البحث عن أطلنطس

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

البحث عن أطلنطس

إعداد: د.إيهاب عبد الرحيم محمد

هل وجدت مدينة أطلنطس المفقودة بالفعل؟ وإذا كان الأمر كذلك ، أين كانت؟ هذا ما يبحث عن إجابته هذا المقال...

عندما وقعت المأساة، فعلت ذلك بسرعة مرعبة؛ فوقع أولا زلزال هائل ، تلته موجة زلزالية هائلة (تسونامي:tsunami ) ابتلعت الجزيرة بأكملها. عاش من بقوا على قيد الحياة ما يكفي فقط ليشهدوا رعبا أكبر ؛ فنظرا لعدم قدرتها على تحمّل القوى الجبارة التي تكالبت ضدها، بدأت الجزيرة تنهار وتغرق في البحر.

كان هذا هو مصير جزيرة أطلنطس الأسطورية – حسب الفيلسوف الإغريقي أفلاطون، على الأقل. وحتى اليوم، بعد نحو 2400 عام من إعادته لرواية أسطورة كانت رائجة بالفعل في مصر القديمة، لم تفقد قصة أطلنطس أيا من تأثيراتها الدرامية. ومع ذلك، فحتى وقت قريب لم يكن هناك سوى عدد قليل من الباحثين الأكاديميين يعتبر الأمر أكثر من كونه مجرد خرافة.

لكن تبزغ الآن أدلة جديدة ومذهلة تدعم رواية أفلاطون؛ ففي يوليو 2005، تم الإعلان عن مكتشفات الدراسات الجيولوجية التي أجريت للغرب تماما من مضيق جبل طارق – وهو المكان الذي يعتبر عادة موقع "أعمدة هرقل" التي أشار إليها أفلاطون- في مؤتمر دولي للعلماء والمؤرخين، والذين اجتمعوا لإثبات أنه كانت هناك جزيرة بالفعل ، وأنها أصيبت بزلزال وتسونامي في نفس الوقت الذي ادعاه أفلاطون تماما.

يؤكد العالم الذي يقف وراء هذه المكتشفات الجديدة، وهو الدكتور مارك-أندريه جوتشيه من المعهد الأوروبي للدراسات البحرية في بلوزانيه [فرنسا]، على أنه لا تزال هناك أسئلة عديدة تنتظر الإجابة عليها. ومع ذلك، فهو يقول أن التطابق بين الأسطورة القديمة والواقع الجيولوجي مذهل: " يبدو أن وقوع مثل هذا النوع من الزلازل وأمواج التسونامي في المنطقة التي اختارها أفلاطون موقعا لقصته يمثل أكثر من كونه محض مصادفة." تمثل مكتشفات الدكتور جوتشيه أحدث تطور مفاجئ في حكاية دارت دورة كاملة ، من رواية يفترض صحتها لحدث حقيقي، إلى السخرية وإعادة النظر، عائدة إلى كونها جديرة بالاحترام مرة أخرى.

حتى في زمن أفلاطون، كان يُنظر إلى قصة أطلنطس باعتبارها غير ممكنة التصديق- بكل ما تحمله الكلمة من معان. لقي تقريره عن دولة قومية كبرى بنيت على جزيرة ، والتي لقيت نهاية مفاجئة ومرعبة ، الرفض باعتباره ضربا من الخيال من قبل البعض- بمن فيهم أشهر تلاميذه، أرسطو. لكن عددا أكبر بكثير ظل مفتونا بالقصة ، والتي يبدو أن جذورها ضاربة في القدم. "يقول أفلاطون بصورة مباشرة أنه حتى المصريين- الذين نقل عنهم الإغريق قصة أطلنطس- لم تكن لديهم الشهادة الأصلية للقصة، بل قاموا هم أنفسهم بترجمة النص إلى لغتهم من لغة سابقة غير معروفة"، يقول روبرت سارماست ، مؤلف كتاب "اكتشاف أطلنطس"، والحجة البارز في البحث عن المدينة المفقودة. حدد أفلاطون تاريخ الأحداث التي وصفها "بتسعة آلاف سنة قبل زمن سولون"، في إشارة إلى السياسي الأثيني الذي عاش نحو العام 600 قبل الميلاد؛ مما يحدد تاريخ تدمير أطلنطس بنحو 11600 سنة من الآن- وهي فترة سابقة للتاريخ المكتوب. لا عجب، إذن، في أن وصف أفلاطون لشعب متقدّم يعيش ضمن حاضرة واسعة لها جدران من الذهب، قد أثار هذا القدر من التشكك. وقد دفع ذلك أيضا بعض الباحثين الجادين إلى استنتاج أن بعض أجزاء رواية أفلاطون- مثل موقع أطلنطس، وتقدّم حضارتها، وتاريخ تدميرها- لابد وأن تكون خاطئة.

مخترعات أطلنطية

طوال قرون، كانت رؤية أفلاطون لحضارة متقدمة لقيت نهاية مأساوية هي التي ثبت كونها أشد تأثيرا على الباحثين من التفاصيل الدقيقة لموقعها؛ فقد تراوحت المواقع المفترضة لأطلنطس، بناء على ضروب مختلفة من الحجج، عبر جميع أنحاء العالم. في عام 1882، قام السياسي والكاتب الأمريكي أغناطيوس دونلي بما يعتبر أكثر المحاولات تصميما للمحافظة على غالبية القصة الأصلية بتحديد موقع أطلنطس في المنتصف تماما من المحيط الأطلنطي ، وافتراض أن شعبها الذكي اخترع كل شيء من مسحوق البارود إلى الزراعة.

سحرت هذه الادعاءات الكبرى خيال العامة، لكنها أدت إلى ابتعاد الباحثين عن الأمر برمته. لكن ذلك تغير في عام 1939، عندما طرح المؤرخ اليوناني البارز سبيريدون ماريناتوس ما ظل يعد حتى وقت قريب أكثر التفسيرات موثوقية للأسطورة؛ فقد اقترح ماريناتوس أن أصل أطلنطس يعود إلى حدث تاريخي حقيقي: وهو تدمير جزيرة في انفجار بركاني هائل حدث قبل زمن أفلاطون بكثير.

عادت حكاية أفلاطون لتشغل اهتمام علماء الآثار، لكن بثمن غال؛ أولا، افترض ماريناتوس أن موقع الكارثة كان في ثيرا – وهي جزيرة حقيقية ، لكنها تقع في البحر المتوسط، بعيدا عن "أعمدة هرقل" ؛ ثانيا، من المؤكد أن انفجارا بركانيا هائلا وقع هناك، لكن في وقت ما نحو عام 1500 قبل الميلاد، أي قبل زمن سولون بنحو 900 سنة، وليس 9000 سنة كما ادعى أفلاطون. منح ماريناتوس بعض المصداقية لفكرة وجود حضارة متقدمة اختفت في تلك الكارثة، بالربط بين انفجار ثيرا البركاني، وبين الحضارة المينوية الشهيرة في جزيرة كريت القريبة منها.

غموض متوسطي

لقيت نظرية ثيرا استجابات مختلطة؛ فقد ادعى بعض علماء الآثار أن ملامح أطلنطس التي ذكرها أفلاطون تتطابق مع ما نخلعه الآن على المينويين. لكن محاولات تفسير الاختلاف الزمني الهائل بين تأريخ أفلاطون وبين الدمار الذي حل بجزيرة ثيرا لم يلق كثيرا من التأييد.

وعلى أية حال، ففكرة أن أطلنطس كانت توجد في البحر المتوسط لا يزال لها من يؤيدها. ومنذ تسعينات القرن العشرين، جادل روبرت سارماست بأن أطلنطس وجدت على بعد نحو 80 كيلومترا للجنوب الشرقي من قبرص، حتى تعرضت للدمار خلال الفيضان الذي غمر حوض البحر الأبيض المتوسط قبل نحو 12000 سنة. وخلال عام 2004، عرض صورا لتراكيب ملفتة للنظر وجدها خلال حملاته الاستكشافية على عمق 1500 مترا، ويقول: "تُظهر هذه الصور ما أعتقد أنه أقدم البنى البشرية وقعت عليها عين إنسان."

كان سارماست هو أول من اعترف بوجود العديد من الثغرات في نظريته؛ فيصر الجيولوجيون على أن حوض البحر الأبيض المتوسط تعرض للفيضان لمدة تزيد على خمسة ملايين سنة، وعلى أن تلك "البنى البشرية" هي طبيعية بالكامل. وحتى لو كان الأمر كذلك، يأمل سارماست في العثور على أدلة قاطعة في المستقبل القريب، ويقول:" تتمثل خطتنا في إرسال عربة يتم التحكم فيها عن بُعد، بل ونأمل في إرسال غواصات تضم طاقما بشريا، إلى تلك التراكيب لنجعل الناس يشاهدون في الواقع ما تبقى من أطلنطس."

وفي حين جذبت ادعاءت سارماست اهتمام وسائل الإعلام، فإن اهتمام الباحثين يتركز حاليا على نظرية أخرى أكثر حداثة – وهي التي تمنح مصداقية أكبر بكثير لقصة أفلاطون الأصلية.

في عام 2001، أشار الدكتور جاك كولينا-جيرار من جامعة البحر المتوسط في فرنسا، إلى حقيقة يبدو أن أحدا غيره لم ينتبه إليها، وهي أنه كانت هناك جزيرة بالفعل للأمام مباشرة من "أعمدة هرقل" قبل نحو 12000 سنة، واسمها سبارتل، والمغمورة حاليا تماما تحت سطح المياه، والتي اختفت تحت البحار المتلاطمة التي تلت انتهاء آخر العصور الجليدية. وبعد ذلك أشار الدكتور كولينا-جيرار إلى طرفة أخرى، وهي أن سبارتل تقع في منطقة معرضة لزلازل وأمواج تسونامي بالغة العنف – وهي نفس نوع الأحداث التي قيل أنها دمرت أطلنطس.

هل من الممكن أن تكون رواية أفلاطون التي سخرنا منها زمنا طويلا، صحيحة في النهاية؟ تتسم أحدث الدراسات التي أجريت في هذا المجال بكونها tantalizing . وحسب مارك- أندريه جوتشيه ، تشير ترسبات قاع البحر إلى تعرض المنطقة لزلزال مدمر قبل 12000 سنة، مع تسونامي تابع ربما وصل عرضه إلى أكثر من نصف كيلومتر. وحسب الجيولوجي، الأستاذ الدكتور فلويد مكوي من جامعة هاواي، فهناك حاجة لتحليل صخور من المنطقة المعنية لحل هذه القضايا. يقول الدكتور مكوي مازحا :"لاحظ أنني قلت "صخور"؛ العشاء على حسابي إذا تم العثور على أية آثار حضارية cultural artefactsهناك."

ليس هناك من يتوقع بجد أن يتم إثبات صحة قصة أفلاطون- بوصفها لموانئ ، ومعابد ضخمة ، وأرض يحكمها أبناء بوسيدون- بجميع تفاصيلها الدقيقة. لكن هناك الآن احتمالية حقيقية لأن تكون هذه الحكاية تصف مأساة إنسانية حدثت في الأزمنة الغابرة.

وعليه فقد تمثل أسطورة أطلنطس تحذيرا تم تناقله لآلاف السنين حول الرضا عند مواجهة قوى الطبيعة. وكما أظهرت الأحداث الرهيبة التي وقعت في المحيط الهندي في يوم الإهداء من عام 2004، لسنا بأفضل حالا في قدرتنا على السيطرة على تلك القوى عما كان عليه أهل أطلنطس الأسطوريين قبل 12000 عاما. ويتساءل الدكتور مكوي: "هل يمكننا ببساطة إنكار هذه القصة، والتي وصلت إلينا عبر لاف السنين... كلا، لا يمكننا ذلك."

لمزيد من المعلومات:

"الحالة المروعة لجزيرة قبرص" www.discoveryofatlantis.com

"موجز للمعلومات المتوفرة عن أطلنطس" www.lostcivilizations.net/atlantis.html

كتاب" سر أطلنطس" لمؤلفه أوتو ماك The secret of Atlantis by Otto Muck (Collins, 1978)

كتاب "أطلنطس: عالم ما قبل الطوفان " لمؤلفه إغناطيوس دونلي، والمتوفر عبر الإنترنت على الموقع: www.tinyurl.com/cmjdx


باختصار: ما هي أطلنطس؟

اشتهرت أسطورة أطلنطس بفضل الفيلسوف الإغريقي أفلاطون في القرن الرابع قبل الميلاد، وتخبرنا روايته بشعب أسطوري متقدم يعيش على جزيرة غرقت فجأة في كارثة هائلة. ومنذ ذلك الحين، اختلف الباحثون حول مصداقية رواية أفلاطون؛ فكثيرون يرفضونها على أساس أنها خرافة محضة، بينما يرى أخرون أنها تقرير مشوه لتأثيرات الثورة البركانية الهائلة التي ضربت مجتمعات البحر المتوسط قبل زمن أفلاطون بنحو ألف سنة. وعلى أية حال، فقد رحّب البعض بتراكيب وجدت في قاع البحر على مبعدة من سواحل قبرص على اعتبار أنها بقايا المدينة الأسطورية ، برغم أن النقاد يرفضونها باعتبارها تكوينات جيولوجية طبيعية. أما الموقع البديل لأطلنطس الذي يحبذه كثيرون، فيوجد قرب مضيق جبل طارق – والذي يعتقد أنه الموقع الذي ذكره أفلاطون. ويبدو أن هذه الجزيرة الغارقة، واسمها سبارتل، قد وقعت بدروها ضحية لزلزال وتسونامي هائلين ، قبل نحو 12000 سنة- وهو ما يتوافق بصورة غريبة أيضا مع رواية أفلاطون.

انهيار الإمبراطوريات

هل دمرت الكوارث الطبيعية بعض أعظم الحضارات في العالم؟ ظل المؤرخون متحيرون منذ زمن بعيد حول انهيار حضارة العقاد في وسط العراق منذ نحو 4000 سنة ، ناهيك عن الاختفاء المفاجئ للمملكة المصرية تاليا لبناء الأهرام الكبرى ، بالإضافة إلى مئات المستوطنات الباكرة في الأراضي المقدسة. وفي عام 2001، كشفت الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية لجنوب العراق عما بدا وكأنه فوهة بركانية حديثة نسبيا يبلغ قطرها نحو 3 كيلومترات ، مما يشير لأن الشرق الأوسط قد ارتطم به نيزك نسف المنطقة بقوة تدميرية تعادل في العنف مئات القنابل الهيدروجينية. قبل نحو 3600 سنة، أبيدت المستوطنات التي كانت قائمة على الجيرة المتوسطية البركانية ثيرا ، بفعل انفجار بركاني هائل. ويعتقد أن آثار الانفجار، والتي تضمنت تسونامي هائلا، تسببت في انهيار الحضارة المينوية الشهيرة في جزيرة كريت. يعتقد كثير من الباحثين أن حضارة أطلنطس قد انتهت قبل نحو 12000 سنة. وإذا كان الأمر كذلك، قد يربط هذا بين أطلنطس وبين ما قد يمثل أشهر كارثة من بينها جميعا: طوفان النبي نوح. تظهر تقارير عن فيضان كارثي دمر العالم كله في ميثولوجيا العديد من الحضارات القديمة، من المكسيك إلى الصين؛ والتي قد تشير جميعها إلى الدمار الناتج عن ارتفاع مستوى البحر بمقدار 100 متر، والذي تلى ذوبان الطبقات الجليدية قبل نحو 10000 سنة. وتشير الدراسات الجيولوجية إلى أن الانفجار المتوسطي كانت له آثار امتدت إلى البحر الأسود، والتي أغرقت المنطقة بأكملها. وفي ذلك الوقت، كان الأمر سيبدو بحق وكأن العالم بأسره قد غمره الفيضان.


أفلاطون المخادع

هل قام والد الفسلفة الشهير باختلاق قصة أطلنطس؟

ولد أفلاطون في أثينا عام 427 ق.م. وهو معروف لكونه مؤسس الفسلفة الكلاسيكية، لكونه تلميذ سقراط وأستاذ أرسطو. وفي اثنين من حواراته الشهيرة، Timaeus و Critias، ادعى أن حضارة أطلنطس القديمة كانت لها تعاملات مع أثينا. وقد وصف أطلنطس يبلغ قطرها نحو 15 كيلومترا، أقيمت عليها حاضرة محاطة بجدار دائري ضخم ، توجد داخله سلسلة من الحلقات المتراكزة من المياه واليابسة ، مع دخول وخروج سفن التجار إليها ومنها عبر قناة خاصة. وقد وصف أفلاطون شكل وأبعاد العديد من المباني ، بل وتحدث بحماس عن إمدادات المدينة من المياه الباردة والساخنة. لكن هل لفّق أفلاطون هذا كله؟ لقد ادعى أن روايته كانت مبنية على وصف روي للسياسي الأثيني العظيم من القرن السادس قبل الميلاد، سولون، من قبل الكهنة المصريين خلال رحلته عبر بلدان البحر المتوسط.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أين تقع أطلنطس؟

