اللافقاريات

مراجعة 17:48، 30 يونيو 2009 بواسطة Taghreed (نقاش | مساهمات) (صفحة جديدة: اللافقاريات تمهيد ماهو الحيوان ؟ من السهل أن نميز بين الحيوان والنباتات الراقية ، كالتمييز بين ...)

اللافقاريات

تمهيد

ماهو الحيوان ؟ من السهل أن نميز بين الحيوان والنباتات الراقية ، كالتمييز بين الشجرة والكلب مثلا . والتمييز هنا مبني على التفريق بينهما فيما يختص بالحركة والإحساس الواضحين في الكلب دون الشجرة . والفرق ناتج عن الإختلاف الجوهري في طريقة تغذية كل منهما . فالنباتات الراقية تحصل على غذائها وهي ثابتة في مكانها بامتصاص الماء والأملاح من التربة وثاني أكسيد الكربون من الجو وتقوم بعملية التمثيل الكربوني بواسطة الطاقة المستعدة من أشعة الشمس عن طريق مادة الكلورفيل الخضراء فتتكون بها المواد الكربوايدراتية . ومن هذه تتكون باقي المواد العضوية اللازمة لنمو وحياة النبات كالمواد الدهنية والبروتينية . ولا تحتاج هذه العملية إلى تحرك النبات أو إحساسه بالطريقة الواضحة التي تراها في الحيوان . أما الحيوان فيتغذى على مواد عضوية معقدة يستلزمه الحصول عليها الحركة والإحساس .

ولكن هناك حيوانات لاتتحرك كالإسفنج التي كان يظن قديما أنها من النباتات ، كما وأن الإحساس والحركة تكون واضحة في بعض النباتات كنبات الست المستحية والنباتات صائدة الحشرات .

يصبح التمييز في السلوك وطريقة التغذية صعبا كلما فحصنا أنواعا أدنا من الحيوان والنبات حتى تصل إلى كائنات تجمع بين صفات النبات والحيوان فالحيوانات السوطية مثلا التي تتحرك في الماء بسياط تقوم بعملية التمثيل الكربوني ولكنها في الوقت نفسه تتحرك وتحس وتستجيب بسرعة للمؤثرات كلاحيوانات تماما كما وأن بعضها يتغذى تغذية حيوانية إلى جانب التغذية الكربونية . بل أن بعضها يفقد الكلوروفيل في بعض الظروف ويتغذى تغذية حيوانية كاملة . ويدل ذلك على أنه في الكائنات الدنيئة لايوجد تمييز واضح بين نباتات وحيوانات بل كلها كائنات حية بسيطة تعبر عن أولى صور الحياة التي ظهرت على سطح الأرض . ولاتزال تجهل إلى الآن كيفية ظهور الحياة والظروف التي أدت إلى نشأتها .

ومن الآراء التي برزت عن أصل الحياة الرأي القائل بأنه في فترة ما من تاريخ القشرة الأرضية وجدت مركبات بسيطة من العناصر التي تتكون منها مادة الحياة (البروتوبلازم) في أماكن مناسبة كالبرك أو شواطئ الأنهار وأن هذه المركبات اتخذت ببعضها بواسطة حرارة الشمس أو الحرارة المنبعثة من الينابيع الحارة فتكونت مواد مختلفة كان لبعضها القدرة على النمو بتكوين مواد تشبه تركيب جسمها . والمعقد أن أبسط المواد الحية هي الكائنات المعروفة بالفيروسات Viruses وهي مجموعة مواد متناهية الصغر لا يراها الميكروسكوب العادي وتمر خلال أضيق المرشحات وتسبب كثيرا من الأمراض كالجديري والحمى الصفراء وشلل الأطفال . والفيروسات من أكبر الجزيئات البروتينية المعروفة وقد أمكن تحضير الكثير منها تحضيرا نقيا باللوريّا في المعمل وقد وجد أنها تحتفظ بنشاطها وتكاثرها بعد تكرار تبلورها متى توافرت الشروط اللازمة . وبالرغم من أن أحدا لم يتمكن من تربيتها على غير المواد الحية فإن هذه الكائنات تعتبر حلقة اصتال بين المواد الحية وغي رالحية وبذلك يصبح من المستساغ القول بأن هناك تمييز واضح وغامض بين الأجسام الحية وغير الحية ، بل أن هناك تحول تدريجي في التعقيد ومتى تصورنا أن أول مادة حية هي الفيروسات فليس من الصعب أن تتجمع مواد بروتينية تشبه الفيوس فتكون كائنات أكبر هي البكتيريا التي تعيش عيشة مستقلة مكونة غذاءها من مواد بسيطة مستغلة الطاقة الشمسية كأنواع البكتيريا التي تمثل تمثيلا ضوئيا بدون كلوروفيل ، كما أن بعضها يستغل الطاقة الناتجة عن أكسدة الأملاح البسيطة (أملاح أزوت أو كبريت أو حديد) فتؤكسد مثلا الأمونيا إلى نترات أو كبريتور الأيدروجين إلى كبريتات وتستغل الطاقة المنطلقة في تكوين الكربوايدرات . وبمضي الزمن تطورت بعض هذه الأحياء الشبيهة بالبكتيريا إلى كائنات بسيطة حاملة للكلوروفيل .

وهناك ما يثبت أن النباتات والحيوانات نشأت من كائنات سوطية بسيطة . فبفقد السياط والتكور تحولت بعض السوطيات إلى أنواع لاتختلف عن النباتات البسيطة كما تفقد بعض الأنواع الكلوروفيل وتتحول إلى حيوانات تلتهم الطعام .

وتشمل الحيوانات أنواعا عديدة متباينة أرقاها هي تلك التي تشبه الإنسان في بعض النواحي كوجود صف من الفقرات في منتصف الظهر ووجود عظام داخل الأطراف والرأس . وتعرف مثل هذه الحيوانات بالفقاريات وتشمل الأسماك والبرمائيات والزواحف والطيور والثدييات . ولاتزيد أنواع الفقاريات عن 5% من مجموعات أنواع الحيوانات المختلفة المعروفة أما الباقي فالحيوانات لافقارية وتشمل مجموعة الحيوانات الأولية والإسفنجيات (البارازوا) وعديدات الخلايات (الميتازوا) .

الحيوانات الأولية أو وحيدة الخلية PROTOZOA

الحيوانات الأولية هي أبسط أنواع الكائنات الحية المعروفة . وتوصف هه الحيوانات بأنها كائنات غير خلوية (A cellular) لأن جسم الفرد فيها غير مقسم إلى خلايا كما هو الحال في الأسفنج وعديدة الخلايا ، ولكنها كثيرا ما توصف باسم الحيوانات وحيدة الخلية باعتبار أن جسم الحيوان الأولي يشبه الخلية الواحدة في الحيوان عديدة الخلايا . ولكن يجب ألا يغيب عن بالنا أن الخلية في الحيوان عديد الخلايا هي جزء مخصص لوظيفة خاصة كالحركة أو الإحساس أو الإفراز ، أما المادة الحية لحيوان الأولي فوحدة كاملة تقوم بجميع العمليات الحيوية دون تخصص وهذا مالا يمكن للخلية الواحدة في الحيوان العديد الخلايا أن تقوم به . كما أن تركيب الحيوان الأولي في كثير من الأنواع أكثر تعقيدا عن تركيب الخلية في الحيوان عديد الخلايا ولذا يحسن أن لانسمي الحيوانات الأولية بوحيدة الخلية . وأغلب الحيوانات الأولية دقيقة الحجم يتراوح قطرها بين بضع ميكرونات (الميكرون 1/1000 مم) وبين ملليمتر واحد . إلا أن بعضها كبير الحجم نسبيا ولكن هذه الأنواع الكبيرة يتكون الجزء الأكبر من جسمهامن هيكل صلب غير حي .

وتعيش أغلب الأوليات كأفراد مستقلة ويكون بعضها مستعمرات يتكون كل منها من عدد من الأفراد يشبه الأفراد المستقلة وتتصل ببعضها بزوائد بروتوبلازمية فتكون من مجموعة الأفراد وحدة واحدة . والمعروف من الحيوانات الأولية يبلغ نحو 20.000 نوع منها البسيط التركيب كالأمبيبا ومنها ما هو معقد للتركيب كالهدبيات . والأوليات تختلف عن بعضها من حيث الشكل والعادات والموطن . وهي تعيش في المياه العذبة والمالحة والتربة الرطبة ويقاوم بعضها الجفاف لفترة طويلة . والكثير من الأوليات متطفل على الحيوانات والنباتات الأخرى ويسبب لبعضها أمراضا فتاكة . وتحوي بعض الأوليات مادة الكلوروفيل وتتغذى تغذية نباتية صرفة . وليس لبعضها شكل محدد بل يبرز من جسمها زوائد خيطية أو أنبوبية تتحرك بها وتحيط غداءها وللبعض الأخر شكل مغزلي أو بيضاوي أو مستدير ويحمل بعضها سياطا أو أهدابا للحركة ومنها ماليس له أعضاء للحركة وهذه أنواع متطفلة . وقد يمر الحيوان الأولي بعدة أشكال في تاريخ حياته : الشكل الأميبي أو السوطي أو الهدبي وغير ذلك ولبعض الأوليات هيكل خارجي جيري أو سيليسي . وللحيوان الأولي نواة واحدة منها ما له أكثر من نواة وتتكاثر الأوليات بالإنقسام الثنائي أو العديد وقد يتكاثر بعضها تكاثرا يشبه التكاثر الجنسي .

ولم تعرف الأوليات إلا بعد اكتشاف الميكروسكوب حيث قام ليفنهوك بصنع ميكروسكوب قوة تكبيره 270 اكتشف به أوليات الماء العذب كاليوجلينا (1674) ثم الفورتسلا وكارشيزيام والبوليتوما والبراميسيوم (1674-1716) . وفي سنة 1718 ظهر أو مؤلف عن الأوليات بقلم جوبلوت (Joblot) واكتشف روسل (Rosel) الأميبا (1755) وبعض الأوليات الأخرى . وكان جولدفوس (Goldfuss) أول من أطلق اسم الأوليات على هذه الحيوانات سنة 1817 ولكنه كان يضم معها بعض الجوفمعويات . وأغلب المؤلفات الحديثة عن الأوليات قام بها كالكنز (Calkins) الأمريكي ودوفلين (Doflin) الألماني . وتجمع الأوليات الآن في تحت عالم الأوليات التي تضم شعبة واحدة هي شعبة الأوليات .

التقسيم الحالي لشعبة الأوليات Phylum Protozoa تحت شعبة البلازميات المتحركة A- Subphylum Plasmodroma 1- طائفة اللحميات Class Sarcodina 2- السوطيات Class Mastigophora 3- الجرثوميات Class Sporozoa تحت شعبة حاملة الأهداب B- Subphylum Ciliophora 4- طائفة الهدبيات Class Ciliata 5- الهدبيات الماصة Class Suctoria

طائفة السركودينا CLASS SARCODINA

المثال الأول : الأميبا (شكل 1) الأميبا حيوان أولي يعيش في برك المياه العذبة والأراضي الرطبة والحيوان عبارة عن كتلة بروتوبلازمية ميكروسكوبية يتراوح قطرها بين 127 ، 340 ميكرون ويبلغ قطر أكبر أنواعها نحو ½ مم فتظهر هذه للعين المجردة كنقط لامعة في الماء وأول من اكتشفها Rosel عام 1755 .

تركيب الجسم : جسم الأميبا عبارة عن كتلة بروتوبلازمية هلامية صغيرة رائقة تحوي الكثير من الحبيبات والقطرات ، ويكون الجزء السطحي من البروتوبلازم غشاء رقيقي سيتوبلازميا ، (الغشاء البلازمي Plasmolemma) ، يسمح للماء والغازات بالدخول إلى السيتوبلازم والخروج منه ولكنه يمنع البروتوبلازم من فقد ما به من مواد بروتينية وكربوهيدراتية ودهنية وأملاح وعندما تقطع الأميبا إلى جزئين يستدير كل منهما ويحيط نفسه في الحال بغشاء سيتوبلازمي كامل ليمنع فقد محتوياته ، وتكوين الغشاء السطحي السيتوبلازمي إحدى خصائص البروتوبلازم . ويتميز بلاوتوبلام الأميبا مثلها مثل بروتوبلازم أي خلية ، إلى نواة وسيتوبلازم والنواة ليس لها مكان ثابت في البروتوبلازم وقد أمكن إجراء تجارب على الأميبا للوقوف على وظائف النواة . فإذا شطرنا الأميبا إلى جزئين يحوي أحدهما النواة نجد أن هذا الجزء يستمر في المعيشة والنمو فيعيش فترة من الزمن يتحرك خلالها وقد يقوم بابتلاع الغذاء ولكنه لايقوى على الهضم أو النمو أو التكاثر ، وسرعان ما يموت بعد أن ينفذ ما به من مواد غذائية مدخرة . وهذا يدل على أن النواة لابد منها لكي يستطيع البروتوبلازم القيام بعمليتي التمثيل الغذائي والتكاثر .

ويتميز السيتوبلازم إلى أكتوبلازم خارجي رقيق شفاف ، وأندوبلازم داخلي محبب يحوي أنواعا مختلفة من حبيبات بلورية وقطرات دهنية وأجسام غذائية في طريق الهضم داخل فجوات غذائية Food Vacuoles ، وفجوى منقبضة Contractile كبيرة تحوي سائلا مائيا .

الحركة : الحركة التي تميز الحيوان عن النبات واضحة في الأميبا وتعرف حركتها بالحركة الأميبية التي تعتبر أبسط أنواع الحركة الأولية في الحيوان . وهذه الحركة وإن كانت تبدو مختلفة اختلافا كليا عن الحركة العضلية في الحيوانات المعقدة إلى أن ما يحدث في العضلات أثناء إنكماشها لتحريك الأطراف مثلا يبدو مماثلا للتغيرات الكيميائية والطبيعية الت يتحدث في الأميبا المتحركة ، هذا علاوة على أن بعض خلايا الجسم في الحيوانات الراقية تتحرك حركة أميبية (الكريات البيضاء) . وتحدث الحركة بأن تكون الأميبا بروزا أنبوبيا (القدم الكاذب Pseudopodium) في الجهة التي تتحرك فيها الأميبا . ويتكون القدم الكاذب في أي جزء من سطح الجسم ويستمر القدم القدم في النمو بعد تكونه بعض الوقت بسبب تدفق بعض بروتوبلازم الأميبا داخله ولكن بعد مدة يتكون قدم آخر في مكان مجاور فيتدفق البروتوبلازم في القدم الجديد . وبهذه الطريقة تتحرك الأميبا حركة غير منتظمة . وعند تكون قدم كاذب جديد تختفي الأقادم الكاذبة السابقة له . ولو شاهدنا الأميبا وهي تتحرك في اتجاه ما لوجدناها تكون أقداما كاذبة في هذا الإتجاه وإن كل قدم يتكون يدور إلى أسفل حتى تلمس قمته السطح الذي يسير عليه الحيوان ثم يتجه إلى الخلف . ويستمر البروتوبلازم في التدفق إلى الأمام مكونا قدما آخر وبذا تكون حركة الأميبا مزيجا من التدفق والزحف والتدحرج .

وسلوك الأميبا أثناء حركتها ناتج عن استجابة السيتوبلازم للمنهبات Stimuli الخارجية التي تثير علهيا وهذه الإستاجبة هي إحدى الخصائص البروتوبزلام في جميع ألأحياء . فالتغيرات البيئية التي تحدث تغييرا في البروتوبلازم تعرف بالمنبهات . ولكل خلية بل ولكل كائن حي منبهاته الخاصة التي يتأثر بها ويستجيب لها . فالأميبا بطرق مختلفة للمنبهات فهي تبتعد عن الضوء ولكنها تتجه نحو القطب السالب للتيار الكهربي . كما أنها تبتعد عن الأشياء الساخنة وعن كل محلول كيميائي يخالف للوسط المائي الذي تعيش فيه . وتتجنب الأميبا نحو المواد الكيميائية الت يتكون غذاءها .

تكوين القدم الكاذب : يعزي تكوين القدم الكاذب إلى تغير في قوام السيتوبلازم فالجزء الداخلي من الأندوبلازم أكثر ميوعة ويعرف بالبلازما السائلة Plasmasol أما الجزء الخارجي منه فأكثر صلابة ويكون مع الأكتوبلازم مايسمى بالبلازما الهلامية (Plasma gel) (شكل 2) .

وأحدث تفسير للحركة الأميبية هو أن المنهبات التي تؤثر على الأميبا وتجعلها تتحرك في اتجاهها هي المنبهات التي تؤثر على البلازمات الهلامية المواجهة لها فتقلل من سمكها فينفسح الطريق بذلك أمام البلازما المائعة فتتدفق صوب هذه المنبهات ويؤدي هذا التدفق إلى تكوين قدم كاذب . ومما يساعد على تدفق البلازما المائعة انقباض البلازما المتصلبة في الجهة المضادة للحركة . وعندما تصل البلازما السائلة إلى قمة القدم الكاذبة تتحول إلى بلازما هلامية فتنجذب خلفها بالمرونة نحو البلازما المتصلبة الخلفية . وعندما تصل إلى الجزء الخلفي ثانية إلى بلازما مائعة . والمنبه الذي يسبب زيادة سمك السيتوبلازم المتصلب في الجهة المواجهة له .

التغذية : تتغذا الأميبا على الأحياء الميكروسكوبية الصغيرة حيوانية ونباتية مثل الدياتومات والبكتيريا والحيوانات الأولية وخصوصا أنواع Colpidium Chalomonas كما تبتلع أيضا جزيئات الحيوانات والنباتات المائية . وللأميبا القدرة على تمييز المواد الغذائية عن غيرها . وقد وجد أن الأميبا الواحدة تبتلع في اليوم الواحد بين 50-100 Chalomonas كما وأن لها القدرة على الإمتناع عن الغذاء لمدة 20 يوما وفي هذه الحالة يقل حجمها إلى 50% من حجمها الأصلي . وعندما تواجه الأميبا الغذاء تقف حركة السيتوبلازم عند نقطة التلامس وتتكون الأقدام الكاذبة على جانبي الغذاء وفوقه وبالتحام هذه الأقدام الكاذبة يحاط الغذاء إحاطة تامة بالسيتوبلازم ويصبح الغذاء محبوسا مع قليل من الماء في تجويف يعرف بالفجوة الغذائية . ويفرز السيتوبلازم في الحال عصارة هاضمة في التجويف الغذائي تكون حمضية في أول أطوار الهضم (باحتمال احتوائها على حامض الإيدروكلوريك) . ثم تتحول بعد ذلك إلى قلوية وهو ما يحدث فعلا أثناء عملية الهضم في الإنسان . والمعتقد أن الإنزيمات المفرزة قادرة على هضم البروتين والكربوهيدرات ولكنها غير قادرة على هضم الدهن . ويعتقد بعض العلماء أنها قادرة على هضم جميع المواد عدا النشا . والمواد المهضومة تنفذ إلى السيتوبلازم وتدخل في تركيبها ويؤدي ذلك إلى نمو الحيوان . أما المواد الصلبة المتخلفة من سطحها عند تحرك الحيوان واقتراب الفجوة الغذائية من أي نقطة من السطح .

التنفس : لاتستلزم هذه العملية في حيوان دقيق كالأميبا وجود جهاز خاص بل تتم بتبادل الغازات مع الماء المحيط بالحيوان من جميع سطح الجسم ولا يتم التنفس بالطريقة المعهودة في الإنسان فلا وجود لحركات شهيق وزفير في الأميبا . فالأكسجين الذائب في الماء يمر إلى السيتوبلازم بالإنتشار Diffusion والإنتشار معناه ميل جزئيات المادة إلى توزيع نفسها توزيعا متساويا في المكان المتاح أمامها ، أي أن جزيئاتها تنتقل من المكان المركزة فيه إلى حيث يقل تركيزها . ومن حيث أن تركيز الأكسيجين في الماء أكثر منه في سيتوبلازم الأميبا فيستمر دخول الأكسيجين ويظل تركيز الأكسيجين في السيتوبلازم أقل منه في الماء لأن الأكسيجين يعمل توا على أكسدة المواد الغذائية وينتج عن هذه الأكسدة انطلاق الطاقة التي يستغلها الحيوان لتأدية وظائفه المختلفة من حركة وإفراز المخ . كما يصحب الأكسدة تكون ماء وثاني أكسيد كربون ، ولما كان الماء من مكونات السيتوبلازم فالتخلص منه ليس أمرا ملحا أما ثاني أكسيد الكربون فسام وتراكمه يضر بالجسم ولكنه لايتراكم في الأميبا لأنه ينفذ بنفس خاصية الإنتشار من السيتوبلازم إلى الماء الخارجي لكونهع أكثر تركيزا في السيتوبلازم عنه في الماء الخارجي .

ومثل هذه الطريقة في التنفس تصلح فقط في الحيوانات الدقيقة كالأميبا حيث يكون سطح الجسم كبيرا بالسنبة للحجم ، كما يستلزم ذلك أيضا أن يكون سطح الحيوان غير مغطى بطبقة عازلة .

الإخراج : ينتج عن تأكسد البروتينات تكون مواد مختلفة سائلة سامة كالبولينا وهذه يتخلص منها الجسم أي الأميبا بسرعة أيضا عن طريق الإنتشار .

وفي الإندوبلازم قرب الجهة الخلفية لاتجاه الحركة يوجد تجويف مائي كبير يعرف بالتجويف المنقبض لأنه ينقبض في فترات منتظمى فيلقى بمحتوياته إلى الخارج ، ويختفي ثم يعود للظهور تدريجيا بتجميع قطرات صغيرة من الماء حتى يصل إلى نهاية حجمه ، ويمكن تشبيه عمل الفجوة المنقبضة في الأميبا كعمل مضخة في سفينة مثقوبة تعمل المضخة فيها باستمرار لرفع الماء منها وإلقائه في البحر ففي الأميبا يدخل الماء إليها باستمرار بطريق الإنتشار نظرا لاشتداد تركيزها عن الماء المحيط بها كما وأنه يتكون في الأميبا ماء زائد ناتج عن التنفس أو يدخل إليها مع الغذاء . وعلى ذلك فالوظيفة الرئيسية للفجوة المنقبضة هو تنظيم الماء داخل الجسم ويعمل ثانويا في الوقت نفسه على طرد البولينا وثاني أكسيد الكربون . ومما يثبت أن وظيفة التجويف المنقبض تنظيمية للمياه (Hydrostatic) هو عدم وجود تجويف منقبض في الأنواع البحرية أو المتطفلة حيث لايدخل الماء إلى هذه الأنواع من الوسط المحيط بها ، وأنه إذا نقلنا أحد الأنواع البحرية إلى الماء العذب تكون له فراغ مقبض .

التكاثر : عندما تبلغ الأميبا نهاية حجمها تتكاثر بانقسام ثنائي (شكل 5) وهو نوع بسيط من الإنقسام غير المباشر فتختنق النواة وتنقسم إلى نواتين، ويعقب انقسام النواة اختناق السيتوبلازم وينتهي بانقسام الحيوان إلى حيوانين ولاتستغرق هذه العملية أكثر من ساعة ، وينمو كل من النصفين إلى الحجم الأصلي . وبذلك يتضح أن مادة الأميبا لا تفنى إذ تنتقل إلى الحيوانين الناتجين من هذا الإنقسام فكل أميبا حالية تحتوي جزءا من الأميبا الأولى بالإنقسام السابق مادامت الظروف مواتية لها . أما إذا أصبحت ظروف الوسط قاسية كأن يجف الوسط ويقل الغذاء فيه فإن الأميبا تتكور وتفرز حول نفسها غلافا واقيا مكون من ثلاث طبقات يعرف باسم الحوصلة ثلاثية الطبقات (Three Layered Cyst) تقبع داخلها وتنخفض سرعة العمليات الحيوية فيها إلى أقل ما يمكن فإذا عادت للظروف مواتية ذابت الحوصلة وخرجت الأميبا لاستئناف حياتها الأولى . وقد يحدث أحيانا داخل الحوصلة انقسام عديد (شكل 6) وتختلف دقائق هذا الإنقسام في الأنواع المختلفة والغالب أن تنقسم النواة انقساما مباشرا إلى عدد كبير من الأنوية تتجه صوب السيتوبلازم ويحاط كل منها بجزء من هذا السيتوبلازم ثم تذوب الحوصلة وتخرج الأفراد الصغيرة على شكل أميبات صغيرة ذات أقدام كاذبة مدببة تسمى Pseudopodiospore. وقد شوهد الإقتران في بعض أنواع الأميبا باندماج فردين معا وهو نوع من التكاثر الجنسي . والمعروف أن الأميبا بالرغم من خلوها من أعضاء الحس فإنها تستجيب للمؤثرات المختلفة فهي تميز بين الغذاء الصالح لها وغير الصالح كما قلنا سابقا كما أنها تبتعد عن الضوء الشديد والمواد الكيميائية الضارة وتغير اتجاه سيرها إذا لمست جسما صلبا ، وإذا أزعجت إزعاجا مستمرا تكورت وبقيت ساكنة .

ويتضح مما سبق أن بروتوبلازم الأميبا قادر على لاقيام بجميع وظائف الحياة من حركة وإحساس وتغذية وإخراج وتكاثر وتنفس دون وجود أعضاء خاصة بكل وظيفة .

السلوك : وقد اتخذ بعض العلماء من أوجه نشاط الأميبا كحركتها في اتجاه معين أو الإبتعاد عن مؤثر دليل على أن للأميبا سلوك واعي أي أن لها بعضا من تلك القوى التي تتركز في مخ الإنسان والمعروفة بالقوى الروحية للبروتوبلازم . ويرى بعض العلماء الآخرون أن أوجه النشاط هذه لاترجع لأي سلوك روحاني ويستندون في حكمهم هذا إلى أنه من الممكن إحداث ما نراه في الأميبا بطرق ميكانيكية . فمن الممكن إحداث الحركة الأميبية بحقن قطرة من زيت قرنفل ف يالماء بقليل من الكحول فيتغير ذلك من الغشاء السطحي لقطرة الزيت ويجعلها تكون امتدادات تشبه الأقدام الكاذبة وتسير بها نقطة الزيت ، وإذا وضعت قطرة من الكلوروفيل في الماء سلكت مسلكا الأميبا في الغذاء فتقتنص قطع البرافين وترفض ابتلاع حبيبات الرمل والزجاج وتخرجها إذا ادخلت فيها قسرا . وهناك من الوسائل الأخرى التي يمكن بها محاكاة نمو الأميبا وتكاثرها . وأوجه الشبه بين هذه الظواهر وما يحدث في الأميبا أوجه شبه سطحية وأغلهبا يلقى ضوءا على حقيقة ميكانيكية ما يحدث في الأميبا إلا أن هذه التجارب توحي بأن الكثير من السر الذي يغزوه العلماء والسبب لما يحدث في الأميبا الحية قد يمكن تفسيره إذا وقفنا تماما على الظواهر الطبيعية الصرفة المصاحبة لهذه العمليات .

وتختلف الأميبا عما سبق ذكره من التجارب في أن كل تجربة تحاكي عملية معينة أما الأميبا فتقوم بالعمليات جميعها في وقت واحد وهناك اختلاف آخر وهو أن الأميبا بسلوكها هذا تتلاءم مع الوس الذي تعيش فيه بغية الإحتفاظ بكيانها .

المثال الثاني أنواع الأميبا الطفيلية Parasitic amoebae

الأميبا الطفيلية جنس يعرف بالإنتاميبا (Entameba) تختلف أنواعه عن الأميبا الحرة يخلوها من الفراغ المنقبض وبأن لها قدم كاذب واحد فقط أو اثنين اكتوبلازمية فقط وأن الجفاف قاتل لها حتى وهي متحوصلة . ويتطفل منها على جسم الإنسان داخل القناة الهضمية نحو ستة أنواع أحداها فقط وهو الهستوليتيكا ضار ومن هذه : 1- (إنتاميبا اللثة) : Endamoeba gingivalis (شكل 7) : وتوجد في فم نحو 75% من السكان حيث تتغذى بالبكتيريا والخلايا المفككة . وتعيش بوجه خاص في الجيوب التي تتكون بين الأسنان واللثة في حالة البيوريا Pyorrhea وهي لاتسبب هذا المرض ولكنها تساعد على تفاقمه . وهذا النوع لا يتحوصل وتتم العدوى بانتقال الحيوان من فم لآخر أثناء الأكل والتقبيل . وتحدث العدوى فيمن لا يهتمون بنظافة أسنانهم .

2- الإنتامبيا كولاي : E. Coli : (شكل 8) : وتوجد في الجزء العلوي من الأمعاء الغليظة للإنسان وتتغذى على البكتيريا وبقايا المواد الغذائية ولا تسبب ضررا بل أنها قد تكون نافعة بسبب تغذيتها على البكتيريا . ومثل هذه العلاقة بين الطفيل والعائل تعرف بالمعاشرة الغذائية (Commensalism) وإذا خرجت مع البارز تموت ولذلك تفرز حول نفسها غلافا صلبا (حوصلة) تنقسم النواة داخله إلى 8 وتبقى الحوصلة حية ما دامت في وسط رطب حتى إذا ما وصلت إلى أمعاء عائل جديدا عادة للحياة فيذوب الغلاف وتخرج منه وتنقسم إلى ثمانية أفراد .

3- إنتاميبا الدوسنطاريا : E. Histolytica (شكل 9) : وتعيش في أمعاء الإنسان أيضا وهي أكبر حجما منا لنوع السابق وأكثر نشاطا . وتتغذى على الغشاء المخاطي للأمعاء بإفراز انزيم يذيبه كما تتغذى على السكرات الدموية التي تنزف منه مسببة مرض الدوسنطاريا المعروفة وقد تسير في الدم إلى الكبد وتكون خراجات فيه . ويصيب هذا الطفيل من 5 – 10% من مجموع السكان في الممالك المتحضرة وتبلغ نسبتها في مصر نحو 60% وتنتقل العدوى بواسطة الحويصلات لأن الحيوان النشط لايمكنه أن يعيش خارج الجسم . وتحتوي الإنتاميبا المتحوصلة على أربع أنوية يتوسطها أجسام بروتينية تسمى الأجسام الكروماتيدية Chromatoids. وإذا تلوث طعام إنسان بهذه الأكياس (الحويصلات) ووصتل إلى القناة الهضمية فإنها تستيقط من كمنها في الأمعاء الرفيعة وتخرج من الحوصلات وتصبح شرهة وتنتقل إلى الأعور وتتغذى البكتيريا ثم تنقسم إلى أربعة حيوانات تعرف بالنماذج الصغيرة (Minute Forms) وتعيش في الأمعاء الغليظة متغذية بالسوائل والبكتيريا وتتكاثر بالإنقسام الثنائي كما تكون أكياسا تخرج من البراز ولا تسبب هذه الإنتاميبات الصغيرة دوسنطاريا لأنها لا تتغذى على الأنسجة . ولكن يحدث أن تهاجم هذه النماذج المصغرة الغشاء المخاطي للأمعاء إذا ضعفت حيويته لسبب من الأسباب . وتفرز مادة تذيبه وتكون قروحا مصحوبة بالدوسنطاريا كما تهاجم جدر الأوعية الدموية وتكبر هذه الحيوانات في الحجم ويتغير شكلها وتتحول إلى ما يسمى بالنماذج الكبيرة وفي هذه الحالة تظهر أعراض الدوسنطاريا وهي إسهال وتعن مصحوبين بنزول دم مع البراز . وقد تخترف النماذج الكبيرة جدر الأمعاء وتسبب التهابا في البريتون يسبب الوفاة وهو أمر نادر ، كما أنها تصل إلى الكبد وتسبب خراجات خطيرة على حياة المريض إذا انفجرت . ولا تتكيس الإنتاميبا وهي في الأنسجة ولكنها تتكيس في تجويف الأمعاء وتنقسم نواتها إلى 4 أنوتة وهذه هي الطور المعدي الذي تبدأ به حياتها .

المثال الثالث : السركودينا ذات الهيكل الخارجي :

(أ) الأرسلا Arcella (شكل 10) : وتعيش في المياه العذبة وتفرز حول نفسها هيكلا شبه كيتيني نصف كروي مقوس من أعلا مفلطح من أسفل حيث يوجد ثقب وسطي تخرج منه أقدام أنبوبية كاذبة . وتحتوي بعض الأنواع على نواتين وقد يصل عدد الأنوية إلى .15 وعند تكاثر هذه الحيوانات بالإنقسام الثنائي يحتفظ أحد النصفين بالهيكل القديم ويكون النصف الثاني هيكلا جديدا .

(ب) الدفلوجيا : Dilflugia (شكل 11) : يعيش في الماء العذب وهيكله كروي أو بيضاوي وقد يأخذ شكل زجاجة ذات عنق أنبوبي وقد يحمل الهيكل أشواكا خارجية . ولهذا النوع نواة واحدة وهيكله جيلاتيني تلتصق به حبيبات رملية وغيرها .

(ج) حاملة الثقوب : Forminifera : (شكل 12) : وهي سركودينا تفرز لنفسها هيكلا مثقبا كلسيا في الغالب ذو حجرة واحدة أو عديد الحجرات . وتكثر هذه الحيوانات في البحر وتيعش بعض أنوانعها طافية قرب السطح إلا أن غالبيتها تعيش على طين القاع . والحيوان وهو صغير يشبه الأميبا في الشكل ولكنه سرعان ما يفرز حول نفسه هيكلا جبريا مثقبا له فتحه هي فتحة المسكن وباستمرار نمو الحيوان في الحجم يبرز السيتوبلازم الزائد من فتحة المسكن وينتشر على سطحه ويفرز مسكنا آخر يتلصق بالأول وهكذا وفي كثير من الأنواع تنتظم حجرات المسكن في نظام حلزوني فيصبح المسكن شبيها بالقوقعة ويشغل الحيوان حجرات المسكن بأكملها ويبعث إلى الخارج من فتحة المسكن ومن الثقوب أقداما كاذبة خيطية طويلة تلتصق ببعضها مكونة شبكة سيتوبلازمية تقوم باقتناص الغذاء وهضمه . وتمتاز الفورامينفرا كذلك بأنها الوحيدة التي يبلغ حجم بعض أفرادها إلى مثل حجم رأس الدبوس والأنواع الحفرية كانت أكبر حجما ففلوس الملائكة التي تكثر في تلال المقطم كانت في حجم القرش ، وغالبية النواع الحالية تكاد ترى بالعين المجردة . ويتراكم هياكل الفورامينفرا بعد موتها تتتكون الصخور الحيوية والطباشيرية . ويظهر أن للفورامينفرا علاقة بتكوين البترول فبفحص الصخور وما هبا من هذه الحيوانات الحفرية يمكن الإستلال على حقول البترول .

تقسيم السركودينا : تقسم هذه الطائفة خمس ربت وهي : رتبة ذات الأقدام الأنبوبية (Order Lobosa) تتميز بأقدامها الأنبوبية غير المدببة وبأن الإكتوبلازم فيها تميز عن الإندوبلازم وتختلف عن بعضها بالنسبة لعدد الأنوية وشكل الأقدام ووجود هيكل غير مثقب من عدمه . وتتكاثر غالبا بالإنقسام الثنائي ولكن الإنقسام يحدث أحيانا عند تحوصل الحيوان . والأفراد الصغيرة عند خروجها تعيش مستقلة أو تتزاوج مثنى مثنى . وتعيش حرة في الماء العذب أو الملح أو الأرض الرطبة وبعهضا متطفل . ومن أمثلتها الأميبا ، الإنتاميبا ، الأرسلا . (أشكال 1 ، 8 ، 9 ، 11) . رتبة خيطية الأقدام الكاذبة (Order Filosa) تمتاز بأن أقدامها الكاذبة رفيعة جدا خيطية متفرعة عند أطرافها ولكنها لاتتشابك على هيئة شبكة . وليس لها إكتوبلازم واضح ، وقد يكون لها هيكل سيليسي مثل يوجليفا Euglypha (شكل 13) . رتبة المثقبات : (Order Foraminifera) أقدامها طويلة متشابكة ولها دائما هيكل خراجي مثقب . ويحدث التكاثر في الأنواع البسيطة بالإنقسام الثنائي وأغلب أنواعها بحرية تسبب بتراكمها تكوين الرواسب الجيرية ومن أمثلها الإلفيديم Elphidium (شكل 14) . رتبة الشمسيات (Order Heliozoa) تمتاز بأن جسمها ينقسم إلى جزء خارجي حوصلي (القشرة) يحوي الفجوة المنقبضة وتخرج منه الأقدام الكاذبة ، وجزء داخلي (النخاع) يحوي النواة والفراغات الغذائية . وللكثير منها هياكل بسيطة أو مركبة ومن أمثلها أكتينوفريس Actinophrys (شكل 15).

رتبة الشعاعيات (Order Radiolaria) كلها حيوانات بحرية يوجد بها غشاء يسمى الحوصلة المركزية يقسم السيتوبلازم إلى منطقتين خارجية وداخلية . وتنقسم المنطقة الخارجية إلى ثلاث مناطق . وتحوي بعض الأنواع أنواعا من طحالب المعاشرة . وتتكاثر أغلب الأنواع بتكوين جراثيم صغيرة ذات سياط ومن أمثلتها الأكانثومترا Acanthometra (شكل 16) . 

طائفة السوطيات Class Mastigophora (Flagllata)

يشمل هذا القمس مجموعة كبيرة جدا من الحيوانات الأولية تختلف أجناسها وأنواعها اختلافا كبيرا في التركيب والعادات . ولكنها تتفق في صفة مشاركة وهي وجود سوط أو أكثر لكل فرد . ويشبه الكثير منها النبااتات في طريقة التغذية ويشبه بعضها السركودينا كما يشبه بعضها الخلايا المطوقة في الأسفنج .

المثال الأول : اليوجلينا الخضراء Euglena Viridis حيوان سوطي شائع الوجود في المياه الراكدة كيماه البرك والمستنقعات خصوصا الغنية منها بالمواد العضوي المتحللة . حيث يكثر فيها هذا الحيوان مسببا إخضرارا لون سطحها .

والحيوان مستطيل مغزلي الشكل ويبلغ طوله حوالي 1/10 من الملليمتر (شكل 17) والطرف الأمامي مستدير بينما الطرف الخلفي مدبب . ويتميز السيتوبلازم إلى أكتوبلازم سائل محبب . ويحاط الأكتوبلازم بجليد Pellicle رفيع مرن يسمح بانقباض وتمدد الحيوان حيث تغييرات وقتية في شكل الجسم ، وتعرف هذه التغيرات بالحركة اليوجلينية . وتحدث هذه التغيرات بواسطة خيوط سيتوبلازمية عضلية مائلة توجد أسفل الجليد .

ويوجد بالطرف الأمامي فم الخلية Cytostome ، ويؤدي فم الخلية إلى بلعوم الخلية Cytopharynx الذي يتصل بحويصلة كبيرة تسمى الخزان Reservoir. ولا يستعمل فم الخلية ومريء الخلية لابتلاع الغذاء ، ولكن يستعملان كقناة لخروج سائل من الخزان . ويوجد بالقرب من الخزان فجوة منقبضة يحيط بها عدة فجوات صغيرة على هيئة دائرة . وتصب هذه الفجوات الصغيرة في الفجوة المنقبضة الكبيرة وهذه تصب بدورها في الخزان ومنه يخرج السائل إلى الخارج خلال فم الخلية .

وتذكر الكثير من المراجع أنه يوجد باليوجلينا سوط واحد ينشأ من جذرين يقعان في الخزان ويمر السوط إلى الخارج خلال فم الخلية ، وطوله مثل طول الحيوان ولكن في الحقيقة يوجد سوطان (شكل 18) ، سوط طويل وسوط قصيرة . وينشأ كل منهما من حبيبة قاعدية مستقرة في السيتوبلازم عند قاعدة الخزان . ولايمتد السوط القصير إلا إلى مسافة قصيرة لا تتعدى عنق الخزان . وغالبا ما يلتصق السوط القصير بالسوط الطويل معطيا مظهر التفرع . والجزء السائب للسوط الطويل ملوي وشريطي الشكل . ويعتبر السوط عضو حركة .

ويتكون السوط (شكل 19) من لييفتين مركزيتين محاطتين بتسعة لييفات مزدوجة مرتبة على هيئة حلقة ، وتحاط اللييفيات كلها بغلاف سيتوبلازمي متصل بالغشاء الخلوي . وتتحد اللييفات الإحدى عشر كلها لتكون الحبيبة القاعدية .

ويقع بالقرب من الخزان بقعة عينية Stigma or eye-spot تعرف بالبقعة الحمراء Red spot (شكل 18) . والبقعة العينية فنجانية الشكل يوجد في تقعرها كتلة عديمة اللون مكونة من قطيرات droplets زيتية تعمل كعدسة . كما يوجد على الجزء المغلف للسوط الطويل مستقبل ضوئي منتفخ حساس للضوء (شكل 18) وتتجه اليوجلينا في حركتها موازية لأشعة الضوء طالما كان المستقبل الضوئي محجوبا بواسطة البقعة العينية ؛ ويعمل الإثنان معا كجهاز مستقبل ضوئي ، حيث أن الإثنين حساسان للضوء . ويعدل الحيوان مكانه بالنسبة لاتجاه الضوء من الجانب . ويعدل الحيان نفسه حتى يتعرض المستقبل الضوئي للضوء باستمرار ، وهذا في صالح الحيوان ليتمكن من التمثيل الضوئي . ويتحرك الحيوان نحو الضوء المتوسط ولكنه يبتعد عن الضوء القوي المباشر .

ويوجد أسفل مركز الخلية بقليل نواة مستديرة (شكل 17) لها غشاء نووي واضح . ويوجد الكروماتين على هيئة حبيبات صغيرة تحيط بجسم مستدير في وسط النواة يسمى الإندوسوم Endosome أو الكاريوسوم Karyosome الذي يعمل كمركز انقسام عند الإنقسام غير المباشر Mitosis ، وتوجد بالنواة كمية كبيرة بين البلازما النووية Nucleoplasm والأكروماتين Achromatin سائل ، وتعرف مثل هذه النواة بالنواة الحويصلية Vesicular Nucleus. وتتصل الحبيبتان القاعديتان للسوطين بالنواة بواسطة جذرين سيتوبلازميين Rhizoplasts (شكل 17) .

ويتشعع من مركز الخلية عدة بلاستيدات خضراء رفيعة (شكل 17) . وهي عبارة عن أكياس مزدوجة الجدار تحتوي على مجموعة من صفائح تحمل حبيبات الكلوروفيل . ويوجد في مركز كل بلاستيدة خضراء وكذلك منتشرا في سيتوبلازم الخلية مواد بروتينية تسعى بيرينويدات Pyrenoids والبيروينويد عبارة عن جسم مستدير شفاف يعتبر مركزا لتصنيع البارميلوم Paramylum والباراميلوم عبارة عن مادة نشوية لا تعطي لونا مع اليود .

والبيرينويدات عبارة عن أقراس مزدوجة بينها بلاستيدة رفيعة . ويتوج الجميع بقلنسوة من الباراميلوم . ويوجد الباراميلوم على هيئة حبيبات في الخلية أو قضبان مقوسة بواسطة عملية التمثيل الضوئي Photosynthesis. فيعمل الكلوروفيل في وجود الضوء والماء وثاني أكسيد الكربون والنتروجين على تحليل ثاني أكسيد الكربون إلى كربون وأكسيجين . وينطلق الأكسيجين ويتحد الكربون بالماء ليكون الباراميلوم العضوي . تعرف مثل هذه الطريقة من التغذية بالتغذية النباتية . Holophytic nutrition .

الحركة : تتحرك اليوجلينا في الماء بواسطة السوط الذي يضرب في الماء كالكرباج فيدور الحيوان حول نفسه متجها في اتجاه السوط . والسوط مثبت بجدار البلعوم بجذرين . ويتحرك الحيوان أيضا بأن يحدث به سلسلة من الإنقباضات والإنتفاخات تشبه الحركة الدودية للأمعاء تمكن الحيوان من الزحف وتسبب هذه الحركة تغير شكل الحيوان وتعرف بالحركة اليوجلينية Eugleoid Movement .

التغذية : تتغذى اليوجلينا تغذية نباتية (holophytic) لوجود الكلوروفيل مكونة مادة كربوايدراتية تسمى البراميلوم شبيهة بالنشا كما أنها يتغذى أيضا تعذية رمية Saprophytic بامتصاص المواد العضوية الذائبة بالإنتشار من جميع سطح الجسم . ولم يثبت للآن ابتلاع اليوجلينا لأي غذاء لب عن طريق البلعوم والمخزن ولو أن بعض العلماء يعتقدون قدرة اليوجلينا على ذلك .

التكاثر: تتكاثر اليوجلينا بالإنقسام الثنائي انقساما طوليا يبدأ من الأمام متجها للخلف (شكل 21) . وقد يحيط الحيوان نفسه بمادة جيلاتينية ينقسم خلالها إلى عدة أفراد تخرج بعد ذلك من المادة الجيلاتينية . وإذا ساءت الظروف أحاط الحيوان نفسه بحوصلة بنية ينقسم داخلها إلى فردين أو أكثر .

المثال الثاني : حيوان مرض النوم (التريبانوسوما Trypanosoma)

حيوان سوطي يصيب الإنسان في وسط وجنوب أفريقيا يمرض النوم وهو خلال مرض النوم الناشئ عن الفيروس والمسمى (Encephalitis) ويتطفل هذا الحيوان أيضا على الحشرات الممتصة للدماء على بعض اللافقريات وغالبية فقاريات أفريقيا وذلك دون أن يصيبها هي والحشرات بضرر يذكر . وجسم الحيوان مغزلي مقوس مديب عند طرفيه ولكن طرفه الأمامي أكثر تدببا .

تركيب الجسم : شكل الحيوان محدد (شكل 22) لأنه محاط بجليد سميك وله سوط واحد ينشأ من جسم حبيبي دقيق يعرف بالحبيبة القاعدية Blepharoplast, basal granule توجد بالسيتوبلازم عند مؤخر الجسم ويتجه السوط بمحاذات الجسم إلى الأمام حيث يبرز من الطرف الأمامي . ويتصل السوط بجدار الجسم بغشاء متموج ، ويسبح الجسم بسرعة بتموج السوط والغشاء المتموج . وليس للحيوان فجوة منقبضة . والنواة بيضية الشكل وتقع وسط الجسم تقريبا . ويوجد بجانب الجسم القاعدي جسم آخر يصطبغ كالنواة ويسمى النواة الحركية Kinetonucleus إذا كان يظن أن لها وظيفة تتصل بالحركة . إلا أنه قد ثبت الآن أن هذا الجسم لايشبه النواة في التركيب وليست له علاقة بالحركة ولذا يطلق عليه اسم الجسم جار القاعدي Parabasal Body ولا تعرف في وظيفة بالضبط .


وينتقل الحيوان المسمى T.gambiense والمسبب لمرض النوم في غرب ووسط أفريقيا بواسطة ذباب تسي تسي Glossina Palpalis الذي ينقل المرض إلى الإنسان من الأشخاص المصابين أو من الفقاريات ويصل الحيوان إلى دم الإنسان عن ثقب الذبابة لجلده لامتصاص الدم ومن الدم يجد طريقه إلى العدد الليمفاوية ثم إلى وسائل القناة الليمفاوية وتجاويف المخ ويعاني المصاب أثناء وجود الحيوان في دمه حمى تسمى بحمى الجامبيا ولكن عند وصوله إىل الجهاز العصبي المركزي تظهر على المريض أعراض مرض النوم .

وهناك نوعان آخران من التريبانوسوم غير النوع المذكور سابقا (تريبانوسوم جامبيا Gambiense) وهي : تريبانوسوم روديسيا T. rhodesience وهو يسبب مرض النوم الحاد بالطريقة السابق شرحها . تتتريبانوسوم كروزي T. cruzi وهو يسبب مرض شاجاس Chagas disease الذي ينقل إلى الأطفال بواسطة حشرة أخرى غير ذبابة التسي تسي بالبق المجنح وهذا النوع يسبب هبوط القلب لأنه يصيب عضلاته .

التكاثر : يتكاثر الحيوان بالإنقسام الثنائي طوليا (شكل 23) من الأمام إلى الخلف فينقسم الجسم القاعدي ثم النواة والسوط والغشاء المتموج . وينشطر جسم الحيوان في نفس الوقت من الأمام إلى الخلف تدريجيا ويأخذ الحيوان أشكالا مختلفة فقد يكون طويلا رفيعا أو قصيرا سميكا . وقد يكون بيضي الشكل عديم السوط (طور الليشمانيا) وفي أثناء وجود بجسم العائل قد يهاجر الحيوان إلى بعض أعضاء الجسم خصوصا الطحال والرئتين (وشكل 24 يوضح هذه الأشكال المختلفة) فقد يفقد السوط ويصبح بيضي الشكل ويعرف بطور الليشمانيا إذ يصبح مشابها لحيوان الليشمانيا المسبب لمرض الكلا أزار Kala – azar وقد يعود طور الليشمانيا إلى الطور ذي السوط ثانية . وتستطيع الذبابة عدوى إنسان آخر إذا حاولت امتصاص دمه مباشرة بعد امتصاص دم المريض إذ يكون الطفيل لايزال عائقا بخرطومها . ثم يمر الطفيل بدوره في القناة الهضمية والغدد اللعابية للذبابة فتصبح معدة مرة آخرى بعد 20-30 يوما .

أثناء دورة الحياة يأخذ الخيوان الأشكال المختلفة السابق ذكرها ، وتعرف هذه الظاهرة بتعدد الشكل polymorphism ، ويظهر فيها أربعة أشكال مختلفة (شكل 24) وهي : التريبانوسوما والكريثيديا Crithidia واليبتوموناس Leptomonas والليشمانيا Leishmania .

التريبانوسوما (شكل 24-2) : وتعتبر الطور اليافع ، وفيه تقع الحبيبة القاعدية والجسم جار القاعدي جهة الطرف الخلفي ، ويتصل الغشاء المتموج بمعظم طول الجسم . الكريثيديا (شكل 24-3) وفيه تقع الحبيبة القاعدية الجسم جار القاعدي أمام النواة بقليل ، ويتصل السوط بالنصف الأمامي للجسم فقط بواسطة غشاء متموج . الليبنوموناس (شكل 24-4) : وفيه تقع الحبيبة القاعدية والجسم جار القاعدي عند الطرف الأمامي للجسم حيث يخرج السوط ، ولايتصل السوط بجانب الجسم ، ولايوجد غشاء متموج . الليشمانيا (شكل 24-1) : وهو مستدير الشكل ، وتوجد به حبيبة قاعدية وجسم جار قاعدي ولكن لايوجد سوط أو غشاء متموج .

المثال الثالث : الليشمانيا Leishmania

طفيل من السوطيات يتطفل على الإنسان ويسبب له عدة أمراض على حسب نوع الطفيل فمثلا L.donovani يسبب مرض السكالا أزار الذي يصيب أهل الهند والصين والسودان وجنوب أمريكا أما L. tropica الذي ينقله البعوض المعروف باسم Phlebotomus فيسبب قروحا بالجلد . ويوجد هذا المرض في مصر وخاصة بين أهالي محافظة الشرقية أما ليشمانيا البرازيل L.braziliensia فيسبب مرض Espundia ويصيب أهالي وسط وجنوب أمريكا الجنوبية والهند والسودان .

وجدير بالذكر أن هناك بعض أنواع أخرى من السوطيات تعيش في الجهاز الهضمي للإنسان ، بعضها غير ضار مثل Trichomonas والبعض الآخر ضار مثل Giardia الذي يسبب له أمراضا مختلفة كالإسهال مثلا .

تقسيم السوطيات : تنقسم طائفة السوطيات إلى تحتطائفتين هما : تحتطائفة السوطيات النباتية Subclass Phytomastigophora وتشمل ست رتب . تحتطائفة السوطيات الحيوانية Zoomastigophora Subclass وتشمل 4 رتب .

وتحتطائفة السوطيات النباتية تشمل السوطيات المحتوية على حاملات الأصباغ Chromatophores وتتغذى بطريقة نباتية ، وقد يفقد الأصباغ ويتطفل .

وتشمل السوطيات النباتية الرتب الآلية : رتبة ال (Chrysmonadina) وتشمل سوطيات صغيرة لها سوط أو سوطين وهي في الغالب أميبية الشكل وقد يكون لبعضها هيكلا جبريا أو سيليسيا . ويوجد بهذه السوطيات بلاستيدات خضراء أو صفراء وتغذيتها نباتية أو رمية وتوجد في الماء العذب والملح ومنها Chrysamoeba (شكل 26 أ ، ب) . رتبة : Chyptomonadina وتشمل سوطيات لها سوطان وبها جليد رقيق وهي عديمة اللون وبعضها بلاستيدات خضراء أو صفراء أو بنية . والتغذية نباتية أو رمية مثل Crypomonas (شكل 27) ، Chilomonas . رتبة : Euglenoidea وهي راقية التركيب ولها سوط أو اثنين والجليد فيها سميك ولها فم وبلعوم وفراغات معقدة وبها بلاستيدات خضراء وبقعة عينية . تغذيتها نباتية أو رمية مثل Euglena (شكل 17) . رتبة : Phytomonadina لها غالبا سوطان وغلاف سليولوزي وليس لها فم وفيها عادة بلاستيد واحد كبير وبقعة عينية . التغذية غالبا نباتية وغالبا تقطن الماء العذب مثل Volvox و Pandorina (شكل 28) ومنها أنواع في مستعمرات . رتبة : Dinoflagellata لها سوطان يخرجان من وسط الجسم يتجه أحدهما للخلف أما الآخر فيحيط بالجسم كالحزام . ويغطي الجسم جليد سميك أو درع (Lorica) به ميزاب للسوط وبها بلاستيدات خضراء او صفراء أو بنية . وتقطن الماء العذب والملح مثل Ceratium (شكل 29) ، Noctiluca (شكل 30) . رتبة : Chloromonadina لها سوطن ولها أيضا الكثير من حاملات اللون ولكنها تخزن طعامها على صورة مواد دهنية مثل Gonyothomum .

(ب) تحت طائفة السوطيات الحيوانية .

وتشمل الرتب الآتية : رتبة Protomondina ، صغيرة الحجم لها سوط أو اثنين . التغذية حيوانية أو رمية . تشمل أنواعا متطفلة مثل Mastigamoeba Trvpanosoma (شكل 22) . رتبة Polymastigina ، لها من 3 إلى 8 أسواط أو أكثر ويرافق النواة تركيب يعرف باسم الجهاز الجار قاعدي Parabasal apparatus لا تعرف وظيفته بالضبط . وتعيش متطفلة في الأمعاء مثل Giardia, Trichomonas (شكل 25) . رتبة Pantostomatida ، لها سوط واحد وتعيش في الماء العذب أو متطفلة في أمعاء بعض أطوار الضفدعة ومثلها Mastigina . رتبة Hypermatomatida ، بها تركيب معقد وعدة أسواط كما يوجد بها الحبيبات الجارقاعدية . تتغذى بالمواد السيلولوزية وتعيش متطفلة في أمعاء النمل الأبيض ومثلها Teichonympha .

طائفة الجرثوميات Class Sporozoa

الجرثوميات حيوانات أولية متطفلة تنتقل من عائل إلى عائل في طوير يعرف بالطور الجرثومي . (spore stage) والجرثومة جسم صغير الحجم يحيط به غلاف جرثومي . (sporocyst) ويكون هذا الغلاف سميكا إذا كانت الجرثومة تتعرض أثناء انتقالها من عائل إلى عائل للهواء أو الماء ..إلخ . أما إذا لم تكن معرضة لمثل هذه العوامل كأن يكون انتقالها مباشرة من عائل لآخر دون التعرض للعوامل الجوية ، كما في حيوان الملاريا ، فإن الجراثيم لايكون لها مثل هذا الغلاف السميك . والجرثوميات هي أكثر الحيوانات المتطفلة انتشارا وتصيب أكثر أنواع الفقاريات والمفصليات والرخويات والديدان والشوكيات والجوفمعويات وبعض الأوليات الأخرى . ودورة حياة الجرثوميات معقدة جدا والكثير منها يقضي دورة حياته في عائلين أحدهما لا فقاري والآخر فقاري ويعمل العائل اللافقاري كواسطة لانتقال الطفيل من حيوان فقاري إلى حيوان فقاري آخر . ويتميز في دورة الحياة نوعان من التكاثر : تكاثر عديد (بالإنشقاق) (Schizogony) Multiple reproduction حيث يتكون عدة أفراد في العائل الواحد . تكاثر تزاوجي ينتهي بتكوين الجراثيم (Sporogony) ثم تنتقل الجراثيم في عائل آخر .

وتمتاز الجرثوميات بعدم وجود أعضاء للحركة لأنها تحيا حياة سلبية كما أنها عديم الفم والاست والفتحات الإخراجية وليس بجسمها فراغات وهذا كله نتيجة لحياة التطفل .

وللجرثوميات نواة واحدة وتتغذى بالإمتصاص وتعيش في معظم أعضاء جسم عوائلها وخصوصا القناة الهضمية والكلية والدم والعضلات والأنسجة الضامة .

وإذا عاش الحيوان داخل الخلايا سمي طفيلا خلويا Cytozoic وإذا عاش بين الخلايا سمي بين خلوى Histozoic أما إذا عاش في التجاويف سمي طفيلا تجويفيا Coelozoic .

المثال الأول : الجريجارينا Gregarina (شكل 31)

حيوان جرثومي يتطفل على لاقناة الهضمية لكثير من المفصليات كالصرصور والجنبري ويصيب وهو صغير خلايا القناة الهضمية نفسها وعندما يكبر يصبح طليقا في فراغ القناة الهضمية ويتغذى بامتصاص الأغذية المهضومة . ويبلغ متوسط طوله نجو 1/4 سم ويحاط جسمه بجليد صلب من مادة Proteolastin وينقسم جسم الحيوان إلى جزء خلفي كبير يحوي النواة وتسمى بالقطعة الخلفية Deutomerite وجزء أمامي صغير يسمى القطعة الأمامية Protomerite يوجد كذلك في الحيوان الصغير زائدة أمامية تسمى Epomerite ويتميز في جسم الحيوان اكتوبلازم وأندوبلازم . وأحيانا يبدو في البروتوبلازم تليف يذكرنا بالعضلات المخططة . والنواة واضحة ولايوجد في الجسم الصغير والكبير فراغات ولا فم ولا أعضاء للحركة .

دورة الحياة : (شكل 32) يصيب الحيوان الصغير إحدى الخلايا المبطنة للقناة الهضمية ثم ينمو ويغادر الخلية ولكنه يبقى متصلا بها بواسطة الأبيميريت ثم تسقط هذه الزائدة ويبقى الحيوان طليقا في فراغ الأمعاء ويستمر في النمو ثم يلتقي كل فردين عند طرفيهما ويتحوصلان داخل غلاف واحد وتنقسم نواة كل فرد عدة انقسامات مكونة عدة أنوية تتجه صوب جدار الخلية حيث تحاط كل نواة بطبقة من البروتوبلازم مكونة جاميطة . ويبقى بعد ذلك جزء متبقي من البروتوبلازم (residual protophasm) ثم يزول الجدار الفاصل بين الفردين وتتزاوج الجاميطات مثنى مثنى ، جاميطة من أحد الفردين مع جاميطة من الآخر ، وتتكون بذل الزيجوتات . ويحيط كل زيجوت جسمه بغلاف وتعرف بالحوصلة الجرثومية Sporoblast ثم تنقسم نواة كل حوصلة جرثومية إلى ثمانية أنوية تحاط بالبروتوبلازم وتكون ثمانية حيوانات جرثومية (sporozoites) ثم ينفجر كيس التحوصل الذي أحاط بالفردي الأصليين وتنطلق طول النوع المسمى Gigantes إلى 3/4 البوصة في الطول .

المثال الثاني المونوسيستس Monocystis (شكل 33)

يتطفل هذا النوع على الحويصلة المنوية لدودة الأرض . وهناك نوعان منه M agilis, M.magna والطور اليافع يكاد يرى بالعين المجردة وهو على شكل خلية مستطيلة مفلطحة مغطاة بجليد مسامي ويتميز بالاكتوبلازم بوجود شبكة من الليفات العضلية تمكن الحيوان من تغيير شكله أثناء حركته البطيئة .

دورة الحياة (شكل 34) يعيش الحيوان الصغير داخل الخلية المولدة للحيوانات المنوية Sperm mother cells ويتغذى بمحتوياتها وينمو وبذلك لاتتكون الحيوانات المنوية تكونا تاما بل تبقى ذيولها محيطة بالطفيل كطبقة من الأهداب ويعرف الطفيل حينئذ بالطور الغذائي Trophozoite ثم يلتقي كل فردين معا ويفرزان حوصلة حولهما ويسمى كل منهما بالخلية الحاميطية وتنقسم نواة كل جاميطة عدة انقسامات تتجه صوب السطح وتحاط كل منها بجزء من السيتوبلازم مكونة جاميطة ويبقى جزء من السيتوبلازم . ثم يذوب بالجدار الفاصل بين الفردين وتتزاوج الجاميطات مثنى مثنى مكونة زيجوتات ويعرف الزيجوت بمولد الجراثيم Sporont الذي يفرز حول نفسه حوصلة كالقارب ويعرف إذ ذلك بالقارب الخلوي الكاذب Pseudonavicella وينقسم داخل الحوصلة إلى ثمانية حيوانات جرثومية . وعندما تصل حاملات الجراثيم إلى القناة الهضمية لدودة أخرى تذوب الحوصلة في أمعائها وتخرج الحيوانات الجرثومية وتجد طريقها إلى الحويصلات المنوية ويدخل كل منها خلية منوية وتعيد تاريخ حياتها .

المثال الثالث : البلازموديوم (حيوان الملاريا) Plasmodium

يتطفل هذا الحيوان على خلايا الكبد والكرات الدموية الحمراء في الإنسان وبعض الفقاريات الأخرى ويكمل دورة حياته في البعوض وتسبب بعض أنواع هذا الحيوان مرض الملاريا في الإنسان . ويقضي الطفيل دورته اللاتزاوجية في الإنسان والتزاوجية في أنثى بعوض الأنوفيليس Anopheles .

دورة الحياة : (شكل 35 ، 36) يدخل الطفيل جسم الحيوان الفقاري في الطور الجرثومي Sporozoite مع لعاب البعوضة الذي تحقنه في الجسم أثناء امتصاصها الدم . والحيوان الجرثومي حيوان أولي دقيق الحجم مغزلي الشكل وكان المعتقد قبل عام 1948 أن كل اسبوروزويت يهاجم فور دخوله الدم كرة من كريات الدم الحمراء . ولكن ثبت عام 1948 أن الأسبوروزويتات لاتتجول في الدم أكثر من ساعة ثم تذهب إلى الكبد وتستقر في خلاياه وتصبح مستديرة الشكل وتتغذى وتكبر وبعد بضعة أيام يتحول كل طفيل إلى ما يسمى بالحيوان المشتقق (شيزونت) (Schizont) الذي تنقسم ذواته إلى نحو 100 جزء صغير وتحاط كل نواة بجزء من السيتوبلازم لتكون أفرادا صغيرة تعرف بالميروزويتات التي تنطلق لتهاجم خلايا الكبد مرة أخرى وتعيد هذه الدورة . وبعد فترة أخرى تكمن بعض هذه الطفيليات في خلايا الكبد بينما يهاجر البعض الآخر إلى الدورة الدموية ويهاجم الكرات الدموية الحمراء ويستقر فيها ويتحول إلى جسم كري يعرف بالطور الغذائي Trophozoite له نواة واحدة ويتغذى بمحتويات الكرة الحمراء ويكبر ويملؤها ويعرف إذاك بالطور الإنقسامي (Schizont) إذ تنقسم النواة انقساما عديدا مكونة من 16-36 نواة تبعا لنوع البلازموديوم ويحاط كل منها بطبقة من السيتوبلازم (تاركة جزءا متبقا يحتوي حبيبات ملونة) وبذلك تتكون الأفراد المعروفة بالميروزيتات Merozoites وتنفجر الكرة الحمراء وتخرج هذه الأفراد إلى سائل الدم تصحبها مواد سامة من بقايا عمليات التحول الغذائي . ثم تصيب الميروزويتات كرات حمراء جديدة وهكذا .

وهذه الدورة من حياة البلازموديم التي تبدأ بدخول الميزويت إلى الكرات الدموية الحمراء وتنتهي بخروج ميروزيتات الجيل التالي إلى تيار الدم تتم في مدة معينة من الزمن تختلف باختلاف نوع البلازموديوم كالآتي : 72 ساعة في حالة P.malariae 48 ساعة في حالة P.vivax 48 ساعة في حالة P.ovale 36-48 ساعة في حالة P.falciparum

وبذا يعرف النوع الأول بالحمى الرباعية وكلا من النوعين الثاني والثالث بالحمى الثلاثية بينما الأخير يعرف بالحمى الثنائية . ومن الملاحظ أن انفجار الكرات الحمراء وخروج الميروزيتات منها ومعها المواد السامة إلى تيار الدم ثم دخول الميروزيت في كرة حمراء جديدة يصحبه ارتفاع في درجة الحرارة ويحدث ذلك في مدة ثابتة منتظمة . فتحدث الحمى في النوع الأول في اليوم الرابع وتكون في هذا النوع غير منتظمة ومستمرة ويعرف هذا النوع بالحمى الخبيثة لأن ضررها أشد على الإنسان من الأنواع الثلاثة الأخرى ونتيجة انفجار عدد كبير من الكريات الدموية الحمراء فإن الملايات تسبب أنيميا شديدة للمريض .

ثم يأتي بعد ذلك الطور الثاني في دورة الحياة إذ يتغير سلوك بعض الميروزويتات فبدلا من تكوينها الطور الإنقسامي داخل الكرات الحمراء تستدير ويكون نموها بطيئا ولا يتكون فيها فراغ وعندما تصل إلى نهاية نموها تغادر الكرات الحمراء وتعرف حينئذ بالخلايا الجاميطية Gametocytes وتتميز إلى خلايا جاميطية مذكرة صغيرة وخلايا جاميطية مؤنثة كبيرة . فإذا امتصت أنثى بعوضة الأنوفيليس دم الإنسان في هذا الوقت فإن معدتها تهضم جميع الأطوار عدا الخلايا الجاميطية (ويبدو أن الأنواع الأخرى من البعوض لها القدرة على هضم جميع الأطوار) . وتبدأ بذلك الدورة التزاوجية فتنقسم الخلايا الجاميطية المذكرة مكونة من 4-8 جاميطات مذكرة خيطية نشطة متحركة أما الخلايا الجاميطية المؤنثة فتكون كل منها جاميطة مؤنثة واحدة بعد انقسام اختزالي ثم تتلاقى كل جاميطة مذكرة بأخرى مؤنثة ويحدث الإخصاب بينهما ويتكون الزيجوت الذي يحاط بغلاف رقيق وقد يكون مدببا من طرفيه ويخترق جدار معدة البعوضة ويعرف عندئذ باسم الزيجوت المتحرك أو الأوؤكنيت ooknite ثم يتحوصل خارج الغشاء المخاطي المبطن له ويعرف غلاف الحوصلة باسم oocvst وينمو هذا الغلاف ومحتوياتها نموا كبيرا ثم تنقسم نواة الزيجوت لتكون عددا من الحوصلات الجرثومية Sporoblasts يتكون داخل كل منها عدد وفير من الحيوانات الجرثومية إلى التجاويف الدموية بجسم البعوضة ويهاجر الكثير منها إلى الغدد اللعابية لتجد طريقها إلى عائل آخر عندما تنفث البعوضة لعباا في جسمه أثناء امتصاصه دمه . ويتخلل تاريخ حياة الملاريا ظاهرة تبادل الأجيال Alternation of generarions حيث يحدث التكاثر اللاجنسي في دم الحيوان الفقاري والتكاثر الجنسي في جسم البعوضة .

أعراض الملاريا : حدوث حمى متقطعة تسبقها رعشة ويعقبها إفراز عرق غزير وينتج عنها فقر دم شديد وتضخم في الطحال .

طرق المقاومة لمقاومة أي مرض لابد من قطع سلسلة دورة الحياة ويحدث ذلك في حالة الملاريا كالآتي : مقاومة البعوض بالمبيدات لقتله وردم البرك والمستنقعات وتربية الأسماك التي تتغذى على اليرقات والعذارى لمنع تكوين بعوض جديد . منع البعوض من الوصول إلى دم المريض وذلك بعزل المريض في أماكن لايصل إليها البعوض وذلك بإحاطته بناموسية أو خلافه . أو معالجة المرضى أنفسهم لقتل الطفيل داخل جسم الإنسان قبل أن يصل إلى البعوضة .

تقسيم الجرثوميات الجرثوميات الجرثوميات حيوانات أولية متطفلة ليس لها أعضاء حركة ولاتجاويف منقبضة وتتكاثر تكاثرا لاتزاوجا يعقبه تكاثر تزاوجي وتنقسم طائفة الجرثوميات إلى ثلاث تحت طوائف وهي :

(أ) تحت طائفة Subclass Telosporidia

وفيها يكون الطور الغذائي وحيد النواة ويوجد بها حوصلة جرثومية وتشمل الرتب الآتية : 1- رتبة Order Gregarinida وطورها الغذائي طليق متحرك (مثل الجريجارينا والموتوسيستس) يبلغ طوله من 10-16 ميكرون ويعطى الزيجوت جرثومة (Spore) واحدة ذات جدار واحد وتحتوي على ثمانية اسبوروزيتات . وحيوانات هذه الرتبة على اللافقاريات . ومن أمثلها . Gregarina, Monocystis .

2- رتبة Order Coccidia الطور الغذائي فهيا متطفل داخل خلايا الطفيل والزيجوت فيها غير متحرك والجرثومة لها جدار أو أكثر وتتطفل هذه الحيوانات على خلايا النسيج الطلائي الهضمي للرخويات والحلقيات والمفصليات والفقاريات ومن أمثلتها Eimeria .

3- رتبة Order Haemosporidia الزيجوت فهيا متحرك ينتج اسبوروزيتات عارية والتكاثر بالإنشطار داخل دم الفقاريات يعقبه تكاثر تزاوجي في جسم حيوان مفصلي . ويتغذى بامتصاص دم الفقاريات ومن أمثلتها حيوان بلاسموديوم الملاريا .

(ب) تحت طائفة Subclass Cnidosporidia

فيها الطور الخضري أميبي والجراثيم بها من 1-4 أكياس قطبية وتفرز خيوط للإلتصاق بالعائل وتشمل الرتب الآتية : 1- رتبة Order Myxosporidia الجراثيم لها صمامان علاوة على كيسين قطبيين وتعيش حيواناتها متطفلة في تجاويف وأنسجة الأسماك النهرية والبرمائيات والزواحف ومن أمثلتها Myxidium .

2- رتبة Order Actinomyxidia الجراثيم لها 3 أكياس قطبية و3 صمامات وتتطفل على الحلقيات ومثلها Trechinonmyxon .

3- رتبة Order Microporidia الجراثيم بسيطة هلا كيس قطبي واحد وتتطفل على المفصليات والأسماك ومثلها Nosema التي تتطفل على ديدان القز ونحل العسل .

(ج) تحت طائفة Subclass Sarcosporidia

الجراثيم عارية وليس لها أكيسا قطبية ويوجد معظمها في حويصلات كبيرة قد يصل حجمها إلى 50 سم3 ومثلها Sarcocystis الذي يعيش متطفلا في عضلات الثدييات عادة وأنسجتها الضامرة .

(د) تحت طائفة Subclass Holosporidia الجراثيم بيضاوية الشكل ليها لها أكياس قطبية وتعيش حيواناتها متطفلة الحلقيات المائية ومن أمثلتها Haplosporidium .

تحت شعبة حاملة الأهداب Subphylum Ciliophora

الهدبيات حيوانات اولية تتميز بوجود زوائد بروتوبلازمية تبرز من الاكتوبلازم وتعرف بالأهداب Cilia وقد توجد هذه الأهداب طول مدة حياة لحيوان أو في طور منها فقط . ولأغلب الهدبيات نواتان نواة كبيرة وأخرى صغيرة وتعيش غالبيتها طلقية في المياه العذبة أو الملحة ويتطفل بعضها على الإنسان أو الحيوانات الفقارية واللافقارية تطفلا داخليا أو خارجيا .

المثال الأول : البراميسيوم Paramecium Caudatum (شكل 37) حيوان هدبي يكاد يرى بالعين المجردة ويعيش في مياه البرك ومجاري المياه العذبة . ويمكن الحصول عليه بسهولة بترك قطعة من الغذاء تتحلل في جزء من ماء بركة أو مستنقع . وهو حيوان سريع الحركة مغزلي الشكل ، طرفه الخلفي مدبب والأمامي عريض .

ويوجد على لاسطح البطني انخفاض مهدب يمتد من قرب الطرف الأمامي ويسير مبميل إلى الخلف جهة الجانب الأيمن ، وينتهي خلف منتصف الحيوان بقليل حيث يؤدي إلى فتحة محددة . ويعرف هذا الإنخفاض بالميزاب الفمي أو حولفم Oral groove or Peristome وتعرف الفتحة بالفم Cystostome وعن طريق الفم يدخل الطعام الذي تدفعه الأهداب المبطنة للميزاب الفمي إلى الفم .

ويؤدي الفم إلى تجويف مخروطي الشكل هو البلعوم Guller or Cytopharynx الذي يتجه بميل إلى الخلف داخل جسم الحيوان . ويشبه الحيوان في شكله العام النعل (الشبشب) ولذا يسمى بالحيوان النعلي الشكل Slipper Animalcule ويحاط جسم الحيوان بأهداب منتظمة الطول مرصوصة في صفوف طويلة . ويتميز ببروتوبلازم الحيوان اكتوبلازم خارجي شفاف رقيق واندوبلازم داخلي حبيبي . كما يوجد جليد سميك مرن يعطي الحيوان شكله المحدد ولا يمنعه من الإنثناء . ويوجد بالاكتوبلازم عدد كبير من أكياس صغيرة تعرف بالأكياس الخيطية (Trichocysts) تنطلق منها خيوط طويلة عند هياج الحيوان . وللحيوان فراغان منقبضان ، واحد قرب كل طرف من طرفي الحيوان تحت الجليد مباشرة وفي الجهة المقابلة للميزاب الفمي . وللحيوان نواتان ، نواة كبيرة ونواة صغيرة . معلقتان في السيتوبلازم قرب فتحة الفم . وتشاهد فتحة الاست خلف الطرف الخلفي للميزاب الفمي .

ويشغل الإندوبلازم الجزء الوسطي لجسم الحيوان ويظن أنه حوصلي التركيب ويحتوي على حبيبات من مواد مختزنة تتحرك من مكان إلى مكان داخل الإندوبلازم السائل ولايحتوي الإكتوبلازم مثل هذه الحبيبات الكبيرة . وعند الفحص الدقيق (بعد معالجة الحيوان بمحلول كحول 35% يشاهد على الجليد مناطق سداسية (شكل 38) لوجود ميازيب دقيقة متقاطعة على سطحه تعطيه هذا الشكل . ويبرز كل هدب وسط منطقة من هذه المناطق السداسية . وتكون أهداف الطرف الخلفي للحيوان أطول من بقية الأهداب . ويمكن تشبيه الهدب بقدم كاذب ثابت الشكل . فهي زائدة بروتوبلازمية تخرج من جسم قاعدي في القشرة يسمى Microsome وتلتحم الأهداف داخل التجويف الفمي لتكون مايعرف بالغشاء المتموج الذي يتصل بالجانب الظهري لجدار هذا التجويف ويعمل على دفع جزيئات الطعام إلى الداخل .

الأكياس الخيطية (شكل 39) الأكياس الخيطية ممتلئة بسائل كثيف انكساري به مادة منتفحة ، ويوجد عند الطرف الخارجي رأس خرطومي يسمى الشوكة Spike (شكل 39-أ) وتقع الأكياس الخيطية عمودية في القشرة ، وتفتح بواسطة ثقوب صغيرة على حواف المناطق السداسية للجليد . وتنشأ الأكياس من الأجسام الحركية Kinetosome للأهداب . ثم تهاجر وتستقر في القشرة على مسافات متساوية . وعندما يثار الحيوان ، تفرغ الأكياس الخيطية محتوياتها على هيئة خيوط طويلة لزجة . وللسكيس الخيطي المفرغ شوكة معتمة (تشبه الظفر المقلوب في الشكل) . وخيط أو ساق طويلة مخططة (شكل 39-ب) . ولايرى الخيط في الحالة غير المفرغة ، ومن المحتمل أنه يتكون أثناء التفريغ . ووظيفة الأكياس الخيطية غير مؤكدة ، ولكنها تفرغ كرد فعل للتلامسات المحلية والأذى.

وقد تستخدم كأعضاء للدفاع . ولكن هذا غير مؤكد لأنها غير فعالية ضد حيوان الديدينيوم Didinum ، المفترس الرئيسي للبرامسيوم ، وقد تكون وظيفتها تثبيت الحيوان أثناء التغذية . وفي بعض الهدبيات تعمل الأكياس الخيطية كأعضاء للهجوم .

وبعد إفراغ الأكياس الخيطية ، يتكون غيرها من الأجسام الحركية .

ويبلغ متوسط الكيس الخيطي نحو 1/1000 مم (1 ميكرون) . وتمتلئ هذه الخيوط بمادة شبه سائلة . ويعزي انطلاق هذه الخيوط عند هياج الحيوان إلى الضغط الناشئ عن انقباض قشرة الاكتوبلازم ويصبح طول الخيط عند انطلاقه نحو ثمانية أمثال طوله الأصلي . ويحتوي سائل الخيط على مادة سامة كافية لشل حركة أي حيوان أولى آخر . وتعتبر التريكوسيستات أعضاء دفاع أيضا إذ يطلقها الحيوان إذا ما هوجم أو عند اقتراب مادة كيميائية ضارة منه ويعتقد أيضا أنها تستخدم كما قلنا سابقا لتثبيت الحيوان عندما يتغذى على البكتيريا .

الحركة : يتحرك البراميسيوم حركة سريعة بفعل أهدابه ويبلغ عدد الأهداب 2500 هدب . والأهداب تضرب الماء بأن تتحرك وهي مرتخية إلى الأمام ثم تضرب الماء بشدة راجعة إلى الخلف مثلها في ذلك مثل حركة الأذرع في الإنسان عند العوم ، وحركتها هذه تدفع بالحيوان إلى الأمام (شكل 40) . والأهداب لاتعمل سويا في وقت واحد ولكنها تعمل في موجة (شكل 41) تبدأ عند الطرف الأمامي للحيوان وتنتشر نحو الطرف الخلفي . كما أن الأهداب تضرب الماء بميل (شكل 42) وهذا يسبب دوران الحيوان حول نفسه في الوقت الذي يتقدم فيه إلى الأمام (شكل 41) .

وحركة الأهداب هذه حركة مميزة وتعرف بالنظام التكراري Merachronal rhyhm فتبدو في حركتها كسيقان القمح في حقل هبت عليه الريح . ويتم هذا التنسيق بواسطة جهاز يعرف بالحبل العصبي الحركي أو الخيطي Neurineme (neuromotor) System الذي يتكون من لييفات تمتد في الاكتوبلاسم أسفل الحبيبات القاعدية للأهداب وتتصل هذه اللييفات بحبيبة تعرف بالحركة (Motorian) تقع قرب البلعوم وتتصل هذه الحبيبة بالأكياس الخيطية . فهي بذلك تكون جهاز يعمل بطريقة تشبه الأعصاب .

تكوين الفجوة المنقبضة (شكل 42) : يتجمع الماء الزائد عن حاجة جسم الحيوان على هيئة نقوات شعاعية مغزلية الشكل ، يتراوح عددها بين 6 ، 8 قنوات . وبعد تمام امتلائها بالماء تندمج محتويات هذه القنوات مكونة فجوتين . ثم تندمج الفجوتان وتكونان فجوة منقبضة واحدة مركزية . ثم تقترب هذه الفجوة المركزية من السطح حيث تفرغ محتوياتها عن طريق ثقب مؤقت في الجليد . وتكرر هذه العملية لكل من الفجوة المنقبضة الأمامية والخلفية على التوالي . ويقع الفراغان المنقبضان بين الأكتوبلازم والإندوبلازم في الوضع السابق ذكره وحول كل فراغ يوجد من 6-8 قنوات متشععة تصله بجزء كبير من الجسم .

ووظيفة الفجوتين المنقبضتين هيدروستاتيكية كما في الأميبا . وقد وجد أن الفجوتان يخرجان في نصف ساعة حجما من السائل معادلا لحجم الحيوان . أما في الأميبا فيحدث ذلك في مدة من 4-30 ساعة . وفي الإنسان فالمدة اللازمة لذلك تبلغ نحو 3 أسابيع عن طريق الكليتين بخلاف ما يخرج من الماء عن طريق الرئتين والعرق . ويعتقد أن الفراغان المنقبضان يساعدان على إخراج البول ، ويتم التنفس وإخراج البول عن طريق الإنتشار كما في الأميبا ويستطيع البراميسيوم تغيير شكله لدرجة محدودة لأن قشرة البروتوبلازم فيه تبدو ليفية .

التغذية : ويتغذى البراميسيوم على البكتيريا والأوليات الصغيرة بأن تدفعها الأهداب إلى الميزاب الفمي ويعمل الغشاء المتموج على إدخالها في البلعوم حيث تدخل في البروتوبلازم مع قليل من الماء مكونة فراغا غذائيا في الأندوبلازم (شكل 44) حيث يتم الهضم تماما كما في الأميبا . وتمتص المواد المهضومة وتمثل أما الفضلات الصلبة (البراز) فتخرج بانفجار الفراغ الغذائي عند فتحة الأست المؤقت .

التكاثر : يتكاثر البراميسيوم بإحدى الطرق الآتية : الإنقسام الثنائي أو الإنشطار Binary fission الإقتران Conjugation التزاوج الذاتي Autogamy الإختلاط الذاتي Endomixis

1- الإنقسام الثنائي : تكاثر الحيوان في الظروف العادية بالإنقسام الثنائي (شكل 45) فينقسم جسم الحيوان عرضيا ويبدأ هذا الإنقسام بانقسام النواة الصغيرة انقساما غير مباشرة مكونة نواتين متساويتين تنفصلان وتستقر كل منهما قرب أحد طرفي الجسم ثم تستطيل النواة الكبيرة وتنقسم عرضيا إلى قسمين . ويكون البلعوم نتوءا يكبر ويكون بلعوما ثانيا ينفصل ويبتعد عن البلعوم الأصلي ويكون غشاء متموجا خاصا به ثم يتكون فراغان منقبضان جديدان . ويحدث أثناء هذه العمليات حز وسطي بجسم الحيوان يختنق تدريجيا حتى يقسم الحيوان إلى نصفين كاملين يحتويان جميع أجزاء الحيوان وتستغرق هذه العملية نحو ساعتين . وينمو كل حيوان جديدة ويبلغ نهاية نموه في 24 ساعة ليتكاثر مرة أخرى . وكلما ارتفعت درجة الحرارة كلما أسرعت عملية النمو والتكاثر فقد يتكاثر مرتين في اليوم إذا كانت درجة الحرارة بين 17-20 مئوية .

2- الإقتران : Conjugation ويتم كما في (شكل 46) بالتصاق فردين عند سطحيهما البطنيين وتتكون قنطرة بروتوبلازمية بينهما كما في (أ) ثم تبدأ النواة الكبيرة في كل فرد في التلاشي ، أما النواة الصغيرة فتنقسم مرتين متتاليتين كما في (ب ، ج) لتكوين 4 أنوية في كل فرد وتتلاشى ثلاثة من هذه الأنوية كما في (د) وتنقسم الرابعة انقساما واحدا لتكون نواة مذكرة وأخرى مؤنثة Pronuclei كما في (هـ) وتمر النواة المذكرة من كل فرد إلى الآخر عن طريق القنطرة البروتوبلازمية كما في (و) وتخصب النواة المؤنثة هناك ثم ينفصل الفردان المقترنان كما في (ح) .

وتنقسم النواة الزيجوت في كل فرد ثلاث مرات متتالية كما في (ط ، ى ، ك) مكونة ثمانية أنوية تنمو 4 منها إلى أنوية كبيرة وتكون الأربعة الأخرى أنوية صغيرة كما في (ل) ثم ينقسم كل فرد مرتين متتالين كما في (م ، ن) مكونا 4 براميسيومات بكل منها نواة كبيرة وأخرى صغيرة كما في (ل ، م) وينمو كل فرد حتى يصبح حيوانا كبيرا . ولاتعرف الدوافع الخفية للإقتران ولكن من المشاهد أن السلالات النقية لا يحدث فيها الإقتران . ولايعرف بالضبط الدافع إلى وجود نواتين في البرامسيوم وأمثاله ويقال أن النواة الكبيرة تشرف على لاعلميات الخضرية أما الصغرة فتختص بالتناسل كما أن وجودها ضروري لبقاء الحيوان على قيد الحياة .

3- التزاوج الذاتي : (Autogamy) (شكل 47) : يحدث في بعض أنواع البراميسيوم مثل p. Aurelia الذي يوجد به كما في (أ) نواة كبيرة ونواتان صغيرتان . فتنقسم كل نواة صغيرة مرتين متتاليتين منتجة 8 أنوية صغيرة كما في (ب ، ج ، د) وتتلاشى النواة الكبيرة وست من الأنوية الصغيرة وتبقى نواتان من الأنوية الصغيرة وتبقى نواتان من الأنوية الصغيرة كما في (هـ) تمثل إحداها النواة المذكرة والأخرى النواة المؤنثة وتندمج النواة المذكرة بالمؤنثة لتكون نواة الزيجوت كما في (و) التي تنقسم مرتين مكونة 4 أنوية إثنان كبيران وإثنان صغيران ثم ينقسم كل نواة صغيرة إلى نواتين وينقسم في الوقت نفسه الحيوان إلى حيوانين لكل نواة كبيرة ونواتان صغيرتان ثم يلي ذلك انقسام ثنائي ينتهي بتكوين 4 حيوانات .

4- الإختلاط الذاتي : Endomixis (شكل 48) : يحدث هذا الإنقسام على فترات من الإنقسام بالإنشطار وفيه يحدث تجديد للنواة الكبيرة ويحدث هذا الإنقسام كل 50 أو 60 يوما في P. caudatum ومرة كل 20 أو 25 يوما في P.aurelia ففي حالة P.aurelia مثلا يتم الإختلاط الذاتي بأن تختفي النواة الكبيرة كما في (2) ثم تنقسم النواتان الصغيرتان مرتين متتاليتين وبذا تتكون 8 أنوية كما في (2 ، 3) تتلاشى ست منها ثم ينقسم الحيوان بالإنشطار وبذا يكون في كل حيوان من الحيوانين الناتجين نواة صغيرة واحدة ، كما في (4) ثم تنقسم هذه النواة الصغيرة مرتين متتاليتين كما في (5 ، 6) فتنتج 4 أنوية يكبر منها اثنين في الحجم ويبقى الإثنان الآخران صغيرين كما في (7) ، ثم تنقسم كل من النواتين الصغيرتين وقت انقسام الحيوان إلى حيوانين وبذا يتكون 4 حيوانات بكل منها نواة كبيرة ونواتان صغيرتان ، ويعزي حدوث الإقتران أو التزاوج الذاتي أو الإختلاط الذاتي لتجديد شباب النواة الكبيرة لأنها في الإنقسام الثنائي (الشطار) تنقسم بالإنقسام المباشر بينما تنقسم النواتان الصغيرة بالإنقسام غير المباشر وبذا تبلى النواة الكبيرة لأنها في الإنقسام الثنائي (الشطار) تقنسم بالإنقسام المباشر بينما تنقسم النواة الصغيرة بالإنقسام غير المباشر وبذا تبلى النواة الكبيرة من كثرة الإنقسام ولتجديد شبابها يحدث الإقتران أو التزاوج الذاتي والإختلاط الذاتي حيث تتكون نواة كبيرة جديدة شابه يمكنها أن تنقسم بالإنشطار مرة كبيرة وهلم جرا .

سلوك البراميسيوم : هو سلوك حيوان خال من أعضاء الحس المتخصصة التي تسيطر على حركاته وتوجيهها ، فهو في حركته يخضع لرد الفعل التجنبي Avoiding reaction أي أن اصطدامه بعائق ما يجعله يغير من اتجاه حركته (شكل 49) والعوائق التي تغير من اتجاه حركته هي العوائق الميكانيكية والإرتفاع الزائد في درجة الحرارة أو الإنخفاض الزائد فيها والمواد الكيميائية المثيرة والأغذية غير الملائمة وملاقاة الحيوانات المفترسة له . وهو في رد فعله التجنبي هذا يتجنب الأماكن غير المناسبة ويتجه صوب الأماكن الملائمة لمعيشته . وطريقة البحث عن الأماكن الملائمة والظروف المناسبة تعرف بالسلوك المبني على التجربة والخطأ Trial & error behaviour وهو سلوك تخضع له جميع الحيوانات بما فيها الإنسان إلى حد ما . ولا يحتاج البراميسيوم في تجنبه الأوساط غير المناسبة الدخول فهيا فعلا إذ أن تيار الماء الذي يندفع بفعل الأهداب إلى الميزاب الفمي ينبئ الحيوان عن طبيعة الوسط الآتي منه .

المثال الثاني : الفورتسلا (الحيوان الجرسي) شكل 50 The bell-animalcule (Vorticella)

من الجدير بالذكر أن هذا الحيوان هو أول ما عرف من الحيوانات الأولية إذ اكتشفه ليفنهوك ووصفه سنة 1675 ، وفيه يقتصر وجود الأهداب على منطقة حول الفم .

وتعيش مجموعات منه فوق نباتات الماء العذب وترى بصعوبة بالعين المجردة كزوائد رفيعة بيضاء .

ويشبه هذا الحيوان ناقوس مقلوب ذو يدو طويلة مرنة تشبه الساق . وتثبت قاعدة للساق بالنباتات المائية وتتموج حاملة جسم الحيوان الجرسي (شكل 50) وينقبض الساق أحيانا ليأخذ شكلا حلزونيا شكل 52 (2) . وتعزي قدرته على الإنقباض لوجود خيط متموج قابل للإنقباض يبدو عند الفحص بالقوة المكبرة أنه مخطط .

وللناقوس حاملة سميكة وبوسط السطح العلوي قرص يعرف باسم المنطقة الحولفمية (Peristome) (شكل 51) . وبين الحافة والقرص انفخاض بالجهة اليسرى يؤدي إلى تجويف يعرف بالدهليز (Vestibule) توجد بجانبه فتحة الأست المؤقت ، وتوجد الأهداب في صفين حول بعضهما بطول حافة القرص كما توجد أهداب على جدار الدهليز تلتحم مكونة غشاء متموجا يدفع أجزاء الغذاء نحو الفم . وللحيوان نواة كبيرة على شكل حدوة الفرس ونواة صغيرة بجوارها كما أن به أيضا فراغ منقبض وفراغات غذائية .

وقد تترك الفورتسلا ساقها وتعوم في الماء . وقد تتحوصل أيضا تحوصلا مؤقتا (شكل 53) ويلاحظ أن الأهداب في الفورتسلا دائمة للنشاط وانقبضا الساق مستمر وسريع . وكمعظم الهدبيات فإن للحيوان نواتان أحدهما النواة الصغيرة والأخرى الكبيرة ويوجد كذلك عدة فجوات غذائية منتشرة بالجسم .

التكاثر : تتكاثر الفورتسلا أحيانا بالإنقسام الثنائي الطولي (شكل 54) أما إلى نصفين متشابهين (شكل 52-3) ، 4) يتكون لأحدهما دائرة من الأهداب (شكل 52-5) يسبح بها فترة ثم يستقر في النهاية . وقد يكون الإنقسام غير متساويا (شكل 52-6) فينفصل فرد صغير أو أكثر (إلى 8) تسبح بأهدابها . وقد يقترن فردان كما يحدث في البراميسيوم إلا أن الإقتران هنا يتم بين أحد الأفراد الصغيرة وفرد كبير طبيعي (شكل 52-7) كما أن الفرد الصغير يهلك إذ يمر أندوبلازمه بأكمله إلى الفرد الكبير .

المثال الثالث : هدبيات مستقيم الضفدعة :

تقضي أغلب الهدبيات حياتها سابحة في الماء أو المتصلة بنبات عائم كما في الفورتسلا ولكن هناك البعض الآخر يعيش داخل القناة الهضمية للحيوانات المختلفة وهذه الهدبيات المتطفلة قد تكون نافعة وقد تكون ضارة . ويعيش داخل مستقيم الضفدع بعض هذه الهديبات . فلو أخذت مستقيم ضفدعة وأفرغت محتوياته في محلول ملحي (67%) وفحصت عينه من ذلك المحلول تحت المجهر لأمكنك التعرف على عدد من الهدبيات التي تعيش في المستقيم نذكر منها : (أ) النيكتوثيرس Nyctotherus (شكل 55) حيوان هدبي كبير الحجم يشبه حبة الفاصوليا في الشكل وبه فجوتان منقبضتان في الأكتودرم المغطى بالأهداب . ويلاحظ وجود دهليز في وسط السطح المقعر . وعند نهاية الطرف الخلفي بالأندودرم يوجد فتحة دائمة هي الإست الدائم .

(ب) البالانتيدينم Balantidium (شكل 56) : جسم الحيوان بيضاوي الشكل وأصغر حجما من النوع السابق كما أن به دهليز عند الطرف المدبب وبه فجوات منقبضة وفجوات غذائية ويوجد به نواتان أحدهما كبيرة والأخرى صغيرة كما يوجد إست دائم في نهاية طرف الجسم والحيوان يتحرك بواسطة الأهداب التي تغطي كل الجسم .

الأوبالينا Opalina (شكل 57) أصغر الأنواع السابقة وهو عديم الفم والمريء أي لايلاحظ فيه فم أو مريء كالنوعين السابقين ، وكذلك عدم وجود الفجوات المنقبضة ولكنه يحتوي على عدة أنوية منتشرة في الجسم والجسم مغطى بأهداب متساوية الطول . ونوع الأوبالينا يسبب في الإنسان إسهالا .

تقسيم تحت شعبة حاملة الأهداب :

تشمل هذه التحت شعبة طائفتان : طائفة الهديبات Class Ciliate طائفة الهديبات الماصة Class Suctoria طائفة الهديبات : Class ciliate

وتتميز بوجود أهداب طوال حياتها وبعدم وجود لوامس (tentacles) بها وتنقسم إلى تحتطائفتين : تحتطائفة الهدبيات الأولية Subclass Protociliata وتشمل هدبيات متطفلة ليس لها فم (سيتوستوم) وقد تحتوي على نواتين أو أنوية عديدة متشابهة ومن أمثلتها Opalina . تحتطائفة الهديبات الحقيقية Subclass Euciliata وتشمل أربع رتب هي : 1- رتبة كاملة الأهداب Holotricha وأهدابها صغيرة متساوية مرتبة في صفوف طولية ولها بلعوم وغشاء متموج مثل البراميسيوم . 2- رتبة المختلفة الأهداب Heterotricha أهداب الميزاب الفمي فيها طويلة مرتبة في حلزون في اتجاه عقرب الساعة أما باقي الجسم فتغطيه أهداب صغيرة ولها بلعوم وغشاء متموج مثل Stentor, Nyctothetrus وغيرها . 3- رتبة التحتية الأهداب Hypotricha وهي مفلطحة من الظهر للبطن ولها بلعوم بطني وغشاء متموج والأهداب مقصورة على السطح البطني والحلزوني الفمي للأهداب فهيا في اتجاه عقرب الساعة . مثل Stylonychia . 4- رتبة الحافية الأهداب Peritricha وهي هديبات مثبتة لها بلعوم وغشاء ،5- والأهداب الفمية حافية تتجه في عكس اتجاه عقرب الساعة وبقية الجسم خال من الأهداب مثل الفورتسلا .

طائفة الهديبات الماصة Class Suctoria الهدبيات الماصة أوليات تتميز أطوارها اليافعة بأنها غير متحركة لاتحمل أهداب ولكنها تحمل لوامس Tentacles وتتميز بعدم وجود فم Cytostome .

أما أطوارها الصغيرة فتسبح في الماء بواسطة الأهداب . أما الحيوان اليافع فيلتصق بالأجسام بالتي بالماء بواسطة ساق Stalk أو قرص Disc وجسمها محاط بجليد ولوامسها إما مدببة أو ينتهي كل منها بماص يستعملها الحيوان في القبض على فريسته من الهديبات الصغيرة التي تمر بجواره وهي تتحرك في الماء .

ويتم تكاثرها بالإنشطار أو التبرعم وتسبح الصغار في الوسط الموجود به بواسطة الأهداب ثم لاتلبث أن تستقر وتفقد الأهداب ويتكون لها لوامس عندما تكبر .

وتعيش هذه الحيوانات في الماء العذب أو الملح والقليل منها متطفل .

تحت عالم الميتازوا Subkingdom Metasoa

فروع البراوزا Branch Parazoa

شعبة وطائفة الإسفنجات Phylum & Class Porifera

عرف قدماء الأغريق الإسفنج وكانوا يستخدمون هيكله في الإستحمام لتنظيف أجسادهم وفي تنظيف المناضد وغيهرا ، كما كانوا يبطنون به خوذاتهم ، دروعهم وشكل منه الرومان فرش الطلاء ، بالبوية كما كانوا يثبتونه في أطراف العصى ليستخدموه في مسح البلاط ، وكانوا يستخدمون بعض أنواعه أحيانا كأكواب الشراب . ويستخدم الإسفنج في وقتنا الحاضر في أغراض شتى وأصبت صناعة صيد الإسفنج صناعة رابحة ، ومياه مصر الإقليمية من أغنى المناطق بالإسفنج إذ تمتد مناطقه من أبى قير شرقا إلى السلوم غربا . والإسفنج المصري من أجود أنواع الإسفنج ومنابته من أجود منابت الإسفنج في العالم . وكان صيد الإسفنج المصري إلى عهد قريب يقوم به صيادون أجانب وقد تنبهت مصر إلى ضرورة الإهتمام بهذه الصناعة وتمصيرها . ويعيش الإسفنج المصري على عمق 50 مترا مثبتا على الصخور . ويجنى بقطه كما يجنى الزراع زرعه . ويقوم بالجني غطاسون وقد يبقى الغطاس أكثر من 40 دقيقة في جهاز الغطس . ويبدأ موسم الصيد في شهر مايو في الشرق ثم يتجه إلى الغرب حيث ينتهي في شهر أكتوبر .

ويبدو حيوان الإسفنج عند استخراجه من الماء كقطعة كبد نيلة لزجة ثم يبدأ في تنظيفه بأن : (1) يترك على ظهر السفينة قليلا حتى يموت . (2) يوضع في الماء معلقا بحبال مشدودة على جانب السفينة فتتعفن للمادة البروتوبلازمية . (3) يضرب بالعصى لاستخراج بقابا المادة الحيوانية منه . (4) يعرض للمشس والهواء حتى يجف . (5) يغسل بمحاليل كيميائية تكسبه اللون الأبيض المائل للصفرة (6) يقطع إلى قطع مناسبة حسب احتياجات السوق . ويصاد في مصر ثلاثة أنواع هي أجود الأنواع وهي : الهاني كومب : Honey Comb (قرص شمع العسل) . واسمه العلمي : Hippospongia equine يمتد في المنطقة من سيدي عبدالرحمن إلى مرسى مطروح . التركي كاب : Turkey Cup (الفنجان التركي) . واسمه العلمي Euspongia officinalis يوجد في المنطقة الممتدة بين الإسكندرية وسيدي عبدالرحمن . الزيموكا euspongia Zimokea ينتشر في المنطقة الممتدة من مرسى مطروح إلى السلوم .

ويعتبر الإسفنج المصري بأنواعه الثلاثة من أرقى الأنواع في العالم ، كما أنه أول اسفنج غزا أسواق أوروبا واليابان وأمريكا .

وينمو الإسفنج ملتصقا بالصخور في الماء ويبدو للفاحص العادي وكأنه نبات . وكان الإسفنج قديما يعتبر حيوانا حينا ، ونباتا حينا آخر كما أنه اعتبر في وقت ما كمادة غير حية ناشئة عن إفراز الحيوانات التي تعيش داخل تجاويف الإسفنج .

وفي عام 1857 عرفت طبيعته الحيوانية حيث شوهد الماء وهو ينقذف من الإسفنج خارجا من فتحة واسعة أو أكثر في قمته كما لوحظ دخول الماء إلى جسم الإسفنج من فتحات دقيقة عددية منتشرة على سطحه (شكل 58) . فالإسفنج أشبه شيء برمشح حي يتغذى على الأحياء الدقيقة التي تدخل جسمه مع الماء من الفتحات الدقيقة ثم يقذف الحيوان بالماء الخالي من الغذاء من فتحته الواسعة . وقد أطلق اسم المثقبات على الإسفنج بالنسبة للثقوب العديدة التي يحملها .

والحيوانات الأولية التي درسناها كان جسمها عبارة ، كتلة بروتوبلازمية ميكروسكوبية أما الإسفنجات فجسمها الكبير أشبه بكتلة بروتوبلازمية ضخمة لكن البروتوبلازم الذي يكونه قد انقسم إلى عدة وحدات بروتوبلازمية ميكروسكوبية هي المعروفة بالخلايا .

وهذا الإنقسام ضروري بل وحتمي في الحيوانات الكبيرة الحجم لأن انتشار الأكسيجين والمواد اللازمة لعمليات التحول الغذائي عملية في غاية من البطء فلو بقى بروتوبلازم الحيوان الكبير كتلة واحدة لم تستطع أجزاؤها الداخلية الحصول على الأكسيجين والتخلص من المواد التالفة بالسرعة الكافية التي تمكنها من البقاء على قيد الحياة . أما انقسام البروتوبلازم إلى خلايا فيسمح بتكوين فراغات بينهما وهذه الفراغات تزيد من مساحة السطح المعرض للبروتوبلازم الذي تنتشر منه المواد المختلفة والأكسيجين .

كما أن هذا التكوين الخلوي يقلل من المسافة التي تقطعها تلك المواد عند انشتاهرا لأن هذه المواد تصل عن طريق الماء إلى كل خلية من الخلايا تقريبا . ويكفي أن نلقي نظرة على الشكل الموضح لتركيب الإسفنج البسيط لندرك بسهولة أن سطح البروتوبلازم المعرض للماء نتيجة التقسيم الخلوي أكبر بكثير من سطح البورتوبلازم لو بقى كتلة واحدة غير مقسمة . فكبر الحيوان في الحجم متوقف على تجزئة البروتوبلازم إلى خلايا للسبب الذي ذكرناه ولسبب آخر هو أن البروتوبلازم هلامي القوام فتضخم كتلة البروتوبلازم لن يسمح للحيوان بأن يكون له شكل ثابت أو قوام معتدل . أما التقسيم الخلوي فيمكن هذه الوحدات الميكروسكوبية أن تأخذ أشكالا متنوعة خصوصا إذا ما كونت لنفسها دعامة هيكلية وفي الكائنات الأولية كذلك ينحصر التخصص في اجزاء البروتوبلازم الذي يكون الجسم والتي تقوم بجميع وظائف الحياة وبذا كانت الأوليات محدودة في تخصصها كما هي محدودة في حجمها .

فمستوى تركيب الجسم في الأوليات لايتعدى الكتلة البروتوبلازمية الميكروسكوبية ، أما أبسط أنواع الحيوانات العديدة للخلايات وهي الأسفنج فمستوى تركيب الجسم فهيا هو المستوى الخلوي الذي لايحتم على كل خلية من خلاياا لجسم القيام بجميع وظائف الحياة ، بل إن الخلايا المختلفة تصبح متخصصة في نواحي مختلفة وبذا يكون الحيوان عديد الخلايات عبار عن مجموعة من خلايا اشتراكية النزعة تتعاون فيما بينها لما فيه مصلحة الحيوان الذي تكونه . فتقوم مجموعة منها بالتغذية ومجموعة أخرى ينقل هذه الأغذية وثالثة بالوقاية وأخرى بالدعامة والتكاثر إلخ . وتوزيع العمل بين خلايا الجسم بهذه الطريقة يزيد من كفاية الحيوان كما يزيد من إمكانياته لاستغلال مصادر من الطاقة ليست في متناول الأوليات . وتخصص الخلية يفقدها القدرة على القيام ببقية وظائف الحياة وبذا تصبح غير قادرة على الحياة مستقلة عن غيرها .

وتختلف شعبة الإسفنجيات عن غيرها من الحيوانات عديدة الخلايا في أنها خالية من أي أثر لأعصاب مما يجعل خلاياه العديدة غير مترابطة مع بعضها لتتعاون على تأدية وظائف الحياة على أكمل وجه ، بل تكاد تكون كل خلية مستقلة في عملها عن الأخرى .

وأغلب الإسفنجيات حيوانات بحرية والقليل منها يقطن المياه العذبة حيث تعيش مثبتة وتنتشر من مكان لآخر لأن يرقاتها مهدبة نشيطة الحركة . وتضم الإسفنجيات من الأنواع المختلفة الشكل واللون والتركيب نحوا من 5000 نوع فمنها ما يشبه الصفائح أو الكؤوس أو الشجيرات أو القباب ومنها ما لايتخذ شكلا معينا كما يختلف أيضا في الحجم فمنه مالايزيد حجمه عن رأس الدبوس ومنها ما يصل قطره إلى ثلاثة أقدام . وفي اللون يختلف من الأبيض والرمادي إلى الأصفر والبرتقالي والأحمر والأسود . وقد يكون اللون أخضرا وذلك لوجود بعض الكائنات الدقيقة كالطحالب التي تعيش معيشة تكافلية مع الإسفنج . ولمعرفة تركيب الإسفنجيات سندرس مثلا بسيطا منها وهو ليوكوسولينيا Leucosolenia (شكل رقم 59) .

يعيش هذا الحيوان مثبتا على صخور شواطئ البحر تحت خط المد مباشرة ويتركب من أنابيب أفقية تبرز منها أفرع عمودية . ولكل فرع ثقب عند قمته ، فويهة ، (Osculum) وتخرج من جوانبه براعم للتفرع . والأفرع وفريعاتها كلها مجوفة بها تجويف معدي متصل بتجويف الأفرع الأفقية ، وتكون هذه الكتلة مستعمرة من حيوانات الإسفنج .

وكل جزء له فتحة فمية يعتبر حيوانا إسفنجيا . وإذا فحصنا فردا صغيرا وجدنا أن سطح جسمه يخترقه عدد كبير من الثقوب (Ostia) يدخل منها تيار الماء محملا بالأكسيجين والكائنات الدقيقة التي يتغذى علهيا الحيوان ليصل إلى الفراغ المعدى ، ثم يخرج هذا الماء من الفتحة العليا (الفويهة) وعلى ذلك تكون الثقوب الجانبية فتحات إدخالية (شهيقية) والفتحة العليا فتحة إخراجية (زفيرية) . وتحاط هذه الفتحات بخلايا عضلية Myocytes منقبضة تستطيع قفل الفتحات عند انقباضها وهي تتأثر بالحوافز مباشرة لعدم وجود أعصاب أو خلايا حسية .

تركيب الجسم : ويتركب جسم الحيوان من الطبقات الآتية (شكل 60) : طبقة جلدية طلائية Dermal eqithelium تتكون من خلايا رقيقة مفلطحة تطلى السطح الخارجي للجسم وتشبه الخلايا الطلائية في شكلها ولها القدرة على تغيير شكلها (شكل 61 هـ) . طبقة مبطنة للتجويف المعدي gastral Laver تتكون من خلايا مستديرة تحمل كل منها سوطا وتحاط قاعدة سودية بطرق من السيتوبلازم ولذا تعرف هذه الخلايا المطوقة Choanocytes (شكل 61 و) وهي مرصوصة بجوار بعضها دون أن تتلامس وتبطن التجويف المعدي عدا مسافة قصيرة عند فتحة العليا . طبقة الميزنشيم (mesenchyme layer) محصورة بين الطبقتين السابقتين وتتكون من مادة هلامية ينتشر بها عدد من الخلايا الأميبية (شكل 61 ز) والأشواك الحيرية ذات الثلاث أذرع ومعظم خلايا هذه الطبقة تدخل في إفراز الأشواك وتسمى بالخلايا الهيكلية شكل 61 ح فتتجمع كل ثلاثة منها لتفرز شوكة ثلاثية إذ تفرز كل خلية منها فرعا من هذه الأفرع الثلاثة وقد تبرز الأشواك خارج الجسم فيبدو الحيوان وكأنه محاط بأهداب .

أما الخلايا الأخرى فهي خلايا متجولة أميبية الشكل تسمى Archaeocytes يتحول بعضها إلى خلايا تناسلية تتحول إلى بويضات أو حيوانات منوية . وبعض الخلايا المتجولة غذائي يتولى نقل إلى المواد الغذائية من جهة إلى أخرى كما يتولى نقل الفضلات .

ويوجد بين الخلايا الجلدية خلايا كبيرة تعرف بالخلايا الثقبية Porocytes أو المسامية (شكل 61 أ) وهي مخروطية الكشل تمتد خلايا الطبقة الهلامية وتخترف الطبقة الداخلية حتى التجويف المعدي وتكون قاعدة المخروط إلى الخارج ويخترق كل خلية منها ثقبة وهو أحد الثقوب الشهيقية Porocytes ويحيط بهذه الخلايا خلايا عضلية (شكل 61 ج) . وليس بجسم الإسفنج أعصاب ولا خلايا حسية . التنفس يحدث مباشرة بالإنتشار من جميع خلايا الجسم .

التغذية تسبب حركة سياط الخلايا المطوقة إحداث تيار الماء الداخل من الثقوب الشهيقية والخارج من الزفيرية وتلتهم الخلايا المطوقة الكائنات الدقيقة الموجودة في الماء وتهضمها في فراغات غذائية كما تلفظ بقايا الهضم . ويقال أن الغذاء يلتصق بالطوق وتحمله حركات جزيئات الطوق المتجهة من داخل الطوق إلى خارجه ، إلى قاعدة الطوق من الخارج حيث يقوم البروتوبلازم بحبس الغذاء في فراغات غذائية . وتزور الخلايا الأميبية الخلايا المطوقة لتحمل منها الغذاء المهضوم وتوزعه على أجزاء الجسم .

التكاثر يتكاثر الحيوان تزاوجيا ولاتزواجيا علاوة على أن الحيوان إذا قطع إلى جزئين استكمل كل نصف بقية الجسم . وإذا فصلت خلايا الحيوان عن بعضها وتركب بجوار بعضها تجمعت ونمت وكونت حيوانا جديدا . فلو أخذنا قطعة الإسفنج الحي وضغطناها خلال قطعة من الشاش فإن الخلايا التي تمر خلال ثقوب قطعة الشاش سرعان ما تتجمع مع بعضها وتكون كتلة صغيرة عن الخلايا تبدأ في النمو وتكون إسفنجا جديدا . (شكل 62),

ويحدث التكاثر اللاجنسي بتكوين براعم جانبية تكون أفرادا جديدة في المستعمرة أو تنفصل . وقد يحدث التكاثر في بعض أنواع إسفنج المياه العذبة بتكوين بارع داخلية تعرف بالدريرات أو الجميولات gemmules (شكل 63) وتتكون الجميول من مجموعة من الخلايا المتجولة في الطبقة الهلامية التي تحثط نفهسا بقشرة كيتينية مقواة بأشواك (شكل 63) . وتتكون هذه الجميولات في الصيف والخريف وتسكن في الشتاء ثم تنشط في الربيع فتنمو وتكون إسفنجا جديدا .

أما التكاثر الجنسي فيتم تكوين الحيوانات المنوية والبويضات (شكل 64) من الخلايا الأميبية المتجولة (archaeocytes) ويتكون النوعان في الإسفنج الواحد إلا أنها تنضج في أوقات مختلفة . والحيوان المنوي له رأس كمثرية الشكل وذيل طويل متحرك (شكل 64-أ) أما البويضة فكبيرة مستديرة (شكل 64-ب) . وبعد الإخصاب تتغلف البويضة المخصبة في حوصلة متكونة من خلايا متجاورة . ثم يبدأ الإنقسام والنمو وتكون يرقة حرة متحركة (شكل 64- ح) توالى نموها حتى تكون الحيوان الكامل . ويختلف شكل اليرقة في الحيوانات الإسفنجية المختلفة .

والنوع من الإسفنج الذي وصفناه هو أبسط الأنواع تركيبا ويعرف بالأنموذج الأسكوني (Ascon Type) (شكل 65) . ويتعقد تركيب الإسفنج في أنواع أخرى . ويكون الغرض من التعقيد هو زيادة السطح المعرض للماء كما يتضح من الأنموذجين الآتيين :

الأنموذج السيكوني (Sycon Type) (شكل 66) في هذا النوع ينثنى جدار الحيوان عدة مرات مكونا زوائد أصبعية الشكل منتظمة الترتيب (شكل 67) تتلامس في بعض أجزائها ولكنها تترك بينها قنوات تعرف بالقنوات الشهيقية (Inhalant Canals) أما المقصورات الناتجة عن انثاء الحيوان فتعرف بالقنوات الشعاعية (Radial canals) أو (السوطية) وتبطن بالخلايا المطوقة . أما التجويف الأصلي للحيوان فيبطن بخلايا طلائية كالسطح الخارجي للحيوان . ويدخل الماء من الثقوب إلى القنوات الشهيقية ، ثم من الثقوب الموجودة بهذه القنوات إلى القنوات الشعاعية ومنها إلى التجويف الأصلي للحيوان ثم يخرج عن طريق الفتحة العليا أي الفتحة الزفيرية (osculum) .

الأنموذج الليكوني (Leucon Type) (شكل 68) في هذا النوع ينثني الجدار مرة أخرى وبدلا من أن تؤدي القنوات السوطية (الشعاعية) إلى تجويف الجسم مباشرة فإنها تتصل به عن طريق قنوات زفيرية تبطنها خلايا بلاطية . وفي هذا النوع قد تكون القنوات السوطية صغيرة كرية الشكل مكونة حجرات سوطية ، كما تحدث تعقيدات أخرى في تركيب الجدار ، فتمسك الطبقة الهيكلية وتتكون طبقة حول القنوات الشهيقة تعرف بالقشرة تتفرغ فيها هذه القنوات . وتحتوي هذه الطبقة على خلايا ضامة متفرعة .

هيكل الإسفنج : يختلف هيكل الإسفنج في الأقسام المختلفة ، فقد يتكون من أشواك جيرية أو سليسية او من ألياف قرنية من مادة تعرف بالإسفنجين (sponging) تشبه إلى حد ما في تركيبها الحرير . وقد يكون الهيكل مزيجا من المادة الإسفنجية والمادة السيليسية وقد ينعدم الهيكل كلية . ويحتوي الإسفنجين نسبة كبيرة من اليود ويتكون من ألياف دقيقة تتفرع وتتشابك مع بعضها لتكون خيوطا مطاطة تدعم جسم الحيوان . وتفرز المادة خلايا خاصة تعرف الخلايا الإسفنجية (Spongioblasts) وقد توجد مادة الإسفنجين على شكل أشواك (شكل 69) ويختلف شكل الأشواك السيليسية في أنواع الإسفنج المختلفة . بل قد يوجد في النوع الواحد أكثر من شكل واحد من الأشكال . وقد يحل محل الأشواك أجسام صلبة أخرى كحبيبات من الزمل وأصداف حيوانات أولية أو أشواك إسفنج أخرى .

نشاة الإسفنج : ويعتقد أن الإسفنجيات نشات عن تطوير حيوانات وحيدة الخلية غير التي أعطت بقية الحيوانات عديدة الخلايا الأخرى ويعتقد أنها نشأت عن تطور السوطيات المطوقة (Coanoflagellates) ولبساطة الإسفنجيات يعتبرها البعض تحت عالم مستقل يعرف بالحيوانات البعدية الأولية أو الشبهبعدية (Parazoa) ووضعت كل الإسفنجيات في شعبة واحدة مستقلة سميت بالمساميات (Porifera) وليس هناك ما يدل على أن الإسفنجيات تطورت إلى حيوانات أخرى أرقى منها . وليس معنى ذلك أنها فرع فاشل إذ أنها وفيرة واسعة الإنتشار . وخطة الإسفنج هي كما قلنا الخطة الخلوية ، أي تكون الجسم من خلايا منوعة غير مرتبطة ببعضها على طريق الأعصاب .

علاقة الإسفنج بغيره من الكائنات : في العادة لاتهاجم الكائنات الحية الأخرى الإسفنج لوجود الأشواك به وكذلك لأن الإسفنج يفرز مادة غير مستساغة للحيوانات الأخرى . ولكن بعض القشريات الصغيرة ولاديدان والرخويات والجلد شوكيات والأسماك الصغيرة تحتمي داخل فجوات الإسفنج ، ويعيش البعض الآخر منها معيشة تكافلية كما أن بعض أنواع القشريات مثل بعض السرطانات تقطع أجزاء من الإسفنج وتضعها على جسمها وأطرافها وذلك للتشبه بالإسفنج ومحاكاته إما للإختفاء من الأعداء أو الإفتراس للحصول على غذائها . كما أن علاقة الإسفنج بالإنسان مهمة من الناحية الإقتصادية كما ذكرنا سابقا .

تقسيم الإسفنجيات : تشمل شعبة الإسفنجيات على طائفة واحدة هي طائفة الإسفنجيات التي تنقسم إلى 3 تحت طوائف هامة هي : 1- تحت طائفة الإسفنج الجيري Subclass Calcarea أشواكها جيرية ذات محور واحد أو ثلاثة أو أربعة محاور ، الفتحة الزفيرية فيها تحاط عادة بالأشواك ولا يزيد طولها عن 6 بوصات وتشمل الرتب الآتية : رتبة وحيدة التجويف Order Homocoele جدار الجسم فيها رقيق غير منثني ويحيط بتجويف واحد تحيط به الخلايا المطوقة (الأنموذج الإسكوني) ومن أمثلتها Leucosolenia .

رتبة متباينة التجاويف Order Heterocoele جدار الجسم فيها سميك ومنثني على هيئة نتوءات أسطوانية ، وبذا يتصل التجويف الأصلي بعدد من التجاويف الجانبية (القنوات الشعاعية) والخلايا المطوقة تبطن فقط التجاويف الشعاعية (أنموذج سيكوني) ومن أمثلتها Grantia .

2- تحت طائفة الإسفنج السيليسي سداسي الأشواك Subclass Hexactinellida ، أشواكها سداسية الأذرع وسليسية وهي إسفنجيات معقدة التركيب ويقتصر وجود الخلايا المطوقة فيها على القنوات الراعية ومن أمثلتها (Euplectella) .

3- تحت طائفة الإسفنجيات ذات الهيكل الإسفنجي Subclass Demospongia وتشمل إسفنجيات بعضها عديم الهيكل مثل (Oscarella) وبعضها ذو هيكل إسفنجي فقط مثل إسفنج الإستحمام (Euspongia) أو من مادة سيليسية على شكل أشواك رباعية أو وحيدة الذراع مثل (Spongilla) وتشمل الرتب الآتية : رتبة ذات الأشواك الرباعية Order Tetractinelida أشواكها سيليسية وحيدة المحاور مثل Halisarca ومنها ما هو عديم الأشواك مثل (Geoda) . رتبة ذات الأشواك أحادية المحور Order Monaxonida أشواكها سيليسية وحيدة المحور ومن أمثلتها (Cliona) التي تعيش في المياه المالحة ، (Spongilla) . رتبة ذات الهيكل الكيراتيني Order Keratosa عديمة الأشواك وهيكلها على هيئة شبكةمن ألياف إسفنجينية ولها أشكال مختلفة ، فمنها ورقية الشكل مثل Phyllospongia وغيهرا ومنها عديمة الشكل مثل إسفنج الإستحمام (Euspongia) .

فرع الميتازوا الحقيقية BRANCH EUMETAZOA شعبة الجموفمعويات PHYLUM COELENTERATA أو اللاسعات Cnidaria

تنتمي هذه الشعبة وجيمع الشعب التالية إلى فرع الميتازوا الحقيقية . والجوفمعويات تعيش إما مفردة أو في مجموعات أو في مستعمرات ساكنة أو سابحة حرة وأغلبها حيوانات بحرية والقليل منها تعيش في الماء العذب وهي ثنائية الطبقات أي أن جسمها يتركب من طبقة الإكتودرم من الخارج وطبقة الإندودرم للداخل ويوجد بينها طبقة لاخلوية هلامية هي الهلام المتوسط أو الميزوجلوا . ويدل اسم الشعبة على أن الحيوانات التي تشملها تجويف رئيسي واحد هو التجويف المعوي فكلمة Coelenterata مكونة من Coel (ومعناها جوف) enteron (ومعناه أمعاء) . وبذلك فليس لهذه الحيوانات تجويف سيلومي ولذا تسمى بالحيوانات اللاسيلومية (Acoelomates) ووجود تجويف معوي تتصل بالوسط الخارجي عن طريق فتحة الفم خاصة تشاهد في الجوفمعويات ومايليها من الشعب الحيوانية ومن أجل ذلك يعتقد الجوفمعوفيات على عسك الإسفنج نشأت من نفس الأصل الذي نشأت منه بقية الشعب الحيوانية الأخرى ، هذا فضلا عن أن الجوفمعويات هي أول الحيوانات العديدة الخلايا العصبية التي لاتشاهد في الإسفنجيات . وظهور الخلايا العصبية يؤدي إلى وجود تعاون وظيفي بين خلايا الجسم (Coordination) وإلى تكوين أنسجة وأعضاء وأجهزة إذ أن الجهاز العصبي يربط بين أجزاء الجسم المختلفة ويجعل منها وحدة واحدة متعاونة لما فيه مصلحة الحيوان . وهذه ظاهرة لاوجود لها في الإسفنج الذي تكاد كل خلية من خلاياه أن تكون مستقلة في عملها عن بقية الخلايا . فالإسفنج يصل في تركيبه (كما سبق أن قلنا) إلى مستوى التركيب الخلوي مصحوب بمحاولات بدائية لتكون أنسجة غير مترابطة . أما الجوفمعويات ومايليها فيصل تركيب الجسم فيها إلى مستوى التركيب النسيجي . وتكوين الخلايا لأنسجة مختلفة ميزة تقدمية واضحة ، فمما لاشك فيه أن الخلايا العضلية المتفرقة مثلا لاتحدث بانقباضها سوى حركة ضئيلة أما الخلايا العضلية المتجمعة (النسيج العضلي) فينتج عن انقباضها حركة قوية تمكننا من رفع الأثقال .

والجوفمعويات حيوانات ذات تماثل شعاعي (radial symmetry) أي أن جسمها يتكون من جزء مركزي تتفرع منه أجزاء متماثلة على هيئة أشعة وهذا النوع من التماثل يشاهد في الحيوانات المثبتة التي تعيش في الماء والتي تخضع جميع أجزاء جسمها لظروف متماثلة .

وتضم الجوفمعويات الحيوانات الهيدرية (Hydrozoa) الكأسيات (Schyphozoa) والحيوانات الزهرية (Anthozoa) والجدير بالذكر أن الكثير من هذه الحيوانات كان معروفا من قديم الزمان من عهد أرسطو . وكانت هذه الحيوانات تعتبر كحلقة اتصال بين الحيوان والنبات وكانت تضم إلى مجموعة ما كان يسمىب الحيوانات النباتية ، كالإسفنج وزقاق البحر (Acidia) وغيرها . ولم يتعرف على مميزاتها الحيوانية إلا في القرن الثامن عشر فوضعها أرسطو وغيرها من علماء التقسيم مع الجلد شوكيات في مجموعة الشعاعيات (Radiata) حيث يجمعهما معا التماثل الشعاعي . وفي عام 1847 ضمها Leuchart إلى الإسفنجيات وبقيت كذلك حتى عام 1888 حيث فصلت عن الإسفنج لاختلافها عنه فيما يأتي :- وجود تجوييف هضمي واضح بها . ولوجود خلايا لاسعة بها . ولوجود طور بوليبي بها . كما وأن لها القدرة على إنتاج أطوار تناسلية وأطوار لاتناسلية . والجوفمعويات في مجموعها حيوانات صغيرة الحجم إلا أن بعض المستعمرات الهيدرية يتراوح طولها بين بضع ملليمترات والمترين وأكبرها Cyanea Urtica التي يصل طولها بعض لوامسها إلى عشرة أمتار . وشقائق النعمان يختلف قطرها بين بضع ملليمترات والمتر والبوليب على صغر حجمه تكون هيكله مساحات كبيرة وخاصة في المياه الدافئة .

وسندرس من الجوفمعويات عدة أمثلة للتعرف على خصائصها .

المثال الأول – الهيدرا – (Hydra) : تعيش الهيدرا (شكل 70) في المياه العذبة في المستنقعات والبحيرات والأنهار مثبتة بالصخور أو بالنباتات المائية بإفراز لزج تفرزه قاعدتها القرصية . وهي واحدة من ثلاثة أو أربعة من الجوفمعويات الصغيةر الحجم التي تعيش في الماء العذب .

والهديرا حيوان صغير الحجم يتراوح طوله بين 2-20 مم وهو خيطي الشكل أسطواني مجوف مثبت عند أحد طرفيه المسمى بالقدم أو القرص أما الطرف الآخر فيحمل فتحة الفم (شكل 71) التي يحيط بها دائرة من زوائدفمية تعرف بالأذرع أو اللوامس (tentacles) .

وهي مجوفة ويتصل تجويفها بتجوي الأسطوانة ويتراوح عددها من 4-12 ويقع الفم على قمة ارتفاع يعرف بالمخروط الفمي أو تحتفم (hypostome) وفتحة الفم نجمية الشكل تؤدي إلى التجويف المعوي .

جدار الجسم – (Body wall) : يتركب جدار الجسم من طبقتين خلويتين الخارجية هي الإكتودرم والداخلية الإندودرم وبينهما طبقة هيكلية جيلاتينية هي الميزوجلوا (Mesogloen) أشكاله (71 ، 72 ، 73) .

الإكتودرم : ويتركب من أنواع الخلايا الآتية : (1) الخلايا العضلية الطلائية (Musculoepithelial Cells) (شكل 73) . وتشبه في الشكل المخروط الناقص وتتجه قاعدتها إلى الخارج أما قمتها فتلامس الميزوجلوا (شكل 74- ب) وتحمل امتدادا عضليا عمومديا على الخلية ممتد بمحاذاة طول الحيوان . وانكماش هذه الإمتدادات العضلية يؤدي إلى انكماش الهيدرا بأكملها . ويحاط السطح الخارجي لهذه الخلايا بجليد رقيق كما أنها تحوي نواة كبيرة بيضية الشكل وفراغات مائية . أما الخلايا العضلية الطلائية الموجودة عند القاعدة فهي خالية من الجليد والفراغات . ولكنها على لاعكس تفرز مادة غرائية لتثبيت الحيوان كما أنها تكون أحيانا أقداما كاذبة تمكن الحيوان من الزحف لمسافة بسيطة وتتصل هذه الخلايا ببعضها من الجهة الخارجية .

(ب) الخلايا البينية (Interatitial cells) (شكل 73) : وهي خلايا مستديرة إنشائية غير متخصصة تملأ المسافات التي بين الخلايا السابقة وهي قادرة على التحور إلى أي نوع من أنواع الخلايا الأخرى .

(ج) الخلايا اللاسعة Cnidoblasts (شكل 75-76) : وتوجد بكثرة في الجزء العلوي من الجسم وخاصة على اللوامس ولكنها لاتوجد في القاعدة وكل منها عبارة عن خلية كمثرية لاشكل يبرز من طرفها الخارجي الضيق زائدة صغيرة حساسة تعرف بالزناد (Cnidocil) وبداخل الخلية كيس يعرف بالكيس الخيطي (Nematocyst) وينغمد الطرف الخارجي للخلية داخل الكيس على شكل خيط أجوف (Nematocil) ملفوف لفا حلزونيا داخل الكيس ويمتلئ الفراغ الموجود بين الخيط وجدار الكيس بسائل . وللبروتوبلازم الموجود خارج الكيس خاصية الإنقباض إذا حفز الزناد فيضغط على الكيس مسببا انطلاق الخيط فينفرد كما ينفرد أصبع الجوانتي المقلوب . وينطلق بقوة هائلة يتمكن بها من اختراق جسم الفريسة وحقن المادة السامة له لشل حركته . وينطلق الكيس الخيطي مرة أخرى فقط ويتخلى عنه الحيوان . وتتكون الأكياس الخيطية التي تعرض المستعملة داخل خلايا متخصصة ميزنشيمية .

أنواع الأكياس الخيطية : هناك 4 أنواع من الأكياس الخيطية (شكل 77) : أكياس خيطية ثاقبة كبيرة ذات خيوط مستقيمة ثاقبة (Penetrant) لها خطاطيف عند قاعدتا (ثلاثة كبيرة ومجموعة صغيرة) . وهي أكياس الخلايا اللاسعة السابق وصفها . أكياس صغيرة حلزونية أو لولبية (Volvent) طولها حوالي 9 ميكرون والخيط فيها مقفل عند نهايته وملتف حول نفسه داخل الكيس . ووظيفتها إن الخيط عند انطلاقه يلتف حول الفريسة لشل حركتها وليس لهذا النوع خطاطيف . أكياس صغيرة لاصقة (glutinant) حوالي 7 ميكرون وفيها تكون أطراف الخيوط عند انطلاقها فتعمل على تثبيت اللوامس بالسطح عندما يمشي الحيوان على لوامسه . وليس لهذا النوع خطاطيف . أكياس ملصقة كبيرة 9 ميكرون ذات خيوط عليها شعيرات صغيرة تستطيع اختراق أنسجة الحيوانات الصغيرة للصقها بالهيدرا .

والخطاطيف هي أول مايبرز من الخيط عند انطلاقه فتعمل جرحا في جسم الفريسة ويولج فيه الخيط ويحتوي الخيط سائلا يعمل على تخدير أو قتل الفريسة ويستعمل الحيوان الخلايا اللاسعة ذات الأكياس الكبيرة كأعضاء دفاع وهجوم وتثبيت الخلية اللاسعة بالميزوجلوا بزائدة تخرج من طرفها الداخلي (شكل 78) .

وتوجد الخلايا اللاسعة في اللوامس في مجموعات تعرف بالبطاريات وتتكون البطاقة الواحدة من خلية عضلية طلائية كبيرة تحوي داخلها خلية لاسعة كبيرة وعدد من الخلايات اللاسعة الصغيرة الأخرى . والخلايا اللاسعة تتكون من الخلايا البيئية في الجزء العلوي من الجسم ثم تهاجر إلى مناطق الجسم المختلفة .

(د) الخلايا العصبية (شكل 80 – د) والحسية (شكل 80- ج) : للهيدرا خلايا عصبية صغيرة متفرعة تتصل بفروعها ببعضها لتكون شبكة عصبية (شكل 79) ملاصقة للميزوجلوا وتبعث الشبكة بالألياف العصبية إلى خلايا الجسم . كما أنها تتصل بالخلايا الحسية وهي طويلة رفيعة تمتد بين خلايا الإكتودرم والإندودرم ويبرز طرفها إلى الوسط الخارجي .

(هـ) الخلايا التناسلية وهي موجودة فقط في الأفراد الناضجة وتنشأ من الخلايا البينية بعملية تكاثر خلوي ينتج عنها مبايض أو خصى .

الإندودرم : خلايا طويلة عمادية وتشمل الأنواع التالية : 1- الخلايا الغذائية : (شكل 80- ب)

وهذه هي أكبر خلايا الإندودرم ويحمل طرفها المواجه للميزوجلوا امتدادا عضليا يلتف عرضيا حول جسم الهيدرا . وانقباض هذه الإمتدادات العضلية يؤدي إلى ضيق جسم الهيدرا وزيادتها في الطول .

ويحتوي سيتوبلازم هذه الخلايا الغذائية على فجوات واسعة ويحمل طرفها الملامس للتجويف المعوي سوطا أو أكثر (شكل 74 – أ) وقد لاتحمل أسواطا ويعزي لون الهيدرا إلى مواد ملونة توجد بهذه الخلايا . وفي الهيدرا الخضراء يرجع اللون الأخضر إلى طحلب أخضر Zoochlorella يعيش عيشة تعاونية (symbiosos) مع الهيدرا فيستفيد الطحلب من البقايا الأزوتية وثاني أكسيد الكربون التي تتخلص منها الهيدرا وتستفيد الهيدرا من الأكسيجين الذي يخرجه الطحلب من علمية التمثيل كما تستفيد أيضا بالمواد الكربوايدراتية .

2- الخلايا الغدية (شكل 72) : وتتميز بأن لها ساق طويل ضيق ينتهي بجزء منتفخ مواجهة لتلجويف المعوي وتحوي حبيبات المادة التي تقوم بإفرازها .

وهذه الخلايا الغدية منعدمة في اللوامس وكثيرة العدد في منطقة المخروط الفمي . ويحوي الإندودرم أيضا :

3- خلايا بينية (شكل 80 – أ) وهي شحيحة تهاجر من الإكتودرم .

4- خلايا حسية (شكل 80 – ج) : وهي تشبه مثيلاتها الموجودة في الإكتودرم .

الميزوجلوا : الهلام المتوسط طبقة لاخلوية تتكون من مادة تشبه جيلاتينية تفرزها خلايا الإكتودرم والإندودرم وهي طبقة هيكلية مرنة تساعد الحيوان على استعادة شكله إذا ما انكمش أو انثنى .

التغذية : تتغذى الهيدرا على الكائنات الحيوانية الصغيرة الموجودة حولها كبراغيث الماء والديدان ويرقات الحشرات . ولاتسعى الهيدرا وراء الفريسة بل تثني جسمها وتحرك لوامسها في الماء ، فإذا لامس أحد الحيوانات لوامس الهيدرا انطلقت خيوط الخلايا اللاسعة وغرست في جسم الحيوان لتخديره أو قتله . وتلتف الخيوط الحلزونية على شعره لمسكه ثم تدفعه اللوامس إلى الفم الذي يتسع لإدخاله إلى الفراغ الهضمي حيث تصب عليه الخلايا الغدية إرازها الهضمي الذي يحوي أنزيمات هاضمة للمواد البروتينية والدهنية . ويؤثر هذا الإفراز فيحول الأجزاء القابلة للهضم من جسم الفريسة إلى مستحلب كثيف يحوي أجزاء كثيرة متفتتة . وتقوم الخلايا الغذائية بالتهام هذه الجزيئات بأقدامها الكاذبة لهضمها في فراغات غذائية داخل السيتوبلازم بطريقة الحيوانات وحيدة الخلية . وهذه الطريقة تمكن الهيدرا التي احتفظت بطابع الأوليات في التغذية من أن تتغذى على حيوانات أكبر حجما من التي تتغذى عليها الإسفنجيات إذ أن الحيوانات التي تتغذى عليها الإسفنجيات هي الحيوانات الصغيرة الحجم التييمكن إدخالها في فراغ غذائي داخل الخلية .

وتعمل حركة الأسواط وانقباض الإمتدادات العضلية على تحريك الجزيئات المفتتة من الغذاء في التجويف المعوي وتجويف اللوامس لتوصيل الجزيئات المفتتة إلى جميع الخلايا الغذائية . وتبقى الأجزاء المتخلفة عن الهضم في التجويف املعوي الذي يلفظها إلى الخارج عن طريق تفحة ألف (التي تعمل كفم وإست) بانقباض فجائي لجدار الجسم .

التنفس والإخراج : يحدثان كما في الأوليات عن طريق الإنتشار لأن الهيدرا لاتزال صغيرة الجسم نسبيا ولأن جدارها رفيع مما يجعل كل خلية من الخلايا أو معظمها ملامسا للماء المحيط بالحيوان . وبذا فلا وجود لجهاز تنفسي أو بولي من الهيدرا .

الحركة (شكل 81 ، 82) أنواع الحركة في الهيدرا : تحدث أبسط أنواع الحركة في الهيدرا بظهور أقدام كاذبة من خلايا إكتودرم القاعدة فينزلق الحيوان متحركا حركة بسيطة ، أما الحركات الواسعة النطاق فيحدثها انقباض الزوائد العضلية لكل من خلايا الإكتودرم والإندوجرم ، فيمتد جسم الهيدرا ويميل في اتجاه الحركة وينحني حتى تلامس اللوامس جسما مجاورا و تلتصق به بالخيوط اللاصقة ثم يحدث أحد أمرين فإما أن تتجه القاعدة نحو اللوامس ثم تبتعد اللوامس وهكذا يعرف ذلك بالزحف (Looping) (شكل 81) . أو أن القاعدة تلتف في حركة نصف دائرية حول اللوامس لتثبيت في الناحية الأخرى بعيدا عن مكان التصاق اللوامس ويعرف ذلك بالتشقلب (Somersanlting) (شكل 82) وقد تترك الهيدرا مكان تثبيتها وتسبح بلوامسها وجسمها قليلا في الماء ، كما أن الأنواع الطويلة اللوامس قد تتحرك بأن تثبت اللوامس بأي جسم غريب ثم تشد جسمها نحوها وتدفع به بعد ذلك إلى مكان آخر لتثبت . وقد يترك الحيوان نفسه لفعل حركة الأمواد وبذا يتحرك من مكان لآخر ويمكن أن نلخص طرق الحركة كالآتي :

طرق التكاثر : عندما يتوفر الغذاء وتكون ظروف الهيدرا مناسبة تجدها تتكاثر لاتزاوجيا بالتبرعم (Budding) . وتظهر البراغم على جدار الجسم فوق الثلث الخلفي من الجسم . والبرعم نتوء ناتج عن نمو طبقتي الإكتودرم والإندودرم ، وينمو البرعم تدريجيا في الطول ويظهر له فم ولوامس وتجويف متصل بتجويف الأم . وأخيرا ينفصل البرعم عن الأم بحدوث اختناق عند القاعدة ليعيش مستقلا . وقد يتكون أكثر من برعم واحد في نفس الوقت وقد يتبرعم البرعم قبل انفصاله . وقد تتكاثر الهيدرا لاجنسيا بالإنشطار الطولي إلى نصفين . ويبدأ الإنشطار عند الطرف الفمي ثم يستكمل طل نصف النصف الباقي . وللهيدرا أيضا خاصية تجديد الأجزاء المفقودة (regeneration) ، بحيث لو قطعت الهيدرا إلى أجزاء كثيرة نما كل منها إلى هيدرا كاملة بشرط احتواء كل جزء على طبقتي الإكتودرم والإندودرم . وترجع تلك الخاصية إلى احتواء الهيدرا على خلايا إنشائية غير متخصصة هي الخلايا البينية . واسم هيدرا هو اسم وحش مذكور في القصص الخرافية القديمة وكان له سبعة رؤوس إذا قطع واحد منها تكون بدله رأسين وقد أطلق أحد العلماء الأقدميين اسم هذا الوحش على الهيدرا لهذا السبب .

وتتكاثر الهيدرا تكاثرا تزاوجيا في أوقات معينة من السنة وعلى الأخص في الخريف والشتاء . والخصى والمبايض قد تتكون في حيوان واحد (خنثى) (شكل 83) وقد تتكون من فردين مختلفين تبعا لنوع الهيدرا . وتتكون هذه الأعضاء في الإكتودرم من الخلايا البينية . وقد يتكون في الحيوان الواحد أكثر من خصية في الجزء العلوي من الجسم ولا يتكون إلا مبيض واحد في الجزء السفلي . وفي حالة المبيض تنقسم للخلايا البينية ، فتسبب انتفاخا في الإكتودرم يدفع الخلايا الطلائية العضلية إلى الخارج ، وتكبر إحدى الخلايا البينية وتصبح أميبية الشكل وتلتهم الخلايا البينية الأخرى وتخزن حبيبا من المخ ويزداد تمدد النسيج الطلائي المحيط بها كلما كبر ثم تنضج الخلية البينية وتكون بيضة واحدة محاطة بغلاف جيلاتيني ثم ينفجر الغلاف الطلائي المحيط بها وتتعرض البيضة للماء . وتتكون الخصية أيضا من انقسام الخلايا البينية التي تتكون كل منها خلية منوية تنقسم انقسامين وتكون 4 حيوانات منوية لكل منها رأس كمثري الشكل وعنق وذنب وتكون الخصية انتفاخا كالمبيض . ثم ينفجر الغلاف الطلائي وتنطلق الحيوانات المنوية وتسبح في الماء حتى تصادف البيضة فيخصبها أحدها . والإخصاب عادة خلط ولو أن الإخصاب الذاتي ليس مستحيلا . وتبدأ البيضة المخصبة في افنقسام وتكون بلاستيولا على شكل كرة جوفاء (شكل 84 – أ) جدارها مكن من طبقة واحدة من الخلايا بداخلها تجويف ثم تتكون كتلة داخلية من الخلايا ويصبح الجنين كرة صماء هي الجاسترولا (شكل 84 – ب) وتحاط اليرقة بحوصلة مكونة من غلافين الخارجي كيتيني والداخلي جيلاتيني (شكل 84 – ج) ثم ينفصل الجنين (شكل 84 – د) عن الأم ويسقط إلى لاماء ويبقى ساكنا لعدة أسابيع مثبتا بمادة لزجة بأي شيء في الماء . وعندما يبدأ الفقس تكون الطبقة الخارجية من الخلايا هي الإكتودرم أما الخلايا الداخلية فتكون طبقة مجوفة هي الإندودرم والتجوميف المعوي . ويبرز الجنين من الأغلفة يستطيل جسمه ويبدأ تكون الميزوجلوا من إفراز الإكتودرم والإندودرم وتتكون اللوامس والفم في الطرف الخالص وتنمو الهيدرا الصغيرة بسرعة حتى البلوغ .

سلوك الهيدرا : سلوك الهيدرا أكثر تنوعا وتعقيدا من سلوك الإسفنجيات وذلك لوجود الشبكة العصبية التي تربط خلايا الجسم ببعضها . وهذه الشبكة كثيفة حول الفم عنها في بقية أجزاء الجسم . وليس هناك دليل على وجود مراكز عصبية (مخ) كما هو الحال في الحيوانا الأرقى عن الهيدرا . كما أن التيارات العصبية ليس لها طريق محدد بل تسير في اتجاه فأي تأثير قوي يؤثر على أحد اللوامس بسبب انكماش الحيوان بأكمله لا هذه اللامسة وحدها . والخلايا الحسية تتأثر باللمس وبالمواد الكيميائية التي بالماء وينبعث منها تيار حسي إلى الخلايا العصبية وهذه توصل التيار إلى الأجزاء العضلية لتنقبض أو إلى الخلايا الغدية لتفرز . والشبكة العصبية لاتقوم بنقل وتوصيل التيارات الحسية فحسب ولكنها أيضا تنظم أوجه نشاط الهيدرا ، فمثلا إذا لامس حيوان صغير أحد اللوامس سارعت اللوامس الأخرى إلى معاونته في إمساك الفريسة ودفعها إلى الفم ، الذي يستعد للقاء الفريسة بأن ينفتح وذلك قبل أن يلمس الغذاء الخلايات الحسية التي بمنطقة الفم . فالشبكة العصبية تجعل من آلاف الخلايا التي تكون جسم الحيوان وحدة واحدة . وتتأثر الهيدرا بمؤثرات عدة فتبعتد عن الأجزاء الشديدة الحرارة كما تهاجر من الأماكن السفلى الفقيرة في الأكسيجين إلى السطح حيث يكثر الأكسيجين ، وتتأثر أنواع كثير منها بالضوء فتتجه من الجهات المظلمة إلى الضوء حيث تكثر الحيوانات التي تكون غذاءها ويتغير سلوك الهيدرا بحالتها الفسيولوجية فالهيدرا غير الجائعة تبقى مثبتة مكانها فاردة لوامسها دون حراك . أما الهيدرا الجائعة فتبدي الكثير من الحركة لتكشف لوامسها الغذاء فإن لم تجده تحركت الهيدرا بالطرق السابق ذكرها .

المثال الثاني : الأوبيليا OBELIA (شكل 85) :

الأوبيليا حيوان بحري جوفمعوي على هيئة شجيرات دقيقة متفرعة طولها نحو البوصة (21 سم) وقد تكون بيضاء أو بنية . والحيوان عبارةعن مستعمرة (شكل 85) من أفراد نشأت من فرد أصلي عن طريق التبرعم وبقيت الأفراد الناتجة متصلة ببعضها بدلا من أن تنفصل .

وتعيش هذه المستعمرة ملتصقة بالأعشاب البحرية او الأصداف أو الصخور وتتركب المستعمر (شكل 86) من : محور أفقي يشبه الجذر أو الساق الزاحفة ويسمى بالجذر الهدري (Hydrohiza) . يحمل الجذر الهدى مجموعة من المحاور الرئيسية تتفرع إلى أفرع متبادلة الوضع وينتهي كل فرع بفرد من أفراد المستعمرة ويسمى المحور الرأسي بالساق الهدري (Hydrocaulus) . يشبه أغلب أفراد المستعمر الهيدرا في الشكل ويطلق على كل منها اسم الهدر الزهري (شكل 87) ويحاط كل فرد منها بغلاف قرني زجاجي يعرف باسم الغلاف الهدري (hydrotheca) ، وينتهي الهدر الزهري عند قمته بمخروط فمي محاط بنحو 24 من اللوامس الصماء ويتكون جدار جسم الهدر الزهري من نفس الطبقات التي تكون جدار الهيدرا وبنفس العناصر الخلوية . ويطلق أيضا اسم البوليب (Polyp) على الهدر الزهري الذي يتغذى كالهيدرا تماما . والغلاف الهدري كأسي الشكل زجاجي عديم اللون ويمتد عند قاعدته إلى الداخل ليكون شبه رف دائري (Shelf) ترتكز عليه قاعدة جسم الفرد وبوسطه ثقب لاتصال الفرد بالساق العامة . وإذا أثير الهدر الزهري انكمش بكامل جسمه داخل الغلاف الزهري وتقصر اللوامس وتنطبق على المخروط الفمي . والغلاف يفرزه الإكتودرم ويعد بمثابة هيكل خارجي ، ويحتوي المخروط واللوامس على طبقة من العضلات غير المخططة بين الإكتودرم والميزوجلوا . واللوامس مصمتة كما قلنا مملوءة بصف واحد من الخلايا الإندرودرمية وهي خلايا أسطوانية الشكل كثيرة الفجوات ذات جدر سميكة تعمل كدعامة للوامس . ويحوي الإندودرم في منطقة المخروط الفمي على طبقة من العضلات الدائرية تتشابك مع العضلات الطولية في الإكتودرم وتعمل على انقباض التجويف الفمي . ويتركب الساق وتفرعاته من طبقتين هما الإكتودرم والأندودرم يحيطان بتجويف أنبوبي ضيق يتصل بالتجويف المعوي لكل فرد من الأفراد البوليبية . وتعرف هذه الأسطوانة الحية باللب المشترك (Coenosarc) الذي يحاط بغلاف يسمى بغلاف الساق (Perisarc) يشبه في رتيكبه الغلاف الهدري ويتصل به . يخرج من رابط بعض الأفرع المنتهية بالأفراد البوليبية أفرع ينتهي كل منها بفرد أنبوبي ضيق عديم الفم والملامس ويعرف بالفرد الجرثومي (blastozoid) ويحاط بغلاف يعرف بغلاف المنسل (gonotheca) ويقوم الفرد الجرثومي . بتكوين ما يسمى بالبراعم الميدوزية لأنها تكون أفرادا تعرف بالميدوزات Medusae تنفصل عنه تمام بتكوينها وتخرج إلى الماء عن طريق فتحة في قمة غلاف المنسل .

الميدوزا Medusa (شكل 88 ، 89) : الميدوزا فرد على هيئة مظلة يتدلى من وسط سطحها المقعر يد قصيرة تسمى المقبض (Manubrium) بطرفها فتحة الفم ، واليد مربعة الشكل تؤدي إلى تجويف معوي يخترف اليد ويتفرع عند قاعدتها إلى أربع قنوات شعاعية على أبعاد متساوية من بعضها تتجه نحو حافلة المظلة حيث تفتح في قناة دائرية تسير بمحاذاة الحافة (شكل 89) . ويوجد على الحافة رف صغير يعرف بالقناع (Velum) تخرج منه اللوامس وعددها في الميدوزا الصغيرة 16 ويتضاعف عددها ف يالميدوزا البالغة . ويوجد عند قاعدة ثمانية من اللوامس بما فيه أكياس كرية الشكل تعرف بأكياس التوازن (Statocysts) (شكل 90) . ويحتوي كل منها على حصاة جيرية تحملها زوائد شعرية وهذه هي أعضاء التوازن . ويحيط الإكتودرم بجسم الميدوزا من السطحين العلوي والسفلي كما يبطن الإندودرم تجاويف القنوات وتوجد الميزوجلوا بين الإكتودرم والإندودرم . أما القناع فيتركب من طبقتين من الإكتدودرم بينهما الميزوجلوا . وتتركب اللوامس من نفس الطبقات التي تكون لوامس الأفراد البوليبية وتحوي عددا كبيرا من الخلايا اللاسعة .

وبالرغم من اختلاف الميدوزا عن الفرد البوليبي في الشكل إلا أنهما فردان متماثلان (شكل 91) . فقمة الميدوزا العليا تقابل قاعدة البوليب واليد تقابل المخروط الفمي وإذا تصورنا أن منطقة اللوامس في الفرد البوليبي ضغطت علىش كل طبق حصلنا على شكل يشبه الميدوزا إذا تحول التجويف الداخلي إلى القنوات التي تتكاثر المستعمرة تكاثرا لاجنسيا بالتبرعم وتبقى البراعم دون أن تنفصل لتزيد من حجم المستعمرة .

أما التكاثر الجنسي فتقوم به بالأفراد الميدوزية وهي وحيدة الجنس وتحمل كل منها 4 أجسام بيضية الشكل معلقة بالسطح السفلي واحدة في كل منطقة قناة شعاعية وهذه هي الخصى أو المبايض وتتركب كل غدة تناسلية من طبقة أكتودرم خارجية وطبقة أندودرم داخلية متصلبة بأندودرم القناة الشعاعية المقابلة لها كما أن بها كتلة وسطية من الخلايا تتحول إلى بيض أو حيوانات منوية . وعند نضوج الحيوانات المنوية تسقط في الماء وتسبح حتى تلقح البيض في الماء . وينقسم الزيجوت ويتحول إلى يرقة الكويكبة (البلانيولا) Planula وهي جسم بيضاوي الشكل يتركب من طبقة أكتودرم خارجية مهذبة وكتلة من خلايا الأندودرم الداخلية بوسطها تجويف هو أثر للتجويف الهضمي . ثم تسبح البلانيولا فترة من الزمن وتستقر أخيرا وتتثبت وتتحول إلى فرد بوليبي بسيط له قاعدة وله فم وله رأس في الجهة المقابلة . ويتبرعم هذا الفرد وبتكرار التبرعم تتكون المستعمرة . وتعمل الميدوزا والبلانيولا على انشتار الأوبيليا في مواقع وأماكن جديدة .

ويتمثل في تاريخ الحياة السابق ظاهرة تبادل الأجيال Alterantion of generations فتتكاثر الأوبيليا لاجنسيا بالتبرعم ثم تتكاثر جنسيا بالميدوزرات ويحدث ذلك بالتبادل .

المثال الثالث : الأوريليا Aurelia تعيش الأوريليا في البحار وهي كبيرة الشبه بميدوزا الحيوانات التي ينتمي إلهيا جنس الأوبيليا إلا أن الأوريليا أكبر حجما وأكثر تعقيدا ويعرف هذا الحيوان باسم قنديل البحر . وتوجد هذه الحيوانات إما مجتمعة أو مفردة ويمكن التعرف عليها بمظلتها الجيلاتينية الذي يتراوح قطرها بين 3-12 محدبة من أعلى ومقعرة من أسفل ولكن هذا التحدب أقل منه في حالة ميدوزا الأوبيليا . وحافة الميدوزا محاطة بلوامس حافية قصيرة ومزودة بخلايا لاسعة ومزدحمة فيما عدا 8 مواقع أمام القنوات الشعاعية غير المتفرعة حيث تتحور هذه الملامس إلى أعضاء خاصة حسية معقدة التركيب تقوم بوظيفتي الشم والتوازن يعرف كل منها بالأكياس اللامسة Tentaculary وكل كيس يحتوي الآتي : بقعة عينية ملونة حساسة للضوء . حوصلة توازن بها حويصلات للتوازن أثناء السباحة . زوج من الحفر الحسية واحدة في الوسط وواحدة على أحد الجانبين وهي حساسة للمواد الكيميائية .

ويتدلى من السطح السفلي مقبض قصير جدا يقع في وسطه فتحة الفم . وللفم أربعة أركان وتستطيل الشفاه الممتدة من أركانه الأربعة مكونة أربع فصوص فمية (شكل 94) متدلية بكل منها ميزاب مهدب عميق ولهذه الفصوص تفرعات صغيرة عديدة تتخللها حفر دقيقة ويؤدي الفم إلى جوف معدي (الجوفمعي) مركزي صغير تمتد منه 4 جيوب معدية تتدلى بداخلها خيوط تزيد من مساحة السطح الداخلي للمعدة علاوة على وجود خلايا لاسعة وظيفتها قتل الفريسة التي تبتلع حية . وتحتوي هذه الجيوب المعدية على أربع مناسل تشبه كل منها حدوة الحصان في الشكل وهي ذات لون وردي . ويخرج من جانبي كل جيب معدي قناتان شعاعيتان غير متفرعتين تمتد حتى تصل إلى قناةدائرية تقع عند حافة المظلة . وتمتد من القناة الدائرية الحافية 8 قنوات شعاعية متفرعة منها 4 جنب (جار) شعاعية (Adradial) و4 أخرى شعاعية أصلية (Perradial) وتمتد هذه القنوات الثمانية إلى الداخل تجاه جيوب المعدة . وبذا نلاحظ أن القنوات الشعاعية عددها 16 منها 8 مستقيمة وغير متفرعة تمتد رأسا من المعدة إلى القناة الدائرية ، 8 قنوات أخرى تتفرع عدة تفرعات قبل التحامها بالقناة الدائرية الحافية . وجميع هذه القنوات مبطنة بخلايا هدبية .

ويمر تيار الماء من الفم إلى الجيوب المعدية ومنها إلى الثمانية قنوات الجار شعاعية حيث يكون محملا بدقيقات الغذاء من الأكياس المعدية ومنه إلى القناة الدائرية ويخرج عن طريق الثمان قنوات الأخرى المتفرعة إلى الجيوب المعدية ومنه إلى الخارج .

وللجنس منفصل في هذه الميدوزرات ، والمناسل تقع في الجيوب المعدية وتظهر بلون قرمزي (وردي) بينما يكون مظهر الجسم كله هلامي شفاف . ويوجد تحت كل منسل نقرة تعرف باسم النقرة التحتمنسلية (Subgenital) لتسهيل حصول المنسل على ما يحتاجه من الأكسيجين الذائب في الماء .

تقع المناسل الأربعة في الجيوب المعدية والجنس كما ذكرنا منفصل . وعندما تنضج الأمشاج في المناسل تتمزق من حولها الخلايا الإندودرمية . وتنطلق هذه الأمشاج في التجويف الهضمي فالحيوانات المنوية تسبح إلى خارج الجسم عن طريق الفم لتدخل في ميدوزا أخرى أنثوية (الجنس الآخر) لتلقيح البيض الذي يتجمع في الجيوب المعدية حيث يحدث الإخصاب . أي لاتخرج إلى خارج الجسم كما في حالة الحيوانات المنوية . وعندما يحدث الإخصاب تتحرك الزيجوتات وتستقر في النقر الموجودة في زوائد الفم وتظهر كبقع بيضاء عند فحص تلك الميدوزات . ويحدث إنقسامات عدة حتى طور الجاسترولا ثم تتحول إلى طور مزود بأهداب يعرف هذا باسم الكويكبه أو البلانيولا (Planula) وتسبح هذه اليرقات بواسطة أهدابها بعيدا عن الأم ثم تفقد أهدابها وتهبط للقاع وتثبت نفهسا وتنمو مكونة طورا يعرف بالهدر الأنبوي (Hydrotube) أو الفنجانية (Scyphistoma) وهذا الطور يشبه الهيدرا في مظهره العام إلا أن عدد لوامسه أكثر ويكون له أربع ثنيات طولية في الإندودرم تظهر على هيئة أربع حواجز متعامدة وبارزة في الجوفمعوي . كذلك يتميز هذا الطور بعدم وجود مخروط فمي كما أن فتحة فمه أكثر اتساعا من فم الهيدرا . وقد تنمو قاعدة الهدر الأنبوي مكونة جذر مداده (Stolon) تنمو منه أفراد جديدة بطريق التكاثر اللاجنسي وتنفصل هذه الأفراد الجديدة باستمرار أي لا تتكون مستعمرة مطلقا . وعندما يقترب الشتاء يظهر بجسم الهدر الأنبوي حزوز حلقية متتابعة تزداد عمقا وبذلك تنفصل من الجسم أجزاء قرصية الشكل متتالية وتعرف هذه العملية بالتحزز (Strobilisation) وتقتصر هذه العملية على هذه الحيوانات فقط . وعندما يتخرط الهدر الأنبوبي تنفصل منه هذه الأقراص التي يعرف كل منها باسم الافيرا (Ephyra) وتشبه الافيرا الحيوان اليافع في كثير من الأمور فهي على شكل مظلة صغيرة لها مقبض ولهذه المظلة ثمانية أذرع في كل منه الكيس اللامس . وتنمو الافيرا مكونة الحيوان اليافع ويكون نموها أسرع فيما بين الأذرع . وتظهر كذلك الجيوب المعدية واللوامس ×. وفي تاريخ حياة الأوريليا ظاهرة تبادل الأجيال فيوجد جيلان أحدهما جيل الميدوزات المنتقلة التي تتناسل جنسيا بينما يمثل الهدر الأنبوي الجيل اللاجنسي حيث ينقسم مكونا الافيرات ويلي الجيلان كلا منهما الآخر .

الفرق بين الهيدرا – الأوبيليا – الأوريليا

الهيدرا : حيوان بسيط التركيب لايوجد في تاريخ حياته طور مدوزي . الأوبيليا : بها الزهور الهدرية وهي تشبه كثيرا الهيدرا وتظهر الميدوزالا لأول مرة في الأوبيليا ويوجد بها تبادل أجيال . الأوريليا : بها الهدر الأنبوبي ولكن الحيوان اليافع علىش كل ميدوزا . والميدوزا هي الأهم لأن الأنبوب الهدري صغيرا جدا في الحجم ويستمر مدة بسيطة في تاريخ حياة الحيوان ، ويوجد هنا تبادل أجيال .

وتشترك الأوبيليا والهيدرا في كثير من الصفات فالجسم فيهما يكون من طبقتين من الخلايا بينهما الميزوجلوا . وبكل من الهيدرا والأوبيليا بوليب (Polyp) به فتحة واحدة تقوم مقام الإست والفم كما أن الجسم ذو تماثل شعاعي . وبكل منها عدد من اللوامس (بها خلايا لاسعة) تحيط بفتحة الفم ، والتجويف الداخلي في كل على شكل كيس يعرف بالجوفمعوي ولكن الهيدرا تختلف عن الأوبيليا في كثير من الصفات منها : الهيدرا يعيش في الماء العذب بينما تعيش الأوبيليا في المياه المالحة أي في البحار . تعيش الهيدرا منفصلة أما الأوبيليا فتكون مستعمرات . وتتصل جميع أفراد المستعمرة بواسطة اللب المشترك . والأفراد في هذه المستعمرة على نوعين الزهور الهدرية والأعواد الجرثومية حاملة الميدوزات . عدد لوامس الهيدرا يتراوح بين 6-8 أما لوامس الأوبيليا فعديدة . اللوامس في الهيدرا بها تجويف متصل بالتجويف المعوي ، أما في الأوبيليا فاللوامس مصمتة (لا فراغ فيها) . تظهر الخلايا التناسلية في الهيدرا في موضعين فقط مكونة الخصية والمبيض وفي الأبيليا لاتتكون الخلايا التناسلية بجسم الهدر الزهري ولكنها تنشأ بالميدوزات التي تنتجها الأعواد الجرثومية . لايوجد أعضاء حس بجسم الهيدرا أما في ميدوزا الأوبيليا فإنه يوجد ثمانية حويصلات خاصة بالتوازن . لايوجد في حياة الهيدرا تبادل أجيال لكنه موجود في الأوبيليا .

وتشترك كلا من الأوبيليا والأوريليا في صفات منها أن حيوان الأوريليا يشبه مدوزا الأوبليا ، لكن الأوريليا أكبر حجما وأكثر تعقيدا . ويحدث في كلا من ظاهرة تبادل الأجيال ولكن منها لوامس لاسعة وهناك بعض الإختلافات بينهما منها : الطور الميدوزي في الأوريليا كبير جدا بالنسبة للطور الهدري (الهدر الأنبوي) بينما الطوران في الأوبيليا متماثلين تقريبا ويستمران في حالة الأوريليا مدة قصيرة جدا . في الأوريليا توجد الغدد التناسلية في الأندودرم بينما تقع بالقرب من الإكتودرم في حالة الأوبيليا . تنطلق الأمشاج وهي الخلايا التناسلية الناضجة – (بيض أو حيوانات منوية) في الجوفمعوي في حال الأوريليا بينما تنطلق إلى لاماء مباشرة في حالة الأوبيليا وذلك بعد تمزق الخلايا الإكتودرمية مباشرة . في الأوريليا توجد خيوط معدية في طور الميدوزا وكذلك حواجز طولية في طور الفنجان الهري ولاتوجد مثل هذه الزوائد في الأوبيليا . لايوجد تحت فم في الطور الهدري في الأوريليا بينما يوجد بوضوح في الهدر الزهري في الأوبيليا . للأوريليا 16 قناة شعاعية (منها 8 متفرعة ، 8 غير متفرعة) لكنها في الأوبيليا بسيطة التركيب وعددها 4 فقط . أعضاء الحس في الأوريليا عبارة عن لوامس متحورة تقوم بوظائف حفط التوازن واللمس والشم أما في حالة الأوبيليا فهي حويصلات بسيطة لاعلاقة لها باللوامس وتقوم بوظيفتي التوازن والسمع فقط . تنشأ الميدوزات في الأوريليا بواسطة عملية التخريط بينما في الأوبيليا تنشأ بعملية تبرعم عادية تحدث في أجزاء خاصة من المستعمرة هي الأعوام الجرثومية . الطور الهدري في الأوريليا لايكون مستعمرة إطلاقا لكنه في الأوبيليا معقد التركيب ويتخذ شكل مستعمرة من أفراد مختلفة .

المثال الرابع – المرجان : المرجان من الحيوانات الجوفمعوية ويوجد على هيئة مستعمرات كبيرة تنشأ من تكاثر الحيوان المستعمر بواسطة التبرعم وبقاء البراعم متصلة بالأصل .

ويختلف المرجان عن الهيدرا في أن المنطقة الفمية في المرجان تمتد إلى الداخل على هيئة أنبوبة تؤدي إلى التجويف الداخلي وتعرف بالمريء ، وتجويف الجسم في المرجان مقسم إلى عدة غرف بواسطة حواجز مساريقية تبدأ من جدران الحيوان وتمتد إلى المركز بطول الجسم ولاتتقابل الحواجز إلا في منطقة المريء حيث تتصل بجداره .

ومن أبسط أنواع المرجان مرجان السيونيوم (Alcyonium) (شكل 96) ولهذا الحيوان ثمانية لوامس ريشية تحيط بالفم ويوجد على اللوامس خلايا لاسعة تشبه مثيلتها في الهيدرا . ويؤدي الفم إلى مريء (شكل 97) ويوجد في جدار المريء (شكل 98) ميزاب مهدب (Sipbonoglyph) بطني الوضع .

التركيب : ينقسم تجويف الجسم إلى ثمانية غرف بواسطة ثمانية مساريقا تمتد من جدار الجسم إلى المركز . ويخرج من أعلى كل غرفة لامس يتصل تجويفه بتجويفها وبذلك يكون عدد اللوامس مساويا لعدد المساريقا والغرف . وتحمل المساريقا عضلات قابضة (شكل 98) متجهة صوب الميزاب المهدب وتنتفخ خلايا الأندودرم عند أطراف المساريقا الحرة وتتحول إلى خلايا إفرازية تفرز عصارات هضمية في ستة من المساريقا وتعرف هذه بالمساريقا الغدية . وتظهر الخلايا الغدية على هيئة خيوط تحملها المساريقا تعرف بالخيوط المساريقية (شكل 97) . والمسراقان الظهريان طويلان مهدبان وغير غديين ووظيفتهما تنفسية إذ تحدث الأهداب تيارا من الماء إلى أعلى .

ويتكون جدار الجسم من طبقة الإكتودرم وميزوجلوا سميكة وطبقة الإندودرم (شكل 98-99) ويوجد بالميزوجلوا خلايا هيكلية تفرز شويكات كلسية .

التغذية : يتغذى الحيوان على الكائنات الحية الصغيرة فعندما يقتنص الفريسة يدخلها من الفم إلى المريء ثم تجويف الجسم وتمسك المساريقا الثمانية بالفريسة ثم تفرز الخلايا الإفرازية عصارات هضمية تعمل على تجزئة الفريسة إلى أجزاء صغيرة تلتهما الخلايا الأندودرمية التي تغطي المساريقا لإتمام هضمها داخلها .

التنفس : تحدث أهداب الميزاب تيارا من الماء إلى داخل تجويف الجسم وبذلك يحصل الحيوان على الأكسيجين اللازم له ويتلخص من ثاني أكسيد الكربون وتحصل الخلايا الخارجية على الأكسيجين من الماء المحيط بها .

التكاثر : يتكاثر المرجان تكاثرا تزاوجيا مثل الهيدرا إلا أن الخلايا التناسلية في المرجان تتكون من خلايا الأندودرم التي تغطي المساريقا الستة غير المهدبة ،ويحدث التلقيح في الماء داخل تجويف الجسم . ويتحرك الجنين بأهداب ثم يتثبت على الصخور وينمو إلى حيوان كامل .

أهمية المرجان : يقوم المرجان بدور عظيم الشأنفي المناطق الإستوائية ببنائه تلك التكوينات الجيرية المرجانية الهائلة في البحار وهذه التكوينات المرجانية على ثلاثة أنواع : صخور شاطئية وهذه تتكون على الشواطئ الضحلة ممتدة في مساحات هائلة وتعد خطرا على الملاحة ويكثر هذا النوع على سواحل البحر الأحمر . حواجز مرجانية : صخور مرجانية تتكون بعيدا عن الشاطء على هيئة حاجز كالحاجز المرجاني الأعظم الممتد بطول شاطئ أستراليا الشرقي ويصحر بينه وبين الشاطئ مياها قليلة الغور نوعا . جزر مرجانية (Atolls) كجزائر أرخبيل ملديف ولكديف بالقرب من جنوب الهند وهذه الجزر مستديرة الشكل تحصر في وسطها شبه بحيرة ملحة ضحلة .

والشعاب المرجانية تتطلب شروطا خاصة لتكوينها . فهي لاتتكون إلا في المنطقة المحصورة بين خطي عرض 38 شمالا وجنوبا وفي مياه لايزيد عمقها عن 35° مترا ولايقل متسوط حرارة مياهها السطحية عن 20° مئوية . كما أنها لاتنمو إلا في مياه رائقة . ولذا يقتصر وجودها في حزام استوائي بين خطي عرض 37° شمالا وجنوبا ، وتكوين الشعاب الشاطئية لايحتاج إلى تفسير أما الحواجز والجزر المرجانية فقد عرضت عدة نظريات لتفسير كيفية تكوينها .

التفسير الأول : ويعزى لداروين وملخصه أن الحواجز والجزر تكونت من مرتفعات بحرية مغمورة بالمياه على العمق المناسب لتكوين المرجان وأن هذه المرتفعات كانت دائمة الهبوط مما مكن الشعاب على الإستمرار في النمو إلى أعلى بعضها فوق بعض .

التفسير الثاني : وهو أن البراكين البحرية كونت حممها صخورا ظهرة فوق سطح الماء ثم تآكل سطحها بفعل عوامل التعريقة وأصبحت بذلك مكانا مناسبا لنمو الشعاب .

التفسير الثالث : وهو أن العصر الجليدي مكن الشعاب من النمو على بعض الصخور البحرية التي اقتربت من السطح بسبب قلة ماء البحر نتيجة تكون الجليد . وانصهار الجليد التدريجي بعد ذلك رفع مستوى ماء البحر بالتدريج مما مكن الشعاب من استمرار نموها إلى أعلى :

تقسيم الجوفمعويات : تقسم هذه الشعبة إلى الطوائف الآتية : (أ) طائفة الهدريات : Class Hydrozoa وتشمل بوليبات مفردة كالهيدرا أو مستعمرة من أفراد بوليبية كالأوبيليا تكون أفرادا ميدوزية . وجميع أفراد هذه الطائفة من بوليبات وميدوزات صغيرة ودقيقة أبسط تركيبا من أفراد الطائفتين الآخرتين كما أنها عديمة المريء وتجويفها الهضمي تجويف واحد غير مقسم بحواجز وعددها التناسلية يكونها الإكتودرم .

(ب) طائفة الكأسيات : Class Scyphozoa وتشمل ما يسمى بقناديل البحر الكبيرة وهي كلها بحرية . والطور الواضح فيها هو الطور الميدوزي الذي يتميز عن مثيله في الهدريات بكبر حجمه وخلوه من القناع . والطور البوليبي إما غير موجود أو صغيرا جدا ومنها الأوريليا .

(ج) طائفة الحيوانات الزهرية الشكل Class Anthozoa وتشمل بوليبات مفردة أو على هيئة مستعمرات وتمتاز بخلوها من الميدوزا وبوجود بلعوم يلي الفم وبتجويفها الهضمي المقسم بحواجز مساريقية وأن الغدد التناسلية فيها تكونها طبقة الأندودرم . ومثلها شقائق النعمان sea anemones (شكل 100) التي تعيش مفردة وتتكاثر بالإنشطار طوليا . كما تشمل الألسيوناريات التي تعيش في مستعمرات تفرز لنفسها هيكلا قرنيا أو جيريا . وتمتاز بلوامسها الريشية الشكل وتسمى الألسيوناريات بالمرجان المأزوري . وتشمل كذلك بانيات الشعاب الأخرى وتعيش في مستعمرات تفرز هيكلا بواسطة الإكتودرم وهو هيكل جيري ويقل كل بوليب في كأس جيري وتمتاز بأن لوامسها ليست ريشية .

مما سبق يتبين أن الجوفمعويات تمتاز بالمميزات الآتية : حيوانات ذات تماثل شعاعي بالنسبة للمحور الفمي اللافمي . ليس لها فم مستقل فما يسمى بفتحة الفم فيها هي فتحة تؤدي وظيفتي الفم والأست . يتركب جسمها من طبقتين هما الإكتودرم والأندودرم وبينهما طبقة الميزوجليا . تتميز بوجود الخلايا اللاسعة . فمها محاط بلوامس ويؤدي إلى تجويف غذائي عديم الأست . وفي بعض الحالات قد يوجد حواجز رأسية داخل هذا التجويف . بعضها عديم الهيكل ويفرز البعض حول نفسه هيكلا جيريا أو قرنيا . جهازها العصبي عبارة عن شبكة من الخلايا العصبية ولا وجود لجهاز عصبي مركزي . ولبعضها بقع عينية أو حويصلات توازن . تكاثرها به ظاهرة تبادل الأجيال .

شعبة حاملات الأمشاط PHYLUM CTENOPHORA Comb = Gn.Ktenos = مشط ، Bearing = Phoros = حاملة

حيوانات بحرية تعيش في الأماكن الضحلة ، ولكن بعض أنواعها تعيش على أعماق كبيرة قد تصل إلى 10.000 قدم . وهي ضعيفة العوم ، وتمتاز بأنها تشع ضوءا في الظلام . وتشمل أكثر من 100 نوعا من الحيوانات البحرية ذات الجسم الهلامي الشفاف ، وتعرف غالبا بالهلاميات المشطية (Comb Jellies) ، وذلك لوجود صفائح مشطية على جسمها . وتحمل هذه الحيوانات صفات مشابهة للحيوانات الجوف معوية مثل قنديل البحر . وكانت قديما تضم إلى شعبة الجوف معويات . ولكن نظرا لن لها صفات تركيبية وبيولوجية مميزة ، فإنها قد فصلت عنها ووضعت في شعبة مستقلة تماما هي شعبة حاملات الأمشاط .

وأوجه الشبه بينهما وبين الجوف معويات عديدة من أهمها ما يأتي : جسمها ذو تماثل شعاعي جانبي (Biradial Symmetry) . تجويفها المعدي به زوائد . وجود طبقة الميزوجلوا . لاتوجد تجاويف داخلية بخلاف الجهاز الهضمي وما يتصل به من قنوات . عدم وجود أعضاء معقدة أخرى .

وتختلف حاملات الأمشاط عن الجوف معويات في عدة نقاط أهمها ما يلي : لها ثمانية صفائح مشطية . وجود عضلات أصلها ميزودرمي . جهازها الهضمي أكثر رقيا . جهازها الحسي يقع في القطب اللافمي (المقابل للفم) . لايوجد بها خلايا لاسعة .

المثال : حيوان البلوروبراكيا Pleurobrachia (شكل 101) :

الوضع التقسيمي شعبة حاملات الأمشاط Phylum Ctenophora طائفة ذوات اللوامس Class Tentacula رتبة ذوات اللوامس Order Cydippida جنس بلورويركيا Genus Plenrobrachia

حيوانات بحرية شائعة الوجود ، رقيقة شفافة ، كروية الشكل ، يبلغ قطرها 3/4 بوصة تقريبا . هيكلها هلامي . وتتكون من ثلاثة طبقات : الإكتودرم والميزودرم والإندودرم . ويلاحظ أن الطبقة الميزودرمية تحتوي على بعض الخلايا العضلية وعلى خلايا النسيج الحشوي الضام وخلايا أميبية . كما توجد طبقة الوقاية الداعمة المتوسطة الميزوجلوا التي تملأ الحيز الداخلي للجسم .

وتبدأ القناة الهضمية بالفم الذي يوجد على القطب الفمي ، ويليه بلعوم عضلي ومعدة يتفرع منها أربع قنوات تتصل بثمانية صفائح مشطية بحداقية تمتد من القطب الفمي حتى القطب اللافمي حيث أن هذه الحيوانات ذات تماثل شعاعي جانبي . ويوجد كيسين كبيرين على جانبي القناة الهضمية ولكل منهما فتحة على السطح الخارجي ، وتخرج كل منها لامسة عليها أهداب وتحتوي على خلايا غروية (Glue – Cells) (شكل 102 –ب) فائدتها إفراز مادة تلتصق بها الفريسة وتوجهها نحو الفم وبذلك يحصل الحيوان على غذائه .

ويوجد في القطب اللافمي عضو الحس Sense Organ الذي يتكون من أربع مجموعات من الأهداب التي ترتكز عليها حصوة الإتزان المكونة من مادة جيرية ، وتوجد جميعها داخل غطاء ناقوسي الشكل ، ووظيفة عضو الحس توجيه الحيوان بالنسبة للجاذبية الأرضية وتنسيق ضربات الأهداب الموجودة على الأمشاط . ويوجد أسفل كل صفين مشطيين عصب يمتد من القطب الفمي إلى القطب اللافمي . ويلاحظ أن السطح الخارجي والفم والبلعوم واللوامس مغطاة بخلايا البشرة المهدبة ، كما وأن المعدة مغطاة أيضا بطبقة من الخلايا الأندودرمية المهدبة . والأجناس في هذه الحيوانات خناث وتقوم الخلايا الأندودرمية المبطنة للقنوات الهضمية (شكل 103) بتكوين الخصى والمبايض في الجزء السفلي منها في كل صفيحة مشطية من الصفائح الصغيرة العريضة التي تتكون من التحام الأهداب ، وتخرج الحيوانات المنوية والبيض من فتحة الفم . ويحدث الإخصاب في الماء أي خارج الحيوان . والنمو هو مباشر ولا يمر بأي طور يرقى .

تقسيم حاملة الأمشاط تنقسم شعبة حاملة الأمشاط إلى طائفتين هما : (1) طائفة ذات اللوامس Class Tentacula وتشمل أربع رتب ويختلف شكلها فالجسم قد يكون مستديرا أو مستطيلا أو مضغطا من الجانبيين وجميع افرادها تحمل لوامس . (2) طائفة عديمة اللوامس Class Nuda وتتميز بعدم وجود زوائد ،(3) والجسم كستباني الشكل Thimble shaped والفم واسع والبلعوم كبير ولونها وردي وتعيش في المياه الباردة .

الحيوانات ثلاثية الطبقات Triploblastica

سبق أن قلنا أن الجوفمعويات حيوانات ثنائية الطبقات Diploblastica لأن جدار جسمها يتكون من طبقتي الإكتودرم والأندودرم فقط ، يفصلهما طبقة لاخلوية هي الميزوجلوا Mesoglea أما الحيوانات الميتازوا الأخرى من ديدان ومفصليات وغيرها فيتركب جدار جسمها من ثلاثة طبقات خلوية ، إذ تظهر طبقة خلوية ثالثة بين الإكتودرم والإندودرم تعرف بالميزودرم ومن هذه الطبقة تنشأ العضلات وغيرها من التراكيب الأخرى التي ترمي إلى ترقية تركيب الجسم وزيادة ملاءمته الوظيفية ، وعند تمام تكوين طبقة الميزودرم تصبح أكثر سمكا من كل من طبقتي الإكتودرم والأندودرم .

وبينما نجد ، الحيوانات ثنائية الطبقات كالهيدرا والأوبيليا ، حيوانات صغيرة في العادة وهشة لأن كل من الإكتودرم والإندودرم عبارة عن طبقة سمكها خلية واحدة ، نجد أن الحيوانات ثلاثية الطبقات أضخم منها بكثير وأكثر متانة لأن الميزودرم يكون طبقة سمكها عدة خلايا . ومستوى خطة تركيب الجسم يصل في ثنائية الطبقات إلى مستوى التركيب النسيجي ، أما ثلاثية الطبقات فمستوى التركيب فيها أرقىمن ذلك بكثير . ففضلا عن تنوع الخلايا فيها إلى أنسجة مختلفة نجد أن الأنسجة المختلفة تتجمع لتكون ما يسمى بالأعضاء ، يختص كل منها بتأدية وظيفة واحدة ، فاملعدة في الإنسان مثلا عضو يتكون من أنسجة طلائية وضامة وعضلية وعصبية . فالنسيج الطلائي يبطن تجويف المعدة ويحوي الغدد المعدية التي تفرز العصير المعدي ، أما النسيج العضلي فهو الذي يمكن المعدةمن الإنقباض والنسيج العصبي يربط نشاط لمعدة بالجسم بأكمله ، بينما يقوم النسيج الضام يربط الطبقات النسيجية المختلفة ببعضها . ونجد فضلا عما سبق ذكره أن بعض الأعضاء ترتبط سويا لتقوم بتأدية نشاط معين فتكون ما يسمى بالجهاز فمثلا تتضامن المعدة والأمعاء والمريء والكبد إلخ لتكوين الجهاز الهضمي الذي يختص بعملية الهضم . وبذا يصبح الحيوان الراقي عبارة عن مجموعة أجهزة كالجهاز الهضمي والدوري والتنفسي والإخراجي . . . إلخ ، ويتركب كل جهاز من أعضاء مختلفة ويتركب كل عضو من أنسجة مختلفة ويتكون كل نسيج من خلايا متشابهة .

وسندرس الآن الحيوانات الثلاثية الطبقات ، ويلاحظ أن هذه الحيوانات تختلف عن سابقتها من إسفنجيات وجوفمعويات ومشطيات في صفة ظاهرة هي أن لها طرف أمامي (الرأس) يحمل أعضاء الحس ويتجه هذا الطرف دائما إلى الأمام يقابله من الجهة الأخرى الطرف الخلفي (ذيل) الذي يتجه للخلف ، هنا علاوة على أن لها سطح ظهري يتجه إلى أعلى وسطح بطني يتجه إلى أسفل وهي حيوانات ذات تماثل جانبي .

شعبة الديدان المفلطحة Phylum Platyhelminthes

المفلطحات أو الديدان المفلطحة حيوانات بعدية جسمها يتركب من ثلاث طبقات هي الأكتودرم والأندودرم بينهما طبقة الميزودرم وهي في هذا تشترك مع غيرها من ثلاثية الطبقات ولكنها تتميز عنها بالآتي :- قناتها الهضمة متفرعة في جميع أنحاء الجسم وقد تختفي . ليس لها فتحة أست . حيوانات خنثى . كما أنه لايوجد بها تجويف سيلومي . وهي ديدان تعيش حرة غير أن كثيرا من أفرادها تعيش منطقة تطفلا خارجيا أو داخليا . وتنقسم هذه الشعبة إلى ثلاث طوائف هو التربلايا Turbellaria الثريماتودا Trematodaوالستودا (الشريطيات) (Cestiodea) Ceatoda وسنشرح أمثلةمن كل من هذه الطوائف الثلاث .

طائفة التربلاريا : تشمل ديدان تعيش معيشة حرة في المياه الملحة والعذبة ، منها دودة البلاناريا .

البلاناريا Planaria البلاناريا تنتمي إلى طائفة التربلاريا وهي ديدان تعيش حرة طليقة في المياه العذبة وتسعى وراء غذائها وتختبئ عادة بين النباتات المائية وتحت الأحجار وتتجنب الضوء عادة .

الشكل الخارجي (شكل 104) : تمتاز البلاناريا بوجود منطقة أمامية أي مقدم الجسم يقع بها الرأس . ومنطقة خفية وهي نهاية الحيوان كما أن لها سطح ظهري يتجه دائما لأعلى وسطح بطني يلامس الوسط الذي تعيش فيه . وللجسم تماثل جانبي ويبلغ طول الحيوان من 15-20 ملليمتر .

تركيب الجسم الداخلي (شكل 105) : يتركب جسم الدودة كغيرها من الديدان المفلطحة من ثلاث طبقات هي الأكتودرم في الخارج والأندودرم في الداخل ويحصران بينهما طبقة خلوية أخرى هي الميزودرم .

طبقة الأكتودرم : هي التي تكون البشرة الخارجية وهي طبقة واحدة تتركب من خلايا مكعبة تستقر على غشاء قاعدي وتحتوي هذه الطبقة على أجسام صغيرة تعرف بالعصويات (Rhabdites) التي عندما تنطلق خارج الجسم وتلامس الماء تنتفخ وتلتصق ببعضها مكونة طبقة مخاطية حول الحيوان .

وظيفتها غير معروفة على وجه التحديد فقد تساعد في القبض على الفريسة أو في تثبيت الدودة أو قد تعمل على حمايتها كما يوجد في الأكتودرم عدد من الخلايا الغدية تقع في النسيج الحشوي لكن أصلها إكتودرمي وطبقة الإكتودرم الموجودة على السطح البطني للحيوان عليها أهداب كثيرة تساعد في حركة الحيوان .

وطبقة الإندودرم : هي المكونة لخلايا القناة الهضمية وتفرعاتها وهي خلايا طلائية عمودية كبيرة ملتهمة بينها خلايا غدية صغيرة .

طبقة الميزودرم عبارة عن نسيج حشوي (شكل 105) مكون من خلايا أمبيبية . يتصل أغلبها ببعضها لتكون شبكة خلوية ويعرف هذا النسيج بالنسيج البرانشيمي Parenchyma ، والقليل منها (من الخلايا الأميبية) يبق منفردا يتجول في النسيج الحشوي وتعرف خلاياه بالخلايا المكونة Formative Cells حيث أن لتلك الخلايا القدرة على أن تحل محل أي خلية تالفة . كما يوجد بالميزودرم العضلات والجهاز التناسلي والجهاز الإخراجي كما يحوي خلايا غدية كبيرة تفتح على سطح الجسم لكن أصلها إكتودرمي كما ذكرنا .

وطبقة العضلات (شكل 105) الموجودة هي عضلات دائرةي تقع أسفل الغشاء القاعدي تليها عضلات طولية للداخل . كما أن هناك عضلات تصل بين السطح الظهري والبطني تعرف بالعضلات الظهربطنية من أصل ميزودرمي وليست من أصل إكتودرمي كما في الجوفمعويات (الطبقة العضلية الطلائية) .

والميزودرم لايمكن أن يظهر فجأة في الديدان المفلطحة دون أن يكون قد سبق ظهوره في الحيوانات الأقل رقيا في صورة أولية ثم تطور في الديدان المفلطحة وفي باقي الحيوانات البعدية . ويمكن اعتبار الخلايا البينية الأميبية في الهيدرا أنها بدء ظهور الميزودرم وكذلك النسيج العضلي والخلايا الأميبية وكذلك النسيج العضلي والخلايا املأيمبية في شعبة المشبطات (وهي أثر تعقيدا عنها في شعبة الجوفمعويات) . ولكن لايمكن اعتبار تلك الخلايا ميزودرما حقيقيا كما ذكرنا سابقا في المشبطات لأنه لابد أن تكون طبقة الميزودرم أكبر حجما من كل من الإكتودرم أو الإندودرم كما أنه لابد أن تنشأ منه أنسجة خاصة محددة كالعضلات والجهاز التناسلي كما في الحيوانات ثلاثية الطبقات .

التغذية والجهاز الهضمي (شكل 106) : يبدأ الجهاز الهضمي بفتحة الفم الذي يقع قرب منتصف السطح السفلي للحيوان ، وتؤدي فتحة الفم إلى أنبوبة عضلةي هي البلعوم ، وهو مثبت من طرفه الأمامي فقط ويحوي عضلات معقدة وخلايا عذبة ويؤدي البلعوم إلى الأمعاء التي تكون بقية الجهاز الهضمي وهي منتشرة داخل الحيوان إلى كل أجزاءه . وتتكون الأمعاء من فرع واحد يتجه إلى مقدم الحيوان وفرعين يقعان على جانبي البلعوم ويمتدان إلى مؤخر الحيوان . ولهذه الفروع الثلاث أفرع عديدة تنتشر في جميع أنحاء الجسم .

والقناة الهضمية تتركب من طبقة واحدة من خلايا أصلها إندودرمي . ونظرا لتفرع القناة الهضمية إلى جميع أجزاء الجسيم فإنها تسمى بالجهاز الهضموعائي Gastorovascular System .

وعند التغذية يستطيل البلعوم كثيرا بفضل عضلاته ويمكنه أن يبرز من الفم إلى حد ما (شكل 104) . وتتغذى البلاناريا على الحيوانات الصغيرة والحيوانات الميتة . وتشعر البلاناريا بوجود الطعام عن بعد بواسطة أعضاء حسية خاصة توجد في منطقة الرأس فتتحرك نحو غذائها وتمتطيه (شكل 107) . وتفرز علهي مادة مخاطية ثم يرز البلعوم من فتحة الفم إلى الغذاء ويقوم بحركات امتصاصية قوية تفتت الفريسة إلى جزيئات دقيقة جدا ، يبتلعها الحيوان مع عصارات الفريسة . ولايحدث غالبا هضم في تجويف القناة الهضمية (كما يحدث في الجوفمعويات) إذا أن الطعام المفتت تلتهمه الخلايات المكونة لجدار الأمعاء بواسطة أقدامها الكاذبة حيث يحاط الغذاء بفجوة غذائية يتم داخلها هضم الطعام . ولقد لوحظ أن فتات الطعام يلتهم في حوالي 8 ساعت بينما يحدث الهضم في مدة طويلة نسبيا داخل الخلايا يستغرق حوالي 3-5 يوم . ويبقى الغذاء المهضوم ويوزع على أجزاء الجسم بواسطة الإنتشار . وهناك فتحة واحدة للقناة الهضمية هي فتحة الفم التي تستعمل أيضا لخروج فضلات الطعام إلى خارج الجسم .

وفي حالة وفر الطعام يخزن جزء منه على صورة دهن أو كرات بروتينية في خلايا الجهاز الهضمي غالبا . ويتحمل البلاناريا الجوع لمدة طويلة تصل إلى عدة شهور وهي تعتمد في ذلك على غذائها المخزون فإذا نفذ المخزون بدأت في تحلل أجهزتها الداخلية وتبدأ بتحلل الجهاز التناسلي ثم الهضمي ثم العضلات ، ولكن لا يحدث أي تأثير في جهازها العصبي . ولقد لوحط أن البلاناريا التي طولها 20 ميلليمتر تصير 3 ميللمتر بعد جوع مدته ستة شهور ولكن إذا توفر لها الطعام فإنها تعوض الأجهزة والأجزاء المفقودة مرة أخرى .

الجهاز الإخراجي (شكل 108) : يتركب من شبكة من الأنابيب التي تمتد على جانبي الحيوان وهي تفتح للخارج بعدة فتحات دقيقة على السطح الظهري للجسم إلى والفروع الجانبة تنتهي بانتفاخات تعرف بالخلايا اللهبية يتركب كل منها (شكل 109) من تجويف مركزي به حزمة من الأهداب تتحرك بطريقة تشبه اللهب ينشأ عنها (حركة الأهداب) تيار من سائل في الأنابيب إلى الفتحات الخارجية . والخلايا اللهيبة تعمل على تنظيم كمية الماء الداخل للحيوان فهي تشبه في ذلك الفجوات المنقبضة في الحيوانات الأولية والأجهاز الإخراجي أصله إكتودرمي .

التنفس لايوجد جهاز تنفسي ولكن يحدث تبادل الغازات عن طريق خلايا البشرة ومنها بواسطة الإنتشار من وإلى جميع أجزاء الجسم خلال السائل الموجود بين الخلايا البرانشيمية .

الجهاز العصبي (شكل 110) : يظهر الجهاز العصبي بوضوح في الحيوانات المفلطحة ثم يستمر في رقية في الحيوانات الأرقى . وفي البلارانيا يتركب الجهاز العصبي (شكل 110) من كتلتين عصبيتين في منطقة الرأس سعرفان معا بالمخ يمتد منه حبلان عصبيان إلى مؤخر الجسم في المنطقة الحشوية بالقرب من السطح السفلي للحيوان . ويخرج من هذين الجبلين العصبيين أعصاب جانبية تمتد إلى حافة الجسم كما تصل بينهما وصلات عرضية تكون مع بعضها شكلا يشبه السلم ولذا يعرف هذا الجهاز العصبي بالسلمي Ladder Type .

وتنتقل المؤثرات الخارجية بواسطةخلايا حسية مستطيلة تقع بين خلايا افكتودرم وتبرز أطرافها المدببة على سطح الجسم . وبعض هذه الخلايا يحس بالحرارة والآخر باللمس بينما يتأثر بعضها بالمواد الكيماوية . ونتشر هذه الخلايا الحسية في جميع أجزاء الجسم لكنها تتركز بكثرة في منطقة الرأس لتكون أعضاء حس . فالبروزان المدببان على جانبي الرأس يحسان بأي مؤثر لمس وبالتيارات المائية كمات يحسان بوجود الطعام وبالمؤثرات الكيماوية الأخرى وبذلك يسميان بالفصين الحسيين Sensory Lobes ويوجد أيضا في الرأس العينان وهما عضوي إحساس للضوء وتتركب كل عين (شكل 111) من قصعة من خلايا صبغية سوداء تملؤها خلايا حساسة خاصة تمتد أطرافها على شكل أعصاب تصل إلى المخ . والخلايا السوداء تحول دون وصول الضوء إلى الخلايا الحساسة وبذلك يصل الضوء إلى تلك الخلايا الحساسة من جهة واحدة فقط هي جهة فتحة القصعة وبذا تحس بالضوء ولاتتكون هنا صورة إنما إحساس فقط بالضوء . وإذا أزيلت العينان فإن الحيوان يحس أيضا بالضوء ولكن بطريق أبطأ ، وذلك لوجود الخلايا الحساسة الخاصة بالضوء المنتشرة على لاجسم . وتتجنب البلاناريا الضوء وتتجه عادة إلى الأماكن المظلمة .

وتستجيب البلاناريا للمواد الكيماوية الموجودة في الماء بسرعة وبذا تهتدي إلى طعامها كما أنها تتأثر بتيارات الماء . ويعمل المخ كمركز للإحساس فهو ينظم نقل المؤثرات الحسية من وإلى جميع أجزاء الجسم . ونظرا لوجود املخ فإن حركة البلاناريا وسلوكها أكثر انتظاما ودقة عنها في الهيدرا مثلا .

الجهاز التناسلي والتكاثر (شكل 112) : الدودة خنثى لكن التلقيح خاطئ ويتركب الجهاز الأنثوي من مبيضين يقعان خلف العيون مباشرة ويخرج من كل مبيض قناة البيض التي تمتد إلى مؤخر الحيوان بالقرب من سطحه السفلي ويمتد بجوار قناة البيض غدد محية مركبة مكونة من مجموعات من خلايا محية وتفتح هذه الغدد في قناة البيض . أما الجهاز الذكري فإنه يتركب من عدد كبير من الخصى يخرج من كل خصية قناة قصيرة هي الوعاء الصادر وتتحد الأوعية الصادرة لتكون قناة واحدة هي الوعاء الناقل (واحد على كل جانب) تمتد بجوار قناة البيض ويتحد الوعاءان الناقلات ليكونا عضوا عضليا هو القضيب الذي يبرز من الجسم وقت التلقيح لينقل الحيوانات المنوية إلى الفرد الآخر .

ويمتد القضيب في حجرة تعرف بالحجرة التناسلية Genital chamber حيث تفتح أيضا قناتا البيض وكيس السفاد . وتفتح هذه الحجرة التناسلية إلى الخارج عن طريق الفتحة التناسلية التي تقع على السطح السفلي خلف فتحة الفم .

والجهاز التناسلي في البلاناريا كما في الديدان المفلطحة ينشأ من النسيج الحشوي أي أصله ميزودرمي بينما في شعبة الجوفمعويات كما ذكرنا ينشأ من الخلايا البينية التي تتجمع لتكوين مبايض وخصى بسيطة أي أن جهازها التناسلي بسيط التركيب بينما في البلاناريا فالجهاز معقد التركيب .

وعند الجماع (التزاوج) تلتصق الدودتان بسطحيهما السفليين (شكل 113) ثم يخرج القضيب لكلا الدودتين من الفتحة التناسلية ويدفع بحيواناته المنوية إلى كيس جماع الدودة الأخرى . وتنفصل الدودتان إلى كيس جماع الدودة الأخرى . وتنفصل الدودتان بعد ذلك . ثم تخرج الحيوانات المنوية من كيس الجماع وتسبح في قناة البيض حتى تصل إلى المبيض حيث يلقح البيض الناضج بمجرد إنفصاله من المبيض . ثم يمر البيض الملقح متجها نحو فتحة التناسل ويضاف إليه فيا لطريق الخلايا المحية . وعند وصول البيض وما بهمن الخلايا المحية إلى الحجرة التناسلية يحاط بقشرة خارجية فتكون بذلك محفظة بيض ومما يميز بيض المفلطحات أن الغذاء المدخر لايختزن بالبيضة ذاتها إنما بخلايا محية تصحب البيضة . وتحوي المحفظة حوالي عشرة بيضات مخصبة وعدد كبير من الخلايا المحية (عدة ألاف) وتخرج هذه المحافظ من الفتحة التناسلية إلى الخارج وتلتصق بالنباتات العائلية أو أي شيء في الماء . يفقص البيض بعد حوالي 3 أسابيع ليعطي دودة صغيرة (شكل 114) تشبه الأبوين إلا أن جهازها التناسلي لم يتكون بعد .

وتتكاثر البلارناريا عادة بالطريقة التزاوجية ولكن هناك بعض أنواع التكاثر لاتزاوجيا وذلك بأن يحدث اختناق في الدودة في المنطقة التي تقع خلف البلعوم (شكل 115-أ) وفي أثناء زحف الدودة يلتصق الجزء الخلفي بأي شيء بينما يواصل ساعات ثم يبدأ كل جزء في الحركة مستقلا ويعوض كل منهما ما ينقصه من أعضاء . والبلاناريا التي يحدث فيها الإنقسام اللاتزاوجي بهذه الطريقة يندر أن تتكاثر تزاوجيا . ومن الملاحظ في هذه الديدان أنه بعد التزاوج يضمر جهازها التناسلي ثم يعود للظهور ثانيا عند حلول موسم التكاثر التالي وهكذا .

التجدد Regeneration : التجدد هو تعويض ما فقده الجسم من أجزاء . وهذه الظاهرة واضحة تماما في البلاناريا وقد أجريت تجارب كثيرة وطريقة بهذا الخصوص فلوحظ عند بتر جزء من الدودة تجدد الجزء الناقص فيتكون الرأس في المكان المقطوع الذي كان متجها إلى مقدمة الحيوان وينمو الذيل في الموضوع الذي كان متجها نحو المؤخرة (شكل 115-ب) وقد لوحظ أن قدرة الحيوان على التجدد تصل أقصاها في مقدمة الحيوان وتقل كلما اقتربنا من الطرف الخلفي . فالقطع الأمامية تجدد أجزاءها الناقصة أسرع كما تكون رؤوسا كبيرة وطبيعية عن القطع التي تليها . ولما كان الإختلاف في القدرة على التجدد في أجزاء الدودة المختلفة لايرجع إلى اختلاف ظاهر في الصفات التشريحية فإنه يظهر أن الإختلاف في القدرة على التجدد يرجع إلى صفات فسيولوجية ولقد وجد أن عمليات التحول الغذائي تكون عالية في مقدم الحيوان وتنقص كلما بعدنا عن الرأس وبذا نلاحظ أن الإختلاف في القدرة على التجدد يرجع إلى اختلاف في نشاط التحول الغذائي في أجزاء الدودة . فلو وزعنا رأسا في مقدم حيوان ما ثم فصلنا رأس الحيوان الأصلي فإن الرأس المزروع يؤثر على عمليات التجدد في الدودة الأصلية فينمو مكان الرأس المقطوع ذيل بدلا من رأس جديد . وإذا قطعنا مقدم جسم الدودة طوليا فإن كل نصف رأس يكون رأسا كاملا ويصبح الحيوان ذو رأسين (شكل 115-ح) .

طائفة التريماتودا Class Trematoda التريماتودا أو الديدان المفلطحة Flukes حيوانات تعيش متطفلة غالبا على الفقاريات . ويتغطى جدار الجسم فهيا بجليد سميك غالبا كما يوجد عادة مص حول الفم وممص أو أكثر على لاسطح البطني . الفم يقع في مقدم الجسم . والقناة الهضمية على شكل A وتشتمل على رتبتين هما : (1) رتبة ثنائية العائل Digenea حيث يكون أفرادها متطفلة داخليا ولها عائلان أو أكثر أو أحدهما لافقاري (قواقع) والآخر فقاري منها الدودة الكبدية . (2) رتبة أحادية العائل Monogenea حيث يكون أفرادها متطفلة على عائل واحد فقط وتتطفل خارجيا على الأسماك أو البرمائيات أو الزواحف ،(3) وقد يصيب البعض منها المثانة البولية أو التجاويف الفمية لهذه العوائل .

المثال الثاني : الدودة الكبدية Fasciola gigantica تتطفل هذه الدودة على كبد الماشية والأغنام وقد تصيب الإنسان أحيانا وتعيش داخل القنوات المرارية وتعبث بالغشاء المخاطي المبطن لها وتؤدي إفرازاتها إلى تفتت الكبد وظهور خراجات فيه . وقد تؤدي إلى إصابة العائل بأغراض فقر الدم وينفق العائل آخر الأمر .

الشكل الخارجي للدودة (شكل 116) : الدودة مفلطحة ورقية الشكل طرفها الأمامي أعرض من الخلفي وينتهي طرفها الأمامي بمخروط الرأس ويبلغ طول الدودة 4 سم وعرضها 19 مم وسمكها ½ مم تقريبا . ولونها رمادي مائل إلى السمرة . وللدودة معارضان . مماص أمامي عند قمةالمخروط الرأسي ويوجد في قاعة فتحة الفم ومماص خلفي بطني بالقرب من قاعدة المخروط من الجهة البطنية . ويستخدم المماصان للإلتصاق بالعائل . وكل مماص عبارة عن عضو عضلي مجوف . فإذا التصق المماص بأي سطح اتسع تجويفه الداخلي فيقل الضغط الداخلي عن الضغط الخارجي وتلتصق بذلك الدودة بالعائل . وتوجد الفتحة التناسلية أمام المماص الخلفي . كما يوجد في الثلث الأمامي للدودة من الجهة الظهرية فتحة (لوررستيدا) وهي متصلة بالجهاز التناسلي . وللدودة ثقب إخراجي في نهاية طرفها الخلفي .

التركيب الداخلي (شكل 117) : يتركب جسم الدودة من ثلاث طبقات هي الإكتودرم والميزودرم والإندودرم . الإكتودرم يبدأ كنسيج طلائي بسيط سرعات ما تموت خلاياه وتتحول إلى طبقة ميتة . لذلك يتغطى جسم الدودة بطبقة كيوتيكلية سميكة يوجد بها شويكات تتجه إلى الخلف تساعد الدودة في حركتها إلى الأمام ، كما تثبتها بالقناة الصفراوية للعائل . والكيوتيكل خال من الكيتين ؛ ويتكون من مادة بروتينية هيكلية Scleroprotein وتفرزه خلايا برانشيمية خاصة تعرف بالخلايا مفرزة الكيوتيكل Guticular Secreting Cells ، تقوم أيضا بإفراز الشويكات .

وتوجد هذه الخلايا غائرة إلى أسفل تحت الطبقة العضلية في النسيج البرنشيمي . والطبقة السفلي من الكيوتيكل عبارة عن غشاء قاعدي Basement Membrane رقيق ، تقع أسفله عضلية طولية داخلية . وينتشر بين الألياف العضلية خلايا غدية تفرز مادة غير مخاطية . وهذه الخلايا قليلة . ويملأ النسيج البرنشيمي تجويف الدودة ويحيط بالأجهزة الداخلية ، ولذلك لايوجد سيلوم . ويتكون النسيج البرنشيمي من خلايا خاصة متفرعة . ويخترقه ألياف عضلية رأسية تمتد بين السطحين الظهري والبطني (شكل 118) .

التغذية والجهاز الهضمي : تتغذى دودة الكبد على السائل المراري والجليكوجين والكرات الدموية . والجهاز الهضمي يبدأ بالفم الذي يؤدي إلى بلعوم عضلي منتفخ سميك الجدار يليه المريء ثم عن أنبوبة مقفلة متفرعة إلى أفراع كثيرة أعورية أيضا ، وهذه تتفرع بدورها إلى فريعات أعورية تنتشر في جميع أجزاء الجسم لتوصل إليها الغذاء وبذا تصبح الدودة في غير حاجة إلى جهاز دوري ، ويقوم الفم بوظيفتي الفم والأست .

الجهاز الإخراجي (شكل 120) : يتكون هذا الجهاز خاصة منتشرة في جميع أجزاء الجسمفي النسيج البرانشيمي تعرف بالخلايا اللهبية . وتتصل كل خلية لهبية بأنبوبة دقيقة وتتجمع هذه الأنابيب وتصب في أنابيب أخرى أوسع منها وهكذا حتى تصب آخر الأمر في قناة تمتد في وسط الجسم في الثلثين الخلفيين منه ، وتعرف هذه القناة بالقناة الإخراجية الرئيسية وهي مقفلة من طرفها الأمامي ، أما طرفها الخلفي فينتهي بالثقب الإخراجي . والخلية اللهبية (شكل 121) تتكونمن سيتوبلازم ونواة وتحوي تجويفا وسطيا يتصل بالأنبوبة الدقيقة التي أشرنا إليها ويحمل السيتوبلازم داخل التجويف خصلة من أهداب تتحرك حركة تموجية تشبه حركة لهب الشمعة تعمل على دفع المواد الإخراجية التي تمتصها الخلايا اللهبية من الخلايا المجاورة لها لإخراجها من الفتحة الإخراجية . ويعتقد بعض العلماء أن وظيفة هذا الجهاز تشبه وظيفة الفراغ المنقبض أي تخليص جسم الحيوان من الماء الزائد أما المواد التالفة فتخرج معظمها عن طريق الإندودرم والفم .

الجهاز العصبي (122) : يتكون من حلقة عصبية حول البلعوم تحمل 3 عقد عصبية واحدة سفلية وسطية وعقدتان جانبيتان يخرج منهما حبلان عصبيان يتجهان إلى الخلف أسفل القناة الهضمية . ويتفرع كلمن هذين الفرعين إلى أعصاب أخرى كما يخرج من العقد العصبية أعصاب تتجه إلى الطرف الأمامي للجسم .

الجهاز التناسلي (شكل 122) : دودة الكبد خنثى : ويتركب جهازها الذكري من الخصيتين توجدان في الثلث الأوسط من الجسم . والخصية توجدان في الثلث الأوسط من الجسم . والخصية عبارة عن أنبوبة كثيرة التفرع تتصل بوعاء ناقل يمتد إلى الأمام ، ويتحد الوعاءان الناقلان قرب المماص البطني ليكونا الحويصلة المنوية التي يخرج منها قناة تعرف بالقناة القاذفة تنتهي بعضو عضلي هو القضيب الذي يبرز من فتحة مستقلة الدهليز التناسلي. ويحاط القضيب بكيس يعرف بكيس القضيب .

أما الجهاز الأنثوي فأكثر تعقيدا ويتركب من مبيض واحد كثير التفرع يوجد في الجانب الأيمن من الجسم وتتصل به قناة البيض التي تتصل بدورها بثلاث قنوات (شكل 124) القناة الأولى قصيرة وسطية تتجه إلى الخلف وتتصل بقناتين محيتين يمنى ويسرى مستعرضتين تتصل كل منهما من جهتها بقناة محية طولية تمتد بطول جانبي الدودة . وتتصل القناة المحية الطولية بعدد كبير من أجسام كرية تعرف بالغدد المحية التي تكون مجموعة كثيفة في كل جانب . والقناة الثانية واسعة ملتوية تعرف بالرحم وتمتد إلى الأمام لتفتح في الفتحة التناسلية بالقمح التناسلي . أما القناة الثالثة فتمتد نحو السطح الظهري وتسمى بقناة لوررستيدا التي تفتح بفتحة خاصة على السطح الظهري . ويطلق على مكان النقاء هذه القنوات الثلاث اسم مكان البيض وهو محاط بمجموعة من الخلايا تكون ما يعرف بالغدة القشرية . وعندما يمر البيض المخصب بمكانا لبيض تحاط كل بيضة بطبقة محية وقشرة قرنية .

والبيض يخرج من المبيض ويسير في قناة البيض إلى مكان البيض حيث يتم إخصابه وإحاطته بمح وقشرة القرنية والتلقيح خلطي عادة والذاتي نادر الحدوث .

ويعتقد أن عملية التلقيح الخلطي تتم عن طريق قناة لوررستيدا (Laurer Steida) ويمر البيض في الرحم حيث يمكث فترة قصيرة قبل أن يطرد إلى الخارج عن طريق الفتحة التناسلية . ويمر البيض في القنوات المرارية للعائل ومنها يصل إلى الأمعاء ثم يخرج بعد ذلك مع براز العائل .

دودة الحياة (شكل 125) : لايفقس البيض إلا إذا وصل إلى الماء ويحدث ذلك بتبرز العائل في الماء .

وللبيضة كما ذكرنا غلاف قرني غير شفاف يحميها من عصارات الهضم في أمعاء العائل . وللغلاف غطاء طرفي ويحوي الغلاف بيضة واحدة ملقحة وعدد كبير من الخلايا المحية . ويفقص البيض بعد 4 أو 5 أسابيع تبعا لدرجة حرارة الجو ، وتعطي كل بيضة ميراسيديوم مخروطي الشكل الأمامي عريض وينتهي بنتوء يتمدد وينكمش . ويتكون جدار الميراسيديوم من خمسة صفوف من الخلايا وتغطيه الهداب فيما عدا مقدم الجسم ، ويلاحظ وجود بقعتين عينيتين بالقرب من طرفه العرريض ، ما يوجد خلف النتوء عقدة عصبية وقناة هضمية أثرية وزوج من الخلايا اللهبية واحدة على كل جانب ، كما يمتلئ الجسم بخلايا إنشائية ، ويعوم الميراسيديوم في الماء مدة 48 ساعة يموت بعدها إذا لم يجد نوعا خاصا من القواقع يسمى ليمنيوس Limnaeus الذي يتميز بأن فتحة صدفته تتجه إلى اليمين . ويخترف الميراسيديوم جسم هذا القوقع مذيبا الأنسجة التي تعترض طريقه بواسطة خميرة خاصة يفرزها نتوءه الأمامي . ويصل الميراسيديوم آخر الأمر إلى الغرفة النفسية للقوقع حيث فقد جداره الخارجي وما عليه من أهداب كما تتلاشى البقعتان العينيتان والعقدة العصبية ولكنه يحتفظ بالخلايا اللهبية ، ويتحول الميراسيديوم إلى كيس يعرف بالكيس الجرثومي (أسبورسيست) الذي تنقسم خلايا جداره ويسقط بعضها في التجويف وتكون الخلايا الإنشائية . وتنمو كل خلية إنشائية وينتج عن كل منها ما يعرف بالريديا Redia وتهاجر الريديات إلى الغدة الهضمية للقوقع . والريديا دودية الشكل لها فم وبلعوم عضلي وأمعاء مقفلة . ولها أيضا نتوءان يعملان كأقدام كاذبة ويمتلئ جسم الريديا في الطرف الخلفي بخلايا إنشائية جيل آخر من الريديات . وقد تتكرر عملية التكاثر وتتكون عدة أجيال من الريديا . وتنمو الخلايا الإنشائية في الجيل الأخير وتعطي افرادا أخرى تعرف بالسركاريا وعندماي تم تكوين السركاريات تخرج من الريديا عن طريق فتحة جانبية تسمى ثقب الميلاد Birth pore وتهاجر من الغدة الهضمية إلى الغرفة التنفسية وأخيار تخرج من جسم القوقع إلى الماء وللسركاريا جسم بيضاوي وذنب طويل ولها فم محاط بمماص . ويؤدي الفم إلى بلعوم بفتح في أمعاء متفرعة إلى فرعين على شكل حدوة الحصان . وللسركاريا مماص بطني كما أن لها حول البلعوم حلقة عصبية ويوجد على كل جانب من الجسم خلايا لهبية . وفي الماء تعوم السركاريا لمدة 48 ساعة تصل خلالها إلى الأعشاب حيث تتعلق بها وتفقد ذنبها ثم تتحوصل .ويحدث التحوصل بواسطة خلايا خاصة توجد في جسم السركاريا تسمى الخلايا مكونة الحوصلة Cystogenous cells (شكل 125- هـ - 17) . وإذا أكلت إحدى الماشية العشاب وصلت الحوصلة معها إلى أمعاء الماشية حيث تذوب قشرتها في المعدة ثم تمر إلى الإثنى عشر ومنه إلى القناة الصفراوية حيث تستقر وتنمو إلى دودة كبدية (شكل 126) .

المثالث الثالث : البلهارسيا Schistosoma (Bilharzia) : سميت هذه الديدان باسم مكتشفها دكتور بلهارس ، وهي من أخطر الطفيليا في مصر . وتعيش ديدان البلهارسيا حسب نوعها إما في أفرع الوريد البابي المنتشرة في المساريقا بلهارسيا المستقيم (S. mansoni) أو أوردة الجهاز البولي (بلهارسيا المجاري البولية (S: haematobium ، وتتغذى على الدم الموجود في أوعية هاتين المنطقتين . وتسبب عند اشتداد الإصابة فقرا في الدم بصحبة ضعف عام وهزائل وفقد الشهية كما تحدث التهابات يتسبب عنها تكون الحصوات في المجاري البولية وتعنية في المستقيم . ومرض البلهارسيا عريق القدم في مصر كما دلت على ذلك أوراق البردي التي ترجع إلى 1300 سنة ق.م . وقدوجدت بويضات البلهارسيا في بعض مومياء قدماء المصريين . وقد اكتشفها دكتور بلهارس عام 1851 في مستشفى القصر العيني . وتصل نسبة إصابة المصريين بها إلى نحو 80% وتنحصر أعراض الإصابة بها في شعور المصاب بآلام جسدية وطفح وكحة وخروج دم مع البراز أو البول مصحوبا بآلام شديدة وتضخم الطحال كما يحدث تليف بالكبد ، وتقل قدرةالمصابين على العمل فيقل الإنتاج . ويبلغ متوسط عمر البلهارسيا البالعة من 5-18 سنة وقد تعيش أكثر من ذلك . ويحوي العائل الواحد آلاف منها .

وتشذ البلهارسيا عن بقية الديدان المفلطحة في أنها وحيدة الجنس (شكل 127) . ويبلغ طول الذكر حوالي 12.5 مم وعرضه حوالي 1 مم الأنثى فطولها حوالي 20 مم وعرضها حوالي 0.1 مم . وينثني جسم الذكر من الجانبين ليكون من الجهة البطنية قناة (ميزابا) تمتد من الطرف الخلفي إلى المماص البطني وتعرف بميزاب (ميزاب) الإحتضان gynaecophoric grooue تحمل الأنثى داخلها . ولكن من الذكر والأنثى مماصان أحدهما أمامي والآخر خلفي أو بطني .

والمماص الخلفي أكبر من الأمامي في الذكر وهما متساويان في الأنثى . ويتغطى السطح الظهري لقناة الإحتضان في الذكر بحلمات أسطوانية عديدة ومتقاربة أما سطحه البطني فيحمل فيما عدا الخط الوسطي منه حلمات صغيرة شوكية . أما الأنثى فتوجد فيها الحلمات فقط على الطرفين الأمامي والخلفي .

التغذية والجهاز الهضمي (128) : تتغذى البلهارسيا على الدم . ويبدأ جهازها الهضمي (شكل 128) بالفم ويليه بعلوم عضلي يؤدي إلى أمعاء تتفرع إلى فرعين يسميان الأعورين المعويين Intestinal caeca الذين يتحدان في منتصف الجسم تقريبا ويكونان أنبوبة أعورية واحدة تمتد إلى نهاية الطرف الخلفي وليس للمعي أفرع جانبية كما في الدودة الكبدية .

الجهاز البولي والعصبي يشبهان مثليهما في دودة الكبد .

الجهاز التناسلي أولا في الذكر (شكل 128) يوجد 4 خصى في بلهارسيا المجاري البولية وثمانية في بلهارسيا المستقيم وذلك في منطقة السطح الظهري المماص البطني . ويخرج من كل خصية قناة رفيعة . وتتحد هذه القنوات الأربع لتصيب في وعاء ناقل واحد يتصل بحويصلة منوية تفتح في الفتحة الذكرية خلف المماص البطني في قناة الإحتضان .

ثانيا : في الأنثى (شكل 128) : يوجد بطرفها الخلفي عدد محية يخرج منها قناة محية تمتد إلى الأمام . وبالدودة مبيض واحد مستطيل في النصف الخلفي للجيسم ويخرج من طرفه الخلفي قناة البيض التي تمتد إلى الأمام موازية للقناة المحية ثم تتحد النقاتان ببعضهما عند مكان البيض الذي يحاط بغدة قشرية . ويخرج الرحم من مكان البيض ويمتد إلى الأمام لينتهي بالفتحة التناسلية الأنثية خلف الممص البطني .

دورة الحياة (شكل 129) عندما تتم نضج الأعضاء التناسلية يحمل الذكر الأنثى في قناة الإحتضان ويسيران معا ضد تيار الدم في الأوردة حتى يصلا إلى الأوعية الصغيرة الضيقة التي لاتسمح بدخول الذكر فتتركه الأنثى لتدخل في الأوعية الضيقة بعد أن يتم تلقيحها بأن تسيل المادة المنوية في قناة الإحتضان ومنها تدخل الفتحة الأنثية فالرحم فمكان البيض حيث يخصب البيض . وعندما تصل الأنثى إلى الأوعية الدموية المنتشرة في جدار المثانة أو المستقيم حسب نوعها تبدأ في وضع البيض الذي يندفع إلى جدار المثانة أوالمستقيم وهذه عندما تنقبض عضلاتها يثقبها البيض بالشوكة التي يحملها ليخرج من البول أو البراز .

ويخرج البيض مع بول العائل أو برازه تبعا لنوع الدودة . وللبيضة جدار صلب وشوكة طرفية في بلهارسيا المجاري البولية وجانبية في بلهارسيا المستقيم . وتفقس البيضة بعد 36 ساعة من وصولها إلى الماء العذب ويحدث ذلك بتبول العائل أو تبرزه في الماء . ويهلك البيض إذا لم يصل إلى الماء . ويخرج من البيضة يرقة هي الميراسيديوم ، وهو بيضي الشكل مغطى بأهداب وليس له نتوء ولا بقعتان عينيتان وبه قناة هضمية أثرية وخليتان كبيرتان تعرفان بالخليتين الناقبتين الرأسيتين وبه أيضا عقدة عصبية وزوج من الخلايا اللهبية كما يمتلئ جسمه بالخلايا الإنشائية . ويعيش الميراسيديوم في الماء مدة 48 ساعة يموت بعدها إذا لم يجد القوقع الخاص به وهو البولينوس (Bullinus) لبلهارسيا المجاري البولية والبيومفالاريا Biomphalaria لبلهارسيا المستقيم . ويخترق الميراسيديوم جسم القوقع مستعينا بإفراز الخليتين الرأسيتين ويستقر في فراغه التنفسي ويتحول إلى اسبوروسيست أنبوبي الشكل بعد أن يفقد أهدابه وتتكاثر خلايا الأسبورسيست الجرثومية وتنتج جيلا آخرا من الأسبورسيستات التي تهاجر إلى كبد القوقع . ولا تتكون الريديا في هذه الدودة ولكن تتكون السركاريا مباشرة من الأسبورسيست . والسركاريا مغزلية الشكل ولها ذنب مشقوق عند طرفه الخلفي ، ويمتلئ جسمها بنسيج برانشيمي . وتوجد للسركاريا فتحة فم في المماص الأمامي تؤدي إلى بلعوم عضلي فأمعاء متفرعة إلى فرعين في منتصف الجسم كما أن لها حلقة عصبية حول البلعوم . ويشاهد بها خلايا لهبية ذات قنوات واضحة التكوين عددها 4 أزواج ثلاثة منها بالجسم والزوج الرابع بالذنب ولها أيضا خمسة أزواج من الخلايا المذيبة الرأسية تفرز مادة تستعين بها السركاريا على اختراق جلد الإنسان . وتعيش السركاريا 48 ساعة تموت بعدها إذا لم تخترق جلد افنسان إذا استحم أو استعمل الماء الملوث بها ، وعندئذ تخترق جلده وتفقد ذنبها ويحملها تيار الدم إلى الكبد حيث تنمو وتنتقل إلى الوريد الكبدي وفروعه أو إلى أوردة المثانة البولية حسب نوعها .

أوجه الخلاف بين بلهارسيا المستقيم وبلهارسيا المجاري البولية : للبيضة شوكة طرفية في بلهارسيا المجاري البولية وجانبية في بلهارسيا المستقيم . قوقع بلهارسيا المستقيم حلزوني منبسط هو البيومفالاريا أما البولية فقوقعها حلزوني هرمي هو البولينوس . الحلمات التي تغطي جسم الذكر خلف الممص البطني أكبر في بلهارسيا المستقيم عنها في بلهاريا المثانة . في ذكر بلهارسيا المستقيم تتفرع الأمعاء مرة ثانية بعد اتصال الفرعين الأولين ويتحد الفرعان الأخيران مرة أخرى . لذكر بلهارسيا المثانة 4 خصى أما ذكر بلهارسيا المستقيم فله 8 خصى . رحم أنثى بلهارسيا المستقيم قصير جدا لأن مبيضها في النصف الأمامي من الجسم .

وهناك أنواع أخرى من البلهارسيا منها البلهارسيا اليابانية Sch Japonicm التي تصيب الكثير من الثدييات وهناك Bovis Sch التي تصيب الفيران والبقر .

وسائل المقاومة :

تنحصر في قطع دورة الحياة في جزء من أجزائها بأن : يتجنب المريض التبول أو التبرز في الماء حتى لايفقس البيض ويهلك . تقتل القواقع بوضع محلول من كبريات النحاس في الماء بنسبة 30000 وهذا المحلول يقتل الميراسيديوم أيضا . الإمتناع عن استعمال مياه الأنهار والترع والبرك مباشرة في الشرب أو الإستحمام . علاج المصابين بالطرطير المقيء أو الفؤادين .

المثال الرابع : دودة الهيتيروفيس Heterophyes تتميز ديدان الهيتروفيس بوجود عائلين وسيطين لها بخلاف الأنواع السابقة من الديدان المفلطحة . وهي ديدان صغيرة يتراوح طولها بين 1.5 إلى 3 ملليمتر وعرضها بين 0.5 – 0.7 ملليمتر . وهي تصيب حوالي ثلث المصريين . وتشبه كثيرا في دورة حياتها دودة أخرى تصيب الصينيين والتي تعرف باسم الدودة المفلطحة الصينية Chinese liver – Fluke Senensis وهي تصيب أهل الصين واليابان وكوريا وتختلف عن الهيتروفيس في كبر حجمها . حيث يصل طولها حوالي ½ بوصة .

ودودة الهيتيروفيس (شكل 130) لونها أحمر وكمثرية الشكل وتمتاز بوجود ثلاث ممصات . الأمامي منها صغير وبه فتحة الفم ، والممص البطني كبير ويوجد بالقرب من منتصف الجسم على السطح البطني للدودة ، والممص الثالث يعرف بالممص التناسلي ويقع خلف الممص البطني وتفتح في مؤخرته القناة التناسلية . وتعيش هذه الدودة في الأمعاء الدقيقة للإنسان مدفونة بين خملات الأمعاء كما تعيش في أمعاء بعض الحيوانات آكلة اللحوم كالكلاب والقطط .

يخرج بيض الدودة مع براز العائل إلى خارج الجسم والبيضة لونها ذهبي ذات جدار سميك وغطاء . وينزل البيض إلى الماء حيث يبتلعه العائل الوسطي الول وهو قوقع Pirenella canica الذي يوجد بكثرة قرب قاع بحيرات المنزلة ومربوط والبرلس ويمكن لهذا القوقع أيضا أن يعيش في المياه النصف ملحية وذلك عند نهاية المصارف العذبة التي تفتح في هذه البحيرات . ويفقس بيض الهيتيروفيس داخل جسم القوقع ويتحول إلى سبوروسيست ثم إلى ريديا ثم سركاريا . وتخرج السركاريا من القوقع سابحة في الماء ويكون لونهما بني وطولها حوالي 1 ملليمتر . وإذا لم يجد السركاريات عائلها الوسطى الثاني في خلال 60 ساعة فإنها تموت ، وهذا العائل وهو سمك البوري Mugil او سمك البلطي Tilapia وإذا وجدت السركاريا عائلها فإنها تخترق جلده وخاصة عند قاعدة الزعنفة الذيلية . وبعد حوالي 48 ساعة تبدأ السركاريا في التحوصل داخل أنسجة العائل المتوسط الثاني ، ثم يبدأ السركاريا نموها داخل الحوصلة ويتم ذلك في حوالي عشرين يوما وتتحول إلى طور يعرف بالميتاسركاريا وهو الطور المعدي ويبلغ قطر الحويصلة 0.3 ملليمتر .

طرق العدوى : تحدث العدوى للإنسان أو الحيوانات الأخرى (آكلة اللحوم) عندما تأكل سمك البوري أو البلطي المصاب الميتاسركاريا والغير جيد الطهور . وعند أكل هذه الحويصلات التي تحتوي على الميتاسركاريا فإن ديدان صغيرة تخرج من تلك الحويصلات وتلتصق بالغشاء المخاطي للأمعاء بين الخملات . وتتغذى الدودة وتنمو وبعد حوالي عشرين يوما تنضج وتبدأ في وضع البيض بعد عملية السفاد . ولقد وجد أن 100% من سمك البوري ، 60% من سمك البلطي ببحيرة المنزلة حامل الميتاسركاريا ،وإذا ملح البوري (لعمل الفسيخ) فإن السركاريا تموت على شرط أن لا يؤكل قبل مضي 7-10 يوم .

ولاتسبب العدوى الخفيفة بهذه الديدان ضررا يذكر للإنسان بينما تسبب العدوى الشديدة إسهالا شديدا يصحبه خروج دم ومخاط في البراز ، كما تؤدي إلى ضعف عام وعدم القدرة على العمل ونقص في وزن الجسم . وقد يمر البيض من جدار الأمعاء إلى الدورة الليمفاوية ومنها إلى القلب أو المخ فيسبب ضعفا في القلب أو نزيفا في المخ .

طرق الوقاية : عدم أكل السمك إلا بعد طهوه جيدا ولذا يستحسن أن يؤكل السمك مقلي في الزيت . أما شوي السمك فقد لايؤدي إلى قتل الحويصلات وما بها من ميتاسركاريا . عدم أكل الفسيح حديث التمليح . إبادة القواقع . عدم التبرز في الماء . نشر الوعي الصحي .

من دراستنا السابقة لأمثلة الديدان المفلطحة نجد أن الإنسان لا يصاب عادة بالديدان الكبدي وذلك لأنه لايتغذى على الحشائش بينما يصاب بدودة الهيتيروفيس أو الدودة الصينية مثلا وذلك لوجودها داخل أنسجة السمك الذي يتغذى عليه . كما أن الحيوانات آكلة العشب لاتصاب بالهيتروفيس وبذا ترى أن نوع الطعام هام في وصول الطفيل العائل المناسب له .

المثال الخامس : الدودة الشريطية أو التينيا : تتطفل أنواع هذه الدودة داخل القناة الهضمية للإنسان وبعض الفقاريات ، وسميت بالشريطية لأن جسمها يشبه الشريط المنبسط ويتكون من قطع متتالية (شكل 132) وليس للدودة فم أو قناة هضمية . وتتغذى الدودة بالأغذية المهضومة التي تمتصها من أمعاء العائل بخاصية الإنتشار . إذ أن جسمها مغطى بطبقة من الكيوتيكل المنفذة الملساء . وليس للدودة جهاز تنفسي . وهناك اختلاف في الرأي عن كيفية حدوث التنفس في هذه الدودة . فمن العلماء من يرى أنها تحصل على ألأكسيجين اللازم لها من الأوعية الدموية المنتشرة في أمعاء العائل خصوصا أثناء احتقانها بالدم عند الهضم . ويرى علماء آخرون أنها تحصل على الأكسيجين منالمركبات العضوية الكيميائية ومن العلماء من يعتقد أنها تنفس تنفسا اختماريا بتحليل المركبات الكربوايدراتية .

أهم أنواع الديدان الشريطية الدودة البقرية Taenia saginata الدودة الخنزيرية Taenia solium الدودة الكلبية Taenia echinococcus ذات الممصين Dkbothriocephalus هيمينوليبس نانا Hymenolepis nana

1- الدودة البقرية : يتراوح طولها بين 10 و 20 مترا وقد يصل طولها إلى 25 مترا . وتحوي أمعاء العئال غالبا دودة واحدة ونادرا ما توجد دودتان أو ثلاثة . ويتركب جسمها من : الرأس (شكل 133) Scolex وهو الجزء الأمامي من الجسم وهو كمثري الشكل لايزيد حجمه عن رأس دبوس الإبرة . وسمي تجاوزا بالرأس ولو أنه لا يحمل فتحة فم أو أعضاء حس . ويحمل الرأس على جوانبه أربع مماصات تمكن الدودة من الإلتصاق بجدران أمعاء العائل ، ويبقى جسم الدودة سائبا متدليا في تجويف الأمعاء . ويتراوح عند أسلات الجسم بين 1000 ، .2000 أما في الدودة الخنزيرية فعددها حوالي 850 أسلة . العنق : وهو منطقة رفيعة غير مقسمة تلي الرأس . وتنمو خلايا طرفها الخلفي باستمرار لتصنيف قطعا جديدة (أسلات) للدودة . أسلات الجسم : يتفلطح جسم الدودة بعد العنق وينقسم إلى قطع أقصرها وأقلها عرضا ما جاوز العنق وتزداد تدريجيا في الطول والعرض كلما بعدت عن العنق . ويوجد على أحد جانبي كل أسلة بروز يحتوي على تجويف الدهليز التناسلي الذي تنتهي فيه كل من الفتحتين التناسليتين الذكرية والأنثية .

تركيب جدار الجسم (شكل 134) : يتغطى جسم الدودة بطبقة سميكة من الكيوتيكل المنفذ . ويفرز هذا الكيوتيكل خلايا خاصة طويلة الأعناق تسمى الخلايا مفرزة الكيوتيكل . وتوجد هذه الخلايا غائرة إلى أسفل تحت الطبقة العضلية في النسيج البرنشيمي .

ويوجد على السطح الخارجي للكيوتيكل زوائد دقيقة شوكية الشكل تسمى الخلايا الدقيقة microvilli × ويجد الكيوتيكل من أسفل بغشاء قاعدي رقيق . وينتشر بالكيوتيكل ثقوب دقيقة تتصل بقنوات صغيرة جدا يقع عند أسفلها النهايات الخارجية لخلايا غدية . وتفرز هذه الخلايا الغدية إفرازات تعمل كإنزيمات مضادة anti – enzymes لتعادل تأثيرات الأنزيمات الهضمية الموجودة في أمعاء العائل . ويلي الغشاء القاعدي نحو الداخل العضلات ،وهي تتكون من طبقة ألياف عضلية دائرية خارجية يليها إلى الداخل طبقة من الألياف العضلية الطولية الداخلية . ويلي العضلات طبقة من النسيج البرنشيمي ، توجد به طبقة من ألياف عضلية عرضية (شكل 135) . ويمتلئ التجويف المحصور بين طبقتي العضلات العرضية بنسيج برنشيمي أيضا يوجد فيه على الجانبين العصبيان والقناتان الإخراجيتان (حبل عصبي واحد وقناة إخراجية واحدة على كل جانب) .

كما ينتشر أيضا مبعثرا في النسيج البرنشيمي المحصور داخل الطبقة العضلية العرضية كل من المبيض والخصى . كما تمتد في هذا النسيج البرنشيمي فسائل من ألياف عضلية رأسية تصل بين السطحين الظهري والبطني .

الجهاز العصبي : (شكل 136) يتكون من عقدتين واضحتين في الرأس يخرج منهما أعصاب قصيرة إلى المماصات كما يمتد منهما حبلان عصبيان (شكل 136) يمتدان إلى الطرف الخلفي ويمتد كل منهما على كل جانب وليس للدودة أعضاء حسية.

الجهاز الإخراجي (شكل 137) : يتكونمن شبكة من قنيات دقيقة تنتشر في النسيج البرانشيمي وتنتهي كل بخلية لهبية مستطيلة . وتتصل هذه القنيات بقنوات إخراجية أساسية تمتد بطول الجسم عددها في الجزء الأمامي من الجسم أربعة . اثنتان على كل جانب وتمتد واحدة منهما فقط في كل جانب حتى الطرف الخلفي وتتصل هاتان القناتان (شكل 137) عند نهاية كل قطعة في الرأس بقناة دائرية ، وتصب القناتان في فتحة واحدة في القطعة الأخيرة ، وعندما تنقطع الأخيرة تصب كل منهما بفتحة مستقلة .

الجهاز التناسلي (شكل 138) : يوجد بكل قطعة أعضاء تذكير وأعضاء تأنيث وتنمو الأعضاء التناسلية تدريجيا فهي غير تامة التكوين في القطع القريبة من العنق ثم تتدرج في النضج كلما بعد عن العنق وتبلغ نهاية النضج في القطع النهائية .

أعضاء التناسل الذكرية (شكل 138) : يوجد بكل قطعة عدد كبير من الخصى وهي كثيرة على الجانبين . ويخرج من كل خصية وعاء صادر وتتجمع الأوعية الصادرة في قناة واحدة جامعة تسمى الوعاء الناقل وينتفخ جزء منه مكونا الحويصلة المنوية التي يليها قضيب ملتو على نفسه داخل غمد . وينتهي القضيب بالفتحة الذكرية في الدهليز التناسلي .

أعضاء التناسل الأنثية (شكل 139) : يوجد عند قاعدة كل قطعة بالغة مبيض واحد ذو فصين متفرعين ويخرج من كل فص قناة بيض (رقم 9) يمر فيها البيض ثم تتحد النقاتان وتكونان قناة بيض مشتركة (رقم 6) تؤدي إلى مكان البيض (رقم 10) المحاط بغدد قشرية (رقم 7) وتتصل بمكان البيض قناتان إحداهما هي المهبل (رقم 3) الذي ينتهي بالفتحة الأنثية في الدهليز التناسلي وينتفخ جزء من المهبل مكونا الحوض المنوي المعد لاستقبال وخزن الحيوانات المنوية . والقناة الأخرى عبارة عن كيس أعوري هو الرحم الذي يمتد بطول الخط الوسطي للقطعة . ويوجد خلف المبيضين غدة تعرف بالغدة المحية وهي ذات فصين ويخرج منها قناة محية قصيرة تفتح في مكان البيض .

التناسل : التلقيح عادة خلطي ويتم بين قطعتين من دودة واحدة أو دودتين ، وقد تلقح القطعة نفسها ذاتيا إلا أن ذلك نادر الحدوث . فيحقن القضيب الحيوانات المنوية في المهبل ومنه تمر إلى الحوض المنوي فمكان البيض حيث يتم تلقيح البيض وتحاط كل بيضة ملقحة بالمح الآتي من الغدة المحية ثم يحاط الجميع بقشرة . ويتجه البيض الملقح إلى الرحم حيث يتم تكوين جنين يعرف بالجنين ذو الستة أشواك داخل كل بيضة وكل يتسع الرحم لهذا العدد الكبير من البيض تبدأ الأعضاء التناسلية في الاختفاء ويتفرع الرحم على الجانبين مكونا من 10-18 فرعا . ويتفرع كل فرع بدوره إلى فريعات أخرى لتتسع لأكبر كمية من البيض . وتسمى القطعة في هذه الحالة بالقطعة الحاملة graved segment ويتم التلقيح عادة في القطع الأخيرة من الجسم .

وتفرعات الرحم على الجانبين كثيرة في الدودة البقرية عنها في الدودة الخنزيرية.

دورة الحياة (شكل 140) : تنفصل القطع الحاملة الموجودة في مؤخر الجسم قطعة قطعة أو قطعتين أو ثلاثة معا ويعوض نمو العنق القطع المفصولة . وتخرج القطع المفصولة مع براز الإنسان .

فإذا ما تبرز المصاب في المراحيض أو الأراضي الجافة تحلل البيض . أما إذ حدث التبرز في الأراضي المزروعة تعفنت القطعة وخرج منها لابيض وانتشر على الأعشاب والنباتات المجاورة . وتحتوي كل بيضة على جنين مستدير له ستة أشواك محاط بقشرة (شكل 140 أ) فإذا أكلت الأبقار الأعشاب التي عليها لابيض وصلت البيضة إلى معدة البقر حيث تذوب قشرة البيضة ويخرج الجنين ويخترق جدار المعدة بأشواكه ، فيحمله تيار الدم إلى العضلات كثيرة الحركة كعضلات الفكين واللسان والحجاب الحاجز وهي العضلات التي يكشف علهيا الطبيب البيطري ليعرف الأبقار المصابة من غيهرا . وفي العضلات يفقد الجنين أشواكه ويكبر كثيرا في الحجم ويتحول إلى حوصلة كرية يمتلئ تجويفها الكبير بسائل مائي شكل (140 ب) . وينمو جدار الحوصلة في إحدى المواضيع على هيئة نتوء داخلي مجوف ويتكون على السطح الداخلي لهذا النتوء الممصات الأربعة وبذا يصبح هذا النتوء رأسا للدودة المقبلة (شكل 140 ج) . ويطلق على هذا الطور اسم الدودة المثانية أو الكيسية التي تبقى كاملة بين العضلات (شكل 140 د) ، فإذا ما أكل الإنسان لحم البقر المصاب نيئا أو غير تام النضج بحيث لم تؤد حرارة الطبخ إلى قتل الدودة المثانية ، وصلت الدودة المثانية إلى معدة الإنسان وهناك تبرز الرأس إلى خارج المثانة (شكل 140 هـ) وفي الأمعاء تثبت الرأس بجدار الأمعاء وتنفصل عنها المثانة ويبدأ العنق في النمو بتكوين قطع الجسم فتتكون بذلك الدودة الكاملة .

الدودة الشريطية الخنزيرية : وتشبه البقرية وتختلف عنها فيما يأتي : ينمو البيض ويصيب الخنازير بدلا من الأبقار . تحمل الرأس (شكل 141) نتوءا يعرف بالبوز Rostorum كما يحمل صفا مزدوجا من الخطاطيف علاوة على الممصات الأربعة . الدودة الخنزيرية أقصر من البقرية ويتراوح طولها بين 3 ، 5 أمتار . عدد قطعها أقل منه في البقرية ويبلغ نحو 850 قطعة . تفرعات الرحم فيها أقل منه في البقرية (شكل 142) .

الدودة الشريطية الكلبية (شكل 143) : هذه الدودة صغيرة جدا لايزيد عدد أسلاتها عن ثلاثة أو أربعة وتعيش الدودة البالغة في أمعاء الكلاب . أما الطور الحوصلي فيتطفل على رئات أو كبد أو مخ الخنزير والماشية وأحيانا الإنسان . وذلك بسبب لعق الكلب وجه وأيدي صاحبه بلسانه ولعادة الكلب الرديئة عن لعق فتحته الشرجية بلسانه فيصل بذلك البيض من شرجه للسانه ومنه إلى أيدي الإنسان . والطور الحوصلي لهذه الدودة كبيرة الحجم وهو عادة في حجم البرتقالة (قطرها 50 مم في الخنزير) لكنها أكبر من ذلك في الإنسان فقد يصل أحيانا إلى رأس الطفل ووزنه حوالي 5-15 كجم ويحتوي على جالون من السوائل . ويوجد داخل الحوصلة عدة رؤوس (شكل 144) بدلا من رأس واحدة ، كما قد ينمو من الحوصلة حويصلات ثانوية . ويطلق على مثل هذه الحوصلة اسم hydatid cyat ويتسبب عن وجود مثل هذه الحوصلة في مخ الإنسان نتائج خطيرة كالشلل والعمى إلخ. ونمو الحوصلة في جسم الإنسان في غير صالح الدودة لأن الكلب لايتمكن من التغذية على لحم الإنسان .

ذات الممصين Dibothriocephalus latus تصيب الإنسان وهي شديدة الخطر ويبلغ طولها 3-4 متر وتمتاز بأن لها عائلات وسطيان الول حيوان قشري هو السيكلوبس حيث يبتلع هذا العائل الأول البيض ويخرج منه الجنين ذو الست أشواك ويخترق جدار الأمعاء ويتحول إلى دودة مثانية اولى . وعندما تبتلع الأسماك وهي العائل الوسطي الثاني هذا السيكلوبس فإن الحويصلة الأولى تخترق جدار أمعاء السمكة وتستقر في أي عضو بجسمها كالكبد أو العضلات وتتحول إلى اليرقة الاثنية وهذه اليرقة هي الدودة المثانية المعدية للإنسان وعندما يأكل الإنسان هذه الأسماك بدون طهي جيد فإنه يصاب بهذه الديدان .

والدودة الكاملة لها رأس مستطيل ، به ممصان فقط ويتراوح طول الجسم بين 3-4 أمتار وعدد أسلاته حوالي 4000 أسلة ويختلف شكل هذه الأسلات عن التينيا فهي أسلات عريضة جدا ولاتوجد فتحات التناسل على جانبي الأسلة بل في مركزها (شكل 146) وعلى لاطسح البطني منها ويصل إلى البهو التناسلي فتحات المهبل والزعاء الناقل وخلفهما فتحة الرحم ويظهر الرحم بالأسلة الناضجة كبقعة داكنة في وسطها . وتخرج الأسلات الحاملة مع براز المريض وتتعفن ويسقط البيض في الماء ليبتلعه السيكلوبس وهكذا تتم دورةالحياة .

وهناك نوع آخر Diephyllobothruin latum له نفس دورة الحياة وله عائلان هما السيكلوبس والسمك ولكن طول الدودة يصل 18 مترا وعرض القطع حوالي 2 سنتيمتر ولحسن الحظ لاتعيش هذه الدودة في مصر .

هيمينوليبس نانا Hymenolepis nana (شكل 147) ميزة هذه الدودة أنه ليس لها عئال وسطي كالديدان السابقة . فلقد لاحظنا أن التيتنا لها عائل وسطي واحد هو البقر أو الخنزير بينما ذات الممصين لها عائلان وسطيان هما حيوان قشري والأسماك ولكن هذه الدودة ليس لها أي عائل وسطي أي أن الإنسان نفسه هو عائلها الوسطي والأساسي .

وتعيش هذه الدودة في الأمعاء الرفيعة للإنسان وقد اكشتفها في مصر العالم بلهارز سنة 1851 وهي أكثر الديدان الشريطية انتشارا بمصر وهي ديدان صغيرة يتراوح طولها بين 2.5 – 4 سنتمتر وعرضها 1 ملليمتر ولكن بالرأس يوجد 4 ممصات وبوز به صف من الخطاطيف . وتخرج الأسلات الحاملة مع براز المريض ويحتوي علىب يض ناضج . وعندما تتعفن القطع ويبتلع الإنسان هذا البيض فإنه تفقس ويخرج منه جنين يخترق خملات الأمعاء ويتحول إلى دودة مثانية تخرج ثانية من الخملات إلى تجويف الأمعاء وتتغذى وتنمو إلى دودة كاملة وبذا نجد أنه لايوجد عائل وسطي لتلك الدودة .

أضرارها : بالرغم من صغر حجمها فإنها تسبب آلام معوية شديدة يصحبها إسهال .

تقسيم شعبة الديدان المفلطحة : طائفة التربللاريا : Class Tubellaria وتشمل ديدان غير متطفلة يتغطى جسمها بأهداب يحملها الإكتودرم ومن أمثلتها دودة البلاناريا Planaria . طائفة التريماتودا Class Trematoda ومن أمثلتها دودةالكبد والبلهارسيا ، وتمتاز بأنها ديدان طفيلية قصيرة الجسم غير مقسمة إلى قطع وتلتصق بالعائل بمماصات فقط ولها أمعاء وليس لها إست وجسمها مغطى بكيوتيكل تبرز منه أشواك ولهذه الحيوانات خاصية تبادل الأجيال . طائفة السيستودا Class cestoda ومن أمثلتها الديدان الشريطية وجسمها طويل شريطي مقسم إلىق طع وليس لها جهاز هضمي وتلتصق بعائلها بمصاصات أو بماصات وأشواك . ولها كالتريمانودا خاصية تبادل الأجيال .

مميزات الديدان المفلطحة : مما سبق يتضح أن الديدان المفلطحة ديدان أجسامها منبسطة من أعلى إلى أسفل بعضها ورقي الشكل وبعضها شريطي طويل . وقد يتكون جسمهامن قطعة واحدة أو من عدة قطع متتالية ولا تعتبر القطعة الواحدة حيوانا مستقلا لعدم قدرتها على المعيشة بمفردها ولعدم وجود جهاز عصبي مستقل بها . ولهذه الديدان طرف رأسي يتجه للأمام دائما وطرف خلفي وسطح علوي (ظهري) وسطح بطني (سفلي) . ويتركب جسمهامن ثلاث طبقات إلا أنها عديمة السيلوم إذ يمتلئ جسمها بخلايا برانشيمية . وليس لهذه الديدان أجهزة تنفسية أو دموية . ويتكون جهازها الإخراجي من خلايا لهبية . وغالبيتها ديدان متطفلة تتثبت بعائلها بمماصات أو بصاصات وأشواك ، وكلها خناث ماعدا البلهارسيا ، وينمو الجهاز التناسلي في الطفيلي منها نموا كبيرا لينتج أعدادا هائلة من البيض . كما أن الطفيلي منها تتم دورة حياته في عائلين أي أن لها خاصية تبادل الأجيال Alternation of generations .

شعبة الميزوزوا PHYLUM MESOZOA

حيوانات صغيرة الحجم دودة الشكل ذات تركيب بسيط وهي عادة حيوانات متطفلة على لاحيوانات الأخرى مثل الإخطبوط والسيبيا (من طائفة الرأسقدميات) . والبعض الآخر يتطفل على طفيليات تصيب الإنسان والحيوان مثل الديدان المفلطحة أو على الديدان الحلقية وخلافه . وتعتبر هذه الشعبة أبسط الكائنات البعدية (Metazoa) حيث يتركب جسمها من طبقتين من الخلايا المهدية (حوالي 16-42) كما في Dicyema (شكل 148) (الذي يتطفل على الإخطبوط) . وتترتب هذه الخلايا المهذبة مثل مستعمرة الفولفكس (Volvox) منحيث وجود عدد كبير من الأهداب في دورة حياتها كما أن التغذية بين خطوبة وبذلك أعتبر بعض العلماء أن طبقتي الجسم لايمثلان الإكتودرم والإندودرم في الحيوانات البعدية وبذا وضعت كشعبة بين الحيوانات الأولية والبعدية . ولكن بعض العلماء اعتبرها بأنها أنواع ضامرة (نظرا لتطفلها) من الديدان المفلطحة .

شعبة الديدان الخرطومية Phylum Nemertini – Nemertinea or nemertea

حيوانات بحرية شائعة الوجود تحت الأحجار وبين النباتات المائية والقليل منها يعيش في المياه العذبة أو في الأماكن الرطبة .

جسمها شريطي طويل (شكل 149) ذو لون يختلف بين الأحمر والبرتقالي والأخضر وتتميز هذها لديدان بوجود خرطوم طويل داخل تجويف خاص تستعمله في القبض على فريستها وفي الدفاع عن نفسها .

والقيمة الإقتصادية لهذه الحيوانات ليست ذات أهمية كبرى لكنها من الناحية العلمية مهمة جدا في أنها حلقة بين الديدان المفلطحة والديدان الإسطوانية . وترجع قيمتها العلمية إلى أنه لأول مرة تظهر فيها فتحة الأست كما يظهر جهاز دوري . والجهاز الهضمي لهذه المجموعة من الحيوانات يبدأ بالفم الذي يؤدي إلى الأمعاء التي قد يكون لها جيوب جانبية على هيئة أكياس . ثم تؤدي الأمعاء إلى الخارج عن طريق فتحة الأست . وبذا نجد أن الطعام لأول مرة يدخل من فتحة الفم وتخرج الفضلات من فتحة الأست .

أما بخصوص الجهاز الدوري فإنه يوجد ثلاثة أوعية مقفلة يمر بها سائل خاص هو الدم الذي يحتوي على خلايا دموية . والدم غالاب عديم اللون ولكن في بعض الأنواع يوجد هيموجلوبين وبذا نجد كرات دموية حمراء تساعد في علمية التنفس . والأوعية الدموية هي ثلاثة أوعية اثنتان منها على جانبي القناة الهضمية والوعاء الثالث يقع مباشرة أعلى الجهاز الهضمي أي أنه وعاء ظهري .

وأوجه الشبه بين التمرتينا والديدان المفلطحة يمكن حصره في النقاط الآتية : الجسم ذو تماثر جانبي . الإخراج عن طريق الخلايا اللهبية . الجسم ثلاثي الطبقات . لايوجد سيلوم . مقدم الجسم مميز إلى رأس به أعضاء حسية . الجهاز العصبي من النوع السلمي .

ولكن نظرا لأن هذه الديدان لها مميزاتها الخاصة فإنها وضعت في شعبة مستقلة أرقى من الديدان المفلطحة للأسباب الآتية : وجود فتحة الأست . وجود جهاز دوري مقفل . وجود سائل دموي . بوادر السيلوم في الطور اليرقي . وجود خرطوم طويل . الجنس منفصل . بساطة تركيب الجهاز التناسلي .

تركيب جدار الجسم (شكل 151) : الجسم يتركب من ثلاث طبقات هي الأكتودرم والأندودرم ويحصران بينهما الميزودرم . وجدار الجسم الخارجي يتركب من خلايا مهدبة ترتكز على غشاء قاعدي يلي ذلك طبقة عضلية دائرية ثم طبقة طولية ولكن في بعض الأنواع مثل Mircura توجد طبقة عضلية طويلة أسفل الغشاء القاعدي مباشرة أي يوجد 3 طبقات عضلية هيمن الخارج للداخل كالآتي : عضلات طولية – عضلات دائرية – عضلات طولية أخرى .

ويلي ذلك فراغ الجسم المملوء بالنسيج البرانشيمي حيث يوجد فيه الأوعية الدموية ،وعامان على جانبي القناة الهضمية ووعاء يقع أعلى القناة الهضمية مباشرة ، وعلى جانبي الجسم يوجد الحبلالي العصبيان . وكذلك الجهاز التناسلي يوجد مطمورا في هذا النسيج البرانشيمي . وفي وسط الجسم تقريبا تقع القناة الهضمية وخلاياها من أصل أندودرم . وفي المنطقة الأمامية من الجسم نلاحظ أن الخرطوم موجود داخل غلاف خاص به يقع أعلى القناة الهضمية.

الجهاز الهضمي : تمتاز هذه الديدان (كما ذكرنا) بوجود خرطوم طوي يوجد داخل كيس يحتوي على غلاف عضلي يسمى بغلاف الخرطوم والخرطوم نفسه متصل بالغلاف بعضلات مرجعة ، وعند مرور فريسة كبعض الديدان المائية مثل دودة النيرس (وهي من الديدان الحلقية نجد أن الخرطوم ينفرد بسرعة ويلتف حول الفريسة ويشل حركتها بواسطة إفرازات مخاطية من خلايا خاصة به . وفي بعض الأنواع يحمل الخرطوم أشواك على هيئة رماح Sylets (شكل 152) تخترق جسم الفريسة وبذا تحدث به جروح ثم يصب على تلك الجروح مواد سامة لتخدير الفريسة وشل حركتا ليسهل التهامها . ويمر الطعام إلى الفم ومنه إلى الأمعاء . وجدر الأمعاء هنا تختلف عنها في الديدان المفلطحة حيث يتخصص جزء من الخلايا لإفراز الأنزيمات الخاصة بالهضم والبعض الآخر خاص بالإمتصاص ، وتخرج فضلات الطعام من فتحة الآست الموجودة في مؤخر الحيوان .

الجهاز الإخراجي : عبارة عن أنبوبتين طويلتين تمتدان على جانبي الجسم ومتفرعتان وينتهي كل فرع بخلية لهبية كما في الديدان المفلطحة .

الجهاز التنفسي لايوجد جهاز تنفسي خاص ويحدث تبادل الغازات عن طريق الجسم .

الجهاز الدوري (شكل 153) : كما ذكرنا أنه لأول مرة يظهر جهاز دوري يمر فيه الدم وهو ثلاثة أوعية وعاءان جانبيان وآخر ظهري يسير أعلى القناة الهضمية .

الجهاز العصبي (شكل 154) : يتركب من عقدتين عصبيتين (154) في مقدم الجسم وكل عقدة مقسمة إلى جزء أمامي وآخر خلفي مرتبطان بواسطة موصل ويمتد من المخ حبلان على جانبي الجسم .

أعضاء الإحساس عبارة عن عيون بسيطة عديدة منتشرة على الخرطوم كما يوجد خلايا حسية أخرى منتشرة على باقي الجسم ، لكنها متمركزة في الرأس وهي خاصة بالإحساس بالمواد الكيماوية وبتيار الماء والحرارة وخلافه .

الجهاز التناسلي الجنس منفصل والقليل منها خناث . ويتركب الجهاز التناسلي من مناسل على هيئة فصوص بسيطة أو عديدة تتبادل مع جيوب القناة الهضمية . ويخرج من كل منها قناة قصيرة تفتح غالبا على السطح الظهري مباشرة ونادرا ما تفتح على السطح البطني . والإخصاب خراجي وينمو الزيجوت الوسطي ليعطي نيمرتينا صغيرة تشبه الأبوين فيما عدا نضج الأعضاء التناسلية . التطور هنا مباشر ولكنه في بعض الأنواع مثل Lineidae يتكون طور يرقي يعرف باسم Pillidium (شكل 156) ولهذه الديدان القدرة على التجدد فلو قطع جزء منها فإنه ينمو ليكون دودة أخرى .

تقسيم شعبة الديدان الخرطومية : تقسم هذه الديدان بالنسبة لعضلات الجسم وموضع الحبل العصبي ووجود العيون إلى :- 1- طائفة Class Palaenemertea ويوجد بها طبقتان عضليتان طوليتان يحصران بينهما طبقة عضلية دائرية . والحبل العصبي يقع بين طبقة الأكتودرم والطبقة العضلية الدائرية . والخرطوم بدون أشواك ، ولاتوجد جيوب في الجهاز العصبي ولاعيون مثل Tubulanus .

2- طائفة Class Hoplonemertea توجد طبقتان عضليتان فقط والحبل العصبي يوجد خارج الطبقة العضلية وتوجد أشواك بالخرطوم كما يوجد جيوب معدية مثل Paranemertes .

3- طائفة Class Heteronemertea توجد طبقتان عضيتان طوليتان بينهما طبقة عضلية دائرية لكن الحبل العصبي خارج الطبقة العضلية ولاتوجد جيوب معدية ولا أشواك بالخرطوم لكن توجد عيون مثل Lineus .

4- طائفة Class Bdellonemertea أجسامها قصيرة وسميكة ، ولاتوجد جيوب معدية ويوجد لها ممص خلفي مثل Malacobdella .

شعبة الديدان الإسطوانية PHYLUM NEMATODA

المثال الأول : دودة الاسكارس Ascaris تتطفل الاسكارس على الأمعاء الدقيقة للإنسان وخاصة الأطفال كما تصيب كذلك الحيوانات الفقارية الأخرى كالخيل والخنازير والماشية . وتسبب هذه الديدان آلاما معوية واضطرابات عصبية كما تحدث نزلات شعبية عندما تغزو يرقاتها العديدة الرئتين .

والاسكارس دودة اسطوانية مدببة الطرفية (شكل 156) لونها أبيض مصفر وهي وحيدة الجنس ويتراوح طول الذكر فيها بين 15 ، 25 سم وطول الأنثى بين 20 ، 30 سم . ويشاهد ممتدا بطول جسم الدودة 4 خطوط طولية يظهر بوضوح إذا نظر للدودة وهي معرضة للضوء وهذه الخطوط ناشئة عن أربعة انتفاخات طولية في جدار الجسم من الداخل منها خطان جانبيان عريضان لونهما أسمر يمتد داخل كل منهما قناة إخراجية . والخطان الآخران وهما أقل عرضا من السابقين ، أحدهما ظهري والآخر بطني ، ويمتد في كل منها حبل عصبي والخطان الأخيران لونهما أبيض . ويتغطى جلد الاسكارس بطبقة سميكة ملساء من الكيوتيكل الكيتيني . ويلاحظ أن الطرف الخلفي للذكر يلتوي بشدة نحو السطح البطني أمام الأنثى فطرفها الخلفي يكاد يكون مستقيما . ويوجد في مقدم الطرف الأمامي فتحة الفم وهي محاطة بثلاثة شفاء شفة ظهرية بقاعدتها حلمتان حسيتان وشفتان بطنيتان جانبيتان بقاعدة كل حلمة حسية واحدة . والشفاة مغطاة بأسنان دقيقة .

وعلىب عد 2 مم من الفم توجد الفتحة الإخراجية من الجهة البطنية وتوجد فتحة الإست قبل الطرف الخلفي بقليل . وتقوم فتحة الإست في لاذكر بإخراج الحيوانات المنوية وبذا تعرف بالفتحة الشرجية التناسلية . وتبرز منها شوكتان تعرفان بشوكتي الجماع (شكل 157 – ب) أما في الأنثى فيقوم الإست بإخراج البراز فقط أما الفتحة التناسلية الأنثية (شكل 156) فتوجد في نهاية الثلث الأمامي من جسم الدودة على السطح البطني .

هنا بالنسبة للاسكارس التي تعيش في أمعاء الإنسان والتي تعرف باسم اسكارس لمبريكويدس Ascaris lumbricoidea ويختلف موضع هذه الفتحة بالنسبة للأنواع الأخرى من الاسكارس فمثلا تقع في الربع الأول من الجسم في أسكارس ميجالوسفالا Megalocephala التي تصيب الخيل وفي السدس الأول من الجسم في حالة الأسكارس التي تصيب البقر وهي المعروفة باسم أسكارس فيتيولورم A. Vitulorum وهي التي يقوم الطلبة غالبا بتشريحها في المعامل .

التركيب الداخلي (شكل 158) : يحيط جدار الجسم بتجويف لايعتبر سيلوما لأنه غير مبطن بغشاء بريتوني ويتكون جدار الجسم من :-

الإكتودرم (شكل 159) نسيج طلائي بسيط تتميز خلاياه في الديدان الصغيرة السن ولكن سرعان ما تتلاشى الجدران التي بينها في الدودة البالغة ويصبح الأكتودرم طبقة سيتوبلازمية تحتوي عددا كبيرا من الأنوية أي يصبح الإكتودرم مديحا خلويا . ويتغطى الإكتودرم من الخارج بكيوتيكل سميك أملس يفرزه الأكتودرم وتسلخه الدودة عند نموها ويتكون من الكيتين العازل الذي يمنع تأثير عصارات العائل الهضمية على جسم الدودة . الخلايا الطلائية العضلية (شكل 160) : تلي الإكتودرم من الداخل وتوجد على هيئة 4 مجاميع محصورة بين الخطوط الأربعة السابقة الذكر . وتتكون كل خلية منها من جزء مستطيل يتحول فيه السيتوبلازم إلى خطوط عضلية يليه جزء منتفخ يحتوي سيتوبلازما عاديا به النواه . ويمتد سيتوبلازما هذا الجزء على هيئة ذيل سيتوبلازمي خيطي . وتلتصق الخلية بالإكتودرم بجزئها العضلي أما الذي الخيطي فيتصل باحد الحبلين العصبيين فتتجه ذيول الخلايا التي بالنصف الظهري نحو الحبل العصبي كما تتجه ذيول خلايا النصف البطني نحو الحبل العصبي البطني .

القناة الهضمية (شكل 161) : تتغذى الإسكارس على الأغذية المهضومة الموجودة داخل أمعاء العائل ولذا فقناتها الهضمية بسيطة جدا وهي عبارة عن أنبوبة مستقيمة مفلطحة سائبة داخل تجويف الدودة . وتتصل بجدار الجسم فقط عند الفم والإست . ويطلق على الجزء الأمامي منها البلعوم وهو جزء عضلي يليه الأمعاء ، ويسمى الجزء الخلفي من القناة بالمستقيم الذي يقوم بإخراج الفضلات . ويتكون جدار القناة الهضمية من نسيج طلائي عمودي (شكل 158) وتبطن من الداخل كما تغطى من الخارج بطبقة كيوتيكل رقيقة .

الجهاز الإخراجي (شكل 158) : ويتكون من قناتين إخراجيتين أعوريتين يمتد كل منهما داخل أحد الخطين الجانبيين . وتتحد القناتان في الطرف الأمامي حيث توجد الفتحة الإخراجية . ويوجد حول مكان التحام القناتين 4 خلايا أميبية . ويتجمع البول في فراغ الجسم وتمتصه جدران القناتين والخلايا الأميبية الأربعة .

الجهاز العصبي (شكل 162) : يتكون من حلقة عصبية حول البلعوم بها ثلاث عقد عصبية واحدة بطنية كبيرة واثنتان جانبيتان صغيرتان ويمتد منا لحلقة العصبية ستة أعصاب إلى الطرف الأمامي وحبلان عصبيان إلى الطرف الخلفي إحداهما ظهري والآخر بطني يمتدان داخل الخطين الظهري والبطني ويتم الإتصال بين الحبلين العصبيين وخلايا الجسم عن طريق ذيول الخلايا الطلائية العضلية .

الجهاز التناسلي : (أولا) في الذكر (شكل 161 – ب) للذكر خصية واحدة على شكل أنبوبة خيطي تلتف حول الأمعاء وتنتهي الخصية بوعاءناقل أسمك قليلا من الخصية ويليه حويصلة منوية منتفخة تنتهي بقناة قاذفة قصيرة ضيقة وعضلية تفتح في النهاية الخلفية للمستقيم ويفتحان معا بفتحة واحدة وهناك كيسان عضليان في الجهة الظهرية للمستقيم تنكمش داخلهما شوكتنا الجماع (شكل 163) .

(ثانيا) في الأنثى (شكل 162 – أ) : للأنثى مبيضان خيطيان رفيعان ويتكون الجزء الأول من المبيض من مدمج خلوي ويصبح في الجزء الأخير منه على هيئة أنبوبة مجوفة والجزء الأول منه هو الذي يقوم بتكوين البيض . ويتصل كل مبيض بقناة بيض أوسع منه ، تنتفخ في نهايتها مكونة الحوض المنوي الذي يتصل بالرحم وهو أنبوبة مشعة جدارها معرج منه الداخل . وتنتشر الغدد القشرية في جدران الرحمين ، ويمتلئ كل رحم بعدد كبير من البيض ، كما تشاهد به الحيوانات المنوية وهي ذات شكل أميبي وعديمة الذنب . ويتصل الرحمان ببعضهما ويكونان أنبوبة قصيرة هي المهبل الذي يفتح في الفتحة الأنثية .

وجدير بالذكر أنه في أنثى أسكارس البقر A. vitulorum (التي تقوم بتشريحها) يكون المبيضان أحدهما أمامي والآخر خلفي وهما على هيئة أنبوبتين كثيرتا الإلتفاف ويؤدي كل منهما إلى أنبوبة ملتفة أيضا هي قناة البيض التي تنتفخ مكونة حجرة كروية هي الحوض المنوي وذلك قبل اتحاد قناة البيض بالرحم . ويمتد الرحمان ليكونا المهبل كما في باقي الأنواع .

التكاثر وتاريخ الحياة : عند التلقيح يوسع الذكر الفتحة الأنثية بشكوتي الجماع ثم يحقن المادة المنوية في المهبل مستعينا بانقباض القناة القاذفة ومن المهبل تصل المادة المنوية إلى حوالي 1500 بيضة . والبيضة عبارة عن خلية مستديرة مغلقة بقشرة كيتينية صلبة مشرشرة سمراء اللون . ويخرج البيض مع براز العائل فإذا وصل إلى أرض رطبة وكانت درجات الحرارة مناسبة بين (25-35م) والأكسيجين متوفرا فإن الجنين يتكون داخل قشرة البيضة (شكل 164) في مدى ستة أسابيع ، وإذا لم تتوفر هذه الشروط يتأجل نمو الجنين لعدة سنوات . والجنين عبارة عن يرقة دودية الشكل . فإذا ما ابتلع الإنسان البيض مع الخضروانات الملوثة به ذابت الحوصلة في معدته وانطق الجنين إلى الأمعاء ، واخترق جدارها وحمله تيار الدم إلى الكبد يبقى ثلاثة أيام ثم يتركه إلى الرئتين إما عن طريق اختراقه الحجاب الحاجز أو عن طريق الشريان الرئوي . ويبقى الجنين في الرئتين أسبوعا ثم يحمله تيار الهواء إلى الشعيبات والشعبتين فالقصبة الهوائية ومنها إلى البلعوم فالمريء فالمعدة ويصل إلى الأمعاء مرة أخرى ويكون طوله عندئذ حوالي 2 مم . وفي الأمعاء ينسلخ الجنين للمرة الرابعة والأخيرة ويبلغ تمام نموه في مدى ستة أسابيع . وقد تحوي أمعاء المصاب وخصوصا الأطفال عددا كبيرا منها يكفي لسد الأمعاء فيمتنع بذلك مرور الغذاء فيها وتحدث موادها الإخراجية تأثيرات عصبية على الأشخاص المصابين بها .

ملاحظة : لايوجد بالإسكارس جهاز دموي ولا جهاز تنفسي ، وتتنفس تنفسا اختماريا ويعتقد بعض العلماء أنها تتنفس تنفسا هوائيا بامتصاصها الأكسيجين الجوي الداخل مع الغذاء عند ابتلاعه .

طرق الوقاية : تنحصر في : (1) عدم شرب المياه الملوثة بالبيض . (2) عدم أكل الخضروانات إلا بعد غسلها جيدا . (3) عدم التبرز في الأراضي الرطبة . (4) معالجة المرضى . (5) نشر الوعي الصحي بين المواطنين .

المثال الثاني : الأنكلستوما : Ancylostoma تتطفل الأنكلستوما بأعداد عائلة على الأمعاء الدقيقة للإنسان وتسبب للمصاب أنيميا حادة . وتكثر الإصابة بها في المناطق الحارة وفي الخنادق والمناجم بالمناطق الباردة حيث تتوفر درجة الرطوبة والدفء معا . وتعرف في لامناطق الباردة باسم دودة عمال المناجم . وتسبب الأنكلستوما في مصر مرض الرهقان وهو فقر دم شديد مصحوب بضعف في الذاكرة مع انحطاط في القوى .

والأنكلستوما (شكل 165) وحيدة الجنس ويتراوح طول الذكر بين 8 ، 11 مم ، وطرفه الخلفي مفلطح مجوف عضلي يسمى كيس السفاد (شكل 166) يمسك به الذكر الأنثى أثناء الجماع ، وهو مدعم بأشعة عضلية لها أهمية كبيرة في تمييز الأنواع المختلفة من الأنكلستوما . والطرف الأمامي لتلك الديدان ملتو قليلا نحو الجهة الظهرية . ويتراوح طول الأنثى ين 10 ، 18 مم ، والفتحات الخارجية للأنكلستوما تشبه فتحات الإسكارس فيما عدا الفتحة التناسلية الأنثية فتوجد في منتصف جسم الأنثى تقريبا (شكل 97 – ب) .

والفم في الأنلستوما عبارة عن تجويف كيتيني صلب في السطح الظهري من الطرف الأمامي للدودة (شكل 167) . وهو مفتوح باستمرار . ويحمل أسنانا في جانبه الأمامي ويوجد في جانبه الخلفي صفيحتان كيتينيتان تبرزانمن قاعه ، وتتعلق الدودة بالأسنان الظهرية والصفائح بجدار الأمعاء فتمزق الغشاء المخاطي والنسيج الضام والشعيرات الدموية للأمعاء .

الأجهزة الداخلية : تشبه في نظامها مثيلتها في الإسكارس فيما عدا بعض اختلافات بسيطة جدا .

الجهاز الهضمي : يبدأ بتجويف الفم فالبلعوم فالأمعاء فالمستقيم ، ويوجد على جانبي البلعوم غدتان كمثريتان تعرفان بالغدتين العنقيتين تفرزان مادة تحلل أنسجة أمعاء العائل ، وهناك غدتان رأسيتان كريتان تفرزان إنزيما يذيب هيموجلوبين الدم هو أنزيم تجلط الدم فضلا عن أنه مادة سامة تختلط بالدم وتسير في الدورة الدموية وتسمم الجسم كذلك . وتتغذى الإنكلستوما على أنسجة جدار أمعاء العائل .

الجهاز التناسلي : أولا في الذكر : يشبه مثيله في ذكر الأسكارس ويوجد حول الحويصلة المنوية غدد تفرز مادة تساعد على التصاق الذكر والأنثى .

ثانيا : في الأنثى : يشبه مثيله في أنثى الأسكارس .

دورة الحياة : يحدث الجماع (شكل 168) بين الديدان البالغة في الأمعاء وتضع الأنثى حوالي 6000 بيضة في اليوم ويخرج البيض مع براز العائل . والبيض كروي تقريبا عديم اللون رقيق الجدار . وتحتوي البيضة عند خروجها مع براز العائل (شكل 169 – أ – 3) على 4 خلايا وإذا وصل البيض مع البراز إلى أرض تتوفر فيها الرطوبة ودرجة الحرارة (بين 25 ، 35 م) والأكسجيني (ويتوفر كل ذلك في الأراضي الزراعية والخنادق والمناجم إذا تبرز فيها المصاب) قفس البيض بعد 24 ساعة وخرجت من البيضة يرقة طولها 0.25 مم وتعرف باسم يرقة الرابديتويد Rhabditoid larva وتتغذى بشراهة على المواد البرازية المحيطة بها وتتسلخ بعد يومين ويصل طولها إلى 0.4 – 0.6 مم . وبعد حوالي أسبوع تصبح اليرقة ساكتة وتقفل فتحة الفم ثم تتسلخ مرة أخرى وتعرف بيرقة الفيلاريفورم Filariform larva ، غير أن الطبقة المنسلخة تبقى كغشاء حول جسم اليرقة التي يصل طولها 0.8 مم وتصبح في هذا الطور معدية وتبقى كذلك مدة شهر أو شهرين إذا وجدت الرطوبة الكافية ، لكنها قد تموت خلال بضع ساعات إذا كانت الظروف سيئة . والمدة التي يمكن أن تعيشها تتوقف على الظروف المحيطة بها وعلى كمية الغذاء المختزن بجسمها وعلى المجهود الذي تبذله ، فإذا تحركت كثيرا فقد كمية من غذائها المخزون ، وقصرة مدة معيشتها ، وهي تنجذب باستمرار نحو الحرارة وبذا تجد عائلها (الإنسان) وتخترق جلده وخاصة بين الأصابع (القدم إذا كان حافي القدمين أو اليدين كما في عمال الفخار) ولابد أن تبقى ملامسة للجلد بضع ساعات حتى تخترقه ولذلك فالطين العالق بأرجل الفلاحين يعطي فرصة كبيرة لاختراق الجلد متى كان ذلك الطين رطبا ولكن إذا كان جافا فإنها لاتخترق جسم عائلها . وتسير في الأوعية الدموية الصغيرة أو الأوعية الليمفاوية حتى تصل القلب _من الأذين الأيمن إلى البطين الأيمن) ومنه إلى الرئتين عن طريق الشريان الرئوي . وفي الرئة تمزق الشعيرات الدموية وتخرج منها إلى الحويصلات الهوائية فالشعب الهوائية فالقصبة الهوائية فالبلعوم ومنه إلى المريء فالمعدة فالأمعاء حيث تبدأ حياتها وتستغرق تلك الرحلة حوالي 17 يوم من وقت اختراقها جلد الإنسان ، وتحتاج بعد ذلك لنحو 2 – 4 أسبوع لتصبح دودة كاملة .

وقد تحدث العدوى بطريقة أخرى كابتلاع اليرقات المعدية مع الغذاء أو الماء وفي هذه الحالة تنمو اليرقة مباشرة في الأمعاء دون القيام برحلتها المشروحة سابقا داخل جسم الإنسان .

وتسبب الإنكلستوما التهابا بالجلد عند اختراق اليرقات له ، والديدان التامة التي تلتصق بجسم العائل تعيش على الدم وتمتص الدودة الواحدة ما يتراوح بين 4 – 8 ملليمتر مكعب في اليوم فإذا علمنا أن هذه الدودة تعيش بأعداد ضخمة فإنك تتصور مدى مايفقده الجسم من دم . كما أن الدودة تفرز مادة تمنع التجلط فإذا انتقلت الدودة من مكان لآخر فإن المكان الأول ينزف مدة من الزمن ، وبذا نجد أن المصابين بالأنكلستوما يعانون من فقر دم شديد وضعف في الجسم سواء من الناحية العقلية أو البدنية .

طرق الوقاية : عدم التبرز إلا في أماكن خاصة (مراحيض) وعدم التبرز بجوار شواطئ الترع والأماكن الرطبة. علاج المرضى المصابين . عدم المشي حافي القدمين أو الشرب من مياه راكدة . عدم أكل خضراوات إلا بعد غسلها جيدا . يجب إرشاد الناس بالطرق الإعلامية المختلفة ، إلا خطورة هذاالمرض وما يسببه من أضرار كثيرة .

ديدان أسطوانية أخرى : من أهمها ما يأتي :- 1- التربكينللا اللولبية Trichinella spiralis (شكل 171) : تعيش في أمعاء الخنزير وطول الأنثى 3 مم والذكر ½ 1مم . وبعد التزاوج في أمعاء الخنزير يموت الذكر وتضع الأنثى يرقات (حوالي 1500 يرقة طول كلمنها 0.1 ميللمتر) في الغشاء المخاطي المبطن للأمعاء ينقلها تيار الدم إلى عضلات الخنزير حيث تتحوصل (شكل 171) وتبقى هناك إلى أن يأكل الإنسان لحم الخنزير المصاب نبدا أو غير تام النضج فتصل اليرقات إلى أمعائه ويحدث لها ما حدث في الخنزير . والديدان البالغة لاتحدث ضررا للإنسان . أما الضرر الجسيم فيحدث أثناء مهاجرة اليرقات إلى العضلات حيث يهاجر منها ما يزيد عن النصف مليار يرقة فتحدث آلاما في العضلات واضطرابا بها وضعفا عاما وحمى وفقرا في الدم وتورما في أجزاء الجسم المختلفة . وأثناء هذا الطور يموت نحو 1/3 عدد المصابين . أما إذا لم يمت المصاب تحوصلت اليرقات في العضلات . ولكي نوضح مدى خطورة هذه الدودة وكذلك خطورة هذه الدودة وكذلك خطورة أكل لحم خنزير غير تام النضج إليك المثال الآتي : كل أوقية لحم خنزير وجد أنها تحتوي 85 ألف دودة . فلو أكل الإنسان أوقية واحدةمن لحم الخنزير وكانت 80 ألف دودة التي تنطلق من أوقية اللحم نصفهم إناث والنصف الآخر ذكور وكل أنثى 1500 بيضة فإن 60 مليون دودة صغيرة تنطلق من أوقية واحدة وتهاجم جدار الأمعاء وتصل إلى العضلات مسببة تلك الأعراض والآلام .

2- دودة الفيلاريا (داء الفيل) (Baneroftil's felarial worm) Wuchereria bancrofti يقتصر وجود هذه الدودة المتطفلة على المناطق الإستوائية وتحت الإستوائية حيث توجد في حوض البحر المتوسط (في دلتا وتركيا وجنوب إسبانيا) وفي أمريكا الجنوبية ووسط أفريقيا وفي وفي الهند وجنوب الصين .

وتعيش الأفراد اليافعة منها متطفلة على جسم الإنسان في الأنسجة الضامة والأوعية والغدد الليمفاوية حيث تعوق بكثرتها سير الليمف محدثة المرض المعروف بداء الفيل (elephantiasis) لأنه تسبب في تضخم حجم النسيج الضام الذي يؤدي إلى تضخم وتورم الأجزاء المصابة كالأرجل والأيدي والصفن . والإنسان هو العامل الفقاري الوحيد لهذه الدودة أما العائل اللافقاري لها فهو أنواع من البعض الماص للدماء ويبلغ عدد المصابين لهذا المرض من سكان العالم نحو 189 مليونا من الأشخاص طبقا لما قدره العالم Stoll عام 1947 .

وصف الدودة : الديدان البالغة شفافة شعرية الشكل وطويلة تنتهي بطرفين مدببين . ويتراوح طول الأنثى بين 8 ، 10 سم وينتهي جسمها فجأة بذيل ضيق مدبب ، أما الذكر فقصير يتراوح طوله بين 2.5 -4 سم وينتهي بذيل ملتوي مزود بشوكتين مختلفتي الطول . وتعيش الديدان البالغة متطفلة على الإنسان داخل الأوعية والغدد الليمفاوية للأيدي والأرجل والغدد التناسلية ومنطقة الحوض . حيث تلتف الذكور والإناث على بعضها البعض وفي استطاعة هذه الديدان البقاء على قيد الحياة داخل جسم الإنسان لعدة سنوات والذكور عادة أقل عددا من الإناث.

تاريخ الحياة (شكل 175) : تضع الإناث البيض وبداخل كل بيضة يرقة تعرف باسم MICROFILARIAE وتتجه هذه اليرقات بعد خروجها من البيض إلى الأوعية الدموية وتسير مع تيار الدم والليمف . ويبلغ طول هذه اليرقة نحو 0.2 مم ولايحدث لهذه اليرقات أي تطور مادامت باقية في جسم الإنسان ، حيث تستطيع البقاء حية نحوا من 70 يوما تموت بعدها ما لم تنتقل مع الدم إلى جسم بعوضة من أنواع (anopheles أو cnlex أو aedes ونوع هذا البعوض في مصر هو Culex pipiens .

ومن الطريف أنه توجد علاقة بين ظهور اليرقات في الأوعية الدموية الخارجية وعادة تغذية العائل المتوسط (البعوض) . فإذا كانت البعوضة تتغذى أثناء الليل على دم الإنسان فإن تلك اليرقات تظهر في الأوعية الدموية الخارجية بين الساعة العاشرة مساءا والثانية صباحا ثم تهاجر إلى الأوعية الداخلية نهارا . وإذا وصلت الميكروفيلاريا إلى البعوضة اخترقت جدار معدتها في مدة 24 ساعة متجهة إلى عضلات صدر الحشرة وتتسلخ مرتين ويصبح طولها حوالي 1.4 – 2 ملليمتر ويستغرق ذلك مدة تتراوح بين 12 – 20 يوم . ثم تهاجر اليرقاتمن صدر الحشرة إلى أجزاء الفم . وعندما تتغذى البعوضة على دم الإنسان تنطلق تلك اليرقات إلى سطح جلد الإنسان وتدخل جسمه إما عن طريق الثقب الذي تحدثه البعوضة أثناء التغذية أوأنها تخترق الجلد في أي موضع قريب لأن لها القدرة على ذلك . وتسير مع تيار الدم إلى الغدد الليمفاوية حيث تبدأ حياتها . وبعد التلقيح تنتج كل أنثى حوالي 1500 يرقة وتعمل هذه الأعداد الضخمة من اليرقات على سد الأوعية الليمفاوية محدثة مرض داء الطفل .

طرق المقاومة : تتركز المقاومة في مقاومة البعوض كما ذكرنا في حالة الملاريا ، وكذلك العمل على عدم تغذية البعوض على دم المصاب بالنوم داخل ناموسية أو خلافه .

3- الدودة الثعبانية القمحية Tylenchus tritici ومثيلاتها (شكل 175) : تعيش الديدان البالغة في حبة القمح بعد انتفاخها وفي هذا الإنتفاخ يوجد تراب أسود هو براز الطفيل كما يوجد مئات من يرقات صغيرة ساكنة في حالة كمون (وتستطيع اليرقات البقاء كامنة نحو أكثر من عشرين سنة) وتقع الحبوب المصابة مع غيرها على الأرض فتعيد الرطوبة اليرقات إلى حالة النشاط وتتحول إلى ديدان بالغة تعيش قليلا في التربة ثم تخترق أنسجة نباتات القمح الصغيرة حتى تصل إلى القمة وعندما تبدأ الحبوب في التكوين تدخل فهيا وتتلقح وتبيض مكونة اليرقة السابق ذكرها .

4- دودة عينيا : Dracunculus medinensis (Guinea worm) (شكل 176) : وفيما يبلغ طول الذكر بوصة (1-2 سم) تقريبا أما الأنثى فطولها نحو المتر ولا يزيد قطرها عن 1 مم ولذا تعرف بالدودة الخيطية وتعيش وهي بالغة في النسيج الضام للأدمة وعندما يتم نضجها التناسلي تعيش اسفل البشرة (شكل 177) مباشرة في الأطراف وتفرز مادة تحدث خراجا سرعان ما ينفتح يتكون ثقب بواسطة وتكون الإناث قد أنتجت في الخراج آلاف اليرقات . وتخرج اليرقات من الثقب فإن وصلت إلى الماء العذب تطفلت على حيوان قشري يعرف بالسيكلوبس Cyclops وهي حيوان قشري ميكروسكوبي تقريبا فإذا شرب الإنسان (أو أي عائل آخر كالكلب والذئب والراكون) ماء ملوثا بالسيلكوبس وصلت اليرقات إلى قناته الهضمية ومنها تصل عن طريق الدم إلى النسيج الضام التحتجلدي وتحدث الدودة للمصاب أثناء تكوين الخراجات قيئا وإسهالا ودوخانا . وقد تستخرج الدودة من جسم المصاب بلفها ببطء حول عصا صغيرة .

5- الأكزيورس أو الديدان الدبوسية Oxyuris vermicularis (شكل 178) : وهي موجودة بكثرة في أمعاء الإنسان من الإثنى عشر إلى المستقيم ، وطول الذكر 3 مم والأنثى 9 مم وتعيش متجمعة بأعداد كثيرة متغذية كالاسكارس بالأغذية المهضومة ، ولكنها تكحت أيضا الأنسجة المخاطية للأمعاء وتسبب إفرازاتها اضطرابات عصبية . وتمتاز الدودة ببلعوم ينتفخ على هيئة كرة في نهايته تعرف بالقونصه . وتضع الأنثى البيض على الجلد حول فتحة الشرج وتلصقه بمادة جيلاتينية . والبيض ذو جدار سميك شفاف مكون من طبقتين وهي مسطحة من أحد جوانبها وتحوي جنينا يتم نموه مباشرة بعد وضع البيض أي أن البيضة معدية من لحظة وضعها . ويتسبب عن وضع البيض حرقان شديد يحض المصاب على هرش المنطقة فيتعلق البيض بالأظافر ومنها ينتقل إلى الفم فيفقس البيض في فراغ الفم وتدخل الأجنة إلى الأمعاء .

ضرر الدودة : إن خروج عدد كبير من الإناث من فتحة الشرج يسبب الإلتهابات شديدة كما ذكرنا علاوة على الأرق والإختلالات العصبية كما يؤدي ذلك إلى فقدان الشهية وعدم الإستفادة من الغذاء . كما أنها تسبب ضعفا وأنيميا . وقد تساعد على التهاب الزائدة الدودية في بعض الأحيان .

طرق الوقاية : النظافة مهمة في هذه الديدان لتجنب طرق العدوى وذلك بقص الأظافر بعناية وعدم الهرش في فتحة الشرج عند الإصابة بتلك الديدان لكي لا تتكرر العدوى ويجب غلي الملابس المريض وفراشه لقتل البيض .

6- دودة الخل الثعبانية Anguillula aceti (شكل 179) : وهي دودة إسطوانية غير متنطفلة توجد بكثرة في الخل وعجينة اللصق وهي ديدان لايزيد طولها عن 2 مم شفافة ذات حركة سريعة متموجة وتتغذى بالبكتيريا التي تنمو على الخل أو عجينة اللصق ولكنها لاتبلغ نضجها التناسلي إلا في عجينة اللصق كما يبدو .

المميزات العامة للديدان الإسطوانية : حيوانات لافقارية ثلاثية الطبقات عديمة السيلوم يعرف فراغها بفراغ الجسم العام وينشأ نتيجة اصتال تجاويف الخلايا الكبيرة المسماة بالخلايا الضخمة giant cells التي تملأ ما بين الأمعاء وجدار الجسم . جسمها إسطواني مدبب الطرفين وغير مقسم . يتغطى جسمها بجليد كيتيني غير منفذ يتكون من عدة طبقات وينسلخ باستمرار . الإكتودرم في الحيوان الكامل على هيئة مدمج خلوي . ليس لهذه الديدان خلايا لهبية كما أنه ليس لها جهاز تنفسي أو دموي . أمعاؤها مستقيمة منبسطة سائبة فيما عدا عند منطقتي الفم والإست فهي مثبتة بالجدار وليس بها غدد. ديدان وحيدة الجنس أعضاؤها التنسالية خيطية والحيوانات المنوية أميبية الشكل عديمة الذنب . (أ) بعض أنواعها تعيش حرة مستقلة في الأرض الرطبة أو في المواد المتحللة : ومن أمثلتها دودة الخل الثعبانية . (ب) الغالبية العظمى منها تعيش متطفلة وهذه تنقسم إلى عدة فئات : 1- أنواع يرقاتها حرة أما الحيوان الكامل فمتطفل على النبات أو الحيوان : مثل دودة القمح الثعبانية والإنكلوستوما . 2- أنواع يرقاتها متطفلة أما الدودة الكاملة فحرة مثل دود ميرميس Mirmis التي تتطفل يرقاتها على المفصليات . 3- أنواع تكوين البيضة فقط هي التي تحيا حياة حرة للإنتقال من عائل لآخر : كالأسكارس والأكزيورس . 4- أنواع تامة التطفل (البيضة واليرقة والدودة الكاملة) ومهاجرة ،5- أي تعيش في عائلين مختلفين أو في أعضاء مختلفة من عائل واحد : مثل التريكينللا ودودة غينيا .

تقسيم شعبة الديدان الإسطوانية : تقسم شعبة الديدان الإسطوانية (Phylum Nemathelminthes Nematoda) إلى :- أ- طائفة أقاسميديا (class Aphasmidia) وتشمل رتبتين رتبة ترايكوراتا (Order Trichurata) لأفرادها مريء طويل رفيع مثل : trichnello . رتة ديو كتوفيماتا (Order Diotophymata) لها بلعوم أسطواني مثل : Dioclophyme .

II طائفة فاسميديا (Class Phasmidia) وتشمل 5 رتب هي :- 1- رتبة رابديتانا (Order Rhabditata) وهي ديدان صغيرة تعيش الغالبية الكبرى منها عيشة حرة . وفيها يتصل بالبلعوم بانتفاخ أو عدة انتفاخات Bulla والفم إما بسيط أو مزود بست حليمات مثل Rhabditis, Tubatrix .

2- رتبة اسكاريداتا (Order Acsaridata) الفم مزود بثلاث إلى 6 حليمات والمهبل طويل وللذكر شوكتان تناسليتان مثل : Enterobuitus, Ascaris .

3- رتبة سترنجيفاتا (Order Strongifata) الفم خالي من الحيمات وللذكر شوكتان تناسليتان وكيس جماعbursa ويتكون كيس الجماع من شفتين أو طبقتين من الكيوتيكل بها عدد من الأضلاع ribs ، وتقع هاتان الشفتان على جانبي الفتحة المشتركة cloacal aperture وتعملان كمماص يساعد الذكر على الإلتصاق بجسم الأنثى بينما تدخل شوكتاه التناسليان في مهبلها مثل : Necator & Ancylostoma .

4- رتبة سبيروراتا (Order Spirurata) للذكر شوكتان تناسليتان وهناك حليمات من الكيوتيكل تمتد على طول الجسم عادة وتعرف باسم الأجنحة wings or alae ويمتاز المهبل بأنه أنبوبي وطويل نسبيا ومثلها : wnchereria .

5- رتبة كومولاناتا (Order comullanata) الفم بسيط أو مزود بفكوك جانبية ويحوي القمس الخلفي من المريء على 1-3 . نوى كبيرة مثل Dracunculus .

شعبة اكانثوسيفالا (الرأسشوكيات) Phylum Axanthocephala

تشتمل هذه الشعبة على عدد من الحيوانات المتطفلة على أمعاء الحيوانات الفقارية وهي في طورها الكامل ولكن في طورها اليرقي تكون متطفلة على الحيوانات المفصلية .

وتمتاز بأن جسمها إسطواني في الشكل ، يختلف طولهمن 6-650 ميلليمتر ويحمل من الأمام خرطوما قابلا للإمتداد والإرتداد (شكل 180) ومزودا بصفوف عديدة من الأشواك وبذا سميت (الرأسشوكيات) ولايوجد أثر للفم أو لفتحة الإست أو أي ثقوب إخراجية ، ولكن يوجد ثقب تناسلي عند نهاية الجسم . والجسم مغطى بطبقة رقيقة من الجلد يليه طبقةمن صف من الخلايا لا يوجد بينها حواجز عرضية (أي مدمج خلوي) هي طبقة البشرة . ويلي طبقة البشرة طبقة من العضلات الدائرية ثم طبقة طولية . ولايوجد أثر للجهاز الهضمي إطلاقا سواء في الحيوان الكامل أو في الأطوار اليرقية (أطواره الصغيرة) وبذا يمتص الطعام من العائل مباشرة (كما في الديدان الشريطية ولايوجد كذلك أجهزة تنفسية أو دورية . ولكن جهازها الإخراجي معقد التركيب وغريب الشكل وهو على شكل نفريديا (عدد إثنين) متفرعة وبها أهداب تنتهي بقناة تصب في الجزء الأخير من الجهاز التناسلي في كل من الذكر والأنثى .

