الجهاز العصبي للدول
الجهاز العصبي للدول، كتبها د. نايل الشافعي في 9 يونيو، 2010.
من الخطأ الظن أن مشكلة انقطاع كابلات الاتصالات البحرية قد مرت. فقد عرف الناس أن وراء شاشات الكمبيوتر تجري المعلومات في كابلات تحت البحر لتحضر المعلومات بسرعة الضوء، وعرفوا أيضاً أن انقطاع تلك الكابلات يمكنه إلحاق ضرراً بالغاً بالاقتصاد. فيجب علينا تحليل الأزمة واستنباط الخطوات السريعة الكفيلة بالحد من آثارها لو تكررت. الحدث غير مسبوق ولكن سبق ونبهت إليه المسئولين مراراً، قبل أول انقطاع (23 يناير 2008) بأسابيع. ثم زاد انزعاجي حين قرأت كيف بددت مصر مئات الملايين من الدولارات في اليومين التاليين، بين توقيع عقد كابل بحري بمبلغ 125 مليون دولار، وبين إنفاق مبلغ أكبر لشراء وصلات عاجلة بدلاً من القدرة المفقودة. وبعد وقوع الانقطاع تخوفت في تلفزيون "الحياة" من أن تتكرر الانقطاعات ولكن على دول منفردة. وبالفعل توالت منذ ذلك الحين الانقطاعات على دول المنطقة فرادى ومجموعات. ماذا لو تعذر إصلاح الكابلات بسرعة؟ وتساءلت في حينها ماذا لو تعذر شراء وصلات عاجلة؟ ماذا لو حدث الانقطاع في كابلات الاتصالات الهاتفية؟ (وقد حدث ذلك بالفعل في مصر والجزائر في ديسمبر 2008، ثم في مصر في أبريل 2010) أو في كابلات الضغط العالي الكهربائية؟ سجل انقطاعات الكابلات عن الدول المفردة منذ ذلك الحين يتزايد بسرعة. دعوني أشرح القضية كما عاصرتها، ثم سنأتي إلى الحلول، واستخدام تعريفة مقترحة على الكابلات المارة بالدول العربية لتمويل تلك الحلول.
ذات صباح خريفي عام 2000 بنيويورك اتصل بي جاري وينيك، مؤسس شركة جلوبال كروسينج ، لكابلات الاتصالات البحرية ، متباهياً ومتسائلاً كم أدفع من الرسوم لإدخال كابل في بناية معينة في منهاتن كنا نتنافس على دخولها، فأخبرته أنني أدفع 64,000 دولار شهرياً. فرد علي بأنه بصدد توقيع عقد لتمرير كابل بقناة السويس بمبلغ 10,000 دولار سنوياً، وذلك لعلمه بأنني مصري.
وينيك شخصية لا ينتهي الجدل حولها، فقد كان أحد مساعدي مايكل ميلكن، ملك سندات النفايات Junk Bonds الذي اتـُهم بالتسبب في انهيار الاقتصادين الأمريكي والياباني في نهاية الثمانينات لنشره استعمال السندات لتمويل شركات صغيرة فرصها في السداد ضئيلة. وبينما سـُجـِن ميلكن لأقل من عامين (في فيلا بملعب جولف مزودة بخطوط هاتف دولية) خرج بعدها بثروة تتعدى 2.5 بليون دولار يلهو بها في أروقة الحزب الجمهوري وبسرطان بروستاتا (وعمره 46). وأما صاحبنا وينيك فلم يـُدَن واستغل ثورة الانترنت في التسعينات ليطلق شركة جلوبال كروسينج (ج. ك.)، وفكرتها ربط دول العالم بكابلات اتصالات بحرية، فالبحار مياه دولية لا تتطلب دفع رسوم لمالك (الاستثناء الرئيسي هو قناة السويس). جمع وينيك 17 بليون دولار من سندات في شركته معظمها من صناديق استثمار المعاشات.
قناة السويس لنقل المعلومات
سي مي وي 3 (3072 دائرة STM-1) ادارة هندية
سي مي وي 4 (6142) ادارة هندية
فلاج اوربا آسيا (6142) ملكية هندية
فلاج فالكون (6142) ملكية هندية
تايكو VSNL (1500) ملكية هندية
مكالمة وينيك شحذت فكرة كانت تختمر في رأسي. وفي زيارتي التالية للقاهرة في ديسمبر 2000 قابلت الدكتور عاطف عبيد، رئيس الوزراء آنذاك لأعرض عليه الفكرة. ذكرت له مضمون المكالمة وقلت له أنه إن كانت قناة السويس قد شـُقت في القرن التاسع عشر لنقل البضائع بين الغرب والشرق، فإن عبقرية المكان قد تضاعفت في القرن الحادي والعشرين للحاجة إلى قناة السويس لنقل المعلومات بين الشرق والغرب. كل ما علينا هو تحديد التسعيرة المناسبة لمرور المعلومات في القناة (أو عبر مصر عموماً) وتحصيل تلك الرسوم بدلاً من ترك هذه الكابلات إما لتمر مجاناً كمعظمها أو بمبلغ مزري كما في حالة ج. ك. وقد بينت له أنه لو أخذنا برسوم تمرير الكابلات في ميناء نيويورك (بالرغم من أن قناة السويس تفوقها أهمية) وطبقناها على حجم مرور المعلومات كما يبينه أصحاب تلك الكابلات، فان دخل قناة السويس السنوي من مرور كابلات الاتصالات سيتعدى 750 مليون دولار عام 2008 ويرتفع إلى 2 بليون عام 2015 بدون أي استثمارات من جانب مصر. (طالع المصادر والحسابات في موسوعة المعرفة www.marefa.org). أي أن دخل مصر من تعريفة مرور الكابلات يمكن أن يجدد شبكة السكة الحديد في سنة واحدة أو يطور الصرف الصحي في الوجه القبلي. د. عاطف اتصل بوزير المواصلات، د. أحمد نظيف، وطلب منه الاستماع لما أقوله، وكان ذلك. أحد مساعدي د. نظيف استهل اللقاء بأن العقد مع ج. ك. قد تم توقيعه منذ أيام، ولا مجال للنقاش. ذكرت لهم أن الفرصة لم تـَفـُت إذ بإمكاننا طلب توقيع عقد صيانة لمرور هذا الكابل بالقناة بمبلغ 50 مليون دولار شهرياً، ولن تتواني الشركة عن التوقيع. وذكرت أن هذا الأسلوب شائع في صناعة الاتصالات. المساعد رد فوراً بأن هذه ليست أخلاقنا. تركت اللقاء متمتماً "ألا هل بلغت".
عودة إلى شركة جلوبال كروسينج التي مدت بعض الكابلات بتكاليف باهظة منها راتب سنوي لمؤسسها وينيك قدره 600 مليون، وبناء مقبرة له بمبلغ 70 مليون دولار بجبل الكرمل بالقدس. وبانتهاء فقاعة الانترنت عام 2001، انهارت الشركة عام 2002. وأشهرت رابع أكبر افلاس في تاريخ أمريكا. وبيعت أصول الشركة في آسيا إلى مجموعة كارلايل (جورج بوش الأب والابن كانا من مستشاريها) وهتشسون هوامپوا (يملكها لي كا شنج ، مالك هونج كونج تقريباً، والذي باع شركته للمحمول إلى اوراسكوم عام 2007) وتشاينا نتكوم (يملكها ابن تشيانج زيمين رئيس الصين الأسبق) وباقي الأصول في العالم إلى سنجابور تكنولوجيز (ترأسها زوجة لي كوان يو، الحاكم السابق ووالدة الحاكم الحالي). وكان لانهيارها تأثيراً هائلاً على أرباب المعاشات لذا دعاه الكونجرس الأمريكي لاستجواب متلفز، ذرف فيه الدموع على مأساة أرباب المعاشات، وأعلن عن تبرعه بعشرين مليون دولار من ماله الخاص كتعبير عن التضامن. ما يهمنا في ذلك هو أنه من غير الواضح ما إذا كانت ج. ك. قد مدت كابلاً عبر مصر أم أنها ظلت مستأجرة لبعض شعيرات الألياف من كابل آخر. وإذا كانت قد مدت هذا الكابل فهل وقع ضمن أصول " ج. ك. آسيا" أم أصول " ج. ك." الرئيسية؟
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ليس فقط "مجاناً" بل واستغلال للسوق المحلي
تمر الأعوام وفي خريف 2006 يتصل بي بروستر كيل، مؤسس أرشيف الانترنت، ليشكو من مشكلة متعلقة بكابلات الاتصالات البحرية في مصر. بروستر تقاعد بعد أن باع شركته ألكسا لترتيب مواقع الانترنت حسب عدد الزوار، وأنشأ مشروعاً لأرشفة الانترنت كل ستة أشهر وتخزين هذا الأرشيف في سان فرانسيسكو ولاهاي ومكتبة الإسكندرية. المشروع يتطلب أن يتصل كل من المواقع الثلاث بالإنترنت بوصلة قدرها 2 جيجابت (بليون بت) في الثانية. مكتبة الإسكندرية اتصلت بشركة فلاج صاحبة أحد الكابلات المارة بمصر. مكتبة الإسكندرية لم يكن في مقدرتها المالية أن تحصل على أكثر من 145 ميجابت (مليون بت) في الثانية دفعت فيها ما يقرب من مليون دولار سنوياً. تلك التوصيلة هي أقل من 1 على عشرة آلاف من قدرة كابل فلاج المار بمصر. رسوم مرور الكابلات في نيويورك تتكون من عناصر عديدة منها أخذ 10% من قدرة الكابل المار للاستخدام المجاني للتعليم والصحة والمكتبات والأمن؛ بالإضافة إلى تحصيل 5% من اجمالي الدخل المتحقق من مرور الكابل. المشكلة أيقظت في ذهني قضية الكابلات في مصر بعد أن دعاني بروستر إلى حضور مؤتمر المكتبات الرقمية العالمية المنعقد في الإسكندرية في نوفمبر 2006. حاولت أثناء وجودي بالقاهرة الوصول لحل لتلك المشكلة. فقابلت وزير الاتصالات، الدكتور طارق كامل، وعدد من مسئولي الاتصالات، أقسم لي أحدهم بأنه ليس هناك أي كابل مار في قناة السويس بالرغم من عرضي عليه خرائط رسمية عالمية لهيئات دولية معنية تفصـِّل عدد وقدرات الكابلات المارة. ولدى سؤالي له هل يمكن أن يكون مبعث الاختلاف هو أن تلك الكابلات تمر بمحاذاة القناة بدلاً من داخلها أو داخل مصر بصفة عامة، انتفض قائلاً "طبعاً تفرق"، إلا أنه رفض نقاش تعريفة مرور المعلومات أو الكابلات. تأثـُر الهند بانقطاع كابل أمام الإسكندرية يثبت أن الكابل (أو الكابلات) الذي يربط شبه القارة الهندية والخليخ بباقي الانترنت يمر عبر مصر. كم تحصل مصر من رسوم مقابل هذا العبور؟
بوتسوانا، لا تطل على أي بحار. إلا أنها كانت احدى دول الدراسة لتحديد تعريفة الرسوم على الكابلات البحرية. وفي 24 سبتمبر 2006، قبيل حضوري للمؤتمر بمكتبة الإسكندرية، حصلت شركة مصرية جديدة على موافقة لتمرير كابل في قناة السويس، ولتسهيل الحصول على الموافقة قدمت تلك الشركة دراسة مقارنة لتعريفات الكابلات البحرية في مختلف الدول بدءاً من بوتسوانا إلى "الولايات المتحدة". وخلصت المقارنة إلى أن التعريفة المناسبة تتراوح من 7 إلى 10 آلاف دولار في السنة! وعلى ما أفهم أنه تم إقرار تعريفة قريبة من هذا النطاق. أنا أفهم أن بوتسوانا هي رفيقة مصر في الكوميسا، إلا أنها ليس لديها أي سواحل لتضع تسعيرة كابلات بحرية تستحق أن نحذو حذوها. أما تعريفة الولايات المتحدة التي اُلِم بها تماما فهي على الأقل عشرة آلاف ضعف التعريفة التي تدعي الدراسة استخدامها هناك، وكما هو موضح أدناه.
عودة إلى الكابلات المقطوعة
ماذا حدث؟
بين 23 يناير و3 فبراير 2008 حدث ست أو سبع انقطاعات في الكابلات البحرية التي توصل الشرق الأوسط والهند بباقي الانترنت. ففي يوم 23 يناير انقطع كابل فالكون أمام ميناء بندر عباس الإيراني، ولم تعلن السلطات الإيرانية عنه في حينه إلا أنه تسرب لاحقاً. وفي 30 يناير انقطع كابل فلاج آسيا اوروبا أمام ساحل الإسكندرية وكذلك كابل سي-مي-وي-4 إما قبالة الإسكندرية أو قبالة مرسيليا (أو قبالة الميناءين في آن واحد). ثم في 1 فبراير انقطع كابل فالكون بين مسقط ودبي. وفي 3 فبراير انقطع كابل الدوحة-حلول بين قطر والإمارات. ثم في 4 فبراير انقطع كابل سي-مي-وي-4 أمام جزيرة پــِنانگ بماليزيا. لمتابعة دقيقة، مدعومة بالمصادر، لحوادث انقطاع الكابلات البحرية انظر موسوعة المعرفة والتي تجدد تباعاً كلما جد جديد.
وفي ديسمبر 2008 انقطعت نفس الكابلات بالبحر المتوسط بين صقلية وتونس لمدة أسبوعين ولدى الإعلان عن اصلاح القطع اُعلن عن اكتشاف قطع آخر في نفس الكابل على بعد 300 كم من الإسكندرية. المتضرر الرئيسي بتلك الانقطاعات هي الدول العربية، إذ أن الهند مرتبطة بكابلات رديفة أخرى. وتكررت انقطاعات الكابلات البحرية عن الجزائر منفردة، وبتواتر غير مألوف في النصف الأول من 2009.
ثم في أبريل 2010 انقطعت وصلات كابلي سي مي وي 4 وفلاج عن مصر، الأمر الذي حد بشدة من الاتصالات الهاتفية الدولية والانترنت بمصر.
رب ضارة (للعامة) نافعة (للخاصة)
انقطاعات الكابلات تستلزم شراء سعات اتصالات من السوق السوداء بأسعار باهظة لا تلتزم بأي معايير. وبالتالي احتمالات الفساد فيها عالية. ففي أو انقطاع للكابلات في فبراير 2008/ تم انفاق مئات الملايين من الدولارات بدون وصولات أو تسعيرة.
تي إي – نورث
في أعقاب الانقطاع الأول للكابلات في يناير/فبراير 2008، أعلنت شركة الاتصالات المصرية عن إنشاء الكابل تي إي نورث من الإسكندرية إلى مارسيليا (2,000 كم) بتكلفة 125 مليون دولار في حين أن الإمارات أنفقت 82 مليون دولار على كابل بحرى طوله خمسة آلاف كيلو متر من دبي إلى الإسكندرية إلى مارسيليا، مع نفس المقاول ألكاتل لوسنت.
بورسعيد-مارسيليا
وفي 15 أبريل 2008، صدر بيان صحفي عن شركة جنرال كابل الأمريكية أن شركة إن إس دبليو، المملوكة لها في ألمانيا، والمختصة في الكابلات الكهربائية، قد حصلت للتو على عقد لمد كابل ألياف ضوئية للاتصالات من بورسعيد إلى مارسيليا. إلا أن وزير الاتصالات نفى وجود هذا المشروع لأن أحداً لم يتقدم بطلب لإنزال الكابل في بورسعيد!، وقد أخبرني «مايك ديكرسون» من جنرال كيبل «الشركة الأم» بأن المشروع الذي حصلت عليه شركتهم الألمانية بمبلغ 40 مليونًا هو «للجزء البحري الممتد من بورسعيد لمارسيليا»، وأن مانح العقد يحظر عليهم ذكر اسمه أو اسم المالك النهائي!
الأهمية الجيوستراتيجية
كابلات الاتصالات هي من روافع القيمة الجيوستراتيجية لأي دولة، بل يذهب هيوجل إلى وصفها بالجهاز العصبي للدولة . فالإمبراطورية البريطانية حرصت على مد كابلات التلغراف بين جميع مستعمراتها. ثم حل محلهم الأمريكان ناشرين شبكات التلغراف اللاسلكية ثم الكابلات النحاسية وشبكات الميكروويف ووصولاً إلى الألياف الضوئية. فقيمة الدولة أو الشركة تعتمد على مدى تفاعلها مع الجوار. لذلك نجد أن من أوائل ظواهر النهضة الهندية الحديثة، في مطلع القرن الحادي والعشرين، عمل الشركات الهندية الكبرى (تاتا ورليانس) على ربط قاعدتهم الصناعية في الهند بباقي العالم عبر اقتناء وإدارة جميع الكابلات التي تربط اوروبا بآسيا. فكل من شركتي الكابلات البحرية فلاج وتايكو أصبحتا مملوكتين لشركتين هنديتين، هما: رليانس وتاتا VSNL. وكابل سي مي وي-3 أنشأته فرانس تليكوم إلا أن إدارته تقوم بها شركة التليفونات الهندية تاتا إنديكوم. وكابل سي مي وي-4 أنشأته فرانس تليكوم إلا أن إدارته تقوم بها شركة التليفونات الهندية VSNL.
وما فعلته الهند ستفعله كافة الدول "شرق السويس" عندما تتوافر لديها الامكانيات، لتحسين الوضع الجيوستراتيجي والتجاري لكل منها. فلا غرو أن نسمع خططاً سعودية وإماراتية لمد كابلات من سنغافورة شرقاً إلى إيطاليا غرباً (عبر مصر). وعلى الصعيد الإقليمي نشاهد الكابل السعودي السوداني SAS-1 حقيقة واقعة، في حين أن الكابل المصري السوداني يبقى "ونسة" منذ اُعلن من عقد ونيف. وتتعاظم أهمية هذا الكابل مع حروب المياه التي تتلبد بها سماء حوض النيل، وكان بإمكانه أن يكون ذخراً لمصر والسودان في محاججاتهما مع دول المنبع.
سباق التسلح وحروب المعلومات
احدى الجولات الحالية في سباق التسلح هي حرب المعلومات. ولقد رأينا كيف تم قطع إستونيا عن العالم الخارجي لأكثر من ثلاثة أسابيع في أبريل 2007 بهجمات متلاحقة من الهاكرز . ورأينا بدء تنفيذ الصين لنطاق عناوين علوي للانترنت باللغة الصينية، أي لا يمر على قلب الانترنت الحالي في واشنطن. وكذلك نتابع الأخبار والتسريبات عن أحدث أجيال الغواصات النووية وهي مخصصة للتصنت على كابلات الاتصالات. وتقوم تلك الغواصات بقطع الكابلات البحرية ثم توصيلها بسرعة بعد أخذ تفريعة للتصنت. ولتنفيذ تلك المهمة فتلك الغواصات مزودة بغرفة منفصلة يعمل فيها لحـّامو الألياف الضوئية بعد قطع الكابل وجر أحد ناحيتيه لغرفة اللحام. ونعلم أن هذه الفئة من الغواصات النووية تضم طراز أكولا-II الروسي ويو إس إس جيمي كارتر الأمريكية ، وإسرائيل أعلنت عن نشر شبكة اتصالات استشعار في قاع البحر المتوسط والبحر الأحمر تحسباً لهجوم من غواصات إيران، وقد طلبت من ألمانيا التعجيل ببناء غواصتين من طراز دولفين ستعملان في هذا المضمار. لا أعتقد أن ألمانيا وفرنسا وإسرائيل، كمصنعين لغواصات متقدمة، هم خارج تلك الحلبة. ويشهد بحرا اوخوتسك وبارنتس في شمال المحيط الهادي حرباً مستعرة في صمت بين أمريكا وروسيا منذ الثمانينات للتنصت وقطع كابلات الاتصالات بين الطرفين. الاستعراض والتسريب والإيحاء بالإمكانيات هو جزء من الحرب النفسية المصاحبة لهذا السباق. ولذلك فالانترنت تغص بالتخمينات ونظريات المؤامرة وربما التسريبات حول حوادث انقطاع الكابلات.
"البحر لنا" - 3 فبراير 1509
هذا اليوم بالتحديد هو يوم سقوط العالم الإسلامي وهو يوم فقد العرب والمسلمون صلتهم بالبحار بهزيمة أساطيل مصر المملوكية والدولة العثمانية ومملكة گجرات الهندية أمام الأسطول البرتغالي. يومها صاح أفونسو ألبوكركه صيحته الشهيرة Mare Nostrum "البحر لنا"، وطفق يقطع سبل التجارة عن جميع المواني العربية والمسلمة من المغرب حتى الفلبين. وتحولت طرق التجارة بعيداً هذا الجزء من العالم. وضاعت تسعة أعشار الرزق، وغاص هذا الجزء من العالم في غيابة الفقر والنسيان ولم تقم له قائمة منذ ذلك الحين.
مـقـاربـة لفهم ما حـدث:
مجموعة الحوادث قد تكون مجرد مصادفة أن يحدثوا في وقت واحد، بينما لم يحدث واحد منها لزمن بعيد. فبالرغم من أن احتمال ذلك متناهي في الصغر، فلنذكر أن إسخيلوس، أبو التراجيديا، مات بأن سقطت سلحفاة على رأسه من مخالب نسر. وقد أعلن الاتحاد الدولي للاتصالات بأنه بالرغم من عدم رغبته في استباق التحقيقات، لا يستبعد أن تكون حوادث انقطاع الكابلات كانت بسبب تخريب متعمد.
