الحرب الأهلية قادمة لا محالة
الحرب الأهلية قادمة لا محالة، بقلم عبد الرحمن الفرا، محلل سياسي وحامي في مكتب المحاماة والاستشارات القانونية.
... كل المؤشرات تدل على أن هناك أيدي خفية تعمل على تسميم الأجواء الشعبية الفلسطينية والجماهيرية.. قد تكون خفافيش الظلام وقد تكون أجهزة الأمن الصهيونية وقد يكون فلسطينيين مستفيدين من الفوضى لأسباب تجارية ربحية أو لأسباب وزارية وحكومية سلطوية .. وقد يكون خليط من هذا وذاك..
... المهم .. نحن كشعب فلسطيني ما يهمنا أن ننعم بالأمن والأمان والحرية وأن نجد ما نسد به رمق أطفالنا وأسرنا والذين أصبحوا لا ينسون غداء الأمس واليوم ويعرفون غداء الغد ..
إنها سطور سوداء على ورقة بيضاء .. أتمنى ألا تلطخ هذه الورقة البيضاء باللون القاني .. وقتها قد لا ينفع الندم والمسئولية تاريخية ولا يعفى منها أحد ..
... عندما شاهدت على شاشات المفسديون أثاث مقر رئيس مجلس الوزراء الفلسطيني في رام الله يتطاير في الهواء واندلاع الحريق فيه ومسلحين تجري في عروقهم الدماء الفلسطينية يطوقون المقر ويطلقون النار في الهواء ويصطادون الهواء والجراد والبعوض والغربان وخشيت أن يوقعوا الشمس والقمر .. خفت وقتها من غضب الله لأن مطلق النار ومن يرد عليه جميعهم في النار .. لقد حان وقت الكيل والوزن بالميزان الصحيح !! ولا داعي لكي نغش أنفسنا الأمور واضحة .. الرصاص فلسطيني والسلاح فلسطيني .. وحامله فلسطيني ومطلق النار فلسطيني فماذا نقول لكل من شاهدنا على شاشات المفسديون .. هل هي قوات صهيونية خاصة..
- التاريخ يعلم ..
من لم يعلمه التاريخ ولا الأيام ولا الواقع ولا التجربة فيكفيه عمره .. ماذا تعلم خلال فترة حياته هذه وكم بلغ من العمر أعتقد بأن التكرار يعلم الحمار ويقولون في روضة أولادي البراء والأحمد والشريف والآلاء بأن التكرار يعلم الشطار وأنا بصراحة مش شايف قدامي شطار .. شايف أمامي خربان ديار وقتل ودمار والحالة تستوجب دق المسمار في نعش الحرب والدمار .. الحرب التي يزاود عليها الجميع ويقولون بأنها خط أحمر وهم أول الناس يسعون إلى خرابها لغرض في نفس يعقوب وبالبلدي يريدونها أن تملدن كما يقولون في لعبة الشدة ( الكوتشينة ).
... إطلاق نار وخطف ودمار وقتل في كل بقاع قطاع غزة والمصاب واحد .. فلسطيني والأم واحدة التي أرضعت هذا الشهيد والهم واحد والتراب واحد وجميعنا نقف على أرض الرباط وللأسف يقولون عنا في الخارج المرابطين وفي دول إسلامية مثل باكستان وتنزانيا والهند وسيرلنكا .. يتمسح فينا المسلمين باعتبارنا من الأرض المباركة .. سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام الذي باركنا حوله وشعب فلسطيني كله حوله وبلاد الشام ..
... وإذا نظرنا إلى الحصار الاقتصادي والمالي والصحي من خلال إغلاق فوهة الزجاجة لكي نموت فطيسة .. لا يصدق البعض ولا يقتنع إلا عندما نشيع بعضنا البعض إلى المقابر..
وأي مقابر وعيوننا جفت من الدمع وقلوبنا أصبحت جوفاء لا يؤثر فيها الحزن ولا البكاء .. هنيئا لك يا شعب فلسطين .. بمن يركب على ظهرك وأتمنى أن تصل سفينتك إلى بر الأمان .. ومن مات مات ومن قتل قتل ومن أستشهد أستشهد .. وطالما هناك أم فلسطينية تحمل لا خوف عليك.
- ولكن لي سؤال ...
ما فائدة الخراب والدمار الذي نحدثه في الممتلكات العامة والمرافق العامة ملك الدولة والشعب ومتنفس الشعب هل إتلافها فيه سبب لتحرير فلسطين وتحرير القدس وإعادة المبعدين و إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين ؟!
.. وهل إطلاق النار على بعضنا البعض ونصب الكمائن من قوات المساندة التابعة لوزير الداخلية واختطاف مواطن فلسطيني أثناء ذهابه للصلاة يوم الجمعة فيه مصلحة وطنية !!! أم أن الأمور هي زعرنة آخر وقت !!
يا ناس .. يا شعب .. يا أمم .. يا .. مش شايف أخاطب مين .. حرام اللي بيحصل .. والله العظيم حرام إهدار الدم الفلسطيني والمال العام وإتلاف ممتلكات الدولة ومرافق الشعب .. متنفسه الوحيد .. والله حرام ..
أصبحنا في سجن كبير نخاف أن نخرج بأولادنا لنفرج عنهم سجن البيت الصغير فوجدنا أنفسنا في سجن كبير محكوم بالنار والحديد .. هل نحزم حقائبنا ونهاجر إلى استراليا وكندا وأمريكيا والسويد وغيرها ممن يرحبون بنا وبالذات أم نغلق الأبواب على أنفسنا حتى نختنق ونموت في ثبات عميق وأن كانت النتيجة كذلك والله لن يلتفت أحد إلى أي أسرة يحدث معها هذا وذاك لأن الوضع أصبح كيرلس.
- كلمة أخيرة ...
أخشى ما أخشاه أن تكون هذه هي بداية النهاية لكل بناء قد تم منذ شهر 4/1994م وأن نعود إلى عصر ولى وإلى الجحيم بلا رجعة .. وقتها لن ولن ينفع الندم وحقيقة .. حقيقة .. أختم مقالي بابتسامة ساخرة .
شدي حيلك يا بلد ورحمك الله يا ناجي العلي
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .