إنجيل النصرانية الأول (إنجيل البحر الميت)

من معرفة المصادر

نص عريضإنجيل قمران البحر الميت ( إنجيل النصرانية الأول ) إعداد طارق عبده إسماعيل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام علي خاتم رسل الله


" ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون.." المدثر 31


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المقدمة

في التاسع من أغسطس عام 1947 كان صبيان من بدو التعامرة هما محمد الذيب (10 سنوات( ومحمد حامد (12 سنة) يرعيان الأغنام في خربة قمران،حين عثرا في إحدى الكهوف على لفائف من الجلد العتيق عليها كتابة ما،وهي المجموعة الأولى لما عُرف فيما بعد بمخطوطات البحر الميت،ولأن الصبيين لا يعرفان القراءة،فقد ذهبا إلى شيخ مسلم في سوق بيت لحم أدرك أن الكتابة سريانية،وأشار إليهما بمراجعة التاجر خليل اسكندر شاهين,الذي اتصل بدوره بالتاجر السرياني جورج شعيا,الذي بادر بإعلام المطران يشوع صموئيل في دير مار مرقص للسريان الأرثوذكس بالقدس القديمة وقد أدرك يشوع صموئيل أن الكتابة سريانية,وإشتراها بمبلغ زهيد،ثم ترك القدس متوجها إلى الولايات المتحدة الأمريكية,وما إن ذاع نبأ اكتشاف هذه المخطوطات حتى بدأت أعمال التنقيب في سفوح التلال المكشوفة على البحر الميت عام 1949 لسنوات عدة كانت بطرق شرعية وغير شرعية وفي عام 1960 تجمع في المتحف الفلسطيني جزء مهم من المخطوطات المكتشفة،وعكف على دراستها مجموعة مهمة من الباحثين منهم العالم الفرنسي الأب رولان ديفو وكانت مؤلفاته حول الموضوع مرجعاً أساسياً،وعالم الآثار الإسرائيلي أهارون كمبيسكي الذي قال: إذا قبلنا بيهودية جماعة قمران،فهذا يعني بطلان اليهودية الحالية .

تم اكتشاف ما لا يقل عن600 مخطوط، تقارب أربعين ألف صفحة ووثيقة معظمها باللغة العبرانية القديمة وبعضها بالآرامية وقليل باليونانية،وهي مكتوبة على أوراق البردى وجلد الغزلان والماعز,ويعود زمن تدوينها إلي (200 ق.م  : 70م) وهي تحوي علي كل أسفار العهد القديم المعتمدة عند اليهود والنصاري مع الكثير من التحريف,وحوالي ثلثي المخطوطات (خمسة عشر ألف صفحة) هي لكتب غير موجودة بالعهد القديم الأن . يقول الله تعالى) :وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ) الأنعام أية 91 .

ويقول تعالى) : يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15 المائدة أخفيت هذه الكتب من ألفي عام ولم تظهر الا في قمران !! والأدهى أن أمر إخفاء كتبهم المقدسة لازال يحدث حتي الأن !! مصدقا لقول الله تعالى العالم بالسر وأخفى )فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )13المائدة .


عندما ظهرت هذه المخطوطات بدأ المحققون والعلماء بنشرها على هيئة سلسلة من DJD ( DISCOVERIES IN THE JUDAEAN DESERT ) كان النشر بطيئا جدا ثم حدث ما كان في الحسبان,فقد بدأت السلطات الاسرائلية بمنع الاطلاع على المخطوطات,وبعد كثير من المحاولات سمحت السلطات الاسرائيلية بالاطلاع على المخطوطات فقط لمن تراه مناسبا ليطلع عليها من العلماء المؤهلين من وجهة نظرها  !!! وكانوا ثمانية معظمهم من اليهود !! وإشترطوا عليهم ألا يقوم بنشر أي أحد منهم صورة لمخطوطة أو عرض نصها,بل فقط يمكنه نشر استنتاجاته أو ترجمات بعض الفقرات والتي توافق عليها السلطات الاسرائلية . هذا إن دل فلا يدل الا أنهم يخفون وراء هذه المخطوطات ما لا يعلمه الا الله سبحانه وبدأت الكتب تظهر مرة اخرى بالشروط المتفق عليها !! فلا يظهر من المخطوطات شئ الا بإذن السلطات الاسرائيلية . فمما سبق يتضح أن الحصول على بشارة واضحة من المخطوطات يكاد يكون مستحيل !! ولكن بفضل الله الحق ساطع مهما فعلوا والله الموفق . فالمخطوطات تحوي كتبهم المخفية والثانوية مثل: أخنون وتهاليل ووصايا الآباء الاثنتي عشرة ووصية لاوي إضافة إلي كتب طائفة الإيسينيين وهي (كتاب النظام) ويمثل عقائد هذه الطائفة اليهودية،ولهذا السفر ملحقان: الأول بعنوان (الحرب بين أبناء النور وأبناء الظلمة)وبالمخطوطات أيضاً مايسمي (وثيقة دمشق) وهي تتتكلم عن شدائد تحيق بمعلم الصلاح,ويُضاف إلى ذلك سفري الوصايا وتراتيل الحمد والشكر وهما محور كتابنا وهناك بعض المخطوطات التفسيرية لسفر حبقوق والمزامير وفيه ذكر للشدائد التي ستحل بالجيل الأخير بنهاية العالم,وهناك الكثير من جذاذات ومخطوطات أخري منها مخطوط (لاماك) والد نوح وهو مكتوب باللغة الآرامية في تسعة عشر عموداً تتضمن تعليمات إدارة الحرب بين أبناء النوروالظلمة,ويقول خبراء الآثار أن هذه المخطوطات تعود أهميتها إلى أنها تحتوي على أقدم نص مدون للتوراة وللديانة اليهودية كشف عن اختلافات جوهرية بينه وبين المعروف منها حالياً،وهذا هو السر الذي جعل إسرائيل تعمل على إخفاء الكثير من المخطوطات,بالإضافة لإحتواء المخطوطات أيضاً علي أمر ما سيهدم كل من اليهودية والمسيحية الموجودتان الأن معاً وهو صفات معلم الصلاح المفترض أنه الشخصية المحورية لهذه الطائفة وهو المسيح بن مريم مع إنجيله الأول بين طائفته الحوارية,وكشف هذا الأمر سيظهر كذلك هيمنة الإسلام علي كل الأديان السابقة وأنه الدين الحق الخاتم .

لقد أكد إجماع الدارسين وعلماء الآثار على أن تجاراً ومسؤولين ورجال دين قد اشتركوا جميعهم في تهريب الكثير من هذه المخطوطات إلى الإسرائيليين،وحين استكملت إسرائيل احتلالها لفلسطين سيطرت على كل محتويات المتحف الفلسطيني المعروف باسم رُكفلر,وهو متحف دولي أُسس في عهد الانتداب البريطاني على فلسطين،وكان يضم علماء آثار من مختلف بقاع العالم أتوا للتنقيب والدراسات والحفريات,فحين استولت إسرائيل على الضفة الغربية,نقلت المخطوطات إلى متحف إسرائيلي,هو متحف الكتاب المقدس في القدس الغربية الذي أصبح يؤمه الناس من أنحاء العالم الأن لمشاهدة بعض المخطوطات التي سمحت بها السلطات الإسرائيلية . فمنذ إكتشاف البدو للمخطوطات والكلام لم يتوقف عنها في الشرق والغرب,ولكننا الأن مع شأن عظيم يختلف عن كل ماسبق من أبحاث وأحاديث تخص هذه المخطوطات إننا الأن أمام معجزة عظيمة كانت تحلم بها أجيال عديدة وهي الإنجيل الأول للنصرانية نقدمه من مخطوطات البحر الميت,وهو معروف في مصادرها ومسجل في أكثر من مصدر موثوق عالمي بعنوان (الوصايا وأناشيد تراتيل الحمد والشكر) بالإضافة لبعض الجذاذات والمقتطفات الصغيرة المرتبطة,ولقد نجحت بفضل الله مع عرضها إظهار أدلتها الموافقة للقرأن الكريم والسنة النبوية الصحيحة التي تبين أنها الإنجيل الأول للنصرانية منسوب لمعلم الصدق والصلاح المسيح عليه السلام بين طائفة الحواريين . ولابد هنا أن نبين الحكمة العظيمة من ظهور هذه المخطوطات قدراً بفلسطين التي كانت أرض اليهودية فترة من الزمن,فهذه المخطوطات هي مكتبة لطائفة منهم عاشت أجيالها من قبل المسيح بمائتي عام حتي عاصرت عهده,وظلت بعده بأربعين عام كما هو مذكور في مخطوطاتهم قبل هجرتهم من هذا المكان,وهي طائفة متدينة زاهدة مثالية في أخلاقها ومعاملاتها,قد إعتزلت القدس ومدن اليهودية بسبب فسادهم وبعدهم عن شريعة موسي عليه السلام,وأقامت وطن لها بوادي قمران أمام كهوف البرية التي علي شاطئ البحر الميت,وأطلقت علي مكان هجرتها هذا مسمي (دمشق)وإمتدت قري أتباعها ببرية الشام حتي مدينة دمشق التي هي العاصمة السورية الأن . وجعلت الطائفة كهوف قمران مكان مكتبتها الدينية,وتركت هذه المكتبة بهذه الكهوف عندما غادرت أول موطنها بدمشق قمران إلي أخر موطن ببرية دمشق والمعروفة حالياً كماقلنا بدمشق العاصمة السورية,وذلك بسبب إحتلال الجيش الروماني لدمشق قمران لقربها من القدس عند حصاره لها وتدميره الهيكل عام 70م . وظلت هذه المخطوطات المقدسة محفوظة في قوارير ضخمة من الفخار مغطاة لمدة ألفين عام تقريباً,حتي تم العثور عليها قدراً كماذكرنا,والرائع في هذه المعجزة أن هذه المخطوطات ظهرت بين سيطرة محتلين ليسوا من المسلمين إطلاقاً,وذلك حتي تقام الحجة الدامغة علي اليهود والمسيحيين مما سوف تظهره هذه المخطوطات من بشارات بدين الإسلام وأنه الدين الخاتم وماعداه من يهودية ومسيحية هي بقايا أديان سماوية قد تغيرت إلي الوثنية,فبداية ظهور المخطوطات كانت مع المحتل الإنجليزي,وتولي أمرها المسيحيين الكاثوليك الأجانب,ثم إنتقلت بعد ذلك للمحتل اليهودي الإسرائيلي,والأروع فيما مضي أن بداية الظهور لهذه المخطوطات كان عام 1947م حينما إدعي اليهود أحقيتهم بأرض فلسطين,وسخروا العالم أجمع لهم من خلال دول الإستعمار المسيحية وإخطبوط الصهيونية العالمية لإقامة هذا الوطن المغتصب,فجائت هذه المخطوطات وهذا الإنجيل المكتشف بهذه الأرض المغتصبة في وقت إعلان قيام دولتهم إسرائيل,ليظهرهم علي حقيقتهم المرعبة في أنهم شر قوم سكنوا هذه الأرض,ولاحق لهم فيها بعد كفرهم وفسادهم . طارق عبده إسماعيل / حقوق الكتاب متاحة للجميع حتي يصل الحق والهدي للجميع



صراع المخطوطات مع حكومة إسرائيل والفاتيكان

بقدر الله الحكيم قد جعل سبحانه لليهود رغبة عارمة في الأعلان عن هذه المخطوطات,وذلك لإثبات أن لهم تاريخ قديم بهذه الأرض وأحقية بها من وجهة نظرهم,ولولا هذه الرغبة ماخرجت هذه المخطوطات من رهن الإعتقال إلي النور أبداً بإستثناء القليل منها الذي فر من قبضتهم عند بداية الإكتشاف وتم نشره لقد بدا لهم بعد أربعون عاماً من منع نشرها والإقتراب منها أن يظهروا أجزاء أخري بسيطة من هذه المخطوطات,ولكن مادار بالخفاء في هذه السنيين الطويلة لأمر عظيم سواء علي يد المحتل الإنجليزي المسيحي أوالمحتل اليهودي الإسرائيلي,فقد قال مايكل بيجنت وريتشارد لي في كتابهما الذي صدر بلندن (خداع مخطوطات البحر الميت) عام 1991م,أن الإيكول بيبليك المسيطرة علي أعمال اللجنة المسئولة عن المخطوطات تخضع لبابا الفاتيكان مباشرةً,الذي يتدخل في عملية النشر والترجمة,ويمنع مايخالف العقائد المسيحية,وأن هذا الولاء سوف يهدد بضياع المخطوطات والمعلومات التي تتعارض مع الفاتيكان,وظهرت أقوال أخري بأن الفاتيكان والحكومة الإسرائيلية إتفقتا علي ألا تخرج هذه المخطوطات بما يزعزع العالم المسيحي والدولة الإسرائيلية . لقد أثبتت المخطوطات أن المسيح لم يصلب ولم يقتل كما أخبر القرأن الكريم وأنه بشر لا إله ولا إبناً لله,ولكنهم لم يعلنوا ذلك إلا إنه كان هو السبب الخفي الذي أخضع بابا الفاتيكان ليعلن تبرئة اليهود من دم المسيح عام 1965م ذلك الإعلان الشهير المخالف للعقيدة المسيحية بشكلها الحالي المحرف,فقد هدد اليهود الفاتيكان بنشرمخطوطات البحر الميت كاملة,والتي بالتالي ستعمل علي إسقاط المسيحية الحالية والفاتيكان معها,مما جعل البابا يسرع بهذا الإعلان لصالح اليهود من أعلي سلطة مسيحية يعرفها عالم اليوم

ولذا فغالب الظن أن مدة الأربعين سنة هذه قد تم فيها الحذف بتفتييت الجمل والكلمات التي تتعارض مباشرة مع العقائد المسيحية واليهودية,وكذلك بالطبع حذف المواضيع والبشارات التي تصب في صالح النبي الخاتم والدين الإسلامي,وهذا ملاحظ في سياق المخطوطات وتفتيتها في مواضع معينة وسقوط صفحات كاملة أحياناً,ويؤيد ذلك أن معظم المخطوطات إلي الأن ممنوع أن يقترب منه أي أحد مهما كان قدره غير أعضاء اللجنة الإسرائيلية وجلهم يهود,ثم ظهرت حملة إعلامية كبري في عام 1991م في الصحف الأمريكية مثل النيويورك تايمز والواشنطن بوست,تهاجم مجموعة الباحثين المسئولين عن مخطوطات قمران والبحر الميت,وتتهمهم بالإشتراك في مؤامرة يحيكها الفاتيكان لمنع نشر بعض ماورد بنصوص هذه المخطوطات . وأخيراً بعد أن إنتهوا من تدبير أمرهم مع هذه المخطوطات بحذف وتفتييت المواضع التي تتعارض مع دين أربابهم وطواغيتهم,قام البعض من هؤلاء المسؤلين اليهود بترجمة بعض هذه المخطوطات من العبرانية القديمة إلي الإنجليزية وبعض اللغات العالمية الأخري,وكان أشهرها ترجمة غيزا فيرمز وأندريه سومر,ثم مؤخراً تم ترجمتها من الإنجليزية إلي العربية علي يد الدكتور سهيل زكار عن غيزا فيرمز وقام موسي ديب خوري بترجمة كتاب مخطوطات قمران لأندريه سومر وكانت كلتا الترجمتين منذ بضع سنوات قليلة قبل نهاية القرن العشرين,ولقد إعتمدت في معظم بحثي هذا علي ترجمة الاستاذ الدكتور سهيل زكار عن المترجم غيزا فيرمز . وتلك الترجمات كلها كانت للمخطوطات التي سمحت بها السلطات الإسرائيلية فقط أو التي تسربت من سلطتها في بداية الإكتشاف,فمعظم ماتم نشره من مخطوطات بعد سماح الحكومة الإسرائيلية لايتعدي واحد بالمائة مما تم الأعلان عنه وقت الإكتشاف علي يد المحتل الإنجليزي عام 1947م,ولقد قامت الحكومة الإسرائيلية بعدة تمثيليات,منها الإيهام بتسرب صور المخطوطات كلها إلي إحدي الجامعات الكندية,والتي بدورها أعلنت عنها,ولكن المهتمين بالأمر وجدوا أن الموضوع برمته ماهو إلا تمثيلية حقيرة للسطو علي باقي المخطوطات وعدم الإفصاح عنها,وأصبح معظم المخطوطات مخبأة مابين أرشيف المتحف العبري أمام مبني الكنيست الإسرائيلي وأرشيف مكتبة الفاتيكان,ومحاطة بسرية تامة حتي لاتري النور أبداً .


مكتبة الفاتيكان

سيرة غيزا فيرم

صاحب أشهر ترجمة لمخطوطات قمران غيزا فيرم Géza Vermes (ولد في 22 يونيو 1924) وهو عالم هنغاري وكاتب في تاريخ الدين وخاصة تاريخ اليهودية والمسيحية,وهو مشهور كعالم بارز متخصص في مخطوطات البحر الميت وغيرها من الكتابات القديمة باللغة الآرامية العبرانية لاسيما في مجال حياة ودين عيسى,ترتكز كتاباته حول عيسى اليهودي أساسا كما يُرى تحت ضوء تاريخ اليهود وعقائدهم . ولد في ماكو في هنغاريا لأبوين يهوديين،ولكنه قد عمد ثلاثتهم كمسيحيين كاثوليك في سنته السابعة,مات أبوه الصحفي وأمه في الهولوكوست علي يد جيش هتلر,أصبح بعد الحرب العالمية الثانية راهبا مسيحيا ودرس بداية في بودابست ومن ثم في معهد سانت ألبرت وجامعة لوفن الكاثوليكية في بلجيكا,حيث درس تاريخ ولغات الشرق وحصل عام 1953م على دكتوراة في الإلهيات وكانت أطروحته عن الإطار التاريخي لمخطوطات البحر الميت,ترك الكنيسة الكاثوليكية والرهبنة وإرتد عن المسيحية في 1957م ورجع للدين اليهودي ثم سافر إلى بريطانيا وعمل مدرس في جامعة نيوكاسل آبون تاين,تزوج في 1958 وانضم في 1965 إلى كلية الدراسات الشرقية في جامعة أكسفورد ليصبح أستاذ الدراسات اليهودية قبل تقاعده عام 1991 ليتفرغ للتأليف .

العمل الأكاديمي لغيزا فيرم

كان غيزا فيرم أحد أول العلماء الذين فحصوا مخطوطات البحر الميت بعد اكتشافها عام 1947م برغم أن عمره وقتها لم يتعدي الخمسة والعشرون,ولكن كونه يهودي الأصل والثقافة واللغة,فقد مكنه ذلك من تأليف الترجمة المعيارية للمخطوطات إلى اللغة الإنجليزية والتي طبعت أولا عام 1962 م لتنشرها لاحقا بنغوين كلاسيكس عام2004م . وهو الآن الأستاذ الفخري للدراسات اليهودية والزميل الفخري في معهد ولفسن في أكسفورد،ويتابع التدريس في المعهد الشرقي في أكسفورد,وحرر مجلة الدراسات اليهودية منذ 1971م وأصبح مدير منتدى أكسفورد حول أبحاث قمران (مخطوطات البحر الميت) بمركز أكسفورد للدراسات العبرية واليهودية,وهو زميل للأكاديمية البريطانية والأكاديمية الأوروبية للفنون والعلوم والإنسانيات،وحصل على دكتوراة حروف من أكسفورد عام 1988م وحصل علي أكثر من دكتوراه فخرية من جامعة إدنبرة في 1989م وجامعة درهام 1990م وجامعة شفيلد في 1994م .

السلوك الضال للمسؤلين عن هذه المخطوطات

لقد بذل القائمين علي هذه المخطوطات من باحثين يهود ومسيحيين محاولات مضنية للبحث في هذه المخطوطات عن شخصية المسيح التي رسمتها الأناجيل الحالية وطال البحث ولم يجدوه فليس هناك وصف بهذه المخطوطات لإبن الله المصلوب ومحاكمته,وليس هناك هذا الإله المتجسد كما تحكي الأناجيل الحالية,وليس هناك قيامة من القبر,وليس هناك دعوة لنشر المسيحية بين العالم كدين عالمي يخص بني إسرائيل وغيرهم .....إلي غير ذلك من إختلافات كثيرة مع مبادئ المسيحية والأناجيل الموجودة مما دفع هؤلاء القوم من يهود ومسيحيين قائمين علي ترجمة وفحص هذه المخطوطات إلي القول بعدم وجود ذكر للمسيح وإنجيله بهذه المخطوطات إلا القليل منهم علي إستحياء وقد تعرضوا لنقد لاذع في جو من السخرية والتهكم,وعلي النقيض قد ذهب بعضهم وشكك في وجود شخصية المسيح التاريخية,مثل (جون أليجرو) وهو بريطاني من جامعة مانشستر وعضو من أعضاء اللجنة الثمانية المسموح لها فقط بالإطلاع علي المخطوطات,وإعتبر هذا أن قصة المسيح برمتها مجرد وهم,وهذا الإعتقاد الأخير فيه جانب من الحق والصدق,لإنه بالفعل شخصية المسيح أبن الله المصلوب وخروجه من القبر وغيرها من معالم المسيحية الحالية هي مجرد وهم مخالف للحقيقة,وبالفعل قد تم تزييف التاريخ المسيحي في هذه القصة وتزوير ذاك الدين وعقيدته . ولقد كان قول المسئولين عن المخطوطات المكرركثيراً بأن الشخصية المحورية التي قامت عليها المخطوطات (معلم الحق والصلاح) كانت قبل الميلاد,ذات تأثير قوي جداً لإبعاد أي محاولات لإثبات أن هذه الشخصية هي بعينها المسيح عيسي بن مريم لإن ذلك الإثبات سيهدم العقيدة الدينية والسياسية لكيان دولة إسائيل ودولة الفاتيكان ومايتبعهما من تداعيات علي اليهود والمسيحيين في العالم أجمع فشخصية معلم الحق والصلاح تمثل محور المخطوطات وقاعدة وهيكل البناء كله وماعدا ذلك مجرد تفاصيل داخلية وكماليات لهذا الصرح الذي يمثل هذه الطائفة ولذا نجد في أقوال الكثير من هؤلاء المسئولين عن المخطوطات تأكيدهم المتواصل بأن معلم الحق والصلاح كان تاريخ ظهوره في القرن الأول أو الثاني قبل الميلاد أو أنه يمثل أول معلم لهذه الطائفة عند بداية ظهورها قبل الميلاد بمأتي عام,في حين أن قانون الطائفة نفسها الموجود بهذه المخطوطات يبين أن معلم الحق والصلاح هو أخر معلمي هذه الطائفة,ففي الترجمة العربية للاستاذ الدكتور سهيل زكار بالطبعة الأولي نجد في قانون الطائفة بيان للقواعد التي يجب أن يسير عليها معلم الصلاح  :- (يجب أن تنسق كل معارفه المكتشفه خلال العصور ويقومها مع مبادئ عصره .... عليه أن يخفي تعاليم الشريعة عن رجال الكذب,ولكن عليه أن يفضي بالمعرفة الصحيحة والحكم والعدل لأولئك الذين إختاروا الطريق القويم,وعليه أن يرشدهم إلي كل المعارف حسب روح كل منهم وطبقاً لقوانيين العصر) .... ...... ... قانون الطائفة إن هذه المواد القانونية عندهم تعني بلاشك أن شخصية معلم الحق والصلاح هي الشخصية الأخيرة التي بعثت من عند الله لبني إسرائيل,لأنه سيقوم بتعديل وتقويم الشريعة والمعارف الدينية لأبناء جيله وطبقاً لمبادئ عصره,وهذا سلوك إيماني سليم فكل نبي سيأتي بوحي من عند الله يعدل به التفاسير الخاطئة والتعاليم الدخيلة علي الشريعة التي أحدثها أحبار بني إسرائيل بالتحريف والتأويل,وهذا بالتالي يعني أن الشخصية المحورية لشريعة وقوانيين الطائفة هي شخصية أخر نبي من أنبياء بني إسرائيل,وهذا سيكون بلاشك وبلا إختلاف المسيح عيسي بن مريم لأنهم قد حددوا أخر وجود لهذه الطائفة في عام 70م وحتي ذلك الوقت لم يبعث الله سبحانه أحد كمجدد ومقوم للشريعة اليهودية من بعد المسيح بن مريم الذي رفعه الله سبحانه للسماء عام 33م علي أرجح تقدير,أضف إلي ذلك أن المخطوطات قد حددت وبينت أن تدمير القدس علي يد الرومان كان بعد أربعين عام من ظهور معلم الحق والصلاح,ممايعني أن التوافق التاريخي أيضاً يثبت أن هذا المعلم هو المسيح بن مريم عليه السلام

تعدد شخصيات المسيح عليه السلام

الأن أصبح العالم أمام ثلاث شخصيات عن المسيح بثلاث قصص وروايات مختلفة .

أ - المسيح التاريخي وهو يمثل قصة المسيح من حيث الأثار التاريخية البحتة والمخطوطات وروايات المؤرخين .

ب - المسيح الإيماني الخيالي وهو الذي يمثل الديانة المسيحية الأن بعناصرها الأساسية في الإله المتجسد,وإبن الله سبحانه عمايفترون,وقضية الصلب المشكوك فيها حتي حسب الأناجيل الحالية,ورؤيا بولس المتكررة التي يزعم فيها تلقي أوامر ووحي من المسيح الإله,والتي أصبحت هي صلب الديانة المسيحية من بعده حتي الأن .

ج - المسيح القرأني ويمثل قصة المسيح وإنجيله كماجاء بالوصف القرأني والأحاديث النبوية الصحيحة,وبالطبع يتم إستبعادها علي المستوي المسيحي العالمي وكذلك تستبعد من قبل القائمين علي هذه المخطوطات من يهود ومسيحييين ومن يدور في فلكهم علي خوف من علمانيين عرب . ظهور مخطوطات الإنجيل الأول للنصرانية بقمران

لقد إطلعت علي الترجمة العربية لمخطوطات البحر الميت للاستاذ الدكتور سهيل زكار عن ترجمة غيزا فيرم ,وكذلك ترجمة موسي ديب خوري عن أندريه سومر,والترجمات كانت بالطبع خالية تماماً من أي ربط أوتقريب لوجهة النظر الإسلامية,بل العكس نجدها تميل ميلاً عظيماً نحو المسيحية اليهودية المحرفة,فهي لاتخرج عن مجرد ترجمة بفكر هؤلاء,لقد كان هناك تلاعب وتناقض في مواقف كثيرة مما أثر علي هذه الترجمة أيضاً,فعلي سبيل المثال تجد غيزا فيرمز بكل وقاحة يسب معلم الحق والصلاح في مقدمته لتراتيل الحمد والشكر ويصفه بالشخصية التافهه لمجرد توكله علي الله سبحانه,شأنه في ذلك شأن كل اليهود علي مر العصور في تعديهم علي الأنبياء,إن الأمر قد وسد لغير أهله,ولكن رغم كل ذلك وجدت نفسي أمام إنجيل من المسيح بن مريم كما هي تعاليمه وسيرته في القرأن الكريم مطابقة ومؤيدة بعشرات الأدلة .

وهذا الإنجيل متمثل معظمه في مخطوطي الوصايا وتراتيل الحمد والشكر,وبعض الجذاذات ومقتطفات من وسط هذه المخطوطات الكثيرة المترجمة,وبرغم أن من يقوم علي هذه المخطوطات وترجمتها هم من أبعد الناس عن الإشارة إلي موافقة قصة معلم الطائفة مع قصة المسيح بن مريم بالقرأن الكريم في ترجمته بسبب قيود إسرائيل والفاتيكان والبغض والحسد كماذكرنا,ولكن رغم كل ذلك وجدت بتوفيق من الله سبحانه هذا الإنجيل الأول للمسيح عيسي بن مريم مع وصاياه وتعاليمه وتفاسيره المتوافقة مع القرأن الكريم والسنة النبوية,وسيظهر من خلال ذلك التوافق بين شخصية المسيح التاريخية مع شخصية المسيح وإنجيله التي حكي عنها القرأن الكريم . ولقد إكتفيت بثلاثة وثلاثون مجموعة من هذه الأدلة تيمناً بماقيل عن عدد سنيين عمر المسيح التي قضاها,وتركت الأمر لمن بعدي ليستخرج المزيد من هذه الأدلة القرأنية وغيرها من أدلة الحق والحقيقة التي لاتغيب مهماحاول المغرضين حجبها عن الناس والتي تثبت أيضاً أن هذه الطائفة هي طائفة الحواريين الأنصار والتي كانت تقيم بوادي وربوة دمشق قمران ومستعمراتها وكهوفه حتي دمشق السورية . فهذا كله يبين مدي هيمنة القرأن الكريم علي الكتب السابقة وأنه هو الحافظ للقصص الحق من التزييف,وسيظهر بين هذه المخطوطات أن الإسلام هو الدين الخاتم,وماعداه من مسيحية ويهودية قائمة ماهي إلا مجرد أديان مبدلة محرفة .

ولأول مرة بالتاريخ سنجد إنجيل المسيحية الأول مخطوط من ألفين عام تقريباً محفوظ في الكهوف ومنها كهف أهل الكهف لم يقربه أحد علي مدار هذه القرون والتي خلالها كان قد إختفي وجوده من بين الناس ثم عاد ليظهر الأن


ولقد كان لقلة الترجمات العربية للمخطوطات وندرتها,سبب رئيسي في عدم ملاحظة أن الوصايا وتراتيل الحمد والشكر هي كتاب الإنجيل الأول من قبل الباحثين المسلمين الأفضل مني قدراً وعلماً والمتخصصين في مقارنة الأديان,وكان لكبر حجم ترجمة المخطوطات(ستمائة صفحة) لغيزا فيرمز وأكثر من ألف صفحة لأندريه سومر لإنها تحوي أسفار ليس لها علاقة بالطائفة ولكن تم إكتشافها بالقرب من مكانهم فعدد صفحات الوصاياوتراتيل الحمد والشكر لايتعدي مائة صفحة تقريباً,ولذا قد خفي أمرها في وسط ألفي صفحة تقريباً من الترجمات مما ساعد علي صعوبة التركيز لإكتشاف الطبيعة الإنجيلية للوصايا وتراتيل الحمد والشكر من قبل المهتمين المسلمين. ولقد كان تكرار قول المسئولين اليهود عن المخطوطات بأنها كتابات يهودية ليس لها علاقة بالمسيح وإن تدوينها من قبل ميلاده سبب مباشر وقوي التأثير جداً في إستبعاد أدني فكرة عند الباحثين المسلمين تشير لإحتمالية وجود الإنجيل الأول بين هذه المخطوطات,لاسيما أن هؤلاء المترجمين والمسئولين اليهود حرصوا علي ذكر قولهم هذا في بداية ترجمة أي مخطوط من هذه المخطوطات تقريباً .

ومن التصورات الخاطئة عند الباحثين المسلمين المهتمين بمقارنة الأديان,والتي علي أثرها إستبعدوا فكرة وجود المسيح وإنجيله بين طائفة ومخطوطات قمران,هو الفهم الخاطئ عندهم وعند كل المسلمين تقريباً,الذي يصور حياة ومعيشة المسيح وقت تبليغ رسالته ووجوده مع الحواريين,علي أساس أنها كانت بين المدن فلسطينية وفقط,كالقدس والناصرة والجليل,مع إستبعاد تام لفكرة إقامته ولجوئه للحياة مع الحواريين بمنطقة صحراوية نائية منعزلة عن مدن فلسطين كلها,وظل كذلك حتي رفعه الله سبحانه للسماء,إن هذا التصور الخاطئ أبعد أدني تخيل لوجود المسيح بن مريم كمعلم في هذه المنطقة المنعزلة مع الحواريين والإنجيل وباقي كتبهم المقدسة المخطوطة برقيم الكهف الرابع وغيرها من الكهوف التي علي ساحل البحر الميت .


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

قصة أهل الكهف هي سبب تأسيس هذه الطائفة الإسينية

إن هذه المخطوطات تم كتابة وتدوين وتعديل معظمها وقت ظهورالمسيح عليه السلام فنصوص مخطوطات قمران تم نسخها بعدد كبير خلال القرن الأول للميلاد وبعدد أقل خلال القرنين السابقين للميلاد(مقدمة كتاب مخطوطات البحر الميت لموسي ديب خوري تحت عنوان من هم أصحاب قمران) ولسياق مواضيع المخطوطات دور بارز في تحديد تاريخها,وعموماً المخطوطات هي لطائفة مهاجرة من اليهود إستقرت في كهوف ووديان خارج مدن فلسطين علي حافة البحر الميت بمنطقة قمران المهجورة بضواحي الضفة الغربية,وذلك من قبل ميلاد المسيح بن مريم بمأتي عام تقريباً,وقد أقامت هذه الطائفة مجتمع مستقل أصبح يمثل مستعمرة لها حاكم وقوانيين ونظام ديني صارم مع مثالية في التعايش والمعاملة والأخلاق,وإن كانت نهاية هذه الطائفة وجيلها الأخير قد تأكد أنه بعد نهاية عصر المسيح عليه السلام بأربعين عام,إلا أن بداية نشأتهم قد إحتار فيها الباحثين الأجانب من يهود ومسيحيين وغيرهم,فصعب عليهم معرفة كيفية وسبب نشوء هذه الطائفة,ولم يصلوا لشيء في ذلك,ولكن بتوفيق من الله سبحانه أدركت أن بداية نشوء هذه الطائفة وتكوينها,كانت بسبب إقتدائهم بفتية أهل الكهف التي حكي قصتهم القرأن الكريم,وسنوضح ذلك بعدة أدلة نبدئها ببيان أن أهل الكهف كانوا من اليهود المتقين الصالحين من قبل بعثة المسيح بن مريم بقرنين من الزمان تقريباً .

1- أهل الكهف من اليهود وليسوا من النصاري كا أشاع البعض,فالسائل لرسول الله عن أهل الكهف كان يهودياً,ممايبين أن القصة يهودية ومعروفة لأجدادهم ومن تراثهم الديني المتداول بينهم,وليست قصة نصرانية كماتصور البعض,فلقد سأل اليهود رسول الله كان عن أهل الكهف وذي القرنيين والروح كماروي روت الأحاديث النبوية وإبن إسحاق في سيرته,وكان ذلك منهم للتأكد من صدق نبوته كماطلب المشركين منهم ولا أدري كيف يتصور البعض أن أهل الكهف كانوا من النصاري مع أن اليهود لم يهتموا أبداً بمعجزات النصاري,ولم يدعوا لها ويعملوا علي نشرها وإذاعتها وذلك لشدة العداوة والبغضاء بينهم وبين النصاري,بالإضافة لكفرهم بالنصرانية أصلاً ورسولها المسيح عليه السلام وإتهامهم له بالسحر والكذب وسبهم له ولمريم عليهما السلام فكيف سيقوموا بعد ذلك بنشر النصرانية وذلك بنسب هذه المعجزة العظيمة العجيبة لفتية من النصاري قد أظهرتهم القصة في مقام القديسين وأولياء الله صالحين إن هذا بالطبع يستحيل أن يقوم به اليهود,وبهذا يسقط الإدعاء الشائع بأن أهل الكهف كانوا من النصاري,ويستحيل كذلك أن يكون أهل الكهف من اليهود خلال القرون الميلادية الأولي,وذلك لإنهم كيف يكونوا بهذا الصلاح والتقوي ويحكي الله قصتهم وهم كافرين بالمسيح عليه السلام ليسوا علي دينه كنصاري لايهود,ولذلك فلابد أن يكون أهل الكهف من اليهود الصالحين علي ملة اليهودية قبل مولد المسيح وظهور رسالته .

قال يحيى بن أبي زائدة بإسناد صحيح عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال : قالت قريش لليهود : أعطونا شيئا نسأل عنه هذا الرجل . فقالوا : سلوه عن الروح فنزلت) : ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ( 85 الإسراء قالوا : نحن لم نؤت من العلم إلا قليلا ؟ وقد أوتينا التوراة فيها حكم الله ، ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا . قال : فنزلت ): قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي) سورة الكهف 109

قال يونس ، عن ابن إسحاق ، قال : حدثني رجل من أهل مكة ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن مشركي قريش ، بعثوا النضر بن الحارث ، وعقبة بن أبي معيط إلى أحبار اليهود بالمدينة ، وقالوا لهم : سلوهم عن محمد ، وصفوا لهم صفته وأخبروهم بقوله ، فإنهم أهل الكتاب الأول ، وعندهم علم ما ليس عندنا . فقدما المدينة ، فسألوا أحبار اليهود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفوا لهم أمره ببعض قوله فقالت لهم أحبار اليهود : سلوه عن ثلاث نأمركم بهن ، فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ، ما كان من أمرهم ، فإنه كان لهم حديث عجب وسلوه عن رجل طواف بلغ مشارق الأرض ومغاربها وما كان نبؤه,وسلوه عن الروح ما هو . فقدما مكة فقالا : (يامعشر قريش قد جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد ، قد أمرنا أحبار يهود أن نسأله عن أمور ، فجاءوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا محمد أخبرنا ، وسألوه ، فقال : " أخبركم غدا " ، ولم يستثن فانصرفوا عنه ، فمكث خمس عشرة ليلة لا يحدث الله إليه في ذلك وحيا ، ولم يأته جبريل ، حتى أرجف أهل مكة ، وقالوا : وعدنا غدا واليوم خمس عشر . وأحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث الوحي ، ثم جاءه جبريل بسورة أصحاب الكهف فيها معاتبته إياه على حزنه وخبر الفتية والرجل الطواف) وقال) : ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي) 85 الإسراء .

    .

2- الكهف الرابع تنطبق عليه الصفات الجغرافية وصفات أخري مذكورة بالقرأن الكريم (وتري الشمس إذا طلعت تزوار عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه ذلك من أيات الله من يهدي الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا) أية17سورة الكهف

فالكهف كبير لدرجة أنه يتسع لعشرين شخص,وله فتحة علوية علي ظهر الكهف مجوفة وممتدة كمدخل (الوصيد) وتصل لفتحة داخلية من الجهة الشمالية تفتح داخل فجوة الكهف,ولكونها علوية فهي تسمح بالتالي بدخول أشعة الشمس من إتجهات عدة,ومدخله بهذه الوضعية العلويه المنحدرة من ظهره,تجعله مخفي لمن هو أسفل منه وإنما يظهر من الكهف بوضوح الفتحتين الأماميتين التي يستحيل أن يدخل منهما أحد لكونهما أعلي واجهة الجبل العمودية المستحيل تسلقها بالطرق العادية,وبذلك يبدو الكهف للناظر من أسفل عبارة عن مجرد تجويف أمامي لواجهة جبلية قائمة عمودية يستحيل دخولها,وهو بهذه الجغرافية يمثل طبيعة خداعه لاتغري أحد بالتفكير أن هناك شيء يذكر بهذا الكهف,فيستحيل أن يفكر أحد مار بالوادي أن هناك فتحة خلفية غير مرئية تعمل كمدخل لهذا الكهف,وللوصول إليها لابد من سير مسافة كبيرة جداً والدوران من خلف هذا الجبل مع الصعود علي الرمال والسير علي ممر مدبب وضيق جدا وخطير وعالي يهدد العابر عليه بالإنزلاق من أعلي,وبالإضافة لذلك نجد أن الكهف الرابع برغم أنه بمقدمة الكهوف من الواجهة الأمامية إلا أنه أخر الكهوف من الإتجاه العلوي للذاهب إلي هذه الكهوف من الخلف,فبذلك فهو هدف مستبعد لهواة الكهوف,ثم إنه لو حاول شخص الذهاب إليه فكما قلنا سيلزمه السير لمسافة طويلة مع الدوران والصعود والإنحدار بخطورة إلي أسفل,وهذا كله سيربك جغرافية وإحداثيات المكان في عقله وتركيزه,وبذلك نقول أن جغرافية هذا الكهف مناسبة جداً للباحثين عن الهروب والتخفي ولمن يحاولون إخفاء أشياء ثمينة,وهنا يقول المترجم في مقدمة كتاب مخطوطات البحر الميت لموسي ديب خوري تحت عنوان (إكتشاف المخطوطات ونشرها) لقد بقيت مكتشفات الكهف الرابع الغني بالمخطوطات حتي عام 1952م وقد أفلتت من إنتباه علماء الأثار علي مدار أربع سنوات من إكتشاف الكهوف الأخري بسبب أن مدخلها لم يكن ظاهراً أبداً من الخارج ولم يتم إكتشافها إلا قدراً عند مطاردة أحد المرافقين من شباب قبيلة التعامرة لحجل مصاب كان معهم بمنطقة الكهوف بقمران .

ولقد ذكر تفسير بن كثير أن فتحة الكهف من الجهة الشمالية تبعاً للوصف القرأني وأن أشعة الشمس لاتسقط عليهم مباشرة وإلا أحرقتهم,وإنما تصلهم أشعتها بالتالي بقربهم منها أومرورها عليهم لوقت قصير,وهذا موافق بالفعل لصفات الكهف الرابع,فوجود ثلاث فتحات (واحدة علوية وإثنتين أماميتين بواجهة الكهف ) يمثلان طريقة مثلي لوصول أشعة الشمس لجميع أرجاء الكهف علي مدار اليوم تدريجياً مما يعمل علي تطهيره وتعقيمه وتجعله مناسب لبيئة حياة الإنسان لكي يحيي من بداخله أكثر من ثلاثمائة عام بدون مخاطر صحية,,وهذه موعظة وحكمة بليغة وأية عجيبة من أيات الله .

Qumran Cave Four Qumran Cave Four Exterior

الكهف الرابع من الداخل ويه فتحتين جانبيتن تظهر أشعتهما علي جانبي الصورة,والفتحة الثالثة في المقدمة بأسفل الصورة,والكهف عبارة عن تجويف لمقدمة جبلية طبيعة أحجارها ليست صلبة جداً وإنما بها نسبة من الهشاشة فلذا نجد بالصورة بعض الحفريات الحديثة بجدران الكهف من قبل بعض السياح الأجانب المهتمين بقمران وكهوفها والذين يغزونها من جميع أنحاء العالم .


الكهوف مجتمعة كلها تقريباً,والكهف الرابع يظهر بالمقدمة وبه الثلاث فتحات ظاهرة كماذكرنا أحدهم فتحة علوية للدخول للوصيد ثم إمتداده لفتحة داخلية للنزول للكهف لاتظهر بالصورة هنا وللوصول لوصيد الكهف الرابع لابد من المرور علي ممر ضيق مدبب كمايظهر بالصورة ثم النزول بإنحدار قوي للدخول للوصيد (مدخل الكهف) وهناك كذلك فتحتين جانبيتين ظاهرتين في واجهة الكهف الرابع العمودية الجبلية وبالتالي يستحيل الدخول منهما لفجوة الكهف .

الكهف الرابع وتظهر أشعة الشمس بداخله ويظهر واضحاً ممر المدخل(الوصيد) والوصول إليه عن طريق ممر ضيق علوي علي ظهر الجبل بإنحدار قوي للنزول للوصيد ثم الدخول للكهف عن طريق فتحة لداخل الكهف علوية وتفصل الوصيد عن الكهف ولكنها لاتظهر هنا بالصورة هنا وبالتالي فالوصيد منفصل عن فجوة الكهف كما قال بن كثير لإن الملائكة لاتدخل مكان مبيت لكلب كما أخبر رسول الله في الحديث,وهؤلاء الصالحين كانت معهم الملائكة لأسباب كثيرة,لذا نجد أن الكلب كان بالوصيد المنفصل عن فجوة الكهف بفتحة الدخول ويظهر كذلك وجود أشعة الشمس بداخل الكهف

3- قد وجدوا بالكهف الرابع إناء فخاري كبير به الكثير من العملات فضية والتي تنطق(ورق)بكسر الراء كماهو مذكور بسورة الكهف,ووجود هذه النقود يبين أن ذلك أصبح تقليداً للمقتدين بهم من هذه الطائفة جيلاً بعد جيل وصولاً لجيل الحواريين

الصورة لورق (نقود فضية) من هذا الموقع الأجنبي الذي يتحدث عن أثار قمران وهذا رابطه http://holyland-pictures.com/category/jordan-valley/qumran/

4- الكهف قريب من مدينة:- قال سبحانه (فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلي المدينة فلينظر أيها أزكي طعاماً فليأتكم برزق منه) يبين ذلك أنهم قريبين من مدينة وليسوا بعيدين بالصحراء,ولذا أخذوا معهم (ورق)النقود الفضية لإستعمالها في الشراء والكهف الرابع وباقي كهوف المخطوطات قريبة بالفعل للقدس ولمدن كثيرة بفلسطين 5- سبب هجرة أهل الكهف إلي كهفهم وإعتزال قومهم اليهود,هو نفس سبب هجرة وإعتزال الإيسينيين أصحاب هذه المخطوطات لنفس القوم,وإقامتهم بهذه الكهوف ومنطقة قمران دمشق,فلقد كان كفر وفساد حال الحكام والمحكومين من اليهود موجود في كثير من عصورهم مع تأثرهم بالمعبودات الوثنية لمن خالطهم من الأمم الوثنية بداية من حادثة عجل الذهب والسامري حتي وثنيات الأمم التي إحتلت القدس وماحولها علي مر عصور كثيرة من فرس ويونانيين ورومان وغيرهم ولذا فقد هاجر مجموعة من شبابهم الصالحين إلي أحد الكهوف بسبب ذلك الشرك الوثني,وظلم الطواغيت (وإذا إعتزلتموهم ومايعبدون من دون الله فأوا إلي الكهف) سورة الكهف أية 16

والهجرة وإعتزال الكفر لهو درب دأب عليه الأنبياء والصالحين للنجاة من بطش الطاغوت,فلم يقتصر حدث الهجرة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقط ولكنه شمل معظم الأنبياء والصالحين بعدما ضاقت صدورهم مما لحقهم من كفر وأذي الطاغوت,ففرج الله عز وجل عليهم بأرض الهجرة,ليعتزلوا قومهم ويعبدون الله وحده بدون تضييق من الكفر وأهله،وغالباً يعقب هجرة المؤمنيين هلاك الكافرين,فنوح عليه السلام هاجر وفر إلي الله سبحانه ثم أهلك الله قومه الكافرين,وإبراهيم ولوط عليهما السلام "فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم" (العنكبوت 26) ثم أهلك الله سبحانه الكافرين وجعل قومهما وبلادهم الأسفلين,وموسى عليه السلام قال فيه الله عز وجل "ولقد أوحينا إلى موسى أن اسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى" (طه 77) وقال الله تعالى كذلك: "وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون" (الشعراء 52) ثم أعقب ذلك هلاك وغرق فرعون وجنده,وكذلك قوم صالح وغيرهم من الأنبياء,فكل نبي يظل في قومه مدة من الزمن يدعوهم ثم يخرج بمن أمن معه ويهجر الكفر ويعتزل أهله,فمايلبث أن ينزل الله سبحانه العذاب علي الكافرين وبلدهم,حتي النبي الخاتم محمد صلي الله عليه وسلم,عندما بلغ قومه برسالته فكفروا به إلا قليل,ثم أخرجوه مهاجراً من بلدته مكة مع من أمن إلي يثرب,فقد أوشك الله سبحانه أن ينزل العذاب الشديد علي مكه وأهلها,لولا بقاء بعض المسلمين المستضعفين بمكة ولم يستطيعوا الهجرة إلي المدينة المنورة,ولو أن هؤلاء خرجوا من مكه ولو حتي إلي ذيلها(يعني خارج حدود مكه بقليل) حتي لايصيبهم عذابه المنزل علي أهل مكه الكافرين كما قال سبحانه (لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذاباً أليماً) 25 سورة الفتح.

والهجرة لغة هي ترك الشيء إلى آخر أو الانتقال من حالة إلى أخرى أو التنقل من مكان إلى آخر، وهي بهذا تتخذ معنى حسيا وآخر معنويا وقد وردت بهذه المعاني في العديد من الآيات والأحاديث "لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها"، فهجرة المكان الذي يتسلط فيه حكام ظلمة كفرة واجب علي المسلم إن خاف على إيمانه ولم يجد معينا كماقال تعالى: "إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها" (النساء 97) ثم بين الله تعالى فائدة هذه الهجرة والإعتزال "ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله" (النساء100 ) . كل هذا يجعل حادث الهجرة فرضاً يجب علي المستضعفين في دينهم,وعليهم البحث في أرض الله الواسعة عن أي موطن يستطيعوا فيه إقامة شرع الله وعبادة الله وحده فأمر الهجرة ممتد علي مدار الزمان وغير محصور في مكان وغير مقتصر على ثلة دون أخرى من المؤمنيين المستضعفين’ولذا فإن أمر الهجرة عظيم .

ولا يمكن حصر الدروس المستفادة والعبر المستقاة من حدث الهجرة لأنها تتنوع من وقت لآخر، ومن طائفة إلي أخري، ومن مكان لآخر، ولكن لا بأس من التذكير ببعض الصفات المشتركة في كل الهجرات وعلي رأسها هجرة خاتم الأنبياء صلي الله عليه وسلم,فمنها درس في البذل والتضحية حيث ترك الصحابة أغلى ما يملكون، وأعز ذكرياتهم ليهاجروا إلى مكان جديد لا علم لهم به، ولا فكرة مسبقة عنه، والجانب الثاني من الدرس هم المهاجر إليهم الذين تقاسموا معهم ما يملكون وفي هذا قال الله تعالى "والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أتوا ويوثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة" (الحشر 9). وكذلك معية الله عز وجل حيث قال سبحانه: "إن الله يدافع عن الذين آمنوا" (الحج 38) وإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون" (النحل 128)، وهذا ما إنطبق على حادث هجرة خاتم الأنبياء محمد صلي الله عليه وسلم,حيث يقول الله عز وجل: "إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم" (التوبة 40).

وهذا ما وقع لموسى عليه السلام أثناء هجرته حيث قال قومه له "إنا لمدركون" فقال موسى عليه السلام "كلا إن معي ربي سيهدين" (الشعراء 62).

فهذا اليقين هو الذي يورث ثبات القلب ونبات التقوي والجمع المسلم،ولا يتصورفلاح بدون يقين في الله وموعوده كما قال الله سبحانه عن بني إسرائيل عند صلاحهم أو صلاح طائفة منهم "وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون" (سورة السجدة , أية 24).

فمع عدم تعلق القلب بشيء آخر غير الله عز وجل,فإن مع العسر يسرا والعبرة بالخواتيم، والدنيا دار ابتلاء، والمومن معرض دائما للاختبار،ولكن الله عز وجل يختار للمومن خير الدنيا والآخرة، ويختم له بالحسنى وزيادة، فمهما أصابه من قرح فإن بعده فرح,وفي الهجرة درس بليغ,حيث بدل الله سبحانه الصحابة أهلا خيرا من أهلهم وبارك لهم في مكان جعله طاهرا لهم،ثم نصرهم سبحانه علي أعدائهم وملكهم بلدهم التي أخرجوهم منها (مكة ) مع الكثير من بلدان الكفر ففتحوها وجعلوها بلاد للإسلام والمسلمين وفي هذا درس بليغ وعبرة لمن يتعظ . إن هجرة أهل الكهف وهجرة طائفة الإسينيين الصالحة ببرية قمران دمشق مأخوذة من هدي هجرة الأنبياء بكتبهم السماوية,كماذكرها القرأن الكريم,فهو الجامع للكثير من القصص الحق الذي بالكتب السابقة ومهيمن عليها كلها,إن مخطوط الوصايا من ص51:40 ليحكي بشرح مفصل أسباب فساد بني إسرائيل وهجرة الطائفة إلي أرض دمشق قمران والمعسكرات التي حولها .

فجيل بعد جيل من بني إسرائيل,يظهر الله سبحانه لهم معلم ورسول حتي جاء المعلم المسيح المؤيد بالمعجزات,فدبروا له مكائد لقتله,فهاجر إلي طائفة الإسينيين هو ومن أمن معه وأقام بأرض الهجرة والإعتزال التي إتخذوها من قبل بنفس مكان أهل الكهف,ويكأنهم متأسين بقصتهم كلها,ولقد هاجر إليهم هذا المعلم المسيح طلباً للنصرة والإقامة ب(دمشق برية قمران) مع الجماعة,وظل معهم حتي رفعه الله سبحانه للسماء وأنجاه من بطش المغضوب عليهم,ثم بعدها بوقت قصير حدث نفس الأمر المقرر والمكرر من الله سبحانه وهو هلاك الكافرين بعد هجرة المؤمنيين وإعتزالهم لههم كماذكرنا منذ قليل أنها سنة الله في الأرض .

فبعد هجرة المسيح بن مريم إلي الأنصار المعتزلين بدمشق قمران ثم رفعه للسماء لم يلبثوا كثيراً من السنيين حتي سلط الله سبحانه علي هذا الجيل العذاب والقتل والتحريق والهدم عليهم من قبل جيوش أعدائهم الرومان,ولقد تم نجاة هذه الطائفة المؤمنة لوجودهم بصحراء برية دمشق قمران بعيداً عن حصار القدس ومدن فلسطين من قبل هذه الجيوش الرومانية .

فقصة العذاب الشديد وتدمير القدس بعد زيارة المعلم الماضية بأربعين عام كماقال مخطوط الوصايا,لهو تحديد لامثيل له لشخصية هذا المعلم,وأنه بالفعل المسيح بن مريم,ولايغيب عنا أن الأناجيل الحالية كذلك رغم تحريفها قد ذكرت هذا العذاب وهدم الهيكل والقدس من بعد ذهاب المسيح,وهذا كله توافق رائع من إنجيل قمران والأناجيل الحالية,لماجاء به القرأن الكريم في أمر عذابهم بعد شخصية المعلم المسيح بن مريم . ".. إذ قال الله ياعيسي إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلي يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيماكنتم فيه تختلفون فأمّا الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا والآخرة" 56:55 أل عمران.

إن عذابهم في الدنيا قبل الأخرة كماذكرت الأيات الكريمة,وتذكر الوصايا الإجتماع الأخير مع المعلم باللقاء الأخير بأرض دمشق (مكان الطائفة بقمران) وأن دمار القدس وعذاب بني إسرائيل بعد أربعين سنة من تاريخ هذا اللقاء (صفحة 49بهذا الكتاب) وهو ماحدث بالفعل تاريخياً ممايبين أنه هو المسيح بن مريم وأن طائفته هي طائفة الحواريين,فرفع المسيح للسماء ونهاية زيارته الأولي كان بعد عام 33م تقريباً وبداية العذاب الموعود علي يد الرومان مع تدمير الهيكل وتشريد وقتل بني إسرائيل كان أشده مابين عام 73:70 م .

6- الرقيم قال الله سبحانه (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من أياتنا عجبا) سورة الكهف أية 9 لقد قص الله سبحانه لنا بسورة الكهف قصة أصحاب الكهف وقد أظهرهم الله سبحانه لقومهم بموقفهم العجب,ولكن لم يقص لنا سبحانه قصة الرقيم والعجب الذي في ذلك فكان هذا هو ماأظهره الله سبحانه لنا بالقرن العشرين الميلادي,وسيكون هو موضوع كتابنا الذي يبين قصة المخطوطات العظيمة التي كانت معظمها بكهف قمران الرابع فقد ظهر في هذه المخطوطات الإنجيل الأول للنصرانية,ومخطوطات أخري مهمة جداً للأمم الثلاث الإسلامية واليهودية والمسحية وأمور أخري مخفية سنبينها في حينها وقد ظلت هذه المخطوطات راقد معظمها لقرون عديدة وصلت لألفي عام وذلك بنفس الكهف الذي أخفي أيضاً أهل الكهف من قبل لقرون دون أن يعلم بهم أحد .

لقد جاءتْ كلمةُ "الرقيمِ" مِنَ الفعلِ الثلاثيِّ "رَقَمَ" ، ومِنْ معانيهِ البارزةِ المستعملةِ خطَّ ، كتبَ ، رسمَ ، ختمَ ، طرَّز ، ونقشَ . ففي"لسانِ العربِ" لابنِ منظورٍ أنَّ للرَّقْمِ ستةَ معانٍ ، وهيَ : الخط , الكتـابةُ ، الختمُ ، الرسمُ ، النقشُ ، والتـطريزُ,أيِ الوَشْيُ,وواضحٌ جدّاً أنَّها معانٍ متقاربةٌ متداخلةٌ،حتَّى لَكَأنَّها مترادفات,ففي صَرْفِ الكلامِ فإنَّ "الرقيمَ"،هيَ مِنْ وزنِ "الفَعيلِ",وتجيءُ الفَعيل بمعني المفعولِ,فالكسيرُ هوَ المكسورُ،والجريحُ هوَ المجروحُ،والحبيب هوَ المحبوبُ,وبوضوحٍ أعظمَ وأشملَ ، فإنَّهُ بِأَخْذِ الفعلِ "خطَّ"، معنىً للفعلِ "رَقَمَ" فيكونُ "الرقيمُ" هو الخطيط ومنه المرقومَ ومعناهُ المخطوطُ كقوله سبحانه (كتاب مرقوم) أي كتاب مخطوط وهذا المعنى هوَ بلا ريبٍ أقوى معانِي كلمةِ الرقيمِ,ومن أهمُّ معانِي الرقيمِ كذلك عندَ ابنِ منظور وغيرِه هي الكتابُ والدَّواةُ واللوحُ المكتوبُ,وهذه الأقوال مأخوذة من الرقم,ومنه الأرقم لتخطيطه الكتب كمهنة له,وذهبَ "القُمِّيُّ" إلى أنَّ الرقيمَ لوحانِ مِنَ النحاسِ المرقومِ,ورأى "الألوسيُّ" في "روح المعاني" أنَّ اللَّوْحَيْنِ كانا في فمِ الكهف,ِوبالفعل قد عُثِرَ في كهوف قمرانَ علي لوحين مِنَ النحاسِ المرقـومِ نقراً بالإزميلِ,يُشَكِّلانِ معاً مخـطوطاً واحداً يُسَمّونـَهُ : "مخطوطَ الكنـزِ",وكانَ اللوحانِ في مدخلِ الكهفِ,وما مدْخَلُ الكهفِ إلَّا فَمُه,فيا لَهُ مِنْ توافقٍ عجيبٍ !.. فهلْ كانَ المفسرونَ يُطْلِقونَ أقوالَهم في مثلِ هذهِ الأمورِ عَنْ علـمٍ ؟

أَلَـمْ يَقُـلِ القـرآنُ الكريم "ما يعلمُهم إلَّا قليلٌ " ؟

إنه لأمر عظيم وجود هذا التوافق برغم فارق القرون بين هذا الكلام ووقت إكتشاف هذه المخطوطات حديثاً,فهي التي فسرت الشطر الثاني من الأية العجب لقصة أهل الكهف والرقيم,فالبداية كانت تمثل الشطر الأول من الأية العجب,وكانت مع أهل الكهف ومكوثهم هذه المدة الطويلة حتي كشف الله سبحانه أمرهم ليكونوا موعظة لقومهم وأما النهاية والتي تمثل الشطر الثاني للأية ونهاية القصة كانت مع رقيم المخطوطات التي وصلت لأربعين ألف صفحة تمثل الإنجيل الأول ومخطوطات الكتب السابقة التي تدل علي الإسلام وتبين ضلال نفس القوم (بني إسرائيل الأن ومن قبل)بالفعل إنها أية من أيات الله كما قال الله سبحانه :- (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من أياتنا عجبا) سورة الكهف أية 9 7- إن مكوث المخطوطات لمدة ألفي عام بالكهف الرابع الذي كان به معظم المخطوطات والباقي في ماجاوره من كهوف,بدون أدني أثر من وصول أحد إليها خلال هذا الزمن الطويل,لخير برهان علي طبيعة هذه الكهوف المميزة القادرة علي إخفاء مابداخلها كما أخفت الفتيان من قبل لمدة ثلاثمائة سنة وإزدادوا تسعة,إنه قدر رباني ورسالة متكررة لبني إسرائيل في غيهم,وموعظة وعبرة لمن بعدهم قبل أن يكون طبيعة جغرافية بحتة.

8- ذكر القرأن الكريم أن الحكمة من قصة أهل الكهف هو بيان بأن هناك بعث وحساب وموعد ذلك يوم القيامة,فأحدث الله سبحانه هذه القصة لهؤلاء القوم,وجعلهم يعثرون علي هؤلاء الفتية في نهايتها لكي يؤمنوا بذلك (وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لاريب فيها) 21 سورة الكهف , وهذا بالفعل ماكان وماعليه اليهود إلي الأن,فلايؤمنون بيوم القيامة ولابالبعث والحساب,فالله سبحانه عندهم ينسي هذه الإمور,بإستثناء هذه الطائفة المؤمنة الوحيدة منهم,فبالتالي أصبح هذا المكان بكهوفه ووديانه هو مأوي ومهجر لهؤلاء الأتقياء من بني إسرائيل الذين يؤمنون بالبعث والحساب والخلود,فقد كانت قصة أهل الكهف موعظة لهم ونبراساً يقتدوا به فيتبعوهم في عقيدتهم بل ومكان هجرتهم,وظلوا كذلك جيل بعد جيل حتي ظهور عيسي عليه السلام ولجوئه إليهم في نهاية المطاف وكانت هي الطائفة المؤمنة فهناك تشابه بين قصة أهل الكهف وقصة المسيح يبين أن الحكمة منهما هو إثبات أن الله سبحانه قادر بخلق الأجساد وحفظها وعودتها بأرواحها لمئات السنيين حتي يؤمن أهل الكتاب بالبعث والحساب بالأجساد والأرواح وليس بالأرواح فقط كمايفترون,ولقد أقام الله سبحانه هذه القصة بهذا الكهف وبهذه المنطقة بوادي قمران ثم أعادها في نفس المكان وبين أناس مقتدين بأهل الكهف السابقين كعقيدة وهجرة وذلك بقصة المسيح وولادته بكلمة منه لأمه البتول,ثم رفعه للسماء بجسده وروحه لمئات السنيين حتي يعيده مرة ثانية بنفس المنطقة التي رفعه الله منها بمنطقة دمشق ليكون عظة وعبرة للعالمين,فهذا هو سبب معجزات المسيح وليس السبب هو أن قومه حاذقين بالطب فقط كمايقال في الكثير من الأقوال المنقولة بدون سند شرعي أو دليل .

كهف الرجيب وقصته المزيفة إن سورة الكهف كماذكرنا تشير إلي قصة عظيمة في الماضي,وسنجد أن لها علاقة بهذه الطائفة العيساوية الحوارية,وتشير أيضاً لوضع المسلمين واليهود والمسيحيين تجاهها وفواتح سورة الكهف عصمة من فتنة المسيح الدجال كمانعلم والذي سيكون جل أتباعه من اليهود كماذكرت أحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم .

فالكهف وقصة الرقيم (المخطوطات) التي ظهرت معظمها بالكهف الرابع الموافق كماذكرنا بأياته العجب لماجاء بسورة الكهف,كانت بالفعل قصة موجهه للأمم الثلاث تشير بوجوب إتباع دين الإسلام وترك ماسواه,كماسنري ذلك بعشرات الأدلة بكتابنا هذا وكل ذلك كان سبب في إتخاذ قرارات من اليهودية العالمية وماحالفها من دول إستعمارية وماسونية,وكانت هذه القرارات الغرض منها التشويش علي ظهور كهف أهل الكهف ومابه من مخطوطات خطيرة مؤثرة علي الأمم الثلاث (الإسلامة واليهودة والمسيحية)بتأثيرات متفاوتة لاتخدم إلا دين الإسلام,وتمحق باطل الأديان التي سواه فلذا قاموا بإخراج سريع لقصة كهف بديلة مزيفة لكي يضلوا الناس عن الحق ويصرفوهم إلي هذا الزيف,وبالفعل هذا ماحدث في قصة (كهف الرجيب المزيف) بنفس الدولة الأردنية صاحبة أرض إكتشاف الكهف الحقيقي الرابع بوادي قمران,وهذا من قبل أن تتنازل عن هذا الوادي والضفة الغربية كلها لصالح الحكومة الإسرائيلية فيمابعد ونظراً إلى ما لَقِيَهُ القولُ بكهف الرجيبِ موضعاً لكهفِ أهل الكهف,مِنَ الاهتمامِ والترويجِ الإعلاميِّ،ممايتعارض مع الحقائق التي ذكرناها,فإنَّهُ لا بدَّ منَ التذكيرِ بِبُطْلانِهِ وزيفه,ولا ريْبَ أنَّ كتاب مؤلفه الذي يحاولُ تمريرَ ذلكَ الرأيِ،يُوَفِّرُ المصدرَ الأفضلَ لاستخراجِ أدِلَّةِ الدَّحْضِ والتفنيدِ والإسقاط لهذا الكهف المزيف .

فلقدْ تناقلبعض المسلمين أن غاراً ظَنَّهُ البعضُ كهفَ "أهلِ الكهفِ" بالأردن بقرية إسمها الرجيب قرب العاصمة عمان,وإبتدئ الكلام عنه مِنْذ عامِ 1953م في نفس الوقت عندما ذاع صيت مكتشفات كهوف قمران وكهف الرقيم الرابع المطابق لأوصاف الكهف وأهله ومخطوطاتهم بسورة الكهف كماذكرنا,وقتها قامَ المرحومُ الأُستاذُ "محمد تيسير ظبيان"، بإحياءِ رأيِ يقول بأن كهف الرقيم هو كهف الرجيب وفقط وليس هناك غيره وهو الوحيد المطابق لسورة الكهف,بمعني أنه ليس بكهف قمران الرابع ورقيم المخطوطات الذي بداخله,وظل متَوَّهِماً أَوْ موهِماً الناسَ أنَّهُ صاحبُ أهمِّ اكتشافٍ أثريٍّ وتاريخيٍّ في القرنِ العشرينَ,وذلكَ كما جاءَ على غلافِ كتابٍ ألَّفَهُ,معنوناً لهُ بهذا العنوانِ الفخيم: "مَوقِعُ أصْحابِ الكهفِ وظهورُ المعجزةِ القرآنيّةِ الكُبرى". وقدْ نشرتْهُ له دارُ الاعتصامِ في العامِ 1978م .

حقّاً لم يكنْ ما جاءَ بِه المرحومُ ظُبيانُ اكتشافاً،بلْ وإنَّ كتابَهُ نفسَهُ كافٍ تماماً ليثبتَ أن "الرجيبَ"، ليستْ موضعَ كهفِ أهلِ الكهفِ,والقول بذلك ضرب من التزييف والتزوير,وسنكتفي بعددٍ مِنَ التذكيراتِ ندْحَضُ بِها ما حسبَهُ البعضُ مِنْ صحةِ قولِ المرحومِ الظِبيان .

من الرقيم إلى الرجيب

ظنَّ المرحومُ "ظبيانُ" أنَّ "الرقيمَ" هي أصلُ "الرجيبِ" أيْ أنَّ القافَ إنقلبت إلى جيمٍ،وأنَّ الميمَ انقلبت إلى باءٍ,إنَّ الرجيبَ مِنْ رَجَبَ،وأما الرقيمُ فَمِنْ رَقَمَ،والرجيبُ أوِ المرجوبُ هو المُعَظَّمُ المَهيبُ؛في حِينِ إنَّ الرقيمَ أو المرقومَ هوَ: المخطوطُ .

جعلَ الوَرِقَ نحاساً

أوردَ المرحوم ظبيانُ أنَّهُ تمَّ العثورُ في الكهفِ على عملةٍ نحاسيّةٍ رومانيّةٍ مِنْ عهدِ تَراجان "98م-117م" (ص35) وعلى عملةٍ نحاسيّةٍ أخرى مِنْ عهدِ جستنيوس "518م-527م" (ص 34، ص61) ويرى "ظبيان" أنَّهُ في عهدِ جستنيوس نفسِهِ تَمَّ بناءُ صومعةٍ أوْ معبدٍ فوق الكهفِ

لقدْ نسيَ ظبيانُ أنَّ جميعَ المفسرينَ وأهلِ اللغةِ كابنِ منظور صاحب لسان العرب، قدْ أجمَعوا على أنَّ عِمْلةَ أهلِ الكهفِ كانت نقوداً فضيّةً،بلْ أنَّ "الوَرِقَ" هي اسمٌ للفضةِ,وأما الزعمُ بالعثورِ على عملتيْنِ بينهما فترةٌ تُساوي مدةَ نومِ أهلِ الكهفِ (ص35) لم يكن ترتيباً موفقاً منه,لأنَّ ظبيانَ يعتبرُ أنَّ مُدَّةَ نومِهم هيَ 309 سنينَ، بينَما نجدُ أنَّ الزمنَ الفاصلَ بينَ نِهايةِ حكمِ تراجان،وبينَ بدايةِ حكمِ جستنيوس، هُو: أربعُمائةِ عام وسنةٌ واحدة (518-117=401 ) .

والغريبُ أنَّ المرحومَ ظبيانَ يذهبُ في مواضعَ أخرى إلى أنَّ بعثَ الفتيةِ قدْ تَمَّ في عهدِ ثيودوسيوس الثاني: "408-450م" (ص35) وبالتحديدِ في العامِ 446م (ص194 ) وما ذلكَ إلاّ للوصولِ إلى فترةٍ منْ 300 سنةٍ أو 309 سنة وينسى أنه لم يُعْثَرْ في الرجيبِ على أيِّ عملةٍ مِنْ عهدِهِ .

جماجم الصبيان

ذكرَ ظبيانُ أنه وُجِدَ في الكهفِ ثماني جماجمَ (ص63) وفي موضعٍ آخرَ يذكرُ أنها سبعٌ مِنَ الجماجمِ (ص131) ويظهرُ أنَّ ظبيانَ لم يكن يريدُ أنْ يفرِّقَ بينَ رَقَمِ ٧ ورَقَمِ ٨ وهو غيرُ ملومٍ في ذلك؛لأنَّ أحدَ هذيْنِ الرقميْنِ في رسمِنا نحن العربَ للأرقامِ هوَ مقلوبُ الآخر،فلو أَخذَ أيٌّ منهما يدورُ في دائرةٍ فَسَيَظْهَرُ الرقمُ ٧ كأنَّه 8 وسيظهرُ الرقمُ ٨ كأنَّه ٧ فالدورانُ يُظْهِرُ السبعةَ ٧ ثمانيةً ٨ ويُظْهِرُ الثمانيةَ ٨ سبعةً ٧ وليسامحني القارئ فإني لم أجد علة لهذا التخبط بين السبعة والثمانية في كشف عظيم كهذا المفروض فيه الدقة في أرقام بسيطة كهذه .

يبدو أن ظبيانَ ومَنْ ساعدَه قد أحضروا الجماجمَ مِنْ مقبرةٍ للأطفالِ،ويبدو أنَّهم اختاروها حديثةَ الدفنِ،ومِمَّا لا ريْبَ فيه أنَّ عَمَلَهُمْ هذا هوَ عملٌ غيرُ صالحٍ وكذب لايليق بمسلم,ونسيَ ظبيانُ أنَّ الفتى هو الشابُّ، بلْ حتَّى هوَ الرجلُ الجزلُ المكتملُ رُجولةً وليس هو الطفل الصغير .

ويزعمُ ظبيانُ أنَّهُ قد عُثِرَ في الكهفِ على قطعةٍ عظميّةٍ لحيوانِ،وقد ذهب إلى أنَّها عظمةُ كلبٍ أو جمجمةُ كلبٍ (ص129) وفي موضعٍ آخرَ ينفي ذلك ( ص 134). والعجيبُ أنَّ كتابَهُ يتحدّثُ عنْ عظامٍ كثيرةٍ للحيواناتِ،وأنَّها وجدتْ في الكهفِ

الناووسُ (تابوت حجريٌّ للدَّفنِ)

ويظهرُ أنَّ المرحومَ ظبيانَ اتخذَ له رأياً مِنسوب لإبنِ عباسٍ في أنَّ عِدَّةَ الفتيةِ هيَ: سبعةٌ أوثمانيةٌ (تفسير ابن كثير) ولذلكَ حاولَ الزعمَ بالعثورِ على سبعةٍ مِنَ النواويسِ أو ثمانيةٍ,ونوردُ تالياً عدداً مِنَ النصوصِ المتعلقةِ بالنواويسِ .

يقولُ ظبيانُ نقلاً عَنْ عالمِ الآثارِ الأستاذِ رفيقٍ الدجانيِّ "وبعدَ تنظيفِ النواويسِ مِنَ الجهةِ الشرقيّةِ، تَبَيَّنَ أنَّ عددَها أربعةٌ،وقدْ عثرْنا على كثيرٍ مِنَ الهياكلِ البشريّةِ داخلَها،وعلى كثيرٍ مِنْ قِطَعِ النقودِ,كما عثرْنا داخلَها على ثمانِي جماجمَ بشريّةٍ قد تكونُ مِنْ دفنٍ حديثٍ" (ص63)

وفي الصفحةِ 59 نَقَلَ المرحوم ظبيانُ عَنِ الدجانيِّ قولَهُ: "والنواويسُ الحجريّةُ الستةُ لم يكنْ ظاهراً منها سوى أربعةٍ،وهي مليئةٌ بالعظامِ البشريّةِ،كما كانَ بينَ كلٍّ مِنَ الناووسَيْنِ مدفنٌ آخرُ بُنِيَتْ واجهتُه مِنَ الحجارةِ,وفي الساحةِ الشماليّةِ مِنَ الكهفِ عثرْنا على عِدَّةِ قبورٍ،وكانَ داخلُ الكهفِ مليئاً بالمدافنِ الحديثةِ والقديمةِ" (ص63 ( ماذا نلاحظُ مِنَ كلماته السابقةِ؟

أ - مرّةً تُحَدِّثُنا عَنْ جماجمَ،ومرّةً عَنْ هياكلَ،ومرَّةً عَنْ عظامٍ .

ب - تارَةً تُحَدِّثُنا عَنْ ثماني جماجمَ،وهوَعددٌ محدودٌ؛وكَرَّةً عَنْ عِدَّةِ قبورٍ؛ومرةً عَنْ كثيرٍ مِنَ الهياكلِ العظمية .

ج - تُظْهِرُ كلماته أنَّ بقايا الأمواتِ غيرُ معروفةٍ أهِيَ مِنَ الزمنِ الحديثِ أمِ الزمنِ القديمِ.

د - نجده يتكلم عَنِ العثورِ على كثيرٍ مِنْ قِطَعِ النقودِ في النواويسِ، ولكنّها لَمْ تُحَدِّدْ تواريخَها أوْ عددَها.

ومِنَ الغريبِ أنَّ ظبيانَ هو الذي يذكرُ هذا القولَ: "النواويسُ كأنَّها سبعةٌ أوْ ثمانيةٌ" (ص143) وهوَ يوردُ أيضاً: "إنكَ ترى قبورَهم فتحتارُ أهي ستةٌ أم سبعةٌ أم ثمانيةٌ وهذه آيةٌ إلهيّةٌ وهيَ أنَّهُ لا يعلمُ عددَهم إلاّ قليلٌ" (ص162) ألا يجوزُ مِنْ كلامِ كهذا أنْ نُسَمِّيَ طريقةَ "ظبيانَ" في التفسيرِ أنها طريقةَ التفسيرِ بالتحييرِ . ويذكرُ أيضاً أنَّهُ قد وُجِدَ فوقَ الكهفِ سبعةُ أعمدةٍ، ولقدْ حسِبَها تُشيرُ إلى عددِ فتيةِ الكهفِ (ص65) ونسيَ ما أكَّدَهُ في الصفحةِ السابقةِ مِنَ العُثورِ على أربعةِ قبورٍ في الجهةِ الشرقيّةِ،وأربعةٍ أُخْرى في الجهةِ الغربيّةِ،ولوْ زرتَ الكهفَ فلن ترى غيرَ ستةٍ.

النَّمِرُ شاهداً

وأغربُ ما في أمرِ ظبيانَ، هوَ ما يُورِدُهُ مِنْ شهادةِ المؤرخِ الأستاذ: "إحسان النمر".

ولقدْ أحسنَ إلينا "إحسانٌ" إحساناً وأساءَ لصاحبِهِ،إذْ يقولُ: ومِنْ مظاهرِ هذا الكهفِ أنَّني وجدتُ فيه غرفتيْنِ،عَنْ يمينِ ويسارِ الداخلِ فيهِ،في كلٍّ منهما ناووسانِ مِنَ الحجرِ،فالمجموعُ إذاً أربعةٌ "(ص154) ولكنَّ " النَّمِرَ" يَروغُ مِنْ ذكرِ الصدقِ،ويُراوِغُ موهِماً المسلمينَ بالعثورِ على اثنيْنِ في كلِّ ناووسٍ؛إذْ يقولُ: "المجموعُ أربعةٌ ففي كلِّ ناووسٍ اثنانِ" ثُمَّ يُكْمِلُ مُخادَعَتَهُ: فيقول وَثمَّ ناووسٌ خارجَ بابِ الكهفِ مُلاصِقٌ للبابِ فهوَ للكلبِ على الأرجحِ .

وكمْ وَدِدْتُ لوْ أنَّ ظبيانَ قدْ عَلِمَ للنواويسِ عدداً وحُسْباناً,ولا يُحَدِّثُنا ظبيانُ عَنْ نواويسَ مِنْ نوعٍ واحدٍ،أوْ عَنْ أنَّها مِنْ تاريخٍ مُعَيَّنٍ، وإنما يَرْجُمُ أنَّها مِنَ القرنِ الثالثِ الميلاديِّ (ص66( إنَّ ما يذهبُ إليهِ مِنْ بعثِ أهلِ الكهفِ في القرنِ الخامسِ،لا يتوافقُ معَ القرنِ الثالثِ؛ فمِنَ المفروضِ أنْ يعودَ تاريخُ النواويسِ لو أنَّها كانتْ مدافنَ لهم،وعلى فرضِ القبولِ ببعثِهم كما يراهُ إلى القرنِ الخامسِ,وهذا إضطراب وتخبط أخر .

ويذكرُ ظبيانُ أنَّ أحدَ النواويسِ يحملُ نجمةً ثُمانِيَّةً،وحولَها كتابةٌ باليونانيّةِ القديمةِ،وكأنَّهُ يريدُ إيهامَنا بصحةِ عثورهِ على ثمانيةِ قبورٍ،ومعَ أنَّ ذكرَ الكتابةِ اليونانيّةِ قدْ تكررَ،إلاّ أنَّ ظبيانَ لَمْ يُبَيِّنْ عَنْ أيِّ شَيْءٍ تتحدثُ . إنَّ منطقةَ الرجيبِ ذاتُ زُروعٍ ومَراعٍ،وهيَ مطروقةٌ معمورةٌ بالناسِ من آلاف السنين قبلَ الرومان؛مِمَّا لا يُؤهِّلُها أنْ تكونَ موضعاً لكهفٍ يأوي إليهِ مَنْ يعتزلُ قومَهُ هارباً منهُم قاصداً أنْ لا يَصِلوا إليهِ,فكهف الرجيب له مدخل بباب واضح كبير كبوابة المنزل,ومزين بعمودين علي جانبي البوابة كما سنري ذلك بالصورة التي في أخر الموضوع,ويقع الكهف علي طريق عام مما يجعله كماذكر هو نفسه أنه مدفن منحوت لعصور عديدة وبه هياكل أموات قديمة وحديثة الدفن .


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

كهف ظبيان وكهف القرآن

يحكم ظبيانُ وشهودُهُ (ص166) أنَّ أوصافَ الكهفِ المذكورةَ في القرآنِ الكريمِ تنطبقُ على أوصافِ كهفِ الرجيبِ،بلْ وعليه دونَ غيرِهِ مِنْ كهوفِ الأرضِ جميعاً ص55، ص67، ص93، ص160، ص161 إنَّ ما حكمَ به ظبيانُ وشهودُهُ هو مَحْضُ إعتباطٍ؛فكهفُهم مفتوحٌ بِبابٍ إلى الجنوبِ، ولا تدخلُ أشعةُ الشمسِ إلاّ عند بوابته (ص 94) وهو بذلكَ مظلمٌ حتى في وقت سُطوعِ الشمسِ (ص52) .

فكهفُ الرجيبِ لا إلى الشرقِ مفتوحٌ،ولا مِنَ الغربِ تَدْخُلُهُ شمس,وهذا للقرآنِ الكريم مُخالِفٌ صريحٌ,ومِنَ العجيبِ أنْ يوردَ ظبيانُ في معرضِ الاستدلالِ على تصديقِ كهفِهِ قولاً لإبنِ كثيرٍ يدلُّ على انفتاحِ كهفِ الفتيةِ إلى الشرقِ وإلى الغربِ (ص94)إنه تخبط رهيب في القول حتي ينكشف البهتان والكذب .

وتَحَدَّثَ ظبيانُ عَنْ وجودِ بقايا معبدٍ فوقَ الكهفِ،ولكنَّه نسيَ أنَّ المعبدَ الذي اتَّخَذَهُ العاثرونَ على فتيةِ الكهفِ لم يكنْ فوقَ الكهفِ وإنما كان عليهم يعني علي قبورهم,كما قال رسول الله (لعن الله اليهود والنصاري إتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد) وهذه الفعلة كانت ممن الذين غلبوا علي أمرهم,أما الصالحون منهم (فقالوا إبنوا عليهم بنياناً ربهم أعلم بهم ) 21 سورة الكهف وبناءُ المعبدِ عندَهُ مرةً يعودُ إلى زمنِ "ثيودوسيوس الثاني" ( 408 -450م) {ص97}، وتارةً إلى عهدِ "أنطاسيوس" في سنةِ 497م {ص128}، وكَرَّةً إلى عصرِ "جستنيوس الأول"(517-527م ) ص28، ص62

ويستوردُ الفتاوى من الضالين وقام الأستاذُ المرحومُ ظبيانُ بالاتصالِ بِقَساوِسةٍ ورجالٍ مِنْ أهلِ الكتابِ،وهو اتصالٌ مِنْ أجْلِ الحصولِ على تفسيرٍ لقصةِ الفتيةِ،حتَّى وصلَ بهِ الأمرُ للسفرِ إلى دمشقَ لسؤالِ مُطْرانِ السريانِ عَنْهم,ونسي أن سؤال أهلِ الكتابِ إبتغاءَ جلبِ معلوماتٍ عَنْ فتيةِ الكهفِ هُوَ أمرٌ منهيٌّ عنهُ في قصتِهم نفسِها من الله سبحانه (فلا تُمارِ فيهم إلاّ مِراءً ظاهراً ولا تستفتِ فيهم منهم أحداً) 22 سورة الكهف

وحاولَ ظبيانُ أنْ يعتمدَ على ثلاثِ رواياتٍ إسلاميّةٍ،وهو يجبرُها إجباراً أنْ تدلَّ على أنَّ الكهفَ موجودٌ في الرجيبِ قربَ عمّانَ,وهو كهف سورة الكهف (ص47) ولا ينتبهُ أن الروايةَ المنسوبةَ لابنِ عباسٍ تتحدثُ عَنْ ذهابِ عظامِ الفتيةِ وعدم وجودها .


خيبة الحساب

ذهبَ ظبيانُ إلى أنَّ الفتيةَ هربوا في عهدِ دقيانوسَ،وهوَ عندَهُ نفسُ دِسيوسَ: ( 249-252م) ص33 ودسيوسُ ليسَ دقيانوسَ،والأخيرُ قد حكمَ في الفترة بينَ (284م-305م(

وينسى ظبيانُ أنَّهُ قدْ ذهبَ إلى هربِ الفتيةِ في عهدِ تَراجانَ: (98م-117م) {ص34} المعجــزة المزيفة !


ورغْمَ تهافتِ القولِ بالرجيبِ موضعاً لكهفِ أهلِ الكهفِ،فإنَّ ظبيانَ قد اعتبرَ نفسَهُ صاحبَ أهمِّ اكتشافٍ أثريٍّ وتاريخيٍّ في القرنِ العشرينَ؛يريد أن يضارع بذلك أهمية إكتشاف كهوف قمران ومخطوطات البحر الميت التي بها الكهف الرابع الذي يمثل كهف سورة أهل الكهف الحقيقي,وبه معظم المخطوطات المخفية والإنجيل الأول .

حقّاً إنَّ ظبيانَ لم يكنْ صاحبَ أيِّ اكتشافٍ,فهو نفسه يذكر أنَّه ذهبَ عامَ "1953 م" وظل يبحثُ عَنِ الكهفِ،فما دلَّهُ عليهِ إلاّ الرُّعاةُ ( ص 39) إذْ سألَهم عنْ مكانِ كهفِ أهلِ الكهفِ,وفي موضعٍ آخرَ يقول المرحومُ ظبيانُ أنَّ الأستاذ "محمود العابدي" هُوَ: المؤرِّخُ الذي أرشدَهُ إلى موضعِ الكهفِ (ص5( فأين إكتشافه إذاً وأي القولين قد صدق؟ تاريخ النصاري واليهود يرفض كهف الرجيب

كل العصور التي ذكرها الظبيان لعصر أهل الكهف,تبين أنها خاصة بالعهد النصراني بالقرون الميلادية الأولي,وهذا مخالف للسيرة والأحاديث النبوية في هذا الأمر وذلك لأن السائل لرسول الله عنهم كان يهودياً وليس نصرانياً كماقلنا سابقاً واليهود أبداً لم يهتموا بمعجزات النصاري,ولم يدعوا لها لشدة العداوة والبغضاء بينهم وبين النصاري,بالإضافة لكفرهم بالنصرانية أصلاً ورسولها المسيح عليه السلام وإتهامهم له بالسحر والكذب وسبهم له ولمريم عليهما السلام,فكيف سيعملوا بعد ذلك علي نشر النصرانية بالحديث عن هذه المعجزة التي لفتية من النصاري قد جعلتهم في مصاف أولياء الله الصالحين,فهل بعد ذلك يعملوا علي تداولها بينهم علي مدار أجيالهم,إن هذا بالطبع يستحيل أن يقوم به اليهود,وبهذا تسقط قصة أن أهل الكهف هم من فتيان النصاري,ويستحيل أن يكونوا من اليهود خلال القرون الميلادية الأولي,وذلك لإنهم كيف يكونوا بهذا الصلاح وهو كافرين بالمسيح عليه السلام وليسوا علي دينه . إذاً في جميع الأحوال ستسقط قصة أن تاريخ أهل الكهف كان بالقرون الميلادية الأولي ويسقط معها تباعاً كهف الرجيب لظبيان . ثم لاتجد بكهف الرجيب أي معني لأثر الرقيم (المخطوط) كماذكرنا,وليس هناك أي صفة من صفات الكهف الرابع بقمران المطابقة لوصف الكهف كماذكر القرأن الكريم فإن زيارةً واحدةً لكهف الرجيبِ تكفي كلَّ ذي لبٍّ لأنْ يدركَ بأنَّ هذا الكهفَ نفسَهُ يرفضُ أنْ يكونَ الكهفَ الموصوفَ في قصةِ أصحاب الكهف والرقيم كماحكي القرأن الكريم :-

أ- فهو كهفٌ محفورٌ لِيكونَ "مدفناً ً امبراطوريّا" ملحقاً بالقصرِ المتصل بهِ. فالحفرُ حفرٌ هندسيٌّ من الواضحِ أنَّهُ قد تمَّ على أيدي "نقّاشين" مهرةٍ محترفين. فكلُّه أرضهُ وجوانبُهُ وسقفُهُ منقوشٌ في الصخرِ نقشاً هندسيّاً وفْقَ مقاساتٍ دقيقةٍ وبأدواتٍ دقيقةٍ.

ب- هندسةُ الكهفِ وفنّيّةُ حفرِهِ يعنيانِ أنَّهُ لم يكنْ سرّيّاً ولا لتشكيلٍ مخبأٍ لهاربينَ ولا يفيد في ذلك,فهو كما قلنا له بوابة واضحة مزينة بأعمدة ومفتوحة وعلي طريق عام وساحة كبيرة,فمثلُ هذا العملِ لا بدَّ قد قامَ بهِ بضعةٌ من النقّاشينِ على فترةِ من الزمن .

ج- القبورُ في الكهفِ موجودةٌ في قبويْنِ في الردهة الأولى،وهي فقط ستةُ قبورٍ ثلاثةٌ في القبوِ الأيمن وثلاثةٌ في القبوِ الأيسر,وهيَ قبور محفورةٌ بشكلٍ هندسيٍّ متقنٍ,قبرانِ في كلِّ قبوٍ باتجاهٍ شرق غرب,بينهما ممرٌّ بعرض متر تقريباً، وقبرٌ في آخر هذا الممرِّ باتجاه شمال جنوب,معامدٌ للآخريْن ِ.

د- الفتحة التي في ظهر الكهف لا تفضي إلى أرضِ الكهف بل هيَ مفضيةٌ إلى "روزنة" جانبيّةٍ في الجهة الشرقيةِ من الردهةِ الداخليّةِ من الكهف,فالكهف ليس به فتحتين لاشرقية ولاغربية,فبالتالي لاتصل أشعة الشمس للكهف كماحكي القرأن الكريم,وبالفعل قامت هيئة الأثار الأردنية بتركيب لمبات إضاءة بالنهار لإضأته بسبب ظلامه الدامس . و- الكهف وبقايا القصر من فوقِهِ كلُّها من عمرٍ واحدٍ,فليسَ هناك فرقُ ثلاثةِ قرونٍ أو أربعةِ قرونٍ بينَ نقشِ الكهفِ وبناءِ القصر كما إدعوا زوراً أن القصر العلوي معبد مبني بعد إكتشاف الفتية بالكهف . تضخيم الكذب وتعظيمه

بالرغمِ مِنْ عظيمِ الاهتمامِ الذي حظيَ به ظبيانُ،إلاّ أنَّهُ يقولُ "ولوْ كانَ هذا الكشفُ في دينٍ آخرَ لكانَ لهُ شأنٌ أيُّ شأنٍ"كأنَّ ظبيانَ قدْ ظنَّ نفسه عاثرُ الحظِّ مائِلُ،برغم أن كهفه المزور قد لقيَ اهتماماً عظيماً تجلَّى في أمورٍ مِنْها:-

1- قامتْ أكثرُ مِنْ وزارةٍ أردنيّةٍ بتبنِّي إثارتِهِ للقولِ بأنَّ الرجيبَ هي موضعُ كهفِ أهل الكهف,فقامتْ دائرةُ الآثارِ بعملياتِ تنقيبٍ،وحفريّاتٍ واسعةٍ؛نزولاً عندَ مطالباتِهِ,ولكنها لم تجد شيء يُذكر . 2- تمَّ تنْظيمُ آلافِ الرحلاتِ الرسميةِ والشعبيةِ لزيارةِ كهفِ الرجيبِ .

3- درجتْ وزارةُ الأوقافِ الأردنيّةُ على أنْ ترتيبَ زياراتٍ إلى الكهفِ،لكلِّ الزائرينَ من المسئولين المسلمينَ: السفراءِ، والوزراءِ، والعلماءِ، وغيْرِهم.

4- قد تم نشرمقالاتٍ كثيرةٍ في الصحفِ،والمجلاتِ العربيّةِ والإسلاميّةِ،ومِنْها: الأهرامُ،العربيّ،الرسالةُ الإسلاميّةُ،الوعيُ الإسلاميُّ،وإطلاعات الإيرانيّةُ؛وقدْ حاولتْ جميعُها مباركةَ "الاكتشافِ الظبيانيِّ". وقدْ تناولتْ وكالاتُ الأنباءِ إذاعةَ كشْفِهِ!.. 5- قد إستضافته جامعاتٌ في عددٍ من الدولِ الإسلاميّةِ لإلْقاءِ محاضراتٍ،للتعريفِ بكشفِهِ؛حتى الأزهرُ أكرمَهُ،والإمامُ الأكبرُ استقبلَهُ،وإستمعَ لشرحِهِ . 6- أصدرَ مجلسُ الوزراءِ الأردنيُّ، بتاريخِ 6/2/1977م، بياناً بتحويلِ إسمِ "الرجيبِ"، إلى "الرقيمِ". 7- تمَّ تتويجُ الاهتمامِ بكهفِ ظبيانَ مِنْ خلالِ افتتاحِ مسجدٍ بجانِبِهِ،أُطْلِقَ عليه "مسجدُ أهلِ الكهفِ"، وذلكَ تحتَ وعدٍ بِرِعايةٍ ملكيّةٍ ساميةٍ بتاريخِ: 3/6/1970م وبذلك يكون قد ظهر من الأردن كهف أخر لأهل الكهف,ولكنه كتعويض مزيف عن الكهف الأصلي الذي إستولي عليه يهود إسرائيل من سلطة حكومة الأردن بمنطقة قمران البحرالميت . إن توقيت شيوع ظهور أمر رقيم المخطوطات بكهوف قمران البحر الميت لاسيما الكهف الرابع الذي تنطبق عليه صفات أهل الكهف كماذكرنا,كان في بداية الخمسينات,وهونفس التوقيت الذي كان فيه بداية دعوة الظبيان ومن خلفه في القول بأن كهف الرجيب المزور هو كهف الرقيم . إن الأمر قد ظهر بمظهر يصرف نظر المسلمين عن قصة الكهف الحقيقي ورقيم مخطوطات الحواريين,ثم كان كذلك كناحية تعويضية ثقافية وسياحية لدولة الأردن عن الكهف الحقيقي الرابع بقمران الذي إستولت عليه إسرائيل . فهناك كهف أصلي قد تم الإستيلاء عليه وعلي مخطوطاته وطمس هويتها,مقابل كهف مزور سيتم تعظيم أمره والدعاية المكثفة له لكي يتم نسيان أمر الكهف الأصلي المسمي بالكهف الرابع الذي به معظم كتب الرقيم المخطوطة بقمران . ولكن مع كل ذلك المجهود الضخم لطمس الحقيقة,يأبي الله سبحانه إلا أن يتم نوره ويظهر الحق ويفضح أمر المزورين المزيفيين,ومن هنا أطالب الجميع أن يساعدوني في ذلك وينشروا هذا البحث معي ويبلغوه للعالم أجمع .

هذه صورة لمدخل كهف الرجيب,ويتضح بالصورة من خلال سقوط أشعة الشمس والظلال أنه سواء كانت الشمس بالصورة في وضع الشروق أو الغروب فهي لن تدخل الكهف أبداً,وواضح من الصورة أيضاً ظلمة الكهف رغم سطوع الشمس الضارب أشعتها في عمود المدخل الذي علي اليمين

توضيح بعض الإمور قبل عرض مخطوطات إنجيل قمران البحر الميت أولاً :- معني كلمة إنجيل لقد نشأنا نحن المسلمين منذ الصغر,نؤمن بأنَّ هناك إنجيلاً مع النصارى يؤمنون بما فيه,ولكن إعتقادنا بصحة جميع كلمات ذلك الإنجيل,تشوبه شائبة التحريف والتبديل,على أساس أنَّ الإنجيل كتاب إلهى منزل كان مع المسيح u إبَّان فترة بعثته ثم تعرض للتحريف,وعلي العكس نشأ النصاري منذ صغرهم على الإيمان بالإنجيل الذى بيد آبائهم علي أساس أنه الإنجيل الحق,ومع مرور الزمن وتدرج المسيحيين فى التعلُّم واتساع دائرة الثقافة بينهم تَطَوَّرَ مفهومهم الدينى لكلمة الإنجيل ومفهومهم لهذا الكتاب فعند عامتهم : الإنجيل هو مجموع كتب ورسائل العهد الجديد بما فيها الأناجيل الأربعة,وعند أنصاف المثقفين منهم : الإنجيل هو الأناجيل الأربعة مجتمعة معاً . وعند المثقفين والمتخصصين من علمائهم وقساوستهم فالإنجيل له مفهومان : مفهوم مجازى بمعنى أنَّ الإنجيل هو مجموع الأناجيل الأربعة,ومفهوم حقيقى بمعنى أنَّ الإنجيل ليس بكتاب أصلاً,وإنما هو عبارة عن الأخبار السعيدة التى جاء بها المسيح وهذه الأخبار السعيدة أو البشارة الطيبة عبارة عن مجئ المسيح إلى عالم البشرية وتحمله للعذاب المهين من أحقر خلق الله اليهود,ثم موته على الصليب ثم دفنه وقيامته من الموت حاملاً معه أوزار الناس جميعا,تلك الأوزار التى لم يغفرها الله سبحانه كمايفترون ولوعن طريق توبة عباده وعودتهم إلى صراطه المستقيم منذ عهد آدم وإلى زمن بعثة المسيح ..!! فالحواريين آمَنُوا بالإنجيل وعملوا بأحكام التوراة كما أمرهم المسيح u فى تلك الفترة,فترة بعثة المسيح u التى انتهت بحادثة الصلب لشبيهه,هذه الفترة هى التى كان أول مطلب فيها هو الإيمان بدعوة المسيح u وبالإنجيل الذى معه,ولكن كل الأناجيل الحالية المتداولة بين النصاري الأن ليست هي إنجيل المسيح . قال لوقا فى مطلع إنجيله : " إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصَّة فى الأمور المتيقنة عندنا كما سلَّمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخدَّاما للكلمة رأيت أنا أيضا إذ تتبعت كل شىء من الأول بتدقيق أن أكتب على التوالى ... " . وقصَّ لنا لوقا قصَّته التي هي إنجيله المعروف,فهي كما قال قصة متناقلة قد يعتريها كثير من الإختلاف والتغيير,في ظل الحكم القاتل الظالم المضطهد لهذه القصة الدينية ولأهلها من قبل حكام الرومان الوثنيين بهذه الإمبراطورية الكافرة . والكلمة المعبرة عن الإنجيل التى استخدمها المسيح u كانت باللسان الآرامى فما هى تلك الكلمة التى خرجت من فم المسيح u باللسان الآرامى الفلسطينى والتى دعا إليها قومه ليؤمنوا بها؟ وحيث أنَّ الكلمة العربية إنجيل هى الكلمة التى حفظتها ذاكرة الشعوب العربية القديمة وتوارثها الأحفاد عن الأجداد من يهود ونصارى وعرب وَسُجِّلَت فى الأسفار المسيحية العربية وشهد بصحتها القرآن الكريم,فليس لنا بديل غيرها نتكلم عنه,ولم يُطْلَب من العرب المسيحيين منذ ألفى عام إلا أن يؤمنوا بهذا الإنجيل الذي مع المسيح بن مريم,ذلك الإنجيل الذى ضاع وسط زحام الأناجيل التى ظهرت من بعد عهد المسيحu ومع فقدان لغة اللسان الآرامى الفلسطينى العربى القديم,ضاعت معالم دعوة المسيح بين الناس,فلم يعد هناك تمييز وفهم سليم لمعانى الكلمات السامية ذات اللسان الآرامى,فعلي سبيل المثال هناك عائلة لغوية لأسماء عدة تنسب إلى إله السماوات السبع الذى كان يطلق عليه أجدادنا بلسانهم العربى والأرامي القديم إسم إيـل,وكثيرا من أسماء هذه العائلة يعود إلى تاريخ ما قبل التوراة,وقد أرجع القرآن الكريم بعضها إلى زمن أبو البشر آدم,فمثلا نجد أنَّ أسماء ابنى آدم هابيل و قابيل يمكن كتابتها هكذا للتوضيح ( هاب ـ يل ) و ( قاب ـ يل ) مع ملاحظة أنَّ المقطع ( يل ) هــو اسم الإله إيل عند الإضافة همزة التعريف,ثم نجد أنَّ نبىّ الله إبراهيم r قد أطلق على ابنه البكر اسم إسماعيل أى ( إسماع ـ يل ) ثم حفيده يدعى إسرائيل أى ( إسراء ـ يل ) ومن المعلوم أنَّ إبراهيم r كان آراميا حسب قول التوراة,وأنَّ إسماعيل هو جد العرب المستعربة . ونجد من أسماء ملائكة الله الأسماء الآتية : جبريل ( جبرـ يل ) وميكائيل ( ميكاء ـ يل ) و إسرافيـل ( إسراف ـ يل ) وعزرائيل ( عــزراء ـ يل ) . وهذه الأسماء الثمانية من البشر ومن الملائكة لا يعرف عنها شئ فى التراث اليونانى الوثنى إلا من خلال ترجمة الأسفار اليهودية,إضافة إلى أنَّ نبىّ الله إبراهيم r لا يزال يدعى عند المسلمين والنصـارى واليهـود بأنـه خليـل الله والاسم خليـل يمكن كتابتـه أيضا على الصورة ( خل ـ يل ) أى خِلُّ الله بمعنى صَفّى الله فى حالة كون يل هو من أسماء الله فى اللســان العربى القديم,وعند قراءة أسفار العهد القديم اليهودية سوف نجد بضع عشرات من أسماء تلك العائلة لأسماء أشخاص وأسماء مواقع وبلدان أخترت منهم هنا قدرا يسيرا . فمن أسماء الرجال نجد أنَّ هناك رجلا عربيا من أهل الشمال يدعى أبيئيل ( أبى ـ إيل ) مذكور فى ( 1 صم 9 : 1 ،14 : 51 ؛ 1أخبار 11 :32 ) وهناك رجل عربى من أقصى الجنوب العربى يدعى أبيمايل ( أبيما ـ يل ) مذكور فى ( تك 10 : 28 ؛ 1 أخبار 1 : 22) . وهناك أمير عربى شمالى يدعى زبديئيل ( زبدى ـ يل ) مذكور فى ( المكابين الأول 11 :17)وهناك عدة من الأسماء الإسرائيلية مثل : راحيل ( راح ـ يل) و رفائيل( رفا ـ يل) وصموئيل ( صمو ـ يل ) و عِمّانوئيل ( عمانو ـ إيل ) و ميخائيل ( ميخا ـ إيل ) و حزقئيل ( حزق ـ إيل ) و يزرعيل ( يـزرع ـ يل )ومن أسماء الأماكن نجد :قبصئيل( قبص ـ إيل )ومجدل إيل ونحليئيل( نحلى ـ إيل) إلى غير ذلك من أسماء عدة لا داعى لذكرها كلها,وحيث أنه قد تم التعرف على أكبر حشد من عائلة الأسماء التى تنتهى بالمقطع ( إيل أو يل ) المعبر عنه فى الترجمات العربية لنصوص الكتاب المقدس بلفظ الجلالة الله . فلا غرابة فى انتماء الاسم إنجيل إلى هذه العائلة اللغوية وخاصة أنَّ المسيح u قد نشأ وتربى فى هذه البيئة الأرامية الشرقية النابع منها أسماء هذه العائلة بدءًا من أبناء آدم ( هاب ـ يل ) و( قاب ـ يل ) مرورا بخليل الله ( خل ـ يل) وابنه( إسماع ـ يل ) ثم حفيده ( إسرا ـ إيل ) ثم انتهاءً بـ ( عمانو ـ إيل )وعلى ذلك الانتماء اللغوى الأرامي العربى للمسيحية الأولي بمخطوطاتها الأرامية السابقة,ولكن بعد ذلك سقطت مكانتها للغة اليونانية التي سيطرت علي المسيحية من بعد,فيمكننا من خلال ذلك قراءة الاسم إنجيل هكذا ( إنج ـ يل ) بدون تكلف منا,فلنبحث الآن فى معنى العبارة وفق ما سمحوا لأنفسهم فى تفسير عائلة الأسماء السابقة,فمعنى الكلمة إنج فى اللسان العربى الذي هو صورة من صور اللسان الأرامي من حيث النطق لا الحروف المنقوشة,هذه الكلمة ستكون إمَّا من الجذر ( ن ج و ) بتخفيف الجيم بمعنى المناجاة,وإمَّا أن تكون من الجذر ( ن ج ى ) بتخفيف الجيم بمعنى النجاة,وحيث أنَّ الكلمة الثانية (يل) تشير باعتراف الجميع إلى الله سبحانه وتعالى,فسيكون بالتالي معنى كلمة إنجيل بكل يقين هو ( مناجاة الله أو نجاة الله ) تبعا لقانون تبادل الياء والواو فى اللغات السامية,بمعنى أنَّ القارىء فى ذلك الكتاب يناجى الله,أو أنَّ المؤمن بذلك الكتاب ناج من عذاب الله,وقد تعني كلمة إنجيل نفس قصة المسيح المعني بها (نجاة الله له) من محاولات قتله المتعددة من قبل اليهود كماقصت (تراتيل الحمد والشكر وباقي مخطوطات البحر الميت) كماسنري,وكلمة النجاة هنا هى أصل كلمة خلاص والمخلِّص عند إخواننا المسيحيين,وعلى ذلك يكون الإنجيل هو ( كتاب خلاص الله ) للبشر أو ما شابه ذلك من معان,ومن أصرَّ من القوم على القول بأنَّ معنى كلمة إنجيل هو البشارة فأقول له مهلا إنَّ ( كتاب خلاص الله ) لعباده هو فى حد ذاته أكبر بشارة,وإنَّ( كتاب مناجاة الله ) لعباده هو أعظم من البشارة ذاتها,فمناجاة الله لعباده لهو أفضل شىء للمؤمنين .

وهذا هو المعني والتعريف الحاصل في السفر المخطوط بإسم (تراتيل الحمد والشكر) فهي بالفعل تراتيل مناجاة لله تعالي كماهو عنوانها,وهي أيضاً بيان بنجاة المسيح بن مريم من الصلب ومحاولات قتله أكثر من مرة,وهذا ماسيلاحظه القارئ لإنجيل تراتيل الحمد والشكر وباقي المخطوطات المرافقة له وفق قصة المسيح بالقرأن الكريم,وهذا بيان توافق الموروث العربى القديم والموروث النصرانى الأرامي فى ظل مخطوطات البحر الميت وإنجيل تراتيل الحمد والشكر المستخرج من وسطها .

ثانياً:- الإسلام هو إسم الدين بالكتاب المقدس قديماً وحديثاً

لنبحث بين ثنايا نصوص الأصول الآرامية والسريانية عن اسم الدين الذى جاء به كليم الله موسى u واسم الدين الذى جاء به روح الله عيسى ابن مريم u بل ونبحث كذلك في كتبهم المقدسة الحالية فبرغم تحريفه,فقد يوجد بعض الصحيح . إنَّ أول شىء فى التعرُّف على الأديان - إن كانت هناك أديان بصيغة الجمع - هو التعرُّض لإسم الدين قبل الكلام عن تعاليمه,فـالدين الإسلامى مذكور اسمه فى القرآن وفى أحاديث نبىّ الإسلام,ولقد كتب الأستاذ الدكتور محمد عبد الله دراز رحمه الله تعالى كتابا مستفيضا حول كلمة الدين العربية,فقال فيه بعد استعراض المعانى المتعددة للكلمة فى المعاجم اللغوية بما نصَّه : " وجملة القول فى هذه المعانى اللغوية أنَّ كلمة الدين عند العرب تشير إلى علاقة بين طرفين يعظم أحدهما الآخر ويخضع له,فإذا وُصِف بها الطرف الأول كانت خضوعا وانقيادا,وإن وُصِف بها الطرف الثانى كانت أمرا وسلطانا وحكما والزاما,وإذا نظر بها إلى الرباط الجامع بين الطرفين كانت هى الدستور المنظم لتلك العلاقة أو المظهر الذى يُعَبر عنها,ونستطيع الآن أن نقول إنَّ المادة كلها تدور على معنى لزوم الانقياد" ( كتاب الدين ص 31 ) .

وعلي هذا المعني نجد الإسلام فى لغة القرآن ليس اسما لدين خاص,وإنما هو اسم للدين المشترك الذى هتف به كل الأنبياء وانتسب إليه كل أتباعهم .

فنوح u قال ] وأمِرْتُ أن أكون مِن المسلمين [ ( 72 / يونس ) . ويعقوب u يوصى بنيه بقوله ] فلا تموتن إلا وأنتم مسلمين [ ( 132 / البقرة ) . وأبناء يعقوب u يجيبون أباهم ] نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون [ ( 133 / البقرة ) . وهذا يوسف u يدعو الله قائلا ] أنت ولىِّ فى الدنيا والآخرة توفنى مُسلِما [ ( 101 / يوسف ) ( 84 / يونس ) . وموسى u يقول لقومه ] يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين [ . وهذا النبىّ الملك الإسرائيلى سليمان u يقول لملكة سبأ وقومها ] ألا تعلوا علىَّ وأتونى مسلمين [ ( 31 / النمل ) والحواريون يقولون لعيسى u ] آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون [ ( 52 / آل عمران ) كما أنَّ هناك أيضا فريق مِن أهل الكتاب قالوا حين سمعوا القرآن ] آمنا به إنه الحق مِن ربنا إنا كنا مِن قبله مسلمين [ ( 53 / القصص ) . واختم الآيات القرآنية بقول فرعون حين أشرف على الغرق ] قال آمنت أنَّه لا إله إلا الذى آمنت به بنوا إسرائيل وأنا مِن المسلمين [ ( 90 / يونس ) فبيَّن أنَّ بنى إسرائيل كانوا مسلمين . فالإسلام شعار عام يدور فى القرآن على ألسنة الأنبياء وأتباعهم منذ القدم . والقرآن الكريم يجمع كل تلك الدعاوى ليقدمها مرة واحدة إلى مشركى العرب ويقول لهم أنه لم يشرع لهم دينا جديدا,وإنما هو دين الأنبياء ورسل الله مِن قبلهم ] شرع لكم من الدين ما وصَّى به نوحا والذى أوحينا إليك وما وصَّينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه [ ( 13 / الشورى ) . فالإسلام هوالدين الجامع المشترك لجميع الأنبياء والمرسلين,وهذا الدين لا يقارن بأى أديان أخرى,فالدين واحد والإله واحد,وإنما الشريعة التى أنزلت على خاتم الأنبياء والمرسلين r هى التى يمكن إيجاد بعض الإختلافات بينها وبين شرائع الأنبياء السابقين,كشريعة موسى وشريعة عيسى,ومِن هنا نطلق اسم الإسلام مجازا على الشريعة التى جاء بها مُحَمَّدٌ r فحينئذ توجد مقارنة بين الإسلام المجازى وبين اليهودية والنصرانية أو المسيحية,كمقارنة بين الشرائع وليس بين الأديان فلا توجد أديان على التحقيق وإنما هو دين إلهى واحد وهو (الإسلام) .

إن كلمة (الإسلام) في معناها هي نفس معني كلمة الدين التي ذكرناه سابقاً (الإنقياد والإذعان) وهذا يعني أنه كلما تأتي كلمة (دين) في الكتب السماوية السابقة سواء بالمخطوطات أوغيرها فهي تعني لغةً وتفسيراً لكلمة (الإسلام) .

إن كلمة السلام تكون من جذر الفعل (سلم) ومفعلها (مسلم) بفتح السين وكلمة الإسلام تكون من نفس الجذر السابق (سلم) ومفعلها أيضاً (مسلم) ولكن بسكون السين,فجذرالفعل والحروف والكلمة كلها مشتركة,ولكن الإختلاف في التشكيل فقط الذي ظهر حديثاً في ترجمة اللغات منذ قرون قليلة,فكان الناس من قبل يعتمدون علي ملَكتهم الخاصة وخبرتهم في كتابة ونطق الكلمة صحيحة ولكن بدون وجود وضع علامات التشكيل بالكتابة . إن الأصل الآرامى أو العبرى لكلمة (الإسلام) هو سلام و شالوم على التوالى,وهي نفسها سلام أو إسلام فى العربية,ولا توجد كلمة عربية أخرى غير إسلام أو سلام تقابل الكلمة الآرامية سلام أو العبرية شالوم,كما أنه لا توجد فى اللغة العبرية كلمة بمعنى إسلام غير كلمة شالوم التي هي سلام,فمما سبق نستنتج أحقيتنا المشروعة كلغة وعلم في ترجمة كلمتي(السلام والدين)إلي كلمة (الإسلام) بكل ترجمات هذه المخطوطات وغيرها من نسخ التوراة والإنجيل الحالية,فليس هناك شرط علمي لغوي يحظر علينا ذلك في ضوء ماذكرنا,وعندئذ ستجد عشرات النصوص بالمخطوطات والكتاب المقدس الحالي رغم تحريفه تبشر بالإسلام وتبين أنه دين الأنبياء جميعاً . ثالثاً- المسيح بن داود بالمخطوطات نجد إسم (المسيح بن داود) ومذكور في أن فرع داوود تولي أمر قتل المسيح,ولكنه فشل بالطبع كماذكرت تراتيل الحمد والشكر,وتجد معلم الطائفة يقول بتراتيل الحمد والشكر: أن الله سبحانه يعرفه من أيام أبيه.....مما يعني بعد السنيين الطوال بينه وبين أبيه(ألف عام) وفي الموضع الأخر يقول ( أبي لايعرفني) وأن من قام بتربيته هي أمه عليها السلام,فأبيه لايعرفه بالطبع لإنه (داود عليه السلام) قد توفي من قبله بمئات السنيين فكيف يعرفه إذاً,ولذا لم يكن عند الطائفة الإعتقاد بأن المسيح بدون أب فهو المسيح بن داود فله أب ولكن غير مباشر,والغريب أن الأناجيل الحالية برغم تحريفها تعج بهذا المسمي (المسيح بن داود) ولكن الضالين مازالوا يفتروا القول ولكي نفهم حقيقة الإرتباط بين عيسي وداود عليهما السلام يجب أن نرجع إلي تفسير الأيتين رقم,173,172من سورة الأعراف (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ [172] أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ [173] ففي كتاب الإصابة في تمييز الصحابة لإبن حجر العسقلاني بالمجلد الرابع ص634 تفسير هذه الأية الكريمة عن طريق سيد اليهود وحبرهم العظيم الذي أسلم (الصحابي أبي بن كعب رضي الله عنه) الذي يبين في تفسيره أن الله سبحانه قد جعلهم أرواحاً ثم صورهم ثم إستنطقهم فتكلموا فأخذ ميثاقهم,وكان بينهم روح المسيح بن داود الذي أرسلها الله سبحانه إلي رحم مريم لما أراد خلق المسيح بن مريم في عصره رسولاً لبني إسرائيل . رابعاً:- حجم هذا الإنجيل

فهو أكبر تقريباً من حجم إنجيل مرقس المتداول حالياً عند النصاري,ولقد أحببت أن أبين هذه المعلومة لإن الكثير من المسلمين قد يظنوا أن الإنجيل في حجم مقارب للقرأن الكريم أو التوراة,فالواقع غير ذلك تماماً,فالأناجيل ماهي إلا أربع أناجيل مكررة لنفس قصة المسيح وتعاليمه تقريباً,مع رسائل أخري ليست منسوبة للمسيح ولكنها مستمدة من نفس التعاليم المكررة في هذه الأناجيل المحرفة,وذلك كله مجموع في كتاب واحد سموه بالعهد الجديد,فوددت التنبيه علي ذلك حتي لايستصغر أحد حجم إنجيل قمران البحر الميت الذي سنعرضه,ويظن أن حجمه أصغر من الأناجيل المتداولة,مما قد يوهم البعض بالشكوك في هذا الجانب . خامساً:- طريقة كتابة إنجيل قمران البحر الميت مخطوط (تراتيل الحمد والشكر) مكتوب بطريقة الأعمدة وعلي رأس كل عمود رقم متسلسل 1,2,3,ومواضع الكلمات المفتتة موجود مكانها نقاط متواصلة ........ أو بين قوسين .

إنجيل قمران البحر الميت إنجيل النصرانية الأول

(مخطوطي الوصايا وتراتيل الحمد والشكر وبعض الجذاذات والمقتطعات) مصورة من ترجمة سهيل زكار عن غيزا فيرمز

مخطوط تراتيل الحمد والشكر وبعض الجذاذات

تراتيل وأناشيد دينية وأشعار حكمة

جذاذة القيامة

20. رؤيا مسيحية ( ق4. 521)

الجذاذة الثانية :- 2...... السموات والأرض سوف تصغي إلي مسيحه,ومامن واحد هناك سوف يضل ويبتعد عن وصايا القديسيين وأوامرهم . أيها المبتغون المولي,قووا أنفسكم في عبادته كل ماتأمله في قلبك,ألن تجد المولي فيه ؟ لإن الرب سوف يقد المتقين (هسيديم) , ويدعوا الصلحاء بالإسم . ستحلق روحه فوق الفقير,وسيجدد المؤمن بقوته . ولسوف يمجد التقي علي عرش المملكة السرمدية . الرب يطلق الأسري,الرب يفتح أعين العمي,الرب يقوم المنحنين . وإلي الأبد سوف أفتح طريق الأمل في رحمته . والثمار لن تتأخر بالنسبة لأي كان ولسوف ينجز المولي أشياء رائعة,لم يكن مثلها من قبل,مثل هو ........ لإنه سوف يشفي الجريح,ويحيي الميت,ويبشر المساكين هو سوف يقود المجتثين,ومعرفة ........ ودخاناً ؟

ملامح بميلاد مسيا

(هناك عدس علي ....... وعلامة ولادة صغيرة علي جنبه,وسيعرف بعد عامين كيف يميز بين شيء وأخر,وعندما يكون صغيراً سيشبه...... مثل رجل لايعرف شيئا حتي الوقت الذي سيعرف فيه ثلاثة كتب)

الجذاذة الثانية ق511:4 (للمعلم أول أغنية,أمدح إسم قداسته,وكل الذين يعرفون العدالة يمجدوه.......هو وضع حداً لمقدم الممالك ......... حصة الرب مع ملائكة ضياء مجده,بإسمه المدح...... وأسس عيد السنة,وللحكومة العامة أن يسيرا في وسط جماعة الرب وفقاً لمجده )

مازال هناك بعض المخطوطات والجذاذات الصغيرة المرتبطة بهذا الإنجيل وسوف نعرضها لاحقاً مع الشرح والتفسير

أدلة إثبات أن طائفة الإيسينيين هم الأنصار الحواريين وأن معلمهم هو المسيح بن مريم,وبمخطوطاتهم إنجيل النصرانية الأول الموافق للقرأن الكريم الدليل الأول :- تأكيد بأن معلم طائفة الإسينيين مخلوق من طين وتراب كماهو متمثل في قول الله سبحانه عن المسيح:- (إن مثل عيسي عند الله كمثل أدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) 59أل عمران فهناك بيان بأن معلم طائفة الإسينيين مخلوق من طين وتراب في هذا الإنجيل المخطوط سبعة عشر مرة,ممايثير تساؤل بماهو المقصود من هذا التكرار المتكرر ؟ إن كل رسل وأنبياء بني إسرائيل وكل البشر مخلوقة من طين,وهذه عقيدة معلومة عند بني إسرائيل للكبير والصغير,فما السر إذاً لإفراد هذا المعلم بهذا الوصف المعروف وتكراره سبعة عشرة مرة ؟ والإجابة بالطبع أن هذا التكرار لبيان خلقه من تراب وطين هو ليكون دليل بأن هذا المعلم هو المسيح بن مريم الذي إختلفت عليه النصاري بدون وجه حق,وأن مثله كمثل أدم مخلوق من تراب وطين,فهكذا وصفه الله سبحانه بمخطوطات إنجيل قمران وبالقرأن الكريم من بعد,فهو ليس الله ولا إبنه سبحانه,بل مخلوق من طين وتراب . إنها بلاشك حجة علي المهوسيين المسيحيين الضالين بتأليه هذا الرسول المخلوق من طين كما وصفه القرأن الكريم فكذبوه,فجاء التاريخ ومخطوطات أصحاب الشأن تثبت ماذكره القرأن الكريم في وصف معلمهم المسيح بن مريم بأنه مخلوق من طين وتراب. وهذا التكرار دليل قاطع علي أن هذا المعلم هو المسيح بن مريم,وليس هو معلم أخر مخلوق من أب وأم ككل رسل وأنبياء بني إسرائيل وغيرهم,فالمسيح بن مريم فقط هو الذي إختلفت فيه الناس لحمل امه به بدون أن يقربها بشر,وبالتالي فهو الوحيد المحتاج لقول وبيان مكرر بإنجيله بأنه مخلوق من تراب وطين,حتي تقام الحجة ويضل من ضل علي علم,ويلقي الله سبحانه ولاحجة له . وهذه هي أرقام الصفحات بكتابنا هذا التي تبين ذلك بإنجيل قمران البحر الميت (الوصايا وتراتيل الحمد والشكر )


قال سبحانه :- ) إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ {59} الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ {60} فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ {61} إِنَّ هَـذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ اللّهُ وَإِنَّ اللّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {62} فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ {63} قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ {64} (آل عمران

في مجموع الفتاوى – إبن تيمية ج: 17 سبب نزول هذه الآية كان قدوم نصارى نجران و مناظرتهم للنبى صلى الله عليه و سلم في أمر المسيح كما ذكر ذلك أهل التفسير و أهل السيرة و هو من المشهور بل من المتواتر أن نصارى نجران قدموا على النبى صلى الله عليه و سلم و دعاهم إلى المباهلة المذكورة فى سورة آل عمران فأقروا بالجزية و لم يباهلوه .

في الدر المنثور – جلال الدين السيوطي ج: 2 ص: 227 و228 -أخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال أتى رسول الله راهبا نجران فقال أحدهما من أبو عيسى وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعجل حتى يأمره ربه فنزل عليه ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم إلى قوله (الممترين( - أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس « أن رهطاً من أهل نجران قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان فيهم السيد والعاقب فقالوا له:ما شأنك تذكر صاحبنا؟ قال : من هو؟ قالوا : عيسى تزعم أنه عبدالله! قال : أجل إنه عبدالله . قالوا : فهل رأيت مثل عيسى أو أنبئت به؟ ثم خرجوا من عنده فجاءه جبريل فقال : قل لهم إذا أتوك ) إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم ( إلى آخر الآية . - أخرج ابن سعد وعبد بن حميد عن الأزرق بن قيس قال : ( جاء أسقف نجران والعاقب ، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليهما الإسلام فقالا : قد كنا مسلمين قبلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كذبتما مع الإسلام منكما ثلاث : قولكما اتخذ الله ولداً ، وسجودكما للصليب ، وأكلكما لحم الخنزير ، قالا : فمن أبو عيسى؟ فلم يدر ما يقول . فأنزل الله) إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم) إلى قوله ) بالمفسدين(فلما نزلت هذه الآيات دعاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الملاعنه فقالا : إنه ان كان نبياً فلا ينبغي لنا أن نلاعنه ، فأبيا فقالا : ما تعرض سوى هذا؟ فقال : الإسلام ، أو الجزية ، أو الحرب ، فأقروا بالجزية) تفسير القرآن العظيم – تفسير إبن كثير إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ في قدرة الله تعالى حيث خلقه من غير أب كَمَثَلِ آدَم فإن الله تعالى خلقه من غير أب ولا أم، بل خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ فالذي خلق آدم قادر على خلق عيسى بطريق الأولى والأحرى، وإن جاز ادعاء البنوة في عيسى بكونه مخلوقا من غير أب، فجواز ذلك في آدم بالطريق الأولى، ومعلوم بالاتفاق أن ذلك باطل، فدعواها في عيسى أشد بطلانا وأظهر فسادًا. ولكن الرب، عَزّ وجل، أراد أن يظهر قدرته لخلقه، حين خَلَق آدم لا من ذكر ولا من أنثى؛ وخلق حواء من ذكر بلا أنثى، وخلق عيسى من أنثى بلا ذكر كما خلق بقية البرية من ذكر وأنثى، ولهذا قال تعالى عنه في سورة مريم (وَلِنَجْعَلَه أية للناس) سورة مريم أية21 الدليل الثاني :- قصة ولادة معلم طائفة الإسينيين فهي كما قصها القرأن الكريم عن المسيح بن مريم في أربع صفحات كاملة تقريباً وفيها قصة الولادة وماقبلها من خلقه من رحم أمه ونفخ روح القدس,ثم مابعد الولاده من المخاض والموقف المرعب بالمهد كإشاره لكلامه بالمهد مما أثار خوف الحاضرين ورعبهم من هذا الأمر الخارج عن طبيعة حديثي الولادة,فمهد الأطفال الطبيعيين مصدر سعاده وليس مصدر رعب . وأن أبوه لايعرفه لإنه كما كان يقال عنه في المخطوطات وحتي في الأناجيل الحالية (المسيح بن داود) فبينهما ألف عام . وأما أبوية الله سبحانه المنسوبة له,هي أبوية رمزية كالقول بأن الفقراء أوالمؤمنيين هم عيال الله,وكماحكي عنهم القرأن الكريم قولهم (نحن أبناء الله وأحبائه)فهي ليست حكر علي المسيح بن مريم عليه السلام دون غيره .

وهذه هي قصة ولادته بإنجيل قمران بالصفحات التالية بكتابنا هذا:-


قال سبحانه - وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ﴿16﴾ فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ﴿17﴾ قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا (18﴾ قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا ﴿19﴾ قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا ﴿20﴾ قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَان أَمْرًا مَّقْضِيًّا ﴿21﴾ فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا ﴿22﴾ فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا ﴿23﴾ فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ﴿24﴾ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ﴿25﴾ فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا ﴿26﴾ فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ﴿27﴾ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28﴾ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا29) ﴾ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ﴿30﴾ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴿31﴾ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ﴿32﴾ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ﴿33﴾ ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ﴿34﴾ مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿35﴾ وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴿36﴾ فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿37﴾ أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿38﴾ وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿39﴾ إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ﴿40﴾ سورة مريم .

الدليل الثالث:


التأكيد علي عبودية معلم طائفة الإيسنيين بإنجيل قمران قال الله سبحانه عن المسيح بن مريم :- (إني عبدالله أتاني الكتاب وجعلني نبيا) أية 30 سورة مريم

فقد تكرر بيان عبودية معلمهم في سبعة عشر موضع بهذا الإنجيل المخطوط وهاك الصفحات:-

(122 تكرار لفظ العبد بهذه الصفحة فقط خمس مرات)123 إن هذا التكرار لصفة عبوديته (سبعة عشر مرة) بشكل لم يحدث لوصف أي شخصية علي مدار التاريخ في كتب ومخطوطات اليهود والنصاري كلها,القديم منها والحديث يبين بكل تأكيد أن هذا المعلم المقصود هو المسيح بن مريم فقد كرر لهم سبحانه صفة عبوديته سبعة عشر مرة بمخطوط لاتتعدي صفحاته العمودية ثمانون عمود حتي يكون حجة علي من ينوي تأليهه,لمجرد خلقه وحمل أمه به دون أن يمسسها بشر وهذا إثبات قاطع أن القصة هي قصة المسيح بن مريم وليست قصة معلم أخر ليست الناس في حاجة لهذا التكرار ليعرفوا أنه عبد لله كماهو حال كل أنبياء بني إسرائيل . قال سبحانه:- ) وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ (الأنبياء : 26

)وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ {57} وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ {58} إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ {59} وَلَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ {60} وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ {61} وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ {62} وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ {63} إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ {64} (الزخرف )وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً {88} لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً {89} تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً {90} أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً {91} وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً {92}إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً {93} لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً {94} وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً {95} (سورة مريم

) فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً {27} يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً {28} فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً {29} قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً {30} (مريم

في تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان – تفسير السعدي

فحينئذ قال عيسى عليه السلام، وهو في المهد صبي: { إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا } فخاطبهم بوصفه بالعبودية، وأنه ليس فيه صفة يستحق بها أن يكون إلها، أو إبناً للإله، تعالى الله عن قول النصارى المخالفين لعيسى في قوله)إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ(

الدليل الرابع:-

معلم طائفة الإسينيين مؤيد ومميز بالروح القدس مصداقاً لقول الله سبحانه عن المسيح بن مريم عليه السلام (وأتينا عيسي أبن مريم البينات وأيدناه بروح القدس) 87 سورة البقرة فقد تكرر بيان العلاقة المميزة بين هذا المعلم وروح القدس المؤيد له بإنجيل قمران إحدي عشرة مرة . وذلك بطرق وألفاظ عدة تبين هذا التميز والتأيد كالنفخ والنفح والمصاحبة وتخفيف ألامه وتثبيته علي الحق وتهوين أمر أعدائه إلي غير ذلك من ألفاظ ومعاني تبين حجم هذه العلاقة المميزة بين هذا المعلم والروح القدس بمالم توجد من قبل مقرونة بأي نبي أو رسول أو معلم لبني إسرائيل أو غيرهم علي مدار قصص الأنبياء .

ممايبين أن المعني بهذا المعلم هو شخصية المسيح بن مريم ذو العلاقة المميزة بالروح القدس منذ أمر خلقه في رحم أمه وولادته ثم حياته ورسالته كلها مع معجزاته العظيمة حتي رفعه للسماء . وهكذا إشترك إنجيل قمران مع القرأن الكريم في تمييز هذه العلاقة بين الروح القدس ومعلم الطائفة,ممايبين أنه المسيح بن مريم دون غيره من أنبياء ورسل الله سبحانه . (وأتينا عيسي ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس) 87 سورة البقرة وماذكرنا يوجد بكتابنا هذا بإنجيل قمران بالصفحات رقم :-

الدليل الخامس:-

معجزات معلم طائفة الإسينيين من خلال الله (بإذنه) كماهو مشار إليها بقول الله سبحانه في القرأن الكريم عن معجزات المسيح بن مريم ( وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيراً بإذني وتبرئ الكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتي بإذني ) أية 110 المائدة معجزات معلم الطائفة الإسينية هي معجزات ليست من عنده,وإنما هي (معجزات الله ولكنها من خلاله) بمايفيد نفس المعني أنها (بإذن الله) وقد تكرر ذكر ذلك خمسة عشر مرة أثناء الكلام عن معجزات هذا المعلم بكتابنا هذا عن (إنجيل قمران البحر الميت)وهذا التكرار الكثير لأمر المعجزات ومايفيد أنها بإذن الله,لهو أمر يتناسب مع خصوصية الحجم العظيم لمعجزات المسيح بن مريم التي وصلت لإحياء الموتي حتي يؤمن قومه بأن هناك بعث وحساب بالجسد والروح . فالحديث بهذه المخطوطات عن معجزات معلمهم,بنفس طريقة حديث القرأن الكريم عن معجزات المسيح بن مريم,وأنها بإذن الله سبحانه كمابينت الألفاظ المتقاربة لهذا المعني,يبين أن هذا المعلم الخاص بطائفة الإيسينيين,هوبالفعل المسيح بن مريم,وسنجد ذاك موجود بإنجيل قمران بكتابنا هذا بصفحات رقم :-

70,69,67,64,59,56

124,108,98,79,76,75,71

والصفحة126عبارة عن جذاذة كاملة مصرحة بإسم(المسيح)ومعجزات الله سبحانه التي علي يده,فهو ينسبها لله سبحانه مباشرة(أي بإذنه ومن خلاله) ومنها إبراء الأكمه (شفاء المولود أعمي) وإحياء الموتي,كماذكر الله المعجزات بالأية القرأنية السابقة .

إن سبب ظهور هذه المعجزات العظيمة علي يد المسيح بن مريم حتي إحياء الموتي ليس لكون قومه كانوا ماهرين بالطب فقط كمايظن الكثير,وإنما كان سبب هذه المعجزات الرئيسي هي أن قومه من بني إسرائيل كانوا لايؤمنون بالبعث بالجسد وأن هناك حساب وعذاب,فبني إسرائيل كانوا ومازالوا يؤمنون بالله سبحانه كرب خالق ولكنه ينسي الأموات سواء كانوا أخيار أو أشرار .

وإلي الأن مازال اليهود يؤمنون بهذه العقيدة الفاسدة,والمسيحيين كذلك إتبعوهم من بعد ضلالهم ويؤمنون بها مع بعض التعديلات البسيطة والتي لاتخرجهم عن نفس هذه العقيدة وهي أن :- البعث ثم الحساب يوم القيامة ومابعده من الجزاء بالجنة والنار ليس بالجسد أبداً وإنما بالروح فقط (كالحلم والرؤيا ) فاليهود من قبل ومن بعد والمسيحيين الأن لايؤمنون جميعا ًبنعيم الجنة المادي من طعام وشراب وإستمتاع بالأزواج والحور العين ولايؤمنوا أيضاً بعذاب الجسد بنار جهنم لمن يستحقها من كفار وعصاة .

ومن أجل هذه العقيدة اليهودية الفاسدة أحدث الله لهم سبحانه كماذكرنا من قبل قصة أهل الكهف من قبل المسيح بن مريم,وحفظ الله سبحانه أجسادهم وأحياهم من رقودهم سنيين وذكر سبحانه سبب إحداث هذه اليهودية وسبب العثور عليهم من قبل قومهم فقال ( وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة أتية لاريب فيها ) سورة الكهف أية 21 . ثم جعل الله سبحانه حياة المسيح بن مريم كلها من خلق ومعجزات كذلك أية وعلامة لليهود تثبت قدرة الله سبحانه في الخلق والإحياء,وذكر الله سبحانه هذه الأية في السورة التالية لسورة مريم بنفس الرقم 21 (ولنجعله اية للناس) سورة مريم أية 21 .

الدليل السادس:-

نجاة معلم طائفة الإسينيين من محاولات القتل ثم رفعه للسماء بنفس معني قول الله سبحانه عن المسيح :- (وماقتللوه يقيناً بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزاً حكيما) أيات 158,157 سورة النساء وقوله أيضاً جل شأنه عن المسيح عيسي ( وإذ كففت بني إسرائيل عنك ) أية 110 سورة المائدة .

فقد دار الحديث عن قصة نجاة هذا المعلم من محاولات الإعتداء عليه وقتله في حوالي ستة عشر موضع بهذا الإنجيل المخطوط (الوصايا وتراتيل الحمد والشكر) بنفس التوافق القرأني عن نجاة المسيح من القتل بفضل الله سبحانه عليه وتقرر الوصايا صفحة 47 بهذا الكتاب بأن معلمهم كان له زيارة ماضية ممايعني أن له زيارة لاحقة في أخر الزمان مما يعني أن هذا المعلم هو المسيح بن مريم وأن هذا المخطوط هو إنجيله,وأنه لم يمت وله زيارة لاحقة بعد الماضية بالطبع,وقد تكرر نجاته من مكر أعدائه ومحاولات قتله ورفعه للسماء في صفحات هذا الكتاب برقم :-

60,59,58

63,62,61

75,74,73,61

87,86,80,78

والصفحات من 97:92 هي محاولات قتل ومطاردة وإصابات عديدة للمعلم ولكنها تكلل بالنجاة من الموت في كل مرة رغم الألام والمتاعب كماهو مع المسيح بن مريم عليه السلام,وهناك صفحة 121 أيضاً مذكور بها نفس الأمر . وفي(ق4 .285 . جذاذة 5) بترجمة سهيل زكار عن غيزا فيرمز,نجد بيان بأن فرع داود بقيادة أمر جماعة المصلين قد تولي قتل........ ثم تفتييت بالنص وإنقطاع يتضح ممابعده أن أمر تولي القتل قد فشل,وإنتهي بضربات وجروح بعد هذه المحاكمة التي كانت لهذا المسيح الذي من جذع(نسل) داود بن يسي,ولقد قصت النصوص السابقة بمخطوط تراتيل الحمد والشكر الكثير من معاناة المعلم المسيح ومنها ضربه بالسياط أمام هذه المحاكمة الظالمة وهذا في(صفحة 56) بكتابنا هذا حيث يقول (سأعلن أمام جميع البسطاء عن الحكم الذي لأجله ضربت بالسياط) ثم تكملة النص بعد ذلك تحكي قصة ذهاب المعلم المسيح إلي الطائفة وعرض معجزات الله سبحانه أمامهم,مع وعظهم وإرشادهم لتعاليم الله سبحانه .

الدليل السابع:- تحديد المكان الجغرافي لطائفة الإسينيين بالقرأن الكريم

قال سبحانه:- وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ﴿16﴾ فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ﴿17﴾ قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا (18﴾ قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا ﴿19﴾ قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا ﴿20﴾ قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَان أَمْرًا مَّقْضِيًّا ﴿21﴾ فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا ﴿22﴾ فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا ﴿23﴾ فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ﴿24﴾ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ﴿25﴾ فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا ﴿26﴾ فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ﴿27﴾ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28﴾ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا29) ﴾ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ﴿30﴾ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴿31﴾ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ﴿32﴾ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ﴿33﴾ ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ﴿34﴾ مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿35﴾ وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴿36﴾ فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿37﴾ أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿38﴾ وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿39﴾ إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ﴿40﴾ سورة مريم . إن وادي قمران بالفعل يمثل مكاناً شرقياً قصياً لبيت المقدس,في أقصي مكان بهذه المنطقة الشرقية المنتبذة النائية,ولكن هذه المنطقة النائية هل هي جبل أم وادي أم صحراء جرداء,أم ساحل بحر,فكل ذلك متوفر في شرق القدس بأرض فلسطين .

فهنا يزيدنا القرأن بأنه مكان لوادي يسرى به جداول المياه والماء المعين وكماقص المؤرخين المعاصرين لهم من أن النخيل يكاد يكون نوع الشجر الوحيد معهم في هذه الهجرة وهذا المنفي,ورطب النخيل كانت غذاء مريم بعد ولادتها كماهو مذكور في الأيات السابقة .

أخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه وابن مردويه، عن البراء في قوله‏:‏ ‏{‏قد جعل ربك تحتك سريا‏}‏ قال‏:‏ هو الجدول، وهو النهر الصغير‏.‏ أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏قد جعل ربك تحتك سريا‏}‏ قال‏:‏ نهر عيسى‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر، عن عثمان بن محصن قال‏:‏ سئل ابن عباس عن قوله‏:‏ ‏{‏سريا‏}‏ قال‏:‏ الجدول‏.‏ أما سمعت قول الشاعر وهو يقول‏:‏ سلم تر الدالي منه أزورا * إذا يعج في السري هرهرا

وأخرج ابن الأنباري في الوقف والطستي، عن ابن عباس‏:‏ أن نافع بن الأزرق قال له‏:‏ أخبرني عن قوله عز وجل‏:‏ ‏{‏تحتك سريا‏}‏ قال‏:‏ السري النهر الصغير، وهو الجدول‏.‏ قال‏:‏ وهل تعرف العرب ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم أما سمعت قول الشاعر‏:‏ سهل الخليقة ماجد ذو نائل * مثل السري تمده الأنهار

وأخرج عبد بن حميد، عن الضحاك في قوله‏:‏ ‏{‏سريا‏}‏ قال‏:‏ الجدول‏.‏

وأخرج عبد بن حميد، عن عمرو بن ميمون وإبراهيم النخعي مثله‏.‏

وأخرج عبد بن حميد، عن قتادة أن الحسن تلا هذه الآية، وإلى جنبه حميد بن عبد الرحمن الحميري ‏{‏قد جعل ربك تحتك سريا‏}‏ قال‏:‏ إن كان لسريا، وإن كان لكريما فقال حميد‏:‏ يا أبا سعيد، إنه الجدول

وأخرج عبد بن حميد، عن عكرمة قال‏:‏ السري الماء‏.‏


وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏سريا‏}‏ قال‏:‏ نهرا بالسريانية‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير في قوله‏:‏ ‏{‏سريا‏}‏ قال نهرا بالقبطية‏

(وجعلنا بن مريم وأمه أية,وأويناهما إلي ربوة ذات قرار ومعين) 50 سورة المؤمنون فصفات الربوة التي أوتهما كماحددها القرأن الكريم من حيث الإرتفاع كونها( ربوة ) والإستواء لكونها(قرار) ووجود سراي الماء وجداوله لذكر الله سبحانه (معين)( سريا) ثم النخيل,وهكذا كانت هذه الربوة هي بالفعل نفس صفات مكان هذه الطائفة بوادي قمران,حيث جداول المياه القادمة من نهر الأردن الذي كانت تصل مياهه إليهم حتي الوادي العميق المغلق أسفل الربوة والذي يمثل بحيرة وخزان ضخم للمياه العذبة وبالمناسبة فمياه نهر الأردن ظلت تصل لهذا المكان حتي وقت قريب قبل ماتستولي حكومة إسرائيل علي مياه نهر الأردن قبل أن تصب بالبحر الميت بمنطقة قمران,مماتسبب حالياً في بداية جفاف البحر الميت كماهو ملاحظ في الوقت الحاضر وبفضل مياه نهر الأردن ومياه الأمطار كان وادي قمران يمتلأ بالمياه,وكان موجود أكثر من سريا هنا وهناك أسفل هذه الربوات التي علي جانبي وادي قمران(قد جعل ربك تحتك سريا) 24 سورة مريم

بالخريطة السابقة يظهر نهر الأردن (river Jordan) من أعلي لإسفل وهو يصب حتي الأن بالبحر الميت بالقرب من كهوف قمران cave 1- 4 وفيما مضي كان من قبل قيام دولة إسرائيل وفي أيام الطائفة بالطبع كان يصل إمتداده حتي قمران والربوة التي أمام الكهوف كماحكت الطائفة بمخطوطاتها . في تفسير بن كثير

لقول الله تعالى " وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين " قال الضحاك عن ابن عباس الربوة المكان المرتفع من الأرض وهو أحسن ما يكون فيه النبات وكذا قال مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وقتادة قال ابن عباس : وقوله " ذات قرار" يقول ذات خصب " ومعين " يعني ماء ظاهرا وكذا قال مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وقتادة وقال مجاهد ربوة مستوية وقال سعيد بن جبير " ذات قرار ومعين" استوى الماء فيها وقال مجاهد وقتادة " ومعين" الماء الجاري,كما في قول الله تعالي (قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماء معين) سورة الملك أية 30

ثم اختلف المفسرون في تحديد مكان هذه الربوة

وروى ابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب في قوله " وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين " قال هي دمشق قال وروي عن عبد الله بن سلام والحسن وزيد بن أسلم وخاله بن معدان نحو ذلك . وفي تفسير القرطبي

عن سعيد وهو ابن جبير " ربوة ذات قرار " قال الربوة النشز من الأرض والقرار المستوي,ومعين ذات الماء الجاري . فالربوة وربوة ورباوة وسميت الربوة رابية كأنها ربت بنفسها في مكان، ومنه: ربا: إذا زاد وعلا، قال تعالى: (فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت( [الحج/5]، أي: زادت زيادة المتربي، (فاحتمل السيل زبدا رابيا) [الرعد/17] والربا: الزيادة على رأس المال فكل مامضي يبين أن المكان هو ربوة مرتفعة ولكنها في نفس الوقت مستوية (ذات قرار) وكذلك كثيرة المياة,وهذا نقل لغوي يظهر بمظهر التضاد والتنافر الذي يصعب تطبيقه إلا في أماكن نادرة مميزة,ولكن علماء اللغة والتفسير نقلوا لنا معاني الألفاظ بصرف النظر عن كيفية تطبيقها وأماكنها الفعلية,وكان لإسم دمشق ظهور في أقوال الصحابي الذي كان يهودي ثم أسلم(عبدالله بن سلام )رضي الله عنه,ممايبين أن سيرة إسم مكان طائفة الحواريين الإسينيين (بدمشق قمران)له ظل بتاريخ القوم .

والأن سنعرض لكم مفاجأة عظيمة وهي تصوير جوي لمكان مركز قيادة الطائفة بدمشق بقمران,وفيه يظهر الموقع كرابية مرتفعة وفي نفس الوقت مستوية علي حافة وادي قمران الذي كان يمتلئ بمياه السيول وإمتداد نهر الأردن قبل قطعه عن هذه المنطقة بعد قيام دولة إسرائيل كماذكرنا .

إن القرأن الكريم قد صور هذه الربوة فيمابين سرياً وقرار معين ونخيل الرطب فجعلها قطعة أرض خصبة حية يجري الماء في كل عروقها,وهذا بالفعل ما أظهرته الحفريات بربوة قمران وماستظهره الصور التالية,ففي كل مكان منها إما تجد سرياً أو حوض ماء مع بقايا التمور .

إن صورة المكان قد وصفته الأيات القرأنية بكل براعة ومطابقة لربوة قمران الفعلية بتناسق رائع في مكان واحد,وهذه من أيات الله وبيان منه سبحانه للتعريف بصدق القصص القرأني للأمم السابقة,وبيان كذلك بأن هذه الطائفة هي طائفة الحواريين وأن معلمها هو المسيح بن مريم عليهما السلام .


تظهر بالصورة السابقة قرية قمران ومبانيها التي أقامتها الطائفة الإسينية الحوارية كمركز قيادة للطائفة الممتدة معيشتها ببرية دمشق كلها علي جانب وادي قمران العميق وإمتداد نهر الأردن حتي دمشق السورة,وتظهر الرابية مرتفعة ولكنها في نفس الوقت غير ناشزة كباقي الروابي,بل مستوية رائعة ممهدة,والوادي أسفل منها الذي كان يمتلئ بالمياه سابقاً عندما كان موصولاً بنهر الأردن وسيول الوادي,وهناك كذلك تجاويف كثيرة لحفظ المياه القادمة من أكثر من سري بهذه الربوه كمايظهر بالصورة وذلك لإستعمالها في الطهارة والتعميد والإستعمالات اليومية الأخري .

الصورة ملتقطة من فوق حافة ربوة قمران ويظهر إرتفاعها بوضوح من خلال ظهور الوادي أسفل منها مع وزرقة مياه البحر الميت بكلا شاطئيه

Ruins at Khirbet Qumran

سرياً كبير (جدول) وسري صغير للمياه بموقع ربوة قمران ولمزيد من الصور نجدها علي هذا الموقع الأجنبي الذي يتحدث عن أثار البحر الميت ومنطقة قمران بالرابط http://www.abu.nb.ca/Courses/NTIntro/InTest/Qumran.htm


أثار لسرياً (جدول) مائياً بربوة مستعمرة قمران وبجانبها أحواض لحفظ المياه يصب بها

أثار لجدول (سرياً ) مائياً ملتف حول حوضين ليصب بالحوض الذي أعلي الصورة أولاًحتي يمتلأ ثم ينتقل الماء تلقائياً عن طريق فتحة بينهما تظهر بالصورة ليصب بالحوض الثاني بعد إمتلاء الأول ولمزيد من الصور ستجدها بهذا الموقع الأجنبي عن أثار وحفريات قمران وهذا هو رابطه

http://holyland-pictures.com/category/jordan-valley/qumran/


سري ماء معين (جدول) بالحفريات التي تمت بمنطقة قمران,ويظهر بنهايته جانب من مزارع النخيل التي أقامتها هيئة الأثار الإسرائيلية لتعبر عن الشكل العام التقريبي مع وضعية المكان في عهد الطائفة

إن القدس مازالت كماهي والجهة الشرقية لها معروفة,وليس هناك طبيعة جغرافية كماوصفها القرأن الكريم إلا وادي قمران بالقرب من البحر الميت وإمتداده ببرية الشام. يقول المترجم في مقدمة كتابه مخطوطات البحر الميت لموسي ديب خوري عن أندريه سومر تحت عنوان (موقع قمران أثارياً) الأبنية التي عثروا عليها في ربوة قمران لم تكن مكان لسكن ومعيشة الطائفة ففيها كانت هناك قاعة لنسخ الكتب المقدسة وقاعة بطول 22م لمائدة الطعام وأماكن لمطابخ وأفران كبيرة لطهي الطعام و مشغل لصنع الحديد والمعادن وقاعة لغسيل الملابس وزريبة حيوانات وإحدي عشر حوض مائي وخزان غير الكثير من الأحواض المائية المدرجة,أما مكان سكناهم ومعيشتهم فكانت في أكواخ من طين وجلود بالأماكن المحيطة المنبسطة مع كهوف الجبال الكثيرة المنتشرة حولها,فمريم وإبنها قد أواهما الله سبحانه في أطهر وأقدس وأتقي مكان لهذه الطائفة الحوارية المهتدية وذلك بين قادتها ومعلميها المتقين,فقد كانت هذه الرابية ومبانيها بمثابة(مركز قيادة وتموين) للطائفة وأفرادها الذين يعيشون ببرية دمشق الشام كلها .


وهذه هي الربوة فوق الوادي,ويتخللها أكثر من سرياً لمجري الماء,يصل مابين مبانيها

ولكن ما الداعي لإنتباذ مريم من أهلها في هذا المكان الشرقي ؟ إن أمر إنتباذها وإعتزالها لقومها كماذكرت الأيات الكريمة السابقة كان قبل موضوع لقائها بملاك ربها,وكان قبل تبشيرها بأنها ستحمل بغلام بدون أن يمسسها بشر بكلمة منه . إن إعتزالها لقومها كان بسبب سلوكها الصالح المطابق لنفس سلوك هذه الطائفة المنتبذة المنفية بإرادتها عن أهل المدن اليهودية الفاسدين الأشرار المشركين التاركين لدين الله والتوراة كتابهم . فهاجرت مريم عليها السلام إلي هذه الطائفة بدمشق قمران,وإعتزلت قومها منتبذة عن أهل مدينتها اليهود المغضوب عليهم . قال سبحانه:- وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ﴿16﴾ فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ﴿17﴾ قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا (18﴾ قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا ﴿19﴾ قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا ﴿20﴾ قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَان أَمْرًا مَّقْضِيًّا ﴿21﴾ فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا ﴿22﴾ سورة مريم ولقد وصفت المخطوطات وسفر تراتيل الحمد والشكر والوصايا هذه الطائفة بأنها الطائفة الراكعة الساجدة القانتة العابدة الصالحة المهاجرة . (يامريم أقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ) 43 سورة أل عمران .

في تفسير بن كثير )واذكر في الكتاب مريم ( هي مريم بنت عمران ، من سلالة داود ، عليه السلام وكانت من بيت طاهر طيب في بني إسرائيل,وقد ذكر الله تعالى قصة ولادة أمها لها في " آل عمران " ، وأنها نذرتها محررة أي تخدم مسجد بيت المقدس , وكانوا يتقربون بذلك ( فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا( ) آل عمران : 37 ) ونشأت في بني إسرائيل نشأة عظيمة ، فكانت إحدى العابدات الناسكات المشهورات بالعبادة العظيمة والتبتل ، وكانت في كفالة زوج خالتها زكريا نبي بني إسرائيل إذ ذاك هوعظيمهم ، الذي يرجعون إليه في دينهم . ورأى لها زكريا من الكرامات الهائلة ما بهره ( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ) )آل عمران : 37) فذكر أنه كان يجد عندها ثمر الشتاء في الصيف وثمر الصيف في الشتاء فلما أراد الله تعالى - وله الحكمة والحجة البالغة - أن يوجد منها عبده ورسوله عيسى عليه السلام ، أحد الرسل أولي العزم الخمسة العظام .

( إنتبذت من أهلها مكانا شرقيا( أي : اعتزلتهم وتنحت عنهم ، وذهبت إلى شرق المسجد المقدس ...... .إنتهي فلقد فسر بن كثير رحمه الله إنتباذها ذلك بإعتزالها بمكان شرقيا,وقول قتادة مكانا شرقيا أي شاسعا متنحياً . ويقول بن كثير رحمه الله في تفسير الأية(49) التالية لإعتزال مريم وتتحدث عن سيدنا إبراهيم عليه السلام وإعتزاله أيضاً ( فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا) فلما اعتزل الخليل أباه وقومه في الله ، أبدله الله من هو خير منهم ، ووهب له إسحاق ويعقوب ، يعني ابنه وابن إسحاق,كما قال في الآية الأخرى ) ويعقوب نافلة ) ( الأنبياء : 72 ] ، وقال) : ومن وراء إسحاق يعقوب ( ) هود : 71 (........ إنتهي إن هذا التشابه في إعتزال إبراهيم وإنتباذ مريم عليهما السلام,وذكر الله سبحانه لهم في سياق متصل بنفس السورة,لهو بيان بأن أمر مريم عليها السلام كان أمر هجرة وإعتزال تاركه قومها في غيهم بالقدس ومدن اليهود المغضوب عليهم . ومن أجل أمر الإعتزال لقومهما,فقد رزقهما وأبدلهما الله سبحانه أهلاً خيراً من أهلهما الذين تركوهم وإعتزلوهم في الله,فقد رزق الله سبحانه إبراهيم بولده إسحاق,ورزق الله سبحانه مريم بولدها عيسي عليهم السلام جميعاً . قال سبحانه:- وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ﴿16﴾ فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ﴿17﴾ قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا (18﴾ قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا ﴿19﴾ قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا ﴿20﴾ قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَان أَمْرًا مَّقْضِيًّا ﴿21﴾ فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا ﴿22﴾ فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا ﴿23﴾ فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ﴿24﴾ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ﴿25﴾ فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا ﴿26﴾ فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ﴿27﴾ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28﴾ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا29) ﴾ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ﴿30﴾ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴿31﴾ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ﴿32﴾ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ﴿33﴾ ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ﴿34﴾ مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿35﴾ وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴿36﴾ فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿37﴾ أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿38﴾ وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿39﴾ إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ﴿40﴾ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا ﴿41﴾ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا ﴿42﴾ يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا ﴿43﴾ يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا44) ) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا ﴿45﴾ قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا ﴿46﴾ قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ﴿47﴾ وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا ﴿48﴾ فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا ﴿49﴾ - سورة مريم .

مما سبق يتبين أن هناك توافق تاريخي قرأني لمكان إيواء مريم بربوة قمران شرق بيت المقدس مع ووليدها عليهما السلام,وبهذا يسقط إدعاء أن مصر كانت هي مأوي مريم وإبنها عليهما السلام,لكون هذا الإدعاء لايستند إلي دليل تاريخي أو دليل ديني سليم,أو حتي دليل جغرافي جيلوجي اللهم إلا تخرصات القوم وأوهامهم المعتادة بكتبهم المحرفة المتناقضة مع التاريخ والمنطق وجغرافية المكان والواقع بل متناقضهم مع دينهم نفسه . ثم لو كانت مصر هي المأوي لحكي ذلك القرأن الكريم,فمصر ليست غريبة عن لسان العرب وموجودة بقصص القرأن الكريم أكثر من مرة ومقرونة بمواقف مشابهة في قصتي موسي ويوسف عليهما السلام . وموقع مصر غرب القدس وفلسطين كلها,وليس شرقها كماقرر القرأن الكريم:-

(واذكر في الكتاب مريم إذ إنتبذت من أهلها مكاناً شرقيا) 16 سورة مريم

ومصر ونيلها يبعدا كثيراً عن أرض الواقع,فكيف بإمراءة في حالة نفاث وحيدة برضيع تقطع تللك الصحاري القاتلة والمسافات الشاسعة حتي تصل لمصر ونهر النيل كمايدعون ثم تعود بعد ذلك من نفس هذا الطريق الشاق,فهذا مخالف لرحمة الله المتوقعة بهما,والتي نجدها موجودة في ظل هذه الطائفة التقية العابدة التي تأوي الفقراء والمساكين والأطفال الموهوبين لخدمة الرب,فقد قال المؤرخ اليهودي يوسفيوس بن كربون في تاريخه (100م) أنهم كانوا يتبنون أطفال الأخرين حين لايزالون صغاراً مناسبين للتعلم والطاعة,ويعاملونهم كأطفالهم تماماً,ويعدونهم وفق أوضاعهم ودينهم . وبالفعل نجد بتراتيل الحمد والشكر,قول المعلم بأن أمه وهبته لله تعالي وهذا كله من التوافق البين الذي يثبت مع مجموع الأدلة السابقة واللاحقة أن هذا المعلم هو المسيح بن مريم عليهما السلام .

رسم تخيلي من نطاق الحفريات التي تمت بمنطقة قمران ويظهر جانب من مباني قمران محاط بمزارع النخيل فوق الربوة التي أعلي الوادي


Dates and Pits found in Qumran Caves

بقايا من تمور نخيل الطائفة وقد عثرت عليها هيئة الأثار الإسرائيلية أثناء الحفريات التي قاموا بها بربوة وكهوف قمران,والصورة من موقع أجنبي يتحدث عن أثار وادي و طائفة قمران,وهذا رابطه

http://archaeology.about.com/od/biblicalarchaeology/ig/Dead-Sea-Scrolls/Dates-and-Pits--Qumran-Caves.htm

الدليل الثامن:- لقب المعلم (إبن مريم) بمخطوطات إنجيل قمران

إن الأرامية وهي لغة المخطوطات تعتبر من اللسان العربي الغير مبين,أما العبرية القديمة والحديثة فتعج بالألفاظ والمعاني والأفعال العربية,حتي نطق وترتيب حروفها(أبجد حوث حطي كلمون صعفس قرشت) وتكتب من اليمين للشمال مثل اللغة العربية إلي غير ذلك من تشابه كثير في عدة نواحي . إن كلمة مار فى الآرامية تعنى السيد من البشر,فإن أضفت إليها حرف الياء مارى فمعناها هو السيد من البشر المؤمن بالله . مثل قولهم مارى جرجس وهو شخصية دينية مشهورة,فاسمه جرجس ولكنه ولى من أولياء الله (قديس) عند المسيحيين,فهو كما يقول المسلمون سيدنا فلان . وفى بعض المراجع الآرامية نجد أنَّ مار للمذكر و مارى للمؤنث,ومنه مارى منيب ومنه مار مرقص المنسوب إليه الإنجيل,وهما بمعنى القديس والقديسة فى لغة المسيحيين وبمعنى سيدنا فلان وستنا فلانة فى لغتنا العامية فـ مارى هى المرأة العابدة لله (السيدة) فى لغة المسيح u وقومه . فإن قرأنا الاسم كاملا فهو ( مارى أم ) و ( مارى أما ) ومعناهما على التوالى : المرأة(السيدة))الأم العابدة لله و السيدة أمَةُ الله أى خادمة الله أو خادمة بيت الله . و ( مارى أم ) حسب قواعد اللغة ، فإنَّ الهمزة والياء يتبادلان , وبإعمال قاعدة الإدغام والتخفيف تحذف الهمزة فيقرأ الاسم هكذا مَرْيَم ويظل معناه على أصله السيدة الأم العابدة لله (خادمة الله) كماذكر إسمها القرأن الكريم( وإنى سميتها مريم (..!! وهنا أظن قد حان الوقت لفضح اليهود المسئولين عن ترجمة المخطوطات الذين تبنوا العمل بالمقولة الإيطالية التي تنص علي أن (المترجم خائن) بسوء نية مع سوء ترجمة,فالمترجمين اليهود المسئولين عن المخطوطات وترجمتها,قد مارسوا هذه الخيانة بكل أبعادهافي إبعاد صفات وإسم المعلم الذي يمثل الشخصية المحورية لكل المخطوطات عن مايدل علي إنه (إبن مريم) لاسيما في تراتيل الحمد والشكر التي تشكل الجانب الأكبر لإنجيل قمران الذي جمعناه من مخطوطات البحر الميت . فبدلاً من (إبن ماري ام – بن مريم) الإسم العلم لشخصية المعلم وأمه العابدة المعروفة(خادمة الله) نجد المترجمين اليهود قد إستبدلوا الإسم بمعني نكرة فقالوا: (إبن إمرأة أو المولود من إمرأة أو الذي ولدته إمرأة) وتكرر ذلك اللفظ النكره مرات عديدة بالمخطوطات,برغم أن الشخص المقصود به إسم علم كماقلنا وليس نكره,وإن لم يكن يمثل عندهم شخصية المسيح فهو يمثل علي أقل تقدير شخصية معلم الطائفة بدون شك,فكان لابد ترجمة إسم أمه ب (مريم) كماهو لفظه بالمخطوطات,وليس ترجمة معناه فبديهيات علم اللغات والترجمة هو أن أسماء الأشخاص والأعلام لاتترجم معانيها وإنما تكتب بنطقها وإن تعدد نقلها من لغة إلي لغة,فمن كان من النساء إسمها وردة بالعربية فسيترجم إسمها لأي لغة أو للإنجليزية مثلاً وذلك بنقله بلفظه ونطقه كماهو نطقه بالعربية فيقال وردة والإختلاف سيكون في حروف الكتابة للغه المترجم لها فقط فيكتب بالإنجليزية warda ولايصح أن نطلق عليها ونسميها بمعني إسم وردة في اللغة الإنجليزية فنقول rosse)) فهذه هي الخيانة التي فعلها المترجمين اليهود مثل غيزا فيرمز وغيره مع إسم مريم .

فبدلاً من أمانة الترجمة ونقل الإسم كماهو بنطقه ولفظه فيقال (مريم)كماتنادي به في الأرامية,نجدهم بدلاً من ذلك قد ترجموا معناه في الأرامية فقالوا(المرأة) وحذفوا لفظ الجلالة من الإضافة إليه,حتي لاتصير (أمة الله) فبدلاً من ( بن مريم) أصبح ( بن المرأة) أو(المولود من إمراءة) مخالفين بذلك كل مبادئ الترجمة واللغة المعروفة للداني والقاصي,في خيانة صريحة مستغلين عدم وجود رقيب عليهم لترجمة هذه اللغة الأرامية التي كادت أن تنقرض . وتكرر ذلك كثيراً بمخطوطات قمران لاسيما مخطوط الحمد والشكر بإنجيل قمران في كتابنا هذا,حتي خرجت الجمل بدون معني وفائدة,فكل إنسان من البشر مولود من إمراءة,فما الجديد والمضاف للمعني إذاً ؟ فلفظ (المسيح) كانوا يستخدمونه أهل الطائفة بمخطوطاتهم,للتعريف بمسيح أخر الزمان ولفظ (عيسي) كان لفظه إسم عام أيضاً لمعني الفرد بالطائفة,أما لفظ (إبن مريم أو بن ماري ام أو بن ماريام ) هو من الألقاب المهمة في تحديد شخصية معلم الطائفة والمخطوطات,وإثبات أنه المسيح بن مريم,ولذا تم تغيير إسم أمه ولقبه بمكر وخبث المترجمين اليهود,لإن لقبه المقرون بإسم والدته (بن مريم) سيكون مميز له عن كل الأسماء والألقاب الأخري,وداعي قوي لبيان معجزة ولادته بدون أب,وبذلك ستسقط اليهودية والمسيحية الحالية,مع بروز عظمة الإسلام في أنه القصص الحق والدين الحق,للمسيح بن مريم وحقيقة دينه.

يطلق المترجم علي معلم الطائفة (إبن خادمتك) مرتين في مدرج دستور الجماعة بكتابه مخطوطات البحر الميت/الجزء الأول/ لموسي ديب خوري عن أندريه سومر تحت عنوان (كلية قدرة الله وعدمية الإنسان) وفي (الأناشيد - من المعرفة إلي الصلاة وخدمة الله) ولايوجد نفس الترجمة والوصف (إبن خادمتك) بترجمة سهيل زكار عن غيزا فيرمز,بنفس الجمل والمواضع التي بالترجمة المذكورة .

فهنا أمر خيانة الترجمة قد إتضح أكثر بالمقارنة,فإسم مريم بالأرامية يعني المرأة الخادمة لله كماقلنا,والمترجمين مرة أخري قد نقلوا معني الإسم ولكنه مضاف بحرف الكاف لله سبحانه (إبن خادمتك) وهذا صحيح كمعني,ولكن ليس كترجمة أمينة في نقل الإسم,وعليه فكل الترجمات السابقة للقبه وإسم والدته,بإبن المرأة والمولود من إمراءة هي غير صحيحة وغير أمينة حتي في نقل المعني,فكان أولي كتابة معناها (إبن أمة الله) والصحيح لاهذا ولاذاك,فالمفروض نقل اللفظ والنطق كماهو بالأرامية (إبن مريم) كماهو المفروض عند ترجمة الأسماء والأعلام كماقلنا سابقاً .

في صفحتي 62,61 بهذا الكتاب بتراتيل الحمد والشكر نجد قصة ولادة المسيح بن مريم بكل حذافيرها كماحكاها القرأن الكريم منذ ألام الحمل ثم ألام الوضع والمخاض وماحل بها من كرب والرعب الذي أصاب كل من شاهد طفلها البكر بالمهد (في إشارة لكلامه بالمهد الغير طبيعي لطفل حديث الولاده) ثم بيان بأن هذا الطفل البكر سيكون رجل هائل مستشار والحديث بأن من سيتولي تربيته هي أمه ثم تهبه لخدمة الرب فالقصة كلها لشخصية علم كماذكرنا,فإن لم يكن يرضيهم أنه المسيح وأمه مريم فهو شخصية علم أيضاً كمعلم للطائفة وأمه هي علم له أيضاً علي أقل تقدير,ففي جميع الأحوال فالحديث عن علم . ورغم ذلك كتبوا اللفظ الأرامي النكرة لوالدته (إبن إمراءة) وبهذه المناسبة أدعوا المختصين المسلمين المهتمين بعلم مقارنة الأديان,العمل علي تشكيل لجان لتتولي تعلم اللغة الأرامية والعبرانية القديمة,حتي نخرج من تحت خيانة هؤلاء المترجمين اليهود ومن تبعهم من مسيحيين صهاينة يميلون بمعاني الكلمات والجمل المترجمة إلي مايوافق عقيدتهم الفاسدة ودينهم المحرف .

الدليل التاسع:- تعظيم أمر المائدة عند الإيسينيين والنصرانية الاولي قال سبحانه وتعالى:-

"قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيداً لأولنا وآخرنا وآية منك" [المائدة:114].

لقد بحثت بالكتاب المقدس الحالي,كلمة كلمة بمحركات البحث الخاصة به فلم أجد أي علاقة بين اليهود وتقديس أمر المائدة وجعلها عيداً لهم,بعكس النصرانية الأولي كماذكرها القرأن الكريم وكماذكرتها الأناجيل الحالية رغم تحريفها من تقديس وتعظيم أمر المائدة كعيداً لهم .

ونفس الأمر نجده مكرر بقوة في مخطوطات طائفة قمران من حيث هذا التقديس والتعظيم لأمر المائدة,ممايؤكد من جهة أخري أن هذه الطائفة هي بالفعل الطائفة النصرانية الأولي الحوارية . فهي ليست طائفة يهودية كما إدعي الإسرائيليين بكل وقاحة وكذب,وهذه بعض النصوص من مخطوطات قمران التي تثبت أمر تعظيهم للمائدة وجعلها عيداً لهم :- ففي قوانيين الطائفة نجد وصف مائدتهم

(المائدة المقدسة الخاصة بالقديسيين) يعني وجبة الطعام المقدسة .

ووصف أخر يبين أن أمر الأكل الجماعي علي المائدة ليس أمر إختياري بل هو أمر وجوب ممايرفع شأنها في الإهتمام بها والتعظيم لأمرها بين أفراد الطائفة (يجب أن يأكل الجميع بشكل مشترك) ونجد نص أخر بنفس القوانين,يبين العقوبات المشددة علي من قام بمخالفة شرعية من أعضاء الطائفة,وذلك بحرمانه من المائدة لمدد متفاوتة تبع حجم مخالفته . وفي مخطوط القانون المسائحي من مخطوطات الطائفة,نجد ترتيب الجلوس علي المائدة وبدء الأكل من شخص المسيح حين حضوره . أمافي عدم وجود المسيح فسيحل بدلاً عنه في الترتيب الأول الكاهن الأعظم للطائفة ثم الأعضاء الإثني عشر المقربين والممثلين لأسباط بني إسرائيل بالطائفة ثم باقي أفراد الطائفة . وهذا في حد ذاته وصف مشترك للمائدة كماهو وصفها بالقرأن الكريم والأناجيل الحالية والنص الموجود بمخطوط القانون المسيحي,هو بمثابة أمر يقر كنظام عام ودائم للمائدة المقدسة عند الزيارة الماضية للمسيح . ( عندما سينشيئ الرب الكاهن المسيح سيأتي علي رأس كل جماعة المصلين في بني إسرائيل,مع جميع إخوانه من أبناء هارون الكهنة,وهؤلاء المدعوون للإجتماع هم من ذوي الشهرة الحسنة,وسوف يجلسون أمامه كل حسب مرتبته ومنزلته,وبعد سوف يأتي مسيح بني إسرائيل ويجلس أمامه زعماء أسباط بني إسرائيل,كل حسب مرتبته وتبعاً لمنزلته في المعسكرات والمسيرات,ويجلس أمامهم رؤساء أسر جماعة المصلين,والرجال الحكماء لطائفة القداسة,كل حسب مرتبته وكل حسب مكانته,وعندما يجتمعون حول المائدة العامة لتناول الطعام وشرب النبيذ الجديد(المقصود بالنبيذ هنا هو العصير الطازج الغير مختمر لذا جاء بلفظ الجديد)وعندما تنصب المائدة للطعام يصب النبيذ الجديد للشراب,لايجوز لأي رجل أن يمد يده لتناول الثمرات الاولي للخبز والنبيذ قبل الكاهن,لإنه هو الذي يجب أن يبارك أولي ثمرات الخبز والنبيذ,وهو سيكون أول من يمد يده فوق الخبز,وتقوم جماعة المصلين بتراتيل الدعاء,كل واحد منهم حسب مكانته,وسيطبقون هذا النظام أثناء كل وجبة طعام إجتمع فيها مالايقل عن عشرة رجال ) من مخطوط القانون المسائحي بترجمة سهيل زكار عن غيزا فيرمز .

وتحت عنوان (تقديم) بكتاب ترجمة المخطوطات لسهيل زكار عن غيزا فيرمز :-

يذكر المترجم طريقة تقديس أمر المائدة عند هذه الطائفة,فهم يستحمون ويتنظفون ويرتدون الملابس البيضاء ثم يدخلون للمائدة بغرفة الطعام كأنهم يدخلون معبداً مقدساً,ثم يوضع الطعام وقبل الأكل لابد أن يقوم الكاهن بتلاوة صلاة خاصة بالمائدة ولايستطيع أحدهم الأكل قبل هذه الصلاة,ثم بعد الإنتهاء من الأكل يقوم الكاهن بصلاة أخري ويحمدون الله سبحانه ويشكرونه,ثم بعد ذلك يخلعون الملابس البيضاء ويرتدون ملابس العمل,وهكذا النظام مع كل وجبة طعام . ماذكرنا يبين أن هذه طائفة الإسينيين بقمران هي طائفة نصرانية أصيلة وهي بالفعل الطائفة الحوارية الاولي في النصرانية,وكل من ينسب اليهودية لهذه الطائفة دون النصرانية فهو كذاب أشر . الدليل العاشر:- إسم الطائفة عند المؤرخين ونسبتهم لعيسي عليه السلام

العيسينيين وليس الإيسينيين,فقد حكي المؤرخين اليهود القريبين منهم كفيلو الإسكندري ويوسيبيوس وبيليني الأكبر وفلافيوس يوسفيوس أن إسم هذه الطائفة essaioi essenoiبعد النقل عن لغة هؤلاء المؤرخين الإغريقية هي بالترجمة تنطق بالإنجليزية ( إيساوي أو إيسينو) للتابع المفرد منهم,لعدم وجود حرف العين في لغة القوم,أما الأرامية والعبرانية فيوجد بها حرف العين,فسيكون إسم هذه التابع إذاً علي النحو التالي (العيساوي أو العيسيني) وبالجمع (العيساويين أو العيسينيي) وكلاً من الإسمين يبين نسبهم لإسم عيسي عليه السلام,وهو الإسم الذي أطلقه القرأن الكريم عليه,وكان معروفاً به أيضاً من قبل نزول القرأن الكريم عند النصاري واليهود العرب,ولكنه في الإنجيل العربي الأن يكتبوه ( يسوع ) يعني بتبديل الحروف عن مواضعها كعادتهم في التحريف ونيتهم الخبيثة في مخالفة القرأن الكريم,برغم أنه لم يكن هناك إنجيل عربي وقت البعثة النبوية ومن بعدها بقرون,فقد كان النصاري العرب إنجيلهم مكتوب باليونانية,والتي فيها عيسي بإسم( إيسوس )وليس يسوع,فالعالم المسيحيىّ أجمع لا يعرف شيئاً عن هذا اليسوع,وهاهم المسيحيُّون الناطقون بالإنجليزية يسمونه (جيسس)والمسيحيين العرب لايعرفون شيئاً عن هذا الإسم,وهو بالأسبانية (هِيسُّوس) والألمانية (يايسوس)المهم أن هناك قاسم مشترك في الحروف بين هذه الأسماء الكثيرة,ولكن أماكنها مبدلة,فالعين والياء والسين موجودة في كل الأسماء ولكن مواقعها متغيرة من لغة إلي لغة,اللغات التي ليس بها حرف العين,بالطبع سيحول ليكتب بالياء أو الألف المكسورة,وللمسيح إسم واحد منذ أن نزل من بطن أمه ومن قبل أن يولد،وسُمِّىَ به بين عشيرته وقومه،وعُرِفَ به وناداه الناس بلسانهم الآرامى,الذي هو أحد اللغات العربية القديمة,وهو لغة كتابة هذه المخطوطات (العبرانية القديمة) وإسم عيسي جائت به هذه المخطوطات عن طريق تسمية الطائفة التي أمنت به بنفس إسمه العيساويين أو العيسينيين,وبالإنجليزية الإيسينيين لعدم وجود العين بالإنجليزية كماقلنا,والإسم الأخير بالطبع هو الذي تبنوه عالمياً لإسم هذه الطائفة,تبعاً للغة القوم الأجانب القائميين علي هذه المخطوطات,وللأسف تناقل العرب هذا الأسم عن هذه الطائفة وسموها بالإيسينيين أيضاً,برغم وجود حرف العين في لغتنا ولغة المخطوطات الأرامية أيضاً,فنحن أصحاب الحق العلمي اللغوي في تسميتها بطائفة العيسينيين أو العيساويين,لا أن نقلدهم في إعوجاج لسانهم عن لغة المخطوطات الأرامية,والتي هي من اللسان العربي الغير مبين والذي من حروفه حرف العين وهنا يتضح التوافق بين المخطوطات و القرأن الكريم في إسم عيسي للمسيح بن مريم عليه

في مقدمة كتاب مخطوطات البحر الميت لموسي ديب خوري عن ترجمة أندريه سومر تحت عنوان بالجزء الأول - حول تاريخ الإسينيين- يقول الكاتب المترجم مانصه :-

(الإسم - إسينوس أو إسيوس - قد تم نقله لنا بالغة اليونانية التي تفتقر لوجود الحروف الحلقية الحنجرية كالعين والغين وذلك لإن اللغة اليونانية ليست من اللغات السامية) يقصد ليست كالعربية والأرامية والسريانية والعبرانية القديمة . والإسم علم لا يصح نقله عند الترجمة بالمعني وإنما يجب نقله بلفظه ونطق حرفه فإسم الطائفة علي هذا النحو لهو أكبر دليل علي نصرانية هذه الطائفة وأن معلمهم هو المسيح عيسي بن مريم معلم الحق والصلاح,وأن التعاليم التي ألقاها عليهم هي بعينها الإنجيل الأول للنصرانية . كان إسم عيسي في لغتهم يعني التقي القديس المداوي للجسد والروح كما حكي المؤرخون المعاصرون لهم عنهم ذلك,وقد أطلقوا عليهم إسم( العيسينين ) بالأرامية والتي إنتشرت باللغات الأخري التي تفتقد لوجود حرف العين بإسم (الإسينيين) كماقلنا وهذا هو واقع الإسم بالقرأن الكريم كماحكي عن مريم عليها السلام لما تمثل لها الروح القدس بشراً سويا فقالت (أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا) سورة مريم أية18 وهذا يرجح أنها كانت مع هؤلاء العابدين الأتقياء حتي ولادة المسيح,ولذا فالراجح أن مريم عليها السلام أسمته بنفس هذا الإسم الطيب (عيسي) الذي يرمز للتقوي والصلاح

الدليل الحادي عشر:- وصف طائفة الحواريون وأنها قائمة من قبل معلمها إن المسئولين عن مخطوطات الطائفة من اليهود والمسيحيين قد أقروا بأن بداية ونهاية دعوة المسيح عليه السلام كانت في نهاية الحيز التاريخي لوجود هذه الطائفة التي إستمر وجودها من مأتين قبل الميلاد حتي السبعين بعد الميلاد . وإن المسيح عليه السلام بشهادة الأناجيل الحالية قد شدد علي دعوة اليهود وحث تلاميذه علي ذلك,ووصفت الأناجيل أسماء طوائف اليهود بالإسم وهم الفريسيين والصدوقيين وكان موقفهما من دعوة المسيح هو الكفر بها . فدعوة المسيح كان موقفها من كل يهود فلسطين والأردن واحد من إثنين فإما أن تصطدم بمعارضي دعوته من اليهود الكافرين به . أو تمتدح من قبل مؤيديه وتابعيه المؤمنيين به من اليهود . فهل يعقل أن لايظهر أي موقف لطائفة الإسينيين اليهودية المتدينة من هذين الموقفين تجاه المسيح لا في الأناجيل الحالية ولافي مخطوطاتهم الضخمة بقمران ؟ إن الأمر قد دبر بليل قديماً وحديثاً لمحي أثار أي علاقة لطائفة الحواريين الإسينية مع دعوة المسيح عليه السلام.وذلك حتي لاتظهر عورات اليهود والنصاري علي مدار التاريخ في تحريف دينهم وتزييفه . فالمتدبر للنصوص القرأنية في أمر الحواريين يجد الخطاب أطلق مسماهم من قبل تبنيهم قضية الإيمان بالمسيح ونصرته,وهذا لايحدث إلا إذا كان ذاك مسماهم من قبل . قال الله سبحانه (وإذ أوحيت إلي الحواريين أن أمنوا بي وبرسولي قالوا أمنا واشهد بأنا مسلمون ) المائدة (111) أياً كان نوع هذا الوحي فهو دليل واضح علي قدر هذه الطائفة العظيم عند الله سبحانه لما عندها من صلاح وهدي,وهذه الأية دليل واضح علي أن هذه الطائفة الحوارية قائمة بشريعة الله (التوراة) صالحة ومؤمنة بالله سبحانه بالفعل من قبل دعوة المسيح عليه السلام .

ففي صفحة 116 بكتابنا هذا لإنجيل قمران بيان بأن المعلم جاء للتمسك بوصايا التوراة ولذا تمسك بجماعه الطائفة هذه حيث يقول (ولقد تطهرت حتي لاأنحرف عن وصاياك ولاأبتعد,فلقد تمسكت بجماعتك حتي لاأبتعد عن أي بند من بنود شريعتك)

والأن فلنذهب للسان العرب لنري معني ( الحواريين )وهل لها ظل ومعني فى مخطوطات البحر الميت وإنجيل قمران ؟ ففي كتاب الدكتور ميشيل إسحاق "المعاني الفلسفية في لسان العرب " لنقرأ في الصفحة 41 مايلي :"التحوير يعني التبييض فقط,وذلك لإن التبييض نتيجة الحور,والحوارى بمعنى الدقيق الأبيض,كونه روجع في تنقيته حتى صار نقيا خالصاً " والحوارى بمعنى الناصع وأصله : الشيء الخالص " وهو من معنى النقاء " وفي وسط وشمال سورية كان حتى الستينات من القرن الماضي,يجري في تلك المناطق طقساً سنوياً يتم فيه التحوير,أي تبييض الجدران الخارجية للدور بالحوارى وجدران البيوت الداخلية بالحوارى النقية,الأكثر بياضاً أي تجديد ما صار بالياً ولا ينصلح إلا بتحويره,ولقد سمي أصحاب المسيح بالحواريين لأنهم انقياء من العيوب مخلصين وسميت الحورية من الجنة بهذا الاسم لإبداع تكوينها,ولأنها خالية من العيوب صافية ونقية بيضاء كالحوارى(يعني الدقيق الأبيض) كماذكرنا من قبل,ولذا يمكننا القول كذلك أن " الحوار تعبير عن أفكار وأحاديث تدور حول أمر ما,لإكتشاف الخطأ والصواب فيه " وبذلك نكون قد عدنا إلى معنى التنقية ثانياً,وهي تنقية عقلية ومنها دُعي العقل بالأحور,فالحوار من معنى غربلة الأفكار وتنقيتها بالترداد العقلي عليها,والدوران حولها لإنتزاع الخطأ منها

إن كل الصفات السابقة تنطبق علي طائفة الإسينيين كما حكت مخطوطاتهم فمخطوط الوصايا قد وصف أعضاء الطائفة بأنهم أنقياء لاتشيبهم شائبة مهاجرين من أرض اليهودية إلي أرض دمشق(قمران) لإقامة مؤقتة حتي نجاتهم,وسيكونون محل إعجاب ورمز للعدالة وطاعة الله سبحانه,وكماذكرت قوانينهم بأن أفرادها يتم خضوعهم لمجموعة من الإختبارات والتمحص والتدقيق لمدة عامان وبعدها يكون القرار من أعلي سلطة بالطائفة بقبول هذا الفرد عضواً في الطائفة أم رفضه,وهذا التمحيص والإنتخاب مقرر بمخطوط سفر قوانيين الطائفة بالمخطوطات ترجمة /أ.د. سهيل زكار. فهذا الوصف اللغوي والشرعي مطابق لمعني الحواريين من قبل ومن بعد إيمانهم بالمسيح,فهم كذلك يرتدون اللباس الأبيض وهم النُزع العُزل من سواد اليهود وهم المخلصين التقاة,فهم البيض في الملبس والجوهر,وهم كذلك أصحاب الدعوة والحوار لبني إسرائيل لكي يرجعوا للهدي والتقي,ولذا جري تسميتهم في القرأن الكريم بالحواريين,وهذا الإسم لاينطبق علي أصحاب رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم سواء المهاجرين والأنصار أو غيرهم من المسلمين الأوائل,وذلك لإنهم ليسوا منتقين من أمة صاحبة رسالة وهدي,فقريش لم تكن مهتدية وصاحبة رسالة ولا الأوس ولا الخزرج,بل كانوا أمة علي الشرك والضلال ولذا أصبح أصحاب رسول الله والمسلمين الأوائل هم الأمة الجديدة المسلمة المهتدية,صاحبة الرسالة والتقي .

فالحواريين لم يكونوا مجرد إثني عشر فرد من تلاميذ لاحول لهم ولاقوة كماتصورهم الأناجيل المحرفة والتاريخ المسيحي,وإتبعهم للأسف مؤرخي التاريخ الإسلامي في هذا الوصف بإحسان ظن,وربما سبب ذلك كان من باب ( حدث عن بني إسرائيل ولاحرج) ففي سفر قانون الطائفة (ق1س) أيضا ًبيان بأن مجلس الطائفة يجب أن يكون إثني عشر رجلاً,وهذا يعني أن الإثني عشر هم المجلس القيادي المقرب وليسوا كل الحواريين,فالإثني عشر هم المقربين (أعضاء مجلس الطائفة) وليس كل الأنصار والتلاميذ هم إثني عشر فقط كما يصورهم التاريخ المسيحي .

فعلي سبيل المثال هناك فقرة بإنجيل يوحنا برغم تحريفه تبين أن التلاميذ قوم وليسوا إثني عشر فرد فقط ليس ورائهم أحد (فقال قوم من تلاميذه بعضهم لبعض ما هو هذا الذي يقوله لنا بعد قليل لا تبصرونني ثم بعد قليل ايضا ترونني)يوحنا 17:16فطائفة التلاميذ وطلبة العلم هم العيسينيين الحواريين ولقد وصفهم معلمهم(المسيح بن مريم) في إنجيل مخطوط تراتيل الحمد والشكر أكثر من مرة بأنهم طائفة التلاميذ المجتهدين المتفرغين للعلم وتقوي الله وعبادته ولقد جاء بمخطوط الوصايا من مخطوطات البحر الميت ذكر الحواري يهوذا كمحور في أحداث يوم محنة المسيح عند محاولة القبض عليه لصلبه وقتله علي يد أعدائه من المغضوب عليهم . ولقد تم مخاطبة هذه الطائفة في بداية الوصايا بأصحاب الحق والعدل وأنهم هم المختارين صفحة 57 وتقرر الوصايا صفة اخري للحواريين الذين يمثلون الجيل الأول للنصرانية وذلك بأنهم هم من أول من إعتزل الهيكل المقدس وعدم دخولهم القدس وأخذ شيء من أموال النذور,وأنهم أغلقوا هذا الأمر بالدرباس كماقال النص,وهذا كله بالوصايا بصفحتي46,45 .


وتحت عنوان (الأفكار الدينية للطائفة – العبادة في طائفة الميثاق) بكتاب ترجمة المخطوطات لسهيل زكار عن غيزا فيرمز قوله بإشارة صريحة واضحة لتخلي طائفة الإيسينيين عن الهيكل فعندهم (مجلس الطائفة = الهيكل) وبالتالي قد جري تهميش دور الهيكل ونسكه والعبادة فيه بعكس كل الطوائف اليهودية الاخري .

ممايبين أنهم بالفعل الجيل الأول للنصرانية التي تخلت عن الهيكل وأشار مسيحها لهلاكه ودماره من بعده كماحكت الأناجيل الحالية رغم تحريفها وكماحكي التاريخ والواقع حتي الأن,فكماهو معروف هيكل سليمان لايمثل قيمة ولاحتي موضع إهتمام للمسيحية حتي اليوم,فكل مايعني المسيحيين بالقدس وفلسطين علي مر التاريخ هو كنيسة القيامة وبعض الأماكن التي ينسبوها للمسيح ليس بينها موضوع الهيكل أبداً .

ولقد قال المترجم في مقدمة كتابه مخطوطات البحر الميت لموسي ديب خوري عن أندريه سومر تحت عنوان (المسيحية والبيئة الأسينية) ( إن المسيحية هي إسينية معدلة والمسيح هو أخر الإسينيين) هذا ماقيل في القرن الثامن عشر والتاسع عشر قبل إكتشاف مخطوطات قمران ..... إنتهي وهنا نتسأل هل يحق للبشر تعديل دين الله ؟ وهل تغيير دين الله يسمي تعديل أم تحريف؟ كان الحق في الجملة السابقة هو القول :- (إن المسيحية الأن هي إسينية محرفة والمسيح هو أخر الإسينيين)


الدليل الثاني عشر:-

شروط الأنصار بالطائفة الإيسينية إن هذا المعلم المنسوبة له هذه التراتيل سيحضر هو وأعضاء مجلسه إلي هذه الطائفة ويتمسكوا بها من بعد أن كانوا يطاردوه لينفوه من عشه في صفحة 118,114,67 مما يعني أن هذه الطائفة كانت موجودة من قبل دعوته وأنها بالفعل طائفة الحواريين أنصار الله للمسيح بن مريم كماحكي قصتهم القرأن الكريم,ففي صفحة 87,86,70 شرح لقول الله سبحانه:- (ياأيها الذين أمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسي بن مريم للحواريين من أنصاري إلي الله قال الحواريون نحن أنصار الله فأمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين أمنوا علي عدوهم فأصبحوا ظاهرين ) الصف (14) فهذه السيرة الأنصارية النصرانية لاتجدها أبداً في الأناجيل الحالية المحرفة,لأنهم يحكوا قصة المسيح دائماً مطارد هو وأتباعه وليست له طائفة قائمة ناصرة له ولدينه ومهابة من طائفة الكفر من بني إسرائيل,ففي صفحة 70 بيان بأن الله سبحانه سوف يبعث الخوف منهم في شعب بني إسرائيل .

فسيرة هذه الطائفة كطائفة أنصار لهذا المعلم,ظاهرة مؤيدة مهابة كماقص القرأن الكريم عن الحواريين,تثبت بالفعل أن هذا المعلم المنسوبة له هذه التراتيل والوصايا هو بالفعل المسيح بن مريم,وأن مانسب له من وصايا وتراتيل هو الإنجيل الأول للنصرانية,والذي أطلقنا عليه إنجيل قمران البحر الميت . فإن الوصف الأهم في إثبات أن هذه الطائفة هي طائفة الحواريين يتمثل في فهمنا لوصف الأنصار عبر تاريخ الأنبياء حتي النبي الخاتم محمد صلي الله عليه وسلم فأنصار الله لأي نبي من الأنبياء لابد أن يتوفر فيهم شرطين وهما (الإيمان وقوة التمكين في أرضهم )

فالإيمان شرط لإنهم أنصار منتسبين لله,وقوة التمكين في أرضهم شرط أخر حتي يهاجر إليها هذا النبي من بعد مايترك أرض الكفر التي كان ينذر قومه فيها من قبل,فلابد أن تكون هذه الأرض محمية بقوة هؤلاء الأنصار ومقدرتهم في الدفاع عن هذا النبي وهذه الرسالة الجديدة,وبغياب هذين الشرطين أو أحدهما يسقط مسمي الأنصار,ولكن لايسقط مسمي المؤمنيين,فلا أنصار لنبي الله بدون إيمان وبدون أرض محمية بتمكين وقوة هؤلاء الأنصار,ولكن قد يوجد مؤمنيين بأرض الإستضعاف مع غياب هذين الشرطين,وهذا هو الفرق بين المؤمنيين الأنصار والمؤمنيين الأخرين علي مر تاريخ الأنبياء .

إن سيرة رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم يتضح فيها بروز دور الأنصار واضحاً جلياً في قبيلتي الأوس والخزرج المؤمنتين بأرضهم يثرب,والتي كانت خاضعة لحكمهم وسلطانهم,فأنصار يثرب قد أمنوا برسول الله من قبل,ثم بعد أن عرض رسول الله عليهم إيوائه ونصرته وهم بموسم الحج بمكة المكرمة وافقوا وبايعوا علي ذلك بمكة بيعة العقبة الأولي ثم الثانية بعد,ثم إستقبلوا رسول الله وأووه ونصروه عندما هاجر إليهم,وأقاموا دين الله ببلدهم ودافعوا وحاربوا بالنفس والمال لنصرة هذه الرسالة الجديدة ونصرة نبيها .

فحينما كانت البيعة بين رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم وبين الأنصار قال : "أخرجوا إليّ منكم اثني عشر نقيباً يكونون على قومهم بما فيهم" .

وهذا العدد المحدد اثنا عشر كان بعدد البطون القبلية من عرب المدينة المنورة نقيب عن كل بطن فهو تمثيل قومي (قبلي) . فلما أخرجوهم قال للنقباء : أنتم كفلاء على غيركم ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم وأنا كفيل على قومي .

فكانت مهمة النقباء يومها القيام بمتطلبات النصرة التي تعاهدوا عليها مع رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم . فتأسس أول تمثيل نيابي شعبي لنصرة نبي الإسلام،ليكون بمثابة مجلس يمثل طائفة الأنصار(مجتمع مدينة يثرب)

وأنت تلاحظ أن النبي قال : "أخرجوا" فجعل الاختيار للناس لكي ينتخبون من يمثلهم ثم لم يناقشهم في صلاحية هذا الاختيار إذ هم أعلم برجالهم . وكذلك قوله "يكونون على قومهم بما فيهم" فهذا تنبيه إلى الأمور الأخرى من مسؤليات النائب .

في البخاري وسيرة بن هشام:عن عبدالرحمن بن عسيلة عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال :كنت فيمن حضر العقبة الاولي وكنا إثني عشر رجلاً,فبايعنا رسول الله علي بيعة النساء,وذلك قبل أن تفرض الحرب,علي وكان شهد بدرا وهو أحد النقباء ليلة العقبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وحوله عصابة من أصحابه بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا تأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيه في معروف,فإن وفيتم فلكم الجنة وإن غشيتم من ذلك شيئا فامركم إلي الله عزوجل : إن شاء عذب وإن شاء غفر (سيرة بن هشام 2/49وهو صحيح بهذا السند,وقد أخرجه البخاري 5/70مع إختلاف في بعض ألفاظه وأنظر فتح الباري 7/219 . وأخرج ابن إسحق وابن سعد عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنفر الذين لا قوه بالعقبة‏:‏ ‏"‏اخرجوا إلي اثني عشر رجلا منكم يكونوا كفلاء على قومهم كما كفلت الحواريون لعيسى بن مريم‏"‏ وأخرج ابن سعد عن محمد بن لبيد قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنقباء‏:‏ ‏"‏أنتم كفلاء على قومكم ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم أنا كفيل قومي‏"‏ قالوا‏:‏ نعم‏.‏

إن القصة برمتها متشابهة في العناصر والمواقف مع عيسي بن مريم وطائفة العيسينيين الحواريين,وقد أوردها القرأن الكريم وأورد جوانب منها إنجيل تراتيل الحمد والشكر من مخطوطات هذه الطائفة الذي نحن بصدد عرضه بعد قليل . قال الله سبحانه:- (ياأيها الذين أمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسي بن مريم للحواريين من أنصاري إلي الله,فقال الحواريون نحن أنصار الله,فأمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين أمنوا علي عدوهم فأصبحوا ظاهرين) 14 سورة الصف إن طائفة أنصار أي نبي من الأنبياء,هي التي ستكون منصورة من الله علي عدوها في النهاية,وهذا واضح في سيرة أنصار المدينة المنورة الذين فتحوا مكة وغيرها من البلاد بعد ذلك,وكذلك كانت قصة أنصار الله العيسينيين الحواريين مع بن مريم عليه السلام من قبل,فهم الذين هاجر إليهم وأقام بينهم وأمنوا به ونصروه وأووه حتي رفعه الله إلي السماء,وأظهرهم الله سبحانه علي اليهود جميعاً بفلسطين والقدس بعد ذلك . إن الأنصار في زمن النبيين محمد وعيسي عليهما الصلاة والسلام كانا يمثلا مجتمعين قائمين مستقلين سياسياً وشعبياً ونيابياً,ويتحملان مسئوليات جسيمة تجاه ذلك كله في مواجهة قوي الطغيان والكفر,فهم ليسوا إثني عشر رجل فقط وليس أحد خلفهم سواء في مجتمع يثرب أو مجتمع طائفة قمران العيسانية الحوارية,فكلاهما يمثلا إثني عشر عرق وسبط وقبيلة من أقوامهم الذين ينوبون عنهم .

إن الصورة غير واضحة هكذا بالأناجيل المحرفة بسبب تشويهها من بولس وأتباعه,فبولس الذي كان يكره هذه الطائفة المؤمنة الحوارية من قبل ومن بعد,وكان يناصبهم ويناصب المسيح العداء كما تحكي الأناجيل الحالية رغم تحريفها,ولكن بعد تمكين هذه الطائفة من الله سبحانه بأرض فلسطين ورفع المسيح عليه السلام وعدم تسليمه للرومان,تركهم بولس وترك فلسطين كلها وظل يبشر بإنجيل في الغرب من إختراع هواه وإختراع شيطانه الذي يأتيه باليقظة والمنام,وظل يدعوا له في أقوام من غير اليهود مخالفاً بذلك المسيح نفسه,وهذا كله قد أثر علي الأناجيل المحرفة كلها بعد ذلك,وشوه وأبعد مفهوم الحواريين الأنصار المتمثل في طائفة العيسينيين وجعلهم مجرد إثني عشر رجلاً لاحول لهم ولاقوة ولاأرض ولاقوم ولامجتمع قائم فأني لهم بنصرة المسيح,وربما يكون سبب ضياع قصة الحواريين الحقيقية المتمثلة في واقع العيسينيين يرجع لرسم بولس قصة المسيح في شكل الإنسان الضعيف المتعايش مع مجتمعات الكفر والشرك دون الحاجة لنصرة وهجرة لمجتمع أخر قائم علي شريعة التوراة في العبادة وجميع مجالات المجتمع والحياة ويلزم سلوك أفراده ومعتقداتهم بالخضوع لهذه الشريعة الربانية كماكان الحواريين (العيسينيين) ملتزمين بهذا الدرب وبقوة دون خلل . فالتوراة قد تنصل بولس من أحكامها كما أعلن في رسائله بذلك,وأبدع في التشكل والنفاق في مجاراة الوثنية بكل أشكالها وسلوك مجتمعاتها وحكم قوانينها الجاهلية الوضعية كماحكت رسائله بأناجيل المسيحيين الأن,وهذا سوف نفصله لاحقاً في موضوع مستقل عن بولس بهذا الكتاب .

الدليل الثالث عشر:-

وليمة العيد والوصية الأخيرة لمعلم الإسينيين لقد تم وصف عيد المائدة كماجاء ذكره بالقرأن الكريم والأناجيل الحالية في أكثر من موضع بالمخطوطات,ولكن الرائع أن الوصية الأخيرة من بعد هذا العشاء قبل محاولة القبض علي المسيح هي بعينها من حيث الموقف والقصة تمثل إنجيل تراتيل الحمد والشكر الذي نحن بصدد عرضه,والقصة نفسها قد حكاها المؤرخ اليهودي الإغريقي فيلو الذي كان تاريخه قريباً من هذه الأحداث,وقد حكها كتاريخ مجرد تشير لوصية وخطبة رئيس الإجتماع لهذه الطائفة في عيد الحصاد,وكون أن العشاء الأخير والوصية الأخيرة للمسيح كانت بين هذه الطائفة,يعكس بالتأكيد المكانة العظيمة التي تمثلها هذه الطائفة عند المسيح عليه السلام,والتي تعني بلاشك أن هذه الطائفة هي طائفة الحواريين,وهي جماعته المختارة التي حرص علي توصيتها وتوديعها قبل رحيله,والعجيب أن هذا مذكور بالأناجيل الحالية برغم تحريفها,ففيها نلاحظ أن اليوم الذي طلب فيه المسيح من بعض تلاميذه الذهاب لإعداد وليمة الإحتفال بالعيد,الذي قد سبق اليوم الذي يحتفل به قومه اليهود,والقرية التي أرسلهم إليها يبدو من الوصف الذي ورد بالأناجيل الحالية أنها كانت معروفة جيداً له,ويبدوا أن له بها غرفة خاصة,حيث وصف لهم الرجل حامل قربة الماء الذي سوف يشاهدونه في الوقت المقدر وصولهم فيه لهذه القرية,والتي بها أيضاَ بساتين وقد وصفت بنص أخر بالضيعة,وهي التي سوف يتناول فيها المسيح عليه السلام طعام العشاء الأخير ويلقي وصيته الأخيرة,ومن خلال أيضاً وصف الطريق الذي سلكوه يتضح مكان وماهية هذه القرية بلاجدال,وهذا كله موصوف بإنجيل يوحنا المعتمد حالياً عند المسيحيين بعد العشاء الأخير والوصية الأخيرة:-

1)قال يسوع هذا وخرج مع تلاميذه الى عبر وادي قدرون حيث كان بستان دخله هو وتلاميذه. 2 وكان يهوذا مسلمه يعرف الموضع.لان يسوع اجتمع هناك كثيرا مع تلاميذه. 3 فأخذ يهوذا الجند وخداما من عند رؤساء الكهنة والفريسيين وجاء الى هناك بمشاعل ومصابيح وسلاح. 4 فخرج يسوع وهو عالم بكل ما يأتي عليه وقال لهم من تطلبون. 5 اجابوه يسوع الناصري.قال لهم يسوع انا هو.وكان يهوذا مسلمه ايضا واقفا معهم. 6 فلما قال لهم اني انا هو رجعوا الى الوراء وسقطوا على الارض .... إنتهي (18/6:1)

فعبر وادي قدرون يعني طريق الذاهب إلي البرية بمنطقة قمران وكهوفها حيث مكان طائفة العيسينيين,وقد صرح النص أنه كان يجتمع هناك كثيراً بالتلاميذ وموضعه معروف,فهذا كله يعني أن قمران بكهوفها وطائفتها وبساتين نخيلها المعروفة عنهم هي مأوي عيسي بن مريم والحواريين,إن الطريق عبر وادي قدرون لايؤدي إلا إلي البرية والبحر الميت وكهوف قمران,لإن وادي قدرون هو وادي تتجمع فيه مياه الأمطار من مرتفعات القدس والجليل لتصب في البحر الميت حيث يمثل المنطقة المنخفضة,حيث البساتين كما حكت ذلك مخطوطاتهم,ثم وادي قدرون يمثل بداية طريق البرية ومستمراً حتي البحر الميت ومتصل بوادي خربة قمران,ولم يكن بهذه البرية وقتها غير طائفة العيسينيين,فهذا يعني قطعاً بأن هذه الطائفة بهذا المكان هي أخر من ودع المسيح وهي أخر من سمعت وصاياه وهي من تلقت منه تراتيل الحمد والشكر والذي يمثل إنجيله ووصاياه الأخيرة,وهذه الطائفة أيضاً بهذا المكان هي من تشرفت بالعشاء الأخير مع المسيح عليه السلام فلا أهل القدس ولا أهل الجليل تشرفوا بذلك نهائياً,ولا أهل الناصرة المزيفة فهي لم تنشأ إلا بعد المسيح بقرون,وإنما كان لقبه ناصري نسبة إلي طائفة الحوارين الأنصار الذين كان بينهم بيت المسيح وإقامته ببساتين البرية للطائفة العيسيانية الحوارية,فعلي جميع الأحوال يتضح أن المسيح عليه السلام كان يقيم معظم وقته بالبرية وليس بمدن فلسطين,والبرية هي كل المنطقة التي كانت تشغلها طائفة العيسينيين كماذكرنا,وبالتالي هذا يعني بشهادة الأناجيل الحالية برغم تحريفها أن الحواريين هم طائفة العيسينيين الذين تركوا مخطوطاتهم بوادي قمران . فلو كان للمسيح بيت بأحد مدن فلسطين المعروفة,لكان أسهل لطالبين القبض عليه أن يأتوه في بيته,حيث صعوبة الهرب والفرار لو حاول ذلك,بالإضافة لقرب مكان المحاكمة ومركز السلطة والقوة,بعكس البرية والبساتين وسهولة الهرب ومتسع الفرار,لاسيما مع وجود تلاميذه بنفس هذا المكان كما ذكر نص يوحنا,فوجود التلاميذ قد يجعل هناك محاولة مناصرة أومقاومه,فالواضح أن هؤلاء لن يقوموا بمداهمة المسيح بهذا المكان حيث البرية والبساتين إلا إذا كان ذاك هو مكان المسيح الدائم في وسط هذه الطائفة,فحينها لابد من الذهاب هناك عند نية القبض عليه,وجدير بالذكر هنا أن في هذا المكان البري المظلم ليلاً ومع سقوط الحراس علي الأرض,يتضح قول لله سبحانه (وماقتلوه وماصلبوه ولكن شبه لهم ) ولكن مع التحريف والضلال إعتبروا أن المقبوض عليه هو المسيح وذهبت القصة لمنحني أخر,ولكن القصة قبل ذلك المنحني موجوده بعينها بإنجيل تراتيل الحمد والشكر المخطوط ولكن في نهايتها أن الله سبحانه أنجاه . إننا في المحاكمة العلنية والصلب أمام الجمهور لشبيه المسيح كما حكت الأناجيل الحالية المحرفة أنه هو المسيح,لانري وقتها أحد متعاطف مع المجني عليه مدينة المحاكمة (القدس) إن الحاكم الروماني أعلن بنفسه أنه لايستحق الصلب وحينها لم نجد أحد يهتف له ويؤيد قوله من أتباع المسيح,إن الأمر كان مناسب جداً لو كان يوجد أتباع أن يؤيدوا قوله,إن الأناجيل الحالية لاتذكر إلا تابع واحد للمسيح في هذا الموقف وهو بطرس,وحتي هو قد أنكر علاقته بهذا الشخص,إن ذلك يعني أن القدس ليست مكان إقامة المسيح وتلاميذه وحوارييه,حتي بطرس تبعه من مكان القبض عليه ببساتين وادي قدرون ولم يكن مقيم بالقدس,إنما كان مكان إقامة المسيح وتلاميذه حيث ذهبوا للقبض عليه عبر وادي قدرون بالبرية مكان طائفة العيسينيين الأنصار المنعزلة,أو أن الرأي الأخر هو أن قصة الصلب والمحاكمة برمتها مزيفة وليس عليها شهود,فالساحة لايوجد بها إلا المجني عليه الملكوم الملجوم,واليهود الجناة,والتلميذ بطرس منكر معرفته,والحاكم الروماني منكر إستحقاقه للصلب,فهل نقبل رواية كهذه من اليهود الجناة الكذابين المفترين,إن الأناجيل الحالية المحرفة ظلت علي مدار العصور ترقع هذه القصة دون فائدة,والأمر أصبح بأيديهم مثل الثوب البالي كلما خيط من جهه تهتك من أخري,حتي جاء الإنجيل المخطوط الذي بين أيدينا من نفس مكان المسيح وطائفته ليحكي القصة علي حقيقتها كما حكاها القرأن الكريم بكل وضوح . كذلك قد سار في نفس هذا الطريق عبر وادي قدرون دواد عليه السلام بجيشه قبل ألف عام من المسيح عندما خرج من القدس وعبر بجيشه وادي قدرون في طريقهم للبرية نفسها التي كانت أيضاً منفذاً للنجاة من بطش أبسالوم وهذا مذكور كذلك بسفر صموئيل الثاني : وكانت جميع الارض تبكي بصوت عظيم وجميع الشعب يعبرون وعبر الملك في وادي قدرون وعبر جميع الشعب نحو طريق البرية (15/23) صموئيل الثاني فهذا من واقع كتابهم المقدس الحالي مماتبقي من الصحيح بعد التحريف,فعبر وادي قدرون لايفضي إلا لطريق البرية الذي يمثل وادي قمران مع حدود البحر الميت الذي يحدد بلاشك موقع طائفة العيسينيين المعينة بالخط الدائريى الأحمر بخريطة فلسطين التالية,وستجد بالخريطة مكان الطائفة بخربة قمران قريباً جداً من القدس,وبالمناسبة وادي قدرون مازال موجوداً إلي الأن ويسمي بنفس الأسم,ويسمي كذلك بوادي جهنم ووادي النار لتشائم المسيحيين الذين سكنوا القدس قبل الإسلام من قصة القبض علي المسيح في هذا الوادي كما قلنا سابقاً .


الدليل الرابع عشر:- المعلم ماهو إلا رسول جاء لكي يعيد للتوراة تفسيرها الصحيح دأب اليهود المسئولين عن مخطوطات قمران علي وصف معلم الطائفة بأنه مجرد كاهن معلم كباقي الكهنة الموجودين علي مر العصور,مع عدم الإشارة لكونه رسول من عند الله لبني إسرائيل,لكون هذه الإشارة ستبرز ماحاولوا إخفائه بأن هذا المعلم هو المسيح بن مريم,ولكن هاهو هذا المعلم يعلن أنه جاء بالتفسير الصحيح للتوراة بدلاً من أكاذيب أحبار اليهود المغضوب عليهم الذين أضلوا بني إسرائيل,فحاله نفس حال وواقع المسيح بن مريم بإنجيله,فكتاب المسيح الأول هو التوراة وإنجيله ماهو إلا تفسير لها فيما إختلفوا فيه,ولذا قد ذكر القرأن الكريم أن الكتاب الذي من قبل القرأن الكريم هو كتاب موسي ولم يقل كتاب الإنجيل . قال سبحانه (ومن قبله كتاب موسي إماماً ورحمةً وهذا كتابُ مصدقُ لساناً عربياً) أية 12 سورة الأحقاف . ] وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلأبيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِى تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ [ ( 63 / الزخرف ) . ورغم تحريف إنجيل متى نجد في الإصحاح 5 فقرة 18:17 من أقوال المسيح عليه السلام الباقية الصحيحة : - (لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء.ما جئت لانقض بل لاكمّل. 18 فاني الحق اقول لكم الى ان تزول السماء والارض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل ) .

أي أن الهدف من بعثته هو تكميل كتاب قومه التوراة فهي الأصل الذي لن ينقضه,عكس الرسالة التامة الكاملة للقرأن الكريم الذي تمنع وتنقض كل أعمال التوراة والإنجيل ليكون العمل بها وفقط . وذلك لإن القرأن الكريم مهيمن علي كل ماسبق ويحتوي علي كل الشرائع الصحيحة والتامة والكاملة,فهو الكل في الكل لكل ماسبق من كتب سماوية كماقال المسيح بالنص السابق (حتي يكون الكل ) حينها يتوقف العمل بناموس (موسي) التوراة ودعوة عيسي في الإلتزام بها (الإنجيل) . ولقد أعلن معلم هذه الطائفة أن هذه هي بالفعل رسالته التي جاء من أجلها ممايبين أنه هو المعلم الرسول المسيح بن مريم كماحدد رسالته القرأن الكريم بالأية السابقة ففي صفحة 57 يتحدث عن نفسه فيقول :- (لقد جعلتني علماً ومفسراً نافذ البصيرة للمذهل من خفي علمك ......... لقد كنت خصماً عنيداً لمفسري الأخطاء) وفي صفحة 67 بعد وصفه لكهنة اليهود بأنهم(معلمو الأكاذب ومدبروا الشعوذة) يتحدث المعلم عن الشريعة التي جاء بها فيصفها (الشريعة التي نقشتها بيدك في قلبي ) فهي منقوشة في قلبه بيد الله سبحانه . وبصفحة 73 يقول أن الله سبحانه قد أخفي شريعته في صدره بمعني أن يستعملها في تفسير التوراة فشريعته منقوشة بقلبه مخفيه في صدره وليست كتاب بين يدي الناس,وليست هي التوراة فقط لإن التوراة كتاب منقوش لكل الناس بالصحف وليس مخفي في صدره كماقال . وفي صفحة 123 يتحدث ببيان أكثر عن رسالته هذه فيقول :- ( لإنك أنت أيها الرب قد فجرت ينبوعاً في فم عبدك ولقد نقشت بحبل القياس أسرارك علي لسانه حتي يستطيع بمجرد فهمه أن يعظ أي مخلوق ويفسر هذه الأشياء لبني البشر ) . ويصف أعدائه من كهنة اليهود المغضوب عليهم ب (المفسرين الكاذبين) صفحة 60 بتراتيل الحمد والشكر بهذا الكتاب . وبصفحة 116 بإنجيل قمران بكتابنا هذا بيان بأن المعلم جاء للتمسك بوصايا التوراة ولذا تمسك بالجماعه هذه حيث يقول (ولقد تطهرت حتي لاأنحرف عن وصاياك ولاأبتعد,فلقد تمسكت بجماعتك حتي لاأبتعد عن أي بند من بنود شريعتك) وبصفحة 123 بإنجيل قمران بيان يثبت أن هذا المعلم رسول من عند الله سبحانه حيث يتحدث المعلم عن نفسه فيقول ( لمخلوق قد حميته ودعمته بقدرتك حتي يستطيع أن يكون طبقاً لصدقك رسولاً في موسم إحسانك,حتي يستطيع أن يجلب للمحرومين الضعفاء,الأخبار المفرحة عن رحمتك الحميمة,التي تعلن الخلاص النابع من ينبوع قداستك) فهل خرج أحد من معلمي بني إسرائيل عليهم بمثل هذا الكلام في ذاك الوقت غير المسيح بن مريم عليه السلام ؟ لقد كانت شريعته هي تفسيراته للتوراة بسيرته بين الناس,فحتي الأن نجد الأناجيل المعتمدة عند المسيحيين اليوم ماهي إلا قصة المسيح كأخبار وتبشيرات ودعوات لشرح التوراة كماذكر لوقا فى مطلع إنجيله : " إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصَّة فى الأمور المتيقنة عندنا كما سلَّمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخدَّاما للكلمة رأيت أنا أيضا إذ تتبعت كل شىء من الأول بتدقيق أن أكتب على التوالى ... " وقصَّ لنا لوقا قصَّته التي هي إنجيله المعروف,فهي كما قال مجرد قصة المسيح وليست أحكام وشرائع مفصلة كماهي التوراة,ولذا نجد المسيحيين حتي اليوم يدمجوا مع كتابهم التوراة كعهد قديم,وذلك ليكون هناك قوام لكتابهم المقدس بوجود تشريعات حتي دعوة المسيح للتمسك بالتوراة وعدم نقضها تركوها كماهي بالأناجيل كماذكرنا .


الدليل الخامس عشر:-

أمثلة مشتركة بين القرأن وإنجيل قمران والأناجيل الحالية

بعض الأمثلة والمواقف من حياة المعلم بمخطوطات إنجيل قمران,هي نفسها مذكورة بالأناجيل الحالية عن المسيح,وثبت صحتها بذكرها بالقرأن الكريم والأحاديث النبوية. فعلي مايبدوا قد نجت هذه النصوص من التحريف بهذه الأناجيل الحالية مثل ضرب أمثلة خاصة بالبشارة بالأمة الأخيرة مع تطابق الأمثلة بنفس الأناجيل الحالية,مع وجود تفسيرها بالقرأن الكريم والسيرة النبوية الصحيحة,وهذا نجده بصفحات كتابنا هذا رقم :- 91:89,80

فبرعم النبتة الحق المخفية ذوالسر المغلق التي تتفوق علي المزرعة وكون جنة عدن عندما تجف المزرعة ,في إشارة لنبي أخر الزمان,الذي تفوق وظهر علي كل أنبياء بني إسرائيل كما قال الله سبحانه:- ) محمد رسول الله والذين أمنوا معه,أشداء علي الكفار رحماء بينهم,تراهم ركعاً سجداً بتغون فضلاً من الله ورضوانا,سيماهم في وجوههم من أثر السجود,ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم فى الإنجيل,كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه,يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار,وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما ( أية 29 / سورة الفتح " وضرب لهم مثلا آخر، قال "مثل ملكوت ( أو مملكة الله Kingdom of God ) السماوات كمثل حبة خردل أخذها رجل فزرعها في حقله، هي أصغر البذور كلها فإذا نمت كانت أكبر البقول، بل صارت شجرة حتى إنّ طيور السماء تأتي فتعشش في أغصانها" إنجيل متى 13: 31-32

فالمثال موجود بنفس النص السابق بمثالان بتراتيل الحمد والشكر من إنجيل قمران ومخطوطات البحر الميت مما سيبين أن هذه المخطوطات هي المصدر الأول للإنجيل ففي تراتيل الحمد والشكر سيتحول برعم النبتة الحق المخفي (لصغره وضعفه) حتي تصبح شجرة عظيمة كثيرة الأغصان وجنة عدن,وهذا بصفحات 90,89 , 101 بكتابنا هذا . والأناجيل الحالية رغم تحريفها قد أبقت هذا المثل من الإنجيل الأول الذي نحن بصدده (إنجيل قمران الوصايا والتراتيل) وذلك لثبوت قدم مخطوطات البحر الميت التي منها الوصايا وتراتيل الحمد والشكر عن كتابة الأناجيل الحالية بأكثر من قرن علي أقل تقدير بالإضافة لعدم تعرض المخطوطات لتحريف وإضهاد فكري وعقائدي كماحدث مع الأناجيل الحالية من قبل . يمضي المسيح عليه السلام في المثل السابق بتبشيره بمجيء مملكة الله ( أو مملكة السماء) من بعده،ويفصِّلها للناس ويفصل مواقف الناس منها..... فيمثِّلها برجلٍ صاحب حقل بذر بذراً طيـباً في حقله حتي صارت أعظم شجرة… وشرح المسيح لأصحابه المثل فذكر أن السيد الذي بذر البذور الطيبة هو ابن الإنسان ( أو ابن آدم ) القادم… الذي سترتفع منزلته وسيرتفع علمه كما أخبرت تراتيل الحمد والشكر بإنجيل قمران بصفحة 101 بهذا الكتاب … ومع أن النصارى يزعمون أن لقب إبن الإنسان لقب آخر للمسيح عليه السلام، إلا أن بطلان ذلك واضح… فالمسيح لم يُنشئ في حياته دولة أو مملكة كماقلنا من قبل وما أخرج دولة الروم من الأرض المباركة منذ ما يقرب 1400عام إلا دولة الإسلام.. وكانت بذلك دولة الإسلام هي الدولة وملكوت الله الذي بشرّ المسيح عليه السلام به من بعد طرد الروم من الأرض المقدسة بفلسطين . فبالتالي سيكون ابن آدم الذي سيقيم مملكة الله,لن يكن المسيح أبداً, بل هو رسول الله الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم …

ففي صفحة 101 بكتابنا هذا نجد مرة أخري الشجرة الخضراء بجانب ينابيع المياه كما كانت من قبل النبتة الخضراء بجانب ينبوع المياه,وهنا بيانها بالرجل المستقيم الذي يمثل النبتة التي اصبحت شجرة وتكاثرت اغصانها بالمختارين معه من البرية والتي يرمز لها بإبن الإنسان هذا الذي سترتفع منزلته, وهنا المثال متطابق علي سيدنا محمد وذلك لإن أنبياء بني إسرائيل بعثوا في أمة بها هدي ورسالة وكتاب من قبل . أما سيدنا محمد فهو النبتة الوحيدة وبداية الهدي,فهولم يخرج بأمة بها كتاب هدي ومهتدين من قبل,وبالتالي فهو النبتة التي صارت شجرة وتكاثرت أغصانها بالمختارين الصحابة رضوان الله عليهم,وينبوع المياه هو مكة المكرمة وبيت الله الحرام ففي نهاية صفحة 80 بشارة بأن مصدر من مصادر النور سيكون خالداً ولم ينسب هذا المصدر إلي بني إسرائيل ولا إلي طائفته,ولكن هذا النور في صفحة 81 له لهب سيحرق ويدمر أهل الضلال الذين جعلوا دينهم بيد غير المختونيين وإتبعوا خطوات الشيطان,وهذه إشارة إلي ظهور الإسلام وقت ضلال النصاري وإتباعهم المسيحية البوليسية المزيفة,التي ضلت الطريق وإتبعت خطوات الشيطان وجعلت ائمتهم من غير المختونيين,بل ألغت الختان كله وذبل دينهم وهذا الحاصل من المسيحيين حتي الأن فقد أضلهم معلموا الأكاذيب مصداقاً لقول الله سبحانه بالقرأن الكريم عنهم :- (لاتتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل) أية 77 سورة المائدة .

ومن (صفحة 80 حتي صفحة 83 ) بكتابنا هذا نجد حزن المعلم لضلال أمته عندما عرف بذلك,وهو في مكانه الحصين بالسماء الذي رفعه الله سبحانه إليه,ثم يعلم بظهور نور الإسلام ونبي الهدي,وأنه سيظل بالسماء حتي ينزل في أخر الزمان مسلماً (كماحكت الأحاديث النبوية الصحيحة,فيكسر الصليب ويضع الجزية ويقتل الخنزير,ويلزم أهل الكتاب بالإسلام أو قتالهم مع الدجال) . وفي مخطوطة رؤيا الأسابيع لإينوخ نفس الحديث والبشارة عن نبتة وشجرة الصلاح:-

" و بعد ذلك ابتدأ إينوخ يقرأ من الكتب, فقال : فيما يتعلق بأبناء الصلاح, و فيما يخصّ المختارين من العالم, و ما يخص زرعة الحق ( زرعة/شجرة : أي الشجرة أو الزرعة التي منها الخير إلى الأبد) فإني أنا إينوخ بحق سأذكر لكم يا أولادي هذه الأشياء,وأدعكم تعرفون هذه الأمور التي أظهرت لي برؤيا سماوية,وفهمتها من كلمات الملائكة القدسية،وما فهمته من الألواح السماوية"، و بعد ذلك بدأ يقرأ من الكتب وقال : كنت قد ولدت في (الفترة) السابعة من الاسبوع الأول, خلال وقت كانت الحكمة والصلاح مازالتا صامدتين.. وبعدي سيأتي في الأسبوع الثاني أمـور عظيمة وشريرة,وسينمو الخداع,وفي خلال ذلك سيتم أول إكمال,ولكن فيه كذلك (ايضا) سينقذ إنسان,وبعد نهايته ( أي بعد نهاية السبوع الثاني), سيزيد الظلم وسيكون هناك حكم للمذنبين,و بعد ذلك عند اكتمال الأسبوع الثالث سيختار رجل (محدد) كزرعة للحكمة الصالحة وبعده سيأتي فرد يكون هو شجرة الصلاح الأبدي,وعند اكتمال الأسبوع الرابع سترى رؤى للصالحين القدامى (الأولين) و سيكون لهم شريعة مصانة للأجيال,وبعد ذلك في الأسبوع الخامس عند إكتمال البهاء,سيبنى بيت وتقوم مملكة (المقصود بيت لله ومملكه ربانيه)وبعد ذلك في الأسبوع السادس, فإن الناس به سينعمون,وتنسى قلوبهم الحكمة,وعندها فإن إنسانا سيرفع (أي إلى السماء) وعند اكتماله (أي الأسبوع السادس) فإن بيت المملكة سيحرق بالنار,و فيه يتم تشتيت الفرع الذي أختير كاملا,وبعد ذلك في الأسبوع السابع,سينشأ جيلا مرتدا (ضالا) وسيقوم بأعمال كثيرة لكن كلها شريرة,وعند نهايته ( أي نهاية الأسبوع السابع) سيختار المختارون الصالحون من شجرة الصلاح الأبدية, و لهم ستعطى سبعة اضعاف التعاليم عن كل الأجناس." فالإسبوع السادس هو إسبوع بهاء الهيكل بالنعيم الدنيوي ثم مجيئ المسيح عيسي بن مريم ورفعه للسماء ثم دمار وحريق بيت الله (هيكل سليمان بالقدس) علي يد الرومان وهوعقاب لبني إسرائيل بالعذاب الموعود الذي سبق ذكره وهو يمثل نهاية الرسل من نسل إبراهيم من فرع سارة وإسحاق عليهم السلام جميعاً . ثم يأتي الإسبوع السابع وفي بدايته سيعم الضلال والردة عن تعاليم عيسي عليه السلام,وسينشئ جيل ضال ويقوم بأعمال كثيرة يظن أنها حق ولكنها كلها شريرة وضاله ككناية عن الضالين المسيحيين,وهم المعنيين هنا بلاشك كماهو واضح في ترتيب الأحداث,ولكن في نهاية الإسبوع السابع سيأتي نور الإسلام وأهله الصالحون المختارون بالشريعة الأبدية الخاتمة التامة الكاملة التي تحتوي علي سبعة أضعاف التعاليم السابقة عن كل الأجناس السالفة . وواضح من علامات وأحداث الإسبوع السادس أن المختارين بالإسبوع السابع هم المسلمين بلاشك,فقبل المختارين قد تم رفع المسيح للسماء وتم حريق الهيكل ونهاية فرع ورسالة اليهود ثم ضلال المسيحيين ثم عودة شجرة النبوة والصلاح الأبدية بالإسبوع السابع التي تعني بالتأكيد النبوة الخاتمة بعيداً عن فرع بني إسرائيل وسيأتي توضيح هذه المخطوطة بشكل أكبر في الدليل الثلاثون بهذا الكتاب وهناك بيان بأن معلم الطائفة قد أقام بعض الزمن مع تلاميذه الصيادين كماهي قصة المسيح بن مريم مع بعض تلاميذه بالجليل في بداية دعوته بصفحة 73بكتابنا هذا . وهناك شجرة الأَرْز التي ضرب رسول الله بها مثل الكافر .

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الزَّرْعِ لا تَزَالُ الرِّيحُ تُمِيلُهُ وَلا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ يُصِيبُهُ الْبَلاءُ وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ شَجَرَةِ الأَرْزِ لا تَهْتَزُّ حَتَّى تَسْتَحْصِدَ رواه مسلم 5024 وفي رواية : ( ومثل الكافر كمثل الأرزة المجذبة على أصلها لا يفيئها شيء حتى يكون انجعافها مرة واحدة ). وقوله صلى الله عليه وسلم ( الأرزة ) فقد قال أهل اللغة عنه أنه شجر معروف بالشام وبلاد الأرمن وقوله صلى الله عليه وسلم ( تستحصد ) أي : لا تتغير حتى تنقلع مرة واحدة كالزرع الذي انتهى يبسه . و( المجذبة ) فهي الثابتة المنتصبة ، والانجعاف : الانقلاع .

ففي أخر تعليقات الطائفة علي المزامير بنهاية الدليل السادس والعشرون بكتابنا هذا نجد النص التالي( قد رأيت الشرير عاتياً وارفاً مثل أرز لبنان عبر,فإذا هو غير موجود,والتمسته فلم يوجد) فهو نفس الوصف الذي بالحديث النبوي لصفة المنافق الشرير الذي يمثل كاهن اليهود والقدس,المعادي لمعلم الطائفة (المسيح بن مريم)والذي هلك وإنقطع فلم بعد أن كان متصلب عاتيا كالأرز, ثم إنقلع فلم يوجد بعد . وهذا الوصف من رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم يبين منبع الوحي الواحد لكل الأنبياء,فهاهو رسول الله الخاتم يضرب مثلاً بشجرة لاتزرع ببلاد الحجاز التي نشئ وعاش بها,فالأرز يوجد ببلاد الشام,وفيها وصف المعلم المسيح هذا الكاهن المنافق بشجرة الأرز التي هي عاتية ثم إنقلعت فلم توجد بعد . إن هذه الأمثلة المشتركة بين مخطوطات البحر الميت والأناجيل الحالية,تصب كلها في إثبات البشارة بالإسلام الذي يمثل ملكوت الله ونبتة وشجرة الصلاح الأبدية,وتبين أن من قص ذلك بكتابه,هو معلم الطائفة الذي بلاشك هو المسيح بن مريم عليه السلام .

وتبين هذه الأمثلة المشتركة كذلك إنجيلية المخطوطات,وأنها هي الإنجيل الأول المرجع.

الدليل السادس عشر:-

بالمخطوطات براءة يهوذا الحواري من الخيانة إن هذا الموضوع من الأدلة القاطعة علي إنجيلية مخطوطات الوصايا وتراتيل الحمد والشكر(إنجيل قمران البحر الميت)ودليل قوي علي أن طائفة الإسينيين هم بالفعل طائفة الأنصار الحواريين . ففي مخطوط الوصايا نجد براءة يهوذا من تهمة الخيانة صفحة 50 بكتابما هذا :- (وكل واحد من المهاجرين الذين هاجروا من المدينة المقدسة,وإتكلوا علي الرب عندما أذنب بني إسرائيل ودنسوا الهيكل,إنما رجعوا مرة ثانية إلي طريق الشعب في الإمور الصغيرة,سيحاكمون طبقاً لروح الرب في مجلس القداسة,ولكن عندمايظهر مجد الرب لبني إسرائيل,فجميع أعضاء الميثاق هؤلاء الذين خرجوا عن حدود الشريعة,سوف يطردون من وسط المعسكر ومعهم كل أولئك الذين أدانوا يهوذا أيام المحنة) ولكن في صفحة64 بمخطوط تراتيل الحمد والشكر,يصف المعلم ضعف قوته وهويشاهد روح العبد المسكين وقد زهقت من قبل المغضوب عليهم ولم يفعل شيئا له:- (ومع ذلك فإني أنا المخلوق من تراب,ماذا أكون أنا ؟ ,معجون بالماء, ماهي قيمتي وقوتي ؟ لإني قد وقفت مع المغضوب عليهم,ولقد زهقت روح العبد المسكين من وسط ذلك الصخب والبلايا,ولقد لازمت خطايا المصائب المعذبة ) فالمصلوب هو شخص مسكين لم يستطع المسيح أن يفعل له شيء عند القبض عليه ومحاكمته ثم قتله وإزهاق روحه من قبل المغضوب عليهم,وظل المسيح متأثراً جداً بموقف هذا الرجل وسط أعدائه . وهناك نص رائع بصفحة 61 يثبت أن هذا المعلم قد أفتديت روحه من أيدي أعدائه,ممايبين أن هناك مفدي به :- (ولقد إفتديت روحي من أيدي ذوي الجبروت ) صفحة 61 بكتابنا هذا . فهل لذلك ظل بالأناجيل الحالية رغم تحريفها ؟ هناك بعض الفرق قريبة العهد بالمسيح،إذ يرجع بعضها للقرن الميلادي الأول تقول بقول مشابه لهذه المفاجأة العظيمة,ففي كتابه "الهرطقات مع دحضها " ذكر القديس الفونسو ماريا دي ليكوري:- إن المسيح لما أراد اليهود صلبه؛أخذ صورة سمعان القروي،وأعطاهم صورته،فصلب سمعان،بينما كان يسوع يسخر باليهود . وقال مثل ذلك جون فنتون شارح متي بالقرن الثاني الميلادي فصفة المسكين التي ألقاها المسيح كصفة علي المقتول من المغضوب عليهم,هي صفه مناسبة للإنسان القروي المذكور . إن قدماء النصارى كثير منهم قد أنكروا صلب المسيح، وقد ذكر المؤرخون النصارى أسماء فرق مسيحية كثيرة أنكرت الصلب.

وهذه الفرق هي: الباسيليديون والكورنثيون والكاربوكرايتون والساطرينوسية والماركيونية والبارديسيانية والسيرنثييون والبارسكاليونية والبولسية والماينسية، والتايتانيسيون والدوسيتية والمارسيونية والفلنطانيائية والهرمسيون.

وقد إستمر إنكار صلب المسيح،فكان من المنكرين الراهب تيودورس (560م) والأسقف يوحنا ابن حاكم قبرص (610م) وغيرهم.

ولعل أهم هذه الفرق المنكرة لصلب المسيح الباسيليديون؛الذين نقل عنهم سيوس في " عقيدة المسلمين في بعض مسائل النصرانية " والمفسر جورج سايل القائل بنجاة المسيح،وأن المصلوب هو سمعان القيرواني،وسماه بعضهم سيمون السيرناي،ولعل الاسمين لواحد، وهذه الفرقة كانت تقول أيضاً ببشرية المسيح، يقول باسيليوس الباسليدي: " إن نفس حادثة القيامة المدعى بها بعد الصلب الموهوم هي من ضمن البراهين الدالة على عدم حصول الصلب على ذات المسيح".

ولعل هؤلاء المنكرين لصلب المسيح قديماً هم الذين عناهم جرجي زيدان حين قال: " الخياليون يقولون: إن المسيح لم يصلب، وإنما صلب رجل آخر مكانه " ومن هذه الفرق التي قالت بصلب غير المسيح بدلاً عنه: الكورنثيون والكربوكراتيون والسيرنثيون. يقول جورج سايل: إن السيرنثيين والكربوكراتيين، وهما من أقدم فرق النصارى، قالوا : إن المسيح نفسه لم يصلب ولم يقتل، وإنما صلب واحد من تلاميذه وهناك الباسيليديون يعتقدون أن شخصاً آخر صلب بدلاً من المسيح .

وثمة فِرق نصرانية أخري قالت بأن المسيح نجا من الصلب وأنه رفع إلى السماء ومنهم الروسيتية والمرسيونية والفلنطنيائية,وهذه الفرق الثلاث تعتقد ألوهية المسيح،ورغم ذلك يرون القول بصلب المسيح وإهانته لا يلائم البنوة والإلهية

كما تناقل الكثير من علماء النصارى ومحققوهم إنكار صلب المسيح في كتبهم .

يقول ارنست دي بوش الألماني في كتابه " الإسلام: أي النصرانية الحقة " ما معناه: إن جميع ما يختص بمسائل الصلب والفداء هو من مبتكرات ومخترعات بولس،ومن شابهه من الذين لم يروا المسيح،في إصول النصرانية الأصلية.

ويقول ملمن في كتابه " تاريخ الديانة النصرانية " : " إن تنفيذ الحكم كان وقت الغلس،وإسدال ثوب الظلام،فيستنتج من ذلك إمكان استبدال المسيح بأحد المجرمين الذين كانوا في سجون القدس منتظرين تنفيذ حكم القتل عليهم كما اعتقدت بعض الطوائف، وصدقهم القرآن ".

وأخيراً نذكر بما ذكرته دائرة المعارف البريطانية في موضوع روايات الصلب حيث جعلتها أوضح مثال للتزوير في الأناجيل .

وإذا كان هؤلاء جميعاً من النصارى إذاً يتبين أن لا إجماع عند النصارى على صلب المسيح فتبطل دعواهم بذلك.

ويذكر معرِّب " الإنجيل والصليب " عدم إجماع النصارى علي صلب المسيح فيقول : إن العالم المسيحي العظيم الذي أطبق على ترك السبت خطأ 1900 سنة هو الذي أطبق على الصلب .

وأما إجماع اليهود فهو أيضاً لم يصح القول به،إذ أن المؤرخ اليهودي يوسيفوس المعاصر للمسيح والذي كتب تاريخه سنة 71م أمام طيطوس لم يذكر شيئاً عن قتل المسيح وصلبه .

أما تلك السطور القليلة التي تحدثت عن قتل المسيح وصلبه بالأناجيل الحالية المحرفة,هي إلحاقات نصرانية كما جزم بذلك المحققون وقالوا: بأنها ترجع للقرن السادس عشر، وأنها لم تكن في النسخ القديمة .

ولو صح أنها أصلية فإن الخلاف بيننا وبين النصارى في تحقيق شخصية المصلوب،وليس في وقوع حادثة الصلب(النساء: 157) وهذا حال اليهود والنصارى لفي شك منه مريب . عند التأمل في الروايات الإنجيلية المحرفة في جزئيات كثيرة اجتمع عليها الإنجيليون - أو بعضهم - نجد أن في الروايات خللاً وحلقات مفقودة لا يمكن تجاوزها،علاوة على ما في الروايات من تهافت في المعنى .

وفي كثير من هذه الملاحظات لا يمكن للنصارى الخروج منها إلا بالتسليم بأن المصلوب ليس المسيح،أو بالتسليم بأن الروايات بشرية الوضع،غير محبوكة الصنعة فتتحدث الأناجيل الحالية المحرفة عن دور يهوذا في خيانة المسيح بعد أن رافق المسيح وهو من خاصته،فكيف حصل هذا التغير المفاجىء في شخصيته العظيمة ؟

إن وقوع الانحراف بين البشر غير مستبعد،ولكن الرواية الإنجيلية تجعل المسيح وهو الذي أرسله الله لهداية البشر - تجعله سبباً في غواية يهوذا- يقول يوحنا على لسان المسيح: " الذي أغمس أنا اللقمة وأعطيه،فغمس اللقمة،وأعطاها ليهوذا سمعان الإسخريوطي،فبعد اللقمة دخله الشيطان،فقال له يسوع: ما أنت تعمله،فاعمله بسرعة أكثر " ( يوحنا 13/26 – 27 ) فقد جعل النص المسيح ولقمته التي دفعها ليهوذا سبباً في ضلالة يهوذا وخيانته من أجل حفنة دراهم,تقدر بثلاثين من الفضة فقط .

ثم كيف لم يستطع يهوذا أن يخرج الشياطين من نفسه،وهو أحد الذين قال لهم المسيح: "اشفوا مرضى، طهروا برصاً، أقيموا موتى، أخرجوا شياطين " ( متى 10/8 ) . وعلى الرغم من أهمية شخصية يهوذا فإن أحداً من أصحاب الأناجيل - سوى متى - لم يذكر شيئاً عن موته،وقد اختار له متَّى ميتة سريعة سبقت حتى موت المسيح وكأنه بذلك أراد أن يتخلص بسرعة من الشخصية الغريبة المضطربة بالنص والتي تكاد تهدمه،والتي اختفت منذ تلك الفترة(انظر متى 27/3-7)، وقارن مع (أعمال 1/18) . إن يهوذا من المؤمنيين المقربين فهو أحد حواري المسيح الإثني عشر الذين خضعوا لتمحيص شديد حتي يصلوا لهذه المكانة,والإثني عشر هم قمة القيادة والإيمان في طائفة العيساويين أتباع عيسي بن مريم بقمران,ولذا فإدانته تكون مستبعدة جداً,لاسيما أن تفسيرهم ساذج ومضحك وضعيف الحبكة كماحكت الأناجيل الحالية المحرفة,إلا أن المفاجأة العظيمة مذكورة بمخطوط الوصايا,وهي براءة يهوذا من خيانة المسيح بن مريم عليه السلام,والمحاكمة والطرد من الطائفة لكل من يدين يهوذا :-

(وكل واحد من المهاجرين الذين هاجروا من المدينة المقدسة,وإتكلوا علي الرب عندما أذنب بني إسرائيل ودنسوا الهيكل,إنما رجعوا مرة ثانية إلي طريق الشعب في الإمور الصغيرة,سيحاكمون طبقاً لروح الرب في مجلس القداسة,ولكن عندما يظهر مجد الرب لبني إسرائيل,فجميع أعضاء الميثاق هؤلاء الذين خرجوا عن حدود الشريعة,سوف يطردون من وسط المعسكر ومعهم كل أولئك الذين أدانوا يهوذا أيام المحنة) صفحة 50 بكتابنا هذا .

قال الله تعالى:- ﴿ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا,بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ) سورة النساء:157-158 ذكرت صحيفة واشنطن تايمز THE WASHINGTON TIMES فى عددهـا الصادر فى 7 إبريل 2006 مقالا بعنوان

Judas stars as 'anti-hero' in gospel By Julia Duinعلى الرابط التالي:

http://www.washtimes.com/national/20060407-120642-3758r.htm

و جاء فى هذا المقال أن الجمعية الجغرافية الدولية National Geographic أزاحت النقاب عن أحدى المخطوطات الأثرية أو الأناجيل التى عثر عليهـا في المنيا في مصر,ويعود تاريخهـا إلى بداية القرن الثالث الميلادى . و أطلق على هذا الانجيل اسم إنجيل يهوذا "The Gospel of Judas," ويهوذا من تلاميذ السيد المسيح، ويذكره التاريخ القبطي أنه هو الرجل الذي خان المسيح وقد تم ترميم هذا الإنجيل بعد العثور عليه منذ أكثر من عشر سنوات وتمت ترجمته من اللغة القبطية إلى اللغة الانجليزية فى نهاية عام 2005 وأفرج عن هذه الترجمة فى 6 إبريل هذا العام وأصبح هذا الإنجيل يباع فى الأسواق،وقد سجل الإنجيل قبل نهايته هذا النص كما تذكره الصحيفة المشار إليهـا فى مقالهـا المذكور Near the end of the Judas gospel, Jesus tells Judas he will "exceed" the rest of the disciples "for you will sacrifice the man that clothes me." وهذا النص معناه أن المسيح يخاطب يهوذا فى نهاية الإنجيل المنسوب إليه ويقول له أنه (أى يهوذا) سوف يختلف عن باقى الحواريين "exceed" the rest of the disciples وأنه سوف يكون الرجل ( the man ) الذي يضحى به كشبيه لى ( يلبسنى = clothes me)

إن ذلك يوافق النص الذي ذكرناه سابقاً بصفحة 61 بكتابنا هذا الذي يثبت أن هذا المعلم قد أفتديت روحه من أيدي أعدائه,ممايبين أن هناك شخص قد فدي هذا المعلم :- (ولقد إفتديت روحي من أيدي ذوي الجبروت ) صفحة 61 بكتابنا هذا . ونقف ونتأمل كذلك كلمة يلبسني بإنجيل يهوذا,والذي عجز المترجم أن يكتبهـا كما جاءت فى آيات القرآن "شبه لهم" . هكذا يظهر الله الحق مرة أخري بإنجيل أخر مخطوط,مذكور فيه أن المسيح لم يصلب وإنما الشخص الذي صلب هو يهوذا,ولكن لم يذكر النص خيانته أبداً.... وإنما كانت تضحية من يهوذا صاحب هذا الإنجيل من أجل هذا المعلم المسيح بن مريم... ... ولعل لجوء قساوسة المسيحية البوليسية لتبديل وتحريف موقف يهوذا قد يكون بسبب أنهم جعلوا المخلص والفداء هو المسيح,وبالتالي قصة يهوذا علي حقيقتها سوف تنسف البناء المزيف كله,الرامي لجعل المسيح هو الفداء للبشر كلهم من الخطيئة إذ كيف يكون هناك نص بالإنجيل يقول أن هناك شخص أخر من تلاميذ المسيح قد كان فداء للمسيح نفسه,ثم يقولوا بعد ذلك أن المسيح هو الفداء . ومن هنا كان غضب طائفة العيساويين الحواريين لإدانة يهوذا الحواري العظيم .

(وكل واحد من المهاجرين الذين هاجروا من المدينة المقدسة,وإتكلوا علي الرب عندما أذنب بني إسرائيل ودنسوا الهيكل,إنما رجعوا مرة ثانية إلي طريق الشعب في الإمور الصغيرة,سيحاكمون طبقاً لروح الرب في مجلس القداسة,ولكن عندمايظهر مجد الرب لبني إسرائيل,فجميع أعضاء الميثاق هؤلاء الذين خرجوا عن حدود الشريعة,سوف يطردون من وسط المعسكر ومعهم كل أولئك الذين أدانوا يهوذا أيام المحنة) صفحة صفحة 50 بكتابنا هذا . يظهر واضحاً من النص عظم العقاب الشديد لمن يدين يهوذا أيام المحنة (محنة المسيح عليه السلام تعني ملاحقته للقبض عليه من قبل أهل الكفر من اليهود كماهو مذكور بتراتيل الحمد والشكر) فمن يدين يهوذا في هذه المحنة سيحاكم وستكون عقوبته هي الطرد من معسكر المؤمنيين بأرض الهجرة بدمشق قمران,وإعتباره كالمرتدين عن طائفتهم المؤمنة المؤيدة بروح الرب . أما الأناجيل الحالية رغم تحريفها إلا أن بها ظل لهذا القول,ففي أنجيل متي الإصحاح27فقرة 32 ( وفيما هم خارجون وجدوا انسانا قيروانيا اسمه سمعان فسخروه ليحمل صليبه) وفي إنجيل مرقس إصحاح15فقرة21

(فسخّروا رجلا مجتازا كان آتيا من الحقل وهو سمعان القيرواني ابو ألكسندرس وروفس ليحمل صليبه( فسمعان هنا الحامل للصليب وليس المسيح بشهادة الأناجيل الحالية رغم تحريفها,والغريب أن لقب سمعان مستعمل لشخصيات عديدة من التلاميذ بالأناجيل الحالية,فبطرس لقبه سمعان,ويهوذا الاسخريوطي لقبه سمعان,وهناك سمعان الأبرص,وهنا سمعان القروي أوالقيرواني,ولعل تعميم لفظ سمعان هنا لأكثر من شخصية بالأناجيل المحرفة هي محاولة لتضليل الرأي العام المسيحي وقت التحريف حول شخصية سمعان المصلوب والتي كانت معروفة لكثير من الناس كماذكرنا,وطريقة الإكثار من المسمي الواحد لأكثر من شخصية أو مكان,هي إحدي الطرق المعروفة عند الأحبار والرهبان لتحريف الكتاب المقدس في الشخصيات والأماكن الدالة علي مكان معين ليصرفوا ويضللوا العامة عن هذا المكان أو تلك الشخصية . ثم المسيح عليه السلام قد تحدى اليهود بأنهم سيطلبونه ولا يجدونه,وهذا بإنجيل يوحنا علي رغم تحريفه :- 32 سمع الفريسيون الجمع يتناجون بهذا من نحوه فارسل الفريسيون ورؤساء الكهنة خداما ليمسكوه. 33 فقال لهم يسوع انا معكم زمانا يسيرا بعد ثم امضي الى الذي ارسلني. 34 ستطلبونني ولا تجدونني وحيث اكون انا لا تقدرون انتم ان تأتوا. 35 فقال اليهود فيما بينهم الى اين هذا مزمع ان يذهب حتى لا نجده نحن (يوحنا 7/35:32 )

إن النص يحكي أن المسيح بن مريم سيمضي إلي الذي أرسله سبحانه,بعد أن يقضي رسالته ذات الزمن اليسير معهم (لم تتعدي ثلاث سنوات) ولذا عندما يحاولوا الإمساك به لن يجدوه,ولن يقدروا أن يذهبوا إليه لإنه بالطبع سيكون قد رفعه الله سبحانه إلي السماء (ثم أمضي إلي الذي أرسلني) حتي أنهم رغم ذلك إستغربوا من قوله هذا وقالوا(إلي أين هذا مزمع أن يذهب حتي لانجده نحن) ولكننا بعد ذلك نجد التحريف القبيح يناقض هذا القول الصريح,فهاهم قد وجدوه وأمسكوه وقدروا عليه وأهانوه وصلبوه وقتلوه كماتحكي هذه الأناجيل المحرفة نفسها في مواضع أخري,إن الأمر واضح في أن قصة الصلب محرفة بغيرعناية وبدون حبكة في تنسيق النص,ولعل ذلك من السنن التي وضعها الله سبحانه في الكون (فاللص دائماً يترك خيطاً يدل عليه) وهؤلاء المحرفون لكتاب الله هم الأولي بوصف اللصوص الضالين والمغضوب عليهم . هنا سؤال آخر يطرح نفسه: كيف جهل رؤساء الكهنة شخص المسيح حتى إحتاجوا إلى من يدلهم عليه مقابل ثلاثين من الفضة,كيف ذلك وهو الذي كان أشهر من نار علي علم (انظر: لوقا 22/ 52 ). - وتذكر الأناجيل أن المسيح في ليلة الصلب تضرع إلى الله يدعوه أن يصرف عنه كأس الموت،فأين كان التلاميذ في تلك اللحظات العصيبة ؟ لقد كانوا مع المسيح في البستان،لكنهم كانوا نياماً كما وصفهم لوقا بقوله:" ثم قام من الصلاة وجاء إلى تلاميذه فوجدهم نياماً من الحزن " ( لوقا 22/45 ) لكن المعهود في البشر أنهم إذا خافوا طار النوم وعزّ .

وهو ما يؤكده علماء النفس،ومرده فرز الغدة الكظرية لهرمون الأدرينالين في مجرى الدم فيتعقب النوم ويطارده،إذاً كيف نام هؤلاء من الخوف!؟

ومن التنافر في رواية الصلب أيضاً ما جاء في مرقس أن المسيح جاء إلى التلاميذ فوجدهم نياماً فقال: " ناموا الآن واستريحوا. يكفى. قد أتت الساعة. هو ذا ابن الإنسان يسلم إلى أيدي الخطاة،قوموا لنذهب، هوذا الذي يسلمني قد اقترب " ( مرقس 14/41 ) فكيف يتوافق قوله: "ناموا الآن واستريحوا " مع قوله في نهاية الجملة: " قوموا لنذهب "؟ وكيف يطلب الهرب وهو يعرف أنه سيؤخذ ويصلب ؟ - ومن التنافر في الرواية الإنجيلية المحرفة أن إنجيل يوحنا يُظهر الحكم على المسيح،وكأنه حكم إلهي نزل على رئيس الكهنة قيافا،وليس حكماً صادراً من مجمع للظّلَمة. يقول يوحنا: " فقال لهم واحد منهم. وهو قيافا كان رئيساً للكهنة في تلك السنة: أنتم لستم تعرفون شيئاً، ولا تفكرون أنه خير لنا أن يموت إنسان واحد عن الشعب،ولا نُهلك الأمة كلها، ولم يقل هذا من نفسه، بل إذ كان رئيساً للكهنة في تلك السنة تنبأ أن يسوع مزمع أن يموت عن الأمة،وليس عن الأمة فقط، بل ليجمع أبناء الله المتفرقين إلى واحد " ( يوحنا 11/49 - 52 ).

فالنص يصف قيافا بالنبوة،وبأنه عرف بالنبوة أن المسيح يموت عن الشعب، فكيف يصح هذا؟ وهو الذي حكم ظلماً على المسيح بالموت، كيف وهو أحد الظلمة الذين قال لهم المسيح: " ولكن هذه ساعتكم وسلطان الظلمة " ( لوقا 22/53 ).

وفي محاولة للتبرير قال يوحنا فم الذهب: " إن روح القدس حرك لسان قيافا،لا قلبه،على أن قيافا لم يخط ضد الإيمان،بل ضد العدل والتقوى ".

ونرد فنقول ما اللسان إلا ترجمان للقلب،وإذا كان روح القدس هو الذي حرك قيافا،فلما كان قيافا خاطئاً ضد العدل والتقوى,وقد تعارض قيافا في فهمه لعموم الفداء وخصوصه،فهو يفهم أن موت المسيح فداء لبني إسرائيل،بينما يوحنا في رسالته الأولى يقول: " هو كفارة لخطايانا،ليس لخطايانا فقط،بل لخطايا كل العالم أيضاً" ( يوحنا 2/2 ).


- ذكر مرقس قصة الرجل الذي هرب عرياناً فقال: " تبعه شاب لابساً إزاراً على عريه " (مرقس 14/52 )، ويدل هذا على أن قصة الصلب حصلت في شهور الصيف، ومما يؤيد ذلك أن الفصح عند اليهود - حيث حصلت حادثة الصلب - يكون في شهر نيسان.

لكن يوحنا يذكر ما يفيد أن القصة حصلت في شهور الشتاء، فقد وقف بطرس يوم محاكمة المصلوب، يحتمي من البرد بالنار، يقول يوحنا: " وسمعان بطرس كان واقفاً يصطلي " ( يوحنا 18/25 )، فجمع الإنجيل المحرف الصيف والشتاء في يوم واحد.

- ثم إن بطرس - الذي يحتل في المسيحية مكاناً بارزاً،وجعلت الأناجيل المحرفة الحالية بيده مفاتيح السماوات والأرض – نجده قد أنكر شخصية المسيح في المصلوب بتلك الليلة ثلاث مرات،وأضاف إلى الإنكار حَلفاً ولعناً،لم تجرؤ أقلام الإنجيليين على بيان ذاك الذي لعنه بطرس،لكن لا يحتاج القارئ إلى كثير فطنة ليدرك أنه كان يلعن المقبوض عليه،ويبرأ منه ومن معرفته لإنه يعلم أنه ليس المسيح .

وهذا الحلف واللعن سقوط لا يتفق مع خصوصية بطرس الذي كان ينبغي أن يكون مثالاً للثبات والقوة،فقد قال له المسيح: " ولكني طلبت من أجلك، لكي لا يفنى إيمانك، وأنت متى رجعت، ثبت إخوانك " ( لوقا 22/32 ).

كما أن الحلف منهي عنه عند النصارى، فكيف حلف بطرس، والمسيح قد علمهم: " لا تحلفوا البتة..، بل ليكن كلامكم: نعم نعم، لا لا، وما زاد على ذلك فهو شر " ( متى 5/34 - 37 ).

وعليه فبطرس شرير، حلف كاذباً، والتوراة تقول: ".. لا تنطق باسم الرب إلهك باطلاً " (الخروج 20/7 )، و " لا تحلف باسمي للكذب، فتدنس اسم إلهك، أنا الرب " ( اللاويين 19/12) وخروج بطرس عن هذه الأحكام يجعله ملعوناً " ملعون من لا يقيم كلمات هذا الناموس ليعمل بها" ( التثنية 27/26 ).

ولا يمكن أن يصدر هذا الحلف واللعن من بطرس،فلا يمكن أن يهون عليه نبيه ومعلمه إلى هذا الحد،ولو فعل ذلك لما كان مستحقاً لاسم الإيمان،فضلاً عن المعجزات والخصائص المذكورة له في الأناجيل وعند النصاري حتي قيل عنه إنه حامل مفتاح الجنة كمايفترون .

- وتُظهر الأناجيل المسيح على الصليب غاية في الضعف والهوان،فتاره يستجديهم الماء وهو يرى شماتتهم،وتاره يُسمعهم صراخه....ولايتطابق هذا مع ما عُرف عن شخصية المسيح القوية،فقد دخل الهيكل فطرد الصيارفة ( انظر مرقس 11/15 ) وصام أربعين يوماً من غير أن يشكو جوعاً أو عطشاً. ( انظر متى 4/2 ) فلم كل هذا الجزع وممن ؟ من اليهود أحقر خلق الله ! المسيح الذي يدعون ألوهيته !! كيف يصدر منه هذا الخور,وهو القائل لتلاميذه: " لا تضطرب قلوبكم،ولا ترهب،سمعتم أني قلت لكم: أنا أذهب ثم آتي إليكم، لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون،لأني قلت: أمضي إلى الآب " ( يوحنا 12/27 – 28).

- ويذكر الإنجيل المحرف قيامة المسيح بعد الموت،وهذه أحد أكثر موضوعات الأناجيل إثارة، لما في رواياتها من تناقض وتنافر.

فلما ظهر المسيح لتلاميذه ولم يظهر لأعدائه ؟ فظهوره لأعدائه أظهر لحجته وأدعى للإيمان به ! كما نتساءل عن موقف الكهنة وقد علموا من الحراس بخروج المسيح من القبر كيف سكتوا عن ذلك،إن الأناجيل لا تذكر أنهم حركوا ساكناً،وكأن الأمر لا يعنيهم .

وأنبه هنا إلى أن إنكار قيامة المسيح قديم،فهاهم أهل باغوس يحدثهم بولس "ولما سمعوا بالقيامة من الأموات كان البعض يستهزئون،والبعض يقولون سنسمع منك عن هذا أيضاً " ( أعمال 17/32 ).

وقد قدم بولس للمحاكمة بسبب هذا القول الغريب الذي يشيعه بين الناس " فلما وقف المشتكون حوله لم يأتوا بعلّة واحدة مما كنت أظن،لكن كان لهم عليه مسائل من جهة ديانتهم وعن واحد اسمه يسوع قد مات،وكان بولس يقول: إنه حيّ " (أعمال 25/18-19).

فلو كان أمر قيامة المسيح معلوماً مشهوراً لما رفضها المؤمنون ولا استهزأ بخبرها المعاصرون.

ومما يدل على عدم صحة هذه القصة جهل تلاميذ المسيح بها " لأنهم لم يكونوا بعدُ يعرفون من الكتاب أنه ينبغي أن يقوم من الأموات " ( يوحنا 20/9 )، وعليه فإن فكرة سرقة الجسد من القبر كان إشاعة قديمة لتبرير القيامة.

ومن الأدلة على كذب قيامة المسيح: وجود المسيح وظهوره،فوجوده دليل على أنه لم يمت، لأن التوراة تقول: " السحاب يضمحل ويزول، هكذا الذي ينزل إلى الهاوية لا يصعد " ( أيوب 7/9 )، والهاوية في تفسيرهم هي الموت،ولو كان المسيح قد مات فهم لن يرونه بعدُ . وهكذا ومن خلال هذا كله يتبين لنا أن الروايات الإنجيلية الحالية المعتمدة عند المسيحيين أقل بكثير من أن تصلح للاعتبار في مسألة مهمة كهذه،إذ هي عمل بشري ممتلئ بسائر أنواع الضعف البشري من خطأ وغلط وإختلاق وكذب . وقد ظهر أن بدعة المسيح المخلص فداء للبشر,هي التي إبتدعها بولس لبغضه للتلاميذ والحواريين,فهي السبب القوي في ظهور فرية خيانة يهوذا الحواري وهو البريئ المسكين المظلوم الذي ضحي بنفسه من أجل فداء المسيح في محنته عند مطاردته للقبض عليه ومحاولة قتله .

الدليل السابع عشر:-

العقيدة الإسلامية لمعلم الطائفة في البعث وغيره فالبعث يوم القيامة يكون بالجسد والروح في العقيدة الإسلامية,وهذه هي عقيدة المعلم وطائفته,فهي ليست كعقيدة اليهودية الأن ومن قبل وكذلك المسيحية الحالية,بأنه ليس هناك بعث بالجسد وإنما بالروح فقط . فعند هؤلاء الضالين والمغضوب عليهم,أمر الساعة ويوم الحساب أحلام,كأحلام النائم فقط,وأن دم الإنسان إذا فقده بموته فلن يعود مرة أخري وسينساه الله سبحانه,فعند الموت يستوي من كان من الأخيار بمن كان من الاشرار فالكل منسي عند الله سبحانه. وبالمناسبة لقد كانت قصة أهل الكهف والعثور عليهم أحياء بعد أكثر من ثلاثة قرون ورسالة المسيح بن مريم ومعجزاته وحمل أمه له بدون زوج ونكاح . كل ذلك كان رسالة من الله سبحانه لتمحي هذه العقيدة الفاسدة عند بني إسرائيل وليعلموا أن هناك بعث وخلق بالجسد والروح يوم القيامة,فقد شاهدوا بأعينهم كيف يحيي المسيح الموتي بإذن الله ويخلق من الطين خلقاً وتبث فيها الروح بإذن الله . ولكن في كل مرة سواء بعد قصة أهل الكهف وبعدها بقرون قصة المسيح نجد هذه العقيدة الفاسدة تعاود الظهور,ومازالت باقية عندهم في دينهم حتي الأن . يقول تعالى: "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون" (التوبة: 29) . لقد وصفهم الله سبحانه بأنهم لايؤمنون بالله ولا باليوم الأخر,لإنه كيف يسموا مؤمنيين وهم لايؤمنون بعقيدة البعث بالجسد والروح معاً,الذي تمثل صلب الإيمان باليوم الأخر .ً والمواضع الداله علي البعث بالجسد مع الروح في دعوة المعلم وعقيدته هي بكتابنا هذا بصفحات 103,83 . إن موافقة من طائفة الإيسينيين للعقيدة الإسلامية في أهم الإمور العقدية الغيبية نجدها في صفحة 165,164 تحت عنوان (الأفكار الدينية للطائفة – التوقعات المستقبلية في طائفة الميثاق) بكتاب ترجمة المخطوطات لسهيل زكار,نجد عندهم عقيدة البعث بالجسد والروح وأن هناك خلود بالجنة والنار عكس كل طوائف اليهود والمسيحيين,الذين يعتقدون البعث بالروح فقط وأحياناً لبعض الأخيار لإن الأصل عندهم هو أن الله سبحانه ينسي البشر بعد مماتهم سواء صالحين أو أشرار . ثم لاتجد بكتب طائفة الإيسينيين سب وقذف لله سبحانه ولأنبيائه ورسله كماهو موجود الأن بل نجد عند طائفة الإيسينيين كل تعظيم وتبجيل لله سبحانه وأنبيائه ورسله,ومن يتفوه بكلمة لاتليق في حق الله سبحانه ورسله يطرد من الجماعة فوراً وقد يقام عليه حد القتل تبعاً لحجم جرمه بالإضافة للكثير من الصفات الحميدة في الإعتقاد والمعاملات والهجرة والنصرة ولذا فقد أوحي لهم الله سبحانه أن يؤمنوا بعيسي بن مريم,وقد وصفهم الله سبحانه بالحواريين أي المنتقين الأنقياء بيض القلب والسريرة والمظهر كماذكرنا في معني كلمة(الحواريون) .

الدليل الثامن عشر:- أحاديث وأيات قرأنية بمخطوطات إنجيل قمران ممايبين وحدة مصدر الوحي ونبعه,وبكتابنا هذا سنجدها كالتالي:-

- جذاذة مسعدة هي مخطوطة صغيرة منفصله بمفردها ولكنها تتحدث بإشارات واضحة عن الفاتحة العظيمة والحصن المبارك,كما وصفها الله سبحانه بالقرأن الكريم فقال (ولقد أتيناك سبعاً من المثاني والقرأن العظيم) أية 87 سورة الحجر فقد ذكرت المخطوطة أنها حصن مبارك لسابع الأمراء الحكام (الجيل السابع والأخير للبشرية) بالحمد بسبع كلمات ترمز لسورة الحمد وفاتحة الإسلام السرمدي الأبدي:- (بإسم قداسته سوف يبارك سابع الامراء الحكام بسبع كلمات,من كلمات قداسته الرائعة جميع مؤسسي المعرفة المقدسة,وسوف يبارك جميع الذين يمجدون أحكامه بسبع كلمات رائعة,سوف تكون لهم دروعاً واقية,ولسوف يبارك جميع الذين إنصرفوا نحو الصلاح والحق,ويتولون دوماً حمد مملكته الرائعة بسبع كلمات رائعة لسلام سرمدي ) - ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وماأُوتيتم من العلم إلا قليلاً ) سورة الإسراء أية 85 نفس النص بالجذاذة 30 من ترجمة المخطوطات/أ.د.سهيل زكار - (حب لأخيك ماتحب لنفسك) الحديث بالوصايا بصفحة 46بكتابنا هذا . وصلاة المسيح بالركوع والتسبيح صفحة 107 بكتابنا هذا . (لايشرك في حكمه أحدا ) أية 26 سورة الكهف صفحة 88 بكتابنا هذا . ( بسم الله الرحمن الرحيم ) صفحة 120,106 بكتابنا هذا . (مالك يوم الدين) فالله سبحانه هو الذي سيدين يوم الحساب,وليس المسيح كمايعتقد المسيحيين الضالين,صفحة 85 بكتابنا هذا . (إهدنا الصراط المستقيم) صفحة 57,110 ,71 بكتابنا هذا . (صراط الذين أنعمت عليهم) 115,118,88,119 بكتابنا هذا . (غير مغضوب عليهم )صفحة 64 بكتابنا هذا . (ولا الضالين ) صفحة 58,81 بكتابنا هذا . (ورحمتي وسعت كل شيء ) أية 156 سورة الأعراف صفحة 71 بكتابنا هذا . الدليل التاسع عشر:- الحواريون مسلمون في مخطوطات إنجيل قمران

(وإذ أوحيت إلي الحواريين أن أمنوا بي وبرسولي قالوا أمنا واشهد بأنا مسلمون) أية 111 سورة المائدة

لقد وقفت وتأملت كثيراً في قول الله سبحانه (واشهد بأنا مسلمون) وقلت أين قولهم هذا بالمخطوطات كالوصايا وتراتيل الحمد والشكر وغيرها ؟ إن الإيمان بالله وحده وبرسوله المرسل لهم هي بالفعل شهادة الإسلام لكل عصر وهذا مكرر كثيراً جداً في المخطوطات المذكورة وهذا يكفي كدليل . ولكنني وجدت دليل مباشر علي إسلام هذه الطائفة باللفظ في صفحة 110 بكتابنا هذا حيث يقول معلمهم بتراتيل الحمد والشكر:- ( إنني أعلن سلامي وأتمسك به) . كل ماقبل ومابعد هذه العبارة لايتحدث عن أي مواضيع لها علاقة بالسلام بل علي العكس تماماً,فكل القصة من قبل ومن بعد تدور حول ملاحقته ومحاولة قتله من قبل أعدائه المغضوب عليهم . فأي سلام هذا الذي يعلنه ويتمسك به؟ إن كلمة سلام هنا جعلت الأمر بدي مضحكاً سواء كان يعني سلام مع الله سبحانه أو مع اليهود أعدائه الذين لاينفكون عن محاولات قتله المتعددة . فعلي إفتراض هذان التفسيران المحتملان لما قبل هذه العبارة,يبدوا الأمر غير متناسق وعلي العكس تماماً نجد المعني كان سيستقيم ويتزن لو وضع المترجم اللفظ الأخر الذي يحمل المعني الأرامي الشرعي وهو إسلام نفسه لله سبحانه لاسيما أن ماقبل هذه العبارة كان يدور حول قدر الله وعظمته وجبروته وقوته وعلمه الذي تفضل به عليه . إن كلمة (الإسلام) في معناها هي نفس معني كلمة الدين التي ذكرناه سابقاً (الإنقياد والإذعان) وهذا يعني أنه كلما تأتي كلمة (دين) في الكتب السماوية السابقة سواء بالمخطوطات أوغيرها فهي تعني لغةً وتفسيراً لكلمة (الإسلام) . إن كلمة السلام تكون من جذر الفعل (سلم) ومفعلها (مسلم) بفتح السين وكلمة الإسلام تكون من نفس الجذر السابق (سلم) ومفعلها أيضاً (مسلم) ولكن بسكون السين فجذرالفعل والحروف والكلمة كلها مشتركة بين مصدري اللفظين(السلام والإسلام) ولكن الإختلاف في التشكيل فقط الذي ظهر حديثاً في ترجمة اللغات منذ قرون قليلة فكان الناس من قبل يعتمدون علي ملَكتهم الخاصة وخبرتهم في كتابة ونطق الكلمة صحيحة ولكن بدون وجود وضع علامات التشكيل بالكتابة . إن الأصل الآرامى أو العبرى لكلمة (الإسلام) هو سلام و شالوم على التوالى,وهي نفسها سلام أو إسلام فى العربية,ولا توجد كلمة عربية أخرى غير إسلام أو سلام تقابل الكلمة الآرامية سلام أو العبرية شالوم,كما أنه لا توجد فى اللغة العبرية كلمة بمعنى إسلام غير كلمة شالوم التي هي سلام . فمما سبق نستنتج أحقيتنا المشروعة كلغة وعلم في ترجمة كلمتي(السلام والدين)إلي كلمة (الإسلام) بكل ترجمات هذه المخطوطات وغيرها من نسخ التوراة والإنجيل الحالية والقديمة,فليس هناك شرط علمي لغوي يحظر علينا ذلك في ضوء ماذكرنا وعندئذ ستجد عشرات النصوص بالمخطوطات والكتاب المقدس الحالي رغم تحريفه تبشر بالإسلام وتبين أنه دين الأنبياء جميعاً . ولكن بالطبع يستحيل علي المترجم اليهودي غيزا فيرم أن يترجمها هكذا (إنني أعلن إسلامي وأتمسك به) . وهناك العبارة الأخري التي بنهاية التراتيل صفحة 125 بعد الكلام عن ميثاق الله والنور والبهجة ثم ختمها وختم التراتيل كلها بقوله:- (التي لاتنتهي في عصور من السلام لاتعد ولاتحصي) فكل العصور التالية لهذه المخطوطات سواء كانت لليهود أو النصاري لم تكن عصور سلام أبداً بكل الإحتمالات,فالمفروض أن مادام النص السابق يتحدث عن الميثاق والنور الذي سيمحي الضلال,كان أولي أن يوضع اللفظ الشرعي الأرامي (الإسلام)حتي يستقيم المعني مع التاريخ,فدين الإسلام كان هو الدين القادم عليهم,السرمدي الذي لاتنتهي عصوره حتي يوم القيامة,فكان المفروض أن تكون الترجمة كالتالي (التي لاتنتهي في عصور من الإسلام لاتعد ولاتحصي) . وقد تكرر لفظ السلام أكثر من مرة بتراتيل الحمدوالشكر علي هذا المنوال,ولكن عادة وكفر وحسد مترجمين أهل الكتاب,تعمل علي وضع مرادف سلام بدلاً من إسلام في أي تفسير أو ترجمة لكتبهم المقدسة,حتي يصرفوا القراء عن الإشارة لدين الإسلام .

الدليل العشرون:-

مناقب طائفة الإسينيين وسلفها بالقرأن الكريم قال الله سبحانه

(ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون أيات الله أناء الليل وهم يسجدون,يؤمنون بالله واليوم الأخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولائك من الصالحين,وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين) 115:113 بسورة أل عمران .

لقد حكي الله سبحانه عنهم تلاوتهم لأيات الله أناء الليل وهم يسجدون,ولقد ذكرت المخطوطات عنهم ذلك بالفعل . يقول المترجم في مدرج دستور الجماعة بكتابه مخطوطات البحر الميت لموسي ديب خوري عن أندريه سومر بالجزء الأول تحت عنوان (الحياة المشتركة) بأنهم حريصون علي قراءة أيات الله في الثلث الأخير من كل ليالي العام ولقد عرف عنهم أيضاً إيمانهم باليوم الأخر كماقلنا سابقاً,مخالفين بذلك كل طوائف اليهود والمسيحيين الأخري,وكذلك أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر كما هو موجود بقوانينهم وتعاليمهم,وأخيراَ وصفهم بالمتقين كما ذكر المؤرخين أن هذا إسمهم الجمع المنسوب للمصدر تقي والتي تعني (عيسي) . إن طائفة العيسينيين (الإيسينيين)المهاجرة التقية لهي بحق الجماعة التي كانت متبقية هي وسلفها من بني إسرائيل علي دين المسيح الحق,وإننا لنجد كل المؤرخين والمحلللين علي إختلاف مشاربهم وأديانهم ليثنون بخير الثناء علي هذه الطائفة من بني إسرائيل دون غيرهم من باقي طوائفهم,حتي إن الإنسان مهما تخيل من صفات حميدة لجيل الحواريين وتلاميذ المسيح بن مريم فهي لن تخرج عن صفات هذه الطائفة العيسيانية المباركة وهذا بعشرات الأدلة التي ذكرنا . أن هذه الطائفة هي بالفعل طائفة الحواريين وأن معلمها هو المسيح بن مريم وأن الوصايا والتراتيل هي إنجيلها . فتحت عنوان (الأفكار الدينية للطائفة – التوقعات المستقبلية في طائفة الميثاق) بكتاب ترجمة المخطوطات لسهيل زكار عن غيزا فيرمز,نجده يحكي عنهم عقيدة البعث بالجسد والروح كماذكرنا سابقاً . فعندهم الخلود بالجنة والنار عكس كل طوائف اليهود والمسيحيين,الذين يعتقدون البعث بالروح فقط وأحياناً لبعض الأخيار لإن الأصل عندهم هو أن الله سبحانه ينسي البشر بعد مماتهم سواء صالحين أو أشرار . ولاتجد بكتب طائفة الإيسينيين سب وقذف لله سبحانه ولأنبيائه ورسله كماهو موجود بالكتب المقدسة لباقي الطوائف اليهودية . بل نجد عند طائفة الإيسينيين كل تعظيم وتبجيل لله سبحانه وأنبيائه ورسله,ومن يتفوه بكلمة لاتليق في حق الله سبحانه ورسله يطرد من الجماعة فوراً وقد يقام عليه حد القتل تبعاً لحجم جرمه بالإضافة للكثير من الصفات الحميدة في الإعتقاد والمعاملات والهجرة والنصرة,ولذا فقد أوحي لهم الله سبحانه أن يؤمنوا بعيسي بن مريم وقد وصفهم الله سبحانه بالحواريين أي المنتقين الأنقياء بيض القلب والسريرة والمظهر كماذكرنا في معني كلمة(الحواريون)فهم الصالحين المتقين مماتبقي من أهل الكتاب عند نزول القرأن الكريم ومن قبل في عصرهم الأول .

وهناك بيان تحت عنوان (تاريخ الإيسينيين – ألغاز ذات دلائل خاصة) بكتاب ترجمة المخطوطات لسهيل زكار عن غيزا فيرمز فيقول :- المخطوطات تبين أن أعداء طائفة الإيسينيين هم طائفتي الفريسيين والصدوقيين (إفرايم ومنشا) ... وهاتان الطائفتان بالفعل لم تؤيد المسيح بن مريم ولم تلتف حوله بشهادة الجميع فالمسيح بن مريم جاء والمجتمع اليهودي لايتكون إلا من هذه الطوائف الثلاث,فبتالي ستكون طائفة الحواريين التي ناصرته وأيدته هي طائفة الإيسينيين بدون منازع,وهذه الطائفة هي التي حكي عنها القرأن الكريم وسماها بالحواريين,وهي التي ذكرتها الإناجيل الحالية رغم تحريفها تحت مسمي التلاميذ ببستان وادي قدرون بالبرية,وكذلك تحت مسمي (دمشق) التي ذهب لها بولس كماحكي في أعمال الرسل,وهو نفس الإسم المذكور بالمخطوطات كتعريف لمكان الطائفة .


الدليل الحادي والعشرون:-

ملامح المسيا(نبي أخر الزمان) بمخطوطات إنجيل قمران (هناك عدس علي ....... وعلامة ولادة صغيرة علي جنبه,وسيعرف بعد عامين كيف يميز بين شيء وأخر,وعندما يكون صغيراً سيشبه...... مثل رجل لايعرف شيئا حتي الوقت الذي سيعرف فيه ثلاثة كتب) صفحة 127 بكتابنا هذا . (للمعلم أول أغنية,أمدح إسم قداسته,وكل الذين يعرفون العدالة يمجدوه.......هو وضع حداً لمقدم الممالك ......... حصة الرب مع ملائكة ضياء مجده,بإسمه المدح...... وأسس عيد السنة,وللحكومة العامة أن يسيرا في وسط جماعة الرب وفقاً لمجده ) صفحة 127 بكتابنا هذا .

( حتي يأتي ذلك الشخص الذي يعلم الحق في نهاية هذه الدنيا ) مخطوط الوصايا صفحة رقم 45 بكتابنا هذا . وفي التوراة الحالية برغم تحريفها نجد بعض الصفات السابقة بالمخطوطات للنبي الخاتم (الشعب السالك في الظلمة ابصر نورا عظيما.الجالسون في ارض ظلال الموت اشرق عليهم نور. 3 اكثرت الامة عظمت لها الفرح.يفرحون امامك كالفرح في الحصاد.كالذين يبتهجون عندما يقتسمون غنيمة. 4 لان نير ثقله وعصا كتفه وقضيب مسخّره كسرتهنّ كما في يوم مديان. 5 لان كل سلاح المتسلح في الوغى وكل رداء مدحرج في الدماء يكون للحريق ماكلأ للنار. 6 لانه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا) النص: أشعيا 9 : 2 - 6

التعليق: هذه الصفات عن المسيا( المنتظر) وهذه البشارات تمثل بيان بأن نور الحق سيشرق على الناس المقيمين في الظلام الدامس فتتكاثر أمتهم وتزدهر.. وترفع عنهم الأغلال ويُهزم أعداؤهم.. لأنهم يرزقون ابناً يحمل علامة الرياسة والحكومة على كتفه (علامةً على كتفه) مشيراً حكيماً أميراً للسلام وقائداً لمملكةٍ لا تنتهي.. فهذه نبوءة أخرى بالمصطفى أو المختار آخر الأنبياء محمد صلي الله عليه وسلم،ومجيئه من أمّة جاهلة تعيش في الظلام.. وإقامته لمملكة الله التي ستعمر إلى الأبد كما سبق التبشير بذلك في النبوات السابقة.. وهي كلهاقصة لا تنطبق إلا عليه,ولاتنطبق علي عيسى عليه السلام فهو لم يظهر في الأرض الجاهلة ذات الظلمات,بل ظهر في أرض بهاهدي وكتاب لله بين أكثر الناس معرفةً بالله في ذلك الحين.. ولم ينشئ عليه السلام مملكة ولا حكما،بل بشّر بها آتية من بعده بفترة من الزمن.. يكتب إريخ فون Erich Von Daniken معلقا على نص من البشارة أعلاه : " أياً كان الذي يتعلق بالأماني وبكل ثمن لاستنتاج شخصية ميسيانية لعيسى من هذه المواضع الغامضة,فانه يفشل فشلا ذريعا عند مواجهة حقائق التاريخ، فلم يتبع حياة عيسى قوة فريدة ولا مملكة باقية إلى الأبد بل تبعه هلاك القدس وبني إسرائيل وإستمرار حكم الوثنية الرومانية التي جاء في ظل حكمها,عليه وعلي المؤمنيين به وغيرهم من بني إسرائيل,ويعلم ذلك بالطبع المسيحيون المتدينون وهو السبب في اختراعهم للمفهوم النظري لفكرة المملكة الخالدة،التي يفترض إنها ستتبع يوم الحساب ... فلا تنطبق البشارة إلا على خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم الذي ظهر في الأرض الجاهلة الأمية،ومن أمّة لا تملك حضارة ولا دولة،تُقتل فيها البنات وتُعبد فيها الأصنام،فتحققت على يديه كل ما أخبرت به البشارة أعلاه.. وأنشأ مملكة الله وأمته الخاتمة الخالدة إلى منتهى عمر البشرية، وما جاء بعده من الله للناس من رسول،وأقام دينا ونظاما لا يقبل الله سواه إلى يوم القيامة,وأنزل الله سبحانه عليه كتاباً محفوظ,كلما ضلت الأمة أعادها هذا الكتاب وسنة نبيه إلي الصواب... وبه رفع الإصر والأغلال ( نير ثقله) التي كانت على بني إسرائيل كما جاء في قوله تعالى " ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم" الأعراف 157.. وهو الذي كان على كتفه علامة مشهورة بأنها ختم النبوة، كثيرا ما كان يبحث عنها من يفكر باعتناق الإسلام من أهل الكتاب كسلمان الفارسي الذي تنصر قبل الإسلام .. وذكرها حسان بن ثابت في أشعاره فقال:- أغرّ عليه للنبوة خاتم من الله ميمون يلوح ويشهد وأُشيرَ إلى وجود خاتم النبوة على كتفه صلى الله عليه وسلم في أحاديث عديدة منها ما رواه الإمام مسلم عن عبد الله بن سرجس أنه قال:" ثم درت خلفه فنظرت إلي خاتم النبوة بين كتفيه عند ناغض كتفه اليسرى جمعا عليه خيلان كأمثال التآليل" والتآليل أوالثآليل في نصوص أخري هي كمايعلم الجميع تكون نتوء في حجم حبات العدس تقريباً علي جسم الإنسان المخلوقة فيه,كمابينت البشارة بإنجيل قمران :- (هناك عدس علي ....... وعلامة ولادة صغيرة علي جنبه,وسيعرف بعد عامين كيف يميز بين شيء وأخر,وعندما يكون صغيراً سيشبه...... مثل رجل لايعرف شيئا حتي الوقت الذي سيعرف فيه ثلاثة كتب) صفحة 127 بكتابنا هذا . فهذا هو الشخص المبارك الذي أتي بالحق للأمم في نهاية هذه الدنيا,وتشير البشارة لأمه وأم أمته كلها السيدة هاجر المعروفة بكتب اليهود والنصاري ب(الأمّة) وهذا تمييز واضح أن هذا النبي الخاتم من بني إسماعيل وليس بني إسرائيل . علامة علي جنبه الأولى : كانت وهو صغير في بني سعد .

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه : ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ ، فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ ، فَشَقَّ عَنْ قَلْبِهِ ، فَاسْتَخْرَجَ الْقَلْبَ ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً ، فَقَالَ : هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ . ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ ، ثُمَّ لَأَمَهُ ، ثُمَّ أَعَادَهُ فِي مَكَانِهِ ، وَجَاءَ الْغِلْمَانُ يَسْعَوْنَ إِلَى أُمِّهِ يَعْنِي ظِئْرَهُ فَقَالُوا إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ فَاسْتَقْبَلُوهُ وَهُوَ مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ قَالَ أَنَسٌ وَقَدْ كُنْتُ أَرْئِي أَثَرَ ذَلِكَ الْمِخْيَطِ فِي صَدْرِهِ ) رواه مسلم (162)

الثانية : كانت ليلة الإسراء .

كَانَ أَبُو ذَرٍّ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( فُرِجَ سَقْفُ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ فَنَزَلَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفَرَجَ صَدْرِي ثُمَّ غَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا فَأَفْرَغَهَا فِي صَدْرِي ثُمَّ أَطْبَقَهُ ) رواه البخاري (349) ومسلم (163) وقال عبد العزيز اللمطي في نظمه (قرة الأبصار في سيرة المشفع المختار) :-

وشق صدر أكرم الأنام *وهو ابن عامين وسدس العام وشق الصدر من جهة القلب ربما يكون ممتد لجهة الجنب الأيسر,وهذا متوافق مع بشارة المخطوطات السابقة في القول بالعلامة التي بالجنب,ولاسيما يعقبها المعرفة بعد عمر عامين كما حكت سيرة المشفع المختار,وكما هو مذكور ببشارة المخطوطات السابقة .

النبي الأميّ (رجل لايعرف شيئا حتي الوقت الذي سيعرف فيه ثلاثة كتب) نص المخطوطات السابق,وفي التوراة الحالية بسفر اشعياء 29 :11-12 " لأن الرب قد سكب عليكم روح سبات وأغمض عيونكم،الأنبياء ورؤساؤكم الناظرون غطاهم، وصارت لكم رؤيا الكلّ ( أي جميع الرؤى) مثل كلام السفر المختوم الذي يدفعونه لعارف الكتابة قائلين اقرأ هذا فيقول لا استطيع لأنه مختوم. أو يدفع الكتاب لمن لا يعرف الكتابة ويقال له اقرأ هذا فيقول لا اعرف الكتابة. التعليق النص يشير إلى وضعين عند حجب الرؤى والنبؤات.. الأول كمثل من أعطي كتابا مختوماً ليقرأه، فلا يستطيع قرأته لأنه مختوم، فهو قاريء ولكنه عجز عن القراءة لأنه أعطي الكتاب مختوما،والثاني كمثل من أعطى كتاباً لمن لا يعرف القراءة فيقال له إقرأ فيقول: ما أنا بقاريء ( أو لا أعرف القراءة) I am not learnt .. ولفظ " لا أعرف الكتابة" هو ترجمة غير دقيقة أبداً لعبارة " لا أستطيع القراءة " وعبارة " ما أنا بمتعلم".. “ I can’t read “ or “ I am not learnt” . واضح أن الجزء الأخير يذكّر كل مسلم باللقاء بين جبريل عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم حين أعطي أول سورة من كتاب القرأن الكريم،وأمر أن يقرأ فقال ما أنا بقاريء.. وكل الذين أعطوا كتبا سماوية قبل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كانوا يقرأون ويكتبون،وإنما كان هو النبي الأميّ الذي أعطي الكتاب تلقينا آيات آيات،ولم يعط ألواحا أو كتاباً مكتوبا، وأمّا الذي أعطي الكتاب مختوما فقد قيل أنه موسى عليه السلام.. وفي المخطوطات السابقة بإنجيل قمران,وجدنا سابقة عظيمة لبشارات بهذا المجال فهو لايعرف شيئا والتي تعني أنه أمي,ولكنه يرتقي بعلم ثلاث كتب في إشارة واضحة صريحة للكتب السماوية الثلاث (التوراة والإنجيل والقرأن) وهذه لاتحتاج إلي تأويل لإثبات ذلك,إن عبارة (الكتب الثلاث)التي تشير للديانات السماوية,موجود كتعبير ومصطلح عالمي لديانات الإسلام واليهودية والمسيحية,ومعروف قبل نزول القرأن الكريم وحتي الأن بأن هناك كتابين مقدسين لأهل الكتاب,وهما ماسموه بالعهد القديم(التوراة) والعهد الجديد (الإنجيل) ولكن هنا البشارة أضافت الكتاب الثالث وأثبتت أن هذا الرجل الذي لايعرف شيئا,سيعلم فجأة بالكتب الثلاث,وذلك عن طريق الوحي بالكتاب الثالث له,والذي هو المهيمن والجامع للحق والخلاصة للكتابين السابقين,وهذا ماسنبينه بعد قليل . قال الله سبحانه:- ( ومبشراً برسول يأتي من بعدي إسمه أحمد) هذا قول الله عزوجل مخبراً عن تبشير المسيح بالنبي محمد عليهم الصلاة والسلام ونجد بالنص السابق بالمخطوطات (أمدح إسم قداسته) (بإسمه المدح) (للمعلم أول أغنية,أمدح إسم قداسته,وكل الذين يعرفون العدالة يمجدوه.......هو وضع حداً لمقدم الممالك ......... حصة الرب مع ملائكة ضياء مجده,بإسمه المدح...... وأسس عيد السنة,وللحكومة العامة أن يسيرا في وسط جماعة الرب وفقاً لمجده ) صفحة 127 بكتابنا هذا .

إن المدح والحمد معنيان متشابهان في المعني والحروف (أحمد – أمدح) وهذا الأمر معتاد في ترجمات الكتاب المقدس,بأن تتغير مواقع الحروف في الأسماء بسبب تناقل الترجمات وإساءة الظن بالقوم المترجمين من اليهود والنصاري,فهاجس التحريف أيضاً وارد بقوة وذلك بتبديل مواقع الحروف في الإسم (من أحمد إسم قداسته إلي أمدح إسم قداسته) ثم يجب ألا ننسي أن من طابع اليهود بصفة عامة تبديل وتغيير بعض الحروف حتي في ظل وجود الأنبياء,وقد حكي القرأن الكريم عنهم ذلك . قال الله سبحانه :- (وإن منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب,وماهو من الكتاب ويقولون هو من عندالله,وماهو من عند الله,ويقولون علي الله الكذب وهم يعلمون) أية 78 سورة أل عمران . وقال سبحانه:- ( وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنيين,فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم ) أية 59 سورة البقرة . فبدل حطة قالوا حنطة كمابكتب التفسير . وقوله سبحانه أيضاً (من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا,واسمع غير مسمع,وراعنا لياً بألسنتهم وطعناً في الدين) أية 46 سورة النساء . فبدلاً من طلب المراعاة نجدهم حولوا اللفظ للسب بالرعونة يعني الحماقة,لكي يسبوا رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم,وكأنهم يطلبوا منه المراعاة ولايقصدوا سبه . والأن نعود لنص المخطوطات السابق (أمدح إسم قداسته) فقطعاً رسول الله (بإسمه المدح) فلاشك أن إسم رسول الله ( أحمد ومحمد) هو من أعظم الأسماء التي بها المدح,ولكن المترجمين اليهود سواء غيزا فيرم أو سومر أو غيرهم قد تركوا الإسم العلم (أحمد)المناسب كلغة أرامية وموافق لتاريخ أخر نبي للبشرية بكل صفاته الجسمانية والشرعية (يعرف ثلاث كتب وهو أمي) ووضعوا بدلاً منه إسم نكرة (أمدح ) ولا أحد يعرف هذا الإسم بهذه الصفات العظيمة المذكورة . مخالفين بذلك كل مبادئ الترجمة واللغة في خيانة صريحة كمافعلوا بإسم أم المسيح مريم عليهما السلام كماذكرنا سابقاً . مستغلين عدم وجود رقيب عليهم عالمين بهذه اللغة الأرامية التي كادت أن تنقرض وبهذه المناسبة أكرر ثانيةً وأهيب بالمسئولين والمختصين من المسلمين المهتمين بعلم مقارنة الأديان للعمل علي تعلم اللغة الأرامية والعبرانية القديمة حتي نخرج من تحت خيانة عباءة هؤلاء المترجمين اليهود ومن تبعهم من مسيحيين صهاينة يميلون بمعاني الكلمات والجمل المترجمة إلي مايوافق عقيدتهم الفاسدة,وذلك لكي تخرج مخطوطات الملة السابقة علي غير حقيقتها,وتخالف دين وبشارات الإسلام .

قال تعالى فى سورة الجمعة

هو الذى بعث فى الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ، وإن كانوا من قبل لفى ضلال مبين(2)وأخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم (3) ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم (4) مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بأيات الله والله لايهدي القوم الظالمين (5)

   .

لقد جمع الله سبحانه كل ماسبق وماقيل في التوارة والإنجيل فيما يخص نزع ملكوت الله في هذه الأية الكريمة . فقد اعطي الله سبحانه الكتاب والحكمة لهذه الأمة الأمية,والتي منها المبعوث منهم كأمي لايعلم شيئا,ثم أنزل عليه الكتاب والحكمة فزكاهم بفضله,ثم ذكر سبحانه اليهود وأن رسالة التوراة حملوها إسماً ولم يحملوها عملاً فكانوا كالحمار الذي يحمل أسفارا, وهذا تلميح صريح بأن معاني هذه الأيات القرأنية موجودة بالتوراة . وبهذا يتضح أن هذه الأيات تحكي المسرود في التوارة والإنجيل عن قصة نزع ملكوت الله (الوحي بالرسالة )من بني إسرائيل وأنه سيعطي لنبي أمي لايعرف شيئاً كماقال النص السابق ثم بعد ذلك يعلم الكتب الثلاث,فستزكي أمته بهذا الوحي ويثمر فيها وهذا فضل الله عليهم , وسيكونوا المعنيين بفضل الله عليهم في الأخرين ولكنهم سيكونوا الأولين . والشيء العظيم أن ذلك في سورة الجمعة وما أدراك ماالجمعة وما يومها ؟ فلقد جاء في فضل يوم الجمعة أحاديث كثيرة منها قول النبي صلى الله عليه وسلم (الصلوات الخمس والجمعة إلي الجمعة ورمضان إلي رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ) .

فهو خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق الله آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها ولا تقوم الساعة إلا بالجمعة ولقد أمر الله تعالى اليهود بتعظيم يوم الجمعة وعملوا علي التفرغ للعبادة فيه فضلوا عنه واختاروا السبت فأمر الله سبحانه النصارى به فضلوا عنه واختاروا الأحد وذلك لما ادخره الله تعالى لنا من الفضل والهداية,فقال النبي صلى الله عليه وسلم في فضل يوم الجمعة (( نحن الآخرون الأولون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا ثم هذا يومهم الذي فرض الله عليهم فاختلفوا فيه فهدانا الله له فالناس لنا فيه تبع اليهود غدا والنصارى بعد غد(( صحيح مسلم .


الجذاذة الثانية ق511:4

( للمعلم أول أغنية,أمدح إسم قداسته,وكل الذين يعرفون العدالة يمجدوه.......هو وضع حداً لمقدم الممالك ......... حصة الرب مع ملائكة ضياء مجده,بإسمه المدح...... وأسس عيد السنة,وللحكومة العامة أن يسيرا في وسط جماعة الرب وفقاً لمجده )

فيوم الجمعة هو عيد الشريعة الإسبوعي الذي خفي عن بني إسرائيل من يهود ونصاري,ثم أسسه النبي بما أوحي الله سبحانه له,فهو عيد السنة أي عيد الشريعة (وجمعها سنن كمافي الحديث النبوي بالبخاري : لتتبعن سنن من كان قبلكم ..... اليهود والنصاري ) يعني شرائع وطرق من كان قبلنا من اليهود والنصاري . أما عيد الشريعة السنوي الذي أسسه النبي محمد صلي الله عليه وسلم بما أوحي إليه الله سبحانه فهو أولاً عيد الأضحي والحج الأكبر وهو عيد سُنة إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء من بني إسرائيل وبني إسماعيل,فهو العيد الأكبر للأمم الثلاث الذي حرفوه وخالفوه وكتموه,فجاء النبي الخاتم محمد بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام وأسس عيد السنة الشرعية السنوية عن جده أبو الأنبياء وجعله عيد سنة الشريعة مع عيد الفطر وهذا دليل اخر علي أن المعني بهذه البشارة صاحب الإسم الأمدح أو الأحمد هو النبي محمد صلي الله عليه وسلم الذي أسس عيد السنة الشرعي وليس أعياد الضلال التي غيرها اليهود من قبل والمسيحيين من بعد علي يد الملك قسطنتين كماسنري في الدليل الثاني والثلاثون ( الأعياد festivals بالنسخ الغربية) والسُـنّة ( Law الشريعة بالنسخ الغربية) مذكور تغييرها بكتاب دانيال في الإصحاح السابع علي يد عدو الله قسطنتين,ذاك القرن الذي بعد عشر قرون من ملوك الروم . هل كان رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم يعلم الكتب الثلاثة ؟ إن حفظ ومعرفة وتفسير القرأن الكريم من رسول الله تعني معرفته للتوراة والإنجيل أيضاً,وهذا لكون القرأن الكريم مهيمن علي الكتب السابقة بمعني علاقته تجاه كتب أهل الكتاب هى علاقة الهيمنة .. وهو ما تحققنا منه في كتب أهل الكتاب كالمخطوطات وغيرها (وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقّ مُصَدّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ). والهيمنة كما علمنا في كتب المفسرين هي كون القرآن مرجعاً ورقيباً وحاكماً على كتب السابقين في مجالات العقيدة والشريعة والقصص والأمثال والمصطلحات .

