العدوان الثلاثي، حرب عام 1956 - تسلسل الأحداث على المحور الشمالي وقطاع غزة
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تسلسل الأحداث على المحور الشمالي وقطاع غزة
مقدمة
تمثل منطقة رفح بوابة المحور الشمالي وقطاع غزة بمحاذاة ساحل البحر المتوسط، فهي تصل بين القطاع وسيناء وتعتبر خط الدفاع الأول عن العريش التي يترتب على وصول العدو إليها فقد آخر معاقل الدفاع على الاتجاه الشمالي.
وتحيط بالمنطقة أرض صحراوية مفتوحة تقل بها المزروعات وتكثر بها الكثبان الرملية التي تعوق التحركات، خاصة في المنطقة المتاخمة لساحل البحر حتى "خان يونس" شمالاً و"الشيخ زويد" غرباً، و"كثبان العجرة" جنوباً والتي تقع على مسافة 15 كم من "رفح".
وتنتشر في منطقة "رفح" مجموعة من التضاريس الأرضية قليلة الارتفاع، تمتد في شكل قوس يلتف حول شمال رفح الشرقي حتى جنوبها ويشرف على الأرض المجاورة له. ويمر برفح خط السكة الحديدية الذي يصل مدينة غزة بالقنطرة شرق، كما تلتقي بها مجموعة من الطرق والمدقات الهامة، التي تتفرع إلى "غزة" شمالاً و"العوجة" جنوباً و"العريش" غرباً.
خطة الدفاع
أقام العقيد "جعفر العبد"، قائد مجموعة اللواء الخامس المشاة، خطة دفاعه، بما لديه من قوات قليلة، في أن يركز جهوده في جنوب وشرق "رفح"، مع الاحتفاظ باحتياطي مناسب في الخلف.
كما أهتم بإقامة نظام محكم للمراقبة والإنذار على طول المواجهة، ودفع نقط ملاحظة ثابتة نهاراً ودوريات استطلاع متحركة وكمائن ليلاً لتفتيش الأرض، ومراقبة مستعمرات العدو ومحاور اقترابه المحتملة. وكان تشكيل القتال في نسق واحد، واحتياطي محلي وقوة ساترة كالآتي:
النسق الأول: يضم مجموعة الكتيبة 14 المشاة، قيادة المقدم "عبد العزيز كامل"، وسرية من الكتيبة 15 المشاة، في المجهود الرئيسي على يسار الدفاعات، بينما تحتل الكتيبة 43 حرس حدود فلسطين، عدا سرية الجانب الأيمن.
احتياطي: يضم الكتيبة 15 المشاة، عدا سرية قيادة المقدم " أحمد عبد السلام توفيق"، والأورطة الأولى المدرعة.
القوة الساترة: تضم من الكتيبة 43 حرس حدود فلسطين والأورطة الأولى سيارات الحدود.
واحتل الآلي الخامس مدفعية الميدان قيادة المقدم "حسين عوض علي"، مرابضه في معسكرات رفح، لتغطية حقل الألغام التكتيكي بتجمعات نيران لمنع العدو من اختراقه، ومعاونة نقطة الإنذار والقتال التكتيكي جنوب رفح. كما كلف بضرب تجمعات نيران على مناطق الفتح المحتملة للعدو، وصد هجومه على الحد الأمامي بالغلالات الثابتة، فإذا ما نجح العدو في الاختراق كان على الآلاي معاونة الهجوم المضاد بكل إمكانياته النيرانية.
ونسقت البطارية 95 المضادة للدبابات ذاتية الحركة نيرانها، بهدف تدمير مدرعات العدو على طرق الاقتراب وخلال هجومها على الحد الأمامي، مع الاستعداد لمعاونة الهجوم المضاد على مستوى الكتائب أو اللواء.
وقامت البطارية 17 المضادة للطائرات بتنسيق الدفاع عن الأهداف الحيوية بالمنطقة، وقد خصت مرابض نيران المدفعية الميدانية، ومنطقة تمركز الاحتياطي المحلي، ومركز قيادة مجموعة اللواء الخامس المشاة، بالأسبقية الأولى. كما تأهبت لتدمير العدو البري إذا لم تكن هناك أهداف جوية تشغلها.
أما القوة الساترة فقد كلفت بمنع الاقتراب المفاجئ لقوات العدو من جهة الجنوب، وتوفير الإنذار المبكر والقتال التعطيلي ضد أي قوة تتقدم على محور "العجرة ـ رفح".
قوات العدو المكلفة بالهجوم
استعدت مجموعة العمليات 77 قيادة الألوف "حاييم لاسكوف"، للهجوم على محور "رفح ـ العريش"، وقد تضمنت مجموعة اللواء الأول الجولاني قيادة الألوف مشنيه "بنيامين جيبلي"، ومجموعة اللواء 11 المشاة قيادة "الألوف مشنيه "أهارون دورون"، ومجموعة اللواء 27 المدرع قيادة الألوف مشنيه "حاييم بارليف".كما زودت المجموعة بستة كتائب مدفعية ميدان، وكتيبتي مدفعية متوسطة، وكتيبة مهندسي اقتحام، كما خصص لها مجهود جوي كبير خلال المراحل التالية للهجوم التي سوف تتم في ضوء النهار.
كما وضع تحت قيادة "لاسكوف"،أيضاً، مجموعة اللواء 12 المشاة، المكلفة بالهجوم على قطاع غزة بقيادة الألوف مشنيه "ديفيد أليعازر".
الخطة التفصيلية للهجوم (أُنظر شكل معركة رفح)
وضع "لاسكوف" خطته للهجوم على "رفح" من ثلاث اتجاهات متلاقية، بحيث يلتف الاتجاه الأول حول الجانب الجنوبي للدفاعات في المرحلة الأولى، على أن تعقبها المرحلة الثانية التي تزحف خلالها القوات على الوسط والجناح الشمالي للمنطقة الدفاعية، طبقاً للتوزيع الآتي:
1. الاتجاه الجنوبي: وتقوم بها كتيبة مشاة محمولة من مجموعة اللواء الأول المشاة، ومعها كتيبة مشاة ميكانيكية من نفس اللواء، وسرية دبابات خفيفة AMX من مجموعة اللواء 27 المدرع، وسريتي مهندسي اقتحام.
2. الاتجاه الأوسط: وتقوم بها كتيبتا مشاة من مجموعة اللواء الأول المشاة، وبعض العناصر من مهندسي الاقتحام، وأسلحة الدعم.
3. الاتجاه الشمالي: وتقوم بها كتيبة مشاة ميكانيكي من اللواء 27 المدرع، وبعض العناصر من مهندسي الاقتحام وأسلحة الدعم.
قسمت خطة الهجوم على مرحلتين متتاليتين، تبدأ الأولى بالهجوم في الساعة الثامنة مساء 31 أكتوبر، عقب انتهاء الضربة الجوية الأنجلو ـ فرنسية، مباشرةً، بهدف الاستيلاء على تقاطع الطرق المجاورة "للماسورة" قبل طلوع الفجر. وتبدأ المرحلة الثانية في الساعة الثانية ليلا بعد تمهيد نيراني من المدفعية الإسرائيلية ومدافع الأسطول الفرنسي، بهدف الاستيلاء على الأهداف الحيوية في الشرق والجنوب، ثم الالتقاء بقوات المرحلة الأولى عند "الماسورة" قبل طلوع الفجر أيضاً.
ثم يستغل النجاح في اتجاه "العريش"، اعتباراً من الساعة الخامسة والنصف فجر أول من نوفمبر.
ملخص المعركة
استغرقت 15 ساعة من آخر ضوء يوم 31 أكتوبر، حتى ضحى يوم 1 نوفمبر. بينما كانت قوات "لاسكوف" تستعد للهجوم الليلي على "رفح"، كانت القيادة العامة المصرية تستعد لإصدار توجيهاتها بإيقاف القتال في شبه جزيرة سيناء، استعداداً لسحب كافة قواتها إلى غرب القناة، لمواجهة خطر الغزو الأنجلو ـ فرنسي الذي تحول بعد الضربة الجوية الأنجلو ـ فرنسية من مجرد احتمال إلى شبه يقين.
بدأت قوات الاتجاه الجنوبي تحركها مع آخر ضوء إلى خط الابتداء، تتقدمها سريتا مهندسي الاقتحام اللتان وصلتا في الساعة السابعة مساءً إلى حقل الألغام التكتيكي وبدأتا في فتح الممرات الثلاثة المقررة، فيما بين نقطتي "المدفونة" و"إتلة الطايرة"، وخلال ذلك كانت القوة الساترة المصرية قد اكتشفت هذه التحركات الإسرائيلية، ووجهت ضدها نيران الرشاشات المتوسطة.
رغم اكتشاف الهجوم، فقد ظلت القوات الإسرائيلية لا ترد على النيران المصرية، حتى لا تكشف مواقعها بدقة. إلا أن التصنت على شبكة العدو اللاسلكية حدد أماكن العدو داخل حقل الألغام، وعلم من الإشارات الملتقطة أن ثلاث سرايا قد دُفعت خلال الممر، لتهاجم الأولى نقطة "المدفونة"، والثانية "إتلة الطايرة"، بينما كان على الثالثة ـ وهي المحمولة في عربات نصف جنزير ـ أن تحمي الجانب البعيد للحقل وتؤمنه.
ووقع الهجوم على "إتلة الطايرة" التي سقطت سريعاً، بينما ظلت نقطة "المدفونة" تتمسك بمواقعها وتوجه نيران رشاشاتها ضد السرية المهاجمة حتى أجبرتها على التوقف.
وفي العاشرة بدأت الهجمة الوسطي، بتحرك كتيبة المشاة في اتجاه تقاطع الطرق، حيث دخلت حقل الألغام بعد مسيرة ساعة كاملة، ورغم الحذر فقد مرت عربة نقل جند فوق لغم أصابها، وأعقبتها دبابة تحطم جنزيرها، مما أدى إلى سد الممر الوحيد الذي طهره المهندسون، فتوقفت الكتيبة عن التقدم، بينما المدفعية المصرية تُغطي حقل الألغام بنيرانها الحامية، التي أصابت عددا ًقليلاً من المركبات.
ترك الجنود الإسرائيليون مركباتهم ليحتموا بالتضاريس الأرضية والشجيرات الصغيرة. وفقد قائد الكتيبة الأمل في عبور الحقل، رغم أن الألوف مشنيه "جبيلي" قائد اللواء الجولاني، لم يقبل منه أي مبررات، وأصر على مواصلة الزحف، مهما كان الثمن للوصول إلى موقع "الماسورة" قبل أول ضوء.
وفي الوقت نفسه، أصدر "لاسكوف" تعليمات للقوة المدرعة الموجودة بالخلف، بأن تعاون في اقتحام الدفاعات للوصول إلى تقاطع الطرق عند "الماسورة".
تكرر الفشل في فتح ثغرة جديدة بدلاً من الثغرة التي سدتها الدبابة العاطلة، وراحت الخسائر تتكدس داخل الممر بينما العربات والناقلات السليمة ترتد وهي خالية من الجنود هرباً من النيران المصرية. توجه "جبيلي" لدراسة الموقف على الطبيعة، ووافق على أن توقف الكتيبة هجومها مؤقتاً، وتنتظر حتى يبدأ الاتجاه الشمالي في الهجوم، أملاً في أن تخف نيران المدفعية على الممر المسدود في حقل الألغام، بما يتيح للاتجاه الأوسط أن يستأنف هجومه نحو "الماسورة".
في الساعة الثانية عشرة من ليلة 31 أكتوبر/ 1 نوفمبر، قامت المدفعية الإسرائيلية بضرب دفاعات "رفح" الشرقية والجنوبية في "البيوكي" و"الشوكة" و"القبة"، بتركيز شديد. ثم انضم الطراد الفرنسي "جورج ليجوس" إلى نيران التمهيد، فأطلقت مدافعه نيرانها في الساعة الثانية صباحاً، على معسكر رفح والدفاعات المجاورة له، واستمرت تقصفها مدة نصف ساعة، أطلقت خلالها 400 قذيفة عيار 155 مم.
ثم تلا ذلك ضربة جوية بالمقاتلات القاذفة، بأعداد كبيرة، على الدفاعات تحت ضوء المشاعل، وقد حدث خطأ كبير عندما انقضت تلك المقاتلات القاذفة على القوات الإسرائيلية المتوقفة داخل حقل الألغام فأمطرتها بقنابلها، وأكتشف "لاسكوف" هذا الخطأ، فطلب وقف التمهيد الجوي فوراً.
بدأ "لاسكوف" ضربته الرئيسية، في الساعة الثالثة والنصف فجراً، واحتدم القتال بين الجانبين المتحاربين مدة أربع ساعات متصلة، توالى فيها اجتياح المواقع الدفاعية الواحد تلو الآخر، بعد مقاومة عنيفة.
ودارت خلال هذه الساعات الأربع ثلاث اشتباكات رئيسيه على النحو التالي:
الاشتباك الأول في موقع المحرمة ـ جوز "أبوعودة"
1. تصدت سرية مشاة، وفصيلة، على مواجهة 1200 م في نسق واحد، وبدون عمق دفاعي، لهجوم كتيبة مشاة معززة بسرية نحال، تعاونها عناصر من مجموعة القتال المدرعة، اجتازت خط الابتداء تحت ستر نيران التمهيد من الطائرات والمدافع. وفي الثالثة وأربعين دقيقة انقضت القوة الإسرائيلية على تبة المحرمة من الشرق والجنوب، فلما أصبحت داخل المرمى المؤثر فتحت عليها القوات المدافعة نيران الرشاشات والهاونات والأسلحة الصغيرة.
2. فشلت القوات الإسرائيلية في فتح ثغرة في حقل الألغام الوقائي، حول التبة بطوربيد "البنجالور"، بينما نجح مهندسوا الاقتحام في قطع ممر في الأسلاك الشائكة التي تحيط بالتبة، فأمطرتها القوات المدافعة بنيرانها الغزيرة التي أجبرت المهاجمين على اتخاذ السواتر.
3. نجح مهندسوا الاقتحام في الساعة الرابعة والنصف في تطهير ممر في حقل الألغام الوقائي زحفت من خلاله قوة الكتيبة، وارتقت التبة، حيث دار قتال متلاحم استمر نحو الساعة، توقفت بعدها المقاومة.
انضم من بقى حياً من جنود التبة المحرمة إلى إخوانهم، بجوز "أبوعودة". وبعد أن أعادت الكتيبة المشاة المهاجمة تنظيمها، تقدمت نحو جوز "أبوعودة" مستفيدة من خنادق المواصلات، التي تربط الموقعين فوصلت إلى مؤخرة التبة لتهاجمها من الخلف، والاستيلاء عليها.
الاشتباك الثاني في موقع لطفي ـ الأسري
1. يشابه هيكل الدفاع عن هذا الموقع، دفاعات "المحرمةـ جوز أبو عودة" من حيث طول المواجهة، التي قاربت 1200 م، وأيضاً قلة القوات، مما اضطر قائد المجموعة إلى تنظيمها في نسق واحد واحتياطي.
2. هاجم الموقع قوة إسرائيلية تزيد على الكتيبة المشاة، التي تعززها عناصر مدرعة، ومهندسو الاقتحام السابق. وكانت الخطة هذه المرة مشابهة أيضاً خطة الهجوم على الموقع السابق من حيث البدء في تمهيد الطائرات والمدافع لستر عملية فتح الثغرات في حقول الألغام، ليندفع منها الجنود وحاملات الأفراد المدرعة، لتطويق الموقع من الجانبين، ثم مواصلة الزحف إلى تبة "الأسري"، لاقتحامها من الخلف والأجناب، بينما تقوم الدبابات بالضرب المباشر على مواقع النيران بالتبتين.
3. في الساعة الثالثة والنصف، اجتازت الكتيبة المهاجمة خط الابتداء، إلا أن بُعد تبة "لطفي" تسبب في أن تفقد الكتيبة المهاجمة الاتجاه الصحيح الذي أدى إلى تبعثر عناصرها في عدة اتجاهات، وتَشّرُدْ منها السرية الألية.
4. بمجرد أن نجح قائد الكتيبة المهاجمة في إعادة تنظيم قواته ودفعها في اتجاه "تبة لطفي". انطلقت النيران المصرية من كافة الأسلحة والأعيرة فأوقعت في المهاجمين عدة خسائر.
5. مع أول ضوء 1 نوفمبر وصلت المقاتلات القاذفة الإسرائيلية لتلقي النابالم، بينما تكتسح الدبابات "تبة لطفي" بنيرانها، والرشاشات تغطي أجنابها. وتحت ستر هذه النيران، تمكنت عناصر مهندسي الاقتحام من تطهير ممر عند الطرف الشمالي للتبة، نفذت منه المشاة المدعمة للدبابات.
6. أرسل قائد الكتيبة 14 المشاة، فصيلة مشاة محمولة من "تبة الماكينة" إلى "تبة لطفي"، لتنجد الموقع الذي بدأ ينهار. إلا أن دبابات العدو كانت لها بالمرصاد فأجبرتها على العودة بعد أن دمرت ثلاث حاملات بما فيها من جنود، وتم السيطرة على الموقع بعد أن أستشهد أغلب أفراده.
7. قرر قائد الكتيبة الهجوم على "تبة الأسرى" بالدبابات وحاملات الأفراد المدرعة من الجانبين والمؤخرة. واحتل العدو "تبة الأسرى"، حوالي الساعة الثامنة صباحاً، فانفتح الطريق أمامه إلى "خان يونس" ومنطقة معسكر "رفح".
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الاشتباك الثالث والأخير في موقع البيوكي ـ زارع
1. احتل بعض عناصر الحرس الوطني الموقع الأمامي في "تبة البيوكي" في أقصى الشرق، بينما ركزت سرية مشاة دفاعاتها في موقعي "زارع" و"الجنينة"، فاحتلت السرية عدا فصيلة "زارع" كنسق أول، بينما احتلت فصيلة المشاة "الجنينة" كنسق ثانٍ.
2. وفي مقابل تلك القوات القليلة والمواجهات المتسعة، خصص الألوف مشنيه "حاييم بارليف" كتيبة مشاة ميكانيكية من مجموعة اللواء 27 المدرع، ودعمها بمجموعة قتال مدرعة لاستغلال النجاح نحو "الماسورة"، بمجرد اختراق الموقع الدفاعي من المواجهة والجانب الجنوبي، حيث تتولى كتيبة المشاة الميكانيكي تأمينه من اتجاه قطاع "غزة".
3. وفي الساعة الثالثة وخمس وأربعين دقيقة، اجتازت كتيبة المشاة الميكانيكية خط الابتداء، وبعد مسيرة ربع ساعة وهى على مسافة كيلومترين من "البيوكي"، تمكنت نقطة ملاحظة المدفعية المصرية من اكتشافها، وصوبت عليها النيران التي أنزلت بها بعض الخسائر.
4. وفي حوالي الساعة الخامسة فجراً، أنهى قائد الكتيبة إعادة تنظيم قواته في مجموعتي مشاة ميكانيكي داخل حاملات جند مدرعة، وعززها بعدد من الدبابات، ثم دفعها نحو موقع "البيوكى" لاقتحامه.
5. وقبل أن تبدأ الاقتحام، انصبت عليها نيران المدافع المضادة للدبابات، فأصابت ثلاث دبابات وحاملة نصف جنزير إصابات مباشرة، كما قُتل قائد الكتيبة، فتأخر الهجوم للمرة الثانية حتى الخامسة والنصف صباحاً. بعد مقاومة القوات المدافعة، تمكنت القوات المهاجمة من اكتساح الموقع وسقطت تبة "البيوكي" حوالي الساعة السادسة والنصف صباحاً.
6. وبمجرد سقوط التبة اتخذها العدو قاعدة نيران لاقتحام تبة "زارع"، التي ركز عليها قذائف المدفعية ونيران الرشاشات، بينما راحت الطائرات تنقض عليها وتمطرها بالقنابل والنابالم، حتى احالتها شعلة من النيران وصل تحت سترها القوات إلى السفح الشرقي لـ "زارع" توطئة لاجتياحها.
هكذا أنتهي الاشتباك الثالث وتوقفت النيران حوالي الساعة الثامنة والنصف صباح 1 نوفمبر. وعندما أبلغ العقيد "جعفر العبد" هذا الموقف للعميد "القاضي" بالعريش، أمره بإخلاء الدفاعات الأمامية الباقية شرق "رفح"، وإعادة تنظيم قواته على الخط العام "المجرونتين ـ الماسورة ـ القبة ـ الجميزة"، فأصدر "العبد" أمره الإنذاري إلى مرؤوسيه للاستعداد لتنفيذ الخطة الجديدة.
استدعى العقيد "العبد" قائد الكتيبة 15 المشاة، والآلاي الخامس مدفعية ميدان لعقد دراسة سريعة للموقف، الذي وجدوه يتلخص في الآتي:
1. صعوبة إعادة التنظيم على الخط الجديد، تحت سيطرة العدو الكاملة على سماء المعركة.
2. التفوق الساحق لقوات العدو، مع انقطاع الأمل في نجدة مجموعة اللواء الخامس بأي قوات إضافية.
3. نفاذ الذخيرة وكثرة الخسائر في الأفراد والأسلحة والمعدات، وإسراف العدو في استخدام النابالم.
4. تعرض خط "الماسورة ـ المجرونتين" للاختراق، لعدم توفر الوقت لتجهيزه هندسياً، علاوة على إنهاك القوات المتوفرة للدفاع عنه.
عندما نقل العقيد "العبد" ملخص تلك الدراسة إلى العميد "القاضي"، صادف ذلك قبولاً منه نظراً لسابق استلامه توجيهات القيادة العامة، بضرورة إخلاء سيناء وسرعة عودة قواتها إلى الضفة الغربية للقناة.
موقف قوات المجموعة 77 عمليات صباح أول نوفمبر
رغم أن خطة الآلوف "لاسكوف" كانت تقتضي استغلال النجاح، وانطلاق مجموعة "بارليف" المدرعة نحو العريش، بمجرد تأمين تقاطع طرق "الماسورة"، إلا أن حالة الإنهاك التي كان عليها جنوده، وقفت حائلاً دون ذلك.
وبناء على ذلك، اكتفى "بارليف" بإعداد الكتيبة المدرعة الثالثة، التي لم تشترك في القتال لوجودها في احتياطي اللواء، وتجهيزها لاستغلال النجاح على امتداد الطريق المحاذي للضلع الشمالي لمعسكر "رفح".
وفي نفس الوقت، صدرت الأوامر لمجموعة الكتيبة الثانية المشاة، وما بقي من سرية الدبابات التي تعززها أن تبدأ تحركها شمالاً، بعد أن استولت على جوز "أبو رعد" على طريق "العوجه ـ رفح"، لتحتل موقع "الماسورة" وتؤمنه.
انتظمت تلك المجموعة وفي مقدمتها سرية استطلاع مجموعة لواء الألوف مشنيه "جبيلي" في عرباتها الجيب، وخلفها باقي الرتل الذي انتشر على جانبي الطريق الأسفلت، وفي منتصفه سرية الدبابات، تحمل فوق ظهرها سرية مشاة كاملة، وإلى الخلف منها سرية المشاة الميكانيكية، بينما انتظمت السريتان الميكانيكيتان الأخريان على الجانب الآخر للطريق.
في الساعة السابعة والنصف صباح الخميس أول نوفمبر، كانت أوضاع مجموعة عمليات "لاسكوف" في منطقة "رفح" على النحو التالي:
1. مجموعة قتال مدرعة وكتيبة مشاة ميكانيكية من مجموعة اللواء 27 المدرع، تقوم بتأمين منطقة "زراع ـ خبرة العدس"، وطريق "رفح ـ خان يونس" من اتجاه قطاع غزة.
2. مجموعة كتيبتي مشاة من مجموعة اللواء الأول المشاة الجولاني، ومعها مجموعة قتال مدرعة من مجموعة اللواء 27 مدرع، تحاول تعميق الاختراق في مواجهة مواقع "أم عمد، وتبة ضرب النار، وموقع البستان".
3. مجموعة قتال من مجموعة اللواء 27 مدرع، تنتظر قرب طريق "خان يونس ـ رفح"، وهي على أهبة الاستعداد للتقدم إلى تقاطع "الماسورة" بموازاة الضلع الشمالي لمعسكر "رفح".
4. مجموعة كتيبة مشاة ميكانيكية من مجموعة اللواء الأول المشاة، معززة بسرية دبابات، تقترب من المواقع الدفاعية حول "الماسورة".
5. كتيبة المشاة الرابعة من مجموعة اللواء الأول المشاة، تؤمن حقل الألغام التكتيكي.
6. مجموعة اللواء 11 المشاة قيادة الألوف مشنيه "أهارون دورون" في منطقة التجمع شرق "رفح" في الاحتياطي العام لقوات "لاسكوف".
7. مجموعة اللواء 12 المشاة قيادة الألوف مشنيه "دايفيد أليعازر"، تستعد للزحف إلى قطاع غزة.
انسحاب قوات مجموعة اللواء 5 المشاة من رفح
في ضحى أول نوفمبر، كانت الكتيبة 43 حرس حدود فلسطين لا تزال تتمسك بموقعها الدفاعي حول تقاطع "الماسورة"، بينما تستعد باقي قوات مجموعة اللواء 5 المشاة على "المجرونتين" للانسحاب إلى العريش.
وبعد تبليغ كافة الوحدات المرؤوسة بقرار ودواعي الانسحاب، قام العقيد "العبد" ومساعدوه بتنظيمه على الوجه التالي:
1. تظل الكتيبة 43 حرس حدود فلسطين متمسكة بدفاعاتها في "الماسورة" وحتى موقع "الفنطاس" لستر انسحاب القوة الرئيسية لمجموعة اللواء إلى العريش.
2. يتم الانسحاب على طريق "الدرب السلطاني" بحذاء ساحل البحر، لاحتمال تعرض الطريق الإسفلتي إلى العريش لأعمال العدو البرية والجوية الكثيفة.
3. يبدأ الانسحاب بالآلاي الخامس مدفعية الميدان، ثم قيادة اللواء فالكتيبة 15 المشاة، ثم الكتيبة 14 المشاة كمؤخرة. وقد أتمت القوات إخلاء "رفح"، بينما العدو يشتبك بنيرانه ضد موقع الكتيبة 43حرس حدود فلسطين، التي كان لصمودها الفضل في تعطيل العدو وإلحاق الخسائر به، وتأخير استيلائه على التقاطع و"المجرونتين"، حتى تم الانسحاب وفقاً للخطة الموضوعة.
4. وقبيل الظهر ظهرت طلائع الآي الميدان عند "محطة الأبطال"، شرق بلدة العريش، تعقبها باقي قوات مجموعة اللواء الذي تلقى قائده أمراً من قائد الفرقة بالتجمع في "المساعيد" غرب العريش، واحتلال منطقة دفاعية بها بالتعاون مع الكتيبة 247 حرس حدود فلسطين، لتأمين المستودعات الإدارية بتلك المنطقة.
وصل أفراد الكتيبة 43 حرس حدود فلسطين، بعد أن أدوا المهمة المكلفين بها.
وبسقوط دفاعات رفح ضحى الأول من نوفمبر، تقرر مصير قطاع غزة الذي أنعزل تماماً والذي أصبح جاهزاً للسقوط.
قطاع غزة
طبوغرافية الأرض
تبلغ مساحة قطاع غزة 380 كم2، عبارة عن شريط ساحلي ضيق يحده من الشمال والشرق خط الهدنة، ومن الجنوب الحدود المصرية، ومن الغرب البحر المتوسط ويتراوح عرضة بين 5 و10 كم، وتنتشر به الكثبان الرملية قرب ساحل البحر، تليها أرض منبسطة غنية بحدائق البرتقال والفاكهة التي تحيط بها أسوار التين الشوكي الكثيفة، وتدور حولها المدقات والدروب المتعرجة الضيقة. كما يخترق القطاع من الشرق إلى الغرب عدداً من الوديان الصغيرة والعميقة التي تتدفق فيها السيول، وتنتشر القرى في السهل الممتد على أجناب الطريق الذي يخترق القطاع من الجنوب حتى الشمال.
أوضاع القوات بالقطاع
1. لم تكن اتفاقية رودس عام 1949، تسمح بغير الهاونات والأسلحة الخفيفة في القطاع. ولهذا فقد شكلت الفرقة الثامنة حرس حدود فلسطين في أبريل 1956، تحت قيادة اللواء "يوسف عبدالله العجرودي"، من اللواءين 86 قيادة العقيد "علي البوريني"، 87 حرس حدود فلسطين قيادة العقيد "حسن حمدي"، واللواء 26 حرس وطني قيادة المقدم "جمال الدين على"، وعدة بطاريات هاون ومدافع خفيفة مضادة للطائرات، وبعض المدافع الساحلية، وعناصر الهجانة.
2. قُسم القطاع إلى منطقتين دفاعيتين على النحو التالي:
أ. منطقة غزة ـ دير البلح في الشمال، حيث تمركز اللواء 26 حرس وطني، وفتح مركز قيادته داخل مدينة غزة.
ب. منطقة خان يونس الدفاعية، حيث تمركز اللواء 86 حرس حدود فلسطين، وفتح مركز قيادته بين الدرب السلطاني والسكة الحديد شمال بلدة خان يونس.
خطة الهجوم الإسرائيلية
صدرت الأوامر إلي اللواء 11 المشاة بقيادة الألوف مشنيه "أهارون دورون" بالاستيلاء على قطاع غزة، وكان اللواء يتكون من كتيبتي مشاة، ومجموعة مدرعة من اللواء 3 مدرع، وسرية دبابات متوسطة، وسرية مشاة نصف جنزير.
وقد اشتملت خطة "دورون" الهجومية على ثلاث مراحل كالآتي:
1. المرحلة التمهيدية يومي 31 أكتوبر، و1 نوفمبر، ويتم خلالها عزل قطاع غزة من جهة الجنوب، لمنع وصول قوات مجموعة اللواء 5 المشاة إليه.
2. المرحلة الأولى يوم 2 نوفمبر، ويتم خلالها الاستيلاء على مدينة غزة بالهجوم عليها بحركة تطويق من الجنوب والشمال بمجموعة اللواء 11 المشاة المعّزز بالدبابات، بينما تقوم مجموعة اللواء الأول المشاة الجولاني بتثبيت دفاعات خان يونس من جهة الجنوب.
3. المرحلة الثانية والأخيرة يوم 3 نوفمبر، ويتم خلالها استغلال النجاح بالزحف من غزة نحو الجنوب، واجتياح خان يونس بالتعاون مع هجوم ثانوي بقوات رفح من الجنوب.
ملخص معركة غزة
استغرقت المعركة حوالي 12.5 ساعة، من الساعة الواحدة بعد منتصف ليلة1/2 نوفمبر. حتى الساعة الواحدة والنصف من بعد ظهر يوم 2 نوفمبر. بعد أن بدأ العدو الإسرائيلي صباح أول نوفمبر نشاطه الجوي بقصف قطاع غزة بعنف، في الوقت، الذي أخلت فيه مجموعة من اللواء 5 المشاة المصري دفاعات رفح، وارتدت إلى العريش، فتم عزل قطاع غزة ومحاصرته. وبغروب الشمس، وجهت مدفعية مجموعة اللواء 11 المشاة الإسرائيلي نيرانها على مواقع غزة، واستمرت تقصفها حتى الواحدة من صباح 2 نوفمبر، بينما كان الألوف مشنيه "دورون" يأمر قواته بالفتح للهجوم.
ومع أول ضوء يوم 2 نوفمبر، أَبلغ قائد بطارية المدفعية الساحلية بساحل غزة عن وجود 11 سفينة حربية أمام القطاع، منها ثلاث سفن بريطانية، ومثلها فرنسية، ومثلها إسرائيلية، وسفينتين أمريكيتين طالبتا، عن طريق مكتب الهدنة بغزة، إجلاء الأجانب عن القطاع، ثم جاءت طائرات إسرائيلية لتبدأ مع مدفعية الميدان ضرب النيران التمهيدية للهجوم، التي استمرت بكثافة شديدة حتى السادسة صباحاً، على القمم الحصينة المشرفة على مدينة غزة، وعلى الرغم من أن القوات على المرتفعات ردت بنيران كثيفة، فإن سرية إسرائيلية من الدبابات والعربات نصف الجنزير استطاعت أن تخترق الدفاعات الخارجية، وعبور الركن الجنوبي الغربي لقمة "على النطار"، والتحرك سريعاً نحو الحدود الشمالية لقطاع غزة. وفي نفس الوقت دخلت كتيبة مشاة إلى المدينة للقضاء على جيوب المقاومة، تتبعها الدبابات التي سرعان ما نجحت في احتلال قلب المدينة.
وفي الساعة العاشرة صباحاً، توجه المقدم "بايارد" كبير مراقبي الهدنة لمقابلة الألوف مشنيه "دورون" لوقف قصف المدينة حفاظاً على أرواح الأهالي المدنيين، وعاد "بايارد" لينقل تهديد "دورون" إلى الحاكم الإداري العام اللواء "محمد فؤاد الدجوي" بأن القوات الإسرائيلية والأسطول الفرنسي، سوف يدكان المدينة بالقذائف، ما لم يبادر الحاكم العام بتسليم المدينة عن طريق مراقبي الهدنة.
وباستشارة قائد الدفاع عن المدينة رفض تسليمها، دون أمر من اللواء "العجرودي" قائد الفرقة الثامنة حرس حدود فلسطين. وبعد عدة محاولات، أمكن الاتصال باللواء "العجرودي" الذي وافق على تسليم المدينة، التي دخلتها قوات "دورون" في الساعة الواحدة والنصف بعد ظهر 2 نوفمبر، حيث احتلت مقر الحاكم الإداري العام ودور الحكومة، وأعلنت حظر التجول والأحكام العرفية.
ملخص معركة خان يونس
استغرقت المعركة نحو 10.5 ساعة، من الساعة الحادية عشرة ليلة 2/3 نوفمبر، حتى الساعة التاسعة صباح يوم 3 نوفمبر. فقد أصبحت "خان يونس" بعد سقوط غزة، محاصرة من جميع الاتجاهات، وكان العدو قد قصف مركز قيادة الفرقة الثامنة حرس حدود فلسطين بالبلدة، التي لم يكن بها مدفع واحد مضاد للطائرات.
وقبل منتصف ليلة 2/3 نوفمبر بنحو ساعة، أطبقت دبابات العدو على البلدة من جهة الشمال فاشتبكت معها المواقع الدفاعية، وتمكنت من تدمير دبابة واحدة وعربتين نصف جنزير. وبفضل الألغام المبعثرة التي زرعها المدافعون على الطريق الإسفلتي، لم يستطع العدو مواصلة الزحف فحول اتجاهه نحو التبة 86، إذ سرعان ما احتلها العدو عند منتصف الليل، ليتخذها قاعدة للهجوم على بلدة "خان يونس"، التي راح يمطرها بمدافعة وهاوناته.
وفي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، استطاع العدو أن يفتح ثغرة في دفاعات البلدة الأمامية، وتمكن من اجتياح موقع "كافور"، ثم أعقبه فتح ثغرة ثانية من إتجاه "رفح".
وفي الساعة الرابعة صباحاً، انطلق العدو داخل دفاعات البلدة عن طريق الدرب السلطاني والشارع الرئيسي، حيث تمكن من التغلب على نقطة قوية مدعمة بمدفع واحد مضاد للدبابات عيار 6رطل، وأزاحها عن طريقة، واندفع نحو قيادة الفرقة الثامنة فوصلها في الرابعة والنصف فجراً. ولم يكن بها سوى اللواء "العجرودي" وبعض ضباطه وجنوده، الذين ظلوا يقاومون عدة ساعات، حتى وقعوا جميعاً في الأسر في الساعة التاسعة والنصف من صباح 3 نوفمبر.
وباستيلاء قوات "دورون" على مركز قيادة "العجرودي"، تَتَابع انهيار الدفاعات، وإن ظل الأهالي يقاومون ببسالة داخل البلدة، وخلف أسوار التين الشوكي، فلم يتمكن "دورون" من إحكام قبضته عليها حتى صباح 7 نوفمبر.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
معارك المحور الشمالي وقطاع غزة ورفح
القوات المصرية
حاكم عام مدينة غزة : لواء محمد فؤاد الدجوي
قائد الفرقة الثامنة حرس حدود فلسطين : لواء يوسف عبدالله العجرودي
قائد اللواء 87 حرس حدود: قائمقام حسن حمدي
قائد اللواء 86 حرس حدود: قائمقام علي البوريني
قائد مجموعة اللواء الخامس مشاة: قائمقام جعفر العبد
قائد الكتيبة 14 مشاة: بكباشي عبد العزيز كامل
قائد الكتيبة 15 مشاة: بكباشي أحمد عبدالسلام توفيق
قائد الآلاي الخامس مدفعية : بكباشي حسين عوض علي
قائد اللواء 26 حرس وطني : بكباشي جمال الدين علي