والشقان منفصلان ، الذكر أطول من الأنثى (شكل 180 - أ) ويوجد زوج من الخصى متصل بالخرطوم برباط يشبه الحبل وتمر الحيوانات داخل وعاء ناقل ومنه إلى كيس السفاد الجرسي الموجود في نهاية الجسم إلى الخارج . أما الأنثى شكل (181 – ب) فإنه لايوجد بها مبيض واضح وينمو البيض وينطلق في تجويف جسم الأنثى حيث يحدث الإخصاب (أي داخل جسم الأم) . ويبدأ نمو البيضة ويستمر إلى طور معين (يرقة) . والبيضة عادة محاطة بثلاثة أغشية . ويمر البيض إلى خارج جسم الأم عن طريق الفتحة التناسلية الأنثوية ويخرج مع براز المريض إلى خارج الجسم . وعندما يأكل حيوان مفصلي هذا البيض يذوب جدار البيضة وتنطلق منها اليرقة ، وعندما يتغذى حيوان فقاري على هذا الحيوان المفصلي أصيب بهذه الكائنات .

وتشتمل هذه الشعبة على حوالي 300 نوع تتطفل على الحيوانات الفقارية من أول الأسماك حتى الثدييات . ويرقات الحيوان الكامل المتطفل على فقاريات أرضية يكون عائلها الوسطي عادة الحشرات ولكن إذا كان العائل الفقاري حيوان مائي فتكون القشريات هي العائل الوسطي عادة .

وتختلف الأكانثوسيفالا عن الديدان الأسطوانية في النقط الآتية : طبقة الكوتيكل فيها رقيقة . وجود خرطوم . عدم وجود جهاز هضمي . وجود طبقة عضلية دائرية . وجود جهاز إخراجي مهدب . الجهاز التناسلي معقد .

ونظرا لتلك الإختلافات فإن هذه الحيوانات وضعت في شعبة مستقلة .

شعبة جاستروتريكا (بطنخيطيات) PHYLUM GASTROTRICHA

تحتوي هذه الشعبة على حوالي 100 نوع وهي حيوانات مجهرية (0.01 – 0.54 من الملليمتر) (شكل 182) تعيش في المياه العذبة بين الطحالب والبعض يعيش في الماء المالح . وهي تشبه في سلوكها المعيشي بعض الهدبيات الأولية لكنها حيوانات مغزلية الشكل ذات سطح بطني . ويحمل هذا السطح صفان طوليان من الأهداب تستعمل في الحركة ، والطرف الخلفي للحيوان مدبب وغالبا ما يكون مشقوقا .

وفي مقدم الجسم يقع الفم وهو محاط عادة بالأشواك وكذلك بشعر حسي . ويؤدي الفم إلى مريء عضلي مزود بأسنان كيتينية صغيرة ودائرة من الأشواك . ويلي ذلك معدة متسعة مستطيلة يليها معي قصير يفتح للخارج بفتحة الإست عند الطرف الخلفي للجسم . وغذاء هذه الحيوانات عادة هو الطحالب وحيدة الخلية . وتجويف الجسم ليس له شكل مميز ويوجد به ست أزواج من العضلات ، والجهاز الإخراجي يتركب من أنبوبتين ملتفين ولكن غير متفرعتين (يطلق علهيا اسم نفريديا في بعض الأحيان) تبدأ كل منها بخلية لهبية وتنتهي بثقب دقيق على السطح البطني . والجهاز العصبي يتركب من عقدة عصبية في مقدم الجسم ويمتد منها إلى الخلف عصبيان بطنيان يتفرعان في أنحاء الجسم .

في الأنواع التي تعيش في الماء العذب لايعرف غير الأنثى التي تتكاثر بكريا ولكن الأنواع البحرية (التي تعيش في المياه المالحة) فهي خنثى . والمبيض كبير الحجم يملأ معظم تجويف الجسم ، وينتج بيض كبير الحجم نسبيا محاط بقشرة عليها أشواك وتثبت بأي شيء في الماء . والتطور هنا مباشر أي لايوجد طور يرقى .

وتختلف الجاستروتريكا عن الديدان الأسطواني في وجود الأهداب وبذا وضعت أفرادها في شعبة مستقلة .

وتضم هذه المجموعة عددا كبير من الأنواع (حوالي 1300 نوع) تعيش كلها في المياه حرة طليقة تتحرك بواسطة مجموعة قوية من أهداب . منتظمة على شكل دائرة تتحرك حركة سريعة تجعلها تبدو كأنها عجلة دوارة وبذا سميت بالعجليات . ومن أمثلتها حيوان Hydatina senta .

ويتركب جسم العجليات (شكل 184) من رأس أمامي يليه منطقة الجذع وهي مستطيلة ومحاطة بيرقة كيتينية شفافة . وينتهي الجذع يكون بما يشبه الذيل وهو القدم الذي يحتوي على غدد أسمنتية (لتلبيت الحيوان) . وجدار الجسم مغطى بطبقة رقيقة من الكيوتيكل يقع أسفله بشرة في صورة مدمج خلوي .

الجهازالهضمي : مقدم الرأس على هيئة قرص متحرك قابل للإمتداد والإرتداد (يعرف باسم التاج Corona) مزود بالأهداب التي تضرب الماء في حركة دائرية . وبذلك يتجه الماء محملا بالطعام تجاها لفم الذي يقع أسفل التاج ، ويؤدي الفم إلى بلعوم عضلي (يعرف باسم عضو المضغ mastax)الذي يحتوي على ما يشبه الفكوك المزودة بأسنان لتقطيع وطحن الغذاء . ويلي ذلك مريء قصير يؤدي إلى المعدة المحاطة بزوج من الغدد الهاضمة . ويلي المعدة الأمعاء وهي أنبوبة قصيرة تفتح في المجمع الذي يفتح للخارج بفتحة الإست . وفي بعض الأنواع من أفراد العجليات جهاز هضمي بسيط التركيب عن السابق شرحه وخاصة في الأجزاء التي تقع بعد المعدة . وتتغذى هذه الحيوانات على الكائنات الدقيقة الموجودة بالماء .

الجهاز الإخراجي : بسيط التركيب عبارة عن زوج من النفريديا الملتفة تنتهي بخلايا لهبية ويخرج من التفريديا قناة إخراجية تفتح في مثانة لها القدرة على الإنقباض لتطرد المواد الإخراجية إلى المجمع ومنه إلى خارج الجسم .

الجهاز العصبي : يتركب من عقدة عصبية كبيرة يخرج منها أعصاب إلى الأجزاء المختلفة من الجسم ، وتوجد عدة زوائد حساسة يغذيها الجهاز العصبي . كما يوجد عدد يتراوح بين 1-3 بقع عينية eye – spots تقع في الناحية الظهرية .

التكاثر والجهاز التناسلي : الشقان منفصلان ولكن التكاثر البكري شائع في هذه الحيوانات . ويتركب الجهاز التناسلي في الأنثى من مبيض واحد وغدة محية تفتح في المجمع بواسطة أنبوبة بيض . أما الذكر (الموجود فقط في بعض الأنواع) فإن جهازه التناسلي يتركب من خصية كبيرة تفتح إما في قضيب يقع في الناحية الظهرية أو تفتح الخصية في القدم . وتضع الأنثى عادة ثلاثة أنواع من البيض (شكل 185) هي : بيض صغير ينمو مكونا الذكور . بيض صغير ينمو بكريا مكونا الإناث ويعرف ببيض الصيف . بيض سميك الجدار يخصب ويظل ساكنا بعض الوقت ويعرف ببيض الشتاء ثم يفقس منه إناث . وتتكون هذه الأنواع المختلفة من البيض تبعا للظروف . مما هو جدير بالذكر أنه في بعض الأنواع لا يوجد غير الإناث التي تتكاثر بكريا وفي البعض الآخر لا تضع الإناث بيضا خارج الجسم وإنما تلد صغارا عند طور معين من تكوينها .

من دراستنا السابقة يمكن أن نلخص المميزات العامة لتلك الشعبة كالآتي : جسمها ذو تماثل جانبي غير مقسم بعقل حقيقية ويتركب من 3 طبقات . الجسم شبه أسطواني بمقدمه قرص به أشواك . لها جهاز هضمي يبدأ بفتحة الفم وينتهي بالإست في نهاية الجسم . عدم وجود جهاز دوري أو تنفسي . وجود زوج واحد من النفرديا للإخراج . وجود عقد عصبية ظهرية يمتد منها أعصاب للأجهزة المختلفة . الجنس منفصل والذكر (إن وجد) أصغر من الأنثى والأنثى تنتج نوعين من البيض المخصب والغير مخصب أي تتكاثر بكريا .

مما تقدم نجد أن العجليات تشبه الديدان المفلطحة في وجود الخلايا اللهبية كما أنها تشبه الديدان الإسطوانية في تكوين جسمها كما أن بعض أنواعها يشبه اليرقات المطوقة (في الديدان الحلقية) . ونظرا لتلك الإختلافات بينها وبين تلك الشعب فإنها وضعت في شعبة مستقلة .

شعبة الديدان الشعرية (نيماتومورفا) – ديدان شعر الخيل PHYLUM NEMATOMORPHA (Horsehair worms)

هي ديدان خيطية الشكل غالبا طويلة وهيفاء طرفها الأمامي كليلي عريض وطرفها الخلفي ملتف ومنتفخ (شكل 186) يختلف طولها من حيوان لآخر ، ففي بعض الأنواع لايتعدى طولها 6 ملليمتر وفي البعض الآخر يصل الطول إلى 890 ميلليمتر والعرض من 0.5-1 ميللمتر كما في Gordius ويتركب جسمها من الطبقات الآتية (شكل 186) : جليد (كيوتيكل) رقيق يحمل حلمات دقيقة . البشرة صف واحد من الخلايا التي تفرز الجليد . طبقة عضلية طولية . هذه الطبقة غير موجودة في المنطقة الخلفية من الجسم . طبقة برانشيمية تملأ تجوف الجسم ويوجد بها الجهاز الهضمي والتناسلي . وتجويف الجسم يكون ممتلئا بالخلايا البرانشيمية . وبعد ذلك تظهر شقوق في هذه الخلايا تنتهي بتكوين تجاويف فسيحة علىشكل قنوات . وتوجد بطانة طلائية لبعض هذه التجاويف في جسم الأنثى فقط .

الجهاز الهضمي : يكون كامل التكوين في الطور اليرقي فقط حيث يبدأ بفتحة الفم في مقدمة الجسم وينتهي بفتحة في المجمع وفي الطور الكامل يقفل من كلا الطرفين كما قد يتلاشى معظم الجهاز الهضمي . ولايوجد في تلك الديدان جهاز تنفسي أو دوري أو إخراجي .

الجهاز العصبي : بسيط تتركب من عقدة عصبية تلتف حول المريء ويمتد منها عصب بطني واحد من الناحية البطنية . وفي مقدمة الجسم يوجد زوج من لعيون الدقيقة علاوة على وجود كثير من الشعور الحسية .

الجهاز التناسلي : الشقان منفصلان وتوجد في كل زوج من الخصى أو المبايض تقع في تجويف الجسم . وتوجد قناتان تناسليتان غير متصلتين بالخصى أو المبايض وتفتحان في المجتمع .

وتشاهد هذه الديدان بكثرة في المياه الراكدة أو الهادئة وفي المستنقعات وتعيش في مجموعات ونظرا لأنها رفيعة وطويلة أطلق علهيا شعر الخيل . وتعيش وهي صغيرة متطفلة في تجويف جسم الحيوانات المفصلية أو الرحوة المائية . ولكنها تعيش حرة طليقة في الطور الشقي البالغ الذي يوجد غالبا في التربة أو الماء العذب وأحيانا في الماء المالح . وتضع الأنثى شريطا من المبيض على النباتات المائية يصل طوله حوالي 91 بوصة (في بعض الأنواع) . ويفقس البيض وتخرج منه يرقات صغيرة تسبح حتى نصل إلى عائلها وهو عادة حورية ذبابة مايو وقد تنتقل إلى عائل آخر مثل الخنافس أو النطاط أو الجراد (وهي مازالت في طور يرقي) عند نموها تترك عائلها وتصبح حرة طليقة .

وتشبه هذه الديدان الديدان الأسطوانية ، في : شكل الجسم العام . وجود جهاز هضمي كامل . وأن جسمها مغطى بجليد . وكون جهازها العضلي بسيط ولا يوجد بها عقل ولهذه الأسباب فإنها ضمت إلهيا ولكنها تختلف عن الديدان الإسطوانية في نقاط أساسية هامة مثل : - 1- جسمها مملوء بخلايا برانشيمية . 2- لها حبل عصبي واحد . وهذه اختلافات جوهرية لاتنطبق على الديدان الإسطوانية ولذا وضعت في شعبة مستقلة .

ومما هو جدير بالذكر أنه للإختلافات الواضحة بين الشعب الصغيرة السابقة اختلف المؤلفون في ترتيب هذه الحيوانات بالنسبة للعالم الحيواني . ويفضل بعضهم وضعها مستقلة ويفضل البعض الآخر وضعها في ترتيب متسلسل حسب موضعها بين الشعب المختلفة ، كما أنها تقسم بطرق مختلفة على حسب المؤلفين . فمثلا أعتبر بعضهم الشعب الآتية : العجليات (روتيفيرا) والبطنهدبيات (جاستروتريكا) والكاينورينكا والديدان الشعرية (نيماتومورفا) طوائف لشعبة تعرف بشبعة أسكيلمنثس Aschelminthes حيث أنها تتشابه في حجمها الصغير وجهازها الهضمي الكامل وجسمها الأسطواني وفي عدم وجود أهداب (ماعدا) العجليات كما أن البعض الآخر وضع كلا من البطهندبيات (جاستروتريكا) والكاينورينكا كامتداد للعجليات في مجموعة مستقلة كما وضع كلا من النيماتومورفا والرأسشوكيات (أكانثوفورا) في مجموعة مستقلة.


من دراستنا السابقة لعلك لاحظت في الحيوانات البعدية (ميتازوا) أن كلا منها بدأ حياته على شكل بيضة مخصبة أي زيجوت . ويبدأ هذا الزيجوت في الإنقسام والتشكل على مراحل ثلاث هي :

1- المرحلة الأولى : تعرف بمرحلة التفلج Cleavage or segmentation (شكل 187) وتبدأ بأن ينقسم الزيجوت إلى خليتين ثم 4 ثم 8 ويستمر الإنقسام ويصبح الجنين على شكل ثمرة التوت morus وبذا يعرف هذا الطور بطور التوتية Morula . وتستمر الخلايا في الإنقسام وتأخذ شكل كرة صغيرة مجوفة (أي لها تجويف داخلي) يعرف هذا لاطور بالبلاستيولا Blastula ورقم 6 في شكل (187) يوضح قطاع في هذه البلاستيولا لدراسة تركيبها . فجدارها يتركب من خلايا كل منها يعرف باسم الفلجات Blastomeres وجدارها الخارجي يعرف باسم حدار البلاستيولا Blastoderm وتجويفها الداخلي يعرف باسم تجويف الإنقسام أو التفلج Segmentation cavity أو البلاستوسيل Blastocoele (وبذا نجد أن هذه البلاستيولا لاتشبه في تركيبها تركيب الكرة فجدار الكرة يماثل جدار البلاستيولا وتجويف الكرة الداخلي يماثل البلاستوسيل) .

2- المرحلة الثانية : وتعرف بمرحلة تكوين الجاسترولا gastrulation رقم 9 (شكل 187) وفي هذه المرحلة يندفع أحد نصفي الكرة في النصف الآخر أي تحدث عملية إنغماد invagination وبذا يصبح الجنين كأسي الشكل له فتحة واسعة وتجويف متوسط جديد وجدار مكون من طبقتين إحداهما خارجية والأخرى داخلية وتحصران بينهما تجويف متبقي من تجويف البلاستوسيل والطبقة الخارجية تعرف بالإكتودرم Ectoderm والداخلية بالإندودرم والتجويف المتوسط الجديد يعرف بالمعي القديم (الأولى) archenterom والفتحة الواسعة هي فتحة البلاستيولا Blastopore وبذا نجد في هذه المرحلة أول تكوين لطبقتي الإكتودرم والإندودرم .

3- المرحلة الثالثة : هي مرحلة التمييز حيث تتكون الأعضاء وتتخصص الخلايا لتقوم بالوظائف المختلفة حيث تتخصص خلايا الإندودرم للوطيفة الهضمية بنيما الإكتودرم للوظائف الأخرى المختلفة .

وإذا توقفنا لعمل مقارنة بين ما سبق دراسته من حيوانات وبني طور الجاسترولا نجد الآتي :

يتركب جسم الهيدرا (وباقي الجوفمعويات) من طبقتين هما الإكتودرم من الخارج والإندودرم من الداخل ويحصران بينهما تجويف هو الموجود به الميزوجلوا (الطبقة اللاخلوية) والتجويف المركزي (الذي يبطنه الإندودرم) هو الذي يحدث فيه الهضم والإمتصاص ولهذا يسمى بالجوفمعوي Coelenteron ولهذا سميت الهيدرا وما شابهها بالجوفمعويات Coelenterata وتعرف أيضا بثنائية الطبقات Diplohlastica وبذا يمكن القول بأن الهيدرا ، وباقي أفراد الجوفمعويات ، حيوان بعدي (متيازوا) بسيط التركيب لايتعدى في تركيبه عن الجاسترولا إلا بالقدر الضئيل (شكل 188 أ.و) – ولكن في حالة الديدان المفلطحة كالبلاناريا والدودة الكبدية نجد أنها أكثر تعقيدا من الهيدرا وذلك لوجود طبقة الإكتودرم بالخارج وطبقة الإندودرم بالداخل وفي الوسط نسيج برانشيمي هو في الحقيقة طبقة ثالثة تعرف بالميزودرم Mesoderm أو الطبقة المتوسطة وذلك نظرا لوجودها بين طبقي الإكتودرم والإندودرم .

فالذي حدث في هذه الحيوانات هو ظهور طبقة جديدة محصورة بين طبقتي الإكتودرم والإندودرم وهي أكبر منهما حجما . وجميع الحيوانات الراقية الي تلي الديدان المفلطحة يتركب جدارها من ثلاث طبقات ولذلك تعرف بالحيوانات ثلاثية الطبقات Triploblastica .

ومن دراستنا للمفلطحات كالبلاناريا أو الدودة الكبدية وغيرها نجد أنه يوجد بداخلها تجويف واحد يحدث فيه الهضم والإمتصاص هو تجويف القناة الهضمية . وأن الفراغ المحصور بين جدار القناةالهضمية أي (الإندودرم) وجدار الجسم الخارجي (الإكتودرم) والمملوء بالنسيج الميزودرمي به فجوات ، وهذه الفجوات تمثل بقايا تجويف البلاستيولا (بلاستوسيل) . والعضلات والجهاز التناسلي تنشأ جميعها من النسيج الميزودرمي بينما الجهاز الإخراجي فأصل منشأه إكتودرمي .

وفي الإسكارس يظهر تجويف البلاستوسيل واضحا فالإكتودرم ممثل في جدار الجسم والأندودرم ممثل في القناة الهضمية والميزودرم ممثل في الطبقة العضلية والتناسلية والتجويف المتسع المحصور بين جدار الجسم والطبقة العضلية من الخارج والقناة الهضمية من الداخل والموجود به الغدد التناسلية هو في الأصل التجويف الأولي (البلاستوسيل) ويوجد به سائل يشبه الدم من حيث قيامه بنقل الغذاء ولهذا يعرف بالتجويف الدموي haemocoele (أنظر شكل 188 – ب،ج) .

وفي الحيوانات الأكثر رقيا (التي ستأتي دراستها) فإن تجويف جديدا يختلف تمام الإختلاف عن التجويف الأولي (البلاستوسيل) ويظهر داخل طبقة الميزودرم يعرف بتجويف الجسم الثانوي Secondary body Cavity أو السيلوم cuelom . ويحاط السيلوم بطبقة طلائية خاصة به هي الطلائية السيلومية Coelomic epithelium أو البريتون Peritoneum والحيوانات التي يظهر فيها السيلوم تعرف بالحيوانات السيلومية Coelomata والطريق التي يتكون بها السيلوم تختلف في الأنواع المختلفة من الحيوانات وتكتفي بشرح واحد منها كمثال :

في بعض الحيوانات يبدأ ظهور السيلوم في طور الجاسترولا حيث يظهر في الإندودرم انبعاجان يبرزان في التجويف الأولي (شكل 188 – د) ويزداد كل انبعاج في الجسم وينفصل بالتدريج عن طبقة الإندودرم وبذا يصبح كل منهما على هيئة كيس مقفل مستقل يشغل معظم الفراغ المحصور بين الإكتودرم والإندودرم ويعرفان بالكيسين أو الجيبين السلوميين . وجدار هذا الكيس هو البريتون أو الطلائية السيلومية (شكل 188 – هـ) وبعد ذلك تتكون من كل جيب جيوب أخرى . وإذا تصورنا أن جيبي السيلوم يلتحمان معا في أعلى وأسفل الطبقة الداخلية فإن جدارا مزدوجا يتكون في الجهة الظهرية وآخر في الجهة البطنية يعرف الأول منهما بالمسراق الظهري Dorsal mesentery والآخر بالمسراق البطني Ventral mesentery (شكل 188 هـ ، ط) . وإذا تلاشى المسراقان الظهري والطبني نجد أن الجيبين السيلوميين يتصلان معا فيتكون جيب واحد يأخذ شكل حلقة مجوفة تحيط بالإندودرم (شكل 188 – ط) . ويفصل بين الجيوب المتتالية جدار مزدوج أيضا يعرف بالحاجز Septum لأن لكل جيب بريتون أمامي وخلفي . وفي الحلقيات تنقسم الحلقة الأولى على لاتوالي وبذلك يتكون صف طويل من الحلقات تنقسم الحلقة الأولى على لاتوالي وبذلك يتكون صف طويل من الحلقات السيلومية المتتالية (شكل 188 – هـ ، ك) وبذلك يفصل بين كل حلقتين متتالين جدار مزدوج هو الحاجز . ويتميز البريتون (الطلائية السيلومية) بأسماء مختلفة تبعا للمناطق الموجود بها فالبريتون الملاصق لجدار الجسم الخارجي يعرف بالبريتون الجداري والملاصق للجهاز الهضمي يعرف بالبريتون الحشوي Visceral والبريتون الذي يفصل بين كل حلقة وأخرى يعرف بالحاجز Septum والبريتون الذي يحيط بالمساريقا يعرف بالبريتون المسراقي Mesenteric Peritoneum أما بقايا التجويف الأولى (البلاستوسيل) فتمتلئ بسائل دموي ومجموع تلك التجاويف يكون الجهاز الدوري الوعائي أو الدموي (Vascuar of Blood System) .

ولعلك لاحظت أن هناك نسيج حشوي وآخر طلائي سيلومي (البريتون) . الأول يطلق عليه اسم الميزنكيم mesenchyma والآخر ميزوثيليوم mesothelium ويتكون الجزء الأكبر من جسم الحيوانات السيلومية من الميزنكيم (النسيج الحشوي) حيث يتحور إلى نسيج ضام وغضروفي وعظمي وغيرها من الأنسجة الراقية المختلفة . أما الإندودرم فيمثل الطبقة المخاطية المبطنية لجدار القناة الهضمية (لاحظ ذلك في أي قطاع في جدار القناة الهضمية لحيوان فقري) . أما الإكتودرم فيتحول إلى البشرة والجهاز العصبي وبعض أجزاء من الجهازين الإخراجي والتناسلي . ويظهر هذا التركيب بوضوح في شعبة الديدان الحلقية وما يليها من حيوانات راقية .

وبناء على ما تقدم يمكننا أن نقسم العالم الحيواني البعدي (الميتازوا) إلى قسمين كبيرين هما : ثنائية الطبقات : التي يتركب جسمها من طبقتي الإكتودرم والإندودرم فقط وهذه تشمل الجوفمعويات وشعبة الميزوزوا وشعبة حاملات الأمشاط . ثلاثية البيضات : التي يتركب جسمها من ثلاث طبقات هي الإكتودرم والإندودرم ويحصران بينهما الميزودرم وهي تشمل باقي العالم الحيواني وتقسم إلى قسمين وهما : حيوانات ثلاثية الطبقات لاسلومية Acoelomata وهي التي يتركب جدارها من الثلاثة طبقات ولايوجد بها تجويف سيلومي وتشمل شعب الديدان المفلطحة والدديان الخيطية والشعب الأخرى الصغيرة مثل النيمرتينا والنيماتوفورا (الديدان الشعرية) والأكانثوسيفالا (الرأس شوكيات) والكارينورينك × إلخ . حيوانات ثلاثية الطبقات سيلومية Ceolomata وهي التي بها تجويف سيلومي وتشمل الشعب الآتية الهامة : الحلقيات – المفصليات – الرخويات – الشوك جلديات – الحبليات – (أي الحيوانات ذات العمود الفقري حتى الثدييات) ، علاوة على الشعب السيلومية الصغيرة التي نذكر منها الحزازيات (البوليزوا) – الفورونيدا – البراكيويودا – (ذراعيات الأقدام) الكايتوجناثا (الفكشوكيات) وإيكيورويديا – سيبولنكيولوبديا وغيرها من الشعب الصغيرة اللافقارية التي سندرسها في هذا الكتاب .

وأهم صفة في هذه الحيوانات السيلومية هو وجود السيلوم نفسه وأهم صفات هذا السيلوم هي : 1- أنه مبطن بالبريتون . 2- أنه لايتصل عادة بالجهاز الدوري . 3- يتصل بالخارج عن طريقين : 1- النفريديا (الأجهزة البولية والإخراجية) . 2- القنوات التناسلية . 4- تنشأ الغدد التناسلية من البريتون . 5- ينشأ السيلوم من المعي القديم

ولقد كان ظهور السيلوم (في الحيوانات اللافقارية) خطوة هامة في تطورها وكان من نتائج ظهوره الآتي : أن القناة الهضمية انفصلت واستقلت عن جدار الجسم بحيث لاتتأثر بالصدمات وغيرها من المؤثرات الخارجية . أنه ساعد على دعم الجسم وتسهيل حركته . يوجد بها خلايا بلعمية تساعد الحيوان على مكافحة الأجسام الغربية (وخاصة في الحيوانات اللافقارية) . تتجمع المواد الإخراجية في هذا التجويف ثم تطرح للخارج عن طريق النفريديا أو الأجهز الإخراجية .

وسنناقش هنا الشعب السيلومية اللافقارية وهي شعب الحلقيات – المفصليات – الرخويات – الشوك جلديات وبعض الشعب اللافقارية الصغرى .

شعبة الديدان الحلقية PHYLUM ANNELIDA

المثال الأول : دودة الأرض الالولوبوفرا Allolobophora (شكل 189) أكثر الديدان الحلقية انتشارا بمصر وتوجد في الأراضي الرطبة والحدائق والحقوق الغنية بالمواد العضوية . وتعيش في أنفاق عمودية أو مائلة وتهيئ لنفسها هذا الانفاق بأن تدفع مقدم الجسم في التربة فتزيح الطين جانبا أو تبتلع الطين بواسطة فمها وتخرجه من الإست بعد استخلاص المواد العضوية منه وتغذيتها بها . ولكي لاتنهار الانفاق تبطنها الدودة من الداخل بمادة مخاطية تفرزها غدد خاصة في الجلد . ويتراوح طول الدودة بين 15 ، 30 سم ، ولونها قرنفلي وسطحها الظهري أقتم من البطني وذلك لوجود حبيبات ملونة سوداء في خلايا العضلات الدائرية من الناحية الظهرية . والجسم أسطواني مدبب من الطرفين ومقسم إلى حلقات يتراوح عددها بين 100 ، 250 حلقة . والطرف الأمامي أرفع من الخلفي ويميل الجسم إلى التفلطح كلما اتجهنا نحو الطرف الخلفي . ويوجد الفم على السطح البطني للطرف الأمامي (شكل 190 – أ) وهو فتحة هلالية محاطة بالحلقة الأولى التي تعرف بالحولفم Peristomium يمتد منها زائدة إلى الأمام تعرف بالقبلفم prostomium ويوجد بالجزء الأمامي من جسم الدودة انتفاخ واضح في الدودة الكاملة النمو يسمى السرج يفرز مادة مخاطية زلالية قابلة للتجمد . ويوجد السرج على السطح الظهري والجانبين (شكل 190 – أ – ب) في الحلقات من 26 – 34 أو من 27 – 34 وتتغلظ الحافتان بالبطنيتان للسرج في الحلقات من 31 – 33 مكونة زوجا من الحواف يعرف بحاجزي البلوغ Puberty ridges (شكل 190 – أ) .

فتحات الجسم : (شكل 190 – أ) الفم : وقد سبق الكلام عنه . الإست : فتحة مستطيلة في نهاية الطرف الخلفي للجسم بالحلقة الأخيرة . الفتحات الظهرية : وهي ثقوب دقيقة جدا تقع في الخط الوسطي في امسافات التي بين الحلقات . الفتحات النفريدية (الإخراجية) : يوجد زوج منها على السطح البطني من جانبي كل حلقة عدا الحلقات الثلاثة الأولى والحلقة الأخيرة . الفتحتان المذكرتان : شقان عرضيان على السطح البطني للحلقة 15 وكل فتحة تحيط بها شفتان غديتان سميكتان إحداهما أمامية والأخرى خلفية . الفتحتان المؤنثتان : شقان عرضيان صغيران على لاسطح البطني للحلقة 14 ويصعب رؤيتهما نظرا لانتفاخ الجلد حول الفتحتين الذكرتين بالحلقة 15 . فتحات الأحواض المنوية (المستودعات المنوية) : زوجان من الثقوب الصغيرة المستديرة يقع الزوج الأول بين الحلقتين 9 ، 10 والزوج الثاني بين الحلقتين 10 ، 11 وتؤدي كل فتحة منها إلى كيس مجف . ويوجد بالزوج الأول من الأكياس أسفل الحلقة العاشرة والزوج الثاني أسفل الحلقة الحادية عشر . وفي هذه الأكياس تخزن الدودة الحيوانات المنوية الآتية إلهيا من دودة أخرى . فتحات غدد السفاد : وهي ثلاثة أزواج من حلمات عريضة على جانبي الحلقات من 9 – 11 ويحيط بفتحات الأحواض المنوية وتفرز مادة تساعد على التصاق الدودتين عند التزاوج .

ملحوظة : 1 ، 2 ، 3 بقية الفتحات (4-8) زوجية .

الحركة : تتم بواسطة العضلات والأشواك ويوجد على كل حلقة 4 أزواج من الأشواك زوجان على كل جانب من الجهةا لبطنية (زوج بطني وزوج بطني جانبي) وهذه الأشواك مدببة وتتجه أطرافها المدببة إلى الخلف (شكل 191) . وتستخدم الدودة الأشواك في الحلقة الأولى والأخير وتتم الحركة بأن تنبت الدودة أشواك الطرف الخلفي في الطين ثم تسحب أشواك الطرف الأمامي داخل أكياس خاصة ويتمدد الطرف الأمامي بانبساط العضلات الدائرية ثم تثبت الدودة أشواك الطرف الأمامي في الطين وتسحب أشواك الطرف الخلفي وتنقبض عضلاته الطولية وتنبسط الدائرية وبذلك ينسحب الجزء الخلفي إلى الأمام .

التغذية والجهاز الهضمي (شكل 192) : تتغذى الدودة كما قلنا سابقا على المواد العضوية التي تستخلصها من الطين الذي تبتلعه مما تتغذى على الأوراق النباتية وبيض ويرقات الحشرات . والقناة الهضمية تبدأ بالفم الموصل لتجويف الفم في الحلقات من 1-2 الذي يليه البلعوم وهو أنبوبة سميكة الجدار تمتد من الحلقة 3-5 ويتصل البلعوم بعضلات قوية تتمدد وتنقبض فتستطيع الدودة شفط المواد الغذائية .

ويلي البلعوم المرئ وهو أنبوبة رفيعة تمتد في الحلقات من 6-14 ، ويحمل لمريء في الحلقة العاشرة جيوبا جانبية تسمىب الجيوب المريئية ، كما يوجد على جانبي المريء في الحلقات من 10-14 خمسة أزواج من غدد كلسية تفرز مادة تتعادل مع الأحماض العضوية الموجودة في الطين .

ويلي المريء الحوصلة وهي كيس منتفخ جدرانه عضلية رقيقة وتمتد في الحلقتين 15 ، 16 وفيها يخزن الزائد من الغذاء . ويلي الحوصلة القونصة وجدرانها عضلية قوية وتمتد في الحلقتين 17 ، 18 وقد تصل إلى الحلقة 19 وتقوم بتفتيت الطين وطحنه ليسهل هضم ما به من مواد عضوية . ويلي القانصة الأمعاء وتبدأ من الحلقة التاسعة عشرة (أو الحلقة عشرين) وتمتد حتى فتحة الإست وتبدو صفراء اللون لإحاطتها باخللايا الصفراء . وتنتفخ الأمعاء في تجويف كل حلقة ، وتضيق عند اختراقها الحواجز التي بين الحلقات . ويشاهد بطول السطح الداخلي للأمعاء فتزاد سرعة علميات الهضم والإمتصاص . ويلي الخلايا الصفراء جدار الأمعاء ويتركب من طبقة من عضلات طولية تلي الخلايا الصفراء ثم طبقة من العضلات الدائرية . ويبطن التجويف الداخلي للأمعاء بنسيج طلائي به نوعين من الخلايا . خلايا غدية تقوم بإفراز العصارات الهاضمة ، وتمتاز بانتفاخ جزئها المجاور لتجويف الأمعاء وليس لهذه الخلايا أهداب ، والنوع الآخر عبارة عن خلايا عمودية منضغطة عليها أهداب ويكثر هذا النوع حول الثنية .

ويمكن بوجه عام تقسيم القناة الهضمية كالآتي : المعي الأمامي : Stomodaeum ويكون المنطقة الأمامية (من أول المنطقة الفمية حتى نهاية القانصة) وتتميز بأن البرتون الذي يغطيه عادي من النوع المبطط . والطلائية التي تبطنه هي امتداد لطبقة جدار الجسم . ولايوجد ثنية معوية (نفلوسول) في المعي الأمامي ولايحدث امتصاص في هذه المنطقة . المعي المتوسط Mesenteron وهي الجزء الأكبر من المعي ويتميز بأن البريتون فيه متحور إلى الخلايا الصفراء ويوجد به الثنية المعوية الظهرية ويحدث به الهضم والإمتصاص . المعي الخلفي proctodaeum وهي الجزء الخلفي من المعي ويمتد في نحو العشرين حلقة الأخية من الجسم ، وهو كالمعي الأمامي امتداد لخلايا البشرة (جدار الجسم) كما أن طبقة البريتون فيه من النوع المبطط ، ويسمى المعي الخلفي المستقيم ولايحدث فيه هضم أو امتصاص بل ويخزن فيه فضلات الطعام قبل خروجهامن الجسم عن طريق فتحة الإست .

السيلوم (شكل 193) : وهو التجويف الذي يوجد بين الأمعاء وجدار الجسم وهو مقسم بحواجز مستعرضة تقابل الحلقات الخارجية وأول هذه الحواجز من الأمام يفصل بين الحلقتين الرابعة والخامسة ويتركب كل حاجز من طبقتين من البريتون يمتد بينهما ألياف عضلية ونسيج ضام وأعصاب وأعوية دموية ويختفي المسراق الظهري (أنظر بدء تكوين السيلوم صفحة 211 ، 222) عندما تصبح الدودة بالغة . ويختفي كذلك جزء من المسراق البطني ولايتبقى منه غير الجزء الواصل بين القناة الهضمية والوعاء البطني .

والسيلوم ممتلئ بسائل تسبح فيه خلايا ا/يبية ملتهمة ، ويعمل هذا السائل على ترطيب الجلد وتقوم الخلايا الأميبية بالتهام البكتيريا ، ويحوي السيلوم النفريديا وأعضاء التناسل ، ويمكن أن يخرج هذا السائل من السيلوم بإحدى أو بعض أو كل الطرق الآتية : إما عن طريق النفريديا أو عن طريق الثقوب التناسلية أو عن طريق الثقوب الظهرية التي يخرج عن طريقها في حلات نادرة . وجدير بالذكر أن هذه الحواجز التي تفصل بني حلقات الجسم ليست كاملة إذا يوجد بها ثقوب دقيقة يتم عن طريقها اتصالا لسائل السيلومي في الحلقات المتجاورة للجسم حسب حاجة الحيوان . ويعطى للبريتون الذي يحيط بالسيلوم أسماء مختلفة على حسب مكانه فهناك البريتون الحاجزي والحشوي الذي يحيط بالأعضاء الداخلية للنفريديا والأعضاء التناسلية وقنواتها والأوعية الدموية وغيرها .

وللبريتون المغطى للأمعاء شكل خاص إذ تبرز خلاياه في السيلوم ، وتمتلئ بحبيبات دقيقة صفراء ولذا تعرف خلاياه بالخلايا الصفراء . وتملأ هذه الخلايا الثنية المعوية ويمر خلالها وعاء دموي هو وعاء الثنية المعوية . والخلايا الصفراء لها وظيفة إخراجية حيث تستخلص المواد الإخراجية من الأوعية الدموية الملتصقة وتخلص الدم منها .

جدار الجسم (شكلي 193 ، 194) : يتركب جدار الجسم في دودة الأرض من عدة طبقات هي : ( 1 ) البشرة ( 2 ) الطبقة العضلية ( 3 ) البريتون

(أ) البشرة : هي الطبقة الأولىمن جدار الجسم وهي محاطة بجليد رقيق نفاذ . وخلايا البشرة مكونة من نسيج طلائي عمودي يمكن تمييز خلاياه كالآتي : بعضها يفرز مادة الكيوتيكل . بعضها يفرز مادة مخاطية تساعد على ترطيب سطح الجسم وإذابة الأكسيجين الحيوي للتنفس كما تساعد على سهولة انزلاق الدودة في جحورها وفي مكان الأشواك تفرز هذه الخلايا المادة المكونة للشوكة وفي منطقة السرج تفرز جدار الشرنقة . وبعضها عبارة عن خلايا بديلة (معوضة) تحل محل الخلايا التالفة . وفي منطقة السرج يوجد الكثير من الخلايا التي تفرز مادة زلالية تستعمل كغذاء للأجنة . خلايا حسية منتشرة بين خلايا البشرة بعضها خاص بالضوء والآخر باللمس وخلافه سنناقشها مع الجهاز العصبي .

(ب) الطبقة العضلية : وهي نوعان : عضلات دائرية : وتقع أسفل البشرة مباشرة وتتجه أليافها في هذه المنطقة في اتجاه عرضي للجسم وانقباضها يؤدي إلى استطالة الجسم وصغر قطره ويوجد نسيج ضام منتشر بين هذه العضلات وتنتشر في هذه المنطقة كتل من مواد ملونة داكنة تكثر في الناحية الظهرية ويعزي إلهيا لون الظهر الداكن . عضلات طولية : وتتجه فيه الألياف اتجاها طوليا وشكلها ملفت للنظر عند دراسة قطاع عرضي في الجسم لأن شكلها يشبه الريشة وهي منتظمة في مجموعات محاطة بنسيج ضام وتتحد الألياف فيما بينها لتكون شكل الريشة . وانقباض تلك العضلات يؤدي إلى زيادة القطر وبذا يقصر الحيوان . أما الأشواك فإنها تتحرك بواسطة عضلات خاصة وهي نوعان عضلات مخرجة وأخرى مرجعة مكمشة وذل لخروج الشوكة ودخولها في الغمد (شكل 192) .

(ج) البريتون : هو غشاء رقيق يتركب من خلايا رقيقة مبططة وهو يغلف جدار الجسم .

الجهاز الدموي (شكل 195) : مقفل فالدم سير داخل أوعية خاصة وليس هناك قلبا حقيقيا . ويحوي الدم على هيموجلوبين مذاب في البلازما ولذا لاوجود لكرات دموية حمراء . والكرات الدموية كلها عديمة اللون أو بيضاوية ويشمل الجهاز الدموي ثلاثة أنواع من الأوعية الدموية .

1- أوعية طولية : وهي : وعاء دموي ظهري يمتد فوق القناة الهضمية وهو عضلي ينقبض وينتفخ باستمرار ويسير فيه الدم منالخلف إلى الأمام وبه صمامات تمنع الدم من السير خلفا . يوجد بكل حلق صمامين . وعاء دموي بطيء : يمتد أسفل القناة الهضمية وجدره لاتنقبض بالأمعاء بثنية بريتونية ويسير فيه الدم من الأمام إلى الخلف . وعاء دموي تحتعصبي أسفل أو بجانب الحبل العصبي . وعاءان جنبمريئيان يمتدان على جانبي المريء ويتصلا خلفا بأول وعاء حلقي ظهري تحتعصبي.

2- أوعية عرضية : توجد ملتفة حول القناة الهضمية وتشمل :- أوعية ظهرية تحتعصبية . القلوب الكاذبة . أوعية تحتعصبية جنبمريئية . الأوعية البطنجدارية . الأوعية الظهر جدارية . الأوعية الجدارية المرئية .

(أ) الأوعية الظهرية التحتعصبية توجد ابتداء من الحلقة الثانية عشر حتى نهاية الجسم وتصل بين الوعاء الظهري والوعاء التحتعصبي .

(ب) أما القلوب الكاذبة وعددها ستة ، يوجد أولها على السطح الأمامي للحاجز الذي يوجد بين الحلقة السادسة والسابعة ، والقلب السادس على السط الأمامي الحاجز الذي يوجد بين الحلقتين 11 ، 12 والقلوب الكاذبة عبارة عن أوعية حلقية تنتفخ وتنكمش باستمرار وتصل بين الوعائين الظهري والبطني وبكل منها صمامات تسمح بمرور الدم من الوعاء الظهري إلى البطني ولاتسمح برجوعه إلى أعلى و شكل (197) يوضح أحد هذه القلوب الكاذبة وبه الصمامات .

(ج) الأوعية التحتعصبية جنبمريئية : توجد في الجزء الأمامي من الدودة وتمتد حتى الحلقة 12 وتصل الوعاء التحتعصبي بالوعائين الجنبمريئيين .

(د) الأوعية البطنجدارية ويسير فيها الدم من الوعاء البطني إلى أنسجة جدارا لجسم والأعضاء الداخلية فيما عدا القناة الهضمية وتوجد في كل حلقة من حلقات الجسم وهي غير منقبضة .

(هـ) الأوعية الظهرجدارية : ويسير فيها الدم من الأنسجة إلى الوعاء الظهري في كل حلقات الجسم فيما عدا الإحدى عشر حلقة الأولى .

(و) الأوعية الجدارية المريئية : وتوجد في الإحدى عشر حلقة الأمامية وهي تقابل الأوعية الظهرجدارية .

3- أوعية متصلة بجدار القناة الهضمية وهي : الأوعية البطنمعوية : ويوجد منها في كل حلقة ثلاث أوعية تمتد من الوعاء البطني إلى جدران القناة الهضمية حيث تتفرع إلى أوعية دقيقة متشابكة . أوعية ظهر معوية : ويوجد في كل حلقة زوج من تلك الأوعية حيث تنشأ على هيئة شعيرات من القناة تتجمع في أوعية أ:بر ثم تصب في الوعاء الظهري .

الدودة الدموية (شكل 195 ، 196 ، 197) : يسير الدم من الخلف إلى الأمام في الوعاء الظهري بفضل حركته الإنقباضيةوالإنبساطية ويتجمع الدم في الوعاء الظهري كالآتي : في المنطقة المحصورة خلف الحلقة 11 حتى نهاية الجسم يتجمع الدم من جدار الجسم والنفريديا والحواجز والأعضاء التناسلية والحبل العصبي ويصب في الأوعية الظهر تحتعصبية – زوج في كل حلقة – التي تصب في الوعاء الظهري . وتوجد صمامات تمنع رجوع الدم في الإتجاه العكسي . في المنطقةالمحصورة بين الحلقة 5-11 يتجمع الدم من جدار الجسم والحواجز والأعضاء التناسلية والحبل العصبي ويصب في الأوعية الجدارية المريئية التي تصب في الوعائين الجنب مريئين اللذين يصبان في الأوعية الظهر تحتعصبية في الحلقة 12 ومنه إلى الوعاء الظهري . في الخمس حلقات الأولى يتجمع الدم من جدار الجسم وجدار القناة الهضمية في شعيرات تصب مباشرة في الوعائين الجنب مريئين الذين يصبان في الأوعية الظهر تحتعصبية في الحلقة 12 ومنها إلى الوعاء الظهري . من جدار القناة الهضمية خلف الحلقة الخامسة يتجمع الدم في الأوعية الظهر معوية التي تصب في الوعاءا لظهري وتوجد أيضا صمامات تمنع مرور الدم مرة أخرى إلى الأوعية الظهر معوية .

وبذا نجد أن الدم يتجمع في النهاية في الوعاء الظهري . ويوجد في هذا الوعاء صمامات تمنع رجوع الدم إلى الخلف مرة أخرى . ويسير الدم بعد ذلك إلى القلوب الكاذبة التي تنقبض بحركة تموجية من أعلى إلى أسفل ويمنع رجوع الدم إلى أعلى وجود الصمامات (شكل 197) . ويمر الدم من القلوب الكاذبة إلى الوعاء البطني حيث يتجه إلى الأمام في المنطقة الواقعة أمام القلوب الكاذبة وإلى الخلف في المنطقة الخلفية . ويمر الدم من الوعاء الدبني إلى الأوعية البطنجدارية (إلى جدار الجسم والحواجز والنفريديا والأعضاء التناسلية) وإلى الأوعية البطنمعوية (إلى جدار القناة اوالحواجز والنفريديا والأعضاء التناسلية) وإلى الأوعية البطنمعوية (إلى جدار القناة الهضمية) . وفي المنطقة الواقعة أمام القلوب الكاذبة يتفرع الوعاء الظهري إلى شعيرات منتشرة في جدار القناة الهضمية ويتجمع الدم من جميع أجزاء الجسم مرة أخرى كما ذكرنا ليصب في الوعاء الظهري وهكذا تتم الدورة الدموية .

التنفس : يذوب الأكسيجين الجوي في السائل الذي يرطب الجلد ثم ينفذ الأكسيجين المذاب خلال الكيوتيكل الرقيق النفاذ إلى الدم في الشعريات الدموية المنتشرةف ي الجلد ويتحد الأكسيجين بالهيموجلوبين الذائب في البلازما ويحمله تيار الدم إلى خلايا الجسم فيؤكسد الغذاء وتنطلق الطاقة وثاني أكسيد الكربون الذي يحمله الدم إلى الجلد حيث يتخلص منه إلى الخارج .

الجهاز الإخراجي : تمتص الخلايا الصفراء المواد الإخراجية من الدم وتخزنها داخلها حتى تمتلئ بها أجسامها ثم تنفصل وتسقط في فراغ السيلوم وتنفجر ويختلط ما بها من مواد إخراجية بسائل السيلوم . وتقوم النفريديا باستخلاص هذه المواد وطردها خارج الجسم أو تلتهمها الخلايا الأميبية وتخرج مع سائل السيلوم .

وتوجد النفريديا بمعدل زوج في كل حلقة فيما عدا الحلقات الثلاث الأولى والحلقة الأخيرة . والنفريديوم عبارة عن عضو إخراجي أنبوبي جدرانه غدية مخرجة تنتشر علهيا الشعريات الدموية . وتلتوي أنبوبة النفريديوم على نفسها ثلاث مرات وتلتحم لفاتها بنسيج ضام تنتشر فيه أوعية دموية ، وتبدأ النفريديوم (شكل 198) بقمع يفتح أمام الحاجز الذي يفصل الحلقة التي بها أنبوبته عن الحلقة التي قبلها وذلك بجوار الحبل العصبي . ويتكون القمع من خلايا هدبية تتصل بأنبوبة هدبية أيضا تتصل بأنبوبة النفريديوم .و الجزء الأول من الأنبوبة والذي يلي القمع طويل ضيق يفقد الأهداب في بعض مواضعه . ويتصل هذا الجزء بأنبوبة قصيرة ضيقة سمراء مهذبة يليها أنبوبة متسعة غير مهدبة تنتهي بجزء عضلي عريض يعرف بالكيس أو المخزن يفتح إلى الخارج بفتحة إخراجية . وتنتج عن حركة أهداب القمع وأجزاء الأنبوبة حركة تيارية في سائل السيلوم تدفعه داخلالنفريديوم وتخرج المواد الإخراجية على دفعات تنتيجة انقباض جدار الأنبوبة العضلي أو الكيس وتقوم النفريديا بوظيفتين في وقت واحد هما : 1- استخلاص الفضلات من الدم وطردها إلى الخارج . 2- تعمل كقناة لتمرير الفضلات التي استخلصتها الخلايا الصفراء . ويتضح أيضا أن النفريديا لاتقوم بكل عملية الإخراج وإنما هي تقوم بجزء فقط من هذه العمليات متعاونة مع الخلايا الصفراء والبلعميات السيلومية .

الجهازا لعصبي (شكل 199) : ويتكون من ععصبية ذات فصين بالمخ أو (المقدتان الفوقبلعوميتان) وفي الحلقة الثالثة أعلى البلعوم.

ويمتد من المخ عصبيان يلتفان حول البلعوم ويعرفان بالمرقنين الحولبعوميين يتلاقيان أسفل البلعوم حيث يتكونان عقدة تسمىب العقدة التحتبلعومية وهي أيضا ذات فصين ويمتد منها إلى الخلف أسفل الأمعاء حبلا عصبيا مزدوجا ينتفخ في كل حلقة مكونا عقدة عصبية بطنية . ويخرج من كل عقدة من هذه العقد ثلاثة أزواج من الأعصاب . ومن المخ يمتد إلى القبلفم بعض الأعصاب كما يخرج من الحلقة العصبية إلى الحلقتين 1 ، 2 وإلى الجزء الأمامي من الأمعاء .

أعضاء الحس Sense Organs : كما في الحيوانات الميتازوا الأخرى ، فإن الأعصاب المختصة باستقبال المؤثرات من الخارج ، تقع على السطح الخارجي للدودة أو بالقرب منه . وفي دودة الأرض ، تكون هذه الأعضاء بسيطة التركيب نسبيا وتتكون إما من خلايا وحيدة أو من مجموعات صغيرة من خلايا إكتودرمية خاصة . ويمتد من قاعدة كل خلية ألياف حسية إلى الجهاز العصبي المركزي . حيث تتشابك مع ليفة من خلية عصبية بينعصبية .

ويوجد في دودة الأرض نوعان رئيسيان من أعضاء الحس : أعضاء حس جلدية epidermal sense organs . أعضاء حساسة للضوء photosensitive organs (أو مستقبلات ضوئية photoreceptors) .

توجد أعضاء الحس الجلدية في البشرة (شكل 200-أ) ويتكون كل منها من مجموعة من الخلايا . ينتهي كل منها في زائدة صغيرة شعرية الشكل ، تثقب الكيوتيكل وتبرز فوقه . وتكثر أعضاء الحس البشرية بصفة خاصة في الطرف الأمامي للدودة ، ولكن توجد أيضا في التجويف الفمي وجميع حلقات الجسم ماعدا حلقات السرج . وهذه الأعضاء تستجيب للمؤثات اللمسية ، ومن المرجح أنها تستجيب أيضا للمؤثرات الكيميائية والتغيرات في درجة الحرارة .

أما الأعضاء المستقبل للضوء (شكل 200-ب) فتوجد في الأجزاء العميقة من بشرة الحلقة قبل الغمية وجميع حلقات الجسم , وكل عضو منها عبارة عن خلية وحيدة بها نواة وسيتوبلازم واضح يحتوي على قضيب صغير شفاف يسمى العضو البصري الصغير optic organelle ، يركز الضوء على الليفات العصبية neurofibrillac التي تتفرع داخل الخلية وتستطيع الدودة بواسطة هذه الأعضاء أن تستبين التغيرات في شدة الضوء ، وتبعا لعاداتها الليلية فإنها تبتعد عن جميع المصادر الضوئية ماعدا المصادر الضعيفة الإضاءة جدا .

ويمكن أن تستبين الدورة الحركات والتغيرات الأخرى التي تحدث داخل جسمها بواسطة ترايكب حسية مستقبلة دقيقة تسمى المستقبلات الذاتية Propriorecaptors .

الجهاز التناسلي (شكل 201) : دودة الأرض خنثى وتتكون أعضاء التذكير فيها من : زوجين من الخصى متصلان بالحاجزين الأماميين للحلقات 10 ، 11 والخصية عبارة عن عضو منبسط أصبعي مفصص وتنمو الخصيةمن البريتون المبطن للسيلوم وتنتج الخصية الخلايا المنوية التي تسمى بالخلايا أما لمنى . أربعة أزواج من الحويصلات المنوية زوج في كل حلقة من 9-12 والحويصلة المنوية عبارة عن كيس مجوف تدخل فيه الخلايا أم المنى وتنقسم بداخله مكون الحيوانات المنوية الخيطية ذات الرأس الرفيع . زوجين من الأقماع التناسلية يقع واحد منها خلف كل خصية . وفوهة كل قمع مزودة باهداب تصل إلهيا الحيوانات المنوية التي تكونت في الحويصلات المنوية . ويصب قمعا في كل جانب في قناة واحدة تسمىب الوعاء الناقل ، ويفتح الوعاءان الناقلان على السطح السفلي للحلقة 15 بفتحتين تناسليتين ذكريتين .

أما أعضاء التأنيث فتتكون من : زوج من المبايض كمثرية الشكل ، والمبيضان معلقان في الحاجز الأمامي للحلقة 13 . وينشأ كل مبيض من انتفاخ طبقة البريتون ، وللمبيض جانب عريض ممتلئ بكتلة متماسكة من البيض الغير ناضج ، وعندما ينضج البيض يسقط في السيلوم ويتجه إلى قناة البيض . قناتي البيض : وتوجدان في الحلقة 14 وتفتح كل منهما بفتحة على السطح لنفس الحلقة . أما الطرف الآخر لكل قناة فيتسع على هيئة قمع يعرف بالقمع المبيضي الذي يفتح في تجويف الحلقة 13 أمام المبيض . وتحمل كل قناة جانبها الداخلي انتفاخا يعرف بكيس البيض يخزن فيه البيض قبل خروجه . زوجين من الأحواض المنوية وهي أكياس صغيرة مستديرة فائدتها يخزن الحيوانات المنوية الآتية من دودة أخرى أثناء التناسل . وتوجد الأحواض في الحلقتين العاشرة والحادية عشر . ويفتح الزوج الأول في الحز بين الحلقتين 9 و 10 ويفتح الزوج الثاني في الحز بين الحلقتين 10 و 11 .

التكاثر : بالرغم من أن دودة الأرض خنثى إلا أن الدودة لاتلقح نفسها بل يتم التلقيح بين دودتين . ويحدث التناسل في الصيف أو الربيع عادة ، وعند التزاوج تلتصق دودتان في وضع عكسي ومن السطح البطني (شكل 202-أ) ويتم الإلتصاق بمساعدة الأشواك والإفراز المخاطي للغدد التزاوجية . ويتجمد هذا الإفراز ويكون أربطة تربط بين الدودتين . ويتكون السرج في كل دودة أثناء الإلتصاق أمام فتحات الأحواض المنوية للدودة الأخرى . وفي هذه الحالة تفرز الغدد المخاطية للحلقات ما بين السابعة إلى ما بعد السرج مادة مخاطية تكون أنبوبة حول كل دودة على حدة إلا في منطقة السرج فتحيط بالدودتين معا . وتنقبض عضلات الجسم ابتداء من الحلقة 15 إلى السرج فتكون بين الدودتين قناة تسير فيها الحيوانات المنوية من دودة إلى دودة لتخزن في الأحواض المنوية للدودة الثانية . وتنفصل الدودتان بعد أن تتبادلا الحيوانات المنوية وتفرز الغدد المخاطية في كل دودة ابتداء من الحلقة السابعة أي ما بعد السرج مادة مخاطية تكون أنبوبة تحيط بالدودة كما يفرز السرج مادة مخاطية تتجمد عند تعرضها للجو (الأكسيجين) مكونة حلقة مخاطية تحيط بالسرج (شكل 202 ب) وبعد ذلك تتحرك الدودة إلى الخلف وتنزلق الحلقة المخاطية إلى الأمام (شكل 202 ح) حتى تصل إلى الحلقة 14 فيسقط فهيا لابيض من الفتحتين الأنثيتين وتستمر الدودة في التحرك خلفا والحلقة في الإنزلاق أماما حتى تصل الحلقة المخاطية إلى الحلقات 9 و 10 و 11 مقابلة بذلك فتحات الأحواض المنوية ، فتسقط الحيوانات المنوية المخزونة من هذه الفتحات (وهي الحيوانات المنوية التي تسلمتها الدودة من دودة أخرى أثناء الجماع) داخل الحلقة المخاطية ملقحة البيض الموجود بها فيتم بذلك الإخصاب ثم تسحب الدودة نفسها تماما من الحلقة المخاطية التي ينسد طرفاها عندئذ وتعرف في هذه الحالة بالشرنقة . وتنمو الأجنة داخل الشرنقة ولكن في العادة لاينمو إلى جنين واحد لأنه يتغذى على باقي محتويات الشرنقة . وبعد أن يصل الجنين إلى درجة خاصة في النمو يترك الشرنقة ليكون دودة كاملة للنمو .

المثال الثاني : دودة الفريتيما Phretima :

هناك دودة أخرى منتشرة سائدة الوجود كالألولويوفرا تعرف بالفريتما وهي تشبه الألولويوفرا في الطول تقريبا ولو أ،ها أقصر منها قليلا وأرفع وهي توجد في أماكن مشابهة للأماكن التي توجد بها الدودة السابقة .

الشكل الخارجي (شكل 203 أ ، ب) : الجسم إسطواني مدبب الطرفين ومقسم إلى حلقات والحلقة الأولى بها فتحة الفم ويقع السرج في ثلاث حلقات فقط من 14-16 وهو على شكل حلقة كاملة ولايوجد عرف بلوغ . والأشواك في هذه الدودة أكثر عددا من الألولويوفرا وتنتظم في دائرة حول كل حلقة .

فتحات الجسم (شكل 203) : الفم يقع في الحلقة الأولى . الإست في نهاية الجسم . الفتحة التناسلية الأنثوية . هي فتحة واحدة تقع في أول حلقة من السرج (الحلقة 14) على السطح البطني . الفتحتان التناسليتان الذكريتان . ويفتحان على الحلقة 18 حيث يمتد الجلد في هذه الحلقة على هيئة بروز بسيط مستدير على الجانبين به ثلاث حلمات يفتح في أحدهما البروستاتا وفي الحلمتين الأخريتين الوعاءان الناقلان (كل وعاء على حلمة) ويقع في هذه الحلقة أيضا (الحلقة 18) بروازات دقيقة غير واضحة تنتظم في صف مستعرض على الجزء الأمامي هي الحلمات السفادية . ثقوب الأحواض المنوية : زوجان يقعان على الميزابين 5/6 6/7 . الثقوب الدفريدية : وهي عديدة مبعثرة على كل حلقات الجسم ماعدا الحلقتين الأولتين . الفتحات الظهرية : فتحة في كل خلية تفتح في الميازيب بين الحلقات وهي تبدأ من الميزاب 10/11.

الجهاز الهضمي (شكل 204) : يفتح الجهاز الهضمي بفتحةا لفم التي تؤدي إلى تجويف فمي يقع في الحلقتين الأولى والثانية ويؤدي إلى البلعوم وهو عضلي جداي قع في الحلقتين الثالثة والرابعة ثم يلي ذلك المريئ الذي يمتد حتى نهاية الحلقة 14 . وينتفخ المريء في الحلقات 8 ، 9 ، 10 مكونا حوصلة أي أن الحوصلة تقع في وسط المريء ولا يوجد بالمريء غدد كلسية . وكذلك لايؤدي المريء إلى حوصلة ولكنه يفتح مباشرة في الأمعاء التي تبدأ من الحلقة 15 وينشأ من جانبي الأمعاء في الحلقة 26 زائدتان أعوريتان تمتدان أماما لمسافة 3-4 حلقات وتتميز الأمعاء خلف الحلقة 26 (خلف الزائدتان الأعوريتان) بوجود ثنية معوية (تفلوسول) لكنها أصغر حجما عنها في الألولويوفرا كما ينشأ على كل من جانبي الخط المنصف الظهري للأمعاء غدد لمفية وهي عبارة عن خلايا بلعمية وخلايا صفراء وظيفتها إخراجية . وتؤدي الأمعاء قرب نهاية الجسم إلى جزء لا يوجد به ثنية معوية هو المستقيم الذي يفتح للخارج بفتحة الإست .

الجهاز الدوري (شكل 204) : يشبه أساسا مثيله في الألولويوفرا ولكن لايوجد سوى 4 أزواج من القلوب الكاذبة تقع في الحلقات 7 ، 9 ، 12 ، 13 .

الجهاز الإخراجي (شكل 204 ، 206) : ويوجد في الفريتما ثلاثة أنواع من النفريديا على حسب موقعها : ( 1 ) الفريديا الجلدية : وهي عديدة جدا في كل حلقة من حلقات الجسم وهي دقيقة ولايوجد بها أقماع وهي تتصل بالسطح الداخلي لجدار الجسم وتفتح في الخارج بثقوب نفريدية دقيقة مبعثرة . ( 2 ) النفريديا البلعومية : وهي ثلاثة ازواج فقط تقع في الحلقات 4-6 وهي متفرعة وتفتح في البلعوم ويعتقد أنها تساعد على ترطيب الطعام وسهولة بلعه . ( 3 ) النفريديا الحاجزية : وهي متعددة وتتصل بالسطحين الأمامي والخلفي لكل من الحواجز بين الحلقية ابتداء من الحاجز 15/16 إلى الخلف ويوجد في كل حاجز حوالي 80 نفريديا وتبدأ كل منهما بقمع وتنتهي بقناة قصيرة وتصب في قناة حاجزية عامة وتصب هذه القناة الحاجزية في قناة طويلة تمتد أعلى القناة الهضمية . وتوجد قناتان طويلتان تصبان في القناة الهضمية بواسطة ثقبين دقيقين في كل حلقة . ويعتقد أن فائدة هذا النظام في التركيب هو التخلص من المواد الإخراجية مع الإحتفاظ بالماء داخل القناة الهضمية .

الجهاز التنفسي والجهاز العصبي (شكل 205) : كافي دديان الألولويوفرا .

الجهاز التناسلي (شكل 205) : ديدان الفريتيما خنثى ويتركب جهازها التناسلي من الآتي :

الجهاز الذكري :

يوجد زوجان من الخصى تقع في الحلقتين 10 ، 11 وتقع الحويصلات المنوية (زوجان كبير الحجم) في الحلقتين 11 ، 12 وكل خصية مغلفة مع فمعها المنوي في كيس خصوي . وتجويفا الكيسين الخصوبين (الوقاعين في نفس الحلقة) يكونان على امتداد واحد ، ويخترق كل كيس الحاجز الواقع إلى الخلف منه ويمتد ليغطي الحويصلة المنوية المقابلة والتي تقع إلى الخلف منه . ويمتد الوعاءان الناقلان إلى الخلف (في كل جانب) وهما قريبا جدا كلا من الآخر . غدة البروتستاتا كبيرة الحجم ومفصصة وهي زوج يقع في الحلقات 18-21 أو 22 (مما يدل على أن حجمها كبير جدا) وكلا من قناة البروستاتا مع قناتي الوعاء الناقل على كل جانب مغلفة بغلاف عضلي غليظ ، غير أن كل مجرى يفتح مستقلا عن الحلمات الموجودة على جانبي الحلقة 18 . 

الجهاز الأنثوي : المبيضان يقعان في الحلقة 13 والمبيض له زوائد شعاعية تشبه شكل الوردة . ويقع أسفل كل مبيض قناة بيض تتحدان ليكونا قناة تفتح بفتحة واحدة في الحلقة 14 (في السرج) .

وفي الحلقة 6 ، 7 توجد الأحواض المنوية وهي زوجان ويتركب كلم نها من جزء منتفخ كبير الحجم متصل به جيب أنبوبي بسيط .

هذا الوصف للشكل الخارجي والأعضاء الداخلية هو لنوع من أنواع الفريتيما هو فريتما هاوايانا Pheretima hawayana وجدير بالذكر أنه يوجد نوع آخر من أنواع الفريتيما هو فريتما كاليفورنيكا Pheretima californica وهو يشبه كثيرا النوع هوايانا ، غير ا، كاليفورنيكا ذو لون أفتح عامة كما تبدأ لثقوب الظهرية في الميزاب 11 / 12 وفتحات الجهاز التناسلي الذكري إثنان فقط ويقعان على الحلقة 18 أيضا . وثقوب الأحواض المنوية تفتح في الميزابين 7/8 ، 8/9 . وفي الجهاز الهضمي يبدأ العي من الحلقة 16 وينشا الكيسان الأعوريان في الحلقة 27 . والأحواض المنوية زوجان يقعان في الحلقتين 8 ، 9 كما أن غدة البروستاتا كبيرة وتمتد في الحلقات 17 ، 19 وربما في الحلقة 20 .

مما تقدم يمكن عمل مقارنة سريعة بين ديدان الأرض الألولويوفرا منناحية ديدان الفريتيما من ناحية أخرى ويمكن حصر تلك المقارنة في حالة الفريتيما في النقاط الآتية : الأشواك بهاعديدة مرتبة على هيئة دوائر حول الحلقات . السرج حلقي الشكل في الحلقات 14-16 . الفتحة الأنثية واحدة فقط على لاسطح البطني للحلقة 14 أي على لاسرج . الفتحة الذكرية زوجية وتقع خلف السرج على السطح البطني للحلقة 18 . توجد فتحات الأحواض المنوية على ميزاب الحلقات 6/7 ، 7/8 ، أو 7/8 ، 8/9 على حسب نوع الفريتيما . توجد غدد السفاد في بعض الأنواع في منطقة الفتحة الذكرية على الحلقة 18 . توجد قانصتها في وسط المريء وليس بها حوصلة ولا أكياس مريئية أو غدد كلسية . بها أكياس معوية بالحلقة 26 أو 27 . الثنية المعوية غير عميقة . قلوبها الكاذبة عددها 4 فقط في الحلقات 7 و 9 و 12 و 13 . توجد الخصى والأقماع التناسلية داخل أكياس في الحلقات 10 و 11 كما أ، الأحواض المنوية تتصل بأكياس في الخصى في الحلقات 11 و 12 ويوجد زوج من غدد البروستاتا كبير الحجم ومفصص قرب الفتحة التناسلية الذكرية . الأحواض المنوية كبيرة الحجم ولكل منها جيب وتوجد في المنطقة الأمامية . توجد المبايض في الحلقة 13 وهي شعاعية الشكل وتفتح قناتا البيض في فتحة واحدة على الحلقة 14 . يوجد ثلاثة أنواع من النفريديا يفتح بعضها إلى الخارج بثقوب عديدة والبعض الآخر يفتح في القناة الهضمية وهذه النفريديا هي الجدارية ، والبلعومية والحاجزية . يوجد خلف الكيسين الأعوريين غدد لمفية هي خلايا صفراء وخلايا بلعمية .

الفوائد الإقتصادية للديدان الأرضية : تعمل ديدان الأرض على نهرية التربة الزراعية بحفرها الأنفاق وإخراجه أجزاء التربة السفلية إلى السطح ، فهي تعمل كمحراث طبيعي . تساعد على توصيل الكسيجين اللازم للتنفس إلى جذور النباتات . تسهل اختراق الجذور للتربة بتفتيتها إياها عند تكوين الأنفاق . تعمل على تسميد التربة بسحبها الأوراق وغيرها داخل الأنفاق . يستعملها الصيادون كطعم لصيد الأسماك . تعتبر غذاء لبعض الطيور كالدجاج وغيرها . تبتلع التربة لتتغذى بما بها من مواد غذائية فتؤثر عصاراتها على التربة وتجعل ما بها من مواد معدنية سهل الإمتصاص بواسطة النباتات .

المثال الثالث دودة النيرس Nereis :

دودة النيرس (شكل 207) من الديدان البحرية ، تعيش على الشواطئ تحت الأحجار أو مدفونة في الرمل الناعم . وهي وحيدة الجنس ويتكون جسمها من 80 حلقة يحمل كل منها زوجا من الأقدام الجانبية Parapodia ماعدا الحلقة الأخيرة فتحمل زوجا من الذؤابات الشرجية شكل (208 ب) ويقع الإست على بروز خلفي مستدير في نهاية الجسم . وبكل حلقة زوج من الفتحات الإخراجية عند قاعدة الأقدام الجانبية ولايوجد في النيرس ثقوب تناسلية واضحة .

وللدودة رأس يتكون من منطقة قبلفمية (شكل 208 أ) تحمل على السطح الظهري أربعة أعين كبيرة وعند حافتها الأمامية زوجا من اللوامس القصيرة اللامستين القبلفميتين (prostorneal tentaclea) كما يحمل سطحها البطني زوجا من زوائد سميكة وطويلة يعرف بالملمسين القبلفمين (periatomeal palps) .

ويلي المنطقة القبلفمية المنطقة الحولفمية التي تشبه حلقات الجسم وتحمل أربعة أزواج من ذؤابات حولفمية طويلة ورفعية . ويوجد الفم على سطحها البطني على هيئة شق مستعرض .

والقدم الجانبي (شكل 209) مكون من جزئين ، قدم ظهري notopodium وقدم بطني neuropodium وكل منهما مكونمن عدة فصوص ويحمل ذؤابات أسطوانية ، لكل فص ذؤابة وخصلة من الأشواك التي يوجد بينها إبرة سميكة قائمة اللون طرفها مدبب بارز .

تركيب الجسم (شكل 210) يتركب جدار الجسم من جليد رقيق يليه طبقة البشرة وهي مكونة من نسيج طلائي عمادي به خلايا غدية وخلايا حسية تتصل أطرافها بالأعصاب . ويلي البشرة الطبقة العضلية وتتكون من عضلات دائرية وطولية وعضلات مائلة .

والعضلات الدائرية هي التي تقع أسفل البشرة وخاصة في السطح الظهري والسطح البطني ولاتوجد عاد في منطقتي القدم الجانبيتين . ويقع أسفل العضلات الدائرية طبقة العضلات الطولية وهي كبيرة تنتظم في 4 حزم كبيرة إثنتان منها ظهريتان وإثنتان بطنيتان . أما العضلات المائلة فتنتظم في مجموعتين واحدة على كل جانب من جانبي الجسم . وجدار القدم الجانبي رقيق نسبيا ينتشر به عدد كبير من الأوعية الدموية وبذا يساعد في عملية التنسفس ولو أن ذلك يتم أيضا في جميع أجزاء الجسم .

والتجويف السيلومي متسع محاط بالبريتون . والسيلوم مقسم إلى حجرات متتالية تقابل الحلقات الخارجية ويوجد في وسط الحجم المعي (المبطن بطلائية عمودية) والذي يقع أعلاه وعاء ظهري ومن أسفل الوعاء البطني ويمتدان في المساريقا الظهرية والبطنية على التوالي ثم الحبل العصبي . ويوجد في السيلوم النفريديا وهي زوج في كل حلقة (ماعدا الأولى والأخيرة) وهي صغيرة الحجم قليلة الإلتواء وبذا تختلف عن مثيلاتها في دودة الأرض .

الجهاز الهضمي والتغذية : تتغذى النيرس على الحيوانات الصغيرة كما تتغذى على بعض أنواع الطحالب ، وهي تقبض على فريستها بواسطة فكين قويين وتطحنها بعدة أسنان مثبتة في البلعوم ، وهذا البلعوم قابل للإنقلاب والبروز من الفم . وإذا برز البلعوم خرج الفكان وتمنامن القبض على الفريسة .

ويؤدي البلعوم إلى المعي المتوسط وهو أنبوبة تشمل معظم حلقات الجسم وهذا الجزء خاص بالهضم والإمتصاص ، وهو مقسم إلى جزئين الأمامي (يعرف مجازا) بالمريء والخلفي يعرف بالأمعاء . ويوجد على جانبي المريء (من المعي المتوسط) غدتان تفرزان أنزيمات هاضمة وتعرف كل منهما بالغدة المريئية . ويؤدي المعي المتوسط إلى المعي الخلفي وهو قصير جدا يفتح للخارج بفتحة الإست .

الجهاز الدوري والعصبي : يشبهان بوجه عام مثيليهما في دودة الأرض .

الجهاز التناسلي والتكاثر : دودوة النيرس وحيدة الجنس والمنطقة الأمامية في كل من الذكر وألأنثى عقيمة Atoke أماا لخلفية فغير عقيمة epitoke تحوي داخلها الغدد التناسلية التي تنشأ كنتوءات مؤقتة من البريتون في عدد كبير من العقل . وعندما تنمو الأمشاج تطرد إلى الخراج عن طريق ثقوب مؤقتة ولايحدث تغيير في الشكل عادة أثناء التناسل . ولكن في بعض الأنواع يحدث تغيير بعيد المدى في شكل الحيوان عند بدء التناسل فالأقدام الجانبية في نحو الثلثين الأ×يرينمن الجسم تسقط أشواكها وتتضخم فصوصها وتتكون لها أشواك طويلة وعريضة . كما تتضخم الذؤابات الظهرية والبطنية وقد يظهر بروز ورقي كبير بجوار تلك الذؤابات وكذلك يتضخم باقي القدم الجانبي (من كل جانب) (شكل 211) . وهذا التضخم في القدم الجانبي وما تحمله من أشواك يساعد الحيوان على السباحة بشكل أقوى يجعله يبتعد عن موطنه الأولي على الشاطئ ويذهب بعيدا إلى عرض البحر حيث يتم الإخصاب . وهذه الحركة السريعة يصحبها تضخم في حجم الأعين فتتحد العينان في كل جانب كما تتضخم الأعضاء الحسية بوجه عام . وكان يظن قديما أ، هذا الشكل المتغير لايمت بصلة للنيرس وأطلق عليه اسم آخر هو هتيرونيرس Heteronereis (شكل 212 ب) إلا أن دراسة دورة حياة الحيوان أظهرت أن هذين الشكلين هما طوران من أطوار حياة الحيوان . وتسمى هذها لظاهرة بالتشكل الثنائي الموسمي Seasonal dimorphism ويحدث الإخصاب في ماء البحر بعيدا عن الأبوين أي أنه لايوجد عملية سفاد وينمو الزيجوت إلى شكل مغاير تماما للأبوين ويعرف باليرقة المطوقة (Trochophore larva) (شكل 213) وهذا الطور كمثري الشكل ويسبح بواسطة مجموعة من الأهداب المنتظمة علىشكل أطواق تحيط بالجسم . ويحدث تحور تدريجي لهذه اليرقة وينتهي هذا التحور بالشكل البالغ للحيوان .

المثال الرابع : العلق الطبي Hirudo Medicinalis (شكل 214)

يعيش العلق في الماء العذب والبرك والمستنقعات وماء الترع البطيئة الجريان . ويتغذى على دم الضفادع والأسماك والفقاريات الأخرى ومنها الإنسان عند نزولها في الماء . ولإغراء الدودة على امتصاص دم الإنسان يطلى الجلد بالدهن أو اللبن . وتستطيع الدودة الواحدة أ، تمتص من 3 جم إلى 6 جم من الدم . ويتراوح طول الدودة بين 7.5 – 12.5 سم وجسمها عريض مفلطح من أعلى إلى أسفل وبها مماصان مماص على كل طرف والمماص الأمامي صغير يحيط بالفم أما الخلفي فكبير . وتتجه المماصات إلى أسفل . وليس بالدودة أشواك ويشاهد على الجسممن الخارج عددا كبيرا من الحزوز المستعرضة في حين أ، عدد حلقات الجسم الحقيقية 33 حلقة ، ولون الدودة براق يجمع بين الخضرة والصفرة والسواد . والسطح الظهري مبرقش وذلك لوجود أشرطة مصفرة منقطة يصبغ أسود أما السطح البطني فلونه فاتح عن السطح الظهري وهو أرقش في غير نظام . وفي أغلب مناطب الجسم تحمل كل حلقة خمسة تحززات إلا في طرفي الجسم فتحمل كل حلقة عددا أقل من التحززات كالآتي :

رقم الحلقة 1 ، 2 3 ، 4 5 ، 6 7 8-23 24-26 27-33 عدد التحززات 1 2 3 4 5 2 تكوين الممص الخلفي ففي منطقة الرأس مثلا (المماص الأمامي والنتوء القبلفمي) يوجد إحدى عشر حزا خارجيا يقابلها من الداخل خمس حلقات حقيقية . أما منطقة المماص الخلفي فلا تحمل تحززات خارجية وتتكون من 7 حلقات حقيقية مندمجة . وتوجد الفتحة الذكرية في الحلقة العاشرة أما الفتحة الأنثية فتوجد في الحلقة 11 . وفي بعض الأنواع توجد الفتحة الذكرية في الحلقة 11 والأنثى في الحلقة 12 أ/ا الفتحات الإخراجية فتود بمعدل زوج على كل حلقة من السابعة إلى الثالثة والعشرين على الجانبيين ناحية السطح البطني . وفي بعض الأنواع تفتح النفريديا الأولى في الحز الأولي من الحلقة السابعة ولكن النفريديا الثانية حتى الأخيرة تفتح في الحز الثاني من الحلقات 8-23 . ويحمل الحز الأول لكل حلقة من جهة السطح الظهري صف مستعرض من حلمات حسية دقيقة ، يتحور الزوج الأول منها في منطقة الرأس في كل من الحزوز 1 ، 2 ، 3 ، 5 ، 8 إلى عيدين حيث تشاهد كبقعتين علىكل حز نتيجة اصطباغها بمادة سوداء . ولي لهذه الدودة سرج بل تفرز حلقاتها من 10-12 مادة مخاطية فتكون شرنقة . وتوجد فتحة الإست فوق قاعدة المماص الخلفي .

الحركة (شكل 215) تنثني الدودة ثم تستقيم وبهذا تتحرك إلى الأمام وتزحف فتثبت المماص الأمامي ثم تجر جسمها حتى يقترب المماص الخلفي من الأمامي فتثبته وتدفع بجسمها إلى الأمام فيتقدم المماص الأمامي وتثبته وتتكرر العملية ، كما تتحرك الدودة بالسباحة بتموج جسمها في الماء .

الجلد والعضلات (شكل 216) : يحاط جسم الدودة بطبقة رقيقة من كيوتيكل ينسلخ باستمرار ، ويليه بشرة تنتشر بين خلاياها خلايا غدية مخاطية . وينتشر الدم في شعيرات دموية مقفلة تصل إلى قواعد خلايا البشرة وبذا يحدث التنفس عن طريق الجلد . ويلي البشرة طبقة عضلية دائرية ثم طبقة طولية . ويلي البطقات العضلية نسيج مكون من قنوات شعاعية مزودة جدرها يصبغ أسود وممتلئ فراغها بالدم ، ويعرف هذا النسيج باسم النسيج العنقودي botryoidal tissue (شكل 216) . ويبدو أن وظيفة هذه الخلايا إخراجية تشبه في ذلك الخلايا الصفراء في ديدان الأرض . وهناك حزم عضلية عديدة تجري بميل خلايا الجسم أو من السطح الظهري إلى البطني ، كما توجد عضلات أخرى تصحب الشفاه والفكوك والبلعوم .

الجهاز الهضمي : يوجد الفم في وسط المماص الأمامي وهو مزود بثلاث فكوك قرنية تحمل أسنانا دقيقة كأسنان المنشار . وتتقابل هذه الفكوك مكونة مثلثا صغيرا وتحدث جرحا ثلاثي التشمع . وبعد أن تثبت الدودة المماص الأمامي على جسم الفريسة تمتص الدم بفضل جدرانا لبلعوم الضعلية التي تشفطه . ويمنع الدم من التجلط مادة تفرزها غدد وحيدة الخلية في البلعوم وهذه المادة تساعد على سيولة الدم وتعرف باسم الهيرودين Hirudin ويؤدي البلعوم إلى مريء قصير يليه الحوصلة التي يتسع سطحها الداخلي بأن تنثني مكونة على كل جانب 11 جيبا ، وأكبر هذها لجيوب الجيب الأخير من كل جانب . والحوصلة مخزون للدم يليها معدة عبارة عن أنبوبة ضيقة تتسع في بدايتها ، وجدارها الداخلي منثني على هيئة حلزون .

وتؤدي المعدة إلى الأمعاء ، وهي أنبوبة أضيق من المعدة تؤدي إلى المستقيم . ويخرج الدم من الحوصلة إلى المعدة قطرة قطرة ويتحول إلى اللون الأزرق . ثم يهضم وتخرج الفضلاتمن ألإست الذي يوجد فوق قاعدة المماص الخلفي . وتستطيع الدوة خزن ما يكفيها من الدم لبضعة أشهر أو لمدة عام .

ويتحد الوعاءان من الأمام والخلف كما يتصلان ببعضهما بفروع عرضية تمر من أسفل الجيب البطني وتتصل به عن طريق النسيج العنقودي . يوتكون الجهاز الثاني من جيبين طوليين أحدهما ظهري يمتد بطول الجدار الظهري للقناة الهضمية ، والجيب الآخر بطني يمتد أسفل القناة الهضمية . وجدر الجيبين أرق من جدر الأوعية الجانبية الطولية الأولى . ويتحد الجيبان من الأمام والخلف ويتصل بهما شبكة من الشعيرات الدموية وهما يمثلان السيلوم والجيب الدموي البطني يحيط بالحبل العصبي ويتصل بالحوصلات المحيطة بالخصى والمبايض وتتصل تفرعات هذه الجيوب بالنسيج العنقودي .

الجهاز العصبي (شكل 219) يشبه مثيله في دودة الأرض . ويتكون من المخ أو العقدة الفوقبلعومية المكونة من فصين والتي تقع أعلى وأمام البلعوم . ويخرج من المخ حبلان موصن حول بعوميين قصيرين جدا يصلان المخ بالحبل العصبي البطني المزدوج الذي يوجد داخل الجيب الدموي البطني . ويحمل الحبل العصبي علىمسافات متباعدة ثلاثة وعشرون عقدة عصبية تتكون الأولى والأخيرة منها من عدة عقد ملتحمة ببعضها ويخرج من المخ والعقد العصبية أعصاب صغيرة ، ويمتد بين فرعي الحبل العصبي فرع رفيع وسطي .

الجهاز الإخراجي : يوجد 17 زوجا من النفريديا في الحلقاتمن السابعة إلى الثالثة والعشرون . وتوجد فتحاتها بمعدل زوج على جانبي السطح البطني لكل حلقة من السادسة إلى الثانية ولاعشرين على الحز الأخير . وتقوم النفريديا بطرد المواد الإخراجية التي تصل إليها عن طريق الدم الذي ينتشر في الشعيرات الدموية المحيطة بجدرانها . والجزء الداخلي للنفريديم مكون من جسم هدبي مقفل يتكون من عدة أقماع تشبه زهرة القرنبيط ويحاط هذا الجسم بحوصلة يمتلئ تجويفها بالدم وهي جزء من السيلوم ، وتوجد هذه الأقماع والجسم الهذبي في منطقة الخصى على السطح الظهري لكل خصية . أما الجزء الخارجي فيتكون من جزئين : جزء أنبوبي غدي يتلف كحدوة الحصان وهو عضو الإخراج والجزء الثاني يشبه المثانة (شكل 220 ج) وهو هدبي من الداخل ويوجد به سائل مبيض وفضلات متبلورة .

الجهاز التناسلي (شكلي 220) : الدودة خنثى وتتكون الأعضاء الذكرية (شكل 220 أ) من تسعة أزواج ، الخصى (أحيانا 10) في الحلقات 12 إلى 20 (أو 13-21) على جابني الجيب الدموي البطني . والخصية صغيرة كرية الشكل توجد داخل كيس سيلومي صغير ويخرج من كل خصية وعاء صادر ملتو صغير يتجه إلى الخارج . وتصب الأوعية الصادرة من كل ناحية في وعاء ناقل عام طويل يمتد إلى الأمام . وينتفخ في الحلقة التاسعة مكونا حويصلة منوية تؤدي إلى أنبوب عضلية قصيرة هي القناة القاذفة .و تلتقي القناتان القاذفتان في الخط الوسطي بانتفاخ يعرف بالبروستاتا . ويبرز من البروستاتا إلى الخلف قضيب عضلي يفتح في الفتحة التناسلية الذكرية في الحلقة العاشرة .

وتتكون أعضاء التناسل الأنثية (شكل 220) من مبيضين صغيرين فيا لحلقة 11 ويوجد كل منهما في كيس سيلومي صغير ملاصق للخط الوسطي البطني ويخرج من كل مبيض قناة بيض تتجه إلى الخلف . وتتحد القناتان وتكونان قناة مشتركة ملتوية محاطة بغدة زلالية كرية الشكل تفرز مادة لزجة في قناة البيض ، وتؤدي القناةا لمشتركة إلى المهبل وهو قناة عضلية منحنية تفتح في الفتحة التناسلية الأنثية على الجزء الثاني للحلقة 11 .

وتفرز الغدد المخاطية التي بالحلقات من 10-12 مادة مخاطية تتجمد مكونة الشرنقة التي يوضع فيها البيض المخصب ثم تسحب الدودة نفسها من الشرنقة التي سند طرفيها . وتضع الدودة الشرنقة في حفرة على الشاطئ فوق مستوى الماء . ويفقس البيض وتخرج صغار تشبه والديها ولكنها تتغذى أول الأمر على الحشرات المائية .

مميزات الديدانا لحلقية : الديدان الحلقية حيوانات ميتازوا لافقارية ثلاثية الطبقات . يتكون جسمها من حلقات . وتحمل الرأس عادة بقبلفم أمامي يليه حولفم . يوجد جدار الجسم طبقات عضلية كثيرة . يوجد بالكثير منهها أشواك مدفونة بالجلد تستعمل في الحركة والإنتقال . لأغلبها سيلوم مبطن بالميزودرم ويتصل بالخارج . بكليات (نفريديا) زوجية . جهازها العصبي مكون من عقدتين مخيتين ظهريتين متصلتين بزوج من الحبال الموصلة تمر حول البلعوم وتتصل بحبل عصبي عقدي بطني . وبهذه الديدان جهاز دموي مقفل . ويتغطى جلدها بكيوتيكل رقيق . وللأنواع البحرية طور يرقي هو اليرقة المطوقة .

تقسيم الديدان الحلقية : أهم طوائف الديدان الحلقية ما يأتي : 1- طائفة الشوكقدميات Class Chaetopoda : وتشمل حيوانات لها أشواك تنمو في أكياس جلدية توجد على جدار الجسم أو يحوي أعضاء حركة خاصة تسعى الأقدام الجانبية parapoda . وجسمها مقسم إلى حلقات خارجية يقابلها من الداخل عند مماثل من التجاويف الداخلية يوجد بكل منها زوج من النفريديا . وتشمل هذه الطائفة رتبتين هما : رتبة قليلة الأشواك Order Oligochaeta ومن أمثلتها دودة الأرض . رتبة عديدة الأشواك Order Polychaeta كدودة النيرس nereis .

2- طائفة العلقيات Class Hirudinea وتشمل هذه الطائفة ديدانا حلقية منبسطة خالية عادة من الأشواك . ويشاهد بالجسم من الخارج حلقات أكثر من قطع الجسم الحقيقية . وتجويف الجسم مختزل جدا وقد يصل اتصالا غير مباشر بالجهاز الإخراجي الدموي التام النمو .والنفريديا عديدة ومرتبة حلقيا .

ويوجد بهذه الديدان مماصان مماص عند كل طرف من طرف الجسم . ويوجد الفم داخل المماص الأمامي . ويعيش معظمها في الماء العذب أو على الأرض والقليل منها بحري . وتتطفل في تغذيتها على غيرها تطفلا خارجيا .

3- طائفة الحلقيات القديمة Class Archianelida : وهي طائفة تعتبر من الديدانا لحلقية الأولية Primitive حيث أن صفة تكوين الحلقاتغير واضحة فهيا وبمقدما لجسم توجد زائدان على هيئة ملامس حسية ولذلك يظن أ،ها تطورتمن عديدة الأشواك بضمور كثير من الأعضاء ولها طور يرقي .

وفي كثير من المراجع الحديثة تعتبر قليلة الأشواك وعديدة الأشواك كطوائف مستقلة لشعبة الحلقيات .

شعبة إكيورويديا PHYLUM ECHIUROIDEA

مجموعة صغيرة من حيوانات بحرية تشبه الديدان الحلقية في بعض الوجوه وتختلف عنها في البعض الآخر مثل عدم وجود حلقات ظاهرة وهي تشمل حوالي 60 نوعا . ولونها يختلف بين الرمادي والأحمر والأصفر . وهي تعيش مطمورة في الرمل في جحور خاصة بها أو بين الصخور وهي عادة تحفر جحورها على هيئة حرف U (شكل 221 أ) ولها قبلفم متقدم جدا يتحور غلى خرطووم طويل يستعمل في التغذية (شكل 221 ب ، ح) .

وجسم هذه الحيوانات (شكل 22 أ ، ح) يتركب من ثلاث طبقات والسيلوم بها واضح والجسم لايوجد به حلقات ظاهرة في الحيوان البالغ ولكن تكوين الحلقات يظهر في الطور اليرقي (يوجد حوالي 15 حلقة في اليرقة) . والجهاز الهضمي يبدأ بفتحة الفم الذي يؤدي إلى البلعوم ، وهو عضلي ويلي ذلك أمعاء طويلة ملتفة تنتهي بالمستقيم الذي يفتح الخارج بفتحة الأست في نهاية الجسم . والجهاز الدوري يتركب من أوعية ظهرية وبطنية ولكن لاتوجد أوعية جانبية . وجهازها الإخراجي يتركب من عدد قليل من النفريديا (1-3 نفريديا) والجهاز العصبي متقدم التركيب والجنس منفصل .

وتستعمل تلك الحيوانات خرطومها في الإنتقال وفي قنص الفريسة وفي اللمس وفي جنس بونيليا Bonellia (شكل 321 د ، هـ) ظاهرة جديرة بالذكر وهي أن الأنثى كبيرة الحجم لها خرطوم طويل متفرع من نهايته ولكن الذكر دقيق ومهدب ويشبه بذلك ديدان التربلاريا وليس له خرطوم أو فم أو إست ، ويعيش متطفلا على الأنثى حيث يدخل قناتها الهضمية ثم ينتقل إلى النفريديا كطفيلي داخلي ولهذه الديدان يرقة مطوقة (تروكوفور) .

شعبة سيبونكيولويديا PHYLUM SIPUNCULOIDEA

حيواناتب حرية يختلف لونها بين الأصفر والرمادي تعيش مطمورة في الرمل وبين الصخور وتشبه شعبة الإيكيورويديا في كثير من الصفات إلا أن جسمها غير حلقي سواء في الطور اليافع أو الطور اليرقي والسيلوم في هذه الحيوانات واضح وكبير وليس لهذه الحيوانات خرطوم ولكن الجزء الأمامي من الجسم يمكن ا، ينغمد في الجزء الخلفي ولذا يسمى هذا لاجزء الأمامي بالمنغمد introvert (شكل 222 أ ب) . ويجعل الجسم عند طرفه الأمامي عدة لوامس (شكل 222 أ) وعند التغذية فإن هذه الكائنات الدقيقة نحو الفم فيبتلعها الحيوان مع جزء من الطين أو الرمل . وبعض ههذ الديدان تبلع الرمل مباشرة أثناء حفرها في الرمل وتتغذى على لاكائنات الدقيقة الموجودة بهذا الرمل . وتقع فتحة الإست في هذه الديدان في الجزء الأمامي من الجسم (شكل 223 ج) على لاسطح الظهري بالقرب من النهاية الخلفية للجزء الأمامي المنغمد من الجسم ، ويفتح بالقرب من الإست فتحة النفريديا . والجنس منفصل ويوجد يرقة مطوقة أيضا لهذه الحيوانات ولكن اليرقة غير مقسمة إلى حلقات .

ويعتبر بعض المؤلفين كالشعبتين (الإيكيرورويدا والسيونكيولويديا) كرتبتين لشعبة تعرف بالفطريات او الجيفيريا Gephyrea ولكن المراجع الحديثة تفضل أن يوضع كلا منهما في شعبة مستقلة .

شعبة برياييولويديا PHYLUM PRIAULOIDEA

حيوانات بحرية دودية إسطوانية الشكل لونهاب ني أو أصفر ، يصل طولها حوالي 80 ميللمتر وتعيش في الطمى أو الرمل الناعم وقد تعيش داخل الصدفات الفارغة للحيوانات الرخوة البحرية . وغذاء أفراد هذها لشعبة من الدياتومات والكائنات البحرية الدقيقة . وبمقدم الجسم يوجد خرطوم قابل للإنكماش عليه أشواك وحلمات وباقي الجسم عليه حزوز كثيرة وثنيات (شكل 223) والقناة الهضمية تبدأ بالفم الذي يؤدي إلى بلعوم عضلي أما الأمعاء فهي رقيقة الجدار تؤدي إلى مستقيم إسطواني الشكل يفتح للخارج بفتحة الإست . الجنس منفصل ويوجد طور يرقي في دورة حياتها .

ولقد كانت الشعب الثلاث المذكورة سابقا (إيكيورويد ياسيبونكولويديا – بريابيولويديا) تضم إلى شعبة الحلقيات كرتب تابعة لها . ولكن نظرا للإختلاف في الشكل والتركيب وعدم وجود أشواك وحلقات واختلاف جهازها العصبي عنه في الخلفيات وضعت كل منها في مجموعة مستقلة واعتبرت كل واحدة شعبة مستقلة للإختلافات الواضحة فيما بينها .

شعبة المفصليات PHYLUM ARTHROPODA

تشمل هذه الشعبة أكثر من ثلاث أرباع الأنواع الحيوانية المعروفة وتختلف الحيوانات المفصلية فيما بينها من حيث التوزيع والعدد وحجم الحيوانات . فمنها ما يعيش في الماء وعلى الأرض وفي الهواء ، على مسافات كثيرة تختلف بين 20.000قدم فوق سطح البحر إلى 18.000 قدم تحت سطح البحر . وتيعش إما حرة أو متطفلة أو فرادى أو في مجموعات أو مستعمراتكما أن طول هذها لحيوانات يختلف كثيرا فقد يكون أقل من الميللمتر الواحد (كما في الحشرات والقراد والحلم) وقد يصل حجمها إلى 2 قدم كما في السرطان الياباني (Macrocheiva) عندما تكون أرجله ممتده . ومن أمثلتها الجنبري وأبو جلمبو والدافنيا والحشرات وأم 44 والعناكب والعقارب إلخ .. والمفصليات ذات قيمة اقتصادية كبيرة . فهي إما نافعة للحيوانات التي تعيش معها أو ضار بها وهي غذاء أساسي لكائنات كثيرة كالإنسان والأسماك والحيوانات البحرية .

المميزات العامة للمفصليات : حيوانات ذات تماثل جانبي . يتكون جسمها من قطع عديدة . تحل كل قطعة من قطع الجسم أو بعضها زوج من الأرجل المفصلية . يغطي الجسم بالكيوتيكل المكون من مادة الكيتين . وهو قوي وغير مرن فوق الحلقات ويكون رقيقا ومرنا في الأجزاء البينحلقية . المخ الظهري متصل بواسطة حلقة حول المريء بسلسلة بطنية مزدوجة بها عقد عصبية . يوجد القلب أعلى القناة الهضمية . السيلوم في الحيوان اليافع دائما صغير . تجويف الجسم الظاهر ذو أصل ثانوي وهو تجويف دموي . الجنسان منفصلان . الأعضاء التناسلية والقنوات التناسلية دائما زوجية . يوجد بعض التطور أثناء النمو . لايوجد بها أهداب مطلقا . لها عيون مركبة غالبا . جهازها العصبي متقدم ومعقد ومعد للإستجابة بسرعة . التنفس إما بالخياشيم أو بالقصبات التنفسية أو الرئات الكتبية أو عن طريق الجسم كله . الإخراج يحدث عن طريق غدد أو أنابيب خاصة تختلف في الطوائف المختلفة .