صور من هيمنة القرأن الكريم علي الكتب السابقةً أ- الفصل بين الكتب المختلفة حول القضية الواحدة. وقد تمثل ذلك في قوله تعالى: (إِنّ هَـَذَا الْقُرْآنَ يَقُصّ عَلَىَ بَنِيَ إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) أية 76 سورة النمل . من أمثلة ذلك :- - كإختلافهم حول موضع رسو سفينة نوح حيث تقول التوراة الحالية أنه جبل آرارات ويقول كتاب الترجوم جبل الجودى,فانحاز القرآن إلى الترجوم في هذه الجزئية رغم عدم اكتراث القرآن أصلا بالأسماء أو الأرقام . - ومن أمثلة ذلك أيضا اختلافهم في قضية صلب المسيح حسب زعمهم,فكما هو معلوم أن الأناجيل المعتمدة عندهم تقر بهذا الصلب,ولكن كما رأينا بإنجيل تراتيل الحمد والشكر أن الصلب لم يحدث,وكان بالتاريخ النصراني في بدايته كثير من طوائفهم تنكر قضية صلب المسيح المزعومة . - إظهار المخفي من تلك الكتب,وقد تمثل ذلك في قوله تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيّنُ لَكُمْ كَثِيراً مّمّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ قَدْ جَآءَكُمْ مّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مّبِينٌ) أية 15 سورة المائدة . من أمثلة ذلك أن النصارى لازال عندهم مجموعة كبيرة من الكتب يسمونها الكتب المخفية The Apocrypha وهى تعنى في حرفيتها الكتب المخفية أو كتب الأسرار قال سبحانه:- (وَقَالُوَاْ أَسَاطِيرُ الأوّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىَ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً. قُلْ أَنزَلَهُ الّذِي يَعْلَمُ السّرّ فِي السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ إِنّهُ كَانَ غَفُوراً رّحِيماً) أية 5 سورة الفرقان . منها ما أخفوه عمداً وما اختفى نسياناً وفقدانا لتلك الكتب,وهو ما نجده في قوله تعالى (يُحَرّفُونَ الْكَلِمَ عَن مّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّا مّمّا ذُكِرُواْ بِه) أية 13 سورة المائدة . من جملة ما كان مخفيا وأظهره القرآن الكريم ما ذكرته رسالة جيمس السرية The Apocryphon of Jamesفي مخطوطات نجع حمادي من تشبيه لمملكة السماء ( وهى المملكة الإلهية أي دولة نبي آخر الزمان أي النبي المنتظر وأتباعه بنخلة خرج منها شطئها..) لا يحتاج الأمر إلى عميق تمحيص لإدراك تطابق هذا التشبيه مع قوله سبحانه وتعالى :- ) محمد رسول الله والذين أمنوا معه,أشداء علي الكفار رحماء بينهم,تراهم ركعاً سجداً بتغون فضلاً من الله ورضوانا,سيماهم في وجوههم من أثر السجود,ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم فى الإنجيل,كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه,يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار,وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما ( أية 29 / سورة الفتح وبالطبع مخطوطات قمران والبحر والميت من أعظم الكتب المخفية التي ظهرت من تراث كتب اليهود والنصاري ومن جملة ما كان مخفيا وأظهره القرآن الكريم,العديد من التفاصيل في قصص الأنبياء,مثل خلق عيسى من الطين كهيئة الطير,ووجود الطعام أمام أمه مريم بشكل معجز,وهى التفاصيل الموجودة في الأناجيل المخفية. ب - تصويب الأخطاء في كتب السابقين:إذ لم يكتف القرآن الكريم بعدم ذكر تلك الأخطاء,بل صححها كذلك,وقد تمثل ذلك في قوله تعالى: (نَحْنُ نَقُصّ عَلَيْكَ نبَأَهُم بِالْحَقّ)… (ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقّ َ)…(نَتْلُواْ عَلَيْكَ مِن نّبَإِ مُوسَىَ وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقّ) من أمثلة ذلك أيضاً:- - تصويب شريعة الشك بارتكاب الزنا,حيث تجبر الزوجة المتهمة على شرب ماء مخلوط بغبار الأرض,فإن لم تكن بريئة تسبب هذا الماء في سقوط فخذها وتورم بطنها حسب زعمهم – صوب القرآن الكريم ذلك واستبدله بالملاعنة المنطقية المذكورة في سورة النور . - ومن أمثلة ذلك تصحيح الأخطاء من جهة الاعتقاد في الله,فالقرآن الكريم لا نقرأ فيه كما في التوراة الحالية أن الله يندم أو يتعب أو ينام أو يصارع إنسانا ويقدر ذلك الإنسان عليه,بل نقرأ تنزيه الله عن ذلك بالقرأن الكريم:-(اللّهُ لاَ إِلَـَهَ إِلاّ هُوَ الْحَيّ الْقَيّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ) أية الكرسي رقم 255 بسورة البقرة . - ومن أمثلة ذلك,تصحيح ما ورد عن الملائكة والنبيين,فلم نقرأ في القرآن أن هارون قد صنع العجل الذهبي لبنى إسرائيل - بل نقرأ: (وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَاقَوْمِ إِنّمَا فُتِنتُمْ بِهِ وَإِنّ رَبّكُمُ الرّحْمَـَنُ فَاتّبِعُونِي وَأَطِيعُوَاْ أَمْرِي) أية 90 سورة هود . كما لم نقرأ ما ورد في التلمود من أن جبريل عادى بني إسرائيل . إن القرآن إذاً عمل علي تنقية ما اعتقده السابقون في الذات الإلهية وتنزيه لها وهو كذلك ميلاد براءة لجميع الأنبياء والمرسلين (سُبْحَانَ رَبّكَ رَبّ الْعِزّةِ عَمّا يَصِفُونَ,وَسَلاَمٌ عَلَىَ الْمُرْسَلِينَ,وَالْحَمْدُ للّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ) أيات 182:180 الصافات . ج - الوضوح والفهم العميق للفظ القرآني,وهو نوع من التصحيح لكنه لطيف خفي . من أمثلة ذلك قوله تعالى عن موسى حين اقترب من الشجرة : (فَلَمّا جَآءَهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ) أية 8 سورة النمل . المقصود بمن فى النار هو موسى ,أى من في نطاقها,ومن حولها أي الملائكة,ثم قوله (وسبحان الله رب العالمين) أي نزهوه تعالى عن أن تقولوا مثل التوراة الحالية أنه قد كلم موسى متجسدا في وسط الخليقة أو وسط النار . ومن أمثلة ذلك قوله تعالى أيضاً لموسى:(اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوَءٍ) أية 32 سورة القصص . قوله: من غير سوء يصحح ما ورد في العهد القديم من أن موسى أخرج يده بيضاء – ولكنها برصاء !! وهنا نعرض مثلان جامعان لهيمنة القرأن الكريم علي الكتابين السابقين :- هكذا استعرضنا صور هيمنة القرآن الأربع,وضربنا لكل أمثلة لها,إلا أن هناك مثلين جامعين لأغلب صور الهيمنة,وهما قصتا البقرة وأصحاب السبت. إذ فيهما من إظهار المخفي من كتب أهل الكتاب أو بين ثنايا التوراة وإحتاج إلى ترابط وتنسيق وتصحيح وتوضيح وهدف لكل قصة. - قصة البقرة:هذه القصة القصيرة وجدنا لها خمس قرائن مشتتة في خمسة كتب وهى التلمود والمشنا وثلاثة أسفار من التوراة. فتكلم أحد الكتب عن عمر البقرة والآخر عن لونها وثالث ذكر (فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ) أية 71 سورة البقرة . ولم يذكر كتاب واحد من هذه الكتب سببا لذبح البقرة أو علاقتها بالقتيل بعكس القرأن. - قصة أصحاب السبت:التى تحدى القرآن بوجودها عند اليهود,وذلك بقوله دائما قبل سرد القصة (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ).. (وَسْئَلْهُمْ) واليهود بالطبع ينكرونها لأن فيها فضيحة لأسلافهم,ولكننا وجدنا لها عدة قرائن فى التوراة والتلمود والترجوم . إذاً هاتان القصتان كذلك مثلان جامعان لصور هيمنة القرآن الكريم على كتب السابقين (التوراة والإنجيل) . الرد علي المشككين في حقيقة هيمنة القرأن الحديث عن هيمنة القرآن الكريم على سائر الكتب يستدعى دراسة فرضية افتراء البعض علي رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم أنه إستقاء القرأن الكريم من هذه الكتب المقدسة السابقة القانوني منها والمخفي . (وَقَالَ الّذِينَ كَفَرُوَاْ إِنْ هَـَذَا إِلاّ إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَآءُوا ظُلْماً وَزُوراً) أية 4 سورة الفرقان . لو افترضنا ذلك جدلاً لوجب على النبي صلى الله عليه وسلم أن يقوم بالخطوات المستحيلة التالية:- أولا:إستحالة تعلمه صلى الله عليه وسلم القراءة سرا في مجتمع قبلي محدود.. (وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلاَ تَخُطّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لاّرْتَابَ الْمُبْطِلُونَ)أية 48 العنكبوت . ثانياً:إستحالة تعلم جميع لغات أهل الكتاب القديمة على كثرتها سرا .. (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنّهُمْ يَقُولُونَ إِنّمَا يُعَلّمُهُ بَشَرٌ لّسَانُ الّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيّ وَهَـَذَا لِسَانٌ عَرَبِيّ مّبِينٌ) أية 103 سورة النحل . فكل كتب أهل الكتاب العرب كانت بالأرامية والعبرانية واليونانية ولم تترجم إلي العربية إلا بعد وفاة رسول الله بأربعة قرون . ثالثا:لابد أن لا يدع صحيفة من صحف أهل الكتاب إلا وقرأها سراً,مع أن عدد هذه الكتب كبير جداً,بينما عدد النسخ من الكتاب الواحد كان قليلاً لأن النسخ كان يدوياً,بالإضافة لحرق الكتب على أيدي الأباطرة,ولم تصبح معروفة لدينا إلا عبر وقت طويل جداً,كذلك لم تكتشف في مكان واحد ولا تتبع طائفة واحدة,كما أن حجم الكتاب في الماضي كان كبيرا وعلى هيئة قراطيس فيستحيل تداولها سراً,وكما ذكرنا في صورة الهيمنة الثانية كان هناك العديد من الكتب التي أخفيت عمدا مثل المخطوطات المكتشفة حديثا,كمخطوطات البحر الميت وإنجيل تراتيل الحمد والشكر الذي نحن بصدده,ومافيه من صفات له ولدين الإسلام,ولا يفوتنا أنه صلى الله عليه وسلم قد نشأ في بيئة بدوية بسيطة والكل يعرف بعضه,وهي بيئة غير علمية أو حضارية. (تِلْكَ مِنْ أَنْبَآءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَآ إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَآ أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـَذَا فَاصْبِرْ إِنّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتّقِينَ) أية 49 سورة هود . رابعا:أستحالة إستبعاد صلى الله عليه وسلم التفاصيل غير المنطقية من هذه الكتب بل ويصححها وهو ليس من أحبار أهل الكتاب – كما ذكرنا فى الصورتين الثالثة والرابعة للهيمنة .

(أَفَلاَ يَتَدَبّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً)أية82 النساء. خامساً:إستحالة فصله صلى الله عليه وسلم بين الكتب المختلفة حول القضية الواحدة وهو راعي الغنم البسيط في بيئة أمية جاهلة وليست من أهل الكتاب . سادساً:إستحالة جمع صلى الله عليه وسلم من هذا الكتاب ما يستقيم مع ذلك ثم عرض كل قصة في موضوع محدد ولغرض معين وفى موضع مناسب, ثم عرض كل ذلك في صورة بيانية معجزة بعد إضافة تفاصيل لم تكتشف إلا بعد موته بقرون سابعاً:إستحالة أضافة صلى الله عليه وسلم إلى القرآن نبؤاته بالغيب كانتصار الروم في بضع سنين وضمن تحقيقها في وقت كانت هي أبعد ما تكون عن التحقيق . ثامناً:يستحيل عليه صلى الله عليه وسلم أن يضيف إلى القرآن أنواع الإعجاز العلمي والتشريعي والتاريخي,وهو ليس في مقدور البشر قديماً وحديثاً – كما هو معروض ومعروف في المؤتمرات الخاصة بذلك الأن . تاسعاً:هل علم صلى الله عليه وسلم صفات وألقاب النبي المنتظر فخطها في القرآن لنفسه,ثم تحكم في مسار حياته حتى تطابق مع ذلك النبي المنتظر ….إنه فرض يترتب عليه المحال ولو كان هناك مستحيل واحد في التاريخ البشرى لكان افتراض افتراء القرآن هذا (وَمَا كَانَ هَـَذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَىَ مِن دُونِ اللّهِ وَلَـَكِن تَصْدِيقَ الّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رّبّ الْعَالَمِينَ) أية37 سورة يونس . (وَإِنّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لاّ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)أية42 سورة فصلت . ما ذكرناه آنفا يحتم التصديق بنبوة رسول الله محمد والكتاب المنزل عليه,فرسول الله هو الصادق بشاهدة أعدائه من قومه قبل أصدقائه صلى الله عليه وسلم . وهكذا يكون قد فهمنا معني البشارة السابقة بالمخطوطات التي تصف هذا الأمي الذي لايعرف شيئاً وقد أصبح يعرف الكتب الثلاث,وهذا من خلال هيمنة الكتاب المنزل عليه علي الكتب السابقة وإشتماله علي الحق الذي فيها والذي غاب عنها .

ــــــــــــــــــ الدليل الثاني والعشرون:- البشارة بملك النبي الخاتم ( ملكيصادق) النص بالإنجليزية من مخطوطات البحر الميت: الرقعة 4Q13 وهي من الرقع التفسيرية لنصوص من العهد القديم، والنص هو كما أورده مايكل وايز:


“ the interpretationis that it applies {to the L}ast days and concern the captives, just as {Isaiah said: “To proclaim the jubilee to the captives” (Isa. 61:1)….just} as {…} and from the inhheritance of Melchizedek, f[or…Melchize]dek, who will return them to whatis rightfully theirs. He will proclaim to them the jubilee, thereby releasing th[em from the debt of a]ll their sins. [He shall pro]claim this decree in the first week of the jubilee period that follows nine jubilee period. Then the day of Atonement shall follw after the tenth jubilee period , when he shall atone for all the Sons of [light] and the pepole who are predestined to M elchizedek. Upon them for this is the time decreed for “the year of Melchizedek,s favor “ (Isa.61:2,modified) ,and by his might he will judge God,s holy ones and so establish a righteous kingdom , as it is written about him in the Songs of David .. Therefore Melchizedek will thoroughly prosecute the vengeance required by God’s statutes. Also he will deliver all the captives from the power of Belial, and from the power of all the spirits predestinded to him.. The vi(sitation) is the day of (salvation) that He has decreed through Isaiah the prophet (concerning all captives), in as much as scripture says. How beautiful upon the mountains are the feet of the messenger who announces peace, who brings good news, who announce salvation, who says to Zion your divine being reigns” ( Isaiah 52:7) This screpture’s interpretation :” the mountains are the prophets they who were sent to proclaim God’s truth and to prophesy to all Israel. The messenger is the annointed of the spirit, of whom Daniel spoke, (“ After the sixty-two weeks, an Annointed one shall be cut off”( Daniel 9: 26) The” messenger who brings good news, who announces salvation “ is the one of whom is written ,( “ to proclaim the year of the Lord’s favor, the day of vengeance of our God) to comfort all who mourn” ( Isaiah 61:2). This screpture’s interpretation : ( He is to instruct them about all the periods of history for eternity .. and in the statutes of the truth (…) dominion that passes from Belial and return to the sons of Light .. by the judgement of God just as written concerning him, (“Who says to Zion “ Your divine being reigns ” ( Isaiah 52:7) (“ Zion is the cngregation of all the sons of righteousness , who uphold the covenant and turn from walking in the way of people.” Your divine being “ is Melchizedek, who will deliver them from the power of Belial

ويمكن ترجمة النص مع إضافة فقرة في بداية النص غير موجودة إلا بنسخة ترجمة مخطوطات البحر الميت لسهيل ذكار فيكون ترجمتها كالتالي:- ( يبرئ كل صاحب دين يده مما أقرض صاحبه,لايطالب صاحبه ولا أخاه لإنه نودي بإبراء الرب)- التثنية15/2- وفي آخر الأيام المتعلقة بالأسرى كما ذكر ذلك إشعيا:" لتعلن اليوبيل للأسرى" اشعيا61: 1 تماما.. لينادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق ومنذ توريث ملكيصديق أو الملك الصادق Melchizedek.. ( انقطع النص)..... فملكيصادق الذي سيعيدهم الى ماهوحق لهم،وسيعلن لهم اليوبيل فيطلقهم من إصر ذنوبهم كلها. وسيعلن هذا القرار في الإسبوع الأول من فترة اليوبيل (الخمسينية أو فترة الخمسين عاما) الذي يتبع اليوبيل التاسع، فهنالك يأتي يوم المغفرة بعد فترة (أو نهاية اليوبيل العاشر كماوردت بترجمة ا.د سهيل ذكار) عندما يتوب على أبناء النور والناس الذين قُدِّروا ليتبعوا الملك الصديق.. فهذا هو الوقت الذي قُضي ليكون عام الفضل لملكيصادق، وبهذا فسيقضي لقديسي الله ويقيم المملكة الصالحة كما كان قد كتب عنه في تسابيح ( أناشيد) داود، ولذا فإن ملكيصادق سيقوم بالإنتقام التام كما شرعته شريعة الله، وسيحرر الأسرى من قبضة ابليس، ومن الأرواح المتعلقة به،ويوم الزيارة هو يوم الخلاص الذي تكلم عنه النبي اشعيا فيما يخص كل الأسرى،كما تقول التوراة ( أو نصوص الوحي). ما أجمل على الجبال قدمي الرسول وهو يعلن السلام، ويقدم الأخبار الطيبة، ويعلن الخلاص، ويقول لصهيون إلهك هو الذي يحكم ( اشعيا 52: 7). هذا التفسير :" الجبال هي الأنبياء وهم الذين أرسلوا لأعلان الحقيقة عن الله وليتنبؤا لبني اسرائيل، والرسول هو المختار ( أو المسيح) من الأرواح، الذي تكلم عـنه دانيال " وبعـد اثني وستين اسبوعا فـإن مخـتارا سيقطع" ( دانيال 9: 26) ( هو) الرسول الذي سيأتي بالأخبار الطيبة، ويعلن الخلاص،وهو الذي كتب عنه " وليعلن سنة تفضل الربّ، ويوم انتقام الهنا" وليخفف عمن يحزنون" ( اشعيا 61: 2), وهذا تفسير النص: " هـو الذي سيعلمهم عـن كل الفترات الزمنية للخلود.. ( انقطاع بالنص المتاح!).. وعن وصايا أو شرائع الحق.. والغلبة التي ستنتقل من ابليس الى أبناء النور.. بقضاء الله تماما كما كتب فيما يخصه " الذي قال لصهيون يحكمك إلهك" ( اشعيا 52: 7) صهيون هي تجمع كل أبناء النور الذين تمسكوا بالعهد، وهجروا الطرق التي عليها الناس، :" الهك يحكمك" هو ملكيصديقي الذي سيخلصهم من قوة ابليس ..) التعليق:

هذا تفسير كتبه أصحاب مخطوطات البحر الميت لبعض مقاطع من كتب الأنبياء الملحقة بالتوراة,وفيها بشارات جديدة غير موجودة بالتوراة الحالية,ولكنها موجودة في حديث و خطبة رسول الله عن الطلقاء من الأسر في فتح مكة وخطبته بعرفة في حجة الوداع,وسنري المعجزة في تطابق بعض الفقرات والأحكام المذكورة في هذه الأحاديث مع بشارة مخطوطة ملكيصادق السابقة .

- روى البخاري رحمه الله في صحيحه عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق ( كلها أيام متتالية من 9- 13 ذي الحجة) هنّ عيدنا أهل الإسلام، هن أيام أكل وشرب. ويوم عرفة هو أعظم الأيام لدى المسلمين،وصومه كفارة لعامين،عام قبله وعام بعدة، فهو فعلا يوم الكفارة ويوم العتق من النار ويوم المغفرة لدى المسلمين، وفي هذا السياق أذكر هنا ما رواه البخاري أيضا عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مامن يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة.."، وقد روى البخاري كذلك في صحيحه: " قال رجل من اليهود لعمر يا أمير المؤمنين لو أن علينا أنزلت هذه الآية اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا لأتخذنا ذلك اليوم عيدا، فقال عمر إني لأعلم أي يوم نزلت هذه الآية نزلت يوم عرفة في يوم جمعة " أي في السنة العاشرة للهجرة عام حجة الوداع .. فهذا هو يوم المغفرة والعتق.. وتمّ في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة العاشرة لهجرته.. - فتح مكة كان عنوة فأصبح أهلها في حكم المأسورين,ولكن رسول الله صلي الله عليه وسلم أطلقهم فكانوا هم الطلقاء,كما ورد تسميتهم بذلك في صحيح مسلم من حديث أم سليم بيوم حنيين برقم 1809. - خطب رسول الله - عليه الصلاة والسلام – بعرفة في تلك الجموع العظيمة فقال "إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع،ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث,كان مسترضعاً في بني سعد فقتلته هذيل،وربا الجاهلية موضوع وأول ربا أضع ربانا ربا عباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله، فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب الله، وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت، فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: اللهم أشهد، اللهم أشهد، ثلاث مرات" رواه مسلم 1218 وللقاريء أن يعجب من دقة هذه البشارة وتوافقها مع الأحاديث النبوية عن فتح مكة ويوم عرفة وحجة الوداع . التفسير - فهذا الملك النبي سيعلن الحرية للناس في يوم الكفارة في نهاية اليوبيل العاشر أي بعام العيد الأكبر وذلك بإعلان كمال الدين وتمام النعم ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا).. فبترجمة أ.د سهيل ذكار( أنه أمر يخصهم وفيه جوائز لهم) وهذا يعني البشارة والجائزة لهم بكمال الدين,وهي ممكلة الله التي بشر بها موسي وعيسي من قبل كما رأينا,ففيها يوم الغفران أو إن شئت يوم الكفارة بيوم عرفة,وهو الحج الذي يرجع منه المسلم خالص من الذنوب كيوم ولدته أمه كما أخبر رسول الله عن الحج المبرور,وهذا الحج الذي شهده الرسول عليه الصلاة والسلام في تجمع ضخم مع مائة ألف من المسلمين.. يستحق بكل تأكيد أن تشير اليه النبوات السابقة,لتبشر المؤمنين الصابرين المشردين أن مملكة الله قادمة . فالمقصود باليوبيل هو يوبيل العام نظراً لعظم قدر مليكيصادق وأعوامه,فهذا التفسير متوافق مع المذكور بهذه المخطوطة من أنه بنهاية اليوبيل العاشر,وبالفعل يوم عرفة هو بنهاية العام العاشر للهجرة بشهر ذو الحجة . - قد ذكرت بشارة ملكيصادق العفو عن الديون,وكماهو معلوم وصف اليهود للربا وإعتباره من الدين والتجارة الحلال,فوضع رسول الله نهاية المطالبة به في يوم عرفة . - وذكرت البشارة رسول الله يوم توريثه مكة المكرمة بفتحها,وقيامه وقتها بعفوه عن المأسورين والمسبيين بالإطلاق,والعظيم في هذه البشارة ذكر نفس اللفظ المستخدم في الحديث النبوي (الطلقاء) والتي فعلها بالإطلاق كمافي المخطوطة . - وذكرت هذا اليوم العظيم في تاريخ الإسلام بل في تاريخ البشرية ( يوم الغفران ويوم إعلان اكتمال الإسلام,يوم عرفة والحج الأكبر) وذكرت معه توبة الله على المؤمنين من أتباع الملك النبي المنتظر . - وذكرت كذلك أن وقت ذلك سيكون نهاية أجل هذا النبي المختار,لإنه سيقطع بعد إثنتين وستون عام,أي في العام الثالث والستون,وهذا بيان بأن هذا الموقف هو موقف وداع وسينتهي أجله من بعده,وهذا ماحدث بالفعل مع رسول الله صلي الله عليه وسلم,وهذا أيضاً من التوافق العظيم في بشارة مخطوط ملكيصادق,فهي قد وصفت الموقف وصف ضمني بأنه موقف وداع,وفي السيرة النبوية كماذكرنا يسمي هذا الموقف بحجة الوداع . - ذكرت البشارة كذلك خلاص القدس وحكمها بحكم الله(ما أجمل على الجبال قدمي المبشر وهو يعلن السلام، ويقدم الأخبار الطيبة، ويعلن الخلاص، ويقول لصهيون إلهك هو الذي يحكم)وهذه خاصة بأميرالمؤمنيين عمربن الخطاب رضي الله عنه كما سنذكر ذلك لاحقاً في الأدلة التالية .

الدليل الثالث والعشرون:-

صفات بيت الله المكي بمخطوطات قمران

يقول الله سبحانه

{ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ } سورة البقرة أية 144 برغم أن الأمر خاص بتغيير قبلة المسلمين إلا أن التعقيب من الله سبحانه بقوله (وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) يبين هذا التعقيب الإلهي,أنهم يعلمون من كتبهم أمر تغيير القبلة للمسجد الحرام بمكة المكرمة لتكون للناس كافة,والأن نستعرض ذلك من مخطوطاتهم القديمة بقمران البحر الميت وكذلك من الكتاب المقدس الحالي .

(هذا هو البيت الذي لايدخله النجسون ولايدخله إلا المختونون ولايدخله العموريون ولاالمأبيون ولاالمولّدون ولا الأجانب ولا الغرباء إلي الأبد,لأن المقربين المقدسين سيكونون له دوماً.وسوف يدوم مجده إلي الأبد,وسيظهر مجده فوقه بشكل دائم,ولن يعيث به الأجانب كما عاثوا في حرم بني إسرائيل في الماضي بسبب ذنوبهم ولقد قضي الرب أن يُبني له حرم لنفسه حيث هناك تخرج أعمال الشريعة كما يخرج دخان البخور ورائحته) مخطوط مدراش حول الأيام الأخيرة/ترجمة المخطوطات /أ.د.سهيل زكار فبيت الله بمكة المكرمة محرم أن يدخله النجسون في إشارة لأية التحريم الخاصة بمنع المشركين من دخوله,وهذه الأية هي التي نزلت بعد فتح مكة (إنما المشركون نجس فلايدخلوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا) ولايدخوله إلا المختونون في إشارة بالطبع للمسلمين وليس المسيحيين الغرل,ولا اليهود فهو ليس هيكلهم ولاحرمهم كما أشار معني النص(كما عاثوا في حرم بني إسرائيل في الماضي بسبب ذنوبهم ولقد قضي الرب أن يُبني له حرم لنفسه) ولن يعيث به الأجانب المشركين والكفار,فالأجانب بالفعل لم يغزو مكة علي مدار التاريخ,فلم يدخل مكة المكرمة حتي الأن غير جيوش المسلمين وذلك حتي قيام الساعة,وسيظهر مجده فوقه بشكل دائم,وهذا يعني الحديث عن البيت المعمور الذي يطوف به الملائكة فوق سماء الكعبة والمسجد الحرام بمكة المكرمة .

فقد ثبت في الصحيحين أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال في حديث الإسراء‏:‏ ‏( ‏ثم رفع بي إلى البيت المعمور,وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألفاً لا يعودون إليه آخر ما عليهم ‏)‏ ‏"‏هو جزء من حديث طويل في الإسراء أخرجه الشيخان‏" ‏يعني يتعبدون فيه ويطوفون به كما يطوف أهل الأرض بكعبتهم،وهو كعبة أهل السماء السابعة، وفي كل سماء بيت يتعبد فيه أهلها ويصلون إليه . وقال قتادة و السدي‏:‏أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال يوماً لأصحابه‏:‏- هل تدرون ما البيت المعمور‏؟‏‏ قالوا‏‏اللّه ورسوله أعلم قال‏:‏- ‏فإنه مسجد في السماء بحيال الكعبة لو خر لخر عليها(يعني فوق الكعبة) يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم‏ .

ولابن مرديه عن بن عباس نحوه وزاد (وهو علي مثل البيت الحرام,لوسقط لسقط عليه) من حديث عائشه ونحوه بإسناد صالح .

وقال ابن عباس‏:‏ البيت المعمور هو بيت حذاء العرش (أي محاذي له)تعمره الملائكة،يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة ثم لا يعودون إليه،وكذا قال عكرمة ومجاهد وغير واحد من السلف‏. وفي سفر تكوين أبوغرفاوي بالمخطوطات /ترجمة المخطوطات /أ.د.سهيل زكار نجد إبراهيم عليه السلام يتحدث عن رحلته فيقول:- ((وظهر لي الرب في رؤيا الليل,وقال لي (إذهب إلي رامات حازور,وهي شمال بيت إيل المكان الذي تسكن به,ثم إرفع عينيك وأنظر شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً لتري تلك البلاد التي وهبتك إياها ولذريتك من بعدك إلي الأبد) ومضيت في الصباح التالي إلي رامات حازور,ومن ذلك المكان العالي شاهدت الأرض إعتباراً من نهر مصر إلي لبنان وسنير,ومن البحر العظيم إلي حوران,وجميع أراضي الجبال حتي قادش,وجميع الصحراء العظيمة شرقي حوران وسنير حتي الفرات,وقال لي(سأعطي هذه البلاد لذريتك حتي يمتلكوها إلي الأبد,وسوف أضاعف عدد ذريتك بعدد رمال الأرض التي لايستطيع أحد أن يعدها فلايستطيع أحد أن يعد عدد ذريتك,إنهض وأنظر في طول البلاد وعرضها لأنها لك,وبعدها ستكون لذريتك إلي الأبد)وأنا إبراهيم رحلت وبدأت بالتجول لأري الأرض,وبدأت في رحلتي في نهر جيحون,وسافرت علي شاطئ البحر حتي وصلت إلي جبل العجل(طورس) وبعدها رحلت من ساحل البحر المالح العظيم تجاه الشرق من جانب جبل العجل عبرعرض البلاد حتي وصلت إلي نهر الفرات,ثم سافرت علي طول نهر الفرات حتي وصلت إلي البحر الأحمر(الخليج العربي) في الشرق ثم سافرت علي طول البحر الأحمر حتي وصلت إلي لسان بحر القصب (البحر الأحمر) الذي يخرج من البحر الأحمر,ثم تابعت طريقي في الجنوب حتي وصلت إلي نهر جيحون,وبعد ذلك عدت إلي بيتي بسلام,ووجدت كل شيء هناك علي مايرام,ثم ذهبت لأسكن في قرب بلوطات ممرا,والتي هي في الشمال من حبرون الخليل )) لقد تم تحريف هذا النص بالحذف لمواضع كثيرة منه في التوراة الحالية,فتم حذف كل مايشير لسكن إبراهيم عليه السلام قرب بيت إيل وقت هذه البشارة للأمة الوارثة وتم حذف خريطة إتجاهات تحرك وسفر إبراهيم عليه السلام كذلك,حتي لاتحدد مكان بيت إيل ومن ثم يسهل التعرف عليه من قبل القارئ بأنه بيت الله الحرام بمكة المكرمة في جنوب الجزيرة العربية,وتم حذف المكان العالي المسمي برامات الذي وقف عليه إبراهيم عليه السلام,لإن ( رامات ) قريبة باللفظ من (عرفات) وربما معني (رامات) بالعبرانية القديمة هي (عرفات) لاسيما أن من مناسك الحج للمسلمين هو الوقوف بنفس المكان العالي بجبل عرفات بمكة المكرمة,ومعروف أن معظم مناسك الحج هي إحياء لسيرة إبراهيم عليه السلام بمكة المكرمة,كما قال رسول الله عن السعي بين الصفا والمروة أنه سعي الناس كما سعت هاجر عليها السلام بنفس الأشواط السبعة في البحث عن الماء لماتركهم إبراهيم عليه السلام هي ووليدها إسماعيل ثم ظهر الملاك وحفر البئر بعقبه,فحينئذ ذهبت وشربت وسقت الغلام,فالشرب من زمزم بعد إنتهاء الحاج والمعتمر من السعي بين الصفا والمروه هو الترتيب الشرعي في مناسك الحج والعمرة بعد إنتهاء هذا السعي,وهكذا معظم مناسك الحج ماهي إلا إتباع لسيرة إبراهيم عليه السلام وأل إبراهيم بمكة وبيت الله الحرام وهي موجودة عند مشركي العرب قبل الإسلام بقرون عديدة . نهر جيحون هو علي مايبدو (وادي العقيق المبارك) الجاري بسيول الأمطار ويمر بالمدينة المنورة,وإمتداداته من الجنوب علي طول جبال الحجاز مروراً بمكة المكرمة,ولعل سير إبراهيم عليه السلام به والعيش بسفره علي ضفاف خيراته هو سبب تسميته بالوادي المبارك من قبل رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم . وفي جميع الأحوال مع النص سيكون بيت إيل بالجنوب قريب من البحر الأحمر وبالجزيرة العربية,لإنه لم يرد ذكر عبوره للبحر الأحمر بل سفره كان سيراً وتجوال علي شاطئه كماببداية النص,وبهذا يستحيل أن يكون بيت إيل بأي مكان بفلسطين بل هو بدون شك بمكة المكرمة جغرافياً .

والأن مع نفس النص السابق بالتوراة الحالية,ولكن بعد تقليمه من قبل المحرفين حتي يكون متقارب إذا إدعي اليهود أو النصاري أن المعني بالنص هو الأرض المقدسة بفلسطين فقط . ( وقال الرب لابرام بعد اعتزال لوط عنه,ارفع عينيك وانظر من الموضع الذي انت فيه شمالا وجنوبا وشرقا وغرب, لان جميع الارض التي انت ترى لك اعطيها ولنسلك الى الابد,واجعل نسلك كتراب الارض حتى اذا استطاع احد ان يعد تراب الارض فنسلك ايضا يعد, قم امش في الارض طولها وعرضها لاني لك اعطيها. فنقل ابرام خيامه واتى واقام عند بلوطات ممرا التي في حبرون وبنى هناك مذبحا للرب ) التكوين الإصحاح 13 الفقرة 18:14 لماذا بيت إيل وليس بيت الله :-

بيت إيل الذي يسكن به إبراهيم عليه السلام والذي نزل فيه الوحي علي إبراهيم بميراث الأمة الخاتمة,يقع في الجنوب من الجزيرة العربية وهذا واضح ومذكور باللفظ في أول المقطع وأخره بنص المخطوطات السابق,وبيت إيل مذكور كذلك عدة مرات بالكتاب المقدس الحالي مع تحريفه بدون علامات جغرافية أو شرعية أو توضيحية لهذا البيت .

عبارة (بيت إيل) مُكونة من كلمتين : بيت ( ביה ) بمعنى البيت فى العربية والكلمة الثانية هى إيل ( אל ) والألف هنا مكسورة كسرة طويلة تستوجب ظهور حرف الياء بعدها فتنطق إيل,وكلمة إيل عبارة عن اسم قديم للإله الأسمى (الله) سبحانه الذى كان يعبده إبراهيم r . وهذا الاسم كان يعرفه العرب القدماء الأكاديون والأشوريون والأراميون,وكانت الأسماء تنسب إليه فيقولون إسماعيل وإسرائيل,وفى أسماء الملائكة نجد جبرائيل و ميكائيل,ومن الكتب الإلهية إنجيل والأمر المستغرب الذى يهمنا هنا,هو أنَّ مترجمى النسخ العربية للكتاب المقدس يكتبون لفظ الجلالة الله بدلا من كلمة إيل فى مواضع دون أخرى سواء التوراة الحالية أو توراة مخطوطات البحرالميت وهذا أمر يُثير الدهشة ويدعو إلى التساؤل لمعرفة السبب في الكيل بمكياليين لإسم الله سبحانه..!!

سأذكر هنا بعض الأمثلة الدالة على أنهم كتبوا اسم الجلالة الله بدلاً من إيل فى نصوص النسخ العربية الحديثة للكتاب المقدس :- - ففي التوراة الحالية إستبدلوا اسم الإله إيل الذى ترائى لإبراهيم فى نصّ ( تك 17 : 1 ) باسم الجلالة الله,حيث قال له : " أنا هو الله القدير " وفى الأصل العبرى إيل وقد ترجموها إلي لفظ الجلالة الله راجع نسخة كتاب الحياة ونسخة الكاثوليك ونسخة الآباء اليسوعيين . - واستبدلو اسم الإله إيل الذى نادته السيدة هاجر فى نصّ ( تك 16 : 13 ) فقالوا على لسانها : " أنت الله الذى يرانى " وفى الأصل العبرى إيل وقد ترجموها إلي لفظ الجلالة الله راجع النسخ الثلاث كتاب الحياة والكاثوليك والآباء . - وفى وصية إسحاق إلى إبنه يعقوب عليهما السلام فى نصّ ( تك 28 : 3 ) قالوا على لسانه : " والله القدير يباركك " وفى الأصل العبرى إيل وقد ترجموها إلي لفظ الجلالة الله . راجع أيضا النسخ الثلاث السابق ذكرها . وراجع مبحث اسم الله فى الكتاب المقدَّس وذلك فى كتابى " معالم أساسية فى الديانة المسيحية " . - وقالوا عن الإله الذى ترائى ليعقوب عله السلام وباركه وغيَّر اسمه إلى إسرائيل فى نصّ ( تك 35 : 11 ) أنه قال : " أنا هو الله القدير " . وفى الأصل العبرى إيل وقد ترجموها إلي لفظ الجلالة الله . راجع أيضا النسخ العربية الثلاث المذكورة سابقا . هذا هو الإله المذكور فى نصّ ( تك 28 : 13 ) الذى ترائى ليعقوب فى الحلم قائلا له : " أنا الله إله أبيك إبراهيم وإله إسحاق " وفى الأصل العبرى نجد الاسم إيل وقد ترجموها إلي لفظ الجلالة الله . ربما ينجلى الأمر شيئا ما عندما نجدهم يكتبون اسم الإله الذى كانت تعبده السيدة هاجر أم إسماعيل عليهم السلام فى نصّ ( تك 16 : 13 ) بالإله ( إيل) كما هو موجود فى الأصول العبرية بدون ترجمة هذه المرة . وأما إله السيدة سارة يكتبونه فى نصّ ( تك 21 : 2 ) ( الله ) وهو موجود بلفظ (إيل) في نفس كتاب التوارة كماهو مكتوب لإسم السيدة هاجر عليهما السلام . هنا أظن قد ظهرت المؤامرة الدنيئة في الترجمة الخائنة,فهم مافعلوا فعلتهم هذه إلا لكي يفرقوا باللفظ بين إله هاجر وإله سارة,حتي يتوهم القارئ البسيط أن السيدة هاجر عليها السلام كانت كافرة مشركة وتعبد إله غير الله سبحانه إسمه (إيل) خزاهم الله المفترين الحاسدين,ولمزيد من التفصيل لذلك الأمر المثير تجده فى كتاب " لا إله إلا الله فى الكتاب المقدس " . وهنا توجد نفس المؤامرة الدنيئة في الترجمة الخائنة,لاسيما أن الأمر متعلق هنا بـ بيت الله الحرام,فنجدهم يكتبونه على أصله العبرى بيت إيل,مع أنَّ إيل عندهم هو الله سبحانه كماذكرنا,وحادوا عن الترجمة الصحيحة بقصد ورفضوا(بيت الله) حتى لا يثيروا الشبهات بين العامة وأنصاف المثقفين ....... فيدركوا أن المقصود هو بيت الله الكعبة بمكة المكرمة!! من الأمثلة السابقة أعتقد أنه يسعنى ما وسعهم من ترجمتهم للإسم إيل بلفظ الجلالة الله ولا نعرف بيتا لله فى جنوب الجزيرة العربية سوى بيت الله الحرام الذى ببكة مباركا,ومن المعلوم عندهم أنَّ بيت إيل أو بيت الله هذا,ليس هو بيت المقدس حيث أن بيت المقدس بشمال الجزيرة العربية وليس بجنوبها,ثم لم يقل بذلك أحد من علماء الكتاب المقدس لا فى الشرق ولا فى الغرب,والله سبحانه وتعالى لم يكن له فى ذلك الزمان بيت آخر غير بيت الله الذى ببكة مباركا,فالمسجد الأقصي لم يبني إلا بعد ذلك بألاف السنيين في عهد سليمان عليه السلام,قال تعالى ] إنَّ أول بيت وُضِع للناس للذى ببكة مباركا [ ( 96 / آل عمران ) .

“ وأزلزل كل الأمم ويأتي مشتهى كل الأمم فأملأ هذا البيت مجداً قال رب الجنود، لي الفضة ولي الذهب يقول رب الجنود،مجد هذا البيت الأخير يكون أعظم من مجد الأول قال رب الجنود,وفي هذا المكان أعطي السلام يقول رب الجنود ” . حجيّ 2: 6 - 8 .. ينقل م.أ. يوسف في كتابه بالإنجليزية " مخطوطات البحر الميت وإنجيل برنابا والعهد الجديد" ص110 عن السير قروفري هيقين Sir Godfrey Higgins في كتابه Apocalypsis بأن إسم المسيا الذي سيأتي بعد عيسى قد ظهر في فصل 2، آية 7: " ويأتي مشتهى كل الأمم"، فالحروف العبرية هنا حمد HMD من النص العبري علق عليها قروفري هيقين بقوله :

” “ From this root, the pretended prophet Mohammed or Mahomet, had his name.” Sir Hggin says,” Here Mohammed” is expressly foretold by Haggi, and by name; there is no interpolation here. There is no evading this clear text and its meaning ..”

وهو ما يمكن أن يترجم إلي ما يلي: " من هذا الجذر – يعني كلمة حمد- فإن هاهنا إخبار واضح عن محمد بواسطة حجي ( النبي) بالاسم، وبدون أي إدخالات على النص، ولا مهرب من هذا النص الواضح ومعناه أو وما يعنيه.." فمشتهى تنطق بالعبرية حمادا، فيكون ذلك ذكراً صريحاً لاسم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالتوراة.. وهو ما أقر به المنصفون حتى من غير المسلمين كما رأينا أعلاه.. فإذا جاء حمادا أو الحماد أوالحامد أو محمّد فستـتزلزل أمم، ويقوم لله بيت بمجد هو أعظم من مجد بيت الله الأول . وعلى أي حال فقد اعتبرها عامة مفسري التوراة تبشير بأن مجيء المشتهى المنتظر الذي هو المسيا أو المصطفى قد أصبح وشيكاً..

فمتى زلزلت أمم الأرض وأتاها المنتظر؟ ومتى سقطت الممالك تحت حكم نبي تنتظره أمم الأرض ويتحدث عنه الأولون من قبل مجيئه؟ ومتى أقيم بيت الله الأخير الذي فاق مجدُه مجدَ البيت الأول بأورشليم ؟ وبني في مكان آمن لا يصله الأعداء كما اعتادوا وصول البيت الأول فدمروه مراراً.. لاشك بأن البيت الأول هو ذلك الذي بناه ابراهيم واسماعيل عليهما السلام ببكة.. فقد بني هذا البيت قبل الهيكل الذي بناه سليمان,ولكن المقصود هنا أن بيت الله بالقدس هو الذي استمرت عمارته أولاً وظلّ معموراً بالمؤمنين وبعبادةالله (رغم كل المعاصي والمخالفات) حتى جاء أمر الله بهدمه على أيدي الروم.. وكان البيت الأخير الذي عمّر بعد ذلك بالمؤمنين هو البيت الحرام ببكة المكرمة.. فلم يتم هذا كله إلا بظهور الإسلام وجعلِ البيت الحرام في مكة قبلةً للناس.. فكان مجد بيت الله الأخير أعظم من مجد بيته السابق بالقدس،التي هاجمها اليونانيون،ثم هاجمتها ممالكهم التي نشأت من بعد الإسكندر من الشمال بسوريا وممالكهم من الجنوب بمصر في هجمات كثيرة لا تكاد أن تحصى، كما هاجمها جند اليهود أنفسهم وقتلوا كثيرا من أهلها مرارا،ثم هاجمها الرومان عام 67ق م و37 ق م و70م وعام 130م حتى أزالوا أهلها عنها تماما وحرموها عليهم، وغيروا اسمها ومعالمها.. فهل نَعِم بيت الله بأورشليم بالأمن والسلام.. سواء في بنائه الأول الذي دمره نبوخذنصر أم في بنائه الثاني الذي جاء مع خوف ومذابح لم تنقطع طيلة القرون حتى أزيل البيت تماما على أيدي الرومان،ولم يجيء بناؤه الثاني في عصر الفرس إلا بسيطا مخيبا لآمال,فلم يتمتعوا بعد أكتمال بنائه وأمنه أكثر من عشر سنوات حتى أزاله الرومان تماما عام 70م .

أنه فقط البيت الأخير ببكة هو الذي زاد بهاؤه على البيت الأول بأورشليم,وقد نعم بالأمن والسلام الدائمين.. ولينظر القارئ هل يجد مثل هذا الجمع العظيم من الناس على وجه الأرض يجتمعون كل عام لأيام عديدة ( بالحج وبرمضان، خاصة في العشر الأخيرة منه) موحدين لله.. ساجدين راكعين.... فهل يُرى إلا بهاء ومجدا وعظمة لم يُري من قبل! .. وأي بيت لله هو أبهى من البيت الأول الذي بناه سليمان إلا أن يكون بيت الله الذي أقيم بمكة.. فالنص مبشرا ببيت لله قادم هو أعظم وآمن من البيت الأول الذي يعاصرونه عند نزول التبشير.. إنه التبشير بقيام البيت الحرام بـ"الأرض الحرام" بـ" أقدس بقعة على الأرض".. وقد تحقق بمجيء المصطفى المنتظر محمد ( الحمادا) رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وغني عن الإعادة هنا تذكير القاريء أن البشارة لا تنطبق بأي حال على المسيح عيسى عليه السلام لا من قريب ولا من بعيد.. “ قومي استنيري لأنه قد جاء نورك ومجد الرب أشرق عليك، لأنه ها الظلمةُ تغطي الأرضَ والظلامُ الدامسُ الأممَ، أما عليك فيشرق الرب ومجده عليك يُرى، فتسير الأمم في نورك والملوك في ضياء إشراقك,إرفعي عينيك وانظري حواليك، قد اجتمعوا كلهم، جاءوا إليك، يأتي بنوك من بعيد وتحمل بناتك على الأيدي.. لأنه تتحول إليك ثروة البحر ويأتي إليك غنى الأمم تغطيك كثرة الجِمال بُكرانُ مديان وعيفة، كلها تأتي من شَبَا تحمل ذهباً ولُباناً وتبشر بتسابيح الرب، كل غنم قيدار تجتمع إليك، كباش نبايوت تخدمك، تصعد مقبولةً على مذبحي وأزين بيت جَمالي,مَن هؤلاء الطائرون كسحاب وكالحمام إلى بيوتها، إن الجزائر تنتظرني وسفن ترشيش في الأول لتأتي ببنيك من بعيد.. وبنو الغريب يبنون أسوارك وملوكهم يخدمونكِ.. ” .. إشعيا 60.

فالنص السابق برغم أنه بالتوراة الحالية المحرفة إلا أنه يتحدث بوضوح عن حجٍّ الأمم واجتماعها إلى أرض مقدسة أشرقَ عليها النورُ,فأتتها قوافل الحجيج بجِمالها الكثيرة من كل جهة من مدين ومن سَبأ ومن غيرها.. بل منهم من جاء طائرا كطيران السحاب والحمام! وهناك قدمت الأضاحي من كباش بني إسماعيل ( أو بني قيدار) وهناك صار مجد البيت الأخير للأبد وأعظم من مجد البيت الأول,ولم يتحقق مثل هذا الحج الديني إلا من خلال حج المسلمين السنوي إلى مكّة والأراضي المقدسة حولها.. فهناك تجتمع الملايين من الأمم، وهناك يُضحى بمئات الآلاف بل ربما الملايين من الأغنام سنوياً قربةً إلى الله وقد مرّ ما يقرب من ثلاثة آلاف عام من عمر هذه البشارة ولم يتحقق مثل هذا الحجّ المُميز بذبح الأمم المتعددة مجتمعة للأضاحي الكثيرة تقربا إلى الله عزوجلّ.. لم يتحقق مثل هذا الحج المميّز بالبيت العظيم واجتماع الأمم المختلفة المهتدية بنور الهدى الرباني، وبقدوم الأمم ( من الشمال) من مديان وحيفا (النص الإنجليزي) و( من الجنوب) من سبأ، ومن البحار، ومن كل ناحية وصوب إلا إلي بيت الله بمكة المكرمة,العظيم والعجيب أن الفقرة السابقة بهذا النص قد ذكرت معجزة غيبية واضحة وهم الطائرون القادمون لبيت الله فوق السحاب كالحمام إلي بيوتها,فالجدير بالذكر أن مطار جدة الإسلامي المخصص لإستقبال حجاج بيت الله القادمون جواً,يعتبر أكبر ميناء جوي علي مستوي العالم أجمع,إن من ينسب هذه البشارة للقدس متخبط ومخالف للواقع من نواحي شتي,فالقدس لاتقدم لها قبائل العرب قيدار ومديان وبكران وعيفة جمال وإبل وكباش للذبح ولم يحدث ذلك أبداً علي مدار التاريخ بشهادة الكتاب المقدس نفسه,لإن هذه القبائل ليست من بني إسرائيل وبالطبع هي ليس لها علاقة بالذبح للقدس من قريب أو بعيد فهي كانت علي بقايا دين إبراهيم مع إتخاذ الأصنام ألهة .


الدليل الرابع والعشرون:- فتح القدس والفاروق بمخطوطات إنجيل قمران ( كم هي منزوية ترقد المدينة,أمير الناس جميعاً مهجور,مثل إمرأة مهجورة,وبناتها جميعاً مهجورات,مثل إمرأة مهجورة من قبل زوجها,كل قصورها وأسوارها مثل إمرأة عاقر,ومثل إمرأة مغطاة جميع مسالكها,مثل إمرأة ذات مرارة,وجميع بناتها مثل نساء ينحن علي أزواجهن’مثل نساء حرمن من أولادهن الوحيدين إبك, إبك, ياقدس,تتدفق الدموع علي وجنتيها بسبب أن أولادها.......) ق179:4 / ترجمة المخطوطات /أ.د.سهيل زكار ذكر المترجم أن النص السابق مفتت جمله في أكثر من موضع,وكذلك يتضح أن نهايته لم تتم بعد بسبب هذا التفتييت,والعجيب أن هذا النص موجود مايقابله في التوراة الحالية رغم تحريفها ومع تكملة النص ببشارة مهمة للمدينة العاقر,مما يبين أنه لو كانت تكملة النص موجودة بهذا المخطوط لكانت أقوي في البشارة التي ستبشر بها بلاشك,ممايرجح أن تفتييت النص وتكملته هي عملية مدبرة من اليهود المسئولين عن هذه المخطوطات . والأن نعرض هذا النص كماهو موجود بالتوارة الحالية :- (أيتها العاقر التي لم تلد أشيدي بالترنم أيتها التي لم تمخض،لأن بني المستوحشة أكثر من بني ذات البعل قال الرب,أوسعي مكان خيمتك ولتبسط شقق مساكنك,لا تمسكي أطيلي أطنابك وشددي أوتادك،لأنك تمتدين إلى اليمين وإلى اليسار ويرث نسلك أمماً ويعمر مدناً خربة،لا تخافي لأنك لا تخزين.. ) أشعياء فصل 54 ... والبشارة نفسها للمدينة العاقر بنص ثالث بالتوارة الحالية (قسيّ الجبابرة إنحطمت والضعفاء تمنطقوا بالبأس الشباعى آجروا انفسهم بالخبز والجياع كفّوا,حتي أن العاقر ولدت سبعة وكثيرة البنين ذبلت, الرب يميت ويحيي يهبط الى الهاوية ويصعد الرب يفقر ويغني يضع ويرفع يقيم المسكين من التراب.يرفع الفقير من المزبلة للجلوس مع الشرفاء ويملكهم كرسي المجد) صموئيل الأول 8:4 والبشارة هي بعينها في نص رابع بالتوراة الحالية ويشير في البشارة بنفس العناصر السابقة ولكن مع إضافة جديدة وهي فتح أبناء المدينة العاقر للمدينة أم الأولاد مع التهليل بإسم الله والدعاء لذلك(هللويا) . 1) هللويا.سبحوا يا عبيد الرب.سبحوا اسم الرب. 2 ليكن اسم الرب مباركا من الآن والى الابد. 3 من مشرق الشمس الى مغربها اسم الرب مسبح. 4 الرب عال فوق كل الامم.فوق السموات مجده. 5 من مثل الرب الهنا الساكن في الاعالي 6 الناظر الاسافل في السموات وفي الارض 7 المقيم المسكين من التراب.الرافع البائس من المزبلة 8 ليجلسه مع اشراف مع اشراف شعبه.9 المسكن العاقر في بيت ام اولاد فرحانة.هللويا) .... الإصحاح113من المزامير كاملاً ( في ذلك اليوم يُغنى بهذه الأغنية في أرض يهوذا، لنا مدينة قوية،يجعل الخلاص أسواراً ومترسة، افتحوا الأبواب لتدخل الأمة البارة الحافظة الأمانة، ذو الرأي المُمكَّن تحفظه سالماً سالماً لأنه عليك متوكل) النص اشعيا 26: 1- 4 فالمدينة العاقر هي مكة التي لم تلد أنبياء منذ زمن إسماعيل عليه السلام .. إلا أن أبناءها في النهاية سيكونون أكثر من أبناء القدس ( بني إسرائيل) التي كانت عامرة بالأنبياء والوحي من قبل.. وسينتشر ملك أبناء مكة إلى أقاصي الأرض يميناً وشمالاً فيفتحون الأمصار ويعمرون المدن ويكون لهم الميراث من بعد بني إسرائيل.. كما حدث في التاريخ فعلاً....بل سيفتحون قدس بني إسرائيل نفسه,تلك المدينة القوية المحاطة بالأسوار المترسة والتي صعب علي المسلمين فتحها,إلا سلماً ليد أمير المؤمنيين عمر بن الخطاب كما أراد أهلها,وكما حكي النص السابق وفتحوا الأبواب لتدخل الأمة البارة وأميرها سالماً سالماً ويهللوا بإسم الله في بيت المقدس فرحين بنصر الله . ( ماأجمل علي الجبال قدمي المبشر,المخبر بالسلام,المبشر بالخير,المخبر بالخلاص,القائل لصهيون قد ملك إلهك ) مخطوط الأمير السماوي ملكيصادق وتحت عنوان (تاريخ الإيسينيين) بكتاب ترجمة المخطوطات لسهيل زكاريذكر أن (أبناء النور هم الذين سيتولون إخضاع الروم) وهذا لم يحدث إلا علي يد المسلمين عندما فتحوا القدس علي يد عمر بن الخطاب وطردوا الروم,فهم أبناء النور والهدي والحق بشهادة هذا المخطوط القمراني (قانون الحرب ق4- 285) وبهذه المناسبة نذكر أن فتح القدس وصفة أمير المؤمنيين عمر بن المخطاب والامة المؤمنة الأخيرة مذكور بمواضع أخري بالتوارة الحالية برغم تحريفها. وتسمية أمير المؤمنيين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالفاروق هو وليد ذلك الحدث ففي كتاب السريانية والعربية لسمير عبده:- (فقد كان الروم يستعبدون سكان الشام و مصر و شمال إفريقيا وهؤلاء السكان كانوا ينتقلون من الجيل الرابع إلى الجيل الأول، و يتطلعون للخلاص من حكامهم الروم,و من المشهور في التاريخ ما كان من الاستقبال الحافل الذي استقبل به أهلُ الشام عمر بن الخطاب رضي الله عنهَ,و ما كان من أن سموه "الفاروق" و تعني بالسريانية "المنقذ المخلص) والسريانية التي هي لغة المخطوطات,كانت هي لغة أهل الشام المتداولة حينئذ حتي حلت مكانها العربية بعد الفتح . فهذا الخبر السابق بهذا الكتاب اللغوي التاريخي المحض يبين تحقق بشارة ملكيصادق بالخلاص والسلام في المبشر بالخير في شخص أمير المؤمنيين ورئيسهم عمربن الخطاب رضي الله عنه . والعظيم في نص مخطوطة ملكيصادق,أنه ذكر جمال قدمي الفاتح,والجمال هنا إستحالة أن يكون جمال جسدي,فالأقدام ليست محل وصف بالجمال للرجال,فالجمال المقصود هنا هو جمال معنوي خفي لهذا الفاتح عندما دخل القدس . وبالفعل قد ظهر هذا الجمال المعنوي لقدمي عمر بن الخطاب رضي الله عنه وذلك عندما وصل لأبواب مدينة القدس التي هي علي مرتفعات جبلية كماهو معلوم فعلي جبل صهيون وجبل عمر فيمابعد الذي تسمي بإسمه,هنلك خلع أمييين أمير المؤمنيين عمر بن الخطاب حذائه,وصار حافي القدمين لما جاء في طريقه من وحل أثناء سيره .... فلم يتكبر وخلع حذائه وصار حافي القدمين يجر حماره وغلامه راكب في دوره المتقاسم بينهما أثناء سفرهما . إن أمراء الفاتحين علي مر العصور السابقة كماذكر كانوا يأتون متكبرين راكبين الخيل لابسين أحسن النعال,يمنعهم الغرور حتي من السير علي أقدامهم,ناهيك أن يكونوا حفاه ( ماأجمل علي الجبال قدمي المبشر,المخبر بالسلام,المبشر بالخير,المخبر بالخلاص,القائل لصهيون قد ملك إلهك ) مخطوط الأمير السماوي ملكيصادق . وفي سفر ( زكريا 9: 9-10) بالتوراة الحالية " ابتهجي جداً يا ابنة صهيون اهتفي يا بنت أورشليم.هوذا ملكك يأتي إليك هو عادلٌ، و منصورٌ وديعٌ، وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان. وأقطع المركبةَ من افريم والفرَسَ من أورشليم و تُقطع قوس الحرب. ويتكلم بالسلام للأمم و سلطانه من البحر إلى البحر، ومن النهر إلى أقاصي الأرض ". لقد أتي اليوم الذي فيه فتحت أبواب القدس ( أورشليم) للأمة الصالحة المؤمنة لتدخل سلماً المدينة المقدسة.. توريثاً من الله لهذه الأمة العادلة التي كانت مستضعفة ومتواضعة ( قبل إيمانها) فأُعطيت لعدلها وصلاحها النصر على الأعداء والسلام التام..

إن هذا النداء لا تستحقه أي أمة من الأمم التي دخلت القدس فحكمتها غير أمة الإسلام.. فكل الأمم التي دخلت القدس غير الأمة الإسلامية كانت أمماً وثنية إلا الصليبيين ( أثناء الحروب الصليبية)… وكلها دخلت مقاتله وبحروب دامية فأبادت المدينة وقتلت عشرات الآلاف من سكانها إلا المسلمين فقد دخلوها بسلام وأمان.. إن هذا النداء بفتح أبواب المدينة للأمة الصالحة لا يستحقه الآشوريون ولا الكلدانيون ولا الفراعنة ولا الفرس ولا اليونانيون ولا الرومان ولا أي أمة من الأمم التي غزت القدس غير المسلمين… كيف وليس منهم أحد استولى على المدينة لإقامة حكم رباني ( باسم الله) بها.. ولا يستحقه الصليبيون الذين دخلوا المدينة عنوة فقتلوا سبعين ألفا من سكانها.. كيف وهم ضآلون كما رأينا.. ولايستحقه اليهود عام 1967 فما هم بالأمة الربانية ( بل لادينية وعلمانية) ولاهم قد دخلوا المدينة سلماً.. أنه ليس غير المسلمين فُتحت لهم أبواب المدينة المقدسة طواعية وسلماً، وكان ذلك عام 638 م حين دخلوا القدس سلماً وعدلاً وورثوا معها كل فلسطين ومعظم قارات العالم المسكون.. وتأخذ بذلك هذه البشارة موضعها ضمن البشارات الأخرى المبشرة بمملكة الله ووراثة الأرض..لتفرح المدينة المقدسة بقدوم الأمة الوارثة الصالحة.. انظر هنالك لحظة استلام الميراث.. ترى هنالك ملك هذه الأمة وحاكمها قد قدمها منتصراً يحكم من البحر إلى البحر.. هو منتصر ولكنه متواضع..! يأتي راكباً على حمار بسيط..هو عادل ومشهور بالعدل.. سيضع السلام بالأرض المباركة بالقدس وبالأمم حولها.... تري متى وقع هذا خلال تاريخ القدس ؟

مرة واحدة فقط دخلها ملك قوي، يحكم من البحر إلى البحر... منتصر ولكنه متواضع، يدخل المدينة المقدسة مسالماً حافي القدمين,وماأجملهما لدلالتهما علي تواضعه وعلى حمار بسيط راكب غلامه وهو الأمير ويجره لدوره في الركوب.. هي تلك المرة التي دخل فيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه القدس..

كل الملوك اللذين دخلوا القدس خلال تاريخها الطويل كله,قد دخلوها باستكبارٍ وتجبر وأبهة وغرور..... فاستباحوا الحرمات،وهتكوا الأعراض، وأراقوا الدماء.. وحقاً لم يدخل هذه المدينة متواضعاً على حمار - من الملوك - غير عمر بن الخطاب.. ومن المعلوم تاريخياً أنّ عمر لم يأتِ مدينة القدس من ذات نفسه لتتحقق فيه هذه البشارة،فهو لا يعرف عنها شيئاً..... وإنما كان قدومه بطلب من بطريرك القدس الذي رفض أن يفتح المدينة سلماً حتى يأتيها هذا الملك العادل.. ويُذكر أن جنود المسلمين المحاصرين للقدس,قد طلبوا من أميرهم عمر بن الخطاب القدوم إليهم من المدينة المنورة لهذا الغرض.. وعمر في الواقع ما غادر الجزيرة العربية في حياته.. لا في أيام حكمه ولا قبلها إلاّ في هذه المرة التي قدم فيها لدخول القدس.. وقدِمَ عمر من المدينة يتعاقب حماراً مع خادمه، يمشي مرة ويركب مرة.. ليس معه حرس ولا جيش، رغم امتداد حكمه من وراء الخليج إلى البحر المتوسط وجزيرة العرب حين قدومه إلى القدس وكماذكر نص التوراة الحالية حدود هذا الملك والحكم..... وحول القدس عرض عليه بعض جنود جيشه من المؤمنين حصانا,فجربه فما استقرّ عليه،وعاد إلى حماره الذي جاء به فركبه،وبه دخل القدس وهو يجر حماره والغلام في دوره فوقه,وعمر رضي الله عنه كان حافي القدمين كماقلنا لما جاء في طريقه وحل أثناء ذلك.. وسجلّ التاريخ تواضعه.. وبساطة ملبسه الذي زادت رُقعه على العشر.. وسجلّ التاريخ عدله، حتى أصبح مضرب المثل في العدل.. وسجل التاريخ انتصاراته حتى لا يكاد ينافسه على مثلها أحد في التاريخ.. فقد هزم بجيش بسيط أعظم دولتين في الدنيا في ذلك الزمان وفي وقت وأن واحد.. وسجلّ التاريخ دخوله القدس على حماره مسالماً، مؤمّناً لأهلها.. فكان دخوله القدس بحق آية من آيات الله للذين يعلمون من أهل الكتاب.. وبدخوله تحقق الوعد الإلهي بتوريث الأرض المباركة للأمة الصالحة.. وحقّ للقدس أن تبتهج وللأرض المباركة أن تفرح .. ولعل من العجيب ملاحظة الباحثين المسلمين أن الحروف الأولى من الصفات الثلاث المفصولة بحرف العطف الواو والتي وردت أعلاه في وصف هذا الملك العادل (هو عـادلٌ، و منصورٌ وديعٌ، وراكب على حمار,مع عدم الاعتداد بكلمة وديع التي لم تفصل عما قبلها بأداة العطف) أن هذه الحروف تشكل اسم عمر، فكأن بها رسالة أخرى خفية لعلماء أهل الكتاب لتكتمل عليهم الحجة وليتضح لصالحيهم البرهان،لاسما أن أملا الرموز وإشارات الحروف والتأويل كان أمر قد برعوا فيه وفهموا معناه,وقد أثبت المؤرخون تعرّف أهل الكتاب زمن عمر على هذه النبوة وأنها تعني عمراً.. يروي عزمي أبو عليان نقلا عن الواقدي أن بطريرك القدس صفرنيوس لمّا رأى عمر بن الخطاب " مسح عينيه ونظر إليه وزعق بأعلى صوته هذا والله الذي نجد صفته ونعته في كتبنا وهو من سيكون فتح بلادنا على يديه بلا محالة . ثم انه قال لأهل بيت المقدس ياويحكم إنزلوا اليه واعقدوا معه الأمان والذمة هذا والله صاحب محمد بن عبدالله ( صلى الله عليه وسلم ) ثم خرج إليه على رأس أعيانه فاستقبله عمر بن الخطاب بالترحاب والإكرام, وبناء على طلبهم كتب لهم سنة 15 هجرية 636م وثيقة الأمان التالية وهي التي عرفت ب " العهدة العمرية": (بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين، لأهل إيلياء من الأمان، أعطاهم أماناً لأنفسهم، وأموالهم، ولكنائسهم وصلبانهم، وسقيمها وبريئها وسائر ملتها، أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينتقص منها ولا من حيزها، ولا من صليبهم، ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم. ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود، وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن، وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوص، فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم، ومن أقام منهم فهو آمن، وعليه مثل ما على أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم، ويخلي بيعهم وصلبهم فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعهم وصلبهم، حتى يبلغوا مأمنهم، ومن كان بها من أهل الأرض قبل مقتل فلان، فمن شاء منهم قعدوا، عليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن شاء سار مع الروم، ومن شاء رجع إلى أهله فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم، وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية )

شهد على ذلك خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعبد الرحمن بن عوف، ومعاوية بن أبي سفيان، وكتب وحضر سنة خمس عشرة"... ومن عدل عمر في هذا الموقف رفضه للصلاة في كنيسة النصارى,وذلك عندما حضر وقت الصلاة وهو مازال مع البطريرك، فعرض عليه الصلاة بها، فرفض ووضح للبطريرك أن ذلك خشية أن يأتي المسلمون في المستقبل فيحولوا موضع صلاة عمر بها إلى مسجد، فهل عرف تاريخ القدس فاتحا كمثله؟

وفي اليوم التالي من عقد الأمان دخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه القدس، ودخل معه أربعة آلاف من المجاهدين، وراياتهم تخفق فوق رؤوسهم، وكان دخوله يوم الاثنين، وأقام بها حتى يوم الجمعة،فتقدم وصلى هو وأصحابه صلاة الجمعة,بعد ما قام بتنظيف مكان بيت المقدس وهيكل سليمان وأعاد بنائه بالخشب مع صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم,ثم أذن بلال بالأذان مكبراً من بعد توقفه عن الأذان بعد موت رسول الله صلي الله عليه وسلم . تحت عنوان (تاريخ الإيسينيين) بكتاب ترجمة المخطوطات لسهيل زكار عن غيزا فيرمز بيان بأن أبناء النور هم الذين سيتولون إخضاع الروم وهذا لم يحدث إلا علي يد المسلمين عندما فتحوا القدس علي يد عمر بن الخطاب وطردوا الروم فهم أبناء النور والهدي والحق بشهادة هذا المخطوط (قانون الحرب ق4- 285) .

الدليل الخامس والعشرون:-

نحن الأمة الأخيرة بمخطوطات إنجيل قمران فى الحديث الشريف عن النبىّ الخاتم r قوله : " نحن الآخرون .. السابقون يوم القيامة " ومعنى السابقون هنا الأولون كما بينه رسول الله r فى عدة أحاديث أذكر منها هنا الحديث الذى رواه الإمام البخارى فى صحيحه أنه قال : " إنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى كرجل استعمل عمالا فقال من لى إلى نصف النهار على قيراط قيراط ..؟ فعملت اليهود إلى نصف النهار على قيراط قيراط . ثم قال : من يعمل لى من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط ..؟ فعملت النصارى من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط . ثم قال : من يعمل لى من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين ..؟ ألا فأنتم الذين يعملون من صلاة العصر إلى مغرب الشمس ، ألا لكم الأجر مرتين . فغضبت اليهود والنصارى فقالوا : نحن أكثر عملا وأقل عطاء..!! قال الله تعالى فهل ظلمتكم من حقكم شيئا ..؟ قالوا : لا .. قال الله تعالى " فإنه فضلى أعطيه من شئت " . يفهم من ذلك الحديث الشريف أنَّ الثواب على الأعمال ليس على قدر التعب ولا على جهة الاستحقاق ، ولكنه فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده . والمراد باليهود والنصارى فى الحديث هم الذين ثبتوا على دين الحق أى اليهود العاملون بأحكام التوراة حتى زمن بعثة المسيح u والنصارى العاملون بأحكام التوراة والإنجيل معاً حتى زمن بعثة النبى الخاتم r . هؤلاء هم الأجراء المؤمنون الذين يغبطون الآخرون على فضل الله,أمَّا عن اليهود الذين لم يؤمنوا بالمسيح u وبإنجيله فهم غير معنيين هنا,وأيضا النصارى الذين آمنوا بالمسيح u ولم يؤمنوا بالنبىّ الخاتم r . فهؤلاء كافرون بكتب الله ورسله . وهذه البشارة نفسها بمخطوطات البحر الميت ق4: 173 ترجمة المخطوطات /أ.د.سهيل زكار (باطل هو لكم أن تبكروا إلي القيام مؤخرين الجلوس أكلين خبز الأتعاب لكنه يعطي حبيبه نوماً) (127-2) تفسيرها هو أنهم سوف يقصدون........ معلم الحق والصلاح.......كاهناً في نهاية العصر......... برغم أن تفسير كاهن الطائفة لهذه البشارة مفتت في عدة مواضع حيوية ومهمة بالنص كماهو موضح مكانها بالنقاط المتتالية ........مما يثير شبهة التفتييت المتعمد من اليهود المسئولين عن المخطوطات,إلا إنه رغم ذلك هناك في النص ثلاث طوائف وهم( القيام والجلوس والنائمين )مع وجود خلاف قائم بين القيام والجلوس حول خبز الأتعاب ولكن الطائفة الأخيرة والأقل عملاً كمادل لفظ النوم هي المحبوبة صاحبة العطية المرضية المفضلة والتي بالطبع لن تختلف حول خبز الأتعاب,ويتضح من ذلك المثل والبشارة أن المقصود هو أمة النبي محمد صلي الله عليه وسلم والتي هي أخر الأمم,وهذه البشارة مذكورة بصورة أخري مشابهه بإنجيل متي الحالي علي رغم تحريفه فقد جاء فيه ( 20 : 1 ـ 16 ) من نسخة الكاثوليك ط 1994 قول المسيح:- " فملكوت السماوات كمثل صاحب كرم خرج مع الفجر ليستأجر عمالا لكرمه,فإتفق مع العمال على دينار فى اليوم وأرسلهم إلى كرمه . ثم خرج نحو الساعة التاسعة فرأى عمالا آخرين واقفين فى الساحة بطالين ، فقال لهم : اذهبوا أنتم أيضا إلى كرمى وسأعطيكم ما يحق لكم . فذهبوا . وخرج أيضا نحو الظهر ثم نحو الساعة الثالثة وعمل الشىء نفسه . وخرج نحو الخامسة مساءً ، فلقى عمالا آخرين واقفين هناك ، فقال لهم : مالكم واقفين هنا كل النهار بطالين ..؟ قالوا له : ما استأجرنا أحد . قال لهم : اذهبوا أنتم أيضا إلى كرمى . ولما جاء المساء ، قال صاحب الكرم لوكيله : ادع العمال كلهم وادفع لهم أجورهم مبتدئا بالآخرين حتى تصل إلى الأولين . فجاء الذين استأجرهم فى الخامسة مساءً وأخذ كل واحد منهم دينارا . فلما جاء الأولون ظنوا أنهم سيأخذون زيادة فأخذوا هم أيضا دينارا لكل واحد منهم ، وكانوا يأخذونه وهم يتذمرون على صاحب الكرم فيقولون : هؤلاء الآخرون عملوا ساعة واحدة فساويتهم بنا نحن الذين احتملنا ثقل النهار وحرَّه . فأجاب صاحب الكرم واحدا منهم : يا صديقى أنا ما ظلمتك أمَا اتفقت معك على دينار ..!؟ خذ حقك وانصرف . فهذا الذى جاء فى الآخر أريد أن أعطيه مثلك . أمَا يجوز لى أن أتصرف بمالى كيفما أريد ..!؟ أم أنت حسود لأنى أنا كريم ؟ ..... فهكذا يصير الآخرون أولين ، والأولون آخرين " انتهى فيعتبر هذا المثل الإنجيلى من بقايا الأقوال الصحيحة للمسيح u التى تناثرت على صفحات الأناجيل مختلطة بأقوال المحرفين الذين لا يعلمون,والمقصود باليوم هنا هو امتداد عمر الدنيا,أى فترة أعمال العباد فى حقل ربهم,والمقصود من قول المسيح u " ولما جاء المساء " كناية عن يوم الدين حيث يوفى العاملون أجورهم . وإن دققنا النظر فى المثل جيدا نجد أنَّ فئات الأجراء العاملون فى الحقل ثلاثة,كل فئة تشير إلى أمَّة من الأمم,فالعمال الذين تم جمعهم فى الفترة الواقعة بين الفجر وقبيل الظهر يشيرون إلى أمَّة بعينها . والعمال الذين تم جمعهم فى الفترة الواقعة بين الظهر وقبيل الساعة الخامسة ( عصرا ) يشيرون إلى أمَّة ثانية,والعمال الذين تم جمعهم فى الفترة الواقعة بين العصر ( الساعة الخامسة ) وقبيل المغرب ( المساء ) يشيرون إلى أمَّة ثالثة,تلك مفاهيم عامة فى المثل لا يختلف عليها المتفكرون ولا ينكرها إلا كل غبى جاهل معاند للحق,فالامة الأخيرة والثالثة هي الامة الإسلامية بكل مايحمل المثل من معاني ولقد ذكر رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم هذه المعاني في أحاديث كثيرة . ولكن قد خصص المفسرون الإنجيليون عمال الفترة الأولى والثانية ( من الفجر حتى الظهر ،ومن الظهر حتى العصر ) برسالة يهود بنى إسرائيل,وهذه مخالفة للنص الإنجيلي وتقسيماته,لإنهم بهذا التفسير قد دمجوا فترتين وأمتين وجعلوها أمة وفترة واحدة (يهود بني إسرائيل) والمفروض أن يكونوا لأمتين,ثم خصوا عمال الفترة الثالثة ( من العصر حتى المغرب ) بدعوة الأمم إلي المسيحية .!! وهذه مخالفة أخري لأنَّ دعوة المسيح u لم تكن لغير يهود بنى إسرائيل كماهو واضح حتي في نصوص الأناجيل الحالية المحرفة . وسبب ذلك التخبط في التفسيرهوأنهم يتجاهلون أنَّ هناك دعوة جديدة قد ظهرت للعالم منذ ألف وأربعمائة عام يسمي أصحابها بالمسلمون ..!! فالعيب ليس فى النصّ الإنجيلى ولكن فى الذين ينظرون إليه وفى أعينهم خشبة المسيح u التى أمرهم أن ينزعونها من أعينهم حتى يروا جيدا . وإلى الآن لم يستطع الجهابذة من علماء المسيحية بتجاهلهم أن يتعرفوا على الرمِز المعني فى المثل بأنهم عمال محظوظون . يقول أصحاب التفسير الحديث لإنجيل متى نشر دار الثقافة بالقاهرة ما نصّه " والنقطة الجوهرية فى هذا المثل,هى أنَّ هذه السجايا لا تتوافر إلا فى الله وحده ، وأنَّ كرمه يسمو على كرم كل فكر بشرى عن العدل,فلم يحصل أحد من العمال على أقل مما يستحقه بل إنَّ البعض أخذ أضعاف أجره,ولكن هذا الكرم كان جزاؤه بالطبع تذمر أولئك الذين لم يحصلوا إلا على الأجر المستحق لهم فقط . فمن كان المقصود بهذا المثل ..؟ هل نستطييع تعيين من هم الذين رمز إليهم أنهم عمال محظوظون استئجروا فى وقت متأخر ، وكذلك الذين رمز إليهم بالعمال المنتظمين الذين ملأتهم الغيرة منهم ..! والأن نعرض نص أخر من الإنجيل الحالي ولكنه يحوي بداخله نص من التوراة علي لسان المسيح عليه السلام :- 33 اسمعوا مثلا آخر.كان انسان رب بيت غرس كرما واحاطه بسياج وحفر فيه معصرة وبنى برجا وسلمه الى كرامين وسافر. 34 ولما قرب وقت الاثمار ارسل عبيده الى الكرامين لياخذ اثماره. 35 فاخذ الكرامون عبيده وجلدوا بعضا وقتلوا بعضا ورجموا بعضا. 36 ثم ارسل ايضا عبيدا آخرين اكثر من الاولين.ففعلوا بهم كذلك. 37 فاخيرا ارسل اليهم ابنه قائلا يهابون ابني. 38 واما الكرامون فلما رأوا الابن قالوا فيما بينهم هذا هو الوارث هلموا نقتله وناخذ ميراثه. 39 فأخذوه واخرجوه خارج الكرم وقتلوه. 40 فمتى جاء صاحب الكرم ماذا يفعل بأولئك الكرامين. 41 قالوا له.أولئك الاردياء يهلكهم هلاكا رديّا ويسلم الكرم الى كرامين آخرين يعطونه الاثمار في اوقاتها. 42 قال لهم يسوع أما قرأتم قط في الكتب.الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار راس الزاوية.من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في اعيننا.43 لذلك اقول لكم ان ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل اثماره. 44 ومن سقط على هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه )) الإصحاح 21 متي لاحظ في النص السابق تكرار كلمة أرسل بالخط الأحمر مما يبين أن المعني هو الوحي بإرسال الرسل هو الذي سينزع ويعطيه الله عزوجل لأمة أخري تعمل به وتظهر ثماره . ولاحظ أن نزع ملكوت الله منهم المعني به الوحي كمازكرنا سيكون من بعد المسيح لأنه مذكور بالمثال,وإن كان ذكره بمعني الإبن يبين قدره كأخر نبي لهم وهذا معهود عندهم في معني البنوة كتعظيم للعابد المخلص كما ذكر ذلك القرأن الكريم عنهم (نحن أبناء الله وأحبائه) ولم يكن المعني بها بنوة تجعلهم ألهة فهذا يستحيل وهم لم ينادوا بذلك وإن كان بعد ذلك إفتروا هذا الأمر علي المسيح, فإدعوا أنه إله أبن الله . وقد يكون لفظ الإبن بهذا النص هو غالبا ًمن تحريف النصاري اللاحقين كعقيدتهم الخبيثة الجريئة في الكذب علي كتاب الله من أجل مجده فلايدان بعد كخاطئ .

فإن قالوا ان المعني بإعطاء الملكوت من بعد نزعه من بني إسرائيل هم الحواريين فهو إستدلال باطل لإن الحواريين من بني إسرائيل حتي بولس كذلك . وإن قالوا المعني بإعطاء الملكوت من بعد نزعه من بني إسرائيل هم الروم وأمثالهم من الأمم الأخري ممن أمن بالمسيحية,فهو إستدلال باطل أيضاً لإنه بكل بساطة سنطالبهم بالوحي الذي نزل علي هذه الأمم,وأقام نبوة ورسالة وكتاب ملأ الأفق بهذه النبوة الخاتمة وملكوت الله سبحانه الذي ساد الأرض كلها . إن ذلك لم يحدث إلا من الأمة الخاتمة المتمثلة في رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم النبي الخاتم الذي بعث للناس كافة بكتاب(القرأن الكريم) بلسان قومه العربي وحمل الصحابة الكرام هذا الوحي ونشروه وجاهدوا الأمم والملوك فأوصلوه للناس ومن وقف ضد ذلك سحقوه بالحرب والجهاد في سبيل الله كما وصفهم النص بالحجر الساحق الذي كان مرفوض من قبل في إشارة لإنقطاع النبوة من نسل إسماعيل عليه السلام حتي مجيئ موضع اللبنة ورأس الزاوية محمد خاتم النبوة صلي الله عليه وسلم. قال تعالى فى سورة الجمعة (( هو الذى بعث فى الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ، وإن كانوا من قبل لفى ضلال مبين(2)وأخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم (3) ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم (4) مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بأيات الله والله لايهدي القوم الظالمين (5) )( . لقد جمع الله سبحانه كل ماقيل في التوارة والإنجيل فيما يخص نزع ملكوت الله في هذه الأية الكريمة وذلك بإعطائة الكتاب والحكمة لهذه الأمة الأمية الضالة ثم ذكر سبحانه اليهود وأن رسالة التوراة حملوها إسماً ولم يحملوها عملاً فكانوا كالحمار الذي يحمل أسفارا, وهذا تلميح صريح بأن معاني هذه الأيات القرأنية موجودة بالتوراة , وبهذا يتضح أن هذه الأيات تحكي المسرود في التوارة والإنجيل عن قصة نزع ملكوت الله (الوحي بالرسالة )من بني إسرائيل وأنه سيعطي لأمة أمية ضالة ضلال مبين ولكن ستزكي بهذا الوحي ويثمر فيها وهذا فضل الله عليهم , وسيكونوا المعنيين ببستان الكرم في فضل الله عليهم في الأخرين ولكنهم سيكونوا الأولين يوم القيامة والشيء العظيم أن ذلك كله في سورة الجمعة وما أدراك ماالجمعة وما يومها ؟ فلقد جاء في فضل يوم الجمعة أحاديث كثيرة منها قول النبي صلى الله عليه وسلم (( الصلوات الخمس والجمعة إلي الجمعة ورمضان إلي رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر )) وقوله صلى الله عليه وسلم (( خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق الله آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة

ولقد أمر الله تعالى اليهود بتعظيم يوم الجمعة وعملوا علي التفرغ للعبادة فيه فضلوا عنه واختاروا السبت فأمر الله سبحانه النصارى به فضلوا عنه واختاروا الأحد , وذلك لما ادخره الله تعالى لنا من الفضل والهداية . قال النبي صلى الله عليه وسلم في فضل يوم الجمعة (( نحن الآخرون الأولون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا ثم هذا يومهم الذي فرض الله عليهم فاختلفوا فيه فهدانا الله له فالناس لنا فيه تبع اليهود غدا والنصارى بعد غد(( صحيح مسلم . ولاحظ بالحديث لفظي الأخرون الأولون كمابنص الإنجيل السابق ذكره .

الجذاذة الثانية ق511:4 ( للمعلم أول أغنية,أمدح إسم قداسته,وكل الذين يعرفون العدالة يمجدوه.......هو وضع حداً لمقدم الممالك ......... حصة الرب مع ملائكة ضياء مجده,بإسمه المدح...... وأسس عيد السنة,وللحكومة العامة أن يسيرا في وسط جماعة الرب وفقاً لمجده )

فيوم الجمعة كماذكرنا هو عيد الشريعة الإسبوعي الذي خفي عن بني إسرائيل من يهود ونصاري,ثم أسسه النبي بما أوحي الله سبحانه له,فهو عيد السنة أي عيد الشريعة (وجمعها سنن كمافي الحديث النبوي الصحيح : لتتبعن سنن من كان قبلكم ..... اليهود والنصاري ) يعني شرائع وطرق من كان قبلنا من اليهود والنصاري,وبالفعل الأن بعض بلاد المسلمين جعلت يوم عيد الإسبوع وأجازة العمل والراحة هو يوم السبت والأحد وليس يوم الجمعة . اخرج الامام البخاري رحمه الله في صحيحه : حدثنا محمد بن عبد العزيز حدثنا أبو عمر الصنعاني من اليمن عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:- ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن !! ) أما عيد الشريعة السنوي الذي أسسه النبي محمد صلي الله عليه وسلم بما أوحي الله سبحانه إليه فهو أولاً عيد الأضحي والحج الأكبر وهو عيد سنة إبراهيم عليه السلام وهوأبو الأنبياء من بني إسرائيل وبني إسماعيل,فهو العيد الأكبر للأمم الثلاث واليهود والنصاري هم الذين حرفوه وخالفوه وكتموه كماسنبين ذلك بشيء من التفصيل بالدليل الثاني والثلاثون,فجاء النبي الخاتم محمد بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام وأسس عيد السنة الشرعية السنوية عن جده أبو الأنبياء وجعله عيد أمة الإسلام مع عيد الفطر فالمسلمون هم الأمَّة الأخيرة بشهادة المسيح نفسه والمخطوطات . هم الآخرون فى الظهور بأقل عمل,نائمين ولم يأتوا بعد حتي وقت كتابة المخطوطات إلا أنهم الأولون فى الدخول إلى ملكوت الله وجنة الأخرة . جعل الله لهم الحسنة بعشر أمثالها ، بل بسبعمائة ضعف والسيئة بواحدة . وجعل التائب من الذنب كمن لا ذنب له,ومن كان آخر كلامه منهم لا إله إلا الله دخل الجنة,إضافة إلى الكثير والكثير مما لم يكن عند من سبقهم من الأمم,وهنا التوافق بين إنجيل تراتيل الحمد والشكر مع الإنجيل المحرف مع القرأن الكريم الذي جاء بعدهم ليؤكد صحة القصة والبشارة هذه,وهذا التوافق أيضاً يبين لنا أن الإنجيل الحق هو بالفعل الذي بين هذه المخطوطات,فتفسير اختفاء أهل المخطوطات بعد فترة ظهور المسيح عيسى عليه السلام... بأنهم أبيدوا أو انتحروا مع قدوم الروم معاقبين عام 70م لهو تفسير يخلوا من الصحة تماماً . فليس من المعلوم مشاركة أصحاب المخطوطات في الثورة على الروم في الأعوام 63-70م.. فذلك مما يخالف موقفهم المبدئي في عدم مشاركة اليهود في ثوراتهم.. لكن ذلك لا يعني عدم تعرضهم لبعض الأعتداء على أيدي الرومان الغزاة قبل نجاتهم بهجرتهم إلي دمشق الحالية بالشام,وظلوا هناك حتي أمنوا بدين الإسلام عند ظهوره فإن المؤمنين في كل عهد ليفرحون بالوحي الحديث من عند الله و يتبعونه.. وليس من بعد خاتم الأنبياء ورسالة الإسلام وحي ولا رسالة جديدة من عند الله .

ـــــــــــــــــــ

الدليل السادس والعشرون:- الطائفة ومعلمها وتفسير حبقوق والمزامير هناك علاقة كبيرة وعظيمة قد ذكرها القرأن الكريم بين داود والمسيح عليهما السلام قال الله سبحانه "لعِنَ الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون" أية79 سورة المائدة وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله عن ‏:الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسي بن مريم :يعني في الزبور(المزامير) وعيسى: يعني في الإنجيل‏ .‏ إن كفر وعصيان وإعتداء بني إسرائيل قد شمل معظم رسلهم وأنبيائهم,ولكن بالتأكيد هناك حكمة من تخصيص الله سبحانه ذلك علي لسان داود وعيسي بن مريم دون غيرهم من الأنبياء المقتولين والمعتدي عليهم من بني إسرائيل . إن العقاب الذي وقع عام 70م ينفي كل التفسيرات البديلة لوصف الشخصيه الرئسية التي تحدث عنها أصحاب المخطوطات بأنها شخص غير المسيح بن مريم عليه السلام.... فهو الرجل المؤيد بالمعجزات.. وقد نصّ أهل المخطوطات على أن العقاب الإلهي لبني اسرائيل سيكون بعد أربعين سنة من ذهاب هذا المعلم.. الذي لقبوه بالمعلم الفريد أو الوحيد كما سبق بيانه .. فالعقاب على أيدي الروم ( القطيم) الذي تبعه تدمير الهيكل تماما وتشتيت بني اسرائيل قد حدث كما كان بشرت به المخطوطات... والمعلم الفريد الذي نذكره هنا والذي سيأتي العقاب بعد محاولة قتله بأربعين عاما هو نفسه المعلم الصالح الذي تردد ذكره والإشارة إليه بالمخطوطات في أنّ التآمر لقتله سيكون سببا لهلاك بني اسرائيل... وورد الحديث عن إهلاك بني اسرائيل بسبب محاولة قتل المعلم الصالح في مواضع عدة بالمخطوطات،ففي الإستشهاد من الوثيقة المسماة بوثيقة دمشق (العمود الأول)، حيث جاء النص الصريح بإسلام بني اسرائيل لسيف الإنتقام،وذلك كما هو مكتوب من قبل عند ضلال اسرائيل كعجل ضال ( ورد هذا التشبيه بكتاب هوشع 4: 16)، "وعندما ظهر المستهزيء الذي غمر اسرائيل بكذبه،وجعلهم يضلون بالصحاريء بدون هدى.. وعندما اختاروا اتباع الأوهام،واعتبروا الصالح زنديقا، وعندما تواطؤا ضد حياة الرجل العادل" .. فالرجل العادل هو نفسه معلم العدل والصلاح .

وكيف لايكون ذلك المعلم هو عيسى بن مريم عليه السلام(المسيح بن داود) وقد فصّلت المخطوطات والرسائل اليهودية في العقاب الذي سيحل على بني اسرائيل من بعده بشكل مدهش شامل لحرق الهيكل ودماره التام,وهلاك معظم اليهود الأشرار حتى لا يكاد يوجد بالأرض منهم أحد,وهو ما تحقق كله تماماً أربعين سنة بعد محاولة صلب المسيح عليه السلام.. إن أصحاب المخطوطات يفسرون مزامير داوود وسفر حبقوق ليعني قضية واحدة، تلك هي هلاك بني اسرائيل القريب على أيدي الروم اللذين لقبوهم بالكتيم Kittim، ويذكرون أن عبارة حبقوق: " لأن الشرير يحاصر البار" تعني بالشرير هو الكاهن اليهودي في آخر الأيام، وبأن البار هو المعلم الصالح، وأن عبارة " ولِمَ تصمت عندما يبتلع الشرير من هو أبر منه؟" إنها تعني بيت ابشالوم وأعضاء مجمعهم الذين سكتوا عند معاقبة المعلم الصالح ولم يساعدوه ضد الرجل الكذاب الذي كان قد احتقر الشريعة.. وأن هذا العقاب " يخص كهنة أورشليم الذين يكدسون الثروات والربح.. ولكن في نهاية الأيام فإن ثرواتهم وثمار نهبهم سيطرح بين يدي جيش الكتيم – أو القطيم أي الروم " الذين سيهلكون كثيرا من الناس وستسقط الأرض المقدسة تحت سيطرتهم.. ويؤكدون في تفسيرهم لسفر حبقوق أن العقاب هذا الذي سيكون على كهنة اليهود هو بسبب " الإثم المقترف ضد معلم الحق " وغني عن القول بأن الحديث هو عن عقاب اليهود الذي وقع على أيدي الروم عام 70م، فهو الذي وقع على آخر كهنة اليهود الذين تولوا حكم اليهود وهو الذي وقع بعد40 عاما من محاولة صلب المسيح.. وأما الكاهن الشرير فهو قطعاً قيافا الذي تآمر على المسيح وسعى للقبض عليه في بيت منفاه بقمران كماكانت تسمي بمكان المنفيين (أرض الهجرة ) .... وهنا يكون توافق تام لتفسيرات أهل المخطوطات مع مزامير داوود عليه السلام,في بيان قول الله سبحانه :- "لعِنَ الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون" أية79 المائدة

والأن مع أجزاء من مخطوطي سفري المزامير وحبقوق بتعليقات وتفسيرات الطائفة :-

60 تعليقات الطائفة على حبقوق

ق1 0 برد 0 حبق


61 تعليقات الطائفة على المزامير

ق 4  : 171 ، ق 4 : 173 الدليل السابع والعشرون:-

معلم الصلاح ورسول لله بالقرأن وإنجيل قمران إن معلم الصلاح هو اللقب الغالب علي وصف الشخصية المحورية لقائد هذه الطائفة وهناك إجماع على عدم ورود أي إشارات في التاريخ تدل من قريب أو من بعيد على ظهور مثل هذه الشخصية الفريدة المؤيدة بالمعجزات قبل عصر عيسى عليه السلام,ذلك العصر الذي عاش خلاله أهل المخطوطات.. وقد ورد الحديث بالمخطوطات عن المعلم الصالح بصيغة المستقبل كذلك في وثيقة دمشق 6: 11 بـ" أنّه سيعلم الصلاح في آخر الأيام" وهو ما أضطر بعضهم للقول بأن هذا دليلا على اعتقاد أصحاب المخطوطات بعودة المعلم الصالح مستقبلا,وهذا موافق للأحاديث النبوية الصحيحة الخاصة بأحداث أخر الزمان ونزول المسيح عليه السلام,وكيف لا يكون المعلم الصالح هو عيسى عليه السلام وأتباعه تاريخياً(بالمخطوطات) وقد لقبوا بالمساكين ( poor The).. وهو لقب لا يستغربه المسلم وهو يقرأ أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الكثيرة عن المساكين " قمت على باب الجنة فكان عامة من دخلها المساكين" من رواية البخاري وغيره، و" احتجت النار والجنة، فقالت هذه يدخلني الجبارون والمتكبرون، وقالت هذه يدخلني الضعفاء والمساكين" مما رواه مسلم .

ونضيف على كل ما سبق ثبات الإشارة الى عيسى عليه السلام بأنه المعلم وبأنه الصالح أو البار،ومواضع مخاطبته من قبل حوارييه والناس في زمانه بلفظ يامعلم أو بأنه المعلم كثيرة جدا بالأناجيل والرسائل الحالية رغم تحريفها،وأشير اليه كذلك بالبار،وكلمة البار ( والأبرار) هي ترجمة الأناجيل العربية لأغلب مواضع كلمة Righteous منها رسالة يوحنا الأولى 2: 1 " يسوع المسيح البار" والعبارة بالإنجليزية هي " Jesus Christ the righteous" وفي متى 27: 19، 27: 25، لوقا 23: 47 .. ونادته امرأة بالصالح.. وفوق كل ذلك فإنّ نبؤات المزامير العديدة عن الرجل الصالح والتي استشهد بها أهل المخطوطات بأنها تتحدث عن نفس المعلم الصالح الذي يتحدثون عنه،وقد إعتبرها لوقا في رسالة الأعمال والنصارى من بعده أنها تعني عيسى عليه السلام.. واستعان بها كتبة الأناجيل كمتى ومرقص ويوحنا ولوقا أثناء الحديث عن المسيح عيسى عليه السلام، وأشار اليها شراح الأناجيل لتعني عيسى عليه السلام.. مما يعني أن المعلم الصالح أو المعلم البار هو عيسى عليه السلام نفسه.. وكيف لا يكون هو عيسى وقد تحدثت هذه المزامير عن نجاة هذا الرجل الصالح،وسقوط أعدائه على الأرض، وإرسال الله عزوجل الملائكة لإنقاذه، ورفعه للسماء "أرسل من العلى فأخذني" " الآن عرفت أنّ الرب مخلص مسيحه"،الربّ معروف بعدله، قضَى أن يقع الشرير في شرك أعماله" مزمور 9: 15.. وبهذا فإن الرجل الصالح الذي هو عيسى حسب تفسير كتبة الأناجيل سينقذه الله بملائكته،وأن الرجل الصالح أو البار Righteous الذي تحدثت عنه المزامير هو عيسى عليه السلام كذلك وهو المعلم الصالح حسب رأي أصحاب المخطوطات حين فسروا نفس المواضع من المزامير . ولكن هل وصف القرأن الكريم عيسي بن مريم بالمعلم الصالح ؟

إن القرأن الكريم وصف المسيح بن مريم بالمعلم الصالح من المهد إلي اللحد فقال:- ( إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ {45} وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ {46} قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ{47} وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ {48} وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ) سورة أل عمران إن كلام المسيح بن مريم للناس وهو في المهد وكهلاً ليس المقصود به الكلام العادي,بل هو الكلام في التوحيد والعبودية وأصل الرسالة والنبوة كالصلاة والزكاة وصلة الرحم والبعث والسلام والبركة التي بدين الله سبحانه,وذلك كان منه في المهد من قبل نفس كلامه بالكهولة حتي اللحد بعد عودته في أخر الزمان في زيارته الثانية .

(فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ﴿27﴾ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28﴾ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا29) ﴾ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ﴿30﴾ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴿31﴾ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ﴿32﴾ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ﴿33﴾ ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ﴿34﴾ ) سورة مريم إذاً لقد وصفه القران الكريم بالمعلم والصالح :-

فهو معلم للناس من حوله من خلال رسالته وكلامه في دين الله سبحانه . وهو صالح لإنه كما قال عنه القرأن الكريم (ومن الصالحين) . ففي صفحة 123 بكتابنا هذا بإنجيل قمران بيان يثبت أن هذا المعلم رسول من عند الله سبحانه حيث يتحدث المعلم عن نفسه ويشهد بأنه رسول الله ( لمخلوق قد حميته ودعمته بقدرتك حتي يستطيع أن يكون طبقاً لصدقك رسولاً في موسم إحسانك,حتي يستطيع أن يجلب للمحرومين الضعفاء,الأخبار المفرحة عن رحمتك الحميمة,التي تعلن الخلاص النابع من ينبوع قداستك) .

ويتواصى أهل المخطوطات على الصبر والثبات على التعاليم في الفترة التي ستمتد بعد ذهاب المعلم الصالح وعقاب بني اسرائيل,حتى مجيء النصر الرباني العظيم على الأمة الكافرة تماماً كما أوصى المسيح أتباعه في فترة انتظارهم من بعده لمملكة الله التالية.. وحتى يأتي المختارون كما بالأناجيل الحالية رغم تحريفها وأن المختارين ما كانوا إلا المسلمين.. وأنّ مملكة الله ما كانت إلا دولة الإسلام.." ويظهرون على كل أبناء العالم ويتوب الله عليهم" ومثل هذا النصر الذي تحدثت عنه النبوات انما سيتمّ من بعد عقاب الله لبني اسرائيل وسيكون ( إجماعا) على يدي المصطفى وخلفائه أصحاب الدعوة العالمية من بعد عيسى عليه السلام.. مَن يكون إلا محمد صلى الله عليه وسلم.. وهل ينازعه في ذلك أحد.. كيف وقد مضت ألفي عام من بعد عقاب الله لبني اسرائيل وما جاء خلالها من نبي غير رسول الإسلام الذي انطبقت عليه كل البشارات بشكل تام.. وقد تحدّث أصحاب المخطوطات عن نصر المؤمنين على كل شعوب العالم، وهو الذي سيشعل الحرب على الروم كما فهم الباحثون من المخطوطات،وهو غير المعلم الصالح الذي سيرفع للسماء قبل ذلك بطبيعة الحال كماذكرنا,ولكنهم أي أصحاب المخطوطات تجد بعضهم ظنّوا في بعض المواضع بتفسيراتهم أن المؤمنين الفاتحين المنتصرين علي الروم هم بقية منهم،وأنّ النبي الخاتم هو من نسل داود،وهو ما ردّه المسيح عليه السلام ففي وثيقة دمشق ( الرقعة ب، في بدايتها)، جاءت إشارة واضحة للفترة الزمنية بين رفع ( حسب ترجمة موسى الخوري) أو موت ( حسب عدد آخر من النصوص المطبوعة بالإنجليزية) المعلم الفريد أو المعلم المحبوب أو معلم الجماعة أو المعلم الصالح ( اختلاف بين المترجمين لنفس الفقرة ؟) حتى مجيء المسيح من نسل داود وهارون.. دونَ ذكرٍ للمدة لإنقطاع النص فجأة بالتراجم أو بالنسخ التي أتيحت للباحثين.. ومثل هذه الإشارة الى المسيا جاءت في المخطوطات عند تفسير المزمور، فجاء في القطعة 4Q171 عند تفسيرعبارات من المزمور:

" ولكن هؤلاء الذين ينتظرون أو ينظرون الربّ سيملكون الأرض" وتفسيرها أن هذا يخص جماعة المصطفين الذين يعملون كما يحبّ، " وبعد قليل لن يوجد الشرير، سأنظر موضعه ولن يكون هنالك" وتفسيرها أن هذا يخص كل الأشرار. فعند نهاية الأربعين سنة فإنهم سيُنفون خارج الأرض، ولن يبقى منهم أحد، " ولكنّ المتواضعين سيملكون الأرض ويتمتعون بسلام وافر" وتفسيرها أن هذا يخص جماعة المساكين الذين تابوا فسينجون من حبائل ابليس،ثم ان كل الذين ملكوا الأرض سيسعدون.." انتهى النص.

وواضح أنَّما يقصدونه هنا هو عذاب اليهود وطردهم من الأرض المباركة بعد أربعين سنة من محاولتهم قتل المعلم الصالح(المسيح بن مريم).. كمابالوصايا بإنجيل قمران .. ثم سيكون بعد ذلك غلبة المؤمنين وامتلاكهم للأرض.. بطبيعة الحال بنزعها من أيدي الرومان الذين هم- أي الرومان - هم من سيقوم بإنزال العذاب على بني اسرائيل كما ذكر ذلك بالمخطوطات كثيرا.. وأما النصر فقد تم بظهور الإسلام ورسوله عليه الصلاة والسلام وخلفائه من بعده وفتح القدس والكثير من البلاد ..

إن الحديث عن مجيء معلم الصلاح المؤيد بالمعجزات ومحاولة قتله،وعن إتتقام من اليهود بعده بأربعين عاما،وطردهم جميعا حتى لا يكاد يبقى منهم بالأرض المباركة أحد،ووقوع لعنة الله وغضبه عليهم،ونجاة المؤمنين منهم ( طائفة الإسينيين )من الهلاك على أيدي الرومان ( القطيم) كل ذلك يعني أن هذا المعلم هو المسيح بن مريم وأمرهم بالثبات على تعاليم المعلم الصالح عند حدوث الفتن،والأمر بالصبر حتى قدوم المسيا ( المصطفى) لهو كله تبشير واضح من بعده بمحمد صلى الله عليه وسلم ورسالته الخاتمة الكاملة . الدليل الثامن والعشرون:- تحذير من ضلال بولس بمخطوطات إنجيل قمران نبذه عن حياة بولس المبكرة مولده في طرسوس (أسيا الصغرى) في كيليكية الواقعة في آسيا الصغرى (تركيا اليوم) في فترة محتملة غير مؤكدة بين السنة الخامسة والعاشرة للميلاد,ربما كان اسمه عند الولادة شاول كما أنه كان أيضاً مواطناً رومانياً,عمل كصانع خيم,لم يلتقى خلال حياته أبداً بالمسيح عليه السلام . التحول

بعد أن أصبح شاول (بولس) نفسه فريسياً متحمساً ذو ميول متطرفة عمل على محاربة المسيحية الناشئة على أنها فرقة يهودية ضالة تهدد الديانة اليهودية الرسمية . على طريق دمشق

في طريقه إلى دمشق وبحسب رواية العهد الجديد حصلت رؤيا لشاول سببت في تغيير حياته،حيث أعلن الله له عن ابنه بحسب ماإفتراه في رسالته إلى الغلاطيين وبشكل أكثر تحديداً قال بولس بأنه رأى (الرب يسوع) وفي سفر أعمال الرسل يتحدث الإصحاح التاسع عن تلك الرؤيا ويصفها على الشكل الآتي " وفي ذهابهِ حدث أنهُ اقترب إِلى دمشق فبغتةً أبرق حوله نورٌ من السماء"، بعد ذلك حصل حوار بينه وبين المسيح اقتنع شاول على إثره بأن يسوع الناصري هو المسيح الموعود,ويتكرر ذكر هذه الرؤيا في سفر أعمال الرسل مع بعض الاختلافات الطفيفة في (22: 6-11) و (26: 13-18). قضى بولس فترة من الزمن في الجزيرة العربية ليلعب دور الرسول المبشر,لكنه فشل وتم جلده من قبل اليهود كماحكي ذلك بنفسه,ثم عاد إلى دمشق،وهناك كانت محاولة قتله فقام البعض بتسهيل هروبه . من خلال رسائله التى كتبها بخط يده,اعترف فيها بأنَّ له إنجيلا كما كان للمسيح إنجيل,ويفرِّقُ بينهما بقوله إنجيل المسيح وإنجيلى وإن حاول كثيرون من مترجمى الرسائل طمس تلك الحقيقة ..!! يقول المترجم في مقدمة كتابه مخطوطات البحر الميت لموسي ديب خوري تحت عنوان - حول تاريخ الإسينيين- ( أن دمشق التي ذكرها بولس وزارها حسب أعمال الرسل هي ربما تكون قمران والطائفة نفسها) . وبلفعل منطقة قمران وسهولها ووديانها هي منطقة دمشق التي تشمل كذلك دمشق عاصمة دولة سوريا الأن,وهذا ماتظهره الخرائط القديمة بالدولة العثمانية قبل التقسيم الإستعماري للدول العربية,فنجد أن وادي قمران وسهول وبرية الأردن هو إمتداد جغرافي مع دمشق (العاصمة السورية الأن) فهما منطقة جغرافية واحدة متصلة تسمي بولاية دمشق تشمل الدمشقين في طرفي الولاية (دمشق قمران بالقرب من مصب نهر الأردن بالبحر الميت ودمشق العاصمة السورية الحالية)وقد إنتقل الإيسينيين الحواريين من الطرف الأول بدمشق قمران إلي الطرف الأقصي بدمشق العاصمة السورية عند هجرتهم الأخيرة قبل غزو القدس وتدمير الهيكل من قبل الجيش الروماني 70 م .

كان أول ظهور لبولس على مسرح التاريخ المسيحى كان كماقلنا فى هيئة الظالم المضطهد لأتباع ديانة المسيح u يتعقبهم فى كل مكان بالأذى والاضطهاد,ولم يتعرف بولس على المسيح u ولم يشاهده فى حياته ولم يكن فى يوم من الأيام ضمن تلاميذ المسيح وانتهت بعثة المسيح u ولم يكن بولس قد آمن بعد بالمسيح عيسى بن مريم u ويعترف بولس بأنه كان مجدِّفاً ومفترياً على ديانة المسيح وأتباعه قائلا " وفى كل المجامع كنت أعاقبهم مرارا كثيرة . واضطرُّهم إلى التجديف . وإذا أفرط حنقى عليهم,كنت أطردهم إلى المدن التى فى الخارج "( أعمال الرسل )11:26 و " أنا الذى كنت قبلا مجدِّفاً ومضطهدا ومفترياً " ( 1 تى1 :13 ) و " كنت أضطهد كنيسة الله بإفراط وأُتلفها " ( غلا 1 : 13 ) . وقال عنه الأب مَتَّى المسكين فى تأريخه لهذه الفترة من حياة بولس :

" ولكن يلاحظ الذى يتتبع أعمال بولس الجنونية وإفراط حنقه الزائد عن الحد أنَّ الشيطان كان يستخدمه ضد المسيح بصورة مكشوفة لم تَفُتْ عليه,بل أحسها بعد ذلك واعترف بقوله ناصحا " لئلا يطمع فينا الشيطان لأننا الآن لا نجهل أفكاره " ( 2 كو 2 :11 ) . وفعلا إنَّ أعظم وصف لبولس القتَّال هو أنه كان قد طمع فيه الشيطان واستغلَّه وسلَّمه عقله وسلطانه " وعندما فشلت أعمال بولس الجنونية فى صد الدعوة الإيمانية التى تولاها تلاميذ المسيح من بعده,غَيَّرَ الشيطان خطط ( بولس ) وجعلها فى الاتجاه المضاد أى فى طريق الإيمان ذاته ..!! فهدف الشيطان واحد هو قوله الذى سجَّله القرآن الكريم ( لأقعدن لهم صراطك المستقيم ( ولعل سبب هذا التحول هو سيطرة الحواريين وأتباع المسيح عليه السلام علي مجريات الإمور في القدس ومدن فلسطين بعد رفع المسيح إلي السماء,كماحكي لنا التاريخ ذلك وفق ماذكره القرأن الكريم (قال الحواريون نحن أنصار الله فأمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين أمنوا علي عدوهم فأصبحوا ظاهرين) وباض الشيطان وفَرَّخ في رأس هذا المنافق..!! فهناك على طريق دمشق وفى منتصف النهار وضع الشيطان بيضته ..!! حيث تراءى لبولس الجِنِّىّ يسوع النصرانى مناديا : شاول شاول لماذا تضطهدنى ؟ . وظن بولس أنَّ الذى تراءى له هو الرب يسوع الذى صُلِبَ ومات,وأكل بولس البيضة بقشرها,إن لم كن هو مؤلف هذا الكذب ومخرج هذه القصة بالزور ..!! يقول الأب مَتَّى المسكين عن الصوت الذى سمعه بولس ما نصه " هنا نود أن نلفت نظر القارئ إلى أنَّ كافة الشراح فى الغرب ظنوا أنَّ صوت الرب كان يسمعه بولس فى داخله وحسب,ومنهم من يعتقد أنَّ المسألة لا تخرج عن انفعال نفسانى أو ربما مرض عصبى ...." لقد ذكر المسكين ذلك الكلام وهولايعتقده,لأنه يؤمن بأنَّ الصوت والمرئى هو الرب يسوع ..!! وذهب بولس لمدة ثلاث سنوات عقب هذه الحادثة فى بلاد العرب لدعوة يهود العرب لكنه فشل وتم جلده كماذكر ذلك في رسائله كماقلنا,إلى أن تم هضم أكبر بيضة باضها الشيطان لأعوانه وظهر بولس ينادى بإنجيل آخر ومسيح آخر بالغرب

تذكر هيام ماكوبي Hyam Maccoby أن الكتابات المسماة Psuedo-Clementine هي في الرأي الأرجح للباحثين من كتابات الناصريين Nazarenes في القرن الثاني الميلادي، وفيها : " تمسك شديد بالتوراة وهجوم شديد على من نسَب إلى الحواري بطرس نظرة مخالفة للتوراة واتهام لشخصية سميت سمعان ماقص يعتقد الباحثين أنها تكنية لبولس بأنه النبي الكذّاب،وأنه نشر الأكاذيب عن بطرس،وأنه لا يعرف شيئاً عن التعاليم الصحيحه للمسيح عيسى "عليه السلام" لأنه لم يقابل المسيح قط في حياته، وأن كل أفكاره عن المسيح مبنية على أحلام مرضية " ويستشهد المؤلف أعلاه باستشهادات أخرى لتوضيح رأي الناصريين عن بولس،ومن ذلك ما ذكره عنهم المؤرخ اليهودي ايبفانيوس في القرن الثاني حين كتب " انهم أظهروا أنه يوناني .. وأنه ذهب الى أورشليم – حسب قولهم- فأمضى وقتا بها،وتعلق قلبه بغرام بنت الكاهن ( لعله جاملائيل الذي ذكره بأعمال الرسل 22: 3 كمعلمه)، ولأجل ذلك اعتنق اليهودية واختتن,ثم إنه فشل في الحصول على الفتاة،فانفجر غضبه وكتب ضد الختان والتوراة والسبت.."

ويذكر مؤلفوا كتاب The Messianic Legacy من مصادر قديمة أخرى أن الناصريين " رفضوا رسائل بولس وسموه بالمرتد عن الشريعة.." وينقل المؤلفون كذلك تسمية الناصريين لبولس بأنه النبي الكذاب ودفاعهم عن بطرس وأنه لم يستجب لأفكار بولس،وينقلون تحذيرهم للنصارى من إتباع أحد غير علماءهم الناصريين .

وينقل المؤلفون عن وثيقة أخرى وجدت في مكتبة استانبول إيمان الناصريين بالمسيح كرجل لا إله، والتزامهم بتعاليم التوراة واعتبارهم أتباع بولس بأنهم تركوا دين المسيح واتبعوا عقائد الرومان " ويذكر فريز صموئيل في كتابه عن انجيل برنابا ( 1998، ص 31) مثل ذلك عـن النصارى اليهـود ( الأيوبنيين) فذكر أن القس إيريناؤس قال عنهم " إنهم يستخدمون الإنجيل بحسب متى وحده وينكرون الرسول بولس ويعتبرونه المرتد عن الشريعة"، ولكن المؤلف نفسه نقل عن ايوسابيوس أن الإنجيل الذي إعتمدوا عليه كان الإنجيل بحسب العبرانيين,ولعله يقصد (إنجيل تراتيل الحمد والشكر والوصايا) الناصريين هم الأنصار الحواريين قطعاً . فقد إلتزام الأبيونيين بالتوراة والسبت وإيمانهم بالمسيح كبشر،وبأن الخلاص يقوم على إقامة شريعة موسى لا على الإيمان بالمسيح وحده، ويذكر مؤلفوا كتابThe Hiram Key ( سبقت الإشارة اليه) أن جماعة الناصريين هم أحفاد يعقوب خليفة المسيح الأول وإبن خالة المسيح,وأنهم آمنوا بالمسيح كمعلم عظيم وكانسان فان لاإله،وأنهم ظلوا ينظرون لانفسهم كيهود أمنوا بنبيهم المسيح بن مريم " أنهم كرهوا بولس واعتبروه عدو الحق" ، ومن الألقاب التي أطلقها النصارى اليهود على بولس وذكرها إيسنمان في كتابه يعقوب أخو عيسى (1996، ص 146) : " الكذاب و الذي يكذب" " رجل الأحلام" و" العدو". ومن هنا نرى أن أول الأنبياء الكذبة الذين حذّر منهم المسيح على الأقل من وجهة نظر أتباعه الحقيقيين,هو في الواقع بولس.. فادّعى لنفسه تلقي الوحي من المسيح عليه السلام مباشرة _ بعد أن ألهّه_ وتكلم باسم المسيح متجاوزاً ومناوئاً لتلاميذه الذين عاشوا معه وعرفوه.. ووقع تماماً في ما حذّر منه المسيح عليه السلام.. فغيّر بولس دين المسيح وألغى الألتزام بالتوراة والسبت والختان،وألغى ضرورة العمل الصالح لدخول الجنة،وجعل الأمر كله متوقف على الإيمان بالمسيح كربّ ضحى بنفسه تكفيرا عن خطايا البشر.. وإنتحل بذلك عقائد الأمم الوثنية وأدخلها بالمسيحية،كما أظهر ذلك عدد كبير من الكتاب والباحثين لا مجال هنا لسرد شواهدهم الكثيرة،وتنكر بذلك للحنيفية والتوحيد الذي جاء به الأنبياء جميعاً، حتى رأى الباحثون في الماضي والحاضر أنه "رمّن النصرانية ولم ينصر الرومان" أي حول النصرانية الى عقائد الرومان ولم يحول الرومان الى النصرانية.. وأضل بذلك العباد،ووقع ما حذّر منه المسيح،وإستحق أتباعه التسمية القرآنية لهم بـ" الضالين".. وظهر لأصحاب الألباب سرّ قول المسيح المنقول عنه حتي بالأناجيل الحالية المحرفة : ( كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يارب ياربّ أليس باسمك تنبأنا وباسمك أخرجنا الشياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة. فحينئذ أصرّح لهم لإني لم أعرفكم قطّ. اذهبوا عني يا فاعلي الاثم) متى 7: 22 – 23.. وقوله ذلك مذكور مفهوم من القرآن الكريم بحدوث هذا التبرأ من المسيح ممن إدعوا إتباعه ثم عبدوه.. (وإذ قال الله ياعيسي ابن مريم أأنت قلت للناس إتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك مايكون لي أن أقول ماليس لي بحق ) سورة المائدة اية 116 فهلا يتبع مسيحي اليوم نصح المسيح عليه السلام.. وهلا يتبعوا مدرسة أصحابه الذين عرفوه وعاشوا معه وثبتوا على تعاليمه من بعده فلم يبدلوها أو يحرفوها، فهم أولى بالإتباع من بولس الذي لم يعرف المسيح في حياته إلا عدوا ومن بعده عدواً لشريعته،فبدّل كل تعاليمه من بعده، ونسب إليه عقيدة ما كان ليرضاها.. لقد حق للعاقلين أن يعتبروا بولس واحداً ممن حذر المسيح عليه السلام منهم,ويتفق الجميع على الدور الحيوي الذي اضطلع به بولس في إنشاء المفاهيم الأساسية للمسيحية المعاصرة،فشخصية المسيح كأحد أنبياء بني اسرائيل المؤيدين بالمعجزات،هذه الشخصية مسخها بولس الى الإعتقاد بأنّ المسيح ابن الله أو هو الله عزوجل نفسه متجسد في صورة إنسان،متنكرا بذلك لقاعدة الإيمان الأولى والكبرى التي جاء بها المسيح نفسه وجاء بها مَن قبله مِن الأنبياء في توحيد الله وتنـزيهه عن النقص وعن الشبيه والمثيل،مقتبسا هذه العقيدة من عقائد الأمم الوثنية التي آمنت ببعل وحورس وبوذا وكريشنا.. مقتبسا هذه العقيدة من تلك الأمم الوثنية التي آمنت بهؤلاء كأبناء لله مولودين في 25 ديسمبر! متقرباً بذلك للأمم بدين يألفونه ويتقبلونه.. وفي هذا تنكّر للمسيح عليه السلام الذي أمر بعبادة الله وحده وعاش بين الناس كنبي متواضع يعبد الله ويدعوا الى وحدانيته ويستعين به في تحقيق المعجزات ليؤمنوا به الناس كمرسلا من الله اليهم! .. ولم يعش الهاً يعبده الناس ويسجدون له,بل أعلن جهله بالساعة،ورفع يديه محتاجا يدعو الله أن يحقق المعجزات على يديه ليؤمن به الناس فقط كرسول إليهم!.. وتلك صورة عن المسيح واضحة بالأناجيل المعترف بها على الرغم من أن هذه الأناجيل هي مما كتبه تلامذة بولس من بعده وتبنتها المدرسة النصرانية التابعة لبولس.. وعلى الرغم من إدخال لفظ ابن الله الى بعضها ومحاولات التأليه في بعضها الآخر أحيانا,فألغى بولس التوراة على الرغم من إعلان المسيح عليه السلام عن تثبيتها وأنه ليس لأحد الحقّ في إلغائها.. بل وسخر من التوراة وقد كان من المفروض عليه تقديسها باعتبارها كلام الله.. وألغى بذلك إتباع وتحكيم شريعة موسى عليه السلام.. وأحلّ الخنزير هو وتلامذته بما نسبوه الى بطرس،وقد نزه النصارى من أتباع المسيح الحقيقيين بكنيسة القدس,نزهوا بطرس عما ينسب اليه بولس وأصحابه.. وعلى خطاه ابتعدت من بعده النصرانية عن هدي السماء،وظلت تبتعد حتى جاء اليوم الذي يعقد فيه قران الشواذ بمباركة الكنيسة.. فأين هم من تعاليم الرسل والأنبياء.. لقد ضلوا ضلالا مبينا.. وألغى بولس أهمية العمل الصالح رغم تتابع الأنبياء بالعهد القديم في التذكير بأهميته،وأنه يكاد يعادل الإيمان في الأهمية.. ألغى أهمية العمل الصالح فخالف بذلك وعطّل حتى الأناجيل والرسائل التي يؤمن بها أتباع مدرسته,وجعل النجاة كلها - بلا دليل- مرهونةً بالإيمان بالفداء والتضحية التي يزعم أن المسيح عليه السلام قدّمها عندما تم صلبه.. وجعل الإعتقاد بهذه الفكرة مكفرا لكل ما تقدم وما تأخر من ذنوب البشر.. والذين لولا ذلك لكانوا قد ورثوا خطيئة أبيهم آدم كغيرهم من البشر ولما استحقوا إلا غضب الله عليهم جميعا ..! وواضح أن ذلك مما لم يأتي به المسيح أو يعلّمه.. ومعلوم أنّ تعاليمه نصّت على أن كل إنسان مرهون بعمله،وأنه لا يحمـل أحد ذنب أحد,ولا تزر وازرة وزر أخرى.. انها لم تأتي بشيء عن الخلاص إلا الخلاص يوم الحساب بالعمل الصالح للفرد نفسه.. وألغى الختان وقد التزم به كل أتباع المسيح عليه السلام في حياته،والتزم به كل أتباعه الحقيقيون من بعده.. ألغاه متجاهلا نص التوراة الصريح بأن الختان سيبقى في المؤمنين حتى قيام الساعة،وأنه علامة على المؤمنين غير قابلة للإلغاء.. بل وأنها مدونة " على الألواح السماوية تسري على جميع الأجيال الى الأبد،وأن كل مولود لا يختن ( في اليوم الثامن) لا ينتمي لأطفال العهد الذي عقده الرب مع ابراهام بل لأبناء الهلاك، كذا لن يكون عليه علامة الإنتماء للرب" فكان في إلغائه للختان إعـلان بيّن ( بناء على التوراة ورسالة يعقوب) بأنه وأتباعه قد ضلوا الطريق وخرجوا عن قافلة المؤمنين وعباد الله الصالحين.. وهوّن أكل القرابين المقدمة للأصنام،ولولا خشيته من أتباع المسيح لصرح بتحليلها تصريحاً ( كورنيثوس الاولى 8) ونسب تلميذه لوقا ( أعمال الرسل 10: 11- 16) الى بطرس الحواريّ _من جملة ما افتروه على بطرس وفضحهم في ذلك الناصريين – أن بطرس أحلّ أكل لحوم كل الحيوانات،وفهم أن ذلك يشمل لحم الخنزير برغم تحريمه بالتوراة..

وأخرج دعوة المسيح عليه السلام من كونها دعوة خاصة ببني اسرائيل ( متى 10: 5، ومتى 15: 24) وتهيئتهم لقبول مملكة الله مبتعثة من أمة من غيرهم، وتبشيرهم بنصر المؤمنين على الكفار عند قيام هذه المملكة، فأخرجها بولس الى دعوة أممية متجردة عن الإلتزام بتعاليم التوراة وكتب الأنبياء... وهو ما كانت حياة المسيح عليه السلام على خلافه،وما صرّح نفسه بضده.. ويبقى أن العبارات التي يستشهد بها على عالمية دعوة المسيح,ما هي إلا أنها تعني خاتم الأنبياء وليس المسيح,واخترع فكرة القربان المقدس بأن يأكلوا لحم المسيح ( الإله!) ويشربوا دمه حتى يتم لهم الفداء ويصلهم الغفران.. ويتم ذلك ليلة عيد الميلاد بعد تحول الخبز والنبيذ الى جسد المسيح ودمه وذلك بعد أن يقرأ عليه الكاهن.. أنه على الرغم من ذكر الأناجيل لوقوع حادثة العشاء الأخير وتوزيع المسيح لكسرات الخبز على أصحابه،وهو أمر عادي يقوم به أي سيد قوم في حفلات اليهود حتى اليوم،فإن المعاني التي ألحقها بها كتبة الأناجيل إنما جاءت اقتباسا من تعاليم بولس.. وذلك أن الأناجيل الحالية كتبت بعد فترة طويلة من كتابات بولس،على أيدي تلاميذ مترددين على الكنائس المتبعة لتعاليمه.. ويدلّ على ذلك كما تذكر الكاتبة أن بولس أعلن بنفسه تلقيه فكرة عشاء الربّ من عيسى بوحي مباشر,وما كان ليقول ذلك لو أن أتباع المسيح الذين عرفوه كانوا يمارسون هذا الطقس الديني، ومما يؤكد هذا أن " كنيسة القدس" وأتباعها من الناصريين ( النصارى) لم تعرف طقوس العشاء الرباني أو تشير اليها.. وأن عبارات الأناجيل جاءت متشابهة مع العبارات التي استخدمها بولس ( مرقص 14: 22-24، كورنيثيوس الأول 11: 23- 30).. ولا يخفى ما في فكرة عشاء الرب من وثنية مقتبسة عن الأمم السابقة . واخترع فرية وضع بها نفسه في مقام الرسل الذين يتلقون الوحي ليس من الله بل من المسيح عليه السلام,وإذ ألّه المسيح فقد اكتملت له منزلة المرسلين.. وصار بذلك وهو الذي لم يعرف المسيح مؤمنا أو يتعلم على يديه صار بذلك في موضع مُقدّم على كل تلاميذ المسيح وأتباعه الذين علمهم المسيح مباشرة في حياته.. وكانت النتيجة أن غيّر الدين،وعطل دعوة المسيح،وضل وأضل المؤمنين.. وما سلم منه الا الذين تمسكوا بما تعلموه من المسيح.. فهؤلاء عرفوا بولس كأحد الكذبة الذين حذر منهم المسيح وتبرأ.

هذا وقد قاطعه أتباع المسيح عليه السلام بالقدس.. وهاجموه.. وحاكموه بالقدس فما احتمى الا بجنسيته الرومانية.. واعتبروه دجالا.. ومدعي للنبوة كذابا... وسعى بولس الى مداهنة الحكام وتثبيت حكمهم والتملق لهم.. وقد حاول بولس في باديء الأمر أن يأخذ شرعية لنشاطه بنسبة نفسه الى يعقوب ومن معه من تلامذة المسيح،لكنه سرعان ما اضطر الى التحرر من سلطتهم والهجوم عليهم,وإدعاء أنه الرسول المؤتمن من قبل المسيح عليه السلام على دعوته.. وداهن بولس السلطة الوثنية الرومانية الغاشمة،فتفاخر كثيرا بجنسيته الرومانية وأمر الناس بالخضوع للسلطة من داخل أنفسهم لا لمجرد الخوف منها،وأن السلطة هي " خادمة الله"، وأن من يقاوم السلطة إنما " يقاوم ترتيب الله"، وقال بـ" أن السلطة لا تحمل السيف عبثاً"!! وأمر أن يؤدي لها الناس الجزية والضريبة والأحترام والأكرام ( الرسالة لأهل روما اصحاح13: 1- 7).. وكل ذلك يحمل معان تقديس وإقرار لقوانين الوثنيين الحاكمين,ولما يقومون به من مجازر ومذابح،ولا يتفق مع روح تعاليم الأنبياء والصالحين الذين يؤمنون بأن الشريعة الحقّ هي تلك التي أُنزلت على الأنبياء والمرسلين.. وردت عبارات كثيرة على لسان بولس،هي في الواقع صريحة في دلالتها على تمييعه للعقيدة والإستعداد لتعديلها حتى تصبح مقبولة لدى الناس، ليتم بذلك كسب أكبر عدد من الأنصار.. وهي في الواقع سياسة أثبتت نجاحها في زمن بولس، وما زال عليها دعاة النصرانية حتى اليوم الذين يقدمون العقيدة لكل قوم في الثوب الذي يرضيهم ويقبلونه ولو كانوا يعلمون أنها خلاف ذلك.. فهي سياسة ناجحة لجمع الأنصار ولكن بعيدا عن منهج الأنبياء وعن طريق المرسلين،وأورد فيما يلي نماذج استشهد بها علماؤنا والباحثون للدلالة على كذب بولس وافتراءه على المسيح عيسى عليه السلام.. جاء في رسالة رومية 3: 5- 7:" ولكن إن كان إثمنا يبين برّ الله، فماذا نقول؟ أيكون الله ظالما إذا أنزل بنا الغضب؟ أتكلم هنا بمنطق البشر: حاشا! وإلا فكيف يدين الله العالم ؟ ولكن إن كان كذبي يجعل صدق الله يزداد لمجده، فلماذا أُدان أنا بعد باعتباري خاطئا ؟" ..

وفي هذا إقرار بالتحريف والكذب على الدين بإسم كسب الناس اليه،وهو اسلوب تبناه من بعد بولس أتباعه،وشواهده معلومة وثابتة.. وإنّ الله لغني عن إظهار مجده بالكذب عليه والإفتراء على أنبيائه ..! وجاء في رسالته لكورنيثوس الأولى 9: 19 – 23 :" فمع أنّي حرّ من الجميع ، جعلت نفسي عبدا للجميع،لأكسب أكبر عدد ممكن منهم،فصرت لليهودي كأني يهودي،حتى أكسب اليهود،وللخاضعين للشريعة كأني خاضع لها – مع أني لست خاضعا لها- حتى أكسب الخاضعين لها، وللذين بلا شريعة – مع أني لست بلا ناموس من عند الله بل أنا خاضع لناموس من نحو المسيح- حتى أكسب الذين هم بلا شريعة.."، وفي كورنيثوس الأولى 10: 32: " كما أنا أيضا أرضي الجميع في كلّ شيء.." وواضح أن هذا التلون مردود على طريقة الأنبياء والصالحين الذين يرفضون مخالفة الشريعة ( التوراة) وتعطيلها ولو للحظات حتى لو ذهبت في ذلك أنفسهم.. فأما العيش مع الناس متجردا من الشريعة حتى يوقعهم في حبال دعوته،ومع الملتزمين بالتوراة كأنه من المتقين الملتزمين بقوانينها المنزلة إن ذلك يعد أحتيالا للأتقياء واستدراجا لهم بعيدا عن هدى التوراة ونورها,إننا بحق أمام رجل منافق عليم النفاق,فهذا الرجل به منتهى الإضلال والإغواء للناس جميعاً يذكر أيسنمان:- أنّ حرص بولس في رسائله لدفع تهمة الكذب عنه يؤكد ضراوة هجوم النصارى من كنيسة القدس عليه,فهؤلاء لم يتهاونوا معه في قضايا التحلل من الإلتزام بالتوراة،أو إقتباس الطقوس الباطلة.. ومما أورده ايسنمان من كتابات بولس – وهي من العهد الجديد- في دفع تهمة الكذب عنه مايلي :" والذي أكتب به اليكم هوذا قدام الله إني لست أكذب اليكم" غلاطية 1: 20، وفي رسالته الأولى لتيمموثاوس 2: 7 " .. الحق أقول في المسيح ولا أكذب" ويقول في رسالته لأهل رومية 9: 1 " أقول الصدق في المسيح،لاأكذب وضميري شاهد لي بالروح القدس .." وفي كورنيثوس الثانية 11: 32 " الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي هو مبارك الى الأبد يعلم أني لستُ أكذب" .. وفي غلاطية 4:4 " أفقد صرت عدوا لكم لأني أصدق لكم،يغارون لكم ليس حسنا بل يريدون أن يصدوكم لكي تغاروا لهم" ويواصل في هذا الموضع الحديث عن الحرية.. فالحرية التي يزعمها ( وهي الحرية من شريعة التوراة وإشراف الحواريين عليها من القدس ) . وفي غلاطية 1: 16 حيث كتب بولس: " ولكنّ لما سرّ الله الذي أفرزني من بطن أمي ودعاني بنعمته،أن يعلن ابنه فيّ لأُبشر به بين الأمم،للوقت لم استشر لحماً ودما،ولا صعدت الى أورشليم الى الرسل اللذين قبلي.." ..وواضح أنّ في هذا إدعاء من قبل بولس بأنّ ما يقوله هو وحي مباشر من الله،وفي ذلك بالتالي إزدراء لكل جهد المسيح في تعليم حوارييه وتلامذته،وإعلان للأستغناء عن كل ما تعلموه من المسيح في حياته.. فلا غرابة بعد ذلك في أن يضلّ ويُضلّ عن رسالة المسيح عليه السلام.. ولا عجب أن يتهمه أتباع المسيح الحقيقيون بأنه " النبي الكذاب" ويعدّد إيسنمان في الواقع عددا من المواضع والأحداث البين فيها تناقض بولس مع نفسه ومع سفر الأعمال،مما يظهر قضية الكذب جليّة.. فلسفة بولس منتهية الى تحليل أكل الذبائح التي ذبحت تقربا للأصنام ( كورنيثيوس الأولى، 8: 1- 13)، إذا أكلت في الخفاء،واضح أنّ ذلك تشجيع على النفاق،ويشير إلى الخوف من أتَبَاع المسيح الحقيقيين بمخالفة التوراة صراحة.. ويقول في كورنيثيوس الأولى 6: 12 " كل الأشياء تحل لي لكن ليس كل الأشياء توافق،كل الأشياء تحل لي لكن لا يتسلط عليّ شيء،الأطعمة للجوف والجوف للأطعمة والله سيبيد هذا وتلك ".. وهي فلسفة ميّعت المحرّمات وأضاعت الشريعة بل والدين.. إذ يقول بعد ذلك مباشرة " ولكن الجسد ليس للزنا بل للرب، والربّ للجسد .."! .. وفي غلاطية 3: 10: يتجرأ فيقول: "أما جميع الذين على مبدأ أعمال الشريعة فإنهم تحت اللعنة.."، ثم يقول في غلاطية 3: 13 " إن المسيح حررنا بالفداء من لعنة الشريعة،إذ صار لعنة عوضا عنا، لأنه قد كتب : ( ملعون كل من علق على خشبة)".. ولا يسعنا إلا العجب من هذا المنطق الذي بلغ التعالي على المتمسكين بالكتاب ( الناموس) بل لعنهم ولعن المسيح نفسه وهو يزعم أنه ابن الله عز وجل أو هو الله نفسه سبحانه عمايفترون !

ولنتعرف على طريقة تفكير بولس،وانزلاقاته نراجع رومية اصحاح 7 : ففي مقدمته يشبّه بولس تحرره من الشريعة بتحرر الزوجة بموت زوجها منه، فكذلك تحرر بولس ومن معه من الشريعه بموت جسد المسيح.. ثمّ يُدلل على مرض قلبه ونفسه فيقول أنه لولا الشريعة لما وجدت الخطيئة!.. " ولكنني ما عرفتُ الخطيئة إلا بالشريعة،فما كنت لأعرف الشهوة لولا قول الشريعة: " لا تشته!"، ولكن الخطيئة استغلت هذه الوصية فأثارت فيّ كل شهوة،فإنّ الخطيئة استغلت هذه الوصية فأثارت فيّ كلّ شهوة، فإنّ الخطيئة لولا الشريعة ميتة،أما أنا فكنت من قبل عائشا بمعزل عن الشريعة،ولكنّ لما جاءت الشريعة عاشت الخطيئة.." .. وواضح أن هاهنا سقطة تُبين أنه لم يكن يهوديا تماما ( في أصله) كما ذكر ذلك عنه الناصريون،وإلا فإنّ اليهود يعرفون الشريعة من صباهم،وما جاء المسيح إلا مثبتا لها وعاملاً بها,ولا يمكن أن يُقبل القول بأن نهي الشريعة عن ذنب هو دعوة للناس لعمله.. فهل هو – أي بولس_ جعل نفسه أحكم من الخالق منزل الشريعة.. وجعل الشريعة محل سخرية,ثمّ يقول " وأمّا أنا فجسدي بـيع عبدا للخطيئة فإنّ ما أفعله لا أملك السيطرة عليه: إذ لا أمارس ما أريده،إنّ ما أبغضه فاياه أعمل فما دمتُ أعمل ما لا أريده فاني صادق على صواب الشريعة،فالآن إذن ليس بعدُ أنا من يفعل ذلك،بل الخطيئة التي تسكن فيّ،لأنني أعلم أنه فيّ،أي في جسدي،لا يسكنُ الصلاح.. فأنا لا أعمل الصلاح الذي أريده،وانما الشرّ الذي لا أريده أنا إياه أعمل،فليس بعد أنا من يفعل ذلك،بل الخطيئة التي تسكن فيّ ..فيالي من إنسان تعيس! من يحررني من جسد الموت هذا ؟ أشكر الله بيسوع المسيح ربنا إذن ، أنا نفسي من حيث العقل أخدم شريعة الله عبدا لها ولكنني من حيث الجسد أخدم ناموس الخطيئة عبدا له،والآن إذا ليس على الذين في المسيح يسوع أي دينونة" .. وبـهذه الفلسفة جعل بولس نفسه بريئاً عندما يجده أتباعه متلبس بالخطايا والذنوب,إنه يمهد لنفسه ولمن حوله أن يعيش عربيداً,ولكنه الرجل الصالح في نفس الوقت,بل قد جعل مخالفةَ أوامر الشريعة هو الوضع الطبيعي المتوقع ثمّ إلغي الشريعة،ونبذها،وتم تبرير الخطايا والآثام والوعد بمغفرتها بمجرد الإيمان بعقيدة الفداء التي وضعها بولس،ولم نسمعها من المسيح أو حوارييه.. ويصل بولس إلى أنّه لن يكون على المؤمنين بهذه العقيدة عن المسيح عليه السلام أي حساب بالآخرة.. وفي ذلك إلغاء من الناحية العملية لكل شرائع الأنبياء ووصاياهم بما فيهم عيسى بمفاهيم غريبة لم يدعوا هم الناس إليها.. ويقول عن الله عزوجل " لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله" كورنيثوس الأولى 2: 10، وفي الرسالة الأولى لكورنثوس 1: 25 يقول عن الله عز وجل: " فبالمسيح قوة الله وحكمة الله،لأن جهالة الله أحكم من الناس وضعف الله أقوى من الناس" .. فما أقبح قوله هذا عن الله عزوجل.. تعالى الله عما يقول علوا كبيرا.. إننا هذه المرة أمام رجل فليسوف ملحد يلعب بألفاظ الدين وسط عميان من الأمم التي لم ينزل بينهم كتاب سماوي من قبل,ووجدوا أقواله تشبه ماهم عله من كفر تذكرُ رسالةُ أعمال الرسل وهي من تأليف لوقا الذي كان من اتباع بولس،تذكر وجود خلاف بين الأتباع الحقيقيون للمسيح عليه السلام بالقدس،وهم كلهم يهودا وقد تزعمهم من بعد المسيح يعقوب إبن خالته.. ففي أعمال الرسل 21: 21 ".. وقد سمعوا بأنك تدعوا اليهود الساكنين بين الأجانب الى الأرتداد عن موسى،وتوصيهم بألا يختنوا أولادهم،ولا يتبعوا العادات المتوارثة،فخذهم الى الهيكل وتطهر معهم وادفع نفقة حلق رؤوسهم،فيعرف الجميع أنّ ما سمعوه عنك غير صحيح،وأنك تسلك مثلهم طريق العمل بالشريعة.. وهكذا كان، ففي اليوم التالي أخذ بولس الرجال الأربعة،وبعدما تطهر معهم دخل الهيكل لكي يُسجل التاريخ الذي ينتهي فيه اسبوع التطهر".. وفي هذا الموضع تظَاهَر بولس – كذبا ودجلاً- بعدم صحة ما ينسب اليه،وقدّم التزاماً زائفا بالشريعة حتى لا يُـنبذ من قبل يعقوب زعيم النصارى من بعد عيسى عليه السلام.. ومع هذا فقد حاول اليهود قتله " هذا هو الرجل الذي يدعوا الناس في كل مكان الى عقيدة تشكل خطرا على شعبنا وشريعتنا.." وما أنقذه منهم الا الجنود الرومان وجنسيته الرومانية.. وتشير رسالة بولس الى أهل غلاطية الى أنّ هذا الخلاف كان حاداً,ويحذر فيها ( غلاطية 1: 6- 9) بولس أتباعه من الإستماع لتعاليم غيره من دعاة النصرانية وأن عليهم ألا يتبعوا غير إنجيل المسيح الذي قدمه هو حتى لو كان من تنزيل ملك من السماء " ولكن حتى لو بشرناكم نحن أو بشركم ملاك من السماء، بغير الإنجيل الذي بشرناكم به، فليكن ملعونا.. إن كان أحد يبشركم بانجيل غير الذي قبلتموه فليكن ملعونا! "..

أما هو فانجيله كان يقدمه سراً وبشكل فردي ( ربما في بداية الأمر) كما ذكر ذلك في غلاطية 2: 2 : " وبسطتُ أمامهم الإنجيل الذي أبشر به بين الأمم،ولكن على انفراد أمام البارزين فيهم.. إنما أُثير الأمر بسبب الأخوة الدجالين الذين أُدخلوا بيننا خلسة،فاندسوا ليتجسسوا حريتنا التي لنا في المسيح يسوع،لعلهم يهيدوننا الى العبودية فلن نخضع لهم مستسلمين ولو لساعة واحدة.. فإنهم لم يزيدوا شيئاً على ما أُبشّر به بل بالعكس، رأوا أنه عُهد إليَّ بالإنجيل لأهل عدم الختان،كما عهد به إلى بطرس لأهل الختان..".. وتُسجّل رسالة أعمال الرسل ورسائل بولس الأخرى مقاطعة النصارى اليهود لبولس،حتى قال في رسالته الثانية الى تيموثاوس 1: 15 " أنت تعلم أن جميع الذين في آسيا ارتدوا عني".. وفي رسالته الثانية الى تيموثاوس 4: 15: " في احتجاجي الأول لم يحضر أحد معي بل الجميع تركوني.."، وفي كورنيثوس الثانية 11: 13، بعد تحذير أتباعه من الرسل الآخرين وأناجيلهم،وبيان زهده عن مالهم يقول ( فإن أمثال هؤلاء هم رسل دجالون،عمّال ماكرون،يُظهرون أنفسهم بمظهر رسل للمسيح، ولا عجب فالشيطان يظهر نفسه بمظهر ملاك نور) ويقول في كورنيثوس الثانية 11: 2- 5: " غير أني أخشى أن تضلل عقولكم عن الإخلاص والطهارة تجاه المسيح مثلما أغوت الحية بمكرها حواء،فإذا كان مَن يأتيكم يبشر بيسوع آخر لم نبشر به نحن أو كنتم تنالون روحا آخر لم تنالوه،أو تقبلون إنجيلا لم تقبلوه،فإنكم تحتملون ذلك بكل سرور,فإني أعتبر نفسي غير متخلف في شيء عن أولئك الرسل المتفوقين، فمع أني أتكلم كلام العامة غير الفصيح فلا تنقصني المعرفة..) وهنا يبرز إحساسه بعقدة النقص تجاه تلاميذ المسيح وحوارييه ويصرح بأميتة الدينية واللغوية,ويواصل نفس الخطاب ببقية الإصحاح والذي يليه حتى يقول " فإن كانوا عبرانيين فأنا كذلك،أو إسرائيليين،فأنا كذلك،أو من نسل ابراهيم فأنا كذلك.." ولكن برغم نقصه هذا تكلم فيماسبق بأنه الكل في الكل,ويمكننا القول الأن أن بولس صاحب ومؤسس دين وثني جديد لاعلاقة له بدين المسيح عيسي بن مريم من قريب أو بعيد إلا بكذب قد إدعاه . الغريب أنه برغم تحريف الأناجيل الحالية نجد بها المسيح عليه السلام يحذر من دعوة الأمم الغير مختتنة للدين (فهو مرسل لليهود فقط) ووصف من يفعل ذلك بالضلال لإنه لم يرسل لهم,لإن هذه الأمم لن يفهموا قوله لعدم معرفتهم بالتوراة من قبل التي هي صلب الدين عند النصرانية الصحيحة,ثم هذه الأمم ستكون مدعوه فيمابعد للدين الخاتم(ملكوت الله) من قبل المختارين بأخر الزمان . وهذا التحذير نفسه موجود بتراتيل الحمد والشكر,وهذا يعتبر من أحد الأدلة القوية لإثبات أن هذه التراتيل هي الإنجيل الحق الذي كان عند النصاري الحواريين,ورد قاطع نافي لمن ينسب هذه التراتيل لكتب اليهود,لإن اليهود أمرهم مفصول منذ ألاف السنيين من قبل هذه التراتيل بعدم دعوة الأمميين لدينهم,وليس عندهم أدني إهتمام بذلك بل يعاقبوا من يقدم علي هذا الأمر,أما النصاري فحدث لهم بلبلة بسبب التحرك الذي قام به بولس في أمم الغرب من غير اليهود للدعوة لإنجيله الفاسد المسمي (بإنجيل الغرلة) أي لغير المختونيين,ولذا كان حري بالمسيح عليه السلام أن يحذرهم من ذلك قبل وقوعه . (ووضعت في قلبه العلم والفهم,حتي يستطيع أن يفتح ينابيع المعرفة لجميع الرجال المستنيرين,وقد بادلوها بشفاه غير مختونة,وبألسنة أجنبية لشعب بلافهم,حتي يحل عليهم الدمار وهم في ضلالهم يهيمون) إنجيل قمران (الواصايا وتراتيل الحمد) الصفحة رقم 58 بهذا الكتاب ونفس المعني بصفحة 81 .

فالنص هنا يصف الدعاة بغير الختان بأنهم قد بدلوا شرع الله والعلم والفهم السليم وأما المدعويين فهم سيكونون بلافهم وضالين وسيحل عليهم العذاب والدمار . وهذا ماحدث بالفعل مع بولس وأمثاله وأهل دعوته,فهو قد أخرجهم من شرك الوثنية الرومانية وعبادة الأصنام,إلي الشرك بعبادة المسيح مع الله سبحانه . 5) هؤلاء الاثنا عشر ارسلهم يسوع واوصاهم قائلا.الى طريق امم لا تمضوا والى مدينة للسامريين لا تدخلوا.6 بل اذهبوا بالحري الى خراف بيت اسرائيل الضالة. 7 وفيما انتم ذاهبون اكرزوا قائلين انه قد اقترب ملكوت السموات. 8 اشفوا مرضى.طهروا برصا.اقيموا موتى.اخرجوا شياطين.مجانا اخذتم مجانا اعطوا. 9 لا تقتنوا ذهبا ولا فضة ولا نحاسا في مناطقكم. 10 ولا مزودا للطريق ولا ثوبين ولا احذية ولا عصا.لان الفاعل مستحق طعامه) إنجيل متي الإصحاح 10 21 )ثم خرج يسوع من هناك وانصرف الى نواحي صور وصيدا. 22 واذا امرأة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت اليه قائلة ارحمني يا سيد يا ابن داود.ابنتي مجنونة جدا. 23 فلم يجبها بكلمة.فتقدم تلاميذه وطلبوا اليه قائلين اصرفها لانها تصيح وراءنا.24 فاجاب وقال لم أرسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة. ) متي الإصحاح 15

ولكن بولس ضرب بكل كلام المسيح هذا عرض الحائط ففي رسالته الى أهل غلاطية يقول :( 1ثُمَّ بَعْدَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً صَعِدْتُ أَيْضاً إِلَى أُورُشَلِيمَ مَعَ بَرْنَابَا، آخِذاً مَعِي تِيطُسَ أَيْضاً. 2وَإِنَّمَا صَعِدْتُ بِمُوجَبِ إِعْلاَنٍ، وَعَرَضْتُ عَلَيْهِمِ الإِنْجِيلَ الَّذِي أَكْرِزُ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، وَلَكِنْ بِالاِنْفِرَادِ عَلَى الْمُعْتَبَرِينَ، لِئَلاَّ أَكُونَ أَسْعَى أَوْ قَدْ سَعَيْتُ بَاطِلاً. 3لَكِنْ لَمْ يَضْطَرَّ وَلاَ تِيطُسُ الَّذِي كَانَ مَعِي، وَهُوَ يُونَانِيٌّ، أَنْ يَخْتَتِنَ. 4وَلَكِنْ بِسَبَبِ الإِخْوَةِ الْكَذَبَةِ الْمُدْخَلِينَ خُفْيَةً، الَّذِينَ دَخَلُوا اخْتِلاَساً لِيَتَجَسَّسُوا حُرِّيَّتَنَا الَّتِي لَنَا فِي الْمَسِيحِ كَيْ يَسْتَعْبِدُونَا - 5اَلَّذِينَ لَمْ نُذْعِنْ لَهُمْ بِالْخُضُوعِ وَلاَ سَاعَةً، لِيَبْقَى عِنْدَكُمْ حَقُّ الإِنْجِيلِ. 6وَأَمَّا الْمُعْتَبَرُونَ أَنَّهُمْ شَيْءٌ، مَهْمَا كَانُوا، لاَ فَرْقَ عِنْدِي: اللهُ لاَ يَأْخُذُ بِوَجْهِ إِنْسَانٍ - فَإِنَّ هَؤُلاَءِ الْمُعْتَبَرِينَ لَمْ يُشِيرُوا عَلَيَّ بِشَيْءٍ. 7بَلْ بِالْعَكْسِ، إِذْ رَأَوْا أَنِّي اؤْتُمِنْتُ عَلَى إِنْجِيلِ الْغُرْلَةِ كَمَا بُطْرُسُ عَلَى إِنْجِيلِ الْخِتَانِ. 8فَإِنَّ الَّذِي عَمِلَ فِي بُطْرُسَ لِرِسَالَةِ الْخِتَانِ عَمِلَ فِيَّ أَيْضاً لِلأُمَمِ )

فهنا بولس نفسه ينفي أية علاقه له مع تلاميذ المسيح ويصفهم بالإخوة الكذبة المدخلين خفية,وهذا يوضح الفجوة العميقة التي بينهم وبينه,والتي حفرها بما ابتدعه من أراء و شرائع لم يعرفوها ! فالنص السابق يخبرنا أنه كان يسير بصحبة رجل يوناني اسمه ( تيطس ) و هو أيضا غير مختتن ، و قد أمرهم المسيح من قبل ألا يذهبوا بدعوتهم الى الأمم,وأوصاهم الناموس أن يختتنوا و يحدوا من علاقاتهم مع غير المختتنين,وبذا فهو يفرق بين كرازتهم و يسميها ( انجيل الختان ) وبين كرازته التي أسماها ( انجيل الغرلة ) والرائع أن تراتيل الحمد والشكر قد عظمت ومجدت أمر الختان بتكرار أمره كثير جداً,ووصفت سلوك من يتبع غير ذلك بالضالين كما وصف القرأن الكريم هؤلاء المسيحيين أتباع بولس,ولقد أوضح بولس أن رسالة بطرس ( كمثال للتلاميذ ) لليهود وأهل الناموس,وهو - أي بولس - أيضا سيكون له رسالة مماثلة لها و لكن للأمم ! ولايوجد طبعا أي تفسير عند النصارى لذلك سوى أنه مسوق من الروح القدس,ولكنه مسوق للضلال كماقصت تراتيل الحمد والشكر ووصفت صاحبها ودعوته (بشفاه غير مختونة)كما بالنص السابق من تراتيل الحمد والشكر.


و يقول أيضا في رسالته الى أهل فيليبي : ( 17كُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِي مَعاً أَيُّهَا الإِخْوَةُ،وَلاَحِظُوا الَّذِينَ يَسِيرُونَ هَكَذَا كَمَا نَحْنُ عِنْدَكُمْ قُدْوَةٌ. 18لأَنَّ كَثِيرِينَ يَسِيرُونَ مِمَّنْ كُنْتُ أَذْكُرُهُمْ لَكُمْ مِرَاراً،وَالآنَ أَذْكُرُهُمْ أَيْضاً بَاكِياً،وَهُمْ أَعْدَاءُ صَلِيبِ الْمَسِيحِ، ) و هو طبعا يقصد التلاميذ الذين رفضوا كرازته بين اليهود ! و لكنه في أنحاء متفرقة من رسائله يتحدث عن أولئك الرافضين لدعوته من غير أن يسميهم


ويقول في رسالته الأولى الى تيموثاوس معتبراً نفسه صاحب التعاليم الصحيحة ( 3إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُعَلِّمُ تَعْلِيماً آخَرَ,وَلاَ يُوافِقُ كَلِمَاتِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الصَّحِيحَةَ، وَالتَّعْلِيمَ الَّذِي هُوَ حَسَبَ التَّقْوَى 4فَقَدْ تَصَلَّفَ وَهُوَ لاَ يَفْهَمُ شَيْئاً،بَلْ هُوَ مُتَعَلِّلٌ بِمُبَاحَثَاتٍ وَمُمَاحَكَاتِ الْكَلاَمِ الَّتِي مِنْهَا يَحْصُلُ الْحَسَدُ وَالْخِصَامُ وَالاِفْتِرَاءُ وَالظُّنُونُ الرَّدِيَّةُ، 5وَمُنَازَعَاتُ أُنَاسٍ فَاسِدِي الذِّهْنِ وَعَادِمِي الْحَقِّ، يَظُنُّونَ أَنَّ التَّقْوَى تِجَارَةٌ. تَجَنَّبْ مِثْلَ هَؤُلاَءِ. ( ويعتبر هذا تكرار للمعاني في رسائله قصد به التوكيد على معنى واحد : أنه هو الصواب وحده و غيره هم المخطئين ! فيقول مندداً بمخالفيه: ( انظروا الكلاب، انظروا فعلة الشر…) وعلى هذا المنوال تمتلئ رسائله بالهجوم على الحواريين معارضيه فيتهمهم بسائر أنواع التهم من كفر ونفاق و…(انظر كولوسي 4/10-11، فيلبي 2/19-31، تيطس 1/9-11، 1تيموثاوس 1/3-7، 2/ 23

ورأينا كيف نال بولس من تلاميذ المسيح فلم يبقي لهم ثمراً,ولم تخلد لهم فكراً ولا كتباً,فيما سوى بعض الصفحات القليلة من العهد الجديد بما لا يتعارض مع أفكار بولس ووصاياه .

و نراه في رسالته الى أهل غلاطية ينال أيضا من التلاميذ في شخص بطرس ( كبير الحواريين ) ويصفهم بالرياء والجبن فيقول : (11وَلَكِنْ لَمَّا أَتَى بُطْرُسُ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ قَاوَمْتُهُ مُواجَهَةً،أَنَّهُ كَانَ مَلُوماً. 12لأَنَّهُ قَبْلَمَا أَتَى قَوْمٌ مِنْ عِنْدِ يَعْقُوبَ كَانَ يَأْكُلُ مَعَ الأُمَمِ،وَلَكِنْ لَمَّا أَتَوْا كَانَ يُؤَخِّرُ وَيُفْرِزُ نَفْسَهُ،خَائِفاً مِنَ الَّذِينَ هُمْ مِنَ الْخِتَانِ. 13وَرَاءَى مَعَهُ بَاقِي الْيَهُودِ أَيْضاً،حَتَّى إِنَّ بَرْنَابَا أَيْضاً انْقَادَ إِلَى رِيَائِهِمْ! 14لَكِنْ لَمَّا رَأَيْتُ أَنَّهُمْ لاَ يَسْلُكُونَ بِاسْتِقَامَةٍ حَسَبَ حَقِّ الإِنْجِيلِ،قُلْتُ لِبُطْرُسَ قُدَّامَ الْجَمِيعِ: «إِنْ كُنْتَ وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ تَعِيشُ أُمَمِيّاً لاَ يَهُودِيّاً,فَلِمَاذَا تُلْزِمُ الأُمَمَ أَنْ يَتَهَوَّدُوا؟»أي يتعلموا التوراة ويعملوا بها مع الإنجيل)

فها هو يظهر بطرس – و طبعا باقي التلاميذ – مظهر المرائي لأنه يتمسك بدعوة اليهود فقط,بل و يحاجه و يخطئه و لعل القاريء قد لاحظ هجوم بولس أيضا على برنابا أيضا الذي اختاره من قبل شريكا للصحبه و هنا يتأكد أن نصرانية بولس كانت تختلف تمام الإختلاف عن نصرانية التلاميذ،فلو كانت نفس الدعوة فلما هذا الهجوم من بولس عليهم و محاربته إياهم أينما ذهبوا ؟ تعقيب مما سبق نرى أن تلاميذ وحواري المسيح,قد عارضوا دعوة بولس,ووقفوا في وجهها ودليل ذلك هو إختفاء ذكرهم عن عالم المسيحية بعد ظهور ذلك الأخير,فقد اختفت كتاباتهم وحوربت,ولذا يمكننا القول بأن العهد الجديد الذي صاغه و نشره هو بولس وقد أبعد عنه كل ما يعترض نهجه و أفكاره,وقد طال هذا الإبعاد تلاميذ وحواري المسيح وحملة دينه و أفكاره,فقد واجه الحواريون فكر بولس بصرامة شديدة لكنها لم تمنعه من نشر أفكاره في أسيا و أوروبا بعيدا عنهم . وهنا مع هذه القطيعة والعداء الثابت ينبغي لمن يريد أن يتبع المسيح حقا أن يأخذ جانب أتباعه الذين عرفوه في حياته,لادليل لمن ادّعى بلا دليل أن المسيح بعد مغادرته للدنيا سيُوحي اليه بتعاليم هي مخالفة لجوهر دعوته ودعوة الأنبياء من قبله ولم تُعرف هذه التعاليم إلا من خلال هذا الدّعي الكذاب بولس,الذي لم يعرف المسيح ولم يتعلم على يديه شيئ في حياته،ولما أنكروه أتباع المسيح الحقيقيون لما بلغتهم رسالته الضالة,تظاهر بأن تلك التعاليم مكذوبة عليه وأنه لم يدعو إليها.. ونعلم أنها لم تكن مكذوبة عليه،بل تلك كانت حقيقة دعوته.. وبعيداً عن المؤثرات الخارجية فإنّ على مَن يخاف الله والدار الآخرة أن يختار لنفسه أيّ الفريقين يتبع .

الدليل التاسع والعشرون:-

وقوع العذاب الشديد الموعود بالكتب الثلاث ".. إذ قال الله ياعيسي إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلي يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيماكنتم فيه تختلفون فأمّا الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا والآخرة" 56:55 أل عمران هذا الموضوع كذلك من الأدلة القوية علي أن معلم الطائفة هو المسيح بن مريم وأن هذه الطائفة هي طائفة النصاري الحواريين وأن تعاليمه هي الإنجيل الأول للنصرانية فقصة العذاب الشديد وتدمر القدس بعد زيارة المعلم الماضية بأربعين عام كماقالت الوصايا,لهو تحديد لامثل له لشخصية هذا المعلم بأنه بالفعل المسيح بن مريم,ولايغيب عنا أن الأناجيل الحالية كذلك رغم تحريفها قد ذكرت كذلك هذا العذاب وهدم القدس من بعد ذهاب المسيح,وهذا كله من التوافق الرائع للكتب الثلاث (القرأن الكريم وإنجيل قمران والإنجيل الحالي) في تحديد العذاب وشخصية المعلم المسيح .

وتذكر الوصايا كذلك الإجتماع الأخير مع المعلم باللقاء الأخير بأرض دمشق (مكان الطائفة بقمران) وأن دمار القدس وعذاب بني إسرائيل بعد أربعين سنة من تاريخ هذا اللقاء ,وهذا بصفحة 49بهذا الكتاب,وهو ماحدث بالفعل تاريخياً ممايبين أنه هو المسيح بن مريم وأن طائفته هي طائفة الحواريين,فرفع المسيح للسماء ونهاية زيارته الأولي كان بعد عام 30م تقريباً وبداية العذاب الموعود علي يد الرومان مع تدمير الهيكل وتشريد وقتل بني إسرائيل كان 70م وإستمر لثلاث أعوام . فقد تم سيطرة الحواريين علي القدس وأرض اليهودية كلها بعد رفع المسيح كما أخبر الله سبحانه بالأيات السابقة فأصبحوا ظاهرين حتي حين,وعندما عاد اليهود لمؤامراتهم فقتلوا يعقوب بن خالة المسيح,حينها قرر الحواريين والنصاري الهجرة بعدما أن تيقنوا بقرب هلاك القدس كماوعد المسيح عليه السلام,وكانت الهجرة لأخر حدود دمشق المعني بها الأن دمشق الشام(العاصمة السورية) فإن كلتا الدمشقين قد أخبرت السماء بنزول عيسي بن مريهما بهما هم الإثنتين,دمشق قمران كماكانوا يسمونها قد شهدت مجيئ المسيح عليه السلام في رسالته لبني إسرائيل,ودمشق الشام كذلك ستشهد مجيئ المسيح الثاني للأرض لنشر هدي الإسلام للناس أجمع,ومنهم بني إسرائيل والنصاري,وسنتحدث فيمابعد بشيء من التفصيل عن دمشق الواحدة التي تشمل الدمشقين المذكورين,وسنبين مكانها العظيم بأحداث أخر الزمان كما أخبر رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم . لقد تأمر اليهود علي الحواريين الذين سرعان ماتركوهم وهاجروا لدمشق بالشام تتواصل الأحداث كما أخبر المسيح فيظهر نبيان كاذبان مرة أخري بين اليهود يزعم كل منهما أنه المسيا المنتظر والنبي الخاتم … ويتبعهما الناس.. وتتأجج الثورة ضد الروم في عام 63م .. وينتظر الناس الفرج الموعود بقيام مملكة الله على يد المسيح مع هلاك الروم,وهم قد كذبوا المسيح من قبل وأتباعه بأن النصر الموعود علي الروم سيكون عن طريق مملكة الله القادمة بقيادة نبي من بني إسماعيل وليس من بني إسرائيل ولكنهم يريدون نبي تبع هواهم ومن جلدتهم وليس كمايريد الله سبحانه.... ويخلطوا الصدق بالكذب,فهذه هي المملكة الرابعة ( مملكة الروم) ليس بعدها إلا مملكة الله كما أخبر دانيال.. وتتأجج العواطف ويظنوا أنفسهم علي الحق.. ويلتهب الحماس فإن وعد الله قد أصبح وشيك التحقق ويصدقوا أنفسهم,ويؤمنوا بنبياهم الكاذبان ويتحمس اليهود لقتال الروم.. ولكن ليكن في ذلك هلاكهم.. فانهم عصوا رسل الله اللذين أخبروهم بالدين السلوك الحق,فقتلوا بعضهم وسعوا في قتل الباقي( كزكريا ويحيي وعيسى وغيرهم من قبلهم) ولقد أخبروهم بهلاكهم وهلاك اورشليم (القدس) المحقق.. وأخبروهم بأن مملكة الله القادمة بعد الروم ليست قادمة إلا من أمة أخرى,ولكنهم رفضوا وتكبروا علي ذلك الأمر.. ونسوا أن عليهم عدم مواجهة الروم بل الفرار منهم كماذكر المسيح وباقي رسلهم.. فرفع المسيح للسماء ونهاية زيارته الأولي كان بعد عام 30م تقريباً وبداية العذاب الموعود علي يد الرومان مع تدمير الهيكل وتشريد وقتل بني إسرائيل كان أشده عام 70م مع مراعاة إختلاف التقويم بين الطائفة وباقي بني إسرائيل وكذلك إحتمالية الخطأ التقديري بعامين أو ثلاث علي مدار ألف عام .

كتب المؤرخ جوسيفياس في كتابه " الحرب اليهودية الكبرى" ( التي عاصرها): " أنّ أهم ما دفع الناس للثورة ضد الرومان هو نبؤة غامضة بكتابهم المقدس بأنّ واحدا من رجالهم سيحكم العالم كاملا".. إنها النبؤات بمملكة الله القادمة التي حرف فهمها اليهود، وجعلها " الغيوريون" مادة لدفع الناس وتحميسهم، واستغلها الدجالون فتسببوا في هلاك قومهم.... وفي هذا السياق أستشهد أيضا بالعبارة الواردة بمخطوطات البحر الميت والتي استشهد بها ايسنمان ( الباحث المشهور في مخطوطات البحر الميت) عند التعليق على المحاولات المسيانية ( أي المحاولات لإقامة دولة المسيا المنتظر) المتكررة . من أن الكاهن سيمون تنبأ لليهود في كتاب المكابيين الأول 14: 41 وهو من ضمن الكتب المسماة بابوكريفا ويقدسها الكاثوليك، تنبأ لهم بأنه " ولن يتوقف رجال العنف من محاولة أخذ مملكة السماء ( أي مملكة الله) بالقوة" طمعاً أن يأتيهم نبي..

فتلك في الواقع كانت مشكلتهم إصرارهم أن مملكة الله القادمة هي فيهم،وتكذيبهم لمن خالفهم من الأنبياء في ذلك,بل بسبب ذلك حاولوا قتل المسيح.. ويلاحظ هنا أنّ أهل مخطوطات البحر الميت تواصوا على عدم مشاركة الأشرار ( وهو اصطلاح يقصدون به بقية اليهود) في أي مقاومة حتى يأتي يوم العقاب ( الرقعة (1Q S 10: 117-119 .. وهو يوم عقاب استئصال الأشرار من الأرض المباركة الذي تحدثت عنه المزامير وكتب الأنبياء .. فهلك اليهود رغم استبسالهم في قتال الروم الوثنيين,هلكوا لأنهم عصوا الله وكفروا برسله لمّا أخبروهم بأن المسيا ومملكة الله سيكونا من أمة أخرى.. وما ذلك إلا لتعطيلهم الشريعة وتمردهم على الأنبياء.. هلكوا لأنهم اتبعوا أنبياء كذبة أرضوا طموحهم بالقول ببقاء النبوة ومملكة الله فيهم.. فكأنهم كأهل اليمامة من أتباع مسيلمة الكذاب عندما قاتلوا عن مسيلمة قتال الأبطال وقالوا " نبي كاذب منَا خير من نبي صادق من غيرنا " فأهلكهم الله جميعاُ.. لقد جهل عامة اليهود كتاب الله وتعاليمه،وتمنّوا على الله الأماني،قال تعالى بالقرآن الحكيم " ومنهم – أي من اليهود- أميّون لا يعلمون الكتاب إلا أمانيّ، وإن هم إلا يظنون" البقرة 78 وغُرس بعقولهم " نحن أبناء الله وأحباؤه" المائدة 18،وأنّ الله سيبعث إليهم المصطفى المختار ( المسيح أو المسيا) فينتقم لهم من الأمم التي استعبدتهم ويحكمون به الأرض قاطبة.. تلك أمنية زيّنها لهم علماؤهم، فأهلكوا بها أمتهم.. لقد وقع على اليهود عذاباُ لا يتخيله أحد .. وذلك أنهم ثاروا على القائد الروماني Gessius Florus وعلى الحُكم الروماني في الفترة بين عامي 64 – 66 م توقعاً منهم بقرب زوال وانهيار الحكم الروماني,وهو فهم له جذوره من النبوات المتعلقه بقيام مملكة الله كما أسلفنا.. فقامت القيادة الرومانية عام 67م بتعيين فسبيان Vespian الذي قضى على مجموعة من جيوب المقاومة حتى عام 70م حين عُيِّن هو نفسه امبراطورا عاماً للإمبراطورية الرومانية،فاستخلف ابنه تيطسTitus الذي ضرب الحصار على أورشليم في فبراير عام 70م بشكل مفاجيء في وقت اجتمع بالقدس أثناءه عدة ملايين من اليهود جاءوا للاحتفال بعيد العبورPassover .. وكان قد فر منها المؤمنون النصارى من اليهود ( النصارى) بقيادة سمعان Simeon ابن خالة المسيح عليه السلام،وبقي بها عامة اليهود ومن تحمس لقتال الروم متوقعا قرب قيام مملكة الله وانهيار دولة الروم.. وضرب جيش الروم الحصار على القدس وهي مكتظة بالملايين التي قدمتها للإحتفال بالعيد .. وامتد الحصار وطال.. وجاع الناس وعطشوا.. وهلكوا.. وتساقطوا أمواتاً.. حتى عجزوا عن دفن بعضهم البعض.. فقد بلغ الوهن بهم أن يتساقطوا موتى اثناء الدفن.. وملئت البيوت بالجثث.. وأخرج الكثير منها من ابواب المدينة.. وقد ذكر جوسيفاسJosephus في كتابه: الثورة اليهودية الكبرى: حصار وتدمير القدس وهو مؤرخ يهودي عاش أحداث الحصار أن الوديان المحيطة بأورشليم امتلأت بالجثث،وأن عدد جثث الموتى التي أحصاها أحد الجنود الرومان أخرجت من الباب الذي كان يراقبه – بأمر القائد الروماني – أن عدد هذه الجثث بلغ مائة وخمسة عشر ألفا وثمانمائة وثمانون جثة أخرجت من المدينة من باب هذا الجندي فقط في الفترة من نيسان الى تموز عام 70م... وأحصى الروم ما يزيد على ستمائة ألف جثة أخرجت من أبواب المدينة مجتمعة.. كلهم ماتوا جوعاً، وهم غير من هلك جوعاً داخل المدينة ولم تخرج جثثهم.. وامتلأت بهم البيوت.. فقد كانوا يكوِّمون الجثث داخل البيوت الكبيرة حتى تمتليء فيغلقون عليها الأبواب.. ويكوِّمونها في أكوام بل وجبال من الجثث داخل المدينة وأمام أبوابها.. واشتد الضعف والهلاك باليهود,حتي منهم من لبس أكفانه قبل موته استعدادا للموت المشاهد كما يذكر جوسيفاس،وإنقطع عن الناس النحيب على الأموات أو الحداد عليهم،إنهم كانوا ينظرون إلى موتاهم بعيون جافة وأفواه فاغرة,ويرونهم إرتاحوا قبلهم كما وصفهم جوسيفاس،وإشتد الوضع على الناس حتى أكلوا من الزبائل والمجاري وفضلات الحيوانات.. بل أكلوا الأموات.. وذكر المؤرخ اليهودي قصة أم طبخت إبنها وأكلت نصفه وقدمت نصفه لغيرها.. وذكر جوسيفاس مثلاً آخر من شدة البلاء الذي وقع على اليهود,أن الذين تمكنوا من الهرب كانوا يأتون الأعراب والسوريين من غير الجيش الروماني متضرعين لهم بطلب النجاة,فبدلاً من مساعدتهم في الهرب كانوا يبقروا بطونهم بحثا عن الذهب،فقد إكتشف هؤلاء أن اليهود كانوا يبلعون قطع ذهبهم قبل هروبهم ليهربوها معهم،وذكر الكاتب أنّ الفين من هؤلاء الهاربين بقرت بطونهم في ليلة واحدة فقط بحثاً عن الذهب.. ويعلّق جوسيفاس أن الأمر في الواقع - أو في حقيقته - إنما هو أنّ الله قد مقت هذه الأمة كلها،وقلب كل صنيع وحيلة تقوم بها لإنقاذ نفسها هلاكاً ووبالاً عليها كما هو الحال في محاولة تهريب الذهب.. وإستمرت الحرب ودخل الروم أخيراً المدينة والهيكل.. وقذفوا الهيكل ودمروه بالحجارة وأحرقوه بكرات النار حتى اشتعل البيت المقدس في حريق شامل كبير،شمل الجبل الذي عليه الهيكل كله، حتى حسبه كل من رأه حريقا شاملا للمدينة كلها .. وأصيب من تبقي من اليهود باليأس والخذلان لما رأوا البيت محترقا.. وذبح الروم كل من وقعت أيديهم عليه دون تمييز لأطفال أو مسنين أو نساء كما نقل جوسيفاس، حتى تغطت الأرض تماما بالجثث،ومشى الناس والجنود على أكوام الجثث،وكان المذبوحين أكثر عددا ممن ذبحهم ..

وقتل الروم كما يحصي الكاتب اليهودي مليوناّ ومائة ألف،وأسروا سبعة وتسعين ألفا أكثرهم يهود من غير أهل القدس كانوا قد قدموها للأحتفال بالعيد بها.. وأخذوا كل من تجاوز السابعة عشر عبداً للعمل بالمناجم أو ليتسلى عليه الروم في مسارحهم وهو يصارع بشراً أو وحوشاً حتى الموت.. وأحرق الروم الهيكل ودمّروه تماماً حتى ما ترك منه "حجر على حجر " غير جانب من جدار..... ودمرت المدينة تماماً غير بيوت محدودة في أحد جوانبها.. ووقع العذاب على اليهود بأشد ما يمكن أن يصله عذاب.. عذاب لم يحدث من قبله مثله،تماماً كما أنذرهم الأنبياء الكرام كالمسيح ويحي واشعياء وغيرهم….وبنفس تفاصيله الدقيقة التي بيّنوها.. لم يتعلم اليهود ولم يتوبوا،فرغم العذاب الذي وقع عليهم،أعاد من تبقي من اليهود الخطأ نفسه,فبعد أن تجمع من بقي منهم بالقدس ومن أتي من خارجها مرة أخري سرعان ماثاروا على الروم مرة أخري يشجعهم نبي كاذب جديد إدّعى كالمعتاد أنه المسيا المنتظر.... إنه سمعان باركوخبا Simon Barcochebas الذي عينه حاخامهم الأكبر أكيبا يوسف ملكا مسياً عليهم،ولقبه بابن النجم نسبة الى البشارة في سفر العدد 24:17- 18 (25) بالمسيا المنتظر كأنه نجم أو كوكب منير في آخر الزمان، وذلك هو معنى اسمه Bar Kochba وإن كان البعض يعتقد أن اسمه الأصلي غير ذلك وهو Bar Kosiba وقام هذا الأخير بحرب عصابات أجبرت الفيلق العاشر الروماني على ترك القدس.. وطرَدَ غير اليهود من المدينة.. فإستبشر وتشجع وأقدم ورتب الصفوف وقسم الكتائب وأحكم الترتيب ثم ثار على الروم.. وثار معه اليهود يتوقعون النصر والمدد الالهي.. ولم لا فهاهو قد ظهر المصطفى ( المسيا) المنتظر بينهم بزعمهم .. وجاء الروم بقائدهم جوليوس سيكتوس Sextus Julius فاستأصلوا اليهود حيثما وجدوهم ..... فهدموا خمسين حصنا وأبادوا 985 قرية من أرض اليهودية بفلسطين وقتلوا خمسمائة وثمانين ألفاً من جنود اليهود المقاتلين،ولا يستطيع أحد أن يحصي الذين ماتوا جوعا أو حرقا أو مرضا من كثرتهم كما يروي ذلك المؤرخ ديو كاسيس Dio Cassius وقُتل المسيا الكذاب.. وظهر لهم بذلك كذبه حتى سموه بإبن الكذاب،وأكتمل بذلك الوعد بالطرد والتشريد.. فحرّم على من بقي من اليهود حينئذ دخول أورشليم (القدس) وجعل الرومان عقوبة الإعدام للمخالفين لهذا المنع من اليهود,وحرمت عليهم فلسطين كلها وأصبحوا مشردين أذلة بين الأمم . وظل هذا المنع سارياً لأكثر من خمسة قرون,وقد تم تجديده في وثيقة ومعاهدة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند تسلم القدس من النصاري وطرد الرومان .. وأعطيت أورشليم اسما جديداً من قبل الرومان بعد طردهم لليهود فسميت أيليا كابيتوليناAelia Capitolina بدلا من اسمها اليهودي أورشليم،وأعطيت سكانا غير سكانها اليهود..... وأسدل الستار على تاريخ وجود اليهود بفلسطين,إلا من خلال العودة غير الربانية الحاصلة الأن,بسبب مخالفة المسلمين للوثيقة والعهدة العمرية,فقد سمحوا لليهود بالعودة للقدس تدريجياً علي مر العصور,وكان لترك شرع الله وعدم إقامته بين المسلمين في جوانب كثيرة من حياتهم العامة والخاصة سبب رئيسي في تخلي الله سبحانه عنهم,وهذه الإنتكاسة لم تكن وليدة هذا الجيل وإنما وليدة هذه القرون الأخيرة في حياة المسلمين عامة ولاشك أن أمر وجود اليهود الأن بالقدس وفلسطين لن يطول وسيعود المسلمين لدينهم وسيهلك الله سبحانه اليهود وحضارتهم وقوتهم ويمكن للمؤمنيين من بعد . وهلاك القدس واليهود قد تمّ كما أخبر به المسيح عيسى والنبي داود والكثير من أنبيائهم عليهم السلام سواء بالمخطوطات أو بكتبهم الموجودة الأن.. ووقع خراب القدس والهيكل ذلك الخراب الذي تنبأ دانيال بوقوعه في نهاية السبعين اسبوعا من السنين التي بقيت لبني اسرائيل من بعد عمارة القدس وأسوارها عام 445 قبل الميلاد،وهو الخراب الذي تحدث اصحاب مخطوطات البحر الميت بوقوعه أربعين سنة بعد قطع المعلم الفريد ( وقد كان بالفعل بعد عيسى عليه السلام بأربعين سنة كماذكرنا) لقد تم ذلك الهلاك باتباع اليهود لأنبياء كذبة وإهلاك الله لهم نتيجة ذلك.. وهو تماما ما توعّد به الأنبياءُ بني إسرائيل بوقوعه إذا استمروا في انحرافهم.. ففي إرميا 19: 7-9 ورد ما يعدّ وصفاً دقيقا لما حدث لليهود على أيدي الرومان

( وأجعل تدبير يهوذا وأورشليم في هذا المكان باطلاً،وأسقطهم بالسيف أمام أعدائهم وبأيدي طالبي نفوسهم،وأسلم جثثهم طعاماً لطيور السماء ولبهائم الأرض,وأجعل هذه المدينة خراباً وصفيراً،فكل من يمر بها يدهش ويصفر على جميع ضرباتها,وأطعمهم لحم بنيهم ولحم بناتهم،وكلّ منهم يأكل لحم صاحبه في الشدة والضيق التي يضايقهم بها أعداؤهم وطالبو نفوسهم).. تماماً كما ثبت في شهادة المعاينة لمؤرخهم جوسيفاسJosephus.. وفي عاموس 8: 2-10: " قد أتت النهاية لشعبي اسرائيل،فلا أعود أعفوا عنه،فتصير أغاني القصر ولوالاً،في ذلك اليوم يقول السيد الرب وتكثر الجثث،وتلقى في كل مكان بصمت .. وأحوّل أعيادكم نوحاً وجميع أغانيكم مراثيَ،وأُصعد على الأحقاء مسحاً" وقد وقع العذاب بالفعل وهم مجتمعون بيوم عيدهم فانقلب مناحة،ثمّ صاروا يبكون على أطلالهم في أعيادهم بحائط المبكى.. وألبسوا على أحقائهم لباس الذلّ الذي ميزهم على مر العصور.. وفي إرميا 9: 14-15 الوعد بالشتات والتعذيب والإذلال،وهو ما حدث فعلاً بعد ذلك.. ( لذلك هكذا قال رب القوات،إله إسرائيل: هأنذا أطعم هذا الشعب مرارة وأسقيهم ماء سم،وأشتتهم في الأمم التي لم يعرفوها هم ولا آباؤهم،وأطلق في إثرهم السيف حتى أفنيهم).. وفي لاوي 26: 29 " وأضاعف عذابي سبع مرات أخرى وفقا لخطاياكم،فتأكلون لحم أبنائكم وبناتكم،وأدكّ مذابح مرتفعاتكم،وأحطّم أنصاب شموسكم،وأكوم جثثكم فوق بقايا أصنامكم وتنبذكم نفسي،وأحول مدنكم الى خرائب.."، وفي سفرمراثي إرميا 4: 9 - 10 " كان مصير ضحايا السيف أفضل من مصير ضحايا الجوع.. طهت أيدي الأمهات الحنايا أولادهن ليكونوا طعاما لهن في أثناء دمار ابنة شعبي.." .. وفي مراثي إرميا 2: 19- 20 :".. أطفالك المغشي عليهم من الجوع عند ناصية كل شارع.. أعلى النساء أن يأكلن ثمرة بطونهن،وأطفال حضانتهن".. وفي إشعيا 5: 24-25 " ..لأنهم نبذوا شريعة الله واستهانوا بكلمة قدوس إسرائيل لذلك إحتدم غضب الربّ ضد شعبه، فمد يده عليهم وضربهم، فارتعشت الجبال،وأصبحت جثث موتاهم كالقاذورات في الشوارع"..

والأناجيل قد حكت ذلك,ففي لوقا أن المسيح عليه السلام لمّا أمر أصحابه بالفرار من أورشليم إذا رأواها محاصرة – كما ذكرت من قبل- قال لهم " فإن هذه الأيام أيام انتقام يتمّ فيها كلّ ما قد كتب،ولكن الويل للحبالى والمرضعات في تلك الأيام،لأن ضيقة عظيمة سوف تقع على الأرض وغضبا شديدا سينزل بهذا الشعب فيسقطون بحدّ السيف، ويُساقون أسرى الى جميع الأمم،وتبقى أورشليم تدوسها الأمم الى أن تكتمل أزمنة الأمم ( كأنما يشير الى أزمنة الممالك الأربع قبل مملكة الله).. وغني عن القول بأنّ كلّ ذلك قد تحقق عام 70م بحذافيره.

هذا وقد نُبيء عيسى من الله عز وجلّ مباشرة قبيل رفعه إلى السماء بأنّ الذين كذبوه من بني إسرائيل،سيلقون من بعده العذاب الشديد بالدنيا والآخرة،وأنّ الله سيُظهر أمر الذين اتبعوه من بني إسرائيل على الذين كفروا به .. " إذ قال الله ياعيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين إتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة،ثمّ إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون,فأمّا الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا والآخرة،ومالهم من ناصرين" آل عمران آية55.. يقول القرطبي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية : " فأمّا الذين كفروا: فأمّا الذين جحدوا نبوتك ياعيسى،وخالفوا ملتك وكذبوا بما جئتهم به من الحقّ وقالوا فيك بالباطل .. فإني أعذبهم عذابا شديداً، أمّا في الدنيا فبالقتل والسباء والذلة والمسكنة،وأما في الآخرة فبنار جهنم.."

وتمّ طرد اليهود من الأرض ( المباركة) تماما كما قصت المزامير وغيرها من كتب الأنبياء وأصبحت الأرض المباركة كما أشار المزمور تنتظر الأمة البديلة المباركة وكانت الفترة التاليه لخراب القدس هذا فترة عصيبة من الحروب واضطهاد المؤمنين النصاري على أيدي الروم الوثنيين في البداية.. ثم على أيدي الروم الذين تنصروا زوراً بمسيحية بولس المشركة في النهاية.. فطارد هؤلاء المشركين الجدد,النصارى الموحدين.. ومضت أيام وأيام.. قصّرها الله كما روى متى عن المسيح عليه السلام.. وجاءت مملكة الله الوارثة للأرض المقدسة كما وعد الله عزوجلّ بالمزامير وكما بشّر بها الأنبياء الكرام علي يد المسلمين.... فكانت رحمة للمؤمنين من بعد صبرهم وثباتهم،بل رحمةً للعالمين.. وإختفى من حينها خبر النصارى من أتباع كنيسة القدس ..اختفى خبرهم كنصارى لإنضمامهم كمسلمين لمملكة الله التي كانوا ينتظرونها.... فلما عرفوها ذرفت لذلك دموعهم مما عرفوا من الحق.. وصدق فيهم وأمثالهم قول الله عز وجل بالقرآن الكريم " الذين آتيناهم الكتاب هم به يؤمنون،وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنّه الحقّ من ربنا،إنّا كنا من قبله مسلمين،أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرءون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون .." أية53 سورة القصص . وقوله عزّ وجلّ: " ..مما عرفوا من الحق.."فلقد ظهرت مملكة الله على يد المصطفى ( المسيا) الخاتم للنبوة .. الذي ذكره دانيال، وتم به ختم النبوة وتم إختيار حرم أخر لله سبحانه بأفضل بقعة على الأرض كانت هي أول بيت من قبل للناس,تماما كما تنبأ دانيال.. ظهرت المملكة ضعيفة ممثلة في فرد واحد كما أخبرت مخطوطات تراتيل الحمد والشكر بقمران .. فأعلن نبوته للعالمين جميعا وهو لايكاد يستطيع أن يحمي نفسه.. فأقام دولة الأسلام من أضعف أمة،فأعطيت نصراً على الأمم،وأورثت الأرض من حولها توريثا من الله،وما كان لها أن تنتصر على الأمم لا بقوتها ولا بعتادها.. ولكن الله حقق وعده للمؤمنين وأتمّ للناس رحمته.. وحقق في دولة الاسلام بشارات المرسلين من قبل.. وأعطى الكتاب والدين والحكم للمختارين أو المصطفين,فكانت البداية من العرب ثم شملت كل الأجناس تماما كما بشر المسيح عليه السلام..


الدليل الثلاثون:-

مخطوطة إينوخ (إدريس) تحدد زمن ظهور المسلمين .... رؤيا الأســـــابيع .. النص كامل باللغة الإنجليزبة

“ Then after that enoch happened to be recounting from the books. And enoch said, “concerning the children of righteousness, concerning the elect ones of the world, and concerning the plant of truth, I will speak these things, my children,verily I, Enoch, myself, and let you know (about it) according to that which was revealed to me from the heavenly vision, that wich I have learned from the words of the holy angels, and understood from the heavenly tablets.” He then began to recount from the books and said, “I was born the seventh during the first week, during wich time judgment and righteousness continued to endure. After me there shall arise in the second week great and evil things; deceit should grow, and therein the first consummation will take place. But therein (also) a (certain) man shall be saved. After it is ended, injustice shall become greater, and he shall make a law for the sinners.“Then after that at the completion of the third week a(certain) man shall be elected as the plant of the righteous judgment, and after him one (other) shall emerge as the eternal plant of righteousness.

After that at the completion of the fourth week visions of the old and righteous ones shall be seen; and a law shall be made with a fence, for the generations. “After that in the fifth week, at the completion of glory, a house and kingdom shal be built. After that in the sixth week those who happen to be in it shall all of them be blindfolded, and the hearts of them all shall forget wisdom. Therein, a (certain) man shall ascend. And, at is completion, the house of the kingdom shall be burnt with fire; and therein the whole clan of the chosen root shall be dispersed. After that in the seventh week an apostate generation shall arise; its deeds shall be many, and all of them criminal. At its completion, there shall be elected the elect ones of the righteousness from the eternal plant of righteousness, to whom shall be given sevenfold instruction concerning all flock”

صورة لأجزاء من رقع مخطوطة إينوخ كما وجدت ضمن مخطوطات البحر الميت (عن مكتبة الكونجرس الأمريكية).

ويمكن ترجمة النص الرئيسي أعلاه لنبوة رؤيا الأسابيع لإينوخ هذه كما يلي:

" و بعد ذلك ابتدأ إينوخ يقرأ من الكتب, فقال : فيما يتعلق بأبناء الصلاح, و فيما يخصّ المختارين من العالم, و ما يخص زرعة الحق ( زرعة/شجرة : أي الشجرة أو الزرعة التي منها الخير إلى الأبد) فإني أنا إينوخ بحق سأذكر لكم يا أولادي هذه الأشياء,وأدعكم تعرفون هذه الأمور التي أظهرت لي برؤيا سماوية,وفهمتها من كلمات الملائكة القدسية،وما فهمته من الألواح السماوية"، و بعد ذلك بدأ يقرأ من الكتب وقال : كنت قد ولدت في (الفترة) السابعة من الاسبوع الأول, خلال وقت كانت الحكمة والصلاح مازالتا صامدتين.. وبعدي سيأتي في الأسبوع الثاني أمـور عظيمة وشريرة,وسينمو الخداع,وفي خلال ذلك سيتم أول إكمال,ولكن فيه كذلك (ايضا) سينقذ إنسان,وبعد نهايته ( أي بعد نهاية السبوع الثاني), سيزيد الظلم وسيكون هناك حكم للمذنبين,و بعد ذلك عند اكتمال الأسبوع الثالث سيختار رجل (محدد) كزرعة للحكمة الصالحة وبعده سيأتي فرد يكون هو شجرة الصلاح الأبدي,وعند اكتمال الأسبوع الرابع سترى رؤى للصالحين القدامى (الأولين) و سيكون لهم شريعة مصانة للأجيال,وبعد ذلك في الأسبوع الخامس عند إكتمال البهاء,سيبنى بيت وتقوم مملكة (المقصود بيت لله ومملكه ربانيه)وبعد ذلك في الأسبوع السادس, فإن الناس به سينعمون,وتنسى قلوبهم الحكمة,وعندها فإن إنسانا سيرفع (أي إلى السماء) وعند اكتماله (أي الأسبوع السادس) فإن بيت المملكة سيحرق بالنار,و فيه يتم تشتيت الفرع الذي أختير كاملا,وبعد ذلك في الأسبوع السابع,سينشأ جيلا مرتدا (ضالا) وسيقوم بأعمال كثيرة لكن كلها شريرة,وعند نهايته ( أي نهاية الأسبوع السابع) سيختار المختارون الصالحون من شجرة الصلاح الأبدية, و لهم ستعطى سبعة اضعاف التعاليم عن كل الأجناس." التعليق الإسبوع الأول:- هو إسبوع أدم ونوح,وإدريس قد جاء بأخره .

الإسبوع الثاني:- هو إسبوعه هو,وفيه سينقذه الله من ظلم الكفار ويرفع للسماء

الإسبوع الثالث:- هو ظلم كله من بعده حتي نهايته وبدايات الإسبوع الرابع .

الإسبوع الرابع:- هو ظهور الشجرة الصالحة ومنها يخرج الصلاح الأبدي والمقصود بها هو إبراهيم عليه السلام الذي ستكون من ذريته الأنبياء حتي أخرهم,وفي هذا الإسبوع تنزل شريعة التوراة لأجيال بني إسرائيل .

الإسبوع الخامس:- هو إسبوع بناء بيت الله بالقدس علي يد سليمان عليه السلام,ويظل كحرم مقدس لبني إسرائيل وأنبيائهم من بعده .

الإسبوع السادس:- هو إسبوع بهاء الهيكل بالنعيم الدنيوي ثم مجيئ المسيح عيسي بن مريم ورفعه للسماء ثم دمار وحريق بيت الله (هيكل سليمان بالقدس) علي يد الرومان وهوعقاب لبني إسرائيل بالعذاب الموعود الذي سبق ذكره وهو يمثل نهاية الرسل من نسل إبراهيم من فرع سارة وإسحاق عليهم السلام جميعاً .

الإسبوع السابع :- في بدايته سيعم الضلال والردة عن تعاليم عيسي عليه السلام,وسينشئ جيل ضال ويقوم بأعمال كثيرة يظن أنها حق ولكنها كلها شريرة وضاله ككناية عن الضالين المسيحيين,وهم المعنيين هنا بلاشك كماهو واضح في ترتيب الأحداث,ولكن في نهاية الإسبوع السابع سيأتي نور الإسلام وأهله الصالحون المختارون بالشريعة الأبدية الخاتمة التامة الكاملة التي تحتوي علي سبعة أضعاف التعاليم السابقة عن كل الأجناس السالفة . وواضح من علامات وأحداث الإسبوع السادس أن المختارين بالإسبوع السابع هم المسلمين بلاشك,فقبل المختارين قد تم رفع المسيح للسماء وتم حريق الهيكل ونهاية فرع ورسالة اليهود ثم ضلال المسيحيين ثم العودة لشجرة النبوة والصلاح الأبدية بالإسبوع السابع التي تعني بالتأكيد النبوة الخاتمة بعيداً عن فرع بني إسرائيل .

الدليل الحادي والثلاثون:- مخطوطة وصــية لاوي بالنبي الخاتم تأكيد آخر وبشارة أخرى من المخطوطات بأن خاتم الأنبيياء سيأتي نبيا جديدا لأمم الأرض وليس من بني إسرائيل وإنما من بعد عقابهم بالإسبوع السابع أورد البشارة التالية James H. Charlesworth جيمس تشارلزورث في الفصل المتعلق بوصايا الأسباط الأثناعشر من كتابه: العهد القديم، السودوايبيقرايفا أو التوراة المنحولة، والتراث المتعلق بأحداث آخر الزمان: The Old Testament: Pseudepigraapha, Apocalyptic literature والبشارة هي جزء من وصية لاوي بن يعقوب عليهما السلام لأولاده لمّا حضرته الوفاة،وقد وردت هذه الوصية أو أجزاء رئيسية منها ضمن مخطوطات البحر الميت، كما أن أجزاء منها مكتوبة بالأرامية كانت قد إكتشفت ضمن معبد يهودي بالجيزة بالقاهرة، وطبعت عام 1910م، وهذا – فإن وجود الوصية في المصادر اليهودية بما فيها مخطوطات البحر الميت – لهو مما يميّز وصية لاوي هذه عن بقية الوصايا المنسوبة للأسباط الآخرين,فمعظم الوصايا التي أخذت من مصادر مسيحية لاتخلوا من تلاعب الكتبة المسيحيون بنصوصها وإدخالهم أشارات واضحة إلى المعتقد المسيحي كتتأليه للمسيح وغيرها . الإنطباع العام لـدى الباحثين هو أن وصية لاوي هذه كتبت في الفترة حول عام 250 ق.م ويدل على ذلك أن الدراسة بالكربون المشع 14 تدل على أن وصية لاوي كتبت بالفترة بين 200- 50 ق م، بينما تقترح الدراسات الأثرية عام 50 ق م .. والذي يهمنا هو الإشارة إلى تناقل أهل الكتاب لهذه الوصية في فترة سبقت الإسلام بقرون كثيرة,وإن مصداقية تحققها في رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم لهو مؤشر على أصالة أجزاء منها على الأقل.. وأورد هنا نص هذه البشارة بالإنجليزية من المصدر المذكور

صورة لأجزاء من رقع مخطوطة لاوي كما وجدت ضمن مخطوطات البحر الميت ( عن مكتبة الكونجرس الأمريكية). النص (1): “ therefore the canctuary which the Lord chose shall become desolate through your uncleanness , and you will be captives in all the nations. And you shall be to them a revolting thing , and you shall receive scorn and eternal humiliation through the just judgment of God . All who hate you will rejoice at your destruction .And unless you had received mercy through Abraham , Isaac, and Jacob , our fathers , not asingle one of your descendants would be left on the earth . Now I have come to know that for seventy weeks you shall wander astray and profane the priesthood and defile the sacrificial altars . You shall set aside the Law and nullify the words of the prophets by your wicked perversity . You persecute just men : and you hate the pious ; the word of the faithful you regard with revulsion . A man who by the power of the Most High renews the Law you name Deceiver , and finally you shall plot to kill him , not descerning his eminence  ; by your wickedness you take innocent blood on your head s. I tell you , on account of him your holy places shall be razed to the ground . You shall have no place that is clean, but you will be as a curse and aadispersion among the nations until he will again have regard for you , and will take you back in compassion . Because you have heard about the seventy weeks , listen also concerning the priesthood . In each jubilee there shall be a priesthood . In the first jubilee the first person to be anointed to the priesthood will be great , and he shall speak to God as father ; and his priesthood shall be fully satisfactory to the lord , and in the days of his joy , he shall rise up for the salvation of the world . In the second jubilee the anointed One shall be conceived in sorrow of the beloved one , and his priesthood shall be prized and shall be glorified by all . The third priest shall be overtaken by grief , and the fourth priesthood shall be with sufferings , because injustice shall be imposed upon him in a high degree , and all Israel shall hate each one his neighbor . The fifth shall be overcome by darkness ; likewise the sixth and the seventh . In the seventh there shall be pollution such as I am unable to declare in the presence of human being , because only the ones who do these things understand such matters . Therefore they shall be in captivity and will be preyed upon ; both their land and their possessions shall be stolen . And in the fifth week they shall return to the land of their desolation , and shall restore anew the house of the Lord . In the seventh there will come priests : idolators , adulterers , money lovers , arrogant , lawless , voluptuaries , pederasts , those who practice bestiality.


وأترجم النص أعلاه للقراء كما يلي: " .. لذلك فإن الحرم الذي اختاره الرب سيصير مهجوراً/خراباً بسبب نجاستكم، وستصيرون أسرى عند كل الأمم، وستكونون بالنسبة لهم شيئاً مقززاُ للنفس، وستتلقون السخرية والامتهان حُكماً عادلاً من الله. سيفرح كل الذين يكرهونكم بتحطيمكم، ولولا أن رحمة قبلت من خلال آبائنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب لما بقي من أحفادكم على الأرض ولا فرداً واحداً ,ولقد علمت الآن أنكم ستضيعون لمدة سبعين أسبوعاً، وتدنسون الكهانة ( الرسالة)، وتنجسوا المذابح المقدسة، وتضعون الشريعة جانباً، وتعطّلون كلمات الأنبياء بانحرافاتكم الخبيثة، وتضطهدون الرجال العادلين، وتكرهون الأتقياء، وتنظرون إلى كلام المؤمنين باشمئزاز، ( ثم يأتي) رجل ( مزوداً) بقدرة العلي يُجدّد الشريعة، وتسمونه محتال، ثم في النهاية تتآمرون لقتله، غير مقدرين مكانته العالية وبخبثكم تحملون ( ذنب) الدم البري على رؤوسكم ، أخبركم أنه بسببه فإن الأماكن المقدسة ستُحلق ( تقتلع) إلى الأرض، ولن يظل لكم مكاناً نظيفاً، وستصبحون كلعنة، ومشتتين بين الأمم حتى يعود ثانية, فيضع لكم اعتبار ويأخذكم أخرى بحنو ( شفقه),ولأنكم سمعتم عن السبعين أسبوعاً، فاسمعوا عن الكهانة ( الرسالة)، فـي كل فـترة يوبيل ( أي فترة خمسين عاماً) سيكون هناك كاهن، في اليوبيل الأول، سيكون أول من يُعين للكهانة عظيماً وسيتحدث إلى الله كأب، وستكون كهانته مكان رضى الله عنها، وفي أيام بهجته، سيُرفع ( أويبعث) لإنقاذ العالم، وفي اليوبيل الثاني، فإن المختار سيأتي في عزاء على المحبوب, وستكون كهانته مقدرة، ويكون ممجداً من قبل الجميع، والكاهن الثالث سيؤخذ في أسى، والكهانة الرابعة ستكون في معاناة، للظلم الذي سيقع عليه بدرجة كبيرة، وسيكره كل الإسرائيليون كلٌ جاره، والخامس سيغطيه الظلام وكذلك السادس والسابع. وسيكون في السابع تلويثاً إلى حد أنني لا أستطيع إعلانه أمام البشر، لأنه فقط الناس الذين يقومون بهذه الأعمال يفهمونها، ولذلك سيكونون في الأسر وينهبون، كلا من أرضهم وممتلكاتهم ستسرق، وفي الأسبوع الخامس سيعودون إلى أرضهم المهجورة، وسيعيدون بناء بيت جديد للرب، وفي الأسبوع السابع سيأتي كهنة عبدة أصنام، وزناة، ومحبين للمال، ومتكبرون، وطاغون، وشهوانيون وشاذون جنسياً ( مع الرجال) وممارسين شهواتهم مع الحيوانات وعندما يحل عليهم الانتقام من الله، ستنقطع الكهانة ( الرسالة). وبعد ذلك سيقيم الرب كاهناً جديداً، الذي سيظهر الرب له كل كلماته، وسيكون له التأثير على الحكم بالحق لأيام كثيرة، وسيرتفع نجمه في السماوات كملك، يصب نور المعرفة كأنه النهار أضاءته الشمس، وسيُمجد في العالم المعمور ( أو المسكون) (Inhabited world) كله، إن هذا سيضيء كما تضيء الشمس الأرض، وسيذهب بكل ظلام تحت السماء، وسيعم السلام كل الأرض، وستبتهج السماء في أيامه وستفرح الأرض، ويمتلء السحاب بالسعادة، وستصب معرفة الرب على الأرض كما يصب ماء البحر، وستكون ملائكه مجد حضور الرب سعيدة به، ستفتح السماء، ومن معبد المجد سينزل عليه التقديس ( التطهير) بصوت أبوي كأنه من إبراهيم لإسحاق، ومجد العلي سينصب عليه، روح الفهم والتقديس ستستقر عليه ( في الماء) لأنه سيعطي جلال الرب لهؤلاء اللذين هم أبناؤه في الحق للأبد، ولن يكون له خليفة من جيل إلى جيل إلى الأبد,وبكهانته ( نبوته أو رسالته) ستضاعف معارف الأمم على الأرض، وستستضيء ( أي الأمم) بنعمة الرب، لكن إسرائيل ستتضاءل في جهلها، ويحل عليها ظلام حدادها,في كهانته الذنب ينقطع، الباغون عن الشريعة سيسكنون عن آثامهم، والصالحون سيرون فيه راحتهم، وهو الذي سيفتح أبواب الجنة، وسيزيل السيف الذي هدد منذ عهد آدم، وسيضمن للقديسين أكل شجرة الحياة، وروح القدس ستحل عليه، وإبليس سيقيد على يديه وسيعطى القدرة على وطء الأرواح الشريرة، وسيبتهج الرب بأولاده، وسيبتهج هو بأحبائه إلى الأبد، وعندها سيفرح إبراهيم وإسحاق ويعقوب، وسأكون سعيداً، وسيعم ( يغطي) كل القديسين ثوب الصلاح."

وأورد البشارة نفسها كذلك دبونت سومر A. Dupont- Sommer في الفصل الثالث من كتابه: جماعة قمران اليهودية والأسينيون: دراسات جديدة عن مخطوطات البحر الميت، مترجما عن الفرنسية إلى الإنجليزية، ترجمة بارنت ، وأورد هنا النص بالإنجليزية من المصدر الأخير المذكور: النص(2) كما ورد في كتاب دبونت-سومر، ترجمة بارنت: “ .. And in the fifth week they shall return to their desolate country,Ashall renew the house of the lord. Andin the seventh week shall come priests ( who are) idolaters, Adulterers ,lovers of money , proud,lawless, Lascivious,paderasts given to the sin of bestiality. CHAPTER XVIII And after their punishment shall have come from the lord , the (old) priesthood shall disappear. Then shall the Lord raise up a new priest.. And to him all the words of the Lord shall be revealed ; And he shall execute a righteous judgment upon the earth during a multitude of days . And his star shall arise in Heaven as of a king . Lighting up the light of knowledge as the sun the day. And he shall be magnified in the world . He shall shine forth as the sun on the earth , And shall remove all darkness frome under heaven And there shall be peace in all the earth . The heavens shall exult in his days , And the earth shall be glad , And the clouds shall rejoice ; (And the knowledge of the Lord shall be poured forth upon the earth , as the waters of the seas ;) And the angels of the glory of the presence of the Lord shall be glad in him . The heavens shall be opened, And from the temple of glory shall come upon him sanctification, With the father’s voice as from Abraham to Isaac. And the glory of the Most High shall be uttered over him, And the Spirit of understanding and sanctification shall rest upon him (in the water). For he shall give the majesty of the Lord to His sons in truth for evermore; And there shall none succeed him for all generations for ever. And in his priesthood the Gentiles shall be multiplied in Knowledge upon the earth, And enlightened through the grace of the Lord: But Israel shall be minished through ignorance, and darkened through grief. And in his priesthood shall sin come to an end, And the lawlees shall cease to do evil. ( And the just shall rest in him). And he shall open the gates of paradise, And shall remove the threatening sword (aimed) againts Adam. And he shall give to the saints to eat from the tree of life, And the Spirit of holiness shall be on them. And Belial shall be bound by him, And he shall give power to His children to tread upon the evil spirits. And the Lord shall rejoice in his children, And be well pleased in his beloved ones for ever. Then shall Abraham and Isaac and Jacob exult, And I will be glad, And all the saints shall clothe themselves with joy.


ترجمة النص السابق الذي أورده دبونت سومر: هو نص لا يكاد يختلف عن النص الأول الأسبق لهذه البشارة، إلا أنه غير مكتمل من أولها: وفي الأسبوع الخامس سيعودون إلى البلد المهجور، ويجددون بيت الرب وفي الأسبوع السابع، سسيأتي الكهنة الذين هم عبدة أصنام ومتفحشون، وجشعون ومتكبرون، وغير ملتزمين بالتوراة، وشهوانيون وشاذون زممارسون لشهواتهم مع الحيوانات، الفصل الثامن عشر: وبعد أن يأتي عقابهم من الرب، ستختفي الكهانة القديمة،

وسيقيم الرب كاهناً جديداً،

وله سيظهر الرب كل كلماته،

وسيطبق الحكم( العقاب) العادل على الأرض خلال أيام عديدة،

وسيرتفع نجمه بالسماء كملك،

وسيضي نور المعرفة كما تضيء الشمسُ النهار،

وسيُعظّم بالعالم،

وسيشع نورا كما تشع الشمس على الأرض،

وسيزيل كل الظلام من تحت السماء،

وسيكون هناك سلاما في كل الأرض،

وستبتهج السماء في أيامه،

وتسعد الأرض،

وتبتهج السحب،

وعلم الرب سيصبّ على الأرض كأنه مياه البحر،

وستبتهج له ملائكة مجد الرب،

السماوات نفتح ( له)،

ومن معبد المجد سيحل عليه التقديس،

وبصوت أبوي كأنه صوت أبراهيم لإسحاق.

وعظمة العلي ستعمّه،

وروح الفهم والقداسة ستحل عليه،

وسيعطي جلال الرب لأبنائه بالحقيقة الأبدية،

ولن يعقبه أحد في كل الأجيال إلى الأبد (النبي الخاتم)

وفي ظل كهنوته، ستزداد الأمم ( غير اليهودية) في المعرفة على الأرض،

وستتنوّر بعزة الرب،


ولكن إسرائيل ستتضآل بالجهل، وتغرق في ظلام الأسى،

وفي ظل كهنوته، ستنتهي الخطيئة،

والمارقين ( عن الشريعة) سيتوقفون عن فعل الشر

والمستقيمون سيعتمدون عليه.

وهو سيفتح أبواب الفردوس،

وسيزيل السيف المهدد لآدم.

وسيعطي القديسين أن يأكلوا من شجرة الحياة،

وستكون عليهم روح القداسة.

وسيقيد ابليس بيده،

وسيعطى القدرة على وطء الأرواح الشريرة،

وسيبتهج الرب بأولاده،

وسيبتهج هو بأحبائه إلى الأبد،

وعندها سيفرح إبراهيم وإسحاق ويعقوب،

وسأكون سعيداً،

وسيعم (يغطي) كل القديسين ثوب السعادة "

التعليق:

هذه بشارة أخرى عظيمة، وواضحة الدلالة، وهي من ضمن ما أثبته أصحاب قمران في مخطوطاتهم ( مخطوطات البحر الميت)، تلك المخطوطات التي ثبت أنها مكتوبة من قبل عهد رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم بقرون عديدة، وعلى يد طائفة يهودية تم نصرانية.... وتؤكد هذه البشارة المنسوبة إلى أحد الأسباط ( أولاد يعقوب عليهم السلام) بأن عودة اليهود من الأسر البابلي بالإسبوع الخامس وإعادتهم بناء الهيكل لن تكون بداية البر الأبدي ومملكة الله لهم، كما حلم بذلك كثير منهم، بل سيعقبها بالإسبوع السابع عقاب رباني علي بني إسرائيل كما ذكر إينوخ في بشارة المخطوط السابقة ( ومن بعده دانيال عليهم )عقاب رباني شديد على بني اسرائيل حتى يختفي هيكلهم وتطوى صفحتهم، وينقطع عنهم الكهنة ( الأنبياء)، ويغلب الوثنيون.. وهو ماتم وقوعه فعلا بالتاريخ كما هو في( نبوة إينوخ عليه السلام ) إن ذلك الإنتقام الإلهي الذي وقع عام 70م انما وقع بالإسبوع السابع (المرحلة السابعة من التاريخ البشري)من بعد آدم عليه السلام وتضيف هذه النبوة أنه بعد إختفاء الكهنوت من اسرائيل بعد أن يتم وقوع عقاب الرب عليها..... فإن الله سيبعث بعد ذلك كاهناً أو نبياً جديداً.. سيسطع نجمه كالشمس، فيسمع بدعوته كل الناس، وسيمحو الظلمات، وينتشر الإيمان ومعرفة الله.. ولا تعد حكرا على جماعة أو طائفة محدودة من الناس.. بل ينتشر الإيمان بالله حتى يكون هو الساائد والغالب في العالم المسكون حينها، ويعمّ السلام ( لفظ السلام بالعبرية هو لفظ الإسلام نفسه كماوضحنا سابقاً) الأرض.. ويبين هذا النبي للناس مجد الرب وتظل تعاليمه في الأرض إلى الأبد، فهو نبي لكل الأمم وهو خاتم الأنبياء ولن يعقبه أحد ( نبي آخر) عبر الأجيال من بعده: " لأنه هو الذي سيعطي تمجيد الرب لأبنائه في الحق إلى الأبد، ولن يعقبه أحد من جيل إلى جيل إلى الأبد. وتحت كهنوته، ستزداد الأمم في المعرفة على الأرض .." .. وسيمجد اسمه ويمدح في كل الأرض.. وبينما تنتشر المعرفة وتمجيد الله بين الأمم، يزداد العمى والضلال بين بني اسرائيل: " لكن إسرائيل ستتقلص في الجهل، وستغرق في ظلام الحداد" وهو ما يحمل إشارة بينة بأنه لن يكون من بني اسرائيل، وبأن أتباعة سيكونون من سائر الأمم... إلا أن اليهود لن ينتفعوا به، كما انتفعت به أمم الأرض، وهو ماتم فعلا من كفر اليهود بخاتم الأنبياء، وهو ما أخبر به كذلك دانيال والأنبياء.. وهذا النبي هو الذي سيفتح أبواب الجنة، وهو أول من يدخلها.. فمَن يكون خاتم الأنبياء هذا الذي لا نبي بعده والذي جاء من بعد هلاك بني اسرائيل على أيدي الروم واختفاء هيكلهم ( بالإسبوع السابع كما نصت هذه البشارة)، فكان نبيا لكل الأمم، وكُتب لدعوته النصر حتى سادت العالم المأهول، ونجحت دعوته في نشر المعرفة بالله وتصحيحها لدى أمم الأرض، ومجّد الله في الأرض، وأتبعته الأمم، فعرفت من خلاله ربها وخالقها، إلا بني اسرائيل فقد كفروا به وازدادوا بسبب ذلك ضآلة وجهلا، وكان هو الذي سيفتح الجنة للمؤمنين ليكون أول من يدخلها وينتشر تمجيده في كل أنحاء الأرض..؟؟

مَن غير رسول الله محمد صلى اله عليه وسلم كمادلت الأحاديث النبوية .. وهل جاء أصلاً بعد تشريد بني اسرائيل نبي آخر غير النبي محمد ؟

وقد كان تشريد بني اسرائيل على أيدي الروم في نهاية الإسبوع السادس,وظهور هذا النبي في الأسبوع السابع كما نص عليه هنا في جميع التراجم التي أوردت.. أي أنه جاء خلال سبعة قرون تقريباً ( أو أسبوع من القرون) من بعد تدمير اسرائيل على أيدي الروم.. وهو الذي ذكر عن نفسه أنه خاتم الأنبياء، وأن ليس بعده نبي، وأنه هو الذي سيفتح أبواب الجنة, ويكون أول من يدخلها، وأن دعوته عامة لكل أمم الأرض، وأنها ستنتصر وينتشر بها الإيمان بالأرض.. أم سيجادلون أنه كان يقرأ نبوة لاوي هذه المختفية ضمن المخطوطات، ويدعي مابها لنفسه؟ فهل - ياأيها الناس و يأهل الكتاب – ينازعه فيها أحد ؟ أم كيف حقّق ما جاء بها فانتشرت دعوته بالأرض وانقطع من بعده الأنبياء، واختار مجيئه على نهاية الإسبوع السابع..! قد سطع الحقّ وكفى .. ويبقى بعد ذلك الإشارة إلى دقة سرد الأحداث التي وردت بالبشارة، وإلى موقع المسيح عيسى عليه السلام منها، فإن لاوي عليه السلام يذكر هنا أن الحرم بالقدس ( أورشليم) سيصبح خرابا بسبب آثام اليهود، وتعطيلهم للتوراة، واستهزائهم بالصالحين، واضطهادهم للأتقياء العادلين، وأن الله عزوجل سيشردهم بين الأمم أذلة مهانين ملعونين، ولولا بقية رحمة من الله ما بقي منهم أحد على الأرض ولا حتى فردا واحدا.. فما أقرب هذا إلى ما ورد بالزبور عن طرد الأمة الملعونة من الأرض ( فلسطين) حتى لا تجد لهم بها أثرا.. ثم إن البيت سيحلق إلى الأرض.. وما أقرب هذا في وصف ما حدث فعلا إلى ما روي عن عيسى عليه السلام من أنه لن يبقى من الهيكل حجر على حجر.. وإنما أذكر هذه الملاحظات لتأكيد ما نقطع به من أن الحديث هنا هو عن خراب الهيكل على أيدي الروم، والذي تبعه اختفاء الهيكل، وشتات بني اسرائيل بين الأمم.. وهو ماتمّ في نهاية الإسبوع السادس ... وهنا تأتي الإشارة إلى نبي عظيم، لا تذكر النبوة وقت ظهوره، لكنه الأخير ضمن سبعة كهنة ( أنبياء) سيرسلون الى بني اسرائيل خلال مدة السبعين اسبوعا ( وهي المدة التي ذكرها دانيال لتنتهي بخراب الهيكل على أيدي الروم).. وسُيتبع التآمر على قتله بالعقاب الشديد على بني اسرائيل، الذي سيشردون من بعده خارج الأرض المباركة وتنقطع عنهم النبوة، فهذا النبي الأخير الذي سيأتي قبيل عقاب الله لبني اسرائيل سيأتي فـي نهاية فـترة السبعين اسبوعا ( 490عاما ) وهي الفترة الواقعة بين نهاية الأسبوع الخامس( حيث تمت العودة من الأسر البابلي كما أشارت النبوة وتلاها إعادة بناء البيت) وبين نهاية الإسبوع السادس أو بداية الإسبوع السابع حين وقعت الردة ثم العقاب على بني اسرائيل كما ذكرت النبوة أعلاه، وقـد أُعطي هـذا الرسـول ( الكاهن) الذي سيجيء قبيل عقاب بني اسرائيل أُعطي الحقّ في تجديد الشريعة، وسيكون مؤيداً بمعجزات أو قدرات من الله عزوجل، فيكذبه اليهود، ويتأمرون لقتله، ويكتب عليهم خطيئة وإثم ذلك العمل، ويحلّ عليهم بسبب تأمرهم لقتله هذا البلاء المذكور والذي نعلم أنه وقع لاحقا على أيدي الرومان .. " .. رجل ( مزوداً) بقدرة العلي يُجدِّد الشريعة، وتسمونه محتال، ثم في النهاية تتآمرون لقتله، غير مقدرين مكانته العالية وبخبثكم تحملون ( ذنب) الدم البريء على رؤوسكم، أخبركم أنه بسببه فإن أماكن المقدسة ستُحلق ( تقتلع) إلى الأرض، ولن يظل لكم مكاناً نظيفاً، وستصبحون كلعنة، ومشتتين بين الأمم" ..

فمَن غير عيسى عليه السلام جاء مجدداً للتوراة ؟ وهو الذي خاطب ( كما أُثبت بالقرآن في عدة مواضع ) بني اسرائيل يبشرهم بتخفيف بعض أحكام التوراة ( ولأحلّ لكم بعض الذي حرّم عليكم) ومن غير عيسى عليه السلام كان مزودا بالمعجزات ثم تآمر اليهود لقتله، وعوقبوا على ذلك بهدم هيكلهم ومدينتهم المقدسة وطردهم خارج الأرض المباركة، وهو الذي جاء على نهاية السبعين اسبوعا المنتهية بمجيئه كما يفهم من الفقرة الثانية من هذه البشارة، المبتدأة باستعراض الكهنة في هذه الفترة، والتي ستنتهي بالعقاب الذي سيحل بعد التآمر على قتل مجدد التوراة: (ولأنكم سمعتم عن السبعين أسبوعاً، فاسمعوا عن الكهانة ( الرسالة).. وهو ما يتفق تماما مع البشارات السابقة، ويؤكد صحة تفسيرنا السابق ، وصحة القول بأن الرجل الصالح Righteous teacher المذكور هنا لأصحاب المخطوطات لم يكن الا عيسى عليه السلام..

إن الحديث هنا عن الإسبوع الخامس وما تلاه من إعادة بناء البيت " وسيُعيدون بناء بيت جديد للربّ" أما الإسبوع السابع ففيه ردة وإنتقام لله من بني اسرائيل، وتحميلهم إثم التآمر لقتل النبي المجدّد المؤيد بالمعجزات، ثم انقطاع النبوة عنهم ( وبعد أن ينفذ الرب عليهم عقابهم، سيختفي الكهنوت) ثم ظهور خاتم الأنبياء نبيا مرسلا لكل الأمم خلال الأسبوع السابع نفسه..

إن ذلك لهو إتفاق تام مع ما يقتضيه تفسير نبوة الأسابيع السابقة لإينوخ,والحديث هنا عن الإسبوع السابع مسبوق في البشارة بإشارة سريعة للسبعين اسبوعا من السنين ( أي 7 × 70 = 490 سنة) التي يضيّع خلالها بني اسرائيل الشريعة، وتنتهي السبعين اسبوعا بالتآمر على نبي عظيم مؤيد بالمعجزات ثم بعقاب الله الكبير لبني اسرائيل بعد ذلك، في اتفاق كامل مع التفسير الذي قدمته.. لكن تلك الإشارة السريعة كافية للتأكيد مرة أخرى بأن المسيا الذي سيقطع ولن يصنع شيئا هو نفسه النبي الذي سيصعد إلى السماء قبيل عقاب بني اسرائيل في بشارة الأسابيع لإينوخ وهو نفسه الذي سيجدد التوراة ويُتأمروا على قتله في بشارة وصية لاوي.. وهو نفسه الذي ذكره أصحاب المخطوطات بلقب " المبشّر".. فذلك مرة أخرى وبلا شك هو عيسى عليه السلام....

فهل هناك أدنى ذرة من شك في أن هذا النبي المقصود إنما هو عيسى عليه السلام.. وهو نفسه الذي ذكر أصحاب المخطوطات أن العذاب الشديد سينزل على بني اسرائيل بعد أربعين عاما من بعد ذهابه,كعقوبة لهم على آثامهم وعـلى تأمرهم عليه كما تذكر هـذه النبوة ولتقوّلهم عـليه وعلى أمه,فهو الذي بعد ذلك روت عنه الأناجيل أنه أنذرهم بهذا العذاب، وأنه جاء بخبر السيف والعقاب عليهم من بعده، وأخبرهم بأن ذلك هو البلاء الذي عناه دانيال ( في نهاية السبعين اسبوعا) ..

والعجيب بعد ذلك أن يأتي بعض الباحثون بخلفياتهم الغربية فيزعمون أن المقصود هنا هو معلم خاص بطائفة تسمي بالإيسينيين أصحاب قمران.. والحقّ الذي لا شكّ فيه أن عيسى عليه السلام هو هذا المعلم وهو أحد المسيائين ( المسيحين، أو المصطفَين) وأما أصحاب قمران فماهم إلا الحواريين..... وأما المسيا الثاني الذي سيتحقق على يديه الإنتصار على الأمم فليس إلا المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم.. فهل بعد ذلك هناك ذرة شك في أن النبي الآخر الخاتم المبعوث في نهاية الإسبوع السابع هو محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.. فهو الوحيد الذي تنطبق عليه صفات خاتم الأنبياء المذكورة هنا في بشارة لاوي هذه، وهو الذي سيقيم البر الأبدي، ويختار أقدس بقعة للعبادة، ويكون هو أفضل البشر ( ومسح قدوس القدوسين) كما في بشارة السبعين اسبوعا، وهو الذي سيأتي ومعه المختارون في نهاية الإسبوع السابع فينتصر على الأمم ( بشارة الأسابيع).. وهو الذي سيقيم مملكة الله كما أخبر بذلك المسيا الأول عيسى عليه السلام..

التساؤل الثاني، هو الإشارة إلى عودة عيسى عليه السلام، وإيمان بني اسرائيل به عند عودته .. " وستصبحون كلعنة، ومشتتين بين الأمم حتى يعود ثانية فيضع لكم اعتبار ويأخذكم أخرى يحثو ( شفقه) "، واضح هنا أن عودة عيسى عليه السلام ستكون من بعد مجيء خاتم الأنبياء، إذ أن بني اسرائيل كما هو موضح في هذه البشارة سيزدادوا كفرا وضلالا، ولن ينتفعوا بخاتم الأنبياء كبقية الأمم.. ونحن نؤمن كمسلمين أن بني اسرائيل سيظلوا على كفرهم حتى يقاتلهم المسلمين في آخر الزمان، فيغلبونهم، ويقتل منهم الكثير، وتتم عودة المسيح عيسى عليه السلام في تلك الأثناء، فيؤمن به كل أهل الأرض ومنهم اليهود.. وعلى ذلك جاء قوله تعالى في القرآن الكريم عن عيسى عليه السلام :" وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته، ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا" .. وعيسى لم يمت بعد، وإنما سيكون هذا عند عودته فيؤمن به اليهود والنصارى جميعا .. فواضح أن تلك العبارة التي لا نعلم أصالتها بالنص، لا تضعف البشارة بل تزيدها دقة ووضوحا،وهي متفقة مع ما نؤمن به ــــــــــــــــــ

الدليل الثاني والثلاثون:-

بالمخطوطات قيام مملكة الله بعد طرد الرومان

المخطوطة معروفه برؤيا مخطوطات البحر الميت الآرامية,وهي البشارة بقيام مملكة الله بعد بفترة البلاء الشديد,وهذه هي الرقعة الوحيدة - فيما يظهر- من المخطوطات المحتوية على لفظ " ابن العلي" وقد أقام النصارى بسببها ضجة كبيرة، وسميت برقعة ابن الله ونسبوها للمسيح بن مريم ..... تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.. متغاضين بكل وقاحة للتفسير الصحيح الواضح لكل من له عينين وعقل محايد سليم.....فأنّ الذي سيتسمى بهذا الإسم أو اللقب ويدعيه لنفسه هو عدو المسيا كماتقول المخطوطة....والبشارة تذمه وتسبه وتبين البلاء بزمانه وهلاك الناس وذلك بسببه وسبب مقولته (إبن الأعلي) ففي عهده ستضطهد الأمم ويدوس بعضها بعضا.. حتى تقوم مملكة الله ويأتي المختارون.. حتي مقدمة كتاب مخطوطات البحر الميت لموسي ديب خوري عن أندريه سومر فيها تحت عنوان (الجدل حول نشر المخطوطات) أن الرؤيا الأرامية (إبن الله) 4q246 هي ليست فيما يخص المسيح وإنما تتعلق بملك ومؤسس الإمبراطورية الأخيرة التي ستحكم العالم قبل مجيئ الملكوت (نقلاً عن غيزا فيرم)كماسنعرضه,وهذا يعتبر بيان قوي للردّ على دعوى النصارى الكاذبة بأن هنالك تبشير بالمسيح كإبن الله، ثمّ شاهدا آخر ضمن شواهد كثيرة في أن اليهود كانوا يتوقعون بناء على تعاليم تلقونها من أنبيائهم,تبين مجيء مملكة الله أو الدين الخاتم والرسالة الربانية العالمية لأمم الأرض من بعد ملك ومؤسس الإمبراطورية الرومانية بشكلها الأخير.. وأورد هنا نص هذه المخطوطة على ماترجمه الباحث جيزا فيرمز The Geza Vermes مباشرةً وجاء ضمن كتابات غيزا فيرمز عن بعض مخطوطات البحر الميت بقمران التي يصفها بأنها غير مقدسة :- والنص كما يلي:

… An oppression will come to the earth … a great massacre in the provinces … the king of Assyria [and E]gypt … he will be great on earth … will make and all will serve … he will be called ( or: call himself ) [gran]d … and by his name he will be designated (or: designate himself ). II The son of God he will be proclaimed (or: proclaim himself ) and the son of the Most High they will call him. Like the sparks of the vision, so will be their kingdom. They will reign for years on the earth and they will trample all. People will trample people (cf. Dan. vii, 23) and one province another province vacat until the people of God will arise and all will rest from the sword. Their (the people of God’s) kingdom will be an eternal kingdom (cf. Dan. ii, 27) and all their path will be in truth. They will jud[ge] the earth in truth and all will make peace. The sword will cease from the earth, and all the provinces will pay homage to them. The Great God (cf. Dan. ii, 45) is their helper. He will wage war for them. He will give peoples into their hands and all of them (the peoples) He will cast before them (the people of God). Their dominion will be an eternal dominion (Dan. vii, 14) and all the boundaries of …

ويمكن ترجمة القطعة أعلاه، وبها أجزاء غير متصلة، كما يلي: " وبابن العلي سينادى، وكمثل الشرر رؤية ستكون مملكته، سيحكمون لسنوات بالأرض، وسيدوسون الناس على الناس، وتقوم الولايات على الولايات حتى يقوم شعب الله وعندها يرتاح الجميع من السيوف، هنالك فإنّ ( شعب) مملكة الله أبدية، وسيكون طريقهم الحق، وسيحكمون الأرض بالحق، ويصنعون سلاما للجميع، ويتوقف السيف ( أي استخدامه بالأرض)، وتبايعهم كل المقاطعات ( أو تدفع لهم المال)، والله العظيم هو عونهم، وهوالذي سيشعل لهم الحروب، ويأتي بالناس الى أيديهم، ويلقي بالناس أمامهم، وسيطرتهم ستكون أبدية وكل حدود الـ .."

التعليق:

فأهل المخطوطات كانوا منتظرين مجيء مملكة الله التي ستنعم الأمم في ظلها بالسلام وينصر الله أبناءها على أعدائهم في حروب دينية مؤيدة بتأييد الله عزوجل.. كانوا منتظرين قدوم هذه المملكة من بعد فترة اضطهاد وحروب بين الأمم المتصارعة.. تتخللها فترة ملك يدّعي الإلوهية يُبدو أنه نفس الشخص الذي تنبأ به دانيال بأنه سيتكلم ضد الله العلي، وأنه هوقسطنطين بلا شك.. فهو قد إدعي الإلوهية وأنه تجسيد لذات الإله.. وقد ظهر ضمن المملكة الرابعة ( دولة الرومان) وسنبين قصة قسطنطين بالتفصيل من خلال رؤيا وبشارة النبي دنيال بالتوراة الحالية كذلك,لإن بشارة النبي دانيال بهذه المخطوطة ماهي إلا جزء منها ففي النص إشارة الى قيام ممالك ( محلية) متعاقبة حتى قيام مملكة الله وهو متفق مع ما ورد عن أنّ المسيح عليه السلام قد أشار الى ذلك بنص مماثل تماما، وهو ما تمّ فعلا حتى قيام الإسلام.. وفي النص تناقض بيّن من حيث الحديث عن إرتفاع السيف عن الأرض وعدم الحاجة إليه، ثم الحديث عن خضوع الأمم للحروب من " شعبه " ضد الكفار.. ولعل الأمر يعني فترة إقامة مملكة الله فتلك فترة ستتخللها حروب لإقامة مملكة الله، ثمّ بعد ذلك يحلّ الأمان بالمناطق المفتوحة.. وهو ما حدث حقا بالتاريخ الإسلامي، ولا يعارض ذلك قيام بعض الفتن والحروب أهلية ببعض المناطق، فقد كانت محدودة وغير شاملة، ومع هذا فهناك مبالغة من اليهود معتادة في تصوير السلام تحت ظل مملكة الله، مع أنها مملكة أرضية على بشر لم يتجاوزوا ضعفهم البشري مهما كان من صلاحهم .. ولا يخفى على القاريء قوة التوافق بين هذه النبوة والتعاليم المنسوبة بالأناجيل للمسيح عليه السلام، وبالعهد القديم والكتابات الملحقة عن مملكة الله القادمة بالمخطوطات,وعن الأحداث السابقة عليها خلال فترة من الزمان عصيبة حتى مجيء الفرج بقيام مملكة الله.. وفي الواقع فإنّ بشارة الأسابيع لإينوخ قد تحدثت عن ظهور المختارين بكلام مماثل تماماً بما فيه إنتشار الأمن في عهدهم، وارتفاع السيف.. مما يعني أنّ شعب الله هنا هم نفس المختارين ببشارة الأسابيع . بشارة الإصحاح السابع من كتاب دانيال " و في السنة الأولى لبيلشاصر ملك بابل رأى دانيال حلما ورؤى رأسه على فراشه . حينئذ كتب الحلم وأخبر برأس الكلام. أجاب دانيال وقال : كنت أرى في رؤياي ليلاً، وإذا بأربع رياح السماء قد هيجت البحر الكبير. وصعد من البحر أربعة حيوانات عظيمة هذا مخالف ذاك .الأول كالأسد، وله جناحا نسر، وكنت أنظر حتى انتتف جناحاه وانتصب عن الأرض وأوقف على رجلين كانسان وأعطى قلب إنسان، وإذا بحيوان آخر ثان شبيه بالدب، فارتفع على جنب واحد، وفي فمه ثلاثة أضلع بين أسنانه فقالوا له هكذا. قم كل لحما كثيرا. وبعد هذا كنت أرى و إذا بآخر مثل النمر وله على ظهره أربعة أجنحة طائر. وكان للحيوان أربعة رؤوس وأعطي سلطانا. بعد هذا كنت أرى في رؤى الليل وإذا بحيوان رابع هائل وقوي وشديد جدا وله أسنان من حديد كبيرة. أكل وسحق وداس الباقي برجليه. وكان مخالفا لكل الحيوانات الذين قبله وله عشرة قرون. كنت متأملا بالقرون وإذا بقرن آخر صغير طلع بينها وقلعت ثلاثة من القرون الأولى من قدامه وإذا بعيون كعيون الإنسان في هذا القرن وفم متكلم بعظائم. وبينما كنت أرى إذ وضعت عروش وجلس القديم الأيام، لباسه أبيض كالثلج وشعر رأسه كالصوف النقي وعرشه لهيب نار وبكراته نار متقدة. نهر نار جرى وخرج من قدامه. ألوف ألوف تخدمه وربوات ربوات وقوف قدامه. فجلس الدّيِّن وفُتحت الأسفار. كنت أنظر حينئذ من أجل صوت الكلمات العظيمة التي بها القرن. كنت أرى إلى أن قُتل الحيوان وهلك جسمه ودفع لوقيد النار. أما باقي الحيوانات فتُنـزع عنهم سلطانهم ولكن أعطوا طول حياة إلى زمان ووقت . (( كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان أتى وجاء الى القديم الأيام فقربوه قدامه,فأعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة,سلطانه سلطان أبدي ما لا يزول وملكوته مالا ينقرض,أما أنا دانيال فحزنت روحي في وسط جسمي وأفزعتني رؤى رأسي. فاقتربت إلى واحد من الوقوف وطلبت منه الحقيقة في كل هذا. فأخبرني وعرفني تفسير الأمور. هؤلاء الحيوانات العظيمة التي هي أربعة هي أربعة ملوك ( واضح أن المقصود هو أربعة ممالك) يقومون على الأرض,أما قديسو العلي فيأخذون المملكة الى الأبد والى الآبدين. حينئذ رمت الحقيقة من جهة الحيوان الرابع الذي كان مخالفا لكلها وهائلا جدا وأسنانه من حديد وأظافره من نحاس وقد أكل وسحق وداس الباقي برجليه وعن القرون العشرة التي برأسه وعن الآخر الذي طلع فسقطت قدامه ثلاثة وهذا القرن له عيون وفم متكلم بعظائم ومنظره أشد من رفقائه,وكنت أنظر واذا هذا القرن يحارب القديسين فغلبهم حتى جاء القديم الأيام وأعطي الدين لقديسي العلي، وبلغ الوقت فامتلك القديسون المملكة,فقال هكذا: أما الحيوان الرابع فتكون مملكة رابعة على الأرض مخالفة لسائر الممالك فتأكل الأرض كلها وتدوسها وتسحقها,والقرون العشرة من هذه المملكة هي عشرة ملوك يقومون ويقوم بعدهم آخر وهو مخالف الأولين ويذل ثلاثة ملوك,ويتكلم بكلام ضد العلي ويبتلي قديسي العلي ويظن انه يغير أوقات ( الأعياد festivals بالنسخ الغربية) والسُـنّة ( Law الشريعة بالنسخ الغربية) ويسلمون ليده إلى زمان وأزمنة ونصف زمان ( والأصح: إلى زمان وزمانين ونصف زمان في جميع النسخ القياسية وبعض النسخ العربية). فيجلس الدين وينـزعون عنه سلطانه ليفنوا ويبيدوا إلى المنتهى,والمملكة والسلطان وعظمة المملكة تحت كل السماء تعطى لشعب قديسي العلي. ملكوته ملكوت أبدي وجميع السلاطين إياه يعبدون ويطيعون, إلى هنا نهاية الأمر,أما دانيال فأفكاري أفزعتني كثيرا وتغيرت علي هيئتي وحفظت الأمر في قلبي ))

لقد رأينا في الدليل الخامس والعشرون كيف سيؤسس المعلم الذي إسمه أمدح وبه المدح (كما وردت بالمخطوطات) عيد السنة كتصحيح علي مافعله هذا الملك الذي جاء بعد عشرة ملوك وغير الأعياد والشريعة كمارأينا في هذه البشارة لدنيال بالإصحاح السابع من كتاب دانيال,وبالصفحات التالية سنعرف من هو هذا الملك وماهي الأعياد التي غيرها وبدلها بأعياد أخري سنعرف تفاصيلها .

هذا وقد جاءت خاتمة الرؤيا ( من قبل تفسير الملك لها) بالنسخة الإنجليزية " الكتاب المقدس ذو الأخبار الطيبة The Good News Bible " كما يلي:

“During this vision in the night, I saw what looked like a human being. He was approaching me, surrounded by clouds, and he went to the one who had been living forever ad was presented to him. He was given authority, honor, and royal power, so that the people of all nations, races, and languages would serve him. His authority would last for ever, and his kingdom would never end.”

ويمكن ترجمة النص كما يلي: " خلال الرؤيا بالليل، رأيت ماهو مثل كائن إنساني، كان يقترب مني محاطا بالغيوم، ومضى إلى قديم الأيام، وقرِّب إليه، فأعطي السلطان والمجد وقوة الملك، ليكون الناس من مختلف الأمم والأجناس واللغات في خدمته، سلطانه سيستمر للأبد، ومملكته لن تزول أبدا".

التعليق على البشارة:

لو كان لنا أن نضع بشارة بالإسلام في الكتب الأولى تجمع بين صراحة التبشير ثم تسلم بعد ذلك من عبث العابثين من أهل الكتاب وإخفائهم، لما أمكن أن نضع بشارة أقوى ولا أبين من تلك البشارة التي استوعبت صفحات الإصحاح السابع من كتاب دانيال كلها.. يرى دانيال عليه السلام وحوشاً تخرج متتابعة من البحر.. أسد, ثم دبّ, ثم نمر ذو أربعة رؤوس، وأربعة أجنحة.. ثم وحش رابع هائل لم يحدد له إسم.. ويُفسر الملَـَك ( مفرد الملائكة) لدانيال الرؤيا بأنّ هذه الوحوش تُمثِّل أربع ممالك ستقوم متتابعةً على الأرض بدءاً من زمانه أثناء عصر مملكة الكلدانيين أو البابليين ( فهي المملكة الأولى 612-539 قبل الميلاد) هذه التي تمت خلالها الرؤيا.. والتي تلتها تأريخياً مملكة الفرس/ الماديين ( المملكة الثانية، 539-331 قبل الميلاد) التي قضت على حكم البابليين.. ويتضح من تمثيل الثالثة بنمر على ظهره أربعة أجنحة وله أربعة رؤوس أنها دولة الإغريق بلا شك (331 -63 قبل الميلاد)، فهي التي قضت تاريخياً على المملكة الفارسية (الثانية)، وقد صرّح كتاب دانيال نفسه بإسمها عندما مُثِّلت في الإصحاح الثامن بعنزة ذات قرن كبير بارز من بين عينيها، ينكسر ويقوم مكانه أربعة قرون أخرى تمثل الأجزاء التي تنقسم إليها مملكة الإغريق من بعد وفاة الإسكندر المقدوني.. وقد مثل لهذه الأجزاء هنا ( بالإصحاح السابع هذا من كتاب دانيال) بالرؤوس والاجنحه الأربع.. وقد عدد المؤرخ اليهودي جوسيفاس ( بالقرن الأول الميلادي) في كتابه Antiquity أسماء القادة والأجزاء التي تملّكوها من الإمبراطورية.. فذكر أن انتيجوناس Antigonus تملك آسيا، وسيطر سيليوسيد Seleucus على بابل والشعوب التي جمعت إليها، وسيطر ليسيماكوسLysimachus على هيليسبونت، وكاساندر Cassander على مقدونيا، وبطليموس Ptolemy على مصر.. يلاحظ أن هذا المؤرخ قد عدّ خمسة أجزاء، وقد عد غيره أجزاء أخري أوصلها البعض إلى ثلاثين جزء إلا أن ذلك لا يؤثر على قضية أن المملكة الثالثة هي مملكة الإغريق ( اليونان).. ثم تلي دولة الإغريق دولة رابعة هي بلا شك دولة الروم التي قضت على اليونانيين (الإغريق) وتم لها انتزاع الأرض المباركة منها عام 63 ق.م، وظلت حاكمة للأرض المباركة حتى عام 638م، حين انتزعتها منها دولة الإسلام، هذا ولم يُحدّد للحيوان إسم الذي مُثلت به دولة الروم ( الرابعة) إلاَ أنه وصف بالهول والقوة والشدة فهو يأكل ويدوس الآخرين برجليه . ويرى دانيال على رأس هذا الحيوان الرابع عشرة قرون.. يفسرها له الملَك بأنها تمثل عشرة ملوك ضمن ملوك هذه المملكة الرابعة.. وعلاقة البشارة بهذه الممالك محصورةٌ بحكمها للأرض المباركة ولمعظم العالم .. فمن الواضح أنه قد اشترك في حكم الكرة الأرضية ممالك أخرى صغيرة ولكن خاضعه لحكم هذه الممالك الأربع.. فمع أن الروم احتلوا شبه جزيرة اليونان بالقرن الثاني قبل الميلاد إلا أنّهم لم يدخلوا في التاريخ المتعلق بالكتاب المقدس والكتابات الدينية إلا عندما انتزعوا الأرض المباركة من أيدي الحكام اليونانيين عام 63ق.م، ومثل هذا الحديث عن عودة الفرس فلا يتعلق بالبشارة مِن حكم الفرس إلا فترة حكمهم للأرض المباركة بين عامي 63 ق.م إلى 638 م.. ومع هذا فإن المملكة ( دولة الإسلام) التي انتزعت منهم الأرض المباركة هي نفسها التي قضت عليهم تماماً فيما بعد واحتلت عاصمتهم فيما بعد.. فلا مفر من الإقرار بأن المملكة التي تبعت مملكة الروم كانت هي دولة الإسلام.. هذا وأشير هنا مرة أخرى إلى إقرار أغلبية أهل الكتاب على تفسير الممالك الأربع بما ذكرت هنا . ونعود للحديث عن الملوك العشرة ضمن المملكة الرابعة، فلأن الحديث في هذه البشارة هو عن الممالك الأربع التي ستحكم الأرض المباركة بفلسطين وما حولها كما سبق في بشارة رؤيا نبوخذنصر.. فلنا أن نفترض أنّ هؤلاء العشرة من ملوك المملكة الرابعة هم ممّن سيحكم الأرض المباركة من ملوكها.. ثمّ يأتي بعدهم قرن آخر ( ملك آخر) يقلع ثلاثة قرون ( ملوك)، ويختلف تماماً عمن سبقه، فله عينين، وفم متكلم بعظائم، وفسره الملَك ( بفتح اللام ) لدانيال بأنه ملِك (بكسر اللام ) آخر يختلف عن العشرة السابقين له، وأنه سيغلب ثلاثة ملوك، وأنه سيضطهد المؤمنين ويبتليهم، وسيتكلم بكلام ضد العليّ عزّ وجلّ، ويغيّر أعياد المؤمنين، ويغيّر دينهم، وسيظل المؤمنين تحت حكمه لمدة ثلاثة أحقاب زمنية ونصف الحقب إلى أن يظهر قدّيسي العلي ( عباد الله الصالحين كما وصفهم في مواضع أخرى ) فينتزعون الأرض ويقيمون مملكة الله الأبديّة التي يخضع لها سلاطين الأرض.. وتنضوي تحتها شعوب الأرض.. ويذكر دانيال أنه رأى في رؤى الليل مع سحب السماء مثل ابن الإنسان ( ابن آدم) وقد تم رفعه إلى قديم الأيام عزّ وجلّ وقرّب إليه (في إشارة واضحة للإسراء والمعراج) حيث أعطاه السلطان والمجد والمملكة التي سينضوي تحتها كل الناس والأمم والألسن، في سلطان أبدي ومملكة لا تـنقرض.. وهي التي ستقضي على المملكة الرابعة.. وهكذا فإن مملكة الله الأخيرة والباقية إلى منتهى الأزمان سينشئها ويقيمها إنسان مختار من أبناء آدم يعرج به إلى السماء ويلتقي فيها بدانيال ويعطى هنالك التأييد والمكانة المرموقة أو المجد، فينشئ مملكة الله التي ستنـزع الأرض المباركة من أيدي دولة الروم (المملكة الرابعة), وتنضوي تحت لوائها مختلف شعوب الأرض وألسنتها.. وكذلك كانت دولة الإسلام، وأمته باقيةَ إلى يوم القيامة.. تنضوي تحت لوائها مختلف شعوب الأرض وألسنتها.. قد جاءت من بعد دولة الروم فعلاً وانتزعت منهم حكم الأرض المباركة.. ومن بين كل مَن حكم الارض المباركة بفلسطين لم يُقِم أحدٌ حُكماً باسم الله تعالى غيرَ المسلمين.. فاستحق لذلك حكمهم وحده ان يسمى بمملكة الله.. وهو فقط الذي جاء فعلاً بعد المملكة الرابعة.. ويبقى أن نعود مرة أخرى إلى البشارة لنتعرف على هذا الملك الروماني الخبيث الذي سيأتي بعد عشرة ملوك سابقين عليه ومختلفين عنه، ومن المناسب هنا أن نذكر أنه لم يهتد إلى تفسير هذه الرؤيا سوى عبد الأحد داود رحمه الله وقد كان أستاذاً في علم اللاهوت المسيحي فآمن وأسلم، وألف كتابًا عن البشارات بالرسول صلى الله عليه وسلم.. فاهتدى إلى معرفة هذا الملك الروماني الخبيث صاحب الإفك العظيم على الله عزّ وجلّ.. والذي تحدثت عنه البشارة أعلاه، وألخص فيما يلي صفاته: - أنه من ملوك الروم .

- أنه سيأتي بعد عشرة ملوك سابقين عليه.

- أن سياسته ستكون مخالفة للعشرة ملوك الذين سبقوه.

- أنه سيغلب ثلاثة ملوك..

- أنه سيحارب المؤمنين ويبتلون به..

- أنه سيُغيّر أعيادهم festivals.

- أنّه سيُغير دين المؤمنين وشريعتهم.. وقد ذكر الدين باسم السنة أو الشريعة Law

- أنّه ذكي وداهية، فالقرن الذي يمثله يتميز بأن له لسان وعيون.

- أنّه سيتكلم بكلام عظيم ضد الله عزوجلّ.

- أنّ حكمه سيستمر لمدة ثلاثة أحقاب زمنية ونصف إلى أن تقوم مملكة الله فتنتزع الأرض المباركة من حكمه.. إنه قسطنطين الأول بلا شك..

إن المملكة الرابعة هي مملكة الرومان يقيناً.. وهو ما عليه اتفاق المهتمين والمتدينين من أهل الكتاب، يهوداً ونصاري .. فما بقي إلاّ أن نبحث في التاريخ الروماني عن عشرة ملوك تبعهم ملك يختلف عنهم ويحمل المواصفات المذكورة أعلاه..

تذكر كتب التاريخ أسماء العشرة الأباطرة اللذين قاموا بتعذيب النّصارى واضطهادهم، وهم: نيرون, ودوميشان, وتراجان, واوريلياس, وسيبتيمياس سويسرس، ومكسيمن، وديسيوس، وفالريان، وأوريليان، وديوكليتيان, يقـول ناشد حنا فـي كتابـه " دانيال آية آية " ( الطبعة الثانية ص 53): ".. ثم في أيام الأباطرة العشرة الذين اضطهدوا المسيحيين اضطهاداً مريراً كما هو مبين في خطاب الروح القدس لكنيسة سميرنا حيث نقرأ: ( هوذا إبليس مزمع أن يلقى بعضا منكم في السجن لكي تجربوا ويكون لكم ضيق عشرة أيام..)" والإشارة إلى هؤلاء العشرة أباطرة الذين حكموا الأرض المباركة مناسبة هنا لموضوع البشارة الذي يستعرض تعاقب الممالك والملوك الظلمة السابقين لمجيء مملكة الله لحكم الأرض المباركة.. وقد أورد بعض الباحثين تعداداً للعشرة الأباطرة الذين اضطهدوا المؤمنين مختلفا بعض الشيء.. وضم بعضهم أسماء الأباطرة الذين عاصروا قسطنطين وانتصر عليهم.. وقد كانوا جميعا وثنيين وعرف عنهم عداءهم للنصارى كمن سبقهم.. وأياً كانت أسماء المضطهدين العشرة، فقد تميزت هذه الفترة من حكم الرومان للأرض المباركة بحكم هؤلاء العشرة واستحقوا أن يُشار إليهم في هذه النبوة التي تستعرض الحكم الكافر السابق لظهور مملكة الله..


عرض أسماء أباطرة الرومان الذين قاموا باضطهاد النصارى كما تتناقلها بعض المراجع الغربية

Nero 54-68 A.D. Domitian 81-96 A. D. Trajan 98-117 A.D. Marcus Aurelius 161 - 180 A.D.Septimius Severus 193 - 211 A.D.

Maximinius 235-238 A. D. Decius 249-251 A. D. Valerian 253 - 260 A. D. Aurelian 270 - 275 A. D. Diocletian 284 - 305 A. D.


وقد جاء بعد هؤلاء الأباطرة العشرة ( العشرة قرون) قسطنطينُ (305 -337 م) كحاكم بسياسة مختلفة تماماَ عن سابقيه، فبدلاَ من مواصلة الحرب على النصرانية.. سعى إلى مزجها بالوثنيات أيام عصره وتوحيدها في دين واحد تتبناه الدولة.. كما يذكر المؤرخون..

وكان للإمبراطورية حاكم أو إمبراطور واحد,حتى عهد والد قسطنطين حيث قسمت ( عام 285 م) إلى شرقية وغربية، وجعل لكل قسم إمبراطور ونائبه، وإستقل النائبان في كلا القسمين فاصبحوا أباطرة.. وأصبحت بذلك الإمبراطورية الرومانية للمرة الأولي بتاريخها تحت حكم أربعة أباطرة.. كل منهم على جزء مستقل.. وجاء قسطنطين إلى الحكم عام 305 م ليجد أمامه ثلاثة أباطرة آخرون، هم فاليريوس ليسنيوس Valarius Licinius، وماكسيمن داناMaximin Dana في الجزء الشرقي من الإمبراطورية، وماكسنتيوسMaxentius بجانبه في الجزء الغربي من الإمبراطورية.. اتفق قسطنطين مع ليسنيوس Licinius الذي صاهره وزوّجه أخته قسطنطيه Constantia، وارتبط معه بحلف في ميلانوعام 313م، قبل معركة الأخير مع خصمه ومنافسه بالشرق ماكسيمن دانا Maximin Dana ، فقضى قسطنطين على ماكسنتيوس الذي ينازعه حكم الجزء الغربي في معركة جسر ميلفيان (Milvian Bridge) عام 312 م . ثم ساعد صهره ليسنيوس (Licinius) في التخلص من خصمه ماكسيمن دانا في السنة التالية، ثم تواجه مع ليسنيوس نفسه بعد ذلك في سلسلة من الحروب بدءاً من عام 313 حتى غلبه عام 323 م باستسلام ليسنيوس ومعه ثلاثين ألفاً شريطة الحفاظ على حياته، إلا أنّ قسطنطين غدر به بعد ستة أشهر من استسلامه وقتله عام 324 م، واسترق ابنه الذي كان يوما من الأيام متوجاً مع ابن قسطنطين كخلفاء للأباطرة ( قياصرة).. فقضى قسطنطين بذلك على ثلاثة أباطرة.. يُذكر هنا أن قسطنطين قتل ابنه الأكبر الذي كان مرشحا لخلافته بتهمة تحرشه بزوجة أبيه، ثم بعد ذلك قتل زوجته غلياً بالماء وهي حية.. وكان وثنياَ يؤمن بعبادة الشمس Sol Invictus وأنها الإله الأوحد وملأ بشعار ديانته الوثنية هذه كل شعارات الدولة وأعلامها وعملتها، ونصب لها التماثيل في كل ناحية, وتصرف طيلة عمره كله كرئيس كهنة ديانة عبادة الشمس, وسمي عهده بعصر إمبراطورية الشمس Sun emperorship ، وقد تأثر مع ذلك بالنصرانية خلال حياته، إلاّ أن الثابت أنه لم يعمد كمسيحي إلا عند احتضاره عام 337 ربما استغلالاً لضعف مقاومته حين موته كما يرى بعض الباحثين . وقد سعى قسطنطين بمكر خبيث إلى خلط الأديان وتقريبها وتوحيدها لتكون للدولة ديانة واحدة متجانسة ومتعايشة، ويذكر هنا مؤلفو كتاب: “ The Holy Blood and the Holy Grail” ص 388 من طبـعة 1996 م : ( أن قضية الإيمان لدى قسطنطين هي باختصار قضية سياسية, وأي إيمان سيدعم هدف الوحدة فسيُعامل بتلطف), وإذ يبني قسطنطين كنيسة في ناحية من المدينة، ينصب صنماَ لمعبودهم الأم سيبيل وآخر للشمس المعبودة في نواحي أخرى من المدينة، كما صنع بالقسطنطينية عند افتتاحها عام 330 م ( أي بعد مجمع نيقية بسنوات !!). وحتى تكسب ودّه الكنيسة النصرانية التابعة لمدرسة بولس فقد جارته فيما يريد فاتخذت يوم الشمس sun-day أو الأحد بالعربية، اتخذته يوماَ للراحة الأسبوعية بدلاَ من السبت الذي كان النصارى بخلفية دينهم اليهودية مازالوا يعظمونه، وكان كل يوم من أيام الأسبوع في هذه الإمبراطورية الوثنية ينسب لكوكب تبركاً بعبادة النجوم والكواكب , فالسبتSatur-day هو يوم زحل Saturn، والأحد Sun-day هو يوم الشمس Sun، والاثنين Mon-day هو يوم القمر Moon، وكان قسطنطين عام 321 م قد أصدر أمراَ بإغلاق المحاكم في يوم الشمس ( يوم الأحد) واعتبره يوم الراحة الأسبوعية وتبعته في ذلك الكنيسة النصرانية المزيفة المتلونة كما أسسها المنافق بولس، وقامت الكنيسة فاتخذت من يوم ولادة الشمس ( يوم التحول عن الشتاء بالجزء الشمالي من الكرة الأرضية، أو بدء تطاول النهار بعد بلوغ تقاصره منتهاه) وهو يوم 25 ديسمبر اتخذته يوماً وعيداً لميلاد للمسيح، وقد كان عيداَ للوثنيات التي ألّهت الشمسَ وعبدتها بفارس والروم كما هو ثابت ومعلوم،وجرياَ على الخطى التي وضعها بولس في نفاق أهل الأديان الأخري والاستعداد لتبديل النصرانية حتى يرضيهم,وافقت الكنيسة وبدلت أعياد الشريعة والسنة,فضلت عن الجمعة والسبت كعيد للاسبوع وضلت عن عيد الاضحية وأصبحت تقدم لقسطنطين وليس لله سبحانه,واصبحت أعياد النصرانية أعياد وثنية,وظل الأمر كذلك حتي مجيئ المعلم الأخير والمسيا الخاتم(رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم)ورأينا في الدليل الخامس والعشرون كيف سيؤسس هذا المعلم الذي إسمه أمدح وبه المدح عيد السنة (السنه جمعها السنن كماجاء بالحديث سنن من كان قبلكم أي شرائعهم وطرقهم) كتصحيح علي مافعله هذا الملك الذي جاء بعد عشرة ملوك وغير الأعياد والشريعة كمارأينا في هذه البشارة لدنيال بالإصحاح السابع من كتاب دانيال .

وقد أقر رجال وكهنة الكنيسة إمعاناَ في نفاق قسطنطين,بأنه المسيح ( المسيا) المنتظر.. والمخلّص بآخر الزمان بل وصل الأمر ببابا روما ايسوبيوس Eusebius إلى تأليه قسطنطين وأنّ الخالق قد تجسّد فيه كإبن لله سبحانه.. وينقل مؤلفو كتاب The Messianic Legacy عبارة ايسوبيوس في هذا: “most God-fearing sovereign, to whom alone of those who have yet been since the start of time has the universal All-ruling God Himself given power to purify human life” ويفسر ذلك Kee كما ينقل عنه المؤلفون أعلاه

بأنه منذ بدء الخلق هو فقط قسطنطين وحده الذي أُعطي القدرة على الخلاص والإنقاذ ونُحِّيَ بذلك المسيح جانباً، بل رسمياً تنكر له، وأصبح المخلص الوحيد للعالم هو قسطنطين .. ومن يقرأ ما كتبه المؤرخون عن تعمد تجاهل عيسى عليه السلام – كمنقذ من الضلال – يدرك أن قسطنطين هو عدو المسيح مباشرة.. وفي الواقع فإنّ عددا من الباحثين يرى أنّ قسطنطين وصل بدهائه إلى ما أراده من قبله الأباطرة الرومان من تأليه أنفسهم، ولكن بطريقة ذكية حيدت القساوسة وأصحاب الديانات المعاصرة من الإعتراض،والذين غضوا النظر عن قراراته بالتأله بطلب تقريب الأضاحي لنفسه . وكانت أشد نقاط التغيير بالمسيحية، هي دعوة قسطنطين لمجمع نيقيةNicaea عام 325 م وقد اجتمع عدد كبير من علماء المسيحية ذكر بعض المؤرخين أنه تجاوز الألفين، ولكن قسطنطين تبنى رأي أقلية ( 318 قسيساً) قائلة بتأليه المسيح، وتدخل مباشرة- على وثنيته- في صياغة النص العقدي الذي تبناه مجمع نيقية, وفرضه على كل المسيحيين بالإمبراطورية واعتبر أن كل ما يخالف ذلك هرطقة وردّة بدلاَ من أن يكون مجرد رأي مخالف.. وللدلالة على فظاعة صنيع قسطنطين بالمسيحية كديانة من خلال كتابته الشخصية لنص العقيدة المسيحية أثناء مجمع نيقية أنقلُ هنا ما اقتبسته مؤلفة كتاب الجانب المظلم من تاريخ المسيحية عما كتبه والتر نيق Walter Nnigg في كتابه الهراطقة The Heretics: " قسطنطين الذي تعامل مع القضية الدينية فقط من زاوية سياسية قد ضمن الحصول على الإجماع عن طريق طرد كل القساوسة الذين توقع عدم توقيعهم على الإعلان الإيماني الجديد، وتم له بهذه الطريقة الحصول على الوحدة التي أراد. إنّه تماما شيء لم يُسمع به,أن عقيدة شاملة تُحدد بناء على سلطان الإمبراطور، الذي كان ما يزال مبتدئا في تلقي تعاليم العقيدة ولم يكن قد قُبِل بعد ضمن طبقة القربان المقدس، كما لم يكن مؤهلا أبدا ليحكم في قضايا الإيمان الخفية، لم يتفوه ولا قسيس واحد ولا بكلمة واحدة ضد هذا الشيء الفظيع" .. وإذا علم القارئ أن هذا النص العقدي الذي كتبه قسطنطين بنفسه للمجتمعين بمجمع نيقية ما زال هو أساس عقيدة الطوائف المسيحية ومرجعها حتي الأن ليدرك مدى التحريف والضلال الذي أحدثه قسطنطين بالمسيحية.. وقسطنطين على الأصح ما زال وثنياً حتى تلك الفترة,فبعدها كماذكر المؤرخين كان ينصب ألهة للشمس في بعض أنحاء إمبراطوريته .... وفي أحسن الأحوال فهو ما زال مبتدئاً كما ترى الكاتبة أعلاه,ويرى المؤرخون أنه كان من الصعب تقبُّل المسيحية قائلة بعقيدة عيسى عليه السلام بشراً رسولاً ضمن المزيج الديني الذي يرعاه قسطنطين,فهو كذلك إله كما المسيح إله,وبهذا حدث تناغم مع عقائد الأمة الوثنية السائدة حينها بما فيها عقيدة عبادة الشمس Sol Invictus التي يرعاها قسطنطين كذلك.. وبهذا يكون مجمع الألهه هذ قد إستوعب الديانات الأخرى بما فيها المسيحية,التي ارتضى لها رجالها أن " تترعرع تحت مظلة عبادة الشمس وقسطنتين وسائر الأوثان الأخري " وتتعايش مع وثنيتها بل وتقتبس منها الكثير مما جعلها دينًا جديدًا ينتسب في الواقع إلي قسطنطين اكثر مما ينتسب إلى المسيح بن مريم رجاله الأولين.. وكان من اخطر ما أقدم عليه إصداره مرسوما في العام التالي لمجمع نيقيه بمصادرة وتدمير كل أعمال وكتابات المناهضين لقرارات نيقيه, ثم إصداره عام 331 م أمرا بإصدار نسخاً جديدة من الكتاب المقدس مما اعتبره مؤلفو المرجع أعلاه " واحداً من أهم القرارات الأحادية التي أثرت على كل التاريخ المسيحي, وأعطت للمسيحيين الأرثوذكس ( أصحاب قرارات نيقيه) المتلقبين زوراً بالمتمسكين بالكتاب فرصة لا تضاهى ".. ويذكر هنا أن الإمبراطور ديوكليتيان كان قد أحرق كل ما أمكن الحصول عليه من الكتب المسيحية, ويرى المؤلفون للمرجع أعلاه أن هذا قد أخلا المجال لأصحاب نيقيه للحذف والزيادة في الكتب بما يرونه متفقاً مع عقيدتهم. وحتى لا يقلل القارئ من خطورة هذه الخطوة يذكر المؤلفون أعلاه " أنه من بين الخمسة آلاف نسخة قديمة موجودة للعهد الجديد ( الإنجيل والرسائل المسيحية) لا توجد نسخه واحده سابقة للقرن الرابع الميلادي، وأنّ العهد الجديد في الواقع بصورته الحالية ما هو إلا من منتجات كتبة القرن الرابع الميلادي من خدمة الفكر الأرثوذكسي الوثني ( أصحاب نيقيه) ممن لهم أهداف خاصة لحمايتها وتحقيقها عند كتابتهم للعهد الجديد." هذا وقد زاد قسطنطين على ذلك بأن أنشأ نظام البابوية الحالي بروما, وفرض للكنيسة دخلا ثابتا ومركزاً قائما بقصر لاتران بروما,وكنيسة روما هي الأن الكيان الرمزي الضعيف المتبقي من الإمبراطورية الرومانية,التي إنهات بكاملها علي يد المسلمين وسقوط عواصمهم تباعاً كالشام ثم القسطنطنية ثم تفككها وإنهيارها إلي ممالك مستقلة . ويذكر مؤلفو كتاب The messianic Legacy فيقولون : " إن من العدل القول بأن المسيحية التي نعرفها اليوم لم تنبثق من أيام عيسى بل من مجمع نيقيه ، ولأن مجمع نيقيه كان جلّه من صنع يديّ قسطنطين، فإنّ المسيحيّة (أي مسيحيّة اليوم ) مدينة له بالفضل" “ It is fair to state that Christianity as we know it today derives ultimately not from Jesus’ time, but from the council of Nicaea . And to the extent that Nicaea was largely Constantine's handiwork, Christianity is indebted to him”

ويشير كذلك إلى مدى التغيير بالعقيدة المسيحية من بعد قسطنطين ما كتبه Burton L. Mack مؤلف كتاب The Lost Gospel إذ كتب: " من بعد قسطنطين، صُوِّر المسيح كمالك للموت، وحاكم للكون" وكان المؤلف قد ذكر أن صورة المسيح عليه السلام قبل ذلك كانت كمنقذ للشعب وللأمة وكهادٍ لها إلى الدار الآخرة فقط .. وخلاصة الحديث عن مدى التغيير الذي أحدثه قسطنطين بالمسيحية,هو ما قاله مؤلفو الكتاب السابق ( بأن المسيحية التي نعرفها اليوم) هي في الواقع من وجوه كثيرة أقرب إلى النظم الوثنية العقائدية منها إلى منبعها اليهودي . ومن هنا فقسطنطين هو الملك الروماني الذي جاء بعد عشرة يختلفون عنه ضمن المملكة الرابعة، وهو الذي هزم ثلاثة أباطرة روم آخرين، وهو الذي غيّر أعياد المؤمنين الأسبوعية والسنوية، وغيّر دينهم، وغير كتبهم, وطارد المؤمنين الصادقين وصادر كتبهم, وهو الذي استغل بدهاء ومكر كما يذكر المؤرخون الدين ليوحد مملكته ويثبت حكمه، وهو الذي تكلم على الله بكلام عظيم حين تبنى القول بأن لله ابناَ، وصاغ بنفسه للنصارى – كما تذكر جميع المصادر- عبارة أن الابن مولود من الأب لكنه مساو له ومؤلف من نفس مادته.. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.. هذه العبارة التي أصبحت جوهر عقيدة كل النصارى ما عدا الموحدين.. بل وادعى له آباء الكنيسة رغم نصرانيتهم أنه المسيا المنتظر بل وادّعوا أنه خالق السماوات والأرض, وأن الله قد تجسد من جديد في صورته وأي كلام أعظم كفراَ من هذا.. وقد ذكر في كتاب الله العزيز المرسل إلى خاتم الأنبياء أن هذه الكلمات تكاد تتفطر لها السماوات.. فقسطنطين بذلك هو الملك الروماني الذي تكلم ضد العلي عزّ وجلّ كماحكت مخطوطات البحر الميت .. هذا وقد استمرت الأرض المباركة محكومة من قبل قسطنطين وخلفائه بطراز جديد من الحكم الروماني حتى دخـلت تماما فـي ظـل الخلافة الإسلامية ( مملكة الله المنتظرة) بعد 334 عاما ميلاديأً أو شمسياً (من عام 305 م حتى 638 م بإدخال أحد العامين، وكان فتح أورشليم عام 638م أي بعد 346 عاما تماماً من الأعوام القمرية اليهودية أو بعد ثلاثة قرون ونصف قرن ( ثلاثة أزمنة ونصف) من بدء حكم الملك الروماني الخبيث المفصلة صفاته بوضوح بالبشارة أعلاه… ومن المناسب هنا الإشارة إلى تعليق أصحاب مخطوطات البحر الميت على هذه النبوءة بفقرة تشير إلى أن مدة حكم هذا "الملك الضال" كما لقبوه ستستمر لخمسة وثلاثين عاما ( فهماً من أخبار النبوءة بأنها ثلاثة فترات زمنية ونصف ) وهو ينطبق أيضاً على مدة حكم قسطنطين المباشرة والتي استمرت لمدة 33 عاما ميلادياً ( من عام 305 م - أو قبل ذلك على ما تذكر بعض المصادر- إلى عام 337 بناءً على حساب المؤرخين ) أو حوالي 34 عاما ( قمرياً ) على التقويم اليهودي أو تزيد، ولا يضير نقص هذه المدة عاماً واحداً أو دونه عما توقعته النبوءة فكثير من هذه المدد الزمنية القديمة لا يصل حسابها إلى درجة اليقين.. وهذا من تمام انطباق صفات الملك الخبيث المذكور بالبشارة كمؤسس للإمبراطورية الرومانية الأخيرة بشكلها الوثني المسيحي المحرف القائل بالتثليث والذي سيستمر مع هذه الإمبراطورية حتي مجيئ ملكوت الله وأبناء النور ويزيلوا هذا الباطل الوثني ويفتحوا القدس والهيكل وجبل صهيون ويقيموا حكم وملك الله سبحانه .

والعجيب أن شخصية قسطنطين تنطبق على فترة حكمه المباشر أو على فترة الحكم الذي أنشأه على الأرض المباركة بفلسطين كمانصت البشارة بمدة ثلاثة أزمنة ونصف ..... سواءً فسر الزمن بعقد أو بقرن..


الدليل الثالث والثلاثون:-

دمشق ويوحنا المعمدان والمنارة البيضاء دمشق تم وصفها بأنها أرض الهجرة وذلك بإنجيل مخطوطات البحر الميت (صفحة 48,45 الوصايا)فهي تمثل الهجرة الاولي لهذه الطائفة المباركة فدمشق المعنية هي منطقة قمران البحر الميت بوديانها وكهوفها ومستعمراتها . أما الهجرة الثانية فهي قصة هجرة أخري عظيمة بالشام لإمتداد هذه الطائفة الحوارية بموطن الهجرة الأولي التي أصبحت حتي الأن معروفة بهذا الإسم (دمشق) فأصبح هناك دمشقان في منطقة واحدة ببر الشام .


وكتاب "نزهة الأنام في محاسن الشام" لمؤلفه أحد علماء القرن التاسع أبي البقاء عبد الله بن محمد البدري المصري الدمشقي,فيه أخبار وحقائق وتفاصيل مهمة تخص موضوعنا هذا .

يقول المؤلف نقلاً عن الحافظ بن عساكر: "لما فتح الله تعالى على المسلمين الشام بكماله (بلاد الشام كلها) ومن جملته (ومن ضمنها) دمشق المحروسة بجميع أعمالها وأنزل الله رحمته فيها وساق برّه إليها .

كتب أمير المؤمنين وهو إذ ذاك أبو عبيدة رضي الله عنه كتاب أمان وأقرّ بأيدي النصارى (ترك لهم) أربع عشرة كنيسة وأخذ منهم نصف هذه الكنيسة، وأخذ منهم التي كانوا يسمونها كنيسة مر يحنا (مار يوحنا) بحكم أن البلد فتحه خالد بن الوليد رضي الله عنه من الباب الشرقي بالسيف وأخذت النصارى الأمان من أبي عبيدة وهو على باب الجابية، فاختلفوا ثم اتفقوا على أن جعلوا نصف البلد صلحاً ونصفه عنوة، فأخذ المسلمون نصف هذه الكنيسة الشرقي فجعله أبو عبيدة رضي الله عنه مسجداً وكانت قد صارت إليه إمارة الشام فكان أول من صلى فيه أبو عبيدة رضي الله عنه ثم الصحابة بعده في البقعة التي يقال لها محراب الصحابة رضي الله عنهم، ولم يكن الجدار مفتوحاً بمحراب محنى وإنما كان المسلمون يصلون عند هذه البقعة المباركة.

وكان المسلمون و النصارى يدخلون من باب واحد وهو باب المعبد الأصلي الذي كان في جهة القبلة مكان المحراب الكبير الذي هو اليوم حسبما سلف لنا ذكره، فينصرف النصارى إلى جهة الغرب لكنيستهم ويأخذ المسلمون يمنة إلى مسجدهم. ولا يستطيع النصارى أن يجهروا بقراءة كتابهم ولا يضربون بناقوس إجلالاً للصحابة رضي الله عنهم ومهابة لهم وخوفاً منهم!."

"وقال ابن عساكر: لما صارت الخلافة إلى الوليد بن عبد الملك عزم على أخذ بقية هذه الكنيسة وإضافتها إلى ما بأيدي المسلمين وجعل الجميع مسجداً واحداً، وذلك لتأذَي المسلمين بسماع قراءة النصارى في الإنجيل ورفع أصواتهم في الصلاة، فأحبَّ أن يبعدهم عن المسلمين فطلب النصارى وسألهم أن يخرجوا عن بقية الكنيسة ويعوّضهم إقطاعات كثيرة عرضها عليهم وأن يقرّ لهم أربع كنائس لم تدخل في العهد (أي أن يسمح لهم بإبقاء أربع كنائس من كنائسهم لهم) وهي كنيسة مريم وكنيسة المُصلَّبة وكلاهما داخل الباب الشرقي وكنيسة تل الجبن وكنيسة حميد بن درّة التي بدرب الصيقل، (سميت بهذا الاسم لأن الدرب أي الطريق كان إقطاعاً لحميد بن عمرو بن مساحق القرشي العامري وأمه درة بنت أبي هاشم خال معاوية بن أبي سفيان .

وكان الخلفاء يمنحون الإقطاعات من الأراضي التي يحتلونها لمن شاؤوا من أتباعهم ) فأبوا ذلك (رفضوا) أشدّ الأباء، فقال: أئتونا بعهدكم الذي بأيديكم في زمن الصحابة، فقُرئَ (العهد) بحضرة الوليد، فإذا كنيسة توما التي كانت خارج باب توما لم تدخل في العهد، وكانت فيما يُقال أكبر من كنيسة مر يحنا (ليس في التاريخ ما يشير إلى وجود كنيسة أكبر من كنيسة مار يوحنا في دمشق آنذاك) فقال أنا أهدمها وأجعلها مسجداً، فقالوا بل يتركها أمير المؤمنين وما ذكر من الكنائس ونحن نرضى بأن يأخذ بقيـة كنيسـة مر يحنا، فأقـرّهم على تلك الكنائس،وأخذ منهم بقية الكنيسة ثم أمر الوليد بالهدم، فجاءت أساقفة النصارى وقساوستهم وقد ندموا فقالوا يا أمير المؤمنين إنا نجد في كتبنا أن من يهدم هذه الكنيسة يجن، فقال أنا أحب أن أجن في الله، والله لا يهدم فيها أحد قبلي، ثم صعد المنارة الغربية وكانت صومعة عظيمة ، فإذا فيها راهب فأمره بالنزول منها فأبى الراهب، فأخذه بقفاه وحدّره منها (أي دحرجه من أعلاها) ثم وقف على أعلى مكان منها فوق المذبح الأكبر الذي يسمونه الشاهد وأخذ فأساً وضرب أعلى حجر فألقاه، فتبادر الأمراء والأجناد إلى الهدم بالتكبير والتهليل، والنصارى تصرخ بالعويل على درج باب البريد وجيرون وقد اجتمعوا، فأمر الوليد صاحب الشرط (رئيس الشرطة) أن يضربهم، وهدم المسلمون جميع ما كان من آثارهم من المذابح والحنايا حتى بقي صرحةً مربعة.

(لم تهدم الكنيسة بأكملها بل أبقي على هيكلها الخارجي الذي لا زالت أثار المسيحية ظاهرة عليه) ويتابع الكتاب قائلاً: "واستعمل الوليد في هذا المسجد خلقاً كثيراً (عدداً كبيراً من الناس) من الصناع والمهندسين والمرخّمين. وكان المُسْتَحثّ على عمارته (أي الموكل إليه بشؤون بنائه) أخوه سليمان بن عبد الملك، ويقال أن الوليد بعث إلى ملك الروم يطلب منه صناعاً في الرخام والأحجار وغير ذلك ليعمروا هذا المسجد على ما يريد، وأرسل يتوعّده إن لم يفعل ليغزونَّ بلاده بالجيوش وليخربنَّ كل كنيسة في بلاده حتى القيامة التي بالقدس الشريف ويهدم كنيسة الرها وجميع آثار الروم . فبعث ملك الروم صناعاً كثيرة جداً ويذكر الدكتور فيليب حتي في كتابه "تاريخ سورية ولبنان وفلسطين" أن الوليد أرسل إلى إمبراطور الروم في طلب مئة من الفنانين اليونان لبناء المسجد,ويتابع الكتاب قائلاً: "وعن يزيد بن واقد قال: وكّلني الوليد على العمال في بناء الجامع فوجدنا فيه مغارة فعرّفنا (أي أعلمنا) الوليد. فلما كان الليل وافى وبين يديه الشمع فنزل فإذا هي كنيسة لطيفة ثلاثة أذرع في ثلاثة أذرع ، وإذا فيها صندوق ففتح الصندوق فإذا فيه سفط (إناء) وفي السفط رأس يحيى بن زكريا(يوحنا المعمدان)عليه السلام فأمر الوليد بردّه إلى مكانه وقال: اجعلوا العمود الذي فوقه مُعيَّناً بين الأعمدة. فجعلوا عليه عموداً مسفّط الرأس .

ونقول أن نبي الله يحيي بن زكريا هو بلاشك من أنبياء بني إسرائيل عليهم السلام وهو قد سبق المسيح بن مريم مباشرةً,وهو بذلك له مكانة عظيمة عند هذه الطائفة الإسينية الحوارية,لإنه سيكون هناك الكثير من أعضاء هذه الطائفة قد عاصر مأساته ومعاناته مع بني إسرائيل حتي قتلوه وفصلوا رأسه عن جسده . ثم أرسل الله سبحانه من بعده المسيح بن مريم وظل فترة بين بني إسرائيل حتي أحس منهم الكفر ومحاولة قتله فهاجر إلي طائفة الإسينيين بقمران وعاش بينهم وقد رأينا ذلك بعشرات الأدلة (ثلاثة وثلاثون دليل) بعدد سنيين عمره عليه السلام في أجزاء هذا الكتاب . وظل المسيح بين طائفة الإسينيين الحوارية حتي أعد أعدائه العدة,وحاولوا أكثر من مرة ل قتله ببرية وادي قدرون ومنطقة برية قمران وماجاورها,فرفعه الله إليه وكان عزيزاً حكيما,وهذا ماسنراه بالتفصيل بإنجيل قمران البحر الميت من خلال مخطوطي الوصايا وتراتيل الحمد والشكر والباقي من مخطوطات أخري . وجود رأس يحيي عليه السلام مدفون بمفرده في صندوق بهذا المكان يمثل دلالة قوية علي قدر هذا المكان ووحدته مع دمشق الأولي بقمران,فهو إمتداد للبرية التي كان يعيش ويتجول فيها يحيي عليه السلام (يوحنا المعمدان) ليدعوا ويعلم طوائف اليهود شريعة موسي عليه السلام,فمحل مقبرة رأسه بإمتداد برية قمران ودمشق والذي هو مكان هجرتهم في الأولي والثانية بطرفي برية دمشق . وكما أخبر رسول الله في الحديث الصحيح مايفيد بأن الأنبياء لاتأكل أجسادهم الأرض بعد الموت ولاتبلي بمرور الزمن,فقد ظل رأس يحيي عليه السلام موجود حتي القرن التاسع كماهو بقبره بكنيسته التي تسمت بإسمه فصارت (مار يوحنا) أي السيد البار .

ونرجع لكتاب نزهة الأنام : "وقال بعض المؤرخين،أن الشرقية (أي المنارة الشرقية من الجامع) احترقت في سنة أربعين وسبعمائة فنقضت وجددت من أموال النصارى لكونهم اتّهموا بحرقها وأقرّ بعضهم بذلك، فقامت على أحسن شكل،وقال بعض العلماء في المنارة الشرقية البيضاء التي ينزل عليها عيسى بن مريم عليه السلام في آخر الزمان بعد خروج الدجال كما ثبت في صحيح مسلم عن النواس بن سمعان والله أعلم.

يتابع الكاتب قائلاً: "ومن محاسن الشام ما وصف جامعَها به العلامة اليعقوبي، قال: مدينة دمشق جليلة قديمة وهي مدينة الشام في الجاهلية والإسلام.. وأما جامعها فليس في مدائن الإسلام أحسن منه، بناه الوليد في خلافته بالرخام والذهب سنة ثمان وثمانين." وينقل الكتاب عن مؤرخ آخر وهو الشيخ بن جبير، قوله: "وكان أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه لما دخلها، صالح النصارى بأن أخذ نصف الكنيسة الشرقي فصيره مسجداً وبقي النصف الغربي للنصارى، فأخذه الوليد وأدخله في الجامع (ضمّه إلى الجامع) بعد أن أرغبهم في التعويض عنه، فأبوا فأخذه قسراً!"

والجدير بالذكر أن أهم الآثار اليهودية والمسيحية المتبقية هو كما ذكر الكتاب رأس القديس يوحنا المعمدان(النبي يحيي بن زكريا)عليه السلام,وهويمثل قيمة دينية عظيمة عند المسلمين كذلك كونه نبي يؤمنوا به ويعظمونه ويوقرونه . أما جرن المعمودية فهو جرن رخامي عظيم القدم,تظهر على جوانبه آثار المستحاثات,أما ما يُخشى عليه فهو الكتابة الموجودة على البوابة الجنوبية والمنقوشة بالأحرف اليونانية والتي تقول: "ملكك أيها المسيح ملك كل الدهور وسلطانك في كل دور فدور." هنالك أيضاً صورة لوجه السيد المسيح ظهرت مؤخراً على يسار البوابة الجنوبية الأخرى المواجهة لسوق الصاغة وقيل أنه قد سبق وان حاول المسؤلون إزالة هذه الكتابات والصور ولكن تدخل هيئة الآثار الدولية والتتبرعات مادية قد أوقف الهدم.

أما في باحة الجامع، فهناك بقعة من الأرض تحت فناءٍ مسقوف،إذا ما وقف الزائر في منتصفها وضرب عليها بقدمه، فإنه يسمع صدىً عميقاً لهذه الضربات. ومردّ ذلك هو أن هذه البقعة،حسب خبراء الآثار,كانت مدخلاً أو مخرجاً لنفق طويل يربط كنيسة القديس يوحنا (الجامع الأموي) بكنيسة حنانيا،وهي كنيسة صغيرة تبعد عن المكان بما يقل عن الميل،وتقع إلى الجهة الشمالية من الباب الشرقي لدمشق في نهاية طريق صغير يحمل اسم الكنيسة نفسها,ولدخول هذه الكنيسة، ينبغي للزائر أن ينزل عدة درجات تحت الأرض وهناك يجد نهاية النفق في أسفل منتصف الحائط الغربي، وقد سدّ ببعض الأحجار خوفاً من دخول أحد إليه. وقيل أن المسيحيين كانوا يستعملون هذا النفق للانتقال بين الكنيستين أو كمعبر هروب خوفاً من الاضطهاد. وفي الستينات من القرن العشرين الميلادي خلال عمليات الحفر التي كانت تجري لتوسيع كنيسة الروم الأرثوذكس المعروفة بالمريمية،والواقعة بين كنيسة يوحنا وحنانيا، ظهرت أجزاء من النفق وقيل أن جماجم وهياكل بشرية عثر عليها في داخلها,وعندما زار البابا يوحنا بولص الثاني دمشق وزار الجامع الأموي تم تجاهل حقيقة الزيارة غير محطة بي بي سي هي الوحيدة التي نقلت أن قصد الزيارة كان لزيارة رمز مسيحي مهم موجود في الجامع وهو قبر يوحنا المعمدان.

مسمي دمشق وأرض الهجرة

ولعل التردد علي دمشق كما بالأناجيل الحالية من قبل بطرس وتلاميذ المسيح ورسل يعقوب إبن خالة المسيح,يبين أن دمشق التي بالوصايا هي دمشق المذكورة بالأناجيل بمعني أنها تخص طائفة الحواريين بقمران حتي برية الشام كلها حتي دمشق السورية الحالية,فهم الملقبين ب(المهاجرين) فهم مهاجرين إلي برية الشام من فساد اليهود بالقدس ومدن اليهودية بفلسطين . ومايؤكد ذلك أيضاً هو أحاديث رسول الله عن فضل دمشق السورية في أخر الزمان ونزول المسيح بن مريم علي المنارة البيضاء بهذا المسجد الجامع لقلوب الأمم الثلاث (( اليهودية لوجود رأس نبي من أنبيائهم به,والمسيحية لكونه كنيسة مهمة من قبل,والمسلمين لكونه مسجد الطائفة المنصورة )) وكل الثلاث يترقب نزول المسيح عليه السلام ليدعوا كل الأمم إلي دينه,الذي بلاشك سيكون دين الإسلام . فنزوله الطبيعي بالفعل سيكون من المنطقة والبرية التي رفعه الله منها فدمشق قمران ودمشق الشام كلتاهما يعنيان لهما أرض الهجرة الواحدة الممتدة ببرية الشام لاسيما أنه لايوجد دليل أخر تاريخي معتبر لسبب مسمي دمشق لمدينة دمشق السورية بالشام . روى أبو داوود أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ و سَلَّمَ قَالَ إِنَّ فُسْطَاطَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْمَلْحَمَةِ بِالْغُوطَةِ إِلَى جَانِبِ مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا دِمَشْقُ مِنْ خَيْرِ مَدَائِنِ الشَّامِ يومئذ . (و الغوطة هي البساتين المحيطة بدمشق) وقال رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ و سَلَّمَ : "… إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ" رواه مسلم فهذه المنارة المعنية في الحديث ستكون هي المنارة البيضاء التي تخص الجامع الأموي والموجودة بحي (باب شرق) المعروف الأن بدمشق والذي يعني باب المنطقة الشرقية. إن منطقة قمران وسهولها وصحاريها هي منطقة دمشق التي تشمل كذلك دمشق عاصمة دولة سوريا الأن . وهذا كماذكرنا ماتظهره الخرائط القديمة بالدولة العثمانية قبل التقسيم الإستعماري للدول العربية,فنجد أن وادي قمران وسهول وبرية الأردن هو إمتداد جغرافي مع دمشق (العاصمة السورية الأن) فهما منطقة جغرافية واحدة متصلة تسمي بولاية دمشق تشمل الدمشقين اللتان في طرفي الولاية (دمشق قمران بالقرب من مصب نهر الأردن بالبحر الميت ودمشق العاصمة السورية الحالية)وقد إنتقل الإيسينيين الحواريين من الطرف الأول بدمشق قمران إلي الطرف الأقصي بدمشق العاصمة السورية عند هجرتهم الأخيرة قبل غزو القدس وتدمير الهيكل من قبل الجيش الروماني 70 م .

تحت عنوان (تقديم) بكتاب ترجمة المخطوطات لسهيل زكار الإيسينيين ذكرهم المؤرخ والفليسوف اليهودي فيلون السكندري في حوالي عام عشرين للميلاد بقوله ( لم تتخلف سورية الفلسطينية عن إبداع تفوق أخلاقي سامي,ففي هذه البلاد يعيش قسم مهم من السكان اليهود بالذات,يضم كمايقال أكثر من أربعة ألاف عضو,يدعون بالإيسينيين إسمهم كما أعتقد,مشتق من الإغريقية ويعني (القداسة) وقد سموا به لأنهم قد كرسوا أنفسهم تماماً لخدمة الرب,لامن خلال تقديم القرابين وإنما بعزمهم علي التسامي بأفكارهم,والشيئ الأول الذي يذكر عن هؤلاء الناس أنهم يعيشون في القري وقد هجروا المدن تخلصاً من الجور والظلم الذي إنصب عليهم هناك ) ولقد قال مثل قوله عدد من مؤرخي القرن الميلادي الأول مثل بليني الأكبر ويوسيفيوس بن كربون بالإضافة للكثير من سلوقهم التقي الأخلاقي المثالي بخريطة بر الشام كماكان يسمي قبل التقسيم الدولي في بداية القرن العشرون,نجد أن وادي قمران وسهول وبرية الأردن هو إمتداد جغرافي مع دمشق (العاصمة السورية) فهما منطقة جغرافية واحدة متصلة,كان يعيش بقراها طائفة الإيسينيين الحوارية المعتزلة المهاجرة,التي يقدر أعضائها بأربعة ألاف إنسان,ومركز قيادتهم بربوة قمران وكهوفها بالقرب من البحر الميت . ولذا فدمشق قمران ودمشق العاصمة السورية هما مسميات دمشقية لوادي واحد وبرية مشتركة كبيرة,وكلتا الدمشقين في طرفه .

ولاية دمشق معنونة من منطقة قمران بجوار البحر الميت كمانري وتشمل كل برية الشام حتي دمشق عاصمة سوريا



الخاتمة

ظلت البشرية دهرا من الزمن من بعد آدم عليه السلام علي الإسلام .. ثم انحرفت وتناست تعاليم أبيها آدم عليه السلام، فأرسل الله إليها الرسل متتابعين.. فلم يتبعهم ويهتد إلى الله على أيديهم إلا القليل.. " ثم أرسلنا رسلنا تترا، كلما جاء أمة رسولها كذبوه، فأتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم أحاديث فبعدا لقوم لا يؤمنون" المؤمنون الآية 44.. وظل المؤمنون أقلية رغم العقاب الرباني المتكرر على العصاة.. ولم تخل أمة إلا وقد بعث إليها نبي أو أنبياء.. ولم تهتد أي أمة واحدة بجميعها .... ثم اختار الله عز وجل بني إسرائيل.. أحفاد الأنبياء إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام ليقيموا أمة ربانية مهتدية تكون نموذجا للمؤمنين وشاهدة على الأمم.. واهتدى من قوم موسى أمة عظيمة.. ولكنها ظلت أقلية بين بقية بني إسرائيل مطاردة بسبب كفرهم عبر الزمان.. وعطّل بني إسرائيل الشريعة وعطلوا الكتاب وحرفوه وبدلوا كلام الله الموحى إليهم، وقلدوا الأمم الوثنية من حولهم.. وأفحشوا في ذلك حتى عبدوا غير الله.. واضطهدوا المؤمنين وقتلوا أنبياء الله ورسله، وكانوا خاضعين لغيرهم من الأمم، محكومين إلا لفترة حكم النبيين داود وسليمان عليهما السلام ثم فترة حكم أبنائهم لعدد محدود من القرون,ثم كان عقاب الله عز وجل لهم عقابا متكررا.. وتاب عليهم مراراً.. وظنوا أنهم أبناء الله وأحباؤه دونما شرط العمل الصالح..... ظنوا ذلك واغتروا بعهد الله لإبراهيم الذي يقرأونه في كتبهم، مع أن الوحي والكتب لديهم تمتلئ بعشرات المواضع التي تهددهم بالعقاب إن لم يطيعوا الله سبحانه ورسله ويصلحوا أنفسهم.. ولكن الانحراف ظل ديدنهم.. حتى جاء الحكم الإلهي بنـزع النبوة منهم إلى أمة بديلة هي كذلك من نسل إبراهيم عليه السلام.. فكان قيام الأمة الإسلامية بعد ذلك بدعوة النبي الخاتم محمد بن عبدالله صلي الله عليه وسلم.. أمة وارثة لدعوة الأنبياء جميعا، شاهدة على الناس، أبناؤها من كل الأمم، ودعوتها لكل الأمم.. وقام للمؤمنين أخيرا دولة مهابة ومنزلة ظلت هي الأعلى بين الأمم حتي القرن الماضي فقط,وإن كانت تختلف في صلاحها جيل من بعد جيل....إلا إنه لأول مرة في تاريخ البشرية من بعد عهد آدم يجتمع هذا القدر الكبير العظيم من كل هذه الأجناس يعبدون الله ويتبعون الأنبياء بغير خوف ولا إضطهاد.. وانتشرت بيوت الله في كل بقعة من العالم في أمان كامل، وسلام وعدل تام.. أن قيام دولة الإسلام وغلبتها للأمم الضالة علي إختلاف أنواعها لتي طالما اضطهدت المؤمنين من قبل،مع خلافتها في الأرض وإذعان كل الأمم لها,لهو المعني بحق من قبل بالبشارات التي كانت محل تسلية للمؤمنين السابقين وتخفيفا لمعاناتهم وذلك بتبشيرهم بأن المؤمنين هم الغالبون فيما يلي من أيام.. ولكن الوجود البشري المؤمن على الأرض هو وجود امتحان وابتلاء بالاستخلاف عليها.. ودين الله إنما أُنزل على بشر.. والمسلمون من البشر يسري إليهم الضعف كغيرهم، وقد أعادوا معظم أخطاء بني إسرائيل وسنن من كان قبلهم كما تنبأ لهم بذلك المصطفى عليه الصلاة والسلام، ولكن في نطاق أضيق.. فزال عنهم نصر الله وخضعوا لأعدائهم تأديبا لهم كما أخبر بذلك أيضا المصطفى عليه الصلاة والسلام.. وفقدت أمة الإسلام استقلالها التام ووحدتها كما فقده بني إسرائيل من قبل، وتحكمت في شئونها أمم كافرة كما وقع على بني إسرائيل من قبل، عقوبة من الله حتى يعود المسلمون إلى دينهم، يأخذونه كاملاً، لا أجزاء أخرى يتركون.. ونعلم أن المسلمين عائدون إلى الله.. وأنها عودة مباركة سيتوجونها بنصر شامل للإسلام حتى يدخل كل البيوت على وجه الأرض كما أخبر بذلك أيضاً المصطفى صلى الله عليه وسلم.. وسيتمم نصرهم نزول عيسى عليه السلام يؤمن به كل أهل الكتاب وبدعوته للإسلام .. ففي آخر الزمان أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خليفة وأمير آخر الزمان الذي سيصلي خلفه المسيح عليه السلام,وإن تلك الصلاة المباركة لتجسد عظمة إتباع هذه الأمة وقدرها عند الأنبياء,وإنها بالفعل ملكوت الله الواجب إتباعه,فهاهو نبي مرسل من أولي العزم يصلي بكل تواضع خلف مسلم ليس من الأنبياء ولا من الرسل,وهذا المسلم الإمام هو بلا شك الخليفة الذي تتم وتختم به هذه المنظومة العظيمة في إمامة المسلمين للأرض كافة بحكم السماء,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال فينزل عيسى بن مريم فيقوم أميرهم تعال صلي لنا فيقول لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة لهذه الأمة)) (156) صحيح مسلم. فطائفة الخلفاء هي الطائفة الظاهرة على الحق المقاتلة في سبيل الله إلى يوم القيامة لأن أخرهم الثاني عشر سيكون مع أحداث آخر الزمان ونزول المسيح عليه السلام. وهذه هي ما تعنيه كلمة (لا تزال طائفة من أمتي ) فهي الطائفة المنصورة من بداية الخلافة من بعد رسول الله صلى الله إلى أحداث آخر الزمان ونزول المسيح عليه السلام فهم الأئمة الخلفاء الذين تجتمع عليهم الأمة يقاتلون على الحق ظاهرين .

ولذا فمكانة رسالة الإسلام وأمته في تاريخ الأمم فريدة.. فالمؤمنون وأتباع الأنبياء مضطهدون في معظم تاريخ البشرية إلا عند قيام ملكوت الله بمجيئ النبي الخاتم والخلافة الإسلامية....فهي الرسالة العالمية بالدين الأسلامي التي يجب على أتباع الأنبياء جميعاً إتباعه وقد بشر به أنبيائهم من قبل.. وكان التبشير به والتهليل له أمرا طبيعيا.....هذا ونود من الباحثين المسلمين إثراء هذا الأمر أكثر من ذلك بعد هذا الكشف العظيم وبيان بعض الأمور المهمة التي كانت غامضة من قبل في أمر الإنجيل الأول وماهية الإيسينيين وأنهم بالفعل هم الحواريون وتوضيح علاقتهم بقصة أهل الكهف ومكانهم المرتبط برقيم مخطوطات البحر الميت المتمثل معظمه بالكهف الرابع الذي هو كهف أهل الكهف كماذكرنا وليس كهف الرجيب المزيف . وياليت يترجم هذا البحث وينشر بلغات عالمية عدة كي تعمل علي بيان تلك الحقائق العظيمة التي ذكرناها,مما يساهم ذلك في نشر دين الإسلام من خلال هذا الجانب . هذا والحمدلله رب العالمين

حقوق الكتاب متاحة للجميع ليصل الحق والهدي للجميع ويسألكم الدعاء من قام بإعداد هذا الكتاب . طارق عبده إسماعيل المدينة المنورة هاتف محمول جوال 00966503332864 trqkkk@hotmail.com taruk135@hotmail.com

www.tbarasol.com www.islamimedicine.com

المصادر

- القرأن الكريم - الصحاح الستة والسيرة النبوية - التوراة والإنجيل - ترجمة مخطوطات البحر الميت /ا.د.سهيل ذكار - ترجمة مخطوطات البحر الميت / أ. موسي ديب خوري / الجزء الأول لعدم علاقة الجزئين الأخرين بمادة مخطوطات طائفة الإيسينيين بقمران - مخطوطات البحر الميت لحمد عثمان - مخطوطات البحر الميت لمحمود العابدي - تباشير التورارة والإنجيل بالإسلام ورسوله - معالم أساسية في الديانة المسيحية - نبي من الجنوب - يسوع الجن - عيسي المسيح بن الملك داود - أبحاث . م . زهدي جمال الدين - مقالات وأبحاث هشام طلبة - مقالات وأبحاث متنوعة المصادر من مواقع الإنترنت

- رابط ترجمة مخطوطات البحر الميت /أ. د سهيل زكار

http://www.al-maktabeh.com/ar/open.php?cat=4&book=1018


- موقع الإنجيل لعرض نصوص الكتاب المقدس الحالي عند المسيحيين http://www.enjeel.com

الفهرس - صفحة 1 المقدمة - صفحة 5 صراع المخطوطات مع حكومة إسرائيل والفاتيكان - صفحة 7 سيرة غيزا فيرم - صفحة 8 السلوك الضال للمسئولين عن هذه المخطوطات - صفحة 9 تعدد شخصيات المسيح عليه السلام - صفحة 10 ظهور مخطوطات الإنجيل الأول للنصرانية بقمران - صفحة 11 قصة أهل الكهف هي سبب تأسيس هذه الطائفة الإسينية - صفحة 22 كهف الرجيب وقصته المزيفة - صفحة 32 توضيح بعض الإمور قبل عرض مخطوطات إنجيل قمران البحر الميت - صفحة 38 إنجيل قمران البحر الميت (مخطوطات الوصايا وتراتيل الحمد والشكر) - صفحة 40 مخطوط الوصايا - صفحة 51 مخطوط تراتيل الحمد والشكر وبعض الجذاذات - صفحة 128 أدلة إثبات أن طائفة الإيسينيين هم الأنصار الحواريين ومعلمهم هو المسيح بن مريم,وبمخطوطاتهم إنجيل النصرانية الأول بقمران الموافق للقرأن الكريم - صفحة 128 الدليل الأول:تأكيد بأن معلم طائفة الإسينيين مخلوق من طين وتراب - صفحة 130 الدليل الثاني : قصة ولادة معلم طائفة الإسينيين كما بالقرأن الكريم - صفحة 131 الدليل الثالث: التأكيد علي عبودية معلم طائفة الإيسنيين بإنجيل قمران - صفحة 133 الدليل الرابع:معلم طائفة الإسينيين مؤيد ومميز بالروح القدس - صفحة 134 الدليل الخامس:معجزات معلم طائفة الإسينيين من خلال الله(بإذنه) - صفحة 136 الدليل السادس:نجاة معلم الطائفة من محاولات القتل ثم رفعه للسماء - صفحة 137 الدليل السابع:تحديد المكان الجغرافي لطائفة الإسينيين بالقرأن الكريم - صفحة 152 الدليل الثامن: لقب المعلم ( إبن مريم ) بمخطوطات إنجيل قمران - صفحة 154 الدليل التاسع:تعظيم أمر المائدة عند الإيسينيين والنصرانية الاولي - صفحة 156 الدليل العاشر:إسم الطائفة عند المؤرخين ونسبتهم لعيسي عليه السلام - صفحة 158 الدليل الحادي عشر:طائفة الحواريون قائمة من قبل المعلم المسيح - صفحة 161 الدليل الثاني عشر:شروط الأنصار في طائفة الإسينيين - صفحة 165 الدليل الثالث عشر:وليمة العيد والوصية الأخيرة لمعلم الإسينيين - صفحة 169 الدليل الرابع عشر:المعلم جاء لكي يعيد للتوراة تفسيرها الصحيح - صفحة 171 الدليل الخامس عشر:أمثلة مشتركة بالقرأن ومخطوطات إنجيل قمران - صفحة 175 الدليل السادس عشر:بالمخطوطات براءة يهوذا الحواري من الخيانة - صفحة 186 الدليل السابع عشر:العقيدة الإسلامية لمعلم الطائفة في البعث وغيره - صفحة 187 الدليل الثامن عشر:أحاديث وأيات قرأنية بمخطوطات إنجيل قمران - صفحة 188 الدليل التاسع عشر:الحواريون مسلمون في مخطوطات إنجيل قمران - صفحة 190 الدليل العشرون:مناقب طائفة الإسينيين وسلفها بالقرأن الكريم

- صفحة 192 الدليل الحادي والعشرون:ملامح المسيا(نبي أخر الزمان) بالمخطوطات - صفحة 204 الدليل الثاني والعشرون:البشارة بملك النبي الخاتم ( ملكيصادق) - صفحة 209 الدليل الثالث والعشرون:صفات بيت الله المكي بمخطوطات قمران - صفحة 216 الدليل الرابع والعشرون:فتح القدس والفاروق بمخطوطات إنجيل قمران - صفحة 222 الدليل الخامس والعشرون:نحن الأمة الأخيرة بمخطوطات إنجيل قمران - صفحة 228 الدليل السادس والعشرون:الطائفة ومعلمها وتفسير حبقوق والمزامير - صفحة 242 الدليل السابع والعشرون:معلم الصلاح رسول لله بالقرأن وإنجيل قمران - صفحة 245 الدليل الثامن والعشرون:تحذيرمن ضلال بولس بمخطوطات إنجيل قمران - صفحة 260 الدليل التاسع والعشرون:وقوع العذاب الشديد الموعود بالكتب الثلاث - صفحة 267 الدليل الثلاثون:مخطوطة إينوخ (إدريس) تحدد زمن ظهور المسلمين - صفحة 270 الدليل الحادي والثلاثون:مخطوطة وصية لاوي بالنبي الخاتم - صفحة 283 الدليل الثاني والثلاثون:بالمخطوطات قيام مملكة الله بعد طرد الرومان - صفحة 296 الدليل الثالث والثلاثون:دمشق ويوحنا المعمدان والمنارة البيضاء - صفحة 303 الخاتمة - صفحة 306 المصادر - صفحة 307 الفهرس