العراق الكويت: الجذور الغزو التحرير - التخطيط لعملية "عاصفة الصحراء" (الخطة البرية)

من معرفة المصادر

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مقدمة

حقيقة، ليس هناك خط واضح، يفصل بين الدفاع، والهجوم في الحرب؛ إذ تتداخل المراحل، تخطيطاً وتنفيذاً. وتشير المصادر المختلفة إلى أنه، منذ غزو العراق الكويت، واتخاذ خادم الحرمَين الشريفَين قراره التاريخي، استدعاء القوات، الشقيقة والصديقة، والمخططون العسكريون، عاكفون على إعداد إستراتيجية هجومية، اشتملت، منذ البداية، على استخدام القوات الجوية بشكل متفوق، يحقق السيادة فوق مسرح العمليات الكويتي، ويضعف قدرة العراق القتالية، ويشلّ قيادته، ويدمّر "مراكز الثقل" فيه؛ وهو اصطلاح عسكري، شاع استخدامه، في ذلك الوقت.

وبالتحليل الكامل لهذه المراكز، أمكن تحديدها بثلاثة جوانب:

1. القيادة العليا، ومراكز القيادة والسيطرة.

2. القدرات الكيماوية والبيولوجية والنووية.

3. قوات الحرس الجمهوري.

بدأ الفريق "تشارلز هورنر"، وأركانه، بوضع خطة الحملة الجوية الإستراتيجية على العراق، في إطار من السرية والتكتم، والمنفصلة انفصالاً تاماً عن خطة الحملة البرية.

وعلى الرغم من أن الخطة العسكرية، كانت معقدة جداً، إلا أن مفهومها الأساسي، كان بسيطاً جداً. إذ تتركز الخطة على إيهام العراق، أن الهجوم الرئيسي، سيشن من الشرق، بينما يأتيه ذلك الهجوم من الغرب.

وواقع الأمر، أن الخطة، اشتملت على أربع مراحل منفصلة، ولكنها متداخلة، المراحل الثلاث الأولى منها، عُهد بها إلى القوات الجوية. أما المرحلة الرابعة، فتتعلق بالهجوم البري، من أجل تحرير الكويت.

المرحلة الأولـى

شن حملة إستراتيجية، جوية وصاروخية، على العمق الإستراتيجي بهدف شل القيادة العراقية، وتدمير مراكزها.

المرحلة الثانية

تحقيق السيادة الجوية، فوق مسرح العمليات الكويتي؛ وذلك بتدمير الدفاعات الجوية، وأنظمة القيادة والسيطرة العراقية.

المرحلة الثالثة

إضعاف قدرة العراق القتالية البرية، ووحداته الصاروخية، ومدفعيته المساندة بنسبة 50%، على الأقل؛ وقطع خطوط إمداده، وتدمير أنظمة القيادة والسيطرة والاتصالات، بوساطة النيران الكثيفة من الجو.

المرحلة الرابعة

تحرير الكويت، بشن هجوم بري.

لا شك أن تغييرات جذرية، طرأت على الخطة، استدعت حشداً وتوازناً في حجم القوات، مما حدا بالرئيس الأمريكي على إعلان قراره، في الثامن من نوفمبر 1990، بإرسال تعزيزات جديدة ضخمة إلى المسرح.

فأوضح، بذلك، أن الولايات المتحدة الأمريكية، جادة في تحقيق أهدافها، وأهداف المجتمع الدولي؛ وأنه ينوي زيادة حجم القوات الأمريكية المشاركة، ليتوافر لدى القوات المتحالفة القدرة على اختيار "البديل الهجومي"، إذا ما دعت الضرورة.

كانت التعزيزات العسكرية الأمريكية، هائلة حقاً؛ إذ شملت الفيلق السابع كله، الذي نقل من أوروبا إلى الخليج. وهكذا، أصبحت القوات البرية الأمريكية، التي حُشِدت لتحرير الكويت، تضم فيلقَين أمريكيَّين كاملَين (الفيلق الثامن عشر المحمول جواً، والفيلق السابع)، فضلاً عن قوات مشاة البحرية. إضافة إلى حجم قوات آخر من الدول الأخرى، والذي يتشكل من فِرقة مدرعة بريطانية؛ وفرقة فرنسية خفيفة؛ وجيش ميداني مصري، مكون من فرقتَين ووحدات إسناد قتالي وفوج قوات خاصة؛ وفرقة سورية، معها فوج مغاوير، وعدد من الألوية السعودية؛ والوحدات الخليجية والمغربية. وعلى الجانب الآخر، بدأ العراق يركز في استعداداته الدفاعية في مسرح العمليات الكويتي، من خلال إنشاء نظام دفاعي متكامل، يعتمد على النقط القوية الحصينة، والتجهيزات الهندسية، للمعدات والأسلحة، خاصة الدبابات، وناقلات الجُند المدرعة، وقِطع المدفعية. كما أعدّت القيادة العراقية العمق الإستراتيجي، لكي يتحمل الضربات الجوية العنيفة، ولمدة طويلة. (خريطة القوات العراقية قبل العمليات البرية)، توضح أوضاع القوات العراقية في مسرح عمليات الكويت، في 3 فبراير 1991.

وبعد أن حصّنت القوات العراقية دفاعاتها، في الكويت، رفض الرئيس صدّام جميع المحاولات، للتوصل إلى حل سياسي، يؤدي إلى انسحاب قواته منها. لم يكن هناك بد، أمام القوات المتحالفة، سوى الإعداد، بشكل جدي، لشن عمليات هجومية.

كان من شأن عمليات الخداع، والهجمات الخداعية، أن تُجبر القوات العراقية على البقاء متركزة في جنوب شرقي الكويت، خشية هجوم برمائي، تشنه قوات مشاة البحرية على ساحل الكويت. وهذا ما نجح الأمريكيون في ترويجه، عندما نفذوا تدريبات تجريبية على الإنزال البحري، في عُمان، وسُرِّبت أنباء هذه التدريبات إلى اليابان، على أمل أن يلتقطها السفير العراقي لدى طوكيو.

وخلال هذا الفصل ستُستعرض خطة "عاصفة الصحراء" البرية، من خلال الآتي:

1. مراحل تطور عملية التخطيط لعملية "عاصفة الصحراء".

2. خطة العمليات المشتركة، "عاصفة الصحراء".

3. خطة العمليات المشتركة للدفاع عن الكويت، والمملكة العربية السعودية (22 فبراير 1991م).


المبحث الأول

مراحل تطور عملية التخطيط لعملية

"عاصفة الصحراء"

أولاً: الأهداف الإستراتيجية للعملية الهجومية الإستراتيجية

بدأت مجموعة التخطيط بدراسة وتحديد الأهداف الإستراتيجية، للعملية الهجومية الإستراتيجية، والتي تحددت بناء على الأهداف السياسية - العسكرية، وقوامها: عزل السلطة المركزية للقيادة والسيطرة العراقية، عن قواتها في مسرح عمليات الكويت؛ وإخراج القوات المسلحة العراقية من الكويت؛ وتدمير قوات الحرس الجمهوري العراقي؛ ثم القضاء على نظام الصواريخ الباليستية، وقدرات أسلحة الدمار الشامل؛ وأخيراً المعاونة على إعادة حكومة الكويت الشرعية إلى السلطة.

وبناء على الأهداف السياسية ـ العسكرية السابقة، تحددت ستة أهداف إستراتيجية، لتنفيذ العملية الهجومية الإستراتيجية، "عاصفة الصحراء"، والتي تمثلت في تدمير قدرة العراق العسكرية على شن الحرب، ثم تحقيق السيادة الجوية، والمحافظة عليها طوال العملية الهجومية. يلي تحقيق هذه السيادة الانتقال إلى الأهداف الثلاثة التالية، والتي تتمثل في شل نظام الإمداد العراقي، وقطع خطوط إمداده، مع تدمير قدراته على إنتاج وتخزين، واستخدام أسلحة الدمار الشامل (النووية ـ الكيماوية ـ البيولوجية). ثم يأتي هدف أساسي لتدمير مركز ثقل القيادة العراقية، وهو تدمير قوات الحرس الجمهوري، التي يعتمد عليها الرئيس العراقي، كلية، في مساندة نظام حكمه، سياسياً وعسكرياً. ثم يأتي بعد ذلك الهدف الأخير من الحملة، وهو تحرير مدينة الكويت بوساطة القوات العربية.

واستلزم، قبل تنفيذ هذه الأهداف، القيام بعدة إجراءات تستهدف:

1. في بدايتها التأثير النفسي في القوات العراقية؛ إذ إن ذلك سيؤدي إلى خفض الروح القتالية للقادة والجنود العراقيين، والذي يمكن أن يؤدي إلى انهيار كامل في قدرات القوات على الاستمرار في القتال، وهو أمر سيسهل كثيراً من نجاح العملية الهجومية.

2. تنفيذ الخداع العملياتي، من أجل تثبيت قوات الحرس الجمهوري، وعدم تدخّلها في معركة الكويت. ويمكن أن يتأتى ذلك من خلال قيام قوات العمليات الخاصة، وقوات مشاة البحرية بتنفيذ التضليل، والتظاهر، مع الإتيان بأنشطة مساندة أخرى، لتهديد البصرة، وتهديد القوات العراقية، من الشرق، ومن الجنوب، وجعل القوات العراقية تركز جهودها الرئيسية في المناطق الشرقية من الكويت.

3. موضوع الإسناد الإداري. لقد وضح أمام قيادة التحالف، أن التحدي الحقيقي، الذي يواجهها، خلال عملية "عاصفة الصحراء"، هو القدرة على استمرار تقديم الإسناد الإداري إلى هذه القوات، خلال العملية كلها.

كان لا بد من توفير وتخزين إسناد إداري، يكفي القوات لمدة 60 يوماً. وهو قرار أضاف أعباء هائلة على وحدات الإمدادات والتموين، وكلف مليارات الدولارات، وكان لا بد من إنشاء قواعد إدارية متقدمة لهذا الغرض، خاصة ما يتعلق بالإمداد بالذخيرة، والوقود. ومع التخطيط الجيد، يمكن القول إن حرب الخليج، كانت جنة لرجال التكتيك من قوات التحالف، ولم تكن جحيماً، على الإطلاق، لرجال الإمداد والتموين، بل كانت أيضاً جنة لهم. فالإمدادات وفيرة، والتموين سخيّ. فهي، بالتأكيد، الحرب الأولى في التاريخ، التي لم يفقد الجنود، خلالها، وجبة طعام واحدة!.

4. إجراءات استلزمت تحسين القيادة والسيطرة والاتصالات، والحرب الإلكترونية، مع الاستعداد للدفاع ضد استخدام القوات العراقية للأسلحة الكيماوية، وصواريخ أرض/ أرض الباليستية. وأخيراً، ومن أجل الارتفاع بمستوى كفاءة القوات في خوض المعركة المقبلة، كان لا بد من التركيز في التدريب، من خلال التمارين المشتركة، والتنسيق بين القوات السعودية، والقوات الشقيقة والصديقة، ورُكِّز في التدريب على الدور العملياتي المنتظر لكل وحدة، وأن يجري في أرض، وتجهيزات مشابهة، ومُعَدّة بما يلائم ما أعدته القوات العراقية من تجهيزات. وبذلك، يتحقق شيء من الواقعية.

ثانياً: التخطيط لعملية عاصفة الصحراء

كان هناك جدل كبير في عملية التخطيط لعملية "عاصفة الصحراء"، خلال مراحلها الأولى، منذ شهر أكتوبر 1990، من أجل التوصل إلى أفضل أسلوب لمهاجمة المواقع العراقية. فقد عرض رئيس أركان القيادة المركزية، في بداية شهر أكتوبر، في البنتاجون، خطة شوارتزكوف الأساسية للهجوم، على وزير الدفاع الأمريكي، كما عرضها، في البيت الأبيض، على الرئيس بوش، ونائبه، دان كويل، وروبرت جيتس، رئيس الاستخبارات المركزية الأمريكية، وبرينت سكوكروفت، مستشار الأمن القومي.

وكانت تلك الخطة تقضي بالبدء بحملة جوية، يعقبها هجوم بري، بالمواجهة ليلاً، على المواقع العراقية، بواسطة فيلق واحد، بهدف احتلال الأراضي المرتفعة، الواقعة شمال غرب مدينة الكويت. ومن الواضح، أن هذه الخطة رُفضت؛ لأنها تؤدى إلى حدوث خسائر عالية، نتيجة اتِّباع الهجوم بالمواجهة، مع احتمال قيام العراقيين بشن هجوم مضاد، أو تنفيذ ضربة إجهاض، مما يفقد التحالف توازنه.

ويقال إن سكوكروفت، سأل ممثلي القيادة المركزية: "لِمَ الإصرار على الهجوم بالمواجهة، والاختراق من الوسط؟ لِمَ لا تتبعون أسلوب الالتفاف؟".

ونتيجة لهذه الاعتراضات، أصدر تشيني أوامره إلى المخططين، بدراسة، البديل الآخر للهجوم وتطويره، وهو "الالتفاف على القوات العراقية، وتطويقها عبر الصحراء الغربية للعراق".

كان تطبيق هذه الإستراتيجية، يستلزم توفير أكثر من فيلق أمريكي. لذلك، حضر الجنرال كولن باول إلى الرياض، في 21 ـ 22 أكتوبر 1990، ليتناقش مع شوارتزكوف في شأن حجم القوات الأمريكية اللازمة لتنفيذ المهمة بنجاح. عندئذ، أقنعه شوارتزكوف بحاجته إلى إشراك فيلقَين في تلك العملية. وفي 31 أكتوبر 1990، وافق الرئيس بوش على الانتشار الجديد للقوات الأمريكية، والتي اشتملت على الفيلق السابع، الذي نقل من ألمانيا إلى الخليج، وانيطت به مهمة الهجوم الرئيسي على عمق الدفاعات العراقية، وتدمير قوات الحرس الجمهوري. إضافة إلى ذلك، شملت التعزيزات الأمريكية الفرقة الأولى المشاة الآلية، وفرقة أخرى من مشاة البحرية، وثلاث حاملات طائرات إضافية، و400 طائرة مقاتلة.

كان نجاح هذه الخطة، يتوقف، إلى حدٍّ كبير، على نجاح العملية الجوية، لاستنزاف القوات العراقية، وخفض قدراتها القتالية، والانتهاء من الحملة البرية بسرعة، واستسلام القوات العراقية، لتجنب حرب استنزاف طويلة. وفي الوقت نفسه، كان يجب على خطة الحملة البرية، أن تحقق تفوقاً ملائماً لمصلحة المهاجم، مع تحقيق أعلى معدل للهجوم، وتفادي المواقع الحصينة، والالتفاف والتطويق على نطاق واسع، وحصار تجميع القوات العراقية المدافعة، في الكويت، وعزلها عن الاحتياطيات الإستراتيجية العراقية.

وفي 19 ـ 20 ديسمبر 1990، عُرضت خطة الحملتَين، الجوية والبرية، على الرئيس الأمريكي، الذي وافق عليهما. وتقرر أن تكون القوات جاهزة للتنفيذ، إذا ما رفض صدام الانسحاب من الكويت، قبل 15 يناير 1991.

ثالثاً: تطور التخطيط للحملة البرية لعملية عاصفة الصحراء

1. التخطيط الأول للعمليات الهجومية البرية (أُنظر خريطة خطة الهجوم بفيلق واحد)

اعتمدت فكرة الحملة البرية، في أول الأمر، على أن تنفذ بفيلق واحد، ليلاً. وكان المطلوب، في هذه الحالة، تركيز كل القدرات القتالية في شريحة ضيقة من الأرض، وفي أضعف نقطة في الدفاعات العراقية؛ من أجل تحقيق نجاح سريع في اختراق الدفاعات العراقية. (أُنظر خريطة خطة الهجوم بفيلق واحد)، توضح خطة استخدام فيلق واحد، في تنفيذ الحملة البرية.

كان هدف الهجوم، هو منطقة الأراضي المرتفعة، في المنطقة المجاورة للجهراء، وكذا مدينة الكويت، وقطع الطريق الرئيسي، شمال مدينة الكويت؛ ثم التقدم، بسرعة، تجاه قوات الحرس الجمهوري، للوصول إلى الهدف النهائي.

وحتى يتحقق ضمان نجاح هذا الهدف، كان لا بد من تدمير 50% من قوة التشكيلات البرية العراقية، من خلال العملية الجوية، من أجل خفض قدراتها القتالية. وكان لا بد أن تنتهي الحملة البرية بسرعة، تجنباً لحرب استنزاف طويلة.

وعلى الرغم من أن الخطة بدت مقبولة، وسهلة، إلا أن التحفظات، التي أثيرت حولها، كانت عديدة، خاصة أن الهجوم سيكون بالمواجهة، وضد حزام الموانع العراقية، والمواقع المجهزة.

وتركزت الخطة الأولى، باستخدام فيلق واحد، على الآتي:

· عزل مسرح الكويت، بالقوات الجوية، وإحداث تدمير، يصل إلى نسبة 50% في القوات المدرعة العراقية خاصة، والقوات البرية عامة.

· تحقيق نسبة تفوق عددي، على شريحة محددة من الأرض، ضد القوات العراقية، التي لم تدمَّر بعد.

· أن يسبق الهجوم عمليات جوية مركزة، وشاملة، لمدة أسبوعين، يتبعها تقدم عبر الحدود الجنوبية، من خلال الانطلاق نحو الشمال الشرقي، داخل الخط الدفاعي العراقي، ثم تغيير الاتجاه شرقاً، متخذة تشكيل قتال منفرج الساقَين تجاه الطريق السريع، الذي يتجه نحو البصرة، بعيداً عن مدينة الكويت، من أجل تحقيق هدفين:

الهدف الأول: تأمين الحدود الشمالية للكويت مع العراق.

الهدف الثاني: سرعة عزل قوات الحرس الجمهوري العراقي، قبل أن تدرك طبيعة وهدف العمليات الهجومية للقوات المشتركة بصفة عامة، وللفيلق الأمريكي خاصة.

تشكيل العملية، في حالة استخدام فيلق واحد

· في اتجاه الهجوم الرئيسي للعملية

الفيلق 18 الأمريكي، متخذاً تشكيل قتاله في (نسق واحد، واحتياطي، وقوات تأمين)، كالآتي:

ـ في النسق الأول

الفرقة 24 المشاة الآلية، والفرقة الأولى الفرسان المدرعة، على أن يدفع الفوج الثالث الفرسان المدرع إلى العمل كمفرزة متقدمة للفيلق.

ـ في الاحتياطي

الفرقة 101 الاقتحام الجوي، بالتعاون مع وحدات المشاة البحرية.

ـ قوات تأمين

الفرقة 82 الإبرار الجوي، تؤمن خطوط مواصلات القوات المتحالفة، وكذا الجانب الأيمن لها.

· في اتجاه المنطقتين، الشرقية والشمالية

القوات العربية والإسلامية، بقيادة قائد القوات المشتركة.

لم يكن شوارتزكوف واثقاً من جدوى استخدام فيلق واحد لتنفيذ المهمة، لعدة أسباب:

أ. أن الهجوم سيكون ضد مواقع مجهزة، وبالمواجهة، وضد قلب دفاع القوات العراقية.

ب. أنه بغض النظر عن سرعة الخطة، كان الأمر يحتاج إلى قوات إضافية، لتحقيق مقارنة مناسبة في القوات، لشن عمليات هجومية ناجحة.

ج. التوقعات لحدوث خسائر بشرية كبيرة، حتى مع كل ما هو متيسر لدى قوات التحالف من تقدم تكنولوجي، والحصول على المبادأة، وتحقيق السيطرة الجوية، ولكن مقترح استخدام فيلق واحد، كان يعني أن القوات ستتكبّد خسائر كبيرة، لتحقيق النجاح المطلوب.

د. إذا ما ساءت الأمور، قد تضطر القوات المهاجمة إلى التوقف، وحماية نفسها، وإعادة تنظيمها. وإن مثل هذا التوقف، خلال مرحلة تنفيذ العمليات، يعني أن المهمة قد تعرضت للفشل. لذا، لم يكن شوارتزكوف، وقيادته، يفضلان هذا المقترح. ولكن كان هناك عوامل ضاغطة من واشنطن، من أجل وضع خطة هجومية باستخدام فيلق واحد.

2. التخطيط الثاني للعمليات الهجومية البرية (أنظر خريطة خطة الهجوم بفيلقين)

في العاشر من أكتوبر 1990، توجه رئيس أركان القيادة المركزية، الجنرال "جونستون"، في صحبة بعض أفراد طاقم التخطيط، إلى واشنطن، حيث قدّم إيجازاً إلى ديك تشيني، وزير الدفاع، وكولن باول، رئيس هيئة الأركان المشتركة، في البنتاجون.

وفي اليوم التالي، توجهت المجموعة إلى البيت الأبيض، ولخصت فكرة العملية للرئيس الأمريكي. وانتهى الاجتماع، بعد مناقشات عديدة، إلى الآتي:

· الموافقة على القسم الجوي من الخطة (الحملة الجوية)، من دون مناقشة.

· أمّا القسم الثاني، الخاص بالهجوم البري، فقد آثار بعض الجدل. ولكن جونستون حدثه، في نهاية الاجتماع، أن النجاح لن يكون مضموناً تماماً، من دون دعم قوات التحالف بفيلق إضافي؛ على أن يصل هذا الدعم، ويكون جاهزاً للعملية، خلال ثلاثة أشهر، على الأكثر.

ومن هنا، بدأت تبرز إلى السطح فكرة الحاجة إلى الفتح الإستراتيجي لفيلق إضافي في المسرح. (أنظر خريطة خطة الهجوم بفيلقين)، توضح خطة استخدام فيلقان، في تنفيذ الحملة البرية.

وتركزت الخطة الثانية (استخدام فيلقين في الهجوم)، على الآتي:

أ. هدف فكرة الهجوم بفيلقَين

عند شن الهجوم بفيلقَين، يمكن أن تحقق الخطة عدة نتائج، هي:

(1) تحقيق مقارنة مناسبة للهجوم.

(2) تحقيق معدل هجوم أعلى.

(3) إمكان تفادي المواقع الحصينة، والالتفاف لتطويق وحصار تجميع القوات العراقية المدافعة، في الكويت، وعزلها عن الاحتياطيات الإستراتيجية العراقية، مع إحكام تحقيق المفاجأة.

ولكن، كان يعيب هذه الخطة طول خطوط الإمداد، مع إمكان تعرّض الأجناب للهجمات والضربات المضادة.

ب. أهمية استخدام فيلقين في الهجوم

بعد عودة مجموعة التخطيط من واشنطن إلى الرياض، في 15 أكتوبر 1990، أصدر الجنرال شوارتزكوف تعليماته، لبدء التخطيط على أساس وجود فيلقَين في الهجوم. وعلى هذا، أصبح لدى مجموعة التخطيط الإمكانات لوضع الافتراضية الملائمة.

وبطبيعة الحال، كان هناك العديد من العوامل والخطوط العريضة، أمام مجموعة التخطيط، يجب وضعها في الحسبان:

(1) دراسة طبيعة دفاعات الجانب العراقي، بشكل جيد. وكذا قدراته القتالية، ونواياه، وتحديد نقاط القوة والضعف لديه.

(2) تحقيق السيطرة الجوية، من أجل تأمين التحركات، والمناورة بالقوات، مع العمل على خفض القدرات القتالية للقوات العراقية المدرعة، والمشاة الآلية، إلى النصف.

(3) اختيار عناصر القوات البرية العراقية، التي يُشتبك معها في قتال مباشر، مع تركيز الجهود الرئيسية لقوات التحالف، في اتجاه، يحقق تدمير الدفاعات العراقية في الكويت، وعزل قوات الحرس الجمهوري.

(4) استبعاد عمليات الإبرار البحري من خطة التنفيذ. ولكن توضع في خطة الخداع الإستراتيجي، من أجل إيهام القيادة العراقية بجدية تنفيذ أعمال الإبرار البحري، على الساحل الكويتي، مما سيؤدي إلى تثبيت 7 فرق عراقية كاملة، مخصصة للدفاع عن الساحل.

(5) تخطيط عمليات الإبرار الجوي بالأسلوب، الذي يضمن تأمينها في الصحراء المفتوحة، من أجل تجنيبها مواجهة هجمات القوات المدرعة العراقية المحتملة، والتي لديها القدرة على المناورة السريعة.

كان من الواضح، أن الخطة تحتاج إلى قوات مدرعة ثقيلة، لمواجهة الوحدات المدرعة العراقية، المسلحة بدبابات حديثة. لذا، كان من الضروري وضع الفيلق الجديد، بقدراته المدرعة، في اتجاه الجهود الرئيسية؛ وأن يكون هدفه الرئيسي، هو تدمير مدرعات تشكيلات الحرس الجمهوري العراقي، أحد مراكز الثقل. وحتى يتحقق ذلك، فلا بد أن يكون لدى الفيلق الجديد ثلاث فرق ثقيلة، على أقل تقدير. وبغض النظر عن احتمال تمكّن القوات الجوية من تدمير 50% من القوات البرية العراقية، فإن قوات التحالف، كان يجب عليها أن تفوق، عددياً، على الجانب العراقي، بنسبة 2 : 1.

والواقع أن الخيار الجديد، والذي يؤدي إلى تقدم القوات مئات الكيلومترات داخل الصحراء، وضع الإداريين أمام مشاكل عديدة، كان يجب التخطيط المسبق لها، وإلا كانت النتيجة هي الفشل[1]. ومع ذلك، فإن وجود فيلق ثان، قد مكن من إيجاد فرص عديدة، لتحقيق خفة حركة، ومناورة واسعة، توافرت، بالفعل، لدى القوات المدرعة الأمريكية.

وفي 17 أكتوبر 1990، بدأ الجنرال شوارتزكوف يرفع الستار عن السرية المحيطة بعملية التخطيط، فعرض على كلٍّ من قائد القوات البريطانية، الجنرال بيتر دي لا بيليير، وقائد القوات الفرنسية، فكرة الهجوم باستخدام فيلق واحد، وباستخدام فيلقَين. وأبديا ارتياحهما لفكرة الهجوم باستخدام فيلقَين، ما دام الالتفاف سيكون عميقاً، غرب وادي الباطن، متجنّباً القوات العراقية الثابتة، والأحزمة الدفاعية الكثيفة.

وكان لهما عدد من الملاحظات، يمكن إيجازها في الآتي:

· أهمية الخداع الإستراتيجي، التي يمكن أن تحدث التوازن العام داخل المسرح، إذا تحقق النجاح في خداع العراقيين عن الاتجاه الحقيقي للهجوم.

· أهمية العمليات النفسية، التي يمكنها، إذا أديرت بنجاح، أن تؤثر في القدرات القتالية العراقية.

· أهمية إنشاء قواعد إمدادات وتموين في عمق الصحراء، جهة الغرب، لإسناد العملية الهجومية بفيلقَين.

ج. فكرة الخطوط العامة للخطة

وضعت مجموعة التخطيط خطوطاً عامة لفكرة الاستخدام الإستراتيجي للقوات، تتلخص في الآتي:

(1) تنفيذ الهجوم الرئيسي، إلى الغرب من وادي الباطن بوساطة الفيلقَين؛ وأن يعمل الفيلق 18 غرب الفيلق الجديد، ويكون مسؤولاً عن قطع الطريق السريع الرقم (8)، جنوب نهر الفرات.

(2) أما الفيلق الجديد، فسيهاجم بين وادي الباطن من ناحية، والفيلق 18 من ناحية أخرى، في اتجاه الشمال الشرقي، من أجل تأمين الحدود الشمالية الكويتية ـ العراقية، مع الاستعداد لمهاجمة قوات فيلق الحرس الجمهوري العراقي.

(3) وضع مشاة البحرية الأمريكية في قطاع هجومي، بالقرب من اتجاه الهجوم الرئيسي، وإلى الشرق من وادي الباطن، حيث تنفذ عملية محدودة الهدف، يمكن، من خلالها، تأمين خطوط مواصلات القوات البرية الأمريكية.

(5) القوات المشتركة التابعة لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات، تهاجم بالمواجهة خط الجبهة الرئيسي، على طول الحدود الجنوبية الكويتية، ضد الدفاعات الرئيسية العراقية، وتندفع شمالاً، تجاه مدينتَي الكويت والجهراء.

(6) قوات الإبرار البحري، تظل محملة على متن السفن، من أجل الإيحاء بتهديد السواحل الكويتية، واستعدادها لعملية إبرار بحري على الساحل الكويتي، الأمر الذي سيؤدي إلى احتفاظ القيادة العراقية بعدد من الفِرق، للدفاع عن ذلك الساحل.

وبعد عرض الخطة العامة على الجنرال شوارتزكوف، وبعد أن دقق في اتجاه الضربات الرئيسية للفيلق الجديد، والفيلق 18، علق عليها، قائلاً: "نستطيع، الآن، أن نحقق الاندفاع العميق، والوصول إلى الطريق السريع الرقم (8)، وتهديد قوات الحرس الجمهوري العراقي وتدميرها". وأكّد ضرورة الاشتباك مع قوات الحرس الجمهوري العراقية، قبل التحرك لتأمين الحدود الشمالية الكويتية؛ وأن يكون تدمير هذه القوات تدميراً كلياً، هو أحد الأهداف العملياتية الرئيسية.

د. نقاط القوة التي تتحقق لقوات التحالف، لإنجاح الخطة

ولتحقيق أهداف هذه العملية، بحسم وسرعة، وبأقل خسائر في القوات، بُنِيَت الخطة على فكرة استخدام القوة الحاسمة (Decisive Force)، وذلك لتفادي عمليات الاستنزاف، التي كانت قد واجهتها القوات الأمريكية، في فيتنام؛ وأن تستغل عناصر القوة في القوات المتحالفة، ضد عناصر الضعف في القوات العراقية؛ وألاّ يسمح للعراق أن يفعل المثل. وعلى الرغم من أن القوات المتحالفة، كانت تعمل في مسرح، طبيعته معروفة للجانب العراقي، أكثر مما هي معروفة لها، كما أن ساحة المسرح ضخمة، الأمر الذي يجعل التأمين، المادي والإداري، صعباً، وعلى الرغم من أن مقارنة القوات كانت في مصلحة العراق ـ إلاّ أنه يمكنها استخدام عدد من نقاط القوة، والميزات التي تتأتى لها، وأهمها:

(1) مستوى التدريب أفضل كثيراً من مستوى تدريب القوات العراقية.

(2) التفوق التكنولوجي في التسليح.

(3) التفوق الجوي.

(4) قدرات الاستطلاع المتاحة، في الوقت الذي يمكن القول بأنها معدومة، بالنسبة إلى الجانب العراقي.

(5) التأثير النفسي والسياسي، لحشد هذا الحجم من القوات، ضد العراق.

هـ. اختيار الفيلق السابع

كان أمام هيئة الأركان المشتركة، في واشنطن، اختيار واحد من ثلاثة فيالق، ينتشر في مسرح العمليات، كالآتي:

(1) الفيلق الثالث

المتمركز في فورت هود، في ولاية تكساس. وكان هناك عدة اعتبارات تحد من اختياره، وهي:

(أ) للفيلق قوات موجودة، بالفعل، في المسرح. وهي الفرقة الأولى الفرسان المدرعة، والفوج الثالث الفرسان المدرع، واللواء الأول (Tiger) من الفرقة الثانية المدرعة. ومن ثَم، فإن جزءاً كبيراً منه مستخدم، بالفعل، مع الفيلق 18.

(ب) الوقت الطويل، الذي ستستغرقه القوات، عند نقلها من الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا من شأنه تأخير الهجوم.

(ج) لم يجرِ، بعد، إعادة تسليح بعض الفرق بدبابات (M1A1 Abrams) الحديثة.

(د) إن اللواء الجوي (اللواء السادس الفرسان الجوي)، التابع للفيلق، تَحمّل العديد من الخسائر في طائراته، خلال العاصفة، التي هبّت على فورت هود، عام 1989.

(2) الفيلقان الخامس والسابع

المتمركزان في ألمانيا. جاء اختيار أي منهما، لقرب المسافة بينهما وبين مسرح العمليات؛ إضافة إلى أن الظروف، أصبحت مواتية لنقل فيلق من ألمانيا، بعد انتهاء الحرب الباردة، ووحدة البلاد، وإزالة حائط برلين، وأمست وحدات وتشكيلات الفرسان الأمريكية في غير حاجة إلى تنفيذ أعمال الدوريات، على طول حدود دول حلف وارسو. كما كان كلٌّ منهما مجهزاً بالمعدات الحديثة، ويمكن نقله إلى منطقة الخليج في أسبوعين فقط، بدلاً من الحاجة إلى ما بين 4 و5 أسابيع، اللازمة لنقل الفيلق الثالث. لذا، كان الفيلقان متساويين، في الأفضلية.

وما رجّح استخدام الفيلق السابع، هو وجود خطة لجعله "غير عامل" (أي تخفيض قوّته)، ومن ثَم، عدم تأثر المسرح الأوروبي، في حالة تحركه خارجه. لذا، وقع الاختيار على انتشار هذا الفيلق، بقيادته ووحدات الإسناد، والفرقة الأولى المدرعة، والفرقة الثالثة المدرعة من الفيلق الخامس، وفرقة المشاة الأولى.

و. الموافقة على زيادة حجم القوات الأمريكية

عندما اجتمع الجنرال باول إلى الجنرال شوارتزكوف، في الرياض، في 22 ـ 23 أكتوبر 1990، وبعد استعراض الخطتَين الخاصتَين باستخدام فيلق واحد، أو فيلقَين، اقتنع باول بضرورة دعم المسرح بفيلق إضافي. ولكنه أكد في الوقت نفسه، ضرورة عدم فتح الفيلق الجديد في مواقع الهجوم، إلاّ في اللحظات الأخيرة، وقبل الهجوم مباشرة، من أجل إقناع العراقيين، أن الهجوم سيأتي مباشرة خلال الكويت، وليس من خلال عملية التفاف حول جناحهم الأيمن، في الغرب؛ إذ إن الفتح المبكر في مواقع الهجوم، سيؤدي إلى تحرك القيادة العراقية لقوات الحرس الجمهوري في الصحراء العراقية، من أجل مواجهة هجوم قوات التحالف.

وبعد عودة الجنرال باول من الرياض، وفي 30 أكتوبر 1990، اجتمع كلٌّ من تشيني، وباول إلى الرئيس بوش. وعرض باول وجهة نظره، وكذلك وجهة نظر شوارتزكوف، لدعم المسرح بقوات إضافية، تقدر بنحو 200 ألف جندي، وهذا يتطلب استدعاء جزء من الاحتياطي. واقترح أن يكون الدعم بالفيلق السابع، المتمركز في أوروبا. ووافق الرئيس بوش على مطالب شوارتزكوف، حتى يتحقق التفوق البري في مسرح العمليات، على أن تُعدل الخطة، بتنفيذ عملية التفاف واسعة النطاق حول الدفاعات العراقية، في الكويت.

وفي الثامن من نوفمبر 1990، أعلن الرئيس بوش: "لقد أصدرت الأمر إلى وزير الدفاع، اليوم، بزيادة حجم القوات الأمريكية في الخليج، للتأكد أن للحلفاء خياراً عسكرياً هجومياً ملائماً، حين يصبح ضرورياً لتحقيق أهدافنا المشتركة". وأن الولايات المتحدة الأمريكية، تعتزم إرسال مزيد من القوات (نحو 200 ألف جندي) إلى منطقة الخليج، قبل نهاية يناير 1991، لتمكين قوات التحالف من تحقيق قدرة هجومية مشتركة، والتحول من مرحلة ردع القوات العراقية عن الهجوم، إلى مرحلة مهاجمتها وطردها من الكويت. وعلى هذا الأساس، زيد حجم القوات الأمريكية، بدعمها بالفيلق السابع، من أوروبا، إضافة إلى الفرقة الأولى المشاة الآلية، والفرقة الثانية المشاة البحرية، من الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك لإضفاء المصداقية على العمل العسكري الهجومي. وبذلك، يمكن القول، إن الموقف في الخليج قد وصل إلى نقطة حاسمة، وأصبح من الواضح، أن العمليات الهجومية، باتت قريبة.

وخلال شهر كامل، انهمكت القيادة الأمريكية، وقيادة القوات المشتركة، في عملية تخطيط للعملية الهجومية الإستراتيجية، بالشكل الجديد.

[1] هذا الاحتمال جعلهم يعودون بالذاكرة إلى عمليات المناورة الواسعة، التي نفذها "روميل" ضد قوات الجيش الثامن في معركة الغزالة في مايو 1942م، وكذلك المعارك التي نفذها جودريان قائد الفيلق 19 بانزر، والتي حقق من خلالها فوز ساحق في "الأردين Ardennes"، والتي اندفع على أثرها بقوة تجاه القنال الإنجليزي في مايو 1940م.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المبحث الثاني

خطة العمليات المشتركة "عاصفة الصحراء"

أولاً: المسودة الأولى من خطة العمليات المشتركة "عاصفة الصحراء"

عرضت المسودة الأولى من الخطة على صاحب السموّ الملكي، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، في أوائل يناير 1991. وقد أبدى سموّه خمساً وخمسين ملاحظة على محتوياتها، ولخصها، في نهاية الملاحظات، في الآتي:

1. ضرورة مراعاة الدقة، عند ترجمة الوثائق الإنجليزية، مع توضيح الأجزاء المضافة، التي تخص القوات المشتركة.

2. أهمية عدم تداخل مناطق المسؤولية، بين القوات المشتركة والقوات المركزية الأمريكية.

3. ضرورة عدم اضطرار أي قوات، إلى العبور من خلال قطاعات الهجوم، أو من خلال مناطق المسؤولية لقوات أخرى، إلاّ في حالات الضرورة القصوى. وفي هذه الحالة، يجب تنسيق العبور، بإجراءات وتعليمات محددة، مكتوبة.

4. التأكد من تحقيق نسب التفوق المطلوبة في مصلحة المهاجم، في قطاعات الهجوم، وقطاعات الاختراق، قبل بداية تنفيذ العمليات البرية.

5. التأكد من استخدام كل وحدة، طبقاً لإمكاناتها وقدراتها القتالية.

6. الاهتمام بثبات الدفاع واتزانه، وإعادة تنظيم الأوضاع الدفاعية للوحدات، التي لن تشارك في الهجوم.

7. الاهتمام بتخطيط عمليات المنطقة الخلفية، بتحديد المسؤوليات وتفصيلها.

وفي العاشر من يناير 1991، رفعت خطة العمليات المشتركة، "عاصفة الصحراء"، إلى قائد القوات المشتركة، للموافقة والتوقيع. ونظراً إلى ضيق الوقت، فقد وقّعها سموّه، وأبلغ ملاحظاته إلى رئيس قسم التخطيط السعودي. ونظراً إلى أهمية هذه الوثيقة، وحرصاً على سِريتها، سيُذكر فقط ملخص للنقاط الرئيسية الواردة فيها.

ثانياً: ملخص النقاط الرئيسية لخطة العمليات المشتركة "عاصفة الصحراء" خطة عمليات هجومية مشتركة، لطرد القوات العراقية من الكويت

1. الموقف

أ. الغرض من خطة "عاصفة الصحراء"

هو إنهاء الاعتداء العراقي، وتأمين الكويت، وإعادة الحكومة الشرعية الكويتية.

ب. مسرح عمليات الكويت

هو المنطقة الجغرافية، التي تستخدم لتقييم عدد الفرق العراقية، الموجهة ضد المملكة العربية السعودية. ويشمل المسرح جميع ما يقع جنوب خط العرض (31) درجة شمالاً، وغرب الخليج العربي والحدود العراقية ـ الإيرانية، وشمال الحدود السعودية ـ الكويتية، والسعودية ـ العراقية، وشرق خط الطول (45) درجة شرقاً.

ج. الأهداف العملياتية للحملة

(1) تدمير قدرة العراق العسكرية على شنّ الحرب.

(2) تحقيق السيادة الجوية، والاحتفاظ بها.

(3) قطع خطوط الإمداد العراقية.

(4) تدمير قدرة العراق، الكيماوية والبيولوجية والنووية.

(5) تدمير قوات الحرس الجمهوري.

(6) تحرير مدينة الكويت، على أيدي القوات العربية.

د. إجراءات ما قبل الصراع

إن تحقيق أهداف مسرح العمليات، يعتمد اعتماداً كبيراً على إمكانية القوات السعودية، وقوات مجلس التعاون، والقوات الشقيقة والصديقة، وقدرتها على إدارة عمليات هجومية مشتركة ناجحة. ويشمل الاستعداد لهذه العمليات، ما يأتي:

(1) التنفيذ المبكر للعمليات، النفسية والخداعية، لزيادة التأثير في قوات المعتدي، وتثبيت قوات الحرس الجمهوري في مواقعها، في مسرح العمليات الكويتي؛ وجعل القيادة العراقية تركز الجهود الرئيسية في المناطق الشرقية للعراق والكويت.

(2) حشد القوات المتحالفة في المنطقة، وإعادة تجميعها، وتنظيم أوضاعها لتلائم تنفيذ العمليات اللاحقة، والاستعداد للانتقال إلى الأوضاع الهجومية، تحت غطاء الحملة الجوية.

(3) ج. التحسين المستمر لنظام الإسناد بالإمدادات والتموين، ليشمل إعادة تنظيم أوضاع وحدات الإمدادات والتموين في مسرح العمليات، ودفعها إلى الأمام، قدر الإمكان؛ والمحافظة، في الوقت نفسه، على أمن العمليات.

(4) د. تحسين أنظمة القيادة والسيطرة والاتصالات، والحرب الإلكترونية، والدفاع ضد الأسلحة الكيماوية، وضد الصواريخ الباليستية التكتيكية.

(5) هـ. الارتفاع بمستوى التعاون المشترك الوثيق، بين القوات، المشتركة والأمريكية، من خلال إجراء التمارين المشتركة، والتجارب، وإجراءات التنسيق.

هـ. قواتنا والقوات الشقيقة والصديقة

يعتمد إنجاز المهمة على النجاح في توجيه القدرات الساحقة، الجوية والبحرية والبرية، ضد القوات العراقية.

(1) القوات المشتركة

(أ) القوات البرية: خمس فرق.

(ب) القوات الجوية: (11) سرباً مقاتلاً تكتيكياً.

(ج) القوات البحرية: وحدتان بحريتان عائمتان، وحاملة طائرات عمودية فرنسية.

(د) قوات الدفاع الجوي: مجموعتان.

(2) القوات الأمريكية الصديقة

(أ) القوات البرية المركزية: الفيلق السابع، والفيلق الثامن عشر، وفرقة مدرعة بريطانية، وفرقة مدرعة فرنسية.

(ب) القوات البحرية المركزية: قوة واجب برمائية واحدة، وست حاملات طائرات، وبارجتان.

(ج) القوات الجوية المركزية: (28) سرباً مقاتلاً تكتيكياً، وسربا قاذفات، (5) أسراب مقاتلة تكتيكية بريطانية.

(د) قوات مشاة البحرية المركزية: فرقتان، جناح طيران واحد، لواء واحد من القوات البرية.

(هـ) القوات الخاصة المركزية: مجموعة قوات خاصة واحدة، وجناح عمليات خاصة واحد، ومجموعة واجب عمليات بحرية خاصة.

2. المهمة

تهجم القوات المتحالفة، لطرد القوات العراقية من الكويت، وتستعد لتأمين الكويت والدفاع عنها.

3. التنفيذ

أ. ملخص حملة الهجوم

ينفذ الهجوم على أربع مراحل. وعلى الرغم من أن لكل مرحلة أهدافاً معينة، فإن تنفيذ المراحل، ليس منفصلاً أو متعاقباً بالضرورة؛ فقد تتداخل المراحل، كلما تهيّأت الإمكانات، أو تغيرت الأولويات.

(1) المرحلة الأولى: الحملة الجوية الإستراتيجية.

(2) المرحلة الثانية: الحصول على السيادة الجوية في مسرح العمليات الكويتي.

(3) المرحلة الثالثة: تحضيرات ميدان المعركة.

(4) المرحلة الرابعة: حملة الهجوم البري.

ب. مراكز ثقل المعتدي

للمعتدي ثلاثة مراكز ثقل رئيسية، تعد أهدافاً للحملة الهجومية، لتدميرها، أو تحييدها، أو إزالتها، أو تقليص قدرتها، في أسرع ما يمكن، وهي:

(1) القيادة العليا ومراكز القيادة والسيطرة والاتصالات.

(2) القدرات الكيماوية والبيولوجية والنووية.

(3) قوات الحرس الجمهوري.

يوضح الجدول، أدناه، الأهداف العملياتية المستهدفة، خلال كل مرحلة من مراحل الحملة.

المرحلة 4


المرحلة 3


المرحلة 2


المرحلة 1


أهداف الحملة العملياتية

×


×


×


×


القدرات العسكرية لشن الحرب




×


×


السيادة الجوية

×


×


×


×


قطع خطوط الإمداد

×


×



×


تدمير قوات الحرس الجمهوري

×






تحرير مدينة الكويت

ج. العمليات الخداعية والنفسية

تنفذ العمليات الخداعية والنفسية التالية:

(1) ينفذ الخداع العملياتي بهدف تثبيت قوات الحرس الجمهوري في جنوب شرقي العراق. ويشمل تنفيذ قوات العمليات الخاصة، والقوات البحرية، عمليات التضليل والتظاهرات وأنشطة مساندة أخرى، لتهديد البصرة، وتهديد القوات العراقية من الشرق ومن الجنوب، عبر الكويت.

(2) تركز العمليات النفسية في خفض الروح المعنوية للقادة والجنود العراقيين، وإضعاف رغبتهم في القتال وقدرتهم عليه.

د. فكرة العمليات

(1) فكر (نية أو قصد) القائد

تستمر القوات المتحالفة في الدفاع عن المملكة العربية السعودية، أثناء التحضير للعمليات الهجومية. وخلال الهجوم، تستخدم عناصر القوة لدى القوات المتحالفة، ضد نقاط ضعف المعتدي. وتجري عمليات "تحضير ميدان المعركة"، بتنفيذ العمليات النفسية، والخداع، وأنشطة قوات العمليات الخاصة، بهدف إرباك المعتدي وإضعافه وخفض روحه المعنوية. وتنفذ الحملة الجوية الإستراتيجية الكثيفة، ضد أهداف في العراق، مع التركيز في مراكز الثقل. وتدريجاً، تتحول الحملة الجوية إلى مسرح عمليات الكويت، لتقليص فاعلية الدفاعات العراقية، وعزل هذا المسرح كلية. وعند صدور الأوامر، تنفذ هجمات، برية وبحرية وجوية، من عدة محاور. كما تنفذ عمليات، برمائية وبحرية، لإيهام المعتدي بأن اتجاه الهجوم الرئيسي سيكون من الشرق. علماً بأن اتجاه المجهود الرئيسي سيكون من غرب الكويت. وستتجنب القوات الأمريكية احتلال المناطق الآهلة بالسكان، أو المناورة خلالها.

(2) عام

تبدأ الحملة بإعادة تنظيم أوضاع الوحدات والتشكيلات، لتلائم العمليات الهجومية؛ ودفع وحدات الإمدادات والتموين إلى الأمام، قدر الإمكان، قبل يوم (ي). وقد تتعرض القوات المتحالفة لضربة إجهاض من القوات العراقية، خلال فترة إعادة التنظيم. ولكنها ستكون قادرة على التعامل مع أي هجوم عراقي، أو أي تهديد للمنطقة الخلفية. وفي يوم (ي)، تبدأ الحملة الجوية الإستراتيجية، ضد الأهداف، في العمق العراقي. وفي الوقت نفسه، وتحت الغطاء الجوي، للحملة الجوية تتحرك القوات المتحالفة البرية الرئيسية، إلى الأمام، لاحتلال مواقع الهجوم. وعلى الرغم من ضرورة تحركها إلى الأمام، إلا أنها يجب أن تبقى في مواقع، خارج مدى المدفعية وراجمات الصواريخ العراقية، حتى بداية الهجوم البري. وبعد تحقق أهداف الحملة الجوية الإستراتيجية، تكون أولويات الجهد الجوي، في مسرح عمليات الكويت، شل الدفاع الجوي العراقي، وقطع خطوط الإمداد. وبعد تدمير منظومة الدفاع الجوي، يبدأ المجهود الجوي، الإستراتيجي والتكتيكي، ومدفعية البحرية، بتحضير ميدان المعركة. ويكون الهدف من ذلك، تقليص ما لا يقلّ عن 50% من القدرات القتالية العراقية، في مسرح عمليات الكويت، قبل مرحلة الهجوم البري.

(3) مراحل العمليات الهجومية

(أ) المرحلة الأولى

وهي الحملة الجوية الإستراتيجية، والضربات الصاروخية. وستبدأ بمهاجمة القدرات القتالية للعراق على شنّ الحرب. ومن المتوقع، أن تستمر هذه المرحلة من ثلاثة إلى ستة أيام. ومن الفور، تبدأ القوات البحرية بفرض السيطرة البحرية، في شمالي الخليج العربي، وتوفير إسناد نيراني بحري، عند الضرورة. وتبدأ التشكيلات البرية للقوات المتحالفة، بالتحرك إلى مواقعها الهجومية، تحت غطاء الحملة الجوية، بينما تتولى الوحدات والتشكيلات، الأقل قدرة على خفة الحركة، الدفاع عن الموانئ والمنشآت الحيوية، على الساحل الشرقي للمملكة.

(ب) المرحلة الثانية

تتحقق السيادة الجوية، في مسرح عمليات الكويت، بمهاجمة منظومتَي، الدفاع الجوي والقيادة والسيطرة، في العراق والكويت. ومن المتوقع، أن تستمر هذه المرحلة يومَين تقريباً، وبذلك تتهيّأ البيئة الملائمة للطائرات المقاتلة التكتيكية، والطائرات العمودية الهجومية، للعمل بحُرية وفاعلية، في المرحلتَين التاليتَين.

(ج) المرحلة الثالثة

يبدأ "تحضير ميدان المعركة" بهجمات كثيفة، ضد القوات البرية العراقية، ووحدات المدفعية والصواريخ بأنواعها، مع قطع خطوط الإمداد، وتدمير أنظمة القيادة والسيطرة والاتصالات، في جنوبي العراق والكويت؛ وذلك بالهجمات الجوية التكتيكية، ونيران الإسناد البحري. ومن المتوقع، أن تستمر هذه المرحلة ثمانية أيام تقريباً، وتهدف إلى قطع خطوط الإمداد العراقية، وتقليص فاعلية المعتدي القتالية، في مسرح عمليات الكويت، إلى ما لا يقلّ عن 50%، لتحقيق التفوق في القوات البرية، طبقاً لنسب المقارنة المعروفة في الهجوم.

(د) المرحلة الرابعة (أُنظر خريطة تخطيط المناورة)

وهي حملة الهجوم البري، التي تهدف إلى تحرير الكويت؛ وقطع خطوط المواصلات الحيوية، في جنوب شرقي العراق؛ وتدمير الحرس الجمهوري العراقي، في مسرح العمليات الكويتي. وتنفذ عمليات الخداع والتضليل، بالتظاهر بعمليات إنزال رئيسية على طول السواحل، الكويتية والعراقية، وذلك كجزء من عمليات الهجوم البري. خطّط للعمليات البرية، أن تنفذ أربع هجمات مساندة بالمواجهة، يليها الهجوم الرئيسي، بالالتفاف من اتجاه الغرب، مع تشكيل الاحتياطيات اللازمة كالآتي:

· في الشرق، تنفذ القوات المشتركة ـ الشرقية، الهجوم المساند، لاختراق الدفاعات العراقية، وحماية الجناح الأيمن لمشاة البحرية الأمريكية؛ وذلك بتدمير القوات العراقية، وتأمين الأهداف الحيوية، في قطاعها المخصص. وعند الأمر، تؤمن مدينة الكويت.

· في المنطقة الجنوبية من الكويت، تنفذ مشاة البحرية الأمريكية الهجوم المساند، لاختراق الدفاعات العراقية، وتدمير القوات العراقية، في قطاعها الخاص، وتأمين الأهداف الحيوية، لمنع وصول تعزيزات إلى القوات، التي تواجه قوات المنطقة الشمالية. وتحتل مواقع "قطع"، لمنع انسحاب القوات العراقية من جنوب الكويت، ومن مدينة الكويت.

· في المنطقة الوسطى الغربية من الكويت، تنفذ القوات المشتركة ـ الشمالية، الهجوم المساند، لاختراق الدفاعات العراقية، وحماية الجانب الأيمن للفيلق السابع الأمريكي، حتى "الأبرق" شمالاً. وعند الأمر، تستمر في الهجوم، لقطع طرق المواصلات العراقية، شمال مدينة الكويت. وعند صدور الأوامر، كذلك، تساعد على تأمين مدينة الكويت وتطهيرها.

· في الغرب، ينفذ الفيلق 18 المحمول جواً، الهجوم المساند، لقطع خطوط المواصلات (شرق/ غرب)، على طول الطريق الرئيسي الرقم (8)، وعزل القوات العراقية، الموجودة في مسرح عمليات الكويت. وعند الأمر، يهجم شرقاً، لتدمير قوات الحرس الجمهوري، في المنطقة المخصصة له.

· الهجوم الرئيسي، ينفذه الفيلق السابع، لاختراق الدفاعات العراقية، وتدمير قوات الحرس الجمهوري، في قطاعه. ويستعد للدفاع عن الحدود الشمالية الكويتية، لمنع العراق من معاودة احتلال أراضٍ كويتية. ويجرى تدمير قوات الحرس الجمهوري في مسرح عمليات الكويت، بمشاركة الهجمات الجوية التكتيكية، وعمليات هجوم الطائرات العمودية.

· الاحتياطيات، تخصص القوات البرية الأمريكية فرقة مدرعة (ـ)، تعمل كاحتياطي، في يد قائد القيادة المركزية في المسرح. وتكلف بمتابعة الهجوم الرئيسي، ومساندة القوات المشتركة ـ الشمالية. سيحدد احتياطي القوات المشتركة، في كلٍّ من المنطقتَين، الشرقية والشمالية. ويستخدم بأمر قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات.

· عندما يستقر الموقف في الكويت، تتابع القوات المشتركة ـ الشرقية هجومها، لتحرير مدينة الكويت وتأمينها. بينما تبدأ القوات المشتركة ـ الشمالية، والقوات الشقيقة والصديقة الأخرى، بإنشاء الدفاعات العاجلة، وتدمير القوات العراقية، التي تكون القوات المهاجمة قد تجاوزتها أو التفت حولها؛ وتستعد لتأمين الكويت والدفاع عنها. (أنظر خريطة تخطيط المناورة)

4. الاستخدام

أ. القوات السعودية

(1) القوات المشتركة ـ الشرقية (أنظر خريطة تخطيط المناورة)

(أ) تساند عمليات الخداع، على مستوى المسرح، طبقاً للتخطيط.

(ب) تعِد خططاً مفصلة لجمع أسرى الحرب والمدنيين واللاجئين، والسيطرة عليهم وإخلائهم.

(ج) عند الأمر، تنفذ الهجوم المساند، في الشرق، لاختراق الدفاعات العراقية، وحماية الجانب الأيمن لمشاة البحرية، بتدمير القوات العراقية، وتأمين الأهداف الحيوية في القطاع المخصص. وعند الأمر، تؤمِّن مدينة الكويت.

(د) تكون احتياطي المنطقة وتستخدمه، بناء على توجيهات قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات.

(هـ) تنسق مع قيادة مشاة البحرية المركزية، العبور من خلال منطقة مسؤوليتها، إلى مدينة الكويت.

(و) تنسق تبادل مجموعات/ ضباط الارتباط، ومعهم معدات الاتصالات الملائمة، مع القوات البحرية، وقوات مشاة البحرية، وقوات العمليات الخاصة الأمريكية، لتسهيل تكامل نيران الإسناد الجوي القريب، ونيران الطائرات العمودية الهجومية، ونيران الإسناد البحري، وعمليات المناورة.

(ز) تستعد لتوفير مفرزة ملائمة من كل قوة، شقيقة أو صديقة، لتأمين سفارة بلد كلٍّ منها في مدينة الكويت، في الوقت الملائم.

(2) القوات المشتركة ـ الشمالية (أنظر خريطة تخطيط المناورة)

(أ) تساند عمليات الخداع، على مستوى المسرح، طبقاً للتخطيط.

(ب) تعِد خططاً مفصلة لجمع أسْرى الحرب والمدنيين واللاجئين، والسيطرة عليهم وإخلائهم.

(ج) عند الأمر، تنفذ الهجوم المساند، من خلال الوسط الغربي للكويت، لاختراق دفاعات العراق، وحماية الجانب الأيمن للفيلق السابع، حتى الأبرق شمالاً. وعند الأمر، تتابع الهجوم، لقطع طرق المواصلات، شمال مدينة الكويت. وتستعد للمساعدة على تأمين مدينة الكويت وتطهيرها.

(د) تعدّ القوات السورية احتياطي في يد قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، وتتبع تقدم القوات السعودية، أثناء الهجوم.

(هـ) تحافظ على الطرق، والمنشآت المساندة، في حالة جيدة، للاستعمال، لمساعدة حركة نقل قوات المنطقة الشمالية.

(و) تدير عمليات تأمين المنطقة الخلفية، في المنطقة الشمالية.

(ز) تنسق تبادل مجموعات/ ضباط الارتباط، ومعهم معدات الاتصالات الملائمة، مع القوات البحرية، وقوات مشاة البحرية، وقوات العمليات الخاصة الأمريكية، لتسهيل تكامل نيران الإسناد الجوي القريب، ونيران الطائرات العمودية الهجومية، ونيران الإسناد البحري، وعمليات المناورة.

(ح) تنسق مع قوات مشاة البحرية المركزية، للمرور من خلالها، إلى مدينة الكويت.

(ط) تستعد لتوفير مفرزة ملائمة من كلّ قوة، شقيقة أو صديقة، لتأمين سفارة بلد كلٍّ منها في مدينة الكويت، في الوقت الملائم.

(ي) تبدأ السيطرة العملياتية لقيادة القوات البرية المركزية الأمريكية على الفرقة السادسة المدرعة الفرنسية، بدءاً من الساعة 0600، 17 يناير 1991.

(3) القوات الجوية الملكية السعودية

تنفذ الواجبات التالية، بالتنسيق مع القوات الجوية المركزية الأمريكية:

(أ) تساند عمليات الخداع، على مستوى المسرح، طبقاً للتخطيط.

(ب) تمارس القيادة والسيطرة على كافة عناصر الدفاع الجوي للمملكة العربية السعودية.

(ج) تنفذ الدفاع الجوي عن أجواء المملكة، طبقاً لإجراءات القيادة والسيطرة للقوات الجوية الملكية السعودية.

(د) يعمل قائد القوات الجوية كسلطة سيطرة على الفضاء الجوي لمسرح العمليات للعناصر السعودية، التي تحت سيطرته، بالتنسيق مع قيادة القوات الجوية المركزية الأمريكية.

(هـ) تنفذ العمليات الجوية المضادّة، وعمليات التحريم الجوي، والإسناد الجوي القريب، في المملكة العربية السعودية والكويت والعراق، طبقاً لأمر العمليات الجوي اليومي، للحملة الجوية الهجومية.

(و) تنفذ عمليات الاستطلاع الجوي، وعمليات البحث والإنقاذ، بالتنسيق مع القوات الجوية الأمريكية.

(ز) تساند عمليات الإسقاط الجوي، والنقل الجوي، وعمليات إعادة التزود بالوقود، حسب الحاجة.

(4) القوات البحرية الملكية السعودية

(أ) تساند عمليات الخداع، على مستوى المسرح، طبقاً للتخطيط.

(ب) تعترض سفن المعتدي، وتمنعها من تنفيذ أي أعمال عدائية، في المياه الإقليمية السعودية.

(ج) تدافع عن السواحل، من "ضلع الظلف" إلى "ضلع العاموده".

(د) تؤمن ميناءَي قاعدة الملك عبدالعزيز البحرية ورأس مشعاب.

(هـ) تساعد القوات البحرية المركزية الأمريكية، على تنفيذ عمليات كسح الألغام، نهاراً، حسب الحاجة.

(و) تحمي السفن التجارية، داخل المياه الإقليمية السعودية.

(ز) تنفذ أعمال الدوريات، البحرية والجوية، في حدود إمكاناتها.

(5) المنطقة الشمالية الغربية

(أ) تساند عمليات الخداع، على مستوى المسرح، طبقاً للتخطيط.

(ب) تستعد لتحريك بقية وحدات لواء الإمام فيصل بن تركي، في تبوك، لمساندة الحملة الهجومية.



