"لا انتخاب بين المتنافسين"
وضع القاعدة: غادة عبد المنعم
اكتشفت قاعدة اجتماعية تتعلق بالانتخاب أسميها "قاعدة التعيين بالانتخاب بين المتنافسين" وهى تنص على: " أنه عندما تربط ما بين جماعة القائمين بالانتخاب وبين من يقومون بانتخابه علاقة تنافسية فان نتيجة الانتخاب تتجه غالبا لاختيار الأسوأ..!!؟ لا الأفضل؟"
ذلك أن المنطق يقول أنه عندما تكون لدى فرصه للترقى وهناك احتمال ألا أصل لهذا المركز (موضوع الترقى) بإمكاناتى وقدراتى التى لا تؤهلنى مهنيا لذلك المركز، فإنني وحيث أن الآخرين لم يرشحوني، كما أنهم قد لا يقومون بانتخابي إذا ترشحت للحصول عليه، فإنني غالبا سأتيح لنفسى فرصة الحصول على ما أصبو إليه، بتأكيد ترشيح الأسوأ فى الانتخاب أملا فى توفير الفرصة لنفسى لنيل المركز الذى أصبو له فيما بعد؟ ذلك حتى تتاح لى الفرصة السهلة فيما بعد لإظهار مساوئه!! فحيث أن أخطائه ستتيح لى الفرصة الأكبر للتشكيك فى قدراته كرئيس ومن سم القفز لموقعه باعتباري صاحب الرؤية النقدية له أى الأكثر فهما منه، لذا فليس من الطبيعى أبدا أن أرشح أو أختار أو أسلط الضوء على ترشيح الأكثر مهارته وكفاءة لنيل المركز موضوع التنافس!!
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
القاعدة
عند طرح المناصب التى تحتاج لكفاءات لمزاولتها فليس من المناسب التعيين فيها بالانتخاب بين الزملاء ولكن بالتعيين من الجهة المالكة للمؤسسة فحيث أنها صاحبة المصلحة فى تحقيق المؤسسة لكل ما يمكنها من نجاح فسوف تلجأ بلاشك لاختيار الأمهر والأكفأ لمنصب القيادة أما مجمل العاملين فيها!! فهم فى هذه الحالة أصحاب مصالح متعارضة مع اختيار الأكفأ والذى غالبا ما تكون له رؤى إصلاحية واستقلال يؤديان به لاتخاذ قرارات حاسمة لا توانى فيها قد تؤدى أحيانا لضرر العاملين أو مطالبتهم ببذل أكبر قدر ممكن من جهدهم لصالح مؤسسة العمل.
لماذا لا يجب اختيار الرؤساء المهنيون فى المؤسسات بالانتخاب بين المؤهلين لنيل المنصب
لان فرضية ان عدد من الزملاء قد يختارون الافضل من بينهم لرئاستهم فرضية غير صحيحة حيث تحوى هذه المغالطات :
الخلل الأول
لن يختار عدد من الزملاء الأفضل منهم لمنصب الرئيس بل الأسوأ إما ليبقى معتمدا على قدراتهم التى لا يمكنه الاستغناء عنها، هذا إذا كان أقل مهنية منهم وخبرتهم أو ظروفهم الوظيفية لا تؤهلهم لتولى منصبه أو ليتيحون لأنفسهم فيما بعد فرصة نقده والتفوق عليه والحصول على مركزه لأنفسهم، هذا إذا كانت ظروفهم الوظيفية تتيح لهم تولى هذا المنصب ولكن لا يوجد إجماع ولا غالبية من زملائهم تؤيد توليهم له، هذا هو الخلل الأول فى اقتراح انتخاب رئيس من بين متنافسين بالانتخاب بينهم.
الخلل الثانى
إذا كنت قد تم تعيني بالانتخاب وكل زملائى لديهم فرصة مساوية لى فى الحصول على منصبى بعد فترة وجيزة، فإننى سأعمل جاهدا لإفساد فرص الآخرين إما بالتقليل من حظوظ نجاحهم لكى يستثنيهم الملاك من الانتخاب أو بالوقيعة بينهم وبين زملائهم، كما أننى كرئيس قد لا أنحاز لصالح المؤسسةوالمنتج النهائى الذى أتحمل مسئولية جودته، ولكن لصالح عدم إغضاب أى زميل ممن سوف يقومون بانتخابي لفترة تالية والنتيجة المؤكدة لذلك هى أن الصحف سيقل مستواها الفنى عما هو عليه حاليا وقد تنهار المؤسسة.
الخلل الثالث
حتى إذا افترضنا فى الجميع النية الحسنة فنحن نعلم أن التفوق الكبير لشخص على مجموعة زملاء فى مهنة ما يثير تجاهه الضغائن لذا فان الزملاء قد يبررون لأنفسهم تجاهله ولو بشكل غير مدرك، وعدم تأييده واختياره فى الانتخابات باختراع أوهام غير حقيقية حوله من أنه كفؤ ولكن غير محبوب أو غير لطفيف أو لا يجيد التعامل مع غيره ، إلى آخر هذه الحجج.
الخلل الرابع
نعلم أن هناك أشخاص لا فكر ولا مواهب مهنية لديهم لكنهم يتميزون بمواهب اجتماعية تؤدى لمحبة الآخرين لهم وقد يؤدى تولى هؤلاء للرئاسة لانخفاض المستوى المهني ولانخفاض المستوى المهنى فى المؤسسات. نعلم كذلك أنه عند تولى رئاسة المؤسسة بالانتخاب فقد ينتخب الجميع ابن مالك المؤسسةأو رئيس مجلس الإدارة أو ابن مسئول كبير أو ابن احد الأثرياء ليس حرصا منهم على مصلحة المؤسسةبالطبع ولكن حرصا على مصالح شخصية تربطهم به داخل عملهم أو خارجه.
لكل هذه الأسباب يتبين خطأالدعوة لاختيار رئيس من بين جماعة مهنية بالانتخاب فيما بينهم.