ابن الدمينة
ابن الدُّمينة
اسمه عبد الله بن عبيد الله، والدُّمينة أُمّه وقد نُسب إليها، وهو ينتمي إلى قبيلة خثعم اليمانية، وهو شاعر غزلي من فحول شعراء العصر الإسلامي.
تذكر الأخبار أن رجلاً من بني سلول يقال له مزاحم كان يختلف إلى امرأة ابن الدمينة ويتحدث إليها، فعزم ابن الدمينة على قتله، فأرغم امرأته على أن تبعث إلى مزاحم وتواعده ليلاً في دارها، ففعلت وكمن له زوجها وصاحب له، وأعدّ له ثوباً فيه حصى، فلما حضر ضرب كبده بالثوب حتى قتله، ثم طرحه ميتاً خارج داره، فجاء أهله فاحتملوه وعرفوا أن قاتله هو ابن الدمينة.
وكان الهجاء قد لجّ قبل ذلك بين مزاحم وابن الدمينة، وقد تناول ابن الدمينة قبيلة سلول بكل سوء، فنقمت عليه لذلك.
وبعد مقتل مزاحم عاد ابن الدمينة إلى هجاء بني سلول، ومما قال فيهم:
قالوا هجتك سلولُ اللؤم مخفيةً
فاليومَ أهجو سلولاً لا أُخافيها
قالوا هجاك سلوليٌّ فقلت لهم
قد أنصف الصخرة الصمّاء راميها
رجالهم شرُّ من يمشي ونسوتُهم
شرّ البريّة.. ذلّ حاميها
ثم أتى ابن الدمينة امرأته فطرح على وجهها قَطيفة وجلس عليها حتى قتلها. وبعد مقتل مزاحم مضى أخو القتيل إلى الوالي أحمد بن إسماعيل فاستعداه على ابن الدمنية لقتله أخاه وهجائه قومه، فقبض الوالي على ابن الدمنية وزجّه في السجن.
ولما طال سجنه ولم يجد عليه أحمد بن إسماعيل سبيلاً ولا حُجّة أطلقه، ومع أن بني سلول قتلوا رجلاً من خثعم بواءً بقتيلهم لم يشتفوا منه لهجائه إياهم، وكانت أم القتيل لا تزال تحرّض أخا القتيل مصعباً على قتل ابن الدمنية وتقول له: اقتل ابن الدمنية، فإنه قتل أخاك، وهجا قومك، وذمّ أختك. فأخذ مصعب يتعقب ابن الدمنية، وسنحت له الفرصة حتى لقيه بتبالة، وهو في طريق حجه، فعلاه بسيفه حتى قتله.
ومن مشهور شعر ابن الدمنية في الغزل قصيدته التي يقول فيها:
ألا يا صَبا نجدٍ، متى هجت من نجد
فقد زادني مسراك وجداً على وجد
أ أن هتفت ورقاءُ في رونق الضحى
على فَنَن غضّ النبات من الرَّندِ
بكيتَ كما يبكي الحزينُ صبابةً
وذُبتَ من الشوق المبرِّح والصَّدِّ([6])