نص خطاب أسامة بن لادن ٨ شعبان 1423 هـ – 14 أكتوبر/تشرين الأول 2002 م

مراجعة 15:39، 11 يناير 2007 بواسطة Hamze (نقاش | مساهمات) (New page: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه وبعد.. ففي مثل هذه الأيام قبل...)

(فرق) → مراجعة أقدم | مراجعة معتمدة (فرق) | النسخة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه وبعد..


ففي مثل هذه الأيام قبل عام مضى بدأت الحملة الصليبية الأمريكية التي أعلنها الرئيس الأمريكي وقاد فيها تحالفاً دولياً ضم أكثر من تسعين دولة ضد أفغانستان.


وبعد مرور سنة على الحملة الصليبية على أفغانستان، تستعد أمريكا اليوم لجولة جديدة من جولات حربها الصليبية على العالم الإسلامي، وهذه المرة ضد الشعب العراقي المسلم، هادفة إلى إكمال مخططها في تقسيم الأمة وتمزيقها، ونهب ثرواتها وخيراتها، والتهيئة لإقامة دولة إسرائيل الكبرى بعد طرد الفلسطينين منها.


ونحن بهذه المناسبة نريد أن نؤكد على مجموعة من الأمور في النقاط التالية:


أولاً: فشل الحملة الأمريكية في تحقيق أهدافها الرئيسة ...


لقد فشلت الحملة الأمريكية في تحقيق أي من أهدافها الرئيسة ؛ فعلى صعيد القضاء على القيادات الجهادية فشلت في قتل أو اعتقال أي من قيادات طالبان أو القاعدة أو غيرهم من قيادات المجاهدين.


وعلى صعيد تحقيق الأمن والاستقرار في أفغانستان، فشلت أمريكا في تحقيق ما وعدت به من توحيد البلاد تحت حكومة مركزية واحدة، وتشكيل جيش موحد يحفظ الأمن، ويقضي على سيطرة المليشيات العسكرية؛ فقد كان أبرز نجاح للحملة الأمريكية هو ذلك النجاح منقطع النظير في إعادة تقسيم البلاد إلى (كنتونات) ممزقة مفرقة يتناحر فيها أمراء الحرب وتجار المخدرات السابقين.


وعلى صعيد حقوق الإنسان، فأفضل نموذج قدمته الحملة الأمريكية في هذا المجال هو حرق مئات الأسرى المقيدين في قلعة (جانكي) في مزار شريف بالقنابل العنقودية وقذائف النابالم الأمريكية المحرمة دولياً كما يزعمون، وقتل آلاف آخرين من الأسرى عطشاً واختناقاً في حاويات الموت التي شُحنوا فيها تحت إشراف القوات الأمريكية، هذا فضلاً عن آلاف القتلى من المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ الذين حصدتهم القنابل الأمريكية الذكية والغبية على حد سواء.


وعلى صعيد القضاء على المخدرات الذي وعدت به أمريكا، وجعلته هدفاً من أهداف الحرب، فيكفي أن نعلم أن المحصول الأفغاني هذه السنة من الأفيون قد حقق رقماً قياسياً لا عهد له به، وتحت رعاية القوات الأمريكية، والقوات الدولية في أفغانستان، كما صرحت بذلك الأمم المتحدة.


ومثل ذلك يقال في الفشل في أحلام برامج إعادة إعمار البلاد، وما هو على هذه الشاكلة من الوعود الأمريكية المعسولة.


ثانياً: الورطة الأمريكية في أفغانستان ...


إن القوات الأمريكية الغازية لأفغانستان قد بدأت الآن تغرق في الوحل الأفغاني بكل معداتها وأفرادها فمن المفارقات العجيبة أن هذه القوات الصليبية التي جاءت لحماية نظام الحكم في كابل من ضربات المجاهدين، أصبحت ـ وأمام تعرضها لهجمات المجاهدين المستمرة ـ هي التي تحتاج لقوات النظام لحمايتها، فمن يحمي من ؟!


إن القوات الدولية والأمريكية التي جاءت لحفظ الأمن أصبحت أكبر عبء على الأمن!!

وكما قال أحد المعلقين الأمريكيين، فقد تحولت عملية ( العدالة المطلقة ) الأمريكية في أفغانستان إلى عملية (للفشل والإحباط المطلق).


إن الاحتلال الأمريكي لأفغانستان لن يكون أحسن عاقبة من الاحتلال السوفيتي إن شاء الله، وهذه الحقيقة بدأت تدركها الإدارة الأمريكية التي تسعى الآن للتغطية على فشلها في أفغانستان بالعمل على لفت الأنظار عن ذلك الفشل بدق طبول الحرب على العراق.


ثالثاً: لا نقيل ولا نستقيل ...


لازال المجاهدون بفضل الله على عهدهم ووعدهم،لا يقيلون ولا يستقيلون، على عهدهم مع الله على الجهاد في سبيله، وعلى وعدهم مع أمتهم ببذل كل غال ونفيس في سبيل تحريرها من كل صور الظلم والقهر، وجميع أشكال التبعية والاحتلال، {حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه} [الأنفال: 39].


وكل المحن والابتلاءات التي تعرض لها المجاهدون لم تزدهم بفضل الله إلا ثباتاً على الطريق، وتصميماً على الأهداف، وإيماناً بالمنهج، ويقيناً بنصر الله، {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا} [النور:55].


رابعاً: نداء إلى الأمة ...


إننا في هذه الأوضاع الخطيرة التي تمر بها أمتنا اليوم، بل ويمر بها العالم أجمع، نوجه نداءاً إلى هذه الأمة العظيمة التي هي أعظم الأمم .. إلى هذه الأمة المنصورة المرحومة التي لا يزال فيها الخير والخيرون إلى قيام الساعة.. إلى هذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس .. إلى هذه الأمة التي لا تزال فيها طائفة منصورة تقاتل على الحق لا يضرها من خذلها ولا من خالفها إلى قيام الساعة.


فيا أمة الإسلام، يا من آمنتم بالله رباً، وبالإسلام م ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً:


إن القضية الآن لم تعد قضية هل الأمة مستهدفة بشكل كامل وشامل، ودون تفريق بين من يسمون بالمعتدلين والمتطرفين، أو بين الحلفاء والأعداء، فقد كفانا العدو مؤونة كشف هذه الحقيقة بتصريحاته السرية والعلنية التي كشف فيها عن بعض نواياه العدوانية {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} [آل عمران: 118].


إن القضية الآن هي كيف نواجه هذا العدوان الصارخ وندافع عن عقيدتنا وشرفنا وكرامتنا فننال شرف الدنيا وفوز الآخرة؟


إذا أردنا أن يكتب الله لنا النصر ويحقق لنا الظفر في هذه المواجهة فيجب أن نتسلح بعدة أمور في مقدمتها:


أولاً: الرجوع إلى الله ...


إن أول ما يجب علينا هو أوبة صادقة إلى الله، وتوبة نصوح إليه، بالإخلاص في العمل، والصدق في النية، والتجرد للحق، وتحكيم الشرع في كل مجالات أعمالنا ومعاملاتنا، وكل صغير وكبيرة من حياتنا.


إنه يجب علينا ان نعترف بأن ما أصابنا من تسليط العدو كان ببعض ما كسبت أيدينا، قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [الشورى:30].


ثانياً: الاعتصام بحبل الله جميعا ...


إذا كان من المُسَّلم به أن النزاع والاختلاف من أهم دواعي الفشل وذهاب الريح الذي تعاني منه أمتنا اليوم، فإن من المُسَّلم به كذلك أن الوحدة والاجتماع والاعتصام بحبل الله هي مفتاح النصر والظفر، وباب السيادة والقيادة.


قال تعالى آمراً بالوحدة والاجتماع: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ} [آل عمران:103]، وقال محذراً من الفرقة والنزاع : {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِين} [الأنفال:46].