احدى نظريات المؤامرة تقول أن قطع الكابلات كان الهدف منه إحباط إطلاق إيران لبورصة النفط العالمية في جزيرة كيش بمضيق هرمز، والتي كان مزمع بدء العمل فيها بين 1 و 11 فبراير. وكانت إيران قد أعلنت أن البورصة ستستخدم اليورو لتسعير النفط وليس الدولار الأمريكي، الأمر الذي كان سيقلل الطلب بدرجة كبيرة على الدولار. مما كان سيزيد من الانتكاسات الحالية التي يعاني منها الدولار في أسواق التحويل الدولية. ولكن قطع الكابل أمام جزيرة پــِنانگ بماليزيا لا تبرره تلك النظرية إلا إذا كان المقصود به إخافة الزبائن المحتملين للبورصة في اليابان والصين.
نظرية مؤامرة أخرى تقول بأن القطع في الكابلات كان بغرض لحم تفريعات تنصت ووصلات للتحكم مستقبلاً في شبكات الاتصالات البحرية. القطع في كابل ما يتم في مكان غير ذلك المكان الذي يتم عمل تفريعة فيه حتى لا تـُكتشف. وقد يكون القطع المتزامن لكابل سي-مي-وي-4 يوم 30 يناير أمام الإسكندرية ومرسيليا معاً هو عدم اتاحة الفرصة للومضات الضوئية لتقدير بـُعد مكان القطع عن أي من طرفي الكابل .
ففي مجال الاتصالات الهاتفية والانترنت فمصر حالياً غير ذات أهمية لضآلة حجم الاتصالات المتدفقة منها وإليها (محسوباً كدقائق مكالمات هاتفية دولية أو سعة حزمة الاتصالات). لذلك فالعبث أو التجريب مع اتصالات مصر (أو اتصالات المنطقة بأجمعها) لن يضر بالاقتصاد العالمي في شيء ومأمون العواقب.
الكابلات المارة بمصر تربط في الأساس دولاً، شرق السويس، غير ذات ثقل سياسي، وقطعها عن الاتصالات العالمية لن يضر الاقتصاد العالمي كثيراً. ولذلك فحسب نظرية المؤامرة تلك، يمكن أن تكون حوادث القطع بغرض التمرين أو الدعاية (حرب نفسية)؛ أو قد يكون السبب أخطر وهو إقامة نقاط تحكم في الشبكة لقطعها مستقبلاً.
صحيح أن الانسياق وراء نظريات المؤامرة غير مجدي عموماً، إلا أنه حين يتعلق الأمر بالجهاز العصبي للبلاد فحتى السيناريوهات بعيدة الاحتمال يجب أن تؤخذ مأخذ الجد.
خريطة كابلات الاتصالات البحرية بالبحر المتوسط حسب مركز أبحاث سوق الكابلات البحرية، تليجيوجرافي (خريطة 2008) ومجلة الإيكونوميست (7 فبراير 2008)
التـبـعـات:
حوادث انقطاع الكابلات أثارت ذعراً في الهند لحجم استثمارات الهند في شراء الكابلات وللأهمية الاستراتيجية التي أسبغوها على تلك الكابلات وقت شرائها. سبب آخر لا يقل أهمية للذعر في الهند هو مدى اعتماد الهند على الاقتصاد المعلوماتي والذي يحيا ويموت بالانترنت. لذلك رأت الهند خطورة الاعتماد على كابلات تمر عبر مصر والشرق الأوسط دون بديل جغرافي لذلك المسار. لذلك فأول ردود الأفعال من شركتي تاتا تليكوم ورليانس كان خطط جديدة سريعة لإنشاء كابلات بديلة تصل للغرب عبر المحيط الهادي ورأس الرجاء الصالح .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الجيوستراتيجية الوقائية:
العالم العربي كعضو فاعل في اقتصاد السوق المفتوح العالمي تزداد قيمته وقيمة شركاته بمزيد من الارتباط بالاقتصاد العالمي، عطاءً وأخذاً. لذلك فعلى العالم العربي وشركاته أن تعمل على ربط المنطقة بباقي العالم بأكبر عدد ممكن من وسائل الاتصالات على التوازي.
لذلك فالهدف يجب أن يكون تأمين الاتصالات المصرية كدولة وكاقتصاد. هذا التأمين يتم على محورين: (1) زيادة ربط الاتصالات المصرية بالشبكة العالمية عبر وسائل بديلة مترادفة (بحراً وأرضاً وجواً). (2) جذب اقتصادات العالم الكبرى لاستخدام كابلات تمر عبر المنطقة.
الكابلات المقترحة تتطلب استثمارات عالية إلا أن مردودَيها الاقتصادي والسياسي فائقا السرعة. وسأناقش في نهاية المقال نموذجين لجني العائدات من مرور المعلومات في بر العرب. جزء من تلك العائدات يكفي لتنفيذ مقترحات تطوير دور العرب في شبكة الاتصالات العالمية.
- جذب معلومات الاقتصادات الكبرى للمرور عبر العالم العربي: يجب أن يكون لنا هدفاً في حد ذاته العمل على إغراء كابلات قوى العالم الفاعلة، من دول وشركات، أن تمر بالأراضي العربية. فمجموعة الكابلات الواصلة بين الولايات المتحدة والصين كلها يمر عبر فوالق زلازل المحيط الهادي. يجب على مصر اقتراح مسار رديف بديل عبر أراضيها، وبالمشاركة في التكاليف. فحصة مصر على مثل هذا الكابل لا يمكن أن تتعرض لمشاكل فنية.
- عناصر الجذب قد تتضمن دعماً لسعر الكهرباء المطلوبة لمحطات التكرار، وكذلك فنادق اتصالات تتمكن فيها الكابلات من تبادل المعلومات (مما يخلق صناعات معلوماتية بأكملها مثل التخزين للتسليم لاحقاً Store-and-Forward للبرامج الاعلامية باستغلال فروق التوقيت).
