أَلنِّيلُ عَبْدُكَ وَالمِيَاهُ جَوَارِي، خليل مطران
أَلنِّيلُ عَبْدُكَ وَالمِيَاهُ جَوَارِي، للشاعر اللبناني خليل مطران.
- أَلنِّيلُ عَبْدُكَ وَالمِيَاهُ جَوَارِي بِاليُمْنِ وَالبَرَكَاتِ فِيهِ جَوَارِ
- أَمَّنْتَهُ بِمَعَاقِلٍ وَجَوَارِي وَجَعَلْتَهُ مُلْكاً عَزِيزَ جِوَارِ
- أُنْظُرْ سَفَائِنَكَ الَّتِي سَيَّرْتَهَا فِيهِ كَأَطْوَادٍ عَلَى التَّيَّارِ
- وَانْظُرْ جُنُودَكَ فِي الفَلاَةِ تحَمَّلُوا شَرَّ العِقَابِ لأُمَّةٍ أَشْرَارِ
- حَصَرُوا العَدُوَّ فَمَا وَقَتْهُ حُصُونُهُ مِنْ بَأْسِهِمْ وَكَثَافَةُ الأَسْوَارِ
- يَفْنَى بِمَقْذُوفَاتِهِمْ حَرْقاً كَمَا تَفْنَى الفَرَائِسُ وَالسِّبَاعُ ضَوَارِ
- وَيُدَمِّرُ النَّسَّافُ شُمَّ قِلاَعِهِ فَيُثِيرُهَا منْثُورَةً كَغُبارِ
- وَيَدُكُّ مِنْ شُوسِ الرِّجَالِ مَعَاقِلاً فَيَظَلُّ شَكْلُ المَوْتِ شَكْلَ دَمَارِ
- مَنْ لَمْ يُبَدْ بِالسَّيْفِ مِنْهُمْ وَالقَنَا فَهَلاَكُهُ بِالمَاءِ أَوْ بِالنَّارِ
- قوْمٌ بَغوْا فَجَنَوْا ثِمَارَ فَسَادِهِمْ بِالمُوبِقَاتِ وَتِلْك شَرُّ ثِمَارِ
- وَلَوِ الزَّمَان أَرَادَ عَادُوا خُضَّعاً لِجَمِيلِ رَأْيِكَ عَوْدَ الاسْتِغْفَارِ
- لَكِنْ أَبَى لَكَ أَنْ تَفُوزَ مُسَالِماً وَقَضَتْ بِذلِكَ حِكْمَةُ الأَقْدَارِ
- فسَقَيْتَ صَادِئَةَ النِّصالِ دِمَاءَهُمْ وَكَفيْتَ خَيْلَك دَاءَ الاسْتِقْرَارِ
- بِالأَمْسِ كَانُوا دَوْلَةً مَعْدُودَةً وَاليَوْمَ هُمْ خَبَرٌ مِنَ الأَخْبَارِ
- بِالأَمْسِ كَانُوا سَادَةً وَاليَوْمَ هُمْ بَعْضُ العَبِيدِ بِصُورَةِ الأَحْرَارِ
- بِالأَمْسِ يَمْلِك فِي الرِّقَابِ أَمِيرُهُمْ وَاليوْمَ يَمْلِكُ نَفْسَهُ بِفِرَارِ
- صَغُرُوا لَدِيْكَ فَلَمْ تَسِرْ لِقِتَالِهِمْ وَهُمُ الكِبَارُ رَمَيْتَهُمْ بِكِبَارِ
- وَمضَيْتَ تَمْلِكُ أَمِيرُهُمْ مِنْ قَبْلمَا شَبَّ النَّزَالُ وَآذَنُوا بِبَوَارِ
- تَجْرِي بِسَيِّدِ مِصْرَ فُلكٌ ضَمَّهَا فُلكٌ مِنَ الدَّأْمَاءِ غَيْرُ مُدَارِ
- سَيَّارَةٌ جُنْحَ الظَّلاَمِ مُنِيرَةٌ فِي الأُفقِ مِثْلَ الكوْكَبِ السَّيَّارِ
- أَوْ يَسْتَقِلُّ بِهِ مُغَيرٌ مُنْجِدٌ جَوَّابُ آفَاقٍ كَبَرْقٍ وَارِي
- تَتَقَذَّفَ النِّيرَانُ مِنْهُ كَأَنَّهُ أَسَدٌ مُثَارٌ فِي طِلاَبِةِ ثَارِ
- سِرْ كَيْفَ شِئْتَ لَكَ القُلُوبُ مَنَازِلٌ أَنَّى انْتَقَلْتَ فَمِصْرُ فِي الأَمْصَارِ
- واطْوِ المَغَارِبَ خَافِياً لَوْ أَنَّهَا تُخْفِي عُلاَكَ مَطَالِعُ الأَنْوَارِ
- وَتَلَقَّ فِي دَارِ الخِلاَفَةِ مُشْرِفاً مَا شِئْتَ مِنْ شَرَفٍ وَمِنْ إِكْبَارِ
- وَارْجِعْ إِلَى الدَّارِ الَّتِي أَوْحشْتَهَا عَوْدَ الرَّبِيعِ إِلَى رُبُوعِ الدَّارِ
- وَاهْنَأْ بِأَبْهَجِ مُلْتَقى مِنْ أُمَّةٍ تهْوَاك فِي الإِعْلاَنِ وَالإِسْرارِ
- حَلَّتْ سَرَائِرُهُمْ سَوَادَ عُيُونِهِمْ شَوْقاً إِليْكَ فَثِرْنَ فِي الأَبْصَارِ
- أَهْلاً بِرَبّ النِّيلِ وَالوَادِي بِمَا فِيهِ مِنَ الأَرْيَافِ وَالأَقْطَارِ
- بِالعَازِمِ العزمَاتِ وَهيَ صَوَادِقٌ وَمُعَاقِبِ الظُّلُمَاتِ بِالأَسْحَارِ
- بِالفاتِحِ البَانِي لِمِصْرَ مِنَ العُلَى صَرْحاً يُزَكِّي شَاهِدَ الآثَارِ
- وَمُعَقِّبِ الفَخْرِ التَّلِيدِ بِطَارِفٍ لَوْلاَهُ كَادَ يَكُونَ سُبَّةَ عَارِ
- فَخْرٌ تَحَوَّلَ مَهْدُهُ لَحْداً لَهُ زَمَناً وعادَ اليَوْم مَهْدَ فَخارِ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .