العراق الكويت: الجذور الغزو التحرير - التخطيط للدفاع والتنفيذ، "الخندق" أو "درع الصحراء"

من معرفة المصادر

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مقدمة

عندما غزا العراق الكويت، نشأت أول أزمة إقليمية، في إطار النظام العالمي الجديد. وأحدثت تغييراً جذرياً في موازين القوى، في منطقة الخليج، ومنطقة الشرق الأوسط بصفة عامة، وعرّضت إمدادات النفط للخطر.

ومنذ اللحظات الأولى للأزمة، قررت الولايات المتحدة الأمريكية اللجوء إلى العمل العسكري، إذا استدعى تطور الأزمة ذلك، خاصة أن فكرة التدخل في مناطق الاهتمام الإستراتيجي، خارج مسرح العمليات الأوروبي، كانت تخامر الفكر الإستراتيجي الأمريكي، منذ أواخر السبعينيات، وخلال إدارة الرئيس كارتر.

وشهد عام 1979، حدثيَن رئيسيَّين:

  • الأول: سقوط الشاه، في إيران.
  • الثاني: تدخّل القوات السوفيتية في أفغانستان.

وقد حملا، هذان الحدثان، الفكر الإستراتيجي الأمريكي على التخلي عن مبدأ: "سرعة الحركة إلى المسرح الأوروبي". واعتماد مبدأ: "سرعة الحركة إلى مناطق الاهتمام الإستراتيجي". وأصبح قرار إنشاء قوة الانتشار السريع، الذي اتُّخذ عام 1977، ذا مصداقية.

وقد صاحب فكرة "سرعة الحركة إلى مناطق الاهتمام الإستراتيجي"، سعي الولايات المتحدة الأمريكية إلى عقد سلسلة من اتفاقات التعاون الإستراتيجي، مع الدول المحلّية، في مناطق الاهتمام، لتأمين سرعة حركة القوات إلى مسارح عملياتها المنتظرة، وعلى رأسها منطقة النفط المهمة، في الخليج العربي، وتأمين أعمال قتال "قوة الانتشار السريع"، التي استبدلت باسمها اسم "القيادة المركزية".

كما طورت الولايات المتحدة الأمريكية وسائل النقل الإستراتيجي، لضمان سرعة الوصول إلى مسارح العمليات، بالقوات الكافية، واللازمة، لتنفيذ المهام الإستراتيجية للقيادة المركزية. كما دُعمت هذه القيادة بالمزيد من الوحدات المقاتلة، ووحدات الدعم، والعناصر المعاونة، ودفع بعض هذه الوحدات خارج أراضي القارة الأمريكية، لسرعة نقلها إلى مناطق التوتر، في أقلّ وقت ممكن.

وبعد الغزو العراقي للكويت، وفي إطار التمهيد السياسي ـ الإستراتيجي لاحتمالات نشوب الصراع المسلح في المنطقة، بادرت واشنطن إلى بعض الأعمال السياسية والدبلوماسية، لتأمين عمل قوات "القيادة المركزية"، كان أبرزها:

بناء الموقف، السياسي والعسكري، الأمريكي تصاعدياً. التنسيق السياسي، والحصول على موافقات دول المنطقة، والدول الصديقة بصفة عامة، والمنظمات الدولية، لشرعية العمل العسكري. التنسيق مع دول المنطقة، لتسهيل الحركة الإستراتيجية للقوات، والفتح الإستراتيجي لها. مصاحبة كل ذلك عمليات خداع سياسي ـ إستراتيجي، كانت تبرز احتمالات حل الأزمة، سياسياً تارة، وعسكرياً تارة أخرى. في الوقت الذي كان يطَّرد فيه الاستعداد للعمل العسكري اطراداً منتظماً ومتصاعداً.

وكان ابتلاع صدام حسين للكويت، يعني وقوع المملكة العربية السعودية تحت ضغوطه، التي لا قِبَل لها بها، سواء أقرَّر مهاجمتها من الفور، أو إرجاء ذلك بعض الوقت.

ولم يكن هناك بدّ، إزاء تعرّض المملكة العربية السعودية لهذا الخطر الداهم، من أن يستعين الملك فهد، بالولايات المتحدة الأمريكية. وهي القوة الوحيدة القادرة على طرد صدام من الكويت، وإعادة الحال إلى ما كانت عليه. ونبّه الملك فهد لهذا الواقع، قائلاً: "لقد تباطأ الكويتيون في طلب المساعدة، وها هم، اليوم، ضيوف علينا؛ فلا يجب أن نرتكب الخطأ نفسه، فنحل ضيوفاً على غيرنا!". وأضاف جلالته قائلاً: "لقد عَلِمنا أن الكويتيين، تلقوا تحذيراً أمريكياً من تحركات القوات العراقية، ولكنهم تباطأوا في طلب النجدة، حتى فات الأوان".

وأظهرت المقارنة، في تلك الساعات العصيبة، والأيام المحمومة، التي تلت الغزو العراقي، بعد تقدير الموقفَين، السياسي والعسكري، أن نسبة القوات البرية السعودية إلى القوات البرية العراقية هي 15:1، في مصلحة العراق. ونسبة القوات البرية، في جميع دول مجلس التعاون الخليجي، إلى القوات البرية العراقية، هي 7:1. وإذا قَدِم معظم قوات الجيش المصري، لنجدة دول مجلس التعاون الخليجي، فستظل النسبة 2:1. أمّا إذا كان في قدرتنا استقدام الجيش المصري والجيش السوري كاملين، عندها فقط، تصل النسبة إلى 1:1.

ولكن، لم يكن أمراً واقعياً، أن نفترض أن مصر أو سورية، بل دول مجلس التعاون الخليجي، يمكن أن ترسل كل قواتها البرية إلى المملكة العربية السعودية.

وفي ضوء التحليل الإستراتيجي للموقف، بكل جوانبه، قررت القيادة السياسية السعودية، استدعاء القوات الأمريكية، والقوات الأخرى، الشقيقة والصديقة. وهو ما سُمّي، بحق، قراراً تاريخياً، بدأ بعده الإعداد لمواجهة صدام حسين وقواته، التي رفضت الانسحاب، بل أعلنت ضم الكويت كليةً.

وقد شكل المحور السعودي ـ المصري ـ السوري، عقب الغزو، قلب المعارضة العربية لصدام حسين، وأصبح العمود الفقري للتحالف المضادّ للعراق، طوال الأشهر الستة التالية.

وبدأت أولى مراحل الإعداد لمواجهة صدام حسين، بتأمين الدفاع عن أراضي المملكة العربية السعودية، لأن تحقيق التوازن الإستراتيجي، على المستوى العسكري، كان لا بدّ أن يبدأ بخطوة، لمواجهة وإحباط أي هجوم عراقي مُقبِل على الأراضي السعودية. وبعد التأكد من تحقيق التوازن، في هذه المرحلة، وطبقاً لظروف الموقف، تبدأ المرحلة التالية من أجل تحرير الكويت.

كانت العجلة تدور بسرعة، لإنجاز ما يحقق الهدف الأول. إذ كان الموقف في بدايته خطيراً جداً؛ فالعراق متفوق. ومن ثَم، كان لا بدّ أن يسير بناء الدفاع بسرعة قصوى، ولكنه كان رهيناً بوصول القوات، وتزايد حجمها. وهو ما استدعى تعديل الخطط الدفاعية، من آن إلى آخر، التي أطلق عليها، بشكلها النهائي، عملية "درع الصحراء".

كان الغزو العراقي للكويت، يمثل مشكلة صعبة، وعاجلة، للمخططين العسكريين؛ فالقوات العراقية، تمكنت من تثبيت أقدامها في الكويت، وبدا من حجم قواتها في مسرح العمليات الكويتي، أنها تستعد لإدارة عملية هجومية، ضد المملكة العربية السعودية. وأفادت تقارير الاستطلاع، أنها تقوم بالفتح على حدود المملكة، في الوقت الذي تتدفق فيه قوات جديدة، من داخل العراق إلى المسرح.

وتوقع المخططون العسكريون، أنه في حالة شروع العراق في غزو المملكة، فإن أمام قواته ثلاثة محاور، يمكنها التقدم عليها:

·المحور الأول، يمتد على طول الطريق الساحلي (الخفجي ـ الجبيل ـ الدمام). وهو أكثر المحاور احتمالاً لهذا التقدم، لأنه يوصل، مباشرة، وبسرعة، إلى منطقة الدمام. ويمكّن القوات العراقية من السيطرة على موانئ المملكة، الموجودة على الخليج. وتراوح السعة العملياتية لهذا المحور بين (3 و4) فِرق.

·أمّا المحور الثاني، فيبدأ من وسط الكويت، غرباً، إلى الوفرة، عبر الحدود السعودية، ثم إلى طريق خط التابلاين، فجنوباً إلى الطريق الساحلي. ويتيح هذا المحور، كذلك، الاستيلاء على الموانئ، في الجبيل والدمام.

·أمّا المحور الثالث، فَيصل ما بين الكويت والرياض مباشرة، على طول طرق غير ممهدة، ورمال ناعمة. ويعيبه افتقاره إلى مصادر المياه.

ومما لا شك فيه، أن فقدان المملكة لآبار النفط، ومحطات تحلية المياه، والمنشآت الصناعية المختلفة، الموجودة في الخفجي ورأس مشعاب والمنايف والجبيل ورأس تنورة، يُعَدّ أمراً خطيراً، اقتصادياً وسياسياً. وإذا تمكن العراق من الاستيلاء على هذه المناطق، لأدى ذلك إلى تعويق الفتح السريع لقوات التحالف، وتتغير القضية من الانسحاب من الكويت إلى الجلاء عن المملكة العربية السعودية، فيعقّد الموقف. فضلاً عن أنه يجعل العراق في موقف سياسي قوي، خلال التفاوض، وهو ما يُعد نصراً له، سياسياً وعسكرياً.

بل إن مجرد التفكير في احتمال تدمير هذه المناطق، بوساطة نيران القوات العراقية، المحتشدة داخل الكويت، كان، في حد ذاته، اختلالاً لميزان القوى، وتهديداً خطيراً للمملكة العربية السعودية.

ولذا بدأت القوات السعودية تتخذ أوضاعاً دفاعية، على الحدود مع الكويت والعراق، تحسباً لأي هجوم عراقي. إلاّ أن هذه الدفاعات كانت غير عميقة، ولم يكن من المتوقَّع أن تنجح في صدّ أي هجوم عراقي ذي قوات متفوقة.

وعلى هذا الأساس، كانت دعوة المملكة العربية السعودية قدوم قوات من الدول العربية الشقيقة، والدول الصديقة، إلى مساندتها على الدفاع عن أراضيها. ومن ثَم، بدأ تحديد الأهداف العسكرية لعملية "درع الصحراء"، التي تمثلت في:

بناء قدرات دفاعية، في منطقة الخليج، لمواجهة القوات العراقية، ومنعها من متابعة هجومها تجاه المملكة العربية السعودية، وتنفيذ الهجمات والضربات المضادة لطرد أي قوات تنجح في اجتياز الحدود الدولية.

وكان من المنطقي أن تبدأ القوات، الشقيقة والصديقة، دعم الدفاعات، على خط الحدود، وفي العمق. وبدأ تدفّق القوات، وكلما ازداد حجم القوات، استلزم الأمر تطوير الخطة الدفاعية؛ ولذا، كانت هذه الخطة عرضة للتطوير، على مدار الأشهر التالية للغزو. وكان الموقف صعباً، طوال شهري أغسطس وسبتمبر 1990.

وفي الوقت الذي بدأ فيه انتشار قوات القيادة المركزية (بدءاً بالفرقة 82، ومشاة البحرية)، للاشتراك في الدفاع عن المملكة، كان المحللون العسكريون، يتشككون في قدرة هذه القوات على هزيمة هجوم رئيسي للقوات العراقية على الأراضي السعودية، نظراً إلى افتقادها قوات مدرعة، ومشاة آلية، كافية للاضطلاع بذلك. وكانت إمكانيات النقل البحري المتاحة، غير كافية لسرعة نقْل هذه القوات بأسلحتها ومعداتها، في الوقت الملائم إلى أراضي المملكة.

وعلى ذلك، فالأسابيع الأولى التي استغرقها حشد القوات الملائمة، كانت تمثل ثغرة، تهدد عملية "درع الصحراء". واضطرت "القيادة المركزية" خلال تلك الفترة، أن تعتمد، أساساً، على القوات الجوية، وعلى الخط الدفاعي الأول، غير العميق، الذي تحتله القوات المشتركة على خط الحدود مع الكويت. وإلى الجنوب من هذه القوات، بدأت عناصر الفيلق 18، ومشاة البحرية (المارينز)، التي أخذت تصل إلى المسرح، تجهز مواقع دفاعية، في العمق، إلى الشمال والغرب من الجبيل، وحول قاعدة الظهران.


المبحث الأول

تخطيط مطالب المملكة

يقول قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، في كتاب "مقاتل من الصحراء":

"ولكي أساعد رئيس هيئة الأركان العامة، في الأسبوع الأول من الأزمة، طلبت من ضباط أركاني في قوات الدفاع الجوي، إعداد رسومات تخطيطية، تبيِّن عدد وحجم ونوع الوحدات، التي نحتاج إليها من الدول، الشقيقة والصديقة. وكذلك الاستعدادات، التي ينبغي أن تُتَّخَذ قبْل وصول تلك القوات، والإجراءات الواجب اتخاذها، حتى تصبح جاهزة للقتال. وقدّمت تلك البيانات إلى رئيس هيئة الأركان العامة".

اشتملت اقتراحات الفريق الركن خالد بن سلطان، على المراحل التالية:

أولاً: المرحلة التحضيرية

1. تُعِدّ هيئة استخبارات وأمن القوات المسلحة، بالتعاون مع هيئات أمن واستخبارات الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، دراسة تفصيلية عن التهديدات الموجهة ضد المملكة، سواء منها الأكثر والأسوأ احتمالاً؛ مع ضرورة إدخال العوامل التالية في الحسبان (أُنظر شكل المرحلة التحضيرية):

أ. حجم قوات التهديد ونوعيتها (برية ـ بحرية ـ جوية).

ب. الأسلحة والمعدات والإمكانات التدميرية، المتاحة لهذا التهديد.

ج. الصناعات الحربية، التي تسانده.

د. الصناعات الاقتصادية، التي تدعم قواته المسلحة.

هـ. عقائده القتالية، وأطماعه العسكرية والسياسية.

و. أهدافه العسكرية، وسياسته العسكرية.

ز. نقاط القوة والضعف في قواته المسلحة.

ح. أسلحة الدمار الشامل لقوات التهديد، ووسائل إطلاقها، وإمكانية تصنيعها وتطويرها.

2. استناداً إلى هذه الدراسة، ستخرج الهيئة باستنتاجات محددة عددية، هي: عدد الوحدات وتسليحها ونوعها (البرية، والجوية، والبحرية)، التي تهدد المملكة؛ مع لحظ إمكانية تهديدات أخرى، من اتجاهات مختلفة.

3. بناء على دراسة هيئة استخبارات وأمن القوات المسلحة، وبالتعاون مع هيئات عمليات الأفرع الرئيسية، تحدد هيئة عمليات القوات المسلحة، القوات اللازمة لصد التهديدات على كل محور، وفي كل اتجاه محتمل، وفي كل مسرح للعمليات (إذا نشأت مسارح عدة)؛ على أن يكون التحديد: لعدد الوحدات المطلوبة وتسليحها ونوعها (القتالية، والمساندة، والإدارية).

4. تبادر هيئة عمليات القوات المسلحة، بالتعاون مع هيئة الإدارة، وهيئة الإمدادات والتموين، إلى حساب حجم القوات المتيسرة، آنئذٍ، داخل مسرح العمليات، سواء أكانت سعودية أم أجنبية، والتي ستشارك في الدفاع عن المملكة، ضد التهديدات المحتملة.

5. بطرح حجم القوات المتيسرة (البند 4)، من حجم القوات المطلوبة (البند 3)، ينتج عدد ونوع وتسليح الوحدات، التي يحتاج إليها مسرح العمليات، لمواجهة التهديدات المحتملة.

6. عقب ذلك، تُستَفْسَر الدولة، التي يمكن أن تطلب المملكة منها، أو التي عرضت على المملكة المساهمة في العمليات الدفاعية، عمّا إذا هي حددت عدد ونوع وتسليح الوحدات التي سترسلها إلى المملكة.

فإذا كان الرد بالنفي، فعلى رئاسة هيئة الأركان العامة، تحديد مطالب المملكة من هذه الدولة، طبقاً للناتج من البند (5).

أمّا إذا كان الرد بالإيجاب، أي أن تلك الدولة، حددت، مسبقاً، عدد ونوع وتسليح القوات، من دون استشارة المملكة ـ فعلى رئاسة هيئة الأركان العامة أن تراجع البند (5)، لترى إذا كان الإسهام يلبي الاحتياجات المطلوبة أو لا. فإن كان موافقاً، توافق القوات المسلحة على إرسال تلك القوات. وإن لم يكن موافقاً، تعمد رئاسة هيئة الأركان إلى توضيح حاجتها إلى الوحدات من تلك الدولة، كي تستبدل بما تعرضه وحدات أكثر ملاءمة للمملكة. وإذا لم توافق الدولة المشاركة على استبدال الوحدات المعروضة، يعرض الأمر على صاحب السمو الملكي، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، لاتخاذ ما يرتئيه.

7. في نهاية هذه المرحلة، تكون رئاسة هيئة الأركان، قد اتفقت مع الدولة المشاركة، على عدد هذه القوات ونوعها وتسليحها.

ثانياً: مرحلة ما قبل وصول القوات

1. بعد الاتفاق مع الدول، الشقيقة والصديقة، على عدد الوحدات التي سترسلها، ونوعها وتسليحها، يطلب إلى هذه الدول ما يلي (أُنظر شكل مرحلة ما قبل وصول القوات):

أ. بيانات كاملة عن الوحدات: القوة، والأسلحـة (عدداً ونوعاً)، والمعدات، والآليات، والأجهزة، .. إلخ.

ب. تحديد الأصناف التي ستؤمنها هذه الدول لوحداتها، وكيفية الإمداد بها، خلال العمليات.

ج. تحديد الأصناف المطلوب من المملكة تأمينها، وكيفية الإمداد بها.

د. الإمكانات القتالية للوحدات.

2. طبقاً لنوعية الوحدات، وبالتعاون مع هيئة إمدادات وتموين القوات المسلحة، وهيئات إمدادات وتموين الأفرع الرئيسية، تحدد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة (القوات البرية، والقوات الجوية، والقوات البحرية، وقوات الدفاع الجوي)، مدى توافر الأصناف المطلوبة من المملكة، وكيفية تأمينها والإمداد بها، أثناء العمليات.

3. في حال تيسرت للمملكة الأصناف المطلوبة منها، يبادَر إلى الاتصال بالدولة المعنية لتبليغها التوقيت الملائم لوصول قواتها، والاتفاق على أسلوب النقل ووسيلته اللازمة.

4. إن تعذر على المملكة توفير الأصناف المطلوبة منها، يُطلَب من الدولة المعنية توفيرها، في الوقت الحالي، أو يُطلب تأجيل إرسال القوات إلى حين تأمين هذه الأصناف. ثم تنشط رئاسة هيئة الأركان إلى تأمينها، طبقاً لخطة زمنية، ووفقاً لأسبقيات وجود الوحدات في مسرح العمليات. وبعد توفيرها، تبلَّغ الدولة المشاركة التوقيت الملائم لوصول قواتها.

5. بعد الانتهاء من البند (8 أو 9) يُبلَّغ قادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، وقائد مسرح العمليات، والهيئات المركزية التابعة لرئاسة هيئة الأركان العامة، والهيئات التابعة للأفرع الرئيسية، يبلَّغون عدد الوحدات، التي ستنضم إلى مسرح العمليات، ونوعها وتسليحها وإمكاناتها.

6. تجهِّز قيادة مسرح العمليات خطط العمليات اللازمة، مُحددة مهام الوحدات، العربية والإسلامية والصديقة، ودور كلٍّ منها في القتال، وأماكن تمركزها، وأسلوب القيادة والسيطرة والاتصالات.

ثالثاً: مرحلة وصول القوات

1. عند وصول الوحدات، العربية والإسلامية والصديقة، يجب أن تكون (أُنظر شكل مرحلة وصول القوات):

أ. الأصناف المطلوب من المملكة تأمينها، جاهزة ومؤمنة ومكدسة تكديساً سليماً.

ب. أماكن تمركز (أو تحشد أو تجمع) الوحدات، محدَّدة بدقة، وجاهزة لاستقبال الوحدات.

ج. خطة العمليات جاهزة، ومحدَّداً فيها مهام الوحدات وواجباتها.

د. إجراءات السرية اللازمة محدَّدة، ومتَّبَعة بدقة.

هـ. مندوب من القوة المعنية المماثلة للوحدات الواصلة (برية، أو بحرية أو جوية أو دفاع جوي)، ومندوب من قيادة مسرح العمليات، حاضرَيْن وجاهزَيْن لاستقبالها.

2. يؤدي إتِّباع الخطوات السابقة، بلا شك، إلى سرعة التنفيذ وسلاسته، وعدم الارتباك في أي مرحلة من المراحل. وتصبح الوحدات الواصلة عوناً للقوات المسلحة السعودية، وليس عبئاً عليها، وتزداد القدرة الدفاعية للمملكة على صد التهديدات المحتملة وردعها.

3. بعد توفير الاحتياجات (البند 12)، ووصول الوحدات، تتحرك مباشرة إلى أماكنها في خطة العمليات. وتبدأ إجراءات التأمين، وإجراءات القيادة والسيطرة والاتصالات، والتدريب المشترك المكثف، وتنفيذ المهام المحددة لها في خطة العمليات، مع ضرورة مراعاة القِيم الدينية والتقاليد والأعراف، المتبعة في المملكة العربية السعودية.

المبحث الثاني

تطور التخطيط "درع الصحراء"

تقييم الأوضاع الدفاعية، واتخاذ الدفاع العاجل

توجه صاحب السمو الملكي الفريق الركن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، إلى المنطقتين، الشرقية والشمالية، الفترة من 16 إلى 18 أغسطس 1990، لتقييم الأوضاع الدفاعية، والوقوف على درجة الجاهزية القتالية للوحدات.

أولاً: خطوات قائد القوات المشتركة

1. في المنطقة الشرقية

أ. في مساء 16 أغسطس 1990، استمع سموه في مركز العمليات، في مدينة الملك فهد العسكرية، إلى تقرير قدّمه اللواء الركن صالح علي المُحيَّا، قائد المنطقة، وضباط أركانه. ثم انتقل في صباح اليوم التالي، فوق شاطئ الخليج، إلى رأس مشعاب، وهو ميناء صغير فيه مهبط جوي ويبعد 40 كيلومتراً عن الحدود الكويتية. وانطلق من رأس مشعاب إلى مواقع الوحدات ليقف بنفسه على حقيقة الموقف في الحدود.

ب. زار سموه الألوية الثلاثة: اللواء الثاني الحرس الوطني ولواءَيْ القوات البرية، اللواء الثامن واللواء العاشر. واستمع إلى تقارير قادتها. واستفسر عن عدد القوات التي وصلت فعلاً، وتلك المنتظر وصولها، والصعوبات التي كانت تواجهها. والأهم من ذلك كله، كان يريد أن يقف على درجة استعدادها القتالي.

2. في المنطقة الشمالية

في 18 أغسطس 1990، تفقد سموه مجموعة لواء الملك خالد المدرع (مجموعة اللواء 4 المدرع)، ومجموعة لواء الملك عبدالعزيز (مجموعة اللواء 20 الآلي). واستمع إلى تقارير قادتها.

3. شاهد سموه، أثناء تفقده للمنطقتين، الشرقية والشمالية، عدداً من الدبابات السعودية، وقد نُشرت في خط واحد على طول المواجهة بفاصل كبير بين الدبابة والأخرى، لتشكل أهدافاً ثابتة وصيداً سميناً للمدفعية العراقية.

ثانياً: تقدير الموقف، القوات السعودية

1. قبل الغزو العراقي، لم تكن هناك قوات، في المنطقة الشرقية، وعلى مقربة من الحدود، إلاّ لواء الملك عبدالعزيز الآلي الثاني من الحرس الوطني السعودي. وكانت مواقعه في مرمى المدفعية العراقية تماماً. كما كانت توجد إلى الغرب في المنطقة الشمالية، في مدينة الملك خالد العسكرية، قوة صغيرة من دول، عُرِفَتْ بقوة "درع الجزيرة". وهي قوة لها قدرة قتالية محدودة، إذ كانت تتكون من مجموعة لواء من القوات البرية السعودية، وعدد من سرايا وكتائب متفرقة من الدول الأخرى أعضاء مجلس التعاون الخليجي، وقد هرعت إثر الغزو إلى اتخاذ المواقع الدفاعية.

2. وبعد الغزو، وتعزيزاً للخط الدفاعي، في المنطقة الشرقية، أسرع اللواء الثامن المشاة الآلي، من القوات البرية الملكية السعودية، إلى التحرك من تبوك في الشمال الغربي، من طريق القصيم، وقطع ما يزيد على 1000 كيلومترٍ، بينما انطلق اللواء العاشر المشاة الآلي من خميس مشيط في الجنوب، واجتاز مسافة مماثلة.

3. عندما بدأت زيارة سموه التفقدية لهذين اللواءين، كان بعض وحداتهما قد وصلت إلى الجبهة فعلاً وتقوم بتجهيز مواقعها الدفاعية. أمّا بقية الوحدات فكانت لا تزال على الطريق في أرتال ممتدة عدة كيلومترات.

4. لم تواجه وحدات الحرس الوطني مصاعب كثيرة، إذ كانت متمركزة في المنطقة الشرقية، ولم يكن عليها أن تقطع تلك المسافات الطويلة. ويعد لواء الحرس الوطني من الألوية الخفيفة التسليح ذات القدرة النيرانية المحدودة، لذا كان من المستبعد احتمال استخدامه في صد هجوم عراقي مدرع متفوق. أمّا لواءا القوات البرية، فكان لكل منهما كتيبة دبابات عضوية ضمن تنظيمه الأساسي، ولكنَّ عدد الدبابات في الكتيبة يجعلها غير قادرة على مواجهة الفِرق المدرعة العراقية.

5. وفي المنطقة الشمالية، في مدينة الملك خالد العسكرية، كانت طلائع قوة عسكرية مغربية قوامها 962 رجلاً، قد بدأت في الوصول، بالإضافة إلى طلائع من الفوج العشرين من القوات الخاصة المصرية، لتنضم إلى القوات السعودية. وكانت هاتان الوحدتان طليعة القوات العربية الشقيقة التي بادرت إلى الوصول إلى المملكة لتقديم العون إليها بعد أيام قليلة من الغزو العراقي.

6. موقف الملابس والأقنعة الواقية من الأسلحة الكيماوية: زودت بعض الوحدات في المنطقة الشمالية بالأقنعة دون الوحدات الأخرى التي كانت لا تزال في الخلف. وعند فحص الأقنعة الموجودة في المخازن تبين عدم صلاحية بعض مرشحاتها، وأنه لا بد من تغييرها.

7. إنشاء حقول ألغام أما الحد الأمامي للدفاعات: على الرغم من أن إنشاء حقول الألغام عادة يُعدّ إجراءً منطقياً في العمليات الدفاعية، وجزءاً لا يتجزأ من الإجراءات الدفاعية الواجب اتخاذها لأية قوة، مهما صغر حجمها، إلاّ أن سموه رفض الفكرة رفضاً باتاً. وكانت وجهة نظره، رغبته ألاّ يُبْتَلَى سكان هذه المناطق بالألغام، كما ابتُلي بها سكان الصحراء الغربية بعد الحرب العالمية الثانية، وكما حدث أيضاً بعد حرب فوكلاند Falkland. وأنه، في حالة إقتناع صدام بالانسحاب من الكويت بلا قتال، فإن عملية تطهير المنطقة من الألغام لن تتم بلا خسائر في صفوف القوات المشتركة. أمّا إذا فشلت الجهود الدبلوماسية في إجلاء صدام بالحُسْنَى، واضطُرَّتْ قوات التحالف إلى الهجوم لتحرير الكويت، فإن هذه الحقول ستعرقل التقدم. كما أن عمليات التطهير قبل العمليات الهجومية قد تؤدّي إلى كشف نوايا الهجوم.

ثالثاً: تقدير الموقف، قوات المعتدي

1. كانت الحشود العراقية المواجهة، متفوقة بجميع المقاييس، فقد بلغت قوتها نحو 200 ألف جندي و 2000 دبابة في الكويت. ووفقاً لتقارير الاستخبارات، كان العراقيون يقومون بإعادة التموين والاستعواض (أي إعادة تزويد العربات والدبابات والمعدات بالوقود، واستعواض الذخائر والخسائر والمستهلَك من أصناف التموين، وإصلاح العربات والمعدات المعطلة) بشكل يوحي باستعدادهم للتقدم نحو المملكة. وحتى ذلك الحين، لم يكن قد وصل من الجنود الأمريكيين سوى طلائعهم التي كانت لا تزال في الجبيل، على بعد 200 كيلومترٍ إلى الخلف، فضلاً عن عدم جاهزيتهم للقتال في تلك المرحلة. لذلك لم يكن على خط المواجهة إلاّ السعوديون، وبضع مئات من قوات مجلس التعاون لدول الخليج العربية (درع الجزيرة).

2. قد يَشُنُّ العراق هجوماً بالمواجهة على حقول النفط والموانئ البحرية، مع استخدام قواته الخاصة للاستيلاء على المنطقة الخلفية. في هذه الحالة، لم يكن ممكناً سوى التصدي له بالقوات الجوية السعودية في شكل مكثّف. وكان ذلك يعني التضحية بها من دون شك. وكان من المتوقع، كذلك، تلقي مساندة فورية من القوات الجوية الأمريكية، نظراً إلى وصول بعض الأجنحة الجوية، وانتشار مجموعتين من حاملات الطائرات الأمريكية في منطقة الخليج. ولكن إذا نجح صدام في الاستيلاء على أكثر من 40% من احتياطي النفط في العالم، فلا شك أن الغرب سيفكر في الأمر ملياً قبل أن يواجهه. بل قد يُضْطر إلى التعامل معه بسياسة الأمر الواقع، ولعل ذلك أقصى ما يهدف إليه صدام.

3. توقيت الهجوم المحتمل: كان شهر أغسطس يُمثل أفضل الأوقات لصدام ليبدأ هجومه، قبل أن يتسنى للدول الشقيقة والصديقة حشد قواتها لمساندة القوات السعودية.

رابعاً: خلاصة تقدير موقف

1. عدم قدرة الوحدات البرية السعودية على صد الهجوم العراقي، في حالة حدوثه.

2. الوحدات البرية غير مستكملة، الأفراد والأسلحة والمعدات والذخائر.

3. الوحدات البرية غير مدربة التدريب الكافي، الذي يؤهلها إلى خوض معركة دفاعية ناجحة.

4. يوجد نقص خطير في وحدات الإمدادات والتموين وأجهزتها المختلفة.

5. يوجد نقص خطير في وحدات ومعدات المهندسين العسكريين، ووحدات ومعدات الحرب الكيماوية، ووحدات ومعدات الوحدات الطبية.

6. تُعدّ قيادة الوحدات والتشكيلات البرية قيادات إدارية أكثر منها قيادات عملياتية.

7. عدم وجود خطط عمليات لوحدات المنطقتين، الشرقية والشمالية، والاكتفاء بنشر الدبابات على خط واحد، على الحدود مباشرة.

8. معاناة المنطقتين، الشمالية والشرقية، نزوح أعداد كبيرة من المواطنين الكويتيين، والعراقيين المندسين بينهم.

9. تعدد الأجهزة الحكومية المسؤولة في المنطقة الواحدة.

10. حالة القوات الجوية السعودية، أفضل من حالة القوات البرية، لوجود الخبراء والمستشارين الأمريكيين، والالتزام التام بخطط التدريب، والجاهزية القتالية.

11. القوات البحرية السعودية، أفضل حالاً، وجاهزيتها القتالية جيدة، لصغر حجمها، ووجود المستشارين والخبراء بها، والالتزام بخطط التحديث ورفع مستوى الكفاءة القتالية.

12. يجب ألاّ يكون الخط الأمامي للدفاعات الرئيسية على الحدود مباشرة. فهذا العمل بمثابة الحكم بالإعدام على كل المدافعين عنها؛ لأنها ستكون في مرمى الأسلحة العراقية المختلفة، مثل الهاونات والمدافع وراجمات الصواريخ. لذا، كان لا بد من تعديل الخطط الدفاعية، التي وضعتْها قيادة القوات البرية. فالألوية السعودية قوات تكتيكية، وليست حرساً للحدود، لذلك لا ينبغي نشْـرها على الحدود مباشرة. فالأصوب سحبها إلى الخلف، بعيداً عن مرمى مدفعية صدام، وإنشاء منطقة أمن لتكون هناك مساحة كافية تُمكِّن قواتنا الجوية من التدخل لإعاقة تقدم القوات المعتدية دون التأثير في القوات المدافعة.

خامساً: القرارات والأوامر

1. كان على القيادة وضع الخطط الدفاعية واتخاذ الترتيبات القتالية بدءاً من الصفر، إذ إن المملكة تواجه موقفاً لم تعهده من قبل.

2. نظراً إلى أنه كان حجم القوات أقل من 8000 رجل في حالة استعداد قتالي للدفاع عن الحدود الشمالية الطويلة. لذلك، أصدر قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات أمراً بنشْر الكتيبتين الجاهزتين كقوات ساترة، والإعداد لنشر وحدات ثقيلة في الخلف.

3. كما قرر، في 18 أغسطس 1990، ما يلي:

أ. إنشاء خط دفاعي عند "رأس مشعاب" وإلى الغرب، على بعد 40 كيلومتراً من الحدود الشمالية. وأصبحت المنطقة الواقعة شمالي هذا الخط وحتى الحدود الدولية تشكل "منطقة قتل" للقوات المعتدية.

ب. يُعدّ خط الدفاع الرئيسي خطاً غير مسموح باختراقه، أو الارتداد عنه.

ج. تخطيط الهجمات المضادة أمام الحد الأمامي للدفاعات، إذا سمحت الظروف بذلك.

د. تكامل تخطيط الإسناد النيراني، بالمدفعية والصواريخ والطائرات العمودية والقوات الجوية والقوات البحرية المتيسرة.

وقد وُضِعَ هذا القرار موضع التنفيذ بعد ذلك بيومين.

4. نظراً إلى أنه كان ينبغي إقامة قاعدتَيْ إمدادات وتموين أماميتين: واحدة في الشرق والأخرى في الشمال. وأنه يجب تشييدهما تحت الأرض لتكون محتوياتهما بعيدة عن أيّ أضرار تنجُم عن القصف الجوي أو المدفعي أو الصاروخي من جانب المعتدي، ـ أصدر سموه التعليمات بالبدء من الفور بحفر هاتين القاعدتين وتجهيزهما.

5. كما أصدر سموه أوامره بتحديد كل آبار المياه في الصحراء، والاستعانة في ذلك بخبراء من وزارة الزراعة. وكان الغرض التأكد من تدمير تلك الآبار إذا تقدم صدام وأجبر القوات السعودية على الانسحاب.

6. كان الدفاع عن مدينة الخفجي التي لا تبعد عن الحدود سوى عشرة كيلومترات، أمراً صعباً سواء أهاجمها العراقيون بحشود كبيرة، أم لم يهاجموها. إذ كان في قدرتهم تدميرها بنيران مدفعيتهم وصواريخهم من الجانب الآخر للحدود متى أرادوا ذلك. وأن وضع أي قوات عسكرية داخل المدينة سوف يعطي العراقيين ذريعة لقصفها. لذلك، أعلن سموه مدينة الخفجي "مدينة ميتة"، وأن على المسؤولين وضع خطة طوارئ لإجلاء السكان في اللحظة التي يُقْدِم فيها صدام على الهجوم.

7. كان على قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، بعد الجولة التفقدية، أن يولي المهام الرئيسية التالية جلّ اهتمامه:

أ. العمل على رفع مستوى الكفاءة القتالية للقوات في مواقعهـا الجديدة.

ب. تكثيف تدريباتهـا القتاليـة، وإمدادهـا بكافة الاحتياجـات.

ج. وضع خطة دفاعية محكمة، وإنشاء قيــادة ذات كفاءة وفعالية.

د. التعامل مع القوات الشقيقة والصديقة التي بدأتْ، وقتئذٍ، تتدفق إلى المملكة.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المبحث الثالث

المسودة الأولى للخطة الدفاعية، أغسطس 1990

في نهاية أغسطس 1990، رفع رئيس قسم التخطيط السعودي، اللواء الركن يوسف مدني، أول مسودة للخطة الدفاعية، باللغة الإنجليزية، إلى صاحب السمو الملكي، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، للإطلاع ومعرفة توجيهات سموّه.

وبعد دراستها دراسة متأنية من قِبل قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، أرسل ملاحظاته وتوجيهاته إلى رئيس قسم التخطيط السعودي لمراعاتها، وتبليغها إلى الجانب الأمريكي. وكانت الملاحظات مرقمة من الرقم (1) إلى الرقم (28).

وكانت ملاحظات سموه، نصّاً، كالآتي:

ملاحظات مسودة على خطة العمليات OPLAN

1. يجب أن يكون عنوان هذا البند SITUATION، وليس ENEMY SITUATION؛ إذ توجد فقرة فرعية من البند بعنوان FRIENDLY FORCES، ومن غير المنطقي أن تكون (القوات الصديقة) جزءاً من (موقف العدو). وذلك، كما ورد في المراجع، الأمريكية والسعودية.

2. يجب تعديل ترقيم الفقرات الفرعية، لتكون كالآتي:

- 1A. ENEMY FORCES

- 1A1. GENERAL

- 1A2. ENEMY GROUND FORCES SITUATION

- 1A3. ENEMY AIR FORCES SITUATION

- 1A4. ENEMY NAVY FORCES SITUATION

3. من المفضل عدم ذكر كلمة SOME، خاصة عندما نتحدث عن ألوية مدرعة ذات قدرات قتالية عالية، ويجب إدخالها في الحساب، عند إجراء المقارنات، وعند تخطيط المهام القتالية. ومن الواجب أن يذكر العدد، ويكتب إلى جواره (معلومة غير مؤكدة). كما يجب أن تذكر الوحدة الأم لهذه الألوية؛ إذ إن تنظيم كلٍّ من الفِرقة المدرعة وفِرقة المشاة الآلية، يشتمل على ألوية مدرعة. (نظراً إلى أنه ورد في الخطة ... Some armor brigades have deployed)

4. ورَد في وسائل الإعلام المختلفة، وبالصور الجوية والأقمار الصناعية، أنه اكتشفت صواريخ سكود في الكويت. لذا، يلزم تأكيد هذه المعلومات، لأهميتها عند التخطيط القتالي. "إذ ورد في الخطة ما يلي: No chemical or Scud activity has detected in Kuwait"

5. من المفضل تحديد مناطق التجمع، ومناطق تمركز الاحتياطيات تحديداً أدق؛ وذلك بذكر إحداثيات من ثلاث إلى أربع نقاط، وليس (بخط طول ونقطة تبعد 30 كم من الحدود السعودية) ، كما ورد في الخطة.

6. لم توضح الخطة أي قوات ستتحول إلى الهجوم. أهي القوات المذكورة في بداية الفقرة (فِرقتان مدرعتان، 3 فِرق مشاة آلية، 4 فِرق مشاة)؟ وهل ستنفِّذ الهجوم فِرق المشاة، المحدد لها مهمة احتلال مواقع دفاعية على الساحل الكويتي؟ أَوَمِن المنطق أن تنفِّذ هذه الفِرق مهمة هجومية، وتترك الكويت من دون قوات، أو تترك فيها قوات رمزية؟ أم أن المنطق العملياتي يقول خلاف ذلك، وهو أن هناك قوات أخرى، ستكلف بمهمة الهجوم؛ وهذه القوات، بالتأكيد، تتمتع بخفة حركة عالية، وقدرة على المناورة، مع استخدام الأنواع الأخرى من القوات، مثل القوات المحمولة جواً، وقوات الاقتحام الجوي، والقوات الخاصة، لزيادة معدلات الهجوم وحسم المعركة البرية في أقصر وقت.

إن نقطة القوة الوحيدة في القوات المسلحة العراقية، هي قواتها البرية. ولذلك، فإذا فكر العراق في الهجوم بهذه القوات، فسيحاول تحقيق نسبة لا تقلّ عن 5 : 1. لقد تنازل عن كل شيء لإيران لسحب (23) فِرقة من الجبهة الإيرانية، ومن غير المعقول أن يقاتل معركته الأخيرة بـ (9) فِرق فقط (بفرض أن فِرق المشاة ستترك الكويت، وتشترك في الهجوم). يجب أن يكون تقدير العدو مبنياً على افتراضات منطقية، والمعلومات التي توزع على المرؤوسين ذات صلة بمهمتهم؛ لأنهم، حالياً، ينفذون مهمة دفاعية، ويهمهم، في المقام الأول، قوات العدو المهاجمة. (والسبب في هذه الملاحظة، أنه ورد في الخطة، أن القوات البرية العراقية قادرة على إدارة العمليات الدفاعية، والتحول سريعاً إلى العمليات الهجومية، من دون تحديد أي الوحدات هي التي ستتحول إلى الهجوم).

7. عنوان الفقرة، وهو ENEMY AIR FORCES SITUATION، يعارض محتوياتها؛ إذ إن المحتويات سرد لمهام القوات الجوية فقط، وبيانات مختصرة للغاية، لا تفيد في التخطيط، مثل أن هناك بعض المقاتلات في الكويت، لتحسين الدفاع الجوي، وأنها تضطلع بدوريات جوية على الحدود السعودية. إن البيانات الواردة في هذه الفقرة ناقصة جداً، خاصة أنه لم يُشَر إلى وجود ملحق خاص بالاستخبارات، أو أين توجد البيانات التفصيلية عن موقف القوات الجوية المعتدية.

لقد ورد في المراجع العسكرية، الأمريكية أو السعودية، أن محتويات هذه الفقرة، يجب أن تكون:

ENEMY FORCES: Composition, Disposition, Locations, Movements, Estimated, Strengths, Identification, and Capabilities. Summarize the enemy situation in the intended area of operations. This section may be prepared as an annex, in which case it should be referred to here.

8. لقد ورد في المراجع، أن فقرة Friendly Forces، تشتمل على الآتي:

FRIENDLY FORCES: Information of friendly forces other than those covered by the Operation Order which may directlyaffect the action of subordinate commanders. These forces include those not attached or organic to the command for the contemplated operation but whose presence on a flank or other adjacent area is of interest. Information on such forces is limited to what subordinate commanders need to accomplish.

هل يتفق ما ذُكر تحت هذه الفقرة، مع ما ورد في المراجع العسكرية؟

9. من المفضل، في خطة العمليات، عدم ذكر أي إسناد للمناطق، لا تتهيأ المعلومات الكافية عنه مثل: تكوين القوات، وقدراتها، وتوقيت وصولها و .. إلخ؛ لأن الغرض من خطة العمليات الصادرة عن القيادة الأعلى، هو معاونة التشكيل المرؤوس على تخطيطه العملياتي. ومن ثَم، إصداره خطة عمليات للمستوى الأدنى، وهكذا. لذا فإنه لا يمكن التخطيط السليم بناء على حدث مستقبلي، غير مؤكد الحدوث، ولا تتهيأ المعلومات الكافية عنه. (والسبب في هذه الملاحظة، أنه ورد في الخطة، أن فرقة مشاة آلية، غير أمريكية، قد تنتشر في المنطقة الشرقية، وتدعم الجناح الغربي للقوات السعودية).

10. نظراً إلى أن هذه الكتيبة من قواتنا، ونعرف رقمها ونوعها، وموجودة حالياً في هذا المكان المحدد، فإن من الأفضل ذكر اسمها ونوعها. (والسبب في ذكر هذه الملاحظة، أنه ورد في الخطة، أن كتيبة سعودية ستبقى قريبة من الجبيل، من دون ذكر أي بيانات عنها).

11. راجع الملاحظة الرقم (9).

12. بدأ البند (3) بفقرة بعنوان GENERAL. وهذا غير متبع في خطط / أوامر العمليات؛ إذ إن هذا البند يبدأ، عادة، بفقرة Concept of Operation، وذلك كما ورَد في المراجع، الأمريكية والسعودية.

13. لقد وردت العبارة التالية:

The level of U.S. and SAUDI combat capability is steadily approaching the point at which ground forces ratios will favor U.S./SAUDI FORCES in the defense.

السؤال هنا هو: كيف حسبت هذه النسبة، التي تقترب من مصلحة القوات الأمريكية والسعودية؟ وهل هذه النسبة عددية أو نوعية فقط؟ وهل حسبت بمقارنة الوحدات الحالية للقوات المسلحة، السعودية والأمريكية والعربية والإسلامية، بالقوات العراقية، التي ذكرت في البند (1)؟

ينبغي أن يؤسس التخطيط على حسابات دقيقة، تظهر بوضوح في تقديرات الأركان، وتقدير الموقف للقائد.

14. ذكر في الفقرة "3أ. عام "(GENERAL)، مشتملات فكرة العمليات ، علماً بأنه مخصص لها فقرة مستقلة تالية (3ب)

كما ذكر في فقرة CONCEPT OF OPERATIONS أنها تشتمل على:

DETERRENCE, DEFENSIVE, COUNTEROFFENSIVE OPERATIONS

وبقراءة فكرة العمليات (السطر الرابع عشر) وما تلاها من فقرات، لم يرد ذكر لأي هجوم مضادّ تشنّه القوات السعودية أو القوات الأمريكية، في مصلحة القوات السعودية، عدا مرة واحدة في الصفحة (8)، علماً أن أساس ثبات الدفاع، هو الهجمات (والضربات) المضادّة، والتي يجب أن تحدد بوضوح في خطة / أمر العمليات المشترك.

15. هل تسمية خط الدفاع الرئيسي للقوات السعودية بـ INITALLY DELAY POSITIONS، هي تسمية صحيحة، وتتطابق مع توجيهاتي السابقة، بعد عودتي من الجولة التفقدية للقوات، في المنطقتَين، الشرقية والشمالية؟

16. لماذا لا تشنّ القوات الأمريكية البرية الهجمات (أو الضربات) المضادّة، شمال الخطوط الدفاعية السعودية، في حال نجاح القوات السعودية في إيقاف المعتدي؟

17. هل كلمة DELAY، هي صحيحة في هذا المكان؟ أم أن المقصود كلمة WITHDRAW. (لأنه ورد في الخطة: كل تأخير إلى الموقع التالي، يجب أن يُنسق مع القوات المجاورة)

18. أَلا يلزم النص هنا بضرورة التنسيق مع مصادر النيران السعودية؟ (لأنه لم يُنص في الخطة على مثل هذا التنسيق)

19. هل يمكن لقوات منسحبة إعادة تنظيمها، لتشكيل قوة للهجوم المضادّ؟ ألا تحتاج هذه القوات إلى وقت لإعادة التنظيم، والتجهيز، لتنفيذ هجوم مضادّ ناجح؟

20. ذُكرت العبارة التالية في نهاية الفقرة 3ب6.:

ARCENT will retain 1 armor division in the vicinity 2720N4805E as the UNCINCCENT theater reserve.

علماً بأنه لم يرِد، من البداية، أي ذكر لوجود أو احتمال وجود فِرقة مدرعة أمريكية، كاحتياطي للمسرح. وفي حالة وجودها، ينبغي أن يذكر رقمها.

21. هل كلمة DELAY، هي صحيحة في هذا المكان؟ أم أن المقصود كلمة WITHDRAW. (اُنظر البند 17)

22. هل يلزم تحديد هذه القوات بدقة أو يُكتفَى بذكر هذه العبارة العامة؟ علماً بأنه كلما أمكن تحديد القوات والمهام والمناطق بدقة، كان التخطيط منطقياً، وواقعياً، وأكثر دقة. (لأن الخطة، عموماً، كانت تفتقر إلى التحديد الدقيق للوحدات والقوات)

23. ألا يلزم تحديد هذه التنظيمات APPROPRIATE ORGANIZATION IN THE TACC ؟

24. هل يلزم إدخال هذه الفقرة (OPERATIONAL CONSTRAINTS)، ضمن فقرات خطة العمليات (الصفحات الرئيسية)؟ وما أهميتها بالنسبة للمرؤوسين عند التخطيط العملياتي. (إذ ذكرت عدة قيود عملياتية، مثل أن قوات الولايات المتحدة تنقصها قوة الدرع المتمثلة في الدبابات، وتوجد مشاكل في أنظمة القيادة والسيطرة والاتصالات قد تسبب مشاكل في إجراءات التنسيق).

25. ملاحظة مهمة (تخص البند 24 السابق)، على الرغم من أن هذا ليس مكانها الصحيح. ولحل هذه المشاكل (أي مشاكل إجراءات التنسيق) يلزم تنفيذ التدريبات المشتركة، على مستوى الوحدات والتشكيلات. والأهم من ذلك، تنفيذ تمارين مراكز قيادة COMMAND POSTEX، تشترك فيها قيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات، وقيادة القوات الأخرى (العربية والإسلامية والصديقة). وتجري وفق سيناريو كامل، يجري تنفيذه، مع مراقبة كيفية تبادل المعلومات، وتخصيص المهام، وتنفيذ الهجمات (أو الضربات) المضادّة، في مصلحة قطاع دفاعي معين، وكيفية تنفيذ الإمداد والإخلاء والاستعواض والإصـلاح و .. إلخ.

يمكن، بعد إتقان هذه المرحلة، الانتقال إلى مرحلة أرقى، وهي المباريات الحربية. ويعدّ وجود القوات الأمريكية فرصة، يجب افتراصها للتدريب على مثل هذا الأسلوب من الأساليب القتالية.

من دون تنفيذ تمارين مراكز القيادة، ومن دون التدريبات المشتركة للوحدات والتشكيلات، فإن السيطرة على الوحدات خلال العمليات ستكون صعبة جداً، إن لم تكن مستحيلة. وقد تؤدي إلى كوارث. ويجب ألاّ ننسى أننا نواجه عدواً واحداً يتمتع بميزة مهمـة، وهـي: (وحدة القيادة UNITY OF COMMAND)

26. من المهم عرض أمر العمليات OPORD 003 ، للإلمام به .

27. هل هذا الاختصار صحيح CONUSCENTAF، في مكانه هذا؟ وهل تنسيق عبور خطوط المرور، يجرى مع قائد القوات الجوية للقيادة المركزية؟ (إذ ورد في الخطة أن تنسيق عبور خطوط المرور للوحدات البرية يجب أن يتم مع قائد القوات الجوية المركزية).

28. ملاحظات عامة

أ. المعلومات الواردة في هذا الأمر تعدّ معلومات عامة؛ إذ لم يرفق بالخطة الملاحق والمرفقات.

ب. يدل شكل الخطة ومحتوياتها، أنها موجهة، أساساً، من قيادة القوات الأمريكية إلى وحداتها المرؤوسة. وبمراجعتها، نجد أنه لا يوجد فيها ما يفيد قادة المناطق، وقادة وحدات مسرح العمليات، السعودية والعربية والإسلامية.

ج. يجب التأكد من ضرورة وجود خطة خداع (عملياتية وتكتيكية)، تُحَدّث باستمرار، وكذلك، وجود خطة OPSEC.

د. يجب الالتزام بما ورَد في المراجع العسكرية، السعودية والأمريكية، منعاً للاجتهاد.

هـ. يلزم البدء، في أسرع ما يمكن، بتنفيذ الآتي:

(1) تدريب الوحدات، جنباً إلى جنب، مع الاستعداد الدفاعي، وذلك بالنسبة إلى الوحدات السعودية، كذلك، الوحدات العربية والإسلامية، حتى لا يعتقدوا أنهم آتون إلى هنا للاسترخاء والراحة.

(2) تدريبات مشتركة، على مستوى الوحدات والتشكيلات، التي ستستدعي ظروفها القتالية العمل معاً.

(3) تدريبات مشتركة على مستوى القيادات الرئيسية.

(4) وضع نظام للإمداد والإخلاء والاستعاضة والإصلاح لجميع الأصناف، لقوات المسرح.

(5) التخطيط والتحديث، بالأسلوب العلمي الصحيح.

(6) التأكد من تحقيق الخصائص الرئيسية للدفاع الحديث، عند إعداد خطط (أوامر) العمليات الدفاعية، وهذه الخصائص هي:

المبحث الرابع

المسودة الثانية، لخطة العمليات المشتركة للدفاع عن المملكة العربية السعودية، سبتمبر 1990

في أواخر سبتمبر 1990، رفع رئيس قسم التخطيط السعودي، المسودة الثانية لخطة العمليات، إلى صاحب السمو الملكي قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، بعد تدارك أخطاء المسودة الأولى.

أرسل قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، ملاحظاته وتوجيهاته إلى رئيس قسم التخطيط السعودي، لمراعاتها، مرقماً الملاحظات من الرقم (1) إلى الرقم (12). وأرفق بها صورة من الخطة، وعليها مكان كل رقم من الأرقام.

ملاحظة: وضع رئيس قسم التخطيط السعودي ورقة صفراء اللون، موجهة إلى قائد القوات المشتركة، بتاريخ 10/3/1411هـ، الموافق 30/9/1990، وكتب عليها: "نسخة من مسودة خطة العمليات. آمل الاطلاع عليها، والتوجيه باللازم".

كانت ملاحظات سموّه، نصّاً، كما يلي:

ملاحظات خطة العمليات المشتركة

للدفاع عن المملكة العربية السعودية

1. تُصحح كلمة relevation لتكون revelation.

2. تم التحدث عن THE PEACETIME STRATEGY، فهل هذا هو المكان الصحيح لمناقشة إستراتيجية وقت السلم للولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية ؟

3. إن الترجمة الحرفية لهذه الفقرة هي:

على الرغم من حدوث هجوم على المملكة، فإن الحكومة السعودية ستستمر في العمل والممارسة، للسيطرة (أو الضبط)، العسكري والسياسي.

هذه الفقرة، غير مفهوم القصد من ذكرها، ولا أهميتها.

4. مطلوب توضيح للجملة التالية:

REPUBLIC OF YEMEN, ETHIOPIA, and SUDAN will not authorize access.

5. جعل الكلمتَين: counterattack و counteroffensive، مترادفتين وهذا خطأ تكتيكي.

إذ ربما لا تكون النسبة العامة في مصلحة الهجوم المضادّ، على مستوى الجبهة؛ ولكن يمكن تحقيقها، على مستوى القطاع أو المنطقة أو التشكيل. كما أن النسبة المطلوبة للمبادرة إلى الهجوم المضاد هي 1:1، على الأقل، مع ضرورة تنفيذ تمهيد نيراني مكثف، بنيران المدفعية والقوات الجوية، ونيران الأسلحة المضادّة للدبابات، خاصة الصواريخ الموجهة المضادّة للدبابات.

6. النسبة المذكورة عالية جداً، وتدل على أن مهمة القوات السعودية، هي عدم الدخول في معارك حقيقية مع القوات المهاجمة. وكيف يمكن لقوات مرتدة، أن تشنّ هجوماً مضاداً؟ إن التخطيط للهجوم المضادّ، يحتاج إلى عناية واهتمام وخبرة، لا تقلّ، إن لم تزد على التخطيط للعمليات، الدفاعية أو الهجومية. (إذ ذكر في هذا البند، أن على القوات السعودية قبل أن تستنزف إلى 90%، أن تتحرك إلى غرب القوات البرية الأمريكية، ثم تتجه إلى الجنوب، وتكون جاهزة لتنفيذ الهجوم المضاد).

7. لم تذكر الوحدات المخصصة لهذا الواجب تفصيلاً، على الرغم من ذكر الوحدات الأخرى، في البنود السابقة بالتفصيل.

8. لا تُذكر مهام القوات أو التشكيلات أو الوحدات في فكرة العمليات. (إذ ذُكرت المهام تفصيلاً في فكرة العمليات).

9. لماذا تذكر المهام، موجهة إلى القائد؛ بينما تنص المراجع على تخصيص المهام للوحدات والتشكيلات العامة في مسرح العمليات؟

10. لم تذكر مرفقات ملحق الاستخبارات، أسوة بمرفقات ملحق العمليات. كذلك، لم تذكر مرفقات ملحق علاقات القيادة. والقاعدة تؤكد ضرورة إمّا أن تذكر مرفقات جميع الملاحق أو يُكتفَى بالملاحق الرئيسية فقط.

11. اختلاف اسمي ملحقين، في الصفحة (19) عنهما في الفهرس، وهما:

أ. في الصفحة (19) ملحق MILITARY DECEPTION، بينما سمِّي في الفهرس DECEPTION OPERATIONS.

ب. في الصفحة نفسها ملحق COUNTERATTACK، بينما سمِّي في الفهرس COUNTEROFFENSIVE OPERATIONS.

12. نظراً إلى عدم إرفاق الملاحق والمرفقات بالخطة، فلا يمكن الحكم على صحة الخطة ودقتها، وبخاصة الملاحق TASK ORGANIZATION, INTELLIGENCE, OPERATIONS .

إرشادات القائد للتخطيط المشترك (Commander's Combined Planning Guidance)

في 2 أكتوبر 1990، اجتمع الجنرال شوارتزكوف والفريق خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، في غرفة الحرب، لمناقشة التخطيط المشترك، مرة ثانية، والاتفاق على إرشادات التخطيط، بعد إصدار مسودة الخطة المشتركة للدفاع عن المملكة العربية السعودية، في 30 سبتمبر 1990. وعقب الاجتماع، صاغ فريق التخطيط المشترك مسودة "إرشادات القائد". وأُرسلت إلى قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، للتصديق عليها وتوقيعها.

وبعد دراستها، وعلى الرغم من عدم تلافي ملاحظات "إرشادات القائد"، الصادرة عقب اجتماع 13 سبتمبر، فقد وافق عليها الفريق خالد بن سلطان، حتى لا يتأخر إصدارها، وتصبح عديمة الجدوى، خاصة أن عجلة التخطيط للعمليات المشتركة قد بدأت، بل تعدت المرحلة التخطيطية تلك الإرشادات.

وقد أضيفت عدة فقرات إلى الإرشادات. وألغي بند "الهجمات المضادّة". وصحح اسم وظيفة الفريق الركن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز.

وكانت ملاحظات قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، نصّاً، كما يلي:

ملاحظات إرشادات القائد للتخطيط المشترك

(Commander's Combined Planning Guidance)

الصادرة في 2 أكتوبر 1990

1. من الخطأ أن يُذكر في إرشادات التخطيط: (إعداد خطة عمليات مشتركة للدفاع عن المملكة العربية السعودية، باستخدام كافة القوات، التي من المحتمل أن تنتشر في المملكة خلال عدة أشهر مقبلة). وكان من الأفضل أن تذكر الجملة التالية: (إعداد خطة عمليات مشتركة للدفاع عن المملكة العربية السعودية، باستخدام كافة القوات المتيسرة حالياً، وتُسْتَحْدَث الخطة، كلما استكملت قوة ما انتشارها في المملكة، وبعد معرفة قدراتها القتالية).

2. إن العبارة التالية، التي وردت في البند الأول من التوجيهات، السطر الثامن، تُعَد خطأ:

The planning staff will mutually develop a format for the OPLAN and required annexes.

فالمراجع العسكرية، يحدد فيها Format لكل وثيقة، وأصبح نموذجها ثابتاً ثباتاً راسخاً؛ ولا اجتهاد في تصميمها.

3. لا تُذكر في التوجيهات، لأنها معروفة في المراجع. (إذ ذكرت مشتملات بندي موقف العدو، وموقف القوات الصديقة).

4. تخطيط الخداع (Deception Planning)

مفهوم الخداع ومحتوياته، مختلفان اختلافاً تاماً عمّا ذكر في هذه الفقرة. فالخداع ليس مقصوراً على إخفاء الحد الأمامي للدفاعات (FEBA)، ولكن يجب خداع العدو عن مراكز القيادة والسيطرة، ومواقع المدفعية والدفاع الجوي، وحجم القوات المدافعة، وحجم قوات الأنساق الثانية والاحتياطيات، ونوايانا الدفاعية والهجومية. لذا، لا بدّ من وضع خطة خداع كاملة، على المستويَين التكتيكي (على مستوى المناطق) والعملياتي (على مستوى مسرح العمليات).

5. يفضل تسمية إرشادات التخطيط، على المستوى العملياتي، بتوجيهات التخطيط (PLANNING DIRECTIVES)، تمييزاً لها.

6. على الرغم من الملاحظات السابقة، أصادق على: Commander's Combined Planning Guidance، المرفقة.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المبحث الخامس

المسودة الثالثة، لخطة العمليات المشتركة للدفاع عن المملكة العربية السعودية، أكتوبر 1990

في 9 أكتوبر 1990، رفع رئيس قسم التخطيط السعودي، المسودة الثالثة لخطة العمليات، إلى صاحب السمو الملكي قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، بعد تدارك أخطاء المسودة الثانية. كما أُرفق بالمسودة الثالثة وثيقتي "ميكانيكية الدفاع" و"اعتبارات الدفاع عن مواقع حصينة".

أرسل قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، ملاحظاته وتوجيهاته إلى رئيس قسم التخطيط السعودي، لمراعاتها. وكانت تتلخص في الآتي:

أولاً: ملاحظات عامة

1. ضعف الترجمة والصياغة، بصفة عامة.

2. لم تترجم فقرات برمّتها.

3. أضيف بعض الجمل والعبارات إلى الترجمة العربية، ولم ترد في النسخة الإنجليزية.

4. عدم شرح مرحلة الهجوم المضادّ، كمرحلة مستقرة من المراحل التي ذكرت في البند 3، الفقرة الفرعية (1).

لذا، أرفق ترجمة لما ورد في الصفحات الرئيسية من مسودة الخطة، لاتخاذها نموذجاً.

ثانياً: ملاحظات وثيقتَي "ميكانيكية الدفاع"، و"اعتبارات الدفاع في مواقع حصينة"

1. غير معروف الغرض من إصدار وثيقة "ميكانيكية الدفاع"، كوثيقة مستقلة . فما ورد فيها، يدخل ضمن تقديرات الأركان (أي تقدير الموقف الذي يعده كل ركن من أركان القيادة)، أو ضمن بنود خطة العمليات.

2. لم تشتمل على أي معلومات جديدة، سوى تكوين اللواء المشترك (من مشاة البحرية السعودية وفوج مغربي وسرية سنغالية وكتيبة بنجلاديشية).

3. أمّا "اعتبارات الدفاع في مواقع حصينة"، فتندرج تحت تقدير الموقف.

ثالثاً: ملاحظات الملحق (أ) التنظيم للقتال

1. يجب وضع أسلوب ثابت لذكر أسماء الوحدات، مع استخدام الاختصارات العسكرية. وإنْ لم يوجد الاختصار العسكري الملائم، يمكن اقتراحه، ووضع جدول بالاختصارات المستخدمة في خطة العمليات. والأسلوب الصحيح لذكر الأسماء هو:

أ. حجم الوحدة ( فِرقة أو لواء أو كتيبة أو سرية ).

ب. رقم الوحدة ( الفِرقة 82 أو اللواء 8 ).

ج. نوع الوحدة ( مشاة أو مشاة آلية أو مدرعة أو مدفعية).

د. أي مواصفات إضافية ( مثل الاسم الرمزي أو عيار السلاح الرئيسي).

أمثلة: الفِرقة 101 الاقتحام الجوي، الفِرقة 4 المدرعة، الكتيبة 14 دبابات.

2.يجب أن يتبع تسلسل معين، عند ذكر الوحدات، وترتيب ذكرها بالنسبة للوحدات من نفس الحجم. فقد ورد في المراجع الأمريكية، ما يوضح ذلك:

Units are grouped by command and control headquarters appropriate to the operation to be conducted. Normalgroupings and the sequence in which listed are: Corps orders: divisions, separate brigades, armored cavalry regiments, corps artillery, corps troops (e.g., engineer, signal, military police units), and corps support command.

The order of listing units under the major subordinate headquarters is as follows:

(1) Maneuver units (task forces, mechanized, air assault, air borne, infantry, armor. Armor units are listed in this order: tank, attack helicopter, armored cavalry, and air cavalry.

(2) Artillery fire support elements.

(3) Other combat support elements in alphabetical order.

(4) Combat service support ele3ments in alphabetical order.

مثال على ذلك: ترتيب القوات المركزية الأمريكية في الصفحة الأولى، يجب أن يكون كالآتي:

· قيادة الفيلق 18.

·الفِرقة 24 المشاة الآلية.

·الفِرقة 101 الاقتحام الجوي.

·الفِرقة 82 المحمولة جواً.

·الفِرقة الأولى الاستطلاع المدرع.

·اللواء 179 المشاة.

·اللواء الأول / الفرقة الثانية المدرعة.

·الفوج الثالث الاستطلاع المدرع.

·اللواء 11 د / جو (ـ).

3. يجب مراعاة التسلسل الصحيح، في ذكر الوحدات، كذلك، بالنسبة إلى القوات، الجوية والبحرية.

4.الفيلق المصري: لا تستخدم القوات المسلحة المصرية تسمية أو نظام الفيلق، في التجميع القتالي، وإنما يُستخدم نظام الجيوش الميدانية؛ والجيش الميداني، في النظام المصري، يعادل الفيلق في النظام الغربي. لذا، فمن الأفضل تسمية الوحدات المصرية بالقوات المصرية.

5. الفيلق السوري: التسمية خطأ، لأن الفيلق يتكون من (2 ـ 5) فِرق، أي أن أقل عدد هو فِرقتان. لذا، فمن الأفضل تسميتها بالقوات السورية.

6. أسلوب كتابة الوحدات الملحقة على تشكيل رئيسي، يكون كالآتي (ص4):

اللواء 8 المشاة الآلية

فوج آلي مغربي (ملحق)

7. يجب أن يكون هناك أسلوب موحد، لذكر الوحدات، في المنطقتَيْن، الشرقية والشمالية (مثلاً: تذكر الوحدات بالترتيب التالي: الوحدات والتشكيلات السعودية، بصرف النظر عن حجمها، فتتصدر القوات البرية، ثم الحرس الوطني. ثم تذكر وحدات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فالوحدات الشقيقة؛ إمّا بالترتيب الأبجدي وهو الأفضل، أو بحجم الوحدات المشاركة).

8. لم تذكر الوحدات البحرية، أو وحدات قوات الدفاع الجوي، المشترِكة في تنفيذ الخطة.

9. لماذا ذكرت قيادات المناطق الأخرى؟ ولماذا ذكرت التنظيمات المسانِدة، الأمريكية والسعودية؟ إن عنوان الملحق (أ)، هو التنظيم للقتال أي (Task Organization)؛ وتعريف التنظيم للقتال، كما ورد في المراجع العسكرية، هو:

The organization of the command for conduct the operation.

10. لم تذكر أي وحدات، تخص الإسناد، النيراني أو الإداري.

11. ما أهمية إرفاق المرفق (1) للملحق (أ)؟ إن الوحدات التي ذكر أنها في الموقع، يجب أن تذكر في التنظيم القتالي. أمّا الوحدات التي اندرجت تحت حقلي الالتزام المؤكد، والالتزام المحتمل، فلا لزوم لذكرها في ملاحق خطة العمليات. وعند وصول هذه الوحدات إلى مسرح العمليات، تُحدَّث الخطة، طبقاً للقدرة القتالية للوحدة، وللموقف القتالي، وقتئذٍ.

رابعاً: ملاحظات الملحق (ب) الاستخبارات

تشكيل القتال للقوات المعادية

يتلخص تشكيل القتال للقوات المعادية، في النقاط التالية:

1. إجمالي الفرق لدى العراق هو 63 فِرقة. دفع منها إلى جبهة الكويت 20 فِرقة، أي حوالي ثلث قواته، على الرغم من أنها الجبهة الرئيسية؟ لذلك، يلزم التأكد من هذه المعلومة، من المصادر السعودية، وطلب تأكيدها من المصادر الأمريكية.

2. القطاع الشرقي: يتكون من (13) لواء، منها (6) ألوية مدرعة، و(3) ألوية مشاة آلية، و(4) ألوية مشاة.

·في النسق الأول: (3) ألوية مدرعة، ولواءا مشاة آلية.

·في النسق الثاني: لواءان مدرعان، ولواء مشاة آلية، ولواء مشاة.

·في النسق الثالث: لواء مدرع، (3) ألوية مشاة.

3.الهجوم الرئيسي: يتكون من (22) لواء، منها (6) ألوية مدرعة، و(5) ألوية مشاة آلية، و(11) لواء مشاة. بينها 5 ألوية مدرعة، و3 ألوية مشاة آلية، و7 ألوية مشاة، من الحرس الجمهوري.

·في النسق الأول: (4) ألوية مدرعة، ولواءا مشاة آلية.

·في النسق الثاني: لواءان مدرعان، و(3) ألوية مشاة آلية.

·في النسق الثالث: (11) لواء مشاة.

4. الهجوم المساند الغربي: يتكون من (16) لواء، منها، (3) ألوية مدرعة، و(4) ألوية مشاة آلية، (9) ألوية مشاة بينها لواء مدرع و لواءا مشاة آلية، من الحرس الجمهوري.

·في النسق الأول: (3) ألوية مدرعة، ولواءا مشاة آلية.

·في النسق الثاني: لواءا مشاة آلية، و(3) ألوية مشاة.

·في النسق الثالث: (6) ألوية مشاة.

5. إذاً، إجمالي الأنساق، على الجبهات الثلاث، كالآتي:

·النسق الأول: (10) ألوية مدرعة، و(6) ألوية مشاة آلية.

·النسق الثاني: (4) ألوية مدرعة، و(6) ألوية مشاة آلية ، و(4) ألوية مشاة.

·النسق الثالث: لواء مدرع، (20) لواء مشاة.

بينها (6) ألوية مدرعة، و(5) ألوية مشاة آلية، (7) ألوية مشاة، من الحرس الجمهوري.

6. يتكون احتياطي المسرح من (9) ألوية، منها لواءان مدرعان، ولواءا مشاة آلية، و(5) ألوية مشاة.

الملاحظات

1. لا يكون الهجوم ثلاثي الأنساق، إلاّ في حالتَيْن فقط، هما:

أ. الهجوم على مناطق محصنة.

ب. توافر معلومات كاملة، ودقيقة، عن مواقع العدو، المنتظمة في أعماق، بحيث يمكن تخصيص مهام قتالية محدّدة للأنساق، الثانية والثالثة.

لذلك غالباً ما يكون الهجوم في نسقَين، واحتياطي قوي، تتكون غالبيته من الوحدات المدرعة والمشاة الآلية.

2. الأنساق، الثانية والثالثة، والاحتياطيات، يجب أن تشتمل على العناصر المدرعة، أساساً، والمشاة الآلية. وهذا يخالف ما جرى تصوره، بالنسبة إلى القوات العراقية.

3. لدى العراق (8) فِرق حرس جمهوري ... فهل يُعقَل أن يقذف بما يعادل (6) فِرق منها، في جبهة القتال، وفي الأنساق الأولى؟

4. من مبادئ الهجوم عدم دفع الألوية المدرعة في الأنساق الأولى، إلاّ عند الهجوم على الدفاعات غير المجهزة، أو عند تنفيذ عمليات الالتفاف والتطويق، أو مهاجمة وحدات مدرعة.

5. إن تكوين كل نسق، يتوقف على الآتي:

أ. حجم معين من القوات المعادية، يلزم تدمـيره.

ب. تحقيق نسبة تفوق، لا تقلّ عن (3 : 1) أو (4 : 1)، في الاتجاهات الرئيسية؛ وأقلّ من ذلك، في الاتجاهات الثانوية.

ج. شريحة معينة من الأرض، يُستولى عليها.

د. خط دفاعي، يجرى تأمينه.

6. من عقائد الأسلوب العراقي، المستمد من العقيدة الشرقية، التوسع في استخدام المفارز المتقدمة، ومفارز التطويق، والقوات المحمولة جواً، وقوات الاقتحام الجوي. ولم يظهر مثل هذا الاستخدام، عند تحليل الاستخدام القتالي للقوات العراقية.

7. تخصص للفِرقة المهاجمة ثلاث مهام، عند الهجوم على دفاعات مجهزة:

أ. مهمة مباشرة، بعمق (8 ـ 10) كم.

ب. مهمة تالية، بعمق حتى 20 كم.

ج. مهمة يوم، بعمق حتى 50 كم.

   هذه الأعماق تتوقف على طبيعة الدفاعات ووجود الهيئات الحاكمة، التي يمكن التعزيز عليها، في نهاية يوم القتال، بما يتلاءم وأعمال القتال التالية( إمّا استئناف الهجوم، أو التحول إلى الدفاع).

8. من الأشياء المهمة، التي يجب أن تذكر في ملحق الاستخبارات، الأعداد والقدرات القتالية. وفي ملحق العمليات، تجرى المقارنة بين قوات المعتدي وقواتنا، كما يلي:

أ. مقارنة القوات: طبقاً لكل مرحلة من مراحل هجوم العدو المحتملة، وتشمل:

(1) وحدات المشاة (بالسرايا).

(2) الدبابات (بالقطعة)، مقارنة بقدرات الصد م/د لقواتنا.

(3) المدفعية (بالقطعة).

(4) الطائرات العمودية المهاجمة (بالقطعة)، مقارنة بقدرات التدمير د/جو لقواتنا.

(5) الطائرات (بالقطعة / النوع)، مقارنة بقدرات الاعتراض والتدمير لقواتنا.

(6) القطع البحرية (بالقطعة)، مقارنة بقدرات الاعتراض والتدمير لقواتنا.

ب. سيناريو المعركة، الذي يوضح أسلوب المناورة، بالنسبة إلى الآتي:

(1) كل شريحة من مسرح العمليات.

(2) كل مرحلة من مراحل العملية الدفاعية (وكل مهمة، بالنسبة إلى المهاجم).

(3) كل أسلوب من أساليب الهجوم المحتملة.

(أ) المواجهة.

(ب) الالتفـاف.

(ج) التطويق.

(د) إدماج أكثر من أسلوب.

9. الصفحة الخامسة: من المحتمل وجود عدة أخطاء، في جداول التنظيم الأساسية للفِرقة. لذا، ينبغي التأكد من هذه المعلومات، من مصادر استخباراتنا والاستخبارات الأمريكية. والأخطاء المحتملة هي:

أ. لدى الفِرقة 3 ـ 4 كتائب مدفعية، إضافة إلى الكتائب العضوية في الألوية العضوية، أي أن إجمالي كتائب مدفعية الفِرقة، هو (6) على الأقل. يضاف إليها وحدات الدعم من المستويات الأعلى.

ب. لا توجد كتيبة دبابات منفصلة، إلاّ في الفِرقة المشاة فقط. ولذلك، فهي تتكون، عادة، من (3) ألوية مشاة، وكتيبة دبابات.

ج. كتيبة م/د الفِرقة، هي كتيبة صواريخ موجهة مضادّة للدبابات.

د. يوجد في الفِرقة كتيبة مهندسين عسكريين، وليس سرية مهندسين.

هـ. كما يوجد في الفِرقة فوج د / جو، مكون من (6) سرايا، على الأقل، إضافة إلى كتائب الدفاع الجوي العضوية في الألوية.

و. يوجد في الفِرقة، كذلك، كتيبة إشارة.

10. ورد في نهاية الصفحة الخامسة، أنه "يمكن الفِرقة أن تتكون، في مثل هذه الظروف، من 2 إلى 19 لواء". وهذا خطأ؛ فلا يمكنها قيادة 19 لواء والسيطرة عليها.

11. ورد في الصفحة السادسة، "الإمكانيات العملياتية، في المجال الصاروخي"، أن لدى العراق حالياً صواريخ فرق (7)؛ وتسميتها الصحيحة، فْرُوج (7) FROG7، كما أن لديه أنواعاً أخرى من صواريخ أرض / أرض، غير فروج 7، وسكود بي، هي على سبيل المثال:

B ARQ , KSER , LAITH 90 , AVIBRAS ASTROS 2 MRL , 262mm LRSV M-87 MRL , SS-12 , SS-21

لذلك، يلزم التأكد من وجود هذه الأنواع، وأسلوب استخدامها.

12. لم يذكر في نقاط القوة، لدى القوات البرية، حجم مدفعية الميدان وكفاءتها، على الرغم من أنه كان لها دور فعال في حرب العراق ضد إيران، خاصة في نهايتها؛ كما أن العقائد العسكرية، للقوات العراقية، تعتمد على المدفعية، اعتماداً أساسياً، في حشود النيران، والتمهيد النيراني المركز، قبل القتال وأثناءه؛ وغالباً ما تدعم كل كتيبة مشاة، أو مشاة آلية، أو مدرعة، بكتيبة مدفعية. وللمدفعية أسلوب مركزي لإدارة النيران، يتيح لقائد مدفعية الفِرقة، أو قائد المدفعية الأعلى، تركيز نيران جميع الكتائب في يده، لتوجيه ضربات نيرانية ضد مراكز القيادة والسيطرة والاتصالات، وضد المناطق الإدارية وتجمعات المدفعية والدفاع الجوي، وضد الأنساق الأولى.

13. يجب مراجعة بند (النشاط الاستخباري)، ص (22)، إذ لم يُذكر أي نشاط لأجهزة استخباراتنا.

14. المرفق (4)، المذكور في الصفحة (23)، غير موجود.

خامساً: ملاحظات المرفق (1)، الحرب الكيماوية، للملحق (ج) العمليات

لم يشتمل المرفق على عدة نقاط مهمة، ينبغي على وحداتنا الإلمام بها. قد تكون هذه النقاط معروفة، وبالتفصيل، للقوات الأمريكية، لأنها مذكورة لديها في إجراءات العمل المستديمة (SOP). من تلك النقاط:

1. مهام الحرب الكيماوية، وكيفية تنفيذها، مثل:

أ. الاستطلاع الكيماوي.

ب. الإنذار بالهجمات الكيماوية.

ج. التطهير، ويشمل:

(1) تطهير الأفراد.

(2) تطهير المعدات والأسلحة.

(3) تطهير الأرض.

(4) تطهير الملابس.

د. الإمداد بالمعدات الكيماوية، وملابس الوقاية، والكشف الكيماوي.

هـ. إصلاح الأجهزة والمعدات وأدوات الوقاية.

و. استخدام وحدات الدخان.

ز. استخدام قاذفات اللهب.

2. أماكن التطهير وإمكاناته وخطوطه، ونقط جمع الملابس الملوثة.

3. أسلوب التبليغ، والإشارات المتعلقة بالهجوم، الكيماوي والنووي.

4. الوحدات الكيماوية.

5. مقارنة بين قدرات العدو على التلويث وقدرات وحداتنا الكيماوية على التطهير.

المبحث السادس

خطة العمليات المشتركة (الخندق)، 29 نوفمبر 1990

(Combined OPLAN For Defense of Saudi Arabia, 29 November 1990)

في 20 نوفمبر 1990، عُرضت خطة العمليات المشتركة للدفاع عن المملكة العربية السعودية، في صورتها النهائية، على قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، للمراجعة والمصادقة. وبعد مراجعتها، كانت تعليماته إلى رئيس قسم التخطيط المشترك السعودي، كما يلي:

1. الموافقة على صدور الخطة، في شكلها ومضمونها الحاليين، بعد تلافي معظم ملاحظات مسودتها الثالثة.

2. عدم الموافقة على إلغاء "مرحلة الهجوم المضادّ"، من الخطة الدفاعية؛ لأنه لا يمكن اكتمال خطة الدفاع، من وجهة النظر التكتيكية، من دون مرحلة الهجوم المضادّ، التي تمثل عنصرَي، الحركة والمناورة، بالقوات والنيران. وإن ما يؤيد هذه الحقيقة، أنه لا يوجد، حتى الآن، دفاع لا يُختَرَق. وإن كفاءة الدفاع، تُقاس بالقدرة على صدّ العدو، وإيقاف تقدمه، ثم التحول إلى الهجوم المضادّ، لطرده، واستعادة المناطق المستولى عليها، وإعادة الثبات والاتزان إلى الدفاع. ونظراً إلى أن الخطة، لم تشتمل على مرحلة الهجوم المضادّ، فإنه لم يتحدد مصير الألوية السعودية، التي ستدافع دفاعاً حصيناً، في رأس مشعاب ورأس السفانية وقرية العليا. كذلك، لم يعرف ما إذا كان مطلوباً منها الدفاع عن هذه النقاط، حتى آخر طلقة وآخر رجل.

3. نظراً إلى أنه لم يذكر شيء، في شأن "مرحلة الهجوم المضادّ"، فإن هناك هدفاً، حُدِّد في الصفحة الثانية من الخطة، ولم يوضح كيفية تنفيذه. وهو:

Once adequate combat power has been generated and Iraq has been sufficiently attrited, the strategy is to mass forces and counterattack to restore the territorial integrity of the Kingdom of Saudi Arabia

4. التخطيط التفصيلي لمرحلة الهجوم المضادّ، وإصدار خطة منفصلة، كملحق للخطة الدفاعية.

5. التخطيط للمرحلة المقبلة، طبقاً لتطورات الموقف السياسي.

(ملاحظة: في الفترة من 18 أغسطس 1990 إلى 20 نوفمبر 1990، لم تكن قيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات، تنتظر صدور الخطة الدفاعية المشتركة؛ وإنما أصدرت خطط عمليات وأوامر مجزّأة لتحديثها، اقتضاها انضمام وحدات أو تشكيلات، من دول شقيقة أو صديقة، إلى القوات المشتركة. فالقوات المشتركة كانت هي التي تحتل النطاقات الدفاعية الأولى، في مواجهة هجمات المعتدي المحتملة).

ومراعاة لسِرية الخطة الدفاعية الرئيسية، سيُذكر، فقط، ملخص للنقاط الرئيسية الواردة فيها، وهي:

المهمة

تنتشر القوات السعودية والقوات الأمريكية والقوات الشقيقة والصديقة الأخرى في منطقة مسرح العمليات، وتنفذ الأعمال القتالية اللازمة للدفاع عن أراضي المملكة العربية السعودية ضد الهجوم العراقي.

أولاً: فكرة العمليات Concept of Operations

1. بناء الخطة

تُنفَّذ الخطة على مرحلتَين اثنتَين، هما: مرحلة الردع، ومرحلة الدفاع.

أ. مرحلة الردع

ترمي إجراءات الردع، في هذه المرحلة، إلى إظهار حجم الخسارة الكبيرة، التي سيتكبدها المعتدي، إذا فكر في الاعتداء. ويسهم الانتشار الرئيسي للقوات السعودية، والقوات الأمريكية، والقوات الشقيقة والصديقة، في تأكيد هذا الردع، ويعزز إدراك مدى صلابة التضامن الدولي، في مواجهة العدوان.

وإذا نجحت هذه المرحلة في ردع المعتدي، ستتخذ الإجراءات اللازمة لتخفيف التصعيد العسكري. أمّا إذا فشلت، فيجب توزيع القوات توزيعاً ملائماً، لتنفيذ العمليات الدفاعية، بنجاح.

ب. مرحلة الدفاع

تنفَّذ هذه المرحلة، إذا تعرضت المملكة العربية السعودية للهجوم من قبل العراق. تضطلع القوات الجوية، السعودية والأمريكية والصديقة في مسرح العمليات، بمهام الاعتراض الجوي، والتحريم، والإسناد الجوي القريب، لتحقيق السيطرة الجوية، وتحويل اتجاه هجمات القوات المعتدية أو تدميرها أو تعطيلها أو تشتيتها؛ وحماية القوات البرية المدافعة.

وفي الوقت نفسه، تنفِّذ القوات البرية، السعودية والأمريكية والشقيقة والصديقة، بمساندة الهجمات الجوية، التكتيكية والإستراتيجية، ونيران القوات البحرية السطحية ـ مهام إعاقة القوات المعتدية واستنزاف قدراتها، في الأمام، ما أمكنها ذلك، مع تجنب الاشتباكات الحاسمة، والسعي إلى اتخاذ المواقع الدفاعية الملائمة في العمق.

في المنطقة الشرقية، تركز العمليات الدفاعية، أساساً، في الموانئ والمنشآت النفطية، ومراكز التجمعات السكانية، والهيئات الحيوية على طول الساحل، من الحدود السعودية ـ الكويتية إلى الهفوف.

وفي المنطقة الشمالية، تركز العمليات الدفاعية في مراكز التجمعات، القَبلية والسكانية، والمناطق ذات الأهمية العسكرية، في مدينة الملك خالد العسكرية، وحفر الباطن، والقيصومة، وطُرق الاقتراب من الرياض، وكذلك المطار والمناطق ذات الأهمية العسكرية، حول مدينة حائل.

2. الانتشار

سيستمر انتشار الوحدات والتشكيلات التالية، في منطقة العمليات، في التوقيتات المحددة:

أ. من مصر: الفِرقة الرابعة المدرعة (30 ديسمبر 1990).

ب. من سورية: الفِرقة التاسعة المدرعة (2 يناير 1991).

ج. من الولايات المتحدة الأمريكية: الفيلق السابع، والفِرقة الثانية من مشاة البحرية (15 يناير 1991).

د. من المملكة المتحدة: قيادة الفِرقة الأولى، واللواء الثاني المشاة الآلية (10 يناير 1991).

ثانياً: الاستخدام القتالي للقوات

1. الاستخدام القتالي لقوات المنطقة الشرقية (أُنظر شكل القوات المشتركة 29 نوفمبر 1990)

أ. تنشئ القوات السعودية منطقة ساترة، على طول الحدود السعودية الشمالية، لتوفير إنذار مبكر بالهجوم العراقي، يتيح اتخاذ الاستعدادات الدفاعية اللازمة، وإخلاء المنطقة الآهلة بالسكان. وعلى القوات السعودية، الاستمرار في تلغيم طرُق الاقتراب الرئيسية، المؤدية إلى رأس الخفجي، والمناطق الشمالية الأخرى؛ وتنفيذ عمليات التلغيم الخداعية، أمام الحافة الأمامية لميدان المعركة.

وعند الاشتباك مع القوات الأمامية المعادية، تسارع قوات الأمن (بما فيها وحدات مشاة البحرية السعودية، في رأس الخفجي) إلى التبليغ عن الهجوم، وتحافظ على الاتصال البصري مع القوات المهاجمة، وتنسحب، جنوباً، داخل المناطق الدفاعية.

ب. تدافع قوات المنطقة الشرقية، بثلاثة ألوية، في الأمام، اللواء (2) من الحرس الوطني، في الشرق؛ واللواء (10) المشاة الآلية، في الوسط؛ واللواء (8) المشاة الآلية، في الغرب.

       تشتبك القوات السعودية مع القوات المعادية، في الأمام، على قدر الإمكان، لإجبارها على الانتشار، والفتح في تشكيلات المعركة، وعرقلة تقدمها. يجب على قواتنا عدم الانتقال إلى المواقع الدفاعية المتتالية، قبْل مضي من 6 ساعات إلى 12 ساعة، على الاتصال مع القوات المعادية، أو عند الأمر بذلك، مع ضرورة التنسيق مع الوحدات المجاورة.

تنشئ كتيبة مشاة البحرية السعودية نقطة دفاعية حصينة (قوية)، للدفاع عن رأس مشعاب. وينشئ الفوج السادس المغربي، والسرية السنغالية، والكتيبة البنجلاديشية، نقطة دفاعية حصينة للدفاع عن رأس السفانية.

مع تطور العمليات الدفاعية، ينسحب اللواء (2) من الحرس الوطني، واللواء (10) المشاة الآلية، إلى الخلف لتعزيز الدفاع عن النقاط الدفاعية الحصينة، حول الميناءَين في رأس مشعاب ورأس السفانية. وعند اكتمال الدفاع، يمر اللواء (8)، خلال خطوط القوات البرية المركزية الأمريكية، وينشئ دفاعات حصينة حول قرية العليا، وبعض المناطق المأهولة بالسكان، طبقاً للأوامر الصادرة.

ستُسانَد القوات السعودية بالإسناد الجوي القريب، والإسناد بنيران الطائرات العمودية المهاجمة، ونيران القطع البحرية. وسيُنسق الإسناد النيراني الأمريكي ويُوجّه، بوساطة أطقم السيطرة الجوية التكتيكية، وأطقم العمليات الخاصة، وأطقم الإسناد النيراني، التي تُسمَّى "أطقم أنجليكو" ANGLICO (وهي كلمة مكوَّنة من الأحرف الأولى لسرايا إدارة النيران الجوية البحرية)، الملحقة على الوحدات الأمامية.

ج. تحتل القوات المركزية الأمريكية مواقع دفاعية، خلف (أي جنوب) القطاع الدفاعي للقوات السعودية، في الغرب القوات البرية، وفي الشرق قوات مشاة البحرية الأمريكية. وتنشئ قوات مشاة البحرية، المدعمة باللواء السابع البريطاني (الموضوع تحت السيطرة التكتيكية لقائد مشاة البحرية) ـ منطقة أمن (منطقة ساترة)، وتنشئ دفاعاتها الرئيسية شمال الجبيل. وتنسق قيادة قوات مشاة البحرية الأمريكية مع قوات العمليات الخاصة، والوحدات السعودية، للمساعدة على عبور الخطوط خلال قطاعها الدفاعي.

د. تدافع القوات البرية الأمريكية عن قطاع دفاعي، شمال غرب الجبيل، غرب القطاع الدفاعي لمشاة البحرية. وتدفع القوات البرية الصديقة قوة ساترة إلى الأمام. وتنشئ منطقة دفاع رئيسية، وتحتفظ بفِرقة ثقيلة (مدرعة أو مشاة آلية) في الاحتياطي. وتكلف هذه القوات، كذلك، بالدفاع عن المنشآت النفطية في منطقة ابقيق، بوساطة الفِرقة (82) المحمولة جواً، وتنفذ العمليات القتالية في المناطق الخلفية، طبقاً للموقف. كما تعزز القوات البرية قوات المنطقة الشمالية، وتشارك في الدفاع عن مدينة الرياض. كما تنسق مع قوات المنطقتَين، الشرقية والشمالية، قوات العمليات الخاصة، بحسب الحاجة، للمساعدة على عبور الخطوط، خلال مواقعها الدفاعية.

2. الاستخدام القتالي لقوات المنطقة الشمالية (أُنظر شكل مخطط توزيع قوات التحالف)

أ. تنشئ قوات المنطقة الشمالية قطاعاً دفاعياً. وعند الأمر، تنشئ دفاعات حصينة حول مدينة الملك خالد العسكرية، وحفر الباطن، والقيصومة. وتُعد هذه المناطق مناطق ذات أهمية خاصة، بالنسبة إلى القوات العراقية، كمناطق إعادة تموين وحشد أمامية، ونقطة انطلاق ضد الجناح الغربي للقطاع الشرقي. لذا، فإنها تُشكل أهدافاً حيوية للقوات المعتدية، يجب حرمانها الاستيلاء عليها.

يعدّ إخلاء المناطق، السكانية والقَبلية، من مسؤولية قائد المنطقة الشمالية. لذا، يجب إعداد خطط الإخلاء، بالتفصيل الكافي، وبالتنسيق مع الجهات المعنية، وإعداد إجراءات الإنذار المبكر، لتوفير الوقت الكافي للإخلاء. وإذا سمح الوقت، تكون محطته الأولى، هي الرياض.

ب. تنشئ القوات، السعودية والمصرية والسورية، منطقة ساترة، من مركز الظهره إلى الحدود العملياتية، الفاصلة بين المنطقتَيْن الشرقية والشمالية. وستدافع قوات المنطقة الشمالية، في القطاع الدفاعي، بالفِرقة الثالثة المشاة الآلية المصرية (المعززة بفوج صاعقة مصري)، إلى اليمين؛ واللواء (20) المشاة الآلية السعودي، في المنتصف؛ والفرقة التاسعة المدرعة السورية (المعززة بفوج قوات خاصة سورية)، في اليسار؛ وتعمل الفِرقة السادسة المدرعة الخفيفة الفرنسية، كقوة أمن (ستارة)، لحماية الجانب الأيسر لقوات المنطقة الشمالية.

يتكون احتياطي المنطقة الشمالية، من اللواء الرابع المدرع السعودي، واللواء 35 المشاة الآلية الكويتي، ويتمركز بالقرب من حفر الباطن. وعند وصول الفرقة الرابعة المدرعة المصرية، يعزز اللواء الرابع اللواء (20) المشاة الآلية في قطاعه الدفاعي، وتوضع فرقة مصرية في الاحتياطي (أي تعمل كاحتياطي لقوات المنطقة الشمالية). ويكلف اللواء الكويتي بإنشاء دفاعات حصينة، حول حفر الباطن، ومدينة الملك خالد العسكرية، والقيصومة.

على قائد مركز القيادة المتقدم، في المنطقة الشمالية، التأكد من تحرك الوحدات إلى المواقع الدفاعية المتتالية، قبْل الاشتباك الحاسم مع العدو. كما يجب أن يجرى ذلك بالتنسيق مع الوحدات المجاورة.

إذا تمكنت القوات العراقية من تثبيت القوات و/أو تجاوز المواقع الدفاعية الحصينة، في قطاع المنطقة الشمالية، فإن القوات، السعودية والأمريكية والصديقة، تنفذ مهام تأمين الإسناد الجوي التكتيكي، والإسناد بالطائرات العمودية الهجومية، وتعزيز القوات البرية، بأسرع ما يمكن، للمساعدة على الدفاع عن المنطقة الشمالية. ينسق الإسناد النيراني الأمريكي ويُوجّه بوساطة أطقم السيطرة الجوية التكتيكية، وأطقم العمليات الخاصة، الملحقة على الوحدات الأمامية.

ج. إلى الغرب، تقع مسؤولية الدفاع عن حائل على القوات الجوية، السعودية والأمريكية، وأطقم القوات الخاصة السعودية . وتنهض، كذلك، بمسؤولية الإنذار المبكر. سيواجه أي هجوم عراقي محتمل، ضد مدينة حائل، بالهجمات الجوية التكتيكية المشتركة، أولاً، وهجمات الطائرات العمودية الهجومية. وعند الأمر، سيكون اللواء الأول المظلي الأمريكي، والقوات البرية المركزية، جاهزين لتخصيص القوات اللازمة لنقلها أو إسقاطها، للدفاع عن حائل. يُعد قائد قوات النقل الجوي الأمريكي، بالاشتراك مع مركز النقل الجوي السعودي، خطة النقل الجوي للقوات المعنية، واستمرار إسنادها، في حائل.

3. الاستخدام القتالي للقوات المساندة (قوات الإسناد القتالي)

أ. تساند القوات الجوية، السعودية والأمريكية والصديقة الأخرى، القوات البرية على دفاعها عن المملكة العربية السعودية؛ وذلك، بتنفيذ مهام عمليات الاعتراض الجوي، والتحريم، والإسناد الجوي القريب. ويجرى تبادل معلومات العمليات الجوية، من خلال مركز السيطرة الجوية التكتيكية. وتعدّ مسؤولية تخطيط عمليات البحث والإنقاذ وتنفيذها، مسؤولية مشتركة.

ب. تساند القوات البحرية، السعودية والأمريكية والصديقة الأخرى، القوات البرية على دفاعها عن المملكة العربية السعودية. وتنفذ مهام تحقيق التفوق البحري، والدفاع الساحلي، وحماية السفن، والاعتراض الجوي، وعمليات التحريم، والاعتراض البحري. وتكون مستعدة، كذلك، لتنفيذ عمليات الإبرار البحري، عند الطلب. كما تساند القوات البحرية، الموجودة في منطقة العمليات، القوات البرية، بنيران المدفعية (السطحية)، وبالإسناد الجوي القريب. وينفذ الإسناد النيراني بالمدفعية، أساساً، لعمليات الجزء الشرقي، من الحافة الأمامية لميدان المعركة (FEBA). تنفذ مجموعة حاملة الطائرات، في البحر الأحمر، الدوريات الجوية المقاتلة، لحماية القوات الأمريكية الموجودة في مصر من أي هجوم عراقي، إذا أمكن ذلك. وإلى جانب اضطلاع مجموعة حاملة الطائرات بهذا الدور، فإنـها سـتوفر جزءاً من طلعـاتها، في مصـلحة قائد الوحدات الجوية الأمريكية المشتركة، لمساندة العمليات، في جميع أنحاء المملكة. تضع القوات البحرية المجهود الجوي، الزائد على حاجة عملياتها، تحت تصرف قائد القوات الجوية المشتركة، JFACC, Joint Force Air Component Commander. ويُنَسق حجم الهجمات والضربات الجوية ومكوناتهما، من قِبل قيادة القوات البحرية، وقوات مشاة البحرية، وقيادة القوات الجوية الصديقة، من خلال مركز عمليات السيطرة الجوية التكتيكي، في قيادة القوات الجوية السعودية.

تبلغ طائرات الاستطلاع (المراقبة)، التي تنفذ الدوريات الجوية المقاتلة، فوق البحر الأحمر والخليج العربي، المعلومات عن الأهداف المعادية، إلى القوات البحرية، السعودية والصديقة، من خلال قنوات الاتصال المتفق عليها. ويجرى تبادل المعلومات عن مواقع السفن والعمليات المحتملة بين القوات البحرية، السعودية والأمريكية والصديقة الأخرى، بشكل مستمر، عبر قنوات الاتصال، والإجراءات التي يتفق عليها.

تستخدم البحرية السعودية وسائلها الجوية العضوية، ودورياتها البحرية، في تنفيذ عم

المبحث السابع

القوات العراقية

(مرحلة درع الصحراء)

أولاً: القوات العراقية، خلال المرحلة الأولى (2 أغسطس ـ أواخر سبتمبر 1990)

1. القدرات العسكرية العراقية

عندما دخل العراق حربه ضد إيران، في سبتمبر 1980، كان حجم قواته المسلحة لا يتعدى ربع مليون مقاتل، وكان إجمالي وحداته المقاتلة: 10 فِرق، منها 4 فِرق مدرعة، و220 طائرة قتال (أنواع)، وعدد من لنشات الصواريخ البحرية".

ومع تواصل الحرب، وتأزم الموقف العسكري بين طرفَيها، اضطرت الحكومة العراقية إلى زيادة حجم القوات المسلحة. فعمدت إلى تجنيد حوالي 60% من الشباب القادرين على حمل السلاح. وخصصت، في سنوات الذروة، حوالي 45% من ميزانيتها للصرف على القوات المسلحة. وأنشأت، بأسلوب عشوائي، "قاعدة تصنيع عسكري كبيرة، لم تتمكن، في معظم الأوقات، من السيطرة عليها، أو تشغيلها بأسلوب اقتصادي".

وكانت الحصيلة النهائية، أن العراق خرج من الحرب بتضخم عسكري هائل، يشكل عبئاً على الدولة وميزانيتها.

ووصل حجم القوات المسلحة العراقية، في نهاية الحرب، في أغسطس 1988، إلى:

أ. القوة البشرية

(1) القوات العاملة والاحتياطية، حوالي مليون مقاتل.

(2) القوات شبه العسكرية (الجيش الشعبي)، حوالي 650 ألف مقاتل.

ب. القوات البرية

وتتكون من 955 ألف مقاتل منهم 480 ألف من الاحتياطي، ينتظمون في:

(1) 7 قيادة فيالق.

(2) 46 فِرقة (39 مشاة ـ 7 فرق مدرعة/ مشاة آلية).

(3) 4 فِرق حرس جمهوري[1]، (فِرقتان مدرعتان ـ فِرقة مشاة آلية واحدة ـ فِرقة مشاة واحدة ـ لواء قوات خاصة)، وهي التي تشكل الفيلق الثامن حرس جمهوري.

(4) 20 لواء مستقلاً.

ج . حجم التسليح

(1) 5560 دبابة (T-72 ـ T-62 ـ T-55 ـ T-54 ـ Chieftain ـ T-59 ـ T-69 صينية الصنع ـ M-60 ـ M-47 ـ M-77).

(2) 100 دبابة خفيفة من نوع PT-76 عيار 76مم.

(3) 1000 مركبة قتال مدرعة من نوع BMP.

(4) 6000 ناقلة أفراد مدرعة.

(5) 3000 مدفع ميدان مجرور.

(6) عدد غير معلوم من المدفعية ذاتية الحركة.

(7) 200 راجمة الصواريخ.

(7) 30 قاعدة إطلاق صواريخ أرض/أرض من نوع FROG-7.

(8) 20 قاعدة إطلاق صواريخ أرض/أرض من نوع Scud-B.

لقد كان تنظيم القوات العراقية مشابهاً للتنظيم البريطاني، بينما كانت تكتيكاتها أقرب إلى العقيدة الشرقية السوفيتية. وكانت أعلى قيادة في القوات المسلحة العراقية، هي القيادة العليا (GHQ)، التي تقود الحرس الجمهوري والجيش والبحرية والطيران والدفاع الجوي والجيش الشعبي. وكانت السيطرة في هذه القيادة لضباط من القوات البرية.

كانت القوات البرية العراقية من أكبر القوات البرية في منطقة الخليج، مسلحة تسليحاً جيداً. ولكن كان هذا الحجم، لا يمثل حقيقة القوة، المتلائمة مع هذا الحجم؛ فعامل الكفاءة، كان محدوداً جداً.

فقد أدى إنشاء تشكيلات الحرس الجمهوري، إلى سحب جميع الكفاءات العلمية، والقيادات الموثوق بها، من التشكيلات البرية العراقية الأخرى، وهو ما أضعف هذه التشكيلات.

وحينما غزا العراق الكويت، في 2 أغسطس 1990، كان حجم القوات البرية العراقية وتسليحها، كالآتي:

أ. القوة البشرية

(1) القوات العاملة والاحتياطية، حوالي مليون مقاتل.

(2) القوات شبه العسكرية (الجيش الشعبي)، حوالي 850 ألف مقاتل.

ب. القوات البرية

وتتكون من 955 ألف مقاتل منهم 480 ألف من الاحتياطي، ينتظمون في:

(1) 7 قيادة فيالق.

(2) 47 فِرقة (40 فِرقة مشاة ـ 7 فرق مدرعة/مشاة آلية).

(3) 6 فِرق حرس جمهوري، وهي التي تشكل الفيلق الثامن حرس جمهوري.

(4) 20 لواء مستقلاً.

ج. حجم التسليح

(1) 5530 دبابة من أنواع (T-72 ـ T-62 ـ T-55 ـ T-54 ـ Chieftain ـ T-59 ـ T-69 صينية الصنع ـ M-60 ـ M-47).

(2) 100 دبابة خفيفة من نوع PT-76 عيار 76مم.

(3) 1500 مركبة قتال مدرعة من نوع BMP.

(4) 6000 ناقلة أفراد مدرعة.

(5) 3000 مدفع ميدان مجرور

(6) 500 مدفع ميدان ذاتي الحركة

(7) 200 راجمة صواريخ.

(8) 50 قاعدة إطلاق صواريخ أرض/أرض من نوع (FROG-7 ـ Sijil)

(9) 36 قاعدة إطلاق صواريخ أرض/أرض من نوع (Scud-B ـ الحسين ـ العباس).

2. إعادة بناء التجميعات العراقية، بعد غزو الكويت

دأبت القيادة العراقية في إعادة تنظيم قواتها، داخل الكويت، وعلى سائر الجبهات الأخرى، بسحب جزء كبير من قواتها على الجبهة الإيرانية، وإعادة تخصيص المهام على الجبهات الأخرى. ففي داخل الكويت أحلت فِرق المشاة محل الفِرق المدرعة والمشاة الآلية، على امتداد حدود السعودية ـ الكويتية، والسعودية ـ العراقية، مع إعادة تمركز الفِرق المدرعة والمشاة الآلية، للعمل كاحتياطيات، تكتيكية وعملياتية، وعلى مستوى الجبهة. كما سحبت فِرق الحرس الجمهوري، خارج الحدود الكويتية، وجعلتها تتمركز في جنوبي العراق، للعمل كاحتياطي إستراتيجي.

3. حجم القوات العراقية وتوزيعها، داخل مسرح العمليات

أ. مسرح عمليات الكويت

وصل حجم القوات العراقية، في مسرح عمليات الكويت، ليصبح 22 فِرقة، تمثلت في 12 فِرقة مشاة، و4 فِرقة مشاة آلية، و5 فِرق مدرعة، وفِرقة قوات خاصة واحدة، موزعة كالآتي: (أُنظر خريطة القوات العراقية في نهاية سبتمبر 1990)

(1) داخل الكويت

13 فِرقة (9 فِرق مشاة ـ فِرقتا مشاة آليتان ـ فِرقتان مدرعتان)، إضافة إلى لواء مدرع مستقل، و3 ألوية صواريخ فروج.

(2) في غربي الكويت

فِرقتان (فِرقة مشاة واحدة ـ فِرقة مشاة آلية واحدة).

(3) في شمالي الكويت وجنوبي العراق

7 فِرق (فِرقتا مشاة ـ فِرقة قوات خاصة واحدة ـ فِرقة مشاة آلية واحدة ـ 3 فِرق مدرعة). تعمل كاحتياطيات إستراتيجية.

ب. على الجبهة الإيرانية

18 فِرقة مشاة ـ لواءان مدرعان مستقلان ـ لواء مشاة مستقل واحد.

ج. على الحدود مع تركيا

5 فِرق مشاة ـ لواء مدرع مستقل واحد.

د. احتياطي القيادة العامة

8 فِرق (7 فِرق مشاة ـ فِرقة مدرعة واحدة) إضافة إلى 11 لواء مشاة مستقلاً و4 ألوية مدرعة مستقلة.


المبحث الثامن

خطة العمليات المشتركة، لاستعادة الكويت والدفاع عنها (13 يناير 1991)

Combined OPLAN for the Defense and Restoration of Kuwait

يستلزم التفكير العلمي العسكري، التخطيط لمواجهة كافة الاحتمالات. وهذا، ما دعا قيادة القوات المشتركة، والقيادة المركزية الأمريكية، إلى إعداد خطة عمليات مشتركة، لمواجهة احتمال انسحاب قوات المعتدي، من الكويت، انسحاباً جزئياً (الرقم 678. صدرت الخطة في 27 جمادى الآخرة 1411هـ، الموافق 13 يناير 1991م، بتوقيع القائدَيْن، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، وقائد القوات المركزية الأمريكية. ونظراً إلى أن الظروف، وعناد صدام حسين، لم يسمحا بتنفيذ هذه الخطة، وللمحافظة على السرية، سيُكتفَى بذكر الخطوط الرئيسية، التالية:

أولاً: الموقف

توضح الخطة المشتركة عملية تحرُّك القوات، المشتركة والشقيقة والصديقة، لتأمين الأراضي الكويتية وحمايتها، ومساعدة الحكومة الكويتية على استعادة الخدمات العامة الضرورية، عند الانسحاب، الجزئي أو الكلِّي للقوات، العراقية.

1. إجراءات ما قبل الانسحاب

يتوقف تحقيق أهداف القوات المتحالفة، على التقدير الدقيق للانسحاب العراقي. وأهداف ما قبل الانسحاب هي:

أ. تكثيف الاستطلاع، الجوي والأرضي، للكويت.

ب. اتخاذ القوات الأوضاع الملائمة، التي تسهّل حركتها.

ج. إبلاغ الوكالات العالمية بالمساندة المطلوبة.

2. الافتراضات

أ. القوات الموضحة في الملحق ( أ ) "التنظيم للقتال"، ستكون مستعدة لتنفيذ الخطة.

ب. ستستجيب القوات، المشتركة والصديقة، لطلب الكويت بتقديم المساعدة إليها.

ج. ستتحرك القوات إلى الكويت، في ظروف أمنية صعبة؛ فمن المؤكد أن العراق، سيترك المتفجرات والألغام والموانع، في مواقعها.

د. الحاجة إلى بعض الوحدات العسكرية الفنية الخاصة، لمساعدة الحكومة الكويتية على سرعة توفير الخدمات الضرورية، في الكويت.

هـ. ستعيد القوات، العربية والإسلامية، النظام المدني، في الكويت.

و. لن يكون هناك إدارة مدنية محلية، أثناء المراحل الأولية من العملية.

ز. قد يبادر بعض السكان المدنيين في الكويت، إلى أعمال عدائية. كما قد تواجَه القوات بجيوب للمقاومة.

ح. من المتوقع أن تكون أنظمة الاتصالات المدنية، في الكويت، غير صالحة للاستعمال.

ي. تبقى مسؤولية الإمداد مسؤولية وطنية. وستستمر المملكة العربية السعودية في توفير الإسناد الإمدادي لشعب الكويت.

ك. السلطة الكويتية الوطنية، هي الجهة الوحيدة، التي يحق لها طلب استخدام أفراد ومعدات وموارد وزارة الدفاع الأمريكية، لمساعدة حكومة الكويت على إعادة الخدمات الضرورية وتقديم المساعدات الإنسانية.

ثانياً: المهمة

تؤمِّن القوات المتحالفة دولة الكويت، وتدافع عنها. وفي الوقت نفسه، تدافع عن المملكة العربية السعودية، وتساعد الحكومة الكويتية على السيطرة على أراضيها، واستعادة أمنها الداخلي، وحماية المدنيين. وتنسق استعادة الخدمات الضرورية، وإزالة المواد الخطرة.

ثالثاً: فكرة العمليات

تنقسم هذه الخطة إلى أربع مراحل. في حالة الانسحاب العراقي، الكلي أو الجزئي (أُنظر خريطة القوات العراقية في الانسحاب الجزئي) و(خريطة القوات العراقية في الانسحاب الكلي)، تؤمِّن القوات المتحالفة الموانئ المهمة والمنشآت النفطية ومراكز الكثافة السكانية والمطارات والهيئات الحيوية في الكويت، وفي الوقت نفسه، تستمر في تنفيذ مهمة الدفاع عن المملكة العربية السعودية. وحين تبدأ القوات العراقية بالانسحاب، تسرع القوات المتحالفة إلى ملء الفراغ، لاستعادة الأمن الداخلي لدولة الكويت، والخدمات الضرورية، طبقاً لإمكاناتها. أمّا الخدمات الضرورية، التي ليست في مقدور القوات المتحالفة، فستنسق مع وزارتَي الدفاع، في المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، من طريق قائد القوات المشتركة وقائد القوات المركزية الأمريكية.

1. المرحلة الأولى (مرحلة التحضير): حين تظهر دلائل انسحاب العراق، تكثف جهود الاستخبارات والمراقبة، للتأكد من نية العراق الانسحاب، ومن مواقع قواته. تأخذ القوات المتحالفة مواقعها المتقدمة والمحددة، وتكون جاهزة للتحرك نحو الكويت. وحين تبدأ بدخولها، تعيد القوات المكلفة بالدفاع عن المملكة العربية السعودية، الانتشار، وتحتل المواقع الدفاعية الملائمة.

2. المرحلة الثانية (مرحلة التأمين): تنفذ القوات المتحالفة البرية، في هذه المرحلة، مهام إزالة الموانع، والبدء بعمليات التطهير، وتأمين الهيئات الأرضية الحاكمة، والمنشآت الحيوية في الكويت، وانتشار القوات الساترة على طول الحدود الكويتية ـ العراقية، وإنشاء دفاعات عاجلة لقطع طرُق اقتراب المعتدي.

3. المرحلة الثالثة (مرحلة الدفاع): تُحسّن الدفاعات العاجلة، وتتكامل في دفاعات مجهزة، تساندها العمليات، الجوية والبحرية. وتستمر عمليات الوحدات الساترة، على الحدود الكويتية ـ العراقية، وعمليات المحافظة على الأمن الداخلي، وعمليات إزالة المواد الخطرة.

4. المرحلة الرابعة (مرحلة التعزيز): تستمر القوات المتحالفة البرية في تنفيذ عمليات الستارة والدفاع، والمساعدة على استعادة الخدمات الضرورية وتشغيلها، وإزالة الموانع والمواد الخطرة، ونقل المسؤوليات إلى حكومة الكويت الشرعية.

رابعاً. واجبات قوات القيادة المشتركة

1. قوات المنطقة الشرقية (في حالتَي الانسحاب العراقي، الكلي أو الجزئي) (أُنظر خريطة واجبات القوات المشتركة في الانسحاب الكلي) و(خريطة واجبات القوات المشتركة في الانسحاب الجزئي)

أ. تستمر في الدفاع عن المملكة العربية السعودية.

ب. تطهر وتؤمِّن الهيئات الأرضية الحاكمة، والمنشآت الحيوية في القطاع.

ج. تزيل الألغام، وتطهر المواقع من الموانع والمواد الخطرة.

د. تؤمِّن مطار الكويت الدولي.

هـ. تعيد النظام المدني.

و. تستعد للإسهام في تأمين الموانئ، والدفاع عن السواحل، حسب التوجيه.

ز. تنسق العمليات البرية مع قوات مشاة البحرية الأمريكية.

2. قوات المنطقة الشمالية

أ. في حالة الانسحاب العراقي الكلي من الكويت (أُنظر خريطة واجبات القوات المشتركة في الانسحاب الكلي)

(1) تتحرك إلى الكويت، وتنشئ منطقة ساترة، على طول الحدود الكويتية ـ العراقية.

(2) تطهر وتؤمِّن منطقة الروضتَين وما جاورها.

(3) تستمر في عمليات الستارة، على طول الحدود السعودية ـ العراقية.

(4) تستمر في حماية الجناح الأيسر لقوات المنطقة الشرقية، في المملكة العربية السعودية.

(5) تستمر في الدفاع عن قطاعها الدفاعي.

(6) تنسق العمليات البرية مع القوات البرية الأمريكية.

ب. في حالة الانسحاب العراقي الجزئي من الكويت (أُنظر خريطة واجبات القوات المشتركة في الانسحاب الجزئي)

(1) تنفذ كافة المهام السابقة، المذكورة في حالة الانسحاب الكلي.

(2) تتحرك إلى الكويت، وتطهر وتؤمِّن قاعدة (علي السالم) الجوية، والمرتفعات المجاورة (لجال الزور)، لقطع طرق اقتراب المعتدي من شمالي الكويت.

3. قوات المنطقة الشمالية الغربية (في حالتَي الانسحاب العراقي، الكلي أو الجزئي)

تستعد لنشر بعض القوات من تبوك، لإسناد القوات في مسرح العمليات.

4. القوات البحرية السعودية ( في حالتي الانسحاب العراقي الكلي أو الجزئي) (أُنظر خريطة واجبات القوات المشتركة في الانسحاب الكلي)

أ. الدفاع الساحلي، من ضلع الضلف إلى مدينة الكويت.

ب. تستمر في توفير الحماية للموانئ، في قاعدة الملك عبدالعزيز البحرية، رأس الغار، رأس مشعاب.

ج. تستمر في عمليات كسح الألغام، نهاراً، في المداخل الرئيسية لميناء الدمام، ورأس تنورة، والجبيل، لضمان سلامة الملاحة.

د. تستعد لإدارة الموانئ وتأمينها، حسب الحاجة.

هـ. تستعد لمساندة القوات البحرية الأمريكية، على العمليات البرمائية، حسب الحاجة.

و. تنسق مع القوات البحرية الأمريكية، لضمان تكامل العمليات البحرية.

5. القوات الجوية (في حالتَي الانسحاب العراقي، الكلي أو الجزئي)

أ. تستمر في ممارسة القيادة والسيطرة على كافة عناصر الدفاع الجوي، في المملكة العربية السعودية.

ب. تستمر في توفير الدفاع الجوي عن أجواء المملكة العربية السعودية، طبقاً لإجراءات القيادة والسيطرة.