والوحدة التي ندعو لها المسلمين اليوم لا تستلزم بالضرورة رفع الخلاف في كل المسائل الجزئية والقضايا الفرعية، فالخلاف في مثل هذه المسائل لا يمكن رفعه، ولا يضر وجوده، فالوحدة التي نطالب بها هي الوحدة في ثوابت العقيدة، وقطعيات الدين وكليات الشرع.


ثالثاً: استنفار وتفجير طاقات الأمة ...


إن أمتنا تزخر بكثير من الطاقات والقدرات، وأهم هذه الطاقات على الإطلاق هو الإنسان المسلم الذي هو وقود المعركة ومحرك الصراع، ولا نقصد بالإنسان هنا فئة الملتزمين والعاملين للإسلام من العلماء والدعاة وأبناء الصحوة والحركات الإسلامية فقط، بل نقصد الشعوب الإسلامية بكل فئاتها الخاصة والعامة، فإذا كان للخواص دورهم الذي لا يقوم به غيرهم، فإن العوام هم وقود المعركة الحقيقي، ومادتها المتفجرة، ودور الخواص هو دور الصاعق والمحرك الذي يفجر هذه المادة.


وهنالك طاقات الأمة المادية والاقتصادية، فأمتنا تعتبر من أثرى الأمم على وجه الأرض، وأكثرها إمكانات، وأزخرها بالموارد التي ظلت مسخرة عقوداً من الزمن لخدمة الأعداء، والتآمر على الأشقاء.


وهنالك الإمكانات العسكرية الضخمة التي تزخر بها البلاد الإسلامية، والتي صدئت في المخازن والمستودعات، ومرت عليها سنوات وسنوات، دون أن تثأر لعرض، أو تذود عن أرض، بل ظلت كابوساً جاثماً على صدور الشعوب، وخنجراً مغموساً في خاصرة الأشقاء.

وهنالك الكثير الكثير من طاقات الأمة ومقدراتها التي آن لها أن تتحرر وتتفجر وتثأر، وتأخذ طريقها في الذود عن العقيدة المستهدفة، والحمى المستباح، والعرض المنتهك، والأرض المغتصبة، والخيرات المستلبة.


وإذا كان للأمة واجباتها الجماعية، ودورها الكلي الذي يتحتم عليها ان تقوم به مجتمعة، فإن هنالك فئات لها دور خاص يجب عليها القيام به بشكل خاص.


وفي مقدمة هذه الفئات فئة العلماء والدعاة الذين هم ورثة الأنبياء، وحملة أمانة العلم وما يترتب على ذلك من واجب الدعوة وفريضة البلاغ.


ولذلك رفع الله منزلتهم وأعلى من شأنهم فقال {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات} [المجادلة:11].


فيا أيها العلماء الصادقون والدعاة والمصلحون:


أنتم الذين يجب أن تتقدموا الصفوف، وتقودوا الأمة، وتوجهوا المسيرة؛ فذلك هو مقتضى وراثتكم للنبوة.


إن واجبكم الأول هو بيان الحق للأمة، والصدع به في وجوه الظلمة دون مواربة أو خوف ؛ فذلك هو مقتضى الميثاق الذي أخذه الله عليكم {وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَه} [آل عمران:187].


إن أهمية وظيفتكم هذه تنبع من خطورة عملية التدليس والتضليل التي يمارسها علماء السلطة وسدنة الحكام من المتاجرين بالدين الذين لبّسوا على الأمة أمرها، وباعوا دينهم بعرض من الدنيا.


إن عليكم أن تؤجلوا كل خلاف يعوق عن العمل، وكل نزاع يؤدي إلى الفشل، وعليكم أن تحسموا الشك باليقين، والتردد بالعزم، وأن تسارعوا وتبادروا، فإن عجلة الأحداث لن تنتظر أحداً .