لقد اقتُرحت مئات المواقع المحتملة للمدينة الأسطورية عبر القرون، بما فيها تلك...

تراوحت المقترحات المتعلقة بموقع أطلنطس بين جزيرة سبيتزبيرجن، والتي اقترحها الفلكي الفرنسي جان بايلي عام 1778، إلى القطب الجنوبي، والتي طرحها الكاتبان الكنديان راند وروز فليم-آث عام 1995. وقد تنوعت الحجج التي ساقها واضعوا تلك الاحتمالات بنفس القدر؛ فقد أحيا عضو الكونجرس الأمريكي من القرن التاسع عشر، إغناطيوس دونللي، الاعتقاد بوجود أطلنطس في منتصف المحيط متحججا بأن ثعابين الماء (الأنقليس) التي تسبح إلى بحر سرجاسو قد احتفظت بذاكرة لمصدر للمياه العذبة كان يوجد يوما ما في منتصف المحيط الأطلسي؛ أما آل فليم-آث، ومن الناحية الأخرى، فيبنيان ادعاءهما بالموقع القطبي على افتراض حدوث تحول دراماتيكي في القشرة الأرضية.


بيميني Bimini

اقترح العالم البعيد النظر، كايسي، هذه الجزيرة في الباهاما كموقع لأطلنطس

بحر سارجوسا Sargossa Sea

في القرن التاسع عشر، ادعى عضو الكونجرس الأمريكي إغناطيوس دونللي أن أطلنطس مغمورة تحت سطح المياه في ذلك الموقع

القطب الجنوبي Antarctica

في عام 1995، اقترح الكنديان راند وروز فليم-آث موقعا في القطب الجنوبي كمكان لأطلنطس

سبارتل Spartel

في عام 2001، أشار الدكتور جاك كولينا-جيرار إلى أنه قبل 12000 عاما ، كانت جزيرة سبارتل تقع للغرب تماما من مضيق جبل طارق. وفي يوليو من نفس العام، كشف مارك-أندريه جوتشيه عن أدلة جيولوجية تدعم هذا المكان كموقع محتمل لأطلنطس.

سبيتزبيرجين Spitzbergen

اقترح الفلكي الفرنسي جاك بايلي جزيرة سبيتزبيرجين كموقع محتمل، وتوجد على مبعدة من سواحل النرويج.

ثيرا Thera

في عام 1939، اقترح عالم الآثار اليوناني سبيريدون ماريناتوس هذه الجزيرة اليونانية كموقع محتمل لأطلنطس.

قرب قبرص Near Cyprus

منذ تسعينات القرن العشرين، جادل روبرت سارماست بأن أطلنطس كانت توجد على بُعد 80 كيلومترا للجنوب الشرقي من قبرص.


المؤيدون والمعارضون: هل نظرية جرف سبارتل جديرة بالتصديق؟

نعم :الأستاذ الدكتور فلويد مكوي من جامعة هاواي

• ما الذي يجعل آخر الادعاءات هذا جديرا بأخذه على محمل الجد؟ كان جبل جرف سبارتل المغمور جزيرة في يوم ما، وهو يقع على القشرة المحيطية- وليس على القشرة القارية. والضعف الوحيد في تلك النظرية يتعلق بالتاريخ الذي حدث فيه الانهيار.

• ما الذي حدث، في اعتقادك؟ من كل ما وُصف، يبدو أن ذلك يشير إلى انفجار بركاني هائل ومفاجئ. ولا يمكنني أن أقول شيئا أكثر من ذلك؛ فأنا لا أفهم الإغريقية القديمة، لذلك فأنا تحت رحمة ترجمة وتفسيرات تلك النصوص.

• هل تعتقد أنه سيتم حل هذا اللغز يوما؟ جميع الخرافات الكبرى في التقليد الغربي تستحق متابعتها، وربما كانت أسطورة أطلنطس أعظمها جميعا، فعندما تبقى أسطورة لمدة طويلة، فمن المرجح أن ما يتم تذكّره هو شيء هائل وخارج عن التجربة البشرية ، في أقرب الاحتمال ضرب من الكوارث الطبيعية، وهنا يصبح العلم مفيدا، وخصوصا علم طبقات الأرض (الجيولوجيا).

لا :روبرت سارماست، مؤلف كتاب "اكتشاف أطلنطس"

• ما المشكلات المتعلقة بنظرية جرف سبارتل؟ المشكلة الرئيسية هي أنها لا تتوافق مع الوصف التفصيلي والدقيق للشكل الفيزيائي لجزيرة أطلنطس.

• هل من الممكن أن يكون إعصار من نوع تسونامي قد دمّر أطلنطس؟ لا يترك الكاهن المصري الذي نقل الأسطورة للإغريق مجالا كثيرا للتخيّل. وعلى أية حال، فبرغم أن سفوح جزيرة أطلنطس الجبلية قد تكون تعرضت لدمار هائل في وقت الإعصار، فإن فكرة اختفاء الجزيرة بكاملها تحت الماء في يوم واحد تبدو في أغلب الاحتمال مبالغة من قبل الشعوب التالية.

• هل تعتقد أنه سيتم حل هذا اللغز يوما؟ من الواضح أنني متحيز، لكن من وجهة نظري أعتقد أن ذلك سيحدث؛ فقد رأينا بالفعل بقايا أطلنطس بين قبرص وسوريا ، وتتمثل خطتنا في إرسال عربة تعمل بالتحكم عن بُعد لتفحص البنى المصنوعة من قبل الإنسان ، والتي وجدناها في قاع البحر.


الحالة الغريبة لإدجار كايسي

هل تنبأ عالم بعيد النظر باكتشاف أطلنطس؟ في عام 1927، بدأت واحدة من أغرب حلقات اكتشاف أطلنطس، عندما ادعى متنبئ أمريكي اسمه إدجار كايسي Cayce معرفته بموقع الجزيرة الأسطورية. خلال غشيات التنويم المغناطيسي، وصف كايسي حضارة وجدت في الماضي قرب جزيرة بيميني في البحر الكاريبي قبل أن تقع ضحية لكارثة طبيعية مروعة. وفي عام 1940، أتى بتنبؤ مدهش، مفاده أن آثارا من أطلنطس ستعاود الظهور مجددا في ستينات القرن العشرين. توفي كايسي عام 1945، لكن يبدو أن نبوءته صدقت عندما بدأت التقارير تظهر في عام 1968 عن "طريق" تغمره المياه يمتد خارجا من جزيرة بيميني ، يبدو وكأن بشرا صنعوه من كتل من الحجر الجيري. وعلى أي حال، فقد أشار المتشككون إلى أنه قد يكون أيضا تكوينا طبيعيا تماما ، وأن الحجر الجيري لم يكن اختيارا جيدا لبناء الطريق على أية حال. وجدت البعثات اللاحقة أحجارا موصلة بطريقة اللسان والأخدود المعقدة ، وأعمدة رخامية. وفي عام 1998، كشفت الدراسات التي أجريت على تلك الأحجار في المملكة المتحدة بواسطة مؤسسة أبحاث البناء عن وجود الفحم و"الخبث الأسمنتي" ، مما يشير إلى صناعتها قبل عام 1820. وقد كشف الفحص بالمجهر الإلكتروني أيضا عن وجود شظية صغيرة جدا من الذهب في إحدى العينات، مما يشير إلى أنها قد صنعت على يد أحد الحرفيين. وفي حين يبدو ذلك وكأنه يدعم ادعاء كايسي، يشير المتشككون إلى أن الأعمدة الرخامية وغيرها من المواد المصنوعة على يد البشر كانت خاصة بقصر بني في أحد مزارع القطن في الولايات المتحدة، لكنها انتهت إلى قاع المحيط في سفينة غرقت خلال إبحارها عبر طريق التجارة إلى الولايات المتحدة.