وتشبه المفصليات الديدان الحلقية من حيث : التماثل الجانبي . الجسم يتكون في كل منها من عدة قطع متتبعة يحمل بعضها أو كلها زوائد زوجية . الجهاز العصبي والجهاز الهضمي متشابهان في كليهما .

وتختلف المفصليات عن الديدان الحلقية في : أن الكيوتيكل فيها أسمك منه في الحلقيات ، ويتكون غالبا منا لشيتين ، وهذا الكيوتيكل الكيتيني يغطي الجسم كله ويبطن أيضا الأمعاء الأمامية والخلفية . والكيوتيكل صلب وقوي فوق القطع ، ورقيق ولين بين القطع ليسهل الحركة . ويوجد الكيتين على جسم المفصليات والزوائد مكونا هيكلا خارجيا مفصليا يستبدل بهيكل آخر في فترة الإنسلاخ . كما تختلف المفصليات عن الحلقيات في أصل التجويف المحيط بالمعي . فهو في الحلقيات تجويف سيلومي نشأ عن نمو زوج من الأكياس في كل حلقة . والأوعية الدموية تكونت في جدار الجسم . وجدر المعي تتصل ببعضها خلال المساريقا والحواجز خارج السيلوم . أما في المفصليات فالسيلوم الحقيقي صغير جدا ويمثله في الحيوان اليافع تجاويف الغدد التناسلية أما تجويف الجسم الظاهر الذي يحيط بالمعي ويقع خارج السيلوم الحقيقي فعبارة عن سيلوم ثانوي ناتج عن تلاشي الشعيرات الدموية ويحتوي على الدم ويسمىب التجويف الدموي haemocoele . والجهاز الدوري في المفصليات عبارة عن جهاز دموي مفتوح أما الديدان الحلقية فجهازها الدموي مقفل . وفي المفصليات تكون بعض الحويصلات السيلومية الصغيرة الغدد التناسلية وتكون الأخرى أعضاء الإخراج وبذلك يحتفظ السيلوم المختزل بوظائفه التناسلية والإخراجية البدائية . كما تختلف المفصليات عن الديدان الحلقية في عدد حلقات الجسم فجسم المفصليات قليل الحلقات لايتجاوز العشرين إلا نادرا بينما يزيد عدد الحلقات في الديدان الحلقية عن العشرين وتكون كلها متشابهة . أما في المفصليات فتختلف الحلقات فميا بينها في الشكل لتقوم بوظائف مختلفة وقد يندمج عددمن الحلقات في الطرف الأمامي من الجسم لتكون الرأس . زوائد المفصليات أطول وأكثر تقدما وهي نفسها مفصلية (ومن هذه الصفة اشتق اسم الشعبة) كما أن زوائد الجسم الأمامية متحورة إلى فكوك للقبض على الطعام ومضغه . كماي قع الفم دائما في المفصليات بعد الحلقة الأولى بنيما يقع في الحلقة الأولى في الديدان الحلقية . يوجد أهداب في الديدان الحلقية ولاوجود للأهداب في جسم المفصليات . كما أن أعضاء الإخراج وهي النفريديا التي تميز الديدان الحلقية لاتوجد في المفصليات إلا في حالات نادرة وهي طائفة المخلبيات والمفصليات عادة عيون مركبة لاوجود لها في الديدان الحلقية . والجنس في المفصليات منفصل أما الديدان الحلقية فهي غالبا خنثى .

تقسيم المفصليات : يقسم بعض علماء الحيوان هذه الشعبة إلى عدد يتراوح بين 5-7 طوائف ونذكر هذا التقسيم الأحدث والأكثر شيوعا وهي كالآتي : طائفة المخلبيات Class Onychophora مثل Peripatus . طائفة القشريات Class Crustacea مثل أبو جلمبو ، الجمبري ، براغيت الماء . طائفة ثلاثية الفصوص Class Trilobita وهي حيوانات حفرية . طائفة عديدة الأرجل Class Myriapoda مثل أم أربعة وأربعين (ذات المائة قدم) Centipedea والجوليوس (ذات الألف قدم) Milipedes . طائفة الحشرات Class Insecta مثل الصرصار ، القمل ، الذباب ، الخنافس ، البق . طائفة العنكبوتات Class Arachnida العقارب ، العناكب ، القراد ز

ويعتبر بعض المؤلفين أن كلا من ذات المائة قدم وذات الألف قدم طوائف مستقلة (كل واحدة طائفة) كما أن هناك بعض المجموعات الغير معروف موضعها بالنسبة لطوائف شعبة المفصليات ولذلك وضعت كمجموعات مستقلة سنناقشها في نهاية شرح الطوائف الهامة التابعة للمفصليات .

طائفة الحيوانات الخلبية CLASS ONYCHOPHORA

من أمثلتها : حيوان البريباتس Peripatus تشمل مجموعة صغيرةم ن الحيوانات المفصلية القصبية . والجسم دودي الشكل (شكل 224) ولين ولكنه مغطى بكيوتيكل مرن رفيع ملون عادة ويحمل حلقات مستعرضة كثيرة لاتقابل الترتيب الحلقي للأرجل . وهي حيوانات ليلية تعيش مختبئة في الشقوق وتحت قلف الأشجار والأحجار وغيرها .

والزوائد عبارة عن : زوج من قرون استشعار بارزة وقبلفمية (شكل 225) وزوج من الفكوك في الفم ، وزوج من حلمات فمية مخاطية الإفراز يظهر تكوينها أنها زوائد مفصلية ، وأزواج عديدة قصيرة من الأرجل يتراوح عددها بين 13-42 زوجا وتنتهي كل رجل بمخلبين .

الجهاز الهضمي (شكل 226) : بسيط التركيب يبدأ بالفم الذي يؤدي إلى بلعوم عضلي ومريء قصير ومعدة طولية كيسية الشكل ومعي قصير وغدتا اللعاب وتفتحان في تجويف الفم . وهذه الغدد اللعابية عبارة عن كليات متحورة . ويتغذى الحيوان بالحشرات الصغيرة كالذباب ، يقتنصها بطريقة غريبة بأن تقذف الحلمات الفمية إفرازها المخاطي على الفريسة من مسافة قدم تقريبا محيطا إياها بشبكة من الخيوط ثم يأكلها الحيوان على مهل مستخدما فكوكه . والقلب هو الوعاء الدموي الوحيد وهو عبارة عن أنبوبة ممتدة في الجزء الظهري من الحيوان ولها فتحات مزدوجة هي الفتحات الصمامية التي تصل القلب بتجويف التامور الذي يحيط بالقلب وتجويف الجسم تجويف دموي .

ويحدث النفس بواسطة مجموعة من المفصليات تفتح في حفر (ثغور) مبعثرة بدون نظام ، ويوجد مجموعة من أعضاء للإخراج تشبه النفريديا ويتكون كل منها من كيس مقفل يتصل بقمع مهدب وأنبوبة تتصل بمثانة واسعة تفتح للخارج بفتحة نفريدية جانبية على الأرجل . ويلاحظ أن نصفي الحبل العصبي البطني منفصلان عن بعضهما والمخلبيات جميعها ولودة تقريبا .

تشترك الحيوانات المخلبية مع الديدان في عدة صفات منها : أن الجسم دوري يتكون من حلقات عديدة متشابهة غير متمفصلة . وأن زوائدها غير متمفصلة كذلك . أجهزتها الهضمية والعصبية أبسط من مثيلتها في المفصليات . توجد بقنواتها التناسلية أهداب . وجود أزواج من أعضاء الإخراج وهي النفريديا .

ولكنها تشترك مع المفصليات : وجود قصبات هوائية . وجود تجويف دموي . وأرجل مخلبية .

ولاختلاف المخلبيات عن المفصليات الأخرى فإنها توضع أحيانا في شعبة مستقلة ولكن لاقترابها من الحيوانات المفصلية اعتبرت كإحدى طوائفها كما أنها تعتبر حلقة اصتال بين الديدان الحلقية والمفصليات .

طائفة القشريات CLASS CRUSTACEA

تعيش القشريات في الماء وتتنفس بالخياشيم أو جلديا . وتحمل الرأس زوجين من قرون الإستشعار وثلاث أزواج من الفكوك على الأقل بالإضافة إلى زوائد أخرى ، والصدر في بعض الأحيان يكون واضحا وأحيانا يكون متحدا بالرأس ويحمل أنواعا مختلفة من الأطراف . وتتكون البطن عادة من حلقات غالبا ماتحمل زوائد . وتتكون الزوائد النموذجية من فرعين وجزء قاعدي .

الثال الأول الجمبري Pennaeus Japonicus Prawn يعيش الجمبري في البحر الأبيض والبحر الأحمر . والنوع الذي يوجد في البحر الأحمر أكبر حجما يوصل طوله إلى حوالي 20 سم . ويعيش الجمبري بالقرب من القاع لأنه يكره الضوء . ولونه أثناءا لحياة رمادي مائل إلى الزرقة ويعزي هذا اللون لوجود مادة صبغية في الجلد . ويتحول هذا اللون عند سلقه إلى لون أحمر والكيوتيكل شفاف .

تركيب الجسم (شكل 227) : يتركب الجسم من ثلاث مناطق : الرأس والصدر والبطن : وتتحد الرأس والصدر وتكون المنطقة الرأس صدرية cephalothorax وتغطي المنطقة الرأس صدرية من أعلى ومن الجانبين بقطعة كيتينية تسمى الدرقة Carapace ويوجد على الدرقة ميزاب عنقي Cervical Groove يحدد منطقة الرأس من منطقة الصدر ، وتتكون المنطقة الرأس صدرية من أربعة عشر حلقة ملتحمة يمكن تمييزه من الجهة البطنية بعد الزوائد التي تحملها ز وتمتد الدرقة إلى الأمام على شكل بروز مسنن يسمى البروز أو المنقار rostrum ويوجد على كل جانب من جانبي البوز عين مركبة محمولة علىس اق متحركة (شكل 228) . كما يحمل الرأس زوجين من قرون افستشعار أحدهما طويل والآخر قصير . ويوجد على جزء الدرقة الذي يغطي المنقطة الصدرية من الجهة الظهرية ميزابان طوليان يعرفان بالميزابين القلبخيشوميين Branchio – eardiac grooves يقسمان هذا الجزءمن الدرقة إلى جزء وسطي يسمى ردقة القلب cardio – stegite وجزئين جانبين هما الدرقتان الخيشوميتان branchio – stegites .

أما البطن فتتكون من ست حلقات غير ملتحمة تنتهي بقطعة مثلثة الشكل تسمى العجز telson وهذه تعتبر امتدادا من القطعة البطنية السادسة .

الزوائد يحمل الجمبري زوجا من الزوائد المفصلية في كل لحقة من حلقات الجسم وتختلف هذه الزوائد من منطقة لأخرى من مناطق الجسم وكذلك تختلف في المنطقة الواحدة في بعض الأجزاء وذلك لأداء وظيفة معينة . لكن جميع الزوائد متشابهة التركيب ، تتركب أساسا من القطعة الأولية Proiopodite (القدم الأولية) وتتركب أساسا في الزوائد النموذجية) من جزئين الأول منهما ، يعرف بالقطعة القديمة الحرقفية Coxopodite وهي المتصلةب الجسم ، وقطعة قدمية قاعدة Basipodite وهذه القطعة القدمية القاعدية تحمل زائدتين يعرفان بالفرعين أحدهما داخلي يعرف بالفرع القدمي الداخلي endopodite والفرع الآخر خارجي هو الفرع القدمي الخارجي exopodite يحمل الجمبري عشرين زوجا من الزوائد يمكن ترتيبها كالآتي :

أولا : زوائد الرأس عددها ست أزواج (شكل 229) : الزوج الأول : ساقا العينين : Eye – stalks عبارة عن زائدتين قصيرتين تحمل كل منهما عينا مركبة ويقعان فوق الزوج الأول من قرون الإستشعار . ويذكر بعض المؤلفين بأن ساقا العينين زائدتان تنتميان إلى منطقة الجسم أمام الحلقية . الزوج الثاني : وهو الزوج الأول من قرون الإستشعار 1st antennae (antennules) وتتركب كل زائدة من : (1) جزء قاعدي يتكون من ثلاث عقل والعقلة القريبة من الجسم طويلة بها 1- تجويف يعرف بالحجاج تحتمي داخله العين عند اللزوم و 2- عضو الإتزان الذي يفتح بفتحة عضو الإتزان وتوجد 3- زائدة صغيرة تنشأ من الحافة الداخلية للقطعة الأولى تعرف بفرشاة العين eye – brush لتنظيف العين من الرمال بواسطة الأشواك الرفيعة التي تحملها . (2) شعبتان رفيعتان خيطيتان هما القدم الخارجي والقدم الداخلي . الزوج الثالث : عبارة عن الزوج الثاني من قرون الاستشعار ويتركب كل قرن من جزء قاعدة صغير يتكون من عقلتين وشعبة داخلية طويلة عديدة العقل خيطية الشكل وشعبة خارجية عبارة عن صفيحة عريضة رقيقة على شكل لوح سميك يعرف بالقشرة أو الحرشفة squame وتوجد على قاعدته الفتحة الإخراجية . الزوج الرابع : زوج من الفكوك العلوية mandibles يتكون كل فك من جزء قاعدي عريض مسنن غير مقسم إلى حلقات يكون الفك القارض ومن شعبة داخلية عريضة تتكون من عقلتين تسمى الملماس palp وليس له شعبة خارجية . الزوج الخامس : ويعرف بالفك السفلي الأول أو الفكيك 1st maxilla or maxillule ليس له شعبة خارجية والشعبة الداخلية رفيعة . والجزء القاعدي سميك واضح لدفع الغذاء في الفم . الزوج السادس : ويعرف بالفك السفلي الثاني Second maxilla وهو زائدة الحلقة الرأسية الأخيرة . ويتكون من جزء قاعدي سميك مفصص لتقطيع الطعام وشعبة داخلية ضامرة وشعبة خارجية عريضة تعمل كمجداف لجلب تيار الماء وتسمى الفك الزروقي scaphognathite .

ثانيا : زوائد الصدر : عددها ثمانية أزواج (شكل 230) : 1- ثلاثة أزواج أمامية تسمى الأقدام الفكية maxilipeds وهذه متحورة لمسك أجزاء الطعام وتقطيعها وتسبب تيارا مستمرا منا لماء يمر في هذه المنطقة لوجود الخياشيم ز والزوج الأول منها يعرف بالقدم الفكي الأول first maxiltiped وهو يستخدم في طحن الطعام وذلك لأن القطعة الحرقفية والقاعدية تكون علىش كل صفائح تحمل أشواكا على حافتها تساعد الحيوان في طحن غذائه . كما يوجد قطعة قدمية علوية epipodite ورقية الشكل عريضة والفرع الخارجي مفلطح أما الفرع الداخلي فضامر على هيئة خيط رفيع .

أما الزوج الثاني ، القدم الفكي الثاني second maxiliped فيتركب من قطعة قدمية حرقفية وقطعة قدمية قاعدية تحمل الفرع الداخلي وهو صغير ومقوس يتركب من قطع وعليه أشواك تتقاطع مع بعضها على شكل غربال أي تعمل كمصفاة تحول دون دخول جزيئات الغذاء الكبيرة إلى الفم أما الفرع الخارجي فهو خيطي الشكل يتركبمن عدد كبير من القطع المزودة بأشواك طويلة .

والزوج الثالث يعرف بالقدم الفكية الثالثة Third maxiliped وهو قريب الشبه في تركيبه للقدم الفكي الثاني إلا أن الفرع الداخلي غير مقوس كما أن الفرع الخارجي أصغر حجمامن مثيله في القدم الفكي الثاني .

2- خمسة أزواج خلفية تسمى أرجل المشي walking legs وتتركب كل زائدة من : (أ) قدم أولى يتكون من عقلتين هما الحرقفة والقاعدة . (ب) شعبة داخلية مكونة من خمس عقل مرتبة من القاعدة حتى الطرف كالآتي : القطعة القدمية الوركية ischiopodite القطعة القدمية الفخذية meropodite

(ج) شعبة خارجية صغيرة ريشية الشكل وتوجد الفتحتان التناسليتان في الأنثى على حرقفتي الزوج الثالث من أرجل المشي كما توجد الفتحتان التناسليتان في الذكر على حرقفتي الزوج الخامس من أرجل المشي . وتختلف الثلاث الزوائد الأمامية عن الزائدتين الباقيتين في أنها تنتهي بملقط تكونه القطعتان الطرفيتان حيث تستطيل القطعة القدمية القبلية وتكون مع القطعة القدمية الإصبعية ذلك الملقط أو الكلابة . ولذلك تعرف هذه الأرجل بأرجل المشي الكلابية او الملقاطية Pincer – legs or chelipeds وتستعمل هذه الكلابات في اقتناص الطعام وتمزيقه .

ثالثا : زوائد البطن (شكل 231) هذه عددها ستة أزواج من الزوائد . وتعرف بزوائد البطن بالعوامات . وتتكون كل زائدة من قطعتين : حرقفة وقاعدة coxopodite و basibodite وشعبتان . (شعبة خارجية oxopodite شعبة داخلية endopodite) وتختلف زائدتي الحلقة البطنية الأولى في الذكر عن الأنثى . ففي حالة الذكر لاتوجد شعبة داخلية ويخرج من القاعدة زائدة مفلطحة تتقابل مع زميلتها في الجهة الأخرى وتكون عضو مفلطح يسمى الستارة Pestasma or curtain لتوصيل السائل المنوي إلى الأنثى . ويعتقد البعض أن الستارة تنشأ من تفلطح الشعبتين الداخليتين والتحامهما ، والشعبتان الخارجيتان مفلطحتان . أما في الأنثى فإن الشعبتين الداخليتين ضامرتان جدا . والزوائد التي توجد على الحلقات البطنية من الثانية إلى الخامسة متشابهة . ولكل زائدة جزء قاعدي يتكون من قطعتين : حرقفة وقاعدة ومن شعبتين مفلطحتين للعوم . والزائدتان في الحلقة البطنية السادسة تعرفان بالزائدتين الذيليتين uropods . وتتكون كل زائدة ذيلية من جزء قاعدي غير مقسم وشعبتين عريضتين على حافة كل منهما شوك دقيق .

ويوجد في نهاية البطن العجب أو العجز Telson وهو عبارة عن قطعة مثلثة الشكل تحمل فتحة الإست على سطحها البطني . ويعتقد أنها امتداد للحلقة البطنية السادسة . وتمتد الشعب القدمية المفلطحة على جانبي العجز مكونة مايسمى بمروحة الذئب .

التركيب الداخلي لجدار الجسم : يتركب جدار الجسم في الجمبري من :- هيكل صلب يعرف بالهيكل الخراجي exoskeleton وهو إفراز من طبقة الإكتودرم . وهكذا الهيكل يعرف بالجليد Cuticie وهو كيتيني تترسب فيه مواد عدة أظهرها مادة كلسية هي التي تزيد من صلابة ذلك الجليد . تلي ذلك طبقة الإكتودرم وهي تتركب من نسيج طلائي بسيط يتحول في بعض الأماكن إلى مدمج خلوي . وتعرف هذه الطبقة بالبشرة . ثم طبقة من نسيج ضام تحتوي على خلايا ملونة chromatophores يرجع إليها لون الجمبري الرمادي الذي يحمر إذا حفظ في كحول أو وضع في ماء مغلي (أثناء سلقه) . يلي ذل طبقة من العضلات المخططة وهي واضحة تماما في منطقة البطن حيث تنتظم في مجموعات ذات ترتيب خاص .

ونظرا لصلابة الجليد فغنه يعوق النمو الطبيعي للحيوان ويتخلص الحيوان من هذا الجليد من وقت لآخر ليحل محله هيكل آخر يسمح بنموه قبل أن يتصلب مرة أخرى وتعرف هذه العملية بالإنسلاخ ecdysis .

العضلات : تكون العضلات جزءا كبيرا من جسم الجمبري وهي تملأ الجزء الأكبر من الحيز الداخلي للجسم تاركة جزءا صغيرا من التجويف حول القناة الهضمية وهذه العضلات راقية من حيث تركيبها الدقيق وشكلها العام وقيامها بوظيفتها ، وهي معقدة جدا وخاصة في منطقة البطن حيث يوجد منها مجموعة ظهرية صغيرة الحجم (عددها اثنين) وأخرى بطنية كبيرة الحجم نسبيا والعضلات الظهرية عضلات باسطة Extensor muscles يعمل انقباضها يعمل انقباضها على استقامة الجسم أما العضلات البطنية هي عضلات مثنية Flexor muscles يعمل انقباضها على ثني الجسم ومن شكل (232) يتضح اختلاف وضع العضلات بالنسبة للهيكل في كل من المفصليات والقفازيات .

تجويف الجسم يتكون من سيلوم دموي Haemocoele قليل الاتساع يتكون من فجوات دموية غير محدودة وأكبرها التي تحيط بالقلب .

دراسة قطاع عرضي في منطقة البطن (شكل 233) عند عمل قطاع يدوي في منطقة البطن يمكن أن يميز الآتي : الهيكل الخارجي : هي الصفيحة الظهرية والتي تعرف بالترجة Tergum وهي محدبة وكبيرة تكون ننتوءا من الناحية الظهرية يعرف بالزورق earina ثم الصفيحتان الجانبيتان (Pleura) صفيحة على كل جانب تسمى الصفيحة الجانبية (البللورا) pleuroa وتمتاز هذه الصفائح الجانبية بوجود زوائد صغيرة على هيئة أشواك صغيرة . ثم الصفيحة البطنية وتعرف بالإسترنة Steraum وهي مستعرضة تغطي السطح البطني بين قاعدتي الزائدتين وهناك صفيحتان صغيرتان (واحدة على كل جانب) تعرف كل منهما بالغشاء العلوي epimeron وهذه تصل بين الترجة وقاعدة الزائدتين المتصلتين بكل حلقة . الأغنية المفصلية وهي أغشية رخوة تصل بين صفائح الجسم المختلفة وتساعد على الحركة المفصلية في الزوائد أو فيما بين الجسم والزوائد . الزوائد البطنية : تتركب أساسا من القطعة الحرقفية وهي المتصلة بالجسم بغشاء مفصلي ثم القطعة القاعدية التي تحمل زائدتين الداخلية هي الشعبة الداخلية والخارجية تعرف بالشعبة الخارجية (كا ذكرنا في تركيب زوائد الجسم) . العضلات : وهي غليظة منتظمة في مجموعات (كما ذكرنا سابقا) الظهريتان منها هي العضلات الباسطة وباقي العضلات هي المثنية ، ويرى الشريان الظهري يليه الغدة التناسلية ثم المعي الخلفي في تجويف صغير محصور بين العضلات الباسطة والمثنية . أي اتجاه الناحية الظهرية ، كما يقع الحبل العصبي والشريان البطني تجاه الناحية البطنية فوق القص (الصفيحة البطنية) .

التنفس توجد حجرتان تنفسيتان تقع كل منهما على أحد جابني المنقة الصدرية يوجد بها الخياشيم . ويتكون كل خيشوم من ساق وسطية وعائية وزوائد جانبية ريشية الشكل . ويتصل كل خيشوم بجدار الصدر الجانبي ويغطي الخياشيم جدار الدرقة الممتد على الجانبين . (الدرقة الخيشومية) . وينتشر في كل خيشوم نهاية وبداية الأوعية الخيشومية الداخلة والخارجة . ويمر على الخياشيم تيار من الماء تحدثه حركة الفرع الخارجي للفك السفلي الثاني (الفك الزورقي) وفي الخياشيم يتم تبادل الغازات . وللخياشيم أنواع مختلفة منها (شكل 235) : خياشيم جانبية : Pleurobranehiae وهذه تخرج من جوانب الحلقات الصدرية في كل جانب وعندها سبعة أزواج في جنس pennaeus . خياشيم مفصلية Arthrobranehiae وهذه تخرج من الأغشية المفصلية الموجودة بين الحلقات وعددها ستة أزواج في جنس Pennaeus . خياشيم قدمية Podbranehiae وهذه تخرج من قواعد الزوائد الصدرية وعددها خمسة أزواج في جنس Pennaeus . كما يوجد ستة أزواج من زوائد على هئة حرف Y تحملها حراقيف الزوائد الصدرية تسمى 6 خياشيم فوق قدمية epipodites ولكنها لاتقوم بأي وظيفة تنفسية .

التغذية والجهاز الهضمي (شكل 236 ، 237) : يتغذى الجمبري على الأحياء المائية والمواد العضوية المتحللة التي توجد في الماء ، يتكون الجهازالهضمي من المعي الأمامي ، وهذا يشمل مريئا قصيرا ومعدة متسعة تتكون من حجرة أمامية تسمى المعدة الطاحنة gastric – mill مزودة من الداخل بأسنان كيتينة ، يليها حجرة خلفية تسمى المعدة البوابية مزودة من الداخل بثنيات تحمل أشواكا عديدة مرتبة في صفوف تمتد في تجويف المعدة البوابية وتكون ما يشبه المصفاة وتسمى بالجهاز الداخل sifting – apparatus ويلي هذا ، المعي المتسوط وهو عبارة عن أنبوبة قصيرة يوجد علىجانبها غدة هضمية كبيرة مفصصة مائلة للإصفرار تسمى الغدة الكبدية بنكرياسية hepatopancreas تصب إفرازاتها في المعي المتوسط عن طريق قناتين .

ويلي المعي المتوسط المعي للخلفي وهو عبارة عن أنبوبة طويلة تنتهي بالمستقيم الذي يفتح بالإست على السطح السفلي للعجز .

وعند التغذية يقبض الجمبري على فريسته بالأرجل الملقاطية ويمزقه إربا بواسطة الفكين العلويين حيث تستخدم الأقدام الفكية والفكوك الخلفية في الإمساك بالغذاء أثناء عملية التمزيق . ثم يمر الطعام إلى الفم . ويوجد أمام الفم زائدة إصبعية الشكل تسمى بالفوقفم epxistome أو الشقة العليا تستعمل في دفع الطعام داخل الفم كما يوجد خلف الفم زائدة مشقوقة تسمى بالبعد فم metastome تستعمل كحاجز لحفظ الطعام أثناء طحنه بالفكين الأماميين ، وهاتان الزائدتان لاتمتان بصلة إلى زوائد الجسم العادية لكنهما نتوءان من الصفائح البطنية (الاسترنات) . ومن الفم يمر الطعام إلى المريء فالمعدة الطاحنة حيث يطحن الطعام بواسطة الأسنان الكيتينية (الطاحونة) ثم يمر إلى المعدة البوابية حيث يصفي الطعام ولايمر منه إلا الحبيبات الدقيقة أما الأجزاء الكبيرة التي لم يتم طحنها جيدا فتبقى حتى يتم طحنها . وفي المعي المتوسط تصب العصارة الهاضمة من الغدة الهاضمة وعندما تتم عملية الهضم يتحول الغذاء إلى سائل يمر إلى الزوائد الأصبعية الأعورية حيث تمتص المواد الغذائية المهضومة بواسطة الأوعية الدموية التي توجد بجدران هذه الزوائد أي أن الغدة الهاضمة تقوم بعمليتي الهضم والإمتصاص معا . أما الفضلات التي لم يتم هضمها فإنها تمر إلى لمعي الخلفي ومنه إلى فتحة الإست . وجدير بالذكر أن كلا من المعي الأمامي والخلفي مبطنان بمادة كيتينية هي امتدا للجلد الخارجي أما المعي المتوسط فأصله ميزودرمي غير مبطن بجليد .

الجهاز الدموي يوجد قلب ذو ست جوانب يستقبل الدم المؤكسد من الخياشيم ويدفع الدم إلى الجسم ويقع القلب (شكل 238) أعلى الجهاز الهضمي وأسفل الدرقة القلبية مباشرة ويوجد القلب داخل غشاء تاموري . ويخترق جداره ثلاث أزواج من الفتحات الصمامية . ومن الأمام يرسل القلب شريانا وسطيا يسمى الشريان البصري ophthalmic artery إلى منطقة العيون والزوج الأول من قرون الإستشعار . وزوجا آخر من الشرايين إلى الزوج الثاني من قرون الإستشعار كما يرسل زوجا من الشرايين إلى الغدة الهضمية . ومن الخلف يخرج من القلب وعاء خلفي واحد ينقسم مباشرة إلى وعاء بطني علوي superior abdominal يجري بطول السطح الظهري ، ووعاء قصي sternal يمر عموديا إلى أسفل في الجسم . هذا الوعاء القصي يمر بين الحبلين العصبيين بين العقدتين العصبيتين الرابعة والخامسة ثم ينقسم إلى فرع بطني أمامي وخلفي .

الدورة الدموية : يجمع الدم الوريدي من الأنسجة في قنوات channels تصب في جيب وريدي بطني ويمر إلى الخياشيم . ويعود الدم من الخياشيم بواسطة ستة أوعية على كل جانب لغشاء التامور . ومن التامور يدخل الدم إلى القلب بواسطة ثلاث أزواج من الفتحات الصمامية valved ostia تسمح بدخول الدم إلى القلب ولاتسمح برجوعه .

يحتوي الدم على خلايا أميبية وتحتوي البلازما على صبغ تنفسي يسمى هيموسيانين لونه أزرق عند تأكسد الدم وعديم اللون في الدم غير المؤكسد وذلك لاحتوائه على عنصر النحاس بدلا من الحديد وبالبلازما صبغ آخر يسمى zooerythrin lipochrome وللدم قدرة كبيرة على التجلط كما يقوم الدم بحمل مواد خاصة كالهرمونات أو الإفرازات الداخلية من أحد أجزاء الجسم إلى الآخر .

الجهاز الإخراجي : يوجد عضو إخراجي أو غدة خضراء خلف قاعدة كل من قرني الاستشعار الثاني . وتوجد فتحتها على بروز على القطعة القاعدية لهذه الزائدة . وتتكون كل غدة (شكل 241) من كيس ظهري متصل بالخارج وأنبوبة ملتوية بطنية تكون العضو البولي وتتصل الأنبوبة بجزء داخلي شبكي غدي يتصل به كيس صغير أصفر اللون مقسم من الداخل بحواجز إلى حجرات عديدة . ويزود هذا العضو بدم من الشرايين البطنية والقرنية . ويمتص الجزء الشبكي من الدم المواد الإخراجية مثل حامض البوليك uric acid ومادة خضراء تسمى guanine وتمر خلال الأنبوبة البولية لتخزن في الكيس ثم تطرد خارج الجسم . وكل عضو إخراجي يعتبر كحوصلة سيلومية .

الجهاز العصبي (شكل 242) : يتكون من المخ أو الكتلة الفوقمرية supra – oesopha geal mass وتتكون من ثلاث فصوص وتعطي أعصابا للعيون وقرون الإستشعار الأولى والثانية . كما يخرج منها زوج من الموصلات الحولمريئية circum – oesophageal commissures يمتدان حول المريء ويتصلان من أسفل بالكتلة العصبية التحتمريئية oesophageal mass sub المكونة خمس عقد ملتحمة تخرج منها خمسة أزواج من أعصاب تمتد خمسة أزواج من أعصاب تمتد إلى الفكين الأوليين وللثانيين وبذلك نجد أن هذه الأعضاء نظرا لاتصالها بعقجة عصبية واحدة تعمل في انسجام ومن الملاحظ أن تلك الزوائد موجودة حول الفم . ويلي ذلك الحبل العصبي البطني ويشمل إثنتا عشرة عقدة عصبية منها ست عقد صدرية ، وست عقد بطنية . والعقد الصدرية تخرج منها أعصاب إلى القدم الفكي الثالث وأرجل المثنى الخمسة . والعقد البطنية تخرج منها أعصاب إلى أرجل العوم والعقدة البطنية الأخيرة (السادسة) تغذي مؤخر الجسم . والحب العصبي البطني مزدوج . وبين العقدة الرابعة والخامسة الصدرية يمر الشريان القصبي خلال فرجة بين نصفي الحبل العصبي .

وللجمبري جهاز عصبي سمبتاوي يغذي المعدة ينشأ من المخ والموصل الحولمريئي .

أعضاء الحس : أولا : العيون المركبة : للجمبري زوج من العيون المركب يتركب كل منها من عدد من الوحدات البصرية (ommatidia) يمكن التعرف عليها من السطح الخارجي للقرنية حيث تكون سطحيات facets مربعة وتتركب الوحدة البصرية ommatidium أو العوينة من الآتي : (شكلي 243 ، 244) .

العدسة وهي سطح قرني (محدب السطحين) وهو جزء من القرنية لكنه شفاف للغاية . يليه الخليتان القرنيتان corneagen اللتان تفرزان القرنية . ويقع أسفل الخلايا القرنية المخروط البللوري crystalline cone وهو يمتد بين أربع خلايا بللورية طويلة Crystal cells أما الشبكية فتتركب من 8 خلايا شبكية حساسة صبغية تنتظم على شكل أسطوانة حول جزء عصوي الشكل مخطط تخطيط عرضي يعرف بالمحور البصري rhabdome وترتكز خلايا الشبكية على غشاء قاعدي وتمتد فيه ألياف عصبية ، وتتجمع بدورها لتكون العصب البصري . ويحيط بالعوينة خلايا صبغية تحتوي على صبغ أسود تكون إسطوانة رقيقة كاملة حول المخروط البللوري والشبكية وبذلك تعزل كل وحدة بصرية عن الأخرى . والعيون المركبة تشبه إلى حد كبير ترتكيب العيون المركبة في الحشرات .

ووجود الخلايا الصبغية السوداء تجعل كل وحدة بصرية كأنبوبة معزولة وبذلك تجد أن العوينات كلها كمجموعة أنابيب متراصة بجوار بعضها البعض . ويمر الشعاع الضوئي من القرنية ويسقط على المخروط البللوري ومنه إلى لمحور البصري ثم إلى الأعصاب وأي شعاع يسقط على لاخلايا الملونة فإنه يمتص وبذلك نجد أ، كل وحدة بصرية ترى جزءا صغيرا من الشيء المنظور والصورة المتكونة عند الجمبري هي مجموعة من صور الأجزاء الصغيرة المتجاوزة (يشبه في ذلك الموازيك) والصورة العامة عند الجمبري لاتكون واضحة تماما (أنظر النظرية الموازيكية في العيون المركبة في الحشرات وهي مشروحة بالتفاصيل) .

ثانيا : عضو التوازن : في قاعدة كل من قرني الاستشعار الأوليين توجد حويصلة توازن statocyst وهي على شكل نقرة صغيرة ذات فتحة علوية ضيقة مغطاة بمجموعة من الأهداب المتعارضة ويملأ هذه النقرة سائل هلامي كثيف ، وينتشر في هذا السائل عدد من الحصوات الرملية تعرف كل منها بحصوة التوازن statolith ويبرز من بطانة النقرة عدد من الشعيرات الحساسة وهذه الشعيرات تلمس الحصوات وتحس بها في مواضعها المحددة طالما كان الحيوان في وضع عادي ولكن إذا تغير وضع الحيوان بتأثير الأمواج أو غيرها فإن وضع الحصوات يتغير تبعا للجاذبية الأرضية . وتحس الشعيرات الحساسة بالوضع الجديد وينتقل الإحساس إلى العضلات فتعمل على إعادة الحيوان إلى وضعه العادي مرة أخرى . ولهذه الحويصلات وظيفة أخرى هي الإحساس بذبذبات الماء وبذلك تقوم بوظيفة السمع ولذلك تعرف بحويصلة السمع autocyst وتسمى الحصوة بحصوة السمع autolith . وإذا فقد الحيوان هذه الحصوات لأي سبب من الأسباب فإنه يفقد هذه الخاصية الحسية ويسبح سباحة مضطربة . وهذا يحدث عندما ينسلخ الحيوان ، لأن بطانة الحويصلة مركبة من الهيكل الخارجي وعندما تنسلخ معه وتفرغ محتويات الحويصلة من الحصوات والمادة الهلامية . ولكي يتجنب الحيوان الإضطراب في السباحة فإنه يختبئ ويبقى ساكنا في مخبئه ريثما يتكون له هيكل جديد وبطانة جديدة لهذه الحويصلة . ويجمع الحيوان عددا من الحصى بأرجله الملقاطية ويدخلها في الحويصلة حيث تتخذ مواضعها الخاصة لتقوم بوظيفتها في خدمة الحيوان . ولقد أجرى أحد العلماء (كرايدل) تجربة طريفة للتأكد من هذه الحويصلة فأحضر عددا من الجمبري ووضعه في حوض به ماء البحر وانتظر حتى انسلخ الحيوان ثم نقله إلى وعاء نظيف تماما لا توجد به حصوات رملية مطلقا ووضع في قاع الحوض قليل من برادة الحديد . فلم يجد الجمبري بدأ من أن يأخذ هذه البرادة ويدخلها في حويصلاته وبذلك أصبحت حصوات التوازن برادة حديد بدلا من الرمل ثم أحضر الباحث قضيبا مغناطيسيا ووضعه في أعلى الحوض فوجد أن الحيوان يسبح على ظهره لأن المغناطيس على جانبي الحوض فإن الجمبري سبح على جانبه .

ثالثا : أعضاء الشم والتذوق : هي الفروع الأربع في القرنين الأماميين وهي مزودة بعدد كبير من الشعيرات التي تحس بالمواد الكيماوية التي تكون موجودة بالماء . وهذه الشعب (الفرعان الداخليان والخارجيان) تتحرك بصفة دائمة إلى أعلى وإلى أسفل .

رابعا أعضاء اللمس : توجد منتشرة على سطح الجسم شعيرات تحس باللمس ولكنها توجد بكثرة على الفرع الداخلي لقرن الاستشعار الثاني(وبذلك يعرف كل منهما باللامس feeler) كما توجد أيضا على ملماس الفك العلوي وفي اطراف الأرجل الملقاطية والأقدام الفكية .

الجهاز التناسلي والتكاثر : يمكن تمييز الذكر عن الأنثى من الخارج بفحص الزوج الأول من الزوائد البطنية . والغدد التناسلية زوجية في ل من الجنسين ثلاثية الفصوص . وتتصل بالخارج بزوج من القنوات .

أعضاء التذكير : (شكل 245) للذكر خصيتان تتحدان معا على هيئة فصين أماميين يقعان أسفل وأمام القلب وفص وسطي ممتد خلفا . يتكون كل فصل من أنابيب كثيرة تتكون بها الحيوانات المنوية . وعند مكان اتصال كل من الفصين الأماميين والفص الوسطي تخرج قناة هي الوعاء الناقل vas deferens وهي عبارة عن أنبوبة ملتوية طويلة غدية جزئيا وتنتهي بجزء عضلي يفتح على الزائدة الصدرية الأخيرة . والسائل المنوي لبني المظهر ويصبح سميكا أثناء مروره في القنوات التناسلية . وتفتح الفتحتان الذكريتان على حرفقتي الزوج الأخير من أرجل المشي .

أعضاء التأنيث (شكل 246) يوجد في الأنثى مبيضان وكل مبيض يشبه الخصية وينطلق البيض في تجويف المبيض ويمر إلى الخارج بواسطة قناتين قصيرتين سميكتين يعرفان بقناتي البيض تفتح كل على الزوج الثالث من أرجلي المشي . وعند وضعا لبيض يحاط بإفراز من الغدد الأسمنتية للبطن وتحفظ الأم ذيلها منحنيا حتى يلتصق البيض بالعوامات الصغيرة .

وتضع الأنثى البيض بعد علمية الاتحاد التناسلي (الجماع) الذي يتم بأن يمسك الذكر الأنثى ويدفعها على ظهرها ويصب السائل المنوي على السطح البطني لبطنها ، عن طريق القناة المتكونة من زوائدها البطنية الأولى (Perasma) ويعتقد أن الحيوانات المنوية تبقى معلقة ببطن الأنثى داخل كيس يتكون من بروتزين مفلطحين لهما قاعدة مشتركة ويعرف بالأنثية Thelycum وينشا على استرنة الحلقة الصدرية الثامنة ويتدلى بين الزوج الأخير من الأرجل الصدرية ويعمل هذا العضو (الأنثية) عمل مستقبل منوي seminal receptacle حيث يستقبل الحيوانات المنوية للذكر . وهي في الجمبري ذات شكل خاص وغريب جدا مختلف عن الشكل المألوف في الحيوانات الأخرى فشكل هذه الحيوانات المنوية عند بدء تكوينها يشبه القرض ثم تظهر لها زوائد معقوفة عديدة مصطفة بنظام هندسي جميل (شكل 246) . وتحيط بنواة الخلية كبسولة من صفاتها أنها تنفجر إذا امتصت الماء ويكون من نتيجة هذا الإنفجار أن تنطلق النواة بعنف وتندفع بشدة خارج جسم الحيوان المنوي . والبيض في الجمبري كبير الحجم مزود بقدر من المح . وللبيضة قدرة فائقة على امتصاص الماء . وعند التصاق البويضة بالحيوان المنوي فإنها تمتص منه الماء فتنفجر كبسولة نواته وبذلك تندفع النواة بقوة وتدخل جسم البويضة ويحدث الإخصاب . ويلاحظ هنا أن عملية الإخصاب مختلفة عن مثيلاتها في الحيوانات الأخرى ويبدأ الزيجوت في النمو ويتحور إلى كائن صغير يختلف اختلافا عظيما عن الأبوين سواء في الشكل أو التركيب ويعرف هذا الصغير بيرقة النوبليس Naupliua (شكل 247 أ) وهذه اليرقة تميز القشريات عن غيرها من المفصليات . وهي بيضية الشكل جسمها غير مقسم إلى حلقات ولها عين واحدة وسطية بسيطة في مقدم جسمها ولها شوكتين في نهاية الجسم علاوة على وجود ثلاثة أزواج من الأطراف الأول منها وحيد الشعبة (يقابل قرن الاستشعار الأول) والآخران لكن منهما شعبتين (يقابلان قرن الاستشعار الثاني والفك العلوي) ويقع الفم على السطح السفلي لليرقة .

وتتسلخ يرقة النوبليس وتمر بثلاثة أطوار يرقية يتغير شكلها وتنمو وتزداد أعضاؤها وضوحا . وأول هذه الأطوار بعد يرقة النوبليس يعرف بيرقة البعدنوبليس meta –nauplius أو القبلزؤيا Protozoaea (شكل 247 ب) وفيها يتحد معظم الحلقات الصدرية كما أن شكلها أكثر استطالة . يلي ذلك طور أكثر تقدما هو يرقة الريا Zoaea (شكل 247 ج) وفيها تظهر العينين والفكوك والزوج الثالث من الأقدام الفكية ويبدأ ظهور خمس أزواج من الأطراف الصدرية ويبطن به حلقات يحمل بداية تكوين الزوائد البطنية ذات الشعبتين . والطور اليرقي الأخير هو يرقة ميسيس Mysis (شكل 247 د) وهي أكثر أنواع اليرقات شبها بالجمبري اليافع حيث يتكون لها درقة ذات بوز أمامي كما أن أطرافها الصدرية جميعها تكون كاملة التكوين وكذلك الأطراف البطنية .

وعملية الإنسلاخ ليست قاصرة على لايرقة فقط بل تحدث أيضا في الحيوان اليافع حيث يتخلص من جلده من وقت لآخر ليتسنى له أن ينمو ويزداد في الحجم .

وللجمبري قدرة على تجديد ما يفقده من أجزاء جسمه كالأرجل مثلا التي كثيرا ماتصاب أو تشتبك في أحد الصخور أو الأعشاب فيقوم الحيوان ببترها بنفسه من عند قاعدتها . وبعد هذه العملية تتكون طبقة رقيقة من خلايا البشرة في الجرح لتمنع نزف الدم . وقد لوحظ أن البتر عند المفصل يساعد على التئام الجرح سريعا .

المثال الثاني : أبو جلمبو The Crab

في المنطقة الرأسصدرية مستعرضة لامتداد منطقة الدرقة الخيشومية branchiostegite أو البطن مختزل جدا (شكل 249) وله منطقة استرنية والبطن مثنى دائما إلى أسفل ومتجه إلى الأمام داخل ميزاب يوجد في الاسترنات الصدرية . وللذكر زوجان فقط من الأطراف البطنية على القطعتين الأولى والثانية ولهما وظيفة تناسلية وللأنثى أربع أزواج تحمل البيض .

والبطن في الأنثى عريض مكون من 6 حلقات أما في الذكر فالبطن نحيل مكونمن 4 حلقات فقط لاندماج الحلقات 3 ، 4 ، 5 في حلقة واحدة .

ويوجد ساق العين في جيب على لادرقة التي تغطي المنطقة الرأسصدرية من أعلى وتوجد أيضا قاعدتا قرني الاستشعار الأوليين في جيوب . وقرنا الاستشعار الثانيات قصيرا ومستقيمان . لاتمربسلسلة معقدة من التطور فدورة حياتها قصيرة ومختصرة كما أن الأنثى لاتقذف بالزيجوتات كما يفعل الجنبري لكنها تحفظ بهما ملتصقة بأرجل العوم وتحاط بإفراز سميك لحمايتها . وتفقس البيضة عن صغير يشبه الأبوين .

القدمان الفكيان الثالثان عريضان ويكونان غطاءا يمتد على الخمسة أزواج السابقة من الزوائد . والفكوك كثيرة جدا نسبيا والأرجل الصدرية الأخرى غير ملقاطية والزوج الصدري الخامس من أرجل المشي قطعته الأخيرة مبططة ومسجفة بشعر لتستعمل كعوامات Paddles ولأبو جلمبو خاصة التطور كالجمبري .

المثال الثالث : السرطان الناسك (pagurus benhardus) Hermit crab

يعيش على ساحل البحر ويتميز ببطنه الصغير نسبيا المنثني ولاينتهي بمروحة ذيلية (شكل 251) ويعش هذا النوع من القشريات داخل قوقعة فارغة يختبئ داخلها وقت الخطر . والرجلان الملقاطيتان غير متماثلتين حيث يكون الملقط الأيمن أكبر كثيرا من الأيسر والملقط الكبير يستعمل في سد فوهة الصدفة التي يتخذها بيتا له . والبطن ملتو قليلا بحيث يسهل أن يستقر داخل الصدقة ، والأطراف البطنية ضامرة .

المثال الرابع : الدافنيا : Daphnia

حيوان واسع الإنتشار في الماء العذب يعرف ببرغوث الماء العذب water flea (شكل 251) حجمه صغير 1-2 ميلليتر . والجسم مضغوط من الجانبيين يشبه البيضة وتمتد منه إلى الخلف شوكة ظهرية طويلة . والجسم مقسم إلى رأس وجذع قليل الحلقات مغطى بدرقة تشبه الصدفة ذات المصراعين . والرأس منثني إلى أسفل ويمتد على هيئة منقار ويحمل عينا وسطية تهتز باستمرار . ويحمل الرأس عدة زوائد الأول منها قرن استشعار أول (قرين) تنتهي أطرافه بأشواك حسية وفي الذكر تكون هذه الزوائد طويلة ومتحركة لكنها صغيرة وغير متحركة في الأنثى . ويوجد زوج آخر من قرون الاستشعار الطويلة جدا وهي ذات شعبتين وتحمل شعرا كثيرا وهذا الزوج هو عضو الحركة الرئيسي حيث تضرب به الدافنيا الماء وبذلك يقفز الحيوان كالبرغوث . والفكين العلويين والفكين السفليين الأوليين صغيرين (ولايوجد الزوج الثاني من الفكوك السفلية) . وتقع فتحة الفم في الناحية الخلفية وذلك لانثناء الرأس .

والجذع به عدة حلقات وتحمل منطقته الأمامية خمسة أزواج من الأطراف الورقية (تعرف بالزوائد الصدرية – أو زوائد الجذع) التي تضرب الماء باستمرار وبذلك تكون تيارا مائيا يحجز بين أشواكه الطعام الذي يصل إلى الفم وينتهي الجذع بذنب يحمل شوكتين(تعرفان بالشعبتين الذيليتين أو الفرعين الذيليين) .

ونظرا لشفافية الدرقة فإنه يمكن أن نرى الأعضاء الداخلية بوضوح مثل القناة الهضمية التي تتميز بوجود أعورين متجهين إلى الأمام ينشآن عند بداية المعي المتوسط ويلاحظ أن القلب يقع أعلى القناة الهضمية والقلب كروي الشكل ذو فتحتين اثنتين وينقبض باستمرار . ويظهر كذلك خلال الصدفة الشفافة أعلى القناة الهضمية كيس التوالد brood. Pouch وهو كيس واضح يقع بين جدار الجسم الظهري والدرقة ويغلق ذلك الكيس شوكتين تحكمان في خروج محتوياته (من البيض أو الأجنة إلى خارج الجسم) . ويقع المبيضان واحد على كل جانب ، أسفل القناة الهضمية وتخرج منه قناة تفتح في كيس التوالد . أما الخصيتان فإنهما يفتحان بوعائين ناقلين على الناحيةالبطنية من الذنب والجنس منفصل .

وتاريخ حياة وتكاثر الدافنيا غريب وخاص جدا حيث يكون هناك نوعان من البيض الذي تضعه الأنثى ، فعندما تكون ظروف الحياة حسنة أي يتوفر فيها الغذاء والأكسيجين ودرجة الحرارة وغيرها من الظروف فإنك لاتجد من هذا الحيوان إلا الإناث فقط ولهذه الإناث القدرة على إنتاج إناث أخرى لأجيال عديدة وذلك عن طريق التكاثر البكري . ويخرج البيض الناضج إلى كيس التوالد وهناك ينمو وتتكون فيه دافنيات إناث صغيرة وتظل تلك الصغار في كيس التوالد حتى تتمكن من الإنطلاق خارج جسم الأم والبحث عن الغذاء فتنمو وتصبح إناثا . وهذا يحدث طالما كانت الظروف ملائمة . ولكن عندما تبدأ الأحوال في التغير من حيث قلة الطعام أو ازدياد درجة ملوحة الماء أو قلة الأكسيجين أو درجة الحرارة أو خلافه ، تظهر الذكور وبذلك ينمو نصف البيض إلى ذكور ويكون ذلك أيضا بطريقة التكاثر البكري وتنمو هذه الأفراد الجديدة ويحدث تزاوج ويتكون في الزيجوت (من البيض الملقح) ويمتاز هذا البيض الملقح بوجود كمية كبيرة من المح عن البيض الذي يتكاثر بكريا . وتبقى الزيجوتات في كيس التوالد حيث يفرز حول كل منها غلاف قوي سميك جدا وهذا الغلاف من إفراز جدار كيس التوالد وهو سرجي الشكل مزود بعدد كبير من الفجوات التي تمتلئ بالهواء وتسمى هذه الزيجوتات بالسريجات ephippium وعندما تموت الأفراد البالغة نتيجة لاختفاء الماء فإن تلك السريجات تبقى طافية على لاسطح وتهبط تدريجيا مع سطح الماء حتى تصل إلى سطح الطين وتبقى في مكانها حتى يأتي لها الماء بأي طريقة أو قد يحملها الرياح لأماكن بها ماء ، وقد تحملها أيضا الحيوانات بأرجلها أو أجسامها أو فرائها لأي مكان به ماء وعندئذ تفقس هذه السريجات وتخرج منها أناثا تنمو وتتغذى وتتكاثر بكريا . وهكذا نلاحظ أن دورة حياة هذا الحيوان تتناسب مع ظروف البيئة التي يعيش فيها .

المثال الخامس : السيبريس Cypris :

حيوان قشري صغير جدا (252) يعيش في المياه العذبة كالبرك والمستنقعات وجسم الحيوان مغطى بدرقة ذات مصراعين ينفصلان بمفصل ظهري وعضلة مقربة ، وحلقات الجسم غير واضحة ويحمل الجسم سبعة أزواج من الزوائد هي قرنا الاستشعار الأول والثاني وهما وحيدا الشعبة ، وكبيران بحيث يظهران خارج الدرقة . وعن طريق هذه الزوائد يتمكن الحيوان من العوم بضرب الماء بقوة وكذلك دفع الطعام نحو الفم . والزوائد الخمسة الباقية هي الفكان بالعلويان ولكل منهما ملماس كبير ثم الفكان السفليان الأوليان والثانيان ثم زوجان فقط من أطراف الجذع . ويمكن للحيوان أن يزحف على الطمى عن طريق الزوج الأول (من زائدتي الجذع) بنيما الزوج الأخير يستخدم في التنظيف . والمنطقة الخلفية من الجسم عديم الأطراف تنتهي بشعبتين ذيليتين وللسيبريس زوج من العيون البسيطة . وهي تقع بالقرب من قاعدة قرن الاستشعار الأول .

المثال السادس : السيكلوبس Cyclops : السيكلوبس (شكل 253)

السيكلوبس (شكل 253) حيوان قشري شائع الوجود في المياه العذبة وخاصة في البرك ويتحرك في المياه كبرغوث الماء (دافنيا) بضرب الماء بالزوج الأول من قرون الاستشعار الذي أصبح طويلا ولذا يقفز الحيوان في الماء . وقد يساعد الزوج الثاني من قرون الاستشعار في حركة الحيوان . وقد يساعد الزوج الثاني من قرون الاستشعار في حركة الحيوان . وجسم السيكلوبس كمثري الشكل تقريبا والجسم مقسم إلى رأس يندمج مع الحلقتين الصدريتين الأوليتين . ولذا يعرف بالرأسصدر وهو غير مقسم إلى حلقات وتقع في وسطه عين واحدة وسطية وقرنا الاستشعار الأوليان كبيران كما ذكرنا وأما الزوج الثاني فهو أقصر منه طولا . ويوجد كذلك بهذه المنطقة فكان علويان لهما ملماسين وزوج من الفكوك السفلية الأولى وزوج من الكفوك السفلية الثانية . يلي ذلك منطقة الصدر وهي خمس حلقات ويحمل الصدر ستة أزواج من الزوائد المفصلية الزوج الأول منها وحيد الشعبة وهي القدم الفكية والأربع أزواج من الزوائد المفصلية الزوج الأول منها وحيد الشعبة وهي القدم الفكية والربع أزواج الأخرى ذات شعبتين وهي أرجل عوم (تستعمل في العوم) والزوج الأخير (السادس) من الزوائد الصدرية وحيد الشعبة وضامر . وتتركب كل رجل عوم من قطعة حرقفية قدمية Coxopodite ثم قطعة قدمية قاعدية (basipodite) ثم الشعبتين الخارجية منها وهي الفرع القدمي الخارجي (Exopodite) ويتركب من 3 قطع والفرع القدمي الداخلي وكلا منهما به أشواك . والقطعتان الحرقفيتان لكل زوج تتصلان ببعض بصفيحة مستعرضة تعرف باسم القيد Copula الذي يجعل الطرفين يتحركان إلى الأمام وإلى الخلف معا في حركة انسجامية . والحلقة الصدرية السابعة تشبه حلقات البطن من حيث الشكل والحجم تقريبا وتفتح فيها فتحات الجهاز التناسلي في كلا الجنسين . وفي حالة الأنثى تندمج الحلقة الصدرية السابعة مع الحلقة الطبنية الأولى ويتدلى على كل جانب كيس بيض (على جانبي الفتحة التناسلية الأنثية) . والبطن عبارة عن 3 حلقات ضيقة لايوجد بها زوائد والحلقة الأخيرة تنتهي بعجز يحمل شعبتين ذيليتين بكل منهما أشواك .

للسيكلوبس أهمية طبية لأنه يعتبر العئل الوسطي للدودة المفلطحة ذات الممصين وهي من الديدان الخطيرة وكذلك لدودة عينيا الخيطية (Dracunculus) .

المثال السابع : الليباس Lepas :

يعيش هذا الحيوان ملتصقا بقاع السفن أو السطوح السفلية للأشياء الطافية ويتدلى لأسفل بسويقة طويلة (شكل 254) .

ويمتاز هذا الحيوان بأن سويقته الطويلة قابلة للإنثناء . وهي في الأصل عبارة المنطقة الأمامية (القبلفمية) للجسم . وبهذه السويقة غدتان أسمنتيتان (تستعمل في اللصق) تفتحان في قرني الاستشعار الأولين (وهما أثريان) .

وجسم الليباس يتركب أساسا من جزئين أحدهما السويقة Peduncle . والجسم هو الرؤيس Capitulum وهذه الرؤيس منضغط من الجانبين ويشتمل علىب قية الرأس ومنطقتي الصدر والبطن المختزلة اختزالا كبيرا . ويغلف الرؤيس ثنية جلدية هي البرنس Mantle وهي تحيط به تماما ماعدا فتحة بطنية تشبه الشق . ويحيط بالبرنس من الخارج خمسة صفائح جيرية منفصلة هما الصفيحة القاربية Carina (في وسط الظهر) – والدرعان Scuta وهما أماميتان جانبيتان أما الصفيحتان الظهريتان Terga فهما خلفيتان جانبيتان . ورأس الليباس صغير . وتحمل المنطقة الفمية شفة عليا غليظة وزوجا من الفكوك العلوية وزوجان من الفكوك السفلية (أول وثان) يلتحمان في الشفة السفلية . والصدر يتركب من ست حلقات غير واضحة تحمل كل حلقة زوجا من الزوائد التي تشبه الذاؤابات وتعرف بالزوائد الذؤابية Cirrriform appendages ويتركب كل منهما من قدم أولية تحمل شعبتين طويلتين (الفرع القدمي الداخلي والخارجي) يتركب كل منهما من عدد كبير من القطع وبتلك الزوائد أشواك bristles طويلة وبذلك تعمل الزوائد كمصفاة لتصفية المواد الغذائية العالقة بالماء .

والبطن في اللبياس غير واضح المعالم ولاتوجد به زوائد . ولكن يبرز من نهايته شعبان ذيليتان وقضيب .

وهذا الحيوان خنثى ويقع المبيض في لاسويقة بينما تقع الخصية في الرؤيس ولليباس يرقة نوبليس لكنها تختلف عن مثيلاتها في القشريات حيث يوجد هلا درقة تمتد إلى الأمام على شكل قرنين جبهيين Frontal horns .

المثال الثامن : بالانس Balancus :

يشبه كثيرا في التركيب حيوان الليباس إلا ا،ه حيوان جالس sessile(شكل 256) حيث لايوجد له سويقة . والبالانس يوجد ملتصقا بكثرة على قاع السفن وعلى الصخور البحرية في كلا من البحر الأبيض والبحر الأحمر ، وكذلك على غيره من الحيوانات الأخرى . والجسم محاط بالبرنس الذي يدعمه ست صفائح جيرية ترتيبها كالآتي :

الصفيحة القاربية والبوز وأربع صفائح جانبية متحدة على هيئة حلقة مخروطية تعرض فوقها درعان على الجانب الزورقي وصفيحتان ظهريتان (ترجتان) على جانب البوز .

والتركيب الداخلي يشبه إلى حد كبير تركيب حيوان الليباس ومنها وجود ستة زوائد صدرية من نوع الزوائد الذؤابية لكنها ليست في طول واحد (3 منها قصيرة ، 3 طويلة) .

الصفات العامة للقشريات : حيوانات تعيش في الماء وتتنفس الخياشين ويوجد منها أنواع قليلة تعيش في الأراضي الرطبة . يتكون الجسم من رأس وصدر وبطن قد تلتحم الرأس والصدر ويكونان معا ما يعرف بالمنطقة الرأسصدرية . يحمل الرأس زوجين من قرون الاستشعار وزوجا من الفكوك العلوية وزوجين من الفكوك السفلية . يحمل الصدر زوائد يختص معظمها بالحركة والزوائد البطنية أصغر من الزوائد الصدرية وتستعمل للحركة أيضا . يوجد بكيوتيكل هذه الحيوانات كربونات كلسيوم مترسبة فيه . تمتاز القشريات برقى الجهاز الهضمي . وتبطن كل من القناة الهضمية الأمامية والخلفية بطبقة كيتينية . ويتصل بالأمعاء المتوسط غدد هاضمة . تمتاز القشريات عن الديدان الحلقية بوجود قلب عضلي راقي يقوم بدفع الدم ويحاط القلب بتجويف تاموري . وتتكون عضاء الإخارج من قنوات سيلومية . يوجد منها الذكر والأنثى أي أنها وحيد الجنس . وقد يختلف الذكر عن الأنثى . تتكون العضلات من ألياف عضلية مخططة . لاويجد بالخلايا أهداب . تظهر في القشريات ظاهرة التطور فيمر الحيوان القشري في نوع أو أكثر من اليرقات .

تقسيم القشريات : تشمل القشريات الأمثلة السابق دراستها وغيهرا . وهي أساسا مفصليات مائية تتنفس بالخياشيم . وغالبا ما يكون الهيكل الخارجي ضخما . ويوجد زوجان من قرون الاستشعار وثلاثة أزواج من الزوائد الرأسية تعمل كفكوك وبعض الزوائد الصدرية الأمامية قد تستعمل كأجزاء فم . وتقسم طائفة القشريات إلى خمس تحت طوائف هي :- تحت طائفة خيشومية الأقدام Subclass Branchiopoda

  وهي قشريات حرة فيها الزوائد الجذعية عريضة ، مفصصة ، ومسجفة بالشعر ومن أمثلتها أبوس (Apus) ودافنيا Daphnia والأرتيميا Artemia أي برغوث الملاحات . 

تحت طائفة القشريات الصدفية Subclass Ostracoda

   تشمل قشريات صغيرة لها درقة Carapace ذات مصراعين أطراف الجذع والبطن مختلفة من أمثلتها Cypris . 

تحت طائفة مجدافية الأقدام Subclass Copepoda :

   تشمل قشريات حرة أو طفيلية بدون درقة غالبا ، قرن الاستشعار الأولان متضخمان ويستعملان في السباحة . الزوائد الصدرية ذات فرعين biramous ومن أمثلتها calocalanus , Cyclops ، وهناك أنواع طفيلية أجسامها ضامرة مثل corycneus, Chondrochantus . 

تحت طائفة ذيلية الخياشيم Branchirua .

   وتشمل قشريات نصف طفيلية تتطفل خارجيا ومن وقت لآخر على الأسماك وجسمها مفلطح من أعلى لأسفل ورأسها الصدري غير معقل ، ومغطى بدرقة قرصية ويتلوه 3 عقل صدرية ثم بطن غير معقل وعديم الأطراف ينتهي بشعبتين ذيليتين والأطراف الصدرية أطراف عوم ومن أ/لتها قملة المبروك Argulus وهي عديمة التطور . 

تحت طائفة ذؤابية الأقدام Subclass Cirripedia :

   تشمل الأطومات Barnacles وهي حيوانات ساكنة إما جالسة أو لها ساق . الرأس والبطن مختزلان كثيرا . الجسم محاط بثنية من جدار الجسم تسمى البرنس Mantle تحمل صفائح جيرية . الزوائد الصدرية ريشية وتستعمل في التغذية . بعض الأنواع طفيلية مثل الساكولنيا Sacculina التي تتطفل على أبو جلمبو . لها أطوار يرقية حرة السباحة في تاريخ الحياة . ومن أمثلتها Balanus و Lepas و Sacculina . 

تحت طائفة القشريات اللينة (رخوية الهيكل) Subclass Malacostraca

   تشمل الاستكاوزا والجمبري وأبو جلمبو . عادة العيون لها سيقان . تغطى الدرقة الصدر عادة الذي يتكون من ثمانية حلقات ويتكون البطن من ست حلقات حاملة زوائد . الفرع الخارجي لقرن الاستشعار الثاني قنابي الشكل . 

وتكون الزائدتان الذيليتان Uropods والعجز Telson مروحة ذيلية . وتشمل القشريات اللينة الرتب الآتية :- (أ) رتبة رقيقات الشكل Order Leptostraca : تأخذ الدرقة شكل قشرة ذات مصراعين : ويوجد في مقدم منطقة الرأس لوح متحرك . وتوجد ثمان حلقات صدرية وثمان حلقات بطنية وعجز وكلها بحرية ومن أمثلتها Nebalia .

(ب) رتبة القشريات المسلحة Order Hoplocarida : تشمل قشريات بدائية بحرية بها عقلتين واضحتين في الرأس الأمامية ولها درقة مفلطحة مندغمة في عقل الصدر الأمامية الثلاث . والخياشيم محمولة على زوائد البطن ومن أمثلتها Squilla .

(ج) رتبة القشريات العارية Order Syncarida : لاتوجد درقة . الزوائد الصدرية لها فرع قدمي خارجي Exopodite وهي حيوانات تعيش في المياه العذبة . ومن أمثلتها Anaspides .

(د) رتبة القشريات الكيسية Order Peracarida في هذه القشريات لاتندغم الدرقة إن وجدت في أكثر من 4 عقل صدرية . وتمتاز بأن صفائح حضن أو أغطية بيض تنشأ على الجوانب الداخلية لحرقفة بعض أطراف الصدر في الأنثى مكونة كيس حضن تتكون فيه الصغار تكوينا مباشرا . وتنقسم هذه الرتبة إلى تحت الرتب الآتية :- تحت رتبة Sub Order Mysidacea الصدر مغطى بالدرقة . الفرع الخارجي لقرن الاستشعار الثاني قناتي الشكل . الزوائد الصدرية لها فروع قدمية خارجية . ينتهي البطن بمروحة ذيلية ومن أمثلتها Mysia وهي أساسا حيوانات سابحة بحرية . تحت رتبة Sub Order Cumacea الدرقة صغيرة ، ويظهر أربع أو خمس حلقات صدرية . البطن نحيف . الزائدتان الذيليتان رقيقتان ولاتكونان مع العجز Telson مروحة ذيلية . حيوانات بحرية ومن أمثلتها Diastrylis . تحت رتبة Sub Order Tanaidacea الدرقة مختزلة والطبن قصيرة ويوجد تشابه في شكل الجسم بينها وبين الحيوانات متساوية الأرجل Isopods وهي بحرية ومن أمثلتها Apseudes . تحت رتبة متساوية الأرجل Sub Order Isopoda الدرقة غير موجودة والجسم مبطط من الظهر إلى لابطن والبطن مختزل غالبا وتعمل الفروع القدمية الداخلية Endopodites للزوائد البطنية كخياشيم (غلاصم) . وتشمل حيوانا أرضية وبحرية وأنواع تعيش ف يالمياه العذبة ومن أمثلتها Oniscus و Ligia Asellus . تحت رتبة Sub Order Amphpoda الدرقة غير موجودة ، والجسم منضغط جانبيا . والبطن طويل . منها أنواع تعيش في المياه العذبة وأنواع بحرية . ومن أمثلتها Caprella, Orchestia, Gammarus . رتبة القشريات الأصلية Order Eucarida تشمل مجموعة كبيرة من قشريات تندغم فهيا الدرقة بجميع عقل الرأس والصدر وعيونها مركبة ومعنقة وليس لهذه الحيوانات أكياس حضن ولها ف يالغالب أطوار يرقة حرة وتشمل عددا من التحت رتب أهمها تحت تربة ذات العشرة أقدام Order Decapoda وفيها تغطي الدرقة الصدر كلية والفرع القدمي الخارجي للفك الثاني كبير الفك الزورقي (Scophognathite) ويوجد بها ثلاثة أزواج من الأقدام الفكية كما يوجد بها عادة أ:ثر من مجموعة واحدة من الخياشيم وتنقسم هذه التحت رتبة من حيث بطنها إلى عدة قبائل Tribes أهمها :- 1- قبيلة كبيرة البطن (Tribe Macrura) والبطن فيها طويلة مستقيمة تامة التكوين ومن أمثلتها الجمبري (Pennaeus) الاستكاوزا (astacus) . 2- قبيلة ملتوية البطن (Tribe Anomura) التي تضم السرطان الناسك وغيهر وفيها تكون البطن مختزلة ولينة وملتوية ومختبئة داخل قوقعة فارغة يسكنها الحيوان ويعيش حاملا إياها . 3- قبيلة قصيرة البطن Tribe Brachyura وفيها تكون البطن مختزلة ومثبتة تحت الرأس صدر ومن أمثلتها أبو جلمبو .

طائفة ثلاثية الفصوص CLASS TRILOPBITA

الترايلوبيت كائنات بائدة كانت تعيش في بحار الأحقاب الأولى منذ حوالي 200 مليون سنة في لاعصر الجيولوجي القديم ( Palaeozoic الباليوزي) واندثرت بعده . وكان طول الحيوان البالغ حوالي 50 – 70 مم . وهناك أنواع أخرى كان يتراوح طولها بين 10-675 مم .

وهي مفصليات بدائية ، قريبة أشبه بالحيوانات القشرية وسميت بثلاثية الفصوص لأن جسمها حزان يمتد بطول الجسم ويقسمانه إلى ثلاث فصوص . فص وسطي بارز يمتد بطول الجسم ، وفصان جانبيان في مستوى أقل من الفص الأسود .

وجسم الترايلوبيت يتركب من ثلاث مناطق هي الرأس والصدر والبطن .

الرأس : 5 حلقات مدمجة . مغطاة بدرقة ويحمل الرأس زوجا واحدا من قرون الاستشعار (أمام الفم) . وكذلك أربع أزواج من الزوائد المفصلية (وجيد الشعبة) وكان يوجد بالرأس أيضا زوج من العيون المركبة .

الصدر : كان يتركب من عدد من القطع Somites يختلف عددها في الأنواع المختلفة بين 2-29 قطعة .

البطن : يتركب من عدة حلقات ومغطاة من الناحية الظهرية بدرع ذيلي يعرف بالدير Pygidium وتحمل كل حلقة من حلقات الصدر والبطن زوجا من زوائد مفصلية ذات شعبتين مزودة بأشواك فيما عدا عدد قليل من الزوائد الموجودة في نهاية الجسم فهي وحيدة الشعبة .

وكان لأفراد طائفة ثلاثية الفصوص طور يرقي تظهر فيه حلقات الجسم كلما تمت وتطورت . وتضم تلك الطائفة حوالي 2000 نوع .

طائفة الحيوانات عديدة الأقدام CLASS MYRIAPODA

تشمل هذه الطائفة حيوانات مفصلية أرضية . أجسامها مستطيلة ولها رأس واضح . ويتكون الجسم من عدة حلقات ، تحمل كل حلقة منها زوجا من الزوائد وتحمل كذلك عدة عيون بسيطة كما تحمل الرأس زوجا من قرون الاستشعار عديدة العقل وزوجين أو ثلاثة من الفكوك . ويختلف عدد حلقات الجذع من 11-177 حلقة وتحمل كل حلقة زوجا أو زوجين من الأقدام يتركب كل منها ومن 7 قطع تنتهي بمخلب . والأقدام متشابهة على طول الجسم تقريبا . ويحدث التنفس في هذه الحيوانات بواسطة القصبات الهوائية وتتصل القصبات بفتحات تنفسية بالخارج . والجهاز الدوري يشبه كثيرا مثيله في الحشرات .

وتشمل هذه الطائفة تحت طائفتين هما : (1) تحت طائفة ذات المائة قدم S.C.Centipedes أو ذات الشفاء القدمية (Chilopoda) . (2) تحت طائفة ذات الألف قدم S.C.Milipedes أو مزدوجة الأقدام Diplopoda وسنورد شرحا موجزا لكل تحت طائفة .

(أ) تحت طائفة ذات المائة قدم (كيلوبودا) : يتميز أفراد هذه المجموعة من الحيوانات بأن جسمها يتركب من حلقات متعددة تحمل كل منها زوجا واحدا من الأرجل المفصلية . والجسم مفلطح من أعلى لأسفل ومقسم إلى رأس وجذع . وفي الرأس وتوجد عيون بسيطة ، زوج من الفكوك العلوية وزوجان من الفكوك السفلية . وتحمل حلقة الجذع الأولى مخلبي سم ، بينما تحمل كل حلقة من الحلقات التالية للجذع زوجا واحدا من أرجل المشي . وتوجد الفتحة التناسلية في نهاية الطرف الخلفي للجسم . ومن أمثلة هذه المجموعات أم أربعة وأربعين .

أم أربعة وأربعين Scolopendra حيوان شائع الوجود في مصر . وفي المناطق الحارة . وتعيش أم أربعة وأربعين في الأماكين الرطبة تحت الأحجار وفي الشقوق وتختبئ أم أربعة وأربعين نهارا وتنشط ليلا وهي جميع أفراد تحت طائفة ذات المائة قدم مفترسة ، تتغذى على اللحوم وذلك بالجري السريع وراء فريستها من الحشرات وديدان .

والجسم مفلطح من أعلى لأسفل (شكل 377) وينقسم إلى رأس واضحة وجذع طويل .

والرأس : محاط بدرع وتوجد عليه مجموعتان من العيون كل منهما مكونة من أربع عيون بسيطة تقع على جانبي الرأس . ويحمل الرأس زوجا واحدا من قرون الاستشعار وهما زائدتان طويلتان كثيرتا العقل . ويحمل الرأس كذلك أجزاء الفم .

أجزاء الفم (شكل 276) : تتركب أجزاء الفم لأم أربعة وأربعين من الآتي :- الشفة العليا Labrum : وهي ضيقة تقع أمام الفم وتتركب من ثلاث قطع واحدة وسطية واثنتين جانبيتين . الفكين العلويين 2Mandibles : ويقعان على جابني الفم وكل منهما على شكل زاوية ويحمل اسنانا حادة وكذلك مجموعةمن الأشواك تشبه الفرشاة على الحافة الداخلية . الفكين السفليين الأوليين First Maxillae وهو زوج من الفكوك يتحدان معا عند القاعدة ولكل فك منهما فص وسطي صغير وصفيحة خارجية كبيرة ذات صفيحتين . الفكين السفليين الخلفيين Second Maxillae وهو الزوج الثاني من الفكوك السفلية وهذان الفكان يشبهان الأرجل ويتصلان معا عند القاعدة بقنطرة وسطية ويحمل كلا منهما ملمسا ذو ثلاث قطع ينتهي بمخلب صغير . مخلبي السم Poison claws أو القدمين الفكيتين Maxillipeds .

وهذه الزوائد لاتنتمي إلى الرأس وإنما إلى الحلقة الأولى من حلقات الجذع ، وهما ملتحمتان معا بقاعدة مشتركة . وكل قدم فكية تحمل فصا داخليا صغيرا عليه أشواك وجزءا ذو أربع قطع خارجية كبيرة وينتهي بمخلب حاد ويفتح على قمته مجرى غدة السم .

الجذع يتركب من 22 حلقة وكلها متساوية تقريبا ماعدا الحلقات التي تحمل الفتحات النفسية . وقد يكون عدد حلقات الجسم 21 حلقة تلتحم الحلقة الأولى مع حلقات الرأس وتحاط كل حلقة بهيكل كيتيني يتركب من صفيحة ظهرية (ترجم) وصفيحة بطنية (إسترنم) ، ويصل بين الصفيحة الظهرية والبطنية صفيحتان جانبيتان (البللورم) وليس الحلقة الأ,لى ترجم مستقل (ربما يكون مندغما في الرأس . وتحمل كل حلقة من حلقات الجسم (2-22) زوجا من الأرجل المفصلية تستعمل في المشي (ماعدا الزوج الأخير الذي يستطيل ويتجه للخلف) .

وتتركب كل رجل مشي من 7 قطع هي الحرقفة Coxe ، المدور Trochanter ، الفخد Femur ، الساق Tibia والرسغ Tarsue الذي يتركب من ثلاث قطع رسغية تنتهي بمخلب واحد .

ويفتح على الحلقات 4 ، 6 ، 9 ، 11 ، 12 ، 15 ، 17 ، 19 ، 21 ، زوج من الفتحات التنفسية على لاشغاء البللوري (الصفيحة الجانبية) ، ومن الملاحظ كما ذكرنا ان حجم هذه الحلقات التي تحمل الفتحات التفنسية أكبر من غيرها قليلا وتوجد فتحة الشرج أسفل اللحقة الأخيرة وتقع الفتحة التناسلية أسفل فتحة الإست .

الجهاز الهضمي (شكل 277) : فتحة الفم تؤدي إلى البلعوم الذي يؤدي إلى مريء قصير . ويلي المريء الحوصلة وهي طويلة ومتسعة وتمتاز بأن جدارها رقيق . ويلي ذلك أنبوبة عضلية على شكل حرف S هي القانصة . ويقع جانبي المريء الغدد اللعابية وهي تشبه ثمرة التوت ويتصل بكل غدة قناة لعابية وتصب هذه القنوات في تجويف الفم وتؤدي القانصة إلى المعي المتوسط وهو على هيئة أنبوبة مستقيمة متسعة . ويلي المعي المتوسط المعي الخلفي وهو أ،بوبة قصيرة تفتح للخارج بفتحة الإست التي توجد في الحلقة الأخيرة من الجسم .

الجهاز الإخراجي (شكل 277) : يتركب من أنبوبتين طويلتين تفتحان عند اصتال المعي المتوسط بالمعي الخلفي وتعرف كلا منهما بأنبوبة ملبيجي Malpighian Tubule وتقوم على أنبوبة باستخلاص المواد الغريبة من الدم وتطردها إلى الخارج والطريقة التي تعمل بها أنابيب ملبيجي في أم أربعة وأربعين مماثلة لعمل أنابيب ملبيجي في الحشرات .

الجهاز التنفسي : يوجد في منطقة الجذع تسعة أزواج من الفتحات التنفسية وتؤدي كل فتحة تنفسية إلى قصبة هوائية تنفسية تتفرع أصغر فأصغر ولون هذه القصبات بني . ويحدث التنفس كما في الحشرات .

القلب والجهاز الدوري الجهاز الدوري في أم أربعة وأربعين من النوع المفتوح كما في القشريات لكنه يشبه كثيرا من حيث التركيب والوظيفة والجهاز الدوري في الحشرات ويوجد في هذا الحيوان وعاء دموي ، يقع على الخط المتصف للسطح الظهري ، هو القلب ، والقلب عبارة عن أنبوبة طويلة ويتركب من عدد من الحجرات مماثل لعدد حلقات الجسم ، أي أن كل حلقة بها حجرة قلبية ولكل حجرة قلبية فتحتان وشريانان ويؤدي القلب أماما إلى أنبوبة تعرف بالأورطي الأمامي الذي يفتح في الرأس وتتفرع إلى شريانين وتفتح في تجاويف الجسم ويتصل بالقلب عضلات تعرف بالعضلات الجناحية Alary Mucsles تعمل كعمل العضلات الجناحية في الحشرات . والدم ليس له وظيفة تنفسية في أم أربعة وأربعين .

الجهاز العصبي الجهاز العصبي لأم أربعة وأربعين كبير الشبه بالجهاز العصبي لكثير من المفصليات . حيث أ،ه من النوع السلبي . ويتركب من : عقدتين فوق مريئتين (مخبئين) : وتقعان أعلى املريء ويخرج منهما أعصاب لتغذية العيون وقرني الاستشعار . عقدة تحتمرئية : وهي كبيرة الحجم وتقع أسفل المريء وتتصل بالمخ عن طريق وصلتين حول مريئيتين . وتتغذى هذه العقدة أجزاء الفم بالأعصاب وكذلك حلقة الجذع الأ,لى الحاملة للقدمين الفكيتين (مخلبي السم) وبذلك ينتظم عمل أجزاء الفم ومخلبي السم . الحبل العصبي البطني : يمتد من العقدة التحتمريئية الحبل العصبي البطني ويتركب من 21 عقدة عصبية حيث توجد كل عقدة عصبية في حلقة من حلقات الجذع (ماعدا الأولى حيث يغذيها عصب خارج من العقدة التحتمريئية) وتغذي كل عقدة عصبية . الحلقة الخاصة بها بالأعصاب اللازمة لها . ومن الملاحظ أن نصفي الحبل العصبي مبتعدان أي يظهر النوع السلمي بوضوح .

الجهاز التناسلي والتناسل الجنس منفصل في أم أربعة وأربعين

أولا في الذكر (شكل 278) يتركب الجهاز التناسلي في الذكر من خصية واحدة تقع ف يالناحية الظهرية للمعي وتتركب هذه الخصية من عدد يتراوح بين 8-10 أزواج من أنابيب مغزلية الشكل وتتصل هذه الأنابيب ببعضه بواسطة روابط دقيقة . وتفتح الخصية في الوعاء الناقل وهو أنبوبة واسعة كثيرة الإلتفاف ، وقرب نهاية الجسم يستدق الوعاء الناقل ثم مايلبث أ، يترفع إلى فرعين يمتدان إلى أسفل حول المعي الخلفي ويصب في كل فرع حويصلة منوية طويلة على شكل حرف U وكذلك غدة تناسلية إضافية . ويتحد فرعا الوعاء الناقل في الحلقة الأخيرة من الجسم في الذكر ويفتح للخارج بالفتحة التناسلية الذكرية وهي فتحة وسطية وحيدة تقع أسفل الإست .

ثانيا : في الأنثى (شكل 278) يتركب الجهاز التناسلي الأنثوي من مبيض واحد يقع في الناحية الظهرية للمعي . والمبيض على شكل أنبوبة هيفاء طويلة تحتوي على بيض في مختلف الأطوار . ويؤدي المبيض إلى قناة بيض رفيعة تتفرع إلى فرعين يلتفان حول المعي الخلفي . ويفتح في كل فرع بعض الغدد التناسلية الإضافية . ويتحد فرعا قناة البيض في العقلة الأخيرة من حلقات جسم الأنثى ليفتح إلى الخارج بفتحة واحدة وسطية أسفل فتحة الإست .

بعد عملية الجماع تضع الأنثى البيض المخصب في جحور في الأرض وعندما يفقس البيض تخرج منه صغار تشبه الأبوين كثيرا فيما عدا الحجم .

(ب) بحث طائفة ذات الألف قدم (الدبلوبودا) أفراد هذه المجموعة تعيش في الأماكن الرطبة المظلمة . وتتميز بأن جسمها إسطواني تقريبا ويتركب من عدد كبير من الحلقات (قد يزيد عن المائة حلقة) .

والجسم مقسم إلى ثلاث مناطق هي الرأس والصدر والبطن .و تتغذى هذه الحيوانات على الأعشاب ولكن في بعض الأحيان قد تتغذى على الكائنات الحيوانية الأخرى . ومن مميزات هذه المجموعة أن فتحتها التناسلية تقع قريبا من الطرف الأمامي (على العقلة الثالثة من البطن) .

المثال : الجوليوس Julus (الأيولوس Iulus) الجوليوس (الايولوس) حيوان شائع جدا في مصر ويوجد في الأماكن المظلمة الرطبة ويعيش متكررا تحت الحجارة وأوراق الشجر . ويتغذى بالمواد النباتية وقد ينقب في الرتبة ليتغذى بجذور النباتات الحية وبذلك يصيبها بضرر بالغ . وهو بطيء الحركة على الرغم من أرجله المتعددة .

وجسم الجوليوس يتركب من ثلاث مناطق هي : الرأس . صغير ومغطى من الناحية الظهرية بدرقة . ويحمل الرأس زوجا قصيرا من قرون الاستشعار . وأجزاء الفم (شكل 280) تتركب على زوج من الفكوك العلوية وزوج واحد فقط من الفكوك السفلية . كذلك تحمل الرأس مجموعتين من العيون البسيطة بالقرب من قاعدتي قرني الاستشعار . الصدر . يتركب من 4 حلقات إسطوانية يحمل كل منها زوجا واحدا من الزوائد ويوجد كذلك بكل لحقة زوج واحد من الفتحات التنفسية . البطن . يتركب من عدد كبير من الحقات يحمل كل منها زوجين من الزوائد المفصلية التي تستعمل في المشي (عدا الحلقة الثالثة في الذكر حيث تتحور أرجل المشي إلى زائدتين سفاديتين) .

وتتركب كل رجل مشي من سبع قطع من الحرقفة ، المدور ، الفخذ ، الساق ، 3 قطع رسغية تنتهي بمخلب واحد . وتحمل كذلك كل حلقة من حلقات البطن زوجين من الفتحات التنفسية تفتح كل منهما في الصفيحة البطنية (الإسترنة) .

والحلقة الأخيرة من البطن لها شكل مميز حيث تستطيل ترجة هذه الحلقة على هيئة شوكة طرفية كما أن فتحة الإست تفتح فيها ويحاط الإست من الجانبين بصمامين شرجيين كبيرين .

ويعتبر كثير من الباحثين أ، كل حلقة من حلقات البطن عبارة عن حلقتين إندمجتا معا ويؤدي ذلك الآتي :- تحمل كل حلقة زوجين من الزوائد المفصلية . الصفيحة البطنية (الإسترنة) لكل حلقة عبارة عن صفيحتين صغيرتين تقع إحداهما أمام الأخرى . يفتح في كل حلقة زوجان من الفتحات التنفسية . في كل حلقة يوجد حجرة قلبية لها زوجان من الفتحات القلبية . في كل حلقة يوجد زوجان من العقد العصبية ، وغير ذلك من الأدلة .

ويقع القلب في الجهة الظهرية من الجسم وله فتحات جانبية وتخرج منه شرايين إلى الرأس . وكل فتحة تنفسية تؤدي إلى قصبة هوائية غير متفرعة . وأعضاء الإخراج عبارة عن زوج أو زوجين من أنابيب رفيعة تفتح في الأمعاء .

والجنس منفصل في الجوليوس ويوضع البيض المخصب (بعد عملية السفاد) في التربة الرطبة ويفقس عن صغار لها جسم يتركب من عدد قليل من العقل وثلاثة أزواج فقط من الأرجل (وبذلك تشبه في هذه الحالة بعض الأطوار الصغيرة للحشرات غير المجنحة) . وينمو الصغير بعد ذلك ويتكون له حلقات كثيرة .

طائفة الحشرات CLASS INSECTA (Hexapoda)

الحشرات هي إحدى طوائف الحيوانات المفصلية الأرجل وتشترك مع بقية الطوائف في الصفات العامة لهذه الشعبة لوجود الهيكل الكيتيني الخارجي وتقسيم الجسم إلى حلقات يحمل بعضها زوائد مفصلية إلى غير ذلك ، إلا أنها تتميز بصفات خاصة أهمها . الجسم في الطور اليافع مقسم إلى ثلاثة مناطق هي الرأس والصدر والبطن . وكل من هذه المناطق الثلاث مكون من عدة حلقات قد تندمج معا ، كما في الرأس ، أثناء التكوين الجنيني ، وقد تبقى واضحة كما في كلمن الصدر والبطن . يحمل الرأس زوجا واحدا من قرون الاستشعار وزوجا من العيون المركبة علاوة على بعض الأعين البسيطة . وتتحور هذه الزوائد المحيطة بالفم حسب نوع الغذاء وتعرف بأجزاء الفم وتتركب من شفة عليا وزوج من الفكوك العليا وآخر من الفكوك السفلى وشفة سفلى عبارة عن فكين سفليين ملتحمين . يتكون الصدر من ثلاثة حلقات يحمل كل منها زوجا من الأرجل المفصلية ولذلك تعرف الحشرات بذوات الست أرجل (Hexapoda) . ويختلف شكل الرجل تبعا لبيئة الشحرة . وفي أغلب الحشرات يحمل الصدر الأوسط والصدر الخلفي زوجامن الأجنحة يختلف شكلها في الحشرات المختلفة . لايتعدى عدد حلقات البطن 11 حلقة ولاتحمل حلقات البطن زوائد سوى زوائد حساسة في المؤخرة وآلة السفاد في الذكر وآلة وضع البيض في الأنثى . تتنفس بالقصبات الهوائية . وقد يتنفس بعضها عن طريق الجلد . لايتعدى عدد حلقات الجسم عشرين حلقة . الأجناس منفصلة ويضع أغلبها بيضا والقليل منها يلد صغارا حية ويتوالد البعض منها توالدا ذكريا . ويفقس البيض عن صغار يختلف شكلها في مجموعات الحشرات المختلفة فمنها ما تكون صغاره مشابهة للحشرة الكاملة تماما ولكن أغلبها يفقس بيضه عن صغار تختلف عن الأبوين وتمر بسلسلة من التطور تنتهي بالحشرة الكاملة .

وعدد الأنواع المعروفة حتى الآن في الحشرات يبلغ نحو مليون نوع Species وهذا العدد يفوق مجموع الأنواع الأخرى من العالم الحيواني كما يتبين من الجدول الآتي : الحبليات Chordata حوالي 38.000 نوع الرخويات Mollusca حوالي 45.000 نوع الشوكجلديات Echinodermata حوالي 5.000 نوع المفصليات (عدا الحشرات حوالي 100.000 نوع الحلقيات Amelida حوالي 7.000 نوع البروتوزوا Protozoa حوالي 35.000 نوع أنواع أخرى حوالي 3.000 نوع

من هذا الجدول يتضح أن الحشرات تكون حوالي 75% من مجموع عالم الحيوان ويرجع ذلك إلى أن الحشرات تكيف adapt نفسها على حسب البيئة التي تعيش فيها ومن العوامل التي أدت إلى انشتار الحشرات بهذه الكثرة مايلي :- قدرتها على الطيران . أغلبها قادر على الطيران ويساعدها ذلك على الانتشار في مساحات واسعة البحث عن غذائها أو الهرب من أعدائها أو البحث عن أليفها فيسهل تزاوجها . وهي الوحيدة بين اللافقاريات التي تتمتع بهذه الميزة . ملائمتها لجميع الأوساط والبيئات ، فهي تعيش في جميع المناطق من القطبين إلى خط الإستواء ، وتتطفل على جميع أنواع النباتات والحيوانات ، وتترمم على المواد العضوية المختلفة . وتعيش على لايابسة وفي الماء وفي طبقات الهواء في مختلف درجات الحرارة فيقاوم بعضها البرودة حتى درجة -50 مئوية ويقطن بعضها الينابيع الحارة فوق درجة 40 مئوية كما يعيش بعضها في الصحاري المحرقة وغير ذلك . وتستطيع بعض يرقات الحشرات المعيشة في آبار البترول أو في المحاليل الكيميائية المركزة إلى غير ذلك ز صغر حجمها . ولذلك فهي تتغذى بكميات صغيرة من المواد الغذائية التي تعتبر عديمة الفائدة للحيوانات الأخرى وإذا تنعدم المنافسة بينها وبين هذه الحيوانات ، علاوة على انعدام المنافسة بينها وبين بعضها لتوفر الغذاء وتنوعه . كما أن صغر حجمها يسهل لها الاختباء في أماكن ضيقة فلاتستطيع أعداؤها الوصول إليها فقد تستقر الحشرة داخل أنسجة النبات أو في شقوق الجدران الضيقة أو غير ذلك . هيكلها الخارجي : مكون من مادة كيتينية قوية وخفيفة تقاوم المواد المذيبة والمواد الكاوية وتحمل الأنسجة الداخلية للحشرة وتحفظ ماءها من التبخر كما ترتبط بهذا الهيكل عضلات الحشرات التي تساعدها على الحركة القومية السريعة . كما أن تمفصل الهيكل يسهل كثيرا من حركة الحشرات . لعل وجود الهيكل الكيتيني من أهم العوامل التي ساعدت الحشرات على ملائمتها للبيئات المختلفة . سرعة التكاثر : تتم دورة حياة الحشرة في مدة قصيرة ، وقد يتكون للحشرة عدة أميال في السنة وتضع كميات هائلة من البيض لتعويض مايفقد منه بفعل العوامل المختلفة . إصرارها وعنادها : فهي تساعد للحصول على غذائها دون كلل . وتعاود الكرة كلما فشلت أو طردت كالذباب والنمل وغير ذلك . المحاكاة أو المماتنة Mimicry تتشابه بعض الحشرات مع البيئة المحيطة بها كمحاكاة بعضها لورق الشجر في الشكل واللون أو غير ذلك لتخدع أعداءها فلا تراها . وقد تحاكي بعض الحشرات حشرات أخرى لها وسائل دفاع معروفة لتوهم أعداءها بأن لها مثل هذه الوسائل فلا تقترب منها . تقدم طرق المواصلات وكثرة نقل المحاصيل من قطر إلى قطر ساعد على انتقال الحشرات من مواطنها الأصلية إلى مواطن جديدة قد تكون أكثر ملاءمة لها . تحسين وسائل الزراعة أدى إلى ازدياد عدد المحاصيل واتساع رقعة الزراعة وكثرة الدورات الزراعية وترعرع المحاصيل وكل هذه ظروف ملائمة لانتشار الحشرات .

وجدير بالذكر أن أولى الحشرات ظهرت على سطح الأرض من حقبة طويلة (من العصر الكربوني ، حوالي 250 مليون سنة) بينما الإنسان ظهر من حوالي ½ مليون سنة . وبذا يتضح الفرق بين بدء ظهور كل من الحشرات وألإنسان على ظهر الأرض ليس بالفترة البسيطة . وقد يكون ذلك عاملا أيضا على تفوق الحشرات على الكائنات الأخرى . ولم ينجح الإنسان رغم تقدمه العلمي العظيم في إبادة نوع واحد من الحشرات إبادة تامة حتى وقتنا هذا .

وكل ما يأمل الإنسان تحقيقه في مضمار مقاومة الآفات الحشرية الضارة هو أن يجد من انتشارها للمستوى الذي يصبح ضررها عنده غير ذي بال وهذا هو هدف الحشري الاقتصادي على الدوام بل هذا أقصى ما يمكنه تحقيقه .

علاقة الحشرات بالكائنات الحية الأخرى الحشرات إما نافعة أو ضارة وقد يكون الدفع أو الضرر مباشرة على الكائن الحي أو غير مباشرة . وفيما يلي موجز عن العلاقات الحشرية المختلفة بالكائنات الحية الأخرى .

أولا : علاقة الحشرات بالإنسان : من الحشرات ما هو ضار بالإنسان وماهو نافع له : الحشرات الضارة : بعض الحشرات تحدث ضررا مباشرا في إحدى أو بعض الصور الآتية : المضايقة والإزعاج وامتصاص الدم والتطفل الداخلي والخارجي . نقل الأمراض الميكروبية المختلة للإنسان وكذلك الأمراض الغير ميكروبية .

وقد يكون الضرر غير مباشر كالآتي : إهلاك محاصيل الإنسان . الإضرار بحيواناته المستأنسة . إتلاف البيئة التي يعيش فيها كالأثاث والمنازل والممتلكات . تساعد على إفساد بيئة الإنسان وأثاثه ببرازها ورائحتها الكريهة . تكبد الإنسان نفقات المقاومة .

الحشرات النافعة : هذا النفع إما مباشر أو غيرمباشر . ويجني الإنسان نفعا كثيرا من الحشرات وهذا النفع أكبر مرات عديدة من ضرر الحشرات له وهذا النفع كالآتي :- الحشرات تنتج مواد تجارية نافعة مثل إفراز الحرير من دودة القز أو المشع من نحل العسل أو الشلاك الذي تفرزه الحشرة القشرية Tacchari lacca الذي يستعمل في صناعة الأسطوانات الفوتوغرافية والدهانات والورنيش والمادة العازلة للكهرباء . تجمع الحشرات رحيق الأزهار وتصنع منه العسل كنحل العسل . أجسام الحشرات نفسها مفيدة فمثلا مادة الكوشنيل Cochineal الملونة الحمراء عبارة عن أجسام مجففة لحشرة الكوشنيل القشرية التي تعيش على بعض أنواع الصبار وتدخل هذه المادة في عمل الزينة وفي تلوينا لطعام والمواد الطبية ، كذلك تعتبر الحشرات مصدر غذاء لبعض الأسماك والطيور وغيهرا . كما أ، إفراز الغدد اللعابية لدودة النمو يصنع منه خيوط الحرير المستعملةف ي الجراحات الطبية . تساعد الحشرات على تلقيح الأزهار ، وكلما نعلم الدور الكبير الذي تلعبه الحشرات في نقل حبوب اللقاح من زهرة لأخرى أو لنفس الزهرة علاوة على أن بعض النباتات لايمكن أن تعطي ثمارا إلا عن طريق نوع خاص من الحشرات كما في حالة التين البرشومي . تساعد الحشرات الإنسان في القضاء على بعضها البعض وبذا يتخلص الإنسان من الحشرات الضارة عن طريق الحشرات المفترسة لها أو المتطفلة عليها . تساعد بعض الحشرات الإنسان في إبادة الحشائش الضارة . تساعد على تعوية التربة كما ن برازها وأجسامها تتحول بعد موتها إلى مواد عضوية هامة في تسميد التربة . تساعد على إزالة المواد العضوية والنفايات والجيفة التي إذا تركت فإنها تكون مصدرا خطيرا جدا لانتشار الأوبئة ، علاوة على أن الحشرات تحول هذه المواد إلى مواد نفاعة كسماد وخلافه كا يعمل الذباب والدبابير . للحشرات أميتها في البحوث والدراسات العملية كذبابة الدروسوفيلا في علم الوراثة والنحل والدبابير في علم النفس . الحشرات مصدر إلهام للفنانين وصانعي الحلى وأداة للتسلية في بعض الأحيان .