- دعوة شركات الاتصالات (وليس معدات الاتصالات) الفاعلة على ساحة كابلات الاتصالات العالمية لأن يكون لها مصالح في المنطقة، بالتحديد ڤـِرايزون الأمريكية وكي دي دي اليابانية وتشاينا نتكوم الصينية وروس تليكوم.
- شراء مصر لكابل بحري خاص بها، بمبلغ 125 مليون دولار كما طالعتنا الصحف غداة انقطاع الكابلات، لا يفيد في شيء من ناحية أمن الاتصالات، فلا تتوفر لهذا الكابل أي من أسباب المنعة، سياسية كانت أو تكنولوجية (أقصد تكنولوجيا التعمية الضوئية Optical Cryptography، ولا أعتقد أننا نبغي التعمية.). يجب على مصر عند شرائها كابل بحري أن تأمن وجود شركاء دوليين نافذين يهمهم استمرار عمل الكابل وبالتحديد شركات الاتصالات الأربع المذكورة عاليه.
- الاتصالات البرية - الكابلات الأرضية الدولية: يجب على مصر وشركاتها استخدام المسارات الأرضية قدر المستطاع كرديف للمسارات البحرية. ولرخص تكاليف مد الكابلات الأرضية فإن التكاليف المجتمعة للمقترحات الأربع التالية ضمن هذه الفئة ستكون أقل من مبلغ 125 مليون دولار الذي تم توقيعه لإنشاء كابل بحري بين سيدي كرير ومارسيليا. وهذه الردائف الأرضية تربط مصر بنفس الشبكات العالمية ولكن بترادف عالي.
- شمال أفريقيا: من مصلحة جميع دول شمال أفريقيا مد كابلات أرضية تربط مصر بدول شمال أفريقيا. هذا الكابل يمكن ربطه باوروبا من خلال أربع خطوط غاز انشئت في الخمس سنوات الماضية لتصدير غاز شمال أفريقيا إلى اوروبا. خطان منهم يربطا كل من ليبيا وتونس بصقلية (إيطاليا)، والخطان الآخران يربطا الجزائر والمغرب بالأندلس (إسبانيا). كل خط مكون من أنبوبين قطر كل منهم 55 سم. بالإمكان تمرير كابل قطره واحد سنتيمتر داخل أحد الأنبوبين الحالي لكل خط. امكانية عطب مثل تلك الكابلات تكاد تكون معدومة.
- شرق أفريقيا: على مصر مد كابل إلى بورسودان ومصوع كمنفذين بحريين للشبكة الأرضية المصرية. والغرض منها أن يوفر منافذ جغرافية رديفة. o المشرق العربي: بسهولة ورخص يمكن تمديد كابل اتصالات مربوطاً على ظهر كابل الربط الكهربائي للأردن وسوريا ولبنان وتركيا. هذا الكابل يمكن ربطه بكابل خلال خط أنابيب الغاز من روسيا إلى تركيا عبر البحر الأسود.
- الجزيرة العربية: ربط شرم الشيخ بنفق أنابيب مرافق إلى شمال السعودية.
- الاتصالات البرية - الكابلات الأرضية المحلية: هناك ثروة هبطت على مصر من السماء ببيعها جزء من طيف الترددات لشبكة المحمول الثالث. هذه الثروة هبطت على مصر مثلما هبطت على الصومال والولايات المتحدة. ومن الحصافة تخصيص جزء منها لبناء بنية تحتية تدعم اقتصاد المعلومات، وهي بالأساس مد الألياف الضوئية إلى كل منزل، وهو هدف باهظ التكاليف، ولكن لا بديل عنه في جميع دول العالم المتقدم والطامح للتقدم . يجب ألا ننخدع بتكنولوجيا دي إس إل DSL فهي مُسكــِّن موضعي مؤقت للشبكات القديمة تتمكن من خلاله من ضخ كم أكبر قليلاً من البيانات على كابلات النحاس المتهالكة إلى أن تتمكن شركات الاتصالات من استبدال الشبكات النحاسية بشبكات ألياف ضوئية. لا يجب أن ننتظر حتى نفاجأ بتطبيقات وصناعات تتطلب سعة حزمة لا تستطيع الشبكات النحاسية التعامل معها، الأمر الذي سيضاعف من المشاكل البنيوية في الاقتصاد المصري. يجب العمل على ادراج كابلات ألياف مع كل مشروع يتطلب حفراً أم مداً هوائياً سواء كان أنابيب غاز أو ماء أو مجاري أو كهرباء، فالتكلفة الرئيسية هي في الحفر والتمديد.
- الاتصالات الفضائية: حادثة انقطاع الكابل بينت أهمية أن تحتفظ كل دولة بالعالم بطرق متعددة للبقاء على اتصال بالعالم، وبينها السواتل (الأقمار الصناعية) فكلفة الساتل الواحد نحو 50 مليون دولار (مصر دفعت أضعاف ذلك في اليومين التاليين لانقطاع الكابل في قرارات غير متأنية – فالظرف لم يتح التأني).
- يمكن تخصيص بعض المرسلات Transponder على نايل سات القادم لغرض للاتصالات في حال انقطاع كابل وترك البقية لمحطات الترفيه التلفزيوني. - مصر يجب أن تربي كوادر قادرة على تصميم وتصنيع أقمارها الصناعية والتحكم فيها بعد اطلاقها. فتكنولوجيا السواتل أصبحت متوافرة في الأسواق، ويمكن تصميم وبناء ساتل مكعب صغير بتكاليف أقل من ربع مليون دولار، وبسهولة تكاد تناظر تجميع حاسب شخصي. ولقد خطت السعودية خطوات محمودة في هذا الاتجاه بتشجيعها الشباب على بناء مثل تلك السواتل الصغيرة، وكان منهم ثلاثة (سعودي كمسات 1، 2، 3) على نفس صاروخ الاطلاق دنيبر مع القمر إيجبت سات 1 (المصري الملكية والاوكراني التصميم والصنع). التحدي هو في تدريب الكوادر القادرة على التحكم في الساتل بعد اطلاقه وهو ما يتطلب مراجعة مناهج الرياضيات والعلوم في مدارسنا ثم جامعاتنا. - مصر ككل دول العالم يخصص لها اتحاد الاتصالات العالمي ITU أربع مواقع مدارية ثابتة فوق خط الاستواء ما لم يسبقنا إليها دول على نفس خط الطول تقريباً. فمحيط المدار الثابت لا يتسع لأربع سواتل لكل من 192 دولة. مما جعل مملكة تونجا (بالمحيط الهادي) تسوق المواقع التي تحق لها لمن يدفع أكثر. يجب أن نسرع بأخذ مواقعنا واستغلالها الاستغلال الأمثل.
وقفة مع الهند
عندما اشترت اوراسكوم تليكوم شركة المحمول من هتشسون هوامپوا بهونج كونج، كان جزء من الشبكة المشتراة في الهند ولذا وجب الحصول على موافقة الحكومة الهندية على صفقة البيع. مجلس الأمن القومي الهندي رفض الصفقة في بيان أصدره في سبتمبر 2006 ، والسبب الذي قالته هو أن اوراسكوم هي استثمار لأموال الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وأنها أكبر شركة اتصالات في پاكستان ولها نصيب كبير في بنگلادش، تاركاً للقارئ الاستنتاج. وخلص المجلس إلى أن وجود اوراسكوم في الهند ليس في صالح الأمن القومي الهندي لأن هذا التواجد سيتيح لها الوصول لقطاع المعلومات والاتصالات الهندي. زيارة نجيب ساويرس بصحبة وزير خارجية مصر أحمد أبو الغيط لم تحل المشكلة، مما اضطر اوراسكوم للانسحاب من الهند. الغريب أن اوراسكوم لم ترد علناً على الاتهام.
في أثناء مشكلة اوراسكوم في الهند في 5 سبتمبر 2006، افتتح وزير الاتصالات الهندي كابل فالكون من السويس إلى ممباي بمكالمة مع وزير الاتصالات المصري د. طارق كامل. هل تطرق الحديث إلى مشكلة اوراسكوم في الهند؟ هل هناك من "يمسك النوتة ويقيد" فيما يتعلق بعلاقات مصر التجارية والسياسية مع الهند.
ولكن حتى لو تخلينا عن مبدأ المعاملة بالمثل، فلا يجب أن نتخلى عن مبدأ فرض تعريفة واقعية على الكابلات المارة بمصر، وأكبر أربع كابلات فيهم ملك أو إدارة الهند.
تعريفة مرور المعلومات في بر وقناة مصر:
البديل الأول: التعريفة الخماسية المقترحة:
التعريفة الصحيحة يجب أن تتناسب مع القيمة السوقية التي يكتسبها الكابل المار خلال بر ومياه مصر (ومنها قناة السويس) ويجب أن تتكون من عناصر متعددة:
- الرسوم التنظيمية الأساسية يحصلها الجهاز القومي للاتصالات، ويمكن أن تـُنشأ على نمط نظيرتها لدى وكالة الاتصالات الاتحادية FCC.
- طلب مد كابل: 10 آلاف دولار. o 1.47 دولار لكل مناظر لخط تليفون DS0 (64 كيلوبت/ثانية) شغال (مـُضاء) كل سنة ، أي 3600 دولار لكل دائرة STM-1 مضاءة تمر عبر مصر كل سنة.
- رسوم مرور وصيانة الكابلات عبر مصر (بدون توقف) تجبيها مصلحة السواحل ويمكن أن تـُنشأ على نمط نظيرتها لدى الإدارة الوطنية للمحيطات والطقس NOAA والتي تحدد رسوماً مختلفة حسب الحساسية البيئية للمنطقة.
- حق استخدام غير قابل للنقض لمدة 20 عاماً: 120,000 دولار لكل ميل
- حق المرور في حرم محمية طبيعية أو منطقة أثرية (كالإسكندرية الغارقة)
- مصلحة السواحل يجب أن توصي بإلحاح على صاحب الكابل أن يتبرع لمجهودات الحفاظ على البيئة في المناطق التي يمر بها كابله. التبرع يكون نقدي أو عيني للهيئات البيئية المشرفة.
- رسوم محطات الإنزال والتكرار يحصلها الجهاز القومي للإتصالات، ويمكن أن تـُنشأ على نمط نظيراتها من كل من وكالة الاتصالات الاتحادية FCC ومصلحة السواحل (NOAA) والمحافظة التي تقع فيها المحطة.
o 1 مليون دولار مقابل الترخيص لكل محطة إنزال تدفع مرة واحدة.
- الحق في استخدام 3% من شعرات الألياف الضوئية غير المضاءة بالكابل (بحد أدنى أربع شعرات) لأغراض غير تجارية (تعليمية، صحية) من نيويورك إلى بومباي.
- رسوم الصيانة التي يجب أن تفرضها هيئة قناة السويس (أو بديلها) يمكن أن تكون على نمط رسوم صيانة الكابلات في مدينة نيويورك حيث تحتفظ المدينة بملكية كل الكابلات والأنابيب والأنفاق ثم تمنح الشركات حق استخدام الكابلات لمدة محددة لا تتعدى 25 عاماً. تحصل هيئة قناة السويس على جميع ما يلي:
o وديعة قدرها 20 مليون دولار طوال فترة وجود الكابل. o 5% من إجمالي الدخل المترتب من تمرير الكابل o حق استخدام 5% من شعيرات الألياف المضاءة (للمدارس والمستشفيات والشرطة، إلخ.) o رسم صيانة سنوي: 2.05 دولار للقدم الطولي، أي 6,000 دولار للكيلومتر كل سنة.
- الضرائب الوطنية والبلدية على الجهة المالكة أو المشغلة للكابل.
- رسم وطني: 3% من إجمالي الدخل المتحقق بسبب مرور الكابل
- رسم إقليمي (للمحافظة) : 2% من إجمالي العائدات من مبيعات الكابل المارة من خلال محطة الإنزال بالمحافظة. ولتطبيق التعريفة يجب على الشركة المالكة للكابل أن تقدم التالي:
- تقرير ملكية: يوضح اسم وحصة كل مالك تزيد حصته عن 10%
- تقرير مالي ربع سنوي
- خريطة بمسارات الكابلات المملوكة للشركة ونقاط إنزالها في العالم.
- تقرير تفصيلي بأحمال الكابلات بصفة شهرية.
الكابل ج.ب/ث | القدرة STM-1 | عدد الدوائر | المصدر | |||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|
سي مي وي 4 | 1,280 | 8,000 | ويكيبيديا | |||||
سي مي وي 3 | 90 | 594 | تليجيوجرافي 2008 | _ | فلاج (اوروبا-آسيا) | 50 | 322 | تليجيوجرافي 2008
فلاج فالكون|| || || |
تايكو | 1536 | |||||||
أليتار | ؟ |
جلوبال كروسنج|| ||؟ (1536)|| | ||||||
غيرهم؟ | ||||||||
إجمالي | 17000 |
ا2008 | 2010 | 2014 | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
عدد الكابلات | 6 | 10 | 18 | _ | عدد دوائر | STM-1 | 17,000 | 37,000 | 106,000 |
رسوم تنظيمية (مليون $) | 61 | 134 | 384 | _ | حرم الطريق (مليون $) | 360 | 450 | 570 | |
صيانة (مليون $) | 300 | 421 | 625 | ||||||
محطات (مليون $) | 43 | 60 | 90 | ||||||
إجمالي (مليون $) | 764 | 1,066 | 1,669 |
البديل الثاني: اختيار حامل حصري للمعلومات عبر لقناة السويس:
تقوم هيئة قناة السويس مع الهيئة المنظمة للاتصالات بإجراء مزاد عالمي لإعطاء الحق الحصري لتمرير كابلات في حرم (كوريدور) قناة السويس/مصر للشركة الفائزة في المزاد لمدة محددة (خمس سنوات على سبيل المثال). فحفاظاً على البيئة وتوفيراً لنفقات الصيانة العالية التي يجب على أصحاب الكابلات دفعها، يقوم الجهاز القومي للاتصالات بوضع كابلين كبيرين (ألف شعرة ضوئية) بين الإسكندرية وسفاجا في مسارين مختلفين. يصبح على الكابلات الراغبة في المرور عبر مصر تسليم محتواها في الإسكندرية وأخذه من سفاجا. مثل أنبوب البترول سوميد الذي يمكن ناقلات النفط من تفريغ حمولتهم في السويس و أخذها من الإسكندرية. ويتم محاسبتهم على أساس سعر السوق لمحتوى الضوئي أو الصوتي أو البياني.
المزايا:
هذا المقترح هو أفضل الخيارات لمصر حيث أنه يضيف التالي:
• الأفضل مالياً لأي فترة أطول من 4 سنوات لاسترداد الاستثمار. • يجعل مصر مركز اتصالات عالمي فوري ذات حجم مرور فائق، مما يجعل من شركات الاتصالات المصرية من أكبر حاملي الإنترنت في العالم. • يجعل مصر مركز إقليمي هام لمرور الإنترنت، وبإمكان شركات مصرية مد كابلات (شعاعية) لتغذية الدول المحيطة. • يمكن لاحقاً مد نطاق الكابل ليصبح من طنجة (أو لندن) إلى مسقط (أو ممباي). العيوب: • أصحاب الكابلات التي تمر حالياً من خلال مصر مجاناً سيعترضون على الدفع وسيعترضون على استخدام الشبكة الجديدة لعبور مصر. • حصر المرور في حامل واحد يخلق نقطة مفصلية لو حدث لها مشاكل تؤثر على تدفق المعلومات. ويمكن تلافي المخاطر الفنية لهذا المثلب بترادف عالي لنقاط الاتصال بهذا الحامل داخل وخارج مصر، ولكن يبقى الخطر السياسي.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الختام
مما سبق نرى دخل مصر من تعريفة مرور الكابلات المقترحة سيتعدى 750 مليون دولار عام 2008 ويرتفع إلى 2 بليون عام 2015 بدون أي استثمارات من جانب مصر، أي يتعدى دخل القناة من السفن في غير أوقات الحروب. هذا الدخل يمكن أن يجدد شبكة السكة الحديد في سنة واحدة أو يطور الصرف الصحي في الوجه القبلي.
نايل الشافعي، صاحب شركة اتصالات ألياف ضوئية في الولايات المتحدة هي الحامل الرئيسي لدويتشه تليكوم وفرانس تليكوم إلى مركزي الانترنت في فيينا (فرجينيا) ومانهاتن (نيويورك). وهو لم ولا يرغب في مزاولة أي نشاط تجاري أو سياسي في مصر، حتى لا يساء فهم النصيحة.