الزار

من معرفة المصادر

قصيدة الظار أو الزار للشاعر السوداني الهادي آدم.

دف يتهدج مختنق الأنفاس
يتململ في نغم كرنين الأجراس
ومخالب إنسان راحت تتشنج
وبقية أنفاس ولهى تتهدج
ودخان لفائف في الغرفة
والشاي يدور مع القرفة
الشيخة لم تحضر
والجازر لم يجزر
والنسوة في نار
الله على الظار الله الله على الظار


وتعال صخب يحسنه رهط النسوان
الشيخة قادمة يخفرها حرسان
سمراء قوية
ولها شخصية
تحمل شمسية
لا تعرف شيئا يدعى اللغة العربية
تتكلم سرياني
كاني ماني كاني ماني
يعني يا عبد القادر يا جيلاني

الله على الظار الله الله على الظار
وهناك فلانة تحتضر
والغرفة توشك تنفجر
والشيخة تدنو منها تتنهد
وبيمناها منديل أحمر
ضمخه المسك ووشاه العنبر
وبيسراها علبة عسجد
تفتحها كبتول تتعبد
وغطاء تجذبه جذبة

فإذا بفلانة تنهض في جلبة
وتدور مرارًا في الحلبة
وخروف ذبحوه في الدار
شربت من دمه الحار
الله على الظار الله الله على الظار

ويطل ( خواجا) من ( برنو )
ذو عين ليس له جفن
يتقمص روح المنزولة

لا يطلب شيئا بل تيلة
وسراويل طويلة
وثلاث أقيات ذهبية
كي يصنع منها طاقية
والزوج هنالك محتار
والنسوة في نار
الله على الظار الله الله على الظار
وتعود فلانة للمرض
وبخور الشب مع القرض

ويعود الدف المحموم
يخترق الصمت المحتوم
وتعود الأجراس الرنانة
هاتفته : زوج فلانة
يا زوج فلانة
الظار الظار
الله على الظار الله على الظار
وهناك جمع ( الأسياد )
جمع لا تدركه عين مكابر

كالبحر الزاخر
بقيادة شمهاروش الظافر
شيخ الأحباب
يا شيخنا من غير كتاب
يا مطرًا من غير سحاب
سيجاب المطلب في الحال
والصحة لا يعدلها المال
الله على الظار الله الله على الظار


وفلانة من قبل الأسياد
قد زارت شيخا ذا منة
قد صبغ اللحية بالحنة
كي يبدو من أهل الجنة
الله على الجنة
وسقاها جالون محاية
وحجاباً كتبت فيه ألف حكاية وحكاية
ورماها ببخور التيمان
من عين الإنسان
وتصاريف الشيطان
وتسلم في الحال أقية
ووعودًا قطعوها ببقية
لابى البركات المروية
ألح عليها المرض المجهول
في شرح مهما قصروه يطول
حتى زارتها أم العباس
وأعاذتها من شر الوسواس الخناس

إذ قالت للأم المكلومة
قولتها المعلومة
دقي للبنت الأجراس
وأعدي طشت نحاس
وحياة العباس
ما الأمر سوى الظار
الله على الظار الله الله على الظار
والشيخة ما عادت مرضاها والشيخ تناساها

إذ أصبح مشغولاً بسواها
والقصة تتكرر
ويزيد التكرار لظاها
والكل شغوف بالشيخ
والكل شغوف بالظار
الله على الظار الله الله على الظار