ونظرا لتلك الفوائد العديدة التي يجنيها الإنسان من بعض الحشرات فقد على برعايتها واهتم بالمحافظة علهيا ، يقدم لها المأوى والطعام ويهيء لها البيئة الصالحة لتربيتها ليتمكن منا لحصول على أكبر فائدة منها . وعلى النقيض فإن الإنسان دائب الهجوم على الحشرات الضارة يقاومها بشتى الطرق ولا يدخر وسعا في التخلص منها والقضاء عليها .

ثانيا : علاقة الحشرات بالحيوانات الراقية غير الإنسان : قد تكون الحشرات ضارة أو نافعة للحيوانات المخلتفة ويتميز الضرر أو النفع بأن يكون مباشرا أو غير مباشر . والحشرات النافعة هي التي تهيئ لتلك الحيوانات بيئة صالحة المعيشة مثل المحافظة على النباتات التي تتغذى علهيا تلك الحيوانات ومهاجمة أعداءها وغير ذلك من النفع . وأما الضرر فيكون كالآتي : بأن تضايق الحيوان بلدغه وتقلق راحته بطنينها . تحمل الجراثيم والميكروبات المختلفة للحيوان وتسبب له الأمراض المخلتفة . تتطفل على الحيوان إما خارجيا أو داخليا .

ثالثا : علاقة الحشرات بغيرها من الحشرات: وهذه العلاقة متعددة منها : حشرات متطفلة على حشرات أخرى وهذا التطفل إما إخراجي أو داخلي ولقد استغل الإنسان هذه الظاهرة في مقاومة الحشرات الضارة به . حشرات تتغذى على الحشرات الأخرى أي تفترس غيهرا من الحشرات ولقد استفاد الإنسان أيضا من هذه الظاهرة . قد تعيش بعض الحشرات في حالة تكافل وتبادل المنفعة مع غيرها من الحشرات كما في حالة المن والنمل حيث يحصل النمل منالمن على مادة عسلية هي الندوةالعسلية وفي مقابل ذلك يأوى النمل المن ويحافظ عليه على صغاره من أعدائه .

رابعا علاقة الحشرات بالنباتات تتلخص هذه العلاقة بين الحشرات والنباتات فيما يلي : حشرات آكلة النبات : تعتمد بعض الحشرات كغيرها من الحيوانات على النباتات كمصدر لغذائها وهي بذلك تحدث للنبات أضاررا جسيمة ومن الحشرات ما يعيش على النبات بعدة طرق منها مايأتي : ( 1 ) قضم وقطع أجزاء النبات المختلفة كالأوراق والسوق والحذور كما تفعل دودة ورق القطن والجراد والحفار والدودة القارضة وغيرها من الحشرات . ( 2 ) تمتص بعض الحشرات العصارة النباتية كما يفعلا لمن وبق النبات وقافزات الأوراق . ( 3 ) امتصاص الرحيق كما تفعل الدبابير والنحل وأبى الدقيق والفراشات .

ومن الحشرات ما يعتمد غذائها على أكثر من عائل أي أنه إذا لم يجد نباته المفضل فيذهب إلى نبات آخر ، ومنها مايعمتد على عدد محدود من العوائل (قليل العوائل) ، وقليل جدا من الحشرات مايعتمد على نوع معين من النبات وبذا يعرف بوحيد العائل . وهذه العلاقة بين الحشرات والنبات ذات أ÷مية كبرى في ظاهرة نقل الحشرات لأمراض النبات حيث تقوم بذلك اثناء تغذيتها عن طريق إفرازها السام (أمراض غير ميكروبية) أو بنقل ميكروبات مرضية . نبات آكلة الحشرات : ويمتاز هذا النوع من النباتات بمقدرته على إفراز أنزيمات تقوم بهضم المواد الحيوانية (البروتينية – الدهنية – الكربوايدراتية) التي تدخل في تركيب جسم البشرة التي تتغذى علهيا ومن هذه النباتات آكلة الحشرات نبات عدس الماء – نبات التيبنتس – مصائد الذباب . نباتات تسبب أمراضا حشرية : ومن هذه النباتات الدنيا كالبكتيريا والفطريات ومثل هذه النباتات ذات فائدة قصوى للإنسان حيث يستخدمها في المقاومة البيولوجية . نباتات تلقحها الحشرات : تلقح النباتات بطرق مختلفة منها الهواء والإنسان والطيور والحيوانات الأخرى إلا أن الحشرات تقومب النصيب الأوفر في تلقيح النباتات وللحشرات التي تلقح النباتات ميزات خاصة تتصل بتكوين جسمها وبطريقة معيشتها . وظاهرة تلقيح الحشرات للنبات ذات أ÷مية كبرى في نقل الحشرات للأمراض النباتية . التكافل (تبادل النفع) : تتبادل بعض الحشرات النفع مع عدد من النبابات الدنيا التي توجد داخل جسمها أو خارجه . الحشرات الناقلة للأمراض : وقد تنقل الحشرات أمراضا ميكروبية وغير ميكروبية للنباتات ومن الأمراض الميكروبية الأنواع البكتيرية والفطرية والفيروسية والبروتوزوية والناجمة عن الإصابة بالديان الثعبانية .

مما تقدم يتضح أهمية الحشرات بالنسبة لحياة الإنسان وما يحيط به في بيئته ولذا لزم للإنسان أن يتوفر له معرفة الحشرات من جميع نواحيها تركيب جسمها خارجيا وداخليا ، طرق معيشتها ، أنواعها المختلفة ، طرق مقاومة الضار منها .

المثال : الصرصور Periplaneta Americana

الصرصور حشرة بنية اللون وينقسم جسمه إلى رأس وصدر وبطن ويتصل الرأس بالصدر بعنق قصير لين ويحاط الجسم بأكمله بطبقة كيتينية صلبة .

الرأس : كبيرة الحجم نوعا ما ، كمثرية الشكل ، عريضة من جنب لجنب ولكن سمكها بسيط من الأمام للخلف ولذلك نادرا مانلاحظها إذا نظرنا إلى الصرصور من السطح العلوي (شكل 281) وتتكون الرأس من قطع مندمجة ويحاط بصفائح كيتينية Selerites بنيها خطوط لينة تعرف بالأخاديد Sutures وتلاحظ الصفائح الآتية مرتبة من أعلى إلى أسفل : الصفيحة الجبهية Frons الصفيحة البوزية (الدرقية) Clypeus الشفة العليان Labrum وتتصل بالدرقة . أما خلف الجبهة فتلاحظ الصفائح التالية مرتبة أيضا من الأمام إلى الخلف وهي : صفيحتي قمة الرأس Vertex وتوجدان خلف الجبهة مباشرة وبين العينين المركبتين ويحملان قرني الاستشعار . صفيحتي مؤخر الرأس (القفا) Occiput وتمتدان بين قمة الرأس والعنق . صفيحتي الخدين Genae وتوجدان على جانبي الرأس أسفل خلف العين المركبة من كل جانب .

وتحمل الرأس مايأتي : عينان مركبتان واسعتان سوداوتان واحدة على كل جانب تتركب كل منهما من عدد كبير من سطحيات دقيقة سداسية الشكل تسمى سطحيات Facets . كوتان بيضاويتان Fenestrae وهما بقعتان مستديرتان لونهما أبيض وتقع كل منهما إلى الداخل بالنسبة لقاعدة قرن الاستشعار وتعتبر كل كوة كعين بسيطة أثرية . الزوائد الفمية (شكل 283) وهي التي تساعد الصرصور على تفتيت الأغذية الصلبة توطئة لبلعها ولذلك تعرف بالزوائد الفمية القارضة وهي تحيط بفتحة الفم الذي يوجد أسفل الرأس وتشمل الزوائد الفمية : الشفة العيا وتتكون من قطعة واحدة تحد الفم من الأمام . الشفة السلفلى وتحد الفم من الخلف وهي أيضا قطعة واحدة تتكون من تحتذقن وذقن وقبلذقن ، والملمسان الشفويان الثلاثيا العقل ، والعقلتان اللسانيتان والعقلتان الجنبلسانتان . الفك العلوي ويتكون من قطعتين قصيرتين على جانبي ألف خلف الشفة العليا ويحمل السطح الداخلي لكل من القطعتين أسنان قوية . الفك السفلي ويتكون من قطعتين على جانبي الفم بين الفك العلوي والشفة السفلى وتتكون كل من القطعتين من العقل الآتية : قاعدة العك Cardo ، الساق Stipea الصفحة المشرشرة Lacinea والخوذة Galea والملماس الفكي الذي يتركب من 5 قطع ، الأولى منها تعرف بحامل الملمس الفكي Folfiper .

الصور : يلي الرأس ويتكون من ثلاث حلقات واضحة أولها من الأمام تسمى الصدر الأمامي Prothorax وأوسطها وهو الصدر المتوسط Mesothorax والخلفية هي الصدر الجانبي Metathorax وتتغطى كل حلقة من حلقات الصدر بأربع صفائح كيتينية هي : الصفيحة الظهرية Tergum الصفيحة البطنية Sternum الصفيحتان Pleura واحدة على كل جانب .

والصفيحة الظهرية للصدر الأمامي أكبر من مثيلاتها في الصدرين المتوسط والخلفي كما أنها تمتد أماما لتغطي العنق وتعرف بالقصعة .

وتحمل كل حلقة من حلقات الصدر زوجا من الأرجل على جانبي الصفيحة البطية وبذا يكون الصرصور ستة أرجل كلها متشاهبة وتتكون كل واحدة منها من خمس عقل (شكل 282) هي الحرقفة Coxa ، وهي القطعة المتصلة بالحلقة الصدرية ثم المدور Trochanter ، وهي صغيرة جدا ويليه الفخذ Femur وهو عقلة طويلة رفيعة تحمل شعرا متصلبا يشبه الأشواك ثم الساق Tibia وهي عقلة صغيرة مستقيمة تحمل شعرا كالفخذ ويلي الساق الرسغ Taraus ويتركب من 5 قطع مفصلية وينتهي بمخلبين بينهما وسادة .

وتحمل الصفيحة الظهرية لكل من الصدر المتوسط والخلفي زوجا من التمددات تسمى بالأجنحة والأجنحة الأربعة غير متشابهة . فالزوج الأمامي (الغطائين tegmina) عبارة عن جناحين قرنين متصلين بالصدر المتوسط ولونهما أسود ويمتدان خلفا على طول جسم الصرصور لحماية الجناحين الآخرين . والزوج الخلفي يخرج من الصدر الخلفي وهما جناحان غشائيان شفافان ينثنيان كالمروحة بطول الجسم في حالة عدم استعمالها . والأجنحة لاتعتبر زوائد كالأرجل وغيرها ولكنها امتدادات متحركة من الصفائح الظهرية .

البطن : تكون أكثر من نصف طول الجسم . وتتكون من 10 حلقات ولاتظهر الحلقات العشر كلها من السطح الظهري لأن الحلقتين الثامنة والتاسعة تتداخل في بعضها من جهة الظهر كالتيلسكوب وتغطيها الحلقة السابعة فتظهر حلقات البطن عند عدها من السطح الظهري كأنها ثمانية فقط ويلاحظ أن الحلقةالعاشرة للبطن يغطيها غلاف ظهري فقط على شكل صفيحة رقيقة تنتهي بامتداد خلفي مشقوق ، وتوجد فتحة الإست أسفل هذه الصفيحة الظهرية العاشرة كما توجد صفيحتان دبريتان podical plates على جانبي الإست (تعتبر وكأنها تمثل الصفيحة الظهرية لحلقة بطنية هي الحادية عشر) .

ولاتحمل حلقات البطن من الزوائد سوى زائدتين على الحلقة الحادية عشرة هما زائدتان مفصليتان (القرنان الشرجيان) anal eerci ويتصلان بأسفل الحافتين الجانبيتين للصفيحة الظهرية العاشرة . وتحمل الصفيحة البطنية التاسعة في اذكر فقط زوجا من الأقلام (styles) الرفيعة غير المفصلية والتي تمتد خلفا في اتجاه القرون الشرجية. ويلاحظ أن الصفيحة البطنية السابعة تمتد خلفا مكونة صفيحة واسعة كالقارب في الشكل . تكون أرضية كيس التناسلي Genital pouch في الأنثى .

الجهاز الهضمي تمتد القناة الهضمية من الفم إلى الإست وتوجد فتحة الفم على السطح البطني للرأس . والإست أسفل الصفيحة الظهرية للحلقة العاشرة من البطن وتتكون القناة الهضمية (شكل 284) من 1-الأمعاء الأمامية Stomodaeum 2- الأمعاء المتوسطة Mescnteron 3- الأمعاء الخلفية Proctodaeum

الأمعاء الأمامية : تبدأ بفتحة الفم التي تؤدي إلى فضاء الفم الموجود داخل الرأس . ويتصل فضاء الفم بأنبوبة طويلة هي المريء . ويصب في المريء زوج من الغدد اللعابية من كل جانب .

الغدة اللعابية (شكل 258) كتلة ورقية الشكل تتكون من فصين كبيرين ويوجد بين غدتي كل زوج مخزن كبير ، ويخرج من كل مخزن قناة وتتحد القناتان لتكون قناة عامة ، كما أن قناة كل غدة تتحد بقناة الغدة الأخرى ، وتكونان قناة واحدة تفت في القناة العامة للمخزنين . وتقوم الغدد اللعابية بإفراز اللعاب الذي يتجمع في الحوصلتين اللعابيتين ثم يصب في تجويف الفم عند التغذية حيث يؤثر على النشا ويحوله إلى سكر عنب .

ويلي المريء الحوصلة وهي كيس واسع رفيع الجدران يخزن فيه الطعام حيث يستمر تأثير اللعبا عليه . ويلي الحوصلة القونصة وهي كيس كمثري الشكل جدرانه سميكة عضلية تحمل من الداخل زوائد كيتينية تشبه الأسنان وبذلك تكون وظيفة القونصة طحن الطعام .

الأمعاء المتوسطة : وهي انبوبة قصيرة ضيقة تلي القونصة ويوجد حول طرفها الأمامي من 7-8 أنابيب ضيقة أعورية تعرف بالزوائد المعوية (الكبدية) تفرز عصارة تساعد في هضم الطعام .

الأمعاء الخلفية : ويوجد عند بدء اتصالا بالأمعاء المتوسط عدد كبير من أنابيب إخراجية خيطية الشكل مصفرة اللون تسمى أنابيب ملبيجي ، تفتح في فضاء الأمعاء وتنقسم هذه الأمعاء إلى : الأمعاء الدقيقة : وهي أنبوبة قصيرة ضيقة . القولون : وهي أوسع وأطول من الأمعاء الدقيقة . المستقيم : وهو الجزء الأخير المنتفخ القصير الذي ينتهي بفتحة الإست ، ويوجد بالمستقيم غدد تعرف بغدد المستقيم .

التغذية : يفضل الصرصور عادة المواد النشوية والسكرية في تغذيته لكنه إذا لم يتيسر له ذلك ن قرض أي شيء وذلك بمساعدة فكوكه القوية . وأجزاء الفم القارض هذه في الصرصور تهيئ له التغذية على جميع أنواع الطعام وعلى الكتب والورق والشعر وخلافه .

يختلط اللعاب بالطعام أثناء قرضه ونظرا لوجود بعض الأنزيمات في اللعاب فإنه يحول جزءا من النشا إلى مواد سكرية . كما أن اللعاب يساعد على ترطيب الطعام وتليينه ليسه قرضه وبلعه ، ويمر الطعام إلى المريء ومنه إلى الحوصلة حيث يخزن مدة من الزمن يستمر خلالها تأثير اللعاب على باقي المواد النشوية . كما أن بعض الأنزيمات تذهب من المعي المتوسط والأنابيب الأعورية إلى الحوصلة لإحداث بعض الهضم فيها . ويمكن الاستدلال على ذلك بتحليل محتويات الطعام المخزون في الحوصلة فنجد أنه يحتوي على أنزيمات المعيا لمتوسط كما أن معامله الإيدروجيني (PH) قريبا من المعامل الإيدروجيني للمعي المتوسط . ثم يمر الطعام إلى لاقانصة حيث تقوم الأسنان الكيتينية القوية بطحنه جيدا ويساعد على مزج الإنزيمات بالطعام . ثم يمر الطعام إلى المعي المتوسط فتصب عليه عصارات الأنابيب الأعورية والمعي المتوسط ليتم باقي الهضم حيث يتم هضم المواد البروتينيية والدهنية وباقي المواد الكيبوايدراتية وتحويلها إلى مواد بسيطة يسهل امتصاصها في المعي المتوسط حيث لايحدث امتصاص للطعام إلا فيها نظرا لأنها خالية من الطبقة الكيتينية التي تبطن كلا من المعي الأمامي والمعي الخلفي والتي تعرف بطبقة الإنتيما . وقد يدخل جزء من الطعام داخل الأنابيب الأعورية ليهضم فيها وبذلك يجد أن من وظائف هذه الأنابيب الأعورية هو زيادة مساحة السطح الهاضم علاوة على إفرازها للإنزيمات .

ويمر الطعام بعد ذلك إلى المعي الخلفي مبتدئا باللفائفي ثم القولون ثم المستقيم ومنه إلى الخارج عن طريق فتحة الإست . وقد تقوم غدد المستقيم بامتصاص الماء اللازم للجسم من الفضلات قبل خروجها من الجسم .

الجهاز الدوري الجهاز الدوري في الصرصور كما في الحشرات من النوع المفتوح وهو بسيط التركيب حيث يشمل القلب الذي يمتد وسط الجسم من الناحية الظهري في كل من منطقتي البطن والظهر أسفل الصفائح الظهرية مباشرة ، ويمتد منه الأبهر الذي يصب في الرأس . والقلب أنبوبة عضلية يتكون من 13 غرفة (تقابل عدد حلقات البطن والصدر) والحجرة الخلفية طرفها مقفل ، أما الأمامية فتمتد لتكون الأورطي كما ذكرنا . وبكل حجرة فتحتان على الجانبي يحرسهما صمامين (واحد في كل فتحة) يسمح بدخول الدم إلى القلب ويمنع خروجه . كما يوجد صمام بين كل حجرة والحجرة التي تليها يسمح بمرور الدم من الخلف إلى الأمام ولايسمح برجوعه للخلف ويوجد القلب في تجويف خاص يعرف بتجويف التامور . ويساعد على حركة القلب وجود عضلات خاصة متصلة به وبالصفائح الظهرية (الترجات البطنية والصدرية) وتعرف بالعضلات الجناحية Alary muscles .

الدورة الدموية الدم في الصرصور (كما في الحشرات) عديم الون يحتوي على عدد قليل من الكريات الدموية وهو يملأ تجاويف الجسم .والدم ليس له وظيفة تنفسية بل يعمل على حمل الغذاء إلى جميع أجزاء الجسم .

وعندما ينقبض يندفع الدم فيه من الخلف إلى الأمام حتى يصل إلى الأورطي الذي يصب الدم في تجويف الرأس ومن الرأس يندفع الدم خلفا إلى تجويف الجسم البطني ، حيث يحيط الدم بالأجهزة المختلفة التي تأخذ منه الغذاء المهضوم الذي امتصه من المعي المتوسط ، كما تقوم أنابيب ملبيجي باستخلاص المواد الإخراجية . ويسي رالدم بين أعضاء الجسم حتى تأخذ ما تحتاجه من مواد غذائية ويجمع منها ما بها من مواد إخراجية . وبانقباض عضلات البطن يندفع الدم من التجويف البطني إلى التجويف التاموري عن طريق ثقوب خاصة ومنه إلى القلب عن طريق الثقوب الجانبية وبانقباض القلب وبمساعدة العضلات الجناحية يندفع الدم إلى الأمام وهكذا .

الجهاز التنفسي : للصرصور عشرة أزواج من الفتحات التنفسية موجودة على الجانبين بين الصفائح الظهرية والبطنية موزعة كالآتي : زوج . في الصدر المتوسط بين حرقفتي الرجل الأولى والثانية وزوج في الصدر الخلفي بين حرقفتي الرجل الثانية والثالثة ، ثم 8 أزواج في البطن بمعدل زوج في كل من الحلقات الثمانية الأولى من البطن ,. وتؤدي كل فتحة تنفسية إلى قصبة هوائية قصيرة تتفرع داخل الجسم إلى قصيبات أصغر فأصغر حتى تصل خلايا الجسم (شكل 287) وتبطن جدر القصبات الهوائية من الداخل بتغلظات كيتينية حلزونية لضمان بقائها مفتوحة دائما . ويتم التنفس بأن تنبسط عضلات البطن فيتسع فراغ الجسم ويندفع الهواء الجوي داخل القصبات عن طريق الفتحات التنفسية متجها إلى أنسجة الجسم مباشرة ، حيث يتم التبادل الغازي فيمر الأكسيجين إلى الخلايبات ليؤكسد المواد الغذائية ويمر ثاني أكسيد الكربون الناتج عن التأكسد من خلايا الجسم إلى القصبات ويخرج من الفتحات التنفسية بواسطة انقباض عضلات البطن ومن ذلك يتضح أن الدم لا علاقة له بنقل الأكسيجين وثاني أكسيد الكربون .

الجهاز الإخراجي والإخراج : تقوم أنابيب ملبيجي أساسا بالإخراج (علاوة على حدوث الإخراج بطرق أخرى) وهي عبارة عن أنابيب صفراء اللون تتصل المعي الخلفي ويتراوح عددها في الصرصور بين 60-80 أنبوبة منتظمة في ست مجموعات وتمتد في التجويف البطني حيث يحيط بها الدم . وتقوم هذه الأنابيب باستخلاص الموادالإخراجية بطريقة خاصة وتدفع بتلك الفضلات إلى المعي الخلفي حيث تمر مع فضلات الطعام إلى خارج الجسم .

الجهاز العصبي : (شكل 288) يمتد هذا الجهاز بطول السطح البطني للجسم ويتكون من المخ أو العقدة العصبية الفوقمريئية ، وتوجد بالرأس الوصلتان الحولمريئتين وهي حلقة متصلة بالمخ وملتفة حول المريء العقدة التحتمريئية وتتصل بالوصلة السابقة أسفل المريء السلسلة العصبية لابطنية وتتكون من 9 أزواج من العقد العصبية ، منها ثلاث أزواج كبيرة في الصدور وست ازواج صغيرة في البطن ، وتتصل هذه العقد ببعضها وبالعقدة التحتمريئية بحبل عصبي مزدوج . الجهاز العصبي السمباثوي السفلي ثم يتحد العصبان معا ويكونان العقدة الأمامية التي يخرج منها أعصاب تذهب إلى القناة الهضمية .

الجهاز التناسلي : (شكل 289) يتميز الذكر عن الأنثى بجهاز تناسلي ، ويمكن التعرف على الذكر والأنثى من الخارج دون الالتجاء إلى التشريح فالذكر أصغر من الأنثى كما أن له قلمان شرجيان لاوجود لهما في الأنثى .

ويتركب الجهاز التناسلي في الذكر من : خصيتين توجدان في حلقات البطن من الرابعة إلى السادسة وتشبه الخصية في الشكل العنقود الصغير . من كل خصية تخرج قناة هي الوعاء الناقل الذي يمتد خلفا . ويتصل الوعاءان الناقلان من الخلف بمجموعة من نتوءات صولجانية قصيرة تسمى الحويصلة المنوية أو الغدد العيش غرابية . ويخرج من الحويصلة المنوية أنبوبة عضلية تسمى القاذفة التي تمتد خلفا لتفتح في الفتحة الذكرية بين صفيحتي السطح البطني للحلقتين التاسعة والعاشرة . ويقع أسفل القناة القاذفة غدة لم تعرف وظيفتها بعد ، تعرف بالغدة المكبية Conglobate gland .

ويتركب الجهاز التناسلي في الأنثى من : ( 1 ) مبيض كل منهما مكون من 8 فروع صغيرة متحدة . ( 2 ) ويخرج من كل مبيض قناة بيض قصيرة . ( 3 ) وتتحد قناتا البيض معا لتكوين أنبوبة قصيرة تسمى المهبل وتعرف فتحتها بفتحة الفرج توجد بين الصفيحتين البطنيتين للحلقتين السابعة والثامنة . ( 4 ) ويفتح في السطح البطني للمهبل غدتان أنبوبيتان متفرعتان تعرفان بالغدتين الغرويتين . ( 5 ) وهناك زوج من الأحواض المنوية أسفل المهبل (أي من جهة الظهر) تفتح بين الحلقة الثامنة والتاسعة البطنيتين (أحدهما ضامر) .

تاريخ حياة الصرصور عند تمام نضج الأعضاء التناسلية يلقح الذكر الأنثى وتبدأ الأنثى في وضع البيض على دفعات في أكياس . وتشبه كيس النقود في الشكل وهو بني اللون وينقسم الكيس من الداخل إلى تجويفين بغشاء جلدي وحيو كل تجويف عادة 10 بيضات مرتبة في صف واحد في حالة الصرصور الأمريكي (40 بيضة في الكيس في حالة الصرصور الألماني ، 16 بيضة في الكيس في حالة الصرصور الشرقي (شكل 290) والبيضة اسطوانية الشكل تقريبا وبيضاء اللون . والكيس مكون من مادة قرنية تفرزها غدد خاصة . ويتم نمو الجنين بعد 5 أسابيع تقريبا ، وتعطي كل بيضة جنينا وعندئذ ينشق كيس البيض وتخرج منه الصغار تشبه الحشرة الكاملة غير أنها عديمة الأجنحةو أجهزتها التناسلية غير ناضجة وتعرف هذه الصغار بالحوريات وتتغذى الحورية وتنمو وتنسلخ سبع مرات تتحول بعدها إلى الحشرة الكاملة وتعرف هذا النوع من التطور بالتطور التدريجي .

والصرصور من أشد الحشرات ضررا بالمنازل فهو يتغذى على المواد الغذائية والكتب والمواد السكرية ويسبب رائحة كريهة للأماكن التي يغشاها ويوجد بمصر حوالي 14 نوع من الصراصير أهمها .

الصرصور الأمريكي Periplaneta amaricana وهو ذو لون بني ضارب للسمرة والحشرة الكاملة لها أجنحة كاملة ويتراوح الطول بين 1/4-1/12 بوصة .

الصرصور الشرقي Blatta orientalis ولونه بني قاتم وهو بيضي عريض والذكر له أجنحة قصيرة جدا ويبلغ طول الجسم بوصة .

النوع الألماني Blattella Germanica ولونه بني فاتح وعلى ترجة الصدر الأمامي خطان أسودان طوليان ويبقغ طول الجسم 1/3 بوصة .

والنوع ألأول والثالث أكثر الأنواع انتشارا في المنازل والمطابخ ودوراتالمياه وأنابيب المجاري والأماكن الرطبة المظلمة . ومن أفضل وسائل مقاومة الصراصير النظافة وعدم ترك فضلات غذائية في المطابخ وحجرات الطعام وكذلك جمع أكياس البيض وإبادتها وسد الشقوق وقتل الصراصير ويمكن مقاومة الصراصير بالمواد الكيميائية إما بتعفير الأماكن بالمبيدات مثل الكلوران او الكامكسان أو إل د. ت. ت. أو رش الأماكن بالمبيدات السائلة مثل المركبات الفوسفورية كالنارثيون والمالاثيون .



التركيب العام للحشرات

أولا الشكل الخارجي EXTERNAL FEATURE

جدار الجسم : The Body Wall جدار جسم الحشرة هو ذل الجزء من طبقة الإكتودرم والذي يبقى على السطح الخارجي للحشرة بعد تمام نموها . وفي الحشرة الكاملة للنمو تقوم هذه الطبقة بحماية طبقات الجسم الداخلية . ولكي تؤدي وظيفتها على الوجه الأكمل فقد تغلظت مناطق من طبقته السطحية مكونة صفائح كيتينية تتكفل وقاية ما تحتها من طبقات ، كذلك يغطي هذا التغلظ الفرصة للاتصالات والارتكازات العضلية – وهي بذلك تقابل في وظيفتها الهيكل الداخلي Endoskeleton الفقاريات (في الحشرات يعرف بالهيكل الخارجي) Exoskeliton (شكل 291) ويجمع الهيكل الخارجي بين القوة والقدرة وقلة الوزن وبالإضافة لهذه الوظيفة الأساسية فإن هذه الطبقة تقوم كذلك بتنظيم عمليات الامتصاص وفقدان الرطوبة والإفراز والإخراج والإحساس والحركة .

تركيب جدار الجسم : شكل 292 يتركب جدار جسم الحشرة من ثلاث طبقات : الجليد والبشر (الطبقة الخلوية) والغشاء القاعدي . 1- الجليد : The cuticle وهو الطبقة الخارجية التي تغلف جميع أجزاء الجسم وزوائده وتتركب من مادة الكيتين (Chitin) وهي مادة أزوتية (نسبة الأزوت بها حوالي 8%) وهي مادة أزوتية عديدة التسكر تركيبها الكيماوي C32H54N4O21 وطبقة الجليد تظهر شفافة في أول الأمر ثم يقدم لونها باستمرار وذلك لترسيب بعض المواد علهيا والجليد يقاوم القلويات المركزة والأحماض المخففة وهو غير منفذ للماء ويتحمل الشد ولا يذوب في الماء أو الكحول أو الأثير أو المذيبات العضوية الأخرى . ويذوب في الأحماض المركزة وحمض الخليك .

وفي كثير من الحشرات ألوان معدنية بالسطح الخارجي للجليد لها خاصية امتصاص أو عكس بعض الألوان . ويتكون الجليد من ثلاث طبقات : (أ) الجليد السطحي Epicuticle وهي طبقة رفيعة جدا سمكها نحو 1 ميكرون في المتوسط (الميكرون = 1/1000 مم) وقد يصل إلى 0.03 ميكرون في يرقات البعوض ، 2 ميكرون في الصرصور ، 4 ميكرون في يرقات ذباب اللحم ، وتحتوي مادة تعرف بالسكليروتين (Sclerotin) أو الكيوتيكيولين (Cuticulin) هي التي يعزي إلهيا عدم نفاذ الماء وفي كثير من الحشرات تتركب هذه الطبقة من ثلاث طبقات (كما في شكل 183 – ب) وهذه الطبقات مرتبة من الخارج إلى الداخل كالآتي : الطبقة الإسمنتية ثم الطبقة الشمعية ثم للداخل طبقة عديدة الفينول (بوليفينول) Polyphenol .

(ب) الجليد الخارجي Exocuticie تلي طبقة الجليد السطي مباشرة وهي أسمك منها وتتكون من الكيتينوالبروتين وتحتوي أيضا مادة السكليروتين ومادة ملونة تعرف الميلانين (melanin) وهي صلبة وعليها يتوقف صلابة الجليد وقد لا توجد في الحشرات الصغيرة واليرقات .

(ج) الجليد الداخلي Endocuticle : وتتكون من الكيتين والبروتين وخالية من السكليروتين وهي أسمك الطبقات ومرنة جدا وتبدو على شكل صفائح متراصة فوق بعضها تتخللها قنوات ثقبية عمودية vertical pore canais .

ويختلف سمك وصلابة الجليد في المناطق المختلفة فهو رقيق في الأجزاء القابلة للحركة كالمفاصل الموجودة بين الحلقات . وهو سميك صلب قائم اللون في الأجزاء القليلة أو العديمة الحركة . وتكون الأجزاء السميكة من الجليد ما يعرف بالصفائح . (Sclerites) وتعرف مواضع تقابل الصفائح بالتداريز (Sutures) ، ولهذه التداريز مواضع ثابتة في الحشرات . وتتوقف صلابة الجليد على مقدار كمية السكليروتين الموجودة في الجليد الخارجي كما ترجع ليونة الأجزاء الغشائية إلى انعدام الجليد الخارجي كله كما في مفاصل الحلقات وفي جليد بعض الحشرات الصغيرة واليرقات حيث يتكون الجليد من الجليد السطحي . والجليد الداخلي فقط .

2- الطبقة الخلوية Hypodermis or Epidermis وهي طبقة واحدة من الخلايا مكعبة الشكل تقريبا هي التي تفرز الجليد الذي يبطن أيضا مقدم ومؤخر القناة الهضمية والقصبات الهوائية .

3- الغشاء القاعدي Basement membrane غشاء رقيق أسفل الطبقة الخلوية .

ويحمل الجليد زوائد كيتينية صلبة تنمو عند سطحه الخارجي وتختلف في شكلها وتركيبها في المناطق المختلفة والحشرات المتباينة .

وهذه الزوائد إما أن تكون على شكل شعيرات صغيرة غير متحركة توجد على أجنحة بعض الحشرات كما في رتبة ذات الجناحين وتعرف بالشعيرات الدقيقة (microtriehia) أو علىش كل أشواك صلبة سميكة تعرف بالأشواك spines .

وهناك مجموعة أخرى من الزوائد المتحركة تتصل قواعدها بالجسم بواسطة حلقة غشائية تتحرك داخل جيب كالفنجان (cuticular socket) وتعرف هذه الزوائد بالشعر (Setae) وتتكون كل شعرة من خلية واحدة من خلايا الطبقة الخلوية تعرف بالخلية المكونة للشعرة Trichogenous cell وهي كبيرة الحجم وهناك أنواع كثيرة من الشعر تغطي سطح الجسم وزوائده . فقد تكون الشعرة مركبة او متفرعة (compound or plumose hair) كما في النحل ، أو غير متفرعة كما في الزنابير ، وقد تكون على شكل شوكة كما في ذباب التاكينا ، أو قد تكون حرشفية الشكل (Scales) كما في الفراشات وأبى دقيق .

ويوجد أحيانا على أرجل بعض الحشرات زوائد تعرف بالمهاميز (spurs) كساق الجراد وزنبر البلح وتنشأ هذه المهاميز من عدة خلايا وليست من خلية واحدة كما في الشعر .

ويمكن تقسيم أنواع الزوائد الخارجية بطريقة أخرى كالآتي :- (أ) زوائد لا خلوية (صماء) . (ب) زوائد خلوية وتتميز إلى نوعين : زوائد وحيدة الخلية (كالشعيرات والأشواك القصيرة وقد تكون متفرعة أو مبططة تشبه القشور . زوائد عديدة الخلايا : هي عبارة عن نمو أ<وف لجدار الجسم ولذا فهي مبطنة من الداخل بطبقة من الخلايا هي امتداد لطبقة البشرة الداخلة في تركيب جدار الجسم . وقد تكون متحركة وقد تحمل مثل هذه الزوائد بروزات صغيرة وحيدة الخلية أو شعيرات صماء .

وأهم الوظائف التي تقوم بها زوائد الجسم هي : 1- وقاية الجسم من المؤثرات الخارجية . 2- يتصل عض لازوائد بالجهاز العصبي وتوجد على أجزاء خاصة من الجسم كقرون الاستشعار وتعمل كأعضاء من (Sensory Setae) . 3- يعمل بعضها كفتحات تخرج منها إفرازات غدد الطبقة الخلوية . 4- جمع حبوب اللقاح كما في شغالة نحل العسل . 5- تستعمل بعض الحشرات المهاميز في تنظيف قرون الاستشعار من الأتربة كما في الصرصور الأمريكي . 6- تساعد زوائد الجسم الحشرات المائية على العوم كما في الخنفساء المائية حيث يوجد شعر غزير وطويل على الرسغ . 7- تستعمل بعض الزوائد كأعضاء للمس والشم والسمع . 8- لها أهمية كبيرة في تصنيف الحشرات . 9- ويحمل الجليد زوائد تنمو إلى الداخل أي امتدادات داخلية لجدار الجسم وتهيء هذه الزوائد أسطحا للاتصالات والارتكازات العضلية وغالبا مايميز مكان امتدادها للداخل وجود ميازيب على سطح الجسم من الخارج ويوجد بعض هذه الزوائد بكل من منطقتي الرأس والصدر وهي في الرأس تحمي المخ وفي الصدر محور ارتكاز عضلات الحركات والطيران كما سيأتي ذكره فيما بعد .

التلون في الحشرات COLOURATION

يعزي اللون في الحشرات إلى ثلاث مجاميع من الألوان هي : ألوان صبغية Pigmentary أو كيماوية Chemical . ألوان تركيبية Structural أو طبيعية Physical . ألوان مختلطة Combination أو كيماوية طبيعية Chemophysical Colours

1- الألوان الصبغية أو الكيماوية Pigmentary (Chemical) Colours يعزي وجودها إلى مواد ذات تركيب كيماوي ثابت لها خاصية امتصاص بعض موجات الضوء وعكس Reflecting الأخرى ومعظم هذه المواد عبارة عن منتجات عملية التحول الغذائي Metabolism وفي بعض الحالات يكون أصلها إخراجي .

وتنقسم ألوان الجليد وألوان البشرة الدالخية وألوان تحت البشرة الداخلية Subhypodermal تبعا لمكان وجودها .

وكثيرا ما يتكون نموذج اللون من لون أساسي يوجد مصدره في البشرة الداخلية أو الأنسجة السفلى ومغطى ببقع لصبغة كيوتيكلية .

وتوجد ألوان الكيوتيكل غالبا في الكيوتيكل الخارجي excuticle وتتألف من الألوان البنية والسوداء والصفراء وهي ألوان دائمة .

وتوجد ألوان البشرة الداخلية hypodermal colours على هيئة حبيبات أو قطرات دهنية في خلايا البشرة الداخلية وقد تكون حمراء ، برتقالية ، صفراء أو خضراء وهي سريعة الزوال بعد الموت .

وتوجد ألوان تحت البشرة الداخلية في الجسم الدهني والدم .

2- الألوان التركيبية أو الطبيعية Structural (physical) Colour يعزي سبب الألوان الطبيعية إلى الإنعكاسات الضوئية التي تنتج من وجود خطوط متوازية رفيعة متجاورة مثل التي توجد على حراشيف أبى دقيق . ويختلف مقدار الإنعكاسات باختلاف المسافات بين الخطوط فتتقارب الخطوط يزيدها ظهورا ، ويتوقف تداخل الألوال مع بعضها على تراكب الحراشيف وق تنتج الإنعكاسات عن وجود خطوط أو نقر صغيرة كما في بعض الخنافس (ولكن لاتؤدي هذه النقر الغرض إلا إذا كانت مغطاة بطبقة رقيقة عاكسة للضوء) يعكس بعضها ضوءا أصفرا ذهبيا ويعكس البعض الآخر لون النحاس الأحمر . وبعض الألوان الفضية سببها انعكاس الضوء كله على سطوح الحراشيف أو على سطح الفراغات المملوءة بالهواء أو على الفقاقيع الهوائية التي تحملها كثير من الحشرات المائية . ويغلب في الألوان الطبيعية اللون البنفسجي والأخضر المائل للزرقة والنحاسي الأحمر والفضي والذهبي .

2- الألوان المختلطة Combination or chemophysical colours وفي هذا النوع توجد المواد الملونة (الكيميائية) كما توجد أيضا الخطوط المتوازية التي تسبب الإنعكاسات الضوئية . فيعزي اللون البنفسجي في أبى الدقيق Teracolus لوجود صبغة حمراء في جدار الحرشفة (وليس في الخطوط) تتحد بلون بنفسجي تركيبي (طبيعي) وبذا تتكون اللون البنفسجي . وفي حشرة Ornithoptera اللون الزمري emerald green يعزي إلى لون أزرق طبيعي متحد بصبغة حمراء في الجدر وخطوط الحراشيف .

وفي بعض الحشرات مثل حشرة Cassida نجد أن لونها الذهبي الزاهي نتج بواسطة غشاء من الرطوبة تحت سطح الكيوتيكل وهذه الحشرات تفقد لونها بسرعة عندما تجف ويمكن إرجاع اللون مرة ثانية إذا وضعت في الماء على شرط أن لايكون مضى وقت طويل وهي في حالة الجفاف .

وتختلف الألوان باختلاف أنواع الطعام وكذلك باختلاف الضوء ودرجة الحرارة والرطوبة .

كما يختلف التلوين باختلاف الجو ، ففي الجهات الحراة نجد أن معظم الحشرات ذات ألوان ذهبية . وكذلك يختلف التلوين باختلاف فصول السنة فمثلا فراشة دودة اللوز العادية التي تظهر في الصيف يكون لون الرأس والصدر والجناحين الأماميين أخضر فاتح بينما يكون أصفر مخضر في الفراشات التي تظهر شتاءا . كما أن الحشرات التي تعيش بعيدة عن الضوء يكون لونها أصفر أو أبيض عادة وتسبب الرطوبة العالية اللون القائم .

والتلوين في الحشرات إما جنسي Sexual أو مكتسب adaptive : التلون الجنسي : ويشاهد هذا لتلوين بكثرة في أبى دقيق ويمكن تمييز الذكر عن الأنثى باختلاف اللون فمثلا أبى دقيق الكرنب نجد على كل من الجناحين الأماميين للأنثى بقعتين ذات لون أسود بنيما في الذكر نجد بقعة واحدة وكذلك في أبى دقيق الرمان نجد لون الأنثى نحاسي مزرق أو بنفسجي بينما لون الذكر نحاسي محمر . التلوين المكتسب : يتلون كثير من الحشرات بلون الوسط أو البيئة الذي تعيش فيه . فمثلا تكتسب اليرقة لون الأوراق أو الأغصان التي تتغذى علهيا وللتلوين المكتسب عدة فوائد (أو أغراض) منها : الحماية : فتلون الحشرة بلون الوسط الذي تعيش فيه كورق النباتات والفروع وبذلك تتمكن من الاختفاء عن أعدائها كالحشرات المفترسة والطيور والحيوانات . الإنذار : فتتلون الحشرة بألوان زاهية تجعلها ظاهرة في الوسط الذي تعيش فيه فتحميها مثل هذه الألوان (مع خواص أخرى كالرائحة الكريهة ووجود أشواك قوية) من الحشرات المفترسة والطيور والحيوانات وأعدائها الأخرى الطبيعية . الهجوم تهاجم بعض الحشرات مساكن الحشرات الأخرى لتضع بيضها فتأخذ الحشرة المتطفلة على المسكن لون الحشرات الأخرى لتتمكن من دخول مساكن وعشوش هذه الحشرات وبذلك تستطيع ان تضع بيضها الذي يفقس إلى يرقات تتغذى على الأطوار الصغيرة للحشرات التي آوتها في عشوشها مثل بعض أنواع الذباب الذي تعيش يرقاتها على يرقات بعض أنواع النمل والدبابير . التشبه للحماية : تسمى هذه الظاهرة المحاكاة أو المماتنة فنجد كثيرا من الحشرات تأخذ لون أو شكل حشرة أخرى موجودة في نفس الوسط لها خاصية حماية نفسها بطريقة ما من أعدائها .

مناطق الجسم : The Body Regions يتكون جسم الحشرة من عشرين حلقة متجمعة في ثلاث مناطق . الرأس Head ويتكون من ست حلقات . الصدر Thorax ويتكون من ثلاث حلقات . البطن Abdomen ويتكون من 11 حلقة .

ويحمل كل من هذه الحلقات في الجنين زوجا من الزوائد ثم تنمحي بعض هذه الزوائد قبل الفقس ويبقى بالرأس قرون الاستشعار وأجزاء الفم وبالصدر ثلاث أزواج من الأرجل ولايبقى بالبطن إلا القرون الشرحية وآلة السفاد في الذكر وآلة وضع البيض في الأنثى .

الرأس The Head : يتركب رأس الحشرة من صفائح ملتحمة ببعضها لتكون علبة (Capsule) تحمي المخ وألأجزاء الداخلية الأخرى . وتتكون الرأس من ست حلقات لايمكن تمييزها إلا في الجنين . كما يمكن الاستدلال على أن الرأس يتكون من ست حلقات بأن المخ والعقدة التحتمرئية مكونة من ست عقد عصبية . أما الزوائد المقابلة لهذه الحلقات الست فهي : زوج من قرون الاستشعار . زوجد آخر من قرون الاستشعار انعدم في الجنين . زوج من العيون المركبة . زوج من الفكوك العليا . زوج من الفكوك السفلى . الشفة السفلى وتقابل زوجا آخر من الفكوك السفلى وهذه الزوائد تقابل ما يوجد في الحيوانات القشرية .

ويعتقد بعض العلماء بوجود حلقة سابعة في الرأس تقابل الشفة العليا إلا أن هذا الرأي ضعيف حيث أنها لاتتحرك مثل الفكوك وقرون الاستشعار .

وعدد الحلقات الدالخية في تركيب رأس الحشرة كان مثار جدل بين الحشريين . فلقد اعتبر سافجني Savigny عام 1816 أن عدد حلقات الرأس أربعة وذلك على فرض أن الزوائد المتحركة تخرج من حلقات . وهذه الحلقات هي التي يتصل بها 1- قرون الاستشعار -2- الفك العلوي -3- الفك السفلي -4- الشفة السفلى .

ولقد دعم هكسلي Huxely عام 1878 هذه النظرية . وفي عام 1889 ذكر جانيت Janet أن عدد الحلقات هو تسعة وذلك بعد دراسات واسعة على النمل إلا ان هذا الفرض لم يقبل من كثير من العلماء .

وفي عام 1900 أعلن فولسوم Folsom أن عدد الحلقات سبعة . ولكن بناء على الدراسات الحديثة والواسعة وخاصة علم الأجنة اتضح أن عدد الحلقات هو ستة ويدعم ذلك خروج أعصاب من المخ والعقدة التحتمرئية إلى أجزاء الفم كما ذكر سابقا وسيأتي ذلك بالتفصيل في الجهاز العصبي .

وتسمى المنطقة الخلفية من الرأس بالجمجمة (Epicranium) وتنقسم وسطيا بواسطة درز جمجمي (Epicranial suture) ويتفرع هذا الدرز من الأمام إلى فرعين بين العينين المركبتين اللتان تقعان على جانبي الجمجمة ويعرف هذان الدرزان بالدرزين الجبهيين (Frontal sututes) ويعرف الجزء الواقع بين الدرزين الجبهيين بالجبهة (Frons) ويحمل أعينا بسيطة . ويتصب بالجبهة من المام صفيحة أخرى عرضية تعرف بالدرقة (Clypeus) يتصل بينهما درز يعرف بالدرز الجبهي الدرقي Fronto-clypeal suture ويتصل بها من الأمام .

الشفة العليا بواسطة درز درقي شفي (Clypeo-labral suture) ويعرف الجزء المؤخري من الجمجمة بقعة الرأس (Vertex) ويحمل عينا بسيطة أيضا . ويتصل قرنا الاستشعار بالجمجمة أمام العينين المركبتين ويعرف الجزء الواقع بين العين المركبة والفك العلوي في كل جانب بالصدغ أوالخد (gena) الذي يمتد خلفا ليكون الخلفخد Occiput والذي يقع أسفل مكون ما يعرف بالتحتخد Subgena الذي يتصل به الفك العلوي . والجزء الخلفي من الرأس يعرف بالقفا (المؤخري) Occiput ويقابل قمة الرأس والخد من باقي الجمجمة) وفيه يقع الثقب الكبير Occipital foram n الذي يحاط بصفيحة دائرية تعرف بالمؤخري الخلفي Post-occipital وفي بعض الحشرات يوجد درز يفصل بين قمة الرأس والخد ، والمؤخري ويعرف بالدرز المؤخري أو القفوي Occipitial suture وشكل (185) يوضح تركيب هذه الصفائح والدروز في رأس حشرة مجنحة نموذجية .

وضع الرأس بالنسبة للجسم : ويختلف وضع الرأس بالنسبة للجسم في الحشرات المختلفة ويتميز إلى 3 مجموعات : مجموعة من الحشرات يكون فيها المحور الطولي للرأس عموديا على بقية جسم الحشرة وفي هذه الحالة تقع أجزاء الفم في الجهة السفلية للرأس كما في الصرصور والجراد والذباب ويعرف باسم سفلية الفم Hypognathous . مجموعة يكون فهيا المحور الطولي للرأس أفقيا على امتداد بقية الجسم وتقع أجزاء الفم في الجهة البطنية كما في أنواع السوس ويعرف باسم أمامية الفم Prognathous . قد تميل الرأس عند الرقبة لأسفل أو للخلف فتصبح أجزاء الفم خلفية الوضع تحت الصدر كما في حشرة المن والتريس ويعرف هذا النوع باسم خلفية الفم Opisthognathous و(شكل 295) يوضح رسم تخطيطي للأوضاع المختلفة لأجزاء الفم الثلاث السابقة .

وللرأس هيكل داخلي مكون من زوجين أو ثلاثة أزواج من نتواءت كيتينية نامية إلى الداخل تلتحم ببعضها عند قواعدها ويعرف كل نتوء بالوتد الهيكلي الداخلي apodeme والهيكل جميعه بالهيكل الخيمي Tentorium ويقوم هذا الهيكل بحماية المخ ومقدم القناة القناة الهضمية وتقوية الرأس ونقط الاتصال في أجزاء الفم وتتصل به عضلات الرأس .

ويصل الرأس بالصدر بمنطقة لينة تعرف بالعنق (Cervicum) تقويها صفائح كيتينية مزدوجة تسمى الصفائح العنقية Cervical sclerites ويتصل تجويف الرأس بتجويف العنق عن طريق الثقب المؤخري الكبير Occipital foramen الذي يقع في مؤخر الجمجمة ويمر خلاله الحبل العصبي والمريء .

قرون الاستشعار The Antennae قرون الاستشعار (شكل 296) زوائد طويلها تحملها الرأس وتتصل به اتصالا مفصليا أمام العينين المركبتين او بينهما وتتركب من عدة عقل تختلف عددها في الحشرات المختلفة وعادة يتكون قرن الاستشعار من ثلاث أجزاء هي : الأصل : Scape وهو الحلقة القاعدية لقرن الاستشعار وغالبا تكون أطول من أي حلقة من الحقات التالية . العزق pedicel هو الحلقة التي تلي الأصل مباشرة وتلاحظ بوضوح في النوع المرفقي حيث تكون المحور بين الأصل والشمروخ . الشمروخ Clavola or flagellum ويكون الجزء الباقي من قرون الاستشعار ويتركب من عدة حلقات ويختلف كثيرا في الشكل وفي عدد حلقاته في الفصائل المختلفة ويتكيف تبعا للبيئة والعادات المختلفة للحشرات . ويختلف شكل قرن الاستشعار عادة في الذكر عنه في الأنثى . وتتحرك قرون الاستشعار بواسطة عضلات تنشأ من الهيكل الداخلي للرأس وتتصل بالعقلة الأولى لقرن الاستشعار (Scape وكذا عضلات تنشأ من العقلة الأولى وتتصل بالعقلة الثانية (Pedicel) وتحمل قرون الاستشعار أعضاء الحس على شكل شعرات او نقط تقوم بوظائف مختلفة للحس كما في النطاط أو الشم كما في بعض أنواع الذباب أو السمع كما في البعوض أو وسيلة للتفاهم كما في النمل Ants أو مسك الفريسة كما في يرقات Chaoborus وفي القبض على الأنثى كما في حشرة Meloe وقد تقوم بوظيفة تنفسية كما في بعض الخنافس المائية .

وتوجد أشكل مختلفة من قرون الاستشعار أهمها : 1- قرن الاستشعار الخيطي Filiform وفيه تتكون العقل متساوية في الحجم كما في الجراد . 2- الشعري Setaceous وفيه تصغر العقل تدريجيا نحو القمة أي نحو الطرف كما في الصرصور الأمريكي . 3- القلادى Moniliform وتشبه عقله حبات العقد أو القلادة كما في النمل الأبيض . 4- الصولجاني Clavate وفيه تتضخم العقل الطرفية كما في أبى دقيق . 5- الرأسي Capitate وفيه تكبر العقل الطرفية فتأخذ شكل رأس الدبوس كما في خنفساء نيكمروبيا Necrobia وخنفساء الدقيق الصدئية Tribolium castaneum . 6- المرفقي Geniculate حيث تكون العقلة الأولى طويلة بينما الثانية صغيرة وتكون زاوية مع العقلة الأولى كما في نحل العسل والنمل . 7- الورقي Lamellate تتمدد الحلقات النهائية لقرن الاستشعار على جانب واحد على هيئة فصوص بيضية أو مفلطحة كما في الجعل المقدس . 8- المنشاوي Serrate وفه تأخذ العقل شكل المنشار كما في فرقع لوز . 9- المشطي Pectinate ولحلقاته زوائد طولية على جانب واحد كأسنان المشط ويوجد في بعض أنواع إناث الفراشات . 10- المشطي المزدوج Bipectinate ولحلقاته زوائد طويلة رفيعة على الجانبين ويوجد في ذكور بعض الفراشات . 11- الأشعري Pilose وفيه توجد بين الحلقات شعر قصير كما في إناث البعوض . 12- الريشي Plumose يوجد في ذكور البعوض وهو مثل الأشعري إلا أن الشعر الموجود بين الحلقات طويل وكثيف . 13- الأريستي Aristate ويتركب القرن من ثلاث حلقات فقط الأخيرة أكبرها وتحمل زائدة تعرف بالاستا عليها شعر ويوجد هذا النوع في الذبابة المنزلية . 14- المخرازي Stylae ويشبه المخراز حيث ترفع الحلقات النهائية فجأة ويوجد هذا النوع في ذبابة الحصان والتبانس . 15- المرفقي الصولجاني ويجمع بين النوعين كما في بعض أنواع السوس .

ويتصل قرن الاستشعار : الرأس بواسطة غشاء تحيط به حلقة كيتينية وبداخل الغشاء محور يتركز عليه القرن .

أجزاء الفم THE MOUTH PARTS

أجزاء الفم هي الوسيلة التي تحصل بها الحشرة على غذائها وتوصله إلى الهضمية . ويختلف شكل أجزاء الفم في الحشرات المختلفة تبعا لنوع غذائها . وعلى هذا الأساس يمكن تقسيم الحشرات بالنسبة الشكل أجزاء فمها إلى الأقسام الآتية :- الحشرات ذات الفم القارض Biting mouth parts وي التي تتغذى بقرض المواد الغذائية الصلبة كالصرصور والجراد وغيرها . الحشرات ذات الفم الثاقب الماص Piercing Sucking mouth parts وهي التي تمتص عصارات النباتات او تمتص دماء الحيوانات مثل إناث البعوض والقمل وبق الفراش . الحشرات ذات الفم القارض اللاعق Biting and Lapping mouth parts مثل النحل الذي يلعق رحيق الأزهار . الحشرات ذات الفم الماص Sucking mouth parts وهي التي تتغذى كامتصاص الرحيق الأزهار مثل أبى دقيق . الحشرات ذات الفم الإسفنجي أو اللاعق Sponging or lapping mouth parts وهي التي تتغذى بلعق السوائل مثل الذباب . الحشرات ذات الفم المفترس Predaceous mouth parts مثل أجزاء فم حوريات الرعاش .

أجزاء الفم القارضة Biting (chewing) Mouth Parts

أبسط أنواع أجزاء الفم في الحشرات التي تتغذى بمضغ الطعام وألأنواع الأخرى التي توجد بمختلف الحشرات تعتبر متحورة من هذا النوع الأساسي . وهذا النوع من أجزاء الفم يوجد في الحشرات الأولية والنموذجية كالجراد والصراصير (شكل 297) وكثيرا من يرقات أنواع متعددة من الحشرات (شكل 298) . وأجزاء الفم مهيأة لتمزيق الطعام ومضعه وبلعه . ويتكون الفم القارض في الحشرات من الأجزاء الآتية :

(أ) الشفة العليا Labrum هي زائدة مفلطحة متصلة بمقدم الرأس ولاتعتبر زائدة حقيقية من زوائد الرأس وهي تغطي الفك العلوي وتساعد في جمع أجزاء الطعام إلى داخل الفم تماما كوظيفة الشفة العليا في معظم الحيوانات .

(ب) فوق البلعوم (سقف الحلق) Epipharynx وهو غشاء رقيق يبطن السطح الداخلي للشفة العليا ومتصل بسقف الحلق Roof of the mouth والمريء وفي الغالب مزود بأجزاء حسية تتذوق الطعام أثناء التهامه وهذه الزوائد تعرف ببراعم التذوق Taste buds .

(ج) الفك العلوي (الأمامي) Mandible هو الزوج الأول من أجزاء الفم المتحركة يقع خلف الشفة العليا مباشرة والفك العلوي متغلظ قوي مزود دائما عند قاعدته من الجانب الأوسطويتحرك حركة جانبية بواسطة عضلات خاصة ، وهذه العضلات نوعا هما : عضلات ظهرية dorsal muscles وعضلات بطنية ventral muscles وفي الحشرات الأولية (الغير مجنحة Apterygota) تتصل العضلات الظهرية بنقطة واحدة (شكل 299-أ) وفي الحشرات المجنحة (pterygota) تتصل هذه العضلات بنقطتين (س ، ص في شكل 299-ب) والعضلات الظهرية نوعا أحدهما العضلة المبعدة الظهرية abductor dorsal muscles والأخرى العضلة المقربة الظهرية adductor dorsal muscle وبذلك يتحرك الفك بواسطة تلك العضلات المبعدة والمقربة . ومن الملاحظ أن العضلات الظهرية في الحشرات المجنحة أقوى منها ف الحشرات غير المجنحة . بينما العضلات البطنية أقوى في الحشرات غير المجنحة منها في الحشرات المجنحة الراقية .

(د) الفك السفلي Maxilla وهو الزوج الثاني من الفكوك ويوجد خلف الزوج الأول مباشرة وهو أعقد تركيبا من الفك العلوي يتركب من عدة وحدات متصلة ببعضها ويساعد بعض هذه الوحدات في المضع بينما يشبه البعض الآخر قرون الاستشعار وهي ملامس حسية . وعلى كل فإن الفك السفلي يقوم بدفع الطعام تجاه المريء ويتركب كل منهما من الأجزاء الآتية :

1- الكاردو (المفصلة) Cardo وهو صفيحة كيتينية تتصل بالرأس اتصالا مفصليا . 2- الساق (Stipes) وتتصل بالكاردو اتصالا مفصليا وتحمل زائدة خاصة تسمى الخوذة (Galen) وأخرى داخلية متسعة كالشرشرة تسمى المشرشر (Lacinia) عليها شعر متراص على الحافة ويحمل الساق أيضا ملمس فكي Maxillary يتصل اتصالا مفصليا بالساق من الجهة الخارجية عن طريق حامل الملماس ويتكون من خمس حلقات ويحمل كثيرا من الشعر على جوانبه ويعمل كعضو للشم أو الذوق أو اللمس .

(هـ) تحت البلعوم (اللسان) Hypopharynx عبارة عن بروز يشبه اللسان وهو امتداد لقاعدة الفم على السطح الداخلي للشفة السفلى وتفتح عليه فتحة الغدد اللعابية وهو عريض في النوع القارض وقد لايوجد في بعضا لحشرات كبالراغيث وفي بعض الحشرات الأخرى مثل آفات الجناحين إما أن يكون مخرازي الشكل أو قلمي الشكل ويستعمل في بعض الحشرات كعضو ثاقب .

(و) الشفة السفلى Labium وتقع خلف الفك السفلي وتظهر كأنها وحدة واحدة ولكنها في الواقع عبارة عن زوج من الفكوك اتحد من الوسط ليكون وحدة ولذلك فإن أجزاء الفك السفلي تحاكي أجزاء الفك السفلي . وتتركب الشفة السفلى أساسا من الخلفذقن Postmentum والقبلذقن Prementum وقد ينقسم الخلفذقن إلى جزئين هما الذقن mentum والتحتذقن Submentum وهي التي تتصل بالرأس . والقبلذقن يحمل الزوائد الآتية : الجلوسا (اللسان) glossa والباراجلوسا (الجارجلوسا – الجار لسان para glossa) كما يوجد ملماس شفوي يتكون من ثلاث قطع في كثير من الحشرات ويحصل على جزء جانبي يعرف بحامل الملماس Palpiger وبذل نجد أن الخلفذقن والقبلذقن يقابلان الأصل Cardo والساق Stipes في الفك السفلي كما أن الجلوسا والجارجلوسا تقابل المشرشر والخوذة (الجاليا) في الفك السفلي كما أن المملاس الشفوي يماثل الملماس الفكي .

الجارفك paragnatha في بعض الحشرات وخاصة الأولية منها مثل السمك الفضي والكولمبولا وجلدية الأجنحة وبعض مستقيمة الأجنحة وذباب مايو ويرقات غمدية الأجنحة – يوجد زائدة بين الفك العلوي والفك السفلي اعتبرها بعض العلماء بأنها فكيك سفلي maxillule وهذه الزائدة متصلة بالتحتبلعوم hypopharynx وهي تدل على انحدار الحشرات من الحيوانات القشرية حيث توجد مثل هذه الزوائد في تلك القشريات (كماف ي شكل 300) .

أجزاء الفم الثاقبة الماصة PIERCING – SUCKING MOUTH PARTS

تأخذ الحشرة الغذاء بواسطة هذه الأجزاء على حالة سائلة منالنباتات أو الحيوانات بثقب البشرة لامتصاص عصارة النبات أو دم الحيوان وتأخذ أجزاء الفم الثاقبة الماصة شكل خرطوم يتجه إلى أسفل أو إلى الخلف في حالة عدم الاستعمال . أما في حالة الاستعمال فيتحرك الخرطوم حتى يلامس العائل .

(أ) حشرات تتغذى على النبات (مثل المن وبق النبات) أجزاء فم هذه الحشرات عبارة عن بوز أسطواني ذو 3-4 عقل (الشفة السفلى) مشقوق من أعلى ويحوي بداخله الفكوك العليا والسفلى المتحورة على هيئة أربع مشارط حادة رفيعة .

وعند انضمام هذه الفكوك لبعضها البعض تكون ما يشبه الشوكة وهي أنبوبة بداخلها فجوتان تمر من أحدهما (العليا) الطعام وتسمى بقناة الطعام ومن الأخرى (السفلى) يمر اللعاب الذي يساعد على تخفيف العصارة وتواردها (كما في شكل 301) .

وعند التغذية تضع الحشرة طرف بوزها (أي الطرف السفلي) على سطح النبات ثم تبدأ المشارط الفكية في ثقب الأنسجة ومهمة الثقب هذه تقوم بها مشارط الفوك العلوية كل على حدة أي يتبع عمل أحدهما الآخر ثم يعقبها الفكوك السفلية (كما في شكل 302) التي تنفذ إلى داخل الخلايا في الثقب الذي تهيئه لها الفكوك العلوية وعندما تصل أجزاء الفم للعصارات اللازمة للحشرة تقف عملية الثقب هذه .

وتبدأ عملية الشفط وامتصاص العصارة ويساعد على رفع العصارة داخل قناة الطعام وجود مضخة عضلية موجود بمقدم رأس الحشرة وعملية إنزال اللعاب يعقبها نقل أي ميكروبات مرضية تكون موجودة في الغدد اللعابية أو بأجزاء الفم .

(ب) حشرات تتغذى على الإنسان والحيوان 1- البعوض : (شكل 303) ومن أمثلة هذا النوع أيضا أجزاء فم البعوض الذي يمتص الدم وتتركب من الأجزاء الآتية :

الشفة العليا وسقف الحلق Labrum epipharynx وهو جزء كيتيني طويل محدب من أعلى ومقعر من أسفل وتكون الشفة العليا الجزء الخارجي ويبطنها سقف الحلق من الداخل . الفكان العلويان :وهما على شكل خيطين رفيعين مسنني الأطراف . الفكان السفليان : ويتركب كل منهما من خيط رفيع يمثل الخوذة وملمس فكي يتكون من عدد من القطع التي تختلف في العدد والحجم تبعا لنوعا لبعوض فهو 3 قطع قصيرة في أنثى الكيولكس بينما يتركب من قطع طويلة في أنثى الأنوفيلس (انظر العملي) . اللسان : وهو علىش كل شريط رقيق يوجد أسفل اشفلة العيا وسقف الحلق ويكون عند ملامسته لها أنبوبة يمر بها الدم وتحمل أيضا قناة الغدد اللعابية التي تفتح في نهاية اللسان . وهذا اللعاب يحدث تهيجا في أنسجة الجسم عند الوخز وقد يكون مختلطا في حالة انثى الأنوفيليس بأسبوروزويت الملاريا كما أنه يحتوي مادة مضادة للتجلد (Anti – coagulin) تمتع تجلط الدم حتى تمتص البعوضة كفايتها . الشفة السفلى : ووظيفتها حماية اجزاء الفم في تجويف يمتد بطول سطحهاالعلوي . وعند طرفها قطعة صغيرة عليها شعر حساس تسمى الشفية Labellum وتحدث أنثى البعوض الجرح في عائلها بواسطة الفكين العلويين ويساعدهما الفكان السفليان .

2- القمل الحقيقي الماص : pediculus sp أجزاء الفم في القمل غير ظاهرة كغيرها من الشحرات ذات الفم الثاقب الماص ولكنها مختبئة داخل كيس برأس الحشرة (شكل 304) وتحاط فتحة الفم برأس الحشرة بدائرة من الأشواك التي تمكن الحشرة من التعلق بجسم عائلها . وتتكون الأجزاء الثاقبة من مشارط متحورة علىهيئة إبر . فالفكوك السفلية تكون الإبرة العلوية ، وتحت البلعوم والشفة السفلى يكونان الإبرة السفلية وتربط جميعها بجدران الكيس الذي يحتويها بعضلات خاصة . أما القناة اللعابية فتوجد داخل تحت البلعوم شكل (304 ج) ولاتوجد ملامس فكية أو شفوية في القمل.

في حالة التغذية تثبت الحشرة نفسها بجلد العائل بواسطة الشويكات الحولفمية ثم تدفع أجزاء الفم للأمام وتثقب الجلد ويندفع اللعاب داخل الجسم ليمنع تجلط الدم لما تحويه من مواد مانعة للتجلط ثم يشفط الدم داخل البلعوم بمساعدة المضخة العضلية البلعومية الموجودة بمقدم الرأس .

3- أجزاء فم البرغوث Pulex sp. : (شكل 305) أجزاء فم البرغوث من نوع ثاقب ماص بسيط التركيب والشفة العليا عبارة عن فص صغير على السطح السفلي للرأس أمام قاعدة فوق البلعوم الذي استطال إلى هيئة إبرة (رمح) ثاقبة . والفكوك السفلية عبارة عن فصين عريضين حسيين يحمل كل منهما إبرة ثاقبة هي المشرشر (lacinia) وكذلك ملماس فكي يتركب من 4 قطع . أما الشفة السفلى فهي قصير ورفيعة الذقن وتحمل ملماسين يتركب كل نهما من عدد من القطع (4 قطع غالبا) وتعمل الشفة السفلى على توجيه الإبر الثاقبة . وتحت البلعوم عبارة عن فص صغير (شكل 304 أ) وتفتح قناة الغذاء (الطعام) بين فوق البلعوم والمشرشر بينما تقع قناة اللعاب بين حافتي الرمحين الفكيين ، كما في شكل (305 ب) .

4- بق الفراش Cimex sp. (شكل 306) : أجزاء الفم تشبه أجزاء فم بق النبات وهو يتركب من خرطوم عبارة عن 3 قطع ويمثل الشفة السفلى وبه ميزاب تستقر فهي الفكوك العلوية والسفلية (في حالة عدم استعمالها) المتحورة إلى هيئة مشارط رفيعة حادة . والشفة العليا موجودة وتقع عند قاعدة الخرطوم ومعلقة بالدرقة ولايوجد ملامس فكية أو شفوية وطريقة ثقب الجلد تشبه الأنواع السابقة .

أجزاء الفم القارضة اللاعقة Biting & Lapping Mouth parts

ومن أمثلة هذا النوع أجزاء فم شغالة نحل العسل (شكل 307) وتتركب من :- الشفة العيا . الفكان العلويان ويشبها مايقابها في أجزاء الفم القارض . الفكان السفليان ويتركب كل منهما من كاردو وساق وملمس فكي صغير مكون من خوذة طويلة مفلطحة أما المشرشرة فمضمحلة . الشفة السفلى : وتتركب من الذقن وهي صفيحة كيتينية طويلة يتصل بها تحت الذقن المثلث الشكل ويرتكز رأس المثلث على جزء كيتيني قابل للتمدد يمتد بين طرفي الكاردو ويسمى اللورم (Lorum) .

والملمس الشفوي طويل يتركب من أربع عقل يحمله حامس ملمس . أما الجزء الوسطي الذي يشبه الخرطوم فيتكون من التحام الجلوستين ويتصل بطرفه جزء يشبه الملعقة هو الشفية . وعلى جانب كل جلوسا صفيحة كيتينية صغيرة هي الباراجلوسا . ويعرف الخرطوم باللسين Ligula وعند عدم استعمال الخرطوم يكون منطبقا إلى الخلف تحت الرأس .

وعندما تتغذى النحلة ، أو أي حشرة أخرى لها هذا لانوعمن أجزاء الفم ، على سوائل متوفرة بكميات كبيرة فإن السائل يصعد خلال أنبوبة طعام مؤقتة تتكون نتيجة لانضمام الخوذتين Galea وملمس الشفة السفلى والباراجلوسا ثم يغمس طرف هذه الأنبوبة بالسائل ويتحرك اللسان للأمام والخلف فيدفع السائل للداخل في قناة الفم هذه . ويتم ذلك الدفع (السائل داخل القناة) بواسطة مضخة عضلية توجد داخل مقدمة الرأس .

هذا إذا كان الغذاء الذي تتغذى عليه الحشرة موجود في أماكن غير ضيقة ولكن إذا كان المكان ضيق أو بكميات قليلة فإن اللسين وحده هو الذي يقوم بمهمة امتصاص الطعام حيث يصعد بالميزاب أو القناة الممتدة من الشعبة حتى قاعدته . وتستعمل النحلة الفكين العلويين في عجن المواد الشمعية التي تبني منهاخلاياها (الأقراص الشمعية) أو في طحن وعجن حبوب اللقاح بالعسل لعمل خبز النحل .

أجزاء الفم الخادش ماص للتربس Rasping – sucking Mouth parts

هذا لنوع متحور من النوع الثاقب ماص وهو نوع وسط بين الفم القارض والفم الثاقب ماص . وهذا النوع من الفم غير متناسق التركيب حيث يوجد فك علوي واحد على الجهة اليسرى بينما الفك العلوي الأيمن لايوجد . هذا يجعل الحشرة عند التغذية تحفر سطح النبات وكأنها بلطة تخدش الأنسجة وتساعد الفكوك السفلية الدقيقة على تهتكا لأنسجة الداخلية للنبات . وتتعرض العصارة النباتية التي تمتصها الحشرة عن طريق فتحة الفم الموجودة في طرف المخروط الفمي الذي يحمل أجزاء الفم و(شكل 308) يوضح أجزاء الفم في حشرة التربس .

ملحوظة : الشريط الكيتيني يوصل أجزاء الفم بالجبهة . وكذلك يتصل بالعين المركبة اليسرى بفرع ولكن هذا الشريط الكيتيني يرسل فرع أثري على شكل مثلث (لاحظ الجزء المثلث أسفل العين المركبة اليميني) .

أجزاء الفم الماصة Sucking mouthparts

ومن أمثلتها أجزاء فم أبى دقيق (شكل 200) وتتركب من :- الشفة العليا . الفكان العلويان مضمحلان الفكان السفليان : يكونان الخرطوم الطويل الملتوي أمام الرأس ويتركب من استطالة الخوذتين وتجويفهما من الداخل ثم انضمامها الواحدة على الأخرى وارتباطهما بواسطة خطافات فتتكون بينهما أنبوبة يمر فيها الرحيق وعند استعمال الخرطوم يستقيم إلى الأمام . والمشرشرة .غير موجودة . الشفة السفلى . لايبقى منها إلا الملمس الشفوي الذي يتكون من ثلاث عقل .

وفي حالة الراحة يلتف الخرطوم حول نفسه كالزنبرك وذلك بواسطة وجود دعامة صلبة على الحافة الخارجية للخوذة .

وفي حالة التغذية ينفرد الخرطوم بواسطة دفع الدم داخله ويغمس حواف الخرطوم في الطعام السائل أو الرحيق وتبدأ عملية الامتصاص بمساعدة مضخة عضلية موجودة بمقدم الرأس .

أجزاء الفم الإسفنجية Spongy Mouth parts

ومن أمثلتها أجزاء فم الذبابة المنزلية وتتركب من : أ- البوز Rostium وهو الجزء القاعدي المتصل بالرأس على شكل صفيحة كبيرة تشبه الزورق وتسمى الفالكوم Fulcrum تمتد حوله صفيحة كيتينية نصف دائرية هي الدرقة . ويمتد البلعوم في قاع الزورق . ويمتد على هذا الهيكل الكيتيني الدرقي عضلات كثيرة تتصل بالحائط الأمامي للبلعوم لرفعه أو خفضه مما يساعد على رفع السائل الذي تتغذى عليه الحشرة من الشفية إلى القناة الهضمية .

ب- الهوسلتم Haustellum ويتركب من :- الشفة العليا وسقف الحلق : وهي صفيحة محدبة من أعلى ومقعرة من أسفل تمتد من النهاية السفلى للزورق إلى لاشفية وتتصل عند قاعدة الزورق بقطعة كيتينية اسطوانية تسمى الصفيحة اللامية Hyoid sclerite مركبة على نهاية البلوم . ويمكن للشفة العليا أن تتحرك إلى أعلى أو أسفل لارتباطها بالبوز بقطعتين كيتينين تعرف كل منهما بالوتد الهيكلي الداخلي Apodime . اللسان : وهو أيضا صفيحة كيتينية محدبة من أسفل ومقعرة من أعلى تلاصق الشفة العليا لتتكون الأنبوب الغذائية التي تتصل بالفم والبلعوم . الشفة السفلى : وهي جزء كيتيني كبير مجوف من الأمام وتحفظ في هذا التجويف معظم أجزاء الفم عند عدم الاستعمال . وتمتد حافتها من أسفل لتكون زوائد تحمل الشفية ويوجد على سطحهما الخلفي كثير من الشعر . الشفية : وتتركب من فلقتين غشائيتين تنطبق الواحدة منهما على الأخرى عند عدم الاستعمال . وعند الاستعمال تتفتح كل منهما حيث يوجد على سطحها الخارجي أنابيب تشبه القصيبات التنفسية تعرف بالقصيبات الكاذبة Pseudotracheae وهي أنابيب كيتينية رفيعة مقواة بحلقات كيتينية غير كاملة من الأمام أحد طرفيها مفرد والآخر مزدوج تحفظها مفتوحة باستمرار . وتتجمع هذه الأنابيب في الفم وهو جزء متسع عند مبدأ الأنبوبة الغذائية . ويمر السائل الغذائي خلال هذه الأنابيب بواسطة الخاصية الشعرية ومن ثم يرفع بواسطة العضلات السابقة الذكر إلى البلعوم فبقية القناة الهضمية .

الفكان السفليان ممثلان بالساق stipes وملماس فكي عبارة عن قطعة واحدة بينما الفك العلوي غير موجود . وشكل (201) يوضح منظر أمامي وجانبي لأجزاء فم الذبابة المنزلية Musca domestica .

وفي حالة التغذية على مواد صلبة فإن الشفية توضع على الطعام وتفرغ عليه محتويات القونصة واللعاب ويذيب هذا الطعام ثم يشفط ثانيا (بالخاصة الشعرية) محملا بالطعام . وعادة إفراغ المحتويات السائلة على الطعام الصلب عند تغذية الذبابة عليه ذات أثر بالغ الأهمية في انتشار الميكروبات المرضية إذ أن هذه السوائل تحتوي كثيرا من الميكروبات التي تسبب أمراضا مختلفة وخاصة البكتيريا .

وفي بعض أنواع أخرى من الذباب (شكل 202) كذباب الإسطبلات وتسي تسي وأنواع البرغش تتحور أجزاء الفم إلى نوع ثاقب وفيه تكون الشفة العليا وتحت البلعوم رقيقتان بينما الشفة السفلى تنتهي بزوج من صفائح صغيرة صلبة مزودة بأسنان هما الشفيتان ولايوجد بهما قصيبات كاذبة كما تلامس الجلد ويندفع الخرطوم بقوة في جسم العائل حيث تساعده الأسنان التي تمزق الأنسجة ثم يمتص الدم بسرعة في القناة الغذائية المتكونة بين الشفة العليا وتحت البلعوم بعد صب اللعاب في الجرح . وشكل (202) يوضح تركيب أجزاء الفم في حشرة ذبابة الإسطبلات .

أجزاء الفم المفترسة Fiercing or Predaceous Mouth Parts

ومن أمثلتها أجزاء فم حورية الرعاش وتتركب من : 

الشفة العليا : على هيئة صفيحة تتصل بالدرقة وتغطي قاعدة الفكين السفليين . الفكان العلويان : وتشبه مثيلاتها في أجزاء الفم القارضة . الشفة السفلية . وتتحور إلى مايعرف بالقاع Mask حيث يتركب من جزئين هما الخلفذقن Postmentum والقبلذقن prementum والأخيرة طويلة وعند عدم الإستعمال ينطبق على الخلفذقن وعندما ترى الحشرة فريستها تنفرد الذقن فجأة أمام الرأس لمسافة طويلة وتنقض على الفريسة وتقبض عليها بواسطة الملامس الشفية التي تحمل مخالب قوية تعرف بالخطافات Hooks ثم تمزقها بواسطة باقي أجزاء الفم .

الصدر THE THORAX

يتركب الصدر من ثلاث حلقات : الصدر الأمامي Prothorax والصدر المتوسط Mesothorax والصدر الخلفي Metathorax وتتكون كل حلقةمن حلقات الصدر (وكذلك البطن) من جزء ظهري يعرف بالصفيحة الظهرية او الترجة Tergym ، وجزء بطني يعرف بالصفيحة البطنية أو الإسترنة Sternum وجزئين جانبيين يعرفان بالصفيحتين الجانبيتين ، (البلوريتان Pleura) . 

ويتصل بكل حلقةمن حلقات الصدر زوج من الأرجل المفصلية . وفي أغلب الحشرات يتصل بكل من الصدر المتوسط والصدر الخلفي زوج من الزوائد دبوسية الشكل تعرف بدبوسي التوازن halteres or balancers وقد تكون ههذ الزوائد شوكية ذات طرف مدبب كما في ذكور الحشرات القشرية .

تركيب الحلقة الصدرية الوسطية كنموذج لوصف حلقة صدرية (شكل 202) في الحشرات الأولية وكثير من اليرقات والعذارى تكون ترجة الحلقة الصدرية عبارة عن صفيحة واحدة وكذلك باقي الصفائح ولكن في الحشرات الراقية تنقسم هذه الصفائح إلى عدة أجزاء .

تركيب الصفيحة الظهرية الترجة Tergum تنقسم تلك الصفيحة الظرهية إلى صفيحتين الأمامية منها تعرف باسم الظهر notum والخلفية باسم الخلف ظهر Postnotum ويطلق بعض الباحثين عليها اسم الخلفدريقة Postscutellum وفي بعض الحشرات يقسم الظهر بواسطة درزين إلى ثلاث صفائح هي من الأمام إلى الخلف كالآتي : القبلدرقة Prescutum ، الدرقة Scutum والدريقة Scutellum التي تقع أمام الخلف ظهر Postnotum وتتصل زوائد من الظهر لمساعدة حركة وتراكيب وتمفصل الجناح أحدهما أمامية والأخرى خلفية وتعرفان باسم الزائدة الظهر أمامية anterior notal process والزائدة الظهر خلفية Posterior notal process (شكل 203) .

تركيب الصفيحة الجانبية – البللورا pleuron تتكون الصفيحة الجانبية من جزئين الأمامي يعرف بالفوق قصي episternum وصفيحة خلفية تعرف بالصفيحة الجانبية epimeron والصفيحتان منفصلتان بواسطة الدرز الجانبي Pleural suture ويوجد في كثير من الحشرات اختلافات واضحة عن هذه الحالة البسيطة بسبب تجزئة الصفائح الجانبية والفوق قصية إلى صفائح أخرى ثانوية أو بسبب التحامها بمناطق أخرى لحلقاتها . وفي كثير من الحشرات العليا تكون الصفيحة الجانبية ملتحمة بالترجة بواسطة امتدادات سفلية للقبلدرقة prescutum والخلف ظهر postnotum .

ويوجد زائدة علوية تساعد على تمفصل الجناح تعرف بالزائدة الجناحية البللورية pleural wing process وكذلك من أسفل توجد زائدة أخرى تساعد على تمفصل الحرقفة بالصدر هي الزائدة الحرقفية البللورية pleural coxal process .

توجد صفائح تقع فوق الصفيحة البللورية وأسفل الجناح لتساعد على تمفصل الجناح هي صفائح الجار جناح Paraptera وتسمى بأسماء المناطق الموجودة فيها . وفتحة التنفس تقع بين الحلقة الأولى والثانية .

تركيب الصفيحة البطنية (القصبة) – الاسترنة Sternum تتركب الاسترنة من عدد من الصفائح هي من الأمام إلى الخلف على التوالي كالآتي : القبلقص Presternum ، القص Sternum ويطلق عليه بعض الكتاب القص الحقيقي ersternum والقصيص Sternellum والخلفقصيص postscutellum ومن الملاحظ أنه كلما ارتقت الحشرة قل عدد الصفائح البطنية بعكس الصفائح الظهرية (الترجة) فإنها تزداد تعقيدا .

من الملاحظ أن شكل وحجم الحلقات الصدرية الثلاثة تختلف على حسب نوع الحشرات فهي متساوية الحجم تقريبا في اليرقات والحشرات الأولية . أما في الحشرات المجنحة فيختلف شكل الصدر في الفئات المختلفة في الحشرات ففي الحشرات الجارية كالصرصور والخنافس تكون ترجة الصدر الأمامي متحورة إلى درع وفي فرس النبي استطالت الحلقة الصدرية الأولى كثيرا لتلاءم طرق معيشة الحشرة بينما الحلقة الصدرية الثانية والثالثة متساويتان تقريبا . وفي الرعاش والنمل الأبيض Termites حيث يتساوى الجناحان نجد أن الحلقة الصدرية الثانية والثالثة متساويتان . أما في الذباب حيث الجناح الخلفي متحور إلى دبوس توازن نجد أن الحلقة الصدرية الثانية هي أكبر الحلقات الصدرية وفي الحالات التي تكون الأجنحة الأمامية صغيرة يوجد اختزال مقابل للصدر المتوسط كما في حشرات غمدية الأجنحة .

الأرجل

تتركب رجل الحشرة من خمس أجزاء (شكل 204) هي : الحرقفة coax : جزء كبير مستدير أو مفلطح يتصل بالصدر اتصالا مفصليا . المدور trochanter : جزء صغير يلي الحرقفة وقد ينقسم إلى جزئين كما في حشرة البمبلا . الفخذ Femur : جزء سميك يلي المدور . الساق Tibia وهو جزء طويل عليه عدة أشواك . الرسغ Tarsus قد يكون أثريا كما في حشرة الكولمبولا أو مكونمن عقلة واحدة كما في الحشرات القشرية أو قطعتين كما في المن أو أكثر من ذلك (إلى خمسة) . وتنتهي الرسغ بمخلب واحد أو مخلبين بينهما وسادة أو وسادتين أو ثلاثة (Pulvilli) علهيا ثقوب صغيرة إما على السطح مباشرة أو خلال شعر مجوف . ويخرج من هذه الثقوب سائل لزج يساعد الحشرة على الالتصاق بالسطوح الناعمة .

ووظيفة الأرجل الأساسي هي المشي ولكنها قد تتحور لأغراض أخرى كالآتي : أرجل المشي : كما في الصرصور حيث تكون الثلاثة أزواج متشابهة والفخذ والساق غير متضخمين . أرجل القفز : وهي عادة الأرجل الخلفية كما في الجراد والبراغيث وفيها الرسغ والفخذ والساق متساوية الطول ويكون الفخذ متضخما ممتلئا بالعضلات . أرجل العوم : وفيها تكون الرجل عريضة بصفة عامة كالمجداف وقد ينمو على لاساق والرسغ شعر طويل وكثيف لدف الماء اثناء العوم أو توجيه الحشرة في الماء كما في أرجل بعض الخنافس المائية. أرجل الحفر : وهي عادة الأرجل الأمامية وفيها الفخذ والساق سميكتان ويصغر الرسغ ويأخذ شكل أشواك تساعد الساق في علية الحفر ومن أمثلتها أرجل حشرة الحفار (كلب البحر) . أرجل القنص : وفيها تستطيل وتقوى الحرقفة والفخذ ولاساق ويوجد على حافة الفخذ أشواك وفي آخر الساق مهماز طويل رفيع لمنعا لفريسة من الهرب . وعند انطباق الساق على لافخذ تدخل في أخدود في الفخذ بين الأشواك كالمبراة إذا قفل سلاحها ، ومن أمثلتها أرجل فرس النبي . أرجل الجمع : كالرجل الخلفية في شغالة نحل العسل حيث تكبر أولى حلقات الرسغ وتتفلطح ويوجد على سطحها الخارجي عشرة صفوف من لاشعر متجهة إلى أعلى . وتتجوف الساق ويعرف تجويفها الداخلي بسلة اللقاح وتنزلق حبوب اللقاح على لاشعر إلى أعلى وتدخل في السلة . أرجل التعلق : كأرجل القمل وفيها ينتهي الساق بمهماز ، ويتكون الرسغ من عقلة واحدة تنتهي بمخلب واحد . ويستعمل المهماز مع المخلب في التعلق بالشعر أو بالملابس . أرجل التنظيف : كما في الفراشات وأبى دقيق وأجزاؤها رفيعة عليها خصل من لاشعر أو الحراشيف تستعمل في تنظيف قرون الاستشعار . أرجل المشي على الأسطح القوية : حيث ينتهي الرسغ بزوج من الوسائد ، وسادة أسفل كل مخلب كما يوجد شوك قدمية Empodium بين الوسادتين وتوجد شعيرات غدية صغيرة تفرز مادة تساعد الحشرة على المشي على الأسطح الملساء والمقلوبة ومن أمثلتها رجل الذبابة المنزلية . (شكل 205) يوضح هذه الأنواع المختلفة من الأرجل .

ولكثير من لايرقات ثلاثة أزواج من الأرجل الصدرية المفصلية True legs يتكون كل منها من خمس عقل تنتهي بمخلب واحد . ولبعض اليرقات أيضا أرجل بطنية أو كاذبة (False or pro-legs) عددها عادة خمسة أزواج على الحلقات 3 ، 4 ، 5 ، 6 ، 10 وكل رجل عبارة عن بروز لحمي على نهايته عدة مخالب كما في يرقات الحشرات حرشفية الأجنحة . وبعض اليرقات خالية تماما من الأرجل كيرقات الذباب .

الصفائح المفصلية للرجل Articular sclerites of the leg تتمفصل الحرقفة على الصدر أساسا بواسطة صفائح موجودة في كل من الحرقفة والغشاء البللوري . وفي البللورا تتمفصل الحرقفة بالجزء الموجود فيها وهي الزائدة البللورية الحرقفية Pleural coxal process التي سبق ذكرها في تركيب حلقة صدرية شكل 203 . علاوة على بعض الصفائح التي أهمها المدور الصغير Trochantin والقطعة الأمام حرقفية الأولى First antecoxal process والقطعة الأمام حرقفية الثانية Second antecoxal process كما في شكل 206 الذي يوضح تلك الزوائد وتمفصلها .

طريقة المشي في الحشرات : أثناء المشي تحرك الحشرة عادة أرجلها في مجموعتين فالأرجل الأمامية والخلفية لجانب والرجل الوسطية للجانب المقابل تتقدم إلى الأمام في وقت واحد تقريبا . وفي هذه الحالة يكون الجسم محولا في هذه اللحظة على مثلث يتكون من الثلاث أرجل الباقية .و تعمل الرجل الأمامية كعضو سحب فتمتد وتثبت مخالبها وتسحب الجسم إلى الأمام بواسطة انقباض العضلة المقربة للساق ؛ وأساسا عمل الرجل الخلفية هو دفع الجسم إلى الأمام بينما الرجل الوسطية تستخدم لحمل واستقرار الجسم وتعيين حركته في المستوى العمودي .

والأشكال الآتية هي لحشرة تبين طريقة المشي ففي الشكل (أ) الأرجل كلها كاملة وتوضح كل دائرة مكان رجل وفي باقي الأشكال (ب-ى) يوضح إذا نزعت رجل أو اثنتين كيف تسير الحشرة . ففي (ب) نزعت رجل أمامية ويوضح هذا الشكل كيف تسير الحشرة وتتصرف في غياب الرجل المقطوعة ، في (ج) الرجل الوسطى منزوعة ، في (د) الرجل الخلفية منزوعة وفي الأشكال هـ ، و ، ز الزوج الأمامي الأوسط الخلفي نزع على التوالي بينما في الأشكال ح ، ط ، ى . نزعت إحدى الأرجل من جهة وكذلك أخرى من جهة مقابلة ففي ح نزعت الرجل الأمامية من جهة والخلفية من الجهة الأخرى ، في (ط) نزعت الأرجل الوسطية من جهة والخلفية من الجهة الأخرى ، في (ى) نزعت الرجل الأمامية من جهة والوسطية من جهة أخرى .

وفي جميع الأشكال يوضح الخط (-) مجموعة الأرجل التي تتحرك معا والخط (--) يوضح مجموعة الأرجل المقابلة للجزء السابق في الحركة . وكذلك الرقم (ا) يتحرك مع بعضه والرقم (2) يتحرك مع بعضه.

ويمكنك تتبع حركة أي حشرة ولكن يسهل ذلك في الحشرات الكبيرة البطيئة السير نوعا مثل خنفساء المنزل ولكي يسهل تتبع حركة المشي يمكن طلاء (رسغ) الأرجل الأمامية والخلفية من جهة والوسطى من الجهة المقابلة بمادة ملونة كحبر أحمر وطلاء رسغ باقي الأرجل بحبر أسود وتترك الخنفساء تسير على ورق فتلاحظ أنها تترك أثرا ويمكنك تتبع الحركة لو نزعت إحدى الأرجل كالنظام السابق وهذه هي طريقة المشي.

الأجنحة THE WINGS

أجنحة الحشرات هي زوائد من جدار الجسم تتكون من طبقتين تمتد بينهما عروق . ويكون الكيتين أسمك مايكون عند العروق . ويحتوي العرق على أنبوبة هوائية وعصب صغير ويمتلئ فراغ العرق بالدم الذي يمكن رؤية حركته في أجنحة الحشرة عند خروجها من طور العذراء أو عند انسلاخ الحورية . وتكون الأجنحة إذ ذاك مجعدة ثم تنفرد بقوة ضغط الدم ثم تنعدم الخلايا الداخلية ويلتحم السطحان العلوي والسفلي إلا فيما حول الأنابيب الهوائية التي يفرز حولها كيتين يزيد من صلابتها فتكون العروق .

والجناح مثلث الشكل تقريبا له ثلاث حواف هي: الحافة الأمامية وتعرف بالحافة الضلعية anterior or costal margin . الحافة المقابلة هي الحافة الداخلية أو الشرجية Inner or anal margin . الحافة الطرفية للجناح وتعرف بالحافة الخارجية Inter or apical margin وللجناح ثلاثة زوايا هي : الزاوية القاعدية Basement angle المحصورة بين الحافة الأمامية والخلفية . الزاوية الأمامية spical angle تقع بين الحافة الأمامية والخارجية . الزاوية الخلفية anal angle وهي المحصورة بين الحافة الخارجيةو الخلفية كما في الشكل (207) ×

تحورات الأجنحة : كثرا مايحدث تحورات في الجناح الأمامي . وذلك لحماية ماتحته من أجزاء وخاصة الزوج الثاني من الأجنحة وهذه التحورات هي : أجنحة جلدية Tegmina كما في الصرصور والجراد . أجنحة غمدية Elytra وفيها الجناح سميك قرني كما في الخنافس . أجنحة نصفغمدية Hemielytron وفيها النصف القاعدي جلدي سميك والنصف الطرفي رقيق كجناح البقعة الخضراء . الأجنحة الشعرية Hairy كما في التربس . الأجنحة الحرشفية Scaly وفيه الجناح مغطى بحراشيف كالفراشات وأبى الدقيق . الأجنحة الغشائية membranous وهي أجنحة رقيقة شفافة وتوجد في النحل والنمل . الأجنحة الشبكية (كثيرة التعرق) Lacey wings حيث يكون الجناح كثير التعرق كما في أسد المن وأسد النمل .

هذه التحورات جميعها في الأجنحة الأمامية وأما الجناح الخلفي فهو عادة من النوع الغشائي ولكن في بعض الحشرات كما في رتبة الجناحين تحور هذا الجناح الخلفي إلى دبوس توازن balancer or haltere كما في الذباب والبعوض .

وتوجد الأجنحة عادة في الحشرات اليافعة إلا أنه يوجد عدد طفيف من من الأنواع عديمة الأجنحة كالكولمبولا والسمك الفضي حشرات عديمة الأجنحة (Apterygota) وهذه الحالة صفة أولية ولكن في بعض الحشرات المجنحة قد لايوجد جناح في الحشرة الكاملة مثل القمل والبق والبراغيث ونقص الأجنحة هنا صفة مكتسبة ثانوية حيث غالبا ماتكون تلك الظاهرة في الحشرات المتطفلة وقد لاتوجد الأجنحة في بعض أفراد حشرات مثل النمل حيث نجد أن الملكات والذكور هي المجنحة بينما الشغالة فهي غير مجنة لعدم الحاجة للجناح (وتفقد الملكة جناحها بعد التزاوج في حالة النمل) وقد يوجد الجناح في جنس ولايوجد في الجنس الآخر في حشرات فصيلة Embidaeالإناث فقط غير مجنحة وفي حشرات الكالسيد Chalcid الذكر هو الغير مجنح بينما الإناث تكون مجنحة . وقد تظهر الأجنحة في جيل من الحشرات ولا تظهر في أجيال أخرى كما في حالة المن وذلك على حسب نوع الغذاء فإن كان الغذاء كافيا فإن الإفراد الناتجة تكون غير مجنحة وإذا ساءت البيئة ونوع الغذاء فإن الإناث تضع بيض ليعطي أفرادا مجنحة لكي يسهل لها الهجرة لمكان ملاءم .

كيفية الطيران (شكل 208) يختلف الطيران في الحشرات عن الطيران في المجموعات الأخرى من الحيوانات ويعزي هذا الاختلاف فقط إلى ميكانيكية الطيرانولكنه يعزي إلى طبيعة ضربة الجناح وقد يقوم الزوج الخلفي وحده بعملية الطيران أو يساعده الزوج الأمامي وفي هذه الحالة تشتد قوة الطيران بإحكام لاتصال بين الجناحين في كل جانب بوسائل خاصة كما سيأتي ذكرها وتتحرك الأجنحة في الحشرات بواسطة عضلات مباشرة وأخرى غير مباشرة كالآتي :

العضلات المباشرة Direct muscles : وهي التي تتصل بقاعدة وصفائح الجناح مباشرة وبذلك تتحكم في حركتها تحكما مباشرا وعندما تنقبض هذه العضلات تشد الجناح إلى الخلف وعند انبساطها يندفع الجناح للأمام .

العضلات غير المباشرة Indirect muscles : وهي التي تقوم بتحريك الصدر وبالتالي تحرك الأجنحة بطريقة غير مباشرة ويوجد منها : عضلات طولية : تمتد من مقدمة الصدر الأمامي حتى مؤخرة الصدر الخلفي وعندما تنقبض هذه العضلات تتقوس صفيحة جدار الجسم الظهرية وبذلك ينخفض الجناح لأسفل كما في شكل (208 ج) . عضلات عمودية : تسبب بانقباضها انخفاض الصفيحة الظهرية للصدر وبذا تسبب ارتفاع الجناح لأعلى (شكل 208 أ) .

وتتلاحق حركات الجناح فيعمل كمحرك الطائرة فيساعد الحشرة على الطيران . وتتوقف سرعة الطيران على سرعة ضربات الأجنحة . ومن أسرع الحشرات طيرانا الذباب والنحل حيث تصل ضربات الجناح حوالي 200 في اثانية وفي أبى الدقيق حوالي 90 في لاثانية أما في الرعاشات حوالي 30 ضربة في الثانية .

تركيب وتكوين الجناح (شكل 209) الأجنحة هي امتدادات رقيقة صفيحية الشكل للجلد ومدعمة بشبكةمن أنابيب كيتينية مجوفة تسمى العروق Veins ويتركب الجناح من طبقة عليا وطبقة سفلى قد ينفصلان بسرعة حشرة خارجة مباشرة من طور العذراء . وعند فحص قطاع عرضي في الجنا يلاحظ أن العرق أكثر كيتيا من غشاء الجناح نفسه . وكل عرق يحوي قصبة هوائية مركزية صغيرة ويصحب العروق الكبيرة ليفة عصبية رفيعة في كثير من الحشرات . (Mosley – 1871) وعندما تخرج الحشرة من عذراء أو حورية تحتوي العروق دما ويمكن مشاهدة مرور هذا الدم فيها بوضوح .

وفي بدء التكوين يلاحظ أن الأجنحة عبارة عن نمرات زائدة خارجية من جدار الجسم وتماثله في التركيب وهي عبارة عن تراكيب ترجية وفي الرتب البدائية الناقصة التطور تنشأ الأجنحة خارجيا ولكن في الحشرات الكاملة التطور تبقى في داخل الجسم حتى إلى حالة متقدمة من النمو .

وفي الحشرات ناقصة التطور تظهر آثار الأجنحة خارجيا أولا في الحياة بعد الجنينية Postembryonic بطول خط يكون فيما بعد درز بين الترجة والصفيحة الجانبية (البللورا) . وفي معظم الحوريات تتصل مباشرة مع الترجة وتظهر على هيئة نموات زائدة خلف جانبية لهذه المنطقة . والتغيرات الخارجية قليلة نسبيا وتكون أساسا زيادة في الحجم بيعد كل انسلاخ وعندما يصل إلى الحالة اليافعة فتصبح الأجنحة كاملة التكوين .

وعند فحص قطاع عرضي في الجناح المكون يشاهد محاطا خارجيا بالجلد (الكيتين) ويوجد أسفل الجليد البشرة الداخلية لامتكونة من خلايا طولية وتحد من الداخل بالغشاء القاعدي . وأثناء النمو الأولى تدخل فروع قصبية براعم الجناح وتمتد كلما كبرة البراعم لتزود الأجنحة النامية بالهواء . وفي أماكن كثيرة الغشاءان القاعدين للطبقتين العليا والسفلى يتقابلان فيما بعد ويلتحمان (شكل 209) ولكن يبقان منتصلان بطول القصيبات لتبين تجاويف العروق المستقلة .

وفي منظر سطحي لجناح متكون نشاهد تجاويف العروق كخطوط ملونة باهتة محتوية دما وقصيبات . وفي تجاويف العروق المستعرضة القصيبات غير موجودة . ومن المهم أن نلاحظ أن العروق الطولية الرئيسية تتكون أساسا حول القصيبات وهي ثابتة العدد والموضع وأثناء الأطوار الأخيرة للنمو تفرز البشرة الداخلية الجدر الكيوتيكلية (الجليدية) السميكة وأيضا غشاء الجناح وقد يبقى أثر قليل من خلاياها في الأجنحة كاملة النمو .

تعرق الأجنحة Wing veination (شكل 210) نظام العروق في الجناح يعرف بالتعرق وهو يختلف بين الحشرات وله أهمية قصوى في تعريف وتقسيم الحشرات وخاصة في الحشرات التي لها أجنحة غشائية .

ويختلف تعرق الأجنحةف ي الفئات المختلفة للحشارت . ولقد توصل العالمان Needham & Comostock بعد دراسات طويلة لوضع نظام نموذجي للتعرق (يشبه الأصول التي نشأت منها الحشرات) وهذا التعرق الفرضي Theoretical النموذجي يعتبر عروق الجناح الطويلة ناشئة عن جزئين أساسيين أحدهما أمامي والآخر خلفي . ويقسم الجزء الأمامي إلى 4 عروض هي : الضلعي Costa ويرمز له (ض) –(C) وهو غير متفرع ومحدب ويكون حافة الجناح الأمامية . الشعاعي (الكعبري) Radius ويرمز له (ك) – (R) وجزعه الرئيسي محدب ويتفرع إلى فرعين الأول أمامي وهو R1 يمر مباشرة إلى حافة الجناح والثاني هو الجزع الكعبري Radial sector ويرمز له (ك ج) – (Rs) ويتفرع مرتين فيعطي أربع فروع وتمتد نحو حافة الجناح أي أن العرق الكعبري يتفرع إلى خمسة فروع هي R1 , R2 , R3 , R3 R4 & R5 . الوسطي Media ويرمز له بالرمز (و M) ويتفرع مرتين إلى فرع وسطي أمامي ويرمز له (MA) وهو محدب وفرع وسطي خلفي ويرمز له (MP) وهو مقعر . وتتفرع كل منهما إلى فرعين نحو حافة الجناح فيعطي أربع عروق وسطية يرمز لها M1 , M2 , M3 , M4 وقد يتفرع الوسطي الخلفي إلى أربع فروع صغيرة .

أما الجذع الخلفي فإنه ينقسم إلى أربع عروق هي : 1- الزندي Cubitus ويرمز له (ز) أو (Cu) ويتفرع إلى فرعين هما Cu1 & Cu2 والفرع الأمامي Cu1 محدب بينما لثاني Cu2 مقعر وقد ينقسم الفرع الأول Cu1 إلى فرعين الأمامي ويرمز له Cu1 a والفرع الخلفي هو Cu1 b . مجموعةا لعروق الخلفية Analis وهي ثلاث عروق يرمز لها A1 , A2 & A3 وهي عروق غير متفرعة .

وبالإضافة إلى العروق الطولية يوجد عدد من العروق الصغيرة لاتي تصل بين العروق وتعرف بالعروق المستعرضة أو العابرة Cross veins وهذه العروق تعطي أسماء بالنسبة لمواضعها في الجناح أو العروق الطولية التي تربط بينها ويرمز لها بحروف إنجليزية صغيرة للتفرقة بينها وبين العروق الطلوية التي ترمز لها بحروف كبيرة Capital وهذه العروق العابرة أو المستعرضة هي : العضدي (الكتفي) humeral ويرمز له (h) وهو يقع عند قاعدة الجناح بين الضلعي C والتحت ضلعي (Sc) . الكعبري radial ويرمز له (ك) أو r ويصل بين الفرع الخلفي R2 والفرع الأمامي الوسطي M1 . الوسطي medial يرمز له (و) أو (m) وهو يصل بين الوسطي الطولي الاثني M2 والثالث M3 . الوسطي زندي Media – cubital ويرمز له (m.cu) ويصل بين الفرع الخلفي الوسطي (M4) والفرع الأمامي للزندي (Cu) ،(وشكل 210) يوضح تعرق فرضي للجناح .

وتزداد عدد العروق في الجناح بعروق إضافية أو بتفرع العروق الأصلية كما قد ينقص عدد العروق عن العدد الأصلي الفرضي نتيجة لاندماج عرقين أو أكثر أو لتلاشي بعض العروض . ويقارب التعرق في أجنحة الحشرات الحفرية التعرض الفرضي . وأقرب الحشرات إلى التعرق الفرضي نوع من الحشرات المائية هي ذبابة مايو .

وتعرف المسافات التي توجد في الجناح بين العروق بالخلايا Cells وقد تكون مفتوحة (تمتد حتى حافة الجناح) أو مقفلة (محاطة تماما بالعروق) وتعطي الخلايا أسماء بالنسبة للعرق الطولي الذي يوجد على الجانب الأمامي للخلية . وفي بعض الحشرات قد تأخذ بعض الخلايا في بعض الحشرات أسماء خاصة .

طرق اتصال الأجنحة : ولكي تقوم أجنحة الحشرات بوظيفتها على خير وجه فإن الجناحين على كل جانب يعملان معا أثناء الطيران ويكون متصلان بوسائل مختلفة في الفئات المختلفة من الحشراتوهي كما يأتي :-

1- اتصال مشبكي Frenate type (شكل 211) حيث توجد عدة زوائد شعرية على هيئة أشواك على الحافة الأمامية للجناح الخلفي بالقرب من القاعة وتسمى (Frenulum) تشتبك مع خصلة من الشعر (Retinaculum) على السطح السفلي للجناح الأمامي كما في إناث الفراشات أما في الذكور فتوجد شوكة واحدة طولية تشتبك مع خطاف (hook) على السطح السفلي للجناح الأمامي .

2- اتصال بالخطاطيف Hamulate type (شكل 212) حيث يخرجمن الحافة الأمامية للجناح الخلفي خطاطيف تسمى (Hamuli) تشتبك مع جزء سميك من الحافة الخلفية للجناح الأمامي (Frenal fold) فيصبح كل جناحين في جهة واحدة كأنهما جناح واحد كما في نحل العسل والزنابير .

3- اتصال إصبعي Jugate type (شكلي 213-214) حيث تخرج من قاعدة الحافة الخلفية للجناح الأمامي زائدة طويلة على هيئة بروز يشبه الإصبع تسمى (Jugum) تمتد أسفل الجناح الخلفي ويتماسك الجناحان . ويوجد هذا النوع في بعض أنواع الفراشات .

4- اتصال شظيي (شكل 215) حيث يوجد بروز على الجناح الأمامي يشبه الشظية Fibula متحورة إلى ماسك Clamp الذي يتركب على جزء بارز على الحافة العضدية humeral margin للجناح الخلفي .

وهذا النوع في حشرة أسد المن وبعض الحشرات شبكية الأجنحة .

وفي قلةمن الحشرات كالرعاشات لاتتصل الأجنحة ببعضها البعض أثناء الطيران ولذا فهي حشرات ضعيفة الطيران bad – fliers .

الصفائح المفصلية للجناح Articular sclerites of the wing كما ذكرنا في الرجل أن هناك بعض الصفائح التي تصل بين لاحرقفة والحلقة الصدرية فإنه أيضا في الجناح يوجد بعض الصفائح التي تساعد على اتصال الجناح بالحلقة الصدرية ومن دراستنا للحلقة الصدرية (انظر شكل 203) يمكن التعرف على بعض هذه الصفائح .

في حشرات رتبة الرعاشات وذباب مايو نجد أن قاعدة الجناح تتصل بالجناح مباشرة دون وجود صفائح خاصة ولكن في باقي الرتب فإنه توجد صفائح لتساعد على تمفصل الجناح (شكل 216) منها : (ا) التيجيولا Tegula في بعض الحشرات نجد أمام العرق الضلعي Costa تقعر زائدة صغيرة على هيئة وسدة Pad هذه هي التيجيولا ولكن في لاحشرات الراقية مثل رتبة غشائية الأجنحة وذات الجناحين نجد أن التيجيولا كبرت وتضخمت على شكل صفيحة حرشفية Scale – like plate تمتطي overlappiny قاعدة الجناح وقد تصبح كبيرة جدا كما في رتبة حرشفية الأجنحة .

(2) الصفائح الإبطية Axillaries شكلي (216 – 217) : علاوة على وجود التيجيولا فإن هناك عدد آخر من هذه الصفائح التي تساعد على تمفصل الجناح وهذه الصفائح لها أسماء عدة تختلف باختلاف المؤلفين وسنذكر الأسماء الشائعة هي : الإبطي الأول First axillary وهي تتراكب مع الزائدة الظهر أمامية anterior notal process (انظر شكل 203) وهي تتصل بالعرق التحت ضلعي (Sc) وهي نادرا ماتنقسم إلى صفيحتين . الإبطي الثاني Second axillary وهي تتصل بقاعدة العرق الكعبري R ومن أسفل تتصل بالزائدة الجناحية البللورية pleural wing process . الإبطي الثالث Third axillary وتقع بين الإبطي وقاعدة العرق الشرجي (الخلفي) (A) وفي حالة عدم وجود الإبطي الرابع كما في رتبة متشابهة الأجنحة وغشائية الأجنحة نجد أن هذه الصفيحة تتصل مباشرة بالزائدة الظهر خلفية Posterior notal process . الإبطي الرابع Fourth axillary وهي تتصل في حالة وجودها بالزائدة الظهر خلفية من الخلف وأماما بالإبطي الثالث .

(3) الصفائح الوسطية Median plates وهذه الصفائح ليست في شكل ثابت وقد لاتوجد وإن وجدت فإنها تتصل associated بقاعدة العرق الوسطي M ، والكعبري Cu ، والخلفي (الشرجي الأمامي A1 وخاصة إذا كان منفصلا عن باقي العروق الخلفية الأخرى (A2 & A3) .

نشأة الأجنحة : هناك عدة نظريات تبحث في كيفية منشأ الأجنحة في الحشرات ومن هذه النظريات : نظرية الزوائد المفصلية : وتعتبر الأجنحة تحور لزوائد مفصلية وتعرض هذه النظرية بأن الصدر في الحشرات كان يحمل في بادئ الأمر ست أو سبع أزواج من الزوائد زحف بعضها لأعلى مكونا الأجنحة وبقي ثلاثة أزواج منها مكونة الأرجل ولكن ليس هناك مايدعم هذه النظرية وقيمتها تاريخية فقط . نظرية الخياشيم والقصيبات : وتعتبر الحشرات ذات أصول مائية تحورت فهيا بعض الخياشيم والقصيبات الهوائية إلى أجنحة ولكن ليس هناك مايدعم هذه النظرية أيضا . نظرية النتواءات الصدرية Paranotal : تفرض هذه النظرية أن الأجنحة نشأت في الحالة الأولى على هيئة امتدادات جانبية Paranota للترجات الصدرية وأثناء نشوئها يعتقد أن هذه الامتدادات الترجية أصبحت كثيرة وكافية نوعا لتقوم بوظيفتها كمهابط (باراشوتات) في الحشرات التي لها القدرة على القفزة وبعد حقبة من الزمن اكتسبت اتصالا مفصليا مباشرا بالترجات الصدرية وأصبحت مزودة بالقصبات واكتسبت القدرة على الحركة .

تفرض هذه النظرية أن الأجنحة نشأت في الحالة الأولى على هيئة امتدادات جانبية Paanota للترجات الصدرية وأثناء نشوئها يعتقد أن هذه الامتدادات الترجيبة أصبحت كثيرة وكافية نوعا لتقوم بوظيفتها كمهابط (باراشوتات) في الحشرات التي لها القدرة على القفزة وبعد حقبة من الزمن اكتسبت اتصالا مفصليا مباشرا بالترجات الصدرية وأصبحت مزودة بالقصبات واكتسبت القدرة على الحركة .

ومما يؤيد هذه النظرية أن النتوءات الصدرية موجودة على الصدر الأمامي لبعض الحفريات الحشرية وتوجد كذلك في حوريات بعض الحشرات مثل بعض أنواع حشرات السمك الفضي وفرس النبي ونصفية الأجنحة وكما يؤيد نمو الجناح بهذه الطريقة النمو الجنيني حيث يشاهد نمو الأجنحة على هذا النحو كذلك فإن القصبات التي تدخل بهذه الثنيات هي التي تتحور إلى عروق الجناح فيما بعد . وتعتبر هذه النظرية هي أكثر النظريات التي تبحث في منشأ الأجنحة قبولا من الوجهة العلمية .

البطن THE ABDOMEN

هي المنطقة الخلفية للجسم وتتميز ببساطة تركيبها وبأنها لاتحمل مادة زوائد مفصلية وتتكون من سلسلة من الحلقات المتجانسة وعدد حلقات البطن في الجنين 12 حلقة ، ولكن الحلقة الثانية عشرة تختفي في الحشرة الكاملة كما أن الحلقة الحادية عشرة تندمج عادة مع الحلقة العاشرة ، وفي كثير من الحشرات يكون العدد أقل من ذلك لاختزال بعضها أو اختفائها أو تحورها أو التحاقها ببعضها . ويحمل كل من الحلقات السبعة أو الثمانية الأولى في البطن زوجا من الفتحات التنفسية : (Spiracles or stigmata) على الغشاء الجانبي أو بالقرب منه .

وقد تلتحم الحلقة الأولى من البطن بالصدر كما في النحل والزنابير ، وفي الحشرات التي تضع بيضها داخل أنسجة النبات يستطيل الجزء الخلفي من البطن وتتداخل بعض الحلقات في الأخرى كالتلسكوب وبذلك يمكن أن تمتد إلى الخارج أو تختبئ داخل الجسم . ويكون هذا الجزء آلة وضع البيض .

وصف تركيب حلقة بطنية نموذجية : ولكل حلقة (كما في الصدر) صفيحة ظهرية في الترجة وأخرى بطنية هي الإسترنة وتتصلان بالغشاء البللوري الذي يفتتح فيه أو بالقرب منه الفتحات التفنسية .

وتتميز منطقة البطن إلى ثلاث مناطق هي :

المنطقة الأمامية : وتتكون من السبع حلقات الأمامية الأولى وجميعها متجانسة ولاتحمل زوائد مفصلية في الحشرات الراقية أما في الأنواع البدائية فتحمل بعض الزوائد . ففي حشرة ذات الذئب القافز الكولمولا (Collembola) تحمل إسترنة الحلقية البطنية الأولى زائدة أنبوبية هي الأنبوبة الغروية Collophare لتساعد العشرة على لاسير على الأسطح الملساء ، والحلقة الرابعة من الجهة البطنية توجد زوائدة القفز Spring تعرف باسم الزنبرك Furcula ويحتضنها مشبك قابض catch على استرنة الحلقة الثالثة (وذلك في حالة عدم الاستعمال) وفي حشرات ذات الذئب الشعري Thysanura توجد زائدة جانبية على كل حلقة من حلقات هذه المنطقة الأمامية . المنطقة التناسلية : قد لاتتميز هذه المنطقة كما في لاحشرات البدائية أما في الحشرات الراقية فتمثل هذه المنطقة بالحلقة التاسعة في الذكر والحلقتين 8 ، 9 في الأنثى وزوائد هذه الحلقات متحورة كزوائد تناسلية خارجية (آلة وضع البيض في الأنثى والمساكة التناسلية Clasper في الذكر) .

زوائد البطن ونتوءاته : تحمل كل حلقة من حلقات البطن في الجنين في كثير من الحشرات زوجا من زوائد ، ولكن مع تقدم النمو تختفي زوائد الحلقات السبع الأولى أما زوائد الحلقتين الثامنة والتاسعة في الإناث والتاسعة فقط في الذكور فتبقى لتكون أعضاء التناسل الخارجية ، وقد تضمحل هذه الزوائد أو تختفي .

وتبقى زوائد الحلقة العشارة أو الحادية عشرة وتكون القرن الشرجية anal cercei وقد تكون طويلة كما في لاسمك الفضي أو قصيرة كما في لاصرصور وقد تتركب من قطعة واحدة كما في الجراد أو تتحور إلى شكل ملقط كما في إبرة العجوزة .

وقد تتحور هذه الزوائد إلى خياشيم قصبية Tracheal gills كما في بعض الحوريات واليرقات المائية وقد تتصل بكل من الحلقات الأولى إلى التاسعة زوج من الأقلام كماف يالسمك الفضي . ويوجد منها في بعض الحشارت زوج واحد كما في ذكر الصرصور .

ويوجد في يرقات بعض الحشرات كما في أبى دقيق والفراشات خمسة أزواج من الأرجل الكاذبة . كما سبق القول على حافة كل منها دائرة من الأشواك أو الخطاطيف .

أعضاء التناسل الخارجية اللاتينية (شكل 218) تعرف الحلقات التي تحمل هذه الأعضاء وهما الحلقتان الثامنة والتاسعة بالحلقات التناسلية وتتحور الزوائد في المنطقة التناسلية إلى آلة وضع البيض Ovipositor ويختلف شكلها حسب وضع البيض في الحشرة .

وتوجد الفتحة التناسلية خلف الإسترنة السابعة في لاحشرات لابدائية أو خلف الثامنة أو التاسعة في معظم الحشرات .

وتختلف شكلها حسب طريقة البيض في لاحشرة . ولاتوجد آلة وضع البيض في بعض الحشرات كالقمل والفراشات مثلا وتكون صغيرة في البعض الآخر كالصرصور . وقد تتحور آلة البيض إلى آلة للثقب أو الوخز كما في النحل .

وتتركب آلة وضع البيض من ثلاث أزواج من الصفائح أو المصاريع Valves التي تحمل على جزء قاعدي (صفيحة قاعدية) تعرف بحامل المصراع Vavifer وهذه الصفائح هي :- الصفيحتان العلويتان dorsal valves وتنشآن من الحلقة التاسعة . الصفيحتان الداخليتان ventral valves ويخرجان أيضا من الحلقة التاسعة . الصفيحتان السفليتان : ويخرجان من الحلقة الثامنة ، ويحرك آلة وضع البيض عضلات خاصة ، وقد يضمر أو ينعدم أحد أو بعض هذه الصفائح وقد تتحور آلة وضع البيض علاوة على وظيفتها إلى آلة حفر كما في الجراد (شكل 219) حيث تتغلظ الصفائح (المصاريع) لتسهل للحشرة اختراق التربة لوضع البيض وقد تتحور إلى آلة اللسع كما في شغالة نحل العسل .

آلة اللسع Sting (شكل 220) : تتحور آلة وضع البيض في بعض الحشرات كالنحل إلى آلة للوخز تتركب من : 1- صفائح كيتينية ومنها : الصفيحة المثلثة Triangular plate واحدة على كل جانب ويقابلان استرتم الحلقة البطنية الثامنة . الصفيحة المربعة Quadrate plate واحدة على كل جانب . الصفيحة المستطيلة Oblong plate واحدة على كل جانب . الصفيحة المتوسطة Median plate والثلاثة الأخيرة تقابل الحلقة التاسعة .

2- زوائد حادة للوخز وهي ثلاثة أزواج : (أ) الرمحان Stylers ويخرجان من طرف الصفيحة المثلثة من الحلقة البطنية الثامنة ويقابل الزوج السفلي في آلة وضع البيض ويلتوي إلى الخلف وبطرفه أسنان متجهة إلى الأمام وينفرج الرمحان عند قاعدتهما ويكونان ذراعين ، ذراع على كل جانب ويعرف بذراع الرمح ويمتد بطول كل رمح ميزاب .

(ب) الغمدان Stylet Sheaths ويخرجان من الصفيحة المستطيلة ويقابلان الزوج الداخلي في آلة وضع البيض ويلتحمان ويتجهان إلى الخلف ويكونان عند بدايتهما انتفاخا يعرف بانتفاخ الغمد أو بصلة اللسع (Sting bull) ثم يمران فوق الرمحين . ويجد على كل جانب من جاني السطح السفلي للغمد بروز طولي ينزلق داخل تجويف طلوي موجود على السطح العلوي لكل من الرمحين . ويكون الرمحان والغمد وسطهم قناة يمر فهيا الغدد السامة إلى جسم الفريسة .

(ج) زائدتان تشبه الملامس : Palp like appendages يخرج كل منهما من الطرف الخلفي للصفيحة المستطيلة ويقابلان الزوج العلوي في آلة وضع البيض وهو غير مقسم .

عدد آلة اللسع : يوجد ثلاثة أنواع من الغدد في آلة اللسع هي : (أ) غدد التشحيم : Lubericating glands : ولقد أطلق مجازا عليها ذلك الاسم نظرا للاعتقاد بأن إفراز هذه الغدد يساعد على سهولة عمل آلة اللسع . وهذه الغدد تقع في تجويف الجسم مقابل للصفيحة المربعة من على كل جانب . حيث يمكن رؤيتها كجسم مستطيل أو بيضاوي لونه مبيض وذلك عند نزع آلة اللسع من الحشرة . وكل غدة عبارة كما يظهر في القطاع العرضي عن مجموعة من الخلايا كل منها له قناة تصب جميعها في جيب غشائي يفتح بين الصفيحة المربعة والقصبات الهوائية التي تمد آلة اللسع بالهواء . وإفراز هذه الخلايا يصب على السطح الخارجي للصفيحة المربعة ومنه ينساب إلى أذرع الغم وإلى الرمح .

(ب) الغدد الحمضية Acid glands : وهي أنبوبية الشكل تصب إفرازها في مخزن كبير أو كيس السم Poison الذي يفتح بعنق ضيق قرب قاعدة آلة اللسع . والطرف البعيد للغدة عبارة عن أنبوبة تتفرع إلى فرعين طوليين وكل فرع يلتف حول نفسه في فراغ الجسم وينتهي بجزء بيضاوي الشكل .

وجدر خلايا الغدة الحمضية إفرازي (أي يفرز المادة الحمضية التي تدخل في تركيب السم) بينما جدر كيس السم نجده في القطاع العرضي كثير الثنيات محاط من الداخل بطبقة كيتينية لحمايته . والسائل الذي يصب في كيس السم عبارة عن سائل حمضي التأثير على عباد الشمس ويتركب أساسا من حامض التمليك (الفورميك Formic acid) .

(ج) الغدة القاعدية The Alkaline هي أنبوبة قصيرة لونها أبيض فاتح تفتح مباشرة وتصب في بصلة اللسع Sting bull وجدر هذه الغدة (كما يظهر في القطاع العرضي) يتركب من خلايا واضحة ترتكز على غشاء قاعدي كما أنها مبطنة من الداخل بطبقة كيتينية . وفي كلا الغدتين لاتوجد عضلات بهما . وإفراز هذه الغدة له تأثير قاعدي وبذلك تعرف بالغدة القاعدية (القلوية) .

كيف يحدث تأثير السم على جسم الفريسة : لقد أجرى كارلت Carlet عدة تجارب على تأثير السم فوجد أن الذبابة تموت فورا بعد لسعها من النحلة ولكن عند حقنها بخلاصة إفراز الغدة الحامضية أو القلوية كل على حدة في الذبابة فإنها لاتموت إلا بعد مدة طويلة وبذلك ذكر أن تأثير الوخز لايصل إلى حده الأقصى إلا بواسطة إفراز الغدتين معا .

ولكن ذكر بعده الباحث هيزلهوس Heselhaus أن تجارب كارلت ينقصها التكنيك الدقيق عند حقن إفراز كلا من الغدة الحامضية والغدة القلوية في جسم الذبابة . ولقد اعتقد هيزلهوس أن التأثير السام ينتج من فعل الغدة الحامضية فقط وأن إفراز الغدة وظيفته معادلة الأثر الحمضي لإفراز الغدة الحمضية . ولقد ذكر أن السائل الذي يخرج من الوخز أولا يكون تأثيره حمضي قوي على عباد الشمس ولكن متعادلا تقريبا أو قلوي خفيف جدا . كما ذكر هيزلهوس أن تأثير الغدة القلوية قد يساعد على عملية سهولة حركة آلة اللسع وخاصة الأماكن التي لاتتأثر بها .

وعلى كل فإن تأثير السم لايصل إلى حدة الأقصى إلا بواسطة إفراز الغدتين معا .

كيف يتم الوخز : إفراز الغدتين الحامضية والقلوية تصب إفرازها في بصلة اللسع حيث يختلطا في تجويف الأخير (بصلة اللسع) . ويمر السائل في قناة الرمح حيث ينزل في الجرح المتكون من الوخز .

ويتم الوخز بواسطة الصفائح المتصلة بآلة اللسع المتصل بها عدد كبير من العضلات ، وتعمل تلك الصفائح كرافعة الغمد والرمحين إلى داخل جسم الفريسة (حيث تتحرك تلك الأجزاء الحادة إلى الأمام وإلى الخلف) ثم ينزل السم في ذلك الجرح المتكون من الوخز . وتختبئ آلة اللسع في جيب صغير يوجد في الحلقة البطنية السابقة عند عدم الاستعمال .

ولقد ذكر هيزلهوس أيضا أنه إذا بقيت آلة اللسع في جسم الضحية فإن الأثر القلوي الناتج في نهاية عملية الإفراز يؤثر على النسيج الدهني .

آلة السفاد في الذكر (الأعضاء التناسلية الخارجية في الذكر) تتكون آلة السفاد في ذكر الحشرات من القضيب Aedeagus or Penes وهو نهاية القناة القاذفة ويحاط القضيب بزوج من الزوائد الجانبية يعرف بالصفائح الجانبية الداخلية Internal Parameres ومن الخارج بزوج آخر يعرف بالصفائح الجانبية الخارجية External Parameres المتحورة إلى مساكه Clasper (شكل 221) .

وتنشأ هذه الأعضاء الذكرية الخارجية من الحلقة التاسعة والأعضاء الأكثر وضوحا هي المساكات التي تقوم بمسك الأنثى أثناء السفاد ، وتعتبر عادة هذه الأعضاء كأنها ناشئة من قواعد أطراف حلقاتها Coxites ولكن يفترض بعض العلماء بأنها أقلام متحورة وتكون قواعد هذه الأطراف واضحة كما في ذباب مايو ، وفي كثير من الحشرات نجد أنها مندمجة في استرنة الحلقة التاسعة . وتظهر المساكات اختلافا كبيرا في الشكل والتركيب فهي غالبا مكونة من حلقة واحدة ولكن في ذبابة مايو نجد أنها مكونة من عدة حلقات . وفي حشرات رتبة مستقيمة الأجنحة ومتساوية الأجنحة نجد هذه المساكات تكون ممثلة بالأقلام الغير متحورة وما يظهر ليكون صفائح تناسلية Gonapophyes حقيقة عبارة عن زوج من تحورات زائدة مكونة ما يعرف بعضو الولوج Intromittent organ .

وفي قليل من جلدية الأجنحة وذباب مايو يحتفظ القضيب بحالته المزدوجة الأصلية ولكن في الحشرات الأخرى يكون الإلتحام كاملا . كما أن الزوائد الجانبية Parameres (الداخلية والخارجية) تظهر في الرتب الدنيا وفي الحشرات الراقية تكون مندمجة في القضيب ، وقد تكون غير متكونة كما في بعض غمدية الأجنحة . وبالإضافة إلى الأعضاء السابقة توجد تراكيب سفادية معقدة ومختلفة في الرتب المختلفة وهي قد تكون نموات للأجزاء المذكورة أو مكونات بها .

وقد يكون القضيب ضامرا وبذا توجد أعضاء أخرى للسفاد كما في حالة الرعاش حيث يكون قضيبها ضامر بينما يوجد عضو ولوج في تجويف خاص في الحلقة البطنية الثانية حيث يصب فيه السائل المنوي بثني طرف بطن الذكر وفي عملية السفاد يقبض الذكر على الأنثى من عنقها بواسطة المساكنين ثم تحني الأنثى بطنها إلى الأمام ليصل إلى عضو الولوج في الحلقة الثانية وهذه الظاهرة كثيرا ما تشاهد حول البرك أثناء طيران الرعاش .

التشريح الداخلي INTERNAL ANATOMY

الجهاز الهضمي The Digestive System القناة الهضمية للحشرات هي أنبوبة يختلف طولها في الحشرات المختلفة وهي أطول ماتكون في الحشرات التي تتغذى على السوائل ، يقل طولها في الحشرات التي تتغذى على المواد النباتية والحيوانية الصلبة مع استثناء بعض الشواذ كيرقات الحشرات غشائية الأجنحة إذ أن قناتها الهضمية قصيرة بالرغم من أن غذائها سائل . (وشكل 222) يوضح رسم تخطيطي للقناة الهضمية في حشرة ويمكن تقسيم القناة الهضمية بالنسبة لنشأتها الجنينية إلى ثلاث مناطق : القناة الهضمية الأمامية (Fore gut or Stomodaeum) وتنشأ من الطبقة الجينية الخارجية (الإكتودرم) . القناة الهضمية المتوسطة أو المعدة (Mid.gut or Stomach or mesenteron) وتنشأ من الطبقة الجينية الداخلية (الإندودرم) . القناة الهضمية الخلفية (Hind gut or Poctodaeum) وتنشأ أيضا من الطبقة الجينية الخارجية.

القناة الهضمية الأمامية Proctodaeum (Fore-gut) تنقسم إلى المناطق الآتية : 1- البلعوم Pharynx يطلق البلعوم على المنطقة التي توجد خلف الفم مباشرة حتى أول المريء وفي الحشرات القارضة بعد الفم من أعلى بالشفة العليا ومن أسفل بالشفة السفلى ومن الجانبين بالفكوك العليا والسفلى . أما في الحشرات الماصة فليس هناك فم واضح ويبدأ مدخل القناة الهضمية من طرف عضو الامتصاص والبلعوم أنبوبة رفيعة في منطقة الرأس تتصل به عضلات موسعة تمتد بين جداره والسطح الداخلي لجدار الرأس ، وهذا الجهاز الهضمي جيد التكوين في الحشرات التي تتغذى بالسوائل لأن هذه العضلات تعمل على اتساع فراغ البلعوم مما يسبب اندفاع الغذاء السائل إليها أي تعمل كمضخة ماصة كما في شكل (223 أ ، ب) .

2- المريء Oesophagous عبارة عن أنبوبة مستقيمة بسيطة تمر من المنطقة للرأس إلى الجزء الأمامي للصدر ويختلف المريء كثيرا في الطول وجدره الداخلية منثنية طوليا .

3- الحوصلة Crop عبارة عن انتفاخ للجزء الخلفي للمريء ، وتختلف كثيرا في الشكل وتعمل كمخزن للغذاء وجدرها رقيقة والطبقة العضلية ضعيفة التكوين في الصرصور وفي معظم الحشرات مستقيمة الأجنحة تكون الحوصلة متعسة جدا وتكون الجزء الأكبر من المعي الأمامي . وفي قليل من الحشرات تكون على هيئة انتفاخ جانبي كما في الحفار وبعض الحشرات متساوية الأجنحة ويرقات السوس وأسد النمل . وفي بعض الحشرات الماصة يصبح هذاالتمدد واضحا جدا ومتصلا بالمريء بواسطة أنبوبة رفيعة ويسمى هذا لاعضو مخزن الغذاء ويوجد هذا المخزن في معظم ذات الجانحين وحرشفية الأجنحة الراقية .

4- القابضة Proventriculus or Gizzard توجد خلف الحوصلة وتتكون أساسا في الحشرات القارضة التي تتغذى على المواد الصلبة وفي الحشرات مستقيمة الأجنحة تعتبر القانصة عضوا هاما جدا . وتوجد أيضا في الحشرات غمدية الأجنحة آكلة اللحوم وثاقبة الخشب والذباب طويل الأجنحة وفي الرعاشات والحشرات متساوية الأ<نحة وبعض غشائية الأجنحة وقد تختزل إلى صمام كما في نحل العسل ومعظم ذات الجناحين . والظاهرة الواضحة في تركيب القابضة هي وجود أسنان بارزة من بطانتها الكيتينية ، وزيادة سمك عضلاتها عند نقطة اتصال المعي الأمامي والمتوسط يوجد في كثير من الحشرات صمام يعرف بالصمام الفؤادي Cardiac أو المرئي Stomodaeal valve (كما في شكل 224) ويتكون هذا الصمام من امتداد جدار المعي الأمامي في تجويف المعدة علىهيئة أنبوبة داخلية ثم تنعكس على نفسها وتمر إلى الأمام لتتحد بجوار المعدة وتظهر القانصة درجات مختلفة من التعقيد في الفئات المختلفة من الحشرات فمثلا في النمل المصري (شكل 225) نجد أنها مكونة من ثلاثة أجزاء الأول منها كأسي الشكل مدعم بشرائط كيتينية متبادلة مع شرائط رقيقة ثم يليه جزء رفيع اسطواني يؤدي إلى جزء منتفخ يؤدي بالصمام الفؤادي داخل المعدة . وفي بعض يرقات الحشرات ذات الجناحين يوجد جيب دموي بين جدارها الخارجية والداخلي .

التركيب الخلوي (الهستولوجي) للمعي الأمامي : يتركب جدار القناة الأمامية من الطبقات الآتية : البطانة الداخلية (الإنتيما Intima) وهي طبقة كيتينية داخلية متصلة مع جليد جدار الجسم وعندما تنسلخ الحشرة فإن هذه الطبقة تتسلخ أيضا وقد تكون هذه الطبقة ملساء كما في المريء وقد يكون لها زوائد إصبعية الشكل كما في حالة الصرصور . الطبقة الطلائية (Epithelium) وهي طبقة رقيقة مكونة من صف من الخلايا هي التي تفرز الطبقة الكيتينية وقد تتتكون من مدمج خلوي . الغشاء القاعدي Basement membrance ويحد السطح الخارجي للطبقة الطلائية وهي تكملة لنفس الغشاء الموجود تحخت البشرة لجدار الجسم . طبقة من العضلات الطولية Longitudial muscles طبقة من العضلات الدائرية Circular mescles الغشاء البريتوني Peritoneal membrane وهو غشاء يحيط بالمنطقة العضلية من الخارج .

يلاحظ أن سمك هذه الطبقات يختلف من منطقة لأخرى فمثلا الطبقة العضلية في القانصة أكبر منها في المريء أو الحوصلة (انظر شكل 177 ، 224) .

القناة الهضمية المتوسطة Mesenteron (Mid-gut) وتعرف أيضا بالمعدة ويختلف شكلها في الحشرات المختلفة فقد تكون كيسية الشكل متسعة أو على شكل أنبوبة طويلة ملتفة كالأمعاء وقد تنقسم إلى قسمين واضحين . وقد يتصل بها عدد من الزوائد الإصبعية الشكل تعرف بالزوائد الأعورية أو المعدية Mesenteric caecae .

وتوجد هذه الزوائد عادة عند الطرف المريئي للمعدة ويختلف عددها كبيرا ففي بعض يرقات الحشرات ذات الجناحين وفصيلة الحفار والجراد يوجد أعوران كبيران وفي الصرصور الأمريكي يوجد حوالي 6-8 وفي يرقات أخرى يوجد عدد كبير منها مرتبة في مجموعات حلقية أمامية ووسطية وخلفية وفي الحشرات غمدية الأجنحة المفترسة تكون على هيئة زوائد خملية الشكل عديدة (شكل 226) وفي حشرات بعض الرتب مثل ذوات الذئب القافز وحرشفية الأجنحة هذه الزوائد الأعورية غير موجودة عادية .

وفي يرقات بعض الحشرات نجد أن المعدة عبارة عن كيس مقفل والمجرى مسدود بين المعي المتوسط والخلفي وفي هذه الحالة يكون الغذاء سائلا . وهذه الحالة منتشرة في معظم يرقات بعض الحشرات غشائية الأجنحة مثل (Apocrita) وبعض شبكية الأجنحة وبعض ذات الجناحين الولودة .

التركيب الخلوي المعي المتوسط : يتركب جدار المعدة (شكل 227) من : الطبقة الطلائية مكونة من خلايا كبيرة مخططة الحافة . الغشاء القاعدي ويحد الطبقة الطلائية من الخارج . طبقةمن الألياف العضلية الدائرية . طبقة من الألياف العضلية الطولية . الغشاء البريتوني وخلايا الطبقة الخلوية غالبا مايكون طلائي عمادي Columnar epithelium قد تكون من نوع واحد متجانس وقد تتميز في بعض الأنواع إلى خلايا غدية تفرز العصارات دون غيرها . وفي الأنواع المتجانسة تفرز هذه العصارات من جميع الخلايا فلا تتيمز إلى خلايا إفرازية وأخرى غير مفرزة . وقد توجد خلايا كأسية كا في حشرات رتبة ذباب مايو وطبقة الأجنحة ويرقات حرشفية الأجنحة (شكل 228) ، والوظيفة الأساسية لهذه الخلايا الكأسية غير معروف تماما .

وتوجد بين قواعد الخلايا الطلائية خلايا للتعويض تعرف باسم الخلايا المجددة أوالبديلة Regenerative or replacement cells وهي قادرة على الإنقسام وتكوين خلايا طلائية جديدة لتعويض الخلايا المفقودة والمتهتكة من خلايا المعي العادية وقد توجد هذه الخلايا المجددة مبعثرة أو مجتمعة في مجاميع كما في رتبة مستقيمة الأجنحة (شكل 229 أ) ، أو تكون علىش كل حوصلة كبيرة تشبه في هذه الحالة الخملات (في الحيوانات الراقية) كا في رتبة غمدية الجنحة (شكل 229 ب) وقد تفرز الخلايا المجددة بعض الأنزيمات علاوة علىوظيفتها الأساسية كما في نحل العسل (شكل 229 ج) .

وفي أغلب الحشرات ويرقاتها ينفصل الغذاء في تجويف المعدة عن اخللايا الطلائية داخل غشاء يعرف بالغشاء حول الغذائي Peritrophic membrane يكون أنبوبة رقيقة عديمة اللون تمتد حتى القناة الهضمية الخلفية والمعروف أن وظيفته هي حماية الخلايا الطلائية من التلف . ويؤكد هذا الزعم عدم وجود خلايا مخاطية تقوم بهذه الوظيفة كما أن الغشاء لايوجد في بعض الحشراتا لتي تمتص الدماء أو تمتص الأغذية السائلة بصفة عامة كبعض غشائية الأجنحة وحرشفية الأجنحة .

والغشاء حول الغذائي منفذ للأنزيمات الهاضمة ولمنتجات الهضم .

ويفرز هذا الغشاء بإحدى الطريقتين : الطريقة الولى : ويحدث في أفراد الحشرات العصوية – النطاط والجراد والرعاشات – ذباب مايو – النحل – دبابير البلح وبعض أفراد رتبة غمدية الأجنحة حيث يكون الغشاء على هيئة صفائح رقيقة متعاقبة متصلة بعضها ببعض اتصال غير وثيقة وينتج من الحافة المخططة للخلايا الطلائية كما في (شكل 230) .

الطريقة الثانية : وتحدث في حشرات ذات الجناحين ، إبرة العجوزة ، النمل الأبيض حيث يكون هذا الغشاء طبقة واحدة متجانسة Single uniform ويفرز من خلايا خاصة في أول المعي المتوسط على هيئة مادة سائلة غليظة القوام سرعان ما تتصلب Solidified لتكون هذا الغشاء كما في (شكل 231) .

القناة الهضمية الخلفية Proetodaeum (hind-gut) يمكن تمييز المناطق الآتية في القناة الهضمية الخلفية لمعظم الحشرات جزء أمامي : وهو جزء أنبوبي عادة قد ينقسم إلى جزئين الأول هو اللفائفي (أو الأمعاء الرفيعة ileum) والجزء الآخر هو القولون الأمعاء الغليظة – (Colon) جزء خلفي : وهو الجزء المتضخم ويسمى المستقيم Rectum للخارج بفتحة الإست .

ويتركب جدار القناةالهضمية الخلفية من نفس الطبقات التي تتركب منها القناة الهضمية الأمامية . فيظن فراغها الطبقة الكيتينية – الإنتيما – ويليها للخارج الطبقة الخلوية ويليها الغشاء القاعدي ثم الطبقة العضلية التي تتكون من طبقتين دائرية ثم طولية للخارج ثم الغشاء البريتوني (وشكل 232) يوضح قطاعات عرضية في هذه المنطقة) إلا أن الطبقة العضلية الدائرية تختلف في السمك من مكان لآخر ، وكذلك قد توجد طبقة خارجية دائرية أي توجد طبقتين عضليتين دائريتين تحصران بينهما طبقة عضلية طولية .

ويمكن تحديد أول القناة الخلفية بوجود مجموعةمن الأنابيب الرفيعة اكتودرمية الأصل تعرف بأنابيب ملبيجي . وتنثني الطبقة الكيتينية المبطنة لكل من الأمعاء الرفيعة والقولون عدة ثنيات وتخرج منها زوائد شعرية أو شوكية .و يختلف طول الأمعاء الرفيعة فيا لحشرات المخلتفة فقد يكون اللفائفي طويل جدا كما في خنفساء الماء الرفيعة في الحشرات المخلتفة فقد يكون اللفائفي طويل جدا كما في خنفساء الماء Dytiscus وقد يصعب تمييزه من القولون (أي قصير) كما في كثير من مستقيمة الأجنحة وتصفية الأجنحة .

وفي الحشرات حرشفية الأجنحة وبعض غمدية الأجنحة يوجد نمو زائد مجوف ينشأ من القولون كيسي الشكل أو أنبوبي الشكل كما في Dytiscus وطوله في هذه الحشرة يساوي طول البطن تقريبا .

والمستقيم كروي أو بيضي الشكل يبرز بداخله عدة حلمات تعرف بغدد المستقيم (rectai glands) عددها ستة في الحشرات مستقيمة الأجنحة (شكل 232) وقد يزداد عددها في بعض الحشرات الأخرى وقد تنعدم كلية في اليرقات ، وهي تتكون عادة من خلايا طلائية تكسوها طبقة كيتينية .

ويمكن التفرقة بين ثلاثة أنواع من غدد المستقيم كما في (شكل 233) التي لاتزال وظيفتها مجهولة ، إلا أن بعض الباحثين يعتقد أن لها القدرة على امتصاص الماء المخلوط بالمواد الازوتية ثم إرجال الماء إلى لاجسم مرة أخرى للمحافظة علىكمية الماء في جسم الحشرة وخاصة في الحشرات التي تعيش على مواد جافة كخنفساء الدقيق . وولو أن بعض العلماء لايميل لذلك الرأي لوجود الطبقة الكيتينية (الانتيما) التي تحول دون الامتصاص . ويعتبر أيضا بعض العلماء بأن هذه الغدد لها القدرة على تكسير الغشاء الحولغذائي وفي بعض الحشرات لها القدرة على استخلاص ثاني أكسيد الكربون من الدم . وفي بعض الحشرات للحوريات المائية للرعاشات الكبيرة تمتد جدر المستقيم على هيئة ثنيات هي الخياشيم التي تساعد على الحركة باندفاع الماء داخلها ثم خروجه منها . وقد يعمل المستقيم كمخزن للفضلات الغذائية كما في حالة نحل العسل أثناء موسم الشتاء .

ملحقات القناة الهضمية : يوجد في الحشراتالمختلفة عدد من الغدد متصلة بأجزاء الفم أو البلعوم لها أهمية كبيرة في حياة الحشرة . وتعطي هذه الغدد أسماء حسب اتصالها باجزاء الفم هي : الغدد الفكية العلوية Mandibular glands ويه متصلةب الفك العلوي كما في النحل (شكل 234 أ). الغدد الفكية السفلية : Maxillary glands وهي متصلة بالفك السفلي كما في النمل المصري (شكل 234 ب) . الغدد البلعومية : Pharyngeal glands وهي متصلة بالبلعوم (شكل 234 ب) وكل من هذه الغدد الثلاث يقع في الرأس . الغدد الشفية : Labial glands وهي متصلةب الشفة السفلى وهي التي تعرف بالغدد اللعابية Salivary glands فإذا ذكر اسم الغدد اللعابية فالمقصود بذلك هي الغدد الشفية وهي من أهم الغدد وقد يوجد للحشرة زوج واحد أو زوجان من الغدد اللعابية ، وهي أنبوبية أو خيطية أو عنقودية الشكل وتوجد جانبي القناة الهضمية الأمامية في منطقة الصدر وقد يقع جزء نها في الصدر . وتصب كل غدة في أنبوبة رفيعة وتتحد الأنابيب وتكون أنبوبة مشتركة (Common Salivary duct) تفتح عند قاعدة اللسان .

وقد يكون للغدد مخزن يختزن فيه اللعاب Salivary reservoir كما في الصرصور (شكل 235) وفي كثير من الشحرات يوجد بقنوات الغدد اللعابية خطوط في بطانتها الكيتينية تشبه خطوط القصبة ، وقد يكون للعاب القدرة على تحويل النشا إلى سكر كما في الحشرات آكلة الأعشاب . أما في الحشرات المفترسة فهو يحول البروتين إلى ببتون . وفي الحشرات ماصة الدماء تتكون الغدة من ثلاث فصوص تفرز مادة تمنع تجلط الدم anticoagulin وفي الحشرات الماصة النباتية يكون لللعاب أثر سام على أنسجة النبات . وفي يرقة دودة القز تأخذ الغدة شكل أنبوبة طويلة متعرجة تفرز خيوط الحرير التي تصنع منها شرانقها (شكل 236) ويفرز الحرير على شكل خيط يتكون من مادة تعرف بالفبروين Fibroin وهي مادة زلالية تركيبها C15 H23 N3 O6 (ك15 يد23 ن3 أ6) وهي محاطة بمادة غروية تسمى سريسين Sericin (جيلاتين حريري) وتتكون خيوط الحرير بتحول الطبقة الخارجية لمادة الفبروين عندما تتأكسد وتتحد بجزيئات المادة . وفي ذات الجناحين قد يصل طول هذه الغدد طول الجسم كله كما في الذباب المنزلي .

هذا علاوة على أنا للعاب يقوم بترطيب الطعام لسهولة بلعه أو إذابته كما أنه يقوم بتنظيف وترطيب أجزاء الفم الماصة .

والغدد اللعابية (الإضافية) في النحل (شكل 234 أ) مهمة جدا وتختلف حسب نوع الغدة أو حسب عمر وعمل الحشرة كالآتي : الغدد الفكية العلوية : وإفرازها حمضي (4.6-4.8 PH) وهي نشطة في الملكات عنها في الشغالة لكنها أثرية في الذكور ووظيفتها غير معروفة تماما ويقال أن إفرازها (يلين) الشريفة عند خروج الحشرة الكاملة منها . الغدد البلعومية : وهي التي تفرز الغذاء الملكي ، وخاصة في الأيام الأولى من عمر الشغالة (3-6 يوم) وإفرازها حمضي (4.5-5 PH) وعندما تكبر الشغالة في العمر ويختلف عمل الشغالة في الخلية (بعد 3 أسابيع حيث تبدأ في جمع الطعام من الخارج) تتحول وظيفة هذه الغدد إلى إفراز الأميليز والإنفرتيز . وإفراز هذه الغدد الحموضة هي التي تساعغد على حفظ العسل . الغدد الشفوية : وهي جزئين : الجزء الموجود في الرأس ويفرز سائل متعادل وظيفته استحلاب الدهن . Fatty emulsion ويساعد الشغالة في تشكيل الشمع . الجزء الموجود في الصدر وهذا الجزء نشط طول حياة الشغالة ومعاملة الإيدوجيني يتراوح بين (6.3-7 PH) ويستغل في مساعدة بناء القرص الشمعي ويقال أن هذا الجزء يفرز إنزيم الإنفرتيز في الشغالة التي تجمع الرحيق أي The Foraging bee .

جدير بالذكر أن بعض الحشرات ليس لها غدد لعابي كما في غمدية الأجنحة .

الهضم The Digestion عندما يدخل الطعام الفراغ الفمي يتعرض لتأثير إنزيم الأميليز Amylase الذي تنتجه الغدد اللعابية إنزيم الأميليز يحول النشا إلى سكر شعير Maltase إفراز المعي المتوسط والأعوريات المعوية يشبه إفراز الإنسان ماعدا إنزيم البيسين وحمض الأيدروكلوريك . ولهضم المواد الكربوايدراتية يوجد إنزيم المالتيز Maltase والإنفرتيز Invertase بهضم البروتينات . ويؤثر إنزيم الليبيز Lipase على الدهنيات . والطعام الصلب يحفظ في القانصة التي تعمل كمصفاة Strainer وتسمح فقط للمادة السائلة بالمرور إلى المعي المتوسط . وإفراز المعي المتوسط يمر إلى الأمام إلى الحوصلة حيث يحدث الجزء الأكبر من الهضم . والتفاعل في الحوصلة حامضي يختلف باختلاف طبقة الغذاء وتنتج هذه الحالة الحامضية acidity تبعا لما ذكره العالم Wiggleswotrh من فعل كائنات دقيقة على الكربوايدرات الموجودة . وفي حشرة Glossina التي تتغذى على الدم يحتوي المعي المتوسط كثير من التربسين والإيربسين Erapsin وقليل من الأميليز ولكن أنزيمات هاضمة الكربوايدرات فهي غير موجودة أي أن لكل حشرة نوع خاص من الأنزيمات الخاصة بها لكي يلاءم طريقة تغذيتها فمثلا يكثر إنزيم الليبيز والبروتييز في الحشرات المفترسة بينما يكثر الإنفرتيز في الحشرات التي تمتص الرحيق وهكذا .

التغذية

يمكن تقسيم الحشرات بالنسبة لنوع غذائها إلى : 1- حشرات تتغذى على النباتات ومنتجاتها : وهي الغالبية منا لحشرات ومنها : حشرات تتغذى على الأوراق : ولما كانت أغلب الحشرات لاتفرز إنزيم يؤثر على السليولوز فإن المعتقد أن الإنزيمات تنتشر خلال الجدر السليولوزية للخلايا وتهضم مابداخلها ثم تنتشر نواتج الهضم إلى الخارج . ويذاب أيضا الكلوروفيل ويمتص ويتحول إلى صبغات أخرى ترسب في الجلد . حشرات تتغذى على عصارات النبات . وتمتص الحشرة كمية كبيرة من العصارة حتى تحصل على كفايتها من البروتين لأن نسبة البروتين تكون عادة قليلة في هذه العصارة ، ولكن الحشرة تأخذ بذلك كمية كبيرة من الكربوايدرات قد تتخلص من الزائد منها على شكل إفراز عسلي كما في حشرة المن . حشرات تتغذى على الأخشاب : كالنمل الأبيض الذي يتغذى على الخشب فقط بالرغم من عدم وجود بروتين فيه ولكن ثبت أنه توجد بالقناة الهضمية لهذه الحشرات أنواع من البروتوزوا لا يمكن للحشرة أن تعيش بدونها ويظن أن لهذا الحيواناتا لقدرة على تثبيت الأزوت الجوي . وقد تكون نسبة البروتين في الخشب ضئيلة وهذا يفسر السبب في أن بعض الحشرات التي تتغذى على هذا الخشب تستغرق وقتا طويلا حتى تصل إلى الطور اليافع . حشرات تتغذى على البذور : وتفضل الحشرة أكل الجزء المحتوي على جنين البذرة لأنه يحتوي على نسبة كبيرةمن البروتين . حشرات تتغذى على رحيق الأزهار : كالفراشات وأبى الدقيق وهو خال تقريبا من البروتين ولكن اليرقات تتغذى على كمية كبيرةمن البروتين لتنمو وتخزن الفائض في أجسامها حتى إذا تحولت إلى حشرات كاملة كان بجسمها رصيد من البروتين للتغذية وتكوين البيض . حشرات تتغذى على الثمار : الثمار فقيرة أيضا في البروتين ولكنها قد تعوض هذا النقص بأن تتغذى على الخميرة التي تنمو على السكريات الموجودة بالثمار المتعفنة . وقد تحتو الثمار على نسبة كبيرة من المواد الدهنية كذبابة الزيتون وفي هذه الحشرة يشاهد أن قنواتها الأعورية تحتوي أنواعا من البكتيريا تقوم بتحويل زيت الزيتون إلى جلسرين وأحماض دهنية .

2- حشرات تتغذى على المواد العضوية المتخمرة أو المتعفنة ومنها : حشرات تتغذى على مواد نباتية متخمرة مثل ذبابة دروسوفيلا (Drosophila) وغالبا تكون تغذية الحشرة على الخميرة التي تنمو على المواد المتخمرة . حشرات تتغذى على مواد حيوانية متعفنة : مثل ذبابة اللحم Sarcophaga وتتغذى على لحوم متعفنة علهيا بكتيريا تذيب جزءا كبيرا من اللحم ولايمكن للحشرة أن تعيش بدون هذه البكتيريا .

3- حشرات تتغذى على ورق الحيوانات : كيرقات الذباب المنزلي الذي لايمكن أن يعيش على روث معقم لأنها تعيش على لاكبتيريا الموجودة في الروث .

4- حشرات تتغذى على دم الحيوانات : ويتم هضم الدم في المعدة لأنها تحتوي كائنات تشبه الخميرة لها تأثير كبير في هضم الدم . ولاتقتصر بعض الحشرات على الدم بل تحتاج أيضا إلى لاماء ولا تحتوي قناتها الهضمية على هذه الكائنات .

الجهاز الدوري THE CIRCULATORY SYSTEM

الجهاز الدوري في الحشرات جهاز مفتوح ليس به أوعية دموية محددة فيما عدا الوعاء الظهري (القلب والأورطى) . ويملأ الجسم جميع تجاويف الجسم وفراغاته . وبعض هذه التجاويف محدود كما في الأرجل والأجنحة ، ويحيط بتجاويف الجسم أغشية مخاطية رقيقة .

وينقسم فراغ الجسم العالي إلى ثلاثة تجاويف بواسطة غشائين حاجزين عضليين (شكل 237) هما : الغشاء الحاجز الظهري (Dorsal Diaphragm) . الغشاء الحاجز البطني (Ventral Diaphragm) .

ويمتد الغشاء الظهري بعرض الجسم أعلى القناة الهضمية وأسفل القلب أما الغشاء البطني فيمتد بعرض الجسم أيضا على الحبل العصبي البطني .

ويعرف التجويف الموجود أعلى الغشاء الظهري والذي يحيط بالقلب بتجويف القلب أو التجويف الظهري أو التاموري (Dorsal or pericardial sinus) أما التجويف الموجود أسفل الغشاء البطني فيعرف بالتجويف البطني أو العصبي Ventral or perineural (sinus) التجويف المحصور بين الغشائين هو الذي يحتوي كل الأحشاء الأخرى فيعرف بالتجويف الحشوي (Visceral sinus) (شكل 237) ويمتد بين جوانب الترجات وبين الغشاء الظهري عضلات جناحية مروحية الشكل (Alary muscles) أسفل القلبوقد يتصل بجدار القلب نفسه في بعض الحشرات ويختلف عدد هذه العضلات تبعا لعدد حجرات القلب .

القلب : The Heart (شكل 238) : وعاء أنبوبي الشكل يمتد في الخط الوسطي الظهري تحت الترجات مباشرة ويرتكز من أسفل على الغشاء الظهري ويمتد في الطبن والصدر إلى الأمعاء وينتهي في الرأس . وهو مقفل عند طرفه الخلفي وينتهي عند طرفه الأمامي بالأورطى . ويتركب القلب من عدة حجر يختلف عددها في الحشرات المختلفة فقد يكون عددها مقابلا لعدد حلقات الجسم كا في الحشرات الأولية . ويقل العدد في الحشرات الراقية . ففي الصرصور مثلا 13 حجرة ، وفي الحشرات غمدية الأجنحة 7 حجرات ، وفي غشائية الأجنحة 5 حجرات ، وفي الذبابة المنزلية 3 حجرات . وقد يختزل عدد الحجرات في بعض الحشرات إلى غرفة واحدة كما في بعض حشرات نصفية الأجنحة (البقة الخضراء) ويوجد بين كل غرفتين فتحتان جانبيتان (Ostia) لكل منها صمام أذيني (Auricular Valve) يسمح للدم بالدخول إلى الحجرة ويمنع خروجه منها كما يوجد على الفتحة التي تصل كل حجرة بالحجرة السابقة صمام بطيني يسمح للدم بالمرور إلى الحجرة التالية الأمامية ويمنع عودة الدم إلى الخلف .

التركيب الهستولوجي للقلب : يتركب جدار القلب من طبقة خلوية مسطحة تتميز بكبر تواتها يحيط بها على الجانبين غشاء طلائي وتوجد ألياف عضلية دقيقة بسيتوبلازم تلك الخلايا .

أما الأورطى فهو امتداد القلب على شكل أنبوبة غير مقسمة إلى غرف تفتح بالقرب من المخ بفتحة واحدة قد يتفرغ إلى فرعين أو أكثر تسمى بالشرايين الرأسية .

أعضاء نابضة إضافية Accessory pulsating organs : وعلاوة على القلب توجد في أجزاء الجسم المختلفة أعضاء شبيهة بالأكياس تعرف بالأعضاء النابضة الإضافية وتنبض مستقلة عن القلب وقد توجد ههذ الأعضاء تحت ترجات الصدر وخاصة الصدر الأوسط كما في (شكل 239) .

وقد توجد في الأرجل كما في نصفية الأجنحة (شكل 240) أو عند قاعدة قرون الاستشعار كما في الصرصور وبعض حرشفية الأجنحة

شكل (241) وأول من اكتشف هذه الأعضاء هو Behn عام 1834 في حشرة Notonecta وقد اكتشف الكثير من هذه الأعضاء في كثير من الحشرات .

الدم Blood or Haemolymph (شكل 242) : يملأ الدم فراغات الجسم السابق ذكرها ويغمر الأعضاء الداخلية ويتخلل الزوائد والفجوات الأنبوبية لعروق الأجنحة .

ويتركبا لدم من سائل البلازما ويحوي عددامن الكرات الدموية الأميبية الشكل ذات نواة Leucocytes or Amoebocytes ويتراوح قطرها بين 6 ، 27 ميكرون ولون البلازما شفاف أو أصفر أو أخضر أو ضارب للحمرة تبعا لنوع المواد الملونة الموجودة به . فاللون الأصفر واللون الأخضر يعزيان إلى المواد الملونة بالغذاء التي تمتص دون أن يعزيها أي تغيير . وقد يكون اللون الأمر نتيجة وجود هيموجلوبين كماف ي يرقة ذباب الهاموش Chirononus .

وإذا تعرض الدم للهواء فإن لونه يصبح قاتما وذلك إما لتأكسد المواد البروتينية أو ترسب حبيبات سوداء مخضرة هي اليورادين Uradine وتحتوي البلازما نسبة كبيرة من الأحماض الأمينية ونسبتها في الحشرات أكبر منها في الثديات والألبيومين وكثير من الأملاح المعدنية كأملاح المغنيسيوم والفوسفات والكالسيوم والفوسفور وكذلك حامض يوريك (البوليك) Uric acid ومواد سكرية ومواد دهنية وأنزيمات وأهم أنواع الكرات الدموية هي :- الكرات الأولية (Proleucocytes) وهي خلايا صغيرة بروتوبلازمها شديد الاصطباغ ونواتها كبيرة وتشاهد في حالة انقسام غير مباشر وتعتبر أطوارا صغيرة للأنواع الأخرى . الكريات كبيرة النواة : Macronucleocytes وهي خلايا كبيرة الحجم وقطرها 8-11 ميكرون وقطر نواتها من 5-7 ميكرون وتصبغ بلون داكن بالصبغات القلوية ولها القدرة على الانقسام . (الميكرون = 1/1000 مر المليمتر) (شكل 242-1) . الكريات صغيرة النواة : Micronucleocytes وهي خلايا كبيرة ولكن نواتها صغيرة بالنسبة لحجمها فقطر الخلية يتراوح بين 12.7-15.6 ميكرون ولكن قطر نواتها يتراوح بين 5.7-7 ميكرون وتصبغ بلون باهت وتعرف باسم الخلايا الأميبية Amoebocytes (شكل 242-2) . ويعتبر بعض المؤلفين أن كلا من النوعين السابقين (ب ، ج) هو نوع واحد يطلق عليه اسم الخلايا الآكلة أو البلعمية Phagocytes وتمكنها حركتها الأميبية من التهام الأنسجة أو الكائنات الدقيقة كالبكتيريا وغيرها . ويكثر عدد هذه الكرات أثناء الانسلاخ والتطور . ولها أيضا خاصية التجمع والالتفاف حول الأجسام الغريبة كما تتجمع في مناطق الجروح لتسدها وتساعد على إلتآمها . الكريات الحبيبية : Granular Leucocytes وهي نوع من الخلايا البلعمية إلا أن سيتوبلازمها به حبيبات تظهر في الصبغات الحمضية أو القاعدية . الخلايا الكرية : Spherule cells وهي خلايا كروية سيتوبلازمها مملوء بحبيبات مستديرة وتوجد بكثرة في الخنافس أثناء طور العذراء وتنتج من الإنقسامات التي تحدث من بعض الخلايا الأخرى البيضاء أو اللمفية . الكريات الدهنية Adipoleucocytes : هي خلايا دهنية كبيرة الحجم قطرها يتراوح بين 12-15 ميكرون وهي مملوءة بقطرات من الزيت . ويقال انها تكونت من أنسجة تشبه أنسجة الدهن وتوجد بكثرة في المن Aphids وفي الحشرات القشرية Coccids . الكرات الكروية (Oencytoides) وهي خلايا كروية الشكل أو دائرية قدرها يتراوح بين 8-12 ميكرون وسيتوبلازمها غير حبيبي أي متجانس وحمضي الصبغة . وليس لها خاصية الالتهام ولاتعرف وظيفتها بالضبط .

والمليمتر المكعب من دم الحشرات يحتوي على عدد من الكريات الدموية يختلف باختلاف الحشرات فهو يتراوح بين 15.000-275.000 في الحفار Giryllus ، 15.000-60.000 في الصرصور ، وحوالي 12.000 في حشرة أبى الدقيق Pieris brassica منها 36.5% من الكريات ذات النواة (النوع المشروح سابقا تحت رقم ز) ، 41% من الكريات ذات النواة الكبيرة (النوع ب) ، 4% من الخلايا الكرية (النوع هـ) ، 3% من الكريات الكروية (النوع ج) . وفي يرقة نحل العسل وجد أن حوالي 85% من كريات الدم من النوعين ذات النواة الكبيرة والكريات الأولية (أ ، ب) وحوالي 15% من النوع ذات النواة الصغيرة .

وظائف الدم : يتم التنفس وتبادل الغازات مباشرة بين أنسجة الجسم في الحشرات وبين الهواء الخارجي عن طريق الفتحات التنفسية التي تؤدي إلى القصبات فالقصبات على أن الدم قد يساعد على حمل بعض الأكسيجين الذي يلتصق به التصاقا ميكانيكيا بخلاياه إلى بعض خلايا الجسم كما قد يحصل على بعض ثاني أكسيد الكربون من الأنسجة .

ولايحوي الدم في الحشرات على الهيموجلوبين ويستثنى من ذلك حشرات الهاموش كما ذكرنا سابقا والذي يحوي دمها هذه المادة .

ويقوم الدم في الحشرات بالوظائف الآتية :- حمل المواد الغذائية المهضومة وتوزيعها على أجزاء الجسم . حمل المواد الإخراجية إلى أعضاء الإخراج للتخلص منها . نقل الهرمونات من الغدد الصماء لأجزاء الجسم التي تباشر منها نشاطها . يساعد على التئام الجروح بتجلطه حيث ترسل بعض الخلايا أقدام كاذبة وتسد الجرح وقد يحدث في حشرة الحفار Gryllus جلطة حقيقية عن طريق تكوين ألياف الفبرين لسد الجرح . تقوم الخلايا الأكولة بالفتك بالجراثيم فتكسب الحشرة مناعة ضد كثير من الأمراض . يساعد ضغط الدم على فقس البيضة وخروج الحشرة منها كما يساعد على تخلص الحشرة من الجلد القديم في عملية الإنسلاخ . ويعمل ضغط الدم أيضا على فرد الأجنحة عند خروج الحشرة الكاملية من العذارء .

الدورة الدموية : ينقبض القلب بانتظام بواسطة جداره العضلي . وتنقبض حجر القلب الواحدة بعد الأخرى فتحدث نتيجة ذلك حركة دورية تبدأ من الخلف متجهة إلى الأمام . فإذا كانت إحدى الحجر منبسطة مثلا دخل الدم من التجويف التاموري إلى القلب عن طريق الثقوب الجانبية (الأذينية) المفتوحة ولكن الصمام البطيني يكون مغلقا وعند انقباض الحجرة ينفتح الصمام البطيني ويمر الدم إلى الحجرة التي أمامها وفي نفس الوقت تكون الثقوب الجانبية مقفلةويمتنع رجوع الدم إلى التجويف التاموري . وتستمر هذه الإنقباضات حتى يصل الدم إلى الأورطي ويسيل في تجويف الرأس ثم يعود إلى الخلف عن طريق الفراغ الحشري أو العصبي ويتخلل فراغ الأرجل (شكل 243) وفراغات عروق الأجنحة ويساعد على استمرار هذه الدورة حركة الأغشية الحاجزة المستمرة إلى أعلى وإلى أسفل وحركة الأعضاء النابضة المساعدة . ثم يمر الدم من الفراغ العصبي إلى الفراغ الحشوي ثم إلى الفراغ الحشوي التاموري عن طريق فتحات الأغشية وإذا لم توجد هذه الفتحات فإن الدم يدخل إلى الفراغ القلبي عن مؤخرة الجسم حيث الغشاء الظهري غير كامل .

نبضات القلب : يغذي القلب سلسلة من الأعصاب ولذا يقال أن ضربات القلب أصلها عصبي Neurogenic أي ترجع لاتصالها بالأعصاب والعقد العصبية كما في (شكل 244) .

وهناك رأي آخر يقول أن ضربات القلب ترجع إلى التوتر الموجود بالحائط العضلي للقلب وهذا التوتر ينشأ عن انقباض العضلات الجناحية حيث تنقبض أولا فيليها انقباض القلب ذاته والدليل على ذلك أنه إذا قطعت العضلات الجناحية فإن القلب لايلبث أن يتوقف ، وعلى كل فإن سرعة النبضات يتحكم فيها الجهاز العصبي .

وتختلف سرعة نبضات القلب في الحشرات المختلفة وفي الأطوار المختلفة للحشرة الواحدة ففي حشرة أبى الهول (Sphinx) ودودة القز B-mbyx mori مثلا وجد أن النبض في اليرقة قبل الإنسلاخ الأول 82-83 في الدقيقة و89 قبل الإنسلاخ الثاني و63 الثالث ، 45 في الرابع و39 في آخر طور يرقي . و22 في العذراء ثم يهبط إلى نبضات في الدقيقة . ويرتفع عند ظهور الحشرة الكاملة إلى 42-50 نبضة في الدقيقة . ويكون عند الطيران 120-140 مرة في الدقيقة . وفي حالة الأعضاء النابضة تختلف أيضا من حشرة إلى أخرى وكذلك يختلف عدد نبضاتها عن نبضات القلب ذاته فمثلا في حالة دودة القز يصل عدد نبضات الأعضاء المساعدة إلى 150 نبضة في الدقيقة بينما القلب حوالي 40 نبضة فقط . ومن العوام التي تؤثر على سرعة النبض في كل من القلب والأعضاء النابضة المساعدة درجات الحرارة وكذلك الحركة فنبضات القلب أسرع عند الحركة عنه في حالة السكون فمثلا في حشرة أبو الهول Sphinx تتراوح ضربات القلب بين 40-50 ضربة في الدقيقة في حالة السكون وفي حالة النشاط تصل إلى 110-140 ضربة في الدقيقة وفي حشرة Macrogiossu يصل نبضات العضو المساعد في الصدر إلى 10-12 في الدقيقة في حالة السكون وتزداد إلى 75 نبضة في الدقيقة عند الحركة وعند بدء الطيران تكون السرعة كبيرة جدا لدرجة عدم التحكم في قياسها . كما أن سرعة دوران الدم في الأجنحة تزداد جدا عند الطيران عنها في حالة السكون كما في حالة الصرصور Blattella .

أعضاء وأنسجة ذات علاقة بالدم : 1- غدد صماء Corpora allata (انظر شكل 264) وهي زوج من أجسام بيضاء بيضية الشكل خلف العقد فوق المرئية وتتصل اتصالا مباشرة بالجهاز العصبي السمبتاوي . وكان يظن خطأ أنها عقد تابعة للجهاز السمبتاوي ولكن وجد أن تركيبها الخلوي غدي وليس عصبي وتعتبر الآن غددا صماء تفرز هرمونات في الدم خاصة بالإنسلاخ والتطور وتوجد في جميع فصائل الحشرات ولا توجد هذه الغدد في أي حيوان آخر سوى الحشرات .

2- خلايا اينوسايتس Oenocytes (انظر الشكل 247) . وهي مجموعات من الخلايا الكبيرة توجد في فراغ البطن بجانب البللورات عند أطراف القصبات الهوائية وتمتد إلى الأسترنات أو تحيط بالأجسام الدهنية . ولهذه الخلايا أنوية كبيرة كروية الشكل أو بيضية ومملوءة بالسيتوبلازم ولها غشاء خلوي يحيط بها ويغلب عليها اللون الأصفر (لون نبيتي ضارب للصفرة ويرجع اسمها الإفرنجي لهذا اللون) وقد يتغير قطر هذه الخلايا من طور لآخر فمثلا في يرقة Thrixion يكون قطرها 15 ميكرون في الطور الأول ، 45 ميكرون في الطور الثاني ، 85 ميكرون في الطور الثالث . ووظيفة هذه الخلايا لها أهمية كبرى فسيولوجية حيث تصب إفرازاتها في الدم وقد يكون ذلك الإفراز مادة الجليكوجين أو مواد بروتينية أو دهنية كما يعتقد بعض الباحثين . ومن الشواهد الأساسية أن خلايا الأنوسايت لها علاقة بالنمو . كذلك وجد أن هذه الخلايا تكون نشيطة في الإناث عنها في الذكور .

ولقد وجد بعض الباحثين أن هذه الخلايا تمتص بعض الصبغات إذا حقنت داخل جسم الحشرة وبذا يعتقد بعضهم أن لهذه الخلايا وظيفة إخراجية بتخلص الجسم من المواد الغربية . وعلى كل فإن هذه الخلايا لها أهمية ومازال الكثير من الأبحاث يجري عليها . وتوجد هذه الخلايا في جميع رتب الحشرات المجنحة .

أعضاء الإخراج THE EXCRETORY ORGANS

تتخلص الحشرات من المواد الأزوتية والمواد الغربية عن طريق الجهاز الإخراجي الذي يتكون من الأعضاء الآتية : أنابيب ملبيجي . الأجسام الدهنية . الخلايا الكلوية (نفروسيت) . جدار الجسم .

أولا : أنابيب ملبيجي The Malpighian tubules وهي مجموعة من الأنابيب الرفيعة تصب في القناة الهضمية عند ابتداء القناة الهضمية الخلفية ، وهي معلقة في سائل الدم . والطرف الآخر خالصا أو متصلا بالقولون أو المستقيم اتصالا سطحيا . وقد تكون هذه الأنابيب طويلة أو قصيرة ، ويختلف عددها في الحشرات المختلفة . ويتراوح هذا العدد من 2 (كما في الحشرات القشرية) أو مضاعفاتها وهي 60 في الصرصور مثلا وقد يصل العدد إلى 150 أو أكثر (كما في بعض الحشرات مستقيمة الأجنحة) . وقد يخرج من كل أنبوبة زوائد صغيرة دقيقة ، وقد يتحد كل زوج أو أكثر من أنابيب ملبيجي لتصب في قناة واحدة قد تنتفخ على شكل مثانة بولية . وقد تتحد الأنابيب على شكل عناقيد ، وقد يختلف طولها في نفس الحشرة الواحدة فمثلا في حشرة Halrica يوجد اثنتان قصيرتان تفتحان قبل نهاية المعي المتوسط ثم 4 أنابيب أخرى طويلة جدا تفتح في أول المستقيم .

ويتركب جدار أنبوبة ملبيجي من طبقة من الخلايا الطلائية كبيرة الحجم قليلة العدد ذات أنوية كبيرة ويظهر منها في القطاع العرضي من 3 إلى 8 خلايا . والحافة الملاصقة للتجويف من هذه الخلايا مخططة بقنوات دقيقة تبدو كأنها أهداب متراصة وتحاط الخلايا من الخارج بغشاء قاعدي ثم طبقة بريتونية قد تلهيا عضلات . وفي بعض الحشرات قد يكون الجزء الأول من الطرف البعيد غير مخطط الحافة والجزء الباقي هو ذو الحافة المخططة .

وتدخل المواد الإخراجية في الدم إلى الخلايا الطلائية وتكون شبه فجوة فيها تقترب من جدار الخلية الداخلي ثم تنفجر كما في (شكل 245) وتتسرب المواد الإخراجية إلى فراغ الأنبوبة حيث تطرد إلى القناة الهضمية بواسطة الحركة الدودية الناشئة بفعل العضلات المحيطة بالأنبوبة . وقد يساعد على ذلك في بعض الحشرات الخلايا المهدبة الموجودة بقرب نهاية الأنبوبة ثم تخرج مع البراز وقد تقوم بعض الخلايا بامتصاص الماء من تلك الإفرازات ، وأهم المواد الإخراجية في حمض البوليك ويورات الصوديوم والجير والأمونيا والبولينا ثم اكسالات الجير وكربونات الصوديوم وفوسفات الجير .

وقد تتحور هذه الأنابيب في الأطوار الصغيرة لبعض الحشرات كما في يرقات أسد المن فتكون مركزا لإفراز الحرير التي تصنع منه الشرنقة التي تتعذر بداخلها اليرقة . وفي بعض الحشرات قد تفرز مادة صمغية تساعد على تماسك العش عندما تضع الأنثى البيض وغيرها من الوظائف المختلفة .

وفي غياب أنابيب ملبيجي كما في حشرات السمك الفضي والكولومبولا توجد عدة غدد في الرأس تقوم مقام أنابيب ملبيجي وبذا تسمى بالنفريديا الرأسية Cephalic nephridium ومن هذه الغدد مايسمى بالغدد الأنبوبية Tubular glands التي تفتح قرب الشفة السفلى وتشبه في تركيبها ما يوجد في الحشرات القشرية ويتركب كل منها من انتفاخ عبارة من كيس صغير Saccule يتركب جدارها من طلائية مبططة ومتصلة بها أنبوبة طويلة ملتفة تعرف بالتية Labyrinth وخلايا ذلك التيه يشبه خلايا أنابيب ملبيجي كما في (شكل 246) .

وفي بعض الحشرات قد يقوم المعي المتوسط بامتصاص البولينا من الدم وخاصة وقت التطور ولكن ذلك رأى مشكوك فيه كما يعتقد معظم العلماء حيث أن المعي المتوسط يقوم بامتصاص المواد المهضومة وتوصيلها للدم .

ثانيا : الخلايا الكلوية Nephrocytes (شكل 247) هي مجموعات من الخلايا لكل خلية منها نواتان وتوجد هذه الخلايا في مجموعتين : مجموعة ظهرية على جانبي القلب بطول الجسم ، ومجموعة بطنية متصلة بالغدد اللعابية . ولهذه الخلايا خاصية امتصاص المواد المختلفة الموجودة في الدم وتخزينها بداخلها .

وبذا تعرف باسم الكليات المخزنة Storage Kidneys ولقد أطلق بعض العلماء علهيا اسم الخلايا الكبدية Hepatic cells بدلا من الخلايا النفريدية Nephrocytes أو البولية Renal cells وذلك لأن لهذه الخلايا القدرة على استخلاص المادة الغروية Colloid substance وتحويلها إلى مواد أبسط منها تعرف بالمواد البللورية Crystalloid substances التي تطرد إلى الدم حيث تستخلصها أنابيب ملبيجي وتطردها إلى خارج الجسم .

وبذا تقوم هذه الخلايا بوظيفة كبد الفقاريات إلا أنه لايتكون جليكوجين في هذه الخلايا ، كما في الفقاريات . وعلى كل ، فإن هذه الخلايا تقوم بعمل فسيولوجي عظيم في جسم الحشرة .

ثالثا : الأجسام الدهنية Fat bodies(شكل 247) وهذه كتل من الخلايا عديدة الأضلاع تملأ حيزا كبيرا من فراغ الجسم وتوجد في طبقتين : طبقة جدارية ملاصقة لجدار الجسم وبطقة حشوية تحيط بالأحشاء الداخلية (كما في شكل 248) . وتوجد خلايا الأجسام الدهنية فجوات وتحتوي حبيبيات دهنية كثيرة ومواد مختلفة أخرى كالبوليات وغيهرا إما داخل الخلايا الدهنية أو في خلايا خاصة داخل الفص الدهني تعرف باسم الخلايا اليورية Urate cells كما في (شكل 249) . مما يدل على أنها لها وظيفة إخراجية ، ويدل على ذلك أن بعض الحشرات ليس لها أنابيب ملبيجي ولكن البوليات تتراكم في خلايا الأجسام الدهنية وتزداد كميتها كلما تقدمت الحشرة في السن .

وتوجد الخلايا الدهنية في كتل ورقية أو خيطية أو مستديرة الشكل ويكون لونها أخضرا أو أصفرا أو برتقاليا ، وتكثر في اليرقات ، ويزداد مقدارها كلما أخذت في النمو ولكنها تقل في طور العذراء ، وعلاوة على الوظيفة الإخراجية للأجسام الدهنية فهي أيضا مخزن للغذاء الزائد لتستعمله الحشرة أثناء تطورها (شكل 247 ب ، ج) .

رابعا – جدار الجسم Body wall يخزن جزء كبير من المواد المختلفة في جدار الجسم كالبوليات وخاصة في الحشرات حرشفية الأجنحة . وقد ثبت أن حمض البوليك ومشتقاته هي التي تسبب اللون الأبيض والأصفر في الحشرات . كما أن بعض الحشرات التي لاتوجد بها فتحات تنفسية كالكولومبولا نجد أن جدار الجسم يسمح بخروج ثاني أكسيد الكربون (وكذلك في بعض الحشرات) وخاصة من الأماكن الرقيقة من الجسم بين العقل المختلفة .

كما ذكرنا سابقا في تركيب الجليد بأن الطبقة الأولى هي مواد نيتروجينية يترسب فيها مواد أخرى وعندما تنسلخ الحشرة فإنها تتخلص من جزء كبير من المواد الضارة بها .

الجهاز التنفسي RESPIRATORY SYSTEM

في الغالبية العظمى للحشرات ليس للدم علاقة بالتنفس إذ ينتقل الهواء مباشرة إلى أنسجة الجسم بواسطة مجموعة من الأنابيب تعرف بالقصبات Tracheae تتفرغ إلى قصبات دقيقة Tracheoles تتخلل جميع أنسجة الجسم .و يدخل الهواء الجوي إلى هذه القصبات عن طريق أزواج من الفتحات التنفسية Spiracles or Stigmata  وقد توجد الفتحات التنفسية ويحدث التنفس عن طريق الجلد . 

الفتحات التنفسية : توجد الفتحات على غشاء البللورا في حلقات الصدر والبطن ، وقد توجد الفتحات على الترجات . وتوجد الفتحات في وسط الحلقة أو في مقدمتها .

ويختلف عددها فهو 11 زوجا في حشرة Japex ، ولكن في الغالب لايوجد سوى 10 أزواج منها زوجان ف الصدر وثمانية في البطن وهذا العدد هو المنتشر في الحشرات البالغة لمعظم الرتب . وفي رتبة القمل الحقيقي يوجد زوج صدري واحد ، ستة أزواد بطنية . ويوجد عادة في هدبية الأجنحة زوج واحد أو زوجان صدريان وزوجان بطنيان . وفي بعض حشرات نصفية الأجنحة عدد الفتحات مختلف جدا ومختزل إلى زوجين . وفي كثير من الحشرات القشرية وفي بعض حشرات غمذية الأجنحة يختلف العدد من زوج إلى ثلاثة أزواج منالفتحات التفنسية . وفي ذات الجناحين عدد الفتحات مختزل . وفي بعض إناث الحشرات يوجد خمسة أزواج من الفتحات بينما يوجد في الكذور من 6-7 أزواج . وفي حرشفية الأجنحة يوجد 9 أزواج عادة ، وبكثير من غشائية الأجنحة لها عشرة أزواج ولكن في غشائية الأجنحة المتطفلة فإن العدد مختزل وفي حشرات الكالسيد Chalcidoidae من غشائية الأجنحة) يوجد عادة 3 أزواج فقط من الفتحات التنفسية ، زوج على الصدر وزوج على الحلقة البطنية الأولى وزوج على الحلقة البطنية الثانية .

وفي بعض الحشرات كما في بعض يرقات غمدية الأجنحة يوجد فتحتان للثغر وبذا يعرف باسم ذو الفتحتين Biforous spiracle وكل فتحة تشبه الشق ومفصولة بحاجز جداري وتوصل كل فتحة إما إلى دهليز عام بواسطة مجرى أنبوبي أو تفتح مباشرة في القصبة الهوائية كما في (شكل 250) .

ويحيط بالفتحة التنفسية حلقة كيتينية ، ويلي ذلك تجويف متسع ذو جدار غشائي رقيق غير مبطن بالكيتين يعرف بالدهليز (Atrium) ومنه تبدأ القصبة الهوائية . وقد تنمو من جدار الدهليز شعيرات أو توجد به غدد تفرز زيوتا طيارة لمنع أو تقليل تبخر الماء من جسم الحشرة .

نماذج الفتحات التنفسية Types of spiracles للفتحة التنفسية عدة أشكال مختلفة في مختلف الحشرات ويحيط بالفتحة التنفسية صفيحة كيتينية حلقية Peritreme ومن أنواع الفتحات التنفسية ما يأتي :- فتحة تنفسية بسيطة Simple spiracle فيها الثغر محاط بالصفيحة الحلقية والفتحة خاليةمن الشفاه كما في الخنفساء Dytiscus . فتحة تنفسية ذات شفتين : Bilipped spiracle وهاذ النوع موجود في الجراد حيث يحرس الفتحة مصراعان أو شفتان وفي بعض الحشراتكما في يرقات حرشفية الأجنحة نجد أن الشفتين مسجفتين بزواد متكررة التفرع . فتحة تنفسية ذات صفيحة غربالية : Sieve Plate spiracle وهذا النوع موجود في يرقات الجعل حيث تتكون الفتحة من صفيحة غربالية الشكل وثنية جلدية بارزة أو فقاعة Bulla محيطةب ها تقريبا . والفتحة الحقيقية تقع على حافة الفقاعة على هيئة شق مقوس . الفتحة التنفسية في ذات الجناحين الراقية spiracles of higher Diptera في هذه الحشرات الفتحة التفنسية الخلفية كما في يرقة الذباب المنزلي يوجد ثلاثة شقوق حبيبية الشكل بينما الفتحة الأمامية تتكون من عدد الزوائد الإصبعية الشكل يوجد بقمتها ثقوب .

جهاز غلق الفتحة التنفسية Closing apparatus of the spiracle قد تكون الثقوب التفنسية مفتوحة باستمرار ، ولكن في معظم الحشرات يكون لها جهاز غلق (شكلي 251 ، 252) ينظم قفل وفتح الثقوب ، فمثلا في الحشرات ذات الجناحين توجد عضلات دائرية للقفل ، وفي بعض الخنافس توجد على الفتحة شفتين كيتينيتين بينهما قطعة ثالثة مرتبطة بها بواسطة خيوط عضلية عندا نقباضها تقترب الشفتان من القطعة الوسطية وتقفل الفتحة ،و يحدث العكس عند ارتخاء العضلات وعلى كل فإن جهاز الغلق يختلف من شرة إلى أخرى وكذلك يختلف من الثغور الصدرية عنها في الثغور البطنية في الحشرة الواحدة .

القصبات والعصبيات الهوائية (شكل 253) : القصبات أنابيب مرنة مبطنة من الداخل بطبقة كيتينية تبرز في غلاظة حلزونية Taenidia وتعمل هذه الغلاظة على بقاء النابيب مفتوحة باستمرار .

ويحيط بالقصبات من الخارج خلايا طلائية ذات أنوية كبيرة ويحيط بهذه الخلايا غشاء قاعدي (شكل 254) .

وتتفرع القصبات الهوائية في جسم الحشرة إلى فروع أصغر فأصغر حتى تنتهي بفريعات دقيقة قد لايتجاوز قطرها ميكرون واحد وتعرف بالقصيبات وهي خالية من الغلاظة الحلزونية (شكل 255) وتتخلل خلايا الغدد اللعابية والعقد العصبية وتنتشر بين الألياف العضلية وعلى سطح القناة الهضمية وقنوات ملبيجي والغدد التناسلية والأجسام الدهنية . وتعرف الخلايا التي تنتهي فيها القصيبات بالخلايا التنفسية حيث يحدث تبادل الغازات .

تفرغات القصبة الهوائية : تتفرع القصبة الهوائية داخل جسم الحشرة تبعا لنظام معين وقد تكون على إحدى الصور الآتية : في بعض الحشرات تؤدي كل فتحة تنفسية إلى قصبة هوائية تتفرع مستقلة في الأعضاء الموجود بالحلقة التابعة لها . ولكن في معظم الحشرات تؤدي الفتحة التنفسية إلى قصبة أمامية وأخرى خلفية وتتصل القصبة الأمامية بالقصبة الخلفية التي أمامها وبذلك تكون قصبتان أو جذعان جانبيان طوليان Lateral tracheal trunks . وقد تتصل القصبتان الطوليتان بواسطة قصبة مستعرضة في كل حلقة من حلقات الجسم . قد يوجد على كل جانب قصبتان طوليتان أحدهما ف السطح الظهري والأخرى في السطح البطني (وذلك نتيجة تفرع الجذع الرئيسي الآتي من الفتحة التنفسية إلى فرعين ظهري وبطني ويتصل كل منهما بالفرعين الآتيين من الفتحة التنفسية المجاورة) ويصل بينهما (في كل جانب) أنبوبة عمودية علاوة على القصيبات العلويتان معا والسفليتان معا وبذا يكون الجهاز التنفسي كله شبكة واحدة .

وفي بعض الحشرات كالصرصور وبعض أنواع النمل الأبيض ينشأ زوج من القصبات العلوية (Dorsal tracheal trunk) وآخر من القصبات السفلية (Ventral tracheal trunk) يتصل كل منهما بالقصبات الجانبية بواسطة قصبات مستعرضة كما في (شكل 256 أ ، ب) وتخرج من القصبات العلوية فروع للقلب والعضلات العليا ، وتخرج من القصبات المستعرضة فروع للقناة الهضمية والغدد التناسلية ومن القصبات السفلية فروع الحبل العصبي والعضلات السفلية . وفي (Air sacs) تنتفخ عند امتلائها بالهواء وتعمل على تقليل كثافة الحشرة عند الطيران وتمكنها من الحصول على كمية كبيرة من الأكسيجين .

وهذه الأكياس توجد عادة في الحشرات التي تطير (شكل 256 ح) إنما الحشرات الأرضية فلا يوجد فهيا مثل هذه الأكياس . وفي النوع الواحد يختلف وجودها ، فمثلا توجد في ملكات النمل ولاتوجد في الشغالة (وشكل 257) يوضح الكيس الهوائي في ملكة النمل التجاري المصري : Camponotus maculates aegyptiacus .

أنواع الجهاز التنفسي : Types of Respiratory system كما ذكرنا أن عدد الفتحات التفنسية الموجودة في الحشرة عشرة أزواج وقد يقل العدد عن ذلك في الفئات المختلفة وقد تكون كل الفتحات التنفسية عاملة وقد يكون بعضها مغلق ، وعلى أساس تلك الاختلافات المورفولوجية يمكن تقسيم الأجهزة التنفسية إلى الفئات الآتية :- جهاز تنفسي كامل التهوية (حشرات ذات جهاز تنفسي مفتوح) : Holopneustic ويعتبر نوعا بدائيا ويوجد عشرة أزواج من الفتحات التفنسية العاملة زوجان في الصدر ، 8 أزواج على لاثمان حلقات البطنية الأولى كما في الصرصور والجراد . جهاز تنفسي ناقص التهوية Hemipneustic : وفي هذا النوع يقل عدد الفتحات العاملة عن النوع السابق ويمكن تقسيم هذا النوع إلى عدة أنواع أخرى حسب عدد ومكان الفتحات العاملة كالآتي :- ( 1 ) جهاز تنفسي حولهوائي : Peripneustic وفي هذا النوع يوجد 9 أزواج من الفتحات العاملة مرتبة في صفين على طول جانبي الجسم ويوجد زوج على الحلقة الصدرية الأولى ،( 2 ) وثمانية أزواج على الثمان حلقات البطنية الأولى كما في يرقات حرشفية الأجنحة . ( 3 ) جهاز تنفسي أمامي وخلفي التهوي : Amphipneustic ويوجد زوجان من الفتحات التفنسية العاملة فقط ،( 4 ) زوج في الحلقة الصدرية الأولى وزوج في الحلقة البطنية الأخيرة كما في يرقات الذباب المنزلي . ( 5 ) جهاز تنفسي أمامي التهوية : Propneustic ويوجد في هذا النموذج زوج واحد من الفتحات التنفسية العاملة فقط على الحلقة الصدرية الأمامية كما في عذارى البعوض . ( 6 ) جهاز خلفي التهوية : Metapneustic ويوجد في هذا النوع زوج من الفتحات التفنسية العاملة عند مؤخر البطن كما في يرقات البعوض . جهاز تنفسي عديم التهوية : Apneustic : في هذا النوع تكون جميع الفتحات التنفسية غير عاملة أو غير موجودة ويدخل الهواء إلى لاداخل جسم الحشرة بواسطة الإنتشار عن طريق الجلد كالولومولا أو بواسطة الخياشيم القصبية كما في حوريات الرعاش الكبير والصغير وذباب مايو أو الخياشيم الدموية كما في يرقات الهاموش .

الأحبال التنفسية : Stigmatic cords في كثير من يرقات الحشرات ذات الجهاز التنفسي ناقص التهوية وعديم التهوية الفروع الثغرية عبارة عن أشرطة رقيقة تعرف بالأحبال التنفسية وتمتد من القصبات الطولية الجابنية إلى نقط على الجليد قد تفتح فيها الفتحات التفنسية إذا كانت موجودة أو حيث توجد آثار ندبية الشكل × ووجود ههذ الأحبال يقدم دليلا لاستنتاج أن الجهاز التنفسي المقفول أو المقفول جزئيا مشتق من حالة سلفية كاملة التهوية وقد لوحظت الأحبال التنفسية في يرقات معظم رتب الحشرات .

التنفس (شكل 258) : تحدث عمليتا الشهيق والزفير نتيجة انقباض وارتخاء العضلات التي تربط الترجات بالإسترنات فعند انقباضها تقترب الترجات والإسترنات فتضغط القصبات وتطرد جزءا من هوائها وعند ارتخاء العضلات تبتعد الترجات عن الإسترنات فتتعدد القصبات ويندفع إلهيا الهواء ويساعد ذلك وجود جهاز الغلق إن كان موجودا .

وقد كان يظن أن نهاية القصيبات الهوائية تحتوي هواءا جويا وأن التنفس يحدث بانتشار هذا الهواء إلى الأنسجة وانشتار ثاني اكسيد الكربون من الأنسجة إلى داخل نهايات القصيبات بخاصية انتشار الغازات ، ولكن ثبت حديثا أن نهايات القصيبات تحتوي سائلا وأن جدارها الرقيق يسمح بانتشار السوائل خلاله . وند النشاط العضلي للحشرة يتحول الجليكوجين الموجود بها إلى حامض لبنيك (Lactic acid) فيحدث ذلك ارتفاع الضغط الأسموزي بهذه الأنسجة ينشأ عنه مرور السائل الموجود داخل القصيبات وبه الأكسيجين المذاب إليها ويحدث في القصيبات فراغ يحل محله الهواء . وبهذه الطريقة يصل الأكسيجين إلى الأنسجة . وعند الراحة يقل تكوين حامض اللبنيك فينخفض الضغط الأسموزي في العضلات ويمر السائل وبه ثاني أكسيد الكربون المذاب إلى داخل نهايات القصيبات مرة أخرى ويستمر كذلك إلى أن يحدث التوازن (انظر شكل 258) .

التنفس في الحشرات المائية : يحدث التنفس في الحشرات المائية بإحدى الطرق الآتية : 1- بواسطة الخياشيم : Gills هي عبارة عن أعضاء تنفسية خاصة توجد في أماكن معينة على الجسم وتوجد في الأطوار غير اليافعة لكثير من الشحرات المائية وهي عبارة عن نموات خارجية لجدار الجسم أو في بعض الحالات من جدار المستقيم وتكون متصلة بتكوين الجسم العام وتحتوي دما . والجليد الذي يغطي هذه الأعضاء يكون ريقيقا جدا ويسمح بمرور الأكسيجينإلى لاداخل بواسطة الإنتشار ويوجد نوعان من الخياشيم :- (أ) خياشيم قصبية : Tracheal gills (ب) خياشيم دموية : Blood gills

(أ) الخياشيم القصبية وهي زوائد خارجية مزودة بقصبات هوائية تنتشر خلالها الغازات . وقد توجد الخياشيم على جوانب الجسم كما في حواريات ذباب مايو (7 أزواج من الخياشيم الجانبية seven latered tracheal gills على الذيلية) (3 خياشيم ذيلية Three caudal tracheal gills الموجودة في الرعاش الصغير) أو تنشأ من نمو جدران المستقيم على شكل ثنيات تنتشر خلالها القصبات الهوائية ، وبذلك تكون مايعرف بالسلة الخيشومية كما في حورية الرعاش الكبير ويتجدد الماء داخل المستقيم بواسطة عضلات خاصة تطرد الماء وتدخله في فترات غير منتظمة .

وفي حالة البعوض يوجد أربع خياشيم إستية شرجية – Anal Tracheal gills في مؤخر الجسم ووظيفة هذه الخياشيم ثانوية إذ أنها تساعد على التنفس بجانب الفتحات التنفسية الموجودة في الممصات .

وتوجد خياشيم بطنية خيطية في معظم يرقات الحشرات شعرية الأجنحة وتبقى في أغلب عذارى هذه الحشرات . وفي بعض الأجناس تكون بعض اليرقات بدون الخياشيم إلا أن العذارى تكون مزودة بأعضاء خيشومية كاملة الترمين . وفي يرقات غمدية الأجنحة تكون الخياشيم القصبية خيطية الشكل وتوجد في فصائل قليلة . وفي حشرة Pelobius تكن بطنية وتوجد بقرب قاعدة كل زوج من الأرجل وعلى الحلقات البطنية الثلاثة الأولى . ويوجد في فصيلة Grinidae عشرة أزواج من خياشيم بطنية جانبية مسجفة بالشعر ، وفي حشرة Cnemidatus تأخذ شكل خيوط مستطيلة عديمة العقل تنشأ من السطح الظهري للصدر والبطن وفي حشرة Psephenus توجد خمسة أزواج منخياشيم بطنية سفلية ، وفي حشرة Psephenoides توجد خصلة منكمشة واحدة من الخياشيم الشرجية .

(ب) الخياشيم الدموية Blood gills : وهذه الخياشيم عبارة عن أنبوبة إصبعية الشكل ويعزى تسميتها إلى أنها تحتوي دما . ولاتوجد لهذه الخياشيم قصيبات هوائية كالخياشيم القصبية وقد توجد في كثير من اليرقات شعرية الأجنحة التي تعيش في الماء أي لايقتصر وجود هذه الخياشيم على الأنواع المائية فقط . وفي الحشرات ذات الجناحين (شكل 259) .

تكون هذه الخياشيم كاملة التكوين كما في يرقات الهاموش ويحمل بعضها زوجين من تلك الخياشيم على الحلقة قبل الأخيرة من الجسم علاوة على وجود خياشيم شرجية قصيرة . وتوجد أيضا خياشيم دموية قصيرة في يرقات Tipulid ، والأكياس المقلوبة للخارج في السمك الفضي تعتبر أيضا خياشيم دموية .

2- بواسطة ممصات (Sliphons) : بنهاية الماصت فتحتات يدخل منها الهواء إلى جسم الحشرة وذلك بأن تصعد الحشرة بالقرب من سطح الماء وتخرج الممص لتحصل على الهواء كما في يرقات وعذارى البعوض وتوجد هذه الممصات عند نهاية البطن كما في اليرقة أو في الصدر كما في العذراء . إذ أن طول اليرقة 3/4 سم بينما طول الممص 5 سم تقريبا (شكل 260) .

وفي بعض الحشرات لممصها القدرة على ثقب النباتات المائية والحصول على الأكسيجين المخون في الغرف الهوائية لتلك النباتات .

2- بواسطة حجز فقاقيع الهواء : وقد يكون ذلك بين الشعر كماف ي حشرة نوتوني نيكتا ((Notonecta أو بين الأجنحة الأمامية كما في بعض الخنافس المائية .

4- التنفس الجلدي : ويحدث في بعض اليرقات والعذارى المائية التي لايوجد لها فتحات تنفسية ، وفي هذه الحالة يحدث التنفس بانتشار الغازات خلال جلدها الرقيق .

التنفس في الحشرات المتطفلة : تتطفل بعض الحشرات على غيرها من الحشرات أو الحيوانات الأخرى والتطفل إما خارجي (أي على جسم العائل من الخارج) أو داخلي (أي داخل جسم العائل) . وفي النوع الأول ذو التطفل الخارجي فإن الحشرة تحصل على أكسيجين الهواء الجوي مباشرة من الجو المحيط بها .

وفي النوع والتطفل الداخلي تحصل الحشرة على الأكسيجين بإحدى الطرق الآتية :- بواسطة انشتار الغازات : حيث يكون جليد الطفيل (الكيتيني) رقيق جدا يسمح بأن يتسرب أ:سيجين دم العائل خلاله ويخرج ثاني اكسيد الكربون إليه . وبذا يحدث تبادل الغازات عن طريق الجليد الرقيق جدا . بعض الطفيليات يوجد في مؤخرة جسم اليرقة المتطفلة التي تعيش تحت جلد العائل فتحتان تنفسيتان تخرجهما إلى الخارج عن طريق ثقب تحدثه اليرقة في جلد عائلها وبذا تحصل على الأكسيجين الهوائي مباشرة كما في نغف البقر (شكل 261 أ) . بعض الطفيليات لها القدرة أيضا على تنفس الهواء الجوي مباشرة إلا أن الطريقة تختلف عن النوع السابق حيث لليرقة المتطفلة فتحتان تنفسيتان في آخر البطن المدبب طرفه الذي يثقب أحد القصبات الهوائية للعائل وتدخل فيها الفتحتين التنفسيتين للطفيل وبهذه الطريقة تتمكن اليرقات المتطفلة على الحصول على الهواء الجوي وذلك كما في يرقات فصيلة التاكينيدي Tachinidae وقد يبقى جزء من قصرة البيضة خارج جسم العائل حيث يوجد في ذلك الجزء فتحتي تنفس الطفيل وبذا يحصل على الهواء الجوي كما في حشرة Blastothrix (شكل 261 ب) .

الجهاز العصبي THE NERVOUS SYSTEM

الجهازالعصبي هو الجهاز الذي يمكن الحشرة (أو أي كائن حي) من تكييف نفسها بالبيئة التي تعيش فيها وهذا الجهاز متقدم في الحشرات ويتكون من : 

الجهاز العصبي المركزي Central nervous system الجهاز العصبي السمبتاوي Sympathatic nervous system الجهاز العصبي السطحي Peripheral nervous system

أولا : الجهاز العصبي المركزي The Central Nervous System يتكون الجهاز العصبي المركيز من سلسلة مزدوجة من العقد العصبية يربطها ببعضها أحبال عصبية طويلة تمتد من مقدم الجسم إلى مؤخره . ويوجد في الحشرة النموذجية زوج من العقد العصبية في كل حلقة من حلقات الجسم ، قد يلتحمان إلتحاما تاما بحيث يظهران كأنهما عقدة واحدة ويربط هذه العقد بعضها البعض الحبل (أو الوصلة) العصبي وقد يكون الحبلان منفصلان كما في الحشرات غير المجنحة (Apterygota) ومنها الحشرة Japex وهي نوع من السمك الفضي أو يكون الإنفصال واضحا في المنطقة الصدرية فقط وغير واضح في المنطقة البطنية كما في حشرات رتبة مستقيمة الأجنحة وغمدية الأجنحة (شكل 262) . وقد تندمج عقد الصدر كلها فبدلا من ثلاث عقد صدرية نجد عقدتان أو واحدة فقط وقد تندمج العقدة الصدرية الأولى مع العقدة الصدرية الأولى مع العقدة التحتمريئية . أو تندمج عقد البطن ، جزء منها أو كلها ، أو تندمج العقدة البطنية الأولى مع عقد الصدر (شكل 236) يوضح درجات مختلفة من الإندماج في كل من العقد الصدرية والبطنية لبعض الحشرات ذات الجناحين . ويتركب الجهاز العصبي المركزي من الأجزاء الآتية :

1- المخ The Brain (شكل 264) : ويوجد في تجويف الرأس فوق المريء وبذا يطلق عليه اسم العقدة الفوقمريئية Supraoesophageal ganglion ويتركب من اتحاد ثلاث أزواج من العقد العصبية هي : العقدة البصرية Optic lobe أو فص لامخ الأمامي Protocerebrum وتكون الجزء الأكبر من المخ وتخرج منها أعصاب للعيون البسيطة والعيون المركبة . عقد قرن الإستشعار Antennal lobe وفص المخ الثاني Deutocreebrum وتكون الجزء السفلي الأمامي من المخ وتخرج منها أعصاب قرون الاستشعار . عقد الشفة العليا Labral lobe أو فص المخ الثالث Tritocerebrum وتوجد أسفل العقد البصرية وتخرج منها أعصاب الشفة العليا .

والمخ هو مركز الحس وهو الذي يشرف على تعاون أجزاء الجسم بعضها ببعض ويشترك معا لعقد التحتمريئية في تنظيم حركة الجسم .

2- العقد التحتمريئية Suboesophageal ganglia (شكل 264) : وهما عقدتان متحدتان توجد في فراغ الرأس أيضا أسفل المريء وتتصل العقدة التحتمريئية بالمخ بواسطة مقرنان two commessures أو وصلتان two connectives يخرجان من المخ ويمتدان حول المريء ، وبذا يعرقان بالمقرنين (أ, الوصلتين) الحولمريئيين two Cercum oesophageal commersures وكالمخ فإن هذه العقد (كل واحد منها على كل جانب) تتركب من ثلاث عقد عصبية جنينية مندمجة وهي : عقدة الفك العلوي Mandibular ganglion ويخرج منها عصب الفك العلوي . عقدة الفك السفلي Maxillary ganglion ويخرج منها عصب للفك السفلي . عقدة الشفة السفلى Labial ganglion ويخرج منها عصب للشفة السفلى .

وبذلك تلاحظ أن العقدة التحتمريئية تتحكم في أجزاء الفم علاوة على خروج بعض الأعصاب منها لتغذية (تنبيه Innervates) اللسان والغدد اللعابية وأحيانا بعض العضلات الموجودة بالرقبة . (,شكل 264) يوضح المخ والعقدة التحتمريئية والأعصاب المتصلة بهما .

الحبل العصبي البطني Ventral nerve cord يتكون من سلسلة من العقد العصبية على أرضية الصدر والبطن متصلة ببعضها بأزواج من الموصلات Connectives الطولية تنشأ من الحافة الخلفية للعقدة التحتمريئية .

وتوجد الثلاث عقد الأولى في الصدر ، عقدة عصبية في كل حلقة صدرية وتعرف هذه العقد الثلاثة بالعقد الصدرية . Thoracic ganglia والعقد الباقية وتوجد في البطن وتكون العقد البطنية Abdomenal ganglia وتؤثر العقد الصدرية في أعضاء الحركة ، فكل عقدة تعطي زوجين من الأعصاب الرئيسية ، زوج إلى عضلات الحلقة بوجه عام ، والزوج الآخر يغذي عضلات الأرجل . ويوجد في عقدتي الصدر المتوسط والخلفي زوج إضافي من الأعصاب (أي يخرج من كل عقدة منهما 3 أزواج من الأعصاب) يؤثر في حركات الأجنحة .

والعقد البطنية مختلفة العدد ، ففي حشرة Machilis وفي كثير من الحشرات يوجد 8 عقد عصبية في البطن ، ولكن عادة يوجد عدد أقل من ذلك وغالبا ما تتحد العقد البطنية الأولى بعقدة الصدر الخلفي (كما ذكرناسابقا – أنظر شكل 263) كما أن العقدة البطنية الأخيرة مركبة دائما وتعتبر هذه العقدة كمركز عقدي متكون من التحام ثلاث عقد أولية على الأقل . ويخرج من كل عقدة بطنية زوج من الأعصاب الرئيسية لعضلات الحلقة الموجودة بها .

والأعضاب التي تخرج من المخ أو العقدة التحتمريئية أو الحبل البطني جميعها تتبع الجهاز العصبي المركزي وذلك للتفرقة بينها وبين الأعصاب الأخرى .

وظائف الجهاز العصبي المركزي : أجريت تجارب عديدة لتوضيح وظيفة كل جزءمن الجهاز العصبي المركزي وهذه نبذة مختصرة لمعرفة وظيفة كل من المخ والعقدة التحتمريئية والحبل العصبي البطني .

(أ) وظائف المخ : لاشك ان المخ هو مركز الحس الذي ينظم ويشرف على تعاون أجهزة الجسم بعضها ببعض . ولكن وظيفته كمركز للحركة محدودة ، وهو يشترك مع العقدة التحتمريئية في تنظيم حركة الجسم . ولقد أجريت تجارب طريفة عديدة على ذلك . فإذا قطعت رأس الحشرة كلها وفصلت عنب اقي الجسم فإن الحشرة تعيش مدة قصيرة ولكن إذا أزيل المخ فقط فإن الحشرة تعيش مدة طويلة ويمكنها أن تقوم بالوظائف المختلفة وتمارسها كأن تمشي وتطير ولكنها لاتهتدي إلى طعامها بنفسها حتى ولو كان الطعام قريبا منها ولكن إذا لامس الطعام أجزاء الفم تماما فإنها تبدأ في التهامه (وذلك بشرط أن تكون العقدة التحتمريئية سليمة) .

وفي فرس النبي إذا أزيل الخ فإن الحشرة لايمكنها أن تسير للخلف كالحشرة السليمة العادية . وفي أنثى حشرة Tipula (من ذات الجناحين) لاتضع البيض في المكان الغير مناسب ولكن إذا أزيل مخها فإنها تبدأ في وضع البيض فورا في أي مكان .

وفي أنثى فراشة دودة القز Bombyx mori أمكن بالضغط على مؤخر جسمها أن تضع البيض حتى قبل عملية السفاد ولكن في الحشرة العادية لايمكن الحصول على البيض بهذه الطريقة الميكانيكية حتى ولو كانت الأنثى ملقحة .

كما أن إزالة نصف المخ (أي إزالة جانب واحد) يجعل الحشرة تحس بالصوت من ناحية واحدة وهي الناحية السليمة كما أن الحشرة دائما تسير فيحركة دائرية حول نفسها ناحية الجانب السليم .

(ب) وظيفة العقدة التحتمريئية : كما ذكرنا أن العقدة التحتمريئية يخرج منها أعصاب تغذي أجزاء الفم وبذا نجد أنها مركز الحركة لأجزاء الفم . ولقد وجد أن لهذه العقدة تأثير محسوس على نشاط حركة جسم الحشرة . فإذا أزيلت هذه العقدة وترك المخ سليما فإن الحشرة تمارس نشاطها كالمعتاد ولكن العقد العصبية المسيطرة على جهاز الحركة وهي الأرجل تتأثر وتضعف وظيفتها . وفي حشرة فرس النبي إذا أزيل المخ وهذه العقدة التحتمريئية فإن الحشرة تتحرك ببطء شديد وتصبح كسولة . ولكن إذا أزيل المخ وحده بقيت هذه العقدة سليمة فإن الحشرة تتحرك بشدة لأي مؤثر خارجي وقد تتحرك مدة طويلة جدا ، أي تصبح غير ساكنة . ومن ذلك يتضح أن لهذه العقدة التحتمريئية أثر في تنشيط وتنظيم حركة الجسم إلى حد محدود . ولقد لوحظ مثل هذا الأثر في حشرات أخرى مثل Dixippus وفي كثير من يرقات حرئفية الأجنحة .

ولقد لوحظ أنه إذا أزيلت العقدة التحتمريئية في ذكر فرس النبي نجد أن الذكر يقوم بنشاطه الجنسي بسرعة عن الحشرة السليمة .

(ج) وظائف الحبل العصبي البطني : من دراستنا السابقة للحبل العصبي أن كل عقدة عصبية تمثل مركز الحس والحركة في الحلقة التي تشتمل على هذه العقدة . وبالطبع هذه العقدة وحلقاتها غير مستقلة تماما عن بقاي حلقات الجسم أو بمعنى آخر عن باقي الجهاز العصبي المركزي . والعقد الصدرية تخرج منها الأعصاب الخاصة بالأرجل والأجنحة والعقد البطنية تخرج مها الأعصاب الخاصة بتنبيه الجهاز الهضمي والفتحات التنفسية البطنية . والعقدة البطنية الأخيرة تنبه القناة الهضمية الخلفية والجهاز التناسلي في الحشرة . ولقد أجريت تجارب عديدة لمعرفة أثر إزالة عقد الصدر أو البطن أو مجموعة من هذه العقد ما يضيق المجال هنا لذكرها .

ثانيا : الجهاز السمبتاوي Sympathatic Nervous System وينقسم هذا الجهاز السمبتاوي إلى جزئين هما : (أ) الجهاز السمبتاوي المريئي Oesophageal S.N.S. (ب) الجهاز السبمتاوي البطني Ventral S.N.S.

(أ) الجهاز السمبتاوي المريئي (شكل 265) : يعرف هذا الجهاز بأسماء عدة منها الجهاز العصبي الأمامي Stomatogastric أو الأحشائي Visceral أو الحائر Vagus ، ولكن كثير من الكتاب يفضلون اسم الجهاز المريئي . وهذا الجهاز يتصل بالمخ مباشرة وينقسم إلى قسمين واضحين : 1- قسم فردي وسطي : Unpaired median division 2- قسم زوجي جانبي : Paired lateral division

1- القسم الفردي الوسطي : ويتركب أساسا من عقدة تقع فوق القناة الهضمية أمام المخ تعرف بالعقدة الجبهية Frontal ganglion وتصل هذه العقدة بالمخ عن طريقين : عصب فردي Unpaired verve يخرج من مقدمة المخ حتى هذه العقدة . عصب زوجي Paired nerve يخرج من قاعدة المخ عند الوصلة البينمريئية حتى العقدة الجبهية .

ويخرج من هذه العقدة الجبهة عدة أعصاب كالآتي : 1- عصب جبهي Frontal nerve ويخرج من الطرف الأمامي للعقدة الجبهية ويمتد حتى الدرقة حيث يتفرع فيها . 2- عصب بلعومي Pharyngeal nerve وهو زوج من الأعصاب (واحد على جانب) يمتد من العقدة الجبهية إلى الجزء السفلي من البلعوم . 3- العصب الراجع recurrent nerve وهو عصب فردي وسطي يخرج من الجزء الخلفي للعقدة الجبهية ويمتد للخلف مارا أسفل المخ ويقع بين الأورطي والمريء حيث ينتهي بعقدة عصبية تعرف بالعقدة المعدية .

1- العقدة المعدية Ventriculus ganglion تتصل هذه العقدةب العقدة الجبهية عن طريق العصب الراجع وهي تقع بين الأورطي والمريء ويخرج منها زوج من الأعصاب الأمامية Stomatogastric nerve يسيران مسافة قصيرة معا ثم ينفصلان كل إلى ناحية حيث يصل كل منهما إلى جانب القانصة .

2- القسم الزوجي الجانبي : ويختلف هذا القسم في الحشرات المختلفة . ففي يرقة Corydalus (شكل 265) يوجد عقد عصبية على جانبا لمريء كل منها متصل بالمخ بواسطة زوج من الأعصاب . وفي بعض الحشرات كالصرصور (شكل 266) يوجد زوج من العقد العصبية متصل بالعصب الراجع المتصل بالعقدة الجبهية .

وظيفة الجهاز العصبي السبمتاوي المريئي تشبه إلى حد كبير الجهاز السبمتاوي في الفقاريات حيث ينبه الدرقة وعضلات البلعوم والمريء والغدد اللعابية والمعي الأمامي والأورطي والقلب .

(ب) الجهاز السبمتاوي البطني (شكل 266) يتركب من حبل عصبي وسطي بين العقدة العصبية في الحبل البطني للجهاز العصبي المركزي . وفي نهاية كل عقدة عصبية من الحبل البطني يخرج فرعان جانبيان ينتهي كل فرع بجزء منتفخ يعرف بالعقدة السمبتاوية Sympathatic ganglion تقع بجوار الأعصاب التي تخرج من العقدة الصدرية أو البطنية ( الحبل العصبي البطني) ويخرج من تلك العقد السبمتاوية أعصاب لتنبيه حركة الفتحات التفنسية وغيرها الأجهزة الداخلية ، وينشأ من العقدة الأخيرة الأعصاب الحشوية التي تمتد إلى المعي الخلفي والجهاز التناسلي لتغذيته (لتنبيهه) .

ثالثا : الجهاز العصبي السطحي Perpheral Nervous System يتكون هذا الجهاز من شبكة رقيقة جدا من ألياف عصبية وخلايا عصبية عديدة الأقطاب Multipolar cells وذات القطبين Bipolar cells توجد في جدار الجسم أسفل البشرة الداخلية يتصل بعض زوائد الخلايا العصبية عديدة الأقطاب بزوائد الخلايا العصبية ذات القطبين التي تغذي امتداداتها النهائية الشعر الحساس (الزوائد الحسية المنتشرة على السطح العام للجسم – شكل 268) والألياف الكبيرة لهذه الشبكة مشنقة (امتدادات نهائية) من الأعصاب الزوجية للجهاز العصبي المركزي .

ومن الملاحظ أن الخلايا عديدة الأقطاب لاتتصل بالشعر (الشويكيات) الحسية لكنها متصلة بالخلايا ذات القطبين من ناحية والناحية الأخرى (العصب الآخر – أول القصب الآخر) امتداده هو الموجود في تلك الزوائد الحسية .

ونظرا لدقة ورقة هذا الجهاز العصبي فإنه لايظهر بالصبغات العادية عن طريق التحضير Technique العادي لكن يظهر بوضوح عندما يصبغ بصبغة Intravitam Methylen Blue التي لها القدرة على صبغ تلك الشبكة من الأعصاب بوضوح .

وظيفة الجهاز العصبي : كما ذكرنا أن المخ يعتبر المركز الرئيسي للإحساس وكذلك مركز التآزر الرئيسي في الجسم . ولكن مقدرته كمركز حركي محدودة ومختصة أساسا بحركات قرون الاستشعار ، وإزالة المخ تجعل الحشرة خاملة .

وتتحكم العقد التحتمريئية في حركات أجزاء الفم ويشمل الجهاز العصبي السمبتاوي ألياف عصبية حسية وحركية ، والعصب الراجع خلال العقدة الجبهية الوسطية يؤثر في حركات المعي الأمامي والمراكز المختلفة بالحركة توجد في العقد الصدرية وكل عقدة بطنية تعمل كمركز محلي Local يتحكم في الحركات التنفسية ويوجد أيضا في البطن مراكز عصبية التي تؤثر في وضع البيض .

أعضاء الحس في الحشرات Sensory Organs (شكل 269) الأنواع المختلفة لأعضاء الحس تتميز تبعا لطبيعة المنبهات المهيأة لاستقبالها فأعضاء اللمس تستجيب للمس البسيط بأشياء خارجية وأعضاء السمع تستجيب لحركة اهتزازية تحدث بواسطة موجات الصوت . وهذان النوعان من الأعضاء قد تعتبر كأعضاء حسية ميكانيكية . أما أعضاء الشم والذوق فتستجيب لمنبهات كيميائية وتتأثر إما من بعد أو باللمس المباشر وقد يشار إليها كأعضاء حسية كيميائية أما أعضاء الضوء فتستجيب لمؤثر ضوئي ويشمل العيون المركبة والبسيطة .

وكذلك تستجيب الحشرات لمؤثرات أخرى كالحرارة والرطوبة والمؤثرات الفسيولوجية كالجوع وغيره وتشمل أعضاء الحس الآتي : أولا : أعضاء المس والسمع : وهي أعضاء لمؤثرات ميكانيكية . ثانيا : أعضاء الشم والذوق : وهي أعضاء لمؤثرات كيميائية . ثالثا : العيون البسيطة والمركبة : وهي أعضاء لمؤثرات ضوئية أي الإبصار .

أولا : أعضاء الحس الميكانيكية : كما ذكرنا عالية أن أعضاء اللمس هي أبسط أنواع الحس الميكانيكية بينما أعضاء السمع أعقد تركيبا .

1- أعضاء اللمس : Touch Organs أعضاء اللمس في الحشرات يمكن أن تقسم على حسب نوع المؤثر The stimulus الموجود فهي إما : أعضاء بارزة عن سطح الجسم وتتأثر بلمسها . أعضاء تحت الجلد أو غير ظاهرة على السطح وتتأثر بالضغط عليها أو على الجليد (الكيوتيكل) . أعضاء تتأثر بالتوتر الداخلي للجسم tension within the body وبالتالي نجد أن المؤثر إما أن يكون من خارج الجسم exteroceptors أو ناشئ من داخل جسم الحشرة Proprioceptive . الشعر (الشويكات) الحساس Tactile spines or hairs (شكل 270) : من أهم أعضاء اللمس هو الشعر الموجود على أجزاء كثيرة من سطح جسم الحشرة وخاصة قرون الاستشعار والملامس الشفوية والقرون الشرجية . ويغذي (ينبه innervates) هذا الشعر أعصاب دقيقة . وتقوي حاسة اللمس كلما زاد عدد الشعر الحساس . ولقد ثبت أن الشعر الكثيف الموجود على قرون الاستشعار في بعض الحشرات تميز به التيارات الهوائية أثناء الطيران فإذا اقتربت الحشرة من جسم صلب في الحال ابتعدت عنه حى لاتصطدم به ، وهذه الخاصية ملحوظة في الذباب ، فإذا اقتربت يدمن ذبابة واقفة نجد أنها تطير عندما تقترب يدك منها لمسافة محدودة ، أما غذا كانت الذبابة في زجاجة وقربت يدك منها فإنها لالاتأثر .

ويمكن التفرقة بين الشعر الحساس وغير الحساس فالأول هو المتصل بالجهاز العصبي السطحي (شكل 270).

وبذا إذا وقع أي ضغط أو لمس أو أي مؤثر خارجي فإن الخلية ذات الحبل العصبي الرئيسي ينتقل إليها الإحساس عن طريق الأعصاب . بينما الشعر الغير حسي فإنه لايتصل بالجهاز العصبي السطحي .

ويعتبر بعض العلماء بأن الجهاز العصبي السطحي نظرا لانتشاره تحت سطح الجسم فإنه يستخدم كأداة حس داخلية تتأثر بتوتر العضلات التنفسية وخلافه .

وهناك أنواع أخرى عديدة تعرف بأسماء عدة من الشعيرات الحساسة منها الآتي :-

حبيبات ناقوسية (قبية) الشكل : (أشكال 271 ، 272) : Campaniform Sensilla هي أقراص صغيرة (عبارة عن أعضاء لمس) من الكيتين كل منها داخل قبو غشائي من سطح الجسم وتوجد على القرن الشرجي للحفار (كما في شكل 271) ، أو دبوس التوازن في الذباب (شكلي 272-273) ، أو في أرجل الصرصور وعلى أجنحة الحشرات حرشفية الأجنحة وتوجد كذلك في كثير من الحشرات المائية . ويعتقد كثير من العلماء بأن هذه الأجهزة الحساسة للمس مهمة جدا بالنسبة للحشرات المائية حيث تتأثر بضغط الماء وتموجاته . ومن (شكل 273) يتضح ان تلك الأقراص غير ظاهرة على سطح الجسم كالشعيرات .

وفي الصرصور توجد هذه الأقراص (كما في شكل 274) على الملامس وعلى الأرجل . فمثلا في حالة الرجل فإنها توجد على السطح الظهري للرسغ . وعندما يضع الصرصور رجله على الأرض فإن ضغطا يقع على هذه الأقراص وبالتالي يحدث حس . وفي حالة القمل Pediculus توجد هذه الأقراص بكثرة على المدور (القطعة الثانية في الرجل) وبالتالي تشعر بأي عائق يعترض القمل أثناء تعلقه بجسم عائله .

عضو التوازن : Organ of Equilibrium لاشك في أن وجود الأنواع المختلفة من الشعر أو الأقراص الحسية الموجودة في جسم الحشرة تساعدها على حفظ توازنها وخاصة في ذات الجناحين حيث تكثر الأقراص في دبوس التوازن ، كما ذكرنا وكذلك في مختلف الحشرات حيث تنتشر هذه الأعضاء الحسية على جميع أجزاء الجسم إلا أن بعض الحشرات المائية كيرقات Limnophila & Ptychoptera فإنه يوجد في آخر الجسم كيس به شعيرات حسية به حبيبات (شكل 275) كالنوع الموجود في الحيوانات القشرية (حوصلة التوازن في القشريات كالجنمبري) .

وهناك طريقة أخرى لحفظ التوازن كما في نصفيه الأجنحة حيث يكون الهواء الداخل في القصبة الهوائية هو المؤثر على حفظ التوازن حيث يمر في أخدود خاص به شعر حساس (كما في شكل 276) وهناك طرق أخرى عديدة لحفظ التوازن في الحشرات .

أعضاء السمع Hearing or Auditory organs يتأثر كثير من الحشرات بالتموجات الهوائية وبعض هذه التموجات قد لايدركها الإنسان كما أن بعض الأصوات الشديدة التي تؤثر على الإنسان لا أثر لها على الحشرات .

وقد تكون أعضاء السمع بسيطة توجد منفردة وغالبا في مجموعات صغيرة أو كبيرة تتحد معا لتكون عضوا معقد التركيب يعرف بالعضو الوتري Chordonotal organ (شكل 277) ويمكن تقسيم أعضاء السمع حسب تركيبها إلى ثلاثة أقسام رئيسية هي : أولا : أعضاء سمع بسيطة Simple Auditory Organs ثانيا : أعضاء طبلية (أذن ذات طبلة) Tympanal Organs ثالثا : عضو جونستون Johnston's Organs

أولا : أعضاء السمع البسيطة Simple Auditory Organs

يتركب عضو السمع البسيط من مجموعة أو مجموعات صغيرة حساسة تعرف بالحسيسات Sensula وكل واحد منها أي حسيسة Sensillum يتركب من خلية حسية واحدة أو أكثر تنتهي بعصب سمعي . وكل حسيسة تعرف باسم حامل العمود (العضو) السمعي Scolopophore والجزء الحساس الذي يمر فيه المؤثر الصوتي يعرف باسم العمود السمعي Scolopals (شكل 278 ، 279) .

ويوجد نوعان (شكل 280) من حامل العضو السمعي Scolopophore هما : (أ) حامل العضو السمعي الجلدي Integumental Scolopohore وفيه يتصل طرفه العصبي بجدار الجسم. (ب) حامل العضو السمعي التحتجلدي Subintegummental Scolopophore .

وفيه يكون طرفه العصبي سائب في تجويف الجسم وتوجد هذه الأعضاء في يرقات الحشرات حرشفية الأجنحة وغمدية الأجنحة وفي ذات الجانحين (انظر الشكل 277) على حلقات البطن الأمامية وفي الحشرات ودبوس التوازن (انظر شكل 273) . ووظيفة هذه الأعضاء السمعية تنظيم الحركة العضلية في الجسم بطريقة إيقاعية تبعا لحركة بعض الأعضاء كحركة الجناح . وكذلك تتحرك متأثرة بالتموجات الخارجية لعوامل الثقل خصوصا أثناء الطيران .

وإذا تجمعت هذه الأعضاء الحسية الخاصة بالسمع فإنها تكون الأعضاء الوترية وأبسطها الموجود في اليرقات كما في يرقات الهاموش (شكل 277) وقد تتحور هذه الأعضاء الوترية لتعطي الأعضاء الطبلية وأعضاء سمعية أخرى .

ثانيا : الأعضاء الطبلية The Hympanal Organs ذكرنا أن الأعضاء الحسية الخاصةب السمع إذا تجمعت فإنها تكون أعضاء وترية Chordonotal Organs وتتحور هذه الأعضاء الوترية لتعطي الأعضاء الطبلية والسمعية الأخرى . وسنناقش هنا نوعين من تلك الأعضاء الموجود في أفراد فصيلة الجراد قصير القرون (كالجراد الرحال والمصري ونطاط الأرز ونطاط البرسيم وخلافه) وآخر موجود في أفراد فصيلة النطاط طويل القرون Homoroeoryphus وفصيلة الحفار (كلب البحر Gryllotalpa) .

1- الأعضاء الطبلية في الجراد قصيل القرون Chordonotal Organs of Locust توجد أعضاء سمعية خاصة في فصيلة الجراد قصير القرون (Locust) Acrididae على كل جانب للحلقة البطنية الأولى (شكلي 281 ، 282) وتميز بسهولة لوجود غشاء متوتر خارجي يعرف بالطبلة Tympanum محاط بحلقة قرنية ويوجد مجموعة من حوامل أعمدة سمعية Scolopophores عديدة مكونة انتفاخا يعرف بعضو مولر Muller's Organ يقع على السطح الداخلي لكل طبلة ويكون نهاية للعصب السمعي ينشأ ، عقدة الصدر الأخيرة (العقدة الثالثة) . ويوجد زائدتان قرنيتان وحوصلة كمثرية الشكل مملوءة بسائل شفاف متصلة مع عضو مولر وهذه تستخدم لنقل الإهتزازات الطبلية إلى عضو السمع .

فعندما تتحرك الطبلة تتحرك الزائدتان ويتموج السائل الموجود داخل الحويصلة فينقل هذا التأثر إلى العقدة العصبية الخاصة بالسمع . وتوجد الفتحة التنفسية البطنية الأولى بالقرب من الحافة الأمامية للطبلة (انظر شكل 281 ، 282) ويخرج منها كيس هوائي يقع عل السطح السفلي للغشاء ، وينشأ كيسان هواتيان آخران في الحلقة البطنية من الجذع العصبي البطني ويقعان في الداخل بالقرب من الكيس الهوائي الأول . ووجود هذه الأكياس له أهمية في وضوح السمع (شكل 282) يوضح تركيب الطبلة بالتفصيل في الجراد Locust .

2- الأعضاء الطبلية في النطاط طويل القرون والحفار Chorodonotal Organs of Tettigoniidae and The Gry Llidae في فصيلة النطاط طويل القرون Tettigonidae (شكل 283) يوجد عادة زوج من الأعضاء الطبلية بالقرب من النهاية القريبة من الساق Tibia القطعة الرابعة من الرجل) لكن من الرجل الأمامية .

وشكل 285 – عبارة عن قطاع يوضح التركيب الداخلي للعضو الطبلي الذي يتركب من عضو وتري Chordonotal Organ معقد التركيب . ففي كل رجل يوجد ثلاثة أعضاء وترية على القصبة الهوائية للرجل ومحصورة بين الطبلتين الموجودتين في حفرتين صغيرتين على جدار ساق الرجل وهذه الأعضاء هي (انظر شكل 285) : العضو الفوق طبلي Supratympanal (subgenual) organ وهو على شكل مروحة وعو عقد عصبية نهايتها المتصلةب الطبلة عبارة عن حوامل الأعمدة السمعية Scolopophores ويتغذى (ينبه) هذه العقدة عصبان يقعان على جانبي الرجل . العضو المتوسط : Intermediate organ وهو يقع أسفل العضو الفوق طبلي مباشرة وأعلى العضو الذي يليه المعروف باسم العضو العرفي . وهو عبارة عن حوامل الأعمدة السمعية من النوع التحتجلدي (انظر شكل 279) حيث تكون نهايته العصبية سائبة في تجويف الرجل . العضو العرفي السمعي Crista acustica وهو يعرف أيضا بعضو سيولد Siebol's organ ويقع أسفل العضو المتسوط ويتركب أيضا من حوامل الأعمدة السمعية التحتجلدية كالعضو السابق (العضو المتوسط) . من الملاحظ أن قمة حوامل المعدة السمعية مرتبة بطريقة معينة على القصبة الهوائية بحيث تشبه العرف .

ونظرا لوجود هذه الأعضاء الوترية بهذا الترتيب حول القصبة الهوائية فإن أي ذبذبة في الهواء تشعر بها الحشرة .

وفي أجناس كثيرة تكون هذه الأعضاء الطبلية سهلة الملاحظة ولكن في البعض الآخر يلاحظ أن كل عضو سمعي مختفي تحت ثنية جدارية ويوجد في تجويف ويتصل هذا التجويف بالخارج بفتحة تشبه الشق (شكل 286) .

ثالثا عشو جونستون Johnston's Organs في كثير من الحشرات في قرون الاستشعار وخاصة العقلة الثانية (العزق Pedicel) عضو سمعي يعرف بعضو جونستون نسبة إلى كرستوفر جونستون Christopher Johnston الذي وصفه لأول مرة عام 1855 ، ووجود عضو جونستون لاينفي وجود أعضاء أخرى سمعية بسيطة أو معقدة . ولو نظرنا إلى قرن الاستشعار نجد أن العقلة الأولى (الأصل Scape) رغم أن بها العضلات الخاصة بتحريك قرن الاستشعار فهي غير متضخمة كالعقلة الثانية التي بها عضو جونستون (كما في شكل 287) . ويختلف هذا العضو من حشرة إلى أخرى ومن جنس لآخر (الذكر يختلف عن الأنثى) في نفس الحشرة وقدي كون عضو جونستون بسيط التركيب (شكل 288 أ) أو معقد التركيب (شكل 288 ب) .

ويتكون عضو جونستون من مجموعة كبيرة من حوامل الأعمدة السمعية Scolopophores (شكل 289) موزعة على شكل غمد حول عصب قرن الاستشعار وتتصل أطراف الخلايا من ناحية بالغشاء المفصلي من العزق والمقلة الأولى من الشمروخ Flallegum (الجزء الثالث من قرن الاستشعار) ويدل عليها من الخراج وجود النقر الواضحة في الغشاء المذكور وتتصل من الناحية الأخرى بعصب قرن الاستشعار بواسطة ألياف عصبية .

ويعتقد بعض العلماء بأن هذا العضو في ذكر البعوض هو أساسا لسمع طنين الأنثى عند التزوج ولكن وجد أن في بعض أنواع الهاموش (midges) أنه رغم وجود هذا العضو في الذكر إلا أن الأنثى هي التي تبحث عن الذكر للتزاوج وهذا مما دعى بعض العلماء للشك في وظيفة عضو جونستون كعضو سمع ولكن نظرا لوجود الوحدات الخاصة بالسمع (أي حوامل الأعمدة السمعية) فإن هذا العضو هو عضو سمع .

وظائف أعضاء السمع : في أنواع السمع البسيطة وفي الأعضاء الطبلية المختلفة السابق شرحها يعتقد أن الموجات الصوتية تصدم بجدار الجسم المغطىب ها وينتقل المؤثر إلى القصبات الحسية التي تستجيب لدرجة مماثلة إذا أنها سائبة وتهتز في السائل المحيط بها ومن المحتمل بواسطة تغيير التوتر بهذه الأعضاء الرباطية الشكل فإنها تستطيع أن تعمل معا لتحدث مدى كبيرا من الإهتزازات . ويرى إيجوز Eggers أن أعضاء المسع تعمل لتآزر حركات الزوائد والأجنحة وأيضا الحركات المختصة بالتنفس ونبضات القلب . وفي حالة الأعضاء الطبلية يلاحظ أن غشاء الطبلة يبقى في حالة توازن بواسطة ضغط الهواء الحادث على كل من الجانبين . والقصبات المتصلة بها تعمل كقناة استاكيوس في إذن الفقاريات .

وتسبب أمواج الصوت التي تصطدم بالطبلة اهتزازها وهذه الإهتزازات تنتقل إلى العصب المختص .

وحيث أن حوامل الأعمدة السمعية في العزف السمعي Crista acustica (الموجود في رجل النطاط طويل القرون – شكل 285) منحنية بعيدا عن الطبلة فالإهتزازات إما تؤثر على الهواء في القصبات أو السائل الموجود في الحجرة الأمامية للجرل . وفي الحالة الأولى تؤثر على حوامل الأعمدة السمعية تأثيرا غير مباشر . وفي فصيلة الجراد قصير القرون (شكل 282) الإهتزازات الطبلية تنتقل مباشرة إلى حوامل الأعمدة السمعية .

طرق إحداث الصوت في الحشرات Sound production or Musical organs of Insects لبعض الحشرات أعضاء خاصة بالصوت توجد عادة في الذكور وقلما توجد في الإناث . ويظن أن وظيفة الصوت هو جذب الجنسين لأداء عملية السفاد ، وقد يكون الصوت وسيلة للتفاهم ، ويحدث الصوت بواسطة : (أ) الدق : Tapping كما في خنفساء الخشب والنمل الأبيض الذي يحدث الصوت بدق الرأس على حوائط أنفاق عشه .

(ب) احتكاك جزء من الجسم بجزء آخر : Stredulating or rasping وذلك مثل احتكاك الجزء الأمامي للجناح الخلفي بالسطح السفلي للجناح الأمامي كما في صرصور الغيط وغيره من الحشرات حيث يوجد بها أعضاء خاصة تعرف بالمبرد File والوتر المحك (Scapper) توجد في الجناح (كما في شكل 290) أو باحتكاك الجزء الطرفي للجناح الأمامي (شكل 291) مع فخذ الرجل الخلفية التي تحمل زوائد تشبه الأوتار كما في الجراد Stenobothrus (شكل 292) . وفي بعض الحشرات الأخرى غير مستقيمة الأجنحة توجد أيضا أجهزة في بعض جسم الحشرة باحتكاكها ينتج عنا لصوت كما في بعض النمل Myrmica rubra حيث يكون المبرد في الحلقة البطنية الأولى والوتر في الحلقة الثانية (شكل 293) أو في بعض اليرقات مثل يرقة Passalus حيث أصبحت الرجل الصدرية الثالثة صغيرة بها أسنان (ونظرا لصغر تلك الرجل يظن أن لهذه اليرقة زوجين من الأرجل الصدرية فقط وهذا غير صحيح) عندما تحكها مع الوتر تحدث الصوت (كما في شكل 294) . بعض الخنافس يحدث الصوت نتيجة احتكاك أجزاء في الصدر فيحدث الصوت كما في فرقع لوز Agrypnus حيث تكون الزاويتان الخلفيتان لترجة الصدر الأمامي حادتان ، ويمتد نتوء من إسترنم للصدر الأمامي إلى الخلف يدخل في تجويف يوجد في إسترنم الصدر المتوسط وعندما ينزلق النتوء يدخل بقوة في التجويف وتصحبه تكتكة .

(ج) تذبذب الأجنحة : Vibration of Wings وذلك بتذبذب الجناح بسرعة وانتظام فيعطي أصواتا خاصا . وسرعة الجناح في الذبابة حوالي 300 مرة في لاثانية وفي النحل حوالي 440 مرة .

(د) تذبذب أغشية تشبه الطبلة vibration of certain Membranous areas يوجد زوج من الأغشية محدب من الخارج على قاعدة البطن تحركها عضلة خاصة متصلة بسطحها الداخلي وبانقباض وانبساط هذه العضلة فجأة يحدث الصوت كما في السيكادا Cicada .

(هـ) تذبذب أغشية خاصة في القصبات الهوائية Vibration of membranous parts in the Trachea: خروج الهواء بسرعةمن القصبات الهوائية يحدث صوتا أو صغيرا مسموعا كما في ملكات النحل ، والذباب Calliphora .

(و) وقد يحدث الصوت بواسطة ضربات الجسم بانقباض عضلاته المختلفة .

ومن الملاحظ أن أكثر الحشرات التي تصدر الصوت هي التي تتبع رتبة مستقيمة الأجنحة وأقلها رتبة حرشفية الأجنحة (الفراشات وابى الدقيق) وكما ذكرنا أن الذكر هو الذي يحدث الصوت غالبا وإذا وجدت الأعضاء التي تحدث الصوت في كل من الجنسين فإن وظيفتها قد تكون للتحذير وقت الخطر ، ولقد لاحظ بعض العلماء أن إحداث الصوت يزداد بارتفاع درجة الحرارة حتى أن بعضهم تمكنمن وضع معادلة يمكن بواسطتها معرفة درجةالحرارة إذا عرف عدد النداءات في الدقيقة .

ولقد حاول بعض العلماء وضع أسس موسيقية للأصوات التي تحدثها الحشرات أي وضع نوتة موسيقية ووضع رموز مختلفة كربع التون وغيهرا من الرموز الموسيقية ولقد ذكر Scudder أن الحفار Gryllotapla borealls يصدر صوت مثل gru or greeu يتكرر باستمرار لمدة تختلف وقد تستمر ثلاث دقائق مستمرة .

بينما النطاط طويل القرون Cyrtophyllus يصدر الصوت على هيئة xr xr xr ... وهكذا .

ولاشك أن صوت الحفار والنطاط مألوف لدى معظم أهل الريف فعندما يحل الظلام تبدأ في إصدار الصوت وعندما يبدأ فرد يتبعه باقي المجموعة لمدة ثم ينقطع الصوت فترة ثم يبدأ مرة أخرى وإذا وجدت أكثر من مجموعة فإن كل واحدة ترد على الأخرى بالتبادل كأنها كورس لها .

ثانيا : أعضاء الحس الكيميائية Chemical Sense Organs تتركب هذه الأعضاء أساسا من خلايا حسية (متصلة بعصب) وأخرى غدية (glandular) وتقوم هذه الخلية الغدية بإفراز سائل يملأ فراغ العضو الحسي ويخرج هذا السائل على السطح الخارجي للعضو إما بالرشح أو عن طريق ثقوب دقيقة جدا وتذوب الأجزاء المتسامية من المواد ذات الرائحة في هذا السائل أو تكون معه مركبات أخرى تؤثر في عصب الحس الكيماوي .

وتنقسم الحواس الكيميائية إلى حاستي الشم والتذوق : 1- أعضاء الشم Smell Organs تو أعضاء الشم عادة على قرون الاستشعار أو على الملامس الفكية أو القرون الشرجية وهي إما أن تكون :- شعيرات ذات جدار رقيق على سطح قرون الاستشعار تتصل كل منها بخلية حساسة ذات أنبوبة كثيرة . أغشية رقيقة مستديرة أو طويلة توجد على قرون الاستشعار . حفر صغيرة توجد بقاعدتها خلايا حساسة تخرج منها شعيرات صغيرة متجهة إلى الخارج . تجويف على سطحه الداخلي شعيرات كثيرة رقيقة يتصل كل منها بخلية حساسة .

وأعضاء الشم تتركز دائما على الملامس الفكية كما في أبى الدقيق (شكل 295) وقرن الاستشعار كما في كثير من الحشرات ولقد قامت أبحاث كثيرة . لتوضيح ذلك منها أن الصرصور يتجه ناحية قطعة من الجبن وإذا تغير موضعها فإنه يتجه ناحية المكان الجديد . وكذلك في حالة الفعل Haematopinus فإنه يحرك قرن استشعاره تجاه مصدر الرائحة وبذا نجد أنه يفرق بين الإصبع وقضيب زجاجي درجة حرارته مساوية لدرجة حرارة الجسم ، كما أن الذبابة يمكنها أن تجد الورث (لتطير الأمونيا منه) لتضع البيض عليه بواسطة قرون الاستشعار (شكل 296) وأمثلة أخرى كثيرة .

وأعضاء الشم تكثر في الذكور عنها في الإناث وقد ذكر فوجل Vogel أنه يوجد على قرن استشعار ذكر نحل العسل نحو 30.000 من هذه الأعضاء وفي الشغالة نحو 6.000 وي الملكات بين 2.000-3.000 عضو فقط (شكل 297) .

وأعضاء الشم في النحل Honey bee درست بتفاصيل كثيرة جدا أو مثيرة في نفس الوقت . وأمكن استنتاج الأنواع التي يفضلها النحل والتي أمكن تدريبه علهيا من المواد الطيارة ووجد أنها حوالي 43 مادة .وكذلك وجود أن للنحلة القدرة على تمييز نوع معين من الرائحة بين أنواع أخرى لاتفضلها أو غير مدربة عليها . والنحل أقدر من الإنسان في التفرقة بين أنواع الروائح والتمييز ومعرفة إذا كانت نقية أو مخلوطة بمواد أخرى . ولقد لوحظ أنه لو قطع قرن الاستشعار فإن شغالة النحل لا يمكنها تمييز أي رائحة منا لتي دربت علهيا .

ولعلك لاحظت أن يرقة (دودة) القز تتجه ناحية ورق التوت الذي تربى عليه أي أن الروائح لها أهمية كبرى في حياة الحشرات حيث بها تستدل على طعامها او خلافه ، ويرقة Anosia إذا فصلت عن طعامها بشبكة سلك فإنها تتحركب استمرار ومتى إزيلت هذه الشبكة فإنها تتجه فورا تجاه الطعام وتستقر عليه دون إبداء أي حركة .

كما أن كثير من ذكور الحشرات يتجه ناحية أنثاه عن طريق الرائحة التي تفرزها الأنثى والتي يستدل عليها الذكر دون خطأ وذلك كما في الفراشات وخلافه . ولقد أمكن استغلال هذه الظاهرة في مقاومة بعض الآفات وذلك بعمل مصائد تحتوي على مواد جذابة (تفضلها الحشرة المراد مقاومتها) يوضح بها مبيدات وهذه طريقة اقتصادية سهلة ، قليلة النفقات كما يحدث في مقاومة ذباب الفاكهة .

2- أعضاء التذوق Taste Organs : توجد هذه الأعضاء على أجزاء الفم عادة وقد تكون على شكل شعيرات صغيرة تخرج كل واحدة منه من حفرة أو تكون على شكل تجاويف صغيرة تخرج من قاعدة كل منها شعيرة أو زوائد صغيرة . وقد توجد هذه الحفرة على الرسغ كما في بعض أنواع الذباب والفراشات أو على الشفتين (في أجزاء الفم) في الذباب المنزلي (انظر تركيب أجزاء الفم الإسفنجي شكل 201) أو على الملامس الفكية أو الشفية .

ويمكن أن تجري بنفسك تجربة بسيطة وسهلة لمعرفة هذه الأعضاء الحسية فلو أحضرت حشرة أبى الدقيق (مثل أبى الدقيق الكرنب مثلا) أو ذبابة (ذباب منزلي) وألصقت بظهرها (في الصدر) ساق رفيعة (من مقشة مثلا) بمادة لاصقة بحيث إذا أمسكت هذه الساق فإن الحشرة ترفرف أجنحتها أي أنها حرة الحركة . ثم أغمس قطعةمن القطن على قضيب زجاجي رفيع أو سلك رفيع في ماء مقطر واجعل الحشرة عليها بأرجلها عدة مرات (وذلك بتقريبها نحو الأرجل) وبذلك تغسل الأرجل (وخاصة المخالب والرسغ) واترك الحشرة عدة دقائق حتى يجف الماء من على أرجلها . ثم اغمس قطعة أخرى من القطن (ملفوفة على سكل أو قضيب زجاجي نظيف) في محلول سكري وقربهامن رجل الحشرة . لاحظ أنه عندما تلامس الحشرة المحلول السكري بأرجلها فإن خرطومهاينفرد بسرعة . ويمكنك تغيير قوة المحلول وعمل تجارب عدة وطريفة . ولعلك لاحظت ذلك في الذباب عندما تترك كوبا زجاجيا به مادة سكرية أو أي أثر مادة سكرية وتقف عليه الذبابة فإن خرطومها ينفرد . فالذي حدث هو وجود شعيرات حساسة للذوق موجودة برجل الحشرة فعندما تقف على المادة السكرية أو تلامسها تحس بها الشعيرات وينتقل المؤثر إلى أجزاءا لفم لكي تنفرد لتمتص تلك المادة السكرية وكذلك الحال بالنسبة للفراشات وأبى الدقيق عندما تقف على الزهور فإنها تحس بالمادة السكرية فتفرد خرطومها .

وفي التجربة التي ذكرناها سابقا والتي أجريتها بنفسك على عدة محاليل يمكنك معرفة التركيز الللازم الذي إذا لامسته الحشرة ينفرد خرطومها فورا وبالطبع التركيزات القليلة لاتؤثر على الشعيرات الحساسة حيث أن الحشرة تشعر بأن كمية المادة السكرية غير كافة وبذلك لاينفرد خرطومها . ومما هو جدير بالذكر إنه إذا عوملت الحشرة بمبيدات مثل ال د.د.ت والميثوكسيكلور Methoxyehor) وغيرها من المبيدات التي تنتمي إلى نفس المجموعة) فإن درجة إحساسها للمواد السكرية تزيد بحوالي 3-7 مرات على الحشرة العادية أي أن المبيد ساعد الحشرة على أن تكون حساسة لتركيزات أقل (كانت لاتتأثر بها) بمقدار 3-7 مرة وذلك على حسب نوع المبيد ونوع الموادة السكرية (وبالطبع هذه نتائج غير متوقعة) .

ولكن ليست كل المواد تزيد من حساسية الحشرة للمبيدات فمثلا المبيدات الفوسفورية مثل المالاثيون Malathion ، والباراثيون Parathion (وغيرها من نفس المجموعة) لا اثر لها على زيادة حساسية الذبابة للمواد السكرية .

حاسة التذوق في نحل العسل : كما في حالة الشم في نحل العسل أجريت تجارب عدة وطريفة أياض لمعرفة المواد التي يفضلها النحل والتي أمكن تدريبه عليها . ولقد اتضح أن النحل حساس لكلوريد الصوديوم (ملح الطعام) عن الإنسان كما أنه يفضل محلول مخفف من كلوريد الصوديوم أو كلوريد الأمونيوم عن الماء المقطر . وكثير من المواد السكرية نجد أن النحل لايتذوقها مثل سكر البنتوز (كالأرابينوز) والسكر الكحولي (كالمانيتول – mannitol) وكثير من المواد السكرية العادية (السكر الأحادي والثنائي والثلاثي) mono, di and trisaccharides من بين 34 مادة سكرية يحس بتسعة منها فقط كما أن كل المواد السكرية الصناعية مثل السكارين لا يتذوقها النحل بينما مادة مثل acerylsaccbarose المرة المذاق للإنسان نجد أنها مقبولة عند النحل .

وقد تختلف درجة حساسية الذوق عند مجموعة من نوع واحد منا لحشرات فمثلا النمل Formica و Lasius يختلف كل منهما لمادة سكرية واحدة .

من الملاحظ أن حاسة الشم والذوق متشابهتان في الوظيفة على أساس أن في كليهما لابد أن تذوق أجزاء المادة الطيارة في سائل العضو الخاص حتى يمكن الإحساس بها . ولكن لوحظ أن حاسة الشم تتأثر بالمواد عن بعد (من مسافة بعيدة تختلف من حشرة لأخرى) بينما حاسة الذوق تتأثر بلمس المواد مباشرة (أي لابد من أن تلامس المادة عضو الذوق وذلك بخلاف الشم) وفي الحشرات يصعب أيحانا التفرقة بين الحاستين فقرون الاستشعار مثلا تستعمل لفحص المواد الطيارة عن بعد وعن طريق اللمس المباشر وهذا مما يدعو بعض الكتاب بالاعتقاد بأن الحس (أي قرون الاستشعار في المثال السابق) تقوم بالوظيفتين معا . وعلى كل ، فوجود أعضاء خاصة حول الم وعلى لاغشاء المبطن لسقف الحلق في الحشرات ذات الفم القارض وعلى البلعوم في حرشفية الأجنحة (في الفم الماص) وعلى الشفيتين (في الفم الإسفنجي) وعلىس قف قناة البلعوم في نصفية الجنحة يؤكد أنها أعضاء تذوق .

ثالثا أعضاء الإبصار Organs of Sight

أعضاء الإبصار في الحشرات هي الأعين وهي نوعان : العيون البسيطة Simple eyes or ocelli العيون المركبة Compound or facetted eyes

ويوجد النوعان عادة في الحشرة الواحدة كما في الجراد الصحراوي وقد يوجد نوع واحد كما في الصرصور إذ يوجد به عيون مركبة فقط . وغالبا العيون البسيطة تكون غير موجودة في الحشرات اليافعة . كما أن العيون المركبة تكون غير موجودة في اليرقات عادة . وأعضاء الإبصار (من أي نوع) تكون غير موجودة في اليرقات التي تعيش في الأماكن البعيدة عن الضوء (في الأماكن المظلمة) وفي الحشرات الكاملة تكون إما غير موجودة أو تظهر حالات مختلفة من الإنحلال كماف ي حشرات لاكهوف وفي أنواع مختلفة تعيش في عشوش النمل الأبيض والنمل العادي . وأيضا غير موجودة أو منحلة كما في كثير من القمل وبعض الحشرات المتطفلة وفي الأفراد العقيمة لمعظم النمل الأبيض وفي شغالة بعض النمل .

العين البسيطة The Ocellus تقسم العيون البسيطة إلى نوعين هما :- عيون بسيطة ظهرية (أولية) dorsal (primary) ocelli وهي موجودة في الحشرات اليافعة والحوريات . عيون بسيطة جانبية (متحورة) Lateral (adaptive) ocelli وهي العيون التي توجد في معظم اليرقات .

(أ) العيون البسيطة Dorsal ocelli يوجد عادة ثلاثة عيون بسيطة موضوعة علىشكل مثلث تحمل على الجبهة (شكل 298) كما في الحشرات مطبقة الأجنحة . وفي بعض الحشرات الأخرى (كما في شكل 299) توجد العين البسيطة الوسطية على الجبهة بينما توجد العينان الأخريان في التدريز الذي يوجد بين الجبهة وقمة الرأس وفي حشرات الرتب الراقية توجد عادة العيون البسيطة على قمة الرأس .

وتغذي (تنبه Innervate) العيون البسيطة الظهرية بأعصاب من فصوص (العيون البسيطة) التي توجد في المخ الأمامي Protocerebrum وتظهر العيون البسيطة الوسطية دليلا على أصلها الزوجي حيث أن جذر العصب الذي يغذيها مزدوج بينما الجذور العصبية للعيون البسيطة الأخرى فردية . وفي بعض الحشرات مثل الرعاشات تظهر العيون البسيطة الوسطية تركيبا ذو تماثل جانبي لايوجد في العيون الأخرى .

تركيب العين البسيطة (شكل 300) : تختلف العيون البسيطة الظهرية كثيرا في التركيب في الفئات المختلفة من الحشرات ولكن يوجد بها بعض مميزات عامة ويمكن تمييز الأجزاء الآتية بها : (أ) القرنية : Cornea عبارة عن الجزء المقوس إلى أعلى من الجليد الذي يكون الغطاء الخارجي للعين البسيطة وفي هذه المنطقة يكون الجليد أكثر شفافية من أي مكان آخر ويصبح عادة سميكا ليكون جسما كرويا يسمى العدسة Lens .

(ب) الطبقة مكونة القرنية : Corneagen layer

هذه الطبقة متصلة مباشرة بالبشرة الداخلية hypodermis (الطبقة الخلوية) ولكن تختلف في أنها متكونة من خلايا عديمة اللون شفافة تفرز وتعطي دعامة للعدسة . وفي بعض الحشرات تستطيل خلاياها وتتجمع مع بعضها لتكون الجسم الزجاجي Vitreous body الذي يكمل العدسة في تأدية وظيفتها . 

(ج) الشبكية : Retina هي الطبقة الخلوية الثانية بعد بشرة القرنية . وتتكون الشبكية من خلايا بصرية Visual cells (شكل 301) ويتصل كل منها مباشرة بنهاية ليفة عصبية لعصب العين البسيطة . وتتجمع الخلايا البصرية مع بعضها في مجموعات ثنائية أو ثلاثية أو أكثر من الخلايا . وتسمى كل مجموعة بالشبكية Retinula التي تحيط بمحور بصري طولي Optic rod or rhabdom ويمتد المحور البصري بطول الإلتحامات الداخلية للخلايا المكونة للشبكية ويختلف في الشكل تبعا لعدد الخلايا الموجودة . (د) خلايا صبغية : Pigment cells في بعض العيون البسيطة توجد خلايا إضافية accessory cells محملة بصبغة تقع بين الشبكيات Retinulae وقد توجد الصبغة في داخل الخلايا البصرية نفسها . وفي العيون البسيطة الكثيرة الصبغية نجد أن حافة الصبغة والأطراف القرنية للخلايا البصرية تكون مغلقة بطبقة كثيفة مكونة القزحية iris يتخللها ألياف من عصب العين البسيطة .

وجدير بالذكر أن في ذبابة مايو العيون البسيطة تختلف عن هذا الوصف العام حيث تتقوس القرنية ولكنها تكون غير سميكة وتكون طبقة بشرة القرنية رقيقة أيضا ويقع تحتها كتلة من الخلايا تكون ما يشبه العدسة كما يفصل بين هذه العدسة وبين الشبكية خلايا عمادية طويلة .

(ب) العين البسيطة الجانبية أوالمتحورة The Lateral or Adaptive Ocellus العيون الجانبية ، ماعدا قليل جدا ، عبارة عن العيون الموجودة في يرقات الحشرات فقط . وكما يدل الإسم فإنها توجد على جانب الرأس (شكل 302) حيث يشكلان مواضع مماثلة لأماكن العيون المركبة في الحشرات البالغة . وقد حدى ذلك بأن اعتبر بعض العلماء بأن هذه العيون هي نواة تكون العيون المركبة في الحشرات البالغة . وعدد هذه العيون مختلف ودائما غير ثابت في نفس النوع . وقد توجد عين واحدة على كل جانب بينما في حشرات أخرى قد يصل العدد إلى ستة أو سبع عيون أو أكثر على جانبي الرأس .

وتختلف هذه العيون أساسا من النوع السابق (العيون البسيطة الظهرية) في أنها تزود بأعصاب من النصوص البصرية للمخ كما أنها معقدة التركيب وهناك أيضا كثيرا من أوجه الخلاف بين النوعين من هذه العيون البسيطة فمثلا في بعض الحشرات نجد أن العيون الجانبية عبارة عن أعضاء بسيطة جدا تشبه العيون الظهرية بينما في البعض الآخر قد تكون عبارة عن مجموعات من خلايا حسية قليلة .

وعدم وجود عيون مركبة في معظم اليرقات تقريبا يعزي إلى تأخر نمو هذه الأعضاء في طور العذراء وتحتل أماكنها العيون الجانبية التي تعتبر كأعضاء مكتسبة تعمل أثناء الأطوار اليرقية .

العين المركبة The Compound Eye الظاهرة الرئيسية المميزة للعيون المركبة عنها في العيون البسيطة هي أن قرنية الأولى مقسمة إلى عدد من السطحيات Facets المنفصلة بينما يوجد سطيح واحد في العيون البسيطة وتتركب العيون المركبة من تجمع عناصر بصرية منفصلة تعرف بالوحدات البصرية أو العوينات Ommatidia . وكل عوينة Ommatidium تقابل سطيح واحد للقرنية ومتصل بكل منها عصب متصل بالفص البصري (وبذا تشبه العيون البسيطة الجانبية مثيلاتها المركبة في هذا الشأن) .

ويختلف عدد وشكل السطيحات في العين المركبة من حشرة لأخرى . ففي بعض الحشرات كل عيون مركبة عبارة عن سطيح واحد كما في شغالة النمل Ponera punctatis.ima بينما في نوع أخر من النمل يتراوح العدد بين 100 إلى 600 سطيح في الشغالة ومن 200-830 سطيح في الإناث (الملكات) وبين 400-1.200 سطيح في الذكور . وفي ذبابة Anusea تتكون العين من حوالي 400 سطيح . وفي بعض حرشفية الأجنحة تتكونمن 1.200 إلى 1.700 وفي الرعاشات بين 10.000-28.000 وأكثر . وفي معظم الحشرات تكون تلك السطيحات سداسية الشكل مرصوصة بجانب بعضها البعض ولكن إذا كانت متساوية على كل مساحة العين كما في ذكر ذبابة مسرى فإنهاك بيرة على الأجزاء الأمامية والعلوية للعين وأصغر في باقي العين وتختلف كذلك في عيون الحشرات النهارية عنها في عيون الحشرات الليلية .

تركيب وحدة بصرية (عوينة) Structure of an Ommatidium يختلف تركيب العوينات (الوحدات البصرية) في الحشرات المختلفة ولكن في جميع الحالات ، هذا الاختلاف يكون عبارة عن تحورات لنوع عام هو املوجود في حشرة Machilis وتتركب الوحدة البصرية (شكل 303) من الآتي :-

أ- القرنية Cornea : هي الجزء الشفاف من الجليد (الكيوتيكل) مكونا السطيح أو العدسة Lens وتكون غالبا محدبة الوجهين biconvex وتسقط القرنية عدد انسلاخ الحشرة تماما كأي جزء من الجليد في الحشرة .

ب- الطبقة مكونة القرنية (بشرة القرنية) : Corneagen layer or Corneal hypodermis هي الجزء من البشرة الذي يقع أسفل القرنية والذي يفرزها وبذلك تسمى ببشرة القرنية أو الطبقة مكونة القرنية . وتكون من خليتين وهذه الخلايا قد تكون واضحة كما في حشرة Machilis وقد تختزل هذه الخلايا في بعض الحشرات وبذلك لاتظهر عند دراسة تركيب العوينة وفي هذه الحالات التي تكون فيها هذه الخلايا غائبة تقوم أطراف المنطقة التي تليها وهي الأطراف الخارجية لخلايا المخروط البللوري بإفراز القرنية .

ج- خلايا بالمخروط البللوري : Crystalline cone cells وهي تقع أسفل الخلايا مكونة القرنية أو أسفل القرنية مباشرة في حالة غياب الطبقة السابقة (كما ذكرنا) وهي أربع خلايا تظهر في القطاع المستعرض ولكنها تظهر في القطاع الطولي كخليتين (انظر الشكل 303) وتفرز هذه الخلايا جسما شفافا يعرف بالمخروط البللوري Crystalline cone .

د- خلايا القزحية الإبتدائية Primary iris cells هي ستة خلايا ذات صبغة كثيفة مرتبة في دائرة صغيرة تحيط بخلايا المخروط البللوري والطبقة مكونة القرنية (انظر شكل 303) ولهذه الخلايا أهمية في أنها تكون بمثابة ستارة تفصل بين كل وحدة بصرية وأخرى وبذا تمتع دخول الضوء في الوحدة المجاورة وهذه الخلايا (كما تظهر في القطاع المستعرض شكل 303) تشترك مع الوحدات البصرية الخرى أي أن كل وحدة بصرية لايختص بها ستة خلايا قزحية منفصلة عن خلايا قزحية الوحدة المجاورة بل تشترك خلايا هذه الوحدة مع الوحدات المجاورة .

هـ - الشبكية : Retinula هي تكون الجزء القاعدي للعوينة وتتكون عادة من مجموعة مكونة من سبع خلايا بصرية صبغية (تعرف أيضا بالخلايا البصرية Visual cells) حيث تتصل كل خلية بليفة عصبية . وتفرز هذه الخلايا معا لمحور البصري rhabdom داخليا ، وجزء المحور البصري المتكون من خلية واحدة يعرف باسم القطعةالمحورية البصرية rhabdomere (ومجموع هذه القطع المحورية البصرية هي التي تكون المحور البصري) ويعتقد أن كل قطعة محورية بصرية تظهر تركيبا ليفيا دقيقا للغاية ، وتمر الليفيات مستقيمة خلال الخلية وتبرز كليفة عصبية واحدة . ومن الملاحظ أن المحور البصري يكون المحور المركزي للشبكية الذي يلامس نهاية المخروط البللوري .

و- خلايا القزحية الثانوية Secondary iris cells هي خلايا صبغية مستطيلة تحيط بخلايا القزحية الإبتدائية والشبكية وتفصل الوحدة البصرية عن جارتها . وتعرف أيضا هذه الخلايا باسم الخلايا الصبغية المساعدة . accessory pigmented cells

وتستقر الأطراف القريبة للعوينات على غشاء قاعدي يمر في ثقوبه الألياف العصبية من الشبكيات . وغالبا من قصبات رقيقة ، وعندما تدخل العين تصبح مرتبة وموازية للمحاور الطولية للعوينات . وتحيط الألياف العصبية (التي تسمى بالألياف الخلف شبكية Post – retinal العوينات بالممر (المجرى Tract) الخارجي للقص البصري للمخ .

كيف يحدث الإبصار في الحشرات أولا : في العيون البسيطة

عيون الحشرات تقنسم إلى جزئين مختلفين تركيبا وعلميا ، حيث تكون العدسة القرنية والخلايا الزجاجية الجزء الإنكساري Diopteric portion للعين بينما تكون الشبكيات مع المحاور البصرية الشبكية ما يعرف بالجزء المدرك Percipient portion علاوة على الخلايا الملونة .

والعيون البسيطة الظهرية مبنية على تصميم يشبه تقريبا تصميم عين الإنسان أكثر من العين المركبة في المفصليات . ونظرا لعدم وجود قوة تكييف في الطبقة الإنكسارية ، ولأن العدسة محدبة الوجهين ، فإن الإبصار في العيون البسيطة يكون قاصرا على تمييز الأشياء القريبة جدا . ويدل العدد الصغير للعناصر البصرية على صورة غير واضحة أو غير محدودة . وهذه الصورة تكون مقلوبة Inverted image ولقد ذكر Plateau وآخرين أن يرقات حرشفية الأجنحة لاتدرك الأشياء على بعد أكثر من 1-2 سم ، ويعتقد Lubbock و Forel وغيرهم أن العيون البسيطة للحشرات غشائية الأجنحة الإجتماعية تستعمل عندما تكون هذه الحشرات في الظلام أو داخل عشوشها . وتدل التجارب العلمية على أن لعيون البسيطة تستعمل للتمييز بين الضوء والظلام وتستطي نقل صورة غير واضحة Course image للأشياء القريبة جدا .

ثانيا الإبصار في العيون المركبة يحدث الإبصار في العيون المركبة أيضا نتيجة تداخل ثلاث عوامل رئيسية في تركيب العين المركبة هي : الجهاز الإنكساري Dioptric apparatus ويتركب من القرنية والمخروط البللوري . الجزء المدرك Percipient portion وهو الشبكية وخاصة المحور البصري . الغلاف الحبيبي (الصبغي) Envelope of pigments وهو خلايا القزحية الإبتدائية والثانوية وخلايا الشبكية .

وهناك عدة نظريات لتفسير كيف يحدث الإبصار في الحشرات أهمها وأكثرها قبولا هي النظرية التي وضعها مولر Muller والتي أطلق عليها نظرية الموزايك Mosaic Theory .

نظرية الموزايك : فكرة نظرية الموازيك مبنية على أن العين المركبة في الحشرات تشبه عدد كبير من الأنابيب الشفافة ، تمثل كل منها وحدة بصرية ، ومغطاة بلون أسود من الخارج وموضوعة بحيث يكون محور كل منها موازيا للآخر ولابد أن تكون الأشعة التي تخترق أي أنبوبة منها موازيا لمحورها أما الأشعة المائلة فتقع على الجوانب ويمتصها اللون الأسود . وبمقارنة ذلك بما يحدث في العين نجد أنه عندما يمر الضوء في الجهاز الإنكساري (القرنية والمخروط البللوري) فإن الضوء يمر في القرنية خلال حدود وزاوية معينة ومنها ينفذ إلى الجزء الثاني وهو الجزء المدرك (المحور البصري) وهو ضيق جدا . أما الأشعة التي تسقط على الغلاف الحبيبي أو أي جزء خلاف المحور البصري فإنها تمتص ، ومن المحور البصري ينفذ الضوء إلى العصب البصري . من ذلك نلاحظ أن القرنية يمر خلالها الضوء بكمية معينة وبزاوية معينة حتى يصل إلى قمة المخروط البللوري ومنها إلى المحور البصري وأي شعاع لايمر في المخروط البللوري فإنه لايصل إلى المحور البصري وبالتالي لايتأثر العصب البصري وبذا نجد أن العصب البصري يستقبل نقطة لاصورة ، ولهذا نجد أن الصورة التي تتكون في الشبكية وتستقبل على العصب البصري على هيئة الموازيك . ويتجمع النقط جميعها وتغطي صورة واحدة وهذه الصورة معتدلة أي غير مقلوبة (كما في شكل 304) .

والعيون المركبة مهيأة لإدراك حركة الأشياء لدرجة أن حركة الشيء الصغير جدا يمكن تسجيلها مباشرة على الصورة الموازيكية المستقبلة على الشبكية التي قد تتغير فجأة في جزء أو أكثر من أجزائها . وتتوقف درجة التغير على حجم وبعد الشيء المرئي وكذلك عدد الوحدات البصرية المتأثرة مثل هذه الحركة تنطبع بسرعة على مخ الحشرة وهكذا تستجيب الحشرة بالتالي ، ومن الممكن الإقتراب من الحشرة تدريجيا بحيث يحدث التغيير في الوضع دون أن تلاحظ الحشرة وذلك لو حدث الإقتراب بطريقة معينة .

مما سق يتضح أن وضوح المرئيات في الحشرات يعتمد على عاملين : أولهما : عدد الوحدات البصرية وليس حجمها حيث أن الصورة التي تستقبل بواسطة عدد كبير من الوحدات البصرية تكون أوضح وأدق في التفاصيل عن العدد القليل رغم كبر حجمها ، وثانيهما ، درجة الإنعزال degree of isolation بين كل وحدة بصرية وأخرى أي كمية وتوزيع الحبيبات الملونة في كل وحدة بصرية .

وفي الحشرات ذات العيون المركبة تختلف درجة توزيع هذه الحبيبات وبذا تختلف درجة الإنعزال . ويمكنالتمييز بين نوعين من العيون المركبة هما : النوع الأول : هو العين النهارية أي التي تبصر بالنهار ولاترى بالليل . النوع الثاني : هو العيون الليلية أي التي تبصر في الظلام أكثر منها في الضوء أي التي ترى بالليل ولاترى بدقة بالنهار .

وهناك نوع آخر يجمع النوعين السابقين أي لتلك العيون القدرة على الرؤية في كل من النهار والليل . وبذلك يعرف بالعيون الليلية – النهارية وإليك نبذة مختصرة عن كل نوع .

العيون النهارية Day eyes لهذه العيون المركبة القدرة على الرؤية بوضوح في الضوء القوي أو بالنهار حيث أنها ملائمة تماما لذلك . ومن الملاحظ في هذه العيون أن الغلاف الحبيبي (الخلايا الملونة في كلا من القزحية الإبتدائية والثانوية وغيرها) يحيط تماما بكل وحدة بصرية لدرجة أن الضوء الذي يسقط على القرنية ومنه إلى المخروط البللوري هو الذي يسقط على أي مكان آخر فإنه يمتص بواسطة الغلاف الحبيبي . والصورة التي تتكون في العيون النهارية هي صورة واضحة تتكون نتيجة تجمع عدد كبير من نقط صغيرة بجوار بعضها البعض وبذا أطلق Exner علىهذا النوعمن الصور اسم المتراكبة apposed image (شكل 305 أ) .

العيون الليلية Night eyes في هذه العيون نجد أن الغلاف الحبيبي الذي يحيط بالوحدات البصرية غير كامل وبذا يمكن للضوء الذي يقع على عدة قرنيات (عدسات) أني صل إلى محور بصري واحد (شكل 305) وبذلك نجد النقط المتجمعة لاتكون بجوار بعضها البعض ولكنها تكون نقط فوق بعضها . وذلك لأنها نافذة من عدة قرنيات على محور واحد . ولقد عرف Exner هذه الصورة بأنها صورة خادعة Super imposed image (شكل 305 ب) وذلك للتفرقة بينها وبين الصورة المتكونة في العيون النهارية ومن الملاحظ أن لهذه العيون القدرة على استقبال الأشعة من أي اتجاه وليس من اتجاه معين كما في العيون النهارية . وهذه العيون ملائمة للرؤية في الضوء الخافت .

العيون النهارية الليلية Day night eyes من الملاحظ أن كثيرا منا لحشرات لها القدرة على الرؤية بالنهار وبالليل . وبدراسة تركيب هذه العيون اتضح أنلحبيباتها الملونة المغلفة لكل وحدة بصرية القدرة على التحرك على حسب كمية وشدة الضوء . فمثلا لو أخذنا حشرة لها هذا النوع من العيون وتركناها في الضوء الكامل مدة ، ثم نقتلها بسرعة وبعمل تحضيرات ميكروسكوبية (قطاعات في العين) اتضح أنها تشبه النوع الموجود في العيون النهارية . ولو أخذنا حشرة أخرى من نفس النوع وتركت مدة في الظلام ثم تقتل بسرعة وبعل في عيونها شرائح ميكروسكوبية ، بنفس الطريقة التي اتبعت في الحشرة السابقة ، وعند فحص تركيب هذه العيون نجد أنها تشبه العيون الليلية في التركيب (انظر أي مرجع لمعرفة طرق قتل الحشرات وعمل قطاعات في أنسجتها لفحصها) (شكل 306) يوضح تحضيرات الحشرات Colymbetes الأول منها (أ) يشبه العيون الليلية والآخر (ب) يماثل العيون النهارية . ففي (أ) لاحظ أن الحبيبات الملونة قد تحركت لأعلى وأحاطت بالمخروط البللوري وليس بالمحور البصري وبذا يمكن لأي شعاع ضوئي يمر من أي وحدة بصرية مجاور (انظر الشكل 305 ب) أن يقع على المحاور البصرية الأخرى أي تتكون صورةمن النوع الخداع (الصورة الخيالية Superimposed image) تماما كالعيون الليلية . وفي (ب) لاحظ أن الغلاف الحبيبي الملون يحيط بالحور البصري بحيث لايصل إليه أي شعاع ضوئي إلا الآتي من القرنية الخاصة به في وحدته البصرية وأي شعاع ضوئي يسقط من أي قرنية اخرى يمتص فورا بواسطة الغلاف الحبيبي الملون المنتشر على الوحدة البصرية (انظر شكل 305 أ) وبذلك تتكون صورة متراكبة (apposed image) كالعيون النهارية تماما .

العيون المقسمة Divided eyes في كثير من الحشرات نجد أن كل عين مركبة مقسمة إلى جزئين أحدهما عين نهارية (تبصر في الضوء القوي فقط) والأخرى ليلية (تبصر في الضوء الخافت) وهذه العيون ليست كالنوع السابق شرحه من العيون النهارية الليلية حيث فيها كل وحدة بصرية هي التي تكيف نفسها على حسب شدة وكمية الضوء الموجود ، لكن في هذه العيون المقسم نجد أن جزء منها خاص بالرؤية النهارية وجزء آخر خاص بالرؤية الليلية (أو في الضوء الخافت) . ويمكن التمييز بين الجزئين من شكل وعدد السطحيات القرنية facits of comea حيث ف يالجزء الخاص بالرؤية النهارية نجد أن عدد السطحيات كثير وحجمها صغير ، بينما في الجزء الخاص بالرؤية ليلا نجد أن السطحيات كبيرة الحجم لاستقبال أكبر كمية من الضوء وعدده قليل .

وفي الرعاشات لايوجد حد فاصل بين النوعين في العين الواحدة بل لو نظرت للعين لاتوجد فرق في سطحيات قرنيتها ولكن لو دققت النظر فيها بعدسة مكبرة لوجدت جزء من سطحيات واسعة وهذا هو الجزء الخاصب الرؤية في الليل أو الضوء الخافت ، والجزء الآخر سطحيات قرينتها ضيقة وهذا هو الجزء الخاص بالرؤية نهارا .

وفي حشرة Blepharocera نجد أنه لايوجد حد فاصل بين النصفين في العين الواحدة حيث يوجد خط رقيق ليس به أي سطحيات قرنية إطلاقا والسطحيات على أحد جانبي الخط من النوع الخاص بالرؤية نهارا (لأن عددها كبير وحجمها صغير) والجانب الآخر خاص بالرؤية ليلا (لأن عددها أقل وحجمها كبير) .

وفي حشرة Cloeon (نوع من رتبة ذباب مايو) كما في (شكل 307) نجد أن العيون الليلية محمولة علىحامل في مستوى أعلىمن العيون النهارية وبذا يظهر لأول وهلة أن للحشرة زوجين من العيون المركبة ولكن في الحقيقة فإن لهذه الحشرة زوج واحد فقط من العيون المركبة إلا أن كل عين عبارة عن نصفين أحدهما المحمول على حامل والنصف الآخر في مستوى الرأس كما في شكل (307) .

في كثير من الحيوانات نجد أن لعيونها بريق لامع بالليل ، ويظهر ذلك بوضوح في القطط . وفي الحشرات كالفراشات التي تنجذب للضوء وكذلك للعيون البسيطة للحشرات نجد هذا البريق اللامع . والجزء الذي يعكس الضوء في العين بحيث تظهر هذا البريق (التلألؤ) يعرف باسم Tapetum ووظيفة هذا البريق هو تقوية الضوء الخافت بانعكاسه مرة أخرى على الشبكية بعد سقوطه على Tapetum (وشكل 308) قطاع في عين بسيطة يوضح موقع هذا الجزء المتلألئ .

ويختلف تركيب هذا الجزء في الحيوانات المختلفة فهو ألياف متشابكة في القطط ، وفي العنكبوت عبارة عن خلايا خاصة في الشبكية ، بينما في الحشرات عبارة عن كتلة من قصيبات هوائية دقيقة تحيط بالشبكية في كل وحدة من الوحدات البصرية .

جهاز ضبط الصورة : من دراستنا السابقة لتركيب العين نجد أنها ثابتة أي أنها ليست كعين الإنسان مثلا تكيف البعد البؤري للمرئي . ولكن في بعض الحشرات وجد أن لها جهاز لضبط تكوين الصورة وذلك لوجود عضلات خاصة لتحريك القرنيات لتزيد أو تقلل من تحدبها بناء على موضع الجسم المرئي كما في (شكل 309) . وبذا تحاول الحشرة أن تضبط البعد البؤري .

ويوجد هذا الجهاز في بعض الرعاشات وكذلك في بعض أنواع النمل مثل Formica rufa ولكن لوحظ أنه إذا حجبت إحدى العينين عن الرؤيثة (مثلا بوضع مادة سوداء علهيا لحجبها عن الرؤية . ويمكن عمل ذلك بسهولة) فإن العين الأخرى المبصرة لايمكنها أن تحدث أي تغيير في تحدب عدستها تبعا لبعدها البؤري .

ولقد لوحظ أن لقرن الاستشعار في بعض الحشرات أثر في معرفة مكان الشيء المرئي بدقة (ولو أن ذلك يتبع العيون) فقط لوحظ أن حورية حشرة Agrion تفقط القدرة علىمكان المرئي بعد نزع قرون استشعارها ولكن بعد 14 يوما وجد أن أصبحت قادرة تماما على تكييف عينيها تبعا لبعد المرئي كالحوريات السليمة تماما .

تمييز الألوان في الحشرات : لكثير من الحشرات القدرة على التمييز بين الألوان مثل الأزرق والأصغر وخاصة الحشرات التي تزور الزهور فمثلا حشرة Argynnis وجد أنها تزور الزهور ذات اللون الأزرق اللامع وتبتعد عن الزهور ذات اللون الأزرق البنفسجي مثلا . كما أن حشرات أبى الدقيق يمكنها تمييز الذكر من الأنثى عن طريق لون جناحه وقت التزاوج . والنحلة تعرف اللون الأزرق أو البرتقالي ، ولقد لوحظ أن شغالة النحل تزور الزهور التي لها هذه الألوان – رغم عدم وجود رحيق بها . ولقد قام Von Frisch بتجارب عديدة جدا وطريفة لمعرفة ما هي الألوان التي يميزها النحل (ومازالت مدرسته تجري أبحاثا في هذا الصدد وتنشر لنا كل يوم ماهو جديد) ولقد وجد أن النحلة يمكنها أن تفرق بين اللون الأصفر والأزرق من بين جميع الألوان الأخرى الموجودة كما أمكن معرفة مناطق الطيف التي يميزها النحل ، ووجد أنها أربعة مناطق أمكن للشغالة أن تميزها .

كما أن النحل يتأثر باللون الأحمر لايستجيب له لكنه يستجيب للأشعة الفوق بنفسجية . ولقد لوحظ أنالنحل يزور زهرة Papaver ذات اللون الأحمر فكيف يحدث ذلك ؟ . وبعد دراسات عدة ذكر Lutz أن كثيرا من الزهور تعكس الأشعة فوق بنفسجية . وهذا مايفسر زيارة النحل لهذه الزهور (الحمراء) ، أي أنها تستجيب للأشعة الفوق بنفسجية وليس للون الأحمر . وللتأكد من ذلك ، وجد أن النحلة تزور طبق زجاجي أسود يشع أشعة فوق بنفسجية .

وفي فراشة أبى دقيق الخبيزة Vanessa لوحظ أن الحشرة تزور بكثرة الزهور ذات اللون الأزرق البنفسجي واللون الأصفر المحمر بينما لاتزور الزهور ذات اللون الأخضر أو الأخضر المصفر .

وفي بعض الحشرات نجد أنها عمياء بالنسبة للألوان (لديهما عمى ألوان Colour blind) ولايمكنها تمييز أي لون فهيا مثل حشرة Dixippus والبقة Troilus ووجد كذلك أن بعض الحشرات يمكنها التعرف على لون واحد كالأصفر وعندها عمى ألوان لباقي الألوان .

في هذه الحشرات التي تميز لون واحد فقط معرفة أي جزء من العين هو الحساس باللون فبالدراسة الواسعة لحشرة Notonecta مثلا أمكن تحديد أن الجزء الظهري الخلفي من العيون المركبة هو الذي يحسب اللون بينماب اقي أجزاء العين عندها عمى ألوان Colour blind .

وعلى كل فلقد استغل الإنسان الضوء في مقاومة الشحرات الضارة بواسطة عمل مصائد ضوئية ليلية فتجذب إلهيا الحشرات وتسقط في وعاء مملوء بالماء أو بزيت البرافين أو تصعق بتيار كهربائي .

الإحساس بالحرارة والرطوبة في الحشرات

لاشك أن الحشرات لها القدرة على التأثير بالحرارة والرطوبة ولايمكن أن نغفل أهمية هذين المؤثرين في الحشرات وسنورد موجز لكل حاسة منها .

حاسة الحرارة Temperature Sense كل الحشرات حساسة لدرجات الحرارة العالية وتحاول تجنبها باستمرار . ولقد وجد في النطاط والجراد أن هذه الحساسية منتشرة على الجسم ولكنها متمركزة في قرون الاستشعار والرسغ ووسائده الرجل الخلفية . وغذا نزعت آخر عقلة من قرن استشعار حشرة Pyrrhocoris أو حشرة Lygaeus فإنها لاتتجنب درجة الحرارة العالية كالحشرة السليمة , وفي الحشرات التي تتغذى على امتصاص الدم تتأثر بدرجات الحرارة بدقة بالغة (وكذلك الرائحة كما ذكرنا سابقا) كما في الحشرات الأنوفيلس وقمل الإنسان Pediculus و قمل المواشي Haematopinus تحرك قرن استشعارها باستمرار تجاه قضيب زجاجي ساخن ولكن إذا تحرك أمامها إصبع إنسان وقضيب ساخن فإنها تتحرك وتتجه ناحية إصبع الإنسان (لوجود رائحة كذلك) . ولقد وجد أن بق الفراش Cimex يتجه ناحية قضيب زجاجي درجة حرارته مرتفعة درجة واحدة مئوية عن الوسط الموجود فيه .

ولكل حشرة درجة حرارة مثلى لكي تعيش فيها وهذا مايفسر انتقال قمل الجسم من الشخص المريض (بالتيفوس) ذو درجة الحرارة العالية إلى الشخص العادي (لأن درجة حرارته 37م) وهذا مايساعد على انشتارا لمرض حيث أن القمل يفضل درجة حرارة حوالي 37-38م . وليس هناك في كثير من الحشرات ما يوضح أن الحرارة جزء حساس خاص بها بل تكون الزوائد الحسية التي تتأثر بالمؤثرات الأخرى (كالشم أو التذوق أو خلافه) . هي نفسها تكون حسية للحرارة أيضا .

حاسة الرطوبة Humidity Sense لاشك في أن كثير من الحشرات تختار مكانها الذي تستريح أو تعيش فيه بناء على درجة رطوبة مناسبة لها ، فبعضها يبحث باستمرار عن أماكن ذات رطوبة عالية والبعض الآخر يبحث عن أماكن جافة .

حشرة النحل وذباب الإسطبلات Stomoxys وحشرة Lyperosia يمكنها اكتشاف الماء عن بعد ، وتتجه ناحيته . ربما يكون ذلك لوجود زوائد حسية في قرن الاستشعار . ولكن بالتأكيد اتضح أن الزوائد الحسية الخاصةب الرطوبة في حشرة Phormia موجودة في قرن استشعارها وبالتحديد العقلة الأخيرة منه ، فإذا نزعت تلك العقلة النهائية فإن الحشرات تستجيب للضوء أو التذوق لكنها لاتستجيب لدرجة الرطوبة أو الشم . كما أن حشرة الدرسوفيلا المنزع قرن استشعارها لاتتجه ناحية الجو ذو الرطوبة العالية بينما الحشرة العادية السليمة تفضل أن تعيش في جو عالي من الرطوبة يصل نسبة الرطوبة فيه إلى 90% .

كما أن حساسية الحشرة لدرجات الرطوبة تختلف باختلاف نسبة الرطوبة فمثلا في نوع بعوض الكيولكس هو Culex fatigans تتجنب الحشرة درجة الرطوبة 95% وفي هذا الجو نجد أن الحشرة حساسة لدرجة أنها تفرق بين درجتي رطوبة الفرق بينها 1% فقط بينما إذا وضعت الحشرة في درجة رطوبة منخفضة (40%) فإنها لاتستجيب إطلاا لأي فرق ، وفي حشرة Agriotes نجد أن لها القدرة على تفرق بين درجتي رطوبة 100% ، 99.5% وتفضل أن تعيش في الرطوبة الأعلى أي 100% عن 99.5% .

والأجزاء الحساسة التي تتأثر بالرطوبة منتشرة غالبا على قرون الاستشعار (شكل 310) والملامس الفكية ، والشفوية . وفي قرن استشعار قمل الإنسان Pediculus (شكل 310) أمكن معرفة الجزء الخاص بالإحساس بالرطوبة وهو عبارة عن أربع خصلات four tuft organs يحمل كل منها أربع زوائد رفيعة (310 ج) .

أعضاء منشطة : في الحشرات يوجد عدد من الأعضاء الحسية لها القدرة على تنشيط وتنبيه الجهاز العصبي المركزي . وتعتبر العيون البسيطة في الحشرات اليافعة من الأعضاء المنشطة لتأثرها بالضوء . كما يعمل دبوسا للتوازن في رتبة ذات الجناحين (كالذباب والبعوض والهاموش..) تبعا لتحركها وتأرجحها أثناء الطيران على إحداث مؤثرات في أعضاء الشم وأعضاء السمع الموجودة في قاعدتيهما . ويقال أن هذه المؤثرات ضرورية لبقاء الحركة العضلية أثناء الطيران ، وربما كان لها وظائف أخرى .

أعضاء حسية غير معروف وظيفتها Sense Organs of Unknown Functions

بالإضافة إلى ما ذكر سابقا من الجهاز العصبي بأنواعه المختلفة فإنه يوجد عدد من الأعضاء الحسية التي لم يعرف وظيفتها بالضبط ويقوم كثير من العلماء بمحاولة الكشف عن وظيفة تلك الزوائد الحسية وليس مجالنا هنا الآن كشف هذه المحاولات .

الجهاز العضلي THE MUSCULAR SYSTEM

معظم عضلات الحشرات شفافة بيضاء اللون أو رمادية . وقد تأخذ عضلات الأجنحة اللون الأصفر أو البرتقالي أو البني . وجميع العضلات مخططة تخطيطا مستعرضا واضحا سواء كانت إرادية أو غير إدارية .

وفي العضلات الإرادية يتصل أحد طرفي العضلة ثابت من الهيكل يعرض بأصل العضلة (Origin) ويتصل بالطرف الآخر بالجزء الذي تحركه العضلة ويسمى موضع الاتصال (insertion) ويكون اصتال العضلة إما مباشرا بالأصل أو موضع الاتصال ، أو غير مباشرة عن طريق أحبال كيتينية تعرف بالأوتار tendons ، وعدد العضلات كبير جدا في الحشرات ومعظمها مزدوجة نظرا للتماثل الجانبي في الحشرات .

وتسمى العضلات عادة بانلسبة إلى أصلها أو موضع اتصالها أو إلى وظيفتها وأهم العضلات في الحشرة النموذجية هي : 1- عضلات البطن Abdominal muscles عضلات طولية : وهي إما ترجية أو استرنية إذ تنشأ من الترجة أو الاسترنة وتتصل بالجزء المقابل ي الحلقة التي تليها (اتصالها ومنشؤها في الثنيات بين الحلقات في الترجة أو الاسترنة) . وبانقباض عضلات الترجه تتقوس البطن إلى أعلى وبانقباض عضلات الاسترنة تنحني البطن إلى أسفل وبانقباضها معا يقصر البطن وتتداخل عقله . عضلات ظهرية بطنية Dorso – ventral muscles هي عضلات ترجية استرنية تنشأ من الترجة وتتصل بالاسترنة في نفس الحلقة وتساعد في عملية الشهيق والزفير بانبساطها وانقباضها . عضلات بللورية Pleural muscles وهي تنشأمن الترجة أو الاسترنة وتتصل بالبللورا وهي تساعد أيضا في عملية التنفس وقد تقوم بقفل وفتح الثغور . وهناك عضلات أخرى محركة لأعضاء التناسل الخارجية والقرون الشرجية .

2- عضلات الصدر Thoracic muscles

عضلات طولية : وهي كما في البطن ترجية أو استرنية . عضلات ظهرية بطنية : وهي ترجيبة استرنية كماف ي البطن .وهناك أيضا عضلات ترجية رجلية تنشأ من الترجة وتتصل بقاعدة إحدى الأرجل وهي إما ترجية حرقفية أو ترجية مدورية أو ترجية فخدية حسب الجزء الذي تتصل به من الرجل . عضلات بللورية : وهي أربعة أنواع بللورية رجلية وبللورية ترجية وبللورية استرنية واسترنية رجلية ، وتختص من جهة بحركة الأرجل ومن جهة أخرى برفع أو خفض الترجات مما يؤدي إلى حركة الأجنحة إلى أعلى وإلى أسفل . عضلات الأرجل : وتوجد داخل عقل الأرجل وتشمل قابضات وباسطات الأفخاذ والسيقان والرسغ والمخالب .

3- عضلات الرأس Cephalic muscles عضلات العنق : وتنشأ من الصدر الأمامي أو من العنق وتتصل بالهيكل الداخلي للرأس وتعمل على حركة الرأس ومنها عضلات قابضة وباسطة مقربة ومبعدة ورافعة وخافضة . عضلات أجزاء الفم : وتشمل عددا كبيرا من العضلات المتصلة بأجزاء الفم وهي خافضة للشفاه ومحركة للفكوك وأجزائها . عضلات قرون الاستشعار : تنشأ من الهيكل الخارجي للرأس وتتصل بالأصل أو تنشأ من الأصل وتتصل بالعزق .

4-عضلات الرأس Cephalic mescles عضلات غير مباشرة : وتتصل بالصدر ولاتتصل بقواعد الأجنحة وهي مجموعتان : عضلات ظهرية بطنية بانقباضها ينخفض ظهر الحشرة إلى أسفل ويرتفع الجناح إلى أعلى نظرا لاتصاله المفصلي بالصدر . وزوج واحد من العضلات الطولية الترجية بانقباضها يتقوس الظهر إلى أعلى فينخفض الجناح إلى أسفل . والحركة المتبادلة السريعة لهاتين المجموعتين تؤدي إلى حركة الجناح السريعة إلى أعلى وإلى أسفل (انظر شكل 208) . عضلات مباشرة : وهي من العضلات البللورية تنشا من البللورا وتتصل مباشرة بالصفائح الموجودة عند قواعد الأجنحة وتعمل على حركة الأجنحة إلى الأمام وإلى الخلف . كماي عمل بعهضا على دوران الجناح حول محوره .