[1] كان من ضمن هيئة القيادة المركزية الأمريكية ضابط برتبة رائد، يتحدث العربية بطلاقة، وكان مكلفاً بالترجمة من اللغة العربية إلى الإنجليزية. وأثناء ترجمة هذا الخطاب، اتصل، غير مرة، بمكتب قائد القوات المشتركة للاستفسار عن بعض الكلمات، التي كان يخشى أنها تحمل معنىً آخر

المبحث الثالث

ملخص النقاط الرئيسية

لخطة العمليات المشتركة

للدفاع عن الكويت والمملكة العربية السعودية

(8 شعبان 1411هـ / 22 فبراير 1991)

أولاً: الموقف

1. مكونات الخطة

أ. وضعت هذه الخطة للدفاع عن الكويت والمملكة العربية السعودية، عندما تتحقق أهداف القوات المتحالفة، خارج الكويت.

ب. توجه القيادات الوطنية، في المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، القوات المتحالفة بالانسحاب من العراق، وتأمين الكويت وتطهيرها، وإنشاء الدفاعات في الكويت والمملكة العربية السعودية. وتستعد لعمل نطاق حول مدينة الكويت وتؤمّنها وتطهرها، هي والمناطق المجاورة لها. وعند استعادة الأمن الداخلي للكويت، ستسلم السلطة إلى الحكومة الشرعية.

ج. تتكون هذه الخطة من (4) مراحل:

(1) إنشاء النطاق حول مدينة الكويت، وإعادة تنظيم أوضاع القوات.

(2) تطهير المنطقة من قوات المعتدي.

(3) إنشاء الدفاعات عن مدينة الكويت وتطهيرها.

(4) الاستعداد لإعادة الانتشار.

2. إجراءات ما قبل تأمين مدينة الكويت وتطهيرها

ستتجاوز القوات المتحالفة وحدات عراقية كثيرة، في الكويت، خلال المراحل الأولى لعملية "عاصفة الصحراء". باستثناء وحدات المعتدي في مدينة الكويت والمناطق المبنية المجاورة، ستطهر الكويت من هذه الوحدات العراقية، التي تجاوزتها القوات المتحالفة، أثناء اتخاذها المواقع الدفاعية. عند إنشاء الدفاعات، وقبل تأمين مدينة الكويت وتطهيرها، ستنفذ القوات المتحالفة ما يلي:

أ. تكثيف العمليات النفسية.

ب. إعلان موعد نهائي لاستسلام القوات العراقية، في الكويت والمناطق المبنية المجاورة.

ج. تبليغ المدنيين، في المناطق المأهولة، نوايا القوات المتحالفة، والإجراءات القتالية، التي ستتخذها، من طريق المقاومة الكويتية، ووسائل الإعلام الأخرى.

د. إنشاء نطاق كوردون (Cordon)، حول مدينة الكويت والمناطق المأهولة المجاورة.

هـ. إعادة تنظيم أوضاع القوات الضرورية، لتنفيذ عمليات التطهير.

و. إحاطة الوكالات والهيئات الدولية علماً بمطالب الإسناد، لإعادة الأحوال المعيشية والأمنية إلى وضعها الطبيعي.

ز. الاستعداد لتقديم الخدمات، في حالات الطوارئ، طبقاً للإمكانات المتاحة.

3. المعتدي

أ. المراحل، الأولى والثانية والرابعة، التي ستذكر في البند الرقم (2) فقرة "فكرة العمليات"، فضلاً عمّا يرِد في شأنها، في ملخص الاستخبارات اليومي.

ب. المرحلة الثالثة

(1) من المحتمل أن يدافع العراق عن مدينة الكويت والمناطق المجاورة لها، بثلاث فِرق مشاة ولواءَي قوات خاصة. تدافع الفرقة (11) المشاة وفرقة مشاة أخرى ـ غير معروف رقمها ـ عن الساحل والمناطق المجاورة. كما يحتمل أن يدافع لواءا القوات الخاصة، المساندان بقوات أمن داخلي، داخل مدينة الكويت. وتوجد، حالياً، عناصر من الفرقة (19) المشاة، جنوب المدينة. وقد تنسحب إلى داخلها، وتكثف الدفاعات عنها، عندما يبدأ هجوم القوات المتحالفة.

(2) سوف يحاول العراق إجبار القوات المتحالفة على القتال من شارع إلى شارع، بإنشاء نقاط قوية، عند التقاطعات المهمة، ودفاعات حصينة، في جميع أرجاء المدينة، خاصة المدارس ومخافر الشرطة.

(3) ستكون القوات العراقية مستعدة، كذلك، للدفاع ضد العمليات البرمائية. وتشتمل الدفاعات الساحلية على خطَّين من الخنادق المحصنة، وحقول الألغام، وموانع الأسلاك، على طول الساحل. وقد حُصّنت المباني القريبة، لإسناد الدفاعات الساحلية.

4. الافتراضات

أ. سيبقى للعراق قوات قتالية، ذات قدرات عالية، داخل الكويت، كما سيحتفظ بالقدرة على تهديد الكويت والمملكة العربية السعودية، من الأراضي العراقية، بالصواريخ والمدفعية، والعمليات الهجومية البرية، والإغارات، والأنشطة الإرهابية.

ب. ستخف حدّة الأعمال القتالية، بين العراق والقوات المتحالفة، قبل عمليات تأمين مدينة الكويت وتطهيرها، والمناطق المجاورة لها.

ج. قد يستخدم العراق الأسلحة الكيماوية، أو الأسلحة البيولوجية، أو كليهما، لتحقيق أهدافه.

ثانياً: المهمة

عند الأمر، ستدافع القوات المتحالفة عن الكويت والمملكة العربية السعودية، ضد الهجمات العراقية المستمرة. وستنشئ نطاقاً (كوردون) حول مدينة الكويت. وعند صدور الأمر، تبدأ في تأمين مدينة الكويت وتطهيرها، هي والمناطق المجاورة لها. وتستعيد الأمن الداخلي، وتحمي المدنيين، وتوفر خدمات الطوارئ، وتنسق استخدامها، وتزيل المواد الخطرة، وتنقل السيطرة إلى السلطة المدنية.

ثالثاً: التنفيذ

1. فكرة (نية أو قصد) القائد

أ. سوف تنسحب القوات المتحالفة، من الفور، من العراق، بعد تدمير قوات الحرس الجمهوري، والجيش النظامي. وأثناء الانسحاب، سوف يُبذل كل جهد، لتجنّب المناطق، السكنية والصناعية. كما تتجنّب الاشتباكات البرية الحاسمة، وتُدمِّر المعدات العسكرية العراقية (وعلى الأخص العربات القتالية) أو يُستولى عليها. ويجب التأكد، كذلك، أنه لم تترك معدات للقوات المتحالفة، في الخلف، يمكن أن تعرّض أمن المعلومات السرية، أو التقنيات المتقدمة، والمهمة للخطر.

ب. سوف تتُحرك قواتنا، والقوات الشقيقة والصديقة، إلى الكويت والمملكة العربية السعودية، مستخدمة أقصر الطرق المباشرة، وفي أسرع ما يسمح به الموقف التكتيكي. سوف تستمر الحملة الجوية، حسب الحاجة، لمساندة القوات البرية، أثناء انسحابها. على الرغم من أن تدمير المعدات العسكرية العراقية، أثناء انسحابها، سوف يقلل من قدرات العراق العسكرية على الاستمرار في العمليات الهجومية، إلاّ أنه يجب ألاّ يُفترض أن قواته لا تملك القدرة على مهاجمة قواتنا. إن القدرة العسكرية العراقية المتبقية، تفرض على القوات، المشتركة والصديقة، إنشاء الدفاعات في الكويت والمملكة العربية السعودية، والاحتفاظ بالقدرة على شنّ الهجمات المضادة، إذا تطلب الموقف ذلك.

ج. من المتوقع، أن تتخذ القوات العراقية المتبقية، المدرعة والآلية، مواقع شمال غرب الكويت، أو تنتشر حول المناطق المبنية، القريبة من البصرة، للاختفاء. لذا، يجب أن تُنشأ الدفاعات على طول الحدود الكويتية ـ العراقية. كما يجب وضع قوات كافية على الأراضي المرتفعة الحاكمة، المطلة على طريق المواصلات الرئيسي، المتجه شمالاً من الجهراء. وبذلك، يمكن، بسهولة، إسناد القوات المتحالفة، التي يمكنها السيطرة على وسط الكويت، وتنفيذ الهجمات المضادّة، عند الحاجة.

د. عندما تؤمن مناطق الكويت البرية وتطهَّر، فمن المتوقع أن يلجأ بعض القوات العراقية إلى مدينة الكويت والمناطق المجاورة لها. لذا، يجب إنشاء نطاق (حصار) حول مدينة الكويت وتطهيرها في أسرع ما يمكن. سوف تنفذ القوات المشتركة، الشرقية والشمالية، عمليات تطهير المناطق المأهولة، وستدعمها فرق العمليات الخاصة، والعمليات النفسية، والشؤون المدنية الأمريكية، حسب الطلب. وسوف تكون وحدات أخرى من القوات المتحالفة، جاهزة للمساعدة على عمليات التطهير والتأمين، حسب الحاجة. يجب أن تخطط العمليات في مدينة الكويت وتنفذ، بطريقة تسمح لجميع القوات المتحالفة باحتلال سفارات دولها في الكويت. وعند صدور الأوامر، بعد تطهير المناطق العمرانية، سوف تلحق وحدات من القوات المشتركة، الشرقية والشمالية، على القوات الأمريكية، وتعيَّن لها مسؤولية الدفاع عن حدود الكويت.

2. فكرة العمليات

عند صدور الأمر، سوف تنسحب القوات المتحالفة من العراق، في أسرع ما يمكن، متجاوزة المناطق المأهولة بالسكان، والمناطق الصناعية، متجنبة الاشتباكات البرية الحاسمة، مع تدمير المعدات العسكرية العراقية أو الاستيلاء عليها. وعلى القادة إخلاء معدات القوات المتحالفة، المعطلة أو المدمرة، أو ذات التقنيات المتقدمة، من مسرح العراق، التي قد تعرض أمن المعلومات السرية للخطر. وسوف تستمر الحملة الجوية، حسب الحاجة، لحماية القوات البرية، أثناء الانسحاب، من الأراضي العراقية. ومن المتوقع أن تتجمع القوات العراقية المتبقية، شمال وشمال غرب الكويت، وتكون قادرة على استمرار هجماتها بالصواريخ والمدفعية، وشنّ عمليات هجومية برية محدودة، وإغارات (لاستطلاع رد الفعل)، وتنفيذ أنشطة إرهابية، والتحصُّن داخل مدينة الكويت والمناطق المجاورة لها. سوف تنفذ قوات التحالف العمليات الدفاعية، عن الكويت والمملكة العربية السعودية، وتطهر الكويت والمناطق المجاورة من القوات العراقية، على أربع مراحل: إنشاء نطاق حول مدينة الكويت، وإعادة تنظيم أوضاع القوات. تطهير المنطقة من قوات المعتدي. إنشاء الدفاعات عن مدينة الكويت وتطهيرها. الاستعداد لإعادة الانتشار. ومن المتوقع أن يتداخل تنفيذ هذه المراحل. وبناء على دراسة المهمة، وقوات المعتدي، وقواتنا، وطبيعة الأرض والطقس، والوقت المتاح، قد تبدأ عمليات تطهير المناطق العمرانية، عندما تصل القوات المتحالفة إلى ضواحي مدينة الكويت، والمجمعات السكنية في الأحمدي، التي يحيط بها الطريق الدائري السادس، وطريق الملك فيصل، وطريق المقوع، وطريق الأحمدي/البرقان، والطريق الخارجي المؤدي إلى مجمع ميناء الشعيبة.

أ. المرحلة الأولى: إنشاء نطاق حول مدينة الكويت وإعادة تنظيم أوضاع القوات (أنظر خريطة عاصفة الصحراء: المرحلة الأولى)

تبدأ هذه المرحلة، والقوات المتحالفة قريبة من تحقيق الأهداف النهائية لعملية "عاصفة الصحراء". ومع ذلك، فإن على القادة أن يكونوا مستعدين لتنفيذ هذه المرحلة، عند صدور الأوامر، بغض النظر عن موقع وجود وحداتهم. (أنظر خريطة عاصفة الصحراء: المرحلة الأولى)، توضح المواقع المتوقعة للوحدات الرئيسية عند تأمين أهداف عاصفة الصحراء:

(1) إذا تحقق انتشار القوات، كما هو متوقع، فإن مشاة البحرية الصديقة، ستكون منتشرة جنوب الجهراء ومدينة الكويت، لمنع وصول أي تعزيزات إلى وحدات المعتدي المواجهة للقوات المشتركة ـ الشمالية. كما تمنع أي محاولة لانسحاب وحدات المعتدي من جنوب الكويت ومدينة الكويت. ستقطع القوات المشتركة ـ الشمالية طريق المواصلات العراقي، شمال الجهراء. وتستعد للمساعدة على تأمين الجهراء ومدينة الكويت وتطهيرهما. سوف تنتشر القوات المشتركة ـ الشرقية، في قطاع جنوب شرقي الكويت. عند بدء المرحلة الأولى، سوف تستكمل مشاة البحرية الأمريكية، والقوات المشتركة ـ الشمالية، إنشاء النطاق حول مدينة الكويت والجهراء، وتوجه إنذاراً نهائياً إلى القوات العراقية، بموعد محدد للاستسلام، وتبدأ عمليات الحصار. سوف تبدأ القوات المشتركة ـ الشرقية التُحرك إلى مواقع جنوب شرق الأحمدي، وتستمر في التحضير لتنفيذ عمليات التطهير في المدينة.

(2) بالتزامن مع إنشاء النطاق حول الجهراء والكويت، سوف تتُحرك القوات البرية الأمريكية إلى الكويت، وتستعد لتطهير القوات العراقية في قطاعها. تحديد طرق التُحرك إلى القطاعات المعينة، سوف يعتمد على الموقف القتالي، عند صدور أمر التُحرك عن مدير عمليات قيادة القوات المشتركة، أو مدير عمليات القيادة المركزية الأمريكية، إلى الوحدات والتشكيلات التابعة لكلٍّ منهما.

(3) ستشارك القوات البحرية الأمريكية في نجاح النطاق (الحصار) حول مدينة الكويت، بالسيطرة على خليج الكويت وحراسة السواحل شرق مدينة الكويت، على الأقل حتى جنوب الشعيبة. وسوف تستعد، كذلك، القوات البحرية الصديقة، لتطهير منصات النفط الكويتية المقابلة للساحل والجزر المعينة من القوات العراقية.

(4) سوف تنتشر قيادة قوات العمليات الخاصة الصديقة، في مطار الكويت الدولي، بعد تأمينه. وتستعد لتنفيذ العمليات النفسية، والشؤون المدنية، والعمليات الخاصة، للمساعدة على تأمين مدينة الكويت وتطهيرها، هي والمناطق المبنية المجاورة لها. عند بدء هذه المرحلة، سوف توضع القوات الخاصة الكويتية، تحت السيطرة العملياتية لقيادة قوات العمليات الخاصة المركزية الأمريكية.

ب. المرحلة الثانية: تطهير المنطقة من قوات المعتدي (أنظر خريطة عاصفة الصحراء: المرحلة الثانية)

عند صدور الأوامر، سوف تبدأ القوات المشتركة ـ الشرقية، والقوات البرية الأمريكية، وقوات مشاة البحرية، عمليات التطهير، في القطاعات المخصصة لكلٍّ منها، وسوف تبدأ القوات البحرية المتحالفة تطهير مناطق منصات النفط، وجزر وربة وبوبيان ومسكان وفيلكا، وعوهة. هدف هذه المرحلة، هو إخراج الوحدات العراقية من الأراضي الكويتية، وتدمير المتبقي منها، والبدء باحتلال مواقع دفاعية في الكويت والمملكة العربية السعودية، وإعادة تنظيم أوضاع القوات المشتركة ـ الشرقية والشمالية، لتسهيل عمليات التطهير، في المرحلة الثالثة. سوف تُحكم القوات المشتركة ـ الشمالية، وقوات مشاة البحرية، والقوات البحرية الأمريكية، النطاق حول الجهراء، ومدينة الكويت، ومناطق الأحمدي العمرانية. وتساعد قيادة قوات العمليات الخاصة الأمريكية على الإدارة الفاعلة للعمليات النفسية، حسب الحاجة. يجب أن تركز العمليات النفسية، في هذه المرحلة، في دفع أكبر حجم ممكن من القوات العراقية في المدينة، إلى الاستسلام. تكمل القوات المشتركة ـ الشرقية والشمالية، تُحرك القوات المعنية، لتطهير المناطق العمرانية، إلى مواقع جنوب وجنوب شرق الجهراء، ومدينة الكويت، ومناطق الأحمدي العمرانية، وتنفذ التحضيرات النهائية، لبدء عمليات المرحلة الثالثة.

باكتمال المرحلة الثانية، يجب أن تكون المناطق البرية، والجزر، ومنصات النفط الكويتية، قد طُهّرت من القوات العراقية؛ وأن تكون وحدات القوات البرية الأمريكية قد أكملت انسحابها من الأراضي العراقية؛ وأن تكون القوات المشتركة ـ الشمالية، والقوات البرية، ومشاة البحرية الأمريكية، مستمرة في إنشاء المواقع الدفاعية، في القطاعات المعينة لكلٍّ منها. يجب أن تكون قيادة قوات العمليات الخاصة الصديقة، قد تمركزت في مطار الكويت الدولي، وأن تكون القوات المشتركة، الشمالية والشرقية، قد اتخذت مواقعها، واستعدت للبدء بعمليات تطهير المناطق العمرانية. (أنظر خريطة عاصفة الصحراء: المرحلة الثانية)، توضح مناطق عمليات المرحلة الثانية (تطهير الأراضي الكويتية من القوات العراقية).

ج. المرحلة الثالثة: إنشاء الدفاعات عن مدينة الكويت وتطهيرها (أنظر خريطة عاصفة الصحراء: المرحلة الثالثة)

سوف تبدأ هذه المرحلة، أثناء استمرار القوات البرية الأمريكية، ومشاة البحرية الأمريكية، والقوات المشتركة، الشمالية والشرقية، في تحسين الدفاعات.

(1) عند صدور الأوامر، سوف تهجم القوات المشتركة، الشرقية والشمالية، في قطاع كلٍّ منهما، مسنودتَين بقوات العمليات الخاصة المركزية الأمريكية، لتطهير مدينة الكويت والمناطق المبنية المجاورة لها. (أنظر خريطة عاصفة الصحراء: المرحلة الثالثة) توضح قطاعات المسؤولية.

(2) بعد تطهير المناطق العمرانية، سوف تعود السيطرة العملياتية على القوات الكويتية (عدا القوات البحرية، وقوات العمليات الخاصة، التي تعمل تحت السيطرة العملياتية لقيادة قوات العمليات الخاصة المركزية الأمريكية)، إلى قائد القوات الكويتية.

سوف تستعد هذه القوات للتُحرك إلى القطاعات المخصصة لها، ضمن مدينة الكويت، وفقاً للخطة العسكرية الكويتية، للاستمرار في عمليات التأمين، وتعزيز قوات الأمن الداخلي، والمساعدة على توفير خدمات الطوارئ.

عند اكتمال عمليات تطهير المدينة، سوف تنتقل السيطرة العملياتية على القوات البحرية الكويتية، من قيادة قوات العمليات الخاصة المركزية الصديقة، إلى قائد القوات الكويتية. (أُنظر خريطة القطاعات الكويتية حسب خطة الدفاع)، توضح القطاعات الكويتية، حسب الخطة العسكرية الكويتية.

(3) عند صدور الأوامر، تحتل القوات المتحالفة سفارات بلدانها. وتؤمن السفارات بأقل قوة ممكنة. وتنسق متطلبات قوات تأمين السفارات، مع القوات المتحالفة، التي تقع السفارة في قطاعها.

د. المرحلة الرابعة: الاستعداد لإعادة الانتشار

عندما تؤمن الكويت، ويستقر الموقف، ستنقل السيطرة إلى حكومة الكويت الشرعية. وعندما يسمح الموقف، ستحل القوات المشتركة، الشرقية والشمالية، محل القوات المتحالفة الأخرى، في مسؤوليات الدفاع عن الكويت والمملكة العربية السعودية. وستوجه الوحدات الأخرى إلى مناطق تجمع، استعداداً لإعادة الانتشار (العودة). ومع أن تخطيط إعادة الانتشار للقوات المتحالفة، تعدّ مسؤولية وطنية، إلاّ أنه يجب تنسيق هذه الخطط مع المملكة العربية السعودية ودولة الكويت وسائر القوى، لتجنّب الازدحام على طرق التُحرك، وعدم التكدس في موانئ المغادرة، واستمرار إسناد الدولة المضيفة (الكويت أو المملكة العربية السعودية أو دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية).