سلي الرماح العوالي

مراجعة 23:16، 1 فبراير 2007 بواسطة Mondita (نقاش | مساهمات)

(فرق) → مراجعة أقدم | مراجعة معتمدة (فرق) | النسخة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

سَلي الرّماحَ العَوالي عن معالينا، * * * واستشهدي البيضَ هل خابَ الرّجا فينا

وسائلي العُرْبَ والأتراكَ ما فَعَلَتْ * * * في أرضِ قَبرِ عُبَيدِ اللَّهِ أيدينا

لمّا سعَينا، فما رقّتْ عزائمُن * * * عَمّا نَرومُ، ولا خابَتْ مَساعينا

يا يومَ وَقعَة ِ زوراءِ العراق، وقَد * * * دِنّا الأعادي كما كانوا يدينُونا

بِضُمّرٍ ما رَبَطناها مُسَوَّمَة ً، * * * إلاّ لنَغزوُ بها مَن باتَ يَغزُونا

وفتيَة ٍ إنْ نَقُلْ أصغَوا مَسامعَهمْ، * * * لقولِنا، أو دعوناهمْ أجابُونا

قومٌ إذا استخصموا كانوا فراعنة ً، * * * يوماً، وإن حُكّموا كانوا موازينا

تَدَرّعوا العَقلَ جِلباباً، فإنْ حمِيتْ * * * نارُ الوَغَى خِلتَهُمْ فيها مَجانينا

إذا ادّعَوا جاءتِ الدّنيا مُصَدِّقَة ً، * * * وإن دَعوا قالتِ الأيّامِ: آمينا

إنّ الزرازيرَ لمّا قامَ قائمُها، * * * تَوَهّمَتْ أنّها صارَتْ شَواهينا

ظنّتْ تأنّي البُزاة ِ الشُّهبِ عن جزَعٍ، * * * وما دَرَتْ أنّه قد كانَ تَهوينا

بيادقٌ ظفرتْ أيدي الرِّخاخِ بها، * * * ولو تَرَكناهُمُ صادوا فَرازينا

ذلّوا بأسيافِنا طولَ الزّمانِ، فمُذْ * * * تحكّموا أظهروا أحقادَهم فينا

لم يغنِهِمْ مالُنا عن نَهبش أنفُسِنا، * * * كأنّهمْ في أمانٍ من تقاضينا

أخلوا المَساجدَ من أشياخنا وبَغوا * * * حتى حَمَلنا، فأخلَينا الدّواوينا

ثمّ انثنينا، وقد ظلّتْ صوارِمُنا * * * تَميسُ عُجباً، ويَهتَزُّ القَنا لِينا

وللدّماءِ على أثوابِنا علَقٌ * * * بنَشرِهِ عن عَبيرِ المِسكِ يُغنينا

فيَا لها دعوه في الأرضِ سائرة ٌ * * * قد أصبحتْ في فمِ الأيامِ تلقينا

إنّا لَقَوْمٌ أبَتْ أخلاقُنا شَرفاً * * * أن نبتَدي بالأذى من ليسَ يوذينا

بِيضٌ صَنائِعُنا، سودٌ وقائِعُنا، * * * خِضرٌ مَرابعُنا، حُمرٌ مَواضِينا

لا يَظهَرُ العَجزُ منّا دونَ نَيلِ مُنى ً، * * * ولو رأينا المَنايا في أمانينا

ما أعزتنا فرامينٌ نصولُ بها، * * * إلاّ جعلنا مواضينا فرامينا

إذا جرينا إلى سبقِ العُلى طلقاً، * * * إنْ لم نكُنْ سُبّقاً كُنّا مُصَلّينا

تدافعُ القدرَ المحتومَ همّتُنا، * * * عنّا، ونخصمُ صرفَ الدّهرِ لو شينا

نَغشَى الخُطوبَ بأيدينا، فنَدفَعُها، * * * وإنْ دهتنا دفعناها بأيدينا

مُلْكٌ، إذا فُوّقت نَبلُ العَدّو لَنا * * * رَمَتْ عَزائِمَهُ مَن باتَ يَرمينا

عَزائِمٌ كالنّجومِ الشُّهبِ ثاقِبَة ٌ * * * ما زالَ يُحرِقُ منهنّ الشيّاطِينا

أعطى ، فلا جودُهُ قد كان عن غلَطٍ * * * منهِ، ولا أجرُهُ قد كان مَمنونا

كم من عدوِّ لنَا أمسَى بسطوتِهِ، * * * يُبدي الخُضوعَ لنا خَتلاً وتَسكينا

كالصِّلّ يظهرُ ليناً عندَ ملمسهِ، * * * حتى يُصادِفَ في الأعضاءِ تَمكينا

يطوي لنا الغدرَ في نصحٍ يشيرُ به، * * * ويمزجُ السمّ في شهدٍ ويسقينا

وقد نَغُضّ ونُغضي عن قَبائحِه، * * * ولم يكُنْ عَجَزاً عَنه تَغاضينا

لكنْ ترَكناه، إذْ بِتنا على ثقَة ٍ، * * * إنْ الأميرَ يُكافيهِ فيَكفينا