ج. تستمر في التنسيق مع قائد القوات الجوية المركزية الأمريكية. وتعدّ هي جهة السيطرة على أجواء المملكة التابعة، للقوات المشتركة ومسرح العمليات.

د. تستمر في تنفيذ العمليات الجوية المضادّة. وتكون جاهزة لتنفيذ عمليات التحريم الجوي، والإسناد الجوي القريب، في المملكة العربية السعودية، والكويت، حسب التوجيه.

هـ. تستمر في تنفيذ مهام الاستطلاع، كما هو مخطط، وطبقاً للتوجيه.

و. تنفذ عمليات البحث والإنقاذ. وتشارك في هذه المسؤولية القوات الأمريكية، الجوية والبحرية.

ز. تستمر في التخطيط، بالتنسيق مع القوات الجوية الأمريكية، للنقل الجوي للقوات والإمدادات، إلى حائل.

ح. تساند عمليات الإسقاط الجوي والنقل الجوي، وعمليات إعادة التموين، جواً.

ط. الاستعداد لتنفيذ عمليات مستقبلية.

ك. تستعد لتنفيذ عمليات تزود الوقود، جواً.

ل. تساعد على تشغيل قاعدة "علي السالم" الجوية، ومطار الكويت الدولي، وقاعدة "أحمد الجابر" الجوية.

م. تنسق مع القوات الجوية الأمريكية، لضمان تكامل العمليات الجوية.

خامساً: واجبات قوات القيادة المركزية الأمريكية

1. القوات البرية المركزية الأمريكية

أ. في حالة الانسحاب العراقي الكلي من الكويت (أنظر خريطة واجبات القوات المشتركة في الانسحاب الكلي)

(1) تتحرك القوات إلى الكويت، وتطهر قاعدة علي السالم الجوية وتؤمِّنها. وكذلك، المرتفعات المجاورة لجال الزور، لقطع طرق اقتراب المعتدي من شمالي الكويت.

(2) تستعد لمساعدة القوات البحرية الأمريكية، على تأمين جسر جزيرة (بوبيان).

(3) تستعد لمساعدة قوات المنطقة الشرقية، على تطهير مدينة (الجهراء) وتأمينها، عند الحاجة.

(4) تنسق العمليات البرية مع مركز القيادة المتقدم، في المنطقة الشمالية.

(5) تستعد لتقديم فِرق المشورة، والتدريب، وضباط الاتصال، لمساعدة باقي القوات على عمليات تطهير حقول الألغام وإزالة الموانع.

(6) تستمر في الدفاع عن المرافق النفطية في (أبقيق).

(7) يستمر قائد القوات البرية، في ممارسة السيطرة العملياتية، على وحدات الشؤون المدنية في المسرح، وإدارة العمليات النفسية، وعمليات الشؤون المدنية، لمساندة الحكومة الكويتية. وكذلك، تقدم المساعدة اللازمة في مجال الشؤون المدنية لكلٍّ من قوات المنطقتين الشمالية والشرقية وقوات مشاة البحرية، حسب الحاجة.

(8) يستمر قائد القوات البرية في ممارسة "القيادة عدا السيطرة العملياتية" على قوات العمليات الخاصة في المسرح.

(9) تستمر في تقديم الإسناد القتالي، والإسناد الإداري إلى كافة القوات الأمريكية في المسرح، طبقاً للإجراءات المتفق عليها بين الأفرع الرئيسية الأمريكية.

(10) تستمر في تشغيل الموانئ، حسب الحاجة.

(11) تستعد لتشغيل موانئ الشعيبة، والشويخ، في الكويت.

(12) يُحتفظ بفِرقة ثقيلة مدعمة (-) كاحتياطي، وتدفع إلى الاشتباك، بعد تصديق قائد القوات المركزية.

(13) تنسق وتدير العمليات القتالية للمنطقة الخلفية المشتركة، وتكون مستعدة للرد السريع على التهديدات، الموجهة ضد المنشآت الحيوية والمناطق المحددة الأخرى، خاصة في الدمام، والظهران، وابقيق.

(14) تستمر في تنفيذ مسؤولياتها حيال الأسري، الذي تأسرهم القوات الأمريكية، طبقاً للاتفاقات النهائية بين القوات المتحالفة.

(15) تجهز وحدات إزالة المتفجرات، لتتعامل مع المواد الخطرة.

(16) تنسق مع قوات المنطقة الشرقية، وقوات مشاة البحرية، والقوات الصديقة الأخرى، لدخول القوات، الفرنسية والبريطانية، الكويت، لإعادة احتلال سفارتَيهما.

(17) تستعد للمشاركة في تنفيذ الإصلاحات الضرورية للبِنية الأساسية الكويتية الهامة (مثل الخدمات، خطوط الاتصالات ... إلخ).

ب. في حالة الانسحاب العراقي الجزئي من الكويت (أُنظر خريطة واجبات القوات المشتركة في الانسحاب الجزئي)

تنفذ الواجبات الواردة في الفقرة السابقة، عدا الفقرات الفرعية: (1)، (2)، (3)، (5).

2. القوات الجوية المركزية الأمريكية

أ. في حالة الانسحاب العراقي الكلي من الكويت

(1) تستمر في الدفاع عن المملكة العربية السعودية.

(2) تكثف الاستطلاع الجوي للكويت، لتحديد مواقع المعتدي، أثناء انسحابه.

(3) تحقق السيادة الجوية على المناطق، التي أخلتها القوات العراقية.

(4) تستعد لتنفيذ مهام التحريم الجوي والإسناد الجوي القريب، وعمليات النقل الجوي، في الكويت والمملكة العربية السعودية، حسب التوجيه.

(5) تستمر في تنفيذ العمليات الجوية المضادّة.

(6) تستمر في دعم إمكانات القوات الجوية السعودية، في مجالَي الاستطلاع والمراقبة.

(7) تستمر في إلحاق أطقم السيطرة الجوية التكتيكية على الوحدات الأمامية.

(8) تستعد لتشغيل قاعدة "علي السالم" الجوية.

(9) تستعد لمساعدة قوات المنطقة الشرقية، على تشغيل مطار الكويت الدولي.

(10) تستعد لمساعدة قوات مشاة البحرية المركزية الأمريكية، على تشغيل قاعدة "أحمد الجابر" الجوية.

(11) تنسق مع القوات الأمريكية المعنية، والقوات السعودية، لتحقيق تكامل العمليات الجوية.

(12) تستعد لتوفير دفاعات جوية أرضية، ودفاعات مضادّة للصواريخ التكتيكية الباليستية، حسب الأولويات، التي تحددها القيادة المركزية.

ب. في حالة الانسحاب العراقي الجزئي من الكويت

(1) تنفذ كافة الواجبات الواردة في الفقرة السابقة، عدا الفقرة الفرعية (3).

(2) تستعد لمساعدة قوات المنطقة الشمالية، على تشغيل قاعدة "علي السالم" الجوية.

3. القوات البحرية المركزية الأمريكية (في حالتَي الانسحاب العراقي، الكلي أو الجزئي)

أ. تنسق مع القوات البحرية السعودية، لضمان تكامل العمليات البحرية.

ب. تستمر في تنفيذ عمليات المراقبة البحرية، وحماية السفن، وحرية الملاحة، في الخليج العربي، وخليج عُمان، والبحر الأحمر، وخطوط المواصلات البحرية في خليج عدن.

ج. تستمر في تنفيذ عمليات اعتراض السفن المتجهة إلى العراق.

د. تستعد لتنفيذ عمليات الاستطلاع الجوي، وتحقيق السيادة الجوية على الكويت والخليج العربي والبحر الأحمر.

هـ. تستعد لتنفيذ عمليات برمائية في الجزر الكويتية، حسب الأولويات التالية: فيلكا، بوبيان، وربة.

و. عند صدور الأمر، تنفذ عمليات إزالة الألغام وتطهير، سواحل الكويت.

ز. تستعد لتنفيذ عمليات بحرية خاصة، لمساندة القوات الصديقة، في الكويت.

ح. تستمر في تنسيق استخدام القوات البحرية المساندة.

ط. تستمر في حماية المنشآت الحيوية، في جزيرتَي فتح وداز، في دولة الإمارات العربية المتحدة.

ي. تستعد لإسناد العمليات العسكرية، في الكويت.

ك. تستعد لتوسيع السيطرة على عمليات الرقابة البحرية للسفن، في المياه الإقليمية الكويتية، وتنسق هذه العمليات مع القوات البحرية السعودية.

ل. تستعد لمساعدة القوات البرية الأمريكية، على تشغيل الموانئ.

م. تكون مستعدة لتأمين السفارة الأمريكية، في مدينة الكويت.

4. قوات مشاة البحرية المركزية الأمريكية (في حالتَي الانسحاب العراقي، الجزئي أو الكلي) (أُنظر خريطة واجبات القوات المشتركة في الانسحاب الكلي) و(خريطة واجبات القوات المشتركة في الانسحاب الجزئي)

أ. التحرك إلى الكويت وتأمين حقل نفط (الوفرة)، وقاعدة "أحمد الجابر" الجوية، ومحطة الاتصالات اللاسلكية المجاورة. وتساعد قوات المنطقة الشرقية على تطهير الجهراء ومدينة الكويت وتأمينهما.

ب. تستعد لإلحاق مستشارين، وأطقم تدريب وضباط الاتصال، لمساعدة القوات المتحالفة على إزالة حقول الألغام، وفتح الثغرات في العوائق.

ج. تستعد لتشغيل قاعدة "أحمد الجابر" الجوية.

د. تستمر في حماية المنشآت النفطية المهمة، ومنشآت الميناء المجاورة، في الجبيل.

هـ. تنفذ مهام الإسناد الجوي القريب، والعمليات الجوية المضادّة، وعمليات التحريم الجوي، عند الطلب.

و. تستمر في إلحاق أطقم الإسناد النيراني (ANGLICO)، على الوحدات الأمامية.

ز. تنسق العمليات البرية، مع قائد مركز القيادة المتقدم لقيادة القوات المشتركة، في المنطقة الشرقية.

ح. تكون مستعدة لتأمين السفارة الأمريكية، في مدينة الكويت.

5. قوات العمليات الخاصة (في حالتَي الانسحاب العراقي، الكلي أو الجزئي)

أ. تنفذ عمليات الاستطلاع الخاصة، وعمليات المراقبة الإلكترونية، لانسحاب القوات العراقية من الكويت.

ب. تخطط استخدام العمليات النفسية، لإسناد العمليات الخاصة، في الكويت.

ج. تستمر في تنفيذ الاستطلاع الخاص وعمليات المراقبة الإلكترونية، لإسناد العمليات الدفاعية عن المملكة العربية السعودية.

د. تستمر في تنفيذ عمليات البحث والإنقاذ، حسب التوجيه.

سادساً: الملحق (ب) الاستخبارات، في خطة العمليات المشتركة، لاستعادة الكويت والدفاع عنها، ويشمل:

1. تقدير الموقف المحتمل في دولة الكويت ومدينة الكويت، عند تنفيذ هذه العمليات

أ. تعرضت بِنية الكويت الأساسية لتدمير شديد، نتيجة للاحتلال العراقي. وعلى الرغم من أن الصور الجوية، لا توضح التدمير الخارجي الشديد في الأبنية، إلاّ أن التقارير الواردة من المصادر البشرية، تشير إلى أن أجزاء عديدة من المدينة غير صالحة للحياة، نتيجة للنهب وتدمير بِنية الخدمات الأساسية.

ب. تشير مصادر التقارير إلى أن العراقيين نهبوا المستشفيات والمساجد والمدارس والمصانع والمتاجر ومرافق الموانئ ومنازل المواطنين، حتى إشارات المرور. وفُككت رافعات التحميل ذات قدرة (50 طناً)، في أحد مرافق الميناء، ونُقلت إلى العراق.

2. المياه

أ. مصادر المياه

(1) تعتمد الكويت، بنسبة كبيرة، تصل إلى (90.5%)، من حاجاتها من المياه العذبة، على محطات التحلية. وتخلط المياه الجوفية المالحة بنسبة 9.4%، والمياه الجوفية العذبة بنسبة 0.1%، لتحسين المذاق، ولزيادة المياه الصالحة للاستخدام اليومي، والمقدرة بنحو (195) مليون جالون. وتستخدم شبكة توزيع ثانوية مستقلة، للمياه المالحة للري، والصناعة، ومكافحة الحرائق، والمرافق الصحية. وتُعدّ كمصدر تعويض المخزون من مياه التحلية، عند الحاجة.

(2) المخزون: تقدر كمية المخزون من المياه العذبة بمليونين و72 ألف جالون. وطبقاً لقيود الاستخدام المفروضة، فإن هذا المخزون، يكفي لمدة تراوح بين 20 و120 يوماً.

(3) محطات التحلية: يوجد في الكويت (6) محطات تحلية، في أربعة مواقع، توفر جميع كميات المياه المحلاة. وتوجد محطات تحلية صغيرة، خاصة بشركات النفط، تنتج ما بين 4 و6 ملايين جالون، يومياً، للاستخدام الصناعي. وفيما يلي محطات التحلية الرئيسية (ولا تُعرف الحالة الراهنة لهذه المحطات. ولا يتوقع أن تكون هذه المحطات عاملة عند تنفيذ هذه الخطة):

(أ) محطة الدوحة (شمالاً وغرباً)، تنتج 166.8 مليون جالون، أو ما يقارب 52% من إجمالي الإنتاج.

(ب) محطة رأس الزور، تنتج 57.6 مليون جالون، أو ما يقارب 18% من إجمالي الإنتاج.

(ج) محطة الشعيبة، تنتج 52.8 مليون جالون، أو ما يقارب 17% من إجمالي الناتج.

(د) الشويخ، تنتج 38.4 مليون جالون، أو ما يقارب 12%، من إجمالي الناتج.

3. حقول النفط

أ. تشير التقارير إلى أنه تم، فعلاً، تلغيم كل رؤوس آبار النفط الكويتية، في منطقة حقل (البرقان) والآبار الأخرى غربي الكويت، بالمتفجرات. ولقد وُضعت هذه المتفجرات حول الصمامات السفلية لأنابيب رأس البئر. وتتكون هذه المتفجرات من (40) رطلاً من مادة (C-4)، مزودة بغطاء تفجير كهربائي. كما غُطيت عبوة التفجير بأكياس من الرمل. وتمتد خطوط أسلاك التفجير ما بين 400 و500 م، إلى حفرة الحريق لكل رأس بئر. ولكنها لم توصل، حالياً، بجهاز التفجير الثابت. (حفرة الحريق هي حفرة صغيرة، مصممة لتستوعب كمية قليلة من الزيت، الواصلة، أصلاً، من أنبوب رأس البئر، خلال عملية الصيانة). ترابط وحدة مهندسين عراقية، في منطقة تجمع الآبار الرئيسية، لتنفيذ مهمة التدمير المذكورة. وعند إجراء أعمال الصيانة لرؤوس الآبار المذكورة، يرافق المهندسون طاقم الصيانة، ويبطلون مفعول المتفجرات، قبل بدء العمل. وتشير تقارير المقاومة الكويتية، إلى أن المتفجرات موصولة بمرافق نفطية أخرى، مثل المصافي ومراكز المعالجة.

ب. إن النيران من حقل (البرقان)، الذي يبعد (30 كم) جنوب مطار الكويتي الدولي، ستولد طاقة حرارية شديدة، قد تحتاج إلى عدة أشهر لإخماد الحريق. ويتوقع خبراء النفط، أنه في حالة اشتعال آبار النفط، في أماكن قريب بعضها من البعض، فإن إخمادها، سيحتاج إلى عدة سنوات.

4. الخدمات الطبية

تشير التقارير الواردة من المصادر البشرية، إلى أن العراقيين صادروا عدداً كبيراً من المعدات الطبية، مثل أجهزة الأشعة، ومعدات التحليل، وأجهزة الحضّانات، وأجهزة العناية المركزة، وسحبوا غرف العمليات برمّتها وسرقوا بنوك الدم ومعداتها. ونتيجة لذلك، تشير التقارير إلى أن الكويتيين يتلقون علاجهم في عيادات بدائية بسيطة، في أقبية المنازل، التي لا تتهيأ فيها العناية الصحيحة للأشخاص شديدي المرض.

5. الخدمات الأخرى

العراقيون مستمرون بمصادرة الأطعمة من المواطنين، مشكلين بذلك نقصاً خطيراً في المواد الغذائية. إن الصحة العامة في الكويت، حالياً، هي مثار قلق واهتمام. فالماء والكهرباء مقطوعتان، بسبب نقص قطع الغيار والمواد الكيماوية، ونزوح العمال الأجانب المتخصصين، وغياب الكويتيين، إضافة إلى توقف نُظُم الاتصالات، في معظم مناطق الكويت.