقي على الخليج، يعتبر محدوداً جداً، ومسيطر عليه من الكويت ـ وإيران، مما يحد من استخدامه عسكرياً.

المبحث الثاني

الدراسة الجغرافية لمسرح العمليات الكويتي

أولاً: الموقع الجغرافي

تقع دولة الكويت في الزاوية الشمالية الغربية من الخليج العربي، بين خطي عرض 28 ْو 30 ْ شمالا ً، وخطي طول 46 ْو 48 ْ شرقاً.

1. حدود الكويت البرية والبحرية

يحد الكويت براً من الشمال والغرب الجمهورية العراقية، على امتداد 240 كم، ومن الجنوب والجنوب الغربي، المملكة العربية السعودية، على امتداد 250 كم. كما يمتد الشريط الساحلي شرق الكويت على الخليج العربي على امتداد 290 كم.

2. المساحة

تبلغ المساحة الكلية للكويت حوالي 18 ألف كم2.

ثانياً: طبيعة الإقليم الكويتي (التضاريس) (أُنظر خريطة مسرح عمليات الكويت)

الكويت ذات طبيعة رملية مسطحة، وهي السمة الغالبة في كل الدولة، وتتدرج الأرض في الانخفاض من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي، حيث ترتفع مناطق السالمي والشقايا بمقدار 300 متر عن مستوى سطح البحر.

الجزء الشمالي من أرض الكويت، يمتد على مجموعة من التلال في شكل سلسلة متصلة على امتداد الساحل الشمالي بارتفاع 145 متر، وتعرف باسم (غضف). أما الجزء الجنوبي، فعبارة عن سهل متوسط، فيما عدا هضبة الأحمدي، التي ترتفع 137 متراً عن سطح البحر. ومعظم الأراضي الكويتية لا تحتوي على عوائق طبيعية، فهي منطقة مفتوحة، وقد أدت هذه الظاهرة إلى إثارة العديد من المشاكل الحدودية مع الدول المجاورة، لتماثل المناطق الحدودية من دون معالم واضحة، فهناك المنطقة المحايدة بين الكويت والمملكة العربية السعودية، واتفقت الدولتين على اقتسام المنطقة، وكذا النفط المستخرج منها مناصفة، على أن يكون الجزء الشمالي للكويت والجنوبي للمملكة العربية السعودية.

وتنقسم الكويت جغرافياً إلى قسمين: القسم الساحلي، وتتواجد به الكثافة السكانية، والمراكز الصناعية والنفطية. والقسم الشمالي، ويتميز بالطبيعة الصحراوية. إضافة إلى تناثر مجموعة من الجزر أمام الساحل الكويتي، وفي المياه الإقليمية.

1. القسم الساحلي

يمتد الساحل الكويتي لمسافة 290 كم وينقسم إلى جزأين:

أ. الجزء الأول: على ساحل الخليج العربي بطول 220 كم، وهو عبارة عن أرض رملية.

ب. الجزء الثاني: يقع داخل خليج الكويت وخور الصبية، بطول 70 كم، وهي عبارة عن مسطحات طمي (طينية).

وتمتد حدود المياه الإقليمية لدولة الكويت إلى مسافة 12 ميل بحري داخل مياه الخليج، وتقدر مساحتها بحوالي 220 ميل مربع، والمنطقة الشمالية ضحلة المياه، لا يزيد عمقها عن 5 متر، ويغطي القاع طبقة طينية لقربها من مصب شط العرب. أما المنطقة الجنوبية فهي منطقة عميقة نسبياً ويغطيها خليط من الرواسب الرملية مما أدى إلى إنشاء جميع الموانئ النفطية بها.

2. القسم الشمالي وهو أرض صحراوية منبسطة إلى حد ما، تتخللها الأودية، وتوجد بها مجموعة من السبخات في المناطق الشمالية منها، ويتخللها مجموعة من الطرق تمتد من جنوب العراق إلى داخل الكويت.

2. الجزر الكويتية (أُنظر خريطة مسرح عمليات الكويت)

تتناثر مجموعة من الجزر أمام الساحل الكويتي تصل في مجموعها إلى تسع جزر أهمها:

أ. جزيرة وربة: وتقع أقصى الشمال للمياه الإقليمية على الحدود مع العراق.

ب. جزيرة بوبيان: وهي أكبر الجزر الكويتية من حيث المساحة، وترتبط مع الساحل الكويتي بجسر، وأرضها طينية سبخية.

ج. فيلكا، مسكان، عوهة: تقع جزيرتي، فيلكا ومسكان في الشمال، وجزيرة عوهة في الجنوب، وتوجد جميعها في مدخل خليج الكويت، وهو ما يجعلها ذات أهمية عسكرية. وتشتهر فيلكا بالآثار الرومانية، وأهميتها التاريخية، وتعتبر من الجزر المهمة الكبرى، حيث يبلغ طولها 12 كم وعرضها 6 كم، وترتبط مع الساحل الكويتي بخط أنابيب مياه، وخطوط كهرباء تحت المياه لتغذية المنشآت السياحية والنشاط السكاني بالجزيرة.

د. جزيرة أم النمل: وتقع داخل خليج الكويت، بالقرب من الساحل، قرابة مدينة الكويت، وهي جزيرة صغيرة المساحة.

هـ. الجزر الجنوبية: وهي جزر، كُبر وقارورة وأم المرادم: وتقع جميعها تجاه الجنوب، وهي ذات أهمية عسكرية في الدفاع عن المنطقة الساحلية المقابلة لها حيث موانئ ومنشآت النفط الأكثر أهمية.

وبوجه عام نجد أن جزر الكويت تعتبر نقطة ضعف بصفة عامة لعدم تواجد كثافة سكانية بها، مما اضطر الحكومة إلى تشجيع التواجد السكاني من خلال طرح بعض المزايا للمستوطنين في هذه الجزر، بالإضافة إلى أن غالبية الجزر لا يتواجد بها دفاعات ميدانية فيما عدا جزيرة (بوبيان) وجزيرة فيلكا.

ثالثاً: الظواهر الجوية في الكويت

تقع دولة الكويت بين خطي عرض 28 ْ و 30 ْ شمال خط الاستواء، وهي ضمن مناخ الإقليم الصحراوي الجاف، مما يجعل مناخها قاري. ويمتاز مناخ الكويت بفصلين رئيسيين هما الصيف الطويل المتميز بارتفاع الحرارة ونسبة الرطوبة العالية، مع وجود عواصف رملية ترابية، وفصل الشتاء القصير نسبياً المتميز بالبرودة والأمطار المحدودة. تبلغ متوسط درجة الحرارة في فصل الصيف، الذي يبدأ من شهر مايو حتى نهاية أكتوبر، 45 ْم ، بينما تصل درجة الحرارة في فصل الشتاء، الذي يبدأ من نوفمبر حتى يناير، 8 ْ م . ويعتدل المناخ في أشهر فبراير ومارس وأبريل.

تهب على الكويت رياح موسمية، في فصل الصيف، قادمة من الصحراء العراقية، لذلك فهي ساخنة، ومحملة بالرمال وهي امتداد لرياح السموم، وذات تأثير ضار على الأفراد والمعدات بصفة عامة.

الكويت نادرة الأمطار، فهي تقع في المنطقة الصحراوية، لذلك يقل معدل الأمطار فيها عن 125مم في الشتاء، بينما تنعدم تماماً باقي السنة.

رابعاً: القوى البشرية

تعداد السكان في الكويت 1.4 مليون نسمة (عام 1992)، 45% منهم كويتيون، والـ 55% الباقية عمالة وافدة (35% من الدول العربية المصدرة للعمالة، و 20% آسيويين وإيرانيين).

تعتبر الكويت دولة مدينة، حيث تجذب العاصمة "الكويت" معظم السكان، وتكاد تكون أطراف الكويت خالية من السكان، خاصة في الغرب والجنوب الغربي. ولصغر مساحة الدولة، فإن الكثافة العمرانية خارج العاصمة تعتبر ضواحي لها.

خامساً: المواصلات

1. المواصلات البرية

تعتمد الكويت على الطرق البرية، شأنها في ذلك شأن معظم دول شبه الجزيرة العربية. ولديها شبكة طرق درجة أولى معبدة، جيدة جداً، تتصل بكل أطراف الدولة، وتخرج منها إلى كل الدول المجاورة إلى بغداد (شمالاً)، وعمان غرباً، والساحل الشرقي للمملكة العربية السعودية جنوباً.

أهم الطرق الرئيسية في الكويت

أ. الطريق الساحلي يمر من البصرة ـ أم قصر (داخل العراق)، ثم إلى البحرة ـ مدينة الكويت، ثم يتجه جنوباً إلى ميناء الأحمدي ـ ميناء عبدالله ـ رأس القليعة ـ ميناء سعود (داخل الكويت)، ثم رأس الخفجي إلى الظهران على الساحل السعودي.

ويتفرع هذا الطريق عند مدينة الكويت إلى اتجاهين:

(1) اتجاه ساحلي: في اتجاه ميناء الأحمدي ـ إلى حقل الوفرة.

(2) اتجاه داخلي: إلى المناقيش ـ إلى الدببة (داخل الحدود السعودية).

ب. طريق البصرة ـ الجهراء ويمتد من البصرة ـ الزبير ـ صفوان (داخل العراق)، ثم يتجه إلى العبدلي ـ المطلاع ـ الجهراء (داخل الكويت).

ويتفرع هذا الطريق عند مدينة الجهراء إلى اتجاهين:

(1) شرقاً: إلى مدينة الكويت.

(2) غرباً: إلى مدينة السالمي ـ الرقعي (داخل الحدود السعودية) ثم قصير بلال ـ إلى حفر الباطن.

2. المواصلات البحرية المواصلات البحرية في الكويت تكاد تكون قاصرة على النشاط النفطي، لنقل النفط الخام إلى العالم الخارجي، واستيراد بعض مستلزمات الكويت خاصة المواد الغذائية والسيارات، والآلات.

أهم الموانئ في الكويت (أُنظر خريطة مسرح عمليات الكويت)

أهم موانئ الكويت، ميناء "الكويت" العاصمة، وميناء الفحيحيل، وميناء الأحمدي وميناء عبدالله، والأخيران من الموانئ النفطية.

ويُعَدّ ميناء الأحمدي من أهم الموانئ والمدن النفطية في الكويت، ويسكنها الخبراء وعمال النفط العاملين في هذا المجال، ويقع وسط مدينة الأحمدي حقل (برقان) النفطي، وتبعد الأحمدي عن مدينة الكويت مسافة 42 كم جنوباً، وترتبط بها ثلاث طرق سريعة. أما ميناء الفحيحيل، فيقطنه جزء كبير من عمال النفط وقد ازدهر بها العمران وازداد عدد سكانه.

3. المواصلات الجوية

المواصلات الجوية في الكويت محدودة، لصغر مساحة الدولة، ويعتبر ميناء الكويت الدولي هو المطار الرئيسي، كما يوجد قاعدة علي السالم الجوية، في الجهراء، وقاعدة أحمد الجابر الجوية، وبعض المطارات العسكرية الأخرى.

4. الاتصالات

ترتبط الكويت بشبكة اتصالات عالمية، تعتمد على الأقمار الصناعية، لتربط الدولة، بكل أنحاء العالم، وقد نفذت الكويت، عقب تحريرها، مشروعاً لنشر مراكز اتصالات في كل أنحاء الكويت، يمكنها من سهولة السيطرة على أي حجم من القوات، في جميع أنحاء الدولة.

سادساً: المدن الرئيسية في الكويت

1. مدينة الكويت

مدينة الكويت هي العاصمة، ويرجع تاريخ إنشاؤها إلى عام 1672، حيث كانت قرية صغيرة. ولا زالت مدينة الكويت تحتفظ بأسمائها وتقسيمها الإداري القديم (شرق ـ دسمان ـ المزناي ـ السالمية ـ الحلة)، وتضم مدينة الكويت غالبية المصالح والمؤسسات والبنوك والوزارات ومراكز التجارة والأسواق ومقر الحكم.

2. مدينة الجهراء

وتُعَدّ من أقدم المدن الكويتية، وتحتوي على العديد من الآثار القديمة، وتعتبر المدينة من أهم عقد المواصلات في الدولة، إذ تتفرع منها عدة طرق رئيسية تصلها بمعظم المدن الكويتية، لذلك تعد هدف إستراتيجي حيوي مهم.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المبحث الثالث

الدراسة الجغرافية لمسرح عمليات المملكة العربية السعودية

أولاً: الموقع الجغرافي

تشكل المملكة العربية السعودية موقعاً متميزاً على مستوى العالم العربي، حيث تمثل جزءاً مهماً من الجناح الأيمن للوطن العربي، كما تشكل الجزء الرئيسي من شبه الجزيرة العربية، والذي يصل إلى نحو 71.6% من جملة مساحة إقليم شبه الجزيرة العربية.

وفضلاً عن أهمية البلاد الدينية والاقتصادية، فإن أهمية الموقع الجغرافي للمملكة، قد زاد من أهميتها الإستراتيجية. فهي واقعة بين قارة أفريقيا وأراضي آسيا، وتقع بالقرب من قناة السويس، ولها تخوم على كل من البحر الأحمر والخليج العربي.

1. حدود المملكة البرية

المملكة العربية السعودية يحدها من الشمال، المملكة الأردنية الهاشمية والعراق ودولة الكويت، ومن الشرق، دولة البحرين ودولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومن الجنوب، سلطنة عُمان والجمهورية اليمنية.

كما أن هناك منطقتان متقاربتان من الأراضي المحايدة، منطقة محايدة بين المملكة العربية السعودية والكويت، وقد جرى اقتسامها منذ عام 1966، بين البلدين بحيث يدير كل بلد الجزء الخاص به. ومنطقة محايدة أخرى، بين المملكة والعراق، ظلت معلقة إلى عام 1975، عندما اتفق على قسمتها بالتساوي بين الطرفين.

2. حدود المملكة البحرية

المملكة العربية السعودية، كيان جغرافي متميز، يتاخمها البحر الأحمر، من ناحية الغرب، والخليج العربي من ناحية الشرق.

3. المساحة تشغل المملكة العربية السعودية مساحة شاسعة من الأراضي تبلغ 2.240 مليون كيلو متر مربع، حوالي (865 ألف ميل مربع)، حيث تمثل مساحة كبيرة من إجمالي مساحة الجزء الآسيوي من الوطن العربي. كما تشكل هذه المساحة نحو 16% من إجمالي مساحة الوطن العربي، وهي ثالث دولة عربية من حيث المساحة بعد كل من السودان والجزائر. ثانياً: طبيعة الإقليم في المملكة العربية السعودية (التضاريس) (أُنظر خريطة المناطق الجغرافية السعودية)

تمثل المملكة العربية السعودية حوالي 71.6% من مساحة شبه الجزيرة العربية، وهي هضبة شاسعة من الصخور العتيقة، كانت في وقت ما تتواصل مع شمال شرق أفريقيا.

ويقع أعلى جزء من الهضبة في أقصى الغرب، بمحاذاة البحر الأحمر، ثم تتدرج في الانخفاض من الغرب إلى الشرق، وتكثر المناطق الوعرة والجبلية على ساحل البحر الأحمر، وتعد سلسلة جبال البحر الأحمر الغربية، على الساحل السعودي، مكملة لسلسلة جبال البحر الأحمر الشرقية، على السواحل الأفريقية. في حين أن ساحل الخليج العربي مستوي ومنخفض، تحف به شعب مرجانية كثيفة تجعل الاقتراب منه أمراً عسيراً في كثير من أجزائه.

وتنقسم المملكة العربية السعودية، من الناحية الجغرافية إلى أربع مناطق رئيسية، أثرت عليها العوامل الجغرافية القديمة، مثل النظام الأخدودي للبحر الأحمر، و عوامل التعرية المائية، والهضاب المنفصلة، والأودية الجافة، والسهول المتسعة. كما أثرت طبيعة البحر الأحمر والخليج العربي، التي تنتشر الشعاب المرجانية على سواحله، على المناطق القريبة منها.

1. إقليم سلسلة المرتفعات الغربية، ويشكل 18% من مساحة المملكة (أُنظر خريطة مسرح عمليات السعودية)

وهو امتداد النطاق الجبلي الرئيسي في شبه الجزيرة العربية، الذي يمتد من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي، في شكل سلسلة مرتفعات، تشكل الحافة الشرقية للأخدود الأفريقي العظيم. وهي مرتفعات صدعية مغطاة بصخور البازلت البركانية، تمتد على طول ساحل البحر الأحمر، وتحصر بينها وبين البحر، سهل تهامة.

الأهمية الإستراتيجية لسلسلة المرتفعات الغربية

سلسلة المرتفعات الغربية، وبما يحيط بها من سواحل، تمثل خط دفاع إستراتيجي، يمتد لحوالي 1800 كم، على طول ساحل البحر الأحمر، يتحكم في محاور الاقتراب الرئيسية، الممتدة إلى الشمال في اتجاه الأردن، أو الممتدة إلى الجنوب في اتجاه اليمن. كما أن هذا الخط يحدد مناطق الاقتراب من اتجاه البحر الأحمر إلى داخل المملكة في عدة محاور تعبوية محددة، وهي، من الشمال إلى الجنوب، بالترتيب: ضبا ـ الوجه ـ أملج ـ ينبع ـ رابغ ـ جدة ـ القنفذة ـ جيزان.

2. هضبة نجد، وتشكل 25% من مساحة المملكة

وهي أكبر الهضاب في شبه الجزيرة العربية، وتمتد داخل المملكة العربية السعودية من الشمال إلى الجنوب بطول حوالي 800 كم، ومن الشرق إلى الغرب بطول حوالي 650 كم، أي أن مساحتها تبلغ حوالي ربع مساحة المملكة العربية السعودية.

والهضبة محاطة بصحاري متسعة من الشمال والشرق والجنوب، وبسلاسل من الجبال من الغرب، ويصل أقصى ارتفاع لها حوالي 1000 متر، في الغرب، مثل قمة جبل شمر، ثم تتدرج في الانخفاض كلما اتجهنا إلى الشرق والجنوب، حيث تتصل بمناطق الصحراء المتسعة.

وتعد منطقة هضبة نجد، قلب المملكة العربية السعودية، ومن خلالها تمتد شبكات الطرق إلى أرجاء المملكة. لذلك فهي ذات أهمية إستراتيجية منذ القدم، وينتشر على حدودها العديد من القلاع والحصون التي سبق إنشاءها في العصور السابقة، وما زالت بقاياها موجودة حتى الآن، مثل قلعة بيشة، وقلعة الصورة وغيرها.

سطح الهضبة مستوي، بوجه عام، وتحوي منطقة "القصيم" بالهضبة، كميات كبيرة من المياه الجوفية. كما تمتد بعض "ألسنة" الكثبان الرملية، في الاتجاه الشرقي، والجنوبي الشرقي، لتتصل مع صحراء النفود، وصحراء الدهناء، مكونةً عوائق طبيعية في اتجاه الحدود الشرقية.

انحدار الهضبة نحو الشرق بصورة عامة، يشكل تعرجات كثيرة، وأودية جافة، ومناطق رملية، تحد من محاور الاقتراب من الشرق إلى الغرب أو من المناطق الصحراوية إلى أعلى الهضبة. كما تعتبر الانكسارات الأرضية، وتداخل الأودية الجافة هي أهم المناطق التي يمكن استخدامها في انتشار القوات، أو تقام عليها الدفاعات الرئيسية، على المحاور الهامة المؤدية إلى قلب المملكة.

الأهمية الإستراتيجية لهضبة نجد

تتواجد على أطراف هضبة نجد، الجزء الأكبر من الأهداف الإستراتيجية الرئيسية. كما أن شبكة الطرق الكثيفة الممتدة عبر المملكة تمر جميعها بالهضبة، لذلك، فهي منطقة المناورة الرئيسية للحشد الرئيسي للقوات السعودية للعمل في أحد الاتجاهات طبقا للموقف. كما تتركز على الهضبة أهم التجمعات السكانية، حيث مدينة الرياض العاصمة، والعديد من المدن الأخرى.

3. الأقاليم الصحراوية (الربع الخالي، والدهناء)، وتشكل 47% من مساحة المملكة

الأقاليم الصحراوية تسمى بالربع الخالي، الذي يشغل مساحة حوالي 600 ألف كم2، ويشكل فاصل حدودي طبيعي في منطقة جنوب الهضبة بين المملكة العربية السعودية، وكل من اليمن، وعُمان، والإمارات العربية المتحدة، وقطر، والبحرين.

وتُعَدّ صحراء الدهناء، امتداد طبيعي للربع الخالي في منطقة شرق الهضبة، لتشكل فاصلاً حدودياً طبيعياً بين المملكة، وكل من العراق والكويت. وهي تتصل بصحراء النفود، والتي تتصل بدورها ببادية الشام، لتشكل فاصل حدودي مع شمال غرب العراق، والمملكة الأردنية.

أقاليم الصحراء متدرجة في الانخفاض من الغرب إلى الشرق، ومعظمها أقاليم صحراوية جافة، تكثر بها الغرود الرملية، والمناطق الحجرية (خاصة صحراء النفود). كما يتخللها بعض الواحات الصغيرة ذات الكثافة السكانية المحدودة. وتتصل الأقاليم الصحراوية (الربع الخالي، والدهناء)، بمناطق السهول الساحلية على الخليج العربي، حيث تؤثر على المناخ السائد في المنطقة.

الأهمية الإستراتيجية لأقاليم الصحراء

أ. تشكل الكثير من المناطق الصحراوية، في هذه الأقاليم، عوائق طبيعية، وبالتالي فإنها تحد من التقدم، وتحدد مناطق حشد القوات في اتجاهات محدودة.

ب. وجود حقول نفط المملكة العربية السعودية، الرئيسية، في المناطق الصحراوية، يزيد القيمة الاقتصادية لها.

4. السهول الساحلية (أُنظر خريطة مسرح عمليات السعودية)

هي سهول محدودة الاتساع، بصفة عامة، على امتداد البحر الأحمر، بينما تعتبر مفتوحة وممتدة على ساحل الخليج العربي.

السهل الساحلي على خليج العقبة والبحر الأحمر، هو امتداد لسهل تهامة الساحلي، الذي يقع بين سلسلة الجبال الغربية، وساحل البحر الأحمر، وهو يضيق ويتسع طبقاً لامتداد سلاسل الجبال، وقربها أو بعدها عن البحر، ووجود الفواصل والأودية بينها.

يتميز هذا الساحل، الذي يمتد لمسافة 1800 كم، بكثرة الشعاب المرجانية على شواطئه، وبالتالي تتحدد أماكن الموانئ وطاقتها، ومناطق الاقتراب من الشاطئ، من خلال ممرات محدودة (صناعية أو طبيعية)، وتتحدد، كذلك، مناطق الإبرار البحري المعادي، واتجاهات عملها في أماكن محددة.

السهل الساحلي على الخليج العربي، يمتد لمسافة حوالي 610 كم، ويتسع كلما اتجه إلى الداخل، وتتميز طبيعته بنفس مزايا شاطئ البحر الأحمر، ذات الشعاب المرجانية، ويزيد عليها الكثير من السبخات، وارتفاع المد والجزر، الذي يؤثر على الشاطئ، لذلك فإن الموانئ، ومناطق الإبرار البحري على ساحل الخليج تعد محدودة، كذلك. كما أن الموانئ الموجودة على الخليج مثل الدمام والظهران، ورأس تنورة والسفانية، والعزيزية، تخدم اقتصاديات النفط أساساً.

الأهمية الإستراتيجية لمنطقة السهول الساحلية

أ. تتحدد في كونها مناطق الكثافة السكانية على البحر الأحمر والخليج العربي.

ب. وجود مراكز اقتصادية هامة في المدن على السهل الساحلي.

ج. تشكل السواحل ومناطق الشعاب المرجانية، والممرات الجبلية، منظومة متكاملة للدفاع عن سواحل المملكة.

ثالثاً: الظواهر الجوية في المملكة العربية السعودية

تتناسب طبيعة المناخ، مع الأقاليم الجغرافية للمملكة العربية السعودية، ويسود المناخ القاري كلما اتجهنا إلى الداخل. وتتراوح درجات الحرارة، كالآتي:

1. في فصل الصيف

أ. المناطق الساحلية: تتراوح درجة الحرارة ما بين 30 إلى 45 ْ م. كما أن نسبة الرطوبة تزيد من الإحساس بارتفاع درجة الحرارة ونسبتها تتراوح ما بين 50 إلى 90% ، وتقل عن ذلك باستمرار خلال النصف الثاني من اليوم. <o:p></o:p>

ب. المناطق الصحراوية: تصل درجة الحرارة إلى 50 ْم .

2. في فصل الشتاء

أ. المناطق الساحلية والصحراوية: تتراوح درجة الحرارة ما بين 15 إلى30 ْ م ،

ب المناطق الجبلية: قد تصل إلى درجة الصفر.

تهب على شبه الجزيرة العربية، بصفة عامة، الرياح الشمالية الغربية في فصل الصيف. بينما تكون الرياح متقلبة في فصل الشتاء، حيث تهب الرياح الشمالية الغربية في عدة أماكن، وتهب الرياح الغربية (في طبقات الجو العليا فوق 3000 متراً من شهر سبتمبر حتى شهر مايو)، حيث تتركز على ارتفاع ما بين 10 آلاف إلى 15 ألف متراً. وبسرعة أقل من 65 ميلاً/ساعة.

تسقط الأمطار شتاءً على وسط المملكة وشمالها والمناطق الساحلية الغربية، بينما تسقط الأمطار على مرتفعات عسير في الجنوب الغربي في فصل الصيف، وهي متقلبة، وغير ثابتة في باقي المناطق مما يصعب معه الاعتماد عليها في أي نشاط سكاني.

رابعاً: القوى البشرية

تعداد السكان بالمملكة العربية السعودية حوالي 20.8 مليون نسمة (1998)، وهي الأكبر تعداداً في شبه الجزيرة العربية. يشكل العرب 90% من تعداد السكان، والأفارقة والآسيويون 10%. الديانة الرسمية هي الإسلام، ويدين بها نسبة 100% من السكان.

يتركز السكان في المناطق العمرانية، على السواحل الشرقية والغربية، وحول مناطق آبار المياه وخاصة في المدن التجارية، والمناطق الدينية، حيث تعتبر مكة المكرمة أعلى نسبة كثافة سكانية، تليها جدة في المنطقة الغربية، والرياض "العاصمة" في المنطقة الوسطى، والظهران في المنطقة الشرقية، حيث تتركز صناعة النفط.

المملكة العربية السعودية من المجتمعات السكانية الفتية، حيث يمثل صغار السن الغالبية من السكان، ويمثل السن تحت 15 عاماً نسبة 49.2%، أما العمر الإنتاجي فيتراوح ما بين (15 ـ 64 عاماً) ويمثل 47.5%، ويمثل من هم أكبر من 65 عام نسبة 3.3% .

خامساً: المواصلات

مع اتساع أرجاء المملكة، وطبيعة أرضها ومناخها، اعتمدت المملكة على الطرق البرية والمواصلات الجوية، لذلك تنتشر شبكة الطرق البرية والجوية، في كافة أنحاء المملكة، كما ترتبطان كذلك بالعالم الخارجي.

1. المواصلات البرية

أ. أهم الطرق الرئيسية في المملكة العربية السعودية (أُنظر خريطة مسرح القتال البري للسعودية) ، و(أُنظر خريطة المحاور الرئيسية لمسرح القتال البري)

مع الزيادة الكثيفة في حركة النقل، الناشئة عن تنمية المملكة صناعياً وزراعياً، كان لا بد من تحسين عدد كبير من الطرق الممتدة بين المدن لتصبح طرقاً سريعة، يصل عدد مسارات كل منها إلى ثماني مسارات لاستيعاب الحركة.

وتمتلك المملكة العربية السعودية شبكة طرق حديثة بأطوال كبيرة (حوالي 67 ألف كم) وتمتد إلى جميع أنحاء المملكة، من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، مما يحقق سهولة المناورة في جميع الاتجاهات الإستراتيجية. وأهم هذه الطرق داخل المسرح، هي:

  • الطريق من الرياض إلى الدمام، على الخليج. ويصل طوله إلى نحو 400 كم.
  • الطريق الساحلي من الدمام ـ ماراً بالجبيل ـ إلى الخفجي، ثم إلى العاصمة الكويتية "مدينة الكويت". ويصل طوله نحو 400 كم.
  • الطريق من الرياض إلى مدينة الملك خالد العسكرية، في حفر الباطن، ويصل إلى نحو 440 كم. ويمتد الطريق من مدينة الملك خالد العسكرية إلى المنطقة المحايدة (السعودية ـ العراقية)، عبر طريق أسفلتي. ثم يمتد إلى داخل الأراضي العراقية، من خلال مدقات صحراوية، بعد عبورها للحدود الجنوبية للعراق مع المملكة، وتصل أطوال هذه الطرق، كالآتي:
  • من مدينة الملك خالد العسكرية، في حفر الباطن، إلى البصرة، حوالي 365 كم.
  • من مدينة الملك خالد العسكرية، إلى الناصرية، حوالي 355 كم.
  • الطريق من الدمام إلى أبو حدرية (بالقرب من الساحل)، ثم يتجه الطريق غرباً إلى داخل الصحراء، ماراً بالنعيرية ـ السعيرة ـ الصداوي ـ القيصومة ـ مدينة حفر الباطن (وتقع جميعها على خط التابلاين)، ثم يتفرع الطريق من حفر الباطن إلى ثلاثة أفرع:
  • طريق حفر الباطن ـ الرقعي، وهو طريق يتجه شمالاً، إلى الرقعي (على الحدود السعودية ـ الكويتية).
  • طريق حفر الباطن ـ مدينة الملك خالد العسكرية، وهو طريق يتجه جنوباً، عبر وادي الباطن إلى مدينة الملك خالد العسكرية، ثم يمتد جنوباً إلى الأرطاوية.
  • طريق حفر الباطن ـ ينبع، وهو طريق يتجه غرباً، إلى ميناء ينبع على البحر الأحمر.
  • الطريق من الرياض إلى النعيرية، وهو طريق يعبر الصحراء، شرقاً، غرب الهفوف، ثم يمتد شمالاً حتى النعيرية، ومنها يتجه غرباً إلى حفر الباطن.
  • طريق الرياض ـ الطائف ـ مكة المكرمة، بطول يصل إلى 870 كم، ثم يمتد إلى مدينة جدة، ليصبح بطول 949 كم.
  • طريق الرياض ـ المدينة المنورة، بطول 848 كم.

ب. خطوط السكك الحديدية

في عام 1982 بدأ إنشاء خط سكة حديد جديد مزدوج بين الدمام والرياض، وافتتح في عام 1985، واختصرت المدة الزمنية للرحلة إلى 4 ساعات، وأصبحت المسافة بين الدمام والرياض 450 كم وأنشأ ثلاث محطات في كل من الدمام والهفوف والرياض. ويعمل على هذا الخط 47 قاطرة، و58 عربة ركاب، و2165 عربة شحن.

2. المواصلات الجوية

تتصل المملكة العربية السعودية بالعالم الخارجي، من خلال عدة مطارات رئيسية، كما تربط المطارات المحلية بين كل أجزاءها وينتشر في أرجاء المملكة 174 قاعدة جوية ومطار وأرض هبوط.

أهم القواعد الجوية والمطارات في المملكة العربية السعودية

قاعدة الظهران الجوية ـ الجبيل ـ مطار حفر الباطن ـ مطار مدينة الملك خالد العسكرية ـ مطار القصيم ـ مطار الملك فهد (الدمام) ـ الخرج ـ رأس الغار ـ الأحساء ـ رفحه ـ الهفوف ـ مطار الملك عبدالعزيز، جدة ـ قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية، جدة ـ قاعدة الرياض الجوية (المدينة العسكرية) ـ مطار الرياض الدولي (مطار الملك خالد الدولي) ـ تبوك ـ قاعدة الطائف الجوية ـ قاعدة خميس مشيط الجوية ـ مطار أبها.

3. المواصلات البحرية

بالمملكة سبع موانئ مهمة، منها أربع موانئ بحرية تجارية رئيسية، وثلاث موانئ صناعية رئيسية. والموانئ التجارية الرئيسية هي: جدة ـ القضيمة ـ جيزان، على البحر الأحمر، وميناء الدمام، على الخليج العربي. أما الموانئ الصناعية، فهي: ميناء الملك فهد الصناعي، في الجبيل، وميناء رأس تنورة النفطي، على الخليج، وميناء الملك فهد الصناعي، في ينبع، على البحر الأحمر. كما توجد عدة موانئ أخري صغيرة تعمل لتفريغ الحمولات المختلفة، مثل: ربيقة ـ رأس الغار ـ رأس مشعاب (على الخليج العربي)، حقل ـ الوجه ـ أملج ـ رابغ (على البحر الأحمر).

أهم الموانئ الرئيسية في المملكة العربية السعودية (اُنظر خريطة الموانئ البحرية في السعودية)

أ. ميناء جدة

ويعد من أبرز الموانئ السعودية، من حيث نشاطه وأعماله، فهو الميناء الرئيسي التجاري، ولدخول الحجاج.

ب. ميناء الدمام (ميناء الملك عبدالعزيز)

يلي ميناء جدة، من حيث الأهمية، بين الموانئ التجارية، ويضم حوضاً لإصلاح السفن، مجهزاً تجهيزاً كاملاً، ويستقبل سنوياً نحو 40% من جملة البضائع التي تدخل المملكة العربية السعودية.

ج. ميناء الجبيل وميناء ينبع

يأتي ميناءي الجبيل وينبع، بعد ميناءي جدة والدمام، من بين الموانئ التجارية، من حيث الأهمية التجارية، من الشرق ومن الغرب. فميناء الجبيل التجاري، يقع على الخليج العربي، بينما يقع ميناء ينبع على البحر الأحمر. <o:p></o:p>

د. ميناء جيزان

ميناء جيزان التجاري، هو الميناء الرئيسي في جنوب المملكة العربية السعودية.

سادساً: المدن الرئيسية في المملكة العربية السعودية

1. الرياض

هي عاصمة المملكة العربية السعودية، وتقع في منطقة نجد (المنطقة الوسطى)، وأصبحت الآن تضاهي أي مدينة عصرية في العالم، وتتخللها الطرق السريعة المتعددة المسارات. والرياض هي مقر الحكومة، والمركز التجاري المتدفق، ومركزاً للنشاط الدبلوماسي العربي والدولي.

2. الجبيل وينبع

تقع الجبيل على الخليج العربي، بينما تقع ينبع على البحر الأحمر، وتعتبران المفتاح الرئيسي لخطط التصنيع الوطنية في المملكة، فهاتان المدينتان الصناعيتان هما القاعدة الراسخة التي ينهض عليها برنامج تطور الصناعات المستندة إلى الموارد الهيدروكربونية، والتي تحتاج إلى طاقة كثيفة. والهدف الرئيسي من الاستثمار الضخم في هاتين المدينتين الصناعيتين هو الحد من اعتماد المملكة على عائدات النفط، وذلك بالنفاذ إلى الأسواق العالمية للموارد البتروكيميائية.

3. جدة

مدينة ساحلية، بها ميناء يقع على البحر الأحمر. وهي مدينة تتميز بالنشاط وتموج بالحركة، وتعتبر الميناء البحري والمطار الجوي للحجاج، وهو ما جعلها أكثر مدن المملكة العربية السعودية حيوية ونشاطاً، وتتميز المدينة بالتوسع العمراني والتطور المعماري.

4. مكة المكرمة

وهي قبلة المسلمين. وتقع على مسافة 73 كم إلى الشرق من جدة، وتضم المسجد الحرام، حيث توجد الكعبة المشرفة، وتحج إليها المسلمين في أنحاء العالم.

5. المدينة المنورة

وتقع على مسافة 423 كم إلى الشمال الشرقي من مكة المكرمة، وهي المدينة الثانية التي يقدسها المسلمون، وبها مسجد الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم).

6. الطائف

تقع إلى الجنوب الشرقي من مكة المكرمة، وترتفع بمقدار 1800 متر فوق سطح البحر، وبفضل جوها المعتدل صارت المنتجع الصيفي التقليدي داخل المملكة.

سابعاً: الأهمية الإستراتيجية للمملكة العربية السعودية

ترجع الأهمية الإستراتيجية للمملكة العربية السعودية إلى عدة أسباب:

1. تمثل المملكة العربية السعودية جسراً يربط بين العالم الغربي وآسيا، فمع وقوع أفريقيا في ناحية، وإيران وجنوب آسيا من ناحية أخرى، فإن المملكة تتوسط منطقة المحيط الهندي ذات الأهمية الإستراتيجية، ويحيطها ثلاثة مضايق عالمية هي (هرمز ـ باب المندب ـ قناة السويس). كما أنها تطل على سواحل بحرية بطول 2410 كم، على كل من البحر الأحمر والخليج العربي، منها حوالي 1800 كم على البحر الأحمر، حيث تنتشر الموانئ الرئيسية والتي تجعل سواحل المملكة هي أطول سواحل تسيطر على هذا البحر. وسواحل بطول 610 كم، تطل على الخليج العربي. وبالتالي فإن موقع المملكة الفريد على البحر الأحمر وعلى الخليج العربي، يجعلها الدولة الرئيسية التي يقع عليها عبء تأمين كل منها بالتعاون مع دول الجوار الجغرافي. كما تشترك حدودها مع ثماني دول عربية وإسلامية، بإجمالي أطوال حدودية تبلغ 6850 كم، وهو ما يزيد من أعباء تأمين هذه الحدود وما يتطلبه ذلك من قدرات عسكرية كبيرة "بحرية ـ جوية ـ برية".

2. الثروة النفطية التي تضيف إلى منزلة المملكة مزيداً من الثقل السياسي والاقتصادي. فإنتاج النفط يوفر فرصاً طيبة للتنمية. إضافة إلى القوة الاقتصادية.

3. المملكة العربية السعودية هي القبلة الدينية لما يزيد عن 1000 مليون مسلم في جميع أنحاء العالم، حيث تتواجد المقدسات الإسلامية الرئيسية (الحرمين الشريفين) على أرض المملكة، مما جعلها ذات وضع معنوي خاص في ضمير المسلمين في أرجاء العالم، وهو ما يضيف مسؤوليات كبرى على المملكة للحفاظ على مقدسات الإسلام، وتأمين المسلمين في مواسم الحج.

4. حرصت المملكة على حفظ التوازن الدقيق في عملية إنشاء نظامها السياسي عبر الحلقات المتعاقبة للتنمية ومراحلها المختلفة، وقد استطاعت المملكة من خلال تحكمها في المؤثرات الخارجية، أن تنطلق نحو أهدافها في إيجاد علاقات متوازنة مع القوى الدولية والإقليمية، الأمر الذي حقق لها بعداً سياسياً وإستراتيجياً مهماً.

ثامناً: الملامح الرئيسية لتأثير الظواهر الجغرافية على إستراتيجية الدفاع عن المملكة

1. تلعب الظواهر الجغرافية للمملكة دوراً رئيسياً في بناء الإستراتيجية العسكرية للدولة، مستفيدة من مساحتها الكبيرة، والعوائق الطبيعية الحدودية، وهي:

أ. نطاق جبلي ساحلي يشكل حائط صد طبيعي تجاه الغرب (ساحل البحر الأحمر) ولا يسمح للاقتراب إلا من خلال محاور محدودة يمكن تنظيم الدفاع عنها، بقوى متوسطة القدرة.

ب. امتداد صحراوي جبلي كثيف مع جميع دول الجوار، يشكل حدوداً طبيعية يحتاج اختراقها إلى إجراءات معقدة، وتتطلب وقتاً وجهداً، يمكن كشفه قبل القيام بأي عملية مدبرة (ويعني ذلك صعوبة المفاجأة). علاوة على أن التقدم تجاه أهداف في المملكة يتطلب اختراق محاور محددة، ومعروفة، يمكن تنظيم الدفاع عنها مسبقاً.

2. يتطلب اتساع مدايات الدولة، وجود نظام دفاع جوي متكامل، يعتمد على نظام محكم لاستطلاع الأهداف والإنذار عنها. كما يتطلب قوات جوية ذات مدى وحمولة كبيرين، تعتمد على قواعد جوية ومطارات منتشرة في أرجاء المملكة، من خلال شبكة مطارات كثيفة في جميع الاتجاهات.

3. يتطلب امتداد السواحل إلى أسطول بحري ذو كفاءة كبيرة، وينتشر في عدة نقاط تمركز بحرية لمجابهة أي أعمال مفاجئة، يعتمد على القطع صغيرة الحجم، قوية التسليح، السريعة.

4. القوات البرية، تتطلب تطويراً جذرياً، يعتمد على العناصر خفيفة الحركة، ذات المرونة العالية، مثل القوات "المنقولة جوا". والتي يمكنها المناورة السريعة، في كافة الاتجاهات، إضافة إلى القوات المدرعة والآلية. علاوة على خطة فتح إستراتيجي تعتمد على تمركز قوات تأمين، بحجم مناسب، في الاتجاهات المختلفة، والأكثر تهديداً، ووجود احتياطيات إستراتيجية في قلب المملكة، لها القدرة على سرعة المناورة، والانتقال إلى اتجاهات التهديد.

5. يتطلب اتساع مسرح العمليات، شبكة سيطرة متكاملة، متطورة تحقق الإنذار المبكر، والسيطرة على قوات بحجم كبير، تعمل على مواجهة وعمق كبيرين.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المبحث الرابع

طبوغرافية مسرح القتال البري التي دارت عليه أعمال القتال في حرب الخليج

نظراً إلى طبيعة الحروب الحديثة، التي تتميز بالمناورة الواسعة والعميقة، فإن مسرح العمليات التي دارت عليه أعمال القتال، البرية، والبحرية والجوية، يشمل ثلاث دول، وهي المملكة العربية السعودية والعراق ودولة الكويت، علاوة على أجزاء أخرى من الدول المجاورة، ومناطق من البحار والمحيطات القريبة، لذلك، فإن مسرح العمليات، بصفة عامة، قد تجاوزت مساحته 3 مليون كم2. إلا أن مسرح القتال، التي حُشدت فيه القوات البرية التي اشتركت في المعركة، احتل مساحة لا تزيد عن 200 ألف كم2، في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، ودولة الكويت بالكامل، وجنوب العراق.

وقد استوعب مسرح القتال، قوات 37 دولة من التحالف الدولي، حشدت فيه حوالي 800 ألف مقاتل، وحشد العراق ضدها حوالي 450 ألف مقاتل، أي أن المسرح قد استوعب مليون وربع مليون مقاتل في وقت واحد.

أما القوات الجوية التي ناهزت 4751 طائرة لقوات التحالف الدولي، علاوة على حوالي 700 طائرة للعراق، والأسطول البحري الذي تجاوز 200 قطعة بحرية كبيرة، فقد انتشرت على مساحات أكبر وداخل المسرح العملياتي الكبير الذي يبلغ الثلاثة ملايين كم2. ومن البداية يمكن القول أن قوات التحالف الدولي كانت تدار معاركها من خطوط خارجية، بينما كانت العراق تدير عملياتها من خطوط داخلية.

1. طبوغرافية مسرح القتال البري

مسرح القتال البري، تسوده الطبيعة الصحراوية، بوجه عام، وتختلف طبيعة محاوره الرئيسية، طبقاً لوضعها داخل المسرح، حيث أن مستطيل مسرح القتال (700 × 300 كم2)، يمتد ضلعه الشرقي على ساحل الخليج، ويحمل مقومات كل المحاور الساحلية وتتركز فيه الكثافة السكانية ومنشآت النفط والمنشآت الصناعية. ثم يمتد المحور الأوسط في قلب المستطيل حاملاً مقومات الطبيعة الصحراوية الممتزجة بمؤثرات السواحل. ثم يأتي الضلع الشمالي من المستطيل، يحمل مقومات الطبيعة الزراعية، كثيفة السكان، ثم الطبيعة الصحراوية المستوية الخالية من السكان أو الأهداف الحيوية. (أُنظر خريطة مسرح القتال البري للتحالف)

الفروق في مستويات الارتفاع بين أجزاء المسرح، متباينة. فعلى الرغم من أن الجانب السعودي يرتفع عن مثيله في الجانب العراقي، إلا أن مسرح القتال بين العراق والكويت، يعتبر في مصلحة العراق، كما أن مسرح القتال على الحدود السعودية ـ الكويتية يعتبر متقارب في الارتفاع.

أما مناطق الإخفاء والتمويه بصفة عامة، فهي قليلة، وتتحدد فقط في مناطق الكثافة السكانية، أو المناطق التي بها هيئات صناعية، لذلك فإن طبيعة المسرح تتطلب تجهيزات هندسية كثيفة لتأمين وإخفاء القوات.

2. تقسيم مسارح القتال للقوات المتضادة

يمكن تحديد مسارح القتال للقوات المتضادة، كالآتي:

أ. مسرح قتال قوات التحالف: "النطاق الدفاعي، ومناطق حشد القوات"

يبدأ شمالاً من رأس الخفجي، ويمتد غرباً على طول الحدود الكويتية ـ السعودية، وحتى المنطقة المحايدة. بمواجهة حوالي 380 كم. أما العمق فيمتد حتى الظهران لمسافة حوالي 300 كم.

ب. مسرح قتال القوات العراقية: "النطاق الدفاعي العراقي، وهو نطاق الهجوم لقوات التحالف"

ويشمل دولة الكويت، ويمتد حتى البصرة في العراق بطول حوالي 230 كم، ومواجهة حوالي 780 كم (على طول الحدود الكويتية ـ السعودية).

أولاً: مسرح قتال قوات التحالف (أُنظر خريطة مسرح القتال البري للتحالف)

يضم مسرح القتال لقوات التحالف جزء من المملكة العربية السعودية، والذي يتضمن المنطقتين الشرقية والشمالية من المملكة. وهو يحتوي على ثلاث ظواهر طبوغرافية مميزة:

في الشمال، توجد صحراء النفود، التي تفصل ما بين هضبة نجد داخل المملكة، وهضبة بادية الشام شمال المملكة، وتمتد صحراء النفود من الشرق إلى الغرب لمسافة 600كم، ومن الشمال إلى الجنوب 250كم، وهي مسطح رملي صعب المسالك في الشرق، وإلى الداخل، توجد صحراء الدهناء، التي تفصل ما بين هضبة نجد في الغرب، وساحل الخليج العربي في الشرق، على شكل طولي ممتد من الشمال إلى الجنوب لمسافة 1300كم، يتراوح عرضها بين 25كم إلى 80كم.

في الشرق، إلى الخارج، يوجد السهل الساحلي المطل على الخليج العربي، وهو سهل رملي متسع، منخفض المنسوب، لحداثة تكوينه، وعدم وجود نطاقات جبلية مرتفعة حوله، وتعرضه لعوامل التعرية، مما أدى إلى استواء سطحه. وتضم مياه الخليج مناطق كثيرة، مكونة سبخات متناثرة، كما أن الساحل كثير التعاريج ويكثر به الخيران حيث تمتد ألسنة من مياه الخليج داخل اليابسة، وهي التي يتركز على أجنابها مراكز العمران الرئيسية بالساحل الشرقي للمملكة.

1. الهيئات

على الرغم من ارتفاع الأرض في الشمال الغربي لأكثر من 900 ـ 1200م، عن سطح البحر، إلا أنها تتدرج في الانخفاض الطفيف، إلى الشرق وإلى الجنوب، تدرجاً غير محسوس (150م في كل 100كم)، حتى يكاد سطح الأرض أن يكون مستوياً، في معظمها.

تتناثر بعض الهيئات القليلة الارتفاع، بالنسبة للأرض المحيطة، وكذلك بعض العروق الرملية، وهي على الرغم من قلة الفروق في الارتفاع عما حولها من الأرض، إلا أنها تسيطر على مسافة كبيرة بالنظر، والنيران، لانبساط الأرض في معظمها.

يختلف الأمر في الجنوب، والجنوب الغربي، حيث توجد عروق رملية ضخمة نسبياً لصحراء النفود، التي تتصل بمثيلتها في الدهناء لتكون الأرض الأكثر ارتفاعاً وسيطرة على المناطق الحدودية والساحلية.

أ. أهم الهيئات على الحدود الشمالية

يكثر بالمنطقة نقط الارتفاع المسيطرة على الحدود، وعلى المدقات والوديان المنحدرة في اتجاه الأراضي العراقية ومنها، من الغرب إلى الشرق: (أُنظر خريطة مسرح القتال البري للتحالف) و(خريطة مسرح القتال البري للتحالف/3</a>) و(خريطة مسرح القتال البري للتحالف)

(1) المجيليس (796)<

(2) نقطة ارتفاع (727)، على الحدود السعودية ـ العراقية

(3) قارة خويمة (394)

(4) قليب الأمغير (400)

(5) حزم جلاعد (405)

(6) خط كنتور 400، المسيطر على منطقة روضة هباس

(7) قارة أم الشعراء (337)

(8) حزم النهدين (249)

(9) ضليع المسناة (293)

(10) روضة الجبو (356)

(11) نقطة ارتفاعات (176)

ب. أهم الهيئات على الساحل الشرقي (أُنظر خريطة مسرح القتال البري للتحالف/4</a>) و(خريطة مسرح القتال البري للتحالف) و(خريطة مسرح القتال البري للتحالف)

(1) جبل عينين البري (97)

(2) برقاء ضبع (126)

(3) برقاء معيزيلة (77)

(4) جبل دخنة (215)

بالإضافة إلى المنشآت المرتفعة في المناطق المبنية، القريبة من الساحل.

2. العوائق الطبيعية والصناعية (أُنظر خريطة مسرح القتال البري للتحالف) و(خريطة مسرح القتال البري للتحالف) و(خريطة مسرح القتال البري للتحالف)

أ. منطقة الحدود الشمالية

(1) الأرض المنخفضة والكثبان الرملية في منطقة الظفيري، متسعة، ولكنها متناثرة تمتد من الحدود الشمالية إلى جنوب غرب حوالي 40كم، ومن الظفيري إلى جنوب شرق حوالي 60كم. أكبر منخفض في شرق العجرمية يبعد مسافة 16كم، ومساحته 160كم2 (10× 16كم).

(2) مجموعة الكثبان الرملية، على خط الكنتور 400، في شرق غرب مركز النظيم، بمواجهة 40 كم.

(3) الكثبان الرملية في شمال غرب روضة هبَّاس (فيضة الزفراوي، هشم هبَّاس).

(4) مجموعة الكثبان الرملية بين قليب المجرور والنصلة (السادة ـ فياض أم نغور)، شمال شرق علامة كم 277 طريق رفحه ـ حفر الباطن.

(5) سلسلة كثبان رملية كثيفة، من مركز أم الحيرام إلى أبو طوطاح جنوباً، بامتداد 35كم، وهي متقاربة من بعضها البعض.

(6) الكثيب الرملي الممتد طولياً إلى الجنوب، جنوب قارة أم الشعراء بمسافة 30كم، ويبلغ طوله حوالي 10كم.

(7) مجموعة كثبان رملية عمودية على الحدود، وبالقرب منها، جنوب مركزي سماح، والظهرة بمسافة 5 كم (فيضة أم العبد ـ بئر الجليدة ـ سادة الحنية).

(8) كثبان رملية فيضة أم عمارة، جنوب الرقعي بمسافة 20كم، ومجموعة الكثبان الرملية شمال القيصومة بمسافة 20كم، والتي تمتد جنوب غرب بطول 40كم، على امتداد طريق الرقعي ـ حفر الباطن.

(9) وادي الشق، جنوب غرب الوفرة بمسافة 20كم، وهو ملاصق للحدود الكويتية ـ السعودية، ويمتلئ بالكثبان الرملية.

ب. منطقة الساحل الشرقي (أُنظر خريطة مسرح القتال البري للتحالف) و(خريطة مسرح القتال البري للتحالف) و(خريطة مسرح القتال البري للتحالف)

(1) مجموعة السبخات حول: الخفجي، رأس الزور، شمال شرق الخرسانية، زبارة مردومة حتى جبل عينين البري، جنوب الجبيل، وبامتداد 40كم، شرق مطار الملك فهد الدولي، والمنطقة الساحلية، جنوب الظهران، وحتى العقير.

(2) خط السكك الحديدية من بقيق إلى الظهران.

   (3) المناطق المبنية في القطيف، الدمام، الظهران، الخبر، بقيق، قُريَّة، العقير. 

(4) الساحل الشرقي للمملكة، في مسرح القتال (من الخفجي وحتى الدمام) لا تصلح لعمليات إبرار بحري إلا في مناطق محدودة للغاية، وبقوات صغيرة الحجم (تسلل لأعمال استطلاع أوالتخريب)، عدا منطقة رأس السفانية ورأس مشعاب ورأس الخفجي، حيث يمكن إبرار حتى كتيبة مدعمة كمفرزة لقوة أكبر.

4. المراقبة والرمي

أ. منطقة الحدود الشمالية

منطقة مفتوحة، توفر مراقبة جيدة وميدان رميّ مكشوف شمال الحدود الدولية للمملكة، وفي جميع الاتجاهات لمسافات كبيرة عدا الجنوب الغربي، بحيث تتدرج الأرض في الارتفاع إلى داخل المملكة.

ب. منطقة الساحل الشرقي

تمثل المناطق المبنية (المدن، والقرى) عائقاً للمراقبة والرمي للمناطق غرب الساحل.

5. الإخفاء والاستتار

لا توفر الأرض إخفاء أو استتار للقوات، إلاّ في بعض المناطق على الساحل الشرقي، حيث يمكن الاستتار، وكذلك الإخفاء في المناطق المبنية نسبياً.

6. الطرق والمدقات أ. منطقة الحدود الشمالية (أُنظر خريطة مسرح القتال البري للتحالف) و(خريطة مسرح القتال البري للتحالف) و(خريطة مسرح القتال البري للتحالف)

(1) الطرق الطولية (العمودية على خط الحدود)

(أ) الطريق الرقم (80)، من جديدة عرعر ـ عرعر ـ زلُّوم ـ سكاكا ـ دومة الجندل، وهو طريق رئيسي معبد.

(ب) الطريق الرقم (50)، من الرقعي ـ حفر الباطن ـ أم الجماجم. وهو طريق رئيسي معبد حتى حفر الباطن، ثم يتحول إلى طريق سريع في الجزء الجنوبي منه.

(ج) يكثر بالمنطقة المدقات الغير ممهدة، والصالحة للسير من الحدود الشمالية إلى داخل المملكة.

(2) الطرق العرضية

(أ) الطريق الرقم (85) والذي يمتد من غرب عرعر، قادماً من طريف، متجهاً شرقاً ماراً بعرعر، رفحه، حفر الباطن، القيصومة، الصداوي، النعيرية. وهو طريق رئيسي معبد حتى رفحه، حيث يتحول إلى طريق سريع من رفحه حتى يتقابل مع الطريق الطولي الرقم (95)، المتجه من الخفجي إلى الظهران.

(ب) الطريق المتفرع من رفحه، موازي للطريق الرقم (85)، على الحافة الشمالية الشرقية لصحراء الدهناء وهو طريق فرعي ممهد.

(ج) الطريق الرقم (628) متفرع من الطريق الطولي الرقم (50) جنوب الرقعي بمسافة 10كم، ومتجه شرقاً حتى مركز الحماطيات بطول 100كم، وهو طريق فرعي.

ب. منطقة الساحل الشرقي (أُنظر خريطة مسرح القتال البري للتحالف) و(خريطة مسرح القتال البري للتحالف) و(خريطة مسرح القتال البري للتحالف)

(1) الطرق الطولية (الموازية للساحل)

(أ) الطريق الرقم (95)، من منفذ الخفجي ـ رأس مشعاب ـ القطيف ـ الظهران ـ كوبري الملك فهد ـ البحرين. وهو طريق رئيسي حتى رأس مشعاب، ثم يتحول إلى طريق سريع.

(ب) الطريق الرقم (613)، من الجبيل حتى القطيف، حيث يتصل بالطريق الرقم (95) في منطقة القطيف، وهو طريق سريع.

(2) الطرق العرضية

(أ) الطريق الفرعي من حفر الباطن ـ الخفجي حيث يتصل بالطريق الرقم (95) وهو طريق فرعي معبد.

(ب) الطريق الرقم (40) من الرياض إلى الدمام، وهو طريق سريع.

(ج) الطريق الرقم (10) من الهفوف ـ بقيق إلى الظهران، وهو طريق سريع.

(د) الطريق الفرعي الرقم (522) من غرب بقيق إلى الساحل.

(هـ)الطريق الفرعي الرقم (612) من قُريَّة، والعقير، على التوالي، إلى العيون، ويتصل بالطريق الرقم (10).

(و) يكثر بالمنطقة المدقات الموصلة بين القرى والتي تربط بين الحدود الشمالية والساحل الشرقي وداخل المملكة.

7. نتائج الدراسة الطبوغرافية للمنطقة

أ. منطقة الحدود الشمالية مفتوحة، تستوعب حشد قوات بحجم كبير (عدة فيالق) في المواجهة والعمق. وتحتاج إلى إعداد للمسرح، بزيادة أطوال وأعداد الطرق الفرعية، لكثرة الكثبان الرملية والمنخفضات. كما يلزم تجهيز الحدود بتباب صناعية للمراقبة، والدفاع على المحاور الرئيسية والفرعية الهامة المؤدية إلى داخل المملكة.

ب. منطقة الساحل الشرقي، تعتبر منطقة إسناد إداري جيد، على أن تجهز بعوائق صناعية مائية في المناطق الصالحة للإبرار البحري في السفانية، ورأس مشعاب، وشمال الخفجي.

ج. أنسب قوات للعمل في تلك المنطقة (الحدود الشمالية والساحل الشرقي)، القوات المدرعة والآلية، والمنقولة جواً، بمساندة الطائرات العمودية الهجومية، والمدفعية طويلة المدى وراجمات الصواريخ، مع إسناد جوي مناسب. وكذلك زوارق دورية مسلحة للمرور على الساحل الشرقي.

د. يفضل وجود احتياطيات مدرعة والآلية صغيرة الحجم على مسافات متباعدة (حتى 30كم) لمهاجمة وتدمير عناصر الإبرار الجوي المعادي، في العمق.

ثانياً: مسرح قتال القوات العراقية

يضم مسرح قتال القوات العراقية، دولة الكويت، وجنوب العراق حتى البصرة، حيث يمثل نهر الفرات المتجه غرباً، وشمال غرب، المحور الشمالي لمسرح القتال البري. وهو محور متباين في خصائصه، حيث يحتوي على مناطق صحراوية قاحلة، وأخرى سبخية ذات مساحات كبيرة، وأراضي زراعية محدودة.

الجزء الجنوبي والغربي من هذا المحور، يعد امتداد لصحراء النفود وبادية الشام. والجزء الشمالي الشرقي، الذي يضم مدينة البصرة، والمنطقة المنخفضة بين النهرين، ومجرى شط العرب، تُعَدّ منطقة كثافة سكانية عالية، لكونها منطقة زراعية، وتجارية.

تنخفض الأرض تدريجياً كلما اتجهنا شمال شرق (نحو البصرة)، وهو انخفاض بطئ، ولكنه محسوس، للانتقال من أرض مرتفعة (جنوب غرب) إلى أرض منخفضة (شمال شرق)، ومجال الرؤية جيد، على مرمى البصر، حتى منطقة السبخات، والزراعة.

1. الهيئات

لا توجد هيئات واضحة المعالم، بارزة في ارتفاعها في تلك المنطقة، مثلها في ذلك مثل منطقة مسرح قتال قوات التحالف الدولي، السابق ذكرها. وإن كان يكثر فيها نقاط الارتفاع، على أبعاد كبيرة نسبياً، مما لا يصلح معه تركيز الدفاع عليها، أو تحديدها كأهداف للمهاجم، والذي يمكنه تجنبها بسهولة.

أ. أهم الهيئات في دولة الكويت (أُنظر خريطة مسرح عمليات الكويت)

(1) الشقايا (290) في الركن الجنوبي الغربي للدولة، بين فرعي الطرق الواصلة من الحدود السعودية، إلى مدينة الجهراء.

(2) الدبدبة (246) نقطة ارتفاع (مثلثات) على الطرف الشمالي الغربي لامتداد صحراء النفود، جنوب طريق الشقايا ـ الجهراء الشمالي.

ب. أهم الهيئات في جنوب العراق (أُنظر خريطة مسرح عمليات العراق)

تخلو المنطقة من أي هيئات ذات شكل مميز، عدا بعض التلال القليلة الارتفاع الغير مميزة، وإن سيطرت على الأرض حولها، على مدى النظر، أو لأمتار قليلة، طبقاً لارتفاعها.

3. العوائق الطبيعية والصناعية

أ. تخلو المنطقة من أي عوائق طبيعية، في جزئيها الجنوبي والغربي، عدا بعض الكثبان الرملية، والمنخفضات البسيطة المتناثرة على أبعاد كبيرة. وعلى العكس من ذلك، تكثر المستنقعات، والأراضي السبخية، والمجاري المائية حول البصرة، وشمالها (هور الحمار).

ب. يعتبر نهر الفرات عائق طبيعي عرضي.

ج. يعتبر خط سكة حديد أم قصر، البصرة، السماوة، الديوانية، عائق صناعي، موازي لنهر الفرات.

د. تمثل المناطق المبنية، ومناطق إنتاج النفط على الساحل الكويتي وشمال دولة الكويت، وفي البصرة، عوائق صناعية، تحد من الحركة على الشريط الساحلي.

هـ. معظم الساحل الكويتي غير صالح لعمليات الإبرار البحري، عدا منطقة خليج الكويت، وميناء عبدالله، فيمكن إبرار قوات محدودة، تصل إلى حوالي 1 : 2 لواء إبرار بحري في منطقة خليج الكويت، وحتى لواء إنزال بحري في ميناء عبدالله.

4. المراقبة والرميّ

الأرض توفر مراقبة جيدة، وميدان رميّ مكشوف، لمسافات كبيرة (أقصى مرمى مباشر للسلاح)، في الجنوب، والغرب، حتى المناطق المبنية (شرق وشمال الكويت)، والمزروعة (غرب وجنوب البصرة)، إذ تحد المباني والمنشآت النفطية، والزراعات المرتفعة كذلك، من الرؤية، بينما تحد الثنيات الأرضية المتكررة، في الأراضي الصحراوية، الفاصلة بين صحراء النفود، والساحل الشرقي للكويت، أو المنطقة المزروعة في البصرة، من ميدان الرمي نسبياً.

5. الإخفاء والاستتار

يتوفر إخفاء واستتار القوات، في المناطق الساحلية، التي يكثر بها المباني، وفي المناطق المزروعة كذلك، ويقل تدريجياً كلما اقتربنا من المناطق الصحراوية المفتوحة، وإن كان بنسبة أفضل من الحدود الشمالية السعودية، بسبب التقارب الشديد في منسوب سطح الأرض، وهو ما يوفر إخفاء نسبي للقوات، من دون أن يوفر استتار.

6. الطرق والمدقات

أ. منطقة دولة الكويت (أُنظر خريطة مسرح عمليات الكويت)

(1) الطرق الطولية (العمودية على الحدود مع المملكة العربية السعودية)

(أ) الطريق من النويصيب، جنوب الكويت، يتجه شمالاً بمحاذاة الساحل إلى الفحيحيل ومينائي عبدالله والأحمدي، إلى "الكويت" العاصمة، فالجهراء، فالأطراف، ويتجه شمالاً مرة أخرى، حتى صفوان على الحدود الشمالية الكويتية ـ العراقية. وهو طريق سريع معبد، يمتد جنوباً من النويصيب إلى منفذ الخفجي السعودي.

