الجبل الزاني
للشاعر الفلسطيني معين بسيسو:
عصى جرسي هذا هو الجبل الزاني وهذا هو الرجّام ذو النفس الفاني فلا تطرقي شبّاكه فهو شمعة تخبؤها الظلماء عن نجمك الداني ولكن أضيئي خطوة في طريقه فإنّ الضياء الحرّ خطوة إنسان فهذا سياج لم يكن ظلّ طائر ولكّنه ظلّ لصخرة سجّان هو القفر لا يسقي وكم في دلائه من الجبل المرجوم أنجم غدران عصا جرسي قد تسعد الطين زهرة تفوح به أو يسعد الطلل الباني وما النّار إلاّ باصطلاء جذورها تعيش فكوني المصطلي الساهر الحاني وهذا تراب لم تزل فيه ناره وإن ذاذ عنها الريح مطفئها الجاني فلمّي من الأحطاب تمثال غابة ونادي له القاصي ونادي له الداني فقد كان ميناء الحياة رصيفها وداع لألوان لقاء لألوان وحين يضيء الليل كلّ نجومه وتعلو من الأمواج صيحة طوفان أريقي به النار التي لم ترق به وإن سكبتها فيه قبلك عينان ونادي له الطفل الذي لم يزل له ليحرق أحلام الحياة بأغصان وقولي له والسحب تهوي بجمره وترسم ألواحا بريشة ربّان سلام مجير الطّفل من ثدي أمّه سلام غريق لا يلوح بشطآن