إننا ونحن نوجه إليكم هذا النداء نستنهض هممكم ونستحث عزائمكم، ندرك تماماً أن هنالك بعض الخلافات في مناهج التغيير بين العاملين للإسلام لا يمكن تجاهلها، ولكن من غير المقبول ولا من المعقول أن نظل حبيسين لبعض الخلاف في المسائل الجزئية والقضايا الفرعية معطلين العمل بمحكمات الدين وكليات الشرع في مثل هذه الفترة العصيبة من تاريخ الأمة.


وإلى جانب فئة العلماء هناك فئة الشباب المسلم الذين هم قوة التغيير الدافعة عبر تاريخ هذه الأمة، ,هم وقود المعركة الحقيقي في الحاضر والمستقبل.


فيا شباب الإسلام:


يا أحفاد خالد والقعقاع، ويا خلف مصعب بن عمير وأسامة بن زيد ومحمد القاسم ومحمد الفاتح، ويا إخوان محمد عطا ومروان الشحي وزياد الجراح وهاني حنجور وبقية أفراد السرية، ويا رفاق أنس الكندري وجاسم الهاجري ...


أنتم الذين على قنطرة تضحياتكم ستعبر هذه الأمة إلى ساحة العز وميدان الكرامة، وستسعد البشرية وتُرحم الإنسانية.


أنتم فرسان القتال وأبطال النزال، ونحن لن نخاطبكم إلا بما خاطبكم به ربكم عز وجل، ودعاكم إليه، وحرضكم عليه، وهو قتال أعدائه وأعداء دينه قال تعالى: {فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَد} [التوبة:5] وقال سبحانه: {حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه} [الأنفال: 39].


والأولوية في هذا القتال وفي هذه المرحلة، يجب أن يكون لأئمة الكفر من الأمريكان واليهود الذين لن ينتهوا عن عدوانهم ولن يكفوا عن تسلطهم علينا إلا بالجهاد قال تعالى: {فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُم} [التوبة:12] وإياكم أن تنجروا إلى تشتيت جهودكم، وتبديد طاقاتكم في معارك جانبية مع الأذناب والأطراف، بل ركزوا الضرب على رأس الكفر حتى ينهار، وعندما ينهار سوف تتداعى له بقية الأطراف بالانهيار والاندثار والاندحار {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ، بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [الروم:4-5].


وهناك فئة الإعلاميين وأصحاب القلم الذين لهم الأثر البارز والدور الكبير في توجيه المعركة، وكسر معنويات العدو، ورفع معنويات الأمة.


لقد آن الأوان لأن يتبوأ الإعلام مكانه الصحيح، ويقوم بدوره المطلوب في مواجهة هذه الحملة الشرسة والحرب الصليبية المعلنة بجميع وسائله المرئية والمسموعة والمقروءة، وعلى رجال الإعلام كتَّاباً كانوا أم صحفيين أم محللين أم مراسلين أن يكونوا على مستوى المسئولية والحدث، وأن يقوموا بدورهم المطلوب في تبصير الأمة، وبيان حقيقة العدو، وكشف مخططاته وألاعيبه وأن يقفوا صفاً واحداً بكل توجهاتهم، فالعدو اليوم لا يفرق بين فئة وأخرى، فهدفه القضاء على كل من له علاقة بالعروبة والإسلام .


وهناك فئة التجار وأصحاب الأموال الذين لا يقلون شأناً عن غيرهم في دفع هذه المعركة نحو هدفها المنشود ومطلبها المقصود من التمكين لدين الله في الأرض وتطبيق شرعه، قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُون} [الحجرات:15].


معاشر التجار وأصحاب الأموال:


إن إنفاقكم في سبيل الله اليوم واجب شرعي ومطلب ملح يفرضه عليكم انتماؤكم لدينكم وأمتكم، والمال الذي ستنفقونه وإن قل سيوقف سيلاً جارفاً يريد تدميرنا جميعاً.


معاشر التجار وأصحاب الأموال:


إن دينكم اليوم يناديكم، وإخوانكم يستنصرونكم، والله ناظر إليكم فيما استخلفكم فيه {هَاأَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد:38].


وهنالك المرأة المسلمة التي لا يقل دورها بحال عن دور الرجال؛ فيا أيتها الزوجة التي تقتفي أثر خديجة رضي الله عنها في الوقوف وراء زوجها في نصرة الحق .. ويا أيتها الأم التي ترتسم خطي الخنساء في التضحية بأبنائها فداء للدين .. ويا أيتها الأخت التي ترتسم خطى الصالحات بدفع إخوانهن إلى ساحات البطولة بكل يقين وثبات.


فأنتن اللواتي حرضتن ودفعتن، ومن قبل ربيتن كل الرجال الذين جاهدوا في فلسطين ولبنان وأفغانستان والشيشان، وأنتن اللواتي أخرجتن كوكبة البطولة في غزوتي نيويورك وواشنطن.


وإن كنا ننسى، فلن ننسى بطولة المرأة الفلسطينية المسلمة على أرض الرباط ومواقفها العظيمة والتي عجز عن مثلها كثير من الرجال، حيث لم تضن بزوج ولا ابن في سبيل نصرة الأقصى المبارك، بل قدمت نفسها وبذلت روحها لتنضم إلى قوافل الشهداء حية ترزق عند ربها متجاوزة بذلك كل مغريات الحياة الدنيا وزينتها.


فيا أيتها المرأة المسلمة إننا ننتظر منك اليوم الكثير، ولن تعدمي وسيلة لنصرة دينك وأمتك وسنة نبيك متى ما صدقت مع ربك.


وفي ختام هذا البيان فإننا:


أولاً: نهنئ أمتنا الإسلامية بالعمليات البطولية الجهادية الجريئة التي نفذها أبناؤها من المجاهدين البررة في اليمن ضد ناقلة البترول الصليبية وفي الكويت ضد قوات الغزو والاحتلال الأمريكية، فقد ضرب المجاهدون بتفجيرهم لحاملة البترول في اليمن الحبل السري وخط التموين والتغذية لشريان حياة الأمة الصليبية مذكرين الأعداء بثقل فاتورة الدم وفداحة الخسائر التي سيدفعونها ثمناً لاستمرار عدوانهم على أمتنا ونهبهم لخيراتنا وثرواتنا.


كما أكدت عملية الكويت البطولية حجم الخطر الذي يهدد القوات الأمريكية أينما حلت من البلاد الإسلامية، وسيصدر المكتب السياسي بيانين مستقلين للعمليتين ودلالاتهما.


ثانياً: نجدد وقوفنا مع إخواننا القابضين على الجمر حول بيت المقدس في فلسطين، والمرابطين والمجاهدين في الشيشان وأفغانستان والفلبين وإندونيسيا وكشمير وغيرها، والغرباء الفارين بدينهم في كل مكان، والأحرار من المعتقلين والأسرى في سجون الكفرة والطواغيت.


ثالثاً: نؤكد أن تزامن ضرب هدف عسكريٍ بأهمية قوات المارينز في الكويت، وتفجير هدف اقتصاديٍ بحجم ناقلة بترول في اليمن، وإصدار بيانات مسموعة ومقروءة من قيادات طالبان والقاعدة الذين راهنت أمريكا على القضاء عليهم .. تزامن كل ذلك مع مرور سنة على بدأ الحرب الصليبية ليس من الصدفة في شيء، وإنما هو رسالة واضحة وقوية لكل الأعداء والأصدقاء على حد سواء بأن المجاهدين بفضل الله ما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا، وأن الله رد الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً.


رابعاً: أننا ماضون على الطريق، ننتظر إحدى الحسنيين {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُون} [التوبة:52]، ونجدد عهدنا مع الله، ووعدنا للأمة، ووعيدنا للأمريكان واليهود بأنه لن يقر لهم قرار ولن يهدأ لهم بال ولن يحلموا بالأمن حتى يرفعوا أيديهم عن أمتنا ويكفوا عن عدوانهم علينا ودعمهم لأعدائنا، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.