(ب)الطريق غرب الوفرة، المتجه شمال شرق حتى الشعيبة، ليتصل بطريق النويصيب/ الكويت العاصمة، وهو طريق رئيسي معبد، يمتد جنوباً إلى داخل الحدود السعودية.

(ج) طريق الجهراء ـ السالمي، ويمتد من مدينة الجهراء إلى السالمي، في الركن الجنوبي الغربي للكويت، ويواصل امتداده في نفس الاتجاه إلى داخل الحدود السعودية ليتصل بالطريق الرقم (50)، من الرقعي إلى حفر الباطن وجنوباً. وهو طريق سريع.

(د) تكثر المدقات الممتدة من شمال المملكة العربية السعودية إلى داخل الكويت.

(هـ) يكثر في شمال الكويت الوديان الجافة التي تسمح بالحركة خلالها في المنطقة الشمالية، إلى داخل جنوب العراق.

(2) الطرق العرضية

(أ) الطريق الفرعي غرب الوفرة ـ الفحيحيل، وشمال الوفرة وشرقاً حتى الخيران.

(ب) الطريق الفرعي البرقان ـ الفروانية، وهو طريق معبد.

(ج) مفرق طريق الأطراف ـ السالمي.

(د) مفرق الطريق الطولي الرئيسي عند اللياح إلى شمال شرق.

ب. منطقة جنوب العراق (أُنظر خريطة مسرح عمليات العراق)

(1) الطرق الطولية

(أ) الطريق من الجهراء إلى صفوان، فالبصرة، وهو طريق سريع معبد.

(ب) الطريق الموازي لشط العرب، وهو طريق رئيسي معبد.

(ج) طريق دومة الجندل، سكاكا، عرعر، ويمتد داخل جنوب العراق في اتجاه كربلاء (الطريق الرقم 80)، وهو طريق رئيسي معبد.

(د) طريق حفر الباطن، الرقعي، ويمتد داخل جنوب العراق، موازي للحدود الغربية للكويت، حتى البصرة. وهو طريق رئيسي معبد.

(2) الطرق العرضية

تندر الطرق العرضية في هذه المناطق، إلا أن الوديان الجافة، التي تصلح للسير، تستخدم كمدقات، توصل إلى حوض نهر الفرات.

7. نتائج الدراسة الطبوغرافية للمنطقة

أ. كما في المنطقة السابقة (المنطقة السعودية)، فالأرض مفتوحة في المنطقة الحدودية، تستوعب حجم كبير من القوات (عدة فيالق) في المواجهة والعمق، إلا أن أجناب القوات المدافعة، تظل معرضة للاختراق والتطويق والالتفاف الواسع حتى نهر الفرات، مما يعرضها للحصار أو التدمير.

ب. المنطقة الصحراوية فقيرة، وتحتاج إلى إعداد جيد للمسرح من وجهة نظر الطرفين (المدافع، والمهاجم).

ج. تزيد المجاري المائية، والمستنقعات في منطقة البصرة من مشاكل القوات المهاجمة.

د. تعتبر البصرة منطقة إسناد إداري جيدة للمنطقة، كما أنها محصنة جيداً، منذ الحرب العراقية ـ الإيرانية.

هـ. القوات المدرعة والآلية هي أنسب قوات للعمل في المنطقة، على أن تترجل المشاة في المناطق المزروعة والمبنية، ويمكن استخدام القوات المنقولة جواً، وعناصر الاستطلاع خلف الخطوط على نطاق واسع.

و. عمليات الالتفاف، هي أنسب أسلوب للقتال، فالالتفاف وقطع وعزل القوات المدافعة على الحدود، عن منطقتها الخلفية، يمكن للقوات الوصول في أسرع وقت إلى نهر الفرات والاستيلاء على المعابر المقامة عليه.

ز. يفضل تأمين الجانب الأيسر للقوات، بقوة خفيفة الحركة قوية، كما يلزم تأمين المنطقة الخلفية بقوة مدرعة أو آلية.

ح. يفضل أن يعمل على المحور الساحلي، قوات مشاة مترجلة، يعاونها وحدات بحرية من جهة الخليج بالنيران.

المبحث الخامس

مثال تطبيقي لدراسة الأرض أثناء التخطيط لعملية "عاصفة الصحراء"

1. الأسباب التي بنى عليها العراق اختياره للأهداف، ومحاور الاقتراب عند غزوه للكويت

أ. سرعة تحقيق الأهداف الأولية (المهام المباشرة) من العملية، باستغلال المفاجأة الإستراتيجية الكاملة، وقبل تكوين موقف إقليمي ودولي مضاد.

ب. الاستيلاء على مصادر الثروة الكويتية (مناطق إنتاج النفط)، والمؤسسات الاقتصادية والمالية الكويتية، انتقاماً من موقف الكويت من الديون العراقية للكويت، والتي رفضت الحكومة الكويتية التنازل عنها. ودعم للاقتصاد العراقي، الذي يوشك على الانهيار، من نفقات الحرب الطويلة مع إيران (8 سنوات).

ج. سرعة الوصول إلى العاصمة الكويت، وأسر الأسرة الحاكمة، وأعضاء الحكومة الكويتية، لردع باقي الحكام في المنطقة. د. عدم التورط مع دول أخرى، مثل المملكة العربية السعودية، لحين استيعاب الموقف، بعد غزو الكويت، وإعادة تقدير الموقف، حسب تطورات الأحداث.

هـ. إمكان استئناف التقدم جنوباً، للاستيلاء على مناطق إنتاج النفط السعودي في الدمام وما حولها، ومتابعة الأعمال القتالية حتى مناطق إنتاج النفط الإماراتي كذلك، لتحقيق سيطرة كاملة على النفط الخليجي، وهو ما سيعتبر نقطة بدء قوية، لما سيلي من أحداث، وكذلك السيطرة على الساحل الغربي للخليج، مما يضع العراق على قدم المساواة مع إيران (الخصم السابق)، ويمكنه من بناء قوة بحرية كبيرة، كان يخطط لها من زمن سابق، والسيطرة على مضيق هرمز، الذي يتحكم في الملاحة بالخليج، خاصة أن إيران سبق بالاستيلاء على الجزر الثلاث الإماراتية، المتحكمة في الممر الملاحي

2. استخدام العراق للأرض في عملية "يوم النداء" (غزو الكويت)

أ. حشد العراق قواته، المخصصة للعملية (الفيلق الثامن حرس جمهوري، المكون من فرقة مشاة آلية، وفرقتان مدرعتان، ووحدات إسناد، في منطقته الجنوبية (جنوب البصرة)، بالقرب من الحدود الكويتية.

ب. حشد العراق قواته، المخصصة كاحتياطي جبهة للعملية، في المنطقة الجنوبية شمال وغرب البصر


ج. أعاد العراق تمركز القوات المخصصة، كاحتياطي إستراتيجي للعملية، في المنطقة الوسطى


د. التقدم على محور البصرة ـ صفوان ـ الجهراء (الضربة الرئيسية)، والمحور الساحلي أم قصر ـ الصبية (الضربة الأخرى)، ليتقابلا في الجهراء، حيث تم دفع فرقة النسق الثاني المدرعة من منطقة خضر الماء (قوة الضربة الثانوية) إلى مدينة الجهراء، ومنها إلى ثلاث اتجاهات:

(1) الجهراء ـ البرقان ـ الوفرة.

(2) الجهراء ـ الأحمدي ـ النويصيب.

(3) الجهراء ـ المناقيش ـ الشقايا.

هـ. التعزيز على خط الحدود الدولية الجنوبية للكويت مع المملكة العربية السعودية، وفتح إستراتيجي لقوات أخرى على الحدود العراقية الجنوبية مع المملكة كذلك، في وقفة عملياتية، لحين وضوح الموقف، فإما استئناف القتال لتحقيق المهام التالية، والوصول للهدف النهائي. أو التحول إلى الدفاع الثابت، على خطوط التعزيز (وهو ما تم فعلاً).

3. استخدام العراق للأرض في العملية الدفاعية "أم المعارك"

بتحول الموقف الدولي، والإقليمي لغير مصلحة العراق، تحولت قواته للدفاع على خطوط التعزيز (الحدود الدولية الكويتية والعراقية الجنوبية كالآتي: (أُنظر خريطة الأوضاع الدفاعية العراقية)

أ. نشر الفرق المشاة، المترجلة، على طول الحدود الدولية، وكذلك على الساحل الشرقي (الفيلق الثاني والثالث والرابع والسابع).

ب. الوحدات الآلية والمدرعة تعمل احتياطي للقيام بهجمات مضادة على المحاور الرئيسية التالية:

(1) وادي الباطن وامتداده في اتجاه الجنوب الغربي.

(2) البرقان ـ الوفرة (أو الشقايا).

(3) الشعيبة ـ النويصيب (أو الوفرة).

(4) الجهراء ـ النويصيب (أو السالمي)

(5) أم العيش ـ الصبية (أو اللياح).

ج. احتياطي الجبهة فيلق حرس جمهوري، يتمركز في المنطقة غرب وجنوب البصرة، وشمال غرب الكويت (داخل الأراضي الكويتية).

د. نشر عدة لواءات مشاة، مترجلة، بالقرب من الحدود الغربية للعراق لتأمين المنافذ مع الأردن، وسورية، وعدة ألوية على المحاور الموصلة لتلك المنافذ لإيجاد توازن عملياتي وإستراتيجي للقوات الموزعة على مواجهة واسعة، وعمق كبير.

4. دراسة عملياتية، لمسرح القتال، من وجهة نظر قوات التحالف الدولي (أُنظر خريطة دراسة مسرح القتال البري)

أ. المنطقة الحيوية، التي يجب الوصول إليها والتمسك بها كهدف نهائي للعملية، هي:

صفوان ـ البصرة ـ سوق الشيوخ ـ الناصرية ـ السماوة.

ب. محاور التقدم للوصول إلى المنطقة الحيوية، هي:

(1) المحور الساحلي الخفجي ـ النويصيب ـ الأحمدي ـ الكويت ـ الصبية ـ جنوب أم قصر.

(2) المناقيش ـ الجهراء ـ الكويت ـ صفوان.

(3) السالمي ـ وادي الباطن ـ صفوان.

(4) المنطقة المحايدة ـ جنوب البصرة ـ سوق الشيوخ ـ الناصرية.

(5) غرب المنطقة المحايدة ـ غرب سوق الشيوخ.

(6) رفحه ـ جنوب السماوة.

ج. الفتح الإستراتيجي للقوات (الحشد)

(1) منطقة الجوف ، للقوات العاملة على المحور الساحلي.

(2) منطقة المسناة، للقوات العاملة على محوري السالمي، والمناقيش.

(3) منطقة الحجرة، للقوات العاملة على محاور المنطقة المحايدة ـ البصرة، الناصرية، وسوق الشيوخ.

(4) المنطقة غرب رفحه، للقوات العاملة على محور رفحه ـ السماوة.

د. الطرق والدروب

لم تكن هناك مشكلة في تحرك القوات في مسرح القتال حيث كانت شبكة طرق كثيفة في المنطقة، أمكن استخدامها في التحركات المختلفة بكفاءة، كما أنها خدمت أعمال المناورة الطولية والعرضية للقوات، وأهم هذه الطرق هي:

(1) الطرق الطولية

(أ) الطريق الساحلي: ويمر من الجنوب إلى الشمال، من الخفجي ـ النويصيب ـ الأحمدي ـ مدينة الكويت ـ الجهراء ـ صفوان ـ البصرة. ثم يمتد بمحاذاة نهر الفرات حتى الناصرية.

(ب) طريق وادي الباطن: وهو طريق رئيسي، يمتد من حفر الباطن إلى وادي الباطن، ثم السالمي ـ الشقايا، ويتصل بالطريق الساحلي (داخل الكويت)، عند الجهراء، ومنها يتجه غرباً إلى سوق الشيوخ (داخل العراق).

(ج) يتفرع من الطريق الساحلي، طريق فرعي من الأحمدي، يمتد جنوباً إلى الوفرة، ثم يتجه إلى الرقعي (داخل المملكة).

(د) تتواجد العديد من الدروب عبر الحدود الدولية، المملكة العربية السعودية إلى الكويت، أو جنوب العراق، منها ما كان قائماً من قبل، أو قامت القوات العراقية بإنشائها بعد احتلال الكويت، وخصوصا داخل الكويت نفسها، وأهم هذه الطرق:

  • الطريق الموصل من صفوان (داخل العراق)، ثم يمتد داخل الكويت إلى الجهراء، ومنها إلى الحدود الكويتية ـ السعودية.
  • الدرب الموصل من الناصرية (داخل العراق)، ثم يمتد إلى داخل المملكة العربية السعودية إلى حفر الباطن، عبر المنطقة المحايدة.
  • الدرب الواصل ما بين السماوة ـ السلمان ـ غرب حفر الباطن.
  • الدرب الموصل ما بين الكوفة ـ رفحه، ثم يمتد داخل المملكة العربية السعودية إلى حائل.

(2) الطرق العرضية

يمتد العديد من الطرق العرضية في المسرح أهمها:

(أ) الدرب الواصل بين السلمان (داخل العراق)، ويمتد حتى الحدود العراقية ـ الكويتية.

(ب) الطريق الموازي لخط "التابلاين"، والذي يمتد من رأس الغار، على الخليج، عبر وادي الباطن حتى عرعر. <o:p></o:p>

(ج) الطريق العرضي من بقيق، وحتى حفر الباطن.

(د) طريق يمر موازياً للحدود العراقية ـ الكويتية، وطريق آخر من غرب الكويت إلى الجهراء. وهذه الطرق جزء من العديد من الطرق العرضية التي أنشأها العراق في مسرح عمليات الكويت، بعد احتلاله الكويت.

هـ. محاور التقدم

نظراً لصلاحية الأرض لسير معظم أنواع الحملات، فإنها تحوي العديد من المحاور الصالحة للتقدم واستيعاب حجم كبير من القوات أهمها:

(1) المحور الساحلي

محور رئيسي يتميز بكثرة الأهداف الحيوية، والكثافة السكانية العالية. كما يكثر به العوائق الصناعية والطبيعية. التي تُحد من اتساع المحور، وتقلل من حجم القوات المتقدمة عليه، بما لا تزيد عن حجم فرقة واحدة (مدرعة/مشاة). يتوفر بالمحور مناطق جيدة للإخفاء بالقرب من المدن.

(2) محور الوفرة ـ أم قديرة

محور صحراوي غرب المحور الساحلي، يتميز بالاتساع، إذ يسمح بعمل من 2 إلى 3 فرقة من خلاله، وهو يحقق أقرب مسافة بين الحدود السعودية ـ الكويتية، ومدينة الكويت.

(3) محور شرق وادي الباطن ـ الجهراء ـ مدينة الكويت

وهو محور صحراوي متسع، يمكن أن يستوعب من 2 إلى 3 فرقة مدرعة/مشاة.

(4) محور المنطقة المحايدة (السعودية ـ العراقية) ـ الناصرية

محور صحراوي متسع، يستوعب من 4 إلى 5 فرق مدرعة/مشاة، وهذا المحور يمر بأهداف عراقية مهمة، في منطقة السلمانية، كما يؤدي إلى العمق العراقي مباشرة.

(5) محور رفحه ـ السماوة

وهو شبيه بالمحاور السابقة، يمكن من خلاله الالتفاف حول العمق داخل العراق، والوصول إلى مدينتي النجف وكربلاء.

5. المناطق التي تصلح للمعارك التصادمية في حالة الدفاع

هناك عدة مناطق يمكن إدارة معركة تصادمية فيها، أهمها: مناطق غرب السفانية، والصداوي، وحفر الباطن، وجنوب القُريَّة. وهذه المناطق تحقق أنسب استخدام للحشود المدرعة ، وتؤدي إلى تهديد خطوط مواصلات القوات العراقية، وإمكانية عزلها، وحرمانها من الانسحاب. ويمكن أن يستوعب تلك المناطق تشكيلين مدرعين متضادين (كل بقوة فرقة مدرعة/آلية)، لإمكان إجراء قتال تصادمي.

6. المناطق الصالحة لإنشاء الدفاعات الرئيسية

تمتد على طول الحدود السعودية ـ الكويتية، والسعودية ـ العراقية، مناطق تصلح لإنشاء مواقع وقطاعات دفاعية، سواء لخدمة الخطة الدفاعية عن المملكة، أو لخدمة الخطة الدفاعية عن العراق. كما توجد كذلك مناطق تصلح لإنشاء مواقع دفاعية، في عمق الأراضي العراقية، لخدمة الخطة الهجومية لقوات التحالف، وتعزيز القوات على الخطوط المكتسبة أثناء العمليات الهجومية لتحرير الكويت.

أ. أهم المناطق الصالحة لإنشاء النطاقات الدفاعية على الحدود السعودية ـ الكويتية، هي:

(1) امتداد منطقة الخفجي إلى السفانية، على الساحل.

(2) منطقة الوفرة.

(3) منطقة وادي الباطن وحفر الباطن.

ب. أهم المناطق الصالحة لإنشاء النطاقات الدفاعية داخل العراق، هي:

(1) منطقة الحفير.

(2) منطقة البصية وشرقها.

(3) منطقة الرقعي.

7. مناطق حشد قوات الهجوم

أ. لا قيود على تلك المناطق، حيث أن الطبيعة الصحراوية للأرض، تحقق الانتشار والحشد المطلوب، ولكن يجب توفير التأمين الكامل لتلك القوات، وأن يكون حشدها متأخراً، قبل العملية الهجومية مباشرة، حتى لا يكشف اتجاهات الحشود الرئيسية.

ب. تسمح محاور التحرك الطولية والعرضية، العديدة بمسرح العمليات، بسرعة تدفق القوات، حيث يمكن حشد ما لا يقل عن فيلق (3 ـ 4 فرقة) على كل اتجاه رئيسي خلال من 6 إلى 8 يوم، على أساس احتياج الفرقة إلى يومين تحرك، على أن يتم التحرك اعتباراً من آخر ضوء لتحقيق المفاجأة.

8. المناطق الحيوية التي يجب التمسك بها

وهي المناطق التي تمتد على طول الحدود السعودية ـ الكويتية، والسعودية ـ العراقية، الصالحة لإقامة النطاقات الدفاعية. وفي داخل العراق كأهداف للعملية الهجومية.

أ. المناطق الحيوية داخل المملكة

تعتبر مناطق تقاطعات الطرق الطولية والعرضية في النعيرية، والصداوي، وحفر الباطن من المناطق المهمة داخل الحدود السعودية.

ب. المناطق الحيوية داخل الكويت

تعتبر مناطق ميناء عبدالله، وغرب مدينة الكويت، والجهراء، من المناطق المهمة داخل الكويت.

ج. المناطق الحيوية داخل العراق

تعد صفوان ومناطق جنوب البصرة، وشرق وغرب الناصرية، والبصية والسلمان، مناطق مهمة داخل العراق.

9. مناطق الإبرار الجوي

أ. مناطق الإبرار الجوي الصالحة لإبرار قوات التحالف

طبقاً لطبيعة الأرض، وكثافة القوات، وأوضاع الأهداف الحيوية، فإن أهم المناطق التي يُخطط للإبرار في اتجاهها، هي منطقة السلمان وشرقها، ومنطقة جنوب السماوة، ومنطقة غرب الناصرية، ومنطقة البصية.

ب. مناطق الإبرار الجوي الصالحة لإبرار القوات العراقية

تعتبر أنسب وأهم مناطق يُخطط للإبرار في اتجاهها، هي منطقة غرب الظهران، لأهميتها الاقتصادية والسياسية، ومنطقة القيصومة، والجوف.

10. مناطق الإبرار البحري

أ. مناطق الإبرار البحري الصالحة لإبرار قوات التحالف على الساحل الكويتي

منطقة رأس الزور، ميناء عبدالله، ميناء الأحمدي، ميناء الكويت.

ب. مناطق الإبرار البحري الصالحة لإبرار القوات العراقية

رأس الخفجي، السفانية، رأس مشعاب، رأس تنورة، العزيزية.

11. خطوط تحقيق المهام لقوات التحالف

يمكن تقسيم خطوط المهام إلى خمسة خطوط رئيسية، وتلك الخطوط هي أنسب خطوط لتحقيق المهام والأهداف المختلفة. (أُنظر خريطة دراسة مسرح القتال البري)

أ. مهمة اليوم الأول قتال (ي): الحد الأيمن، أم قصباء. الحد الأيسر، شرق السليمان.

ب. مهمة اليوم الثاني قتال (ي1): الحد الأيمن، رأس الزور. الحد الأيسر، شمال السليمان.

ج. مهمة اليوم الثالث قتال (ي2): الحد الأيمن، الفنطاس. الحد الأيسر، السماوة.

د. مهمة اليوم الرابع قتال (ي3): الحد الأيمن، مدينة الكويت . الحد الأيسر، البطحة.

هـ. مهمة اليوم الخامس قتال (ي4): الحد الأيمن، أم قصر. الحد الأيسر، الناصرية.